من أخرج لهم البخاري مقرونين
أهمية البحث والأسباب الباعثة عليه:
كما زاد العارف بصحيح البخاري تبحراً زاد فيه عََجَباً وتحيراً، وكلما رأى فيه وَشْيَاً من فنون الصناعة الحديثية مُحَبَّراً، ازداد بمطالعته إعجاباً وتبختراً، فتراه يفاوت بين الرواة وينزلهم منازلهم، فمنهم من يخرّج له في الأصول محتجاً به ومعتمداً عليه(1)
__________
(1) وهؤلاء الرواة الذين يحتج بهم ويعتمد عليهم أكثر ما يخرج لهم منفردين، ولهم روايات مقرونة في الصحيح، ولم ينص أحد على أن البخاري أخرج لهم كذلك، لما ذكرت ولانتفاء الأغراض التي يخرج البخاري من أجلها لمن عرفوا بالمقرونين عند العلماء. ومن هؤلاء:
عبدان وبشر بن محمد السختياني، وينس ومحمد في حديث رقم (6).
عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل أب خالد في حديث رقم (10).
شعبة بن الحجاج وحسين العلم في حديث رقم (13).
أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل في حديث رقم (26).
أيوب السختياني ويونس بن عبيد في حديث رقم (31).
أبو الوليد الطيالسي وبشر بن خالد العسكرية في حديث رقم (32).
محمد بن سنان وإبراهيم بن المنذر في حديث رقم (59).
سعيد بن المسيب وعباد بن تميم في حديث رقم (137).
يحيى بن كبير وقتيبة في حديث رقم (211).
ابن أبي عدي ويحيى بن سعيد في حديث رقم (267).
معاذ بن فضالة وأبو نعيم الفضيل بن دكين في حديث رقم (291).
أبو النعمان محمد بن الفضل الدومي وقتيبة في حديث رقم (468).
عبد الله بن مسلمة وعبد الله بن يوسف في حديث رقم (867).
محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسره في حديث رقم (1089).
الأوزاعي ومحمد بن مقاتل في حديث رقم (1152).
عبد العزيز بن عبد الله الدويسي وإسحاق بن محمد الفروي في حديث رقم (2693).
عبد الله بن كعب وعبيد الله بن كعب في حديث رقم (3088).
أبو نعيم وفبيصة في حديث رقم (4297).
حبان وهدبة بن خالد في حديث رقم (6309).
سعد بن الربيع ومحمد بن عرعرة في حديث رقم (6313).
ابن أبي حازم والدراوردي في حديث رقم (6358).
أيوب، يونس. ومعلى بن زياد وهشام في حديث رقم (7083).
أبو اليمان وإسماعيل في حديث رقم (7135).
سعد بن إبراهيم، ويعقوب بن إبراهيم في حديث رقم (7360).
منصور والأعمش في حديث رقم (7552).
أبو قلابة والقاسم التميمي في حديث رقم (7555).(1/1)
، ومن من يخرّج له فيها على هذا النحو، ومنه من خرّج له فيها مقروناً بغيره لعدم الاعتماد عليه مفرداً، ويكون اعتماده على أصل الحديث لا خصوص هذا الطريق، ومنهم من لا يخرج له فيها لا استقلالاً ولا مقروناً، وإنما يخرج لهم في المتابعات(1) والشواهد(2) فقط، ومنهم من أخرج له عدداً من الأحاديث، ومنهم من لم يخرج له إلا حديثاً أو حديثين وهكذا.
وكل ذلك لكمال معرفته وعلو كعبه وتبحره في علم الحديث وعلله، فهو: «أستاذ الأُسْتاذِين, وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله»(3).
ومن الفقه الدقيق لعلم العلل، أن الراوي الثقة يَعْرِضُ له الغلط والوهم، كما أن الراوي الضعيف قد يحفظ ويضبط، والإنصاف والفهم الدقيق العميق يقتضي تجنب ما أخطأ فيه الثقة أو وهم، وأخذ ما ضبطه الضعيف وحفظه، خاصة إذا شاركه فيه غيره.
وقد أوضح ابن القيم أن هذا المنهج العملي الرفيع هو: طريقة أهل الحديث العالمين بعلله يصححون حديث الرجل، ثم يضعفونه بعينه في حديث آخر إذا انفرد أو خالف الثقات.
ومن تأمل هذا وتتبعه رأى منه الكثير، فإنهم يصححون حديثه لمتابعة غيره له، أو لأنه معروف الراوية، صحيح الحديث عن شيخ بعينه، ضعيفها في غيره.
__________
(1) المتابع بكسر الباء؛ هو أن يشارك الراوي راوياً آخر في رواية حديثه عن شيخه، أو عمن فوقه من المشايخ دون الصحابي. وهو ينقسم إلى قسمين: متابعة تامة إذا كانت للراوي عن شيخه. ومتابعة قاصرة إذا كانت لشيخ الراوي فمن فوقه. د. العثيم، دراسة الأسانيد: ص 169، بتصرف يسير.
(2) الشاهد: متن يروى من حديث صحابي آخر يشبهه في اللفظ والمعنى أو في المعنى فقط. ابن حجر - نزهة النظر.
(3) انظر: الخطيب، تاريخ بغداد 13/102 - 103، الذهبي، السير 12/436- 437.(1/2)
وَبيّن ابن القيم أن هذا المسلك الدقيق أوقع طائفتين من الناس في الخطأ حيث قال: «وفي مثل هذا يعرض الغلط لطائفتين من الناس: طائفة تجد الرجل قد خرج حديثه في الصحيح، وقد احتج فيه، فحيث وجدوه في حديث قالوا: هذا على شرط الصحيح وأصحاب الصحيح يكونون قد انتقوا حديثه، ورووا له ما تابعه فيه الثقات.
والطائفة الثانية: يرون الرجل قد تكلم فيه بسب حديث رواه، وضُعّف من أجله، فيجعلون هذا سبباً لتضعيف حديثه أين وجدوه.
وخلص ابن القيم إلى أن الصواب: ما اعتمده أئمة الحديث ونقاده من تنقية حديث الرجل وتصحيحه، والاحتجاج به في موضع، وتضعيفه وترك حديثه في موضع آخر.
ومثل لذلك بصنيع: «إمام الحديث البخاري: يعلل حديث الرجل بأنه لا يتابع عليه، ولا يحتج به في صحيحه، ولا تناقض منه في ذلك»(1).
ومن الذي يسلم من الغلط والوهم(2)، حتى وإن كان من أضبط الناس وأحفظهم(3)، لكنه يقل ويكثر، قال ابن حجر - رحمه الله -: وأما الغلط فتارة يكثر من الرواة، وتارة يقل، فحيث يوصف الراوي بكونه كثير الغلط، ينظر فيما أخرج له - أي البخاري- فإن وجد مروياً عنده، أو عند غيره من رواية غير هذا الموصوف بالغلط، عُلم أن المعتمد أصل الحديث، لا خصوص هذا الطريق.
وإن لم يوجد إلا من طريقه، فهذا قادح يوجب التوقف عن الحكم بصحة ما هذا سبيله، وليس في الصحيح -بحمد الله- من ذلك شيء.
__________
(1) ابن القيم: تهذيب مختصر سنن أبي داود 5/325- 326.
(2) قال سفيان الثوري: ليس يكاد يفلت من الغلط أحد. الخطيب -الكفاية: ص 228. وقال ابن المبارك: ومن يسلم من الوهم، ابن رجب - شرح العلل 1/159.
(3) قال مسلم بن الحجاج: فليس من ناقل خبر وحامل أثر من السلف الماضيين إلى زماننا -وإن كان من أحفظ الناس وأشدهم توقياً وإتقاناً لما يحفظ وينقل- إلا والغلط والسهو ممكن في حفظه ونقله. التمييز: ص 124.(1/3)
وحيث يوصف الراوي بقلة الغلط، كما يقال سيئ الحفظ، أو له أوهام، أو له مناكير، أو غير ذلك من العبارات فالحكم فيه كالحكم في الذي قبله، إلا أن الرواية عن هؤلاء في المتابعات أكثر منها عند المصنف من الرواية عن أولئك(1).
فكان هذا من الأسباب الدافعة على الكتابة في هذا الموضوع، مع ما هو معلوم عند أهل الفن من وجوب التمييز بين من أخرج لهم البخاري في صحيحه بالنظر في كيفية إخراجه لهم، أهو في الأصول أم في المتابعات والشواهد؟ والتأني في ذلك، لما يترتب على عدم التمييز من خلط وغلط، فلا يصح أن نقول عمن أخرج له البخاري -أو بقية الأئمة الستة- إنه احتج به دون النظر إلى الكيفية(2).
أضف إلى ذلك أن الدراسات السابقة عن هذا الموضوع مبعثرة في ثنايا كتب سلفنا من أئمة ونقاد الرجال، ويذكر في كتاب منها ما لا يذكر في غيره، فكانت بحاجة إلى جمع ومقارنة وتمحيص وتدقيق -كما يلحظ في فهرس أسماء الرواة المقرونين ومن نص على صفة روايتهم - مع أصالتها وسبقها.
وإنما اخترت صحيح البخاري في هذا الحديث لحبي له وللذب عنه. وترسيخ مكانته والوصول إلى الفهم الدقيق لصنيع البخاري عليه رحمة الله.
الجديد الذي يضيفه البحث:
الجمع بين الدراسة النظرية والتطبيقية لمثل هذا البحث الدقيق في صحيح البخاري.
تنبيه الدارسين إلى أهمية هذا النوع من البحوث.
الذب عن صحيح البخاري بأدلة وشواهد تطبيقية.
التفريق بين المقرون وشبه المقرون ممن أخرج لهم البخاري، والغالب على تعابير أئمتنا إطلاق المقرون عليهما.
منهج البحث:
اتبعت في هذا البحث الخطوات التالية:
أولاً: قمت باستقراء الكتب التي تسعفني في هذا وهي:
التعديل والتجريح لمن أخرج له البخاري في الجامع الصحيح، للباجي (ت 474هـ).
الجمع بين الصحيحين، لابن القيسراني (ت 507هـ).
__________
(1) ابن حجر، الهدي: 384.
(2) كما في فعل المرحوم د. وليد العاني في كتابه منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها، ص 149 -150.(1/4)
تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للمزي (ت 742هـ).
تهذيب التهذيب، لابن حجر (ت852هـ).
تقريب التهذيب، له أيضاً.
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال، للخزرجي (ت 900هـ).
وكذلك الفصل القيّم الذي خصصه الحافظ ابن حجر لأسماء من طُعن فيهم من رجال صحيح البخاري، في مقدمته لفتح الباري.
ثانياً: وبعد الفراغ من هذا الاستقراء، جمعت أسماء الرواة الذين قيل فيهم: إن البخاري أخرج لهم مقرونين بغيرهم، ورتبتها على حروف المعجم، وجعلت كل اسم منها في صفحة مستقلة، وكذلك صنعت فيمن أخرج لهم البخاري مقرونين ولم ينص أحد على أن البخاري أخرج لهم كذلك، وكان هذا مما أضفته في هذا البحث إلى جهود هؤلاء النبلاء كما يلحظ في فهرس المقرونين.
ثالثاً: قارنت بين المصادر التي قمت باستقرائها فيما يتعلق بمن أخرج لهم البخاري مقرونين، وأخرجت منهم من وصفوا بأن البخاري أخرج لهم مقرونين وهم ليسوا كذلك، فهم شبه مقرونين ونبهت على ذلك في تعريف المقرون وشبهه حتى لا يستدركه على أهل العلم والفضل ممن يطالعونه في كتب سلفنا ويجدونه عندهم ما وصفت.
