بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى اختص بالإحاطة بكل شئ علما وتفرد بالشمول فأحصى كل شئ عددا والصلاة والسلام على نبينا محمد المصطفى وآله السادة القادة الهداة الحنفا وعلى أصحابه الراشدين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد فهذه نبذة يسيرة وعجالة ضئيلة حقيرة مشتملة على ما يشبه التراجم المختصرة لأربعمائة وأربعين رجلا من مشاهير رجال اليمن الذين لم يترجمهم القاضى الحافظ محمد بن على الشوكانى في كتابه البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع حررتها أيام نزولى بمصر القاهرة لتكون كالملحق بالكتاب المذكور مع الشروع في طبعه ولم أتكفل بذكر كل أو جل المشاهير الذين لم يترجمهم الشوكانى رحمه الله ممن كمل فيهم شرطه ولا أثبت في هذه النبذة تراجم الرجال الذين ذكروا في نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر بل اقتصرت على اثبات بعض ما عثرت عليه من تراجم من بعد القرن
____________________
(2/2)
السابع إلى أثناء القرن الثانى عشر من رجال اليمن الميمون بحسب الإمكان مع اشتغال البال بذكر الأهل والوطن شأن كل غريب نازح عن بلاده ومفارق لألفه ومسقط رأسه وأولاده والله ولى التوفيق والهداية وبه الإستعانة حرف الألف إبراهيم بن أحمد الأكوع الذمارى
القاضى العلامة الأورع إبراهيم بن أحمد بن زيد بن عبد الله الأكوع اليمنى الذمارى نشأ بمدينة ذمار وأخذ بها عن القاضى العلامة عبد القادر الشويطر وصنوه يحيى بن الحسين الشويطر والقاضى على بن أحمد بن ناصر الشجنى وغيرهم وكان عالما فاضلا ورعا ناسكا حريصا على الفائدة حسن المحاضرة والمذاكرة محققا لشرح الأزهار والفرائض والوصايا وعنه اخذ القاضى حسين بن عبد الله الأكوع الذمارى وغيره وتولى القضاء للمنصور على بن المهدى العباس في بلاد ذى السفال من اليمن الأسفل ومات في سنة 1195 خمس وتسعين ومائة وألف هجرية رحمه الله تعالى إبراهيم بن احمد بن عامر الشهارى
السيد العلامة التقى إبراهيم بن أحمد بن عامر بن على بن محمد بن على ابن الرشيد الحسنى اليمنى الشهارى مولده في شوال سنة 1018 ثمانى عشرة وألف ونشأ على طريقة سلفه السادة الكرام في السمت والصمت والعفة والعبادة وعزة النفس عن المطامع والزهادة والرأفة بالمسلمين والتقلل من زينة الحياة الدنيا مع تمكنه من ذلك وكان خاله الإمام المؤيد بالله محمد بن
____________________
(2/3)
القاسم ينزله منزلة أولاده ويخصه بمزيد التكريم والتعظيم ودرس عليه دروسا نافعة وأخذ عن غيره من الأعلام فاستفاد وأفاد وكان من أعيان علماء عصره وأزهدهم وأكرمهم وبعثه الإمام المؤيد بالله إلى الجهات الآنسية عند اختلالها فقرر أحوالها وعاقب من يستحق العقوبة من أشرار أهلها ثم رجع إلى شهارة فاستقر بها حتى مات فيها في شهر رجب سنة 1056 ست وخمسين وألف الفقيه إبراهيم بن أحمد المحلى الراغب
الفقيه العلامة صارم الدين ابراهيم بن أحمد المحلى اليمنى الظفيرى المعروف بالراغب براء مهملة وغين معجمة أخذ عن السيد الكبير عبد الله ابن القاسم العلوى وعن السيد الحافظ عبد الله ابن الإمام يحيى شرف الدين في النحو والصرف والمعانى والبيان وأصول الفقه وفروعه والتفسير والتصوف وعنه أخذ عبد الله بن مسعود الحوالى والمهلا بن سعيد الشرفى وغيرهما
قال السيد ابراهيم في الطبقات كان صاحب الترجمة فقيها جليلا عالما نبيلا عابدا جامعا بين فضيلتى العلم والعمل وتوفى بالطاعون في سنة 983 ثلاث وثمانين وتسعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه ابراهيم ابن حثيث الذمارى
الفقيه العلامة الفهامة إمام الفروع صارم الدين إبراهيم بن حثيث اليمانى الذمارى نشأ ببلاد جهرات وأخذ بمدينة ذمار عن أكابر علماء عصره فحقق ودقق وفاق شيوخه وأكابر علماء جهته وبلغ في تحقيق الفروع إلى حد تقصر عنه العبارة وقد أخذ عنه عدة من علماء عصره واعتمدت ترجيحاته وفتاواه وتقريراته للمذهب الشريف وصار عديم
____________________
(2/4)
النظير في الحفظ والإصابة وجودة النظر وطالت أيامه حتى أدرك أيام الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم بن محمد ووفد عليه إلى مدينة شهارة فأجله وعظمه غاية التعظيم
ثم توفى في صفر سنة 1041 إحدى وأربعين وألف وقبره بمدينة ذمار رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى إبراهيم بن الحسن العيزرى
القاضى العلامة الورع التقى إبراهيم بن الحسن بن سعيد بن محمد ابن جابر بن على بن عواض بن مسعود بن على العياني النوفي المعروف بالعيزرى اليمانى كان عالما عاملا ورعا تقيا ناسكا فاضلا تولى القضاء والكتابة للإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم ولازمه في سفره وحضره حتى توفى بحضرته بمدينة صنعاء عند توجهه من ضوران إلى شهارة في ربيع الأول سنة 1071 احدى وسبعين وألف وقبره بمقبرة خزيمة المشهورة بصنعاء بقرب قبر صديقه وأليفه السيد العالم الشهير أحمد ابن هادي بن هارون الهدوي رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى إبراهيم بن حسن الأكوع الشهارى
القاضى العلامة إبراهيم بن حسن الأكوع اليمنى الشهارى ثم الصنعانى أخذ بشهارة عن السيد أحمد بن المتوكل على الله إسماعيل والقاضى أحمد ابن سعد الدين المسورى وغيرهما وكان عالما فاضلا قال مؤلف الطبقات كان كاتبا للمولى أحمد بن المتوكل بشهارة ثم كتب للوالد القاسم المؤيد في الإنشاء حتى عزم الوالد إلى صنعاء في سنة 1102 اثنتين ومائة وألف
فرحل صاحب الترجمة إلى حضرة المهدى محمد بن المهدى وبقى في ذمار
____________________
(2/5)
على المخازين إلى آخر أيام المهدي ثم رجع إلى صنعاء واتفقت به فيها سنة 1134 أربع وثلاثين وظنى أنه من أبناء الثمانين ولم يزل بصنعاء حتى توفي فيها في شعبان سنة 1144 أربع وأربعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن القاسم الصنعانى
السيد العلامة الأديب إبراهيم بن الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسينى الصنعانى ترجمه السيد الأديب إبراهيم بن زيد جحاف فقال هو إمام البلاغة والمجلى في هذه الصياغة المشهور فضله وآدابه وكماله في جميع الأقطار والناهج منهج آبائه الأخيار له الخلق المرضى والوجه المضى والخط البديع ومن شعره قوله من قصيدة
( ربيبة ملك ما أرى كجمالها ** وكل جمال دونها فهو كاسد )
( خدلجة الساقين أما قوامها ** فرمح وأما صدرها فهو ناهد )
( وأحسب ماء الحسن في وجناتها ** لرقته تجرى وذلك حائد )
( ومن قلسها بالبدر عند طلوعها ** فذاك قياس في الحقيقة فاسد ) إلى آخرها وتوفي في محرم سنة 1107 سبع ومائة وألف وقبره بخزيمة مقبرة صنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد إبراهيم بن زيد بن جحاف الحبورى
السيد العلامة البليغ المؤرخ الأديب إبراهيم بن زيد بن على بن إبراهيم بن المهدى بن أحمد بن يحيى بن القاسم بن يحيى بن جحاف الحسنى اليمنى الحبورى
مولده عاشر ذى الحجة سنة 1075 خمس وسبعين وألف وأخذ
____________________
(2/6)
بحبور عن الفقيه يحيى بن أحمد بن الحسن الآنسى والفقيه محمد بن عبد الله الآنسى وغيرهما وألف في الأدب والتاريخ مؤلفات لطيفة مفيدة منها كتاب اللآلى والمرجان في ذكر جماعة من الأعيان وزهر الكمائم المنتزع من كتاب اللآلى والمرجان ومآثر الآباء والأجداد وسيرهم الحميدة التى هى كنز الرشاد وحدائق المنثور ونفثات المصدور في المنظوم والمنثور وقد ترجم في مؤلفاته المذكورة الكثيرة من أهل بيته وأقاربه ومن عاصره وكاتبه وفيها ما يدل على وجوده حيا بعد سنة 1116 ست عشر ومائة وألف ومن شعره
( بدت فأرتك البدر والأنجم الزهرا ** وماست كغصن البان في حلة خضرا )
( من القاصرات الطرف حوراء مقلة ** وعينى ونفسى تعشق الغادة الحورا )
( أسيرة حجل مطلقات لحاظها ** وما أطلقت إلا لكى تقنص الأسرى )
( بروحي أفدي ثغرها وهو جامع ** المحاسن شهد النحل والراح والدرا ) إلى آخرها وأشعاره كثيرة ومنها جملة في مؤلفاته المذكورة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين إبراهيم بن عبد الله جعمان الزبيدى
الشيخ العلامة إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن أبي القاسم ابن اسحاق ابن إبراهيم بن أبى القاسم بن إبراهيم بن أبي القاسم بن جعمان بفتح الجيم وسكون العين المهملة اليمنى الزبيدى الشافعى أخذ الفقه والحديث وغيرهما عن عمه الشيخ محمد بن إبراهيم وغيره من علماء عصره وسكن مدينة بيت الفقيه ابن عجيل من تهامة اليمن وانتهت إليه الرياسة في علوم الدين وكان خاشعا متواضعا متورعا ملازما للجامع محافظا على الأذكار
____________________
(2/7)
وله فتاوى كثيرة ونظم رسالة في علم العروض سماها آية الحائر إلى الفك من أحرف الدوائر وأخذ عنه الشيخ عبد الله بن عيسى الغزى وغيره من العلماء وكان يحب الطلبة وأجاز كل من قرأ عليه ومن شعره في الإلهيات قصيدة أولها
( قصدى رمناك بكل وجه أمكنا ** فامنن على بذاك من قبل الفنا )
ووفاته في بيت الفقيه ابن عجيل في جمادى الأولى سنة 1083 ثلاث وثمانين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد إبراهيم بن على بن المرتضى اليمنى الحسنى
السيد العالم الفاضل الكامل إبراهيم بن على بن المرتضى بن المفضل الحسنى اليمنى أخذ عن السيد العلامة محمد بن الحسن بن باقى الهادوى والسيد محمد بن يحيى بن مكى والقاضى محمد بن حمزة بن مظفر والفقيه محمد ابن سليمان الأوزرى والفقيه يحيى بن حاتم وغيرهم من علماء عصره وكانت له اليد الطولى في فنون العلم وكان وسيما طويل القامة أشم الأنف عبدا صالحا تقيا ورعا ناسكا شاعرا بليغا خطيبا مصقعا
قال مؤلف مطالع البدور وكان صاحب الترجمة يؤثر الفقراء بطعامه وطعام أهل بيته ويلبس شملة من الصوف فإذا كان الليل وضعها على أولاده وكانت زهادته وعبادته وأولاده الصالحة قبلة للصالحين وقدوة للعارفين وله كرامات ظاهرة وفضائل باهرة ومن شعره قوله رحمه الله تعالى
( وجدنا هذه الأجسام تملى ** الأدلة للعقول على الحدوث )
( يعاودها اجتماع وافتراق ** ونيطت بالتحرك والمكوث )
( أتغفل إنها من غير شئ ** أقيمت في الأماكن والحيوث )
____________________
(2/8)
ووفاته في رجب سنة 782 اثنتين وثمانين وسبعمائة وقبره بمقبرة جزع عناش في هجرة الظهر وابن من بلاد شظب رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ إبراهيم بن محمد جعمان الزبيدي
الشيخ العالم المفتى إبراهيم بن محمد بن أبى القاسم جعمان اليمنى الزبيدي الشافعى جد إبراهيم السابق ذكره
أخذ صاحب الترجمة عن شيوخ العلم بعصره حتى صار حافظا نقادا محدثا وكان على جانب عظيم من نشر العلم والتدريس عديم النظير في زمانه وعنه أخذ السيد أبو بكر بن أبى القاسم الاهدل وأخوه سليمان والسيد محمد بن الطاهر بن بحر ومحمد بن عمر حشير والفقيه محمد بن محمد العلوى وغيرهم وكان هو العمدة في عصره في الفتوى بمدينة زبيد والمعول عليه في حل المشكلات وإليه رياسة مدينة زبيد ومات بها في سنة 1034 أربع وثلاثين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد إبراهيم بن محمد المؤيدى اليمنى
السيد الإمام الداعي إلى الله إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عز الدين ابن على بن الحسين ابن الإمام عز الدين بن الحسن الحسنى المؤيدى اليمنى المعروف بحورية الصعدى
أخذ عن السيد صلاح بن أحمد بن المهدى وغيره وكان ترجمان الشريعة والمتبحر في علومها الوسيعة وألف المؤلفات النافعة منها كتاب الروض الحافل شرح الكافل في أصول الفقه وشرح الهداية في الفروع في ثلاث مجلدات وقصص الحق المبين في فضائل أمير المؤمنين والروض الباسم في أنساب آل الإمام القاسم الرسى وغير ذلك وقد دعا إلى الله تعالى وقام في جهات صعدة بأمر
____________________
(2/9)
الإمامة العظمى ثم تنحى للإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم وانتهى الأمر إلى ارتفاع الاختلاف ووقوع الائتلاف ووصل الإمام المتوكل على الله فاقطعه مدينة رغافة وما إليها من البلاد وأسعفه بقضاء كل مراد ومات ببلدة العشة بالقرب من مدينة صعدة في سنة 1083 ثلاث وثمانين وألف هجرية رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ إبراهيم بن محمد العجمى
هو العالم الفاضل الورع التقى إبراهيم بن محمد العجمى وصل إلى مدينة صنعاء في سنة 1150 خمسين ومائة وألف وكان إماما في كثير من الفنون كالفقه والأصول والعربية والتفسير وكانت أوقاته مستغرقة في الذكر والوعظ ولكلامه وقع وقبول في الأسماع والقلوب وكان يقف بالجامع الكبير بصنعاء فيجتمع إليه خلق وهو فصيح العبارة حسن الأخلاق لطيف في وعظه لا يلتفت إلى الدنيا ومتاعها ولا يقصد بوعظه غير نفع المسلمين وكان يملى على الناس شيئا من تفسير القرآن ويزيده للسامعين بيانا بعبارة حسنة ويد قوية في العلوم وكان يمر بالطرقات والأسواق وهو يعظ الناس ويأمرهم بما يليق بكل مخاطب وبالجملة فهو من العلماء الربانيين وأهل الانقطاع الى الله تعالى في جميع أوقاته وكان يقنع من القوت بأى شئ يأكله في الجامع أو غيره ولا تطمح نفسه إلى شيء وطالما وقف في الجامع ليس له من الطعام إلا نحو ملأ الكف من الباقلاء يستغنى به عن الطعام وكان هذا دأبه في أكثر أحواله وسئل يوما عن مذهب العجم في شأن الصحابة رضى الله عنهم فقال الجهال يسبون والعلماء يتوقفون ثم توفى بصنعاء في آخر هذا العام الذى قدم فيه وكانت
____________________
(2/10)
وفاته من اعظم الخطوب فإنه كان قد ألقى الله تعالى المحبة له في جيمع القلوب وظهر منه من حسن الطريقة مالا يمكن التعبير عنه فما راع الناس إلا وفاته ولم يطل به المرض فإنه امتنع عن الناس يوما أو يومين ثم قصد إلى منزله فوجد ميتا فعظم المصاب واجتمع لدفنه من الناس خلق كثير وأرخ وفاته الأديب أحمد بن حسين الركيحي بقوله
( هذا ضريح الواعظ المنتقى ** علامة العصر فصيح اللسان )
( العابد الأواه شمس العلى ** ومن له في كل حكم بيان )
( فاق أهليه وجيرانه ** وجاء يسعى من ذرا أصفهان )
( فاجتاحه الموت على غربة ** جرع فيها بكؤوس الهوان )
( فضاعف الله له أجره ** فهو ولى العفو والامتنان )
( قد صافحته الحور في جنة ** وعانقته القاصرات الحسان )
( ناداه رضوان بتاريخه ** يا خلد إبرهيم أسنى الجنان )
سنة 1150
وقبره جنوبى مدينة صنعاء مزور وللناس فيه حسن اعتقاد ثم لما توفى تطلب الناس من يخلفه على الكرسى الذى كان يقعد عليه للوعظ فخلفه السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير ثم تخلف عنه فكتب إليه الأديب الركيحي المذكور
( أرى غرس إبراهيم مازال ينتمي ** فمنك اجتنينا بعده ثمر الغرس )
( فدع جسدا ملقى بكرسى غيره ** فانك أولى بالقعود على الكرسى ) فاجاب السيد محمد الأمير بقوله
( صفى الهدى ابدعت فيما نظمته ** فداك بنو الآدب بالمال والنفس )
____________________
(2/11)
( إذا الشعرا جاءوا بقرآن شعرهم ** فشعرك في أشعارهم آية الكرسى ) السيد إبراهيم بن المهدى بن على حجاف
السيد صارم الدين إبراهيم المهدي بن على المهدى بن احمد بن يحيى ابن القاسم جحاف الحبورى الحسنى
كان عالما كامل ورعا تقيا فاضلا من أعيان أصحاب الإمام القاسم ابن محمد وممن أسر مع المؤيد بالله محمد بن القاسم من شهارة في سنة 1011 إحدى عشر وألف ونقل إلى كوكبان ومات في عام اسره بكوكبان رحمه الله تعالى الشيخ إبراهيم بن محمد بن مسعود الحوالى اليمنى
الشيخ العالم المحقق إبراهيم بن محمد بن مسعود الحوالى بضم الحاء المهملة الحميرى اليمنى أخذ عن العالمين الفاضلين محمد وعلى ابنى راوع وعن سعيد بن عطاف القدارى اليمنى وله منه أجازة عامة وأخذ عن القاضى المهدى بن أحمد الرجمى وعن عبد الله بن المهدى الرجمي وعبد الله بن المهلا النيسائى
قال في طبقات الزيدية وكان صاحب الترجمة من العلماء الأكابر أخذ عنه القاضى عامر الذماري والكثير من العلماء في مغارب بلاد حجة ونواحيها وسكن هجرة الظهرواين ووصل إلى الإمام القاسم بن محمد في سنة 1006 ست وألف إلى مدينة حبور فعظمه الإمام كثيرا ولم يزل صاحب الترجمة في اشتغال بالتدريس في فنون العلم حتى توفى سنة 1008 ثمان وألف سنة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد إبراهيم بن المهدى جحاف الحبوري السيد العلم إبراهيم بن المهدى بن أحمد بن يحيى بن القاسم بن يحيى
____________________
(2/12)
ابن عليان بن الحسن بن محمد بن الحسين جحاف الحسنى اليمنى الحبوري طلب العلم وأخذه عن عدة من علماء عصره وصحب الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين قبل دعوته وكان من أخص أصحابه وأعيان أعوانه بعد دعوته وأخذ له البيعة من أعيان القبائل ووجهه الإمام شرف الدين إلى بلاد الأهنوم وغيرها وكان بها الإمام مجد الدين فتم بحسن نظر المترجم له انتقال الإمام مجد الدين بدون حرب وقتال ثم عاد صاحب الترجمة إلى الإمام شرف الدين إلى صنعاء فولاه البلاد الشمالية من صنعاء وفوضه في أمورها ولم يزل على ذلك حتى توفى في رابع وعشرين رمضان سنة 944 أربع وأربعين وتسعمائة بمحروس حصن ظفار وقبره عند باب مشهد الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة رحمهم الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد إبراهيم بن يحيى بن جحاف
السيد العلامة إبراهيم بن يحيى بن المهدى بن إبراهيم بن المهدى بن أحمد جحاف الحسنى مولده سنة 991 تسعمائة وإحدى وتسعين وكان من أهل الملكة لنفسه والرياضة الكلية عاكفا على كتب الطريقة لا يتخلف عن الحضور لصلات الجماعة في جامع مدينة حبور إلا لعذر عظيم وتولى القضاء وله شرح على المفتاح في الفرائض وشرح على أبيات الجعبرى في التلاوة لآى الفاتحة وله اشعار رائقة فائقة منها تخميس قصيدة الصفى الحلى التى أولها فير زوج الصبح أم ياقوتة الشفق الخ وكان بينه وبين الحسن والحسين إبنى الإمام القاسم بن محمد كل الصداقة وغاية المفاكهة الأدبية ومات بمدينة حبور في سنة 1065 خمس وستين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/13)
السيد أبو بكر بن أبى القاسم الأهدل اليمنى التهامى
السيد العالم الحافظ أبو بكر بن أبى القاسم بن أحمد بن محمد بن أبى بكر الأهدلى الحسينى اليمنى التهامى مولده تقريبا سنة 984 أربع وثمانين وتسعمائة بتهامة وأخذ عن الشيخ أحمد بن إبراهيم المزجاجى والفقيه محمد بن العباس المهذب ومحمد بن يحيى المطيب وغيرهم من علماء زبيد وتهامة واستجازمن معظم شيوخه ومن علماء الحرمين وله مؤلفات مفيدة منها نفحة المندل بذكر بنى الأهدل ونظم التحرير في الفقه ونظم الورقات والنخبة واصطلاحات الصوفية وغير ذلك وله أرجوزة سماه الدرة الباهرة في التحدث بشئ من نعم الله الباطنة والظاهرة ومن شعره
( إن كنت تطلب في الدارين تفضيلا ** وتبتغى من مليك الكون تكميلا )
( داوم على العلم والفعل الجميل تنل ** ذكرا جميلا وتكميلا وتوصيلا )
( فاطلبه وادأب على تحصيله أبدا ** وقم بتأليفه إن حزت تأهيلا )
( وأنفق العمر في تحقيق حاصله ** وأعمر به الدهر تدوينا وتحصيلا )
ومات في جمادى الأولى سنة 1035 خمس وثلاثين وألف رحمه الله تعالى السيد أبو بكر العيدروس
السيد العالم الفاضل أبو بكر بن أحمد بن حسين بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الحسينى الحضرمى التريمى مولده بمدينة تريم من حضرموت ونشأ بها وأخذ عن والده وغيره ثم سافر إلى البلاد الهندية وسكن مدينة دولت آباد وكان بها ملجأ للوافدين وبها مات في سنة 1048 ثمان وأربعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/14)
السيد أبو بكر بن أحمد باعلوى الشلى
السيد العالم الفاضل أبو بكر بن أحمد بن أبى بكر باعلوى الحسينى الحضرمى الشلى مولده بمدينة تريم في سنة 990 تسعين وتسعمائة وأخذ بها عن السيد عبد الرحمن بن شهاب الدين والسيد عبد الرحمن بن محمد ابن على بن عقيل السقاف وغيرهما وقد ترجمه ولده محمد بن أبى بكر في المشرع الروى ترجمة بسيطة ووفاته في صفر سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف رحمه الله تعالى السيد ابو بكر بن حسين العيدروس
السيد العالم الضرير أبو بكر بن حسين بن محمد بن أحمد بن حسين ابن عبد الله العيدروس الضرير الحسنى اليمنى الحضرمى مولده بمدينة تريم في سنة 997 سبع وتسعين وتسعمائة هجرية وأخذ عن أخيه علوي وغيره ورحل إلى مكة بعد ان كف بصره وقعد للتدريس وأخذ عنه جماعة من العلماء وكان اكثر كلامه في الوعظ والنصيحة وتوفى بمكة تاسع صفر سنة 1068 ثمان وستين وألف رحمه الله تعالى السيد أبو بكر بن حسين الحضرمى
السيد التقى أبو بكر بن حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحسينى اليمنى الحضرمى مولده بمدينة تريم وأخذ عن أخيه احمد بن حسين وأخذ باليمن عن السيد عبد الله بن عبد الله بن على
ثم رحل إلى الهند وأخذ عن السيد محمد بن عبد الله العيدروس ثم ساح في البلاد وكان كريما طلق الوجه وكف بصره في آخر عمره ومات في سنة 1074 أربع وسبعين وألف رحمه الله تعالى
____________________
(2/15)
السيد أبو بكر بن سعيد الجفرى الحضرمى
السيد العالم ابو بكر بن سعيد بن أبى بكر بن عبد الرحمن الجفرى الحسينى الحضرمى أخذ بمدينة تريم عن السيد عبد الله بن شيخ العيدروس وولده زين العابدين وعن الشيخ عبد الرحمن السقاف والقاضى احمد ابن حسن بلفقيه وغيرهم ثم رحل إلى الحرمين وجاور بهما وأخذ عن جماعة منهما ورحل إلى الهند وأخذ بها عن جماعة من العلماء وكان زاهدا في الدنيا كثير النوافل والاذكار ثم انقطع بمدينة تريم وقنع من الدنيا باليسير ومات بمدينة تريم في سنة 1088 ثمان وثمانين وألف رحمه الله تعالى السيد أبو بكر بن عبد الرحمن السقاف الحضرمى
السيد الحافظ المحدث ابو بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين احمد ابن عبد الرحمن السقاف الحسينى الحضرمى ولد بمدينة تريم وأخذ عن والده وعن أخيه الهادى بن عبد الرحمن وعن الفقيه محمد بن إسماعيل والشيخ عبد الله العيدروس ورحل إلى اليمين والحرمين وأخذ عن كثير من المشايخ وبرع في التفسير والحديث والتصوف والمعانى والبيان وتصدى للتدريس فانتفع به جماعة وسمع منه طبقة بعد طبقة وتوفى بمدينة تريم في سنة 1061 احدى وستين وألف رحمه الله تعالى السيد أبو بكر بن على خرد الحسينى الحضرمى
السيد الزاهد ابو بكر بن على بن محمد بن علوى بن علوى بن خرد الحسينى الحضرمى ولد بتريم وأخذ عن السيد محمد بن حسن والسيد على ابن عبد الرحمن السقاف وغيرهما وأخذ عنه جماعة من علماء عصره وكان
____________________
(2/16)
لطيف الشمائل حسن الأخلاق قانعا بالكفاف ومات بتريم في سنة 1007 سبع وألف رحمه الله السيد ابو بكر بن محمد بن الطيب باعلوى
السيد الفاضل أبو بكر بن محمد بن الطيب باعلوى الحسينى الحضرمى ولد ببندر الشحر المسمى سمعون من جهات حضرموت وحاز فنونا شتى ورحل إلى الحرمين وغيرهما وأخذ عن جماعة من العلماء وكان مرجعا للأعيان ومجمعا لفضلاء الزمان مشهورا بالولاية وتوفى ببلده في سنة 1011 احدى عشر وألف رحمه الله وإيانا والمسلمين آمين الشيخ أبو بكر بن محمد الزيلعى التهامى
الشيخ العالم أبو بكر بن محمد بن سرين بن المقبول بن عثمان بن احمد ابن موسى بن أبى بكر بن محمد بن عيسى بن احمد بن عمر الزيلعى العقيلى صاحب اللحية من تهامة مولده في سنة 1028 ثمان وعشرين وألف باللحية وحفظ القرآن وكان كثير العبادة يقطع ليله في الصلوة ونهاره في الصيام حريصا على فعل الخير داعيا إلى البر وتوفى سنة 1093 ثلاث وتسعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد أبو بكر بن محمد بن على بافقيه الحضرمى
السيد العالم ابو بكر بن محمد بن على بن أحمد بن عبد الله بن محمد الشهير كسلفه ببافقيه ولد بمدينة تريم من بلاد حضرموت وتفقه على الشيخ محمد بن إسماعيل بافضل وأخذ عن الشيخ عبد الله بن شيخ العيدروس وعن الإمام زين بن حسين بافضل وغيرهم وكان آية في استحضار مذهب الإمام الشافعى وغرائب مسائله وجامعا لكثير من
____________________
(2/17)
الفنون وتصدى بمدينة قيدون لنشر العلم والإفادة والفتوى وأسمع العالى والنازل واشتهر بحسن التعليم واشتهرت فتاويه في الأقطار مع مواظبته على الطريقة المحمدية والديانة والشفقة والإنعزال عن الملوك وأبناء الدنيا وكمال التواضع والتودد إلى الناس والنصيحة والكرم والزهد ومات بمدينة قيدون في سنة 1005 خمس وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ ابو بكر بن المقبول الزيلعى التهامى اللحيى
الشيخ الفاضل أبو بكر بن المقبول بن عبد الغفار بن أبى بكر بن المقبول الزيلعى العقيلى صاحب اللحية مولده باللحية وأخذ عن والده وعن أخيه احمد السطيحة وجد واجتهد حتى فاق وكان شيخا جليلا كامل العقل غزير الفضل شديد الهيبة بعيد الهمة محبا للفضائل تاركا للرزائل باذلا في اماكن العطاء ومات في سنة 1042 اثنتين وأربعين وألف عن نحو تسعين سنة وقبره باللحية رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد أبو طالب بن احمد بن محمد بن علوى الحضرمى
السيد الفاضل ابو طالب بن محمد بن علوي بن أبى بكر الحبشى الحسينى الحضرمى ولد بمدينة مريمه من حضرموت واشتغل بالفنون وجمع الله تعالى له بين حسن الحفظ والفهم ثم رحل إلى السواحل وأخذ بها عن جماعة ثم رحل إلى البلاد الهندية وأخذ بها عن بعض العلماء وكان كثير الاستحضار للمستحسنات من الأشعار والحكايات وله نظم ونثر وغلب عليه الأدب ثم ترك ذلك واشتغل بالعبادة ورحل إلى عمان وأقام بها مدة ومات فيها في سنة 1055 خمس وخمسين وألف رحمه الله
____________________
(2/18)
السيد الإمام أحمد بن إبراهيم المؤيدي اليمنى
السيد الإمام الأواه الداعى إلى الله أحمد بن إبراهيم بن محمد بن احمد بن عز الدين المؤيدى الحسنى اليمنى الصعدى المعروف بحورية مولده في سنة 1051 إحدى وخمسين وألف وأخذ عن والده السابق ذكره مؤلف شرح الهداية وغيره من الفنون العلمية وله منه اجازة وكان صاحب الترجمة سيدا سريا وعالما فاضلا تقيا هاجر بمدينة صنعاء مدة ثم عاد إلى بلاده وكان الحال يقتضى وفوده على الأئمة من آل القاسم فينزلونه منزلة الأكابر من أهل العلم وظهرت دعوته في رجب سنة 1087 سبع وثمانين وألف ثم تنحى عن الدعوة وبايع الإمام المهدى لدين الله أحمد بن الحسن بن القاسم ولما نظم السيد يحيى بن أحمد العباسى كتابه نفخ الصور في ذكر آل القاسم المنصور قال صاحب الترجمة مقرظا للكتاب المذكور ومناصحا لبعض الأكابر من آل الإمام القاسم المنصور قصيدة منها
( فلعمرى لقد أجدت بمدح ** احتواه مقال نفخ الصور )
( هؤلاء الكرام من قد عددنا ** وبنوهم أولو التقى والنور )
( فعليهم من الآلة سلام ** ماتغنى الحمام فوق الزهور )
( وعليهم إيجاد كل فقير ** فهم المنجدون كل فقير )
( كم رأينا في دهرنا من ضعيف ** صار للاحتياج كالمخمور )
( ذاهل لبه تراه كئيبا ** يتمنى أن يكتفى باليسير )
( قل لهم يطلبون منه دعاء ** ويجيبون دعوة المحرور )
( وعليهم حساب أهل الولايات ** على جمعهم للمال كثير )
( من حلال ومن حرام أتوه ** لم يخافوا عن هول يوم النشور )
____________________
(2/19)
( ما سمعنا من الولاة برفق ** لا ولا يذكرون يوما بخير )
( ماخلا عصبة نشير إليهم ** فهم الأطيبون عن ذى الشرور )
وكانت وفاة المترجم له في ربيع الأول سنة 1099 تسع وتسعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد أحمد بن أبى بكر بن أحمد الشلى الحسينى الحضرمى
السيد العالم أحمد بن أبى بكر بن أحمد بن أبى بكر بن عبد الله ابن أبى بكر بن علوى الشلى الحسينى الحضرمى ولد بمدينة تريم سنة تسع عشرة وألف وأخذ عن والده وعن محمد الهادى بن عبد الرحمن بن شهاب الدين وعن القاضى أحمد بن حسين وعن السيد أبى بكر والسيد شهاب الدين أبى عبد الرحمن بن شهاب الدين وعن غيرهم وبرع في الفقه والحديث والعربية ثم رحل إلى الهند وأخذ بها عنه جماعة ثم عاد إلى وطنه ثم رحل إلى الحرمين وعاد إلى وطنه ومات به في سنة 1057 سبع وخمسين وألف رحمه الله السيد أحمد بن أبى بكر بن عبد الله باعلوى الشلى
السيد العالم أحمد بن أبى بكر بن عبد الله بن أبى بكر بن علوى بن عبد الله الشلى الحسينى الحضرمى مولده بمدينة تريم من حضرموت وأخذ عن الإمام أحمد بن على باجحدر والسيد شهاب الدين بن عبد الرحمن بن محمد السقاف وحج وأخذ بالحرمين وكان كثير السؤال عما يقع له في أمور الدين من الإشكال كثير المداومة على عمل البر والعبادة والأوراد والأذكار والتلاوة وكان عالما بالفقه وأصوله كثير الخوف والبكاء زاهدا في الدنيا قانعا منها بالكفاف وتوفى في رجب سنة 1004 أربع وألف
____________________
(2/20)
رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد أحمد بن أبى بكر بن سالم الحضرمى
السيد العالم أحمد بن أبى بكر بن سالم بن عبد الله بن عبدالرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الحسينى اليمنى الحضرمى مولده بقرية عينان من حضرموت وأخذ عن أبيه ثم انتقل إلى تريم وأخذ عن السيد أحمد بن علوي وحج صاحب الترجمة ودخل بندر عدن ثم الشحر فأقام به وطار صيته وقصده الناس وعم نفعه وتوفى بالشحر في سنة 1020 عشرين وألف رحمه الله تعالى السيد أحمد بن احمد الديلمى الذمارى
السيد العلامة أحمد بن أحمد بن حسين بن يحيى بن على الديلمى الذمارى الحسنى نشأ بمدينة ذمار وأخذ عن القاضى سعيد بن عبد الرحمن السماوى والسيد أحمد بن على بن سليمان والسيد الحسين بن يحيى الديلمى والقاضى عبد القادر الشويطر وغيرهم وكان سيدا سريا وحافظا ذكيا عالما عاملا ورعا فاضلا مدرسا بمدينة ذمار بعبارة تضرب الأمثال وتشد إليها الرحال وتوفى بمدينة ذمار في ليلة عيد الفطر سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد أحمد بن اسحاق بن إبراهيم بن المهدي
السيد الحافظ المجتهد المنتقد أحمد بن اسحاق بن إبراهيم بن المهدي لدين الله أحمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى اليمنى مولده في سنة 1107 سبع ومائة وألف ونشأ بمدينة ذمار وأخذ بها عن القاضى عبد الله بن على الأكوع وغيره ثم انتقل إلى صنعاء فأخذ بها عن السيد
____________________
(2/21)
محمد بن إسماعيل الأمير والسيد هاشم بن الشامى والسيد محمد بن اسحاق بن المهدى والسيد عبد الله بن على الوزير والسيد محمد بن عبد الله بن الحسين ابن القاسم والسيد محمد بن زيد بن محمد بن الحسن بن القاسم وغيرهم من أكابر العلماء بعصره حتى صار زينة في العلماء العاملين والأذكياء الأتقياء المحققين ودرس في الفروع والأصول ولازم الأقراء والإفادة والتدريس وأخذ عنه ولده عبد الله بن أحمد بن اسحاق والمحقق حامد ابن حسن شاكر والسيد اسحاق بن يوسف بن المتوكل وغيرهم من أكابر الحفاظ وله حواش على شرح الغاية في الأصول وشرح العمدة في الحديث وعدة رسائل وجوابات بمسائل وأنظار ثاقبة وكان يتجنب مخالطة الدولة القاسمية مع قرب نسبه ويفتى أن المحبوس إذا أقر بشئ حبس لأجله لا يصح إقراره ولا يحل الحكم عليه ولا تلزمه غرامة ولا قطع عليه فإقراره ليخلص من الحبس غير صحيح وكانت وفاته في صفر سنة 1158 ثمان وخمسين ومائة وألف بعد عوده وأهله من الحج ورثاه السيد إسماعيل بن محمد بن اسحاق بن المهدى هو وشيخه العلامة هاشم ابن يحيى الشامى لأن موتهما كان في شهر واحد ومستهل المرثية
( مصاب به غرب المدامع محلول ** وبيت الهنا فى القلب بالحزن محلول )
منها في ذكر صاحب الترجمة
( وزاد التهاب الخطب في الناس شدة ** بتلميذه إذ كان في الأمر تعجيل )
( صفى الهدى المحمود أحمد من رفى ** الى مرتقى ماغيره فيه مسئول )
( وصار إلى البيت العتيق بأهله ** جميعا فشمل الخير بالجمع مشمول ) الخ رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/22)
الفقيه أحمد بن إسماعيل العلفى
الفقيه العلامة الأديب احمد بن إسماعيل العلفى الصنعانى كان عالما فاضلا له محاسن جمة وفضائل عديدة لازم المولى محمد بن اسحاق بن المهدى ملازمة طويلة واجتنى من ثمار علمه ووزر له ايام دعوته ولصاحب الترجمة ادب جمعه إلى علمه ورئاسة فوقد كاتب أعيان العلماء بعصره كالسيد محمد ابن إسماعيل الأمير وغيره ومن شعره قصيدة أولها
( آلمنى وظلام الليل معتكر ** طيف الخيال فطاب الليل والسمر )
ومنها
( لله قلبى المعنى كم اشاهده ** وفيه نار الهوى العذرى تستعر )
( به تلاعب طرف زانه دعج ** يسبى العقول فتور فيه بل حور )
( وكم يروح ويغدو في الغرام ومن ** وصل الأحبة لا يقضى له وطر ) إلى آخرها وتوفى في أثناء القرن الثانى عشر رحمه الله إيانا والمؤمنين آمين السيد أحمد بن إسماعيل بن على بن عبد الله الذمارى
السيد العلامة أحمد بن إسماعيل بن على بن عبد الله ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الذمارى مولده سنة 1109 تسع ومائة وألف وأخذ بمدينة ذمار عن القاضى زيد بن عبد الله الأكوع وغيره وكان محققا للفروع مشاركا في غيرها وتولى القضاء للمنصور بن الحسين بن القاسم بن الحسين بمدينة تعز فبقى بها أربعين يوما ومات في ليلة الجمعة تاسع عشر رمضان سنة 1155 خمس وخمسين ومائة وألف وكان قد سأل ليلة وفاته عن إذان صلاة العشاء ثم أذن لها الأذان الكامل جهرا ونطق بالشهادتين وفاضت
____________________
(2/23)
نفسه عقيب ذلك وقبره بجنب قبر الإمام إبراهيم بن تاج الدين بمقبرة تعز رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه احمد بن جابر الكينعى الشهارى
الفقيه العالم التقى احمد بن جابر الكينعى نسبا الشهارى مسكنا اخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم والمولى الحسين بن المؤيد بالله والفقيه احمد بن على الشبيبي وغيرهم وكان عالما فاضلا ورعا وتقيا عاملا سكن شهارة ثم انتقل إلى مدينة حوث ودرس بها وقد ترجمه تلميذه السيد إبراهيم بن القاسم بن المؤيد في الطبقات وأرخ وفاته بمدينة حوث في سنة 1110 عشر ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد احمد بن الحسن ابن المتوكل على الله إسماعيل اليمنى
السيد العلامة أحمد بن الحسن ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام القاسم بن محمد الحسنى اليمنى كانت له اليد الطولى في العلوم والاشتغال التام بالحديث والتفسير والبحث في مسائلها مع نقاوة كاملة وحفظ واسع للتاريخ وحسن أخلاق وشرف نفس وكان حلو الحديث طلق المحيا واسع الصدر كثير الاتصال بالمولى هاشم بن يحيى الشامى والمولى أحمد بن عبد الرحمن الشامى وبينهم كمال المودة وكانوا يجتمعون في يوم الاثنين وفي يوم الخميس من كل أسبوع دائما في بير العزب فيشمل موقفهم على كل عجيبة من مسائل العلوم والأدب وتوفي صاحب الترجمة في سنة بضع وأربعين ومائة وألف وأوصى إلى المولى هاشم بن يحيى الشامى رحمهم الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/24)
السيد أحمد بن الحسن الجرموزى الصنعانى
السيد العلامة أحمد بن الحسن بن المطهر بن محمد الجرموزى الحسنى اليمنى الصنعانى مولده في صفر سنة 1075 خمس وسبعين وألف وأخذ العلم عن مشايخ صنعاء ثم انتقل إلى بندر المخا أيام ولاية والده للبندر فمهر في الأدب ونظم الشعر الفائق الحسن ومن مؤلفاته قلائد الجوهر في إبنى بنى المطهر ذكر فيه جماعة من أهله الأعلام وقد ترجم له الحيمى في طيب السمر والمولى يوسف بن يحيى في نسمة السحر والسيد إبراهيم الحوثى في نفحات العنبر وغيرهم ومن شعره مضمنا
( يا طول لهفى من نفس تكلفنى ** على التخطى جهلا في خطا الغرر )
( أضحت تحث على ترك الخمول ولم ** تعلم بما قيل في ماض من السير )
( من أخمل النفس أحياها وروحها ** ولم يبت طاويا منها على ضجر )
ومن شعره
( إذا كان من ارجوه عند مطامعى ** كمثلى محتاج إلى خالق الخلق )
( فما حاجتى في قصد مثلى وكيف لا ** ألوذ بمعطيه ليعطينى رزقى )
( وهل أنا إلا عبده وابن عبده ** ويقبح منى أن أملكهم رقى )
ومن شعره قوله مؤريا بغيل المحجرى النهر المعروف بمدينة رداع
( قالت رداع وقد ذممنا سوحها ** مهلا لقد جئتم بشيء منكر )
( حسبى بأنى من ألم بساحتى ** أسقيه مهما حل بى من محجرى )
ووفاة المترجم له في أثناء القرن الثانى عشر رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه احمد بن حسن بركات اليمنى
الفقيه العلامة الزاهد الواعظ المفسر الأديب أحمد بن الحسن بن
____________________
(2/25)
سعيد بركات الصنعانى مولده في ربيع الأول سنة 1125 خمس وعشرين ومائة وألف وأخذ عن أعلام صنعاء بعصره وبرز في علم الآلة وأخذ في الفقه والحديث والتفسير وطالع في كتب الأدب والتواريخ والأشعار ولما حج أخذ عن الشيخ محمد حياة السندى ودرس صاحب الترجمة في عدة فنون واشتغل في آخر أمره بالتدريس في الفقه وكانت له اليد الطولى في تعبير الرؤيا والتفرس في حال الرائى وكان دمث الأخلاق رفيق الحاشية حسن المحاضرة لطيف الطبع شريف النفس كثير الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى حلو المجون بديع اللطائف والاستعارات مطرحا للكبر عارفا بأحوال أبناء زمانه غير مشتغل بالتكليفات العرفية لا يتأنق في ملبوسه ولا يبالى على أى وجه كان ظهوره وكان رحمه الله لا يدع صلاة الجماعة وعيادة المرضى ويقعد لانتظار الجنائز خارج باب اليمن المعروف بمدينة صنعاء فيشيع كل جنازة تمر به من جنائز المسلمين إلى فوق القبر سواء كان يعرف الميت أو لم يعرفه وكان في أول أيامه قد جاب الديار وتنقل في الأقطار ومن شعره
( أنا عند الجفاء أزداد ودا ** لخليلى إذا جفانى الخليل )
( أصل القاطعين في هذه الدار ** لعلمى أنها ستزول )
( وكفانى إنى إذا شغل الناس ** كثير منها كفانى القليل )
( بعد خمسين حجة وثلاث ** نحو دار البقاء حان الرحيل )
وكان قد رأى في منامه قبيل وفاته انه أطلق من السجن فعلم أنه قد دنا أجله ودعا الفقيه لطف الله بن أحمد جحاف وقال له أنت وصي فاكتب قال ما اكتب قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم
____________________
(2/26)
( بالخمسة الغر من قريش ** وسادس القوم جبريل )
( بحقهم رب فاعف عنى ** فحسن ظنى بك جميل )
ثم قال أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى وذادنا عن الضلالة والردى فانا بما أنزل عليه وعلى من قبله من الانبياء مؤمنون
ثم قال أكتب لا أملك من الدنيا شيئا سوى بيتى والكتب لا أملك منها سوى كتاب الأزرق في الطب ثم سكت ساعة وقال
( علمى معي إينما يممت كان معى ** إن كنت في السوق كان العلم في السوق )
( أو كنت في البيت كان العلم يصحبنى ** في جيب صدرى لافى جيب صندوقى )
وكانت وفاته في سادس عشر المحرم سنة 1196 ست وتسعين ومائة وألف ورثاه الفقيه محمد بن حسن دلامة بقصيدة منها
( لقد نعى الشيخ الرفيع مقامه ** بأول عام كان من بركاته )
( صفى الهدى انسان عين زمانه ** ومن حسنات الدهر من حسناته )
( ومن جمعت فيه العلوم وأجمعت ** على فضله فينا رواة ثقاته )
ومنها
( فياحبذا راق إلى غرف العلى ** بخير فعال كان في خلواته ) وياحبذا التاريخ جاء لعالم ** أعاد علينا الله من بركاته )
سنة 1196
وبنو بركات من قبيلة نهم وجد صاحب الترجمة هو الذى انتقل من نهم إلى صنعاء رحمهم الله تعالى
____________________
(2/27)
القاضى أحمد بن حسن السحولى
القاضى العلامة الأديب أحمد بن الحسن السحولى اليمنى قال مؤلف نفحات العنبر ذكره الحيمى صاحب طيب السمر فقال ما خلاصته
حاكم أزيح بعلمه الجهل المتراكم واستدرك به الإيضاح ولا غرو من كون المستدرك للحاكم ناظم ناثر حميد خلال ومآثر له في الأشعار مجموع وديوان بإذان القبول مسموع وقد استوزره بعض من ملك فجرى في وزارته بسعده الفلك وشعره كأبيه حسن إنقادت له الجزالة بألطف رسن فمنه قوله
( فرجت كربى بحسن المنظر البهج ** ياظبية في سوى أحشائى لم تلج
( نزهت طرفى وقلبى عن سواك فما ** للقلب غيرك يا ذات الجمال نجى )
ومنها
( فيا فؤادى عرج بالمحاجر من ** سفح اللوى تلق من تهوى به وعج )
( وحين تسئل من ذا أنت ذاك فقل ** أنا القتيل بلا ذنب ولا حرج )
( فإن أعاد سؤالا عنك أين فصح ** مابين معترك الأحداق والمهج )
إلى آخرها وللمترجم له في المولى محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد عدة من المدائح ووفاته في القرن الحادى عشر رحمه الله والمؤمنين آمين السيد احمد بن حسين بن إبراهيم الشرفى
السيد العالم الفاضل التقى احمد بن حسين بن إبراهيم بن على بن ابراهيم بن على بن المهدى بن صلاح الشرفى الحسينى اليمنى مولده في سنة 1040 اربعين وألف وأخذ عن السيد يحيى بن احمد الشرفى وعن الإمام المتوكل
____________________
(2/28)
على الله إسماعيل بن القاسم والقاضى احمد بن صالح بن أبى الرجال وغيرهم وكان عالما فاضلا ورعا تقيا عاملا وتوفى بالجاهل من بلاد الشرف في ثالث ذى القعدة سنة 1103 ثلاث ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى احمد بن حسين الهبل الصنعانى
القاضى العلامة الورع التقى الأفضل احمد بن حسين الهبل الصنعانى مولده سنة 1107 سبع ومائة وألف وأخذ عن السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير ولازمه سبع سنين وحج معه وأخذ أيضا عن السيد العلامة هاشم بن يحيى الشامى وغيره وعنه أخذ السيد عبد القادر بن أحمد الكوكبانى والقاضى أحمد بن صالح بن أبي الرجال الصغير والقاضى عبد الله ابن محي الدين العرايسى وغيرهم وانتفع به الطلبة ونبل الكثير منهم وكان حسن المقصد لين العريكة حلو المجون كثير الأدب متخليا عن الأهل والولد وسكن تعز بحضرة المولى أحمد بن المتوكل القاسم بن الحسين نحو عشر سنين وكان أحد الأعوان على الخير في حضرته وزينة الأعيان من أهل دولته ثم رجع إلى صنعاء ودرس بها وكان له ميل إلى التصوف ومعاناة كتبه ولكنه كان يكتم ذلك حياء من شيخه السيد محمد بن إسماعيل الأمير ولم يزل صاحب الترجمة على حاله الجميل حتى توفى بصنعاء في سادس رمضان سنة 1176 ست وسبعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ أحمد بن حسين بافقيه الحضرمى
الشيخ العالم الفاضل أحمد بن حسين بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن على بن محمد بافقيه الحضرمى ولد بمدينة تريم وتفقه بالشيخ
____________________
(2/29)
محمد بن إسماعيل والسيد عبد الرحمن ثم رحل إلى الحرمين وأخذ بهما عن السيد عمر بن عبد الرحيم والشيخ أحمد بن علان وغيرهما وأجازه جماعة من مشايخه في الإفتاء والتدريس وقصده الطلبة واشتهر صيته وعين للقضاء بمدينة تريم فحمدت سيرته ثم عزل ثم أعيد للقضاء وتوفي بوطنه في سنة 1048 ثمان وأربعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد احمد بن حسين العيدروس الحضرمى
السيد العلامة احمد بن حسين بن عبد الله بن الشيخ بن عبد الله العيدروس بن عبد الله بن شهاب الدين العلوي الحسينى الحضرمى
