ـ[تهذيب الكمال في أسماء الرجال]ـ
المؤلف: يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبو الحجاج، جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي الْمِزِّيّ (المتوفى: 742هـ)
المحقق: د. بشار عواد معروف
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت
الطبعة: الأولى، 1400 - 1980
عدد الأجزاء: 35
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو مذيل بالحواشي وضمن خدمة التراجم](1/1)
المجلد الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
قالوا في الإمام المزي
1- ووجدت بدمشق من أهل العلم الإمام المقدم والحافظ الذي فاق من تأخر من أقرانه ومن تقدم أبا الحجاج المزي، بحر العلم الزاخر، وحبره القائل من رآه: كم ترك الاوائل للاواخر.
ابن سيد الناس اليعُمَري ت (734)
2- كان خاتمة الحفاظ، وناقد الأسانيد والألفاظ، وهو صاحب معضلاتنا، وموضح مشكلاتنا، ما رأيت أحدًا في هذا الشأن أحفظ من الإمام أبي الحجاج المزي.
الذهبي ت (748)
3- ولم أَرَ في أشياخي بعد شيخنا أثير الدين في العربية مثله.
الصلاح الصفدي ت (764)
4- هو إمام المحدثين، والله لو عاش الدارقطني، لاستحيى أن يدرس مكانه.
تقي الدين السبكي ت (756)
5- شيخنا وأستاذنا وقدوتنا الشيخ جمال الدين أبو الحجاج المزي، حافظ زماننا، حامل راية السنة والجماعة، والقائم بأعباء هذه الصناعة، والمتدرع جلباب الطاعة، إمام الحفاظ كلمة لا يجحدونها، وشهادة على أنفسهم يؤدونها، ورتبة لو نشر أكابر الأعداء، لكانوا يودونها، واحد عصره بالإجماع، وشيخ زمانه الذي تصغي لما يقول الأسماع.
التاج، السبكي ت (771)(1/5)
قالوا في التهذيب
1- وصنف كتاب"تهذيب الكمال"في أربعة عشر مجلدا، كسف به الكتب المتقدمة في هذا الشأن، وسارت به الركبان، واشتهر في حياته.
الصلاح الصفدي
2- وصَنَّف"تهذيب الكمال"المجمع على أنه لم يصنف مثله.
التاج السبكي.
3- كتاب عظيم الفوائد، جم الفرائد، لم يصنف في نوعه مثله، لأن مؤلفه أبدع فيما وضع، ونهج للناس منهجا لم يشرع.
علاء الدين مغلطاي ت (763)
4- أتى فيه بكل نفيسة، وبالغ ولم يأل في استيفاء شيوخ الشخص ورواته، وغرائبه وموافقاته، وعدالته وجرحاته، ومناقبه وهناته، وعُمَره ووفاته، فبقي حسرةً على من لم يحصله من الفضلاء، ولهفةً على من أعوزه الامكان.
الإمام الذهبي(1/6)
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المحقق
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛
فهذه دراسة تناولت فيها سيرة المزي، وكتابه"تهذيب الكمال"، وجعلتها في أربعة فصول:
خصصت الفصل الاول لحياة المزي ومكانته العلمية.
والفصل الثاني لمنهج كتابه تهذيب الكمال ومنزلته بين الكتب التي من بابته، وبيان تفضيله على جميع الكتب السابقة واللاحقة في فنه.
والفصل الثالث لعناية العلماء بهذا الكتاب النفيس استدراكا واختصارا.
والفصل الرابع وصفت فيه المنهج الذي اتبعته في تحقيق هذا الكتاب.
ثم ختمت الدراسة بوصف النسخ المعتمدة، وطباق السماعات التي عليها(1/7)
الفصل الاول
حياة المزي ومكانته العلمية
مصادر ترجمته:
تناول المزي جملة كبيرة من المؤرخين، فترجموا له تراجم تختلف في طولها وقصرها ونوعية المعلومات التي تقدمها ونجد بينهم رفاقا له في طلب العلم، وتلامذة، وتلامذة لتلامذته وهلم جرا إلى عصور متأخرة.
وقد ترجم له من معاصريه: ابن سيد الناس اليعُمَري (ت 734) (1) ، وعلم الدين البرزالي (ت 739) (2) ، وشمس الدين الذهبي (ت 748) (3) ، وابن الوردي (ت 749) (4) ، وصلاح الدين الصفدي (ت 764) (5) ، وابن شاكر الكتبي (ت 764) (6) ، وشمس الدين الحسيني (ت 765) (7) ، وتاج الدين السبكي (ت 771) (8) ، وجمال
__________
(1) أجوبة ابن سيد الناس (نسختي المصورة عن الاسكوريال رقم 1160) .
(2) في معجم شيوخه، ولم يصل إلينا، ولكن وصلت بعض ترجمة المزي منه في المصادر الاخرى منقولة عنه.
(3) تذكرة الحفاظ: 4 / 1498، وذيل دول الاسلام: 2 / 247، ومعجم شيوخه الكبير: 2 / الورقة: 90 من نسختي المصورة، والمعجم المختص بمحدثي العصر، ولم تصل إلينا ترجمته فيه ولكن نقلت منها المصادر الاخرى مثل طبقات السبكي والدرر لابن حجر وغيرهما.
(4) تتمة المختصر: 2 / 332.
(5) أعيان العصر: 12 / الورقة: 128 123 من نسختي المصورة وهي بخطه.
(6) عيون التواريخ، الورقة: 59 (كيمبرج: 2923) ، وهو بخطه، وفوات الوفيات: 4 / 353 من طبعة العالم إحسان عباس.
(7) الذيل على ذيل العبر: 229.
(8) طبقات الشافعية الكبرى: 10 / 395.(1/9)
الدين الاسنوي (ت 772) (1) وتقي الدين ابن رافع السلامي (ت 774) (2) ، وصهره عماد الدين ابن كثير (ت 774) (3) .
وترجم له بعد عصره جماعة، منهم: ابن ناصر الدين الدمشقي (ت 842) (4) ، والمقريزي (ت 845) (5) ، وابن قاضي شهبة (ت 851) (6) ، وابن حجر العسقلاني (ت 852) (7) ، وابن تغري بردي (ت 874) (8) ، والسخاوي (ت 902) (9) ، والسيوطي (ت 911) (10) ، والنعيمي (ت 927) (11) ، وابن طولون (ت 953) (12) ، وطاش كبري زادة (ت 967) (13) ، وابن هداية الله المصنف (ت 1014) (14) ، وابن العماد الحنبلي (ت 1089) (15) ، والشوكاني (ت 1250) (16) ، وغيرهم (17) .
__________
(1) طبقات الشافعية: 2 / 464.
(2) الوفيات، الورقة: 44 (الترجمة: 286 بتحقيق تلميذنا الفاضل صالح مهدي عباس، ولم تطبع بعد) .
(3) البداية والنهاية: 14 / 191 وفي غير موضع قبل هذه الصفحة.
(4) التبيان، الورقة: 166، والرد الوافر: 128.
(5) السلوك: ج 2 ق 3 ص: 616.
(6) التاريخ، الورقة: 36 (وفيات 742 من نسخة باريس: 1398) ، وطبقات الشافعية، الورقة: 119 (دار الكتب: 1568 تاريخ) .
(7) الدرر الكامنة: 5 / 233.
(8) المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي، الورقة: 857 (أحمد الثالث: 3018) ، والنجوم: 10 / 76 (79)
(9) وجيز الكلام في ذيل دول الاسلام: وفيات 742 من نسخة كوبرلي: 1189 وله ذكر في غير صع من كتابة: الاعلان بالتوبيخ.
(10) طبقات الحفاظ: 517.
(11) الدارس: 1 / 35.
(12) القلائد الجوهرية: 329، والمعزة فيما قيل في المزة: 10.
(13) مفتاح السعادة: 2 / 367.
(14) طبقات الشافعية: 227.
(15) شذرات الذهب: 6 / 136.
(16) البدر الطالع: 2 / 353.
(17) وله ذكر أو ترجمة في كل من: كشف الظنون لحاجي خليفة: 1 / 116، 2 / 1509، 1510، 169، وإيضاح المكنون: 1 / 241، وهدية العارفين للبغدادي: 2 / 556، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء للطباخ: 4 / 579، والرسالة المستطرفة لمحمد بن جعفر الكتاني: 168، 208، وفهرس الفهارس لمحمد عبد الحي الكتاني: 1 / 107، والاعلام للعلامة المرحوم خير الدين الزركلي: 9 / 313، وتاريخ الادب لبروكلمان: 2 / 75، والملحق: 2 / 66 (بالالمانية) ، ومقدمة تحفة الاشراف وغيرها.(1/10)
وغالبا ما ينقل هؤلاء الواحد عن الآخر، لكننا وجدنا أكثر التراجم أصالة ومنفعة هي تراجم الذهبي والصفدي والسبكي وابن كثير وابن حجر لما حوته من معلومات متنوعة.
بيئة المزي ونشأته:
كانت بلاد الشام منذ النصف الثاني من القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) تعيش في ظل دولة المماليك البحرية التي قامت على أنقاض الدولة الايوبية، وأصبحت من أعظم مراكز القوى في العالم الاسلامي بسبب قدرتها على إيقاف التقدم المغولي المدمر الذي قضى على الخلافة العباسية ببغداد.
وعاشت دمشق آنذاك وهي تشهد عز الاسلام..عيدت أولا في سنة (658) على خير عظيم حينما تمكنت جيوشها من هزيمة جيوش المغول المدمرة شر هزيمة في "عين جالوت"غربي بيسان من أرض فلسطين الصابرة، وتنظيف البلاد الشامية من فلولهم المدحورة..
وعيدت ثانية في السنة نفسها بولاية مجاهد عظيم عليها هو السلطان العظيم الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتوح بيبرس"658 676"، ثم شهدته بعد ذلك الانتصار وهو يكيل الضربات القوية للعدو الصليبي المخذول يحاول إزاحته من أرض العَرُوبَة والاسلام حتى أوهنه وأوهاه وأنحله وأضناه، وحرر القسم الاكبر من السواحل الشامية التي كانت بأيدي الغزاة الصليبيين (1) ، فأعاد بذلك سيرة السلطان المجاهد صلاح الدين يوسف الايوبي رضي الله عنه في الجهاد.
ثم شهدت هذه المدينة المجاهدة في سنة (690) تحرير آخر
__________
(1) تاريخ الاسلام للذهبي، الورقة 35 34 (أيا صوفيا: 3014) .(1/11)
شبر من أرض العَرُوبَة والاسلام وتنظيف البلاد من الغزاة الصليبيين على عهد السلطان الملك الاشرف صلاح الدين خليل (1)
..سمعت المنادي في مستهل ربيع الاول من السنة ينادي للغزاة في سبيل الله إلى عكا، وشاهدت المطوعة، وفيهم المحدثون والفقهاء والمدرسون والصالحون ينضمون إلى الجيش. قال الإمام الذهبي: وكان يومها شابا في السابعة عشرة من عُمَره: وجاءت إليه جيوش الشام بأسرها، وأمم لا يحصيهم إلا الله تعالى من المطوعة، فكانوا قدرالجندمرات" (2) ..شاهدت هؤلاء الأئمة الاعلام، وهم يجرون عجل المنجنيقات يرتلون القرآن الكريم، ويقرؤون أحاديث الجهاد، يتجهون نحو تحرير الارض، وصيانة حرمة الاسلام، فلم يلبث أن فتح المسلمون عكا في يوم واحد، كان يوم الجمعة المبارك السابع عشر من جمادى الاولى من السنة. وتوالت الانتصارات بعد فتح عكا، ففتحت صور، وصيدا، وبيروت، وغيرها حتى حررت جميع السواحل الشامية ونظفت من دنس الغزاة (3) .
وكانت بلاد الشام إلى جانب ذلك قد أصبحت مركزا كبيرا من مراكز الحركة الفكرية، فيها من المدارس العامرة، ودور القرآن والحديث العدد الكثير، عمل على تعميرها حكامها وبعض المياسير من أهلها، ونشطت في عهد الشهيد نور الدين محمود بن زنكي. وكانت العناية بالدراسات الدينية من تفسير وحديث وفقه وعقائد وما يتصل بها
__________
(1) قال الذهبي في ترجمة من تاريخ الاسلام: جلس على تخت الملك سنة تسع وثماني وست مئة، واستفتح الملك بالجهاد فسار ونازل عكا وافتتحها ونظف الشام كله من الفرنج..ولو طالت حياته لاخذ العراق وغيرها، فإنه كان بطلا شجاعا مقداما مهيبا عالي الهمة يملا العين ويرجف القلب رأيته مرات.." (الورقة: 225 من مجلد أيا صوفيا ذي الرقم 3014) .
(2) تاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 205 من المجلد المذكور.
(3) البرزالي: المقتفي لتاريخ أبي شامة (حوادث سنة 690) من نسختي المصورة عن أحمد الثالث 2951، وتاريخ الاسلام للذهبي: 207 205 من المجلد المذكور، والبداية لابن كثير: 13 / 321.(1/12)
من علوم العربية هي السمة البارزة لهذا العصر، فأنتجت هذه الحركة أكلها في القرن الثامن الهجري الذي تبوأت فيه دمشق السيادة العلمية والفكرية في جميع أنحاء العالم الاسلامي بما أنتجت من تراث فكري، وأنجبت من علماء بارزين في هذه الميادين.
لكننا لاحظنا، ونحن نرصد هذه الحركة تباينا شديدا في قيمة الانتاج الفكري لهذه الفترة وأصالته، فوجدنا الكثير من المؤلفات الهزيلة التي لم تكن غير تكرار لما هو موجود في بطون الكتب السابقة، ثم وجدنا بعض المؤلفات التي امتازت بالاصالة والابداع والمناهج العلمية المتميزة. وقد زاد من صعوبة الابداع وخاصة في العلوم الدينية أن الواحد من العلماء كان يجد أمامه تراثا ضخما ممتدا عبر القرون في الموضوع الذي يوم التأليف فيه، وهو في وضعه هذا يختلف عن المؤلفين الاولين الذي لم يجابهوا مثل هذا التراث الغزير (1) .
في هذه البيئة السياسية والفكرية ولد الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف ابن الزكي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يُوسُف بْن علي بن عبد الملك بن علي بن أَبي الزهر الكلبي القضاعي المزي في ليلة العاشر من شهر ربيع الآخر سنة (654) بظاهر حلب (2) من عائلة عربية الاصل ترجع إلى قبيلة كلب القضاعية التي استوطنت البلاد الشامية منذ فترة مبكرة.
وانتقل جماد الدين إلى دمشق، فسكن المزة (3) القرية الكبيرة الغناء الواقعة في وسط بساتين دمشق جنوب غربيها والظاهر أن الكلبيين كانوا يكونون القسم الاكبر من سكانها منذ العهود الاسلامية الاولى،
__________
(1) ينظر كتابنا: الذهبي ومنهجه: 75 فما بعد (القاهرة: 1976) .
(2) الذهبي في معجم الشيوخ: 2 / الورقة: 90، وعيون التواريخ لابن شاكر، الورقة: 59، وأعيان العصر للصفدي، الورقة: 123، وطبقات السبكي: 10 / 400.
(3) انظر عن"المزة"معجم البلدان لياقوت: 4 / 532.(1/13)
لذلك قيل فيها: مزة كلب"، قال الشاعرابن قيس الرَّقِّيّات:
حبذا ليلتي بمزة كلب • غال عني بها الكوانين غول
وبها على ما يروى قبر الصحابي دحية بن خليفة بن فروة الكلبي القضاعي (1) ، فلعل هذا هو الذي يفسر اختيار هذا المكان من دمشق سكنا له، إذ ربما كان له فيها بعض الاقرباء. ولا نعلم فيما إذا كان قدم دمشق وحده أم صحبة عائلته حيث تسكت المصادر عن ذلك، كما لا نعلم متى كان قدومه، ولكن يظهر أنه قدم منذ فترة مبكرة لقول تلميذه ورفيقه الإمام الذهبي: نشأ بالمزة" (2) .
وقرأ يوسف القرآن الكريم وشيئا من الفقه، لكن عائلته على ما يظهر، لم تعتن به العناية الكافية ولم توجهه إلى طلب الحديث منذ فترة مبكرة كما فعلت عائلة رفيقه وتلميذه الإمام الذهبي (3) ، ويبدو أنها لم تكن عائلة مشهورة بالعلم والطلب، ولم يكن والده من العلماء المشهورين (4) ، فلم يكن له إلا أن يطلبه هو بنفسه حينما بلغ الحادية والعشرين من عُمَره، فكان أول سماعه في سنة (675) (5) ، فلو كان له من يعتني به، ويستجيز له، ويوجهه، لادرك إسنادا عاليا، قال تلميذه
__________
(1) معجم البلدان: 4 / 532، وراجع الاسيتعاب لابن عَبد الْبَرِّ: 2 / 461.
(2) تذكرة الحفاظ: 4 / 1498، ومعجم الشيوخ: 2 / الورقة: 90.
(3) انظر كتابنا: الذهبي ومنهجه: 81 78. ووجدنا أخا الذهبي من الرضاعة أبا الحسن بن العطار"724 654"يستجيز للذهبي جملة من مشايخ عصره في سنة مولده"الدرر لابن حجر: 3 / 426) . وقد انتفع الذهبي بهذه الاجازة انتفاعا شديدا (وراجع معجم شيوخ الذهبي: م 1 / الورقة: 8 و12 و18 و80 و90 م 2 / الورقة: 6 و31 و59 و60 و87 و88 وغيرها) .
(4) وصف الذهبي في معجم شيوخه والد المزي بأنه"الشيخ العالم المقرئ زكي الدين عبد الرحمن"، لكن الكتب المعنية بالقراء لم تترجم له! (5) أعيان العصر: 12 / الورقة: 123، وتذكرة الحفاظ: 4 / 1498، ومعجم الشيوخ: 2 / الورقة: 90. وذكر الشيخ عبد الصمد شرف الدين في مقدمة تحفة الاشراف أن ذلك كان سنة 674 (1 / 22 من المقدمة) ولم نجد لذلك أصلا.(1/14)
الصلاح الصفدي: ولم يتهيأ له السماع من ابن عبد الدائم (1) ولا الكرماني (2) ولا ابن أَبي اليسر (3) ونحوهم، ولا أجازوا له، مع إمكان أن تكون له إجازة المرسي (4) والمنذري (5) وخطيب مردا (6) واليلداني (7) وتلك الحلبة" (8) ، وَقَال الحافظ ابن حجر العسقلاني: ولو كان له من يسمعه صغيرا، لسمع من ابن عبد الدائم والكرماني وغيرهما، ولكنه طلب بنفسه في أول سنه خمس وسبعين"9.
سماعه وشيوخه
كان أول سماعه الحديث على الشيخ المسند المعمر زين الدين أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أَبي الخير سلامة بن إبراهيم الدمشقي الحداد الحنبلي (678 589) ، فسمع أول ما سمع كتاب"الحلية"لابي نعيم ثم أكثر عنه (10) ، قال إمام المؤرخين شمس الدين الذهبي: وقرأ عليه المزي شيخنا شيئا كثيرا، وسمع منه"حلية الاولياء"، ورثاه بابيات بعد موته، وسألته عنه، فقال: شيخ جليل متيقظ، عُمَر، وتفرد بالرواية عن كثير من مشايخه، وحدث سنين كثيرة وسمعنا منه الكثير، وكان سهلا
__________
(1) زين الدين أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الدائم بن نعمة المقدسي الحنبلي مسند الشام"668 575" (تاريخ الاسلام في سنة وفاته أيا صوفيا 3013، والعبر: 5 / 288)
(2) بدر الدين عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أَبي سعد التاجر"668 570.
(3) مسند الشام تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أَبي اليسر شاكر التنوخي"672 589" (تاريخ الاسلام، الورقة: 9 (أيا صوفيا: 3014) ، والعبر: 5 / 299) .
(4) شرف الدين أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن عَبد الله السلمي الاندلسي"655 570" (تاريخ الاسلام في سنة وفاته أيا صوفيا: 3013) .
(5) زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي بن عَبد الله المنذري الشامي الاصل المِصْرِي"656 581" (ينظر كتابنا: المنذري وكتابه التكملة، النجف: 1968) .
(6) أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إسماعيل بن أحمد المقدسي الحنبلي"656 566" (تاريخ الاسلام، وفيات: 656 من مجلد أيا صوفيا: 3013) .
(7) تقي الدين عبد الرحمن بن المنعم بن عبد الرحمن، من أهل يلدان (المعروفة اليوم بيدا في دمشق جنوب شرقيها""655 568" (تاريخ الاسلام، وفيات سنة 655 من مجلد أيا صوفيا: 3013) .
(8) أعيان العصر: 12 / الورقة: 123.
(9) الدر لابن حجر: 5 / 233.
(10) تذكرة الحفاظ: 4 / 1498، والدرر: 5 / 233.(1/15)
في الرواية" (1) . وكانت لأحمد هذا مكانة علمية رفيعة دللت عليها رواية جملة من ثقات العلماء عنه منهم: شرف الدين الدمياطي، وابن الحلوانية، وابن الخباز، وابن العطار، وشيخ الاسلام التقي ابن تيمية، والبرزالي، وطائفة سواهم، بل سمع منه ابن الحاجب الاميني بعرفات سنة (620) وخرج له في معجمه (2) ، وعاش ابن سلامة هذا بعد ابن الحاجب ثمانية وأربعين عاما (3) .
ومنذ ذلك الحين اتجهت همة المزي إلى سماع الحديث، فسمع من الجم الغفير، سمع عليهم الكتب الكبار الامهات مثل: الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد، والمعجم الكبير لابي القاسم الطبراني، وتاريخ مدينة السلام بغداد للخطيب البغدادي، وكتاب النسب للزبير بن بكار، والسيرة لابن هشام، وموطأ الإمام مالك، والسنن الكبير، ودلائل النبوة كلاهما للبيهقي بحيث قال تلميذه الصلاح الصفدي: وأشياء يطول ذكرها، ومن الاجزاء ألوفا" (4) . وذكروا أن مشيخته نحو الالف شيخ (5) ، أورد الذهبي الكثير منهم في تاريخ الاسلام، وكان يسأله عن أحوال بعضهم (6) .
وتجول المزي في المدن الشامية، فسمع بالقدس الشريف، وحمص، وحماة، وبعلبك، وحج وسمع بالحرمين الشريفين. ورحل إلى البلاد المِصْرِية، فسمع بالقاهرة، والاسكندرية، وبلبيس، وكانت رحلته إليها في سنة (683) (7) ، وكان بالاسكندرية في سنة (684) حيث قرأ فيها على صدر الدين سحنون المتوفى سنة (695) (8) .
__________
(1) تاريخ الاسلام، الورقة: 59 (أيا صوفيا: 3014) .
(2) معجم شيوخ الذهبي: 1 / الورقة: 6، وتاريخ الاسلام، الورقة: 59 (أيا صوفيا: 3014) .
(3) لان ابن الحاجب توفي سنة 630 كما هو معروف، وتوفي ابن سلامة سنة 678.
(4) أعيان العصر: 12 / الورقة: 123.
(5) نفسه، والدرر: 5 / 233.
(6) انظر مقلا تاريخ الاسلام، الورقة: 161، 162، 147 (أيا صوفيا: 3014) .
(7) تذكرة الحفاظ: 4 / 1498.
(8) تاريخ الاسلام، الورقة: 247 (أيا صوفيا: 3014) .(1/16)
وقد ذكر الصلاح الصفدي طبقات شيوخه على الاختصار، وذكر أبرزهم، فقال: سمع من أصحاب ابن طَبَرْزَذَ، والكندي، وابن الحرستاني وحنبل، ثم ابن ملاعب، والرهاوي، وابن البناء، ثم ابن أَبي لقمة، وابن البن، وابن مكرم والقزويني. ثم ابن اللتي، وابن صباح، وابن الزبيدي.
وأعلى ما سمع بإجازة ابن كليب وابن بوش، والجمال، وخليل بن بدر، والبوصيري وأمثالهم. ثم المؤيد الطوسي، وزاهر الثقفي، وعبد المعز الهروي.
وسمع أبا العباس ابن سلامة، وابْنُ أَبي عُمَر، وابْنُ عَلانَ، والشيخ محيي الدين النووي، والزواوي، والكمال عَبد الرحيم، والعز الحراني، وابن الدرجي، والقاسم الاربلي، وابن الصابوني، والرشيد العامري، ومحمد بن القواس، والفخر ابن البخاري، وزينب، وابن شيبان، ومحمد بن محمد بن مناقب، وإسماعيل بن العسقلاني، والمجد ابن الخليلي، والعماد ابن الشيرازي، والمحيي ابن عصرون، وأبا بكر بن الانماطي، والصفي خليلا، وغازيا الحلاوي، والقطب ابن القسطلاني وطبقتهم. والدمياطي شرف الدين، والفاروثي، واليونيني، وابن بلبان، والشريشي، وابن دقيق العيد، والظاهري، والتقي الاسعردي وطبقتهم. وتنازل إلى طبقة سعد الدين الحارثي (1) وابن نفيس (2) " (3) .
وعني المزي بدراسة العربية، فأتقنها لغة وتصريفا، ففاق أقرانه في ذلك بحيث قال الصلاح الصفدي فيه: ولم أر في أشياخي بعد
__________
(1) قاضي القضاة سعد الدين أبو محمد مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد الحارثي العراقي المِصْرِي الحنبلي"711 652" (تذكرة الحفاظ: 4 / 1495) .
(2) أبو الحسن علي بن مسعود ابن نفيس الموصلي"704 636" (ذيل العبر للذهبي: 26، والذيل لابن رجب: 2 / 351) .
(3) أعيان العصر: 12 / الورقة: 124 123.(1/17)
شيخنا أثير الدين في العربية مثله خصوصا في التصريف واللغة" (1)
وهذه شهادة عالم عارف نستبين قدرها إذا عرفنا مكانة أثير الدين أبي حيان الغرناطي أعظم علماء العربية في القرن الثامن الهجري غير مدافع (2) . وقد عرف أبو حيان نفسه قدر المزي، فأغدق الثناء عليه، وعلى علمه الجم (3) .
تأثره بالفكر السلفي
اتصل المزي اتصالا وثيقا بثلاثة من شيوخ ذلك العصر، وترافق معهم، وهم: شيخ الاسلام تقي الدين أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الحليم المعروف بابن تيمية الحراني (728 661) ، والمؤرخ المحدث علم الدين أبو محمد القاسم بن محمد البرزالي (665 739) ، ومؤرخ الاسلام شمس الدين أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أحمد الذهبي (748 673) (4) ، فكان المزي أكبرهم سنا، وكان بعضهم يقرأ على بعض فهم شيوخ وأقران في الوقت نفسه، وقرأ الثلاثة على المزي واعترفوا بأستاذيته، وافتخروا بها.
والظاهر أن المزي اتصل في شبيبته ببعض المتصوفة الغلاة. وكان التصوف منتشرا في البلاد انتشارا واسعا، وظهر بينهم كثير من المشعوذين الذين أثروا في العوام أيما تأثير (5) وانجذب إليهم بعض الشباب، فاغتر المزي في شبيبته بهم، فصحب الشاعر (6) الصوفي
__________
(1) أعيان العصر: 12 / الورقة: 127.
(2) راجع عنه كتاب العالمة الفاضلة الدكتورة خديجة الحديثي (أبو حيان النحوي بغداد: 1967) .
(3) وذلك في كتابه"القطر الحبي في جواب أسئلة الذهبي"، انظر كتابنا: الذهبي: 329، والدرر: 5 / 234.
(4) راجع كتابنا: الذهبي: 99.
(5) راجع مثلا تاريخ الاسلام، الورقة: 75 (أيا صوفيا: 3007) ، والورقة: 36 (أيا صوفيا: 3014) .
(6) له ديوان شعر مشهور منه نسخة بدار الكتب الظاهرية بدمشق، وأخرى في الاسكوريال منها مصورة في خزانة كتب المجمع العلمي العراقي. وَقَال الذهبي: وله شعر في الطبقة العليا والذروة القصوى لكنه مشوب بالاتحاد في كثير من الاوقات"وأورد طائفة منه في تاريخ الاسلام (الورقة: 188 186 أيا صوفيا: 3014) .(1/18)
عفيف الدين أبا الربيع سُلَيْمان بن علي التلمساني (1) (690 610) .
وكان العفيف هذا من غلاة الاتحادية القائلين بوحدة الوجود (2) على قاعدة ابن عربي، ونسبه جماعة إلى رقة الدين، وتعاطي المحرمات (3) ، فلما تبين للمزي انحلال العفيف واتحاده، تبرأ منه، وحط عليه (4) .
ولعل مفارقته للعفيف التلمساني واضرابه كانت نتيجة تأثره بالإمام تقي الدين ابن تيمية الذي أعجب به المزي أيما إعجاب، فكان أكثر رفاقه صلة ومحبة بالشيخ الإمام (5) .
وكانت شخصية الإمام ابن تيمية قد اكتملت في نهاية القرن السابع الهجري، فأصبح مجتهدا له آراؤه الخاصة التي تقوم في أصلها على اتباع آثار السلف، ونتقية الدين من الخرافات، والمعتقدات الطارئة عليه، وابتدأ منذ سنة 698 يدخل في خصومات عقائدية حادة مع علماء عصره المخالفين له (6) ، ويقيم الحدود بنفسه (7) ، ويحارب المشعوذين (8) ، ويمنع من تقديم النذور لغير الله (9) ، ويريق الخمور (10) ، ونحو ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عَنِ المنكر.
وظهرت شخصية الإمام ابن تيمية السياسية في الحرب الغازانية سنة (699) بعد هزيمة الجيوش المِصْرِية والشامية أمام غزو غازان سلطان المغول في موقعة الخزندار، فقد قابل ابن تيمية غازان وكلمه
__________
(1) تذكرة الحفاظ: 4 / 1499، وأعيان العصر: 12 / الورقة: 124.
(2) تاريخ الاسلام، الورقة: 186 (أيا صوفيا: 3014) .
(3) البداية والنهاية: 13 / 326، وشذرات الذهب: 5 / 412، وتاريخ الاسلام، الورقة: 186 (أيا صوفيا: 3014) .
(4) تذكرة الحفاظ: 4 / 1499.
(5) انظر أقوال المزي في ابن تيمية بكتاب"الرد الوافر"لابن ناصر الدين"130 128.
(6) البداية: 14 / 27، والدرر: 5 / 234.
(7) البداية: 14 / 19.
(8) الوافي بالوفيات: 5 / 18، والبداية: 14 / 33 وفتواه في الصوفية والفقراء (القاهرة: 1348 هـ)
(9) البداية: 14 / 34.
(10) نفسه: 14 / 11.(1/19)
كلاما شديدا، وعمل على ثبات البلاد حينما خلت من الجيوش القادرة على رد الغزو المدمر، فكان يدور على الاسوار يحرض الناس على الصبر والقتال، ويتلو عليهم آيات الجهادو الرباط، وأقام معسكرات التدريب في كل مكان ومنها المدارس، فكان المحدثون والفقهاء يتعلمون الرمي، ويستعدون لقتال العدو (1) . ثم سافر إلى مصر يحض الدولة والناس على القتال حتى تمكن في سنة (702) من رص الصفوف، وتوحيد القلوب، وتحديد الهدف مما أدى إلى الانتصار الكبير في وقعة"شقحب"التي شارك الإمام ابن تيمية في القتال فيها يصحبه طلبة العلم من المحدثين والفقهاء والصالحين، وكان يحرض الجيش والمطوعة في ساحة القتال على البلاء ويبشرهم بالنصر (2) ، قال ابن كثير: وجعل يحلف بالله الذي لا إله إلا هو"إنكم منصورون عليهم هذه المرة، فيقول له الامراء: قل إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا، وأفتى الناس بالفطر مدة قتالهم وأفطر هو أيضا" (3) .
أقول: إن هذه الشخصية العظيمة جذبت المزي إليها، فأعجب المزي بابن تيمية الاعجاب كله، وترافق معه طيلة حياته، قال الذهبي: ترافق هو وابن تيمية كثيرا في سماع الحديث، وفي النظر في العلم، وكان يقرر طريقة السلف في السنة، ويعضد ذلك بمباحث نظرية وقواعد كلامية..وما وراء ذلك بحمدالله إلا حسن إسلام وحسبة لله مع أني لم أعلمه ألف في ذلك شيئا" (4) ، وَقَال التاج السبكي: واعلم أن هذه الرفقة أعني المزي والذهبي والبرزالي وكثيرا من أتباعهم، أضر بهم أبو العباس ابن تيمية إضرارا بينا،
__________
(1) انظر تاريخ الاسلام، الورقة: 334 فما بعد (أيا صوفيا: 3014) ، والبداية: 14 / 12 6.
(2) أعيان العصر: 8 / 7 1 من نسختي المصورة عن أيا صوفيا: 2968.
(3) البداية: 14 / 26.
(4) تذكرة الحفاظ: 4 / 1499.(1/20)
وحملهم من عظائم الامور أمرا ليس هينا، وجرهم إلى ما كان التباعد عنه أولى بهم، وأوقعهم في دكادك من نار المرجو من الله أن يتجاوزها لهم ولاصحابهم" (1) . وهذه النصوص تشير إلى قدم هذه العلاقة التي ابتدأت منذ أيام الطلب، وأخذت تنمو على مرور الايام، فتزيد متانة وصلابة.
وهكذا تكون فكر الحافظ المزي، فهو شافعي المذهب، سلفي العقيدة، أخلص الاخلاص كله لرفيقه ابن تيمية وآرائه التجديدية، وجعله مثله الاعلى، ويظهر ذلك جليا من دراسة سيرتيهما، فقد أوذي المزي بسبب ذلك: أوذي مرة، واختفى مدة من أجل تحديثه بتاريخ بغداد للخطيب البغدادي (2) ، وأوذي ثانية في رجب من سنة (705) حينما تناظر ابن تيمية مع الاشاعرة عند نائب السلطنة الافرم، وقرئت عقيدة ابن تيمية الواسطية وحصل البحث في أماكن منها، ثم اضطر المناظرون له إلى قبولها بعد أن أفحمهم شيخ الاسلام، فقعد المزي عندئذ تحت قبة النسر بجامع دمشق، وقرأ فصلا بالرد على الجهمية من كتاب"أفعال العباد"للامام البخاري بعد قراءة ميعاد البخاري، فغضب بعض الفقهاء الشافعية الحاضرون، وَقَالوا: نحن المقصودون بذلك، وشكوه إلى القاضي الشافعي نجم الدين أحمد بن صصرى، وكان عدوا للشيخ ابن تيمية، فسجن المزي، فبلغ الشيخ تقي الدين ذلك
__________
(1) الطبقات: 10 / 400 وهذا الكلام جزء من كلامه في هؤلاء الرفقة من الأئمة الاعلام ولاسيما في شيخه الذهبي بحيث قال فيه: والذي أدركنا عليه المشايخ النهي عن النظر في كلامه وعدم اعتبار قوله، ولم يكن يستجري أن يظهر كتبه التاريخية إلا لمن يغلب على ظنه أنه لا ينقل عنه ما يعاب عليه" (الطبقات: 2 / 14 13) ، قال ذلك وشحن كتابه الطبقات من كتب الذهبي إذ كان معتمده الرئيس!
وكان السبكي أشعريا جلدا بحيث قال فيه عز الدين الكناني"ت 819": هو رجل قليل الادب، عديم الانصاف جاهل بأهل السنة ورتبهم" (الاعلان للسخاوي: 469 فما بعد، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، الورقة: 48 47 (الظاهرية) ، وانظر مناقشتنا لاقواله في الفصل الذي كتبناه عن"النقد"عند الذهبي من كتابنا: الذهبي ومنهجه، وخاصة: 458 فما بعد) .
(2) أعيان العصر: 12 / الورقة: 124.(1/21)
فتألم لحبس المزي، وذهب إلى السجن، وأخرجه بنفسه، ولم يحفل بالسلطة، وراح إلى القصر، فوجد القاضي ابن صصري هناك، فتقاولا بسبب المزي، فحلف ابن صصرى لا بد أن يعيده إلى السجن وإلا عزل نفسه، وكان الافرم غائبا عن دمشق ذلك اليوم، فأمر نائبه بإعادته تطييبا لقلب القاضي، فحبسه عنده أياما ثم أطلقه (1) .
وكان ابن تيمية كثير الاعتماد على المزي وعلمه ومعرفته، فحينما خرج من سجنه بمصر سنة (709) بعد عودة السلطان محمد بن قلاوون وجلس في القاهرة ينشر علمه، احتاج إلى بعض كتبه التي بالشام، فكتب إلى أهله كتابا يطلب جملة من كتب العلم التي له، وطلب منهم أن يستعينوا على ذلك، بجمال الدين المزي"فانه يدري كيف يستخرج له ما يريده من الكتب التي أشار إليها" (2) . وحينما ولي المزي أكبر دار حديث بدمشق هي دار الحديث الاشرفية سنة (718) فرح ابن تيمية فرحا عظيما بذلك وَقَال: لم يل هذه المدرسة من حين بنائها إلى الآن أحق بشرط الواقف منه" (3) . وقد وليها عظماء العلماء المحدثين منهم: تقي الدين ابن الصلاح (643 577) ، وابن الحرستاني (662 577) ، وأبو شامة (665 599) ومحيي الدين النووي (676 631) وغيرهم، فقد اعتمد ابن تيمية قول الواقف: ان اجتمع من فيه الرواية ومن فيه الدراية قدم من فيه الرواية" (4) ففضله ابن تيمية بذلك على جميع المتقدمين في الرواية.
ولما توفي شيخ الاسلام ابن تيمية مسجونا بقلعة دمشق، لم يسمح لاحد بالدخول أول الامر إلا لخواص أصحابه، قال ابن كثير:
__________
(1) البداية: 14 / 37، وأعيان العصر: 12 / الورقة: 124، والدرر: 5 / 234، والدارس للنعيمي: 1 / 98 97، والبدر الطالع: 14 / 66، 2 / 353.
(2) البداية: 14 / 55 54.
(3) أعيان العصر: 12 / الورقة: 124، والدارس: 1 / 35.
(4) أعيان العصر: 12 / الورقة: 124.(1/22)
"وكنت فيمن حضر هناك مع شيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي رحمه الله وكشفت عن وجه الشيخ، ونظرت إليه وقبلته..ثم شرعوا في غسل الشيخ، وخرجت إلى مسجد هناك، ولم يدعوا عنده إلا من ساعد في غسله، منهم شيخنا الحافظ المزي، وجماعة من كبار الصالحين الاخيار أهل العلم، والايمان" (1) . ولما مات المزي بعد ذلك بأربعة عشر عاما، دفن غربي قبر رفيقه وصديقه ابن تيمية (2) رضي الله عنهما.
وظل الشيخ بعد وفاة ابن تيمية مؤمنا بهذه العقيدة، ولم يفتر عن دوام الايمان بها، فنجده مدافعا منافحا عن عقيدة الاسلام الصحيحة محاربا الخارجين المارقين عنها، فيشاهده الناس فِي ذي القعدة من سنة (741) وهو في الثامنة والثمانين من العُمَر يحضر المجلس بدار العدل مع رفيقه في العقيدة الإمام الذهبي عند محاكمة عثمان الدكالي، أحد المارقين عن الاسلام، قال ابن كثير: وتكلما، وحرضا في القضية جدا، وشهدا بزندقة المذكور بالاستفاضة وكذا الشيخ زين الدين أخو الشيخ تقي الدين ابن تيمية، وخرج القضاة الثلاثة المالكي والحنفي والحنبلي وهو نفذوا حكمه في المجلس، فحضروا قتل المذكور، وكنت مباشرا لجميع ذلك من أوله إلى آخره" (3) . ولم يكن الشافعية الاشاعرة، ومنهم قاضيهم تقي الدين السبكي، قد وافقوا على محاكمة هذا الرجل، قال ابن حجر في ترجمة الدكالي هذا: كان من الخانقاه السميساطية فدعا طائفة إلى مقالات الباجريقي، فشاع أمره، فأمسك، وقامت عليه البينة بالامور المنكرة فحبس، ثم حضر المزي والذهبي، فشهدا عليه بالاستفاضة بما نسب إليه، فحكم القاضي شرف الدين المالكي بإراقة دمه، ولم يكن ذلك
__________
(1) البداية: 14 / 138.
(2) البداية: 14 / 192.
(3) البداية: 14 / 190.(1/23)
رأي النائب ألطنبغا ولا التقي السبكي" (1) .
منزلة المزي العلمية
1ـ أبرز آثاره
احتل المزي مكانة عظيمة بين علماء القرن الثامن الهجري في الحديث وعلومه، وما يتصل بهما، وقامت شهرته على أعظم كتابين ألفهما في فنهما هما"تحفة الاشراف""وتهذيب الكمال.
ويعد كتاب"تحفة الاشراف بمعرفة الاطراف (2) "من أعظم الكتب المؤلفة في أطراف الكتب الستة وبعض لواحقها، كان الغرض الاساس منه جمع أحاديث الكتب الستة وبعض لواحقها بطريق تسهل على القارئ معرفة أسانيدها المختلفة مجتمعة في موضع واحد. وقد رتبه على الأسانيد دون المتون، فصار معجما مرتبا على تراجم أسماء الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وفي بعض الاحيان أتباع أتباع التابعين فدونت جميع أحاديث الكتب الستة وبعض لواحقهما على هذه الأَسماء، فأصبح يتكون من (1395) مسندا منها (995) مسندا منسوبا إلى الصحابة بعد أن رتب أسماءهم على حروف المعجم، والباقية من المراسيل وعددها أربع مئة منسوبة إلى أئمة التابعين ومن بعدهم على حروف المعجم أيضا، وهو عمل هائل تعجز عنه العصبة (3) . يضاف إلى ذلك أن المزي لم يقتصر فيه على الكتب الستة كما ذكرنا، بل أضاف إليها من لواحق ومؤلفات أصحاب الستة: أ- مقدمة صحيح
__________
(1) الدرر: 3 / 56.
(2) يطبع بعناية عبد الصمد شرف الدين طبعة علمية جيدة. وطريقة كتب الاطراف أن تذكر حديث الصحابي مفردا مثل أهل المسانيد، إلا أنهم يذكرون طرفا من الحديث في الغالب خلاف أصحاب المسانيد فانهم يذكرون الحديث بتمامه. ومن أعظم فوائدها أن الباحث يكتفي بمطالعة كتاب من كتب الاطراف فيغنيه عن مطالعة جميع الكتب التي كونت مادتها إذا كان يريد معرفة طرق الحديث فيها بسبب تجمعها في مكان واحد.
(3) راجع مقدمة الكتاب.(1/24)
مسلم. ب- كتاب المراسيل لابي داود. ج- كتاب العلل للترمذي، وهو الذي في آخر كتاب الجامع له. د- كتاب الشمائل للترمذي أيضا.
هـ كتاب عمل يوم وليلة للنسائي.
وحينما انتهى من تأليف الكتاب ألحق به بعد ذلك ذيلا سماه. "لحق الاطراف"تتبع فيه بعض الاحاديث التي لم ترد إلا برواية ابن الاحمر من كتاب النَّسَائي. وذكر الحافظ ابن حجر أنه شاهده في جزء لطيف، ثم شاهد نسخة ابن كثير من"التحفة"وعليها هذا اللحق بخط المؤلف (1) .
وقد ذكر ابن حجر أنه"قد حصل الانتفاع بهذا الكتاب شرقا وغربا، وتنافس العلماء في تحصيله بعدا وقربا (2) ". ونظرا لهذه المنزلة التي احتلها في هذا الفن، فقد تناوله العلماء بالاستدراك والتلخيص والتعليق، لانه صار الكتاب المعتمد في هذا الفن.
وقد اختصره تلميذه ورفيقه مؤرخ الاسلام الذهبي في مجلدين على ما ذكر الصفدي (3) وابن شاكر (4) والسبكي (5) والزركشي (6) وسبط ابن حجر (7) .
واختصره أبو العباس أحمد بن سعد بن محمد الاندرشي المتوفى سنة (750) وسماه"العمدة في مختصر الاطراف" (8) .
وألف العلامة علاء الدين مغلطاي بن قليج الحنفي المتوفى سنة (762) مستدركا على تحفة الاشراف ذكر ابن حجر أن فيه أوهاما منه.
__________
(1) راجع مقدمة كتاب"النكت الظراف"لابن حجر.
(2) نفسه: 1 / 4 (بهامش تحفة الاشراف) .
(3) الوافي بالوفيات: 2 / 164، ونكت الهميان: 243.
(4) عيون التواريخ، الورقة: 86.
(5) الطبقات: 9 / 105.
(6) عقود الجمان، الورقة: 79 (نسخة مكتبة فاتح باستانبول ذات الرقم: 4435) .
(7) رونق الالفاظ، الورقة: 181 (نسخة الخالدية بالقدس، رقم: 11 تراجم) .
(8) كشف الظظنون: 2 / 1560.(1/25)
وكتب الحافظ زين الدين عَبد الرحيم بن الحسين المعروف بالحافظ العراقي المتوفى سنة (806) بعض المستدركات على هامش نسخته أفاد منها ولده العلامة ولي الدين العراقي المتوفى سنة (826) حينما ألف جزءا مستدركا على المزي بعد أن أضاف إليه بعض ما جمعه مغلطاي (1) .
ويبدو أن الثلاثة: الزين العراقي وولده ومغلطاي لم يطلعوا في أول الامر على"لحق الاطراف"الذي استدرك به المزي على نفسه.
ثم جمع الحافظ ابن حجر كل هذه المستدركات، وأضاف إليها وأخرجها في كتاب سماه"النكت الظراف (2) ". وجمع الحافظ محمد بن فهد المكي المتوفي سنة (871) بين كتابي المزي وابن حجر بكتابه"الاشراف على الجمع بين النكت الظراف وتحفة الاشراف (3) .
أما كتاب المزي الثاني، فهو"تهذيب الكمال"وهو كتابنا هذا، فإنه يعد أعظم كتاب ألف في فنه غير مدافع أربى فيه على من تقدمه وكسب مؤلفاتهم، ولم يستطع أحد بعده حتى اليوم أن يبلغ شأوه بله أن يأتي بأحسن منه، وسيأتي الكلام عليه مفصلا في الفصل الثاني من هذه المقدمة.
2- مناصبه العلمية
ونتيجة لما بلغه المزي من منزلة مرموقة بين علماء عصره، وما عرف عنه من ديانة متينة وحفظ وإتقان وبراعة في الحديث وعلومه، فقد ولي دار الحديث الاشرفية في يوم الخميس الثالث والعشرين من
__________
(1) مقدمة النكت الظراف لابن حجر، وكشف الظنون: 1 / 117.
(2) يطبع في أسفل تحفة الاشراف.
(3) يراجع في ذلك مقدمة المجلد الثاني من تحفة الاشراف.(1/26)
ذي الحجة سنة (718) (1) ، وليها على الرغم من معارضة الكثيرين بسبب صحبته لشيخ الاسلام ابن تيمية وتأييده لآرائه، لكن علمه وفضله، وهما مما لا يستطيع أن ينكره الاشاعرة ولا غيرهم، جعلهم يضطرون إلى توليته هذه الدار التي كانت تعد من أكبر دور الحديث بدمشق (2) . وعلى الرغم من أنه كتب بخطه حين وليها بأنه أشعري (3) ، فقد أبانوا عن سخطهم، فلم يحضروا حفل الافتتاح كما جرت العادة آنذاك، قال العماد ابن كثير: ولم يحضر عنده كبير أحد، لما في نفوس بعض الناس من ولايته لذلك مع أنه لم يتولها أحد قبله أحق بها منه، وما عليه منهم إذا لم يحضروا؟ فإنه لا يوحشه إلا حضورهم عنده، وبعدهم آنس، والله أعلم (4) .
وقد جرت محاولات عدة لاخراجه من مشيخة هذه الدار باءت كلها بالفشل لما كان يتمتع به الحافظ المزي من المكانة الرفيعة بدمشق، تلك المكانة التي اعترف بها المخالف قبل الموافق. واستمرت المكائد تحاك ضده حتى وهوفي آخر شيخوخته، ففي سنة (739) ولى تقي الدين السبكي قضاء الشافعية بدمشق (5) ، وما إن وصل دمشق حتى حضر عنده الشيخ صدر الدين سُلَيْمان بن عبد الحكيم المالكي بعد ليلة واحدة من دخوله (6) ، وكان صدر الدين
__________
(1) تذكرة الحفاظ: 4 / 1499، وأعيان العصر: 12 / الورقة: 123، والبداية: 14 / 89، 91، والدارس للنعيمي: 1 / 34.
(2) منسوبة إلى الملك الاشرف مظفر الدين موسى ابن العادل الايوبي، ابتدأ عمارتها سنة 628 وافتتحت سنة 630 وأول من وليها محدث عصره الحافظ ابن الصلاح المتوفى سنة 643 (تاريخ الاسلام،
الورقة: 243 أيا صوفيا: 3012، والدارس: 1 / 19 فما بعد) .
(3) طبقات السبكي: 10 / 398.
(4) البداية: 14 / 89.
(5) الذيل على العبر للذهبي: 204، وَقَال: وفرح المسلمون به"والبداية"14 / 184، وطبقات السبكي: 10 / 168.
(6) طبقات السبكي: 10 / 398.(1/27)
أشعريا جلدا متعصبا على المخالفين (1) ، ولكن التقي السبكي كان يحبه (2) ، فروى التاج السبكي أن والده التقي قال: دخل إلي وقت العشاء الآخرة، وَقَال أمورا يريد بها تعريفي بأهل دمشق، قال: فذكر لي البرزالي وملازمته لي، ثم انتهى إلى المزي، فقال: وينبغي لك عزله من مشيخة دار الحديث الاشرفية، قال الشيخ الإمام (يعني التقي) ، فاقشعر جلدي، وغاب فكري، وقلت في نفسي: هذا إمام المحدثين، الله لو عاش الدارقطني استحيى أن يدرس مكانه. قال: وسكت، ثم منعت الناس من الدخول علي ليلا، وقلت: هذه بلدة كثيرة الفتن. فقلت أنا للشيخ الإمام: إن صدر الدين المالكي لا ينكر رتبة المزي في الحديث، ولكنه كأنه لاحظ ما هو شرط واقفها، من أن شيخها لابد أن يكون أشعري العقيدة، والمزي وإن كان حين ولي كتب بخطه بأنه أشعري إلا أن الناس لا يصدقونه في ذلك. فقال: أعرف أن هذا هو الذي لاحظه صدر الدين، ولكن من ذار الذي يتجاسر أن يقول: المزي ما يصلح لدار الحديث، والله ركني ما يحمل هذا الكلام (110) .
وقد استمر المزي متوليا لهذه الدار طيلة حياته، وكانت مسكنه، فكانت ولايته لها قرابة أربعة وعشرين عاما، ومنها نشر علمه الجم، وفيها حدث بكتابه العظيم تهذيب الكمال وغيره، وسمعها عليه الجلة من شيوخ العصر.
وكان المزي، إضافة إلى ذلك، شيخا لدار الحديث الحمصية المعروفة بحلقة صاحب حمص، وإن كنا لا ندري متى تولاها، ولكنه تنازل عنها لتلميذه الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي
__________
(1) الذيل على ذيل العبر للحسيني: 276، والدرر لابن حجر: 2 / 248، وذيول تذكرة الحفاظ: 119، وتوفي سنة 749.
(2) طبقات السبكي: 10 / 397.
(3) نفسه: 10 / 398 397.(1/28)
(761 694) فدرس العلائي بها في محرم سنة 728 (1) .
وحينما توفي رفيقه وتلميذه علم الدين البرزالي في ذي الحجة من سنة (739) تولى المزي أقدم دار حديث بدمشق وأعرقها هي دار الحديث النورية إلى حين وفاته، فوليها بعده تلميذه ابن رافع السلامي (2) .
وكان بدء تدريس المزي في هذه الدار في المحرم سنة (640) ، وكتب له تلميذه الصلاح الصفدي التوقيع بمشيختها أورد نصه الكامل في كتابه: أعيان العصر (3) .
3- تلاميذه
أصبح الإمام المزي حافظ العصر غير مدافع، وفضله الإمام الذهبي في الحفظ على جميع من لقي من الحفاظ طيلة حياته، وأتاحت له معرفته الفذة في علم الرجال منزلة مميزة بين أساتيذ العصر، فأمه طلبة العلم من كل حدب وصوب. وكانت دار الحديث الاشرفية من أعظم الاماكن التي بث منها المزي علمه، وقد متعه الله بالعُمَر الطويل، وصحة الحواس، وقوة الجسم، فكان وهو في عشر التسعين معتدل القامة، قوي الركب، يصعد إلى الصالحية ماشيا، ولا يركب بغلة ولا حمارا، ويستحم بالماء البارد في الشيخوخة (4) ، ويحكم ترقيق الاجزاء وترميمها، ويعتني بكتابة الطباق عليها (5) ، فحدث زيادة على خمسين سنة (6) ، وقلما نجد عالما دمشقيا من أهل ذلك العصر إلا درس عليه، قال الذهبي: وغالب المحدثين من دمشق وغيرها قد تلمذوا له، واستفادوا منه، وسألوه عن المعضلات، فاعترفوا بفضيلته، وعلو ذكره" (7)
__________
(1) ذيل العبر للذهبي: 156، والبداية: 14 / 132، والدارس، 1 / 59.
(2) الدارس: 1 / 94، 109، 113.
(3) أعيان العصر: 12 / الورقة: 128.
(4) نفسه: 12 / الورقة: 123.
(5) الدرر: 5 / 235.
(6) طبقات السبكي: 10 / 401.
(7) كما نقل عنه ابن حجر في الدرر: 5 / 234.(1/29)
وقد حدث بكتبه مرات عديدة، وحدث بصحيح البخاري مرات، وبالمسند للامام أحمد، وبالمعجم الكبير للامام الطبراني، وبدلائل النبوة للبيهقي، وبكتب كثيرة جدا، كما حدث بسائر أجزائه العالية، وبكثير من أجزائه النازلة (1) .
ويكفيه فخرا وفضلا أن عظماء العلماء من أساتيذه ورفاقه وتلامذته النجب قد أخذوا عنه، فسمع منه من العلماء الاعلام: شيخ الاسلام ابن تيمية الحراني (ت 728) ، وفتح الدين ابن سيد الناس اليعُمَري (ت 734) ، وإما المؤرخين والمحدثين شمس الدين الذهبي (ت 748) سمع منه سنة (694) وأخذ عنه صحيح البخاري غير مرة، والإمام العلامة تقي الدين السبكي (ت 756) وغيرهم. وبه تخرج أعاظم الرواة والمحدثين والمؤرخين من أعلامهم: علم الدين البرزالي (ت 739) ، وشمس الدين أبو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الهادي (ت 744) ، وصلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي (ت 761) ، وعلاء الدين مغلطاي الحنفي (ت 762) ، وتقي الدين ابن رافع السلامي (ت 774) ، والشيخ عماد الدين ابن كثير صهره (ت 774) ، وخلق يطول ذكرهم.
4- آراء العلماء فيه
ونرى من المفيد أن نقتطف هنا آراء العلماء والنقاد المعاصرين فيه، لما لذلك من أهمية في توثيقه وبيان فضله ومنزلته. وقد نقلنا لك قبل قليل رأي شيخ الاسلام ابن تيمية واعترافه له، وأنبأناك بثنائه عليه غير مرة.
وقد اتصل به العلامة فتح الدين ابن سيد الناس اليعُمَري بعد
__________
(1) أعيان العصر: 12 / الورقة: 126.(1/30)
سنة 690، فقال في حقه: ووجدت بدمشق من أهل العلم الإمام المقدم والحافظ الذي فاق من تأخر من أقرانه ومن تقدم أبا الحجاج المزي، بحر هذا العلم الزاخر وحبره القائل من رآه: كم ترك الاوائل للاواخر، أحفظ الناس للتراجم، وأعلم الناس بالرواة من أعارب وأعاجم، لا يخص بمعرفته مصرا دون مصر ولا ينفرد علمه بأهل عصر دون عصر..وهو في اللغة أيضا إمام..فكنت أحرص على فوائده لاحرز منها ما أحرز..وهو الذي حداني على رؤية شيخ الاسلام ابن تيمية" (1) .
وترجم له الذهبي في معجم شيوخه الكبير، فقال: العلامة الحافظ البارع أستاذ الجماعة جمال الدين أبو الحجاج، محدث الاسلام الكلبي القضاعي، المزي الدمشقي، الشافعي..طلب هذا الشأن سنة خمس وسبعين وهلم جرا إلى اليوم، فماونى، ولا فتر، ولا لها ولا قصر، وعني بهذا الشأن أتم عناية، وقرأ العربية، وأفاد، وأكثر من اللغة والتصريف. وصنف وأفاد..وكتب الكثير ورواه، مع السمت الحسن، والاقتصاد، والتواضع، والحلم، وعدم الشر، والله يصلحه وإياي. أخبرنا يوسف ابن الزكي الحافظ.. (2) .
وَقَال في "تذكرة الحفاظ": شيخنا الإمام العالم الحبر الحافظ الاوحد محدث الشام..وأما معرفة الرجال، فهو حامل لوائها، والقائم بأعبائها، لم تر العيون مثله..وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليها في علم الحديث ورجاله..وكان ثقة حجة، كثير العلم، حسن الاخلاق، كثير السكوت، قليل الكلام جدا، صادق
__________
(1) أجوبة ابن سيد الناس، وهي مما أجاب به أبالحسين بن أيبك الحسامي الدمياطي المتوفى سنة 749 نسخة الاسكوريال: 1160، ونقل قوله هذا أيضا الصفدي في أعيان العصر: 121 / الورقة: 127، وابن حجر في الدرر: 5 / 235 234. وعندي نسخة مصورة من أجوبة ابن سيد الناس وهي نسخة نفيسة.
(2) معجم الشيوخ: 2 / الورقة: 90.(1/31)
اللهجة، لم تعرف له صبوة. وكان يطالع وينقل الطباق إذا حدث وهو في ذلك لا يكاد يخفى عليه شيء مما يقرأ، بل يرد في المتن والإسناد ردا مفيدا يتعجب منه فضلاء الجماعة (1) .
وَقَال الذهبي أيضا في معجمه المختص بمحدثي العصر (2) : كان خاتمة الحفاظ، وناقد الأسانيد والالفاظ، وهو صاحب معضلاتنا، وموضح مشكلاتنا..ولو كان لي رأي للازمته أضعاف ما جالسته، فإنني أخذت عنه هذا الشئ بحسبي لا بحسبه، وكان لا يكاد يعرف قدره إلا من أكثر مجالسته". وَقَال أيضا: وقد (3) كان مع حسن خطه ذا إتقان قل أن توجد له غلطة، أو تؤخذ عليه لحنة". وَقَال أيضا: وكان مأمون الصحبة، حسن المذاكرة، خير الطوية، محبا للآثار، معظما لطريقة السلف، جيد المعتقد، وكان اغتر في شبيبته وصحب العفيف التلمساني، فلما تبين له ضلاله، هجره، وتبرأ منه"
وكان الإمام الذهبي يورد سلسلة أعاظم الحفاظ، وكتبها بخطه وعنه أخذها الصلاح الصفدي، والتاج السبكي، وقراها عليه (4) ، قال الذهبي: ما رأيت أحدًا في هذا الشأن أحفظ من الإمام أبي الحجاج المزي، وسمعته يقول في شيخنا أبي محمد الدمياطي (5) إنه ما رأى أحفظ منه، وكان الدمياطي يقول: إنه ما رأى شيخا أحفظ من
__________
(1) تذكرة الحفاظ: 4 / 1499 1498.
(2) لم تصل إلينا ترجمته في المعجم المختص لكنها وصلت بما نقل منه الصفدي في أعيان العصر: 12 / الورقة: 125 وابن حجر في الدرر: 5 / 236 235 وان صرح يصرح باسم الكتاب، والتاج السبكي في الطبقات: 10 / 296.
(3) في الدرر: ولو"وهو تصحيف فاحش غير المعنى بالكلية وانظر ماذا يفعل الناشر الجاهل الذي يدعي معرفة التحقيق، اللهم نسألك العافية!
(4) أوردها السبكي في ترجمة والده: 10 / 223 220، والصفدي في أعيان العصر: 12 / الورقة: 125.
(5) توفي سنة 705، وهو أشهر من أن يذكر.(1/32)
زكي الدين عبد العظيم (1) ..الخ.
ونقل الصفدي عن الذهبي قوله: لم يسألني ابن دقيق العيد إلا عنه" (2) .
وَقَال الذهبي نفسه في ترجمة الضياء المقدسي المتوفي سنة (643) من تاريخ الاسلام: سألت الحافظ أبا الحجاج المزي، وما رأيت مثله (3) .."
وَقَال شمس الدين الحسيني المتوفى سنة (765) : وكان مع تبحره في علم الحديث رأسا في اللغة العربية والتصريف، له مشاركة جيدة في الفقه وغيره، ذا حظ من زهد وتعفف، ويقنع باليسير. وقد شهد له بالإمامة جميع الطوائف، وأثنى عليه الموافق والمخالف (4) .
وَقَال الصلاح الصفدي: الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ الفريد الرحلة، إمام المحدثين..خاتمة الحفاظ، ناقد الأسانيد والالفاظ". وَقَال: كان شيخنا الحجة جمال الدين أبو الحجاج شيخ الزمان، وحافظ العصر، وناقد الاوان، لو عاصره ابن ماكولا، كان له مشروبا وماكولا، وجعل هذا الامر إليه موكولا".ثم أطنب في تعداد فضائله ومحاسنه وزهده وَقَال في حفظه: وسمعت صحيح مسلم على ذالبندنيجي وهو حاصر بقراءة ابن طغريل وعدة نسخ صحيحة حاضرة يقابل بها، فيرد الشيخ جمال الدين رحمه الله على ابن طغريل اللفظ، فيقول ابن طغريل: ما في النسخة إلا ما قرأه، فيقول من بيده بعض
__________
(1) يعني المنذري صاحب الترغيب والترهيب، والتكملة لوفيات النقلة الذي حققته ويطبع الآن الطبعة الثانية المنقحة في مؤسسة الرسالة.
(2) أعيان العصر: 12 / الورقة: 125.
(3) وفيات سنة 643 (أيا صوفيا: 3014) ، وفي مثل هذا انظر أيضا الاوراق: 111، 161، 162 من مجلد أيا صوفيا 3014.
(4) الذيل على ذيل العبر: 230 229.(1/33)
تلك النسخ الصحيحة: هو عندي كما قال الشيخ..أو في الحاشية تصحيح ذلك، ولما تكرر ذلك قلت أنا له: ما النسخة الصحيحة إلا أنت! " (1) .
وَقَال التاج عبد الوهاب السبكي مع مخالفة المزي له في العقائد: شيخنا وأستاذنا وقدوتنا الشيخ جمال الدين أبو الحجاج المزي، حافظ زماننا، حامل راية السنة والجماعة والقائم بأعباء هذه الصناعة، والمتدرع جلباب الطاعة، إمام الحفاظ، كلمة لا يجحدونها، وشهادة على أنفسهم يؤدونها، ورتبة لو نشر أكابر الأعداء، لكانوا يودونها، واحد عصره بالاجماع، وشيخ زمانه الذي تصغي لما يقول الاسماع (2) ".ثم أورد طائفة من مناقبه وفضائله، وثناء العلماء عليه، ولاسيما والده التقي السبكي، ثم قال: وبالجملة كان شيخنا المزي أعجوبة زمانه، يقرأ عليه القارئ نهارا كاملا، والطرق تضطرب والأسانيد تختلف وضبط الأَسماء يشكل، وهو لا يسهو ولا يغفل، يبين وجه الاختلاف، ويوضح ضبط المشكل، ويعين المبهم، يقظ لا يغفل عند الاحتياج إليه، ولقد شاهدته الطلبة ينعس، فإذا أخطأ القارئ، رد عليه كأن شخصا أيقظه، َقَال له: قال هذا القارئ كيت وكيت، هل هو صحيح؟ وهذا من عجائب الامور. وكان قد انتهت إليه رئاسة المحدثين في الدنيا." (3) .
وفاته
انتاب المزي المرض في أوائل صفر من سنة (742) أياما يسيرة، وكان مرضه في أوله خفيفا لم يشغله عن شهود الجماعة، وحضور الدروس، وإسماع الحديث، وقد وصلت إلينا طبقة سماع
__________
(1) أعيان العصر: 22 / الورقة: 127 123.
(2) الطبقات: 10 / 396 395.
(3) المصدر نفسه: 10 / 397.(1/34)
الجزء الثالث من"تهذيب الكمال"عليه لجملة من الفضلاء في يوم الخميس العاشر من صفر (1) ، فلما كان يوم الجمعة حادي عشره أسمع الحديث إلى قريب وقت الصلاة، ثم دخل منزله ليتوضأ، ويذهب للصلاة، فاعترضه في باطنه مغص عظيم، ظن أنه قولنج، وما كان إلا طاعون، فلم يقدر على حضور الصلاة، قال صهره ابن كثير: فلما فرغنا من الصلاة، أخبرت بأنه منقطع، فذهبت إليه. فدخلت عليه، فإذا هو يرتعد رعدة شديدة من قوة الالم الذي هو فيه، فسألته عن حاله، فجعل يكرر"الحمدلله"ثم أخبرني بما حصل له من المرض الشديد، وصلى الظهر بنفسه، ودخل إلى الطهارة، وتوضأ على البركة وهو في قوة الوجع، ثم اتصل به هذا الحال إلى الغد من يوم السبت، فلما كان وقت الظهر لم أكن حاضره إذ ذاك، لكن أخبرتنا بنته زينب زوجتي أنه لما أذن الظهر، تغير ذهنه قليلا، فقالت: يا أبة أذن الظهر، فذكر الله، وَقَال: أريد أن أصلي، فتيمم وصلى، ثم اضطجع فجعل يقرأ آية الكرسي حتى جعل لا يفيض بها لسانه، ثم قبضت روحه بين الصلاتين رحمه الله يوم السبت ثاني عشر صفر، فلم يمكن تجهيزه تلك الليله، فلما كان من الغد يوم الاحد ثالث عشر صفر صبيحة ذلك اليوم، غسل وكفن وصلي عليه بالجامع الأُمَوِي، وحضر القضاة والاعيان وخلائق لا يحصون كثرة، وخرج بجنازته من باب النصر، وخرج نائب السلطنة الامير علاء الدين ألطنبغا (2) ومعه ديوان السلطان، والصاحب، وكاتب السر وغيرهم من الامراء، فصلوا عليه خارج باب النصر، أمهم عليه القاضي تقي الدين السبكي الشافعي، وهو الذي صلى عليه بالجامع الأُمَوِي، ثم ذهب به إلى مقابر الصوفية،
__________
(1) نسخة دار الكتب المِصْرِية: 25 مصطلح الحديث، المجلد الاول: اللوحة: 65 من نسختي المصورة وانظر أيضا أدناه صورتها المنشورة مع النماذج.
(2) في الاصل: طنبغا"محرف، والتصحيح من مصادر ترجمته في كتب القرن الثامن ومنها الدرر لابن حجر: 1 / 436 وكان قد ولي نيابة دمشق في محرم سنة 741.(1/35)
فدفن هناك إلى جانب زوجته المرأة الصالحة الحافظة لكتاب الله، عائشة بنت إبراهيم بن صديق غربي قبر الشيخ تقي الدين ابن تيمية" (1) .
وكانت زوجته عائشة قد توفيت قبله بتسعة أشهر تقريبا في مستهل جمادى الاولى سنة (741) ، وكانت عديمة النظير في نساء زمانها لكثرة عبادتها وتلاوتها وإقرائها القرآن الكريم بفصاحة وبلاغة وأداء صحيح، وختمت نساءا كثيرات، وقرأ عليها من النساء خلق، وانتفعن بها وبصلاحها ودينها وزهدها في الدنيا، وتقللها منها مع طول العُمَر حيث بلغت ثمانين سنه، وكان المزي محسنا إليها مطيعا لا يكاد يخالفها لحبه لها طبعا وشرعا (2) .وكانت والدة أمة الرحيم زينب زوج العلامه ابن كثير رحمهم الله.
وقد عني المزي بأهل بيته، فكان يحضرهم مجالس السماع لا يستثني من ذلك حتى الجواري (3) ، واشتهر من أولاده عبد الرحمن ابن يوسف الذي ولد له سنة (687) وتوفي بالطاعون العام سنة (749) وكان شيخا لشرف الدين الحسيني (4) .وولي مشيخة دار الحديث النورية، ودفن بمقابر الصوفية على والده (5) .
__________
(1) البداية 14 / 192، وقد جمع تلميذه الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي جزءا سماه سلوان التعزي عن الحافظ المزي. ابن حجر الدرر 5 / 237.
(2) البداية: 14 / / 72، 189.
(3) كما هو مثبت في خطه في كثير من أجزاء تهذيب الكمال انظر أدناه نموذجا من ذلك.
(4) البداية: 14 / 227.(1/36)
الفصل الثاني
تهذيب الكمال في أسماء الرجال
منهجه وأهميته
توطئة: عني العلماء منذ فترة مبكرة بتأليف الكتب التي تتناول رواة الحديث للافادة منها في بيان صحيح الحديث من سقيمه. وحينما وضعت الكتب الستة في الحديث وهي: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وجامع التِّرْمِذِيّ، وسنن النَّسَائي، وسنن أبي داود، وسنن ابن ماجة القزويني، عدها جهابذة المحدثين دواوين الاسلام فعنوا بها وبروايتها وتدقيقها، فاشتهرت في بلاد الاسلام، وذاع صيتها بين الانام. ونتيجة لذلك ألفوا الكتب المعنية بتناول الرجال الواردين في أسانيدها منذ القرن الرابع الهجري.
ابن عساكر أول من ألف في شيوخ أصحاب الكتب الستة.
ولكن أحدًا لم يجمع شيوخ أصحاب الستة على ما حققناه قبل حافظ الشام أبي القاسم ابن عساكر (571 499) (1) في كتابه المختصر النافع"المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل (2) "الذي ألفه بعد كتابه "الاطراف" وسار فيه على المنهج الآتي:
1- اقتصر فيه على شيوخ أصحاب الستة دون الرواة الآخرين.
__________
(1) راجع عن ابن عساكر بحثنا: ابن عساكر: أخذ وعطاء"مجلة التراث العربي، السنة الاولى، العدد الاول، ص: 17 فما بعد.
(2) نسختي المصورة عن النسخة المحفوظة في مكتبة الاوقاف العراقية، وعندي نسخة محققة غير منشورة منه. وما ذكرناه عن منهجه متأت عن دراستنا للكتاب نفسه.(1/37)
2- رتب الكتاب على حروف المعجم المشرقية، وابتدأ كتابه بمن اسمه"أحمد.
3- أورد التراجم على سبيل الاختصار فذكر اسم المترجم ونسبته، ثم من روى عنه من أصحاب الكتب الستة، ثم توثيقه، وأتبع ذلك بتاريخ وفاته إن وقع له. وأشار في نهاية الترجمة فيما إذا وقع له من حديثه ما كان موافقة أو بدلا عاليا ونحو ذلك من رتب العلو في الرواية.
4- ومن أجل التخفيف على النساخ استعمل لاصحاب الستة علامات تدل عليهم، وهي: (خ) للبخاري و (م) لمسلم، و (د) لابي داود، و (ت) للترمذي، و (ن) للنسائي، و (ق) لابن ماجة القزويني. الكمال في أسماء الرجال.
ثم جاء الحافظ الكبير أَبُو مُحَمَّد عبد الغني بْن عبد الواحد المقدسي الجماعيلي الحنبلي (600 544) (1) فألف كتابه"الكمال في أسماء الرجال"وتناول فيه رجال الكتب الستة.
وإذا كان الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِمِ ابن عساكر أول من ألف في شيوخ أصحاب الكتب الستة، فإن الحافظ عبد الغني أول من ألف في رواة الكتب الستة حيث لم يقتصر على شيوخهم بل تناول جميع الرواة المذكورين في هذه الكتب من الصحابة والتابعين وأتباعهم إلى شيوخ أصحاب الكتب الستة.
أما نطاق الكتاب ومنهجه فيمكن تلخيصه بما يأتي:
1- اجتهد أن يستوعب جميع رجال هذه الكتب غاية الامكان، لكنه قال: غير أنه لا يمكن دعوى الاحاطة بجميع ما فيها، لاختلاف
__________
(1) التقييد لابن نقطة، الورقة: 158، والذيل لابن الدبيثي، الورقة:179 (مجلد باريس 5922) ، والتكملة للمنذري، الترجمة: 778 وتعليقنا عليها.(1/38)
النسخ، وقد يشذ عن الانسان بعد إمعان النظر وكثرة التتبع ما لا يدخل في وسعه" (1) .
2- بين أحوال هؤلاء الرجال حسب طاقته ومبلغ جهده، وحذف
كثيرا من الاقوال والأسانيد طلبا للاختصار"إذ لو استوعبنا ذلك، لكان الكتاب من جملة التواريخ الكبار" (2) .
3- استعمل عبارات دالة على وجود الرجل في الكتب الستة أو في بعضها، فكان يقول"روى له الجماعة"إذا كان في الكتب الستة، ونحو قوله: اتفقا عليه"أو"متفق عليه"إذا كان الراوي ممن اتفق على إخراج حديثه البخاري ومسلم في "صحيحيهما"وأما الباقي فسماه تسمية.
4- ابتدأ كتابه بترجمة قصيرة لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أخذها بسنده من كتاب"السيرة"لابن هشام استغرقت صفحة واحدة فقط، وَقَال في نهايتها"وقد أفردنا لاحواله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مختصرا لا يستغني طالب الحديث ولا غيره من المسلمين عن مثله".وأتبع ذلك بفصل من أقوال الأئمة في أحوال الرواة والنقلة، أورده بالأسانيد المتصلة إليه استغرق ثمان أوراق (3) .
5- أفرد الصحابة عن باقي الرواة، فجعلهم في أول الكتاب، وبدأهم بالعشرة المشهود لهم بالجنة، فكان أولهم الصديق أبو بكر رضي الله عنهم، وأفرد الرجال عن النساء، فأورد الرجال أولا، ثم أتبعهم بالنساء، ورتب الرواة الباقين على حروف المعجم، وبدأهم بالمحمدين لشرف هذا الاسم.
وقد امتدحه العلماء، وأثنوا عليه، فقال ياقوت الحموي (ت
6) : جوده جدا (4) ". وَقَال الحافظ المزي: وهو كتاب نفيس،
__________
(1) مقدمة الكمال (نسخة خدابخش) .
(2) نفسه.
(3) الكمال: 1 / الورقة: 11 2.
(4) معجم البلدان: 2 / 113.(1/39)
كثير الفائدة، لكن لم يصرف مصنفه رحمه الله عنايته إليه حق صرفها
ولا استقصى الأَسماء التي استملت عليها هذه الكتب استقصاءا تاما، ولا تتبع جميع تراجم الأَسماء التي ذكرها في كتابه تتبعا شافيا، فحصل في كتابه بسبب ذلك إغفال وإخلال (1) .
محاولة فاشلة على "الكمال" قبل المزي:
وأشار المزي في مقدمة التهذيب إلى أن أحد أولاد الحافظ عبد الغني"ممن لم يبلغ في العلم مبلغه، ولا نال في الحفظ درجته، رام تهذيب كتابه وترتيبه واختصاره واستدراك بعض ما فاته من الأَسماء"فلم ينجح في ذلك، ولم يزد سوى بعض تراجم أخذها من أسماء كتاب "الاطراف" لابي القاسم ابن عساكر، وبعض أسماء التابعين من ذلك الكتاب أيضا، ثم أضاف إليهم بعض شيوخ أصحاب الستة من كتاب"المعجم المشتمل"لابن عساكر أيضا، ولم يزد في عامة ذلك على ما ذكره ابن عساكر، فضلا عن وقوع خلل كثير ووهم شنيع فيما اختصره من كتاب والده (2) .
ولم يصرح المزي باسم هذا"الولد"ولا أشار أحد غيره إليه فيما وقفت عليه من مصادر، لكنني وقعت على ثلاثة أولاد للحافظ عبد الغني ممن عني بالحديث وطلبه وروايته، وهم:
1- عز الدين أبو الفتوح محمد بن عبد الغني (613 566) وهو ممن دخل بغداد غير مرة، وسمع بها، كما سمع بدمشق وأصبهان (3) .
2- جمال الدين أَبُو مُوسَى عَبد اللَّهِ بْن عبد الغني (581
__________
(1) مقدمة التهذيب.
(2) المصدر نفسه.
(3) الذيل لابن الدبيثي، الورقة: 73 (مجلد باريس 5922) ، والتكملة للمنذري، الترجمة: 1501،والذيل لابي شامة: 99، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي: 4 / الترجمة: 436، وتذكرة الحفاظ: 4 / 1401، وتاريخ الاسلام، الورقة: 204 (باريس 1582) ، والذيل لابن رجب: 2 / 92 90 وغيرها.(1/40)
629) . سمع بدمشق وبغداد وأصبهان ومصر، وحدث بدمشق ومصر وغيرهما، فتكلم فيه بعضهم بسبب تقربه من السلطان (1) .
3- محيي الدين أبو سُلَيْمان عبد الرحمن بن عبد الغني (583 أو 584، 643) . سمع بدمشق وبغداد ومصر، وحدث، وكان فقيها زاهدا (2) .
ومن دراسة سير أولاده الثلاثة هؤلاء دراسة مستفيضة في جميع الموارد التي ترجمت لهم لم أجد أحدًا ذكر هذا"المختصر"أو"التهذيب"الذي عمله لكتاب والده، ولكنني في الوقت نفسه أرجح أن يكون المقصود بهذا هو عز الدين أبا الفتح محمد بن عبد الغني، لان الذين ترجموا له ذكروا له عناية بهذا الفن، أعني رجال الحديث، قال محدث بغداد الحافظ ابن النجار (ت 643) : وكان من أئمة المسلمين حافظا للحديث متنا وإسنادا، عارفا بمعانيه وغريبه ومشكله، متقنا لاسامي المحدثين وكناهم، ومقدار أعمارهم، وما قيل فيهم من جرح وتعديل، ومعرفة أنسابهم واختلاف أسمائهم (3) "ولم يذكروا لغيره مثل هذه المعرفة.
التهذيب ليس مختصرا للكمال
درس الحافظ جمال الدين المزي كتاب "الكمال" للحافظ عبد الغني، فوجد فيه نقصا وإخلالا وإغفالا لكثير من الأَسماء التي هي من
__________
(1) مرآة الزمان للسبط: 8 / 675، والتكملة للمنذري، الترجمة: 2416، والذيل لابي شامة: 161، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 79 (أيا صوفيا: 3012) ، وتذكرة الحفاظ: 4 / 1408 ونثر الجمان للفيومي: 2 / الورقة: 43، والذيل لابن رجب: 2 / 187 185، وذيل التقييد للتقي الفاسي، الورقة: 173 وغيرها.
(2) صلة التكملة للعز الحسيني: 1 / الورقة: 25 من نسختي المصورة، وتاريخ الاسلام في وفيات: 643 (أيا صوفيا: 3013) ، والذيل لابن رجب: 2 / 231.
(3) لم تصل إلينا ترجمته في تاريخ ابن النجار لضياع هذا القسم منه، ولكن قوله هذا نقله الذهبي في تاريخ الاسلام، وهو في هامش التي بخطه، الورقة: 117 (أيا صوفيا: 3011) ، والذيل لابن رجب: 2 / 91 وغيرهما.(1/41)
شرطه بلغت مئات عديدة، وقرر تأليف كتاب جديد يستند في أسسه على كتاب "الكمال" وسماه"تهذيب الكمال في أسماء الرجال". والظاهر أنه اشتغل بمادة الكتاب منذ فترة مبكرة، فقد أشار الذهبي في مقدمة كتابه"تاريخ الاسلام"إلى أنه طالع مسودة كتاب"التهذيب"قبل قيامه بتأليف كتابه، ثم طالع المبيضة كلها (1) . وقد بدأ المزي يضع كتابه بصيغته النهائية المبيضة في اليوم التاسع من محرم سنة (705) ولم ينته منه إلا يوم عيد الاضحى من سنة (712) (2) ، وبذلك يكون قد قضى في تبييضه وإعادة النظر فيه ثمانية أعوام إلا شهرا.
وقد ظن بعضهم غلطا أن الحافظ المزي إنما اختصر كتاب "الكمال" لعبد الغني حينما ألف كتابه"تهذيب الكمال" (3) ، وكأنهم ربطوا بين كلمتي"الاختصار"و"التهذيب"مع أن الاخيرة تدل في الاغلب على التنقية والاصلاح (4) . والحق أن المزي قد تجاوز كتاب "الكمال" في كتابه هذا تجاوزا أصبح معه التناسب بينهما أمرا بعيدا، سواء أكان ذلك في المحتوى، أم التنظيم، أم الحجم، وإليك بيان ذلك على وجه الاختصار:
__________
(1) انظر مقدمة تاريخ الاسلام، وقد ابتدأ الذهبي كتابه قبل بدء المزي بإخراج كتابه بصيغته النهائية، راجع كتابنا: الذهبي: 24 فما بعد.
(2) نص المؤلف على ذلك في آخر كتابه، ولعل من أبرز الادلة على أن هذه كانت المبيضة.
1- عدم وجود إضافات ذات بال في حواشي الاصل.
2- أن المؤلف لم يعد النظر في أية مسألة من مسائله طوال ثلاثين عاما مع أنه حدث به خمس مرات.
3- أن ابن المهندس كان ينقل نسخته الاولى حينما ينتهي المؤلف من تبييض قسم منها، وهذا هو الذي يفسر لنا ما يبدو متناقضا لاول وهلة بين ما ذكره المؤلف في ابتداء تأليفه الكتاب وانتهائه منه وبين ما وجدناه بخط ابن المهندس من أنه نسخ المجلد الاول سنة 706.
(3) انظر مثلا مقدمة خلاصة تذهيب تهذيب الكمال للشيخ عبد الفتاح أبي غدة: 6.
(4) راجع"هذب"في معجمات اللغة.(1/42)
تفضيل التهذيب على الكمال في المحتوى
أولا اقتصر كتاب "الكمال" على رواة الكتب الستة، فاستدرك المزي ما فات المؤلف من رواة هذه الكتب أولا، وهم كثرة، ودقق في الذين ذكرهم، فحذف بعض من هو ليس من شرطه، وهم قلة، ثم أضاف إلى كتابه الرواة الواردين في بعض ما اختاره من مؤلفات أصحاب الكتب الستة، وهي:
للبخاري:
1- كتاب القراءة خلف الإمام.
2- كتاب رفع اليدين في الصلاة.
3- كتاب الادب المفرد.
4- كتاب خلق أفعال العباد.
5- ما استشهد به في الصحيح تعليقا.
ولمسلم:
6- مقدمة كتابه الصحيح.
ولابي داود:
7- كتاب المراسيل.
8- كتاب الرد عَلَى أهل القدر.
9- كتاب الناسخ والمنسوخ.
10- كتاب التفرد (وهو ما تفرد به أهل الامصار من السنن) .
11- كتاب فضائل الانصار.
12- كتاب مسائل الإمام أحمد (وهي المسائل التي سأل عنها أَبَا عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن محمد بن حنبل) .
13- كتاب مسند حديث مالك بن أنس.(1/43)
وللترمذي:
14- كتاب الشمائل.
وللنسائي:
15- كتاب عمل يوم وليلة.
16- كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بْن أَبي طالب رضي الله عنه.
17- كتاب مسند علي رضي الله عنه.
18- كتاب مسند حديث مالك بن أنس.
ولابن ماجة القزويني
19- كتاب التفسير.
وبذلك زاد في تراجم الاصل أكثر من ألف وسبع مئة ترجمة.
ثانيا: وذكر جملة من التراجم للتمييز، وهي تراجم تتفق مع تراجم الكتاب في الاسم والطبقة، لكن أصحابها لم يكونوا من رجال أصحاب الكتب الستة.
ثالثا: أضاف المزي إلى معظم تراجم الاصل مادة تاريخية جديدة في شيوخ صاحب الترجمة، والرواة عنه، وما قيل فيه من جرح أو تعديل أو توثيق، وتاريخ مولده أو وفاته، ونحو ذلك، فتوسعت معظم التراجم توسعا كبيرا.
رابعا: وأضاف المزي بعد كل هذا أربعة فصول مهمة في آخر كتابه لم يذكر صاحب "الكمال" منها شيئا وهي:
1- فصل فيمن اشتهر بالنسبة إِلَى أبيه أو جده أو أمه أو عمه أو نحو ذَلِكَ.
2- فصل فيمن اشتهر بالنسبة إِلَى قبيلة أو بلدة أو صناعة أو نحو ذلك.(1/44)
3- فصل فيمن اشتهر بلقب أو نحوه.
4- فصل في المبهمات.
وهذه الفصول تيسر الانتفاع بالكتاب تيسيرا عظيما في تسهيل الكشف على التراجم الاصلية، فضلا عن إيراد بعضهم مفردا في هذه الفصول.
خامسا: رجع المزي إلى كثير من الموارد الاصلية التي لم يرجع إليها صاحب "الكمال" يعرف ذلك كل من يلقي نظرة على الكتابين، وكان لا بد للمزي أن يفعل ذلك بعد توسيعه لمادة الكتاب كل هذا التوسيع، فلم يكن ذلك ممكنا إلا بزيادة الموارد المعتمدة.
سادسا: هذا فضلا عن زيادة التدقيق والتحقيق وبيان الأَوهام ومواطن الخلل في كل المادة التاريخية التي ذكرها عبد الغني في "الكمال"، فوضح سقيمها، ووثق ما اطمأن إليه، فأورده في كتابه الجديد.
التهذيب ثلاثة أضعاف الكمال
لقد أدت كل هذه الاضافات الاساسية إلى تضخم الكتاب تضخما كبيرا، فصار ثلاثة أضعاف "الكمال" تقريبا، وأصتبح يتكون من مئتين وخمسين جزءا حديثيا، فإذا علمنا أن الجزء الحديثي الذي كتبه المؤلف المزي بخطه يتكون من عشرين ورقة (أربعين صفحة) عرفنا أن المزي وضع كتابه في عشرة آلاف صفحة، في كل صفحة 21 سطرا، فضلا عما كتبه المؤلف من تحقيقات في حواشي نسخته.
تفضيل التهذيب على الكمال في التنظيم
نظم المزي كتابه تنظيما جديدا سواء أكان ذلك في هيكله العام أم في مادة كل ترجمة من التراجم، وابتدع أمورا تنظيمية في بعض(1/45)
المواضع لم يسبق إليها من قبل، فوضع بذلك أساسا لكثير من الكتب اللاحقة، وإليك مجمل ذلك على وجه الاختصار:
أولا: كان صاحب الكمال قد أفرد الصحابة عن باقي المترجمين فذكرهم في أول كتابه، وذكر الرجال منهم ثم النساء ثم اتبعهم بمن بعدهم. أما المزي قد ذكر الجميع على نسق واحد، وابتدأ بالرجال منهم، فوضع الصحابة في مواضعهم من التراجم، ورتب الجميع على حروف المعجم المشرقية في أسمائهم وأسماء آبائهم وأجدادهم، لكنه بدأ في حرف الالف بالأحمدين، وفي حرف الميم بالمحمدين لشرف هذين الاسمين، وهي سنة اتبعها كثير من المؤلفين في الرجال والتراجم قبله. ثم رتب في نهاية الأَسماء فصول الكنى والانساب والالقاب والمبهمات على حروف المعجم أيضا. وجعل النساء في آخر كتابه ورتبهم على الترتيب المذكور في الأَسماء والكنى والانساب والالقاب والمبهمات. وقد ذكر المزي في مقدمته سبب خلطه الصحابة بغيرهم من المترجمين خلافا لصاحب "الكمال" فقال: لان الصحابي ربما روى عن صحابي آخر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فيظنه من لا خبرة له تابعيا فيطلبه في أسماء التابعين فلا يجده، وربما روى التابعي حديثًا مُرْسلاً عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فيظنه من لا خبرة لا صحابيا، فيطلبه في أسماء الصحابة فلا يجده، وربما تكرر ذكر الصحابي في أسماء الصحابة وفيمن بعدهم، وربما ذكر الصحابي الراوي عن غير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في غير الصحابة، وربما ذكر التابعي المرسل عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في الصحابة، فإذا ذكر الجميع على نسق واحد، زال ذلك المحذور وذكر في ترجمة كل إنسان منهم ما يكشف عن حاله إن كان صحابيا أو غير صحابي.
ثانيا: وعمل المزي إحالات للاسماء الواردة في كتابه بحسب شهرته أو وروده في كتب الحديث، وجعل كثيرا من هذه الاحالات في(1/46)
صلب كتابه، كما أفاد من فصول الكنى والانساب والالقاب والمبهمات في عمل الاحالات، وهي فهارس قلما نجدها في عصرنا الحديث هذا لصعوبتها، فسهل بذلك على الناظرين في كتابه والمستفيدين منه.
ثالثا: ثم فرق المزي الأَسماء التي أضافها إلى تراجم "الكمال" بعلامة تفرزها، فكتب الاسم واسم الاب، أو ما يجري مجراه باللون الاحمر, واقتصر في تراجم الاصل على كتابة الاسم الاول حسب باللون الاحمر.
رابعا: وأعاد المزي تنظيم الترجمة الواحدة ولا سيما شيوخ المترجم والرواة عنه بعد أن زاد فيهم زيادة كبيرة فاقت الاصل في معظم الاحيان عدة مرات. فنظم شيوخ المترجم على حروف المعجم على نحو ترتيب الأَسماء في الاصل، ورتب الرواه عنه على ذلك النحو أيضا، فسهل للمطالع العجل الوقوف على بغيته، وما أظن أحدًا سبقه إلى هذا الابتداع المفيد في حين قبله الكثير ممن جاء بعده، فساروا على نهجه.
خامسا: وجعل المزي لكل مصنف علامة مختصرة تدل عليه، وهي سبع وعشرون علامة، منها ست علامات للاصول الستة، وعلامة لما اتفق عليه الستة، وعلامة لما اتفق عليه أصحاب السنن الأربعة، وتسع عشرة علامة لمؤلفات أصحاب الستة الاخرى بينها في مقدمته. وقد كتب هذه العلامات فوق كل اسم من أسماء المترجمين وجعلها باللون الأسود بسبب كتابته الاسم باللون الاحمر، وبذلك يستطيع الناظر إلى الترجمة معرفة من أخرج له من هؤلاء الأئمة، وفي أي كتاب من هذه الكتب أخرجوا له عند أول نظرة تقع على اسم المترجم. ولم يكتف بتلك الرموز، بل نص على معانيها نصا صريحا عند انقضاء(1/47)
الترجمة أو قبل ذلك على حسب ما تقتضيه الحال دفعا لاي التباس.
وزاد الحافظ المزي في التدقيق، فوضع رقوما (علامات) ، كما ذكرنا سابقا، فوق كثير من أسماء شيوخ صاحب الترجمة، أو الرواة عنه باللون الاحمر ليعرف الناظر إليها في أي كتاب من تلك الكتب وقعت روايته عن ذلك الاسم المرقوم عليه، ورواية ذلك الاسم المرقوم عليه عنه، ثم ذكر بعد ذلك في تراجمهم روايتهم عنه أو روايته عنهم، وبذلك صارت كل ترجمة من تراجم الكتاب شاهدة للاخرى بالصحة، والاخرى شاهدة لها بذلك أيضا. ودقق بعد ذلك تدقيقا عظيما ذكره مفصلا في مقدمته.
وهذا عمل من اختراعه وابتداعه ما أظن يستطيع عمله من غير استعانة بأحدث الآلات الحاسبة المحللة في العصر الحديث (الكومبيوتر) ، وهو أمر يكفي وحده لتفصيله على سابقيه ولاحقيه.
عظمة تهذيب الكمال
من أجل كل هذا الذي قدمنا أصبح كتاب"تهذيب الكمال"أعظم كتاب في موضوعه غير مدافع، قال الصلاح الصفدي (ت 764) : وصنف كتاب تهذيب الكمال في أربعة عشر مجلدا كسف به الكتب المتقدمة في هذا الشأن، وسارت به الركبان، واشتهر في حياته (1) ". وَقَال تاج الدين السبكي (ت 1771) : وصنف تهذيب الكمال المجمع على أنه لم يصنف مثله (2) "، وَقَال ابن تغري بردي: وهو في غاية الحسن في معناه (3) "، بل قال العلامة علاء الدين مغلطاي
__________
(1) أعيان العصر: 12 / الورقة: 125، وعيون التواريخ لابن شاكر، الورقة: 59.
(2) الطبقات: 10 / 401.
(3) النجوم الزاهرة: 10 / 77 وَقَال حاج خليفة: وهو كتاب كبير لم يؤلف مثله ولا يظن أن يتسطاع".(1/48)
الحنفي (ت 762) بعد أن كتب كل ذلك النقد الطويل عليه إنه: كتاب عظيم الفوائد، جم الفرائد، لم يصنف في نوعه مثله..لان مؤلفه أبدع فيما وضع، ونهج للناس منهجا لم يشرع". وَقَال أيضا: وقد صار كتاب التهذيب حكما بين طائفتي المحدثين والفقهاء إذا اختلفوا قالوا: بيننا وبينكم كتاب المزي (2) ". فانظر إلى هذه المرتبة العظيمة التي وصل إليها كتاب"التهذيب"بعد أن أجمع جهابذة الفن على عظمته وفضله على جميع الكتب التي من بابته.
__________
(1) راجع مقدمة إكمال تهذيب الكمال (نسخة الازهر التي بخطه) .(1/49)
الفصل الثالث
عناية العلماء بتهذيب الكمال
المختصرون والمستدركون
قد بينا فيما سبق أن"التهذيب"أصبح من أعظم الكتب المؤلفة في فنه وأنه فاق جميع المتقدمين المؤلفين في هذا الباب بما تضمنه من سعة في المادة، وتنظيم دقيق في أساليب العرض فضلا عن التدقيق والتمحيص، لذلك تناوله جملة من الحفاظ والعلماء المعنيين بهذا الفن استدراكا أو تعقيبا أو تلخيصا، أو أساسا لكتب أخرى. وعلى العكس من ذلك لم نجد بعد ظهور"التهذيب"من عني بكتاب "الكمال" للحافظ عبد الغني مما يشير إلى أفول نجمه، وانعدام أهميته، وإليك من عني بهذا الكتاب منقذ عصر المؤلف على وجه الاختصار:
رافع السلامي"718 668":
جمال الدين أبو محمد رافع بن أَبي محمد هجرس بن شافع السلامي.
ولد في أواخر سنة 668 أو أوائل سنة 669، وعني بالحديث والقراءات، وقرأ ونسخ وسمع (تهذيب الكمال) على مؤلفه وأحضر ولده محمد بن رافع صاحب كتاب (الوفيات) فسمعه معه، وكان محدثا زاهدا مقرئا صالحا أعاد ببعض المدارس، وولي عقود الانكحة، وتوفي في ذي الحجة سنة 718 (1) .
__________
(1) انظر الدرر لابن حجر: 2 / 198، والمقتفي لتاريخ أبي شامة للبرزالي (وفيات سنة 718) ، وشذرات ابن العماد: 6 / 52 وغيرها.(1/51)
له كتاب"الكنى المختصر من تهذيب الكمال في أسماء الرجال":
اختصر فيه القسم الاخير من (تهذيب الكمال) الخاص بالكنى، وقفنا على نسخة منه بخطه، قال في أولها: الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى. هذا كتاب مختصر من كتاب الكنى من تهذيب الكمال في أسماء الرجال، يشتمل على ذكر المشهورين بالكنى ممن أخرج حديثه الأئمة الستة في كتبهم الستة وغيرها من مصنفاتهم المذكور أسماء رجالها في الكتاب المذكور..ذكرنا ذلك على ترتيب حروف المعجم مبتدئين بالاول فالاول من الحروف، وسمينا من عرفنا اسمه منهم، وأشرنا إلى بعض ما وقع في ذلك من الخلاف، ولم نذكر ممن رووا عنه وروى عنهم في الغالب سوى راو واحد، وربما ذكرنا الحديث الذي رواه صاحب الترجمة، ومن كان من الصحابة لم ندكر عمن روى في الغالب، لان عامة رواية الصحابي إنما هي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وما ليس عليه علامة، فمنهم من فيه خلاف، ومنهم من فيه إشكال ومنهم من له ذكر في بعض هذه الكتب من غير رواية، فمن أراد الوقوف على ذلك على طريق الاستقصاء، فلينظر في الاصل المختصر هذا منه.
وجاء في آخره: فرغ في ليلة التاسع من ذي القعدة سنة سبع وسبع مئة بدرب الملوخية من القاهرة المعزية، علقه لنفسه رافع بن أَبي محمد بن محمد (1) ". قال بشار: وهذا يدل على أنه اختصره من المسودة، وإلا فإن المزي لم يكمل تبييض الكتاب إلا في أواخر سنة (712) .
__________
(1) النسخة في (54) ورقة من القطع الصغير، ومسطرتها: (16) سطرا، وكتب السلامي الكنى بالحمرة، وهي من محفوظات مكتبة أيا صوفيا (الملحقة الآن بالسُلَيْمانية في استنبول) برقم (3405) ، وفي خزانة كتبي =(1/52)
الذهبي (748 673)
عني الإمام شمس الدين أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أحمد الذهبي (1) بكتاب"التهذيب"فاستوعب معظم تراجمه في كتابه الحافل"تاريخ الاسلام (2) "، واختصر من التهذيب أربعة كتب هي:
1- تذهيب التهذيب
وقد حافظ فيه على ترتيب الاصل، وأضاف إلى مختصره ما رآه
حريا بالاضافة، وعلق على كثير من تراجم الاصل من حيث الرواية وضبط الأَسماء والوفيات وبعض أقوال العلماء في المترجمين (3) ، وكان الانتهاء من الاختصار في سنة 719 واستغرق ثمانية أشهر، وكما صرح به في آخر النسخة.
وقام صفي الدين أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن أَبي الخير بن عبد العليم
__________
= نسخة مصورة منها. وفي اثناء رحلتنا إلى استنبول في مطلع سنة (1400) وقلنا على نسخة أخرى وهي غفل من اسم مؤلفها في مكتبة السلطان أحمد الثالث برقم (2947) في مئة ورقة وورقة ومسطرتها (15) سطرا كتبت بخط واضح جلي نفيس كتبها جمال الدين أَبُو بَكْرٍ عَبد اللَّهِ بْنُ العلامة علاء الدين مغلطاي بن قليج الحنفي البكجري (791 719 هـ) وفرغ منها في آخر يوم الاحد السادس عشر من صفر سنة (743) وعلى النسخة حواش بخط شيخ الاسلام سراج الدين البلقيني.
(1) كتبنا سيرة مفصلة للذهبي في كتابنا: الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الاسلام"المطبوع بالقاهرة سنة 1976، ص: 276 1
(2) انظر مقدمة"تاريخ الاسلام.
(3) الصفدي في الوافي: 2 / 164 ونكت الهميان: 243، والسبكي في الطبقات: 9 / 104، والزركشي في عقود الجمان، الورقة: 79، وابن تغري بردي في المنهل الصافي، الورقة: 71، وسبط ابن حجر في رونق الالفاظ، الورقة: 180 وكتابنا: الذهبي، ص: 219. وفي خزانة كتبي نسخة مصورة منه عن نسخة أحمد الثالث باستانبول كتبت في حياة المؤلف سنة 745 وعلى هامشها تصحيحات بخطه. ووقفت على نسخة أخرى منه بدار الكتب المِصْرِية كتبت سنة 731 فيها المجلدات من الاول إلى الثالث (62 مصطلح الحديث) ، ووقفنا في الدار المذكورة على بعض أجزاء متفرقة منه تحمل الرقم (88 مصطلح الحديث) . وفي دار الكتب الظاهرية بدمشق المجلدان الثالث والرابع من نسخة تتكون من أربعة مجلدات كتبت سنة 762 (رقم 282، 383 تاريخ) ورأينا في سنة 1975 المجلد الاول منه في مكتبة أسعد أفندي باستانبول (رقم 292) ورأينا مجلدا منه ضمن كتب الطلب في المكتبة المذكورة لم يكتب اسم مؤلفه (رقم 2461) وهناك نسخ أخرى ذكرها بروكلمان وغيره.(1/53)
الخزرجي الأَنْصارِيّ سنة 923 بتلخيصه بكتابه المعروف"خلاصة تذهيب الكمال في أسماء الرجال (1) "، وفائدته أنه قيد بعض الأَسماء بالحروف.
(2) الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة (2) :
قال الذهبي في مقدمته: هذا مختصر نافع في رجال الكتب الستة: الصحيحين والسنن الأربعة، مقتضب من تهذيب الكمال لشيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي، اقتصرت فيه على ذكر من له رواية في الكتب، دون باقي تلك التواليف التي في "التهذيب"، ودون من ذكر للتمييز أو كرر للتنبيه.
"وجاء في آخر نسخة التيمورية (رقم 1935 تاريخ) وهي بخط الذهبي: إنه فرغ من اختصاره بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 720.
ذكره الصفدي والبكي والزركشي والعيني وسبط ابن حجر والسخاوي.
وقد مر بنا أن الإمام الذهبي اختصر التهذيب في كتابه"التهذيب"، وذكر الصفدي (3) والسبكي (4) وابن تغري بردي (5) وابن العماد (6) أن الذهبي اختصر كتاب الكاشف من"التذهيب"وهو وهم منهم، حيث صرح الذهبي في مقدمته أنه اختصره من الاصل، أعني من"تهذيب الكمال"، فضلا عن أن كتاب"الكاشف"اقتصر على
__________
(1) طبع سنة 1301 هـ بالقاهرة ثم طبع بعد ذلك سنة 1323 هـ وأعيد في سنة 1979 طبعه بالاوفست وكتب له الشيخ عبد الفتاح أبو عدة مقدمة فراجعها.
(2) راجع الكلام عليه مفصلا في كتابي: الذهبي ومنهجه: 230 227.
(3) الوافي: 2 / 164
(4) الطبقات: 9 / 104.
(5) المنهل الصافي، الورقة: 70
(6) شذرات الذهب: 6 / 155.(1/54)
رجل الكتب الستة في حين كان"التذهيب"كأصله، قد شمل رجال الكتب الستة وغيرها من التواليف.
احتل كتاب"الكاشف"مكانة مميزة بين كتب الذهبي، على الرغم من أنه جاء في عشر الكتاب الاصلي (1) ، بحيث قال فيه التاج السبكي: إنه مجلد نفيس (2) . ثم وجدنا العلماء يعنون به، بل أشار الحافظ ابن حجر في مقدمة"تهذيب التهذيب"إلى أن الناس صاروا يعتمدون"الكاشف"في هذا الفن، ونتيجة لاهمية كتاب"الكاشف"فقد ذيل عليه واحد من كبار العلماء هو أبو زُرْعَة أحمد بن عَبد الرحيم العراقي المتوفى سنة (826) وذكر تقي الدين بن فهد هذا الذيل (3) ورأيت أنا نسخة منه (4) .
كما أن لابراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي ثم الحلبي المعروف بسبط ابن العجمي المتوفى سنة (841) حواشي عليه (5) . واعتمد على"الكاشف"كثيرا شرف الدين الحسين بْن مُحَمَّد بْن عَبد الله الطيبي المتوفى سنة (743) حينما ألف كتابه في: أسماء الرجال" (6) .
__________
(1) انظر آخر نسخة الخزانة التيمورية (1935 تاريخ) .
(2) الطبقات: 9 / 104.
(3) لحظ الالحاظ: 287.
(4) مصورة في خزانة شيخنا المحدث عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم الحاج صبحي البدري السامرائي نزيل بغداد، وهي مصورة عن مكتبة فيض الله باستانبول (رقم 1454) في 142 لوحة. وقد أضاف العراقي في هذا الذيل بقية التراجم التي ذكرها المزي في التهذيب، كما أضاف رجال مسند الإمام أحمد وزيادات ولده عَبد الله عليه. وهذا في رأينا تجوز من العراقي رحمه الله لان الذهبي اقتصر على ذكر من له رواية في الكتب الستة فقط وأسقط متعمدا تراجم الدين لهم رواية في تواليف أصحاب الكتب الستة الاخرى ممن ذكرهم المزي في "التهذيب"وإلا فإنه ذكر الجميع في كتابه"تذهيب التهذيب"فما الفرق بينه وبين الكاشف عندئذ؟ !.
(5) ابن فهد: لحظ الالحاظ: 314.
(6) الطيبي: أسماء الرجال، الورقة: 47 (نسخة الظاهرية 6164) .(1/55)
3- المجرد من تهذيب الكمال
ذكره السبكي (1) وسبط ابن حجر (2) وحاجي خليفة (3) والبغدادي (4) ، واقتصر فيه على رجال الكتب الستة أيضا دون التواليف الاخرى، لكنه رتبه على الطبقات فجعله في عشر طبقات، ثم رتب رجال كل طبقة على حروف المعجم (5) .
4- المقتضب من تهذيب الكمال
قال شمس الدين السخاوي: وللذهبي أسماء من أخرج لهم أصحاب الكتب الستة في تواليفهم سواها ممن لم يذكرهم في الكاشف" (6) .
فالذي يفهم من نص السخاوي أن الذهبي اختصر كتابا آخر من تهذيب الكمال خاصا بأسماء رجال مؤلفات أصحاب الكتب الستة الاخرى، لذلك فهو لا علاقة له بكتابي"الكاشف"و"المجرد"اللذين مر ذكرهما. وقد ذكره البغدادي بالعنوان الذي ذكرناه (7) .
__________
(1) الطبقات: 9 / 105 وسماه: المجرد في رجال الكتب الستة"
(2) رونق الالفاظ، الورقة: 180.
(3) كشف الظنون: 2 / 1593
(4) هدية العارفين: 2 / 154.
(5) من الكتاب نسخة بخزانة كتب الفاتيكان (رقم 1032) ، وكانت منه نسخة ببرلين تحمل الرقم 9938. وعثرت على نسخة منه في مكتبة الشهيد علي باشا باستانبول (رقم 523) في مئة ورقة وورقتين ينقص من أولها بعض الاوراق، وأول ما فيها: أبو معقل الأَنْصارِيّ الأسدي، وآخرها آخر طبقة البخاري وباقي شيوخ الأئمة. وقد كتبت هذه النسخة سنة 717، وفي حواشيها تعليقات واستدراكات كثيرة، وقوبلت على نسخة الذهبي في التاريخ المذكور. وصور معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية هذه النسخة وضمها إلى خزانته برقم 576 تاريخ لكنهم لم يعرفوا اسم الكتاب، فذكروا أنه في "أسماء رجال تهذيب الكمال للمزي"ولا عرفوا مؤلفه لذهاب الورقات الاولى منه فاقتضى لذلك التنبيه (انظر فهرس المخطوطات المصورة لفؤاد سيد: ج 2 ق، ص: 10) .
(6) الاعلان: 601.
(7) هدية العارفين: 2 / 154.(1/56)
الاندرشي (بعد 750 690)
أبو العباس أحمد بن سعد بن محمد بن أحمد الغساني العسكري الاندرشي الصوفي. قدم المشرق فحج واستوطن دمشق، وسمع من القاسم ابن عساكر، ودرس العربية على أثير الدين أبي حيان النحوي، فبرع في النحو، وكان زاهدا منجمعا عن الناس (25) . ذكره الذهبي في المعجم المختص، وَقَال: إنه نسخ"تهذيب الكمال"كله واختصرة (26) . وذكر مختصره هذا السيوطي (27) وحاجي خليفة (28) . وذكر حاجي خليفة أيضا أن للسيوطي (ت 911) زوائد عليه.
علاء الدين مغلطاي (762 689)
علاء الدين أبو عبد الله مغلطاي بن قليج بن عَبد الله البكجري الحنفي.
ولد بالقاهرة، وسمع بها جملة من مشايخ عصره، منهم: التاج أحمد بن دقيق العيد، والواني، والختني، والدبوسي، وغيرهم، وتخرج بابن سيد الناس اليعُمَري. ورحل إلى دمشق، فسمع بها على شيوخ العصر، وبرع في الحديث والانساب. وولي التدريس بعدة مدارس بمصر منها المدرسة الظاهرية (29) ، وليها بعد شيخه ابن سيد الناس، فتحامل الناس عليه بسبب ذلك، وتكلموا فيه من أجل ادعائه سماع بعض من لا يحتمل سماعه منهم، وهي مسألة أكثروا الكلام فيها، والظاهر أن وراءها دوافع أخرى.
__________
(25) ابن رافع: الوفيات، الورقة: 78.
(26) ابن حجر في الدرر: 1 / 145
(27) بغية الوعاة: 1 / 309.
(28) كشف الظنون: 2 / 1510 وقد جعله حاجي خليفة شخصين، أحدهما: الاندرشي والآخر: العسكري، فقال وهو يذكر مختصرات التهذيب: وأبو العباس أحمد بن سعد العسكري المتوفى سنة 750..ومختصر التهذيب للحافظ الاندرشي صاحب العمدة في مختصر الاطراف"وهذا وهم مبين فهما واحد.
(29) وفيات ابن رافع، الورقة: 93 92، والبداية لابن كثير، 14 / 281، والدرر لابن حجر: 5 / 122، ولسان الميزان: 6 / 72، ولحظ الالحاظ لابن فهد: 139، والنجوم لابن تغري بردي: 6 / 197، وذيل طبقات الحفاظ للسيوطي: 365.(1/57)
ويبدو لنا أن علاء الدين مغلطاي صرف جل عنايته لدراسة المؤلفات السابقة ونقدها، وأولع بالرد والاستدراك عليها، ساعده على ذلك كثرة اطلاعه ودأبه وتوافر الكتب والمصادر الكثيرة لديه (1) ، فقد
ذيل على"إكمال الاكمال"للحافظ ابن نقطة البغدادي (ت 629) ، و"تكملة إكمال الاكمال"لابي حامد ابن الصابوني (ت 680) ، و"الذيل"على كتاب ابن نقطة الذي ألفه منصور بن سليم الاسكندراني (ت 673) ، كما ذيل على كتاب الضعفاء لابن الجوزي (ت 597) ، ووضع شيئا على"الروض الانف"للسهيلي (ت 581) (2) ، وَقَال الشهاب ابن رجب: وعدة تصانيفه نحو المئة أو أزيد، وله مآخذ على أهل اللغة وعلى كثير من المحدثين" (3) .
ومن هذا المنطلق عني علاء الدين مغلطاي بالكتابين العظيمين اللذين ألفهما المزي، وهما: تحفة الاشراف، وتهذيب الكمال، فكتب كتابا في "أوهام الاطراف" (4) ثم كتب كتابه العظيم"إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال" (5) .
ذكر مغلطاي في مقدمة كتابه أن استدراكه هذا لا ينقص من قيمة كتاب المزي وأهميته، وَقَال: ومعتقدي أن لو كان الشيخ حيا لرحب بهذا الاكمال". وذكر عظمة كتاب المزي ومنزلته، ثم أخذ عليه جملة أمور من أبرزها:
1- ذكره أشياء لا حاجه إليها مثل الأسانيد التي يذكرها من باب العلو أو الموافقات أو نحو ذلك.
__________
(1) الدرر لابن حجر: 5 / 123.
(2) لحظ الالحاظ لابن فهد: 139.
(3) الدرر: 5 / 123.
(4) ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي: 366.
(5) أخذت هذا العنوان من النسخة التي بخط المؤلف وهي مسودته، وعندي مصورتها.(1/58)
2- ذكره للترجمة النبوية وأخذه معظم ما ذكره فيها من كتاب أَبِي عُمَر بْن عَبد الْبَرِّ.
3- إيراد بعض أخبار المترجمين مما لا ينفع في بيان أحوالهم في التوثيق أو التجريح.
4- محاولة المزي استيعاب شيوخ صاحب الترجمة والرواة عنه، مع أن الاحاطة بذلك متعذرة لا سبيل إليها.
5- مسامحة المزي لصاحب "الكمال" في بعض المواضع التي لم يرد عليه فيها.
ونتيجة دراستنا لكتاب مغلطاي يمكننا تلخيص منهجه بما يأتي:
1- ترك نقد المقدمة، وابتدأ بالأَسماء مباشرة.
2- أورد اسم المترجم كما ذكره المزي، ثم أورد تعليقاته على الترجمة، وتتكون هذه التعليقات من نقول كثيره عن المصادر السابقة فيها الغث والسمين مما يتفق مع ما ذكره المزي فيؤيده، أو يختلف عنه، وقلما ترك ترجمة من غير تعليق.
3- أعاد تدقيق جميع النصوص التي أوردها المزي في كتابه، وتكلم على أدنى اختلاف فيما نقله، وهو أمر ليس باليسير، فكأنه بذلك أعاد تحقيق مادة الكتاب.
4- عني بإيراد المزيد من التوثيق والتجريح، ورجع إلى مصادر كثيرة جدا، وعني بذلك عناية فائقة أبانت عن علمه ومعرفته بالكتب، لكن النتيجة لم تكن لتخرج في الاغلب عما ذكر المزي من حال المترجم له سوى زيادة التوثيق أو التجريح.
5- عني بضبط كثير من الأَسماء والانساب، وأورد ما يوافق(1/59)
المؤلف وما يخالفه في هذا الباب، معتمدا في ذلك عددا كبيرا من المصادر.
6- استدرك على المؤلف بعض ما فاته من المترجمين، وأكثر ما استدرك عليه في "التمييز"وهي الأَسماء التي تتفق مع أسماء المترجم لهم في هذا الكتاب ومن أهل عصرهم.
ابتدأ مغلطاي بتأليف مسودة كتابه في منتصف سنة (744) وأطال النفس فيه، فجاء في حجم كتاب المزي تقريبا في أربعة عشر مجلدا (1) .
وقد توهم الكثيرون، فظنوا أن المزي لم يكمل كتابه، فأكمله مغلطاي.
دفعهم إلى هذه المقالة ما يوهمه اسم الكتاب وما ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون"وعدم دراستهم للكتابين والله أعلم (2) .
إن أغلب المادة التاريخية التي أوردها مغلطاي هي مادة إضافية أعتقد جازما أن المؤلف المزي كان عارفا بأكثرها، ولكنه لم يوردها من أجل أن لا يطول كتابه. والحق أن المزي قد أشار في مقدمة كتابه على
__________
(1) لحظ الالحاظ لابن فهد: 139. وَقَال ابن حجر في الدرر: وله ذيل على تهذيب الكمال يكون في قدر الاصل. " (5 / 123) ، وذكر حاجي خليفة أنه في ثلاثة عشر مجلدا (كشف الظنون: 2 / 1510) وراجع الاعلان للسخاوي: 600 وفي خزانة كتبي المجلدان الاول والثاني من المسودة، يتكون المجلد الاول من عشرة أجزاء حديثية وليس فيه إلا حرف الالف ملئت حواشيها بالاستدراكات. أما المجلد الثاني فهو بحجم المجلد الاول وينتهي بنهاية الجزء العشرين في أثناء حرف الحاء المهملة. وفي مكتبة فيض الله مجلدان منه: مجلد فيه الاجزاء: 88 72 تبدأ بعبد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن سلام بن ناصح البغدادي ثم الطرسوسي وتنتهي بعَمْرو بن سعد الفدكي (رقم 1379) ، ومجلد فيه الاجزاء من: 119 102 يبدأ بترجمة مُحَمَّد بْن عَبد المَلِك بْن زنجويه البغدادي وينتهي بترجمة يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان السهمي المِصْرِي (رقم 1378) وهما بخط المؤلف أيضا، ومنهما مصورتان في معهد المخطوطات (فهرس التاريخ: 60) وراجع الملحق لبروكلمان: 1 / 606 (بالالمانية) . وقد حصلت على نسخ مصورة منها. وحصلت أيضا على مجلدات مبيضة وهي المجلدات: من الاول إلى السادس وبعض المجلد السابع.
(2) كشف الظنون: 2 / 1510، فهرس المخطوطات المصورة في معهد المخطوطات: ج 2 ق 4 ص: 46.(1/60)
من يريد زيادة الاطلاع ضرورة مراجعة"طبقات ابن سعد"و"تاريخ ابن أَبي خيثمة"و "الثقات" لابن حبان، و"تاريخ مصر"لابن يونس، و"تاريخ نيسابور"للحاكم، و"تاريخ أصبهان"لابي نعيم باعتبارها أمهات الكتب المصنفة في هذا الفن (1) . وقد نقل مغلطاي من هذه الكتب وأمثالها كثيرا مما استدرك به على المزي، لذلك قال زين الدين ابن رجب: وغالب ذلك لا يرد على المزي" (2) . ومع ذلك فإن إضافته من هذه الكتب ومن عشرات غيرها نقلت إلينا ثروة تاريخية كادت تضيع لولا ما نقل هو وأمثاله، بسبب ضياع كثير من أصولها.
وحين انتهى مغلطاي من استدراكه هذا اختصره في مجلدين مقتصرا فيه على المواضع التي ظن أن الحافظ المزي غلط فيها، قال ابن حجر: واختصره مقتصرا على الاعتراضات على المزي في نحو مجلدين" (3) وَقَال ابن فهد المكي، وهو يعدد بعض كتب مغلطاي: وكتاب ذيل به على تهذيب الكمال للمزي وفيه فوائد، غير أن فيه تعصبا كثيرا في أربعة عشر مجلدا ثم اختصره في مجلدين مقتصرا فيه
على المواضع التي زعم أن الحافظ المزي غلط فيها، وأكثر ما غلطه فيه لا يرد عليه، وفي بعضه كان الغلط منه هو فيها" (4) ، وسمى السيوطي هذا المختصر"أوهام التهذيب" (5) . ثم ذكر ابن حجر وابن فهد أنه اختصر المختصر في مجلد لطيف (6) .
ويبدو لنا أن الكتاب قد اشتهر منذ فترة مبكرة، وأثار جدلا عند المعنيين بهذا الفن، فقد حمل التاج السبكي بعضا مما ظنه الحافظ
__________
(1) انظر مقدمة تهذيب الكمال.
(2) الدرر لابن حجر: 5 / 123.
(3) نفسه.
(4) لحظ الالحاظ: 139.
(5) ذيل طبقات الحفاظ: 366.
(6) الدرر: 5 / 123، ولحظ الالحاظ: 139.(1/61)
مغلطاي وهما من المزي من القاهرة إلى دمشق، وأعطاه لوالده ليتثبت منه، قال: وهذه مواقف استدركها بعض محدثي العصر بديار مصر، وهو الشيخ علاء الدين مغلطاي شيخ الحديث بالمدرسة الظاهرية بالقاهرة، وانتقاها مما استدركه على كتاب تهذيب الكمال لشيخنا المزي، وحضرت معي إلى دمشق لما جئت من القاهرة في سنة أربع وخمسين وسبع مئة لاسأل عنها الشيخ الإمام الوالد، فأجاب عنها رحمه الله، وقد كتبتها من خطه، قال رحمه الله: أسئلة وردت من الديار المِصْرِية مع ولدي عبد الوهاب في الثامن والعشرين من جمادي الأولى سنة أربع وخمسين وسبع مئة.." (1) ثم أورد التاج السبكي الاجوبة (2) وكان قال قبل ذلك في ترجمة والده وهو يعدد مصنفاته: أجوبة سؤالات أرسلت إليه من مصر، حديثية، أوردها بعض المشايخ على كتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي" (3) .
ومهما يكن من أمر، فإن ما كتبه مغلطاي من نقد وفر مادة تاريخية لجميع الذين جاؤوا بعده ممن عني باختصار"التهذيب"أو الاستدراك عليه ولاسيما سراج الدين ابن الملقن"ت 804"في إكماله، والحافظ ابن حجر في مختصراته ولاسيما"تهذيب التهذيب"فإنه لم يستطع إلا أن يقول في مقدمته: وقد انتفعت في هذا الكتاب المختصر بالكتاب الذي جمعه الإمام العلامة علاء الدين مغلطاي على تهذيب الكمال مع عدم تقليدي له في شيء مما ينقله، وإنما استعنت به في العاجل، وكشفت الاصول التي عزا النقل إليها في الآجل، فما وافق أثبته. وما باين أهملته، فلو لم يكن في هذا المختصر إلا الجمع بين هذين الكتابين الكبيرين في حجم لطيف، لكان معنى مقصودا" (4) .
__________
(1) الطبقات: 10 / 408.
(2) نفسه: 10 / 430 408 وقد أفدنا منها في التعليق على النص.
(3) نفسه: 10 / 314.
(4) تهذيب التهذيب: 1 / 8.(1/62)
نعم، كانت لمغلطاي أوهام لاسيما وهو من المكثرين، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فكان ماذا؟
شمس الدين الحسيني (675 715)
شمس الدين أبو المحاسن مُحَمَّد بْن علي بْن الْحَسَن بن حمزة الحسيني الدمشقي الشافعي. سمع من جماعة من الاعيان منهم المزي والذهبي.
وكان ثقة ثبتا إماما مؤرخا حافظا، له مؤلفات كثيرة، وعني بكتاب"تحفة الاشراف"للمزي فاختصره (1) .
التذكرة في رجال العشرة:
اختصر فيه"تهذيب الكمال"لشيخه المزي، وحذف منه من ليس في الكتب الستة، وأضاف إليهم رجال أربعة كتب هي: الموطأ للامام مالك، والمسند للامام أحمد (2) ، ومسند الشافعي، ومسند أبي حنيفة للحارثي.
وذكر في مقدمته سبب إضافته لهذه الكتب الأربعة، وبين أن ذلك متأت من كون أصحابها هم الأئمة المقتدى بهم، وأن عمدتهم في استدلالهم لمذاهبهم في الغالب على ما رووه بأسًانيدهم في مسانيدهم المذكورة.
ونسخ هذا الكتاب متوفرة في خزائن الكتب، وذكر العلامة المرحوم خير الدين الزركلي أنه رأى الملجد الثاني منه بخطه (3) ، ووقفت أنا عليه (4) .
__________
(1) وفيات ابن رافع، الورقة: 98، والبداية لابن كثير: 14 / 307، والدرر لابن حجر: 4 / 179، ولحظ الالحاظ لابن فهد: 150، ومقدمة ذيول تذكرة الحفاظ، ومقدمة ذيول العبر لصديقنا المرحوم محمد رشاد عبد المطلب المِصْرِي.
(2) من الجدير بالذكر أن شمس الدين الحسيني قد ألف كتابا مستقلا في رجال مسند الإمام أحمد سماه: الاكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال سوى من ذكر في تهذيب الكمال.
رأيت نسخة مصورة منه عن الجامعة العثمانية بحيدر آباد بالهند في مئة ورقة. وقد يسمى: الامتثال بما في مسند أحمد من الرجال ممن ليس في تهذيب الكمال"والمعنى واحد.
(3) الاعلام: 7 / 178 لكنه جعله كتابين فذكره أولا باسم"التذكرة في رجال العشرة"ثم ذكره ثانية باسم"اختصار تهذيب الكمال"، وهما واحد.
(4) وانظر أيضا الاعلان للسخاوي: 603، وكشف الظنون: 1 / 1510.(1/63)
عماد الدين ابن كثير (774 701)
عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عُمَر بن كثير القرشي البصروي ثم الدمشقي العلامة الحافظ المحدث صهر الشيخ أبي الحجاج المزي وترجمته مشهورة، وتصانيفه معروفة مذكورة.
له:
"التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل.
جمع فيه بين "تهذيب الكمال"للمزي، و"ميزان الاعتدال"لشيخه الذهبي، مع زيادات وتحرير عليهما في الجرح والتعديل. وقفت على نسخة منه بدار الكتب المِصْرِية، وانتقيت منها بعض الفوائد (1) .
ابن بردس البعلبكي (786 720)
عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن بردس البعلبكي الحنبلي. ولد ببعلبك، ودرس على والده، وأبي الفتح اليونيني، وسمع جمعا من مسندي عصره، وحدث عنهم، واشتهر باختصاره لجملة من الكتب ونظمها (2) .
له:
بغية الاريب في اختصار التهذيب:
أكمل مسودته في المحرم سنة (779) وهو اختصار ليس فيه
__________
(1) رقم 24227 ب وهي في مجلدين وانظر أيضا ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني: 58، والاعلان للسخاوي: 589، 600.
(2) لحظ الالحاظ لابن فهد: 167 166، والدرر لابن حجر: 1 / 404، والتبيان لابن ناصر الدين،(1/64)
إضافات تذكر، ولم يحذف من رجال"التهذيب"أحدا لكنه حذف بعض أنساب المشهورين، وذكر الجرح والتعديل مختصرا، كما حذف الأسانيد (1) .
ابن الملقن (804 723)
سراج الدين أبو علي عُمَر بن علي بن أحمد الأَنْصارِيّ الشافعي المعروف بابن الملقن، الإمام الكبير صاحب التصانيف المشهورة. أجازه المزي، وتخرج بالحافظ علاء الدين مغلطاي، وكان أكثر أهل عصره تصنيفا (2) .
له:
إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال:
اختصر فيه"التهذيب"مع التذييل عليه من رجال ستة كتب هي: مسند الإمام أحمد، وصحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، والمستدرك للحاكم، والسنن للدارقطني، والسنن للبيهقي (3) .
سبط ابن العجمي (841 753)
برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي الاصل، الحلبي المولد والدار والوفاة، الشافعي المعروف بسبط ابن العجمي حافظ حلب في زمانه (4) .
له:
__________
(1) في خزانة كتبي نسخة مصورة منه في 574 ورقة. ورأيت منه نسخة في الازهر ناقصة الاول في 541 ورقة (رواق المغاربة، رقم 894) .
(2) لحظ الالحاظ لابن فهد: 197، الضوء اللامع للسخاوي: 6 / 100، وذيل طبقات الحفاظ للسيوطي: 396.
(3) نسخة معروفة وراجع بروكلمان: 1 / 164 (بالالمانية) وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات: التاريخ، رقم: 59.
(4) لحظ الالحاظ لابن فهد: 315 308، والبدر الطالع للشوكاني: 1 / 28.(1/65)
نهاية السول في رواة الستة الاصول:
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: وقد زينه بالفوائد العلمية الحديثية النادرة، والضبوط المحررة الدقيقة للاسماء والكنى والالقاب والانساب والبلدان ونحوها..وقد رأيت في رحلتي إلى الهند وباكستان سنة (1382) نسخة المؤلف التي كتبها بخط يده الناعم الدقيق الجميل في (999) ورقة بالقطع الكبير، وفي مجلد واحد في مكتبة رضا في مدينة رامبور. ورقمها فيها (1019) "وذكر في آخرها أنه انتهى منه في سنة (829) بحلب (1) .
قلت: لم أوفق في الوقوف عليه، ولعله اعتمد فيه على"الكاشف"للذهبي فاتخذه أصلا، ثم أضاف إليه من عنده كما مر بنا عند كلامنا على"الكاشف.
ابن قاضي شهبة (851 779)
تقي الدين أبو بكر بن أحمد بن محمد المعروف بابن قاضي شهبة الأسدي الدمشقي صاحب التاريخ المشهور (2) .
ذكر حاجي خليفة أنه اختصر"تهذيب الكمال" (3) . ولا أعرف عنه شيئا.
ابن حجر العسقلاني (852 773)
حافظ عصره شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي الكناني العسقلاني صاحب التصانيف المشهورة الذائعة الصيت.
له:
__________
(1) مقدمة خلاصة تذهيب التهذيب: 7- 6.
(2) الضوء اللامع: 11 / 21، وشذرات الذهب: 7 / 269.
(3) كشف الظنون: 2 / 1510.(1/66)
أولا تهذيب التهذيب (1) :
اختصر فيه"تهذيب الكمال"إلى نحو الثلث، وأبدى في مقدمته عدة ملاحظات على كتاب المزي من أبرزها:
1- طول الكتاب، بحيث قصرت الهمم عن تحصيله فتوجه الناس بسبب ذلك إلى"الكاشف". الذي امتازت تراجمه بالاختصار الشديد بحيث لا تفي بالغرض.
2- خلو بعض تراجم"التهذيب"من بيان أحوالهم.
3- محاولة المزي استيعاب شيوخ صاحب الترجمة واستيعاب الرواة عنه، وأنه بالرغم من تمكنه من ذلك في أغلب التراجم"لكنه شيء لا سبيل إلى استيعابه ولا حصره بسبب انتشار الروايات وكثرتها وتشعبها وسعتها، فوجد المتعنت بذلك سبيلا إلى الاستدراك على الشيخ بما لا فائدة جليلة ولا طائلة" (2) .
4- أنه أفرد"عمل اليوم والليلة"للنسائي عن"السنن"وهو من جملة كتاب السنن في رواية ابن الاحمر وابن سيار، وكذلك أفرد "خصائص علي"وهو من جملة المناقب في رواية ابن سيار. ولم يفرد"التفسير"وهو من رواية حمزة وحده، ولا كتاب"الملائكة"و"الاستعاذة"و"الطب"وغير ذلك، وقد تفرد بذلك راو دون راو عن النَّسَائي فما تبين لي وجه إفراده"الخصائص"و"عمل اليوم والليلة" (3) .
__________
(1) طبع بحيدر آباد في اثني عشر مجلدا في السنوات 1327 1325 وأعادت دار صادر طبعه بالاوفست.
(2) تهذيب التهذيب: 1 / 4، ولعل ابن حجر يشير بذلك إلى ما عمله العلامة علاء الدين مغلطاي في إكماله.
(3) تهذيب: 1 / 6.(1/67)
أما منهجه في كتابه فيمكن إجماله على الوجه الآتي:
1- لم يحذف من رجال"التهذيب"أحدا، بل زاد فيهم من هو على شرطه، كما ذكر بعض التراجم التي تفيد للتمييز مما لم يذكره المزي، وحافظ على العلامات (الرقوم) التي وضعها المزي في الاصل مقتصرا على ما وضعه على أسماء المترجمين دون شيوخ صاحب الترجمة والرواة عنه أما الفصول التي ذكرها المزي في المقدمة وهي التي في شروط الأئمة الستة وفي الحث على الرواية عن الثقات وفي الترجمة النبوية، فقد حذفها في مختصره، لوجود مادتها في الكتب المعينة بذلك.
2- أعاد التراجم التي حذفها المزي من أصل "الكمال"، والتي كان الحافظ عبد الغني قد ذكرها بناء على أن بعض الستة أخرج لهم، وكان المزي قد حذفهم بسبب عدم وقوفه على روايتهم في شيء من الكتب الستة. وذكر ابن حجر أن ذكرهم على الاحتمال أكثر فائدة من حذفهم، ونبه على ما في تراجمهم من عوز، أو عند وقوفه عند روايتهم في الكتب المذكورة.
3- أما في صياغة الترجمة فقد سار على النهج الآتي:
أ- حذف من الترجمة جميع الاحاديث التي خرجها المزي من مروياته العالية من الموافقات والابدال وغير ذلك من أنواع العلو.
ب- اقتصر من شيوخ المترجم ومن الرواة عنه على الاشهر والاحفظ والمعروف، وحذف الباقين، إذا كان المترجم من المكثرين وإن كانت الترجمة متوسطة اقتصر على ذكر الشيوخ والرواة الذين عليهم علامة في الاغلب، وإن كانت طويلة اقتصر على من عليه علامة البخاري ومسلم، مع ذكر جماعة غيرهم. أما إذا كانت الترجمة قصيرة فإنه لم يحذف منها شيئا في الاغلب.(1/68)
ج- لم يلتزم بنهج المزي في ترتيب شيوخ صاحب الترجمة والرواة عنه على حروف المعجم، لان ذلك يؤدي حسب قوله إلى"تقديم الصغير على الكبير"، بل ذكر في أول الترجمة أكثر شيوخ الرجل، وأسندهم، وأحفظهم، إن تيسر له معرفة ذلك، إلا أن يكون للرجل ابن أو قريب فإنه كان يقدمه في الذكر، وحرص أن يختم الرواة عن صاحب الترجمة بمن وصف بأنه آخر من روى عنه، وربما صرح بذلك.
د- حذف من الترجمة أغلب الاخبار التي لا تدل على توثيق، ولا
على تجريح، واقتصر على ما يفيد ذلك.
هـ- حذف كثيرا من الاختلافات المذكورة في وفاة المترجم.
و ميز إضافاته على الترجمة أو تصحيحاته بلفظة: (قلت) وجعلها في آخر الترجمة، وأكثر إضافاته ما يفيد التوثيق أو التجريح.
وقد انتفع ابن حجر بالمؤلفات التي سبقته مما وضع على"التهذيب"استداركا أو اختصارا، ولا سيما"تذهيب التهذيب"للامام الذهبي و"إكمال تهذيب الكمال"للعلامة علاء الدين مغلطاي. والحق أن معظم ما أضافه ابن حجر من توثيق أو تجريح أو اختلاف في الوفيات، أو استدارك في التراجم، سواء أكانت من التراجم التي هي من شرط المزي، وهي قليلة، أم للتمييز، قد أخذها من كتاب مغلطاي بالدرجة الاولى، وعليه كان اعتماده، لكنه انتقى منه ما وجده مهما حريا بالذكر فذكره، وأهمل الباقي فأسقطه، وإن إضافاته الشخصية كانت قليلة جدا.
ثانيا تقريب التهذيب:
ثم اختصر الحافظ ابن حجر كتابه هذا بكتاب صغير في مجلدين سماه"تقريب التهذيب"اقتصر فيه على اسم المترجم مختصرا ودرجة(1/69)
توثيقه وطبقته والعلامات التي ذكرها له المزي، وقيد بعض الأَسماء والانساب والكنى بالحروف (1) .
ومما تجدر الاشارة إليه أن ابن حجر أفاد من"تهذيب الكمال"في جميع المؤلفات التي وضعها مما يتعلق بهذا الفن.
تقي الدين ابن فهد (871 787)
تقي الدين أبو الفضل مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بن فهد الهاشمي المكي الشافعي. ولد بمصر، وتوفي بمكة، واشتهر بتصانيفه الكثيرة الماتعة (2) .
قال في كتابه"لحظ الالحاظ"عند الكلام على"تهذيب التهذيب"لابن حجر: وهو يشتمل على اختصار تهذيب الكمال للمزي مع زيادات كثيرة عليه تقرب من ثلث المختصر، دمجتها مع زيادات الذهبي في "تذهيبه"وما زدته في التهذيب في كتابه"نهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب (3) ". وَقَال الشمس السخاوي: وجمع بين المزي وشيخنا بنصهما معزيادات، التقي بن فهد وسماه: نهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب"، وذكر أنه كتاب حافل لو ضم إليه ما عند مغلطاي من الزوائد في مشايخ الراوي والآخذين عنه، لكنه اعتذر بعدم وصول كتاب مغلطاي إلى مكة إذ ذاك (4) .
وقد أصبح"تهذيب الكمال"إلى كل ذلك مصدرا لجميع المؤلفين في هذا الفن الجليل طوال العصور اللاحقة، فإنه قلما وجدنا
__________
(1) طبع وهو مشهور بأيدي الناس.
(2) انظر مقدمة ذيل تذكرة الحفاظ.
(3) لحظ الالحاظ: 333.
(4) الاعلان: 600 وانظر مقدمة المجلد الثاني من تحفة الاشراف للمزي.(1/70)
كتابا ألف في موضوعه لم يتخذه مصدرا رئيسا، ثم صار بعد ذلك معيارا وحدا فاصلا لكثير من المؤلفات، فحينما ذيل الحافظ زين الدين
أبو الفضل عَبد الرحيم العراقي (ت 806) على"ميزان"الذهبي ذكر ابن حجر أن معظم هذا الذيل مأخوذ من"تهذيب الكمال"للمزي (1) .
وحينما وضع ابن حجر نفسه"لسان الميزان"ذكر أنه اعتمد فيه"ميزان"الذهبي بعد أن حذف منه"من أخرج له الأئمة الستة في كتبهم أو بعضهم، فلما ظهر لي ذلك استخرت الله، وكتبت منه ما ليس في تهذيب الكمال (2) ". وجمع أحدهم"الثقات من تهذيب الكمال (3) "وهلم جرا..
__________
(1) كشف الظنون: 2 / 1917.
(2) انظر مقدمة لسان الميزان: 124 (ط. الهند)
(3) راجع المجلد الاول من فهرس المخطوطات بدار الكتب المِصْرِية الخاص بمصطلح الحديث الذي وضعه صديقنا المرحوم فؤاد سيد.(1/71)
الفصل الرابع
منهجنا في تحقيق تهذيب الكمال
كثرة نسخ التهذيب الخطية:
بدأ المزي في وضع كتابه في صيغته النهائية منذ مطلع سنة (705) للهجرة، وبدأ يحدث به منذ سنة (706) (1) على الرغم من أنه لم يتمه إلا في أواخر سنة (712) (2) ، فجاء في أربعة عشر مجلدا بخطه (3) .
وقد طال عُمَر المزي، ومتعه الله بالصحة الجيدة، وصحة الحواس إلى آخر عُمَره، واشتهر كتابه في حياته، وسارت به الركبان، فحدث بكتابه خمس مرات (4) بين سنة (706) وسنة (742) ، فسمع الكتاب عليه خلال هذه الستة والثلاثين عاما عدد كبير من المعنيين بهذا الشأن، واجتهدوا في تثبيت خطه على نسخهم. ثم نال هذا الكتاب طوال القرون التالية منزلة رفيعة جعلته من أوائل الكتب التي يسعى أصحاب الخزائن إلى استنساخه واقتنائه.
لكل هذه الاسباب توافرت نسخ هذا الكتاب، وانتشرت في بقاع الدنيا. فقلما نجد خزانة نفيسة من خزائن الكتب العالمية تخلو من
__________
(1) سمع محمد بن علي بن حرمي الدمياطي الجزء الثامن من أصل المؤلف سنة 706 ولعل المؤلف قد حدث بكتابه قبل هذا ولكننا لا نستطيع الجزم لعدم توفر الادلة.
(2) انظر الورقة الاخيرة من المجلد الثاني عشر من نسخة دار الكتب المِصْرِية ذات الرقم: 25 مصطلح الحديث.
(3) أعيان العصر: 12 / الورقة: 126.
(4) على ما ذكر رفيقه وتلميذه الذهبي (أعيان العصر: 12 / الورقة: 125، والدرر: 5 / 234) .(1/73)
مجلد أو مجلدات من هذا الكتاب العظيم، فضلا عما فيها من كتب اختصرت التهذيب، أو استدركت عليه.
ومن سعادة المزي، وسعادة التراث العربي الاسلامي أن نجد اليوم في خزائن الكتب عددا من المجلدات بخط المؤلف نفسه في أعظم مركزين للمخطوطات في العالم وهما: استانبول والقاهرة، وعلى هذه المجلدات طباق السماعات مما سنصفه في صدر هذا المجلد والمجلدات الآتية بعون الله.
وقد يسر الله لي بحمده ومنه عددا من نسخ هذا الكتاب صورتها في رحلاتي المتعددة، وأودعتها خزانة كتبي، ومنها قسم بخط المؤلف المزي رحمه الله إذ كنت قد كلفت بهذا الكتاب النفيس منذ فترة ليست بالقصيرة.
نسخة ابن المهندس:
وقد تبين لي بعد دراسة العديد من النسخ أن من أحسن النسخ التي نسخت عن نسخة المؤلف وقوبلت عليه هي النسخة التي نسخها الإمام المحدث المفيد العدل الكبير شمس الدين أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إبراهيم بن غنائم المعروف بابن المهندس الصالحي الحنفي الشروطي (733 665) (1) .
كان ابن المهندس عالما فاضلا، سمع على شيوخ عصره، ورحل فِي طلب العلم إِلَى حلب ومصر، وحج مرات، وزار القدس الشريف، وسمع في كل تلك البلاد، وحصل تحصيلا كثيرا. وكان من أعيان الشهود العدول، لازم الشهادة وكتابة الشروط مدة طويلة، وولي
__________
(1) معجم الشيوخ للذهبي: 2 / الورقة: 29، وتذكرة الحفاظ: 4 / 1502، وذيل العبر: 179، والجواهر المضية للقرشي: 2 / 4، والدرر لابن حجر: 3 / 378، والدارس للنعيمي: 2 / 94، وشذرات ابن العماد:(1/74)
مشيخة الحديث بمشهد ابن عروة، ومشيخة الحديث بالتربة الكاملية الصلاحية بالصالحية، وأخذ عنه فضلاء العلماء، منهم: عز الدين ابن جماعة الكناني، وعلم الدين البرزالي، وإمام المؤرخين شمس الدين الذهبي، وتقي الدين بن رافع السلامي، وغيرهم. قال علم الدين البرزالي: وكان رجلا فيه ديانة وخير ومحبة للعلم وأسمع جملة من مسموعاته، ورافقته في الحج، فرأيت فيه حرصا على العبادة والخير"وَقَال الذهبي في معجم شيوخه الكبير: محمد بن إبراهيم بن غنائم بن وافد العدل الفقيه المحدث المتقن شمس الدين أبو عَبد الله بن المهندس الصالحي الحنفي. ولد سنة خمس وستين وست مئة، وعني بهذا الشأن عناية جيدة، وكتب العالي والنازل، وسمع..وكان صحيح النقل، مليح الاصول..ونسخ الكتب الكبار، وشهد على القضاة، وتميز في الشروط، وفيه خير وتواضع واحتمال.." (1) . وذكر الذهبي أنه نسخ"تهذيب الكمال"مرتين (2) .
وقد وصلت إلينا نسخته الاولى وهي في اثنين وعشرين مجلدا (3) ، كتبها عن نسخة المؤلف، في الفترة (715 706) وسمعها عليه بعد ذلك كما هو مثبت بخطه في كثير من الاجزاء التي وصلت إلينا من نسخة المؤلف المزي.
اعتماد العلماء نسخة ابن المهندس:
وقد أضحت نسخة ابن المهندس هي النسخة المعتمدة عند العلماء منذ عصر المؤلف وفي العصور التالية له، نظرا لدقتها وجودتها وصحة نقل ناسخها وسماعه على المؤلف، فقد تبين لي أن العلامة
__________
(1) معجم الشيوخ: 2 / الورقة: 29.
(2) ذيل العبر: 179.
(3) ينقص من نسخة مكتبة السلطان أحمد الثالث التي صورت عنها نسختي المجلدات: الرابع والعاشر والحادي عشر والتاسع عشر، وأنا مجتهد في العثور على هذا النقص في مكتبات أخر.(1/75)
علاء الدين مغلطاي قد اعتمدها في كتابه"إكمال تهذيب الكمال"وهو يستدرك على الحافظ المزي، قال في ترجمة أبي إسحاق أحمد بن إسحاق المطوعي السرماري وهو يتكلم على"سرمارة"التي نسب إليها: نسبة إلى قرية تدعى سرمارة بفتح السين وسكون الراء، ويُقال: بكسر السين فيما ذكر الحافظان الجياني وابن خلفون، وابن السمعاني يضم السين وكأنه معتمد المزي، لان المهندس ضم السين ضبطا عن الشيخ" (1) .
كما اعتمدها العلامة تقي الدين السبكي (ت 756) في رده على بعض ما استدركه مغلطاي على المزي، وهو مما حمله معه من مصر ابنه التاج عبد الوهاب صاحب الطبقات وسأل فيه والده (2) : السؤال الثاني: قال: وَقَال أيضا (يعني مغلطاي) : عياض بْن حمار بْن أَبي حماري، واسمه: ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان، نسبه خليفة، كذا هو موجود بخط المهندس، وقرأته على الشيخ. والذي رأيت في كتاب الطبقات لخليفة المكتوب عن تلميذه أبي عِمْران عَنه: ابن أَبي حمار، بغير ياء..الجواب (يعني جواب التقي السبكي) (3) : لفظ المزي في كتابه بخطه عندي: عياض بن حمار المجاشعي التميمي..له صحبة، وهو عياض بْن حمار بْن أَبي حمار بْن ناجية بن عقال بن محمد بْن سفيان بْن مجاشع، نسبه خليفة بن خياط. فالذي قاله المزي كما قاله غيره من الأئمة، ونسخة من قال خلاف ذلك غلط. وهذه الترجمة في الجزء الرابع والستين من تهذيب الكمال وقد سمعه المهندس بقراءة جمال الدين رافع كما قلناه" (4)
__________
(1) إكمال تهذيب الكمال، الورقة: 7 من المجلد الذي بخطه، وانظر طبقات السبكي: 10 / 416، 417، 420.
(2) انظر أعلاه كلامنا على كتاب مغلطاي.
(3) إضافة مني للتوضيح.
(4) الطبقات: 10 / 417 416.(1/76)
نسختنا المعتمدة:
قلنا سابقا: إن الحافظ المزي حدث بكتابه خمس مرات وإنه عاش مدة طويلة بعد الانتهاء من تأليفه، لذلك كنت حذرا الحذر كله وأنا أطالع النسخ، وأدرسها، وأقارن بينها خوفا من أن يكون الرجل قد غير في كتابه بعض ما وجده حريا بالتغيير كما هي عادة جمهرة من العلماء ممن سبقه أو عاصره (1) لكن الذي ظهر لي بعد طول التتبع أنه لم يقم بأي تغيير أو تبديل على المبيضة التي انتهى منها في عيد الاضحى سنة (712) ، وأنه اعتمدها إلى حين وفاته باستثناء بعض الاضافات والتعديلات اليسيرة جدا.
ومن المعلوم في بدائه فن التحقيق أن نسخة المؤلف التي ارتضاها في آخر حياته تنسخ جميع النسخ، فلا تكون بعد ذلك قيمة لاية نسخة غيرها.
وعلى هذا الاساس اعتمدت ما توفر لي من الكتاب بخط المؤلف واتخذته أصلا، وما عدا ذلك، فقد اعتمدت نسخة ابن المهندس"وقد اتخذنا هذا المجلد أصلا في المواضع التي لم يتضمنها المجلد الاول من نسخة المولف.
واستعنا بالنسخ الاخرى
__________
(1) كان من عادة المؤلفين في كل العصور إعادة النظر في الكتب التي يؤلفونها، فكانوا يعيدون نشرها كلما تقدم الزمن بهم إذا وجدوا لذلك ضرورة. وقد قام مؤرخ بغداد ابن النجار مثلا بنشر كتابه أكثر من مرة وظل يضيف عليه إلى قريب وفاته. وأعاد الذهبي النظر في كتابه العظيم"تاريخ الاسلام"غير مرة واضطر إلى إعادة نسخ بعض مجلداته وتغيير اعدادها لكثرة ما أضاف من مادة بعد انتهاء تأليف الكتاب لا سيما في المئة الثانية، بل غير عنوان الكتاب بعد الانتهاء من تأليفه حيث كان"تاريخ الاسلام وطبقات المشاهير والاعلام"فجعل كلمة"وفيات"بدلا من"طبقات" (انظر كتابنا: الذهبي: 25 فما بعد ومقدمتنا للقسم الاول من المجلد الثامن عشر الذي حققناه ونشرناه بالقاهرة سنة 1977) .
ولدينا من معجم شيوخ الذهبي الكبير نسختان نقلت الاولى عن نسخة المؤلف المكتوبة سنة 728 هـ وقد تضمنت 1278 ترجمة وظل عدد التراجم ثابتا إلى سنة 738 (أحمد الثالث: 462) ، أما النسخة الثانية، فقد قرئت على المؤلف سنة 745 وهي تمثل آخر نشرة له فقد أشار الذهبي على من سمع عليه الكتاب آنذاك باسقاط جماعة من المكتوبين على حواشي الاصل من أصحاب ابن البخاري فلم يكتبهم الناسخ في هذه النسخة المقروءة عليه، فنقص لاجل ذلك عدد التراجم قرابة المئتين وخمسين ترجمة. (نسخة دار الكتب المِصْرِية، رقم: 65 مسطلح الحديث) .
فمثل هذا الامر يحتاج إلى دراسة لاعتماد الماده التاريخية التي ارتضاها المؤلف، والامثلة على ذلك كثيرة.(1/77)
تدفعني إلى ذلك جملة دوافع:
1- إن ابن المهندس من أوائل الذين سمعوا الكتاب على مؤلفه، وأنه ابتدأ بنسخه منذ بدأ المزي يخرج المبيضة المعتمدة. وكان في وقت سماعه رجلا ناضجا عارفا بما يسمع.
2- كان ابن المهندس من العلماء الفضلاء الفهماء ذوي العلم الرصين، والدين المتين، والضبط والاتقان، شهد له بذلك جهابذة العلماء مثل البرزالي والذهبي وابن حجر وغيرهم.
3- ان نسخته كانت هي النسخة المعتمدة عند جماهير العلماء منذ عصر المؤلف.
4- وإنه كان ناسخا محترفا صاحب خط جيد يسير فيه على قواعد الخط المعروفة قلما يخرج عنها.
5- كان ابن المهندس يضيف ويعدل في نسخته بعض ما أضافه المزي أو عدله في نسخته الاصلية من إضافات أو تعديلات طفيفة حتى بعد الانتهاء من نسخها، وهو أمر نادر عند النساخ طيلة الاعصر، فمن ذلك مثلا أن المزي أضاف ترجمة جديدة إلى كتابه بعد الانتهاء من تبييضه وذلك في العاشر من جمادى الاولى سنة (713) هي ترجمة أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هانئ أبي بكر الأثرم البغدادي الإسكافي، فنقلها ابن المهندس بورقة ملحقة في نسخته، ولم يكتف بذلك بل قرأها على المؤلف بعد ذلك بأربعة أيام فقط وكتب خطه في نهاية الورقة الملحقة بالسماع ونصه: قرأت هذه الترجمة على مصنفها الشيخ الإمام العالم الحافظ جمال الدين يوسف المزي أبقاه الله وسمعها ابنه محمد في يوم الخميس رابع عشر جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وسبع مئة، وكتب محمد ابن المهندس بدمشق".(1/78)
6 ولا أبالغ إذا قلت: إن نسخة ابن المهندس لا تقل أهمية عن نسخة المؤلف، بل ربما نجد فيها من الضبط مما لا نجده في نسخة المزي، وهو مما قيده على نسخته عند سماعه الكتاب على شيخه المزي.
ومع ذلك سوف أصف في بداية كل مجلد من مطبوعنا النسخ التي اعتمدتها على وجه الاختصار.
تنظيم النص وأهميته:
وقد نظمت مادة الكتاب بما يفيد فهم النص فهما جيدا، ويظهر النقول والتعقيبات بصورة واضحة، وهي عملية ليست سهلة كما تبدو لاول وهلة، ذلك أن عدم معرفة انتهاء النقل عند عدم التصريح به تتطلب معرفة تامة بموارد الكتاب وطبيعتها، والرجوع إلى نصوصها الاصلية، ولم تكن المخطوطات القديمة تسير على منهج معين في تنظيم نص الكتاب، بل كانت تسردها بصورة متتالية، فيصعب بذلك عندئذ فهم الكتاب والافادة منه على وجه الصحة، لذا قمت بإعادة تنظيم بدء الفقرات، ووضعت النقط والفواصل اللازمة حسب ما تقتضيه المعاني.
ترقيم التراجم:
ووضعت أرقاما مسلسلة للتراجم الاصلية بغية تسهيل الرجوع إليها، والاحالة عليها بيسر، وأدخلت معها ما كتبه المؤلف للتمييز، أو ما ذكره وإن كان من أوهما صاحب "الكمال" ليرد عليه ممن لم يجد لهم المزي رواية عند أحد من أصحاب الكتب الستة، لانها تراجم كاملة. أما الأَسماء التي أوردها المؤلف"إحالة"ليترجم لهم فيما بعد، أو ليشير إلى الموضع الذي ترجم لهم فيه بأسمائهم الكاملة أو الصحيحة، فقد وضعت علامة فارقة تميزها"•"، ولم أنظمها في(1/79)
سلك تسلسل التراجم كما فعل ناشر وبعض مختصرات التهذيب مثل"تهذيب التهذيب"لابن حرج و"تقريب التهذيب"له أيضا، أو غيرهما، لان المؤلف لم يقصد من ذكرهم غير التنبيه إلى ورود ترجمتهم في مكان آخر، وبذلك تخلصت من كثير من التراجم المكررة.
وهذه الارقام وتلك العلامة لم تكن في أصل النص، فهما من عندي وضعتهما للتسهيل والتيسير.
وضع علامات أصحاب الستة ومؤلفاتهم الاخرى:
وكنا قد ذكرنا عند كلامنا على منهج التهذيب أن المؤلف المزي قد وضع علامات أصحاب الكتب الستة وعلامات مؤلفاتهم الاخرى
التي ترجم لرواتها فوق الاسم الاول سواء أكان ذلك للمترجمين الاصليين أم لبعض شيوخهم والرواة عنهم ممن ذكرهم داخل الترجمة.
أما نحن، فقد وضعنا هذه العلامات في بداية الترجمة وبعد الرقم المتسلسل في التراجم الاصلية، وبعد الاسم الكامل في أسماء شيوخ صاحب الترجمة والرواة عنه وحصرناها بين قوسين.
رموزبعض ألفاظ التحمل:
استعمل المؤلف مختصرات اعتاد المحدثون والنساخ استعمالها في الأسانيد من قديم الزمان وهلم جرا إلى أزمنة متأخرة، فاقتصروا على الرمز في بعض ألفاظ التحمل، فيكتبون من"حَدَّثَنَا"الثاء والنون والالف"ثنا"وقد تحذف الثاء ويقتصر على"نا"ويكتبون من"أخبرنا": أنا"أو"أبنا" (14) وربما حذفوا النقط من جميع ما ذكرنا، واقتصروا على الرسم، وهم إنما يفعلون ذلك لكثرة دوره في الإسناد، ويختصرونها خطا، ويثبتونها لفظا، لكننا رأينا كثيرا من طلبة العلم
__________
(1) أما"أنبأنا"فلم يجوزوا فيها الاقتصار على الرمز"انظر كتب مصطلح الحديث ومنها مثلا تدريب الراوي: 302 فما بعد) .(1/80)
يتلفظون بها كما هي مكتوبة، وهو خطأ مبين، فارتأينا اثباتها خطا دفعا لهذه الغائلة، ولقلة دورها في هذا الكتا ب (1) .
انتساخى:
ولابد لنا من التنويه بأننا قد غيرنا في رسم بعض الالفاظ، وهو ما يعرف في عصرنا بالاملاء. وقد اختلف الكتاب والنساخ في العصور الاسلامية وحتى هذا اليوم في رسم بعض الالفاظ والحروف واستعملوا
صيغا متنوعة دفعا للالتباس من جهه وتسهيلا للنساخ العجلين من جهة أخرى، ولعدم وجود وحدة كتابية كالطباعة الحديثة عندنا تنظم هذه الامور.
فمن ذلك مثلا رسم"ابن"تجد همزتها تارة محذوفة وموجودة تارة أخرى في الموضع الذي حذفت فيه، وأهل العربية مختلفون في ذلك اختلافا لا مزيد عليه. وقد حذفناها في جميع المواضع التي وقعت فيها بين علمين إلا في حالتين: الاولى عند مجيئها في أول السطر، والثانية عند وقوعها قبل الصفات المادحة والانساب ونحوهما مثل"الحافظ"و"الشيخ"و"العدل"و"الإمام"و"الرازي"و"النيسابوري"و"القرشي"وهلم جرا.
ومن ذلك حذفهم الالف الوسطية من كثير من الأَسماء مثل"خالد"، و"الحارث"و"ابراهيم"و"سُلَيْمان"و"عثمان"و"اسحاق"و"عبد الرحمن"ونحوها، ولم نأخذ به.
وكان المزي قد حذف عدة تراجم من أصل (الكمال) ممن ترجم لهم عبد الغني المقدسي بناءا على أن بعض أصحاب الكتب
__________
(1) وحذف المحدثون من أصل الإسناد كلمة"قال"جملة كافية وافترضوا أن القارئ يتلفظ بها، ولولا عدم اعتياد الناس على وجودها لاضفتها إلى الإسناد من أجل تقويم صحة قراءته. ودعوى أن الأسانيد تضخم الكتب دعوى جاهلة وباطلة في آن واحد لا سيما بعد توفر الطباعة وانتشارها.(1/81)
الستة قد أخرج لهم، فمن لم يقف المزي على روايته فِي شيء من هذه الكتب الستة أو مؤلفات أصحابها الاخرى حذفه، فرأينا من المفيد تثبيت ما حذفه بنصه في هامش مطبوعتنا معتمدين غير نسخة من (الكمال) وقد قال الحافظ ابن حجر: وذكرهم على الاحتمال أفيد من حذفهم.
ومنه أيضا عدم وضع النقطتين تحت الياء المتطرفة في نسخنا الخطية هذه (1) ، وقد أخذ به كثير من الكتاب في عصرنا ولاسيما كتاب مصر فصارت تلتبس بالالف المقصورة، فالتبست عشرات أسماء منقوصة بأسماء مقصورة أو صفات بمصادر أو مصادر بمصادر أو مصادر بصفات، ولا يزال الناس يعانون التباس"المتوفي"الذي هو الله سبحانه وتعالى"بالمتوفى"الذي هو الانسان بسبب عدم إعجام الياء (2) ، لذلك أعجمنا مثل هذه الياء وهو مما ييسر القراءة.
ومعظم القدماء، وكثير من أهل عصرنا، ويكتبون"مئة"بزيادة ألف"مائة"، وإنما فعل القدماء ذلك خوفا من اشتباهها ب"منه"أو"فئة"، ولكن كثيرا من الناس صاروا يقرؤونها بلفظ الالف وهو خطأ مبين ما نحن بحاجة إليه بعد زوال العلة بظهور الطباعة الحديثة.
إن هذه الامور ليست من الاهمام بحيث يقال فيها: أخطأ فلان وأصاب فلان، وإنما ذكرناها لئلا يحتج علينا بإغفالها، ومسألة التيسير في الرسم"الاملاء"أصبحت من الامور المهمة في عصرنا على
__________
(1) الحق أنني وجدت المزي في الاغلب الاعم ينقط الالف التى على صورة الياء ويترك في الوقت نفسه نقط الياء، وكأنه يريد بذلك، والله أعلم، التمييز بين الاثنين وأنه إنما نقط الالف لقلة ورودها في مثل هذه المواضع إذا قيس ذلك بكثرة ورود الياء، ثم وجدت بعض ثقات النساخ أيضا من يكتب كل ألف مقصورة ألفا قائمة فكتبوا"المنجا"و"المرجا"و"المعلا"وحرف الجر"علا"فكل هذا يشير إلى جواز التصرف بالخط دفعا للالتباس.
(2) فصل شيخنا العلامة المرحوم الدكتور مصطفى جواد طيب الله ثراه القول في هذا فراجع كتابه النافع: دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم"المطبوع ببغداد سنة 1968 ص: 12 8.(1/82)
ما قرره علامة العراق أستاذنا الشيخ محمد بهجة الاثري (3) .
صيغ بداية الاجزاء وانتهائها:
قد ذكرنا في هذه المقدمة أن الحافظ المزي وضع كتابه في مئتين وخمسين جزءا حديثيا. وكان المزي يبدأ كل جزء وينهيه بصغية دالة على ذلك، نحو ذلك البسملة في بداية الاجزاء والنص على انتهاء الجزء، وذكر بداية الجزء الذي يليه. وقد حذفنا ذلك من أصل النص ووضعناه وأمثاله في الهوامش، وأشرنا إلى بداية الاجزاء ونهايتها في الهوامش أيضا، لاعتقادنا أن هذا الذي ذكر ليس من أصل المادة التاريخية التي تضمنها الكتاب بدليل تصرف السامعين على المؤلفين وأصحاب النسخ بمثل هذه الصيغ على مر العصور.
تحقيقات المزي وتعليقاته في الحواشي هل هي من أصل متن الكتاب؟ ووجدنا للمؤلف المزي في حواشي نسخته كثيرا من التحقيقات العلمية والمقابلات، منها تصحيحات في الأَسماء أو الروايات مما استدركه على الحافظ عبد الغني المقدسي، والحافظ أبي القاسم ابن عساكر في "المعجم المشتمل"، فكان يكتب الصحيح في أصل نسخته ويشير إلى الاخطاء والاوهام في حواشيها، وكان يبدأ تعقباته على عبد الغني في الحواشي بقوله: كان فيه (كذا) وهو وهم"ونحو ذلك. كما شرح في حواشي نسخته بعض ما لم يشأ إدخاله في صلب الترجمة مثل شرح نسبة شخص، أو ضبط تقييد، أو شرح غريب، ونحو ذلك.
وقد تبين لنا بعد اطلاعنا على أجزاء كثيرة من الكتاب بخط المصنف ومقارنة تلك الحواشي بما جاء في حواشي النسخ الاخرى أن المؤلف لم يقصد أن تكون من صلب النص، إنما كانت تعليقات له
__________
(1) انظر كلامه النافع في مجلة المجمع العلمي العراقي: م: 4، ج: 1، ص: 321.(1/83)
على النص الذي كتبه وهو ما يعرف بالتحقيق في عصرنا، وبيان ذلك:
1- وجود هذه العبارات في نسخة المصنف، وليس لها إشارة في صلب النص أو لفظة"صح"التي اعتاد أن يعضها على العبارة المكملة للنص كما فعل هو وكثير غيره من المؤلفين والنساخ عند تبييض نسخهم، أو مقابلتها بالاصل المنتسخ عنه.
2- انتقال هذه الملاحظات إلى حواشي جميع النسخ الموثقة وإشارة هؤلاء النساخ إلى ورود تلك العبارات في حاشية نسخة المصنف وبخطه.
3- استعمال العبارات الدالة على أن هذه التحقيقات أو التعليقات ليست من صلب النص نحو قول المؤلف تعليقا على"البنادرة""البنادرة جمع بندار، وهو الناقد" (1) ، ونحو تعليقه على"ابن السكن"من مقدمته: هو أَبُو علي سَعِيد بْن عُثْمَانَ بن السكن الحافظ" (2) ، وقوله في حاشية الورقة نفسها تعليقا على"الحسين بن محمد الماسرجسي": هو"أَبُو علي الحسين بْن مُحَمَّدِ"وهلم جرا مما ستراه في حواشي كتابنا هذا.
ونظرا لاهمية هذه التحقيقات، ولكونها من كلام المؤلف، فقد ثبتها في هوامش مطبوعتنا هذه بنصها وعلقت على ما يحتاج التعليق منه إلى التعليق.
العناية بضبط النص:
وقد عنيت بضبط النص عناية بالغة، وتحريت في هذا الامر غاية التحري، ورجعت إلى كل ما أمكنني الرجوع إليه من المصادر مخطوطها ومطبوعها لا سيما تلك التي أخذ عنها مؤلف الكتاب،
__________
(1) الترجمة: 6 من طبعتنا هذه.
(2) انظر الصفحة الاولى من الفصل الذي كتبه المؤلف عن فضيلة الكتب الستة.(1/84)
فقارنت ما نقله عنها وثبت بعض الاختلافات التي رأيتها جديرة بالتثبيت والذكر، وأهملت الكثير مما لم أر فائدة في إيراده، يعينني على ذلك توفر جملة من الامهات مخطوطها ومطبوعها، في خزانة كتبي الخاصة.
ولما كان المزي قد بني كتابه أصلا على كتاب "الكمال" للحافظ عبد الغني المقدسي، فقد قارنت مادة هذا الكتاب بمادة "الكمال" مقارنة دقيقة، وتخيرت من بين النسخ العديدة التي ضمتها خزانة كتبي أفضل هذه النسخ وأدقها للمقارنة والمطابقة. كما عنيت بكتاب"المعجم المشتمل"للحافظ ابن عساكر العناية نفسها وتحت يدي نسخة محققة غير منشورة منه.
أهمية كتب المشتبه في ضبط النص:
ولما كانت كثير من الحروف العربية تتشابه في رسمها مثل الحاء والخاء والجيم، والباء والتاء والثاء والياء، وغيرها من الحروف المتفقة في الرسم المختلفة في النقط، فضلا عن اشتباه كثير من الالفاظ والأَسماء والانساب والكنى ببعضها وائتلافها في الرسم واختلافها في النقط أو اللفظ، فقد عنيت عناية بالغة بالكتب التي وضعها جهابذة المحدثين في هذا الفن الخطير، لانها أعظم المصادر أهمية في ضبط علم الرجال على الاطلاق، وهي الركن الركين، والمرجع الامين لكل المشتغلين بهذا الفن العسير، إذ يزول الخطأ عند الاعتماد عليها أو يكاد. وقد تحصل لي بحمدالله ومنه كل ما علمت بوجوده مما يتصل بهذا الفن الجليل، وأخص منها بالذكر الكتاب الحافل الذي وضعه الامير هبة الله بن ماكولا (ت 475) ووسمه بالاكمال، واستوعب فيه معظم المؤلفات السابقة له، والذيل المستدرك الذي وضعه عليه الحافظ أبو بكر بن نقطة البغدادي (ت 629) وهو"إكمال(1/85)
الاكمال" (1) . ومنها أيضا: الكتاب المختصر النافع الجامع الملئ الذي وضعه مؤرخ الاسلام الذهبي في "المشتبه"وشرحاه: للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (ت 842) وسماه"توضيح المشتبه" (2) ، وللحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852) وهو"تبصير المنتبه (3) .
وتوضيح ابن ناصر الدين أكثر دقة وشمولا وسعة من حيث الضبط والتقييد والاستدراك على الإمام الذهبي الاستدراك النفيسة التي فاق بها ابن حجر.
ضبط النص بالحركات:
واجتهدت بتقيد كثير من الأَسماء والكنى وأسماء البلدان ومعظم الانساب بالشكل تقييد القلم في أصل النص، وربما قيدت ما أخشى وقوع التصحيف والتحريف فيه ضبطا بالحروف في الهامش زيادة في التحري.
وانتفعت عند ضبط الانساب بالكتاب الذي وضعه الإمام أبو سعد السمعاني (ت 562) فيها، وبكتاب"اللباب"الذي هذب فيه عز الدين ابن الاثير (ت 630) أنساب السمعاني واستدرك عليه، ولم أشر إليهما إلا في الخاص القليل النادر، فإذا وجد في كتابنا المحقق هذا شرح لنسبة أو ما إليها وهو غفل من مصدره فتلك هي مصادره. ويشبه هذا في تقييد أسماء البلدان وضبطها وشرحها، إذ اعتمدت الكتب المعنية بهذا الشأن، وكل جل اعتمادي على"معجم البلدان"لياقوت
__________
(1) وذيل على ابن نقطة جمال الدين أبو حامد المحمودي المعروف بابن الصابوني"ت 680"في كتابه"تكملة إكمال الاكمال"وهو الذي حققه شيخنا العلامة ونشر ببغداد سنة 1975، وأبو المظفر منصور بن سليم الهمداني الاسكندارني"ت 673"وعندي منه نسخة مصححة بخطي، ولكن أكثر ما تناولاه إنما هو من الأَسماء والانساب والكني لاهل عصرهما.
(2) اعتمدت نسختي المصورة عن نسخة الظاهرية العامرة، وهي أكمل النسخ.
(3) طبعه البجاوي في أربعة مجلدات وهو مشهور.(1/86)
الحموي (ت 626) ومختصره المعروف"بمراصد الاطلاع"لابن عبد الحق البغدادي.
أما الذي ورد في ضبطه وتقييده أكثر من رواية، فقد اخترت ما رأيته مرجحا عند المؤلف، فإذا لم أجد قرينة لذلك، أخذت بالمرجح عند أهل الحديث، لانه منهم، واكتفيت في الاغلب الاعم بترجيح واحد إلا في القليل النادر.
ولو شئت أن أشرح كل ما راجعت وقيدت وضبطت وشرحت وأذكر موارده، لتضخمت حواشي الكتاب تضخما كبيرا على حساب النص وحساب الحواشي والتعليقات التي رأيتها أكثر نفعا وفائدة للقارئ.
أقول قولي هذا وليعلم القارئ الكريم علما تاما بأنني بذلت الجهد، واستنفدت الطاقة في التدقيق والتمحيص وأنا معترف بعد كل هذا بمسؤوليتي العلمية والادبية عن أي خطأ وقع فيما حررت، وعن أي تحريف أو تصحيف أصاب النسخة أو سوء قراءة مني لها.
أهمية"تاريخ الاسلام"للذهبي في تحقيق"التهذيب":
عني الإمام الذهبي بكتاب تهذيب الكمال، فاختصر منه أربعة كتب، وطالع مسودته ثم طالع المبيضة كلها، واستوعب معظم تراجمه في كتابه العظيم"تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام"الذي هو أصل كتبه الرجالية والتاريخية وأكثرها استيعابا وتفصيلا.
وعني، وهو إمام المؤرخين وشيخ المعدلين والمجرحين، بالتعليق على هذه التراجم، بقراءة كل ترجمة من تراجم التهذيب مما ورد في "تاريخ الاسلام"، وأفدت منه مستعينا بنسختي التامة الملفقة من عدة نسخ، ومنها قسم كبير بخط المؤلف المتقن، ولم أعدم الافادة من كتبه الكثيرة الاخرى ولا سيما"الميزان"و"التذهيب"
الانتفاع بالكتب الموضوعة على التهذيب:
وانتفعت في تحقيق هذا الكتاب انتفاعا عظيما بالكتب التي(1/87)
وضعت على"تهذيب الكمال"من مستدركات، ومختصرات مستدركات، وقد تحصل عندي معظمها، مخطوطها ومطبوعها. ومن أبرز هذه الكتب وأكثرها أهمية كتاب"إكمال تهذيب الكمال"للعلامة علاء الدين مغلطاي (ت 762) الذي يعد من أوسع الكتب المستدركة على"تهذيب الكمال"، ثم كتاب"تهذيب التهذيب"لحافظ عصره ابن حجر العسقلاني (ت 852) وهو وإن اعتمد على كتاب مغلطاي وكتاب"التذهيب"للامام الذهبي اعتمادا كبيرا، لكنه انتقى منهما ما وجده مهما فذكره. يضاف إلى ذلك أن ما ورد في تهذيب ابن حجر من استدراكات أو إضافات يمثل الصيغة النهائية لما استدركه أو صححه أو أضافه العلماء طيلة قرن كامل من العناية بهذا الكتاب العظيم.
تعليقاتنا على النص وأهميتها:
وقد أردت لطبعتنا المحققة هذه من"تهذيب الكمال"أن تكون ناسخة لجميع الكتب السابقة واللاحقة له في هذا الفن، ومعوضة عنها جهد المستطاع، فاجتهدت أن أثبت في حواشيها جملة تعليقات مضافة إلى ما ذكرت من تعليقات في الضبط والمقارنة من أبرزها:
1- التعليق على الأَوهام القليلة التي وقع فيها صاحب الكتاب، أو ترجيحه لرأي، أو ضبط غير مرجح، أو ما استدركه عليه الآخرون فكان استدراكا غير موفق، أو ما حسبوه غلطا وهو صواب، فبينت كل ذلك واستعنت بما توفر عندي من مصادر، ومن بينها الكتب الموضوعة على التهذيب.
2- إيراد الاضافات أو الآراء الاخرى التي وجدها العلماء المعنيون بتهذيب الكمال على مر العصور ضرورية فذكروها واقتنعت أنا بها فذكرتها، لاسيما الاضافات المختصرة التي جمعها ابن حجر في "تهذيب التهذيب". وكانت عنايتي تتركز بالدرجة الاولى على الاضافات المعنية(1/88)
بالتوثيق والتجريح.
وقد اجتهدت دائما أن تكون تعليقاتي في جميع ما يصحح أو يوضح أو يستدرك جامعة نافعة ومختصرة كل الاختصار شرط أن تكون مجزئة دالة في الوقت نفسه.
مستدركنا على تهذيب الكمال:
وضعت في هامش مطبوعتنا المحققة هذه مستدركا على"تهذيب الكمال"، ذكرت فيه التراجم التي هي من شرطه أو التراجم النافعة للتمييز بينها وبين تراجم التهذيب على الطريقة التي ابتدعها المزي نفسه حينما ذكر كثيرا من التراجم للتمييز. ووضعت لهذه التراجم أرقاما متسلسلة لجميع أجزاء الكتاب لا علاقة لها بأرقام تراجم الاصل.
وتحريت في إيراد النوعين فلم أذكر في هذا المستدرك كل من ذكره السابقون، بل اقتصرت على ما حصل عليه اتفاق أو شبه اتفاق اقتنعت به، وانتفعت في ذلك بما أورد المستدركون ولا سيما الذهبي ومغلطاي وابن حجر في هذا المجال وإن لم أشر إليهم دائما، وأعدت صياغة الترجمة بما رأيته مناسبا.
وبعد:
فهذا تهذيب الكمال لامام الحافظ جمال الدين المزي أقدمه لطلاب العلم من ذوي الارب والمعرفة، وعشاق التراث العربي الاسلامي الاصيل، والعاملين على حفظ سنة النبي العربي الامي صلى الله عليه وسلم وصيانتها ورعايتها ونشرها، قد بذلت فيه الطاقة، واستفرغت الجهد، وقطعت كثيرا من الاشغال لاجله، لم أبخل عليه بضياء عين ثمين، ولا وقت عزيز، ولا تدقيق أو تمحيص، فليعذر القارئ العالم من خطأ متأت عن ذهول، أو سبق قلم، أو انزلاق نظر أجهده طول النظر في صور المخطوطات، وليقدم النصح، فإن العقل للنصح مفتوح(1/89)
والصدر رحب إن شاء الله تعالى، وكل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
وأرى من الواجب علي أن أنوه بفضل كل من ساعد على ظهور هذا الكتاب، وأخص منهم بالذكر:
أخي وصديقي الفاضل الاستاذ محيي هلال السرحان الذي تفضل فأعانني في نسخ جزء من المجلد الاول.
وصديقي العالم الفاضل المحقق، والمتقن المتفنن، الشيخ شعيب الارناؤوط لما بذله ويبذله من مساعدات وإسهامات كان لها الفضل العظيم على إخراج هذا الكتاب. فقد قام بقراءته قراءة دارس عالم، وأنبهني على بعض ما فاتني، وخرج الاحاديث الشريفة الواردة فيه، وأبان عن درجة كل حديث من الصحة وغيرها حسبما تقتضيه القواعد الحديثية، ثم توج عمله بالاشراف على تصحيح تجارب الطبع سدد الله خطاه، وأنجح مسعاه، ونوله رضاه.
وأما ناشر الكتاب الاستاذ رضوان الدعبول صاحب مؤسسة الرسالة، فيستحق منا كل ثناء وتقدير على ما بذله من جهد مادي وأدبي لطبع هذا الكتاب الضخم الذي تعجز المؤسسات الخاصة والعامة عن نشره، وهو بصنيعه هذا قد أتاح للباحثين والعلماء الانتفاع بهذا الكتاب والافادة منه، فجزاه الله عنا وعنهم خير الجزاء.
وآخر دعواي أن الحمد لله وحده به قوتي وثقتي إليه الرغباء وبيده النعماء
بشار عواد معروف، الدكتور
الاعظمية: 12 ربيع الال 1400 هـ
30 كانون ثاني 1980 م(1/90)
وصف النسخ المعتمدة في هذا المجلد
لقد ارتأينا أن نصف في صدر كل مجلد النسخ المعتمدة في تحقيقه، لاننا لم نعتمد نسخا معينة في جميع مجلدات الكتاب، ولم نذكر في هذا الوصف الا النسخ الاصيلة، وأهملنا غيرها، وهي كثيرة جدا لغناء الاصول الجيدة عنها. كما أننا سوف نزين كل مجلد بعدد من السماعات الواردة في النسخ، ولاسيما تلك التي أثبتت على نسخة المؤلف التي بخطه.
1- قسم من المجلد الاول من نسخة المؤلف المبيضة التي بخطه وفيه الاجزاء من أول الرابع إلى نهاية العاشر والمحفوظ أصله في مكتبة فيض الله باستانبول برقم (1427) ومصورته في خزانة كتبي.
يبدأ هذا القسم من أثناء ترجمة"أحمد بن صالح المِصْرِي"وهي الترجمة رقم (1) من مطبوعتنا وأوله: بسم الله الرحمن الرحيم: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، أخبرنا أبو حفص عُمَربن مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ.."وينتهي بآخر ترجمة"أزهر بن عَبد الله بن جميع الحرازي الحميري الحمصي"، وجاء في آخره: آخر الجزء العاشر من تهذيب الكمال، ويتلوه: أزهر ابن القاسم. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا".(1/91)
ويتكون هذا القسم من مئة واثنتين وأربعين ورقة، وفي بداية الاجزاء ونهاياتها مجموعة كبيرة من السماعات بخط المؤلف وبخط غيره من كبار العلماء مثل ابن المهندس، والتقي السبكي والد التاج عبد الوهاب، ومحمد بن حسن بن محمد المعروف بابن النقيب الخبري، وخليل بن كيكلدي العلائي، وعلي بن محمد الختني، ومحمد بن علي بن حرمي الدمياطي، ومحمد بن محمد سبط التنيسي الاسكندري، وعُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن عَبد الله القرشي المعروف بابن الفارقي، وعبد القادر بن محمد بن إبراهيم البعلبكي وغيرهم من فضلاء العلماء (انظر ملحق السماعات) .
ولا أعلم بوجود غير هذا المجلد من نسخة المؤلف التي بخطه في جميع خزائن الكتب التركية وقد فتشتها مكتبة مكتبة. ومن الطبيعي أن نتخذ هذا المجلد أصلا في جميع مادته.
2- المجلد الاول من النسخة التي بخط أَبِي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إبراهيم بن غنائم ابن المهندس الحنفي، المحفوظ أصلها في مكتبة أحمد الثالث باستانبول برقم: (2848 / أ) A، والمتكونة أصلا من اثنين وعشرين مجلدا، والموجودة مصورتها في خزانة كتبي ولا ينقصها سوى المجلدات الرابع والعاشر والحادي عشر والتاسع عشر.
يتضمن هذا المجلد الاجزاء: (121) وبعض الثالث عشر ويتكون من مئتين وعشر لوحات، في كل لوحة صفحتان، ومسطرة الصفحة (21) سطرا، وقد انتهى ابن المهندس من كتابته في مستهل رجب سنة (706) بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق. ولعله أول مجلد نسخ عن نسخة المؤلف (1) .
__________
(1) أشار ابن المهندس إلى مقابلة نسخته بالاصل الذي بخط المصنف في أواخر الاجزاء.(1/92)
يبدأ المجلد من أول الكتاب، وينتهي بآخر ترجمة أبي موسى إسرائيل بْن موسى البَصْرِيّ.
وقد اتخذنا هذا المجلد أصلا في الاجزاء الثلاثة الاولى التي لم يتضمنها المجلد الذي بخط المؤلف، ورمزنا له بالحرف"م.
3- المجلد الاول من النسخة المحفوظة بدار الكتب المِصْرِية برقم: (25) مصطلح الحديث، والتي تتكون من اثني عشر مجلدا، وصورتها كاملة في خزانة كتبي.
وهذا المجلد بخط دولتشاه بن قتلغ بك بن عَبد الله البغدادي، وقد انتهى من نسخة في مستهل شعبان سنة (741) بمشهد الربوة بدمشق، نسخها للشريف نجم الدين أبي المطهر طاهر بن أَبي بكر بن محمود الحسيني التبريزي، وقوبلت هذه النسخة على نسخة المؤلف كما هو ظاهر في حواشيها.
يتضمن هذا المجلد الاجزاء: (18 1) ويتكون من (375) لوحة في كل لوحة صفحتان، ومسطرتها: (19) سطرا. ويبدأ المجلد من أول الكتاب، وينتهي بآخرترجمة أيوب بن سويد الرملي الحميري السيباني.
وعلى هذا المجلد والمجلدات الاحدى عشرة الباقية وقفية برسم السلطان الملك الاشرف أبي النصر برسباي على طلبة العلم الشريف المنزلين بالجامع الذي أنشأه بالقاهرة بخط الحريري مؤرخة في سنة (827) .(1/93)
وقد استكتب الشريف التبريزي هذه النسخة ليسمعها مع ولده زين الدين فضل الله على المؤلف إلا أن الظروف لم تسعفه إلا بسماع ثلاثة أجزاء من الكتاب فقط، وكان سماعه للجزء الثالث على المؤلف قبل وفاته بيومين فقط، وهو يوم الخميس العاشر من صفر سنة (742) ، وقد كتبت طبقة السماع، ولكن لم يتسن للمزي وضع خطه عليها كما هو دأبه، ولعل ذلك كان بسبب مرضه الذي توفي به.
ورمزنا لهذه النسخة"د.
4- المجلد الاول من نسختي المصورة عن المجلدات المحفوظة في الخزانة التيمورية برقم: (1681) تاريخ.