رابعاً: رجعت إلى الحاسب الآلي، وأفدت من قرص الليزر المشتمل على الكتب التسعة، الذي أصدرته شركة للوقوف على أحاديث كل راوٍ من هؤلاء الرواة عند البخاري.
خامساً: رجعت إلى صحيح الإمام البخاري، للوقوف على حديث كل راوٍ منهم، والتأكد من كيفية إخراج البخاري له.
سادساً: تتبعت شرح ابن حجر لكل حديث منها في فتح الباري، وأثبت من كلامه ما له تعلق بالبحث.
سابعاً: شرعت في الشواهد التطبيقية في دراسة كل راو على انفراد بحيث:
أذكر اسمه ونسبه، وما يتميز به عن غيره، ثم مرتبته، وطبقته، من تقريب التهذيب لابن حجر - رحمه الله-.
أبين عدد ما أُخرٍج له من أحاديث مقرونة، وفي أيِّ كتاب من كتب الصحيح كان ذلك، وبمن قرنه، ما هي مرتبته، وكيفية سياق الرواية، وبيان سبب قرن البخاري للراوي مع غيره غالباً.(1/5)
وأما الفصل الأول: المقرون وبما يشبهه، فاشتمل على أربعة مباحث:
المبحث الأول: تعريف المقرون.
المبحث الثاني: تعريف المقرون اصطلاحاً وبعض شواهده.
المبحث الثالث: تعريف شبه المقرون وبعض شواهده.
وأما الفصل الثاني: المقرونون في صحيح البخاري، فاشتمل على أربعة مباحث:
المبحث الأول: المقرونون في صحيح البخاري.
البحث الثاني: مراتب المقرونين في صحيح البخاري.
المبحث الثالث: طبقات المقرونين في صحيح البخاري.
المبحث الرابع: أسباب قرن البخاري لهؤلاء الرواة بغيرهم والشواهد التطبيقية لذلك.
الخاتمة، وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها، وفهارس البحث، مصادره ومراجعه.
وكان من بين هذه الفهارس فهرس لأسماء الرواة الذين نص الأمة على وصف روايتهم بأنها مقرونة، وفي أي الكتب كان ذلك(1) طلباً للاختصار والتقليل من الهوامش في كل ترجمة، وذكرت فيه طبقة الراوي المقرون ومرتبته، ومن قرن به مع مرتبته.
الفصل الأول: المقرون وما يشبهه، ويتكون من أربعة مباحث:
المبحث الأول: تعريف المقرون لغة:
المقرون لغة: المقرون من قَرَنَ: بمعنى جَمَعَ والقَرَنُ: الحبل يُقْرَن به البعيران، والجمع أقران، وتقول: وقرنت البعيرين أقْرُنهما قَرْناً، جمعتهما في حبل واحد. قال الأصمعي: القرن جمعٌ بين دابتين في حبل، والحبل الذي يُكَزَّانِ به يُدعى قرناً.
__________
(1) واختصرت أسماء تلك المصنفات على النحو التالي: التعديل= التعديل والتجريح.. للباجي، الجمع= الجمع بين رجال الصحيحين -لابن القيسراني، ت الكمال= تهذيب الكمال.. للمزي، الخلاصة= خلاصة تهذيب الكمال للخزرجي. الفتح= فتح الباري لابن حجر، الهدي= هدي الساري لابن حجر، ت التهذيب=تهذيب التهذيب لابن حجر، التقريب= تقريب التهذيب لابن حجر. ورمزت بـ (ق) للدلالة على من وصف روايته بأنها مقرونة. (-) لمن لم توصف روايته بأنها مقرونة.(1/6)
والقَرَنُ: التقاء الحاجبين، ومنه قولهم: قَرَنَ بين الحج والعمرة قِراناً: أي جمع بينما.
وقَرَنَ البُسْر: جمع بين الإرطاب والإبسار، وقَرَنَ الشيء بالشيء: وصلَه به.
والقِرانُ: الجمع بين التمرتين في الأكل، والقَرِينُ: الصاحب. والقرينان: أبو بكر وطلحة رضي الله عنهما، لأن عثمان أخا طلحة قَرَنهما بحبل.
والمقرون من أسباب الشعر: ما اقترنت فيه ثلاث حركات بعدها ساكن(1).
المبحث الثاني: تعريف المقرون اصطلاحاً وبعض شواهده:
لم أقف على تعريف صريح للمقرون -فيما اطلعت عليه-، وإن كان لا يبعد عن المعنى اللغوي، كما يظهر ذلك من خلال الأمثلة التطبيقية لهذا البحث، وملاحظة أقوال الأئمة في وصفها، والذي يصفو لي منها: أن القرن عند المحدثين هون: «جمع الراوي بين راويين أو أكثر في روايتهم حديثاً عن شيخ واحد في أي طبقة من طبقات الرواة». ومن كانت روايته بهذه الصفة سميت مقرونة، والراوي هو المقرون، والذي يذكر معه هو المقرون به.
والملاحظ أن المقرون يشبه في تعريفه المتابع إلى حد كبير واختلف عنه في جمع الراوي بين راويين أو أكثر.. حصل هذا المعنى تماماً في المتابع إلا أنه لا يشترط فيه أن تكون المشاركة عن نفس الراوي، فالمقرون أخص من المتابع عند الإطلاق، ويصدق عليه وصف المتابعة التامة، فأشبهها من حيث الغرض المستفاد منها وهو: «التقوية»(2).
__________
(1) انظر: الفيروز أبادي، القاموس المحيط 1579- 1580، وابن منظور، لسان العرب 13/336- 338.
(2) ابن حجر: نزهة النظر، ص 33.(1/7)
وقد أفاد ابن حجر أن المتابع لا بد أن يكون أعلى درجة من المتابع أو مثله حتى يقتوى به، أما إذا كان أدنى منه فلا يتقوى المتابع به حيث قال: لا يخلو المتابع إما أن يكون دونه أو مثله أو فوقه، فإن كان دونه لا يرقبه عن درجته. وقد يفيده إذا كان عن غير متهم بالكذب قوة ما يرجح بها لو عارضه حسن آخر بإسناد غريب، وإن كان مثله أو فوقه فكل منهما يرقيه إلى درجة الصحة(1).
المبحث الثالث: تعريف شبه المقرون وبعض شواهده:
ويحسن التنبيه إلى شبه المقرون، وهو: «جمع الراوي في روايته لحديث ما بين شيخين له، ويلتقيان في شيخ شيخ أحدهما، أو من فوقه». كما في الأمثلة التالية:
قال البخاري -رحمه الله-: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِق، عَنْ طَارِق، عن ابن شِهَابٍ سَمعْتُ ابْنَ مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ: شَهِدْتُ مِنَ المقْدَادِ ح و حَدَّثَنِي (حَمْدَانُ بْنُ عُمَرَ)، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنا الاْشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ الله، قَالَ: قَالَ المِقْدَادُ يَوْمَ بَدْرٍ..(2)(وساق المتن).
قال ابن حجر: وليس له عند البخاري سوى حديث واحد في تفسير سورة المائدة، قال فيه حدثنا حمدان بن عمر وليس وهو مقروناً، وإنما هو متابعة(3).
__________
(1) ابن حجر -النكت على ابن الصلاح: 420-241.
(2) البخاري، الصحيح، ح 4609.
(3) ابن حجر، التهذيب 1/44.(1/8)
وقوله أيضاً: «حَدَّثَنَا سَعِيرُ بنُ عُفَير، قال: حَدَّثَني اللَّيثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الرحمن ابن خالد: عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أن أباه حدثه، أن رسول الله × قال: «بينا رجل يجر إزاره إذ خسف به فهو يتجلل في الأرض إلى يوم القيامة». تابعه يونس، عن الزهري ولم يرفعه شعيب عن الزهري. حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا وهب بن جرير، أخبرنا أبي، عن عمه جرير بن زيد قال: كنت مع سالم بن عبد الله بن عمر على باب داره فقال: سمعت أبا هريرة، سمع النبي × نحوه(1).
وقد بين ابن حجر ما لجرير بن زيد من رواية عند البخاري فقال: «.. بل جميع ما له عنده حديث واحد في اللباس، رواه عن سالم، عن أبي هريرة، وخالفه فيه الزهري، فإنه رواه عن سالم، عن أبيه، وكأنّ الطريقين صحَّا عند البخاري، فبنى على أنه عند سالم عن الاثنين وليس مثل هذه الرواية تسمى مقرونة(2).
وقوله أيضاً: وقال المكي: حدثنا عبد الله بن سعيد ح وحدثني محمد بن زياد، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن سعيد، قال حدثين سالم أبو النضر -مولى عمر بن عبيد الله- عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال احتجر رسول الله × حجيرة مخصفة..» (3).
قال ابن حجر: قال الكلاباذي: أخرج له شبه المقرون، وكذا قال ابن عدي: روى له استشهاداً(4).
وقال ابن عساكر: روى عنه البخاري كالمقرون بغيره، قال ابن حجر: وإنما قال ذلك لأنه أخرج عنه حديثاً من روايته عن محمد بن جعفر قال: وقال المكي بن إبراهيم كلاهما عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند(5).
__________
(1) البخاري، الصحيح، ح 5790.
(2) ابن حجر، التهذيب 1/367.
(3) البخاري، الصحيح، ح 6113. ومعناه أن النبي × كان يستعمل حصيراً من الخوص يبسطه في النهار فيجلس عليه، ويحتجره في الليل؛ أي يجعله مثل الحُجْرَة الصغيرة يصلي فيها.
(4) ابن حجر، الفتح 10/518.
(5) ابن حجر، التهذيب 5/110.(1/9)
ومع ما تقدم تقريره من هؤلاء الأئمة الأعلام -رحمهم الله- إلا أني رأيت إطلاق المقرون على مثل هذه الأمثلة من بعض الأئمة، كما في قول البخاري رحمه الله: حدثنا مسدد، حدثنا يحيى - هو القطان- عن قرة بن خالد، حدثين حميد بن هلال، حدثنا أبو بردة، عن أبي موسى أن النبي × بعثه وأتبعه بمعاذ، ثم قال: حدثني عبد الله بن الصباح، حدثنا محبوب بن الحسن، حدثنا خالد، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، عن أبي موسى أن رجلاً أسلم ثم تهوَّد فأتى معاذ بن جبل وهو عند أبي موسى فقال ما لهذا؟ قال: أسلم ثم تهوَّد. قال: لا أجلس حتى أقتله قضاء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم(1).
قال الباجي: أخرج له ـ أي محبوب بن الحسن ـ البخاري في الأحكام عن عبد الله بن الصباح عنه مقروناً بقُرّة بن خالد، عن خالد الحذاء(2).
وقال المزي: روى له البخاري مقروناً بغيره(3).
وقال الخزرجي: روى له البخاري فرد حديث مقروناً(4).
قال ابن حجر: وما له في البخاري سوى حديث واحد، ذكره عقب إسناد آخر اجتمعا في شيخ شيخه، ولا يقال لمثل هذا مقروناً اصطلاحاً(5).