ولد بمدينة تريم سنة 970 سبعين وتسعمائة وأخذ عن علماء عصره وكان كثير القيام والعبادة والصوم والصدقة كثير التلاوة للقرآن كثير الاستماع للمواعظ والأشعار الحسنة ورزق السعادة في نسله فخلف ثلاثة أولاد نفع الله بهم خلقه فعبد الله بن احمد في حضرموت وحسين بن احمد في اليمن وأبو بكر بن احمد في الهند ووفاة المترجم له بوطنه في شوال سنة 1048 ثمان وأربعين وألف رحمه الله الشيخ احمد بن حسين بن محمد بافقيه الحضرمى
الشيخ العلامة احمد بن حسين بن محمد بن على بن احمد بن عبد الله بن محمد بافقيه الحضرمى ولد بمدينة تريم وأخذ عن أبيه وعن عمه ابى بكر وعن الفقيه ابن عمر البيتى وغيرهم ورحل إلى الحرمين وجاور بمكة وأخذ بالمدينة ثم عاد إلى مكة وأقام بها إلى أن توفى فيها سنة 1052 اثنتين وخمسين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/30)
الفقيه احمد بن حميد المحلى اليمنى
الفقيه العلامة احمد بن حميد بن احمد المحلى اليمنى أخذ عن أبيه العلامة الشهير وعن احمد بن وهاس وغيرهما وحقق علم الأصول والعربية والفرائض وروى عن أبيه عن الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة جميع مؤلفاته معقولا ومنقولا وتولى القضاء وكان من أعيان علماء وقته ومات في صفر سنة 701 احدى وسبعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه التقى احمد الراعى الصنعانى
الفقيه الفاضل المتأله الزاهد العابد التقى احمد الراعى الصنعانى قال مؤلف النفحات كان والد المترجم له وإخواته يتعلقون بالتجارة فنشأ صاحب الترجمة ولازم أهل العلم والفضل واشتغل بكتب الرقائق وواظب على الطاعات ثم اعتزل عن الناس وأقبل على عباد الله تعالى وكان يحب الخلوة في جبل نقم وإذا رآه أحد من الناس فر منهم وربما فاجأه من كان يتصل به في الابتداء فيعتذر بأن معه علة ويشير إلى بطنه موهما ان تلك العلة تمنعه الملاقاة وكان لا يرضى بأكل ما يسد رمقه من عند اخوته ولبس ما يستر عورته الا بعد أن يعمل لهم أشق الأعمال ويتولى غسل ثيابهم وتربية أولادهم وغير ذلك واشتهرت عنه كرامات عديدة مع شدة نفوره عن الناس وعمن يريد التبرك به او التماس الدعاء منه
قال القاضى أحمد قاطن أنى حدثت نفسى في بعض الأيام بأن صلاة الجمعة والجماعة لعلها تفوته ولم يشعر أحد بما حدثت به نفسى فلم ألبث أن جاء الفقيه أحمد بن سعيد الحطوار وهو رجل فاضل يقرأ على في النحو فأخبرني انه صلى الجمعة بجنب الفقيه أحمد الراعي وإنه سلم عليه
____________________
(2/31)
وأمره ان يسلم على ويقول لى إنه يحضر الجمعة والجماعة قال القاضى وأخبرنى من أثق به عن بعض أهل صنعاء إنه دخل من بير العزب بعد صلاة المغرب وأراد الدخول من باب اليمن أحد أبواب صنعاء المعروفة فوجد الباب قد أغلق فحصل معه قلق عظيم واعتراه ذل ووحشة فبينما هو يفكر في أمره عند المقابر إذ رآه شخص وبيده فانوس وقد جاء من جهة جبل نقم فأنس به وقصده فإذا هو الفقيه أحمد الراعي فأخبره ان باب اليمن قد أغلق فأجاب الفقيه أحمد بأنه مفتوح وإنما تخيلت أنه قد أغلق ثم قبض على يده ودخلا جميعا من باب اليمن ورآه مفتوحا فلما فارق الفقيه أحمد رجع إلى الباب لينظره فوجده مغلقا فسأل الموكلين به فأخبروه أن له مدة طويلة من حين أغلق وأنه لم يفتح ولم يروا أحدا قد دخل منه انتهى كلام القاضى
قلت وسمعت انه استكتمه ذلك وأمره أن لا يخبر به أحدا واشتهرت عنه كرامات أخرى وتوفي في سنة نيف وخمسين ومائة وألف وأوصى أن لا يعرف أخوه أحدا بموته ولما شاع خبر موته خرج جميع أهل صنعاء إلى فوق القبر أفواجا رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد أحمد بن زيد بن محمد بن الحسن بن القاسم الصنعانى
السيد العلامة التقى أحمد بن زيد بن محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم ابن محمد الحسنى الصنعانى أخذ عن أبيه الحافظ الكبير وعن غيره من علماء عصره بصنعاء وكان عالما محققا في النحو والصرف والبيان والمنطق والأصول مشاركا في الحديث وكانت له عناية تامة بالنقل والضبط وكان حسن الأخلاق كثير التواضع فاضلا ناسكا قال الفقيه على بن محمد العابد
____________________
(2/32)
في تهذيب الزيادة لتاريخ الأئمة السادة كان صاحب الترجمة من العلماء المبرزين والحفاظ المتفنين إماما مدرسا في العربية والأصول وغيرها وتوفى في العشر الأول من صفر سنة 1183 ثلاث وثمانين ومائة وألف وقد بلغ من العمر إلى عشر الثمانين وقال غير العابد ان وفاة المترجم له في شوال سنة 1182 اثنتين وثمانين ومائة وألف وقبره بالاتفاق بجنب قبر والده غربى مسجد مدرسة الإمام شرف الدين بصنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى أحمد بن زيد الهبل الروضى
القاضى العلامة الورع التقى أحمد بن زيد الهبل الروضى أخذ عن حاكم الروضة السيد العلامة أحمد بن محمد بن الحسن الكبسى في الحديث والتفسير وغيرهما وهو أجل تلامذته وأخذ عن غيره وكان عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا خطيبا بجامع الروضة ومات في سنة 1185 خمس وثمانين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى أحمد بن سعيد الهبل الصنعانى
القاضى العلامة شمس الدين أحمد بن سعيد بن صلاح الهبل الصنعانى كان من العلماء الأفاضل والحفاظ النحارير الأخيار الأماثل حافظا لقواعد المذهب الشريف غاية الحفظ وله تقريرات على والده وأعاد القرائة على السيد محمد بن عز الدين المفتى وكان السيد المفتى يعده لتهذيب مسائله وكانت للمترجم له قدم ثابتة في أصول الفقه ومشاركة في سائر العلوم ودرس بجامع صنعاء وتوفى بها سنة 1061 إحدى وستين وألف وقبر بالقرب من قبر السيد عبد الله الديلمى المعروف بأبى شملة جوار
____________________
(2/33)
مسجد الأبهر المعروف بصنعاء وراء بعض الفضلاء قبيل وفاة المترجم له انهدم الجامع الكبير بصنعاء من الجهة التى كان يدرس فيها صاحب الترجمة فتعقب ذلك وفاته رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد أحمد بن شيخان باعلوي
السيد العلامة احمد بن شيخان باعلوى الحسينى ولد ببندر المخاوكان حاتم زمانه في الكرم وكان يحب الفقراء ويعمل في كل يوم سماطا عظيما يجلس عليه هو وجماعته وأصحابه ثم الخدم ومن حضر ثم العبيد ويفرق الطعام المصنوع للفقراء ومات في بندر جدة ثامن رجب سنة 1044 أربع وأربعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد أحمد بن شيخ العيدروس الحضرمى
السيد العلامة احمد بن شيخ بن عبد الله بن شيخ العيدروس الحسينى اليمنى الحضرمى مولده بمدينة تريم سنة 949 تسع وأربعين وتسعمائة وصحب السيد العالم عبد الرحمن بن شهاب الدين والسيد أحمد ابن علوي باجحدر والسيد أحمد بن حسين العيدروس ثم رحل إلى والده بالديار الهندية ثم رجع إلى عدن وأخذ عن السيد أحمد بن حسين العيدروس وغيره وتوفى في شعبان سنة 1024 أربع وعشرين وألف رحمه الله تعالى القاضى أحمد بن صالح العنسى الصنعانى 4
القاضى العلامة أحمد بن صالح العنسى الصنعانى أخذ عن الشيخ لطف الله الغياث وغيره وكان من خواص اصحاب المولى الحسين بن الإمام القاسم وغيبة سره وقرينه وهو من العلماء الأجلاء الأخيار وأهل
____________________
(2/34)
الالتفات إلى الله تعالى والحلم والعقل الراجح وشاهد ذلك زهده في متاع هذه الدار وقد ترجمه القاضى أحمد أبى الرجال في مطلع البدور فقال في اثناء ذلك انه انقطع في آخر أمره إلى العبادة ببير العزب غربى صنعاء واشتغل بجليل علم الكلام ودقيقه ويذكر قول قاضى القضاة ان الفقه قد يقرأه أهله لمقاصد وأما علم العدل والتوحيد فلا يقرأه الا لله تعالى ومات بصنعاء في صفر سنة 1069 تسع وستين وألف وقبره بقرب قبر السيد المفتى في خزيمة رحمه الله تعالى القاضى أحمد بن صلاح الدوارى القصعة الصعدى
القاضى العلامة شمس الدين احمد بن صلاح بن حسن بن محمد بن على بن مهدى بن على بن حسن بن عطية بن محمد بن المؤيد الدوارى المعروف بالقصعة الصعدى
أخذ عن القاضى الحسين المسورى والسيد محمد بن عز الدين المفتى والسيد على ابن الإمام شرف الدين والسيد المطهر ابن تاج الدين والسيد إبراهيم بن على ابن الإمام شرف الدين وابن نسر الأهنومى وقرأ على العالم الشيرازى القادم إلى مدينة صعدة شرح الرسالة الشمسية مرافقا للإمام الحسن بن على بن داود قبل دعوته وكان الشيرازى هذا يقول ان عاش هذا السيد وقاضيه كان لهما شأن عجيب وكان صاحب الترجمة عالما عاملا زاهدا ورعا فاضلا بحرا زاخرا في علوم أهل البيت مصنفا في علم الحديث كثير البر والإحسان صادق المودة لأهل البيت النبوى ولقى لذلك تعبا شديدا حتى كسر ظهره بعض الأتراك في ذلك وكان يسمى المقشقش بقافين وشينين معجمات لأنه كان إذا حضر طعامه بصعدة أمر رسوله أن يجمع من في جامع صعدة من الغرباء للأكل معه
____________________
(2/35)
وكان شديد النفور عن الظلمة وتوفى بمدينة صعدة سنة 1018 ثمان عشرة وألف وأمه جارية هندية رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى أحمد بن عامر الذمارى
القاضى العلامة المجاهد أحمد بن عامر بن محمد الذمارى الصباحى نسبة إلى بيضاء صباح من قرى رداع كان عالما بالفروع رئيسا مقداما هماما شجاعا صادعا بالحق جوادا له فروسية كاملة وكان يضرب به المثل في البسالة ولما قصد الأتراك قرية شوكان من بلاد خولان العالية وأحاطوا به وقبضوا عليه وكتفوه فر من بين أيدى أهل النجدة منهم وقد تولى القضاء للمولى الحسن ابن الإمام القاسم وكان من رؤسا اجناده وحضر معه ومع أخيه الحسن حروب بلاد زبيد ثم مات بعد رجوعه منها بوادى عاشر من بنى سجام خولان العالية في شهر رجب سنة 1045 خمس وأربعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد أحمد بن عبد الله الوزير
السيد الإمام الحجة احمد بن عبد الله بن احمد بن صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير الحسنى اليمنى مولده في ذى القعدة سنة 921 إحدى وعشرين وتسعمائة وأخذ عن الفقيه نسر بن احمد والسيد صلاح ابن الإمام عز الدين بن الحسن والسيد عبد الله بن ابن أمير المؤمنين شرف الدين والسيد عبد الله بن القاسم ومحمد بن ابى بكر الحرازى وصالح بن صديق النمازى الشافعى ويحيى بن محمد حميد وإبراهيم بن محمد سلامة وغيرهم وجمع بين العلم والعمل وحاز الفضل عن كمل وانتهت إليه العلوم النبوية وتفجرت منه ينابيع البلاغة والحكم العلوية وكان موزعا لأوقاته في
____________________
(2/36)
الطاعات وحج في سنة 984 أربع وثمانين وتسعمائة وبعد رجوعه من مكة سكن مدينة صعدة وشرح ارجوزة النمازى في نسب الإمام شرف الدين وانتزع الأحاديث المستحسنة الدائرة على الألسنة من كتاب السخاوى ومات في ربيع الأول سنة 985 خمس وثمانين وتسعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه أحمد بن عبد الله الجربى اليمنى
الفقيه العلامة الزاهد الورع الناسك القانت التقى أحمد بن عبد الله بن أحمد بن معوضة الجربى بالجيم وبعد الراء موحدة قبل ياء النسبة
هو الزاهد الولى القانت الناسك الولى انقطع إلى الله تعالى في سنة 1088 ثمان وثمانين وألف وسكن بمكان صغير أرضى بالروضة من أعمال صنعاء وكان بمحل رفيع من الزهادة والعبادة والورع ولا يقبل من أحد شيئا واشتهرت له كرامات عديدة وتناقلها الناس من أيامه إلى الآن وموته بالروضة في سنة 1115 خمس عشرة ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ أحمد بن عبدالله السلمى الأصابى
الشيخ العلامة المحقق المدقق احمد بن عبد الله السلمى الأصابى أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد باقى المزجاجى ورحل لطلب العلم بمدينة زبيد وتولى وقفه من جهة المهدى صاحب المواهب وكان من أقران السيد يحيى بن عمر بن الأهدل وللمترجم له تصانيف معظمها في الحساب والجبر والمقابلة وزاد في بعض جوامع مدينة زبيد فسعى السيد يحيى بن عمر الأهدل في هدمها ولعل ذلك في سنة 1116 ست عشرة ومائة وألف
____________________
(2/37)
فحرر صاحب الترجمة رسالة سماها الضوء اللامع في زيادة الجامع وأرسل بفتوى إلى القاضى طه السادة فقرر الزيادة ثم انتقل صاحب الترجمة من زبيد رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ احمد بن عبد الله باعنتر الحضرمى
الشيخ العالم احمد بن عبد الله باعنتر الحضرمى السيوونى الشافعى ولد في سنة إثنتى عشرة وألف ورحل إلى مكة وأخذ بها عن الشمس البايلى وغيره وكان عالما عاملا ومات بالطائف في رمضان سنة 1091 إحدى وتسعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى أحمد بن عبد الله الدوارى الصعدى
القاضى العلامة أحمد بن عبد الله بن الحسن بن عطية بن محمد بن المؤيد الدوارى اليمنى الصعدى أخذ عن والده القاضى الحافظ الشهير وعن غيره وكان عالما فقيها محققا فاضلا ومن مؤلفاته التلفيق بين كتاب اللمع والتعليق والجزاز المصقول شرح وازعة ذوى العقول وتولى القضاء من بعد والده بمدينة صعدة وما إليها ثم صار إلى مكة للحج ومات محرما ملبيا في رابع ذى الحجة سنة 807 سبع وثمانمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد أحمد بن عز الدين بن الحسن الحسنى اليمنى
السيد الكبير النحوى الشهير أحمد ابن الإمام عز الدين بن الحسن اليمنى مولده في شوال سنة 873 ثلاث وسبعين وثمانمائة وكان عالما كبيرا محققا في الآلات وكان يقال له سيبوية زمنه لعلو شأنه في النحو ورحل لطلب الحديث بالمدينة النبوية واستصحب معه كتبا عظيمة من خزانة
____________________
(2/38)
والده فنهبت عليه في ديار حرب وله أسئلة على خطبة كتاب الأثمار وحاشية على تذكرة الفقيه حسن وكتاب في أحوال الإمامة وما يلزم الإمام وما يلزمه وتولى القضاء لأخيه الإمام حسن بن عز الدين ولابن أخيه الإمام مجد الدين بن الحسن ومات صاحب الترجمة بقرية فللة في صفر سنة 941 إحدى وأربعين وتسعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد احمد بن على بن الحسن الشامى الصنعاني
السيد العلامة المحقق المدقق المنتقد الشهير أحمد بن على بن الحسن بن محمد بن صلاح بن الحسن بن جبريل الشامى اليمنى الحسنى الخولانى ثم الصنعانى نشأ بوادى مسور من خولان العالية ثم رحل إلى مدينة صنعاء فأخذ عن السيد محمد بن عز الدين المفتى والقاضى يحيى السحولى وغيرهما من أكابر علماء صنعاء وظهرت استفادته لشدة إقباله وذكاء قريحته فأحرز الفنون نحوأو صرفا وبيانا وأصولا وفروعا وتفسيرا وأتقن الفرائض والضرب والمساحة والتقسيم وداوم على الدرس والتدريس والإحياء للعلم بمدينة صنعاء وجعل إليه الوزير حسن باشا نائب الأتراك على صنعاء إمامة مسجد الشهيدين بصنعاء ثم كان انتقال المترجم له عن صنعاء إلى بلاد الحيمة وكانت في تلك المدة إلى الإمام القاسم بن محمد فولاه الإمام بعض تلك الجهات ولازم في آخر أيامه الحسين ابن الإمام القاسم حضرا وسفرا وكان يتولى معه فصل الشجارات وما يرد عليه من الخصومات ثم ضعف بصره في سنة 1055 خمس وخمسين وألف فحفظ القرآن غيبا وكان شديد الإنكار للمنكرات مقبول الكلمة وكتبه التى مر عليها ودرس فيها مخدومة بالضبط والفوائد المفيدة وله حواش وأنظار وترجيحات
____________________
(2/39)
وتقريرات في هوامش شرح الأزهار وغيره من كتب الفروع وله ترجيحات يخالف فيها الهداية مثل فسخ نكاح زوجة الغائب وثبوت القصاص في اللطمة وطهارة الماء القليل ما لم يتغير أحد أوصافه وعدم التكفير باللازم وأن الزوال ميلان الظل أدنى ميل في الصيف والشتاء من غير فرق وغير ذلك من ترجيحاته ومات بصنعاء في شوال سنة 1071 إحدى وسبعين وألف وقبره في باب السبحة مشهور مزور رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه أحمد بن على الحبشى الصعدى
الفقيه العلامة أحمد بن على الحبشى الصعدى قرأ على الشيخ العلامة صديق بن رسام الصعدى وغيره وكان عالما محققا وله حواش على المناهل وأخذ عنه خلق كثير ومات تقريبا في سنة 1132 اثنتين وثلاثين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين القاضى أحمد بن على ذعفان الذمارى
القاضى العلامة احمد بن على بن محمد بن عبدالهادى ذعفان الذمارى أخذ بمدينة ذمار عن الفقيه المحقق الحسن بن احمد الشبيبي والقاضى زيد بن عبد الله الأكوع وغيرهما وكان من العلماء المشهورين والحكام المعتبرين قريب الجناب سهل الحجاب وقورا صبورا وتولى القضاء بمدينة ذمار ومدينة تريم ومات بذمار في سنة 1185 خمس وثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى اليسد أحمد بن على الأهنومى
السيد العلامة الزاهد المفصال أحمد بن على بن الهادى الأهنومى
____________________
(2/40)
الحسنى مولده في سنة 878 ثمان وسبعين وثمانمائة ورحل إلى صنعاء فأخذ بها وبقى فيها نحو أربعة عشر سنة ولقى العلامة ابن مظفر ولازمه وصار المترجم له علما بالبلاد الشامية من صنعاء ومات في بلاد الشرف في شهر رجب سنة 924 أربع وعشرين وتسعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى أحمد بن على سلامة اليمنى
القاضى العلامة أحمد بن على بن أحمد بن الحسن بن محمد سلامة أخذ عن السيد عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر وغيره من الأعيان وشارك في الفقه وأصول الدين وغيرهما من العلوم ومات في ذيبين سنة 1174 أربع وسبعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ أحمد بن على مطير الحكمي اليمنى
الشيخ العلامة احمد بن على بن محمد بن مطير الحكمي الشافعى اليمنى أخذ عن والده وغيره وبرع في فنون العلم وألف المؤلفات النافعة منها تسهيل الصعاب في علمى الفرائض والحساب والروض الأنيف في النحو واللغة والتصريف ونظم كتاب الأزهار في فقه الأئمة الأطهار وشرح غاية السؤل في علم الأصول وله رسالة في ادحاض حديث الافتراق وقال ان الحديث من طريق معاوية بن أبى سفيان وكان المترجم له في مسئلة الإمامة على مذهب الزيدية ومات في بلده من المخلاف السليمانى بتهامة في سنة 1068 ثمان وستين وقيل خمس وسبعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/41)
السيد أبو طالب أحمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى
السيد السند العظيم الماجد الجواد الكريم أبو طالب احمد ابن الإمام القاسم بن محمد بن على الحسنى مولده في شهر صفر سنة 1007 سبع وألف وأخذ بصنعاء عن القاضى إبراهيم بن يحيى السحولى والقاضى على المسورى وسعد الدين المسوري وغيرهما وكان رئيسا جليلا وسيدا ماجدا نبيلا ساميا مهيبا من أعضاد الدين وأعمدة المسلمين وسيوف الانتقام من المضلين
وتولى لوالده الإمام القاسم جهات صعدة وبلاد الشرف وسارت بذكره الركبان وكان يأمر باصطناع الطعام الواسع وتفريقه على الضعفاء من المسلمين ويجيز الشعراء الجوائز السنية ومن أجل مناقبه عمارة جامع الروضة من أعمال صنعاء وعمارة سمسرة ريدة باليون من بلاد عمران وسمسرة الأزرقين في بلاد همدان وغير ذلك ومات بمدينة صعدة في صفر سنة 1066 ست وستين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد احمد بن محمد بن إبراهيم بن المفضل الشبامى
السيد العلامة الأجل الانبل احمد بن محمد بن إبراهيم بن المفضل ابن إبراهيم بن على ابن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين الحسنى اليمنى الشبامى نشأ بمدينة شبام كوكبان وأخذ العلوم عن والده وحقق كثيرا من الفنون وكان بالمحل الرفيع من العبادة والتقوى وبذل النفس لنفع المسلمين وتدريس الطالبين مع كرم اخلاق وتواضع ومات في سنة 1130 ثلاثين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد العلامة احمد بن محمد بن إسماعيل الذمارى
السيد العلامة أحمد بن محمد بن إسماعيل بن على بن عبد الله ابن الإمام
____________________
(2/42)
القاسم بن محمد الحسنى الذمارى أخذ عن القاضى عبد القادر الشويطر ومحسن بن حسين الشويطر والسيد على بن أحمد بن سليمان والسيد الحسين ابن يحيى الديلمى والسيد الحسين بن محمد الديلمى وغيرهم وحقق النحو والصرف والفقه والفرائض وشارك في غيرها وكان حسن الأخلاق ورعا فاضلا ومات في رمضان سنة 1200 مائتين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى أحمد بن محمد الأكوع
القاضى العلامة أحمد بن محمد بن على بن صالح بن سليمان الأكوع مولده سنة 1032 اثنتين وثلاثين وألف وأخذ عن الإمام المؤيد بالله محمد ابن القاسم وعن أخيه الإمام المتوكل على الله إسماعيل وغيرهما وكان عالما فاضلا عاكفا على الطاعات ملازما للجمعة والجماعات ودرس القرآن امام بجامع شهارة في أكثر الأوقات وله تلامذة اجلاء ومات في شعبان سنة 1115 خمس عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى الفقيه أحمد بن محمد الخالدي
الفقيه العلامة أحمد بن محمد بن داود الخالدي اليمنى أخذ عن الشيخ إسماعيل النجرانى وغيره وكان من خواص أصحاب الإمام المطهر بن محمد بن سليمان ومن مؤلفات صاحب الترجمة كتاب ايضاح الغامض من علم الفرائض وشرح على كافية ابن الحاجب وكتاب الجوهر الشفاف في المنطق وكان نادرة زمانه في الذكاء والزهد والورع ومات في سنة 880 ثمانين وثمان مائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/43)
الفقيه أحمد بن محمد الضبوى اليمنى
الفقيه العلامة التقى احمد بن محمد الضبوى نسبة إلى قرية ضبوة من أعمال صنعاء أخذ عن القاضى احمد بن صالح بن أبى الرجال وغيره وكان عالما محققا فاضلا ورعا شاعرا بليغا كتب إلى شيخه القاضى احمد بن صالح المذكور يستحثه في الإجازة هذه الأبيات
( الأقل لشمس الدين علامة الورى ** ومن هوء للعلياء فينا طرازها )
( لقد طال منا الانتظار لوعده ** اما آن منه للوعود نجازها
( فكم تتقاضاك الإجازة عصبة ** تريد على ضبط العلوم احترازها )
ووفاته سنة 1116 ست عشرة ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ أحمد بن محمد بن عجيل التهامى
الشيخ العلامة التقى احمد بن محمد بن احمد بن محمد بن احمد العجل ابن محمد بن يوسف بن إبراهيم بن القطب أحمد بن موسى عجيل اليمنى التهامى قال في خلاصة الأثز الشهير بالعجل بكسر العين وسكون الجيم والصواب فتح العين وكسر الجيم ولد في بلدته بيت الفقيه ابن عجيل ونشأ في حجر أبويه وأخذ عن شيوخ الحرمين ودخل زبيد ومكث بها نحو إحدى عشرة سنة لا يخرج منها الا للحج أو لزيارة ابيه نادرا ومات ببلده في شعبان سنة 1704 أربع وسبعين وألف ودفن خارج قبة والده رحمه وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ أحمد بن مقبول الزيلعى التهامى
الشيخ العالم أحمد بن مقبول الزيلعى التهامى صاحب اللحية مولده بوطنه ببندر اللحية وأخذ عن كثير من العارفين ومات في ربيع
____________________
(2/44)
الأول سنة 1012 اثنتى عشرة وألف وقبر باللحية رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه أحمد بن معوضة الجربى اليمنى
الفقيه العلامة الورع التقى احمد بن معوضة الجربي نسبة إلى الجربتين من ذمار أخذ عن السيد بن أحمد المؤيدى واستقر مدة بمدينة ذمار ثم انتقل إلى مدينة صنعاء واشتهر فضله بها وسلم إليه زكواتهم ليصرفها في مصرفها فكان لا يقبل ذلك بل يترك الأموال عند اربابها ويحول لمن عرف استحقاقه من أرباب الأموال واعتكف للعبادة بمسجد داود المعروف بصنعاء وتوفى بصنعاء في سنة 1015 خمس عشرة وألف رحمه الله وله ولدان محمد بن أحمد وعبد الله بن أحمد انتقل إلى الروضة عن أعمال صنعاء رحمهم الله تعالى القاضى احمد بن مهدى الشبيبي الذمارى
القاضى العلامة التقى أحمد بن مهدى الشبيبي الذمارى أخذ عن والده وعن السيد على بن حسن الديلمى والقاضى حسين بن على المجاهد وغيرهم وكان عالما محققا متقنا شاعرا بليغا وتولى القضاء بمدينة ذمار وعمر المسجد الذى بسوق الأربعاء في ذمار وتولى القضاء بتعز مدة طويلة ومات في صفر سنة 1157 سبع وخمسين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى أحمد بن ناصر المهلا
القاضي العلامة أحمد بن ناصر بن عبد الحفيظ المهلا الشرفى أخذ عن عدة من علماء عصره ومن تلامذته مؤلف طبقات الزيدية وله
____________________
(2/45)
منظومة في علم المنطق قال في نعته مؤلف زهرة الكمائم
( وان أحمد في الدنيا وان عظمت ** لواحد مفرد في عالم أمم )
( رحب الذراع طويل الباع متضح ** كأن غرته نار على علم )
( زادت مرور الليالى بيتهم شرفا ** كالسيف يزادان ارهاقا على القدم )
وموت صاحب الترجمة في سنة 1133 ثلاث وأربع وثلاثين ومائة وألف
القاضى احمد بن ناصر بن عبد الحق المخلافى اليمني
القاضى شمس الدين احمد بن ناصر بن عبد الحق بن شايع بن على المخلافى الاصل الصنعانى المولد والنشأة مولده في 1055 خمس وخمسين وألف وأخذ عن السيد يحيى بن الحسين بن القاسم وصحب المؤيد بالله محمد بن المتوكل قبل خلافته فولاه بلاد الحيمة واضاف إليه القضاء بها ثم وازره بعد دولته مع ولاية بلاد الحيمة ثم حج وعاد فاستعفى عن ولاية بلاد الحيمة واستمر في القضاء والوزارة حتى توفى الإمام المؤيد فصار مع أخيه المولى يوسف بن المتوكل على الله إسماعيل وقام بدعوته اشد القيام ولما انتهى الحال بمصير الامر إلى المهدى صاحب المواهب كان المترجم له من جملة من وقع في شراك المحنة فحبسه المهدى بصيرة عدن مدة ثم أطلقه وولاه القضاء بصنعاء ورد إليه ما كان أخذه من أمواله وضياعة وجهزه خطيبا للجيوش في قتال المحطورى الشرفى ثم جهزه مع ولده المحسن لقتال همدان إلى مدينة عيان ثم غضب عليه وحبسه ثم أفرج عنه وجعله حاكما في بندر عدن وكان واسع الاطلاع كثير النقل وله رسائل ومسائل مفيدة عديدة وشرع في شرح مجموع الإمام زيد بن على وكان
____________________
(2/46)
شديد الغيرة على العترة النبوية وله فضائل كثيرة ومن شعره قصيدة كبيرة عارض بها الهمزية وقصيدة عارض بها البردة وأشعاره كثيرة واتفق أنه خرج من الحمام فلقيه بعض أصدقائه وسأله عن سبب دخوله الحمام فأنشده قول الشاعر
( ولم أدخل الحمام من أجل لذة ** وكيف ونار الشوق بين جوانجى )
( ولكنه لم يكفنى فيض أدمعى ** دخلت لابكى من جميع جوارحى )
وكان قد تناول الحناء واثره على يده فقال له فما هذا يشير إلى الحناء فقال مرتجلا
( وليس خصابا ما بكفى وإنما ** مسحت به أثر الدموع السوافح )
ثم صدر صاحب الترجمة البيتين وعجزهما ونقل معناهما إلى الوعظ وضم إليهما البيت الثالث فقال
( ولم أدخل الحمام من أجل لذة ** وكيف التذادى بالنيار اللواقح )
( ولا جئته ابغى اصطلاء بناره ** وكيف ونار الشوق بين جوانحي )
( ولكنه لم يكفنى فيض أدمعى ** على ماضيات من ذنوب فواضح )
( ولما رأيت العين لم يكف وبلها ** دخلت لابكى من جميع جوارحى )
( وليس خضابا ما بكفى وانما ** مسحت به أثر الدموع السوافح )
وتوفى حاكما ببندر عدن في شهر محرم سنة 1116 ست وقيل سبع عشرة ومائة وألف وأرخ وفاته زيد بن على الخيوانى بقوله
( قد قضى قاضى العلا في عدن ** فعلوم الآل بالشجو تباكا )
( وباقلام الرثا ارخته ** ياابن عبد الحق قد طاب ثراكما ) سنة 1117
____________________
(2/47)
رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد احمد بن الهادي المدافعى
السيد العالم احمد بن الهادى بن على بن محمد بن الهادى بن محمد بن الحسن بن أبى الفتح بن مدافع الحسنى اليمني أخذ عن القاضى عامر بن محمد الذمارى وغيره وعنه اخذ محمد بن الهادى ابن أبى الرجال والسيد عز الدين دريب وغيرهما وكان عارفا بالفقه واشتهر على السنة الفقهاء تسميته بالباقر لتبقره في العلم وكانت له الخصال الحميدة وخرج من بلاد صعدة لمجاهدة الأتراك بالبلاد الصنعانية ثم رجع إلى بلاده وسكن بمدينة ساقين حتى مات فيها في سنة 1042 اثنتين وأربعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين احمد بن الهادى الهارونى الهدوى
السيد السند العلامة الزاهد المعتمد احمد بن الهادى بن هارون الهدوى اليمنى كان سيدا سريا ذكى القلب ثابت الجنان له فراسة صادقة وله في العربية مسكة حسنة وفي الفقه عرفان تام واشتغل بأمور الإسلام العامة وتولى بلاد خولان ابن عامر وسكن مدينة حيدان من جهات صعدة وحف به العلماء الأعيان ولم يدخل في العمل الا بهم فكانت سيرته وأعماله علوية وتولى للإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ولأخيه المتوكل على الله إسماعيل اعمالا وتوجه لغزو أهل نجران وجهادهم وتولى للمتوكل اسماعيل بلاد ذمار ولبث بها مدة وكان لا يعرف كنه من عنده من العلم لذكائه وله كرامات كثيرة وجاءه رجل له مقام عجيب في الاتصال بعالم الجن فقال له ان بعض الجن توصى إليه أنه إذا صرع أحدا من المسلمين
____________________
(2/48)
كتب له صاحب الترجمة ثلاث عشر مرة قل هو الله أحد ثم يكتب اسمه احمد بن الهادى بن هرون وكان بين المترجم له والإمام الاواه محمد بن المتوكل كمال الألفة ومات بصنعاء في سنة 1071 احدى وسبعين وألف ورثاه القاضى احمد بن صالح بن أبى الرجال بقوله
( هذا الضريح الذي فوق الضراح سما ** وحاز من بعد افلاك السماء سما )
( فيه الهمام ضياء المبهمات ومن ** للذكر والغزو شق الحندس المبهما )
( مازال بالحرب والمحراب مشتغلا ** ان قيل ما الذي تهواه قال هما )
( قد حالف الخط والخطي مدته ** ما زال ينشر فيه العلم والعلما )
( عليه اسنى صلاة الله ما حمدت ** منه السمات وما مزن السحاب هما ) القاضى احمد بن يحيى الآنسى
القاضى العلامة احمد بن يحيى الآنسى اليمنى قال في الطبقات قرأ في العربية على السيد أحمد بن محمد الشرفي والسيد أحمد بن محمد لقمان وفي الفقه على القاضى عامر والإمام القاسم بن محمد إلى أن قال ما خلاصته وطلب من الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم الإجازة فأجازه في سنة 1050 خمسين وألف وله تلامذة كثيرة منهم القاضى عبد الله الصعترى والقاضى على بن احمد اللاحجى وغيرهم وكان صاحب الترجمة فاضلا جليلا عمدة للشيعة شمسا للشريعة رحمه الله تعالى الفقيه احمد بن يحيى بن سالم الذويد اليمنى
الفقيه المحقق احمد بن يحيى بن سالم الذويد بن على بن محمد بن موسى الصعدى أخذ عن السيد محمد بن عز الدين المفتى وعبد العزيز بن محمد بن بهران وسمع الأمهات الست واستجاز فيها من الحافظ محمد بن محمد
____________________
(2/49)
المصرى
وأجل تلامذة صاحب الترجمة الإمام القاسم بن محمد والفقيه مهدى الشعيبي وغيرهما وكان فقيها محدثا قليل النظير في المعقولات والصفات اماما في الشرعيات على الاطلاق وكان آية من ايات الله وله في كل علم قدم راسخة وبلغ في علم الطب والرمل وحل السحر وغيرها إلى مبلغ عظيم وقرأ في التوراة وكان من أهل الثروة والمال واجتمع له من الكتب خزانة ملوكية مع مكارم اخلاق وتوفي بصعدة في جمادى الأولى سنة 1020 عشرين وألف رحمه الله تعالى الحكيم أحمد بن يعقوب الهاشمى الهندى ثم اليمنى
السيد أحمد بن يعقوب الهاشمى الهندى ثم اليمنى الحكيم الماهر المتطبب وصل إلى مدينة زبيد فنعته الأمير سعيد المجزبى بكتاب إلى الإمام المهدى العباس فبعث إليه ووصل إلى مدينة صنعاء في سنة 1171 إحدى وسبعين ومائة وألف في زى الفقراء وكان قد عاد من الحج إلى زبيد وكانت معرفته بالطب منحة من الله تعالى وذكر أنه دعا له بعض مشايخه بالفتوح في يومى الأحد والأربعاء فكان لا يكاد يخطئ الدواء في اليومين ولما تتبع المهدى العباس أخلاقه ورآه بمحل من الصلاح والعفاف وعدم التهور أدناه من محله وبعثه إلى المرضى وأهل العلل وشكر صنيعه للناس فانتفع به العالم وكان لايقر لأحد بأنه يملك في الأرض ذرة ويقول كلها لله تعالى ولا يرى لأحد فضلا على أحد ويقول كل الناس عباد الله تعالى
ومن كلامه أن الغبن أن يصعد الروح ويرجع لا يمتزج بذكر الله تعالى وكان كثير الذكر وإذا طلبه الإمام المهدى لا يحتفل بتسوية هيئته
____________________
(2/50)
كما هى عادة الناس في الدخول على الملوك
قال جحاف وحدثنى ولده على بن أحمد أنه كان يرى ما وصل إليه كما يراه الآخر فلا يحتفل بشئ منه وإنه أرسل له المهدى العباس بشئ من آلة الصين الفاخر فشرعها بمقامه فما دارت أيام قلائل إلا وقد ذهب جميعه كان يدخل عليه الداخل فيعجبه الشيء فيسأله فيعطيه قال ومن عجيب أمره أن الصينية التى يتقهوى بها انما تحفظها بعض نسائه خوفا من أن يأخذها عليها الغير وكان يسعى في الخير ويثابر على اعانة الضعفاء ويستخرج من الخليفة المهدى أموالا جمة للفقراء وأدرك الإمام في بعض أيامه تغيرا في المزاج وقلقا في الطبع فبعث إليه فجس نبضه فوجده صالحا فقال العلة تنبئ عن جمع المال والدواء الإنفاق على أهل الحاجة فبذل الإمام مالا للصدقة فاستوى مزاجه واعتدل طبعه
وجئ إلى المهدى برجل من أهل الجرائم قد احتوشه الناس باب دار الإمام فقال صاحب الترجمة تنظر إلى هذا قال المهدى نعم قال فاتق الله فإنى أخاف أن يؤتى بك يوم القيامة هكذا وكان المهدى رحمه الله لا يطرح الحشمة مع أحد سواه وبدرت من المهدى غضبة عليه فراح عنه واشتغل بتجهيز نفسه للسفر فبعث إليه المهدى ما شأنك فقال أنا رجل هندى غريب الديار لا يطمعنى شئ ولى جارية منك خذها لا حاجة لى فيها فوقفه وقرر خاطره
واشتغل المترجم له آخر ايامه بجمع الكتب الطبية والدينية وغيرها ونسخها وتوسع بعد ذلك في شراء الأموال وكان الحكيم إسماعيل العجمى يحسده وكذلك الحكيم حسين فتح الله وامتحناه فلم يعول بواحد منهما ومات بصنعاء في خامس وعشرين رجب سنة 1195 خمس وتسعين
____________________
(2/51)
ومائة وألف وله إثنا عشر ولدا ذكرا وأنثى منهم على وهو الأكبر وعبد الرحمن وعبد الله وعبد الرحيم وعبد الكريم
ويروى أنه كان لا يكاد يخطئ في جس النبض وأنه لما حضرته الوفاة لم يهتد إلى إدراك نبضه وصار إذ ذاك أجهل الناس بمعرفته وكانت تأتيه الأرملة والضعيف فيذهبان به أين أرادوا وربما جاءه رسول الخليفة فلا يجيب حتى يقضي لهما وطرا
وقيل ان أكبرو أولاد صاحب الترجمة هو القاسم بن أحمد وكان من الصالحين الزاهدين رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى ادريس بن جابر العيزرى اليمنى
القاضى العلامة المحقق ادريس بن جابر بن على بن عواض بن مسعود ابن على بن حسن العيزرى نسبة إلى العيازرة في جبل الأهنوم
كان صاحب الترجمة اماما في الفروع والخلافات محققا درس كتاب التذكره زيادة على اربعين مرة وكانت له اليد الطولى في حث أهل تلك البلاد على اعانة الإمام الناصر الحسن بن على بن داود حتى تم بحميد سعيه الخير العام للإسلام وكان الإمام يسميه بالوالد
ووالد صاحب الترجمة جابر بن على كان عالما فاضلا جمع خزانة عظيمة من الكتب النافعة وعمر في بلاد الأهنوم نحو ثلثمائة مسجد ومات ولده المترجم له في ربيع الأول سنة 999 تسع وتسعين وتسعمائة رحمه الله السيد ادريس بن على الحمزى المؤرخ
السيد النسابة المؤرخ ادريس بن على بن عبد الله بن الحسن بن حمزة بن سليمان بن على بن حمزة بن أبى هاشم الحسن بن عبد الرحمن
____________________
(2/52)
الحسنى الحمزي اليمنى
كان هذا السيد علامة متفننا وتولى لسلطان اليمن الأسفل الملك المظفر الرسولى ثم تركه وهو مؤلف كتاب كنز الأحبار في الأخبار في اربع مجلدات رتبه على السنين وذكر حوادث كل سنة مع عناية تامة بتراجم رجال الزيدية وأئمتهم وفرغ من تأليفه سنة 713 ثلاث عشرة وسبعمائة هجرية وله كتاب في فضائل فاطمة الزهراء رضى الله عنها وغير ذلك قال مؤلف الطبقات كان صاحب الترجمة اميرا خطيرا وعلامة شهيرا ترجمه الخزرجي ومدحه غيره من الشعراء فكان يجيزهم الجوائز السنية وخالط السلاطين باليمن ولم يمت حتى تاب إلى الله تعالى من ذلك توبة نصوحا وموته في سنة 714 أربع عشرة وسبعمائة السيد إسحاق بن احمد بن الحسن بن القاسم
السيد السند العلامة الفهامة الأمجد اسحاق ابن الإمام المهدى لدين الله احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى كان صاحب الترجمة رئيسا نبيلا علامة جليلا اكمل أهل عصره مجدا وأعظمهم فخرا وأحسنهم أدبا وله مشاركة قوية في علم الفلك وغيره وكان والده المهدى يحبه ويميل إليه كثيرا وتولى بعد وفاة والده ذى اشرق من اليمن الأسفل ثم لما قام صنوه المهدى صاحب الترجمة من جملة الأمراء الذين تقدموا لمحاصرته بالمنصورة وآل الأمر إلى استيلاء المهدى عليهم وحبس صنوه صاحب الترجمة أعواما ثم أفرج عنه في سنة 1110 عشر ومائة وألف وولاه بلاد خمر وما إليها ثم بلاد أصاب ثم طلبه للخروج على أهل يافع ولما وصل إلى مدينة قعطبة توفاه الله بها في ربيع الآخر سنة 1121 إحدى وعشرين ومائة وألف ومن شعره
____________________
(2/53)
( سقى الله هذا الروض قد حاز كلما ** يروق ويحلو للنفوس ويطرب )
( نخيل وأنهار وزهر وبلبل ** كلوا وأشربوا واستنشقوا الزهر واطربوا ) السيد اسحاق بن محمد الكوكبانى
السيد العالم اسحاق بن محمد بن الحسين الكوكبانى مولده في صفر سنة 1159 تسع وخمسين ومائة وألف وأخذ بكوكبان عن السيد عيسى ابن محمد وغيره وكان كثير الأذكار والطاعات حسن الأخلاق كريم الطباع ومن شعره مجيبا على شيخه السيد عيسى بن محمد
( يا اماما جلى بعلم البيان ** وعلا رفعة على الزبرقان )
( قد أتى من نظامه بمعان ** ما سواه لمثلها بمعان )
( لا يطيق الجواب عنه فصيح ** ايقاس الحصى بالمرجان )
ومات في ذى القعدة سنة 1191 احدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ اسحاق بن محمد جعمان الزبيدى
الشيخ العلامة اسحاق بن محمد بن إبراهيم بن أبى القاسم بن اسحاق جعمان اليمنى الزبيدى الشافعى مولده بزبيد سنة 1014 أربع عشرة وألف وأخذ عن والده وعن عمه الطيب بن أبى القاسم وغيرهما وبرع وفاق اقرانه وحج وأخذ عنه بمدينة زبيد وبالحرمين جماعة من العلماء ومن مؤلفاته الحاشية الأنيقة على مسائل المنهاج الدقيقة ومن شعره قصيدة أولها
( نفحت نفحة العبير وريا ** مندل الحب أوصلتها شمول )
( سحرا والرفاق من سكرة النوم ** على أظهر النجائب ميل )
____________________
(2/54)
( فنشقنا نوافح الطيب منها ** اذ شذاها على الخيام دليل )
( وابتسام المهاة في حندس الليل ** أضاء الدجى فبان السبيل )
وهى قصيدة عامرة ومات بزبيد في ربيع الثانى سنة 1096 ست وتسعين والف رحمه الله تعالى السيد إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى جحاف الحبورى
السيد الكبير إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن المهدى بن أحمد جحاف الحبورى الحسنى مولده في سنة 1024 أربع وعشرين وألف تقريبا وأخذ عن والده والحسين بن على جحاف والسيد عبد الرحمن بن حسين جحاف وغيرهم وكان محققا في الفروع والأصول والعربية والطب مع أدب وحافظة وكان حاكما بحضرة الإمام المتوكل على الله إسماعيل ومن شعرة يحث الإمام المتوكل على احياء مدارس العلم بقصيدة أولها
( أصبح الدهر طيب الأوقات ** كامل الحسن وافر الحسنات )
منها
( يا امام الزمان قد أسعد الله ** أناسا رأوك قبل الممات )
( شاهدوا فيك من صفات على ** جملة أخبرت عن الباقيات )
ومنها
( حجة الله لا برحت بخير ** في رياض انيقة مغدقات )
( أصبحت عبرة لكل نسيب ** عرصات من أهلها مقفرات )
( فتميل القلوب تشكو إليها ** هجرها دائما بكل جهات )
( ليس خلق سواك يحنو عليها ** يا اماما فوات قبل الفوات )
( وانتعش أهلها وشيد بناها ** واعدها في أحسن الحالات )
____________________
(2/55)
ومات المترجم له بحبور في شعبان سنة 1097 سبع وتسعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه إسماعيل بن إبراهيم النجرانى
الفقيه المحقق إسماعيل بن إبراهيم بن عطية النجرانى قرأ على المطهر بن تريك في الصرف والمعانى والبيان والتفسير وأجازه بمحروس مدينة صعدة وأجازه الإمام يحيى بن حمزة في كتابه الانتصار وللمترجم له تلامذة اجلاء منهم السيد الهادى بن إبراهيم الوزير الكبير والسيد على بن أبي القاسم وغيرهما وكان عالما فاضلا ورعا تقيا ومن مصنفاته الأسرار الشافية في كشف معانى الشافية ومات في سنة 794 أربع وتسعين وسبعمائة رحمه الله تعالى السيد إسماعيل بن إبراهيم المهدى صاحب المواهب
السيد العلامة إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمد الحسنى وكان سيدا جوادا كريما مقداما بصيرا بالأعمال اشتغل بعلم الكيمياء وعاناه مدة من الزمان وتفقه في علوم الزيدية فأدرك حظا ووضع كتابا في النحو وسهله بألفاظ عرفيه تفهمه المرأة والصبى وكان حسن الشكل والملبوس ذا شاش وحشمة وتوفى في ذى القعدة سنة 1098 ثمان وتسعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه إسماعيل بن احمد بن القحيف الذمارى
الفقيه الأديب الأديب إسماعيل بن أحمد بن القحيف الذمارى كان أديبا اريبا لطيفا تولى أعمالا للمهدي صاحب المواهب ومن شعره
____________________
(2/56)
معارضا لأبيات عمرو بن معدى كرب المشهور بقوله
( أعددت للحدثان رحمة ** محصى الأنفاس عدا )
( ان كان عمرو عد سابغة ** وعدا علندا )
( ولنعم ما اعددته ** ولبئس ما عمرو أعدا )
( من كان غير الله عدته ** بحادثة تردى )
( يا من تميد الراسيات ** لسخطه وتخر هدا )
( يا من له تعنو الملوك ** وكلهم آتيه عبدا )
( أرجوك للأمر الذى ** لا استطيع له مردا )
( فأجب دعائى ولا تذرنى ** يا جميل الصنع فردا )
( واغفر لعبدك وابن عبدك ** ما جنى سهوا وعمدا )
ومات بمدينة ذمار في سنة 1121 احدى وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى الفقيه إسماعيل بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عطية النجرانى
الفقيه العلامة الفاضل إسماعيل بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عطية النجرانى قرأ الكشاف وتجريده على السيد على بن محمد بن أبى القاسم ومن شيوخه أيضا السيد ابو العطايا عبد الله بن يحيى بن المهدى والقاسم بن يحيى بن المؤيد والسيد صلاح بن عبد الله بن المهدى وغيرهم وكان عالما كبيرا محققا للعربية والتفسير ومكانته في الفضل مكانة عمه إسماعيل بن إبراهيم السابق ذكره ومن أجل تلامذة المترجم له السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير والسيد محمد بن عبد الله الوزير وغيرهما من أكابر علماء القرن التاسع رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/57)
القاضى إسماعيل بن حسن أبى الرجال