يتضمن هذا المجلد الاجزاء: (23 1) وينتهي بانتهاء حرف الثاء المثلثة، وآخر ما فيه ترجمة: ثوير بن أَبي فاختة القرشي الهاشمي أبي الجهم الكوفي.
ولا علاقه لهذا المجلد بالمجلدات الباقيات في نسخة الخزانة التيمورية التي بخط المؤلف، والتي يبدأ ما وصف غلطا المجلد الثاني منها بترجمة الحكم بن عَمْرو الغفاري الذي هو بخط المؤلف.
وكان الفراغ من نسخ هذا المجلد في يوم الاربعاء سابع عشر ذي الحجة سنة (732) ، نسخه علي بن حسن بن سند بن علي الشافعي المِصْرِي لاحد الفضلاء، وخطها جيد متقن، وضع الناسخ فواصل بين الجمل والأَسماء، ولا سيما أسماء شيوخ صاحب الترجمة والرواة عنه كما هو ظاهر في النموذج المنشور.
وفي أول النسخة طبقة سماع بخط المزي يذكر فيها سماع(1/94)
صاحبها الذي رمج أحدهم اسمه، وجماعة آخرين لقسم من الكتاب عليه، وهي الاجزاء: من الاول إلى نهاية الثامن والخمسين في مجالس آخرها سلخ المحرم سنة (740) بدار الحديث الاشرفية، وأجاز لهم الشيخ ما لم يسمعوه.
ورمزنا لهذا المجلد"ت.
وثمة نسخ أخرى نملك صورا منها لا ترقى إلى مستوى النسخ التي وصفناها، ليس في وصفها كبير فائدة.
فمنها: المجلد الاول المحفوظ بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء برقم: (72) مصطلح الحديث. والمجلد الاول أيضا من النسخة المحفوظة بمكتبة أحمد الثالث باستانبول برقم: (2848 / 1.) B
وقد عثرنا في استانبول على عدة نسخ ومجلدات من (تهذيب الكمال) من أبرزها: نسخة كاملة في أربعة مجلدات ضخمة محفوظة في مكتبة الحميدية بالارقام: 225، 226، 227، 228 كتبها سلام السوني الشافعي بالجامع الازهر من القاهرة سنة 1161. ومنها أيضا نسخة كاملة مكتوبة بخط مغربي في أربعة مجلدات أيضا، مجلدها الاول في مكتبة فيض الله برقم 1429، والمجلدات الباقية في مكتبة كوبرلي بالارقام: 272، 273، 274.(1/95)
سماعات وردت في الاجزاء 10 4
من المجلد الاول
من نسخة المؤلف التي بخطه
طبقة سماع في سنة 739 لجماعة من الفضلاء على المؤلف بخط مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ الخبري المعروف بابن النقيب المتوفى سنة 749 (1) مثبتة في أول الجزء الرابع من نسخة المؤلف التي بخطه (2) :
"وقرأت جميع هذا الجزء على مؤلفه شيخنا الإمام العلامة شيخ الاسلام حافظ الآفاق مسند الدنيا رحلة الوقت العمدة الحجة حمال الدين أبي الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي فسح الله في أجله.
فسمعه الجماعة السادة: الإمامان العالمان زين الدين أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بن القاسم ابن شيخ العوينة الموصلي، وتاج الدين أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إبراهيم بن يوسف المراكشي، والفقيه شهاب الدين أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بن عثمان السنجاري، والفقيه شهاب (الدين) (3) أحمد بن إبراهيم بن سلور (4) المعروف بابن صاروا
__________
(1) انظر وفيات ابن رافع، الترجمة: 544 (بتحقيق تلميذنا البارع الاستاذ صالح مهدي عباس) ، والدرر لابن حجر: 4 / 44.
(2) تتكرر هذه الطبقة في أول كل جزء، وهي موجودة في أول الاجزاء من الرابع إلى العاشر من نسخة فيض الله مع اختلاف يسير في بعض أسماء السامعين بين طبقة وأخرى.
(3) إضافة من الطباق الاخرى يظهر أن الكاتب ذهل عنها.
(4) كتبها أولا،"سركور"ثم كتب فوقها"سلور"وأشار عليها بكلمة"صح"دلالة على أن هذا هو الصحيح، وهي كذلك أيضا، أعني"سلور"في الطباق الاخرى.(1/96)
البعلبكي، والفقيه شهاب الدين أحمد بن بشر بن سُلَيْمان البياني،
وشمس الدين مُحَمَّد بن سُلَيْمان بن عبد الحافظ المقدسي، الشافعيون والإمام جمال الدين مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن قاضي الاسكندرية، ورفيقه فخر الدين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله المعروف بابن المخلطة، والشيخان العارفان أمين الدين مبارك بن عَبد الله اللبناني، وبرهان الدين إبراهيم بن محمد ابن الجيلي الصوفيان، والشيخ نجم الدين أبو الخير سَعِيد بن عَبد الله الذهلي، والإمام محيى الدين محمد بن عبد القاهر بن عبد الرحمن الشهرزوري وناصر الدين أبو بكر محمد بن طولبغا بن عَبد الله السيفي، المحدثون، والقاضي مجد الدين أحمد بن عبد الرحمن مسعود الخازني، وعتيقه فرج بن عَبد الله النوبي، وشمس الدين مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الشماخ بن عثمان بن أنعم اليمني المؤذن، وبرهان الدين إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن مَحْمُود بْن عُبَيدان (1) البعلبكي الحنبلي، وأحمد بن أحمد بن إسماعيل الفراء، والشيخ عُمَر بن أَبي بكر بن أحمد المِصْرِي، والشيخ ابراهيم بن عبد المحيي بن محمد الواسطي، وعُمَر ابن محمد بن أَبي نصر النجار الاقفاصي وابنه محمد بن عُمَر، وزوجتي أم محمد ست الشهود بنت تقي الدين أبي بكر بن حسن بن أَبي التائب (2) الأَنْصارِيّ، وصح ذلك وثبت في يوم الخميس الثامن من شهر ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبع مئة بدار الحديث الاشرفية بدمشق المحروسة.
وكتب محمد بن حسن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسرائيل الخبري ابن النقيب عفا الله عنه.
__________
(1) هكذا قرأته، ولعله هو الذي ذكره ابن حجر في الدرر 1 / 96 وذكر أنه ولد سنة 686 وتوفي سنة 767.
(2) وردت مهملة في جميع الطباق ولعل ما أثبتناه هو الصواب، ولم أعثر لست الشهود هذه ولا لوالدها أبي بكر على ترجمة في كتاب آخر، ولكن انظر الدرر لابن حجر: 4 / 81.(1/97)
خطوط جماعة من الفضلاء في أعلى الورقة الاولى من بداية الجزء الرابع وهي مكررة في جميع الاجزاء:
"سمعه وما قبله بقراءته عبد القادر بن محمد المقريزي" (1) .
"وسمعه وما قبله إبراهيم بن يونس البعلبكي" (2) .
"سمعه وما قبله محمد ابن الشهرزوري" (3) .
"فرغ منه قراءة على مؤلفه ونسخا محمد ابن النقيب الخبري.
"علقه بعد ما سمعه مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ سبط التنيسي المالكي الاسكندري" (4) .
"سمعه..على مصنفه محمد بن طولبغا السيفي" (5) .
وهذه بعض السماعات المثبتة في أواخر الاجزاء من الرابع إلى العاشر مرتبة حسب قدمها، وكثير منها مكرر في معظم الاجزاء المذكورة:
1- سماع بخط عماد الدين محمد بن علي بن حرمي الدمياطي المتوفى سنة 749 في آخر الجزء الرابع نصه: بلغت قراءة على مصنفه شيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي في التاسع (6) كتبه ابن حرمي الدمياطي.
__________
(1) هذا هو جد تقي الدين المقريزي المؤلف المشهور صاحب"الخطط"و"السلوك"وغيرهما من المؤلفات، وتوفي في حدود سنة 734 (الدرر: 3 / 4) وأصلهم من بعلبك. وخطه مثبت في سماع الجزء السادس على المؤلف في الثامن من رجب سنة 715.
(2) توفي سنة 741 ترجم له ابن رافع في الوفيات (الترجمة: 277) والذهبي في معجم شيوخه وابن حجر في الدرر: 1 / 81
(3) انظر الطبقة المذكورة قبل قليل، والدرر لابن حجر: 4 / 139.
(4) هو المذكور في الطبقة الماضية باسم"جمال الدين مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن قاضي الاسكندرية"وراجع الدرر: 4 / 348.
(5) ذكره ابن النقيب في طبقة السماع التي نقلناها قبل قليل، وتوفي سنة 749 (الدرر: 4 / 81) .
(6) يعني في الميعاد التاسع، وهو ميعاد السماع.(1/98)
وفي آخر الجزء الثامن ثبت ابن حرمي الدمياطي تاريخ السماع لهذا الجزء قال: بلغت قراءة في الرابع عشر على مصنفه شيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي. كتبه محمد بن علي بن حرمي الدمياطي سنة ست وسبع مئة". وكانت قراءته للجزء العاشر في الميعاد السادس عشر.
2- سماع بخط العلامة قاضي القضاة تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي المتوفى سنة 756 في آخر الجزء الرابع وبعد كلام الدمياطي حيث كتب: وكذلك علي بن عبد الكافي السبكي في الرابع". وكتب في آخر الجزء الخامس: بلغت قراءة على مصنفه شيخنا الحافظ أبي الحجاج نفع الله به في العشرين من صفر سنة 8 (2) . وكتب علي بن عبد الكافي السبكي.
وكتب السبكي في آخر الجزء السابع: بلغت سماعا من لفظ مصنفه رضي الله عنه لهذا الجزء وسمع تقي الدين أحمد بن محمد ابن المغربي.
وكتب علي بن عبد الكافي السبكي وصح.
3- سماع بخطه الفقيه الزاهد علي بْن مُحَمَّد بْن عَبد الله الختني
التركي المتوفى سنة 717 في آخر الجزء الرابع ونصه: سمع جميع هذا الجزء الرابع من تهذيب الكمال على مؤلفه الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ الحجة محدث العصر نسيج وحده وفريد عصره جمال الدين أبي الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي الكلبي أدام الله بقاءه: شمس الدين أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عُمَر بن نصر الله القواس المزي، وعلي بْن مُحَمَّدِ بْن عَبد الله الختني الشافعي بقراءته وهذا خطه، وصح في مجالس آخرها الثامن والعشرين من رجب من سنة عشر وسبع مئة.
__________
(1) لعله يريد بذلك سنة 708 وهو الذي أرجحه.(1/99)
وكرر السماع في آخر الاجزاء الباقية وذكر هناك موضع القراءة وهو بالكلاسة من جامع دمشق.
4- سماع بخط العلامة محمد بن إبراهيم ابن المهندس الحنفي في نهاية كل جزء، وهذا ما جاء في آخر الجزء الرابع: قرأته على مؤلفه أيده الله، وعارضت نسختي، وسمعه ابنه محمد في ثلاثة مجالس، آخرها يوم الاثنين ثاني عشر صفر سنة اثنتي عشرة وسبع مئة. وكتب محمد بن إبراهيم المهندس عفا الله عنه بمنه وكرمه.
وكانت قراءته للجزء الخامس في مجالس آخرها يوم الخميس التاسع والعشرين من صفر من سنة 712، والجزء السادس في يوم الاثنين الرابع من ربيع الاول من السنة، والسابع في يوم الخميس الرابع عشر من ربيع الاول أيضا، والثامن في يوم الخميس الحادي والعشرين من الشهر المذكور، والتاسع في مجالس آخرها يوم الخميس الثامن والعشرين من الشهر المذكور أيضا.
5- سماع بخط المؤلف المزي في آخر الجزء العاشر مؤرخ في العشرين من جمادى الآخرة سنة 712 نصه: سمع ابني محمد ما فاته من هذا الجزء علي بقراءتي من لفظي في العشرين من جمادي الأخرة سنة اثنتي عشرة وسبع مئة وكتب مصنفه يوسف المزي.
وبخطه في آخر الجزء الرابع:
"سمع هذا الجزء علي ابني محمد، وابن ابني عُمَر بن عبد الرحمن بقراءة الإمام العلامة كمال الدين أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد ابن أحمد بن الشريشي، وحدثهما القارئ بما فيه من حديث حنبل عَن أبي الحسن بن البخاري عنه، وصح ذلك في مجلسين ثانيهما يوم الخميس الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وسبع مئة.(1/100)
وكتب مصنفه يوسف المزي عفا الله عنه.
وبخطه مثل ذلك في آخر الجزء الخامس، وفي آخر الجزء السادس نص المزي على أن قراءة الشريشي هذه كانت في المدرسة الناصرية بدمشق.
وجاء في آخر الجزء السادس أيضا: سمعه علي بقراءة رافع بن أَبي محمد السلامي ابنه محمد، وطيبرس الفاروخي، وابنتي زينب، وابن ابني عُمَر بن عبد الرحمن وأخته خديجة، وأمهما فاطمة بنت محمد بن عبد الخالق وبنت خالهم آسية بنت محمد بن إبراهيم بن صديق وسمع زكريا بن يجبرتن بن مخلوف المغربي، وصح ذلك في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من جمادي الأولى سنة أربع عشرة. وكتب مصنفه يوسف ابن الزكي عبد الرحمن المزي.
6- سماع بخط العلامة صلاح الدين أبو سَعِيد خليل بن كيكلدي
ابن عَبد الله العلائي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 761 في نهاية الاجزاء: الرابع والخامس والسادس والعاشر، وهذا نص سماعه في نهاية الجزء الرابع:
"قرأت جميع هذا الجزء والخامس بعده على مصنفهما شيخنا الشيخ الإمام العلامة الحافظ الاوحد الحجه الناقد جمال الدين بقية السلف أستاذ المحدثين أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي أبقاه الله فسمعهما ابنته زينب وابنة ابنه خديجة بنت عبد الرحمن، وصح في يوم الاحد سادس عشري شهر محرم سنة أربع عشرة وسبع مئة بمنزله بدمشق. وكتب خليل بن كيكلدي بن عَبد الله العلائي.
7- سماع بخط العلامة الحافظ علم الدين القاسم بن محمد البرزالي المحدث المشهور المتوفى سنة 739 في آخر السادس وهذا نصه: سمعه جميع هذا الجزء السادس والجزء الخامس قبله بكمالهما على(1/101)
المؤلف الشيخ الإمام العالم العامل الحافظ البارع الاوحد الزاهد الورع، بقية السلف، شيخ المحدثين، عمدة الحفاظ، جمال الدين أبي الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي نفع الله به بقراءة القاسم بن محمد بن يوسف البرزالي وهذا خطه الجماعة السادة: زين الدين عَبْد الرحمن بْن عَلِيّ بْن حمدان الصالحي الشافعي، وناصر الدين مُحَمَّد بْن أحمد بْن منصور بن إبراهيم الجوهري، وشمس الدين محمد بن حمزة بْن عُمَر بْن أَبي بكر المجد لي، وشمس الدين أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبد الله بن أحمد المِصْرِي المالكي المعروف بابن رشيق وابنته عائشة وأمها خاتون بنت عبد العزيز بن سُلَيْمان التاجر، وناصر الدين محمد بن طغريل بن عَبد الله الصيرفي، وسراج الدين عُمَر بْن العباس بْن عَبْد الرحمن بن سُلَيْمان بن سوير الزواوي المالكي، وزين الدين عُمَر بْن عبد العزيز ابْن الشيخ العلامة زين الدين عَبد الله بن مروان الفارقي، وشرف الدين محمد بن أحمد بن الشيخ زين الدين أبي بكر بن يوسف بن أَبي بكر المزي، وزين الدين عبد الرحمن ابن المسمع، ونفيسة بنت عبد العزيز بن الفارقي أخت عُمَر المذكور، وعبد الله الهندي المراواتي من أصحاب الشيخ تقي الدين ابن تيمية.
وسمع الجزء السادس فقط ناصر الدين محمد ابن الشيخ شرف الدين عيسى بْن علي بْن عيسى المحدث المؤذن. وصح ذلك وثبت في يوم الاربعاء ثاني عشر شهر رجب سنة تسع عشرة وسبع مئة بدار الحديث الاشرفية بدمشق المحروسة، وأجاز لهم ما يرويه وما يجوز له تسميعه.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
8- سماع بخط العلامة المحدث المورخ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عُمَربن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774 في آخر الجزء(1/102)
السادس وهذا نصه: قرأت هذا الجزء بكماله على مؤلفه الإمام الحافظ جمال الدين أبي الجاج المزي أثابه الله الجنة في مجلسين آخرهما في يوم الثلاثاء ثالث رجب الفرد سنة سبع وعشرين وسبع مئة بمنزله بدار الحديث الاشرفية بدمشق، وأجاز. وكتب إسماعيل بن عُمَربن كثير الشافعي، والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.
9- وفي آخر الجزء السادس أيضا طبقة سماع استغرقت أكثر من صفحتين تضمنت سماع جملة كبيرة من النساء والاطفال والرجال
للاجزاء: الخامس والسادس والسابع على المؤلف بقراءة المحدث الإمام الحافظ محب الدين أَبِي مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن المحدث الثقة شهاب الدين أبي العباس أَحْمَد بْن عَبد اللَّه المقدسي الصالحي الحنبلي المتوفى سنة 737 (1) وكتب الطبقة بخطه أيضا وتاريخ القراءة يوم الاحد العاشر من شهر شعبان سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بدار الحديث الاشرفية.
10- سماع بخط المحدث عُمَر بن عبد العزيز بن عَبد الله بن مروان القرشي المعروف بابن الفارقي المتوفى سنة 749 في آخر الجزء السادس أيضا مؤرخ في سنة 737 وهذا نصه: قرأت جميع هذا الجزء على مؤلفه شيخنا الإمام العالم العلامة الاوحد جمال الحفاظ علم النقاد نادرة وقته جمال الدين أبي الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي فسح الله في مدته، وأعاد علينا من بركته، فسمعه الشيخ زين الدين عُمَر بن أيوب بن سلمان عرف بابن مؤذن النجيبي وولده
__________
(1) اشتهر الإمام محب الدين المقدسي هذا بسرعة القراءة لا يتقدمه أحد فيها (ذيول تذكرة الحفاظ: 29 30) وابنه أبو بكر بن المحب نسخ تهذيب الكمال بخطه (الذيول أيضا: 61) .(1/103)
أحمد، وصح ذلك وثبت في يوم الاثنين حادي عشري ربيع الاول من سنة سبع وثلاثين وسبع مئة بدار السنة الاشرفية داخل دمشق. وكتب عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عَبد اللَّهِ بْن مروان القرشي ابن الفارقي عفا الله عنهم. الحمدلله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
وقد مر في الطبقة التي كتبها البرزالي سنة 719 سماع عُمَر ابن الفارقي هذا مع أخته نفيسة للجزء نفسه على مؤلفه.
سماعات منتقاة من نسخة المؤلف
المحفوظة بدار الكتب المِصْرِية رقم (26) حديث.
من الجزء الحادي والستين:
1-"قرأت جميع هذا الجزء على مصنفه الشيخ الإمام العالم الحافظ الناقد الزاهد العابد الورع جمال الدين أبي الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن المزي أبقاه الله تعالى وصح في مجالس آخرها الحادي والعشرين من ربيع الاول سنة عشر وسبع مئة بدمشق وكتب محمد ابن المهندس" (1) .
2-"قرأت جميع هذا الجزء على مصنفه شيخنا وسيدنا الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد الحجة الزاهد جمال الدين أبي الحجاج أبقاه الله فسمعه ابنه أبو عبد الله محمد، وابن ابنه عُمَر بن عبد الرحمن، وصح في يوم السبت سابع عشرين شهر ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وسبع مئة.
كتب خليل بن كيكلدي العلائي.
__________
(1) وهو متكرر في جميع أجزاء الكتاب.(1/104)
3-"قرأته جميعه على مصنفه شيخ وقته أبي الحجاج المزي في مجالس آخرها يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر صفر سنة أربع عشرة وسبع مئة بالكلاسة من جامع دمشق المحروسة. كتبه علي بن محمد الختني الشافعي.
في آخر الجزء الثالث والستين:
1-"سمع هذا الجزء علي بقراءتي من لفظي أولادي: محمد وزينب، وابن أخيهما عُمَر بن عَبد الرحمن، وصلاح الدين خليل بن كيكلدي بن عَبد الله العلائي. وصح ذلك في يوم الاثنين سلخ ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وسبع مئة بمنزلنا بدمشق. وكتب مصنفه يوسف المزي عفا الله عنه.
2-"سمع هذا الجزء والجزء من قبله علي بقراءة الإمام جمال الدين أبي محمد رافع بن أَبي محمد بن محمد بن شافع السلامي: ابنه محمد، وعلاء الدين طيبرس بن عَبد الله الفاروخي، وأولادي محمد وزينب وابن أخيهما عُمَر بن عبد الرحمن وأخته خديجة وأمهما فاطمة بنت محمد بن عبد الخالق، وبنت خالهم خديجة بنت محمد بن إبراهيم بن صديق وأختها آسية وصح ذلك يوم الاحد العاشر من جمادي الآخرة سنة أربع عشرة وسبع مئة. وكتب مصنفه يوسف المزي.
في آخر الجزء السابع والستين:
1-"سمع جميع هذا الجزء وهو السابع والستون والجزء الذي بعده وهو الثامن والستون وهما من كتاب تهذيب الكمال على مصنفه الشيخ الإمام العالم الحافظ البارع الاوحد الزاهد الورع جمال الدين بقية السلف عمدة الحفاظ شيخ المحدثين أبي الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن(1/105)
ابن يوسف المزي نفع الله به بقراءة القاسم بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن محمد البرزالي وهذا خطه: الشيخ الإمام شمس الدين محمد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن نباتة المِصْرِي، وأَبُو عَبد اللَّهِ مُحَمَّد ابن الشيخ محمد بن أَبي بكر عَبْد الرحمن بْن عَبد الله الكنجي، وشرف الدين محمد بن أحمد بن الشيخ تقي الدين أبي بكر بن يوسف المزي، وزين الدين عُمَر بْن عبد العزيز ابْن الشيخ العلامة تقي الدين عَبد الله بن مروان الفارقي وصح ذلك يوم الاربعاء يوم تاسوعاء محرم سنة عشرين وسبع مئة بدار الحديث
الاشرفية داخل دمشق.
سماع بخط المؤلف
في أول المجلد الاول من النسخة التيمورية
الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى.
سمع علي من أول هذا الكتاب إلى آخر الجزء الثامن والخمسين من الاصل وهو إلي آخر ترجمة زكريا بن أَبي زائدة بقراءة الإمام العالم شمس الدين أَبِي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المعروف بابن النقيب، وبعضه بقراءة غيره: صاحبه الشيخ الإمام العلامة..وآخرون في مجالس آخرها في سلخ المحرم سنة أربعين وسبع مئة بدار الحديث الاشرفية بدمشق وقد أجزت لمن سمع على ذلك أو شيئا منه رواية جميع هذا الكتاب ورواية ما تجوز لي روايته بشرطه عند أهله. وكتب العبد الفقير إلى رحمة ربه المعترف بذنبه يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي عفا الله عنه.
طبقة سماع الجزء الاول على المؤلف من نسخة التبريزي
سمع جميع هذا الجزء الاول من كتاب تهذيب الكمال في(1/106)
أسماء الرجال على مصنفه الشيخ الإمام الحافظ العلامة العمدة الحجة الجهبذ البارع الاوحد الكامل شيخ الاسلام، رحلة الانام، قدوة أهل الدراية والرواية، محيي السنة، جمال الدين أبي الحجاج يوسف ابن الزكي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يُوسُف بْن عَبد المَلِك بْن يوسف بْن علي بن أَبي الزهر القضاعي، ثم الكلبي المزي الشافعي، فسح الله في مدته، وأمتع المسلمين بفضله وبركته بقراءة صاحبه الشيخ الإمام السيد الجليل العالم الصدر الرئيس الكبير الاوحد الحسيب النسيب فخر السادة والاشراف نجم الدين أبي المطهر طاهر ابن الصدر الكبير خواجه جمال الدين أبي بكر بن السيد فخر الدين أبي الثناء محمود بن سَعِيد ابن أسعد بن مؤيد بْن عَبد المَلِك بْن عبد الرحمن الحسيني التبريزي الشافعي أدام الله شرفه: ابنه السيد الشريف الفقيه المحصل المجتهد المرضي زين الدين أبو المكارم فضل الله المقرئ، والإمام العلامة الاوحد البارع مفتي المسلمين علاء الدين أَبُو الحسن عَلِيّ بْن محمود ابن حميد بن مؤمن القونوي المدرس الحنفي المتصوف، والشيخ الإمام العالم الاصيل الكامل نظام الدين أبو الفضائل يحيى ابن العلامة نور الدين أبي الْفَرَجِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَر بن علي ابن محمود الجعفري الطياري، والإمام العالم الفاضل الاصيل الجليل الكامل إمام الدين أبو المكارم شيخ علي ابن الصاحب السَعِيد خواجه شهاب الدين مبارك شاه ابن أَبي بكر البكري الساوجي التبريزي الشافعي، والشيخ الصالح بدر الدين أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن محمد البغدادي الصوفي، والشيخان الاديبان الفاضلان الرفيقان أبو جعفر أحمد بن يوسف بن مالك الرعيني، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أحمد بن علي المعروف بابن جابر الضرير الاندلسي، وكتاب السماع محمد ابن عبد القاهر بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ بن عبد القاهر بن الحسن بن علي ابن القاسم بن المظفر بن علي بن القاسم الشهرزوري الموصلي الشافعي(1/107)
عفا الله عنهم، وسمح لهم.
وسمع الشيخ الجليل الفقيه برهان الدين أبو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن أحمد بن محمد القرشي اليمني المدني من قوله فيه"ولهؤلاء الأئمة الستة مصنفات عدة"إلى آخره، وسمع الجليل العالم الشيخ الاديب الفاضل نور الدين أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد بن فرحون اليعُمَري المدني، وابنه الفقيه شمس الدين أبو عبد الله محمد، وشرف الدين عَبد الله بن الإمام تقي الدين أَبِي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سُلَيْمان بن عَبد الله الجعبري، ومحمد بن النظام حسن بن محمد النيسابوري، والخطيب شمس الدين محمد بن عُمَر بن فلاح الحراضي خطيب قرية داعية من أول الجزء إلى قوله فيه: فصل: وهذه نبذة من أقوال الأئمة في هذا العلم تمس الحاجة إليها"ومن هنا إلى آخره الشيخ الجليل الصالح بدر الدين أبو علي الحسن بن إبراهيم ابن أسد بن أَبي الفرج بن دراع اليمني المتصوف، والشيخ الصالح تقي الدين إبراهيم بن عبد المحيي بن محمد بن منصور الواسطي المعروف بابن الوراق، والامير ناصر الدين محمد بن علم الدين سنجر بن عبد الله اليمكي، وصائن الدين نصر الله بن الشيخ نظام الدين يحيى الجعفري المذكور، وبرهان الدين إبراهيم بن الإمام تقي الدين الجعبري، وقطلو بنت عَبد الله الرومية فتاة زينب بنت المسمع.
وسمع الجزء كاملا حبيبة بنت أيوب بن يوسف زوج المصنف المسمع، وأنملك بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبد اللَّهِ الحلبي، وفاطمة وأسماء بنتا الإمام تقي الدين الجعبري المذكور. وصح ذلك وثبت في مجلسين ثانيهما يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شعبان سنة إحدى وأربعين وسبع مئة بدار الحديث الاشرفية بمدينة دمشق حرسها الله تعالى. وأجاز لهم المسمع جميع ما تجوز له روايته بسؤال كاتب الطبقة. والحمد لله وحده، وصلى(1/108)
الله على محمد وصحبه وسلم.
صحيح ذلك وكتب يوسف المزي
ومما جاء في طبقة سماع الجزء الثالث من نسخة التبريزي وهو آخر سماع فيها: سمع جميع هذا الجزء الثالث من كتاب تهذيب الكمال في أسماء الرجال على مصنفه الشيخ الإمام الحافظ العلامة العمدة الحجة..بقراءة صاحب النسخة المولى الصدر الكبير ... التبريزي: ابنه..ومحمد بن عبد القاهر بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ بن عبد القاهر بْن الْحَسَن بْن علي بْن القاسم ابن الشهرزوري وهذا خطه، وصح ذلك في يوم الخميس العاشر فِي صفر سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة بدار الحديث الاشرفية بدمشق المحروسة. وأجاز لهم الشيخ رواية ما تجوز له روايته، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي وآله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين. وحسبنا الله ونعم الوكيل.(1/109)
تهذيب الكمال في أسماء الرجال
للحافظ المتقن جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي 654، 742 هـ
المجلد الاول
حققه، وضبط نصه، وعلق عليه
الدكتور بشار عواد معروف(1/143)
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنار طريق الحق، وأبان سبيل الهدى، وأزاح العلة، وأزال الشبهة، وبعث النبيين مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حجه بعد الرسل، وليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة.
وصلى الله على خيرته من خلقه، وصفوته من بريته: إمام المتقين، وخاتم النبيين، وخطيبهم إذا وفدوا، وشافعهم إذا حبسوا، ومبشرهم إذا يئسوا، صاحب لواء الحمد، والمقام المحمود أبي القاسم مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد المطلب وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، وإخوانه من النبيين والمرسلين وسائر عباد الله الصالحين، صلاة دائمة غير زائلة، وباقية غير فانية، ومتصلة غير منقطعة، وسلم تسليما.
أما بعد، فإن الله تعالى وله الحمد لم يخل الارض من قائم له بحجة، وداع إليه على بصيرة، لكي لا تبطل حجج الله وبيناته، فهم كما وصفهم أمير المؤمنين علي بْن أَبي طالب رضي الله عنه حيث يقول: أولئك هم الأقلون عدداً، الأعظمون عند الله قدرا، هجم بهم العلم على حقيقة الامر، فاستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان قلوبها معلقة بالمحل الاعلى شوقا إلى لقائهم.(1/145)
وإذا كان الامر كما ذكرنا، والحال على ما وصفنا، فواجب إذا على كل مكلف ذي عقل سليم مطلق من إسار الشهوات الحيوانية والشبهات الشيطانية أن يبذل جهده، ويستفرغ وسعه في تحصيل الفوز بالنعيم الابدي، والنجاة من العذاب السرمدي.
ومن المعلوم الواضح عند كل ذي بصيرة أن ذلك لا يحصل إلا بتزكية النفس وتطهيرها من الادناس الطبيعية، والاخلاق البهيمية، وذلك منحصر في أمرين لا ثالث لهما، وهما: العلم النافع، والعمل الصالح.
لكن الناس مختلفون في ذلك اختلافا كثيرا، ومتباينون فيه تباينا شديدا، فكل قوم يدعون أن ما هم عليه من القول والعمل هو الحق المؤدي إلى طهارة النفس وتزكيتها، وأن ما سوى ذلك باطل مضر بصاحبه، ويقيمون على ذلك دلائل من آرائهم، وبراهين من أفكارهم، ويدعي خصومهم مثل ذلك، ويعارضونهم بمثل ما ادعوه لانفسهم وعارضوا به خصومهم، فكل بكل معارض وبعض ببعض مناقض. وما كان هذا سبيله فليس فيه شفاء غليل ولابرء عليل، وإذا كان ذلك كذلك لم يبق أمر يقصد إليه، ولا شيء يعول عليه إلا الكتاب العزيز الَّذِي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِنْ خَلْفِهِ تنزيل من حكيم حميد، وسنة الرسول الكريم المؤيد بالدلائل الواضحات والمعجزات الباهرات التي يعجز كل أحد من البشر عن معارضتها والاتيان بمثلها.
فأما الكتاب العزيز، فإن الله تعالى تولى حفظه بنفسه ولم يكل ذلك إلى أحد من خلقه فقال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) {1) ، فظهر مصداق ذلك مع طول المدة، وامتداد الايام، وتوالي الشهور، وتعاقب السنين، وانتشار أهل الاسلام، واتساع رقعته.
__________
(1) الحجر، آية: 9.(1/146)
وأما السنة، فإن الله تعالى وفق لها حفاظا عارفين، وجهابذة عالمين، وصيارفة ناقدين، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فتنوعوا في تصنيفها، وتفننوا في تدوينها على أنحاء كثيرة وضروب عديدة، حرصا على حفظها، وخوفا من إضاعتها، وكان من أحسنها تصنيفا، وأجودها تأليفا، وأكثرها صوابا، وأقلها خطأ، وأعمها نفعا، وأعودها فائدة، وأعظمها بركة، وأيسرها مؤونة، وأحسنها قبولا عند الموافق والمخالف وأجلها موقعا عند الخاصة والعامة: صحيح أَبِي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري، ثم صحيح أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، ثم بعدهما كتاب السنن لابي داود سُلَيْمان بْن الأشعث السجستاني، ثم كتاب الجامع لابي عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى التِّرْمِذِيّ، ثم كتاب السنن لابي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ النَّسَائي، ثم كتاب السنن لأبي عَبد الله مُحَمَّد بْن يزيد المعروف بابن ماجة القزويني وإن لم يبلغ درجتهم.
ولكل واحد من هذه الكتب الستة مزية يعرفها أهل هذا الشأن، فاشتهرت هذه الكتب بين الانام، وانتشرت في بلاد الاسلام، وعظم
الانتفاع بها، وحرص طلاب العلم على تحصيلها، وصنفت فيها تصانيف، وعلقت عليها تعاليق، بعضها في معرفة ما اشتملت عليه من المتون، وبعضها في معرفة ما احتوت عليه من الأسانيد، وبعضها في مجموع ذلك.
وكان من جملة ذلك كتاب "الكمال" (1) الذي صنفه الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عبد الغني بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِيِّ بن سرور المقدسي رحمة الله عليه في معرفة أحوال الرواة الذين اشتملت عليهم هذه الكتب الستة. وهو كتاب نفيس، كثير الفائدة، لكن لم يصرف مصنفه رحمه الله عنايته إليه حق صرفها، ولا استقصى الأَسماء التي اشتملت
__________
(1) تمام اسم الكتاب كما هو مشهور: الكمال في أسماء الرجال".(1/147)
عليها هذه الكتب استقصاء تاما، ولا تتبع جميع تراجم الأَسماء التي ذكرها في كتابه تتبعا شافيا، فحصل في كتابه بسبب ذلك إغفال وإخلال.
ثم إن بعض ولده ممن لم يبلغ في العلم مبلغه، ولا نال في الحفظ درجته رام تهذيب كتابه وترتيبه واختصاره واستدراك بعض ما فاته من الأَسماء، فكتب عدة أسماء من أسماء الصحابة الذين أغفلهم والده من تراجم كتاب "الاطراف" (1) الذي صنفه الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم علي بْن الحسن بن هبة الله الدمشقي المعروف بابن عساكر رحمه الله وأسماء يسيرة من أسماء التابعين من كتاب "الاطراف" أيضا. وكتب عدة أسماء ممن أغفلهم والده من كتاب"المشايخ النبل"الذي صنفه الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِمِ ابن عساكر أيضا.
ولم يزد في عامة ذلك على ما ذكره الحافظ أبو القاسم شيئا. فوقعت عامة تلك الأَسماء المستدركة في الكتاب مختصرة منتفة، ولا يحصل بذكرها كذلك كبير فائدة. ووقع في بعض ما اختصره بلفظه من كتاب والده خلل كبير، ووهم شنيع.
فلما وقفت على ذلك، أردت تهذيب الكتاب وإصلاح ما وقع فيه من الوهم والاغفال، واستدراك ما حصل فيه من النقص والاخلال، فتتبعت الأَسماء التي حصل إغفالها منهما جميعا، فإذا هي أسماء كثيرة تزيد على مئات عديدة من أسماء الرجال والنساء. ثم وقفت على عدة مصنفات لهؤلاء الأئمة الستة غير هذه الكتب الستة وستأتي أسماؤها قريبا إن شاء اللَّه تعالى فإذا هي تشتمل على أسماء كثيرة ليس لها ذكر في الكتب الستة، ولا في شيء منها، فتتبعتها تتبعا تاما، وأضفتها إلى ما قبلها، فكان مجموع ذلك زيادة على ألف وسبع مئة اسم من الرجال والنساء. فترددت بين كتابتها مفردة عن كتاب الاصل، وجعلها كتابا مستقلا
__________
(1) انظر عن كتاب "الاطراف" ونسخة بحث الاستاذ كوركيس عواد من مؤلفات ابن عساكر المقدم إلى مهرجان ابن عساكر المعقود بدمشق في ربيع سنة 1979.(1/148)
بنفسه، وبين إضافتها إلى كتاب الاصل، ونظمها في سلكه، فوقعت الخيرة على إضافتها إلى كتاب الاصل، ونظمها في سلكه، وتمييزها بعلامة تفوزها عنه، وهو أن أكتب الاسم، واسم الاب أو ما يجري مجراه بالحمرة وأقتصر في الاصل على كتابة الاسم خاصة بالحمرة.
وجعلت لكل مصنف علامة (1) ، فإن تكرر الاسم في أكثر من مصنف واحد اقتصرت على عزوه إلى بعضها في الغالب.
فعلامة ما اتفق عليه الجماعة الستة في الكتب الستة: (ع)
وعلامة ما اتفق عليه أصحاب السنن الأربعة في سننهم الأربعة: (4) .
وعلامة ما أخرجه البخاري في الصحيح: (خ) ، وعلامة ما استشهد به في الصحيح تعليقا: (خت) .
وعلامة ما أخرجه فِي كتاب القراءة خلف الإمام: (ز) .
وعلامة ما أخرجه في كتاب رفع الدين في الصلاة: (ي) . وعلامة ما أخرجه في كتاب الادب: (بخ) . وعلامة ما أخرجه في كتاب أفعال العباد: (عخ) (2) .
وعلامة ما أخرجه مسلم في الصحيح: (م) ، وعلامة ما أخرجه في مقدمة كتابه: (مق) (3) .
وعلامة ما أخرجه أبو داود في كتاب السنن: (د) ، وعلامة ما أخرجه في كتاب المراسيل: (مد) . وعلامة ما أخرجه في كتاب الرد عَلَى أهل القدر: (قد) . وعلامة ما أخرجه في كتاب الناسخ والمنسوخ: (خد) .
__________
(1) انظر عن ظهور هذه العلامات وتطورها كتاب روزنتال: مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي". ترجمة الدكتور أنيس فريحة، ص: 96 فما بعد (بيروت 1961) .
(2) ذكر ابن حجر مما فاته كتاب"بر الوالدين"للبخاري (تهذيب: 1 / 6)
(3) ذكر ابن حجر مما فاته من تآليف الإمام مسلم كتاب"الانتفاع بأهب السماع" (تهذيب: 1 / 6) .(1/149)
وعلامة ما أخرجه في كتاب التفرد، وهو ما تفرد به أهل الامصار من السنن: (ف) . وعلامة ما أخرجه في فضائل الانصار: (صد) . وعلامة ما أخرجه في كتاب المسائل التي سأل عنها أَبَا عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن محمد بن حنبل: (ل) . وعلامة ما أخرجه في مسند حديث مالك بن أنس: (كد) (1) .
وعلامة ما أخرجه التِّرْمِذِيّ في الجامع: (ت) . وعلامة ما أخرجه
في كتاب الشمائل: (تم) .
وعلامة ما أخرجه النَّسَائي في كتاب السنن: (س) . وعلامة ما أخرجه فِي كتاب عمل يوم وليلة: (سي) . وعلامة ما أخرجه في كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بْن أَبي طالب رضي الله عَنه: (ص) .
وعلامة ما أخرجه في مسند علي رضي الله عَنه: (عس) . وعلامة ما أخرجه في مسند حديث مالك بن أنس: (كن) (2) .
وعلامة ما أخرجه ابن ماجة القزويني في كتاب السنن (ق) . وعلامة ما أخرجه في كتاب التفسير: (فق) .
ولم يقع لي من مسند حديث مالك بن أنس لابي داود سوى جزء واحد، وهو الاول، ولا من تفسير ابن ماجة سوى جزءين منتخبين منه، وما سوى ذلك مما سميته ها هنا، فقد وقع لي كل واحد منهم بكماله ولله الحمد.
__________
(1) فات المؤلف من تآليف أبي داود كتاب"الزهد"، وكتاب"دلائل النبوة"، وكتاب"الدعاء"وكتاب"ابتداء الوحي"، وكتاب"أخبار الخوارج.
ذكر ذلك ابن حجر في مقدمة تهذيب التهذيب: 1 / 6.
(2) قال الحافظ ابن حجر: وأفراد عمل اليوم والليلة للنسائي عن السنن وهو من جملة كتاب السنن في رواية ابن الاحمر وابن سيار، وكذلك أفرد خصائص علي وهو من جملة المناقب في رواية ابن سيار، ولم يفرد التفسير وهو من رواية حمزة وحده ولا كتاب"الملائكة"و"الاستعاذة"و"الطب"وغير ذلك وقد تفرد بذلك راو دون راو عن النَّسَائي، فما تبين لي وجه إفراده الخصائص وعمل اليوم والليلة! " (تهذيب: 1 / 6) .(1/150)
ولهؤلاء الأئمة الستة مصنفات عدة سوى ذلك منها ما لم أقف عليه، ومنها ما وقفت عليه ولم أكتب منه شيئا، إما لكونه ليس من غرض كتابنا هذا، أو لكونه ليس فيه إسناد، نحو: تاريخ البخاري الكبير، وتاريخه الاوسط، وتاريخه الصغير، ونحو: كتابي الضعفاء، له، ونحو: كتاب الكنى لمسلم، وكتاب التمييز له، وكتاب الوحدان له، وكتاب الأَخُوة له، ونحو: كتاب الأَخُوة لابي داود، وكتاب معرفة الاوقات له، ونحو: كتاب العلل للترمذي وهو غير الذي ذكره في آخر الجامع. ونحو: كتاب الكنى للنسائي، وكتاب أسماء الرواة والتمييز بينهم له، وكتاب الضعفاء له، وكتاب الأَخُوة له، وكتاب الأَغَراب وهو ما أغرب شعبة على سفيان وسفيان على شعبة له، ومسند منصور بن زاذان له، وغير ذلك، لان عامة من ذكروا روايته في هذه الكتب المصنفة على التراجم لا يجري في الاحتجاج به مجرى من ذكروا روايته في الكتب الستة، وما تقدم ذكره معها من الكتب الصنفة على الابواب.
وقد جعلت على كل اسم كتبته بالحمرة رقما من الرقوم المذكورة أو أكثر بالسواد، ليعرف الناظر إليه عند وقوع نظره عليه من أخرج له من هؤلاء الأئمة وفي أي كتاب من هذه الكتب أخرجوا له، ثم أنص على ذلك نصا صريحا عند انقضاء الترجمة، أو قبل ذلك على حسب ما تقتضيه الحال إن شاء الله تعالى.
وذكرت أسماء من روى عنه كل واحد منهم، وأسماء من روى عن كل واحد منهم في هذه الكتب أو في غيرها على ترتيب حروف المعجم أيضا على نحو ترتيب الأَسماء في الاصل. ورقمت عليها أو على بعضها رقوما بالحمرة يعرف بها في أي كتاب من هذه الكتب وقعت روايته عن ذلك الاسم المرقوم عليه، ورواية ذلك الاسم(1/151)
المرقوم عليه عنه. ثم ذكرت في تراجمهم روايتهم عنه، أو روايته عنهم كذلك، لتكون كل ترجمة شاهدة للاخرى بالصحة والاخرى شاهدة لها بذلك.
فإن كان للصحابي رِوَايَة عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وعن غيره، ابتدأت بذكر روايته عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثم ذكرت روايته عن غيره راقما على ما يحتاج من ذلك إلى رقم. وإن كان الراوي ممن روى عنه هؤلاء الأئمة الستة أو بعضهم بغير واسطة، ابتدأت بذكر روايتهم، أو رواية من روى منهم عنه، ثم ذكرت من روى عنه من غيرهم على الترتيب المذكور. وإن كان فيهم من روى عنه بغير واسطة، ثم روى عنه بواسطة ابتدأت بذكر روايته عنه بغير واسطة، ثم رقمت على اسم من روى عنه من الرواة عنه على نحو ما تقدم. وإن كان بعضهم قد روى عنه بغير واسطة، وبعضهم قد روى عنه بواسطة، ابتدأت بذكر من روى عنه منهم بغير واسطة كما تقدم، ثم ذكرت من روى عنه منهم بواسطة في آخر الترجمة قائلا: وروى له فلان، أو فلان وفلان إن كان أكثر من واحد.
واعلم: أن ما كان في هذا الكتاب من أقوال أئمة الجرح والتعديل ونحو ذلك، فعامته منقول من كتاب"الجرج والتعديل" (1) لابي مُحَمَّد عبد الرحمن بْن أَبي حاتم الرازي الحافظ ابن الحافظ، ومن كتاب"الكامل" (2) لابي أَحْمَد عَبد اللَّهِ بْن عَدِيّ الجرجاني الحافظ، ومن كتاب"تاريخ بغداد" (3) لابي بَكْر مُحَمَّد بْن علي بْن ثابت
__________
(1) طبع بحيدر آباد 1956 1952.
(2) هو: الكامل في ضعفاء الرجال"ويسمى أيضا: الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين وعلل الحديث"، ومن الكتاب نسخ كثيرة، رأينا نسخة نفيسة منه في مكتبة السلطان أحمد الثالث باستانبول، رقم: 2943.
(3) طبع بالقاهرة سنة 1931، وفي خزانة كتبي نسخة مصورة عن مكتبة شيخ الاسلام عارف حكمت أضبط من المطبوعة وأكثر دقة.(1/152)
الخطيب البغدادي الحافظ، ومن كتاب"تاريخ دمشق" (1) لابي القاسم عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن هبة الله المعروف بابن عساكر الدمشقي الحافظ.
وما كان فيه من ذلك منقولا من غير هذه الكتب الأربعة، فهو أقل مما كان فيه من ذلك منقولا منها، أو من بعضها.
ولم نذكر إسناد كل قول من ذلك فيما بيننا وبين قائله خوف التطويل.
وقد ذكرنا من ذلك الشئ بعد الشئ لئلا يخلو الكتاب من الإسناد على عادة من تقدمنا من الأئمة في ذلك.
وما لم نذكر إسناده فيما بيننا وبين قائله: فما كان من ذلك بصيغة الجزم، فهو مما لا نعلم بإسناده عن قائله المحكي ذلك عنه بأسًا، وما كان منه بصيغة التمريض، فربما كان في إسناده إلى قائله ذلك نظر، فمن أراد مراجعة شيء من ذلك أو زيادة اطلاع على حال بعض الرواة المذكورين في هذا الكتاب، فعليه بهذه الامهات الأربعة فإنا قد وضعنا كتابنا هذا متوسطا بين التطويل الممل، والاختصار المخل.
وقد اشتمل هذا الكتاب على ذكر عامة رواة العلم، وحملة الآثار، وأئمة الدين، وأهل الفتوى، والزهد والورع والنسك، وعامة المشهورين من كل طائفة من طوائف أهل العلم المشار إليهم من أهل هذه الطبقات، ولم يخرج عنه منهم إلا القليل، فمن أراد زيادة اطلاع على ذلك، فعليه بعد هذه الكتب الأربعة بكتاب"الطبقات الكبير" (2) لمحمد بن سعد كاتب الواقدي، وكتاب"التاريخ" (3) لابي
__________
(1) شهرته تغني عن التعريف به، وقد طبع بعضه، والهمم متوجهة لطبعه بعون الله.
(2) طبع بأوروبا وبيروت، وتوفي ابن سعد سنة 230 كما هو مشهور.
(3) انظر: السخاوي: الاعلان بالتوبيخ، ص: 588 وتوفي ابن أَبي خيثمة سنة 279.(1/153)
بَكْر أَحْمَد بْن أَبي خيثمة زهير بن حرب، وكتاب "الثقات" (1) لابي حاتم مُحَمَّد بْن حبان البستي، وكتاب"تاريخ مصر" (2) لابي سَعِيد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بن يونس بن عبد الاعلى الصدفي، وكتاب"تاريخ نيسابور" (3) للحاكم أَبِي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبد الله النيسابوري الحافظ، وكتاب"تاريخ أصبهان" (4) لابي نعيم أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بن أحمد الأصبهاني الحافظ، فهذه الكتب العشرة أمهات الكتب المصنفة في هذا الفن.
وقد كان صاحب الكتاب رحمه الله ابتدأ بذكر الصاحبة أولا: الرجال منهم والنساء على حدة، ثم ذكر من بعدهم على حدة. فرأينا ذكر الجميع على نسق واحد أولى، لان الصحابي ربما روى عن صحابي آخر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فيظنه من لا خبرة لا تابعيا فيطلبه في أسماء التابعين، فلا يجده، وربما روى التابعي حديثًا مُرْسلاً عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فيظنه من لاخبرة له صحابيا فيطلبه في أسماء الصحابة، فلا يجده، وربما تكرر ذكر الصحابي في أسماء الصحابة وفيمن بعدهم، وربما ذكر الصحابي الراوي عن غير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في غير الصحابة، وربما ذكر التابعي المرسل عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في الصحابة، فإذا ذكر الجميع على نسق واحد، زال ذلك المحذور وذكر في ترجمة كل إنسان منهم ما يكشف عن حاله إن كان صحابيا، أو غير صحابي.
__________
(1) توفي ابن حبان البستي سنة 354 وكتابه الثقات طبع بعضه بحيدر آباد بأخرة.
(2) لابن يونس المتوفى سنة 347 تاريخان لمصر، الاول خاص بأهلها، والثاني خاص بالغرباء، ولكن المؤرخين غالبا ما يعتبرونهما واحدًا.
انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي ص: 898 وتاريخ بغداد للخطيب: 6 / 75 وغيرهما.
(3) ضاع الاصل وبقي مختصره الذي اختصره أحمد بن محمد المعروف بالخليفة النيسابوري وقد طبع هذا المختصر في طهران سنة 1339 طبعة رديئة ونشره المستشرق فراي مرة أخرى، وعندي نسخة خطية منه مصورة عن بروسة.
(4) هو"ذكر أخبار أصبهان"الذي طبع في ليدن بهولندا سنة 1931، وتوفي أبو نعيم سنة 430 وهو مشهور.(1/154)
وقد رتبنا أسماء الرواة من الرجال في كتابنا هذا على ترتيب حروف المعجم في هذه البلاد (1) مبتدئين بالاول فالاول منها، ثم رتبنا أسماء آبائهم وأجدادهم على نحو ذلك إلا أنا ابتدأنا في حرف الالف بمن اسمه أحمد، وفي حرف الميم بمن اسمه محمد لشرف هذا الاسم على غيره، ثم ذكرنا باقي الأَسماء على الترتيب المذكور، فإذا انقضت الأَسماء ذكرنا المشهورين بالكنى على نحو ذلك، فإن كان في أصحاب الكنى من اسمه معروف من غير اختلاف فيه، ذكرناه في الأَسماء، ثم نبهنا عليه في الكنى، وإن كان فيهم من لايعرف اسمه، أو من اختلف في اسمه، ذكرناه في الكنى خاصة، ونبهنا على ما في اسمه من الاختلاف في ترجمته. ثم ذكرنا أسماء النساء على نحو ذلك. وربما كان بعض الأَسماء يدخل في ترجمتين أو أكثر، فنذكره في أولى التراجم به، ثم ننبه عليه في الترجمة الاخرى.
وقد ذكرنا في أواخر الكتاب فصولا أربعة مهمة لم يذكر صاحب الكتاب شيئا منها، وهي:
فصل فيمن اشتهر في النسبة إِلَى أبيه، أو جده، أو أمه، أو عمه، أو نحو ذلك، مثل: ابن أبجر، وابن الاجلح، وابن أشوع، وابن جُرَيْج، وابن علية، وغيرهم.
وفصل فيمن اشتهر بالنسبة إلي قبيلة، أو بلدة، أو صناعة، أو نحو ذلك مثل: الأَنْبارِيّ، والأَنْصارِيّ، والأَوزاعِيّ، والزُّهْرِيّ، والشافعي، والعدني، والمقابري والصيرفي، والفلاس، وغيرهم.
وفصل فيمن اشتهر بلقب أو نحوه، مثل: الاعرج، والأعمش، وبندار، وغندر، وغيرهم. ونذكر فيهم وفيمن قبلهم نحو ما ذكرنا في الكنى.
__________
(1) يعني بلاد المشرق، ليميزه عن ترتيب الاندلسيين والمغاربة.(1/155)
وفصل في المبهمات، مثل: فلان عَن أبيه، أو عن جده، أو عن أُمِّه، أو عن عمه، أو عن خاله، أو عن رجل، أو عن امرأة، ونحو ذلك. ونبه على اسم من عرفنا اسمه منهم.
وينبغي للناظر في كتابنا هذا أن يكون قد حصل طرفا صالحا من علم العربية: نحوها ولغتها وتصريفها، ومن علم الاصول والفروع، ومن علم الحديث، والتواريخ، وأيام الناس، فإنه إذا كان كذلك، كثر انتفاعه به، وتمكن من معرفة صحيح الحديث وضعيفه، وذلك خصوصية المحدث التي من نالها، وقام بشرائطها ساد أهل زمانه في هذا العلم، وحشر يوم القيامة تحت اللؤاء المحمدي إن شاء الله تعالى.(1/156)
فصل
وهذه نبذة من أقوال الأئمة في هذا العلم تمس الحاجه إليها.
أخبرنا الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي عُمَر مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن قدامة المقدسي فِي جماعة، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْص عُمَر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ (1) بن طَبَرْزَذَ البغدادي قدم علينا دمشق أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أبو طالب محمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الهمداني البزاز، أخبرنا أبو بكر مُحَمَّدِ ابْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشافعي، حَدَّثَنَا عَبد الله بن روح المدائني ومحمد بن ربح البزاز، قَالا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ، عَنْ محمد بن إبراهيم التَّيْمِيّ أنه سمع علقمة بن وقاص يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه على المنبر يقول: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا الاعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه.
هَذَا حديث صحيح متفق على صحته من حديث يحيى بْن سَعِيد
__________
(1) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" فقالك"وبالتثقيل: معمر بن سُلَيْمان..وعُمَر بن مُحَمَّدِ بن معمر بن طَبَرْزَذَ مسند وقته." (ص: 604 603) .(1/157)
الأَنْصارِيّ قاضي المدينة، وهو متواتر إليه، رواه عنه العدد الكثير والجم الغفير (1) . وأخرجه الإمام أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل في مسنده عن يزيد بن هارون بهذا الإسناد، فوقع لنا موافقة لَهُ عالية. وأخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما"عن عَبد الله بْن مسلمة الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن يحيى بن سَعِيد، ومن طرق أخر عن يحيى. وأخرجه مسلم أيضا عن مُحَمَّد بن عَبد الله بن نمير عَنْ يَزِيدَ بْنِ هارون، وقد وقع لنا بدلا عاليا جدا من حديث يزيد بْن هارون، عَن يحيى بْن سَعِيد، كان ابن طَبَرْزَذَ شيخ مشايخنا من حيث العدد سمعه من أبي محمد بن حمويه الراوي عن الفربري صاحب البخاري، ومن أبي أحمد الجلودي الراوي عن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سفيان صاحب مسلم، وكأنا نحن سمعناه من أبي الوقت الراوي عَن أبي الحسن الداوودي صاحب ابن حمويه، ومن أبي عَبد الله الفراوي (2) الراوي عَن أبي الحسين الفارسي صاحب الجلودي، ولله الحمد والمنة، ولا يوجد الآن على وجه الأرض إسناد لهذا الحديث أعلى من هذا الإسناد.
وأخبرنا الشيخ الإمام الرئيس الكبير أبو الغنائم المسلم (3) بْن
__________
(1) لكنه غريب في أوله، فقد قال الحفاظ: لم يرو هَذَا الحديث عَنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلا من رواية عُمَر بن الخطاب، ولا عن عُمَر إلا من رواية علقمة بن وقاص، ولا عن علقمة إلا من رواية محمد بن إبراهيم التَّيْمِيّ، ولا عن محمد إلا من رواية يَحْيَى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ، وعن يحيى انتشر، فرواه جمع من الأئمة. وهو مخرج عند البخاري 1 / 7، 15 في بدء الوحي، وفي الايمان، وفي العتق، وفي فضائل أصحاب النبي، وفي النكاح، وفي الايمان والنذور، وفي الحيل، ومسلم (1907) في الامارة، وأخرجه أبو داود (2201) ، والتِّرْمِذِيّ (1647) ، وابن ماجه (2427) ، والنَّسَائي 1 / 58، 60. وقول الحافظ في "الفتح"1 / 11: ووهم من زعم أنه في "الموطأ"مغترا بتخريج الشيخين له والنَّسَائي
من طريق مالك وهم منه رحمه الله، فإنه في "الموطأ"ص 401 برواية محمد بن الحسن. (ش)
(2) الفراوي: نسبة إلى"فراوة"قيدها السمعاني في الانساب بضم الفاء وفتح الراء المهملة وتابعه ابن الاثير في اللباب. وفتح ياقوت الفاء في معجم البلدان وتابعه ابن عبد الحق في المراصد، وقد اخترنا ضم الفاء لان السمعاني أعلم بتلك البلاد.
(3) بتشديد اللام وفتحها، ولم يقيده الذهبي في "المُشْتَبِه" (ص: 588) مع أنه ذكر جملة ممن يقيد كذلك تفريقا لهم عمن يقيد"مسلم"بكسر اللام، واستدركه عليه ابن حجر في التبصير: 4 / 1284 فقال: والمسلم بن أَبي الفضل محمد بن المسلم بن علان بن مكي، راوي مسند أحمد.
وقد ترجم له الذهبي في وفيات سنة 680 من تاريخ =(1/158)
محمد بن المسلم بن مكي بْن علان القيسي فِي جماعة قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْص عُمَر بن محمد بن طَبَرْزَذَ، أَخْبَرَنَا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، أخبرنا أَبُو طالب مُحَمَّد بْن محمد بن غيلان، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم الشافعي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، حَدَّثَنَا هارون بن معروف، حَدَّثَنَا سفيان بْن عُيَيْنَة، عَن مسعر، عن سعد بن إبراهيم، قال: إنما يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الثقات.
رَوَاهُ مسلم في مقدمة كتابه عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَبي عُمَر العدني وأبي بكر بْن خلاد الباهلي كلاهما عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة نحوه، فوقع لنا بدلا عاليا.
وأَخْبَرَنَا الشيخ الإمام أَبُو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري المقدسي، وأم أحمد زينب بنت مَكِّيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ كَامِلٍ الحراني قالا: أَخْبَرَنَا أبو حفص عُمَر بن محمد بن طَبَرْزَذَ، أخبرنا الْحَافِظُ أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ وأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم بن صرما الدقاق، قَالا: أخبرنا أَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبد الله بن هزارمرد الصريفيني الخطيب، أَخْبَرَنَا أبو القاسم عُبَيد الله بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن حبابة (1) البزاز، أَخْبَرَنَا أبو القاسم عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أخبرنا شُعْبَةُ، أخبرنا منصور بن المعتمر، قال:
__________
= الاسلام وقيده بالتشديد، والنسخة بخطه، وَقَال: وسألت أبا الحجاج الحافظ عنه فقال: شيخ جليل نبيل من أكبر بيوتات الدمشقيين، سمعنا منه مسند أحمد وغير ذلك" (الورقة: 78 من مجلد آيا صوفيا 3014) ، وترجم له في العبر أيضا: 5 / 332، وفي الكتابين قال في نسبه: أَبُو الغنائم المسلم بْن مُحَمَّد بن المسلم بن مكي بن خلف..بن علان"كما ورد هنا وليس ما ورد في التبصير لابن حجر قال أفقر العباد بشار عواد محقق هذا الكتاب: وهو ابن أخي السديد مكي بن المسلم بن مكي بن علان القيسي المتوفى سنة 652 آخر الرواة عن حافظ الشام أبي القاسم ابن عساكر وفاة.
(1) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" كما قيدناه: 206.(1/159)
سمعت ربعيا يقول: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: لا تكذبوا علي فإن من يكذب علي يلج النَّارِ" (1) .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بن الجعد، به، فوقع لنا موافقة لَهُ بعلو، ورواه مسلم في مقدمة كتابه عن مُحَمَّد بْن المثنى ومحمد بْن بَشَّارٍ كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر غندر، عن شعبة بن، فوقع لنا عاليا جدا، كأن ابن طَبَرْزَذَ شيخ مشايخنا سمعه من أبي أحمد الجلودي الراوي عن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سفيان صاحب مسلم، وكأنا نحن سمعناه من أبي عَبد الله الفراوي الراوي عَن أبي الحسين الفارسي صاحب الجلودي ولله الحمد.
وَقَال حفص بن عاصم، عَن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع" (2) .
وَقَال أَبُو عثمان مسلم بْن يسار عَن أبي هُرَيْرة، عن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ ولا آبَاؤُكُمْ فإياكم وإياهم" (3) .
وَقَال عامر بْنِ عَبْدَةَ عَنْ عَبد اللَّهِ بن مسعود: إن الشيطان ليمثل في صورة الرجل، فيأتي القوم، فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون، فيقول الرجل منهم: سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث (4) .
وَقَال هشام بْن حسان عن محمد بن سيسرين: إن هذا العلم دين
__________
(1) أخرجه البخاري 1 / 178 في العلم: باب إثم من كذب على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ومسلم (1) في مقدمة صحيحه. (ش)
(2) رواه مسلم (5) في مقدمة صحيحه.
(3) رواه مسلم (6) في مقدمة صحيحه.
(4) أخرجه مسلم 1 / 12 في مقدمة صحيحه، وفيه"ليتمثل"بدل"يمثل"وفي (م) "فينفرون"وما أثبتناه عن (د) ومسلم.(1/160)
فانظروا عمن تأخذون دينكم (1) .
وَقَال الأَوزاعِيّ، عن سُلَيْمان بن موسى: لقيت طاووسا فقلت: حدثني فلان كيت وكيت (2) ، قال: إن كان مليا، فخذ عَنْهُ (3) .
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي الزناد، عَن أبيه: أدركت بالمدينة مئة كلهم مأمون ما يؤخذ عنهم الحديث، يقال: ليس من أهله.
وَقَال أَبُو إسماعيل التِّرْمِذِيّ، عن إسماعيل بن أَبي أويس سمعت خالي مالك بن أنس يقول: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.
لقد أدركت عدد هذه الاساطين وأشار إلى مسجد رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من يقول: قال فلان، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فما أخذت عنهم شيئا، وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال كان أمينا، لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، ويقدم علينا مُحَمَّد بن مسلم بن عُبَيد الله بن شهاب الزُّهْرِيّ، وهو شاب فنزدحم على بابه.
وَقَال عَمْرو بْن علي: سمعت يحيى بن سَعِيد، قال: سألت سفيان الثوري وشعبة ومالكا وسفيان بن عُيَيْنَة عن الرجل لا يكون ثبتا في الحديث، فيأتيني الرجل، فيسألني عنه؟ فقالوا: أخبر عنه أنه ليس بثبت.
وَقَال أَبُو همام الوليد بْن شجاع: سمعت عُبَيد الله الاشجعي يذكر عن سفيان الثوري قال: ليس يكاد يفلت من الغلط أحد، إذا كان الغالب على الرجل الحفظ، فهو حافظ وإن غلط، وإذا كان الغالب عليه الغلط، ترك.
__________
(1) رواه مسلم في مقدمة صحيحه"باب بيان أن الإسناد من الدين.
(2) قد تفتح تاء"كيت"وقد تكسر وهما لغتان فيها.
(3) رواه مسلم في مقدمة صحيحه"باب بيان أن الإسناد من الدين"، ومعظم الاقوال الآتية في مقدمات كتب الحديث فراجعها، ولا سيما صحيح مسلم.(1/161)
"وَقَال نعيم بْن حماد عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن مهدي: سألت أو سئل شعبة عمن يترك" (1) حديثه، قال: إذا روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون (2) فأكثر، طرح حديثه، وإذا اتهم بالكذب، طرح حديثه،"ومن روى حديثًا غلطا مجتمعا عليه، فتمادى في روايته، طرح حديثه، ومن أكثر من الغلط طرح حديثه" (3) ، وما كان غير هؤلاء فارووا عنه.
وَقَال أبو موسى مُحَمَّد بْن المثنى: سمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي يقول: المحدثون ثلاثة: رجل حافظ متقن، فهذا لا يختلف فيه، والآخريهم، والغالب على حديثه الصحة، فهذا لا يترك حديثه، ولو ترك حديث مثل هذا، لذهب حديث الناس، والآخر يهم، والغالب على حديثه الوهم، فهذا يترك حديثه.
وَقَال أحمد بن ملاعب البغدادي: سمعت أَبَا نعيم الفضل بْن دكين يقول: لا ينبغي أن يؤخذ الحديث إلا عن حافظ له، أمين عليه، عارف بالرجال.
وَقَال أَحْمَد بْن أَبي الحواري (4) : سمعت مروان بن مُحَمَّد يقول: لاغني لصاحب حديث عن صدق وحفظ وصحة كتب فإذا أخطأته واحدة وكانت فيه واحدة، لم يضره إن لم يكن له حفظ ورجع إلى الصدق وكتبه صحيحة لم يضره إن لم يحفظ.
__________
(1) سقطت هذه العبارة من"د.
(2) في "د": المعرفون.
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من"د.
(4) قيد ناسخ"د"راء"الحواري"بالفتح. وذكره الذهبي في "المُشْتَبِه": 257 وضبطه بالقلم بفتح الحاء المهملة، ولكن لم يظهر في المطبوع ما يشير إلى حركة الراء. وَقَال ابن حجر في تبصير المنتبه (553) : الحواري: واحد الحواريين على الاصح. وكان بعض الحفاظ يقوله بفتح الراء.
وذكر ابن ناصر الدين في توضيحه لمشتبه الذهبي أن في حاء"الحواري"الفتح والكسر مع تخفيف الواو فيها وتشديد آخره مع كسر الراء، ثم قال: وحكى الحسن بن محمد البكري ضم الحاء وفتح الراء، وهو غريب. " (المجلد الاول، الورقة: 226 من نسخة الظاهرية) .
وأحمد بن أَبي الحواري هذا هو: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بن ميمون التغلبي، سيأتي في هذا المجلد (الرقم: 62) .(1/162)
وَقَال محمد بن أبان البلخي: سمعت عَبْد الرحمن بْن مهدي يقول: من رأى رأيا ولم يدع إليه، احتمل، ومن رأى رأيا دعا إليه، فقد استحق الترك.
وَقَال مُحَمَّد بْن عَمْرو الغزي، عَنْ رواد (1) بْن الجراح: سمعت سفيان الثوري يقول: خذوا هذه الرغائب وهذه الفضائل عن المشيخة، وأما الحلال والحرام، فلا تأخذوه إلا عمن يعرف الزيادة فيه من النقص.
وَقَال الربيع بن سُلَيْمان المرادي: قال الشافعي (2) : ولا تقوم الحجة بخبر الخاصة حتى يجمع أمورا منها:
أن يكون من حدث به عالما بالسنة (3) ، ثقة في دينه، معروفا بالصدق في حديثه، عاقلا لما يحدث به، عالما بما يحيل معاني الحديث من اللفظ، أو (4) يكون ممن يؤدي الحديث بحروفه كما سمعه (5) لا يحدث به على المعنى، لانه إذا حدث به على المعنى وهو غير عالم بما يحيل معناه لا يدرى (6) لعله يحيل الحلال إلى الحرام، فإذا (7) أداه بحروفه، لم (8) يبق فيه (9) وجه يخاف فيه إحالة
__________
(1) رواد: بتشديد الواو. وسيأتي ذكره في هذا الكتاب.
(2) الكلام بنصه في كتاب الرسالة للشافعي: 370، الفقرات: 1000، 1001، 1002.
(3) "عالما بالسنة"ليست في المطبوع من الرسالة.
(4) في المطبوع من الرسالة: وأن"، وراجع تعليقي المرحوم الشيخ أحمد شاكر الذي يرجح فيه"أو.
(5) رجح الشيخ أحمد شاكر"كما سمع"وَقَال في تعليقه: في سائر النسخ"كما سمعه"والهاء ملصقة في الاصل، وليست منه. قال بشار عواد: والظاهر أنها من الاصل بدلالة نقل المزي.
(6) في المطبوع من الرسالة: لم يدر.
(7) في الرسالة: وإذا.
(8) في الرسالة: فلم.
(9) "فيه"ليست في المطبوع من الرسالة.(1/163)
الحديث (1) . ويكون (2) حافظا إن حدث من حفظه، حافظا لكتابه إن حدث من تابه، إذا شرك أهل الحفظ في الحديث وافق حديثهم، بريا (3) من أن يكون مدلسا يحدث عمن لقي بما لم يسمع (4) ، أو يحدث عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بما يحدث الثقات بخلافه عنه عليه السلام (5) .
ويكون هكذا من فوقه ممن حدثه، حتى ينتهى بالحديث موصولا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
ومن (6) عرفناه دلس مرة فقد أبان لنا عورته في روايته، وليس (7) تلك العورة كذبا، فيرد (8) بها حديثه ولا النصيحة في الصدق، فنقبل منه ما قبلنا من أهل النصيحة في الصدق فنقول (9) : لا نقبل من مدلس حديثًا حتى يقول فيه: سمعت"أو"حدثني"ومن (10) كثر غلطه من المحدثين ولم يكن له أصل كتاب صحيح لم يقبل (11) حديثه.
ونقبل خبر الواحد ونستعمله، تلقاه العمل أو لم يتلقه، وهو مذهب أهل الحديث. قال الشافعي: وكان ابن سيرين والنخعي وغير
__________
(1) رجع محقق الرسالة"إحالته الحديث"وعلق بقوله: في النسخ المطبوعة"إحالة"بدون الضمير، وهو ثابت في الاصل ونسخة ابن جماعة.
(2) "ويكون"ليست في المطبوع من الرسالة.
(3) "بريا"بتسهيل الهمزة وتشديد الياء.
(4) في المطبوع من الرسالة: يسمع منه.
(5) في الرسالة: ويحدث عن النبي ما يحدث الثقات خلافه عن النبي.
(6) تجاوز المزي الفقرات: 1032 1003، وما هنا هو بداية الفقرة: 1033 من الرسالة، ص: 379.
(7) الرسالة: وليست.
(8) الرسالة: بالكذب فنرد.
(9) الرسالة: فقلنا.
(10) الرسالة، فقرة: 1044.
(11) الرسالة: نقبل.(1/164)
واحد من التابعين يذهبون إلى أن لا يقبلوا الحديث إلا عمن (1) عرف.
قال الشافعي: وما لقيت أحدًا من أهل العلم يخالف هذا المذهب.
وَقَال أبو بكر الخلال عَنْ عباس بْن مُحَمَّد الدوري: سمعت يحيى بْن مَعِين يَقُول: دخلت على أَبِي عَبد اللَّهِ أَحْمَد بن محمد بن حنبل، فقلت له: أوصني، قال: لاتحدث المسند إلا من كتاب. قال: وكذلك قال علي ابن المديني: قال لي سيدي أَحْمَد بْن حَنْبَل: لا تحدث إلا من كتاب.
وَقَال أيوب ابن المتوكل، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي: الحفظ الاتقان، ولا يكون إماما من"حدث عن كل من رأى، ولا من حدث بكل ما سمع" (2) .
وَقَال صالح بْن حاتم بْن وردان: سمعت يزيد بن زريع يقول: لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد.
وقَال البُخارِيُّ: سمعت علي ابن المديني يقول: التفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم.
وَقَال أحمد بن محمد الأزرق: سمعت يحيى بْن مَعِين يَقُول: آلة الحديث الصدق والشهرة والطلب، وترك البدع، واجتناب الكبائر.
وَقَال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بن عمار الموصلي: قال يحيى بن سَعِيد: لا تنظروا إلى الحديث، ولكن انظروا إلى الإسناد، فإن صح الإسناد وإ فلا تغتروا بالحديث إذا لم يصح الإسناد.
__________
(1) في م: إلا من عرف"وما أثبتناه من"د.
(2) العبارة التي بين الحاصرتين مكررة في "د".(1/165)
وَقَال محمد بن عيسى المقرئ، عن إسحاق بن بشر الرازي: قال عَبد الله بْن المبارك: ليس جودة الحديث [قرب الإسناد، جودة الحديث] (1) صحة الرجال.
وَقَال أَبُو بَكْر بْن خزيمة، عن عَبد اللَّه بْن هاشم الطوسي: كنا عند وكيع، فقال: الأعمش أحب إليكم، عَن أَبِي وائِلٍ عَنْ عَبد الله، أو سفيان عَنْ مَنْصُور عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبد اللَّهِ؟ فقلنا: الأعمش عَن أبي وائل أقرب، فقال: الأعمش شيخ، وأبو وائل شيخ، وسفيان عَنْ مَنْصُور عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ علقمة عن عَبد الله: فقيه عن فقيه عن فقيه عن فقيه.
زاد غيره، قال: وحديث يتداوله الفقهاء أحب إلينا من حديث يتداوله الشيوخ.
وَقَال علي بْن خشرم (2) : سمعت وكيعا يقول: لا يكمل الرجل أو لاينبل حتى يكتب عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه.
وَقَال أَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن مسلم بْن قتيبة الدينوري: وليس لامة من الامم إسناد كإسنادهم، يعني هذه الامة، رجل عن رجل وثقة عن ثقة حتى يبلغ بذلك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وصحابته فيبين بذلك الصحيح والسقيم، والمتصل والمنقطع، والمدلس والسليم.
__________
(1) سقط من"م"من قوله"قرب"إلى قوله"الحديث.
(2) خشرم: بفتح الخاء وسكون الشين المعجمتين وفتح الراء، سيأتي في هذا الكتاب.(1/166)
فصل
فيما روي عن الأئمة في فضيلة هذه الكتب الستة
قال مُحَمَّد بْن أَبي نصر الحميدي: سمعت الفقيه أبا محمد علي ابن أحمد بن سَعِيد الحافظ بالاندلس وقد جرى ذكر"الصحيحين"فعظم منهما، ورفع من شأنهما.
وحكي أن سَعِيد ابن السكن (1) اجتمع إليه قوم من أصحاب الحديث، فقالوا له: إن الكتب في الحديث قد كثرت علينا، فلو دلنا الشيخ على شيء نقتصر عليه منها. فسكت عنهم، ودخل إلى بيته، فأخرج أربع رزم، فوضع بعضها على بعض، فقال: هذه قواعد الاسلام: كتاب البخاري وكتاب مسلم، وكتاب أبي داود، وكتاب النَّسَائي.
وروينا عن إبراهيم بن معقل النسفي قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: خرجت كتاب"الجامع"في بضع عشرة سنة وجعلته فيما بيني وبين الله حجة.
وروينا عنه أنه قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ما
__________
(1) في هامش النسخ المعتمدة جميعها تعليق نصه: هو أَبُو علي سَعِيد بْن عُثْمَانَ ابن السكن الحافظ. "قال بشار بن عواد: هو بغدادي نزل مصر، وكان حافظا حجة توفي سنة 353 (الذهبي: تذكرة الحفاظ: 3 / 937، ووفيات سنة 253 من تاريخ الاسلام مجلد أيا صوفيا: 3008 بخط المؤلف) .(1/167)
أدخلت في كتاب"الجامع"إِلا مَا صح، وتركت من الصحاح لحال الطول.
وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن مندة الْحَافِظ: سمعت أَبَا علي الحسين بن علي النيسابوري يَقُول: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث.
وَقَال محمد بن الحسين الماسرجسي عَن أبيه (1) : سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُول: صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاث مئة ألف حديث مسموعة.
وَقَال أَحْمَد بْن سَلَمَة النَّيْسَابُورِيّ: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بْن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما.
وَقَال أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عبد العزيز الهاشمي المكي: سمعت أبا داود السجستاني بالبصرة، وسئل عن رسالته التي كتبها إلى أهل مكة جوابا لهم، فأملى علينا: سلام عليكم، فإني أحمد إليكم اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هو، وأسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. أَمَّا بعد: عافانا الله وإياكم، فهذه الأربعة آلاف والثمان مئة حديث كلها من الاحكام، فأما أحاديث كثيرة من الزهد والفضائل وغيرها من غير هذا، فلم أخرجها، والسلام عليكم ورحمة الله وصلى الله على محمد النبي وآله.
__________
(1) في حاشية النسخ: هو أَبُو علي الحسين بْن مُحَمَّدِ". قال بشار: هو أَبُو علي الحسين بْن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسين بن عيسى بن ماسرجس وإليه نسبوا النيسابوري صاحب المسند العظيم الذي قال الحاكم: إنه في ألف وثلاث مئة جزء لم يصنف في الاسلام مثله. توفي سنة 365. وهذه العبارة التي رواها عَن أبيه في صحيح مسلم أوردها الحاكم في تاريخ نيسابور كما جاء في تذكرة الحفاظ: 3 / 956، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة 68 (أيا صوفيا: 3008) .(1/168)
وَقَال أَبُو بكر بْن داسة: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: كَتَبْتُ عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم خمس مئة أَلْفِ حَدِيثٍ انْتَخَبْتُ مِنْهَا مَا ضَمّنته هذا الكتاب، يعني كتاب السنن، جمعت فيه أربعة آلاف حديث وثمان مئة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث: أحدها قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: الأعمال بالنيات"، والثاني قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ": مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ ما لا يعنيه" (1) ، والثالث: قوله صلى الله عليه وسلم: لا يكون المرء (2) مؤمنا حَتَّى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه" (3) ، والرابع: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: الحلال بين، والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهات..الحديث" (4) .
وَقَال أبو بكر الصولي: سمعت زكريا بن يحيى الساجي يقول: كتاب الله أصل الاسلام، وكتاب السنن لابي داود عهد الاسلام.
وَقَال إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار: سمعت محمد بن إسحاق
__________
(1) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ (2318) ، وابْنُ مَاجَهْ (3976) مِنْ حديث أبي هُرَيْرة وفي سنده ضعف لكن له شاهد من حديث الحسين بن علي عند أحمد 1 / 201، والطبراني، ومن حديث أبي بكر عند الحاكم في الكنى، ومن حديث أبي ذر عند الشيرازي، ومن حديث علي بْن أَبي طالب عند الحاكم في تاريخه، ومن حديث زيد بن ثابت عند الطبراني في الاوسط، ومن حديث الحارث بن هشام عند ابن عساكر، فهو صحيح بهذه الشواهد. (ش)
(2) في "د": المؤمن.
(3) أخرجه البخاري 1 / 53 في الايمان: باب من الايمان أن يحب لاخيه ما يحب لنفسه، ومسلم (44) في الايمان: باب وجوب محبة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ... ، والطيالسي (2004) ، وأحمد 3 / 177، 207، 275، 278، والدارمي 2 / 307، وابن ماجه (65) ، وأبو عوانة 1 / 33 من حديث أَنَس بْن مَالِك بلفظ"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه". وزاد أحمد وأبو عوانة والنَّسَائي والإِسماعيلي: من الخير". (ش)
(4) أخرجه البخاري 1 / 116، 119 في الايمان: باب فضل من استبرأ لدينه، و4 / 248 في البيوع: باب الحلال بين والحرام بين، ومسلم (1599) في المساقاة: باب أخذ الحلال وترك الشبهات من حديث النعمان بن بشير ولفظه بتمامه عن مسلم:
"إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه.
الا وإن لكل ملك حمى. ألا وإن حمى الله محارمه. ألا وإن في الجسد مضغة، إذ صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". (ش)(1/169)
الصغاني يقول: ألين لأبي داود الحديث كما ألين داود الحديد.
وَقَال أبو سُلَيْمان الخطابي: سمعت ابن الاعرابي يقول ونحن نسمع منه هذا الكتاب يعني كتاب السنن وأشار إلى النسخة وهي بين يديه: لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله عزوجل، ثم هذا الكتاب لم يحتج معهما إلى شيء من العلم بتة. قال الخطابي: وهذا كما قال لا شك فيه، لان الله تعالى أنزل كتابه تبيانا لكل شيء، وَقَال: {ما فرطنا في الكتاب من شئ) {1) ، فأخبر سبحانه وتعالى وبحمده أنه لم يغادر شيئا من أمر الدين لم يتضمن بيانه الكتاب. إلا أن البيان على ضربين: بيان جلي، تناوله الذكر نصا، وبيان خفي اشتمل على معنى التلاوة ضمنا، فما كان من هذا الضرب كان تفصيل بيانه موكولا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وهو معنى قوله سبحانه وتعالى: {لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) {2) . فمن جمع بين الكتاب والسنة فقد استوفى وجهي البيان. وقد جمع أبو داود في كتابه هذا من الحديث في أصول العلم، وأمهات السنن، وأحكام الفقه ما لا نعلم متقدما سبقه إليه، ولا متأخرا، لحقه فيه.
قال أبو سُلَيْمان: واعلموا رحمكم الله أن كتاب السنن لابي داود كتاب شريف لم يصنف في حكم الدين كتاب مثله، وقد رزق القبول من كافة الناس فصار حكما بين فرق العلماء وطبقات الفقهاء. على اختلاف مذاهبهم، ولكل فيه ورد، ومنه مشرب، وعلى معول أهل العراق وأهل مصر وبلاد المغرب وكثير من مدن أقطار الارض فأما أهل خراسان فقد أولع أكثرهم بكتاب محمد بن إسماعيل، ومسلم ابن الحجاج ومن نحا نحوهما في جمع الصحيح على شرطهما في
__________
(1) سورة الانعام: الآية: 38.
(2) سورة النحل، الآية: 44.(1/170)
السبك والانتقاد، إلا أن كتاب أبي داود أحسن وضعا، وأكثر فقها، وكتاب أبي عيسى أيضا كتاب حسن، والله تعالى يغفر لجماعتهم، ويحسن على جميل النية فيما سعوا له مثوبتهم برحمته.
ثم اعلموا أن الحديث عند أهله على ثلاثة أقسام: حديث صحيح، وحديث حسن، وحديث سقيم.
فالصحيح عندهم: ما اتصل سنده وعدلت نقلته.
والحسن منه: ما عرف مخرجه، واشتهر رجاله، وعليه مدار أكثر الحديث، وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء. وكتاب أبي داود جامع لهذين النوعين من الحديث.
فأما السقيم منه، فعلى طبقات شرها الموضوع، ثم المقلوب (1) ، ثم المجهول. وكتاب أبي داود خلي منها، برئ من جملة وجوهها، وإن وقع فيه شيء من بعض أقسامها لضرب من الحاجة تدعوه إلى ذكره، فإنه لا يألو أن يبين أمره، ويذكر علته، ويخرج من عهدته.
قال: ويحكى لنا عَن أبي داود أنه قال: ما ذكرت في كتابي حديثًا اجتمع الناس على تركه.
قال: وكان تصنيف علماء الحديث قبل زمان أبي داود الجوامع والمسانيد ونحوهما، فتجمع تلك الكتب إني ما فيها من السنن والاحكام أخبارا وقصصا ومواعظ وآدابا (2) . فأما السنن المحضة فلم
__________
(1) المقلوب نوعان، الاول: أن يكون الحديث مشهورا براو فيجعل في مكانه آخر في طبقته، والثاني: أن يؤخذ إسناد متن فيجعل على متن آخر وبالعكس. (انظر التفاصيل في تدريب الراوي: 191 فما بعد) .
(2) تضم كتب"الجوامع"جميع أبواب الحديث المعروفة وهي: العقائد، والاحكام، والرقائق، وآداب الطعام والشراب، والتفسير والتاريخ والسير، والشمائل، والفتن، والمناقب: أما المسانيد جمع مسند فهي تضم جميع أبواب الحديث أيضا لكنها مرتبة على أسماء الصحابة، لذلك قال الخطابي هذه المقالة.(1/171)
يقصد واحد منهم جمعها واستيفاءها ولم يقدر على تحصيلها واختصار مواضعها من أثناء تلك الاحاديث الطويلة ومن أدلة سياقها على حسب ما اتفق لابي داود، ولذلك حل هذا الكتاب عند أئمة الحديث وعلماء الاثر محل العجب، فضربت فيه أكباد الابل، ودامت إليه الرحل.
وَقَال أبو سَعْد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد الادريسي الحافظ: مُحَمَّد بْن عيسى بْن سورة التِّرْمِذِيّ الحافظ الضرير، أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنف كتاب"الجامع"والتواريخ والعلل تصنيف رجل عالم منتق، كان يضرب به المثل في الحفظ.
وَقَال أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن طاهر المقدسي الحافظ: سمعت الإمام أبا إِسْمَاعِيل عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الأَنْصارِيّ بهراة، وجرى بين يديه ذكر أبي عيسى التِّرْمِذِيّ وكتابه، فقال: كتابه عندي أنفع من كتاب البخاري ومسلم، لان كتابي البخاري ومسلم لا يقف على الفائدة منهما إلا المتبحر العالم، وكتاب أبي عيسى يصل إلى فائدته كل أحد من الناس.
وَقَال أبو الفضل بن طاهر أيضا: سألت الإمام أبا القاسم سعد ابن علي الزنجاني بمكة عن حال رجل من الرواة فوثقه، فقلت: أن أبا عَبْد الرحمن النَّسَائي ضعفه، فقال: يا بني إن لابي عبد الرحمن في الرجال شرطا أشد من شرط البخاري ومسلم.
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بن البيع الحافظ: سمعت أبا الحسن أحمد بْن محبوب الرملي بمكة يَقُول: سمعت أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ أحمد بن شعيب النَّسَائي يقول: لما عزمت على جمع كتاب السنن استخرت الله تعالى في الرواية عن شيوخ كان في القلب منهم بعض الشئ، فوقعت الخيرة على تركهم، فنزلت في جملة من الحديث كنت أعلو فيه عنهم.(1/172)
وَقَال عبد الغني بْن سَعِيد المِصْرِي الحافظ: سمعت أَبَا علي الْحَسَن بْن خضر السيوطي يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في النوم وبين يدي كتب كثيرة فيها كتاب السنن لابي عبد الرحمن، فقال لي صلى الله عليه وسلم: إِلَى متى وإلى كم، هذا يكفي، وأخذ بيده الجزء الاول من كتاب الطهارة من السنن لابي عبد الرحمن، فوقع في روعي أنه يعني كتاب السنن لابي عبد الرحمن أحب إليه.
وَقَال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: رأيت على ظهر جزء قديم بالري حكاية كتبها أبو حاتم الحافظ المعروف بخاموش يعني أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بن خاموش الرازي الواعظ قال أبو زُرْعَة الرازي: طالعت كتاب أبي عَبد الله بن ماجة، فلم أجد فيه إلا قدرا يسيرا مما فيه شيء، وذكر قريب بضعة عشر، أو كلاما هذا معناه.
وَقَال الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بْن عساكر: قرأت بخط أبي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيد اللَّه بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن بابويه (1) الرازي شاب كان يسمع معنا الحديث بالري سنة تسع وعشرين وخمس مئة قال أَبُو عَبد اللَّهِ بْن ماجة: عرضت هذه النسخة على أبي زرعة فنظر فيه، وَقَال: أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع كلها أو قال: أكثرها ثم قال: لعله لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثًا مما في إسناده ضعف، أو قال: عشرين أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلامِ، قال: وحكي أنه نظر في جزء من أجزائه وكان عنده في خمسة أجزاء (2) .
هذا بعض ما حضرنا من أقوال الأئمة في فضيلة هذه الكتب الستة. وأما مناقب مصنفيها وفضائلهم، فسيأتي ما تيسر من ذلك في ترجمة كل واحد منهم في مواضعها من الكتاب إن شاء الله تعالى.
__________
(1) قيد الذهبي بابويه في "المُشْتَبِه": 38.
(2) علق الذهبي على هذه الحكاية بقولة: سنن أبي عَبد الله كتاب حسن لولا ما كدره أحاديث واهية ليست بالكثيرة" (تذكرة 2 / 636) .(1/173)
فصل
وهذا حين نبتدئ بعون الله تعالى فيما له قصدنا من الأَسماء بعد ذكر نسب المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وذكر شيء من سيرته ومعجزاته على طريق الاختصار، إذ الكتاب لم يوضع لذلك، لكن أحببنا أن لا نخلي الكتاب من ذلك، طلبا لبركته، وتشرفا بذكره صلى الله عليه وسلم.
فَإِمَّا نسبه:
فهو أبو القاسم مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بْن كعب، بْن لؤي، بْن غَالِب، بْن فهر بْن مَالِك، بْن النضر، بْن كنانة، بْن خزيمة، بْن مدركة، بْن إلياس، بْن مضر، بْن نزار، بن معد، بن عدنان. إلى هنا أجمع أهل النسب، وما وراء ذلك، ففيه اختلاف كبير جدا.
قال أَبُو عُمَر بْن عَبد الْبَرِّ حافظ أهل المغرب (1) : قال مُحَمَّد بْن
عبدة بْن سُلَيْمان النسابة: أجمع النسابون جميعا: العدنانية والقحطانية والاعاجم على أن إبراهيم خليل الله عليه السلام من ولد عابر بن شالخ ابن أرفخشذ بن سام بن نوح. قال (2) : وأجمعوا أن عدنان من ولد
__________
(1) الانباه على قبائل الرواة: 46.
(2) يعني محمد بن عبدة.(1/174)
إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم عليهما السلام إلا أنهم اختلفوا فيما بين عدنان وإسماعيل من الآباء، فذكر عن طائفة سبعة آباء بينهما، وذكر عن طائفة مثل ذلك إلا أنها خالفتها في بعض الأَسماء، وعن طائفة تسعة آباء مخالفة أيضا في بعض الأَسماء، وعن طائفة خمسة عشر أبا بين عدنان وإسماعيل.
ثم قال (1) : وأما الذين جعلوا بين عدنان وإسماعيل أربعين أبا، فإنهم استخرجوا ذلك من كتاب رخيا، وهو يورخ كاتب أرميا عليه السلام، وكانا قد حملا معد بن عدنان من جزيرة العرب ليالي (2) بخت نصر فأثبت رخيا في كتبه نسبة عدنان، فهو معروف عند أحبار (3) أهل الكتاب وعلمائهم مثبت في أسفارهم. قال: وقد وجدنا طائفة من علماء العرب تحفظ لمعد أربعين أبا بالعربية إلى إسماعيل، وتحتج في أسمائهم بالشعر من شعر أمية بن أَبي الصلت وغيره من علماء الشعراء (4) بأمر الجاهلية ومطالعة الكتب. وكل الطوائف يقولون: عدنان بن أدد، إلا طائفة قالت: عدنان بْن أد بْن أدد.
قال أبو عُمَر (5) : وروى ابن لَهِيعَة عَن أَبِي الأسود أنه سمع عروة ابن الزبير يقول: ما وجدنا أحدًا يعرف ما وراء معد بن عدنان، ولا ما وراء قحطان إلا تخرصا.
قال: وَقَال أبو الأسود يتيم عروة: سمعت أبا بكر بْن سُلَيْمان بْن أَبي حثمة، وكان من أعلم قريش بأشعارهم وأنسابهم، يقول: ما وجدنا أحدًا يعلم ما وراء معد بن عدنان في شعر شاعر، ولا علم عالم.
__________
(1) يعني محمد بن عبدة أيضا.
(2) في الانباه: ليلا إلى.
(3) أحبار، جمع حبر، وفي الانباه: أخبار"مصحف.
(4) الانباه: الشعر"محرف.
(5) الانباه: 48 47.(1/175)
قال أبو عُمَر (1) : وكان قوم من السلف، منهم: عَبد اللَّه بْن مسعود، وعَمْرو بْن ميمون الأَودِيّ ومحمد بن كعب القرظي، إذا تلوا: {والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله) {2) ، قالوا: كذب النسابون.
قال: ومعنى هذا عندنا على غير ما ذهبوا إليه، وإنما المعنى فيها والله أعلم تكذيب من ادعى إحصاء بني آدم، فإنه لا يحصيهم إلا الذي خلقهم، فإنه هو الذي أحصاهم وحده لا شَرِيك له. وأما أنساب العرب، فإن أهل العلم بأيامها وأنسابها قد وعوا، وحفظوا جماهيرها، وأمهات قبائلها، واختلفوا في بعض فروع ذلك.
قال (3) : والذي عليه أئمة هذا الشأن في نسب عدنان، قالوا: عدنان بن أدد بن مقوم، بن ناحور، بن تيرح، بن يعرب، بن يشجب، ابن نابت، بن إسماعيل، بن إبراهيم خليل الرحمن، بن تارح، وهو ازر، بن ناحور، بن شاروخ، بن راغو (4) ، بن فالخ (5) ، بن عيبر، بن شالخ، بن أرفخشذ، بن سام، بن نوح بن لامك، بن متوشلخ بن خنوخ وهو إدريس النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فيما يزعمون والله أعلم وكان أول بني آدم أعطي النبوة بعد آدم وشيث وخط بالقلم ابن يرد بن مهليل، بن قينن (6) ، بن يانش، بن شيث، بن آدم صلى الله عليه وسلم.
قال ابن هشام (7) : حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبد اللَّهِ البكائي، عن محمد
__________
(1) نفسه: 49.
(2) سورة إبراهيم، الآية: 9.
(3) الانباء: 50 49.
(4) في المطبوع من الانباه: أرغو"، وفي سيرة ابن هشام: راعو"ولكن انظر ما سيأتي من الشعر نقلا عن الانباه: وأرغو فناب في الحروب محكم"مما يدل على أن الذي ذكره ابن عَبد الْبَرِّ هو"أرغو.
(5) الانباه: فالغ"وسيأتي في القصيدة كذلك أيضا فهو الاصح.
(6) الانباه: قينان"وسيأتي في الشعر أنه قينان.
(7) نقل المزي هذا النص من الانباه لابن عَبد الْبَرِّ أيضا: 50، وهو في السيرة: 1 / 3.(1/176)
ابن إسحاق المطلبي بهذا الذي ذكرت من نسب عدنان إلى آدم وما فيه من حديث إدريس وغيره.
قال أبو عُمَر (1) : ومن أحسن ما جاء في ذلك ما نظمه أَبُو الْعَبَّاسِ عَبد اللَّهِ بْنُ محمد الناشئ في قصيدة يمدح بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وهي قوله:
مدحت رسول الله أبغي بمدحه • وفور حظوظي من كريم المآرب
مدحت امرءا فاق المديح موحدا • بأوصافه عن مبعد أو (2) مقارب
نبيا تسامى في المشارق نوره • فلاحت هواديه لاهل المغارب
أتتنا به الانباء قبل مجيئه • وشاعت به الاخبار في كل جانب
وأصبحت الكهان تهتف باسمه • وتنفي به رجم الظنون الكواذب وأنطقت الاصنام نطقا تبرأت • إلى الله فيه من مقال الاكاذب
وَقَالت لاهل الكفر قولا مبينا • أتاكم نبي من لؤي بن غالب
ورام استراق السمع جن فزيلت • مقاعدهم منها رجوم الكواكب
هدانا إلى ما لم نكن نهتدي له • لطول العمى من واضحات المذاهب
وجاء بآيات تبين أنها • دلائل جبار مثيب معاقب
فمنها انشقاق البدر حين تعممت • شعوب الضيا منه رؤوس الاخاشب ومنها نبوع الماء بين بنانه • وقد عدم الرواد قرب المشارب
فروى به جما غفيرا وأسهلت • بأعناقه طوعا أكف المذانب
وبئر طغت بالماء من مس سهمه • ومن قبل لم تسمح بمذقة شارب
وضرع مراه فاستدر ولم تكن • به درة تصغي إلى كف حالب
ونطق فصيح من ذراع مبينة • لكيد عدو للعداوة ناصب
__________
(1) الانباه: 50 فما بعد.
(2) الانباه: و.
(3) الانباه: يكن.(1/177)
وإخباره بالامر من قبل كونه • وعند بواديه بما في العواقب
ومن تلكم الآيات وحي أتى به • قريب المآتي مستجم العجائب
تقاصرت الافكار عنه فلم يطع • بليغا ولم يخطر على قلب خاطب
حوى كل علم واحتوى كل حكمة • وفات مرام المستمر الموارب
أتانا به لا عن روية مرتئ • ولا صحف مستمل ولا رصف (1) كاتب
يواتيه طورا في إجابة سائل • وإفتاء مستفت ووعظ مخاطب
وإتيان برهان وفرض شرائع • وقص أحاديث ونص مآرب
وتصريف أمثال وتثبيت حجة • وتعريف ذي جحد وتوقيف كاذب
وفي مجمع النادي وفي حومة الوغى • وعند حدوث المعضلات الغرائب.
فيأتي على ما شئت من طرقاته • قويم المعاني مستدر الضرائب
يصدق منه البعض بعضا كأنما • يلاحظ معناه بعين المراقب
وعجز الورى عن أن يجيئوا بمثل ما • وصفناه معلوم بطول التجارب
تأبى بعَبد الله أكرم والد • تبلج منه عن كريم المناسب
وشَيْبَة ذي الحمد الذي فخرت به • قريش على أهل العلى والمناصب ومن كان يستسقى الغمام بوجهه • ويصدر عن آرائه في النوائب
وهاشم الباني مشيد افتخاره • بعز (2) المساعي وامتهان (3) المواهب وعبد مناف وهو علم قومه • اشتطاط الاماني واحتكام الرغائب
وإن قصيا من كريم غراسه • لفي منهل لم يدن من كف قاضب
به جمع الله القبائل بعد ما • تقسمها نهب الاكف السوالب
وحل كلاب من ذرى المجد معقلا • تقاصر عنه كل دان وغائب
ومرة لم يحلل مريرة عزمه • سفاه سفيه أو محوبة حائب وكعب
علا عن طالب المجد كعبه • فنال بأدنى السعي أعلى المراتب
__________
(1) الانباه: وصف"وما هنا أحسن.
(2) الانباه: بغر.
(3) الانباه: وامتنان.(1/178)
وألوى لؤي بالعداة فطوعت • له همم الشم الانوف الاغالب
وفي غالب بأس أبى البأس دونهم • يدافع عنهم كل قرن مغالب
وكانت لفهر في قريش خطابة • يعوذ بها عند اشتجار المخاطب
وما زال منهم مالك خير مالك • وأكرم مصحوب وأكرم صاحب وللنضر طول يقصر الطرف دونه • بحيث التقى ضوء النجوم الثواقب لعُمَري لقد أبدى كنانة بعده (1) محاسن تأبى أن تطوع لغالب
ومن قبله أبقى خزيمة بعده • تليد تراث عن حميد الاقارب
ومدركة لم يدك الناس مثله • أعف وأعلى عن دني المكاسب
وإلياس كان اليأس منه مقارنا • لاعدائه قبل اعتداد الكتائب
وفي مضر يستجمع الفخر كله • إذا اعتركت يوما زحوف المناقب
وحل نزار من رئاسة قومه • محلا تسامى عن عيون الرواقب
وكان معد عدة لوليه • إذا خاف من كيد العدو المحارب
وما زال عدنان إذا عد فضله • توحد فيه عن قرين وصاحب
وأد تأدى الفضل منه بغاية • وإرث حواه عن قروم أشايب
وفي أدد حلم تزين بالحجا • إذا الحلم أزهاه قطوب الحواجب
وما زال يستعلي هميسع بالعلى • ويبلغ (2) آمال البعيد المراغب
ونبت بنته دوحه العز وابتنى • معاقله في مشمخر الاهاضب
وحيزت لقيذار سماحة حاتم • وحكمة لقمان وهمه حاجب
هم نسل إسماعيل صادق وعده • فما بعده في الفخر مسعى لذاهب وكان خليل الله أكرم من عنت • له الارض من ماش عليها وراكب وتارح ما زالت له أريحية • تبين منه عن حميد الضرائب
وناحور نحار العدى حفظت له • مآثر لما يحصها عد حاسب
وأشرع في الهيجاء ضيغم غابة • يقد الطلى بالمرهفات القواضب
__________
(1) هكذا في النسخ، وفي الانباه: قبله"وهو الاصح.
(2) الانباه: ويتبع".(1/179)
وأرغو فناب (1) في الحروب محكم • ضنين على نفس المشيح (2) المغالب
وما فالغ (3) في فضله تلو قومه • ولا عابر من دونه (4) في المراتب وشالخ وارفخشذ وسام سمت بهم • سجايا حمتهم كل زار وعائب
وما زال نوح عند ذي العرش فاضلا • يعدده في المصطفين الاطايب
ولمك أبوه كان في الروع رائعا • جريئا على نفس الكمي المضارب
ومن قبل لمك لم يزل متوشلخ • يذود العدى بالذائدات الشوازب (5) وكانت لادريس النبي منازل • من الله لم تقرن بهمة راغب
ويارد بحر عند أهل سراته • أبي الخزايا مستدق المآرب
وكانت لمهلاييل فيهم فضائل • مهذبة من فاحشات المثالب
وقينان (6) من قبل اقتنى مجد قومه • وفات بشأو الفضل وخد (7) الركائب
وكان أنوش ناش للمجد نفسه • ونزهها عن مرديات المطالب
وما زال شيث بالفضائل فاضلا • شريفا بريئا من ذميم المعايب
وكلهم من نور آدم اقتبسوا • وعن عوده أجنوا ثمار المناقب
وكان رسول الله أكرم منجب • جرى في ظهور الطيبين المناجب
مقابلة آباؤه، أمهاته (8} مبرأة من فاضحات المثالب
عليه سلام الله في كل شارق • آلاح لنا ضوءا وفي كل غارب
قال أبو عُمَر (9) : وقد اختلف في قريش، فقال أكثر الناس:
__________
(1) الانباه: ناب.
(2) الانباه: المشح.
(3) قد مر عند ذكر النسب"فالخ"والظاهر أن هذا هو المختار عند ابن عَبد الْبَرِّ، فهو الاصح.
(4) الانباه: دونهم.
(5) في الانباه: الشوارب"بالراء، مصحف. والشوازب: جمع الشازب وهو الخشن والضامر اليابس.
(6) قد مر رسمه"قينن"وكان ورد في الانباه هناك"قينان"ورسم في النسخ هنا"قينان"أيضا، فكأنهم استعاضوا هاك بالفتحة عن الالف.
(7) الانباه: وخذ"بالذال المعجمة، وما هنا أصح لانه يشير إلى سير الابل.
(8) الانباه: وأمهاته"ولا يستقيم البيت بها.
(9) الانباة: 66.(1/180)
كل من كان من ولد النضر بن كنانة، فهو قرشي، وحجتهم في ذلك حديث الاشعث بن قيس الكندي، قال: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وفد كندة فقلت: ألستم منا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: لا، نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من ابينا" (1) .
وَقَال مصعب الزبيري (2) : كل من لم ينسب إلى فهر، فليس بقرشي.
وَقَال علي بن كيسان: فهر هو أبو قريش، ومن لم يكن من ولد فهر، فليس من قريش.
قال أبو عُمَر: وهذا أصح الاقاويل في النسبة لا في المعنى الذي من أجله سميت قريش قريشا، والدليل على صحة هذا القول أنه لا يعلم اليوم قرشي في شيء من كتب النسب ينسب إلى أب فوق فهر دون لقاء فهر، ولذلك قال مصعب وابن كيسان والزبيربن بكار، وهم أعلم الناس بهذا الشأن وأوثق من ينسب علم ذلك إليه، إن فهر بن مالك جماع قريش كلها باسرها.
قال (3) : واختلفوا فيما سميت له قريش قريشا، فقال قوم: إنما سميت بذلك لتجمعها (4) بمكة، والتجمع: التقرش، دليل ذلك قول أبي خلدة اليشكري:
إخوة قرشوا الذنوب علينا • في حديث من دهرنا وقديم
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5 / 211 و212، وابن ماجه (2612) في الحدود: باب من نفى رجلا من قبيلة، من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَقِيلِ بن طلحة السلمي عن مسلم بن هيضم عن الاشعث بن قيس، وهذا سند صحيح كما قال البوصيري في الزوائد (ش) .
(2) هذا القول وقول علي بن كيسان الذي بعده نقله المؤلف من الانباه أيضا، فراجعه: 67.
(3) الانباه: 68.
(4) في الانباه: لتجمعهم.(1/181)
وَقَال حذافة بن غانم العدوي:
أبوبكم قصي كان يدعى مجمعا • به جمع الله القبائل من فهر
قال أبو عُمَر: قصي اسمه زيد، وإنما قيل له: قصي، لانه كان قاصيا عن قومه في قضاعة، ثم قدم مكة وقريش متفرقون، فجمعهم إلى الكعبة، فسمي مجمعا. وقد قيل غير هذا.
وَقَال بعض قريش: إنما سميت قريش قريشا بقريش بن الحارث بن مخلد بن النضر بن كنانة، وكان دليل بني النضر، وصاحب ميرتهم، فكانت (1) العرب تقول: قد جاءت عير قريش وقد خرجت عير قريش، قال: وابنه بدر بن قريش به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة هذا (2) الذي احتفرها.
وَقَال آخرون: النضر بن كنانة كان يقال له القرشي.
وَقَال آخرون: قصي كان يقال له القرشي.
قال أبو عُمَر (3) : المقدم من قريش بنو هاشم وهم فصيلة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وعشيرته الاقربون، وآله الذين تحرم عليهم الصدقة، قال أهل العلم في معنى قَوْلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم"لا تحل الصدقة لمحمد ولالآل محمد" (4) قالوا (5) : هم بنو هاشم آل العباس وآل أبي طالب وبنو أبي لهب وبنو الحارث بن عبد المطلب وآل علي وآل عقيل وآل
__________
(1) في "د"،"وكانت"وما هنا من"م"والانباه.
(2) في الانباه: هو.
(3) الانباه: 70 69.
(4) أخرجه مسلم (1072) في الزكاة: باب ترك استعمال آل النبي في الصدقة، وأحمد 4 / 166 من حديث عبد المطلب بن الربيعة (ش) .
(5) في الانباه: قال"وليس بشيءٍ لقوله أولا: قال أهل العلم".(1/182)
جعفر وكل بني عبد المطلب وسائر بني هاشم. قال: وقيل أيضا: بنو عبد المطلب فصيلته، وبنو هاشم فخذه، وبنو عبد مناف بطنه، وقريش عمارته، وبنو كنانة قبيلته، ومضر شعبه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ علي بن سرور المقدسي، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبي الفضل الأَنْصارِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبد الله المشكاني الخطيب في كتابه إلينا من مشكان (1) ، مدينة من كور همذان، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو منصور مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْن يونس النهاوندي قدم علينا مشكان سنة ست وسبعين وأربع مئة، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العباس أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن زنبيل (2) النهاوندي، أَخْبَرَنَا أبو القاسم عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بن الخليل القاضي يعرف بابن الاشقر سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن إسماعيل البخاري، قراءة في سنة ثمان وأربعين ومئتين، حَدَّثَنِي سُلَيْمان بْن عَبْد الرحمن حدثني الْوَلِيد بْن مُسْلِم وشعيب بْن إسحاق قالا: حَدَّثَنَا الأَوزاعِيّ، حدثني شداد أبو عمار، حدثني واثلة ابن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: إِنَّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى هاشما من قريش (3) ، واصطفاني من بني هاشم.
__________
(1) مشكان: بضم وسكون الشين المعجمة، هكذا قيدها ياقوت وغيره.
(2) قال الذهبي في "المُشْتَبِه": وبزاي ونون (زنبيل) راوي تاريخ البخاري: أَبُو العباس أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بن أحمد بن زبيل النهاوندي عَن أبي القاسم ابن الاشقر، عنه."، (ص: 308) . وتوهم المحقق الشيخ البجاوي ففتح الزاي من"زنبيل"والصحيح فيها الكسر، قال ابن ناصر الدين في التوضيح لمشتبه الذهبي: الزاي مكسورة تليها النون ساكنة، ثم استدرك على الذهبي قوله"راوي تاريخ البخاري"بسبب أن للبخاري ثلاثة تواريخ: كبير، وأوسط، وصغير، وهذا الرجل كان راويا للتاريخ الصغير.
(م 2 الورقة: 23 من نسخة الظاهرية) .
(3) في صحيح مسلم (رقم: 2276) : واصطفى من قريش بني هاشم، واللفظ هناك لشيخه محمد بن مهران الرازي.(1/183)
هكذا رواه البخاري في "التاريخ"ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الرحمن بْن سهم الأنطاكي ومحمد بن مهران الرازي، كلاهما عن الوليد بن مسلم به.
ورواه التِّرْمِذِيّ عَنِ الْبُخَارِيّ، عَنْ سُلَيْمان بْن عبد الرحمن، عَنْ الوليد وحده به، فوقع لنا موافقة لَهُ عالية.(1/184)
فصل
وأم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أمِنَةُ بِنْتُ وهْبِ بْنِ عَبْدِ مناف بْن زهرة بْن كلاب بن مرة.
وولد رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عام الفيل، في ربيع الاول، يوم الاثنين لليلتين خلتا منه.
وقِيلَ: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه.
وقِيلَ: ولد بعد الفيل بثلاثين سنة، وقيل بأربعين. والاول أشهر.
ومات أبوه عَبد الله بن عبد المطلب وقد أتى له ثمانية وعشرون شهرا، وقيل أقل من ذلك. وقيل: مات أبوه وهو حمل.
وأرضعته ثويبة جارية أبي لهب وأرضعت معه عمه حمزة بن عبد المطلب وأبا سلمة بن عبد الاسد.
وأرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وأقام عندها في بني سعد أربع سنين، ثم ردته إلى أمه حين شق عن فؤاده.
وخرجت أمه إلى المدينة تزور أخواله، فتوفيت بالابواء وهي راجعة إلى مكة وله صلى الله عليه وسلم ست سنين وثلاثة أشهر وعشرة أيام.
وقيل: ماتت أمه وله أربع سنين. فلما ماتت حملته أم أيمن إلى مكة بعد وفاة أمه بخمسة أيام.
وتوفي جده عبد المطلب وله صلى الله عليه وسلم ثماني سنين، وأوصى به إلى عمه أبي طالب.(1/185)
فصل
في أسمائه صلى الله عليه وسلم
روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما"من حديث الزُّهْرِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْن جبير بْن مطعم، عَن أَبِيهِ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: إِنَّ لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي أحشر الناس، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي" (1) .
وروى مسلم في "صحيحه"من حديث أبي عُبَيدة بْن عَبد اللَّهِ بن مسعود، عَن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه. قال: سمى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم نفسه أسماء منها ما حفظنا، فقال: أنا محمد، وأنا أحمد، والمقفي، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، ونبي الملحمة" (2) .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أَبي بكر بْن مُحَمَّد بن سُلَيْمان العامري، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبي الفضل الأَنْصارِيّ، أَخْبَرَنَا الحافظ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بن سُلَيْمان بْن
__________
(1) أخرجه البخاري 6 / 403 و406 و8 / 492 في تفسير سورة الصف، وفي الانبياء: باب ما جاء في أسماء النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ومسلم (2354) في الفضائل: باب أسمائه صلى الله عليه وسلم، والتِّرْمِذِيّ (2840) في الجامع و (359) في "الشمائل" (ش) .
(2) نص حديث أبي موسى الاشعري في صحيح مسلم بالإسناد الذي ذكره المزي فيه اختلاف عما هنا، وهو في الصحيح، رقم (2355) ونصه: أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة.
وأخرجه التِّرْمِذِيّ في "الشمائل" (360) من حديث حذيفة بلفظ"أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا نبي الرحمة، ونبي التوبة، وأنا المقفي، وأنا الحاشر، ونبي الملاحم"وهو حسن. والملاحم: جمع ملحمة (ش) .(1/186)
أحمد المرادي، أَخْبَرَنَا فقيه الحرم أَبُو عَبْد اللَّهِ محمد بْن الفضل بْن أحمد الفراوي. قال القاضي أبو القاسم: وأنبأنا أبو عبد الله الفراوي هذا وأبو مُحَمَّد عَبْد الجبار بْن مُحَمَّد بن أحمد الخواري إذنا، قالا: أخبرنا الإمام الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الحسين بن علي البيهقي، أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ، قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: قال الخليل بن أحمد: خمسة من الانبياء ذوو اسمين اسمين: محمد وأحمد نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وعيسى والمسيح عليه السلام، وإسرائيل ويعقوب صلى الله عليه، ويونس وذو النون صلى الله عليه وإلياس وذو الكفل صلى الله عليه.
قال أبو زكريا: ولنبينا صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم خمسة أسماء في القرآن: محمد وأحمد وعبد الله وطه ويس. قال الله عزوجل في ذكر مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: {محمد رسول الله) {1) ، وَقَال: {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) {2) ، وَقَال الله تعالى في ذكر عبد الله: {وأنه لما قام عَبد الله (يعني النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليلة الجن) يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا) {3) . وإنما كانوا يقعون بعضهم على بعض كما أن اللبد متخذ من الصوف فيوضع بعضه على بعض فيصير لبدا. وَقَال عز وجل: {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) {4) ، والقرآن إنما نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دون غيره، وَقَال الله عزوجل: {يس) {5) يعني يا
__________
(1) سورة الفتح، الآية: 29. وقلنا: ومنها أيضا: ومَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خلت من قبله الرسل" (آل عِمْران: 144) ، و {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله) {الاحزاب: 40) ، و {وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم) {محمد: 2) .
(2) سورة الصف، الآية: 6.
(3) سورة الجن، الآية: 19.
(4) طه: 2 1. وَقَال الإمام الذهبي: وقيل: طه لغة لعك، أي يا رجل، فإذا قلت لعكي: يا رجل، لم يلتفت، فإذا قلت له: طه، التفت إليك.
نقل هذا ابن الكلبي عَن أبي صالح عَنِ ابن عباس. والكلبي متروك. فعلى هذا القول لا يكون طه من أسمائه. (تاريخ الاسلام: 2 / 10) .
(5) سورة يس، الآية: 1.(1/187)
إنسان، والانسان ها هنا العاقل وهو مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ {إنك لمن المرسلين) {1) .
قال الحافظ أبو بكر: وزاد غيره من أهل العلم فقال: سماه الله تعالى في القرآن رسولا نبيا أميا، وسماه: شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وسماه: رؤوفا رحيما، وسماه: نذيرا مبينا، وسماه مذكرا، وجعله رحمة ونعمة وهاديا، وسماه: عبدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم كثيرا (2) .
__________
(1) سورة يس، الآية: 3.
(2) انظر الفصل الذي كتبه الذهبي في تاريخ الاسلام: 2 / 11 8.(1/188)
فصل
ونشأ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يتيما يكفله جده عبد المطلب، وبعده عمه أبو طالب بن عبد المطلب، وطهره الله من دنس الجاهلية ومن كل عيب ومنحه كل خلق جميل حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالامين لما شاهدوا من طهارته وصدق حديثه وأمانته.
فلما بلغ اثنتي عشرة سنة، خرج مع عمه أبي طالب إلى الشام حتى بلغ بصرى فرآه بحيرا الراهب فعرفه بصفته، فجاء وأخذ بيده، وَقَال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين. فقيل له: وما علمك بذلك؟ قال: إنكم حين أقبلتم من العقبة لم يبق شجرة ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدن إلا لنبي، وإنا نجده في كتبنا. وسأل أبا طالب، فرده خوفا عليه من اليهود (1) . ثم خرج ثانيا إلى الشام مع ميسرة غلام خديجة في تجارة لها قبل أن يتزوجها حتى بلغ إلى سوق بصرى، فباع تجارته.
فلما بلغ خمسا وعشرين سنة تزوج خديجة. فلما بلغ أربعين سنة اختصه الله بكرامته، وابتعثه برسالته، فأتاه جبريل عليهما السلام وهو
__________
(1) أخرجه التِّرْمِذِيّ برقم (3620) ورجاله ثقات لكن في متنه غرابة فقد مؤرخ الاسلام الإمام الذهبي: تفرد به قراد واسمه عَبْد الرحمن بْن غزوان (وهو) ثقة احتج به البخاري والنَّسَائي، ورواه الناس عن قراد وحسنه التِّرْمِذِيّ. وهو حديث منكر جدا"ثم نقند الحديث نقدا داخليا بارعا وحلل وقائعه ولغته واستقصى الاختلاف في ذلك، فراجعه تجد فائدة إن شاء الله (تاريخ الاسلام: 2 / 27 فما بعد) . وانظر أيضا"البداية"2 / 284، 285 للحافظ ابن كثير.(1/189)
بغار حراء، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وقيل: خمس عشرة، وقيل: عشرا، والصحيح الاول.
وكان يصلى إلى بيت المقدس مدة إقامته بمكة، ولا يستدبر الكعبة، بل يجعلها بين يديه. وصلى إلى بيت المقدس أيضا بعد قدومه المدينة سبعة عشر شهرا، أو ستة عشر شهرا.
ثم هاجر إلى المدينة ومعه أبو بكر الصديق وعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بكر ودليلهم عَبد الله بن الاريقط الليثي وهو على دين قومه ولم نعرف له إسلاما، فأقام بالمدينة عشر سنين.
وتوفي وهُوَ ابن ثلاث وستين (سنة) (1) ، وقيل: ابن خمس وستين، وقيل: ابن ستين. والاول أصح. وكانت وفاته يوم الاثنين حين اشتد الضحى لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الاول، وقيل: لليلتين خلتا منه، وقيل: لاستهلاله. ودفن ليلة الاربعاء، وقيل: ليلة الثلاثاء. وكانت مدة علته اثني عشر يوما، وقيل: أربعة عشر يوما. وغسله (2) : علي، والعباس وابناه الفضل وقثم ابنا العباس، وأسامة بْن زَيْد بْن حارثة وشقران مولياه، وحضرهم أوس بن خولي الأَنْصارِيّ. وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية من ثياب سحول بلدة باليمن، ليس فيها قميص ولا عمامة. وصلى عليه المسلمون أفذاذا لم يؤمهم عليه أحد. وفرش تحته قطيفة حمراء كان يتغطاها (3) . ودخل قبره علي، والعباس وابناه الفضل وقثم، وشقران وأطبق عليه تسع لبنات. ودفن في الموضع الذي توفاه الله فيه، حول فراشه، وحفر له ولحد في بيته الذي كان بيت عائشة. ثم دفن معه أبو بكر وعُمَر رضي الله عنهما.
__________
(1) ليس في "د.
(2) قارن السيرة لابن هشام: 2 / 662 فما بعد.
(3) أخرج مسلم (967) في الجنائز عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: جَعَلَ في قبر رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء"والقطيفة: كساء له خمل، وهذه القطيفة ألقاها شقران مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، وَقَال: كرهت أن يلبسها أحد بعده (ش) .(1/190)
فصل
في ذكر أولاده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
وكَانَ له صلى الله عليه وسلم من البنين ثلاثة:
القاسم، وبه كان يكنى. ولد بمكة قبل النبوة، ومات بها وهو ابن سنتين.
وعبد الله، ويسمى: الطيب، والطاهر، لانه ولد في الاسلام.
وقِيلَ: إن الطيب والطاهر غيره، والصحيح الاول.
وإبراهيم، ولد بالمدينة، ومات بها سنة عشر وهو ابن سبعة عشر، أو ثمانية عشر شهرا.
وكان له من البنات أربع بلا خلاف:
زينب: تزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس، وهو ابن خالتها وأمه هالة بنت خويلد، فولدت له عليا، مات صغيرا، وأمامة التي حملها رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الصلاة وبقيت حتى تزوجها علي بعد موت فاطمة.
وفاطمة الزهراء رضوان الله عليها: تزوجها علي فولدت له: الحسن، والحسين، ومحسنا مات صغيرا، وأم كلثوم تزوجها عُمَر بن الخطاب.
وزينب تزوجها عَبد الله بْن جعفر بْن أَبي طالب.(1/191)
ورقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: تزوجها عثمان بن عفان، فماتت عنده.
وأم كلثوم: تزوجها عثمان أيضا بعد رقية فماتت عنده. وولدت له رقية ابناه فسماه عَبد الله وبه كان يكنى.
وأول من ولد له صلى الله عليه وسلم: القاسم، ثم زينب ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، ثم في الاسلام: عَبد الله، ثم إبراهيم بالمدينة. وأولاده كلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية. وكلهم ماتوا قبله إلا فاطمة، فإنها عاشت بعده ستة أشهر على الصحيح.
وقِيلَ غير ذلك.(1/192)
فصل
في حججه وعُمَره صلى الله عليه وسلم
روى الْبُخَارِيُّ ومسلم من حديث همام بن يحيى، عن قتادة قال: قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كم حج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم من حجة؟ (1) .
قال: حجة واحدة، واعتمر أربع عُمَر، اعتمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم حيث صده المشركون عن البيت، والعُمَرة الثانية حيث صالحوه من العام المقبل، وعُمَرة من الجعرانة (2) حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعُمَرته مع حجته (3) . يعني بذلك بعدما هاجر إلى المدينة، وأما ما حج واعتمر قبل الهجرة، فلم يحفظ على الصحيح.
__________
(1) بكسر الحاء المهملة، وهي من الشواذ لان القياس الفتح كما في مختار الصحاح. وفي نسخة"د"وجدنا الحاء المهملة مفتوحة، وليس بشيءٍ، وَقَال الفيروز آبادي في القاموس: والحجة: المرة الواحدة شاذ لان القياس الفتح.
(2) الجعرانة: ماء بين الطائف ومكة وهي إلى مكة أقرب، قال ياقوت: بكسر أوله إجماعا ثم إن أصحاب الحديث يكسرون عينه ويشددون راءه، وأهل الاتقان والادب يخطئونهم ويسكنون العين ويخففون الراء. وقد حكي عن الشافعي أنه قال: المحدثون يخطئون في تشديد الجعرانة وتخفيف الحديبية. ثم قال ياقوت: والذي عندنا أنهما روايتان جيدتان. حكى إسماعيل ابن القاضي عن علي ابن المديني أنه قال: أهل المدينة يثقلونه ويثقلون الحديبية وأهل العراق يخففونهما ومذهب الشافعي تخفيف الجعرانة. وسمع من العرب من قد يثقلها ... وأما في الشعر فلم نسمعها إلا مخففة. (معجم البلدان: 2 / 85) قلت: ولما كان المزي من أهل الحديث فقد ضبطناها بضبطهم.
(3) البخاري 7 / 338 في المغازي: باب غزوة الحديبية، وفي العُمَرة: باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الجهاد: باب عن قسمة الغنيمة في غزوة وسفره، ومسلم (1253) في الحج: باب بيان عدد عُمَر النبي صلى الله عليه وسلم وأزمانهن (ش) .(1/193)
فصل
في غزواته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
وغزا صلى الله عليه وسلم بِنَفْسِهِ خمسا وعشرين غزوة فيما قاله موسى بْن عقبة، ومحمد بْن إسحاق، وأبو معشر المدني، وغير واحد.
وقِيلَ: سبعا وعشرين، والمشهور الاول. قاتل في تسع منها: في بدر، وأحد، والخندق، وبني قريظة، وبني المصطلق، وخيبر، وفتح مكة، وحنين، والطائف. وقيل: إنه قاتل أيضا بوادي القرى، والغابة، وبني النضير.
وأما البعوث والسرايا فنحو خمسين.(1/195)
فصل
في ذكر كتابه ورسله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
وكتب له صلى الله عليه وسلم:
أَبُو بَكْر الصِّدِّيقُ، وعُمَر بْنُ الخطاب، وعثمان بْن عفان، وعلي بْن أَبي طالب، وأبي بْن كعب، وثابت بْن قيس بْن شماس، وعامر بن فهيرة، وعَبْد اللَّهِ بن الأَرقم الزُّهْرِيّ، وخالد بْن سَعِيد بْن العاص الأُمَوِي، وشرحبيل بن حسنة، وحنظلة بن الربيع الاسيدي، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أَبي سفيان، وكانا ألزمهم لذلك وأخصهم به.
وبعث (1) صلى الله عليه وسلم عَمْرو بن أمية الضمري رسولا إلى النجاشي، فأخذ كتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فوضعه على عينيه ونزل عن سريره فجلس على الارض وأسلم وحسن إسلامه، وكان إسلامه (2) عندما هاجر إلى أرضه جعفر بن أَبي طالب وأصحابه. وصلى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يوم مات (3) . وروي أنه كان لا يزال يرى النور على قبره.
وبعث رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر ملك
__________
(1) انظر سيرة ابن هشام: 2 / 607 606.
(2) انظر التفاصيل في تاريخ الاسلام للذهبي: 2 / 122 121.
(3) انظر المسند 1 / 461، وسنن أبي داود (3205) في الجنائز: باب في الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك، وصلاة النبي على النجاشي، رواه جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، وقد أخرجه من حديث أبي هُرَيْرة: البخاري 3 / 163، ومسلم (951) ، وأبو داود (3204) ، والطيالسي (2300) ، وابن ماجه (1534) ، والنَّسَائي 4 / 70، والتِّرْمِذِيّ (1022) ، وأخرجه من حديث جابر عَبد الله: البخاري 3 / 163، ومسلم (952) ، وأحمد =(1/196)
الروم، واسمه هرقل، فسأل عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وثبتت عنده صحة نبوته، فهم بالاسلام فلم توافقه الروم على ذلك، وخافهم على ملكه فأمسك (1) .
وبعث صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَبد الله بن حدافة السهمي إلى كسرى ملك فارس، فمزق كتاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فدعا عليه رسول الله أن يمزق الله ملكه كل ممزق، فمزق الله ملكه وملك قومه (2) .
وبعث صلى الله عليه وسلم حاطب بن أَبي بلتعة اللخمي إلى المقوقس ملك الاسكندرية ومصر، فقال خيرا وقارب الامر ولم يسلم، وأهدى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مارية القبطية (3) وأختها سيرين فوهبها لحسان بن ثابت، فَوَلَدْتُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حسان، وهو ابن خالة إبراهيم ابن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم (4) .
__________
= 3 / 295 و3319، وأخرجه من حديث عِمْران بن حصين مسلم (9553) ، والنَّسَائي 4 / 70، وابن ماجه (1535) ، والتِّرْمِذِيّ (1039) . وأخرجه عن حذيفة بن أسيد: أحمد 4 / 7، وابن ماجه (1537) ، وأخرجه عن مجمع بن حارثة الأَنْصارِيّ، أحمد 4 / 64 و5 / 376، وابن ماجه (1536) . وأخرج أحمد 4 / 260 و263 بسند حسن عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبد اللَّهِ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: إِنَّ أَخَاكُمُ النجاشي قد مات فاستغفروا له". وقد اختار غير واحد من العلماء أن الغائب إن مات ببلد لم يصل عليه فيه، صلي عليه صلاة الغائب كما صلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم على النجاشي لانه مات بين الكفار ولم يصل عليه. وإن صلي عليه حيث مات لم يصل عليه صلاة الغائب لان الفرض قد سقط بصلاة المسلمين عليه (ش) .
(1) هو في حديث ابن عباس الطويل عَن أبي سفيان في بدء الوخي، ومسلم (1773) في الجهاد والسير: باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى الاسلام (ش) .
(2) أخرجه البخاري 8 / 96 في المغازي: باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر من حديث الزُّهْرِيّ، أخبرني عُبَيد الله بن عَبد الله أن ابن عباس أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى مع عَبد الله بن حذافة السهمي، فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه، مزقه، فحسب (القائل هو الزُّهْرِيّ) أن ابن المُسَيَّب قال: فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق (ش) .
(3) في "د": القطبية، سبق قلم من الناسخ.
(4) انظر ابن سيد الناس 2 / 265 و266، وشرح المواهب 3 / 348، 350، ونصب الراية 4 / 421، 422 (ش) .(1/197)
وبعث صلى الله عليه وسلم عَمْرو بن العاص إلى ملكي عمان جيفر وعبد (1) ابني الجلندى الأزديين، والملك يومئذ جيفر، فأسلما وصدقا وخليا بين عَمْرو بن العاص وبين الصدقة والحكم فيما بينهم، فلم يزل عندهم حتى توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم (2) .
وبعث صلى الله عليه وسلم سليط بن عَمْرو العامري إلى اليمامة، إلى هوذة بن علي الحنفي، فأكرمه وأنزله، وكتب إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، وأنا خطيب قومي وشاعرهم فاجعل لي بعض الامر. فأبى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ولم يسلم هوذة، ومات زمن الفتح (3) .
وبعث صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أَبي شمر الغساني ملك البلقاء من أرض الشام. قال شجاع: فانتهيت إليه وهو بغوطة دمشق فقرأ كتاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ثم رمى به، وَقَال: أنا أسير إليه، وعزم على ذلك فمنعه قيصر (4) .
وبعث صلى الله عليه وسلم المهاجر بن أَبي أمية المخزومي إلى الحارث الحميري، أحد مقاولة اليمن.
وبعث صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بْن الحضرمي إلى المنذر بْن ساوى العبدي ملك البحرين، وكتب إليه كتابا يدعوه إلى (5) الاسلام، فأسلم وصدق (6) .
وبعث صلى الله عليه وسلم أبا موسى الاشعري ومعاذ بن جبل الأَنْصارِيّ إلى
__________
(1) في سيرة ابن هشام: عياذ.
(2) انظر ابن سيد الناس 2 / 267، 269، وشرح المواهب 3 / 352 و355، ونصب الراية 4 / 423، 424 (ش) .
(3) انظر ابن سيد الناس 2 / 269 و270، وشرح المواهب 3 / 355 و356 (ش) .
(4) انظر ابن سيد الناس 2 / 70، وشرح المواهب 3 / 356، 357 (ش) .
(5) ليس في "د.
(6) انظر شرح المواهب 3 / 324.(1/198)
جملة اليمن داعيين إلى الاسلام، فأسلم عامة أهل اليمن: ملوكهم وعامتهم طوعا من غير قتال (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 6 / 113 في الجهاد: باب ما يكره من التنازع والاختلاف، و8 / 51 و10 / 435 و13 / 143، ومسلم (1733) في الجهاد: باب في الامر بالتيسير وترك التنفير من طريق سَعِيد بن أَبي بردة، عَن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن، فقال: يسرا ولا تعسرا"وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا" (ش) .(1/199)
فصل
في ذكر أعمامه وعماته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
وكَانَ له صلى الله عليه وسلم من العمومة أحد عشر، منهم:
الحارث بن عبد المطلب: أمه سمراء بنت جنيدب بْن حجير بْن رئاب بْن سواءة بْن عامر بْن صعصعة. وهو أكبر ولد عبد المطلب، وبه كان يكنى.
ومن ولده ولد ولده جماعة لههم صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
وقثم: هلك صغيرا، وهو شقيق الحارث.
والزبير: وكان من أشراف قريش. وابْنه عَبد الله بْن الزبير شهد مع النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم حنينا وثبت يومئذ، واستشهذ بأجنادين، وروي أنه وجد إلى جنب سبعة قد قتلهم وقتلوه. وابنته ضباعة بنت الزبير لها صحبة، وأم الحكم بنت الزبير، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وحمزة بن عبد المطلب: أسد الله وأسد رسوله. أمه هالة بنت أهيب ابن عبد مناف بْن زهرة بْن كلاب. وهو أخول رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من الرضاعة. أسلم قديما، وهاجر إِلَى المدنية، وشهد بدرا وأحدا، وقتل يومئذ شهيدا. ولم يكن له إلا ابنة.
والعباس: أسلم وحسن إسلامه، وهاجر إلى المدينة. وكان أسن من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بثلاث سنين. وكان له عشرة من الذكور.
وأبو طالب: واسمه عبد مناف، وهو شقيق عَبد الله والد رَسُول(1/200)
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وشقيق عاتكه صاحبة الرؤيا في بدر، أمهم فاطمة بنت عَمْرو ابن عائذ بن عِمْران بن مخزوم.
وأبو لهب: واسمه عبد العزى، وكنيته أبو عتبة، كناه أبوه أبا لهب لحسن وجهه. وأمه ليلى، ويُقال: لبني، بنت هاجر بن عبد مناف بن حناطر بن حبشية بن سلوان (1) بن كعب بن سلول بن عَمْرو الخزاعي. ومن ولده: عتبة ومعتب (2) ابنا أبي لهب، وكانا ممن ثبت مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يوم حنين. ودرة بنت أبي لهب، لها صحبة، وهي التي كَانَ عَلِي بْن أَبي طَالِب خطبها على فاطمة. وعتيبة بن أَبي لهب قتله الاسد بالزرقاء من أرض الشام على كفره بدعوة النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عليه.
وعبد الكعبة بن عبد المطلب: وهو المقوم، وقيل: إنهما اثنان، وهو شقيق حمزة.
وحجل: واسمه المغيرة، وهو شقيق حمزة أيضا، لابقية له.
والغيداق: سمي بذلك لانه كان أجود قريش وأكثرهم طعاما. وقيل: هو (3) حجل والغيداق لقبه. وَقَال الزبير بْن بكار عن عمه مصعب بْن عَبد اللَّهِ: اسمه مصعب، قال: وَقَال غيره من قريش: اسمه نوفل. وأمه ممنعة بنت عَمْرو بن مالك بن مؤمل، من خزاعة.
وضرار: وهو شقيق العباس أيضا، لا بقية له.
وعماته صلى الله عليه وسلم ست:
صفية بنت عبد المطلب: أسلمت وهاجرت، وقيل: لم يسلم منهن غيرها. وهي أم الزبير بن العوام. توفيت بالمدينة في خلافة عُمَر
__________
(1) في "د": سلول.
(2) قيده ابن حجر في الاصابة كما قيدناه: بضم الميم وفتح العين وتشديد التاء.
(3) في "د": (إنه) .(1/201)
ابن الخطاب سنة عشرين ولها ثلاث وسبعون سنة. وهي شقيقة حمزة.
وعاتكه بنت عبد المطلب: صاحبة الرؤيا في بدر. قيل: إنها أسلمت أيضا.
وكانت عند أَبِي أمية بن المغيرة بن عَبد اللَّه بْن عُمَر ابن مخزوم، فولدت له: عَبد الله، لهُ صُحبَةٌ، وزهيرا، وقريبة (1) الكبرى.
وأروى بنت عبد المطلب: كانت عند عُمَير بن وهب بْن عبد الدار بْن قصي فولدت له: طليب بن عُمَير، وكان من المهاجرين الاولين شهد بدرا، وقتل بأجنادين، وليس له عقب.
وأميمة بنت عبد المطلب: كانت عند جحش بن رئاب بن يعُمَر ابن صبرة فولدت لَهُ: عَبد اللَّهِ بن جحش قتل بأحد شهيدا، وأبا أحمد بن جحش الاعمى الشاعر واسمه عبد، وزينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وحبيبة بنت جحش، وحمنة (2) بنت جحش، لهم صحبة، وعُبَيد الله بن جحش أسلم ثم تنصر ومات بالحبشة نصرانيا.
وبرة بنت عبد المطلب: كانت عند عبد الأسد بن هلال بن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن مخزوم، فولدت له: أبا سلمة واسمه عَبد الله وكان زوج أم سلمة قبل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة. وتزوجها بعد عبد الاسد أبورهم بن عبد العزى بْن أَبي قيس بْن عبدود بن نصر ابن مالك بْن حسل بْن عامر بن لؤي، فولدت له: أبا سبرة واسمه عبد الله، لهُ صُحبَةٌ وهو ممن شهدا بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
وأم حكيم بنت عبد المطب. وهي البيضاء كانت عند كريز بْن ربيعة بْن عبد شمس بْن عبد مناف، فولدت له: عامرا، وأم طلحة واسمها: أرنب، وأروى وهي أم عثمان بن عفان.
__________
(1) ضبطنا الاسم وقيدناه من مشتبه الذهبي: 527.
(2) في "د": خمنة"والضبط من مشتبه الذهبي: 250.(1/202)
فصل
في ذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم ورَضِيَ عنهن (1)
وأول من تزوج صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم خَدِيجَةَ بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى ابن قصي بن كلاب تزوجها وهو ابْن خمس وعشرين سنة، وبقيت عنده حتى أكرمه الله تعالى بنبوته، وكانت له وزير صدق.
وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل بأربع، وقيل: بخمس، والاول أصح.
ثم تزوج سودة بنت زمعة بن قيس بن عبدشمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بعد خديجة بمكة قبل الهجرة. وكانت قبله عند السكران بن عَمْرو أخي سهيل بن عَمْرو. وكبرت، وأراد طلاقها، فوهبت يومها لعائشة فأمسكها.
وتزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق بمكة قبل الهجرة، وبنى بها بالمدينة بعد الهجرة.
وتزوج حفصة بْنت عُمَر بْن الخطاب، وكانت قبله عند خنيس ابن حذافة السهمي، وكان ممن شهد بدرا مَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وتوفي بالمدينة.
وتزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان، واسمها رملة بنت صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. هاجرت مع زوجها عُبَيد
__________
(1) خص رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دون أمته بجمع أكثر من أربع زوجات، وأحل له فيهن ما شاء، وأفاض المؤرخون في ذكرهن رضي الله عنهن، فانظر مثلا سيرة ابن هشام: 2 / 648 643، والاستيعاب لابن عَبد الْبَرِّ: 1 / 44 فما بعد.(1/203)
الله بن جحش إلى أرض الحبشة، فتنصر هناك ثم مات نصرانيا، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بأرض الحبشة، وأصدقها عنه النجاشي أربع مئة دينار (1) ، بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فيها عَمْرو بن أمية الضمري إلى أرض الحبشة، وولي نكاحها عثمان بن عفان.
وقيل: خالد بن سَعِيد ابن العاص. وتوفيت بالمدينة قبل أخيها معاوية.
وتزوج أم سلمة، واسمها هند بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بن مخزوم. وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الاسد. وتزوج زينب بنت جحش بن رئاب بن يعُمَر بن صبرة، وهي بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة وقصتها مشهورة 2) .
وماتت في خلافة عُمَر.
وتزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عبدمناف بن هلال بن عامر بن صعصعة. وكانت تسمى أم المساكين لكثرة إطعامها المساكين. وكانت قبله عند عَبد الله بن جحش، وقيل: عند الطفيل بن الحارث، والاول أصح. تزوجها سنة ثلاث من الهجرة، ولم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة ثم ماتت (3) .
وتزوج جويرية بنت الحارث بن أَبي ضرار بن حبيب الخزاعية ثم المصطلقية، سبيت في غزوة بني المصطلق، فوقعت في سهم ثابت بْن
__________
(1) أخرج أبو داود (2107) في النكاح: باب الصداق، والنَّسَائي 6 / 119 في النكاح: باب القسط في الاصدقة من حديث أُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بأرض الحبشة، زوجها النجاشي، وأمهرها أربعة آلاف، وجهزها من عنده، وبعث معها شرحبيل بن حسنة، ولم يبعث إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بشيءٍ، وكان مهور نسائه أربعمئة درهم. وفي رواية: أنها كانت تحت عُبَيد الله بن جحش، فمات بأرض الحبشة، فزوجها النجاشي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وأمهرها عنه أربعة آلاف، وبعث بِهَا إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مع شرحبيل بن حسنة. وإسناده صحيح ((ش) .
(2) انظر صحيح مسلم (1428) في النكاح: باب زواج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش، والنَّسَائي 6 / 79، والبخاري 13 / 348 في التوحيد: باب وكان عرشه على الماء (ش) .
(3) ولم يمت أحد من أزواجه صلى الله عليه وسلم فِي حياته غيرها وغير خديجة قبلها.(1/204)
قيس بن شماس، فكاتبها، فقضى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كتابتها وتزوجها (1) .
وتزوج صفية بنت حيي بن أخطب النضرية من ولد هارون بن عِمْران أخي موسى بن عِمْران عليهما السلام، سبيت في غزوة خيبر سنة سبع من الهجرة (2) . وكانت قبله تحت كنانة بن أَبي الحقيق، قتله رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأعتقها، وجعل عتقها صداقها (3) .
وتزوج ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤيبة بن عَبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وهي خالة خالد بن الوليد، وعبد الله بنت عباس. تزوجها بسرف (4) وبنى بها فيه، وماتت به (5) ، وهو ماء على تسعة أميال من مكة. وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين، وآخر من مات منهن على المشهور، وقيل: أم سلمة آخر من مات منهن. رضي الله عنهن.
فهؤلاء جملة من دخل بهن من النساء وهن إحدى عشرة، وعقد على سبع ولم يدخل بهن (6) .
__________
(1) انظر ابن هشام 2 / 294، 295، ومسند أحمد 6 / 277.
(2) كانت قد وقعت في سهم دحية بن خليفة الكلبي، فاشتراها رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأعتقها وتزوجها سنة سبع.
(3) أخرجه البخاري 7 / 360 في المغازي: باب غزوة خيبر، و9 / 111 في النكاح: باب من جعل عتق الامة صداقها، ومسلم (1365) في النكاح: باب فضيلة إعتاقه أمته ثم يتزوجها من حديث أَنَس بْن مَالِك (ش) .
(4) معجم البلدان لياقوت: 3 / 77 وذكر هناك زواج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وبنائه بها.
(5) أخرجه مسلم (1411) ، وأَبُو داود (1843) ، والتِّرْمِذِيّ (845) ، وابن ماجة (1964) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ميمونة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم تزوجها وهو حلال، وبَنَى بِهَا حَلالا، ومَاتَتْ بِسَرِفٍ. وقد خطأ العلماء ابن عباس في قوله: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم مع أن حديثه متفق عليه. انظر بسط ذلك في "زاد المعاد"5 / 112، 113، طبع مؤسسة الرسالة بتحقيقنا (ش) .
(6) قال ابن عَبد الْبَرِّ: وأما اللواتي اختلف فيهن ممن ابتنى بها وفارقها أو عقد عليها ولم يدخل بها، أو خطبها ولم يتم له العقد منها، فقد اختلف فيهن، وفي أسباب فراقهن اختلافا كثيرا يوجب التوقف عن القطع بالصحة في واحدة منهن" (الاستيعاب: 1 / 46) .(1/205)
فصل
في ذكر خدمه صلى الله عليه وسلم من الاحرار
وكان يخدمه صلى الله عليه وسلم من الاحرار:
أَنَس بن مالك بن النضر الأَنْصارِيّ، وربيعة بن كعب، وهند بن حارثة، وأخوه أسماء بن حارثة، الأَسلميّون، وأبو ذر الغفاري، وبلال بن رباح المؤذن، وسعد مولى أبي بكر الصديق، وذو مخبر، ويُقال: ذو مخمر الحبشي ابن أخي النجاشي، ويُقال: ابن أخته، وبكير، ويُقال: بكر، ابن شداخ لليثي.
وكان عَبد الله بن مسعود صاحب نعليه، كان إذا قام ألبسه إياهما، وإذا جلس جعلهما في ذراعيه حتى يقوم.
وكان عقبة بن عامر الجهني صاحب بغلته يقود به في الاسفار.
وكان أبو أيوب الأَنْصارِيّ صاحب رحله.(1/206)
فصل
في ذكر مواليه وإمائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ (1)
فَمَنْ مواليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: زَيْد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، وابنه أسامة ابن زيد وكان يقال له: الحب ابن الحب، وثوبان بن بجدد، وكان له نسب في اليمن، وأبو كبشة، يقال: اسمه سليم، وكان من مولدي مكة ويُقال: من مولدي أرض دوس، شهد بدرا، وأنسنة، من مولدي أرض السراة، وشقران، واسمه (2) صالح، ورباح، وكان أسود، ويسار، وكان نوبيا، وأبو رابع، واسمه أسلم، ويُقال: إبراهيم، وكان للعباس فوهبه للنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فأعتقه، وأبو مويهبة، وكان من مولدي مزينة، وفضالة، نزل الشام، ورافع، كان لسَعِيد بن العاص فورثه ولده فأعتقه بعضهم وتمسك بعضهم، فجاء رافع إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يستعينه فوهب له، فكان يقول: أنا مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ومدعم، أسود وهبه له رفاعة بن زيد الجذامي، وكان من (3) مولدي حسمى (4) ، قتل بوادي القرى، وكزكرة، كان على ثقل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وزيد، جد بلال بْن
__________
(1) انظر"زاد المعاد"1 / 114 وما بعدها، طبع مؤسسة الرسالة بتحقيقنا (ش) .
(2) هكذا جزم المزي فقال: واسمه صالح"، وَقَال ابن عَبد الْبَرِّ: قيل: اسمه صالح فيما ذكر خليفة بن خياط ومصعب" (الاستيعاب: 2 / 09 7) .
(3) سقط حرف الجر"من"من"م.
(4) بكسر الحاء المهملة وسكون السين المهملة، وهو مقصور: أرض ببادية الشام بينها وبين وادي القرى ليلتان على ما ذكر ياقوت وابن عبد الحق البغدادي.(1/207)
يسار بن زيد، وعُبَيد، وأبو عُبَيد، وأبو السمح، ومابور القبطي، أهداه إليه المقوقس، وهشام، وأبو ضميرة، وحنين، وأبو عسيب، واسمه أحمر، وسفينة مولى أم سلمة أم المؤمنين، أعتقته واشترطت عليه أن يخدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حياته، فقَالَ: لو لم تشترطي علي ما فارقته، وواقد، وأبو واقد، ومولى يقال له: طهمان، أو كيسان، أو مهران، أو ذكوان أو مروان.
فهؤلاء المشهورون من مواليه، وقيل: إنهم (1) كانوا أربعين.
وكان له من الاماء: أم رافع، زوج أبي رافع، واسمها سلمى،
وأم أيمن، واسمها بركة، ورثها من ابيه، وكانت حاضنته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وهي أم أسامة بن زيد، وميمونة بنت سعد، ويُقال: بنت سَعِيد، وخضرة، ورضوى، رضي الله عنهم أجمعين (2) .
__________
(1) "إنهم"ليس في "م.
(2) إلى هنا ينتهي الجزء الاول من الكتاب حسب تقسيم المؤلف، وجاء في "د": آخر الجزء الاول من تهذيب الكمال في أسماء الرجال، والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، يتلوه في الجزء الثاني إن شاء الله: فصل في ذكر أفراسه ودوابه وسلاحه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ".ثُمَّ تجئ بعد ذلك، وفي صفحة مستقلة، طبقة سماع لصاحب النسخة وجملة من الفضلاء والفضليات على المؤلف المزي في مجلسين آخرهما يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شعبان سنة 741، ثم خط المؤلف المزي بصحة السماع والاجازة. ويتلو ذلك صفحة مستقلة فيها عنوان الجزء الثاني، ثم يبدأ الجزء في صفحة أخرى بالبسملة.(1/208)
فصل
في ذكر أفراسه ودوابه وسلاحه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
أَوَّلُ فرس ملكه صلى الله عليه وسلم: السكب، اشتراه من أعرابي من بني فزارة بعشر أواق، وكان (1) اسمه عند الاعرابي: الضرس، فسماه: السكب. وكان أعز محجلا مطلق اليمين، وهو أول فرس غزا عليه (2) .
وكان له: سبحة (3) ، وهو الذي سابق عليه فسبق ففرح بذلك.
والمرتجز (4) ، وهو الذي اشتراه من أعرابي من بني مرة، فشهد له عليه خزيمة بن ثابت.
وكان له: الورد (5) ، أهداه له تميم الداري (6) فأعطاه عُمَر بن لخطاب، فحمل عليه في سبيل الله، فوجده يباع (7) .
__________
(1) ليس في "د.
(2) كان ذلك في أحد كما ذكر الذهبي في تاريخ الاسلام: 2 / 359 وغيره. والفرس إذا كان خفيف الجري فهو سكب وفيض كانسكاب لماء.
(3) يقال ذلك للفرس الحسن مد اليدين في الجري.
(4) كان ابيض، وسمي بذلك لحسن صهيله.
(5) الورد: بين الكميت والاشقر.
(6) في "د": الدراري. سبق قلم من الناسخ.
(7) أخرجه البخاري (2636) في الهبة مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قال: سمعت أَبِي يَقُول: قال عُمَر رضي الله عَنه: حملت على فرس فِي سبيل الله، فرأيته يباع، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقال: لا تشتره ولا تعد في صدقتك"ورواه أيضا (1490) في الزكاة و (2623) في الهبة بلفظ"فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه منه، وظننت أنه بائعه برخص، فسألت عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد، فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه".وأخرجه أيضا (1489) من طريق سالم ان عَبد الله بن عُمَر =(1/209)
وروي (1) عن سهل بن سعد الساعدي، قال: كَانَ لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عندي ثلاثة أفراس، لزاز، والضرب، واللحيف (2) .فأما لزاز فأهداه له المقوقس، وأما الظرب فأهداه له فروة (3) بن عَمْرو الجذامي، وأما اللحيف فأهداه له ربيعة بن أَبي البراء، فأثابه عليه فرائض من نعم بني كلاب.
وكانت له بغلة يقال لها: الدلدل يركبها في الاسفار، وعاشت بعده حتى كبرت، وذهبت أسنانها وكان يحبش لها الشعير، وماتت بينبع.
وكان له حمار يقال له: عفير، مات في حجة الوداع.
وكان له عشرون لقحة (4) بالغابة يراح إليه كل ليلة بقربتين عظيمتين من لبن. وكان فيها لقاح غزر: الحناء، والسمراء، والعريس، والسعدية، والبغوم، واليسيرة، والربى. وكانت له لقحة يقال لها: بردة، أهداها له الضحاك بن سفيان الكِلابي كانت تحلب كما تحلب لقحتان غزيرتان.
__________
= كان يحدث أن عُمَر بن الخطاب تصدق بفرس في سبيل الله، فوجده يباع، فأراد أن يشتريه، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فاستأمره، فقال: لاتعد في صدقتك" (ش) .
(1) الذي رواه هو حفيده عبد المهيمن بن عباس بن سهل (ونقله عنه الواقدي) ، قال الذهبي: وهو ضعيف. (تاريخ الاسلام: 2 / 359) ، وتناوله في الميزان فضعفه بما نقل عن الأئمة في حقه: البخاري والنَّسَائي والدارقطني (الميزان: 2 / 671) .
(2) في حاشية نسخة"د": في صحيح البخاري عَن أَبِي بْن عَبَّاس بْن سهل بْن سعد عَن أَبِيهِ عَنْ جده قال: كان للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في حائطنا فرس يقال له: اللحيف. قال أبو عبد الله: وَقَال بعضهم اللخفيف بالخاء والله أعلم"وهذه الحاشية للمزي نفسه. قال بشار: وأبي هذا هو أخو عبد المهيمن الذي ذكر في الهامش السابق وهو ضعيف مثل أخيه وسيأتي في هذا الكتاب وتناوله الذهبي في الميزان وذكر أن ابن مَعِين ضعفه ونقل عن الإمام أحمد أنه منكر الحديث ثم قال: أبي، وإن لم يكن بالثبت فهو حسن الحديث، وأخوه عبد المهيمن واه" (الميزان: 1 / 78) .
ولم يرو له البخاري غير هذا الحديث في موضع واحد، في ذكر خيل النبي صلى الله عليه وسلم.
(3) كان فروة عاملا للروم على فلسطين وما يليها من العرب، موضعه بعمان، وقد كتب بإسلامه إلى النبي صلى الله عليه وسلم (الاستيعاب: 3 / 1259) .
(4) والجمع لقاح، وهي النوق ذوات الالبان.(1/210)
وكانت له مهرة أرسل بها إليه سعد بن عبادة من نعم بني عقيل.
وكانت له الشقراء.
وكانت له العضباء، وهي القصواء والجدعاء. ابتاعها أبو بكر الصديق من نعم بني الحريش. وأخرى معها بثمان مئة درهم وهي التي هاجر عليها، وكانت حين قدم المدينة رباعية وهي التي سبقت فشق ذلك على المسلمين (1) .
وكانت له منائح سبع من الغنم: عجرة، وزمزم، وسقياء، وبركة، وورسة، وأطلال، وأطراف. وكان له مئة من الغنم.
وكانت له ثلاثة أرماح أصابها من سلاح بني قينقاع.
وكانت له ثلاث قسي: قوس تسمى الروحاء، وقوس صفراء تدعى الصفراء، وقوس من شوحط.
وكان له ترس فيه تمثال رأس كبش فكره مكانه فأصبح وقد أذهبه الله.
وكان سيفه ذو الفقار (2) تنفله يوم بدر، وهو الذي أري فيه الرؤيا
يوم أحد (3) ، وكان لمنبه بن الحجاج السهمي.
وأصاب من سلاح بني قينقاع ثلاثة اسياف: سيف قلعي (4) ،
__________
(1) أخرجه البخاري 12 / 292 في الرقاق: باب التواضع، وفي الجهاد: باب نَاقَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبو داود (4802) ، وأحمد 3 / 103 و253، والنَّسَائي 6 / 227 من حديث أَنَس بْن مَالِك، قال: كان للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ناقة تسمى العضباء لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه، فقال: حق على الله ان لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه" (ش) .
(2) يقيد بالفتح كما هو مقيد هنا باعتبار أنه جمع لفقارة، وقيد بالكسر جمع فقرة.
(3) أخرجه أحدم 1 / 271، والتِّرْمِذِيّ (1561) في السير: باب النفل، وابن ماجه (2808) ، وابن سعد 1 / 486 من حديث ابن عباس، وسنده حسن (ش) .
(4) منسوب إلى مرج القلعة موضع بالبادية.(1/211)
وسيف يدعى بتارا، وسيف يدعى الحنيف (1) .
وكان له: المخذم (2) ، ورسوب أصابهما من الفلس (3) وهو صنم لطئ.
وفي حديث أَنَس بْن مَالِك، قال: كان نعل سيف رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فضة وقبيعته (4) فضة (5) وما بين ذلك حلق فضة. وأصاب من سلاح بني قينقاع درعين: إحداهما يقال لها: الصغدية (6) ، والاخرى يقال لها: فضة.
وفي حديث محمد بن مسلمة الأَنْصارِيّ، قال: رأيت على رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعين: درعه ذات الفضول، ودرعه فضة.
ورأيت عليه يوم حنين درعه ذات الفضول الصغدية (7) .
__________
(1) من الحنف، وهو الاعوجاج.
(2) المخدم: السريع القطع كما في النهاية لابن الاثير: 2 / 16.
(3) الفلس: بضم الفاء وسكون اللام، قيده ابن الاثير في النهاية: 3 / 470.
(4) القبيعة: هي التي تكون على رأس قائم السيف، وقيل: هي ما تحت شاربي السيف، كما في النهاية لابن الاثير: 4 / 7.
(5) أخرجه النَّسَائي 8 / 219 في الزينة: باب حلية السيف، ورجاله ثقات: وأخرجه التِّرْمِذِيّ في "الشمائل"1 / 192، وفي"الجامع" (1691) ، وأبو داود (2583) ، والنَّسَائي 8 / 219، وسنده قوي، بلفظ: كانت قبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة. (ش) .
(6) ويُقال فيها أيضا"السغدية"بالسين المهملة، وهي نسبة إلى السغد، أو الصغد حيث تكتب بالسين والصاد.
(7) أخرجه ابن سعد في "الطبقات"1 / 487 من طريق الواقدي..وفي الباب عن السائب بن يزيد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان عليه يوم أحد درعان قد ظاهر بينهما. أخرجه التِّرْمِذِيّ في الشمائل (104) ، وأبو داود (2590) ، وأحمد 3 / 449، وابن ماجه (2806) ، ورجاله ثقات. وله شاهد عند التِّرْمِذِيّ في "الشمائل" (103) ، والحاكم 3 / 25 بسند حسن من حديث الزبير بن العوام. (ش) .(1/212)
فصل
في صفته وأخلاقه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
أخبرنا المشايخ الأربعة: الإمام العلامة شيخ الإسلام أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي عُمَر مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن قدامة، وبقية السلف أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ المقدسيان والرئيس الكبير أَبُو الغنائم المسلم بْن مُحَمَّد بن المسلم ابن عَلانَ الْقَيْسِيُّ وأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْن شيبان بْن تغلب الشَّيْبَانِيّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ البغدادي، قدم علينا دمشق، أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن محمد ابن الْمُذْهِب التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ القَطِيعِيّ، حَدَّثَنَا عَبد الله بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثني أَبِي، حَدَّثَنَا وكعى، أخبرنا المسعودي، عن عُثْمَانَ بْنِ عَبد اللَّهِ بن هرمز، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مطعم، عن علي رضي الله عنه، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم لا بالقصير ولا بالطويل، ضخم الرأس واللحية، شثن الكفين والقدمين، مشربا وجهه حمرة، طويل المسربة، ضخم الكراديس، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّيًا كَأَنَّمَا ينحط مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ، يعني: ولا بعده مثله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ (1) .
__________
(1) أخرجه أمد 1 / 96، والتِّرْمِذِيّ (3637) في المناقب: باب ما جاء فِي صفة النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقَال: حسن صحيح مع أن المسعودي اختلط، وعثمان بن عَبد الله لين الحديث وأخرج مالك 2 / 919 في أول كتاب صفة النَّبِي صلى الله عليه وسلم، والبخاري 6 / 415 في المناقب، ومسلم (2347) في الفضائل من حديث أَنَس بْن مَالِك قال: كان رسول الله =(1/213)
وهكذا رواه النَّسَائي فِي مسند علي من رواية المسعودي.
وقِيلَ: عن السمعودي عن عثمان بْن مسلم بْن هرمز، وكذلك رواه التِّرْمِذِيّ.
وروي عن مسعر عن عثمان بالوجهين جميعا.
وأخبرنا الشيخ الجليل الرئيس أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد القاهر بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ النُّصَيْبِيِّ الحلبي بحلب، أخبرنا أبو سَعْدٍ ثَابِتُ بْنُ مُشَرِّفِ بْنِ أَبي سَعْدٍ الْبَغْدَادِيُّ بحلب، أخبرنا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ السِّجْزِيُّ ببغداد، أخبرنا الشيخ أبو عطاء عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن الهروي الجوهري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن محمود بن حسان الماليني بها إملاء، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن رزين الباشاني، حَدَّثَنَا سفيان بن وكيع، حَدَّثَنَا جميع بن عُمَر بن عَبْدِ الرحمن أبو جعفر العجلي أملاه علينا من كتابه، حَدَّثَنَا رجل من بني تميم بن ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عَبد اللَّهِ عن ابن لأبي هالة عن الحسن بْن عَلِيّ رضي اللَّه عنهما، قال: سألت خالي هند بْن أَبي هالة، وكَانَ وصافا عن حلية (1) النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به، فَقَالَ:
كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فخما مفخما، يتلالا وجهه تلالؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إذا انفرقت عقيصته (2) ، فرق وإلا يجاوز شعره شحمة أذنيه
__________
= صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، وليس بالابيض الامهق، ولا بالآدم، ولا بالجعد القطط، ولا بالسبط، بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين، وتوفاه الله على رأس ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء"وفي البخاري 10 / 302 عن أنس: كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين والقدمين، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ ولا بَعْدَهُ مثله، وكان بسط الكفين.
وما ورد في هذا الحديث من الغريب وفي الاحاديث الآتية سيشرحه المؤلف في نهاية الفصل. (ش) .
(1) حلية الرجل: صفته.
(2) العقيصة: الضفيرة.(1/214)
إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الاسنان، دقيق المسربة (1) ، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة.
معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن، وما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب (2) الراحة، شثن (3) الكفين والقدمين، سائل أو سائر الاطراف، خمصان الاخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال قلعا، يخطو تكفيا، ويمشي هونا، ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره إلى الارض أكثر من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، ويبدر من لقي بالسلام.
قال: قلت: صف لي منطقه، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم متواصل الاحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل السكت، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام بأشداقه ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم فصل لا فضول ولا تقصير، دمث ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم شيئا غير أنه لم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه، لا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا، تعدي الحق، لم يعرفه
__________
(1) المسربة بضم الراء: ما دق من شعر الصدر سائلا إلى الجوف، كما في النهاية لابن الاثير، وانظر ما يأتي من الشرح بعد قليل.
(2) الرحب: الواسع.
(3) قال ابن الاثير في النهاية: شئن: في صفته صلى الله عليه وسلم"شثن الكفين والقدمين"أي أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر.
وقِيلَ: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر، ويحمد ذلك في الرجال، لانه أشد لقبضهم، ويذم في النساء": 2 / 444.(1/215)
أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب، قلبها، وإذا تحدث، اتصل بها، يضرب براحته اليمنى باطن راحته اليسرى، وإذا غضب، أعرض وأشاح، وإذا فرح، غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام.
قال الحسن: فكتمتها الحسين زمانا، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألت عنه، ووجدته قد سأل اباه عن مدخله ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئا.
قال الحسين: فسَأَلتُ أبي عن دخول رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقال: كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك.
وكان إذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء الله، وجزء لاهله، وجزء لنفسه، ثم جزء جزءه بينه وبين الناس ورد ذلك بالخاصة على العامة ولا يدخر عنهم شيئا. فكان من سيرته في جزء الامة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم، ويشغلهم فيما أصلحهم والامة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم، يقول: ليبلغ الشاهد الغائب وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة. ولا يذكر عنده إلا ذلك، ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون روادا (1) ولا يفترقون إلا عن ذواق (2) ، ويخرجون أدلة، يعني على الخير.
__________
(1) قال ابن الاثير في "رود"من النهاية: في حديث علي رضي الله عنه، في صفة الصحابة رضي الله عنهم"يدخلون روادا ويخرجون أدلة"أي يدخلون عليه طالبين العلم وملتمسين الحكم من عنده، ويخرجون أدلة هداة للناس. والرواد: جمع رائد..وأصل الرائد الذي يتقدم القوم يبصر لهم الكلا ومساقط الغيث: 2 / 275.
(2) قال ابن الاثير في "ذوق"من النهاية في شرح ذلك: ضرب الذواق مثلا لما ينالون عنده من الخير": 2 / 172.(1/216)
قال: وسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا مما يعنيه ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه، معتدل الامر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده أحسنهم مواساة.
قال: فسألته عن مجلسه: كيف كان يصنع فيه، فَقَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لا يَقُومُ ولا يجلس إلا على ذكر، ولا يوطن الاماكن، وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم، جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، يعطي كل جلسائه نصيبه ولا يحسب جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف. ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها، أو بميسور من القول. قد وسع الناس منه بسطه وخلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق سواء. مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الاصوات، ولا تؤبن فيه الحرم (1) ، ولا تنثى فلتاته، متعادلين، يتفاضلون فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون فيه الكبير، ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب (2) .
روى التِّرْمِذِيّ أكثره في كتاب الشمائل عن سفيان بْن وكيع بْن الجراح به مقطعا، فوقع لنا موافقة لَهُ عالية ولله الحمد.
وأخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبي بكر بْن مُحَمَّد بن سُلَيْمان
__________
(1) وانظر أيضا النهاية لابن الاثير: 1 / 17.
(2) إسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، وكذا شيخه جميع بن عُمَر، وجهالة الرجل من بني تميم، وكذا الراوي عنه، وهو في "شمائل التِّرْمِذِيّ" (329) و (344) وأخلاق النبي ص (22، 26) . (ش) .(1/217)
العامري، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبي الفضل الأَنْصارِيّ، أَخْبَرَنَا الحافظ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بن سُلَيْمان بن أحمد المرادي، أَخْبَرَنَا فقيه الحرم أَبُو عَبْد اللَّهِ محمد بْن الفضل بْن أحمد الفراوي. قال القاضي أبو القاسم (1) : وأنبأنا أبو عبد الله الفراوي هذا وأبو مُحَمَّد عَبْد الجبار بْن مُحَمَّد بن أحمد الخواري إذنا، قالا: أخبرنا الإمام الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الحسين بن علي البيهقي، أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ لفظا وقراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن محمد بن يحيى بْن الحسن بْن جعفر بْن عُبَيد اللَّهِ بْن الحسين بْن علي بْن الحسين بْن علي بن أَبي طالب العقيقي صاحب كتاب"النسب"ببغداد، حَدَّثَنَا إسماعيل بن مُحَمَّد بن إسحاق بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن علي بْن الحسين بْن علي بن أَبي طالب، أبو محمد،
بالمدينة، سنة ثلاث وستين ومئتين، حدثني عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ عن أخيه موسى بن جعفر، عن جعفر بْن مُحَمَّد، عَن أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ علي بن الحسين، قال: قال الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: سألت خالي هند بْن أَبي هالة عن حلية رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، وكان وصافا وأرجو أن يصف لي منه شيئا أتعلق به. (ح) : قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر: وأخبرنا أبو الحسين ابن الفضل القطان ببغداد، أَخْبَرَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بن درستويه النحوي، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان الفسوي، حَدَّثَنَا سَعِيد بن حماد الأَنْصارِيّ المِصْرِي (2) وأبو غسان مالك بْن إِسْمَاعِيل النهدي، قالا: حَدَّثَنَا جميع بن عُمَر بن عَبْدِ الرحمن العجلي، حدثني رجل بمكة، عن ابن لابي هالة التميمي، عن الحسن بْن عَلِيّ رضي اللَّه عنهما قال: سألت خالي هند بْن أَبي هالة التميمي، وكان وصافا، عَنْ حلية النَّبِيّ
__________
(1) في حاشية"د": يقع بعلو في مشيخة ابن شاذان الصغرى.
(2) في "م": البَصْرِيّ"وهو وهم فانظر تاريخ يعقوب الفسوي: 3 / 284. وسيأتي في ترجمة شيخه جميع بن عُمَر العجلي قول المؤلف المزي: روى عنه أَبُو مُحَمَّد سَعِيد بن حماد بن سَعِيد ابن معروف بْن عَبد اللَّهِ الأَنْصارِيّ المِصْرِي": 2 / الورقة: 138.(1/218)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فذكر الحديث بطوله نحوه، وزاد:
قال: قلت: كيف كانت سيرته في جلسائه؟. وفي رواية العلوي (1) : فسألته عن سيرته في جلسائه فَقَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب، ولا فحاش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يؤيس منه [راجيه] (2) ولا يجيب فيه. قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والاكثار، وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدًا، ولا يعيره، ولا يطلب عورته. ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت، تكلموا، ولا يتنازعون عنده زاد العلوي الحديث: من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أوليتهم وفي رواية العلوي: أولهم يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم وفي رواية العلوي: في المنطق ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام وفي رواية العلوي: بانتهاء أو قيام
قال: فسألته: كيف كان سكوته؟ قال: كان سكوت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على أربع: الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكر وفي رواية
__________
(1) أخذ ابن كثير برواية العلوي في البداية والنهاية: 6 / 33 31.
(2) ما بين الحاصرتين إضافة من شمائل التِّرْمِذِيّ. ومعنى"يتغافل عما لا يشتهي"أي: يتكلف الغفلة والاعراض عما لا يستحسنه من القول والفعل. وقوله"لايؤيس منه راجيه"أي: لا يجعله آيسا منه.(1/219)
العلوي: والتفكير فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس، وأما تذكره أو قال: تفكره، قال سَعِيد: تفكره، ولم يشك، وفي رواية العلوي: تفكيره ففيما يبقى ويفنى. وجمع له صلى الله عليه وسلم: الحلم، والصبر، وكان يغضبه شيء، ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسنى قال سَعِيد والعلوي: بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه وفي رواية العلوي: ليتناهى عنه واجتهاد الرأي فيما أصلح أمته والقيام فيما جمع لهم الدنيا والآخرة وفي رواية العلوي: والقيام لهم فيما جمع لهم أمر الدنيا والآخرة صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
وأخبرنا المشايخ الأربعة: أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بن عبد الواحد ابن البخاري المقدسي وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن شيبان بْن تغلب الشَّيْبَانِيّ وأَبُو يَحْيَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبي عَبد الله بن حماد ابن الْعَسْقَلانِيِّ وأُمُّ أَحْمَدَ زَيْنَبُ بِنْتُ مَكِّيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ كَامِلٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالُوا: أخبرنا أَبُو حَفْصٍ عُمَر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بن طَبَرْزَذَ البغدادي، أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم الشافعي، حدثني يسر (1) بن أنس أبو الخير، وأَحْمَد بْن يُوسُف بْن تميم البَصْرِيّ، قالا: حَدَّثَنَا أبو هشام محمد بن سُلَيْمان زاد أبو الخير: ابن الحكم بن أيوب بن سُلَيْمان بن زيد بن ثابت بن سيار الكعبي الربعي الخزاعي. وزاد أحمد: بقديد (2) ، ثم اتفقا قال: حدثنى عمي أيوب بن الحكم. عن
__________
(1) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه"، قال في "بسر"من المشتبه: وبياء ... ويسر بن أنس في حدود الثلاث مئة" (ص: 79) . وَقَال العلامة ابن ناصر الدين بعد أن قيده بالحروف ونقل قو الإمام الذهبي: قلت: هو بغدادي كنيته أبو الخير، حدث عنه أبو بكر الشافعي وسمع منه مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ إملاءا في سنة ثلاث وثلاث مئة" (توضيح المشتبه: 1 / الورقة: 61 من نسخة الظاهرية) .
(2) قديد: اسم موضع قرب مكة كما في معجم ياقوت ومراصد البغدادي.(1/220)
حزام بن هشام، عَن أبيه هشام، عن جده حبيش بن خالد صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْه وسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم حِينَ خرج من مكة خرج منها مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى لابي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن الاريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت برزة (1) جلدة تحتبي بفناء القبة، ثم تسقي وتطعم، فسألوها تمرا ولحما يشترونه منها، فلم يصيبوا عندها من ذلك شيئا، وكان القوم مرملين مسنتين، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. قال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك. قال: أتأذنين أن أحلبها؟ قالت: نعم، بابي أنت وأمي، إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فمسح بيده ضرعها، وسمى الله عزوجل، ودعا لها في شاتها، فتفاجت عليه ودرت واجترت، ودعا بإناء يربض الرهط، فحلب ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم، ثم حلب ثانيا بعد بدء حتى ملا الاناء ثم غادره عندها وبايعها، وارتحلوا عنها، فقل ما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا تساوكن هزلا مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب، وَقَال: من أين لك هذا يا أم معبد والشاء عازب حيال ولا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال: صفيه لي يا أم معبد. قالت: رجل ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة، وسيم قسيم، في عبنيه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثاثة، أزج، أقرن. إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم، سما وعلاه البهاء، أجمل الناس، وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأحلاه من
__________
(1) قال ابن الاثير في النهاية: يقال: امرأة برزة إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدثهم، من البروز وهو الظهور والخروج": 1 / 117.(1/221)
قريب، حلو المنطق، فصل لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا يائس (1) من طول ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا. له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر، تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفند. قال أبو معبد: فهذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه ولافعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.
وأصبح صوت بمكة عال، يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه، وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه • رفيقين قالا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به • فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيال قصي ما زوى الله عنكم • به من فعال لا تجارى وسودد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم • ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها • فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت • عليه صريحا ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهنا لديها لحالب • يرددها في مصدر ثم مورد
فلما سمع بذلك حسان الأَنْصارِيّ شبب (2) يجاوب الهاتف فقال:
__________
(1) قال المجد ابن الاثير في (يأس) من النهاية: في حديث أم معبد"لا يأس من طول"أي أنه لا يؤيس من طوله، لانه كان إلى الطول أقرب منه إلى القصر ... ورواه ابن الأَنْبارِيّ في كتابه: لا يائس من طول"وَقَال: معناه لا ميؤوس من أجل طوله، أي: لا ييأس مطاوله منه لافراط طوله، فيائس بمعنى ميؤوس، كماء دافق بمعنى مدفوق": 5 / 291. وفي البداية لابن كثير نقلا عن البيهقي: لا تنساه عين من طول". قلت: والذي هنا هو ما ذكره ابن الأَنْبارِيّ لانها رسمت في الاصول جميعها"يايس.
(2) قال ابن منظور في "شبب"من لسان العرب: وفي حديث أم معبد: فلما سمع حسان شعر الهاتف شبب يجاويه، أي ابتدأ في جوابه، من تشبيب الكتب، وهو الابتداء بها، والاخذ فيها، وليس من تشبيب بالنساء في الشعر. ويروى نشب بالنون أي: أخذ في الشعر، وعلق فيه". وفي مجمع الزوائد: 6 / 57: شب"وهو تحريف.(1/222)
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم • وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فضلت عقولهم • وحل ععلى قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم • وأرشدهم من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا • عمايتهم هاد به كل مهتد (1)
وقد نزلت منه على أهل يثرب • ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله • ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وإن قال في يوم مقالة غائب • فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعادة جده • بصحبته من يسعد الله يسعد (2)
تفسير ما تضمنته هذه الاحاديث من الالفاظ اللغوية:
قوله في الحديث الاول:
شثن الكفين: يعني أنهما إلى الغلظ ما هما.
والمسربة ها هنا: الشعر المستدق من اللبة إلى السرة.
والكراديس: رؤوس العظام.
وقوله: إذا مشى تكفأ تكفيا": يريد أن يميد في مشيته ويمشي في رفق غير مختال، وأصله الهمز.
والصبب: الانحدار، والصبوب مثله.
وقوله في الحديث الثاني: فخما مفخما"، قال أبو عُبَيد:
__________
(1) رواية الشطر الثاني في الديوان (52) والمستدرك (3 / 10) : عمى وهداة يهتدون بمهتد.
(2) حديث حسن قوي أخرجه الحاكم في "المستدرك"3 / 9، 10، وصححه، ووافقه الذهبي مع أن هشام ابن حبيش لم يذكر بجرح ولا تعديل، وذكر الهيثمي في "المجمع"6 / 55، 58، وَقَال: رواه الطبراني، وفي إسناده جماعة لم أعرفهم، وأورده السيوطي في "الخصائص الكبرى"1 / 467، وزاد نسبته إلى البغوي، وابن شاهين، وابن السكن، وابن مندة، والبيهقي، وأبي نعيم، كلهم من طريق حزام بن هشام بن حبيش، عَن أبيه، عن جده. وذكر له الحافظ ابن كثير في "بدايته"3 / 192، 194 طريقين آخرين، وَقَال: وقصة أم معبد مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضا. (ش) .(1/223)
الفخامة في الوجه: نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة. وَقَال أَبُو بكر بْن الأَنْبارِيّ: المعنى أنه كان عظيما معظما في الصدور والعيون، ولم يكن خلقه في جسمه ضخما.
وقوله: يتلالا وجهه"أي: يستنير ويشرق، وهو مأخوذ من اللؤلؤ.
والمشذب، قال أبو محمد ابن قتيبة: هو الطويل البائن الطول. وَقَال ابن الأَنْبارِيّ: لا يقال للطويل مشذب حتى يكون في لحمه بعض النقصان.
والهامة: الرأس.
وقوله: رجل الشعر"، يعني أنه ليس بسبط ولا مسترخ. وفي حديث أنس: ليس بالسبط ولا الجعد القطط"يعني: ليس بمبالغ في الجعودة كشعر السودان ونحوهم.
وقوله: وفره"، أي تركه حتى يكون وفرة، والوفرة: الجمة.
وقوله: أزج الحواجب": الزجج: تقوس في الحاجب مع طول في أطرافه وسبوغ.
وقوله: أقنى العرنين": العرنين: طرف الانف. والقنا: ارتفاع مع تحدب، وهو قريب من الشمم.
والكثاثة: كثرة في التفاف واجتماع،
والضليع: العظيم،
والشنب: ماء ورقة في الثغر،
والفلج: تباعد ما بين الثنايا والرباعيات،
والدمية: الصورة المصورة.
وقوله: بادن متماسك، أي ممتلئ البدن غير مسترخ ولا رهل.(1/224)
والمتجرد: المعترى.
واللبة: النحر.
والسائل والسائر: الطويل السابغ.
والاخمص من القدم: الذي لا يلصق بالارض في الوطئ من باطنها، أخبر أن ذلك الموضع من باطن قدمه مرتفع عن الارض.
والمسيح والممسوح: الاملس، أي: ليس فيهما شقاق، ولا وسخ ولا تكسر فالماء ينبو عنهما لذلك إذا أصابهما.
وقوله: زال قلعا"المعنى: أنه كان يرفع رجليه من الارض رفعا بقوة لا كمن يمشئ اختيالا، ويقارب خطاه. ويروى: زال قلعا، ومعناه: التثبت، ومنه حديث جرير بن عَبد اللَّه البجلي: إني رجل قلع"، وهو الذي لا يثبت على الخيل.
والذريع: السريع.
وقوله: يسوق أصحابه، يعني: يقدمهم أمامه.
والدمث: السهل.
والجافي: المتكبر.
والمهين: الوضيع.
والذواق: الطعام.
وقوله: أشاح"، الاشاحة: الاعراض عن الشي كأنه يحذره ويتقيه.
وقوله: يفتر، أي يبدي عن أسنانه.
وحب الغمام: البرد.
والشكل: النحو والمذهب، قاله الازهري.
وقوله: ويوهيه، يعني يضعفه. ويروى: ويوهنه، وهو بمعناه.(1/225)
والعتاد: ما يعد للامر مثل السلاح وغيره.
وقوله: لاتؤبن فيه الحرم، أي لا تذكر بقبيح.
ولاتنثى فلتاته: أي لا تذاع ولا تشاع. والفلتات: جمع فلتة، وهي الزلة. والمعنى: لم يكن لمجلسه فلتات فتنثى. وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن الاعرابي: النثا في الكلام: القبيح والحسن.
وقوله في حديث أم معبد: مرملين مسنتين: المرمل: الذي نفد زاده، والمسنت: الذي دخل في السنة وهي الجدب والقحط.
وكسر الخيمة: جانبها.
والجهد: الهزال.
فتفاجت عليه: أي فرجت ما بين رجليها.
وقوله: يربض الرهط: أي يرويهم حتى يناموا ويمتدوا على الارض، والثج: السيلان،
والبهاء (1) هنا: الرغوة،
والتساوك: اضطراب العنق من الضعف والهزال.
والشاء عازب: اي: بعيدة المرعى.
وحيال: جمع حائل.
والوضاءة: الحسن والجمال.
والابلج: الابيض.
والثجلة: عظم البطن مع استرخاء أسفله. ويروى: نحلة بالنون والحاء من النحول، وهو الدقة وضعف التركيب.
والازراء: الاحتقار للشئ والتهاون به.
والصعلة: صغر الرأس، ويروى: صقلة (2) بالقاف وهي
__________
(1) في "م"الهبا"فكأن قلم الناسخ سبقه فقدم الهاء على الباء، وانظر النهاية في "بها.
(2) لذلك ذكر ابن الاثير الوصف في (صعل) "من النهاية: 2 / 32، وفي (صقل) منها، وَقَال: ويروى بالسين(1/226)
الدقة والضمرة. والمراد أنه كان ضربا من الرجال. والصقل: منقطع الاضلاع من الخاصرة. أي: ليس بأثجل عظيم البطن ولا بشديد لحوق الجنبين، بل هو كامل الخلق لا تعيبه صفة من صفاته صلى الله عليه وسلم.
والوسيم: المشهور بالحسن كأنه صار الحسن له علامة.
والقسيم: الحسن قسمة الوجه.
والدعج: شدة سواد العين.
والاشفار: حروف الاجفان التي تلتقي عند التغميض والشعر نابت عليها، ويُقال لهذا الشعر: الهدب. وأرادت في شعر أشفاره وطف، والوطف: الطول، ويروى: عطف بالعين وبالغين أيضا وهو بمعنى الوطف، ومعناه: أنها مع طولها منعطفة منثنية.
والصحل: شبه البحة، وهو غلظ في الصوت. وفي رواية: صهل، وهو قريب منه، لان الصهيل صوت الفرس وهي تصهل بشدة وقوة.
والسطع: طول العنق.
والقرن: اتصال أحد الحاجبين بالآخر.
وسما: أي علا برأسه ويده. وفي رواية: سما به، أي علا بكلامه على من حوله من جلسائه.
والفصل: هو ما فسرته بقولها: لا نزر ولا هذر، أي ليس كلامه بقليل لا يفهم، ولا بكثير يمل. والهذر: الكثير.
لا تقتحمه عين من قصر: أي لا تزدريه لقصره فتجاوزه إلى غيره بل تهابه وتقبله.
والمحفود: المخدوم.
__________
= على الابدال من الصاد. ويروى صعلة، وقد تقدم": 2 / 42.(1/227)
والمحشود: الذي يجتمع الناس حوله.
وأنضر: أحسن.
والعابس: الكالح الوجه.
والمفند: المنسوب إلى الجهل وقلة العقل.
والضرة: أصل الضرع.