والحق مع الحافظ ابن حجر هنا، وهو تحدد دقيق، وبه يعتذر له ولهم في أحاديث أُخر وصفوها بالمقرون، وليست كذلك، فيكون وصفهم هناك للمعنى اللغوي، وليس لمعنى المقرون اصطلاحاً ـ وقد أفردت شبه المقرون في بحث مستقل، أسأل الله أن يوفقني لإتمامه ـ وعلى هذا فالمقرون المتفق عليه عنهدم، هو ما يصدق عليه التعريف السابق للمقرون، وما عداه وإن وصف أحياناً بالمقرون(6)
__________
(1) البخاري، الصحيح، ح 7156 و 7157.
(2) التعديل 2/627.
(3) المزي، التهذيب 25/76.
(4) الخزرجي، الخلاصة 2/394.
(5) ابن حجر، التهذيب 5/79.
(6) وأنا أذكر حملة من هؤلاء الرواة مع أرقام أحاديثهم:
إبراهيم بن عمر المطرف ابن أبي الوزير في حديث رقم (5257).
أحمد عمر الحميري في حدريق رقم (4609).
أسباط أبو اليسع في حديث رقم (2069).
أسيد بن زيد الجمال في حديث رقم (6541)
حارث بن يزيد العكلي في حديث رقم (2543).
حسين بن إبراهيم العامري في حديث رقم (4252).
خليفة بن خياط العصفري في حديث رقم (3966، 3810، 6807).
زياد بن عبد الله البكائي في حديث رقم (2805).
سعيد بن مروان البغدادي في حديث رقم (4953).
عباد بن راشد في حديث رقم (4529).
عباد بن يعقوب الرداجني في حديث رقم (7534).
عباس بن حسين البغدادي في حديث رقم (1152).
عثمان بن فرقد العطار في حديث رقم (2212).
عروة بن الحارث أبو فروة في حديث رقم (2051).
عنبسة بن خالد الأيلي في حديث رقم (1046، 3889، 4009، 6266، 7561).
الفضل بن عنبسة الخزاز في حديث رقم (5919).
محمد بن سنان الباهلي في حديث رقم (2920).
محمد بن عمرو بن علقمة بن أبي وقاص في حديث رقم (2040).
نعيم بن حماد في حديث رقم (293، 3849، 4339، 7189، 7139).(1/10)
فره من قبيل المتابعات والشواهد التي يورد البخاري في صحيحه للتعضيد والتقوية.
الفصل الثاني: المقرونون في صحيح البخاري مراتبهم وطبقاتهم(1) وأسباب قرنهم بغيرهم:
المبحث الأول: المقرونون في صحيح البخاري:
بعد البحث والتنقيب والسبر والتمحيص انحصرت أسماء الرواة الذي أخرج لهم البخاري مقرونين دون من أخرج لهم مرة مفرد أو مرة مقرونين فيما يلي: إسحاق بن سويد، بشر بن بكر، الحسن بن يسار البصري، حميد بن الأسود، خلاس بن عمرو، الزيبر بن المنذر، زيد بن رباح، سعد بن إبراهيم، سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، سنان بن ربيعة، سهيل بن أبي صالح، الضحاك بن شراحيل، عاصم بن بهدلة، عامر بن مصعب، عبد الرحمن بن علي، عبد الملك بن إبراهيم الجدي، عبد الملك بن أعين، عطاء بن السائب، عطاء السوائي، فطر بن خليفة، القاسم بن عاصم، محمد بن النعمان، موسى بن حزام، نبهان الجمحي، يحيى بن عبد الملك، يزيد بن محمد قيس، أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة، مسلم بن إبراهيم (2).
__________
(1) قسم الحافظ ابن حجر الكلام رواة الكتب الستة من حيث مراتبهم إلى اثنتي عشرة مرتبة، وحصر طبقاتهم في اثنتي عشرة طبقة، وكما في مقدمة للتقريب. والمرتبة: هي درجة الراوي من الجرح والتعديل. وانظر: اللكنوي - الرفع والتكميل ص 129. والطبقة: قوم تقاربوا في السن وفي الشيوخ الآخذين عنهم، انظر: العراقي فتح المغيث: ص 473. والسخاوي -فتح المغيث 3/351. وانتقد الأستاذ تيم... التعريف السابق وعرفت البطقة بـ: طائفة من الرواة (أو العلماء) تعاصروا زمناً كافياً وجمعت بينهم علاقة مكانية أو علمية أو قبلية ما. علم طبقات المحدثين، ص 7.
(2) هذه الأسماء مجموعة من التعديل والتجريح للباجي والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني وتهذيب الكمال للمزي، وخلاصة تهذيب الكمال للخزرجي، و (الفتح هدي الساري، وتهذيب التهذيب والتقريب) لابن حجر كما هو ظاهر في فهرس المقرونين ص 28.(1/11)
المبحث الثاني: مراتب المقرونين في صحيح البخاري:
أولاً: مراتب الذي قرن لهم البخاري:
أما مراتب الرواة الذي قرن لهم البخاري؛ ليعضد رواياتهم فهم أصناف:
1 ـ ثقات متقنون وذلك في راويين.
2 ـ ثقات (1) فقط، وذلك في عشرة رواة.
3 ـ ثقات مع إضافة وصف كالإغراب ـ وذلك في اروٍ واحد ـ أو أنه كان يرسل ـ وذلك في راوٍ أىضاً ـ.
4 ـ صدوقون (2) ـ من غير إضافة وصف آخر ـ وذلك في أربعة رواة.
5 ـ صدوقون تغيروا بأخرة، وذلك في راوٍ واحد فقط.
6 ـ صدوقون يهمون قليلاً، وذلك في راويين فقط.
7 ـ صدوقون لهم أوهام، وذلك في راوٍ واحد فقط.
8 ـ صدوقون ربما يخطئون، وذلك في راوٍ واحد فقط.
9 ـ صدوقون يخطئون، وذلك في راوٍ واحد فقط.
10 ـ صدوقون يحدثون من كتب غيرهم فيخطئون، وذلك في راوٍ واحد فقط.
11 ـ صدوقون فيهم لين، وذلك في راوٍ واحد فقط.
12 ـ المقبولون(3)، وذلك في ثلاثة رواة.
13 ـ صدوقون من المتكلم فيهم ببدعة، وذلك في راويين فقط.
14 ـ صدوقون من الذين اختلطوا، وذلك في راوٍ واحد فقط.
15 ـ المستورون(4)، وذلك في راوٍ واحد فقط.
ثانياً: مراتب الرواة الذي يقرن بهم:
أما الرواة الذين يقرن بهم؛ ليقوي ويعضد رواية المقرون، فمنهم:
1 ـ الذين كرر فيهم لفظ التوثيق ـ كثقة ثبت ـ وذلك في ثلاثة عشر راوياً، أو كانت صيغة توثيقهم على وزن أفعل ـ كأثبت الناس ـ وذلك في راويين.
2 ـ من أفرد بلفظ التوثيق ـ كثقة ـ وذلك في إثنين وعشرين راوياً، أو ـ ثبت ـ وذلك في راوٍ واحد فقط.
3 ـ من نزل عن الثقة قليلاً ـ كالصدوق ـ وذلك في وذلك في راويين?
__________
(1) الثقة: هو الذي جمع بين العدالة والضبط. وانظر: عبد الفتاح أبو غدة - تعليقاته على الرفع «التكميل ص 134».
(2) والصدوق: من نزل عن درجة الثقة قليلاً.
(3) والمقبول: من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه لأجله.
(4) والمستور: من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق.(1/12)
4 ـ من نزل عن رتبة الصدوق قليلاً ـ كالصدوق الذي ربما أخطأ ـ وذلك في راوٍ واحد فقط، والصدوق الذي في حفظه شيء، وذلك في راوٍ واحد فقط.
قلت: فكأن المقرون والمقرون به ممن يقبل حديثهم عادة إلا في بعض الأحيان، مما حمل البخاري على القرن بينهم كما في المواطن المشار إليها في القسم التطبيقي.
المبحث الثالث: طبقات المقرونين في صحيح البخاري:
أما طبقات هؤلاء الرواة كما هم عند الحافظ ابن حجر في مقدمة التقريب فمنهم:
1 ـ من أهل الطبقة الثالثة ـ طبقة كبار التابعين ـ وذلك في راويين.
2 ـ من أهل الطبقة الرابعة ـ الطبقة الوسطى من التابعين ـ وذلك في ثمانية رواة.
3 ـ من أهل الطبقة الرابعة ـ تلي الوسطى، وجل روايتهم عن كبار التابعين ـ وذلك في خمسة رواة.
4 ـ من أهل الطبقة الخامسة ـ الصغرى من التابعين ـ وذلك في راويين.
5 ـ من أهل الطبة السادسة عاصروا الخامسة، ولم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة ـ وذلك في سبعة رواة.
6 ـ الطبقة الثامنة ـ الطبقة الوسطى من أتباع التابعين ـ وذلك في راوٍ واحد فقط.
7 ـ الطبقة التاسعة ـ الطبقة الصغرى من أتباع التابعين ـ وذلك في ستة رواة.
8 ـ الطبقة العاشرة ـ كبار الآخدين عن تبع الأتباع ـ وذلك في ثلاثة رواة.
9 ـ الطبقة الحاديج عشر ـ الطبقة الوسطى الآخذين عن تبع الأتباع ـ وذلك في راوٍ واحد فقط.
ومدار هذه الطبقات على:
1 ـ طبقة التابعين (كبرى، وسطى، صغرى).
2 ـ طبقة أتباع التابعين (وسطى، صغرى).
3 ـ طبقة تبع أتباع التابعين (كبرى، وسطى).
ويلحظ أن منهم: من هو من شيوخه، ومنهم من شيوخ شيوخه، ومنهم من شيوخ شيوخ شيوخه. أي أن طبقات المقرونين شملت كل طبقات الإسناد ما عدا طبقة الصحابة ـ رضوان الله عليهم.
المبحث الرابع: أسباب قرن البخاري لهؤلاء الرواة بغيرهم والشواهد التطبيقية على ذلك:
أولاً: أسباب قرن البخاري لهؤلاء الرواة بغيرهم:(1/13)
بعد الدراسة التطبيقية للمقرونين والوقوف على أحاديثهم ومعرفة مرابتهم ودراسة أحوالهم، ومن قرنوا بهم، أُلخص أسباب قرن البخاري لهم، مع ذكر أسماء المقرونين الذين ظهر هذا السبب فيهم(1).
1 ـ جبر القصور في رواية المقرون، وهو الغالب، كما في حديث حميد بن الأسود، والزبير بن المنذر، عاصم بن بهدلة، وعبد العزيز الدراوردي.
قال ابن حجر: ويؤخذ من صنيعه ـ أي البخاري ـ أنه وإن اشترط في الصحيح أن يكون راويه من أهل الضبط والإتقان، أنه إن كان في الراوي قصور عن ذلك ووافقه على رواية ذلك من هو مثله، انجبر ذلك القصور، وصح الحديث على شرطه(2).
2 ـ الاختصار وتجنب تكرار الحديث، فيسبق له أن أخرج الطريق الذي يعتمد عليه مفرداً ويسوق لفظه، وعندما يكرره يورد المقرون ويعضده بمن هو أقوى منه وأثبت ـ في الغالب ـ أو من هو مثله، ويسوقه على لفظ المقرون فراراً من التكرار، حتى لا يسوق الحديث الواحد بإسناد واحد في موضعين، كما في حديث للحسن البصري، وحديث لموسى بن حزام، وحديث لخلاس بن عمرو.
3 ـ أن يكون المقرون قد رمي ببدعة، كما في إسحاق بن سويد، وعبد الله بن محمد ابن علي بن أبي طالب.