القاضى العالم الأديب إسماعيل بن حسن بن أحمد بن أبي الرجال الصنعاني أخذ عن القاضى أحمد بن صالح بن أبى الرجال وغيره من علماء صنعاء قال جحاف في أثناء ترجمته له كان شاعرا بليغا مفوها أدركته الوسوسة وتحكمت به الأوهام والخيالات الملبسة ومازال يتحدث أن الإمام المهدى العباس قد أضمر في نفسه له شرا لأمور نقلت إليه سرا فزادت أوهامه وكثرت في النوم أحلامه وكان يشير بيده إلى الهواء ويشخص ببصره ويعيده في أقرب مدة ويقول كاذبين كاذبين ثم يقول هذا غلط والصواب كاذبون أى هم كاذبون وكان يقول بالهواء سكان لهم في السحر ملكة عظيمة وأن من سحرهم أنهم يسرقون لسانه ويتكلمون بها بكلام خبيث فلا يشك السامع إلا أنه إسماعيل أبى الرجال قال وأكثر ما يتكلمون به في سب الإمام المهدى فإذا بلغه أن إسماعيل شتمه وطعن فيه كان ذلك سببا لإبانة شبر من أعلا قامته وكان لا يتجاوز من شرقى صنعاء سوق الملاحين ولا يتجاوز من غربيها صومعة مسجد طلحة ويقول ان تجاوزت أحد المحلين رأيت الإمام المهدى على فرسه في أرباب دولته ورأس إسماعيل مضروب بين يديه وجثته منكوسة مشدودة بالخشب وكان نازلا بمنازل مسجد داود فإذا أقبل الليل عليه نزل إلى المسجد فصلى قصرا ويقول ذهب من العقل نصف وبقى نصف فعلى نصف صلاة ويصلى الرباعية ركعتين ثم يصعد إلى منزله ويسرج مصباحا ويخرج إلى جيرانه فيقول اشهدوا على ويلقى في فمه خرقة ثم يشد على شفتيه بحبل وثيق ويعود إلى منزلته ولا يتنفس إلا من منخريه وإنما يفعل ذلك وثوقا
____________________
(2/58)
بأن السحرة سكان الهواء لا يأخذون لسانه فإذا أخذوها وتكلموا بها فقد أشهد على نفسه بأنه ما نام إلا وقد شد على فمه وكان ربما ألقى نفسه على الأرض واضطرب من فتح اشارات سكان الهواء وكانت هيئته هيئة العقلاء ولباسه لباس ذوى الهيئات وكان إذا رأى غلاما جميلا تحدث عنه وعن حسنه ثم يقول وآخر الأمر غضضت بصرى وحفظت ذكرى وصفعت جفرى
وبعد أن تحكمت به السوسة والخيال خرج من صنعاء وقصد بلاد خولان ومازال يسأل كل انسان عما عليه السلطان من ذلك الأمر الذى كان
ثم كتب في صفر سنة 1187 سبع وثمانين ومائة وألف إلى الإمام المهدى العباس بواسطة القاضى أحمد بن صالح بن أبى الرجال رسالة وقصيدة سماها درة اليمن وتحفة الزمن وسلوة المظلوم الممتحن عدد أبياتها مئة وسته عشر بيتا بها يفتن أولها
( لى حسن ظن في رضا الرحمان ** الواحد المشكور بالإحسان )
( يا من أحاط بكل شئ علمه ** يا عالما بخفى سر فلان )
( قد ضاقت الأحوال بى ذرعا فكن ** يا رب عونا لى على الشيطان )
( شيطان سحر قد تعلق بالهوا ** وأتى بألفاظ بغير معانى )
( سب الإله مع الملائكة الكرام ** م مع الأنام مع امام زماني )
( ورمى بسوء من أناخ مهاجرا ** أفنى الزمان بطاعة الرحمن )
( يا ويلهم سحروا تقيا مؤمنا ** حسدا على تقواه والإيمان )
منها
( وكسوه جلباب الخساسة والدناسة ** وارتضوا بالإثم والعدوان )
( قوم أباليس يطيروا في الهوا ** خلقوا شياطينا من النيران )
____________________
(2/59)
( ما زلت أسمع كل حين في الهوا ** أصوات قوم السحر في آذان )
( زعموا بأن السحر مالى خوليا ** هزوء لقصد الحبس في غمدان )
ومات في سنة 1190 تسعين ومائة وألف السيد إسماعيل بن صلاح الأمير
السيد العلامة المفضال أبو محمد إسماعيل بن صلاح الأمير الحسنى والد السيد الشهير محمد بن إسماعيل الأمير مولده بمدينة كحلان في سنة 1072 اثنتين وسبعين تقريبا
وحقق الفقه والفرائض ودرس واشتهر بالعلم والنفل والتقشف والكرم ولين الجانب ومجانبة الدول والمحافظة على طلب الحلال والتواضع وهضم النفس ومحبة الصالحين وانتقل بأهله إلى مدينة صنعاء اليمن في سنة 1108 ثمان ومائة وألف وصار بها أحد الأعيان وأراد المتوكل القاسم بن الحسين الاجتماع به ومعرفته فلم يسعد وكذلك المنصور الحسين بن المتوكل وكان المترجم له آية في الذكاء حتى قال المولى زيد بن محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم ما أظن ذهن السيد الشريف يفضل ذهن السيد إسماعيل الأمير وكان حلو المجون حسن المحاضرة ومن مشايخه المولى زيد بن محمد ثم أخذ على ولده محمد بن إسماعيل الأمير في الصرف والبيان وفي شرح العمدة وفي الكشاف وحواشيه ونظر وحقق ورجح العمل بالدليل وواظب على الهدى النبوى وكان كثير التردد إلى بيت الله الحرام وزيارة المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام وحج على قدمه أربعة عشر موسما وزار مرارا وكان كثيرا ما يتشوق في أشعاره إلى مكة المشرفة وامتحن بفراق ولده محمد بن إسماعيل من سنة 1138 ثمان وثلاثين ولم يقدر بينهما الاجتماع حتى توفى صاحب
____________________
(2/60)
الترجمة ومن شعره ما كتب إلى ولده في عيد الإفطار سنة 1140 أربعين
( تطاول البين بين الأب والولد ** ما كان يخطر هذا قط في خلدى )
( سرت ومرت شهور للنوى ومضت ** حتى انقضى الحول هذا منتهى العدد )
( ذقت المرارات في الدنيا وشدتها ** أمر من فرقة الأحباب لم أجد )
( قالوا تجلد يا هذا فقلت لهم ** مالى إلى البين من صبر ولا جلد )
( كيف التجلد بعد الحول ويحكم ** ولا أراه يطيق الصبر من أحد )
( وبعد ذا ليت شعرى هل له أمد ** فنرتجى أن نقضى مدة الأمد ) إلى آخرها فأجاب ولده البدر بقصيدة أولها
( تجدد البين فاستأنفت في العدد ** وكان مامر عندى غاية الأمد )
( لكنه حين كان البين في سفر ** يرضى به ربنا مافت في عضدي )
( فإنه هجرة عن كل منكرة ** قد أحدثتها ملوك الجور في بلدي )
( مثلى يقيم بأرض لا تقام بها ** شريعة المصطفى والواحد الصمد )
( ولا يقيم على ذل يراد به ** غير الأذلين غير الحى والوتد )
( لا كنت لا كنت من نسل الرسول إذا ** أقمت بين ذوى الشحناء والحسد )
إلى آخرها ثم كتب صاحب الترجمة إلى ولده البدر وهو بشهارة قصيدة أولها
( بعدتم فصبرى يا محمد أبعد ** ووجدى على طول المدى يتجدد )
( لكل امرء شوق على قدر حبه ** وليس سواى مطلق ومقيد )
( وإنى من بين المحبين آخذ ** بأوفر حظ والمدامع تشهد )
( إلى الله أشكو طول بعدك أنه ** شديد وهل شئ من البعد أنكد )
( تنقلت منها بلدة بعد بلدة ** وللدهر في هذا التنقل مقصد )
____________________
(2/61)
( إلى ان تسنمت المحل الذى علا ** على الشم فهو الشامخ المتفرد ) إلى آخرها فأجاب ولده البدر بقصيدة اولها
( إلى أحاديث الصبابة تسند ** وعنى رواة الحب في الوجد أسندوا )
( ومرسل دمعى قد رووه لأنه ** بما أرسلوه من غرامى يشهد )
( وكم أخذ العشاق من نار صبوتى ** وكم وردوا من نهر دمعى وأوردوا )
( فلى في الهوى العذرى أرفع رتبة ** الى مثلها أهل الصبابة تقصد )
( هنيئا لاحبابى تنام جفونهم ** وجفنى إذا جن الظلام المسهد )
( فيادار أوطان ومنزل صبوتى ** ومربع انسي هل بك الدهر يسعد ) إلى آخرها ومن شعر صاحب الترجمة قوله
( إنى أرى العمر قد تقضى ** وقد مضت مدة الاقامه )
( ما أقرب الموت بعد هذا ** وأقرب الحشر والقيامه )
( يا نفس هلا انتبهت يوما ** من نومة تورث الندامه )
( وأنت في فسحة فتوبى ** واستفرغى الوسع في الملامه )
( فليس بعد الممات إلا الجحيم ** دارا او المقامه )
وأجازه ولده محمد بن إسماعيل بقوله
( أبشر فان الإله بر ** أعد للوافد الكرامه )
( سوف ترى عفوه وتلقى ** جودا به تنتفى الندامه )
( فناده تلقه مجيبا ** قل عبدكم أحسنوا ختامه )
( ان تعتقونى فليس عتقى ** ينقص من ملككم قلامه )
( قد شاب في رقكم فجودوا ** لا تطعموا ناركم عظامه )
( يا سيد الرسل لى عليكم ** رحامة بلوا الرحامه )
____________________
(2/62)
( عليك دامت صلاة ربى ** مهما أقيمت لها إقامه
ومات صاحب الترجمة بمدينة صنعاء في ثالث ذى الحجة سنة 1146 ست وأربعين ومائة وألف وقيل اثنتين وأربعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد إسماعيل بن على الخطيب الذمارى
السيد العلامة إسماعيل بن على بن يحيى الخطيب نشأ بذمار وكانت له معرفة تامة بالفروع ومشاركة في غيرها وتولى الخطابة والإمامة بجامع مدينة ذمار مع ولاية وقف الإمام يحيى بن حمزة وكان سيدا سريا مفضالا فصيحا متكلما حسن الصوت والقراءة كثير الخشوع غزير الدمعة وتوفى في ذى القعدة سنة 1180 ثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد إسماعيل بن محمد فايع الصنعانى
السيد الوزير إسماعيل بن محمد بن على فايع الحسنى الصنعانى مولده في سنة 1106 ست ومائة وألف بصنعاء ونشأ بها نشأة حسنه وله جمال ونجابة وصحب المولى المحسن بن الحسين بن المهدى أيام ولايته على صنعاء فبدت أهليته الكفاءة من غرته وبزع قمر الكمال من أسرته ثم حظي في دولة المتوكل القاسم بن الحسين فكان من أعيانها يستحضر للجلوس ويدخر لليوم العبوس ومازال ملحوظا من المتوكل بعين التعظيم حتى جاءت الدولة المنصورية فعلت مرتبته وزادت رفعته وانتظم في سلك الوزراء وتوسط على بعض اليمن الأسفل وكان المنصور الحسين يرى له حق الإخلاص ويركن عليه في المشورة والنصح ويحتمل له احتمالا كثيرا
____________________
(2/63)
لأنه كان حاد المزاج سريع البادرة محبا للفضل وأهله مبالغا في فعل الخير والمعروف كثير الصدقات قريب الجناب سهل الحجاب دينا خيرا كثير العبادة والاشتغال بالأوراد محبا لأهل العلم مغرما بشراء الكتب ومن شعره مضمنا
( في لام عارضه ورمح قوامه ** وافى وقد فضح الغزالة بالسنا )
( فخشيت من فتك الرقيب فقال لى ** لا تخش وانظر بالحقيقة ما هنا )
( أترى الرقيب يحوم حولك بعدما ** زرناك في زرد الحديد وفي القنا )
ومات تقريبا في سنة 1185 خمس وثمانين ومائة وألف بصنعاء رحمه الله حرف الجيم القاضى جعفر الظفيرى
القاضى الحافظ جعفر بن على بن تاج الدين الظفيرى كان في ابتداء أمره جنديا فحضر في بعض أيامه موقف السيد احمد بن احمد الخطيب وحوله تلامذته للقرائة فأراد أن يسأل فزجره بعض الحاضرين فخرج من ساعته وغير لباسه ورحل إلى مدينة شهارة فأخذ بها عن القاضى احمد ابن سعد الدين المسورى والقاضى إبراهيم بن حسن العيزرى ثم رجع إلى بلده بعد سنة كاملة قد وقف على فائدة فتمم القرائة على السيد يحيى بن محمد الخطيب والسيد حسين بن محمد الحوثى والسيد احمد الذيونى ثم رحل إلى ضوران فأخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل كتبا متعددة وأخذ عن القاضى احمد بن صالح ابي الرجال والمؤيد محمد بن المتوكل وغيرهم وكان عالما محققا مدققا ومن أجل تلامذته السيد الحافظ الحسين
____________________
(2/64)
بن احمد زبارة وغيره وتولى القضاء للمؤيد بالله ثم رجع إلى بلده الظفير ولم يزل حاكما ومدرسا حتى توفى في شعبان سنة 1109 تسع ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد جعفر الصادق العيدروس
السيد العالم جعفر الصادق بن على بن زيد العابدين بن عبد الله بن شيخ العيدروس الحسينى اليمنى الشافعى ولد بمدينة تريم من حضرموت في سنة 997 سبع وتسعين وتسعمائة وأخذ عن ابن عمه السيد عبد الرحمن السقاف والسيد أبى بكر بن عبد الرحمن والشيخ رزين بن حسين بافضل وغيرهم وبرع في التفسير والفقه والحديث والعربية والتصوف والحساب والفلك والفرائض وكان حسن الفهم جميل الصورة بليغا في النظم والإنشاء وحج وعاد إلى تريم ثم رحل إلى الهند وأخذ عن عمه الشريف محمد وتصدر للتدريس ومات سنة 1064 أربع وستين وألف حرف الحاء المهملة السيد حاتم بن احمد الاهدل اليمنى
السيد العالم الفاضل المتصوف حاتم بن أحمد بن موسى بن أبى القاسم بن محمد بن أبى بكر بن أحمد بن عمر بن أحمد بن عمر الأهدل الحسينى اليمنى كان محققا للعلوم والمعارف بديع النظم والنثر رحل إلى كثير من البلدان وأقام بالحرمين ثم توطن ببندر المخامن اليمن وحصل له بها شأن عظيم وقيل فيه
( تاهت بكم أرض المخا وتحملت ** فالبندر المحروس زهوا يرفل )
____________________
(2/65)
( لما طلعت بافقه متهللا ** أمسى وظل بنوره يتهلل ) وقد ترجمه الشلى الحضرمى في تاريخه وابن معصوم في سلافته وصاحب خلاصة الأثر وغيرهم
ومن شعره مخمسا لقصيدة ابن النبيه الشهيرة بقوله
( رقم العذول زخارفا وتصنعا ** وأشاع نقض العهد عنك وشيعا )
فأجبته والنفس تقطر أدمعا
( أفديه ان حفظ الهوى أو ضيعا ** ملك الفؤاد فما عسى أن اصنعا )
( حكم الغرام فلذبه وبحكمه ** واثبت على مفروض واجب رسمه )
واخضع لعدل الحب فيه وظلمه
( من لم يذق ظلم الحبيب كظلمه ** حلوا فقد جهل المحبة وادعى )
( يامن بلطف جماله قلبى اقتنص ** صبرى على الاعتاب من جلدى نكص )
وثبات حملى حين زمرتم رقص
( يا صاحب الوجه الجميل تدارك ** الصبر الجميل فقد عفا وتضعضعا )
( وفرت من نبل اللواحظ أسهمي ** وكلمت احشائى ولم اتكلم )
وهجرتنى ظلما ولم أتظلم
( ما في فؤادك رحمة لمتيم ** ضمت جوانحه فؤآدا مرجعا )
( قلبى اليك مسائر لك سائر ** كلى عليك مسامع ومناظر )
وإذا شككت بأصل ما أنا ذاكر
( فتش حشاى فأنت فيه حاضر ** تجد الحسود بضد ما فيه سعى )
( إنى اعترفت بذلتى وجنايتى ** ورضاك مقصودى وغاية غايتى )
يامن ضلإلى فيه عين هدايتى
____________________
(2/66)
( هل من سبيل أن أبث شكايتى ** أو أشتكى بلواى أو أتضرعا )
( لى في حماك مسارح ومطارح ** كم بت للغزلان فيه أطارح )
ياقلب أما اليوم طيبك نازح
( يا عين عدرك في حبيبك واضح ** تسحى لفرقته دما أو أدمعا )
ولصاحب الترجمة نظم كثير في ديوان شهير وتوفي ببندر المخافى نهار الأحد سابع عشر المحرم سنة 1013 ثلاث عشرة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمنين الفقيه حاتم الحملانى اليمنى
الفقيه العلامة الزاهد الورع القانت العابد حاتم بن منصور الحملانى الصنعانى أخذ مرافقا للإمام يحيى بن حمزة في بعض العلوم وكان عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا رأسا في العبادة وإماما يقتدى به في الزهادة استاذ أهل زمانه في الفقه والأصولين وعنه أخذ الزاهد الشهير إبراهيم احمد الكينعى وكان لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يدخر شيئا لغده قال تلميذه الكينعى في نعته
صلى حاتم زهاء أربعين سنة اماما ما ترك صلاة واحدة في جماعة ولا سجد للسهو في جميع هذه المدة إلا ست مرات وكان لا يدع البكاء في الصلاة مطلقا انتهى
وقال في الطبقات روى الثقة أنها قبضت روحه وهو يصلى صلاة التسبيح مستلقيا من المرض انتهى ومات في يوم الأحد 28 ربيع الآخر سنة 765 خمس وستين وسبعمائة وقبره جنوبى مدينة صنعاء ما بين مسجد السعدى وباب اليمن رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/67)
الفقيه الحسن بن احمد الشبيبي اليمنى
الفقيه المحقق أمام فروع الزيدية الحسن بن أحمد بن الحسن بن على بن يحيى بن على بن محمد بن معوضة الشبيبي الآنسى ثم الذمارى مولده بقرية ذى حود من بلاد آنس سنة 1107 سبع ومائة وألف وأخذ بمدينة ذمار وظفير حجة وحصن كحلان وبمدينة صنعاء ومن مشايخه السيد على بن يحيى لقمان الذمارى وزيد بن عبد الله الأكوع والسيد اسحاق بن يوسف بن المتوكل والسيد صلاح بن الحسن الأخفش والسيد محمد الأمير وأجازه السيد إبراهيم بن القاسم مؤلف الطبقات وغيره وصار إماما في الفقه مشاركا في غيره وانتهت إليه رياسة العلم بمدينة ذمار وأخذ عنه جملة من الأكابر وفاق أقرانه وانتشر علمه وصيته في البلاد اليمنية
وله في هوامش شرح الأزهار فى فقه الأئمة الأطهار وفي هامش بيان ابن مظفر حواش في غاية التحقيق والاتقان واعتنى بتذهيب نسخة شرحه غاية العناية حتى صارت المرجع للطلبة والعلماء بالبلاد اليمنية وتولى القضاء أياما بمدينة تعز نيابة عن القاضى احمد بن مهدى الشبيبي ثم ترك ذلك والدخول في أعمال الدولة ومال إلى الحديث وكتب السنة النبوية وعكف على التدريس إلى أن توفى بمدينة ذمار في شهر ربيع الأول سنة 1169 تسع وستين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ الحسن بن احمد المحيشى الشهارى
الشيخ العلامة الحسن بن احمد بن ناصر بن على بن زيد بن نهشل المحيشى الشهارى
أخذ عن القاضى أحمد بن سعد الدين المسورى والسيد يحيى بن
____________________
(2/68)
الحسن بن المؤيد والقاضى أحمد بن صالح بن أبي الرجال والحسن بن صالح العفارى وأسمع على الإمام المتوكل على الله إسماعيل في الكشاف في سنة 1076 ست وسبعين وألف وكان وزيرا له ثم لولده المؤيد بالله محمد بن المتوكل وكان صاحب الترجمة عالما محققا متواضعا وصيا للإمام المؤيد بالله ابن المتوكل متنفذا لوصاياه
ومن أجل تلامذته أحمد بن الناصر المخلافى وجعفر الظفيرى وعبد العزيز المفتى والحسن بن صالح العفاري وغيرهم ومات بشهارة سنة 1098 ثمان وتسعين وألف رحمه الله السيد الحسن بن شرف الدين الكحلانى
السيد العلامة الحسن بن شرف الدين بن صلاح بن يحيى الملقب بالهادى بن الحسين بن المهدى بن محمد بن ادريس بن على بن محمد تاج الدين الكحلانى الحسنى القاسمى اليمنى
أخذ عن خاله أحمد بن محمد المنتصر الظفيرى والسيد حسن بن صلاح الشرفى والقاضى سعد الدين المسورى وغيرهم وكان امام الزاهدين وقدوة العابدين واسع الأخلاق دمثها محبا للضيوف حنقا على أعداء الله مجاهدا لهم وافتتح حصن عفار عنوة ثم سكن شهارة ومات بها في سنة 1028 ثمان وعشرين وألف رحمه الله الفقيه الحسن بن صالح العفارى الشهارى
الفقيه العلامة الحسن بن صالح بن صلاح العفارى الشهارى مولده سنة 1041 إحدى وأربعين وألف وأخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل والقاضى مهدى بن جابر العفارى والسيد الحسين بن صلاح حاكم شهارة والقاضى أحمد بن سعد الدين وغيرهم وبلغ المنتهى واقتطف
____________________
(2/69)
من جنى العلم ما اشتهى وكان آية زمانه زهدا وعلما وفطانة مبرزا في جميع العلوم متورعا امتنع عن القضاء وتعفف عن الأكل من بيت المال وكان ذا ثروة ومال وطين يباشر بنفسه أكثر الأوقات ومع هذا فما ترك التدريس بجامع شهارة الا قبيل وفاته بثلاثة أيام ومن أجل تلامذته على بن المؤيد بالله محمد بن المتوكل والسيد الحسين والسيد الحسن ابنا القاسم بن المؤيد والسيد أحمد بن المتوكل وولده القاسم بن أحمد بن المتوكل ومؤلف طبقات الزيدية السيد إبراهيم بن القاسم بن المؤيد وغيرهم ومات بشهارة ثالث رمضان سنة 1115 خمس عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه الحسن بن صالح الحداد الصنعانى 4
الفقيه الزاهد العابد الحسن بن صالح الحداد الثابتى الصنعانى رأس أهل العبادة والاجتهاد كهف الضعفاء والأرامل المؤذن بجامع صنعاء مولده سنة 1115 خمس عشرة ومائة وألف وحفظ القرآن عن ظهر قلب وأخذ في النحو والأصول وأخذ في علم الحديث عن السيد المحقق هاشم بن يحيى الشامى وغيره وكان يدخل في صغره على الإمام المتوكل القاسم بن الحسين فيدنيه ويقول أرى على هذا مخائل الصلاح وكان حسن الصوت لا يسمع تلاوته أحد إلا تحير لحسن صوته واشتغل به المنصور الحسين بن المتوكل وكان يستدعيه كثيرا نصف الليل فيذهب إليه ويأمره بالتلاوة ولازم مدارسة المنصور الحسين حتى توفي ثم أدناه ولده المهدي العباس منه ورفع ذكره وعرف قدره وساق إليه الخير وأناط به آمال المحتاجين وأمره بصرف صدقة جارية على يده لا تنقطع في كل أسبوع
____________________
(2/70)
بسبعة ريالات طعاما وفي يوم الجمعة ثلاثين قدحا طعاما تفرق لأهل الحاجة وثلاث صلات في كل عام وفي الشتاء وفي رمضان وفي ذى الحجة وكان يبعث إليه خلال أيام السنة بالدنانير والدراهم فيفرقها على الضعفاء ولا يدع الشفاعة لدى المهدى العباس فيقبلها ويعرفه بعمارة مسكن لفقير وإعانة متزوج وقضاء دين معسر وغير ذلك فكان طاهر اللسان لا يذكر بالعيب انسانا وكمن له رجل من أهل الشر فى الليل بجامع صنعاء وليس فيه أحد من الناس فقام الرجل يشهر السلاح فقال صاحب الترجمة حسبنا الله ونعم الوكيل واستسلم فسقط ذلك الرجل مغشيا عليه وكان المترجم له طيب العيش محبا للطيب يلبس الفاخر من الثياب وأصابه حصر البول فبعث المهدى العباس من يبضع للحصاة ولما وصل إليه البضاع أراد أن يستعمل المخدر لئلا يجد ألم البضع فقال له صاحب الترجمة لا سبيل إلى استعمال ذلك وسأصبر فباشره البضاع فلما وجد الألم استغاث بالله وأكثر من قول يا غياث المستغيثين فلما وقف البضاع على الحجر بالمثانة استبعدها فقال له بل لتنزل الحجر عن محلها فبال ونزلت ودخلت قصبة الذكر فاسترجع البضاع فقال مالك فأخبره الخبر وأرشده إلى استعمال المخدر فقال لا سأصبر فشق قصبة ذكره واستخرجها وهو صابر وعاش بعد ذلك صحيحا إلا أنه انقطع نسله ولما مات المهدي العباس حزنه صاحب الترجمة حزنا شديدا وعاف الحياة بعده وتخلى عن الدنيا ولبس الخشن من الثياب وباع داره التى في بير العزب وصرف قيمتها في وجوه الخير ثم باع متاعه وملبوسه وصرف قيمته في أهل الحاجات وكتب إلى المنصور على بن المهدى العباس بكتاب يطلب منه شراء بيته بصنعاء
____________________
(2/71)
واشترط سكونه فيه إلى الموت فأسعفه المنصور وأرسل من يقوم البيت فبذل للمقوم له عشرة ريالات على أن يزيده في الثمن فقال المقوم لا يجوز لى ذلك فقال المال من بيت مال المسلمين والمشترى أمير المؤمنين والبائع حسن الحداد سيصرف الثمن في وجوه الخير فقال نعم وزاد ثمن البيت مائة وخمسين ريالا ولما وصلت القيمة إلى المترجم له شرى بها بيوتا صغارا لأهل الحاجات وفك ديونا لضعفاء شكوا أمرهم إليه وكان المنصور على قد استدعاه وأناط به أمور الصلات والصدقات إلا أنه لم يوفرها كما كانت في أيام والده المهدي العباس ولما حضرت صاحب الترجمة الوفاة قال اسندونى أصلى العصر فصلاها ثم سلم والتفت يمينا وشمالا ورفع أصبعه السبابة وقال أشهد أن لا اله إلا الله ففاضت نفسه في يوم الخميس خامس وعشرين جمادى الآخرة سنة 1195 خمس وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الإمام الحسن بن عز الدين بن الحسن
الإمام الناصر للدين الحسن بن عز الدين بن الحسن بن على بن المؤيد الحسنى اليمني مولده في سنة 862 اثنتين وستين وثمانمائة ودعوته من حصن كحلان بعد وفاة والده في رجب سنة 900 تسعمائة وخطب له بمدينة صعدة ولم يخطب فيها لوالده وكان إماما عظيما ومن مؤلفاته النافعة المنقحة المهذبة كتاب القسطاس المقبول شرح معيار العقول في علم الأصول وله رسائل ومسائل مشتملة على فصاحة وبلاغة ومات في مدينة فللة في شعبان سنة 929 تسع وعشرين وتسعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/72)
السيد الحسن بن على بن الحسين الأبيض
السيد العالم الحسن بن على بن الحسين بن على ابن المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم الحسنى اليمنى الملقب الأبيض كان سيدا سريا هماما كريما تولى للمهدى العباس قطر قعطبة وبلاد عتمة ورداع وولى بلاد سنحان مرات وأمره الإمام المنصور على بن المهدى بالخروج لمناجزة خولان وكانت إليه بلاد اليمانيتين قطعة فدخل عليه في بعض الأيام الفقيه الأديب احمد بن حسن بركات فرأى ببابه جماعة من أهل اليمانيتين وقد تمالوا على رفع أصواتهم بالشكوى ففزع المترجم له وقال انظروا ما هذا فقال أحمد بركات هو عقيق يمانى فقال المترجم له العقيق مخلوق لآل محمد يشير إلى ما يحفظه الناس في قولهم
( من كان يعتقد الولاء لحيدر ** ويحب أهل محمد تحقيقا )
( فليلبس الحجر العقيق فإنه ** حجر لآل محمد مخلوقا )
ومات في رجب سنة 1101 إحدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى الحسن بن على الأكوع
القاضى العلامة الحسن بن على بن صلاح بن سليمان الأكوع مولده سنة 960 تسعمائة وستين
قال صاحب بغية المريد هو القاضى العلامة العارف بدر المعارف وسحاب العوارف أحد حسنات الأيام حوى من المكارم ما لم يحوه أبناء جنسه من الورع الشحيح والتشيع الصحيح والعزم والحزم وكان أحد أجواد الزمان ومع ذلك فهو يتلطف للسائلين كأنه ليسألهم ما أعطاهم وكان من الشجاعة بمحل لا يلحق به وكان كثير
____________________
(2/73)
الولوع لقراءة { قل هو الله أحد } ولما شكا أهل الحجرة من بلاد الحيمة إلى الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم الحسن ابن الإمام القاسم وأنه طلب الفطرة منهم خمسة دراهم وقيمتها درهم وصار يحتجب منهم أخرج الإمام المؤيد القناع النبوى وألزم صاحب الترجمة بالغرم فبقى في العر فلم ينتظم الحال فرفع الإمام يد الحسين بن القاسم عن البلاد جميعا وألزمه بالقرائة والسكون وجعل جميع الأمور الى صنوه الحسن بن القاسم ومات صاحب الترجمة في ربيع الثانى سنة 1024 أربع وعشرين ألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين اليسد الحسن بن على بن صلاح العبالى
السيد العلامة الحسن بن على بن صلاح بن محمد بن احمد العبالى الحسنى القاسمي والعبالى نسبة إلى قرية العبال من بلاد حجة أخذ صاحب الترجمة عن الشيخ لطف الله الغياث وعن الإمام القاسم بن محمد وغيرهما وكان عالما محققا اماما في المعقول والمنقول شيخا للعلماء الجهابذة الفحول عالى المرتبة شريف الرتبة حاويا للفضل مع دماثة أخلاق مرجوعا إليه لا سيما في علوم الأدوات وله شعر جيد وهاجر إلى مدينة شهارة وزوجه الإمام القاسم ابنته الشريفة جمانة ومن أجل تلامذته القاضى احمد بن سعد الدين المسورى والإمام المتوكل على الله إسماعيل وغيرهما وانتقل في آخر أيامه من شهارة إلى حض ظفير حجة ومات به في سنة 1065 خمس أوست وخمسين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه الحسن بن على حنش
الفقيه العلامة الحسن بن على بن يحيى حنش أخذ عن السيد عبد الله
____________________
(2/74)
بن القاسم العلوى وغيره وكان عالما أديبا نحويا لغويا متضلعا في العلوم له عناية تامة بالتراجم والوفيات علق بنظمه الفوائد وجمع الشوارد وكان من أعيان أصحاب الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين ومات بهجرة شطب في سنة 975 خمس وسبعين وتسعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى الحسن بن عبد الله الريمى
القاضى العلامة الحسن بن عبد الله بن احمد بن حاتم الريمى الذمارى وأخذ عن السيد على بن الحسن الديلمى وغيره وكان فقيها محققا للفروع مشهورا بالفضل متواضعا ودرس بمدينة ذمار وتولى القضاء فيها وله كراما وفضائل جمة ومات في ذمار سنة 1150 خمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الإمام الحسن بن القاسم بن المؤيد الشهارى
الإمام الهادى الحسن بن القاسم بن المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الشهارى نشأ بمدينة شهارة وأخذ عن علمائها حتى حقق المنطوق والمفهوم وبرع في العلوم وكان ذا ديانة ورصانة وزهادة وكان أكبر سنا من أخيه الإمام المنصور الحسين بن المؤيد وأجود رأيا وأشد صبرا وبعد وفاة صنوه المذكور دعا صاحب الترجمة إلى نفسه وتلقب بالمؤيد بالله وبايعه أهل مدينة شهارة وبلادها ونفذت رسائله إلى اليمن فصالحه المتوكل على الله القاسم بن الحسين ولم يزل آمرا بالمعروف إلى سنة 1152 اثنتين وخمسين ومائة وألف ثم جدد الدعوة وتكنى بالهادي وقد أشار إلى ذكر أحواله السيد إسماعيل بن صلاح الأمير الصنعانى بقوله
____________________
(2/75)
( إليه انتهت كل الفضائل والعلى ** وساد على أقرانه فهو مفرد )
( تأزر ثوب المجد طفلا ويافعا ** وكهلا فما زالت سجاياه تحمد )
ومات صاحب الترجمة في سنة 1156 ست وخمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد الحسن بن لطف الله الزبارى
السيد العلامة الفاضل التقى الحسن بن لطف الله الزباري أخذ عن السيد العلامة احمد بن على الشامى والقاضى احمد بن جابر الهبل والقاضى على بن جابر الشارح وغيرهم وكان عالما فاضلا ورعا تقيا ناسكا اماما بجامع صنعاء الكبير مدرسا فيه ومن أجل تلامذته السيد عبد الله بن على الوزير والسيد قاسم بن احمد العيانى وغيرهما ومات في محرم سنة 1119 تسع عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى القاضى الحسن بن محسن الغربى الصنعانى
أخذ عن السيد عبد الله بن احمد بن اسحق في دقائق العلوم وغيره وكان محققا للمعارف وله بالحديث ورجاله معرفة تامة وكان كاتبا للوقف الخارجي وهو من بيت لزم أهله التواضع والسكينة والثبات على العلم والعمل ولما مات صاحب الترجمة بعث المنصور على بن المهدى العباس بكسوة ليلى أحد أقارب المترجم له وظيفته ويقوم بعمله فأبقوها ثلاثة أشهر لديهم ثم أرجعوها إلى المنصور وكان يجب أن يقوم بالعمل أحدهم الا أنهم لزموا العفاف وتجنب الأعمال الدولية فعذرهم المنصور وموت صاحب الترجمة في ذى الحجة سنة 1191 احدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/76)
السيد الحسن بن محمد الكوكبانى
السيد الأديب الحسن بن محمد بن الحسين الكوكبانى الحسنى مولده في صفر سنة 1153 ثلاث وخمسين ومائة وألف وأخذ عن أخيه السيد عيسى بن محمد بن الحسين وغيره وكان أديبا أريبا ومن شعره إلى أخيه عيسى بن محمد
( طود حلم رسا على كوكبان ** بحر علم طغى بدر البيان )
( جاء في نظمه يحث على ما ** أغفلته معاشر الإخوان
( فجزيتم يرا على عقد در ** فاق فى نظمه بديع الزمان )
ومات في صفر سنة 1192 اثنتين وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد الحسن بن محمد الأخفش
السيد الحسن بن محمد الأخفش الحسنى اليمنى الكوكبانى ثم الصنعانى كان عالما عارفا معرفة تامة بالفروع مشاركا في غيرها وجمع بين الوزارة والقضاء للإمام المهدى العباس وكان محبا للملبوس متأنقا في المعيشة راغبا في العمائر ومات في رمضان سنة 1190 تسعين ومائة وألف السيد الحسن بن محمد جحاف الحبوري
السيد الأديب الحسن بن محمد بن صلاح جحاف الحبورى كان رحمه الله حسن الأخلاق طيب الأعراق عمر أوقاته بالقراءات والمكاتبات والمراسلات ومن شعره قصيدة أولها
( لقد جاءنى نظم أرق من السحر ** وأسرى إلى الأكباد من لطف الخمر )
ومات في كسمة من بلاد ريمة في صفر سنة 1116 ست عشرة
____________________
(2/77)
ومائة وألف رحمه الله تعالى الفقيه الحسن بن محمد الرزيقى
الفقيه العلامة الحسن بن محمد بن على بن سليمان الرزيقى الهمداني مولده سنة 896 ست وتسعين وثمانمائة وأسمع على الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين في الفقه والحديث والتفسير وأجازه المحقق محمد بن يحيى بهران وغيره وكان المترجم له علامة محققا حافظا للشوارد صدرا من الصدور في المحافل وكان الإمام شرف الدين يعتمده في قضاء حاجات الفقراء وغير ذلك وله حاشية نافعة على كتاب الأثمار ومات بالظفير في سنة 960 ستين وتسعمائة تقريبا رحمه الله تعالى القاضى الحسن بن نسر الأهنومى
القاضى العلامة الحسن بن نسر الأهنومى أخذ عن الفقيه المحدث على بن إبراهيم عطية وأسمع على الإمام يحيى بن حمزة مؤلف القسطاس وأجازه في رمضان سنة 727 سبع وعشرين وسبعمائة وأسمع على إسماعيل بن أحمد الحرازى في فقه الشافعية وأجازه في سنة 745 خمس وأربعين وسبعمأة وكان صاحب الترجمة علامة كبيرا فصيحا عبادة فاضلا ومن مؤلفاته اللمع في النحو والملتمع في الفقه ومات بحوث في بضع وخمسين وسبعمائة رحمه الله تعالى القاضى الحسن بن يحيى حابس الصعدى
أخذ عن السيد محمد بن عز الدين المفتى جامع الأصول لابن الأثير وغيره وكان عالما محققا متفننا ظريف المحاضرة والمجالسة يحب الراحة والاستراحة وتولى القضاء بمدينة صعدة بعد وفاة صنوه أحمد ثم وصل إلى
____________________
(2/78)
صنعاء وتزوج فيها فلم يرغب إلى غيرها وسكن بصنعاء وقضى بها وكان صاحب تجارة يشارف عليها بنفسه رأس السنة وأرسله الإمام المتوكل على الله إسماعيل لتصحيح عمل قسمة مخلف المولى محمد بن يحيى بن القاسم رحمه الله ومات صاحب الترجمة بذمار في رمضان سنة 1079 تسع وسبعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى الحسين بن أحمد المجاهد الذماري
القاضى العلامة الحسين بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد المجاهد أخذ عن الحسين بن يحيى بن على الديلمى وزيد بن عبد الله الأكوع ومحمد بن مهدى الشبيبي وغيرهم وبلغ إلى الغاية في العرفان ومات بذمار في سنة 1150 خمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى القاضى الحسين بن أحمد بن ناصر الحيمى الصنعانى
القاضى الوزير الحسين بن أحمد بن ناصر الحيمى الصنعانى كان من فحول الرجال وله الخط البديع والانشاء البليغ مع دهاء وألمعية وزر للإمام المهدى لدين الله أحمد بن الحسين بن الإمام القاسم ثم وزر لولده المهدى صاحب المواهب بالخضراء واستفحل أمره وجمع فأوعى ثم تغير عليه المهدى ونكبه وصادره بأموال جليلة قيل مبلغها خمسون لكا مخرج الدنانير والذهب وذلك في سنة 1105 خمس ومائة وألف وحبسه بحصن ثلا وجزيرة كمران وجبل بعدان وأطلقه آخر فعكف على الكتب وجمع منها خزانة عظيمة وكان واسع المعيشة وهو الذى أشار آخرا على المهدى صاحب المواهب باطلاق المتوكل القاسم بن الحسين من الحبس وتجهيزه على المنصور الحسين بن القاسم صاحب شهارة ووزر المترجم له بعد ذلك
____________________
(2/79)
للمتوكل القاسم بن الحسين ثم لولده المنصور الحسين بن المتوكل واستشهد في واقعة عصر غربى صنعاء في المحرم سنة 1140 أربعين ومائة وألف وقبر بجوار مسجده المعروف بأعلا مدينة صنعاء اليمن جنوبى القصر رحمه الله تعالى القاضى الحسين بن الحسن بن إبراهيم المجاهد
القاضى العلامة الحسين بن الحسن بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد المجاهد الذمارى أخذ بذمار عن الحسين بن على المجاهد وغيره وتولى القضاء بمدينة ذمار للمتوكل القاسم بن الحسين وكان مع اشتغاله بالقضاء لا يترك التدريس يوما واحدا ومات بذمار في سنة 1137 سبع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم
السيد الكبير الشهير الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى مولده بحصن كوكبان في سنة 1041 احدى وأربعين وألف ختن بصنعاء وكان يوم ختانه يوما مشهودا فرق فيه من الدراهم والخلع جملة كبيرة وأعذر من أولاد الفقراء زيادة على خمسمائة صبي وأعطى كل واحد منهم ما يصير به غنيا وقرأ صاحب الترجمة على السيد أحمد بن الحسن حميد الدين والحسن بن يحيى حابس وصالح بن داود الآنسى وغيرهم وحقق النحو والصرف والمعانى والبيان وكان كثير المذاكرة وولاه المتوكل على الله إسماعيل بلاد المشرق من مدينة رداع إلى حضرموت وأضاف إليها بلاد خبان وغيرها وكانت مملكة متسعة جدا وقد دعا إلى نفسه برداع وسجنه المهدى صاحب المواهب محمد بن أحمد بن
____________________
(2/80)
الحسن نحو عشرة أعوام ثم أفرج عنه وجعل إلى المترجم له مواد بلاد حفاش وملحان ومات بصنعاء في سنة 1121 إحدى وعشرين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد الحسين بن الحسن العوامى
السيد العالم الأديب الحسين بن الحسن بن صلاح بن المطهر تاج الدين العوامى نسبة إلى بلاد بنى العوام في جهات حجة
الحسنى أخذ عن والده وعن القاضى على بن يحيى البرطى ومحمد بن الحسن الحيمى وغيرهم وحقق في العلوم العربية والفقه والأصول وكان عالما عاملا ورعا تقيا زاهدا فاضلا ذكيا متفننا عفيفا لا يحابى أحدا ولى القضاء في بنى العوام ومات في نحو سنة 1115 خمس عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد الحسين بن الحسن الحوثى
السيد العلامة التقى الحسين بن الحسن بن محمد بن الحسين الحوثى الحسينى الصنعانى مولده سنة 1104 وأخذ عن السيد محمد بن اسحق بن المهدى والسيد عبد الله بن على الوزير وغيرهما وكان اماما في النحو والصرف والبيان مشاركا في سائر العلوم شاعرا أديبا حافظا ذكيا لا يطلع على شئ الا حفظه وكان يملى من حفظه حال الدرس فلا ينقص أو يزيد على مافي الكتاب شيئا وذكر حفظه لبعض الحكماء فقال هذا السيد لا بد أن يفلج وينسى كل شئ فلبث بعد ذلك مدة ونسى كل شئ حتى أسماء أهله وإخوته وأمتعة بيته ونظم الشافية في التصريف نظما حسنا وكان له شغلة بنظم الفوائد والقواعد ومات في سنة 1150 خمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/81)
السيد الحسين بن زيد جحاف اليمنى
السيد العلامة الحسين بن زيد بن على بن إبراهيم بن يحيى جحاف الحسنى مولده سنة 1054 أربع وخمسين وألف وقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته بقراءة الأئمة العشرة على الشيخ عبد الله بن الباقى المزجاجى الزبيدى وكان أول قرائته على شيخه المذكور ببندر المخافى سنة 1078 ثمان وسبعين وألف وتمامها في مدينة زبيد سنة 1086 ثم رحل المترجم له إلى صنعاء في سنة 1094 فقرأ عليه في علم القراآت الفقيه على بن محمد الشاحذى وغيره وعاد المترجم له إلى زبيد وما زال مقرئا بزبيد حتى توفى في سنة 1127 سبع وعشرين ومائة وألف أو قبلها رحمه الله تعألى السيد الحسين بن عبد القادر بن على بن المهدى
السيد السند العلامة المعتمد العامل العابد الفاضل الحافظ الضابط المحدث الزاهد قدوة المتورعين ورأس الزاهدين نخبة آل الإمام القاسم ومفخر الأعلام الأعاظم الحسين بن عبد القادر بن على بن الحسين بن الإمام المهدى لدين الله احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الروضي مولده بالروضة من أعمال صنعاء في ربيع الأول سنة 1120 عشرين ومائة وألف وأخذ عن المولى هاشم بن يحيى الشامى والسيد محمد بن إسماعيل الأمير والسيد يوسف بن الحسين بن احمد زبارة والسيد محمد بن زيد بن محمد بن الحسن والفقيه الزاهد إبراهيم بن خالد وغيرهم وحفظ العربية بجميع فنونها ثم ولع بعلم الحديث وعمل بمقتضى الدليل ورغب فيه وحط على من خالفه وحذر من الأقوال والتمويهات واختار العزلة
____________________
(2/82)
والفرار عن الناس وطلب الحلال الطلق وانقطع إلى الله تعالى ولم يجمع بين قميصين ولا عمامتين ولا عباءتين ولا غيرها من الملبوس وكان إذا طال كمه على كفه قطع الكم ولم يلبس جنبية مدة عمره ولم يملك بيتا ولا ضيعة ولا شجرة وكان عمه الرئيس محمد بن على بن الحسين بن المهدى يسوق إليه جراية طعاما ودراهم وسمنا وسليطا وغير ذلك فرآها بعين بصيرته لا تسوغ له وهو هاشمى فردها على عمه وكانت له جراية من بستان عنب يدرس بها كتاب الله تعالى للموصى ثم نبذها لبعض ورثة الموصى وطلبه الإمام المهدى للصلاة بالناس بمسجده الذى بناه بالبستان وسماه مسجد التقوى فقام بتلك الوظيفة فقيل له في بعض الأيام قد استدعاك الإمام المهدى ففر عن المسجد واختفى ثم أرسل له ثانية فاختفى فقام بالإمامة أحد أولاده وعذره المهدى وكان حسن الخط سريعا حين يكتب وكتب بيده أكثر من ثلاثمائة مجلد وكان شاعرا مجيدا كثير الزواج مطلاقا وورث من بعض زوجاته ما يساوى مائة ريال فلم يمر عليه شهر حتى أنفقه في وجوه الخير ومن شعره متغزلا في أيام شبابه وفيه حسن التعليل البديع
( جيدك يا زينب والقلب قد ** فاق على غصن النقا والضيا )
( لا غروان زدت بأمرين في ** الجمال قد زدت على الزين يا )
وله في الجناس التام وقد سمع بعض آل الإمام يتلهف على تفريق المهدى العباس للأصحاب فاخر اللباس فقال
( صبرا على هذا الزمان وأهله ** فملوكه قد أصبحوا أملاك سو )
( فأرج الإله ولا تسل عنهم كسوا ** في العيد من يعتادها أم لا كسو )
____________________
(2/83)
وله في أيام المنصور الحسين بن المتوكل القاسم بن الحسين ناصحا ومناديا للمعرضين عن سنن سيد المرسلين قصيدة منها
( يا ناصح القوم قد أبلغتهم حججا ** فما وعتها من المنصوح آذان
( لأنهم شغلوا عنها بزخرفة ** حوت أعاجيبها دور وحيطان )
( مات الذين إليهم سقت موعظة ** والتابعين لهم دانوا كما دان )
( وأحدثوا في الملاهي كل نادرة ** غريبة ضمها الموسوم بستان )
( شادوا قصورا وفيها من مفارجهم ** ملاعب ما رآها قبل انسان )
( وكم مائر في صنعاء مزخرفة ** ووسطها من صنوف الوشي ألوان )
( قد استبدوا ببيت المال أجمعه ** وأخذه من ذوى الإسلام عدوان )
وكان رحمه الله لا يدع ذكر الله إلا عند قراءة كتاب أو نسيخ واختصر كثيرا من الكتب المبسوطة وكتب مجلدات كل مجلد في عدة علوم وكان مولعا بالروضة ومات ليلة الإثنين لثلاث بقين من المحرم سنة 1198 ثمان وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى الحسين ذعفان الذمارى
القاضى العلامة الحسين بن عبد الهادى ذغفان الذمارى أخذ بذمار عن علماء عصره وكان عالما محققا للفروع مشاركا في غيرها وتولى القضاء بمدينة ذمار للإمام محمد بن المتوكل على الله إسماعيل فحمدت سيرته وكان صادعا بالحق ومات بذمار في المحرم سنة 1120 عشرين ومائة وألف ورثاه القاضى محمد بن الهادى الخالدى بمرثاة منها
( قاضى قضاة المسلمين المرتضى ** وهو الرضي إذا التقى الخصمان )
____________________
(2/84)
( أحيا العلى سبعين عاما بعدها ** سبع ولم يك عاجزا متوانى )
( وثوى بشهر محرم من علة ** طالت كذلك عادة الإنسان )
( في عام عشرين وألف كامل ** من بعد هامئة كملن ثوانى ) السيد الحسين بن على بن أحمد ابن الإمام القاسم ابن محمد الحسنى الصعدى
أخذ عن والده وغيره وكان سيدا جليلا هماما نبيلا عارفا كاملا تولى لوالده بلاد رازح وما إليها ولما مات والده دعا صاحب الترجمة إلى نفسه بمدينة صعدة وتقلب بالمؤيد بالله فاستقام أمره وحسنت سيرته ولما ظهرت دعوة الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم بن المؤيد من شهارة بايعه صاحب الترجمة وأخذ له البيعة من جميع أهل حضرته وسار عن أمره في جيش إلى مدينة أبى عريش من تهامة ثم رجع وقد علق به المرض
قيل انه سم في الطريق فسقطت أسنانه دفعة واحدة ومات بصعدة في سنة 1125 خمس وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى القاضى الحسين بن على المجاهد الذمارى
القاضى العلامة الحسين بن على بن احمد المجاهد الذمارى نشأ بمدينة ذمار وأخذ عن علمائها حتى صار شيخ الشيوخ وأستاذ أهل الرسوخ والحافظ لعلوم الشريعة والحائط بعلوم الآل والشيعة وتولى القضاء للمهدى صاحب المواهب وكانت لا تأخذه في الله لومة لائم وكان يدخل على المهدى فيأخذ بيده ما وجد من الدراهم بمقامه ويفرقها على من يستحقها من الضعفاء والمساكين ومات في شوال سنة 1126 ست وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/85)
السيد الحسين بن على الديلمى الذمارى
السيد العلامة الحسين بن على بن أحمد بن على بن ناصر الديلمى الذمارى أخذ عن القاضى زيد بن عبد الله الأكوع وغيره وكان حليف درس كتاب الله تعالى غيبا ومات في بلاد حيس في سنة 1150 خمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد الحسين بن المهدى لدين الله أحمد بن الحسن
السيد العلامة التقى الحسين بن المهدى لدين الله أحمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى
كان من عيون آل محمد علما وعبادة ونبلا وجلالة جمع كل فضيلة وحاز كل سبق ومكرمة جليلة فريد دهره أدبا وفضلا ومجدا له قرائة على والده وغيره من علماء عصره وكان عمدة والده ووصيه وحج في حياة والده وله كرامات عظيمة منها قضية السيل الوارد على الحرم الشريف واجتاح لما هنالك حتى هلكت أمم من الناس ولما وصل إلى قرب المكان الذى فيه صاحب الترجمة وأصحابه افترق إلى فرقتين وبقى صاحب الترجمة وأصحابه في ربوة صغيرة وعرف له هذه الكرامة كل من هنالك من أهل الأقطار ولما مات والده المهدى اعتقد الناس دعوته وقيامه بأمر الإمامة فتوقف ورعا وبايع الإمام المؤيد بالله محمد ابن المتوكل على الله وتجهز عن أمره أميرا على الأجناد والسادات الذين جهزهم المؤيد بالله لحرب يافع والمشرق ثم لما رجعت تلك الأجناد من يافع إلى رداع على حال غير جميل عاد صاحب الترجمة إلى مدينة تعز من اليمن الأسفل فاستقر بها أياما يسيرة ثم مات فيها في غرة ربيع الأول سنة 1095 خمس وتسعين
____________________
(2/86)