وقوله: مزبد: خفص على المجاورة. ويروى:
دعاها بشاة حائل فتحلبت • له بصريح ضرة الشاة مزبد(1/228)
فصل
وكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، قال عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ رضي الله عنه (1) : كنا إذا احمر الباس ولقي القوم القوم اتقينا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فلم يكن أحد أقرب إلى القوم منه (2) .
وكان أسخى الناس، قال أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنه: ما سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم شيئا قط فقال: لا (3) .
وكان أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خدرها (4) لا يثبت بصره في وجه أحد.
__________
(1) (رضي الله عنه) لم ترد في "د.
(2) أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"ص (58) من طريق علي بْن الجعد، عن زهير بْنُ مُعَاوِيَةَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ السبيعي، عن حارثة بْن مضرب، عن علي. ورواه أيضا من طريق وكيع عَنْ إسرائيل، عَن أَبِي إسحاق، عن حارثة بْن مضرب، عن علي. وله شاهد عند مسلم (1776) في الجهاد من قول البراء: كنا، والله، إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي صلى الله عليه وسلم"وللبخاري 10 / 381 من حديث أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس". (ش) .
(3) أخرجه مسلم في "صحيحه" (2312) في الفضائل من طريق حميد، عن موسى بن أنس، عَن أبيه قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاسلام شيئا إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل، فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمد يعطي عطاءلا يخشى الفاقة. وأما اللفظ الذي ذكره المصنف، فقد أخرجه مسلم (2311) ، والتِّرْمِذِيّ في "الشمائل" (3451) ، وابن سعد 1 / 368، والبخاري 10 / 381، كلهم من حديث جابر ابن عَبد الله. (ش) .
(4) أخرجه البخاري 10 / 427 في الادب: باب من لم يواجه الناس بالعقاب، وباب الحياء، ومسلم (2320) في الفضائل: باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم، والتِّرْمِذِيّ في الشمائل (351) من حديث أبي سَعِيد الخُدْرِيّ، وتمامه: وكان إذا كره شيئا عرف في وجهه". (ش) .(1/229)
وما عاب طعاما قط، كان إن اشتهاه أكله وإلا تركه (1) . وكان لا يأكل متكئا، ولا يأكل على خوان، ولا يمتنع من طعام حلال، إن وجد تمرا، أكله وإن وجد خبزا، أكله وإن وجد شواء، أكله وإن وجد خبز شعير أو بر، أكله، وإن وجد لبنا، اكتفى به. وكان يأكل البطيخ بالرطب (2) .
وفِي حَدِيثِ عَبد اللَّهِ بْنِ جعفر بن أَبي طالب. رأيت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب (3) .
وفي حديث عائشة: كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل (4) .
وَقَال أبو هُرَيْرة: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير (5) .
وفي حديث عائشة: كان يأتي على آل محمد الشهر والشهران لا يوقد في بيت من بيوته نار. وكان قوتهم التمر والماء (6) .
وكان يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة.
وكان لا يتأنق في مأكل ولا ملبس، يأكل ما وجد، ويلبس ما وجد.
__________
(1) أخرجه البخاري 9 / 477 في الاطعمة: باب ما عاب النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طعاما، ومسلم (2064) في الاشربة: باب لا يعيب الطعام من حديث أبي هُرَيْرة. (ش) .
(2) أخرجه التِّرْمِذِيّ في "الشمائل"1 / 296، وفي الجامع (1844) من حديث عائشة، وسنده حسن (ش) .
(3) أخرجه البخاري 9 / 488 في الاطعمة: باب القثاء بالرطب، ومسلم (2043) في الاشربة: باب أكل القثاء بالرطب. (ش) .
(4) أخرجه البخاري 9 / 483 في الاطعمة: باب الحلوى والعسل، والتِّرْمِذِيّ في "الشمائل"1 / 256 بشرح علي القاري. (ش) .
(5) أخرجه البخاري 9 / 478 في الاطعمة: باب مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وأصحابه يأكلون. (ش) .
(6) أخرجه البخاري 11 / 251 في الرقاق: باب كيف كان عيش النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومسلم (2972) في أول الزهد والرقائق. (ش) .(1/230)
وكان يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويكون في مهنة أهله (1) . ويعود المرضى، ويشهد الجنائز، ويجيب دعوة الغني والفقير، ويحب المساكين ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم، لا يحقر فقيرا لفقره، ولا يهاب ملكا لملكه.
وكان يركب الفرس والبعير والبغلة والحمار، ويردف خلفه عبده أو غيره ولا يدع أحدًا يمشي خلفه ويقول: دعوا ظهري للملائكة. (2) .
وكان يلبس الصوف، وينتعل المخصوف. وكان أحب اللباس إليه الحبرة وهي من برود اليمن فيها حمرة وبياض.
وكان خاتمه من فضة، فصه منه، يلبسه في خنصره الايمن، وربما لبسه في الايسر.
وكان يعصب على بطنه الحجر من الجوع (3) . وقد أوتي بمفاتيح خزائن الارض كلها (4) . فأبى أن يقبلها، واختار الآخرة عليها.
__________
(1) أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (20492) من طريق معمر، عن الزُّهْرِيّ، وهشام بْن عروة عَن أبيه قال: سأل رجل عائشة: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: نعم، كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته"وإسناده صحيح، وأخرج أحمد 6 / 256 بإسناد صحيح عن عائشة قالت: سئلت مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: كان بشرا من البشر يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه. (ش) .
(2) أخرجه ابن سعد في "الطبقات"من حديث جابر بلفظ: امشوا أمامي"خلوا ظهري للملائكة"وأخرجه أحمد 3 / 302، وابن ماجة (246) في المقدمة من طريق وكيع، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن جابر، بلفظ: كان أصحابه يمشون أمامه إذا خرج، ويدعون ظهره للملائكة". وإسناده صحيح كما قال البوصيري في "الزوائد": 19، وَقَال: رواه أحمد بن منيع في "مسنده"حَدَّثَنَا قبيصة، حَدَّثَنَا سفيان بن بلفظ: مشوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: امشوا أمامي، وخلفوا ظهري للملائكة". قلت: وهذا سند صحيح أيضا. وأخرجه أحمد 3 / 332، والحاكم 4 / 281 من طريق سفيان به بلفظ"كان إذا خرج من بيته، مشينا قدامه، وتركنا ظهره الملائكة". (ش) .
(3) انظر البخاري (4101) في المغازي: باب غزوة الخندق، ومسلم 3 / 1614. (ش) .
(4) في البخاري (2977) و (6998) و (7013) و (7273) ، ومسلم (523) (6) من حديث أبي هُرَيْرة مرفوعا"بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، فبينا أنا نائم أوتيت مفاتيح خزائن الارض، فوضعت في يدي"=(1/231)
وكان يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة.
وكان أكثر الناس تبسما، وأحسنهم بشرا مع كونه متواصل الاحزان دائم الفكرة.
وكان يحب الريح الطيبة، ويكره الريح الخبيثة.
وكان يتألف أهل الشرف، ويكرم أهل الفضل، ولا يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويرى اللعب المباح فلا ينكره، ويمزح ولا يقول إلا حقا، ويقبل عذر المعتذر إليه.
وكان لا يرتفع على عُبَيده ولا إمائه في مأكل ولا ملبس، ولا يمضي له وقت في غير عمل لله، أو فيما لا بد له أو لاهله منه.
ورعى الغنم، وَقَال: ما من نبي إلا قد رعاها" (1) .
وَقَال سعد بن هشام: دخلت على عائشة فقلت: حدثيني عن خلق (2) رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن (3) يغضب لغضبه ويرضى لرضاه.
وفي حديث أَنَس بْن مَالِك قال: ما مسست بيدي ديباجا ولا
__________
= قال أبو هُرَيْرة: وأنتم اليوم تنتثلونها. وفي البخاري (1344) و (3596) و (4085) و (6426) و (6590) ، ومسلم (2296) مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خرج يوما، فصل على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني، والله، لانظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الارض، أو مفاتيح الارض، وإني، والله، ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها". (ش) .
(1) أخرجه البخاري 4 / 363 في أول الامارة من حديث أبي هُرَيْرة، وأخرجه أحمد 3 / 326، ومسلم (2050) من حديث جابر بن عَبد الله. (ش) .
(2) الخلق، بضم اللام وسكونها: السجية.
(3) أخرجه أحمد 6 / 54 و91 و163، ومسلم (746) في صلاة المسافرين: باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض، وأبو داود (1342) في الصلاة: باب في صلاة الليل، والنَّسَائي 3 / 199، 200 في أول قيام الليل، والدارمي 1 / 344، 345. (ش) .(1/232)
حريرا كان ألين من كف رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة قط كانت أطيب من رائحة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ولقد خدمت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط.
ولا قال لشئ فعلته: لم فعلت كذا وكذا، ولا لشئ لم أفعله ألا فعلت كذا وكذا (1) .
قد جمع الله له كمال الاخلاق، ومحاسن الافعال، وآتاه علم الاولين والآخرين وما فيه خير الدنيا والآخرة، وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ولا معلم له من البشر، نشأ في بلاد الجهل وعبادة الاوثان، وآتاه الله ما لم يؤت أحدًا من العالمين واختاره على جميع الاولين والآخرين، فصلواته وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة دائمة إلى يوم الدين.
__________
(1) أخرجه التِّرْمِذِيّ في "الشمائل" (338) من طريق قتيبة بْنُ سَعِيد، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمان الضُبَعِيُّ، عن ثَابِتٍ، عن أنس. وهذا سند صحيح.
وأخرج القسم الاول منه مسلم في "صحيحه" (2230) في الفضائل من طريق قتيبة بن سَعِيد به، وأخرج قوله: ولقد خدمت..إلى آخره"البخاري 10 / 283 في الادب: باب حسن الخلق، ومسلم (2309) في الفضائل من طرق، عن ثابت، عن أنس. (ش) .(1/233)
فصل
في معجزاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ (1)
ومن أعظم معجزاته وأوضح دلالاته القرآن العزيز الَّذِي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِنْ خَلْفِهِ تَنزيل مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ الَّذِي أعجز الفصحاء، وحير البلغاء، وأعياهم أن يأتوا بسورة من مثله، وشهد بإعجازه المشركون، وأيقن بصدقه الجاحدون والملجدون.
وسأل المشركون رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر فانشق حتى صار فرقتين (2) ، وذلك قوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر) {3) .
وَقَال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: إِنَّ الله زوى (4) لي الارض فرأيت مشارقها
__________
(1) أورد الذهبي في تاريخ الاسلام معجزات النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وخرج الاحاديث الواردة فيها، فراجعه تجد فائدة: 2 / 285 237.
وقد أوردت الكتب الستة فصولا في معجزاته وتناولتها كتب السيرة، وتكلم الحافظ ابن حجر عليها كلاما جيدا في فتح الباري (6 / 582 ط، السلفية) .
(2) حديث انشقاق القمر رواه غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم، فقد أَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ عَبد اللَّهِ بن مسعود: البخاري 6 / 464 في الانبياء، وفي فضائل أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وفي تفسير سورة"اقتربت الساعة"، ومسلم (2800) في صفات المنافقين: باب انشقاق القمر، والتِّرْمِذِيّ (3285) و (3287) في التفسير، وأخرجه مسلم من حديث عَبد الله بن عُمَر، والتِّرْمِذِيّ (3288) وأخرجه من حديث عَبد الله بن عباس: البخاري 8 / 474 في التفسير، ومسلم (2813) ، وأخرجه من حديث أنس بن مالك: البخاري 8 / 425، ومسلم (2802) ، والتِّرْمِذِيّ (3282) ، وأخرجه من حديث جبير بن مطعم: التِّرْمِذِيّ (3289) .. (ش)
(3) سورة القمر، الآية: 1.
(4) زوى: جمع، يقال: زويته أزويه زيا. ومنه دعاء السفر"وازولنا البعيد"أي: اجمعه واطوه. (النهاية لابن الاثير: 2 / 320) .(1/234)
ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها" (1) . فصدق الله قوله بأن ملك أمته بلغ أقصى المغرب وأقصى المشرق، ولم ينتشر في الجنوب ولا في الشمال.
وكان يخطب إِلَى جذع فلما اتخذ المنبر وقام عليه، حن الجذع حنين الناقة حتى جاء إليه، فالتزمه، فكان يئن كما يئن الصبي الذي يسكت، ثم سكن (2) .
ونبع الماء من بين أصابعه غير مرة (3) .
وسبح الحصى في كفه (4) .
وكانوا يسمعون تسبيح الطعام وهو يؤكل عنده (5) .
__________
(1) أخرجه مسلم (2889) في الفتن: باب هلاك هذه الامة بعضهم ببعض، وأبو داود (4252) في الفتن والملاحم: باب ذكر الفتن ودلائلها، والتِّرْمِذِيّ (2203) في الفتن: باب ما جاء في سؤال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثلاثا في أمته، وابن ماجه (3952) في الفتن: باب ما يكون من الفتن، كلهم من حديث ثوبان رضي الله عنه (ش) .
(2) أخرجه البخاري (2095) في البيوع: باب النجار، و (3584) و (3585) في المناقب: باب علامات النبوة في الاسلام، والنَّسَائي 3 / 102 في الجمعة: باب مقام الإمام في الخطبة من حديث جابر رضي الله عنه (ش) .
(3) روي من حديث أنس بن مالك، أخرجه مالك 1 / 32 في الطهارة: باب جامع الوضوء، والبخاري 1 / 236 في الوضوء: باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة، وفي الانبياء: باب علامات النبوة في الاسلام، ومسلم (2279) في الفضائل: باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، والتِّرْمِذِيّ (3635) في المناقب، والنَّسَائي 1 / 60 في الطهارة. ومن حديث جابر أخرجه البخاري 6 / 429 في الانبياء: باب علامات النبوة في الاسلام، وفي المغازي: باب غزوة الحديبية، وفي تفسير سورة الفتح: باب إذ يبايعونك تحت الشجرة، وفي الاشربة: باب شرب البركة والماء المبارك، ومسلم (1856) في الامارة: باب استحباب مبايعة الإمام. ومن حديث عَبد الله بن مسعود عند البخاري 6 / 432 و433، والتِّرْمِذِيّ (3637) ، والنَّسَائي 1 / 60 (ش) .
(4) ذكره الهيثمي في المجمع 8 / 298، 299 من حديث أبي ذر ونسبه إلى البزار، وفي سنده ضعيف ومجهول انظر"دلائل النبوة"ورقة 298 للبيهقي، و"فتح الباري"6 / 433. (ش) .
(5) قطعة من حديث أخرجه البخاري 6 / 432 و433 في الانبياء: باب علامات النبوة في الاسلام من طريق محمد بن المثنى، عَن أبي احمد الزبيري، عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن
مسعود بلفظ: ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل". قال الحافظ: أي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غالبا ووقع ذلك عند الإِسماعيلي صريحا، أخرجه عن الحسن بن سفيان بن بندار عَن أبي أحمد الزبيري في هذا الحديث: كنا نأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيح الطعام"وأخرجه بلفظ البخاري أحمد في "المسند"1 / 460، والدارمي 1 / 14، 15. (ش) .(1/235)
وسلم عليه الحجر والشجر ليالي بعث (1) .
وكلمته الذراع المسمومة (2) . ومات الذي أكل معه من الشاة المسمومة وعاش هو صلى الله عليه وسلم بعده أربع سنين.
وشهد الذئب بنبوته (3) .
ومر ببعير يستقى عليه، فلما رآه جرجر ووضع جرانه بالارض، فقال: إنه شكا كثرة العمل، وقلة العلف (4) .
ودخل حائطا فيه بعير، فلما رآه حن وذرفت عليناه فقال
__________
(1) حديث تسليم الحجر أخرجه مسلم (2277) ، والتِّرْمِذِيّ (3628) من حديث جابر بن سَمُرَة رضي الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قال: إن بمكة حجرا كان يسلم علي ليالي بعثت، إني لاعرفه الآن.
وما تسليم الشجر، فهو عنه التِّرْمِذِيّ (3630) من حديث علي بن أَبي طالب، وفي سنده ضعيف ومجهول. (ش) .
(2) أخرجه أبو داود (4510) في الديات: باب فيمن سقى رجلا سما أو أطعمه فمات أيقاد منه، من طريق ابن شهاب الزُّهْرِيّ عن جابر، وهذا سند منقطع، لان الزُّهْرِيّ لم يسمع من جرير. وأما قصة الشاة المسمومة دون إخبار الذراع فقد أخرجها البخاري 6 / 195 في صحيحه في الجهاد: باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم، من حديث أبي هُرَيْرة. وأخرجها أيضا البخاري 5 / 169 في الهبة، ومسلم (2190) في السلام، وأبو داود (4508) من حديث أنس بن مالك. (ش) .
(3) أخرجه الإمام أحمد 3 / 83، 84 من طريق يزيد عن القاسم بن الفضل الحداني عَن أبي نضرة عَن أبي سَعِيد الخُدْرِيّ قال: عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه فأقعى الذئب على ذنبه قال: ألا تتقي الله، تنزع مني رزقا ساقه الله إلي؟ فقال: يا عجبي! ذئب مقع على ذنبه يكلمني كلام الانس، فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك: محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي: الصلاة جامعة، ثم خرج، فقال للراعي: أخبرهم، فأخبرهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق.
وهذا سند صحيح، وصححه ابن حبان (2109) والحاكم 4 / 467، 468، ووافقه الذهبي. (ش) .
(4) أخرجه أحمد 4 / 173 من طريق عبد الرزاق عن معمر عن عطاء بن السائب عن عَبد الله بن حفص عن يَعْلَى بن مرة الثقفي، وسنده ضعيف لان عطاء بن السائب قد اختلط، ومعمر سمع منه بعد الاختلاط، وشيخه عَبد الله بن حفص مجهول. لكن أخرجه الحاكم 2 / 617، 618 من طريق الأعمش عن المنهال بن عَمْرو عن يَعْلَى ابن مرة عَن أبيه، وفيه: ثم أتاه بعير، فقام بين يديه، فرأى عينيه تدمعان، فبعث إلى أصحابه، فقال: ما لبعيركم هذا يشكوكم؟ فقالوا: كما نعمل عليه، فلما كبر وذهب عمله تواعدنا عليه لننحره غدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنحروه، واجعلوه في الابل يكون معها". وإسناده صحيح كما قال الحاكم ووافقه الذهبي. وله طريق آخر في المسند 4 / 170 بنحوه، وهو حسن في الشواهد. وانظر"البداية"6 / 138، 140. (ش) .(1/236)
لصاحبه: إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه (1) .
ودخل حائطا آخر فيه فحلان من الابل قد عجز صاحبهما عنهما فلما رآه أحدهما جاء حتى برك بين يديه فخطمه (2) ودفعه إلى صاحبه فلما رآه الآخر فعل مثل ذلك (3) .
وكان نائما في سفر فجاءت شجرة تشق الارض حتى قامت عليه، فلما استيقظ ذكرت له، فقال: هي شجرة استأذنت ربها في أن تسلم على رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأذن لها (4) .
وأمر شجرتين فاجتمعتا ثم أمرهما فأفترقتا (5) .
وسأله أعرابي أن يريه آية، فأمر شجرة، فقطعت عروقها حتى جاءت فقامت بين يديه ثم أمرها فرجعت إلى مكانها (6) .
وأراد أن ينحر ست بدنات (7) فجعلن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ (8) .
وندرت عين قتادة بن النعمان الظفري حتى صارت في يده،
__________
(1) أخرجه أمد 1 / 204 و205، وأبو داود (2549) في الجهاد: باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم من حديث عَبد اللَّهِ بْن جعفر، وإسناده صحيح. وتدئبه: تكده وتتعبه. (ش) .
(2) أي وضع الخطام في رأس البعير، وهو ما يقاد به.
(3) ذكره الهيثمي في "المجمع"5 / 4، 5 من حديث ابن عباس بنحوه، وَقَال: رواه الطبراني، وفيه أبو عزة الدباغ وثقه ابن حبان، واسمه الحكم بن طهمان، وبقية رجاله ثقات. كذا قال، مع أن الذهبي نقل في الميزان تضعيفه عن ابن حبان. وذكره ابن كثير في "البداية"6 / 136، وَقَال: هذا إسناد غريب ومتن غريب. (ش) .
(4) أخرجه أحمد 4 / 173 من طريق عَبْد الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَر، عَنِ عَطَاء بْن السائب، عَنْ عَبد الله بن حفص عن يَعْلَى بن مرة الثقفي.
وعطاء اختلط، وعبد الله بن حفص مجهول (ش) .
(5) انظر حديث جابر في صحيح مسلم (3012) ، وحديث يَعْلَى بن مرة في "المستدرك"2 / 617، 618، وقد تقدم. (ش) .
(6) أخرجه الدارمي 1 / 9، 10 من حديث ابن عُمَر، وصححه الحاكم، ونقله ابن كثير في "البداية"عنه 6 / 125 وَقَال: إسناده جيد. (ش) .
(7) جمع بدنة، وَقَال المجد ابن الاثير معلقا على هذا الحديث: البدنة تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالابل أشبه، وسميت بدنة لعظمها وسمنها". (النهاية: 1 / 108) .
(8) أخرجه أحمد 4 / 350، وأبو داود (1765) في المناسك من حديث عَبد الله بن قرط، وسنده جيد. (ش) .(1/237)
فردها، فكانت أحسن عينيه وأحدهما، وقيل: إنها لم تعرف (1) .
وتفل في عيني عَلِيّ بْن أَبي طالب رضي الله عنه وهو أرمد فبرأ من ساعته (2) ولم يرمد بعد ذلك.
ودعا له من وجع أصابه، فبرأ ولم يشتك ذلك الوجع بعد ذلك (3) .
وأصيبت رجل عَبد الله بن عتيك الأَنْصارِيّ، فمسحها، فبرأت من حينها (4) .
__________
(1) أخرجه أبو يَعْلَى عَن يحيى بْن عبد الحميد الحماني، عن عَبد الرَّحْمَنِ بْن سُلَيْمان بْن الغسيل، عن عاصم ابن عُمَر بْن قتادة، عَن أبيه، عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فارادوا أن يقطعوها، فسألوا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال: لا، فدعا به، فغمز حدقته براحته، فكان لا يدري أي عينيه أصيبت. وهذا سند قابل للتحسين. وأخرجه أيضا من طريق يعقوب بن محمد الزُّهْرِيّ، عن إبراهيم بن جعفر، عَن أبيه، عن عاصم بن عُمَر بن قتادة، عن جده. وهو منقطع. وجاء من وجه آخر، أنها أصيبت يوم أحد. فقد قال السهيلي: رواه محمد بن أَبي عثمان الأُمَوِي عن عمار بن نصر، عن مالك بن أنس، عن محمد بن عَبد الله بن أَبي صعصعة، عَن أبيه، عَن أبي سَعِيد الخُدْرِيّ عن أخيه لامه قتادة بن النعمان قال: أصيبت عيناي يوم أحد، فسقطتا على وجنتي، فأتيت بهما النبي صلى الله عليه وسلم، فأعادهما مكانهما، وبصق فيهما، فعادتا تبرقان". قال الدارقطني: هذا حديث عن مالك انفرد به عمار بن نصر عن مالك، وهو ثقة. وأخرج الدارقطني وابن شاهين من طريق عَبد الرحمن بن يحيى العذري، عن مالك، عن عاصم بن عُمَر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم أحد، فوقعت على وجنتيه، فردها النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت أصح عينيه.
وعبد الرحمن بن يحيى، قال العقيلي: مجهول، لا يقيم الحديث من جهته.
انظر"أسد الغابة"4 / 390، 391 و"الاصابة"8 / 138 و139،"وشرح المواهب"5 / 186، 187. (ش) .
(2) أخرجه أحمد 5 / 333، والبخاري 6 / 101 في الجهاد: باب فضل من أسلم على يديه رجل، وباب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام والنبوة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب مناقب علي بن أَبي طالب، وفي المغازي: باب غزوة خيبر، وأخرجه مسلم (2406) في فضائل الصحابة: باب فضائل علي بن أَبي طالب رضي الله عنه من حديث سهل بن سعد. وقوله: ولم يرمد بعد ذلك"أخرجه الطبراني من حديث علي. (ش) .
(3) أخرجه أحمد 1 / 108 و128، من طريقين، عن شعبة، عن عَمْرو بن مرة، عن عَبد الله بن سلمة، عن علي رضي الله عنه قال: اشتكيت، فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا أقول اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني، وإن كان متأخرا فاشفني أو عافني، وإن كان بلاء فصبرني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كيف قلت"؟ قال: فأعدت عليه: قال: فمسح بيده، ثم قال: اللهم أشفه أو عافه". قال: فما اشتكيت وجعي ذاك بعد. وعبد الله بن سلمة سئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات. (ش) .
(4) أخرجه البخاري 7 / 263، 265 في المغازي: باب قتل أبي رافع عَبد الله بن أَبي الحقيق من حديث البراء بن عازب مطولا، وفيه: فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثته، فقال لي: ابسط رجلك، فبسطت رجلي، فمسحها، فكأنها لم أشتكها قط". (ش) .(1/238)
وأخبر أنه يقتل أبي بن خلف الجمحي، فخدشه يوم بدر أو أحد خدشا يسيرا فمات منه.
وَقَال سعد بن معاذ لاخيه أمية بن خلف: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ فقتل يوم بدر كافرا (1) .
وأخبر يوم بدر بمصارع المشركين، فقال: هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله، وهذا مصرع فلان، فلم يعد واحد منهم مصرعه الذي سماه (2) .
وأخبر أن طوائف من أمته يغزون البحر، وأن أم حرام بنت ملحان منهم، فكان كما قال (3) .
__________
(1) أخرجه البخاري 6 / 463 في المناقب (3632) : باب علامات النبوة في الاسلام، و7 / 220 في أول المغازي: باب ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من يقتل ببدر من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: انْطَلَقَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ معتمرا، قال: فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان، وكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ فَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سعد فقال أمية لسعد: ألا انْتَظِرْ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وغفل الناس انطلقت فطفت، فبينا سعد يطوف، إذا أبو جهل، فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ فقال سعد: أنا سعد، فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنا وقد آويتم محمدا وأصحابه، فقال: نعم. فتلاحيا بينهما، فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم، فإنه سيد أهل الوادي، ثم قال سعد: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لاقطعن متجرك بالشام، قال: فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك، وجعل يمسكه، فغضب سعد فقال: دعنا عنك، فإني سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك، قال: إياي؟ قال: نعم، قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث، فرجع إلى امرأته فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ ، قال: زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله ما يكذب محمد، قال: فلما خرجوا إملى بدر، وجاء الصريخ قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال: فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي فسر يوما أو يومين، فسار معه يومين، فقتله الله". والمؤاخاة التي كانت بين سعد وأمية هي المواخاة التي كانت في الجاهلية. (ش) .
(2) أخرجه مسلم (2873) في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، وأحمد 1 / 26، والنَّسَائي 4 / 108، 109 في الجنائز: باب أرواح المؤمنين، عن أنس بن مالك أن عُمَر حدثه عن أهل بدر، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالامس، يقول: هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله"، قال: فقال عُمَر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطأوا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ش) .
(3) أخرجه البخاري 12 / 345، 346 في التعبير: باب رؤيا النهار، ومسلم (1912) في الامارة: باب فضل الغزو في البحر، وأبو داود (2490) ، والتِّرْمِذِيّ (1645) ، والنَّسَائي 6 / 40، وابن ماجه (2776) ، والدارمي 2 / 210، وأحمد 2 / 240، 264 عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان، فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، ثم جلست تفلي =(1/239)
وَقَال لعثمان بن عفان: إنه تصيبه بلوى شديدة (1) ، فقتل عثمان.
وَقَال للحسن بن علي: إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، ولَعَلَّ اللَّه أن يصلح بِهِ بين فئتين من المسلمين عظيمتين (2) . فكان كذلك.
وأخبر بمقتل الأسود العنسي الكذاب ليلة قتله وبمن قتله وهو بصنعاء اليمن (3) . وأخبر بمثل ذلك في قتل كسرى (4) .
وأخبر عن الشيماء بنت بقيلة أنها رفعت له في خمار أسود على بغلة شهباء، فأخذت فِي زمن أَبِي بَكْرٍ الصديق رضي الله عنه في جيش خالد بن الوليد بهذه الصفة (5) .
وَقَال لثابت بن قيس بن شماس: تعيش حميدا، وتقتل
__________
= رأسه، فنام رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج البحر ملوكا على الاسرة، أو مثل الملوك على الاسرة، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، ثم وضع راسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحك يا رسول الله؟ قال: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الاولى، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قال: أنت من الاولين. فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت. (ش) .
(1) أخرجه البخاري 10 / 492 في الادب: باب من نكت العود في الماء والطين، ومسلم (2403) في فضائل الصحابة: باب من فضائل عثمان، والتِّرْمِذِيّ (3711) ، وأحمد 4 / 393 و406 و407 من حديث أبي موسى الاشعري، وفيه أن عثمان استفتح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي موسى: افتح وبشره بالجنة على بلوى تصيبه أو تكون" (ش) .
(2) أخرجه البخاري 5 / 224 في الصلح: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: إن ابني هذا سيد، وأبو داود (4622) ، والتِّرْمِذِيّ (3773) ، والنَّسَائي 3 / 107 من حديث أبي بكرة. (ش) .
(3) لا يصح، وانظر"البداية"6 / 310 لابن كثير. (ش)
(4) في البخاري 11 / 458 في الايمان والنذور، ومسلم (2918) في الفتن من حديث أبي هُرَيْرة مرفوعا وقد مات كسرى فلا كسرى بعده، وإذ هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله". (ش) .
(5) أخرجه الطبراني في "الكبير" (4168) من حديث خريم بن أوس، وأورده الهيثمي في "المجمع"6 / 222، وَقَال: رواه الطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم. وانظر أسد الغابة 2 / 129، والاصابة 3 / 90. (ش) .(1/240)
شهيدا"فعاش حميدا وقتل يوم اليمامة شهيدا (1) .
وَقَال لرجل ممن يدعي الاسلام، وهو معه في القتال: إنه من أهل النار، فصدق الله قوله بأن نحر نفسه (2) .
ودعا لعُمَر بن الخطاب أن يعز الله به الاسلام أو بابي جهل بن هشام، فأصبح عُمَر فأسلم (3) .
ودعا لعلي بن أَبي طالب أن يذهب الله عنه الحر والبرد، فكان لا يجد حرا ولابردا (4) .
ودعا لعَبد الله بن عباس أن يفقهه الله في الدين، ويعلمه التأويل، فكان يسمى: البحر والحبر، لكثرة علمه (5) .
ودعا لانس بن مالك بطول العُمَر وكثرة المال والولد وأن يبارك
__________
(1) ذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء"في الجزء الاول رقم الترجمة (63) من طريق مالك وغيره عن ابن شهاب، عن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن ثَابِت بن قيس. وأخرج البخاري 6 / 456، 457 من طريق أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أنا أعلم لك علمه، فأتاه، فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه، فقال: ما شأنك؟ فقال: شر، كان يرفع صوته فوق صوت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار، فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا، فقال موسى بن أنس: فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال: اذهب إليه، فقل له: إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة. (ش) .
(2) أخرجه البخاري 7 / 361، 362 في المغازي: باب غزوة خيبر، ومسلم (112) في الايمان: باب غلظ تحريم قتل الانسان نفسه..وأحمد 5 / 332 من حديث سهل بن سعد الساعدي. (ش) .
(3) أخرجه التِّرْمِذِيّ (3684) في المناقب: باب اللهم أعز الإسلام بأبي جهل أو بعُمَر. وفي سنده النضر وهو ابن عَبد الرحمن الخزاز، متفق على ضعفه. لكن رواه أحمد (5696) ، والتِّرْمِذِيّ (3682) ، وابن سعد 3 / 1 / 191 من حديث ابن عُمَر بلفظ"اللهم أعز الاسلام بأحب الرجلين إليك، بابي جهل أو عُمَر بن الخطاب"فكان أحبهما إلى الله عُمَر بن الخطاب. وسنده حسن، وصححه ابن حبان (2179) ، وصححه الحاكم 3 / 83 من طريق آخر بلفظ"اللهم أيد الدين بعُمَر بن الخطاب"ووافقه الذهبي. (ش) .
(4) أخرجه ابن ماجة (117) في فضائل علي. وفي سنده عَبد الرحمن بن أَبي ليلى وهو سئ الحفظ. (ش) .
(5) أخرجه البخاري 1 / 214 في الوضوء: باب وضع الماء عند الخلاء، وفي العلم: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم علمه الكتاب، وفي فضائل أصحاب النبي: باب ذكر ابن عباس، وفي الاعتصام في فاتحته من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم فقهه في الدين". وفي لفظ: اللهم علمه الكتاب"، وفي لفظ: الحكمة.
أما قوله: وعلمه التأويل، فأخرجه أحمد في المسند 1 / 266 و314 و328 و335 وإسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2477) بلفظ: اللهم فقهه". (ش) .(1/241)
له فيه (1) ، فولد له مئة وعشرون ذكرا لصلبه، وكان نخله يحمل في السنة مرتين، وعاش نحو مئة سنة.
وكان عتيبة بن أَبي لهب قد شق قميصه وآذاه فدعا عليه أن يسلط الله عليه كلبا من كلابه، فقتله الاسد بالزرقاء من أرض الشام (2) .
وشكي إليه قحوط المطر وهو على المنبر فدعا الله عزوجل، وما في السماء قزعة، فثار سحاب أمثال الجبال، فمطروا إلى الجمعة الاخرى حتى شكي إليه كثرة المطر، فدعا الله عزوجل فأقلعت، وخرجوا يمشون في الشمس (3) .
وأطعم أهل الخندق، وهم ألف، من صاع شعير أو دونه وبهمة وانصرفوا والطعام أكثر مما كان (4) .
وأطعم أهل الخندق أيضا من تمر يسير أتت به ابنة بشير بن سعد
إلى ابيها وخالها عَبد الله بن رواحة (5) .
وأمر عُمَر بن الخطاب أن يزود أربع مئة راكب من تمر كالفصيل
__________
(1) أخرجه البخاري 11 / 117 في الدعوات: باب قول الله تعالى: وصل عليهم، وباب دعوة النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العُمَر وبكثرة المال، وباب الدعاء بكثرة المال مع البركة، وباب الدعاء بكثرة الولد مع البركة، ومسلم (660) في المساجد: باب جواز الجماعة في النافلة، و (2480) و (2481) في فضائل الصحابة: باب من فضائل أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، والتِّرْمِذِيّ (3827) و (3828) في فضائل الصحابة: باب من فضائل أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، والتِّرْمِذِيّ (3827) و (3828) في المناقب: باب مناقب أنس رضي الله عنه. (ش) .
(2) أخرجه الحاكم 2 / 539، من طريق الحارث بْن أَبي أسامة، عن العباس بن الفضل الأَنْصارِيّ، عَنِ الأسود بْن شَيْبَان، عَن أَبِي نوفل بْن أَبي عقرب، عَن أبيه، وَقَال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، كذا قالا، مع أن العباس بن الفضل الأَنْصارِيّ قال فيه الحافظ في "التقريب": متروك، واتهمه أبو زُرْعَة. (ش) .
(3) أخرجه البخاري 2 / 423 في الاستسقاء: باب الاستسقاء في خطبة الجمعة، ومسلم (897) في صلاة الاستسقاء: باب الدعاء في الاستسقاء من حديث أنس بن مالك. والقزعة: القطعة من السحاب، وجمعها قزع. (ش) .
(4) أخرجه البخاري 7 / 304، 305 في المغازي: باب غزوة الخندق، وفي الجهاد: باب من تكلم بالفارسية، ومسلم (2039) في الاشربة: باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك. (ش) .
(5) ذكره ابن كثير في "البداية"6 / 116، ونسبه لابن إسحاق قال: حدثني سَعِيد بن ميناء أن ابنة لبشربن سعد قالت.. (ش) .(1/242)
الرابض، فزودهم وبقي كأنه لم ينقص تمرة واحدة (1) .
وأطعم في منزل أبي طلحة ثمانين رجلا من أقراص شعير جعلها أنس تحت إبطه حتى شبعوا وبقي كما هو (2) .
وأطعم الجيش من مزود أبي هُرَيْرة حتى شبعوا كلهم ثم رد ما
بقي فيه ودعا له فيه فأكل منه حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وأَبِي بَكْرٍ وعُمَر وعُثْمَانَ، فلما قتل عثمان، ذهب. وحمل منه فيما روي عنه خمسين وسقا في سبيل الله عزوجل (3) .
وأطعم في بنائه بزينب خلقا كثيرا من قصعة أهدتها له أم سليم ثم رفعت ولا يدرى: الطعام فيها أكثر حين وضعت أو حين رفعت؟ (4) .
ورمى الجيش يوم حنين بقبضة من تراب فهزمهم الله عزوجل.
__________
(1) أخرجه أحمد في "المسند"5 / 445 من طريق عبد الصمد، عن حرب بن شداد، عن حصين، عن سالم ابن أَبي الجعد، عن النعمان بن مقرن قال: قدمنا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أربعمئة من مزينة، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بأمره، فقال بعض القوم: يا رسول الله، ما لنا طعام نتزود به، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لعُمَر: زودهم، فقال: ما عندي إلا فاضلة من تمر، وما أراها تغني عنهم شيئا، فقال: انطلق فزودهم، فانطلق بنا إلى علية له، فإذا فيها تمر مثل البكر الاورق، فقال: خذوا، فاخذ القوم حاجتهم، قال: وكنت أنا في آخر القوم، فقال: فالتفت وما أفقد موضع تمرة، وقد احتمل منه أربعمئه رجل. ورجاله ثقات، لكنه منقطع، لان سالم بن أَبي الجعد لم يدرك النعمان بن مقرن.
وذكره الهيثمي في "المجمع"8 / 304، وَقَال: رواه أحمد في الطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح. وانظر البداية 6 / 113، 115. (ش) .
(2) أخرجه البخاري 9 / 460 في الاطعمة: باب من أكل حتى شبع، وباب من أدخل الضيفان عشرة عشرة، في الانبياء: باب علامات النبوة في الاسلام، ومسلم (2040) في الاشربة، ومالك 2 / 927، 928، والتِّرْمِذِيّ (3634) من حديث أنس بن مالك. (ش) .
(3) أخرجه أحمد 2 / 352، والتِّرْمِذِيّ (3838) في المناقب: باب مناقب أبي هُرَيْرة من طريق المهاجرين أبي مخلد، عَن أبي العالية، عَن أبي هُرَيْرة، وهذا سند محتمل للتحسين، وقد أورد له الحافظ ابن كثير في بدايته 6 / 117، 118 طرقا أخرى له فراجعها. (ش) .
(4) أخرجه مسلم (1428) (94) في النكاح: باب زواج زينب بنت جحش، والبخاري 9 / 196 في النكاح: باب الهدية للعروس من حديث أنس بن مالك. (ش) .(1/243)
وَقَال بعضهم: لم يبق منا أحد إلا امتلات عيناه ترابا (1) ، وفيه أنزل الله عزوجل: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) {2) .
وخرج على فئة من قريش وهم ينتظرونه فوضع التراب على رؤوسهم ومضى ولم يروه (3) .
وتبعه سراقة بن مَالِك بن جعشم يريد قتله أو أسره، فلما قرب منه، دعا عليه، فساخت فوائم فرسه في الارض، فناداه بالامان وسأله أن يدعو له فدعاله فنجاه الله (4) .
وله صلى الله عليه وسلم من المعجزات الباهرة والدلالات الظاهرة والاخلاق الطاهرة ما يضيق هذا المكان عن ذكره، وذلك مدون في كتب العلماء اقتصرنا منه على هذا القدر طلبا للتخفيف، والله ولي التوفيق.
__________
(1) أخرجه مسلم (1777) في الجهاد والسير: باب غزوة حنين، من حديث سلمة بن الاكوع، وفيه: فلما غشوا رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب الارض، ثم استقبل به وجوههم، فقال: شاهت الوجوه، فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملا عينيه ترابا بتلك القبضة، فولوا مدبرين..وله أيضا (1775) من حديث ابن عباس..قال: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ رماهم بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلا، وأمرهم مدبرا. (ش) .
(2) سورة الانفال، الآية: 17.
(3) ذكره ابن هشام في السيرة 1 / 483 عَنِ ابْن إِسْحَاقَ قال: حَدَّثَنِي يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن كعب القرظي.. (ش) .
(4) أخرجه البخاري 7 / 187 في المغازي، والحاكم 3 / 6، 7 من حديث سراقة، وأخرجه البخاري 7 / 196، وأحمد 3 / 211 من حديث أنس. (ش) .(1/244)
باب الألف
من اسمه أَحْمَد
1- دفق: أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن خالد الموصلي، أَبُو علي، نزيل بغداد.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن سعد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف الزُّهْرِيّ المدني، وإبراهيم بْن سُلَيْمان أَبِي إِسْمَاعِيل المؤدب، وإسماعيل بْن إِبْرَاهِيم بْن مقسم الأسدي المعروف بابن علية، وجعفر ابن سُلَيْمان الضبعي، وحبيب بْن حبيب الكوفي أخي حمزة بْن حبيب الزيات القارئ، والحكم بْن سنان الباهلي القربي، والحكم بْن ظهير الفزاري، وحماد بْن زَيْد، وخلف بْن خليفة، وسَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الجمحي، وأبي الأَحوص سلام بْن سليم الحنفي، وأبي المنذر سلام ابن سُلَيْمان القارئ، وسيف بْن هارون البرجمي، وشَرِيك بْن عَبد اللَّهِ النخعي القاضي، وصالح بْن عُمَر الواسطي، والصبي (1) بن الاشعث ابن سالم السلولي، وأبي زبيد عبثر (2) بْن الْقَاسِم الزبيدي الكوفي، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن نجيح المديني والد علي ابن المديني، وعبد الله بْن المبارك، وعُمَر بْن عُبَيد الطنافسي، وفرج بْن فضالة الشامي (فق) ، ومحمد بْن ثَابِت العبدي (د) ، ومعاوية بْن عبد الكريم الثقفي المعروف بالضال، وأبي العلاء ناصح بْن العلاء، ونوح بْن قيس الحداني، وأبي عوانة الوضاح بْن عَبد الله اليشكري الواسطي،
__________
(1) الصبي: تصغير صبي، قيده الذهبي في "المُشْتَبِه": 408.
(2) عبثر: بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة وفتح الثاء المثلة، سيأتي في موضعه من هذا الكتاب.(1/245)
ويزيد بْن زريع، ويوسف بْن عطية الصفار البَصْرِيّ.
رَوَى عَنه: أَبُو داود حديثا واحدا، وإبراهيم بْن عَبد اللَّهِ بْن الجنيد الختلي، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصوفي الكبير، وأَبُو يَعْلَى أَحْمَد بْن علي بْن المثنى الموصلي، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خالد البراثي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن الجعد الوشاء، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المستلم (1) ، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن قتيبة الأَنْصارِيّ الكوفي، والحسن بْن علي بْن شبيب المعمري، وحماد بْن المؤمل الضرير، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، وأَبُو الْقَاسِم عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد ابن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وأَبُو بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيد بْن سفيان القرشي المعروف بابن أَبي الدنيا، صاحب المصنفات المشهورة (فق) ، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي الحافظ، وعُمَر بن شبة ابن عُبَيدة النميري، والفضل ابن هارون الْبَغْدَادِيّ صاحب أَبِي ثور الكلبي، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي الكوفي الْحَافِظ المعروف بمطين، وأَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن عبدوس بْن كامل السراج، ومحمد بْن غالب بْن حرب الضبي، تمتام، ومحمد بْن واصل الْمُقْرِئ، وموسى بْن إسحاق بْن مُوسَى الأَنْصارِيّ القاضي، وموسى ابن هارون بْن عَبْد اللَّهِ الحمال، وكتب عَنه: أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى ابن مَعِين.
قال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل، عَنْ يحيى بْن مَعِين: ليس به بأس.
وَقَال فيه أَبُو زكريا يزيد بْن مُحَمَّد بْن إياس الأزدي صاحب"تاريخ الموصل": ظاهر الصلاح والفضل، كثير الحديث، توفي سنة خمس وثلاثين ومئتين. هكذا قال.
__________
(1) في "د": مستلم".(1/246)
وَقَال أَبُو الْقَاسِم البغوي وموسى بْن هارون: مات فِي ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومئتين. زاد مُوسَى: ليلة السبت لثمان مضين من ربيع الأول (1) .
وروى لَهُ ابْن ماجه فِي التفسير (2) (3) .
2- كن: أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن فيل الأسدي، أَبُو الْحَسَن البالسي (4) ، نزيل أنطاكية، والد أَبِي الطاهر الْحَسَن بْن أَحْمَد.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن مهدي المصيصي. وأبي مصعب أَحْمَد بْن أَبي بَكْر الزُّهْرِيّ، وأَحْمَد بْن أَبي شعيب الحراني (كن) ، وأَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن يونس اليربوعي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثَابِت الخزاعي المروزي المعروف بابن شبوية، وأبي النَّضْر إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يزيد الدمشقي الفراديسي، وإسحاق بْن سَعِيد بن الا ركون الدمشقي، وأبي مَعْمَر إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن مَعْمَر الهذلي القَطِيعِيّ، وإسماعيل ابن عُبَيد بْن أَبي كريمة الحراني، وحماد بن يحيى البلخي، والحسن
__________
(1) قال الحافظ عبد الغني في الكمال: وَقَال محمد بن سعد: أحمد بن إبراهيم يعرف بالموصلي..توفي ببغداد فِي شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومئتين" (1 / الورقة: 162) ، ولم يعلق المزي على مقالة صاحب الكمال وفيها نظر لان ابن سعد توفي سنة 230 فكيفى يذكر وفاة الموصلي هذا سنة 236؟ نبه على ذلك مغلطاي في الاكمال: (1 / الورقة: 5) . وَقَال الخطيب البغدادي بعد ذكر قول الأزدي في وفاته: وهم أبو زكريا في ذكر وفاته"ثم أورد قول البغوي. ثم قول موسى بن هارون ونقل عنه قوله: وشهدت جنازته، وكان ابيض الرأس واللحية" (تاريخ بغداد: 4 / 6) ، وهذا في رأينا هو التاريخ المعتمد في وفاته، وقد ذكره الذهبي كذلك في تاريخ الاسلام، الورقة: 8 (أحمد الثالث: 2917 / 7) ، فلا معنى بعد ذلك لقول العلامة مغلطاي في إكماله معلقا على قول الخطيب البغدادي: وزعم أن الصواب سنة ست.
(إكمال 1 / الورقة: 5) .
(2) قال ابن حجر: وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات، وَقَال إبراهيم بن الجنيد عن ابن مَعِين: ثقة صدوق" (تهذيب: 1 / 9) .
(3) ومن طبقته مما يستدرك على المزي من التمييز.
1- أحمد بن إبراهيم بن خالد الشلاثائي الواسطي:
منسوب إلى شلاثا بضم الشين المعجمة وبعدها لأُم وألف ثم ثاء مثلثة وألف قرية من نواحي البصرة. روى عَن أبي الوليد الطيالسي، قال الدارقطني: ليس بقوي.
(السمعاني في "الشلاثاني"من الانساب، وابن الاثير في اللباب، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1 / 79، ومغلطاي في إكماله: 1 / الورقة: 5) .
(4) منسوب إلى بالس مدينة بين الرقة وحلب على عشرين فرسخا من حلب كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الاثير.(1/247)
ابْنُ عيسى بْن ماسرجس النَّيْسَابُورِيّ مولى ابْن المبارك. وأبي توبة الربيع بْن نَافِع الحلبي، وسَعِيد بْن حفص النفيلي الحراني، وسُلَيْمان ابن عَبْد الرَّحْمَنِ الدمشقي، ابْن بنت شرحبيل، وعامر بْن إِسْمَاعِيل الْبَغْدَادِيّ، وعباد بْن مُوسَى الختلي، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن بشير بْن ذكوان الدمشقي الْمُقْرِئ، وعبد الله بْن ربيعة المصيصي، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن الربيع الكرماني، نزيل المصيصة، وعبد الله بن محمد ابن علي النفيلي الحراني، وعبد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم الدمشقي المعروف بدحيم ابن اليتيم، وعبد الملك بْن سَعِيد بْن مروان الحراني، وعبد الوهاب بْن نجدة الحوطي، وعُمَر بْن يزيد السياري، وأبي مُوسَى عيسى بْن سُلَيْمان الحجازي، وأبي صَالِح محبوب بْن مُوسَى الأنطاكي الفراء، ومحمد بْن آدم المصيصي، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبي سمينة (1) البَصْرِيّ، ومحمد ابن سلام الأنطاكي ثم المنبجي، ومحمد بْن الْقَاسِم الحراني، سحيم، ومحمد بْن قدامة بْن أعين المصيصي، ومحمد بْن مصفى الحمصي، ومحمود بْن خالد السلمي الدمشقي، والمُسَيَّب بْن واضح الحمصي، والمعافى بْن سُلَيْمان الرسعني، وموسى بْن أيوب النصيبي، وهشام بْن عمار الدمشقي، ووهب بْن بيان الواسطي، نزيل (2) مصر.
رَوَى عَنه: النَّسَائي فِي حديث مَالِك (3) ، وأَبُو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زياد البَصْرِيّ المعروف بابن الأعرابي، نزيل مكة، وأَبُو عَبْد اللَّهِ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الدمشقي، ابْن بنت عدبس. وحاجب
__________
(1) في "د": سمنية، وسيأتي ذكره في موضعه.
(2) في "د": نزل.
(3) جاء في هامش النسخ من قول المؤلف: قال أَبُو الْقَاسِمِ فِي التاريخ: روى عنه النَّسَائي في سننه. ولم يذكره في الشيوخ النبل"وقد أدخل ابن حجر هذا القول في أصل النسخة، وله حق في ذلك، لان الكلام للمؤلف، لكنه مذكور في هوامش النسخ مثل غيره كثير سيأتي، وكأن المؤلف لم يشأ إدخاله في أصل النسخة.(1/248)
ابن أركين الفرغاني وخيثمة بْن سُلَيْمان بْن حيدرة القرشي الأطرابلسي، وأَبُو الْقَاسِم سُلَيْمان بْن أَحْمَد بْن أيوب بْن مطير اللخمي الطبراني، نزيل أصبهان، وأَبُو بشر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَمَّاد الدولابي، وأَبُو الطيب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَمْدَان الرسعني، وأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الرافقي، وابن ابنه: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَبي الطاهر الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيل، وأَبُو بكر محمد بن سهل ابن أَبي سَعِيد، واسمه عثمان التوخي القنسريني القطان، ومحمد بْن عَبْد الرحمن ابن عبد المؤمن الجرجاني، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرجي، وأَبُو عوانة يَعْقُوب بن إسحاق الاسفراييني قال الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم: وكان ثقة (1) . وَقَال أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن سهل القطان: توفي بأنطاكية في سنة أربع وثمانين ومئتين.
3- م د ت ق: أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن كثير بن زَيْد بن أفلح بن مَنْصُور بن مزاحم العبدي مولى عبد القيس، أَبُو عَبْد اللَّهِ الْبَغْدَادِيّ النكري (2) المعروف بالدورقي. أخو يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم، وكان أصغر من يَعْقُوب بسنتين. والدورقية: نوع من القلانس (3) .
__________
(1) وَقَال مسلمة بن قاسم الاندلسي في كتاب الصلة: حدث عنه محمد بن الحسن الهمذاني، وَقَال: هو صالح. وَقَال النَّسَائي في أسامي شيوخه: لا بأس به، وذكر من عفته وورعه وثقته. (مغلطاي، الورقة: 5، وابن حجر في التهذيب: 1 / 10) .
(2) النكري: بضم النون وسكون الكاف، نسبة إلى بني نكرة وهم بطن من عبد القيس كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الاثير. وقيده الذهبي في "المُشْتَبِه": 88 فقال: وبنون"..ويعقوب بْن إِبْرَاهِيمَ بْن كثير الدورقي النكري العبدي الحافظ، وأخوه أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن إبراهيم الحافظ، وابن أخيه عَبد الله بْن أحمد النكري الدورقي"، وضبطه العلامة ابن ناصر الدين بالحروف في توضيحه لمشتبه الذهبي: 1 / الورقة: 71 (نسخة الظاهرية) ، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 1 / 10 ووقع فيه"نكر"بدلا من"نكرة"، وَقَال ابن ناصر الدين بعد ذكره"نكرة"التي هي بطن من عبد القيس: ونكر بغير هاء قرية من قرى نيسابور"قلت: ذكر نكر البلدة ياقوت في معجم البلدان والبغدادي في مراصد الاطلاع.
(3) هذا هو الذي اختاره المزي، أعني نسبته إلى الملابس الدورقية، وهذه هي رواية السراج فقد جاء في تاريخ الخطيب وأنساب السمعاني: كان السراج يزعم أنهم سموا دوارقة لانهم كانوا يلبسون القلانس الطوال"=(1/249)
رَوَى عَن: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن يونس اليربوعي، وأَحْمَد بْن نصر بْن مَالِك الخزاعي الشهيد (ل) ، وإسحاق بْن يُوسُف الأزرق (د) ، وإسماعيل بْن إِبْرَاهِيم بن علية (ت) ، وبكر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الكوفي القاضي (د) ، وبكير بْن مُحَمَّد بْن أسماء، ابْن أخي جويرية ابن أسماء، وبهز بْن أسد العمي البَصْرِيّ، وجرير بن عبد الحميد الضبي الرازي، وحجاج بْن مُحَمَّد المصيصي الأَعور (د) ، وحفص ابن غِيَاث النخعي القاضي (مد) ، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة (ت) ، وخالد بْن مخلد القطواني، وربعي بن إبراهيم بن علية (ت) ، وريحان بْن سَعِيد الناجي البَصْرِيّ (د) ، وزهير بْن نعيم بْن داود الطيالسي (م د ت) ، وشبابة بْن سوار الفزاري، وأبي بدر شجاع بْن الوليد بْن قيس السكوني، وصفوان بْن عيسى الزُّهْرِيّ (د ق) ، وطلق ابن غنام النخعي (د) ، وعبد الله بن جفعر الرَّقِّيّ (د) ، وعبد الله بْن صَالِح العجلي، وعبد الله بْن مسلمة بْن قعنب القعنبي، وعبد الرحمن بْن مهدي، (مق) وعبد الرحيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد المحاربي، وعبد السلام بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن صخر الوابصي القاضي (مق) ، وعبد الصمد بْن عبد الوارث بْن سَعِيد التنوري (م د) ، وأبي بَكْر عبد الكبير بْن عَبد المجيد الحنفي، وأبي عامر عَبد المَلِك بْن عَمْرو العقدي، وعُبَيد الله بْن مُوسَى العبسي (د) ، وعُمَر بْن حفص ابن غِيَاث النخعي (ت) ، والعلاء بْن عَبْد الْجَبَّارِ العطار (ت) ، وقتيبة ابن سَعِيد الثقفي البلخي، ومبشر بْن إسماعيل الحلبي (م) ، ومحمد
__________
= وهناك غير هذا في نسبتهم بالدورقي فقد نقل مغلطاي عَن أبي أحمد الحاكم الكبير قوله: قيل له ذلك لتنسك ابيه، وكان من يتنسك في ذلك الزمان سمي دورقيا" (إكمال: 1 / الورقة: 5) وهكذا ذكره أيضا أبو سعد السمعاني في إحدى رواياته التي أسندها إِلَى عَبد اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بن حنبل (الانساب: 5 / 392) . ويظهر أن الخطيب البغدادي قد رجع هذه الرواية لذكرها بعد نسبه ثم إيراهد الروايات الاخرى مسبوقة ب"قيل"وهي لفظة تمريضية (تاريخ بغداد: 4 / 6) . وَقَال ابن الجارود في مشيخته: هو من أهل دورق من أعمال الاهواز (تهذيب: 1 / 10) وهو بعيد.(1/250)
ابن عُمَر الكِلابي (ل) ، ومحمد بْن كثير المصيصي (د) ، ومحمد بْن مقاتل العباداني، (ل) ومحمد بْن يزيد بْن خنيس المكي، وأبي سَلَمَة مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل التبوذكي، وهشيم بْن بشير الواسطي، (د ق) ، ووكيع بْن الجراح، ووهب بْن بقية الواسطي، ولقبه وهبان، ووهب ابن جرير بْن حازم (ت) ، ويزيد بْن زريع، ويزيد بْن هارون (د ت) .
رَوَى عَنه: مسلم، وأَبُو داود، والتِّرْمِذِيّ، وابن ماجه، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق الطوسي، وأَحْمَد بْن مَنْصُور بْن سيار الرمادي، وأَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ بقي بْن مخلد الأندلسي، وحاجب ابن أَبي بَكْر الفرغاني، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء العبدي، والهيثم بْن خلف الدوري، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي.
قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم الرازي: سئل أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: صدوق (1) .
وَقَال يَعْقُوب بْن إسحاق بْن محمود الهروي: سألت صَالِح بْن مُحَمَّد عَنْ يَعْقُوب، وأَحْمَد الدورقي، فَقَالَ: كَانَ أَحْمَد أكثرهما حديثا، وأعلمهما بالحديث، وكان يَعْقُوب أسندهما، وكانا جميعا ثقتين (2) .
قال أَبُو جَعْفَر الحضرمي مطين، وأَبُو غالب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن النَّضْر الأزدي، وأَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إسحاق السراج: مات فِي شعبان (3) سنة ست وأربعين ومئتين: زاد السراج: ومولده سنة ثمان
__________
(1) وَقَال: روى عنه أبي وأبو زُرْعَة، سمعتهما يقولان ذلك"، (الجرح والتعديل: م 1 ق 1 ص 39) .
(2) ووثقه العقيلي والخليلي في الارشاد، وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات وخرج حديثه في صحيحه عن الحسن بن سفيان عنه. وَقَال أبو محمد ابن الاخضر: هو ثقة صدوق. (مغلطاي، الورقة: 6 5، ابن حجر في التهذيب: 1 / 10، والخطيب في تاريخ بغداد: 4 / 7) .
(3) الذي ذكره السراج من وفاته أنها كانت بالعسكر، يوم السبت لسبع بقين من شعبان سنة ست وأربعين =(1/251)
وستين ومئة (1) .
4- س: أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أرطاة، ويُقال: ابْن أَبي أرطاة، القرشي العامري، أَبُو عبد الملك البسري الدمشقي.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري، وإبراهيم بْن عَبد اللَّهِ بْن العلاء بْن زبر الربعي، وأبيه: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ القرشي، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الفريابي (2) ، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، (كن) وأبي مصعب أَحْمَد بْن أَبي بَكْر الزُّهْرِيّ، وأَحْمَد بْن أَبي الحواري الدمشقي، وأبي الطاهر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن السرح المِصْرِي، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يزيد الفراديسي، (س) وإسحاق بْن سَعِيد بن الا ركون، وأبي سُلَيْمان أيوب المكتب (3) ، وأبي مَالِك حَمَّاد بْن مَالِك الأشجعي الحرستاني، وأبي الأخيل خالد بْن عَمْرو السلفي (4) ، وزهير بْن عباد الرؤاسي، وسَعِيد بْن عَبْد الْجَبَّارِ الزبيدي الحمصي، وسُلَيْمان بْن سَلَمَة الخبائري (5) ، وسُلَيْمان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدمشقي، وأبي الحارث الْعَبَّاس بْن عبد الرحمن بن الوليد ابن نجيح القرشي وعبد الحميد بْن بكار البيروتي، وعبد الرحمن بْن
__________
= ومئتين كما في تاريخ بغداد للخطيب: 4 / 7، فكان على المؤلف أن يفرد زيادته عما ذكره أبو جعفر مطين وأبو غالب الأزدي.
(1) أخذ السراج ذلك من قول المترجم كما في تاريخ الخطيب (4 / 6) .
(2) ويُقال فيه: الفاريابي، والفيريابي، والكل نسبة إلى"فارياب"بنواحي بلخ كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الاثير وغيرهما.
(3) المكتب: بضم الميم وسكون الكاف وكسر التاء ثالث الحروف وبعدها باء موحدة، يقال هذا لمن يعلم الصبيان الخط والادب كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الاثير. وذكر الذهبي في "المُشْتَبِه" (ص: 611) أنه قد يثقل (وراجع توضيح ابن ناصر الدين: 3 / الورقة: 51 من نسخة الظاهرية) .
(4) في هامش النسخ: سلف بطن من كلاع وكلاع من حمير"قال بشار: وقيده السمعاني في (السلفي) من الانساب وتابعه ابن الاثير في اللباب، وكذلك قيده المعنيون بضبط المشتبه ومنهم الذهبي (المشتبه: 364) . وابن ناصر الدين وابن حجر، وقبلهم الامير ابن ماكولا في الاكمال.
(5) في هامش النسخ أيضا: الخبائر بطن من كلاع أيضا".(1/252)
يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن عُبَيد اللَّهِ بْن أَبي المهاجر المخزومي، عبد الملك بْن شعيب بْن الليث بْن سعد المِصْرِي. وعَمْرو (1) بن حفص ابن شليلة الثقفي البزاز، وعَمْرو بْن عثمان بْن سَعِيد بْن كثير بْن دينار الحمصي، وكثير بْن يزيد القنسريني، ومحمد بْن آدم المصيصي، ومحمد بْن عائذ القرشي الدمشقي، (س) و (2) جده مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن بكار القرشي الدمشقي، وأبي الجماهر مُحَمَّد بْن عثمان التنوخي الكفرسوسي (3) ، ومحمد بْن مصفى الحمصي، ومحمد بْن يزيد الطرسوسي، والمُسَيَّب بْن واضح الحمصي، ومهدي بْن جَعْفَر الرملي، وموسى بْن أيوب النصيبي (كن) ، ونصر بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان ابن أَبي ضمرة الحمصي، وهدية بْن عبد الوهاب المروزي، ويزيد بْن خالد بْن موهب الهمداني الرملي (س) ، ويعقوب بْن حميد بْن كاسب المدني.
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وأَحْمَد بْن سُلَيْمان بْن أيوب بن حذلم الأسدي، أَبُو الحسن أحمد بْن عُمَير بْن يُوسُف بْن جوصا الدمشقي، وأَبُو الحارث أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمارة الليثي، والقاضي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مروان الدينوري المالكي صاحب كتاب"المجالسة"، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن هشام ابْن بنت عدبس (4) ، والحسن بْن حبيب بْن عَبد المَلِك الحصائري، وأَبُو الْقَاسِم سُلَيْمان بْن أَحْمَد بْن أيوب الطبراني، وأَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بْن راشد البجلي، وأَبُو الْقَاسِم علي بْن يَعْقُوب بْن أَبي العقب الهمداني وأبو
__________
(1) في هامش النسخ: ويُقال فيه عُمَر بن حفص أيضا، وهو مولى الحجاج بن يوسف.
(2) الواو إضافة من"د.
(3) منسوب إلى"كفرسوسية"قرية بغوطة دمشق، ذكرها ياقوت في معجم البلدان والبغدادي في المراصد واستدركها ابن الاثير على السمعاني (اللباب: 3 / 45) .
(4) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" وضبطه بالقلم بفتح العين والدال المهملتين وتشديد الباء الموحدة وفتحها ثم السين المهملة وذكر جعفرا هذا وأخاه هشاما (ص: 448) ، وقيده ابن ناصر الدين بالحروف كما قيدناه. (توضيح: 2 / الورقة: 148 من نسخة الظاهرية) .(1/253)
القاسم عمار بن الخزر (1) بْن عَمْرو العذري الجسريني (2) قاضي الغوطة، وأَبُو علي فياض بْن الْقَاسِم بْن حريش الدمشقي، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبد المَلِك بْن مروان القرشي، ومحمد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هشام بْن ملاس النميري، وأَبُو طاهر مُحَمَّد بْن سُلَيْمان بْن ذكوان البعلبكي، وأَبُو طالب مُحَمَّد بْن صبيح بْن رجاء الثقفي، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَمْرو بن موسى بن محمد ابن حَمَّاد العقيلي الْحَافِظ، ومحمد بْن الفيض بْن مُحَمَّد بْن فياض الغساني، وأَبُو علي مُحَمَّد بْن هارون بْن شعيب الأَنْصارِيّ، وأَبُو عوانة يعقوب بْن إسحاق الإسفراييني.
قال النَّسَائي: لا بأس به.
وَقَال الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم: كَانَ ثقة (3) .
قال أبو سُلَيْمان أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن زبر الربعي عَنْ مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن بشر الهروي: مات سنة تسع وثمانين ومئتين. زاد غيره: يوم الخميس لسبع عشرة مضت من شوال.
5 ومن الأَوهام:
أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ.
روى عن يحيى عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْن الأخنس، روى عنه أبو داود.
__________
(1) قيد المؤلف في هامش نسخته الاسم بحروف منفصلة وانتقل ذلك إلى النسخ التي نقلت عنه (خ ز ز) . وقيده الذهبي في "المُشْتَبِه"، قال: وبخاء وزايين: عمار بن الخزر العذري قاضي جسرين مات قبل سنة 330" (ص: 225) ، وقبله قيده الامير في الاكمال أيضا: 2 / 456.
(2) الجسريني: قيد ناسخ دال الجيم بالفتح، والذي نحفظه فيها الكسر إذ هي نسبة إلى جسرين من قرى غوطة دمشق، قال ياقوت في معجم البلدان: بكسر الجيم والراء وسكون السين والياء آخره نون". ونسب ابن الخزر هذا إليها. ولم يذكر ابن المسعاني هذه النسبة في الانساب ولا استدركها عليه عز الدين ابن الاثير في اللباب. فاستدركها عليهما العلامة المعلمي في تعليقه على الانساب: 3 / 278 277 وذكر ياقوت أنه توفي سنة 329 في رمضان منها.
(3) وَقَال مغلطاي: وَقَال مسلمة في كتاب الصلة: أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد القرشي، أبو عبد الملك دمشقي صالح، وأحمد بن إبراهيم القرشي، ثقة روى عنه العقيلي. كذا فرق بينهما وخرج الحاكم حديثه في المستدرك" (إكمال: 1 / الورقة: 6) .(1/254)
هكذا قال (1) ، وهو وهم قبيح وتخليط فاحش، إنما هو: إِبْرَاهِيم ابن مُحَمَّد التَّيْمِيّ، وهو فِي أوائل كتاب النكاح فِي حديث عَمْرو بْن شعيب، عَن أَبِيهِ، عَنْ جده أن مرثد بْن أَبي مرثد الغنوي كَانَ يحمل الأسارى، وكان بمكة بغي يقال لها: عناق، وكانت صديقته (2) .
6- س ق: أَحْمَد بن الأَزْهَر بن منيع بن سليط بن إِبْرَاهِيم العبدي، مولاهم، أَبُو الأَزْهَر النَّيْسَابُورِيّ.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن الحكم بْن أبان العدني (فق) ، وآدم بْن أَبي إياس العسقلاني (ق) ، وأسباط بْن مُحَمَّد القرشي (فق) ، وإسحاق بْن سُلَيْمان الرازي (س) ، وإسحاق بْن مَنْصُور السلولي، وإسماعيل بْن عبد الكريم الصنعاني (فق) ، وأبي المنذر إِسْمَاعِيل بْن عُمَر الواسطي، وأبي ضمرة أنس بْن عياض الليثي، والجارود بْن يزيد العامري النَّيْسَابُورِيّ، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وروح بْن عبادة، وزيد بْن الحباب (3) ، وزيد بْن يحيى بْن عُبَيد الدمشقي، وسَعِيد بْن عامر الضبعي (س) ، وسُلَيْمان بْن حرب، وسويد بْن سَعِيد الحدثاني (فق) ، والضحاك بْن مخلد أَبِي عاصم النبيل، وعبد الله بْن جَعْفَر الرَّقِّيّ (فق) ، وعبد الله بْن الزبير الحميدي (فق) ، وأبي صَالِح عَبد اللَّهِ بْن صَالِح المِصْرِي (فق) ، وعبد الله بْن ميمون القداح، وعبد الله بْن نمير الهمداني، وأبي مسلم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن واقد الواقدي (ق) ، وعبد الرزاق بن همام الصعناني (س ق) ، وعبد العزيز بْن الخطاب الكوفي،
__________
(1) يعني عبد الغني، وانظر الكمال: 1 / الورقة: 163.
(2) أخرجه أبو داود (2051) في النكاح باب في قوله تعالى (الزاني لا ينكح إلا زانية) ، والنَّسَائي (6 / 66 67) في النكاح باب تزويج الزانية، والتِّرْمِذِيّ (2176) في التفسير والبيهقي (753) من حديث عَمْرو بْن شعيب عَن أَبِيهِ عَنْ جده أن مرثد بْن أَبي مرثد الغنوي كان يحمل الاسارى بمكة وكان بمكة بغي يقال لها عناق، وكانت صديقته، قال: جئت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أنكح عناق؟ قال: فسكت عني فنزلت {والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك} فدعاني فقرأ علي، وَقَال: تنكحها"وإسناده حسن كما قال التِّرْمِذِيّ، وصححه الحاكم (2 / 166) ووافقه الذهبي. (ش) .
(3) الحباب: بضم الحاء المهملة وبعدها الباء الموحدة، وسيأتي في موضعه من هذا الكتاب.(1/255)
(ق) ، وعبد الملك بْن إِبْرَاهِيم الجدي، وأبي عامر عَبد المَلِك بْن عَمْرو العقدي، وعلي بْن عاصم الواسطي (فق) ، وعَمْرو بْن عثمان الرَّقِّيّ (ق) ، وقريش بْن أنس البَصْرِيّ، ومالك بْن سعير (1) بْن الخمس (2) التَّمِيمِيّ (ق) ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبي فديك (ق) ، ومحمد بْن بشر العبدي، ومحمد بْن بلال البَصْرِيّ، ومحمد بْن سُلَيْمان بْن أَبي داود الحراني، ولقبه بومة، ومحمد بْن شرحبيل الأَنْبارِيّ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ الأَنْصارِيّ (س) ، ومحمد بْن عُبَيدالطنافسي (ق) ، (3) ومحمد ابن عيسى ابن الطباع (ق) ، وأبي النعمان مُحَمَّد بْن الفضل السدوسي، ولقبه عارم (ق) ، ومحمد بْن كثير المصيصي، ومحمد بْن يُوسُف الفريابي (س ق) ، ومروان بْن مُحَمَّد الدمشقي المعروف بالطاطري (ق) ، ومعلى بْن مَنْصُور الرازي (س) ، وأبي الوليد هشام بْن عَبد المَلِك الطيالسي، والهيثم بْن جميل الأنطاكي (ق) ، ووهب بْن جرير بْن حازم (ق) ، ويحيى بْن آدم، ويزيد بْن أَبي حكيم العدني، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد الزُّهْرِيّ، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب (س) ،
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وابْن ماجه، وإبراهيم بْن أَبي طالب النَّيْسَابُورِيّ، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصوفي، وأَبُو حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الشرقي النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو بَكْر إِسْمَاعِيل بْن الفضل البلخي، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى النَّيْسَابُورِيّ الأعرج الْحَافِظ، وأبوممد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن جَابِر النَّيْسَابُورِيّ، والحسن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن صَالِح بْن شيخ بْن عميرة (4) الأسدي، وأَبُو ربيعة زَيْد بْن عوف العامري البَصْرِيّ، ولقبه
__________
(1) سعير: بضم السين المهملة على التصغير.
(2) قيده كما قيدناه ابن حجر في التقريب: 2 / 225، وغيره، وسيأتي ذكره.
(3) الرمز من"د"لم يرد في "م.
(4) عميرة بفتح العين هو الشائع، فأما غير الشائع، فهو عميرة بضم العين، وفتح الميم، لذلك قال مؤلفو =(1/256)
فهد وهو فِي عداد شيوخه. وعبد الله بْن الْعَبَّاس الطيالسي الْبَغْدَادِيّ، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدارمي، وأَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الشرقي النَّيْسَابُورِيّ، وعبد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش الْحَافِظ، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وأَبُو حَاتِم محمد ابن إدريس الرازي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي غير"الجامع"، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن جرير بْن يزيد الطبري، ومحمد بْن رافع القشيري النَّيْسَابُورِيّ، وهو من أقرانه، وأَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن عبد الوهاب العبدي الفراء، ومحمد بْن يحيى الذهلي، وهو من أقرانه، ومسلم بْن الحجاج القشيري، خارج"الصحيح"، وأَبُو حَاتِم مَكِّيّ بْن عبدان النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو عِمْران مُوسَى بْن الْعَبَّاس الْجُوَيْنِيّ، وموسى بْن هارون بْن عَبد اللَّهِ الْحَافِظ، وأَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاقَ الأسفراييني.
قال أَبُو حامد ابن الشرقي (1) : سمعت أَبَا الأَزْهَر يَقُول: كتب عني يحيى بْن يحيى.
وَقَال الحاكم أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسحاق الْحَافِظ: ما حدث من أصل كتابه، فهو أصح. قال: ورأيت أَبَا بَكْر بْن خزيمة إذا حدث عَنْهُ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَر من أصله. قال: وحدثني بعض أصحابنا عَنْهُ أنه كتب فِي كتابه: حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَر من أصله، وحَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَر تلقينا، وذاك أنه كَانَ قد كبر فربما تلقن ما يخشى.
وَقَال أَبُو الْعَبَّاس بْن عقدة: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يوسف،
__________
= كتب المشتبه في الاول: إنهم جماعة بينما ذكروا على الاستقصاء من عرف بعميرة بالضم (انظر مثلا مشتبه الذهبي: 473، 474) .
(1) الشرقي: بفتح الشين المعجمة وسكون الراء وبعدها القاف، هذه النسبة إلى موضعين أحدهما إلى"الشرقية"المحلة المعروفة ببغداد، والثاني إلى موضع نيسابور لعله شرقيها فيما ظن أبو سعد السمعاني. وإلى الموضع الاخير، أعني بنيسابور، نسب أَبُو حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الشرقي الْحَافِظ صاحب الصحيح وتلميذ مسلم ابن الحجاج وأحد العلماء المشهورين، توفي سنة 325 كما في أنساب السمعاني، ولباب ابن الاثير، وتاريخ بغداد: 4 / 426، ولسان الميزان: 1 / 306، والذهبي في "المُشْتَبِه": 394، وغيرها.(1/257)
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الأَزْهَر وسمعت مُحَمَّد بْن يحيى يثني عَلَيْهِ.
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن البيع الْحَافِظ: قرأت بخط أَبِي عَمْرو (1) المستملي: سألت مُحَمَّد بْن يحيى عَن أَبِي الأَزْهَر فَقَالَ: أَبُو الأَزْهَر من أهل الصدق والأمانة نرى أن يكتب عَنْهُ. وَقَال أيضا: حدثني أَبُو مُحَمَّد بْن أَبي حامد عَنْ مَكِّيّ بْن عبدان، قال: سألت مسلم بْن الحجاج عَن أَبِي الأَزْهَر فَقَالَ: اكتب عَنْهُ. قال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: وهذا رسم مسلم فِي الثقات (2) .
وَقَال إِبْرَاهِيم بْن أَبي طالب: كَانَ من أحسن مشايخنا حديثا.
وَقَال أَحْمَد بْن سيار المروزي فِي ذكر مشياخ نيسابور: وأَحْمَد بْن الأَزْهَر من مواليهم، كتب عَنِ الناس، حسن الحديث.
وَقَال أَبُو حَاتِم الرازي و (3) صالح بن محمد البغدادي الحفاظ: صدوق.
وَقَال النَّسَائي: لا بأس به.
وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: لا بأس به، وقد أخرج فِي الصحيح عَنْ من (هو) (4) دونه وشر منه.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ الجرجاني الْحَافِظ عَن أَبِي حامد ابن الشرقي: قيل لي وأنا أكتب الحديث فِي بلدي: لم لا ترحل إلى
__________
(1) في حاشية النسخ قول للمؤلف: اسمه أحمد بن المبارك"قال بشار محقق هذا الكتاب: كان يعرف بحكمويه، وكان راهب عصره، توفي سنة 284. (الذهبي في التذكرة: 2 / 644، والعبر: 2 / 73، وتاريخ الاسلام في الطبقة: 29، (أحمد الثالث 2917 / 8، والصفدي في الوافي: 7 / 302) .
(2) قال العلامة مغلطاي: قال أبو عبد الله الحاكم وخرج حديثه هو باجماعهم ثقة. وَقَال في تاريخ نيسابور: هو محدث عصره، روى عنه يحيى بْن يحيى، ولعل متوهما يتوهم أن أبا الازهر فيه لين لقول أبي بكر بن إسحاق"حَدَّثَنَا أبو الأزهر وكتبته من كتابه"وليس كما يتوهم لان أبا الازهر كف بصره رحمه الله تعالى وكان لا يحفظ حديثه فربما قرأ عليه الوقت بعد الوقت فنقل ابن إسحاق سماعه منه لهذه العلة" (إكمال، الورقة: 6) .
(3) الواو إضافة من"د.
(4) ما بين القوسين من"د".(1/258)
العراق؟ فقلت: وما أصنع بالعراق وعندنا من بنادرة (1) الحديث ثلاثة: مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي، وأَبُو الأَزْهَر أَحْمَد بْن الأَزْهَر، وأَحْمَد بْن يُوسُف السلمي، فاستغنينا بهم عَنْ أهل العراق.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ محمد الشيباني المعروف بابن لمجاور، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكُنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّيْبَانِيُّ الْقَزَّازُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ زُرَيْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْبَغْدَادِيُّ الْخَطِيبُ الْحَافِظُ (2) ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ (3) مُحَمَّدُ بْنُ عَبد اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا أبو حاتم مكي ابن عبدان النيسابوري يسابور، وأَبُو عِمْران مُوسَى بْن الْعَبَّاس الْجُوَيْنِيُّ. قال الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ: وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ واللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ القَطِيعِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا، سَيِّدٌ فِي الآخِرَةِ، ومَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وحَبِيبِي حَبِيبُ اللَّهِ، وعَدُوُّكَ عَدُوِّي، وعَدُوِّي عَدُوُّ اللَّهِ، والْوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ مِنْ بَعْدِي". قال أَبُو الْمُفَضَّل (4) : فسمعت أَبَا حَاتِم يَقُول: سمعت أَبَا الأَزْهَر يَقُول: خرجت مع عَبْد الرَّزَّاقِ إِلَى قريته، فكنت معه فِي الطريق فَقَالَ لي: يا أَبَا الأَزْهَر أفيدك حديثا ما حدثت به غيرك، قال: فحدثني
__________
(1) جاء في حاشية النسخ من تعليق المؤلف: البنادرة جمع بندار، وهو الناقد".قال بشار: وهي لفظة أصلها أعجمي، وأصل معناها أن تقال إلى من كان مكثرا من شيء يشتري منه من هو أسفل منه أو أخف حالا وأقل مالا منه ثم يبيع ما يشتري منه من غيره. ذكر ذلك السمعاني في (البندار) من الانساب وتابع ابن الاثير في اللباب.
(2) انظر تاريخ بغداد: 4 / 41.
(3) في تاريخ الخطيب: الفضل"محرف.
(4) في تاريخ الخطيب أيضا: الفضل".(1/259)
بهذا الحديث.
وبه: أَخْبَرَنِي (1) مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي (2) ، قال: سمعت أَبَا علي الحسين بْن علي الْحَافِظ يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن يحيى بْن زهير التستري يَقُول: لما حدث أَبُو الأَزْهَر النَّيْسَابُورِيّ بحديثه عَنْ عَبْد الرَّزَّاقِ فِي الفضائل أخبر يحيى بْن مَعِين بذلك، فبينا هو عنده فِي جماعة أهل الحديث إذ قال يحيى بْن مَعِين: من هذا الكذاب النَّيْسَابُورِيّ الذي حدث عَنْ عَبْد الرَّزَّاقِ بهذا الحديث؟ فقام أَبُو الأَزْهَر فَقَالَ: هو ذا أنا! فتبسم يحيى بْن مَعِين وَقَال: أما إنك لست بكذاب، وتعجب من سلامته وَقَال: الذنب لغيرك فِي هذا (3) الحديث.
قال ابْن نعيم: وسمعت أَبَا أَحْمَد الْحَافِظ يَقُول: سمعت أَبَا حامد ابن الشرقي (4) ، وسئل عَنْ حديث أَبِي الأَزْهَر عَنْ عَبْد الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَر فِي فضائل علي، فَقَالَ أَبُو حامد: هذا حديث باطل، والسبب فيه أن معمرا كَانَ لَهُ ابْن أخ رافضي وكان مَعْمَر يمكنه من كتبه فأدخل عَلَيْهِ هذا الحديث، وكان مَعْمَر رجلا مهيبا لا يقدر عَلَيْهِ أحد في السؤال المراجعة، فسمعه عَبْد الرَّزَّاقِ فِي كتاب ابْن أخي مَعْمَر.
قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر: وقد رواه مُحَمَّد بْن حمدون النَّيْسَابُورِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن علي بْن سفيان النجار عَنْ عَبْد الرَّزَّاقِ، فبرئ أَبُو الأَزْهَر من عهدته، إذ قد توبع على روايته، والله أعلم.
__________
(1) فاعل أخبرني هو الخطيب البغدادي.
(2) في حاشية النسخ قول للمؤلف: محمد بن نعيم هذا هو الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد ابن نعيم النيسابوري الحافظ".قال بشار: توفي سنة 405 وشهرته تغني عن التعريف.
(3) في "د": في غير هذا"ولا يستقيم المعنى بها، وهي من سبق القلم لاريب، وانظر تاريخ الخطيب: 4 / 42.
(4) في تاريخ الخطيب: أبا حامد الشرقي"فسقط من المطبوع"ابن".(1/260)
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ عَن أبي حامد ابن الشرقي أيضا: وبعض هذا الحديث سمعته من أَبِي الأَزْهَر، وأَبُو الأَزْهَر هذا كتب الحديث فأكثر ومن أكثر لابد أن يقع فِي حديثه الواحد والاثنان والعشرة مما ينكر.
قال ابْن عَدِيّ: وأَبُو الأَزْهَر بصورة أهل الصدق عند الناس، وقد روى عنه الثقات من الناس. وأما هذا الحديث عَنْ عَبْد الرَّزَّاقِ، فعبد الرزاق من أهل الصدق وهو ينسب إِلَى التشيع، فلعله شبه عَلَيْهِ، لأنه شيعي (1) .
قال أَحْمَد بْن سيار المروزي: مات فِي أول سنة إحدى وستين ومئتين.
وَقَال الحسين بْن مُحَمَّد بْن زياد القباني (2) : توفي سنة ثلاث وستين ومئتين (3) .
7 خ: أَحْمَد بن إسحاق بن الْحُصَيْن بن جَابِر بن جندل السلمي المطوعي، أَبُو إسحاق البخاري السرماري.
__________
(1) قال مغلطاي: وفي كتاب الارشاد للخليلي: قال يحيى بن مَعِين له لما حدث بحديث"أنت سيد": لقد جئت بطامة: فقال له: حدثنيه عبد الرزاق..قال الخليلي: ولا يسقط أبو الأزهر بهذا يعني برواية هذا الحديث". (إكمال، الورقة: 6) . قلنا: وذكره ابنُ حِبَّان البستي في كتاب "الثقات" وخرج حديثه في صحيحه لكنه قال: يخطئ"، وكان إمام الامة ابن خزيمة إذا حدث عَنْهُ قال: حَدَّثَنَا أبو الأزهر من أصل كتابه، وقد نقلنا قبل قليل قول الحاكم في مقالة ابن خزيمة فراجعه. وقد ذكره الإمام الذهبي في "الميزان"ونقل قول ابن عدي"هو بصورة أهل الصدق"ثم علق عليه بقوله: بل هو كما قال أبو حاتم صدوق"وبرأه الإمام الذهبي من عهدة ذاك الحديث الباطل. (الميزان: 1 / 82 وتاريخ الاسلام، وتهذيب ابن حجر: 1 / 13، والكامل لابن عدي ومغلطاي وغيرهم) .
(2) في تاريخ الخطيب: القبائي"مصحف.
(3) ومما يستدرك على المؤلف من التمييز:
2- أحمد بن الازهر البلخي:
روى عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ومعروف بن حسان. روى عنه إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة، وإبراهيم بن نصر العنبري، وأحمد بن محمد بن المغلس. ذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات" مفردا عن الذي قبله بعد تخريج حديثه في صحيحه، وَقَال: كان ينتحل مذهب أهل الرأي ويخطئ ويخالف. وأخرجه له الحاكم في المستدرك (استدركه العلامة مغلطاي (الورقة: 7) وعنه أخذه ابن حجر في التهذيب (1 / 13) .(1/261)
وسرمارة (1) : قرية من قرى بخارى.
كَانَ أحد فرسان الإسلام، يضرب بشجاعته المثل (2) .وكان زاهدا.
وهو والد أَبِي صفوان إسحاق (3) بْن أَحْمَد البخاري.
رَوَى عَن: سُلَيْمان بْن حرب، وعُبَيد الله بْن موسى (خ) ، وعثمان بن عُمَربن فارس (خ) ، وعَمْرو بْن عاصم الكِلابي (خ) ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ الأَنْصارِيّ (عخ) ، ويحيى بْن حماد الشيباني (بخ) ، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي (خ) .
رَوَى عَنه: البخاري، وإبراهيم بْن عفان البزاز، وإدريس بْن عبدك المطوعي، وابنه أَبُو صفوان إسحاق بن أحمد بن إسحاق
__________
(1) هكذا هي مقيدة في جميع النسخ آخرها تاء مدورة، وكذلك أيضا بخط العلامة مغلطاي. وفي معجم البلدان ومراصد البغدادي وأنساب السمعاني ولباب ابن الاثير: سرمارى"مقصورة. ووجدت السين في جميع النسخ مضمومة، وَقَال المؤلف في حاشية كتابه كما يظهر في النسخ: السرماري: قيده أبو سعد ابن السمعاني بالفتح وَقَال: نسبة إلى سرمارا". قال أفقر العباد بشار بن عواد محقق هذا الكتاب: الذي قاله السمعاني: بضم السين المهملة والميم المفتوحة والالف بين الرائين، هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارى يقال لها سرمارى على ثلاثة فراسخ خرجت إليها قاصدا لزيارة الشيخ أحمد السرماري"، وتابعه بقول الضم في السين عز الدين ابن الاثير في اللباب. ويؤيده ما ذكره العلامة مغلطاي كما هو مثبت بخطه في إكمال التهذيب: وابن السمعاني يضم السين وكأنه معتمد المزي لان المهندس ضم السين ضبطا عن الشيخ" (يريد بذلك ابن المهندس صاحب نسختنا المعتمدة) وبذلك يبطل القول بأن السمعاني فتح السين. وَقَال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب: والسرماري بضم السين واسكان الراء قيده ابن السمعاني نسبة إلى سرمار (كذا) قرية من قرى بخارى". وَقَال العلامة مخلطاي عند أول تعليقه على السرماري: نسبة إلى قرية تدعى سرمارة بفتح السين وسكون الراء.
ويُقال: بكسر السين فيما ذكره الحافظان الجياني وابن خلفون". وَقَال ابن حجر: وضبطه أبو علي الغساني بفتح السين وكذا هو بخط المزي". قال بشار: فابن حجر يدعي ان المزي قيده بفتح السين. والظاهر لنا أن المزي اعتمد ضم السين ثم كتب في حاشية النسخة انه بالفتح وإلا فكيف نفسر وجود السين مقيدة بالضم في نسخة ابن المهندس ونسخة التبريزي بينهما قرابة الخمسة والثلاثين عاما وقد قرئتا على المؤلف؟ فتدبر الامر جيدا.
(2) أورد الإمام الذهبي جملة من أخباره في الشجاعة الخارقة في الجهاد ونقل عن الإمام البخاري قوله: ما نعلم أن في الاسلام مثله" (تاريخ الاسلام، الورقة: 97 96، أحمد الثالث 2917 / 7) .
(3) كان ثقة، رحل به أبوه إلى العراق وهو صغير وسمعه هناك، وتوفي سنة 276 كما في أنساب السمعاني: 7 / 126 وغيره.(1/262)
السلمي، وأَبُو سَعِيد بَكْر بْن منير بْن خليد بْن عسكر، وحاشد بْن مَالِك، وأَبُو معشر حمدويه بْن الخطاب، وأَبُو صَالِح شفيع بْن إسحاق المحتسب، وعُبَيد الله بْن واصل، وأَبُو نصر الليث بْن نصر بْن الحسين الشاعر، ومحمد بْن الضوء الشَّيْبَانِيّ، ومحمد بْن عِمْران المطوعي.
قال أَبُو صفوان: وهب المأمون أمير المؤمنين لأبي ثلاثين ألف درهم، وعشرة أفراس، وجارية، فلم يقبلها (1) .
وَقَال عُبَيد اللَّهِ بْن واصل البخاري: مات يوم السبت لست بقين من ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين ومئتين.
8 م د ت س: أَحْمَد بن إسحاق بن زَيْد بن عَبد اللَّهِ بن أَبي إسحاق الحضرمي، مولاهم، أَبُو إسحاق البَصْرِيّ، أخو يَعْقُوب بْن إسحاق القارئ، وكان أكبر من يَعْقُوب، وكان يحفظ حديثه، وجده عَبد اللَّهِ بْن أَبي إسحاق أخو يحيى بْن أَبي إسحاق.
رَوَى عَن: حَمَّاد بْن سَلَمَة (س) ، والخليل بْن مرة، وعبد الله بْن حسان العنبري، وعبد الله بْن عرادة الشَّيْبَانِيّ، وعبد العزيز بْن المختار (م) ، وعبد الواحد بْن زياد، وعكرمة بْن عمار اليمامي، وعِمْران بْن خالد الخزاعي، وهمام بْن يحيى (م) ، وأبي عوانة الوضاح ابن عَبد اللَّهِ (م) ، ووهيب بْن خالد (م د ت س) ، ويحى بْن سَعِيد القطان.
رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد (2) الجوهري (س) ، وإبراهيم بْن
__________
(1) وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات فقال: كان من الغرائين، وكان من أهل الفضل والنسك مع لزوم الجهاد.
(2) وقع في نسخة ابن المهندس"م": سعد"وهو من سبق القلم إذ أورده ابن المهندس نفسه"سَعِيد"فيمن اسمه"ابراهيم"من هذا الكتاب، وسيأتي.(1/263)
يَعْقُوب الجوزجاني (س) ، وأَحْمَد بْن ثَابِت الجحدري، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن خراش الْبَغْدَادِيّ (ت) ، وأَحْمَد بْن أَبي عُمَر حَفْص بْن عُمَر الدوري، وأَحْمَد بْن أَبي خيثمة زهير بْن حرب، وأَحْمَد بْن سَعِيد الدارمي (م) ، وإسحاق بْن الْحَسَن الحربي، والحارث بْن مُحَمَّد بْن أَبي أسامة التَّمِيمِيّ، وأَبُو عُمَر حَفْص بْن عُمَر الدوري المقرئ، وأبوت خيثمة زهير بْن حرب النَّسَائي (م) ، والعباس بْن جَعْفَر بْن الزبرقان المعروف بابن أَبي طالب، والعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة (م) ، وعبد ابن حميد الكشي (م) ، وأَبُو قدامة عُبَيد اللَّهِ بْن سَعِيد السرخسي، وعثمان بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة (د) ، وعلي بْن نصر بْن علي الجهضمي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق الصاغاني (س) ، ومحمد بْن الحسين البرجلاني، ومحمد بْن أَبي عُمَر حَفْص بْن عُمَر الدوري، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي.
قال أَبُو بَكْر المروذي: قيل لأحمد: كتبت عَنْهُ؟ قال: لا، تركته على عهد. قيل لَهُ: أيش أنكرت عَلَيْهِ؟ قال: كَانَ عندي إن شاء الله صدوقا، ولكني تركته من أجل ابْن أكثم دخل لَهُ فِي شيء (1) .
وَقَال يَعْقُوب بْن شَيْبَة، وأَبُو زُرْعَة، وأَبُو حَاتِم، والنَّسَائي، ومحمد ابن سعد: ثقة.
وَقَال النَّسَائي فِي موضع آخر: ليس به بأس.
وزاد مُحَمَّد بْن سعد: مات بالبصرة سنة إحدى عشرة ومئتين.
روى لَهُ: مسلم، وأَبُو داود، والتِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي.
__________
(1) لذلك تناوله الذهبي في الميزان: 1 / 82 ولكنه صدر قوله بعبارة"بصري ثقة". أما في تاريخ الاسلام فقد وثقه على الاطلاق (الورقة: 94 من نسخة أيا صوفيا 3007 وهي بخطه) ، وذَكَره ابنُ حِبَّان في الثقات وذكر أنه كان يخضب رأسه ولحيته بالحناء. وَقَال ابن منجويه في رجال صحيح مسلم: كان يحفظ حديثه (الورقة: 2 من نسخة بلدية الاسكندرية، رقم 1245 ب) .(1/264)
9 د: أَحْمَد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي، أَبُو إسحاق البزاز صاحب السلعة.
رَوَى عَن: حجاج بْن نصير الفساطيطي، وخلاد بْن يحيى السلمي، وأبي توبة الربيع بْن نَافِع الحلبي، وعامر بْن مدرك الحارثي، وعبد الله بْن السري الأنطاكي، وعبد الله بْن يزيد أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن الزبير أَبِي أَحْمَد الزبيري (د) ، وموسى بن داود الضبي، ويَعْلَى بْن عباد الكِلابي.
رَوَى عَنه: أَبُو داود (1) ، وأَحْمَد بْن الصقر بْن ثوبان الطرسوسي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن عبد الخالق البزار (2) ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بَكْر النَّسَائي، وزكريا بْن يحيى الساجي، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن مُوسَى الأهوازي الْحَافِظ المعروف بعبدان الجواليقي، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، والقاسم بْن زكريا المطرز، ومحمد بْن جرير الطبري، ومحمد بْن يحيى بْن منده الأصبهاني.
قال النَّسَائي: صَالِح.
وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي عاصم: مات سنة خمسين ومئتين.
__________
(1) في حواشي النسخ: ذكر في النبل أن النَّسَائي روى عنه أيضا ولم أقف على ذلك بعد". قال بشار: وهذا مثبت في نسختي من المعجم المشتمل ابن عساكر، الورقة: 3. وَقَال العلامة مغلطاي في إكماله بعد نقل قالة المزي: قال النَّسَائي في كتاب أسماء شيوخه وهو أعرف بحاله وبمشايخه الذين روى عنهم: أحمد بن إسحاق الاهوازي، صالح. وَقَال مسلمة بن قاسم: أحمد بن إسحاق الاهوازي، صدوق روى عنه النَّسَائي. ففي بعض هذا ما يوضح عذر أبي القاسم إن كان رآه، وإن كان عنده دليل آخر فهذا يؤيده ويعضده ويدفع قول من أنكره، والله أعلم" (الورقة: 8) ، لكن انظر إلى قول ابن حجرفي التهذيب: قلت: نقل بعض المتأخرين عن سلمة بن قاسم أنه ذكره في شيوخ النَّسَائي في السنن، وقد ذكره النَّسَائي في شيوخه وَقَال: كتبنا عنه شيئا يسيرا، صدوق. لكن لا يلزم منه أنه روى عنه فِي كِتَابِ السُّنَنِ" (تهذيب: 1 / 15) . وهذا تعريض من الحافظ ابن حجر بالعلامة مغلطاي وإن كنى عنه بقوله"بعض المتأخرين"، ولكن الذي عليه بخط مغلطاي من كتابه أنه لم يذكر أن النَّسَائي روى عنه في السنن، إنما جاء ببعض الادلة التي تؤيد وتقوي قول الحافظ أبي القاسم ابن عساكر، وقد نقلنا لك قبل هذا ما ذكره فراجعه!.
(2) هو صاحب المسند المشهور، وآخره راء مهملة، قيده الذهبي في "المُشْتَبِه": 71 وغيره.(1/265)
10 ق: أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن نبيه القرشي السهمي، أَبُو حذافة المدني، نزيل بغداد.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن سعد، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل، وسعد بْن سَعِيد بْن أَبي سَعِيد المقبري (1) ، وعبد الرحمن بْن أَبي الزناد، وعبد العزيز بْن عِمْران الزُّهْرِيّ المعروف بابن أَبي ثَابِت، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدَّراوَرْدِيّ، وكثير بْن جَعْفَر بْن أَبي كثير، ومالك بْن أنس (ق) ، وهو آخر من روى عنه، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبي فديك، ومسلم بْن خالد الزنجي، ومصعب بْن عَبد اللَّهِ الزبيري.
رَوَى عَنه: ابْن ماجه، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الْوَرَّاق، والحسن بْن علي بْن شبيب المعمري، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، والعباس بْن يُوسُف الشكلي، وعبد الله بْن أَحْمَد الجصاص، وعبد الله بْن عروة الهروي، وأَبُو الحسين مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شعيب الغازي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الحسين الأهوازي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن زهير القيسي الطوسي، ومحمد بْن مخلد الدوري، ومحمد بْن المُسَيَّب الأرغياني، ويعقوب بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الجصاص المعروف بالدعاء.
قال الحاكم أَبُو أَحْمَد: متروك الحديث، ذكره الفضل بْن سهل فكذبه، وَقَال: كل شيء نقول لَهُ يَقُول: حدثني مَالِك عَنْ نَافِع عَنِ ابْن عُمَر.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: حدث عَنْ مَالِك"بالموطأ"وحدث عَنْ غيره بالبواطيل.
وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: ضعيف الحديث، كَانَ مغفلا، أدخلت عليه
__________
(1) بفتح الميم وسكون القاف وضم الباء الموحدة وفي آخرها الراء وياء النسب، نسبة إلى المقبرة كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الاثير، كان يسكن بالقرب من مقبرة فنسب إليها.(1/266)
أحاديث فِي غير"الموطأ"فقبلها، لا يحتج به.
وَقَال أَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيّ (1) : كَانَ الدَّارَقُطْنِيّ حسن الرأي فيه، وأمرني أن أخرج عَنْهُ فِي "الصحيح.
وَقَال الحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي عَن أَبِيهِ: سألت أَبَا مصعب عَن أَبِي حذافة، فَقَالَ: كَانَ يحضر معنا العرض على مَالِك (2) .
قال مُحَمَّد بْن مخلد: مات يوم عيد الفطر سنة تسع وخمسين ومئتين (3) .
11 خ: أَحْمَد بن إشكاب (4) الحضرمي، أَبُو عَبْد اللَّهِ الصفار الكوفي، نزيل مصر.
وقيل: أَحْمَد بْن معمر بن إشكاب.
__________
(1) ضم ناسخ"د"باء"البرقاني"وهو وهم. وقد قيده السمعاني في الانساب وتابعه ابن الاثير في اللباب بالفتح نسبة إلى"برقان"المدينة التي كانت في شرقي جيحون وخربت. وكذلك قيده ياقوت في معجم البلدان، وأشار إلى أن بعضهم قد كسر الباء. نعم. ذكر ياقوت"برقان"بضم الباء موضع بالبحرين، لكن الجميع نسبوا أبا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد البرقاني إلى الاولى. وتوفي البرقاني سنة 425 ببغداد، وهو من كبار شيوخ الخطيب البغدادي.
(2) وَقَال الخطيب بعد أن أورد جملة من هذه الآراء: قلت: كان أبو حذافة قد أدخل عليه عن مالك أحاديث ليست من حديثه ولحقه السهو في ذلك، ولم يكن ممن يتعمد الباطل ولا يدفع عن صحة السماع من مالك" (تاريخ بغداد: 4 / 24) ، ونقل مغلطاي عن ابن قانع قوله فيه: كان ضعيفا. وتناوله الإمام الذهبي في الميزان وَقَال: ولم ينقم على أبي حذافة متن، بل إسناد، ولم يكن ممن يتعمد" (1 / 83) وَقَال في تاريخ الاسلام: مما نقم على أبي حذافة روايته عن مالك عن نافع عن ابن عُمَر حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم"وذكر الذهبي أن إسناده موضوع (الورقة: 217 أحمد الثالث 2917 / 7) وَقَال في التذهيب: سماعه للموطأ صحيح في الجملة. وَقَال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس يشبه حديث الاثبات.
(3) قال مغلطاي: قال عبدا لباقي بن قانع في كتاب الوفيات تأليفه: توفي أبو حذافة في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين ومئتين (إكمال: 1 / الورقة: 8) وعنه نقله ابن حجر في التهذيب 1 / 16.
(4) إشكاب: قيده ابن حجر في التقريب بكسر الهمزة وبعدها شين معجمة (1 / 11) ، وذكر الخزرجي في الخلاصة أن الشين المعجمة ساكنة (ص: 4) . وَقَال مغلطاي: ويُقال في اسم جده (يعني إشكاب هذا) إشكاب، وإشكيب وشكيب. (إكمال: 1 / الورقة: 8) .(1/267)
وقيل: أَحْمَد بْن عُبَيد اللَّهِ (1) بْن إشكاب (2) .
ويُقال: اسم إشكاب: مجمع.
رَوَى عَن: إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم: أَبِي يحيى التَّيْمِيّ الأحول، ورفاعة بْن إياس بْن نذير الضبي. وشَرِيك بْن عَبد اللَّهِ النخعي، وعبد الرحمن بْن عَبد المَلِك بْن أبجر، وعبد الرحمن بْن مُحَمَّد المحاربي، وعبد الرحيم بْن سُلَيْمان الرازي، وعبد السلام بْن حرب الملائي (3) ، وعلي بْن عابس، والقاسم بْن مَالِك المزني (بخ) ، ومحمد بْن بشر العبدي، ومحمد بْن عُبَيد الطنافسي، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان (خ) ، ويحيى بْن يَعْلَى الأَسلميّ، وأبي بَكْر بْن عياش.
رَوَى عَنه: البخاري، وأَحْمَد بْن عيسى اللخمي التنيسي (4) الخشاب، وأَبُو يَعْقُوب إسحاق بْن الْحَسَن بْن الحسين الطحان المِصْرِي، مولى (5) بني هاشم، وبكر بْن سهل بْن إِسْمَاعِيل الدمياطي، وأَبُو علي الْحَسَن بْن سُلَيْمان بْن سلام الفزاري الْحَافِظ: قبيطة، والحسن بن علي ابن خالد الليثي، وسَعِيد بْن أسد بْن مُوسَى، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وأَبُو أمية مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مسلم الطرسوسي (6) ، ومحمد بن إدريس:
__________
(1) الذي وقع في تاريخ البخاري وخلاصة الخزرجي وإكمال مغلطاي: عَبد الله"وهو وهم. وَقَال مغلطاي: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن شكيب الحضرمي، قاله الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن زولاق وأبو سَعِيد بن يونس" (إكمال: 1 / الورقة: 8) .
(2) ونقل مغلطاي عن الحافظ الدمياطي المتوفى سنة 705: أحمد بن ميمون بن إشكاب". وَقَال مغلطاي أيضا: وقيل: مجمع بن إشكاب.
(3) الملائي: بضم الميم وبعد اللام ألفا ياء مثناة من تحتها، هذه النسبة إلى الملاءة التي تتستر بها النساء، قال السمعاني في الانساب وتابعه ابن الاثير في اللباب: وظني أن هذه النسبة إلى بيعها.
(4) بكسر التاء ثالث الحروف وتشديد النون وكسرها، نسبة إلى"تنيس"المدينة المعروفة بمصر (الانساب واللباب ومعجم البلدان ومراصد البغدادي) .
(5) في "د": ومولى"، وقد فصلها الناسخ عن المِصْرِي كأنه يريد أن يشعر القارئ إلى أنه شخص آخر، وهو وهم. وقد كان هذا الطحان المِصْرِي مولى لبني هاشم.
(6) أبو أمية هذا كان بغداديا، لكنه أكثر المقام بطرسوس فنسب إليها، وتوفي سنة 273 كما في أنساب(1/268)
أَبُو حَاتِم الرازي، ومحمد بْن إسحاق الصاغاني، ومحمد بْن عَبد المَلِك بْن زَنْجَوَيْه الغزال، وأَبُو هُرَيْرة مُحَمَّد بْن يُوسُف المِصْرِي، نزيل أنطاكية، ويحيى بْن مَعِين، ويعقوب بْن سفيان الفارسي.
ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي، وَقَال: كوفي ثقة.
وَقَال أَبُو زُرْعَة: صاحب حديث، أدركته ولم أكتب عَنْهُ.
وَقَال أَبُو حَاتِم: ثقة، مأمون، صدوق، كتبت عَنْهُ بمصر.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ: كتب عَنْهُ يحيى بْن مَعِين كثيرا (1) .
قال البخاري: آخر ما لقيته بمصر سنة سبع عشرة ومئتين.
وَقَال أَبُو سَعِيد بْن يونس: مات سنة سبع (2) أو ثمان عشرة ومئتين.
12 بخ: أَحْمَد بن أيوب بن راشد الضبي الشعيري البَصْرِيّ
رَوَى عَن: سفيان بْن حبيب، وسهل بْن أسلم، وشبابة بْن سوار (بخ) وعبد الاعلى بن عبد الاعلى، وعبد الوارث بْن سَعِيد، وعوبد بْن أَبي عِمْران الجوني، ومسلمة بْن عَلْقَمَة المازني.
رَوَى عَنه: البخاري فِي "الأدب" (3) ، وأَحْمَد بْن عمار بْن خالد الواسطي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عاصم الرازي، والحسن بن علي بْن
__________
= السمعاني ولباب ابن الاثير وتاريخ الاسلام للذهبي وغيرها.
(1) وَقَال ابن حبان في كتاب "الثقات": ربما أخطأ. وذكره أبو الحسن الدارقطني في أسماء رجال الشيخين. قال مغلطاي: وفي كتاب زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين: كان أحمد ترب البخاري وروى عنه ثمانية أحاديث. وَقَال العجلي: توفي بمصر، وهو ثقة" (إكمال: 1 / الورقة: 8)
(2) قال مغلطاي: وفي كتاب ابن يونس والحافظ أبي إسحاق الصريفيني ومن خطه، مات سنة تسع عشرة أو ثمان عشرة". وَقَال ابن حجر في تهذيب التهذيب (1 / 17) : زعم مغلطاي أن الذي في كتاب ابن يونس مات سنة تسع عشرة أو ثماني عشرة، كذا هو في عدة نسخ من التاريخ بتقديم التاء على السين". قال بشار: ولا مسوغ بعد هذا لقوله"زعم"بعد أن ذكر أنه وجده كذلك في عدة نسخ، وقوله: كذا هو..الخ، لابن حجر وليس لمغلطاي إذ لم أجده في النسخة التي بخطه. وَقَال مغلطاي أيضا: قال الحافظ أبو عَبْد الله بن مندة في أسماء شيوخ البخاري: توفي قبل العشرين.
(3) يعني الادب المفرد.(1/269)
شبيب المعمري، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، وعُبَيد الله بْن عبد الكريم، أَبُو زُرْعَة الرازي، وعلي بْن الحسين بْن الجنيد الرازي (1) .
13 ت ق: أَحْمَد بن بديل بن قريش بن بديل بن الحارث اليامي (2) أَبُو جَعْفَر الكوفي. من أهل العلم والفضل، ولي (3) قضاء الكوفة، وقضاء همذان.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن عُيَيْنَة بْن أَبي عِمْران الهلالي، وإسحاق ابن سُلَيْمان الرازي، وجابر بْن نوح بْن جَابِر الحماني، وحفص بْن غِيَاث النخعي (ق) ، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وعبد الله بْن إدريس الأَودِيّ، وعبد الله بْن ميمون الطهوي، وعبد الله بْن نمير الهمداني (ت) ، وعبد الرحمن بْن مُحَمَّد المحاربي، وعثام (4) بْن علي العامري، وعيسى بْن راشد، ومحمد بْن خازم، أَبِي معاوية الضرير، ومحمد بْن فضيل (ت) ، ومفضل بْن صَالِح الأسدي، ووكيع بْن الجراح، ويحيى بْن عيسى الرملي، وأبي بَكْر بْن عياش (ت) ، الكوفيين.
رَوَى عَنه: التِّرْمِذِيّ، وابن ماجه، وإبراهيم بْن حَمَّاد بن إسحاق ابن إِسْمَاعِيل بْن حَمَّاد بْن زَيْد القاضي، وإبراهيم بْن دينار الحوشبى الهمذاني صاحب ابْن ماجه. وإبراهيم بن عَمْروس بْن مُحَمَّد الهمذاني، وأَحْمَد بْن أوس الْمُقْرِئ الهمذاني، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عزون الهمذاني، وأَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن شجاع الْبَغْدَادِيّ، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَبد الله بْن
__________
(1) قال ابن حجر: وروى عنه عَبد الله بْن أحمد في زيادات المسند، وذكره ابنُ حِبَّان فِي "الثقات" فقال: ربما أغرب، وكناه أبا الحسن" (تهذيب: 1 / 17) وَقَال مغلطاي: روى عنه أبو يَعْلَى الموصلي في عجمه" (إكمال: 1 / الورقة: 9) .
(2) نسبة إلى"يام"بطن من همدان.
(3) في "د": وولي.
(4) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه": 487 وغيره وسيأتي في موضعه من هذا الكتاب.(1/270)
مُحَمَّد صاحب أَبِي صخرة، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الأَدَمِيّ الْمُقْرِئ، وحاجب بْن أركين الفرغاني، والحسن بْن علي بْن الحسين بْن مرداس التَّمِيمِيّ الهمذاني المعروف بابن أَبي الحناء، وعبد الله بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم المدائني، وعلي بْن الْحَسَن بْن سعد البزاز، وعلي بْن عيسى بْن داود ابن الجراح الوزير، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن نصر الكاغدي، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ الزعفراني، بلبل، (1) ومحمد بْن عُبَيد اللَّهِ بْن العلاء البغدادي الكاتب، والنصر ابن مُحَمَّد، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد.
قال النَّسَائي: لا بأس به.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حاتم: محله الصدوق.
وَقَال أَبُو الْعَبَّاس بْن عقدة: رأيت إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الصواف ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان وداود بْن يحيى لا يرضونه.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: حدث عَنْ حَفْص بْن غِيَاث وغيره أحاديث أنكرت عَلَيْهِ، وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه.
وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: فيه لين.
وَقَال الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ الشَّيْبَانِيُّ، عَن أَبِي الْيُمْنِ الْكُنْدِيِّ، عَن أَبِي مَنْصُورٍ الْقَزَّازِ عَنْهُ (2) : فَمِمَّا أُنْكِرَ عَلَيْهِ حَدِيثٌ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ (3) ، قال: قَرَأتُ عَلَى أبي حاتم محمد ابن يَعْقُوبَ الْهَرَوِيِّ: حَدَّثَكُمُ النَّضْرُ بْنُ محمد. قال البرقاني: وقرأت
__________
(1) ذكر الذهبي"بلبل"في المشتبه لاشتباهه ب"بليل"ولم يذكر محمد بن عَبد الله الزعفراني هذا (ص: 89) واستدركه عليه علامة الشام ابن ناصر الدين فقال: وبلبل لقب جماعة، منهم: عَبد اللَّه بْن عبد الرحمن زياد بن يزيد بن هارون الواسطي الزعفراني، سكن همذان، روى عن..الخ" (توضيح المشتبه: 1 / الورقة 73 من نسخة الظاهرية) .
(2) تاريخ بغداد: 4 / 50.
(3) ضم ناسخ"د"الباء من البرقاني وهو وهم كما بينا سابقا في تعليقنا على الترجمة: 10 وانظر المشتبه أيضا: 66(1/271)
على أبي حفص ابن الزَّيَّاتِ مِرَارًا: حَدَّثَكُمْ عُمَر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الْكَاغَدِيُّ. قال (1) : وقَرَأتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ: حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، وأَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الأَدَمِيّ، وأَحْمَدُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْوَكِيلُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ قال النَّضْرُ: قَاضِي هَمَذَانَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عُبَيد اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) (2) ، و (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (3) . قال النَّضْر: ذكرت هذا الحديث لأبي زرعة يعني الرازي فَقَالَ: من حدثك به؟ قلت: ابْن بديل. قال: شر لَهُ. قال الْبَرْقَانِيّ: قال لنا الدَّارَقُطْنِيّ: تفرد به حَفْص بْن غِيَاث عَنْ عُبَيد اللَّهِ.
وبه: أَخْبَرَنَا (4) مُحَمَّد بْن عيسى بْن عَبْد الْعَزِيزِ الهمذاني، حَدَّثَنَا صَالِح بْن أَحْمَد الْحَافِظ، قال: أَحْمَد بْن بديل بْن قريش اليامي أَبُو جَعْفَر الكوفي قاضي همذان كتب عَنْهُ أَبُو حَاتِم يعني الرازي قال عَبْد الرَّحْمَنِ ابنه: قدمنا همذان وهو قاضيها، فلم يقض لنا السماع منه، ومحله الصدق. قال صَالِح: وبلغني أنه كَانَ يسمى بالكوفة راهب الكوفة، فلما تقلد القضاء قال: خذلت على كبر السن! خذلت على كبر السن! مع عفته وصيانته.
وأخبرنا به عاليا أبو الحسين علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد ابن البخاري المقدسي، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن شيبان بْن تغلب الشَّيْبَانِيّ،
__________
(1) يعني البرقاني.
(2) شطح قلم ابن المهندس شطحة غريبة فكتب"بقل يا أيها الذين الكافرون"فاستغفر الله العظيم وأعوذ به من الشيطان الرجيم.
(3) أخرجه ابن ماجه (833) في إقامة الصلاة: باب القراءة في صلاة المغرب من طريق أحمد بن بديل، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ عُبَيد اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عُمَر. قال الحافظ في الفتح 2 / 206: ولم أر حديثًا مرفوعا فيه التنصيص على القراءة في المغرب بشيءٍ من قصار المفصل إلا حديثًا في ابن ماجه عن ابن عُمَر نص فيه على"قل يا أيها الكافرون والاخلاص"وظاهر إسناده الصحة إلا أنه معلول، ثم نقل قول الدارقطني: أخطأ فيه بعض رواته (ش) .
(4) تاريخ بغداد: 4 / 49.(1/272)
قالا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْص عُمَر بن محمد بن طَبَرْزَذَ (1) ، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن عبدا لباقي بْن مُحَمَّد الأَنْصارِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن علي بْن مُحَمَّد الجوهري، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْص عُمَر بن محمد ابن علي ابن الزيات، حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن نصر الكاغدي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن بديل بإسناده مثله سواء. رواه ابْن ماجه عَنْ أَحْمَد بْن بديل فوقع لنا موافقة لَهُ عالية (2) .
قال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي، مطين: مات سنة ثمان وخمسين ومئتين.
14- خ ت ق: أَحْمَد بن بشير القرشي المخزومي، أَبُو بَكْر الكوفي، مولى عَمْرو بْن حريث، ويُقال: الهمداني (3) .
قدم بغداد (4)
روى عن إِسْمَاعِيل بْن أَبي خالد، وأبي الخطاب حَفْص بْن أَبي مَنْصُور الكوفي، وسَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة، وسُلَيْمان بْن مهران الأَعْمَش، وشبيب بْن بشر (ت) ، وشعبة بْن الحجاج، وعبد الله بْن شبرمة (5) ، وعُبَيد الله بْن عُمَر (ق) ، وعليل البجلي، وعُمَر بْن حمزة العُمَري (ت) ، وعوانة بْن الحكم الكلبي، وعيسى بْن ميمون المدني (ت) ، ومجالد بْن سَعِيد (ت) ، ومحمد بْن أَبي إِسْمَاعِيل، ومسعر بن كدام
__________
(1) ابن طَبَرْزَذَ هو أول الشيوخ المذكورين في مشيخة ابن البخاري بعد والده الذي قدمه لاحقيته عليه (انظر نسخة المكتبة الأحمدية بحلب رقم 268) .
(2) وذكره النَّسَائي في أسماء شيوخه الذين روى عنهم. ولما ذكره ابنُ حِبَّان في جملة الثقات، قال: مستقيم الحديث. (مغلطاي: 1 / الورقة: 9 وتهذيب ابن حجر: 1 / 18) ، وتناوله الذهبي في الميزان: 1 / 85 84.
(3) قال البخاري: قال لي يحيى بن سُلَيْمان هو شيباني يقال مولى امرأة عَمْرو بن حزيث الشيبانية" (التاريخ: م 1 ق 2، ص: 1) .
(4) تاريخ بغداد للخطيب: 4 / 46.
(5) شبرمة: بضم الشين المعجمة وسكون الباء الموحدة وضم الراء المهملة، وسيأتي في موضعه، وقيده ابن حجر في التقريب: 1 / 422 وغيره.(1/273)
(ت) ، وهارون بْن عنترة، وهاشم بْن هاشم الزُّهْرِيّ (خ) ، وهشام بْن حسان، وهشام بْن عروة، وأبي البلاد يحيى بْن سُلَيْمان الكوفي.
رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن عَبد اللَّهِ بْن عبس (1) التنوخي الكوفي، وإبراهيم بْن مُوسَى الفراء الرازي، وأَحْمَد بْن طارق الوابشي (2) ، وإسحاق بْن موسى الأَنْصارِيّ، والحسن بْن عرفة بْن يزيد العبدي، والحسين بْن عبد الأول النخعي الكوفي، وسَعِيد بْن يَعْقُوب الطالقاني،
وسفيان بن وكيع ابن الجراح (ت) ، وأَبُو السائب سلم بْن جنادة السوائي (3) (ت) ، وسُلَيْمان بْن مَنْصُور الخزاعي المعروف بابن أَبي شيخ، وأَبُو سَعِيد عَبد اللَّهِ بْن سَعِيد الْكُنْدِيّ الأشج، وعبد الرحمن بْن صَالِح الأزدي، والعلاء بْن عَمْرو الحنفي، ومحمد بْن سلام البيكندي (خ) ، ومحمد بْن طريف البجلي، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير (ق) ، ومحمد ابن الفرج الْبَغْدَادِيّ العابد مولى بني هاشم، وأَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى الزمن، ومحمد بْن مهران الرازي الجمال، ونصر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الكوفي الوشاء (ت) ، ويحيى بن سُلَيْمان الجعفي، ويوسف ابن مُوسَى الرازي القطان.
قال عَبَّاس الدُّورِيُّ عَنْ يحيى بْن مَعِين: كَانَ يقين (4) ، وليس بحديثه بأس.
وَقَال علي بْن الحسين بْن حبان: وجدت فِي كتاب أَبِي بخط يده: سألته، يعني: يحيى بْن مَعِين، عَنْ أَحْمَد بْن بشير مولى عَمْرو بْن حريث، فَقَالَ: قد رأيته وكتبت عَنْهُ، لم يكن به بأس إلا أنه كَانَ يقين.
وَقَال عثمان بْن سَعِيد الدارمي: قلت ليحيى بْن مَعِين: عطاء بْن
__________
(1) في "م": عيسى.
(2) الوابشي: بكسر الباء الموحدة نسبة إلى وابش بن زيد بن عدوان.
(3) نسبة إلى سواءة بْن عامر بْن صعصعة.
(4) يقين: أي يبيع القينات، وهن الجواري.(1/274)
المبارك تعرفه؟ قال: من يروي عَنْهُ؟ قلت: ذاك الشيخ أَحْمَد بْن بشير، قال: هذا؟ ! كأنه تعجب من ذكري أَحْمَد بْن بشير، فَقَالَ: لا أعرفه.
قال عثمان: أَحْمَد بْن بشير كَانَ من أهل الكوفة ثم قدم بغداد وهو متروك.
قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: ليس أَحْمَد بْن بشير الذي روى عن عَطَاء بْن المبارك مولى عَمْرو بْن حريث الكوفي، ذاك بغدادي (1) ، وأما أَحْمَد بْن بشير الكوفي، فليست حاله الترك، وإنما لَهُ أحاديث تفرد بروايتها وقد كَانَ موصوفا بالصدق.
وَقَال أَبُو الْعَبَّاس بْن عقدة عَنْ عَبد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْن قتيبة: سمعت ابن نمير وسئل عَنْ أَحْمَد بْن بشير فَقَالَ: كَانَ صدوقا، حسن المعرفة بأيام الناس، حسن الفهم، وكان رأسا فِي الشعوبية أستاذا يخاصم فيها، فوضعه ذاك عند الناس.
وَقَال أَبُو زُرْعَة: صدوق.
وَقَال أَبُو حَاتِم: محله الصدق.
وَقَال النَّسَائي: ليس بذاك القوي.
وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي داود: كَانَ ثقة، كثير الحديث، ذهب حديثه فكان لا يحدث.
وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: ضعيف، يعتبر بحديثه.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: فِي حَدِيثِهِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: تَعَبَّدَ رَجُلٌ فِي صَوْمَعَةٍ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ، فَأَعْشَبَتِ الأَرْضُ فَرَأَى حِمَارًا لَهُ يَرْعَى فقال: يا رب لو
__________
(1) وقد ذكره الخطيب منفردا في تاريخه: 4 / 48 وسيأتي بعد هذه الترجمة تمييزا.(1/275)
كَانَ لَكَ حِمَارٌ رَعَيْتُهُ مَعَ حِمَارِي..الْحَدِيثَ" (1) . وفِي حَدِيثِهِ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ وزِنَ دُمُوعُ آدَمَ بِجَمِيعِ دُمُوعِ ولَدِهِ، لَرَجَحَ دُمُوعُهُ عَلَى جَمِيعِ دُمُوعِ ولَدِهِ"وهذان الحديثان أنكر ما روي لأحمد بْن بشير، وله أحاديث أخر قريبة من هذين (2) .
قال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي: أخبرت أنه مات فِي سنة سبع وتسعين ومئة.
وَقَال أَبُو بشر هارون بْن حَاتِم التَّمِيمِيّ: مات فِي المحرم سنة سبع وتسعين ومئة.
روى لَهُ: البخاري، والتِّرْمِذِيّ، وابن ماجه.
15- تمييز وأما أَحْمَد بن بشير الْبَغْدَادِيّ، فهو أَبُو جَعْفَر المؤدب.
أَخْبَرَنَا بحديثه أَبُو الْعِزّ الشَّيْبَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الْكُنْدِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزَّاز، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الْخَطِيب (3) ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عَبد اللَّهِ بْن إِسْمَاعِيل بن إبراهيم
__________
(1) وتمامه كما في الكامل من ترجمة أحمد بن بشير: فبلغ ذلك نيبا من أنبياء بني إسرائيل، فأراد أن يدعو عليه، فأوحى الله إليه: إنما أجازي العباد على قدر عقولهم. وعلق عليه ابن عدي بقوله: وهذا حديث منكر، لا يرويه بهذا الإسناد غير أحمد بن بشير. (ش) .
(2) ابن عدي في "الكامل"في ترجمة أحمد بن بشير، وهي أول ترجمة عنده فيمن اسمه أحمد (ش) . قال مغلطاي: وفي كتاب التعديل والتجريح للعقيلي ضعيف متروك"وفي كتاب ابن الجارود: تغير وليس حديثه بشيءٍ.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عدي: وله أحاديث صالحة وهو في القوم الذين يكتب حديثهم. وذكره أبو العرب القيرواني في جملة الضعفاء وذكر أن النَّسَائي قال: ليس به بأس. وفي كتاب التعديل والتجريح عن الدارقطني: لا بأس به. وزعم أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب الضعفاء والمتروكين إن يحيى بن مَعِين قال فيه: متروك، وهو غير صواب، بينا ذلك في كتابنا المسمى ب"الاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء" (إكمال: 1 / الورقة: 9) ولكن قال الإمام الذهبي: قلت: قد خرج له البخاري في صحيحه" (الميزان: 1 / 86) وهذه إشارة إلى تقويته من الذهبي.
(3) تاريخ بغداد: 4 / 48.(1/276)
الهاشمي، حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، حَدَّثَنَا أبو جعفر المؤددب أَحْمَد بْن بشير فِي جنازة بشر بْن الحارث، حَدَّثَنَا عَطَاء بْن المبارك، قال: قال بعض العباد: لما علمت أن ربي يحاسبني زال عني حزني، لأن الكريم إذا حاسب عبده، تفضل.
ولم يخرج لَهُ أحد منهم وإنما ذكرناه للتمييز بينه وبين الذي قبله.
16- س: أَحْمَد بن بكار بن أَبي ميمونة، واسمه زَيْد، القرشي، الأُمَوِي، مولاهم، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الحراني.
رَوَى عَن: بشر بْن السري (س) ، وبشير بْن عَبد اللَّهِ، أَبِي توبة، وأبيه بكار بْن أَبي ميمونة، وجعفر بْن عون العُمَري، وأبي يحيى عبد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الحماني، ومحمد بْن خازم، أَبِي معاوية الضرير، ومحمد بْن سَلَمَة الحراني (س) ، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان الضبي، ومخلد بْن يزيد الحراني (س) ، ووكيع بْن الجراح، ووهب بْن إِسْمَاعِيل الأسدي، وأبي سَعِيد مولى بني هاشم (سي) ، وأبي قتادة الحراني، واسمه: عَبد اللَّهِ بْن واقد.
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وأَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل الحراني، والحسين ابن إسحاق التستري، وأَبُو عَرُوبَة الحسين بْن مُحَمَّد بْن مودود السلمي الحراني. وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان الباغندي، وأَبُو زيد يحيى ابن روح الحراني.
قال النَّسَائي: لا بأس به.
وَقَال القاضي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن علي بْن يَعْقُوب الواسطي عَنْ يُوسُف بْن إبراهيم الجرجاني، أخبرنا أبو نعيم بْن عَدِيّ الْحَافِظ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْد يحيى بْن روح الحراني، قال: سألت أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ بن بكار بن أَبي ميمونة، حراني من الحفاظ ثقة وكان مخلد بن يزيد يسأله
__________
(1) في هامش النسخ قول للمؤلف: اسمه عَبد المَلِك بْن مُحَمَّد بْن عدي الجرجاني الاسترابادي".(1/277)
عَنِ الحديث من حفظه: لِم لم تكتب عن يعلي ابن الأشدق؟ قال: خرجنا إليه إِلَى ربض ابن مالك، وربض ابن مَالِك هو خارج من حران، فسألناه عَنْ شيء من الحديث، فَقَالَ: كذا وكذا من بغل تفليسي أحمر مدور فِي كذا وكذا ممن يحَدَّثَكُمْ، ولم يكن وتكلم بالفحش، فالتفت إِلَى صاحبي فقلت: فِي الدنيا إنسان يكتب عَنْ هذا؟ فتركناه، ولم نكتب عَنْهُ شيئا (1) .
قال أَبُو عَرُوبَة الحراني: مات فِي صفر سنة أربع وأربعين ومئتين.
كَانَ لا يخضب (2) .
- ت: أَحْمَد (3) بن بكار الدمشقي، هو: أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن بكار، أَبُو الوليد القرشي البسري. يأتي فيما بعد (4) .
17- ع: أَحْمَد بن أَبي بَكْر، واسمه الْقَاسِم، بْن الحارث بْن زرارة بْن مصعب بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف القرشي، أَبُو مصعب الزُّهْرِيّ المدني الفقيه قاضي مدينة رَسُول اللَّهِ (5) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ.
__________
(1) وذكره ابنُ حِبَّان البستي في (الثقات) بعد تخريج حديثه في صحيحه. وذكر مغلطاي أن العلامة أبا الثناء حماد بن هبة الله بن حماد الحراني ذكره في "تاريخ حران"من تأليفيه (إكمال: 1 / الورقة: 9) .
(2) يعني في كتابه"طبقات أهل حران"ونقل مغلطاي منه أنه توفي بحران في التاريخ المذكور. ونقل الذهبي مثل ذلك في ترجمته من تاريخ الاسلام (الورقة: 97 أحمد الثالث 2917 / 7) .
(3) ومما يستدرك على المزي للتمييز، وهو ما استدركه العلامة مغلطاي وأخذه الحافظ ابن حجر في تهذيبه:
3- أحمد بن بكار الباهلي.
روى عن عِمْران بن عُيَيْنَة. روى عنه عَبد الله بْن قحطبة وغيره. قال ابن حبان البستي في "الثقات": مستقيم الحديث. وَقَال أحمد بن الحسين الصوفي الصغير: حَدَّثَنَا أبو هانئ أحمد بن بكار الباهلي وكان سيد أهل البصرة. (إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 9، وتهذيب ابن حجر: 1 / 20) .
(4) آخر الجزء الثاني من الاصل. وقد أشار ابن المهندس في حاشية النسخة وفي هذا الموضع إلى انتهاء الجزء، وجاءت صيغة انتهاء الجزء في "د"ونصها: آخر الجزء الثاني من تهذيب الكمال في أسماء الرجال.
والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الامي وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. ويتلوه في الجزء الثالث إن شاء الله تعالى: أحمد بن أَبي بكر، أبو مصعب الزُّهْرِيّ. والحمد لله وحده". وتجئ بعد ذلك طبقة سماع الجزء على المؤلف الشيخ المزي وتوقيعه بصحة ذلك. (الورقة: 45) .
(5) في "م": الرسول صلى الله عليه وسلم".(1/278)
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن سعد الزُّهْرِيّ، وحسين بْن زَيْد بْن علي ابن الحسين بْن علي بْن أَبي طالب، وصالح بْن قدامة بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن حاطب الجمحي، وعاصم بْن سويد الأَنْصارِيّ القبائي، وعبد الرحمن بْن زَيْد بْن أسلم (ق) ، وعبد العزيز بْن أَبي حازم المدني (سي) ، وعبد العزيز بْن عِمْران بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن عُمَر (1) بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف الزُّهْرِيّ المعروف بابن أَبي ثَابِت (ت) ، وعبد العزيز ابن مُحَمَّد الدَّراوَرْدِيّ (2) (د ت ق) ، وعبد المهيمن بْن عَبَّاس بْن سهل ابن سعد الساعدي (ت ق) ، والعطاف بْن خالد المخزومي، وعُمَر بْن طلحة بْن عَلْقَمَة بْن وقاص الليثي، وأبي ثَابِت عِمْران بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن عُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف الزُّهْرِيّ، ومالك بْن أنس الأصبحي (م ت كن ق) ، ومحرز بْن هارون القرشي (ت) ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن دينار المدني الفقيه (خ سي) ، والمغيرة بْن عَبْد الرحمن بن الحارث ابن عَبد اللَّهِ بْن عياش بْن أَبي ربيعة المخزومي (خ س) ، وموسى بْن شَيْبَة بْن عَمْرو بْن عَبد اللَّهِ بْن كعب بْن مَالِك الأَنْصارِيّ، ويحيى بْن عِمْران القرشي، ويوسف بْن يَعْقُوب بْن أَبي سَلَمَة الماجشون (تم) .
رَوَى عَنه: الجماعة سوى النَّسَائي، وأَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن عبد الصمد بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن علي بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس الهاشمي، راوية (3) "الموطأ"وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيل البالسي، وأَبُو عبد الملك أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد البسري، وأَبُو الحريش أَحْمَد بْن عيسى بْن مخلد الكِلابي الكوفي،
__________
(1) في "د": عَمْرو"وهو وهم، والتصحيح من"م"ومن ترجمة عبد العزيز بن عِمْران، وترجمته هو، أعني عُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وستأتيان في هذا الكتاب.
(2) كذا والد عبد العزيز هذا من مدينة دارابجرد فاستثقلوا أن يقولوا دارابجردي فقالوا: دراوردي. ذكر ذلك السمعاني في الانساب وَقَال: وقيل: إنه من أندرابة.
(3) في "م": رواية".(1/279)
وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نَافِع الطحان المِصْرِي، وإسحاق بْن أَحْمَد الفارسي، وإسماعيل بْن أبان بْن مُحَمَّد بْن حوي الشامي، وبقي بْن مخلد الأندلسي، وجعفر بْن أحمد بن الحافظ، وابنه: الحارث ابن أَحْمَد بْن أَبي بَكْر الزُّهْرِيّ، وأَبُو الزنباع روح بْن الفرج المِصْرِي القطان، وزكريا بْن يحيى السجزي المعروف بخياط السنة (س) ، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد الطيالسي، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي، ومحمد بْن يحيى بْن عَبد اللَّهِ بْن خالد بْن فارس الذهلي، ومعاذ بْن المثنى بْن معاذ بْن معاذ العنبري، ويحيى بْن الْحَسَن بْن جَعْفَر بْن عُبَيد اللَّهِ بْن الحسين بْن علي بْن الحسين بْن علي بْن أَبي طالب العلوي النسابة.
قال أَبُو زُرْعَة وأَبُو حَاتِم: صدوق (1) .
وَقَال الزبير بْن بكار: مات وهو فقيه أهل المدينة غير مدافع، ولاه القضاء عُبَيد اللَّهِ بْن الْحَسَن بعد أن كَانَ على شرطته.
قال مُحَمَّد بْن إسحاق السراج: مات فِي رمضان سنة اثنتين
__________
(1) قال مغلطاي: وَقَال مسلمة في تاريخه: مدني ثقة، روى عنه أَبُو داود السجستاني، وذكره أبو علي الجياني فيمن روى عنه أَبُو داود فِي كتاب السنن. وروى عنه مسلم حديثًا واحدًا في الجهاد ليس له في كتابه غيره فيما قاله الصريفيني. وفي كتاب الزهرة: روى له البخاري تسعة أحاديث ومسلم ثلاثة أحاديث ... وذكره ابنُ حِبَّان في جملة الثقات ثم خرج حديثه في صحيحه وكذلك الحاكم أبو عبد الله وَقَال: كان فقيها متقشفا عالما بمذاهب أهل المدينة. وفي تاريخ أبي يعقوب إسحاق بْن إبراهيم القراب، قال أبو سعد الزاهد: أدركت أبا مصعب وله اثنتان وتسعون سنة.
وذكر ابن أَبي خيثمة فِي تاريخه الكبير: خرجنا في سنة تسع عشرة ومئتين إلى مكة فقلت لابي: عمن أكتب؟ فقال: لا تكتب عَن أبي مصعب واكتب عمن شئت" (إكمال: 1 / الورقة: 9) وَقَال الإمام الذهبي في الميزان: ثقة حجة، ما أدري ما معنى قول أبي خيثمة لابنه أحمد: لا تكتب عَن أبي مصعب، واكتب عمن شئت" (الميزان: 1 / 84) . وَقَال الحافظ ابن حجر تعليقا على قول الذهبي هذا"ويحتمل أن يكون مراد أبي خيثمة دخوله في القضاء أو إكثاره من الفتوى بالرأي" (تهذيب: 1 / 20) .
وذكره ابن منجويه في رجال صحيح مسلم، الورقة: 2.(1/280)
وأربعين ومئتين. قال: وسمعت الحارث بْن أَبي مصعب يَقُول: توفي أَبِي وله اثنتان وتسعون سنة (1) .
وروى لَهُ النَّسَائي.
18- ق: أَحْمَد بن ثَابِت الجحدري، أَبُو بَكْر البَصْرِيّ.
رَوَى عَن: أَحْمَد بْن إسحاق الحضرمي، وأزهر بْن سعد (2) السمان، وبشر بْن الْحَسَن البَصْرِيّ، وسفيان بْن عُيَيْنَة (ق) ، وصفوان ابن عيسى الزُّهْرِيّ (ق) ، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد الوهاب بْن عَبد المجيد الثقفي (ق) ، وعُمَر بْن علي بْن عَطَاء بْن مقدم المقدمي (ق، وعمير بْن عَبد المجيد الحنفي، ومحمد بْن جَعْفَر، غندر، ومحمد بن خالد ابن عثمة، ومحمد بْن أَبي عَدِيّ، ومعاذ بْن هشام الدستوائي، والمغيرة بْن سَلَمَة، أَبِي هشام المخزومي، والنضر بْن كثير السعدي، ووكيع بْن الجراح، ويحيى بْن سَعِيد القطان (ق) ، ويعقوب بْن إسحاق الحضرمي (ق) .
رَوَى عَنه: ابْن ماجه، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صدقة الْبَغْدَادِيّ، وأَبُو القاسم جعفر بن محمد ابن المغلس، والحسن بْن علي بْن دلويه الْبَغْدَادِيّ، والحسين بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم العجلي، وأَبُو عَرُوبَة الحسين بْن مُحَمَّد بْن مودود الحراني، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود سُلَيْمان بْن الأشعث السجستاني، وعبد الله بْن عروة الهروي، وعلي بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمان القافلائي (3) ، وعُمَر بْن محمد بن بجير البجيري
__________
(1) وبهذا التاريخ أيضا قال البخاري في تاريخ الكبير (م 1 ق 2 ص 6 5) وابن منجويه في رجال صحيح مسلم (الورقة: 2) ، وَقَال مغلطاي عن تاريخ وفاته تعليقا على نقل المؤلف عن السراج: واغفل كونه عند البخاري في التاريخ الكبير، وابن مندة، والقراب، وابن أَبي عاصم، وغيرهم". ثم قال: وَقَال أحمد بن أَبي خالد في كتابه التعريف بصحيح التاريخ: توفي في آخر سنة إحدى وأربعين ومئتين" (إكمال: 1 / الورقة: 9) قال بشار: لم يتابعه أحد على ذلك.
(2) في "م": أسعد"وهو وهم لعله من سبق القلم، وإلا فإن ابن المهندس رسه صحيحا في ترجمته من الكتاب.
(3) القافلائي: قيده أبو سعد السمعاني في "الانساب"بفتح القاف وسكون الفاء وتابعه في ذلك ابن الاثير في =(1/281)
السمرقندي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي "التاريخ"، ومحمد بْن صَالِح بْن الوليد النرسي ابْن أخي الْعَبَّاس بْن الوليد، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن أيوب الأصبهاني المعروف بالأخرم، ومحمد بْن يحيى بْن منده العبدي الأصبهاني، جد الْحَافِظ أَبِي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إسحاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن منده، وأَبُو مُحَمَّد يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد (1) .
كَانَ حيا فِي سنة خمسين ومئتين.
19- م: أَحْمَد بن جَعْفَر المعقري، أَبُو الْحَسَن البزاز نزيل مكة.
ومعقر (2) : ناحية من الْيَمَن.
رَوَى عَن: إِسْمَاعِيل بْن عبد الكريم بْن معقل بْن منبه، والنضر بن محمد الجرشي (3) (م) .
__________
= اللباب. وقد وجدت الفاء مضمومة بخط ابن المهندس وفي بعض النسخ الاخرى فابقيتها لايماني أن هذه هي رواية المؤلف. وَقَال السمعاني: هذه النسبة إلى حرفة عجيبة، سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عبدا لباقي الأَنْصارِيّ ببغداد مذاكرة يقول: القافلائي اسم لمن يشتري السفن الكبار المنحدرة من الموصل والمصعدة من البصرة ويكسرها ويبيع خشبها وقيرها وقفلها، والقفل: الحديد الذي فيها، قال: يقال لمن يفعل هذه الصنعة: القافلائي. والمشهور بهذه النسبة أبو الربيع سُلَيْمان بْن مُحَمَّدِ بْن سُلَيْمان القافلائي..وكان سُلَيْمان يبيع السفن بالبصرة"وفي اللباب لابن الاثير: القافلاني"بالنون وكذلك هو في الميزان للذهبي: 2 / 210، 222، ولكنني وجدت في أصل النسخ مدة على اللام ألف علامة أن الذي بعدها همزة فقيدته كذلك.
(1) قال ابن حبان في "الثقات": كان مستقيم الامر في الحديث.
وذكره أبو علي الغساني في شيوخ أبي داود وَقَال إنه روى عنه في كتاب بدء الوحي له (إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 9: وتهذيب ابن حجر: 1 / 21) .
(2) ذكر السمعاني مثل هذا ونسب أحمد بن جعفر هذا إليها ثم قال وتابعه ابن الاثير في اللباب: وقيل بضم الميم وفتح العين وتشديد القاف، والاول أصح"وَقَال ياقوت في (معقر) من معجم البلدان: اسم المكان من عقرت البعير أعقره واد باليمن عند القحمة بالسن قرب زبيد من تهامة ينسب إليه أبو عبد الله أحمد بن جعفر المعقري وقيل: أبو أحمد، روى عن النضر بن محمد الحراشي (كذا) يروي عنه مسلم بن الحجاج ونسبه كذلك..وَقَال أبو الوليد ابن الفرضي الاندلسي في كتاب مشتبه النسبة من تأليفه: المعقري"بضم الميم وفتح العين وتشديد القاف، ولم يعلم شيئا، والصحيح: معقر، بفتح الميم وسكون العين والقاف المسكورة وهي ناحية باليمن، عن السلفي.
(3) جاء في هامش النسخ من قول المؤلف: ذكر في شيوخه: سَعِيد بن بشير وقيس بن الربيع الأسدي، وذلك وهم فإنه لم يدركهما". قال أفقر العباد بشار بن عواد محقق هذا الكتاب: يعني بذلك صاحب الكمال عبد الغني المقدسي، وهو مثبت في نسختي المصورة من كتابه (1 / الورقة: 166) ، والعجيب أن الحافظ أبا طاهر السلفي، قد ذكر له هذين الشيخين فيما نقل ياقوت في معجم البلدان عنه، قال ياقوت: قال السلفي: أبو الحسن أحمد بن =(1/282)
رَوَى عَنه: مسلم، وأَبُو مُحَمَّد جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن محبوب الربعي المكي، ابْن بنت الْحَسَن بْن عِمْران بْن عُيَيْنَة، ومحمد بْن أَحْمَد بْن زهير القيسي الطوسي، ومحمد بْن إسحاق بْن الْعَبَّاس الفاكهي المكي، والمفضل بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الشعبي الجندي (1) .
كان حيا فِي سنة خمس وخمسين ومئتين (2) .
20- م د س: أَحْمَد بن جناب (3) بن المغيرة المصيصي، أَبُو الوليد الحدثي (4) ، يقال: إنه بغدادي الأصل (5) .
رَوَى عَن: الحكم بْن ظهير الفزاري، وخالد بْن يزيد بْن أسد بْن عَبد اللَّهِ القسري، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، ويُقال: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، وعيسى بْن يونس بْن أَبي إسحاق السبيعي (م د س) .
رَوَى عَنه: مسلم، وأَبُو داود، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهري، وإبراهيم بْن هاني النَّيْسَابُورِيّ، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصوفي، وهو أخر من روى عنه (6) ، وأَحْمَد بْن سَعِيد بن شاهين البغدادي، وأبو
__________
= جعفر المقري (كذا) البزاز، روى عن النضر بن مُحَمَّد بن مُوسَى الحراشي (كذا) وإسماعيل بن عَبد الله الصغاني وقيس بن الربيع وسَعِيد بن بشير وآخرين..": 4 / 577. وَقَال الحافظ ابن حجر تعليقا على قول المزي: إنما روى عن النضر عنهما" (تهذيب: 1 / 21) .
(1) الشعبي: بفتح الشين المعجمة وسكون العين المهملة نسبة إلى شعب بطن من حمير، والجندي: بفتح الجيم والنون نسبة إلى الجند البلدة المشهورة باليمن.
(2) وترجم له ابن منجويه في رجال صحيح مسلم (الورقة: 2) .
(3) جناب: بفتح الجيم وتخفيف النون كما في التقريب: 1 / 112.
(4) الحدثي: بفتح الحاء والدال المهملتين، نسبة إلى الحديثة البلدة لمشهورة حتى ليوم على الفرات، ويُقال في النسبة إليها أيضا: حديثي، وحدثاني.
(5) هكذا قال المزي فأورد روايته على التمريض مع أن الخطيب صرح بأنه لم يكن بغداديا إنما هو مصيصي ورد بغداد. ولكن الذي دفع المزي إلى هذه المقالة ما أورده الخطيب عن الدارقطني: أحمد بن جناب بغدادي يروي عن عيسى بن يونس، آخر من حدث عنه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي"ثم رد عليه الخطيب بالذي نقلناه أولا. (تاريخ بغداد: 4 / 78) .
(6) هكذا قال المزي إنه آخر من روى عنه، وتوفي أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي في رجب سنة 306، وذكره الخطيب والذهبي (تاريخ بغداد: 4 / 86 82، وتاريخ الاسلام، الورقة: 25 أحمد الثالث 2917 / 9) وذكر الذهبي في التذهيب أن آخر من روى عنه هو محدث الجزيرة أبو يَعْلَى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي =(1/283)
يَعْلَى أَحْمَد بْن علي المثنى الموصلي، وأَحْمَد بْن علي بْن مسلم الأبار، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، وأَحْمَد بْن مَنْصُور المروزي، ولقبه: زاج، وأَحْمَد بْن ملاعب بْن حيان الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ، وجعفر بن محمد ابن كزال، وجنيد ابن حكيم الدقاق، والحسن بْن الفضل بْن السمح البوصرائي (1) ، وصالح بْن أَحْمَد بْن أَبي مقاتل الْبَغْدَادِيّ، وعباس بْن مُحَمَّد بْن حَاتِم الدوري، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعثمان بن عبد الله بن خرزاد الأنطاكي (س) ، وعلي بْن الْحَسَن بْن أَبي مريم، وعُمَر بْن شبة بْن عُبَيدة (2) النميري البَصْرِيّ، وعياش بْن مُحَمَّد بْن عيسى الجوهري، ومحمد بْن سويد الطحان، ومحمد بْن طاهر بْن أَبي الدميك، وأَبُو يحيى مُحَمَّد بْن عَبد الرحيم البزاز المعروف بصاعقة، ومحمد بْن عبدوس بْن كامل السراج، ومحمد بْن هشام بْن أَبي الدميك المستملي، ومحمد بْن يعقوب ابن الفرجي (3) الصوفي، ويحيى بْن إسحاق بْن سافري، ويحيى بْن معلى بْن مَنْصُور الرازي، ويعقوب بْن شَيْبَة
__________
= صاحب المسند المشهور المتوفى سنة 307 (تذكرة الحفاظ: 2 / 707 وتاريخ الاسلام، الورقة 30 أحمد الثالث 2917 / 9 وراجع ترجمة ابن جناب في تاريخ الاسلام، الورقة: 176 أيا صوفيا 3007) . وجاء في هامش نسخة"د"قول لاحدهم، لعله المؤلف: بقي بعده أبو يَعْلَى سنة"، فإن صح أن هذا التعليق للمؤلف فذلك يعني أنه أضافه بأخرة.
(1) البوصرائي: جاء في هامش"م": بوصرا قرية من قرى بغداد"وفي"د"ألحقت بها عبارة تمريضية هي"والله أعلم"، وبهذا قال السمعاني في الانساب وتابعه ابن الاثير في اللباب، قال السمعاني: بضم الباء الموحدة وفتح الصاد المهملة والراء وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، هذه النسبة إلى بوصرا وهي قرية من قرى بغداد، هكذا ذكره أبو بكر بن مردويه، والمشهور بهذه النسبة أبو عَلِيّ الحسن بْن الفضل بْن السمح الزعفراني المعروف بالبوصرائي.."وذكر أنه توفى سنة 280، وأنه كان متروك الحديث.
(2) عُبَيدة: بفتح العين المهملة وكسر الباء الموحدة، قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" وضبطه بالقلم: 438 وقيده ابن ناصر الدين بالحروف كما قيدناه في توضيح المشتبه: 2 / الورقة: 139.
(3) وجدت ناسخ"د"قد وضع سكونا وكسرة في آن واحد على حرف الراء وما اظنه أصاب. وقد قيده السمعاني في الانساب وتابعه ابن الاثير في اللباب وَقَال: بفتح الفاء والراء المهملة. وذكر أنه نسبة إلى الفرج، وهو اسم رجل ينسب إليه أبو جعفر محمد بن يعقوب بن الفرج الصوفي المعروف بالفرجي هذا، وكان من أهل سامراء ومات بالرملة بعد سنة 270. وقد تابعنا السمعاني في التقييد.(1/284)
السدوسي، ويعقوب بْن يُوسُف المطوعي.
قال صَالِح بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ: صدوق (1) .
وَقَال أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن أَبي عاصم النبيل: مات سنة ثلاثين ومئتين.
وروى لَهُ النَّسَائي.
21- م د: أَحْمَد بن جواس (2) الحنفي (3) أَبُو عاصم الكوفي.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمان الحنفي، وبكر بْن محمد العابد، وجرير بن عبد الحميد الضبي، وحباب، أَبِي هُرَيْرة المكتب، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وأبي الأَحوص سلام بْن سليم الحنفي (م د) ، وعبد الله بْن إدريس، وعبد الله بْن المبارك، وعُبَيد الله بْن عُبَيد الرحمن الأشجعي (م) ، وعثمان بْن مزاحم، ومحمد بْن خازم، أَبِي معاوية الضرير. ومحمد ابن عبد الوهاب القناد، ومحمد بْن الفضل بْن مهلهل، ومسافر القرشي، ونوفل بْن مطهر الضبي، وأبي بَكْر بْن عياش.
رَوَى عَنه: مسلم، وأَبُو داود، وأَبُو شَيْبَة إِبْرَاهِيم بْن أَبي بَكْر بْن أَبي شَيْبَة، وأَبُو الحريش أَحْمَد بْن عيسى بْن مخلد الكِلابي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هاني الأثرم، والحسن بْن سفيان النسوي، والحسن بْن الصباح البزار (4) ، والحسن بْن علي بْن شبيب المعمري، وأبو عُبَيدة
__________
(1) وخرج الحاكم حديثه في "المستدرك"وَقَال: ثقة. وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات". وَقَال ابن أَبي حاتم الرازي: روى عنه أبي، ثم قال: سئل أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: صدوق (ابن أَبي حاتم: الجرح والتعديل: ج 1 ق 1 ص: 45، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة 10، وتهذيب ابن حجر: 1 / 22) .
(2) جواس: بفتح الجيم وتشديد الواو وآخره سين مهملة، قيدة ابن ححجر في "التقريب"1 / 13 والخزرجي في "الخلاصة": 4.
(3) نسبة إلى بني حنيفة القبيلة المشهورة.
(4) البزار: آخره راء مهملة، وسيأتي وانظر مشتبه الذهبي: 71، وتوضيح ابن ناصر الدين: 1 / الورقة 55 من نسخة الظاهرية.(1/285)
السري بْن يحيى بْن السري التَّمِيمِيّ، ابْن أخي هناد بْن السري، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، ومحمد بْن صَالِح بْن ذريح (1) العكبري، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي، ومحمد بْن عبد الغفار الهمذاني، ومحمد بْن عبدوس بْن كامل السراج، ومحمد بْن مسلم ابن وارة الرازي، ويوسف بْن إسحاق بْن الحجاج.
قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: روى عنه مُحَمَّد بْن مسلم، وأحسن الثناء عَلَيْهِ.
وَقَال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي، مطين: مات لثلاث خلون من المحرم سنة ثمان وثلاثين ومئتين، ثقة، وكان لا يخضب (2)
22- تمييز: ولهم شيخ آخر يقَالَ له: أَحْمَد بن جواس الاستوائي (3) ، أَبُو جَعْفَر النَّيْسَابُورِيّ.
يروي عَن: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن يونس اليربوعي الكوفي، وإسماعيل بْن أَبي أويس المدني، ويحيى بْن يحيى النَّيْسَابُورِيّ.
ويروي عَنه: عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الشرقي، وموسى ابن العباس الجويني.
__________
(1) ذريح: بفتح الذال المعجمة وكسر الراء المهملة هو الشائع في الضبط، أما ذريح بضم المعجمة وكسر المهملة فالنادر (راجع مشتبه الذهبي: 295 294) .
(2) روى ابن حبان البستي فِي "صَحِيحِهِ"عن مُحَمَّدِ بْنِ صالح بن ذريح بعكبرا عنه، وذكره أيضا في جملة الثقات. وَقَال مسلمة بن قاسم في كتاب"الصلة": كوفي ثقة روى عنه من أهل بلدنا بقي بن مخلد. وفي تاريخ قرطبة قال بقي: كل من رويت عنه فهو ثقة. وَقَال أَبُو علي الغساني فِي كتابه"رجال أبي داود": هو ثقة (عن إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 10) . قال بشار: وانظر رجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة: 2 وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 9 (أحمد الثالث 2917 / 7) .
(3) الاستوائي: وجدت ناسخ"د"قد وضع كسرة تحت الهمزة وما أظنه أصاب فالذي حفظناه الضم، قال أبو سعد السمعاني في الانساب وتابعه عز الدين ابن الاثير في اللباب: بضم الالف وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين أو ضمها وبعدها الواو والالف وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى أستوا وهي ناحية بنيسابور كثيرة القرى والخير..خرج منها جماعة كثيرة". قلت: قدم أبو سعد القول بفتح (تاء) استوا وكأنه رجحه على الضم، أما ياقوت الحموي فلم يقل بغير الضم في التاء، وبه أخذنا (معجم البلدان: 1 / 243) لانه ورد مضموما في "د"أيضا.(1/286)
ذكره الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ فِي "تاريخ نيسابور"، ولم يرو عَنْهُ أحد منهم وإنما ذكرناه للتمييز بينه وبين الذي قبله.
23- خ: أَحْمَد بن الحجاج البكري الذهلي الشَّيْبَانِيّ، أَبُو الْعَبَّاس المروزي.
روى عن: أَبِي ضمرة أنس بْن عياض الليثي (خ) ، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل المدني (بخ) ، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وعبد الله بْن المبارك، وعبد الرحمن بْن سعد بن عمار الموذن، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد العزيز ابن أَبي حازم، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدَّراوَرْدِيّ، والفضل بْن مُوسَى السيناني (1) ، وموسى بْن شَيْبَة بْن عَمْرو بْن عَبد اللَّهِ بْن كعب بْن مَالِك الأَنْصارِيّ.
رَوَى عَنه: البخاري، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وأَحْمَد بْن أَبي خيثمة زهير بْن حرب، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هاني الطائي الأثرم، وأَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي (2) ، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وداود ابن سُلَيْمان العسكري، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدارمي، وعلي بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، ومحمد بْن أيوب بن يحيى ابن الضريس الرازي، ومحمد بْن علي الوراق المعروف بحمدان، ومحمد بْن يحيى بْن عبد الكريم الأزدي، وأَبُو عيسى مُوسَى بْن هارون الطوسي.
قال أَبُو بَكْر الْخَطِيب: قدم بغداد، وحدث بِهَا، فأثنى عَلَيْهِ أَحْمَد بْن حنبل.
وَقَال ابْن أَبي خيثمة: كَانَ رجل صدق.
قال البخاري: مات يوم عاشوراء سنة اثنتين وعشرين
__________
(1) بكسر السين، نسبة إلى سينان، قرية بمرو.
(2) نسب أحمد بن منصور الرمادي هذا إلى رمادة اليمن وتوفي سنة 265، وهو ليس من رمادة فلسطين التي نسب إليها بعض الرواة أيضا.(1/287)
ومئتين (1) .
24- س: أَحْمَد بن حرب بن مُحَمَّد بن علي بن حيان بن مازن ابن الغضوبة الطائي، أَبُو علي، ويُقال: أَبُو بَكْر الموصلي:
أخو علي بْن حرب بْن معاوية بْن حرب، وكان يسكن الثغر بأذنة، وجده مازن ابن الغضوبة (2) لَهُ صحبة.
رَوَى عَن: أسباط بْن مُحَمَّد القرشي (س) ، وإسماعيل بن علية (س) ، وأبي ضمرة أنس بْن عياض الليثي (سي) ، وأبيه حرب بْن مُحَمَّد الطائي، وزيد بْن الحباب العكلي (3) (س) ، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وعبد الله بْن إدريس (س) ، وعبد الرحمن بْن مُحَمَّد المحاربي (س) ، وعبد المجيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبي رواد، وعُمَر بْن سعد، أَبِي داود الحفري (4) (س) ، والقاسم بْن يزيد الجرمي (5) (س) ، ومحمد بْن خازم، أَبِي معاوية الضرير (س) ، ومحمد بْن ربيعة الكِلابي (س) ، ومحمد بْن عُبَيد الطنافسي، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان (س) ، والمعافى بْن عِمْران الموصلي، ويحيى بْن سليم الطائفي، ويحيى بْن يمان.
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وأَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ الشعراني، وأَحْمَد بن عبد الرحمن ابن الجارود الرَّقِّيّ، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صدقة
__________
(1) قال العلامة مغلطاي: ذكره ابنُ حِبَّان في جملة "الثقات". وَقَال الحافظ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن مندة في كتابه"أسماء شيوخ البخاري وصاحب"الزهرة": توفي سنة إحدى وعشرين ومئتين، زاد في الزهرة: روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث. وفي"المعلم"لابن خلفون: قال أبو جعفر النحاس: هو ثقة". قال بشار: وله أخبار في تاريخ بغداد للخطيب: 4 / 117 116 ولم يذكر البخاري سوى سماعه من ابن المبارك وابن أَبي حازم (التاريخ الكبير: ج: 1 ق: 2 ص: 3) ، وانظر تاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 176 من مجلد أيا صوفيا 3007 بخط المؤلف، وما ذكره ابن مندة وصاحب"الزهرة"لم أجد أحدًا تابعهما عليه.
(2) راجع الاستيعاب لابن عَبد الْبَرِّ: 3 / 1344 قال: ويُقال الغضوب، الخطامي فخذ من طئ..وهو جد أحمد بن حرب وعلي بن حرب الطائي.
(3) بضم العين المهملة وسكون الكاف وكسر اللام إلى عكل، بطن.
(4) بفتح الحاء المهملة والفاء، منسوب إلى محلة بالكوفة يقال لها: الحفر.
(5) بفتح الجيم وسكون الراء، نسبة إلى إحدي القبائل.(1/288)
الْبَغْدَادِيّ، وأَبُو بشر حيان بْن بشر بْن حيان قاضي المصيصة، وأَبُو الفضل الْعَبَّاس بْن يُوسُف بن إسماعيل ابن الأعلم الشكلي (1) مولى بني هاشم، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن معدان الغزاء (2) ، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القاضي القزويني نزيل مصر، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن مسلم الإسفراييني، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن وهب الدينوري الْحَافِظ أحد الضعفاء، وعبد الرحمن بْن عُبَيد اللَّهِ بْن أَحْمَد الأسدي الحلبي المعروف بابن أخي الإمام، وعبد الرحمن بْن عُبَيد اللَّهِ بْن عَبْد الْعَزِيزِ الهاشمي الحلبي المعروف بابن أخي الإمام أيضا، وعتيق ابن عَبد اللَّهِ الأذني، وأخوه علي بْن حرب الطائي، وقيس بْن مسلم الخولاني، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد السلام مكحول البيروتي (3) .
قال النَّسَائي: لا بأس به، وهو أحب إلي من أخيه علي بْن حرب.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: أدركته ولم أكتب عَنْهُ، وكان
صدوقا.
وَقَال أَبُو زكريا يزيد بْن مُحَمَّد بْن إياس الأزدي صاحب"تاريخ الموصل": كَانَ فاضلا ورعا، ورحل عَنِ الموصل إِلَى ثغر أذنة رغبة فِي الجهاد، فأوطن هناك، وتكلم فِي مسألة اللفظ التي وقعت إِلَى أهل الثغور فَقَالَ فيما ذكر لي بقول مُحَمَّد بْن داود المصيصي، فهجره علي
__________
(1) الشكلي: وجدت الشين مفتوحة في نسخة ابن المهندس ونسخة التبريزي، وقيدها السمعاني بكسر الشين ونسب أبا الفضل بن يوسف الشكلي هذا وذكر أنه مات فِي رجب سنة 314 (8 / 138) وتابعه في ذلك ابن الاثير في اللباب، وترجم له الذهبي في وفيات سنة 314 من تاريخ الاسلام (الورقة: 76 أحمد الثالث 2917 / 9) .
(2) الغزاء: بفتح الغين المعجمة وفتح الزاي وتشديدها، نسبة إلى كثرة الغزو.
(3) قال مغلطاي: روى عنه الحسين بن محمد الرامهرمزي فيما ذكر الإمام أبو زكريا يزيد مُحَمَّد بْن إياس الأزدي في تاريخ الموصل" (إكمال: 1 / الورقة: 10) .(1/289)
ابن حرب، لذلك وترك مكاتبته. وشارك عليا فِي رجاله، وتفرد عَنْهُ بإسماعيل بن علية، فإن عليا لم يسمع منه (1) . وكان مولده فِي سنة أربع وسبعين ومئة فِي صدر خلافة هارون الرشيد. وتوفي بأذنة سنة ثلاث (2) وستين ومئتين، ودفن بِهَا، وله هناك ولد (3) .
25- خ ت: أَحْمَد بن الْحَسَن بن جنيدب (4) التِّرْمِذِيّ، أَبُو الْحَسَن الْحَافِظ صاحب أَحْمَد بْن حنبل. رحال، طوف الشام ومصر والعراق والحجاز.
رَوَى عَن: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل (خ ت) ، وآدم بْن أَبي إياس العسقلاني والأسود بْن عامر، شاذان، وأصبغ بْن الفرج المِصْرِي (ت) ، وحجاج بْن إِبْرَاهِيم الأزرق، وحجاج بْن نصير الفساطيطي (ت) ،
والحسن بْن بشر البجلي، والحسن بْن الربيع البوراني، والربيع بْن روح الحمصي، وأبي توبة الربيع بْن نَافِع الحلبي، وسَعِيد بْن الحكم بْن أَبي مريم المِصْرِي (ت) ، وسَعِيد بْن كثير بْن عفير المِصْرِي، وسُلَيْمان بْن داود الهاشمي (ت) ، وسُلَيْمان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدمشقي، (ت) ، والضحاك بْن مخلد، أَبِي عاصم النبيل البَصْرِيّ، وأبي صَالِح عَبد اللَّهِ بْن صَالِح المِصْرِي، كاتب الليث بْن سعد، وأبي عَبْد الرَّحْمَنِ عَبد اللَّهِ بْن مسلمة بْن قعنب القعنبي (ت) ، وعبد الله بْن نَافِع الصائغ المدني (ت) ،
__________
(1) وذكره ابنُ حِبَّان البستي في "الثقات"، وخرج حديثه في صحيحه.
(2) وكذا أرخ وفاته ابن حبان في "الثقات"، وهو المتابع الذي ذكره فيه ابن عساكر في المعجم، الترجمة: 17 والذهبي وغيرهما. ونقل مغلطاي من كتاب"الصلة"لمسلمة بن قاسم أنه توفي بحران سنة 267 (12 الورقة: 10) وهو غريب.
(3) ومما يستدرك عليه للتمييز:
4- أَحْمَد بن حرب بن مُحَمَّد البخاري، أبو إسحاق.
روى عَن أبيه وعيسى بن موسى الحافظ المعروف بغنجار، وشداد بن حكيم، وعصام بن يونس وغيرهم. روى عنه سَعِيد بن ذاكر والفتح بن الحسن النجاريان.
ذكره ابن حجر وذكر أن الخطيب ذكره، ولم أجده في تاريخ الخطيب مع وجود نسخة خطية متقنة من التاريخ المذكور عندي، فلعله ذكره في غير موضعه، أو لعله من وهم الطبع.
(4) جنيدب: مصغر.(1/290)
وعبد الملك بْن إِبْرَاهِيم الجدي (ت) ، وعُبَيد الله بْن مُوسَى العبسي الكوفي، وعلي بْن عياش الحمصي، وعَمْرو بْن عاصم الكِلابي، وأبي نعيم الفضل بْن دكين الملائي، وقيس بْن حَفْص الدارمي، ومحمد بْن
عَبد اللَّهِ الأَنْصارِيّ، وأبي الجماهر مُحَمَّد بْن عثمان التنوخي الكفرسوسي، ومحمد بْن عرعرة بْن البرند (1) السامي (2) البَصْرِيّ، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، ومحمد بْن الفضل السدوسي، عارم، ومحمد بْن مصعب القرقساني (3) ، ومحمد بْن مُوسَى بْن بزيع (4) الشَّيْبَانِيّ، ومحمد بْن يُوسُف الفريابي، ومعقل بْن مَالِك الباهلي، ومعلى ابن أسد العمي (ت) ، وأبي سَلَمَة موسى بن إسماعيل التبوكي (ت) ، ونعيم بْن حَمَّاد الخزاعي، وأبي النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم، ووضاح بْن يحيى النهشلي، ويحيى بْن سُلَيْمان الجعفي (ت) ، ويحيى بْن صَالِح الوحاظي، ويزيد بْن عبد ربه الحمصي المعروف بالجرجسي، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي.
روى عنه البخاري، والتِّرْمِذِيّ، وإبراهيم بْن أَبي طالب النَّيْسَابُورِيّ، وأَحْمَد بْن علي بْن مسلم الأبار، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن شوذب البلخي، وإسحاق بْن أَحْمَد الفارسي، وجعفر بْن أَحْمَد بْن
__________
(1) البرند: بكسر الباء الموحدة والراء المهملة وسكون النون، قيده ابن حجر في ترجمته من التقريب: 2 / 191، وقيده الذهبي في "المُشْتَبِه": 668 وابن ناصر الدين في توضيحه من نسخة الظاهرية.
(2) بالسين المهملة كما سيأتي في موضعه من الكتاب.
(3) القرقساني: هكذا وجدتها مقيدة أعني بكسر القافين بخط ابن المهندس وفي نسخة التبريزي التي بخط دولتشاه. وقيدها أبو سَعِيد السمعاني بفتح القافين نسبة إلى قرقيسيا المدينة المعروفة آنداك بالقرب من الرقة ونسب محمدا هذا إليها، وتابعه ابن الاثير في اللباب فلم يعترض عليه. وفي معجم البلدان لياقوت: قرقيسياء: بالفتح ثم السكون وقاف أخرى وياء ساكنة وسين مكسورة وياء أخرى وألف ممدودة، ويُقال: بياء واحدة..وكثيرا ما يجئ في الشعر مقصورا"، ولم يقيد القاف الثانية بالحروف كما نقلنا، لكننا وجدناها مكسورة في المطبوعة، وكذلك هي أيضا مكسورة في مراصد الاطلاع للبغدادي. وقيدها الخزرجي في الخلاصة بضم القافين (359) ، إذا صحت المطبوعة، وبه أخذ ناشر تقريب التهذيب ولا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَ الخزرجي بهذا الضبط فهو غريب. على أن عجمة الاسم تحتمل اختلاف التلفظ، ولعل المؤلف اختار كسر القافين كما يظهر من تقييد النسخ.
(4) بزيع: بفتح الباء الموحدة وكسر الزاي وسكون الياء آخر الحروف، قيده ابن ناصر الدين في توضيحه: 1 / الورقة: 55.(1/291)
نصر الْحَافِظ، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن المستفاض الفريابي القاضي، وعُبَيد الله بْن عبد الكريم، أَبُو زُرْعَة الرازي، وعثمان بْن خرزاذ الأنطاكي، ومحمد بْن إدريس، أَبُو حَاتِم الرازي، (وأَبُو بكر محمد ابن إسحاق بْن خزيمة (1) ، ومحمد بْن إسحاق بْن الْعَبَّاس الفاكهي المكي، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن جرير الطبري، وأَبُو رجاء مُحَمَّد بْن حمدويه المروزي الهورقاني (2) صاحب"تاريخ المراوزة"، ومحمد بْن الليث بْن حَفْص المروزي، ومحمد بْن المنذر بْن عَبْد الْعَزِيزِ، ومحمد بْن النَّضْر الجارودي النَّيْسَابُورِيّ، ومحمد بْن يحيى بْن خلاد.
قال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ: ورد نيسابور سنة إحدى وأربعين ومئتين، فحدث فِي ميدان الحسين (3) ، ثم حج وانصرف إِلَى نيسابور، وأقام بِهَا سنة يحدث، فكتب عَنْهُ كافة مشايخنا، وسألوه عَنْ علل الحديث والجرح والتعديل. وَقَال أيضا: حدثني أَبُو أَحْمَد الحسين بْن مُحَمَّد بْن يحيى، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن التِّرْمِذِيّ بنيسابور وكان أحد أوعية
__________
(1) سقط ما بين القوسين من نسخة ابن المهندس ولعل نظره انزلق عنه في النقل والمقابلة، ولا يحتمل أن يكون المؤلف أضافه بعد نسخ ابن المهندس، لان المؤلف ذكر في آخر الترجمة تحديث ابن خزيمة عنه.
(2) الهورقاني: هكذا هي مقيدة في النسخ، وبه قال السمعاني في الانساب وتابعه ابن الاثير في اللباب. وهي نسبة إلى قرية تبعد سبعة فراسخ عن مرو. وقيدها ياقوت في معجم البلدان بفتح الهاء والباقي وافق به السمعاني، وتابعه ابن عبد الحق في المراصد، وابن السمعاني أعلم بهذه المناطق فهو من أهل مرو. وَقَال السمعاني بعد ذلك: والمشهور بالنسبة إليها أَبُو رجاء مُحَمَّد بْن حمدويه بن طريف بن روح الهورقاني، هكذا ذكره المعداني وَقَال: توفي سنة ست وثلاث مئة"ثم ذكر"تاريخ المراوزة"له. وَقَال الخطيب البغدادي فِي ترجمة مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن عَلِيِّ بْن الْحَسَن السختياني: من أهل مرو، قدم بغداد في سنة ثمان وستين وثلاث مئة، وحدث بها عَن أبي عصمة محمد بن أحمد بن عباد المروزي عَن أبي رجاء محمد بن حمدويه الهورقاني بكتاب تاريخ المراوزة" (تاريخ بغداد: 5 / 460) ونقل شمس الدين السخاوي هذا القول في "الاعلان" (ص: 644) وهو يتكلم على من ألف تاريخا لمرو. وترجم له الذهبي في تاريخ الاسلام، الورقة: 29 (أحم الثالث 2917 / 9) .
(3) جاء في هامش النسخ تعليق للمؤلف: هو الحسين بن معاذ بن مسلم أمير نيسابور وابن أميرها". قلت: ولم يذكر ياقوت هذا الميدان مع أنه ذكر غيره (معجم البلدان: 4 / 714 713) وانظر تاريخ خليفة بن خياط: 437، 441.(1/292)
الحديث (1) .
26- م ت: أَحْمَد بن الْحَسَن بن خراش (2) الْبَغْدَادِيّ، أَبُو جَعْفَر، خراساني الأصل.
رَوَى عَن: أَحْمَد بْن إسحاق الحضرمي (ت) ، وحبان (3) بْن هلال (م ت) ، وحجاج بْن منهال الأنماطي، وشبابة بْن سوار الفزاري (م) ، وأبي مَعْمَر عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن أَبي الحجاج المنقري المقعد (م) ، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد الصمد بْن عبد الوارث بن سَعِيد التنوزي (م) ، وعبد الملك بْن عَمْرو (م) ، وأبي عُمَر العقدي، وعلي ابن المديني، وعُمَر بْن عبد الوهاب الرياحي (م) ،
__________
(1) جاء مغلطاي برواية ابن خزيمة من كتاب"الصحيح"له، فقال: قال إمام الأئمة في صحيحه: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن التِّرْمِذِيّ، وكان أحد أوعية العلم، سنة إحدى وأربعين ومئتين في جمادى الأولى"وأشار إلى أنه ورد في التهذيب"أحد أوعية الحديث": قال بشار: وقد رأينا أن المزي ينقل رواية الحاكم في "تاريخ نيسابور"وهي التي جاء فيها"أحد أوعية الحديث"ولا فرق بين الاثنين لان المقصود بالعلم عند ابن خزيمة إنما هو"الحديث". وَقَال عبد الرحمن بن أَبي حاتم في الجرح والتعديل: سئل أبي عنه، فقال: صدوق" (م: 1 ق: 1 ص 47) ، وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات" وخرج حديثه في صحيحه. ونقل مغلطاي عن ابن خلفون قوله فيه: ثقة مشهور.
وَقَال مغلطاي في تاريخ وفاته: وزعم بعض من ألف على التراجم من المتأخرين أنه توفي قبل الخمسين فالله أعلم". قال بشار: لا أشك أنه قصد بقوله: من المتأخرين"الإمام الذهبي فقد ذكر في التذهيب أنه توفي قبل الخمسين ومئتين. وذكره في الطبقة الخامسة والعشرين من تاريخ الاسلام، وهم الذين توفوا بين 250 241 فقال: أحمد بن الحسن بن جنيدب، أبو الحسن التِّرْمِذِيّ..وكان من تلامذة أحمد بن حنبل، روى عنه البخاري حديثا عن احمد بن حنبل في المغازي. وقدم نيسابور سنة إحدى وأربعين، ولا تاريخ لموته" (الورقة: 97 / أحمد الثالث: 2917 / 7) . قال بشار: وكأن الذهبي رحمه الله ما وجد أحدًا روى عنه بعد سنة 242 فقال بهذا التخمين، وهو جيد، وبه أخذ ابن حجر في تهذيبه (1 / 24) .
(2) خراش: قيده الخزرجي في الخلاصة بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء (ص: 5) وتصحف في المطبوع من تاريخ الخطيب إلى"حراش"بالمهملة: 4 / 78.
(3) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" وضبطه بالقلم (ص: 131) وَقَال ابن ناصر الدين في توضيحه بعد أن قيده بالحروف: قلت: هو أبو حبيب البَصْرِيّ الحافظ عن همام وأبان بن يزيد وغيرهما، وعنه الدارمي وعبد بن حميد وغيرهما. مات سنة ست عشرة ومئتين" (1 / الورقة: 113 من نسخة الظاهرية) ، وَقَال الذهبي في الطبقة الثانية والعشرين من تاريخ الاسلام، وهي عندي بخطه: حبان بن هلال الباهلي، ويُقال: الكناني البَصْرِيّ، أبو حبيب..وثقة ابن مَعِين وأحمد بن حنبل وَقَال ابن سعد: كان ثقة حجة ثبتا امتنع من التحديث قبل موته.."ثم قال الذهبي: ولامتناعه لم يسمع منه البخاري وأبو حاتم وطبقتهما، وهو من آخر من حدث عن معمر" (الورقة: 102 أيا صوفيا: 3007) .(1/293)
وعَمْرو بْن عاصم الكِلابي (م) ، وعَمْرو بْن مرزوق الباهلي، وأبي نعيم الفضل بْن دكين، ومحبوب بْن الجهم، ومحمد بْن خالد بْن عثمة، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم الأزدي (م) ، ومعقل بْن مَالِك الباهلي، وأبي سَلَمَة مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل، ووهب بْن جرير بْن حازم.
رَوَى عَنه: مسلم، والتِّرْمِذِيّ، وأَحْمَد بْن الحسين بْن إسحاق الصوفي الصغير، وأَحْمَد بْن أَبي عوف، واسمه: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مرزوق البزوري (1) . والحسين بْن مُحَمَّد بْن حَاتِم بْن يزيد، أَبُو علي المعروف بعُبَيد العجل، وعبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل، وأَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الثقفي السراج النَّيْسَابُورِيّ، ومحمد بْن هارون بْن حميد ابن المجدر (2) .
قال أَبُو بَكْر الْخَطِيب: وكان ثقة (3) .
وَقَال أَبُو الْعَبَّاس السراج: مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين وكان من أبناء خراسان. قال: وَقَال لي ابنه: سمعته يَقُول قبل أن يموت بساعة: أنا ابْن ستين سنة إلا عشرين يوما.
27- خ د س: أَحْمَد بن حَفْص بن عَبد اللَّهِ بن راشد السلمي، أَبُو علي بن أَبي عَمْرو النَّيْسَابُورِيّ (4) ، قاضيها.
__________
(1) البزوري: بضم الباء الموحدة والزاي، نسبة إلى البزور جمع البزر.
وكان أحمد بن عبد الرحمن هذا بغداديا ثقة نبيلا، توفي في شوال سنة 297 (تاريخ بغداد للخطيب: 4 / 245، وأنساب السمعاني: 2 / 214 213 وغيرهما) .
(2) وأضاف ابن أَبي حاتم في الجرح والتعديل: روى عنه..وابن الجنيد" (م: 1 ق: 1 ص: 48) .
(3) وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات"وخرج حديثه في صحيحه. وَقَال مغلطاي: وفي كتاب الزهرة: وهو أحد حفاظ خراسان، روى عنه مسلم أحد عشر حديثًا" (إكمال: 1 / الورقة: 10) ، وانظر تهذيب التهذيب: 1 / 24 وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 97 (أحمد الثالث 2917 / 7) ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة: 2 من نسخة البلدية بالاسكندرية. والمعجم المشتمل لابن عساكر، الترجمة: 19.
(4) في حاشية النسخ تعليق للمؤلف: ذكر في نسبه السكري وأظنه وهما لم أر غيره ذكره"قلت: راجع الكمال: 1 / الورقة: 167 فهو فيها كذلك.(1/294)
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمان الزيات البلخي، وأحمد بن الحكم ابن سنان السلمي، وأَحْمَد بْن أَبي رجاء الهروي، والجارود بْن يزيد العامري النَّيْسَابُورِيّ، والحسين بْن الوليد القرشي النَّيْسَابُورِيّ، وأبيه حَفْص بْن عَبد اللَّهِ السلمي (خ د س) ، وسَعِيد بْن الصباح النَّيْسَابُورِيّ العابد، وعبد الله بْن عثمان بْن جبلة بْن أَبي رواد المروزي المعروف بعبدان، ويحيى بْن يحيى النَّيْسَابُورِيّ.
رَوَى عَنه: البخاري، وأَبُو داود، والنَّسَائي، وإبراهيم بْن أَبي طالب النَّيْسَابُورِيّ، وأَحْمَد بْن علي بْن مسلم الأبار، وأَبُو حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حامد الطوسي، وأَبُو حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الشرقي الْحَافِظ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن بلال البزاز، وزكريا بْن يحيى السجزي، خياط السنة (سي) ، وزيد بْن يحيى بْن الحسين العامري، وأَبُو النَّضْر سَلَمَة بْن النَّضْر القشيري النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو علي صَالِح بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ المعروف بجزرة، وأَبُو الفضل صَالِح بْن نوح بْن مَنْصُور النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود السجستاني، وأَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس الطيالسي الْبَغْدَادِيّ، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الشرقي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زياد النَّيْسَابُورِيّ الفقيه، وأَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بن عَمْرو النصر آباذي، وأَبُو الْقَاسِم عَبد اللَّهِ بْن هاشم السمسار، وعبد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش الْحَافِظ، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي (1) ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، ومسلم بْن الحجاج في غير"الصحيح"، وأَبُو مُحَمَّد نصر بْن أَحْمَد بْن نصر الْكُنْدِيّ الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ المعروف بنصرك، وأَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إسحاق الأسفراييني.
__________
(1) ونقل مغلطاي عن الجياني أن صاحب الترجمة كتب إلى أبي حاتم وأَبِي زرعة الرازيين بجزء من حديثه (إكمال: 1 / الورقة 11) .(1/295)
قال النَّسَائي: صدوق لا بأس به، قليل الحديث (1) .
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: قرأت بخط أَبِي عَمْرو المستملي، مات أَحْمَد بن حَفْص بن عَبد اللَّهِ ليلة الأربعاء لأربع ليال خلون من المحرم سنة ثمان وخمسين ومئتين، وصلوا عَلَيْهِ فِي ميدان الحسين، ووضعت جنازته فِي مسجد رجاء بْن معاذ بجنب المقصورة، فصلى عَلَيْهِ ابنه يوم الأربعاء عند غروب الشمس، وخيل إِلَيّ أنه امتلأ الميدان من الخلق، ودفن بباب مَعْمَر، وصلي عَلَيْهِ أيضا هناك بعد المغرب.
وَقَال أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بْن مُحَمَّد الصيدلاني: مات ليلة الأربعاء لثلاث خلون من المحرم سنة ثمان وخمسين ومئتين بعد مُحَمَّد بْن يحيى بستة أشهر (2) .
- ت (3) : أَحْمَد بن الحكم البَصْرِيّ، هو: أَحْمَد بْن عَبْد الله بن الحكم (4) ابن الكردي، يأتي فيما بعد.
28- س: أَحْمَد بن حَمَّاد بن مسلم بن عَبد اللَّهِ بن عَمْرو
التجيبي، أَبُو جَعْفَر المِصْرِي، مولى بني سعد بْن معاوية من تجيب.