4 ـ أن يكون المقرون قد تفرد بأحاديث عن شيخه، فيقرنه بالثقات الأثبات الحفاظ لرواية شيخه للدلالة على موافقته ومتابعته وعدم تفرده، فترتفع عنه الظِنَّة والريبة في هذه الأحاديث المقرونة، كما في بشر بن بكر.
5 ـ أن يكون المقرون قليل الأحاديث، كسعد بن إبراهيم، والضحاك بن شراحيل.
6 ـ أن تكون رواية المقرون الذي فيه لين ـ بالعنعنة ـ فيقرنه بالرواية المصرحة بالسماع، كما في عبد الله بن رجاء.
7 ـ لين الراوي، وقلة أحاديثه، كما في سنان بن ربيعة.
__________
(1) رتبت أسماء المقرونين في القسم التطبيقي على حروف المعجم - فاكتفيت بذكر الاسم هنا ويرجع إليه القارئ الكريم بسهولة، دون أن نثقل الهوامش بالإحالة إلى الصفحات.
(2) ابن حجر، الفتح 8/635.(1/14)
8 ـ تغير حفظ الراوي بأخرة، كما في سهيل بن أبي صالح.
9 ـ رواية الراوي لحديث وفيه انقطاع، ويرويه غيره مسنداً كما في الضحاك بن شراحيل.
10 ـ أن يزيد الراوي رجلاً في الإسناد فيقرنه بالطريق العالية القوية كما في عامر بن مصعب.
11 ـ أن تكون رواي المتكلم فيه عالية، فيقرنها بالرواية الأثبت منها بنزول، كما في يزيد بن قيس.
12ـ رواية الراوي الحديث بطريقين، أحدهما موصولة، والأخرى مشكوك في وصلها، كما في عطاء السوائي?
13 ـ اختلاف النقلة في رفع الحديث ووقفه على راوٍ، وعدم اختلافهم في رواية المقرون كما في فُطْر بن خليفة.
14 ـ الاختلاف في الراوي في صحابي الحديث، ويرويه المقرون على الراجح، كما في محمد بن النعمان.
15 ـ أن يكون المُلَيَّن رواية شيخه، فينتقي له ويقرنه بمثله، كما في موسى بن هارون.
16 ـ الاختلاف على الرواي هل هو عنده عن شيخه بواسطة، أم بغير واسطة، كما في حجاج الصواف.
17 ـ رواية الصدق أو من دونه، أو الثقة عن شيخه ورواية أوثق الناس، أو أثبت الناس معه عن شيخه، كما في عبد الله بن رجاء، وعطاء بن السائب، وزيد بن رباح.
ثانياً: الشواهد التطبيقية على ذلك:
1 ـ إسحاق بن سويد بن هبيرة.
صدوق تكلم فيه بالنصب، من الثالثة(1).
روى له البخاري حديثاً واحداً في الصوم مقروناً بخالد الحذاء ـ ثقة ـ(2) كليهما عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، في شهري العيد(3).
إلا أن البخاري ساق إسناد إسحاق ولم يسق متنه، وقرنه بإسناد خالد الحذاء وساق المتن على لفظه.
__________
(1) ابن حجر، التقريب، ص 124.
(2) المصدر السابق، ص 292.
(3) البخاري، الصحيح، ح 1912.(1/15)
ولعل النكتة في ذلك: أن معتمراً قد صرح بالسماع في روايته عن إسحاق بن سويد، ولم يصرح بالسماع في روايته عن خالد الحذاء، وقد يكون هذا هو السبب في تقديم الرواية عن إسحاق على الرواية عن خالد مع أنه أرضى من إسحاق، ولعله قرنه أيضاً لما تكلم فيه بالنصب(1).
2 ـ بِشْر بن بكر التنيسي.
ثقة يغرب، من التاسعة(2).
روى له البخاري حديثين قرنه فيهما بالوليد بن مسلم ـ ثقة (3)، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير.
الحديث الأول: في الأذان في تخفيف الصلاة عند بكاء الصبي.
فبعد أن ساقه عن طريق الوليد بإسناده ومتنه، قرنه في المتابعات حيث قال: وتابعه بشر بن بكر، وابن المبارك، وبقية، عن الأوزاعي(4).
وهذه المتابعة وصلها البخاري في (باب انتظار الناس قيام الإمام العالم) (5).
الحديث الثاني: في الحج، في (العقيق وادٍ مبارك) (6).
رواه البخاري عن الحميدي، عن الوليد وبشر بن بكر، قالا: ثنا الأوزاعي...
__________
(1) انظر ابن حجر: الفتح 4/124.
(2) ابن حجر، التقريب ص 168.
(3) المصدر السابق ص 1041.
(4) البخاري، الصحيح 707.
(5) ذكر الحافظ في الفتح 2/202 كتاب الأذان باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي رقم الحديث 707، وأن هذه الرواية موصولة في باب خروج النساء للمساجد. وهو قبل (باب انتظار الناس..).
تنبيه: ظاهر الرواية هنا أن البخاري أخرج له في الأصول فيحكم على الإسناد بالضعف، وهو من التسرع والعجلة والغفلة عن علم العلل، وعدم جمع الطرق، فهذا الحديث سبق أن أخرجه البخاري برقم 707، من طريق الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير.. ثم قال: وتابعه بشر بن بكر وابن المبارك وبقية. فدل ذلك أن أخرج له ما توبع عليه.
(6) البخاري، الصحيح، ح 1354.(1/16)
قلت: وسبب رواية البخاري لبشر بن بكر ـ الثقة ـ مقروناً بالوليد بن مسلم، أنه روى أشياء عن الأوزاعي تفرد بها كما قال مسلمة بن قاسم(1)، فقرنه بالوليد بن مسلم الدمشقي، الخبير المتقن لحديث الأوزاعي الذي استحق أن يقولوا عنه: «إذا كتبت حديث الأوزاعي عن الوليد فما بتالي من فاتك» و «كان الوليد عالماً بحديث الأوزاعي(2).
فانتقى البخاري من حديث بشر بن بكر ما وافقه عليه الثقات؛ لنفي التفرد عن روايته.
3 ـ الحسن بن يسار البصري.
ثقة فاضل مشهور، وكان يرسل كثيراً ويدلس، هو رأس أهل الطبقة الثالثة(3).
روى له البخاري ثلاثة أحاديث مقروناً فيها بابن سيرين ـ الثقة الثبت ـ(4)، عن أبي هريرة.
الأول: في الإيمان، من طريق روح، عن عوف، عنهما، عن أبي هريرة، في اتباع الجنائز(5).
الثاني: في بدء الخلق، من طريق إسحاق الأزرق، عن عوف، عنهما، عن أبي هريرة، في سقي المومس للكلب(6).
الثالث: في أحاديث الأنبياء، من طريق روح، عن عوف، عنهما، عن أبي هريرة، في حياة موسى(7).
وقد يستغرب القارئ الفطن إخراج البخاري للحسن مقروناً بابن سيرين في رواية أبي هريرة في هذه الأحاديث، ومنشأ هذا الاستغراب: أن البخاري قد خرج للحسن كثيراً في الأصول في خمسة وتسعين حديثاً ـ عن غير أبي هريرة، من شيوخه الذي جزم بسماعه منهم.
__________
(1) ابن حجر، التهذيب 1/280.
(2) المصدر السابق 6/98.
(3) ابن حجر، التقريب، ص 236.
(4) المصدر السابق، ص 853.
(5) البخاري، الصحيح، ح 47.
(6) المصدر السابق، ح 3321.
(7) المصدر السابق، ح 3404.(1/17)
ويزول الاستغراب إذا عرف السبب المتمثل في اختلاف الحفاظ في سماع الحسن من أبي هريرة، وأكثر الحفاظ النقاد على نفيه وتوهية من أثبته، وهو مع ذلك كثير الإرسال، فلا تحمل عنعنته على السماع، وإنما أورده المصنف كما سمع، وقرنه بمحمد بن سيرين الذي صح سماعه وثبت من أبي هريرة(1). حتى لا ترد روايته بدعوى أنه لم يسمع من أبي هريرة.
قلت: ومع ذلك فإن البخاري بعد أن ساق الحديث الأول ومتنه، جاء بمتابعة لروح حيث قال: تابعه عثمان المؤذن، قال: حدثنا عوف، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.. نحوه.
وسبب ذكر البخاري للطريق الأول الموصولة عن روح أنه أشد إتقاناً من عوف.
ونبه البخاري بذكره لمتابعة عثمان على أن الاعتماد في هذا السند على محمد بن سيرين فقط؛ لأنه لم يذكر الحسن(2)?
وأخرجه البخاري أىضاً من طرق أخرى عن أبي هريرة(3).
وأما الحديث الثاني: الذي أخرجه في بدء الخلق، فأخرجه أيضاً في كتاب أحاديث الأنبياء، من طريق جرير بن حازم، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة(4).
فكأنه أخرجه هناك فراراً من التكرار، والله أعلم.
وأما الحديث الثالث: فأعاده بإسناده ومتنه في تفسير سورة الأحزاب(5)، ولعله ضاق عليه مخرجه، فعمد إلى اختصار المتن، والاقتصار على الجزء المتعلق بالتفسير فقط.
4 ـ حميد بن الأسود الكرابيسي.
صدوق يهم قليلاً، من الثالثة(6).
روى له البخاري حديثين قرنه فيهما بيزيد بن زريع ثقة ـ ثبت(7)ـ بل وصف بأنه أثبت الناس(8) ـ كليهما، عن حبيب الشهيد.
__________
(1) انظر: ابن حجر، الفتح 1/109 و 6/437.
(2) انظر: المصدر السابق 1/109.
(3) البخاري، الصحيح، ح 1323 و 1325.
(4) البخاري، الصحيح، ح 3466.
(5) البخاري، الصحيح، ح 4799.
(6) ابن حجر، التقريب 273.
(7) المصدر السابق 1074.
(8) ابن حجر، التهذيب 6/206.(1/18)
الأول: في الجهاد(1)، والثاني: في التفسير(2).
فظهر أن السبب في قرنه بيزيد بن زريع لإزالة ما يخشى من وَهْمه القليل، وللدلالة على أن هذا مما حفظه، وضبطه، ولم يَهِم فيه.
وذكره البخاري مقروناً بغيره في المتابعات، في كتاب الأدب، في موضع واحد(3).
5 ـ خِلاس بن عمرو الهَجَري.
ثقة، وكان يرسل، من الثالثة(4).
لم يخرج له البخاري إلا مقروناً، وما له في البخاري سوى حديثين قرنه فيهما بابن سيرين ـ الثقة الثبت ـ (5).
الحديث الأول: في أحاديث الأنبياء(6)، وقد أعداه بسنده ومتنه في تفسير سورة الأحزاب (7) ـ إلا أنه اختصر المتن جداً ـ فاقتصر على القدر المتعلق بالتفسير منه، والبخاري يصنع هذا إذا ضاق عليه مخرجه.
الحديث الثاني: في الأيمان والنذور(8)، وقد أخرجه قبل ذلك في الصوم، من طريق ابن سيرين منفرداً(9)، فيكون اعتماده عليه.
وسبب قرنه بابن سيرين في روايته، عن أبي هريرة، هو أن خلاساً لم يسمع من أبي هريرة ـ كما قال الإمام أحمد ـ وأما ابن سيرين فروايته عنه صحيحة، وسماعه منه ثابت(10).
6 ـ الزبير بن المنذر بن أبي أسيد.
مستور من السادسة(11).
__________
(1) البخاري، الصحيح، ح 3082.