وألف وقبره بجنب قبر الإمام إبراهيم تاج الدين بمقبرة تعز رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد الحسين بن على جحاف الحبوري
السيد العلامة الحسين بن على بن إبراهيم بن المهدى جحاف الحبورى اخذ العلم عن السيد إبراهيم بن المهدى جحاف وعن المؤيد بالله محمد بن القاسم وغيرهما وكان عالما كاملا مرجوعا إليه في علوم العربية والفقه والأصولين وتولى بلاد حجة للإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ومات بحبور في سنة 1059 تسع أو ثمان وخمسين وألف رحمه الله تعالى السيد الحسين بن صلاح بن عبد الرحيم الهدوى
السيد العلامة الحسين بن صلاح بن عبد الرحيم بن الباقر بن نهشل ابن المطهر الحسنى الهدوى أخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل والحسن بن على العبالى ويحيى بن محمد حنش وغيرهم وكان عالما عاملا فاضلا مدرسا بجامع شهارة مفيدا حسن الهيئة متواضعا ومات بشهارة في رجب سنة 1093 ثلاث وتسعين وألف رحمه الله السيد الحسين بن على العبالى
السيد العلامة الحسين بن على بن صلاح بن محمد بن أحمد العبالى الحسنى أخذ عن الإمام القاسم بن محمد وعن والده السيد على بن صلاح والسيد أحمد بن محمد الشرفى والسيد محمد بن عشيش والسيد داود الهادى المؤيدى وعن خاله الشيخ لطف الله الغياث وغيرهم وكان يحفظ مذاهب العترة النبوية ويقف عند نصوصها وله شرح على الحاجبية وشرح على
____________________
(2/87)
الأزهار وكتاب الأيضاح بالأدلة القاطعة الوافية في بيان الفرقة الناجية ومات بحصن الظفير في شهر محرم سنة 1080 ثمانين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه الحسين بن على بن موسى الخياط الصنعانى
نشأ بصنعاء وكان شاعرا بليغا وكان يكتسب بالخياطة وشعره القديم في غاية الإجادة ثم ضعف جدا لأنه سقاه بعض الأطباء مسهلا أخرج له كل رطوبة في بدنه فلبث ثلاث عشرة سنة لا يذوق فيها نوما فاختل مزاجه وبرد شعره ثم أفاق من ذلك العارض واقتصر على مدح المتوكل القاسم بن الحسين ثم عاوده العارض فانقطع ثمانية أشهر ومن شعره
( فتنت بأهيف يسبى النهى ** ألح المحبون في عشقه )
( له مقلة سهمها صائب ** وثغر يكاد سنا برقه )
وله في مليح صلى بأمثاله جماعة
( أقام صلاة العصر غض مهفهف ** بكل كحيل الطرف نون الحواجب )
( فقلت أفى المحراب قد قام يوسف ** فقد شاهدت عينى سجود الكواكب )
ومات في جمادى الأولى سنة 1140 أربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد الحسين بن القاسم بن المؤيد بالله الحسنى
السيد الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم بن المؤيد بالله محمد بن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الشهارى ولد بشهارة وأخذ بها وبمدنية صنعاء حتى صار الاجماع على علو درجته وعلمه وزهده وورعه وفضله ودعا من بلاد حاشد في ذى الحجة سنة 1124 أربع وعشرين ومائة وألف فأجابته
____________________
(2/88)
البلاد اليمنية ونفذت أوامره وخطب له في كثير من البلاد ثم كان قيام المتوكل على الله القاسم بن الحسين بصنعاء في ذى القعدة سنة 1128 ثمان وعشرين فاستقر صاحب الترجمة مترددا من مدينة شهارة إلى مدينة حوث حتى مات في شعبان سنة 1131 إحدى وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد الحسين بن المؤيد بالله ابن الإمام القاسم
السيد العالم التقى الحسين ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم ابن محمد الحسنى الشهارى أخذ عن والده وعن عمه الإمام المتوكل على الله إسماعيل والسيد الحسين بن على بن صلاح العبالى وغيرهم وكان سيدا حازما واختص بملازمة أبيه وهو وصيه ثم ولاه عمه المتوكل على الله إسماعيل بلاد القبلة وله في السخاء الأخبار الحسنة وله همة في شراء الضياع والأموال وإحياء الأرض الخالية عن السكان وتأمين السبل وله وصيلة تلحق بوصايا الأوائل وتقرير درس ختمتين في كل يوم وقبيل وفاته بسنتين اعتورته الآلام فقعد في بيته بمدينة شهارة حتى مات في سنة 1084 أربع وثمانين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد الحسين بن محمد زعيب الحسنى
السيد العلامة الحسين بن محمد بن يحيى بن احمد بن عجلان زعيب الحسنى أخذ عن السيد الحسن بن شرف الدين وغيره وكان عالما فاضلا ومن تلامذته القاضى احمد بن سعد الدين المسورى وغيره وخرج للجهاد بجهات صنعاء فمات بحدة بنى شهاب في جمادى الآخرة سنة 1037 سبع وثلاثين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/89)
القاضى الحسين بن محمد المسورى
القاضى العلامة الحسين بن محمد بن على بن محمد بن غانم المسورى أخذ عن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين وغيره وكان من أهل الزهادة والبعد عن مطامع الدنيا وله أشعار بليغة ولازم المطهر بن الإمام شرف الدين ووفاة صاحب الترجمة في ربيع الآخر سنة 983 ثلاث وثمانين وتسعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه الحسين بن محمد النعمانى الأهنومى
الفقيه العلامة الحسن بن محمد النعمانى الأهنومى الشهارى أخذ عن الحسن بن صالح العفارى ومحمد بن على العفارى وأحمد بن جابر الكينعى وغيرهم وكان عالما محققا سيما في الفقه مع ديانة وكان سادنا في قبتى الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم وولده الحسين بن المؤيد ومات بشهارة في سنة 1137 سبع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد الحسين بن يحيى الكبسى
السيد العلامة التقى الحسين بن يحيى الكبسى الحسنى كان سيدا زاهدا صالحا عابدا ذا تقوى لا يقبض المال
قال جحاف حدثنى والدى عنه قال ذهبت إليه بصدقة فوافيته باب مسجد الأبهر بصنعاء فناولته فتنحى عنى وقال أعوذ بالله ومازال يردد { هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا } فسألته فقال رأيت كأنى وقعت في عين حمئة منتنة فاستعذت بالله من ذلك وترقبت بعض المهالك فهى هذه اذهب لا حاجة لى بها
ولا أعلم في زمنى من رد المال سواه ومات ليلة الجمعة ثامن عشر
____________________
(2/90)
ربيع الأول سنة 1194 أربع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى الحسين بن يحيى حنش شارح البحر الزخار
القاضى العلامة الحسين بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن يحيى بن الحسين بن صالح بن يحيى بن محمد بن يحيى بن احمد حنش الشهارى أخذ عن السيد الحسن بن على العبالى وصلاح الذنوبى وغيرهما وكان علامة محققا وله معرفة بالأصول والفروع والحديث والنحو والصرف وله شرح على البحر الزخار وكان لا يترك التدريس بشهارة وله هيبة وعزيمة صادقة ومن تلامذته القاسم بن المؤيد ويحيى بن الحسين بن المؤيد وغيرهما من أكابر العلماء الأعلام بعصره في شهارة وبلادها ومات في رجب سنة 1095 خمس وتسعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين حرف الدال المهملة السيد داود بن يحيى الهدوي
السيد العلامة الحافظ التقى داود ابن السيد العلامة يحيى بن الحسين بن على الهدوى صاحب الياقوته مولد صاحب الترجمة سنة 720 عشرين وسبعمائة وكان عالما في فنون شتى حافظا ضابطا من أكابر أعلام الزيدية بزمنه وهو ممن وصل صنعاء مع القاضى عبد الله بن الحسن الدوارى وبايع الإمام المنصور على بن صلاح الدين بصنعاء ثم رجع إلى صعدة وأقام بها وله مصنفات وإجازات ومن تلامذته السيد الهادى بن إبراهيم
____________________
(2/91)
الوزير وغيره ومات بصعدة في رجب سنة 796 ست وتسعين وسبعمائة وقبر بجنب قبر أخيه الهادى بن يحيى رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين حرف الراء رزق بن سعد الله محمد الصنعانى
رزق بن سعد الله محمد مملوك المولى محمد بن على بن الحسين بن المهدى أخذ في الآلات عن القاضى احمد بن حسين الهبل وأخذ عن السيد عبد الله بن احمد بن اسحق والسيد اسحق بن يوسف بن المتوكل وغيرهم وبرع في المعارف وكان يقال هو ابن سيناء زمنه وكتب بخطه سلاسل الذهب شيئا كثيرا ولما نزل يوسف العجمى الإمامى بصنعاء اشتغل به ولازمه وأخذ عنه في الفلسفة ومن شعر صاحب الترجمة يفتخر بخطه
( لست بالذلة أرضى ** وأنافذ النقادة )
( قلم الديباج في كفي ** به نلت السعادة )
ومات بصنعاء في ذى القعدة سنة 1192 اثنتين وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين حرف الزاى زيد بن عبد الله الأكوع الذمارى
القاضى العلامة الورع زيد بن عبد الله الأكوع الذمارى مولده في سنة 1081 احدى وثمانين وألف وأخذ عن القاضى الحسين بن على المجاهد والحسين بن عبد الهادى ذعفان والسيد على بن الحسن الديلمى
____________________
(2/92)
والسيد صلاح بن الحسين الأخفش وغيرهم حتى صار امام العلوم بأسرها وملتقط فرائدها من بحرها وكان ورعا ناسكا فاضلا رصينا زاهدا وله أجوبة مفيدة وحواش وتقارير على شرح الأزهار سديدة ومن تلامذته السيد الإمام عبد القادر بن احمد الكوكبانى والمولى اسحق بن يوسف بن المتوكل والسيد يحيى بن احمد الكبسى والفقيه المحقق الشهير الحسن بن احمد الشبيبي وغيرهم ومات في رجب سنة 1166 ست وستين ومائة وألف رحمه وإيانا والمؤمنين آمين القاضى زيد بن عبد الله العيزرى
القاضى العلامة زيد بن عبد الله العيزرى الآنسى مولده في سنة 1065 خمس وستين وألف وأخذ عن الفقيه سعيد بن سند وغيره وكان عالما فاضلا محققا للأصول والفروع وتولى القضاء للمهدى صاحب المواهب في بلاد آنس وفي أب وجبلة ثم تولى القضاء بمدينة ذمار ولبث بها ثلاث عشرة سنة ثم اعتذر عن القضاء في أيام المتوكل القاسم بن الحسين ورجع إلى وطنه ضوران آنس ومات فيه في ذى الحجة سنة 1143 اثنتين ومائة وألف رحمه الله القاضى زيد بن على قيس الخيوانى الصنعانى
مولده سنة 1073 ثلاث وسبعين وألف ونشأ بصنعاء وله معرفة تامة بالعلوم واتصل بالمولى زيد بن المتوكل على الله إسماعيل ثم ولى المخزان للمهدى صاحب المواهب فنال أهل الاستحقاق منه النصيب الأوفر ثم جرى في الدولة المتوكلية والمنصورية مجرى الناصح وتعلق بعدة أعمال وله شعر كثير فمنه قصيدة أولها
____________________
(2/93)
( لغدير دمعى في محبتكم صفا ** وحديث وجدى لم يكن فيه خفا )
ومات في سنة 1150 خمسين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ زين العابدين بن سعيد المنوفى
ورد من مكة إلى اليمن مع والده في أيام المهدى صاحب المواهب فأعجب بكمالاته وما زال حال ينمو حتى تولى الوزارة للمهدى وأفاد أموالا جليلة ودنيا عريضة طويلة ثم كان من أكابر أعيان الدلة المتوكلية والموزرين لها وولى بيت الفقيه من أعمال تهامة مرار ثم تغير عليه المتوكل القاسم بن الحسين فرجع إلى مكة بثروة عظيمة ومات في سنة 1156 ست وخمسين ومائة وألف السيد زيد بن على بن إبراهيم جحاف
السيد العلامة الوزير الشهير زيد بن على بن إبراهيم بن المهدى بن جحاف الحسنى
كان سيدا جليلا ورئيسا نبيلا وزر للإمام المتوكل على الله إسماعيل وكانت له لديه المنزلة الرفيعة والمرتبة العالية المنيعة ولبلغاء وأدباء عصره فيه عدة من المدائح وقد ترجمه ولده إبراهيم بن زيد في الزهر الكمائم وغيره تراجم بسيطة ومن محاسنه عمارة الجامع الكبير الشهير بمدينة حبور وبركة الماء العظمى هنالك وغيرهما ومات بالروضة من أعمال صنعاء في سنة 1108 ثمان ومائة وألف ودفن بخزيمة مقبرة صنعاء المشهورة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/94)
حرف السين المهملة القاضى سعد الدين المسورى
القاضى العلامة سعد الدين بن الحسين المسورى اليمنى أخذ عن السيد شرف الدين الحمزى والمهلا بن سعيد النسائى وغيرهما وكان من افراد وقته في الفضائل وله في العلوم الحظ الواسع ورحل إلى صنعاء وسكن في بلاد خولان وكان رسولا فيما بين الإمام القاسم بن محمد والأتراك في الصلح وتولى الكتابة والخطابة للإمام القاسم ومات في الهجر من بلاد الأهنوم في سنة 1031 احدى وثلاثين وألف رحمه الله تعالى الشيخ سعد الدين بن عبد الولى العدينى
الشيخ العالم الفاضل سعد الدين بن عبد الولى صاحب العدين من اليمن الأسفل كان شيخا فاضلا تقيا ورعا صالحا ناسكا حلو الحديث كريما لا يدع الصدقة الواسعة في صباح كل يوم وله مشاركة في العلم يسيرة وكان يحفظ فقه الشافعية حفظا متقنا وله في الأدب يد قوية وكان غنيا مليا مرزوقا وقالوا لو توجه لبيع التراب لربح فيه وابتلى في آخر عمره بكف بصره وكان مشغولا بالطاعة وإنالة المساكين وعمر دار للضيافة ينزل بها الضعفاء والمساكين وكان ينيل كل قاصد وينزل كل يوم إلى مجمع به حملة كتاب الله فيدارسهم وبين يديه صندوق مملوء مالا فلا يقوم عن المجلس حتى ينفق ما فيه ومات في سنة 1192 اثنتين وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/95)
الفقيه سعيد بن احمد الفتوحى
الفقيه العلامة سعيد بن احمد الفتوحى المعروف بسعيد الدار نسبة إلى قرية دار عمرو من بلاد سنحان بجهات صنعاء أخذ عن السيد الكبير على بن محمد بن أبى القاسم وغيره وكان عالما نحويا محققا وعنه أخذ السيد محمد بن المرتضى والسيد محمد بن عبد الله ابو زيد وغيرهما وكان يقرئ بمدينة صنعاء رحمه الله وقد ترجمه مؤلف طبقات الزيدية رحمهم الله تعالى القاضى سعيد بن صلاح الهبل
القاضى العلامة الأفضل سعيد بن صلاح الهبل أخذ عن أحمد بن معوضة الجربى وعلى بن قاسم السنحانى والسيد عبد الله بن احمد المؤيدي وغيرهم وكان صاحب الترجمة هو العلامة الفاضل المذاكر شيخ الأكابر له السجايا النبوية والأخلاق العلوية والورع الشحيح والزهد الصحيح ومن تلامذته المتوكل على الله إسماعيل وغيره وسكن صعدة مدة ثم عاد إلى الأهنوم ومات بها في شوال سنة 1037 سبع وثلاثين وألف رحمه الله تعالى والمؤمنين آمين الفقيه سعيد بن عطاف قحيل القدارى
الفقيه العلامة سعيد بن عطاف بن قحيل القدارى الدولانى اخذ عن السيد قاسم بن محمد العلوى وعبد الله بن احمد بن الوردسار الغالبى والسيد المطهر بن محمد تاج الدين ويحيى بن محمد حميد والسيد عبد الله بن محمد المنتصر وغيرهم
وهو العلامة الفاضل الزاهد الورع الكامل أجاز للإمام القاسم بن محمد وأولاده في صحيح البخارى ومات في محرم سنة 1023 ثلاث وعشرين
____________________
(2/96)
وألف في بيت القدارى رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى سعيد بن عبد الرحمن السماوى
القاضى العلامة سعيد بن عبد الرحمن السماوى مولده سنة 1117 سبع عشر ومائة وألف وأخذ عن أحمد بن مهدي الشبيبي وأخيه محمد ابن مهدى وزيد بن عبد الله الأكوع والحسن بن أحمد الشبيبي وغيرهم من علماء مدينة ذمار وكان بقية المدققين وخاتمة المحققين وتولى القضاء بمدينة شبام وتريم ودرس بمدينة صنعاء ثم عاد إلى ذمار وتصدر للفتيا والتدريس بها حتى توفى فيها في سنة 1194 أربع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى القاضى سعيد بن عبد الله العنسى الذمارى
القاضى العلامة التقى سعيد بن عبد الله بن محمد بن احمد العنسى الذمارى مولده سنة 1061 إحدى وستين وألف وأخذ عن إسماعيل بن على المجاهد وعلى بن عبد الله العمرى ومحمد بن إبراهيم السحولى وغيرهم حتى صار فقيه عصره ومفتى دهره وتصدر للفتيا والتدريس وطلب منه المهدى صاحب المواهب والمتوكل القاسم بن الحسين الدخول في القضاء فامتنع أشد الامتناع ومن شعره
( للخير قوم لا تزال ** وجوههم تدعو إليه )
( طوبى لمن جرت الأمور ** الصالحات على يديه )
ولم يزل عاكفا على التدريس والفتيا بذمار حتى توفى فيها في سنة 1136 ست وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/97)
الفقيه سعيد السمحى الآنسى الصنعانى
الفقيه الأديب الأريب سعيد بن محمد وقيل سعيد بن صالح السمحى الآنسى نشأ بمدينة صنعاء ومهر في الأدب وانفرد من بين شعراء عصره بالمعرفة التامة للغة فاستعملها في شعره وله نسك وصلاح ومن شعره
( وإنى لأهوى صون ديباجة الحيا ** وأرغب في هجر القريض وأطمع )
( وألبس من درع القناعة سايغا ** ترد سهام الضيم عنى وتدفع )
( فكم اتحاشى الثمد من كل محسن ** وحوض المنى فيه لغيرى مترع )
( ولكننى والحمد لله لم أجد ** لمثلى رزقا غير ما كنت أصنع )
( قريض كما الدر النضيد أصوغه ** وكالروض بالعذب النمير يوشع )
( يطاوعنى هذا القريض صناعة ** وأكثر من وافى به يتصنع )
وأشعاره كثيرة وتوفي بصنعاء سنة 1122 اثنتين وعشرين ومائة وألف رحمه الله الفقيه سليمان بن يحيى الصعيترى
الفقيه العلامة الشهير سليمان بن محمد بن يحيى الصعيترى ابن بنت الفقيه الإمام الحسن بن محمد النحوى الزيدى كان صاحب الترجمة وحيد المفرعين ولسان المخلصين وهو مؤلف البراهين وله شرح على تذكرة جده الفقيه الحسن النحوى ومات صاحب الترجمة بصنعاء في جمادى الآخرة سنة 815 خمس عشرة وثمانمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الأمير سعد يحيى العلفى
ولى أعمالا للإمام المهدى العباس مع سيده يحيى أحمد العلفى الأموى
____________________
(2/98)
واشتغل بعده بولايات وكان شجاعا جوادا حريصا على جمع المال متألفا للرجال محبا للأبطال مائلا إلى الرفاهية مشغوفا بعمل المركبات ظهرت على يديه في الولايات آيات وتعجب أرباب الدولة من بلوغه إلى انهى المراتب المحمودة الغايات وقد ترجمه جحاف في تواريخه وساق جملة من أخباره وغرائبه وموته في ذى القعدة سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف رحمه الله الشيخ سهل جمل الليل الحضرمى
الشيخ العلامة سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبد الله بن محمد جمل الليل اليمنى الحضرمى ولد بمدينة تريم وأخذ عن الشيخ عبد الرحمن بن علوى بافقيه والشيخ أحمد بن عمر وعبد الرحمن سقاف العيدروس وغيرهم وكان جيد الفهم حسن الحفظ يميل إلى الخمول مع بشاشة وشفقة ودرس وأفتى ومات في تريم سنة 1076 ست وسبعين وألف رحمه الله حرف الشين المعجمة السيد شمس الدين ابن الإمام المهدى أحمد بن يحيى
السيد العلامة المجتهد الفهامة المقتصد شمس الدين ابن الإمام المهدى لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى الحسنى اليمنى
تربى في حجر والده نحو عشر سنين وحفظ المتون المختصرة وأخذ في علم العربية عن الإمام المطهر بن محمد الحمزى وكان عالما فاضلا ورعا تقيا ناسكا حسن العبارة شاعرا بليغا كثير المحفوظات وأخذ عنه ولده الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين وغيره ومات بظفير حجة في
____________________
(2/99)
سنة 1091 إحدى وتسعمائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد شمس الدين بن محمد الهادوى
السيد العلامة شمس الدين بن محمد بن صلاح بن الحسن الهادوى الحسنى اليمنى أخذ عن الفقيه العلامة محمد بن أحمد بن يحيى مظفر وأجازه اجازة قال فيها سمع على الشريف العالم الورع العامل الكامل الأزهد شمس الدين كتاب البيان وكتاب البستان والتبيان قراءة من اطلع على معانيها وحقق حقائقها واستفاد وأجاد بما عند شيخه وزاد في أوقات ومجالس متعددة آخرها اليوم السابع من شهر رمضان سنة 892 اثنتين وتسعين وثمانمائة السيد شيخ بن عبد الله بن شيخ العيدروس الحضرمى
السيد العالم التقى شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الحسينى اليمنى الحضرمى مولده سنة 993 ثلاث وتسعين وتسعمائة بمدينة تريم وأخذ عن والده وعن فضل بن عبد الرحمن بافضل والشيخ زين با حسين وعبد الرحمن بن شهاب الدين وغيرهم ورحل إلى الشحر واليمن والحرمين وأخذ عن عدة من العلماء فيها ولازم الاشتغال والتقوى ورحل إلى الهند وأخذ عن جماعة وحصل كتبا نفيسة واجتمع له من الأموال مالا يحصى وله مصنفات عديدة ومات في سنة 1041 إحدى وأربعين وألف رحمه الله تعالى السيد شيخ بن عبد الله السقاف صلى الله عليه وسلم
السيد الفاضل شيخ بن عبد الله بن عبد الرحمن بن شيخ بن عبد الله بن عبد الرحمن السقاف الحسينى أخذ عن جماعة من علماء عصره وشارك
____________________
(2/100)
في الفقه والنحو وكان الغالب عليه شدة التواضع والمحبة للعلماء والرحمة للضعفاء ومات في سنة 1016 ست عشرة بعد الألف رحمه الله تعالى السيد شيخ بن على الجعفرى
السيد العالم الفاضل شيخ بن على بن محمد بن عبد الله بن علوى الجعفرى الحسينى الحضرمى أخذ عن جماعة من العارفين في حضرموت ثم دخل إلى الهند وأخذ عن عدة من الأعلام وضبط وقيد ورحل إلى الحرمين وفاق في العلوم النقلية والعقلية ثم عاد إلى بندر الشحر فاشتهر بها وعلا صيته فيها وأقبل عليه أهلها وعظموه وأجلوه وولى مشيخة التدريس بالمدرسة السلطانية فأفاد وانتفع به خلق كثير وولى خطابة الجامع وجمع بين الرياسة والمراتب ومات في الشحر في صفر سنة 1063 ثلاث وستين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين حرف الصاد المهملة السيد الصادق بن محمد بن زيد بن المتوكل
السيد الفاضل الصادق بن محمد بن زيد ابن المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصنعانى كان سيدا جليلا لطيف المجالسة حسن المحاضرة ومن شعره قصيدة أرخ بها دعوة المنصور بالله على بن المهدى العباس في رجب سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف
( لا زلت تسمو إلى ما شئت من رتب ** في المجد أعيت منا لا فكر مطلبى )
( تنقاد طوعا كما يحكى مؤرخها ** لك المحامد في عشرين من رجب )
____________________
(2/101)
السيد صالح بن أحمد السراجى الصنعانى
السيد العلامة صالح بن احمد بن يحيى بن داود بن على بن احمد ابن الإمام يحيى بن محمد السراجى الحسنى الصنعانى أخذ عن حسن بن يحيى زنبور وعلى الملصى وعلى سعيد الشربجى وإبراهيم السحولى وأحمد ابن سعيد الهبل وعلى بن جابر الشارح وغيرهم من أكابر علماء عصره وعزم مع المولى محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم في سنة 1070 سبعين وألفا إلى رداع فأخذ عنه وتلامذة صاحب الترجمة جم غفير من أكابر العلماء وكان عالما محققا وأستاذا مدققا صواما قواما سكن مدينة صنعاء وتوفى بها في شوال سنة 1084 أربع وثمانين وألف رحمه الله تعالى الشيخ صالح بن أحمد النصيرى
الشيخ العلامة المحقق صالح بن أحمد بن صالح بن احمد بن يحيى الأنصارى الرداعي كان صاحب الترجمة من أنصار الدين وأهل الفضل اليقين مبرزا في جميع العلوم مدققا في علوم الأصول ونظم متن الكافل في أصول الفقه نظما بديعا فيه كل السلاسة وزيادة من حفظه وهو أبسط من منظومة السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير وأسمع على المترجم له منظومته المذكورة في سنة 1121 إحدى وعشرين ومائة وألف تلميذه محمد بن هادى الخالدى وغيره رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى صالح بن حسين العنسى
القاضى العلامة صالح بن حسين بن قاسم بن يحيى بن محمد العنسى أخذ عن أحمد بن صالح العنسى ومهدى الحسوسة والسيد محرم بن محمد والحسين بن يحيى السحولى وغيرهم وكان عالما أصوليا كبيرا محققا
____________________
(2/102)
شهيرا من أحسن الناس خلقا وخلقا وجلالة وكان ينتقل من صنعاء إلى صعدة ثم ولاه المهدى صاحب المواهب القضاء في حبيش فلم يزل حاكما عليها حتى توفى في جمادى الآخرة سنة 1120 عشرين ومائة وألف رحمه الله القاضى صالح بن داود الآنسى
القاضى العلامة صالح بن داود الآنسى الحدقى أخذ عن إبراهيم بن يحيى السحولى والسيد أحمد بن على الشامى والإمام المتوكل على الله إسماعيل وغيرهم وكان عالما محققا مبرزا يملى الأزهار من حفظه ومن مؤلفاته شرح العقيدة الصحيحة للإمام المتوكل على الله ومختصر شرح العلفى للجامع الصغير وشرح على المسائل المرتضاة فيما يعتمده القضاة وسكن في آخر أيامه بقرية حدقة من بلاد آنس ومات بها سنة 1062 اثنتين وستين وألف رحمه الله السيد صلاح بن إبراهيم تاج الدين
السيد العلامة المقام صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن محمد بن احمد بن يحيى بن يحيى الحسنى روى عن الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى والقاضى سليمان بن يحيى صاحب شعلل والأمير الهادى بن تاج الدين والسيد على بن المرتضى بن المفضل والسيد يحيى بن منصور بن المفضل ومحمد بن سليمان بن أبى الرجال والإمام الحسن بن بدر الدين والأمير الحسين بن محمد وغيرهم وكان علامة كبيرا ونحريرا خطيرا وله رسائل ومسائل وهو متمم شفاء الأمير الحسين بن محمد وسكن الشرف الأعلى وقد أثنى عليه الإمام المهدى محمد بن المهدى في رسالة له في سنة
____________________
(2/103)
702 اثنتين وسبعمائة ومات صاحب الترجمة في أول القرن الثامن رحمه الله تعالى الشريفة صفية بنت المرتضى بن المفضل
الشريفة العالمة الفاضلة صفية بنت المرتضى بن المفضل كانت عالمة فاضلة لها مؤلفات وتزوجت السيد محمد بن يحيى القاسمى لأنه كان عالما محققا في علم الكلام فرغبت فيه لقصورها في ذلك الفن فانتفعت به وانتفع بها في علم العربية وماتت الشريفة صفية في سنة 771 إحدى وسبعين وسبعمائة رحمها الله تعالى السيد صلاح بن إبراهيم الوزير الحسنى
السيد العلامة صلاح بن إبراهيم بن على بن المرتضى الوزير صنو السيد الهادى بن إبراهيم الوزير أخذ صاحب الترجمة عن عبد الله بن الحسن الدوارى وعلى أخيه الهادى بن إبراهيم وغيره ومهر في فنون العلم والبلاغة والأدب واللغة العربية وله في الفقه يد قوية وكان بينه وبين الإمام المهدي أحمد بن يحيى مودة عظيمة وخرج معه إلى قرية بيت بوس من أعمال صنعاء ثم انقطع صاحب الترجمة إلى العبادة والذكر وحج حجتين ماشيا ولزم مسجد الهجرة في شظب يقوم فيه بعض الليل ومعظم النهار لا يكلم أحدا وأذن في ذلك المسجد نحو خمسين سنة للفروض الخمسة وكان من رأيه تربيع الآذان في أوله ومات في سنة 810 عشر وثمانمائة تقريبا رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد صلاح بن أحمد الوزير
السيد العلامة المحدث البارع صلاح بن أحمد بن عبد الله بن أحمد
____________________
(2/104)
بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادى بن إبراهيم بن علي بن المرتضي الوزير الحسنى مولده ليلة الجمعة 27 شعبان سنة 945 خمس وأربعين وتسعمائة وأخذ عن والده وعن محمد بن يحيى حنش وغيرهما وكان خاتمة النجباء وكعبة العلماء والادباء أفضل أهل زمانه وأروعهم وأفصحهم في الكلام وأبرعهم محققا في جميع العلوم سكن حصن كوكبان ثم انتقل الى صنعاء وبقى بها عن أمر الامام القاسم بن محمد أبام ولاية الاتراك عليها وكان صادعا بالحق لا تأخذه في الله لومة لامم ومن أجل تلامذته الامام القاسم وولده الامام محمد بن القاسم والسيد محمد بن عز الدين المفتى وغيرهم من الاكابر وكان يتصل بالباشا جعفر نائب الاتراك بها فقال له في بعض الايام موجها بذكر المذاهب
( خدك ذا الاشعرى حنفنى ** وصار من أحمد المذاهب لى )
( حبك ما زال شافعي أبدا ** يا مالكي كيف صرت معتزلى )
ثم قال الباشا جعفر مداعبا أين ذكر الزيدية فقال صاحب الترجمة مرتجلا
( زاد غرامى به فزدنى ** بعدا عن المكثرين في عدلى )
فتعجب الباشا من سرعة بادرته وقال له من أفضل الصحابة يا سيد صلاح قال أبو بكر فقال أتفضله على على بن أبي طالب قال أنت سألتني عن الصحابة وأما القرابة فأمرهم آخر على يعد من القرابة فسكت الباشا وبلغه أن الامام القاسم عزر من لعب الشطرنج تعزيرا مخصوصا وأوقفه في الشمس معقولة رجله فاستغرب الباشا ذلك وظن أنه لا سلف للامام فيما يفعله وأن ذلك هفوة منه فلما دخل عليه السيد صلاح سأله فقال أصاب الامام قال الباشا من أين لك ذلك فقال هذا فعله جده أمير المؤمنين
____________________
(2/105)
على بن أبي طالب عليه السلام وأسند الرواية ولعله نسب الرواية وأسندها من طريق الزمخشرى وقد ذكر هذا التعزير الأمير الحسين في الشفاء
ومن شعر صاحب الترجمة
( منا قضا شعر من قال ** لا يكن ظنك الا سيئا ) الخ
فقال صاحب الترجمة
( لا يكن ظنك إلا حسنا ** ان سوء الظن من طبع اللئام )
( وكفى في ذمه لو عقلوا ** أنه نقص وأثم وحرام )
( كل من كان له معتمدا ** عدم النفع بأنواع الأنام )
( أحسن الظن بمولاك تفز ** ان حسن الظن برء وسلام )
ومن شعره السائر القصيدة التى أولها
( لله أيامى بذي مرمر ** وطيب أوقاتى بسفح الغراس )
( والشمل مجموع بمن ارتضى ** والسر فيه السر والناس ناس )
( الجنس منظوم إلى جنسه ** وأفضل النظم نظام الجناس )
( وزهر زهران له مجتنى ** وقاته الهازم جند النعاس ) الخ
ومات بصنعاء في سنة 1124 أربع وعشرين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد صلاح بن أحمد الرازحى
السيد العلامة التقى صلاح بن أحمد الرازحى أخذ عن الفقيه صديق بن رسام والقاضى يحيى بن أحمد الحاج وغيرهما وكان من محاسن السادة وممن بذل نفسه للتدريس والإفادة في عامة الفنون وسكن صنعاء وكان أديبا ظريفا سريع الجواب حسن المجون ومات بعد سنة 1115 خمس
____________________
(2/106)
عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد صلاح بن الحسين الكحلانى
السيد العلامة الفروعى صلاح بن الحسين بن شرف الدين الكحلانى الحسنى كان عالما ورعا زاهدا عابدا مدرسا أخذ عنه جماعة وتولى الحكومة في كحلان من سنة 1133 حتى توفى بها في سنة 1168 ثمان وستين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد صلاح بن عبد الخالق الجحافى الحبورى
السيد البليغ العلامة صلاح بن عبد الخالق بن يحيى بن الهادى بن إبراهيم الجحافى الحبورى أخذ عن الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم وأحمد بن سعد الدين المسورى وغيرهما وهو إمام الأدب البارع وعلم البيان النافع الحاوى لكل غريب والآتى بكل عجيب ونادرة وقته في جميع الخصال وكان فقيها في الفروع وإماما في علم الطريقة وله شرح على تكملة الأحكام ومات في جمادى الأولى سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف بحبور السيد صلاح بن على بن محمد بن أبى القاسم
الإمام المهدى صلاح بن على بن محمد بن أبى القاسم الحسنى كان من أكابر علماء عصره ومن مؤلفاته النجم الثاقب بشرح كافية ابن الحاجب ودعا بصنعاء في سنة 1840 أربعين وثمانمائة ثم قبض عليه الأمير سنقر وحبه بصنعاء ثم خرج من الحبس وسار إلى صعدة ثم عاد إليها بجيش عظيم في سنة 842 وكان اسره حول صنعاء وإيداعه السجن بها حتى مات فيه في سنة 849 تسع وأربعين وثمانمائة وقبره بصرح مسجد موسى المعروف
____________________
(2/107)
بصنعاء رحمه الله تعالى الفقيه صلاح بن على الشويطر الذمارى
الفقيه صلاح بن على المداني الحارثى الشويطر الذمارى قرأ على عبد المسلمى وغيره وعنه أخذ في علم القراآت جم غفير منهم عبد السلام السلامى وغيره وكان فقيها ورعا زاهدا عابدا لازم الأذان بمدرسة الإمام شرف الدين بصنعاء ثلاثا وأربعون سنة ومات سنة 1064 أربع وستين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد صلاح بن محمد الهدوى
السيد العلامة صلاح بن محمد بن الحسن بن المهدى بن على بن المحسن بن يحيى بن يحيى الحسنى مولده سنة 701 عشر وسبعمائة وكان عالما فاضلا من أكابر شيوخ آل محمد صلى الله عليه وسلم ومن تلامذته السيد عبد الله بن الهادى الوزير وغيره وهو من أنصار الإمام المهدى وتوفى في شوال سنة 784 أربع وثمانين وسبعمائة في رغافة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه صلاح الفلكى الذمارى الفرايضى
الفقيه المحقق صلاح بن محمد بن ناصر الفلكى الذمارى الفرايضى أخذ عن والده وغيره وكان علامة فهامة علما من الأعلام لا يزاحم في الفضائل ومن أهل الصبر على التدريس وله شعر رائق ومن تلامذته القاضى إبراهيم السحولى ووالده القاضى يحيى وغيرهما ومات بمدينة ذمار في سنة 1040 أربعين وألف رحمه الله تعالى
____________________
(2/108)
السيد صلاح بن ناصر الكحلانى
السيد العلامة صلاح بن ناصر بن محمد بن صلاح الكحلانى الحسنى أخذ بشهارة عن السيد الحسين بن المؤيد وصنوه القاسم بن المؤيد وغيرهما وكان عالما فاضلا محققا سيما في الفروع وتولى الخطابة بشهارة ثم رحل إلى كجلاح تاج الدين ودرس فيه مدة ثم انتقل إلى قرية بيت قدم من أعمال كحلان ومات هنالك في رمضان سنة 1129 تسع وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى الفقيه صلاح بن يحيى الشظبى
الفقيه العلامة صلاح بن يحيى بن محمد بن داود بن يوسف بن قيس الشظبى وأخذ عن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين وعن الفقيه يحيى حميد والسيد عبد الله بن القاسم العلوى وغيرهم وكان عالما محققا قال الإمام شرف الدين في أثناء اجازته له ما نصه
أجزنا الفقيه العلامة النبيه الذى استفاد في كل العلوم كل مسموعاتنا وموضوعاتنا وسائر علوم الديانة وكتب البراعة والبلاغة لعلمنا أهليته وحفظه واتقانه وتبحره في كل ذلك وكان ذلك في رجب سنة 959 تسع وخمسين وتسعمائة السيد صلاح بن يوسف الحسنى
السيد العلامة صلاح بن يوسف بن صلاح بن المرتضى الحسنى الهدوى سمع على الإمام المطهر بن محمد بن سليمان الحمزى وغيره وكان علامة محققا متبحرا سيما في علم الكلام وهوتلو أخيه محمد ووفاة صاحب الترجمة في شوال سنة 901 احدى وتسعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/109)
السيد عامر مؤلف بغية المريد
السيد الأديب عامر بن محمد بن عبد الله بن عامر بن على الشهيد الحسنى عم الإمام القاسم بن محمد ولد صاحب الترجمة في 26 ذى القعدة سنة 1062 اثنتين وستين وألف وكان من ذوى الأخلاق الرضية والأنفاس الطيبة الهاشمية قدر على نفسه وصانها وخالف هواها وهانها وحفظ منصبه ورياسته وتفرد بالكمال في وقته عارفا بكثير من الأمور محققا في الأنساب وأخبار سلفه وله في ذلك التاريخ المفيد الموسوم بغية المريد وأنس الفريد في أنساب ذرية السيد على بن محمد بن على بر الرشيد ومن نشأ معهم وعاصرهم من السادة الأعلام الكماة والشيعة الفضلاء وقد جمع في هذا الكتاب وأوعى وأفاد فيه وأجاد وحكى عنه ولده محمد بن عامر بن محمد أنه قال ان في كتابه المذكور ما يحتاج إلى تقديم وتأخير وكان صاحب الترجمة قد حنكته التجارب ومارس الأمور الصعاب وكانت له فراسة قوية
ومرض من ألم الاستسقاء وتوفى ليلة غرة شعبان سنة 1135 خمس وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى عامر الذمارى
القاضى العلامة التقى عامر بن محمد الذمارى الصباحى أخذ عن إبراهيم بن مسعود الحوالى وعبد العزيز بهران والإمام الحسن بن على بن داود والإمام القاسم بن محمد وغيرهم وكانت إليه النهاية في تحقيق الفروع بزمنه ورحل في أول زمانه إلى مدينة ذمار فلقى شيوخها فعكف على الطلب مع شدة وكان لا يملك الا فروا واحدا من جلد الغنم فإذا احتلم
____________________
(2/110)
غسله ولبسه وهو أخضر لأنه لا يجد غيره ولما دعا الإمام القاسم خرج إليه صاحب الترجمة من صنعاء وصحبه وقوى أعضاد الدولة القاسمية ثم الدولة المؤيدية ثم انتقل إلى خولان العالية واستقر في وادى عاشر من بنى سحام وبنى بها دارا عظيمة فقصده العلماء إلى هنالك وكان كثير العبادة ودخل إلى صنعاء لعقد الصلح بين الإمام القاسم بن محمد والأتراك وكان يرى عدم جواز الصلاة في البكيرية المعمورة بأعلا صنعاء لأن موضعها مقبرة عظيمة من مقابر المسلمين بنى عليها الوزير حسن باشا الرومي جامع البكيرية وعظام الموتى في تخوم الأرض هذا ترجيح صاحب الترجمة ومات في حادى عشر رمضان سنة 1047 وقبره بجنب قبر عبد القادر التهامى وقبر ولده أحمد بن عامر الذمارى في عاشر من بنى سحام في بلاد خولان العالية رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين عبد البارى الأهدل الحسينى
السيد التقى عبد البارى بن محمد بن عمر بن عبد القادر بن أحمد بن حسن بن عمر بن محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن على الأهدل الحسينى اليمنى كان من الكملاء المشهورين له فضائل عديدة وأفعال جميلة حميدة شائع الفضل والكرم في تهامة اليمن وتوفى بقرية المراوعة من أعمال تهامة في ذى الحجة سنة 1072 اثنتين وسبعين وألف رحمه الله تعالى الشيخ عبد الباقى المزجاجى الزبيدى
الشيخ العلامة عبد الباقى بن الزين المزجاجى التحيتى نسبة إلى التحيتية خارج زبيد
ولد بالتحيتية وأخذ عن علماء عصره وتخرج به جماعة من الفضلاء ولم يزل ينفع الناس حتى تولى في ربيع الآخر سنة
____________________
(2/111)
1074 أربع وسبعين وألف وآل المزجاجى نسبة إلى المزجاجية موضع بالقرب من زبيد القاضى عبد الجبار الحبورى
القاضى العلامة الحاكم الشهير بمدينة صنعاء عبد الجبار بن جابر الحبوري كان عالما حافظا وفقيها متفننا ورعا ناسكا يستأنس به الضعفاء والمساكين ويهابه الأكابر والعظماء من المتخاصمين مات بصنعاء في ذى القعدة سنة 1184 أربع وثمانين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى عبد الحفيظ المهلا الشرفى
القاضى الحافظ التقى عبد الحفيظ بن عبد الله المهلا الشرفى أخذ عن والده وعن الإمام القاسم بن محمد وولده المؤيد بالله والحسين بن الإمام القاسم وغيرهم من أكابر علماء عصره وكان اماما في علوم الاجتهاد وله فضائل أذعنت لها أرباب التحقيق في كل بلاد وكان يحفظ في كل العلوم مؤلفات عديدة مع شروحها وله أجوبة على مسائل عديدة وردت إليه من علماء عصره ورسائل بليغة وخطب رائقة وأشعار فائقة وفضائل وفواضل وتوفى سلخ ربيع الأول سنة 1077 سبع وسبعين وألف ورثاه السيد محمد صلاح بن الهادى الوشلى بقصيدة منها
( الله أكبر كل خطب هين ** إلا على عبد الحفيظ فيكبر )
( حبر الأنام وحجة الإسلام ان ** أمرعرى والعاقب المتبصر )
( أعطى الجهاد حقوقه وسمت به ** للاجتهاد عوارف لا تنكر ) القاضى عبد الحميد المعافى اليمنى
القاضى العلامة البليغ عبد الحميد بن أحمد بن موسى بن عمرو بن
____________________
(2/112)
المعافى اليمنى السودى كان صاحب الترجمة عالما أديبا أريبا محققا سيما في العربية وله شرح على الملحة وحواش وأجوبة مفيدة في النحو وشرح الهداية والأزهار في الفقه واعتنى في شرحه للأزهار بموافقة اعراب الأزهار فإن شرح ابن مفتاح عليه يتناسب في بعضه اعراب المتن مع الشرح إلا بتحويل للمتن من رفع إلى نصب ونحو ذلك ولصاحب الترجمة خط حسن ونظم جيد فمن شعره في راية للإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم
( أيا راية أصبحت في الحسن آية ** وفاق على الأعلام حسنك عن يد )
( قرنت بنصر الله حين صنعت للأمام ** أمير المؤمنين المؤيد )
( امام حلى جيد الكمال بجوده ** محمد بن القاسم بن محمد )
ومما اتفق أنه لما مات السيد إبراهيم ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل وكان قد ألم بكل غريبة من علوم القراءات والنحو وأشعار الحكمة والأدعية وغيرها مع كونه أكمه وكان من أصلح الناس على صغر سنه فلما مات عظم الخطب فكتب القاضى أحمد بن صالح بن أبى الرجال إلى الإمام المتوكل على الله إسماعيل قصيدة الإمام شرف الدين يحيى التى قالها عقيب وفاة ابنه السيد العالم النجيب عبد القيوم بن شرف الدين وكان من سادات العترة ولم يبلغ من العمر إلا إحدى عشرة سنة ونصفا وكان يجارى العلماء ومما يروى عنه أنه قعد في مجلس الحشحوش المعروف بجراف صنعاء والعلماء يخوضون في مسئلة البهائم إذا تم سؤالها وحسابها أين تصير فذكروا المقالات في ذلك ولم يذكروا أحسنها وأشهرها فقال السيد عبد القيوم وما يشكل عليكم من أمرهن لعل الله يخلق لهن رحبة
____________________
(2/113)
يتنعمن فيها فأعجب الحاضرون بذلك وكتبوه عنه ولما ختم عبد القيوم القراءات غيبا وبعض الكتب العلمية عمل والده وليمة وأركب ولده على حصان لزفافه فسقط ومات من حينه وقبره بقرب جراف صنعاء مشهور مزور فقال الإمام شرف الدين قصيدته التى أولها
( حمدت الله ربى يا بنيا ** على علم نعيت به اليا )
( نغصت حشاشتى والروح لما ** نفضت تراب قبرك من يديا )
( ولما أن ختمت الذكر غيبا ** قدمت به على البارى صبيا )
( وكنا في زفاف الختم نسعى ** فقال الرب زفته اليا )
( لإحدى عشرة مع نصف عام ** وطئت بهمة هام الثريا )
( وكنت قد امتلأت من المعالى ** ولم تترك من الاحسان شيئا )
إلى آخر القصيدة قال القاضى أحمد بن صالح بن أبى الرجال في ترجمة القاضى عبد الحميد المعافي بمطالع البدور فكتبت أنا هذه الأبيات إلى الإمام المتوكل على الله إسماعيل ثم لم أشعر إلا بكتاب إلى الإمام من المترجم له بالأبيات فعجبت من توارد الخواطر انتهى
ووفاة صاحب الترجمة بالسودة في نيف وخمسين وألف رحمه الله تعالى الشيخ عبد الخالق بن الزين المزجاجى
الشيخ عبد الخالق بن الزين بن محمد بن الصديق بن عبد الباقى بن الصديق بن الزين بن إسماعيل المزجاجى الحنفى الزبيدى أخذ عن والده وعمه علاء الدين والسيد يحيى بن عمر مقبول الأهدل والشيخ عبد الرحمن الذهبى والشيخ أمر الله الهندى وعمر الحشيبرى ومحمد بن أحمد مطير وأخذ بالحرمين عن السيد عبد الرحمن بن أسلم وتاج الدين القلعى
____________________
(2/114)
وغيرهم من الأكابر ووصل إلى صنعاء فعظمه المنصور الحسين بن المتوكل القاسم بن الحسين تعظيما كبيرا وأخذ عنه جماعة من أعيان علماء صنعاء كالسيد محمد بن اسحاق والسيد محمد بن إسماعيل الأمير والسيد احمد ابن عبد الرحمن الشامى وجملة من أكابر العلماء ومات في صنعاء في سنة 1152 اثنتين وخمسين ومائة وألف وقبره بجربة الروض جنوبى صنعاء وأرخ وفاته بعض الأدباء بقوله
( عز للأمجاد أرباب النهى ** بوفاة المستجاد السابق )
( طود علم قد توارى شخصه ** بعد أن سامى مقام الطارق )
( كان يقرى ثم يقرى ضيفه ** فهو في الحالين فوق الفائق )
( في جنان الخلد أضحى نازلا ** ضيف مولاه الكريم الرازق )
( طاب مثواه فأرخ حسبه ** فاز بالزلفى عبد الخالق )
سنة 1152 السيد عبد الرب بن محمد الكوكبانى
السيد السند عبد الرب بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر بن عبد الرب بن على ابن الإمام شرف الدين الحسنى مولده في ربيع الأول سنة 1125 خمس وعشرين ومائة وألف وأخذ عن السيد أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن عبد الرب والسيد اسحاق بن يوسف والسيد محمد بن زيد بن محمد بن الحسن وغيرهم وكان سيدا سريا هماما كريما ألمعيا ومات وهو يتلو آية الكرسى في رجب سنة 1176 ست وسبعين ومائة وألف وأرخ وفاته عبد الوهاب سداد بقوله
( أيها الزائر قبرا قد حوى ** سيدا ليثا له قل الشبيه )
____________________
(2/115)
ومنها
( سل فنون العلم عنه ان تكن ** جاهلا فهو امام ونبيه )
( عاش في الدنيا وجيها أرخوا ** وبدار الخلد لا ريب الوجيه ) السيد عبد الرحمن بن أحمد الكوكبانى
السيد الأديب عبد الرحمن بن احمد بن محمد بن الحسين الحسنى الكوكبانى مولده في رجب سنة 1147 سبع وأربعين ومائة وألف وكان سيدا نبيلا فارسا شجاعا أديبا أريبا ومن شعره
( احذر مقالة كاذب في وده ** تصفو مودته إذا لم تغضب )
( وتراه ان أثرت صار ملازما ** وإذا تربت رأيته كالأجنبى )