__________
(1) ونقل مغلطاي وابن حجر وغيرهما أنه قال في أسماء شيوخه: ثقة.
ونقل مغلطاي من تاريخ نيسابور قول الحاكم: سمعت أبا الطيب المذكر، سمعت مسدد بن قطن يقول: ما رأيت أحدًا أتم صلاة، ركوعا وسجودا، من أحمد بن حفص السلمي. حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَن أبي حاتم السلمي، قال: سألت مسلم بْن الحجاج عَنْ الكتابة عن أحمد بن حفص، فقال: نعم. أبو عبد الله (الحاكم) : هذا رسم مسلم في الثقات الاثبات" (إكمال: 1 / الورقة: 10) ، وَقَال الذهبي في تاريخ الاسلام: ثقة مشهور كبير القدر" (الورقة: 218 أحمد الثالث 2917 / 7) ، وراجع: المعجم المشتمل لابن عساكر، الترجمة: 20.
(2) وهذا هو الذي اختاره الذهبي في تاريخ الاسلام، أعني سنة 258، وزعم أبو علي الجياني في أسماء شيوخ ابن الجارود، وابن خلفون أن وفاته كانت سنة 255، وَقَال ابن عساكر: سنة 260، والمعتمد الاول (انظر إكمال مغلطاي وتذهيب الذهبي وتاريخ الاسلام له أيضا، وتهذيب ابن حجر) .
(3) يجئ هنا للاحالة أيضا: أحمد بن حفص بن المغيرة بن عَبد الله بن عُمَر بن مخزوم المخزومي يكنى: أبا عَمْرو. ذكره المؤلف في الكنى إذ هو مشهور بكنيته وذكر هناك أن اسمه عبد الحميد وقيل أحمد، وقيل اسمه كنيته.
(4) في تهذيب ابن حجر: الحكيم"محرف، وذكره صحيحا في موضعه.(1/296)
وهو أخو عيسى بْن حَمَّاد، زغبة (1) ، وكان أصغر من عيسى.
رَوَى عَن: روح بْن صلاح، وزهير بْن عباد الرؤاسي، ابْن عم وكيع بْن الجراح، وسَعِيد بْن الحكم بْن أَبي مريم، وسَعِيد بْن كثير بْن عفير، وأبي صَالِح عبد الغفار بْن داود بْن مهران الحراني نزيل مصر، ومحمد ابن روح العنبري، وموسى بْن ناصح، ويحيى بْن عَبد اللَّهِ بْن بُكَيْر.
رَوَى عَنه: النَّسَائي (2) ، وأَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الحرسي المِصْرِي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن معاوية بْن هشام بْن داود بْن مهران (3) المِصْرِي، وهو ابْن ابن أخي أَبِي صَالِح عبد الغفار بْن داود الحراني، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبي الموت المكي، وأَبُو يَعْقُوب إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن هاشم الأذرعي، والحسن بْن رشيق العسكري، وأَبُو الْقَاسِم سُلَيْمان بْن أَحْمَد بْن أيوب الطبراني، وأَبُو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بن يونس بن عبد الاعلى، وعبد الرحمن بْن داود بْن منصور، وأبو يَعْلَى عبد المؤمن بْن خلف النسفي الْحَافِظ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد المعيطي المِصْرِي، ومحمد بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن سيار القرطبي، وأَبُو علي مُحَمَّد بْن هارون بْن شعيب الأَنْصارِيّ الدمشقي، وأَبُو الْحَسَن مروان بْن عَبد المَلِك الأندلسي.
قال النَّسَائي: صَالِح.
وَقَال أَبُو سَعِيد بْن يونس: توفي يوم السبت لخمس بقين من جمادى الأولى سنة ست وتسعين ومئتين. وكان ثقة مأمونا (4) ، بلغ
__________
(1) زغبة: بضم الزاي وسكون الغين المعجمة وفتح الموحدة، لقبه هو ولقب ابيه أيضا.
(2) في حواشي النسخ تعليق للمؤلف: ذكره أَبُو الْقَاسِمِ في المشايخ النبل ولم أقف على روايته عنه" (قلت: راجع المعجم المشتمل، الترجمة: 21) . وَقَال مغلطاي: ذكره النَّسَائي في شيوخه الذين روى عنهم..ولم يذكره صاحب الزهرة في شيوخ النَّسَائي" (إكمال: 1 / الورقة: 11) .
(3) بكسر الميم وسكون إلهاء.
(4) وأخرج الحاكم حديثه في المستدرك.(1/297)
أربعا وتسعين سنة (1) .
29- خ سي: أَحْمَد بن حميد الطريثيثي، أَبُو الْحَسَن الكوفي، ختن عُبَيد اللَّهِ بْن مُوسَى، ويعرف بدار أم سَلَمَة (2) .
وكان من حفاظ الكوفة.
رَوَى عَن: حَفْص بْن غِيَاث (3) النخعي، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وعبد الله بْن إدريس، وعبد الله بْن المبارك، وعبد الله بْن نمير، وعبد الرحيم بْن سُلَيْمان (عخ) ، وعُبَيد الله بْن عُبَيد الرحمن الأشجعي (خ سي) ، والقاسم بْن معن المسعودي، ومحمد بْن بشر العبدي، ومحمد ابن جَعْفَر، غندر، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان (بخ) ، ومعاوية بْن هشام القصار، ويحيى بْن زكريا بْن أَبي زائدة، وأبي بَكْر بْن عياش.
رَوَى عَنه: البخاري (4) ، وأحمد بن محمد ابن الاصفر، وأحمد بن محمد ابن المعلى الآدمي (5) ، وأَبُو علي حنبل بْن إسحاق بْن حنبل، ابْن عم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وأَبُو سَعِيد عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيد الأشج، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدارمي، وأَبُو إِسْمَاعِيل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن يُوسُف السلمي التِّرْمِذِيّ، ومحمد بْن أَبي خالد الصومعي، ومحمد بْن يحيى بْن كثير الحراني، ومحمد بْن يزيد الأَدَمِيّ (6) (سي) ، ويحيى بْن عبد الحميد الحماني، وهو من أقرانه، وأَبُو
__________
(1) ونقل مغلطاي عن مسلمة بن قاسم أنه توفي عن ثمانين سنة (إكمال: 1 / الورقة: 11) ، وهو غريب لم يتابعه فيه أحد.
(2) لقب بدار أبي سلمة على اسم موضع كان ينزله بالكوفة فيما قاله الصوري. وفي كتاب الزهرة: كان يلقب بدار أم سلمة لانه جمع حديث أم سلمة، وهو الذي أخذ به ابن حجر في التهذيب (1 / 26) . وغلط الحاكم فيه فقال: جار أم سلمة، ورد عليه عبد الغني بن سَعِيد الأزدي.
وفي كتاب الباجي: جار أبي سلمة موسى بْن إِسْمَاعِيل (إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 11، وتهذيب ابن حجر: 1 / 26) .
(3) غياث هذا مخفف كما قيده الذهبي في "المُشْتَبِه": 440 وغيره.
(4) وذكر أنه مولى لقريش (التاريخ ج: 1 ق: 2 ص: 2) .
(5) هذا الشيخ منسوب إلى جده"آدم.
(6) في التقريب"الآدمي"بالمد وهو وهم فهذا الرجل منسوب إلى"الادم"وبيعه (انظر التقريب: 2 / 220) .(1/298)
حَاتِم الرازي، وَقَال: كَانَ ثقة رضى (1) .
وَقَال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي: ثقة (2) .
قال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي: مات سنة عشرين ومئتين (3) .
وروى لَهُ النَّسَائي فِي كتاب"عمل يوم وليلة"• أحمد بن أَبي الحواري (4) ، هو: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن ميمون، يأتي فيما بعد.
30- ز 40: أَحْمَد بن خالد (بن مُوسَى، ويُقال:) (5) ابْن مُحَمَّد، الوهبي (6) الْكُنْدِيّ، أَبُو سَعِيد بْن أَبي مخلد الحمصي، أخو محمد بن خالد (7) .
__________
(1) وانظر الجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: ج: 1 ق: 1 ص 46) .
(2) وَقَال ابن أَبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل: سمعت أبا زرعة يقول: أدركته ولم أكتب عنه" (ج: 1 ق: 1 ص: 46) . ووثقه مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي، وأحمد بن صالح المِصْرِي، وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات"، وروى عنه أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ، وأحمد بْن أَبي خيثمة زهير بْن حرب، وَقَال الخطيب: هو من حفاظ الكوفة ومتثبتيهم.
(تاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 95 أيا صوفيا 3007 وإكمال مغلطاي وتهذيب ابن حجر) .
(3) هذا هو المشهور في وفاته المنقول عن محمد بن عَبد الله الحضرمي المعروف بمطين، ولكن مغلطاي وجد في تاريخ مطين أنه توفي سنة تسع وعشرين ومئتين، وعنه نقل ابن حجر في تهذيب التهذيب أيضا ولم يعلق على هذا الاختلاف مع أنه أورد رواية مطين الاولى القائلة بوفاته سنة 220. أما الإمام الذهبي فجزم بوفاته في سنة 220 فليحرر.
(4) الحواري: بفتح الحاء المهملة والواو الخفيفة وكسر الراء، كما في مشتبه الذهبي: 257، والتقريب: 1 / 18 وغيرهما.
(5) ليس في "م"والظاهر أن المؤلف أضافها بعد نسخ ابن المهندس هذا المجلد، أو أن ابن المهندس ذهل عنه، ما ثبتناه مثبت في النسخ الاخرى وفي مختصرات التهذيب، وفي تاريخ الاسلام للذهبي، وهو بخطه. (الورقة: 95 أيا صوفيا: 3007) .
(6) منسوب إلى وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بطن من كندة على ما ذكر العلامة مغلطاي. ولم يذكر ابن السمعاني هذه النسبة في الانساب (الورقة: 586) فاستدركها عليه ابن الاثير في اللباب: 3 / 281 ولكنه لم ينسب أحمد بن خالد الوهبي هذا إليها، بل نسب إليها شخصا واحدًا على طريقته في الاختصار.
(7) محمد هذا هو الاكبر، وسيأتي في موضعه من"المحمدين"من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.(1/299)
رَوَى عَن: إسرائيل بْن يونس بْن أَبي إسحاق السبيعي (س ق) ، وشيبان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ النحوي، وعبد الرحمن بْن عَبد اللَّهِ المسعودي، وعبد العزيز بْن عَبد اللَّهِ بْن أَبي سَلَمَة الماجشون (1) (ص ق) ، وأبي سلام عَبد المَلِك بْن مسلم بْن سلام الحنفي (س) ، وقيس بْن الربيع الأسدي، ومحمد بْن إسحاق بْن يسار المدني (ز 4) ، ويونس بْن أَبي إسحاق السبيعي (س) .
رَوَى عَنه: البخاري (ت) ، فِي كتاب"القراءة خلف الإمام"وفي كتاب"الأدب"، وإبراهيم بْن أَبي داود البرلسي (2) . وأَحْمَد بْن عبد الوهاب ابن نجدة الحوطي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن علي بْن يُوسُف الخراز (3) الدمشقي، وحميد بْن زَنْجَوَيْه النَّسَائي، وسَعِيد بْن عثمان التنوخي، وسلمة بْن شبيب النَّيْسَابُورِيّ، وشعيب بْن شعيب بْن إسحاق الدمشقي، وصفوان بْن عَمْرو الحمصي الصغير (س) ، وعباس بْن الفرج الرياشي، وعبد الرحمن بن عَمْرو النضري، أَبُو زُرْعَة الدمشقي، وعُبَيد الله (4) بْن فضالة بْن إِبْرَاهِيم النسوي، وعَمْرو بن عثمان بْن
__________
(1) الماجشون: بكسر الجيم وضم الشين المعجمة.
(2) البرلسي: بضم الباء الموحدة والراء واللام المشددة وفي آخرها السين المهملة، نسبة إلى"البرلس"بليدة من سواحل مصر. قال أبو سَعِيد ابن يونس: هو ماحوز من مواحيز رشيد مما يلي الاسكندرية. وهو أبو إسحاق إبراهيم بن سُلَيْمان بن داود يعرف بابن أَبي داود البرلسي الأسدي، من أسد خزيمة، ولد بصور ولزم البرلس فنسب إليها، وكان أبوه كوفيا. وكان أبو إسحاق هذا ثقة من حفاظ الحديث، توفي بمصر سنة 272. (السمعاني في الانساب: 2 / 180 179، وابن الجوزي في المنتظم: 5 / 85، وياقوت في "برلس"من معجم البلدان، ووقعت وفاته في اللباب (1 / 115) سنة: 292 وهو وهم لان الباقين إنما نقلوا عن ابن يونس وهو أعلم بأهل بلده فضلا عن ورودها في بعض نسخ أنساب السمعاني كذلك أيضا، وهو الذي أخذ به الذهبي في تاريخ الاسلام وابن العماد في الشذرات، والظاهر أنه تصحف على ابن الاثير.
(3) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه"، قال: الخراز نسبة إلى خرز الجلود..وأحمد بن علي الدمشقي الخراز، لا أحمد بن علي البغدادي الخزاز بمعجمات، متعاصران: فالدمشقي سمع مروان بن محمد الظاهري. (ص: 160 161) ، وَقَال ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه بعد ايراد كلام الذهبي: قلت: هو أبو بكر أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي، روى عنه الحسن بن حبيب الحصائري وغيره" (1 / الورقة: 139 من نسخة الظاهرية) ، ولم يذكره السمعاني في "الخراز"من الانساب: 5 / 70 67.
(4) في "د": عَبد الله"، وليس بشيءٍ، فهو أبو قديد عُبَيد الله بن فضالة الثقة الثبت، وسيأتي في موضعه.(1/300)
سَعِيد بْن كثير بْن دينار الحمصي (ق) ، وعِمْران بْن بكار الكلاعي البراد (س) ، ومحمد بْن خالد بْن خلي (1) الحمصي (عس) ، ومحمد بْن أَبي خالد الصومعي، ومحمد بْن عوف بْن سفيان الطائي (د) ، ومحمد بْن المصفي (2) بْن بهلول القرشي الحمصي (ق) ، ومحمد بْن يحيى بْن عَبْد اللَّهِ الذهلي النَّيْسَابُورِيّ (د ق) ، وموسى بْن عيسى بْن المنذر الحمصي، وهاني بْن النَّضْر بْن حبيب الأزدي الهنائي (3) ، ويحيى بن عثمان بن سَعِيد ابن كثير بْن دينار الحمصي.
قال أَبُو زُرْعَة الدمشقي عَنْ يحيى بْن مَعِين: ثقة (4) .
وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي عاصم: مات سنة أربع عشرة ومئتين (5) .
وروى لَهُ الباقون سوى مسلم
31 ت س: أَحْمَد بن خالد الخلال، أَبُو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الفقيه.
رَوَى عَن: أَحْمَد بْن عَبد المَلِك بْن واقد الحراني، وإسحاق بْن يُوسُف الأزرق (س) ، وإسماعيل بن علية، والحسن بْن بشر البجلي،
__________
(1) بوزن علي، وسيأتي.
(2) المصفى بألف مقصورة، الفيروزآبادي في القاموس المحيط: 4 / 352، وسيأتي ذكره.
(3) بضم الهاء وفتح النون وبعد الالف ياء مثناة من تحتها، نسبة إلى هناءة بن مالك، بطن من الازرد.
(4) وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات"، وخرج إمام الأئمة ابن خزيمة وأبو عبد الله الحاكم حديثه، الاول في صحيحه، والثاني في "المستدرك"، وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ في كتاب الجرح والتعديل: لا بأس بِهِ. وَقَال ابن حجر: ونقل أبو حاتم الرازي أن أحمد امتنع من الكتابة عنه. ووقع في كلام بعض شيوخنا أن أحمد اتهمه، ولم أقف على ذلك صريحا". قال بشار: الحق مع ابن حجر فقد أورد العلامة مغلطاي حكاية الإمام أحمد مع الوهبي ونقلها عَن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن حاجب عَن أبي حاتم الرازي في تاريخه، وخلاصتها أن أحمد أراد السماع على الوهبي فأخرج له الاخير كتاب ابن إسحاق فلم ير في هذا السماع فائدة فمسح قلمه وقام، وليس في هذه الحكاية كلام في الرجل، ولو كان الرازي يعلم أن أحمد تكلم فيه لاورد ابنه عبد الرحمن كلامه في "الجرح والتعديل"ولما اقتصر على توثيق أبي زرعة له على الاطلاق نقلا عن يحيى بن مَعِين. (الجرح والتعديل: ج: 1 ق: 1 ص: 49، وتاريخ الاسلام، الورقة: 95 أيا صوفيا: 3007، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 11، وتهذيب ابن حجر: 1 / 27) .
(5) قال مغلطاي: وَقَال الحافظ القراب وأبو زُرْعَة الدمشقي في تاريخه الكبير: توفي سنة خمس عشرة ومئتين".(1/301)
والحسين بْن الْحَسَن بْن عطية العوفي، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وشبابة بْن سوار، وشعيب بْن حرب (س) ، والعباس بْن صَالِح، وعبد الله بْن صَالِح العجلي، وعبد الله بْن مُحَمَّد الأَنْصارِيّ البياضي، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس، وأبي قطن عَمْرو بْن الهيثم البَصْرِيّ، (والفضل بْن عنبسة) (1) ، ومحمد بْن إدريس الشافعي، ومحمد بْن سابق البزاز، ومحمد ابن عُبَيد الطنافسي، ومخلد بْن خالد الشعيري، ومعن بْن عيسى القزاز (س) ، وموسى بْن داود الضبي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني (ت) ، ويزيد بْن هارون.
رَوَى عَنه: التِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي، وإبراهيم بْن يُوسُف بْن خالد الهسنجاني (2) ، وأَحْمَد بْن علي الأبار، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق الطوسي، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الفريابي القاضي، والحسين بْن إدريس الأَنْصارِيّ الهروي، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعُمَر (3) بن عَبد اللَّهِ بن عَمْرو بْن أَبي حسان الزيادي، وعُمَر بن محمد ابن بجير البجيري، وأَبُو مُحَمَّد الْقَاسِم بْن سَعِيد الرُّصَافِيّ الفقيه، ومحمد ابن أَحْمَد بْن البراء العبدي، ومحمد بْن إدريس أَبُو حَاتِم الرازي، ومحمد ابن الْعَبَّاس بْن أيوب الأصبهاني الأخرم، ويعقوب بْن سفيان الفارسي.
قال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ العِجْلِيّ: ثقة.
__________
(1) ورد هذا الشيخ في حاشية"د"ووضع له الناسخ إشارة بعد"البَصْرِيّ"وأشار إلى أنه كان في حاشية نسخة المؤلف. وقد ارتأينا وضعه في صلب النص لايماننا بأنه من استدراك المؤلف المزي، ولا معنى لبقائه في حاشية النسخة.
(2) بكسر الهاء والسين المهملة وسكون النون وفتح الجيم وبعد الالف نون ثانية، نسبة إلى قرية من قرى الري يقال لها هسنكان فعرب فقيل: هسنجان، نسب أبو إسحاق إبراهيم هذا إليها، وتوفي سنة 301 (أنساب السمعاني، ولباب ابن الاثير، ومعجم البلدان لياقوت، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 3 أحمد الثالث: 2917 / 9) . وقيد ياقوت"هسنجان" بكسر الهاء وفتح السين المهملة تقييد الحروف، وهكذا وجدت ناسخ هذا القسم من تاريخ الاسلام قد وضع فتحة على السين أيضا وكأن هذا كان اختيار الذهبي. على أنني وجدت ناسخ نسخة التبريزي"د"قد أوضح الكسرتين تحت الهاء والسين فتحقق لي متابعة المزي لابي سعد المسعاني، فتابعهما في الضبط.
(3) في "م"حاشية نصها: كان فيه عَمْرو، وهو وهم"،
وفي"د"حاشية: بخط المصنف: فيه عَمْرو، وهو وهم". قال بشار: يعني في أصل الكمال، فانظره: 1 / الورقة: 167.(1/302)
وَقَال أَبُو حَاتِم الرازي: كَانَ خيرا، فاضلا، عدلا، ثقة، صدوقا، رضى (1) .
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يوسف بن خراش: كان امرءاً صالحا.
وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثقة، نبيل، قديم الوفاة (2) .
قال أَبُو الحسين عبدا لباقي بْن قانع بْن مرزوق القاضي الْحَافِظ: مات فِي سنة سبع وأربعين ومئتين بسر من رأى. وَقَال غيره: مات فِي سنة ست وأربعين ومئتين (3) .
32- س: أَحْمَد بن الخليل الْبَغْدَادِيّ، أَبُو علي البزاز، نزيل نيسابور.
رَوَى عَن: حجاج بْن مُحَمَّد المصيصي (س) ، وخالد بْن مخلد القطواني (4) (س) ، وخلف بْن تميم الكوفي، والخليل بْن زكريا الشَّيْبَانِيّ، وروح بْن عبادة القيسي (س) ، وزكريا بْن عَدِيّ الكوفي (س) ، وسورة ابن الحكم القاضي، وعُبَيد الله بْن مُوسَى العبسي، وعلي بْن عاصم الواسطي، وقراد، أَبِي نوح، ومعاوية بْن عَمْرو الأزدي، وأبي النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم، ويحيى بْن أيوب المقابري، ويزيد بْن هارون، ويونس ابن محمد المؤدب (س) .
__________
(1) وفي الجرح والتعديل لابن أَبي حاتم (ج: 1 ق: 1 ص: 49) وهو الاصل المنقول منه نقل قول أبي زرعة الرازي فيه فقال: وسمعت أَبَا زرعة يَقُول: أدركناه ولم نكتب عنه.
(2) ونقل ابن عساكر في المعجم المشتمل عن النَّسَائي أنه قال: لا بأس به (الترجمة: 22) ، وَقَال أَبُو عُبَيد مُحَمَّد بْن علي بن سُلَيْمان الآجري: سألت أبا داود سُلَيْمان بْن الأشعث السجستاني عن أحمد بن خالد الخلال فقال: ثقة لم أسمع منه. وَقَال أَبُو عبد الله الحاكم: كان من جلة الفقهاء، ذكر ذلك مغلطاي في إكماله: 1 / الورقة: 11. وَقَال داود بن علي الأصبهاني في أسماء أصحاب الشافعي: كان من أهل الحديث والامن والامانة والورع. وذكره ابنُ حِبَّان البستي في "الثقات" (انظر تهذيب ابن حجر: 1 / 27، وتاريخ الخطيب: 4 / 126، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 97 أحمد الثالث 2917 / 7) .
(3) هذا هو ما ذكره الخطيب في تاريخ بغداد بعد أن أورد قول ابن قانع في وفاته (4 / 127) وتحرف في تهذيب ابن حجر إلى: 63.
(4) القطواني: بفتح القاف والطاء المهملة نسبة إلى قطوان: موضعان، أحدهما بالكوفة والثاني بسمرقند، وخالد منسوب إلى الذي بالكوفة.(1/303)
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وإبراهيم بْن أَبي طالب النَّيْسَابُورِيّ، وجعفر بْن أَحْمَد الشاماتي، والحسين بْن مُحَمَّد بن زياد القبائي، وحمويه بْن الحسين بْن معاذ النَّيْسَابُورِيّ القصار، أحد الضعفاء (1) . وأَبُو يحيى زكريا ابن داود الخفاف، وعبدان بْن أَحْمَد الأهوازي، وعلي بْن الحسين بْن حبان، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن سُلَيْمان بْن خالد العبدي، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي، وأَبُو علي مُحَمَّد بْن علي بْن عُمَر المذكر النَّيْسَابُورِيّ، أحد الضعفاء الكذابين المعروفين بسرقة الأحاديث (2) ، ويعقوب بْن سفيان الفارسي.
قال النَّسَائي (3) وأَبُو يحيى الخفاف، والحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن نعيم الضبي: ثقة. زاد الحاكم: مأمون.
وَقَال الحسين بْن مُحَمَّد القباني: مات لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومئتين (4) .
__________
(1) راجع ميزان الذهبي: 1 / 609.
(2) قال الذهبي في الميزان: من قدماء شيوخ الحاكم. قال المزي في اثناء ترجمة أحمد بن خليل: المذكر من المعروفين بسرقة الحديث. ويُقال له: البرنوذي، وبرنوذ من قرى نيسابور. قال الحاكم: سمع من أحمد بن الازهر، ومحمد بن يزيد وإسحاق بْن عَبد الله بْن رزين، فلو اقتصر على هؤلاء لصار محدث عصره، لكنه حديث عن شيوخ ابيه: محمد بن رافع وأقرانه، وأتى أيضا عنهم بالمناكير، فالشره يحملنا على الرواية عن أمثاله.
مات سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة" (3 / 652) وذكر مثل هذا في تاريخ الاسلام وَقَال: روى عنه أبو إسحاق المزكي والحاكم وابن مندة وغيرهم" (الورقة: 195 أحمد الثالث 2917 / 9) . وَقَال السمعاني في البرنوذي من الانساب بعد أن أورد أقوال الحاكم فيه: والعجب أن الحاكم رحمه الله ذكر في حقه هذا الفصل ثم أخرج عنه حديثًا كثيرا في عوالي سفيان بن عُيَيْنَة عنه عن عتيق عن سفيان". (الانساب: 2 / 186) .
(3) انظر أيضا: المعجم المشتمل لابن عساكر، الترجمة: 24. وَقَال ابن حجر: لم أر له في أسماء شيوخ النَّسَائي ذكرا بل الذي فيه: أحمد بن الخليل، نيسابوري كتبنا عنه لا بأس به وقد قال الدارقطني: قديم لم يحدث عنه من البغداديين أحد وإنما حديثه بخراسان، فلعله سكن خراسان" (تهذيب: 1 / 28) . وَقَال مغلطاي: ذكره البستي في جملة الثقات. وَقَال مسلمة في كتاب"الصلة"تأليفه..روى عنه من أهل بلدنا قاسم بن أصبغ، لا بأس به". (إكمال: 1 / الورقة: 11) .
(4) وبه قال ابن عساكر في المعجم المشتمل، الترجمة: 24، والذهبي في تاريخ الاسلام، الورقة: 98 أحمد الثالث 2917 / 7 وغيرهما. ونقل العلامة مغلطاي عن مسلمة بن قاسم في كتاب"الصلة"أنه قال: مات في شهر ربيع الأول سنة سبع وأربعين ومئتين. قال بشار: لم أجد أحدًا تابعه عليه.(1/304)
33- تمييز: وللبغداديين شيخ آخر يقال لَهُ: أَحْمَد (1) بن الخليل بن ثَابِت، أَبُو جَعْفَر البرجلاني.
رَوَى عَن: الأسود بْن عامر شاذان، والحسن بْن مُوسَى الأشيب، وخلف بْن تميم، ومحمد بْن عُمَر بْن واقد الواقدي، وأبي النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب.
رَوَى عَنه: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سلمان بْن الْحَسَن بْن إسرائيل بْن يونس الفقيه المعروف بالنجاد، وعبد الله بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم البغوي، وأَبُو عَمْرو عثمان بْن أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن يزيد الدقاق المعروف بابن السماك، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الهيثم البندار الأَنْبارِيّ وهو آخر من روى عنه، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَمْروابن البختري (2) الرزاز.
قال أَبُو بَكْر الْخَطِيب: كَانَ يسكن محلة البرجلانية فنسب إليها، وكان ثقة.
وَقَال القاضي أَبُو الحسين بْن قانع: توفي فِي شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومئتين.
34- تمييز: وللخراسانيين شيخ آخر يقال لَهُ: أَحْمَد بن الخليل بن حرب بن عَبد اللَّهِ بن سوار بن سابق القرشي النوفلي، أبو
__________
(1) أخذه المزي من تاريخ بغداد للخطيب: 4 / 134 فراجعه، وعنه نقل السمعاني في (البرجلاني) من الانساب بعد أن قيد النسبة بالحروف فقال: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وضم الجيم، وفي آخرها النون (الانساب: 2 / 139) وتابعه ابن الاثير في اللباب: 1 / 108 وياقوت في معجم البلدان: 1 / 550. وقد ذكر أبو سعد السمعاني فيما نقل عن ابن أَبي حاتم الرازي أن"برجلان"من قرى واسط ونسب إليها محمد بن الحسين البرجلاني، ثم نقل عن الخطيب أنها محلة ببغداد ونسب إليها الشخص نفسه ثم نسب أحمد بن الخليل هذا إليها. ويبدولي أن هذا الاسم كان يطلق على قرية من قرى واسط ثم على محلة من محال بغداد، ولعل التي ببغداد سميت بتلك التي من واسط، والله أعلم.
(2) انظر أنساب السمعاني: 2 / 108، وتاريخ بغداد للخطيب: 3 / 132، وهو وثقه، وذكر أنه توفي سنة 339. وَقَال الذهبي في تاريخ الاسلام: قال الحاكم: كان ثقة مأمونا" (الورقة: 191 أحمد الثالث 2917 / 9) .(1/305)
عَبد اللَّهِ القومسي (1) ، مولى بني نوفل بْن الحارث.
رَوَى عَن: جَعْفَر بْن جسر (2) بْن فرقد، وخالد بْن مخلد القطواني، وسَعِيد بْن سلام العطار المعروف بابن أَبي الهيفاء، وعبد الله بْن مسلمة القعنبي، وعبد الله بْن يزيد أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئ، وعبد الملك بْن قريب الأَصْمَعِيّ، وعُبَيد الله بْن مُوسَى العبسي، وعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق المروزي، وعلي بْن أَبي هاشم بْن طبراخ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ الأَنْصارِيّ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم الأزدي، ومعلى بْن أسد العمي، وأبي النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم، ويحيى بن يحيى النيسابوري.
__________
(1) نسبة إلى قومس بضم القاف وسكون الواو وكسر الميم المدينة المعروفة (معجم البلدان: 4 / 203) ، ووجدنا ناشر"الميزان"الشيخ البجاوي قد وضع فتحة فوق الميم، وهو وهم ما أظن أحدًا قال به (ميزان الذهبي: 1 / 96) .
(2) في "م": حسن"وهو وهم بين والصواب ما أثبتناه من النسخ الاخرى ومصادر ترجمته وترجمة ولده جعفر وقد وجدت الجيم في "د"وقد وضعت تحتها الكسرة، وهو ضبط المزي الذي لاأشك فيه، لان المحدثين،
وهو منهم، يكسرون جيم"جسر"، قال الفيروزآبادي في "جسر"من القاموس المحيط: الجسر: الذي يعبر عليه ويكسر..وأبو جسر المحاربي وجسر بن وهب وابن ابنه جسر بن زهران وابن فرقد..بالكسر، قاله بعض المحدثين، والصواب في الكل الفتح" (1 / 390) . وَقَال الذهبي في "المُشْتَبِه": جسر: بالفتح عدة. وَقَال ابن دريد: صوابه الفتح، لكن المحدثون يكسرونه، ومنهم: جسر بن فرقد" (ص: 163) ، وَقَال العلامة ابن ناصر الدين الدمشقي في توضيحه لمشتبه الذهبي: قلت: وحكى أبو حاتم عن الأَصْمَعِيّ قوله: ويُقال للقبيلة التي من قيس عيلان: جسر، بالفتح، وكذلك جسر النهر، ولم اسمع الجسر بالكسر، انتهى. وقد حكى اللغوي أبو عُبَيد في كتابه غريب المصنف في باب فعل وفعل وفعل، فقال: والجسر والجسر، انتهى. (التوضيح: 1 / الورقة: 140 من نسخة الظاهرية) . وقد وضع الشيخ البجاوي محقق"تبصير المنتبه بتحرير المشتبه"لابن حجر، فتحة فوق الجيم من"جسر بن فرقد"وما أظن المؤلف أراد ذلك إذ أورد ابن حجر قول الذهبي بعينه، فانظر إلى قوله: جسر، بالفتح عدة"ثم أورد قول ابن دريد من أن المحدثين يكسرونه وَقَال بعد ذلك"جسر بن فرقد"فهو إنما أراد أن يفرق المشتبه بين الفتح، وهو الاصل، وبين"جسر بن فرقد"المكسورة جيمه، وهو القليل (راجع التبصير: 1 / 256) ، ومع ذلك فقد أخذ ابن حجر بالفتح حينما قيد جسر بن الحسن اليمامي من التقريب (1 / 128) وإن كان هذا مما لم ينص عليه أحد بالكسر، فكأنه أخذ بالمشهور. قال بشار: وأبو جعفر جسر بن فرقد القصاب هذا كان ضعيفا تناوله الذهبي في الميزان (1 / 398) ونقل عن الأئمة ما يؤكد ضعفه بالاستفاضة. كما تناول ابنه جعفرا أيضا (1 / 403) وهو ضعيف كابيه، روى عَن أبيه المناكير، ونقل الذهبي عن العقيلي، قوله فيه: في حفظه اضطراب شديد، كان يذهب إلى القدر، وحدث بمناكير"ثم أورد من مناكيره.(1/306)
رَوَى عَنه: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد الزُّهْرِيّ، وعُمَر بْن عَبد اللَّهِ بْن الْحَسَن، ومحمد بْن الْحَسَن بْن الفرج، وأَبُو زكريا يحيى بن زكريا ابن يحيى بْن حيويه النَّيْسَابُورِيّ الْحَافِظ، ويحيى بْن عبد الأعظم القزويني المعروف بيحيى بْن عبدك.
ضعفه أَبُو زُرْعَة الرازي، ونسبه أَبُو حَاتِم إِلَى الكذب (1) .
ذكرناهما للتمييز بينهما وبين الذي قبلهما (2) .
35- عخ: أَحْمَد بن خلاد: سمعت يزيد بْن هارون (عخ) ذكر أَبَا بَكْر الأصم والمريسي فَقَالَ: هما والله زنديقان كافران بالحرمان حلالي الدم.
رَوَى عَنه: أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن المبارك المخرمي (عخ) .
روى لَهُ البخاري فِي كتاب"أفعال العباد.
هكذا وجدته فِي النسخة التي علقت منها وهي مكتوبة عَنِ الْحَافِظ أَبِي ذر عبد بْن أَحْمَد الهروي، ولم أجد لَهُ ذكرا فِي شيء من التواريخ. وأخشى أن يكون أَحْمَد بْن خالد الخلال الذي تقدم ذكره، والله أعلم.
- خ: أَحْمَد بن أَبي داود المنادي: فِي ترجمة (3) محمد بْن
__________
(1) وراجع ميزان الذهبي: 1 / 96.
(2) اعترض مغلطاي على مثل هذا التمييز الذي ليس فيه غير الاشتراك في الاسم واسم الاب والطبقة، وهو اعتراض وارد وجيد، وقد أورد مجموعة من ذلك لم يوردهم المزي، ثم قال: ولو تتبعنا هذا حق التتبع لكان جديرا بأن يكون مصنفا على حدة، ولكننا نذكر منه مما تيسر وله المنة والحمد" (إكمال: 1 / الورقة: 12) .
(3) قوله"في ترجمة"قد يثير اللبس، علما بأن المزي قد أكد هناك أن أحمد هذا الذي روى له البخاري هو: مُحَمَّد بْن عُبَيد اللَّه بن يزيد المنادي فكأنه أراد بقوله هذا أن الذي وقع عند البخاري باسم"أحمد"هو محمد هذا. وقد جزم بذلك ابن عساكر في "المعجم المشتمل"فقال: أحمد بن أَبي داود، أبو جعفر. كذا سماه البخاري، وهو مُحَمَّد بْن عُبَيد اللَّهِ بْن أَبي داود ابن المنادي، يأتي ذكره في حرف الميم"وعندي أن المؤلف لو قال"هو"لكان أحسن.(1/307)
عُبَيد اللَّهِ بْن يزيد المنادي.
- أحمد بن أَبي رجاء الْمُقْرِئ، هو: أَحْمَد بْن نصر بْن شاكر، يأتي فيما بعد.
- خ: أَحْمَد بن أَبي رجاء الهروي، هو: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن أيوب، يأتي فيما بعد (1) .
- أحمد بن أَبي سريج الرازي، هو: أَحْمَد بْن الصباح، يأتي فيما بعد.
36- دس: أَحْمَد بن سعد بن الحكم بن محمد بن سالم
__________
(1) ولعل مما يستدرك على المزي.
5- أحمد بن زنجويه النَّسَائي.
قال مغلطاي: خراساني قدم مصر. حدث عنه بقي بن مخلد، قاله مسلمة في كتاب"الصلة"، وأبو دَاوُد سُلَيْمان بْن الأشعث. ذكره أبو علي الجياني في أسماء رجال أبي داود رحمهما الله تعالى. لم يذكره المزي". (إكمال: 1 / الورقة: 12) . وَقَال ابن حجر: أظنه حميد بن زنجويه، وسيأتي" (تهذيب: 1 / 29) قال بشار: يريد: حميد بن مخلد بن قتيبة بن عَبد الله الأزدي ابن زنجويه النَّسَائي. وقد ذكر المزي هناك رواية أبي داود والنَّسَائي وغيرهما عنه، وهو من أهل خراسان الذين رحلوا إلى مصر كما نقل المؤلف عن ابن يونس. ومع ذلك فإن المزي لم يشر إلى وجود اسم آخر له، فإن لم يكن غيره فهو إحالة في الاقل، وهي إحالة يتوجب التنبيه عليها.
ثم قال ابن حجر بعد ترجمة أحمد بن زنجويه النَّسَائي مستدركا للتمييز: وللبغداديين شيخ يقال له: أحمد بن زنجويه بن موسى القطان المخرمي. رَوَى عَن: داود بن رشيد، ومحمد بن بكار الرماني، وعبد الاعلى بن حماد وجماعة. وعَنه: أبو بكر الشافعي، وأبو بكر الجعابي، وابن لؤلؤ، وابن المظفر، وآخرون. وثقه الخطيب. مات سنة 304 وهو متأخر الطبقة عن حميد بن زنجويه". (تهذيب: 1 / 29) .
قال أفقر العباد بشار بن عواد محقق هذا الكتاب: هذا استدراك بارد من الحافظ ابن حجر رحمه الله إذ ما فائدة التمييز إذا لم يكن من الطبقة؟ وقد ترجم له الخطيب مرتين في تاريخه، الاولى باسم"أحمد بن زنجويه بن موسى" (4 / 165 164) ، والثانية باسم"أحمد بن عُمَر بن موسى بن زنجويه"لانه وجد شيخ شيخه: عبد العزيز بن جعفر الخرقي يقول: حَدَّثَنَا أبو العباس أحمد بن عُمَر بن زنجويه، حَدَّثَنَا خلف بن سالم.." (انظر تاريخ الخطيب: 4 / 287) وَقَال الذهبي في وفيات سنة 304 من تاريخ الاسلام: أحمد بن زنجويه بن موسى، أبو العباس المخرمي القطان. سمع بشر بن الوليد، وداود بن رشيد، ومحمد بن بكار. وعَنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفر. وكان ثقة. وذكر الخطيب: أحمد بن عُمَر بن زنجويه المخرمي القطان، وأنه توفي سنة أربع وفرق بينه وبين هذا، وهما واحد إن شاء الله" (الورقة: 17 أحمد الثالث: 2917 / 9) . قال بشار أيضا: هكذا قال الإمام الذهبي إن الخطيب فرق بينهما، وهو وهم منه رحمه الله، فراجع قول الخطيب في الترجمة الاولى وهذا نصه: ونسبه بعض ما روى عنه فقال: حَدَّثَنَا أحمد بن عُمَر بن موسى بن زنجويه، وسنعيد ذكره" (4 / 165) فأعاد ذكره وهو يعلم أنهما واحد إن شاء الله، فانظر بعد كل هذا وتدبر ما قلنا أولا بحق استدراك ابن حجر.(1/308)
المعروف بابن أَبي مريم (1) الجمحي، أَبُو جَعْفَر المِصْرِي، ابْن أخي سَعِيد (2) بْن الحكم بْن أَبي مريم، مولى أَبِي الصبيع (3) مولى بني جمح.
رحل وطوف.
رَوَى عَن: أسد بْن مُوسَى، وإسماعيل بْن أَبي أويس، وأبي بشر بَكْر بْن خلف ختن الْمُقْرِئ، وحبيب بْن أَبي حبيب كاتب مَالِك، والحسن بْن الربيع البجلي البوراني، وأبي اليمان الحكم بْن نَافِع البهراني، وخلف بْن خالد القرشي، وعمه سَعِيد بْن الحكم بن أَبي مريم (دس) ، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن أسماء الصبغي (كن) ، وعبد الغفار بْن داود، أَبِي صَالِح الحراني، وعثمان بْن سَعِيد بْن مرة المري، والعلاء بْن الفضل بْن عَبد المَلِك بْن أَبي سوية (4) المنقري وقدامة بْن مُحَمَّد الخشرمي (سي) ونعيم بْن حَمَّاد الخزاعي، ويحيى ابن عَبد اللَّهِ بْن بُكَيْر، ويحيى بْن مَعِين.
رَوَى عَنه: أَبُو داود، والنَّسَائي، وزكريا بْن يحيى الحلواني، والعباس بْن مُحَمَّد البَصْرِيّ، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن وهب الدينوري، وعلي بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمان البزاز المِصْرِي المعروف بعلان، وعلي بْن سراج المِصْرِي الْحَافِظ، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن بجير البجيري، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان الباغندي.
قال النَّسَائي: لا بأس به (5) .
__________
(1) قال مغلطاي: وَقَال مسلمة بن قاسم: اسم أبي مريم الحكم. وَقَال غيره: سالم". (إكمال: 1 / الورقة: 12) .
(2) سيأتي ذكره في موضعه من هذا الكتاب، وتوفي سنة 224.
(3) الصبيغ: قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" وضبطه بالقلم (ص: 414) وَقَال ابن ناصر الدين في توضيحه: بصاد مهملة مفتوحة ثم موحدة مكسورة ثم المثناة تحت تليها غين معجمة"ثم قال: وأبو الصبيغ هذا مولى عُمَير بْن وهب الجمحي الصحابي أحد أشراف بني جمح" (2 / الورقة: 120 من نسخة الظاهرية) .
(4) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه": 377.
(5) قال العلامة مغلطاي: قال مسلمة: ثقة، روى عنه بقي بن مخلد"قلنا: وكان بقي لا يحدث إلا عَنْ ثقة.=(1/309)
وَقَال أَبُو سَعِيد بْن يونس: توفي يوم الثلاثاء يوم عرفة سنة ثلاث وخمسين ومئتين.
37- خ م دت س: أَحْمَد بن سَعِيد بن إِبْرَاهِيم الرباطي، أَبُو عَبْد اللَّهِ المروزي الأشقر، نزيل نيسابور.
روى عن: أَبِي الجواب الأَحوص بْن جواب، وإسحاق بْن مَنْصُور
السلولي (خ س) ، وجعفر بْن عون، وحبان بْن هلال (ت س) ، وحفص بْن عُمَر العدني، وروح بْن عبادة (م ت) ، وسَعِيد بْن عامر الضبعي، وأبي داود سُلَيْمان بْن داود الطيالسي، وصدقة بْن سابق الكوفي (1) ، وعبد الرحمن بْن عَبد اللَّهِ بْن سعد الدشتكي (2) (س) ، وعبد الرزاق بْن همام (س) ، وعُبَيد الله بْن مُوسَى العبسي، والعلاء بْن عصيم الجعفي، وأبي أَحْمَد مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن الزبير الزبيري (عس) والنضر بْن شميل، وأبي النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم (ت) ، ووكيع ابن الجراح، ووهب بْن جرير بْن حازم (خ د س) ، ويحيى بْن الحارث الطائي، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد الزُّهْرِيّ (س) ، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب (3) (ت س) .
رَوَى عَنه: الجماعة سوى ابْن ماجه، وإبراهيم بْن أَبي طالب، وأَحْمَد بْن سَلَمَة النَّيْسَابُورِيّ، والحسن بْن علي بْن مخلد، والحسين بْن مُحَمَّد بْن زياد القباني، ومحمد بْن إسحاق بْن إبراهيم الثقفي السراج،
__________
= وَقَال مغلطاي أيضا وعنه نقل ابن حجر: وَقَال أَبُو عُمَر الكندي فِي كتاب"الموالي"تأليفه: كان من أهل العلم والرحلة والتصنيف. وَقَال أبو علي الغساني: لا بأس به" (إكمال: 1 / الورقة: 12، وتهذيب ابن حجر: 1 / 30) . وَقَال الإمام الذهبي: صدوق" (تاريخ الاسلام، الورقة: 218 أحمد الثالث: 2917 / 7) .
(1) وردت في حاشية النسخ عبارة للمؤلف نصها: كان فيه صدقة بن موسى، وهو وهم فإنه لم يدركه". قلت: نعم، هو كذلك في الكمال: 1 / الورقة: 168. وهو صدقة بن موسى الدقيقي السلمي البَصْرِيّ من طبقة كبار اتباع التابعين، وسيأتي في موضعه.
(2) عبد الرحمن هذا من أهل"دشتك"القرية التي بالري، وليس من"دشتك"التي بأصبهان أو استراباذ، وسيأتي.
(3) في "د": ويونس بن حسن المودب"ولم يضع عليه أية علامة، وهو وهم، فيونس هذا مشهور ثقة بنت روى له الستة، وسيأتي في حرف الياء من هذا الكتاب.(1/310)
ومحمد بْن إسحاق بْن خزيمة.
قال النَّسَائي: ثقة.
وَقَال عَبْد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش: ثقة ثقة.
وَقَال أَبُو بَكْر الْخَطِيب: ورد بغداد فِي أيام أَبِي عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل، وجالس بِهَا العلماء وذاكرهم (1) ، وكان ثقة فهما عالما فاضلا (2) .
قال الحسين بْن مُحَمَّد القباني (3) : مات بعد سنة الرجفة سنة ثلاث وأربعين ومئتين (4) . وَقَال غيره: سنة خمس وأربعين.
وقِيلَ: مات في
__________
(1) ولكن الإمام أحمد أبدى شيئا من الحذر منه بسبب صلته بالطاهرية أمراء خراسان، فقد روى هو كما جاء في تاريخ الخطيب وغيره، قال: قدمت على أحمد بن حنبل فجعل لا يرفع رأسه إلي، فقت: يا أبا عَبد اللَّهِ إنه يكتب عني. بخراسان، وإن عاملتني بهذه المعاملة رموا بحديثي.
فقال لي: يا أحمد هل بد يوم القيامة من أن يقال: أين عَبد الله بن طاهر وأتباعه؟ انظر أين تكون أنت منه؟ قال: قلت يا أبا عَبد الله إنما ولاني أمر الرباط لذلك دخلت فيه، قال: فعجل يكرر علي: يا أحمد هل بد يوم القيامة من أن يقال: أين عَبد الله بن طاهر وأتباعه؟ فانظر أين تكون أنت منه" (تاريخ بغداد: 4 / 166، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 98 أحمد الثالث: 2917 / 7، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 12 وغيرها) .
(2) قال عبد الرحمن بن أَبي حاتم الرازي: وسمعت أبي يقول: أدركته ولم أكتب عنه، وكتب إلي بأحاديث، وكان مولى على الرباطات" (الجرح والتعديل: ج: 1 ق: 1 ص: 54) . وَقَال مغلطاي: وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه.. وَقَال الخليلى في الارشاد: ثقة عالم حافظ متقن.
وسمعت الحاكم أبا عَبد الله، قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: كان والله من الأئمة المقتدى بهم.. وَقَال محمد بن عبد السلام: لم أر بعد إسحاق بن راهويه مثل الرباطي" (إكمال: 1 / الورقة: 12 ومنه أخذه ابن حجر في التهذيب: 1 / 31 30) . وأورد ابن عساكر في المعجم المشتمل توثيق الإمام النَّسَائي ولم يزد عليه. وَقَال الذهبي في تاريخ الاسلام: وكان يحفظ ويفهم" (الورقة: 98 أحمد الثالث 2917 / 7) .
(3) في تاريخ الخطيب: القبائي"، مصحف.
(4) قال مغلطاي: وفي قول المزي: قال الحسين القباني: مات بعد الرجفة سنة ثلاث وأربعين نظر في موضعين، لان الخطيب لما نقل كلام الحسين لم يتعرض لذكر الرجفة (كذا) إنما قال: مات بعد سنة ثلاث وأربعين. وكأن الصواب فيه قبل الرجفة والله أعلم فتصحف على الناسخ. والذي قال: إنه توفي بعد الرجفة بقومس أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قال البخاري: وسألت ابنه: في أي سنة مات أبوك، قال: يوم عاشوراء أو النصف من المحرم سنة ست وأربعين. وكانت الرجفة سنة خمس وأربعين، وهذا هو النظر الثاني، وهو جعله الرجفة قبل سنة ثلاث" (إكمال: 1 / الورقة: 12) . قال بشار: ادعاء مغلطاي أن الخطيب لما نقل كلام الحسين بن محمد بن زياد القباني لم يتعرض لذكر الرجفة باطل، فهو مثبت في المطبوع ونسخة خطية متقنة مسموعة، وهذا نصه: مات أبو عبد الله أحمد بن سَعِيد الرباطي(1/311)
المحرم سنة ست وأربعين ومئتين بقومس (1) .
38- د: أَحْمَد بن سَعِيد بن بشر بن عُبَيد اللَّهِ الهمداني، أَبُو جَعْفَر المِصْرِي.
رَوَى عَن: إسحاق بْن الفرات التجيبي، وأصبغ بْن الفرج المِصْرِي، وبشر بْن بَكْر التنيسي، وأبي يحيى زَيْد بْن الْحَسَن البَصْرِيّ، الضرير، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن المغيرة المخزومي، وعبد الله بْن وهب (د) ، وعبد الرحمن بْن زياد الرصاصي، ومحمد بْن إدريس الشافعي، ومعلى بْن مَنْصُور الرازي، وميمون بْن يحيى بن مسلم ابن الاشج.
__________
المروزي بعد سنة الرجفة سنة ثلاث وأربعين ومئتين" (تاريخ بغداد: 4 / 166 ونسخة شيخ الاسلام عارف حكمت بالمدينة) . أما البخاري فلم يزد على قوله في تاريخه الكبير: مات أيام زلزلة طوس" (ج: 1 ق: 2 ص: 6) ولا شك أنه ذكر تلك الرواية في مكان آخر. وقد تابع ابن حجر مغلطاي من غير تدقيق فادعى هذه الدعوى (تهذيب: 1 / 30) وأما الرجفة فكانت كما قال مغلطاي سنة 245 وهي مثبتة في تواريخ الثقات (انظر مثلا الكامل لابن الاثير 7 / 83 طبعة صادر 1965) . ولكن المستقري للتواريخ يجد رجفة عظيمة في تلك الاماكن سنة 242، ولعلي لا أجانب الصواب إذا ادعيت أن البخاري والقباني قصدا تلك السنة، قال عز الدين ابن الاثير في حوادث سنة 242 من كتابه الكامل: في هذه السنة كانت زلازل هائلة بقومس ورساتيقها في شعبان فتهدمت الدور، وهلك تحت الهدم بشر كثير، قيل: كانت عدتهم خمسة وأربعين ألفا وستة وتسعين نفسا، وكان أكثر ذلك بالدامغان، وكان بالشام وفارس وخراسان في هذه السنة زلازل، وأصوات منكرة، وكان باليمن مثل ذلك مع خسف" (7 / 81) . وحينما نقرأ عن زلزال سنة 245 الذي ذكره مغلطاي لا نجد ما يشير إلى امتداده إلى منطقة طوس، قال ابن الاثير: وفيها زلزلت بلاد المغرب، فخربت الحصون والمنازل والقناطر..وزلزل عسكر المهدي والمدائن، وزلزلت انطاكية فقتل بها خلق كثير..فتزلزلت ديار الجزيرة، والثغور، وطرسوس وأذنة، وزلزلت الشام، فلم يسلم من أهل اللاذقية الا اليسير، وهلك أهل جبلة". فانظر بعد ذلك إلى قول البخاري في تاريخه: مات أيام زلزلة طوس"، فأين"طوس"من رجفة سنة 245؟ وبهذا يبطل ادعاء مغلطاي وابن حجر الذي لم يتبناه على أساس قوي من المراجعة والمتابعة.
(1) قال مغلطاي وتابعه ابن حجر في أكثر كلامه: ووفاته سنة ست، التي ذكرها المزي بلفظ"وقيل"هو المرجح المذكور في تاريخ العصفري والقراب وابن مندة وكتاب الزهرة وابن طاهر والكلاباذي والجياني الباجي وغيرهم" (إكمال: 1 / الورقة: 12) . قلت: فانظر إلى قوله"في تاريخ العصفري"فهو خطأ عظيم إذ كيف يقول ذلك وهو المتوفى سنة 240؟ ثم إن هؤلاء الفضلاء ينقل الواحد منهم عن الآخر فلا عبرة كبيرة بكثرتهم، وأضيف أنا إليهم ابن عساكر في المعجم المشتمل.
أما الذهبي فأخذ بالرواية الاولى، أعني سنة 243، واتبعها بقوله: وقيل: سنة خمس وأربعين" (تاريخ الاسلام، الورقة: 98 أحمد الثالث 2917 / 7) . وعندي أن المرجح هو سنة 243 لقول القباني أولا، ولقول البخاري في تاريخه الكبير أنه توفي"أيام زلزلة طوس"، ولما نقلنا من أن زلزلة طوس كانت(1/312)
رَوَى عَنه: أَبُو داود (1) ، وإبراهيم بْن عَبد اللَّهِ بْن معدان الأصبهاني، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن متويه الأصبهاني، وأَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس الطائي البغدادي، أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى المكي المعروف بابن شبأَبَان (2) ، وأَحْمَد بْن يحيى بْن زكريا الصواف المِصْرِي، وزكريا بْن يحيى الساجي البَصْرِيّ، وعبد الله بْن أَبي داود السجستاني، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن وهب الدينوري الْحَافِظ أحد الضعفاء (3) ، وعبد الرحمن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بْن رشدين (4) بْن سعد المِصْرِي، وعلي بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمان علان، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن بجير البجيري، والفضل بْن الْعَبَّاس الرازي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن بلال، وأَبُو الطيب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَمْدَان الرسعني الْوَرَّاق، ومحمد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بن كسا (5) الواسطي،
__________
في سنة 242 ولا يقال: أيام"لما بعد ثلاث سنوات، فليحرر.
(1) جاء في حاشية النسخ من قول المؤلف: ذكر أن (س) روى عنه أيضا، وكذلك قال صاحب"النبل"ولم أقف على روايته عنه.
(2) راجع الجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 /: 73، قال: كتب عنه أبي بمكة في المذاكرة". قلت: وتحرف في المطبوع ومن"العقد الثمين"لتقي الدين الفاسي (3 / 174) إلى: شامان.
(3) هذه متابعة من المزي لمن قال بضعفه، وراجع ميزان الذهبي: 2 / 495 494 وَقَال الذهبي في تاريخ الاسلام: عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن وهب بن بشر، أبو محمد الدينوري الحافظ الكبير، طوف الاقاليم، وسمع ... قال أبو علي النيسابوري: بلغني أن أبا زرعة الرازي كان يعجز عن مذاكرة هذا. وَقَال ابن عدي: كان ابن وهب يحفظ، وسمعت عُمَر بن سهل يرميه بالكذب، وسمعت ابن عقدة يقول: كتب إلي ابن وهب جزءين من غرائب الثوري، فلم أعرف منها إلا حديثين، وكنت أتهمه. وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: متروك" (الورقة: 37 أحمد الثالث 2917 / 9) .
(4) رشدين: بكسر الراء المهملة وسكون الشين المعجمة.
وتحرف في المطبوع من"ميزان"الذهبي إلى"رشد" (1 / 133) قال ابن عدي: كذبوه، وأنكرت عليه أشياء.
(5) قيده الذهبي في "المشتبه"ص: 551، وابن نقطة في "إكمال الاكمال"وابن حجر في "التبصير"، وَقَال ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه": قلت: وآخره مقصور..وروى عنه الطبراني في "معجمه الكبير"فقال: حَدَّثَنَا محمد بن سَعِيد بن كسا نسبة إلى جده. وَقَال أبو الحسن علي بن محمد بن الجلابي الواسطي في "تاريخه": أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سَعِيد ويعرف بابن كسا.." (2 / الورقة: 241 من نسخة الظاهرية) . قال بشار: وابن الجلابي هذا ألف تاريخا لواسط لم يصل إلينا فيما أعلم، وهو"ذيل"على"تاريخ واسط"لبحشل. ومات سنة 483 كما في أنساب السمعاني وتواريخ الذهبي وغيرها، وتوهم رونثال في ضبط وفاته عند تعليقه على"الاعلان" (ص: 654 هامش 21 من الترجمة العربية) فذكر أنها سنة 554 وهو وهم مبين.(1/313)
ومحمد بْن الربيع بْن سُلَيْمان الجيزي، ومحمد بْن زُرَيْق بْن جامع المِصْرِي، وأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن مخلد الهروي ثم النَّيْسَابُورِيّ، ومحمد بْن هارون بْن حسان البرقي، وأَبُو الْحَسَن مُوسَى بْن الْحَسَن بْن مُوسَى الكوفي.
قال النَّسَائي: ليس بالقوي.
وذكر عبد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظ عَنْ حمزة بْن مُحَمَّد الكناني الْحَافِظ أن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بن رشدين هو أدخل عُمَر أَحْمَد بْن سَعِيد الهمداني حديث بُكَيْر بْن الأشج عَنْ نَافِع عَنِ ابْن عُمَر حديث الغار.
وَقَال أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أحمد بن ابن الحداد: سمعت أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ النسوي يَقُول: لو رجع أَحْمَد بْن سَعِيد الهمداني عَنْ حديث بُكَيْر (1) بْن الأشج فِي الغار لحدثت عَنْهُ (2) .
قال أَبُو سَعِيد بْن يونس: توفي ليلة السبت لعشر خلون من رمضان سنة ثلاث وخمسين ومئتين.
39- خ م د ت ق: أَحْمَد بن سَعِيد بن صخر الدارمي، أبو جعفر
__________
(1) في "د": (ابن بكير) وهو وهم.
(2) وروى عنه زكريا بن يحيى الساجي وَقَال: ثبت. وَقَال مسلمة بن قاسم في كتاب"الصلة": قال أحمد بن صالح: أحمد بن سَعِيد ثقة ما زلت أعرفه بالخير مذ عرفته. قال مسلمة: قال أحمد بن سَعِيد: قدم أبي من الكوفة، فخرج إلى القيروان، فولدت بها، ثم توفي أبي بها، وقدم بي مصر وأنا صغير ونحن من همدان من أنفسهم. وخرج ابن حبان له في "الصحيح"، وذكره في "الثقات". وذكره النَّسَائي في أسماء شيوخه الذين روى عنهم. وَقَال العجلي: ثقة. وَقَال أَبُو علي الغساني: كان مقدما في الحديث فاضلا. وَقَال ابن أَبي حاتم: مات قبل قدومنا مصر. وَقَال الذهبي: لا بأس به. "الجرح والتعديل"لابن أَبي حاتم: 1 / 1 /: 53، و"المعجم المشتمل"لابن عساكر، الورقة: 4، وميزان الذهبي: 100، وتاريخ الاسلام له، الورقة: 218 أحمد الثالث 2917 / 7، و"التذهيب"له أيضا: 1 / الورقة 11، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة 13، و"تهذيب ابن حجر": 1 / 31) .(1/314)
السرخسي (1) ثم النَّيْسَابُورِيّ.
قال الْخَطِيب (2) : أَحْمَد بن سَعِيد بن صخر بن سُلَيْمان بن سَعِيد ابن قيس. قال: ويُقال: إن جده صخر بْن عليم بْن قيس بْن عَبد اللَّهِ بْن المنذر بْن كعب بْن الأسود بْن عَبد اللَّهِ بْن زَيْد بْن عَبد اللَّهِ بْن دارم، أَبُو جَعْفَر الدارمي. سمعت هِبَة اللَّهِ بْن الْحَسَن (3) بْن مَنْصُور الطبري يذكر نسبه هكذا. قال: وقيل: إن المنذر بْن كعب وفد على رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قال: وكان أَبُو جَعْفَر أحد المذكورين بالفقه ومعرفة الحديث والحفظ لَهُ، وهو خراساني ولد بسرخس ونشأ بنيسابور، ثم كَانَ أكثر أوقاته فِي الرحلة لسماع الحديث.
رَوَى عَن: أَحْمَد بْن إسحاق الحضرمي (م) ، وبشر بْن عُمَر
الزهراني (خ مق) ، وجعفر بْن عون، وحبان بْن هلال (خ م ت ق) ، وحجاج بْن نصير الفساطيطي، وروح بْن أسلم الباهلي، وزكريا بْن عَدِيّ (م) ، وأبي زَيْد سَعِيد بْن الربيع الهروي، وسَعِيد بْن سلام بْن أَبي الهيفاء الأسدي العطار، وأبيه: سَعِيد بْن صخر الدارمي، وسَعِيد بْن عامر الضبعي، وسُلَيْمان بْن حرب (م ق) ، وصدقة بْن سابق الكوفي، وأبي عاصم الضحاك بْن مخلد النبيل (كد ق) ، وعبد الرحمن بْن صَالِح الأزدي، وعبد الصمد بْن عبد الوارث بْن سَعِيد التنوري (ق) ، وعبد الملك بْن عَمْرو، أَبِي عامر العقدي (د) ، وعُبَيد الله بْن عبد المجيد، أَبِي علي الحنفي (م) ، وعُبَيد الله بْن موسى العبسي، عُثْمَانَ بْنَ عُمَر بْنِ فَارِسٍ (خ) ، وعلي بْن الحسين بْن واقد المروزي
__________
(1) سرخس: بفتح السين المهملة، وسكون الراء وتفتح أيضا، وفتح الخاء المعجمة، المدينة المشهورة بخراسان.
(2) تاريخ بغداد: 4 / 167 166.
(3) في تاريخ بغداد: (الحسين) مصحف. وهو أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الحسن الطبري اللالكائي الفقيه الشافعي المشهور المتوفى سنة 418 كما في تاريخ الخطيب وتواريخ الذهبي.(1/315)
(ق) ، وقتيبة بْن سَعِيد البلخي (ت) ، ومحمد بْن أسعد المصيصي، ومحمد بْن عباد المكي (ت) ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الرقاشي (ق) ، وأبي النعمان مُحَمَّد بْن الفضل السدوسي عارم (م) ، والنضر ابن شميل (د ق) ، ووهب بْن جرير بْن حازم (د) ، ويحيى بْن أَبي بُكَيْر الكرماني (ق) .
رَوَى عَنه: الجماعة سوى النَّسَائي، وإبراهيم بْن أَبي طالب النَّيْسَابُورِيّ، وإبراهيم بْن هاشم البغوي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الأَزْهَر أَبُو الْعَبَّاس الأزهري، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن الحسين المعروف بالترك، وأَبُو يحيى زكريا بْن داود بْن بَكْر الخفاف، وزكريا بْن يحيى السجزي خياط السنة، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن شيرويه، وعبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيد بْن أَبي الدنيا، وعبد الرحمن بْن صَالِح الأزدي وهو من شيوخه، وعثمان بْن خرزاذ الأنطاكي، وعلي بْن سَعِيد بْن جرير النسوي وهو من أقرانه (1) ، وعَمْرو ابن علي الفلاس وهو أكبر منه، وأبو العباس أحمد بْن أَحْمَد (2) بْن بالويه البالوي (3) ، ومحمد بْن إسحاق بْن خزيمة، وأبو موسى محمد ابن المثنى (ت) ، وهو أكبر منه، ووهب بْن جرير بْن حازم وهو من شيوخه وأَبُو عوانة يعقوب بْن إسحاق الإسفراييني، ويعقوب بن يسوف الشَّيْبَانِيّ والد أَبِي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الأخرم الْحَافِظ.
قال جَعْفَر بْن مُحَمَّد الترك عَن أبي جَعْفَر الدارمي: بكرت يوما على أَبِي عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل فَقَالَ لي ابنه صالح: أجروا ذكرك
__________
(1) نقل مغلطاي من"تاريخ نيسابور"للحاكم: روى عنه علي بن سَعِيد النسوي وهو من شيوخه
(2) جاء في حواشي النسخ من قول المؤلف: كان فيه: أحمد بْن مُحَمَّد بْن بالويه، وهو وهم
(3) البالوي: هكذا وردت في النسخ، والاكثر يقول في النسبة إلى بالويه: بالويي ومثلها النسبة إلى جميع الأَسماء المنتهية ب"ويه"مثل: شيرويه، وسمكويه، وباكويه، وحمويه، ونصرويه وهلم جرا. والذي عندنا أن ما جاء في النسخ مقبول أيضا وقد وجدناه مقيدا هكذا في كثير من نسخ الكتب المكتوبة بخطوط المتقنين الثقات.(1/316)
فَقَالَ أَبِي: ما قدم علي خراساني أفقه بدنا منه.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ الجرجاني: سمعت محمد بن الحسين
ابن مكرم يقول: سمعت حجاج ابن الشاعر وذكرت لَهُ أَبَا زرعة وأبا حَاتِم وابن وارة وأبا جَعْفَر الدارمي فَقَالَ: ما بالمشرق قوم أنبل منهم.
وَقَال أَبُو الْعَبَّاس بْن عقدة: أَحْمَد بْن سَعِيد الدارمي، سمعت يحيى بْن زكريا الْحَافِظ النَّيْسَابُورِيّ يَقُول: كَانَ ثقة جليلا.
وَقَال مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس العصمي (1) : سمعت أَحْمَد بْن محمد ابن سَعِيد بْن عَطَاء يَقُول: أَحْمَد بْن سَعِيد بْن صخر، أَبُو جَعْفَر الدارمي، يقال: إن أصله من سرخس، أقدمه الطاهرية هراة فأقام بِهَا مليا يحدث، وكان أحد حفاظ الحديث، المتقن، الثقة، العالم بالحديث وبالرواة، وإنما قدم على طاهر (2) بْن الحسين لنائله فأنزله داره ووصله بأربعة آلاف درهم، وَقَالوا: إنه كتب الحديث بالبصرة مع علي ابن المديني، ثم خرج إِلَى نيسابور، وتولى قضاء سرخس، ثم انصرف إِلَى نيسابور إِلَى أن مات بها سنة ثلاث وخمسين ومئتين. وكذلك قال الحسين بْن مُحَمَّد القبائي فِي تاريخ وفاته (3) .
40-[وَهْمٌ] ومن الأَوهام:
أَحْمَد بن سَعِيد بن يزيد بن إِبْرَاهِيم التستري.
رَوَى عَن: روح بن عبادة.
__________
(1) بضم العين وسكون الصاد المهملتين، منسوب إلى جَدِّه عصم.
وكان أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عصم بن بلال العصمي الهروي رئيسا عالما فاضلا مكثرا، روى عنه الحاكم أبو عبد الله والدارقطني وغيرهما من الأئمة، وكان ثقة، ولد سنة 294 ومات سنة 378.
(2) جاء في حاشية النسخ: كان فيه: هارون بن الحسين، وهو وهم.
(3) قال الذهبي في "التذهيب": و"قال أبو عَمْرو المستملي: دخلنا عليه في مرضه، فأوصى بعشرة آلاف درهم وبغلة يتصدق بها، وَقَال: إن مت فرقيقي عنبر وفتح وحمدان وعلان أحرار لوجه الله عزوجل". وَقَال
مغلطاي: وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ فِي "تاريخ نيسابور"كانت الرحلة إليه، ولما توفي دفن في مقبرة جلاباذ إلى جنب(1/317)
رَوَى عَنه: مسلم. هكذا قال (1) ، وهو وهم، إنما روى مسلم حديثا واحدا عَنْ أَحْمَد بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم أَبِي عَبد اللَّهِ عَنْ روح بْن عبادة وهو الرباطي (2) . وأما التستري فلم يرو عَنْهُ أحد منهم، والله أعلم.
41- س: أَحْمَد بن سَعِيد بن يَعْقُوب الْكُنْدِيّ، أَبُو الْعَبَّاس الحمصي.
رَوَى عَن: بقية بْن الوليد، وعثمان بْن سَعِيد بْن كثير بْن دينار الحمصي (س) .
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن متويه الأصبهاني، (وأَبُو الميمون أيوب بْن مُحَمَّد بْن أَبي سُلَيْمان الصوري) (3) وسَعِيد بْن عَمْرو البردعي.
قال النَّسَائي: لا بأس به.
__________
= أحمد بن نصر المقرئ ... وَقَال أبو سَعْد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بن محمد الادريسي الاستراباذي في "تاريخ سمرقند"تأليفه: أحمد بن سَعِيد النيسابوري الحافظ لقبه أبو جعفر، حدث بسمرقند عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ وأَبِي بكر المروروذي وغيرهما، روى عنه شيخنا أبو عَمْرو محمد بن إسحاق العصفري وذكر محمد بن جعفر بن الاشعث الكبوذ نجكثي أنه كتب عنه بسمرقند". وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات"، وذكر أبو علي الجياني في شيوخ ابن الجارود أن النَّسَائي روى عنه، وفرق الجياني بين الدارمي والسرخسي فوهم. وَقَال ابن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل": وسمعت أبي يقول: كان يكاتبني ولم أكتب عنه"،"الجرح والتعديل": 1 / 1 / 53، و"تاريخ بغداد"للخطيب: 4 / 169 166، و"تذهيب الذهبي": 1 / الورقة: 11، وإكمال مغلطاي: 12 الورقة: 13، و"تهذيب ابن حجر": 1 / 32) . قال بشار: وذكر ابن حبان أنه توفي سنة 65، أو قبلها أو بعدها بقليل، وَقَال ابن منجويه في "رجال صحيح مسلم": مات سنة ستين أو قبلها أو بعدها بقليل (الورقة: 2) . وزعم مغلطاي أن البخاري قال في "تاريخه الاوسط"إنه مات بعد رجفة قومس وانه قال في "التاريخ الكبير": مات أيام زلزلة طوس (إكمال: 1 / الورقة: 13) وهو وهم شنيع فذاك الذي ذكره البخاري إنما هو أبو عبد الله أحمد بن سَعِيد المروزي الذي تقدمت ترجمته وهو غير هذا النيسابوري السرخسي الدارمي فليحرر. وقد أخذ الذهبي بقول من قال بوفاته سنة 253 في "التذهيب"و"تاريخ الاسلام"وهو المرجح عند الأئمة، والآخرون إنما ذكروا رواياتهم على التمريض.
(1) الكمال: 1 / الورقة: 168.
(2) وهذا الرباطي تقدم ذكره.
(3) إضافة من"د".(1/318)
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: كتب إلي ببعض حديثه على يدي سَعِيد البردعي (1) .
42-[وَهْمٌ] ومن الأَوهام:
أَحْمَد بن سَعِيد الحراني.
رَوَى عَن: مُحَمَّد بْن سَلَمَة الحراني.
رَوَى عَنه: التِّرْمِذِيّ.
هكذا قال (2) ، وهو وهم فاحش، إنما هو أَحْمَد بْن أَبي شعيب الحراني، ووقع فِي رواية التِّرْمِذِيّ، أَحْمَد بْن شعيب، وتصحف على بعض النقلة فكتب: أَحْمَد بْن سَعِيد. وفيه وهم آخر وهو قوله: روى عنه التِّرْمِذِيّ، وإنما روى عن عَبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدارمي عَنْهُ.
43- س: أَحْمَد بن سفيان، أَبُو سفيان النَّسَائي، ويُقال: المروزي.
روى عن: أَبِي زَيْد سَعِيد بْن الربيع الهروي (س) ، وصفوان بْن صَالِح الدمشقي، وعبد الرزاق بْن همام، وعون بْن عمارة البَصْرِيّ، ومحمد بْن الفضل السدوسي عارم، ومحمد بْن يُوسُف الفريابي.
رَوَى عَنه: النَّسَائي، والقاسم بْن زكريا المطرز، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي كتاب"الضعفاء الكبير"ومحمد بْن المُسَيَّب بْن إسحاق الأرغياني ثم الإسفنجي (3) .
__________
(1) وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات" وَقَال: حَدَّثَنَا عنه مكحول وغيره.
(2) قال العلامة مغلطاي: وقول المزي: ومن الأَوهام أَحْمَد بن سَعِيد الحراني، فيه نظر، لاني لم أر لهذه الترجمة في كتاب "الكمال" ذكر البتة، والله تعالى أعلم" (إكمال: 1 / الورقة: 14) . قال بشار: تابع الإمام الذهبي في "التذهيب"وابن حجر في "التهذيب"قول المزي بتوهيم صاحب "الكمال".
وقد بحثت عن"أحمد بن سَعِيد الحراني"في كتاب "الكمال" فلم أعثر له على ذكر وعندي من الكتاب ثلاث نسخ متقنة، فمغلطاي له حق فيما قال، ولكن ربما وقعت هذه الترجمة في بعض نسخ لم نقف عليها، وكان على الحافظين الذهبي وابن حجر التنبيه على ذلك.
(3) الارغياني: نسبة إلى أرغيان من نواحي نيسابور، والاسفنجي: بكسر الالف نسبة إلى"سبنج"من قرى أرغيان، والعرب تقلب الثاء الفارسية إلى فاء.(1/319)
قال النَّسَائي: مروزي ثقة. وَقَال فِي موضع آخر: لا بأس به (1) .
44- س: أَحْمَد بن سُلَيْمان بْن عَبد المَلِك بْن أَبي شَيْبَة، واسمه يزيد، بْن لاعي الجزري، أَبُو الحسين الرهاوي الْحَافِظ.
رَوَى عَن: جَعْفَر بْن عون العُمَري (س) ، والحسن بْن مُحَمَّد ابن أعين الحراني (س) ، وحسين بْن علي الجعفي (س) ، وحفص أَبِي عُمَر الإمام، والخضر بْن مُحَمَّد بْن شجاع الجزري، وروح بْن عبادة، وزيد بْن الحباب (س) ، وسريج بْن يونس، وسَعِيد بْن حَفْص النفيلي الحراني (س) ، وسَعِيد بْن عَبْد الْجَبَّارِ الرهاوي، وسَعِيد بْن مروان الأزدي الرهاوي (سي) ، وأبي جَعْفَر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن علي النفيلي (س) ، وأبي قتادة عَبد اللَّهِ بْن واقد الحراني، وعبد الجبار بْن مُحَمَّد الخطابي، وعبد الرحمن بْن عَمْرو البجلي، وعبد الرحيم بْن مطرف الرؤاسي، وعبد الرحيم بْن هارون الغساني، وأبي الأصبغ عَبْد الْعَزِيزِ بْن يحيى الحراني، وعُبَيد الله بْن مُوسَى (س) ، وعثمان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الطرائفي (س) ، وعفان بْن مسلم الصفار (س) ، وعُمَر بن سَعِيد أَبِي داود الحفري (س) ، وعَمْرو بْن عون الواسطي (س) ، وأبي نعيم الفضل بْن دكين (س) ، وأبي علي الفضل بْن عيسى، وقبيصة بْن عقبة (عس) ، وقتادة بْن الفضيل الرهاوي (س) ، وأبي غسان مَالِك بْن إِسْمَاعِيل النهدي (سي) ، ومحاضر (2) بْن المورع (3) (س) ، ومحمد
__________
(1) قال مغلطاي: روى الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ فِي "مستدركه"عَنْ مُحَمَّد بْن صَالِح بْن هانئ عنه. وَقَال مسلمة بن قاسم: مروزي ثقة. وفي كتاب الصريفيني: روى عن خالد بْن مخلد" (إكمال: 1 / الورقة: 14) وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات" وَقَال: كَانَ مِمَّنْ جَمَعَ وصَنَّفَ واستقام في أمر الحديث إلى أن مات، حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن مَحْمُود بْن عدي. (وانظر تهذيب ابن حجر: 1 / 33) .
(2) جاء في المطبوعة من"القاموس المحيط""محاضر"بضم الميم، وَقَال شارحه: انه: بالفتح على صيغة الجمع، هكذا هو مضبوط في نسختنا (2 / 11) وجاء في "لسان العرب": ويُقال للمناهل: المحاضر للاجتماع والحضور عليها. فالفتح أولى كما نراه، وسيأتي ذكر محاضر هذا في موضعه من الكتاب.
(3) المورع: قيده ابن حجر في "التقريب"بضم الميم وفتح الواو وتشديد الراء المكسورة.(1/320)
ابن بشر العبدي (س) ، ومحمد بْن سُلَيْمان بْن أَبي داود الحراني (س) ، ومحمد بْن عُبَيد الطنافسي (س) ، ومحمد بْن الفضل عارم (س) ، ومسكين بْن بُكَيْر الحراني (س) ، ومعاوية بْن هشام الكوفي (س) ، وموسى بْن داود الضبي (س) ، وموسى بْن مروان الرَّقِّيّ (س) ، ومؤمل بْن الفضل الحراني (س) ، ويحيى بْن آدم الكوفي (س) ويزيد بْن هارون (س) ، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي (س) .
رَوَى عَنه: النَّسَائي فأكثر، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن متويه الأصبهاني، وأَحْمَد بْن علي بْن الْعَبَّاس البالسي، وأَحْمَد بْن عيسى بْن السكين البلدي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صدقة الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ، وجعفر بْن أَحْمَد الوزان الكبير، وأَبُو عَرُوبَة الحسين بْن مُحَمَّد الحراني، وأَبُو السائب عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق المُسَيَّبي (1) ، وعثمان بْن مُحَمَّد الحراني، وأَبُو الحسين عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن هشام بْن أَبي زَيْد الحلي الحراني، ومحمد بْن خالد بْن يزيد البردعي، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد السلام مكحول البيروتي، ومحمد بْن المُسَيَّب بْن إسحاق الأرغياني.
قال النَّسَائي: ثقة مأمون صاحب حديث.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: كتب إلي (2) ببعض حديثه، وهو صدوق ثقة (3) .
قال أَبُو عَرُوبَة الحراني: مات بضيعة لَهُ إِلَى جانب الرها سنة إحدى وستين ومئتين (4) ، وكان ثبتا فِي الأخذ والأداء
__________
(1) منسوب إلى جد له وهو: المُسَيَّب بن عابد المخزومي، وسيأتي ذكر جده مُحَمَّد بْن إسحاق بْن مُحَمَّد بن عبد الرحمن في موضعه من هذا الكتاب.
(2) أصل كلام ابن أَبي حَاتِم: أدركته ولم أكتب عنه، وكتب إلي ... "الجرح والتعديل"1 / 1 / 53.
(3) وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات" وَقَال: كان صاحب حديث يحفظ.
(4) قال ابن حجر: وزاد أبو عَرُوبَة في تاريخ الجزريين في ذكر وفاته: لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي(1/321)
• خ ت: أَحْمَد بن سُلَيْمان المروزي، هو: أَحْمَد بْن أَبي الطيب، يأتي فيما بعد.
45- خ م كن ق: أَحْمَد بن سنان بن أسد بن حبان (1) القطان، أَبُو جَعْفَر الواسطي الْحَافِظ.
رَوَى عَن: إسحاق بْن يُوسُف الأزرق (ق) ، وأبي أسامة حماد ابن أسامة (ق) ، وزيد بْن الحباب (ق) ، وشاذ بْن يحيى الواسطي (ل) ، والضحاك بْن مخلد أَبِي عاصم النبيل، وعبد الرحمن بْن مهدي (م قد كن ق) ، وعفان بْن مسلم، وعُمَر بْن عثمان بْن عاصم (ل) ابْن عم عاصم بْن علي بْن عاصم، وكثير بْن هشام (ق) ، ومحمد بْن بلال البَصْرِيّ (بخ د ق) ، ومحمد بْن خازم أَبِي معاوية الضرير (م ق) ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن الزبير أَبِي أَحْمَد الزبيري (د ق) ، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان، ومعاذ بْن معاذ العنبري، ووكيع بن الجراح، ووهب ابن جرير بْن حازم، ويحيى بْن سَعِيد الْقَطَّان (ق) ، ويزيد بْن هارون (خ د ق) ، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي (د) .
رَوَى عَنه: النَّسَائي فِي حديث مَالِك (2) ، والباقون سوى التِّرْمِذِيّ، وإبراهيم بْن أورمة الأصبهاني، وابنه: جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سنان القطان، وزكريا بْن يحيى الساجي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وأَبُو الحسين عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن يونس السمناني، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن ياسين، وعبد الرحمن بْن أَبي حَاتِم الرازي، وأَبُو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سَعِيد بْن هارون الأصبهاني، والقاسم بْن مُوسَى بْن الْحَسَن بْن مُوسَى الأشيب، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن
__________
الحجة""تهذيب": 1 / 34 نقل ذلك من مغلطاي كما يبدو (انظر: إكمال 1 / الورقة: 14) .
(1) حبان: بكسر الحاء المهملة وتشديد النون.
(2) قال ابن حجر: وقد روى النَّسَائي عنه في "السنن الكبرى"عدة أحاديث في الحدود والطلاق وغير ذلك" (تهذيب: 1 / 35) .(1/322)
علي الأزدي، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، وأَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى وهو من أقرانه، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد (1) .
قال النَّسَائي: ثقة.
وَقَال أَبُو حَاتِم: ثقة صدوق. وَقَال ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: إمام أهل زمانه (2) .
وَقَال إِبْرَاهِيم بْن أورمة: أعدنا عَلَيْهِ ما سمعناه من بندار وأبي مُوسَى، يعني: لإتقانه وضبطه (3) .
قيل: مات سنة ست، وقيل: سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وخمسين ومئتين (4) .
46- س: أَحْمَد بن سيار بن أيوب بن عَبْد الرَّحْمَنِ المروزي، أبو الحسين الفقيه.
__________
(1) وروى عنه أسلم بن سهل الرزاز الواسطي المعروف ببحشل المتوفى سنة 292 في (تاريخ واسط) انظر الصفحات: 107، 123، 146، 172، 210، 236 وروى عنه أيضا ابن خزيمة في "الصحيح"وابن حبان البستي بعد ذكره في "الثقات".
(2) قال ابن حجر: ونقل المزي عن ابن أَبي حاتم أنه قال فيه: إمام أهل زمانه، وهو وهم فليس هذا في "الجرح والتعديل"وقد نقله اللالكائي بسنده إلى أبي حاتم نفسه"قلت: الحق مع ابن حجر انظر"الجرح والتعديل": 1 / 1 / 53 وقد ذكر صاحب "الكمال" هذا القول، فلعل المزي اعتمده من غير رجوع إلى الاصل.
(3) ووثقه ابن حبان البستي، والدارقطني، وابن ماكولا. وَقَال مسلمة بن قاسم في كتاب"الصلة": ثقة جليل حَدَّثَنَا عنه غير واحد. وَقَال أبو عُبَيد الآجري: سألت أبا داود عن أحمد بن سنان وبندار فقدمه على بندار. وَقَال الحاكم في "فضائل الشافعي": أحمد بن سنان القطان المحدث بواسط ثقة مأمون له مسند مخرج على الرجال، حدث عنه أئمة الحديث.
(تذهيب الذهبي: 1 / الورقة: 12، وإكمال مغلطاي: 12 الورقة: 14، وتهذيب ابن حجر: 1 / 35 34 وغيرها) .
(4) نقل المزي هذا عن ابن عساكر (المعجم المشتمل، الورقة: 5) . وَقَال ابن حبان في "الثقات" انه توفي سنة 250 أو قبلها أو بعدها بقليل.
وفي سؤالات السلفي لخميس الحوزي عن شيوخ واسط: إنه توفي سنة 254 أو 253 قال: رأيت ذلك بخط أبي المفضل بن مخلد"السؤالات"ص: 93 92 قال ابن حجر: وكأنها تصحفت، والصواب تسع.(1/323)
إمام أهل الحديث فِي بلده علما وأدبا وزهدا وورعا، وكان يقاس بعَبد الله بْن المبارك فِي عصره. وهو جد (أَبِي) (1) الْعَبَّاس الْقَاسِم بْن الْقَاسِم السياري المروزي لأمه.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الشافعي (س) ، وأَحْمَد بْن أَبي الطيب المروزي، وإسحاق بْن راهويه، وسُلَيْمان بْن حرب، وصفوان ابن صَالِح الدمشقي، وعبد الله بْن عثمان عبدان المروزي (س) ، وأبي مَعْمَر عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن أَبي الحجاج المقعد، وعفان بْن مسلم، وقتيبة بْن سَعِيد، ومحمد بْن أَبي بَكْر المقدمي، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن خالد الهاشمي الدمشقي، ومحمد بْن كثير العبدي، ومحمد بْن مَكِّيّ المروزي، ومحمد بْن يحيى بْن عَبْد الْعَزِيزِ المروزي (2) ، وموسى بْن مروان الرَّقِّيّ، وهشام بْن عمار الدمشقي، ويحيى بْن إسحاق المروزي، ويحيى بْن سُلَيْمان الجعفي، ويحيى بْن عَبد اللَّهِ بْن بُكَيْر المِصْرِي، ويحيى (3) بْن نصر بْن حاجب المروزي.
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وأَبُو حمزة أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن عِمْران المروزي، وأَبُو عَمْرو أَحْمَد (4) بْن المبارك المستملي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بسطام، وحاجب بْن أَحْمَد بْن يرحم بْن سفيان الطوسي، والحسن بْن علي بْن نصر الطوسي، وزكريا بْن يحيى السجزي خياط السنة، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعبد الله بْن
__________
(1) إضافة من"د"وأبو العباس هذا عرف بالسياري نسبة إلى جَدِّه لامه أحمد بن سيار، وكان من مفاخر مرو ممن جمع بين الطريقة والشريعة، ولد سنة 262 وتوفي سنة 344 كما في أنساب السمعاني وكتب الذهبي وغيرها.
(2) في هامش النسخ تعليق للمزي يصحح فيه لصاحب "الكمال" نصه: كان فيه: ويحيى بن عبد العزيز، وهو وهم.
(3) في هامش النسخ تعليق للمزي: وكان فيه: ونصر بن حاجب، وهو وهم أيضا.
(4) في هامش النسخ تعليق للمزي: وكان فيه: محمد بن المبارك المستملي، وهو وهم أيضا". قلت: هذه الأَوهام موجودة في نسخ "الكمال": 1 / الورقة: 169.(1/324)
ناجية، وأَبُو بَكْر عبد بْن مُحَمَّد بْن محمود النسفي، وعلي بن الحسين ابن الجنيد الرازي، وعُمَر بْن أَحْمَد بْن علي المروزي الجوهري، وعُمَر بْن مُحَمَّد المروزي، وأَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محبوب المحبوبي راوية التِّرْمِذِيّ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي غير"الجامع"، ومحمد بْن عقيل بْن الأَزْهَر البلخي، ومحمد بْن المنذر بْن سَعِيد الهروي شكر (1) ، ومحمد بْن نصر المروزي الفقيه، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد.
وروى البخاري فِي "الجامع"حديثا عن أحمد بْن أَبي بَكْر المقدمي، فقيل: إنه أَحْمَد بْن سيار هذا.
قال النَّسَائي: ثقة. وَقَال فِي موضع آخر: ليس به بأس.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: رأيت أَبِي يطنب فِي مدحه ويذكره بالفقه والعلم.
وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: رحل إِلَى الشام ومصر، وصنف، وله كتاب فِي أخبار مرو (2) ، وهو ثقة فِي الحديث.
وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي داود: كَانَ من حفاظ الحديث.
وَقَال عُمَر بْن علك (3) : سألت إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الحربي عَنْ أَحْمَد بْن سيار، وقلت لَهُ: مشايخك مشايخه، فهل كانت بينكما معرفة؟ فَقَالَ: ذاك الرجل الفاضل كنا نعرفه حينئذ بالفضل والورع.
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ: سمعت أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن
__________
(1) شكر: قيده الذهبي في "المُشْتَبِه": 363.
(2) وله أيضا كتاب"المواقيت"و"مسائل البلدان"، وكتاب"الايمان"وكتاب"الرد على الجامع الاصغر"، وكتاب"فتوح خراسان"وغيرها كما في "أنساب السمعاني"و"تاريخ الاسلام"للذهبي وغيرهما.
(3) في "تاريخ الخطيب" (4 / 188) : عليك، محرف.(1/325)
مُحَمَّد الأديب البستي وكان فِي الوفد الذين خرجوا مع أَبِي بكر محمد
ابن إسحاق بْن خزيمة إِلَى بخارى لزيارة الأمير إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد (1) قال: دخل أَبُو بَكْر بْن خزيمة على عَبد اللَّهِ بْن محمود بمرو فَقَالَ لَهُ بعض مشايخهم: يا أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ قد دخل أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق منزلك ولم يدخله مثله، فَقَالَ: لا تقل، فقد دخله أَحْمَد بْن سيار (2) .
قال أَبُو الْعَبَّاس السياري: توفي جدي أَحْمَد بْن سيار سنة ثمان وستين ومئتين.
وَقَال أَبُو أَحْمَد الحنفي القاضي عَنْ شيوخه: توفي أَحْمَد بْن سيار ليلة الاثنين النصف من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين ومئتين، ودفن يوم الاثنين بعد العصر، وصلى عليه علي بن الحسين مردويه إمام مسجده (3) .
وذكر أَبُو نصر ابن ماكولا أنه مات ابْن سبعين سنة وثلاثة أشهر (4) .
• أحمد بن شبويه، هو: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثَابِت الخزاعي المروزي، يأتي فيما بعد.
__________
(1) هذا من عظماء الامراء السامانية، وهو المؤسس الحقيقي لدولتهم.
(2) وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات" وَقَال: كان من الجماعين للحديث، والرحالين فيه مع التيقظ والاتقان والذب عن المذهب والتضييق على أهل البدع. وَقَال مسلمة بن قاسم: هو ثقة أخبرنا عنه العقيلي. وَقَال أبو القاسم بن عساكر: كانت له رحلة واسعة. وَقَال عبد الغني بْن سَعِيد حافظ مصر: كان ثقة"راجع إكمال مغلطاي: 1 / الورقة 14 ومنه أخذ ابن حجر في "التهذيب": 1 / 36 35، وانظر"أنساب السمعاني": 7 / 330 و"تاريخ الخطيب": 4 / 188) .
(3) وذكر السمعاني في (السياري) من"الانساب أنه دفن بمرو في مقبرة سوركران، ودفن عنده سبطه أبو العباس ايضا.
(4) ومما استدركه العلامة مغلطاي للتمييز وهم من الطبقة:
6- أحمد بن سيار بن رافع.
دمشقي، روى عنه مُحَمَّد بْن إبراهيم بن مروان. قال ابن عساكر: توفي سنة إحدى وسبعين ومئتين.
7- أحمد بن سيار بن حاتم الطالقاني.
قال الادريسي في "تاريخ سمرقند": حدث بسمرقند سنة إحدى وثمانين ومئتين.(1/326)
47- خ خدس: أَحْمَد بن شبيب بن سَعِيد الحبطي (1) ، أَبُو عَبْد اللَّهِ البَصْرِيّ، نزيل مكة.
روى عن: أَبِيهِ: شبيب بْن سَعِيد (خ خد س) ، وعبد الله بْن رجاء المكي، وعبد الرحمن بْن شَيْبَة الجدي، ومروان بْن معاوية الفزاري، ويزيد بْن زريع.
رَوَى عَنه: البخاري، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وإبراهيم ابن سَعِيد الجوهري، وأَبُو خيثمة زهير بْن حرب، وأَبُو الْحَسَن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني (س) ، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعُبَيد بْن مُحَمَّد النساج، وعلي بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وعلي ابْن المديني، وعَمْرو بْن عَلِي الفلاس، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الأنماطي مربع، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد ابن إِسْمَاعِيل بْن سالم الصائغ الكبير، ومحمد بْن علي بْن زَيْد الصائغ الصغير، ومحمد بْن يحيى الذهلي (خد) ، وموسى بْن سَعِيد الدنداني، ويحيى بْن معلى بْن مَنْصُور الرازي، ويعقوب بْن سفيان الفارسي، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي.
قال أَبُو حَاتِم: ثقة صدوق (2) .
وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي عاصم: مات سنة تسع وعشرين ومئتين (3) .
__________
(1) في حاشية النسخ تعليق للمزي نصه: الحبطات من تميم". قلت: هو الحارث بْن عَمْرو بْن تميم، والحارث هو الحبط بكسر الباء.
(2) وَقَال ابن عدي: قبله أهل العراق ووثقوه. ووثقه ابن حبان البستي أيضا، وكتب عنه علي ابن المديني. وخرج الحاكم حديثه في "المستدرك"، وَقَال ابن خلفون: لا بأس به. أما قول أبي الفتح الموصلي الأزدي فيه"متروك الحديث غير مرضي"فلم يلفت إليه أحد، وقد رده الذهبي وابن حجر، الذهبي: ميزان": 1 / 103، ابن أَبي حاتم: الجرح والتعديل". 1 / 1 /: 55،"المعجم المشتمل"لابن عساكر، الورقة: 6، إكمال مغلطاي 1 / الورقة: 15 14، تهذيب ابن حجر: 1 / 36) .
(3) وبهذا التاريخ أخذ معظم المؤرخين، ومنهم الذهبي في كتبه والصفدي في "الوافي": 6 / 415. وَقَال ابن عساكر في "المعجم المشتمل": مات سنة تسع وثلاثين ومئتين.(1/327)
وروى لَهُ أَبُو داود فِي كتاب"الناسخ والمنسوخ"وفي"حديث مَالِك"، والنَّسَائي (1) .
48- أَحْمَد (2) بن شعيب بن علي (3) بن سنان بن بحر بن دينار، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي القاضي الْحَافِظ، صاحب كتاب"السنن" (4)
__________
(1) قال أبو علي الغساني الجياني: روى حديثه أبو داود في كتاب الزهد من كتاب السنن. وهذا مما استدركه العلامة مغلطاي وأخذه عنه ابن حجر في "التهذيب.
(2) وضع ابن حجر علامة الإمام مسلم (م) على اسمه في "التهذيب"و"التقريب"أو هكذا وجدتها في المطبوع منهما، ولم نجد هذه العلامة في الاصل، ولا عند المختصرين الآخرين، ولا نظن أن مسلما روى عنه. وَقَال مغلطاي: لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة، فلا أدري لم ذكره المزي". قال بشارعواد: هذا استدراك واه من مغلطاي وكأنه يتابع بذلك صاحب "الكمال" الذي لم يذكره، لكن المزي اشترط أن يترجم لاصحاب الكتب الستة، فهم أولى بالترجمة.
(3) في "وفيات الاعيان"لابن خلكان (1 / 77) : أحمد بن علي بن شعيب بن علي"، ولم نجد لذلك أصلا. وذكر المحقق الفاضل الدكتور إحسان عباس جملة من مصادر ترجمته في الهامش وَقَال بعد ذكر"تذكرة الحفاظ"للذهبي: وسماه أحمد بن شعيب بن على"فكأنه أراد أن يشعر القارئ بأن ما في "التذكرة يخالف المصادر الاخرى، وهو غير صحيح، إذ أن ما ورد في "الوفيات"هو الشاذ والمصادر الاخرى إنما ذكرته كما هو هنا: أحمد بن شعيب بن على"فليحرر.
(4) مما يؤسف عليه أن كتاب السنن الكبرى"لم يصل إلينا، ويظهر أنه كان عزيزا في فترات طويلة. قلت (القائل شعيب) : والمطبوع المتداول بين طلبة اللعلم هو المجتبي منه، وهو اختيار تلميذه أبي بكر أحمد بن محمد بن السني صاحب كتاب"عمل اليوم والليلة"نص على ذلك الإمام الذهبي في "تذكرة الحفاظ"3 / 940، وقد أخطأ، ابن الاثير صاحب"جامع الاصول"خطأ فاحشا، فزعم وهو يترجم للنسائي أن المجتبي من تأليف النَّسَائي وانتقائه، وأنه تحرى فيه الصحة، استجابة لرغبة بعض الامراء، فانخدع بمقالته تلك غير واحد من أهل العلم، فقالوا: يجوز العمل بما جاء من الاحاديث في المجتبى من غير نظر في أسانيدها، ولا بحث في عللها، وما جاء في السنن من الاحاديث التي لم ترد في المجتبي فلا يجوز العمل بها إلا بعد البحث عن أسانيدها وكشف حالها، وهذه دعوى مردودة على قائلها، لانه ليس عليها أثارة من علم، ففي المجتبى عدد غير قليل من الاحاديث قد حكم بضعفها النَّسَائي نفسه وغيره من الأئمة الذين هم القدوة في هذا الفن، والمعول عليهم فيه، وفي السنن أحاديث كثيرة صحيحة، وردت في مواضيع متعددة في تفسير القرآن، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والآداب، والفضائل، والاذكار، والموت، والحشر والبعث، والشفاعة، والجنة، والنار، وهي مما لم يرد في "المجتبي"، يستطيع العالم المتمكن أن يظفر ببعضها من الاجزاء المتبقية من هذا الكتاب، ومما تناثر في كتب التخريج والشروح. ولابدلي هنا من ذكر فائدة، ربما تخفى على كثير من طلبة العلم، وهي أن قول المنذري في مختصر سنن أبي داود: أخرجه النَّسَائي، إنما يعني السنن لا المجتبي الذي صنعه ابن السني، وكذلك الحافظ المزي في "الاطراف" يعني الاصل لا المختصر، وكل حديث عزاه المحققون من أئمة هذا الفن إلى النَّسَائي ولم تجده في المجتبى فهو موجود لا محالة في السنن. ومما روى النَّسَائي في سننه ولم يرد في المجتبي حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: دخل الحبشة المسجد، يلعبون، فقال لي: يا حميراء، تحبين أن تنظري إليهم؟ فقلت: =(1/328)
وغيره من المصنفات المشهورة.
أحد الأئمة المبرزين والحفاظ المتقنين والأعلام المشهورين. طاف البلاد، وسمع بخراسان، والعراق، والحجاز، ومصر، والشام، والجزيرة من جماعة يطول ذكرهم، قد ذكرنا روايته عنهم فِي تراجمهم من كتابنا هذا (1) .
وروى القراءة عَنْ أَحْمَد بْن نصر النَّيْسَابُورِيّ الْمُقْرِئ، وأبي شعيب صَالِح بْن زياد السوسي (2) .
رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يَعْقُوب بْن يُوسُف الإسكندراني، وأَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن صَالِح بْن سنان القرشي الدمشقي، وأَبُو الْعَبَّاس أبيض بْن مُحَمَّد بْن الحارث بْن أَبيض القرشي الفهري المِصْرِي، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أشهب بْن عَبْد الْعَزِيزِ القيسي العامري، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن إسحاق بْن عتبة الرازي، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن سُلَيْمان بْن أيوب بْن خذلم الأسدي
__________
= نعم، فقال بالباب، وجئته، فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده، قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: حسبك"فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لا تعجل فقام لي، ثم قال: حسبك"فقلت: لا تعجل يا رسول الله، قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي، ومكاني منه. أخرجه النَّسَائي في عشرة النساء ورقة 75 وجه أول نسخة الظاهرية، من طريق يونس بن عبد الاعلى، حَدَّثَنَا ابن وهب، أخبرني بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن أبي سلمة بْن عَبْد الرحمن عن عائشة.
قال الحافظ في الفتح 2 / 355: إسناده صحيح، ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا. وَقَال الزركشي في "المعتبر"ورقة 19 وجه ثان، وورقة 20 وجه أول: وذكر لي شيخنا ابن كثير عن شيخه أبي الحجاج المزي أنه كان يقول: كل حديث فيه ذكر الحميراء باطل إلا حديثًا في الصوم في سنن النَّسَائي. قلت: وحديث آخر في النَّسَائي: دخل الحبشة المسجد يلعبون، فقال لي: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم.
وإسناده صحيح (ش) .
(1) قال الإمام الذهبي في تاريخ الاسلام ومنه نقل الصفدي في "الوافي"والسبكي في "الطبقات"وغيرهما: وسمع قتيبة، وإسحاق بن راهويه، وهاشم بن عمار، وعيسى بن حماد، والحسين بن منصور السلمي النيسابوري، وعَمْرو بن زرارة، ومحمد بن النضر المروزي، وسويد بن نصر، وأبا كريب، وخلقا سواهم بعد الاربعين ومئتين" (الورقة: 12 أحمد الثالث: 2917 / 9) . قلت: أراد الإمام الذهبي بهؤلاء كبار شيوخه.
(2) راجع غاية النهاية لابن الجزري: 1 / 61.(1/329)
الدمشقي، وأَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن علي العدوي المعروف بابي هُرَيْرة ابن أَبي العصام، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن عُمَير بْن يُوسُف بْن جوصى (1) الدمشقي الْحَافِظ. وأَحْمَد بْن عيسى القمي نزيل بيروت، وأَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الحرسي (2) ، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن محبوب الرملي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق ابن السني الدينوري، وأَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن يونس النحوي المعروف بابن النحاس، وأَبُو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن زياد ابن الأعرابي، وأَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سلامة الطحاوي، وأَبُو يَعْقُوب إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن هاشم بْن زامل الأذرعي (3) ، وإسحاق ابن عبد الكريم الصواف، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن الحارث الخزاعي، وأَبُو علي الْحَسَن بْن الخضر بْن عَبد اللَّهِ الأسيوطي (4) ، وأَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن رشيق العسكري، وأَبُو علي الحسين بْن علي النَّيْسَابُورِيّ الْحَافِظ، وأَبُو علي الحسين بْن هارون المطوعي، وأَبُو الْقَاسِم حمزة بْن مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الكناني الْحَافِظ،
__________
(1) قيده الذهبي في "المشتبه"ص: 274 وقد جعله المحقق ممدودا فهمزة وكتبه (جوصاء) ، وقيده الفيروزآبادي في "القاموس" (2 / 297) بالقصر وَقَال: ابن جوصى محدث مشهور. وَقَال ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه": جوصى بفتح الجيم والقصر، وَقَال بعضهم بالضم. ووجدته بخط المحدث المفيد أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أمية العبدري: ابن جوصاء ممدودا غير مصروف، والمعروف الاول. (1 / الورقة: 240 من نسخة الظاهرية) ، وابن جوصى هذا ترجم له الذهبي ترجمة رائعة حافلة في وفيات سنة 320 من تاريخ الاسلام، الورقة: 102 101 من مجلد أحمد الثالث 2917 / 9.
(2) في حواشي النسخ من قول المؤلف: الحرس: محلة بمصر، وقيل: قرية". قال بشار: ومن الذين قالوا: إن الحرس محلة الحافظان أبو علي الغساني والدارقطني كما في أنساب المسعاني. وأخذ الذهبي بقول من قال: إنها قرية من قرى مصر"المشتبه": 148، وراجع"توضيح المشتبه"لابن ناصر الدين: 1 / الورقة 127 من نسخة الظاهرية.
(3) الاذرعي: نسبة إلى أذرعات، بلد مشهور بالشام. هذه هي النسبة المطلقة في كثير من الرواة المنسوبين هكذا. أما إبراهيم هذا، فقد نسبه الامير ابن ماكولا إلى أذرعات الشام هذا بالظن (انظر الاكمال: 1 / 137) وإليها نسبه السمعاني في "الانساب": 1 / 146.
(4) الاسيوطي: نسبة إلى أسيوط المدينة المشهورة بصعيد مصر.
قيدها السمعاني بضم الهمزة وتابعه في ذلك ابن الاثير في "اللباب.
أما ياقوت، فقد قيدها بالفتح، وتابعه في ذلك ابن عبد الحق في "المراصد"ولذلك =(1/330)
وأَبُو الخير زهير بْن مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الملطي، وسَعِيد بْن قحلون (1) ابن سَعِيد البجاني (2) ، وأَبُو الْقَاسِم سُلَيْمان بْن أَحْمَد بْن أيوب الطبراني، وأَبُو أَحْمَد عَبد اللَّهِ بْن عَدِيّ الجرجاني الْحَافِظ، وأَبُو سَعِيد عبد
__________
= أبقينا على التقيدين لاسيما وقد قال الجلال السيوطي في "لب اللباب"إن فيها الضم والفتح والكسر. ومنهم من يخفف فيقول: سيوط، وتكون النسبة: السيوطي. وورد اسم أبي علي الاسيوطي هذا في أنساب السمعاني، ولباب ابن الاثير، و"معجم البلدان"لياقوت: الحسن بن علي بن الخضر بن عَبد الله"وذكروا أنه توفي سنة 372، والظاهر أن ياقوت بن عَبد الله الحموي إنما نقل هذا من أنساب السمعاني. أما الذهبي فقد ذكره في "تاريخ الاسلام"كما هو مذكور عند المزي، وذكره في وفيات سنة 361 من كتابه، قال كما نقلت من خطه: الحسن بن الخضر بن عَبد الله أبو علي الاسيوطي حدث عَن أبي عبد الرحمن النَّسَائي وأبي يعقوب المنجنيقي وجماعة. وكان صاحب حديث. وعَنه: محمد بن نظيف..وأبو القاسم بن بشران وغيرهم، وتوفي في ربيع الاول" (نسخة أيا صوفيا: 3008) . والذي عندنا أن هذا هو المتابع وهو الاصح، وقد قاله أيضا السيوطي في حسن المحاضرة: 1 / 174، وابن العماد في الشذرات: 2 / 39 وغيرهما.
(1) في "م"و"د"وهما أحسن النسخ"قحلون"بالقاف ولم أجد له تأييدا، مع أنني أكاد أن أكون مطمئنا إلى أن هذا هو اختيار المزي لذلك أبقيتها مع عدم وقوفي على ما يؤيد كونها بالقاف سوى ما وجدته في معجم البلدان لياقوت (1 / 495) . وقد وجدتها مجودة بالفاء بخط إمام المؤرخين الذهبي. وسَعِيد بن قحلون هذا ذكره الذهبي في وفيات سنة 346 من تاريخ الاسلام، قال: سَعِيد بن فحلون، أبو عثمان البيري الاندلسي آخر من روى عن يوسف المغامي وجماعة. روى"الواضحة"لابن حبيب أبو على الحسين بن عَبد الله التجاني شيخ ابن عَبد الْبَرِّ وغيره عن ابن فحلون عن المغامي عن ابن حبيب. وسمع ابن فحلون بقرطبة من بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وإبراهيم بن قاسم، ومطرف بن قيس، ورحل فسمع من أحمد بن محمد بن رشدين المِصْرِي وأبي عبد الرحمن النَّسَائي وطائفة، وكان صدوقا في أخلاقه زعارة. روى عنه جماعة منهم يحيي بن عَبد الله بن عيسى الليثي. وتوفي في رجب في ثانيه، وكان مولده سنة اثنتين وخمسين ومئتين". (الورقة: 220 من مجلد أحمد الثالث 2917 / 9) . وَقَال الذهبي في ترجمة أبي على الحسين بن عَبد الله بن الحسين بن يعقوب البجاني من وفيات سنة 421 ونقلت من خطه: روى عَن أبي عثمان سَعِيد بن فحلون صاحب يوسف المغامي كتاب"الواضحة"لعبد الملك بن حبيب، وهو آخر من رواها عن ابن فحلون كما أن ابن فحلون آخر من روى عن المغامي صاحب ابن حبيب، وقد توفي ابن فحلون سنة ست وأربعين وثلاث مئة" (تاريخ الاسلام، الورقة: 219 من مجلد أيا صوفيا: 3006) ، وفي الجذوة للحميدي: الحسين بن عَبد الله بن يعقوب بن الحسين البجاني روى عن..وعن سَعِيد بن فحلون" (ص: 193) .
(2) وردت اللفظة مهملة عند ابن المهندس، وفي نسخة"د"وضع الناسخ كسرة تحت الباء. قال بشار: هو البجاني: بفتح الباء وتشديد الجيم وبعد الالف نون. وهذه النسبة لم يوردها السمعاني في الانساب فاستدركها عليه العز ابن الاثير في اللباب لكنه لم يذكر سَعِيد بن فحلون هذا. وقيد الذهبي البجاني في "المشتبه" (ص: 51) ولم يذكره أيضا. وَقَال ابن ناصر الدين في "التوضيح":..ومنها أيضا علي بن الحسين بن عبد الله بن يعقوب البجاني..وروى أيضا عن بلدية سَعِيد بن فحلون البجاني" (1 / الورقة: 37 من نسخة الظاهرية) ويضاف إلى ما هنا ما نقلنا في الهامش السابق عن تاريخ الاسلام للذهبي فيتوكد الامر (وانظر"معجم البلدان"لياقوت: 1 / 494) .(1/331)
الرحمان بْن أَحْمَد بْن يونس بْن عبد الاعلى الصدفي صاحب"تاريخ مصر"، وأَبُو عيسى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن إِسماعيل الخولاني العروضي الخشاب المِصْرِي، وأَبُو الميمون عبد الرحمن ابن عَبد الله بن عُمَر بْن راشد البجلي الدمشقي، وابنه: أَبُو مُوسَى عبد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النَّسَائي، وأَبُو الفتح عُبَيد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن عاصم الدمشقي المعروف بابن الرواس، وعلي بْن أَبي جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سلامة الطحاوي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل الطبري، وأَبُو الْقَاسِم علي بْن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبي العقب الهمداني الدمشقي، وأَبُو طالب عُمَر بْن الربيع بْن سُلَيْمان المِصْرِي، وأَبُو بشر مُحَمَّد بْن أحمد حَمَّاد الدولابي وهو من أقرانه، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خالد بْن يزيد الاعدالي (1) المِصْرِي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحداد المِصْرِي الفقيه، وأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الرافقي، ومحمد بْن جَعْفَر بن محمد بن هشام ابن ملاس النميري، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن داود بْن سُلَيْمان الزاهد، ومحمد بْن سعد السعدي الباوردي، وأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبد الله ابن زكريا بْن حيويه النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن علي بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد النقاش التنيسي، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَمْرو بن موسى بن محمد ابن حَمَّاد العقيلي المكي الْحَافِظ، وأَبُو الطيب مُحَمَّد بْن الفضل بْن العباس، ومحمد بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن سيار القرطبي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم المِصْرِي الزاهد المعروف بوليد، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم القرقساني، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بن موسى بن يعقوب ابن المأمون الهامشي، وأَبُو علي مُحَمَّد بْن هارون بْن شعيب الأَنْصارِيّ الدمشقي، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوب بن يوسف
__________
(1) الاعدالي: لم يذكر السمعاني هذه النسبة في الانساب، ولا استدركها عليه ابن الاثير في اللباب، لكنهما ذكرا الاعدولي: نسبة إلى أعدول بطن من الحضارمة، ونسب السمعاني ابن لَهِيعَة وبعض أقربائه إليه، فلعل هذه نسبة مقاربة لتلك!(1/332)
الشَّيْبَانِيّ الْحَافِظ المعروف بالأخرم (1) ، ومنصور بْن إِسْمَاعِيل الفقيه المِصْرِي، وأَبُو عوانة يعقوب بْن إسحاق الإسفراييني، ويَعْقُوب بْن المبارك المِصْرِي، وأَبُو الْقَاسِم يُوسُف بْن يَعْقُوب السوسي.
قال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ الْحَافِظ: سمعت منصورا الفقيه وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سلامة الطحاوي يقولان: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي إمام من أئمة المسلمين.
وَقَال أيضا: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن سعد الباوردي، قال: ذكرت لقاسم المطرز أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي، فَقَالَ: هو إمام، أو يستحق أن يكون إماما، أو كما قال.
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ: سمعت أَبَا علي الحسين بْن علي الْحَافِظ يَقُول: سألت أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي، وكان من أئمة المسلمين: من تقول فِي بقية..فذكر كلاما.
وَقَال أيضا: أَخْبَرَنَا أَبُو علي الْحَافِظ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي الإمام فِي الحديث بلا مدافعة.
وَقَال أيضا: سمعت أَبَا علي الْحَافِظ غير مرة يذكر أربعة من أئمة المسلمين رآهم، فيبدأ بأبي عَبْد الرَّحْمَنِ.
وَقَال فِي موضع آخر: سمعت أَبَا علي الْحَافِظ يَقُول: رأيت من أئمة الحديث أربعة فِي وطني وأسفاري، اثنان منهم بنيسابور: مُحَمَّد
__________
(1) فات المزي هنا واحد من كبار الرواة عن النَّسَائي هو مسعود بن علي بن الفضل البجاني. قال ابن الفرضي: مسعود بن علي بن مروان من أهل بجانة يكنى أبا القاسم..ورحل حاجا فسمع بمصر من أحمد بن شعيب النَّسَائي (تاريخه، الترجمة: 2146) . وَقَال عز الدين ابن الاثير في (البجاني) من"اللباب":..روى عَن أبي عَبْد الرحمن النَّسَائي السنن له، كذلك ضبطه الحافظ السلفي"وذكره معين الدين ابن نقطة في (البجاني) من إكمال الاكمال وَقَال: نقلته من خط السلفي رحمه الله" (نسخة الظاهرية) . وَقَال الذهبي في "المشتبه": البجاني بالتثقيل والفتح نسبة إلى بجانة بليدة بالاندلس منها: مسعود بن علي البجاني، حمل عن النَّسَائي كتاب السنن" (ص: 51 وانظر توضيح ابن ناصر الدين: 1 / الورقة: 37) .(1/333)
ابن إسحاق وإبراهيم بْن أَبي طالب، وأَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي بمصر، وعبدان بالأهواز.
وَقَال أيضا: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الحارث يَقُول: سمعت مأمون (1) المِصْرِي الْحَافِظ يَقُول: خرجنا مع أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ إِلَى طرسوس سنة الفداء، فاجتمع جماعة من مشايخ الإسلام، واجتمع من الحفاظ: عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل ومحمد بْن إِبْرَاهِيم مربع وأَبُو الآذان (2) وكيلجة (3) وغيرهم، فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ، فأجمعوا على أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي فكتبوا كلهم بانتخابه.
وَقَال أيضا: سمعت أَبَا الحسين مُحَمَّد بْن المظفر الْحَافِظ يَقُول: سمعت مشايخنا بمصر يعترفون لأبي عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي بالتقدم والإمامة، ويصفون من اجتهاده فِي العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والاجتهاد، وأنه خرج إِلَى الفداء مع والي مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة فِي فداء المسلمين والمشركين واحترازه عَنْ مجالسة السلطان الذي خرج معه والانبساط بالمأكول والمشروب فِي رحله، وأنه لم يزل ذلك دأبه إِلَى أن استشهد رضي الله عَنْهُ بدمشق من جهة الخوارج.
وَقَال أيضا: سمعت علي بْن عُمَر الْحَافِظ غير مرة يَقُول: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.
وَقَال أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الحسين السلمي الصوفي: سألت أَبَا الْحَسَن علي بْن عُمَر الدَّارَقُطْنِيّ الْحَافِظ، فقلت: إذا حدث مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة وأَحْمَد بْن شعيب النَّسَائي حديثا من تقدم
__________
(1) في حواشي النسخ في قول المؤلف: هو أبو القاسم الحسين بن مُحَمَّد بن داود.
(2) في حواشي النسخ قول للمؤلف نصه: أبو الآذان اسمه عُمَر بن إبراهيم.
(3) في حواشي النسخ أيضا: وكيلجة اسمه مُحَمَّد بن صالح بن عبد الرحمن".(1/334)
منهما؟ قال: النَّسَائي لأنه أسند، على أني لا أقدم على النَّسَائي أحدا وإن كَانَ ابْن خزيمة إماما ثبتا معدوم النظير.
قال: وَقَال: سمعت أَبَا طالب (1) الْحَافِظ يَقُول: من يصبر على
ما يصبر عَلَيْهِ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي، كَانَ عنده حديث ابْن لَهِيعَة ترجمة ترجمة فما حدث بِهَا، وكان لا يرى أن يحدث بحديث ابْن لَهِيعَة.
وَقَال حمزة بْن يُوسُف السهمي: وسئل يعني الدَّارَقُطْنِيّ إذا حدث أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي وابن خزيمة بحديث أيما تقدمه؟ فَقَالَ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، فإنه لم يكن مثله ولا أقدم عَلَيْهِ أحدا، ولم يكن فِي الورع مثله لم يحدث بما حدث ابْن لَهِيعَة وكان عنده عاليا عَنْ قتيبة.
وَقَال أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أيضا: سمعت أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ يَقُول: سمعت أَبَا إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد المعدل النسوي بمصر يَقُول: سمعت أَبَا بَكْر بْن الحداد وذكره بالفضل والدين والاجتهاد قال: أخذت نفسي بما رواه الربيع عَنِ الشافعي أنه كَانَ يختم فِي شهر رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ فِي الصلاة وفي غير رمضان ثلاثين ختمة، فأما فِي شهر رمضان فلم أقدر على تمام الستين، وأكثر ما قدرت عَلَيْهِ تسعة وخمسين ختمة وأتيت فِي غير (2) رمضان بثلاثين ختمة. قال الدَّارَقُطْنِيّ: وكان ابْن الحداد كثير الحديث ولم يحدث عَنْ أحد غير أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي فقط، وَقَال: رضيت به حجة بيني وبين الله.
وَقَال أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن يَعْقُوب بْن المأمون الهاشمي: كنت يوما فِي دهليز الدار التي كَانَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ يسكنها في زقاق
__________
(1) في حواشي النسخ قول للمؤلف: اسمه أحمد بن نصر.
(2) ليس في "د"ولا يستقيم المعنى بغيرها.(1/335)
القناديل ومعي جماعة ننتظره لينزل ويمضي إِلَى الجامع ليقرأ علينا حديث الزُّهْرِيّ، فَقَالَ بعض من حضر: ما أظن أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ إلا يشرب النبيذ للنضرة التي فِي وجهه والدم الظاهر مع السن! وَقَال آخرون: ليت شعرنا ما يَقُول فِي إتيان النساء فِي أدبارهن؟ فقلت: أنا أسأله عَنِ الأمرين وأخبركم، فلما ركب مشيت إِلَى جانب حماره، وقلت لَهُ: تمارى بعض من حضر فِي مذهبك فِي النبيذ، فَقَالَ: مذهبي أنه حرام لحديث أَبِي سَلَمَة عَنْ عائشة"كل شراب أسكر فهو حرام" (1) فلا يحل لأحد أن يشرب منه قليلا ولا كثيرا. قلت: فما الصحيح من الحديث فِي إتيان النساء فِي أدبارهن؟ فَقَالَ: لا يصح عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي إباحته ولا تحريمه شيء (2) ، ولكن مُحَمَّد بْن كعب القرظي حدث عن
__________
(1) أخرجه مالك في الموطأ 3 / 56 في الاشربة، وأحمد 6 / 36 و96، 97 و190 و225، 226، والبخاري 1 / 305 في الوضوء: باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ والمسكر و10 / 35 في الاشربة، باب الخمر من العسل، ومسلم (2001) في الاشربة"باب بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام، وأبو داود (3682) في الاشربة: باب النهي عن المسكر، والنَّسَائي 8 / 297، 298 في الاشربة: باب تحريم كل شراب أسكر، وابن ماجة (3386) في الاشربة: باب كل مسكر حرام من طرق عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم عن البتع، فقال: كل شراب أسكر فهو حرام" (ش) .
(2) بل قد ثبت في غير ما حديث عنه صلى الله عليه وسلم النهي عن إتيان الرجل زوجته في دبرها، فقد أخرج البخاري في "صحيحه"8 / 143 في التفسير: باب نساؤكم حرث لكم، ومسلم (1435) في النكاح: باب جواز جماعه امرأته في قبلها من قدامها ومن ورائها من غير تعرض للدبر، من حديث جابر بن عَبد الله قال: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل المرأة من دبرها في قبلها كان الولد أحول، فنزلت: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} وفي رواية لمسلم: إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية، غير أن ذلك في صمام واحد"والمجبية: المنكبة على وجهها، والصمام الواحد: الفرج وهو موضع الحرث والولد.
وأخرج الإمام أحمد 2 / 408 و476 وأبو داود (3904) ، والدارمي 1 / 259، والتِّرْمِذِيّ (135) من حديث أبي هُرَيْرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهنا فصدقة فيما يقول، أو أتى امرأته في دبرها فقد كفر بما انزل على محمد"، وسنده قوي.
وأخرج أحمد 2 / 272 و344، وابن ماجة (1923) من حديث أبي هُرَيْرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها"وصححه البوصيري في "الزوائد"وله شاهد بسند حسن من حديث ابن عباس عند التِّرْمِذِيّ، وصححه ابن حبان (1302) .
وأخرج أحمد 2 / 444 و479، وأبو داود (2162) من حديث أبي هُرَيْرة مرفوعا"ملعون من أتى امرأته في دبرها"وسنده حسن، وله شاهد يتقوى به عند الطبراني في "الاوسط"كما في "المجمع"4 / 299 من حديث عقبة بن عامر.(1/336)
جدك ابْن عَبَّاس"اسق حرثك من حيث شئت"فلا ينبغي لأحد أن يتجاوز قوله (1) .
قال: وكان أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ يؤثر لباس البرود النوبية الخضر ويقول: هذا عوض من النظر (2) إِلَى الخضرة من النبات فيما يراد لقوة البصر.
وكان يكثر الجماع مع صوم يوم وإفطار يوم، وكان لَهُ أربع زوجات يقسم لهن، ولا يخلو مع ذلك من جارية واثنتين يشتري الواحدة بالمئة ونحوها ويقسم لها كما يقسم للحرائر. وكان قوته فِي كل يوم رطل (3) خبز جيد يؤخذ لَهُ من سويقة العرافين لا يأكل غيره كَانَ صائما أو مفطرا. وكان يكثر أكل الديوك الكبار، تشترى لَهُ، وتسمن ثم تذبح فيأكلها، ويذكر أن ذلك ينفعه في باب الجماع.
__________
وأخرج التِّرْمِذِيّ (1164) في الرضاع والدارمي 1 / 260 مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا تأتوا النساء في أعجازهن، فإن الله لا يستحي من الحق"وحسنه التِّرْمِذِيّ، وصححه ابن حبان، وله شاهد من حديث خزيمة بن ثابت"أخرجه الشافعي 2 / 360، والطحاوي 2 / 25 وسنده صحيح، وصححه ابن حبان (1299) ، وابن الملقن في "خلاصة البدر المنير"ووصفه الحافظ في "الفتح"8 / 142 بأنه من الاحاديث الصالحة الإسناد.
وأخرج الإمام أحمد برقم (6706) و (6967) من طريق عَمْرو بْن شعيب، عَن أَبِيهِ، عَنْ جده، أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: هي اللوطية الصغرى"يعني الرجل يأتي امرأته في دبرها وسنده حسن.
وأخرج الطبري 2 / 234، وأحمد (6968) ، والبيهقي 7 / 199 عن قتادة قال: حدثني عقبة بن وساج، عَن أبي الدرداء قال في إتيان المرأة في دبرها: وهل يفعل ذلك إلا كافر. وسنده صحيح.
وأخرج الإمام أحمد 1 / 297، والتِّرْمِذِيّ (2984) بسند حسن عن ابن عباس قال: جاء عُمَر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت فقال: وما الذي أهلكك؟ قال: حولت رحلي البارحة، قال: فلم يرد عليه شيئا، فأوحى الله إلى رسوله: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} أقبل وأدبر، وأتق الحيضة والدبر" (ش) .
(1) قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ": ثبت نهي المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أدبار النساء ولى فيه مصنف" (2 / 699) . قال بشار: وكتابه هذا ذكره تلميذه الصلاح الصفدي"الوافي": 2 / 164 و"نكت الهميان": 243) وابن شاكر الكتبي"فوات الوفيات": 2 / 183 و (عيون التواريخ، الورقة: 86) والزركشي (عقود الجمان، الورقة: 79) وابن تغري بردى (المنهل الصافي، الورقة: 70) وذكروا انه في جزءين.
(2) في "م": (النظرة) ولعله من سبق قلم ابن المندس.
(3) الرطل: بفتح الراء وكسرها كما في معجمات اللغة.(1/337)
وسمعت قوما ينكرون عَلَيْهِ كتاب"الخصائص"لعلي رضي الله عَنْهُ وتركه لتصنيف فضائل أَبِي بَكْر وعُمَر وعثمان رضي الله عنهم، ولم يكن فِي ذلك الوقت صنفها، فحكيت لَهُ ما سمعت، فَقَالَ: دخلنا إِلَى دمشق والمنحرف عَنْ علي بِهَا كثير، فصنفت كتاب"الخصائص"رجاء أن يهديهم الله. ثم صنف بعد ذلك فضائل أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وقرأها على الناس، وقيل لَهُ وأنا حاضر: ألا تخرج فضائل معاوية؟ فَقَالَ: أي شيء أخرج؟ ! "اللهم لا تشبع بطنه"! (1) وسكت وسكت السائل.
وَقَال أَبُو بَكْر بْن المأمون أيضا: سمعت أَبَا بَكْر (2) ابن الإمام الدمياطي يَقُول لأبي عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي: ولدت فِي سنة أربع عشرة يعني ومئتين ففي أي سنة ولدت يا أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ. يشبه أن يكون في سنة خمس عشرة ومئتين، لأن رحلتي الأولى إِلَى قتيبة كانت في سنة ثلاثين ومئتين، أقمت عنده سنة وشهرين.
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ: سمعت علي بْن عُمَر (3) يَقُول: كَانَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي أفقه مشايخ مصر فِي عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار، وأعلمهم بالرجال، فلما بلغ
__________
(1) أخرجه مسلم في "صحيحه" (2604) في البر والصلة: باب من لعنه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة، من طريق شُعْبَةُ، عَن أَبِي حَمْزَةَ الْقَصَّابِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فتواريت خلف باب، قال: فَجَاءَ فَحَطَأنِي حَطْأَةً، وَقَال اذْهَبْ: وادع لي معاوية، قال: فجئت، فقلت: هو يأكل، قال: ثم قال لي: اذهب فادع لي معاوية، قال فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: لاأشبع الله بطنه"، وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2746) من طريق هشام وأبي عوانة، عَن أبي حمزة القصاب، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعث إلى معاوية ليكتب له، فقال: إنه يأكل، ثم بعث إليه فقال: إنه يأكل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا أشبع الله بطنه"، وهو في "المسند"1 / 240، 291، 335، 338، من طريق شعبة وأبي عوانة، عَن أبي حمزة به، دون قوله: لاأشبع الله بطنه، وزاد في رواية، وكان
كاتبه (ش) .
(2) في حواشي النسخ من قول المؤلف: هو محمد بن جعفر بن محمد البغدادي نزيل دمياط.
(3) يعني الدارقطني.(1/338)
هذا المبلغ حسدوه فخرج إِلَى الرملة، فسئل عَنْ فضائل معاوية، فأمسك عَنْهُ، فضربوه فِي الجامع. فَقَالَ: أخرجوني إِلَى مكة، فأخرجوه إِلَى مكة وهو عليل، وتوفي بِهَا مقتولا شهيدا.
قال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: ومع ما جمع أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ من الفضائل رزق الشهادة فِي آخر عُمَره، فحدثني مُحَمَّد بْن إسحاق الأصبهاني، قال: سمعت مشايخنا بمصر يذكرون أن أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ فارق مصر فِي آخر عُمَره، وخرج إِلَى دمشق، فسئل بِهَا عَنْ معاوية بْن أَبي سفيان وما روي من فضائله، فَقَالَ: ألا يرضى معاوية رأسا برأس حَتَّى يفضل؟ ! فما زالوا يدفعون فِي حضنيه (1) حَتَّى أخرج من المسجد ثم حمل إِلَى مكة ومات بِهَا سنة ثلاث وثلاث مئة وهو مدفون بمكة.
قال الْحَافِظ أبو القاسم (2) : وهذه الحكاية لاتدل على سوء اعتقاد أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فِي معاوية بْن أَبي سفيان، وإنما تدل على الكف فِي (3) ذكره بكل حال.
ثم روى بإسناده عَن أَبِي الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد القابسي، قال: سمعت أَبَا علي الْحَسَن بْن أَبي هلال يَقُول: سئل أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي عَنْ معاوية بْن أَبي سفيان صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار، قال: فمن
__________
(1) في حواشي النسخ قول للمولف: يعني في جنبيه"قال بشار: وفي معجمات اللغة: ما دون الابط إلى الكشح. وفي"تذكرة الحفاظ"للذهبي (2 / 700) : خصييه. وفي الوافي للصفدي (6 / 417) : خصيتيه، وذكر المحقق أنها بغير إعجام في أصل المخطوط. في طبقات السبكي (3 / 16) وشذرات ابن العماد (2 / 240) : خصيتيه. والظاهر أن المحققين أبدلوها لانها وردت بغير إعجام كما أشاروا في التعليق. وَقَال ابن خلكان في "الوفياتآ 1 / 77: فما زالوا يدفعون في حضنه حتى أخرجوه من المسجد. وفي رواية أخرى: يدفعون في خصيبه وداسوه.
(2) يعني ابن عساكر حافظ الشام.
(3) في "د": عن.(1/339)
أراد معاوية فإنما أراد الصحابة (1) .
قال أَبُو سَعِيد بْن يونس: قدم مصر قديما وكتب بِهَا وكتب عَنْهُ، وكان إماما فِي الحديث ثقة ثبتا حافظا، وكان خروجه من مصر فِي ذي القعدة سنة اثنتين وثلاث مئة. توفي بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاث مئة. وكذا قال أَبُو جَعْفَر الطحاوي: إنه مات فِي صفر سنة ثلاث وثلاث مئة بفلسطين.
وقيل: إنه مات بالرملة (2) ودفن ببيت المقدس (2) .
49- خ د تم: أَحْمَد بن صَالِح المِصْرِي، أبو جعفر الحافظ
__________
(1) وَقَال الحافظ أبو يَعْلَى الخليلي في كتاب"الارشاد": حافظ متقن، أقام بمصر وعُمَر. رضيه الحفاظ، وكتابه يضاف إلى كتاب البخاري ومسلم وأبي داود..ونقم عليه كلامه في أحمد بن صالح..اتفقوا على حفظه واتقانه" (الورقة: 58) . وَقَال ابن طاهر المقدسي: سألت سَعِيد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه، فقلت: ضعفه النَّسَائي، فقال: يا بني إن لابي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم.
وَقَال الذهبي في ترجمة أحمد بن صالح المِصْرِي من الميزان (1 / 103) : آذى النَّسَائي نفسه بكلامه فيه.
وَقَال التاج السبكي: سمعت شيخنا أبا عَبد الله الذهبي الحافظ، وسألته: أيهما أحفظ: مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح، أو النَّسَائي؟ فقال: النَّسَائي. ثم ذكرت ذلك للشيخ الإمام الوالد تغمده الله برحمته، فوافق عليه، الطبقات: 3 / 16.
(2) قال تقي الدين الفاسي بعد أن أورده هذه الروايات: فيلخص من هذا أنه اختلف في وفاته وموضعها، فقيل: في صفر بفلسطين، قاله الطحاوي وابن يونس، وقيل في شعبان سنة ثلاث وثلاث مئة بمكة قاله الدارقطني"العقد الثمين": 3 / 46 ورجع الذهبي قول الطحاوي وابن يونس وصححه كما في تاريخ الاسلام (الورقة: 13 أحمد الثالث 2917 / 9) وتابعه في ذلك تلميذه الصلاح الصفدي في الوافي (6 / 417) .
(3) ذكر صاحب "الكمال" بعد ترجمة النَّسَائي ترجمة تخطاها المزي بسبب عدم وقوفه على من روى له من الستة، وهو:
أحمد بن شيبان الرملي، أبو عبد المؤمن. سمع سفيان بن عُيَيْنَة، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أَبي رواد، ومؤمل بن إِسماعيل، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي وغيرهم. روى عنه يوسف بن موسى المروزي. قال ابن أَبي حاتم: كتبنا عنه وهو صدوق. (الكمال: 1 / الورقة: 169) . وأورده ابن حجر في التهذيب وزاد عليه: وَقَال العقيلي في الضعفاء: لم يكن ممن يفهم الحديث وحدث بمناكير. وَقَال ابن حبان في الثقات: يخطئ. وَقَال صالح الطرابلسي: ثقة مأمون أخطأ في حديث واحد، انتهى. واسم جده الوليد بن حسان القيسي الراوي. ومن شيوخه محمد بن جعفر غندر. ومن الرواة عَنه: ابن خزيمة وابن الجارود ومحمد بن المنذر بن سَعِيد، وأبو العباس الاصم، وكانت وفاته سنة 275. (تهذيب: 1 / 39) . قال بشار: وذكره الذهبي في الميزان: (1 / 103) وَقَال فيه: صدوق.
قيل: كان يخطئ، فالصدوق يخطئ. ووثقه ابن حبان.(1/340)
المعروف بابن الطبري.
كَانَ أبوه من أهل طبرستان من الجند. وكان أَبُو جَعْفَر أحد الحفاظ المبرزين والأئمة المذكورين.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن الحجاج (1) من أصحاب عَبْد الرَّزَّاقِ، وأسد بْن مُوسَى المِصْرِي (د) ، وإسماعيل بْن أَبي أويس المدني (د) ، وحرمي بْن عمارة بْن أَبي حفصة البَصْرِيّ، وخالد بْن نزار الأيلي، وسفيان بْن عُيَيْنَة (د) ، وسلامة بْن روح الأيلي، وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن كيسان الصنعاني، وعبد اله بْن نَافِع الصائغ (د) ، وعبد الله بْن وهب (خ د تم) ، وعبد الرزاق بْن همام (د) ، وعبد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الذماري (د) ، وعفان بْن مسلم الصفار البَصْرِيّ، وعنبسة بْن خالد الأيلي (خ د) ، وأبي نعيم الفضل بْن دكين الكوفي، وقدامة بْن مُحَمَّد الخشرمي، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبي فديك (د) ، ويحيى بْن حسان التنيسي (د) ، ويحيى بْن مُحَمَّد الجاري (د) .
رَوَى عَنه: البخاري، وأَبُو داود، وإبراهيم بْن عَمْرو بْن ثور الزوفي (2) ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بْن رشدين بْن سعد، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نَافِع الطحان المِصْرِي، وإسماعيل بْن الْحَسَن الخفاف المِصْرِي، وإسماعيل بْن عَبد اللَّهِ الأصبهاني سمويه، وإسماعيل بْن مُحَمَّد بْن قيراط الدمشقي، وصالح بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ
__________
(1) في حواشي النسخ قول للمؤلف يصحح فيه لصاحب "الكمال" نصه: كان فيه: إبراهيم بن الحجاج السامي. وقوله السامي وهم.
(2) بفتح الزاي نسبة إلى زوف وهو بطن من مراد، وإبراهيم بن عَمْرو هذا من مواليهم فنسب إليهم، ذكره الذهبي في وفيات سنة 303 من تاريخ الاسلام، قال: إبراهيم بن عَمْرو بن ثور بن عِمْران المرادي مولاهم المِصْرِي، أبو إسحاق. سمع يَحْيَى بن بكير وأحمد بن صالح وغيرهما، وعنه ابن يونس ووثقه وَقَال: كان يخضب وعمي. توفي في شعبان" (الورقة: 14 أحمد الثالث 2917 / 9) . وراجع أنساب السمعاني: 6 / 346.(1/341)
المعروف بجزرة، والعباس بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس البَصْرِيّ، وعبد الله بْن أَبي داود السجستاني وهو آخر من حدث عَنْهُ، وعبد الله بْن عبدويه النسفي، وأَبُو زُرْعَة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَمْرو الدمشقي، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعُبَيد بْن رجال (1) المِصْرِي، وعثمان بْن سَعِيد الدارمي، وعلي بْن الحسين بْن الجنيد الرازي، وعُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن عِمْران بْن أيوب بْن مقلاص الخزاعي المِصْرِي، وعُمَر بْن أَبي عُمَر العبدي البلخي، وعَمْرو بْن مُحَمَّد بْن بُكَيْر الناقد وهو من أقرانه، وأَبُو إِسْمَاعِيل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير الهمداني وهو من أقرانه، وأَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى وهو من أقرانه، ومحمد بْن مسلم بْن وارة الرازي، ومحمد بْن هارون بْن حسان البرقي، وأَبُو الأَحوص مُحَمَّد بْن الهيثم بْن حَمَّاد قاضي عكبرا، ومحمد بْن يحيى الذهلي، ومحمود بْن إِبْرَاهِيم بْن سميع الدمشقي، ومحمود بْن غيلان المروزي وهو من أقرانه، وموسى بْن سهل الرملي (د) ، ويعقوب بْن سفيان الفارسي، ويوسف بْن مُوسَى المروذي (2) .
وسمع منه النَّسَائي ولم يحدث عَنْهُ.
قال علي بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن المغيرة عَنْ مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير: سمعت أَبَا نعيم الفضل بْن دكين يَقُول: ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى يريد أَحْمَد بْن صَالِح.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: سمعت أَحْمَد بْن عاصم الأقرع بمصر
__________
(1) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" بكسر الراء المهملة مخففا (ص: 309) .
وَقَال ابن ناصر الدين في توضيحه: هو عُبَيد بن محمد بن موسى أبو القاسم المؤذن البزاز، ورجال لقب ابيه محمد. وفي كتاب الالقاب
لابي بكر الشيرازي أن رجالا لقب عُبَيد. توفي عُبَيد سنة أربع وثمانين ومئتين" (2 / الورقة: 24 من نسخة الظاهرية) .
(2) نسبة إلى مرو الروذ ضبطها الذهبي في "المشتبه"ضبط القلم (ص: 584) وَقَال ابن ناصر الدين: بفتح الميم وضم الراء المشددة وسكون الواو تليها ذال معجمة مكسورة نسبة إلى مرود الروذ وهي بلدة بجنب مرو الشاهجان. (3 / الورقة: 28) .(1/342)
يَقُول: سمعت أَبَا زرعة الدمشقي يَقُول: قدمت العراق فسألني أَحْمَد بْن حنبل: من خلفت بمصر؟ قلت: أَحْمَد بْن صَالِح. فسر بذكره، وذكر خيرا، ودعا الله لَهُ.
وَقَال أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حمدون بْن خالد النَّيْسَابُورِيّ: سمعت أَبَا الْحَسَن علي بْن محمود الهروي يَقُول: قلت لأحمد بْن حنبل: من أعرف الناس بأحاديث ابْن شهاب، قال: أَحْمَد بْن صَالِح المِصْرِي، ومحمد بْن يحيى النَّيْسَابُورِيّ.
وَقَال أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ عَبد اللَّهِ بْن إسحاق النهاوندي الْحَافِظ: سمعت يَعْقُوب بْن سفيان يَقُول: كتبت عَنْ ألف شيخ وكسر كلهم ثقات ما أحد منهم أتخذه عند الله حجة إلا رجلين: أَحْمَد بْن صَالِح بمصر، وأَحْمَد بْن حنبل بالعراق (1) .
وقَال البُخارِيُّ: أَحْمَد بْن صَالِح ثقة صدوق ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة، كَانَ أَحْمَد بْن حنبل وعلي وابن نمير وغيرهم يثبتون أَحْمَد بْن صَالِح، كَانَ يحيى يَقُول: سلوا أَحْمَد فإنه أثبت.
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَالِح خلف بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، قال: سمعت صَالِح بْن مُحَمَّد بْن حبيب يَقُول: قال أَحْمَد بْن صَالِح المِصْرِي: كَانَ عند ابن هب مئة ألف حديث كتبت عَنْهُ خمسين ألف حديث، قال: ولم يكن بمصر أحد يحسن الحديث ولا يحفظ غير أَحْمَد بْن صَالِح، كَانَ يعقل الحديث ويحسن أن يأخذ، وكان رجلا جامعا يعرف الفقه والحديث والنحو ويتكلم فِي حديث الثوري وشعبة وأهل العراق، وكان قدم العراق وكتب عَنْ عفان وهولاء، وكان يذاكر بحديث الزُّهْرِيّ ويحفظه.
__________
(1) لم يرد هذا النص في المطبوع من (تاريخ) يعقوب، لكن محققه الفاضل وضعه في مستدركه نقلا من ميزان الذهبي (انظر تاريخ يعقوب المعروف بالمعرفة والتاريخ: 3 / 368) .(1/343)
قال: وَقَال أَحْمَد: كتبت عَنِ ابن زبالة (1) مئة ألف حديث ثم تبين لي أنه كَانَ يضع الحديث، فتركت حديثه، قال: وكان أَحْمَد بْن صَالِح يثني على أَبِي الطاهر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن السرح ويقع فِي حرملة، ويونس بْن عبد الاعلى.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: سمعت مُحَمَّد بْن مُوسَى الحضرمي يعرف بأخي أَبِي عجيبة بمصر يَقُول: سمعت بعض مشايخنا يَقُول: قال أَحْمَد بْن صَالِح: صنف ابن وهب مئة ألف وعشرين ألف حديث، فعند بعض الناس منها الكل يعني حرملة وعند بعض الناس منها النصف يعني نفسه.
وَقَال علي بْن الحسين بْن الجنيد الرازي: سمعت مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير يَقُول: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح، وإذا جاوزت الفرات، فليس أحد مثله.
وَقَال أَبُو الْعَبَّاس بْن عقدة: حدثني عَبد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْن قتيبة،
قال: سمعت ابْن نمير وذكر أَحْمَد بْن صَالِح، فَقَالَ: هو واحد الناس فِي علم الحجاز والمغرب، فهم، وجعل يعظمه، وحَدَّثَنَا عنه بغير شئ.
وَقَال أَبُو الفضل يَعْقُوب بْن إسحاق بْن محمود الفقيه الهروي: سمعت أَحْمَد بْن سَلَمَة النَّيْسَابُورِيّ يحكي عن أحمد بْن مسلم بْن وارة، قال: أَحْمَد بْن صَالِح بمصر وأَحْمَد بْن حنبل ببغداد وابن نمير بالكوفة والنفيلي بحران هؤلاء أركان الدين.
وَقَال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي: أَحْمَد بْن صَالِح مصري ثقة صاحب سنة.
__________
(1) في حواشي النسخ من قول المؤلف: هو مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زبالة.
قلت: سيأتي في هذا الكتاب.(1/344)
وَقَال أَبُو حَاتِم: ثقة، كتبت عَنْهُ بمصر وبدمشق وبأنطاكية.
وَقَال أَبُو زُرْعَة الدمشقي: ذاكرت أَحْمَد بْن صَالِح مقدمه دمشق سنة سبع عشرة ومئتين..فذكر حديثا.
وَقَال أَبُو عُبَيد مُحَمَّد بْن علي الآجري: سمعت أَبَا داود يَقُول: كتب أَحْمَد بْن صَالِح عَنْ سلامة بْن روح وكان لا يحدث عَنْهُ، وكتب عَنِ ابْن زبالة خمسين ألف حديث وكان لا يحدث عَنْهُ. وحدث أَحْمَد بْن صَالِح ولم يبلغ الأربعين، وكتب عَبَّاس العنبري عَنْ رجل عَنْهُ، وَقَال: كَانَ أَحْمَد بْن صَالِح يقوم كل لحن فِي الحديث.
وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عبد الرحمن سهل بْن مخلد الغزال: أَحْمَد بْن صَالِح، طبري الأصل، كَانَ من حفاظ الحديث، واعيا، رأسا فِي علم الحديث وعلله، وكان يصلي بالشافعي، ولم يكن فِي أصحاب ابْن وهب أحد أعلم منه بالآثار.
وَقَال أَبُو سَعِيد بْن يونس: أَحْمَد بْن صَالِح، كَانَ صَالِح جنديا من أهل طبرستان من العجم. ولد أَحْمَد بمصر، وكان حافظا للحديث.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي يوما أَحْمَد بْن صَالِح، فرماه وأساء الثناء عَلَيْهِ، وَقَال: حَدَّثَنَا معاوية بْن صَالِح، قال: سمعت يحيى بْن مَعِين يَقُول: أَحْمَد بْن صَالِح كذاب يتفلسف. قال أَبُو سَعِيد: ولم يكن عندنا بحمدالله كما قال النَّسَائي، ولم يكن لَهُ آفة غير الكبر.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: سمعت عبدان الأهوازي يَقُول: سمعت أَبَا داود السجستاني يَقُول: أَحْمَد بْن صَالِح ليس هو كما يتوهمون يعني ليس بذاك فِي الجلالة.
قال أَبُو أَحْمَد: وسمعت الْقَاسِم بْن عَبد اللَّهِ بْن مهدي يَقُول:(1/345)
كَانَ أَحْمَد بْن صَالِح يستعير مني كل جمعة الحمار، فيركبه إِلَى صلاة الجمعة، وكنت جالسا عند حرملة فِي الجامع، فجاز أَحْمَد بْن صَالِح على باب الجامع، فنظر إلينا وإلى حرملة ولم يسلم، فَقَالَ حرملة: انظروا إِلَى هذا، بالأمس يحمل دواتي يعني المحبرة واليوم يمر بي فلا يسلم.
وَقَال أيضا: سمعت مُحَمَّد بْن سعد السعدي يَقُول: سمعت أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي يَقُول: سمعت معاوية بْن صَالِح، قال: سألت يحيى بْن مَعِين عَنْ أَحْمَد بْن صَالِح، فَقَالَ: رأيته كذابا يخطر فِي جامع مصر.
وَقَال عبد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النَّسَائي عَن أَبِيهِ: أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن صَالِح، مصري ليس بثقة ولا مأمون، تركه مُحَمَّد بْن يحيى، ورماه يحيى بْن مَعِين بالكذب، حَدَّثَنَا معاوية بْن صَالِح عَنْ يحيى بْن مَعِين، قال: أَحْمَد بْن صَالِح كذاب يتفلسف.
قال ابْن عدي: وكان النَّسَائي سئ الرأي فيه، وينكر عَلَيْهِ أحاديث منها: عَنِ ابْنِ وهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَن أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرة، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: الدِّينُ النَّصِيحَةُ" (1) . قال ابْن عَدِيّ: وأَحْمَد بْن صَالِح من حفاظ الحديث وخاصة لحديث الحجاز، ومن المشهورين بمعرفته، وحدث عَنْهُ البخاري، مع شدة استقصائه، ومحمد بْن يحيى واعتمادهما عَلَيْهِ فِي كثير من حديث الحجاز وعلى معرفته، وحدث عَنْهُ من حدث من الثقات واعتمدوه حفظاً وإتقاناً،
__________
(1) أخرجه أحمد 2 / 297، والتِّرْمِذِيّ (1926) في البر والصلة: باب ما جاء في النصيحة، من طريق ابن عَجْلانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَن أبي صالح، عَن أبي هُرَيْرة قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة، ثلاث مرات"قالوا: يا رسول الله لمن؟ قال: لله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم"وَقَال الترمقدي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه النَّسَائي 7 / 156 في البيعة: باب النصيحة للامام، من طريق إسماعيل بن جعفر، عن ابن عَجْلانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، وعن سمي، وعن عُبَيد اللَّهِ بْنَ مِقْسَمٍ، عَن أبي صالح، عَن أبي هُرَيْرة.(1/346)
وكلام ابْن مَعِين فيه تحامل (1) ، وأما سوء ثناء النَّسَائي عَلَيْهِ، فسمعت مُحَمَّد بْن هارون بْن حسان البرقي يَقُول: هذا الخراساني يتكلم فِي أَحْمَد بْن صَالِح، وحضرت مجلس أَحْمَد بْن صَالِح، وطرده من مجلسه، فحمله ذلك على أن يتكلم فيه.
قال: وهذا أَحْمَد بْن حنبل قد أثنى عَلَيْهِ فالقول ما قاله أَحْمَد لا ما قاله غيره، وحديث"الدين النصيحة"الذي أنكره النَّسَائي عليه قد
__________
وفي الباب عن تميم الداري أخرجه مسلم (55) في الايمان: باب بيان أن الدين النصيحة، والنَّسَائي 7 / 156، 157، وأحمد 4 / 102 ثلاثتهم من طريق سفيان، عن سهيل بْن أَبي صالح، عَنْ عَطَاء بْن يَزِيد، عَنْ تميم الداري..
وعن ابن عُمَر عند الدارمي 2 / 311، من طريق جعفر بن عون، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زيد بن أسلم ونافع، عن ابن عُمَر..وإسناده قوي (ش) .
(1) قد كثر القول في تجريح النَّسَائي لأحمد بن صالح المِصْرِي ورده الفضلاء ولم يقبلوه في الجملة. وبقي بعد ذلك الكلام المنسوب إلى الإمام يحيى بن مَعِين فيه، وقد ادعى الحافظ ابن حبان البستي ان ابن مَعِين لم يتكلم في أحمد بن صالح المِصْرِي بل في شخص آخر كان بمكة يقال له: أحمد بن صالح الشمومي، قال ابن حبان في "الثقات": كان أحمد بن صالح في الحديث وحفظه ومعرفة التاريخ، وأنساب المحدثين عند أهل مصر، كأحمد بن حنبل عند أصحابنا بالعراق، ولكنه كان صلفا تياها لا يكاد يعرف أقدار من يختلف إليه، وكان يحسد على ذلك. والذي روى معاوية بن صالح عن يحيي بن مَعِين إن أحمد بن صالح كذاب، فإن ذلك أحمد بن صالح الشمومي شيخ كان بمكة يضع الحديث سأل معاوية يحيى عنه، فأما هذا، فهو يقارن ابن مَعِين في الحفظ والاتقان، وكان أحفظ لحديث مصر والحجاز من يحيى بن مَعِين". وأورد مغلطاي هذه القالة في إكماله، ونقلها ابن حجر في "التهذيب"وصدرها التاج السبكي بعبارة"وقد ذكر أن الذي ذكره فيه ابن مَعِين.." (الطبقات 2 / 8) ونقلها أيضا التي الفاسي في "العقد الثمين"في ترجمة أحمد بن صالح الشمومي (3 / 48) ولكن الذهبي ثبت كلام ابن مَعِين في "الميزان" (1 / 104) ويبدو ان ابن عدي جزم بصحة ما نقل عن ابن مَعِين في حق أحمد بن صالح المِصْرِي لقوله: وكلام ابن مَعِين فيه تحامل"، ولو كان ابن عدي والذهبي وأضرابهما قد شكوا في صحة نسبة هذا القول لابن مَعِين لذكروه وفندوه، بل قال الذهبي في "ديوان الضعفاء"إن ابن مَعِين تكلم فيه.
ومهما يكن من أمر، فإن المتفق عليه بين جهابذة الفن انه ثقة إمام، فان الحافظ الخليلي: ثقة حافظ أخرجه البخاري، وكتب عنه محمد بن يحيى الذهلي وأبو زُرْعَة وأبو حاتم وتكلم فيه أبو عبد الرحمن النَّسَائي، واتفق الحفاظ على أن كلامه فيه تحامل ولا يقدح أمثاله فيه" (الارشاد، الورقة: 55 من انتخاب السلفي) . وَقَال ابن حبان في (الثقات) : وكان بين محمد بن يحيى وبينه معارضة لتصلفه عليه وكذلك أبو زُرْعَة الرازي دخل عليه مسلما فلم يحدثه فوقع بينهما ما يقع بين الناس وأن من صحت عدالته وكثرت عنايته بالسنن والاخبار والتفقه فيها فالبحري ان لا يجرح لصلفه أوتيهه". وقد نقلنا في ترجمة النَّسَائي قول الإمام الذهبي: ان النَّسَائي قد آذى نفسه في الكلام في أحمد بن صالح المِصْرِي. وقد فصل الذهبي ومغلطاي وغيرهما في هذا الامر فراجعه إن احتجت لذلك.(1/347)
رواه عَنِ ابْن وهب يونس بن عبد الاعلى، وقد رواه عَنْ مَالِك مُحَمَّد بْن خالد بْن عثمة وغيره. وأحمد بن صالح بن أجلة الناس وذلك أني رأيت جمع أَبِي مُوسَى الزمن فِي عامة ما جمع من حديث الزُّهْرِيّ يَقُول: كتب إلي أَحْمَد بْن صَالِح، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَر عَنِ الزُّهْرِيّ.
قال ابْن عَدِيّ: ولولا أني شرطت فِي كتابي هذا أن أذكر فيه كل من تكلم فيه متكلم، لكنت أجل أَحْمَد بْن صَالِح أن أذكره.
وَقَال أَبُو عَمْرو عثمان بْن سَعِيد بْن عثمان الداني الْمُقْرِئ عَنْ مسلمة بْن الْقَاسِم الأندلسي: الناس مجمعون على ثقة أَحْمَد بْن صَالِح لعلمه وخيره وفضله، وأن أَحْمَد بْن حنبل وغيره كتبوا عَنْهُ ووثقوه. وكان سبب تضعيف النَّسَائي لَهُ أن أَحْمَد بْن صَالِح رحمه الله كَانَ لا يحدث أحدا حَتَّى يشهد عنده رجلان من المسلمين أنه من أهل الخير والعدالة، وكان يحدثه ويبذل لَهُ علمه، وكان يذهب فِي ذلك مذهب زائدة بْن قدامة، فأتى النَّسَائي ليسمع منه، فدخل بلا إذن، ولم يأته برجلين يشهدان لَهُ بالعدالة، فلما رآه فِي مجلسه أنكره، وأمر بإخراجه، فضعفه النَّسَائي لهذا.
وَقَال أَبُو بَكْر الْخَطِيب: احتج سائر الأئمة بحديث أَحْمَد بْن صَالِح سوى أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي، فإنه ترك الرواية عَنْهُ، وكان يطلق لسانه فيه، وليس الأمر على ما ذكر النَّسَائي. ويُقال: كَانَ آفة أَحْمَد بْن صَالِح الكبر، وشراسة الخلق، ونال النَّسَائي منه جفاء فِي مجلسه، فذلك السبب الذي أفسد الحال بينهما.
وَقَال (1) عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سيار: سمعت بندارا يَقُول: كتب إلي أَحْمَد بْن صَالِح بخمسين ألف حديث أي إجازة وسألته أن يجيز
__________
(1) ونقل المزي هذه الحكاية عن الخطيب أيضا: 4 / 201.(1/348)
لي، أو يكتب إلي بحديث مخرمة بْن بُكَيْر، فلم يكن عنده من المروءة ما يكتب بذاك إلي.
قال الْخَطِيب: نرى أن هذا الذي قاله (1) بندار فِي أَحْمَد بْن صَالِح فِي تركه مكاتبته مع مسألته إياه ذلك إنما حمله عَلَيْهِ سوء الخلق.
ولقد بلغني أنه كَانَ لا يحدث إلا ذا لحية، ولا يترك أمرد يحضر مجلسه، فلما حمل أَبُو داود السجستاني ابنه إليه ليسمع منه وكان إذ ذاك أمرد أنكر أَحْمَد بْن صَالِح على أَبِي داود إحضاره ابنه المجلس، فَقَالَ لَهُ أَبُو داود: هو (2) وإن كَانَ أمرد أحفظ من أصحاب اللحى فامتحنه بما أردت، فسأله عَنْ أشياء أجابه ابْن أَبي داود عَنْ جميعها، فحدثه حينئذ ولم يحدث أمرد غيره.
قال: وكان أحد حفاظ الأثر، عالما بعلل الحديث، بصيرا باختلافه، ورد (3) بغداد قديما، وجالس بِهَا الحفاظ، وجرى بينه وبين أَبِي عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل مذاكرات، وكان أَبُو عَبْد اللَّهِ يذكره ويثني عَلَيْهِ، وقيل: إن كل واحد منهما كتب عَنْ صاحبه فِي المذاكرة حديثا، ثم رجع أَحْمَد إِلَى مصر، فأقام بِهَا، وانتشر عند أهلها علمه، وحدث عَنْهُ الأئمة منهم: مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل البخاري، وذكر آخرين، ثم قال: ومن الشيوخ المتقدمين مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير ومحمود بْن غيلان وغيرهما (4) .
أَخْبَرَنَا (5) أَبُو الْحَسَنِ علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد المقدسي،
__________
(1) في تاريخ الخطيب: وأري هذا الحديث قاله ...
(2) في تاريخ الخطيب: وهو.
(3) في تاريخ الخطيب: وورد.
(4) هذا هو آخر الجزء الثالث من الاصل. وقد أشار ابن المهندس إلى مقابلة نسخته بالاصل. وجاءت في نسخة التبريزي طبقة سماع على المؤلف مؤرخة في يوم الخميس العاشر من صفر سنة 742 أي قبل وفاة المؤلف بيومين.
(5) هذه بداية الجزء الرابع، ومن هذا الموضع وإلى نهاية الجزء العاشر من الاصل سيكون اعتمادنا على(1/349)
أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْص عُمَر بْن محمد بن معمر بن طَبَرْزَذَ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد ابن الْمُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود سُلَيْمان بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ المِصْرِي، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، قال: سَأَلْتُ أَبَا الزِّنَادِ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلاحُهُ (1) ومَا يُذْكَرُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبي حَثْمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قال: كَانَ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ الثِّمَارَ فَإِذَا جَدَّ النَّاسُ، وحَضَرَ تَقَاضِيهِمْ قال أَبُو جَعْفَرٍ: أَظُنُّهُ يُقَاضِيهِمْ قال الْمُبْتَاعُ: إِنَّهُ أَصَابَ الثِّمَارَ الدَّمَانُ وأَصَابَهُ قُشَامٌ، وأَصَابَهُ مُرَاضٌ، عَاهَاتٌ يَحْتَجُّونَ بِهَا، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَإِمَّا لا [فَلا] يَتَبَايَعُوا الثِّمَارَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا، كالمشورة يشير بِهَا لكثرة خصومتهم. قال أَبُو بَكْر: إني شاك لا أدري سمعت هذه الكلمة من قول أَحْمَد وهو فِي كتابي مجاز عَلَيْهِ. قال أَبُو جَعْفَر: والصواب: الدمان (2) .
__________
نسخة المؤلف التي بخط وهي النسخة المحفوظة في مكتبة فيض الله أفندي برقم 1427 وهذه المكتبة ملحقة الآن في مكتبة (ملة) باستانبول، والحمد لله على مننه. وقد حذفت البسملة من أول الجزء كما حذفت صيغة نهاية الجزء على الخطة التي ذكرتها في المقدمة.
(1) في الحديث الذي رواه الإمام مسلم برقم 1534: فقيل لابن عُمَر: ما صلاحه؟ قال: تذهب عاهته.
(2) قال مجد الدين ابن الاثير في (الدمان) من"النهاية": هو بالفتح وتخفيف الميم: فساد الثمر وعفنه قبل إدراكه حتى يسود، من الدمن وهو السرقين. ويُقال: إذا طلعت النخلة عن عفن وسواد قيل: أصابها الدمان.
ويُقال: الدمال باللام أيضا بمعناه، هكذا قيده الجوهري وغيره بالفتح.
والذي جاء في غريب الخطابي بالضم، وكأنه أشبه، لان ما كان من الادواء والعاهات فهو بالضم، كالسعال والنحاز والزكام. وقد جاء في الحديث: القشام والمراض وهما من آفات الثمرة، ولا خلاف في ضمهما.
وقيل: هما لغتان. قال الخطابي: ويروى الدمار بالراء ولا معنى له" (2 / 135) .
وَقَال ابن منظور في (دمن) من"اللسان": الدمن والدمان"عن النخلة وسوادها.
وقِيلَ: هو أن ينسغ النخل عن عفن وسواد. الأَصْمَعِيّ: إذا أنسغت النخلة عن عفن وسواد قيل: قد أصابه الدمان، بالفتح. وَقَال ابن الزناد: هو الادمان"وقد نقل ابن منظور بعد ذلك جميع ما ذكره ابن الاثير وترجيحه للضم.(1/350)
رواه أَبُو داود (1) عن أَحْمَد بْن صَالِح نحوه فوقع لنا موافقة لَهُ عالية.
قال أَبُو زُرْعَة الدمشقي: قال أَحْمَد بْن صَالِح: حدثت أَحْمَد بْن حنبل بحديث زَيْد بْن ثَابِت فِي بيع الثمار فأعجبه واستزادني مثله، فقلت: ومن أين مثله؟
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الْكُنْدِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزَّاز، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمان بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، قال: سَمِعْتُ عَبد اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ (2) بْنَ زَنْجَوَيْهِ يَقُولُ: قَدِمْتُ مِصْرَ، فَأَتَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ، فَسَأَلَنِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ بَغْدَادَ. قال: أين منزلك من منزل أَحْمَد بْن حنبل؟ قلت: أنا من أصحابه. قال: تكتب لي موضع منزلك، فإني أريد أوافي العراق حَتَّى تجمع بيني وبين أَحْمَد بْن حنبل. فكتبت لَهُ، فوافى أَحْمَد بْن صَالِح سنة اثنتي عشرة إِلَى عفان فسأل عني، فلقيني، فَقَالَ: الموعد الذي بيني وبينك، فذهبت به إلى
__________
(1) رقم (3372) في البيوع والاجارات: باب في بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، وسنده قوي، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4 / 28، والبيهقي 5 / 301، 302 من طريق يونس بْن يَزِيد، عَن أَبِي الزناد..وعلقه البخاري في "صحيحه 4 / 329 في البيوع: باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، فقال: وَقَال اللَّيْثُ عَن أَبِي الزِّنَادِ: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبي حَثْمَةَ الأَنْصارِيّ..وفي آخره: وأخبرني (القائل هو أبو الزناد) خارجة بن زيد بن ثابت أن زيد بن ثابت لم يكن يبيع ثمار أرضه حتى تطلع الثريا، فيتبين الاصفر من الاحمر. وقد علق الحافظ على قوله: حتى تطلع الثريا، فقال: أي مع الفجر، وقد روى أبو داود من طريق عطاء، عَن أبي هُرَيْرة مرفوعا قال: إذا طلع النجم صباحا رفعت العاهة عن كل بلد. وفي رواية أبي حنيفة عن عطاء: رفعت العاهة عن الثمار. والنجم: هو الثريا، وطلوعها صباحا يقع في أول فصل الصيف، وذلك عند اشتداد الحر في بلاد الحجاز وابتداء نضج الثمار، فالمعتبر في الحقيقة النضج، وطلوع النجم علامة له، وقد بينه في الحديث بقوله: ويتبين الاصفر من الاحمر. قلت: وعزو الحافظ حديث أبي هُرَيْرة إلى أبي داود سبق قلم منه رحمه الله، فانه لم يخرجه، وإنما هو في "المسند"2 / 341 و388 (ش) .
(2) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف: هو محمد بن عَبد المَلِك الغزال. قال بشار: سيأتي ذكره في موضعه من الكتاب، وتوفي سنة (258) .(1/351)
أَحْمَد بْن حنبل واستأذنت لَهُ، فقلت: أَحْمَد بْن صَالِح بالباب، فأذن لَهُ، فقام إليه، ورحب به، وقربه، وَقَال لَهُ: بلغني أنك جمعت حديث الزُّهْرِيّ، فتعال حَتَّى نذكر ما روى الزُّهْرِيّ عَنْ أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فجعلا يتذاكران، ولا يغرب أحدهما على الآخر حَتَّى فرغا.
قال: وما رأيت أحسن من مذاكرتهما. ثم قال أَحْمَد بْن حنبل لأحمد بْن صَالِح: تعال حَتَّى نذكر ما روى الزُّهْرِيّ عَنْ أولاد أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فجعلا يتذاكران، ولا يغرب أحدهما على الآخر إِلَى أن قال أَحْمَد بْن حنبل لأحمد بْن صَالِح: عند الزُّهْرِيّ عَنْ مُحَمَّد بن جبيربن مطعم، عَن أَبِيهِ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ما يسرني أن لي حمر النعم وأن لي حلف المطيبين" (1) فَقَالَ أَحْمَد بْن صَالِح لأحمد بْن حنبل: أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا؟ ! فجعل أَحْمَد بْن حنبل يتبسم ويقول: رواه عَنِ الزُّهْرِيّ رجل مقبول أو صَالِح: عَبْد
__________
(1) أخرجه أحمد 1 / 190 من طريق بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْن جبير بْن مطعم، عَن أَبِيهِ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: شَهِدْتُ حِلْفَ الْمُطَيِّبِينَ مَعَ عُمُومَتِي، وأَنَا غُلامٌ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ وأَنِّي أَنْكُثُهُ"قال الزُّهْرِيّ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمْ يُصِبِ الإِسْلامُ حِلْفًا إِلا زَادَهُ شِدَّةً، ولا حِلْفَ فِي الإِسْلامِ وقَدْ أَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ قُرَيْشٍ والأنصار"وأورده الهيثمي في "المجمع"8 / 172، وَقَال: رواه أحمد وأبو يَعْلَى والبزار، ورجال حديث عبد الرحمن بن عوف رجال الصحيح، وكذلك مرسل الزُّهْرِيّ، ونقله الحافظ ابن كثير في "البداية.
2 / 290، 291 عن البيهقي بإسناده إلى إسماعيل بن علية، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جبير بْن مطعم عَن أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ونقل ابن كثير عن البيهقي قوله: وزعم بعض أهل السير أنه أراد حلف الفضول، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدرك حلف المطيبين، قلت: (القائل ابن كثير) هذا لاشك فيه، وذلك أن قريشا تخالفوا بعد موت قصي، وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابنه عبد الدار من السقاية والرفادة واللواء والندوة والحجابة، ونازعهم فيه بنو عبد مناف، وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش، وتحالفوا على النصرة لحزبهم، فأحضر أصحاب بني عبد مناف جفتة فيها طيب، فوضعوا أيديهم فيها وتحالفوا، فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت، فسموا المطيبين..
وكان هذا قديما، ولكن المراد بهذا الحلف حلف الفضول، وكان في دار عَبد الله بن جدعان كما رواه الحميدي عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن عَبد الله، عن محمد وعبد الرحمن ابني أبي بكر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد شهدت في دار عَبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الاسلام لاجبت، تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها، وألا يغز ظالم مظلوما". قالوا: وكان حلف الفضول قبل المبعث بعشرين سنة، في شهر ذي القعدة، وكان بعد حرب الفجار بأربعة أشهر. ومرسل الزُّهْرِيّ ورد معناه في غير ما حديث موصول ومرسل، انظر المسند 4 / 83 و5 / 61. (ش) .(1/352)
الرحمان بن إسحاق. فقال: ما رواه عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَاه رجلان ثقتان: إسماعيل بن علية وبشر بْن الْمُفَضَّل. فَقَالَ أَحْمَد بْن صَالِح لأحمد بْن حنبل: سألتك بالله إلا أمليته علي. فَقَالَ أَحْمَد: من الكتاب.
فقام فدخل، وأخرج الكتاب وأملى عَلَيْهِ. فَقَالَ أَحْمَد بْن صَالِح لأحمد بْن حنبل: لو لم أستفد بالعراق إلا هذا الحديث كَانَ كثيرا! ثم ودعه وخرج.
أَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا الْمَشَايِخُ الأَرْبَعَةُ: الإِمَامُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن أَبي عُمَر مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ، وأَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيَّانِ، وأَبُو الْغَنَائِمِ الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْلِمِ بْنِ عَلانَ الْقَيْسِيُّ، وأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن شيبان بْن تغلب الشَّيْبَانِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ الرُّصَافِيُّ، أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بن علي بن محمد ابن الْمُذْهِب التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ القَطِيعِيّ، حَدَّثَنَا عَبد الله بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثني أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَن أَبِيهِ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: شَهِدْتُ غُلامًا مَعَ عُمُومَتِي حَلِفَ الْمُطَيِّبِينَ فَمَا أُحِبُّ أنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وأَنِّي أَنْكُثُهُ.
وبِهِ حَدَّثَنِي (1) أَبِي، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْن جبير بْن مطعم، عَن أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قال: شَهِدْتُ حِلْفَ الْمُطَيِّبِينَ مَعَ عُمُومَتِي وأَنَا غُلامٌ، فَمَا أُحِبُّ أنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ وأَنِّي
__________
(1) الحديث هنا لعَبد الله بن أحمد بن حنبل.(1/353)
أَنْكُثُهُ". قال الزُّهْرِيّ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمْ يُصِبِ الإِسْلامُ حِلْفًا إِلا زَادَهُ شِدَّةً ولا حِلْفَ فِي الإِسْلامِ". وقَدْ أَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ قُرَيْشٍ والأَنْصَارِ.
قال أَبُو سَعِيد بْن يونس: ولد بمصر سنة سبعين ومئة.
وَقَال هو والبخاري وأَحْمَد بْن محمد بن الحجاج بن رشيدين، وأَبُو سُلَيْمان بْن زبر، وغير واحد: توفي فِي ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومئتين.
وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ فِي (الشمائل) (1) .
__________
(1) ومما يستدرك للتمييز:
8- أحمد بن صالح الشمومي المِصْرِي نزيل مكة.
ويُقال فيه: الشموني بتشديد الميم وبعدها الواو والنون ولم يذكر السمعاني كلتا النسبتين في "الانساب"ولا استدركها عليه ابن الاثير في "اللباب". وذكر السمعاني: (الاشموسي) وهو وهم منه للاشموني، نسبة إلى (أشمون) المدينة المشهورة من صعيد مصر الاعلى والتي يقول فيها المِصْرِيون: الاشمونين (أنساب السمعاني: 1 / 217 ومعجم ياقوت: 1 / 283) . وذكر ياقوت بمصر: (أشموم) بضم الميم وسكون الواو اسم لبلدتين. ولما كان هذا الرجل مصري الاصل، فقد يكون من إحدي هذه المدن وسهلت نسبته كما سهلت النسبة إلى (أسيوط) فقيل: السيوطي، فالنسبة إلى أشموم: أشمومي وشمومي، وإلى أشمون: اشموني وشموني. يروي عَن أبي صالح كاتب الليث، وعبد الله بن نافع صاحب مالك، ويحيى بن هاشم. رَوَى عَنه: محمد بن إبراهيم بن مقاتل وإسحاق بن أحمد الخزاعي. قال ابن حبان: يأتي عن الاثبات بالمعضلات. وَقَال: ولم يكن أصحاب الحديث يكتبون عنه وإنما يوجد حديثه عند من كان يكتب عنه بمكة من الرحالة. وأخرج أبو نعيم في "الحلية"من طريقه حديثًا وَقَال: غريب لم نكتبه إلا من حديث الشمومي والحمل فيه عليه. وتناوله الذهبي في "الميزان": 1 / 105 نقلا عن"الضعفاء"لابن حبان، وابن حجر في "لسانه": 1 / 186 وذكر ترجمته المستدركة في "تهذيب التهذيب": 1 / 43 42 وترجم له التقي الفاسي في "العقد الثمين": 3 / 49 47 وذكر هو وابن حجر أن من موضوعاته ما رواه أبو نعيم في "الحلية""تققدوا نعالكم عند أبواب المساجد.
ومما يستدرك للتمييز أيضا:
9- أحمد بن صالح المكي الطحان السواق.
سمع بدمشق سُلَيْمان بن عبد الرحمن، وبغيرها مؤمل بن إسماعيل، ونعيم بن حماد، وموسى بن معاذ. رَوَى عَنه: الحسن بن الليث المروزي، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر، وأبو محمد يحيى بن صاعد وغيرهم.
قال ابن أَبي حاتم الرازي: سئل أبو زُرْعَة عنه، فقال: هو صدوق ولكن يحدث عن المجهولين، ويحدث عن الضعفاء"وَقَال: روى عن المؤمل بن إسماعيل عن الثوري أحاديث منكرات في الفتن تدل على(1/354)
50- س: أَحْمَد بن صَالِح الْبَغْدَادِيّ.
عن يحيى بْن مُحَمَّد (س) ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَن أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرة حَدِيثُ: "نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ ثُمَّ يُغْتَسَلَ منه". وعنه النَّسَائي. هكذا وقع في "المجتنى" (1) من رواية أَبِي بَكْر بْن السني، عَنْهُ.
وقِيلَ: إنه مُحَمَّد بْن صَالِح الْبَغْدَادِيّ كيلجة (2) . وسيأتي فيمن اسمه مُحَمَّد إن شاء الله.
51- خ دس: أَحْمَد بن الصباح النهشلي، أَبُو جَعْفَر بن أَبي سريج (3) الرازي المقرئ.
وقِيلَ: أَحْمَد بن عُمَر بن أَبي سريج،
__________
توهين أمره". وضعفه الدارقطني. وَقَال الذهبي في (ديوان الضعفاء والمتروكين، الورقة: 3) : ليس بشيءٍ. وتناوله في "الميزان" (1 / 104) وابن حجر في "لسانه" (1 / 186) ونقل التقي الفاسي معظم ترجمته من"تاريخ دمشق"لابن عساكر (العقد الثمين: 1 / 47"وانظر"الجرح والتعديل"لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 56 وتهذيب ابن حجر: 1 / 43 وذكره الذهبي فيمن توفي بين 250 241 من"تاريخ الاسلام"الورقة: 110 (أحمد الثالث 2917 / 7) .
(1) في تهذيب ابن حجر: المجتبى"بالباء، وكلاهما صحيح.
(2) قال الحافظ ابن عساكر: أحمد بن صالح البغدادي. روى عنه النَّسَائي عن يحيي بن محمد، أظنه ابن قيس زكير، عن ابن عجلان. لم يذكره ابن حنزابة في شيوخه، ولا أبو بكر الخطيب في تاريخه. وذكره أحمد بن محمد بن غالب البرقاني، فقال: أحمد بن صالح، بغدادي ثقة كيلجة، ويُقال محمد بن صالح، فإن كان كيلجة، فهو محمد بن صالح بن عبد الرحمن أبو بكر الانماطي: مات في سنة اثنتين وسبعين ومئتين.
وكيلجة لم يدرك أبا زكير" ("المعجم المشتمل"الترجمة: 41 من نسختي) .
وَقَال الذهبي في التذهيب: كيلجة لم يدرك يحيى بن محمد بن قيس وأقدم شيخ لقيه عفان". (1 / الورقة: 15 من نسخة حلب) ، وذكر العلامة مغلطاي أن الذي يفهم من كلام المزي أن ابن السني تفرد بهذا عن النَّسَائي، وليس كذلك فإن النَّسَائي لما ذكره في شيوخه ذكر"أحمد بن صالح البغدادي ثقة"وهذا يرجح أن اسمه كيف ما كان هو أحمد لا محمد.
(إكمال: 1 / الورقة: 16) . قال ابن حجر: وذكر ابن النجار (البغدادي المتوفى سنة 643) في الذيل: أحمد بن صالح البغدادي. روى عن بشر بن الحارث الحافي، روى عنه إسحاق بن الجراح الاذني، ثم أسند من طريق أبي داود عن إسحاق عن بشر عن مالك شيئا من كلامه، ولم يزد على ذلك.
وقد ذكر ذلك الدارقطني في الرواة عن مالك عن ابن أَبي داود بلاغا، فلا أستبعد أن يكون هو شيخ النَّسَائي" (تهذيب: 1 / 44) . وَقَال الذهبي في "الكاشف"من غير شك: س: احمد بن صالح، عن يحيى بن محمد، عن ابن عجلان. وعنه س" (1 / 60) . قال بشار: مما تقدم يظهر أن قول المزي"قيل: إنه محمد بن صالح البغدادي كيلجة"وإن أورده بصيغة التمريض لا صحة له لعدم امكانية إدراك كيلجة لشيخ أحمد بن صالح، وذاك لا يمكن أن يكون هذا بأي حال.
(3) قيده الذهبي في "المشتبه" (ص: 395) ، قال: وبمهملة وجيم..وأحمد بن الصباح بن أَبي سريج الرازي". وتصحفت في المطبوع من تاريخ الخطيب إلى: (شريح) : 4 / 205.(1/355)
واسمه الصباح، مولى خزيمة بْن خازم (1) ، وقيل: مولى آل جرير بْن حازم (2) . يعد فِي البغداديين.
رَوَى عَن: إسماعيل بن علية، وشبابة بْن سوار (خ) ، وأبي بدر شجاع بْن الوليد بْن قيس السكوني (عس) ، وشعيب بْن حرب (س) ،
وعبد الله بْن الجهم الرازي (د) ، وعبد الله بْن داود الواسطي التمار، وعبد الرحمن بْن عَبد اللَّهِ بْن سعد الدشتكي (د) ، وعُبَيد الله بْن مُوسَى العبسي (خ) ، وعلي بْن حَفْص المدائني، وعلى بْن حمزة الكسائي الْمُقْرِئ، وقرأ عَلَيْهِ القرآن (3) ، وعلي بْن يزيد الصدائي، وعُمَر بْن يونس اليمامي (سي) ، وعَمْرو بْن مجمع الْكُنْدِيّ، ومحمد بْن حازم أَبِي معاوية الضرير (د) ، ومحمد بْن سَعِيد بْن سابق القزويني (د سي) ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن الزبير الأسدي: أَبِي أَحْمَد الزبيري (د) ، ومروان بْن معاوية الفزاري، ومكي بْن إِبْرَاهِيم البلخي (د) ، ووكيع بْن الجراح، ويحيى بْن سَعِيد القطان، ويزيد بْن هارون.
رَوَى عَنه: البخاري، وأَبُو داود، والنَّسَائي، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن نصر الجمال الرازي، وأَبُو العلاء أَحْمَد بْن صَالِح بْن مُحَمَّد التَّمِيمِيّ الصوري الأثط، وإساحق بْن أَحْمَد الفارسي، والحسن بْن عثمان التستري، والعباس بْن الفضل بْن شاذان، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود السجستاني، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعلي بْن الحسين بْن الجنيد، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن بسام، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن يَعْقُوب الرازي، ومحمد غير منسوب، قيل: إنه ابْن يحيى الذهلي
__________
(1) هو الامير العباسي المشهور، وخازم بالخاء المعجمة قيده الذهبي وغيره"المشتبه": 201.
(2) حازم: بالحاء المهملة. وَقَال الخطيب: سمعت هِبَة اللَّهِ بْن الْحَسَن الطبري يذكر أنه مولى آل جرير بْن حازم" (4 / 205) .
(3) استدرك مغلطاي على المزي فيما نقل عن الخطيب أنه قرأ القراءات على الكسائي، وأخذه عنه ابن حجر، ولا معنى لمثل هذا الاستدراك لان المؤلف ذكره كما رأيت.(1/356)
(خ) ، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي.
قال أَبُو حَاتِم: صدوق.
وَقَال النَّسَائي: ثقة.
وَقَال يَعْقُوب بْن شَيْبَة، وابن أَبي سريج: هذا أحد أصحاب الحديث، كَانَ ينزل المخرم ونزع إِلَى الري، ومات بِهَا قديما قبل أن يحدث (1) ، وكان ثقة ثبتا (2) .
52- خ ت: أَحْمَد بن أَبي الطيب، واسمه سُلَيْمان (3) ، الْبَغْدَادِيّ، أَبُو سُلَيْمان المعروف بالمروزي.
أقام بمرو مدة، فنسب إليها، ثم سكن الري بعد ذلك، وقدم بغداد.
وهو من الموالي. وكان على شرط بخارى.
رَوَى عَن: إبراهيم بن الزُّهْرِيّ، وأبي إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الحارث الفزاري، وإسماعيل بن علية، وإسماعيل بْن مجالد بْن سَعِيد (خ) ، وبشر بْن الحسين الهلالي، وجرير بن عبد
__________
(1) هذا ما نقله المزي عن يعقوب، وأورده الخطيب بسنده إلى يعقوب، ولكن الخطيب قال في أول الترجمة: وكان يسكن المخرم ببغداد، ثم انتقل إلى الري، فسكنها، وأقرأ بها، وحدث إلى حين وفاته""تاريخ بغداد": 4 / 206 205 وهذا يخالف راوية يعقوب.
(2) وَقَال ابن حبان في كتاب "الثقات": يغرب على استقامة فيه. وَقَال مغلطاي: وخرج ابن خزيمة والحاكم حديثه في صحيحيهما. وَقَال مسلمة بن قاسم الاندلسي: هو ثقة.. وَقَال الحبال: رازي ثقة" (إكمال 1 / الورقة: 16) .
ولم يذكر المزي وفاته، وَقَال الذهبي في "التذهيب": مات بعد الاربعين ومئتين (1 / الورقة: 15) وذكره في الطبقة الخامسة والعشرين من تاريخ الاسلام. وَقَال ابن حجر: وكذا كتب ابن سيد الناس على حاشية
الكمال. (تهذيب: 1 / 44) .
(3) هكذا في الاصل وفي المعجم المشتمل لابن عساكر (الترجمة: 42) .