(2) المصدر السابق، ح 4536.
(3) المصدر السابق، ح 6016، وقرنه بعثمان بن عمر، وأبي بكر بن عياش، وشعيب ابن إسحاق، كلهم، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة. وإنما قرنه هنا لاختلاف أصحاب ابن أبي ذئب عليه في صحابي هذا الحديث. انظر: ابن حجر، الفتح 10/433.
(4) ابن حجر، التقريب 304.
(5) المصدر السابق 853.
(6) البخاري، الصحيح، ح 3404.
(7) المصدر السابق، ح 4799.
(8) المصدر السابق، ح 6669.
(9) المصدر السابق، ح 1923.
(10) انظر: ابن حجر، الفتح 6/426- 437.
(11) ابن حجر، التقريب 336.(1/19)
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في المغازي مقروناً بحمزة بن أبي أسيد ـ صدوق ـ (1)، عن أبي أسيد، حديث: «إذا أكثبوكم فارموهم»(2).
قال ابن حجر في الفتح: قوله: «عن حمزة بن أبي أسيد والزبير بن المنذر بن أبي أسيد» كذا وقع في هذه الرواية، ووقع في التي بعدها: «الزبير بن أبي أسيد». فقيل: هذا عمه، وقيل هو نفسه، لكنه نسب إلى جده، والأول أصوب، وأبعد من قال: إن الزبير هو المنذر نفسه(3).
والذي رجحه في التهذيب في ترجمة الزبير بن المنذر بن أبي أسيد أنهما واح(4)، وقال في ترجمة الزبير بن أبي أسيد: روى له البخاري مقروناً بحمزة بن أبي أسيد حديثاً واحداً: «إذا أكثبوكم فعليكم النبل». وفي إسناد حديثه اختلاف(5).
وسبب قرنه جبر حاله؛ لأن المستور روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق، فلما قرنه بالصدوق انجبر ما يخشى من عدم توثيقه لموافقته له.
7 ـ زيد بن رباح مولى الأذرم بن غالب.
ثقة من السادسة(6).
روى له البخاري حديثاً واحداً في فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة(7)، من رواية مالك، عنه مقروناً بعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر ـ ثقة ـ عن أبيه(8).
ولعل السبب في قرنه بعبيد الله في روايتهما عن أبي عبد الله بن الأغر، هو حفظ عبيد الله لحديث أبيه، وإتقانه له.
8 ـ سعد بن إبراهيم بن سعد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
ثقة، ولي قضاء واسط وغيرها، من التاسعة(9).
__________
(1) ابن حجر، التقريب 271.
(2) البخاري، الصحيح، ح 3984. ومعنى أكثبوكم: أي قربوا منكم.
(3) ابن حجر، الفتح 7/306.
(4) ابن حجر، التهذيب 2/189.
(5) المصدر السابق 2/184.
(6) ابن حجر، التقريب 353.
(7) البخاري، الصحيح، خ 1190.
(8) وهكذا روى عنه مالك مقروناً بعبيد الله بن الأغر في غالب المواضع (المزي، التهذيب؟؟؟).
(9) ابن حجر، التقريب 639.(1/20)
روى له البخاري حديثاً واحداً، في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة(1)، مقروناً بأخيه يعقوب بن إبراهيم ـ ثقة فاضل ـ (2).
قلت: لعل البخاري قرنه بأخيه لقلة أحاديثه، فإنه مات قبل أن يُكْتب عنه كثيراً(3)، وأما يعقوب فتأخرت وفاته عنه فكتب الناس عنه، فوجدوا عنده علماً جليلاً(4).
9 ـ سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي.
صدوق يخطئ، من العاشرة(5)?
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في التفسير(6)، مقروناً بموسى بن هارون ـ صدوق ربما أخطأ ـ (7)، فسبب قرنه قصوره عن مرتبة الثقات أهل الضبط والإتقان، لما له من أخطاء، فقرنه بمن ندر منه الخطأ.
10 ـ سِنان بن ربيعة الباهلي.
صدوق فيه لين، من الرابعة(8).
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في الأطعمة(9)، مقروناً بالجعد أبي عثمان ثقة ـ (10)، ومحمد بن سيرين ـ ثقة ثبت ـ (11) مولى أنس بن مالك في روايتهم جميعاً عن أنس.
وسنان بن ربيعة قد تكلم فيه ابن معين، وأبو حاتم، وقال ابن عدي: له أحاديث قليلة، وأرجو أنه لا بأس به(12).
فسبب قرن البخاري له: لينه، وقلة أحاديثه، والله أعلم.
11 ـ سهيل بن أبي صالح (ذكوان السمان).
صدوق، تغير حفظه بأخرة، روى له البخاري مقروناً، وتعليقاً، من السادسة(13).
__________
(1) ابن حجر، التقريب 367.
(2) البخاري، الصحيح، ح 7360.
(3) ابن حجر، التقريب 1087.
(4) ابن حجر، التهذيب 2/272.
(5) المصدر السابق 6/240.
(6) المصدر السابق 6/240.
(7) البخاري، الصحيح، ح 4640.
(8) ابن حجر، التقريب 986.
(9) ابن حجر، التقريب 417.
(10) البخاري، الصحيح، ح 5450.
(11) ابن حجر، التقريب 197.
(12) ابن حجر، التقريب 853.
(13) ابن حجر، التقريب الفتح 9/574.(1/21)
قلت: وبالتتبع الدقيق لسهيل بن أبي صالح، وجدت أن البخاري ذكره في خمسة أحاديث: أربعة منها في المتابعات تعليقاً، وقرنه فيها بغيره(1)، ولم يخرج له موصولاً إلا حديثاً واحداً في الجهاد(2)، ولم يحتج به، وقرنه بيحيى بن سعيد(3) ـ ثقة ثبت ـ(4)، عن النعمان بن عياش عن أبي سعيد.
12 ـ الضحاك بن شراحيل المشرقي.
صدوق من الرابعة(5).
أخرج له البخاري حديثين قرنه فيهما بغيره.
الحديث الأول: في فضائل القرآن (6) مقروناً بإبراهيم النخعي ـ ثقة إلا أنه يرسل كثيراًـ(7)، جميعاً عن أبي سعيد، في أن سورة الإخلاص ثلث القرآن.
وقال البخاري عقبه: عن إبراهيم مرسل، وعن الضحاك المشرقي مسند، قال ابن حجر: والمراد أن رواية إبراهيم النخعي، عن أبي سعيد منقطعة، ورواية الضحاك عنه متصلة ويؤخذ من الكلام أن البخاري كان يطلق على المنقطع لفظ المرسل(8).
الحديث الثاني: في الأدب(9)، مقروناً بأبي سلمة بن عبد الرحمن ـ ثقة، مكثر ـ (10)، جميعاً عن أبي سعيد في ذكر الخوارج.
ووصف الذهبي «الضحاك بن شراحيل» بأنه حجة، مقل(11)، فما له في الستة سوى الحديثين السابقين(12).
فظهر أن سبب قرنه الاختلاف على الراوي في رواية الحديث عنه مسنداً ومرسلاً، وكذا إقلاله من الرواية.
13 ـ طلحة بن نافع القرشي، أبو سفيان، الإسكاف.
__________
(1) ابن حجر، التقريب 421.
(2) وهذه أرقامها: ح 1088، 1410، 6329، 6408.
(3) البخاري، الصحيح، ح 2840.
(4) ابن حجر، الفتح 6/48.
(5) ابن حجر، التقريب 1056.
(6) ابن حجر، التقريب 457.
(7) البخاري، الصحيح، ح 5015.
(8) ابن حجر، التقريب 118، وقال العلائي: وجماعة من الأئمة صححوا مراسيله، وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود. راجع: جامع التحصيل ص 168.
(9) ابن حجر، الفتح 9/60.
(10) البخاري، الصحيح، ح 6163.
(11) ابن حجر، التقريب 1155.
(12) الذهبي، الميزان 2/324.(1/22)
صدوق من الرابعة (1).
روى له البخاري أربعة أحاديث مقروناً بغيره فيها جميعاً عن جابر.
الأول: في مناقب الأنصار(2)، مقروناً بأبي صالح السمان ـ ثقة ثبت ـ (3).
قال ابن حجر: وهذا شأن البخاري في حديث أبي سفيان، طلحة بن نافع، صاحب جابر، لا يخرج له إلا مقروناً، أو استشهاداً(4).
الثاني: في التفسير(5)، مقروناً بسالم بن أبي الجعد ـ ثقة، وكان يرسل كثيراً(6).
وهذا الحديث أخرجه البخاري قبل ذلك في الصلاة، من طريق زائدة، عن حصين، عن سالم ـ وحده ـ قال: حدثنا جابر(7).
قال ابن حجر: الاعتماد على سالم، وأما أبو سفيان.. فليس على شرطه، وإنما أخرج له مقروناً(8).
الثالث والرابع: في الأشربة(9)، مقروناً بأبي صالح السمان.
قلت: وهذه الأحاديث الأربعة المقرونة من روايته عن جابر، وقد قيل في أحاديث أبي سفيان عن جابر: إنها صحيفة(10). وقال شعبة: لم يسمع أبو سفيان من جابر إلا أربعة أحاديث، ومثله في العلل الكبير، لعلي بن المديني، وعلق ابن حجر على هذا بقوله: لم يخرج البخاري له سوى أربعة أحاديث عن جابر، وأظنها التي عناها شيخه علي بن المديني(11)، فظهر أن سبب قرن البخاري له: الكلام في روايته عن جابر، وأنها من كتاب، مع أن البخاري روى في التاريخ الكبير أنه جاور جابر بمكة ستة أشهر، وأنه قال: كنت أحفظ، وكان سليمان اليشكري يكتب ـ يعني عن جابر ـ(12).
__________
(1) انظر: المزي، التهذيب 13/267، ابن حجر، التهذيب 2/567.
(2) ابن حجر، التقريب 465.
(3) البخاري، الصحيح، ح 3803.
(4) ابن حجر، التقريب 313.
(5) ابن حجر، الفتح 7/123.
(6) البخاري، الصحيح، ح 489.
(7) ابن حجر، التقريب 359.
(8) البخاري، الصحيح، ح 936.
(9) ابن حجر، الفتح 8/643.
(10) البخاري، الصحيح، ح 5605 و 5606.
(11) انظر:المزي، التهذيب 13/440 وابن حجر، التهذيب 3/21.
(12) ابن حجر، الهدي 411، والتهذيب 3/21.(1/23)
وهذا يرجح شدة اتصاله به، وسماعه منه، وروايته عنه، إلا أن البخاير ـ رحمه الله ـ انتقى من حديثه، وقرنه بغيره ممن هو أوثق منه، وأثبت.
14 ـ عاصم بن بهدلة ابن أبي النجود.
صدوق له أوهام، من السادسة(1).
أخرج له حديثاً في تفسير المعوذتين (2) مقروناً بعبدة بن أبي لُبابة ـ ثقة(3).
وعلق له حديثين في الرقاق، والفتن(4)?
وسبب قرن البخاري له بغيره؛ جبر القصور الذي فيه عن مرتبة أهل الضبط والإتقان.
15 ـ عامر بن مصعب، شيخ لابن جريج.
لا يُعرف من الثالثة(5).
روى له البخاري حديثاً واحداً في البيوع(6)، مقروناً بعمرو بن دينار ـ ثقة ـ ثبت(7)، عن أبي المنهال، عن زيد بن أرقم.