( فاصبر على ريب الزمان فإنه ** بالصبر تحصل ما تشا من مطلب ) ومات في رمضان سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله الشيخ عبد الرحمن القحطانى اليمنى الحديدى
الشيخ العلامة عبد الرحمن بن إسماعيل الخلى اليمنى الأنصارى الشافعى القحطانى ولد ببندر الحديدة في سنة 1018 ثمانى عشرة وألف وأخذ عن علماء عصره وتولى القضاء في بلده وسار فيه أحسن سيرة وبالغ الناس في الثناء عليه بالتقوى والدين والصلاح ومات في عاشر المحرم سنة 1095 خمس وتسعين وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الرحمن مولى الدويلة الحضرمى
السيد العالم عبد الرحمن بن حسن بن شيخ بن حسن الحسينى مولى الدويلة ولد بمدينة تريم من حضرموت وأخذ عن علماء عصره وواظب على مصاحبة أهل الخير والصلاح وعزم إلى اليمن وأخذ عن جماعة من
____________________
(2/116)
علمائها وسكن بندر المخا إلى أن توفى فيه سنة 1017 سبع عشرة بعد الألف رحمه الله تعالى السيد عبد الرحمن الحضرمى
السيد العلامة مفتى الشافعية بالبلاد الحضرمية عبد الرحمن بن شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن على بن أبى بكر السقاف الحسينى الحضرمى مولده بتريم في سنة 945 خمس وأربعين وتسعمائة وأخذ عن محمد بن على خرد ومحمد بن حسن بن الشيخ وحسين بن عبد الله بافضل وغيرهم وبرع في التفسير والحديث والفقه والعربية وتخرج به جماعة وكان ذا سخاء ومروءة وعلم وفتوة وولى القضاء بتريم ولم يشغله القضاء عن الافتاء والتدريس وكان مواظبا على قيام الليل والذكر والتلاوة وجمع خزانة عظيمة من الكتب النفيسة ومات في تريم في رمضان سنة 1014 أربع عشرة وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الرحمن جمل الليل الحضرمى
السيد عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن على بن هارون بن حسن بن على بن محمد جمل الليل الحسينى الحضرمى مولده بتريم وأخذ عن القاضى أحمد بن حسين والشيخ أحمد بن عمر عيديد وعبد الرحمن بن علوى وغيرهم وحفظ عدة متون ثم دخل الهند واجتمع بجماعة من علمائها وعاد إلى تريم ودرس فيها وطلب للقضاء ولم يشغله القضاء عن الافادة والتدريس حتى مات في سنة 1070 سبعين وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الرحمن بن عقيل الحضرمى
السيد عبد الرحمن بن عقيل بن محمد بن عبد الرحمن بن عقيل الحسينى
____________________
(2/117)
الحضرمي اليمنى ولد بمدينة تريم وأخذ عن السيد عبد الله العيدروس وولده زين العابدين وعبد الرحمن بن شهاب الدين وغيرهم ورحل إلى اليمن وأخذ عن السيد عبد الله بن على والسيد حاتم المهدلى وحج وأخذ عن جماعة بالحرمين ثم دخل الهند وأخذ عن علماء فيها ثم عاد إلى اليمن واستقر في بندر المخا حتى توفى فيه في ربيع الأول سنة 1059 تسع وخمسين وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الرحمن بن علوى بافقيه
السيد العلامة عبد الرحمن بن علوى بن أحمد بن علوى بن محمد الحسينى اليمنى الحضرمى المعروف كسلفه ببافقيه مولده بتريم وأخذ عن الشيخ محمد إسماعيل وعبد الرحمن بن شهاب الدين وسالم بن أبى بكر الكاف وغيرهم واجتهد في الفروع وشارك في الأصلين وكان منعزلا عن الناس زاهدا في الدنيا مواظبا على الطاعات والجماعات ونشر العلم ملازما للتلاوة والاعتكاف ومات في سنة 1047 سبع وأربعين وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الرحمن باحسن الحويلى صاحب مرباط
السيد العالم عبد الرحمن بن على بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الحويلى باحسن صاحب مرباط ولد بمدينة تريم وأخذ عن علماء عصره وغلب عليه فن الأدب وكان جيد البديهة سريع الجواب وله عناية بنظم الشيخ عمر بن عبد بامخرمة وأقام في القرية المسماة القارة حتى مات فيها في سنة 1037 سبع وثلاثين وألف رحمه الله تعالى
____________________
(2/118)
السيد عبد الرحمن السقاف الحضرمى
السيد العلامة عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن السقاف الحسينى الحضرمى مولده بمدينة تريم وأخذ عن أبى بكر بن عبد الرحمن شهاب الدين وغيره واشتهر وانتفع به غير واحد وكان حريصا على فعل الخير عارفا بمذاهب العلماء قليل الكلام ومات في سنة 1048 ثمان وأربعين وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الرحمن بن محمد السقاف العلوى
السيد التقى عبد الرحمن بن محمد بن على بن عقيل بن أحمد السقاف الحسينى الحضرمى ولد سنة 948 بمدينة تريم وأخذ عن السيد أبى بكر سالم والسيد محمد بن على بن عبد الرحمن والسيد محمد بن عقيل وغيرهم وكان عالما عاملا بعلمه كثير السخاء له هيبة في القلوب ومات في سنة 1011 إحدى عشرة وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الرحمن بن محمد جحاف الحبورى
السيد الأديب العالم البارع عبد الرحمن بن محمد بن شرف الدين الجحافى الحبورى وكان علامة محققا في الأصول والمنطق واشتغل آخر أمره بالتفسير وله شرح على غاية السوءل للحسين بن القاسم أجاد فيه كل الإجادة وكان متوليا لأعمال بلاد خفاش ثم استقر بصنعاء وكان لا يطمع في شئ من زينة الدنيا ومات بالحشيشية من أعمال صنعاء في نيف وخمسين بعد الألف من الهجرة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/119)
السيد عبد الرحمن العيدروس السقاف
السيد التقى عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس السقاف الحسينى الحضرمى مولده سنة 988 ثمان وثمانين وتسعمائة بمدينة تريم وأخذ عن الشيخ عمر بن عبد الله الخطيب ومحمد بن حكم باقشير وعبد الرحمن بن شهاب الدين وغيرهم وبرع في العلوم ودرس وتخرج به كثيرون وكان يلازم قيام الثلث الأخير من الليل وأقواله مفيدة وأحواله حميدة ومات في سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف رحمه الله تعالى الشيخ عبد الرحيم البرعى الهاجري
الشيخ العالم الشاعر البليغ الشهير عبد الرحمن بن على البرعى الهاجرى اليمنى سكن وطنه النيابتين وأخذ في النحو والفقه على جماعة من علماء عصره حتى تأهل للتدريس وأتته الطلبة من أماكن شتى فدرس وأفتى واشتهر بالعلم والشعر وهو من العلماء الأحبار المجتهدين والشعراء والبلغاء المجيدين وله ممادح كثيرة في النبى صلى الله عليه وسلم وديوان شعره مشهور ومن شعره القصيدة التى أولها
( بالأبرق الفرد أطلال دريسات ** لآل هند عفتهن الغمامات )
ومات في سنة 803 ثلاث وثمانمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى عبد السلام السلامى الآنسى
القاضى العلامة الورع التقى عبد السلام بن محمد بن صلاح بن سعيد بن قاسم السلامى الآنسى أخذ عن والده وعن القاضى محمد بن صلاح
____________________
(2/120)
الفلكى والإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم وصلاح بن على الحارثى وغيرهم وكان عالما محققا سيما في الفقه والفرائض ولم يزل في بلده بنى سلامة من بلاد آنس مدرسا حتى سنة 1111 إحدى عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ عبد الصمد باكثير اليمنى
الشيخ العالم عبد الصمد بن عبد الله باكثير اليمنى الكندى كان شاعر عصره ونابغة دهره وكان كاتب الإنشاء للسلطان عمر بن بدر ملك الشحر وله ديوان شعر ومن شعره قصيدة أولها
( هذى المرابع والكثيب الأوعس ** وظبا الخيام الآنسات الكنس )
( قف بى عليها ساعة فلعل ان ** يبدو لى الخشف الأغن الألعس )
( فلطالما عفت الكرى عن ناظرى ** شوقا إليه ومدمعى يتبجس )
إلى آخرها ومات بالشحر في سنة 1025 خمس وعشرين وألف رحمه الله تعالى الشيخ عبد العزيز المفتى الشافعى اليمنى
الشيخ العالم عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز المفتى الشافعى مولده في سنة 1042 اثنتين وأربعين وألف وأخذ عن علماء عصره باليمن الأسفل وكان عالما حافظا محدثا وصل إلى الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل على الله إسماعيل إلى معبر جهران فأخذ عنه الإمام المؤيد بالله والسيد المهدى الكبسى وغيرهما ثم عاد إلى وطنه من اليمن الأسفل ومات فيه في رجب سنة 1110 عشر ومائة وألف رحمه الله تعالى
____________________
(2/121)
القاضى عبد العزيز بن محمد بهران الصعدى
القاضى الحافظ عبد العزيز بن محمد بن يحيى بهران التميمى البصرى الصعدى مولده سنة 948 ثمان وأربعين وتسعمائة وأخذ عن والده في جميع العلوم والفنون وأجازه إجازة عامة وأخذ عن القاضى محمد الضمدي ويحيى حميد وغيرهم من أكابر علماء عصره وكان عالما كبيرا متفننا متضلعا في جميع العلوم ومن أجل من أخذ عنه الإمام القاسم بن محمد والقاضى عامر الذمارى وأحمد بن يحيى الذويد والسيد داود بن الهادى المؤيدى وغيرهم وهو شيخ الشيوخ وأستاذ أهل الرسوخ وهو الذى اجرى القوانين في سقى ماء آبار صعدة ومناقبه كثيرة وفضائله شهيرة وضعف بصره في آخر أيامه فقال لا يستضئ غير كتب العلم والتدريس ومات في ثامن رجب سنة 1010 عشر وقيل ست عشرة وألف بصعدة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى عبد القادر الشويطر الذمارى
القاضى العلامة امام أهل الزهادة عبد القادر بن حسين الشويطر الذمارى مولده سنة 1148 ثمان وأربعين ومائة وألف وأخذ عن الحسن ابن أحمد الشبيبي وسعد بن عبد الرحمن السماوى وعبد الله بن حسين دلامة وغيرهم وكان قمر العلم النوار والمرجع للعلماء المبرزين في الأنظار محققا للفروع والأصول عارفا بسائر العلوم شديد الحفظ والذكاء منظورا بعين التعظيم وكان لا يترك التدريس بالليل والنهار مع تلاوة القرآن وطلب إلى القضاء فنفر عنه كل النفور ومات في سنة 1197 سبع وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/122)
القاضى عبد القادر الهبل الصعدى
القاضى العلامة عبد القادر بن سعيد بن صلاح الهبل أخذ عن والده وعن القاضى عامر الذمارى والإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم وغيرهم وهو العلامة المحقق ومفتى مدينة صعدة المدقق وهو من أعيان علماء القرن الحادى عشر رحمه الله تعالى السيد عبد القادر العيدروس
السيد العلامة عبد القادر بن شيح بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الحسنى اليمنى ولد سنة 978 ثمان وسبعين وتسعمائة بمدينة أحمد اباد من الهند وهو صاحب المؤلفات العديدة منها النور السافر على أخبار القرن العاشر والحدائق الخضرة في سيرة النبى عليه السلام وأصحابه العشرة والمنتخب المصطفى في أخبار مولد المصطفى والدر الثمين في بيان المهم من أمور الدين وغير ذلك ومات في سنة 1038 ثمان وثلاثين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد عبد القادر بن محمد الكوكبانى
السيد الرئيس عبد القادر بن محمد بن الحسين بن الناصر الكوكبانى الحسنى مولده في سنة 1125 خمس وعشرين ومائة وألف بكوكبان وكان وقورا حليما دينا خيرا محبا للفقراء معينا للأرامل له معرفة تامة بالحساب والفرائض مع مطالعة في الطب وتولى امارة بلاد كوكبان فقام بالعدل وكان سهل الحجاب فنافسه أخوه إبراهيم في الإمارة واعتقله إلى حين وفاته في رجب سنة 1198 ثمان وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/123)
السيد عبد القادر بن الناصر الكوكبانى
السيد السند عبد القادر بن الناصر بن عبد الرب بن على شمس الدين بن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين الحسنى اليمنى الكوكبانى مولده بكوكبان ونشأ فيه وأخذ عن علماء عصره واكتسب الفضائل وجد في تحصيل دقيق المسائل وتولى امارة بلاد كوكبان وقال القاضى يحيى بن الحسن الحيمي متمما أرجوزة النمازى الشافعى في ذكر نسب الإمام شرف الدين هذه الأبيات المشتملة على الحاق نسب صاحب الترجمة إلى الإمام شرف الدين وهى
( معطى الجزيل ذى النوال العامر ** مولاى عبد القادر بن الناصر )
( سليل عبد البر ذى المكارم ** نجل على صفوة الأكارم )
( سليل شمس الدين ذى الكمال ** رافع بيت المجد والمعالى )
( ابن الإمام الحبر ذى العلوم ** كهف اللهيف كافل اليتيم )
( يحيى بن شمس الدين من ساد الورى ** ومن حديث مجده لن يفترى )
إلى آخرها وأبيات النمازى مشهورة مشروحة ومات صاحب الترجمة بكوكبان في المحرم سنة 1097 سبع وتسعين وألف رحمه الله تعالى القاضى عبد الكريم السلامى
القاضى العلامة عبد الكريم بن عبد الله بن محمد بن صلاح بن سعيد ابن قاسم السلامى الآنسى أخذ عن عمه عبد السلام بن محمد وعن السيد المهدى الكبسى ومحمد بن على قيس ويحيى بن حسين السحولى وعلى بن يحيى البرطى وحسين بن محمد المغربى وحسين بن عبد الهادى ذعفان وغيرهم وكان فقيها محققا فروعيا مدققا فاضلا تقيا وصل إلى صنعاء في سنة
____________________
(2/124)
1130 ثلاثين ومائة وألف ثم رجع إلى وطنه بنى سلامة ومات في رمضان سنة 1139 تسع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى عبد القادر التهامى
القاضى المحقق عبد القادر بن حمزة التهامى أخذ عن على بن راوع وغيره وهاجر لطلب العلم من محلة يبة من قرى حلى بن يعقوب أيام الإمام شرف الدين وتابع الإمام الحسن بن على داود وسكن وادى عاشر من بنى سحام خولان العالية وله حاشية على الأزهار مفيدة وفتاوى مدونة وكان عالما كبيرا محققا زاهدا ورعا محبوبا مهيبا وله تلامذة أجلاء علماء فضلاء نبلاء ومات بعاشر من خولان الطيال سنة 1013 ثلاث عشرة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد عبد الله الديلمى أبو شملة
السيد العلامة التقى الزاهد الشهير عبد الله بن إبراهيم الديلمى الفتحي المعروف بأبى شملة مولده في عاشر ذى الحجة سنة 756 ست وخمسين وسبعمائة وسكن مدينة صنعاء وكان سيدا عابدا زاهدا ورعا تقيا وكان يسمى حافظ صنعاء لرؤيا رأها الإمام على بن صلاح الدين في منامه وهى أن حجارة تسقط على مدينة صنعاء وأن رجلا يتلقاها فسأل عنه فقيل له فلان وكان لا يعرفه ولما حاصر الإمام على بن صلاح الدين الباطنية في حصن ذى مرمر كان هذا السيد المترجم له ممن حضر الحصار فلما خرج الباطنية منه اخبروا أن هذا السيد كان يضربهم بشملته فيؤلمهم ويعمى أبصارهم فيموت بعضهم من ذلك وقيل انه لا يحدث بصنعاء حدث الا سمع بقبره همهمة ومات في محرم سنة 836 ست وثلاثين وثمان مائة وقبره
____________________
(2/125)
بالقرب من مسجد الأبهر المعروف بصنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد عبد الله الشرفى المفسر
السيد العلامة التقى عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن على بن محمد ابن صلاح بن محمد بن القاسم الحسنى الشرفى أخذ عن الإمام القاسم بن محمد الشرفى وعبد الحفيظ المهلا وغيرهم وله التفسير الموسوم بالمصابيح الساطعة الأنوار المجموعة من تفسير الأئمة الأطهار
ابتدأ فيه بآخر القرآن تبعا لما فعله الإمام القاسم بن على العيانى وتفسير صاحب الترجمة في ست مجلدات وهو يدل على تمكنه في العلوم واطلاعه على أقوال الأئمة عليهم السلام وهو من أكابر علماء القرن الحادى عشر رحمه الله تعالى والمؤمنين السيد عبد الله بن احمد الوزير
السيد العلامة عبد الله بن احمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادى بن إبراهيم الوزير الحسنى المفضلى مولده سنة 896 ست وتسعين وثمان مائة وأخذ عن والده وعن السيد محمد بن المرتضى وغيرهما وكان سيدا كبير القدر حميد الطريقة اتصل بالإمام شرف الدين ولازمه وكان عنده وافر الجلالة إلى أن توفى في سنة 933 ثلاث وثلاثين وتسعمائة السيد عبد الله المؤيدى
السيد العلامة عبد الله بن أحمد بن الحسين المؤيدى الحسينى أخذ عن أحمد بن معوضة الجربى وغيره وكان عالما متواضعا دمث الأخلاق محيطا بعلوم الاجتهاد وكان شيخه الجربى بعد أن كف بصره لا يمر إلى مصلاه بمسجد داود إلا من وراء صاحب الترجمة تعظيما له ووفاة المترجم
____________________
(2/126)
له بصنعاء في القرن الحادى عشر رحمه الله الفقيه عبد الله الجربى
الفقيه العلامة التقى عبد الله بن احمد بن معوضة الجربى أخذ عن السيد الحسن بن شمس الدين والسيد صلاح بن أحمد الرازحي وغيرهما وكان عالما عاملا تقيا ورعا فاضلا زاهدا عابدا متقشفا يتوقد ذكاء وله في علم الكلام جليله ودقيقه يد طولى مع تبحره في الفقه وانتقل هو وصنوه الولى التقى العلامة محمد بن احمد من صنعاء إلى الروضة وتوفى صاحب الترجمة بها في سنة 1063 ثلاث وستين وألف ولهما كرامات مشهورة بالروضة رحمهما الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه عبد الله الناصح
الفقيه العلامة عبد الله بن أحمد الناصح أخذ عن السيد عبد الله بن القاسم العلوى وعبد الله بن مسعود الحوالى وغيرهما وكان عالما تقيا ورعا صالحا محققا ومات سنة 980 ثمانين وتسعمائة السيد عبد الله بن اسحاق بن المهدى
السيد العلامة البليغ عبد الله بن اسحاق بن المهدى لدين الله أحمد ابن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى كان سيدا سريا هماما ذكيا أديبا أريبا المعيا بطلا شجاعا وقورا دمث الأخلاق له المواقف المشهورة في الحروب وتولى لأخيه بلاد أصاب وله الأشعار الرائقة والأخبار الحميدة وله قصيدة زهاء ثلاثة وعشرين بيتا في كل بيت منها تاريخ اكمال عمارة مفرج لأخيه الناصر محمد بن اسحاق ببير العزب أولها
( يا مفرج البدر الذى لكماله ** نادى على الإقبال يمن ختامه )
____________________
(2/127)
ومات بصنعاء في ربيع الأول سنة 1151 إحدى وخمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الله بن إسماعيل جحاف
السيد العلامة عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن الهدى الجحافى الحبورى أخذ عن والده وغيره وكان عالما عاملا تقيا فاضلا ابتلى في آخر أيامه بمرض اقعده في داره فعكف على التدريس في بيته بحبور حتى مات في سنة 1104 أربع ومائة وألف رحمه الله القاضى عبد الله بن جابر التهامى
القاضى العلامة عبد الله بن جابر التهامى أخذ عن المهدى بن عبد الهادى الحسوسة والسيد الحسين بن على جحاف وغيرهما وكان عالما محققا في كل فن وتولى الوقف والقضاء بمدينة حبور عن أمر الإمام المتوكل على الله إسماعيل ومات بحبور في سنة 1087 سبع وثمانين وألف رحمه الله تعالى الفقيه عبد الله دلامة الذماري
الفقيه العلامة المحقق عبد الله بن حسين دلامة الذمارى أخذ عن زيد بن عبد الله الأكوع والحسن بن أحمد الشبيبي والسيد عبد القادر ابن أحمد والسيد اسحاق بن يوسف بن المتوكل وغيرهم من أكابر العلماء وكان عالما محققا متفننا وله مؤلفات منها مختصر الجامع الصغير ومختصر الهدي النبوى وغيرهما وكان مقصودا من كل مكان مشارا إليه بالبنان محبا للفقراء وله معرفة بعلم السيمياء والكيمياء ومات في محرم سنة 1179 تسع وسبعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/128)
القاضى عبد الله فحل
القاضى العلامة عبد الله بن حسين فحل أخذ في الفروع عن محمد بن صلاح الفلكى وغيره وكان عالما فاضلا وتولى القضاء بمدينة تعز من اليمن الأسفل حتى مات في سنة 1117 سبع عشرة ومائة ألف السيد عبد الله جحاف
السيد العلامة عبد الله بن حسين بن على بن إبراهيم جحاف الحبورى الحسنى مولده سنة 1040 أربعين وألف وأخذ عن أخيه على بن الحسين وأحمد بن صالح بن أبى الرجال وغيرهما وكان عالما محققا سيما في الأصول وكان يتأول كلام المعتزلة في الصفات وكانت تدار على الفتوى في جهات بلاد حجة ومات في شعبان سنة 1112 اثنتين عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الله الأهدل التهامى
السيد العلامة عبد الله بن أبى القاسم بن محمد بن أبى القاسم بن احمد بن أبى القاسم بن يحيى بن إبراهيم الأهدل الحسينى التهامى سكن المنيرة من تهامة وكان عارفا بالفقه والحديث والتفسير والنحو والمنطق وكان أديبا فطنا لبيبا له القدم الراسخ في العبادة وخطه في نهاية الحسن ومات في عشر الأربعين وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الله العيدروس
السيد العلامة عبد الله بن أحمد بن حسين بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الحسينى الحضرمى ولد بمدينة تريم سنة 1002 اثنتين وألف وأخذ عن والده وفضل بن عبد الله فضل وغيرهما وكان من أكابر
____________________
(2/129)
علماء حضرموت عالما تقيا شاعرا ناثرا بليغا وكان من أعرف الناس بالأنساب والحساب والفرائض والسير والأمثال ومات في سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف رحمه الله الشيخ عبد الله بافقيه
الشيخ العلامة عبد الله بن حسين بن محمد بن على بافقيه مولده بمدينة تريم وأخذ عن والده والسيد عبد الرحمن بن أبى بكر بن شهاب وعبد الرحمن بن علوى بافقيه وغيرهم وكان أحد أكابر علماء الإسلام وله مؤلفات منها شرح الأجرومية وشرح الملحة ومختصرها وحاز قصب السبق في النظم والنثر وله قصائد غريبة وله قدم راسخ في التقوى والصلاح ورحل إلى الديار الهندية وعظم شأنه هنالك ومات في القرن الحادى عشر رحمه الله تعالى عبد الله بن سالم صاحب خيلة الحضرمى
السيد العالم عبد الله بن سالم بن محمد بن سهل بن عبد الرحمن بن عبد الله صاحب خيلة الحضرمى ولد بتريم وأخذ عن محمد بن عقيل والشيخ عبد الله بن شيخ وعبد الرحمن بن شهاب الدين وغيرهم واعتنى بعلم الحديث وسلك منهاج الصالحين في الزهد والتقوى والتقشف ورحل إلى مدن اليمن والحرمين وأخذ عن جماعة وعاد إلى بلاده ومات سنة 1048 ثمان وأربعين وألف السيد عبد الله العيدروس
السيد عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن الشيخ عبد الله العيدروس الحسينى اليمنى ولد بمدينة تريم في سنة 945 خمس وأربعين
____________________
(2/130)
وتسعمائة وأخذ عن والده وعن الشيخ أحمد بن عبد الرحمن وحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن بلحاج وحج وأخذ عن علماء الحرمين ثم عاد إلى حضرموت ونصب نفسه للنفع والاقراء وقصده الناس وكان متضلعا تفسيرا وحديثا وأصولا وكان كثير الإنصات دائم العبادة لا يخرج من بيته إلا لحضور الجمعة أو جماعة أو لأجابة وليمة ومات في سنة 1019 تسع عشرة وألف في أثناء سجود صلاة العصر رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد عبد الله العيدروس حفيد السابق
السيد العالم عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس السابق ذكره مولد صاحب الترجمة بتريم سنة 1027 سبع وعشرين ومائة وألف وأخذ عن ابن عمه والسيد عبد الله العيدروس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب وعبد الرحمن بن محمد امام السقاف وغيرهم ورحل إلى بندر الشحر وحج وأخذ عن جماعة ثم عاد إلى وطنه واشتهر صيته وبرع في كثير من الفنون وجمع كتبا كثيرة من كل فن ومات بالشحر في ذى القعدة سنة 1073 ثلاث وسبعين وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الله بن عامر بن على الحسنى اليمنى
السيد العلامة عبد الله بن عامر بن على الحسنى اليمنى ابن عم الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد كان عالما متيقظا فطنا ذكيا فصيحا ألمعيا مجيدا في الشعر على منهج العرب الأولى ولم يظهر شعره إلا في آخر أمره وكان جيد الخط فائقا في الرماية بالبندق فارسا وحيدا ووقف مدة بمدينة ذيبين عن أمر الإمام القاسم بن محمد وتولى وادعة واعتنى بالجمع بين
____________________
(2/131)
المنتخب والأحكام من مؤلفات الإمام الهادى إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام وسمى ذلك التصريح بالمذهب الصحيح وأشعاره كثيرة واستوطن هجرة الحموس ببلاد عذر حاشد في سنة 1061 إحدى وستين وألف ومات بمدينة حوث رحمه الله تعالى الشيخ عبد الله باجمال الحضرمى
الشيخ العالم عبد الله بن عبد الرحمن بن سراج باجمال الحضرمى الغرفى أخذ عن والده وارتحل إلى الشحر فأخذ عن على بن على بايزيد وولى امامة مسجد الغرقة ثم تدريس الجامع بالشحر ثم القضاء فيه ثم عاد إلى وطنه الغرقة وولى قضائها ودرس فيها وله مؤلفات منها شرح قصيدة أبى الفتح البستى التى أولها
( زيادة المرء في دنياه نقصان ** وربحه غير محض الخير خسران )
وله تنبيه الثقات على كثير من حقوق الأحياء والأموات وله نظم حسن ومات في شعبان سنة 1033 ثلاث وثلاثين وألف رحمه الله تعالى الحافظ الكبير عبد الله المهلا اليمنى الشرفى
القاضى الحافظ المحقق المدقق شيخ شيوخ زمانه عبد الله بن عبد الله بن المهلا بن سعيد بن على النسائى الشرفى الأنصارى الخزرجي مولده سنة 950 خمسين وتسعمائة وأخذ العلم عن والده ثم رحل لطلب العلم إلى الأقطار وأخذ عن الفقيه عبد الله الراغب وأخيه إبراهيم والسيد هادى الوشلى والقاضى على بن عطف الله والسيد أحمد بن المنتصر الغربانى والقاضى عبد الرحمن النزيلى وغيرهم ثم رجع إلى وطنه بالشرف فأخذ عنه الإمام القاسم بن محمد والسيد أمير الدين بن عبد الله وغيرهما ورحل
____________________
(2/132)
إلى صنعاء سنة 995 خمس وتسعين وتسعمائة وأخذ عنه جماعة ثم انتقل إلى الأهجر من بلاد كوكبان وأقام فيه تسع سنين وارتحل إليه الطلبة من صنعاء والأهنوم وبلاد آنس والحيمة والشرف وشبام وكوكبان واستفاد منه خلق كثير ثم رجع إلى وطنه بالشرف وأقام به يقرئ بقية عمره وكانت ترد إليه كتب العلماء في عصره لاستيضاح المشكلات في كل فن ومات في ذى الحجة سنة 1028 ثمان وعشرين وألف بالشجعة من بلاد الشرف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد عبد الله بن على الشيخ الحضرمى
السيد العلامة عبد الله بن على بن حسن بن الشيخ على الحضرمى ولد بمدينة تريم وأخذ عن الشيخ زين بن حسين بافضل والسيد عبد الله بن سالم خيلة وغيرهما ورحل إلى بندر الشحر وأخذ عن على بن على بايزيد حتى برع ودخل اقليم السواحل ورحل إلى الديار الهندية ثم رجع إلى عدن وأخذ عن السيد عمر بن عبد الله العيدروس وصادف قبولا عظيما ثم توطن قرية الوهط بالقرب من بندر لحج وقصده الناس وانتهت إليه تربية المريدين وتخرج به جماعة وله انشاء عظيم ونظم مستحسن ومات في سنة 1037 سبع وثلاثين وألف بقرية الوهط المذكورة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى عبد الله بن على الأكوع
القاضى العلامة عبد الله بن على بن عز الدين بن على بن صالح الأكوع أخذ عن الحسين بن يحيى حنش وغيره وكان عالما محققا لاسيما في الأصول والمعانى والبيان والعروض مع تواضع وديانة وصحب الإمام القاسم بن محمد
____________________
(2/133)
وتولى له بلاد حبور وما إليها ثم انتقل إلى بلاد ذمار وتولى المخا ثم رجع إلى صنعاء ومات بها في رمضان سنة 1128 ثمان وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى القاضى عبد الله الصعيترى
القاضى العلامة عبد الله بن على الصعيترى الآنسى ينتهى نسبه إلى الفقيه سليمان الصعيترى وأخذ عن القاضى حسين الشوكانى وأحمد بن سعيد الهبل والسيد محمد المفتى وإبراهيم بن يحيى السحولى وغيرهم وكان عالما فاضلا محققا متفننا ترد عليه المسائل من بلاد الزيدية والشافعية ومات في سنة 1123 ثلاث وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الله بن على جحاف
السيد العالم عبد الله بن على بن حسين بن على بن إبراهيم جحاف الحبورى أخذ عن السيد يحيى بن إبراهيم جحاف والسيد إسماعيل بن إبراهيم جحاف والسيد عبد الله بن الحسين جحاف وغيرهم وهو العلامة الثبت المحقق الأصولى الفروعى بقية العلماء الأعلام من أهل بيته علما وعملا وصلاحا وفضلا وكان هو الحاكم بمدينة حبور وسكن جبل عمر من بلاد حجة ثم انتقل إلى حصن الظفير للتدريس ومات به في ذى الحجة سنة 1135 خمس وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الله المحرابى
السيد العلامة التقى عبد الله بن الحسن المحرابى الحسنى الذمارى أخذ عن الحسن بن أحمد الشبيبي وشمس الدين أحمد المجاهد وأحمد بن على الطشى وغيرهم وكان عالما محققا للفروع وكف بصره آخر عمره وكان
____________________
(2/134)
حفاظة فاضلا مات في سنة 1198 ثمان وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى آمين الشيخ عبد الله اليزيدى
الشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن ناصر اليزيدى كان شاعرا بليغا وجرى ذكر حديث الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة فقال صاحب الترجمة حسبنا ذلك فبلغت صلاة واحدة في المسجد الحرام بصلاة خمس وعشرين سنة وستة أشهر وعشرين ليلة فأما صلاة يوم وليلة في المسجد الحرام وخمس صلوات فإنها عن مأتى سنة وسبع وسبعين سنة وسبعة وأشهر وعشر ليالى ومات في سنة 1195 خمس وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الله بن القاسم العلوى
السيد العلامة الفهامة عبد الله بن القاسم بن الهادى بن إبراهيم العلوى مولده في ليلة عرفة من ذى الحجة سنة 889 تسع وثمان وثمانمائة وأخذ عن عبد الله بن مسعود الحوالى والسيد الهادى بن إبراهيم والفقيه على بن يحيى والسيد أحمد الأهنومى والإمام شرف الدين وغيرهم ورحل إلى مدينة رداع ثم حج ورجع إلى مدينة حجة وزبيد ثم إلى صنعاء وصحب الإمام شرف الدين في مخرجه إلى نجران سنة 940 أربعين وتسعمائة ثم استقر بأهله في ظفير حجة وكان شيخ العترة الزكية وغوث أهل الملة المحمدية محققا في الأصولين والنحو والصرف والمعانى والبيان واللغة والحديث والفقه وكان غزير الدمعة كثير الأذكار من نوادر زمنه وعجايبه وأخذ عنه جماعة من أكابر الأعلام وتوفى ببلاد حجة في سنة 980
____________________
(2/135)
ثمانين وتسعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى عبد الله السلامى
القاضى العلامة عبد الله بن محمد بن صلاح السلامى الآنسى أخذ عن أبيه وعن المولى محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم والسيد محمد عز الدين المفتى والقاضى إبراهيم السحولى والسيد أحمد بن على الشامى وغيرهم وكان فقيها فاضلا عالما محققا تولى الفتيا في حقل بلاد تريم وتولى أوقاف بلاد تعز وكان حاكما للمولى محمد بن الحسن في سفره وحضره وكان بليغا ومات سنة 1070 سبعين وألف رحمه الله تعالى القاضى عبد الله بن محيى الدين العراسي
القاضى العلامة الحافظ الضابط الفهامة عبد الله بن محيى الدين العراسي الصنعانى مولده في جمادى الآخرة سنة 1134 أربع وثلاثين ومائة وألف وأخذ عن السيد الإمام عبد الله بن لطف البارى الكبسى في النحو وعن القاضى أحمد بن حسين الهبل في النحو والصرف والمعانى والبيان والأصول وعن السيد محمد بن إسماعيل الأمير في الأمهات الست وغيرها من كتب الحديث وأخذ عن السيد زيد بن محمد بن الحسن بن القاسم وغيره من أكابر علماء عصره حتى صار من أعيان العلماء ذوى الكمال بعصره وعد من حفاظ جهابذة قطره وله مؤلفات نافعة من أجلها وأبدعها تخريج أحاديث كتاب الثمرات وهو كتاب بديع مفيد جدا ونظم انموذج اللبيب في خصائص الحبيب للسيوطى نظما حلوا يزيد على ثمانمائة بيت سماه فتح الحسيب بنظم انموذج اللبيب أوله
( الحمد لله الذى يخص من ** يشاء بالفضل العظيم والمنن )
____________________
(2/136)
منه
( أولها خصائص في ذاته ** خص بها المختار في حياته )
( بأنه أول من قد خلقا ** من النبيين فكن مصدقا )
( وأنه قدم في نبوءة ** وآدم مجندل في طينته )
ومنه
( وأنه أرسله الله بلا ** شك إلى الجن باجماع الملا )
( وقال قوم انه قد أرسلا ** إلى الملائك الكرام الكملا )
إلى آخرها وله منظومة بديعة كبيرة جدا سماها مفتاح السعادة الأبدية في ذكر الكلمة التوحيدية أولها
( نجاتنا لا إله الا الله ** وامننا لا إله إلا الله )
( وحصن بارى الأنام خالقنا ** سبحانه لا إله إلا الله )
وأرجوزة كبيرة في حصر فوائد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواضعها وتولى النظارة على أوقاف صنعاء فحمد الناس سيرته فيها وتضاعفت حاصلات أموال الوقف وكان من محاسن دهره ومات في ليلة عيد الفطر سنة 1187 سبع وثمانين ومائة وألف رحمه الله ومن بعد وفاته بمدة يسيرة تولى الوقف السيد محمد بن الحسن حطبة فنقص بعض أهل الأعمال فيه من مقرراتهم وجعل منها مرجوعا لبيت المال فقال الفقيه محمد بن حسن دلامة قصيدته التى منها
( لم يحمد الوقف بعد الشيخ من رجل ** يا حسرة الوقف والعمال والطلبة )
( ولم يكن مثمرا حبا ولا عنبا ** من بعد ما غرسوا في أرضه حطبة )
____________________
(2/137)
القاضى عبد الله بن مسعود الحوالى
القاضى العلامة عبد الله بن مسعود بن صالح بن على الحوالى بضم الحاء المهملة مولده في جمادى الآخرة سنة 869 تسع وستين وثمانمائة وأخذ عن السيد الهادى بن إبراهيم الوزير ووالده السيد إبراهيم الوزير والإمام عز الدين بن الحسن وكان صاحب الترجمة شيخ الشيوخ متبحرا متفننا امام المعارف بلا مدافعة مع أخلاق رضية وحلم وشمائل زكية وعنه أخذ الإمام شرف الدين وولده عبد الله بن الإمام شرف الدين والسيد عبد الله بن القاسم العلوى وغيرهم ومات بصنعاء في سنة 936 ست وثلاثين وتسعمائة رحمه الله تعالى السيد عبد الله بن الهادى الوزير
السيد العلامة عبد الله بن الهادى بن إبراهيم بن على بن المرتضى الوزير الحسنى اليمنى ولد بمدينة صعدة وأخذ عن خاله احمد بن عبد الله بن حسن الدوارى وأحمد حابس والسيد صلاح الجلال وغيرهم وكان ممن أكمل الله خلقه وخلقه وكرم طباعه وحسن طريقه وأدبه وكانت له جلالة في النفوس ومهابة في القلوب وأدب وبراعة وله معرفة تامة بالأنساب وأيام المؤرخين وله شرح على التسهيل أجاد فيه ومات بصنعاء في سنة 840 أربعين وثمانمائة رحمه الله تعالى القاضى عبد الله الأهنومى النسرى
القاضى العلامة عبد الله بن يحيى بن احمد بن على النسرى الروسى الأهنومي أخذ بشهارة عن والده وعن السيد إبراهيم بن الحسين بن المؤيد والسيد صلاح الكحلانى وعلى بن يحيى داود وغيرهم ورحل إلى ضوران
____________________
(2/138)
فأخذ عن السيد الحسين بن احمد زبارة والسيد يوسف بن المتوكل على الله اسماعيل والسيد محمد بن الحسن الجلال ثم رجع إلى وطنه بالأهنوم وتولى الحكم وكان عالما محققا مدققا متواضعا زاهدا عابدا وإليه مرجع علماء جهته في المشكلات والفتوى ومات في محرم سنة 1136 ست وثلاثين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى عبد الله الناظرى الظفيرى
القاضى العلامة عبد الله بن يحيى بن محمد الناظري اليمنى الظفيرى أخذ عن السيد عبد الله بن القاسم العلوى والإمام شرف الدين ومحمد بن احمد مرغم ويحيى بن احمد مرغم ومحمد بن احمد بن مظفر وغيرهم وكان غاية أهل زمانه في تحقيق شرح الأزهار والبحر الزخار وخاتمة للمذاكرين ومن أعيان أصحاب الإمام محمد بن على السراجى والإمام شرف الدين وتولى له القضاء ومات في نيف وعشرين وتسعمائة رحمه الله تعالى السيد عبد الله بن يحيى أبو العطايا
السيد العلامة امام الأسانيد ومرجعها وفقيه العترة ومصقعها أبو العطايا عبد الله بن يحيى بن المهدى ابن القاسم بن المطهر بن احمد ابن أبي طالب بن الحسن بن يحيى بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسين بن محمد بن القاسم بن يحيى بن الحسين بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب مولده سنة 710 عشر وسبعمائة تقريبا وأخذ عن والده ومحمد بن داود البهمى وغيرهما وكان شيخ العترة النبوية في زمنه ومفسرها ومحدثها ومفتيها والمعتنى بعلومها تخرج عليه جماعة من اكابر العلماء كالسيد إبراهيم بن محمد الوزير وعلى بن زيد العنسى والسيد محمد بن عبد الله
____________________
(2/139)
الوزير وغيرهم وله كرامات وفضائل لا تفى بها عبارة ومات في سنة 873 ثلاث وسبعين وثمانمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد عبد الله ابن الإمام يحيى بن حمزة
السيد العلامة التقى عبد الله بن الإمام يحيى بن حمزة بن على الحسينى اليمنى أخذ عن والده الإمام وسكن مدينة حوث ثم انتقل إلى مدينة صنعاء
قال الفقيه الشهير يوسف بن احمد اجاز لى السيد الأفضل عبد الله بن يحيى بن حمزة الانتصار بما معه من الاجازة من والده الإمام يحيى بن حمزة وكان صاحب الترجمة رجلا صالحا عالما فاضلا تقيا زكيا يشار إليه بالإمامة واستكمال شرائط الزعامة كثير الصلوات والدعوات والبكاء في دياجير الظلمات ومات بصنعاء في جمادى الأولى سنة 788 ثمان وثمانين وسبعمائة وقبره غربى مسجد الفليحي المعروف بصنعاء رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى عبد الهادى الشويطر الذمارى
القاضى العلامة التقى عبد الهادى بن حسين الشويطر الذمارى مولده سنة 1157 سبع وخمسين ومائة وألف وأخذ عن اخوته عبد القادر ومحسن ويحيى الشويطر وغيرهم وكان من العلماء الفضلاء درس بمدينة ذمار في شرح الأزهار والفرائض وغيرهما ومات سنة 1196 ست وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى القاضى عبد الله بن المهدى الحوالى
القاضى العلامة المحقق عبد الله بن المهدى بن إبراهيم بن محمد بن مسعود الحوالى اليمنى
ترجمه القاضى احمد بن صالح أبي الرجال فقال في أثناء ذلك
____________________
(2/140)
الفاضل المحقق الحافظ المدقق سيبوية زمانه وخليل العلوم في أوانه كان علما في العلوم أديبا لبيبا مطلعا على أفراد اللغة وعلم تراكيبها حافظا لأيام العرب في الجاهلية والإسلام واشتهر باللغة وبرز فيها واستدرك على المحققين من أهلها كصاحب الصحاح والقاموس وإضرابهما وكان بعض مشايخنا يسميه بالبحر وكان من لين العريكة وسهولة الناحية وعذوبة الحاشية بمحل يكاد تسيل لديه طباعه سيلانا ويتواجد للإلهيات ويهتز اللأدبيات ولم تطمح نفسه مع أهليته إلى شئ من المراتب ولقيته بوطنه الظهرين بحجة فرأيت فوق ماسمعت وله شعر في الذروة العليا وله القصيدة لطنانة التى طارت في الآفاق يمدح بها الإمام المؤيد بالله واخوته الثلاثة الحسنين وأحمد وكان يقول انها ليست من جيد شعره وهى طويلة مطلعها
( عن سعاد وحاجر حد ثانى ** ودعانى عن الملام دعانى )
( وأذكرا برهة من الدهر مرت ** كنت أدعى بها صريع الغوانى )
ومات في سنة 1061 احدى وستين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى عبد الملك بن دعسين اليمنى
القاضى الكبير عبد الملك بن عبد السلام بن عبد الحفيظ بن عبد الله بن دعسين الأموى القرشى اليمنى وبنو دعسين قبيلة باليمن أفردهم صاحب الترجمة بمؤلف سماه قرة العين لمعرفة بنى دعسين ومولد صاحب الترجمة في سنة 952 اثنتين وخمسين وتسعمائة وكانت له يد طولى في جميع العلوم كالحديث والتفسير والفقه والتصوف والأصلين والفرائض والحساب والنحو والصرف والعروض واللغة والمعانى والبيان والهيئة
____________________
(2/141)
والفلك والشعر والتاريخ والأنساب وصنف في كثير من هذه العلوم فمن مصنفاته منحة الملك الوهاب بشرح ملحة الإعراب وشرح معارضة بانت سعاد وغيرهما وكان عاملا بالكتاب والسنة حافظا لكتاب الله مواظبا على تلاوته ناصرا لشرع الله قائما بما جرى عليه سلفه الصالح من الأوراد والأذكار وإكرام الوافدين وبذل الجاه وكان حسن الأخلاق عظيم التواضع سخى النفس ومات في بندر المخافى ربيع الأول سنة 1006 ست بعد الألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى عبد الهادى الزيلعى اليمنى
القاضى العلامة عبد الهادى بن المقبول بن عبد الأول بن أبى بكر بن عبد الأول بن عيسى بن عبد الغفار بن عبد الأول بن محمد بن عيسى بن احمد بن عمر الزيلعى صاحب اللحية من تهامة
ولد ببندر جازان سنة 1030 ثلاثين وألف وأخذ عن الفقيه مقبول القرشى ومحمد بن الصديق الديباجى وإسماعيل بن محمد المحلوى ورحل إلى الحجاز فأخذ عن جماعة من الأعلام ثم رجع إلى اليمن وقدم اللحية ثم رجع إلى جازان وشيوخه بالسماع والإجازة كثيرون منهم الحسين المهلا وأحمد بن أبى بكر الكنانى الشافعى وأحمد بن صديق الحشيبرى ومن شعره يرثى السيد العلامة يحيى بن احمد الشرفى بقوله
( أفل البدر من سماء السعود ** واختفى النور عن سناه السعيد )
( وغدا الدهر لابسا ثوب حزن ** آسفا منذ غاب عين الوجود )
( لا رعى الله لليالى ذماما ** إذ دهتنا بكل حتف شديد )
( حين وافت عين الخطوب بخطب ** ومصاب مشيب للوليد )
____________________
(2/142)
ومات ببندر جازان في سلخ ذى القعدة سنة 1098 ثمان وتسعين وألف رحمه الله تعالى القاضى عبد الواحد الأنصارى حاكم القنفذة
القاضى العلامة عبد الواحد بن أبى بكر الأنصارى الشافعى قاضى القنفذة أخذ عن الشيخ على بن الجمال وعبد الله بن سعيد باقشير وعيسى ابن محمد الجعفرى وجاور بالحرمين سنين وأجازه شيوخه وكان رئيس القنفذة وما والاها من ارض الحجاز لا تصدر أمورها الا عن رأيه ولم يزل كذلك حتى سعى بعض حسدته بسبب سعيه في صلح بين الأشراف بنى عبد الله إلى الشريف سعيد بن زيد ورماه بأمور أوجبت أن أمر الشريف بقبضه ونهب داره وجميع أثاثه ثم قيد بالقيود وأتى به إليه فأراد قتله بعد الذى جرى عليه من حلق لحيته فشفع فيه بعض الأعيان فعفا عنه واختار الإقامة بعد ذلك بنجد الحجاز وكان يتردد إلى بلده القنفذة لزيارة من بها من أحبابه وكان بمكان مكين من العلم غاية في الذكاء والفهم حسن التقرير والتحرير وله مؤلفات منها نظم المنهج وشرح على الرحبية في الفرائض ومنظومة في أصول الدين وشرح عقيدة الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم ملك اليمن وغير ذلك ومات في جمادى الأولى سنة 1089 تسع وثمانين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه عبد الوهاب سداد
الفقيه الأديب الأريب الطبيب عبد الوهاب بن محمد سداد الصنعانى أخذ عن السيد محمد بن إسماعيل الأمير وغيره وكان أوحد أهل زمانه لطفا ومطارحة مع رصانة وأمانة وكاتب السيد يحيى بن الحسن بن اسحاق
____________________
(2/143)
وغيره من أكابر العلماء والبلغاء بصنعاء وكوكبان فمن شعره ما كتبه إلى السيد محمد الأمير من قصيدة أولها
( ماللهوى صار دون الناس بى لهجا ** أروم صبرا فينشى في الحشا وهجا )
ومات في سنة 1200 مائتين وألف رحمه الله الشيخ عبد الوهاب بن سعيد الحوالى
الشيخ العلامة عبد الوهاب بن سعيد بن عبد الله بن مسعود الحوالى الحميرى وكان يسمى بالصنعانى نسبة إلى أمه وكان عالما مجتهدا متعلقا بالسياحة دمث الأخلاق كريم السجايا وله مكارم وآداب وكان يأتى إلى ذيبين أيام الخريف فيجتمع به الفضلاء وكان جميل الثياب حسن الهيئة ويقال انه كان يعرف السمياء ولما اعتقل بحصن كوكبان ظهر هذا منه فإنه كان يخرج من السجن ويغيب اليوم واليومين ثم يرجع ويفارقهم من محل وعر لا يمكن النفوذ منه وله صناعة في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتوفى بالظهرين هجرتهم المعروفة في بلاد حجة في رجب سنة 1018 ثمان عشرة وألف رحمه الله ورثاه السيد العلامة على بن صلاح العبالى بأبيات أولها
( عين جودى بدمعك الهتان ** وانذنى ماجدا عظيم الشأن )
( فاضل طلق الدنا وتخلى ** عالم عامل بكل مكان )
( لم يدع بغية من الفضل إلا ** نالها بالسباق طلق العنان )
( ياله من مبرز في علوم ** ماحواه سواها من انساب ) الشيخ عثمان الزيلعى التهامى