وفي"الجرح والتعديل"لابن أَبي حاتم 1 / 1 /: 52، وتاريخ الخطيب (4 / 173) وكتاب"الصلة"لمسلمة بن قاسم غيرهم: أحمد بن سُلَيْمان بن أَبي الطيب". وقَال البُخارِيُّ في "تاريخه"2 / 1 / 3 أحمد بن سُلَيْمان هو ابن أَبي الطيب، أبو سُلَيْمان مولى".(1/357)
الحميد، وحجاج بْن مُحَمَّد المصيصي، والحسن بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الحارثي، وأبي المليح الْحَسَن بْن عُمَر الرَّقِّيّ، وحفص بْن غِيَاث النخعي، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وخالد بْن عَبد اللَّهِ الواسطي، ورشدين بْن سَعِيد المِصْرِي، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وأبي داود سُلَيْمان بْن داود الطيالسي، وسهل بْن أسلم العدوي، وصالح بْن عُمَر الواسطي، وعبد الله بْن سنان الكوفي، وعبد الله بْن المبارك، وعبد الواحد بْن واصل، أَبِي عُبَيدة الحداد، وعُبَيد الله بْن عَمْرو الرَّقِّيّ، وعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق، ومحمد بْن ميمون الزعفراني، ومروان بْن شجاع الجزري، ومصعب بْن سلام (1) الكوفي (ت) ، ومعاذ بْن معاذ العنبري، والمعافى بْن عِمْران الموصلي، والنضر بْن شميل، والنضر ابن محرز (2) بن بعبث من أهل البثنية (3) ، وهشيم بْن بشير، ووكيع بْن الجراح، والوليد بْن الْقَاسِم بْن الوليد الهمداني، ويحيى بْن آدم، ويحيى بْن بشر النصيبي، ويوسف بْن عطية الصفار.
رَوَى عَنه: البخاري (ت) ، وأَحْمَد بْن زكريا بْن كثير الجوهري، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن صخر الدارمي، وأَحْمَد بْن سيار المروزي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هاني الطائي الأثرم، والجراح ابن مخلد العجلي، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وسهل بْن
__________
(1) بتشديد اللام.
(2) محرز: بضم الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الراء وبعدها الزاي.
(3) قال ياقوت في (البثنة) من"معجم البلدان": بالفتح ثم السكون ونون..وهو اسم ناحية من نواحي دمشق وهي البثنية". وَقَال بعد ذلك في (البثنية) من معجمه: بالتحريك وكسر النون وياء مشددة وهي التي قبلها بعينها يقال: بثنة وبثنية..وقد نسب إليها قوم منهم النضر بن محرز بن بعيث أبو الفرج الأزدي البثني، من أهل البثنية من نواحي دمشق.
حدث عن محمد بن المنكدر، وأبي الزعيزعة، وهشام بْن عروة. روى عنه الوليد بْن سلمة الطبراني، وأبو بكر عَبْد الرحمن بْن عَبْد العزيز ويُقال: ابن عَبد الله الفارسي، وأبو العباس الوليد بن المهلب الأزدي، وسهيل بن عبد الرحمن العكي، وأحمد بن سُلَيْمان. قال ابن حبان (وفي المطبوع: حيان) .
هو منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج به.
والنضر هذا تناوله الذهبي في "ديوان الضعفاء"وفي"الميزان"قال في الاخير: مجهول. وَقَال ابن حبان: لا يحتج بِهِ. وَقَال ابن عدي وساق له حديثين أو ثلاثة: هذه الاحاديث غير محفوظة""الميزان": 4 / 262.(1/358)
بحر، وعبد الله بْن منير المروزي، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، ومحمد بْن إسحاق الصاغاني، ومحمد بْن سعد الشاشي، ومحمد بْن يحيى الذهلي، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي.
قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: سألت أَبَا زرعة عَنْهُ، فَقَالَ: هو بغدادي الأصل خرج إِلَى مرو، ورجع إلينا، وكتبنا عَنْهُ، وكان حافظا. قلت: هو صدوق (1) ؟ قال: على هذا يوضع (2) .
وَقَال أَبُو حَاتِم: ضعيف الحديث (3) .
وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ (4) .
53- س: أَحْمَد بن أَبي طيبة (5) ، واسمه عيسى بن سُلَيْمان بْن
__________
(1) هكذا في الاصل وفي"الجرح والتعديل"لابن أَبي حاتم وتهذيب ابن حجر وغيرها. وفي"تذهيب الذهبي": أهو صدوق؟
(2) غير الذهبي عبارة أبي زرعة وأخذ معناها، فقال كما نقلت من خطه في "تاريخ الاسلام": وَقَال أَبُو زُرْعَة: كان حافظا محله الصدق" (الورقة: 96 أيا صوفيا 3007)
(3) قال الحافظ ابن حجر: لكن الذي في كتاب ابن أَبي حاتم: أَحْمَد بْن سُلَيْمان بْن أَبي الطيب، وَقَال: أدركه أبي، ولم يكتب عنه، وكذا ذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات". وَقَال أبو عوانة في "صحيحه": حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم البغدادي، حَدَّثَنَا أحمد بن أَبي الطيب ثقة، حَدَّثَنَا أبو إسحاق الفزاري فذكر حديثًا وله في البخاري حديث واحد في فضل أبي بكر رضي الله عنه وقد أخرجه أيضا من حديث يحيى بن مَعِين بمتابعة أحمد هذا""تهذيب": 1 / 45. وَقَال بشار: قول ابن أَبي حاتم: إن أباه أدركه ولم يكتب عنه لا يتعارض مع قول ابيه فيه: ضعيف الحديث، ولا معنى لاستدراك ابن حجر. ومما تقدم يظهر أن أبا حاتم هو الذي ضعفه وحده. وَقَال الذهبي في الميزان: أحمد بن سُلَيْمان بن أَبي الطيب. عن هشيم، وثق، وضعفه أبو حاتم وحده. وَقَال أبو زُرْعَة: حافظ محله الصدق. قلت: ... حدث عنه البخاري وطائفة" (1 / 102) .
(4) لم يذكر المزي وفاته ولا أحد من الذين نقل عنهم مثل ابن أَبي حاتم وغيره، ولا ذكرها الخطيب. ووجدت مكان وفاته مبيضا في نسخ"المعجم المشتمل"للحافظ ابن عساكر. وَقَال العلامة مغلطاي: وَقَال الإمام أبو إسحاق الصريفيني: إنه توفي سنة ثلاثين ومئتين" (إكمال: 1 / الورقة: 16) .
وقد ترجم له إمام المؤرخين الذهبي في كتابه مرتين: الاولى في الطبقة الثانية والعشرين (220 211) ، والثانية في الطبقة الثالثة والعشرين (230 221) وَقَال: وقد مر في الطبقة الماضية. (انظر الورقتين: 96، 177 من مجلد أيا صوفيا 3007) قال بشار: ويظهر لي من ترتيب التراجم أن الذهبي أضاف الترجمة الاخيرة بأخرة فهي مذكورة بخطه في أعلى الورقة، وكأنه رحمه الله ترجحت له وفاته في هذه الطبقة فأعاد ذكره، والله أعلم.
(5) في "الخلاصة"للخزرجي ص: 7 والمطبوع من"التقريب"لابن حجر: ظبية"وَقَال: بمعجمة ثم موحدة ثم تحتانية". قال بشار: هذا من وهم الخزرجي صاحب الخلاصة، وهو (طيبة) مجرد بخط المؤلف،(1/359)
دينار الدارمي، أَبُو مُحَمَّد الجرجاني، قاضي قومس، الزاهد ابْن الزاهد.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن طهمان الخراساني، وإبراهيم بْن مُحَمَّد ابن أَبي يحيى المدني، وإسرائيل بْن يونس، وبكير بْن شهاب الدامغاني، وحماد بْن سَلَمَة، وحمزة بْن حبيب الزيات الْمُقْرِئ، وداود بْن سُلَيْمان، والربيع بْن بدر السعدي، وسفيان الثوري، وأبي الأَحوص سلام بْن سليم الحنفي، وعبد الرحمن بْن عَبد اللَّهِ المسعودي، وعبد الْعَزِيزِ بْن أَبي رواد، وعُمَر بن ذر الهمداني، وعُمَر ابن ميمون ابن الرماح، وعِمْران بْن عُبَيد الضبي، وعنبسة بْن الأَزْهَر قاضي جرجان (س) ، وأبيه: أَبِي طيبة عيسى بْن سُلَيْمان الجرجاني، والليث بْن سعد، ومالك بْن أنس، ومالك بْن مغول (1) ، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي ذئب، ومحمد بن عبد الرحمن بن أب ليلى، وأبي معشر نجيح (2) بْن عَبْد الرَّحْمَنِ المدني، وورقاء بْن عُمَر اليشكري، وأبي يُوسُف يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم القاضي، ويونس بْن أَبي إسحاق السبيعي.
رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن عَبد اللَّهِ النَّيْسَابُورِيّ، وإبراهيم بْن مُوسَى الجرجاني العصار، وأحمد بن يحيى ابن السابري (3)
__________
وبخط الإمام الذهبي في "تاريخ الاسلام" (الورقة: 9 أيا صوفيا 3007) وغيرهما. وَقَال الذهبي في "المشتبه"عند الكلام على"طيبة"و"ظبية": طيبة على ساكنها الصلاة والسلام. وأبو طيبة عيسى بن سُلَيْمان الدارمي الجرجاني، عن جعفر الصادق، وعنه ابنه أحمد بن أَبي طيبة" (ص: 422 421) .
(1) بكسر الميم وسكون الغين المعجمة وفتح الواو.
(2) بفتح النون وكسر الجيم.
(3) السابري: وجدت ضمة فوق الباء الموحدة بخط المزي. وفي أنساب السمعاني (7 / 3) ولباب ابن الاثير (2 / 89) : بفتح الباء الموحدة نسبة إلى نوع من الثياب يقال لها: السابري، ولكنهما لم ينسبا أحمد بن يحيى هذا إليها. وَقَال ابن منظور في (سبر) من اللسان: والسابري (بكسر الباء) من الثياب: الرقاق..وكل رقيق: سابري. وعرض سابري رقيق ليس بمحقق.. والاصل فيه الدروع السابرية منسوبة إلى سابور..". قال بشار: فإذا صح ما ذكر ابن منظور من أن أصل تسمية الثياب السابرية قد جاء من الدروع السابرية المنسوبة(1/360)
الجرجاني، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم الأستراباذي الطلقي، والحسين بْن عيسى الدامغاني البسطامي (1) (س) ، وعمار بْن رجاء الجرجاني الْحَافِظ، ومحمد بْن بندار السباك، ومحمد بْن عيسى الدامغاني، ومحمد بْن يزيد السلمي النَّيْسَابُورِيّ،.
قال أَبُو حَاتِم: يكتب حديثه.
وَقَال أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الجرجاني صاحب"تاريخ جرجان": كَانَ قاضي جرجان، ولاه المأمون أمير المؤمنين.
ذكر عَبد اللَّهِ بْن عَدِيّ الْحَافِظ أن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد الواسع أخبره أن أَحْمَد بْن أَبي طيبة قصد المأمون بمرو، وسأله أن يعفيه من قضاء جرجان فأعفاه على أن يتولى لَهُ قضاء غيرها، فاختار لنفسه قضاء قومس، فولاه قضاءها، فخرج إليها وأقام بها حتى مات
__________
إلى سابور"فعندئذ يصح ضم الباء باعتباره نسبة إلى"سابور"فيقال"سابري"و"سابوري". وقد ذكر السمعاني في الانساب وتابعه ابن الاثير في اللباب"السابوري"نسبة إلى"سابور"البلدة المعروفة، ونسبة إلى جد المنتسب، والله أعلم.
(1) البسطامي: نسبة إلى"بسطام"بلدة بقومس، قيدها السمعاني بفتح الباء وقيدها ياقوت بكسر الباء. وتعقب ابن الاثير أبا سعد السمعاني في "اللباب"فقال عند الكلام على"البسطامي"بكسر الباء نسبة إلى"بسطام"
اسم رجل، فقال: قلت: قد ذكر بسطام في هذه الترجمة اسم رجل بالكسر وذكره أيضا في الترجمة قبلها بالفتح، فيا ليث شعري أي فرق بين الاسمين حتى يجعل أحدهما مفتوحا والآخر مكسورا؟ إنما الجميع مكسور لانه اسم أعجمي عرب بكسر الباء، وكان ينبغي أن تنقل الأَسماء التي في الترجمة المتقدمة المنسوبة إلى الاجداد إلى هذه الترجمة". قال بشار: وفرق الذهبي أيضا بين المنسوبين إلى البلدة، وبين المنسوبين إلى الجد، وفتح الاولى وكسر الثانية، ونسب الحسين بن عيسى هذا إلى البلدة (المشتبه: 75) وتابعه في ذلك الحافظ ابن حجر في التبصير من غير تدقيق فقبل هذا الرأي"التبصير": 1 / 154 أما العلامة ابن ناصر الدين فقد تعقب الذهبي فقال بعد أن أورد أقوال الذهبي: وهذه التفرقة بين الترجمتين من كان منسوبا إلى البلد فبالفتح ومن كان منسوبا إلى الجد فبالكسر فرقها ابن السمعاني وتبعه والله أعلم أبو العلاء الفرضي ومنه أخذ المصنف". ثم نقل قول ابن الاثير في الاعتراض على أبي سعد السمعاني، وَقَال: ولهذا لم يذكره الامير في "الاكمال"ولا استدركه ابن نقطة عليه لان النسبتين واحدة، والله أعلم" (1 / الورقة: 59". وَقَال الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني في تعليقه على أنساب السمعاني معقبا على اعتراض ابن ناصر الدين: بلى ذكره الامير لكن لم يفرق، قال في حرف القاف"باب القسطاني والبسطامي" (2 / 230) قال بشار: هذا اعتراض واه، فالذي قصده ابن ناصر الدين: ان الامير لم يذكر البسطامي بالفتح مع البسطامي بالكسر لانهما واحد.(1/361)
بِهَا، حدث بأحاديث كثيرة أكثرها غرائب (1) .
قال البخاري: مات سنة ثلاث ومئتين (2) .
روى له النَّسَائي (3) .
54- ق: أَحْمَد بن عاصم بن عنبسة العباداني، أَبُو صَالِح، نزيل بغداد (4) .
رَوَى عَن: بشير بْن ميمون أَبِي صيفي الواسطي (ق) ، وحفص ابن عُمَر بْن ميمون العدني، وسَعِيد بْن عامر الضبعي، وعبد الله بْن أَبي بَكْر المقدمي، والفضل بْن الْعَبَّاس الْكُنْدِيّ، وَقَال: كَانَ من الأبدال.
رَوَى عَنه: ابْن ماجه، وأَبُو خبيب (5) الْعَبَّاس بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى البرتي (6) القاضي (7) ، وأَبُو بَكْر عَبد الله بن محمد بْن
__________
(1) ووثقه ابن حبان البستي، وَقَال أَبُو يَعْلَى الخليل بْن عَبد الله الخليلي في كتاب"الارشاد": ثقة تفرد بأحاديث وهو من الكبار. ولم يذكره الذهبي في "الميزان"، وترجم له في "تاريخ الاسلام"ونقل قول أبي حاتم"يكتب حديثه"وتوثيق ابن حبان له (الورقة: 9 أيا صوفيا: 3007) .
(2) قال الذهبي في "تاريخ الاسلام": بقومس على قضائها.
(3) كتب المزي في حاشية نسخته تعليقا ينص: حديث كريب عن أم سلمة.
(4) تاريخ بغداد للخطيب: 4 / 335.
(5) قيده الذهبي في "المشتبه": 215 ولا عبرة بالمطبوعات المصحفة.
(6) البرتي: بكسر الباء الموحدة وسكون الراء وفي آخرها التاء ثالث الحروف، نسبة إلى (برت) قرية بنواحي بغداد قرب المزرفة. قال السمعاني في (البرتي) من الانساب: والمشهور بهذه النسبة القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، وابنه أبو حبيب العباس بن احمد". وَقَال الذهبي في (البرتي) من"المشتبه": القاضي أبو العباس أحمد..وابنه أبو خبيب، سمع عبد الاعلى بن حماد وأقرانه ومات سنة 308" (ص: 58) . وترجم له الخطيب في تاريخه (12 / 153 152) والذهبي في وفيات سنة 308 من"تاريخ الاسلام" (الورقة: 36 أحمد الثالث 2917 / 9) وَقَال: اثني عليه بعض الحفاظ ومات في شوال.
(7) في تاريخ الخطيب وتاريخ الاسلام للذهبي: ابن القاضي"وهذا يثير اللبس، فكأنه لم يكن قاضيا، ولكن السند الذي أورده الخطيب في ترجمته يستدرك كونه من القضاة، قال الخطيب في ترجمة العباس البرتي: حَدَّثَنَا يحيى بن علي الدسكري، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني، حَدَّثَنَا عباس بن أحمد بن محمد أبو حبيب البرتي القاضي الشيخ الجليل الصالح الامين.."، فالرجل كان قاضيا لاشك في ذلك.(1/362)
أَبِي الدنيا، وعبد الأعلى بْن واصل بن عبد الاعلى الأسدي (1) .
55- بخ: أَحْمَد بن عاصم، أَبُو مُحَمَّد البلخي.
رَوَى عَن: حيوة بْن شريح الحمصي (بخ) ، وسَعِيد بْن كثير بْن عفير المِصْرِي (بخ) ، وعبد الرزاق بْن همان الصنعاني، وعبد الملك ابن قريب الأَصْمَعِيّ البَصْرِيّ، وأبي عُبَيد القاسم بن سلام (2) ، ومحمد ابن خلف العسقلاني وهو أصغر منه.
رَوَى عَنه: البخاري فِي (آخر باب رفع الأمانة من كتاب الرقائق (3) وفي كتاب"الأدب"، وعبد الله بْن مُحَمَّد الجوزجاني (4) .
قال البخاري: مات قبل الأضحى بثلاثة أيام سنة سبع وعشرين ومئتين (5) .
56- خ: أَحْمَد بن عَبد اللَّهِ بن أيوب الحنفي، أَبُو الوليد بن أَبي
__________
(1) لم يذكر المزي شيئا عن توثيقه، ووثقه ابن حبان البستي. وترجم له حافظ الشام في المعجم المشتمل (الترجمة 1: 44 من نسختي) وَقَال: وقع لي حديثه بعلو.
(2) أضاف المزي اسم أبي عُبَيد القاسم بن سلام بأخرة لذلك فهو غير موجود في النسخ المنسوخة عن المؤلف منذ فترة مبكرة.
(3) أضاف المزي ما بين الحاصرتين بأخرة. وهذه الرواية التي أشار إليها في آخر كتاب الرقائق لا توجد في النسخ المطبوعة حيث نجد فيها أربعة أحاديث في باب"رفع الامانة". وَقَال ابن حجر في التهذيب: روى عنه البخاري في كتاب الرقائق حديثًا هو في رواية المستملي عن الفربري"، والظاهر ان المزي انتبه إلى هذه الرواية بأخرة فأضافها.
(4) وثقه ابن حبان البستي. وَقَال ابن أَبي حاتم: سَأَلتُ أبي عنه فقال: مجهول (الجرح والتعديل ج 1 ق: 1 ص: 66) وتعقب الذهبي قول أبي حاتم في "الميزان"فقال: بل هو مشهور، روى عنه البخاري في الأدب.
(1 / 106) .
(5) ومما نستدركه على المزي للتمييز:
10- أحمد بن عاصم الانطاكي، أبو عبد الله الزاهد الواعظ. من أهل أنطاكية، وسكن دمشق مدة.
رَوَى عَن: سفيان بن عُيَيْنَة، وأبي قتادة الحراني، والهيثم بن جميل، ويوسف بن أسباط وغيرهم. ورَوَى عَنه: أحمد بن أَبي الحواري، وأبو زُرْعَة النصري الدمشقي، ومحمود بن خالد السلمي، وعبد العزيز محمد الدمشقي وآخرون.
قال أبو زُرْعَة الرازي: رأيته بدمشق يجالس محمود بن خالد.
وَقَال أبو حاتم الرازي: أدركته ولم أكتب عنه وكان صاحب مواعظ وزهد.
وَقَال السلمي: أحمد بن عاصم، أبو علي، ويُقال: أبو عبد الله، من أقران بشر الحافي وسري السقطي.(1/363)
رجاء الهروي، هكذا نسبه البخاري فِي التاريخ (1) .
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن واقد بْن الحارث بْن عَبد اللَّهِ بْن أرقم بْن زياد بْن مطرف بْن النعمان بْن سَلَمَة بْن ثعلبة بْن الدول بْن حنيفة الحنفي، أَبُو الوليد بن أَبي رجاء الهروي.
رَوَى عَن: إسحاق بْن سُلَيْمان الرازي (خ) ، وأبي أسامة حماد ابن أسامة (خ) ، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وسلمة بْن سُلَيْمان المروزي (خ) ، وعبد العزيز بْن أَبي رزمة المروزي، ومحمد بْن عُبَيد الطنافسي، ومعاذ ابن معاذ العنبري، ومعاوية بْن عَمْرو الأزدي (خ) ، والنضر بْن شميل (خ) ، ووكيع بْن الجراح، ويحيى بْن آدم (خ) ، ويحيى بْن سَعِيد القطان (خ) .
رَوَى عَنه: البخاري، وأَحْمَد بْن حَفْص بْن عَبد اللَّهِ السلمي النَّيْسَابُورِيّ، وإسحاق بْن مَنْصُور الكوسج، والحسن بْن أيوب النَّيْسَابُورِيّ، والحسين بْن مَنْصُور بْن جَعْفَر السلمي النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو سَعِيد حَمْدَان بْن مُحَمَّد بْن جميل الهروي، وأَبُو معشر حمدويه بْن الخطاب البخاري الْحَافِظ مستملي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدارمي، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وَقَال: صدوق. وكتب عَنْهُ على باب إِبْرَاهِيم بن موسى الرازي.
__________
(انظر"الجرح والتعديل": 1 / 1 / 66 وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة 176 من مجلد أيا صوفيا 3007 وهو بخطه) .
ومن طبقتهم أيضا:
11- أحمد بن عاصم الكوفي.
ذكره ابن أَبي حاتم، وَقَال: روى عن عَبد الرحيم بن سُلَيْمان، روى عنه أبو زُرْعَة. "الجرح والتعديل": 1 / 1 /: 67.
(1) "التاريخ الكبير": 1 / 2 / 5.(1/364)
وَقَال الحاكم: إمام عصره بهراة فِي الفقه والحديث، طلب الحديث مع أَحْمَد بْن حنبل وكتب بانتخابه عَنِ الشيوخ (1) .
قال الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم: مات سنة اثنتين وثلاثين ومئتين. زاد غيره: فِي النصف من جمادى الآخرة (2) .
57- م ت س: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن الحكم بن فروة الهاشمي، أَبُو الحسين البَصْرِيّ المعروف بابن الكردي.
روى عن: أَبِي عُبَيدة إِسْمَاعِيل بن سنان العصفري، وعثمان ابن عُمَر بْن فارس (س) ، ومحمد بْن جَعْفَر غندر (م ت س) ، ومروان ابن معاوية الفرازي (س) ، ويحيى بْن سَعِيد القطان (س) .
رَوَى عَنه: مسلم، والتِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي، وأَحْمَد بْن الصقر بْن ثوبان البَصْرِيّ، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن عبد الخالق البَصْرِيّ
البزار، والقاسم بْن زكريا المطرز.
قال النَّسَائي: ثقة (3) .
وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي عاصم: مات سنة سبع وأربعين ومئتين.
• د: أَحْمَد بن عَبد اللَّهِ بن سهيل الغداني البَصْرِيّ. ويُقال: أَحْمَد بْن عُبَيد اللَّهِ. يأتي فيما بعد.
58- خ د س: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن علي بن سويد بن منجوف السدوسي المنجوفي (4) ، أَبُو بَكْر البَصْرِيّ. وقد ينسب إلى جده.
__________
(1) قال مغلطاي، وتابعه ابن حجر: قال أبو عبد الرحمن النَّسَائي: كتبنا عنه بالثغر وهو ثقة لا بأس به.. وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات" (إكمال: 1 / الورقة: 16، و"تهذيب التهذيب": 1 / 47 46،: 1 / الورقة: 16 وتاريخ الاسلام، الورقة: 12 أحمد الثالث 2917 / 7 وغيرهم) .
(2) انظر"المعجم المشتمل"، الترجمة: 43 من نسختي، وَقَال: زرت قبره بهراة.
(3) ووثقه ابن حبان وابن عساكر في "المعجم المشتمل" (الترجمة: 45) ، والذهبي في كتبه.
(4) لم يذكر السمعاني هذه النسبة في "الانساب"ولا استدركها عليه ابن الاثير في "اللباب"وهي نسبة إلى جد المنتسب، فتستدرك عليهما.(1/365)
رَوَى عَن: روح بْن عبادة (خ د) ، وسَعِيد بْن عامر الضبعي، وأبي داود سُلَيْمان بْن داود الطيالسي (د س) ، وأبي عاصم الضحاك بْن مخلد، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد الملك بْن قريب الأَصْمَعِيّ، وعَمْرو بْن مُحَمَّد بْن أَبي رزين، وعون بْن كهمس بْن الْحَسَن (د) ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم الأزدي (قد) ، ومعلى بن أسد العمي (قد) ، ويحيى ابن سَعِيد القطان.
رَوَى عَنه: البخاري، وأَبُو داود، والنَّسَائي، وأَحْمَد بْن الحسين بْن ما بهرام الأيذجي، والحسن بْن علي بْن نصر الطوسي، وأَبُو عَرُوبَة الحسين بْن مُحَمَّد الحراني، وصالح بْن أَحْمَد بْن أَبي مقاتل الْبَغْدَادِيّ، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعلي بْن الْعَبَّاس البجلي المقانعي، وعِمْران بْن مُوسَى، ومحمد بْن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل البندار البصلاني، ومحمد بْن هارون الروياني، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي.
قال النَّسَائي: صَالِح (1) .
وَقَال أَبُو الْقَاسِم: مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين.
59- أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن علي بن أَبي المضاء المصيصي، قاضي المصيصة، ابْن عم علي بْن مُحَمَّد بْن علي بْن أَبي المضاء.
روى عنه النَّسَائي، وَقَال: ثقة.
مات بسر من رأى سنة ثمان وأربعين مئتين (2) .
__________
(1) ووثقه ابن حبان، وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه. وَقَال الذهبي في "تاريخ الاسلام": وللبصلاني عنه جزء مشهور عند الفخر ابن البخاري بعلو..وكان ثقة" (تاريخ الاسلام، الورقة: 219 أحمد الثالث 2917 / 7) .
(2) قال المزي في الحاشية: ذكره أَبُو الْقَاسِم في الشيوخ النبل ولم أقف على روايته عنه". وَقَال مغلطاي: ذكره النَّسَائي في أسماء شيوخه الذين روى عنهم، فهذا هو عمدة ابن عساكر في ذكره إياه في النبل" (إكمال: 1 / الورقة: 17) .(1/366)
60- ت س ق: أَحْمَد بن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بن أَبي السفر، واسمه سَعِيد بْن يحمد الهمداني، أَبُو عُبَيدة الكوفي.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن يُوسُف بْن أَبي إسحاق السبيعي، وبشر
ابن ثَابِت البزار البَصْرِيّ، وحجاج بْن مُحَمَّد المصيصي (ت ق) ، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة (س) ، وروح بْن عبادة، وزيد بْن الحباب، وسَعِيد بْن عامر الضبعي (ت) ، وشهاب بْن عباد العبدي (ق) ، وأبي عاصم الضحاك بْن مخلد، وعبد الله بْن داود الخريبي، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن سالم المفلوج (عس) ، وعبد الله بْن نمير (س) ، وعبد الصمد بْن عبد الوارث (ت) ، وعبد الواحد بْن واصل أَبِي عُبَيدة الحداد، وعُمَر بْن سعد أَبِي داود الحفري (ت) ، ووهب بْن جرير بْن حازم، ويحيى بْن أَبي بُكَيْر الكرماني.
رَوَى عَنه: التِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي، وابن ماجه (1) ، وأَحْمَد بْن علي بْن العلاء الجوزجاني، وجعفر بْن أَحْمَد بْن سنان القطان الواسطي، والقاضي أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، وأَبُو الحكم سيار بْن نصر بْن سيار، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الثقفي السراج، ومحمد بْن يحيى بْن منده الأصبهاني، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد.
قال أَبُو حَاتِم: شيخ (2) .
وَقَال أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي مطين: مات سنة ثمان وخمسين ومئتين.
61- خ د ت س: أَحْمَد (3) بن عَبد اللَّهِ بن مسلم، أبو الحسن
__________
(1) قال ابن حجر: روى عنه أَبُو داود فِي كتاب (بدء الوحي) له"تهذيب": 1249.
(2) وَقَال النَّسَائي: ليس بالقوي. ووثقه ابن حبان وأخرج له في "صحيحه" (وانظر إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 17) .
(3) كانت هذه الترجمة قبل ترجمة أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن علي بن سويد بن منجوف السدوسي المنجوفي،(1/367)
ابن أَبي شعيب الحراني القرشي الأُمَوِي (1) ، مولى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ.
وهو والد الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن أَبي شعيب، وجد أَبِي شعيب عَبد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن أَبي شعيب الحراني.
روى عن: أَبِي عُمَير الحارث بن عُمَير البَصْرِيّ (دس) وابنه: حمزة بْن الحارث بْن عُمَير، وأبي خيثمة زهير بْن معاوية الجعفي، وأبيه: عَبد اللَّهِ بْن مسلم أَبِي شعيب الحراني، وعبد الله بْن نمير الهمداني (د) ، وعيسى بْن يونس بْن أَبي إسحاق (د) ، ومحمد بْن سَلَمَة الحراني (د ت) ، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان (د) ، ومسكين بْن بُكَيْر الحراني، وموسى بْن أعين الجزري (خ د س) ، وموسى بْن أَبي الفرات الليثي المكي، ووكيع بْن الجراح (د) .
رَوَى عَنه: أَبُو داود، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيل البالسي (كن) ، وإسماعيل بْن الفضل البلخي، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن بَكْر، والحسن بْن سُلَيْمان المِصْرِي قبيطة، والحسن بْن علي الخلال، وصالح بْن علي النوفلي، وابن ابنه: أَبُو شعيب عَبد اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبي شعيب الحراني، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدارمي (ت) ، وعبد الله بْن عُمَر الخطابي، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعَمْرو ابن يحيى بْن الحارث الحمصي (س) ، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد بْن إسحاق الصاغاني، ومحمد بْن جبلة الرافقي (س) ، ومحمد بْن الهيثم بْن حَمَّاد أَبُو الأحوص القاضي، ومحمد بْن
__________
وقد طلب المؤلف تحويلها إلى هذا الموضع كما سيأتي بيانه في الهامش الآتي.
(1) كان نسب المترجم قبل هذا"أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن أَبي شعيب واسمه مسلم الحراني أبو الحسن القرشي الأُمَوِي"وهذا هو المثبت في كثير من النسخ المنسوخة عن نسخة المؤلف. ثم رمج المؤلف على بعضها وصاغ النسب كما هو مثبت فصار"أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن مسلم.."، ولذلك طلب المؤلف تحويل الترجمة إلى هذا الموضع فقال في حاشية نسخته في الموضع الذي تبدأ به ترجمة أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن ميمون المعروف بابن أَبي الحواري: هنا أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن مسلم". ولما كان هذا التغيير قد حدث بأخرة فإن أغلب النسخ والمختصرات لم تأخذ به، أما نحن فقد نفذنا ما طلبه المؤلف فحولنا الترجمة.(1/368)
يحيى بْن مُحَمَّد بْن كثير الحراني (س) ، ومحمد (خ) ، غير منسوب قيل: إنه ابْن إِبْرَاهِيم البوشنجي، وقيل: ابْن النَّضْر بْن عبد الوهاب النَّيْسَابُورِيّ، وقيل: ابْن يحيى الذهلي، والمغيرة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الحراني (س) .
قال أَبُو حَاتِم: صدوق ثقة (1) .
وَقَال أَبُو عَرُوبَة الحراني عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى بْن كثير: مات سنة ثلاث وثلاثين ومئتين.
وقِيلَ: مات سنة اثنتين وثلاثين.
وقِيلَ: سنة أربعين.
وقيل: سنة إحدى وأربعين.
وروى لَهُ البخاري (2) والتِّرْمِذِيّ والنَّسَائي.
62- د ق: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن ميمون بن الْعَبَّاس بن الحارث الغطفاني التغلبي (3) ، أَبُو الْحَسَن (4) بن أَبي الحواري (5) الدمشقي
__________
(1) قال مغلطاي: قال أبو الثناء في "تاريخ حران"روى عن مخلد بن يزيد ونافع، وروى عنه محمد بن إبراهيم الانماطي مربع..ولما ذكره ابنُ حِبَّان في جملة الثقات قال: روى عنه مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي، وحَدَّثَنَا عنه عُمَر بن سَعِيد بن سنان الطائي.. وَقَال ابن حبان خلفون: ثقة مشهور" (إكمال: 1 / الورقة: 16) .
(2) اعترض العلامة مغلطاي على قول المزي"روى له البخاري"وكأنه أراد أن الاصح أن يقول"روى عنه البخاري"، فقد نقل من (تاريخ حران) لابي الثناء حماد الحراني أن من الرواة عنه البخاري في صحيحه، قال مغلطاي: وكذا قال ابن الاخضر، وهو رد لقول المزي"روى له البخاري"، ثم قال: وفي"الزهرة"روى عنه يعنى البخاري ثمانية أحاديث، مرة حدث عنه ومرة حدث عن محمد غير منسوب عنه، ويزيد هذا وضوحا ذكر ابن مندة له في شيوخ أبي عَبد الله المشافهين له.
(3) في حاشية الاصل: كان فيه البعلبكي وهو وهم". وَقَال مغلطاي: ووهم المزي صاحب (الكمال) في نسبته إياه إلى بعلبك، ولا يصلح لامرين: لانه هو نسبه دمشقيا ومن كان دمشقيا لاتبعد نسبته إلى بعلبك، الثاني: لعله من الناسخ أراد أن يكتب (التغلبي) فتصحف عليه بالبعلبكي، وقد رأيتها في نسخة صحيحة التغلبي فلا أدري أهي من الاصل أم أصلحت" (إكمال: 1 / الورقة: 17) ، قال بشار: هذا استدراك واه من مغلطاي فلم يكن الرجل دمشقي الاصل بل كان من سكنتها، ثم أني وجدتها (البعلبكي) في ثلاث نسخ متقنة فلا يبعد أن يكون تصحف على عبد الغني نفسه فضلا عن أن ابن عساكر ذكره في (المعجم المشتمل) وفي (تاريخ دمشق) ولم ينسبه إلى بعلبك وهو أعلم به.
(4) كناه ابن حبان في "الثقات" أبالعباس ولم يتابعه عليه أحد.
(5) قال مغلطاي: بفتح الحاء المهملة وكسر الراء"وانظر أنساب السمعاني ولباب ابن الاثير.(1/369)
الزاهد، كوفي الأصل.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن أيوب الحوراني الزاهد، وأَحْمَد بْن ثعلبة العاملي، وأَحْمَد بْن حجر الجزري، وأَحْمَد بْن صاعد الصوري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، وأَحْمَد بْن معاوية بْن وديع المذحجي، وإسحاق بْن خلف الزاهد، وإسحاق بْن عيسى القشيري ابن بنت داود ابن أَبي هند، وإسماعيل بن علية، وأبي خزيمة بكار بْن شعيب العبدي، وبكار بْن عَبد اللَّهِ بْن بكار القرشي البسري، وحفص بْن غِيَاث النخعي، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، ورواد بْن الجراح العسقلاني، وزكريا بْن إِبْرَاهِيم الخصاف، وزهير بْن عباد الرؤاسي (1) ، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وسليم بْن مطير (د) ، وسُلَيْمان بْن أَبي سُلَيْمان الداراني، وسلام بْن سُلَيْمان المدائني، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن بشير بْن ذكوان الْمُقْرِئ وهو من أقرانه، وعبد الله بْن إدريس، وعبد الله بْن نمير الهمداني (ق) ، وعبد الله بْن وهب المِصْرِي، وأبي مسهر عبد الاعلى بْن مسهر الغساني، وأبي سُلَيْمان عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بْن عطية الداراني، وعبد الرحمن بْن يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن عُبَيد اللَّهِ بْن أَبي المهاجر، وعبد العزيز بْن عُمَير الدمشقي، وعبد الواحد بْن جرير العطار، وعلي بْن حمزة الكسائي الْمُقْرِئ، وعَمْرو بْن أَبي سَلَمَة التنيسي، وعيسى بْن خالد اليمامي، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن توبة الطرسوسي، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن حَاتِم، وأبي معاوية مُحَمَّد بْن خازم الضرير، ومحمد بْن يُوسُف الفريابي، ومروان بْن مُحَمَّد الطاطري (ق) ، والمضاء بْن عيسى، ووكيع بْن الجراح، والوليدبن مزيد العذري، والوليد بْن مسلم، ويحيى بْن مَعِين، ويزيد بْن عبد الملك الجزري.
__________
(1) منسوب إلى رؤاس، وهو الحارث بْن كلاب بْن ربيعة بن عامر بن صعصعة بضم الراء وفتح الواو المهموزة.(1/370)
رَوَى عَنه: أَبُو داود، وابن ماجه، وأَبُو عبد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد البسري، وأبوالجهم أَحْمَد بْن الحسين بْن طلاب المشغراني (1) ، وأَحْمَد بْن سُلَيْمان بْن زبان (2) الكندي، وأحمد بن عامر ابن المعمر الأزدي، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مسلمة العذري، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبي حسان الأنماطي، وبقي بْن مخلد الأندلسي، وجعفر ابن أَحْمَد بْن عاصم الدمشقي، والحسن بن محمد بن بكاربن بلال، وزياد بْن أيوب الطوسي وهو من أقران، وسعد بْن مُحَمَّد البيروتي، وسَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ الحلبي، وسُلَيْمان بْن أيوب بْن حذلم الأسدي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعبد الله بْن عتاب بْن أَحْمَد بْن كثير ابن الزفتي (3) ، وعبد الله بْن هلال الدومي، وعبد الرحمن بْن إسحاق
__________
(1) المشغراني: نسبة إلى مشغرا قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع، ويُقال فيه"المشغرائي"كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الاثير، وذكر السمعاني أنه توفي بعد الثلاث مئة، وتابعه في ذلك ابن الاثير في اللباب.
وَقَال ياقوت في (مشغرا) من معجم البلدان: ينسب إليها أبو الجهم أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب بن كثير بن حماد بن الفضل مولى عيسى بْن طلحة بْن عُبَيد الله، وقيل: مولى يحيى بن طلحة، أبو الجهم المشغراني، أصله من بيت لهيا تعلم بها ثم انتقل إلى مشتغرا قرية على سفح جبل لبنان فصار بها إمامهم وخطيبهم، روى عن أَحْمَد بْن أَبي الحواري..روى عنه أبو الحسين الرازي، وعبد الوهاب الكِلابي، والحاكم أبو أحمد النيسابوري، وأبو سُلَيْمان بن زبر، وجماعة أخرى كثيرة، وكان ثقة ومات بدمشق في ذي الحجة سنة 317 سقط من دابته فمات لوقته، ودفن بالباب الصغير.
(2) قيده الذهبي في "المشتبه"فقال: وبزاي وموحدة:..وأحمد بن سُلَيْمان بن زيان الكندي، وآخرون" (ص: 328) ، وتجاوزه ابن حجر في "التبصير" (2 / 615) ، وَقَال علامة الشام الحافظ ابن ناصر الدين في توضيحه لمشتبه الذهبي عند كلامه على أحمد بن زبان هذا: أحمد هذا قاله الدارقطني في كتابه: محمد بن زبان بن سُلَيْمان الدمشقي يحدث عن هشام بن عمار وغيره، وحكاه الامير في "التهذيب"عن الدارقطني وَقَال: فيه وهمان، أحدهما أنه سماه محمدا وهو أحمد، والثاني أنه سمى أباه زبان وإنما هو جد ابيه، لانه أبو بكر أحمد بن سُلَيْمان بن إسحاق بن زبان بن يحيى الكندي من ولد عبد الرحمن بن الأشعث بن قيس الدمشقي، وَقَال: وآخر من حدث عنه أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم المعروف بابن أَبي نصر الدمشقي ثم ترك الحديث عنه..وهو صاحب ذاك (الجزء) .
وأما ما ذكره المصنف (الذهبي) في نسبه فتبع فيه والله أعلم عبد
الغني بن سَعِيد وقد وهمه الامير في التهذيب فقال: وقول أبي محمد: أحمد بن سُلَيْمان بن زبان وهم أيضا، لان سُلَيْمان هو ابن إسحاق بن زبان.
انتهى". (2 / الورقة: 39) . قال بشار: فانظر إلى قول المزي: أحمد بن سُلَيْمان بن زبان.
(3) قال السمعاني في "الزفتي"من الانساب: بكسر الزاي وسكون الفاء وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى الزفت، وهو شيء أسود مثل القير، وَقَال صاحب (المجمل) : الزفت والزفت لغتان. والمشهور(1/371)
ابن إبراهيم ابن الضامدي، وأَبُو زُرْعَة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَمْرو الدمشقي، وعبد الصمد بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد الصمد الدمشقي، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعلي بْن الحسين بْن ثَابِت الزراري، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد بْن إسحاق ابن الحريص، ومحمد بْن خريم (1) بْن مروان البزاز، ومحمد بْن الْعَبَّاس ابن الوليد ابن الدرفس، ومحمد بْن عون بْن الحسن الوحيدي، ومحمد ابن الفيض الغساني، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان الباغندي، ومحمد بْن المعافى بْن أَبي حنظلة الصيداوي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يحيى السماقي، ومحمد بْن يزيد بْن مُحَمَّد بْن عبد الصمد الدمشقي، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن يَعْقُوب بْن حبيب الغساني، ومحمود بن إبراهيم ابن سميع صاحب كتاب"الطبقات"، وأَبُو عصمة نوح بن هشام الجزجاني.
قال الحسين بْن سفيان الشَّيْبَانِيّ: سمعت فياض بْن زهير يَقُول: سمعت يحيى بْن مَعِين وذكر أَحْمَد بْن أَبي الحواري فَقَالَ: أظن أهل الشام يسقيهم الله الغيث به.
وَقَال أَبُو حَاتِم الرازي: حَدَّثَنَا محمود بْن خالد وذكر أَحْمَد بْن
أَبِي الحواري فَقَالَ: ما أظنه بقي على وجه الأرض مثله.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: سمعت أَبِي يحسن الثناء عَلَيْهِ، ويطنب فِي مدحه.
وَقَال أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بن الحسين السلمي النيسابوري:
__________
بهذه النسبة أَبُو الْعَبَّاسِ عَبد اللَّهِ بْنُ عتاب بن أحمد الزفتي الدمشقي من أهل دمشق، يروي عن أَحْمَد بْن عَبد الله بن أَبي الحواري وهشام بن عمار الدمشقيين، روى عنه الحاكم أبو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسحاق الْحَافِظ وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن علي ابن المقرئ وأَبُو الْقَاسِم سُلَيْمان بْن أَحْمَد بن أيوب الطبراني.
(1) خريم: بالخاء المعجمة والراء المهملة.(1/372)
أَحْمَد بْن أَبي الحواري من قدماء مشايخ الشام، تكلم فِي علوم المحبة والمعاملات، وصحب أَبَا سُلَيْمان الداراني، وأخذ طريقة الزهد من أَبِيهِ أَبِي الحواري. ولأحمد بن يقال لَهُ: عَبد اللَّهِ قد روى عَن أَبِيهِ وكان من الزهاد أيضا.
وَقَال أيضا: سمعت مَنْصُور بْن عَبد اللَّهِ يَقُول: سمعت أَبَا جَعْفَر الفرغاني يَقُول: كَانَ الجنيد يَقُول: أَحْمَد بْن أَبي الحواري ريحانة الشام.
وَقَال أيضا: سمعت أَبَا بَكْر الرازي (1) يَقُول: سمعت يُوسُف بْن الحسين يَقُول: قال أَحْمَد بْن أَبي الحواري: لما دلني أبى على أَبِي سُلَيْمان قال: يا بني اجتهد فيما آمرك، ولا تكتم عني شيئا من أسرارك، فصحبته ما صحبته حَتَّى قال لي يوما: قد طلبت العلم وعرفته فاطلب من نفسك الإخلاص، وإياك أن تطلب بالعلم غير الله فيمنعك. قال: فأخذت كتبي كلها وغرقتها فِي البحر، وأقبلت على العبادة، فما زال أَبُو سُلَيْمان يرقى بي درجة درجة حَتَّى قال لي: يا بني قد بلغت أوائل الزاهدين فاجتهد. قال أَحْمَد بْن أَبي الحواري: صحبت أَبَا سُلَيْمان طول ما صحبته، فما انتفعت بكلمة أقوى علي وأهدى لرشدي وأدل على الطريق من هذه الكلمة.
قلت لَهُ فِي ابتداء أمري: أوصني، فَقَالَ: أمستوص أنت؟ قلت: نعم، إن شاء الله. قال: خالف نفسك فِي كل مراداتها، فإنها الأمارة بالسوء، وإياك أن تحقر أحدا من المسلمين، واجعل طاعة الله دثارا، والخوف منه شعارا، والإخلاص زادا، والصدق جنة، واقبل مني هذه الكلمة الواحدة، ولا تفارقها، ولا تغفل عنها، إنه من استحيى من الله عزوجل فِي كل أوقاته وأحواله وأفعاله، بلغه إِلَى مقام الأولياء من عباده. فجعلت هذه الكلمات
__________
(1) في حاشية الاصل: اسمه مُحَمَّد بْن عَبد اللَّه".(1/373)
أمامي، ففي كل وقت أذكرها وأطالب نفسي بِهَا.
وَقَال أيضا: سمعت أَبَا أَحْمَد (1) الْحَافِظ يَقُول: سمعت سَعِيد ابن عَبْد الْعَزِيزِ الحلبي يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن أَبي الحواري يَقُول: من عمل بلا اتباع سنة، فباطل عمله.
وبه قال: أفضل البكاء بكاء العبد على ما فاته من أوقاته على غير الموافقة، أو بكاء على ما سبق لَهُ من المخالفة.
وَقَال: ما ابتلى الله عبدا بشيءٍ أشد من الغفلة والقسوة.
وَقَال: من نظر إِلَى الدنيا نظر إرادة وحب لها، أخرج الله نور اليقين والزهد من قلبه (2) .
قال أَبُو زُرْعَة الدمشقي: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبي الحواري، قال: قال لي أَحْمَد بْن حنبل: متى مولدك؟ قلت: سنة أربع وستين يعني ومئة قال: وهي مولدي.
قال أَبُو زُرْعَة: ومات أَحْمَد بْن أَبي الحواري مدخل رجب سنة ست وأربعين مئتين.
وَقَال عَمْرو بْن دحيم: مولده سنة أربع وستين ومئة، وتوفي يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين ومئتين.
وَقَال الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن بكار بْن بلال: توفي سنة ست وأربعين ومئتين.
وذكر أَبُو سُلَيْمان بْن زبر أنه مات فِي رجب سنة خمس وأربعين.
__________
(1) في حاشية الاصل من قول المؤلف: هو مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أحمد بن إسحاق الحاكم.
(2) ووثقه مسلمة بن قاسم وابن عساكر والذهبي وغيرهم.(1/374)
ومئتين وهو ابْن اثنتين وثمانين سنة، والصحيح الأول.
وَقَال أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفضل، قال: مات أَحْمَد بْن أَبي الحواري سنة ثلاثين ومئتين. قال أَبُو الْقَاسِم (1) : هذا وهم، وأهل الشام أعلم به.
63- ق: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن يُوسُف العرعري (2)
رَوَى عَن: يزيد بْن أَبي حكيم العدني (ق) .
رَوَى عَنه: ابْن ماجه (3) .
64- ع: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن يونس بن عَبد اللَّهِ بن قيس التَّمِيمِيّ اليربوعي (4) ، أَبُو عَبْد اللَّهِ الكوفي. وقد ينسب إِلَى جَدِّه، وهو والد أَبِي حصين (5) عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن يونس. ويُقال: إنه مولى الفضيل بْن عياض.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن سعد (خ) ، وإسرائيل بْن يونس (خ) ، وإسماعيل بْن عياش، والحسن بْن صَالِح بْن حي (د) ، وحفص بْن غِيَاث، ورياح (6) بْن عَمْرو القيسي، وزائدة بْن قدامة الثقفي (خ م د) ،
__________
(1) يعني: ابن عساكر مؤرخ دمشق ومحدثها العظيم.
(2) لم يذكر السمعاني هذه النسبة في "الانساب"ولا استدركها عليه ابن الاثير في "اللباب"، ولكن انظر ما ذكره ياقوت في (عر عر) من معجم البلدان.
(3) وذكره أَبُو الْقَاسِمِ ابن عساكر فِي "المعجم المشتمل"وَقَال ابن حجر في "التهذيب"1 / 50: قال الذهبي في مختصره: ليس بمعروف". قال بشار: لم أجد مثل هذا في جميع مختصرات الذهبي مثل"الكاشف" (1 / 62) و"التذهيب"وعندي منه غير نسخة (انظر نسخة الأحمدية: 1 / الورقة: 17) والمجرد. ولكني وجدته في "ديوان الضعفاء والمتروكين"الورقة: 4 قال: لايعرف. فلعل ابن حجر أراده باعتباره من المختصرات في الضعفاء، وعبارته تثير اللبس.
(4) بفتح الياء آخر الحروف وسكون الراء المهملة وضم الباء الموحدة نسبة إلى يربوع بطن من بني تميم، وقيده ناشرو الكاشف للذهبي (1 / 63) بضم الياء والباء وهو وهم منهم.
(5) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" فقال في باب"حصين وحصين": وبالفتح كنية جماعة: ... وأبو حصين عَبد الله بن أحمد بن يونس من شيوخ النَّسَائي" (ص: 240) .
(6) ضبطه الذهبي بخطه في "المُشْتَبِه" بكسر الراء المهملة وبعدها الياء آخر الحروف (ص: 303) وقيده ابن ناصر الدين بالحروف في توضيحه: 2 / الورقة 19 من نسخة الظاهرية.(1/375)
وزهير بْن معاوية الجعفي (خ م د ت س) ، وسفيان بْن سَعِيد الثوري (خ) ، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وسوار بْن مصعب الهمداني، وأبي الأَحوص
سلام بْن سليم الحنفي (م) ، وعاصم بْن مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب (خ م ق د) ، وعبد الله بْن عُمَر بْن حَفْص ابن عاصم بْن عُمَر بْن الخطاب، وأبي شهاب عبد ربه بْن نَافِع الحناط (1) (خ د ق) ، وعبد الرحمن بْن أَبي الزناد (د) ، وعبد العزيز بْن عَبد اللَّهِ بْن أَبي سَلَمَة الماجشون (خ ق) ، وعبد الملك بْن الوليد بْن معدان الضبعي، وعُبَيد الله بْن إياد بْن لقيط السدوسي (د) ، وعطاف ابن خالد المخزومي، وعلي بْن فضيل بْن عياض (س) ، وعَمْرو بْن شمر الجعفي، وعنبسة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ القرشي (ق) ، وفضيل بْن عياض (م) ، وقيس بْن الربيع الأسدي، وليث بْن سعد المِصْرِي (خ م) ، ومالك بْن أنس (د) ، ومحمد بْن راشد المكحولي، ومحمد بْن طلحة بْن مصرف، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي ذئب (د) ، ومحمد بْن عَبد الرَّحْمَنِ بْن أَبي ليلى، ومحمد بْن مسلم الطائفي (مد) ، ومسلم بْن خالد الزنجي، (2) ومعرف (3) بْن واصل (د) ، ومندل بْن علي العنزي (د) ، ونافع أَبِي هرمس، ويَعْلَى بْن الحارث المحاربي (د) ، ويعقوب بْن عَبد اللَّهِ القمي (د) ، وجده: يونس بْن عَبد اللَّهِ بْن قيس اليربوعي، وأبي بَكْر بْن عياش (خ ت س) .
رَوَى عَنه: البخاري، ومسلم، وأَبُو داود، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وإبراهيم بْن الحسين بْن ديزيل الهمذاني، وإبراهيم بْن شَرِيك الأسدي، وإبراهيم بْن يَعْقُوب الجوزجاني (س) ، وأبو جعفر
__________
(1) بالحاء المهملة والنون قيده الذهبي وابن حجر وغيرهما وسيأتي.
(2) عرف مسلم بالزنجي، لانه كان ابيض مليحا مخضوبا، فلقب كذلك على الضد لبياضه، وسيأتي.
(3) معرف: بضم الميم وفتح العين المهملة، وتشديد الراء المكسورة، قيد ابن حجر في "التقريب" (2 / 263) وغيره.(1/376)
أَحْمَد بْن علي بْن الفضيل الخزاز الْمُقْرِئ، وأَحْمَد بْن يحيى الحلواني، وإسحاق بْن الْحَسَن الحربي، وإسماعيل بْن إسحاق القاضي، وإسماعيل بْن عَبد اللَّهِ سمويه الأصبهاني، والحارث بْن مُحَمَّد بْن أَبي أسامة التَّمِيمِيّ، وحجاج بْن يُوسُف الشاعر (مق) ، وسَعِيد بْن مروان الْبَغْدَادِيّ نزيل نيسابور (ق) ، والعباس بْن الفضل الأسفاطي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة (ق) ، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن النعمان بْن عبد السلام الأصبهاني، وعبد بْن حميد الكشي (ت) ، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي (س) ، والفضل بْن الْعَبَّاس الحلبي (س) ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن المثنى خال أَبِي يَعْلَى الموصلي، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو حصين (1) ، مُحَمَّد بْن الحسين الوادعي القاضي، ومحمد بْن عبد الرحيم البزاز المعروف بصاعقة، وموسى بْن سَعِيد الدنداني (س) ، ويوسف بْن مُوسَى بْن راشد القطان (خ) .
قال الفضل بْن زياد القطان: سمعت أَحْمَد بْن حنبل، وَقَال لَهُ رجل عمن ترى أن نكتب الحديث؟ فَقَالَ: اخرج إِلَى أَحْمَد بْن يونس، فإنه شيخ الإسلام.
وَقَال أَبُو حَاتِم: كَانَ ثقة متقنا، آخر من روى عن سفيان الثوري (2) .
__________
(1) قيده الذهبي في "المشتبه"بفتح الحاء المهملة: 240 وتابعه العلامة ابن ناصر الدين.
(2) في حاشية النسخة بخط المولف: وقد روى علي بن الجعد عن سفيان الثوري أحاديث ومات بعد أحمد بن يونس بسنين". وَقَال الذهبي في "التذهيب": قال المؤلف: علي بن الجعد قد روى عن سفيان وعاش بعد أحمد بن يونس". وَقَال ابن حجر في "التهذيب": قلت: تعقب الذهبي قول أبي حاتم: إنه آخر من روى عن الثوري بأن علي بن الجعد تأخر بعده.
قال أفقر العباد بشار بن عواد محقق هذا الكتاب: لم يتعقب الذهبي شيخه المزي في هذا، بل نقل قوله من الحاشية وصدره بعبارة"قال المؤلف"ولو أراد أن يتعقب لقال"قلت"وهي عادته، وكأن ابن حجر رحمه الله لم يقف على نسخة متقنة من"التهذيب"وإلا فإن الحاشية موجودة في نسختي ابن المهندس والتبريزي وغيرهما، فانظر إلى هذا النقل غير الدقيق.(1/377)
وَقَال النَّسَائي: ثقة (1) .
قال البخاري: مات بالكوفة فِي ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ومئتين زاد غيره (2) : ليلة الجمعة لخمس بقين من الشهر وهو ابْن أربع وتسعين سنة (3) .
وروى لَهُ الباقون (4) .
65- أَحْمَد بن عَبْد الْجَبَّارِ بن مُحَمَّد بن عُمَير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التَّمِيمِيّ العطاردي، أَبُو عُمَر (5) الكوفي.
رَوَى عَن: حَفْص بْن غِيَاث، وعبد الله بْن إدريس، وأبيه: عبد الجبار بن محمد العطاري، وأبي معاوية مُحَمَّد بْن خازم الضرير عنده عَنْهُ"تفسيره"، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان، ووكيع بْن الجراح، ويونس بْن بُكَيْر الشَّيْبَانِيّ عنده عَنْهُ"مغازي"مُحَمَّد بن إسحاق، وابي
__________
(1) وَقَال عثمان بْن أَبي شَيْبَة: كان ثقة وليس بحجة. وَقَال ابن سعد: كان ثقة صدوقا صاحب سنة وجماعة. وَقَال العجلي: ثقة صاحب سنة.
وَقَال ابن قانع: كان ثقة مأمونا ثبتا. وَقَال أبو داود: هو أنبل من ابن أَبي فديك. ووثقه ابن حبان البستي، وأبو يَعْلَى الخليل بْن عَبد اللَّهِ الخليلي، وأبو القاسم ابن عساكر، والذهبي. وَقَال أَبُو حاتم: كَانَ من صالحي أهل الكوفة وسنييها. وَقَال الذهبي في "تاريخ الاسلام": قال أَبُو داود: سألت أَحْمَد بن يونس فقال: لا تصلي خلف من يقول: القرآن مخلوق، هؤلاء كفار"وَقَال أيضا: وهذا من كبار شيوخ مسلم"قال بشار: عظمه ابن منجويه في كتابه: رجال صحيح مسلم"الورقة: 2) (وانظر"تذهيب الذهبي": 1 / الورقة: 17 و"تاريخ الاسلام"الورقة: 177 أيا صوفيا 3007 و"المعجم المشتمل"لابن عساكر، الورقة: 10، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 17، وتهذيب ابن حجر: 1 / 51 50 و"الجرح والتعديل"لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 57 وتاريخ البخاري: 1 / 2 /: 5 وغيرها) .
(2) هو ابن عساكر في "المعجم المشتمل.
(3) قال أبو عُبَيد الآجري عَن أبي داود: سمعته يقول: مات الأعمش وأنا ابن أربع عشرة سنة ورأيت أبا حنيفة ومسعرا وابن أَبي ليلى يقضي خارج المسجد من أجل الحيض. قال أبو داود: كان مولده سنة 134، وَقَال مطين: سنة 133.
(4) قال الحافظ ابن عساكر في "المعجم المشتمل": وروى كل واحد من التِّرْمِذِيّ والنَّسَائي والقزويني عن رجل عنه.
(5) قال مغلطاي: ولما ذكره البستي في كتاب "الثقات" كناه أبا عَمْرو، وهو في عدة نسخ مجودة"قلت: لم يتابعه على ذلك أحد.(1/378)
بَكْر بْن عياش.
رَوَى عَنه: أَبُو داود (1) ، وأَبُو سهل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبد اللَّهِ بْن زياد القطان النحوي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن هشام بْن حميد الحصري، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن هشام الأنماطي، وأَبُو علي إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، والحسين بْن حميد بْن الربيع اللخمي، وحمزة بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الدهقان، ورضوان بْن أَحْمَد بْن جالينوس الصيدلاني، وسَعِيد بْن عَبد اللَّهِ المهراني، وأَبُو جَعْفَر عَبد اللَّهِ بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم المعروف بابن بريه الهاشمي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعبد الله بْن عروة الهروي، وأَبُو الْقَاسِم عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيد بْن أَبي الدنيا، وأَبُو عَمْرو عثمان بْن أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن يزيد الدقاق المعروف بابن السماك، وعلي بْن مُحَمَّد بْن عُبَيد الْحَافِظ، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن بجير البجيري، والقاسم بْن زكريا المطرز، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن سَعِيد المهراني، ومحمد بْن عبد الحميد الأستراباذي، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن البختري الرزاز، ومحمد بْن المنذر الهروي شكر، وأَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الأصم النَّيْسَابُورِيّ، وميمون بْن إسحاق البَصْرِيّ، وأَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن الإسفراييني.
قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: كتبت عَنْهُ، وأمسكت عَنِ الرواية عَنْهُ لكثرة كلام الناس فيه (2) .
وَقَال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي (3) : كَانَ يكذب.
__________
(1) في حاشية الاصل من قول المصنف: لم أقف على روايته عنه، ولا ذكره أَبُو الْقَاسِم في "الشيوخ النبل.
(2) ونقل عَن أبيه قوله فيه: ليس بقوي (الجرح والتعديل: 1 / 1 / 62) .
(3) يعني: مطين.(1/379)
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ: ليس بالقوي عندهم، تركه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد يعني ابْن عقدة.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه، وكان أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد لا يحدث عَنْهُ لضعفه وذكر أن عنده عَنْهُ قمطرا (1) على أنه لا يتورع أن يحدث عَنْ كل أحد.
قال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: ولا يعرف لَهُ حديث منكر وإما ضعفوه أنه لم يلق من يحدث عنهم.
وَقَال أَبُو بَكْر الْخَطِيبُ فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ الشَّيْبَانِيُّ عَن أَبِي الْيُمْنِ الْكُنْدِيِّ عَن أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن صرما الصائغ عَنْهُ إذنا (2) : قال لي بعض شيوخنا: إنما طعن على العطاردي من طعن عَلَيْهِ بأن قال: الكتب التي حدث منها كانت كتب أَبِيهِ، فادعى سماعها معه، فأخبرنا أَبُو سَعِيد الصيرفي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الأصم (3) ، قال: سمعت أَبَا عُبَيدة السري بْن يحيى ابْن أخي هناد وسأله أَبِي عَنِ العطاردي فَقَالَ: ثقة.
وأَخْبَرَنَا (4) أَبُو سعد الماليني إجازة، أَخْبَرَنَا (5) عَبد اللَّهِ بْن عَدِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَمْدَان، حدثني أَبُو بَكْر بْن صدقة، قال: سمعت أَبَا كريب يَقُول: قد سمع أَحْمَد بْن عَبْد الْجَبَّارِ من أَبِي بَكْر بْن عياش.
__________
(1) القمطر والقمطرة (بوزن الهزبر) : ما يصان فيه الكتب، ولا يقال بالتشديد، وينشد:
ليس بعلم ما يعي القمطر • ما العلم إلا ما وعاه الصدر
(2) تاريخ بغداد: 4 / 263.
(3) هذا اختصار لسند الخطيب والذي في "تاريخ بغداد: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصيرفي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يعقوب الاصم.
(4) هذا القول للخطيب.
(5) في تاريخ الخطيب: حَدَّثَنَا.(1/380)
حدثني (1) علي بْن مُحَمَّد بْن نصر، قال: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدَّارَقُطْنِيّ عَنِ العطاردي (2) ، فَقَالَ: لا بأس به، أثنى عَلَيْهِ أَبُو كريب، وسئل عَنْ"مغازي"يونس بْن بُكَيْر، فَقَالَ: مروا إِلَى غلام بالكناس يقال لَهُ العطاردي سمع معنا مع أَبِيهِ، فجئنا إليه، فَقَالَ: لا أدري أين (3) هو، ثم وجده فِي برج حمام (4) فحدث به.
أَخْبَرَنِي (5) أَبُو الْقَاسِم الأزهري، قال: قال لنا مُحَمَّد بْن حميد ابن مُحَمَّد اللخمي: سمعت القاضي أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن صَالِح الهاشمي يَقُول: حدثني مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع، حَدَّثني أَبِي، قال: ابتدأ أَبُو كريب مُحَمَّد بْن العلاء يقرأ علينا كتاب"المغازي"ليونس بْن بُكَيْر، فقرأ علينا مجلسا أو مجلسين فلغط بعض أصحاب الحديث، فقطع قراءته، وحلف لا يقرؤه علينا، فعدنا إليه، فسألناه فأبى، وَقَال: امضوا إِلَى عَبْد الْجَبَّارِ العطاردي، فإنه كَانَ يحضر سماعه معنا من يونس. فقلنا لَهُ: فإن كَانَ قد مات؟ قال: اسمعوه من ابنه أَحْمَد، فإنه كَانَ يحضره معه، فقمنا من عنده ومعنا جماعة من أصحاب الحديث، فسألنا عَنْ عَبْد الْجَبَّارِ، فقيل لنا: قد مات، وسألنا عَنِ ابنه فدللنا إِلَى (6) منزله، فجئناه، فاستأذنا عَلَيْهِ وعرفناه قصتنا مع أَبِي كريب، وأنه دلنا على أَبِيهِ وعليه، وكان أَحْمَد يلعب بالحمام الهدى، فَقَالَ لنا: مذ سمعناه ما نظرت فيه ولكن هو فِي قماطر فيها كتب فاطلبوه، فقمت فطلبته فوجدته وعليه ذرق الحمام، وإذا سماعه مع أَبِيهِ بالخط العتيق، فسألته أن يدفعه إلي ويجعل وراقته لي ففعل.
__________
(1) الكلام للخطيب.
(2) في "تاريخ الخطيب": سألت أبا الْحَسَن الدارقطني عَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الجبار العطاردي.
(3) في حاشية الاصل بخط المؤلف"كذا.
(4) في تاريخ الخطيب: الحمام.
(5) الكلام الخطيب.
(6) في تاريخ الخطيب: على.(1/381)
هذا الكلام أو نحوه.
قال الْخَطِيب (1) : كَانَ أَبُو كريب من الشيوخ الكبار الصادقين الأبرار، وأَبُو عُبَيدة السري بْن يحيى شيخ جليل أيضا ثقة من طبقة العطاردي، وقد شهد لَهُ أحدهما بالسماع والآخر بالعدالة، وذلك يفيد حسن حالته، وجواز روايته إذا لم يثبت لغيرهما قول يوجب إسقاط حديثه واطراح خبره، فأما قول الحضرمي فِي العطاردي: إنه كَانَ يكذب.
فهو قول مجمل يحتاج إِلَى كشف وبيان، فإن كَانَ أراد به وضع الحديث، فذلك معدوم فِي حديث العطاردي وإن عنى أنه روى عمن لم يدركه فذلك أيضا باطل، لأن أَبَا كريب شهد لَهُ أنه سمع معه من يونس بْن بُكَيْر، وثبت أيضا سماعه من أَبِي بَكْر بْن عياش، فلا يستنكر لَهُ السماع من حَفْص بْن غِيَاث، وابن فضيل ووكيع، وأبي معاوية، لأن أَبَا بَكْر بْن عياش تقدمهم جميعا فِي الموت، وأما ابْن إدريس، فتوفي قبل أَبِي بَكْر بسنة، فليس يمتنع سماعه منه، لأن والده كَانَ من كبار أصحاب الحديث، فيجوز أن يكون بَكْر به (2) . وقد روى العطاردي عَن أَبِيهِ عَنْ يونس بْن بُكَيْر أوراقا من"مغازي"ابْن إسحاق، ويشبه أن يكون فاته سماعها من يونس، فسمعها من أَبِيهِ عَنْهُ، وهذا يدل على تحريه للصدق وتثبته فِي الرواية، والله أعلم (3) .
قيل: إن مولده فِي عشر الأضحى سنة سبع وسبعين ومئة.
__________
(1) "تاريخ بغداد": 4 / 265 264.
(2) تحرفت في تاريخ الخطيب إلى: يكذبه"وهو تحريف شنيع.
(3) إلى هنا انتهى النقل عن الخطيب في "تاريخ بغداد"وَقَال ابن حبان في "الثقات": ربما خالف، ولم أر فِي حديثه شيئا يجب أن يعدل بِهِ عَن سبيل العدول إلى سنن المجروحين". وَقَال مغلطاي: قال مسلمة بن قاسم الاندلسي: أحمد بن عبد الجبار صاحب يونس بْن بكير لا بأس به..وفي سؤالات الحاكم الكبرى للدارقطني، قال أبو الحسن: اختلف فيه شيوخنا، ولم يكن من أهل الحديث، وأبوه ثقة. وَقَال أبو محمد ابن الاخضر: ثقة لا بأس به" (إكمال: 1 / الورقة: 18) . وَقَال أبو يَعْلَى الخليلي: وليس في حديثه مناكير لكنه روى عن القدماء، اتهموه في ذلك" (الارشاد، الورقة: 92 من انتخاب السلفي) . وَقَال الذهبي في "الميزان": ضعفه غير واحد (1 / 113 112) .(1/382)
وَقَال أَبُو يَعْلَى الخليل بْن عَبد اللَّهِ الخليلي القزويني: مات سنة سبعين ومئتين.
وَقَال أَحْمَد بْن كامل القاضي: مات سنة إحدى وسبعين ومئتين.
وَقَال أبو عَمْرو ابن السماك، وأَحْمَد بْن محمود بْن صبيح: مات سنة اثنتين وسبعين ومئتين. زاد ابْن السماك: بالكوفة فِي شعبان (1) .
66- ت ق: أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن بكار بْن عَبد المَلِك بن الوليد بن بسر بن أرطاة ويُقال: ابْن أَبي أرطاة، القرشي العامري، أَبُو الوليد البسري الدمشقي، نزيل بغداد، ابْن عم بكار بْن عَبد اللَّهِ بْن بكار، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن بكار.
رَوَى عَن: حَمَّاد بْن مَالِك الأشجعي الحرستاني وهو من أقرانه، وعبد الرزاق بْن همام الصنعاني، وعراك بْن خالد بْن يزيد بْن صَالِح بْن صبيح المري، وابن عمه: مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن بكار، ومروان بْن معاوية الفزاري، والوليد بْن مسلم (ت ق) ،.
رَوَى عَنه: التِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي (2) ، وابن ماجه، وأَحْمَد بْن علي بْن المثنى أَبُو يَعْلَى الموصلي، وأَحْمَد بْن علي بْن مسلم الأبار، وحاجب بْن أركين الفرغاني، وأَبُو شَيْبَة داود بْن إِبْرَاهِيم بْن داود بْن روزبة الْبَغْدَادِيّ نزيل مصر، وسَعِيد بْن عَبد اللَّهِ بْن أَبي رجاء الأَنْبارِيّ الصفار المعروف بابن عجب، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدارمي، وأَبُو الْقَاسِم عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وعلي بْن سَعِيد بْن عَبد اللَّهِ العسكري، وعلي بْن
__________
(1) وكذلك قال ابن المنادي، وابن عقدة، وأبو الشيخ، والقراب، والخطيب في كتاب"السابق واللاحق"قال: الصحيح أنه توفي سنة اثنتين وسبعين ومئتين.
(2) في حاشية الاصل بخط المؤلف: لم أقف على رواية النَّسَائي عنه"قال بشار: وذكر ابن عساكر في "المعجم المشتمل"أن النَّسَائي روى عنه وَقَال عَنه: صالح، وانظر ما سينقله المؤلف عن الخطيب بعد قليل أيضا.(1/383)
عَبْد الْعَزِيزِ البغوي عم أَبِي الْقَاسِم، وعلى بْن مُحَمَّد بْن الحسين الكازروني، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن نصر الكاغدي، والقاسم بْن يحيى بْن نصر المخرمي ابْن أخي سعدان بْن نصر، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن أيوب الأخرم الأصبهاني، ومحمد بْن عثمان بْن أَبي شَيْبَة العبسي الكوفي، ومحمد بْن هارون بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي، ومحمد بْن هارون بْن الهيثم بْن يحيى الجوهري الطرسوسي، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي الْحَافِظ، ويوسف بْن مُوسَى بْن عَبد اللَّهِ المروروذي.
قال أَبُو حَاتِم: رأيته يحدث ولم أكتب عَنْهُ، وكان صدوقا.
وَقَال النَّسَائي: صَالِح.
وَقَال الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ الشَّيْبَانِيُّ، عَن أَبِي الْيُمْنِ الْكُنْدِيِّ، عَن أَبِي مَنْصُور الْقَزَّاز عَنْهُ (1) : قرأت فِي كتاب علي بْن أَحْمَد بْن أَبي الفوارس: أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، قال: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ يعني إِسْمَاعِيل بْن عَبد اللَّهِ السكري يَقُول: لم يسمع أَبُو الوليد القرشي من الوليد بْن مسلم شيئا قط أو لم أره عند الوليد قط، وقد أقمت تسع سنين والوليد حي ما رأيته قط (2) ، وكنت أعرفه شبه قاص (3) ، وإنما كَانَ محللا يحلل الرجال للنساء (4) ويعطى الشئ فيطلق، وكان سئ الحال بدمشق، ولو شهد عندي وأنا قاض على تمرتين يعني لم أجز شهادته (5) فاتقوا الله
__________
(1) تاريخ بغداد: 4 / 242.
(2) وضع المؤلف في حاشية الاصل مقابل هذا السطر لفظة"كذا.
(3) في تاريخ الخطيب: قاض.
(4) وضع المؤلف في حاشية الاصل لفظة"كذا"أيضا. وفي المطبوع من تاريخ الخطيب: النساء للرجال"، وكأنها كانت في الاصل كما نقل المؤلف"الرجال للنساء"لذلك وضع لفظة"كذا.
(5) وضع ناشر وتاريخ الخطيب إضافة من عندهم هي": لم أقبل شهادته"والظاهر أنهم ظنوا في النص نقصا، وليس ذلك بصحيح.(1/384)
وإياكم والسماع عَنِ الكاذبين (1) . وبكار لم أجز شهادته قط وهو الذي بعث إليه الكتب، وهما جميعا كذأَبَان.
قال الْخَطِيب: وأَبُو الوليد ليس حاله عندنا ما ذكر الباغندي عَنْ
هذا الشيخ، بل كَانَ من أهل الصدق، وقد حدث عَنْهُ من الأئمة أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي وحسبك به، وذكره أيضا فِي جملة شيوخه الذين بين أحوالهم، فَقَالَ ما أخبرنا (2) الرقاني، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الْحَافِظ، حَدَّثَنَا الحسن (3) بن رشقيق، حَدَّثَنَا عبد الكريم بْن أَبي عَبْد الرَّحْمَنِ، عَن أَبِيهِ (4) ، قال: أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن بكار دمشقي صَالِح (5) .
قال أَبُو الْقَاسِم البغوي: مات سنة ست وأربعين ومئتين.
قال الْخَطِيب: وهذا القول وهم.
وَقَال عبد الباقي بْن قانع وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بَكْر القصير: مات سنة ثمان وأربعين ومئتين. قال ابْن قانع: بسر من رأى. ذكر الْخَطِيب أن هذا هو الصواب، قال: وذكر غيرهما أن وفاته كانت يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شهر رمضان.
67- د: أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَنِ عَبد اللَّهِ بن سعد بن عثمان
__________
(1) في المطبوع من تاريخ الخطيب: الكذابين.
(2) في تاريخ الخطيب: أخبرناه.
(3) تصحف في تاريخ الخطيب فهو في المطبوع: أبو الحسن.
(4) وَقَال الخطيب بعد ذكر سند روايته: ثم حدثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبد اللَّهِ، قال: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه قال: سمعت أَبِي يَقُول: ...
(5) قال مغلطاي: قال مسلمة بن قاسم في كتاب"الصلة": دمشقي ثقة. وذكره البستي في كتاب "الثقات" وخرج حديثه في "صحيحه"وكذلك الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ.. وَقَال أَبُو حاتم الرازي في "تاريخه": دمشقي صالح" (إكمال: 1 / الورقة: 18) وأخذ ابن عساكر بقول النَّسَائي (المعجم المشتمل، الورقة: 10) وأورد الذهبي في تاريخ الاسلام قول أبي حاتم والنَّسَائي فيه وأنه كان صالحا (الورقة: 101 من مجلد أحمد
الثالث 2917 / 7) .(1/385)
الدشتكي الرازي الْمُقْرِئ المعروف بحمدان (1) . ودشتك قرية من قرى الري.
رَوَى عَن: إدريس بْن مُحَمَّد الروذي (2) ، وعبد الله بْن أَبي جَعْفَر الرازي، وأبيه: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبد اللَّهِ بْن سعد الدشتكي (د) ، والفضل بْن خالد أَبِي معاذ المروزي، ومحمد بْن سَعِيد بْن سابق القزويني، ومكرم بْن يُوسُف.
رَوَى عَنه: أَبُو داود، وأَحْمَد بْن جَعْفَر بْن نصر الجمال، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن عطية الْحَافِظ، وجعفر بن محمد أبويحيى الزعفراني الْحَافِظ، وأَبُو علي الْحَسَن بْن الْعَبَّاس الجمال، وابنه: أَبُو سَعِيد عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدشتكي، وعلي بن الحسين ابن الجنيد، وعلي بْن سَعِيد بْن بشير، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس، ومحمد بْن أيوب بْن يحيى بْن الضريس، وأَبُو بشر مُحَمَّد بْن عِمْران بْن الجنيد، ومحمد بْن الفضل القسطاني (3) الرازيون.
قال أَبُو حَاتِم: كَانَ صدوقا (4) .
__________
(1) قال ابن حجرفي"التهذيب": الَّذِي ذكره ابن أَبي حاتم والشيرازي في "الالقاب"والسمعاني والرشاطي كلاهما في "الانساب"وصاحب "الكمال" أن لقبه حمدون وإنما تبع المزي في قوله حمدان صاحب"الشيوخ النبل"وحمدون أصح، والله أعلم". قال بشار: صحيح ما قاله ابن حجر، بل غيره في التقريب إلى"حمدون"وإن كان ذلك تجوزا منه (وانظر"المعجم المشتمل"، الورقة: 10، والجرح والتعديل: 1 / 1 /: 59، وأنساب السمعاني: 5 / 351) .
(2) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف: روذة محلة بالري". قال بشار: وأبو أَحْمَد إدريس بْن مُحَمَّد الروذي الرازي هذا يروي عن سفيان الثوري وعبد العزيز بن أَبي رواد ووهيب بن الورد وغيرهم. روى عنه مُحَمَّد بْن عَبد الله بْن أَبي جَعْفَر الرازي وأحمد الدشتكي هذا وغيرهما، ووثقه أبو حاتم الرازي"الجرح والتعديل"لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 266 وأنساب السمعاني: 6 / 193 وغيرهما) .
(3) نسبة إلى قسطانة بضم القاف وسكون الشين المهملة قرية من الري يقال لها كشتانة، وكان أبو بكر القسطاني هذا صدوقا.
(4) قال العلامة مغلطاي: وخرج له أبو عبد الله (الحاكم) في "مستدركه"وَقَال مسلمة بن قاسم: ثقة، وَقَال أبو علي الغساني: روى عنه أبو داود في كتاب اللباس" (إكمال: 1 / الورقة: 18) .(1/386)
68- م: أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن وهب بن مسلم القرشي، أَبُو عُبَيد اللَّهِ المِصْرِي، بحشل (1) ، ابْن أخي عَبد اللَّهِ بْن وهب، مولى يزيد بْن رمانة مولى أَبِي (2) عَبْد الرَّحْمَنِ الفهري.
رَوَى عَن: إسحاق بْن الفرات التجيبي، وبشر بْن بَكْر التنيسي، وزياد بْن يونس الحضرمي، وشعيب بْن الليث بْن سعد، وعمه: عَبد اللَّهِ بْن وهب (م) ، ومحمد بْن إدريس الشافعي، ومؤمل ابن عَبْد الرَّحْمَنِ الثقفي.
رَوَى عَنه: مسلم (3) ، وإبراهيم بْن عَبد اللَّهِ بْن معدان الأصبهاني، وأَحْمَد بْن حَمَّاد بْن سفيان القاضي، وأَحْمَد بْن خون (4) الفرغاني، وأَحْمَد بْن عبد الوارث بْن جرير العسال المِصْرِي، وأَحْمَد بْن علي بْن زياد بْن أَبي الصغير المِصْرِي، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم البستي القاضي، وزكريا بْن يحيى الساجي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القزويني القاضي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زياد النَّيْسَابُورِيّ، وعبد الرحمن بْن إِسْمَاعِيل بْن علي الدمشقي المعروف بالكوفي، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن بجير البجيري السمرقندي، وأبو بكر
__________
(1) بحشل: بفتح الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة، لقب له، وهو لقب لاسلم به سهل الرزاز صاحب (تاريخ واسط) أيضا.
(2) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف: لَهُ صحبة.
(3) وَقَال الحافظ أَبُو القاسم ابن عساكر في المعجم المشتمل: وقيل: إن البخاري روى عنه عن عمه ولم ينسبه، ولم يصح ذلك".وَقَال العلامة مغلطاي: وزعم أبو علي الجياني في تقييد المهمل وقبله أبو أحمد الحاكم أن البخاري روى عنه، زاد صاحب الزهرة: تسعة أحاديث"ثم ذكر مغلطاي أن أبا عَبد الله الحاكم وابن مندة قد ردا هذا القول ووهما من قال به وتبعهما ابن عساكر وغيره من المتأخرين، ونقل عَن أبي عَبد الله الحاكم قوله: من قال: إن البخاري روى عنه فقد وهم إذ البخاري الذين ترك الرواية عنهم في الجامع قد روى عنهم في سائر مصنفاته كابن صالح وغيره، وليس له عن بحشل هذا رواية في موضع فهذا يدل على أنه ترك حديثه أو لم يكتب عنه البتة، وأما أبو أحمد بن عدي، فلم يذكره في أسماء شيوخه.
(4) قيد المؤلف هذا الاسم في الحاشية بحروف منفصلة حتى لا يلتبس (خ ون) .(1/387)
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن راشد بْن معدان الأصبهاني، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن جرير الطبري، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان الباغندي، ومحمد بْن هارون الروياني، وهارون بْن مُحَمَّد بْن هارون الجوباري، وأَبُو يَعْقُوب يُوسُف بْن يَعْقُوب التَّمِيمِيّ.
قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم (1) : سألت مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد الحكم عَنْهُ، فَقَالَ: ثقة، ما رأينا إِلاَّ خَيْرًا. قلت: سمع من عمه؟ قال: إي والله.
وَقَال أيضا (2) : سمعت أَبِي يَقُول: سمعت عَبد المَلِك بْن شعيب بْن الليث يَقُول: أَبُو عُبَيد الله بن أخي ابْن وهب ثقة.
وَقَال أيضا (3) : سمعت أَبَا زرعة يَقُول: أدركناه ولم نكتب عَنْهُ.
وَقَال (4) : سمعت أَبَا زرعة وأتاه بعض رفقائي فحكي عَن أَبِي عُبَيد الله بن أخي ابْن وهب أنه رجع عَنْ تلك الأحاديث فَقَالَ أَبُو زُرْعَة: إن رجوعه مما يحسن حاله ولا يبلغ به المنزلة التي كَانَ من قبل.
وَقَال (5) : سمعت أَبِي يَقُول: كتبنا عَنْهُ وأمره مستقيم، ثم خلط بعد، ثم جاءني خبره أنه رجع عَنِ التخليط. قال: وسئل أَبِي عَنْهُ بعد ذلك فَقَالَ: كَانَ صدوقا.
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ محمد بن يعقوب
__________
(1) "الجرح والتعديل: 1 / 1 /: 60.
(2) نفسه.
(3) لم أجد هذا في "الجرح والتعديل"ولعله ساقط من المطبوعة.
(4) "الجرح والتعديل": 1 / 1 / 60.
(5) نفسه.(1/388)
الْحَافِظ يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن إسحاق يعني ابْن خزيمة وقيل لَهُ: لم رويت عَنْ أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن وهب وتركت سفيان بْن وكيع؟ فَقَالَ: لأن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ لما أنكروا عَلَيْهِ تلك الأحاديث، رجع عنها عَنْ آخرها إلا حديث مَالِك عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ أنس: إذا حضر العشاء" (1) فإنه ذكر أنه وجده فِي درج (2) من كتب عمه فِي قرطاس. وأما سفيان بْن وكيع، فإن وراقه أدخل عَلَيْهِ أحاديث، فرواها، وكلمناه، فلم يرجع عنها، فاستخرت الله، وتركت الرواية عَنْهُ.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: رأيت شيوخ أهل مصر الذين لحقتهم مجمعين على ضعفه، ومن كتب عَنْهُ من الغرباء غير أهل بلده لا يمتنعون من الرواية عَنْهُ، وحدثوا عَنْهُ، منهم: أَبُو زُرْعَة (3) وأَبُو حَاتِم فمن دونهما.
وسألت عبدان عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ مستقيم الأمر فِي أيامنا، وكان أبو الطاهر ابن السرح يحسن فيه القول ومن لم يلق حرملة اعتمد أَبَا عُبَيد اللَّهِ فِي نسخ حديث ابْن وهب كنسخة عَمْرو بْن الحارث وغيره، وكل من تفرد عَنْ عمه بشيءٍ، فذلك الذي تفردوا به وجدوه عنده، وحدثهم به، من ذلك أيضا كتاب"الرجال"يرويه عَنْ عمه عَمْرو ابن سواد وقد كتبوه عَنْهُ أيضا (4) .
قال: وسمعت مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأشعث بمصر يَقُول: كنا عند أبي عُبَيد الله بن أخي ابْن وهب، فمر عَلَيْهِ هارون بن سَعِيد
__________
(1) وتمامه: وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء، أخرجه من طرق عن الزُّهْرِيّ عن أنس: البخاري 2 / 134 في الاذان: باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة، و (5465) ومسلم (557) في المساجد: باب كراهية الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله في الحال، وأحمد 3 / 110، والتِّرْمِذِيّ (353) ، وابن ماجة (933) ، وفي الباب عن ابن عُمَر عند البخاري 2 / 134، 135، ومسلم (559) ، وعن عائشة عند البخاري 2 / 134 ومسلم (558) (ش) .
(2) يجوز فيها سكون الراء وفتحها كما في معجمات اللغة.
(3) في حاشية الاصل تعقيب للمؤلف نصه: قد تقدمت حكاية عبد الرحمن عَن أبي زرعة أنه لم يكتب عنه.
(4) قال العلامة مغلطاي: قال أبو عبد الله الحاكم: قلتُ لأبي عَبد الله مُحَمَّد بن يعقوب الحافظ: إن مسلما حدث عن ابن أخي ابن وهب فقال: إن ابن أخي ابن وهب ابتلي بعد خروج مسلم من مصر ونحن لا نشك =(1/389)
الأيلي وهو راكب، فسلم عَلَيْهِ، وَقَال: ألا أطرفك! جاؤوني أصحاب الحديث يسألوني عنك، فقلت لهم: إنما يسأل أَبُو عُبَيد اللَّهِ عنا ليس نحن نسأل عَنْهُ وهو الذي كَانَ يستملي لنا عند عمه، وهو الذي كَانَ يقرأ لنا على عمه، أو كما قال.
__________
= في اختلاطة بعد الخمسين، وذلك بعد خروج مسلم والدليل عليه أحاديث جمعت عليه بمصر لا يكاد يقبلها العقل وأهل الصنعة من تأملها منهم على أنها مختلقة عليه فقبلها فما يشبه حال مسلم معه إلا حال المتقدمين من أصحاب ابن أَبي عَرُوبَة انهم أخذوا عنه قبل الاختلاط وكانوا فيها على أصلهم الصحيح، فكذلك مسلم أخذ عنه قبل تغيره واختلاطه. وفي كتاب الجرح التعديل عَن أبي الحسن الدارقطني: تكلموا فيه. وَقَال أبو الفرج ابن الجوزي: كان مستقيم الامر ثم حدث بما لا أصل له. وخرج ابن خزيمة والحاكم حديثه في صحيحيهما. وَقَال ابن العطار: وثقة أهل زمانه" (إكمال: 1 / الورقة: 19 18) ، وذَكَره ابن منجويه في (رجال صحيح مسلم) الورقة: 2. وَقَال الذهبي في "الميزان": وَقَال ابن حبان ما معناه: إنه أتى بمناكير في آخر عُمَره، فروى عن عمه عن مالك عن نافع عن ابن عُمَر عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم وهي الوتر"فهذا موضوع على ابن وهب". وأورد الإمام الذهبي طائفة مما أنكر عليه منها ما رواه ابن عدي في "الكامل"عن عيسى بن أحمد: أنبأنا أبو عُبَيد الله أنبأنا ابن وهب، أنبأنا عيسى بن يونس، عن صفوان بن عَمْرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عَن أبيه، عن عوف بن مالك مرفوعا: يكون في آخر الزمان قوم يحلون الحرام ويحرمون الحلال، ويقيسون الامور برأيهم"، فهذا إنما يعرف بنعيم بن حماد، عن عيسى، وسرقة منه سويد بن سَعِيد وعبد الوهاب بن الضحاك والحكم بن المبارك الخاشتي، أنكروه على أبي عُبَيد الله عن عمه.
وله عن عمه عن مخرمة بن بكير عَن أبيه عن نافع عن ابن عُمَر مرفوعا: إذا كان الجهاد على باب أحدكم فلا يخرج إلا بإذن أبويه.
حَدَّثَنَا موسى بن العباس، حَدَّثَنَا أحمد، أنبأنا عمي، أنبأنا حيوة، عَن أبي صخر، عَن أبي صالح، عَن أبي هُرَيْرة، مرفوعا: يأتي على الناس زمان يرسل إلى القرآن فيرفع من الارض"تفرد أحمد برفعه. وروى الإمام
الذهبي بسنده إلى السلفي: حَدَّثَنَا ابن بدران الحلواني، حَدَّثَنَا الجوهري، حَدَّثَنَا ابن حيويه، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أَبي داود، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الرحمن، حَدَّثَنَا ابن وهب، حدثني عمي، حَدَّثَنَا عَبد الله بن عُمَر ومالك وسفيان بن عُيَيْنَة، عن حميد الطويل، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة". قال الإمام الذهبي: وأجازه لي أحمد الدفوني وشهاب أنهما سمعاه من ابن رواج لسماعه من السلفي، ورواه ابن الطيوري عن العتيقي عن ابن حيويه"الميزان": 1 / 114 113.
قال الحافظ ابن حجر: وقد صح رجوع أحمد عن هذه الأحاديث التي أنكرت عليه ولاجل ذلك اعتمده ابن خزيمة من المتقدمين وابن القطان من المتأخرين، والله الموفق. وَقَال زكريا بن يحيى البلخي: حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم البوشنجي قال: قال أحمد بن صالح: بلغني أن حرملة يحدث بكتاب"الفتن"عن ابن وهب فقلت له في ذلك، وقلت له: لم يسمعه من ابن وهب أحد ولم يقرأه على أحد، قال: فرجع من عندي على أنه لا يفعل ثم بلغني أنه حدث به بعد، وَقَال: فقيل للبوشنجي: إن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدث به عن ابن وهب، قال: فهذا كذاب إذا""تهذيب": 1 / 56. وكأن الذهبي ضعفه وقد ذكره في "ديوان الصعفاء والمتروكين" (الورقة: 4) واقتصر فيه على نقل قول ابن عدي: رأيت شيوخ مصر مجمعين على ضعفه.(1/390)
قال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: ومن ضعفه، أنكر عَلَيْهِ أحاديث وكثرة روايته عَنْ عمه، وحرملة أكثر رواية عَنْ عمه منه، وكل ما أنكروه عَلَيْهِ فمحتمل، وإن لم يروه عَنْ عمه غيره، ولعله خصه به.
وَقَال أَبُو سَعِيد بْن يونس: لا تقوم بحديثه حجة. وتوفي فِي شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ومئتين، صلى عَلَيْهِ بكار بْن قتيبة القاضي.
69- ق: أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَنِ القرشي المخزومي، حجازي.
روى عن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيِّ، وحَكَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ (ق) ولَمْ يُدْرِكْهُ أَنَّهُ قال فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ"أَنَا رَأَيْتُهُ يَبُولُ قَاعِدًا": الرَّجُلُ أَعْلَمُ بِهَذَا مِنْهَا. قال أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ: وكان من شأن العرب البول قائما، ألا تراه يَقُول فِي حديث عَبْد الرَّحْمَنِ بن حسنة"قعد يبول كما تبول المرأة" (1) .
روى عنه ابْن ماجه (2) .
70- خ س ق: أَحْمَد بن عَبد المَلِك بن واقد الأسدي، مولاهم (3) ، أبويحيى (4) الحراني، أخو سَعِيد بْن عَبد المَلِك بْن واقد. وقد ينسب إِلَى جده.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن سعد الزُّهْرِيّ (ق) ، وأيوب بن سُلَيْمان
__________
(1) انظر سنن ابن ماجة (309) في الطهارة: باب في البول قاعدا.
(2) قال الذهبي في "ديوان الضعفاء": لا يكاد يعرف (الورقة: 4) ولم يذكره في "الميزان". ولم يذكره الحافظ ابن عساكر في "المعجم المشتمل". وَقَال مغلطاي: قال مسلمة في كتاب"الصلة": حَدَّثَنَا عنه ابن المحاملي"، (إكمال: 1 / الورقة: 19) وَقَال ابن حجير: وَقَال ابن حبان في "الثقات": أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَنِ القرشي المقرئ، كوفي يروي عَن أَبِي نُعَيْم، روى عنه أصحابنا فهو هذا، وكأن أبا نعيم شيخه في حكاية ابن ماجة". (تهذيب": 1 / 56.
(3) قال مغلطاي: وقيل إنه مولى بني أمية فيما ذكره صاحب"تاريخ حران.
(4) كناه ابن حبان"أبا سَعِيد"، ولم يتابع عليه.(1/391)
الجوزي، وبقية بْن الوليد، وبكار بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبي بكرة، وجرير ابن عبد الحميد، والحارث بْن مرة بْن مجاعة الحنفي، وأبي المليح الْحَسَن بْن عُمَر الرَّقِّيّ (ق) ، وحكيم بْن نَافِع الرَّقِّيّ، وحماد بْن زَيْد (خ) ، وأبي خيثمة زهير بْن معاوية الجعفي، وسلام بْن أَبي مطيع، وعبد الرحمن بْن أَبي الصهباء، وعُبَيد الله بْن عَمْرو الرَّقِّيّ (ق) ، وعتاب بْن بشير الجزري (س) ، وغسان بْن برزين الطهوي، وقتادة بْن الفضيل الرهاوي، ومحمد بْن حرب الخولاني الأبرش، ومحمد بْن سَلَمَة الحراني، وأبي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن يزيد بْن سنان الرهاوي، وموسى بْن أعين الجزري (ق) ، وأبي عوانة الوضاح بْن عَبد اللَّهِ اليشكري، ويحيى بْن عَمْرو بْن مَالِك النكري.
رَوَى عَنه: البخاري (1) ، وإبراهيم بْن عَبد اللَّهِ بْن الجنيد الختلي، وأَحْمَد بْن خالد الخلال، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد الْوَرَّاق، وإسماعيل بْن يَعْقُوب الصبيحي (2) ، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وأَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن عُمَر الميموني الرَّقِّيّ، وحنبل بْن إسحاق بْن حنبل، وأَبُو داود سُلَيْمان بْن سيف الحراني، وأَبُو شعيب عَبد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن أَبي شعيب الحراني، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة (ق) ، وأبو زُرْعَة عَبد الله بْن عبد الكريم الرازي، وأَبُو بَكْر محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني، وأَبُو أمية مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مسلم الطرسوسي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن النَّضْر الأزدي، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو إِسْمَاعِيل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن يُوسُف السلمي التِّرْمِذِيّ، ومحمد بْن جبلة الرافقي (س) ، ومحمد بْن
__________
(1) نقل مغلطاي عن صاحب كتاب"الزهرة"أن البخاري روى عنه سبعة أحاديث.
(2) منسوب إلى جَدِّه صبيح بفتح الصاد وسيأتي ذكره في هذا الكتاب. ولم يذكر السمعاني هذه النسبة في "الانساب"ولا استدركها عليه العز ابن الاثير في "اللباب"فتستدرك عليهما.(1/392)
علي حَمْدَان الْوَرَّاق، ومحمد بْن غالب بْن حرب تمتام، وهلال بْن العلاء الرَّقِّيّ، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي.
قال أَبُو الْحَسَن الميموني: سألت أَحْمَد بْن حنبل عَنْهُ فَقَالَ: قد كَانَ عندنا ورأيته كيسا وما رأيت بأسا، رأيته حافظا لحديثه وما رأيت إِلاَّ خَيْرًا، وهو صاحب سنة. قال: فقلت أهل حران يسيؤون الثناء عَلَيْهِ. قال: أهل حران قل ما يرضون عَنْ إنسان، هو يغشى السلطان بسبب ضيعة لَهُ.
قال: فرأيت أمره عند أَبِي عَبد اللَّهِ حسنا يتكلم فيه بكلام حسن.
وَقَال يَعْقُوب بْن شَيْبَة: كَانَ ثقة.
وَقَال أَبُو حَاتِم: كَانَ نظير النفيلي فِي الصدق والإتقان (1) .
قال أَبُو عَرُوبَة الحراني عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى بْن كثير: مات سنة إحدى وعشرين ومئتين.
وروى لَهُ النَّسَائي، وابن ماجه.
71- د س: أَحْمَد بن عَبْد الْوَاحِدِ بن واقد التَّمِيمِيّ، أَبُو عَبْد اللَّهِ الدمشقي المعروف بابن عبود.
رَوَى عَن: آدم بْن أَبي إياس العسقلاني، وسلام بْن سُلَيْمان المدائني، وأبي صَالِح عَبد اللَّهِ بْن صَالِح المِصْرِي، وعبد الله بْن يُوسُف التنيسي، وأبي مسهر عبد الاعلى بْن مسهر الغساني (د) ، وعبد الملك بْن الحكم الرملي، وعبد الوهاب بن الضحاك العرضي (2) ،
__________
(1) ووثقه ابن حبان البستي وخرج حديثه في "صحيحه"قال مغلطاي: وذكره الكلاباذي والباجي، قال: وهو متروك. وَقَال ابن نمير: أهل بلده يسيئون الثناء عليه، فتركت حديثه.. وَقَال ابن خلفون: أحمد بن عبد الملك هذا ثقة مشهور، وقد زعم بعض الناس أن أهل بلده كانوا يسيئون الثناء عليه، فترك حديثه لذلك ولم يضع شيئا"قال بشار: ولم يذكره الذهبي في "الميزان"ولا"ديوان الضعفاء"ويظهر من مجمل ترجمته له في (تاريخ
الاسلام) أنه يوثقه (الورقة 177 أيا صوفيا 3007) .
(2) منسوب إلى عرض بضم العين المهملة وسكون الراء مدينة صغيرة في البر بين الفرات ودمشق،(1/393)
وعبد الوهاب بْن نجدة الحوطي، وعلي بْن هارون، وعَمْرو بْن أَبي سَلَمَة التنيسي، ومحمد بْن بكار بْن بلال العاملي، ومحمد بْن خالد المزني، ومحمد بْن كثير المصيصي، ومحمد بْن المبارك الصوري، ومحمد بْن يُوسُف الفريابي، ومروان بْن مُحَمَّد الدمشقي الطاطري (د س) ، وأبي صدقة مسرور بْن صدقة، وهشام بْن إِسْمَاعِيل العطار، والوليد بْن الوليد القلانسي، ويحيى بْن صَالِح الوحاظي، ويوسف بْن شعيب الخولاني.
رَوَى عَنه: أَبُو داود، والنَّسَائي، وإبراهيم بْن دحيم الدمشقي، وإبراهيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مروان القرشي الْحَافِظ، وأحمد بن عامر ابن عَبْد الْوَاحِدِ البرقعيدي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن أَبي عاصم النبيل، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن عُمَير بْن يُوسُف بْن جوصى، وأَبُو الدحداح أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل التَّمِيمِيّ، وأَحْمَد بن المعلى ابن يزيد القاضي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد بْن قيراط، وجعفر بْن مُحَمَّد ابن أَحْمَد بْن حَمَّاد التَّمِيمِيّ والد الفضل بْن جَعْفَر، والحسن بْن علي ابن روح بْن عوانة، وأَبُو سُلَيْمان داود بْن الوسيم البوشنجي، وسُلَيْمان ابن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الخزاعي، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن مُوسَى عبدان الأهوازي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن بجير السمرقندي، والقاسم بْن عيسى العصار، والقاسم بْن مُوسَى بْن الْحَسَن بْن مُوسَى الأشيب، وأَبُو بشر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَمَّاد
الدولابي، وأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن الحريص، ومحمد بْن الْقَاسِم بْن عبد الخالق المؤذن، وموسى بْن جمهور التنيسي.
قال أَبُو الْقَاسِم: ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ عَبد اللَّهِ بْن يحيى بْن أَحْمَد الفقيه، فَقَالَ: هو ثقة (1) .
__________
وسيأتي عبد الوهاب هذا.
(1) ووثقه العقيلي وابن أَبي عاصم ومسلمة بن قاسم الاندلسي وغيرهم. وَقَال النَّسَائي: صَالِح لا بأس به.(1/394)
قال أبوالدحداح: توفي سنة أربع وخمسين ومئتين.
وَقَال إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ القرشي: توفي ليلة الجمعة لليلتين خلتا من شوال سنة أربع وخمسين ومئتين، وتابعه عَمْرو بْن دحيم على ذلك (1) .
72- تمييز ويقاربه فِي طبقته شيخ آخر يقال لَهُ: أَحْمَد بن عَبْد الْوَاحِدِ بن سُلَيْمان، أَبُو جَعْفَر الرملي.
رَوَى عَن: عَبد المَلِك بْن الحكم الرملي، ومحمد بْن كثير المصيصي، والهيثم بْن جميل الأنطاكي، ويوسف بْن شعيب الخولاني.
روى عنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم، وَقَال (2) : كتبنا عَنْهُ بالرملة، ومحله الصدق.
73- تمييز وللدمشقيين شيخ آخر يقال لَهُ: أَحْمَد بن عَبْد الْوَاحِدِ (3) بن يزيد العقيلي، أَبُو عَبْد اللَّهِ الجوبري، من أهل قرية جوبر من قرى دمشق.
رَوَى عَن: صفوان بْن صَالِح الدمشقي المؤذن، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن بشير بْن ذكوان الْمُقْرِئ، وعبد الوهاب بْن عَبد الرحيم الأشجعي الجوبري، وعبدة بْن عَبد الرحيم المروزي.
رَوَى عَنه: أب وبكر أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن أَبي دجانة النصري، وجمح بْن الْقَاسِم بْن عبد الوهاب الجمحي المؤذن، والحسن بْن منير التنوخي، وأَبُو أَحْمَد عَبد اللَّهِ بْن عدي الجرجاني الحافظ، وأبو
__________
(1) وبه قال الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِمِ ابن عساكر في "المعجم المشتمل.
(2) "الجرح والتعديل": ج 1 ق 1 ص 61. وانظر تاريخ الاسلام (الورقة: 220 أحمد الثالث 2917 / 7) .
(3) في أنساب السمعاني (3 / 380) : عَبد الله"لعله تحريف.(1/395)
الْقَاسِم علي بْن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبي العقب الهمداني، والفضل ابن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَمَّاد التَّمِيمِيّ، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن علي اليقطيني، ومحمد بْن سُلَيْمان بْن يُوسُف الربعي (1) .
قال أَبُو سُلَيْمان بْن زبر: توفي سنة خمس وثلاث مئة (2) . ذكرناهما للتمييز بينهم (3) .
74- سي: أَحْمَد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، أَبُو عَبْد اللَّهِ الشامي الجبلي.
رَوَى عَن: أَحْمَد بْن خالد الوهبي، وأَحْمَد بْن شبويه المروزي، وإسحاق بْن مُوسَى الأَنْصارِيّ، وجنادة بْن مروان الأزدي الحمصي، وأبي اليمان الحكم بْن نَافِع البهراني، وداود بْن معاذ، والعباس بْن عثمان الدمشقي، وعبد العزيز بْن مُوسَى اللاحوني (سي) ، وأبي المغيرة عبد القدوس بْن الحجاج الخولاني، وعبد الوهاب بْن الضحاك العرضي، وأبيه: عبد الوهاب بْن نجدة الحوطي (عس) ، وعلي بْن عياش الحمصي، ومُحَمَّد بن عيسى ابن الطباع، ومحمد بْن مصعب القرقساني، ويحيى بْن صَالِح الوحاظي، ويزيد بْن قبيس السليحي الجبلي.
رَوَى عَنه: النَّسَائي فِي كتاب"عمل يوم وليلة"وفي "مسند علي"، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق الأهوازي المعروف بالشعراني، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى العسكري، وأبو الحسن أحمد
__________
(1) وترجم له الذهبي في تاريخ الاسلام (الورقة: 21 أحمد الثالث 2917 / 9) .
(2) انظر كتاب (الوفيات) له، نسخة المتحف البريطاني، وفيات سنة 305.
(3) ومما يستدرك على المؤلف للتمييز أيضا:
12- أَحْمَد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْن معاوية الطحاوي، مولى قريش.
توفي بمصر في جمادى الاولى سنة 255.
(إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 19 وتهذيب ابن حجر: 1 / 58) .(1/396)
ابن مُحَمَّد الرشيدي، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد العبدري، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى النَّيْسَابُورِيّ الأعرج الْحَافِظ، وأَبُو علي الْحَسَن بْن علي بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن رزيق الحمصي، وأَبُو الْقَاسِم سُلَيْمان بْن أَحْمَد بْن أيوب الطبراني، وأَبُو صَالِح سند بْن يحيى بْن سند المِصْرِي، وأَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن ربيعة بْن زبر الربعي القاضي، وعبد الرحمن بْن داود بْن مَنْصُور، وأَبُو الْقَاسِم عبد الصمد بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّهِ الْكُنْدِيّ الحمصي القاضي، وعبد الملك بْن محمود بْن إِبْرَاهِيم بْن سميع، وأَبُو عَمْرو عثمان بْن جَعْفَر الهاشمي مولى الْعَبَّاس المعروف بالشعراني، وأَبُو طالب علي بْن أَحْمَد بْن عسال بْن شرحبيل بن عسال ابن الصلت الجبلي، وعلي بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الوزير، وعلي بْن سراج المِصْرِي الْحَافِظ، وعيسى بْن مُحَمَّد الرازي، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الفارسي، ومحمد بْن علي بْن حمزة الأنطاكي، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَنِ البيروتي، وأَبُو عِمْران مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن مسلم الجبلي، والوليد بْن حَمَّاد الرملي فيما كتب إليه، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن سهل الدمشقي.
سمع منه أَبُو الْقَاسِم الطبراني بمدينة جبلة سنة تسع وسبعين ومئتين (1) .
وَقَال أَبُو الحسين أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عُبَيد الله بن المنادي: مات بجبلة سنة إحدى وثمانين ومئتين.
75- م 4: أَحْمَد بن عبدة (2) بن مُوسَى الضبي، أَبُو عَبْد اللَّهِ البَصْرِيّ (3) .
__________
(1) قال مغلطاي: قال أَبُو الحسن علي بن عُمَر الدارقطني في كتاب"التعديل والتجريح"المنسوب إليه: حمصي لا بأس به" (إكمال: 1 / الورقة: 19) .
(2) بسكون الباء الموحدة كما في الخلاصة للخزرجي.
(3) قيده ناشر"التقريب"بكسر الباء وهو وهم، لانه منسوب إلى البصرة المدينة المشهورة بجنوب العراق.(1/397)
رَوَى عَن: حسان بْن إِبْرَاهِيم الكرماني (1) (ل) ، وحسين بْن حسن الأشقر (س) ، وحفص بْن جميع (ق) ، وحفص بْن سُلَيْمان الأسدي القارئ، وحماد بْن زَيْد (م ت س ق) ، وزياد بْن عَبد اللَّهِ البكائي (ت) ، وسفيان بْن عُيَيْنَة (م د) ، وسليم بْن أخضر (م ت س) ، وأبي داود سُلَيْمان بْن داود الطيالسي (م) ، وعباد بْن عباد المهلبي (ق) ، وأبي عَلْقَمَة عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الفروي المدني (م) وأبي بحر عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عثمان البكراوي (ق) ، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدَّراوَرْدِيّ (م ت ق) ، وعبد الواحد بْن زياد (ق) ، وعبد الوارث بْن سَعِيد (م) ، وعبيس بْن ميمون، وعثمان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الجمحي (ق) ، وعمار بْن شعيث (د) ، وعَمْرو بْن النعمان الباهلي (ق) ، وعيسى ابن يونس (ت) ، وفضيل بْن سُلَيْمان النميري (م) ، وفضيل بْن عياض (م تم) ، وقران بْن تمام الأسدي، ومحمد بْن حمران القيسي (سي) ، ومعتمر بْن سُلَيْمان (ت ق) ، والمغيرة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ المخزومي (د ق) ، وأبي عوانة الوضاح بْن عَبد اللَّهِ اليشكري، ويحيى بْن سَعِيد القطان (م) ، ويحيى بْن سليم الطائفي (د ت ق) ، ويزيد بْن زريع (م د) .
رَوَى عَنه: الجماعة سوى البخاري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الهيثم الدلال، وإسماعيل بْن إسحاق القاضي، وبقي بْن مخلد الأندلسي، والحسن بْن سفيان، وزكريا بن يحيى الساجي، والضحاك ابن الحسين الأستراباذي، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وأَبُو علي عبد الكريم بْن أَحْمَد بْن عبد الكريم التمار البَصْرِيّ، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعثمان بْن خرزاذ الأنطاكي (سي) ، وعُمَر بْن محمد بن بجير
__________
(1) المشهور كسر الكاف وقد تفتح.(1/398)
السمرقندي، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد بْن إسحاق ابن خزيمة، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن رسته الأصبهاني، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي، ومحمد بْن علي بْن سُلَيْمان المالكي.
قال أَبُو حَاتِم: ثقة.
وَقَال النَّسَائي: ثقة.
وَقَال فِي موضع آخر: صدوق لا بأس به (1) .
مات فِي رمضان سنة خمس وأربعين ومئتين.
76- د ت: أَحْمَد بن عبدة الآملي، أَبُو جَعْفَر، من آمل جيحون (2) .
رَوَى عَن: حَاتِم بْن يوسف الجلاب (ل) ، وحبان بْن مُوسَى (ت) ، وأبي الليث شجاع بْن الوليد البخاري، وعبد الله بْن عثمان بْن جبلة عبدان (د ت) ، وعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق (ت) ، وفضالة بْن إِبْرَاهِيم النسوي (ت) ، وأبي الوزير مُحَمَّد بْن أعين (ت) ، وأبي وهب مُحَمَّد بْن مزاحم (ت) ، ووهب بن زمعة (ت) ، المروزيين.
__________
(1) قال مغلطاي: وذكره ابنُ حِبَّان في جملة الثقات، وخرج هو واستاذه إمام الأئمة (يعني ابن خزيمة) وابن البيع حديثه في صحيحهم. وفي كتاب الصريفيني: روى عنه البخاري فِي غير الجامع والبزار وعلي بن عيسى الحيري في "مستدرك الحاكم". وَقَال مسلمة بن قاسم: ثقة. وكذلك قال أبو محمد ابن الاخصر. وروى عنه أبو يَعْلَى الموصلي في معجمه" (إكمال: 1 / الورقة: 19) . وترجم له ابن منجويه في رجال صحيح مسلم ووثقه (الورقة: 3) وَقَال الذهبي في "الميزان": وثقه أبو حاتم والنَّسَائي. وَقَال ابن خراش: تكلم الناس فيه، فلم يصدق ابن خراش في قوله هذا، فالرجل حجة. (1 / 118) .
(2) قال مغلطاي: أحمد بن عبدة أبو عبد الله الآملي من قرية بطبرستان يقال لها: آمل وطبرستان من كور الجبل بجهة خراسان، قاله ابن خلفون.
وفي كتاب مسلمة: خراساني من أهل طبرستان من قرية يقال لها: آمل.
وَقَال الجياني..في أسماء شيوخ أبي داود: من أهل طبرستان يكنى أبا عَبد الله أصله من بلدة يقال لها: آمل" (إكمال: 1 / الورقة: 19) . قلت: لا عبرة بكل ذلك، فالرجل معروف أنه من أهل آمل جيحون ونص على ذلك السمعاني في (الآملي) من"الانساب"وتابعه ثقات العلماء الفضلاء.(1/399)
رَوَى عَنه: أَبُو داود، والتِّرْمِذِيّ، والفضل بْن مُحَمَّد بْن علي (1) .
77- خ د: أَحْمَد بن عُبَيد اللَّهِ بن سهيل بن صخر الغداني، أَبُو عَبد اللَّهِ البَصْرِيّ.
ويُقال: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ (2) .
وغدانة: هو ابْن يربوع بْن حنظلة بْن مَالِك بْن زَيْد مناة بْن تميم.
رَوَى عَن: بشر بْن مَنْصُور السليمي، وجرير بن عبد الحميد الضبي، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة (خ) ، وخالد بْن الحارث، والربيع ابن بدر المعروف بعليلة، وروح بْن المُسَيَّب الكليبي، وأبي سفيان زياد ابن سفيان المدني الكاتب، وسليم بْن أخضر، وسهل الفزاري، وأبي بحر عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عثمان البكراوي، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد السلام بْن حرب، وأبيه عُبَيد اللَّهِ بْن سهيل الغداني، وغسان بْن عوف البَصْرِيّ (د) ، وقريش بْن أنس، وكثير بْن أَبي كثير اليشكري (بخ) ، ومحمد بْن مروان العجلي، ومعلى بْن أيوب (3) المجاشعي، ومنصور بْن أَبي الأسود، وأبي العلاء ناصح بْن العلاء البَصْرِيّ، وأبي عَبْد الرَّحْمَنِ النَّضْر بْن مَنْصُور الْمُقْرِئ، وهارون بْن دينار البَصْرِيّ، والوليد بْن مسلم الدمشقي (د) ، ويحيى بن سليم الطائفي.
__________
(1) قال الذهبي في الكاشف: صدوق.
(2) قال مغلطاي نقلا عن ابن خلفون: وهو ابن سهيل بن يحيى بن صخر"قال بشار بن عواد محقق هذا الكتاب: قال البخاري في باب"إتيان اليهود النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حين قدم المدينة": حدثني أحمد بن أو محمد بن عُبَيد الله الغداني، حَدَّثَنَا حماد بن أسامة، أخبرنا أبو عميس عن قيس بْن مسلم عن طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَن أَبِي موسى رضي الله عنه قال: دخل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم المدينة وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: نحن أحق بصومه"فأمر بصومه". (الصحيح: 5 / 89 ط. الشعب) . أما في تاريخه الكبير فذكر أنه"أَحْمَد بْن عُبَيد اللَّهِ بْن سهيل الغداني"ولم يذكر خلافا (ج 1 ق 2 ص: 4) ، وهو في كليهما هذا المترجم.
(3) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف: ويُقال: معلى بن ميمون".(1/400)
رَوَى عَنه: البخاري، وأَبُو داود، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهري، وأَحْمَد بْن الأسود الحنفي، وأَحْمَد بْن داود المكي، وإسحاق بْن مُحَمَّد النخعي، وجعفر بْن هشام الْبَغْدَادِيّ، وحرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، والحسن بْن عاصم، والحسن بْن علي بْن زكريا العدوي أَبُو سَعِيد البَصْرِيّ أحد الضعفاء (1) ، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعقبة بْن مكرم العمي، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي (2) .
قال أَبُو حَاتِم: صدوق.
مات سنة أربع وعشرين ومئتين. ويُقال: مات فِي رجب سنة سبع وعشرين ومئتين (3) (4) .
__________
(1) هتكه إمام النقاد شمس الدين الذهبي في "الميزان"وأطال القول فيه ونقل عن الأئمة الثقات ما يثبت كذبه ووضعه للحديث بل قال: هذا شيخ قليل الحياء ما تفكر فيما يفتريه"ثم قال: وذكره ابنُ حِبَّان فهرته..قال ابن حبان: لعله قد حدث عن الثقات بالاشياء الموضوعات ما يزيد على ألف حديث: " (1 / 509 506) وجزم في "ديوان الضعفاء"بأنه كذاب (الورقة: 31) .
(2) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف نصه: ذكر أَبُو الْقَاسِم فِي "الشيوخ النبل"أن التِّرْمِذِيّ روى عنه أيضا، وذلك وهم منه، إنما روى عن الذي بعده وهو السليمي فإن رحلته كانت بعد الاربعين.
(3) قال مغلطاي: وَقَال عبدا لباقي بن قانع: توفي سنة خمس وعشرين ومئتين". والظاهر أن المزي نقل وفاته من"المعجم المشتمل"لابن عساكر.
(4) ومما يستدرك للتمييز، وهو مما استدركه مغلطاي في إكماله:
13- أحمد بن عُبَيد الله بن الحسن العنبري أبو عبد الله البَصْرِيّ.
روى عن المعتمر بن سُلَيْمان التَّيْمِيّ، ويزيد بن ربيع، ذكره البستي في "الثقات".
14- أحمد بن عُبَيد الله النرسي.
روى عن شبابة بن سوار، وروح بن عبادة.
15- أحمد بن عُبَيد الله بن يزيد البغدادي.
حدث عن إسحاق بن يوسف الأزرق. روى عنه أبو العباس بن قتيبة العسقلاني. ذكره الخطيب في تاريخ بغداد: 4 / 250.
16- أحمد بن عُبَيد الله الدمشقي.
روى عن الوليد بن مسلم. قال بشار: وهذا الباب واسع اقتصرنا فيه على المهم، وقد ذكر مغلطاي غير الذين ذكرنا، وتجاوز في بعض الاحيان الطبقة.(1/401)
78 ت س: أَحْمَد بن أَبي عُبَيد اللَّهِ واسمه بشر السليمي (1) الأزدي، أَبُو عَبْد اللَّهِ الْوَرَّاق البَصْرِيّ.
وسليمة: من ولد فهم (2) بْن مَالِك من الأزد.
روى عن: أبي قُتَيبة سَلْم (ت س) بْن قتيبة الشعيري (ت س) ، وعبد الله بْن داود الخريبي، وعبد الأعلى بن عبد الاعلى السامي، وعُمَر بْن علي المقدمي، وأبي أَحْمَد مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن الزبير الزبيري (س) ، ويزيد بْن زريع (ت س) .
رَوَى عَنه: التِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي (3) ، والحسن بْن عليل العنزي، وعبدان بْن أَحْمَد الأهوازي، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبي حسان الأنماطي.
قال النَّسَائي: ثقة. وَقَال فِي موضع آخر: لا بأس به. مات بعد الأربعين ومئتين.
79- أَحْمَد بن عُبَيد بن ناصح بن بلنجر الْبَغْدَادِيّ، أَبُو جَعْفَر النحوي مولى بني هاشم ويعرف بأبي عصيدة، وهو ديلمي الأصل كان
__________
(1) في تقريب ابن حجر: السلمي"وهو من تخبيط محققه الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف الذي قال في الحاشية معلقا: السلمي منسوب إلى سلمة: بفتح السين واللام، وهو بطن من الانصار وسلمة هو: ابن سعد الخرزج كما في اللباب. والنحاة ينسبون إليه: بفتح اللام، والمحدثون بكسرها"فانظر كيف نسب الرجل إلى غير أهله، فهو من سليمة بطن من الأزد، وَقَال صاحب الخلاصة: السليمي بالفتح وتحتانية بعد اللام (ص: 9) .
(2) في أنساب السمعاني (7 / 200) : فهر"كأنها تحرفت على محققه المرحوم الشيخ المعلمي. وفي لباب ابن الاثير: سليمة بْن مالك بْن فهم.
(3) في "تهذيب التهذيب"لابن حجر وتابعه ناشر"التقريب"إشارة إلى رواية أبي داود عنه. وَقَال العلامة مغلطاي: ذكر صحاب"الزهرة"أن أبا داود روى عنه ولم أره بغيره فينظر ولم ينبه عليه المزي". قال بشار: لا أظن أن ابن حجر تقصد وضع علامة أبي داود في "التهذيب"و"التقريب"وإلا كان نبه على ذلك ثم انظر إلى قوله في أصل الترجمة: وعنه التِّرْمِذِيّ وعبدان الاهوازي"فيتضح أنه لم يكن أبا داود.
وهذا الذي ذكره صاحب"الزهرة"على ما نقل مغلطاي، لم يتابعه عليه أحد فيما أعلم، والله أعلم.(1/402)
بسر من رأى.
رَوَى عَن: الحسين بْن علوان الكلبي (1) ، وأبي داود سُلَيْمان ابن داود الطيالسي، وعبد الله بْن بَكْر السهمي، وأبي عامر عَبد المَلِك ابن عَمْرو العقدي، وعبد الملك بْن قريب الأَصْمَعِيّ، وعلي بْن عاصم الواسطي، ومحمد بْن زياد بْن زبار الزباري الكلبي، ومحمد بْن عُمَر بْن واقد الواقدي، ومحمد بْن مصعب القرقساني، ويزيد بْن هارون.
رَوَى عَنه: أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن شقير النحوي (2) ، وعبد الله بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم ابن الخراساني، وعلي بن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المِصْرِي، والقاسم بْن مُحَمَّد بن بشار الأَنْبارِيّ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد الآدمي القارئ.
قال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: يحدث عَنِ الأَصْمَعِيّ ومحمد بن مصعب بمناكير (3) .
__________
(1) الحسين بن علوان الكلبي هذا كان كذابا تناوله الذهبي في "الميزان"فهتكه ونقل عَنْ يَحْيَى بْن مَعِين إنه كان كذابا، وعن علي ابن المديني قوله فيه: ضعيف جدا، وَقَال: وَقَال أَبُو حاتم والنَّسَائي والدارقطني: متروك الحديث. وَقَال ابْن حبان: كان يضع الحديث على هشام (بن عروة) وضعا، لا يحل كتب حَدِيثه إلا على جهة التعجب"ثم أورد الإمام الذهبي طائفة من موضوعاته (1 / 543 542) وَقَال في "ديوان الضعفاء"تركوه (الورقة: 33) .
(2) قال الإمام الذهبي في وفيات سنة 317 من"تاريخ الاسلام": أحمد بن الحسن بن العباس بن شقير البغدادي أبو بكر النحوي. روى عن أحمد بن عُبَيد بن ناصح تصانيف الواقدي. وعَنه: إبراهيم الخرقي وأبو بكر بن شاذان" (الورقة: 86 أحمد الثالث 2917 / 9) . وَقَال السيوطي في "البغية": أحمد بن الحسن بن العباس بن الفرج بن شقير النحوي الشقيري، أبو بكر. بغدادي في طبقة ابن السراج، روى كتب الواقدي عن أحمد بن عُبَيد بن ناصح..وألف مختصرا في النحو، المذكر والمؤنث، المقصور والممدود. ورأيت في طبقات ابن مسعر أن الكتاب الذي ينسب للخيل ويسمى (المحلى) له" (1 / 302) .
(3) قال الإمام الذهبي في ترجمة الأَصْمَعِيّ من"الميزان": قال أبو داود: الأَصْمَعِيّ صدوق، قال ابن مَعِين: لم يكن ممن يكذب، وَقَال الأزدي: ضعيف الحديث، وروى له حديث أحمد بن عُبَيد بن ناصح، عن الأَصْمَعِيّ، عن ابن عون، عن محمد، عَن أبي هُرَيْرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كفن زر عليه قميصه. وهذا حديث منكر، قد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام كفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص. فأحمد بن عُبَيد ليس بعمدة" (2 / 662) . وراجع ما قال الخطيب في ذلك"تاريخ بغداد": 4 / 260.(1/403)
وَقَال الحاكم أَبُو أَحْمَد: لا يتابع فِي جل حديثه (1) .
مات بعد السبعين ومئتين (2) .
روى أَبُو داود عَنْ أَحْمَد بْن عُبَيد عَنْ مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي عَن أَبِي الوليد الطيالسي، قال: يقولون قبيصة بْن وقاص لَهُ صحبة.
فقيل: إنه أَبُو عصيدة (3) ، وقيل: أَحْمَد بْن عُبَيد بْن سهيل.
80- خ م س ق: أَحْمَد بن عثمان بن حكيم بن ذبيان الأَودِيّ، أَبُو عَبْد اللَّهِ الكوفي، ابْن أخي علي بْن حكيم الأَودِيّ.
رَوَى عَن: أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل القرشي الحفري، وإسحاق بْن مَنْصُور السلولي، وبكر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الكوفي القاضي (س) ، وبكر بْن يونس بْن بُكَيْر الشَّيْبَانِيّ، وجعفر بْن عون (س ق) ، والحسن بْن بشر البجلي، والحسن بْن علي الطلحي ابْن أخي ليث مولى بني طلحة، وخالد بْن مخلد القطواني (م س) ، وعمه ذبيان بْن حكيم بْن ذبيان الأَودِيّ، وزكريا بْن عَدِيّ (س) ، وسُلَيْمان بْن عُبَيد اللَّهِ
__________
(1) وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: هو إمام في النحو، وقد سكت مشايخنا عن الرواية عنه. وَقَال ابْن حبان في "الثقات": ربما خالف. وَقَال ابن عدي: هو عندي من أهل الصدق. وَقَال الذهبي في الميزان: صويلح الحديث..ادرك يزيد بن هارون، وقد روى عن مُحَمَّد بْن مصعب موعظة الأَوزاعِيّ للمنصور، وفيها مناكير" ونقلنا قبل قليل قوله فيه في ترجمه الأَصْمَعِيّ: ليس بعمدة". وترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (4 / 258 260) وأورد آراء العلماء فيه، كما ترجم له ياقوت في "إرشاد الاريب" (1 / 223 221) وَقَال: قالوا: وكان ضعيفا فيما يرويه، وله من التصانيف كتاب"المقصور والممدود"وكتاب"المذكر والمؤنث"وكتاب"الزيادات في معاني الشعر لابن السكيت في إصلاحه"وكتاب"عيون الاخبار والشعار". ونقل السيوطي في "البغية"كلام ياقوت مخلصا (1 / 333) .
(2) قال ياقوت في "إرشاد الاريب": ومات فيما ذكره أبو عبد الله محمد بن شعبان بن هارون ابن بنت الفريابي في (تاريخ الوفيات) له في سنة 273". وَقَال السيوطي في البغية": ومات سنة ثمان وقيل: ثلاث وسبعين ومئتين.
(3) لعل هذا القول هو الذي دفع الحافظ ابن حجر أن يضع على ترجمته رمز أبي داود (د) في "التهذيب"و"التقريب"، وهو تجوز منه، فإن المزي تركه من غير رمز وكذلك الذهبي في "التذهيب"، ومن أجل ذلك أيضا لم يورده الإمام الذهبي في "الكاشف"فليحرر.(1/404)
الحطاب (1) الرَّقِّيّ (ق) ، وشريح بْن مسلمة التنوخي (خ س) ، وعبد الرحمن بْن شَرِيك بْن عَبد اللَّهِ النخعي، وعُبَيد الله بْن مُوسَى العبسي (س) ، وأبيه عثمان بْن حكيم الأَودِيّ (س) ، وعثمان بْن زفر التَّيْمِيّ، وعثمان بْن سَعِيد بْن مرة المري، وعثمان بْن سَعِيد الزيات، وعلي بْن ثَابِت الدهان (ق) ، وعمه: علي بْن حكيم الأَودِيّ، وعلي بْن قادم الخزاعي، وعَمْرو بْن حَمَّاد بْن طلحة القناد (س) ، وعَمْرو بْن مُحَمَّد العنقزي (س) ، وعون بْن سلام الكوفي، وأبي نعيم الفضل بْن دكين (س ق) ، وأبي غسان مَالِك بْن إِسْمَاعِيل النهدي (س ق) ، ومحمد بْن الصلت الأسدي (س) .
رَوَى عَنه: البخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وابن ماجه، وأَبُو عُبَيد اللَّهِ أَحْمَد بْن عَمْرو بْن عثمان المعدل الواسطي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد الزعفراني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الخزاز الأصبهاني، وأَبُو الْقَاسِم بدر بْن الهيثم القاضي، والحسن بْن علي بْن نصر الطوسي، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن إسحاق المروزي المعروف بالحامض، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن يزيد الدقيقي، وعبد الرحمن ابن أَبي حَاتِم الرازي، وعبد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش (2) ، وأَبُو عُبَيد الْقَاسِم بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، والقاسم بْن زكريا المطرز، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي، ومحمد بْن مخلد بْن حَفْص الدوري، وموسى بْن إسحاق ابن مُوسَى الأَنْصارِيّ، والهيثم بْن خلف الدوري، ويحيى بْن الْحَسَن بْن جَعْفَر العلوي النسابة، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأَبُو عوانة
__________
(1) بالحاء المهملة.
(2) بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء المخففة (المشتبه: 223) .(1/405)
يعقوب بْن إسحاق الإسفراييني، ويعقوب بْن سفيان الفارسي.
قال النَّسَائي: ثقة.
وَقَال ابْن خراش: كَانَ ثقة عدلا.
وَقَال أَبُو حَاتِم: صدوق (1) .
قال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي وغيره: مات فِي المحرم سنة إحدى وستين ومئتين (2) . زاد غيره: يوم عاشوراء (3) .
81- م ت س: أَحْمَد بن عثمان بن أَبي عثمان، واسمه عبد النور، بْن عَبد اللَّهِ بْن سنان النوفلي، أَبُو عثمان (4) البَصْرِيّ المعروف بأبي الجوزاء، أخو أَبِي العالية (5) .
رَوَى عَن: أزهر بْن سعد السمان (م س) ، وحبان بْن هلال (س) ، وأبي داود سُلَيْمان بْن داود الطيالسي (م س) ، وأبي عاصم الضحاك بْن مخلد النبيل (م ت) ، وعبد الصمد بْن عبد الوارث، وأبي عامر عَبد المَلِك بْن عَمْرو العقدي (س) ، وقريش بْن أنس (م س) ، ومحمد بْن خالد بْن عثمة (ص) ، ومؤمل بْن إسماعيل (س) ، ووهب ابن جرير بْن حازم.
رَوَى عَنه: مسلم، والتِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي، وأَحْمَد بْن عثمان
__________
(1) ووثقه العقيلي والبزار، وروى عنه ابن خزيمة في "صحيحه"وخرج أبو عبد الله الحاكم حديثه في "المستدرك"، وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات"، ووثقه أيضا ابن خلفون ومسلمة بن القاسم الاندلسي وابن عساكر في "المعجم المشتمل"والذهبي في كتبه.
(2) وبه قال ابن عساكر في "المعجم المشتمل"والذهبي في "تاريخ الاسلام"، وَقَال مغلطاي: وَقَال ابْن قانع: مات سنة سبع وخمسين ومئتين. وَقَال ابن خلفون ومسلمة: توفي سنة ستين.
(3) كانت العبارة في أصل النسخة: مات يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ومئتين"، ثم رمج المؤلف على كلمه"مات"وعبارة"سنة إحدى وستين ومئتين"بالحمرة.
(4) قال ابن عساكر في "المعجم المشتمل": والصحيح أن كنيته أبو عثمان، وأبو الجوزاء لقب.
(5) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف: أبو العالية هذا اسمه إِسماعيل بن الهيثم بن عثمان العبدي، وهو أخوه لامه".(1/406)
النسوي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن أَبي عاصم النبيل، وأَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن الجهم السمري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن، والحسن بْن علي بْن شبيب المعمري، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن بجير البجيري، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن جرير بْن يزيد الطبري، وأَبُو عَمْرو يُوسُف بْن يَعْقُوب النَّيْسَابُورِيّ.
قال أَبُو حَاتِم، ثقة رضى.
وَقَال النَّسَائي: ثقة (1) .
وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي عاصم: مات سنة ست وأربعين ومئتين، وكان من نساك أهل البصرة (2) .
82- س: أَحْمَد بن علي بن سَعِيد بن إِبْرَاهِيم القرشي الأُمَوِي، من أنفسهم، أَبُو بَكْر المروزي القاضي.
تولى القضاء بدمشق نيابة عَن أَبِي زرعة مُحَمَّد بْن عثمان بْن إِبْرَاهِيم بْن زرعة الثقفي، وكان يلي القضاء قبل ذلك بحمص.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن الحجاج السامي (س) ، وإبراهيم بْن الحجاج النيلي (س) ، وإبراهيم بن مُحَمَّد بن عَبد اللَّهِ التَّيْمِيّ القاضي، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عرعرة السامي، وأَحْمَد بْن إبراهيم
__________
(1) ووثقه ابن حبان البستي وخرج له في "صحيحه". وَقَال البزار: بصري ثقة مأمون. وَقَال النَّسَائي ومسلمة: لا بأس به. وَقَال مغلطاي: وَقَال ابن أَبي حاتم: كتبت عنه مع ابي"، قال بشار: لم أجد مثل هذا في كتابه"الجرح والتعديل"1 / 1 /: 63 فلعل ذلك من أوهام مغلطاي.
(2) استدرك العلامة مغلطاي في هذا الموضع ترجمة أصلية على المزي هو:
17- أحمد بن أَبي عقيل المِصْرِي.
روى عَن أَبِي مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن وهب الفهري. رَوَى عَنه: أَبُو دَاوُد.
ذكره ابن خلفون في مشيخة أبي داود وَقَال: هو عندي أخو عبد الغني بن أَبي عقيل الفرائضي المِصْرِي.
(إكمال: 1 / الورقة: 20 وعنه تهذيب ابن حجر: 1 / 61) .(1/407)
الموصلي، وأَحْمَد بْن عُمَر الوكيعي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أيوب صاحب المغازي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، وأَحْمَد بْن منيع البغوي، وإسحاق بْن أَبي إسرائيل (س) ، وإسحاق بْن شاهين الواسطي (س) ، وأبي مَعْمَر إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن مَعْمَر القَطِيعِيّ (س) ، وأمية بْن بسطام العيشي (1) (س) ، وبشر بْن آدم البَصْرِيّ، والحارث بْن سريج النقال، والحسن بْن حَمَّاد الضبي الْوَرَّاق (س) ، والحكم بْن مُوسَى القنطري، وخلف بْن سالم المخرمي (س) ، وخلاد ابن أسلم الصفار، وداود بْن رشيد (2) (س) ، وأبي خيثمة زهير بْن حرب (س) ، وأبي الخطاب زياد بْن يحيى الحساني، وسريج بْن يونس (س) ، وسَعِيد بْن مهران الشروطي، وسفيان بْن وكيع بْن الجراح، وأبي الربيع سُلَيْمان بْن داود الزهراني، وأبي داود سُلَيْمان بْن مُحَمَّد المباركي (س) ، وسويد بْن سَعِيد الحدثاني، وشيبان بْن فروخ الأبلي (س) ، وصالح بْن مَالِك الخوارزمي، وعباد بْن مُوسَى الختلي (س) ، وعباس بْن الوليد النرسي (س) ، وعبد الله بْن الرومي، وعبد الله بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أبان الجعفي (عس) ، وعبد الله بْن عون الخراز الهلالي (س) ، وأبي بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة (س) ، وعبد الأعلى بْن حَمَّاد النرسي (س) ، وعبد الجبار بْن عاصم النَّسَائي، وعبد العزيز بْن أَبي سَلَمَة العُمَري (س) ، وأبي بَكْر عبد القدوس بْن مُحَمَّد الحبحابي العطار، وأبي نصر عَبد المَلِك بْن عَبْد الْعَزِيزِ التمار (س) ، وعُبَيد الله بْن عُمَر بْن ميسرة القواريري (س) ، وعُبَيد الله بْن معاذ العنبري (س) ، وعثمان بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة (عس) ، وعلي بن الجعد الجوهري، وعلي ابن المديني، وعمار بْن خالد الواسطي التمار (عس) ، وأبي الجهم العلاء بْن مُوسَى بْن عطية الباهلي،
__________
(1) بفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها الشين المعجمة.
(2) رشيد: بالتصغير.(1/408)
والفضل بْن زياد الطستي، والفضل بْن يَعْقُوب الجزري، وكامل بْن طلحة الجحدري، ومحرز بْن عون الهلالي، ومحمد بْن بشار بندار (س) ، ومحمد بْن بكار بْن الريان، ومحمد بْن أَبي بَكْر المقدمي (س) ، ومحمد بْن جَعْفَر بْن زياد الوركاني (س) ، ومحمد بْن حسان الأزرق، ومحمد بْن عباد المكي (س) ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن المبارك المخرمي (س) ، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبد المَلِك بْن زَنْجَوَيْه، ومحمد بْن عثمان بْن أَبي صفوان الثقفي، وأبي كريب مُحَمَّد بْن العلاء ابن كريب الهمداني (س) ، ومحمد بْن المنهال الضرير (س) ، ومنصور ابن أَبي مزاحم التركي (س) ، وموسى بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد الرَّحْمَنِ السلمي البَصْرِيّ الأَسلع صاحب السلعة، ونصر بْن علي الجهضمي (س) ، وهدبة (1) بْن خالد القيسي، والهيثم بْن خارجة، وأبي همام الوليد ابن شجاع بْن الوليد بْن قيس السكوني، ويحيى بْن أيوب المقابري (عس) ، يحيى بْن مَعِين (س) ، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي (س) ، ويوسف بْن مروان الرَّقِّيّ (س) .
رَوَى عَنه: النَّسَائي فأكثر، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بن صالح لدمشقي، وأَحْمَد بْن عُبَيد بْن أَحْمَد الصفار الحمصي، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن عُمَير بْن يُوسُف بْن جوصى، وأَبُو الطيب أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبي زرعة الدمشقي، وأَبُو علي الْحَسَن بْن بلال الْمُقْرِئ، وأَبُو علي الْحَسَن بْن حبيب بْن عبد الملك الحصائري الفقيه، وأَبُو الْقَاسِم الْحَسَن بْن علي بْن علي الحريري المعروف بابن أَبي السلاسل، وأَبُو عَبد اللَّهِ الحسين بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبي ثَابِت، وأَبُو الْقَاسِم سُلَيْمان بْن أَحْمَد بْن أيوب الطبراني، وأَبُو أَحْمَد عَبد الله بن محمد ابن الناصح بن شجاع ابن المفسر الفقيه، وعبد الرحمن بْن جيش الفرغاني، وأَبُو الْقَاسِم علي بْن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبي العقب
__________
(1) هدبة: بضم الهاء وسكون الدال المهملة وبعدها الباء الموحدة.(1/409)
الهمداني، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مروان، وأَبُو بكر محمد ابن أَحْمَد بْن محمويه العسكري، ومحمد بْن بركة بْن الفرداج القنسرينى المعروف ببرداعس، ومحمد بْن الحسين بْن عُمَر بْن مزاريب القرشي، ومحمد بْن سهل بْن أَبي سَعِيد التنوخي القنسريني القطان، وأَبُو طالب مُحَمَّد بْن صبيح بْن رجاء الثقفي، وأَبُو علي مُحَمَّد ابن الْقَاسِم بْن حبيب بْن أَبي نصر التَّمِيمِيّ، وأَبُو علي مُحَمَّد بن محمد ابن عبد الحميد بْن آدم الفزاري، وأَبُو علي مُحَمَّد بْن هارون بْن شعيب الأَنْصارِيّ، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَنِ البيروتي، ويحيى بْن عَبد اللَّهِ بن الحارث ابن الزجاج، وأَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إسحاق الإسفراييني.
قال النَّسَائي: ثقة. وَقَال فِي موضع آخر: لا بأس به (1) .
وذكر أَبُو علي بْن أَبي نصر، وأَبُو أَحْمَد بْن المفسر، وأَبُو سُلَيْمان بْن زبر: أنه مات سنة اثنتين وتسعين ومئتين، زاد أَبُو أَحْمَد: بدمشق يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس بعد العصر لخمس عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، قال: وصلينا عَلَيْهِ فِي مصلى العيد، والذي صلى عَلَيْهِ أَبُو حَفْص عُمَر بْن الْحَسَن وهو يومئذ القاضي بدمشق، وكبر عَلَيْهِ خمسا (2) فسألنا القاضي عَنْ تكبيره خمسا فَقَالَ: لفضل العلم.
__________
(1) ووثقه مسلمة بن القاسم الاندلسي فيما ذكر مغلطاي (1 / الورقة: 20) وَقَال الحافظ ابن حجر: وكان فاضلا له تصانيف وقع لنا منها كتاب"العلم"وكتاب"الجمعة"و"مسند"ابي بكر وعثمان وعائشة وغير ذلك وكان مكثرا شيوخا وحديثًا""تهذيب: 1 / 16". قال أفقر العباد بشار بن عواد: وكتابه"مسند أَبِي بَكْرٍ الصديق رضي الله عنه"مما حققه صديقنا من علماء الشام الشيخ شعيب الارناؤوط، وعلق عليه بفرائد الفوائد التي تدل على تبحره في فنون السنة، وكتب له مقدمة نفيسة راجعها تجد فائدة إن شاء الله، وطبع أولا سنة 1390 ثم طبع ثانية سنة 1393 هـ واستدرك العلامة مغلطاي جملة من شيوخه الذين روى عنهم في كتبه مما لم يذكره المزي منهم: معاوية بن هاشم، ومحمد بن المثنى أبو موسى الزمن، وعثمان بن طالوت، ووهب بن بقية، وهارو بن إسحاق، وأحمد بن الدورقي، وعبد السلام بن سالم (كذا والصحيح عاصم) الهسنجاني، وأحمد بن مَنْصُورٍ، وعبد الرحمن بن صالح، وسعدويه واسمه سَعِيد بن سُلَيْمان الواسطي سكن بغداد، والحسن بن يزيد الطحان، وأَبُو هشام مُحَمَّد بْن يزيد الرفاعي، وغيرهم.
(2) أخرج مسلم في "صحيحه" (951) في الجنائز: باب الصلاة على القبر من طريق عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عَمْرو بن مرة، عن عَبد الرحمن بن أَبي ليلى، قال: كان زيد يكبر على جنائزنا أربعا، وإنه كبر(1/410)
وذكر هو وأَبُو علي أيضا أنه بلغ تسعين سنة أو دونها.
- د: أَحْمَد بن على المنجوفي، هو أَحْمَد بْن عَبد الله بن علي ابن سويد بْن منجوف السدوسي، تقدم.
83- د: أَحْمَد بن علي النميري، ويُقال: النمري، السلمي إمام
مسجد سلمية.
رَوَى عَن: أرطاة بْن المنذر، وثور بْن يزيد (د) ، وصفوان بْن عَمْرو، وأبي حَفْص عُمَر بن عَمْرو بن عبد الاحموسي الحمصيين (1) .
رَوَى عَنه: محمود بْن خالد الدمشقي (د) .
قال أَبُو حَاتِم (2) : لم يرو عَنْهُ غير محمود بْن خالد (3) وأرى أحاديثه مستقيمة (4) .
روى له أَبُو داود حديثا واحدا: حديث يزيد بْن شريح عَن أبي حي الموذن (5) عَن أَبِي هُرَيْرة فِي النهي أن يصلي وهو حقن حَتَّى يتخفف (6) .
__________
= على جنازة خمسا، فسألته، فَقَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يكبرها. وأخرجه أحمد 4 / 367، 368، والطحاوي 1 / 385، والطيالسي (674) وأصحاب السنن، وهو مذهب بعض أهل العلم من الصحابة وغيرهم. انظر شرح السنة 5 / 344 للامام البغوي بتحقيقنا (ش) .
(1) وذكر الذهبي في "الميزان"أنه روى عن عُبَيد اللَّهِ بْن عَمْرو الرَّقِّيّ (1 / 120) .
(2) انظر كتاب ولده عبد الرحمن: الجرح والتعديل: 1 / 1 /: 64.
(3) كذا قال أبو حاتم وَقَال ابن مندة فيما نقل الذهبي في "الميزان"وابن حجر في "التهذيب": وروى عنه يزيد بْن عَبْد ربه ومحمد بن أَبي أسامة، وذكر ابن حبان البستي رواية يزيد المذكور منه أيضا.
(4) وَقَال ابن حبان: يغرب. وَقَال الأزدي: متروك الحديث س؟ وَقَال الذهبي في "ديوان الضعفاء والمتروكين": متروك (الورقة: 5) فكأنه اعتمد قول الأزدي فيه. وَقَال الحافظ ابن حجر في التقريب: إن الأزدي ضعفه بلا حجة.
(5) هو شداد بن حي، سيأتي.
(6) هو في سنن أبي داود (91) في الطهارة: باب أيصلي الرجل وهو حاقن؟ ويزيد بن شريح لم يوثقه غير ابن حبان وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: يعتبر به، وقد ثبت النهي عن الصلاة وهو حاقن من حديث عائشة، أخرجه مسلم برقم (560) في المساجد: باب كراهية الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله في الحال، وكراهة الصلاة مع مدافعة الاخبثين بلفظ: لاصلاة بحضرة طعام، ولا هو يدافعه الاخبثان"والاخبثان: البول والغائط.(1/411)
84- م ل: أَحْمَد بن عُمَر بن حَفْص بن جهم بن واقد بن عَبد اللَّهِ الْكُنْدِيّ، أَبُو جَعْفَر الكوفي الْمُقْرِئ الجلاب الضرير المعروف بالوكيعي (1) ، والد إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عُمَر الوكيعي، مولى حذيفة بْن اليمان، سكن بغداد.
رَوَى عَن: جَعْفَر بْن عون، وحسين بْن علي الجعفي (م) ، وحفص بْن غِيَاث، وزيد بْن الحباب، وعبد الله بْن نمير، وعبد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الحماني (ل) ، وعبد الرحمن بْن مُحَمَّد المحاربي، وأبيه عُمَر بْن حَفْص الْكُنْدِيّ فيما وجده بخطه، وقبيصة بْن عقبة، وأبي معاوية مُحَمَّد بْن خازم، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان (م) ، ومومل بْن إِسْمَاعِيل، ووكيع بْن الجراح، ويحيى بْن آدم، ويحيى بْن يمان.
رَوَى عَنه: مسلم، وأَبُو داود فِي كتاب"المسائل"وابنه إبراهيم ابن أَحْمَد بْن عُمَر الوكيعي، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بن علي بن سَعِيد المروزي القاضي، وأَبُو يَعْلَى أَحْمَد بن علي ابن المثنى الموصلي، وأَحْمَد بْن علي بْن مسلم الأبار، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هاني الطائي الأثرم، وأَحْمَد بْن يحيى بْن عَبد اللَّهِ الكشميهني، والحسن بْن علي بْن شبيب المعمري، والحسين بْن مُحَمَّد بْن مصعب الكوفي، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، ومحمد بْن إسحاق الصاغاني، ومحمد بْن عبدوس بْن كامل السراج، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الليث بن حفص بْن
__________
ورواه ابن حبان في "صحيحه" (195) من حديث أبي هُرَيْرة بلفظ: لا يصلي أحدكم وهو يدافعه الاخبثان"وأخرج مالك في "الموطأ"1 / 159 عن عَبد الله بن أرقم: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: إذا وجد احدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة"وأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (88) ، والتِّرْمِذِيّ (142) ، والنَّسَائي 2 / 110، 111، وابن ماجه (616) ، وصححه الحاكم 1 / 168 ووافقه الذهبي، وَقَال التِّرْمِذِيّ: حسن صحيح (ش) .
(1) قيل له الوكيعي لصحبته وكيع بن الجراح.(1/412)
مرزوق المروزي الغزال، وأَبُو الليث نصر بْن الْقَاسِم الفرائضي (1) .
قال عبد الخالق بْن مَنْصُور عَنْ يحيى بْن مَعِين: ثقة.
وَقَال إِبْرَاهِيم بْن عَبد اللَّهِ بْن الجنيد عَنْ يحيى بْن مَعِين: ما أرى به بأسا.
وَقَال أَبُو الْعَبَّاس بْن عقدة: سمعت عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل ومحمد بْن عبدوس بْن كامل يقولان: أَحْمَد بْن عُمَر الوكيعي ثقة.
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الْحَافِظ: أَخْبَرَنَا قاسم السياري بمرو، حَدَّثَنَا عيسى بْن مُحَمَّد بْن عيسى، حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مصعب بْن بشر، قال: سمعت أَحْمَد بْن يحيى بْن عَبد اللَّهِ الكشميهني وكان حجاجا معروفا بالفضل والعقل، يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن عُمَر الوكيعي أَبَا جَعْفَر يَقُول: وليت المظالم بمرو اثنتي عشرة سنة، فلم يرد علي حكم إلا وأنا أحفظ فيه حديثا، فلم أحتج إِلَى الرأي، ولا إِلَى أهله. أَخْبَرَنَا بذلك أَبُو الْعِزّ الشَّيْبَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الْكُنْدِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو العلاء الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الهمذاني الْحَافِظ، أَخْبَرَنَا أَبُو نصر المعمر بْن مُحَمَّد بْن الحسين الأنماطي البيع، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن علي الْحَافِظ، أخبرنا أبو حازم العبدوي فيما أذن أن نرويه عَنْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الْحَافِظ فذكره (2) .
قال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي وعبد الله بْن محمد البغوي
__________
(1) وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل": 62: وسمعت أبا زرعه (الرازي) يقول: كتبت عنه.
(2) وذكره ابنُ حِبَّان البستي في "الثقات"، وَقَال: كان يغرب. وَقَال ابن قانع في كتاب"الوفيات"تأليفه على ما نقل مغلطاي: كان عبدا صالحا ثقة ثبتا. وَقَال الخطيب في "تاريخ بغداد" (4 / 285) : أَخْبَرَنَا علي بْن أَبي علي، قال: قرأنا على الحسين بْن هارون عن ابن سَعِيد، قال: سَمِعْتُ عَبد اللَّهِ بْنَ أحمد ومحمد بن عبدوس يقولان: أَحْمَد بْن عُمَر الوكيعي ثقة. "ونقل عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم عَن أبيه قوله: أدركته ولم أكتب عنه"الجرح": 63.(1/413)
وغيرهما: مات سنة خمس وثلاثين ومئتين. زاد البغوي: ببغداد وزاد غيره: فِي صفر (1) .
85- خ: أَحْمَد بن عُمَر الحميري، أَبُو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ المخرمي (2) البزار (3) السمسار المعروف بحمدان.
روى عن: أَبِي الجواب الأَحوص بْن جواب، وروح بْن عبادة، وعُبَيد الله بْن مُوسَى، وأبي نعيم الفضل بْن دكين، وقراد أَبِي نوح، ومحمد بْن الفضل عارم، ومحمد بْن مصعب القرقساني، ومعاوية بْن عَمْرو الأزدي، وأبي حذيفة مُوسَى بْن مسعود النهدي، وأبي النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم (خ) .
رَوَى عَنه: البخاري مقرونا بغيره (4) ، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الأَزْهَر الأزهري، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الأصبهاني الخزاز، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن يزيد الدقيقي، وأَبُو حَفْص عَمْرو بْن بشر النَّيْسَابُورِيّ الْحَافِظ المعروف بالشاماتي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أسد الهروي،
__________
(1) قال الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِمِ ابن عساكر في "المعجم المشتمل": مات يوم الاربعاء لخمس ليال مضت من صفر سنة خمس وثلاثين ومئتين.
(2) منسوب إلى المخرم المحلة المشهورة ببغداد.
(3) في تاريخ الخطيب (4 / 285) : البزاز. وهو تصحيف.
(4) قال مغلطاي: وهذا الرجل لم أر من ذكره جملة من مشايخ البخاري لاأصلا ولا مقرونا، لا في حرف الميم ولا الهمزة فالحاكم والكلاباذي واللالكائي والباجي والاقليشي وابن عدي وابن مندة وزهرة المتعلمين والحبال، حاشى الخطيب وحده ومن بعده ممن تبعه فيما أعلم والله تعالى أعلم، وليت المزي تبعه إنما قال: روى له مقرونا، والخطيب وابن عساكر فمن بعدهما أطلقوا والله أعلم. ومن خط ابن سيد الناس: روى له الْبُخَارِيُّ حَدِيثًا واحِدًا في تفسير سورة المائدة" (إكمال: 1 / الورقة: 21) . قال بشار: نعم الخطيب وابن عساكر أطلقا فقال الاول: روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه". وَقَال الثاني: روى عنه البخاري. "وروى البخاري في تفسير قوله تعالى فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون عن هذا الرجل وسماه حمدان بن عُمَر، فقال: حَدَّثَنَا أبو نعيم، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن مخارق، عن طارق بن شهاب، سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال: شهدت من المقداد ج: وحدثني حمدان بن عُمَر، حَدَّثَنَا أبو النضر..الخ"فذكره هنا متابعة (الصحيح: 6 / 64 ط. الشعب) .(1/414)
ومحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان الباغندي، ومحمد بْن مخلد الدوري، ومحمد بْن المعلى الشونيزي، ويعقوب بْن أَحْمَد الجصاص.
قال أَبُو بَكْر الْخَطِيب: كَانَ ثقة.
وَقَال أَبُو الْقَاسِم: مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (1) .
86- م د س ق: أَحْمَد بْن عَمْرو بْن عَبد اللَّهِ بن عَمْرو بن السرح (2) القرشي الأُمَوِي، أَبُو الطاهر المِصْرِي، مولى نهيك مولى عتبة بْن أَبي سفيان.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن أَبي المليح الإسكندراني، وإسحاق بْن الفرات المِصْرِي، وأشعث بْن شعبة المصيصي، وأشهب بْن عَبْد الْعَزِيزِ، وأيوب بْن سويد الرملي (د) ، وبشر بْن بَكْر التنيسي (د ق) ، وبكر بْن سليم الصواف، وحرملة بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن الربيع بْن سبرة الجهني، وحميد بْن خالد بْن حميد المهري وهو آخر من حدث عَنْهُ، وخالد بن نزار الأيلي (خد) ، ورشدين بْن سعد المهري، وأبي عثمان سَعِيد بْن بثان (3) ابْن بنت عقيل بْن خالد، وسَعِيد بْن زكريا الأَدَمِ (4) (ل) ، وسفيان بْن عُيَيْنَة (د) ، وسلامة بْن روح (ق) ، وشعيب بْن الليث ابن سعد، وعبد الله بْن كليب المرادي، وأبي بَكْر عَبد اللَّهِ بن محمد ابن صَالِح بْن علي بْن عَبد اللَّهِ بْن عَبَّاس الهاشمي، وعبد الله بْن نَافِع الصائغ (د) ، وعبد الله بْن وهب (م د س ق) ، وخاله: عَبْد الرحمن ابن عبد الحميد بْن سالم المهري أَبِي رجاء المكفوف (د س) سماعا
__________
(1) وَقَال ابن قانع في كتاب"الوفيات"على ما نقل مغلطاي: مات في جمادى الآخرة.
(2) بالسين والحاء المهملتين.
(3) قيده الذهبي في "المشتبه" (ص: 91) فقال: وبالضم ومثلثة ثقيلة: سَعِيد بن بثان. روى عنه هارون ابن سَعِيد الايلي". وَقَال علامة الشام الحافظ ابن ناصر الدين في توضيحه: هو مصري كنيته أَبُو عثمان. روى عن جده لامه عقيل بن خالد الايلي، وعنه أيضا: أبو طاهر أحمد بن عَمْرو ابن السرح" (1 / الورقة: 76 من نسخة الظاهرية) .
(4) بهمزة مقصورة ودال مهملة مفتوحتين، وسيأتي.(1/415)
ووجودا فِي كتابه، وعبد الرحمن بْن الْقَاسِم العتقي، وعبد الملك بْن أَبي كريمة (د) ، وعُمَر بْن هارون البلخي، ومحمد بْن إدريس الشافعي (د) ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبي فديك، وموسى بن ربيعة، وموسى ابن عَبْد الرَّحْمَنِ الصنعاني صاحب التفسير، ووكيع بْن الجراح، والوليد بْن مسلم الدمشقي.
رَوَى عَنه: مسلم، وأَبُو داود، والنَّسَائي، وابن ماجه، وإبراهيم ابن عَبد اللَّهِ بْن الجنيد الختلي، وأَبُو عبد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد البسري، وأَحْمَد بْن الحارث بْن مسكين، وأَبُو الطيب أَحْمَد بْن الممتنع، وأسامة بْن أَحْمَد التجيبي، وبقي بْن مخلد الأندلسي، والحسن بْن سفيان الشَّيْبَانِيّ، والحسن بْن علي بْن شبيب المعمري، والحسين بْن إسحاق التستري، وأَبُو اليمان الحكم بْن نَافِع القلزمي (1) القاضي، وزكريا بْن يحيى الساجي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعبد الرحمن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بْن رشدين بْن سعد، وعبد الرحمن بْن أزهر المِصْرِي، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعلي بْن الْحَسَن بْن خلف بْن قديد، وعلي بْن عَمْرو بْن خالد الحراني، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن بجير السمرقندي، وابنه عَمْرو بن أَبي الطاهر ابن السرح، والفضل بْن مُحَمَّد البلخي، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد بْن رزيق بْن جامع المِصْرِي، ومحمد بْن أَبي السري (2) الهمذاني، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان الباغندي، ومحمد بْن وضاح الأندلسي، ويحيى بْن أيوب بْن بادي العلاف، ويعقوب بْن سفيان الفارسي.
قال النَّسَائي: ثقة.
__________
(1) فتح السمعاني قاف (القلزم) في "الانساب"وتابعه ابن الاثير في "اللباب".وما هنا وجدته مفيدا بخط المولف والضمة مجودة، وهو بذلك يتابع ياقوت بن عَبد الله الحموي في "معجم البلدان"وهو الاصوب إن شاء الله.
(2) هو محمد بن المتوكل الهاشمي، وسيأتي.(1/416)
وَقَال أَبُو حَاتِم: لا بأس به.
وَقَال أَبُو سَعِيد بْن يونس، قال لي علي بْن الْحَسَن بْن خلف بْن قديد: كَانَ يونس جدك يحفظ وكان أَحْمَد بْن عَمْرو لا يحفظ، وكان ثقة ثبتا صالحا.
قال أَبُو سَعِيد: وكان فقيها من الصالحين الأثبات (1) توفي يوم الاثنين لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمسين (2) ومئتين، وصلى عَلَيْهِ بكار بْن قتيبة.
• أحمد بن عَمْرو بن عُبَيدة، أَبُو الْعَبَّاس القلوري (3) . يأتي فِي الكنى.
• خ: أَحْمَد بن أَبي عَمْرو. هو أَحْمَد بْن حَفْص بْن عَبد اللَّهِ السلمي النَّيْسَابُورِيّ. تقدم (4) .
87- خ م س ق: أَحْمَد بن عيسى بن حسان المِصْرِي، أَبُو عَبْد اللَّهِ بن أَبي مُوسَى العسكري المعروف بالتستري. كَانَ يتجر إِلَى تستر، فعرف بذلك، وقيل: إن أصله من الأهواز.
__________
(1) ووثقه النَّسَائي وابن حبان البستي وخرج هو والحاكم حديثه في صحيحيهما وكذلك وثقه مسلمة بن قاسم الاندلسي حينما ذكره في كتاب"الصلة"علي ما نقل العلامة مغلطاي وَقَال مغلطاي: روى عنه مُحَمَّد بْن عَبد الله بن المستورد في سنن الدارقطني، وإبراهيم بن يوسف الرازي في المستدرك. وفي كتاب الزهرة: كان مقرئا، روى عنه مسلم مئتي حديث وأربعين حديثًا" (إكمال: 1 / الورقة: 21) .
(2) في تهذيب ابن حجر (1 / 64) والتقريب: 255"وهو تحريف لا ريب. وَقَال العلامة مغلطاي: وَقَال مسلمة بن قاسم في كتاب"الصلة":..مات في آخر سنة تسع وأربعين ومئتين. وفي كتاب"التعريف بصحيح التاريخ"تأليف العلامة أحمد بن أَبي خالد: توفي ليلة الاثنين ودفن يوم الإثنين بعد العصر وصلى عليه الامير يزيد بن عَبد الله أمير مصر، حدثني بذلك أبو بكر بن اللباد عن يحيى بن عُمَر.
(3) هكذا قيده ابن حجر في (التقريب) والخزرجي في "الخلاصة"أما السمعاني، فقد فتح القاف والواو، وتابعه ابن الاثير.
(4) هذا هو آخر الجزء الرابع من الاصل، قال المؤلف: آخر الجزء الرابع من تهذيب الكمال في أسماء الرجال، والحمد لله وحده، يتلوه في الخامس: أحمد بن عيسى بن حسان المِصْرِي".وفي آخر هذا الجزء وعلى الحواشي مجموعة من السماعات بخط المؤلف وغيره.(1/417)
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن أَبي حية واسمه اليسع المكي، وأزهر بْن سعد السمان البَصْرِيّ، وبشر بْن بَكْر التنيسي، ورشدين بْن سعد، وضمام بْن إِسْمَاعِيل، وعبد الله بْن وهب (خ م س ق) ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبي فديك، والمفضل بْن فضالة، ومؤمل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الثقفي، ويغنم بْن سالم بْن قنبر مولى علي بْن أَبي طالب.
رَوَى عَنه: البخاري، ومسلم، والنَّسَائي، وابن ماجه، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، وأَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن شهاب العكبي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن علي بْن سَعِيد القاضي المروزي، وأَبُو يَعْلَى أَحْمَد بْن علي بْن المثنى الموصلي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان الفأفاء العلاف، وأَحْمَد بْن يُوسُف بْن تميم البَصْرِيّ، وإسحاق بْن الْحَسَن الحربي، وإسماعيل بْن إسحاق القاضي، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الفريابي القاضي، وجعفر بْن هاشم بْن يحيى العسكري، وحرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، والحسن بْن علي بْن شبيب المعمري، وحنبل بْن إسحاق بْن حنبل، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن إسحاق المدائني، وأَبُو شعيب عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن أَبي شعيب الحراني، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وأَبُو الْقَاسِم عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبان السراج، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بن إدريس الرازي، ومحمد ابن أيوب بن يحيى ابن الضريس الرازي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن أعين الْبَغْدَادِيّ، ومحمد بْن يَعْقُوب ابن الفرجي الصوفي الرملي، ويوسف بْن يَعْقُوب القاضي.
قال أَبُو عُبَيد الآجري: سألت أَبَا داود عَنْهُ، فقال: سمعت يحيى ابن مَعِين يحلف بالله الذي لا إله إلا هو: إنه كذاب.
وَقَال أَبُو حَاتِم: تكلم الناس فيه، قيل لي بمصر إنه قدمها واشترى(1/418)
كتب ابن وهب، وكتاب الْمُفَضَّل بْن فضالة، ثم قدمت بغداد، فسألت: هل يحدث عَنِ الْمُفَضَّل بْن فضالة؟ فقالوا: نعم، فأنكرت ذلك، وذلك أن الرواية عَنِ ابْن وهب والمفضل لا يستويان.
أخبرنا يُوسُف بْن يَعْقُوب الشَّيْبَانِيّ، أَخْبَرَنَا زَيْد بْن الْحَسَن الْكُنْدِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو العلاء الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الهمذاني الْحَافِظ، أَخْبَرَنَا أَبُو نصر المعمر بْن مُحَمَّد بْن الحسين الأنماطي البيع، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ علي الْحَافِظ، قال الْكُنْدِيّ: وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن بْن صرما قراءة عَلَيْهِ عَن أَبِي بَكْر الْحَافِظ إذنا، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيّ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسين يَعْقُوب بْن مُوسَى الأردبيلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَمْرو البرذعي، قال: شهذت أَبَا زرعة يعني الرازي ذكر كتاب"الصحيح"الذي ألفه مسلم بْن الحجاج، ثم الفضل (2) الصائغ على مثاله، فَقَالَ لي أَبُو زُرْعَة: هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه، فعملوا شيئا يتسوقون (3) به، ألفوا كتابا لم يسبقوا إليه، ليقيموا لأنفسهم رياسة قبل وقتها. وأتاه ذات يوم وأنا شاهد رجل بكتاب"الصحيح"من رواية مسلم، فجعل ينظر فيه، فإذا حديث عَنْ أسباط بْن نصر، فَقَالَ أَبُو زُرْعَة: ما أبعد هذا من الصحيح يدخل فِي كتابه أسباط بْن نصر؟ ! ثم رأى فِي كتابه قطن بْن نسير، فَقَالَ لي: وهذا أطم من الأول، قطن بْن نسير وصل أحاديث عَنْ ثَابِت جعلها عَنْ أنس، ثم نظر فَقَالَ: يروي عَنْ أَحْمَد بْن عيسى المِصْرِي فِي كتابه"الصحيح"! قال لي أَبُو زُرْعَة: ما رأيت أهل مصر يشكون فِي أن أَحْمَد بْن عيسى وأشار أَبُو زُرْعَة إِلَى لسانه كأنه يَقُول: الكذب، ثم قال لي: يحدث (4) عن أمثال هؤلاء
__________
(1) انظر"تاريخ بغداد": 4 / 274 273.
(2) "الفضل"ليس في تاريخ الخطيب.
(3) في تاريخ الخطيب: يتشوفون.
(4) في تاريخ الخطيب: تحدث.(1/419)
ويترك (1) مُحَمَّد بْن عجلان ونظراءه ويطرق (2) لأهل البدع علينا،
فيجدوا السبيل بأن يقولوا للحديث إذا احتج به عليهم ليس هذا فِي كتاب الصحيح. ورأيته يذم من وضع هذا الكتاب ويؤنبه. فلما رجعت إِلَى نيسابور فِي المرة الثانية، ذكرت لمسلم بْن الحجاج إنكار أَبِي زرعة عَلَيْهِ روايته (3) فِي كتاب"الصحيح"عَنْ أسباط بن نصر، وقطن ابن نسير، وأَحْمَد بْن عيسى، فَقَالَ لي مسلم: إن ما قلت صحيح، وإنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأَحْمَد ما قد رواه الثقات عَنْ شيوخهم، إلا أنه ربما وقع إلي عنهم بارتفاع ويكون عندي من رواية [من] (4) أوثق منهم بنزول فاقتصر على أولئك وأصل الحديث معروف من رواية الثقات.
وقدم مسلم بعد ذلك الري، فبلغني أنه خرج إِلَى أَبِي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن مسلم بْن وارة، فجفاه، وعاتبه على هذا الكتاب، وَقَال لَهُ نحوا مما قاله لي أَبُو زُرْعَة: إن هذا يطرق (5) لأهل البدع علينا، فاعتذر إليه مسلم وَقَال: إنما أخرجت هذا الكتاب وقلت هو صحاح، ولم أقل أن ما لم أخرجه من الحديث فِي هذا الكتاب ضعيف، ولكن إنما أخرجت هذا من الحديث الصحيح، ليكون مجموعا عندي وعند من يكتبه عني، فلا يرتاب فِي صحتها، ولم أقل: إن ما سواه ضعيف، أو نحو ذلك مما اعتذر به مسلم إِلَى مُحَمَّد بْن مسلم فقبل عذره وحدثه.
قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر (6) : ما رأيت لمن تكلم فِي أَحْمَد بْن عيسى حجة توجب ترك الاحتجاج بحديثه، وقد ذكره أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ
__________
(1) في تاريخ الخطيب: تترك.
(2) في تاريخ الخطيب: تطرق.
(3) في تاريخ الخطيب: وروايته"وما هنا أصح.
(4) إضافة من تاريخ الخطيب.
(5) في تاريخ الخطيب: تطرق. وما هنا أصح.
(6) تاريخ الخطيب: 4 / 275.(1/420)
النَّسَائي فِي جملة شيوخه الذين بين أحوالهم، فَقَالَ، ما أَخْبَرَنَا (1) الْبَرْقَانِيّ، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن رشيق، حَدَّثَنَا عبد الكريم بْن أَبي عَبْد الرَّحْمَنِ عَن أَبِيهِ. قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر: ثم حدثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبد اللَّهِ، قال: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه قال: سمعت أَبِي يَقُول: أَحْمَد بْن عيسى كَانَ بالعسكر ليس به بأس (2) .
قال أَبُو الْقَاسِم البغوي، وأَبُو الحسين بْن قانع، وأَبُو سَعِيد بْن يونس: مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (3) . زاد ابْن قانع: بسر من رأى (4) .
__________
(1) في تاريخ الخطيب: حَدَّثَنَا.
(2) قال ابن حجر": إنما أنكروا عليه ادعاء السماع ولم يتهم بالوضع، وليس في حديثه شيء من المناكير والله أعلم. وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات" وَقَال مغلطاي: وفي كتاب ابن خلفون: قال أبو جعفر النحاس: كان أحد الثقات اتفق الإمامان على إخراج حديثه".وَقَال الذهبي في "الميزان" (1 / 126) : احتج به أرباب الصحاح، ولم أر له حديثا منكرا فأورده.
(3) نقل مغلطاي عن ابن مندة وصاحب كتاب"زهرة المتعلمين"أنه مات بعد الاربعين. وَقَال حافظ الشام أبو القاسم ابن عساكر في "المعجم المشتمل": مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين في صفر" (الورقة: 11) . وَقَال ابن حجر في "التهذيب": وَقَال عَبد الله بن إسحاق الانماطي: حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى سنة أربع وأربعين ومئتين، فذكر حديثًا، فكأنه بعد ذلك ويكون الانماطي إنما روى عن التنيسي، وهو أقرب.
(4) ومما يستدرك على المزي للتمييز وهو من الطبقة:
18- أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي التنيسي المِصْرِي الخشاب. رَوَى عَن: عَمْرو بن أَبي سلمة، وعبد الله بن يونس التنيسي. وعَنه: الحسين بن إسحاق، وابن خزيمة في صحيحه، وأحمد بن رشدين، وجماعة.
قال ابن عدي: له مناكير، منها: عن عَمْرو بن أَبي سلمة، حَدَّثَنَا مصعب بن ماهان، عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعا: دخلت الجنة فإذا أكثر أهلها البله. فهذا باطل السند. وله عن عَبد الله بن يوسف: حَدَّثَنَا إسماعيل بن عياش، عن ثور، عن خالد، عن واثلة مرفوعا: الامناء عند الله ثلاثة: جبريل، وأنا، ومعاوية. وهذا كذب.
وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: ليس بالقوي.
وَقَال ابن طاهر: كذاب، يضع الحديث.
وذكره ابنُ حِبَّان في "الضعفاء"فقال: حَدَّثَنَا الحسين بن إسحاق الأصبهاني، حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى، حَدَّثَنَا مصعب بن ماهان، عن الثوري، عَن أبي الزناد، عن الأعرج، عَن أبي هُرَيْرة رفوعا: إن للقلب فرحة عند أكل اللحم، وما دام الفرح بأحد إلا أشر وبطر، فمرة ومرة.
قال أبو سَعِيد ابن يونس: مات سنة ثلاث وسبعين ومئتين. (ميزان الذهبي: 1 / 126، وتهذيب ابن =(1/421)
88- د: أَحْمَد بن الفرات بن خالد الضبي، أَبُو مسعود الرازي الْحَافِظ، نزيل أصبهان.
رَوَى عَن: أزهر بْن سعد السمان، وجعفر بن عون، والحسين ابن حَفْص الأصبهاني، والحسين بْن علي الجعفي، وأبي اليمان الحكم بْن نَافِع، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وأبي داود سُلَيْمان بْن داود الطيالسي، وشبابة بْن سوار (د) ، وأبي صَالِح عَبد اللَّهِ بْن صَالِح المِصْرِي، وعبد الله بْن مسلمة القعنبي، وعبد الله بْن نمير، وعبد الرزاق بْن همام (د) ، وأبي عامر عَبد المَلِك بْن عَمْرو العقدي، وعُبَيد الله بْن مُوسَى، وأبي داود عُمَر بن سعد لحفري، وأبي نعيم الفضل ابن دكين، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن أَبي جَعْفَر الرازي (د) ، ومحمد بْن عُبَيد الطنافسي، ومحمد بن يوسف الفريابي، ويزيد بْن هارون، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي (د) .
رَوَى عَنه: أَبُو داود، وإبراهيم بْن مُحَمَّد الطيان، وأَبُو حامد أَحْمَد بْن جَعْفَر الأشعري الأصبهاني، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن أَبي عاصم، جعفر بْن مُحَمَّد بْن الحسن الفريابي، والحسين بن محمد ابن غفير الأَنْصارِيّ الْبَغْدَادِيّ، وحميد بْن الربيع اللخمي وهو من أقرانه، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن فارس الأصبهاني وهو آخر من
__________
= حجر: 1 / 66 65، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 22) .
19 أحمد بن عيسى، أَبُو سَعِيد الخراز الصوفي.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن بشار صاحب إبراهيم بن أدهم، وعن غيره رَوَى عَنه: علي بْن مُحَمَّد المِصْرِي.
قال الخطيب: أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبر نا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي، أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن المفضل، قال: سألت أبا بكر بن أَبي العجوز عن موت أبي سَعِيد الخزاز فقال: مات سنة سبع وأربعين ومئتين، أو سنه سبع وسبعين ومئتين، قال أبو عبد الرحمن: وأظن أن هذا أصح. قلت: لا شك أن القول الاول باطل، وهو سنة سبع وأربعين، وأما القول الثاني فهو أقرب إلى الصواب إن كان محفوظا، وقد قيل في موت أبي سَعِيد غيره. أنبأنا أبو سعد الماليني، قال: سمعت أبا أسامة الحارث بن عدي يقول: سمعت أبا القاسم بن وردان يقول: صحبت أبا سَعِيد الخراز أربع عشرة سنة، ومات سنة ست وثمانين ومئتين" (تاريخ بغداد: 4 / 276 278) .(1/422)
حدث عَنْهُ، وعبد الرحمن بْن يحيى بْن منده العبدي الأصبهاني، وأَبُو خليفة (1) الفضل بْن الحباب الجمحي، ومحمد بْن يحيى بْن منده الأصبهاني، ويعقوب بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن شنبة (2) الزعفراني الأصبهاني.
قال أَبُو مُحَمَّد عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن حيان الأصبهاني الْحَافِظ المعروف بأبي الشيخ: سمعت يُوسُف بْن مُحَمَّد المؤدب (3) يَقُول: سمعت أَبَا عِمْران الطرسوسي، قال: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل يَقُول: ما تحت أديم السماء أحفظ لأخبار رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من أَبِي مسعود.
قال أَبُو الشيخ: وحكى الْعَبَّاس بْن حَمْدَان عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أورمة، قال: بقي اليوم فِي الدنيا ثلاثة: مُحَمَّد بْن يحيى النَّيْسَابُورِيّ بخراسان، وأَبُو مسعود الرازي بأصبهان، والحسن بْن علي الحواني بمكة، فأكثرهم حديثا مُحَمَّد بْن يحيى وأرفعهم حديثا الْحَسَن بْن علي وأحسنهم حديثًا أبومسعود.
قال: وحكى عَبد اللَّهِ بْن سندة (4) عَنْ مُحَمَّد بْن آدم المصيصي، قال: لو كَانَ أَبُو مسعود أَحْمَد بْن الفرات على نصف الدنيا، لكفاهم يعني فِي الفتيا قال: وحكي عَن أَبِي بَكْر الأعين، قال: وقع إلينا الخبر أن أَبَا مسعود قادم، فعيينا لَهُ، ونظرنا فِي الكتب،
__________
(1) علق ناشر تهذيب ابن حجر في الهامش فَقَالَ: هُوَ عَبد اللَّهِ بْن خليفة البَصْرِيّ"وهو خطأ مبين، سببه الاختصار الذي يلبس دائما.
(2) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" (ص: 403) فقال عند الكلام على"شَيْبَة": وبنون محركة: يعقوب بن إسحاق ابن شنبة الأصبهاني، عن أحمد بن الفرات". وقد قيد المزي اللفظ في حاشية النسخة مرة أخرى خوفا من اشتباهها.
(3) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف نصه: المؤذن"فكأنه يشير بذلك إلى أنه يعرف بالمؤذن وأن الذي ورد في رواية أبي الشيخ هو"المؤدب.
(4) انظر مشتبه الذهبي: 381.(1/423)
وسهرنا، فلما جاء لم نكن عنده شيئا.
قال: وبلغني أن رجلا قال لأبي مسعود: إنا ننسى الحديث! فَقَالَ: أيكم يرجع فِي حفظ حديث واحد خمس مئة مرة؟ قَالُوا: ومن يقوى على هذا، قال: لذاك لا تحفظون.
قال: وسمعت أَبَا عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن يحيى قال: أخرجنا الورقة التي أخرج على أَبِي مسعود إِلَى العراق إِلَى حجاج بْن الشاعر نسأله عنها (1) فخرج إلينا، فلما رأيناه، قمنا إليه، فرجع معنا، ودخل الدار، وصعد الخوخة وَقَال: ما حاجتكم؟ قلنا: ها هنا أشياء نريد أن نسألك عنها، فَقَالَ: سلوا، فَقَالَ من حضر من أصحابنا: سفيان، عَنْ أيوب، عَنْ عكرمة، عَنِ ابْن عَبَّاس: كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا. قال: من؟ قلنا: أَبُو نعيم. فَقَالَ: قد نظرت فِي كل ما عند أَبِي نعيم عَنْ سفيان وليس فيه هذا (2) . قال: ثم ذكرنا لَهُ أحاديث فلم يكن يجيبنا جوابا شافيا، فاستقصينا عَلَيْهِ، فقلنا: نحتاج أن تعطينا خطك فِي هذه الأحاديث، فامتنع، فلما استقصينا عَلَيْهِ قلنا لَهُ: فدلنا على إنسان نسأله، فَقَالَ: لا أعرف اليوم أحدا أحذق بهذه الصناعة من أَحْمَد بْن الفرات الرازي وعباس الطبري، قلنا: أما عَبَّاس، فلا نعرفه وقلنا: هو يردنا إِلَى أَبِي مسعود. إِلَى هنا عَن أَبِي الشيخ.
قال إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الطيان: سمعت أَبَا مسعود يَقُول: كتبت
__________
(1) وضع المؤلف لفظة"كذا"في الحاشية دلالة على اضطراب في النص.
(2) لكن متن الحديث من رواية أم سلمة وعائشة رضي الله عنهما، أخرجه مالك في الموطأ 1 / 291 في الصيام: باب ما جاء في صيام الذي يصبح جنبا في رمضان، من طريق عبد ربه بن سَعِيد بن قيس، عَن أَبِي بَكْرِ بْن عَبْدِ الرحمن بْن الحارث بْن هشام، عن عائشة وأم سلمة زوجي النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم أنهما قالتا: إن كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ليصبح جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ احْتِلامٍ في رمضان، ثم يصوم ذلك اليوم.
وأخرجه البخاري 4 / 123 في الصوم: باب الصائم يصبح جنبا، وباب اغتسال الصائم، من طريق عَبد اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنِ مالك، عن سمي.
وأخرجه مسلم (1109) (7) في الصيام: باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب، من طريق يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عن عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيد، كلاهما عَن أَبِي بَكْرِ بْن عَبْدِ الرحمن.(1/424)
عن ألف وسبع ومئة وخمسين رجلا، أدخلت فِي تصنيفى ثلاث مئة وعشرة، وعطلت سائر ذلك، وكتبت ألف ألف حديث وخمس مئة ألف حديث فأخذت (1) من ذلك ثلاث مئة ألف فِي التفسير والأحكام والفوائد وغيره (2) .
قال أَبُو الشيخ: توفى سنة ثمان وخمسين ومئتين (3) ، وصلى عَلَيْهِ إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الخطابي. من الحفاظ الكبار صنف المسند والكتب الكثيرة (4) .
__________
(1) قال المؤلف في حاشية الاصل: لعله: فأدخلت.
(2) قال الخطيب البغدادي: وكان قد سافر الكثير، وجمع في الرحلة بين البصرة والكوفة والحجاز واليمن والشام ومصر والجزيرة، ولقي علماء عصره، وورد بغداد في حياة أَبِي عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل، وذاكر حفاظها بحصرته، وكان أحمد يقدمه ويكرمه. واستوطن أبو مسعد بعد ذلك أصبهان إلى آخر عُمَره، وبها كانت وفاته، وروى عنه كافة أهلها علمه، ولا أعلم حدث ببغداد شيئا إلا على سبيل المذاكرة".وروى الخطيب أنه قال: كنا نتذاكر الابواب، قال: فخاضوا في باب، فجاؤا بخمسة أحاديث، قال: فجئتهم أنه بآخر فصار سادسا، قال: فنخس أحمد بن حنبل في صدري يعني لاعجابه به". وأسند الخطيب عن أحمد بن حنبل أنه قال: ما أعرف اليوم أسود الرأس أعرف بمسندات رسول الله صلى الله عليه وسلم منه."وروى بسنده عن حميد بن الربيع أنه قال: قدم أبو مسعود الأصبهاني مصر، فاستلقى على قفاه، فقال لنا: خذوا حديث مصر، قال: فجعل يقرأ علينا شيخا شيخا من قبل أن يلقاهم. وَقَال ابن المقرئ: سمعت أبا عَرُوبَة يقول: أبو مسعود الأصبهاني في عداد ابن أَبي شَيْبَة في الحفظ، وأحمد بن سُلَيْمان في التثبت، سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أحمد بن الفرات الضبي الرازي أبو مسعود أحد الأئمة والحفاظ.