قال البخاري: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار عن أبي المنهال قال كنت أتَّجُر في الصرْف فسألت زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ، فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثني الفضل بن يعقوب، حدثنا الحجاج بن محمد، قال ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار وعامر بن مصعب أنهما سمعا أبا المنهال يقول: سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم عن الصرف فقالا: كنا تاجرين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصرف، فقال: إن كان يداً بيدٍ فلا بأس، وإن كان نَسَاء فلا يصلح.
قلت: فساقه البخاري من طريق عمرو بن دينار مفرداً، ومعتمداً عليه، وإنما «أخرج الطريق الثانية بنزول رجل؛ لأجل زيادة عامر بن مصعب مع عمرو بن دينار في راوية ابن جريج عنهما، عن أبي المنهال المذكور، وعامر بن مصعب ليس له في البخاري سوى هذا الموضع الواحد»(8).
__________
(1) البخاري التاريخ الكبير 4/346.
(2) ابن حجر، التقريب 471.
(3) البخاري، الصحيح، ح 4976، 4997.
(4) ابن حجر، التقريب 635.
(5) البخاري، الصحيح، ح 6576، 7067.
(6) ابن حجر، التقريب 478.
(7) البخاري، الصحيح، ح 2060، 2061.
(8) ابن حجر، التقريب 734.(1/24)
16 ـ عبد الرحمن بن يزيد بن جارية.
يقال ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن حيان في الثقات من التابعين (من الثانية) (1).
أخرج له البخاري حديثاً واحداً، وكرره في أربعة مواضع: موضعين في النكاح، وواحد في الإكراه، وواحد في الحيل(2)، قرنه فيها جميعها بأخيه مجمع بن يزيد ابن جارية ـ ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وليس له أيضاً في البخاري سوى هذا الحديث(3).
وأظن أن سبب قرنه بأخيه يرجع إلى قلة أحاديثه، فقد قال ابن سعد: ثقة قليل الحديث(4).
17 ـ عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي.
صدوق، كان يُحدث من كتب غيره فيخطئ. قال النسائي: حديثه عن عبد الله العمري منكر، من الثالثة(5).
والبخاري لا يخرج له إلا متابعة، أو مقروناً، كما قال ابن حجر(6).
قلت: أخرج له البخاري ثمانية أحاديث مقروناً بغيره، سبعة منها في (مواقيت الصلاة، فضل ليلة القدر، التفسير، الدعوات، الرقاق، التعبير في موضعين(7)، قرنه فيها بعبد العزي بن أبي حازم ـ صدوق فقيه ـ (8)، وفي الموضع الثامن في التفسير(9)، قرنه بسليمان بن بلال ـ ثقة ـ (10).
وأخرج له في المتابعات في خمسة مواضع(11).
__________
(1) ابن حجر، الفتح 4/298.
(2) ابن حجر، التقريب 604.
(3) البخاري، الصحيح، ح 5138، 5139، 6945، 6969.
(4) ابن حجر، الفتح 9/194.
(5) المصدر السابق 9/194.
(6) ابن سعد، الطبقات الكبرى 5/84.
(7) ابن حجر، التقريب 615.
(8) ابن حجر، الفتح 8/642.
(9) البخاري، الصحيح، ح 528، 2018، 4798، 6358، 6514، 6989، 7045.
(10) ابن حجر، التقريب 611.
(11) البخاري، الصحيح، ح 4898.(1/25)
وسبب القرن في روايته؛ لجبر القصور القليل في روايته عن رواية أهل الضبط والإتقان، فقد قال الحافظ ابن حجر: ويؤخذ من صنيعه ـ أي البخاري ـ أيضاً أنه وإن اشترط في الصحيح أن يكون راويه من أهل الضبط والإتقان، أنه إن كان في الراوي قصور عن ذلك ووافقه على رواية ذلك من هو مثله انجبر ذلك القصور، وصح الحديث على شرطه(1).
18 ـ عبد الله بن رجاء الغُدَّاني.
صدوق يهم قليلاً، من التاسعة(2).
له في البخاري ثلاثة أحاديث قرنه فيها بغيره: حديثان من رواية البخاري، عنه(3)، قرنه في الأول بالنضر بن شميل ـ ثقة ثبت ـ (4)، في روايتهما عن إسرائيل... في اللقطة، وقرنه في الثاني بأبي الوليد الطيالسي ـ أثبت الناس في شعبة، والمقدم على أقرانه ـ (5)، في روايتهما عن شعبة، واختلفا في رواية كلمة مفارق بالجمع للطيالسي، وبالإفراد لابن رجاء(6)، وأخرج له حديثاً واحداً(7) مقروناً بعمرو بن عاصم الكلابي ـ صدوق في حفظه شيء ـ (8)، في روايتهما عن همام.
وسبب القرن بالنضر في الرواية الأولى أن رواية النضر فيها تصريح أبي إسحاق السبيعي بأن البراء بن أخبره، ورواية عبد الله بن رجاء ليس فيها ذلك، ولكنها أعلى بدرجة(9).
وفي الراوية الثانية قرنه بأثبت الناس في شيخه، والمقدم على أقرانه.
وفي الرواية الثالثة قرنه بمثله لجبر القصور القليل في روايته.
وأخرج له في ثلاثة مواضع تعليقاً في المتابعات(10).
19 ـ عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب.
__________
(1) ابن حجر، التقريب 405.
(2) البخاري، الصحيح، ح 1608، 2519، 4247، 5507، 7398.
(3) ابن حجر، الفتح 8/635.
(4) ابن حجر، التقريب 505.
(5) البخاري، الصحيح، ح 2439، 5918.
(6) ابن حجر، التقريب 1001.
(7) انظر: الخطيب، تاريخ بغداد 9/128، وابن عدي، الكامل 3/1127.
(8) انظر: ابن حجر، الفتح 10/363.
(9) البخاري، الصحيح، ح 3464.
(10) ابن حجر، التقريب 738.(1/26)
ثقة من الثالثة(1).
روى له البخاري حديثاً واحداً من طريق الزهري، عنه مقروناً بأخيه الحسن ـ ثقة فيه ـ (2)، عن أبيهما، عن علي بن أبي طالب، في النهي عن متعة النساء، وكرره في أربعة مواضع: (في المغازي، النكاح، الذبائح والصيد، الحيل) (3).
وسبب قرنه يرجع إلى?
أ ـ إتباع عبد الله للسبئية وفي رواية يجمع أحاديث السبئية، قال القيسراني: ولذلك قرنه بأخيه(4).
ب ـ أن الحسن كان أرضاهما، وفي رواية أوثقهما، كما قال تلميذهما الزهري.
جـ ـ قلة أحاديثه (5).
20 ـ عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّي المكي.
صدوق من التاسعة(6).
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في الشهادات(7)، مقروناً بـ وهب بن جرير ـ ثقة ـ (8)، جميعاً عن شعبة.
وأظنّ السبب في قرنه؛ نزوله عن درجة الثقات أهل الضبط والإتقان.
وأخرج له أيضاً تعليقاً في المتابعات في موضع واحد، في الغسل(9).
21 ـ عبد الملك بن أعين.
صدوق شيعي، من السادسة(10).
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في التوحيد (11)، مقروناً بجامع بن أبي راشد ـ ثقة، فقيه، فاضل ـ(12)، جميعاً عن أبي وائل.
وأظن السبب في قرنه بغيره من أجل شيعيته، ونزوله عن درجة الثقات أهل الضبط والإتقان.
22ـ عطاء بن السائب الكوفي(13).
صدوق، اختلط، من الخامسة(14).
__________
(1) انظر: ابن حجر، الفتح 5/94.
(2) البخاري، الصحيح، ح 351، 574، 6880.
(3) ابن حجر، التقريب 543.
(4) ابن حجر، التقريب 243.
(5) البخاري، الصحيح، ح 4216، 5115، 5523، 1961.
(6) القيسراني، الجمع بين رجال الصحيحين 1/258، وانظر: ابن حجر، التهيب 3/261.
(7) ابن سعد، الطبقات 5/328.
(8) ابن حجر، التقريب 621.
(9) البخاري، الصحيح، ح 6253.
(10) ابن حجر، التقريب 1043.
(11) البخاري، الصحيح، ح 251.
(12) ابن حجر، القريب 621.
(13) البخاري، الصحيح، ح 7445.
(14) ابن حجر، التقريب 193.(1/27)
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في الرقاق(1)، من رواية هشيم، عنه، مقروناً بأبي بشر جعفر بن أبي وحشية ـ ثقة، من أثبت الناس في سعيد بن جبير ـ (2)، جميعاً عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفاً عليه في تفسير الكوثر.
وسبب قرن البخاري له في هذا الحديث الموقوف: أنه وإن كان أحد المشاهير الثقات إلا أنه اختلط فَضُعِّف بسبب ذلك، ورواية هشيم عنه بعد اختلاطه؛ فهي ضعيفة، لذلك قرنه البخاري بقرينه ابن أبي وحشية، أثبت الناس في شيخهما سعيد بن جبير(3).
23 ـ عطاء بن الحسن السوائي.
مقبول من الرابعة(4).
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في التفسير(5)، وأعاده أىضاً في الإكراه(6)، (7)من رواية الشيباني، عنه مقروناً بعكرمة مولى ابن عباس ـ ثقة ثبت ـ (8)، جميعاً عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله في سبب نزول آية: ?يا أيها الذي آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً?. وسبب قرنه بعكرمة في روايته عن ابن عباس، أن للشيباني طريقين:
أحدهما: موصولة وهي: عكرمة عن ابن عباس.
والأخرى: مشكوك في وصلها، وهي: أبو الحسن عن ابن عباس(9).
فيعتمد اليقين من رواية الثقات الأثبات، ويطرح الشك من رواية من نزل عن مرتبتهم درجات، فلا يزول اليقين بالشك، ولا يطعن على البخاري ولا يعترض عليه في إخراجه لما اختلف في وصله وعدمه.
كما أن عطاءً هذا لا يعرف كما قال الذهبي، فما وجد له ابن حجر راوياً إلا الشيباني، ولم يقف فيه على تعديل أو تجريح(10).
24 ـ فُطر بن خليفة.
صدوق رمي بالتشيع، من الخامسة(11).
__________
(1) ابن حجر، التقريب 678.
(2) البخاري، الصحيح، ح 6578.
(3) ابن حجر، التقريب 198.
(4) انظر: ابن حجر، الهدي 425.
(5) ابن حجر، التقريب 680.
(6) البخاري، الصحيح، ح 4579.
(7) البخاري، الصحيح، ح 6948.
(8) ابن حجر، التقريب 687.
(9) ابن حجر، التقريب.
(10) ابن حجر، التهذيب 4/140.(1/28)
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في الأدب(1)، من طريق سفيان الثوري الكوفي، عنه مقروناً بسليمان بن مهران الأعمش ـ ثقة حافظ ـ(2)، والحسن بن عمرو الفقيمي الكوفي ـ ثقة ثبت ـ(3)، ثلاثتهم عن مجاهد عن ابن عباس.
قلت: وفُطر هذا مُبَدَّع، بل قال الدارقطني: زائغ، ولم يحتج به البخاري(4).
إلا أنها كما قال ابن عدي: له أحاديث صالحة عند الكوفيين يروونها عنه.. وهو متماسك، وأرجو أنه لا بأس به(5).
وما أخرجه البخاري هنا من رواية الكوفيين عنه، فيكون من جملة ما انتقاه البخاري من أحاديثهم الصالحة عنه، ولم يكتف البخاري بذلك، بل قرنه بمن هم أثبت منه، وأسلم من البدعة.