الشيخ العالم عثمان بن إبراهيم بن عمر بن أحمد بن أبى بكر بن محمد
____________________
(2/144)
ابن عيسى بن احمد بن عمر الزيلعى صاحب اللحية ولد بجزيرة عيسى من أعمال اللحية وكان عمار زمانه وسلمان أوانه صبيح الوجه حسن الخلق رقيق الخلق أفنى كهولته وشيوخته في طاعة خالقه وكان امام الشريعة والطريقة يفزع إليه الناس ويعظمونه لمكانته في العلم والولاية وكان سمحا في المأكل والمشرب والملبس ورعا تقيا محافظا على الطاعات ملازما للجماعات ومات في نيف وثلاثين بعد الألف من الهجرة السيد عثمان بن على الوزير اليمنى
السيد العلامة الفهامة عثمان بن على بن محمد بن عبد الإله بن احمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادى بن إبراهيم الوزير الحسنى اليمنى مولده سنة 1052 اثنتين وخمسين وألف وأخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم والفقيه على بن جابر الشارح والسيد الحسين بن محمد التهامى والقاضى أبى بكر بن يوسف عقبة والقاضى على بن جابر الهبل والقاضى احمد بن جابر العيزرى وغيرهم وكان سيدا تقيا ورعا ألمعيا اما مافي الفروع حاكما مفتيا متين الديانة والعبادة له الأخلاق الرضية تولى القضاء بجهات السر من بلاد بنى حشيش وفي بنى الحارث وكان يتردد إلى صنعاء وله شرح لطيف على قصيدة الإمام شرف الدين القصص الحق سماه انتهاز الفرص بشرح القصص وسكن في آخر أيامه مدينة صنعاء وأخذ عنه صنوه السيد العلامة البارع عبد الله بن على الوزير وغيره ومات صاحب الترجمة بصنعاء في جمادى الأولى سنة 1130 ثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى
____________________
(2/145)
السيد عز الدين دريب اليمنى
السيد العلامة عز الدين بن دريب بن المطهر بن دريب بن عيسى بن دريب بن احمد بن محمد بن مهنا بن سرور بن وهاس بن سلطان بن منيف ابن يحيى بن ادريس بن يحيى بن على بن بركات بن فليته بن حسين بن يوسف بن نعمة بن على بن داود بن سليمان بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب اليمنى أخذ بمدينة صعدة عن سعيد بن صلاح الهبل والسيد احمد بن محمد لقمان وأخذ عن السيد احمد الشرفي والإمام المؤيد بالله وغيرهم واختص بالسيد احمد لقمان كل الاختصاص وسكن المترجم له بمدينة الطويلة مفرح جهات كوكبان شبام وتولى أمورها وتمول وكان المرجع لأهل تلك البلاد في القضاء والفتيا والسياسة والولاية وكان سيدا سريا علامة نسابة ألمعيا نافذ الكلمة رحب الغنى وبنى بالطويلة جامعا عظيما وله كتاب يجرى مجرى الشرح للثلاثين مسئلة في أصول الدين وله فتاوى وجوابات واسعة وحواش على هداية ابن الوزير وبعض البحر الزخار والإيضاح في أصول الدين وكان من أمراء الجيش النافذ مع سيف الإسلام احمد بن الحسن بن القاسم لفتح بلاد حضرموت ومات في سنة 1075 خمس وسبعين وألف ودفن بقرب الجامع الذى عمره بمدينة الطويلة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد عز الدين النعمى التهامى
السيد العلامة التقى عز الدين بن على بن الحسن بن محمد بن الحسن ابن عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن عيسى النعمى الحسنى اليمنى ولد سنة 1032 اثنتين وثلاثين وألف ورحل إلى مدينة صعدة فأخذ عن علمائها
____________________
(2/146)
ثم رحل إلى مدينة صنعاء فأخذ عن القاضى احمد بن صالح بن أبى الرجال وعن محمد بن إبراهيم السحولى وغيرهما وعكف في محاريب الفنون كلها لا سيما الأدبية وطار صيته في الآفاق واشتهر فضله وعلمه وكان قاضى الحج اليمانى من قبل الإمام المتوكل على الله إسماعيل من سنة 1067 سبع وستين وألف إلى سنة اثنتين وثمانين فعرض له عمى فعزل وكانت له جائزة عظيمة على القضاء المذكور فكتب إلى الإمام بعد أن ضعف بصره يستعطفه ويطلب منه أن يجري عليه ما كان له من الجائزة قصيدة مطلعها
( اليك يدا ذا العرش من متظلم ** رمته قسى البين من غير ظالم )
ومنها
( فعطفا أمير المؤمنين ومنة ** على العبد من تغيير وصل ملازما )
( فإنى أرى العادات منك كريمة ** وأكرمها عادات أهل المواسم )
( لهم كل عام منك سيب إلى المنى ** بمحكم ديوان جزيل المغانى )
( وقد كان لي فيها عطاء مخلد ** برسم كريم رازق غير حارم )
( فإن يكن الأمر الذى أصبحت به ** عيونى في قلبى محا اسمي وخاتمى )
يشير بهذا البيت إلى قول ابن عباس رضى الله عنه أن يأخذ الله من عينى نورهما الخ عز الدين بن على العبالى
السيد العلامة عز الدين بن على بن صلاح بن محمد العبالى الحسنى اليمنى أخذ عن المولى الحسين ابن الإمام القاسم وغيره وكان عالما جليلا شهيرا نحويا لغويا أصوليا متضلعا في العلوم متفننا جامعا للفضائل الشريفة
____________________
(2/147)
والنوافل المنيفة معتدل العقيدة مائل إلى كلام أهل السنة عارفا بحق الصحابة وسكن مدينة صنعاء وأخذ عنه الحسين بن محمد المغربي وأحمد بن صالح بن أبي الرجال وغيرهما ومات بصنعاء في شوال سنة 1088 ثمان وثمانيين وألف رحمة الله تعالى
273 عز الدين بن محمد بن عز الدين المؤيدي
السيد العلامة عزالدين بن محمد بن عزالدين بن صلاح بن الحسن ابن الامام عز الدين بن المؤيدي الحسنى أخذ عن والده مؤلف الحاشية المشهورة على كافية ابن الحاجب وغيره وكان سيدا جليلا عالما مفتيا ينوب في القضاء والفتيا عن ولاة الاتراك بمدينة صعدة ثم أخرجه الأتراك قسرا من صعدة وحبسوه مدة بصنعاء ثم افرجوا عنه وسكن صنعاء ومات بها وهو من أهل القرن الحادي عشر رحمه الله تعالى آمين 274 القاضي العفيف الصراري
القاضي العلامة العفيف بن الحسن بن العفيف المدحجي الصراري سمع الجامع الكافي وهو في ست مجلدات على الفقيه أبي القاسم بن محمد الحسنى في سنة 754 أربع وخمسين وسبعمائة برباط الزيدية المعروف برباط ابن الحاجب بمكة وقال شيخه المذكور في أثناء اجازته له ما نصه أجزت للقاضي الصدر العالم شرف الدنيا والدين العفيف بن حسن جميع كتاب الجامع في فقه الكوفيين بعد أن قرأه على ثم انتزعه صاحب الترجمة واختصره في مؤلف سماه ( تحفة الاخوان وقرة الأعيان في مذاهب أئمة كوفان ) وكان مقيما بمكة علامة محققا محدثا نبيلا ومن
____________________
(2/148)
تلامذته السيد إبراهيم بن محمد وغيره رحمه الله تعالى السيد عقيل بن عبد الله باعلوى
السيد العالم عقيل بن عبد الله بن عقيل بن شيخ بن على بن عبد الله باعلوى الحسينى الحضرمى ولد بمدينة تريم وأخذ عن محمد بن على بن عبد الرحمن وعمه السيد محمد بن عقيل ثم رحل إلى المسجد الحرام وحج ورحل إلى الديار الهندية وجمع الكتب النفيسة ثم عاد إلى الحرمين ثم إلى وطنه بحضرموت ومات في سنة 1022 اثنتين وعشرين وألف رحمه الله تعالى الشيخ عقيل بن عمر عمران
الشيخ العلامة عقيل بن عمر المشهور بعمران بن عبد الله بن على ابن عمر بن سالم ولد بقريقة مرباط من قرى ظفار الحبوطى وأخذ عن احمد ابن محمد الهادى وزين العابدين بن العيدروس وعبد الرحمن السقاف العيدروس وغيرهم ورحل إلى تريم واليمن ثم إلى الحرمين ثم عاد إلى تريم ثم إلى وطنه ظفار وأخذ عنه جماعة وله مؤلفات منها العقيدة وغيرها وله نظم بديع الأسلوب ومات في محرم سنة 1062 اثنتين وستين وألف السيد علوى بن حسين العيدروس
السيد العلامة علوى بن حسين بن محمد بن احمد بن حسين بن عبد الله العيدروس ولد بمدينة تريم في سنة 1000 ألف هجرية وأخذ عن عبد الرحمن بن علوى بافقيه وأحمد بن عمر عبديد وغيرهما ورحل إلى الحرمين وأخذ بهما وكان ملازما للشريعة والطريقة كثير التحرى في الدين وكان كلامه مشتملا على العبارات الفصيحة والنكت البديعة ومات بمكة في
____________________
(2/149)
سنة 1055 خمس وخمسين وألف رحمه الله تعالى السيد علوى بن عبد الله العيدروس
السيد التقى علوى بن عبد الله بن احمد بن حسين بن عبد الله العيدروس ولد بمدينة تريم وأخذ عن السيد علوى بن محمد بافرج والسيد عبد الله بن سالم والشيخ زين بن حسين وغيرهم واجتهد في العبادات ولازم السنة النبوية وجمع بين العلم والعمل وكان يحب العزلة والانقطاع وتصدر للانتفاع فسار ذكره وانتفع به خلائق لا يحصون ومات في سنة 1055 خمس وخمسين وألف رحمه الله تعالى السيد علوى بن عقيل السقاف
السيد العلامة علوى بن عقيل بن احمد بن أبى بكر بن عبد الرحمن السقاف ولد بتريم في سنة 958 ثمان وخمسين وتسعمائة وارتحل إلى اليمن والحرمين وتعاطى أول أمره التجارة وصحب جماعة من أكابر العارفين ثم أقام بمكة واستوطنها وترك التجارة وأقبل عليه الناس بالاعتقاد واختلفت إليه أكابر مكة وأعيانها ومات بمكة في محرم سنة 1048 ثمان وأربعين وألف واجتمع الخلائق للصلاة عليه بالمسجد الحرام وحضر الصلاة عليه شريف مكة الشريف زيد بن محسن رحمه الله تعالى السيد علوى بن عمر جمل الليل
السيد العلامة علوى بن عمر بن عقيل بن محمد بن احمد بن عبد الله ابن محمد جمل الليل مولده في قرية روعة من جهات حضرموت وأخذ عن جماعة ودخل الهند ثم عاد إلى وطنه ومشى على طريقة أسلافه وكتب بخطه الحسن عدة من الكتب العربية والأدبية وله رسائل مشتملة على
____________________
(2/150)
عبارات فصيحة ومات في سنة 1054 أربع وخمسين وألف رحمه الله تعالى السيد علوى بن محمد الجفرى
السيد العالم علوى بن محمد بن أبى بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن علوى بن أبى بكر الجفرى الحسينى ولد بمدينة قسم من البلاد الحضرمية وجاب البلاد وسار إلى الجبال والسواحل وإلى اليمن ومصر والهند وكان كثير الأسفار للحج وكان غاية في الجود والكرم وصلة الرحم وحب الفقراء والإحسان إليهم ومحبة العلم والعلماء صبورا على السعى في قضاء حوائج المسلمين مقبول الشفاعة مسموع الكلمة صافى الفؤاد حسن الاعتقاد ومات بتريم في سنة 1061 احدى وستين وألف رحمه الله تعالى السيد على بن إبراهيم الحيدانى
السيد العلامة على بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله ابن إبراهيم بن صلاح بن المهدى بن الهادى بن على بن محمد بن الحسن بن يحيى بن على بن الحسن بن عبد الله بن عيسى بن إسماعيل بن عبد الله بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على ابن أبى طالب اليمنى المعروف بالحيدانى نسبة إلى مدينة حيدان بجهات صعدة أخذ عن على بن قاسم السنحانى وإبراهيم بن مسعود صاحب الظهرين والإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم وغيرهم وكان سيدا هماما ذا عزيمة ونية صادقة وكان أحد الأعيان الأمراء في جهاد الأتراك وكان محققا في الفقه وتولى ذيبين وبلادها نحوا من ثلاثين سنة ومازال في مواظبة على
____________________
(2/151)
أعمال الطاعات حتى كبر وهرم وحصل معه بعض تغير فإنه عمر كثيرا ومات في سنة 1071 احدى وسبعين وألف رحمه الله تعالى الفقيه على بن إبراهيم عطية النجرانى
الفقيه العلامة المحقق على بن إبراهيم بن عطية النجرانى اخذ عن الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة وعن العلامة حسين بن محمد بن على بن أحمد يعيش وولده محمد بن حسين وغيرهم وكان من أكابر علماء صعدة وعنه أخذ الفقيه يوسف بن احمد وأحمد بن على مرغم وغيرها وكان على قيد الحياة في سنة 801 احدى وثمانمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن إبراهيم العالم الشرفي
السيد العلامة المحتسب على بن إبراهيم بن على بن المهدى بن صلاح ابن على بن احمد بن محمد بن جعفر بن حسين بن فليته الحسنى الملقب بالعالم الشرفى مولده في صفر سنة 930 ثلاثين وتسعمائة وهاجر إلى صنعاء وأخذ عن محمد بن عبد الله راوع وغيره وكان أحد السادة المعروفين بالفضل الموسومين بالخير ولما مات المطهر ابن الإمام شرف الدين في سنة 980 ثمانين وتسعمائة وصل إلى صاحب الترجمة وإلى السيد على بن إبراهيم العابد الآتى ذكره جماعة من قبائل الشرف فقاما بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر اتم قيام حتى قام الإمام الحسن بن على بن داود فعاضده صاحب الترجمة وناصره وتولى كثيرا من أعماله ثم كان من أعوان الإمام القاسم بن محمد وكان كثير التلاوة والعبادة ومات بهجرة الجاهلى من بلاد الشرف في ربيع الآخر سنة 1006 ست وألف رحمه
____________________
(2/152)
الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن إبراهيم العابد الشرفى
السيد العلامة المحتسب على بن إبراهيم العابد بن على بن محمد بن صلاح بن احمد بن محمد بن القاسم بن يحيى ابن الأمير داود المترجم ابن يحيى ابن عبد الله بن القاسم بن سليمان بن على بن محمد بن يحيى بن القاسم الجرازى بن محمد بن القاسم الرسى الحسنى غلب على صاحب الترجمة اسم العابد لكثرة عبادته ورحل لطلب العلم إلى مدينة بيت الفقيه ابن عجيل من تهامة وغيرهما وهو صاحب الكرامات والمقامات السامية في العبادة والزهد وكان يدخل إلى الأسواق التى هى مجتمع الناس لا لحاجة دنيوية بل ليصلى في كل مسجد على طريقة ويدعو بالمأثور في الأسواق وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير واستمر في آخر عمره على تدريس العلم بهجرة كحلان حتى مات في سنة 983 ثلاث وثمانين وتسعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى على بن إبراهيم المجاهد الأبى
القاضى العلامة على بن إبراهيم بن على بن إبراهيم بن يحيى بن احمد المجاهد أخذ بمدينة صعدة وبمدينة صنعاء ومن مشايخه إبراهيم خالد العلفى وغيره وكان عالما مشاركا وله مكانة عظيمة عند السيد الوزير احمد بن عبد الرحمن الشامى وكان من حكام الديوان بمدينة صنعاء ثم تولى القضاء في بلاد ذى السقار من اليمن الأسفل وبقى فيها نحو أربعة عشر سنة ثم تولى القضاء بمدينة آب وجيلة ومات في آب سنة 1177 سبع وسبعين
____________________
(2/153)
ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد على بن إبراهيم جحاف
السيد العلامة على بن إبراهيم بن على بن إبراهيم بن المهدى بن احمد ابن يحيى بن القاسم بن يحيى بن عليان جحاف الحسنى اليمنى مولده في سنة 991 احدى وتسعين وتسعمائة تقريبا وكان سيدا عارفا عادلا ورعا له اخلاق رضية وشمائل مرضية وتولى الجعفرية وما إليها من بلاد ريمة أصاب نحو ثلاث وثلاثين سنة وهو على حالة واحدة مستقيمة على العدل والإحسان إلى السادة والفقراء ولم يذكر عند احد من أهل الفضل والصلاح إلا أثنى عليه ودعا له وهو والد السيد العالم النجيب زيد بن على جحاف حاكم المخا الشهير ووفاة صاحب الترجمة بكسمة من بلاد ريمة في رجب سنة 1071 احدى وسبعين وألف وقبر بجنب مسجده الذى عمره هنالك رحمه الله تعالى الشيخ على بن أبى بكر الزيلعى التهامى
الشيخ العلامة على بن أبي بكر بن المقبول الزيلعى التهامى ولد باللحية في سنة 1024 أربع وعشرين وألف وأخذ عن أبيه وعن مقبول بن احمد المحجب وغيره ورحل الى الحرمين ثم إلى صعيد مصر ومكث نحو ثلاثين سنة ثم رجع إلى الحرمين ومكث بهما مدة ثم توجه في سنة 1094 أربع وتسعين وألف إلى اليمن ورجع في ذلك العام ومات بمكة في ذى القعدة سنة 1095 خمس وتسعين وألف رحمه الله تعالى القاضى على بن احمد بن إبراهيم أبى الرجال
القاضى العلامة على بن احمد بن إبراهيم بن أبى الرجال أخذ عن
____________________
(2/154)
عبد القادر التهامى في وادى عاشر من بلاد خولان وعن العلامة الشكايذى بمدينة ذمار وعن على بن قاسم السنحانى الصنعانى وغيرهم وكان فقيها عالما بالفروع الفقهية ويقال انه حفظ شرح الأزهار في فقه الأئمة الأطهار غيبا وكان يقرأ في أثناء مجاهدة الأتراك على السيد على بن صلاح العبالى في الأصول وصاحب الترجمة من أول من سارع من الأكابر إلى الجهات مع الإمام القاسم وله وقعات عديدة وتولى آخر أمره القضاء بجهة وصاب وتوفى بالدث منه في سنة 1051 احدى وخمسين وألف رحمه الله تعالى السيد على بن أحمد بن عبد القادر الكوكبانى
السيد العلامة على بن أحمد بن عبد القادر بن الناصر الحسنى الكوكبانى أخذ عن علماء عصره وكان عالما محققا في جميع العلوم منعزلا عن الناس لا يخالط الا القليل منهم ويصلى في المساجد التى لا يعرفه فيها أحد واستقدمه المتوكل القاسم بن الحسين إلى صنعاء ورغبه في البقاء بها وقرر له المقررات الواسعة وأعطاه مركوبا من الخيل فكان لا يركبه الا بيوم الجمعة لشدة ميله إلى الخمول وكان له ولع شديد بشجرة القات فكان يتناول منه الكثير وقد ترجمه القاضى احمد قاطن وأثنى عليه كثيرا وكان خريجه وتلميذه قال وتخرجت عليه أخته من الرضاعة الشريفة ميمونة بنت احمد بن محمد بن إبراهيم بن المفضل وكان له عناية تامة بتحقيقات العلوم وتخريج الطالب مع التمسك بالسنة النبوية وحث الطلبة على قراءة الفقه لمعرفة أقاويل الناس والأدلة وتسهيل الاجتهاد والاستنباط ومات في محرم سنة 1140 أربعين ومائة وألف وبين وفاته ووفاة صنوه السيد الإمام عبد القادر بن احمد بن عبد القادر
____________________
(2/155)
سبع وستين سنة رحمهم الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن احمد ابن الإمام القاسم
المولى على بن احمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى اليمنى مولده في سنة 1040 اربعين وألف وأخذ عن علماء عصره حتى جمع الفضائل العميمة والمناقب الجليلة والخصال الكريمة وجمع بين العلم والرياسة والشجاعة والبراعة والفراسة والفضل والأدب والنفاسة وتحقيق العلوم أصولها وفروعها وآلاتها وله شرح على البحر الزخار ومباحث جليلة ومسائل ورسائل وجوابات شافيه ولما مات والده في سنة 1066 ست وستين وألف أقامه المتوكل على الله إسماعيل مقام أبيه فتولى صعدة وبلادها وساسها وضبطها مع كمال واقدام وثبات ومهابة في الصدور وجلالة في النفوس وكان يصل من صعدة لزيارة عمه الإمام المتوكل فيجله ويعظمه كثيرا ولم يزل على هذا الحال الجميل حتى رفع جماعة آل المتوكل عنه مخالفته لإرادته فرفع المتوكل يده عن بعض الأعمال ثم عزله بولده الحسن بن المتوكل ولم يبق له في صعدة أمر ولا نهي فحالف القبائل وكانوا يحبونه ونبذ طاعة عمه المتوكل ودعا إلى الرضا وخرجت أكثر القبائل عن طاعة الحسن بن المتوكل ولم يبق للمتوكل الا السكة في جهة صعدة وبعد وفاة المتوكل تابع صاحب الترجمة الإمام المهدى احمد ابن الحسن بن القاسم وتابعه ولما مات المهدى دعا صاحب الترجمة إلى نفسه دعوة ثانية ثم بايع الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل واستمر متوليا على بلاد صعدة وبايع بعد ذلك المهدى صاحب المواهب ثم لم يرض سيرته واعترضه في أشياء ودعا إلى نفسه وتلقب بالداعى وخطب له بجهة
____________________
(2/156)
صعدة وضربت السكة باسمه وخرج في جموع كثيرة لمحاصرة صنعاء وواجهت إليه جميع البلاد وفرق الولاة على البلاد ثم جهز عليه المهدى صاحب المواهب الجنود الكثيرة واستمال بعض من مال إلى صاحب الترجمة بالأموال فتفرقوا عنه فرجع إلى صعدة فتبعه أولاد المهدى صاحب المواهب إليها فخرج عنها وجرت حروب آلت إلى رجوع صاحب الترجمة إلى صعدة واستمراره على ولايتها وبلادها حتى مات في جمادى الأولى سنة 1121 احدى وعشرين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى الشهير على بن احمد السماوى
القاضى العلامة جمال المتقين على بن احمد بن على السماوى اليمنى مولده في سنة 1031 إحدى وثلاثين وألف ونشأ بمدينة ذمار وأخذ عن السيد احمد بن على الشامى والسيد احمد بن محمد الحوثى والقاضى عبد الواسع العلفى والقاضى عبد الرحمن الحيمى والقاضى محمد بن صلاح الفلكى وبرع في الفقه والنحو والصرف والأصولين والمساحة وشارك في علم المنطق ورسخ في المعارف وكان في غاية من الزهد والورع مواظبا على الطاعات حليفا للمساجد في جميع الأوقات وكان يصلى الفجر ويقعد للذكر بمصلاه إلى طلوع الشمس ثم يدرس في العلوم ثم يدخل إلى بيته ليتناول الميسور من الطعام من الشعير أو نحوه ويرجع إلى مسجده للتدريس والقضاء بين المسلمين إلى آخر النهار وتخرج به جماعة من العلماء الأعلام كالسيد الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم والقاضى اسحق العبدى وغيرهما ووفد إلى مدينة ذمار لملاقاة المتوكل على الله إسماعيل في سنة 1079 تسع وسبعين وألف فعظمه المتوكل غاية التعظيم وطلب منه المعاونة في القضاء
____________________
(2/157)
وولاه ولاية عامة فلم يقبله الا بعد الزامه الحجة ومراجعات كثيرة وباشره مباشرة حسنة وظهر من كماله وحسن تدبيره ما سار به الركبان وطار صيته في عموم البلدان وكان مهاب الجانب وكان إذا وجب الحبس على شخص أمره بالذهاب إليه فلا يتخلف عنه ولم يزل على ذلك حتى عذره المهدى صاحب المواهب في سنة 1104 أربع ومائة وألف لأسباب يطول شرحها فلازم العبادة والتدريس والفتيا ومات في يوم عيد الفطر سنة 1117 سبع عشرة ومائة وألف بمدينة رداع وكان يوم موته يوما مشهودا حضره من أهل الذمة فوق الألف يصرخون ويثيرون التراب على رؤسهم وتواتر أنه سمع في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم هاتف يقول رحم الله القاضى السماوى مات في هذا اليوم فصلوا عليه في ذلك اليوم بالمدينة ومكة والمخا وزبيد وعدن وحضرموت وقبر في مقبرة العابد برداع ولم يمرض مرضا يتعذر معه القيام والقعود والدخول والخروج وقبضت روحه وهو في السجدة الثانية من الركعة الثانية من صلاة المغرب رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه على بن احمد الشظبى
الفقيه العلامة المحدث على بن احمد بن مكابر الشظبى اليمنى أخذ عن الفقيه على بن زيد الشظبى واستجاز منه في سنة 904 أربع وتسعمائة وسكن وادى مسور من خولان العالية وعنه أخذ الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين واستجاز منه قال الإمام شرف الدين صح لى سماع كتاب الأحكام على الفقيه الماجد الفاضل العالم القدوة الحلاحل مفتى العصابة الزيدية وبقية الشيعة المحمدية وإنسان عين الفقهاء المبرزين
____________________
(2/158)
جمال الدين على بن احمد وأجاز لنا جميع ما تضمنه من الأدلة والأحاديث انتهى
وكان صاحب الترجمة عالما كبيرا محققا شهيرا له تصانيف منها شرح على العمدة ومات في ربيع الآخر سنة 907 وفيل سنة 909 تسع وتسعمائة وقبره بجربة الروض بصنعاء رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن احمد بن على بن المهدى
السيد العلامة على بن احمد بن على بن الحسين بن المهدى احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى أخذ عن القاضى احمد بن صالح ابن أبى الرجال والسيد اسحق بن يوسف بن المتوكل والقاضى على بن احمد بن ناصر الشجنى وغيرهم وكان عالما محققا للنحو والفقه والحديث وتصدر للتدريس بجامع مدينة ذمار وكان مرجوعا إليه في فصل الشجارات وتولى وقف ذمار ولم يزل فيه حتى مات في رجب سنة 1198 ثمان وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد على بن إسماعيل بن محمد بن الحسن بن القاسم
السيد العلامة الأديب على بن إسماعيل بن محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى اليمنى كان سيدا سريا هماما المعيا أديبا أريبا حسن الفروسية جيد الذكاء عارفا بالحساب وغيره ومن شعره في غلام رآه ببندر اللحية فقال وأحسن في التورية
( غزال كالغزالة فاق حسنا ** على قد كغصن البان لينا )
( تبدى باللحية منه وجها ** ولم يك جاوز العشر السنينا )
ومن شعره قوله
( قد كان طرفى قدما ** وهو المجلى المقدم )
____________________
(2/159)
( يفوت كل جواد ** واليوم صلى وسلم )
ومات في مدينة بيت الفقيه بتهامة سنة 1111 احدى عشرة ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى على بن إسماعيل المغربى الصنعانى
القاضى العلامة الناسك العابد الزاهد التقى على بن إسماعيل المغربى الصنعانى أخذ عن القاضى احمد بن صالح بن أبى الرجال وأحمد بن حسين الهبل وغيرهما من الأعلام وزهد في القضاء وقد طلب إليه ولما مات الفقيه اسمعيل بن حسن النهمى أسند إليه وصيته فاجتهد في التحلل عن أخذ شئ منها وعرضت عليه المخلفات وقرب بين يديه شئ من الحلويات فما تناول منه شيئا وكان محبوبا إلى الناس يحنو على الكبير ويرحم الصغير لا يمر بصبي الا حدثه عن حاله وما يصنع وكان له صبر على مجالسة الفقراء يدعوهم إليه ويطعمهم من زاده ويرغب في محادثتهم وتهوين أمر الدنيا عليهم ومات في شعبان سنة 1200 مائتين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه على بن جابر الشارح
الفقيه على بن جابر الشارح أخذ عن عبد الهادى الحسوسة والسيد محمد بن عز الدين المفتى وغيرهما وكان عالما مبرزا في الفقه مرجوعا إليه في مشكلاته وتبيين معضلاته وتقرير قواعده وتقييد شوارده وكان يدرس بمسجد الجديد المعروف بمدينة صنعاء وعنه أخذ الحسين بن محمد المغربى وصنوه الحسن بن محمد والسيد صالح السراجي والسيد عثمان الوزير والسيد الحسن بن لطف الله الزبارى وغيرهم ومات في سنة 1068 ثمان وستين وألف كما في طبق الحلوى رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/160)
الشيخ على بن الحسن الخزرجى الزبيدى
الشيخ العلامة الحافظ المؤرخ على بن الحسن بن على بن وهاس الخزرجى موفق الدين الزبيدى اشتغل بالأدب ولهج بالتاريخ فمهر فيه وجمع لبلده تاريخا كبيرا وآخر على الحروف وآخر في الملوك وكان ناظما ناثرا قال الحافظ ابن حجر في انباء الغمر بأبناء العمر اجتمعت به في زبيد وكتب إلى مدحا ومات في أواخر سنة 812 اثنتى عشرة وثمانمائة وقد جاوز السبعين انتهى السيد على بن حسن الديلمى الذمارى
السيد العلامة التقى على بن الحسن الديلمى الذمارى الحسنى أخذ عن القاضى حسين بن على المجاهد والقاضى حسين بن احمد الخولانى وغيرهما وكان عالما محققا مبرزا بقية العلماء بمدينة ذمار وأخذ عنه الحسين بن أحمد السياغي الحيمى وغيره ومات بمدينة ذمار في سنة 1130 ثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن الحسن الغربانى
السيد العلامة على بن الحسن بن صالح بن عبد الله الغربانى أخذ عن القاضى أحمد بن سعد الدين المسوري وعلى بن محمد سلامة وغيرهما وكان عالما نبيلا طودا شامخا فضيلا متحل بصفات الكمال أخذ عنه جماعة من العلماء والأعلام وأقام بقرية الهجر من بلاد الأهنوم ودرس هنالك حتى مات في ربيع الأول سنة 1086 ست وثمانين وألف وقبره جنوبى الجامع وجواره قبر القاضى حفظ الله بن سهيل رحمهما الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/161)
السيد على بن حسن النعمى
السيد العلامة التقى على بن الحسن بن محمد بن الحسن بن عبد الرحمن ابن يحيى بن محمد بن عيسى النعمى الحسنى اليمنى
مولده في سنة 984 أربع وثمانين وتسعمائة وأخذ عن علماء عصره وكان عالما فاضلا شاعرا ولى القضاء بجهة صبيا من تهامة وفاق أقرانه بالتحقيق وله مؤلفات عديدة ورسائل شهيرة ورزق الحظوة في البنين حتى أعقب اثنى عشر ولدا ذكرا كلهم أدباء علماء شعراء وكان صاحب الترجمة يأتى على أكثر الكشاف غيبا وانتفع به أهل المخلاف السليمانى وتولى القضاء للمؤيد بالله محمد بن القاسم ولأخيه المتوكل على الله إسماعيل بمدينة صبيا وأعمالها حتى مات ومن نظمه في مدح شرح الأزهار في فقه الأئمة الأطهار قوله
( درسة الشرح نزهة للنفوس ** وبها مرهم لداء وبؤس )
( وهى اشهى لألفها من سلاف ** قد أديرت على ندامى الكؤس )
( ولها صورة بمنظر قلبى ** هى أبهى من صورة الطاووس )
إلى آخرها ومات صاحب الترجمة في ذى الحجة سنة 1067 سبع وستين وألف السيد على بن حسن بن عقيل النعمي
السيد العالم على بن حسن بن عقيل النعمى كان سيدا نبيلا عالما فضيلا تولى القضاء في بلدة العشيرة من المخلاف السليمانى ومات عند رجوعه من مكة بعد الحج في حمصة محط الحاج اليمانى بالقرب من وادى عتود في أوائل المحرم سنة 1075 خمس وسبعين وألف وكان والده على
____________________
(2/162)
قيد الحياة فلما وصله الخبر بموته انفطر قلبه حزنا عليه لأنه لم يكن له من الأولاد سواه فمات بعده بعشرين يوما بالدهناء ودفن بالهجرة ورثاهما السيد محمد بن على النعمى بقوله
( صدم الدهر طود مجد أثيل ** ووهى الدين بالمصاب الجليل )
( ونجوم الهوى هوت واغيضت ** أبحر الجود بعد نجلى عقيل )
( قمرى أفقها وطودى علاها ** وعمودا نوالها المأمول )
( جبلى أمنها إذا ناب خطب ** نخوة الملتجى وكهف النزيل ) السيد على بن الحسين الشامى اليمنى
السيد العلامة المحقق الكبير على بن الحسين بن عز الدين بن الحسن ابن محمد بن صلاح بن الحسن بن جبريل اليمنى الشامى مولده في مسور خولان العالية في ربيع الأول سنة 1033 ثلاث وثلاثين وألف وأخذ بصنعاء عن السيد العلامة أحمد بن على الشامى في أكثر الفنون وأخذ عن القاضى محمد بن إبراهيم السحولى وغيره وتفرغ للعلم وكد في طلبه وتفرغ له حتى أحرز علوم الاجتهاد ونسخ بيده جملة من الكتب الفقهية والنحوية والبيانية من ذلك نسخة من كتاب البحر الزخار في خمسة أجزاء جمع فيها متن الكتاب والشرح والحديث على أسلوب بديع لم يسبقه إليه أحد وصنف في اصول الدين كتاب العدل والتوحيد على مذهب أهل البيت ثم رجع من صنعاء إلى وطنه بخولان العالية ومنه قام ودعا بعد موت الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل ثم لزم بيته مدة طائلة وبعدها عاد إلى صنعاء اليمن وتولى الأوقاف بها وكانت ترد إليه السؤالات ويرجع إليه في المشكلات ومات بها في 27 رمضان سنة 1120 عشرين
____________________
(2/163)
ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى على بن حسين المسورى
القاضى العلامة البليغ على بن الحسين بن محمد بن على بن محمد بن غانم المسورى اليمنى
نشأ بالشرف ورحل إلى صنعاء وأخذ عن علمائها وحقق في العلوم سيما علم المعقول وكان كثير العبادة حسن السمت محبوبا عند الناس وروى أنه قال الإمام القاسم بن محمد عليه السلام لو أن في الأرض ملائكة يمشون كان القاضى على بن الحسين منهم وكان حليف درس القرآن وله في الشعر باع طويل ومن شعره في كرسى مصحف قوله
( صبرت على شقى بنشر وان لى ** بيحيى نبى الله أسوة عارف )
( فجوزي جنات النعيم بصبره ** وجوزيت عن شقى بحمل المصحف )
( وصرت خليل الأتقياء ولم ازل ** على حالة يرضى بها كل عارف )
ومات بمدينة صبيا من المخلاف السليمانى عند عزمه للحج في ذى القعدة سنة 1034 أربع وثلاثين وألف رحمه الله الفقيه على بن زيد بن الحسن الشظبي
الفقيه العلامة المحقق التقى على بن زيد بن الحسن الشظبى الصريمى الصنعانى
أخذ عن القاضى يحيى بن احمد مظفر والسيد عبد الله بن يحيى بن المهدى والفقيه يوسف بن احمد عثمان وغيرهم وكان علامة كبيرا ومحققا شهيرا سكن صنعاء وأخذ عنه جماعة من أكابر علماء عصره وهو مؤلف التذكرة في الفروع وله شرح على التكملة وتعاليق وفوائد مفيدة
____________________
(2/164)
وكف بصره في آخر عمره ومات بصنعاء في ربيع الآخر سنة 882 اثنتين وثمانين وثمانمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن شمس الدين ابن الإمام أحمد بن يحيى
السيد العلامة شمس الدين وعلامة العترة النبوية على بن شمس الدين ابن الإمام المهدى لدين الله احمد بن يحيى بن المرتضى الحسنى كان عالما ورعا تقيا عابدا ناسكا له عند الناس حرمة عظيمة ومات في سنة 927 سبع وعشرين وتسعمائة بصنعاء ورثاه ابن بهران بقصيدة منها
( بر تقى نقى فاضل ورع ** جليسه الذكر والآيات والسور )
( ما زال يحتقر الدنيا وزهرتها ** حتى تساوى لديه الدر والحجر )
( لا فارقت رحمة الرحمن مضجعه ** ولا عداه ملث القطر منهمر ) السيد على بن صلاح الدين الكوكبانى
السيد العلامة الحفاظة الفهامة على بن صلاح الدين بن على بن صلاح الدين بن يحيى بن الحسين بن على ابن الإمام شرف الدين الحسنى الكوكبانى مولده سنة 1120 عشرين ومائة وألف تقريبا وأخذ بصنعاء عن السيد هاشم بن يحيى الشامى والفقيه إبراهيم خالد العلفى وغيرهما ثم سار إلى كوكبان واشتغل بعلم الحديث ورجاله فبلغ إلى مبلغ سامى به القدماء وصار حفاظة نحريرا مجتهدا أخباريا ضابطا ماهرا كبيرا وكان حسن المحاضرة صدوقا لا يمر الكذب على لسانه أصلا حاد الطبع جدا ومن مؤلفاته اتحاف الخاصة بتصحيح الخلاصة تعقب به خلاصة الخزرجى في رجال الحديث فجاء مصححا لها ومكملا وله منهج الكمال النفسى بمعرفة الكلام القدسى رتبه على حروف المعجم في مجلد ضخم
____________________
(2/165)
ودرر الأصداف المنتقاة من سلك جواهر الاسعاف شرح شواهد البيضاوى والكشاف والمختصر المستفاد من تاريخ العماد في التاريخ إلى زمنه وأكمله جحاف ومات صاحب الترجمة في صنعاء سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن عبد الله بن أمير الدين
السيد العلامة على بن عبد الله بن أمير الدين بن عبد الله بن نهشل مولده تقريبا في سنة 1045 خمس وأربعين وألف وأخذ عن السيد عبد الله بن احمد الشرفي والإمام المتوكل على الله إسماعيل والسيد الحسين بن محمد الحوثي والسيد الحسين بن صلاح وغيرهم وكان عالما محققا فاضلا دينا سكن شهارة ودرس بها وعرف بالصلاح والفضل وكانت له يد قوية في الطب وضعف في آخر أمره فسكن في بيته حتى مات في محرم سنة 1120 عشرين ومائة وألف السيد على بن عبد الله جحاف
السيد العلامة على بن عبد الله بن الحسين بن على بن إبراهيم بن المهدى جحاف أخذ عن السيد يحيى بن إبراهيم جحاف والسيد إسماعيل بن إبراهيم وعن والده السيد عبدالله بن الحسين والفقيه على بن عبد الله الأكوع وغيرهم وصاحب الترجمة هو العلامة المحقق الثبت الأصولى الفروعى بقية علماء أهل هذا البيت علما وعملا وصلاحا وفضلا له في العلوم اليد الطولى سيما في الأصولين امام المعقول والمنقول جوادا تقيا نقيا حاكما للشريعة بمدينة حبور وسكن في جبل عمر من بلاد حجة ثم انتقل إلى حصن الظفير ومات في ذى الحجة سنة 1135 خمس وثلاثين
____________________
(2/166)
ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه على بن عبد الله الفصلى الظليمى
الفقيه العلامة على بن عبد الله الفصلى الظليمى أخذ عن السيد إسماعيل بن إبراهيم جحاف وصنوه يحيى بن إبراهيم وعن الفقيه على بن عبد الله بن جابر التهامى وغيرهم وكان عالما صالحا عارفا فاضلا مجودا في الفروع والفرائض ودرس أكثر زمانه بمدينة حبور واستعمله في آخر زمانه القاسم بن المؤيد بن القاسم وكيلا له على امواله ومات في سنة 1116 ست عشرة ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى على بن عبد الله التهامى الحبورى
القاضى العلامة على بن عبد الله بن جابر التهامى الحبورى أخذ في سنة 1093 ثلاث وتسعين وألف عن الفقيه صالح بن قاسم المدايرى وعمر بن محمد الجبلى وعلى بن عبد الله الفصلى وعبد الله بن إسماعيل جحاف وغيرهم وكانت له معرفة جيدة في كل فن لاسيما الفقه والفرائض وسكن مدينة حبور وكان بقية العلماء الفضلاء وشيخ الطلبة النبلاء ثم ان الإمام المتوكل على الله نصبه للقضاء ببندر المخا فسار إلى هنالك ومات في المخا في رمضان سنة 1137 سبع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد على ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى
السيد الهمام المقام على ابن الإمام القاسم بن محمد بن على الحسنى مولده في رمضان سنة 994 أربع وتسعين وتسعمائة وكان سيدا نبيلا سريا جليلا عارفا مجاهدا مع والده له في حروب صعدة الأيام الشهيرة وكانت الأتراك تهابه وله معهم ملاحم عديدة وتوفى شهيدا في معركة
____________________
(2/167)
بينه وبين الأتراك في جبل الشقاء غربى مدينة صعدة في سنة 1032 اثنتين وعشرين وألف تقريبا رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه على بن عبد الله العمرى الصنعانى
الفقيه الأكمل الأنبل الأجل على بن عبد الله العمرى ثم الصنعانى قال الفقيه على بن محمد العابد في تهذيب الزيادة لتاريخ الأئمة السادة ما خلاصته كان بنظره وظائف كثيرة للإمام المهدى العباس منها عمائر الدولة وسياسة المدينة وعقاب المتمرد فيها وقمع السفهاء بها وطيافة كضائم الغيول المستخرجة جنوبى صنعاء وحقيقة القول فيه وخلاصته أنه رزق مبلغ الحذق في الدنيا فإن كان قد رزق الحذق المذكور للدنيا والآخرة فطوبى له ثم طوبى ونسأل الله الكريم أن يدخلنا في واسع رحمته وكان الإمام المهدى رحمه الله قد أمر بالقبض عليه في شهر ذى الحجة سنة 1182 اثنتين وثمانين ومائة وألف وقبض على داره وخيله وأودعه السجن وصادره على تسليم ما عينه من المال ثم مات في شهر شعبان سنة 1183 ثلاث وثمانين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين
قلت وهو أول من انتقل من هجرة العمارية ببلاد الحدا وسكن صنعاء من أهل هذا البيت القاضى على بن عبد الله المهلا
القاضى العلامة على بن عبد الله بن المهلا بن سعيد بن على النسائى الشرفي مولده بحصن كوكبان وأخذ بمدينة صعدة والشرف وصنعاء ومن مشايخه محمد بن عبد الله المهلا وعبد الحفيظ بن عبد الله المهلا وعلى بن محمد الجملولى والسيد محمد بن عز الدين المفتى والسيد عيسى بن لطف الله ابن المطهر وغيرهم وكان عالما بالفقه والنحو والمعانى والبيان والمنطق
____________________
(2/168)
والتاريخ ومن شعره قصيدة أولها
( لا تحسبوه عن هواكم سلا ** كلا ولا فارقكم عن قلى )
وهى جيدة كبيرة وقصيدة أولها
( هام وجدا ساكنى نعمان ** حسبه من أحبة ومكان )
( جيرة خيموا فخيم قلبى ** واستقلوا فهام في الأظعان )
( ألفتهم روحي فهانت عليهم ** قلما يسلم الهوى من هوان )
إلى آخرها ومات بصنعاء في سنة 1049 تسع وأربعين وألف رحمه الله السيد على بن عبد الله العيدروس
السيد العلامة على بن عبد الله بن احمد بن حسين بن عبد الله العيدروس الحسينى الحضرمى مولده بمدينة تريم وأخذ عن عبد الله بن عمر باغريب وعبد الرحمن بن علوى بافقيه وغيرهما واشتغل بعبادة مولاه وما ينفعه في آخرته ودنياه ونصب نفسه لنفع الأنام وانتشر صيته في البلدان وكان مأوى للغريب وملاذا للقريب والبعيد ومات في سنة 1078 ثمان وسبعين وألف رحمه الله تعالى الشيخ على بن عبد الله الدوعنى الحضرمى
الشيخ العلامة على بن عبد الله باراس الدوعنى الحضرمى وأخذ عن الشريف عمر العطامى باعلوى وغيره وانفرد في اقليمه بالإرشاد وفتح الله عليه بفتوحات كثيرة وقصده الناس من نواح شتى وتخرج به خلق كثير وله مؤلفات شهيرة منها شرحان على الحكم العطائية كبير وصغير ومات في حضرموت في شهر ربيع الأول سنة 1054 أربع وخمسين وألف رحمه الله تعالى
____________________
(2/169)
السيد على بن عمر بن على الحضرمى
السيد على بن عمر بن على بن محمد فقيه ابن عبد الرحمن ابن الشيخ على الحضرمى ولد في مدينة تريم وأخذ عن احمد بن حسين بافقيه وأبى بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين وأحمد بن عمر عبد يد وغيرهما حتى عد من فحول العلماء وبرع في عدة علوم وكان حسن المذاكرة كثير الفوائد كريما سخيا عفيفا ذكيا بصيرا بالأمور نظيف الثياب وجمع كتبا كثيرة ووقفها على طلبة العلم بتريم وتوفي قبل الاكتهال في شوال سنة 1038 ثمان وثلاثين وألف رحمه الله تعالى السيد على بن عمر باعمر الحضرمى
السيد العلامة على بن عمر بن على بن عبد الله بن عمر بن سالم بن محمد بن عمر باعمر الحضرمى مولده بمدينة ظفار وأخذ عن الشيخ عقيل بن عمران ورحل إلى مكة فحج ثم سافر إلى الهند وبلاد جاوة ثم رجع إلى وطنه فعظم قدره وأزال مافيه من الفساد وجلس للتدريس فقصده الناس ثم رجع إلى مكة فأخذ عن جماعة وأخذ عنه جماعة ثم رجع إلى وطنه وقد صار فريد زمانه وكان حسن الأخلاق حليما وقورا ومات بظفار في سنة 1096 ست وتسعين وألف رحمه الله تعالى الشيخ على بن محمد الناشرى الزبيدى
الشيخ العلامة الشاعر الشهير على بن محمد بن إسماعيل بن أبى بكر ابن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن الناشرى موفق الدين الزبيدى الشاعر المشهور
قال الحافظ ابن حجر في أنباء الغمر اشتغل بالأدب ففاق أقرانه ومدح الأفضل ثم الأشرف ثم الناصر وكانوا يقترحون عليه الأشعار في
____________________
(2/170)
المهمات فيأتى بها على أحسن وجه وكانت طريقته حسنة الانسجام والسهولة دون معانى المعانى التى لهج بها المتأخرون حج في سنة 811 احدى عشرة وثمانمائة ورجع فمات في حرض في المحرم سنة 812 اثنتي عشرة وثمانمائة أو في بعده وقد جازو الستين
رأيته بزبيد وسمعت من نظمه قليلا انتهى الفقيه على بن محمد النجرى
الفقيه العلامة المحقق على بن محمد بن أبى القاسم بن على بن ناصر النجرى اليمنى وأخذ عن الإمام المهدى لدين الله احمد بن يحيى كتابه الأزهار في فقه الأئمة الأطهار وأجازه الإمام المهدى اجازة منها قوله اسمع علينا الفقيه الفاضل هذا الكتاب من أوله إلى آخره وقد أذنا له أن يروى لفظه كما سمعه در سلخ صفر سنة 822 اثنتين وعشرين وثمانمائة وكان صاحب الترجمة علامة متفننا محققا وله عناية تامة بعلم الإمام المهدى وكتبه في الفروع وهو صاحب الشرح المعروف بشرح النجرى على الأزهار رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه على بن محمد بن إبراهيم الجملولى الأهنومى
الفقيه العلامة على بن محمد بن إبراهيم الجملومى الأهنومى أخذ عن على بن حسن بن عبد الله زيد وغيره وكان عالما كبيرا وحافظا شهيرا مجاهدا ورعا تقيا اديبا يجرى مع الناس بما ينجر به قلوبهم من غير أن يكون عليه وصمة وكان يحفظ كل طريقة وفي كلامه ما يجرى مجرى الأمثال وأقام بأمر الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم بحصن كوكبان للقضاء والتدريس ولم يزل على ذلك حتى توفى هنالك في رجب سنة 1043 ثلاث واربعين
____________________
(2/171)
وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين حفيده على بن محمد بن على الجملولى
الفقيه العلامة على بن محمد بن على بن محمد بن إبراهيم الجملولى الأهنومى أخذ عن جده المذكور قبله ثم عن أبيه محمد بن على الجملولى وعن السيد محمد بن إبراهيم بن المفضل وغيرهم وكان عالما محققا حافظا كتب الأئمة وشيعتهم وغيرهما غيبا وله ذهن وقاد وفطانة وحدة مفرطة وتولى الحكم في سيران من بلاد الأهنوم وطال عمره حتى اختلط في آخر عمره وتوفى في ذى الحجة سنة 1125 خمس وعشرين ومائة وألف رحمه الله الفقيه على بن محمد البصير المحيرسى الشاحذى
الفقيه العلامة المحقق التقى على بن محمد البصير المحيرسى الشاحذى ثم الصنعانى المقري مولده في ربيع الآخر سنة 1045 خمس وأربعين وألف وقرأ في العربية والعروض والفقه على عبد القادر المحيرسى وأحمد بن عبد الواحد المحيرسى ثم رحل إلى صنعاء فاستوطنها وأخذ عن صالح بن نشوان وقاسم السلاخ ومحمد بن إبراهيم السحولى والسيد صلاح بن احمد الرازحى والقاضى حسين بن محمد المغربى وصنوه الحسن وغيرهم وكان عالما عارفا محققا في كل فن عابدا زاهدا صالحا تقيا وضئ الوجه يتوقد ذكاء منور البصيرة مواظبا على التدريس بجامع صنعاء يقطع كثير أوقاته فيه وله شعر حسن يتعلق بتقييد شاردة أو حفظ فائدة وكان امام القراء على الإطلاق وشيخ مشايخهم بالاتفاق ومات في ربيع الأول سنة 1116 ست عشرة ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/172)