"تاريخ بغداد": 4 / 344 343. قال بشار: ووثقه ابن حبان البستي، وأبو يَعْلَى الخليل بن عَبد الله الخليلي وأبو عبد الله الحاكم النيسابوري والحافظ ابن عساكر والإمام الذهبي وغيرهم. وقد تكلم فيه ابن خراش كلاما مشينا لذلك تناوله أبو أحمد بن عدي في كتابه"الكامل في الضعفاء"، قال إمام المؤرخين والنقاد الذهبي في "الميزان": أحمد بن الفرات، أبو مسعود الرازي، الحافظ الثقة. ذكره ابن عدي فأساء، فإنه ما أبدى شيئا غير أن ابن عقدة روى عن ابن خراش وفيهما رفض وبدعة قال: إن ابن الفرات يكذب عمدا. وَقَال ابن عدي: لاأعرف له رواية منكرة. قلت: فبطل قول ابن خراش.
(3) قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في "المعجم المشتمل": مات في شعبان.
(4) حذف المزي في هذا الموضع ترجمة أوردها عبد الغني في "الكمال" باعتباره من شيوخ النَّسَائي، والظاهر أن المزي حذفها بسبب عدم وقوفه على رواية النَّسَائي عنه، قال عبد الغني المقدسي "الكمال": 1 / الورقة: 177) .
2- أحمد بن الفرج بن سُلَيْمان الكندي، أبو عتبة الحمصي المعروف بالحجازي المؤذن بجامع حمص.
رَوَى عَن: بقية بن الوليد، ومحمد بن سَعِيد الطائفي، وضمرة بن ربيعة، وأبي المغيرة الحمصي، ومحمد ابن يوسف الفريابي، ومحمد بن إسماعيل بن أَبي فديك، وأيوب بن سويد الرملي، وسلمة بن عَبد المَلِك العوصي، وعقبة بن علقمة البيروتي، ويحيى بن صالح الوحاظي، وعلي بن عياش الالهاني، وعثمان بن سَعِيد =(1/425)
89- س: أَحْمَد بن فضالة بن إِبْرَاهِيم، أَبُو المنذر بن أَبي إِبْرَاهِيم النَّسَائي، أخو عُبَيد اللَّهِ بن فضالة.
__________
= ابن كثير بن دينار، وشريح بن يزيد، ومحمد بن حمير، وحرملة بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن الربيع بن سبرة، وسُلَيْمان بن عثمان الفوري، وزيد بن يحيى عُبَيد، وعُمَر بن عبد الواحد الدمشقيين. رَوَى عَنه: النَّسَائي، وعبد الله بن الحسين بن محمد بن جمعة والحسن بن أحمد بن عطفن الدمشقيان، ومحمد بن يوسف الهروي نزيل دمشق، ومحمد بن عَبد الله بن عبد السلام مكحول، وخيثمة بن سُلَيْمان وأبو الترك محمد بن موسى بن الحسين بن موسى الاطرابلسيان، ومحمد بن أيوب بن مشكان، وأبو العباس محمد بن يعقوب الاصم، وأبو بكر محمد بن حمدون بن خالد، وموسى بن العباس الجويني، وأبو العباس السراج النيسابوري، ويحيى بن محمد بن صاعد، والهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الانماطي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وموسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن جرير والحسين بن إسماعيل المحاملي وقاسم بن زكريا المطرز وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن حبيب الزراد وأبو بكر يوسف بن يعقوب بن بهلول البغداديون، وأبو القاسم يعقوب بن أحمد بن ثوابة وأبو الحسين إسحاق بن يوسف بن عَمْرو بن نصر القرشي وأبو بكر محمد بن عَبد الله بن محمد الطائي وأبو عُمَر عبد الرحمن بن عَمْرو بن عبد الرحمن الرجعي الحمصيون، وأبو زرارة أحمد بن عَبد المَلِك وأبو الليث سلم بن معاذ ومحمد بن جعفر بن محمد بن هشام النميري وأبو الحسن أحمد بن عُمَير بن يوسف ابن جوصى وأبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل الدمشقيون، والنضر بن الحارث الحمصي، ومحمد بن عَبد الله الحضرمي.
قال ابن أَبي حاتم: كتبنا عنه ومحله عندنا محل الصدق.
وَقَال أبو أحمد بن عدي: قال لنا عَبد المَلِك بن محمد: كان محمد بن عوف يضعفه قال ابن عدي: ومع ضعفه قد احتمله الناس، ورووا عنه، وهو وسط، ليس ممن يحتج بحديثه أو يتدين به إلا أنه يكتب حديثه.
وَقَال أبو أحمد الحاكم: قدم العراق فكتبوا عنه وأهلها حسنوا الرأي فيه، لكن أبو جعفر محمد بن عوف كان يتكلم فيه، ورأيت أبا الحسن بن جوصى يضعف أمره.
قلت: رماه محمد بن عوف بالكذب وسوء الحال.
قال أبو بكر الخطيب: بلغني انه مات بحمص سنة إحدى وسبعين ومئتين". قال بشار بن عواد: فصل الخطيب في إيراد كلام ابن عوف الطائي فيه، أما سوء الحال الذي أشار إليه، فهو شربه الخمر ونحوها انظر (تاريخ الخطيب: 4 / 341 339) .وتناوله الذهبي في "الميزان"1 / 128.
وَقَال مغلطاي: لم يذكره المزي، ولم ينبه لم لم يذكره كعادته فيما ينبه عليه من أوهام صاحب الكمال. وقد أسلفنا قول ابن عساكر أن النَّسَائي روى عنه وتبعه على ذلك الصريفيني والله تعالى أعلم" (إكمال: 1 / الورقة: 23) . وأخذ الحافظ ابن حجر هذا القول فقال في التهذيب: روى عنه النَّسَائي فيما ذكر ابن عساكر وعبد الغني، وحذفه المزي ومن بعده، لانه لم يقف على روايته عنه" (1 / 68) . قال بشار بن عواد: قول مغلطاي"وقد أسلفنا قول ابن عساكر"لم أفهمه أبدا حيث إنه لم ينقل عن ابن عساكر في هذه الترجمة البتة حتى يصح قوله"أسلفنا"، يضاف إلى ذلك أن ابن عساكر لم يذكر هذا الرجل أصلا في كتابه"المعجم المشتمل"وعندي منه ثلاث نسخ، وبهذا نعيد النظر في قول مغلطاي ومن نقل عنه، كابن حجر في أن ابن عساكر ذكر رواية النَّسَائي عنه.(1/426)
رَوَى عَن: خالد بْن مخلد القطواني (س) ، وأبي عاصم الضحاك بْن مخلد النبيل (س) ، وعبد الله بْن الزبير الحميدي، وعبد الرزاق بْن همام (س) ، وعُبَيد الله بْن مُوسَى (س) ، وعَمْرو بن حماد ابن طلحة القناد (عس) .
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وأَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ هبيرة بْن الْحَسَن بْن علي بْن المنذر البغوي ولقبه تركة.
قال النَّسَائي: لا بأس به (1) .
وَقَال أَبُو الْقَاسِم (2) : مات سنة سبع وخمسين ومئتين.
90- د: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الأبلي، أَبُو بَكْر العطار.
رَوَى عَن: إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى الفزاري، وأبي عُمَر حَفْص بْن عُمَر الحوضي (3) ، وأبي الربيع سُلَيْمان بْن داود الزهراني، وشيبان بْن فروخ الأبلي (د) ، وأبي بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة، وعبد الله ابن مسلمة القعنبي، وعبد الرحمن بْن بَكْر بْن الربيع بْن مسلم القرشي، وعيسى بْن إِبْرَاهِيم البركي (4) ، ومحمد بْن بحر الهجيمي، ومحمد بْن أَبي رجاء القرشي مولى بني هاشم، ومحمد بْن زياد بْن عُبَيد الله الزيادي، وأبي مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، ومسدد بْن مسرهد، وأبي سَلَمَة مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل، وهدبة بْن خالد، وأبي الوليد هشام بْن عَبد المَلِك الطيالسي.
__________
(1) قال ابن حجر: قال مسلمة بن قاسم: لا بأس بن كان يخطئ، وكذا رأيته في أسامي شيوخ النَّسَائي رواية حمزة الكناني عنه""تهذيب": 1 / 69.
(2) "المعجم المشتمل"الورقة: 11.
(3) منسوب إلى"الحوض"موضع بالبصرة، وهو يروي عن شعبة والدستوائي وغيرهما، روى عنه جماعة منهم: أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الجمحي وكان صدوقا ثبتا.
(4) بكسر الباء المنقوطة بواحدة وفتح الراء، نسبة إلى"البرك"سكة كانت معروفة بالبصرة، وكان عيسى هذا ينزل سكة البرك هذه وسيأتي ذكره.(1/427)
رَوَى عَنه: أَبُو داود وهو من أقرانه، وعبد الجبار بْن شيران بن زيد بن العبا س العبدي، وفاروق بْن عبد الكبير الخطابي، وأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن حَاتِم التمار، ومحمد بْن حمدون بْن خالد النَّيْسَابُورِيّ (1) ، وأَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إسحاق الاسفراييني، وأَبُو الْحَسَن يونس بْن مُحَمَّد.
قال أَبُو داود فِي حديث شيبان بْن فروخ عَنْ مُحَمَّد بْن راشد المكحولي، عَنْ سُلَيْمان بْن مُوسَى، عَنْ عَمْرو بْن شعيب، عَن أَبِيهِ، عَنْ جده: كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقوم دية الخطأ على أهل القرى الحديث (2) وجدت فِي كتابي عَنْ شيبان ولم أسمعه منه فحَدَّثَنَاه أَبُو بَكْر صاحب لنا ثقة عَنْهُ.
قال أَبُو بَكْر بْن داسة: هو أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأبلي العطار (3) .
سمع منه عَبْد الْجَبَّارِ سنة ثمان وسبعين ومئتين.
91- تمييز: وفي طبقته شيخ آخر يقال له: أحمد بن محمد ابن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ (4) ابْن بنت مُحَمَّد بْن حَاتِم بْن ميمون السمين، وهو مروزي الأصل.
__________
(1) كان في الاصل بعد هذا: وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَمْرو بن موسى العقيلي"ثم شطب عليها بالحمرة.
(2) هو في سنن أبي داود (4564) في الديات: باب ديات الاعضاء، وتمامه: أربع مئة دينار أو عدلها من الورق، ويقومها على أثمان الابل، فإذا غلت رفع في قيمتها، وإذا هاجت رخصا نقص من قيمتها، وبلغت عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم ما بين أربع مئة دينار إلى ثماني مئة دينار، وعدلها من الورق ثمانية آلاف درهم..وأخرجه أحمد 2 / 242 والنَّسَائي 8 / 42، 43 في القود: باب ذكر الاختلاف على خالد لحذاء، وابن ماجة (2630) في الديات: باب دية الخطأ والبيهقي 8 / 77، كلهم من طريق مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمان بْن مُوسَى، عَنْ عَمْرو بْن شعيب، عَن أَبِيهِ، عَنْ جده، وأخرجه أحمد 2 / 217 من طريق يعقوب، عَن أبيه، عن مُحَمَّد بْن إسحاق، عَنْ عَمْرو بْن شعيب، عَن أبيه، عن جده.. (ش) .
(3) قال الحافظ ابن حجر: ويحتمل إنه أحمد بن محمد بن المعلى الآتي قريبا فإنه يكنى أبا بكر، ولابي داود عنه رواية في كتاب القدر" (تهذيب: 1 / 96) .
(4) لم يذكره الخطيب في تاريخه فيستدرك عليه.(1/428)
روى عن: أَبِي الجهم الأزرق بْن علي الحنفي، وسَعِيد بْن سُلَيْمان الواسطي سعدويه، وعلي بن حكيم الأَودِيّ، محمد بن يحيى ابن أَبي عُمَر العدني، ومنجاب بْن الحارث التَّمِيمِيّ، وهدبة بْن خالد، ويعقوب بْن حميد بْن كاسب.
رَوَى عَنه: الحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومحمد بْن جَعْفَر المطيري، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن مُوسَى العقيلي، ومحمد بْن مخلد بْن حَفْص العطار.
ذكره الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ: ثقة نبيل.
وَقَال أَبُو الْعَبَّاس بْن عقدة عَنْ إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الصواف: ثقة مأمون. قال: وسمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يُوسُف بْن خراش وسألته عَنْهُ، فَقَالَ: ثقة عدل. توفي ببغداد سنة اثنتين وثمانين ومئتين، وكذلك قال أَبُو الحسين ابْن المنادي فِي تاريخ وفاته وزاد: لتسع خلون من جمادى الأولى.
ذكرناه للتمييز بينهما.
92- أَحْمَد بن مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن أَبي خلف الْبَغْدَادِيّ القَطِيعِيّ.
ذكره الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْخَطِيب فِي تاريخه، وَقَال (1) : نسبه أَبُو العباس ابن عقدة، وأحسبه نزل الكوفة، فإني لم أر للبغدايين عَنْهُ رواية.
حدث عن حصين بْن عُمَر الأحمسي، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وأبي عباد يحيى بْن عباد البَصْرِيّ.
روى عنه أَبُو داود السجستاني، وأَبُو شَيْبَة إِبْرَاهِيم بن أَبي بكر بْن
__________
(1) "تاريخ بغداد": 4 / 360 359.(1/429)
أَبِي شَيْبَة، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي (1) .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزّ الشَّيْبَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الْكُنْدِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزَّاز، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الْخَطِيب، أخبرنا (2) أبو الفرج الحسين ابن عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ بِالْكُوفَةِ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان، عبد الرحمن أَحْمَدُ بْنُ أَبي خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يحيى بْنُ عَبَّادٍ البَصْرِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قال: كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَعْجَبَهُ نَحْوُ رَجُلٍ أَمَرَهُ بِالصَّلاةِ (3) .
وبه (4) : أَخْبَرَنَا علي بْن أَبي علي، قال: قرأنا على الحسين بْن هارون، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد، قال: سمعت أَبَا شَيْبَة يَقُول: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبي خلف وكان ثقة.
وبه: أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخلدي، حَدَّثَنَا محمد ابن عَبد اللَّهِ الحضرمي، قال: سنة ثلاث وثلاثين ومئتين، فيها مات أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبي خلف الْبَغْدَادِيّ، وكان لا يخضب. هكذا ذكره الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْخَطِيب فِي تاريخه.
وَقَال الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم فِي الشيوخ النبل (5) : أَحْمَد بْن أَبي خلف.
ذكره الوزير أَبُو الفضل جَعْفَر بْن الفضل بْن حنزابة فِي شيوخ أَبِي داود (6) ولم أجده فِي كتابه، ولعله أراد مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبي خلف.
هكذا قال أَبُو الْقَاسِم.
__________
(1) في تاريخ الخطيب بعد هذا: الكوفيان.
(2) "تاريخ بغداد": 4 / 360.
(3) لا يصح، محمد بن عثمان هو ابن سيار، قال الدارقطني: مجهول، وَقَال الأزدي: ضعيف.
(4) يعني بإسناده المزي المتقدم إلى الخطيب.
(5) الورقة: 5 (الترجمة: 23) .
(6) كانت في الاصل"د"فحولتها كما اشترطت في المقدمة.(1/430)
وفِي كِتَابِ النِّكَاحِ مِنْ سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبي خَلَفٍ وأَحْمَدُ بْنُ عَمْرو بْنِ السَّرْحِ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبد اللَّهِ قال ابْنُ السَّرْحِ: عُبَيد اللَّهِ بْنِ عَبد اللَّهِ، قال أَبُو دَاوُدَ: وهُوَ الصَّوَابُ عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ أَبي ذُبَابٍ (1) ، قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ (2) "وذكر الحديث. هكذا قال أَبُو سَعِيد ابن الأعرابي وأَبُو بَكْر بْن داسة فِي هذا الحديث عَن أَبِي داود. وَقَال عامة الرواة عَن أَبِي داود: حَدَّثَنَا ابْن أَبي خلف، ولم يسموه.
وقد روى أَبُو داود عَنْ مُحَمَّد بْن أحمد بن أَبي عدة أحاديث غير هذا يسميه وينسبه فِي عامتها، ولم نجد لَهُ عَنْ أَحْمَد بْن أَبي خلف غير هذا الحديث الواحد على ما فيه من الاختلاف، فالله أعلم (3) .
93- د: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أيوب الْبَغْدَادِيّ، أَبُو جَعْفَر الْوَرَّاق المعروف بصاحب المغازي.
كَانَ يورق للفضل بْن يحيى بْن خالد بْن برمك البرمكي.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن سعد الزُّهْرِيّ (د) ، وأبي بَكْر بْن عياش.
رَوَى عَنه: أَبُو داود، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن أَبي خيثمة زهير بْن حرب، وأَبُو يَعْلَى أَحْمَد بْن علي بْن المثنى الموصلي، وحنبل بْن
__________
(1) بضم الذال المعجمة، وسيأتي ذكره.
(2) هو في سنن أبي داود (2146) في النكاح: باب في ضرب النساء، وتمامه: فجاء عُمَر إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: ذئر النساء (أي اجترأن ونشزن نقرن) على أزواجهن، فرخص في ضربهن، فأطاف بآل رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نساء كثر، يشكون أزواجهن، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لقد طاف بآل محمد نساء كثر، يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم"وهو حديث صحيح، أخرجه الشافعي 2 / 361، 362، وابن ماجة (1985) ، والدارمي 2 / 147، وصححه ابن حبان (1316) ، والحاكم 2 / 188، ووافقه الذهبي، وله شاهد عند ابن حبان (1315) من حديث ابن عباس، وآخر مرسل عند البيهقي 7 / 304 من حديث أم كلثوم بنت أبي بكر. (ش) .
(3) وضع ابن حجر في "التهذيب"و"التقريب"رمز أبي داود على هذه الترجمة.(1/431)
إسحاق بْن حنبل، وعبد الله بن أَحْمَد بْن حنبل، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وعلي بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، والفضل بْن سهل الأعرج، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يحيى بْن سُلَيْمان المروزي، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي.
قال عثمان بْن سَعِيد الدارمي: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل وعلي بْن المديني يحسنان القول فيه، وسمع علي منه"المغازي"وكان يحيى بْن مَعِين يحمل عَلَيْهِ.
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل: سمعت أَبِي وسئل عَنْ كامل بْن طلحة وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أيوب فَقَالَ: ما أعلم أحدا يدفعهما بحجة.
وَقَال يَعْقُوب بْن شَيْبَة: ليس من أصحاب الحديث، ولا يعرفه أحد بالطلب، وإنما كَانَ وراقا، فذكر أنه نسخ كتاب"المغازي"الذي رواه إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنِ ابْن إسحاق لبعض البرامكة، وأنه أمره أن يأتي إِبْرَاهِيم بْن سعد فيصححها، فزعم أن إِبْرَاهِيم بْن سعد قرأها عَلَيْهِ
وصححها، وقد ذكر أيضا: أنه سمعها مع الفضل بْن يحيى بْن خالد من إِبْرَاهِيم بْن سعد، وأنه هو الذي كَانَ يلي تصحيحها (1) .
وسئل عنه علي ابن المديني وأَحْمَد بْن حنبل فلم يعرفاه، وَقَالا: يسأل عَنْهُ، فإن كَانَ لا بأس به حمل عَنْهُ.
وَقَال إِبْرَاهِيم الحربي: كَانَ وراقا للفضل بْن الربيع، ثقة، لو قيل لَهُ: اكذب، ما أحسن أن يكذب.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: روى عن إِبْرَاهِيم بْن سعد"المغازي"، وأنكرت عَلَيْهِ، وحدث عَن أَبِي بَكْر بْن عياش بالمناكير، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد هذا أثنى عَلَيْهِ أَحْمَد وعلي، وتكلم فيه يحيى، وهو
__________
(1) قال الخطيب: يحتمل أن يكون إبراهيم قرأها لولديه قديما وَقَال هذا القول، ثم قرأها آخرا فسمعها منه ابن أيوب" (تاريخ بغداد: 4 / 395) .(1/432)
مع هذا كله صَالِح الحديث، ليس بمتروك (1) .
وَقَال مُحَمَّد بْن سعد: كَانَ وراقا يكتب للفضل بْن يحيى بْن خالد بْن برمك، فذكر أنه سمع"المغازي"من إِبْرَاهِيم بْن سعد مع يحيى بْن خالد، وذكر أنه سمع من أَبِي بَكْر بْن عياش ما حدث به الفضل بْن يحيى، ومات ببغداد ليلة الثلاثاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين ومئتين.
وكذلك قال مُحَمَّد بْن إسحاق الثقفي السراج: إنه مات فِي ذي الحجة سنة ثمان وعشرين ومئتين (2) .
روى عنه أَبُو داود حديثا واحدا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن محمد ابن إسحاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بْن الزبير عَنْ عروة بْن الزبير، عَنِ امرأة من بني النجار قالت: كَانَ بيتي من أطول بيت حول المسجد، وكان بلال يؤذن عَلَيْهِ الفجر ... الحديث (3) .
وَقَال أبو سَعِيد ابن الأعرابي عَن أَبِي داود فِي هذا الحديث: حدثت عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، ولم يسم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أيوب.
94- د: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثَابِت بن عثمان بن مسعود بن يزيد الخزاعي، أَبُو الْحَسَن بن شبويه المروزي المأَخُواني. وما خوان: قرية
__________
(1) وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات"، وَقَال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وَقَال أبو حاتم: روى عَن أبي بكر بْن عياش أحاديث منكرة (وانظر إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 25 وتهذيب ابن حجر: 1 / 71) .
وَقَال الذهبي في "الميزان": صدوق، حدث عنه أبو داود والناس، لينه يحيى بن مَعِين، وأثنى عليه أحمد وعلي، وله ما ينكر فمن ذلك مما ساقه ابن عدي أنه روى عَن أبي بكر بْن عياش، عن الأَعْمَشِ، عَن أَبِي وائِلٍ، عن عبد الله، مرفوعا: مَنْ يُرُدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يفقهه في الدين ويلهمه رشده.
1 / 133، وانظر"تاريخ الاسلام"الورقة: 178 أياصوفيا 3007.
(2) قال مغلطاي: وفي كتاب"الزهرة": مات يوم الاثنين لخمس أو لأربع بقين من ذي الحجة" (إكمال: 1 / الورقة: 25) . وفي كتاب"المعجم المشتمل"لابن عساكر: مات في أواخر ذي القعدة" (الورقة: 11) .
(3) وتمامه: فيأتي بسحر، فيجلس على البيت، ينظر إلى الفجر، فإذا رآه تمطى، ثم قال: اللهم إني أحمدك وأستعينك على قريش أن يقيموا دينك، قالت: ثم يؤذن. قالت. والله ما علمته كان تركها ليلة واحدة، تعني هذه الكلمات"أخرجه أبو داود (519) في الصلاة: باب الاذان فوق المنارة، ورجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة ابن إسحاق.(1/433)
من قرى مرو، وهو والد عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن شبويه.
رَوَى عَن: آدم بْن أَبي إياس (خد) ، وإسماعيل بْن أَبي أويس، وإسماعيل ابْن علية، وأيوب بْن سُلَيْمان بن بلال (د) ، وحفص ابن حميد المروزي الأكافي، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة (د) ، وسفيان ابن عُيَيْنَة (د) ، وسُلَيْمان بْن صَالِح المروزي سلمويه صاحب ابْن المبارك، وعبد الله بْن رجاء الغداني (خد) ، وعبد الله بْن عثمان المروزي عبدان (د) ، وعبد الله بْن المبارك، وعبد الرحمن بْن حَمَّاد الشعيثي، وعبد الرحمن بْن عَبد اللَّهِ بْن سعد الدشتكي، وعبد الرزاق بْن همام (د) ، وعبد العزيز بْن أَبي رزمة، وعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعلي بْن الحسين بْن واقد، وعلي ابن المديني وهو من أقرانه، والفضل بْن مُوسَى السيناني، وأبي وهب مُحَمَّد بْن مزاحم، وأبي غسان مُحَمَّد بْن يحيى الكناني، وأبي حذيفة مُوسَى بْن مسعود النهدي (د) ، والنضر بْن شميل (د) ، وهاشم بْن مخلد الثقفي (خد) ، ووكيع بْن الجراح (د) ، ويزيد بْن هارون.
رَوَى عَنه: أَبُو داود، وأَحْمَد بْن أَبي الحواري وهو من أقرانه، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن أَبي خيثمة زهير بْن حرب، وأَبُو يَعْقُوب إسحاق بْن عاصم المصيصي، وأيوب بْن إسحاق بْن سافري، وابنه: ثَابِت بْن أَحْمَد بْن شبويه، وعباس بْن الوليد بْن صبح الخلال، وابنه: عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن شبويه، وأَبُو زُرْعَة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَمْرو الدمشقي، وعلى بن الحسن الهسنجاني، وعَمْرو يحيى بْن الحارث الحمصي، ومحمد بْن خلف العسقلاني، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عبد الملك بْن زَنْجَوَيْه، وأَبُو نشيط مُحَمَّد بْن هارون الْبَغْدَادِيّ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن هاني، ومحمد بْن يحيى الذهلي، ونوح بْن حبيب القومسي، ويحيى بْن عثمان بْن صَالِح المِصْرِي، ويحيى بْن مَعِين وهو من أقرانه.(1/434)
قال النَّسَائي: ثقة.
وَقَال مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ السامي: سمعت عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن شبويه قال: سمعت أَبِي يَقُول: من أراد علم القبر فعليه بالأثر، ومن أراد علم الخبز فعليه بالرأي.
وَقَال أَبُو نعيم أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن أحمد بن إسحاق الحافظ في ما أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أَبي الخير سلامة بْن إِبْرَاهِيم بن سلامة ابن الحداد عَنْ كتاب أَبِي المكارم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد اللبان عَن أَبِي علي الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الحداد عَنْهُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن حنبل، حدثني ثَابِت بْن أَحْمَد بْن شبويه المروزي قال: كَانَ يخيل إلي أن لأبي أَحْمَد بْن شبويه فضيلة على أَحْمَد بْن حنبل للجهاد، وفكاك الأسرى، ولزوم الثغور، فسألت أخي عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد أيهما كَانَ أرجح فِي نفسك؟ فَقَالَ: أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل، فلم أقنع بقوله، وأبيت إلا العجب بأبي أَحْمَد بْن شبويه، فأريت بعد سنة فِي منامي كأن شيخا حوله الناس يسمعون منه، ويسألونه، فقعدت إليه، فلما قام، تبعته، فقلت: يا عَبد اللَّهِ: أَخْبَرَنِي: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل وأَحْمَد بْن شبويه أيهما عندك أعلى وأفضل، فَقَالَ: سبحان الله إن أَحْمَد بْن حنبل ابتلي فصبر، وإن أَحْمَد بْن شبويه عوفي، المبتلى الصابر كالمعافى؟ ! هيهات ما أبعد ما بينهما.
قال أَبُو نصر بْن ماكولا: مات بطرسوس فِي شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين ومئتين، وهو ابْن ستين سنة.
وَقَال مُوسَى بْن هارون بْن عَبد اللَّهِ الحمال: مات بطرسوس سنة ثلاثين أو تسع وعشرين ومئتين.
وقَال البُخارِيُّ، وأَبُو زُرْعَة وأَبُو حَاتِم الرازيان، ومحمد بْن عَبْد(1/435)
اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي، وأَبُو سَعِيد بْن يونس: مات سنة ثلاثين ومئتين.
زاد البخاري: وهو ابْن ستين سنة (1) .
قال أَبُو زُرْعَة: جاءنا نعيه وأنا بحران، ولم أكتب عَنْهُ.
وكذلك قال أَبُو حَاتِم: أدركته ولم أكتب عَنْهُ.
وروى البخاري فِي الوضوء، والأضاحي، والجهاد (2) ، عَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّد عَنْ عَبد اللَّهِ وهو ابْن المبارك، فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: إنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثَابِت بْن شبويه هذا، وَقَال أَبُو نصر الكلاباذي وغير واحد: إنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى مردويه المروزي السمسار، فأيهما كَانَ، فهو ثقة (3) .
95- س: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الطرسوسي.
رَوَى عَن: عاصم بْن النَّضْر الأحول (س) ، ويحيى بْن مَعِين (س) .
رَوَى عَنه: النَّسَائي.
نسبه أَبُو علي الأسيوطي عَنِ النَّسَائي فِي المناسك فِي باب الحج بغير شيء يقصده المحرم.
وَقَال أَبُو الْقَاسِم فِي "الشيوخ النبل": أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن جعفر
__________
(1) وَقَال محمد بن وضاح كما أورده مغلطاي: أحمد بن شبويه خراساني ثقة ثبت، مات بطرسوس، وأوصى أن يدفن آخر المقبرة في جانب الروم.
(2) انظر صحيح البخاري بشرح الفتح 1 / 297 في الوضوء: باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء، وصحابي الحديث هو أبو هُرَيْرة، و10 / 19 في الاضاحي: باب إذا بعث بهديه ليذبح لم يحرم عليه شيء، وصحابيه عائشة، و6 / 50 في الجهاد: باب الركوب على الدابة الصعبة، وصحابيه أنس بن مالك.
(3) ووثقه العجلي وابن حبان البستي، وعبد الغني بن سَعِيد المِصْرِي، ومسلمة بن قاسم الاندلسي، وابن خلفون، وابن عساكر، والذهبي، وغيرهم.(1/436)
روى عنه النَّسَائي عَنْ يحيى بْن مَعِين، كذا وقع فِي نسختين من طريقين، وإنما هو مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن الْحَسَن بْن مهران بْن أَبي جميلة، أَبُو العلاء الذهلي الوكيعي الكوفي نزيل مصر، فقد روى عنه، وذكر فِي جملة شيوخه: مات أَبُو العلاء يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث مئة (1) .
96- ع: أَحْمَد (2) بن مُحَمَّد بن حنبل بن هلال بن أسد الشَّيْبَانِيّ، أَبُو عَبْد اللَّهِ المروزي، ثم الْبَغْدَادِيّ.
خرج به من مرو حملا، وولد ببغداد، ونشأ بِهَا، ومات بِهَا، وطاف البلاد فِي طلب العلم، ودخل الكوفة، وبالبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن، الشام، الجزيرة.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن خالد الصنعاني (س) ، وإبراهيم بْن سعد الزُّهْرِيّ، وإبراهيم بْن شماس السمرقندي (د) ، وإبراهيم بْن أَبي الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ المعروف بالسامري (س) ، وإسحاق بْن يُوسُف الأزرق (د) ، وإسماعيل ابن علية (م دس) ، والأسود بْن عامر شاذان، وبشر بْن السري، وبشر بْن الْمُفَضَّل (د) ، وبهز بْن أسد (د سي) ، وتليد (3) بْن سُلَيْمان المحاربي، وثابت بْن الوليد بْن عَبد اللَّهِ بْن جميع، وجابر بْن سليم الزرقي، وجابر بْن نوح، وجرير بْن عبد الحميد الرازي، وجعفر بْن عون، وحجاج بْن مُحَمَّد المصيصي (د) ، والحسن بْن مُوسَى الأشيب (د) ، والحسين بْن علي الجعفي،
__________
(1) "المعجم المشتمل"الورقة: 12 وَقَال ابن حجر في التهذيب: وسماه مسلمة بن قاسم أحمد أيضا ووثقه وهو وهم، ولم يذكر ابن يونس إلا محمد بن أحمد"
(2) الإمام أحمد إمام الأئمة، وعالم الامة، ألف في سيرته ومناقبه غير واحد، وترجم له مؤلفو كتب التراجم تراجم حافلة، منهم الإمام الذهبي في "تاريخ الاسلام"نشرها الشيخ أحمد شاكر عن نسخة البدر البشتكي بالقاهرة سنة 1946 وكثير منها منقول من تهذيب الكمال، وأطال مغلطاي في الاستدراك على هذه الترجمة ولاسيما في شيوخه. ولم نر كثير فائدة في التعليق على هذه الترجمة إلا في بعض المواضع الضرورية.
(3) قيده ابن حجر في "التقريب" (1 / 112) ، وسيأتي.(1/437)
والحسين بْن الوليد النَّيْسَابُورِيّ (ل) ، وحفص بْن غِيَاث النخعي، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وحماد بْن خالد الخياط (د) ، وحماد بْن مسعدة، وحميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الرواسي (مد) ، وخالد بْن نَافِع الأشعري، وخلف بْن الوليد الجوهري، وداود بْن مهران الدباغ، وربعي ابْن علية، وروح بْن عبادة (د) ، وريحان بْن سَعِيد السامي، زياد بْن الربيع اليحمدي، وزياد بْن عَبد اللَّهِ البكائي، وزيد بْن الحباب (د) ، وزيد بْن يحيى بْن عُبَيد الدمشقي، وسفيان بْن عُيَيْنَة (م د) ، وأبي داود سُلَيْمان بْن داود الطيالسي (م) ، وسُلَيْمان بْن داود الهاشمي، وسويد بْن عَمْرو الكلبي، وشبابة بْن سوار الفزاري، وأبي بدر شجاع بْن الوليد السكوني، وصفوان بْن عيسى الزُّهْرِيّ، وأبي بدر شجاع بْن الوليد السكوني، وصفوان بْن عيسى الزُّهْرِيّ، وأبي عاصم الضحاك بْن مخلد النبيل، وطلق بْن غنام النخعي، وعاصم ابن علي بْن عاصم الواسطي، وعباد بْن عباد المهلبي، وعباد بْن العوام (د) ، وعبد الله بْن إدريس الأَودِيّ (د) ، وعبد الله بْن بَكْر السهمي، وعبد الله بْن نمير الهمداني (م د س) ، وأبي عَبْد الرَّحْمَنِ عَبد اللَّهِ بْن يزيد المقرئ (د) ، وعبد الاعلى بن عبد الاعلى السامي، وأبي مسهر عبد الاعلى بْن مسهر الغساني الدمشقي، وعبد الرحمن بْن غزوان المعروف بقراد أبي نوح (د) ، وعبد الرحمن بن مهدي (م دس) ، وعبد الرزاق بْن همام (م د) ، وعبد الصمد بْن عبد الوارث، وعبد العزيز بْن عبد الصمد العمي، وأبي المغيرة عبد القدوس بْن الحجاج الخولاني الحمصي (د) ، وأبي عامر عَبد المَلِك بْن عَمْرو العقدي، وأبي عُبَيدة عَبْد الْوَاحِدِ بْن واصل الحداد (س) ، وعبد الوهاب (1) بْن عَبد المجيد الثقفي (د) ، وعبد الوهاب بْن عَطَاء الخفاف، وعُبَيد الله
__________
(1) كانت في الاصل: وعبد الوهاب بْن عَبد المجيد، وعبد الوهاب بن عبد الجميد الثقفي"ثم رمج المؤلف على الاسم الاول بالحمرة.(1/438)
ابن عُبَيد الرحمن الأشجعي، وعُبَيدة بْن حميد (د) ، وعثمان بْن عثمان الغطفاني (د) ، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس، وعفان بْن مسلم الصفار (د) ، وعقبة بْن خالد السكوني (د) ، وعلي بْن عاصم الواسطي، وعلي ابن عياش الحمصي (د س) ، وعُمَر بْن عُبَيد الطنافسي، وغسان بْن الربيع الموصلي، وغسان بْن مضر الأزدي، وغسان بْن الْمُفَضَّل الغلابي، وغوث بْن جَابِر بْن غيلان بْن منبه اليماني (1) ، وأبي نعيم الفضل بْن دكين، والفضل بْن العلاء الكوفي، والقاسم بْن مَالِك المزني، وقبيصة بْن عقبة، وقتيبة بْن سَعِيد (ت) ، وقران بْن تمام الأسدي، وكثير بْن مروان الفلسطيني، وكثير بْن هشام، وليث بْن خالد البلخي، ومبشر بْن إِسْمَاعِيل الحلبي، ومحمد بْن إدريس الشافعي، ومحمد بْن بَكْر البرساني (د) ، ومحمد بْن جَعْفَر غندر (م د س ق) ، وأبي معاوية مُحَمَّد بْن خازم الضرير (د) ، ومحمد بْن الْحَسَن الواسطي (ل) ، ومحمد بْن سَلَمَة الحراني (م د ق) ، وأبي أَحْمَد مُحَمَّدِ ابْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ الزبير الزبيري (د) ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن المثنى الأَنْصارِيّ (خ) ، ومحمد بْن عُبَيد الطنافسي، ومحمد بْن أَبي عَدِيّ (د) ، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان (د) ، ومحمد بْن يُوسُف الفريابي (د) ، وأبي كامل مظفر بْن مدرك الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ (ف) ، ومعاذ بْن معاذ العنبري، ومعاذ بْن هشام الدستوائي (د) ، ومعتمر بْن سُلَيْمان التَّيْمِيّ (خ م د) ، وأبي سَلَمَة مَنْصُور بْن سَلَمَة الخزاعي، وأبي قرة مُوسَى بْن طارق الزبيدي، ونصر ابن باب (2) ، وأبي المغيرة النَّضْر بْن إِسْمَاعِيل، ونوح بْن ميمون (ل) ، وأبي النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم (د) ، وأبي الوليد هشام بْن عَبد المَلِك الطيالسي، وهشيم بْن بشير الواسطي (م د) ، وهشيم بْن أَبي ساسان الكوفي، ووكيع بْن الجراح (د س) ، والوليد بْن الْقَاسِم بْن الوليد الهمداني، والوليد بن مسلم الدمشقي
__________
(1) جاء في حاشية الاصل تعليق للمؤلف: غيلان بن منبه هذا أخو وهب بن منبه وهمام بن منبه.
(2) قيده الذهبي في حرف الباء من"المشتبه"فقال: ونصر بن باب شيخ لأحمد بن حنبل"ص: 37.(1/439)
(د) ، ووهب ابن جرير بْن حازم، ويحيى بْن آدم (د) ، ويحيى بْن زكريا بْن أَبي زائدة (م) ، ويحيى بْن سَعِيد الأُمَوِي، ويحيى بْن سَعِيد القطان (م دس) ، ويزيد بْن هارون (د) ، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد الزُّهْرِيّ (م د) ، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب، وأبي بَكْر بْن عياش، وأبي سَعِيد مولى بني هاشم (صد) ، وأبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ النحوي، وأبي الْقَاسِم بْن أَبي الزناد (ق) (1) .
رَوَى عَنه: البخاري، ومسلم، وأَبُو داود (ت) ، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن جنيدب التِّرْمِذِيّ (خ ت) ، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصوفي الكبير، وأَحْمَد بْن أَبي الحواري وهو من أقرانه، وأَبُو مسعود أَحْمَد بْن الفرات الرازي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج المروذي، وأَبُو بَكْر أحمد بن محمد ابن هاني الأثرم الطائي، وإدريس بْن عبد الكريم الْمُقْرِئ الحداد، وإسحاق بْن مَنْصُور الكوسج (ت سي) ، والأسود بْن عامر شاذان وهو من شيوخه، وبشر بْن مُوسَى بْن صَالِح بْن شيخ بْن عميرة الأسدي، وبقي بْن مخلد الأندلسي، وجعفر بْن أَبي عثمان الطيالسي، وحجاج ابن الشاعر، وحرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، وأَبُو عَمْرو حريث بْن عَبْد الرَّحْمَنِ البخاري، والحسن بْن الصباح البزار، وأَبُو عمار الحسين بْن حريث المروزي وهو من أقرانه، والحسين بْن مَنْصُور بْن جَعْفَر النَّيْسَابُورِيّ (س) ، وهو من أقرانه، وابن عمه حنبل بْن إسحاق بْن حنبل، وخلف بْن هشام البزار، وهو أكبر منه، وداود بْن عَمْرو الضبي وهو أكبر منه، ورجاء بْن مرجى الْحَافِظ، وزهير بْن مُحَمَّد بْن قمير
__________
(1) قال الخطيب: وخلق سوى هؤلاء يطول ذكرهم، ويشق إحصاء أسمائهم""تاريخ بغداد: 4 / 413"وأورد العلامة علاء الدين مغلطاي معظم شيوخه نقلا من كتاب ابن الجوزي المؤلف عن الإمام أحمد (إكمال: 1 / الورقة: 32 27) .(1/440)
المروزي، وزياد بْن أيوب الطوسي، وهو من أقرانه، وسلمة بْن شبيب النَّيْسَابُورِيّ، وشاهين بْن السميدع العبدي له عند مسائل، وابنه: صَالِح بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، وطاهر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن التَّمِيمِيّ، وعباس بْن عبد العظيم العنبري (ق) ، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وابنه: عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل (س) ، وعبد الله بن عُمَر ابن مُحَمَّد بْن أبان الجعفي وهو من أقرانه، وأَبُو بَكْر عَبد الله بن محمد ابن أَبي الدنيا، وأَبُو الْقَاسِم عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي وهو آخر من حدث عَنْهُ، وعبد الله بْن مُحَمَّد المعروف بفوران، وعبد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم دحيم الدمشقي وهو من أقرانه، وأَبُو زُرْعَة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَمْرو الدمشقي، وعبد الرحمن بْن مهدي وهو من شيوخه، وعبد الرزاق بْن همام وهو من شيوخه، وأَبُو الْحَسَن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني (س) ، وأَبُو قدامة عُبَيد اللَّهِ بْن سَعِيد السرخسي وهو من أقرانه، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعثمان بْن سَعِيد الدارمي، وعلي ابن المديني ومات قبله، وعَمْرو بْن مَنْصُور النَّسَائي (س) ، والفضل بْن زياد القطان، والفضل بْن سهل الأعرج، والقاسم بْن مُحَمَّد المروزي، وقتيبة بْن سَعِيد وهو من شيوخه، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم البوشنجي، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الأنماطي مربع، ومحمد بْن إدريس الشافعي وهو من شيوخه، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد ابن إدريس الرازي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الطبراني (س) ، وأَبُو إِسْمَاعِيل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ، ومحمد بْن الحسين بْن أَبي الحنين الحنيني، ومحمد بْن داود المصيصي (س) ، ومحمد بْن رافع النَّيْسَابُورِيّ وهو من أقرانه، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي (1) ، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ السامي، ومحمد بْن عُبَيد اللَّهِ بْن المنادي، ومحمد بْن علي بْن الْحَسَن بْن شقيق، ومحمد بن علي
__________
(1) هو المعروف بمطين.(1/441)
ابن شعيب السمسار، ومحمد بْن عوف الطائي الحمصي، ومحمد بْن أَبي غالب القومسي (صد) ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يحيى بْن سُلَيْمان المروزي، ومحمد بْن يحيى بْن أَبي سمينة الْبَغْدَادِيّ وهو من أقرانه، ومحمد بْن يحيى بْن عَبد اللَّهِ الذهلي (س ق) ، ومحمد بْن يُوسُف البيكندي، وموسى بْن هارون بْن عَبد اللَّهِ الْحَافِظ، ونصر بْن عِمْران الحواجبي، وأبو اليد هشام بْن عَبد المَلِك الطيالسي وهو من شيوخه، وهلال بْن العلاء الرَّقِّيّ، وهيذام بْن قتيبة المروزي، ووكيع ابن الجراح وهو من شيوخه، ويحيى بْن آدم وهو من شيوخه، ويحيى بْن مَعِين ومات قبله، ويزيد بْن هارون وهو من شيوخه، ويعقوب بْن سفيان الفارسي، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي، ويوسف بْن مُوسَى العطار الحربي (1) :
قال عَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري: كَانَ أَحْمَد رجلا من العرب من بني ذهل بْن شيبان.
وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي داود: أَحْمَد بْن حنبل من بني مازن بن ذهل ابن شيبان بْن ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن علي بْن بَكْر بْن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار أخي مضر بْن نزار. وكان فِي ربيعة رجلان لم يكن فِي زمانهما مثلهما، لم يكن فِي زمان قتادة مثل قتادة، ولم يكن فِي زمان أَحْمَد بْن حنبل مثله، وهما جميعا سدوسيان (2) .
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل فيما أَخْبَرَنَا أَبُو الغنائم المسلم بْن أَحْمَدَ بْن المسلم بْن علان القيسي فِي جماعة، عَن أَبِي علي حنبل
__________
(1) لاشك أن عددا عظيما روى عن الإمام أحمد، ولاشك أن المؤلف اقتصر على بعضهم، وقد أورد العلامة مغلطاي قائمة كبيرة لشيوخه (إكمال: 1 / الورقة: 37 32) رتبهم على حروف المعجم أيضا.
(2) انظر"تاريخ بغداد"للخطيب: 4 / 413 ويحذف"هوما جميعا سدوسيان".(1/442)
ابن عَبد اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ الرُّصَافِيُّ، عَن أَبِي الْقَاسِم هِبَة اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن الْحُصَيْن، عَن أَبِي علي الْحَسَن بْن علي بْن الْمُذْهِب، عَن أَبِي بَكْر أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِك القَطِيعِيّ، عَنْهُ، حَدَّثَنَا أَبِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل بن هلال بن أسد بْن إدريس بْن عَبد اللَّهِ بْن حيان بْن عَبد اللَّهِ بْن أنس بْن عوف بْن قاسط بْن مازن بْن شيبان بن ذهل بن ثعلبة ابْن عكابة بْن صعب بْن علي بْن بَكْر بْن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار بْن معد بْن عدنان ابن أد بْن أدد بْن الهميسع بْن حمل بْن النبت بْن قيذار بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الخليل عَلَيْهِ السلام.
وهكذا قال أَبُو نصر بْن ماكولا، إلا أنه زاد بعد مازن: ابْن ذهل ابن شيبان بْن ذهل بْن ثعلبة.
وَقَال الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ الشَّيْبَانِيُّ، عَن أَبِي الْيُمْنِ الْكُنْدِيِّ، عَن أَبِي مَنْصُور الْقَزَّاز، عَنْهُ (1) : قول عَبَّاس الدوري وأبي بَكْر بْن أَبي داود أن أَحْمَد من بني ذهل بْن شيبان غلط، إنما كَانَ من بني شيبان بْن ذهل بْن ثعلبة، وذهل بْن ثعلبة هذا هو عم ذهل بْن شيبان، حدثني من أثق به من العلماء بالنسب قال: مازن بْن ذهل بْن ثعلبة الحصن: هو ابْن عكابة بْن صعب بْن علي، ثم ساق النسب إِلَى ربيعة بْن نزار كما ذكرناه عَنِ ابْن أَبي داود. قال: وهذه قبيلة أَبِي عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل، وهذا هو ذهل المسن (2) الذي منه دغفل ابن حنظلة، والقعقاع بْن شور، وابن أخيه عَبد المَلِك بْن نَافِع بْن شور الذي يروي حديث الأشربة (3) عَنِ ابْن عُمَر (4) ، ومنه محارب بن دثار،
__________
(1) "تاريخ الخطيب": 4 / 414 413.
(2) "المسن"ليست في "تاريخ الخطيب"، وكأنها سقطت من المطبوعة.
(4) في المطبوع من"تاريخ الخطيب": عَمْرو"محرف.
(3) أخرجه النَّسَائي 8 / 323، 324 في الاشربة: باب ذكر الاخبار التي اعتل بها من أباح شراب السكر، =(1/443)
ومنه عِمْران بْن حطان، وهو بطن كثير العلماء والخطباء والشعراء والنسابين. قال: وذهل الأكبر: هو ابْن أخي هذا، وسمي الأكبر، لأن العدد فِي ولده وهو ذهل بْن شيبان بْن ثعلبة الحصن، ومنه المثنى بْن حارثة، وفي ولده العدد والشرف والفخر. وله قيل: إذا كنت فِي قيس فكاثر بعامر بْن صعصعة، وحارب بسليم بْن مَنْصُور، وفاخر بغطفان بْن سعد، وإذا كنت فِي خندف فكاثر بتميم، وفاخر بكنانة، وحارب بأسد، وإذا كنت فِي ربيعة، فكاثر بشيبان، وفاخر بشيبان، وحارب بشيبان، قال: فإذا قلت الشَّيْبَانِيّ لم يفد المطلق من هذا إلا ولد شيبان ابن ثعلبة الحصن، وإذا قلت: ذهلي لم يفد مطلق هذا إلا ولد ذهل بْن ثعلبة الحصن، فينبغي أن يقال: أَحْمَد بْن حنبل الذهلي على الإطلاق.
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل: بلغني عَنْ يحيى بْن مَعِين قال: ما رأيت خيرا من أَحْمَد بْن حنبل قط، ما افتخر علينا قط بالعربية، ولا ذكرها (2) .
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد المسندي وعباس الدوري عَنْ يحيى بْن مَعِين: ما سمعت أَحْمَد بْن حنبل يَقُول: أنا من العرب قط.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ: سمعت عارما مُحَمَّد بن الفضل يقول:
__________
= من طريق زِيَاد بْن أَيُّوب قال: حَدَّثَنَا هشيم قال: أنبأنا الْعَوَّامِ عَنْ عَبد المَلِك بْنِ نافع قال: قال ابْنُ عُمَر: رَأَيْتُ رَجُلا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فِيهِ نَبِيذٌ، وهُوَ عِنْدَ الرُّكْنِ، ودفع إليه القدح، فرفعه إلى فيه، فَوَجَدَهُ شَدِيدًا، فَرَدَّهُ عَلَى صَاحِبِهِ، فقال له رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَرَامٌ هُوَ؟ فَقَالَ: عَلَيَّ بالرجل"فتي بِهِ، فَأَخَذَ مِنْهُ الْقَدَحَ، ثُمَّ دعا بماء، فصبه فيه، فرفعه إِلَى فِيهِ، فَقَطَّبَ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ أَيْضًا، فَصَبَّهُ فِيهِ، ثُمَّ قال: إِذَا اغْتَلَمَتْ عَلَيْكُمْ هِذِهِ الاوعية فاكسروا متونها بالماء". قال النَّسَائي: وعبد الملك بن نافع ليس بالمشهور، ولا يحتج بحديثه، والمشهور عن ابن عُمَر خلاف حكايته ثم أخرج عن ابن عُمَر حديث تحريم المسكر من غير وجه، وَقَال: وهؤلاء أهل الثبت والعدالة مشهورون بصحة النقل، وعبد الملك لا يقوم مقام واحد منهم، وقَال البُخارِيُّ: لا يتابع عليه، وَقَال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وعبد الملك بن نافع شيخ مجهول. (ش)
(1) في المطبوع من"تاريخ الخطيب": من"محرف.
(2) انظر تاريخ الخطيب: 4 / 414.(1/444)
وضع أَحْمَد بْن حنبل عندي نفقته، وكان يجئ فِي كل يوم، فيأخذ منه حاجته، فقلت له يوما: با أَبَا عَبد اللَّهِ، بلغني أنك من العرب، فَقَالَ: يا أَبَا النعمان نحن قوم مساكين، فلم يزل يدافعني حَتَّى خرج ولم يقل لي شيئا.
وَقَال حنبل بْن إسحاق: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ يَقُول: ولدت فِي سنة أربع وستين ومئة.، قال: وطلبت الحديث فِي سنة تسع وسبعين ومئة وأنا ابْن ست عشرة.
وَقَال صَالِح بْن أَحْمَد بْن حنبل: سمعت أَبِي يَقُول: ولدت فِي سنة أربع وستين ومئة فِي أولها فِي ربيع الأول. قال: وجئ به حملا من مرو، وتوفي أبوه مُحَمَّد بْن حنبل وله ثلاثون سنة، فوليته أمه يعني كَانَ سن أَبِيهِ حين توفي ثلاثين سنة (1) وأما أَحْمَد، فكان طفلا حين توفي أبوه، ولذلك وليته أمه.
وَقَال أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن صَالِح بْن ذريح العكبري: طلبت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل لأسأله عَنْ مسألة، فجلست على باب الدار حَتَّى جاء، فقمت فسلمت عَلَيْهِ، فرد علي السلام، وكان شيخا مخضوبا طوالا أسمر، شديد السمرة.
وَقَال مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الوليد النحوي: سمعت أَبِي يَقُول: رأيت أَحْمَد بْن حنبل رجلا حسن الوجه، ربعة من الرجال، يخضب بالحناء خضابا ليس بالقانى، فِي لحيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غلاظا إلا أنها بيض، ورأيته معتما وعليه إزار.
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل: سمعت أَبِي يَقُول: مات هشيم سنة ثلاث وثمانين ومئة، وخرجت إِلَى الكوفة فِي تلك الأيام.
__________
(1) أورد الخطيب هذا على التمريض فقال: أحسب أن أباه هو الذي مات وسنة ثلاثون سنة وكان أحمد إذ ذاك طفلا، فالله أعلم."(1/445)
ودخلت البصرة فِي أول رجب سنة وثمانين ومئة، ومات معتمر فِي سنة سبع وثمانين فِي أولها، ودخلت الثانية سنة تسعين، والثالثة سنة أربع وتسعين، وخرجت فِي سنة خمس وتسعين، أقمت على يحيى بْن سَعِيد ستة أشهر، ودخلت سنة مئتين ولم أدخلها بعد ذلك.
قال: وسمعت أَبِي يَقُول: أول قدمة قدمت البصرة سنة ست وثمانين.
وسمعنا من بشر بْن الْمُفَضَّل، ومرحوم، وزياد بْن الربيع وشيوخ، والثانية: سنة تسعين، سمعنا من ابْن أَبي عَدِيّ، والثالثة: سنة أربع وتسعين، فنزلت عند يحيى بْن سَعِيد ستة أشهر، والرابعة: سنة مئتين، فسمعنا من عبد الصمد وأبي داود والبرساني.
وَقَال أيضا: قال أَبِي: سمعت من علي بْن هاشم بْن البريد (1) سنة تسع وسبعين ومئة فِي أول سنة طلبت الحديث، ثم عدت إليه المجلس الآخر وقد مات، وهي السنة التي مات فيها مَالِك بْن أنس.
وَقَال حنبل بْن إسحاق: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ يَقُول: أنا فِي مجلس هشيم سنة تسع وسبعين، وهي أول سنة طلبت الحديث، فجاءنا رجل فَقَالَ: مات حَمَّاد بْن زَيْد، ومات مَالِك بْن أنس فِي تلك السنة.
قال أَبُو عَبد اللَّهِ: ذهبت لأسمع من ابْن المبارك، فلم أدركه، وكان قدم، فخرج إِلَى الثغر، فلم أسمعه ولم أره.
وَقَال أيضا: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ يَقُول: حججت فِي سنة سبع وثمانين وقد مات فضيل بْن عياض قبل ذلك.
قال: ورأيت ابْن وهب بمكة ولم أكتب عَنْهُ.
وَقَال صَالِح بْن أَحْمَد بْن حنبل: قال أَبِي: طلبت الحديث وأنا
__________
(1) بفتح الباء الموحدة وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف، وسيأتي.(1/446)
ابْن ست عشرة سنة، ومات هشيم وأنا ابْن عشرين سنة، وأنا أحفظ ما سمعت منه، ولقد جاء إنسان إِلَى باب ابْن علية ومعه كتب هشيم فجعل يلقيها علي، وأنا أقول: هذا إسناده كذا، وهذا إسناده كذا، فجاء المعيطي (1) وكان يحفظ، فقلت لَهُ: أجبه فيها فبقي وأغرب من حديثه ما لم أسمع، وخرجت إِلَى الكوفة سنة مات هشيم سنة ثلاث وثمانين ومئة، وهي أول سنة سافرت فيها، وقدم عيسى بْن يونس الكوفة بعدي بأيام سنة ثلاث وثمانين ولم يحج بعدها.
قال: وأول خرجة خرجت إِلَى البصرة سنة ست وثمانين. قلت لَهُ: أي سنة خرجت إِلَى سفيان بْن عُيَيْنَة؟ قال: فِي سنة سبع وثمانين قدمناها وقد مات الفضيل بْن عياض، وهي أول سنة حجت، وفي سنة إحدى وتسعين حج الوليد بْن مسلم، وفي سنة ست وتسعين. وأقمت بمكة سنة سبع وتسعين، وخرجنا سنة ثمان وتسعين، وأقمت سنة تسع وتسعين عند عَبْد الرَّزَّاقِ، وجاءنا موت سفيان ويحيى بْن سَعِيد وعبد الرحمن بْن مهدي سنة ثمان وتسعين.
قال: وحججت خمس حجج منها ثلاث راجلا، أنفقت فِي إحدى هذه الحجج ثلاثين درهما.
قال أَبِي: وخرجت إِلَى الكوفة، فكنت فِي بيت تحت رأسي لبنة.
قال أَبِي: ولو كانت عندي خمسون درهما كنت خرجت إلى جرير بن عبد الحميد إِلَى الري، فخرج بعض أصحابنا، لم يمكني الخروج، لأنه لم يكن عندي.
__________
(1) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف: اسم المعيطي محمد بْن عُمَر أَبُو عَبْد اللَّهِ بن أَبي حفص أحد الحفاظ الثقات، مات ببغداد في شعبان سنة اثنتين وعشرين ومئتين"قال بشار: انظر تاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 222 من مجلد أياصوفيا 3007 الذي بخط المؤلف.(1/447)
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل: قلتُ لأبي: مَالِك لم ترحل إِلَى جرير كما رحل أصحابك، لعلك كرهته؟ ! فقال: والله يا بني ما كرهته، وبودي أني رحلت إليه، إنه كَانَ إماما فِي الرواية، قلت: فما كَانَ السبب؟ فقال: لو كَانَ معي ثلاثون درهما، لرحلت، فقلت: ثلاثون درهما؟ ! فَقَالَ: لقد حججت فِي أقل من ثلاثين.
وَقَال أَبُو بَكْر الأثرم: أَخْبَرَنِي عَبد اللَّهِ بْن المبارك وكان شيخا قديما قال: كنت عند إِسْمَاعِيل بن علية فتكلم إنسان بشيءٍ، فضحك بعضنا، وثم أَحْمَد بْن حنبل، قال: فأتينا إسماعيل بن علية فوجدناه غضبان، فقال: تضحكون وعندي أَحْمَد بْن حنبل.
وَقَال أيضا: أَخْبَرَنِي بعض من كَانَ يطلب الحديث مع أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل قال: ما زال أَبُو عَبْد اللَّهِ بائنا (1) عَنْ أصحابه، ولقد كنت يوماً عند إسماعيل بن علية، فدخل أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل وهو فِي أقل من ثلاثين سنة، فما بقي فِي البيت أحد إلا وسع لَهُ، وَقَال: ها هنا ها هنا.
أَخْبَرَنَا بذلك أَبُو الْعِزّ عَبْد الْعَزِيزِ بْن عبد المنعم ابن علي ابن الصيقل الحراني، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو علي بْن أَبي الْقَاسِم بْن أَبي علي بْن الخريف (2) الْبَغْدَادِيّ بِهَا سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، وأَخْبَرَنَا الإمام أَبُو الفرج عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي عُمَر مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قدامة المقدسي فِي جماعة، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْص عُمَر بْن محمد بن طَبَرْزَذَ وأَبُو الْيَمَن زَيْد بْن الْحَسَن بْن زَيْد الْكُنْدِيّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عبدا لباقي بن محمد الأَنْصارِيّ،
__________
(1) يعني متميزا عن أصحابه منذ سن مبكرة.
(2) قيده المنذري في "التكملة" (الترجمة: 932) والذهبي في "المشتبه"ص: 231، وابن ناصر الدين في "توضيحه" (1 / الورقة: 199 من نسخة الظاهرية) ، وهو ضياء بن أَبي القاسم أحمد بن الحسن، أبو علي ابن الخريف البغدادي السقلاطوني النجار المتوفى سنة 602 ذكره ابن نقطة في التقييد (الورقة: 113) ، وابن الدبيثي في تاريخه (الورقة: 87 باريس 5922) ، والمنذري في "التكملة" (الترجمة: 932) والذهبي في "تاريخ الاسلام" (م 18 ق 1 ص: 103 بتحقيقنا) وغيرهم.(1/448)
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن علي بْن إِبْرَاهِيم بْن عيسى الباقلاني، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق إملاء، قال: حَدَّثَنَا يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الأثرم، فذكرهما.
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيد اللَّهِ الجرجاني، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن البلخي، قال: حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن الوليد الخلال، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن شماس قال: سمعت وكيع بْن الجراح وحفص بْن غِيَاث يقولان: ما قدم الكوفة مثل ذاك الفتى، يعنيان أَحْمَد بْن حنبل.
وَقَال الْحَافِظ أَبُو نعيم فيما أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أَبي الخير (1) عَنْ كتاب القاضي أَبِي المكارم اللبان، عَن أَبِي علي الحداد، عَنْهُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد، قال: حَدَّثَنَا عُمَر بْن الْحَسَن القاضى، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الكرابيسي، قال: لما قدم أَحْمَد بْن حنبل البصرة ساء ابْن الشاذكوني مكانه، قال: وكأنه ذكره عند يحيى بْن سَعِيد القطان، فَقَالَ لَهُ يحيى بْن سَعِيد: حَتَّى أراه، فلما رأى أَحْمَد بْن حنبل قال لَهُ: ويلك يا سُلَيْمان أما اتقيت الله تذكر حبرا من أحبار هذه الأمة؟ !.
قال: وحَدَّثَنَا الحسين بْن مُحَمَّد قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل، قال: حَدَّثَنَا عُبَيد اللَّهِ بْن عُمَر الجشمي، قال: قال لي يحيى بْن سَعِيد القطان: ما قدم علي مثل أَحْمَد بْن حنبل.
وبه (2) : حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل، قال: سمعت أبى يَقُول: كنت مقيما على يحيى بْن سَعِيد القطان، ثم خرجت إلى
__________
(1) يعني أحمد بن سلامة الحداد شيخ المزي والذهبي وغيرهما.
(2) يعني بالإسناد المتقدم.(1/449)
واسط، فسأل يحيى بْن سَعِيد عني فقالوا: خرج إِلَى واسط، فَقَالَ: أي شيء يصنع بواسط؟ قَالُوا: مقيم على يزيد بْن هارون، قال: وأي شيء يصنع عند يزيد بْن هارون؟ قال أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ: يعني أَبِي: هو أعلم منه.
وَقَال أَبُو بَكْر البيهقي وفيما قرأت بخط مُحَمَّد بْن جَعْفَر غندر الْحَافِظ سماعه من عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم قال: وحَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان قال: ما رأيت يزيد بْن هارون لأحد أشد تعظيما منه لأحمد بْن حنبل، وكان يقعده إِلَى جنبه إذا حَدَّثَنَا، ومرض أَحْمَد بْن حنبل، فركب إليه يزيد بْن هارون وعاده.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي، أنه رأى أَحْمَد بْن حنبل أقبل إليه، أو قام من عنده، فَقَالَ: هذا أعلم الناس بحديث سفيان الثوري.
وَقَال أَبُو خالد يزيد بْن الهيثم بْن طهمان، عَنْ مُحَمَّد بْن سهل بْن عسكر ذكر يعني عَبْد الرَّزَّاقِ يحيى بْن مَعِين فَقَالَ: ما رأيت مثله، ولا أعلم بالحديث منه من غير سرد، فأما علي ابن المديني فحافظ سراد، وأما أَحْمَد بْن حنبل فما رأيت أفقه منه ولا أورع.
وَقَال مُحَمَّد بْن إسحاق الثقفي، عَنْ مُحَمَّد بْن يونس، سمعت أَبَا عاصم، وذكر الفقه فَقَالَ: ليس ثم يعني ببغداد إلا ذلك الرجل يعني أَحْمَد بْن حنبل ما جاءنا من ثم أحد غيره يحسن الفقه، فذكر لَهُ علي ابن المديني فَقَالَ بيده ونفضها (1) .
وَقَال أَبُو بَكْر المروذي فيما أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ الشَّيْبَانِيُّ، عَن أَبِي الْيُمْنِ الْكُنْدِيِّ، عَن أَبِي مَنْصُورٍ الْقَزَّاز، عَن أَبِي بَكْر الْخَطِيب (2) ، عن
__________
(1) النظر تاريخ الخطيب: 4 / 419.
(2) تاريخ بغداد: 4 / 417.(1/450)
أَبِي الْقَاسِم الأزهري، عَنْ علي بْن عُمَر الْحَافِظ، عَنْ مُحَمَّد بْن مخلد، عَنه: سمعت خضرا بطرسوس يَقُول: سمعت إسحاق بْن راهويه يَقُول: سمعت يحيى بْن آدم يَقُول: أَحْمَد بْن حنبل إمامنا.
وَقَال أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بْن عَبد اللَّهِ الخوارزمي: سمعت حرملة ابن يحيى يَقُول: سمعت الشافعي، يَقُول: خرجت من بغداد وما خلفت بِهَا أفقه ولا أزهد، ولا أورع، ولا أعلم من أَحْمَد بْن حنبل.
وَقَال مُحَمَّد بْن عبدوس بْن كامل عَنْ شجاع بْن مخلد: كنت عند أَبِي الوليد الطيالسي فورد عَلَيْهِ كتاب أَحْمَد بْن حنبل، فسمعته يَقُول: ما بالمِصْرِين يعني البصرة والكوفة أحد أحب إلي من أَحْمَد بْن حنبل، ولا أرفع قدرا فِي نفسي منه.
وَقَال أَبُو بَكْر الجارودي، عَنْ أَحْمَد بْن الْحَسَن التِّرْمِذِيّ: سمعت الْحَسَن بْن الربيع يَقُول: ما شبهت أَحْمَد بْن حنبل إلا بابن المبارك فِي سمته وهيئته.
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن شبويه: سمعت قتيبة يَقُول: لولا الثوري لمات الورع، ولولا أَحْمَد بْن حنبل لأحدثوا فِي الدين، قلت لقتيبة: تضم أَحْمَد بْن حنبل إِلَى أحد التابعين؟ فَقَالَ: إِلَى كبار التابعين (1) .
وَقَال أَحْمَد بْن سَلَمَة النَّيْسَابُورِيّ: سمعت قتيبة بْن سَعِيد يَقُول: أَحْمَد بْن حنبل إمام الدنيا (2) .
وَقَال أَبُو داود السجستاني: سمعت الْعَبَّاس بْن عبد العظيم العنبري يَقُول: رأيت ثلاثة جعلتهم حجة فيما بيني وبين الله تعالى،
__________
(1) أورد الخطيب هذا الخبر بسنده إلى أبي عَبْد الرَّحْمَنِ عَبد اللَّهِ بن ابن شبويه في "تاريخه": 4 / 417.
(2) الذي في تاريخ الخطيب: ... قال سمعت قتيبة يقول: أحمد بْن حنبل وإسحاق بْن راهويه إماما الدنيا"4 / 417.(1/451)
أَحْمَد بْن حنبل، وزيد بْن المبارك الصنعاني، وصدقة بْن الفضل.
وَقَال أَبُو نعيم الْحَافِظ فيما أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبي الخير، عَنِ القاضي أَبِي المكارم اللبان إذنا، عَن أَبِي علي الحداد، عَنْهُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق بْن راهويه، قال: سمعت أَبِي يَقُول: قال لي أَحْمَد بْن حنبل: تعال حَتَّى أريك رجلا لم تر مثله، فذهب بي إِلَى الشافعي، قال مُحَمَّد بْن إسحاق: قال لي أَبِي: وما رأى الشافعي مثل أَحْمَد بْن حنبل.
قال: وسمعت أَبِي يَقُول: لولا أَحْمَد بْن حنبل وبذل نفسه لما بذلها لَهُ، لذهب الإسلام.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم، عَنِ الحسين بْن الْحَسَن الرازي: سمعت علي ابن المديني يَقُول: ليس فِي أصحابنا أحفظ من أَبِي عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل، وبلغني أنه كَانَ لا يحدث إلا من كتاب، ولنا فيه أسوة حسنة.
وَقَال أبو عوانة الإسفراييني، عَن أَبِي الْحَسَن الميموني: قال لي علي ابن المديني بالبصرة قبل أن يمتحن علي وبعد ما امتحن أَحْمَد بْن حنبل وضرب وحبس وأخرج: يا ميموني، ما قام أحد فِي الإسلام ما قام به أَحْمَد بْن حنبل. فتعجبت من هذا عجبا شديدا، وأَبُو بَكْر الصديق رضي الله عَنْهُ وقد قام فِي الردة وأمر الإسلام ما قام به، قال الميموني: فأتيت أَبَا عُبَيد الْقَاسِم بْن سلام، فتعجبت إليه من قول علي، قال: فَقَالَ لي أَبُو عُبَيد مجيبا: إذا يخصمك! قلت: بأي شيء يا أَبَا عُبَيد، وذكرت لَهُ أمر أبي بَكْر، قال: إن أَبَا بَكْر وجد أنصارا وأعوانا وإن أَحْمَد بْن حنبل لم يجد ناصرا، وأقبل أَبُو عُبَيد يطري أَبَا عَبد اللَّهِ ويقول: لست أعلم فِي الإسلام مثله.
وَقَال سُلَيْمان بْن أَحْمَد الطبراني فيما أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبي الخير عَنِ القاضي أَبِي المكارم اللبان كتابة، عَن أَبِي علي الحداد، وأَخْبَرَنَا(1/452)
أَبُو الْعِزِّ الشَّيْبَانِيُّ، عَن أَبِي الْيُمْنِ الْكُنْدِيِّ، عَن أَبِي مَنْصُورٍ الْقَزَّاز، عَن أَبِي بَكْر الْخَطِيب، كلاهما عَن أَبِي نعيم الْحَافِظ، عنه، حَدَّثَنَا محمد ابن الحسين الأنماطي: قال: كنا فِي مجلس فيه يحيى بْن مَعِين، وأَبُو خيثمة زهير بْن حرب وجماعة من كبار العلماء، فجعلوا يثنون على أَحْمَد بْن حنبل، ويذكرون فضائله، فَقَالَ رجل: لا تكثروا، بعض هذا القول، فَقَالَ يحيى بْن مَعِين: وكثرة الثناء على أَحْمَد بْن حنبل تستنكر؟ ! لو جلسنا مجلسنا بالثناء عَلَيْهِ، ما ذكرنا فضائله بكمالها.
وَقَال عَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري: سمعت يحيى بْن مَعِين يَقُول وذكروا أَحْمَد بْن حنبل فَقَالَ يحيى: أراد الناس منا أن نكون مثل أَحْمَد بْن حنبل! لا والله ما نقوى على ما يقوى عَلَيْهِ أَحْمَد بْن حنبل، ولا على طريقة أَحْمَد.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم عَنْ علي بْن الحسين بْن الجنيد الرازي: سمعت أَبَا جَعْفَر النفيلي يَقُول: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل من أعلام الدين.
وَقَال صَالِح بْن أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي، عَن أَبِيهِ: وأَحْمَد بْن حنبل يكنى أَبَا عَبد اللَّهِ، سدوسي من أنفسهم بصري من أهل خراسان، ولد ببغداد، ونشأ بِهَا، ثقة، ثبت فِي الحديث، نزه النفس، فقيه فِي الحديث، متبع، يتبع الآثار، صاحب سنة وخير.
وَقَال أَبُو بَكْر المروذي: حضرت أَبَا ثور وقد سئل عَنْ مسألة فَقَالَ: قال أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل شيخنا وأمامنا فيها كذا وكذا.
وَقَال الحسين بْن مُحَمَّد بْن حَاتِم المعروف بعُبَيد العجل، عَنْ مهنا بْن يحيى الشامي: ما رأيت أحدا أجمع لكل خير من أَحْمَد بْن حنبل، ولقد رأيت سفيان بْن عُيَيْنَة، ووكيعا، وعبد الرزاق، وبقية بْن الوليد، وضمرة بْن ربيعة، وكثيرا من العلماء، فما رأيت مثل أَحْمَد بْن(1/453)
حنبل فِي علمه وفقهه وزهده وورعه.
وَقَال الْعَبَّاس بْن الوليد بْن مزيد البيروتي، عَنِ الحارث بْن عَبَّاس: قلتُ لأبي مسهر: هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها؟ قال: لا أعلمه إلا شاب فِي ناحية المشرق يعني أَحْمَد بْن حنبل.
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ مسلم الإسفراييني، عَنْ عَبد اللَّهِ بْن بشر الطالقاني: سمعت أَحْمَد بْن أَبي الحواري يَقُول: قال الهيثم بْن جميل: سمعت شَرِيك بْن عَبد اللَّهِ يَقُول: لم يزل لكل قوم حجة لأهل زمانه، وإن فضيل بْن عياض حجة لأهل زمانه، قال أَحْمَد بْن أَبي الحواري: فقام فتى من مجلس الهيثم، فلما توارى، قال الهيثم: إن عاش هذا الفتى يكون حجة لأهل زمانه. قلت لأحمد بْن أَبي الحواري: من ذاك الفتى؟ قال: أَحْمَد بْن حنبل.
وقِيلَ عَنْ أَحْمَد بْن أَبي الحواري عَن أَبِي عثمان الرَّقِّيّ عَنِ الهيثم بْن جميل.
وَقَال أَبُو أسامة عَبد اللَّهِ بْن أسامة الكلبي، عَنْ عَبد اللَّهِ بْن أَبي زياد القطواني، سمعت أَبَا عُبَيد الْقَاسِم بْن سلام يَقُول: انتهى العلم يعني علم الحديث إِلَى أَحْمَد بْن حنبل، وعلي بْن عَبد اللَّهِ، ويحيى ابن مَعِين، وأبي بَكْر بْن أَبي شَيْبَة، وكان أَحْمَد أفقههم فيه، وكان علي أعلمهم به، وكان يحيى أجمعهم لَهُ، وكان أَبُو بَكْر أحفظهم لَهُ.
وَقَال يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، عَن أَبِي بَكْر الأثرم: قلت يوما ونحن عند أَبِي عُبَيد فِي مسألة، فَقَالَ بعض من حضره: من قال هذا؟ فقلت: من ليس فِي شرق الأرض ولا غربها أكبر منه، أَحْمَد بْن حنبل، فَقَالَ أَبُو عُبَيد: صدق.
وَقَال علي بْن خشرم: سمعت بشر بْن الحارث وسئل عَنْ أَحْمَد بْن حنبل بعد المحنة فَقَالَ: أنا أسأل عَنْ أَحْمَد؟ ! إن ابْن حنبل(1/454)
أدخل الكير، فخرج ذهبا أحمر.
وَقَال أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يوسف ابن الطباع: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ البينوني وكان يتعبد يَقُول: قلت لبشر بْن الحارث: ألا صنعت كما صنع أَحْمَد بْن حنبل! فقال: تريد مني مرتبة النبيين؟ لا يقوى بدني على هذا، حفظ الله أَحْمَد من بين يديه ومن خلفه، ومن فوقه ومن أسفل منه، وعن يمينه وعن شماله.
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل عَن أبي يُوسُف يَعْقُوب بْن إِسْمَاعِيل بْن حَمَّاد بْن زَيْد: حدثني نصربن علي، قال: قال عَبد اللَّهِ بْن داود الخريبي: كَانَ الأَوزاعِيّ أفضل أهل زمانه، وكان بعده أَبُو إسحاق الفزاري أفضل أهل زمانه، قال نصر بْن علي: وأنا أقول: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل أفضل أهل زمانه.
وَقَال مُحَمَّد بْن علي بْن شعيب السمسار: سمعت أَبِي يَقُول: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل بالذي قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: كائن فِي أمتي ما كَانَ فِي بني إسرائيل حَتَّى إن المنشار ليوضع على فرق رأسه ما يصرفه ذلك عَنْ دينه" (1) ، ولولا أَحْمَد بْن حنبل قام بهذا الشأن، لكان عارا علينا إِلَى يوم القيامة أن قوما سبكوا، فلم يخرج منهم أحدا.
وَقَال مُحَمَّد بْن الحسين بْن أَبي الحنين الحنيني: سمعت إِسْمَاعِيل بْن الخليل يَقُول: لو كَانَ أَحْمَد بْن حنبل فِي بني إسرائيل، لكان آية. وفي رواية: لكان عجبا.
وَقَال القاضي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن كامل بْن خلف، عَن أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الشاه بْن جرير المعروف بابن الشاعر: سمعت
__________
(1) هكذا أورده الخطيب في "تاريخ بغداد"4 / 418 بلا سند ولم أجده في غيره، وانظر حديث خباب بن الارث في البخاري 7 / 126 في مناقب الانصار: باب ما لقي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة.(1/455)
حجاج بن الشاعر يَقُول: ما رأت عيناي روحا فِي جسد أفضل من أَحْمَد بْن حنبل.
وَقَال أَحْمَد بْن سَلَمَة النَّيْسَابُورِيّ: سمعت أَحْمَد بْن سَعِيد الدارمي يَقُول: ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولا أعلم بفقهه ومعانيه من أَبِي عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل.
وَقَال إدريس بْن عبد الكريم المقري: رأيت علماءنا مثل الهيثم ابن خارجة، ومصعب الزبيري، ويحيى بْن مَعِين، وأبي بَكْر بْن أَبي شَيْبَة، وعثمان بْن أَبي شَيْبَة، وعبد الأعلى بْن حَمَّاد النرسي، ومحمد ابن عَبد المَلِك بْن أَبي الشوارب، وعلي ابن المديني، وعُبَيد الله بْن عُمَر القواريري، وأبي خيثمة زهير بْن حرب، وأبي مَعْمَر القَطِيعِيّ، ومحمد بْن جَعْفَر الوركاني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أيوب صاحب المغازي، ومحمد بن بكار ابن الريان، وعَمْرو بْن مُحَمَّد الناقد، ويحيى بن أيوب المقابري العابد، وسريج (1) بْن يونس، وخلف بْن هشام البزار، وأبي الربيع الزهراني فيمن لا أحصيهم من أهل العلم والفقه يعظمون أَحْمَد بْن حنبل، ويجلونه، ويوقرونه، ويبجلونه، ويقصدونه بالسلام عَلَيْهِ.
وَقَال أَبُو إِسْمَاعِيل عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن علي الأَنْصارِيّ الهروي: أَخْبَرَنِي أَبُو حَاتِم أَحْمَد بْن الْحَسَن البزاز الفقيه بالري، قال: سمعت الإمام الْحَسَن بْن علي بْن جَعْفَر الأصبهاني الحنبلي بالري يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سليل التَّمِيمِيّ الرازي وراق عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم يَقُول: سمعت ابْن أَبي حَاتِم يَقُول: سمعت أَبِي يَقُول: إذا رأيتم الرجل يحب أَحْمَد بْن حنبل، فاعلموا أنه صاحب سنة.
__________
(1) في المطبوع من تاريخ الخطيب 4 / 416: شريح"مصحف.(1/456)
قال ابْن أَبي حَاتِم: وسمعت أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بْن هارون المخرمي الغلاس يَقُول: إذا رأيت الرجل يقع فِي أَحْمَد بْن حنبل، فاعلم أنه مبتدع.
وَقَال أَبُو يَعْلَى الموصلي: سمعت أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي يَقُول: من سمعتموه يذكر أَحْمَد بْن حنبل بسوء، فاتهموه على الإسلام.
وَقَال أَبُو الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد المطيري: سمعت أَبَا الْحَسَن الطرخاباذي (1) الهمذاني يَقُول: أَحْمَد بْن حنبل محنة به يعرف المسلم من الزنديق.
وَقَال أَحْمَد بْن سَلَمَة النَّيْسَابُورِيّ: سمعت إسحاق بْن إِبْرَاهِيم يَقُول: كنت ألتقي بالعراق مع يحيى بْن مَعِين وخلف يعني ابْن سالم وأصحابنا، وكنا نتذاكر الحديث من طريقين وثلاثة، ثم يَقُول يحيى بْن مَعِين: وطريق كذا، وطريق كذا (2) ، فأقول لهم: أليس قد صح بإجماع منا؟ فيقولون: نعم، فأقول: ما تفسيره؟ ما مراده؟ ما فقهه؟ فيبقون (3) كلهم إلا أَحْمَد بْن حنبل، فإنه يتكلم بكلام لَهُ قوي (4) .
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل فيما أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ الشَّيْبَانِيُّ، عَن أَبِي الْيُمْنِ الْكُنْدِيّ، عَن أَبِي مَنْصُور الشَّيْبَانِيّ، عَن أَبِي بَكْر الْحَافِظ (5) ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عُمَر الفقيه، عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حَمْدَان العكبري، عَن أبي حَفْص عُمَر بْن مُحَمَّد بْن رجاء، عَنه: سمعت أَبَا زرعة الرازي يَقُول: كَانَ أَحْمَد بن حنبل يحفظ ألف
__________
(1) منسوب إلى طرخاباذ، قرية جرجان على ما ظن أبو سعد السمعاني.
(2) حذف ناشر تاريخ الخطيب تكرر العبارة 4 / 419 وما أصاب.
(3) في تاريخ الخطيب: فيقفون.
(4) عبارة"فإنه يتكلم بكلام لَهُ قوي"لم ترد في تاريخ الخطيب.
(5) انظر تاريخه: 4 / 420 419.(1/457)
ألف حديث، فقيل لَهُ: وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عَلَيْهِ الأبواب.
وَقَال مُوسَى بْن هارون الْحَافِظ، عَنْ نوح بْن حبيب القومسي: رأيت أَبَا عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل فِي مسجد الخيف سنة ثمان وتسعين ومئة مستندا إِلَى المنارة، وجاءه أصحاب الحديث، وهو مستند، فجعل يعلمهم الفقه والحديث، ويفتي الناس فِي المناسك.
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل: حضر قوم من أصحاب الحديث فِي مجلس أَبِي عاصم الضحاك بْن مخلد، فَقَالَ لهم: ألا تتفقهون وليس فيكم فقيه؟ ! فجعل يذمهم، فقالوا: فينا رجل، فَقَالَ: من هو؟ فقالوا: الساعة يجئ، فلما جاء أَبِي، قَالُوا: قد جاء، فنظر إليه، فَقَالَ لَهُ: تقدم، فقال: أكره أن أتخطى الناس، فَقَالَ أَبُو عاصم: هذا من فقهه واحد، فَقَالَ: وسعوا لَهُ، فوسعوا، فدخل، فأجلسه بين يديه، وألقى عَلَيْهِ مسألة، فأجاب، وألقى ثانية فأجاب، وثالثة فأجاب، ومسائل فأجاب، فَقَالَ أَبُو عاصم: هذا من دواب البحر ليس من دواب البر، أو من دواب البر ليس من دواب البحر.
وَقَال عَبد اللَّهِ أيضا: خرج أَبِي إِلَى طرسوس ماشيا، وخرج إِلَى الْيَمَن ماشيا وحج خمس حجج، ثلاثا منها ماشيا، ولا يمكن لأحد أن يَقُول: رأى أَبِي فِي هذه النواحي يوما إلا إذا خرج إِلَى الجمعة، وكان أصبر الناس على الوحدة، وبشر رحمه الله فيما كَانَ فيه لم يكن يصبر على الوحدة، وكان يخرج إِلَى ذا ساعة وإلى ذا ساعة (1) .
وَقَال أيضا: كَانَ أَبِي يصلي فِي كل يوم وليلة ثلاث مئة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط، أضعفته، فكان يصلي فِي كل يوم وليلة
__________
(1) انظر ترجمته من"تاريخ الاسلام"للذهبي: 22.(1/458)
مئة وخمسين ركعة، وقد كَانَ قرب من الثمانين، وكان يقرأ فِي كل يوم سبعا يختم فِي كل سبعة أيام، وكانت لَهُ ختمة فِي كل سبع ليال سوى صلاة النهار، وكان ساعة يصلي العشاء الآخرة ينام نومة خفيفة، ثم يقوم إِلَى الصباح يصلي ويدعو.
وَقَال أيضا: مكث أَبِي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يوما وما
ذاق شيئا إلا مقدار ربع سويق، كل ليلة كَانَ يشرب شربة ماء، وفي كل ثلاث ليال يستف حفنة من السويق، فرجع إِلَى البيت، ولم ترجع إليه نفسه إلا بعد ستة أشهر، ورأيت موقيه قد دخلا فِي حدقته.
وَقَال أيضا: نزلنا بمكة دارا، وكان فيها شيخ يكنى بأبي بَكْر بْن سماعة، وكان من أهل مكة، قال: نزل علينا أَبُو عَبْد اللَّهِ فِي هذه الدار، وأنا غلام، فقالت لي أمي: الزم هذا الرجل فاخدمه، فإنه رجل صَالِح، فكنت أخدمه، وكان يخرج يطلب الحديث، فسرق متاعه وقماشه، فجاء يوما، فقالت لَهُ أمي: دخل عليك السراق، فسرقوا قماشك، فَقَالَ: ما فعلت الألواح؟ فقالت لَهُ أمي: فِي الطاق، وما سأل عَنْ شيء غيره.
وَقَال أيضا: كتب إلي أَبُو نصر الفتح بْن شخرف الخراساني بخط يده أنه سمع عبد بْن حميد يَقُول: سمعت عَبْد الرَّزَّاقِ يَقُول: قدم علينا أَحْمَد بْن حنبل ها هنا، فأقام سنتين إلا شيئا، فقلت لَهُ: يا أَبَا عَبْد اللَّهِ، خذ هذا الشئ دفعته إليه، فانتفع به، فإن أرضنا ليست بأرض متجر، ولا مكتسب، وأرانا عَبْد الرَّزَّاقِ كفه ومدها فيها دنانير، فَقَالَ أَحْمَد: أنا بخير، ولم يقبل مني.
وَقَال أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بْن رشدين بْن سعد المِصْرِي، عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد التِّرْمِذِيّ: قدم صديق لنا من خراسان، فَقَالَ: إني أتخذ بضاعة، ونويت أن أجعل ربحها لأحمد بْن حنبل،(1/459)
فخرج ربحها عشرة آلاف درهم، فأردت حملها إليه، ثم قلت: حَتَّى أذهب إليه فأنظر كيف الأمر عنده، فذهبت إليه، فسلمت عَلَيْهِ، فقلت: فلان، فعرفه، فقلت: إنه أبضع بضاعة، وجعل ربحها لك، وهو عشرة آلاف درهم، فَقَالَ: جزاه الله عَنِ العناية خيرا، نحن فِي غنى وسعة. وأبي أن يأخذها.
وَقَال الْحَافِظ أَبُو نعيم فيما أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبي الخير عَن أَبِي المكارم اللبان إذنا، عَن أَبِي على الحداد عَنْهُ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد الغطريفى، حدثني زكريا الساجي، حدثني مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن صَالِح الأزدي، حدثني إسحاق بْن مُوسَى الأَنْصارِيّ، قال: دفع المأمون مالا، فَقَالَ: اقسمه على أصحاب الحديث، فإن فيهم ضعفا، فما بقي أحد إلا أخذ إلا أَحْمَد بْن حنبل، فإنه أبى.
قال: وحَدَّثَنَا سُلَيْمان هو ابْن أَحْمَد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن حَمَّاد البربري، قال: حمل إِلَى الْحَسَن بْن عَبْد الْعَزِيزِ الجروي ميراثه من مصر (1) مئة ألف دينار، فحمل إِلَى أَحْمَد بْن حنبل ثلاثة أكياس كل كيس ألف دينار، فَقَالَ: يا أَبَا عَبد اللَّهِ هذه من ميراث حلال، فخذها، فاستعن بِهَا على عيلتك، قال: لا حاجة لي بِهَا، أنا فِي كفاية، فردها، ولم يقبل منها شيئا.
وَقَال الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري: سمعت أَبَا جَعْفَر الأَنْبارِيّ يَقُول: لما حمل أَحْمَد بْن حنبل يراد به المأمون، أخبرت فعبرت الفرات إليه، فإذا هو فِي الخان، فسلمت عَلَيْهِ، فَقَالَ: يا أَبَا جَعْفَر تعنيت! فقلت: ليس هذا عناء، قال: فقلت لَهُ: يا هذا أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك، فوالله إن أجبت إِلَى خلق القرآن ليجيبن بإجابتك
__________
(1) تحول أبو علي الحسن بْن عَبْد العزيز الجروي من مصر إلى بغداد بعد قتل أخيه عَلِيّ بْن عبد العزيز، وبقي بها إلى حين وفاته بها سنة 257، وسيأتي ذكره في موضعه من هذا الكتاب.(1/460)
خلق من خلق الله، وإن أنت لم تجب، ليمتنعن خلق من الناس كثير، ومع هذا فإن الرجل (1) إن لم يقتلك فإنك تموت، ولا بد من الموت فاتق الله، ولا تجبهم إِلَى شيء، فجعل أَحْمَد يبكي وهو يَقُول: ما شاء الله ما شاء الله، قال: ثم قال لي أَحْمَد: يا أَبَا جَعْفَر: أعد علي ما قلت. قال: فأعدت عَلَيْهِ، قال: فجعل يَقُول: ما شاء الله ما شاء الله.
وَقَال دعلج بْن أَحْمَد السجستاني: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر السهروردي بمكة قال: رأيت أَبَا ذر بسهرورد وقد قدم مع واليها، وكان مقطعا بالبرص يعني وكان ممن ضرب أَحْمَد بْن حنبل بين يدي المعتصم قال: دعينا فِي تلك الليلة ونحن خمسون ومئة جلاد، فلما أن أمرنا بضربه كنا نعدو حَتَّى نضربه ونمر، ثم يجئ الآخر على أثره، ثم يضرب.
وَقَال دعلج أيضا: حَدَّثَنَا الخضر بْن داود، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر النجاحي (2) قال: لما كَانَ فِي تلك الغداة التي ضرب فيها أَحْمَد بْن حنبل زلزلنا ونحن بعبادان.
وَقَال أَحْمَد بْن مروان الدينوري المالكي: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ ابن مُحَمَّد الحنفي قال: سمعت أَبِي يَقُول: كنت فِي الدار وقت أدخل أَحْمَد بْن حنبل وغيره من العلماء، فلما أن مد أَحْمَد ليضرب بالسوط، دنا منه رجل وَقَال لَهُ: يا أَبَا عَبد اللَّهِ، أنا رسول خالد الحداد من الحبس يَقُول لك: أثبت على ما أنت عَلَيْهِ، وإياك أن تجزع من الضرب، واصبر فإني ضربت ألف حد فِي الشيطان، وأنت تضرب فِي الله.
وَقَال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي: دخلت إِلَى أَحْمَد بْن حنبل ومحمد بْن نوح وهما محبوسان بصور، فسألت محمد بْن
__________
(1) يعني الخليفة المأمون.
(2) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف: النجاحي اسمه يوسف بن يعقوب".(1/461)
نوح، كيف كَانَ تقييده؟ يعني أَحْمَد وأَحْمَد قريب منا يسمع. قال: لما امتحن أَحْمَد، جمع لَهُ كل جهمي ببغداد، فَقَالَ بعضهم: إنه مشبه، فَقَالَ إسحاق بْن إِبْرَاهِيم والي بغداد: أليس يقول {ليس كمثله شئ) {1) ؟ قال: بلى {وهو السميع البصير) {2) ، قَالُوا: شبه، أي شيء أردت بهذا؟ قال: ما أردت شيئا، قلت كما قال القرآن، فسألوه عَنْ حديث جامع بْن شداد (3) ،"وكتب فِي الذكر" (4) ، فَقَالَ: كَانَ محمد بن عُبَيد (5) يخطئ فيه قال: كَانَ مُحَمَّد بْن عُبَيد يَقُول: وخلق فِي الذكر"، ثم تركه. وسألوه عَنْ حديث مجاهد"إِلَى ربها ناظرة" (6) ، وحديث آخر عَنْ مجاهد، قال: اختلط بآخرة. قال إسحاق: أليس زعمت أنك لا تحسن الكلام أراك قائما بحجتك، فطرح القيد، وخلي عَنْهُ.
وقَال البُخارِيُّ: لما ضرب أَحْمَد بْن حنبل كنا بالبصرة، فسمعت أَبَا الوليد يَقُول: لو كَانَ هذا فِي بني إسرائيل، لكان أحدوثة.
وَقَال أَبُو نعيم الْحَافِظ فيما أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبي الخير عَنْ كتاب أَبِي المكارم اللبان، عَن أَبِي علي الحداد، عَنه: حَدَّثَنَا سُلَيْمان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الفضل السقطي، قال: وحَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن
__________
(1) الشورى: 11.
(2) الشورى، الآية نفسها.
(3) جامع بن شداد المحاربي، أَبُو صخرة الكوفي، ثقة.
(4) أخرجه البخاري 6 / 205، 206 في أول بدء الخلق، و13 / 345، 346، في التوحيد: باب وكان عرشه على الماء، من طريق الأعمش، حَدَّثَنَا جامع بْن شداد، عَنْ صفوان بْن محرز، عَنْ عِمْران بْن الحصين قال: إني عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، إذ جاءه قوم من بني تميم، فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم"قالوا: بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن، فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم"قالوا: قبلنا، جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الامر ما كان، قال: كان الله ولم يكن شيء قبله وفي رواية: ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والارض، وكتب في الذكر كل شئ". (ش)
(5) سيأتي ذكره، وهو محمد بن عُبَيد الطنافسي، قال الإمام الذهبي في "الميزان"3 / 639: صدوق. مشهور يروي عن الأعمش وطبقته، قال أحمد بن حنبل: يخطئ ويصر، وهو ثقة.
(6) القيامة: 23 وانظر تفسير الطبري 29 / 192.(1/462)
مُحَمَّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن علي بْن بحر قالا: حَدَّثَنَا سَلَمَة بْن شبيب، قال: كنا فِي أيام المعتصم يوما جلوسا عند أَحْمَد بْن حنبل، فدخل زجل، فَقَالَ: من منكم أَحْمَد بْن حنبل؟ فسكتنا، فلم نقل شيئا، فَقَالَ أَحْمَد: ها أنذا أَحْمَد، فما حاجتك؟ قال: جئت من أربع مئة فرسخ برا وبحرا، كنت ليلة جمعة نائما، فأتاني آت، فَقَالَ لي: تعرف أَحْمَد بْن حنبل؟ قلت: لا، قالك فائت بغداد، وسل عَنْهُ، فإذا رأيته، فقل: إن الخضر يقرئك السلام ويقول: إن سامك (1) السماء الذي على عرشه راض عنك، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله.
زاد ابْن بحر فِي حديثه: قال: فَقَالَ لَهُ أَحْمَد: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ألك حاجة غير هذا؟ قال: ما جئتك إلا لهذا، فتركه وانصرف.
وَقَال هلال بْن العلاء الرَّقِّيّ: من الله على هذه الأمة بأربعة فِي زمانهم: بأحمد بْن حنبل، ثبت فِي المحنة، ولولا ذلك، لكفر الناس، وبالشافعي، تفقه بحديث رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وبيحيى بْن مَعِين، نفي الكذب عَنْ حديث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وبأبي عُبَيد القاسم بْن سلام فسر الغريب من حديث رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، ولولا ذلك، لاقتحم الناس فِي الخطأ.
وَقَال صَالِح بْن أَحْمَد بْن حنبل فيما أَخْبَرَنَا الْحَافِظ أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ ابْنِ الصابوني (2) وغيره، عَن أَبِي الْقَاسِم عبد الصمد بْن مُحَمَّد الأَنْصارِيّ، عَن أَبِي الْحَسَن علي بْن المسلم السلمي، عَن أبي السحن بْن أَبي الحديد، عَنْ جده أَبِي بَكْر بْن أَبي الحديد، عَن أبي
__________
(1) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف: ساكن". وكأنه يريد أنها وردت كذلك في رواية أخرى. قلت: وسامك السماء: رافع السماء.
(2) توفي سنة 680 وهو صاحب كتاب"تكملة إكمال الاكمال"الذي حققه شيخنا العلامة المرحوم الدكتور مصطفى جواد ونشره المجمع العراقي.(1/463)
بَكْر الخرائطي، عَنه: قلتُ لأبي يوما: إن فضلا الأنماطي جاء إليه رجل، فَقَالَ: اجعلني فِي حل، قال: لا جعلت أحدا فِي حل أبدا، قال: فتبسم، فلما مضت أيام، قال: يا بني مررت بهذه الآية {فمن عفا وأصلح فأجره على الله) {1) فنظرت فِي تفسيرها، فإذا هو: إذا كَانَ يوم القيامة، قام مناد فنادى: لا يقوم إلا من كَانَ أجره على الله، فلا يقوم إلا من عفا، فجعلت الميت فِي حل من ضربه إياي، ثم جعل يَقُول: وما على رجل ألا يعذب الله أحدا بسببه.
وَقَال أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن شاذان فيما أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزّ ابن المجاور، عَن أبي اليمن الكندي، عَن أَبِي مَنْصُور الْقَزَّاز، عَن أَبِي بَكْر الْخَطِيب، عَن أَبِي الْقَاسِم الأزهري، عَنه: أَخْبَرَنَا أَبُو عيسى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن زاذان بْن يزيد بْن مخلد الرزاز فِي قطيعة بني جدار، قال (2) : كنت في المدينة باب (3) خراسان، وقد صلينا ونحن قعود، وأَحْمَد بْن حنبل حاضر، فسمعته وهو يَقُول: اللهم من كَانَ على هوى، أو على رأي وهو يظن أنه على الحق، فرده إِلَى الحق حَتَّى لا يضل من هذه الأمة أحد، اللهم لا تشغل قلوبنا بما تكفلت لنا به، ولا تجعلنا في رزقك خولاً لغيرك، ولا تمنعنا خير ما عندك بشر ما عندنا، ولا ترانا حيث نهيتنا، ولا تفقدنا حيث أمرتنا، أعزنا ولا تذلنا، أعزنا بالطاعة، ولا تذلنا بالمعاصى.
قال: وجاء إليه رجل، فَقَالَ لَهُ شيئا لم أفهمه، فَقَالَ له: اصبر
__________
(1) الشورى: 40.
(2) في حاشية الاصل لا أظنه من قول المولف لاختلاف الخط، ولان أصحاب النسخ لم ينقلوه نصه: وهذا مجهول، والخبر منكر، وأيضا كان أحمد ترك الرواية"قال بشار: وهذا قول صحيح، قال الإمام الذهبي في "الميزان": عبد الرحمن بن زاذان، عن أحمد بن حنبل، وعنه أبو بكر بن شاذان. متهم. روى حديثًا باطلا عن أحمد، عن عفان، عن هَمَّامٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، مرفوعا: قال: النصر مَعَ الصَّبْرِ والْفَرَجُ مَعَ الْكَرْبِ.
ثم إنه روى عن أحمد دعاء منكرا جاء في ترجمة أحمد في التهذيب" (الميزان: 2 / 561) .
(3) هكذا في الاصل وهو يريد: بباب خراسان.(1/464)
فإن النصر مع الصبر، ثُمَّ قال: سَمِعْتُ عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أَنَسٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: والنَّصْرُ مَعَ
الصَّبْرِ، والْفَرَجُ مَعَ الْكَرْبِ، وإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" (1) .
قال ابْن شاذان: سألت أَبَا عيسى: فِي أي سنة ولدت؟ قال في سنة إحدى وعشرين ومئتين، وسألته: فِي أي سنة مات أَحْمَد بْن حنبل؟ قال فِي سنة إحدى وأربعين ومئتين.
وَقَال حنبل بْن إسحاق بْن حنبل: مات أَبُو عَبْد اللَّهِ في سنة إحدى وأربعين ومئتين، يوم الجمعة في بيع الأول، وهو ابْن سبع وسبعين سنة.
وَقَال عَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري: توفي أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل ببغداد يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومئتين، ومات وله سبع وسبعون سنة وأيام.
وهكذا قال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي، إنه مات لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول (2) .
وَقَال يَعْقُوب بْن سفيان عَنِ الفضل بْن زياد: توفي أَبُو عَبْد اللَّهِ يوم الجمعة ضحوة لثنتي عشرة خلت من ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومئتين، وقد أتى لَهُ سبع وسبعون سنة.
__________
(1) في حاشية الاصل وما أظنه من قول المؤلف: موضوع.
قلت: راجع ما قال الذهبي عنه في الميزان قبل قليل. قلت (القائل شعيب) . لكن متن الحديث قد صح عن ابن عباس أخرجه أحمد 1 / 307 (2804) من طريق عَبد الله بن يزيد المقرىء، عن ابن لَهِيعَة، ونافع بن يزيد، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: كُنْتُ رِدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فقَالَ: يا غلام أو يَا غليم، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن..وفيه: واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مَعَ الْكَرْبِ وإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يسرا"وإسناده صحيح.
(2) وقَال البُخارِيُّ: مرض أحمد بن حنبل لليلتين خلتامن ربيع الاول، ومات يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الاول". قلت: وقد نقل الذهبي أخبار مرضه بتفصيل (ترجمته من تاريخ الاسلام: 78 75) .(1/465)
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل: توفي أَبِي رحمه الله يوم الجمعة ضحوة ودفناه بعد العصر لاثنتي عشرة ليلة من ربيع الآخر (1) سنة إحدى وأربعين ومئتين، وصلى عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن طاهر غلبنا على الصلاة عَلَيْهِ، وقد كنا صلينا عَلَيْهِ نحن والهاشميون داخل الدار، وكان لَهُ ثمان وسبعون سنة.
قال عَبد اللَّهِ: وخضب أَبِي رأسه ولحيته بالحناء وهو ابْن ثلاث وستين سنة.
وهكذا قال نصر بْن الْقَاسِم الفرائضي، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن عِمْران الشَّيْبَانِيّ إنه مات فِي ربيع الآخر.
زاد الفرائضي: يوم الجمعة لثلاث عشرة بقين منه.
وَقَال أَبُو أمية مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الطرسوسي: مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين، ولم يتابعه أحد على قوله سنة اثنتين.
وَقَال أَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن إسحاق بْن إبراهيم البغوي، عن بنان ابن أَحْمَد بْن أَبي خالد القصباني (2) : حضرت الصلاة على جنازة أَحْمَد بْن حنبل يوم الجمعة سنة إحدى وأربعين ومئتين، وكان الإمام عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن طاهر، فأخرجت جنازة أَحْمَد بْن حنبل، فوضعت فِي صحراء أَبِي قيراط، وكان الناس خلفه إِلَى عمارة سوق الرَّقِّيّق، فلما انقضت الصلاة، قال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن طاهر: انظرواكم صلى عَلَيْهِ ورأى، قال: فنظروا فكانوا ثمان مئة ألف رجل، وستين ألف امرأة، ونظروا من صلى فِي مسجد الرصافة العصر فكانوا نيفا وعشرين ألف رجل.
__________
(1) وبه قال ابن قانع في كتاب (الوفيات) ، وَقَال الذهبي في ترجمة الإمام أحمد من تاريخ الاسلام: غلط ابن قانع وغيره. فقالوا: في ربيع الآخر فليعرف ذلك.
(2) تصحفت في المطبوع من تاريخ الاسلام إلى: القضباني.(1/466)
وَقَال جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الحسين المعروف بالترك عَنْ فتح بْن الحجاج: سمعت فِي دار الأمير أَبِي مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن طاهر أن الأمير بعث عشرين رجلا، فحزروا كم صلى على أَحْمَد بْن حنبل، قال فحزروا، فبلغ ألف ألف وثمانين ألفا.
وَقَال غيره: وثلاث مئة ألف سوى من كَانَ فِي السفن فِي الماء.
وَقَال الإمام أَبُو عثمان الصابوني: سمعت أَبَا عبد الرحمن السلمي يقول: حضرت جنازة أبي الفتح القواس الزاهد مع الشيخ أَبِي الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ، فلما بلغ إِلَى ذلك الجمع الكبير، أقبل علينا، وَقَال: سمعت أَبَا سهل بْن زياد القطان يَقُول: سمعت عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يَقُول: سمعت أَبِي يَقُول: قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم يوم الجنائز (1) .
قال أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ على أثر هذه الحكاية: إنه حزر الحزارون المصلين على جنازة أَحْمَد، فبلغ العدد بحزرهم ألف ألف وسبع مئة ألف سوى الذين كانوا فِي السفن (2) .
__________
(1) صدق الإمام أحمد في قوله هذا، وصدقه الله تعالى في قوله، وقد جربنا ذلك على توالي الدهور، وقد مات الإمام تقي الدين ابن تيمية الحراني بدمشق سنة 728 وهو محبوس في القلعة من جهة السلطان، فما بقي أحد من أهل دمشق إلا خرج لتشييعه، فكان يوما مشهودا، قال المؤرخ المحدث علم الدين البرزالي المتوفى سنة 739 في كتابه"المقتفي لتاريخ أبي شامة"عند ذكر وفاة شيخ الاسلام ابن تيمية: ولا شك أن جنازة أحمد بن حنبل كانت هائلة عظيمة بسبب كثرة أهل بلده واجتماعهم لذلك وتعظيمهم له، وأن الدولة كانت تحبه، والشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله توفي ببلدة دمشق وأهلها لا يعشرون أهل بغداد حينئذ كثرة، ولكنهم اجتمعوا لجنازته اجتماعا لو جمعهم سلطان قاهر، وديوان حاصر، لما بلغوا هذه الكثرة التي اجتمعوها في جنازته، وانتهوا إليها. هذا مع أن الرجل مات بالقلعة محبوسا من جهة السلطان وكثير من الفقهاء والفقراء يذكرون عنه للناس أشياء كثيرة، مما ينفر منها طباع أهل الاديان، فضلا عن أهل الاسلام، وهذه كانت جنازته"قلت: وانظر تفاصيل جنازة شيخ الاسلام ابن تيمية عند ابن كثير في البداية: 14 / 135 فما بعد.
(2) آخر الجزء الخامس من الاصل، وفي هذه الورقة منه جملة من السماعات على المؤلف بخطه وبخط غيره، منها سماع بخط خليل بن كيكلدي العلائي، وآخر بخط أبي عَبد الله محمد بن إبراهيم ابن المهندس، وثالث بخط العلامة تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي، ورابع بخط محمد بن حسن بن محمد الخبري المعروف بابن النقيب وغيرهم.(1/467)
وَقَال الْحَافِظ أَبُو نعيم فيما أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبي الخير عَن أَبِي المكارم اللبان إذنا عَن أَبِي علي الحداد، عَنه: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر، حدثني نصر بْن خزيمة، قال: ذكر ابْن مجمع بْن مسلم، قال: كَانَ لنا جار قتل بقزوين، فلما كَانَ الليلة التي مات فيها أَحْمَد بْن حنبل خرج إلينا أخوه فِي صبيحتها، فَقَالَ: إني رأيت رؤيا عجيبة، رأيت أخي الليلة فِي أحسن صورة راكبا على فرس، فقلت لَهُ: يا أخي أليس قد قتلت؟ فما جاء بك؟ قال إن الله عز وجل أمر الشهداء، وأهل السماوات أن يحضروا جنازة أَحْمَد بْن حنبل، وكنت فيمن أمر بالحضور، فأرخنا تلك الليلة، فإذا أَحْمَد بْن حنبل مات فيها.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم الرازي: حدثني أَبُو بَكْر مُحَمَّد ابن عَبَّاس المكي، قال: سمعت الوركاني جار أَحْمَد بْن حنبل قال: أسلم يوم مات أَحْمَد بْن حنبل عشرون ألفا (1) من اليهود والنصارى والمجوس.
قال: وسمعت الوركاني يَقُول يوم مات أَحْمَد بْن حنبل: وقع المأتم والنوح فِي أربعة أصناف من الناس: المسلمين، واليهود والنصارى، والمجوس (2) .
__________
وفي بداية الجزء السادس بخط المؤلف: بسم الله الرحمن الرحيم.
بقية ترجمة أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل.
(1) قال الذهبي في "تاريخ الاسلام": وفي لفظ عن ابن أَبي حاتم: عشرة آلاف.
(2) قال الإمام الذهبي في "تاريخ الاسلام": وهي حكاية منكرة، لا أعلم رواها أحد إلا هذا الوركاني، ولا عنه إلا محمد بن العباس، تفرد بها ابن أَبي حاتم. والعقل يحيل أن يقع مثل هذا الحادث في بغداد، ولا ينقله جماعة تنعقد هممهم ودواعيهم على نقل ما هو دون ذلك بكثير. وكيف يقع مثل هذا الامر الكبير ولا يذكره المروذي، ولا صالح بن أحمد، ولا عَبد الله بن أحمد، ولا حنبل الذين حكوا من أخبار أبي عَبد الله جزئيات كثيرة لا حاجة إلى ذكرها، فوالله لو أسلم يوم موته عشرة أنفس، لكان عظيما، ولكان ينبغي أن يرويه نحو من عشرة أنفس.
ثم انكشف لي كذب الحكاية بأن أبا زرعة قال: كان الوركاني يعني محمد بن جعفر جار أَحْمَد بْن حَنْبَل، وكان يرضاه وَقَال ابن سعدو عَبد الله بن أحمد وموسى بن هارون: مات الوركاني في رمضان سنة ثمان(1/468)
وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي الدنيا: حدثني يُوسُف بْن بختان وكان من خيار المسلمين قال: لما مات أَحْمَد بْن حنبل رأى رجل فِي منامه كأن على كل قبر قنديلا، فَقَالَ: ما هذا؟ فقيل لَهُ: أما علمت أنه نور لأهل القبور بنزول هذا الرجل بين أظهرهم، وقد كَانَ فيهم من يعذب فرحم.
وَقَال الْحَافِظ أَبُو نعيم بالإسناد المتقدم: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قال: قرأت على مسبح (1) بْن حَاتِم العكلي قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر المروذي قال: رأيت أَحْمَد بْن حنبل فِي المنام يمشي مشية يختال فيها، فقلت: ما هذه المشية يا أَبَا عَبد اللَّهِ؟ قال: هذه مشية الخدام فِي دار السلام.
وبه قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي الأبار، حدثني حبيش بْن الورد قال: رأيت النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي المنام، فقلت: يا نبي الله، ما بال أَحْمَد بْن حنبل؟ فَقَالَ: سيأتيك مُوسَى عَلَيْهِ السلام فسله، فإذا أنا بموسى عَلَيْهِ السلام، فَقَالَ: يا نبي الله، ما بال أَحْمَد بْن حنبل؟ فَقَالَ: أَحْمَد بْن حنبل بلي بالسراء والضراء، فوجد صادقا، فالحق بالصديقين.
وبه قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي بْن حبيش، حَدَّثَنَا عَبد الله بْن
__________
= وعشرين ومئتين، فظهر لك بهذا أنه مات قبل أحمد بدهر فكيف يحكي يوم جنازة أحمد رحمه الله (ص: 81 82) . قال بشار بن عواد: لاأدري كيف جاز هذا الامر على الإمام المزي، وقد ذكر هو الوركاني وترجم له في كتابه هذا وذكر أنه توفي سنة 228، وترجم له الخطيب في تاريخ بغداد: 2 / 116 والسمعاني في (الوركاني) من"الانساب"، وياقوت في (وركان) من معجم البلدان وغيرهم. وهذا الوركاني ثقة، وثقة غير واحد من جهابذة الفن، ولما كانت وفاته متقدمة فالخبر موضوع عليه لا علاقة له به. وابن أَبي حاتم لم يورد الخبر في "الجرح والتعديل"، ولا وجدته في الكتب الاولى، ولكن أورده الخطيب بسنده فقال: أخبرنا البرمكي والازجي، قالا: أخبرنا علي بْن عَبْد العزيز، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي حاتم..""تاريخ بغداد": 4 / 423 والظاهر أن المزي نقله من الخطيب، والعجيب أن الخطيب لم يقل شيئا فيه.
(1) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" ونص عليه: 590.(1/469)
أَبِي داود، حَدَّثَنَا علي بْن سهيل السجستاني وكان مرجئا فجعلت أقول لَهُ: ارجع عَنْ هذا، فَقَالَ: أنا لم أرجع بأحمد بْن حنبل أرجع بقولك؟ ! فقلت لَهُ: أرأيت أَحْمَد؟ قال: رأيته فِي المنام. قلت: كيف رأيت؟ قال: رأيت كأن القيامة قد قامت، وكأن الناس جاؤوا إِلَى موضع عنده قنطرة لا يترك أحد يجوز حتى يجئ بخاتم، ورجل ناحية يختم الناس ويعطيهم، فمن جاء بالخاتم، جاز، فقلت: من هذا الذي يعطي الناس الخواتيم؟ فقالوا: هذا أَحْمَد بْن حنبل رحمه الله.
وَقَال الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ الشَّيْبَانِيُّ عَن أَبِي الْيُمْنِ الْكُنْدِيِّ، عَن أَبِي مَنْصُور الْقَزَّاز، عَنْهُ (1) : أَخْبَرَنِي علي بْن أَحْمَد الرزاز، حَدَّثَنَا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق إملاء، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المهدي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد الكندي، قال: رأيت أَحْمَد بْن حنبل فِي المنام فقلت: يا أَبَا عَبد اللَّهِ ما صنع الله بك؟ قال: غفر لي، ثم قال: يا أَحْمَد ضربت فِي؟ قال: قلت: نعم يا رب، قال يا أَحْمَد هذا وجهي، فانظر إليه، فقد أبحتك النظر إليه.
مناقب هذا الإمام وفضائله كثيرة جدا، لو ذهبنا نستقصيها، لطال الكتاب، وفيما ذكرنا كفاية. وبالله التوفيق.
وروى لَهُ الباقون.
97- س: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عُبَيد اللَّهِ بن أَبي رجاء الثغري، أَبُو جَعْفَر الطرسوسي المصيصي النجار.
رَوَى عَن: حجاج بْن مُحَمَّد المصيصي، وشعيب بْن حرب المدائني (س) ، وعبد الملك بْن حبيب المصيصي، ووكيع ابن الجراح (س) .
__________
(1) تاريخ بغداد: 4 / 421.(1/470)
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وأَحْمَد بْن علي حسنويه النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى السوانيطى (1) ، وطلحة بْن عُبَيد اللَّهِ العُمَري، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زياد النَّيْسَابُورِيّ، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن مسلم الاسفراييني، وعبد الرحمن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بْن رشدين بْن سعد المِصْرِي، وأَبُو عُمَير عدي بن أحمد بن عبدا لباقي الأذني، ومحمد بْن بركة الحلبي الْحَافِظ المعروف ببرداعس، ومحمد بْن الربيع بْن سُلَيْمان الجيزي، ومحمد بْن عُبَيد اللَّهِ بْن الفضيل الكلاعي الحمصي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إسحاق الإسفراييني.
قال النَّسَائي: لا بأس به (2) .
98- قد: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المعلى الآدمي (3) ، أَبُو بَكْر البَصْرِيّ.
رَوَى عَن: أَحْمَد بْن حميد الكوفي، وحفص بن عمار، وزفر ابن هبيرة المازني، وأبي نعيم الفضل بْن دكين (قد) ، وأبي غسان
__________
(1) لم يذكر السمعاني هذه النسبة في "الانساب"، ولا استدركها عليه ابن الاثير في "اللباب"، ولا الشيخ المعلمي في حاشية"الانساب"، ولكن انظر مادة (سنط) في "القاموس المحيط". وهذا السوانيطي يسمى
"محمدا"أيضا. وقد ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد"أولا باسم محمد، فقال: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى، أبو عَبد الله المصيصي يعرف بالسوانيطي: قدم بغددا، وحدث بها..قرأت في كتاب موسى بن محمد بن عتاب: مات السوانيطي وهو متوجه إلى بلده برأس العين في سنة تسع وثلاث مئة" (12357) ثم ذكره مرة أخرى باسم"أحمد"وكناه"أبا بكر"وَقَال: حدث عن..وأحمد بن أَبي رجاء المصيصي. روى عنه موسى بن عيسى السراج، وروى عنه غيره، فقال: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى وذاك أصح. وقد ذكرناه في جملة المحمدين..وروى عنه موسى ابن السراج أحاديث عدة سماه فيها أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى، وكذلك سماه ابن شاهين إذ روى عنه في الاخبار والنزه، وسماه في غير ذلك محمد بن أحمد بن موسى". (5 / 91 90) .
(2) وَقَال النَّسَائي مرة: ثقة، وذكره ابنُ حِبَّان البستي في "الثقات" وَقَال مسلمة بن قاسم الاندلسي في كتاب"الصلة": كتب عنه بالثغر وهو لا بأس به، وفي موضع آخر: ثقة شامي. ويُقال: مات في حدود الخمسين ومئتين. (إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 38 وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة: 25 وتهذيب ابن حجر: 1 / 76) .
(3) نسبة إلى بيع"الادم"بفتح الهمزة، وفي تهذيب ابن جر: الآدمي"مصحف.(1/471)
مَالِك بْن إِسْمَاعِيل النهدي، وأبي النعان مُحَمَّد بْن الفضل السدوسي (خد) ، ومحمد بْن كثير العبدي (قد) ، ومحمد بْن محبب أَبِي همام الدلال، وأبي رجاء مسلم بْن صَالِح، وأبي حذيفة مُوسَى بْن مسعود النهدي (قد) ، ويحيى بْن حَمَّاد الشَّيْبَانِيّ.
رَوَى عَنه: أَبُو داود فِي القدر وغيره، وأَحْمَد بْن علي بْن الجارود الأصبهاني، وأَحْمَد بْن عَمْرو بْن عبد الخالق البزار، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الجواربي الواسطي، وحرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، وأَبُو عَرُوبَة الحسين بْن مُحَمَّد الحراني، وسلم بْن عصام الثقفي الأصبهاني، وسهل بْن أَحْمَد بْن عثمان الواسطي، وأَبُو بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعبد الرحمن بْن محمد بْن حماد الطهراني، وعبدان بْن أَحْمَد الأهوازي الجواليقي، وعلي بْن الْحَسَن بْن سُلَيْمان، وعلي بْن الْعَبَّاس البجلي المقانعي، ومحمد بْن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن يحيى بْن منده الأصبهاني، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد (1) .
99- س: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن المغيرة بن سنان، وقيل: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن معروف بْن سنان، وقيل: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سيار (2) الأزدي الحمصي، أَبُو حميد العوهي.
رَوَى عَن: أَحْمَد بْن صَالِح المِصْرِي، وبشر بْن شعيب بْن أَبي حمزة، وحيوة بْن شريح بْن يزيد الحمصي، وسليم بْن عثمان الفوزي (3) أخي الخطاب ابن عثمان، وأبي حيوة شريح بْن يزيد الحمصي (س) ، وعبد السلام بْن مُحَمَّد الحضرمي، وأبي المغيرة عبد
__________
(1) قال الذهبي: محله الصدق.
(2) جاء في هامش الاصل: في المشايخ النبل، أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغيرة بن سيار"قال بشار: هو كذلك في ثلاث عندي من كتاب ابن عساكر المذكور. وكذلك سماه السمعاني في "الانساب"وتابعه ابن الاثير في "اللباب.
(3) منسوب إلى"فوز"قرية من قرى حمص فيما ظن السمعاني.(1/472)
القدوس بْن الحجاج الخولاني، وعثمان بْن سَعِيد بْن كثير بْن دينار القرشي (س) ، ومحمد بْن المبارك الصوري، ومحمد بْن المتوكل العسقلاني، والمعافى بْن عِمْران الظهري (1) ، الحمصي، ومعاوية بْن حَفْص الشعبي (سي) ، وموسى بْن أيوب النصيبي، ومؤمل بْن إِسْمَاعِيل، ومؤمل بْن إهاب، ويحيى بْن سَعِيد العطار الحمصي، ويحيى بْن صَالِح الوحاظي.
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن متويه الأصبهاني، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن عُمَير بْن يُوسُف بْن جوصى الدمشقي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عنبسة، وبكر بْن أَحْمَد بْن حَفْص الشعراني، والحسين بْن الحسين بْن عَبْد الرَّحْمَنِ قاضي الثغور، وأَبُو طلحة زَيْد بْن عَبد اللَّهِ بْن زَيْد الفارض، وعبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الرحمن بْن أَبي حَاتِم الرازي، وعبد الغافر بْن سلامة الحضرمي أَبُو هاشم الحمصي، وعلي بْن سَعِيد بْن بشير الرازي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الوليد الثقفي، ومحمد بْن جرير الطبري، ومحمد ابن المُسَيَّب الأرغياني، وأَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إسحاق الإسفراييني.
قال النَّسَائي وابن أَبي حَاتِم: ثقة.
زاد ابْن أَبي حَاتِم: صدوق (2) .
100- خ ت س: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُوسَى المروزي، أَبُو الْعَبَّاس السمسار المعروف بمردويه، وربما نسب إِلَى جده.
رَوَى عَن: إسحاق بْن يُوسُف الأزرق (ت) ، وجرير بن عبد
__________
(1) بكسر الظاء المعجمة، نسبة إلى ظهر بطن من حمير.
(2) ووثقه مسلمة بن قاسم الاندلسي فيما نقل مغلطاي (إكمال: 1 / الورقة: 38) ، وَقَال ابن حجر في التهذيب: أرخ ابن قانع وفاته سنة 264 بحمص.(1/473)
الحميد (ت) ، وعبد الله بْن المبارك (خ ت س) .
رَوَى عَنه: البخاري، والتِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي وَقَال: لا بأس به (1) .
ذكره أَبُو بَكْر بْن أَبي خيثمة فيمن قدم بغداد، وَقَال: مات سنة خمس وثلاثين ومئتين. ولم يذكره الْخَطِيب فِي تاريخه (2) .
__________
(1) جاء في هامش الاصل تعليق أظنه بخط الذهبي نصه: سمع مردويه أيضا من النضر بن محمد المروزي شيخ يروي عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ. ويروي عنه أيضا محمد بن عُمَر الذهلي، وعبد الله بْن محمود المروزي". قال بشار: وهذه الاضافة مثبتة بعينها في "تذهيب"الذهبي (1 / الورقة: 25) .
(2) جاء في حاشية الاصل تعليق بخط أحد تلامذة المؤلف لعله ابن النقيب الخبري كما يظهر من خطه نصه: قلت: هذا الذي ذكره في تاريخ وفاة مردويه هذا وهم، ولم يذكره الحافظ عبد الغني في كتاب "الكمال" وقد ذكر شيخنا فيما تقدم أن رحلة التِّرْمِذِيّ كانت بعد الاربعين، فتعين أن يكون مردويه هذا توفي بعد الاربعين. وأما مردويه الذي مات سنة خمس وثلاثين، فهو عبد الصمد بن يزيد الصائغ خادم الفضيل بن عياض والله تعالى أعلم". وَقَال ابن حجر: هكذا قال المزي، ولم يذكر ابن أَبي خيثمة إلا مردويه الصائغ واسمه عبد الصمد بن يزيد. وقد ذكره الخطيب في "تاريخه"وحكى كلام ابن أَبي خيثمة هذا فيه. وأما مردويه السمسار، فذكر المعداني في "تاريخ مرو"والشيرازي في "الالقاب"أنه توفي سنة 238 وفي هذا رد لقول المزي: إن التِّرْمِذِيّ كانت رحلته بعد الاربعين وقد قلده فيه الذهبي، فجزم أن وفاة هذا بعد الاربعين ومئتين وكذا ابن عبد الهادي في حواشيه، والاقرب إلى الصواب ما قدمناه". قال بشار: الذي ذكره الذهبي في (التذهيب: 1 / الورقة: 25) أنه توفي سنة 235 متابعا الاصل، وَقَال في وفيات الطبقة الرابعة والعشرين من تاريخ الاسلام: أحمد بن محمد بن موسى السمسار المروزي مردويه وربما قيل فيه: أحمد بن موسى. عن ابن المبارك وجرير وإسحاق الأزرق، وعنه (خ ت ن) وَقَال: لا بأس به. قال أحمد بن أَبي خيثمة: مات سنة خمس وثلاثين.. وَقَال الشيرازي: توفي سنة ثمان وثلاثين ومئتين" (الورقة: 13 أحمد الثالث 2917 / 7) . وما خرج عن هذا في كتابه"الكاشف": 1 / 69 فانظر إلى قول ابن حجر وتدبره حينما قال بأن الذهبي جزم بوفاته بعد الاربعين ومئتين.
وَقَال العلامة مغلطاي: قال أبو جعفر النحات فيما ذكره ابن خلون: كان أحد الثقات. وفي كتاب"الزهرة": كان فقيها ويعرف بصاحب ابن المبارك. روى عنه يعني البخاري اثني عشر حديثًا..وَقَال ابن عدي: أحمد بن محمد عن عَبد الله عن معمر لا يعرف. وَقَال ابن وضاح: ابن مردويه خراساني ثقة ثبت" (إكمال: 1 / الورقة: 38) ، وذَكَره ابنُ حِبَّان في "الثقات".
والظاهر أن الوفاة التي ذكرها المزي لمردويه هذا هي فعلا لعبد الصمد بن يزيد أبي عَبد الله الصائغ خادم الفضيل بن عياض، قال الخطيب في ترجمته"أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر، قال: قال عَبد الله بن محمد البغوي: سنة خمس وثلاثين فيها مات مردويه الصائغ. أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حَدَّثَنَا علي ابن الحسين الرازي، حَدَّثَنَا محمد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير [أبو بكر بن أَبي خيثمة] ، قال: مات عبد الرحمن بن صالح ومردويه الصائغ يوم الاثنين آخر يوم من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومئتين". "تاريخ بغداد": 11 / 40.(1/474)
101- ت: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن نيزك (1) بن حبيب الْبَغْدَادِيّ أَبُو جَعْفَر المعروف بالطوسي.
رَوَى عَن: أسود بْن عامر شاذان (ت) ، والحسن بْن مُوسَى الأشيب، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وروح بْن عبادة، وزيد بْن الحباب، وعبد الرحمن بْن غزوان الضبي المعروف بقراد أَبِي نوح، ومحمد بْن بكار بْن بلال العاملي الدمشقي (ت) ، وأبي أَحْمَد مُحَمَّد ابن عَبد اللَّهِ بْن الزبير الزبيري، ومحمد بْن كثير الكوفي، ويزيد بْن هارون، ويعقوب بْن إسحاق الحضرمي، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب.
رَوَى عَنه: التِّرْمِذِيّ، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وأَحْمَد بْن الحسين بْن إسحاق الصوفي الصغير، وأَحْمَد بْن علي بْن مسلم الأبار، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن أَبي عاصم النبيل، والحسين بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عفير الأَنْصارِيّ، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، والقاسم ابن زكريا المطرز، ومحمد بْن أَبي بَكْر بْن أَبي خيثمة، ومحمد بْن عبدوس بْن كامل السراج، وأَبُو حامد مُحَمَّد بْن هارون الحضرمي، ومحمد بْن يحيى بْن سُلَيْمان المروزي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد.
قال أَبُو الْعَبَّاس بن عقدة: في أمره (2) ، نزل بغداد ومات بِهَا.
وَقَال أَبُو بَكْر الْخَطِيب (3) : بلغني أنه مات فِي سنة ثمان وأربعين ومئتين (4) .
__________
(1) قيده ابن حجر في "التقريب" (1 / 25) والخزرجي في "الخلاصة" (12) بكسر النون. وقيده السمعاني في (النيزكي) من"الانساب"بفتح النون وتابعه ابن الاثير في "اللباب"ولم يعترض عليه وهو الاصوب، ففي معجمات اللغة: النيزك بالفتح الرمح القصير.
(2) ووثقه ابن حبان البستي.
(3) "تاريخ بغداد": 5 / 109 108.
(4) وانظر"تاريخ الاسلام"للذهبي، الورقة: 130 أحمد الثالث 2917 / 7.(1/475)
102- تمييز ولهم شيخ آخر يقَالَ له: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن نيزك بن صَالِح بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن عَمْرو بن مرة الهمداني، أَبُو الْعَبَّاس القومسي النيزكي.
يروي عَن: الربيع بْن يحيى الأشناني، وسُلَيْمان بْن حرب الواشحي، وأبي ظفر عبد السلام بْن مطهر الأزدي، وعَمْرو بْن الْحُصَيْن العقيلي، والقاسم بْن أمية الحذاء، وقرة بْن حبيب القنوي (1) ، ومسدد بْن مسرهد.
ويروي عَنه: إِبْرَاهِيم بْن حمدويه السمرقندي، وأَبُو الحارث أسد بن حموديه النسفي، ومحمد بْن جَعْفَر السمرقندي، ومحمد بن الح بْن محمود الكرابيسي، ومحمد بْن عثمان بْن مشمرج النسفي القاضي، ونصر بْن الفتح المربعي السمرقندي القاضي.
قال يحيى بْن بدر القرشي: مات بسمرقند يوم الأربعاء بالعشي، ودفن من الغد لخمس بقين من ربيع الأول سنة خمس وسبعين ومئتين، وصلى عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن نصر النَّيْسَابُورِيّ. ذكرناه للتمييز بينهما.
103- س: أَحْمَد (2) بْن مُحَمَّد بْن هاني الطائي، ويُقال: الكلبي، أَبُو بَكْر الأثرم الْبَغْدَادِيّ الإسكافي الفقيه الْحَافِظ، صاحب أَحْمَد بْن حنبل، خراساني الأصل.
رَوَى عَن: أَحْمَد بْن جواس الحنفي، وأَحْمَد بْن الحجاج
__________
(1) كان قرة هذا يعمل"القناة"وهي الرمح، فنسب إليها، وكان قشيريا.
(2) أضاف المزي هذه الترجمة بعد الانتهاء من تبييض كتابه، لذلك وضعها بورقة مطوية بالنسخة، وكان تاريخ إلحاقها في العاشر من جمادى الاولى سنة 713 كما نص، وقد نقلها ابن المهندس إلى نسخته وألحقها إلحاقا أيضا لانه كان قد نسخ هذا المجلد منذ سنة 706 بعد أن قرأها عليه في اليوم الرابع عشر من الشهر المذكور.(1/476)
الشَّيْبَانِيّ المروزي، وأَحْمَد بْن حنبل، وأَحْمَد بْن أَبي الطيب المروزي، وأَحْمَد بْن عُمَر الوكيعي، وبشار بْن مُوسَى الخفاف، وحرمي بْن حَفْص، وأبي توبة الربيع بْن نَافِع الحلبي، وسُلَيْمان بْن حرب، وسنيد (1) بْن داود المصيصي، وعبد الله بْن بَكْر السهمي، وعبد الله بْن مسلمة القعنبي، وعُبَيد الله بْن مُحَمَّد العيشي (س) ، وعفان بْن مسلم الصفار، وغسان بْن الفضل السجستاني، وأبي نعيم الفضل بْن دكين، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير، ومعاوية بْن عَمْرو الأزدي، ونعيم بْن حَمَّاد الخزاعي، وأبي بَكْر بْن أَبي شَيْبَة، وأبي الوليد الطيالسي، فِي آخرين.
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ساكن الزنجاني وعلي بْن أَبي طاهر القزويني، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن عيسى الجوهري، ومحمد بْن جَعْفَر الراشدي، وموسى بْن هارون الْحَافِظ، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وغيرهم.
قال بشر بْن أَحْمَد الإسفراييني عَنْ عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سيار الفرهياني (2) : سمعت عباسا (3) العنبري يَقُول: ما قدم علينا مثل عَمْرو ابن مَنْصُور وأبي بَكْر الْوَرَّاق، فقلت: من أَبُو بَكْر؟ فَقَالَ: الأثرم، فقلت أنا لَهُ: لا نرضى أن تقرن صاحبنا بالأثرم، أي: إن (4) هذا فوقه.
وَقَال أبوكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون الخلال: أخبرني عبد
__________
(1) على صيغة التصغير واسمه الحسين أيضا، وسيأتي في "سنيد.
(2) ويُقال فيه"الفرهاذاني"كما في "تاريخ بغداد"للخطيب (5 / 110) وَقَال ابن الاثير مستدركا على السمعاني: قلت: فاته الفرهاذاني بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الهاء وبالذال المعجمة بين الالفين الساكنين وآخره نون: نسبة عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سيار الفرهاذاني ويُقال: الفرهياني أيضا. روى عن حرملة بْن يحيى وقتيبة ابن سَعِيد وغيرهما". وذكر ياقوت أنه يظن أنها من قرى نسا بخراسان، وتابعه ابن عبد الحق في "المراصد"
(3) كتبت في الاصل ونسخة ابن المهندس"عباس"على طريقة بعض من يجوز مثل هذا. وتصحفت نسبته في تاريخ الخطيب إلى: الغبري.
(4) في تاريخ الخطيب: فإن.(1/477)
اللَّهِ بْن مُحَمَّد، قال: سمعت سَعِيد بْن عتاب يَقُول: سمعت يحيى بْن مَعِين يَقُول: كَانَ أحد أبوي الأثرم جنيا.
وَقَال الخلال أيضا: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صدقة (1) ، قال: سمعت جَعْفَر بْن أشكاب قال: سمعت يحيى بْن أيوب وذكر الأثرم فَقَالَ أحد أبويه جني.
وَقَال الخلال أيضا: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر بْن صدقة قال: سمعت إِبْرَاهِيم الأصبهاني يَقُول: الأثرم أحفظ من أَبِي زرعة الرازي وأتقن.
قال الخلال: وكان عاصم بْن علي بْن عاصم لما قدم بغداد طلب رجلا يخرج لَهُ فوائد يمليها فلم يوجد لَهُ فِي ذلك الوقت إلا أَبُو بَكْر الأثرم، فكأنه لما رآه لم يقع منه بموقع لحداثة سنه، فَقَالَ لَهُ: أخرج كتبك، فجعل يَقُول لَهُ: هذا الحديث خطأ، وهذا الحديث كذا، وهذا غلط، وأشياء نحو هذا، فسر عاصم به، وأملى قريبا من خمسين مجلسا، فعرضت على أَحْمَد بْن حنبل، فَقَالَ: هذه أحاديث صحاح، وكان يعرف الحديث ويحفظه ويعمل (2) الأبواب والمسند فلما صحب أَحْمَد بْن حنبل، ترك كل ذاك، وأقبل على مذهب أَبِي عَبد اللَّهِ، فسمعت أَبَا بَكْر المروذي يَقُول: قال الأثرم: كنت أحفظ، يعني الفقه والاختلاف، فلما صحبت أَحْمَد بْن حنبل، تركت ذاك كله، وليس أخالف أَبَا عَبد اللَّهِ إلا فِي مسألة واحدة ذكرها المروذي، قال: فقلت لَهُ، فلا تخالفه أيضا فِي هذه المسألة.
قال: وكان معه تيقظ (3) عجييب جدا.
__________
(1) شطح قلم ابن المهندس ونادرا ما يشطح فكتبها: صاعد.
(2) في تاريخ الخطيب: ويعلم، وما هنا أصح.
(3) تصحفت في تاريخ الخطيب إلى: (سفط) ولكن الناشر انتبه إليها، فعلق عليها في الهامش فقال: كذا في الاصل ولعلها شطط. وفي"مختصر طبقات الحنابلة"لابي يَعْلَى: وكان معه تيقظ". وما كان ترجيح الناشر جيدا.(1/478)
قال: وأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر بْن صدقة، قال: سمعت أَبَا الْقَاسِم ابن الجبلي قال: قدم رجاء يعني ابْن مرجى فَقَالَ لي (1) : أريد رجلا يكتب لي من كتاب الصلاة ما ليس فِي كتب ابْن أَبي شَيْبَة، قال: فقلنا أو فقالوا لَهُ ليس لك إلا أَبُو بَكْر الأثرم، فوجه إليه ورقا، فكتب ست مئة ورقة من كتاب الصلاة، فنظرنا، فإذا ليس فِي كتاب ابْن أَبي شَيْبَة منه شئ.
وَقَال أَبُو حَاتِم بْن حبان فِي كتاب "الثقات": أصله خراساني، حَدَّثَنَا عَنْهُ الناس، كَانَ من خيار عباد الله، من أصحاب أَحْمَد بْن حنبل ممن روى عنه المسائل، حَدَّثَنَا عَنْهُ جماعة من شيوخنا.
وَقَال الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: لَهُ كتاب فِي علل الحديث، ومسائل أَحْمَد بن حنبل، تدل على علمه ومعرفته.
وَقَال عبد المؤمن بْن خلف النسفي: سمعت أَبَا علي صَالِح بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ يَقُول: كَانَ أصحابنا ينكرون على الأثرم كتاب"العلل"لأحمد بْن حنبل.
وَقَال أبو عوانة الإسفراييني عَن أَبِي بَكْر المروذي: وسألته يعني أَحْمَد بْن حنبل عَن أبي بَكْر الأثرم، قلت: نهيت أن يكتب عَنْهُ؟ ! قال: لم أقل: إنه لا يكتب عَنْهُ الحديث، إنما أكره هذه المسائل.
قال الْخَطِيب: وكان الأثرم من إسكاف بني الجنيد، وبها مات فيما ذكر لي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بن الحسين ابن الفراء، وَقَال لي: حدثني من رأى (2) قبره هناك.
__________
(1) في المطبوع من تاريخ الخطيب: قدم رجل فقال لي"وليس بشيءٍ.
(2) في المطبوع من تاريخ الخطيب: زار.(1/479)
رَوَى عَنه: النَّسَائي فِي كتاب الطِّبِّ حَدِيثًا واحِدًا عَنِ الْعَيْشِيِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ، قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا حُمَّ أَحَدُكُمْ فَلْيَسُنَّ عَلَيْهِ الْمَاءَ الْبَارِدَ مِنَ السَّحَرِ ثَلاثًا" (1) .
104- خ: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عَمْرو بن الحارث بن أَبي شمر الغساني أَبُو الوليد، ويُقال: أَبُو مُحَمَّد (2) ، المكي الأزرقي، جد أَبِي الوليد مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الأزرقي صاحب"تاريخ مكة" (3) .
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن سعد الزُّهْرِيّ (خ) ، وإبراهيم بن محمد ابن أَبي يحيى الأَسلميّ، وحسان بْن إِبْرَاهِيم الكرماني، وحماد بْن شعيب الحماني الكوفي، وداود بْن عَبْد الرَّحْمَنِ العطار المكي (بخ) ، وسَعِيد بْن سالم القداح، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وسلم بْن سالم البلخي، وسليم بْن مسلم الخشاب المكي، وعبد الله بْن زرارة بْن مصعب بْن شَيْبَة القرشي، وعبد الله بْن شعيب بْن شَيْبَة بْن جبير بْن شَيْبَة الحجبي (4) ، وعبد الله بْن عَبْد الْعَزِيزِ الليثي، وعبد الله بْن معاذ الصنعاني، وعبد الله بْن يحيى السهمي، وعبد الجبار بْن الورد المكي، وابن عمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَسَن بْن الْقَاسِم بْن عقبة بْن الأزرق الأزرقي، وعبد الرحيم بْن زَيْد العمي، وعبد العزيز بْن أَبي حازم المدني، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدَّراوَرْدِيّ، وعبد المجيد بْن
__________
(1) قال ابن حجر: توفي سنة 261 أو في حدودها، ألفيته بخط شيخنا الحافظ أبي الفضل (العراقي) ثم وجدت في "التذهيب"للذهبي أنه مات بعد الستين ومئتين وكل هذه تخمين غير صحيح، والحق أنه تأخر عن ذلك فقد أرخ ابن قانع وفاة الأثرم فيمن مات سنة 273 لكنه لم يسمه، وليس في الطبقة من يلقب بذلك غيره". (تهذيب: 1 / 79 وانظر التذهيب: 1 / الورقة: 26) . وأورد مغلطاي مناقب أخرى له (إكمال: 1 / الورقة: 38) .
(2) جزم البخاري وعبد الرحمن بْن أَبي حَاتِم وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"وابن حبان في "الثقات". والذهبي في (المفتى) أن كنيته أبو محمد.
(3) طبع وهو مشهور.
(4) نسبة إلى حجابة بيت الله المحرم.(1/480)
عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبي رواد، وعَمْرو بْن يحيى بْن سَعِيد بن عَمْرو بن سَعِيد ابن العاص السَعِيدي (خ) ، وعيسى بْن يونس، وفضيل بْن عياض، ومالك بْن أنس، ومحمد بْن إدريس الشافعي، وهومن أقرانه، ومحمد ابن عَبد اللَّهِ بْن عُبَيد بْن عُمَير الليثي، وأبي غرارة مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي بَكْر بْن أَبي مليكة المليكي، وأبي غسان مُحَمَّد بْن يحيى الكناني، ومروان بْن معاوية الفزاري، ومسلم بْن خالد الزنجي، وهشام بْن سُلَيْمان المخزومي، ويحيى بْن سليم الطائفي.
رَوَى عَنه: البخاري، وأَحْمَد بْن إسحاق بْن عيسى الأهوازي، وأَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، القرشي المخزومي، وأَبُو على الحسين بْن عَبد اللَّهِ بْن شاكر السمرقندي، وحنبل بْن إسحاق بْن حنبل الشيباني، وسعد بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد الحكم المِصْرِي، وأَبُو يحيى عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن زكريا بْن الحارث بْن أَبي ميسرة المكي، والفضل بْن سهل الأعرج الْبَغْدَادِيّ، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر التِّرْمِذِيّ الفقيه، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق الصاغاني، ومحمد بْن سعد كاتب الواقدي، وابن ابنه أَبُو الوليد مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الأزرقى، ومحمد بْن علي بْن زَيْد الصائغ المكي، ومطلب بْن شعيب الأزدي، وهارون بْن سفيان المستملي، وهارون بْن عَبد اللَّهِ الحمال، ويعقوب بْن سفيان الفارسي (1) .
قال أَبُو حَاتِم الرازي وأبو عوانة الاسفراييني: ثقة (2) .
كَانَ حيا سنة سبع عشرة ومئتين (3) .
__________
(1) هو المعروف بالفسوي صاحب التاريخ المشهور الموسوم"المعرفة والتاريخ.
(2) ووثقه ابن سعد وابن حبان البستي وابن عساكر والذهبي وغيرهم.
(3) في حاشية الاصل ولعله بخط الذهبي: توفي سنة اثنتين وعشرين ومئتين، قاله الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ". ويؤيد أن هذا بخط الذهبي الذي أعرفه قوله في "التذهيب" (1 / الورقة: 25) : قلت: قال الحاكم: مات سنة اثنتين وعشرين ومئتين". وقد ذكره الذهبي أولا في الطبقة الثانية والعشرين من"تاريخ الاسلام"ثم أعاد ذكره في الطبقة الثالثة والعشرين فقال: أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ أبو الوليد الازرقي المكي. قد مر في الطبقة الماضية ثمو وجدت أبا عَبد الله الحاكم قد ورخ وفاته في سنة اثنتين عشرين" (الورقة: 177 من مجلد أيا =(1/481)
105- تمييز: وللمكيين شيخ آخر يقال لَهُ: أَحْمَد بن محمد ابن عون القواس النبال أَبُو الْحَسَن المقرئ.
يروي عَن: عَبد المجيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبي رواد، ومسلم بْن خالد الزنجي، وغيرهما.
ويروي عَنه: بقى بْن مخلد الأندلسي، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر التِّرْمِذِيّ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي (1) ، محمد بْن علي بْن زَيْد الصائغ وغيرهم (2) . وقرأ القرآن على أَبِي الأخريط وهب بْن واضح المكي. وقرأ عَلَيْهِ أَبُو عُمَر مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَنِ القرشي المخزومي المكي المعروف بقنبل. وتوفي نحوا من سنة ثلاثين ومئتين (3) . ذكرناه للتمييز بينهما، وقد خلط
__________
= صوفيا 3007 الذي بخطه.
وَقَال الحافظ ابن حجر في "التهذيب": وَقَال ابن حبان في "الثقات" والسمعاني في "الانساب"إنه توفي سنة (212) وأما البخاري فقال في تاريخه: فارقناه حيا سنة (12) "قال بشار: وجدت مكان وفاته مبيصا في المطبوع من"أنساب"السمعاني ولم تبق غير كلمة"المئتين"ولم ينقلها ابن الاثير في "اللباب"مما يدل على أن البياض قديم. والظاهر أن ابن حبان وابن السمعاني اعتمدا قول البخاري، وحملاه أكثر، فقالا هذه المقالة.
ولعل ما ذكره الحاكم ونقله الذهبي هو الاصوب (وانظر أيضا إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 38 والعقد الثمين للتقي الفاسي: 3 / 177 ومقدمة تاريخ مكة للازرقي) .
(1) يعني: مطين.
(2) منهم: علي بن أحمد بن بسطام"العقد الثمين"للفاسي: 3 / 159.
(3) في هامش الاصل تعليق أظنه بخط إمام المؤرخين الذهبي الذي أعرفه نصه"سنة خمس وأربعين ومئتين بمكة". وَقَال الحافظ ابن حرج في زياداته على"تهذيب الكمال": وذكر أبو عَمْرو الداني في "طبقات القراء"قنبلا ذكر أنه سمع منه سنة (37) وأنه توفي سنة (40) وَقَال سبط أبي منصور الخياط: سنة (245) . وقرأت بخط الذهبي: مات سنة 249 بمكة""تهذيب": 1 / 80 ونقل التقي الفاسي قول صاحبه ابن حجر هذا، فقال: وَقَال صاحبنا الحافظ الحجة شهاب الدين أبو الفضل ابن حجر أبقاه الله تعالى في كتابه الذي اختصر فيه"تهذيب الكمال"للمزي، وزاد فيه على المزي فوائد كبيرة مهمة: وقرأت بخط الذهبي: مات سنة تسع وأربعين ومئتين بمكة. انتهى""العقد الثمين": 3 / 159.
قال أفقر العباد بشار بن عواد محقق هذا الكتاب: هذا الذي نقله الحافظ ابن حجر، وتابعه فيه العلامة الفاسي وهم، فإن الذهبي فيما أعرفه لم يذكر أنه توفي سنة (249) ، ولم أجده في أي كتاب من كتبه المجودة
المعروفة. وقد نقلنا لك قبل قليل وأنبأناك أنه كتب بخطه المروف في حاشية"التهذيب"أنه توفي سنة 245 بمكة. أما في "التذهيب" (1 / الورقة: 26) فقد تابع المزي ولم يعلق. وأما في كتابه"معرفة القراء الكبار"فقد نقل حكاية القواس مع قنبل التي وقعت سنة 237 ثم قال: قال أبو عَمْرو الداني: توفي القواس بمكة سنة أربعين =(1/482)
بعضهم إحدى هاتين الترجمتين بالأخرى (1) ، والصواب التفريق كما ذكرنا، والله أعلم (2) .
106- ق: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يحيى بن سَعِيد بن فروخ القطان أَبُو سَعِيد البَصْرِيّ، نزيل بغداد، أخو صَالِح بْن مُحَمَّد.
رَوَى عَن: بهلول بْن المورق، وحجين (3) بن المثنى، وحسين ابن علي الجعفي، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وزيد بْن الحباب، وسَعِيد بْن عامر الضبعي، وأبي داود سُلَيْمان بْن داود الطيالسي، وسويد بْن عَمْرو الكلبي، وصفوان بن عيسى الزُّهْرِيّ، وعبد الله بْن نمير، وعبد الرحمن بْن غزوان المعروف بقراد أَبِي نوح، وعبد الرحمن بْن مهدي، وأبي عامر عَبد المَلِك بْن عَمْرو العقدي، وعُبَيد ابن أَبي قرة، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس، وعفان بْن مسلم، وعَمْرو بْن مُحَمَّد العنقزي (ق) ، وعَمْرو بْن النعمان، وقريش بْن أنس، ومحاضر
__________
= ومئتين. وَقَال غيره: سنة خمس وأربعين، والله أعلم" (1 / 149) ، ونقل التقي الفاسي هذا القول في "العقد الثمين"3 / 159. وذكره في الطبقة الخامسة والعشرين من تاريخ الاسلام، لكنه ذكر أنه توفي سنة (240) (الورقة: 130 من مجلد أحمد الثالث 2917 / 7) . والظاهر أن الإمام الذهبي استقر بأخرة على القول بأنه توفي سنة (245) معتمدا سبط ابن الخياط، وهو من القراء المعروفين الثقات المشهورين في القرن السادس الهجري، فكتب هذا في حاشية"التهذيب"وتوهم ابن حجر في نقله.
(1) ممن خلط الاثنين من الحفاظ: صاحب كتاب (زهرة المتعلمين) فيما نقل العلامة مغلطاي، والحافظ ابن مندة في كتاب"الوفيات"وسماه أبو أحمد بن عدي: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عون القواس المكي يقال له الازرقي"وكذلك الحافظ ابن خلفون (إكمال: 1 / الورقة: 38) وممن جعلها واحدًا الحافظ ابن عساكر في "المعجم المشتمل"فقال: أحمد بن محمد بن عون، ويُقال: ابن الوليد، أبو محمد، ويُقال: أبو الوليد، المكي الازرقي القواس. روى عنه البخاري. مات بعد سنة سبع عشرة ومئتين أو فيها"، وتابعه في ذلك صاحب (الكمال) .
(2) ذكر العلامة مغلطاي أن قول المزي في التفريق بينهما يحتاج إلى دليل واضح، وأن المزي لم يذكر مثل ذلك. قال بشار: قد فرق بينهما أيضا ابن حبان في "الثقات"، وَقَال في ترجمة القواس: ربما خالف. وقد نقلنا لك إجماع الأئمة على توثيق الازرقي في تعليقنا على ترجمته، وفي شيوخ الاثنين بعض الاختلاف، وكذلك في الرواة عنهم، ثم اشتهار القواس بالقراءات والاختلاف في الوفاة، لذلك قبل جملة من الأئمة التفريق، وأقروه منهم الإمام الذهبي، والحافظ ابن حجر، والتقي الفاسي وغيرهم.
(3) بضم الحاء المهملة وفتح الجيم وسكون اللياء وآخره نون سيأتي.(1/483)
ابن المورع، ومحمد بْن بشر العبدي، ومحمد بْن عُمَر الواقدي، وأبيه: مُحَمَّد بن يحيى بن سَعِيد القطان، ومنصور بْن عكرمة، وأبي النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم (ق) ، ويحيى بْن آدم، ويحيى بْن حَمَّاد، وجده يحيى بْن سَعِيد القطان، ويحيى بْن عُمَر الفراء، ويحيى بْن عيسى الرملي، ويزيد بْن هارون، ويونس بْن بُكَيْر الشَّيْبَانِيّ.
رَوَى عَنه: ابْن ماجه، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيد الطوابيقي، وأَبُو على أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مصقلة الأصبهاني، وحاجب ابْن أركين الفرغاني، والحسن بْن علي بْن نصر الطوسي، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، والحسين بْن يحيى بْن عياش القطان، والخضر ابن مُحَمَّد بْن المرزبان الْبَغْدَادِيّ، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن مُوسَى عبدان الأهوازي، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن خشيش، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وعبد الله بن محمد ابن ناجية، وعبد الرحمن بْن أَبي حَاتِم الرازي، وعُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمان المعروف بأبي الآذان، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن بجير البجيري، والقاسم بْن مُوسَى بْن الْحَسَن بْن مُوسَى الأشيب، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صَالِح بْن علي الأزدي، ومحمد بْن حامد بْن السري الْبَغْدَادِيّ المعروف بخال ولد السني، ومحمد بْن الحسين بن شهريار، ومحمد ابن الْعَبَّاس بْن أيوب الأصبهاني الأخرم، ومحمد بْن مخلد بْن حَفْص الدوري، ومحمد بْن نوح الجنديسابوري، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عيسى الْبَغْدَادِيّ.
قال عَبد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: كَانَ صدوقا (1)
وَقَال مُحَمَّد بْن مخلد: مات بالعسكر (2) سنة ثمان وخمسين
__________
(1) وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات" وَقَال: كان متقنا.
(2) يعني: بسامراء.(1/484)
ومئتين (1) .
107- س: أَحْمَد (2) بن مصرف بن عَمْرو اليامي الكوفي.
روى عن: أَبِي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وزيد بْن الحباب (س) ، وعُبَيد بْن نعيم بْن يحيى السَعِيدي، ومحاضربن المورع، ومحمد بْن بشر العبدي.
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن ابْن فتنى ومحمد بْن علي بْن حكيم التِّرْمِذِيّ، ومحمد بن عُمَربن يُوسُف النَّسَائي.
ذكره ابنُ حِبَّان فِي كتاب "الثقات" وَقَال: مستقيم الحديث (3) .
108- س: أَحْمَد بن المعلى بن يزيد الأسدي أَبُو بَكْر الدمشقي القاضي بِهَا نيابة عَن أَبِي زرعة مُحَمَّد بْن عثمان بْن إِبْرَاهِيم القاضي، وهو ختن عَبْد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم دحيم.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن العلاء بْن الضحاك الزبيدي المعروف بزبريق (4) ، وأَحْمَد بْن أَبي الحواري، وأَحْمَد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْن عبود، وإسماعيل بْن أبان بْن حوي، وأبي جَعْفَر حَمَّاد بْن المبارك الأزدي الصنعاني، الدمشقي، وأبي داود سُلَيْمان بْن الأشعث السجستاني، وسُلَيْمان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ ابْن بنت شرحبيل (س) ، وشعيب بْن شعيب ابن إسحاق الدمشقي، وصفوان بْن صَالِح الموذن (س) ، والعباس بْن
__________
(1) تاريخ الخطيب: 5 / 117 والمعجم المشتمل لابن عساكر، الورقة: 14، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 222 (أحمد الثالث 2917 / 7) وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 38.
(2) أضاف المزي هذه الترجمة بأخرة وألحقها في حاشية نسخته ونقلها عنه ابن المهندس وغيره في الحاشية أيضا.
(3) قال الذهبي في "الكاشف": وثق (1 / 70) .
(4) بكسر الزاي وسكون الباء الوحدة سيأتي.(1/485)
عثمان المعلم، والعباس بْن الوليد بْن مزيد البيروتي، وعبد الله بْن عَبْد الْجَبَّارِ الخبائري (1) ، وعبد الله بْن يزيد بْن راشد القرشي، وعبد الحميد بْن بكار البيروتي، وعبد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم دحيم (س) ، وعبد الغفار بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن نجيح الثقفي، وعثمان بْن إِسْمَاعِيل الهذلي، وعَمْرو بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن ربيعة بْن الغاز (2) الجرشي، وعِمْران بْن يزيد بْن أَبي جميل، وأبي عُمَير عيسى بْن مُحَمَّد الرملي، والقاسم بْن عثمان الجوعي، وأبي حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد بْن تمام اللخمي الدمشقي، ومحمد بْن الخليل الخشني البلاطى، ومحمد بْن روح الهاشمي، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن بكار القرشي البسري، ومحمد بْن المصفى الحمصي، ومحمود بْن خالد السلمي، وهشام بْن خالد الأزرق، وهشام بْن عمار، ويحيى بْن مُوسَى بْن هارون القرشي، ويزيد بْن عَبد الله بن زريق القرشي (كن) .
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وأَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن صالح ابن سنان القرشي، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن عُمَير بْن يُوسُف بْن جوصى، وأَبُو على أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة، وأَبُو يَعْقُوب إسحاق ابن إبراهيم ابن هاشم الأذرعي، وأَبُو علي الْحَسَن بْن حبيب بْن عَبد المَلِك الحصائري الفقيه، وأَبُو علي الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان بْن هشام الشطوي المعروف بابن بنت مطر، وخيثمة بْن سُلَيْمان بْن حيدرة القرشي الأطرابلسي، وأَبُو الْقَاسِم سُلَيْمان بْن أَحْمَد بْن أيوب الطبراني، وأَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بْن راشد البجلي، وأَبُو الْقَاسِم علي بْن يَعْقُوب بْن أَبي العقب الهمداني، وعمار ابن الخزز (3) بْن عَمْرو بْن عمار العذري الجسريني قاضي الغوطة، وأَبُو
__________
(1) بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة، وسيأتي.
(2) انظر مشتبه الذهبي: 481.
(3) بمعجمات وقيد قيدناه سابقا.(1/486)
عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مروان، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شلحويه، ومحمد بْن يُوسُف الهروي، وَقَال: توفي سنة ست وثمانين ومئتين فِي شهر رمضان.
وكذلك قال مُحَمَّد بْن الفيض فِي تاريخ وفاته، ولم يذكر رمضان (1) .
109- د س: أَحْمَد بن الْمُفَضَّل القرشي الأُمَوِي، أَبُو علي الكوفي الحفري، مولى عثمان بْن عفان، وهو ابْن عم عَمْرو بْن مُحَمَّد العنقزي.
رَوَى عَن: أسباط بْن نصر الهمداني (د س) ، وإسرائيل بْن يونس، وجعفر بْن زياد الأحمر، والحسن بْن صَالِح بْن حي، وسفيان الثوري، وعُبَيد الله الأشجعي، وعَمْرو بْن أَبي المقدام ثَابِت بْن هرمز، ومعاوية بْن عمار الدهني، ويحيى بْن سَلَمَة بْن كُهَيْل، ويحيى بْن يمان.
رَوَى عَنه: أَحْمَد بْن الحسين بْن عَبد المَلِك، وأَحْمَد بْن عثمان ابن حكيم الأَودِيّ، وأَحْمَد بْن يحيى الصوفي، وأَحْمَد بْن يُوسُف السلمي النَّيْسَابُورِيّ، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وحاتم بْن الليث الجوهري، والحسين بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد العنقزي، وأَبُو بَكْر عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة (د) ، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعثمان بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة (د) ، والقاسم بْن زكريا ابن دينار الكوفي (س) ، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد ابن الحسين بْن أَبي الحنين الحنيني.
قال أَبُو حَاتِم: كَانَ صدوقا، وكان من رؤساء الشيعة (2) .
__________
(1) نقل ابن حجر عن النَّسَائي قوله فيه: لا بأس به (تهذيب: 1 / 81) وتصحف تاريخ وفاته في "الكاشف"للذهبي إلى: 276.
(2) تناوله الإمام الذهبي في "الميزان"فقال: قال الأزدي"منكر الحديث.
روى عن سفيان، عن حبيب =(1/487)
روى له أَبُو داود والنَّسَائي (1) .
110- خ ت س ق: أَحْمَد بن المقدام بن سُلَيْمان بن الاشعث ابن أسلم بن سويد بن الأسود بن ربيعة بن سنان العجلي، أَبُو الأشعث البَصْرِيّ.
رَوَى عَن: أمية بْن خالد (ت) ، وبشر بْن الْمُفَضَّل (س) ، وحزم بْن أَبي القطعي، وحماد بْن زَيْد (تم ق) ، وخالد بْن الحارث (خ س) ، وزهير بْن العلاء القيسي، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن نجيح والد علي ابن المديني، وعبد الوهاب الثقفي، وعُبَيد بْن الْقَاسِم الكوفي (ق) ، وعثام بن علي العامري، وعَمْرو ابن صَالِح قاضي رامهرمز، وفضيل بْن سُلَيْمان النميري (خ) ، وفضيل ابن عياض، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الطفاوي (خ ت) ، ومحمد بْن أَبي عَدِيّ، ومعتمر بْن سُلَيْمان (س ق) ، وهارون بْن إِسْمَاعِيل الخراز، ويزيد بْن زريع (س) .
رَوَى عَنه: البخاري، والتِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي، وابن ماجه، وأَبُو عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن علي بْن العلاء الجوزجاني، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، وأَبُو عَرُوبَة الحسين بْن مُحَمَّد الحراني، والحسين بْن يحيى بْن عياش القطان، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن خشيش الصيرفي، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ
__________
= بن أَبي ثابت، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ علي مرفوعا: يا علي، إذا تقرب الناس إلى خالقهم بأنواع البر فتقرب إليه بأنواع العقل". وَقَال أَبُو حاتم: كَانَ من رؤساء الشيعة، صدوق" (1 / 157) . وَقَال الحافظ ابن حجر في "التهذيب": أثنى عليه أَبُو بَكْر بْن أَبي شَيْبَة.. وَقَال ابن إشكاب: حَدَّثَنَا أحمد بن المفضل: دلني عليه ابن أَبي شَيْبَة، وأثنى عليه خيرا. وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات" ثم أورد الحافظ ابن حجر الحديث الذي أورده الذهبي في "الميزان"وَقَال: هذا حديث باطل لعله أدخل عليه". وترجم له الذهبي في الطبقة الثانية والعشرين (220 211) من"تاريخ الاسلام" (الورقة: 95 من مجلد أيا صوفيا 3007 الذي بخطه) وَقَال في "الكاشف": شيعي صدوق.
(1) توفي سنة 215 أو سنة 214 (تهذيب: 1 / 81) .(1/488)
ابن عبد الكريم الرازي، والقاسم بْن زكريا المطرز، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو حنيفة مُحَمَّد بْن حنيفة بْن ماهان الواسطي، وأَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن زهير بْن الفضل الأبلي، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان الباغندي، ومعاذ بْن المثنى بْن معاذ العنبري، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد.
قال أَبُو حَاتِم: صَالِح الحديث محله الصدق.
وَقَال صَالِح بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ: ثقة.
وَقَال أَبُو بَكْر بْن خزيمة: كَانَ كيسا، صاحب حديث.
وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس.
وَقَال عبدان الأهوازي: سمعت أَبَا داود السجستاني يَقُول: أنا لا أحدث عَن أبي الأشعث. قلت: لم؟ قال: لأنه كَانَ يعلم المجان المجون، كَانَ مجان بالبصرة يصرون صرر الدراهم يطرحونه على الطريق، ويجلسون ناحية، فإذا مر يعني رجلا بصرة أراد أن يأخذها صاحوا ضعها ليخجل الرجل، فعلم أَبُو الأشعث المارة بالبصرة: هيئوا صرر زجاج كصررهم، فإذا مررتم بصررهم فأردتم أخذها فصاحوا بكم، فاطرحوا صرر الزجاج الذي معكم، وخذوا صرر الدراهم، ففعلوا. فأنا لا أحدث عَنْهُ لهذا.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: هو من أهل الصدق، حدث عَنْهُ أئمة الناس، وسمعت أَبَا عَرُوبَة يثني عَلَيْهِ، ويفتخر حين لقيه، وكتب عَنْهُ إسناده، فإنه كَانَ عنده إسناد لحماد بْن زَيْد ونظرائه، ورأيت غيره يصدرون به، وما قاله أَبُو داود لا يؤثر فيه، لأنه من أهل الصدق (1) .
__________
(1) ووثقه مسلم بن قاسم الاندلسي في كتاب"الصلة"وابن حبان فِي كتاب "الثقات"، وابن عَبد الْبَرِّ، وابن عساكر في "المعجم المشتمل"فيما نقل عن النَّسَائي. وَقَال الإمام الذهبي في "الميزان" (1 / 158) : أحد الاثبات المسندين. قال ابن خزيمة: كَانَ كيسا صاحب حديث، يروي عن حماد بْن زيد والكبار، وإنما ترك أبو =(1/489)
قال مُحَمَّد بْن إسحاق الثقفي السراج: قال أَبُو الأشعث: ولدت قبل موت أَبِي جَعْفَر (1) بسنتين.
وَقَال أَبُو حَفْص بْن شاهين: رأيت فِي كتاب جدي يعني أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن شاهين قال ابْن بَكْر: مات أَبُو الأشعث فِي المحرم سنة ثلاث وخمسين ومئتين.
وَقَال السراج: مات فِي صفر من هذه السنة.
111- م: أَحْمَد بن المنذر بن الجارود البَصْرِيّ، أَبُو بَكْر الْقَزَّاز.
روى عن: أبي أسامة حمادبن أسامة (م) ، وحماد بْن مسعدة، وزيد بْن الحباب (م) ، وعبد الصمد بْن عبد الوارث (م) ، وعُبَيد الله مُوسَى، وعَمْرو بْن مُحَمَّد بْن أَبي رزين، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبي فديك.
رَوَى عَنه: مسلم، وإبراهيم بْن فهد الساجي، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد الحلواني.
قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: سَأَلتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: لا أعرفه، وعرضت عَلَيْهِ حديثه فَقَالَ: حديث صحيح.
قال مُوسَى بْن هارون: مات بالبصرة فِي ذي القعدة سنة ثلاثين ومئتين (2) .
__________
= داود الرواية عنه لمزاح فيه"ثم أورد حكاية صرر الدراهم.
(1) كانت وفاة أبي جعفر سنة 158 فيكون أبو الأشعث من المعمرين.
(2) قال ابن حجر في "التهذيب": وروى عنه أبو يَعْلَى في معجمه، وَقَال ابن قانع: صالح". وَقَال ابن عساكر في وفاته: في شوال. أو ذي القعدة.(1/490)
112- أَحْمَد بن مَنْصُور بن راشد الحنظلي، أَبُو صَالِح المروزي الملقب بزاج صاحب النَّضْر بْن شميل وراويته.
رَوَى عَن: أَحْمَد بْن الخراساني، وحسين بْن علي الجعفي، وروح بْن عبادة، وسلمة بْن سُلَيْمان المروزي، وعبد الله بْن عثمان عبدان، وعبد الملك بْن إِبْرَاهِيم الجدي، وعبد الملك بْن عَمْرو أَبِي عامر العقدي، وعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعُمَر بْن يونس بْن الْقَاسِم اليمامي ومحمد بن عُبَيد الطنافسي، النضر بن شميل، ويَعْلَى ابن عُبَيد الطنافسي.
رَوَى عَنه: مسلم (1) ، وإبراهيم بْن أَبي طالب النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن الحسين بْن إسحاق الصوفي الصغير، وأَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الضحاك بْن خالد التمار الواسطي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد الزعفراني، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الْوَرَّاق، والحسن بْن سفيان الشَّيْبَانِيّ، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، والحسين بْن مُحَمَّد بْن زياد القباني، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَالِك المارستاني، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وعبد الله بْن مُحَمَّد ابن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، والقاسم بْن زكريا المطرز، ومحمد بْن مخلد ابن حَفْص الدوري، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد.
قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: سئل أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: صدوق.
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: أَخْبَرَنِي سَعِيد بْن مُحَمَّد الصوفي عَن أَبِي أَحْمَد مُحَمَّد بْن أَحْمَد الحنفي عَنْ شيوخه قال: مات أَبُو صَالِح أَحْمَد بْن مَنْصُور زاج فِي شهر ذي الحجة اليوم الثالث من وفاة أَبِي داود
__________
(1) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف نصه: لم يرو عنه مسلم في "صحيحه"ولا ذكره أحد في رجاله الذين روى عنهم فِي "الصحيح"وَقَال ابن حجر في "التهذيب": جزم الذهبي بأن مسلما روى عنه". قال بشار: الذي في "تاريخ الاسلام"للذهبي: وعَنه: ابن خزيمة وابن صاعد والبغوي ومحمد بن مخلد والمحاملي وطائفة، ومن القدماء مسلم في غير"الصحيح" (الورقة: 222 أحمد الثالث 2917 / 7) .(1/491)
سُلَيْمان بْن معبد السنجي، وهو يوم الخميس العاشر من ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومئتين (1) .
وَقَال أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يزيد الزعفراني: سنة ثمان وخمسين ومئتين (2) .
113- ق: أَحْمَد بن مَنْصُور بن سيار بن المبارك الْبَغْدَادِيّ أَبُو بَكْر المعروف بالرمادي.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن الحكم بْن أبان العدني (فق) ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، وأبي النَّضْر إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الفراديسى، وأسود بْن عامر شاذان، وحجاج بْن مُحَمَّد المصيصي (ق) ، وحرملة بْن يحيى المِصْرِي، والحسن بْن الربيع البجلي البوراني، وزيد بْن الحباب، وسَعِيد بْن الحكم بْن أَبي مريم، وسَعِيد بْن كثير بْن عفير، وأبي داود سُلَيْمان بْن داود الطيالسي، وسُلَيْمان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدمشقي، وشبابة بْن سوار المدائني، وصفوان بْن صَالِح الدمشقي وأبي عاصم الضحاك بْن مخلد النبيل، وعبد الله بْن مسلمة القعنبي، وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم دحيم، وعبد الرحمن بْن يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن عُبَيد اللَّهِ بْن أَبي المهاجر، وعبد الرزاق بْن همام، وعبد المجيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبي رواد، وعبد الملك بْن إِبْرَاهِيم الجدي، وعُبَيد الله بْن مُوسَى العبسي الكوفي، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس (ق) ، وعفان بْن مسلم، وعلي بْن الجعد، وعَمْرو بْن حكام الأزدي البَصْرِيّ، ومحمد بْن وهب بْن عطية الدمشقي، ومعاذ ابن فضالة البَصْرِيّ، وأبي سَلَمَة مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل التبوذكي، وأبي حذيفة مُوسَى بْن مسعود النهدي، ونعيم بن حماد المروزي، وهارون
__________
(1) به أخذ الذهبي في تاريخ الاسلام وجزم فلم يذكر غيره.
(2) ووثقه ابن حبان وَقَال في "الثقات" إنه مات سنة مئتين وستين أو بعدها بقليل، أو قبلها بقليل (تهذيب: 1 / 83) ولم يتابعه عليه أحد.(1/492)
ابن معروف المروزي نزيل بغداد، وأبي النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم، وهشام بْن عمار الدمشقي، وهناد بْن السري التميمي الكوفي، ويحيى ابن إسحاق السيلحيني، ويحيى بْن أَبي بُكَيْر الكرماني، ويحيى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بُكَيْر المِصْرِي، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، ويزيد بْن أَبي حكيم العدني، ويزيد بْن هارون الواسطي، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب (ق) ، وغيرهم من أهل العراق، والحجاز، والشام، ومصر، واليمن. وكان قد رحل وأكثر السماع والكتابة وصنف"المسند.
رَوَى عَنه: ابْن ماجه، والقاضي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عُمَر بْن سريج، وإسماعيل بْن إسحاق بْن إِسْمَاعِيل بْن حَمَّاد بْن زَيْد القاضي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الصفار، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، والحسين بْن يحيى بْن عياش القطان، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زياد النَّيْسَابُورِيّ، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وعبد الرحمن بْن أَبي حَاتِم الرازي، وأَبُو نعيم عَبد المَلِك بْن مُحَمَّد بْن عَدِيّ الجرجاني، والقاسم بْن زكريا المطرز، وأَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إسحاق الثقفي السراج، ومحمد بن عقيل ابن الأَزْهَر البلخي، ومحمد بْن مخلد الدوري، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاقَ الإسفراييني.
قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: كتبنا عَنْهُ مع أَبِي، وكان أَبِي يوثقه (1) .
وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثقة.
وَقَال الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عبد الغني بْن سَعِيد بْن علي الأزدي المِصْرِي فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ الشَّيْبَانِيُّ عَن أَبِي الْيُمْنِ الْكُنْدِيِّ، عَن أَبِي مَنْصُور الْقَزَّاز، عَن أَبِي بَكْر الْخَطِيب، عَنْ مُحَمَّد بْن علي الصوري،
__________
(1) الجرح والتعديل: ج 1 ق 1 ص 78.(1/493)
عَنْهُ (1) : أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ يعني القاضى الذهلي، حدثني إِبْرَاهِيم بْن جَابِر وهو الْبَغْدَادِيّ الفقيه قال: سمعت عباسا الدوري وذكر عنده أَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي فَقَالَ: ومالنا نحن والرمادي؟ لقد أردت الخروج إِلَى البصرة أنا ورجل ذكره عَبَّاس، فَقَالَ الرجل: ترافقني؟ فقلت: بيني وبينك الرمادي، فقلنا لَهُ، فَقَالَ: ليس هو من بابتك، أنت تكتب ما لا يكتب، وهو يكتب ما لا تكتب، فنحن نتاحكم إليه فِي ذلك الوقت.
وبه قال (2) : وَقَال ابْن جَابِر: حدثني أَبُو يَعْلَى الْوَرَّاق عَنْ عَبَّاس الدوري قال: أنا أسكت من أمر الرمادي عَنْ شيء أخاف أن لا يسعني كنت ربما سمعت يحيى بْن مَعِين يَقُول: قال أَبُو بَكْر الرمادي.
وبه قال (3) : وَقَال ابْن جَابِر: حدثني بعض أصحابنا عَنْ إِبْرَاهِيم الأصبهاني، قال: لو أن رجلين قال أحدهما: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبي شَيْبَة، وَقَال الآخر: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الرمادي كانا سواء.
قال ابْن جَابِر: وحَدَّثَنَا بعض أصحابنا عَنْ أخي خطاب (4) قال: هو أثبت منه يعني الرمادي أثبت من أَبِي بَكْر بْن أَبي شَيْبَة.
وبه (5) : قال الذهلي: حدثني أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن رجاء البَصْرِيّ قال: قلتُ لأبي داود السجستاني: لم أرك تحدث عَنِ الرمادي؟ قال: رأيته يصحب الواقفة (6) فلم أحدث عنه (7) .
__________
(1) تاريخ بغداد: 5 / 152.
(2) نفسه.
(3) نفسه: 5 / 153 152.
(4) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف: أخو خطاب اسمه محمد بن بشر.
(5) تاريخ بغداد: 5 / 153.
(6) الواقفة: هم الذين توقفوا في القول في مسألة خلق القرآن. وَقَال الإمام الذهبي في "التذهيب"، الورقة: 27: قلت: هذا لا يوجب ترك الاحتجاج به، وهو نوع من الوسواس.
(7) ووثقه مسلمة بن قاسم الاندلسي: وَقَال أبو يَعْلَى الخليلي في كتابه"الارشاد": ثقة آخر من روى عنه =(1/494)
قال إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي سنة خمس وستين ومئتين، وفيها مات.
وَقَال أَبُو الحسين ابن المنادي: مات يوم الخميس لأربع بقين من ربيع الآخر سنة خمس وستين ومئتين، وقد استكمل ثلاثا وثمانين سنة، كَانَ ميلاده فِي سنة اثنتين وثمانين ومئة، وصلى عَلَيْهِ إِبْرَاهِيم بْن أرمة الأصبهاني.
114- ع: أَحْمَد بن منيع بن عَبْد الرَّحْمَنِ البغوي، أَبُو جَعْفَر (1) الأصم، نزيل بغداد، ابْن عم إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ البغوي، وجد أَبِي الْقَاسِم عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي لأمه.
رَوَى عَن: أسباط بْن مُحَمَّد القرشي (د) ، وإسحاق بْن عيسى ابن الطباع (ت) ، وإسحاق بْن يُوسُف الأزرق (ت) ، وإسماعيل بن علية (م ت س) ، والحسن بْن سوار (ت) ، والحسن بْن مُوسَى الأشيب (ت، ق) ، والحسين بْن مُحَمَّد المروذي (د ت) ، وحماد بْن خالد الخياط (مد ت) ، وداود بْن الزبرقان، وروح بْن عبادة (ت) ، وزيد بْن الحباب (ت ق) ، وسريج بْن النعمان الجوهري (ت) ، وسفيان بْن عُيَيْنَة (ت ق) ، وأبي بدر شجاع بْن الوليد السكوني (ت) ، وعباد بْن عباد المهلبي (ت د) ، وعباد بْن العوام (ت س) ، وعبد الله بْن المبارك (د ت) ، وعبد العزيز بْن أَبي حازم المدني، وعبد القدوس بْن بَكْر بْن خنيس (2) (ت) ، وأبي نصر عَبد المَلِك بْن عَبْد الْعَزِيزِ التمار، وعُبَيدة بْن حميد (ت ق) ، وعلي بْن عاصم الواسطي، وعلي بْن هاشم بن البريد
__________
= من الثقات إسماعيل الصفار. ووثقه ابن حبان البستي أيضا وَقَال في "الثقات": كان مستقيم الامر في الحديث.
(1) نقل عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم الرازي في "الجرح والتعديل"عَن أبيه وأبي زرعة أن كنيته أبو عبد الله (ج 1 ق 1 ص: 78 77) .
(2) بضم الخاء المعجمة، قيده ابن حجر في "التقريب"وغيره، وسيأتي.(1/495)
(ت) ، وأبي قطن عَمْرو بْن الهيثم بْن قطن القطعي (د ت) ، وأبي نعيم الفضل بْن دكين (تم) ، وقران بْن تمام الأسدي (ت) ، وكثير بْن هشام (ت) ، ومحمد بْن الْحَسَن بْن أَبي يزيد الهمداني (ت) ، وأبي معاوية مُحَمَّد بْن خازم الضرير (د ت) ، وأبي أَحْمَد مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن الزبير الزبيري (ت) ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ الأَنْصارِيّ، ومحمد بْن عُبَيد الطنافسي (ت) ، ومحمد بْن ميسر أَبِي سعد الصاغاني (ت) ، ومحمد ابن يزيد الواسطي (تم) ، ومروان بْن شجاع الجزري (خ ق) ، ومروان ابن معاوية الفزاري (ت) ، ومعاوية بْن عَمْرو الأزدي (ت) ، وأبي المغيرة النَّضْر بْن إِسْمَاعِيل (ت) ، وأبي النَّضْر هاشم بْن الْقَاسِم (د ت) ، وهشيم بْن بشير (م ت س) ، ووكيع بْن الجراح (ت) ، ويحيى بْن إسحاق السيلحيني (ت) ، ويحيى بْن زكريا بْن أَبي زائدة (د ت س) ، وأبي تميلة (1) يحيى بْن واضح، ويزيد بْن هارون (ت) ، ويعقوب بْن الوليد المدني (ت) ، وأبي بَكْر بْن عياش (ت) ،
رَوَى عَنه: الجماعة سوى البخاري، وأَبُو يَعْلَى أحمد بن علي ابن المثنى الموصلي، وأَبُو يَعْقُوب إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن جميل الأصبهاني عنده عَنْهُ (المسند) ، وجعفر بْن أَحْمَد بْن نصر الْحَافِظ، والحسين بْن مُحَمَّد بْن زياد القباني، وحسين، غير منسوب، قيل: إنه القباني وقيل: ابْن يحيى بْن جَعْفَر البيكندي، وابن ابنته أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وعبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيد بْن أَبي الدنيا، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن ناجية، والقاسم بْن زكريا المطرز، ومحمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الشطوي، ومحمد بْن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن إسحاق السراج، ومحمد بْن إسحاق الصاغاني، وأَبُو حامد مُحَمَّد بْن هارون الحضرمي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد.
قال النَّسَائي وصالح بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ: ثقة.
__________
(1) في تقريب ابن حجر (2 / 359) : ثميلة"مصحف مع أنه قيده بالحروف، وسيأتي.(1/496)
وَقَال أَبُو الْقَاسِم البغوي: أخبرت عَنْ جدي قال: أنا أختم منذ أربعين سنة أو نحو ذلك، فِي كل ثلاث (1) .
قال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي وأَبُو الْقَاسِم البغوي: مات سنة أربع وأربعين ومئتين، زاد البغوي: لأيام بقيت من شوال، وكان مولده سنة ستين ومئة.
وَقَال غيره: مات يوم الأحد. لثلاث بقين من شوال سنة ثلاث.
وروى لَهُ البخاري (2) .
115- أَحْمَد بن مُوسَى.
ذكره الدَّارَقُطْنِيّ، والبرقاني، فِي شيوخ البخاري، وَقَالا: إنه يروي عن إِبْرَاهِيم بْن سعد، ولم يذكره غيرهما. قاله الْحَافِظ أبو القاسم في "النبل" (3) .
__________
(1) ووثقه ابن حبان البستي، ومسلمة بن قاسم الاندلسي، وهبة الله السجزي، وَقَال الحافظ أبو يَعْلَى الخليلي في "الارشاد": يقرب من أحمد بن حنبل وأقرانه في العلم، وقد روى عنه البخاري خارج الصحيح.
ونقل عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم عَن أبيه أنه قال فيه: صدوق. وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: لا بأس به. ووثقه أيضا ابن عساكر والذهبي في كتبهم (انظر مثلا: إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 39، وتهذيب ابن حجر: 1 / 85 84، والمعجم المشتمل لابن عساكر، الورقة: 15 وغيرها) .
(2) ومما استدركه ابن حجر:
21- ق: أحمد بن موسى بن معقل الرازي. روى ابن ماجه عنه، عَن أبي اليمان المِصْرِي، عن الشافعي سؤالا في الطهارة، وهو في بعض النسخ دون بعض.
روى أيضا عَن أبي لقمان محمد بن عَبد الله بن خالد، وأخذ القراءة عَن أبي محمد الحسن بن علي بن زياد.
رَوَى عَنه: جعفر بن إدريس المقرئ.