ويظهر أيضاً من أسباب قرنه: اختلاف النقلة على سفيان ـ في روايته عن شيوخه ـ في رفعه ووقفه، وأن المعتمد رفع روايته عن الحسن بن عمرو، وأنهم لم يختلفوا في أن رواية فطر مرفوعة.
والسبب الثالث لقرنه؛ نسبته للتشيع.
25 ـ القاسم بن عاصم التميمي.
مقبول من الرابعة(6).
أخرج له البخاري حديثاً واحداً من رواية أيوب السختياني، عنه، مقروناً بأبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ـ ثقة فاضل ـ (7)، وكرره في أربعة مواضع في: (فرض الخمس، الأيمان والنذور، كفارات الأيمان، التوحيد) مختصراً ومطولاً(8).
وأخرجه أيضاً مفرداً عن أيوب، عن أبي قلابة، عن زهدم، في المغازي(9).
وعن أيوب، عن القاسم، عن زهدم، في الأيمان والنذور(10)، مختصراً ومطولاً.
__________
(1) البخاري، الصحيح، ح 5991.
(2) ابن حجر، التقريب 414.
(3) ابن حجر، التقريب 241.
(4) ابن حجر، التهذيب 4/507.
(5) ابن عدي، الكامل 6/31. ونقله ابن حجر في التهذيب 4/507.
(6) ابن حجر، التقريب 191.
(7) ابن حجر، التقريب 508.
(8) البخاري، الصحيح، ح 3133، 6649، 6721، 7555.
(9) البخاري، الصحيح، ح 4385.
(10) البخاري، الصحيح، ح 5519.(1/29)
ويظهر أن السبب في قرنه؛ قلة رواياته التي ترتب عليها قلة الرواة عنه فلم يرو عنه سوى أيوب السختياني، وحميد الطويل، وخالد الحذاء(1).
26 ـ محمد بن النعمان الأنصاري.
ثقة ثبت، من الثالثة(2).
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في الهبة(3)، مقروناً بحميد بن عبد الرحمن ـ ثقة ـ(4)، عن النعمان بن بشير.
قال ابن حجر: «قوله: عن النعمان بن بشير» كذا لأكثر أصحاب الزهري، وأخرجه النسائي من طريق الأوزاعي عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن وعن محمد بن النعمان عن النعمان بن بشير أن أباه بشير بن سعد، فجعله من مسند بشير بن سعد، فشذ في ذلك(5)، وقد روى هذا الحديث عن النعمان عدد كثير من التابعين(6).
فظهر أن سبب القرن: الاختلاف على الراوي في صحابي الحديث.
27 ـ ثقة مأمون، مكثر، عمي بأخرة، من صغر التاسعة(7).
أخرج له البخاري حديثين مقرونين:
الحديث الأول: في التيمم(8)، مقروناً بـ محمد بن كثير العبدي ـ ثقة ـ (9)، جميعاً عن شعبة، عن الحكم، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن عبد الرحمن، قال: قال عمار لعمر. وساقه أولاً من طريق محمد بن كثير بإسناده ومتنه، ثم عطف عليه رواية مسلم، قال ابن حجر: ولم يسق المتن في هذه الرواية بل قال: «وساق الحديث»، وظاهره أن لفظه يوافق اللفظ الذي قبله(10).
__________
(1) انظر: المزي، التهذيب 23/371، ابن حجر، التهذيب 4/519.
(2) ابن حجر، التقريب 902.
(3) البخاري، الصحيح، ح 2586.
(4) ابن حجر، التقريب 275.
(5) ابن حجر، الفتح 5/212، والحديث رواه النسائي في كتاب النحل برقم (3674).
(6) وقال ابن حجر في التهذيب 5/414: وهو خطأ من الراوي عن الزهري.
(7) ابن حجر، التقريب ت.
(8) البخاري، الصحيح، ح 341، 342.
(9) ابن حجر، التقريب 891.
(10) ابن حجر، الفتح 466.(1/30)
الحديث الثاني: في سجود القرآن(1)، مقروناً بـ معاذ بن فضالة ـ ثقة ـ (2)، جميعاً عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، في سجود أبي هريرة في سورة الانشقاق.
قال أبو داود: وكان يحفظ حديث قرة، وهشام، وأبان العطار ويهذه هذّاً(3).
ولم يتبين لي سبب قرنه، ولعله لما طرأ عليه من العمى خشية أن يكون ذلك أثّر في ضبطه.
28 ـ موسى بن حزام الترمذي.
ثقة فقيه عابد، من الحادية عشرة(4).
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في أحاديث الأنبياء(5)، مقروناً بأبي كريب محمد بن العلاء ـ ثقة حافظ ـ(6)، جميعاً عن حسين بن علي، عن زائدة، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.
وهذا الحديث قد أخرجه البخاري في النكاح، من طريقين، عن أبي هريرة(7).
29 ـ نبهان الجمحي، أبو صالح.
مقبول من الثالثة(8).
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في الذبائح(9)، مقروناً بنافع بن عباس، مولى أبي قتادة ـ ثقة ـ(10)، جميعاً عن أبي قتادة.
ولعل سبب قرنه ما قاله ابن سعد: من كونه كان قليل الحديث(11)، فقرنه بنافع بن عباس ـ الثقة ـ(12) الذي قيل له: مولى أبي قتادة لشدة لزومه له.
30 ـ يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية.
صدوق، له أفراد، من كبار التاسعة(13).
__________
(1) البخاري، الصحيح، ح 1074.
(2) ابن حجر، التقريب 952.
(3) المزي، تهذيب الكمال 27/491.
(4) ابن حجر، التقريب 979.
(5) البخاري، الصحيح، ح 3331.
(6) ابن حج، التقريب 885.
(7) البخاري، الصحيح، ح 5184، 5185.
(8) ابن حجر، التقريب 997.
(9) البخاري، الصحيح، ح 5492.
(10) ابن حجر، التقريب 995.
(11) ابن سعد، الطبقات الكبرى 5/304.
(12) ابن حجر، التقريب 997.
(13) ابن حجر، التقريب 1061.(1/31)
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في الاعتصام بالكتاب والسنة(1)، مقروناً بـ عيسى بن يونس السبيعي ثقة مأمون ـ(2)، وعبد الله بن إدريس ـ ثقة فقيه عابد ـ (3)، كلهم عن أبي حيان، عن الشعبي، عن ابن عمر، مقتصراً على محل الشاهد من الحديث، وقد أخرجه قبل ذلك من طريقين، عن يحيى القطان عن أبي حيان مطولاً(4).
وسبب قرنه: تفرده بأحاديث وعدم متابعته عليها، فلما قرنه بهؤلاء، عُرف أن له متابعاً من الثقات الأثبات، وليس مما تفرد به.
31 ـ يزيد بن محمد بن قيس المطلبي.
ثقة من السادسة(5).
أخرج له البخاري حديثاً واحداً في الأذان(6)، مقروناً بيزيد بن أبي حبيب ـثقة فقيه ـ(7)، جميعاً عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، وساق اللفظ، وكان قد صدره بطريق الليث، عن خالد بن يزيد الجمحي، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن عمرو.. ولم يسق المتن.
قال ابن حجر: والحاصل أن بين الليث وبين محمد بن عمرو بن حلحلة في الرواية الأولى اثنين، وبينهما في الرواية الثانية واسطة واحدة.. وأردف الرواية النازلة بالرواية العالية على عادة أهل الحديث، وربما وقع لهم ضد ذلك لمعنى مناسب(8).
فسبب قرنه إذاً من أجل العلو.
35 ـ أبو بكر سليمان بن أبي حثمة.
ثقة، عارف بالنسب، من الثالثة(9).
__________
(1) البخاري، الصحيح، ح 7337.
(2) ابن حجر، التقريب 773.
(3) ابن حجر، التقريب 491.
(4) البخاري، الصحيح، ح 5581، 5588.
(5) ابن حجر، التقريب 1082.
(6) البخاري، الصحيح، ح 828.
(7) ابن حجر، التقريب 1073.
(8) ابن حجر، الفتح 2/306.
(9) ابن حجر، التقريب 1115 البخاري، الصحيح، ح.(1/32)
أخرج له البخاري حديثاً واحداً، وكرره في ثلاثة مواضع(1)، في: «السمر في العلم، ومواقيت الصلاة مرتين»، من طريق الزهري، عنه مقروناً بسالم بن عبد الله بن عمر، أحد الفقهاء السبعة، كان ثبتاً عابداً، فاضلاً(2)، عن ابن عمر. ولعل السبب في قرنه يرجع إلى:
أ ـ إٍقلاله من الرواية. ب ـ لم يوثقه غير الزهري.
وروايته هنا عن الزهري ـ المزكي له، العارف بحاله ـ وقرنه برفيقه سالم بن عبد الله بن عمر، الثبت في روايته عن والده.
الخاتمة: وفيها نتائج البحث وفهارسه.
أولاً: نتائج البحث:
توصلت خلال هذا البحث إلى النتائج التالية:
1 ـ شدة عناية الإمام البخاري بالرواة والتمييز بينهمه في كيفية الرواية لهم.
2 ـ إخراج البخاري لراوٍ ما، لا يعني الاحتجج به ـ وإن جاز القنطرة ـ لأن البخاري قد يخرج له مفرداً، أو مقروناً، أو شبه المقرون، أو تعليقاً.
3 ـ الوقوف على من أخرج لهم البخاري مقرونين، وحصرهم وبيان كيفية إخراج البخاري لهم.
4 ـ التمييز بين المقرون وشبه المقرون.
5 ـ تمحيص كلام النقاد في وصفهم لكيفية إخراج البخاري لراوٍ ما، والمقارنة بين أقوالهم، وأهمية الدراسات التطبيقية في الوصول إلى الحقيقة.
6 ـ تعدد الأسباب التي من أجلها قرن البخاري بين الرواة، وقد توصلت إلى تسعة عشر سبباً، كما سبق بيانه.
7 ـ تفاوت مراتب الرواة الذي يقرن لهم البخاري، فمن مرتبة الثقة إلى من دونه من مراتب التعديل وأوائل مراتب التجريح، وكان المظنون أن المقرونين هم الضعفا لا غير.
8 ـ اختلاف طبقات الرواة المقرونين، فمنهم من التابعين، وأتباع التابعين، وتبع أتباع التابعين ـ على تفاوتهم في الطبقة الواحدة، من طبقة كبرى ووسطى وصغرى فشملت الطبقات شيوخه، وشيوخ شيوخه، وشيوخ شيوخ شيوخه.
ثانياً: فهارس البحث:
__________
(1) البخاري، الصحيح، ح 116، 564، 601.
(2) ابن حجر، التقريب 361.(1/33)
أ- فهرس بأسماء المقرونين في صحيح البخاري أو مراتبهم وطبقاتهم، ومن نص على أن روياتهم مقرونة.