السيد على بن محمد بن على بن المؤيد بالله
السيد العلامة على بن محمد بن على بن يحيى ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى أخذ عن القاضى على بن يحيى السماوى والقاضى محمد بن احمد الهبل والسيد صلاح بن الحسين الأخفش والسيد الحسن بن الحسين بن الإمام والفقيه قاسم بن ناصر الشاطبى والقاضى محمد بن صالح العلفى والقاضى احمد بن ناصر بن عبد الحق والسيد زيد بن محمد بن الحسن وغيرهم وكان عالما محققا متواضعا فاضلا كاملا وسكن صنعاء والروضة ودرس بهما ولما كان قيام المنصور بالله الحسين بن القاسم بن المؤيد في آخر سنة 1125 خمس وعشرين رحل إليه صاحب الترجمة إلى العصيمات من بلاد حاشد فلبث أياما هنالك بالمحل المسمى مركبان وبه توفى في رابع وعشرين رمضان سنة 1126 ست وعشرين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد على ابن الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل
السيد العلامة التقى على ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد الحسنى الشهارى مولده بشهارة وبها نشأ وأخذ عن القاضى على بن محمد بن على الجملولى والحسن بن صالح العفارى وغيرهما وكان عالما عارفا وسيدا فاضلا جدليا محققا سيما في الأصولين وكان يتوقد ذكاءا وطالع أكثر كتب الأئمة حتى صار درة الزمن وعلامة اليمن وابتلي بالشك في الوضوء والصلاة وكان أكثر سكونه في بيته لا يكاد يخرج منه الا في النادر إلى حوالى شهارة وخرج في بعض الأيام إلى بعض الأماكن وحصل معه ألم
____________________
(2/173)
كالبرسام فاطلع إلى بيته ومرض فيه ليلة أو ليلتين ومات في ربيع الآخر سنة 1123 ثلاث وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد على ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم
السيد العلامة الشهير على ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم ابن محمد الحسنى مولده بحصن كوكبان في سنة 1012 اثنتى عشرة ومائة وألف أيام أسر الأتراك وحبسهم لوالده بكوكبان وأخذ عن والده وعن القاضى عامر بن محمد الذمارى والقاضى عبد الهادى الحسوسة وغيرهما وكان جده الإمام القاسم يحبه محبة زائدة ويشفق عليه ولا يفارقه في غالب أوقاته وكان صاحب الترجمة يخبر عن جده الإمام القاسم بعجائب وغرائب وكان صاحب الترجمة سيدا كريما جوادا سموحا طاهرا عالما متفننا فارسا مجيدا له اطلاع على أخبار العرب وسير الأولين ومعرفة الأنساب والبيوت وكان يلازم والده فعرف بذلك الناس وأقدارهم ولما انقضى الصلح فيما بين والده وبين حيدر باشا كان مما اشترطه الباشا حيدر عن تسليمه لصنعاء أن يصحبه مع الخروج أحد أولاد الإمام المؤيد وأحد العلماء فرجح الإمام ارسال صاحب الترجمة والقاضى عامر الذمارى وكانت طريقهم بلاد كوكبان والمحويت ثم أناط الإمام المؤيد ولاية صنعاء بولده صاحب الترجمة من تاريخ خروج حيدر باشا عنها في سنة 1037 سبع وثلاثين وألف فلبث متوليا عليها نحو أربعين سنة حتى مات وأحبه أهلها محبة زائدة ومات بها تاسع شهر ربيع الآخر سنة 1078 ثمان وسبعين وألف وقبر في حمى مسجد الوشلى المعروف بصنعاء رحمه الله
____________________
(2/174)
وإيانا والمؤمنين آمين وقال بعض الشعراء يخبر بعض الأمراء من آل الإمام بوفات صاحب الترجمة
( قد أخبر الركب أن ابن المؤيد قد ** ثوى وأنزل تحت الترب وهو على )
( وأن في الوشلى أختير مصرحه ** وكيف يصرح لج البحر في الوشلى ) الشيخ على بن محمد طامش الصنعانى الشيخ العلامة على بن محمد طامش الصنعانى اشتغل بادى أمره بالتجارة وكسب الحلال ثم انكسر عليه مال فمال إلى الاشتغال بالعلم الهادى إلى مرضاة ذى الجلال وكانت له ضياع اكتفى بما يحصل له منها ولازم حضرة السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير وسمعه يثنى على مؤلفات ابن حزم ويصفه بالإنصاف فتطلب من كتبه بصنعاء فلم يظفر منها بشئ فسار إلى مكة وأخرج منها المحلى شرح المحلى لابن حزم واشتغل به دهرا طويلا وجنح من بعد الى مذهب الظاهرية وكان لا يعمل الا بالحديث الصحيح فنال من العمل مراده وكان حريصا على تعليم الناس الخير وكان يذهب إلى عدة من المتمذهبين فيميلهم إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفى في شوال سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد على بن محمد بن الحسين الكوكبانى
السيد العلامة الأديب على بن محمد بن الحسين بن عبد القادر الحسنى الكوكبانى مولده سنة 1144 أربع وأربعين ومائة وألف بكوكبان وبه نشأ وأخذ عن أخيه عيسى بن محمد وغيره وحقق في علوم الآلة وأتقنها وطالع الأسفار وحفظ الأدب والأشعار وكان حسن
____________________
(2/175)
الأخلاق متواضعا لطيف المزاح حسن المفاكهة مجيدا في الوصف وإيراد اللطائف والتوارى وله رياسة وعظمة في الصدور ومحبة في القلوب وكان سيفا لأخوته مسلولا مع شجاعة قلب وخبرة بمواقع الطعن والضرب وما زال على حاله الجميل حتى دبت عقارب الأعداء فيما بينه وبين أخيه إبراهيم أمير كوكبان فحبسه من سنة 1194 أربع وتسعين ومائة وألف فعكف على المطالعة والدرس والقراءة وقصاصة الكتب واعتنى بكتاب احياء علوم الدين للغزالي قراءة وقصاصة ونظم تاريخا لإكمال مطالعته وهو قوله
( الا حبذا حسن الختام الذى أتى ** لأحيا علوم الدين عقد تمامه )
( لقد تم في شعبان شهر محمد ** وخاتم رسل الله حسن تمامه )
( ومدفاح في الأرجاء مسك ختامه ** فارخته طيب بمسك ختامه )
سنة 1199
ثم مرض بعد ذلك بأسبوع قبل إكمال الكتاب وتوفى بعد أن صلى من الظهر ركعتين وفتر عن التمام فمات في يوم الجمعة تاسع شعبان سنة 1199 تسع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين أمين الشيخ على بن محمد مطير الحكمى العبسى
الشيخ العلامة على بن محمد بن أبى بكر بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عمر بن احمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى مطير الحكمى اليمنى مولده سنة 950 خمسين وتسعمائة وأخذ عن الشيخ الأمين بن إبراهيم مطير وعبد السلام النزيلى وغيرهم وكان عالما متفننا وله مؤلفات مفيدة منها الاتحاف مختصر التحفة لابن حجر والديباج على المنهاج وكشف النقاب
____________________
(2/176)
بشرح ملحة الإعراب وخلاصة الأحرى في تعليق الطلاق على الابراء وتكميلا لتفسير جده إبراهيم بن أبى القاسم وغير ذلك ومن شعره يمدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة أولها
( متيم ان سرت ريح الشآم صبا ** ومستهام إذا مرت عليه صبا )
( وذو شجون وما غنت مطوقة ** تبكي على الألف الأدمعة سكبا )
إلى آخرها ومات في ذى القعدة سنة 1041 احدى وأربعين وألف بعبس من المخلاف السليمانى بتهامة رحمه الله تعالى الشيخ على بن محمد بن أبى بكر بن مطير صاحب الزيدية
الشيخ العلامة المحقق الشهير على بن محمد بن أبى بكر بن مطير أخذ عن الفقيه محمد بن على مطير وأحمد بن على مطير وغيرهما وكان عالما جليلا وعارفا نبيلا عمرت أوقاته بالعلم وقصده الغادى والرايح مع حرصه على سلوك طريقة أهل السنة النبوية ومواظبته على أعمال الخير والاشتغال بالحديث النبوي وعلوم الدين والتقوى والورع وعدم مخالطة الأمراء والحكام وله مؤلفات منها مختصر التلخيص في الفقه ومات في مدينة الزيدية من تهامة في شهر رجب سنة 1084 أربع وثمانين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن محمد بن احمد ابن الإمام الحسن ابن على بن داود
السيد العلامة الأديب على بن محمد بن أحمد ابن الإمام الحسن بن على بن داود الحسنى كان سيدا سريا هماما أديبا حوى كل غريب وأتى بكل
____________________
(2/177)
عجيب سما بهمته على السماك ورقى على مناكب الافلاك ومن شعره قصيدة أولها
( يا ابن الأكارم والمفضال من وقفت ** من هطل راحته الأمواج والديم )
( ومن إذا افتخرت عدنان في ملأ ** قامت بمفخره الأخلاق والشيم )
( لقد قدمت مضر الحمرا لهمتها ** لقدمتك على أقرانها الهمم )
إلى آخرها ومات بصنعاء في صفر سنة 1107 سبع ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد على بن محمد بن قاسم لقمان الذمارى
السيد العلامة على بن محمد بن قاسم بن محمد لقمان الحسنى الذمارى وأخذ عن القاضى شمس الدين بن محمد المجاهد والمحقق الحسن بن أحمد الشبيبي والمولى اسحاق بن يوسف بن المتوكل وغيرهم وكان عالما شهيرا وسيدا ماجدا جليلا وتولى القضاء في مدينة أب وجبلة مدة ثم عاد إلى مدينة ذمار واشتغل بالمطالعة ومفاكهة أهل العلم والمذاكرة وكان مرجوعا إليه في الحوادث العظام واستجاز من السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير فأجازه في سنة 1176 ست وسبعين ومائة وألف وقال في اثناء الاجازة قصيدة أولها
( أجزتك يا على وأنت عندى ** كأولادى الصغار مع الكبار )
( أحبك حبهم ولنا اتصال ** بآباء لكم علما كبار )
ومنها
( أجزتك ما سمعنا عن شيوخ ** من العلماء اعلام بحار )
إلى آخرها ومات صاحب الترجمة بذمار في سنة 1186 ست وثمانين
____________________
(2/178)
ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين أمين الشيخ على بن محمد الديبع الزبيدى
الشيخ العلامة على بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن الإمام الحافظ المحدث عبد الرحمن الديبع المشهور صاحب تيسير الوصول إلى جامع الأصول وغيره
أخذ صاحب الترجمة عن محمد بن الصديق الخاص الزبيدى ويحيى ابن محمد الحرازمى وإسحاق بن جعمان وغيرهم وقدم إلى مكة وأخذ عن علمائها وهاجر إلى المدينة وأخذ عن الأستاذ إبراهيم بن حسن الكورانى والسيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي والحسن بن على العجيمى وغيرهم وكان خاتمة المحدثين والقراء وإمام أهل التدريس والإقراء ومات بزبيد في سنة 1072 اثنتين وسبعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى على بن محمد سلامة الصنعانى
القاضى العلامة المحقق الأصولى على بن محمد بن يحيى سلامة الصنعانى وأخذ عن السيد عبد الرحمن بن يحيى القاسمى والسيد على بن إبراهيم الحيدانى والإمام القاسم بن محمد وولده الإمام المؤيد بالله وغيرهم وكان عالما كبيرا متفننا في العلوم وله شرح عظيم على الفصول اللؤلؤية في الأصول الفقهية وشرح عجيب على الهداية وفيها دلالة على تحقيقه للأصول والفروع وتقريره في الفروع وخدم الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم في الكتابة ولازم والده على بن المؤيد وكان حاكما وكاتبا لديه ولما كتب الحسن بن القاسم من قصر صنعاء إلى والده قصيدته التى أولها
( قل هو الهجر ثابت والجفاء ** قد تولى الوصال ثم الجفاء )
____________________
(2/179)
أجاب عنها صاحب الترجمة بقصيدة أولها
( أرقتنى حمامة ورقاء ** اذ تغنت وقد دجى الظلماء )
( فبكت شجوها وناحت بحزن ** فتداعى لها الهوى والشجاء )
( وتباكت حمايم الغور طرا ** لبكاها فهن فيه سواء )
إلى آخرها ومات صاحب الترجمة بداره التى بقرب مسجد الإمام صلاح الدين بأعلا مدينة صنعاء في عاشر رمضان سنة 1090 تسعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن المرتضى بن المفضل
السيد العلامة العبادة التقى المعروف بمؤمن آل الهادى على بن المرتضى بن مفضل بن منصور بن العفيف بن المفضل بن الحجاج الحسنى مولده سنة 704 أربع وسبعمائة وأخذ عن والده وعن القاضى على بن أحمد سلامة وحسن بن يحيى الآنسى والسيد محمد بن يحيى القاسمى وغيرهم وكان عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا جامعا بين أنواع العبادة كثير الطاعات والرغبة في أعمال الخير والتقاط الفرائد وكانت له اليد الطولى في تفسير القرآن وأسباب نزوله وكان في حكم الناقل لكتاب السيد حميدان ابن يحيى القاسمى وبايع الإمام المهدى على بن محمد وله شعر حسن ومات بهجرة شظب في شعبان سنة 784 أربع وثمانين وسبعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن موسى بن على أبو طالب الحسنى
السيد العلامة الأديب على بن موسى بن على بن قاسم بن أبى طالب أحمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الروضى مولده سنة 1153 ثلاث
____________________
(2/180)
وخمسين ومائة وألف ونشأ بالروضة من أعمال صنعاء وشارك في فنون الأدب وكان لطيفا ظريفا أديبا أريبا مهذب الأخلاق حلوه المجون حسن المفاكهة عجيب المحاضرة والمجالسة مطرحا للأعراف صحب السيد العلامة محمد بن هاشم الشامى والفقيه سعيد بن على القروانى وكانوا لا يفترقون في غالب الأيام وكانت تدور بينهم كئوس الآداب واللطائف التى صارت أمثالا بين الناس وتناقلها الركبان ومات بعد عودته من الحج في ربيع الأول سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف ولمته كالغداف وروضه مخضر الأكناف رحمهم الله وإيانا والمؤمنين آمين على مصطفى العجمى
على مصطفى العجمى القادم إلى اليمن قدم على المهدى العباس بأنواع التحف وأخرج له الألواح الصينى فبنى ديوانا ببستان المتوكل وصفح جداراته بذلك الصينى وهو أول من أخرج الألواح الزجاج إلى اليمن وكان لا يعرف بها وهو أيضا أول من ابر النخل بصنعاء للإمام المهدى وصلح وأول من أخرج صيب التوت الأبيض إلى اليمن وغرسه بالبستان ورغب المترجم له في اليمن وأهله وأظهر به مذهب الامامية على أشد حفية وعانى باليمن أمور التجارة والكسب وأخرج غيلا شامى صنعا وأنزله إلى الروضة وهو المعروف الآن بغيل مصطفى ومات في ربيع الأول سنة 1196 ست وتسعين ومائة وألف القاضى على بن موسى الدوارى الصعدى
القاضى العلامة على بن موسى الدوارى الصعدى أخذ عن السيد العلامة على بن محمد بن أبى القاسم وغيره وكان عالما كبيرا مبرزا متكلما
____________________
(2/181)
متفننا وعنه أخذ السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير والإمام عز الدين بن الحسن والقاضى عبد الله النجرى وغيرهم وسكن صعدة ومات في صفر سنة 881 إحدى وثمانين وثمانمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الإمام على بن المؤيد بن جبريل الحسنى
الإمام الأعظم الهادى لدين الله على بن المؤيد بن احمد بن يحيى الحسنى اليمنى مولده سنة 746 ست أو سبع وأربعين وسبعمائة وكان من أكابر علماء العترة النبوية وفي سنة 796 ست وتسعين وسبعمائة فزع إليه طائفة من العلماء أهل الحل والعقد كالقاضى محمد بن حمزة مظفر والسيد أحمد بن داود بن يحيى والفقيه يوسف بن أحمد بن عثمان وغيرهم فبايعوه بهجرة قطابر من بلاد خولان ابن عامر ولم يزل يشن الغارات على مدينة صعدة حتى سلموا إليه الواجبات رغبة ورهبة ومات في يوم عاشوراء من المحرم سنة 836 ست وثلاثين وثمانمائة رحمه الله تعالى وقبره جنوبى المسجد الذى عمره في مدينة فللة الشيخ على بن يحيى الخولانى السعيدى
الشيخ على بن يحيى بن أحمد الخولانى السعيدى كان والده عن الصالحين وحج صاحب الترجمة في سنة 1155 خمس وخمسين ومائة وألف وركب البحر من بندر اللحية قال فوافينا جبل كتنبل فاندقت بنا السفينة وفيها نحو المائتين فغرقوا جميعا إلا الأقل فمنهم من سبح ومنهم من تعلق بألواحها وما زال الموت فيهم واحد بعد واحد حتى لم يبق سوى خمسة عشر نفرا وبقى المترجم له وأصحابه على لوح خمسة أيام فجاءهم الفرج على يد رجل مر بمركبه عايدا من جدة فأخرجهم إلى القنفذة وساروا
____________________
(2/182)
فأدركوا الحج إلا المترجم له فإنه تأخر وحج عاما قابلا وكانت وفاته في ذى القعدة سنة 1194 أربع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى الوزير على بن يحيى الشامى الحسنى
الوزير الأعظم السيد على بن يحيى الشامى الحسنى الصنعانى كان في بادئ أمره صعلوكا بقى كاتبا في بندر اللحية نحوا من اثنتى عشرة سنة ورفع عنها لكتابة في بندر المخا فبقى نحوا من أربعة أعوام ورأى الوزير الصالح أحمد بن على النهمى من كمالته ما بهره فشكره عند الإمام المهدى فأمره برفعه من المخا فرفعه فاستوزره المهدى وجعله ناظرا على بلاد أصاب الأعلى والأسفل وبلاد حيس وبلاد الروس من أعمال سنحان وأضاف إليه التوسط على المخادر وخبان وأبقى له مرجوع كتابة اللحية وما زال على الحال الجميل حتى مات الوزير النهمى فترشح للوزارة العظمى وكان له من الكمالات والدهاء عجائب وغرائب ولما تعلقت به علة الاستسقاء ورأى كثير من المتطلعين إلى القيام بوظيفته شكر بحضرة الخلفية المنصور على الفقيه حسن عثمان الأموي وأرشده إليه فأودعها أذنا واعية ومات صاحب الترجمة في المحرم سنة 1197 سبع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى الفقيه على بن يحيى الوشلى
الفقيه العلامة المحقق على بن يحيى بن حسن بن راشد الوشلى اليمنى ينتهى نسبه إلى سلمان الفارسى الصحابى مولد صاحب الترجمة في سنة 662 اثنتين وستين وستمائة وأخذ عن السيد محمد بن عبد الله الحسينى الموسوى وغيره وكان عالما محققا حجة في كل مطلب نقع الفروع وبين التأويل
____________________
(2/183)
والتعليل وأتى بالفرق والجمع بين المسائل بما لم يأتى به غيره وصنف الزهرة على اللمع وقيل ان له اللمعة غير لمعة الجلال ولم يصنع شيئا في كتبه إلا ما كان مذهبا للهادى إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام ومات بصعدة سنة 777 سبع وسبعين وسبعمائة هكذا في الأصل تاريخ وفاته رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن يحيى ابن الإمام المؤيد بالله
السيد العلامة على بن يحيى ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم الحسنى الشهارى أخذ عن السيد الحسين بن المؤيد والسيد الحسين ابن صلاح والقاضى محمد بن حسن اليعمرى وغيرهم وكانت له معرفة عظيمة بالفروع والأصول وله في مكارم الأخلاق والديانة والسيادة والكرم الدرجة العليا وكان يدرس في بيته ويطلع للقراءة عليه عدة من الأغراب وكان لا يأكل وحده وقد ينتظر بطعامه إلى قبيل الظهر حتى يصل من الطلبة من يأكل معه ومات بشهارة في شعبان سنة 1085 خمس وثمانين وألف رحمه الله تعالى الفقيه على بن يحيى الخيوانى
الفقيه العلامة على بن يحيى الخيوانى الصنعانى وأخذ بصنعاء عن السيد محمد عز الدين المفتى وكان من أجل وأنبل تلامذتة وكان عالما فاضلا تقيا ورعا صالحا مكفوف البصر وله حاشية على الأزهار وعنه أخذ بمدينة صعدة وبصنعاء عدة من الأعلام كالسيد صالح بن احمد السراجى والقاضى على بن محمد سلامة والقاضى على بن يحيى السماوى وغيرهم ولم يزل على حاله
____________________
(2/184)
الجميل حتى مات في سنة 1071 إحدى وسبعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين حرف الفاء الشريفة فاطمة بنت عبد الله
الشريفة العالمة الفاضلة فاطمة بنت عبد الله ابن الإمام المتوكل على الله المطهر ابن محمد بن سليمان الحسنى الحمزى كانت غاية في الجمال والكمال بارعة في جميع الخصال لها معرفة بما تحتاج إليه من العلوم قرأت النكت وجملة كافية في أصول الدين وبعض شرح ابن هيطل في العربية وكان لها ذكاء وفطنة خارقة مع دين صحيح وورع شحيح وكان راتبها المستمر في أكثر أيام الأسبوع سبعة أجزاء من القرآن وكانت تحفظ القرآن غيبا إلى سورة التوبة وتزوجها الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين وكانت تعارضه في جامع الأصول وتشارك في معرفة المشكلات وكانت بالآلام فكانت تعتريها الأسقام من سنة 895 خمس وتسعين وثمانمائة إلى 910 عشر وتسعمائة ولما أخذ السلطان عامر بن عبد الوهاب مدينة صنعاء حاول الإمام شرف الدين نقل زوجته صاحبة الترجمة من صنعاء إليه وكان بجهة كوكبان فعلم عامر بن عبد الوهاب بذلك ومنع عن اخراجها وكتب إلى الإمام شرف الدين يرغبه في سكون صنعاء ولما علمت صاحبة الترجمة بما عزم عليه عامر عبد الوهاب من انزالها ووالدها عبد الله ابن الإمام المطهر خال الإمام شرف الدين من صنعاء إلى اليمن الأسفل ابتهلت إلى الله ورجعت إليه ليقبضها إليه فاختار الله لها الانتقال إلى جواره عقيب
____________________
(2/185)
ذلك ودفنت في حمى مسجد الوشلى بصنعاء ورثاها زوجها الإمام شرف الدين بقصيدة تثير الأنين وتبكى الحزين أولها
( هى النفس حنت من شجاها وأنت ** ففيم تلوم العين ان هى شنت )
( مراجل حزن في فؤادى أوقدت ** فمن فيضها تلك الدموع استهلت )
( وهل ينبغى لى أن أرى اليوم ساليا ** وفاطمة في باطن اللحد سلت )
( عقيلة آل المصطفى الطهر والتى ** بكل الأمور الصالحات تحلت )
( فليذة قلبى بل سويداء مهجتى ** ومطلبى من كل شئ ومنيتى )
( وما فاطم إلا من الحور أخرجت ** لنعرف قد الحور ثمة ردت ) الفضيل بن محمد الجلال الحسنى
السيد العالم التقى الفضيل بن محمد بن الحسن بن احمد الجلال الحسنى أخذ عن والده وغيره نشأ في برد النجابة ودعا العفاف فأسرع إليه في الإجابة وقرأ العلوم وشفى بتحصيلها الكلوم وشرح بعض كتب جده الإمام الشهير الحسن بن احمد وكان صاحب الترجمة عالما عاملا وورعا تقيا فاضلا اخترمته المنية وهو في سن الشباب وكان مع علمه ورعه راسخ القدم في الأدب ومات في ثانى وعشرين شوال سنة 1099 تسع وتسعين وألف ورثاه والده بقصيدة طنانة أولها
( كبد تكاد بحزنها تتصدع ** ومدامع قد قرحتها الأدمع )
( أضنيت حتى خلت أنى هالك ** جزعا وحق لدى المصيبة يجزع )
إلى آخرها وأرخ والده وفاته بقوله من فضل الله على ولدى وكرامته وله المنة أن التاريخ لميتته جاء فضيل في الجنة سنة 1099
____________________
(2/186)
حرف القاف القاسم بن المتوكل على الله إسماعيل
السيد العلامة التقى القاسم ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد الحسنى مولده خامس عشر محرم سنة 1068 ثمان وستين وألف بمحروس ضوران ونشأ في حجر والده وحفظ عنه واقتبس من نوره وكان أشبه أولاده به في خلقه وخلقه وجودة معرفته للحديث ثم صحب صنوه الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل فالتمس من بركاته خيرا كثيرا وكان صاحب الترجمة سيدا عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا مخائل الصلاح عليه لائحة وأنوار الهدى والتقى فيه واضحة مع مكارم أخلاق وطيب أعراق وكان حميد المساعى والأفعال وتولى عمالة حصن ثلا وما إليه من بلاد عفار وكحلان في خلافة المهدى احمد بن الحسن وخلافة المؤيد بالله ثم لازم المهدى صاحب المواهب ولازم حضرته مشايعا ومبايعا حتى اختار الله له جواره فمات بمدينة ذمار في رجب سنة 1122 اثنتين وعشرين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد القاسم بن الحسين بن اسحق بن المهدى
السيد العلامة الأديب القاسم بن الحسين بن اسحق ابن المهدى لدين الله احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم الحسنى وأخذ عن عمه المولى محمد بن اسحق وغيره من أكابر علماء صنعاء وكان صاحب الترجمة علامة محققا متقنا متفننا شاعرا ناثرا طيب المفاكهة حسن الإيراد فصيحا حلو الحديث حسن الوصف للأخبار والماجريات كثير الإيراد للمشكلات
____________________
(2/187)
الغامضة والمباحث الدقيقة وكانت له عناية تامة بكتب علم المعقول ومطالعتها وله حواش على أشكال التأسيس في الهندسة يدل على اتقانه لذلك العلم وكذلك علم الهيئة وعلم المنطق والطبعي ودارت بينه وبين السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير عدة مباحثات في الأصول الفقهية وكان صاحب الترجمة يتوقد ذكاء ومن شعره
( وقالوا نرى حب الشباب وقد بدى ** على وجه من تهوى فهل أنت قاطعه )
( فقلت وهمتم انما ماء حسنه ** وقد خاضه طرفى تبدت فواقعه )
وأشعاره كثيرة ومات بصنعاء في سنة 1165 خمس وستين ومائة والف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين المولى القاسم بن المؤيد بن القاسم
الإمام القاسم بن المؤيد بن القاسم بن محمد الحسنى الشهارى أخذ عن أخيه الحسين بن المؤيد وعن السيد محمد بن الحسن الشرفى وأحمد بن سعد الدين المسورى وغيرهم وبرز في جميع العلوم وأجمع الجمهور على كمال معرفته حين اختباره عند دعوته في سنة 1087 سبع وثمانين وألف ثم بايع المهدى احمد بن الحسن بن القاسم ولما مات المهدى في سنة 1092 اثنتين وتسعين وألف دعا صاحب الترجمة ثانية ثم بايع المؤيد بالله محمد ابن المتوكل وبايع فيما بعد ذلك المهدى صاحب المواهب محمد بن احمد بن الحسن بن القاسم ولم يزل بشهارة حتى ضبطه صاحب المواهب إلى صنعاء وحبسه بها نحو عشرة أعوام ثم أفرج عنه وأمره بالوقوف بصنعاء ومات بها في سنة 1127 سبع وعشرين ومائة وألف بعد أن قام ولده المنصور الحسين بن القاسم بن المؤيد بن القاسم وبايعه صاحب المواهب وغيره
____________________
(2/188)
وأرخ السيد عبد الله الوزير وفاة صاحب الترجمة بأبيات بيت التاريخ منها هو
( في جنان النعيم طاب فأرخ ** خلد الله قاسما في الجنان ) السيد القاسم بن الصادق بن المهدى اليمنى
السيد العارف القاسم بن الصادق بن المهدى صاحب المواهب محمد ابن احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى أخذ عن السيد احمد بن محمد بن اسحق في المعارف العلمية وصحبه في خروجه إلى دن أصاب لمنابذة المهدى العباس وهو الذى لجده المهدى صاحب المواهب هذه الأبيات
( فيم اقتحامك للهموم ** تجوب في ظلم الغياهب )
( أو ما ترى هذى البقاع ** الخضر قد ملئت مضارب )
( وجيادنا فيها كموج ** البحر مضطرب الجوانب )
( ورماحنا في عثير ** كالبرق يلمع في السحائب )
ومات صاحب الترجمة في جمادى الأولى سنة 1191 احدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد قاسم بن يحيى الأمير الشهارى
السيد العلامة الأديب قاسم بن يحيى الأمير الشهارى كانت له معرفة بالنحو والفقه وتولى القضاء في المخادر والحديدة وولى القضاء بصنعاء مضافا إلى قضاة الديوان وكان شاعرا بليغا أديبا أريبا لطيفا ظريفا وكان أعجوبة الزمان وله عجائب ولطائف مع الخليفة المهدى العباس وغيره ومن شعره مشببا بالكعبة المحرمة زادها الله شرفا
( نسخت باللقا ليالى الصدود ** وسخت مرة بوصل العميد )
____________________
(2/189)
( وأتت في ملابس الحسن تختال ** على رغم عذل وحسود )
إلى آخرها ومن شعره مؤرخا اكمال عمارة المنصور الحسين لمنارة جامع موسى المعروف بصنعاء
( يا حبذا منارة ** فاقت على كل بنا )
( قد اكسبت من شادها ** فخرا وأجرا وثنا )
( ومن حمى بالبيض والسمر ** العوالى اليمنا )
( أعنى به المنصور مولانا ** الحسين الحسنا )
( فهنه مؤرخا ** قد حاز ذكر احسنا )
سنة 1160
وله مؤرخا اكمال عمارة المهدى العباس لجامع القبة بأسفل صنعاء اليمنى
( يا حبذا من قبة ** فاقت على صنع الأول )
( أسسها على التقى ** خليفة العصر الأجل )
( يرجو رضاء ربه ** بلغه الله الأمل )
( مهدينا العباس من ** دانت له كل الدول )
( تاريخها نادى بها ** حى على خير العمل )
سنة 1164
ومات صاحب الترجمة في سنة 1194 أربع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/190)
حرف الميم السيد محسن بن احمد بن عبد القادر الكوكبانى
السيد العلامة الأديب محسن بن احمد بن عبد القادر بن الناصر الحسنى الكوكبانى مولده في ربيع الأول سنة 1111 احدى عشرة ومائة وألف بكوكبان وشارك في النحو وطالع كتب الأدب والتاريخ ومهر في الفروسية ثم انتقل إلى صنعاء ثم إلى تعز وغيرهما من المحلات واستقر آخر الأمر بمدينة شبام كوكبان وكانت له يد قوية في علم الفلك واستخراج الخبايا والسرقات بصناعة عظيمة وسياسة عظيمة وحذق وألمعية وكان سلس الطباع حلو الكلام ومن شعره
( ان اللواحظ ما زالت تلاحظنا ** بسحر هاروت أفنانا فأفنانا )
( هيهات لا قبل للعالمين بها ** فسحر هاروت في الأعيان اعيانا )
ومات بشبام في سنة 1191 احدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى القاضى محسن بن احمد العنسى
القاضى العلامة الأديب محسن بن احمد العنسى الصنعانى كان عالما أديبا أريبا فاضلا تولى القضاء بمدينة صنعاء من جملة القضاة فيها نحوا من ثمانية وعشرين سنة وكان حسن الأخلاق لطيف الطباع وله مقامة لطيفة سماها الزق المنفوخ في المفاخرة بين الجبة والجوخ ومات في رجب سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى
____________________
(2/191)
السيد المحسن بن المؤيد بن المتوكل
السيد العلامة المحسن ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى وأخذ عن السد العلامة الحسين بن احمد زبارة وغيره من أكابر علماء عصره وكان عالما جليلا عظيما ورئيسا للأعلام فخيما حسن الأخلاق وكان قاضى القضاة في ايام المتوكل على الله القاسم بن الحسين وولده المنصور الحسين وله شغلة بقضاء حوائج المسلمين واسداء المعروف إلى المؤمنين ومات في سنة 1141 احدى وأربعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد محسن بن محمد فايع الصنعانى
السيد الماجد الكريم التقى محسن بن محمد بن على فايع الصنعانى وكان حسن الأخلاق واسع المروءة رفيع السيادة والفتوة كريم الطباع مفضالا بذل نفسه في معاونة الفقراء والمساكين والوافدين إلى الخلفاء وأتعب خاطره في الطلب لهم وتفقد أحوالهم والسعى في قضاء حوايجهم وعلاج مرضاهم والقيام بموءنتهم وجعلت بنظره صدقات وصلات فبالغ في التحرى عليها وإنفاقها في وجوه الخير وعمر المساجد العجيبة وزاد في بعضها زيادة محتاج إليها واعتنى بدرسة القرآن وأهل المنازل وجعل لهم راتبا معلوما خصوصا في شهر رمضان وتعلق بأعمال دولية ولكنه مال التعلق بباب الخير وله الزيادة الواسعة النافعة في مسجد الفليحى بصنعاء وكان يضيق بالمصلين فأنفق عليه جل ماله وبنى لله مسجدا في ساحة سمرة معمر بصنعاء عمره في آخر أيامه ووقف له وللزيادة في مسجد الفليحى وقفا واسعا وكان كثيرا العوارض والأمراض متلقيا لها بالقبول
____________________
(2/192)
والشكر والثناء ومات بصنعاء في شعبان سنة 1195 خمس وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد محمد بن احمد بن الحسن بن على بن داود
السيد العلامة محمد بن أحمد ابن الإمام الحسن بن على بن داود الحسنى نشأ على الصلاح وطلب العلم عن علماء عصره وصبر حتى أفضى به صبره إلى محل الخير وقراءته بمدينة صعدة وصنعاء وكان كثير المذاكرة وحضرته معمورة بالفضلاء وكان يحب الأدب وأهله وله شرح على كافية ابن الحاجب سماه تحفة الطالب وزلفة الراغب وشرح على الهداية في الفقه وديوان شعر وكان يقود الكتائب ويشارك في المهمات الكبار أولاد الإمام القاسم وكان لا يعد نفسه ولا يعدونه الا منهم وتولى حصار صنعاء وصحب الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد في جميع المشاهد وولاه العدين وهو اقليم كبير فحسنت سيرته واستقامت حال خلائق معه وعلا صيته بالجاه والعلم والرياسة ولما حج المولى أحمد بن الحسن بن القاسم والمولى محمد بن الحسين بن القاسم ومحمد بن احمد بن القاسم والقاضى أحمد بن سعد الدين المسورى في سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف كان صاحب الترجمة هو الأمير عليهم من لدن الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم وهو والد الشريفة زينب بنت محمد العالمة الشاعرة الكاملة وتوفي في ذى الحجة سنة 1062 اثنتين وستين وألف وقبره في حيس رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد محمد بن أحمد بن القاسم الجثام
السيد المقام عز الأنام محمد بن أبى طالب أحمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى كان رئيسا جليلا كاملا له معرفة بأنساب الناس والأنساب
____________________
(2/193)
مطلعا على السير والأخبار مقريا للضيف مسموع الكلمة في جهات حاشد وبكيل له صولة عليهم وسكن صنعاء والروضة وآل عمران وكان أميرا كبيرا مستقلا له هيبة وسياسة وكان الإمام المتوكل على الله إسماعيل قد عذره في آخر المدة عن كثير من البلاد التى بنظره فلم يظهر منه أى شئ ولما ولى الإمام المهدى أحمد بن الحسن الخلافة رد إليه البلاد التى كانت تحت يده وأضاف إليه بلاد حجة وعفار وكحلان ولم يعش كثيرا بعد ذلك بل مات في المحرم سنة 1089 تسع وثمانين وألف وقبره في حمى جامع الروضة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه محمد بن الحسن الديلمى
الفقيه العلامة الحافظ الزاهد الضابط استاذ الشريعة محمد بن الحسن الديلمى وكان عالما محققا ورعا تقيا فاضلا خرج من الديلم إلى اليمن وصنف بمدينة صنعاء في سنة 707 سبعمائة وسبع كتاب قواعد عقائد أهل البيت عليهم السلام وهو من أصول كتاب الزيدية اشتمل على فضل الآل وذكر مذهب الإمامية وابطاله وتكفير الباطنية وأن مذهب أهل البيت الترضية على الصحابة أو التوقف وأن المعتزلة تشملهم عقيدة الزيدية وأن كل مجتهد مصيب ونحو ذلك ومن مؤلفات صاحب الترجمة كتاب الصراط المستقيم وكتاب المشكاة من الموانع المردية في الزهد ومات في سنة 711 إحدى عشرة وسبعمائة بوادى مر عند رجوعه إلى بلاده رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/194)
السيد محمد بن الحسن الجلال
السيد العلامة الورع التقى الزاهد الناسك محمد بن الحسن بن أحمد الجلال الحسنى اليمنى
مولده بجراف صنعاء في المحرم سنة 1042 اثنتين وأربعين وألف وأخذ عن والده المحقق الشهير في الصرف والمعانى والبيان والأصول والتفسير وغير ذلك
وضع والده باسمه بعض مؤلفاته وفتح الله على صاحب الترجمة بالحظ الأوفر في الخطب والوعظ والتذكير فكان لا يستطيع سامعه إلا أن يبكى وربما غشى على بعضهم حتى قيل في ذلك الأشعار السائرة ووازر الإمام الصوام القوام محمد ابن المتوكل على الله إسماعيل قبل دعوته أيام إمارته بصنعاء وكان له به كل الاختصاص ثم كان خطيبه في أيام خلافته وسكونه بمعبر وجمع من خطبة مجلدا سماه المشرب الزلال من خطب السيد محمد الجلال وله كتاب تثبيت الأقدام في فتنة أهل الإسلام والنهى عن التوغل في علم الكلام وله الأشعار الفائقة ومن شعره مضمنا
( أرى الشباب تولى وانقضى العمر ** فما الذى بعد هذا صار ينتظر )
( وما اغتباط الفتى بالعيش في زمن ** فيه ترادفت الآفات والغير )
( تنوبه كل حين فيه نائبة ** تغشاه من أجلها الأحزان والضجر )
( فقل لمن كان يهوى أن يعيش به ** ما اطيب العيش لو أن الفتى حجر )
ومات في 25 ربيع الأول سنة 1104 أربع ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/195)
السيد محمد بن الحسن الكبسى حاكم الروضة
السيد العلامة التقى محمد بن الحسن الكبسى الحسنى الروضى أخذ عن عدة من علماء زمنه وكان له شهرة عظيمة بالزهد والورع والعفاف والصدع بالحق وتعليم معالم الدين وكان آية في التحرى عند الحكم والتصلب في دين الله وعدم المحاباة لأحد وله قضايا عجيبة في ذلك وكان لا يأخذ شيئا من الجرايات والمقررات من بيت مال المسلمين وكان صاحب المواهب يرسل له بكسوة فيرجعها وكان عامل صاحب المواهب على صنعاء الأمير سلمان يحسن الاعتذار للمهدى في ارجاع صاحب الترجمة للكسوة وله مع الأمير سلمان قضية مشهورة عند أن طلبه صاحب المواهب إليه وصمم على الامتناع وقد اثبتها مؤلف النفحات بترجمته وكانت وفاة صاحب الترجمة في محرم سنة 1110 عشر ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد محمد بن الحسين ابن الإمام القاسم
السيد السند العلامة الحفاظة المعتمد محمد بن الحسين ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى
أخذ عن علماء عصره وأكثر من علوم الأدوات وتصدى للاستنباط وألف كتاب منتهى المرام شرح آيات الأحكام التى جمعها السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير ففسرها صاحب الترجمة وشرحها شرحا مفيدا واستنبط منها الأحكام وخرج الأحاديث من أمهاتها وأظهر عجائب من علمه وكان بعد موت والده يقيم بالبستان غربى مدينة صنعاء يحف به علماء وجماعة من الجند وكان من أهل الأدب ورعاته وكان من
____________________
(2/196)
أكابر الأمراء وقواد الجيوش في دولة عمه المتوكل على الله إسماعيل وله الأيام المشهورة معه وبعد حروب الشروق وما كان له من الظفر المبين فيها عاد إلى صنعاء مجللا مكرما وكانت أكابر الشيوخ الأعلام تفد إليه إلى داره وتفنن في النحو والصرف والمعانى والبيان والأصولين والفروع والمنطق ومعظم سيرته وأيام حروبه مذكورة في سيرة عمه المتوكل على الله ومات صاحب الترجمة بصنعاء في ثامن شوال سنة 1067 سبع وستين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد محمد بن حسين الحمزى الكوكبانى
السيد الأديب محمد بن الحسين بن يحيى بن أحمد الحمزى الكوكبانى الحسنى ينتهى نسبه إلى الإمام المنصور بالله عبد الله بن حموة عليه السلام ونشأ بمدينة صنعاء وأخذ عن مشايخها وكان عارفا بالفنون وشاعرا مجيدا لطيف المجون وأشعاره كثيرة منها قصيدة كتبها إلى المولى عبد الله بن على الوزير أولها
( وافى حبيبي بعد طول المدى ** وصار لى بعد الجفا مسعدا )
ومات في سنة 1117 سبع عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد محمد بن حيدرة الحسنى الذمارى
السيد العلامة محمد بن حيدرة بن إسماعيل بن حسن بن لطف الله الحسنى الذمارى مولده في صفر سنة 1122 اثنتين وعشرين ومائة وألف وأخذ بمدينة ذمار عن زيد بن عبد الله الأكوع ثم انتقل إلى صنعاء فأخذ عن علمائها وسكنها حتى مات في صفر سنة 1173 ثلاث وسبعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/197)
السيد محمد بن زيد ابن المتوكل على الله إسماعيل
السيد العلامة الفهامة محمد بن زيد ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى وكان سيدا عظيما رئيسا ماجدا فخيما أديبا أريبا ناب عن المولى يحيى بن على بن المتوكل بمدينة صنعاء وولى بندر عدن مدة ثم تولى ثلا زمانا ثم سكن صنعاء وولى للمتوكل القاسم بن الحسين ديوان الحساب ثم قلده قضاء القضاة في سنة 1133 ثلاث وثلاثين ومائة وألف أياما ثم ولاه بلاد رداع ومن شعره في وصفه حصانه السعدان
( يعز في العرب العربا وفى الفرس ** وجدان نهد يضاهى حسنه فرسى )
( سعد أغر وسعدان وطلعته ** أبهى وأبلج من بدر على غلس )
( إذا رأيت محياه وغرته ** وقت الصباح فما يرمى بمنتحس )
( يسابق الطير إلا أنه جبل ** ويجهد الريح إذا يمشى على نفس )
( عنانه بعنان الجو متصل ** فطبعه سلس في صورة الشرس )
( وجيدة الأتلغ السامى به جيد ** يغنيه عن حلى أقراط وعن جرس )
( تراه كالماء يجرى وهو منحدر ** والنار كامنة فيه لمقتبس )
( كأن أذنيه أقلام محبرة ** أطرافهن سواد خط باللعس )
( يكاد يسمع وقع النمل من بعد ** من شدة الحزم بل من شدة الندس )
إلى آخرها ومات بذمار في سنة 1146 ست وأربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى آمين السيد محمد بن زيد بن الحسن القاسم
السيد العلامة الحفاظة امام العلوم محمد بن زيد بن محمد بن الحسن
____________________
(2/198)
ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصنعانى مولده في سنة 1090 تسعين وألف وأخذ عن والده السيد الإمام الكبير وغيره وكان وحيد عصره في علم المعانى والبيان لا يشاركه فيه أحد لكمال عنايته به درسا وتدريسا مع تحقيقه في سائر العلوم العقلية والنقلية وله الأنظار الثاقبة والجوابات النفيسة الصائبة وكان شديد التواضع حسن الأخلاق معظما عند الخاصة والعامة مؤثرا للخمول وصنف في سنة 1149 تسع وأربعين ومائة وألف شرحا مفيدا لصحيفة زين العابدين بن على بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام ومن شعره قصيدة أولها
( قلت لما رأيت اسنى مرادى ** ظبية بالعقيق حلت فؤادى )
( ارحمى من غدا أسير اشتياق ** وصليه بغفلة الحساد )
( فأشارت إلى الحسود وقالت ** كيف اخفى على عيون الأعادى )
( وجبينى كالبدر يسطع نورا ** حاضر يستنير في وبادى )
إلى آخرها السيد محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان الحمزى
السيد العلامة المعتمد الفهامة محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن يحيى الحمزي الحسنى والد الإمام المتوكل على الله محمد بن المطهر بن سليمان رحمه الله
مولد صاحب الترجمة سنة 730 ثلاثين وسبعمائة وكان اماما محققا أخذ عنه الإمام المهدى أحمد بن يحيى صاحب الأزهار والإمام الواثق وغيرهما قال في أثناء ترجمته بالطبقات
السيد الإمام سلطان العلماء مرجع المحققين البحر الحبر الحافظ الحجة زين الملة أوضح من العلم كل مشكل وسهل منه كل معضل وفاق
____________________
(2/199)
أهل زمانه علما وإيضاحا وفضلا واعترف له بالكمال ورمقته العيون من كل مكان ولما عزم على الحج حمل زاده معه ووصل إلى الإمام الناصر صلاح الدين محمد بن على إلى ذمار ليستأذنه فوقع مع الإمام موقعا عظيما وأمره بنشر العلم ودخل مع الإمام إلى صعدة ثم عاد إلى صنعاء وبها توفى في سنة 804 أربع وثمانمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه محمد بن سليمان أبو الرجال المذاكر
الفقيه العلامة المذاكر الزاهد المحقق الفهامة محمد بن سليمان بن محمد ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن على بن حسن المعروف بأبى الرجال إمام المذاكرين أخذ عن الأمير المؤيد بن أحمد والقاضى عبد الله بن على الأكوع والأمير صلاح بن إبراهيم بن أحمد وأخذ بمكة عن الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروقى وأجاز له في ذى الحجة سنة 688 ثمان وثمانين وستمائة وصاحب الترجمة هو العلامة المجتهد المذاكر العبادة المشهور سابق أقرانه وأويس زمانه امتلأ صدره بتعظيم الله تعالى وتجليله بالفضائل فدرس العلوم أولا باليمن ثم رحل إلى مكة فلقى الفضلاء واشتهر على ألسن الكثير من المحققين اجتهاده وكان ورعا لم يمس من الدنيا شيئا وسكن بجهات متعددة وتوفى بمدينة صعدة في جمادى الآخرة سنة 730 ثلاثين وسبعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه محمد بن سليمان النسرى الأهنومى
الفقيه العلامة التقى محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان الروسى الأهنومى النسرى أخذ عن الإمام القاسم بن محمد بن على وغيره من علماء عصره وكان عالما تقيا ورعا فاضلا ناسكا من خيار عباد الله وأهل الصلاح والورع
____________________
(2/200)
والتقوى في معاملة الله في السر والجهر ومات في سلخ رجب سنة 1041 إحدى وأربعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين السيد محمد بن صالح الغربانى الشهارى
السيد العلامة محمد بن صالح بن عبد الله الغربانى الشهارى أخذ عن علماء عصره وعنه أخذ المولى الحسين بن القاسم بن المؤيد وصنوه الحسن ابن القاسم والحسن بن الحسن بن القاسم بن المؤيد وغيرهم وكان عالما محققا فرضيا نحويا لا يلحق به في هذين الفنين وهو بقية العلماء بجهات شهارة وكان له بالحسين بن القاسم بن المؤيد اختصاص كامل ومات بشهارة في سنة 1137 سبع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى القاضى محمد بن صلاح السلامى الآنسى