قال الحافظ ابن حجر: نقلته من خط القطب الحنفي من تاريخه، وساق بسنده إلى جعفر بن إدريس، عن أحمد بن موسى عَن أبي لقمان: سألت الشافعي، فقلت: يا أبا عَبد الله عن غسل بول الجارية ونضح بول الغلام، فأجاب بما نقله ابن ماجه عن ابن معقل عَن أبي اليمان، فكان أبا اليمان محرف من أبي لقمان، وأبو لقمان هو الصواب ". (تهذيب: 1 / 85) .
(3) "المعجم المشتمل"الورقة: 15. وَقَال العلامة مغلطاي: ويشبه أن يكون أحمد بن محمد بن موسى مردويه صاحب كتاب (أولاد المحدثين) وما إخاله غيره، والله تعالى أعلم، فإن النَّسَائي لما ذكره في أسماء =(1/497)
116- س: أَحْمَد بن ناصح المصيصي، كنيته أَبُو عَبْد اللَّهِ.
رَوَى عَن: إِسْمَاعِيل ابْن علية (س) ، وحماد بْن خالد الخياط، وعبد الله بْن إدريس (س) ، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدَّراوَرْدِيّ، وعُمَر ابن هارون البلخي، ومحمد بْن خالد بْن عثمة، ومروان بْن مُحَمَّد الطاطري (س) ، وهشيم بْن بشير (س) ، وأبي بَكْر بْن عياش (س) .
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وإسماعيل بْن الفضل البلخي، وحرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، ومحمد بْن سفيان بن موسى المصيصي الصفار.
قال النَّسَائي: صَالِح.
وَقَال فِي موضع آخر: ليس به بأس.
وَقَال الحاكم أَبُو أَحْمَد: حدث بالثغر عَنْ مشايخه أحاديث مستوية (1) .
117- ت س: أَحْمَد بن نصر بن زياد القرشي، أَبُو عَبْد اللَّهِ النَّيْسَابُورِيّ المقرئ الفقيه الزاهد.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن الأشعث البخاري، وإبراهيم بْن حمزة الزبيري، وإبراهيم بْن معبد بْن شداد المِصْرِي، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، وإبراهيم بْن مُوسَى الرازي الفراء، وأبي مصعب أَحْمَد بْن أَبي بَكْر الزُّهْرِيّ، وأَحْمَد بْن الحسين اللهبي المدني، وأَحْمَد بْن أَبي الحواري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، وآدم بْن أَبي إياس العسقلاني، وأزهر بْن سعد السمان، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم الحنيني،
__________
= شيوخه نسبه إلى جَدِّه وَقَال: مروزي لا بأس به" (إكمال: 1 / الورقة: 39) ، ويبدو أن الحافظ ابن حجر أخذ قول مغلطاي وجزم به فقال معلقا في التهذيب: هو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى بن مردويه نسب إلى جَدِّه وقد تقدم" (1 / 85) .
(1) ووثقه ابن حبان البستي.(1/498)
وإسحاق بْن راهويه، وإسحاق بْن مُحَمَّد الفروي (تم) ، وإسماعيل بْن أَبي أويس، وإسماعيل بْن حكيم الخزاعي، وأصبغ بْن الفرج المِصْرِي، وجعفر بْن عون، وحبان بْن مُوسَى المروزي، وحجاج بْن نصير الفساطيطي، والحسين بْن زياد المروزي المتعبد نزيل طرسوس، والحسين بْن علي الجعفي، والحسين بْن الوليد النَّيْسَابُورِيّ (كن) ، وأبي عُمَر حَفْص بْن عُمَر الضرير، والحكم بْن مُوسَى القنطري، والحكم بْن يزيد الأبلي البَصْرِيّ، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وأبي زَيْد حَمَّاد بْن دليل قاضي المدائن، وحماد بْن قيراط النَّيْسَابُورِيّ، وحماد بْن مَالِك الحرستاني، وحماد بْن مسعدة، وخالد بْن خداش، وخلف بْن تميم، وخلف بْن هشام البزار، وخلاد بْن يحيى، وداود بْن سُلَيْمان العطار، وداود بْن المحبر، وروح بْن عبادة، وزكريا بْن عطية ابن يحيى البَصْرِيّ، وزهير بْن عباد الرواسي، وزيد بْن الحباب، وسريج بْن النعمان الجوهري، وسريج بْن يونس، وسَعِيد بن الحكم ابن أَبي مريم المِصْرِي، وأبي سَعِيد بْن الربيع الهروي، وسَعِيد بْن عامر الضبعي، وسَعِيد بْن كثير بْن عفير المِصْرِي، وسَعِيد بْن مَنْصُور، وأبي قُتَيبة سَلْم بْن قتيبة، وسُلَيْمان بْن حرب، وسلام بْن سُلَيْمان الثقفي المدائني، وأبي بدر شجاع بْن الوليد السكوني، وشيبان بْن فروخ الأبلي البَصْرِيّ، وصالح بْن حسين بْن صَالِح الزُّهْرِيّ المدني السواق، وصفوان بْن عيسى الزُّهْرِيّ (ت) ، وأبي عاصم الضحاك بْن مخلد النبيل، وطارق بْن عَبْد الْعَزِيزِ المكي، وعبد الله بْن بَكْر السهمي، وعبد الله بْن جَعْفَر الرَّقِّيّ، وعبد الله بْن داود الواسطي، وعبد الله بْن رجاء الغداني، وعبد الله بْن السري الأنطاكي، وعبد الله بْن صَالِح العجلي، وعبد الله بْن صَالِح المِصْرِي، وعبد الله بْن عاصم الحماني، وعبد الله بْن عَبْد الْجَبَّارِ الخبائري الحمصي، وعبد الله بْن عبد الحكم المِصْرِي، وعبد الله بْن غالب العباداني، وأبي بَكْر عَبْد(1/499)
الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة، وعبد الله بْن مسلمة القعنبي، وعبد الله بْن نَافِع الصائغ المدني، وعبد الله بْن نمير الهمداني الكوفي، وعبد الله بْن الوليد العدني (س) ، وعبد الله بْن يزيد أَبِي عَبد الرَّحْمَنِ المقرئ (س) ، وأبي مسهر عبد الاعلى بْن مسهر الغساني (ت) ، وعبد الجبار بْن سَعِيد بْن نوفل بْن مساحق المساحقي، وعبد الرحمن بْن يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن عُبَيد اللَّهِ بْن أَبي المهاجر، وعبد الرحيم بْن واقد، وعبد الصمد بْن عبد الوارث (س) ، وعبد العزيز بْن الخطاب، وعبد العزيز بْن عَبد اللَّه الأُوَيسي، وعبد العزيز بْن المغيرة المنقري، وأبي بَكْر عبد الكبير بْن عَبد المجيد الحنفي، وعبد الكريم ابن روح البَصْرِيّ، وعبد الملك بْن إِبْرَاهِيم الجدي، وعبد الملك بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن الماجشون (كن) ، وأبي نصر عَبد المَلِك بْن عَبْد الْعَزِيزِ التمار، وأبي عامر عَبد المَلِك بْن عَمْرو العقدي، وعبد الوهاب بْن عَطَاء الخفاف، وأبي علي عُبَيد اللَّهِ بْن عَبد المجيد الحنفي، وعُبَيد الله بْن عُمَر القواريري، وعُبَيد الله بْن مُوسَى (س) ، وعثمان بْن مُحَمَّد بْن أَبِي شَيْبَة، وعثمان بْن اليمان، وأبي سُلَيْمان عصمة بْن سُلَيْمان الخزاز، وعفان بْن مسلم السفار، وعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق المروزي، وعلي بْن عاصم الواسطي، وعلي بْن عياش الحمصي، وعلي بْن معبد بْن شداد المِصْرِي، وعُمَر بْن سعد أَبِي داود الحفري، وعَمْرو بْن حكام الأزدي البَصْرِيّ، وعَمْرو بْن مُحَمَّد الناقد (س) ، والعلاء بْن عَبْد الْجَبَّارِ العطار، والعلاء بْن عَمْرو الحنفي، وأبي نعيم الفضل بْن دكين، وأبي عُبَيد الْقَاسِم بْن سلام، وقبيصة بن عقبة، وكثير ابن هشام، ومالك بْن سعير بْن الخمس، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبي فديك، ومحمد بْن بشر العبدي، ومحمد بْن حرب المكي، ومحمد ابن حميد الرازي، ومحمد بْن سابق الْبَغْدَادِيّ، ومحمد بْن الصباح الدولابي، وأبي جَابِر مُحَمَّد بْن عَبد المَلِك الأزدي، وأبي ثَابِت مُحَمَّد(1/500)
ابن عُبَيد اللَّهِ المديني، ومحمد بْن عُبَيد الطنافسي، وأبي مروان مُحَمَّد ابن عثمان بْن خالد العثماني، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، وأبي النعمان مُحَمَّد بْن الفضل عارم (س) ، ومحمد بْن كثير الصنعاني، ومحمد بْن كثير العبدي، وأبي غزية مُحَمَّد بْن مُوسَى المدني، ومصعب بْن المقدام، ومطرف بْن عَبد اللَّهِ المدني، والمعلى بْن الفضل الأزدي، ومكي بْن إِبْرَاهِيم البلخي (سي) ، وأبي سَلَمَة مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل التبوذكي، وأبي حذيفة مُوسَى بْن مسعود النهدي، ومؤمل بْن إِسْمَاعِيل (س) ، والنضر بْن شميل المروزي، وأبي الأسود النَّضْر بْن عَبْد الْجَبَّارِ المِصْرِي، ونعيم بْن حَمَّاد الخزاعي، وهشام بْن إِسْمَاعِيل العطار الدمشقي، وأبي الوليد هشام بْن عَبد المَلِك الطيالسي، وهشام بْن عمار الدمشقي، وهوذة بْن خليفة البكراوي، والهيثم بْن جميل الأنطاكي، والهيثم بْن خارجة الخراساني، والوليد بْن سَلَمَة الطبراني، ووهب بْن جرير بْن حازم، ويحيى بْن آدم، ويحيى بْن إسحاق السيلحيني، ويحيى بْن أَبي بُكَيْر الكرماني (س) ، ويحيى بْن أَبي الحجاج البَصْرِيّ، ويحيى بْن عَبد اللَّهِ بْن بُكَيْر المِصْرِي، ويحيى بْن يحيى النيسابوري، ويزيد بن هَارُونَ، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي، ويوسف بْن يَعْقُوب السدوسي،.
رَوَى عَنه: التِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي، وأَحْمَد بْن علي الأبار، وأَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن المبارك المستملي، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الأَزْهَر الأزهري، وجعفر بْن أَحْمَد بْن نصر الْحَافِظ، وحرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، والحسين بْن إدريس الأَنْصارِيّ الهروي، وداود ابن الحسين البيهقي، وأَبُو يحيى زكريا بْن داود بْن بَكْر الخفاف، وزنجويه بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن اللباد، وسلمة بْن شبيب النَّيْسَابُورِيّ وهو من أقرانه، وعبد الله بْن هاجك الهروي الأشناني، وأَبُو يحيى(1/501)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سلم الرازي، وعلي بْن حرب الموصلي وهو أكبر منه، وعمار بْن رجاء الجرجاني وهو من أقرانه، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد الصواف، ومحمد بْن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي غير الجامع، وأبو سَعِيد مُحَمَّد بْن شاذان النَّيْسَابُورِيّ، ومحمد بْن الضوء الكرمينى، وأَبُو الوليد مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الوليد الأزرقي المكي صاحب"تاريخ مكة"، وأَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن الْقَاسِم العتكي، ومحمد بْن نعيم النَّيْسَابُورِيّ، ومسلم بْن الحجاج خارج"الصحيح"، وأَبُو مَنْصُور يحيى بْن أَحْمَد بْن زياد الشَّيْبَانِيّ الهروي، وأَبُو سعد يحيى بْن مَنْصُور الهروي الزاهد (1) .
قال أَحْمَد بْن سيار المروزي فِي ذكر مشايخ نيسابور: وأَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن نصر المقرئ، كَانَ ثقة، أبيض الرأس واللحية، قصيرا أصلع، صاحب سنة، محبا لأهل الخير، كتب العلم، وجالس الناس، وكان يحدث عَنْ صفوان بْن عيسى، وعُبَيد الله بْن مُوسَى وأشكالهما.
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ فِي "تاريخ نيسابور": أَحْمَد بن نصر بن زياد القرشي، أَبُو عَبْد اللَّهِ المقرئ الزاهد فقيه أهل الحديث فِي عصره، سمع منه أَبُو نعيم الفضل بْن دكين، وروى عنه سَلَمَة بْن شبيب، وعلي بْن حرب، وعمار بْن رجاء، والبخاري ومسلم، وهو كثير الرحلة إِلَى مصر والشام والعراقين.
وَقَال أيضا: سمعت أَبَا الوليد حسان بْن مُحَمَّد الفقيه، وسئل: عند من تفقه مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة قبل خروجه إِلَى مصر؟ فقال: عند أحمد
__________
(1) في حاشية الاصل: قال النَّسَائي: ثقة"ولا نظن أنه من أصل النص لعدم وجود إشارة لموضعه من النسخة أولا، ولعدم نقل ابن المهندس أو غيره له ثانيا، ولان المستدركين والمختصرين استدركوه على المؤلف ثالثا.(1/502)
ابْن نصر المقرئ، فقيل: وعلى مذهب من كَانَ؟ يعني أَحْمَد بْن نصر قال: على مذهب أَبِي عُبَيد، خرج إليه على كبر السن متفقها، وقد روى عنه الكتب.
وَقَال أيضا: سمعت أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر المزكي يَقُول: سمعت أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة يَقُول: سمعت (1) أَحْمَد بْن نصر المقرئ وأثنى عَلَيْهِ أَبُو بَكْر بْن خزيمة يَقُول: كَانَ خالي قد قرأ على يحيى بْن صبيح.
قال أَحْمَد بْن نصر: وقرأت أنا على خالي القرآن سبعين مرة، أو زيادة على سبعين مرة (2) .
قال البخاري (3) : مات أراه سنة خمس وأربعين ومئتين.
وَقَال مُحَمَّد بْن مُوسَى الباشاني: مات فِي ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومئتين (4) .
118- أَحْمَد بْن نصر بْن شاكر بن عمار الدمشقي أَبُو الْحَسَن بن أَبي رجاء المقرئ الأديب.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري، وإبراهيم بْن هشام بْن يحيى بْن يحيى الغساني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يونس
__________
(1) في أصل المصنف: يقول: كان خالي سمعت"ولا يستقيم المعنى إلا بحذف"كان خالي". والظاهر أن نظر المؤلف قد شطح لما بعدها، وقد انتبه ابن المهندس فحذفها، وهو الصحيح.
(2) وقد نقلنا في حاشية سابقة توثيق النَّسَائي له، وَقَال أبو أحمد الفراء: هو ثقة مأمون، ووثقه أبو يَعْلَى الخليل الخليلي في "الارشاد"وَقَال: متفق عليه، كما وثقه ابن حبان البستي وَقَال في "الثقات": كان من خيار عباد الله وأصلب أهل بلده في السنة، ومنه تعلم ابن خزيمة أصل السنة.
(إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 40، و"تاريخ الاسلام"للذهبي، الورقة: 131 أحمد الثالث: 2917 / 7، وتهذيب ابن حجر: 1 / 86 وغيرها) .
(3) التاريخ الكبير: ج 1 ق 2 ص: 6.
(4) وقَال البُخارِيُّ في تاريخه الاوسط: مات في أيام من ذي القعدة سنة 245 من غير ظن كما في تاريخه الكبير.(1/503)
اليمامي، وإسحاق بْن سَعِيد بْن الا ركون، وأيوب بْن مُحَمَّد الوزان، والحسن بْن أَحْمَد بْن أَبي شعيب الحراني، والحسين بْن علي بْن الأسود العجلي وقرأ عَلَيْهِ القرآن بحرف عاصم عَنْ يحيى بْن آدم، عَن أَبِي بَكْر بْن عياش عَنْهُ. وعن سَعِيد بْن يحيى بْن سَعِيد الأُمَوِي، وصفوان بْن صَالِح المؤذن، وعبد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم دحيم، وعبد الوهاب بْن الحكم الْوَرَّاق، وعبد الوهاب بْن الضحاك العرضي، وعَمْرو بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن ربيعة بْن الغاز الجرشي، وأبي سالم العلاء بْن مسلمة الرواس، والفتح بْن سلومة بْن سَعِيد بْن أبان بْن حمران الحمراني الرَّقِّيّ، ومحمد بْن الخليل الخشني البلاطى، ومحمد بْن سهل بْن عسكر التَّمِيمِيّ، ومحمد بْن مسعدة البيروتي، ومحمد بْن يزيد الأدمى، ومحمد بْن يزيد أَبِي هشام الرفاعي، ومحمود بْن خداش الطالقاني، والمُسَيَّب بْن واضح، ومؤمل بْن إهاب، وهشام بْن خالد الأزرق، وهشام بْن عمار، والوليد بْن عتبة الأشجعي وقرأ عَلَيْهِ القرآن بحرف ابْن عامر عَنْ أيوب بْن تميم عَنْ يحيى بْن الحارث الذماري عَنْهُ وعن يحيى بْن عثمان بْن سَعِيد بْن كثير ابن دينار الحمصي، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، ويوسف بْن مُوسَى القطان.
رَوَى عَنه: النَّسَائي (1) ، وأَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن صَالِح بْن سنان القرشي، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن عُمَير بْن يُوسُف بْن جوصى، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن فطيس الْوَرَّاق، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن شنبوذ المقرئ قرأ عَلَيْهِ بحرف ابْن عامر، وأَبُو علي الْحَسَن (2) بْن حبيب بْن عَبد المَلِك الفقيه الحصائري،
__________
(1) جاء في حاشية الاصل تعليق للمؤلف: لم نجد للنسائي عنه رواية إلا في كتاب الكنى في باب أبي بشر". وَقَال الذهبي في "التذهيب: وعنه النَّسَائي ولكن في كتاب"الكنى" (1 / الورقة: 28) .
(2) قال الجزري في "غاية النهاية": روى القراءة عن هارون بن موسى الاخفش وسمع منه كتابه الذي ألفه في قراءة عامر بالعلل، قال الداني: ولا نعلم أحدًا من الشاميين يروي هذا الكتاب إلا عَن أبي على"وذكر أنه =(1/504)
وخيثمة بْن سُلَيْمان بْن حيدرة القرشي، وأَبُو الْقَاسِم عَبد اللَّهِ بْن عبدان الداوودي المعروف بالغنوي وقرأ عَلَيْهِ القرآن بحرف ابْن عامر، وأَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بْن راشد البجلي، وعُبَيد الله بْن عبد الصمد بْن المهتدي بالله، وأَبُو الْقَاسِم علي بْن يَعْقُوب بْن أَبي العقب الهمداني وقرأ عَلَيْهِ القرآن بحرف عاصم، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مروان، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الوليد بْن هشام القنبيطي، وأَبُو طاهر مُحَمَّد بْن سُلَيْمان بْن ذكوان، وأَبُو علي مُحَمَّد بْن هارون بْن شعيب الأَنْصارِيّ، وأَبُو بَكْر يحيى بْن عَبد الله بن الحارث ابن الزجاج.
ذكر أَبُو أَحْمَد بْن الناصح المفسر: أن أَحْمَد بْن أَبي رجاء مات فِي المحرم سنة اثنتين وتسعين ومئتين (1) .
119- ل: أَحْمَد (2) بن نصر بن مَالِك بن الهيثم بن عوف بن وهب بن عميرة بن هاجر بن عميرة بن عبد العزى بن قمير بن حبشية (3) ابن سلول بن كعب بن عَمْرو الخزاعي، أَبُو عَبْد اللَّهِ الْبَغْدَادِيّ الشهيد.
وسويقة نصر ببغداد منسوبة إِلَى أَبِيهِ نصر، وكان جده مالك بْن
__________
= ولد سنة 242 ومات سنة 338 (1 / 210) . ونسبته"الحصائري"قيدها الذهبي في "المشتبه"وتوسع فيها العلامة ابن ناصر الدين في "توضيحه"لمشتبه الذهبي، وتصحفت في تهذيب ابن حجر إلى: الحضائري بالمعجمة.
(1) وانظر"غاية النهاية"لابن الجزري: 1 / 144.
(2) الإمام الشهيد أحمد بن نصر الخزاعي من عظماء المسلمين الثابتين على عقيدتهم، ضرب بتضحيته المثل الاعلى في البذل والعطاء، وترجمته وأخباره قد استوعبها معظم الكتب التي تناولت المحنة، وفصل فيها المؤرخون، ومنهم الإمام الذهبي في تاريخ الاسلام، وقبله أبو نعيم في "صفة الصفوة"وابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد، والخطيب في تاريخه، والطبري، وابن الاثير، وابن كثير وغيرهم.
(3) وضع المؤلف فتحة فوق الحاء المهملة، وقيده الذهبي في "المُشْتَبِه" بضم الحاء المهملة (ص: 278) وهو كذلك أيضا في تاريخ بغداد (5 / 173) . وَقَال العلامة ابن ناصر الدين الدمشقي في توضيحه لمشتبه الذهبي: أوله حاء مهملة مضمومة ثم موحدة ساكنة ثم شين معجمة مكسورة ثم مثناة تحت مشددة مفتوحة ثم هاء قيده كذلك الامير وتبعه المصنف (يعني الذهبي) ونقله القاضي أبو الوليد الكناني في تهذيب كتاب ابن حبيب أنه في بعض النسخ يعني بالكتاب بفتح الحاء والباء وفي بعضها حبشية باسكان الباء وتخفيف الياء وفي بعضها بالتشديد أيضا" (1 / الورقة: 244 من نسخة الظاهرية) فهذا الذي ذكرناه وأخذنا به هو اختيار المؤلف.(1/505)
الهيثم (1) أحد نقباء بني الْعَبَّاس فِي ابتداء الدولة العباسية.
وعَمْرو الذي سقنا نسبه إليه، هو عَمْرو بْن لحي بْن قمعة بْن خندف، الذي قال فيه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: رأيت عَمْرو بْن لحي، أَبَا بني كعب هؤلاء، يجز قصبه (2) فِي النار، لأنه أول من بحر البحيرة (3) ، وسيب السائبة (4) ، ووصل الوصيلة (5) ، وحمى الحامي (6) ، وغير دين إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم عليهما السلام. وولد خزاعة هم ولد كعب بْن عَمْرو هذا، وقيل: ولد كعب بْن عَمْرو بْن ربيعة بْن حارثة بْن عَمْرو بن عامر، عن غسان، والله أعلم.
وكان أَحْمَد بْن نصر هذا، من أهل العلم والدين والفضل، مشهورا بالخير، أمارا بالمعروف، قوالا بالحق (7) .
رَوَى عَن: الحسين بْن مُحَمَّد المروزي شيخ لَهُ، والحسين بْن الوليد النَّيْسَابُورِيّ، وحماد بْن زَيْد، ورباح بن زيد الصنعاني، وسفيان ابن عُيَيْنَة (ل) ، وعبد العزيز بْن أَبي رزمة، وعلي بْن الحسين بْن واقد، ومالك بْن أنس، ومحمد بْن ثور الصنعاني، وهشيم بْن بشير، وغيرهم.
ولم يحدث إلا بشيءٍ يسير.
__________
(1) اضطرب النص في المطبوع من تاريخ الخطيب في هذا الموضع فجاء فيه: وسويقة نصر ببغداد منسوبة إِلَى ابيه مالك بن الهيثم جد أحمد بن نصر كان أحد نقباء..الخ": 5 / 173.
(2) القصب: المعى، وجمعه أقصاب، وقيل: القصب: اسم للامعاء كلها، وقيل: هو ما كان أسفل البطن من الامعاء (انظر (قصب) من"النهاية"لابن الاثير. والحديث في البخاري برقم (3521) و (4623) . (ش) .
(3) البحيرة: الشاة تشق أذنها علامة لها حينما تجعل لآلهتهم.
(4) السائبة: هي التي تسيب فترعى حيث تكون لا يعرض لها أحد بسبب كونها مسيبة للآلهة.
(5) الوصيلة، قال مجد الدين ابن الاثير في "النهاية" (5 / 192) : هي الشاة إذا ولدت ستة أبطن، انثيين أنثيين، وولدت في السابعة ذكرا وأنثى، قالوا: وصلت أخاها، فأحلوا لبنها للرجال وحرموه على النساء!.
(6) الحامي: الفحل ينتج عشرة أبطن فيحمي ظهره.
(7) هذه عبارة الخطيب في تاريخه: 5 / 174.(1/506)
رَوَى عَنه: أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي (ل) ، وسلمة بْن شبيب النَّيْسَابُورِيّ، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، ومحمد بْن عَبْد
اللَّهِ بْن أَبي الثلج، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن المبارك المخرمي، ومحمد ابن المطلب الخزاعي، ومحمد بْن يُوسُف بن عيسى ابن الطباع، ومحمد بْن يُوسُف الصابوني الْحَافِظ، ومعاوية بْن صَالِح الأشعري، ويحيى بْن مَعِين، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي،.
أَخْبَرَنَا يُوسُف بْن يَعْقُوب الشَّيْبَانِيّ، أَخْبَرَنَا زَيْد بْن الْحَسَن الْكُنْدِيّ، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد الْقَزَّاز، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِت الْحَافِظ (1) ، أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن علي الجوهري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن جَعْفَر الكوكبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبد اللَّهِ بْن الجنيد، قال: سمعت يحيى ابن مَعِين، وذكر أَحْمَد بْن نصر بْن مَالِك فترحم عَلَيْهِ وَقَال: قد ختم الله لَهُ بالشهادة، قلت ليحيى: كتبت عَنْهُ شيئا؟ قال: نعم، نظرت لَهُ فِي مشايخ الجنديين، وأحاديث عبد الصمد بْن معقل، وعبد الله بْن عَمْرو ابن مسلم الجندي، قلت ليحيى: من يحدث عَنْ عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو بن مسلم؟ قال: عبداالرزاق. قلت: ثقة هو؟ قال: ثقة، ليس به بأس، قلت: فأبوه عَمْرو بْن مسلم الذي يحدث عن طاووس كيف هو؟ قال: وأبوه لا بأس به، ثم قال يحيى: كَانَ عند أَحْمَد بْن نصر مصنفات هشيم كلها، وعن مَالِك أحاديث كبار، ثم قال يحيى: كَانَ أَحْمَد يَقُول: ما دخل عَلَيْهِ أحد يصدقه يعني الخليفة ثم قال يحيى: ما كَانَ يحدث، كَانَ يَقُول لست موضع ذاك يعني أَحْمَد بْن نصر بْن مَالِك رحمه الله وأحسن يحيى الثناء عَلَيْهِ.
وبه (2) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين القطان، حَدَّثَنَا جعفر بْن
__________
(1) تاريخ بغداد: 5 / 175.
(2) تاريخ بغداد: 5 / 176.(1/507)
مُحَمَّد الخلدي (1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي قال: وقتل أَحْمَد بْن نصر بْن مَالِك الخزاعي سنة إحدى وثلاثين ومئتين.
قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر (2) : وكان قتله فِي خلافة الواثق، لامتناعه عَنِ القول بخلق القرآن.
وبه (3) : حدثني القاضي أَبُو عَبْد اللَّهِ الصيمري، حَدَّثَنَا محمد ابن عِمْران المرزباني، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن يحيى الصولي قال: كَانَ أَحْمَد بن نصر بن مَالِك بن الهيثم الخزاعي من أهل الحديث، وكان جده من رؤساء نقباء بني الْعَبَّاس، وكان أَحْمَد وسهل بْن سلامة، حين كَانَ المأمون بخراسان، بايعا الناس على الأمر بالمعروف، والنهي عَنِ المنكر، إِلَى أن دخل المأمون بغداد، فرفق بسهل حَتَّى لبس السواد، وأخذ الأرزاق، ولزم أَحْمَد بيته، ثم إن أمره تحرك ببغداد فِي آخر أيام الواثق، واجتمع إليه خلق من الناس، يأمرون بالمعروف، إِلَى أن ملكوا بغداد، وتعدى رجلان من أصحابه يقال لأحدهما: طالب فِي الجانب الغربي، ويُقال للآخر: أَبُو هارون، فِي الجانب الشرقي، وكانا موسرين، فبذلا مالا، وعزما على الوثوب ببغداد فِي شعبان سنة إحدى وثلاثين ومئتين، فنم عليهم قوم إِلَى إسحاق بْن إِبْرَاهِيم، فأخذ جماعة، فيهم أَحْمَد بْن نصر، وأخذ صاحبيه طالبا وأبا هارون، فقيدهما، ووجد فِي منزل أحدهما أعلاما، وضرب خادما لأحمد بْن نصر، فأقر أن هؤلاء كانوا يصيرون إليه ليلاً فيعرفونه ما عملوا،
__________
(1) في تاريخ بغداد: الخالدي"محرف. وجعفر هذا وإن لم يكن من أهل محلة الخلد لكنه نسب كذلك في حكاية له مع شيخه الجنيد رواها السمعاني بإسناده عنه، قال: كنت يوما عند الجنيد بن محمد وعنده جماعة من أصحابه، فسألوه عن مسألة فقال لي: يا أبا محمد أجبهم، قال: فأجبتهم، فقال: يا خلدي من أين لك هذه الاجوبة؟ فجرى علي اسم الخلدي إلى يومي هذا، والله ما سكنت الخلد، ولاسكن أحد من آبائي""الانساب": 5 / 177 176.
(2) تاريخ بغداد: 5 / 176.
(3) المصدر نفسه.(1/508)
فحملهم إسحاق مقيدين، إِلَى سر من رأى، فجلس لهم الواثق وَقَال لأحمد بْن نصر: دع ما أخذت لَهُ، ما تقول فِي القرآن؟ قال: كلام الله.
قال: أفمخلوق هو؟ قال: كلام الله. قال: أفترى ربك فِي القيامة؟ قال: كذا جاءت الرواية، قال: ويحك، يرى كما يرى المحدود المتجسم، ويحويه مكان، ويحصره الناظر، أنا أكفر برب هذه صفته، ما تقولون فيه؟ فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن إسحاق، وكان قاضيا على الجانب الغربي ببغداد فعزل: هو حلال الدم. وَقَال جماعة من الفقهاء كما قال، فأظهر ابن أَبي دؤاد أنه كاره لقتله، فَقَالَ للواثق: يا أمير المؤمنين شيخ مختل، لعل به عاهة، أو تغير عقل، يؤخر أمره ويستتاب. فَقَالَ الواثق: ما أراه إلا مؤديا لكفره، قائما بما يعتقده منه. ودعا الواثق بالصمصامة وَقَال: إذا قمت إليه، فلا يقومن أحد معي، فإني أحتسب خطاي إِلَى هذا الكافر، الذي يعبد ربا لا نعبده، ولا نعرفه بالصفة التي وصفه بِهَا، ثم أمر بالنطع، فأجلس عَلَيْهِ، وهو مقيد، وأمر بشد رأسه بحبل وأمرهم أن يمدوه، ومشى إليه حَتَّى ضرب عنقه، وأمر بحمل رأسه إِلَى بغداد، فنصب بالجانب الشرقي أياما، وفي الجانب الغربي أياما، وتتبع رؤساء أصحابه فوضعوا فِي الحبوس.
وبه (1) : أَخْبَرَنَا عُبَيد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ، حَدَّثني أَبِي قال: سمعت أَبَا مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن بحر الحربي يَقُول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد الصائغ يَقُول: بصر عيني (2) وإلا فعميتا، وسمع أذني (3) وإلا فصمتا (4) : أَحْمَد بْن نصر الخزاعي حيث ضربت عنقه يَقُول رأسه: لا إله إلا الله، أو كما قال.
__________
(1) المصدر نفسه: 5 / 177.
(2) في تاريخ الخطيب: عيناي.
(3) في تاريخ الخطيب: أذناي.
(4) الصائغ هنا يقسم ببصر عينه وسمعه.(1/509)
وبه (1) : أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحذاء الْمُقْرِئ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سلم الختلي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أحمد بن محمد ابن عبد الخالق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قال: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ يعني أَحْمَد بْن حنبل وذكر أَحْمَد بْن نصر فَقَالَ: رحمه الله ما كَانَ أسخاه. لقد جاد بنفسه.
وبه (2) : أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي، قال: سمعت أَبَا الْعَبَّاس السياري (3) يَقُول: سمعت أَبَا الْعَبَّاس بْن سَعِيد قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر: وليس بابن عقدة، هذا شيخ مروزي قال: لم يصبر فِي المحنة إلا أربعة كلهم من أهل مرو: أَحْمَد بْن حنبل أَبُو عَبْد اللَّهِ.
وأَحْمَد بْن نصر بْن مَالِك الخزاعي، ومحمد بْن نوح بْن ميمون المضروب، ونعيم بْن حَمَّاد وقد مات فِي السجن مقيدا، فأما أَحْمَد بْن نصر فضربت عنقه.
وهذه نسخة الرقعة المعلقة فِي أذن أَحْمَد بن نصر بن مَالِك: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا رأس أَحْمَد بْن نصر بْن مَالِك، دعاه عَبد اللَّهِ الإمام هارون، وهو الواثق بالله أمير المؤمنين، إِلَى القول بخلق القرآن، ونفي التشبيه، فأبى إلا المعاندة، فعجله الله إِلَى ناره. وكتب محمد بن عبد الملك.
ومات مُحَمَّد بْن نوح فِي فتنة المأمون، والمعتصم ضرب أَحْمَد بْن حنبل، والواثق قتل أَحْمَد بْن نصر، وكذلك نعيم بْن حَمَّاد.
ولما جلس المتوكل، دخل عَلَيْهِ عَبْد الْعَزِيزِ بْن يحيى المكي،
__________
(1) تاريخ الخطيب: 5 / 177.
(2) نفسه.
(3) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف نصه: اسم السياري: القاسم بن القاسم المزوزي ابن بنت أحمد بن سيار المروزي".(1/510)
فَقَالَ: يا أمير المؤمنين، ما روي أعجب من أمر الواثق، قتل أَحْمَد بْن نصر، وكان لسانه يقرأ القرآن إِلَى أن دفن. قال: فوجد المتوكل من ذلك وساءه ما سمعه فِي أخيه، إذ دخل عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن عَبد المَلِك الزيات، فَقَالَ لَهُ: يا ابْن عَبد المَلِك، فِي قلبي من قتل أَحْمَد بْن نصر، فقال: يا أمير المؤمنين، أحرقني الله بالنار، إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا. قال: ودخل عَلَيْهِ هرثمة.
فَقَالَ: يا هرثمة، فِي قلبي من قتل أَحْمَد بْن نصر، فقال: يا أمير المؤمنين، قطعني الله إربا إربا، إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا، قال: ودخل عَلَيْهِ أَحْمَد بْن أَبي دؤاد، فَقَالَ: يا أَحْمَد فِي قلبي من قتل أَحْمَد بْن نصر، فَقَالَ: يا أمير المؤمنين، ضربني الله بالفالج، إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا، قال المتوكل: فأما الزيات، فأنا أحرقته بالنار، وأما هرثمة، فإنه هرب وتبدى، واجتاز بقبيلة خزاعة، فعرفه رجل فِي الحي، فَقَالَ: يا معشر خزاعة هذا الذي قتل ابْن عمكم أَحْمَد بْن نصر. فقطعوه إربا إربا، وأما ابْن أَبي دؤاد، فقد سجنه الله فِي جلده (1) .
وبه (2) : أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبي بَكْر، عَنْ أَحْمَد بْن كامل القاضي قال: حمل أَحْمَد بْن نصر بْن مَالِك الخزاعي من بغداد إِلَى سر من رأى، فقتله الواثق فِي يوم الخميس ليومين بقيا من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومئتين وفي يوم السبت مستهل شهر رمضان، نصب رأسه ببغداد، على رأس الجسر، وأَخْبَرَنِي أبي أنه رآه، وكان (3) شيخا أبيض الرأس واللحية، وأَخْبَرَنِي أنه وكل برأسه من يحفظه بعد أن نصب برأس الجسر، وأن الموكل به ذكر أنه يراه بالليل يستدير إِلَى القبلة بوجهه، فيقرأ سورة يس، بلسان طلق، وأنه لما أخبر بذلك طلب،
__________
(1) نقل المزي هذه الحكاية من تاريخ الخطيب، وقد ذكرها غير واحد من المؤرخين، وثبات هؤلاء، الأئمة الاعلام مشهور في كتب التاريخ اللهم نسألك العافية والغفران لمن أساء لهم.
(2) "تاريخ بغداد": 5 / 178.
(3) في "تاريخ بغداد"، وهو أكثر توضيحا للرواية: قال: وكان..(1/511)
فخاف على نفسه، فهرب.
وبه (1) : حَدَّثَنَا أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هِبَة اللَّهِ الجرباذقاني بِهَا، حَدَّثَنَا مَعْمَر بْن أَحْمَد الأصبهاني، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ العثماني إجازة، حدثني علي بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، حَدَّثَنَا أبى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن خلف قال: كَانَ أَحْمَد بْن نصر خلي، فلما قتل فِي المحنة، وصلب رأسه، أخبرت أن الرأس يقرأ القرآن، فمضيت، فبت بقرب من الرأس مشرفا عَلَيْهِ، وكان عنده رجاله وفرسان يحفظونه، فلما هدأت العيون، سمعت الرأس يقرأ (2) : {الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) {3) فاقشعر جلدي، ثم رأيته بعد ذلك فِي المنام وعليه السندس والإستبرق، وعلى رأسه تاج، فقلت: ما فعل الله عزوجل بك يا أخي؟ قال: غفر لي، وأدخلني الجنة. إلا أني كنت مغموما ثلاثة أيام. قلت: ولم؟ قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مربي، فلما بلغ خشبتي، حول وجهه عني. فقلت لَهُ بعد ذلك: يا رَسُول اللَّهِ، قتلت على الحق أو على الباطل؟ فَقَالَ: أنت على الحق، ولكن قتلك رجل من أهل بيتي، فإذا بلغت إليك، أستحيي منك.
وبه قال (4) : قرأت على بَكْر الْبَرْقَانِيّ، عَن أبي إسحاق إبراهيم ابن مُحَمَّد بْن يحيى المزكى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق السراج قال: سمعت أَبَا بَكْر المطوعي (5) قال: لما جئ برأس أحمد بن نصر،
__________
(1) "تاريخ بغداد": 5 / 179.
(2) في تاريخ بغداد": تقرأ.
(3) العنكبوت: 1-2.
(4) "تاريخ بغداد: 5 / 179.
(5) جاء في حاشية النسخة تعليق للمؤلف نصه: اسم المطوعي هذا: يعقوب بن يُوسُفَ بن أيوب بغدادي ثقة".(1/512)
صلبوه على الجسر، كانت الريح تديره قبل القبلة، فأقعدوا لَهُ رجلا معه قصبة أو رمح، فكان إذا دار نحو القبلة، أداره إِلَى خلاف القبلة.
قال: وسمعت (1) خلف بْن سالم يَقُول: بعدما قتل أَحْمَد بْن نصر وقيل لَهُ: ألا تسمع ما الناس فيه يا أَبَا مُحَمَّد؟ قال: وما ذاك. قال: يقولون: إن رأس أَحْمَد بْن نصر يقرأ (2) ، قال: كَانَ رأس يحيى بْن زكريا يقرأ.
وَقَال السراج: سَمِعْتُ عَبد اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ يقول: حَدَّثَنَا إبراهيم ابن الْحَسَن قال: رأى بعض أصحابنا أَحْمَد بن نصر بن مَالِك فِي النوم بعدما قتل، فَقَالَ: ما فعل بك ربك عزوجل؟ قال: ما كانت إلا غفوة حتى لقيت الله عزوجل فضحك إلي.
وبه (3) : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبي طاهر الدقاق، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر النجاد، حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن بْن العطار مُحَمَّد بْن مُحَمَّد قال: سمعت أَبَا جَعْفَر الأَنْصارِيّ قال: سمعت مُحَمَّد بْن عُبَيد وكان من خيار الناس يَقُول: رأيت أَحْمَد بْن نصر فِي منامي، فقلت: يا أَبَا عَبد اللَّهِ ما صنع بك ربك؟ قال: غضبت لَهُ، فأباحني النظر إِلَى وجهه تعالى.
وبه (4) : قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر: لم يزل رأس أَحْمَد بْن نصر منصوبا ببغداد وجسده مصلوبا (5) بسر من رأى ست سنين، إِلَى أن حط وجمع بين رأسه وبدنه، ودفن بالجانب الشرقي، فِي المقبرة المعروفة بالمالكية.
__________
(1) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف نصه: القائل: وسمعت خالف بن سالم، هو المطوعي.
(2) في تاريخ الخطيب: يقرأ القرآن"وهو الاحسن.
(3) "تاريخ بغداد": 5 / 180.
(4) نفسه.
(5) مصلوبا، سقطت من المطبوع من تاريخ الخطيب.(1/513)
وبه (1) : أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر ابن غالب الجعفي، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْن هارون، قال: دفن أَحْمَد بْن نصر ابن مَالِك ببغداد فِي شوال سنة سبع وثلاثين ومئتين بعد الفطر بيوم أو يومين.
وبه قال (2) : قرأت على الْبَرْقَانِيّ، عَن أَبِي إسحاق المزكي قال: قال مُحَمَّد بْن إسحاق السراج: قتل أَحْمَد بْن نصر بْن مَالِك يوم السبت غرة رمضان سنة إحدى وثلاثين، وأنزل برأسه (3) ، وأنا حاضر ببغداد يوم الثلاثاء لثلاث خلت من شوال سنة سبع وثلاثين ومئتين.
روى أَبُو داود فِي كتاب المسائل عَنْ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، عَنْ أَحْمَد بْن نصر قال: سألت سفيان بْن عُيَيْنَة: القلوب بين إصبعين" (4) ،"وإن الله يضحك ممن يذكره فِي الأسواق" (5) . فَقَالَ: أمروها كما جاءت. بلا كيف.
__________
(1) تاريخ بغداد: 5 / 180.
(2) نفسه.
(3) في تاريخ الخطيب: رأسه.
(4) أخرجه أحمد 2 / 168، ومسلم (2654) في القدر: باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء، من حديث عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو بن العاص، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ قلوب بني آدم كلها بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كقلب واحد يصرفه حيث يشاء"ثُمَّ قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: اللهم صرف قلوبنا إلى طاعتك"وفي الباب عن أنس بن مالك عند التِّرْمِذِيّ (2140) في القدر: باب ما جاء أن القلوب بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، وعن النواس بن سمعان عند ابن ماجه (199) في المقدمة، وعن أم سلمة عند التِّرْمِذِيّ (3522) في الدعوات، وأحمد 6 / 302 و315، وعن عائشة عند أحمد 6 / 250، 251 (ش) .
(5) هذا الحديث لم أقف عليه بهذا اللفظ في المصادر التي بين يدي، وقد ورد في غير ما حديث صحيح إسناد الضحك إلى الله جل جلاله، من ذلك ما أخرجه مالك 2 / 17 بشرح السيوطي، والبخاري 6 / 29، 30 في الجهاد ومسلم (1890) في الامارة والنَّسَائي 6 / 38 في الجهاد، وأبو بكر الآجري في الشريعة ص 277، من حديث أبي هُرَيْرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل، ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد"وأخرج البخاري 11 / 386 في الرقاق، ومسل (186) في الايمان، من حديث أنس خبر آخر أهل النار خروجا منها، وآخر أهل الجنة دخولا، وفيه: فيقول الله جل جلاله: اذهب فادخل الجنة، فان لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أستخر مني أو تضحك مني وأنت الملك!.
وأخرج البخاري 8 / 484، 485 في التفسير قصة =(1/514)
120- خ: أَحْمَد بن النَّضْر (1) بن عبد الوهاب، أَبُو الفضل النَّيْسَابُورِيّ، أخو مُحَمَّد بْن النَّضْر.
روى عن: أَبِي مصعب أَحْمَد بْن أَبي بَكْر الزُّهْرِيّ، وإسحاق بْن راهويه، وحامد بْن يحيى البلخي، والحسن بْن عُمَر بْن شقيق البلخي، وأبي الربيع سُلَيْمان بْن داود الزهراني، وسهل بْن عثمان العسكري، وشيبان ابن فروخ الأبلي، والصلت بْن مسعود الجحدري، وعُبَيد الله بْن معاذ العنبري (خ) ، وعَمْرو بْن زرارة النَّيْسَابُورِيّ، ومحمد بْن أَبي بَكْر المقدمي، ومحمد بْن رافع القشيري، ومحمد بْن عُبَيد بْن حساب الغبري، ومحمد بْن مهران الجمال الرازي، ومحمد بْن يحيى بْن أَبي عُمَر العدني، وهدبة بْن خالد القيسي.
رَوَى عَنه: البخاري ولم ينسبه، وأَحْمَد بْن إسحاق الصيدلاني، وأَبُو حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الشرقي، وعلي بْن عيسى بْن إِبْرَاهِيم الحيري (2) ، وأَبُو الفضل مُحَمَّد بْن إبراهيم ابن الفضل بْن إسحاق الهاشمي، ومحمد بْن صَالِح بْن هانئ، وأَبُو عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوب بْن يُوسُف الشَّيْبَانِيّ الْحَافِظ المعروف بابن الأخرم، وأَبُو زكريا يحيى بْن مُحَمَّد العنبري.
روى البخاري فِي تفسير سورة الأنفال، عَنْ أَحْمَد عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْن معاذ فَقَالَ الحاكم أَبُو أَحْمَد الْحَافِظ والحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بن الربيع الْحَافِظ: إنه أَحْمَد بْن النَّضْر بن عبد الوهاب.
__________
= الأَنْصارِيّ الذي أضاف رجلا، وآثره على طعامه وطعام أولاده وفيه: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: لقد عجب الله عز وجل أو ضحك من فلان وفلانة، فأنزل الله عزوجل: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} . وللبخاري 2 / 242، 243 في باب فضل السجود، من حديث أبي هُرَيْرة خبر مطول وفيه: فيضحك الله عزوجل منه"وغير ذلك من الاحاديث، أورد قسما منها البيهقي في "الأَسماء والصفات"والآجري في كتاب"الشريعة" (ش)
(1) في المطبوع من تهذيب ابن حجر: النصر"بالهملة مصحف.
(2) هذا من أهل حيرة نيسابور.(1/515)
وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ فِي "تاريخ نيسابور": هو أحد أركان الحديث، كَانَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري، إذا ورد نيسابور، ينزل عند الأَخُوين: مُحَمَّد وأَحْمَد ابني النَّضْر بْن عبد الوهاب. وقد روى عنهما فِي "الجامع الصحيح"، وإسنادهما وسماعهما معا وهما سيان (1) .
121- أَحْمَد بن نفيل السكوني الكوفي.
رَوَى عَن: حَفْص بْن غِيَاث النخعي.
رَوَى عَنه: النَّسَائي (2) ، وَقَال: لا بأس به.
122- ل: أَحْمَد بن هاشم بن أَبي الْعَبَّاس الرملي.
رَوَى عَن: أيوب بْن سويد الرملي، وعن ضمرة بْن ربيعة (ل) عَنْ عَبد اللَّهِ بْن شوذب قال: ترك جهم الصلاة أربعين يوما. وكان فيمن خرج مع الحارث بْن سريج.
رَوَى عَنه: أَبُو داود فِي كتاب المسائل، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وَقَال: صدوق، يكتب حديثه ولا يحتج به (3) .
123- س: أَحْمَد بن الهيثم بن حَفْص الثغري، قاضي طرسوس.
__________
(1) وقد روى البخاري فِي "التاريخ الصغير"عَنْ أَحْمَد بن النضر"تهذيب": 1 / 88 وَقَال مغلطاي: وَقَال صاحب"الزهرة": روى عنه يعني البخاري ثلاثة أحاديث. وفي كتاب الكلاباذي: أحمد عن المقدمي يقال: إنه أَحْمَد بْن سيار، والذي عن ابن معاذ قالوا: هو ابن النضر.
(2) جاء في حاشية الاصل من قول المؤلف: ذكره صاحب النبل، ولم أقف على روايته عنه". وَقَال الحافظ الذهبي في "ديوان الضعفاء والمتروكين"الورقة: 6: أحمد بن نفيل الكوفي شيخ النَّسَائي لا يعرف.
وعلق الحافظ ابن حجر في التهذيب (1 / 88) : قلت: بل هو معروف يكفيه رواية النَّسَائي عنه.
(3) انظر الجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: ج 1 ق 1 ص: 80 وعنه نقل المؤلف. وَقَال ابن حجر في "التهذيب": قال أبو بكر بْن أَبي داود: كان عنده عن ضمرة اثنا عشر ألف حديث: " (1 / 88) .(1/516)
رَوَى عَن: حرملة بْن يحيى التجيبي المِصْرِي (س) ، وموسى ابن داود الضبي.
رَوَى عَنه: النَّسَائي حديثا واحدا (1) ، وأَبُو عُمَر أَحْمَد بن محمد ابن عَبْد الرَّحْمَنِ الجلي (2) الطرسوسي (3) .
124- س: أَحْمَد بن يحيى بن زكريا الأَودِيّ، أَبُو جَعْفَر الكوفي الصوفي العابد.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن ميمون الكوفي، وأَحْمَد بْن الْمُفَضَّل الحفري، وإسحاق بْن مَنْصُور السلولي (س) ، وإسماعيل بْن أبان الْوَرَّاق، وإسماعيل بْن بهرام الخراز، وإسماعيل بْن أَبي الحكم الثقفي، وأسيد بْن زَيْد الجمال، والحسن بْن الحسين العرني، والحسن بْن علي الصفار، والحسين بْن يزيد الطحان، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وزيد بْن الحباب، وأبي نعيم ضرار بْن صرد (4) ، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن سالم المفلوج، وعبد الحميد بْن صَالِح، وعبد الرحمن بْن دبيس الملائي، وعبد الرحمن بْن شَرِيك بْن عَبْد اللَّهِ النخعي، وعُبَيد الله بْن مُوسَى، وعثمان بْن سَعِيد الأحول الكوفي، وعلي بْن ثَابِت الدهان، وعلي بْن حكيم الأَودِيّ، وعلي بْن قادم (5) (ص) ، وأبي نعيم الفضل بْن دكين (س) ، وأبي غسان مالك ابن إِسْمَاعِيل النهدي، ومحمد بْن بشر العبدي (س) ، ومحمد بْن عُبَيد
__________
(1) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف نصه: حديث أبي بكر بْن عَبْد الرحمن عن أم سلمة: كَانَ يصبح جنبا ثُمَّ يصوم.
(2) في تهذيب ابن حجر: الجبلي"محرف، وانظر أنساب السمعاني ولباب ابن الاثير ومشتبه الذهبي: 168.
(3) وَقَال مغلطاي: قال النَّسَائي في أسماء شيوخه: لا بأس به"وعنه أخذه ابن حجر في "التهذيب"من غير إشارة.
(4) بضم الصاد المهملة وفتح الراء، قيده ابن حجر في "التقريب"، وسيأتي.
(5) هو الخزاعي، صدوق يتهم بالتشيع، وسيأتي.(1/517)
الطنافسي (س) ، ومحمد بْن عقبة الشَّيْبَانِيّ، ومخول بْن إِبْرَاهِيم بْن مخول بْن راشد النهدي، ويحيى بْن إِسْمَاعِيل الخواص، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي، ويوسف بْن يَعْقُوب الصفار.
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن عبد الخالق البزار، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن عقدة الْحَافِظ، وأَحْمَد بْن هارون بْن روح البرديجي (1) الْحَافِظ، وحاجب بْن أَبي بَكْر وهو ابْن أركين الفرغاني، والحسين بْن إسحاق التستري، وزكريا بْن يحيى الساجي، وعبد الله بْن أَبي داود، وعبد الرحمن بْن أَبي حَاتِم الرازي كتب عَنْهُ مع أَبِيهِ، وعلي بْن رستم الأصبهاني، وعلي بْن الْعَبَّاس البجلي المقانعي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي القاضي، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن بجير السمرقندي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبي مقاتل الْبَغْدَادِيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي "التاريخ"، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي، ومحمد بْن علي الحكيم التِّرْمِذِيّ، ومحمد بْن المنذر بْن سَعِيد الهروي شكر (2) ، ومحمد بْن يُوسُف بْن معدان، والهيثم بْن خلف الدوري، ويحيى بْن الْحَسَن بْن جَعْفَر بْن عُبَيد اللَّهِ العلوي النسابة.
قال أَبُو حَاتِم (3) : ثقة.
وَقَال النَّسَائي: لا بأس به (4) .
وَقَال أَبُو الْعَبَّاس بْن عقدة: توفي فِي ربيع الأول سنة أربع وستين ومئتين.
__________
(1) منسوب إلى"برديج"بليدة بأقصى أذربيجان، وتوفي هذا الإمام الثقة سنة 301 على ما ذكر السمعاني في "الانساب"وابن الاثير في "اللباب"والذهبي في "تاريخ الاسلام"وغيرهم.
(2) راجع مشتبه الذهبي: 363.
(3) انظر الجرح والتعديل لابنه: ج 1 ق 1 ص: 82.
(4) ووثقه ابن حبان البستي.(1/518)
125- أَحْمَد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن كثير الحراني.
ذكره النَّسَائي فِي جملة شيوخه وَقَال: ثقة.
هكذا ذكره الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم فِي "المشايخ النبل" (1) وَقَال: إن لم يكن أخا مُحَمَّد بْن يحيى، فإنه هو (2) .
126- س: أَحْمَد بن يحيى بن الوزير سُلَيْمان بن المهاجر التجيبي، أَبُو عَبْد اللَّهِ المِصْرِي، مولى قيسية بْن كلثوم السومي، وسوم بطن من تجيب.
رَوَى عَن: أَحْمَد بن زبان المرادي ثم السهمي، وأَحْمَد بْن عيسى بْن عَبد اللَّهِ بْن لَهِيعَة الحضرمي، وأزهر بْن عَبد اللَّهِ بْن يزيد السبائي (3) ، وإسحاق بْن الفرات التجيبي، وإسماعيل بْن بَكْر بْن مضر أخي إسحاق بْن بَكْر، وإسماعيل بْن عَبد اللَّهِ بْن حكيم الدهني مولى دهنة من الأزد، وحامد بْن يحيى البلخي، وخالد بن نجيج المِصْرِي، وسَعِيد بْن كثير بْن عفير (س) ، وشعيب بْن الليث بْن سعد (س) ، وعبد الله بن عبد الكريم بْن أعين، وعبد الله بْن كليب المرادي، وعبد الله بْن وهب (س) ، وأبي زيد عبد الحميد بْن الوليد ولقبه كبد، وعِمْران بْن مُوسَى بْن فليح بْن سُلَيْمان المدني، ومحمد بْن إدريس الشافعي، ويحيى بْن عَبد اللَّهِ بْن بُكَيْر، وأبيه يحيى بْن الوزير ابن سُلَيْمان التجيبي.
__________
(1) الورقة: 15.
(2) قال الحافظ ابن حجر: إذا لم تقع رواية النَّسَائي عنه في تصانيفه المذكورة، فلا معنى لايراده وإن كان شيخه ثم وجدت في "لحق الاطراف"للمزي بخطه حديث لعن المتنمصات، إلى أن قال: قال النَّسَائي في الزينة عن محمد بن يحيى وقع في رواية ابن الاحمر: أَحْمَد بن يحيى بن مُحَمَّد. انتهى. فكأنه وقع أيضا عند ابن حيوية التي خرج ابن عساكر أطرافها. وَقَال الذهبي في "الطبقات": أَحْمَد بن يحيى بن مُحَمَّد لا يعرف.
قلت: بل يكفي لرفع جهالة عينه رواية النَّسَائي عنه، وفي التعريف بحاله توثيقه له""تهذيب": 1 / 89.
(3) السبائي: لم يذكر السمعاني هذه النسبة في "الانساب"وقيدها الذهبي في "المشتبه": 346.(1/519)
رَوَى عَنه: النَّسَائي، وأَحْمَد بْن حَمَّاد بْن سفيان القاضي، وأَحْمَد بْن يحيى بْن زكير المِصْرِي، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى القرشي، وزيد بْن أَبي زَيْد بْن أَبي الغمر، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود السجستاني، وعلي بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمان المعروف بعلان، وهارون بْن حسان ابن البرقي الأزدي.
وَقَال الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم فِي "الأطراف" فِي مسند أوس بْن الصامت: أَبُو داود فِي الطلاق: قرأت على ابْن وزير المِصْرِي، يعني أَحْمَد بْن يحيى بْن الوزير، حَدَّثَكُمْ بشر بْن بَكْر. كذا قال، وهو فِي عدة أصول من"سنن"أَبِي داود من روايات مختلفات عَنه: قرأت على مُحَمَّد بْن وزير. ولم يذكر فِي "النبل"مُحَمَّد بْن وزير المِصْرِي، ولا أن أَبَا داود روى عن أَحْمَد بن يحيى بن الوزير.
قال النَّسَائي: ثقة.
وَقَال أَبُو سَعِيد بْن يونس: كَانَ فقيها من جلساء ابْن وهب، وكان عالما بالشعر، والأدب، والأخبار، وأيام الناس.
يقال: كَانَ مولده سنة إحدى وسبعين ومئة، وتوفي فِي شوال سنة خمسين ومئتين (1) .
127- خ: أَحْمَد بن يزيد بن إِبْرَاهِيم بن الورتنيس الورتنيسي أَبُو الحسن الحراني.
__________
(1) قال العلامة مغلطاي ومنه نقل ابن حجر في "التهذيب": وكان كثير الحديث والاخبار، وكان عنده مناكير، وتفقه للشافعي وصحبه، ثم مات بمصر في السجن عند ابن المدبر يوم الأحد لست ليال خلون من شوال سنة إحدى وخمسين ومئتين، قاله مسلمة (بن قاسم الاندلسي) . وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ في كتاب"الرواة عن الشافعي": كان قديم الموت. وفي"تاريخ ابن يونس": توفي في حبس ابن المدبر لخراج كان عليه، ودفن يوم الاحد لاثنتين وعشرين ليله خلت من شوال. ولما ذكره البستي في كتاب "الثقات" قال: كَانَ قديم الموت. وَقَال أبو القاسم في "النبل": مات في العشر الآخر من شوال". (إكمال: 1 / الورقة: 41 40) وَقَال ابن حجر: وروى عنه يعقوب بن سفيان"وانظر أنساب السمعاني: 7 / 303 والمعجم المشتمل لابن عساكر، الورقة: 15) .(1/520)
رَوَى عَن: زهير بْن معاوية الجعفي (خ) ، وعبد الرحمن بْن عَبد اللَّهِ المسعودي، وعيسى بْن يونس، وفليح بْن سُلَيْمان، والقاسم ابن معن المسعودي، ومطلب بْن زياد.
رَوَى عَنه: عَبد المَلِك بْن الوليد البجلي، وأَبُو مُحَمَّد فهد بْن سُلَيْمان النحاس، وأَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن جوشن بْن علي الرَّقِّيّ، ومحمد بْن يُوسُف البيكندي البخاري (خ) .
قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم (1) : سمعت أَبِي يَقُول: هو ضعيف الحديث، أدركته.
روى له البخاري (2) .
128- ق: أَحْمَد بن يزيد بن روح الداري الفلسطيني، من رهط تميم الداري، سكن بيت المقدس.
رَوَى عَن: مُحَمَّد بْن عقبة القاضي (ق) ، عَن أَبِيهِ عَنْ جده عَنْ تميم الداري، فِي فضل من ارتبط فرسا فِي سبيل الله.
رَوَى عَنه: أَبُو عُمَير عيسى بن محمد ابن النحاس الرملي (ق) .
روى له ابن ماجه.
__________
(1) "الجرح والتعديل": ج 1 ق 1 ص: 82.
(2) قال العلامة مغلطاي: روى عنه نصر بن مهران الطوسي فيما ذكر صاحب"تاريخ حران". وَقَال مسلمة بن قاسم الاندلسي: ثقة. وَقَال النَّسَائي في أسماء شيوخه: مصري ثقة. وَقَال صاحب"الزهرة": روى عنه يعني البخاري حديثين ثُمَّ روى عن مُحَمَّدِ بْنِ يوسف البيكندي عنه، وكذا ذكره الحاكم في باب من لقيهم البخاري وأخذ عنهم ثم أخذ عن رجل عنهم، وهو رد لقول المزي"روى له البخاري"ولم يذكر روايته عنه.
ويُقال: إسمه أحمد بن يوسف بن يزيد بن إبراهيم الأُمَوِي. مولاهم" (إكمال: 1 / الورقة: 41) . وَقَال الذهبي في "الميزان": ضعفه أبو حاتم، ومشاه غيره. له عن فليح عَن المقبري عَن أبي هُرَيْرة مرفوعا: إنه مر ببقعة بين البقيع والمناصع، فقال: نعم موضع الحمام هذا، فاتخذ حماما، قال أبو حاتم: هذا حديث باطل" (1 / 163 164) . وَقَال ابن حجر: وذكره أبو عبد الله بن مندة في شيوخ البخاري وتعقبه المزي بأنه ليس له في البخاري ذكر إلا في حديث واحد عن محمد بن يوسف البيكندي عنه، وهو في علامات النبوة" (تهذيب: 1 / 91) .(1/521)
129- خ: أَحْمَد بن يَعْقُوب المسعودي، أَبُو يَعْقُوب، ويُقال: أَبُو عَبْد اللَّهِ، الكوفي.
رَوَى عَن: إسحاق بْن سَعِيد بْن عَمْرو بْن سَعِيد بْن العاص القرشي (خ) ، وإسماعيل بْن جَعْفَر المدني، وجعفر بْن سُلَيْمان الضبعي، وعبد الرحمن بن سُلَيْمان ابن الغسيل (خ) ، وأبي رفاعة عبد القاهر بْن تليد العامري الكوفي، وعمار بْن سيف الضبي، ويزيد بْن المقدام بْن شريح بْن هانئ الحارثي (بخ) .
رَوَى عَنه: البخاري وهو من قدماء شيوخه، وسُلَيْمان بن الربيع ابن هشام النهدي، والعباس بْن جَعْفَر بْن الزبرقان، وأَبُو سَعِيد عَبد اللَّهِ بْن سَعِيد الأشج، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدارمي، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير، ومنجاب بْن الحارث التَّمِيمِيّ.
قال أَبُو زُرْعَة وأَبُو حَاتِم (1) : أدركناه ولم نكتب عَنْهُ (2) .
130- م د س ق: أَحْمَد بن يُوسُف بن خالد بن سالم بن زاوية الأزدي المهلبي، أَبُو الْحَسَن النَّيْسَابُورِيّ، المعروف بحمدان السلمي، وهو جد أَبِي عَمْرو إِسْمَاعِيل بْن نجيد بْن أَحْمَد بْن يُوسُف السلمي الصوفي.
رَوَى عَن: إِسْمَاعِيل بْن أَبي أويس المدني (م) ، وإسماعيل ابن عبد الكريم الصنعاني، وبدل بْن المحبر اليربوعي، والجارود بْن
__________
(1) "الجرح والتعديل"لابن أَبي حاتم: 1 / 1 /: 80.
(2) ووثقه العجلي وابن حبان البستي، وَقَال الحاكم: كوفي قديم جليل. وَقَال العلامة مغلطاي: وَقَال صاحب"الزهرة"قديم الاحاديث جليل القدر قديم السند، روى عنه يعني البخاري خمسة أحاديث.
وَقَال ابن خلفون: هو ثقة"وَقَال مغلطاي قبل ذلك: وذكر بعض من ألف على التراجم من المتأخرين أنه مات سنة بضع عشرة ومئتين"إكمال: 1 / 41. قال بشار: هذا المتأخر الذي عناه مغلطاي هو الإمام الذهبي ولا أدري لم لا يصرح باسمه وينبزه هكذا دائما! وقد صرح ابن حجر فقال: وقرأت بخط الذهبي: مات سنة بضع عشرة ومئتين" (تهذيب: 1 / 91) . وقد ترجم له الذهبي في الطبقة الثانية والعشرين من"تاريخ الاسلام"220 211 (الورقة: 90 أيا صوفيا 3007) .(1/522)
يزيد النَّيْسَابُورِيّ، وجعفر بْن عون الكوفي، وحفص بْن عَبد اللَّهِ السلمي، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَنِ القاضي، وخالد بْن مخلد القطواني (ق) ، ورواد بْن الجراح العسقلاني، وسعد بن عبد الحميد ابن جَعْفَر الأَنْصارِيّ، وسَعِيد بْن سلام بْن أَبي الهيفاء العطار، وسالم ابن سُلَيْمان البَصْرِيّ، وسُلَيْمان بْن داود الْقَزَّاز الرازي، وصفوان بْن صَالِح الدمشقي، وصفوان بْن عيسى الزُّهْرِيّ، وأبي عاصم الضحاك ابن مخلد النبيل (ق) ، وأبي نعيم ضرار بْن صرد الطحان، وعاصم بْن يُوسُف اليربوعي (س) ، وأبي عَبْد الرَّحْمَنِ عَبد اللَّهِ بْن يزيد المقرئ، وأبي مسهر عبد الاعلى بْن مسهر الغساني، وعبد الرزاق بْن همام الصنعاني (م ق) ، وأبي المغيرة عبد القدوس بْن الحجاج الخولاني الحمصي (س) ، وأبي عامر عَبد المَلِك بْن عَمْرو العقدي البَصْرِيّ، وعبدان بْن عثمان المروزي، وعُبَيد الله بْن مُوسَى العبسي (ق) ، وعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق المروزي، وعُمَر بْن حَفْص بْن غِيَاث النخعي (م) ، وعُمَر بْن عَبد اللَّهِ بْن رزين السلمي (م د) ، وعُمَر بْن عبد الوهاب الرياحي البَصْرِيّ، وعَمْرو بْن أَبي سلمة التنيسي (م) ، وعَمْرو ابن عاصم الكِلابي، وأبي ربيعة فهد بْن عوف البَصْرِيّ، وقبيصة بْن عقبة السوائي الكوفي، ومحمد بْن جَعْفَر المدائني، ومحمد بْن سُلَيْمان بْن أَبي داود الحراني، ومحمد بْن عُبَيد الطنافسي، ومحمد بْن المبارك الصوري، ومحمد بْن يحيى بْن الضريس الرازي، ومحمد بْن يُوسُف الفريابي، ومسدد بْن مسرهد، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم الأزدي (ق) ، ومعلى بْن أسد العمي (م) ، ومعمر بْن يعُمَر الليثي الدمشقي، وأبي سَلَمَة مَنْصُور بْن سَلَمَة الخزاعي الْبَغْدَادِيّ، وموسى بْن داود الضبي، وأبي حذيفة مُوسَى بْن مسعود النهدي، ومؤمل بْن إِسْمَاعِيل البَصْرِيّ، نزيل مكة، والنضر بْن مُحَمَّد الجرشي اليمامي (م فق) ، ونعيم بْن حَمَّاد الخزاعي المروزي، نزيل مصر (فق) ، وأبي النَّضْر(1/523)
هاشم بْن الْقَاسِم، ويحيى بْن أَبي بُكَيْر الكرماني، ويحيى بْن يحيى النيسابوري، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي.
رَوَى عَنه: مسلم، وأَبُو داود، والنَّسَائي، وابن ماجه، وإبراهيم ابن أَبي طالب النَّيْسَابُورِيّ، وإبراهيم بْن عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَفْص الحيري، وأَحْمَد بْن سَلَمَة النَّيْسَابُورِيّ، وأَحْمَد بْن الْعَبَّاس بْن حمزة السعدي، النَّيْسَابُورِيّ الواعظ، وأَبُو حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الشرقي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيدة المستملي، وأَبُو النَّضْر بَكْر بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الْحَافِظ، وأَبُو علي الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن جَابِر الشعيري، والحسين بْن مُحَمَّد بْن زياد القباني، وصالح بْن محمد البغداي الحافظ (1) ، وعبد الرحمن ابن يُوسُف بْن خراش الْحَافِظ، وأَبُو الْقَاسِم عُبَيد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم بْن بالويه، وعلي بْن الْحَسَن بْن سلم الأصبهاني، وابنه أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يوسف السلمي، وأحمد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الثقفي السراج، وأبو بكر أحمد بن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي غير"الجامع"، ومحمد بْن الحسين بْن الْحَسَن القطان، وأَبُو حَاتِم مَكِّيّ بْن عبدان التَّمِيمِيّ، وابنه أَبُو إِسْمَاعِيل نجيد بْن أَحْمَد بْن يُوسُف السلمي، وأَبُو مُحَمَّد نصر بْن أَحْمَد بْن نصر الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ المعروف بنصرك، ويحيى بْن يحيى التَّمِيمِيّ وهو من شيوخه، وأَبُو عوانة يعقوب بْن إسحاق الإسفراييني.
قال مَكِّيّ بْن عبدان: سألت مسلم بْن الحجاج عَنْهُ فَقَالَ: ثقة، وأمرني بالكتابة عَنْهُ.
وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس.
وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثقة نبيل.
__________
(1) هو المعروف بصالح جزرة.(1/524)
وَقَال مَكِّيّ بْن عبدان: سمعت أَحْمَد بْن يُوسُف السلمي يَقُول: كتبت عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْن مُوسَى ثلاثين ألف حديث.
وَقَال أيضا: قال لنا أَحْمَد بْن يُوسُف: أنا أزدي، وكانت أمي سلمية.
وَقَال أبو حامد ابن الشرقي: كَانَ عنده شيخان، لم يكونا عند مُحَمَّد بْن يحيى: النَّضْر بْن مُحَمَّد اليمامي وخالد بْن مخلد القطواني، وقد تقدم ثناء مَكِّيّ بْن عبدان عَلَيْهِ في ترجمة أحمد بن الأزهر.
وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: أحد أئمة الحديث، كثير الرحلة، واسع الفهم، مقبول عند الأئمة فِي الأقطار، أكثر إِبْرَاهِيم بْن أَبي طالب، وابن خزيمة وكافة أئمتنا الرواية عَنْهُ.
وَقَال أيضا: قرأت بخط أَبِي عَمْرو المستملي: سمعت حَمْدَان السلمي، وَقَالوا لَهُ: أسمعنا، فَقَالَ: لا يمكنني، أنا ابن ثمانين سنة، وذلك يوم الخميس بعد العصر، لخمس عشرة ليلة خلت من شوال سنة اثنتين وستين ومئتين.
وَقَال أيضا: أَخْبَرَنِي أَبُو سعد المؤذن عَن أَبِيهِ، قال: مات السلمي سنة ثلاث وستين ومئتين.
وَقَال أيضا: حدثني أَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد الشعراني قال: سمعت أبا حامد ابن الشرقي يَقُول: مات أَحْمَد بْن يُوسُف السلمي، سنة أربع وستين ومئتين (1) .
__________
(1) قال العلامة مغلطاي: روى عنه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن حامد الطوسي، وأبو إسحاق إبراهيم بن عبدوس ابن أحمد بن حفص بن مسلم بن يزيد النيسابوري، وعبد اللَّه بْن سُلَيْمان بْن الاشعث السجستاني. كره الشيرازي في كتاب"الالقاب". َقَال الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِمِ ابن عساكر: أحد الثقات الاثبات، رحل في طلب الحديث وسمع بالشام والعراق وخراسان واليمن، وَقَال إسماعيل بن نجيد: كانت أم ابيه أزدية فعرف بذلك.
وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع في "تاريخ نيسابور": هو من خواص يحيى بن يحيى ومن المصاهرين له على أقاربه، ويُقال على ابنته، وكان يقول: لست سلميا أنا أزدي، روى عن عَبْد الرحمن بْن علقمة، وعيسى بن جعفر(1/525)
• أحمد بن يونس، هو: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن يونس، تقدم.
31-خ: أَحْمَد غير منسوب.
روى عنه البخاري، فِي غير موضع.
قال الحاكم أَبُو أَحْمَد الْحَافِظ: هو أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن وهب، ابْن أخي عَبد اللَّهِ بْن وهب.
وأنكر ذلك غيره وَقَال: هو أَحْمَد بْن صَالِح، أو أَحْمَد بْن عيسى.
وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده الْحَافِظ: لم يخرج عَنْ أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ فِي "الصحيح"شيئا، وكلما قال فِي "الصحيح": حَدَّثَنَا أَحْمَد عَنِ ابْن وهب، فهو ابن صَالِح المِصْرِي، وإذا روى عن أَحْمَد بْن عيسى، نسبه.
132- خ: أَحْمَد غير منسوب.
عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْن معاذ العنبري (خ) .
روى عنه البخاري، فِي تفسير سورة الأنفال.
قال الحاكمان أَبُو أَحْمَد وأَبُو عَبْد اللَّهِ: إنه أَحْمَد بْن النَّضْر بْن
__________
القاضي رحمه الله تعالى، وعُمَر بن يونس اليمامي، وعُمَر بن يزيد اليمامي وعلي ابن المديني وعبد الرحمن بن عمار المطوعي. َقَال أبو العباس الاصم: سمعت منه قبل خروجه إلى مصر، روى عنه العباس بن الفضل المحمد آباذي، ومحمد بن علي بن عُمَر المذكر، وأحمد بن علي المقرئ، وإبراهيم بن علي الذهلي. وَقَال النَّسَائي في أسماء شيوخه: نيسابوري صالح.
وفي كتاب"الزهرة": روى عنه مسلم خمسة عشر حديثًا. ذكره البستي في كتاب "الثقات" بعد تخريج حديثه في "صحيحه"، وكذلك ابن خزيمة والحاكم وأبو عوانة الاسفراييني. َقَال مسلمة الاندلسي في كتاب (الصلة) : لا بأس به. َقَال الجياني: كتب عنه مسلم، وكتب إلى أبي زرعة وأبي حاتم بجزء من حديثه" (إكمال: 1 / الورقة: 41) . ال بشار: ولخص الحافظ ابن حجر بعض هذا القول فذكره في التهذيب: (1 / 92) ووثقه أبو يَعْلَى الخليلي حينما ذكره في كتاب"الارشاد".(1/526)
عبد الوهاب.
وقد تقدم ذلك فِي ترجمته.
وَقَال أَبُو نصر الكلاباذي: وروى فِي "التاريخ الصغير"عَنْ أَحْمَد، عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو الرازي.
133- خ: أَحْمَد. غير منسوب.
عَنْ مُحَمَّد بْن أَبي بَكْر المقدمي.
روى عنه البخاري فِي التوحيد.
يقال: إنه أَحْمَد بْن سيار المروزي (1) ، والله أعلم (2) .
__________
(1) قال الحافظ ابن حجر: وهذا قول الكلاباذي، وزعم ابن مندة: إنه أحمد بن النضر أيضا" (تهذيب: 1 / 93) .
(2) آخر الجزء السادس من الاصل، وجاء في آخره بخط المؤلف: آخر الجزء السادس من تهذيب الكمال في أسماء الرجال، والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله يتلوه في السابع: من اسمه أبان: أبان بن إسحاق".(1/527)
المجلد الثاني
منِ اسمُه أبان
134 - ت: أبان بن إسحاق الأسدي الكوفي النحوي.
رَوَى عَن: الصباح بْن مُحَمَّد بْن أَبي حازم البجلي الأحمسي (ت) .
رَوَى عَنه: إسماعيل بْن زكريا، وأبو أسامة حماد بْن أسامة، وعبد الله بْن نمير، وعيسى بْن يونس، ومحمد بْن عُبَيد الطنافسي (ت) ، ومروان بْن معاوية الفزاري، والمُسَيَّب بْن شَرِيك، والوليد بْن الْقَاسِم بْن الوليد الهمداني، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي.
قال أحمد بْن مُحَمَّد بْن القاسم بْن محرز البغدادي، عَن يحيى بْن مَعِين: ليس به بأس.
وَقَال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ العجلي (1) : ثقة.
وَقَال أبو الفتح الأزدي: متروك (2) .
__________
(1) انظر ترتيب ثقات العجلي للهيثمي، الورقة: 2 (شهيد علي باشا رقم 2747) .
(2) أضاف المزي قول العجلي وأبي الفتح الأزدي فيه بأخرة حيث يظهر في حواشي النسخ، لذلك صدر الإمام الذهبي نقله عَن أبي الفتح الأزدي بلفظة"قلت"في التذهيب =(2/5)
روى له التِّرْمِذِيّ.
135 - م 4: أبان بن تغلب الربعي، أبو سعد (1) الكوفي القاري (2) .
رَوَى عَن: جعفر بْن مُحَمَّد الصادق، وجهم بْن عثمان المدني، والحكم بْن عتيبة (م د) ، وسُلَيْمان الأعمش (م) ، وطلحة بْن مصرف، وعدي بْن ثابت (ق) ، وعطية بْن سعد العوفي (د) ، وعكرمة مولى ابْن عباس، وعُمَر بْن ذر الهمداني، وأبي إسحاق عَمْرو بْن عَبد الله السبيعي (س) ، وفضيل بْن عَمْرو الفقيمي (م ت) ، وأبي جعفر مُحَمَّد بْن علي الباقر، والمنهال ابن عَمْرو الأسدي.
رَوَى عَنه: أبان بْن عَبد الله البجلي، وأبان بن عثمان
__________
= (1 / الورقة 31) وذلك نقل مغلطاي قولي العجلي والأزدي فيه باعتبارهما مما استدركه على المزي (إكمال: 1 / الورقة: 41) وتابعه في ذلك ابن حجر في التهذيب (1 / 93) .
قال بشار: ووثقه ابن حبان البستي (1 / الورقة: 11) ، وخرج الحاكم حديثه في مستدركه. وشيخه الصباح بن محمد البجلي الاحمسي ضعيف، وسيأتي ذكره في هذا الكتاب. وعلق إمام المجرحين والمعدلين أبو عبد الله الذهبي في الميزان (1 / 5) على قول الأزدي بقوله: قلت: لا يترك، فقد وثقه أحمد والعجلي (كذا ولعل الصحيح: أحمد العجلي) ، وأبو الفتح يسرف في الجرح، وله مصنف كبير إلى الغاية في المجروحين، جمع فأوعى، وجرح خلقا بنفسه لم يسبقه أحد إلى التكلم فيهم، وهو المتكلم فيه، وسأذكره في المحمدين.
(1) قال الذهبي في "التذهيب": وقيل: كنيته أبو أميمة.
(2) قال الذهبي في "التذهيب"أيضا: تلقن القرآن من الأعمش وعرض على طلحة بن مصرف وعاصم بن بهدلة (1 / الورقة: 31) ، وَقَال الجزري في غاية النهاية: ويُقال: إنه لم يختم القرآن على الأعمش إلا ثلاثة منهم أبان بن تغلب، أخذ القراءة عنه عرضا محمد بن صالح ابن زيد الكوفي" (1 / 4) .(2/6)
الأحمر، وإدريس بْن يزيد الأَودِيّ (م) ، وحسان بْن إبراهيم الكرماني، وحماد بْن زيد (س) ، وداود بن عيسى النخعي، وأبوخيثمة زهير بْن معاوية الجعفي، وزياد بْن الحسن بْن فرات القزاز، وسَعِيد بْن بشير، وسفيان بْن عُيَيْنَة (م د) ، وسلام بْن أَبي خبزة (1) ، وسيف بْن عميرة النخعي، وشعبة بْن الحجاج (م ت) ، وعباد بْن العوام، وعبد الله بْن إدريس بْن يزيد الأَودِيّ، وعبد الله بْن المبارك (ق) ، وعلي بْن عابس، والقاسم ابن معَن المسعودي، وابنه مُحَمَّد بْن أبان بْن تغلب، وأبو معاوية مُحَمَّد بْن خازم الضرير، وأبو خداش مخلد بْن خداش، والمفضل بْن عَبد الله الحبطي، وموسى بْن عقبة وهو من أقرانه، وهارون بْن موسى النحوي (د) .
قال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل عَن أبيه، وإسحاق بْن مَنْصُور عَنْ يحيى بْن مَعِين، وأبو حاتم النَّسَائي: ثقة.
زاد أبو حاتم: صالح.
وَقَال إبراهيم بْن يعقوب السعدي الجوزجاني (2) : زائغ، مذموم المذهب، مجاهر.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ (3) : له أحاديث ونسخ، وعامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة، وهو من أهل الصدق في الروايات، وإن كان مذهبه مذهب الشيعة، وهو معروف في الكوفيين، وقد
__________
(1) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" فقال: وتأنيث الخبز: خبزة، سلام بن أَبي خبزة، عن ثابت البناني" (ص: 132) .
(2) أحوال الرجال، الورقة: 10.
(3) الكامل: 1 / الورقة: 192 وفي النص بعض الاختلاف الذي لا يغير المعنى.(2/7)
روى نحواً من مئة حديث، وهو في الرواية صالح لا بأس به (1) .
قال أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ منجويه (2) : مات سنة إحدى وأربعين ومئة (3) .
روى له الجماعة، إلا البخاري.
ومن الأَوهام:
136- مد: أبان بن سلمان (4) .
__________
(1) ووثقه محمد بن سعد وذكره في الطبقة الخامسة من الكوفيين (الطبقات: 6 / 360) ، ووثقه ابن حبان البستي (1 / الورقة 11) وخرج حديثه في صحيحه، وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ الحاكم: كان قاص الشيعة، وهو ثقة. وذكره الحافظ أبو حفص بن شاهين في كتابه عن الثقات ونقل توثيق عَبد الله بن أحمد بن حنبل له عَن أبيه (الورقة: 10) وَقَال مغلطاي: ولما ذكره الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتاب جمع فيه مسنده قال: قال ابن عجلان: حَدَّثَنَا أبان بن تغلب رجل من أهل العراق من النساك ثقة، وهو الذي دل شعبة على الحديث وحمله إليه. قال أبو نعيم: ومدحه سفيان بن عُيَيْنَة بالفصاحة والبيان" (1 / الورقة: 42) وَقَال الإمام الذهبي في "الميزان" (1 / 5 - 6) : شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته. وقد وثقه أحمد بن حنبل، وابن مَعِين، وأبو حاتم، وأوره ابن عدي، وَقَال: كان غاليا في التشيع، وَقَال السعدي: زائغ مجاهر. (قال الذهبي) : فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والاتقان؟ فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة؟ وجوابه: ان البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق. فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة. ثم بدعة كبرى، كالرفض الكامل والغلو فيه، والحط على أبي بكر وعُمَر رضي الله عنهما، والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة..ولم يكن أبان بن تغلب يعرض للشيخين أصلا بل قد يعتقد عليا أفضل منهما". وأخذ ابن حجر هذا الكلام فذكره في تهذيبه من غير إشارة للذهبي. وقد تناولته كتب الشيعة ووثقته فذكره النجاشي (ص: 7) والطوسي في فهرسته (ص: 17) وصاحب أعيان الشيعة: (5 / 47 - 61) .
(2) رجال صحيح مسلم، الورقة: 3 (نسخة البلدية بالاسكندرية) ، ومثله قال ابن حبان في الثقات (1 / الورقة: 11) .
(3) قال مغلطاي: وَقَال أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه - رواية ابن عقدة: مات سنة أربعين ورأيته، وكان غاية من الغايات.. وَقَال أحمد بن سيار المروزي عن عَبد الله بن يحيى بن بكير: مات بعد سنة إحدى وأربعين". (1 / الورقة 41) واكتفى ابن سعد بالقول: توفي بالكوفة في خلافه أبي جعفر، وعيسى بن موسى وال على الكوفة" (6 / 360) .
(4) لم يذكره أبو محمد المقدسي في "الكمال" (1 / الورقة: 161) .
وَقَال مغلطاي: =(2/8)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ (مد) مُرْسلاً في المناسك.
وعَنه: ابن جُرَيْج (مد) .
هكذا وقع في بعض الأصول من"المراسيل"، وهو خطأ، وفي بعضها زبان بْن سلمان، وهو الصواب، وسيأتي في موضعه إن شاء الله
137 - خت 4: أبان بن صالح بن عُمَير بن عُبَيد القرشي، مولاهم، أبو بكر المدني، وقيل: المكي.
أصله من العرب، وأصابه سباء في الجاهلية، وهو جد عَبْد الله بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أبان الجعفي.
رَوَى عَن: أنس بْن مالك (ت) ، والحسن بْن أَبي الحسن البَصْرِيّ (ق) ، والحسن بْن مُحَمَّد بْن علي بْن أَبي طالب، والحسن بْن مسلم بْن يناق (1) (خت ق) ، والحكم بْن عتيبة (د) ، وربيعة بْن عباد (2) الديلي (3) ، وشهر بْن حوشب، وعطاء ابن أَبي رباح (خت س) ، وعطاء بْن يسار، وعلى بْن عَبد الله بْن
__________
="وجدنا أبا عَبد الله بن البيع ذكره في "مستدركه"وسماه أبانا، وَقَال: كان من عباد الله الصالحين يتكلم بالحكمة، وصحح إسناد حديثه. وكذا ذكره غير واحد من العلماء منهم ابن خلفون وأبو إسحاق الصريفيني والله تعالى أعلم". قال بشار: لا عبرة بالكثرة فالغلط ينتقل من الواحد إلى الآخر، والظاهر أن الحاكم ومن تبعه اعتمدوا النسخة التي أشار إليها المزي من مراسيل أبي داود، وهو قد رجح عنده أصل آخر.
(1) بفتح الياء آخر الحروف وتشديد النون وآخره قاف، سيأتي ذكره.
(2) بكسر العين وتخفيف الباء، هكذا وجدته مقيدا بخط المزي، وَقَال الذهبي في "المُشْتَبِه": وبالكسر: ربيعة بن عباد، له صحبة" (ص: 429) ، وَقَال العلامة ابن ناصر الدين في توضيحه لمشتبه الذهبي،"وقيل بالفتح وتشديد الموحدة. روى عنه زيد بن أسلم وأبو الزناد وغيرهما" (2 / االورقة: 129) .
(3) بكسر الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف نسبة إلى بني الديل (راجع التفاصيل في أنساب السمعاني: 5 / 449) .(2/9)
عباس، وعُمَر بْن عَبْد العزيز، والفضل بْن معقل بْن سنان الأشجعي، والقعقاع بْن حكيم (س) ، ومجاهد بْن جبر (خت 4) ، ومحمد بْن كعب القرظي (س) ، ومحمد بْن مسلم بْن شهاب الزُّهْرِيّ (س) ، ومنصور بْن المعتمر (د) ، ونافع مولى ابْن عُمَر.
رَوَى عَنه: إبراهيم بْن أَبي عبلة (1) المقدسي وهو من أقرانه، وأسامة بْن زيد الليثي المدني (د) ، وإسحاق بْن عَبد الله بْن أَبي فروة، والحارث بْن يعقوب والد عَمْرو بْن الحارث، وخالد بْن إلياس، وسعد بْن إسحاق بْن كعب بْن عجرة، وعبد الله بْن عامر الأَسلميّ، وعبد الملك بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن جُرَيْج (س) ، وعُبَيد الله بْن أَبي جعفر (ت) ، وعقيل (2) بْن خالد الأيلي، ومحمد بْن إسحاق بْن يسار (خت 4) ، ومحمد بْن خالد الجندي (ق) ، ومحمد بْن عجلان، وموسى بْن خلف العمي، وموسى ابن عُبَيدة الربذي.
قال عثمان بْن سَعِيد الدارمي عَن يحيى بْن مَعِين: ثقة (3) .
وكذلك قال أحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي (4) ، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي، وأَبُو زُرْعَة وأَبُو حَاتِم الرازيان (5) .
__________
(1) عبلة: بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة، وسيأتي.
(2) عقيل هذا بضم العين المهملة وفتح القاف، وهو ابن خالد بن عقيل - بفتح العين وكسر القاف -
(3) قال الدارمي: قلت: وأبان بْن صالح كيف حديثه؟ فقال: ثقة" (انظر تاريخ الدارمي عَن يحيى بْن مَعِين في تجريح الرواة وتعديلهم، الورقة: 6 من النسخة المحفوظة في مكتبة الشيخ سُلَيْمان بن صالح بن حمد بن بسام بعنيزة) .
(4) الغريب أنني لم أجده في "ترتيب ثقات العجلي"للهيثمي من نسخة الشهيد علي باشا باستانبول رقم 2747!
(5) انظر الجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 297 ونقل أيضا قول الدارمي عن يحيى ابْن مَعِين.(2/10)
وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس.
وَقَال مُحَمَّد بْن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة (1) : أبان بن صالح بن عُمَير بْن عُبَيد، يقولون: إن أبا عُبَيد من سبي خزاعة، الذين أغار عليهم رَسُول اللَّهِ (2) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، يوم بني المصطلق، فوقع إلى أسيد بْن أَبي العيص بْن أمية، فصار (3) بعد إلى عَبد الله بْن خالد بْن أسيد بْن أَبي العيص بْن أمية، فأعتقه، وقتل صالح بْن عُمَير بالري بيتتهم الأزارقة، فقتلوا في عسكرهم زمن الحجاج (4) . وولد أبان بْن صالح سنة ستين، ومات بعسقلان سنة بضع عشرة ومئة، وهو ابن خمس وخمسين سنة (5) .
وكذلك قال يعقوب بْن شَيْبَة.
استشهد به البخاري، وروى له الباقون سوى مسلم (6) .
__________
(1) الطبقات الكبرى: 6 / 336، وهو آخر المترجمين في هذه الطبقة.
(2) في الطبقات: النبي.
(3) في الطبقات: وصار.
(4) تجاوز المؤلف في هذا الموضع راوية أوردها ابن سعد وهذا نصها: أَخْبَرَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أبان بْن صالح، قال: أخبرني عمي أبان بن محمد، قال سمعت أبي يقول: دخل أبي، يعني أبان بن صالح بن عُمَير - على عُمَر بْن عَبْد العزيز فقال له: أفي ديوان أنت؟ قال: قد كنت أكره ذلك مع غيرك فأما معك فلا أبالي، ففرض له.
(5) ادعى مغلطاي أن ابن سعد قال: إنه توفي وهُوَ ابن خمس وستين سنة (1 / الورقة: 42) وهو وهم منه، فالصحيح ما نقله المزي عن ابن سعد.
(6) ووثقه ابن حبان البستي (1 / الورقة: 11) وإمام الأئمة ابن خزيمة وأبو عبد الله الحاكم وأخرج الاولان حديثه في صحيحيهما وأخرج الثاني حديثه في مستدركه. وقد تكلم فيه ابن عَبد الْبَرِّ في "التمهيد"وابن حزم في "المحلى"، قال ابن عَبد الْبَرِّ في حديث أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر في النهي عن استقبال القبلة: إن حديث جابر ليس صحيحا لان أبان ابن صالح ضعيف، وتابعه في ذلك ابن حزم فذكر أن أبان ليس بالمشهور.
قال الحافظ ابن حجر =(2/11)
138 - بخ م س ق: أبان بن صعصعة الأَنْصارِيّ البَصْرِيّ. قيل: إنه والد عتبة الغلام الزاهد.
روى عن: أبي الوازع جابر بْن عَمْرو الراسبي (بخ م ق) ، وشهر بْن حوشب، وعُبَيد الله بْن أَبي الجوزاء، وعكرمة مولى ابْن عباس، ومحمد بْن سيرين، وعَن أمه (س) عَن عائشة.
رَوَى عَنه: خالد بْن الحارث (س) ، وسهل بْن يوسف الأنماطي، وسلام بْن مسكين، وأبو عاصم الضحاك بْن مخلد النبيل (بخ) ، وأبو عُبَيدة عَبْد الْوَاحِدِ بْن واصل الحداد، ومحمد ابن عَبد اللَّهِ الأَنْصارِيّ، ومحمد بْن أَبي عدي، ومكي بْن إبراهيم البلخي، والنضر بْن شميل، ووكيع بن الجراح (ق) ، ويحيى ابن سَعِيد القطان (م) ، ويزيد بْن زريع.
قال عَلِيّ ابْن المديني، عن يحيى بْن سَعِيد القطان: تغير بأخرة.
قال علي: وسمعت عَبْد الرحمن بْن مهدي يقول: أتيت أبان بْن صمعة، وقد اختلط البتة. قلت: قبل موته بكم؟ قال: بزمان.
وَقَال عَبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل عَن أبيه: صالح.
وَقَال إسحاق بْن مَنْصُور عَنْ يحيى بْن مَعِين: ثقة.
وَقَال أبو أحمد بْن عدي: إنما عيب عليه اختلاطه لما كبر،
__________
(1) = في التهذيب: وهذه غفلة منهما وخطأ تواردا عليه فلم يضعف أبانا هذا أحد قبلهما ويكفي فيه قول ابن مَعِين ومن تقدم معه والله أعلم". قال بشار: ولم نجد أحدًا جرحه أو ذكره في كتب الضعفاء حتى ولا ابن عدي في "الكامل".(2/12)
ولم ينسب إلى الضعف، لأن مقدار ما يرويه مستقيم (1) .
قال أبو بكر بْن منجويه (2) : مات سنة ثلاث وخمسين ومئة.
روى له البخاري في الأدب، ومسلم، والنَّسَائي، وابن ماجه.
139 - د: أبان بن طارق، بصري.
رَوَى عَن: كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، وعَنْ نَافِعٍ (د) عَنِ ابْنِ عُمَر حَدِيثَ: مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ ورَسُولَهُ، ومَنْ دَخَلَ عَلَى غَيْرِ دَعْوَةٍ، دَخَلَ سَارِقًا، وخَرَجَ مُغِيرًا" (3) .
رَوَى عَنه: خالد بْن الحارث، ودرست بْن زياد (د) .
قال أبو زُرْعَة: مجهول.
__________
(1) الكامل: 2 / الورقة: 194. ووثقه النَّسَائي، وَقَال فِي موضع آخر: ليس به بأس إلا أنه كَانَ اختلط. ووثقه أبو حفص ابن شاهين وذكره في الكتاب الذي جمعه عن الثقات (الورقة: 10) ، وأبو داود، وابن حبان البستي (الثقات: 1 / الورقة: 11) ، وذكر العلامة مغلطاي والحافظ ابن حجر أن العجلي وثقه أيضا، ولم أجده في "ترتيب ثقات العجلي"للهيثمي (نسخة شهيد علي باشا 2747) . وروى له البخاري في تاريخه الكبير بسنده عن محمد بن المثنى عن الأَنْصارِيّ، وأورد قول يحيي بن سَعِيد القطان عن تغيره بأخرة (1 / 1 / 452) . وَقَال أبو حاتم - فيما روى ابنه عبد الرحمن: صالح. وكان قد نقل قبل ذلك توثيق يحيى بن مَعِين له (الجرح والتعديل: 1 / 1 / 298) . وَقَال الذهبي في "الكاشف": قال أحمد: صالح، ووثقه غيره لكنه تغير (1 / 74) ، وَقَال في "الميزان"بعد أن أورد قول ابن عدي فيه وحديثًا أورده ابن عدي رواه سهل بن يوسف عنه هو"اعزل الاذى عن طريق المسلمين": هذا من مفردات سهل (1 / 8) ، والذهبي يميل إلى توثيقه لذلك أورده في كتابه النافع"من تكلم فيه وهو موثق" (الورقة: 1) بل قال في "ديوان الضعفاء والمتروكين": أبان ابن صمعة ثقة.. وَقَال القطان: تغير بأخرة (الورقة: 7) (وراجع: التذهيب: 1 / الورقة: 31، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 42، والجمع لابن القيسراني: 1 / 41، والوافي للصفدي: 5 / 301)
(2) "رجال صحيح مسلم"الورقة: 13 (نسخة البلدية بالاسكندرية) ، وانظر تاريخ خليفة بن خياط: 426 (بتحقيق صديقنا العُمَري) .
(3) هو في "سنن أبي داود" (3741) وإسناده ضعيف لجهالة أبان بن طارق، لكن قوله =(2/13)
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ (1) : لا يعرف إلا بهذا الحديث، وله غير هذا الحديث حديثان أو ثلاثة، وليس له أنكر من هذا الحديث. وهو معروف به (2) .
روى له أبو داود.
140 - 4 - أبان بن عَبد الله بن أَبي حازم بن صخر بن العيلة، وقيل: ابن أَبي حازم صخر بن العيلة البجلي الأحمسي الكوفي، ابن عُمَر الصباح بْن مُحَمَّد بْن أَبي حازم.
رَوَى عَن: أبان بْن تغلب، وإبراهيم بْن جرير بْن عَبد الله البجلي (س ق) ، وعمه عثمان بْن أَبي حازم البجلي (د) ، وعدي بْن ثابت (مد) ، وعطاء بْن أَبي رباح، وعَمْرو بْن شعيب، وعَمْرو بْن غزي (3) (عس) ، ونعيم بْن أَبي هند، وأبي بكر بْن حفص بْن عُمَر بْن سعد بْن أَبي وقاص (ت ق) ، وأبي مسلم التغلبي، ومولى لأبي هُرَيْرة.
رَوَى عَنه: خالد بْن عَبْد الرحمن الخراساني، وسفيان الثوري، وسُلَيْمان بْن إبراهيم بْن جرير بْن عَبد الله البجلي، وأبو
__________
="مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عصى الله ورسوله"صحيح من حديث أبي هُرَيْرة عند مالك 2 / 546، والبخاري 9 / 211، ومسلم (1432) (ش) (1) الكامل: 2 / الورقة: 193.
(2) تناوله الذهبي في (ديوان الضعفاء والمتروكين، الورقة: 7) وَقَال: لا يعرف. وَقَال في (الميزان: 1 / 9) : وروى محمد بن جابر - ولا أتيقن من ذا، عَن أبان بْن طارق، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جابر، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من أدرك ركعة فقد أدرك فضل الجماعة". وَقَال مغلطاي: رأيت في كتاب الصريفيني أنه كان يمشي في السكك يلعب به الصبيان! " (الورقة: 42) وانظر الكاشف: 1 / 74 والتذهيب: 1 / الورقة: 31.
(3) بضم الغين المعجمة وتشديد الزاي المكسورة، وهو مجهول سيأتي ذكره في موضعه من هذا الكتاب.(2/14)
داود سُلَيْمان بْن داود الطيالسي، وشعيب بْن حرب (س) ، وعبد الله بْن المبارك (مد) ، وعُبَيد الله بْن موسى، وأبو نعيم الفضل ابن دكين (ق) ، ومحمد بْن بشر العبدي، ومحمد بْن الحسن بْن الزبير الأسدي (عس) ، ومحمد بْن ربيعة الكِلابي، وأبو أحمد مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن الزبير الزبيري (عس) ، ومحمد بْن يوسف الفريابي (د ق) ، والمُسَيَّب بْن شَرِيك، ووكيع بْن الجراح (ت) ، والقاضي أبو يوسف يعقوب بْن إبراهيم الأَنْصارِيّ الكوفي، ويونس بْن بكير الشيباني.
قال عَمْرو بْن علي: كان عَبْد الرحمن بْن مهدي يحدث عَن سفيان عَنه، وما سمعت يحيى بْن سَعِيد يحدث عَنه قط.
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل عَن أبيه: صدوق صالح الحديث.
وَقَال إسحاق بْن منصور، وأحمد بْن سعد بْن أَبي مريم، عَنْ يحيى بْن مَعِين: ثقة (1) .
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: هو عزيز الحديث، عزيز
__________
(1) ووثقه العجلي وذكره في كتابه عن الثقات، أما أبو حفص بن شاهين فقال في كتابه "الثقات": صالح الحديث. وخرج ابن خزيمة وتلميذه الحاكم حديثه: الاول في صحيحه، والثاني في "المستدرك".وذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات". أما النَّسَائي فقال: ليس بالقوي، وذكره العقيلي فِي "الضعفاء"، وَقَال ابْن حبان في "المجروحين": وكان ممن فحش خطؤه وانفرد بالمناكير". وَقَال الذهبي في "ديوان الضعفاء والمتروكين": كوفي صدوق له مناكير"وأورد في "الميزان"من مناكيره"ما روى مالك بن إسماعيل النهدي، حدثني سُلَيْمان بن إبراهيم بن جرير، عن أبان بْن عَبد اللَّهِ البجلي، عَن أبي بكر بْن حفص، عن علي - رضي الله عنه - مرفوعا"جرير منا أهل البيت ظهرا لبطن ظهرا لبطن"! (انظر: ثقات ابن شاهين، الورقة: 10، وترتيب ثقات العجلي، الورقة: 2، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 296، والمجروحين لابن حبان: 1 / 99، والتذهيب: 1 / الورقة: 31، والكاشف: 1 / 74، والميزان: 1 / 90، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة 42، وتهذيب ابن حجر: 1 / 96 - 97، والكامل لابن عدي: 2 / الورقة 190 - 191) .(2/15)
الروايات، لم أجد له حديثا منكر المتن، فأذكره، وأرجو أنه لا بأس به.
روى له الأربعة (1) .
141 - بخ م 4: أبان بن عثمان بن عفان القرشي الأُمَوِي، أبو سَعِيد (2) ، ويُقال: أبو عَبْد الله المدني، أخو عَمْرو (3) بْن عثمان، أمهما أم عَمْرو بنت جندب بْن عَمْرو بْن حممة بْن الحارث الدوسي.
رَوَى عَن: أسامة بْن زيد (س) إن كان محفوظا، وزيد بْن ثابت (4) ، وأبيه عثمان بْن عفان (بخ م 4) .
رَوَى عَنه: أشعب (4) بن أم حميدة (5) الطامع، وداود بْن سنان المدني، ورياح بْن عُبَيدة (6) ، والزبير أبو مخلد، وسعد بْن عمار، وضمرة بْن سَعِيد المازني، وعامر بْن سعد بْن أَبي وقاص (ق) ، وعبد الله بْن أَبي بكر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بن حزم، وأبو
__________
(1) قال ابن سعد فِي الطبقة الرابعة من أهل الكوفة: وتوفي أبان في خلافة أبي جعفر بالكوفة" (الطبقات: 6 / 355) .
(2) قال ابن سعد: فولد أبان بن عثمان سَعِيدا وبه كَانَ يكنى وأمه ابنة عَبد اللَّه بْن عامر ابن كريز" (الطبقات: 5 / 151) ، فهذه هي الكنية المرجحة، وجزم بها ابن القيسراني في الجمع (1 / 42) فلم يذكر غيرها.
(3) انظر طبقات ابن سعد: 5 / 150 - 151.
(4) هذا هو أشعب صاحب النوادر المشهورة المبثوثة في كتب الادب العربي، توفي سنة 154 (تاريخ بغداد للخطيب: 7 / 37 وطول الذهبي ترجمته في الميزان: 1 / 258 - 262 وتناوله ابن حجر في اللسان: 1 / 450، 4 / 126) .
(5) قال الذهبي في الميزان: وحميدة: بفتح الحاء..وقيل: هو ابن أم حميدة بالضم"1 / 259 وذكره باسم"أشعب بن جبير الطامع"، وَقَال: ويُقال: اسم ابيه جبير، وقيل: بل أشعب بن جبير آخر.
(6) عُبَيدة: بفتح العين، ورياح هذا ثقة سيأتي ذكره.(2/16)
الزناد عَبد الله بْن ذكوان (بخ ت سي ق) وابنه عبد الرحمن ابن أبان بْن عثمان (د ت س) ، وعثمان بْن عُمَر بْن موسى بْن عُبَيد الله بْن معمر التَّيْمِيّ، وعُمَر بْن عَبْد العزيز، وعَمْرو بْن دينار، وعلاق (1) بْن أَبي مسلم (ق) ، ومحمد بْن أَبي أمامة بْن سهل بْن حنيف، ومحمد بْن كعب القرظي (د) ، ومحمد بْن مسلم بْن شهاب الزُّهْرِيّ (سي) ، وموسى بن دهقان (ي) ، وموسى بْن عِمْران بْن مناح، وميمون بْن مهران، ونبيه بْن وهب (م 4) ، والوليد بْن أَبي الوليد، ويزيد بْن عَبد الله بْن عوف، ويزيد بْن فراس سي) ، ويزيد بْن هرمز المدني، ويعقوب بْن عتبة، وأبو بكر بْن عَبْد الرحمن بْن المسور (2) بْن مخرمة (سي) .
قال عَبْد الحكيم بْن عَبد الله بْن أَبي فروة، عَن عَمْرو بْن شعيب: ما رأيت أحدا أعلم بحديث ولا فقه منه.
وَقَال علي ابن المديني عَن يحيى بْن سَعِيد القطان: كان فقهاء المدينة عشرة، قلت ليحيى: عدهم، قال: سَعِيد بْن المُسَيَّب، وأبو سلمة بْن عَبْد الرحمن، والقاسم، وسالم، وعروة بْن الزبير، وسُلَيْمان بْن يسار، وعُبَيد الله بْن عَبد الله بْن عتبة وقبيصة بْن ذؤيب، وأبان بْن عثمان، وخارجة بْن زيد بن ثابت.
__________
(1) قيده ناشر التقريب (1 / 94) بكسر العين، وهو وهم، وقد ذكر الذهبي علاق - بفتح العين المهملة والتشديد - في "المُشْتَبِه"، وَقَال: جماعة (479) ولم يذكر ما يشتبه به حين يكون مهملا، وَقَال ابن ناصر الدين في توضيحه: هو بالفتح والتشديد وآخره قاف، ومنهم: علاق ابن أَبي مسلم، روى عن أبان بْن عثمان" (2 / الورقة: 179 - 180 من نسخة الظاهرية) ، وسيأتي ذكره.
(2) بكسر الميم وسكون السين المهملة، وهو الجادة، أما"المسور"بضم الميم وفتح السين المهملة وتشديد الواو، فهو النادر.(2/17)
وَقَال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ العجلي (1) : مدني تابعي ثقة من كبار التابعين.
وَقَال مُحَمَّد بْن سعد (2) : توفي بالمدينة في خلافة يزيد بْن عَبد المَلِك، وكان ثقة، وله أحاديث، وكان به صمم ووضح (3) ، وأصابه الفالج، قبل أن يموت بسنة (4) .
وَقَال خليفة بْن خياط: توفي سنة خمس ومئة (5) .
__________
(1) انظر ترتيب ثقات العجلي، الورقة: 2
(2) الطبقات الكبرى: 5 / 153 عن الواقدي.
(3) نقل المزي عبارة"وكان به صمم ووضح"من نصين عند ابن سعد لم يردا في سياق النص السابق، فقد روى ابن سعد عن شيخه الواقدي عن خارجة بن الحارث قال: كان بأبان وضح كثير فكان يخضب مواضعه من يده ولا يخضبه في وجهه".ثم روى عن شيخه الواقدي قوله: وكان به صمم شديد" (الطبقات: 5 / 152) ، قال بشار: والوضح هنا: البرص، لذلك ذكره الجاحظ في كتابه"البرصان والعرجان والعميان والحولان"فقال: كان أحول أبرص أعرج، وبفالج أبان يضرب أهل المدينة المثل" (ص: 56 بتحقيق صديقنا الخولي) . وانظر المعارف لابن قتيبة: 578. وذكر الجاحظ في موضع آخر أن فالج أبان كان من النوع الذي يسمى الفالج الذكر، وهو الذي يهجم على الجوف (ص: 281) .
(4) وقَال البُخارِيُّ في تاريخه الكبير: قال لي يحيى بن سُلَيْمان: قرئ على ابن وهب عن مالك، حدثني عَبد الله بن أَبي بكر كان يتعلم من أبان بن عثمان، قال مالك: وكان أبان علم أشياء من القضاء من ابيه عثمان" (1 / 1 / 451) . قال بشار: ونقل مغلطاي - وتابعه ابن حجر: عن البخاري في تاريخه أنه كان معلم عَبد الله بن أَبي بكر (1 / الورقة: 43 وتهذيب التهذيب: 1 / 97) وما هنا يشير إلى أن أبا بكر هو الذي تعلم منه، وأبو بكر هذا الذي أشار إليه البخاري هو أبو بكر بن محمد بن عَمْرو بن حزم الأَنْصارِيّ النجاري الثقة المشهور الذي سيأتي ذكره في هذا الكتاب. وَقَال الذهبي: كان فقيها مجتهدا (راجع أيضا الجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 95، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة: 14، والجمع لابن القيسراني: 1 / 42، والكاشف: 1 / 75، والتذهيب: 1 / الورقة: 31) .
(5) هكذا قال المزي إن خليفة ذكر وفاته سنة 105، وهو وهم تابعه عليه الناس مثل الذهبي في بعض كتبه وغيره، في حين أن الذي قاله خليفة هو ما قاله ابن سعد إيضا، وهو أنه توفي في خلافة يزيد بن عَبد المَلِك (تاريخه: 336 من الطبعة العُمَرية الثانية) وكان ذكر قبل هذا أن يزيد بن عَبد المَلِك مات سنة 105 (ص: 331) ونقل العلامة مغلطاي عن كتاب =(2/18)
روى لَهُ البخاري فِي كتاب رفع اليدين في الصلاة، وفي الأدب، والباقون (1) .
142 - د: أبان بن أَبي عياش، واسمه فيروز ويُقال: دينار، مولى عبد القيس، العبدي، أبو إسماعيل البَصْرِيّ.
رَوَى عَن: إبراهيم بْن يزيد النخعي، وأنس بْن مالك، والحسن البَصْرِيّ، وخليد بْن عَبد الله العصري (2) (د) ، والربيع ابن لوط، ورفيع أبي العالية الرياحي، وسَعِيد بْن جبير، وشهر بْن حوشب، وعطاء بْن أَبي رباح (3) ، ومسلم بْن يسار، ومسلم البطين، ومورق العجلي، وأبي الصديق الناجي (4) ، وأبي نضرة العبدي.
__________
="التعريف بصحيح التاريخ"لابي جعفر بن أَبي خالد أنه توفي سنة 102 بالمدينة (إكمال: 1 / الورقة: 43) . قال بشار: وكانت ولاية يزيد بْن عَبد المَلِك بعد وفاة عُمَر بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي أواخر رجب سنة 101، فتكون وفاته بعد هذا التاريخ، ولا عبرة بعد ذلك بقول من قال بوفاته قبل هذا التاريخ (انظر مثلا: الوافي للصفدي: 5 / 301) .
(1) وتوهم جملة من الباحثين فنسبوا تأليفا وعناية بالمغازي لأَبَان بن عثمان بن عفان هذا (انظر مثلا: بحث في نشأة علم التاريخ لاستاذنا الدوري: 20 - 21) ولم تكن له عناية بها، إنما ذاك شخص آخر هو أبان بن عثمان بن زكريا اللؤلؤي البجلي، مولاهم، أبو عبد الله المعروف بالاحمر، اتهمه العقيلي، وَقَال الإمام الذهبي في "ديوان الضعفاء والمتروكين": تكلم فيه" (1 / الورقة: 7) وَقَال في "الميزان": ولم يترك بالكلية" (1 / 10) . وقد ذكره الطوسي في فهرسته (ص: 7) وغيره، قال الصفدي: وما عرف من مصنفاته إلا كتاب جمع فيه المبتدأ والمبعث والمغازي والوفاة والسقيفة والردة" (الوافي: 5 / 302) . فليصحح هذا الوهم.
(2) العصري: بفتحتين، نسبة إلى عصر بطن من عبد القيس، وسيأتي خليد هذا.
(3) واسم أبي رباح أسلم.
(4) نسبة إلى بني ناجية بن سامة بن لؤي، وأبو الصديق هذا هو: بكر بن قيس الناجي البَصْرِيّ، روى عَن أبي سَعِيد الخُدْرِيّ، روى عنه ثابت البناني ومات سنة 108.(2/19)
رَوَى عَنه: إبراهيم بْن أَبي بكرة الشامي، وإبراهيم بْن عَبْد الحميد بْن ذي حماية، وأبو إسحاق إبراهيم بْن مُحَمَّد الفزاري، وأرطاة بْن المنذر، وبكر بْن خنيس، والحارث بْن نبهان، والحسن بْن أَبي جعفر، والحسن بْن صالح بْن حي، وحفص بْن جميع، وحفص بْن عُمَر الأبار قاضي حلب، وحماد بْن سلمة، وحماد بْن واقد، والخليل بْن مرة، وداود بْن الزبرقان، وزيد بْن حبان الرَّقِّيّ، وسَعِيد بْن بشير، وسَعِيد بْن عامر الضبعي، وسفيان الثوري، وشهاب بْن خراش، وصالح المري، وطعمة بْن عَمْرو الجعفري، وعباد بْن عباد المهلبي، وعبد الرحمن بْن ثابت بْن ثوبان، وعبد الرحيم بْن واقد، وعِمْران القطان (د) ، وعَنبسة بْن عَبْد الرحمن القرشي، وفضيل بْن عياض، ومحمد بْن جحادة، ومحمد بْن الفضل بْن عطية، ومَعْمَر بْن راشِد، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت، ويزيد بْن هارون، وأبو عاصم العباداني.
قال عَمْرو بْن علي: أبان بْن أَبي عياش: هو أبان بْن فيروز، مولى لأنس مولى لعبد القيس، متروك الحديث، وهو رجل صالح، يكنى بأبي إسماعيل.
وَقَال في موضع آخر: كان يحيى وعبد الرحمن، لا يحدثان عَنه.
وَقَال عثمان بْن أَبي شَيْبَة وغيره، عَن عَبد الله بْن إدريس: قلت لشعبة: ما قولك في مهدي بْن ميمون؟ قال: ثقة. قلت: فإنه حدثني عَن سلم العلوي: أنه رأى أبان بْن أَبي عياش، يكتب عَند أنس، قال: سلم العلوي الذي كان يرى الهلال قبل الناس بليلتين!
وَقَال مُحَمَّد بْن موسى الحرشي، وعبد الرحمن بْن المبارك(2/20)
العيشي، عَن حماد بْن زيد، قلت لسلم العلوي: حدثني، قال: يا بني عليك بأبان، فإني قد رأيته يكتب بالليل عَند أنس بْن مالك عَند السراج.
زاد العيشي، عَن حماد قال: فذكرت ذلك لأيوب (1) ، فَقَالَ: ما زال نعرفه بالخير منذ كان.
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل عَن أبيه: قال عباد بْن عباد المهلبي: أتيت شعبة، أنا وحماد بْن زيد، فكلماه في أبان بْن أَبي عياش فقالا له: يا أبا بسطام، تمسك عَنه؟ ! فلقيهم بعد ذلك. فَقَالَ: ما أراني يسعَني السكوت عَنه.
وَقَال عَبد الله بْن أحمد أيضا، عَن أبيه: أبان بْن أَبي عياش، متروك الحديث، ترك الناس حديثه منذ دهر من الدهر، كان وكيع إذا أتى على حديثه يقول: رجل، ولا يسميه استضعافا له.
وَقَال أبو طالب أحمد بْن حميد: سمعت أَحْمَد بْن حنبل يقول: لا يكتب عَن أبان بْن أَبي عياش. قلت: كان له هوى؟ قال: كان منكر الحديث.
وَقَال معاوية بْن صالح، عَن يحيى بْن مَعِين: ضعيف.
وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي خيثمة، عَن يحيى: ليس حديثه بشيءٍ.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ، عَن يحيى: قال لي عفان: قال لي أبو عوانة: جمعت أحاديث الحسن عن الناس، ثم أتيت بها أبان ابن أَبي عياش، فحدثني بها، قال يحيى: وأبان متروك الحديث (2) .
__________
(1) يعني السختياني.
(2) انظر تاريخ يحيى برواية الدوري: 2 / 5 - 6(2/21)
وقَال البُخارِيُّ (1) ، عَن يحيى بْن مَعِين، عَن عفان، عَن أبي عوانة: لما مات الحسن، اشتهيت كلامه، فجمعته (2) من أصحاب الحسن، فأتيت أبان بْن أَبي عياش، فقرأه علي عَن الحسن، فما أستحل أن أروي عَنه شيئا.
وَقَال عَبد الله بْن أحمد عَن أبيه، عَن عفان: أول من أهلك أبان بْن أَبي عياش: أبو عوانة، جمع حديث الحسن، عامته، فجاء به إلى أبان، فقرأه عليه.
وَقَال أبو حاتم الرازي (3) : متروك الحديث، وكان رجلا صالحا، ولكنه بلي بسوء الحفظ.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حاتم (4) : سئل أبو زُرْعَة عَنه فَقَالَ: ترك حديثه ولم يقرأ علينا حديثه، فقيل له: كان يتعمد الكذب؟ قال: لا، كان يسمع الحديث من أنس ومن شهر (5) ومن الحسن، فلا يميز بينهم.
وقَال البُخارِيُّ (6) : ان شعبة سيئ الرأي فيه.
وَقَال النَّسَائي (7) : متروك الحديث.
وَقَال في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.
وَقَال أبو أحمد بْن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وهو
__________
(1) تاريخه الكبير: 1 / 1 / 454
(2) في الاصل: جمعت". وفي الحاشية (كذا فجمعته) وهو الصواب الذي في تاريخ البخاري، فأثبتناه.
(3) انظر كتاب ولده عبد الرحمن: 1 / 1 / 296
(4) المصدر السابق.
(5) في الجرح والتعديل: شهر بن حوشب.
(6) تاريخه الكبير: 1 / 1 / 454.
(7) الضعفاء للنسائي: 251.(2/22)
بين الأمر في الضعف، وقد حدث عَنه الثوري، ومعمر، وابن جُرَيْج، وإسرائيل، وحماد بْن سلمة وغيرهم، وأرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب إلا أنه يشبه عليه، ويغلط، وعامة ما أتى أبان من جهة الرواة، لا من جهته، لأنه روى عنه قوم مجهولون، لما أنه فيه ضعيف، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق، كما قال شعبة.
وَقَال إسحاق بْن أَبي إسرائيل، عَن سفيان بْن عُيَيْنَة: كان مالك بْن دينار يقول: كان أبان بن أَبي عياش طاووس القراء (1) .
روى له أبو داود حديثا واحدا مقرونا بقتادة، عَن خليد العصري عَن أبي الدرداء: خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس..الحديث (2) . وهو في
__________
(1) وَقَال ابن حبان في "المجروحين: 1 / 96": وكان من العباد الذي يسهر الليل بالقيام ويطوي النهار بالصيام، سمع عن أنس بن مالك أحاديث وجالس الحسن فكان يسمع كلامه، ويحفظه، فإذا حدث ربما جعل كلام الحسن الذي سمعه من قوله، عن أَنَسٍ عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، وهو لا يعلم، ولعله روى عن أنس أكثر من ألف وخمس مئة حديث ما لكبير شيء منها أصل يرجع إليه". وأورد ابن حبان من الاشياء التي سمعها من الحسن فجعلها عن أنس (1 / 97) . وقد كثر القول في اتهام أبان بن أَبي عياش وما أورد منه المؤلف فيه كفاية فإن أردت زيادة فعليك بالكامل لابن عدي (2 / الورقة: 183 - 190) وميزان الذهبي (1 / 10 / 15) فقد أطالا القول فيه، وراجع ديوان الضعفاء، الورقة: 7، وسؤالات الدارقطني، الورقة: 14، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 43، وتهذيب ابن حجر: 1 / 99 - 101 وغيرها.
ولم يذكر المزي وفاته، وذكر الذهبي في (الميزان) أنه بقي بعد الاربعين ومئة (1 / 14) ، وَقَال ابن حجر: وروينا في الجزء الثاني من حديث الفاكهي عن ابن أَبي مسرة أنه سمع يعقوب ابن إسحاق ابن بنت حميد الطويل يقول: مات أبان بن أَبي عياش في أول رجب سنة 138، وكذا ذكره القراب في تاريخه.
(2) رقم (429) في الصلاة: باب في المحافظة على الصلوات من طريق محمد بن عَبد الرحمن العنبري، عن عُبَيد الله بن عَبد المجيد، عن عِمْران بن داور القطان، عن أبان وقتادة، كلاهما عن خليد، عَن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة: من حافظ على =(2/23)
رواية أبي سَعِيد ابن الأعرابي، عَن ابن الرواس (1) عَن أبي داود.
143 - خ م د ت س: أبان بن يزيد العطار، أبو يزيد البَصْرِيّ
رَوَى عَن: بديل بْن ميسرة (د ت س) ، والحسن البَصْرِيّ، وعاصم بْن بهدلة (د سي) ، وعامر بْن عَبْد الواحد الأحول (ر) ، وعَبد المَلِك بْن حبيب أبي عِمْران الجوني (خت م) ، وعُبَيد الله بْن حميد بْن عَبْد الرحمن الحميري (د) ، وعُبَيد الله بْن عُمَر العُمَري (د) ، وعَمْرو بْن دينار (مد) ، وغيلان بْن جرير (م) ، وقتادة بْن دعامة (خ م د ت س) ، وكثير بْن شنظير، ومالك بْن دينار (خت) ، ومطر الوراق، ومَعْمَر بْن راشِد (د) وهو من أقرانه، وهشام بْن عروة (خت) ، ويحيى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ (س) ، ويحيى بْن أَبي كثير (خت م د ت س) .
رَوَى عَنه: إبراهيم بْن الحجاج السامي، وبشر بْن عُمَر الزهراني (د ت) ، وحبان بْن هلال (م س) ، وسلم بْن إبراهيم الوراق، وأبو داود سُلَيْمان بْن داود الطيالسي (م د ت) ، وسهل بْن بكار، وشيبان بْن فروخ، وعبد الله بْن سوار (2) العَنبري، وعبد الله بْن المبارك (س) ، وعبد الصمد بْن عبد الوارث (م سي) ، وعُبَيد الله بْن موسى، وعفان بْن مسلم (م تم) ، ومحمد بْن أبان الواسطي، ومسلم بْن إبراهيم (خ م د تم س) ، والمغيرة بْن سلمة أبو هشام المخزومي (س) ، وموسى ابن إسماعيل (خت د ت) ، وهارون بن مسلم العجلي الحنائي،
__________
= الصلوات الخمس عَلَى وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن، وصام رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا، وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه، وأدى الامانة"وسنده حسن (ش)
(1) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف نصه: ابن الرواس هذا اسمه محمد بن عبد الملك.
(2) سوار: بتشديد الواو، وسيأتي.(2/24)
وهدبة بْن خالد، وأبو الوليد هشام بْن عَبد المَلِك الطيالسي، ووكيع بْن الجراح (ت) ، ويحيى بْن سَعِيد القطان، ويزيد بْن هارون (م د) ، وأبو سَعِيد مولى بني هاشم (ر) .
قال صَالِح بْن أَحْمَد بْن حنبل عَن أبيه: ثبت في كل المشايخ.
وَقَال أبو بكر بْن أَبي خيثمة عَن يحيى بْن مَعِين،: ثقة، كان يحيى بْن سَعِيد يروي عَنه، وكان أحب إليه من همام، وهمام أحب إلي.
وَقَال النَّسَائي: ثقة (1) .
__________
(1) وثقه أبو حفص ابن شاهين ونقل عن الإمام أحمد قوله فيه: هو أثبت من عِمْران القطان" (ثقات ابن شاهين، الورقة: 10) ، وَقَال العجلي في كتاب "الثقات" تأليفه: وبصري ثقة، وكان يرى القدر ولا يتكلم فيه""ترتيب ثقات العجلي، الورقة: 2"، ووثقه ابن حبان البستي وخرج هو وابن خزيمة وأبو عوانة حديثه في صحاحهم، وخرج الحاكم حديثه في "المستدرك". وفي رواية عباس الدوري لتاريخ يحيى بن مَعِين: كان يحيى بن سَعِيد يروي عن أبان بن يزيد العطار، ومات وهو يروي عنه، وكان لا يروي عن همام، وكان همام عندنا أفضل من أبان بن يزيد (ص: 6) ، قال بشار: ورأي يحيى في أبان وتفضيل همام عليه جاء من حديث محمود بن عَمْرو عن أسماء الذي يرويه أبان بن يزيد والذي قال عنه يحيى: ليس بشيءٍ، إنما هو محمود عَن أبي هُرَيْرة، موقوف (تاريخ يحيى برواية الدوري: 6) ، ولكن أبن هذا من قول الكديمي: سمعت عليا يقول: سمعت يحيى بن سَعِيد يقول: لا أروي عن أبان العطار"الميزان: 1 / 16"فالكديمي ليس بمعتمد. وقد ذكره ابن عدي في (الكامل 2 / الورقة 193 - 194) وأورد من غرائبه: عن قتادة، عَن أبي مجلز، عن حذيفة: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس وسط الحلقة"، لكن تابعه شعبة وصححه التِّرْمِذِيّ. ثم قال ابن عدي: هو حسن الحديث متماسك، يكتب حديثه، وعامتها مستقيمة، وأرجو أنه من أهل الصدق، قال الإمام الذهبي في "الميزان": بل هو ثقة حجة، ناهيك أن أحمد بن حنبل ذكره فقال: كان ثبتا في كل المشايخ، وَقَال ابن مَعِين والنَّسَائي: ثقة. وقد أورده أيضا العلامة أبو الفرج ابن الجوزي في "الضعفاء"، ولم يذكر فيه أقوال من وثقه، وهذا من عيوب كتابه، يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق، ولولا أن ابن عدي وابن الجوزي ذكرا أبان بن يزيد لما أورده أصلا" (1 / 16) ونقل ابن حجر قول الذهبي في التهذيب من غير إشارة له، فكأنه من كلامه! ثم أورده الإمام الذهبي =(2/25)
روى له الجماعة (1) ، سوى ابْن ماجة.
__________
= في كتابه النافع"من تكلم فيه وهو موثق"ورد على من تكلم فيه وَقَال: ثقة لينه بعضهم بلا حجة" (الورقة: 1) . قال بشار أيضا: ولم يذكر المزي وفاته ولا استدركها عليه مغلطاي ولا ابن حجر، وَقَال إمام المؤرخين الذهبي في "التذهيب": توفي سنة بضع وستين ومئة (1 / الورقة: 32) وتابعه الصلاح الصفدي فقال: توفي في عشر الستين ومئة (الوافي: 5 / 301) وإنما قال الصفدي ذلك لان الذهبي ذكره في الطبقة السابعة عشرة من"تاريخ الاسلام.
(1) جاء في حاشية نسخة الاصل قول للمزي: البخاري: حديث أنس"لا يغرس مسلم غرسا، وَقَال لنا مسلم: حَدَّثَنَا إبان". قال بشار: إنما قال المزي هذه المقالة وكتب هذه الحاشية ليبين أن البخاري روى له في الصحيح بعد ذلك قوله: روى له الجماعة". وهذا الحديث أورده البخاري في المزارعة، قال: حَدَّثَنَا قتيبة بن سَعِيد، حَدَّثَنَا أبو عوانة (ح) وحدثني عبد الرحمن بن المبارك، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير، أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة". وَقَال لنا مسلم: حَدَّثَنَا أبان، حَدَّثَنَا قتادة، حَدَّثَنَا أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم (الصحيح: 3 / 135 من طبعة الشعب) .
وقد اعترض العلامة مغلطاي على ذلك - وأخذ قوله ابن حجر في "التهذيب"فقال: لم يذكره أحد ممن صنف في رجال البخاري من القدماء، ولم أر له عنده إلا أحاديث معلقة في "الصحيح"سوى موضع في المزارعة فقال فيه البخاري: قال لنا مسلم بن إبراهيم (كذا) حَدَّثَنَا أبان فذكر حديثًا، فإن كان هذا موصولا فكان ينبغي للمزي أن يرقم لحماد بن سلمة رقم البخاري في الوصل لا في التعليق فإن البخاري قال في الرقاق: قال لنا أبو الوليد: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة فذكر حديثًا" (1 / 101) . والحق مع مغلطاي وابن حجر وهو اعتراض جيد فلم يرقم المزي لحماد بن سلمة رقم البخاري في الوصل حينما ترجم له وكان يتعين عليه توحيد موقفه. وقد ذكر ابن القيسراني أبان بن يزيد مما انفرد به مسلم عن البخاري"الجمع: 1 / 42"وانظر أيضا التاريخ الكبير للبخاري: 1 / 1 / 454 والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 299، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة: 14، والكاشف:: 1 / 75، والتذكرة: 1 / 201، وديوان الضعفاء، الورقة: 7. الثلاثة للذهبي.(2/26)
من اسمه إبراهيم
144 - بخ ت: إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر العجلي (1) ، وقيل: التميمي (2) ، أبو إسحاق البلخي الزاهد، سكن الشام.
رَوَى عَن: أبان بْن أَبي عياش، وإبراهيم بْن ميمون الصائغ، وأبيه أدهم بْن منصور البلخي، وسَعِيد بْن المرزبان أبي سَعِيد البقال، وسفيان الثوري، وسُلَيْمان الأعمش، وشعبة بْن الحجاج، وعباد بْن كثير الثقفي، وعبد الله بْن شوذب، وعبد الرحمن بْن عَمْرو الأَوزاعِيّ، وعُبَيد الله بْن عُمَر العُمَري، وعطاء بْن عجلان، وأبي إسحاق عَمْرو بْن عَبد الله السبيعي، وفروة بْن مجاهد اللخمي، ومالك ابن دينار، ومحمد بْن زياد الجمحي، ومحمد بْن عجلان، وأبي جعفر مُحَمَّد بْن علي بْن الحسين بْن علي بْن أَبي طالب، ومحمد بْن الوليد الزبيدي، ومقاتل بْن حيان النبطي (ت) ، ومنصور بن المعتمر،
__________
(1) الذي قال بهذه الرواية هو يحيى بن مَعِين (تاريخه: 6)
(2) قال بها قتيبة.(2/27)
وموسى بْن عقبة، وموسى بْن يزيد البَصْرِيّ، ونهاس بْن قهم (1) ، وهشام بْن حسان، ويحيى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ، ويزيد بْن أبان الرقاشي، وأبي بكر بْن أسماء، وأبي عَبد الله الخراساني، وأبي عيسى المروزي.
رَوَى عَنه: خادمه إبراهيم (2) بْن بشار الخراساني الطويل، وأَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفزاري، وأشعث بْن شعبة المصيصي، وبقية بْن الوليد (ت) ، وخازم بْن جبلة بْن أَبي نضرة، وخلف بْن تميم، وداود بْن عجلان، وسعد بْن شبل، وسفيان الثوري وهو من أقرانه، وسلمة بْن كلثوم، وسهل بْن هاشم البيروتي، وأبو حيوة شريح بْن يزيد الحمصي، وشقيق بْن إبراهيم البلخي، وضمرة بْن ربيعة، وعبد الرحمن بْن الضحاك الحمصي، وعبد الرحمن بْن عَمْرو الأَوزاعِيّ وهو أكبر منه، وعتبة بْن السكن الفزاري، وعُمَر بْن حفص العسقلاني، وعيسى بْن خازم، وفضالة بْن حصين الضبي، وقطن بْن صالح الدمشقي أحد الضعفاء (3) ، ومحمد بْن حمير السليحي، ومفضل بْن يونس الكوفي.
قال النَّسَائي: ثقة مأمون أحد الزهاد.
وَقَال أبو عَبْد الرحمن السلمي النيسابوري (4) : سألت الدارقطني عَنه، فَقَالَ: إذا روى عنه ثقة، فهو صحيح الحديث.
__________
(1) نهاس: بفتح النون وتشديد الهاء وفي آخره السين المهملة.
وقهم: بفتح القاف وسكون الهاء، وهو بصري ضعيف سيأتي ذكره.
(2) انظر تاريخ الخطيب: 6 / 47.
(3) بل أحد الكذابين (الميزان: 3 / 391) .
(4) لم أجده في ترجمته من طبقات الصوفية والظاهر أنه نقله من تاريخه المفقود.(2/28)
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ عَن يحيى بْن مَعِين (1) : إبراهيم بْن أدهم، رجل من العرب من بني عجل.
وقَال البُخارِيُّ (2) : قال لي قتيبة: هو تميمي كان بالكوفة، ويُقال له (3) : العجلي، كان بالشام.
وَقَال المفضل بْن غسان الغلابي: أخبرني أبو مُحَمَّد اليمامي: أن إبراهيم بْن أدهم خرج مع جهضم من خراسان، هرب من أبي مسلم (4) .فنزل الثغور وهو رجل من بني عجل.
وَقَال يعقوب بْن سفيان (5) إبراهيم بْن أدهم عربي كان ينزل خراسان (6) ، فتحول إلى الشام (7) ، وهو من الخيار الأفاضل.
وَقَال أبو زُرْعَة الدمشقي في ذكر نفر أهل فضل وزهد: منهم إبراهيم بْن أدهم.
وَقَال أبو عَبْد الله بْن منده الحافظ: إبراهيم بْن أدهم بن منصور بن يزيد بْن جابر بْن ثعلبة بْن سعد بْن حلام بْن غزية بن أسامة بن ربيعة ابن ضبيعة بْن عجل بْن لجيم. نسبه إبراهيم بْن يعقوب عَن مُحَمَّد بْن كناسة.
وروي عَن إِبْرَاهِيم بْن شماس قال: سمعت الفضل بن موسى
__________
(1) انظر تاريخه برواية عباس: 2 / 6
(2) تاريخه الكبير: 1 / 1 / 273
(3) له، ليست في تاريخ البخاري.
(4) في هامش الاصل تعليق للمؤلف: هو أبو مسلم عَبْد الرحمن بْن مسلم صاحب الدولة"، قلت: هو المعروف بالخراساني الذي قتله المنصور فاستقامت دولته بقتله.
(5) المعرفة والتاريخ: 2 / 455
(6) في المطبوع من المعرفة والتاريخ: بخراسان"وما هنا أحسن.
(7) في المطبوع من المعرفة والتاريخ: الليث"ولا معنى لها، والظاهر أنها مصحفة.(2/29)
يقول: حج أدهم أبو إبراهيم بأم إبراهيم بْن أدهم وكانت به حبلى، فولدت إبراهيم بمكة، فجعلت تطوف به على الخلق في المسجد وتقول: ادعوا لابني أن يجعله الله رجلا صالحا.
وَقَال الأستاذ أبو القاسم القشيري في "الرسالة" (1) : ومنهم أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور من كورة بلخ. كان من أبناء الملوك، فخرج يوما متصيدا وأثار (2) ثعلبا أو أرنبا وهو في طلبه، فهتف به هاتف: ألهذا خلقت؟ أم بهذا أمرت؟ ثم هتف به (3) من قربوس (4) سرجه: والله ما لهذا خلقت، ولا بهذا أمرت، فنزل عَن دابته، وصادف راعيا لأبيه، فأخذ جبة للراعي من الصوف، فلبسها (5) وأعطاه فرسه وما معه، ثم إنه دخل البادية، ثم دخل مكة، وصحب بها سفيان الثوري، والفضيل بْن عياض، ودخل الشام ومات بها. وكان يأكل من عمل يده مثل: الحصاد، وحفظ البساتين وغير ذلك، وإنه رأى في البادية رجلا علمه اسم الله الأعظم، فدعا به بعده، فرأى الخضر عليه السلام، وَقَال (6) : إنما علمك أخي داود اسم الله الأعظم. أخبرني (7) بذلك الشيخ أبو عَبْد الرحمن السلمي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الخشاب، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بْن مُحَمَّد المِصْرِي، حدثني (8) أبو سَعِيد (9) الخزاز، حَدَّثَنَا إبراهيم بن بشار
__________
(1) 1 / 63 وهو أول المترجمين فيها (طبعة الدكتور عبد الحليم محمود) (2) الرسالة: فأثار
(3) الرسالة: ثم هتف به أيضا.
(4) القربوس - بفتح القاف والراء - حنو السرج أي: قسمه المقوس المرتفع من قدام المقعد ومن مؤخره.
(5) الرسالة: ولبسها.
(6) الرسالة: وَقَال له.
(7) الرسالة: أخبرنا
(8) الرسالة: حَدَّثَنَا.
(9) في حاشية الاصل تعليق للمؤلف نصه: اسم أبي سَعِيد هذا: أحمد بن عيسى من كبار =(2/30)
قال: صحبت إِبْرَاهِيم بْن أدهم فقلت: خبرني عَن بدء أمرك؟ فذكر هذا (1) .
وكان إبراهيم أن دهم كبير الشأن في باب الورع، يحكى عَنه أنه
قال: أطب مطعمك ولا عليك (2) أن لا تقوم بالليل، ولا تصوم بالنهار.
وقيل: كان عامة دعائه: اللهم انقلني من ذل معصيتك، إلى عز طاعتك (3) .
وَقَال وريزة (4) بْن مُحَمَّد الغساني، عَن المُسَيَّب بْن واضح: سمعت أبا عتبة (5) الخواص يقول: سمعت إِبْرَاهِيم بْن أدهم يقول: من أراد التوبة فليخرج من المظالم، وليدع مخالطة من كان يخالط، وإلا لم ينل ما يريد.
وَقَال النَّسَائي عَن علي بْن مُحَمَّد بْن علي: سمعت خلفاً، يعني ابن تميم، قال: سمعت إِبْرَاهِيم بْن أدهم يقول: رآني ابن عجلان فاستقبل القبلة ساجدا ثم قال: تدري لم سجدت؟ شكرا لله حين رأيتك!
__________
= مشايخ الصوفية". قال بشار: وهو بغدادي، قيل: إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء، وتوفي سنة 279. تاريخ الخطيب: 4 / 276 - 278، والرسالة القشيرية: 1 / 161، والحلية لابي نعيم: 1 / 246 - 249، والمنتظم 5 / 105، والبداية لابن كثير: 11 / 58 وغيرها.
(1) انظر طبقات الصوفية: 29 - 31 وفي الرواية هناك اختلاف يسير.
(2) الرسالة: ولا حرج عليك.
(3) الرسالة: 1 / 65
(4) قال الإمام الذهبي في "المُشْتَبِه": وبراء ثم زاي: وريزة بن محمد الغساني، حدث بدمشق قبل سنة 300" (ص: 661) وراجع توضيح المشتبه لابن ناصر الدين: 3 / الورقة: 88.
(5) جاء في حاشية الاصل من قول المؤلف: اسم أبي عتبة هذا عباد بن عباد". قال بشار: والخواص اسم لمن ينسج الخوص، وأبو عتبة هذا أصله من فارس وسكن أرسوف من فلسطين، وكان ممن غلب عليه التقشف والعبادة حتى غفل عن الحفظ والاتقان، فكان يأتي بالشئ على حسب التوهم حتى كثرت المناكير في روايته على قلتها، فتركه الجهابذة (انظر أنساب السمعاني: 5 / 219) .(2/31)
وروي عَن أبي حاتم الرازي، قال: سمعت أبا نعيم يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: إِبْرَاهِيم بْن أدهم كان يشبه إِبْرَاهِيم خليل الرحمن، ولو كان في أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ، لكان رجلا فاضلا.
وَقَال أبو يعقوب الأذرعي عَن سُلَيْمان بْن أيوب، عَن شيخ له قال: سمعت عَبْد الرحمن بْن مهدي يقول: قلت لابن المبارك: إبراهيم بن أدهم ممن سمع؟ فَقَالَ: لقد سمع من الناس، ولكن له فضل في نفسه، صاحب سرائر، وما رأيته يظهر تسبيحا ولا شيئا من الخير، ولا أكل مع قوم طعاما قط إلا كان آخر من يرفع يديه من الطعام.
وَقَال عَبد الله بْن خبيق عَن خلف بْن تميم: سمعت أبا الأَحوص يقول: رأيت من بكر بْن وائل خمسة ما رأيت مثلهم قط: إِبْرَاهِيم بْن أدهم، ويوسف بْن أسباط، وحذيفة المرعشي، ونعيما (1) العجلي، وأبا يونس (2) القوي (3) .
وَقَال يحيى بْن أَبي طالب: سمعت بشر بْن الحارث يقول: ما أعرف عالما إلا وقد أكل بدينه، إلا أربعة: وهيب بن الورد، وإبراهيم ابن أدهم، ويوسف بْن أسباط، وسُلَيْمان الخواص.
وَقَال أبو يَعْلَى الموصلي عَن عَبْد الصمد بْن يزيد مردويه الصائغ:
__________
(1) في طبقات الصوفية للسلمي: وهشيم العجلي"، وَقَال المحقق في الحاشية: هشيم ابن بشير بن أَبي خازم أبو معاوية السلمي الواسطي، ولد سنة أربع مئة ومات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومئة تاريخ بغداد 14 / 85 - 94"فلا النص صحيح ولا الذي ذكره في التعليق هو المقصود، فهذا الرجل لم يكن عجليا، تأمل!.
(2) في الحاشية تعليق للمؤلف نصه: أبو يونس اسمه الحسن بن يزيد". قال بشار: سيأتي ذكره، وقيل له: القوي: لقوته على العبادة.
(3) ذكر هذه الرواية أبو عبد الرحمن السلمي في (طبقات الصوفية: 36 - 37) بالإسناد المذكور، وهو بحذف"من بكر بن وائل"(2/32)
سمعت شقيق بْن إِبْرَاهِيم البلخي يقول: لقيت إِبْرَاهِيم بْن أدهم في بلاد الشام، فقلت: يا إِبْرَاهِيم، تركت خراسان؟ فَقَالَ: ما تهنيت بالعيش إلا في بلاد الشام، أفر بديني من شاهق إلى شاهق، فمن رآني يقول: موسوس، ومن رآني يقول: حمال. ثم قال: يا شقيق لم ينبل عَندنا من نبل بالحج، ولا بالجهاد. وإنما نبل عَندنا من نبل من كان يعقل ما يدخل جوفة، يعَني الرغيفين - من حله، ثم قال: يا شقيق ماذا أنعم الله على الفقراء، لا يسألهم يوم القيامة عَن زكاة، ولا عَن حج، ولا عَن جهاد، ولا عَن صلة رحم، إنما يسأل عَن هذا هؤلاء المساكين، يعَني الأغنياء -.
وَقَال أَحْمَد بْن مروان الدينوري: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق قال: سمعت أبي يقول: سمعت خلف بْن تميم يقول: سألت إِبْرَاهِيم بْن أدهم: منذ كم قدمت الشام؟ قال: منذ أربع وعشرين سنة، وما جئت لرباط، ولا لجهاد، فقلت: لم جئت؟ قال: جئت أشبع من خبز الحلال.
وَقَال مُحَمَّد بْن الحسين البرجلاني، عَن مسكين بْن عُبَيد الصوفي: حدثني المتوكل بْن حسين العابد قال: قال إِبْرَاهِيم بْن أدهم: الزهد ثلاثة أصناف: فزهد فرض، وزهد فضل، وزهد سلامة، فالزهد الفرض: الزهد في الحرام، والزهد الفضل: الزهد في الحلال، والزهد السلامة: الزهد في الشبهات.
وَقَال قال إِبْرَاهِيم بْن أدهم: الحزن حزنان: حزن لك، وحزن عليك، فالحزن الذي هو لك: حزنك على الآخرة وخيرها، والحزن الذي هو عليك: حزنك على الدنيا وزينتها.
وَقَال علي بْن الحسن بْن أَبي مريم عَن خلف بْن تميم: حَدَّثَنَا أبو إسحاق الفزاري قال: كان إِبْرَاهِيم بْن أدهم يطيل السكوت، فإذا(2/33)
تكلم ربما انبسط، فأطال ذات يوم السكوت، فقلت له: لو تكلمت؟ فَقَالَ: الكلام على أربعة وجوه: فمن الكلام كلام ترجو منفعته وتخشى عاقبته، فالفضل في هذا السلامة منه. ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ولا تخشى عاقبته، فأقل ما لك في تركه خفة المؤونة على بدنك ولسانك.
ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ولا تأمن عاقبته، فهذا قد كفى العاقل مؤونته. ومن الكلام كلام ترجو منفعته وتأمن عاقبته، فهذا الذي يجب عليك نشره. قال خلف: فقلت لأبي إسحاق: أراه قد أسقط ثلاثة أرباع الكلام! قال: نعم.
وَقَال أحمد بْن علي المخرمي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو، عَن عَبد الله بْن السندي الخراساني، قال: قال إِبْرَاهِيم بْن أدهم: أعربنا في الكلام فلم نلحن، ولحنا في الأعمال فلم نعرب.
وَقَال مُحَمَّد بْن عقيل البلخي: سمعت سُلَيْمان بْن الربيع يقول: سمعت بشر بْن الحارث عَن يحيى بْن يمان (1) قال: كان سفيان إذا رأى
إِبْرَاهِيم بْن أدهم، تحرز في كلامه.
أَخْبَرَنَا أبو إسحاق إِبْرَاهِيم (2) بْن علي بْن أحمد بْن فضل الواسطي وغيره، عَن أبي الفضل عَبْد السلام (3) بْن عَبد الله بْن أحمد بن بكران
__________
(1) غير منقوطة في أصل المؤلف، وفي (د) : ثمان"ولا عبرة به، فهو العجلي وسيأتي في موضعه.
(2) هو الإمام القدوة الشيخ الإمام أبو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن علي بْن أحمد بْن فضل الواسطي الاصل الصالحي الحنبلي"602 - 692 هـ"أطنب الإمام الذهبي في مدحه، وَقَال: قال شيخنا أَبُو عَبد اللَّه بن الزملكاني ومن خطه نقلت، قال: كان كبير القدر له وقع في القلوب وجلالة.
قال: وكان داعية إلى عقيدة أهل السنة والسلف الصالح مثابرا على السعي في هداية من يرى فيه زيغا عنها"معجم الشيوخ: 1 / الورقة: 29) .
(3) توفي سنة 628 عن ست وثمانين سنة وهو منسوب إلى الداهرية قرية من سواد بغداد (معجم البلدان: 2 / 542، وتاريخ ابن الدبيثي، الورقة: 143 باريس 5922، وتكملة المنذري، الترجمة: 2332، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 71 من مجلد أيا صوفيا 3012) .(2/34)
الداهري عَن أبي الوقت عَبْد الأول بْن عيسى (1) ، عَن أبي صاعد يَعْلَى بْن هبة الله الفضيلي، عَن أبي مُحَمَّد بْن أَبي شريح الأَنْصارِيّ، عَن مُحَمَّد بْن عقيل بْن الأَزْهَر البلخي، قال: حَدَّثَنَا عَبْد الصمد بْن الفضل قال: سمعت منصور بْن مجاهد والد مُحَمَّد بْن منصور جارنا، يقول: سمعت رشيد بْن سعد يقول: سمعت إِبْرَاهِيم بْن أدهم يقول: أعز الأشياء في آخر الزمان ثلاثة،: أخ في الله يؤنس به، وكسب درهم من حلال، وكلمة حق عَند سلطان.
وبه (2) قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إبراهيم، حَدَّثَنَا أبوصالح، يعَني: محبوب بْن موسى - أَخْبَرَنَا علي بن بكار قال: كان إِبْرَاهِيم بْن أدهم جالسا معَنا عَند المسجد إذ أقبل رجل أحمر مربوع عليه أثر سفر، حتى وقف علينا، فَقَالَ: أيكم إِبْرَاهِيم بْن أدهم؟ فإما قال القوم: هذا، وإما قال إِبْرَاهِيم: أنا فقام إليه إِبْرَاهِيم فأخذ بيده فنحاه، قال: أي شيء أردت؟ قال: أنا غلامك، بعثني إخوتك إليك، ومعي عشرة آلاف وفرس وبغلة. فَقَالَ له إِبْرَاهِيم: إن كنت صادقا فأنت حر، وما معك لك، اذهب اذهب لا تخبر أحدا.
وبه (2) : قال: حَدَّثَنَا أبو حامد أحمد بْن يعقوب: حَدَّثَنَا الترجماني، حَدَّثَنَا بقية بْن الوليد قال: قلت لإبراهيم بْن أدهم: أكنيك أم أدعوك باسمك؟ قال: إن كنيتني قبلت منك، وإن دعوتني باسمي فهو أحب إلي. قال: فمدحته - أو قال: أثنيت عليه، أنا أشك، قال: ففطن، فَقَالَ: لروعة يروع صاحب عيال، أفضل مما أنا فيه. قال: قلت له: أوصني. قال: كن ذنبا ولا تكن رأسا، فإن الرأس يهلك، ويسلم الذنب.
__________
(1) يعني السجزي المحدث المشهور أعظم رواة الجامع الصحيح للبخاري في القرن السادس الهجري.
(2) يعني بإسناد المؤلف المتقدم عَن أبي إسحاق الواسطي.(2/35)
وَقَال أبو صالح الفراء، عَن شعيب بْن حرب: دخل إِبْرَاهِيم بْن أدهم على بعض هؤلاء الولاة. فَقَالَ له: من أين معيشتك؟ قال إِبْرَاهِيم:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا • فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
قال: فَقَالَ الوالي: أخرجوه فقد استقتل!
وَقَال أحمد بْن مروان الدينوري: حَدَّثَنَا أحمد بْن عباد التميمي، حَدَّثَنَا ابْن خبيق، عَن خلف بْن تميم قال: سمعت إِبْرَاهِيم بْن أدهم ينشد:
أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا • ولا أراهم رضوا في العيش بالدون
فاستغن بالله عَن دنيا الملوك كما • استغنى الملوك بدنياهم عَن الدين
وَقَال أبو العباس أحمد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن هارون البردعي: حَدَّثَنَا عَبد الله بْن الحسين الأزدي، حَدَّثَنَا أبو حفص النَّسَائي، حدثني مُحَمَّد بْن الحسين، عَن أبي إسحاق الأنطاكي، حدثني أبو عَبْد الله الجوزجاني، رفيق إِبْرَاهِيم بْن أدهم قال: غزا إِبْرَاهِيم بْن أدهم في البحر مع أصحابه، فقدم أصحابنا، فأخبروني عَن إِبْرَاهِيم بْن أدهم عَن الليلة التي مات فيها، اختلف خمسا أو ستا وعشرين مرة إلى الخلاء، كل ذلك يجدد الوضوء للصلاة، فلما أحس بالموت قال: أوتروا لي قوسي. وقبض على قوسه فقبض الله روحه والقوس في يده، قال: فدفناه في بعض جزائر البحر في بلاد الروم.
وَقَال عَبْد الوهاب الميداني: قرأت على ظهر الجزء الثاني من"زهد إِبْرَاهِيم"لأبي العباس البردعي: قال مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري:(2/36)
مات إِبْرَاهِيم بْن أدهم سنة إحدى وستين ومئة. ودفن بسوقين، حصن ببلاد الروم (1) .
وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن مندة: قال أبو داود سُلَيْمان بْن الأشعث: سمعت أبا توبة الربيع بْن نافع يقول: مات إِبْرَاهِيم بْن أدهم سنة اثنتين وستين ومئة، ودفن على ساحل البحر.
وَقَال أبو سَعِيد بْن يونس: إِبْرَاهِيم بْن أدهم العجلي، كوفي قدم مصر زائرا لرشدين بْن سعد، حفظ عنه. مات سنة اثنتين وستين ومئة، وقيل: سنة ثلاث (2) .
__________
(1) قال ياقوت في (سوقين) من معجم البلدان: قال مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري: مات إِبْرَاهِيم بْن أدهم سنة 161 ودفن بسوقين حصن ببلاد الروم، قال ابن عساكر: كذا قال، والمحفوظ أنه مات سنة 162. َقَال غيره: مات بجزيرة من جزائر البحر غازيا" (3 / 196) . وَقَال العلامة مغلطاي: وفي قول المزي (قال الْبُخَارِيّ مات سنة إحدى وستين) نظر، لاني لم أر لوفاته ذكرا في تواريخ البخاري الثلاثة ولا أعلم له شيئا يذكر فيه وفاة ومولدا إلا فيها. وأيضا فالمزي إنما نقله عن ابن عساكر، وابن عساكر نقله من كتابة على ظهر جزء، ولم يقل بخط من ذاك ولا من قاله عن البخاري."
(2) اعتبر الحافظ ابن حجر هذا الذي ذكره ابن يونس شخصا آخر اعتمادا على المنتظم لابن الجوزي فذكره تمييزا، قال: تمييز - إبراهيم بن أدهم الكوفي. رأيت في المنتظم لابن الجوزي أنه غير الزاهد، وأنه كوفي قدم مصر زائرا الرشدين بن سعد، وحفظ عنه، ومات سنة (162) . قال بشار: انتبه المزي إلى وجود"إبراهيم بن أدهم"دخل مصر زائرا لرشدين بن سعد، وهذه هي رواية ابن يونس في "تاريخ الغرباء"وقد أشار ابن يونس إلى أنه كان عجليا، ونقل المزي عن يحيى بن مَعِين قبل قليل أن الرجل كان من بني عجل، لذا أرى أنهما واحد ولا معنى لاستدراك ابن حجر بعد ذلك، وابن الجوزي كثير الأَوهام سريع الاحكام. قال بشار أيضا: ووثقه يحيى بن مَعِين، وابن نمير، والعجلي، وابن حبان البستي، وابن عساكر، والذهبي وغيرهم. وأخباره في الزهد كثيرة وما أورد المؤلف منها فيه كفاية فإن شئت مزيدا فراجعه في مظان ترجمته، وقد ترجم له إضافة لمن ذكرناهم أبو نعيم في "الحلية": 7 / 367 فما بعد وهي من التراجم الحافلة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"وهي ترجمة حافلة أيضا، والسلمي في طبقاته: 27 فما بعد، والذهبي في كتبه ولا سيما تاريخ الاسلام وسير أعلام النبلاء، والصفدي في "الوافي": 5 / 318 وغيرهم كثير.(2/37)
له ذكر في كتاب الأدب (1) للبخاري، وهو في ترجمة بلال بْن كعب.
وروى له التِّرْمِذِيّ حديثا واحدا تعليقا فَقَالَ: وروى بقية بْن الوليد، عَن إِبْرَاهِيم بْن أدهم، عَن مقاتل بْن حيان، عَن شهر بْن حوشب، عَن جرير في المسح على الخفين (2) .
أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ وغَيْرُهُ، عَن أَبِي الْفَضْلِ الدَّاهِرِيِّ، عَن أَبِي الْوَقْتِ، عَن أَبِي صَاعِدٍ الفضيلي، عَن أبي مُحَمَّد بْن أَبي شريح الأَنْصارِيّ، عَن مُحَمَّد بْنِ عَقِيلٍ الْبَلْخِيِّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرو بْنِ حَنَانٍ (3) ، قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قال: حَدَّثَنَا
__________
(1) هو برقم (1253) في باب الدعوة في الولادة من طريق مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز العُمَري، قال: حَدَّثَنَا ضمرة بْن ربيعة، عن بلال بن كعب العكي، قال: زرنا يَحْيَى بن حَسَّان البكري الفلسطيني في قريته أنا، إبراهيم بْن أدهم، وعبد العزيز بْن قرير، وموسى بْن يسار، فجاءنا بطعام، فأمسك مُوسَى وكان صائما، فقال يحيى: أمنا في المسجد رجل من بني كنانة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ يكنى أبا قرصافة أربعين سنة يصوم ويفطر يوما، فولد لأبي غلام، فدعاه فِي اليوم الذي يصوم فيه، فأفطر، فقام إبراهيم، فكنسه بكسائه، وأفطر موسى. (ش) .
(2) هو في سنن التِّرْمِذِيّ (94) في الطهارة: باب في المسح على الخفين، ورواه البيهقي في "سننه"1 / 273، 274 من طريقين عن بقية به.
وأخرجه البخاري 1 / 415 في الصلاة في الثياب: باب الصلاة في الخفاف، ومسلم (272) في الطهارة: باب المسح علي الخفين، والتِّرْمِذِيّ (93) ، والنَّسَائي 1 / 81، وأحمد 4 / 358 من طرق، عن الأعمش، قال: سمعت إبراهيم النخعي، عن همام بن الحارث قال: رأيت جرير بن عَبد الله بال، ثم توضأ ومسح على خفيه، ثم قام فصلى، فسئل، فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل هذا. قال إبراهيم: فكان يعجبهم، لان جريرا كان من آخر من أسلم"لفظ البخاري. ولمسلم: لان إسلام جرير كان بعد نزول المائدة"، ولابي داود (154) من طريق أبي زرعة بن عَمْرو بن جرير أن جريرا بال، ثم توضأ، فمسح على الخفين، وَقَال: ما يمنعني أن أمسح وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح. قالوا: إنما كان ذلك (أي مسح النبي صلى الله عليه وسلم على الخفين) قبل نزول المائدة؟ قال: ما أسلمت إلا بعد نزول المائدة. (ش) .
(3) بفتح الحاء المهملة والنون المخففة، وهو معروف قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" (ص: 131) وغيره.(2/38)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ مقاتل بْن حيان، عَن شهر بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبد الله رضي الله عَنْهُ قال: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ. فَقَالُوا: بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ؟ فَقَالَ جَرِيرٌ: مَا أَسْلَمْتُ قَبْلَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ.
145 - مق، د، ت: إِبْرَاهِيم بن إسحاق بن عيسى البناني، مولاهم، أبو إسحاق الطالقاني، نزيل مرو، وربما نسب إلى جده.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن المختار، وأبيه إسحاق بْن عيسى، وأيوب بْن واصل، وبقية بْن الوليد، وأبي عُمَير الحارث بْن عُمَير (1) ، وداود بْن عَبْد الرحمن العطار، وزافر بْن سُلَيْمان، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وأبي حيوة شريح بْن يزيد، وضمرة بْن ربيعة، وعاصم بْن عَبْد العزيز الأشجعي، وعبد الله بْن المبارك (مق، ت) ، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدَّراوَرْدِيّ، والفضل بْن موسى السيناني (د) ، ومالك بْن أنس، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن طهمان، ومحمد بْن يوسف الفريابي، ومعاذ بْن خالد، ومعتمر بْن سُلَيْمان، والمنكدر بْن مُحَمَّد بْن المنكدر، والنضر بْن شميل، ووكيع بْن الجراح، والوليد بْن مسلم، ويحيى بْن سَعِيد العطار الحمصي (2) .
رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن موسى الرازي، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، وأبو عَبْد الله أحمد بْن بجير البزاز، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، وأَحْمَد بْن منصور الرمادي، وإسماعيل بْن عَبد الله الأصبهاني سمويه، وأيوب بْن الحسن النيسابوري الزاهد، والحسن بن صالح النيسابوري
__________
(1) ذكر المؤلف بعد هذا"وأبي حيوة شريح بْن يزيد"ثم رمجه بالحمرة علامة الحذف لانه ذكره في موضعه الصحيح على الترتيب المعجمي.
(2) وأضاف العلامة مغلطاي الحنفي لشيوخه نقلا من (تاريخ سمرقند) للادريسي: سَعِيد بن محمد الثقفي الوراق، وعُمَر بن هارون، ومبارك بن سَعِيد، والهياج بن بسطام الهروي، وكنانة بن جبلة الهروي" (إكمال: 1 / الورقة: 45) .(2/39)
الزجاجى، والحسين بْن السكين بْن عيسى البلدي (1) ، والحسين بْن مُحَمَّد البلخي الجريري (ت) ، والحسين بْن مَنْصُور بْن جَعْفَر السلمي النَّيْسَابُورِيّ، وحميد بْن موسى، وزكريا بْن سهل المروزي، وأبو خيثمة زهير بْن حرب، والعباس بْن غالب الوراق البغدادي، والعباس ابن مُحَمَّد الدوري، وعبد الله بْن عُمَر الزُّهْرِيّ أخو رستة، وأبو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي الأسود، وأبو بكر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة، وعبد الرحمن بْن عُمَر الزُّهْرِيّ رستة، وأبو الدرداء عبد العزيز ابن منيب المروزي، وعبد الواحد بْن مُحَمَّد البجلي، وعُبَيد الله بْن عَمْرو النسفي البزدوي، وعلي بْن الحسين بْن أَبي عيسى الهلالي، وعلى بْن الحسن بْن موسى، والفضل بْن مقاتل البلخي، وليث بْن يحيى الشيباني الأكاف، ومحمد بْن إسحاق الصاغاني، ومحمد بْن الحسين البرجلاني، ومحمد بْن عَبد الله بْن قهزاذ (2) المروزي (مق) ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير، ومحمد بْن عَبْد الوهاب بْن حبيب الفراء، وأبو موسى مُحَمَّد بْن المثنى (د) ، ومحمد بْن مهران الجمال الرازي، ويحيى بْن عبد الحميد الحماني، ويحيى بْن مَعِين، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي، ويوسف بْن موسى الرازي القطان (3) .
__________
(1) الحسين البلدي هذا منسوب - فيما ذكر ياقوت في معجم البلدان: 1 / 716 - إلى بلد البلدة المشهورة قرب الموصل، قال: والحسن - وقيل: الحسين، والاول أصح (كذا) - ابن المسكين (كذا) بن عيسى بن فيروز أبو منصور البلدي، حدث عَن أبي بدر شجاع بْن الوليد ومحمد ابن بشر العبدي ومحمد بْن عُبَيد الطنافسي وأسود بن عامر شاذان.
روى عنه يحيى بن صاعد والحسن (كذا) بن إسماعيل المحاملي وعُمَر بن يوسف الزعفراني وجماعة سواهم". وذكر أبو سعد السمعاني قريبه أبا العباس أحمد بن عيسى بن السكين بن عيسى بن فيروز البلدي المتوفى سنة 323 على الصحيح (2 / 309) وكأنه نقلها من تاريخ الخطيب: 4 / 280 - 281، وهم عرب شيبانيون.
(2) بضم القاف وسكون الهاء وآخره ذال معجمة، وسيأتي.
(3) واستدرك العلامة مغلطاي من الرواة عنه نقلا من (تاريخ سمرقند) لابي سعد الادريسي: أحمد بن نصر العتكي، وجابر بن مقاتل بن حكيم السمرقندي، والنضر بن سلمة المروزي، =(2/40)
قال أبو بكر بْن أَبي خيثمة، عَن يحيى بْن مَعِين: ثقة.
وَقَال فِي موضع آخر: ليس به بأس.
وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة: ثقة ثبت يقول بالإرجاء.
وَقَال أبو حاتم: صدوق (1) .
قال الحافظ أبو عَبْد الله مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْن سُلَيْمان البخاري المعروف بغنجار: توفي بمرو سنة خمس عشرة ومئتين (2) .
روى له مسلم في مقدمة كتابه (3) ، وأبو داود، والتِّرْمِذِيّ.
__________
= ومحمد بن عيسى الدامغاني، وسَعِيد بن يعقوب الطالقاني، وغيرهم، ثم استدرك أيضا بعض الرواة من تاريخ نيسابور لابي عَبد الله الحاكم، ومشيخة البغوي، وهو أمر لا يدرك.
(1) قال مغلطاي في إكماله (1 / الورقة: 45) : وفي قول المزي: قال أبو حاتم: صدوق. نظر، لاني لم أر ذلك في كتاب ابنه الجرح والتعديل ولا التاريخ الذي رواه الكتاني عنه، فينظر والله أعلم". قال بشار: لا عبرة بذلك فأقول أبي حاتم في الجرح والتعديل مبثوثة في الكتب لم تقتصر على هذين الكتابين حتى يقال ذلك. وذكره الحافظ ابن حبان في (الثقات: 1 / الورقة: 12) وَقَال: يخطئ ويخالف. وَقَال الادريسي في (تاريخ سمرقند) على ما نقل مغلطاي: كان على مظالم سمرقند وخرج إلى الشاش وأقام بها أياما كثيرة. وَقَال إبراهيم بن عبد الرحمن الدارمي في قصة غزوة غزاها نوح بن أسد بن سامان إلى الشاش وكان في ذلك الجند علماء معروفون بالعبادة والعلم مثل زكريا الورغيسري (كذا والصواب: الورغسري نسبة إلى ورغسر من قرى سمرقند) ، وأبي أحمد الزاهد وأبي إسحاق الطالقاني: وحَدَّثَنَا محمد بن الحسين الحاكم المروزي، حَدَّثَنَا عَبد الله بن محمود، قال: إن أبا إسحاق الطالقاني كتب وألف كتبا لم يتابعه فيها كبير أحد مثل كتاب (الرؤيا والتعبير) وغير ذلك، وروى عن ابن المبارك أحاديث غرائب، (إكمال: 1 / الورقة: 45) وأخذ ابن حجر بعض هذا في التهذيب (1 / 104) وَقَال الإمام الذهبي: ثبت مرجئ. وانظر"الجرح والتعديل"لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 86، وتاريخ البخاري الكبير: 1 / 1 / 273، وتاريخ الخطيب: 6 / 24، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة: 33 والكاشف له: 1 / 76 75) .
(2) هذا هو التاريخ المعتمد، وذكر البخاري في تاريخه عن عبد الصمد أنه كان حيا سنة 214 وذكر ابن حبان وفاته في هذه السنة ولم يتابعه عليه أحد، وقد نقل الخطيب رواية الغنجار من خطه.
(3) مقدمة صحيح مسلم: باب بيان أن الإسناد من الدين (1 / 16) عن محمد بن عَبد الله بن قهزاذ، قال محمد: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عيسى الطالقاني، قال: قلت لعبد الله بن المبارك: يا أبا عبد الرحمن، الحديث الذي جاء"ان من البر بعد البر ان تصلي لابويك مع صلاتك =(2/41)
146 - ف ت ق: إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن أَبي حبيبة الأَنْصارِيّ الأشهلي مولاهم أبو إِسْمَاعِيل المدني، مولى عَبد الله بْن سعد بْن زيد الأشهلي.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن أَبي أمية، وداود بْن الحصين (ف ت ق) وزيد بْن سعد بْن زيد الأشهلي، وعبد الله بْن أَبي سفيان مولى ابْن أَبي أحمد، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ثابت بْن الصامت الأَنْصارِيّ (ق) ، وعبد الأعلى بْن عَبد الله بْن أَبي فروة المدنيين، وعَبد المَلِك بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن جُرَيْج المكي، وعُمَر بْن سَعِيد بْن سريج المدني، ومحمد ابن عجلان، وموسى بْن عقبة.
رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن نصر التبان، وإبراهيم بْن إِسْمَاعِيل اليشكري (ق) ، وإبراهيم بْن عَمْرو بن أَبي صالح، وإسحاق ابن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبد الله بْن أَبي فروة الفروي، وإسماعيل بْن أَبي أويس (ق) ، وحميد بْن عَبْد الرحمن بْن حميد الرؤاسي (ف) ، وزياد بْن يونس الحضرمي، وسَعِيد بْن الحكم بْن أَبي مريم، وعبد الله بْن مسلمة القعنبي (ف) ، وعبد العزيز بْن عِمْران الزُّهْرِيّ، وأبو عامر عبد الملك بْن عَمْرو العقدي (ت ق) ، ومحمد بْن إبراهيم بن دينار، ومحمد ابن إِسْمَاعِيل بْن أَبي فديك (ت ق) ، ومحمد بْن الحسن بْن زبالة، ومحمد ابن خالد بْن عثمة، ومحمد بْن عُمَر الواقدي، وأبو عُمَر الصنعاني، وأبو القاسم بْن أَبي الزناد.
قال أبو طالب عَن أحمد بن حنبل: ثقة.
__________
= وتصوم لهما مع صومك"وَقَال: فقال عَبد اللَّهِ: يا أبا إسحاق عمن هذا، قال: قلت له: هذا من، حديث شهاب بْن خراش، فقال: ثقة، عمن؟ قال: قلت: عَنِ الحجاج بْن دينار. قال: ثقة عمن؟ قال: قلت: قال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: يا أبا إسحاق إن بين الحجاج بْن دينار وبين النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مفاوز تنقطع فيها اعناق المطي، ولكن ليس في الصدقة اختلاف". وهذا يعني عدم الاحتجاج بهذا الحديث ولكن من أراد بر والديه فليتصدق عنهما، فإن الصدقة تصله بلا خلاف بين المسلمين.(2/42)
وَقَال عثمان بْن سَعِيد الدارمي عَن يحيى بْن مَعِين (1) : صالح، يكتب حديثه ولا يحتج به.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ عَن يحيى بْن مَعِين (2) : ليس بشيءٍ.
وَقَال أبو حاتم (3) : شيخ ليس بقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به منكر الحديث، دون إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مجمع، وأحب إلي من إِبْرَاهِيم بْن الفضل.
وقَال البُخارِيُّ (4) : منكر الحديث.
وَقَال النَّسَائي (5) : ضعيف.
وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: متروك.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ (6) : هو صالح في باب الرواية، كما حكي عَن يحيى بْن مَعِين، ويكتب حديثه مع ضعفه.
وَقَال مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي: كان مصليا عابدا صام ستين سنة، وكان قليل الحديث (7) ، ومات سنة خمس وستين ومئة في خلافة
__________
(1) راجع تاريخ الدارمي عَن يحيى بْن مَعِين، الورقة: 5، لكنني لم أجد فيه غير قوله: صالح"ويلاحظ أن ابن أَبي حاتم حينما نقل قول ابن مَعِين برواية الدارمي لم ينقل غير"صالح"مما يدل على صحة نسختي الخطية.
(2) لم أجده في المطبوع من تاريخ يحيى بن مَعِين برواية عباس الدوري، ولكني وجدت هذا القول في "إبراهيم بن إسماعيل المكي"وهو غير هذا، فأخوف ما أخاف أن المزي توهم فيه (أنظر التاريخ: 2 / 6) .
(3) انظر كتاب ولده عبد الرحمن في الجرح والتعديل: 1 / 1 / 83.
(4) التاريخ الكبير: 1 / 1 / 271 - 272.
(5) الضعفاء: 283.
(6) الكامل: 2 / الورقة: 43.
(7) قدم المزي عبارة"وكان قليل الحديث"التي كانت في آخر نص ابن سعد من الطبقات الكبرى: 5 / 412.(2/43)
المهدي، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة (1) .
روى له أبو داود في كتاب التفرد، والتِّرْمِذِيّ، وابن ماجه.
147 - د: إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بْن عَبد المَلِك بْن أَبي محذورة القرشي الجمحي المكي، ابْن عم إِبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بن عَبد المَلِك ابن أَبي محذورة.
رَوَى عَن: جده عَبد المَلِك بْن أَبي محذورة (د) ، عَن أبيه أبي محذورة حديث الاذان (2) .
__________
(1) ووثقه العجلي وَقَال: حجازي ثقة (الثقات بترتيب الهيثمي، الورقة: 3) وَقَال ابن حبان في (المجروحين: 1 / 109) : كَانَ يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل"وأورد أمثلة من ذلك (1 / 110) وَقَال: توفي سنة (160) ، وهذا وجدته في المطبوع. وذكر البخاري في تاريخه أنه كان حيا سنة (160) والاصح ما ذكره ابن سعد في طبقاته. وَقَال العلامة مغلطاي الحنفي: وَقَال الحافظ أبو إسحاق الحربي في تاريخه: شيخ مدني صالح له فضل ولا أحسبه حافظا". وَقَال أبو داود عن ابن مَعِين: ضعيف. وَقَال أبو عيسى بن سورة (التِّرْمِذِيّ) وأبو علي الطوسي في كتاب الاحكام، تأليفه: ضعفه بعض أهل العلم. وَقَال الحافظ أبويحيى زكريا بن يحيى الساجي في كتاب"التعديل والتجريح": في حديثه لين: وفي كتاب ابن الجارود: منكر الحديث. وَقَال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم..وفي كتاب أبي الفرج ابن الجوزي: قال الدارقطني: ليس بالقوي في الحديث. وفي كتاب"التعريف بصحيح التاريخ"لابن أَبي خالد: كان مصليا عابدا. ولما ذكر له ابن عدي أحاديث، قال: لم أجد له أوحش من هذه الاحاديث. وخرج ابن خزيمة والحاكم حديثه في صحيحيهما. وفي كتاب الصريفيني: روى عنه خالد بن مخلد وابن مهدي (إكمال: 1 / الورقة: 45) وتناوله الإمام الذهبي في ميزانه (1 / 19) وأورد ماله وما عليه، وَقَال في (ديوان الضعفاء الورقة: 7) : وثقه أحمد وضعفه غيره". قال بشار: وهو إلى التوثيق أقرب لما قاله فيه الإمام أحمد ولقول يحيى بن مَعِين: صالح، ولانني أعتقد أن الاخير لم يذكر عنه غير هذه اللفظة، والله أعلم.
(2) هو في سنن أبي داود (504) في الصلاة: باب كيف الاذان، وإبراهيم بن إسماعيل مجهول، لكن الحديث صحيح من غير هذا الطريق، فقد رواه الشافعي 1 / 57، 59، والدارقطني: 86، والبيهقي 1 / 393 من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جُرَيْج، عن عبد العزيز بن عَبد المَلِك بن أَبي محذورة، عن عَبد الله بن محيريز، عَن أبي محذورة.
وأخرجه الطحاوي 1 / 78، وأحمد 3 / 409، والدارقطني: 86 من طريق روح بن عبادة، عن ابن جُرَيْج ... وأخرجه أحمد 3 / 408، وأبو داود (501) وغيرهما من طريق ابن جُرَيْج عن =(2/44)
رَوَى عَنه: أبو جعفر عَبد الله بْن مُحَمَّد النفيلي الحراني (1) (د) .
روى له أبو داود.
148 - خت ق - إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن مجمع، وقيل: إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن يزيد بن مجمع بن جارية الأَنْصارِيّ أبو إسحاق المدني.
رَوَى عَن: جعفر بْن عَمْرو بْن جعفر بْن عَمْرو بْن أمية الضمري، وسالم بْن عَبد الله بْن عُمَر، وصالح بْن كيسان، وطليق بْن عِمْران بْن حصين (ق) ، وأبي الزناد عَبد الله بْن ذكوان، وعبد الله بْن واقد بْن عَبد الله بْن عُمَر (ق) ، وعبد الرحمن بْن خلاد، وعبد الكريم ابن مالك الجزري (ق) ، وعثمان بْن كعب القرظي، وعَمْرو بْن دينار (ق) ، ومحمد بْن كعب القرظي، وأبي الزبير مُحَمَّد بْن مسلم بْن
__________
= عثمان بن السائب، عَن أبيه السائب مَوْلَى أَبِي مَحْذُورَةِ، وعَنْ أُمِّ عَبد المَلِك بن أَبي محذورة أنهما سمعاه من أبي محذورة. وَقَال بقي بن مخلد فيما نقله عنه الحافظ في "التلخيص"75: حَدَّثَنَا يحيى بن عبد الحميد، حَدَّثَنَا أبو بكر بْن عياش، حدثني عبد العزيز بن رفيع، سمعت أبا محذورة قال: كنت غلاما صيتا، فأذنت بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم الفجر يوم حنين، فلما انتهيت إلى"حي على الفلاح"، قال: ألحق فيهما: الصلاة خير من النوم، ورَوَاهُ النَّسَائي 2 / 13، 14 مِنْ وجْهٍ آخَرَ، عَن أَبِي جَعْفَر، عَن أَبِي سلمان، عَن أبي محذورة. (ش) .
(1) قال البرقي في كتاب"التاريخ الكبير: وسئل يحيى بن مَعِين عن بني أبي محذورة الذين يروون حديث الاذان عَن أبيهم عن جدهم، فقال: قد أدركت أحدهم وأراه إبراهيم ولم أسمع منه، وكان أضعفهم. زاد عنه أبو العرب القيرواني الحافظ: وكانوا ضعفاء (إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 46) .وَقَال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، قال يحيى: ليس بشيءٍ 1 / 20، قال بشار: رأي ابن مَعِين فيه مثبت في تاريخه الذي برواية عباس الدوري (2 / 6) ، ولعله هو الذي قيل عن ابن أَبي حبيبة الذي ناقشناه في الهامش السابق أو في ابن مجمع الآتية ترجمته. وَقَال ابن
حجر في "التهذيب": ضعفه الأزدي (1 / 105) وراجع"التذهيب": 1 / الورقة: 33، والكاشف: 1 / 76 ولم يذكره في "ديوان الضعفاء"مع أنه من شرطه، وترجمه التقي الفاسي في "العقد الثمين"نقلا من"تهذيب الكمال" (3 / 204) .(2/45)
تدرس (1) المكي (ق) ، ومحمد بْن مسلم بْن شهاب الزُّهْرِيّ (خت) ، وهشام بْن عروة، ووهب بْن كيسان، ويحيى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ، ويحيى بْن عباد بْن جارية القيني، وعم أبيه يعقوب بْن مجمع بْن جارية الأَنْصارِيّ، وأبي وجزة (2) السعدي.
رَوَى عَنه: حاتم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن نجيح والد علي ابن المديني (ق) ، وعبد الله بْن موسى التَّيْمِيّ، وعبد الحميد ابن عَبْد الرحمن الحماني، وعبد العزيز بْن أَبي حازم (ق) ، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدَّراوَرْدِيّ، وعُبَيد الله بْن مُوسَى العبسي (ق) ، وعلي بْن مجاهد، وفضالة بْن يعقوب بْن معَنِ الأَنْصارِيّ، وأبو نعيم الفضل بْن دكين، ومحمد بْن فليح بْن سُلَيْمان، ووكيع بْن الجراح (ق) ، ويحيى بْن نصر بْن حاجب، ويونس بْن بكير.
قال عباس الدُّورِيُّ، عَن يحيى بْن مَعِين (3) : ضعيف ليس بشيءٍ.
وَقَال إسحاق بْن منصور عَن يحيى بْن مَعِين: لا شئ.
وَقَال أبو زُرْعَة الرازي: سمعت أبا نعيم يقول: لا يسوى حديثه فلسين (4) .
__________
(1) بفتح التاء ثالث الحروف وسكون الدال المهملة وضم الراء، وسيأتي ذكره في موضعه.
(2) بفتح الواو وسكون الجيم بعدها زاي، وهو يزيد بن عُبَيد السعدي المدني الشاعر، وسيأتي في موضعه.
(3) الذي في تاريخ يحيى برواية عباس من طبعة الدكتور أحمد محمد نور سيف: يلبس بينه وبين إبراهيم بن إسماعيل المكي المتقدم ذكره.
وقول يحيى هذا الذي رواه عباس تجده أيضا عند ابن أَبي حاتم (1 / 1 / 84) ولكنه فيه"ضعيف فقط. ونقله أيضا ابن حبان في كتاب المجروحين: 1 / 103 عن شيخه محمد بن المنذر.
(4) أصل رواية ابْن أَبي حاتم عَن أبي زرعة هي: قال أبو زُرْعَة: سمعت أبا نعيم يقول: إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مجمع لا يسوى حديثه - وسكت ثم قال بعد ذلك: لا يسوى حديثه فلسين" (الجرح والتعديل: 1 / 1 / 84) .(2/46)
وَقَال أبو حاتم: كثير الوهم ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو قريب من ابْن أَبي حبيبة (1) .
وقَال البُخارِيُّ (2) : كثير الوهم.
وَقَال النَّسَائي (3) : ضعيف.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: ومع ضعفه يكتب حديثه (4) .
استشهد به البخاري، وروى له ابن ماجه.
149 - ت: إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي الكهيلي، أبو إسحاق الكوفي.
__________
(1) انظر قوله في كتاب ولده: 1 / 1 / 84.
(2) تاريخه الكبير: 1 / 1 / 271 وأصل العبارة: كثير الوهم عن الزُّهْرِيّ"ولو أورد المؤلف تمام العبارة لكان أحسن.
(3) الضعفاء: 283
(4) وأورد له في "الكامل"أحاديث ضعيفة (2 / الورقة: 40 - 41) ، وذَكَره ابنُ حِبَّان البستي في كتاب"المجروحين"وَقَال: كَانَ يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، أخبرني محمد بن المنذر، قال: سمعت عباس ابن الدوري يقول: سمعت يحيي بن مَعِين يقول: إبراهيم بن إسماعيل المكي ليس بشيءٍ". وَقَال العلامة مغلطاي: خرج ابن البيع حديثه في مستدركه.. وَقَال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. وَقَال الساجي - فيما ذكره ابن حزم: منكر الحديث ويشبه أن يكون وهما. والذي في كتاب"الجرح والتعديل"للساجي: ضعيف، وإسماعيل أبوه ضعيف عنده مناكير، روى أبو نعيم عنه نسخة لا يتابع على بعضها. وَقَال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أَبي بكر بن خلف المعروف بابن المواق في كتابه"بغية النقاد": لا يحتج به، وذكره ابن الجارود وأبو العرب في جملة الضعفاء. وفي كتاب الآجري: سئل أبو داود عنه فقال: ضعيف متروك الحديث، سمعت يحيى يقوله. وفي تاريخ ابن خيثمة الكبير: كان شديد الصمم وكان يجلس إلى جنب الزُّهْرِيّ فلا يكاد يسمع إلا بعد كد" (إكمال: 1 / الورقة: 46) وتناوله الذهبي في الميزان (1 / 19) وَقَال في "ديوان الضعفاء المتروكين": ضعفوه (الورقة: 7) ومثل ذلك في (الكاشف: 1 / 76) وراجع الجمع لابن القيسراني (1 / 21) ، قال: تكلم فيه غير واحد واستشهد به البخاري في بدء الخلق في ذكر الجن".(2/47)
روى عن: أبيه إِسْمَاعِيل بْن يحيى بن سلمة بن كهيل (ت) ، وأبي نعيم الفضل بْن دكين.