اسم الراوي المقرون ... مرتبته ... طبقته ... المقرون به ... مرتبته ... التعديل ... الجمع ... ت. الكمال ... الخلاصة ... الفتح ... الهدي ... ت. تهذيب ... التقريب
1 ... إسحاق بن سويد ... صدوق ... الثالثة ... خالد الحذاء ... ثقة ... ق ... - ... ق ... ق ... ق ... ق ... ق ... -
2 ... بشر بن بكر ... ثقة يُغرب ... التاسعة ... الوليد بن مسلم ... ثقة ... - ... - ... - ... - ... - ... - ... - ... -
3 ... الحسن بن يسار ... ثقة ... الثالثة ... ابن سيرين ... ثقة ثبت ... - ... - ... - ... - ... ق ... - ... - ... -
4 ... حميد بن الأسود ... صدوق يهم قليلاً ... الثالثة ... يزيد بن زريع ... ثقة ثبت ... - ... - ... ق ... - ... - ... ق ... ق ... -
5 ... خلاس بن عمرو ... ثقة كان يرسل ... الثالثة ... ابن سيرين ... ثقة ثبت ... - ... - ... - ... - ... ق ... ق ... ق ... -
6 ... الزبير بن المنذر ... مستور ... السادسة ... حمزة بن أبي أسيد ... صدوق ... - ... - ... - ... - ... - ... - ... ق ... -
7 ... زيد بن رباح ... ثقة ... السادسة ... عبيد الله بن
أبي عبد الله الأغر ... ثقة ... ق ... - ... - ... - ... - ... - ... ق ... -
8 ... سعد بن إبراهيم ... ثقة ... التاسعة ... يعقوب بن إبراهيم ... ثقة فاضل ... - ... - ... ق ... - ... - ... - ... - ... -
9 ... سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ... صدوق
يخطئ ... العاشرة ... موسى بن هارون ... صدوق يخطئ ... - ... - ... - ... - ... - ... - ... - ... -
10 ... سنان بن ربيعة ... صدوق
فيه لين ... الرابعة ... الجعد بن دينار أبو عثمان ... ثقة ... - ... - ... ق ... ق ... - ... - ... ق ... -(1/34)
11 ... سهيل بن أبي صالح ... صدوق، تغير بأخرة ... السادسة ... يحيى بن سعيد ... ثقة ... ق ... - ... - ... - ... ق ... ق ... ق ... ق
12 ... الضحاك بن شراحيل ... صدوق ... الرابعة ... إبراهيم النخعي
أبو سلمة بن عبد الرحمن ... ثقة ... -
- ... ق
ق ... -
- ... -
- ... -
ق ... -
- ... -
- ... -
-
13 ... عاصم بن بهدلة ... صدوق له أوهام ... السادسة ... عبدة بن أبي لبابة ... ثقة ... ق ... ق ... ق ... ق ... - ... ق ... ق ... -
14 ... عامر بن مصعب ... لا يُعرف ... الثالثة ... عمرو بن دينار ... ثقة ثبت ... - ... - ... ق ... - ... - ... - ... - ... -
15 ... عبد الرحمن بن يزيد بن جارية ... ثقة ... الثانية ... مجمع بن يزيد ... ثقة ... ق ... ق ... - ... - ... ق ... - ... - ... -
16 ... عبد العزيز بن محمد الدراوردي ... صدوق، يخطئ ... الثامنة ... سليمان بن بلال ... ثقة ... ق ... ق ... ق ... ق ... ق ت ... - ... - ... -
17 ... عبد الله بن رجاء ... صدوق، يهم قليلاً ... التاسعة ... النضر بن شميل
أبو الوليد الطيالسي
عمرو بن عاصم ... ثقة ثبت
ثقة ثبت
صدوق في حفظه شيء ... -
-
- ... -
-
- ... -
-
- ... -
-
- ... -
ق
- ... -
-
- ... -
-
- ... -
-
-
18 ... عبدالله بن محمد بن علي ... ثقة ... الثانية ... الحسن بن محمد بن علي ... ثقة فقيه ... ق ... ق ... - ... - ... - ... - ... ق ... ق
19 ... عبد الملك بن إبراهيم الجُدّي ... صدوق ... التاسعة ... وهب بن جرير ... ثقة ... - ... - ... ق ... ق ... - ... - ... - ... -
20 ... عبد الملك بن أعين ... صدوق، شيعي ... السادسة ... جامع بن راشد ... ثقة ... ق ... - ... ق ... ت ... - ... - ... ق ... ت
21 ... عطاء بن السائب ... صدق، اختلط ... الخامسة ... جعفر بن أبي وحشية ... ثقة ... - ... - ... ت ... ق ... - ... ق ... ت ... -(1/35)
22 ... عطاء السواني ... مقبول ... الرابعة ... عكرمة مولى ابن عباس ... ثقة ثبت ... ق ... - ... ق ... - ... - ... - ... ق ... -
23 ... فِطر بن خليفة ... صدوق، رمي بالتشيع ... الخامسة ... سليمان بن مهران
الأعمش
الحسن بن عمرو الفقيمي ... ثقة حافظ
ثقة ثبت ... -
- ... -
- ... ق
ق ... ق
ق ... -
- ... -
- ... ق
ق ... -
-
24 ... القاسم بن عاصم ... مقبول ... الرابعة ... أبو قلابة الجرمي ... ثقة ... ق ... - ... - ... - ... - ... - ... - ... -
25 ... محمد بن النعمان ... ثقة ... الثالثة ... حميد بن عبد الرحمن ... ثقة ... ق ... - ... ق ... - ... - ... - ... ق ... -
26 ... موسى بن حزام ... ثقة ... حادية عشر ... أبو كريب محمد بن العلاء ... ثقة حافظ ... ق ... - ... ق ... - ... - ... - ... ق ... -
27 ... نبهان الجمحي ... مقبول ... الثالثة ... نافع بن عباس ... ثقة ... - ... - ... - ... - ... ق ... - ... - ... -
28 ... يحيى بن عبد الملك ... صدوق، له أفراد ... التاسعة ... عيسى بن يونس ... ثقة، مأمون ... - ... - ... ق ... - ... - ... - ... ق ... -
29 ... يزيد بن محمد قيس ... ثقة ... السادسة ... يزيد بن أبي خبيب ... ثقة فقيه ... - ... - ... ق ... ق ... ق ... - ... - ... -
30 ... أبو بكر بن سليمان بن
أبي حثمة ... ثقة ... الثالثة ... سالم بن عبد الله بن عمر ... ثبت ... ق ... - ... - ... - ... - ... - ... ق ... -
31 ... مسلم بن إبراهيم ... ثقة مأمون ... التاسعة ... محمد بن كثير العبدي
معاذ بن فضالة ... ثقة
ثقة ... -
- ... -
- ... -
- ... -
- ... -
- ... -
- ... -
- ... -
-
ب - فهرس المصادر والمراجع:
الباجي: سليمان بن خلف.
ـ التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح. دار اللواء للنشر والتوزيع. السعودية، الرياض، ط 1، 1406هـ ـ 1986م.
البخاري، محمد بن إسماعيل.(1/36)
ـ الصحيح، مطبوع مع الفتح بدار المعرفة، بيروت، بترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي.
ـ التاريخ الكبير، طبعة دار المعارف، الهند، 1378هـ ـ 1959م.
تيم: أسعد تيم
ـ علم طبقات المحدثين وفوائده، مطبعة الرشد، الرياض، ط 1، 1994م.
ابن حجر، أحمد بن علي العسقلاني.
ـ تقريب التهذيب، دار العاصمة، السعودية، ط 1، 1416هـ.
ـ تهذيب التهذيب، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1، 1412هـ ـ 1991م.
ـ فتح الباري بشرح صحيح البخاري، دار المعرفة، بيروت، بترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي.
ـ هدي الساري مقدمة فتح الباري، مع الفتح.
الخزرجي، صفي الدين أحمد بن عبد الله.
ـ خلاصة تهذيب تهذيب الكمال، مطبعة الفجالة الجديدة، مصر، 1392هـ / 1972م.
الخطيب: أحمد بن علي
ـ تاريخ بغداد: مطبعة السعادة، مصر، 1931م.
ـ الكفاية في علم الرواية، مراجعة عبد الحليم محمد عبد الحليم وعبد الرحمن حسن محمود، دار التراث العربي، ط 2.
الذهبي، محمد بن أحمد?
ـ سير أعلام النبلاء، تحقيق جماعة من الفضلاء بإشراف الشيخ شعيب الأنؤوط، مؤسسة الرسالة بيروت، ط 2، 1982م.
ـ ميزان الاعتدال في نقد الرجال، دار المعرفة، بيروت.
الرازي، محمد بن أبي بكر
ـ مختار الصحاح، مكتبة لبنان، 1986م.
ابن رجب، عبد الرحمن بن رجب
ـ شرح علل الترمذي، تحقيق: د. نور الدين عتر، دار الملاح، ط 1، 1398هـ.
السخاوي: محمد بن عبد الرحمن
ـ فتح المغيث شرح ألفية الحديث، تحقيق محمد عبد الرحمن عثمان، طبع المكتبة السلفية بالمدينة المنورة.
ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع البصري.
ـ الطبقات الكبرى، دار صادر، بيروت.
السماحي: محمد محمد
ـ الغيث المغيث في علم مصطلح الحديث، طبع دار النوار.
العاني: وليد بن حسن
ـ منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها، دار الأسانيد والحكم عليها، دار النفائس، الأردن ط 1، 1997م.
عتر: د. نور الدين عتر
ـ منهج النقد في علوم الحديث، دار الفكر بيروت، 1981م.
الغنيم: عبد العزيز بن عبد الرحمن(1/37)
ـ دراسة الأسانيد، مكتبة أضواء السلف، الرياض، ط 1، 1419هـ ـ 1999م.
عجاج: د. محمد عجاج الخطيب
ـ المختصر الوجيز في علوم الحديث، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1405هـ.
ابن عدي، عبد الله بن عدي
ـ الكامل في الضعفاس، دار الفكر، بيروت، ط 3، 1409هـ ـ 1988م.
العراقي: عبد الرحيم بن الحسين
ـ فتح المغيث بشرح ألفية الحديث. حققه وعلق عليه الأستاذ محمد ربيع، دار الفكر، بيروت، ط 1، 1416هـ ـ 1995م.
العلائي، خليل بن كيكلدي
ـ جامع التحصيل في أحكام المراسيل، الدار العربية للطباعة، العراق، ط 1، 1978م، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي.
أبو غدة: عبد الفتاح
ـ تعليقاته على الرفع والتكميل
الفيروز أبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب.
ـ القاموس المحيط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1407هـ ـ 1987م.
ابن القيسراني، محمد بن طاهر المقدسي.
ـ الجمع بين رجال الصحيحين، دار الكتب العلمية بيروت، ط 2، 1405هـ.
ابن القيم: محمد بن قيم الجوزية
ـ تهذيب ابن القيم لمختصر أبي داود. تحقيق محمد حامد الفقي وأحمد شاكر، مكتبة السنة المحمدية، القاهرة. مطبوع مع مختصر المنذري ومعالم السنن للخطابي.
اللكنوي: محمد بن عبد الحي
ـ الرفع والتكميل في الجرح والتعديل، حققه وخرج نصوصه وعلق عليه عبد الفتاح أبو غدة، دار الأقصى، مصر، ط 3، 1987م.
المجذوب: محمد المجذوب
ـ مقدمة عوالي الإمام مسلم لابن حجر، دراسة وتحقيق، الدار التونسية للنشر 1973م.
المزي، يوسف بن عبد الرحمن.
ـ تهذيب الكمال بأسماء الرجال، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1413هـ ـ 1992م.
مسلم: مسلم بن الحجاج
ـ التمييز، تحقيق: د. مصطفى الأعظمي، نشر جامعة الرياض?
ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم.
ـ لسان العرب، دار الفكر، بيروت، ط 1، 1410هـ ـ 1990م.
الهندي: محمد بن طاهر
ـ المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم. دار الكتاب العربي، لبنان 1983م.(1/38)