رَوَى عَنه: التِّرْمِذِيّ، وإبراهيم بْن شَرِيك بْن الفضل الأسدي، وأحمد بْن داود القومسي السمناني، وأحمد بْن مسعود الشطوي، والحسين بْن حميد بْن الربيع اللخمي، وابنه سلمة بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل الكهيلي، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن زيدان بْن بريد البجلي، وعبد الله بْن عروة الهروي، وعلي بْن أحمد بْن علي بْن عِمْران الجرجاني نزيل حلب، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن نصر الكاغدي، ومحمد بْن إسحاق الثقفي السراج، ومحمد بْن علي الحكيم التِّرْمِذِيّ، ومحمد بْن مسلم بْن وارة الرازي، وموسى بْن إسحاق بْن موسى الأَنْصارِيّ، وابنه يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل الكهيلي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، ويعقوب بْن سفيان الفارسي.
قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم (1) : كتب أبي حديثه، ولم يأته ولم يذهب بي إليه، ولم يسمع منه زهادة فيه، وسألت أبا زرعة عنه فَقَالَ: يذكر عنه أنه كان يحدث بأحاديث عَن أبيه ثم ترك أباه فجعله عَن عمه، لأن عمه أحلى عند الناس، وأحاديث قد جعلها عن عمه عن سلمة عن الأعمش، وعن سلمة (2) عَن أبي إسحاق.
وَقَال أبو جعفر العقيلي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبد الله الحضرمي (3) قال: كان ابن نمير لا يرضى إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل ويضعفه، قال: روى أحاديث مناكير.
__________
(1) الجرح والتعديل: 1 / 1 / 84
(2) في الجرح والتعديل: وسلمة. وما هنا أحسن.
(3) يعني: مطين.(2/48)
قال العقيلي: ولم يكن إِبْرَاهِيم هذا يقيم الحديث (1) .
قال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي مطين: مات سنة ثمان وخمسين ومئتين.
150 - سي: إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الصائغ.
عَن الحجاج بْن فرافصة (سي) عَن عقيل، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبان بْن عثمان قوله: من قال بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يضر مع اسمه شئ. الحديث.
رَوَى عَنه: يحيى بْن يحيى النيسابوري (سي) .
وَقَال غيره: عَن أبان بْن عثمان (د ت سي ق) عَن أبيه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ (2) .
قال أبو بكر بْن أَبي عاصم: مات سنة سبع وثمانين ومئة (3) .
روى له النَّسَائي في اليوم والليلة.
__________
(1) وذكره ابنُ حِبَّان البستي في كتاب (الثقات: الورقة: 12) وَقَال: كان راويا لابيه وفي روايته عَن أبيه بعض النكارة"وروى الحاكم في "مستدركه"عن أحمد بْن يعقوب عَن مُحَمَّد بْن عبد الله بن سُلَيْمان عنه، وَقَال: كان صالح الحديث. وخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه (إكمال: 1 / الورقة: 46) ، وَقَال الذهبي في "الميزان": لينه أبو زُرْعَة وتركه أبو حاتم" (1 / 20) ، وانظر ديوان الضعفاء: الورقة: 7، والتذهيب: 1 / الورقة: 33، والكاشف: 1 / 76، وتاريخ الاسلام الورقة: 227 (أحمد الثالث: 2917 / 7) .
(2) أخرجه أحمد 1 / 62 و66، والتِّرْمِذِيّ (3388) ، والبخاري في "الادب المفرد" (660) ، وابن ماجه (3869) من طريق عبد الرحمن بن أَبي الزناد، عَن أبيه، عن أبان بن عثمان قال: سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضره شئ.
وَقَال التِّرْمِذِيّ: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال: وصححه الحاكم 1 / 514، ووافقه الذهبي، وأخرجه أحمد 1 / 72، وأبو داود (5088) و (5089) ، وابن السني (44) من طريق أبي مودود، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبان بن عثمان، عن عثمان، وصححه ابن حبان (2352) . (ش) .
(3) قال الذهبي في "ديوان الضعفاء والمتروكين": مجهول (الورقة: 7) وانظر التذهيب: 1 الورقة 33.(2/49)
151 - ق: إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل اليشكري، ويُقال: البكري.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن أَبي حبيبة (ق) .
رَوَى عَنه: أبو كريب مُحَمَّد بْن العلاء الهمداني (ق) ، ومعمر بْن سهل الأهوازي.
وروى أبو بكر عَبْد الرحمن بْن عَبد المَلِك بْن شَيْبَة الحزامي، عن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن نصر التبان، عَن إِبْرَاهِيم بْن إسماعيل بن أَبي حبيبة فيحتمل أن يكونا واحدا، والله أعلم (1) .
روى له ابن ماجه.
152 - د ق: إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل، ويُقال: إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم السلمي، ويُقال: الشيباني حجازي.
رَوَى عَنه: عَبد الله بْن عباس، وأبي هُرَيْرة (د ق) ، وعائشة أم المؤمنين، وامرأة رافع بن خديج، وكان خلف عليها.
رَوَى عَنه: حجاج بْن عُبَيد (د ق) ، وعباس بْن عَبد الله بْن سَعِيد بْن عباس، وعَمْرو بْن دينار، ويعقوب بْن خالد بْن المُسَيَّب.
قال أبو حاتم (2) : مجهول.
وَقَال مُحَمَّد بْن إسحاق: حَدَّثَنَا عباس بْن عَبد الله بْن معبد عَن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم وكان خيارا.
__________
(1) قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف حاله (1 / 20) وَقَال في (ديوان الضعفاء) : لا يعرف وأصله الصائغ (الورقة: 7) وانظر الكاشف: 1 / 76 والتذهيب: 1 / الورقة: 33.
(2) انظر كتاب ولده عبد الرحمن: 1 / 1 / 83.(2/50)
روى له: أبو داود، وابن ماجه حديثه عَن أبي هُرَيْرة (1) : أيعجز أحدكم أن يتقدم أو يتأخر في الصلاة"، يعني السبحة (2) . وهو حديث مختلف في إسناده، رواه ليث بْن أَبي سليم عَن حجاج فاختلف عليه فيه. فَقَالَ حماد بْن زيد (د) وعبد الوارث بن سَعِيد (د) وإسماعيل بن علية (ق) عَن ليث، عَن حجاج بْن عُبَيد، عَن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل، عَن أبي هُرَيْرة.
وَقَال شيبان بْن عَبْد الرحمن: عَن ليث، عَن حجاج بْن أَبي عَبد الله عَن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل السلمي - وكان خلف على امرأة رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ - عَن أَبِي هُرَيْرة.
وَقَال أبو جعفر الرازي: عَن ليث، عَن حجاج بْن يسار، عَن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل، عَن أبي هُرَيْرة.
وقيل: عَن ليث، عَن حجاج، عَن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم، عَن أبي هُرَيْرة.
وقيل: عَن ليث، عَن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم، عَن حجاج، عَن أبي هُرَيْرة.
وهو خطأ.
وَقَال همام بْن يحيى: عَن ليث، عَن أبي حمزة، حدث به عَن أبي هُرَيْرة.
__________
(1) أخرجه أبو داود (1006) في الصلاة: باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي صلى فيه المكتوبة، وابن ماجه (1427) في إقامة الصلاة: باب ما جاء في صلاة النافلة..وإسناده ضعيف: ليث هو ابن أَبي سليم سيئ الحفظ، وحجاج بن عُبَيد مجهول، وكذا إبراهيم بن إسماعيل. (ش) .
(2) قال ابن الاثير في (سبح) من النهاية (2 / 331) : ويُقال أيضا للذكر ولصلاة النافلة سبحة. ويُقال: قضيت سبحتي. والسبحة من التسبيح كالسخرة من التسخير، وإنما خصت النافلة بالسبحة وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح، لان التسبيحات في الفرائض نوافل، فقيل لصلاة النافلة سبحة، لانها نافلة، كالتسبيحات والاذكار في أنها غير واجبة. وقد تكرر ذكر السبحة في الحديث كثيرا".(2/51)
قال البخاري (1) : ولم يثبت هذا الحديث، ولم يصح إسناده (2) .
153 - بخ د: إِبْرَاهِيم بن أَبي أسيد (3) البراد المديني (4) .
رَوَى عَن: جده (بخ د) عَن أبي هُرَيْرة حديث: إياكم والبغضة (5) (بخ) .
__________
(1) تاريخ الكبير: 1 / 1 / 341 وقد ذكره باسم"إسماعيل بن إبراهيم.
(2) قال ابن حجر في (التهذيب) : لا يبعد أن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الذي روى عنه عباس غير إبراهيم بن إسماعيل السلمي الذي روى عَن أبي هُرَيْرة، فقد فرق بينهما أبو حاتم الرازي وأبو حاتم بن حبان في (الثقات) ، وإنما جمع بينهما البخاري في تاريخه فتبعه المزي وحكى البخاري الاختلاف في حديثه على ليث بن أَبي سليم عن حجاج بن عُبَيد عن إبراهيم بن إسماعيل، وفي بعض طرقه إسماعيل بن إبراهيم على الشك والخبط فيه من ليث بن أَبي سليم والله أعلم". قال بشار: وكلام المزي الذي تابع فيه البخاري يشير إلى أنهما واحد لكن الذهبي ذكر اثنين في "الميزان"فقال أولا: إبراهيم بن إِسماعيل عَن أبي هُرَيْرة. قال أبو حاتم: مجهول.. وقَال البُخارِيُّ: لم يثبت حديثه في صلاة النافلة" (1 / 20) ثم قال ثانيا: إِسماعيل بن ابراهيم، حجازي. عَن أبي هُرَيْرة. لا يدري من ذا، ويُقال: ابرهيم بن إِسماعيل في الصلاة. قال البخاري: لم يصح إسناد حديثه. وفي كتاب التاريخ لابن حبان: حَدَّثَنَا ابن قتيبة، أنبأنا ابن أَبي السري، حَدَّثَنَا معتمر، حَدَّثَنَا ليث بن أَبي سليم، عَن أبي الحجاج، عن إسماعيل بن إبراهيم، عَن أبي هُرَيْرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلى أحدكم الفريضة وأراد أن يتطوع فليتحول عن مكانه"قال ليث: فذكرته لمجاهد، فقال: أما المغرب إذا صليت فتنح عن يمينك أو يسارك" (1 / 214) فكأنه ما انتبه إلى هذا التكرار، وانظر لسان الميزان: 1 / 34، والعقد الثمين للتقي الفاسي: 3 / 204 - 205.
(3) وضع المؤلف فتحة على الهمزة فهو على وزن (كريم) ، وقد حكى ابن حبان البستي فيه الضم أيضا وذكر خلافا في ذلك، وقَال البُخارِيُّ في تاريخه الكبير،: ويُقال: ابن أَبي أسيد، ولا يصح" (1 / 1 / 273) .
(4) المعروف المشتهر أن النسبة إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدني"بحذف الياء، ولكن بعضهم نسب إليها باثبات الياء في بعض الاشخاص ومنهم العلامة العظيم الناقد الكبير علي ابن المديني المتوفي سنة 234.
(5) أخرجه البخاري في "الادب المفرد"رقم (260) من طريق إسماعيل بن أَبي أويس، حدثني أخي، عن سُلَيْمان بن بلال، عن إبراهيم بن أَبي أسيد، عن جده، عَن أبي هُرَيْرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا، ولا تسلموا حتى تحابوا، وأفشوا السلام تحابوا، وإياكم والبغضة، فإنها هي الحالقة، لا أقول لكم تحلق الشعر، ولكن تحلق =(2/52)
وحديث: إياكم والحسد (1) (د) .
رَوَى عَنه: أبو ضمرة أنس بْن عياض الليثي (بخ) ، وسُلَيْمان ابن بلال (بخ د) .
قال أبو حاتم (2) : شيخ مديني محله الصدق.
روى له البخاري في الأدب (3) ، وأبو داود (4) .
154 - ق: إِبْرَاهِيم بن أعين الشيباني العجلي (5) البَصْرِيّ نزيل مصر.
__________
= الدين"، وجد إبراهيم لا يعرف، وباقي رجاله ثقات، فالسند ضعيف.
وأخرج مُسْلِمٌ (54) ، وأَبُو دَاوُدَ (5193) ، والتِّرْمِذِيّ (2689) مِنْ حديث أبي هُرَيْرة مرفوعا: والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم". وفي الباب عن الزبير بن العوام عند التِّرْمِذِيّ (2512) . (ش) .
(1) أخرجه أبو داود (4903) في الادب: باب الحسد من طريق سُلَيْمان بن بلال، عن إبراهيم ابن أَبي أسيد، عن جده، عَن أبي هُرَيْرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب"أو قال: العشب"، وأورده البخاري في "التاريخ الكبير"1 / 272، 273 في ترجمة إبراهيم بن أسيد، وَقَال: لا يصح. (ش) .
(2) انظر كتاب ولده عبد الرحمن الجرح والتعديل: 1 / 1 / 88.
(3) وترجمه في تاريخه الكبير: 1 / 1 / 272 - 273.
(4) ووثقه ابن حبان البستي، وَقَال الذهبي: شيخ (الكاشف: 1 / 77، والتذهيب: 1 / الورقة: 33، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 49، وتهذيب ابن حجر: 1 / 108) .
(5) جاء في حاشية الاصل من قول المؤلف: كان فيه البجلي وهو وهم". قال بشار: يعني في الكمال: 1 / الورقة: 186 ولكنه أورد الرواية على التمريض فقال: وقيل: البجلي"وكأن المزي تابع ابن أَبي حاتم في الجرح والتعديل (1 / 1 / 87) . وقَال البُخارِيُّ في تاريخه الكبير: العجلي"فقط، وهو أحسن من قول المؤلف: الشيباني العجلي، قال العلامة مغلطاي معلقا على تعليق المزي بتوهيم عبد الغني المقدسي: ولم يستدل على صحة قوله وبطلان غيره، ولقائل أن يقول: كلاهما ليس بجيد، لان شيبان هو ابن ذهل بن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وعجل هو ابن لجيم بن صعب بن علي بن بكر، وبجيلة هم ولد إنمار بن إراش بن عَمْرو بن الغوث..فلا تجتمع قبيلة من هؤلاء مع الاخرى إلا بأمر مجازي أما الحقيقة فلا"وذكر مغلطاي بعد ذلك أن عبد الغني المقدسي لم يكن أول من قال ذلك لان الخطيب قاله قبله في كتاب"السابق =(2/53)
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن أدهم، وإسرائيل بْن يونس، وإسماعيل بْن يحيى الشيباني (ق) ، وبحر بْن كنيز (1) السقاء، وأبي الأشهب جعفر بْن حيان (2) العطاردي، وجعفر بْن سُلَيْمان الضبيعي، والحكم بْن أبان العدني، وخارجة بْن مصعب الخراساني، والربيع بْن بدر السعدي، والسري بْن يحيى الشيباني، وسفيان الثوري، وشَرِيك ابن عَبد الله، وشعبة بْن الحجاج، وصالح (3) المري، وصدقة بن مُوسَى الدقيقي، وعبد الرحمن بْن بديل بْن ميسرة العقيلي، وعبد الصمد بْن حبيب اليحمدي، وعدي بْن الفضل، وعزرة (4) ، بْن ثابت، وعقبة بن عَبد الله العبدي الصم، وعكرمة بْن عمار اليمامي، وعلي بْن عروة الدمشقي، والليث بْن سعد، ومَعْمَر بْن راشِد، ونافع بْن عُمَر الجمحي، وأبي جزء (5) نصر بن طريف، وابي
__________
(1) واللاحق"ثم قال: والصواب فيه أن يحذف من نسبه الشيباني ويثبت العجلي فقط" (إكمال: 1 / الورقة: 49) .
(1) كنيز: بفتح الكاف وكسر النون وآخره زاي، قيده الذهبي في "المشتبه" (ص: 545) وابن حجر في "التقريب": 1 / 93 وقبلهما عبد الغني بن سَعِيد الأزدي في "المؤتلف والمختلف"، وسيأتي ذكره في حرف الباء.
(2) حيان: بفتح المهملة وتشديد الياء آخر الحروف، وسيأتي.
(3) هو أبو بشر صالح بن بشر بن وادع المري، سيأتي في موضعه
(4) عزرة: بفتح العين المهملة وسكون الزاي وفتح الراء، وهو أنصاري بصري سيأتي في موضعه من الكتاب - إن شاء الله -
(5) هكذا وجدته مجودا بخط المؤلف المزي وقد أظهر الهمزة في آخره. وذكر الذهبي في المشتبه"جزء"و"جزي"بالياء آخر الحروف، وَقَال: وأبو جزي نصر بن طريف الباهلي، عن قتادة، واه"ولكنه قال في آخر هذا الفصل: تقييد هذا الفصل ناقص فإنهم ما ذكروا ما بعد الياء هل هو همزة أو لا؟ وهو بهمز، ويجوز إدغامه فتبقى الياء مثقلة" (ص: 154) . وعلى كل حال فقد اعتبر الذهبي نصر بن طريف هو"أبو جزي"بكسر الزاي، والذي أراه أن المزي قصد سكون الزاي، وإن لم يضع علامة السكون لكن الهمزة دلت عليها، وَقَال العلامة ابن ناصر الدين في "توضيحه لمشتبه الذهبي": قلت: مراد المصنف بالفصل من قوله (وبسكون الزاي وهمز) إلى قوله: (سمع أحمد بن أَبي الحواري) فجزم بأن من ذكر في الفصل وأشار إليه ممن ذكرهم الامير فقال في كل (جزء) بفتح =(2/54)
مكين نوح بْن ربيعة، وهشام الدستوائي، وهمام بْن يحيى، ويحيى بْن الفرات الهمداني، وأبي عَمْرو العبدي، وأبي المعلى البَصْرِيّ.
رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يوسف الفريابي، وإسرائيل بْن يونس وهو من شيوخه، وسلم بْن سالم البلخي، وأبو سَعِيد عَبد اللَّهِ بْن سَعِيد الْكُنْدِيّ الأشج، وعبد الله بْن صَالِح المِصْرِي كاتب الليث بْن سعد، وأبو مسلم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن واقد الواقدي، وعلى بْن يزيد الصدائي، والليث بْن سعد، وهو من شيوخه، وهشام بْن عمار الدمشقي (ق) ، وأبو همام الوليد بْن شجاع السكوني.
قال أبو حاتم (1) : ضعيف الحديث، منكر الحديث.
وَقَال الحافظ أبو بكر الخطيب (2) : حدث عنه إسرائيل بْن يونس، وأبو سَعِيد الأشج وبين وفاتيهما بضع وتسعون سنة، وحدث عنه الليث بْن سعد والأشج وبين وفاتيهما اثنتان وثمانون سنة (3) .
__________
= الجيم وسكون الزاي بعدها همزة ويجوز (جزي) بكسر الزاي وتشديد المثناة تحت" (1 / الورقة: 134 من نسخة الظاهرية) قال بشار: فسكون الزاي والهمز هو الراجح وبه قيده الإمام الذهبي في كتبه الاخرى.
وهو من الضعفاء. قال ابن المبارك: كان قدريا ولم يكن يثبت، قال الإمام أحمد بْن حنبل: لا يكتب حديثه، وَقَال النَّسَائي وغيره: متروك. وَقَال يحيى بن مَعِين: من المعروفين بوضع الحديث، وَقَال الفلاس: وممن أجمع عليه من أهل الكذب أنه لا يروى عنهم - قوم منهم أبو جزء القصاب نصر بن طريف،. وكان أميا لا يكتب، وكان قد خلط في حديثه، وكان أحفظ أهل البصرة، حدث بأحاديث ثم مرض فرجع عنها، ثم صح فعاد إليها.
وقد ساق ابن عدي في (الكامل) جملة من أحاديثه المستنكرة وقد تناوله الإمام الذهبي في الميزان: 4 / 251 - 252 وغيره من مؤلفي كتب الضعفاء فكان ينبغي للمؤلف أن يشير إلى ضعفه على عادته في أمثاله.
(1) انظر كتاب ولده الجرح والتعديل: 1 / 1 / 87.
(2) في كتاب"السابق واللاحق"ولم يذكره في تاريخ بغداد
(3) قد جعله ابن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل"ثلاثة أشخاص: أولهم إبراهيم بن أعين الشيباني العجلي البَصْرِيّ هذا. والثاني: إبراهيم بن أعين الذي روى عن الثوري، وروى عنه أبو سَعِيد الاشج وَقَال عَنه: كان من خيار الناس. والثالث: إبراهيم بن أعين، روى عن عُمَر بن فروخ عن عكرمة، روى عنه هشام بن عمار (1 / 1 / 87) .وَقَال الذهبي في ترجمة إبراهيم بن أعين الشيباني من =(2/55)
روى له ابن ماجه.
155 - د ت: إِبْرَاهِيم بن بشار الرمادي (1) ، أبو إسحاق البَصْرِيّ وأصله من جرجرايا (2) .
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن عُيَيْنَة، وأسباط بْن مُحَمَّد القرشي، وسفيان بْن عُيَيْنَة (د ت) ، وعبد الله بْن رجاء المكي، وعبد الله بْن ميمون القداح، وعثمان بْن عَبْد الرحمن الطرائفي، ومحمد بْن خازم أبي معاوية الضرير، ومروان بْن معاوية الفزاري، ويَعْلَى بْن شبيب المكي.
رَوَى عَنه: أبو داود، وأبو مسلم إِبْرَاهِيم بْن عَبد الله الكجي (3) ، وأحمد بْن أَبي خيثمة، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن
__________
="الميزان":: ويشتبه بإبراهيم بن أعين شيخ لهشام بن عمار، مع أبي أجوز أنه الشيباني. فأما إبراهيم بن أعين الكوفي شيخ أبي سَعِيد الاشج فقال ابن أَبي حاتم: سمعت الاشج يقول: كَانَ من خيار الناس، روى عن الثوري" (1 / 21) . فالذي يظهر من هذا أن الذهبي فرق بين الشيباني وبين شيخ أبي سَعِيد الاشج فجعلهما اثنين. وَقَال الحافظ ابن حجر بعد أن أورد قول ابن أَبي حاتم: فيظهر لي أن الذي روى عنه الاشج غير الشيباني، وقد فرق بينهما ابْن حبان فِي "الثقات" فقال في العجلي: بصري، روى عنه أبو همام بن أَبي بدر شجاع بن الوليد فهذا هو شيخ الاشج، وقد أخرج له ابن خزيمة في "صحيحه". ثم قال ابن حبان: إبراهيم بن أعين الشيباني عداده في أهل الرملة، روى عنه هشام بن عمار، يغرب. فهذا هو الذي ضعفه أبو حاتم الرازي، والله أعلم" (تهذيب: 1 / 108) . قال بشار: قد نقلنا قبل قليل ان ابن أَبي حاتم قد فرق بينهما أيضا ولكنه قال في الاول: الشيباني العجلي"وأنا أميل إلى التفريق بينهما، وراجع بعد هذا وتأمل ما قلناه أولا عن نسبته"الشيباني العجلي"فالظاهر أن الحق مع ابن حبان البستي حينما اعتبر أحدهما شيبانيا والآخر عجليا.
(1) إبراهيم بن بشار الرمادي هذا من رمادة اليمن وليس من رمادة فلسطين، نص على ذلك السمعاني في "الانساب.
(2) بلدة من أعمال النهروان الاسفل بين واسط وبغداد، خربت مع ما خرب عند خراب النهروان.
(3) بفتح الكاف نسبة إلى الكج، وهو الجص.(2/56)
عرعرة، وإسماعيل بْن إسحاق القاضي، وحرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، وزياد بْن الخليل التستري، وأبو رفاعة عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حبيب العدوي البَصْرِيّ القاضي، وأبو خليفة الفضل بْن الحباب الجمحي، وأبو علي مُحَمَّد بْن أحمد الزريقي، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل البخاري (ت) في غير"الجامع"، ومحمد بْن أيوب بْن يحيى بْن الضريس الرازي، ومحمد بْن غالب بْن حرب تمتام، ويعقوب بْن سفيان الفارسي، ويعقوب بن شَيْبَة السدوسي، ويوسف ابن يعقوب القاضي.
قال البخاري: يهم في الشئ بعد الشئ، وهو صدوق.
وَقَال أيضا: قال لي إِبْرَاهِيم الرمادي: حَدَّثَنَا سفيان بْن عُيَيْنَة عَن بريد، عَن أبي بردة، عَن أبي موسى: كلكم راع.
قال أبو أحمد بْن عدي: وهو وهم، كان ابن عُيَيْنَة يرويه مُرْسلاً (1) .
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل: سمعت أبي يقول: كأن سفيان الذي يروي عنه إِبْرَاهِيم بْن بشار، ليس هو سفيان بن عُيَيْنَة.
__________
(1) قال التِّرْمِذِيّ بعد أن أورد حديث: "كلكم راع"من حديث ابن عُمَر برقم (1705) : وفِي الْبَابِ عَن أَبِي هُرَيْرة وأنس وأبي موسى: حديث ابن عُمَر حديث حسن صحيح، وحديث أبي موسى غير محفوظ، وحديث أنس غير محفوظ، ورواه إِبْرَاهِيم بْن بشار الرمادي، عَن سفيان بْن عُيَيْنَة، عَن بريد بن عَبد اللَّهِ بن أَبي بُرْدَةَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ، عَن أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، أخبرني بذلك محمد (يعني البخاري) عن إبراهيم بن بشار، قال محمد: ورواه غير واحد عن سفيان، عن بريد بن أَبي بردة، عَن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم مُرْسلاً، وهذا أصح.
قلت: وحديث ابن عُمَر أخرجه من طرق عنه البخاري 2 / 316 في الجمعة: باب في القرى والمدن، و5 / 51 في الاستقراض: باب العبد راع في مال سيده، و131 في العتق: باب كراهية التطاول على الرَّقِّيّق، و283 في الوصايا: باب تأويل قول الله تعالى: (من بعد وصية توصون بها أو دين) ، و9 / 220 في النكاح: باب (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) ، و262 في النكاح: باب المرأة راعية في بيت زوجها، و13 / 100 في الاحكام: باب قول الله تعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) ، ومسلم (1829) في الامارة: باب فضيلة الإمام، وأبو داود (2928) في الامارة: باب ما يلزمه الإمام من حق الرعية، وأحمد 2 / 5 و54 و55 و111، و121. (ش) .(2/57)
وَقَال أيضا (1) : سمعت أبي ذكر إِبْرَاهِيم بْن بشار الرمادي فَقَالَ: كان يحضر معنا عند سفيان بْن عُيَيْنَة، فكان يملي على الناس ما يسمعون من سفيان، وكان ربما أملى عليهم ما لم يسمعوا.
ويقول: كان يغير الألفاظ فيكون زيادة ليس في الحديث، أو كما قال.
قال أبي: فقلت له يوما: ألا تتقي الله ويحك! تملي عليهم ما لم يسمعوا؟ ولم يحمده أبي في ذلك وذمه ذما شديدا.
وَقَال معاوية بْن صالح: سألت يحيى بْن مَعِين عنه، فَقَالَ: ليس بشيءٍ.
لم يكن يكتب عند سفيان، وما رأيت في يده قلما قط. وكان يملي على الناس ما لم يقله سفيان.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ عَن يحيى بْن مَعِين: رأيت الرمادي ينظر في كتاب وابن عُيَيْنَة يقرأ، ولا يغير شيئا، ليس معه ألواح ولا دواة (2) .
وَقَال النَّسَائي: ليس بالقوي.
وَقَال أبو الفتح مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي الموصلي: صدوق، لكنه يهم في الحديث بعد الحديث.
وَقَال أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ (3) ، فِي حَدِيثِ الرَّمَادِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ وابْنِ جُرَيْج، عَنْ عَطَاءٍ، عَن أَبِي هُرَيْرة رَضِيَ الله عَنْهُ، قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: لا تَمْتَلِئُ جَهَّنَمُ حَتَّى يَكُونَ كَذَا وكَذَا، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وتَقُولُ قطي قطي (4) يقول: حسبي
__________
(1) وضع ابن حجر في "التهذيب"هذه الفقرة والفقرة التي تليها بعد لفظة"قلت"فظهرت وكأن المزي لم يوردها في أصل كتابه، هكذا في المطبوع!
(2) تاريخه برواية عباس: 2 / 7.
(3) جميع عبارة العقيلي الآتية ذكرها ابن حجر بعد لفظة"قلت"أيضا وهو أمر غريب.
(4) هكذا في الاصل، ويروي: قط قط"بمعنى حسب، وتكرارها للتأكيد، وهي ساكنة الطاء مخففة. ورواه بعضهم: فتقول: قطني قطني"أي حسبي ومنه حديث قتل ابن أَبي الحقيق: =(2/58)
حَسْبِي (1) ". لَيْسَ لِهَذَا أَصْلٌ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَة عَنْ عَمْرو، ولا عَنِ ابْنِ جُرَيْج، إِنَّمَا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَة عَنْ عَمْرو عَنْ عَطَاءٍ حَدِيثَانِ: لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ""وعُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ"جَمِيعًا مَوْقُوفِينَ (2) . وعِنْدَهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْج عَنْ عَطَاءٍ عَن أَبِي هُرَيْرة حَدِيثَانِ: أَحَدُهُمَا: فِي كُلِّ صلاة قراءة، فما
__________
="فتحامل عليه بسيفه في بطنه حتى أنفذه فجعل يقول: قطني قطني" (انظر النهاية لابن الاثير: 4 / 78 - 79)
(1) لكنه صحيح من طريق آخر، فقد اخرجه البخاري 8 / 458 في التفسير، ومسلم (2846) (36) في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، وأحمد 2 / 314 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام ابن منبه، عَن أبي هُرَيْرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم..وفيه: فأما النار، فلا تمتلئ حتى يضع رجله، فتقول: قط قط، فهنالك تمتلئ، ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عزوجل من خلقه أحدا." (ش) .
(2) لكنهما ثبتا في المرفوع، أما الاول، فأخرجه مسلم في "صحيحه"رقم (2246) (5) في أول الادب، من طريق زهير بن حرب، عن جرير، عن هشام، عن ابن سيرين، عَن أبي هُرَيْرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبو الدهر، فإن الله هو الدهر"، ورواه أيضا (2247) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عَن أبي هُرَيْرة. وأخرجه مالك 3 / 148 بشرح السيوطي، ومسلم (2246) (4) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عَن أبي هُرَيْرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقل أحدكم يا خيبة الدهر، فإن الله هو الدهر". وأخرجه البخاري 10 / 465 في الادب، ومسلم (2246) من طريق يونس، عن ابن شهاب، أخبرني أبو سلمة، عَن أبي هُرَيْرة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال عزوجل: يسب ابن آدم الدهر، وأنا الدهر، بيدي الليل والنهار". وأخرجه البخاري أيضا 8 / 441 في التفسير، و13 / 389، ومسلم (2246) (2) وأبو داود (5264) من طريق سفيان، عن الزُّهْرِيّ، عن سَعِيد بن المُسَيَّب عَن أبي هُرَيْرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عزوجل: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الامر، أقلب الليل والنهار"، وأخرجه أحمد 2 / 318 برواية همام، عَن أبي هُرَيْرة بلفظ: لا يقول ابن آدم يا خيبة الدهر، إني أنا الدهر، أرسل الليل والنهار، فإذا شئت قبضتهما.
وأما الثاني: فأخرجه أحمد في "المسند"2 / 286 و424، ومسلم (2243) في السلام: باب تحريم قتل الهرة، من طريق هشام بن عروة، عَن أبيه، عَن أبي هُرَيْرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عذبت امرأة في هرة لم تطعمها، ولم تسقها، ولم تتركها تأكل من خشاش الارض.
وأخرجه البخاري 6 / 254 و380، ومسلم (2242) من طريق نافع، عن ابن عُمَر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عذبت امرأة في هرة ربطتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض". وفي الباب عن جابر عند أحمد 3 / 335، وعن عَبد الله بن عَمْرو عند أحمد أيضا 2 / 159 و188، والنَّسَائي 3 / 139 و149. (ش) .(2/59)
أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، ومَا أُخْفِيَ مِنَّا أَخْفَيْنَا مِنْكُمْ" (1) ،"كَلُّ صَلاةٍ لا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ" (2) . وعَن أَبِي هُرَيْرة، قال: إِذَا كُنْتَ إِمَامًا فَخَفِّفْ"مَوْقُوفٌ. ولا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ جاء بهذا إبراهيم ابن بَشَّارٍ.
وَقَال فِي حَدِيثِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ بُرَيْدٍ عَن أَبِي بردة عَن أبي موسى: كلكم رَاعٍ". هَذَا أَيْضًا لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ، ولَمْ يُتَابِعْهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَة. وعِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَة عَنْ بُرَيْدٍ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ: مثل الجليس الصالح (3) "،"والمؤمن للمؤمن كالبنيان (4) "واشفعوا إلي لتؤجروا (5) "،
__________
(1) أخرجه أحمد 2 / 285، والبخاري، 2 / 209، ومسلم (395) (43) والنَّسَائي 2 / 163، كلهم من طريق ابن جُرَيْج، أخبرني عطاء، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرة يَقُولُ: في كل صلاة يقرأ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، ومَا أخفى عنا أخفينا عنكم". وأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (797) ، والنَّسَائي 2 / 163 مِنْ طرق، عَنْ عَطَاءٍ، عَن أَبِي هُرَيْرة.
(ش) .
(2) أخرجه أحمد 2 / 250 و285، وابن ماجة (838) ، ومسلم (395) (40) من طريق ابن جُرَيْج، أخبرني العلاء بن عَبد الرحمن بن يعقوب، أن أبا السائب أخبره أنه سمع أبا هُرَيْرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن، فهي خداج"وأخرجه مالك في "الموطأ"1 / 106، وأبو داود (821) ، والنَّسَائي 2 / 135، ومسلم (395) من طريق العلاء بن عَبد الرحمن، عَن أبي السائب، عَن أبي هُرَيْرة. والخداج: النقصان. (ش) .
(3) أخرجه مسلم (2628) في البر والصلة من طريق سفيان بن عُيَيْنَة، عن بريد بن عَبد الله، عن جده، عَن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه البخاري 9 / 569 في الذبائح، ومسلم (2628) من طريق محمد بن العلاء، عَن أبي أسامة، عن بريد، عَن أبي بردة، عَن أبي موسى. وأخرجه البخاري 4 / 271 في البيوع من طريق موسى بن إسماعيل، عن عبد الواحد، عَن أبي بردة بريد بن عَبد الله عَن أبي بردة بن أَبي موسى، عَن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. (ش) .
(4) أخرجه البخاري 1 / 468 في المساجد: باب تشبيك الاصابع في المسجد وغيره، و10 / 376 في الادب: باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضا من طريق سفيان، عَن أبي بردة بريد، عن جده، عَن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرحه البخاري أيضا 5 / 72 في المظالم: باب نصر المظلوم، ومسلم (2585) في البر والصلة: باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، والتِّرْمِذِيّ (1928) في البر والصلة: باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم، من طرق عن بريد، عَن أبي بردة، عَن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم. (ش) .
(5) أخرجه البخاري 10 / 376 في الادب: باب تعاون المؤمنين، وأبو داود (5132) في الادب: باب في الشفاعة، والنَّسَائي 5 / 77، 78 من طريق سفيان بن عُيَيْنَة، عن بريد بن أَبي =(2/60)
و"الْخَازِنُ الأَمِينُ (1) "لَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ هَذِهِ الأَرْبَعَةِ.
وَقَال أبو أحمد بْن عدي (2) : سألت مُحَمَّد بْن أحمد الزريقي بالبصرة عَن الرمادي فَقَالَ: كان والله أزهد أهل زمانه. قال ابن عدي: لا أعلم أنكر عليه إلا هذا الحديث الذي ذكره البخاري، وباقي حديثه عَن ابن عُيَيْنَة، وأبي معاوية وغيرهما من الثقات مستقيم، وهو عندنا من أهل الصدق.
وَقَال أبو حاتم مُحَمَّد بْن حبان البستي: كان متقنا ضابطا، صحب ابن عُيَيْنَة سنين كثيرة، وسمع أحاديثه مرارا، ومن زعم أنه كان ينام في مجلس ابن عُيَيْنَة فقد صدق، وليس هذا مما يجرح مثله في الحديث، وذاك أنه سمع حديث ابن عُيَيْنَة مرارا، والقائل بهذا رآه ينام في المجلس حيث كان يجئ إلى سفيان ويحضر مجلسه للإستئناس، لا للسماع، فنوم الإنسان عند سماع شيء قد سمعه مرارا ليس مما يقدح فيه. ولقد حَدَّثَنَا أبو خليفة قال: قال إِبْرَاهِيم بْن بشار الرمادي: حَدَّثَنَا سفيان بمكة وعبادان وبين السماعين أربعون (3) سنة، سمعت أحمد بْن زنجويه يقول: سمعت جعفر بْن أَبي عثمان الطيالسي يقول: سمعت يحيى بْن مَعِين يقول: كان الحميدي لا يكتب عند سفيان بْن عُيَيْنَة وإبراهيم بْن بشار أحفظهما. ومات إِبْرَاهِيم بْن بشار سنة ثلاثين ومئتين
__________
= بردة، عَن أَبِيهِ، عَن أَبِي موسى. وأخرجه البخاري 3 / 238، و13 / 378، ومسلم (2627) في البر والصلة، والتِّرْمِذِيّ (2672) من طرق عَن أبي بردة، عَن أبي موسى. (ش) .
(1) أخرجه البخاري 4 / 363 في أول الاجارة، والنَّسَائي 5 / 79 في الزكاة: باب أجر الخازن إذا تصدق بإذن مولاه، وأحمد 4 / 409 من طريق سفيان، عن بريد بن أَبي بردة، عَن جده أَبِي بردة، عَن أبي موسى.
وأخرجه البخاري 3 / 240، و4 / 401، ومسلم (1023) في الزكاة من طريق محمد بن العلاء، عَن أبي أسامة، عن بريد، عن جده، عَن أبي موسى. (ش) .
(2) الامل: 2 / الورقة: 73
(3) في أصل المؤلف والنسخ الاخرى: أربعين"، وهو عند ابن حبان (1 / الورقة: 12) ، وهو خطأ تأتي من نقل المؤلف الحرفي ولكن كان ينبغي التنبيه عليه، إذ لا يليق وجوده.(2/61)
أو قبلها أو بعدها بقليل. انتهى كلام ابن حبان (1) .
وقيل: إنه مات سنة أربع. وقيل: سنة سبع.
وقِيلَ: سنة ثمان وعشرين ومئتين.
وروى له التِّرْمِذِيّ (2) .
__________
(1) في كتابه (الثقات: 1 / الورقة: 12) . وقد أخرج هو وأبو عوانة حديثه في "صحيحيهما"وأخرج الحاكم حديثه في "المستدرك". وَقَال عبدا لباقي بن قانع في كتاب"الوفيات": صالح. وَقَال أبو حاتم الرازي: صدوق. وفي كتاب ابن الجارود: صدوق وربما يهم في الشئ بعد الشئ.
وَقَال أبو عُمَر الصدفي: حَدَّثَنَا أحمد بن خالد، حَدَّثَنَا مروان بن عَبد المَلِك، قال: سمعت يحيى بن الفضل، حَدَّثَنَا إبراهيم بن بشار الرمادي وكان والله ثقة مأمونا. وَقَال أبو عوانة في أوائل كتاب الصلاة من صحيحه: كان إبراهيم بن بشار ثقة من كبار أصحاب ابن عُيَيْنَة وممن سمع منه قديما.
وَقَال أبو عبد الله الحاكم: ثقة مأمون من الطبقة الأولى من أصحاب ابن عُيَيْنَة. ولكن ذكره أبو القاسم البلخي والساجي في جملة الضعفاء. وَقَال الذهبي في "الميزان": ليس بالمتقن، وله مناكير" (تاريخ البخاري الكبير: 1 / 1 / 277، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 89، وتاريح الاسلام للذهبي، الورقة: 179 (أيا صوفيا 3007) ، والميزان: 1 / 23، والتذهيب: 1 / الورقة: 34، والكاشف: 1 / 77، والوافي للصفدي: 5 / 337، وأنساب السمعاني: 6 / 163 - 164، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 49، وتهذيب ابن حجر: 1 / 109 - 110 وغيرها) .
(2) ومما يستدرك للتمييز:
22 - إبراهيم بن بشار بن محمد المعقلي، مولاهم، الخراساني الزاهد، صاحب إبراهيم بن أدهم.
رَوَى عَنه: إبراهيم بن أدهم وجمع أخباره، وحماد بن زيد، والفضيل بن عياض وغيرهم.
رَوَى عَنه: أحمد بن أَبي عوف، وأبو العباس السراج.
ذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات"، وعُمَر دهرا، وتوفي في حدود الاربعين ومئتين وَقَال الذهبي: صدوق ما تكلم فيه أحد. (تاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 179 - أيا صوفيا 3007، والورقة 16 - أحمد الثالث 2917 / 7، والميزان: 1 / 24، والتذهيب: 1 / الورقة: 34، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 49، وتهذيب ابن حجر: 1 / 111) .
23 - إبراهيم بن بشار الواسطي.
رَوَى عَن: عَبد الله بن داود الخريبي.
رَوَى عَنه: أبو القاسم البغوي (تهذيب ابن حجر: 1 / 111) .(2/62)
156 - س: إِبْرَاهِيم بن أَبي بكر (1) الأخنسي المكي.
سمع طاووسا (س) (2) يسأل عَن ذلك، فَقَالَ: إن هذا ليسألني عَن الكفر، يعني الذي يأتي امرأته في دبرها.
ورَوَى عَن: مجاهد.
رَوَى عَنه: عَبد الله بْن أَبي نجيح، وعبد الملك بْن عَبْد العزيز ابن جُرَيْج (س) (3) .
روى له النَّسَائي (4) .
157 - د س ق: إِبْرَاهِيم بن جرير بْن عَبد الله البجلي الكوفي.
روى عن: أبيه جرير بْن عَبد الله (س ق) ، وقيس بْن أَبي حازم وابن أخيه أبي زرعة بْن عَمْرو بْن جرير (د س ق) .
رَوَى عَنه: أبان بْن عَبد الله البجلي (س ق) ، وحميد بن مالك
__________
(1) في تاريخ البخاري الكبير: إِبْرَاهِيم بن أَبي بكر الأخنسي، عداده في أهل الحجاز عن ابن أَبي نجيح، وروى عنه ابن جُرَيْج ومنصور. وَقَال لي علي بن سلمة: حَدَّثَنَا يحيى بن سليم، قال: حدثني إسماعيل بن أمية عن إِبْرَاهِيم بْن أَبي بكر بن أمية الأخنسي عن كعب - قوله" (1 / 1 / 276) قال بشار: فهذا يقضي أن اسم جده هو"أمية"، وبه قال ابن حبان في "الثقات وأخذه مغلطاي وابن حجر.
(2) أخرج النَّسَائي من حديث ابن جُرَيْج عن إبراهيم بن أَبي بكر - وهو هذا الأخنسي - سمع طاووسا يسأل عن الذي يأتي امرأته في دبرها.."
(3) وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات" 1 / الورقة: 12"، وَقَال الذهبي: محله الصدق، (التذهيب: 1 / الورقة 34، والكاشف: 1 / 77، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 90، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة 49، وتهذيب ابن حجر: 1 / 111، والعقد الثمين للفاسي: 3 / 206 - 207) .
(4) ومما يستدرك للتمييز:
24 - إبراهيم بن أَبي بكر بن عبد الرحمن الأَنْصارِيّ المدني. قال ابن حجر: يروي عَن أبي أسامة بن سهل. وعنه ابن جُرَيْج. حديثه في مصنف عبد الرزاق، نبهت عليه لاتفاقه مع الذي قبله في رواية ابن جُرَيْج عنهما" (تهذيب: 1 / 111) .(2/63)
اللخمي، وداود بْن عَبْد الجبار القزويني، وزياد بْن أَبي سفيان البجلي، وشَرِيك بْن عَبد الله النخعي (د س ق) ، وقيس بْن مسلم الجدلي.
قال عباس الدُّورِيُّ عَنْ يحيى بْن مَعِين (1) : لم يسمع من أبيه
شيئا.
وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: يقول في بعض رواياته: حَدَّثني أبي، ولم يضعف في نفسه. وإنما قيل: لم يسمع من أبيه شيئا. وأحاديثه مستقيمة تكتب (2) .
وَقَال غيره: مات أبوه وهو حمل (3) .
__________
(1) تاريخه برواية الدوري: 2 / 7.
(2) وقَال البُخارِيُّ في تاريخه الكبير: قال لي سَعِيد بن سُلَيْمان، حَدَّثَنَا داود بن عبد الجبار - وكان ببغداد وهو منكر الحديث - سمع إبراهيم بْنُ جَرِيرٍ، قال: حَدَّثني أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ رَأَى حية فلم يقتلها خوفا فليس منا"وَقَال لي محمد: حَدَّثَنَا عبد الصمد، عن شعبة عن إبراهيم ابن أخي جرير عن جرير: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من لا يرحم لا يرحم". (1 / 1 / 278) وذكر العلامة مغلطاي أنه وجده هكذا في تاريخ البخاري - أعني: ابن أَبي جرير - بخط ابن الابار الحافظ مجودا (1 / الورقة: 49) ، وَقَال محقق تاريخ البخاري في هامشه: قضية صنيع المؤلف أن إبراهيم ابن أخي جرير وهم جزما أو احتمالا وأنه إبراهيم بن جرير صاحب الترجمة، وصنيع ابن حبان يقتضي الجزم بذلك فإنه ذكر في "الثقات" إبراهيم بن جرير فقال: روى عَن أبيه، روى عنه شعبة بن الحجاج". وذكر أبو حاتم أنه أرسل عَن أبيه (انظر كتاب ولده: 1 / 1 / 91) وَقَال العلامة مغلطاي: قال الآجري: سألت أبا داود فقلت: سمع من ابيه؟ قال: لا.
وفي كتاب"المراسيل"لابن أَبي حاتم: سمعت أبي يقول: لم يسمع من ابيه.
قال أبو زُرْعَة: وروايته عن على بن أَبي طالب مرسلة" (1 / الورقة: 49) . وَقَال الحافظ ابن حجر: إنما جاءت روايته عَن أبيه بتصريح التحديث منه من طريق داود بن عبد الجبار عنه، وداود ضعيف ونسبه بعضهم إلى الكذب، وقد روى عَن أبيه بالعنعنة أحاديث" (تهذيب: 1 / 112) .ونقل العلامة مغلطاي عن ابن القطان قوله فيه: مجهول الحال (1 / الورقة: 49) . وَقَال الإمام الذهبي في (الميزان) : صدوق"وَقَال أيضا"فضعف حديثه جاء من جهة الانقطاع لا من قبل الحفظ" (1 / 25) وهذا هو الرأي الجيد عندنا.
(3) وَقَال ابن سعد في "الطبقات الكبرى": وكان قد بقي وعُمَر، وولد بعد موت جرير، وبقي حتى لقيه شَرِيك وأسد بن عَمْرو (6 / 297) .
وَقَال الذهبي في "التذهيب": بقي إلى حدود العشرين ومئة" (1 / الورقة: 34) .(2/64)
روى له أَبُو داود، والنَّسَائي، وابن ماجه.
158 - خ كد: إِبْرَاهِيم بن الحارث بن إِسْمَاعِيل البغدادي أبو إسحاق، نزيل نيسابور.
رَوَى عَن: حجاج بْن مُحَمَّد المصيصي، وعبد العزيز بْن أبان القرشي، وعلي ابن المديني (كد) ، وأبي النضر هاشم بْن الْقَاسِم، ويحيى بْن أَبي بكير الكرماني (خ) ، ويزيد بْن هارون (1) .
رَوَى عَنه: البخاري (2) ، وأبو داود في حديث مالك، وإبراهيم ابن أَبي طالب النيسابوري، وأبو عَمْرو أَحْمَد بْن المبارك المستملي، وأَبُو حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسن بْن الشرقي، وجعفر بْن أحمد بْن نصر الحصيري (3) الحافظ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن الحسين بْن الحسن بْن الخليل القطان، وأبو بكر مُحَمَّد بْن طلحة الميداني ومكي بْن عبدان التميمي.
قال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: قرأت بخط أَبِي عَمْرو المستملي: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الحارث سنة ثمان وخمسين ومئتين، وَقَال لنا: أنا أصلي مروزي، ولدت بالموصل، ونشأت ببغداد.
وَقَال الحسين بْن مُحَمَّد بْن زياد القباني: مات بنيسابور سنة خمس وستين ومئتين.
وَقَال أبو عَمْرو المستملي: دفن يوم الثلاثاء لسبع خلون من
__________
(1) وزاد مغلطاي نقلا من (تاريخ نيسابور) للحاكم: روى عَن أَبِي الْحَسَن علي بْن قدامة (إكمال: 1 / الورقة: 50) .
(2) قال ابن القيسراني: روى عنه البخاري حديثين: في تفسير سورة الحج حديثًا، وفي الوصايا حديثًا" (الجمع: 1 / 20) .
(3) رجح ناشر تاريخ الخطيب"الخضيري"بالمعجمات، وهو وهم.(2/65)
المحرم سنة خمس وستين ومئتين بعد الظهر، وصلى عليه يحيى بن محمد ابن يحيى وكنت في الصف الأول (1) .
159 - ل: إِبْرَاهِيم بن الحارث بن مصعب بن الوليد بن عبادة ابن الصامت الأَنْصارِيّ العبادي، أبو إسحاق البغدادي، نزيل طرسوس.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن نصر، وأحمد بْن إبراهيم الدورقي، وأحمد بْن عُمَر الوكيعي الكوفي (ل) ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، والحسن بْن بشر البجلي، وحمزة بْن سَعِيد المروزي، وأبي خيثمة زهير بْن حرب، وسَعِيد بْن الصباح، وعاصم بْن علي بْن عاصم الواسطي، وأبي بكر عَبْد الرحمن بْن عفان الصوفي، وعبد العزيز بْن أَبي سَلَمَة العُمَري، وأبي سَعِيد عَبْد المتعالي، وعلي بْن عاصم الواسطي، وعلي ابن المديني، والقاسم بْن يزيد الوزان المقري، ومصعب بْن عَبد الله الزبيري، ويحيى بْن مَعِين، وأبي عَبد الله البياضي.
رَوَى عَنه: أَبُو داود فِي كتاب المسائل، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن أَبي موسى الأنطاكي، وأبو بكر أحمد بْن مُحَمَّد بْن هاني الأثرم، وحرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، ومحمد بْن العباس البغدادي المؤدب، وأبو حاتم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وَقَال: غزا معنا بلاد الروم سنة نيف وأربعين، يعني: ومئتين -.
وَقَال أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون الخلال (2) : إِبْرَاهِيم بْن الحارث العبادي، رجل من كبار أصحاب أبي عَبد الله أحمد بْن حنبل، روى عنه أبو بكر الأثرم، وحرب بْن إسماعيل وجماعة من الشيوخ
__________
(1) وانظر: تاريخ الخطيب: 6 / 54، والتهذيب: 1 / الورقة: 34، والكاشف: 1 / 78، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 50، والوافي للصفدي: 5 / 342.
(2) انظر تاريخ الخطيب: 6 / 56.(2/66)
المتقدمين، وكان أبو عَبْد الله يعظمه ويرفع قدره، ويحتمله في أشياء لا يحتمل فيها غيره، يبسطه في الكلام بحضرته، ويتوقف أبو عَبْد الله عَن الجواب في الشئ، فيجيب بحضرة أبي عَبد الله، فيعجب أبو عَبْد الله ويقول: جزاك الله خيرا يَا أَبَا إسحاق. حكى ذلك أبو بكر الأثرم.
160 - س: إِبْرَاهِيم بن حبيب بن الشهيد الأزدي، مولاهم، أبو إسحاق البَصْرِيّ، والد إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الشهيدي.
روى عن: أبيه حبيب بْن الشهيد (س) .
رَوَى عَنه: أحمد بن إبراهيم الدروقي، وابنه إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الشهيدى، وسهل بْن صالح الأنطاكي، وأبو قدامة عُبَيد اللَّهِ بْن سَعِيد اليشكري، ومحمد بْن عثمان بْن أَبي صفوان الثقفي (س) ، ومحمد بْن يحيى بْن أَبي سمينة، ومحمود بْن غيلان المروزي، ويحيى بْن أَبي الخصيب الرازي.
قال النَّسَائي: ثقة (1) .
وقَال البُخارِيُّ (2) : مَاتَ سنة ثلاث ومئتين.
رَوَى لَهُ النَّسَائي حَدِيثًا واحِدًا عَن أَبِيهِ، عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبد الله بن عَمْرو بن حران، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ: جَزَاكُمُ اللَّهُ مَعَاشِرَ الأَنْصَارِ خَيْرًا، ولا سِيَّمَا آلَ عَمْرو بْنِ حَرَامٍ وسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ.
__________
(1) ووثقه الدارقطني، قال مغلطاي: قال أَبُو عبد الرحمن السلمي: وسألته، يعني الدارقطني، عَن إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حبيب فقال: هو وأبوه وجده ثقات". ووثقه أيضا: ابن قانع البغدادي، وأبو عبد الله الحاكم وخرج حديثه في مستدركه، وابن حبان البستي وذكره في كتابه "الثقات"، وابن عساكر، والذهبي في "الكاشف"وغيره. وذكره الخطيب فيمن روى عن مالك بن أنس. (الثقات: 1 / الورقة: 12، والتذهيب: 1 / الورقة: 34، والكاشف: 1 / 78، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 50، وتهذيب ابن حجر: 1 / 113) .
(2) تاريخه الكبير: 1 / 1 / 281(2/67)
أخبرنا به أبويحيى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبي عَبد اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْعَسْقَلانِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبد اللَّهِ الحسين بْن عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ الشَّالَنْجِيُّ (1) قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن النَّقُّورِ (ح) (2) وأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرِجِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بْن عَبد المَلِك بْنِ عُثْمَانَ الأَنْصارِيّ المقدسي فِي جماعة قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ دَاوُدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُلاعِبٍ، وأَبُو الفضل عَبْد السلام بْن عَبد اللَّهِ الدَّاهِرِيُّ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر محمد ابن عُبَيد الله بن نصر ابْنُ الزَّاغُونِيِّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو نصر محمد بن محمد ابن عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، قال ابْنُ مُلاعِبٍ: وأَخْبَرَنَا أَيْضًا أَبُو مَنْصُورٍ أَنُوشْتَكِينُ ابن عَبد اللَّهِ الرِّضْوَانِيُّ قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد ابن البُسْرِيِّ، قَالُوا ثَلاثَتُهُمْ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ (3) ، قال: حَدَّثَنَا يحيى بْنُ صَاعِدٍ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ بِالْبَصْرَةِ قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن حبيب بن الشهيد قال: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ الْمَكِّيِّ عَنْ جَابِرِ ابْن عَبد اللَّه بْن عَمْرو بْنِ حَرَامٍ قال: أَمَرَ أَبِي بِحَرِيرَةٍ (4) فَصُنِعَتْ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَأَتَيْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا جَابِرُ أَلَحْمٌ ذَا؟ "قال: فقلت: لا يارسول اللَّهِ، ولَكِنَّ أَبِي أَمَرَ بِحَرِيرَةٍ فَصُنِعَتْ، وأَمَرَنِي أَنْ آتِيكَ بِهَا، فَأَخَذَهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ أَبِي، فَقَالَ: هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قال: هَلْ قال شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قال: مَا قال؟ قُلْتُ: قال: أَلَحْمٌ ذَا يَا جَابِرُ؟ "فقلت: لا يارسول اللَّهِ ولَكِنَّ أَبِي أَمَرَ بِحَرِيرَةٍ فَصُنِعَتْ، وأَمَرَنِي فَأَتَيْتُكَ بِهَا، فَقَالَ أبي: عسى أن يكون
__________
(1) هذه النسبة إلى بيع الاشياء المتخذة من الشعر كالمخلاء والمقود والحبل ونحوها.
(2) هذه الحاء علامة التحول من إسناد لآخر.
(3) لذلك يقع هذا الحديث عاليا في "المخلصيات" (4) الحريرة: دقيق يطبخ بلبن.(2/68)
رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسَلَّمَ اشْتَهَى اللَّحْمَ. فَقَامَ إِلَى دَاجِنٍ لَهُ فَأَمَرَ بِهَا فَذُبِحَتْ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَشُوِيَتْ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَحَمَلْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ وهُوَ فِي مَجْلِسِهِ، فَقَالَ لِي: مَا هَذَا يَا جَابِرُ؟ "فَقُلْتُ: أَتَيْتُ أَبِي فَقَالَ لِي: هَلْ رأيت رَسُول اللَّهِ (صلى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ) (1) ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: هَلْ قال شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قال: مَا هَذَا يَا جَابِرُ، أَلَحْمٌ ذَا؟ فَقَالَ: عَسَى أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) (1) اشْتَهَى اللَّحْمَ، فَقَامَ إِلَى دَاجِنٍ لَهُ فَأَمَرَ بِهَا فَذُبِحَتْ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَشُوِيَتْ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَأَتَيْتُكَ بِهَا. فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللَّهُ مَعْشَرَ الأَنْصَارِ خَيْرًا، ولا سِيَّمَا آلَ عَمْرو بْنِ حرام وسعد (2) بن عبادة" (3) .
- ف: إبراهيم بْن أَبي حبيبة، هو: إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن أَبي حبيبة الأشهلي، تقدم.
161 - س: إِبْرَاهِيم بن الحجاج بن زيد السامي (4) الناجي، أبو إسحاق البَصْرِيّ.
رَوَى عَن: أبان بْن يزيد العطار، وبشار بْن الحكم، وحماد بْن زيد، وحماد بْن سلمة (س) ، وأبي زهير حيان بْن عُبَيد الله، والخزرج ابن عثمان، وسكين (5) بْن عَبْد العزيز، وسهل بْن زياد، وسوادة بْن أَبي الأسود، وسلام بْن أَبي مطيع، وصالح المري، وعبد الله بْن المثنى بْن عَبد الله بْن أنس بْن مالك، وعبد العزيز بْن المختار الدباغ، وعبد المؤمن بْن عُبَيد الله السدوسي، وأبي ثابت عَبْد الواحد بْن ثابت، وعبد الواحد بْن زياد، وعبد الوارث بْن سَعِيد، وقزعة (6) بن سويد بْن
__________
(1) إضافة مني.
(2) كان سعد بن عبادة - رضي الله عنه - سيد الخزرج مشهورا بالكرم والجود، وكان يبعث بجفنة طعام كل يوم إلى بيت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ كما هو مشهور.
(3) رجاله ثقات، وأورده الهيثمي في "المجمع"9 / 317، وَقَال: رواه البزار، ورجاله ثقات (ش)
(4) السامي - بالسين المهملة - نسبة إلى سامة بن لؤي.
(5) بالتصغير، وسيأتي بعونه تعالى.
(6) قزعة: بزاي وثلاث فتحات.(2/69)
حجير (1) الباهلي، ومراجم (2) بْن العوام بْن مراجم، ووهيب بْن خالد (س) .
رَوَى عَنه: إبراهيم بْن أَحْمَد بْن عُمَر الوكيعي، وإبراهيم بْن هاشم البغوي، وأبو جعفر أحمد بْن حمدون بْن سلم السمسار ابْن بنت سعدويه، وأبو أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْن سَعِيد المروزي القاضي (س) ، وأَبُو يَعْلَى أَحْمَد بْن علي بْن المثنى الموصلي، وأبو بكر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن أَبي عاصم النبيل، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، وإسحاق بْن خالويه البابسيري (3) ، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن الحسن الفريابي القاضى، والحسن بْن أحمد بْن حبيب الكرماني (سي) ، والحسن بْن سفيان النسوي، والحسين بْن إسحاق التستري، وخازم بْن يحيى بْن إسحاق الحلواني، وعبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعثمان بْن عَبد اللَّهِ بْن خرزاذ الأنطاكي (س) ، ومحمد بْن الضوء الشيباني الكرماني، ومحمد بْن عَبد الله بْن زياد والد أبي سهل بْن زياد القطان، ومحمد بْن عبده بْن حرب القاضي، ومحمد بْن علي المروزي، ومحمد بْن مُحَمَّد الجذوعى القاضي، وموسى بْن هارون بْن عَبد اللَّهِ الحمال الحافظ، وَقَال: مات بالبصرة سنة ثلاث وثلاثين ومئتين.
وذكره أبو حاتم بْن حبان في كتاب "الثقات" وَقَال: مات سنة إحدى وثلاثين ومئتين (4) .
__________
(1) بالتصغير، وسيأتي.
(2) قيده الذهبي في "المشتبه"وذكر رواية إبراهيم بن الحجاج عنه (ص: 583) .
(3) نسبة إلى بابسير قرية من قرى واسط، وقيل: من الاهواز.
(4) قال ابن حجر في "التهذيب": بقية كلام ابن حبان: أو سنة اثنتين". قال بشار، لم أجد هذه"البقية"في ثقات ابن حبان: (1 / الورقة: 13) .
وَقَال العلامة مغلطاي الحنفي: ذكره ابن قانع في وفياته فقال: صالح.
وخرج ابن حبان والحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ حديثه في صحيحيهما، روى =(2/70)
روى له النَّسَائي.
162 - س (1) : إِبْرَاهِيم بن الحجاج النيلي، أبو إسحاق البَصْرِيّ والنيل: مدينة بين الكوفة وواسط.
رَوَى عَن: حماد بْن زيد، وسلام بْن أَبي مطيع، وصالح المري، وعامر بْن يَِسَاف، وأبي عوانة (س) .
رَوَى عَنه: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْن سَعِيد المروزي (س) ، وأبو يَعْلَى أَحْمَد بْن علي بْن المثنى الموصلي، وأبو علي أحمد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن الحسين بْن أَبي غنيم المروزي، والحسن بْن سفيان النسوي، وخليفة بْن خياط العصفري.
ذكره أبو حاتم حبان في كتاب"التقات" (2) .
وَقَال أبو الحسين عبدا لباقي بْن قانع بْن مرزوق القاضي: مات بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين ومئتين.
__________
= عنه عند الحاكم الحسين بن حميد..وفي كتاب القراب: توفي في رجب سنة ثلاث وثلاثين. وفي كتاب الجرح والتعديل عَن أبي الحسن الدارقطني: إبراهيم السامي وإبراهيم النيلي ثقتان. وروى عنه البغوي فيما ذكره ابن الاخضر" (1 / الورقة: 50) . قال بشار: ووثقه الإمام الذهبي وَقَال في (الكاشف 1 / 78) : مات سنة 231 لكنه قال في "تاريخ الاسلام"بعد أن أورد رواية ابن حبان: وَقَال موسى بْن هارون: سنة ثلاث وثلاثين، وهو الصحيح، وقع لي من عواليه. قال موسى: سألته عن مولده فقال: سنة ست وأربعين ومئة" (الورقة: 16 - أحمد الثالث 2917 / 7) ، فيكون
عُمَر فبلغ 87 سنة.
(1) وقع في تهذيب ابن حجر (1 / 114) أنه تمييز، وهو أمر غريب جدا، وكأن ناشر"التقريب"تابع"التهذيب"فذكره كذلك أيضا (1 / 3 4) وما أظن الخطأ إلا من الناشرين، والله أعلم.
(2) (الثقات: 1 / الورقة: 13) ووثقه الدارقطني كما ذكرنا في الترجمة السابقة، ونقل مغلطاي عن ابن قانع أنه قال فيه: صالح (إكمال: 1 / الورقة 50) ، ووثقه الذهبي (الكاشف: 1 / 78، والتذهيب: 1 / الورقة: 35، وتاريخ الاسلام، الورقة: 16 من مجلد أحمد الثالث 2917 / 7) ، وترجمه الصفدي في الوافي: 5 / 342.(2/71)
روى له النَّسَائي حديثا واحِدًا عَن أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ سماك بن حرب، غن قِرْصَافَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: اشْرَبُوا فِي الظُّرُوفِ ولا تَسْكَرُوا (1) " (2)
163 - د س: إِبْرَاهِيم بن الحسن بن الهيثم الخثعمي، أبو إسحاق المصيصي المعروف بالمقسمي.
رَوَى عَن: الحارث بْن عطية (س) ، وحجاج بْن مُحَمَّد المصيصي الأَعور (د س) ، وخالد بْن يزيد القسري، وعُبَيد الله بْن موسى، ومخلد بْن يزيد الحراني.
__________
(1) أخرجه النَّسَائي 8 / 320 في الاشربة: باب الاخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر من حديث أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قرصافة - امرأة منهم، عَن عائشة..قال النَّسَائي: هذا غير ثابت، قرصافة هَذِهِ لا نَدْرِي مَنْ هِيَ، والْمَشْهُورُ عَنْ عَائِشَةَ خِلافُ مَا روت عنها قرصافة، ثم قال: أخبرنا سويد بن نصر، أخبرنا عَبد الله، عن قدامة العامري، أن جسرة بنت دجاجة العامرية حدثته، قالت: سمعت عائشة سألها أناس، كلهم يسأل عن النبيذ يقول: ننبذ التمر، غدوة، ونشر به عشيا، وننبذه عشيا، ونشر به غدوة. قالت: لا أحل مسكرا وإن كان خبزا، وإن كانت ماء، قالتها ثلاث مرات. (ش) .
(2) ومما يستدرك على المزي:
25 - د: إبراهيم بن حرب، أبو إسحاق العسقلاني، ختن آدم بن أَبي إياس.
رَوَى عَن: حفص بن ميسرة، وأبي نعيم، وغيرهما.
رَوَى عَنه: أبو داود فيما قال أبو علي الغساني، وأحمد بن سيار، وإبراهيم بن محمد الدستوائي، وخير بن عرفة. قال الذهبي في "التذهيب": ذكره أبو علي الغساني في شيوخ أبي داود. وَقَال العقيلي: حدث بمناكير.
وتوفي سنة 229، قاله أبو إسحاق الصريفيني". وذكره ابنُ حِبَّان في (الثقات: 1 / الورقة: 13) . تناوله الذهبي في "الميزان"ونقل عن العقيلي قوله: حدث بمناكير، منها: حَدَّثَنَا خير بن عرفة، حَدَّثَنَا إبراهيم بن حرب ختن آدم، حَدَّثَنَا حفص بن ميسرة، عن يحيي بن أَبي كثير، عَن أبي سلمة، عَن أبي هُرَيْرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ليبعثن الله أقواما يوم القيامة تتلألأ وجوههم، يمرون بالناس كمر الريح، يدخلون الجنة بغير حساب، الذين ماتوا في الرباط.
(الميزان: 1 / 26، والتذهيب: 1 / 35، وتهذيب ابن حجر: 1 / 114) .(2/72)
رَوَى عَنه: أَبُو داود، والنَّسَائي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن بشر بْن صالح، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن وهب بْن حمدان الدينوري الحافظ أحد الضعفاء، وأبو بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن راشد بْن معدان الأصبهاني، ومحمد بْن الحسن بْن قتيبة العسقلاني، وموسى بْن هارون الحمال الحافظ.
وكتب عنه أبو حاتم وَقَال: صدوق.
وَقَال النَّسَائي: ثقة.
وَقَال فِي موضع آخر: ليس به بأس (1) (2) .
__________
(1) ووثقه ابن حبان البستي (الثقات: 1 / الورقة: 13) ، وَقَال الإمام الذهبي، ثقة ثبت (الكاشف: 1 / 79 وراجع التذهيب: 1 / 35) .
(2) ومما يستدرك على المزي:
26 - س: إِبْرَاهِيم بن الحسن بن نجيح الباهلي المقري التبان البَصْرِيّ.
رَوَى عَن: حماد بْن زيد، وبشير بن سريج المنقري، وحجاج بن محمد الأَعور، وعُمَر بن حفص المازني، ويونس بن حبيب.
رَوَى عَنه: النَّسَائي فيما ذكره الصريفيني - ونقله العلامة مغلطاي عن خطه، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، ومحمد بن طريف، وأبو حانم وأبو زُرْعَة الرازيان.
قال عبد الرحمن بن أَبي حاتم الرازي: سئل أبو زُرْعَة عن إبراهيم بن الحسن فقال: كتبت عنه بالبصرة، وكان صاحب قرآن وكان بصيرا به، وكان شيخنا ثقة (الجرح والتعديل: 1 / 1 / 92) .
وذكره ابنُ حِبَّان البستي في كتابه عن الثقات: (1 / الورقة: 13) ، وَقَال: حَدَّثَنَا عنه الحسن بن سفيان وغيره من شيوخنا.
وترجمه الذهبي في تاريخ الاسلام (الورقة: 16 من مجلد أحمد الثالث 2917 / 7) وَقَال ابن الجزري في غاية النهاية: 1 / 11) : ثقة، قرأ على سلام بن سُلَيْمان الطويل ويعقوب الحضرمي. وروى الحروف عن المعلي بن عيسى ويونس بن حبيب عَن أبي عَمْرو، وعن محمد بن إبراهيم المقانعي..قرأ عليه أحمد بن يزيد الحلواني..قال ابن جرير الطبري: مات سنة خمس وثلاثين ومئتين". ونقل العلامة مغلطاي عن مطين أو وفاته سنة 235 أيضا (إكمال: 1 / الورقة: 50) وبها أخذ الذهبي وغيره.(2/73)
164 - فق: إِبْرَاهِيم بن الحكم بن أبان، أبو إسحاق العدني.
روى عن: أبيه الحكم بْن أبان (فق) (1) .
رَوَى عَنه: أبو الأزهر أحمد بْن الأزهر النيسابوري (فق) ، وأحمد بْن منصور الرمادي (فق) ، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم الطبري، وإسحاق ابن راهويه، وإسحاق بْن الضيف الباهلي، والحسن بْن أَبي الربيع الجرجاني، وخشيش بْن أصرم النَّسَائي، وسَعِيد بن ذؤيب، وسلمة ابن شبيب، وعاصم بْن إِبْرَاهِيم الرازي، وعلي بْن هاشم، وأبو نصر الفتح بْن عَمْرو التميمي الكسي، ومحمد بْن أبان البلخي، ومحمد بْن أسد الخشني، ومحمد بْن يحيى الذهلي، ومهدي بْن أَبي المهدي، وأبو حصين بْن يحيى بْن سُلَيْمان الرازي.
قال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عَبد اللَّهِ، يعني أَحْمَد بْن حنبل - يقول: في سبيل الله دراهم أنفقناها في الذهاب إلى عدن، إلى إبراهيم ابن الحكم بْن أبان.
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل: سألت يحيى بْن مَعِين عنه فَقَالَ: ليس بشيءٍ، ليس بثقة. وسَأَلتُ أبي عنه فَقَالَ: وقت ما رأيناه لم يكن به بأس، ثم قال أبي: أظنه كان حديثه يزيد بعدنا، ولم يحمده.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ وأحمد بْن سَعِيد بْن أَبي مريم، عن يحيى: ضعيف (2) ، زاد ابن أَبي مريم: ليس بشيءٍ.
__________
• = وقد ذكر هذا الرجل في "تهذيب"ابن حجر و"تقريبه"على أنه"تمييز"، ولا يستقيم ذلك مع قول ابن حجر في "التهذيب": وعنه النَّسَائي فيما ذكره أبو إسحاق الصريفيني"، فهو ممن ذكرهم على الاحتمال لا التمييز (انظر التهذيب: 1 / 115، والتقريب: 1 / 34) .
(1) في حاشية الاصل بخط المؤلف تعليق نصه: إِبْرَاهِيم بْن الحكم بْن أبان عن إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن أَبي يعقوب العدني أيضا.
(2) انظر تاريخ يحيى برواية الدوري: 8.(2/74)
وَقَال إسحاق بْن منصور عَن يحيى: لا شئ.
وقَال البُخارِيُّ (1) سكتوا عنه.
وَقَال النَّسَائي (2) : ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.
وَقَال أبو زُرْعَة: ليس بالقوي، وهو عندي ضعيف.
وَقَال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث ساقط.
وَقَال إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني (3) : ساقط.
وَقَال عبدان الأهوازي: سمعت عباس بْن عَبْد العظيم يقول - وذكرنا له أو ذكر له إِبْرَاهِيم بْن الحكم بْن أبان - فَقَالَ: كانت هذه الأحاديث في كتبه مرسلة ليس فيها ابن عباس ولا أبو هُرَيْرة، يعني أحاديث أبيه عَن عكرمة (4) -
وَقَال مُحَمَّد بْن أسد الخشني: أملى علينا إِبْرَاهِيم بْن الحكم بْن أبان من كتابه الذي لم نشك أنه سمعه من أبيه عشية الخميس السابع من رجب سنة ثلاث وتسعين ومئة، وهو ضعيف عند أصحابنا - فذكر عنه حديثا (5) .
وَقَال أبو أحمد بْن عدي (6) : وبلاؤه ما ذكروه (7) أنه كان يوصل
__________
(1) تاريخه الكبير: 1 / 1 / 284.
(2) وَقَال في "الضعفاء: 283"من تأليفه: متروك الحديث.
(3) أحوال الرجال، الورقة 23 (نسختي) .
(4) انظر الكامل لابن عدي: 2 / الورقة: 49 وأورد طائفة من مراسيله التي وصلها، قال ابن عدي: حَدَّثَنَا القاسم بن زكريا، حَدَّثَنَا الرمادي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أبان عَن أَبِيهِ عن عِكْرِمَةَ عن ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال: لولا أن يضعفوا عن السواك لامرتهم به عند كل صلاة". قال الرمادي: حَدَّثَنَا به مُرْسلاً ثم نظر في كتابه فحَدَّثَنَا به عن ابن عباس"!
(5) الكامل: 1 / الورقة: 49 - 50 وأورد الحديث.
(6) الكامل: 1 / الورقة: 50.
(7) في نسخة الكامل: مما.(2/75)
المراسيل عَن أبيه، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه (1) .
روى لَهُ ابْن ماجه فِي التفسير.
165 - د: إِبْرَاهِيم بن حمزة بن سُلَيْمان بن أَبي يحيى الرملي، أبو إسحاق البزاز.
رَوَى عَن: زيد بْن أَبي الزرقاء (د) ، وضمرة بْن ربيعة، وعبد الغني بْن عَبد الله الدمشقي (قد) .
رَوَى عَنه: أبو داود، وابنه أَبُو بَكْرٍ عَبد اللَّهِ بْنُ أَبي داود، وعبدان الأهوازي، وعُبَيد الله بْن أحمد بْن الصنام الرملي.
وكتب عنه أبو حاتم الرازي، وَقَال: صدوق (2) .
166 - خ د سي: إِبْرَاهِيم بن حمزة بن مُحَمَّد بن حمزة بن مصعب ابن عَبد الله (3) بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي الزبيري، أبو إسحاق المدني.
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن جعفر بْن محمود بْن محمد بن مسلمة
__________
(1) وضعفه أبو الحسن الدارقطني، وَقَال الآجري: سألت أَبَا داود عَنْهُ فقال: لا أحدث عنه، وسمعت أحمد يقول: كان مرجئا (إكمال: 1 / الورقة: 51) وذكره يعقوب بن سفيان الفسوي في باب"من يرغب في الروية عنهم"من تاريخه (3 / 41) ، وَقَال بعد ذلك: وابرهيم بن الحكم بن أبان لا يختلفون في ضعفه" (3 / 54) . وقد تناوله الحافظ ابن حبان البستي في (المجروحين: 1 / 114) وَقَال: لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد"وبهذا يكاد يتفق على ضعفه لذلك قال الإمام الذهبي في (الميزان: 1 / 27) : تركوه وقل من مشاه.
(2) ادعى مغلطاي أن ابْن أَبي حاتم قال فيه عَن أبيه: ثقة (إكمال: 1 / الورقة: 51) وليس بشيءٍ وما هنا هو الصحيح (الجرح والتعديل، 1 / 1 / 93) وذكر أن أباه كتب عنه بالرملة في الرحلة الثانية. وَقَال الذهبي في (الكاشف: 1 / 79) : ثقة. وانظر (التذهيب: 1 / الورقة: 35) .
(3) في حاشية الاصل من قول المؤلف: ومنهم من أسقط من نسبه مصعبا، ومنهم من أسقط عبد الله، ومنهم من أسقط حمزة الثاني.
قلت: وممن أسقط"عَبد الله"من نسبه: ابن سعد في (الطبقات: 5 / 441) ، وابن أَبي حاتم في (الجرح والتعديل: 1 / 1 / 95) .(2/76)
الأَنْصارِيّ، وإبراهيم بْن سعد الزُّهْرِيّ (خ) ، وإبراهيم بْن علي الرافعي، وأسامة بْن حفص المدني، وإسماعيل بْن قيس بْن سعد بْن زيد بْن ثابت، وأبي ضمرة أنس بْن عياض (د) ، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل (ر د سي) ، وسفيان بْن حمزة الأَسلميّ (بخ) ، وعبد الله بْن عنبسة العثماني، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن زاذان المديني، وعبد الله بْن موسى التَّيْمِيّ، وعبد الرحمن بْن المغيرة بْن عَبْد الرحمن الحزامى (د) ، وعبد العزيز بْن أَبي حازم (خ) ، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدَّراوَرْدِيّ (خ د سي) والمغيرة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ المخزومي، ووهب بْن عثمان المخزومي، ويوسف بن يعقوب الماجشون (1) .
رَوَى عَنه: البخاري (2) ، وأبو داود، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن الهيثم، وإسماعيل بْن إسحاق بْن إِسْمَاعِيل بْن حَمَّاد بْن زَيْد القاضي، وبهلول بْن إسحاق الأَنْبارِيّ، والحسن بْن ثواب التغلبي، وحماد بْن إسحاق بْن إِسْمَاعِيل بْن حماد بْن زيد، والعباس بْن الفضل الأسفاطي، وأبو زُرْعَة عَبد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو إِسْمَاعِيل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل السلمي التِّرْمِذِيّ، ومحمد بْن معدان الحراني، ومحمد بْن نصر الفراء النيسابوري (سي) ، ومحمد بْن نصر الصائغ البغدادي، ومحمد بْن يحيى الذهلي (د) ، وابنه مصعب بْن إِبْرَاهِيم بْن حمزة الزبيري.
قال أَبُو حاتم: صدوق (3) .
__________
(1) وذكره الخطيب فيمن روى عن الإمام مالك بن أنس على الرغم من قول ابن سعد في طبقاته (5 / 441) : ولم يجالس إبراهيم بن حمزة مالك بن أنس.
(2) قال مغلطاي: قال الباجي: روى عنه البخاري عن إبراهيم بن سعد وعن عبد العزيز بْن أَبي حازم والدَّراوَرْدِيّ مقرونين. وفي كتاب (الزُّهْرِيّ) : روى عنه، يعني البخاري - عشرين حديثًا" (إكمال: 1 / الورقة: 51) .
(3) وَقَال ابنه عبد الرحمن بعد ذلك نقلا عَن أبيه: وسئل عن إبراهيم بن حمزة وإبراهيم بن المنذر فقال: كانا متقاربين ولم تكن لهما تلك المعرفة بالحديث" (الجرح والتعديل: 1 / 1 / 95) .(2/77)
وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس.
وَقَال مُحَمَّد بْن سعد (1) : ثقة صدوق في الحديث.
يأتي الربذة (2) كثيرا فيقيم بها، ويتجر بها ويشهد العيدين بالمدينة (3) .
قال البخاري (4) : مات بالمدينة سنة ثلاثين ومئتين.
وروى له النَّسَائي في اليوم والليلة.
167 - خ م مد ت س: إِبْرَاهِيم بن حميد بن عَبْد الرحمن الرؤاسي، أبو إسحاق الكوفي، أخو عَبْد الرحمن بْن حميد، وعم حميد ابن عَبْد الرحمن بْن حميد (5) .
رَوَى عَن: إِسْمَاعِيل بْن أَبي خالد (خ م) ، وثور بْن يزيد الرحبي (سي) ، وسَعِيد بْن كثير بْن عُبَيد، وسُلَيْمان الأعمش، وعبد الله بْن مسلم بْن هرمز، وقدامة بْن عَبْد الرحمن بْن عثمان بْن قدامة الرؤاسي، وهاشم بْن هاشم بْن عتبة بْن أَبي وقاص (س) ، وهشام بْن عروة (مد ت س) .
رَوَى عَنه: أَحْمَد بْن عَبْد الرحمن بن مهرق، وإسحاق بْن
__________
(1) الطبقات: 5 / 442.
(2) الربذة: بفتح أوله وثانيه وذال معجمة مفتوحة، من قرى المدينة على ثلاثة أميال منها، وهي التي خرج إليها أبو ذر وأقام فيها، وبها قبره وقد خربها القرامطة سنة 319.
(3) ووثقه ابن حبان فذكره في كتابه الثقات (1 / الورقة: 14) ، كما وثقه مسلمة بن قاسم الاندلسي في كتاب"الصلة" (إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 51) . وانظر التذهيب للذهبي: 1 / الورقة: 35، والجمع لابن القيسراني: 1 / 20.
(4) تاريخه الكبير: 1 / 1 / 283.
(5) سيأتيان في موضعهما من الكتاب - بعونه تعالى - وكلاهما ثقة روى عنه الستة.(2/78)
منصور السلولي (س) ، والحسن بْن الربيع البوراني، وزكريا بْن عدي (مد س) ، وشهاب بْن عباد العبدي (خ م) ، وأبو همام الصلت بْن مُحَمَّد الخاركي (1) (سي) ، وعُبَيد بن جناد الحلبي، ويحيى بْن آدم (ت س) .
قال عباس الدُّورِيُّ عَن يحيى بْن مَعِين (2) : ثقة ولم أدركه.
وَقَال أبو حاتم (3) والنَّسَائي: ثقة (4) .
مات سنة ثمان وسبعين ومئة.
روى له الجماعة سوى ابْن ماجه.
روى له أبو داود في المراسيل.
• س: إِبْرَاهِيم بْن حنين. هو إِبْرَاهِيم بْن عَبد الله بْن حنين، يأتي.
168 - د س: إِبْرَاهِيم بن خالد بن عُبَيد القرشي، أبو مُحَمَّد الصنعاني المؤذن.
رَوَى عَن: أمية بْن شبل، ورباح بْن زيد (د س) ، وسفيان الثوري، وعبد الله بْن مصعب بْن ثابت، وعبد الرحمن بْن بوذويه، وعُمَر بْن عَبْد الرحمن بْن مهرب، وعُمَر بْن عُبَيد الصنعاني، وعَمْرو بْن عون الصنعاني، ومحمد بْن ثور، ومَعْمَر بْن راشِد (س) حديثًا
__________
(1) منسوب إلى"خارك"جزيرة في الخليج العربي قريبة من عمان، ولا عبرة بمن جعلها بالزاي"خازك"فهو تصحيف، وسيأتي ذكر أبي همام الصلت هذا في موضعه
(2) تاريخه: 2 / 8 وسقطت من المطبوع كلمة"ثقة.
(3) انظر كتاب ولده عبد الرحمن: 1 / 1 / 94.
(4) ووثقه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وأَبُو دَاوُدَ، وأبو حفص بن شاهين (الثقات، الروقة: 7) ، وابن حبان البستي (الثقات: 1 / الورقة: 14) والذهبي (التذهيب: 1 / الورقة: 35) ، والصفدي (الوافي: / 5 / 344) وغيرهم.(2/79)
واحدا، (1) ، والمنذر بْن النعمان الأفطس، وأبي وائل القاص واسمه عَبْد الله بْن بحير (2) .
رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن موسى الرازي، وأحمد بْن صالح المِصْرِي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن حنبل (س) ، وأحمد بْن منصور الرمادي، وإسحاق بْن زريق الرسعني، وأبو بشر بكر بْن خلف ختن المقرئ (د) وحجاج بْن الشاعر، والحسن بْن علي الخلال (د) ، وخالد بْن خداش، وسلمة بْن شبيب (س) ، وعلي بن صالح الرازي، وعلي ابْن المديني، ومُحَمَّد بْن مشكان، ومخلد بْن خالد الشعيري (د) ، ونوح ابن حبيب القومسي (س) .
قال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل: سألت يحيى بْن مَعِين عنه فَقَالَ: ثقة (3) .
قال: وَقَال أبي: كان ثقة، وأثنى عليه خيرا.
وَقَال أَبُو حَاتِم بْن حبان (4) : كان مؤذن مسجد صنعاء سبعين سنة (5) .
روى له أبو داود والنَّسَائي.
169 - د ق: إِبْرَاهِيم بن خالد بن أَبي اليمان، أبو ثور الكلبي
__________
(1) في حاشية النسخة تعليق للمؤلف المزي: عَنِ الزُّهْرِيّ، عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن أبي هُرَيْرة حديث الجزورة.
(2) بحير: بفتح الباء الموحدة وكسر الحاء المهملة. وسيأتي.
(3) نقل هذا القول أبو حفص ابن شاهين في كتابه عن الثقات (الورقة: 6) وأصل النص فيه: كان صديقا لي، وكان ثقة، وما كتبت عنه.
(4) الثقات: 1 / الورقة: 14.
(5) ووثقه البزار والدارقطني، وخرج ابن حبان والحاكم حديثه، الاول في صحيحه والثاني في المستدرك (وانظر تاريخ البخاري: 1 / 1 / 284، والجرح والتعديل: 1 / 1 / 97، والتذهيب: 1 / الورقة: 35، والكاشف: 1 / 79، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 51)(2/80)
البغدادي الفقيه، ويُقال: كنيته أبو عَبْد الله، ويعرف بأبي ثور.
رَوَى عَن: إِسْمَاعِيل ابْن علية، والأسود بْن عامر شاذان (د) ، وسَعِيد بْن منصور (د) ، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد الوهاب بْن عطاء الخفاف (د) ، وعُبَيدة بْن حميد الحذاء (د) ، وعُمَر بْن يونس اليمامي (د) ، وأبي قطن عَمْرو بن الهيثم (ق) ، ومحمد ابن إدريس الشافعي (د) ، ومحمد بْن خازم أَبِي معاوية الضرير، ومحمد ابن عُبَيد الطنافسي، ومعاذ بْن معاذ العنبري، ومعلى بْن منصور الرازي (د) ، وموسى بْن داود الضبي، ووكيع بْن الجراح، ويزيد بْن هارون.
رَوَى عَنه: أَبُو داود وابن ماجه، وأحمد بْن الحسن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصوفي الكبير، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن خالد البراثي، وإدريس ابن عَبْد الكريم الحداد المقرئ، وأبو الْقَاسِم عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز البغوي، وصاحبه عُبَيد بن محمد خلف البزار، والقاسم بْن زكريا المطرز، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن نصر، وأبو حاتم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد بْن إسحاق الثقفي السراج، ومحمد بْن صالح بْن ذريح العكبري، ومسلم بْن الحجاج خارج"الصحيح"، ومنصور وراقه.
قال أبو مزاحم موسى بْن عُبَيد الله بْن يحيى بْن خاقان، عَن عمه عَبْد الرحمن: سألت أبا عَبد الله أحمد بْن مُحَمَّد بْن حنبل عَن المعروف بأبي ثور فَقَالَ: لم يبلغني إلا خير، إلا أنه لا يعجبني الكلام الذي يصيرونه في كتبهم (1) .
وَقَال أبو بكر الأعين: سألت أحمد بْن حنبل: ما تقول في أبي ثور؟
__________
(1) انظر تاريخ الخطيب / 6 / 66.(2/81)
قال: أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة وهو عندي في مسلاخ (1) سفيان الثوري (2) .
وَقَال أبو العباس البراثي: كنت عند أحمد بْن حنبل، فسأله رجل عَن مسألة في الحلال والحرام، فَقَالَ له أحمد: سل عافاك الله غيرنا. قال: إنما نريد جوابك يا أبا عَبد الله، فَقَالَ: سل عافاك الله غيرنا، سل الفقهاء، سل أبا ثور (3) .
وَقَال النَّسَائي: ثقة مأمون، أحد الفقهاء.
وَقَال زكريا بْن يحيى الساجي: سمعت بدر بْن مجاهد يقول: قال لي سُلَيْمان الشاذكوني: اكتب رأي الشافعي، واخرج إلى أبي ثور فاكتب عنه، فإنه مذهب أصحابنا الذي كنا نعرفه، وامض إلى أبي ثور لا يفوتك بنفسه (4) .
وَقَال أَبُو حَاتِم بْن حبان (5) : كان أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وورعا وفضلا وديانة وخيرا، ممن صنف الكتب وفرع على السنن، وذب عَن حريمها، وقمع مخالفيها.
وَقَال الحافظ أبو بكر الخطيب (6) : كان أحد الثقات المأمونين، ومن الأئمة الأعلام في الدين، وله كتب مصنفة في الأحكام، جمع فيها بين الحديث والفقه.
__________
(1) أي: في سمته ومنزلته.
(2) تاريخ الخطيب: 6 / 66.
(3) نفسه: 6 / 66.
(4) تاريخ الخطيب: 6 / 67.
(5) الثقات: 1 / الورقة: 14.
(6) تاريخه: 6 / 65.(2/82)
وَقَال أيضا (1) : كان أبو ثور أولا يتفقه بالرأي، ويذهب إلى قول أهل العراق، حتى قدم الشافعي بغداد، فاختلف إليه أبو ثور (2) ، ورجع عَن الرأي إلى الحديث.
قال عُبَيد بْن مُحَمَّد بْن خلف البزار، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي، وأَبُو الْقَاسِم البغوي: مات سنة أربعين ومئتين. زاد عُبَيد في صفر.
وَقَال أبو العباس البراثي: سمعت عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول: انصرفت من جنازة أبي ثور، فَقَالَ لي أبي: أين كنت؟ فقلت: في جنازة أبي ثور، فَقَالَ: رحمه الله إنه كان فقيها (3) .
170 - مق: إِبْرَاهِيم بن خالد اليشكري، ويُقال: السكوني.
روى عن: أبي الوليد الطيالسي (س) .
رَوَى عَنه: مسلم في مقدمة كتابه (4) .
__________
(1) تاريخه: 6 / 67.
(2) في تاريخ الخطيب: أبو ثور إليه.
(3) وَقَال أبو حاتم الرازي - على ما ذكره ولده عبد الرحمن: أبو ثور رجل يتكلم بالرأي يخطئ ويصيب، وليس محله محل المتسعين في الحديث، قد كتبت عنه". (الجرح والتعديل: 1 / 1 / 98) .
وقد وثقه جمهور الأئمة فلا حاجة للاغراق في إيراد من وثقه (انظر من كتب الإمام الذهبي: تاريخ الاسلام، الورقة: 16 - 17 أحمد الثالث 2917 / 7، والتذكرة، 512، والتذهيب: 1 / الورقة: 35، والكاشف: 1 / 80. وراجع الجمع لابن القيسراني: 1 / 21، ووفيات ابن خلكان: 1 / 7، والوافي للصفدي: 5 / 344 وغيرها) .
وقد تناوله الذهبي في (الميزان: 1 / 29) بسبب كلام أبي حاتم فيه ورد عليه فقال: وثقه النَّسَائي والناس، وأما أبو حاتم فتعنت وَقَال..فهذا غلو من أبي حاتم سامحه الله". قال بشار: وسبب تعنت أبي حاتم الاختلاف معه في المدرسة الفقهية، وهذا هو الغلو الذي أشار إليه الذهبي.
(4) روى عنه خبرا واحدًا عَن أبي الوليد الطيالسي، قال: سمعت سلام بن أَبي مطيع يقول: سمعت جابرا الجعفي يقول: عندي خمسون ألف حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (الصحيح: 1 / 20)(2/83)
أفرده بعضهم عَن أبي ثور، وقيل: إنه (1) هو، والله أعلم (2) .
171 - م: إِبْرَاهِيم بن دينار البغدادي، أبو إسحاق التمار، صديق أبي مسلم المستملي.
رَوَى عَنه: إِسْمَاعِيل ابْن علية (م) ، وحجاج بْن مُحَمَّد (م) ، وروح بْن عبادة (م) ، وزياد بْن عَبد الله البكائي، وسفيان بْن عُيَيْنَة (م) ، والضحاك بْن مخلد أبي عاصم النبيل (م) ، وعُبَيد الله بْن موسى (م) ، وأبي قطن عَمْرو بْن الهيثم (م) ، ومصعب بْن سلام، ومعتمر بْن سُلَيْمان، وموسى بْن داود الضبي، وهشيم بْن بشير، ويحيى بْن حماد الشيباني (م) .
رَوَى عَنه: مسلم (3) ، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وإبراهيم ابن عَبد اللَّهِ بْن الجنيد الختلي، وأحمد بْن أَبي عوف عَبْد الرحمن بْن مرزوق البزوري، وأبو يَعْلَى أَحْمَد بْن علي بْن المثنى الموصلي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وأَبُو بَكْر عَبد الله بن محمد ابن أَبي الدنيا، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعثمان بْن
__________
(1) قال ابن حجر: عد اللالكائي والحاكم وابن خلفون والصريفيني وابن عساكر أبا ثور في شيوخ مسلم. وأما الدارقطني فأفرد اليشكري.
وَقَال ابن خلفون: لا أعرف اليشكري ومن ظن أنه أبو ثور فقد وهم.
وَقَال الذهبي: اليشكري مجهول" (تهذيب: 1 / 119 وأخذه من مغلطاي: 1 / الورقة: 52) . قال بشار: لم يذكر الذهبي اليشكري هذا في "الميزان"، لكنه ذكر في "ديوان الضعفاء"إبراهيم بن إسماعيل اليشكري، وَقَال: لا يعرف وأصله الصائغ"، وكان قال قبل ذلك في ترجمة إبراهيم بْن إِسْمَاعِيلَ الصائغ: كان قبل المئتين. مجهول" (الورقة: 7) أما في (التذهيب: 1 / الورقة: 35) فاقتصر على اختصار عبارة المزي فحسب ولعل الامر قد اشتبه على الحافظ ابن حجر رحمه الله.
(2) آخر الجزء السابع من"تهذيب الكمال.
(3) انظر رجال صحيح مسلم لابن منجويه (الورقة: 3) . وَقَال العلامة مغلطاي: وذكر ابن خلفون في الكتاب"المعلم"أن أبا داود سُلَيْمان بْن الأشعث روى عنه. وَقَال مسلمة الاندلسي: روى عنه من أهل بلدنا ابن وضاح، لقيه بأطرابلس. وَقَال صاحب (الزهرة) : روى عنه، يعني مسلما - سبعة عشر حديثًا" (إكمال: 1 / الورقة: 52) .(2/84)
عَبد الله بْن خرزاد الأنطاكي، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن جناد، ومحمد بْن عبدوس بْن كامل السراج، ومحمد بْن غالب بن حرب تمتام، وموسى ابن هارون بْن عَبد اللَّهِ الْحَافِظ.
قال أبو زُرْعَة ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن جناد: ثقة (1) .
وَقَال أَبُو الْقَاسِم البغوي: مات سنة اثنتين وثلاثين ومئتين (2) .
172 - م د س: إِبْرَاهِيم بن زياد البغدادي، أبو إسحاق المعروف بسبلان، بفتح السين المهملة والباء الموحدة.
رَوَى عَن: إِسْمَاعِيل بْن زكريا، وإسماعيل بْن مجالد بْن سَعِيد، وحسين بْن عروة، وحماد بْن زيد، وعباد بْن عباد المهلبي (م د س) ، وعباد بْن العوام، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، والفرج بْن فضالة، ومحمد بْن خازم أبي معاوية الضرير، وهشيم بْن بشير، ووهب بْن إِسْمَاعِيل الأسدي، ويحيى بْن سَعِيد الأُمَوِي، ويحيى بْن سَعِيد القطان.
رَوَى عَنه: مسلم، وأَبُو داود، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهري، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي، وأحمد بْن بشر المرثدي، وأحمد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصوفي، وأبو يَعْلَى أحمد بْن علي بْن المثنى الموصلي، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أنس البغدادي المعروف بالقربيطي (3) ،
__________
(1) جعله ابن حبان شخصين فقال في الاول: إبراهيم بن دينار الكوفي.
يروي عن وكيع والكوفيين. روى عنه صالح بن مُحَمَّد البغدادي وأبو زُرْعَة الرازي". وَقَال في الثاني: إبراهيم بن دينار أبو إسحاق. شيخ يروي عَن أبي عاصم وأبي قطن، حَدَّثَنَا عنه أبو يَعْلَى" (الثقات: 1 / الورقة: 14) فيتضح من هذا أنه فرق بين شيخ أبي زرعة وشيخ أبي يَعْلَى الموصلي.
(2) وانظر الجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 98، وتاريخ الخطيب: / 6 / 70، والجمع لابن القيسراني: 1 / 21، والتذهيب: 1 / الورقة: 35 وَقَال الذهبي في (الكشاف: 1 / 80) : ثقة ثبت.
(3) ذكره الخطيب في "تاريخه"ووثقه ونقل أنه توفي سنة 264 (4 / 397) .(2/85)
وإسماعيل بْن صالح بْن عُمَر الحلواني، والحسن بْن علي بْن الوليد الفسوي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وأَبُو بَكْر عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وعبد الكريم بْن الهيثم الديرعاقولي، وأبو زُرْعَة عُبَيد الله بْن عبد الكريم الرازي، وعثمان بن خرزاد الأنطاكي، وعلي بْن عَبْد العزيز البغوي، وعلي ابن المديني، وعُمَر بْن حفص السدوسي، وأَبُو أمية مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مسلم الطرسوسي، وأبو حاتم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق الصاغاني، ومحمد بْن طاهر بْن أَبي الدميك، ومحمد بْن عَبد الله بْن المبارك المخرمي، ومحمد بْن عُبَيد الله بْن عَبْد العظيم الكريزي (س) ومحمد بْن الفضل بْن جابر السقطي، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الحكم أبو الحسن بْن العطار، ومحمد بْن نصر المروزي، ومحمد بْن هشام بْن أَبي الدميك، ومحمد بْن يحيى الذهلي، ومعاذ بْن المثنى بْن معاذ العنبري،
قال أبو بكر أحمد بْن عثمان بْن سَعِيد الأحول المعروف بكرنيب: سمعت أحمد بْن حنبل يقول: إذا مات سبلان ذهب علم عباد بْن عباد.
وَقَال مهنى بْن يحيى الشامي: سألت أحمد بن إبراهيم بنزياد سبلان يكون في الكرخ (1) ، قال: لا بأس به كان معنا عند هشيم وقد سمع من عباد بْن عباد المهلبي.
وَقَال أحمد بْن مُحَمَّد بْن القاسم بْن محرز عَن يحيى بْن مَعِين: ما كان به بأس المسكين.
وَقَال عَبْد الخالق بْن مَنْصُور عَنْ يحيى بْن مَعِين: ثقة. وكذلك قال
__________
(1) يعني من ساكني الكرخ.(2/86)
أبو زُرْعَة، وصالح بْن مُحَمَّد البغدادي الحافظ المعروف بجزرة.
وَقَال أبو حاتم: صالح الحديث (1) .
وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس (2) .
قال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الحضرمي وموسى بْن هارون وغير واحد:
مات سنة ثمان وعشرين ومئتين، زاد موسى: في ذي الحجة، وكان قد ضبب أسنانه بالذهب (3) .
وروى له النَّسَائي.
173 - د: إِبْرَاهِيم بن سالم بن أَبي أمية القرشي التَّيْمِيّ، أبو إسحاق المدني المعروف ببردان (4) بن أَبي النظر، مولى عُمَر بْن عُبَيد الله بن معمر التَّيْمِيّ.
__________
(1) وفي كتاب ولده عبد الرحمن: وسمعت أبي يقول: إبراهيم بن زياد سيلان صالح الحديث ثقة كتبت عنه ببغداد" (الجرح والتعديل: 1 / 1 / 100) فكان ينبغي للمزي إكمال قول أبي حاتم: صالح الحديث ثقة.
(2) ووثقه ابن حبان البستي، وَقَال: مات سنة 232 (الثقات: 1 / الورقة: 14) ولم يتابعه على هذا التاريخ أحد. وانظر تاريخ الخطيب: 6 / 77، وتاريخ البخاري: 1 / 1 / 286، والجمع لابن القيسراني: 1 / 21، والكاشف للذهبي: 1 / 80 وَقَال مغلطاي: روى عنه أحمد بن علي الابار فيما ذكره الشيرازي في كتاب الالقاب. وفي كتاب الصريفيني: روى عنه مسلم حديثا واحدا في الادب..وخرج الحاكم حديثه في "مستدركه"، وَقَال ابن قانع: ليس به بأس..وفي كتاب شيوخ أبي داود لابي علي الجياني: كان حجاج بن الشاعر يحسن القول فيه والثناء عليه. " (إكمال: 1 / الورقة: 52) .
(3) وحجته في ذلك حديث عرفجة بن أسعد أنه أصيب أنفه يوم الكلاب في الجاهلية، فاتخذ آنفا من ورق، فأنتن عليه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم ان يتخذ آنفا من ذهب. وهو حديث حسن أخرجه أبو داود (4232) ، والتِّرْمِذِيّ (1770) ، والنَّسَائي 8 / 163، 164، وأحمد 5 / 23، والطيالسي 1 / 356، وصححه ابن حبان (1466) .
وفي الباب أحاديث مرفوعة وموقوفة أوردها الزيلعي في "نصب الراية"4 / 237، فلتراجع. (ش)
(4) بفتح الباء الموحدة والراء المهملة، قيده ابن حجر في "التقريب".(2/87)
روى عن: أبيه سالم أبي النضر (د) ، وسَعِيد بْن المُسَيَّب (1) .
رَوَى عَنه: سُلَيْمان بْن بلال (د) ، وصفوان بْن عيسى، ومحمد بْن عُمَر الواقدي.
قال مُحَمَّد بْن سعد (2) : كان ثقة وله أحاديث. ومات سنة ثلاث وخمسين ومئة وهُوَ ابن أربع وسبعين سنة. وذكره أبو حاتم مُحَمَّد بْن حبان البستي في كتاب "الثقات" (3) وَقَال: مات سنة أربع وخمسين ومئة، ولم يرو عَن أحد من التابعين. روى له أبو داود.
174 - ع: إِبْرَاهِيم بْن سعد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف القرشي الزُّهْرِيّ، أبو إسحاق المدني، نزيل بغداد، والد يعقوب بْن إِبْرَاهِيم وسعد بْن إِبْرَاهِيم.
روى عن: أبي صخر بْن زياد المدني، وابن عمه سالم ابن صالح بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحمن بْن عوف، وأبيه سعد بْن إِبْرَاهِيم (ع) ، وشعبة بْن الحجاج، وصالح بْن كيسان (خ م د ت س) ، وصفوان بْن سليم (س) ، حديثا واحدا، وعبد الله بْن جعفر المخرمي (4)
__________
(1) في حاشية الاصل بخط الإمام الذهبي: في روايته عن سَعِيد بن المُسَيَّب نظر، إنما يروي عنه أبوه". وعلق الحافط ابن حجر على ذلك بقوله: وفيه نظر، فإن في مسند أحمد له رواية عن عامر بن سعد ابن أَبي وقاص من رواية مُحَمَّد بْن أَبي يحيى الأَسلميّ عَن أبي إسحاق بن سالم عن عامر بن سعد، وأبو إسحاق بن سالم هذا هو بردان بن أَبي النضر، قاله أبو أحمد الحاكم في "الكنى"، وعامر بن سعد شارك سَعِيدا في كثير من شيوخه" (تهذيب: 1 / 121) .
(2) هذا القسم من طبقات ابن سعد مخروم في المطبوعة، وهو خرم كبير كما هو معروف.
(3) الثقات: 1 / الورقة: 14.
(4) المخرمي: بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الراء المهملة، نسبة إلى المسورين مخرمة، وستأتي ترجمة عَبد اللَّه بْن جَعْفَر فِي هذا الكتاب.
وهذه النسبة مستفادة مع"المحرمي"نسبة إلى المحلة المشهورة ببغداد.(2/88)
(س) ، وعبد الله بْن عبد الرحمن بْن سعد بْن مخرمة (سي) وعُبَيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عقيل بْن أَبي طالب، وعبد الملك بْن الربيع بْن سبرة الجهني (م) ، وعبدة بْن أَبي رائطة، ومحمد بْن إِسْحَاقَ بن يسار (خت م د س) ، ومحمد بْن عَبد الله بْن عَمْرو بْن هشام العامري (س) ، ومحمد بْن عَبد الله بْن مسلم بْن شهاب ابْن أخي الزُّهْرِيّ (س) ، ومحمد بْن عكرمة بْن عَبْد الرحمن بْن الحارث بْن هشام (د) س) ، ومحمد بْن مسلم بْن شهاب الزُّهْرِيّ (خ م د س ق) ، وهشام ابن عروة حديثا واحدا، والوليد بْن كثير (خ م د س) ، ويزيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الهاد (م س) ، ويزيد بن أَبي عُبَيد.
رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن حمزة الزبيري (خ) ، وإبراهيم بْن زياد الخياط البغدادي، وإبراهيم بْن مهدي المصيصي، وأحمد بْن عَبْد الله بْن يونس (خ) ، وأحمد بْن عَبد المَلِك بْن واقد الحراني (ق) ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن أيوب صاحب"المغازي" (د) ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الوليد الأزرقي، وإسحاق بْن منصور السلولي (س ق) ، وأبو معمر إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الهذلي، وإسماعيل بْن موسى الفزاري ابْن بنت السدي، والحسين بْن سيار الحراني وهو آخر من روى عنه، وأَبُو عُمَر حَفْص بْن عُمَر الحوضي، وأبو عُمَر خطاب بْن سنان الحراني، وأبو توبة الربيع بْن نافع الحلبي (د) ، وزكريا بْن عدي (سى) ، وابنه سعد بْن إِبْرَاهِيم (خ) ، وأبو داود سُلَيْمان بْن داود الطيالسي (م) ، وأبو أيوب سُلَيْمان بْن داود الهاشمي (بخ د ت س) ، وسَعِيد بْن الحكم بْن أَبي مريم المِصْرِي، وشعبة بْن الحجاج وهو من شيوخه، وعباد بْن موسى الختلي (م د) ، وأبو صَالِح عَبد اللَّهِ بْن صَالِح المِصْرِي كاتب الليث بْن سعد، وعبد الله بْن عِمْران العابدي المكي، وعبد الله بْن عون الهلالي الخراز، وعبد الله بْن مسلمة القعنبي (خ م) ، وعبد الله بْن وهب المِصْرِي(2/89)
(م) ، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد الصمد بْن عبد الوارث (م) ، وعبد العزيز بْن أَبي سلمة العُمَري (س) ، وعبد العزيز بن عَبد الله العامري الأُوَيسي (خ) ، وعلى بْن الجعد الجوهري، وقيس بْن الربيع وهو أكبر منه، والليث بْن سعد وهو أكبر منه أيضا، ومحمد بْن جعفر الوركاني (م د س) ، ومحمد بْن خالد بْن عثمة (ت) ، ومحمد ابن سُلَيْمان لوين (د س) ، ومحمد بْن الصباح الدولابي (م د) ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن حوشب الطائفي، وأبو ثابت مُحَمَّد بْن عُبَيد الله المديني (خ) ، وأبو مروان مُحَمَّد بْن عثمان العثماني (ق) ، ومحمد ابن عيسى ابن الطباع (د) ، ومعن بْن عيسى القزاز (س) ، ومنصور بْن أَبي مزاحم التركي (م س) ، وأبو سَلَمَة مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل التبوذكي (خ د) ، وموسى بْن داود الضبي، ونوح بْن يزيد المؤدب (د) ، وأبو النضر هاشم بْن القاسم (م) ، وأبو الوليد هشام بْن عَبد المَلِك الطيالسي (خ) ، والهيثم بْن أيوب الطالقاني (س) ، ووكيع بْن الجراح، ويحيى بْن آدم (م) ، ويحيى بْن إِسْمَاعِيل الواسطي، ويحيى بْن أيوب المِصْرِي ومات قبله، ويحيى بْن عباد الضبعي، ويحيى بْن قزعة (1) القرشي (خ) ، ويحيى بْن يحيى النيسابوري (م) ، ويزيد بْن عَبد اللَّهِ بْن الهاد (س) ، وهو من شيوخه، ويزيد بْن هارون (م) ، ويسرة بْن صفوان اللخمي الدمشقي (خ) ، وابنه يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد (خ م د ت س) ، ويعقوب بْن حميد بْن كاسب (عخ ق) ، ويعقوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ (ق) ، ويعقوب (خ) غير منسوب، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب.
قال عَبد الله بْن أحمد بْن حنبل عَن أبيه: ثقة.
وَقَال صالح بْن أحمد بْن حنبل عَن أبيه: أحاديثه مستقيمة.
__________
(1) قزعة: بفتح القاف والزاي، وسيأتي.(2/90)
وَقَال أبو داود: سمعت أحمد بْن حنبل، قال: كان وكيع كف عَن حديث إِبْرَاهِيم بْن سعد، ثم حدث عنه بعد. قلت: لم؟ قال: لا أدري، إِبْرَاهِيم ثقة!
وَقَال أحمد بْن سعد بْن أَبي مريم، والمفضل بْن غسان الغلابي، عَن يحيى بْن مَعِين: ثقة. زاد ابْن أَبي مريم: حجة.
وَقَال علي بْن الحسين بْن حبان: وجدت في كتاب أبي، بخط يده عَنْ يحيى بْن مَعِين قال: إِبْرَاهِيم بْن سعد أثبت من الوليد بن كثير ومن ابن إسحاق جميعا.
قال: وسئل أبو زكريا: أيهم أحب إليك في الزُّهْرِيّ، إبراهيم ابن سَعْد أو ابْن أَبي ذئب؟ فَقَالَ: إِبْرَاهِيم أحب إلي من ابن أَبي ذئب في الزُّهْرِيّ، يقولون: ابن أَبي ذئب لم يصحح عَن الزُّهْرِيّ شيئا.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ: قلت ليحيى بْن مَعِين: إِبْرَاهِيم بْن سعد أحب إليك في الزُّهْرِيّ، أو ليث بْن سعد؟ فَقَالَ: كلاهما ثقتان (1) .
قلت: فصالح بْن كيسان؟ قال: ليس به بأس في الزُّهْرِيّ. (2)
قيل ليحيى: إِبْرَاهِيم بْن سعد؟ قال: (3) وليس به بأس (4) .
قال (5) : وسمعت يحيى يقول في حديث جمع القرآن: ليس
__________
(1) جميع رواية عباس الدوري المذكورة هنا عَن يحيى بْن مَعِين لم أجدها في المطبوع المرتب تحت اسم ابراهيم بن سعد (2 / 9) ، وليث بن سعد (2 / 501) .
(2) تاريخ يحيى برواية الدوري: 2 / 264.
(3) لم أجد الواو في المطبوع.
(4) تاريخ يحيى: 2 / 9 يعني في الزُّهْرِيّ.
(5) يعني الدوري، وهو في تاريخ يحيى الذي بروايته: 2 / 9.(2/91)
أحد حدث به أحسن من إِبْرَاهِيم بْن سعد (1) ، وقد حدث مالك منه بطرف.
وَقَال أحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي (2) : مدني ثقة، يقال: إنه كان أسود.
وقَال البُخارِيُّ: قال لي إِبْرَاهِيم بْن حمزة: كان عند إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنْ مُحَمَّد بْن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي، وإبراهيم بْن سعد من أكثر أهل المدينة حديثا في زمانه.
وَقَال أبو حاتم: ثقة.
وَقَال صالح بْن مُحَمَّد الحافظ: سماعه من الزُّهْرِيّ ليس بذاك، لأنه كان صغيرا حين سمع من الزُّهْرِيّ.
وَقَال عَبْد الرحمن بْن يوسف بْن سَعِيد بْن خراش: صدوق (3) .
وَقَال أحمد بْن سعد بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد الزُّهْرِيّ عَن علي بْن الجعد: سألت شعبة بْن الحجاج عَن حديث لسعد بْن إِبْرَاهِيم فَقَالَ لي: فأين أنت عَن ابنه؟ قلت: وأين ذا؟ قال: نازل على عمارة بْن حمزة، فأتيته فحدثني.
__________
(1) أخرجه البخاري في "صحيحه"9 / 8، 13 في فضائل القرآن: باب جميع القرآن من طريق موسى بْن إِسْمَاعِيل، عَنْ إِبْرَاهِيم بن سعد، حَدَّثَنَا ابن شهاب، عن عُبَيد بن السباق أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أرسل أبو بكر.. (ش) .
(2) انظر ترتيب ثقات العجلي، الورقة: 3.
(3) وتمام الخبر في تاريخ الخطيب (6 / 83) : صدوق من أهل المدينة، وأبوه كان من جلة المسلمين، كان على قضاء المدينة.(2/92)
وَقَال أبو داود: ولي بيت المال ببغداد.
قال عَبد الله بْن أحمد بْن حنبل: ولد سنة ثمان ومئة، أخبرني بذلك بعض ولده.
وَقَال أبو موسى مُحَمَّد بْن المثنى: مات سنة ثنتين أو ثلاث وثمانين ومئة.
وَقَال علي ابن المديني، وخليفة بْن خياط، ومحمد بْن سعد ومحمد بْن عباد المكي، وأبو بكر أحمد بْن أَبي خيثمة: مات سنة ثلاث وثمانين ومئة.
(1) .
قال علي: وهو ابن ثلاث وسبعين.
وَقَال مُحَمَّد بْن سعد: وهو ابن خمس وسبعين.
وَقَال سَعِيد بْن كثير بْن عفير المِصْرِي وأبو حسان الحسن بْن عثمان الزيادي: مات سنة أربع وثمانين ومئة وهو ابن خمس وسبعين سنة.
وذكر ابن عفير: أنه قدم العراق في هذه السنة.
وَقَال مروان العثماني: سمعت من إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة خمس وثمانين ومئة، ومات بعد ذلك (2) .
قال الحافظ أبو بكر الخطيب: حدث عنه يزيد بْن عَبد الله بْن الهاد والحسين بْن سيار الحراني، وبين وفاتيهما مئة واثنتا عشرة سنة.
__________
(1) طبقات ابن سعد: 7 / 322، وتاريخ خليفة: 456.
(2) تاريخ بغداد: 6 / 86 وقد تابع الناس ابن سعد وخليفة ومن قال بوفاته سنة 183 كابن منجويه وابن القيسراني والذهبي وغيرهم.(2/93)
روى له الجماعة (1) .
175 - خ م س ق: إِبْرَاهِيم بن سعد بن أَبي وقاص القرشي الزُّهْرِيّ المدني، خال سعد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف.
رَوَى عَن: أسامة بْن زيد (خ م) ، وخزيمة بْن ثابت (م) ، وأبيه سعد بْن أَبي وقاص (خ م س ق) (2) .
رَوَى عَنه: حبيب بْن أَبي ثابت (خ م) ، وابن أخته سعد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحمن بْن عوف (خ م س ق) ، وعكرمة بْن خالد المخزومي، ومحمد بْن طلحة بْن يزيد بْن ركانة (ص) ، وأبو جعفر مُحَمَّد بْن علي بْن الحسين بْن علي بْن أَبي طالب (س) .
__________
(1) ووثقه النَّسَائي، وابن حبان البستي (الثقات: 1 / الورقة: 14) ، وابن السمعاني، والخطيب، وابن عساكر، والذهبي وجمهور أئمة الجرح والتعديل. وأورده ابن عدي في (الكامل: 2 / الورقة: 53، 56) بسبب كلام بعض الناس فيه للرد عليهم، قال: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الساجي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد الجماني، قال: رأيت إبراهيم بن سعد عند شَرِيك فَقَالَ: يا أَبَا عَبد اللَّهِ معي أحاديث تحدثني؟ قال: أجدني كلا، قال: فأقرأها عليك؟ قال: ثم تقول ماذا؟ قال: أقول حدثني شَرِيك.
قال: إذا تكذب". ونقل ابن عدي عن عَبد الله بن أحمد بن حنبل قوله: سمعت أبي يذكر، قال: ذكر عند يحيى بن سَعِيد عقيل وابراهيم بن سعد فجعل كأنه يضعفهما يقول: عقيل وابراهيم بن سعد! عقيل وإبراهيم بن سعد!. قال أبي: وأيش ينفع هذا، هؤلاء ثقات لم يخبرهما يحيى". ثم أورد ابن عدي بعض ما خالف فيه إبراهيم بن سعد أصحاب الزُّهْرِيّ ثم ختم ذلك بقوله: ولابراهيم بن سعد أحاديث صالحة مستقيمة عن الزُّهْرِيّ وعن غيره ولم يتخلف أحد عن الكتابة عنه بالكوفة والبصرة وبغداد وهو من ثقات المسلمين". وتابع الإمام الذهبي ابن عدي - على عادته - فأورده في (الميزان: 1 / 33 و34) وأورد بعض غرائبه عن الزُّهْرِيّ ثم قال: إبراهيم بن سعد ثقة بلا ثنيا، قد روى عنه شعبة مع تقدمه وجلالته". ولذلك أيضا أورده في كتابه الصغير النافع"من تكلم فيه وهو موثق،" (الورقة: 1) فقال: إبراهيم بن سعد ثقة سمع من الزُّهْرِيّ والكبار ينفرد بأحاديث تحتمل له، ليس هو في الزُّهْرِيّ بذاك الثبت، وأشار يحيى القطان إلى لينه، وانظر الجرح لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 10 وطبقات ابن سعد: 7 / 322، وتاريخ البخاري الكبير: 1 / 1 / 288، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة: 3، والوافي: 5 / 352، والجمع لابن القيسراني: 1 / 16، والتذهيب: 1 / الورقة: 36 وإكمال مغلطاي، 1 / الورقة: 52 - 53.
(2) وَقَال ابن سعد: روى عن علي بن أَبي طالب (الطبقات: 5 / 169) .(2/94)
قال مُحَمَّد بْن سعد (1) : كان ثقة كثير الحديث.
روى له البخاري ومسلم والنَّسَائي وابن ماجه (2) .
176 - م 4: إِبْرَاهِيم بن سَعِيد الجوهري، أبو إسحاق بن أَبي عثمان البغدادي، طبري الأصل.
رَوَى عَن: أحمد بْن إسحاق الحضرمي، (س) ، وأبي الجواب الأَحوص بْن جواب (ت سي) ، وأزهر بْن سعد السمان، وإسماعيل ابن أَبي أويس (ت) ، والأسود بْن عامر بْن شاذان (ت ص) ، وأصرم ابن حوشب، وأبي ضمرة أنس بْن عياض (ق) ، وحجاج بْن مُحَمَّد الأَعور، وحسين بْن مُحَمَّد المروذي، وأبي اليمان الحكم بْن نافع (ت) ، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة (م د ت) ، وخلف بْن تميم، وأبي توبة الربيع بْن نافع الحلبي (ق) ، وروح بْن عبادة (ق) ، وريحان ابن سَعِيد (سي) ، وزيد بْن الحباب (د) ، وسعد بن عبد الحميد بْن جعفر (ت ق) ، وسفيان بْن عُيَيْنَة (س) ، وشبابة بْن سوار (س) ، والعباس بْن الهيثم الأنطاكي، وعبد الله بْن نمير، وأبي صَالِح عبد الغفار بْن داود الحراني (ق) ، وعبد الوهاب بْن عَبد المجيد الثقفي (ق) ، وعبد الوهاب بْن عَطَاء الخفاف (ت) ، وعُبَيد بْن أَبي قرة، وعُمَر بْن سعد أَبِي داود الحفري، وعُمَر بْن شبيب المسلي (ق) ، وأبي صالح محبوب بْن موسى الفراء الأنطاكي، ومحمد بْن بشر
__________
(1) الطبقات: 5 / 169.
(2) وذكره العجلي في كتابه (الثقات، الورقة: 3) وَقَال: مدني تابعي ثقة"وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة في مسنده المعروف بالفحل في مسند سعد بن أَبي وقاص: إبراهيم معدود في الطبقة الثانية من فقهاء أهل المدينة بعد الصحابة وكان ثقة كثير الحديث" (إكمال: 1 / الورقة: 53) وذكره ابنُ حِبَّان في (الثقات: 1 / الورقة: 14) وانظر الجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 101، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة: 4، والتاريخ الكبير للبخاري: 1 / 1 / 288، والجمع لابن القيسراني: 1 / 15، والتذهيب: 1 / الورقة: 36، والكاشف: 1 / 81.(2/95)
العبدي، ومحمد بْن خازم أبي معاوية الضرير، ومحمد بْن ربيعة الكِلابي (ت) ، ومحمد بْن عُمَر الواقدي، وأبي أحمد مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير الزبيري (ق) ، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان الضبي (س) ، ومحمد بْن القاسم الأسدي، ووكيع بْن الجراح (د ق) ، ويحيى بْن يزيد بْن عَبد المَلِك النوفلي.
رَوَى عَنه: الجماعة سوى البخاري (1) ، وأَبُو عَبد المَلِك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البسري، وأبوالجهم أَحْمَد بْن الحسين بْن طلاب المشغراني، وأحمد بْن علي بْن مسلم الأبار، وأبو الحسن أحمد بْن عُمَير بْن يُوسُف بْن جوصى الدمشقي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الصباح البَصْرِيّ، وأبو بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر البَصْرِيّ الحرابي (2) نزيل بغداد، وأحمد بْن أَبي رجاء نصر بْن شاكر المقرئ، وإدريس بْن عَبْد الكريم الحداد المقرئ، وأبو طاهر الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيل الأسدي الأنطاكي، والحسين بْن مُحَمَّد بْن حَاتِم المعروف بعُبَيد العجل، وأبو عَرُوبَة الحسين بْن مُحَمَّد بْن مودود الحراني، وزكريا بْن يحيى السجزي (ص) ، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وعبد الرحمن بْن عُبَيد اللَّهِ بْن أَحْمَد الأسدي الحلبي المعروف بابن أخي الإمام، وعبد الرحمن بْن عُبَيد اللَّهِ بْن عَبْد الْعَزِيزِ الهاشمي الحلبي المعروف بابن أخي الإمام أيضا، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن بجير البجيري، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد بن علي
__________
(1) قال مغلطاي: وزعم ابن عساكر في "النبل"أن البخاري روى عنه، وكأنه غير جيد لان جماعة من العلماء حكوا أن مسلما تفرد به عن البخاري منهم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع وأبو الفضل بن طاهر (الجمع: 1 / 21) وأبو إسحاق الحبال. وَقَال صاحب (الزهرة) : تفرد به مسلم وروى عنه خمسة أحاديث" (إكمال: 1 / الورقة: 53) .
(2) الحرابي: بكسر الحاء المهملة وفتح الراء المخففة وفي آخرها الباء الموحدة نسبة إلى حراب، وأبو بكر هذا ذكره ابن ماكولا وقيده (3 / 57) والسمعاني في الانساب (4 / 101) ، والذهبي في "المُشْتَبِه" (157) .(2/96)
الحكيم التِّرْمِذِيّ، وموسى بْن هارون الْحَافِظ، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد.
قال أبو العباس البراثي (1) : قال أحمد بْن حنبل - وسأله موسى ابن هارون عَن إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري - فَقَالَ: كثير الكتاب كتب فأكثر، فاستأذنه في الكتابة (2) عنه فأذن له.
وَقَال أبو حاتم: كان يذكر بالصدق (3) .
وَقَال النَّسَائي: ثقة.
وَقَال مُحَمَّد بْن يونس البربري: الذين اجتمعت عندهم كتب الواقدي أربعة أنفس: مُحَمَّد بْن سعد الكاتب، وأبو حسان الزيادي، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهري، وإبراهيم بْن هاشم بْن مشكان.
وَقَال عَبد الله بْن جعفر بْن خاقان السلمي: سألت إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري عَن حديث لأبي بكر الصديق، فَقَالَ لجاريته: أخرجي لي الجزء الثالث والعشرين من مسند أبي بكر. فقلت له: لا يصح لأبي بكر خمسون حديثا، من أين ثلاثة وعشرون جزءا، فَقَالَ: كل حديث لا يكون عندي من مئة وجه، فأنا فيه يتيم.
وَقَال أبو بكر الخطيب (4) : كان مكثرا ثقة ثبتا صنف المسند.
قال أبو الحسين بْن قانع: مات سنة تسع (5) وأربعين ومئتين.
__________
(1) انظر تاريخ بغداد للخطيب: 6 / 94.
(2) في تاريخ بغداد: الكتاب.
(3) الذي في كتاب ولده عبد الرحمن (الجرح والتعديل: 1 / 1 / 104) : وسمعت أبي يقول: كتبت عنه، وكان يذكره بالصدق.
(4) تاريخ بغداد: 6 / 93.
(5) هكذا نقل المزي عن ابن قانع قوله إنه توفي سنة تسع وأربعين ومئتين، والذي في تاريخ الخطيب عن ابن قانع: سنة"سبع"وكذلك أيده مغلطاي (إكمال: 1 / الورقة: 53) وأظنه الصواب في قراءته.(2/97)
وَقَال غيره: مات بعد الخمسين ومئتين (1) .
كان ببغداد ثم سكن عين زربة (2) مرابطا ومات بها (3) .
177 - د: إِبْرَاهِيم بن سَعِيد، أبو إسحاق المدني.
رَوَى عَن: نافع (د) عَن ابن عُمَر حديث: المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفازين (4) .
رَوَى عَنه: زكريا بْن يحيى زحمويه الواسطي، وقتيبة بْن سَعِيد (د) .
__________
(1) وَقَال أبو علي الغساني ومسلمة بن قاسم سنة خمس وخمسين. وَقَال أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو بن أَبي عاصم: سنة ست وخمسين. وَقَال ابن عساكر: سنة ثلاث وخمسين وصححه (إكمال: 1 / الورقة: 53) وَقَال الذهبي في "تاريخ الاسلام": اختلف في موت إبراهيم فقيل: سنة أربع، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة تسع وأربعين، وقيل: سنة ثلاث وخمسين" (الورقة: 133 من مجلد أحمد الثالث 2917 / 7) وصحح الذهبي في كتبه قول ابن قانع وهو سنة 247 (انظر الميزان: 1 / 36) (2) هكذا كتبها المزي بخطه وهي كذلك في تاريخ الخطيب أيضا - أعني بالتاء في آخرها - والمشهور عند الجغرافيين أنها بالالف المقصورة"عين زربى"وهي بلدة من نواحي المصيصة.
(3) ووثقه أئمة هذا الشأن منهم: الدارقطني، وأبو يَعْلَى الخليلي صاحب"الارشاد"وابن حبان البستي في "الثقات" وخرج حديثه في صحيحه، وروى الخطيب بسنده إلى إبراهيم بن سَعِيد الجوهري قال: دخلت على أحمد بن حنبل أسلم عليه فمددت يدي إليه فصافحني، فلما أن خرجت قال: ما أحسن أدب هذا الفتى، لو انكب علينا كنا نحتاج أن نقوم". وَقَال الخطيب أيضا: وكان لسَعِيد والد إبراهيم اتساع من الدنيا وأفضال على العلماء، فلذلك تمكن ابنه من السماع، وقدر على الاكثار من الشيوخ، وصف الجوهري ببغداد إليه ينسب" (تاريخه: 6 / 94 - 95) ولكن الخطيب روى بسنده عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش أنه قال: سمعت حجاج بن الشاعر يقول: رأيت إبراهيم بن سَعِيد الجوهري عند أبي نعيم، وأبو نعيم يقرأ وهو نائم، وكان الحجاج يقع فيه" (تاريخه: 6 / 94) . قال بشار: ومن أجل هذا أورده الإمام الذهبي في (الميزان: 1 / 36) للرد وتوثيقه، فقال تعليقا على رواية ابن خراش: لا عبرة بهذا، وإبراهيم حجة بلا ريب، قال بشار أيضا: وابن خراش هذا على علمه كان رافضيا خرج مثالب الشيخين وتناوله الذهبي في (الميزان: 2 / 600 - 601) فهتكه وهرته، فلا عبرة بروايته بعد ذلك - عفا الله عنا وعنه -
(4) هو في "سنن أبي داود" (1826) في المناسك: باب ما يلبس المحرم من طريق قتيبة بن سَعِيد، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سَعِيد المديني، عن نافع، عن ابن عُمَر..وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري 4 / 45 في الحج: باب ما ينهى من الطيب للمحرم والمحرمة من طريق عَبد الله بن يزيد، حَدَّثَنَا الليث، حَدَّثَنَا نافع، عن عَبد الله بن عُمَر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بأطول مما هنا. (ش)(2/98)
قال أبو داود: شيخ من أهل المدينة، ليس له كبير حديث.
وَقَال أبو أحمد بْن عدي: ليس بمعروف (1) .
روى له أبو داود.
178- ق: إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمان بن رزين البغدادي، أبو إسماعيل المؤدب، مؤدب أبي عُبَيد الله الأشعري وزير المهدي، أصله من الشام، من الأردن.
رَوَى عَن: إِسْمَاعِيل بْن حماد بْن أَبي سُلَيْمان، وإسماعيل بْن أَبي خالد، والحجاج بْن دينار، ورشدين بْن كريب مولى ابْن عباس، وزكريا بْن حكيم الحبطي البَصْرِيّ، وسُلَيْمان الأعمش، وعاصم بْن سُلَيْمان الأحول، وعاصم بْن أَبي النجود المقرئ، وعبد الله بْن مسلم بْن هرمز، وعبد الملك بْن عُمَير، وعُبَيد الله بن عُمَر، وعطية ابن سعد العوفي، وعُمَر بْن عَبد الله مولى غفرة، وعيسى بْن المُسَيَّب، وفطر بْن خليفة، ومجالد بْن سَعِيد (ق) ، ومجمع بْن يحيى الأَنْصارِيّ، ومحمد بْن كريب مولى ابْن عباس، ومحمد بْن ميسرة، ويعقوب بْن عطاء بْن أَبي رباح.
رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن مهدي المصيصي، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم الموصلي، وابنه إِسْمَاعِيل بْن أَبي إِسْمَاعِيل المؤدب، والحسن بْن عرفة العبدي، والحسين بْن الضحاك، وأَبُو عُمَر حَفْص بْن عُمَر
__________
(1) الكامل: 2 / الورقة 65، وَقَال: أخبرنا الحسن بن سفيان وأَحْمَد بْن علي بْن المثنى ومحمود ابن محمد الواسطي، قال: حَدَّثَنَا زحمويه زكريا بن يحيى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن سَعِيد أبو إسحاق المدني، قال: سمعت نافعا يقول: وَقَال الحسن: عَنْ نَافِع، عَن ابْن عُمَر، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا تنتقب المرأة المحرمة". قال الشيخ: وهذا الحديث لا يتابع ابراهيم بن سَعِيد هذا على رفعه، ورواه جماعة عن نافع من قول ابن عُمَر"وَقَال الذهبي في (الميزان: 1 / 35) : منكر الحديث غير معروف، وله أيضا عَن أبي عبد الحميد. قلت: وله حديث واحد في الاحرام أخرجه أبو داود وسكت عنه، فهو مقارب الحال".(2/99)
الدوري المقرئ، والربيع بْن ثعلب، وسريج بن بونس، وسَعِيد بْن سُلَيْمان الواسطي سعدويه، وسَعِيد بْن مُحَمَّد الجرمي، وشجاع بْن مخلد، وعباد بْن موسى الختلي، وعبد الله بْن عون الخراز (1) ، وأبو بكر عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة، وعبد المتعالى بْن طالب، وعثمان بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة (ق) ، ومحمد بْن بكار بْن الريان، ومحمد بْن بكير الحضرمي، ومحمد بْن الصباح الدولابي، وهارون ابن أَبي عُبَيد الله الأشعري، وهارون بْن معروف، ويحيى بْن أيوب المقابري، ويحيى بْن يحيى النيسابوري.
قال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل عَن أبيه: ليس به بأس.
وَقَال إِبْرَاهِيم بْن عَبد الله بْن الجنيد، وجعفر بْن أَبي عثمان الطيالسي، وأبو داود، ومعاوية بْن صالح بْن أَبي عُبَيد الله الأشعري عَن يحيى بْن مَعِين: ثقة. زاد معاوية: صحيح الكتاب، كتبت عنه (2) .
وَقَال أبو قدامة عُبَيد الله بْن سَعِيد السرخسي عَن يحيى بْن مَعِين: ليس به بأس (3) .
وَقَال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ العجلي، والدارقطني: ثقة.
__________
(1) بفتح الخاء المعجمة والراء المهملة.
(2) هكذا قال المزي ان معاوية بن صالح روي عن يحيى بْن مَعِين أنه ثقة. والذي في (كامل) ابن عدي غير ذلك: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حماد، حَدَّثَنَا معاوية بْن صَالِح عَنْ يَحْيَى بْن مَعِين، قال أَبُو إسماعيل المؤدب ضعيف" (2 / الورقة: 56) ، ثم أورد ابن عدي بعض غرائبه وَقَال: وأبو إسماعيل االمؤدب لم أجد في ضعفه إلا ما حكاه معاوية بْن صَالِح عَنْ يحيى، وله أحاديث كثيرة غرائب حسان تدل على أن أبا إسماعيل من أهل الصدق، وهو ممن يكتب حديثه" (2 / الورقة: 57) . وأشار الذهبي إلى مثل هذا في (الميزان: 1 / 36) فقال: ضعفه يحيى بن مَعِين مرة، وَقَال أخرى: ليس بذاك، وَقَال هو وأحمد: ليس به بأس..ووثقه الدارقطني"وَقَال الحافظ ابن حجر تعليقا على تضعيف ابن مَعِين له كما نقل معاوية بن صالح: وكذا نقله العقيلي عن معاوية بن صالح" (تهذيب: 1 / 125) . قال بشار: ولعل ما نقلناه هو الاصوب، وهذا الذي نقله المزي تابع به ما نقله الخطيب في تاريخه: 6 / 87.
(3) أورده ابن أَبي حاتم في الجرح والتعديل: 1 / 1 / 102.(2/100)
وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس.
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يُوسُف بْن خراش: كان صدوقا (1) .
روى له ابن ماجه (2) حديثا واحدا من رواية مسروق عَن عائشة: خير خصال الصائم السواك (3) .
179- ت ق: إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمان الأفطس الدمشقي.
رَوَى عَن: مكحول، ونمير بْن أوس، والوليد بْن عَبْد الرحمن الجرشي (ت ق) ، ويزيد بْن يزيد بْن جابر.
رَوَى عَنه: إِسْمَاعِيل بْن عياش، وثور بْن يزيد الرحبي، وعبد الله بْن سالم الحمصيون، ومحمد بْن شعيب بْن شابور (ت) ، ومحمد بْن عيسى بْن القاسم بْن سميع (ق) ، ويحيى بْن حمزة الحضرمي الدمشقيون.
قال عثمان بْن سَعِيد الدارمي عَن عَبْد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم دحيم: ثقة ثقة.
__________
(1) ووثقه ابن حبان البستي (الثقات: 1 / الورقة: 15) وَقَال: وقد قيل: إبراهيم بن إسماعيل ابن زرين". وروى الخطيب بسنده إلى أبي عُبَيد مُحَمَّد بْن علي الآجري أنه سأل أبا داود عنه فَقَالَ: ثقة، ورأيت أَحْمَد بْن حنبل يكتب أحاديثه بنزول" (تاريخ بغداد: 6 / 88)
(2) جاء في حاشية النسخة من قول المؤلف: لم يذكر من روى له"يريد: عبد الغني المقدسي صاحب (الكمال) . وَقَال مغلطاي معلقا: قال المزي: لم يذكر، يعني ابن سرور - من روى له. كذا قال، وليس هذا الاسم موجودا في كتاب (الكمال) جملة - وهو مما أسلفنا أنه نقله من نسخة من (الكمال) غير مهذبة - والله تعالى أعلم" (الكمال: 1 / الورقة: 53) قال بشار: الحق مع مغلطاي واعتراضه جيد إذ أنني لم أجده في (الكمال) جملة، وعندي منه ثلاث نسخ جيدة.
(3) هو في "سنن ابن ماجة" (1677) ، وفي سنده مجالد بن سَعِيد وهو ضعيف. وفي الباب عن عامر بن ربيعة قال: رأيت النبي ما لا أحصي يتسوك وهو صائم"أخرجه أبو داود (2264) ، وأحمد 3 / 445، والتِّرْمِذِيّ (725) ، وابن خزيمة (2007) ، وفي سنده عاصم بن عُبَيد الله وهو ضعيف. (ش) .(2/101)
وَقَال أبو زُرْعَة الدمشقي: قلت لعبد الرحمن بْن إِبْرَاهِيم: ما تقول فيه؟ فَقَالَ: ثقة ثبت.
وَقَال يعقوب بْن سفيان: قلت له، يعني دحيما: إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمان الأفطس؟ قال: بخ بخ ثقة.
وقَال البُخارِيُّ (1) : إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمان الأفطس عَن يزيد بْن يزيد بْن جابر مرسل.
وَقَال أَبُو حَاتِم (2) : لا بأس به (3) .
روى له التِّرْمِذِيّ وابن ماجه (4) .
180- خ (5) د: إِبْرَاهِيم بن سويد بن حيان (6) المديني.
رَوَى عَن: أسامة بْن زيد الليثي، وانيس (7) بْن أَبي يحيى الأَسلميّ (د) ، والجعيد بْن عَبْد الرحمن، وأبي صخر حميد بْن زياد الخراط، وعَبد الله بْن مُحَمد بْن عَقِيل، وعبد الله بْن أَبي مريم،
__________
(1) تاريخه الكبير: 1 / 1 / 289
(2) انظر كتاب ولده عبد الرحمن: الجرح والتعديل: 1 / 1 / 102 (3) ووثقه ابن حبان في (الثقات: 1 / الورقة: 12) وابن عساكر والذهبي وغيرهم.
(4) ومما يستدرك للتمييز:
27- إبراهيم ابن الافطس.
قال ابن حبان البستي: شيخ يروي عن وهب بن منبه. روى هشام بن يوسف عن منذر الافطس عنه، وليس هذا بإبراهيم بن سُلَيْمان الافطس الذي روى عنه يَحْيَى بْن حمزة" (الثقات: 1 / الورقة: 12) .
(5) في التقريب لابن حجر (1 / 36) : بخ"وهو وهم بين.
(6) في المطبوع من تهذيب ابن حجر (1 / 126) : حبان"بالباء الموحدة وهو وهم. وإبراهيم ابن حيان هذا قيده أبو علي الغساني في (تقييد المهمل وتمييز المشكل، الورقة: 45 من نسختي المصورة عن نسخة الاوقاف العراقية) ، فقال: فحيان بالحاء والمعجمة باثنتين من تحت كثير منهم. وإبراهيم بن سويد بن حيان، روى له البخاري عن سَعِيد بن أَبي مريم عنه عن عَمْرو بن أَبي عَمْرو حديثًا في كتاب الحج ليس له في الجامع غيره.
(7) أنيس: بالتصغير.(2/102)
وعبد الرحمن بْن حرملة، وعبد الرحمن بْن مجبر (1) ، وعثمان بْن عُبَيد الله بْن أَبي رافع، وعَمْرو بْن أَبي عَمْرو مولى المطلب بْن عَبد الله بْن حنطب (2) (خ) ، وأبي عقال هلال بْن زيد بْن يسار بْن بولى (3) مولى أنس بْن مالك، ويزيد بْن أَبي عُبَيد مولى سلمة بْن الأكوع.
رَوَى عَنه: سَعِيد بْن الحكم بْن أَبي مريم (خ د) ، وعبد الله بْن وهب.
قال إسحاق بْن منصور الكوسج عَن يحيى بْن مَعِين: ثقة (4) .
وَقَال أبو زُرْعَة: ليس به بأس (5) .
روى له البخاري وأبو داود (6) .
__________
(1) بضم الميم وفتح الجيم وفتح الباء الموحدة وتشديدها وفي آخره الراء المهملة، قيده مؤرخ الاسلام الذهبي في (المشتبه: 571) ، قال: عبد الرحمن بن المجبر، واسمه عبد الرحمن بْن عبد الرحمن: وما في المشايخ من اسمه عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُمَر الخطاب سواه، حدث عن سالم وعنه مالك". وراجع توضيح ابن ناصر الدين: 3 / الورقة: 13 من نسخة الظاهرية.
(2) سيأتي ذكره في حرف الميم من هذا الكتاب إن شاء الله.
(3) كتبت في الاصل: بولا"على عادة القدماء، وابن بولي هذا منكر الحديث سيأتي ذكره في موضعه - إن شاء الله -
(4) نقله أبو حفص ابن شاهين في كتابه عن الثقات، الورقة: 7.
(5) وقَال البُخارِيُّ في تاريخه الكبير (1 / 1 / 291) : إبراهيم بن سويد بن حيان عن هلال بن زيد بن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: عُمَرة في رمضان تعدل حجه". سمع منه سَعِيد بن أَبي مريم. قال أبو عَبد الله: هلال عنده مناكير روى عنه الدَّراوَرْدِيّ". وأورده ابن حبان البستي في (الثقات: 1 / الورقة: 15) وَقَال: ربما أتى بمناكير". قال بشار: ولكن البخاري نسب النكارة إلى شيخه هلال بن زيد بن يسار ابن بولي، فتأمل وراجع ما قاله إمام المجروحين والمعدلين الشمس الذهبي بعد ترجمة إبراهيم بن سويد النخعي الكوفي من (الميزان: 1 / 37) : فأما إبراهيم بن سويد المدني، عن عَمْرو بن أَبي عَمْرو وابن عقيل والطبقة فموثق.
(6) ومما يستدرك للتمييز:
28- إبراهيم بن سويد الكوفي الحنفي. قال ابن حجر: عَن أبي خليفة. وعنه معاوية بن سفيان المازني - مجهول" (تهذيب: 1 /126) .(2/103)
181- م 4: إبراهيم بن سويد النخعي الكوفي الأَعور.
رَوَى عَن: الأسود بْن يزيد، وأخيه عَبْد الرحمن بْن يزيد (م 4) وعمهما علقمة بْن قيس (م د س) النخعيين.
رَوَى عَنه: الحسن بْن عُبَيد الله النخعي (م 4) ، وزبيد بْن الحارث اليامي (م سي) ، وسلمة بْن كهيل الحضرمي (سي) .
قال إسحاق بْن منصور عَن يحيى بْن مَعِين: مشهور.
وَقَال النَّسَائي: ثقة. (1)
روى له الجماعة سوى البخاري.
__________
(1) قال ابن حجر: ونقل صاحب الميزان تبعا لابن الجوزي أن النَّسَائي ضعفه" (تهذيب: 1 / 127) . قال أفقر العباد بشار بن عواد محقق هذا الكتاب: نعم قال ابن الجوزي ذلك في "الضعفاء"وتبعه الذهبي في (الميزان: 1 / 37) فقال: إبراهيم بن سويد الصيرفي الكوفي عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد. وعنه زبيد اليامي وسلمة بن كهيل. قال ابن مَعِين: مشهور، ووثقه غيره وضعفه أبو عبد الرحمن النَّسَائي". وَقَال في (ديوان الضعفاء) : إبراهيم بن سويد الصيرفي ضعفه النَّسَائي"ووضع فوقه رمز مسلم والاربعة (الورقة: 9) . وَقَال الإمام النَّسَائي في كتابه"الضعفاء": إبراهيم بن سويد الصيرفي: ضعيف" (ص: 284) . قال بشار أيضا: الذي عندي أن الذي ضعفه النَّسَائي وهو"إبراهيم بن سويد الصيرفي"هو غير"إبراهيم بن سويد النخعي الكوفي الأَعور"هذا الذي روى له الإمام مسلم وأصحاب السنن الأربعة وأن الامر قد اختلط على الأئمة: ابن الجوزي، والذهبي، وابن حجر، ولعل مما يؤيد ذلك:
أ- نقل المزي توثيق النَّسَائي له كما هو واضح من النص.
ب - ترجم البخاري في تاريخه الكبير لابراهيم بن سويد النخعي (1 / 1 / 290) ولم يذكر أنه كان "صيرفيا"ولا ذكر مثل هذا ابن أَبي حاتم في الجرح والتعديل (1 / 1 / 103) ، ولا ابن منجويه في رجال صحيح مسلم (الورقة: 3 - 4) ولا ابن القيسراني في الجمع (1 / 21) ، وهذا كله يشير إلى اختلافهما، والله أعلم.
ج - إن جمهور الأئمة قد وثقوا هذا الكوفي النخعي، فقد وثقه العجلي وابن حبان البستي (الثقات: 1 / الورقة: 15) وخرج حديثه في صحيحه. وَقَال الحاكم أبو عبد الله في كتاب"المستدرك": حَدَّثَنَا علي بن حمشاذ، حَدَّثَنَا موسى بن هارون والحسن بن سفيان، قالا: حَدَّثَنَا عثمان بن أَبي شَيْبَة، حَدَّثَنَا يحيى بن زكريا، عن إبراهيم بن سويد النخعي، وكان ثقة - فذكر حديثًا. وَقَال في سؤالاته الكبرى للدارقطني: قلت له، يعني: الدارقطني: فإبراهيم بن سويد؟ قال: هو قليل الحديث ليس في حديثه شيء منكر (إكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 54) .(2/104)
182- ل فق: إِبْرَاهِيم بن شماس الغازي، أبو إسحاق السمرقندي، نزيل بغداد.
روى عن: أبي إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الحارث الفزاري (ل) ، وإسماعيل بْن عياش (ل) ، وبقية بْن الوليد (ل) ، وجرير بْن عَبْد الحميد (ل) ، وحفص بْن حميد، وحفص بْن ميسرة الصنعاني، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وأبي معاوية عَبد الله بْن عُبَيد بْن عباد البَصْرِيّ، وعبد الله بْن المبارك (ل) ، وعثمان بْن حصن بْن عُبَيدة بْن علاق الدمشقي، والفضل بْن موسى السيناني، وفضيل بْن عياض، والقاسم بْن الريان، ومروان بْن معاوية الفزاري، ومسلم بْن خالد الزنجي (فق) ، ومصعب بْن ماهان، ووكيع بْن الجراح، وأبي بكر بْن عياش.
رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري، وإبراهيم بْن عَبد الله ابن الجنيد الختلي، وأحمد بْن علي البربهاري (1) ، وأحمد بن محمد ابن حنبل (ل) ، وأحمد بْن ملاعب بْن حيان البغدادي، وخالد بْن يزيد الرازي، وداود بْن رشيد، وأَبُو خيثمة زهير بْن حرب، وأبو بدر عباد ابن الوليد الغبري (2) ، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وعبد الله بْن مُحَمَّد ابن سورة البلخي، وأبو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي (فق) ، وعثمان بن خرزاد الأنطاكي، وعلي بْن الحسن بْن أَبي مريم، وعلي ابن عيسى المروزي، ومحمد بْن إدريس البخاري المطوعي، ومحمد ابن الحسين البرجلاني، وأبو بكر مُحَمَّد بْن أَبي عتاب الأعين، وأبو السري نصر بْن المغيرة البخاري (3) .
__________
(1) نسبة إلى"البربهار"وهي الادوية التي تجلب من الهند كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الاثير وغيرهما.
(2) الغبري: بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة، نسبة إلى غبر بن غنم بطن من يشكر.
(3) وزاد العلامة مغلطاي في الرواة عنه نقلا من (تاريخ سمرقند) لابي سعد بن الادريسي: أحمد بن نصر السمرقندي، ومحمد بن مرزوق، ومحمد بن معروف، وأحمد بْن سَعِيد الرباطي، وأحمد بن سيار =(2/105)
قال أبو بكر الأثرم: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ، يعني أَحْمَد بْن حنبل - ذكر إِبْرَاهِيم بْن شماس السمرقندي، فأحسن الثناء عليه، قال: كتب إلي بعض أصحابنا: إنه أوصى بمئة ألف، يشترى بها أسرى من الترك، قال: فاشترينا بها مئتي نفس أو نحو ذا.
قال أبو عَبْد الله: قتلته الترك، فانظر ما ختم له به مع القتل.
وذكره مرة أخرى فَقَالَ: صاحب سنة، وكانت له نكاية في الترك.
وَقَال أحمد بْن سيار المروزي: كان صاحب سنة وجماعة، كتب العلم وجالس الناس، ورأيت إسحاق بْن إِبْرَاهِيم، يعني ابن راهويه - يعظم من أمره، ويحرضنا على الكتابة عنه، وكان رجلا ضخما، عظيم الهامة، حسن البضعة (1) ، أحمر الرأس واللحية، حسن المجالسة، يفد على الملوك، وله حظ من الغزو وكان فارسا شجاعا، قتلته الترك، وهو جائي من ضيعته، وهو غار لم يشعر بهم، وذلك خارج من سمرقند، ولم يعرفوه.
وقتل رحمه الله يوم الاثنين. ودفن يوم الأربعاء في المحرم سنة إحدى وعشرين ومئتين.
وَقَال أبو سعد الإدريسي: كان شجاعا بطلا مبارزا وعالما فاضلا عاملا ثقة ثبتا في الرواية، متعصبا لأهل السنة، كثير الغزو.
قال أحمد بْن سيار: قتل سنة إحدى وعشرين ومئتين.
وَقَال إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدارمي: سنة عشرين ومئتين.
__________
= المروزي، وعُمَر بن حفص، وحفص بن حميد المروزي، وبكر بن خلف المقرئ"وذكر من الرواة عنه نقلا من (تاريخ نيسابور) للحاكم: محمد بن عبد الوهاب، وعُمَر بن عبد العزيز، وأحمد بن عُمَر اللبقي، وأحمد بن معاذ السلمي". (الاكمال: 1 / الورقة: 54) .
(1) في تاريخ الخطيب (6 / 101) : الصفة"مصحف. قال الزمخشري في (بضع) من أساس البلاغة: وفلان جيد البضعة إذا كان لحميا"يعني: كثير اللحم.(2/106)
قال الإدريسي: والأصح عندي قول إِبْرَاهِيم، فإنه حكي لي عَن أبي يعقوب يوسف بْن علي الأبار مثل قوله.
روى له أبو داود في كتاب المسائل في باب زيادة الإيمان ونقصانه، وابن ماجه في التفسير (1) .
183- د: إِبْرَاهِيم بن صالح بن درهم الباهلي، أبو مُحَمَّد البَصْرِيّ.
روى عن: أبيه (د) عَن أبي هُرَيْرة حديث: إن الله يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم (2) "، وعن مسلمة بْن سالم الجهني.
رَوَى عَنه: حبان بْن هلال، وخليفة بْن خياط، وفرج بْن عُبَيد قاضي عبادان، ومحمد بْن عَبد الله القطعي، وأبو موسى مُحَمَّد بْن المثنى (د) ، ويحيى بْن حكيم المقوم.
قال البخاري: لا يتابع عليه.
وَقَال أبو جعفر العقيلي: إِبْرَاهِيم وأبوه ليسا بمشهورين بنقل الحديث، والحديث غير محفوظ.
روى له أبو داود (3) .
__________
(1) ووثقه ابن حبان (الثقات: 1 / الورقة: 15) وذكر أن وفاته سنة 221. وذكره البخاري في تاريخه الكبير (1 / 1 / 293) وابن أَبي حاتم في الجرح والتعديل: (1 / 1 / 105) .
(2) هو في "سنن أبي داود" (3408) من طريق محمد بن المثنى، عن إبراهيم بن صالح بن درهم، عَن أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرة..وإبراهيم بْن صالح بْن درهم فيه ضعف كما في "التقريب"فالحديث ضعيف. (ش) .
(3) وضعفه أَبُو الْحَسَنِ الدارقطني في كتاب (السنن) ، ووثقه ابن حبان البستي في (الثقات: 1 / الورقة: 15) ، وَقَال الذهبي: فيه لين.
وانظر الجرح والتعديل لابن حاتم (1 / 1 / 106) ، والتاريخ الكبير للبخاري (1 / 1 / 293) ، وإكمال مغلطاي (1 / الورقة: 54) والكاشف للذهبي (1 / 82) ، وديوان الضعفاء له (الورقة: 9) ، والميزان (1 / 37) وغيرها.(2/107)
184 - ت: إِبْرَاهِيم بن صدقة البَصْرِيّ، كان ينزل في بني ليث.
رَوَى عَن: سفيان بْن حسين (ت) ، ويونس بْن عُبَيد.
رَوَى عَنه: الحكم بْن المبارك، وأبو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي شَيْبَة، والفضل بْن يعقوب الجزري، ومحمد بْن أبان البلخي (ت) ، ومحمد بْن بشار بندار، ومحمد بْن مرزوق ابْن بنت مهدي بْن ميمون.
قال أبو حاتم: شيخ.
وَقَال علي بْن الحسين بْن الجنيد: محله الصدق (1) .
روى له التِّرْمِذِيّ.
185- مد إِبْرَاهِيم بن طريف الشامي.
رَوَى عَن: عَبد الله بْن محيريز، ومحمد بْن كعب القرظي (مد) ، ويحيى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ.
رَوَى عَنه: عَبْد الرحمن بْن عَمْرو الأَوزاعِيّ (مد) .
روى له أبو داود في المراسيل (2) .
186- ع: إِبْرَاهِيم بن طهمان (3) بن شعبة الخراساني، أبو سَعِيد الهروي (4) .
__________
(1) قال ابن حجر: وعلق البخاري في الكسوف شيئا لسفيان بن حسين عن الزُّهْرِيّ، وهو موصول عند التِّرْمِذِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن أبان عَنْ إبراهيم بن صدقة هذا عن سفيان بن حسين" (تهذيب: 1 / 128) وانظر تاريخ البخاري الكبير (1 / 1 / 294) ، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: (1 / 1 / 106) .
(2) ووثقه أبو حفص ابن شاهين نقلا عن أحمد بن صالح (الثقات، الورقة: 7) ، ووثقه ابن حبان البستي (الثقات: 1 / الورقة: 15) ، وذكره ابن أَبي حاتم فِي الجرح والتعديل (1 / 1 / 108) .
(3) بفتح الطاء المهملة وسكون الهاء
(4) قال مغلطاي: ونسبه الحاكم في تاريخ بلده (يعني نيسابور) : الباشاني نسبة إلى باشان قرية على فرسخ من هراة وذكره الحافظ أَبُو إِسْحَاق أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن ياسين الحداد في "تاريخ هراة".(2/108)
ولد بهراة، وسكن نيسابور، وقدم بغداد، وحدث بها، ثم سكن مكة حتى مات بها (1) .
رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن مسلم الهجري، وآدم بْن علي، وأيوب السختياني (خت) ، وبديل بْن ميسرة العقيلي (د س) ، وثابت بْن أسلم البناني، وجابر بْن يزيد الجعفي، والجعد، أبي عثمان (خت) ، والحجاج بْن الحجاج الباهلي، والحسن بْن عمارة، وحسين بْن ذكوان المعلم (خ د ت ق) ، وحميد الطويل، وحنظلة بْن أَبي صفية، وخالد ابن ميمون، وسَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة، وأبي مسلمة سَعِيد بْن يزيد، وسفيان الثوري، وأبي حازم سلمة بْن دينار المدني، وسُلَيْمان التَّيْمِيّ، وسُلَيْمان الأعمش (س) ، وسُلَيْمان أبي إسحاق الشيباني (خت س) ، وسماك بْن حرب (م د) ، وشَرِيك بن عَبد اللَّهِ بن أَبي نمر، وشعبة بْن الحجاج (خت س) ، وصفوان بْن سليم، وعاصم بن بهدلة، وعاصم ابن سُلَيْمان الأحول، وعبد الله بْن دينار، وعبد الأعلى بْن عامر الثعلبي (عس) ، وعبد الرحمن بْن إسحاق المدني (د س) ، وعبد العزيز بْن رفيع (د س) ، وعبد العزيز بْن صهيب (خت) ، وأبي حصين عثمان بْن عاصم الأسدي (م) ، وعطاء بْن السائب، وعطاء بْن أَبي مسلم الخراساني، وعلي بن عبد الاعلى (د ت) ، وعُمَر بْن سَعِيد بْن مسروق الثوري (س) ، وعَمْرو بْن دينار المكي، وأبي إسحاق عَمْرو بْن عَبد الله السبيعي (س) ، وعَمْرو بْن يحيى بْن عمارة بْن أَبي حسن المازني (ق) ، والعلاء بْن عَبْد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، ومحمد بْن إسحاق بْن يسار، ومحمد بْن أَبي حفصة (س) ، ومحمد بْن ذكوان (ق) ، ومحمد ابن زياد الجمحي (خ س) ، وأبي الزبير مُحَمَّد بْن مسلم المكي (م د ق) ، ومطر الوراق (د) ، ومغيرة بْن مقسم الضبي (س) ، ومنصور بن المعتمر
__________
(1) لذلك ذكره التقي الفاسي في (العقد الثمين: 3 / 215 / 216) .(2/109)
(سي) ، ومهران بْن حكيم بْن معاوية بْن حيدة القشيري، وموسى بْن عقبة (عس) ، وأبي جمرة نصر بْن عِمْران الضبعي (خ د) ، وهشام بْن حسان (د) ، وهشام الدستوائي، ويحيى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ (س) ، ويعقوب بْن زيد بْن طلحة التَّيْمِيّ (سي) ، ويونس بْن عُبَيد، وأبي عثمان صاحب أنس بْن مالك (س) .
رَوَى عَنه: أبو منصور إِسْمَاعِيل بْن عَبد المَلِك الزئبقى، والحسين بْن الوليد النيسابوري، وحفص بْن عَبد الله السلمي النيسابوري (خ د س ق) ، وخالد بْن نزار بْن المغيرة بْن سليم الأيلي (خد) ، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وشيبان بْن عَبْد الرحمن النحوي، وهو أكبر منه، وصفوان بْن سليم وهو من شيوخه، وعبد الله بْن المبارك (خ) ، وابنه عَبْد الخالق بْن إِبْرَاهِيم بْن طهمان، وعبد الرحمن بْن سلام الجمحي، وعبد الرَّحْمَنِ بْن عَبد اللَّهِ بْن سعد الدشتكي الرازي، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد الملك بْن إِبْرَاهِيم الجدي (سي) ، وأبو عامر عَبد المَلِك بْن عَمْرو العقدي (خ م د ت س) ، وعُمَر بْن عَبد اللَّهِ بْن رزين السلمي (م) ، وغسان بْن سُلَيْمان الهروي أحو مالك بن سُلَيْمان، وفضل بْن سُلَيْمان النميري، ومالك بْن سُلَيْمان الهروي، ومحمد بْن جعفر بْن أَبي كثير المدني (عس) وهو من أقرانه، ومحمد بْن الحسن بْن الزبير الأسدي (خ) ، ومحمد بْن سابق البغدادي (م د سي) ، ومحمد ابن سنان العوقي (د) ، وأبو أحمد مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن الزبير الزبيري (د) ومحمد بْن محبب أبو همام الدلال، والمعافى بْن عِمْران الموصلي (س) ، ومعن بْن عيسى القزاز (خ د) ، وأبو حذيفة موسى بْن مسعود النهدي (ق) ، وأبو حنيفة النعمان بْن ثابت وهو أكبر منه، ووكيع بْن الجراح، ويحيى بْن أَبي بكير الكرماني (م د س) ، ويحيى بْن الضريس البجلي الرازي (م) .(2/110)
قال نوح أبو عَمْرو المروزي، عَن سفيان بْن عَبد المَلِك، عَن ابن المبارك: صحيح الحديث.
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل عَن أبيه وأبو حاتم: ثقة.
وَقَال عَبد الله بْن أحمد عَن يحيى بْن مَعِين: لا بأس به.
وكذلك قال العجلي.
وَقَال أبو حاتم: صدوق، حسن الحديث.
وَقَال عثمان بْن سَعِيد الدارمي: كان ثقة في الحديث، لم يزل الأئمة يشتهون حديثه، ويرغبون فيه ويوثقونه.
وَقَال أبو داود: ثقة وكان من أهل سرخس، فخرج يريد الحج فقدم نيسابور، فوجدهم على قول جهم، فَقَالَ: الإقامة على هؤلاء أفضل من الحج. فنقلهم من قول جهم إلى الإرجاء.
وَقَال صالح بْن مُحَمَّد الحافظ: ثقة حسن الحديث، يميل شيئا إلى الإرجاء (1) في الإيمان، حبب الله حديثه إلى الناس، جيد الرواية.
وَقَال إسحاق بْن راهويه: كان صحيح الحديث، حسن الرواية، كثير السماع، ما كان بخراسان أكثر حديثا منه، وهو ثقة.
وَقَال أبو الصلت عَبْد السلام بْن صالح الهروي: سمعت سفيان ابن عُيَيْنَة يقول: ما قدم علينا خراساني أفضل من أبي رجاء عَبد الله بْن واقد الهروي. قلت له: فإبراهيم بْن طهمان؟ قال: كان ذاك مرجئا.
قال أبو الصلت: لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث أن
__________
(1) المؤلفون في الجرح والتعديل يطلقون الارجاء على من لا يقول بزيادة الايمان ونقصانه ولا بدخول العمل في حقيقته، وهو ليس بطعن في الحقيقة، والارجاء الذي يعد بدعة وينبز القائل به هو قول من يقول: لا تضر مع الايمان معصية. وليس أحد من الرواة سواء أكان من أهل الرأي أو من غيرهم يقول بهذا، وسينقل المؤلف عَن أبي الصلت توضيح ذلك.
(ش) .(2/111)
الإيمان قول بلا عمل. وأن ترك العمل لا يضر بالإيمان، بل كان إرجاؤهم أنهم يرجون لأهل الكبائر الغفران، ردا على الخوارج وغيرهم الذين يكفرون الناس بالذنوب. وكانوا يرجئون ولا يكفرون بالذنوب، ونحن كذلك (1) ، سمعت وكيع بْن الجراح يقول: سمعت سفيان الثوري يقول في آخر أمره: نحن نرجو لجميع أهل الكبائر (2) الذين يدينون ديننا، ويصلون صلاتنا وإن عملوا أي عمل. وكان شديدا على الجهمية.
وَقَال يحيى بْن أكثم القاضي: كان من أنبل من حدث بخراسان والعراق والحجاز واوثقهم وأوسعهم علما.
وَقَال غسان بْن سُلَيْمان الهروي أخو مالك بْن سُلَيْمان: كنا نختلف إلى إِبْرَاهِيم بْن طهمان إلى القرية، وكان لا يرضى حتى يطعمنا وكان شيخا واسع القلب وكانت قريته باشان من القصبة على فرسخ وَقَال مالك بْن سُلَيْمان: لم يخلف بعده مثله.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ زَيْدُ بْنُ الحسن الكندي سنة ست مئة، قال: أخبرنا أبو
__________
(1) وهذا هو الصواب الذي ذهب إليه جمهور أهل العلم مستدلين بحديث عبادة بن الصلت الذي أخرجه البخاري رضي الله عنه في "صحيحه"1 / 60 - 65 في الايمان، من طريق أبي اليمان، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيّ، قال: أخبرني أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبد الله أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه - وكان شهد بدرا وهو أحد النقباء ليلة العقبة - أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال - وحوله عصابة من أصحابه: بايعوني على أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بى أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم، فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا، فعوقب في الدنيا، فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا، ثم ستره الله، فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه"فبايعناه على ذلك. ونقل الحافظ في "الفتح"1 / 65 عن المازري قوله: فيه رد على الخوارج الذين يكفرون بالذنوب، ورد على المعتزلة الذين يوجبون تعذيب الفاسق إذا مات بلا توبة، لان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه تحت المشيئة، ولم يقل لابد أن يعذبه. (ش) .
(2) في تاريخ الخطيب (6 / 109) : أهل الذنوب والكبائر".(2/112)
مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الشيباني قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الحافظ، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بكير، قال: حَدَّثَنَا الحسين بْن أحمد الهروي الصفار، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين، قال: سمعت إسحاق بْن مُحَمَّد بْن بورجة (1) يقول: قال مالك بْن سُلَيْمان: كان لإبراهيم بْن طهمان جراية من بيت المال فاخرة يأخذ في كل وقت، وكان يسخو به، فسئل مسألة يوما من الأيام في مجلس الخليفة، فَقَالَ: لا أدري.
فقالوا له: تأخذ في كل شهر كذا وكذا، ولا تحسن مسألة؟ ! فَقَالَ: إنما آخذ (2) على ما أحسن، ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال علي ولا يفنى ما لا أحسن، فأعجب أمير المؤمنين جوابه، وأمر له بجائزة فاخرة وزاد في جرايته (3) وبه: أَخْبَرَنَا أبو بكر الحافظ، قال: حدثني الحسين
__________
(1) في تاريخ الخطيب (6 / 110) : بودجة"محرف.
(2) في تاريخ الخطيب (6 / 110) : آخذه". وما هنا أحسن
(3) ووثقه جمهور العلماء منهم: أحمد بن حنبل، وابن حبان البستي، والدارقطني، والذهبي، وابن حجر، وغيرهم. وخرج أبو عوانة حديثه في صحيحه، وأبو عبد الله. الحاكم في "المستدرك". وقَال البُخارِيُّ في تاريخه: حَدَّثَنَا رجل، حدثني علي بْن الحسن بْن شقيق، سمعت ابْن المبارك يقول: أبو حمزة السكري وإبراهيم بن طهمان صحيحا العلم والحديث.
ونقل الحافظ أبو حفص بن شاهين عن الإمام أحمد توثيقه، وأنه قال مرة: صالح. ونقل الخطيب بسنده إلى أبي زرعة الرازي قوله: سمعت أحمد بْن حنبل - وذكر عنده إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علة فاستوى جالسا وَقَال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكى، ثم قال أحمد: حدثني رجل من أصحاب ابن المبارك، قال: رأيت ابن المبارك في المنام ومعه شيخ مهيب، فقلت: من هذا معك؟ قال: أما تعرف؟ هذا سفيان الثوري، قلت: من أين أقبلتم؟ قال: نحن نزور كل يوم إبراهيم بن طهمان، قلت: وأين تزورونه؟ قال: في دار الصديقين: دار يحيى بن زكريا". وَقَال الحافظ ابن حبان البستي في (الثقات 1 / الورقة: 15) : أمره مشتبه له مدخل في الثقات ومدخل في الضعفاء، قد روى أحاديث مستقيمة تشبه أحاديث الاثبات، وقد تفرد عن ثقات بأشياء معضلات". قال بشار: وهذا الذي ذكره ابنُ حِبَّان كان بسبب تضعيف بعضهم له بسبب الارجاء - وهو تضعيف ضعيف - والذي ضعفه هو محمد بن عَبد الله بن عمار الموصلي وحده حينما قال: ضعيف مضطرب الحديث"، كما لينه السُلَيْماني فقال: أنكروا عليه حديثه عَن أبي الزبير عن جابر في رفع اليدين، وحديثه عن شعبة عن قتادة عن أنس: رفعت لي سدرة المنتهى فإذا أربعة أنهار.
وقد ذكر الذهبي في "الميزان"أنه لا عبرة بقول مضعفه وأن لانكارة في حديثيه عَن أبي الزبير وشعبة، وأنه ثقة. ثم ذكره في =(2/113)
ابن علي الطناجيري، قال: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أحمد الواعظ، قال: حدثني مُحَمَّد بْن عُمَر بْن غالب، قال: حدثني جعفر بْن مُحَمَّد
__________
= كتابه النافع"من تكلم فيه وهو موثق"ورد على القائل بتضعيفه. وذكر الحسين بن إدريس أنه نقل تضعيف محمد بن عَبد الله بن عمار الموصلي إلى الحافظ صالح جزرة، فقال: ابن عمار من أين يعرف حديث إبراهيم؟ ! إنما وقع إليه حديث إبراهيم في الجمعة، يعني الحديث الذي رواه ابن عمار عن المعافى بن عِمْران عن إبراهيم عن محمد بن زياد عَن أبي هُرَيْرة: أول جمعة جمعت بجواثا"قال صالح: والغلط فيه من غير إبراهيم لان جماعة رووه عنه عَن أبي حمزة عن ابن عباس، وكذا هو في تصنيفه، وهو الصواب، وتفرد المعافى بذكر محمد بن زياد فعلم أن الغلط منه لا من إبراهيم". وَقَال ابن حجر معلقا على حديثيه عَن أبي الزبير وشعبة فقال: فأما حديث أنس فعلقه البخاري في الصحيح لابراهيم ووصله أبو عوانة في صحيحه، وأما حديث جابر فرواه ابن ماجة من طريق أبي حذيفة عنه". ونقل العلامة علاء الدين مغلطاي عن الحافظ أبي عَبد الله الحاكم في "تاريخ نيسابور"قوله: وقد اشتبه على بعض أئمة المسلمين من مذهب إبراهيم بن طهمان وما نسب إليه من مذهب الكوفيين، والبيان الواضح أنه مدني المذهب، قال الحسين بن الوليد: صحبت مالك بن أنس في طريق مكة، فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل نيسابور، قال: تعرف ابن طهمان؟ قلت: نعم. قال: يقول أنا عند الله مؤمن، قال: فكانت فرصتي فيه فقلت: ما بأس بذلك، قال: فأطرق ساعة ثم قال: لم أجد المشايخ يقولون ذلك - وفي رواية: فقال لي: يا هذا ما هذه الاعجوبة التي تبلغنا عن طهمانكم؟ قال: قلت: ما الذي بلغك، قال: بلغني أنه يقول: إيماني مثل إيمان جبريل، فقلت: وما له لا يقول ذاك - كي أغضبه، قال: ويحك لا تقله لان السلف لم تقله! قال الحسين: فما رأيت جوابا أشفى ولا أوجز منه وكان أحب إلي من ربح عشرين ألفا..قال أبو عبد الله (الحاكم) : ومذهب إبراهيم الذي نقل إلينا عنه بخلافه فلا أدري أكان ينتحلها ثم رجع عنها أو اشتبه على الناقلين حقيقة الحال فيما نقلوه فاسمع الآن الروايات الصحيحة عن إبراهيم الدالة على صحة عقيدته في مذهب أهل الحديث في الاصول والفروع (ثم أورد الحاكم حكايات تدلل على مذهب إبراهيم الصحيح وأنه من أهل الحديث وَقَال بعد ذلك: فقد أقمنا البراهين على مذهب إبراهيم إذ هو إمام لاهل خراسان في مذهب أهل الحديث وأول مفتي للحديث بنيسابور كي لا يغتر بتلك الحكايات التي اشتبهت مغتر، فإن مثل إبراهيم مرغوب في الانتماء إليه فلذلك ادعته أهل الكوفة أنه منهم، وقد اختلفوا بمثل هذا الخلاف في سفيان الثوري لجلالته والروايات ظاهرة بخلاف ما ادعوه". قال بشار أيضا: ونحن وإن سلمنا جدلا بإرجائه فإن هذا لا يضعفه ويكفيه جلالة رواية الأئمة له، وهي أعظم دلالة على توثيقه وتوثيق أمثاله من (المبدعين) إن كان منهم، وَقَال الحافظ ابن حجر: الحق فيه أنه ثقة صحيح الحديث إذا روى عنه ثقة ولم يثبت غلوه في الارجاء ولا كان داعية إليه بل ذكر الحاكم أنه رجع عنه والله أعلم". (انظر تاريخ البخاري: 1 / 1 / 294، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 107، والثقات لابن حبان: 1 / الورقة: 15، والثقات لابن شاهين، الورقة: 7، وتاريخ بغداد للخطيب: 6 / 105 فما بعد، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة: 4، والجمع لابن القيسراني: 1 / 16، وتذكرة الحفاظ للذهبي: 1 / 213، والكاشف له: 1 / 83، والميزان له: 1 / 38، وديوان الضعفاء له =(2/114)
النيسابوري، قال: حَدَّثَنَا يحيى بْن مُحَمَّد بْن يحيى النيسابوري، قال: مات إِبْرَاهِيم بْن طهمان في سنة ثمان وخمسين ومئة.
قال الحافظ أَبُو بَكْر (1) ، هذا وهم، والصواب ما أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر بْنِ بُكَيْرٍ قال: حَدَّثَنَا الحسين بْن أحمد الصفار، قال: أَخْبَرَنَا (2) أحمد بْن مُحَمَّد بْن ياسين، قال: أَخْبَرَنَا المسعودي (3) قال: سمعت مالك بْن سُلَيْمان يقول: مات إِبْرَاهِيم بْن طهمان سنة ثمان وستين ومئة (4) بمكة ولم يخلف مثله.
روى له الجماعة.
187- د س: إِبْرَاهِيم بن عامر بن مسعود بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي الكوفي.
رَوَى عَن: سَعِيد بْن المُسَيَّب، وعامر بْن سعد البجلي (د س) ، ومعاوية بْن عَبد الله بْن جعفر بْن أَبي طالب.
__________
= أيضا، الورقة: 7، ومن تكلم فيه وهو موثق له، الورقة: 1، والجواهر المضية للقرشي: 1 / 392، والعقد الثمين للفاسي 3 / 215 - 216، والطبقات السنية للتميمي، 1 / 229، وإكمال مغلطاي: 1 / الورقة: 55 - 57، وتهذيب ابن حجر: 1 / 129 - 131 وغيرها) ، وراجع ما كتبه علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي عن"المبدعين"في كتابه النافع"الجرح والتعديل.
(1) تاريخ بغداد: 1 / 111.
(2) في تاريخ الخطيب: حَدَّثَنَا.
(3) جاء في حاشية النسخة من قول المؤلف: المسعودي هذا اسمه الفضل بْن عَبد اللَّه بْن عبد الجبار بْن عوف بْن سعد بْن مسعود اليشكري الماليني.
(4) هكذا نقله المزي عن الخطيب، ولعله وهم أو أنه هكذا وقع في نسخته من تاريخ الخطيب، حيث جاء في المطبوع من تاريخ الخطيب: سنة ثلاث وستين، وهو كذلك أيضا في (الكمال) نقلا عن الخطيب، وَقَال ابن حجر: وكذا هو في عدة من تاريخ الخطيب. قال بشار: وقيد ابن منجويه وابن القيسراني وفاته سنة 160 هـ، والذي عليه جمهور العلماء أنه توفى سنة 163 وبه أخذ الذهبي في كتبه وتابعه عليه الناس، ولم يتابع المزي فيما ذكره من وفاته سنة 168 فهو وهم.(2/115)
رَوَى عَنه: إسرائيل بْن يونس، وسفيان الثوري، وشعبة بْن الحجاج (د س) ، ومسعر بْن كدام.
وَقَال أبو داود الطيالسي: عَن شعبة عَن إِبْرَاهِيم بْن عامر بن سعد
ابن أَبي وقاص، وهو وهم (1) .
قال إسحاق بْن منصور عَن يحيى بْن مَعِين: ثقة.
وكذلك قال النَّسَائي.
وَقَال أبو حاتم: صدوق لا بأس به (2) .
روى له أبو داود والنَّسَائي.
188- س: إِبْرَاهِيم بن أَبي العباس، ويُقال: ابن العباس السامري (3) ، أبو إسحاق الكوفي، نزيل بغداد، أصله من الأبناء.
وَقَال أبو نصر بْن ماكولا: السامري بفتح الميم وتخفيف الراء.
رَوَى عَنه: إِسْمَاعِيل بْن عياش، وأيوب بْن جابر الحنفي، وبقية بْن الوليد، والحسن بْن يزيد أبي علي الأصم الكوفي، وخلف ابن خليفة، وشَرِيك بْن عَبد الله النخعي (س) ، وأبي أويس عَبد الله
__________
(1) الذي نبه على هذا الوهم هو أبو حاتم الرازي حينما سأله ابنه عبد الرحمن (انظر الجرح والتعديل: 1 / 1 / 118) .
(2) ووثقه الذهبي وراجع: تاريخ البخاري: 1 / 1 / 307، والكاشف للذهبي: 1 / 83.
(3) وضع المزي كسرة تحت الميم وكتب فوق حرف الميم كلمة"صح". وأيد الذهبي الفتح، وَقَال ابن حجر: وكتب، يعني الذهبي - في حاشية التهذيب أنها نسبة إلى محلة ببغداد يقال لها السامرية". قال بشار: لم أجد ذلك في نسخة المزي التي يعلق الذهبي عليها، لكنه قال في "المُشْتَبِه" (345) : وبالتخفيف والفتح: ابراهيم بن السامري عن محمد بن حمير الحمصي". وَقَال ابن ناصر الدين في توضيحه: كذا وجدته بخط المصنف، يعني الذهبي - لكنه ألحق بخطه بين الاسطر لفظة"والفتح.
فإنه خطأ إنما هو بالكسر وكذا ذكره الدارقطني وعبد الغني بن سَعِيد وابن ماكولا ولا أعلم فيه خلافا فهو بكسر الميم والله أعلم" (2 / الورقة: 52)(2/116)
ابن عَبْد الله المدني، وعبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حاطب، وعبد الرحمن بْن أَبي الزناد، وعُمَر بْن عَبْد الرحمن أبي حفص الأبار، ومحمد بْن حمير السليحي (1) ، ونجيح بْن عَبْد الرحمن أبي معشر المدني.
رَوَى عَنه: أحمد بْن علي البربهاري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل (س) ، وبنان بْن سُلَيْمان الدقاق، وزياد بْن أيوب الطوسي، والعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وعبد الله بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أبان
__________
(1) هكذا قيده المزي - أعني بفتح السين المهملة وكسر اللام - وهو الصواب، لكن السمعاني ذكر في الانساب السليحي - بالفتح وكسر اللام - ولم ينسب محمدا هذا إليها، ونسبه السليحي - بضم السين وفتح اللام - ثم قال: وقد قيل بفتح السين وكسر اللام"فالرواية التي أوردها بالضم وفتح اللام يقول إنه وجدها مقيدة بخطه في تاريخ مصر لابن يونس وأنها نسبة إلى سليح بطن من قضاعة. قال بشار: والعجيب أن السمعاني ذكر بعض المنتسبين إلى الاولى ثم أعادهم في الثانية، أو ذكر هناك أبناءهم، قال الشيخ العلامة المعلمي: وأظن أن أبا سعد كان وضع لهذه النسبة رسما واحدًا ثم فرق النساخ بعده كما يظهر من نهج ابن الاثير في اللباب فإنه ذكر السليحي - بضم السين وفتح اللام فقط وَقَال: قد ذكره السمعاني بضم السين وفتح اللام ثم قال: وقيل بفتح السين وكسر اللام، قلت: وهذا هو الصحيح والاول لا يصح وهو سليح واسمه عَمْرو بن حلوان بن عِمْران بن قضاعة" (انظر التعليق على الانساب: 7 / 191 - 192) . قال بشار أيضا: وتوقف الشيخ المعلمي في البت في تقييد النسبة، وقد قيدها الذهبي في (المشتبه) تقييد القلم، قال: سليح بطن من قضاعة ينسب إليه محمد بن حمير السليحي وطائفة" (367) وبذلك جزم الذهبي بالفتح وكسر اللام في الجميع، وأيده ابن حجر في "التبصير"في هذا الموضع (2 / 689) لكن ابن حجر نسب أحمد بن أسعد بن حيدر سليحيا في موضع آخر نقلا عن منصور بن سليم الاسكندراني الذي ذيل على ابن نقطة (2 / 745) لكنه لم يذكره منسوبا إلى سليح البطن من قضاعة، وابن حجر - رحمه الله - ضعيف في هذا الكتاب، وَقَال علامة الشام ابن ناصر الدين في توضيحه لمشتبه الذهبي: "قلت: هو بفتح أوله وكسر اللام تليها مثناة تحت ساكنة ثم حاء مهملة واسم سليح هذا عَمْرو بن حلوان بن عِمْران بن الحاف بن قضاعة، والزباء بنت سليح لها خبر فيما قاله أبو بكر بن نقطة وقيد اسم أمها عن كتاب أبي محمد ابن الخشاب والزباء هذه ملكة الحيرة تعد من ملوك الطوائف فيما قاله الجوهري. الخ (2 / الورقة: 72) ولم يذكر ابن ناصر الدين - على علمه واطلاعه - خلافا في التقييد، وبمثل هذا أيضا قيده ابن منظور في (سلح) من اللسان، فقال: سليح: قبيلة من اليمن. وذكر السيد الزبيدي في (سلح) من التاج أن (سليح) كجريح قبيلة باليمن، ثم فصل قبائلها المتفرعة. أما ما ورد في جمهرة ابن حزم (421) من أنه (سليم) فلعله من التحريف، فلا يبقى بعد ذلك أي خلاف في الامر.(2/117)