القاضى العلامة محمد بن صلاح بن سعيد بن القاسم السلامى الآنسي أخذ عن القاضى إبراهيم حثيث وغيره وكان فقيها محققا ماهرا وله في علم الكلام مسكة حسنة وكان زاهدا خشن الثياب صحب المولى الحسين ابن الإمام القاسم بن محمد أياما ثم كان من أعيان دولة المتوكل على الله إسماعيل وهو أول من وضع يده في يده للبيعة فقال الفضلاء انها دعوة سلامة انشاء الله وأخذ عن صاحب الترجمة كتاب التذكرة المولى محمد بن الحسن ابن القاسم وغيره وهو من بيت صلاح وعلم وتقوى ومات بذمار في جمادى الآخرة سنة 1062 اثنتين وستين وألف رحمه الله تعالى القاضى محمد بن صلاح الفلكى الذمارى
القاضى العلامة محمد بن صلاح بن محمد بن ناصر بن محمد بن صلاح الفلكى الذمارى المدحجي أخذ عن ابيه وعن القاضى إبراهيم حثيث
____________________
(2/201)
وغيرهما وعنه أخذ محمد بن صلاح السلامى والحسين المجاهد والحسين ذعفان وغيرهم من الأكابر وكان عالما عارفا وفقيها محققا فاضلا إليه التحقيق لمذهب الهدوية وكان هو الغاية في تحقيق علم الفرائض والحساب والجبر والمقابلة وغير ذلك مما يتعلق بالفن وهذا علم متوارث في أهل هذا البيت تحقيقه وتولى صاحب الترجمة القضاء مدة طويلة فكان محمود الأثر في ذلك ومات في سنة 1074 أربع وسبعين وألف رحمه الله تعالى والمؤمنين آمين السيد محمد بن عبد الله الوزير
السيد العلامة محمد بن عبد الله بن الهادى بن إبراهيم بن على بن المرتضى بن المفضل الوزير الحسنى والد السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد مولد صاحب الترجمة بمدينة صعدة في شعبان سنة 810 عشر وثمانمائة وأخذ عن الشيخ محمد المدحجى والقاضى حسين الحملانى والسيد محمد بن إبراهيم وغيرهم وكانت له معرفة تامة بالعلوم وبلاغة رائقة في المنثور والمنظوم وسبق شهد له به الأصدقاء والخصوم وخط كأنه سلاسل الذهب وكان إماما في علم الأنساب خصوصا أنساب السادة الأشراف وأحوالهم وأيامهم وكان حسن الخلق والخلق له وجاهة وجلالة وهو كثير العبادة والانقطاع إلى الله تعالى وختم له بالانقطاع في بيته نحو ثمان سنين بسبب إقعاد عرض له ومات في حدة بنى شهاب من أعمال صنعاء في رابع شعبان سنة 897 سبع وتسعين وثمانمائة وقبره جنوبى صنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/202)
القاضى محمد بن عبد الله راوع
القاضى العلامة محمد بن عبد الله راوع اليمنى اخذ عن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين في سنة 935 خمس وثلاثين وتسعمائة وأخذ عن غيره وكان عالما كبيرا حافظا ثبتا شهيرا أخذ عنه العلامة يحيى حميد والسيد على بن إبراهيم القاسمى والفقيه إبراهيم بن مسعود الحوالى وقاسم بن محمد العلوى وغيرهم وكان من قضاة الإمام شرف الدين وتلميذ غيره من الأئمة وأستاذ الشيوخ الأعلام رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد محمد بن عبد الله بن محمد ابن الإمام يحيى
السيد العلامة التقى محمد بن عبد الله بن محمد ابن الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة الحسينى اليمنى
أخذ عن الفقيه المحقق الحسن بن محمد النحوى والفقيه حميد بن أحمد وغيرهما واستجاز من النحوى في كثير من المسموعات وكان عالما محققا وعنه أخذ الفقيه المذاكر على بن يحيى الوشلى واستجاز منه في سنة 759 تسع وخمسين وسبعمائة انتهى السيد محمد بن على بن أحمد بن القاسم
السيد العلامة محمد بن على بن أحمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصعدى
مولده بمدينة صعدة وسكن بلاد أملح من جهات صعدة وأخذ بصعدة عن أبيه وعن القاضى يحيى بن عبد القادر بن سعيد الهبل ويحيى بن جار الله مشحم والسيد على بن محمد الحوثى وغيرهم وكان عالما عاملا ناسكا فاضلا يؤهل للإمامة وله أخلاق سمحة سهلة وعنه أخذ مؤلف
____________________
(2/203)
طبقات الزيدية السيد إبراهيم بن القاسم بن المؤيد وغيره ومات في أملح سنة 1120 عشرين ومائة وألف رحمه الله القاضى محمد بن على الشكايذى الذمارى
القاضى العلامة محمد بن على الشكايذى الذمارى أخذ عن والده المحقق الشهير وغيره وكان عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا ناسكا متبتلا وكان يسكن مسجد أبى الروم المعروف بصنعاء وعنه أخذ القاضى إبراهيم بن يحيى بن محمد السحولى وأحمد بن عبد الله الغاشم وغيرهما وكان يسكن مدينة ذمار ولما كانت دعوة الإمام القاسم بن محمد نقل الأتراك صاحب الترجمة من مدينة ذمار إلى صنعاء وبعد ظهور قصيدته المتضمنة تحريض المسلمين على إعانة الإمام القاسم رحمه الله سم الأتراك صاحب الترجمة فمات بصنعاء شهيدا في سنة 1006 ست وألف رحمه الله القاضى محمد بن على الضمدى التهامى
القاضى العلامة محمد بن على بن عمر الضمدى التهامى أخذ عن عبد الله ابن يحيى الذويد والفقيه سالم بن المرتضى ومحمد بن أحمد حابس ومحمد بن يحيى بهران وأجازه الإمام شرف الدين وقال في وصفه الفقيه العلامة نقى الساحة والملائم برئ الذمة من الجرائم أحد علماء الشيعة المحققين وخيرة الأخيار من الفضلاء الصالحين الخ
ثم رحل صاحب الترجمة إلى مكة فأخذ بها عن الحافظ أحمد بن محمد بن حجر الهيثمى واستجاز منه في ربيع الأول سنة 966 ست وستين وتسعمائة ومات في سنة 988 ثمان وثمانين وتسعمائة رحمه الله تعالى
____________________
(2/204)
القاضى محمد بن على قيس
القاضى العلامة محمد بن على قيس أخذ عن السيد المحقق الشهير محمد بن إبراهيم بن المفضل وغيره وكان صاحب الترجمة اماما في الفقه مشاركا في غيره من الفنون وعنه أخذ السيد العلامة مهدى بن حسين الكبسي والقاضى على بن يحيى البرطى والسيد عثمان بن على الوزير ومحمد بن عبد العزيز الحبيشى وغيرهم من أكابر العلماء الأعلام ومات بقرية القابل من أعمال صنعاء في شعبان سنة 1096 ست وتسعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى محمد بن على العفارى الشهارى
القاضى العلامة محمد بن على بن عز الدين العفارى ثم الشهارى مولده في سنة 1045 خمس وأربعين وألف وأخذ عن السيد الحسين بن صلاح والقاضى مهدى بن جابر العفارى والسيد الحسين بن المؤيد وغيرهم وكان عالما محققا سيما في الفروع وتحقيق قواعده وتقرير شوارده وحل غوامضه ومشكلاته وكان مواظبا على التدريس وعنه أخذ عدة من أكابر السادة والقضاة بشهارة وتولى القضاء بشهارة حتى مات حاكما مدرسا بها في رجب سنة 1127 سبع وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى الفقيه محمد بن مجلى السوطى الحبورى
الفقيه العلامة محمد بن مجلى السوطى الظليمى الحبورى البصير كف بصره بعد مولده بثمان سنين فاشتغل بالقراءة فأخذ عن السيد على بن عبد الله جحاف ومحمد بن على العفارى والسيد إسماعيل بن إبراهيم وصنوه يحيى بن إبراهيم ثم رحل إلى صنعاء فقرأ القراءت العشر عن على بن محمد
____________________
(2/205)
الشاحذى وغيره وكان عالما محققا متفننا مقريا يتردد من حبور إلى شهارة ثم انقطع في بيته في بنى سويط حتى مات في سنة 1127 سبع وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى آمين الفقيه محمد بن محمد اليزيدى
الفقيه العلامة الأديب محمد بن محمد بن ناصر اليزيدى الكوكبانى ثم الصنعانى مولده في سنة 1126 ست وعشرين ومائة وألف وأخذ عن أعلام حصن كوكبان في علوم الآلة والحديث وعمل بالدليل وبرع في الآداب ثم ارتحل إلى صنعا فاتجر في الكتب العلمية ثم قلده المهدى العباس الأوقاف الخارجية فقام بها أتم قيام ونمت فضلتها في ايامه فحسده بعض أهل زمنه فمازال بالإمام حتى عزله وكان فيه ورع شديد وسعى في الصلاح سديد ومن شعره إلى القاضى أحمد بن محمد قاطن قصيدة أولها
( مغرم طال عهده بالرقاد ** بين أحشائه كورى الزناد )
( نومه واصطباره في انتقاص ** وهواه وشوقه في ازدياد )
إلى آخرها وموته في رمضان سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى العلامة محمد بن محمد الشويطر الذمارى
القاضى العلامة محمد بن محمد بن يحيى بن على الشويطرى الأبي مولده سنة 1151 إحدى وخمسين ومائة وألف وأخذ عن والده وعن عبد القادر بن حسين الشويطر وغيرهما وكان عالما فاضلا متفننا تقيا ناسكا وله مؤلف في أصول الدين سماه أعز ما يطلب في معرفة الرب وهو كتاب عجيب في بابه يدل على قوة عرفان مؤلفه ومن شعره
____________________
(2/206)
( عجبت لمن لا يتقى الهم بالصبر ** ويدرأ ريب الدهر بالحمد والشكر ) الخ ومات في سنة 1199 تسع وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى محمد بن مهدى بن على الشبيبي
القاضى العلامة التقى محمد بن مهدى بن على الشبيبي الذمارى أخذ عن والده وغيره من علماء عصره وكان عالما بالفروع ورعا صالحا زاهدا عابدا تولى وقف مدينة اب وجبلة وامتنع عن تولى القضاء ومات في سنة 1142 اثنتين وأربعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد محمد بن المرتضى بن المفضل
السيد العلامة محمد بن المرتضى بن المفضل الحسنى أخذ عن أبيه وعن عمه إبراهيم واتصل بالإمام محمد بن المطهر وأخذ عنه وعن الإمام يحيى بن حمزة والسيد محمد بن أبى القاسم وعن السيد العفيف بن المفضل وغيرهم وكان عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا بارعا في الخطابة والكتابة وتغرب لطلب العلم واستفاد وما زال على ذلك حتى رمقته العيون وبلغ إلى أقصى المبالغ في جميع الفنون وأشير إليه بالاستحقاق للإمامة العظمى وكان مع هذا شجاعا باسلا ومات في سنة 732 اثنتين وثلاثين وسبعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد محمد بن الناصر بن محمد بن الناصر الحسنى
السيد العالم الكامل محمد بن الناصر بن محمد بن الناصر بن محمد بن الناصر بن أحمد ابن الإمام المطهر بن يحيى الحسنى كان من حسنات الدهر وأفراد العصر وأهل العلم الغزير والاطلاع الكبير والكرم الجم
____________________
(2/207)
والعطاء الجزل وله مؤلف مفيد أكثر النقل فيه من كتب الحديث المتفق عليها وتولى مدينة صنعاء وبلادها أربعين سنة وأحبه أهل صنعاء محبة زائدة لحسن سيرته فيهم ومعاملته لهم وأغار على صنعاء في أيامه السلطان عامر بن عبد الوهاب وجرت بينهما حروب وخطوب ومات صاحب الترجمة بصنعاء في شعبان سنة 908 ثمان وتسعمائة وقبره في حمى مسجد القاسمى المعروف بصنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد محمد النهارى الضرير الوصابى
السيد محمد النهارى الضرير الهاشمى الوصابى وصل إلى حضرة المنصور على بن المهدى بن العباس من دن وصاب في سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف وكان يجمع الجن بحضرته في دار محمود بصنعاء وكانت لصاحب الترجمة يد في علم الأسماء وقال بعض من عرفه وخبره خبرت هذا النهاري الضرير وجماعته من الجن فما رأيت لهم منفعة دنيوية أصلا إلا نقل الأخبار من البلاد النائية أو حمل كتاب إلى بلاد بعيدة والله أعلم القاضى محمد بن الهادى ابن أبى الرجال
القاضى العلامة المفضال محمد بن الهادى بن محمد بن على بن محمد بن سليمان ابن أبى الرجال اليمنى مولده في سنة 1016 ست عشرة وألف وأخذ عن احمد بن الهادى الديلمى ورحل معه إلى قطاير وأخذ عن السيد إبراهيم بن على الحيدانى والقاضى أحمد بن صالح وغيرهم وكان صاحب الترجمة عالما زاهدا فقيها تقيا محققا أخلاقه نبوية وكانت من لين الجانب
____________________
(2/208)
بمكان لا يلحق به وسكن مدينة صعدة ومات في سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف رحمه الله تعالى القاضى محمد بن هادى الخالدى
القاضى العلامة محمد بن الهادى بن محمد بن أحمد الخالدى رحل من بلده إلى مدينة صنعاء اليمن والروضة وأخذ عن السيد محمد بن الحسن الكبسى ويحيى بن عامر العمراني والقاضى حسين بن محمد المغربي والسيد الحسين بن احمد زبارة وغيرهم وكان عالما محققا وشرح الأسماء الحسنى بشرح مفيد ثم عينه المتوكل القاسم بن الحسين للقضاء بمدينة جبلة وأب وأخذ هنالك في صحيح البخارى عن القاضى طه بن عبد الله السادة ومات بجبلة في سنة 1144 أربع وأربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد محمد بن يحيى القاسمى
السيد العلامة محمد بن يحيى القاسمى الحسنى المعروف بمؤمن آل القاسم الرسى عليه السلام أخذ عن السيد الحسن بن المهدى الهادوى والإمام محمد بن المطهر والقاضى أحمد بن الحسن بن محمد الرصاص والفقيه على بن شوكان وجار الله الينبعي وغيرهم وكان عالما كبيرا وأجل تلامذته السيد على بن المرتضى بن المفضل وولده إبراهيم بن على المرتضى وغيرهم وهو شارح الأبيات الفخرية للإمام الواثق المطهر بن محمد بن المطهر بن يحيى التى أولها
( لا يستزلك أقوام بأقوال ** ملفقات حريات بإبطال )
وكان فراغ صاحب الترجمة من تأليف شرحها في ربيع الأول سنة 779 تسع وسبعين وسبعمائة بهجرة الظهراوين
____________________
(2/209)
السيد محمد بن يحيى بن أحمد بن المفضل الشبامى
السيد العلامة محمد بن احمد بن محمد بن إبراهيم بن المفضل بن إبراهيم بن على ابن الإمام شرف الدين الحسنى مولده بمدينة شبام سنة 1132 اثنتين وثلاثين ومائة وألف وأخذ عن القاضى احمد بن محمد قاطن والفقيه إسماعيل بن عبده الحداد والمولى عيسى بن محمد بن الحسين وغيرهم وكان من العلماء المحققين وأعيان العلماء العاملين وألف كتابا في تخريج أمالى أبو طالب الهاروتى ومات في سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد محمد بن يوسف ابن المتوكل على الله إسماعيل
السيد العلامة الأديب البليغ محمد بن يوسف ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى اليمنى مولده في شوال سنة 1090 تسعين وألف ونشأ في ثياب العفة والكمال وأحرز قصب السبق في مضمار الفصاحة وبلغ شعره الطبقة العليا في البلاغة ومن شعره في الفخر
( انا من عرفتم عزتى وآبائى ** ودريتم شرفى وطول علائى )
( صدر تحاشى أن يضيق وإن غدا ** بالوفد مزدحما رحيب فناء )
( طالت يدي حتى تقاصر عن مدى ** شأوى المحلق واسترد ورائى )
إلى آخرها ومات في يوم عيد الإفطار سنة 1147 سبع وأربعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد المرتضى بن على بن المرتضى بن المفضل
السيد العلامة التقى المرتضى بن المفضل بن حجاج الحسنى مولده
____________________
(2/210)
سنة 755 خمس وخمسين وسبعمائة وأخذ عن الفقيه سليمان بن إبراهيم النحوى وغيره وكان شابا تقيا وقمرا مضيا وتعلم الفروسية وركوب الخيل تهيئا للجهاد مع تحقيقه في فنون العلم سيما علم الكلام ومات بمدينة صعدة في سنة 785 خمس وثمانين وسبعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد المرتضى بن قاسم المؤيدى القطابرى
السيد العلامة المرتضى بن قاسم بن إبراهيم بن محمد الهادى بن إبراهيم بن المؤيد بن أحمد المؤيدى الحسنى اخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد النجرى والفقيه عبد الله بن يحيى الناظرى وغيرهما من علماء جهات صعدة ومدينة صنعاء وكان اماما عظيما محققا في المنطق والمعانى والبيان وسائر علوم العربية متفقها له في أصول الدين وفروعه اليد الطولى وفتاواه بالتحقيق مشهورة ومن تلامذته السيد عبد الله بن القاسم العلوى والقاضى محمد بن يحيى بهران وغيرهما ومات بصنعاء في شعبان سنة 931 إحدى وثلاثين وتسعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد المرتضى بن مفضل بن منصور
السيد العلامة شيخ العترة النبوية في وقته المرتضى بن المفضل منصور بن العفيف محمد بن المفضل بن الحجاج الحسنى كان مجتهدا كبيرا عابدا زاهدا ورعا تقيا ناسكا ملازما للإمام محمد بن المطهر وكان صاحب الترجمة مجتهدا اجتهادا مطلقا وعنه أخذ ولده محمد بن المرتضى والسيد محمد ابن يحيى القاسمى وغيرهما وكان مشغوفا بتدريس العلم إلى أن شاخ وكان الإمام محمد بن المطهر يعظمه غاية التعظيم ومات صاحب الترجمة في سنة
____________________
(2/211)
732 اثنتين وثلاثين وسبعمائة في بلاد السودة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ المطهر بن كثير الجمل
الشيخ العلامة الأجل المطهر بن كثير الجمل اليمنى الصنعانى أخذ عن علماء عصره وكان عالما كبيرا محققا شهيرا متفننا في جميع العلوم وله تلامذة اجلاء منهم السيد صارم الدين ابراهيم بن محمد الوزير والسيد يحيى بن صلاح وغيرهما وصنف كتاب المعراج في الأصول وتمم كتاب جامع الخلاف لشيخه السيد أحمد بن محمد الأزرقى وصنف غير ذلك ولما وصل بعض علماء البلاد الشامية إلى صنعاء ورأى الطلبة حافين بصاحب الترجمة للأخذ عنه قال الشامى
( أنى رأيت عجيبة في ذا الزمن ** شاهدتها في وسط صنعا اليمن )
( ان تسألونى ما الذى شاهدته ** جملا بها يقرى الورى في كل فن )
ومات صاحب الترجمة بصنعاء في المحرم سنة 863 ثلاث وستين وثمانمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ المطهر بن محمد تريك الصعدى
الشيخ العلامة المحقق الفهامة المطهر بن حسين بن محمد ابن يحيى تريك مصغر ترك اليمنى الصعدى مولده قبل سنة 700 سبعمائة وأخذ عن الإمام يحيى بن حمزة وقاسم بن احمد حميد والقاضى عبد الباقى ابن عبد المجيد والفقيه محمد بن عبد الله بن الغزال وغيرهم وكان فقيها عالما أصوليا نحويا مفسرا محدثا مذاكرا في المذهب وله رسالة إلى السيد احمد ابن أبى الفتح أورد فيها في كل فن عشر مسائل وله رسائل ومسائل
____________________
(2/212)
وديوان جيد مشتمل على غرر وختمه برسالة سماها عيون السعادة ومن تلامذته الإمام محمد بن المطهر والسيد إبراهيم بن محمد الوزير والشيخ إسماعيل بن إبراهيم عطية وغيرهم ومن شعره إلى الإمام محمد بن المطهر يطلب منه عارية الكشاف
( هل يسمحن لنا الإمام المرتضى ** وهو الجواد بعارة الكشاف )
( فلنا إليه تطلع وتشوق ** شوق العطاش إلى المعين الصافى )
( بل شوق مولانا إلى بذل اللهى ** وإغاثة الملهوف والإنصاف )
ووفاته بمدينة صعدة سنة 748 ثمان وأربعين وسبعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى المعافى بن سعيد الموشكى الذمارى
القاضى العلامة المعافى بن سعيد الموشكى الذمارى أخذ عن العلامة ابن راوع وغيره من أكابر علماء عصره وكان عالما زاهدا ورعا تقيا عابدا ومحققا سيما في الأصول وعنه أخذ القاضى يحيى بن محمد السحولى وغيره ومات في سنة 1037 سبع وثلاثين وألف تقريبا رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد المهدى بن إبراهيم جحاف
السيد العلامة المهدى بن إبراهيم بن المهدى بن على بن المهدى بن أحمد جحاف الحسنى اليمنى الحبورى أخذ عن أبيه والسيد الحسن بن شرف الدين الحمزى وغيرهما وكان علامة فهامة صمصامة وهو شيخ الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم بن محمد في جميع الفنون وكان ممن أسر مع الإمام المؤيد بالله وحبس بكوكبان وبعد خروجهما من كوكبان تولى
____________________
(2/213)
صاحب الترجمة القضاء مدة وتوفى بحبور سنة 1034 أربع وثلاثين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى المهدى بن أحمد الرجمى
القاضى العلامة المحقق المهدى بن أحمد بن داود الرجمى أخذ عن إبراهيم بن مسعود الحوالى وأجازه الفقيه سعيد بن عطاف القدارى وأخذ عن صاحب الترجمة الإمام القاسم بن محمد وغيره وكان عالما كبيرا بايع الإمام الحسن بن على بن داود والتزم أحكامه وهاجر عن محلة الرجم ثم كان من أكابر المجاهدين مع الإمام هاشم بن محمد في بلاد مسور وغيرها حتى أسره واعتقله أمير كوكبان الأمير أحمد بن محمد بن شمس الدين فبقى في الأسر حتى مات سنة 1010 عشر وألف بجهة الأهجر من بلاد كوكبان رحمه الله وإيانا والمؤمنين أمين السيد المهدى بن أحمد جحاف الحبورى
السيد العلامة المهدى بن أحمد بن المهدى بن على بن المهدى بن احمد جحاف الحبورى الحسنى نشأ بمدينة حبور ثم رحل إلى بلاد لاعة وغرة واتصل بالعلامة على بن محمد مطير فأكرمه وخلطه بأولاده وأسمع عليه صحيح البخارى وصحيح مسلم وأخذ في وطنه عن السيد إبراهيم بن يحيى جحاف وغيره وكان عالما فاضلا ورعا تقيا كاملا وكتب الكثير بخطه الحسن ومات في حبور سنة 1039 تسع وثلاثين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى المهدى بن جابر العفارى
القاضى العلامة المهدى بن جابر بن نصار العفارى بلدا الحجى مسكنا
____________________
(2/214)
أخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم وعن السيد الحسين ابن المؤيد بالله محمد بن القاسم وغيرهما وكان عالما محققا تولى القضاء والتدريس بمدينة شهارة بعد القاضى صلاح الذبويى وتولى القضاء والتدريس بحصن الظفير وجهات حجة ومن تلامذته القاضى محمد بن على العفارى والحسن بن صالح العفارى وغيرهما ومات في سنة 1102 اثنتين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد المهدى بن الحسين الكبسى الحسنى
السيد العلامة الفهامة الورع الناسك التقى المهدى بن الحسين بن القاسم بن المهدى بن محمد بن عبد الله الكبسى الحسنى اليمنى مولده في عشر الأربعين وألف من الهجرة وأخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم والسيد الحسين بن محمد التهامى والفقيه على بن جابر الشارح والقاضى محمد بن على قيس والقاضى أحمد بن يحيى السحولى والإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل على الله إسماعيل والقاضى عبد العزيز المفتى والقاضى محمد بن إبراهيم السحولى والقاضى الحسين بن محمد المغربى وصنوه الحسن وغيرهم من علماء عصره وكان عالما فاضلا زاهدا ورعا تقيا ناسكا وله معرفة بجميع العلوم ونسك يرضاه الحى القيوم وأخلاق شريفة وخصال منيفة وتولى القضاء للإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل بصنعاء وكان الإمام يلحظه ويثنى عليه حتى نقل عنه أنه كان يريد تقليده الخلافة لولا ما يخشاه من افتراق الكلمة وكان لا يفارق حضرة المؤيد واختص لموازرته واستمر على القضاء بمدينة صنعاء مع علمه الراسخ وضبطه للقواعد وحفظه للفرائد والشوارد وأحكامه وفتاواه ماضية في جميع البلاد وكل
____________________
(2/215)
ما نظر فيه وقرره فلا محيد ولا مناص عنه وله أنظار ثاقبة واستنباطات واضحة موافقة ومن تلامذته شيخه الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل والقاضى عبد الكريم السلامى والقاضى احمد بن صالح الهبل والسيد عبد الله بن على الوزير والقاضى على بن محمد العنسى وغيرهم من الأكابر وأقعد في بيته لألم تعلق به ومات بصنعاء في خامس عشر ذي القعدة سنة 1138 ثمان وثلاثين ومائة وألف وقد اناف على التسعين سنة رحمه الله وايانا والمؤمنين آمين . الفقيه المهدي بن عبدالله الذيباني الصنعاني
الفقيه العلامة المقري المهدي بن عبدالله الذيباني بلدا الصنعاني مسكنا اخذ عن الشيخ سعيد بن على فتحة وشيخ شيخه فتحة هو إبراهيم جحون وعبدالله الساوري وعبد الوهاب المسلمي وأخذ عن صاحب الترجمة عدة من الناس من اجلهم المولى الحسن بن القاسم ايام حبسه بقصر صنعاء وغيره وكان فقيها مقريا فاضلا محققا ومات في رجب سنة 1046 ست وأربعين وألف بصنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين . السيد المهدي بن قاسم بن المطهر الحسني
السيد العلامة المهدي بن قاسم بن المطهر بن احمد بن ابي طالب بن الحسن بن يحيى بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسين بن محمد بن القاسم ابن يحيى بن الحسين بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب السيد الإمام التقى الولى جد السيد أبو العطايا
سكن صاحب الترجمة هجرة صوف من بلاد حضور ثم رحل إلى صنعاء فأخذ بها عن أحمد بن سعيد الحارثى والقاضى يحيى بن محمد حنش
____________________
(2/216)
وغيرهم وكان عالما كبيرا يؤهل للإمامة وطلب لها بعد موت الإمام يحيى ابن حمزة فامتنع تورعا ومن تلامذته ولده يحيى بن المهدى ويحيى بن محمد التهامى وغيرهما ومات بصنعاء في سنة 759 تسع وخمسين وسبعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى المهدى بن محمد المهلا
القاضى العلامة المهدى بن محمد بن عبد الله بن المهلا بن سعيد النيسائى الشرفى وأخذ عن سلطان العلماء الحسين ابن الإمام القاسم بن محمد وكان كاتبه لاسيما للمسائل العقلية وأسمع على الإمام المتوكل على الله إسماعيل وأجازه في جمادى الآخرة سنة 1060 ستين وألف وأخذ عن صاحب الترجمة القاضى أحمد بن صالح ابن ابى الرجال والسيد صالح بن احمد السراجى وولده على بن المهدى المهلا وغيرهم وكان علامة محققا ولسانا منطيقا ومات في ربيع الأول سنة 1070 سبعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى مهدى بن على الشبيبي
القاضى العلامة مهدى بن على بن محمد الشبيبي الذمارى مولده في ثامن شوال سنة 1038 ثمان وثلاثين وألف وأخذ عن علماء عصره فاستفاد وأفاد وكان عالما محققا للفروع مشاركا في غيرها وتولى الوقف الغسانى للإمام المتوكل على الله إسماعيل وكان مشتغلا بالدرس والتدريس وأخذ عنه جماعة منهم ولده احمد بن مهدى وغيره وكان معظما عند الخاصة والعامة وكتب بخطه الحسن جملة من المصاحف وكتب الهداية ومات في
____________________
(2/217)
ذمار في شهر صفر سنة 1107 سبع ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه منصر بن على الشترى الذمارى
الفقيه العلامة الزاهد العابد التقى منصر بن على الشترى الذمارى أخذ عن عبد الله بن حسين دلامة وعلى بن أحمد بن ناصر الشجنى وغيرهما واشتغل بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وعمارة المساجد وتعليم العوام معالم الدين وكان له بذلك أكل لاشتغال وكان يلازم الذكر والطاعات والجمعة والجماعات حتى مات في ربيع الأول سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى موسى بن سليمان أبو الرجال
القاضى العلامة موسى بن سليمان بن احمد ابن أبى الرجال صنو المحقق الشهير محمد بن سليمان
رحل صاحب الترجمة في سنة 715 خمس عشرة وسبعمائة إلى ينبع من البلاد الحجازية وأسمع هناك جملة من كتب الأئمة على العلامة على بن على بن احمد داعس وكان صاحب الترجمة فقيها محققا وعالما كبيرا محدثا وكانت كتبه من كتب المذهب وغيره مضبوطة مصححه وعنه أخذ ابن أخيه الفقيه سليمان بن احمد ابن أبى الرجال وغيره حرف النون الفقيه ناجى بن مسعود الحملانى
الفقيه العلامة التقى ناجى بن مسعود الحملانى أخذ عن جار الله بن
____________________
(2/218)
أحمد الينبعى والإمام الناصر صلاح الدين محمد بن على بن يحيى الوشلى وغيرهم وكان عالما محققا فاضلا صدوقا قدوة وعنه اخذ في سنة 769 تسع وستين وسبعمائة السيد العلامة على بن محمد بن أبى القاسم والفقيه أحمد بن عطية وغيرهما رحمهم الله تعالى السيد الناصر بن احمد ابن الإمام المطهر بن يحيى
السيد العلامة الناصر بن أحمد ابن الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى الحسنى أخذ عن الإمام الواثق بالله المطهر بن محمد بن المطهر بن يحيى والشيخ إبراهيم بن أحمد الكينعى والفقيه على بن عبد الله بن أبى الخير وغيرهم وكان عالما عاملا ورعا ناسكا إماما في المعقول والمنقول مرجوعا إليه في الفروع والأصول وكان يسكن بمسجد الأحذم بصنعاء وعنه أخذ السيد محمد بن إبراهيم المفضل وغيره وله سيرة مختصرة في سيرة الإمام المطهر بن يحيى وولده المهدى محمد بن المطهر وولده الواثق ومات صاحب الترجمة في ذى القعدة سنة 802 اثنتين وثمانمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الشيخ ناصر بن الحسين المحبشى
الشيخ العلامة الورع التقى ناصر بن الحسين المحبشى حاكم الخليفة المهدى العباس بن المنصور الحسين أخذ عن علماء عصره وكان عالما تقيا ورعا ناسكا زاهدا عابدا خاشعا متقشفا ولاه المهدى العباس القضاء بعد أن مضى من عمره نحو ستين عاما فكان أوحد أهل زمانه دينا وورعا وزهدا وتعففا وقنوعا ولما تولى القضاء كتب إليه السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير نصيحة تناقلها الناس وأثبتناها بكمالها هنا لما اشتملت
____________________
(2/219)
عليه من النصائح البالغة وهى
( ذبحت نفسك لكن لا بسكين ** كما رويناها عن طه وياسين )
( ذبحت نفسك والستون قد وردت ** عليك ماذا ترجى بعد ستين )
( ذبحت نفسك يالهفى عليك وقد ** كنا نعدك للتقوى وللدين )
( أى الثلاثة تغدو في غداة غد ** إذ يجمع الله أهل الدون والدين )
( فواحد في جنان الخلد مسكنه ** واثنان في النار دار الخزى والهون )
( يأتى القيامة قد غلت يداه فكن ** يوم التغابن فيه غير مغبون )
( فإن يكن عادلا فكت يداه وإلا ** كان في النار من أقران قارون )
( فإن تقل أكرهونا كان ذا كذبا ** فنحن نعرف أحوال السلاطين )
( وإن تقل حاجة مست فربتما ** فأين صبرك من حين إلى حين )
( والله وصى به في الذكر في سور ** كم في الحواميم منه والطواسين )
( قد شد خير الورى في بطنه حجرا ** ولو أراد أتاه كل مخزون )
( مامات والله جوعا عالم أبدا ** سل التواريخ عنه والدواوين )
( ليس القضا مكسبا للرزق نعرفه ** كما عرفناه في اهل الدكاكين )
( إلا لمن للرشا كفاه قد بسطت ** بسط اللصوص شباكا للثعابين )
( سل المنى والغنى ممن خزائنه ** سبحانه بين حرف الكاف والنون )
( وحيث قد صرت مذبوحا فخذ جملا ** للنصح ما بين تخشين وتليين )
( إياك إياك كتابا تخالهمو ** انسا وهم مثل اخوان الشياطين )
( واحذر حجابا وحجابا مع خدم ** فهمهم أكل اموال المساكين )
( وجانب الرشوة الملعون قابضها ** نصا فسحقا لإخوان الملاعين )
( وفي الرشاء خفيات ويعرفها ** من كان ذا همة في الحفظ والدين )
____________________
(2/220)
( واحذر قرينا تقل بئس القرين غدا ** كم حاكم بقرين السوء مقرون )
( ولا تقل ذا أمين الشرع أرسله ** فكم رأينا أمينا غير مأمون )
( واحذر وكيلا يريك الحق باطله ** برقة بين تنميق وتحسين )
( ولا تنفذ أحكاما ومستند الأحكام ** رجم بتبخيت وتخمين )
( لا تجعلن بيوت الله محكمة ** ولا تحلق من خلف الأساطين )
( لتنظرن بين أقوام صراخهم ** صراخ ثكلا ولكن غير محزون )
( لا يستطيع المصلى من صراخهم ** يأتى بفرض ولا يأتى بمسنون )
( وثم أشياء ما بينتها لك في ** نظمى وتعرفها من غير تبيينى )
( إن عشت سوف ترى منها عجائبها ** ان كان قلبك حيا غير مفتون )
( فمن يمت قلبه لا يهتدى أبدا ** لو جئته بصحيحات البراهين )
( هذى النصائح إن كان القبول لها ** مهرا ظفرت غدا بالخلد والعين )
( مالم ظفرت أنا بالفوت منفردا ** بأجر نصحي يقينا غير مظنون )
( ثم الصلاة على خير الورى أبدا ** وآله السادة الغر الميامين )
( ولما وصلت هذه القصيدة إلى صاحب الترجمة بكى وقال أمر كتب على ناصر وقد عاهدت الله أن لا أحيف ولا أميل وقد ذيل وقرظ هذه القصيدة الفريدة السيد العلامة الورع التقى عبد الله بن لطف البارى الكبسى بقصيدة أولها
( لقد نصحت فحققت النصيح فلا ** زالت أياديك تأتينا على حين )
ومات صاحب الترجمة في يوم الجمعة أحد وعشرين شوال سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/221)
القاضى ناصر بن حسين المهلا
القاضى العلامة الناصر بن عبد الحفيظ بن عبد الله المهلا بن سعيد ابن محمد بن على القدمى النيسائى الشرفي أخذ عن أبيه وعن مهدى بن عبد الله البصير وغيرهما وكان مرجع العلماء المجتهدين وبركة أفاضلهم المحققين وله الأنظار الثاقبة في المباحث الدقيقة وهو من أنبل العلماء وأحسنهم طريقة واطلاعا على العلوم وسكن الشجعة من بلاد الشرف ومن مصنفاته في علم القرآن المحرر والمقرر واختصر الياقوت المعظم ووضع للزيدية طبقات مفيدة ومات في نيف وستين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الإمام الناصر بن محمد بن الناصر الحسنى
الإمام المنصور بالله الناصر بن محمد بن الناصر بن أحمد ابن الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى الحسنى كان سيدا سريا هماما المعيا مشهورا بالبسالة والنجدة قاد الصفوف وأرغم الأنوف وأروى السيوف وله همة علية وآثار رضية ودعوته في سنة 841 إحدى وأربعين وثمانمائة وجرت بينه وبين آل طاهر وغيرهم من ملوك زمنه حروب وخطوب آلت إلى أسر أهل عرقب من بلاد الحدا لصاحب الترجمة في رجب سنة 865 خمس وستين وثمانمائة وحبسه الإمام المطهر بن محمد بن سليمان في كوكبان حتى مات في سنة 867 سبع وستين وثمانمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد الناصر بن محمد بن صبح الغربانى
السيد الداعي الناصر بن محمد بن يحيى العيانى الغربانى المعروف
____________________
(2/222)
بصبح بمهملتين بينهما موحدة أخذ عن الإمام القاسمى بن محمد وغيره وكان عالما محققا ودعا إلى نفسه في سنة 1029 تسع وعشرين وألف لشئ أنكره على الإمام القاسم بن محمد في مصالحة الأتراك ووثل إلى الحيمة فقبض عليه وحبس في يناع ثم فر إلى بنى السياغ ثم وصل إليه جماعة من بنى مطر وأهل الحيمة فلما علم الأتراك بما هو عليه من الخروج عن طاعة الإمام قصدوه إلى الحيمة واستولوا على من معه ففر إلى بلاد حاشد وبكيل وبقى يتردد فيها ثم وصل إلى الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم إلى شهارة وتاب وأناب وترك الشقاق ولم يزل مدرسا بشهارة حتى مات في جمادى الأولى سنة 1072 اثنتين وسبعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين حرف الهاء السيد الهادى بن إبراهيم الوزير الصغير
السيد العلامة الحافظ الهادى ابن صارم الدين إبراهيم بن محمد ابن عبد الله بن الهادى بن إبراهيم بن على الوزير الحسنى مولده في ثانى شوال سنة 854 اربع وخمسين وثمانمائة وأخذ عن والده في جميع العلوم وكان صاحب الترجمة محقق المحققين ومدقق المدققين والمبرز في المعقول والمنقول والمطرز بتحقيقاته وأنظاره الثاقبة مصنفات آل الرسول وعنه أخذ الإمام شرف الدين والسيد أحمد بن على الأهنوم وغيرهما من اكابر أعيان علماء ذلك العصر ولما وصل إلى صنعاء السلطان عامر بن عبد الوهاب الطاهرى صمم على انزال صاحب الترجمة معه إلى تعز في حكم
____________________
(2/223)
الرهينة ومعه جماعة من سادات العلماء الأعلام ومات صاحب الترجمة في خامس عشر محرم سنة 923 ثلاث وعشرين وتسعمائة وقبر إلى جنب قبر الإمام إبراهيم بن تاج الدين رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى الهادى بن عبد الله بن محمد بن صلاح السلامى الآنسى
القاضى العلامة الهادى بن عبد الله بن محمد بن صلاح السلامى الآنسى نشأ بصنعاء وأخذ عن القاضى محمد بن على قيس والسيد مهدى بن حسين الكبسى والقاضى على بن يحيى البرطى وغيرهم وكان عالما فاضلا زاهدا ورعا عابدا حاكما في بلاد آنس ثم عينه المهدى صاحب المواهب للقضاء في بلاد حبيش من اليمن الأسفل ثم عاد إلى وطنه بنى سلامة من بلاد آنس فسكن بها ونشر العلم وأخذ عنه جماعة من العلماء منهم الفقيه أحمد بن على السحولى ومحمد بن الهادى الخالدى وغيرهم ومات بوطنه في سنة 1123 ثلاث وعشرين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى هادى بن على الصرمى
القاضى الطبيب المنجم الشاعر الأديب العالم هادى بن على الصرمى اليمنى ترجمه صاحب نفحات العنبر فقال في أثناء ذلك ما نصه
كان محققا متفننا عارفا بكثير من فنون العلوم كالمنطق والهيئة والازياج والطبيعي والسيميا وما يتعلق به من علم الحرف وصناعة الأوفاق واستخدام الروحانيات وأحكام النجوم والأخبار بأشياء من الحوادث وعلم الطب ومباشرة العلاج مع الإصابة في كل ما باشره والتبريز فيه وكان محققا لعلوم الآلات من النحو والصرف والبيان وعالما
____________________
(2/224)
في الحديث النبوى وسائر علم المنقول وألف المؤلفات العجيبة فمن ذلك مؤلف جمع فيه ماورد في الأحوال التى بعد الموت والعرف الندى حاشية على حاشية اليرذى وشمس الآوان فيما تعاقب عليه الملوان وكان حسن الأخلاق طيب الحديث كامل المروءة مطرحا للكبر والعجب سريع الحركة قلق الطبع إلى آخر ماحلاه به في النفحات وهو من رجال القرن الثانى عشر رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد الهادى بن يحيى الهدوى
السيد العلامة المحقق المدقق الهادى بن يحيى بن الحسين بن يحيى بن على بن الحسين مؤلف اللمع ابن يحيى بن يحيى الحسنى الهدوى مولده سنة 707 سبع وسبعمائة وأخذ عن أبيه وعن الإمام المهدى على بن محمد وغيرهما وكان من أعيان العلماء وأكابرهم وأعلامهم وممن لا يجارى في الفضائل وله من التجربة للأمور ومعرفة مصادرها ومواردها ما ليس لغيره وكان من أعيان أعوان الإمام المهدى على بن محمد وعنه أخذ السيد صلاح بن الجلال وغيره وله تعليقة تسمى الشرفية ومات بصعدة سنة 784 أربع وثمانين وسبعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين حرف الياء السيد يحيى بن إبراهيم بن على جحاف
السيد العالم الأديب يحيى بن إبراهيم بن على بن إبراهيم بن المهدى جحاف الحبورى الحسنى
كان عالما أديبا أريبا ناظما بليغا بلغ الغاية القصوى في النظم والنثر
____________________
(2/225)
وسلك في الأدب طريقة لم تسلك في سهولة الألفاظ وصحة المعانى وكان طيب المحاضرة حلو الحديث لازم المولى على ابن المتوكل على الله إسماعيل وكتب له وكان يميل في شعره إلى الرقائق والغزليات ولما كان قيام المولى يوسف بن المتوكل كتب له صاحب الترجمة وأنشأ له الرسائل ولما آل الأمر إلى صاحب المواهب حبس المترجم له بالقاهرة في تعز مدة ثم افرج عنه وجمع بعض آل جحاف ديوان شعره في مجلد سماه درر الأصداف من شعر السيد يحيى بن إبراهيم جحاف وكان يسكن تارة في حبور وتارة بصنعاء وحينا بضوران وبلاد ريمة وحينا بجبلة ومن لطائف شعر قوله
( يقول لى العذول وقد رآذنى ** حليف هوى بمن حاز الجمالا )
( أبن لى هل أنا لك ما تمنى ** وهل تسلو فقلت له أنا لا )
وتوفى بريمة وصاب في سنة 1117 سبع عشرة أو ثمان عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد يحيى بن إبراهيم بن يحيى جحاف
السيد العلامة يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن المهدى بن إبراهيم بن المهدى بن احمد جحاف الحبورى كان سيد وقته علما وعملا وتولى القضاء بمدينة حبور أيام المتوكل على الله إسماعيل ونشر العلم وأحيا المعالم وكان في النحو الغاية وله شرح على الحاجبية عظيم الشأن وكان في الفقه المجلى في الرهان وله ما يجرى مجرى الشرح لنهج البلاغة وشعره على منهج العرب العرباء ومات في حدود سنة 1103 ثلاث ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/226)
الفقيه يحيى بن احمد الشبيبي
الفقيه العلامة يحيى بن احمد بن حسين بن على بن يحيى بن محمد الشبيبي أخذ عن أخيه المحقق الحسن بن احمد وغيره وتولى القضاء في تعز وحبيش وحجة وعتمة ويريم ورداع وكان في غاية من الزهد والورع لم يتمول من الدنيا على قدر ما تولاه من الأعمال في القضوات بل قنعت نفسه من الدنيا بالكفاف فعف عنها أحسن العفاف ومات بمحلة ذى حود في سنة 1192 اثنتين وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد يحيى بن احمد حيدرة الغربانى
السيد العلامة الأديب يحيى بن احمد بن عبد الله حيدرة الغربانى نشأ بصنعاء وكان سيدا ماجدا أديبا أريبا هماما كريما وكان رئيسا غير مرؤس ومعدودا في الصدور والرؤس وعزم إلى مدينة زبيد واستوطنها ومن شعره
( بضياء وجهك وهو أحسن مطلع ** وبسالف من فوق جيد أتلع )
( وبقامة الفية ما حررت ** الا لوصل بيننا لم يقطع )
( وبسهم لحظ عن قسى حواجب ** متشرع لقتال صب موجع )
وهى قصيدة كبيرة جيدة ومات بزبيد في القرن الثانى عشر أيام المهدى صاحب المواهب رحمه الله تعالى السيد يحيى بن احمد العباسى
السيد العالم الأديب البارع المؤرخ يحيى بن احمد العباسى كان سيدا فاضلا أديبا أريبا كاملا ناظما ناثرا رئيسا مترسلا هماما ماجدا حسن الأخلاق لطيف الطباع وزر للمهدى صاحب المواهب مدة ثم نكبه
____________________
(2/227)
فلزم الخمول ومن نظمه كتاب نفخ الصور في تراجم آل القاسم المنصور وهى قصيدة إلى مائة وتسعين بيتا نظمها في سنة 1090 تسعين وألف وأولها
( نسمات المنظوم في المنثور ** رق منثورها بنفخ الصور )
ومن شعر صاحب الترجمة قصيدة أولها
( سل فؤادى هل حل فيه سواكا ** فهو ينبيك انه مغناكا )
( يا صديقا له حميد السجايا ** وحبيبا للحاسدين شجاكا )
إلى آخرها ومات المترجم له في القرن الثانى عشر رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد يحيى بن احمد الهدوى المدانى
السيد الأديب الأريب يحيى بن احمد الهدوى المدانى وكان سيدا سريا وعالما عارفا ذكيا طويل الباع في الأدب ظاهر النباهة حلو الفكاهة ومن شعره قصيدة أولها
( امزار الحبيب من بعد هجعه ** يتلألأ جبينه بالأشعة )
( خلع الحسن والبهاء عليه ** من برود الجمال أبهج خلعة )
وهو من أدباء القرن الثانى عشر رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد يحيى بن اسمعيل الأخفش
السيد العلامة يحيى بن اسمعيل صلى الله عليه وسلم بن احمد بن محمد الأخفش الحسنى اليمنى الكوكبانى الصنعانى أخذ العلم عن علماء عصره بصنعاء ثم رجع إلى وطنه كوكبان وكان عالما فاضلا له فضائل جمة مع مسكينة ووقار ومروءة وسماحة وديانة وتولى الأوقاف والقضاء بكوكبان فباشرهما بعفاف ونزاهة
____________________
(2/228)
وديانة صادقة ومن شعره من قصيدة طويلة قوله
( وهذا الذى أعنيه في النظم سيد ** بهمته القعساء قد أحرز العلما )
( وساد على الأقران بالفضل والتقى ** وفاق بهذا العصر سادته الشما )
إلى آخرها وموته بالقرن الثانى عشر رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى يحيى الجبارى حاكم أبى عريش
القاضى العلامة التقى يحيى بن إسماعيل الجبارى نسبة إلى جبارة من قرى مغرب عنس في بلاد ذمار أخذ عن والده وعن القاضى محمد بن صلاح الفلكى والسيد صلاح بن احمد الرازحى والقاضى عبد العزيز بن محمد الحبيشى الأصابى وغيرهم وكان اماما محققا وعالما مدرسا في فنون العلم وتولى القضاء أيام الإمام المؤيد بالله محمد ابن المتوكل على الله إسماعيل ولازمه مدة خلافته ثم ولاه المهدى صاحب المواهب القضاء في أبى عريش وما إليها من أعمال تهامة فما زال فيه حتى مات هنالك في ربيع الأول سنة 1102 اثنتين وقيل أربع ومائة رحمه الله تعالى
قال مؤلف مطلع الأقمار بذكر علماء ذمار انه وجد بخط صاحب الترجمة أن القبر الذى غربى الصومعة الشرقية بجامع صنعاء هو قبر السيد الحسن بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن العباس بن عبد الله بن العباس الشهيد بكربلاء مع أخيه الحسين السبط بن على بن أبى طالب عليهم السلام انتهى القاضى يحيى بن الحسن الآنسى
القاضى العلامة يحيى بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن إبراهيم بن صلاح الآنسى كان عالما ورعا تقيا فاضلا شاعرا بليغا فمن شعره قصيدة
____________________
(2/229)
كتبها إلى تلميذه السيد الأديب إبراهيم بن زيد بن على جحاف أولها
( أملاك رقى كاتبونى فإننى ** لكتبكم راج ورب البرية )
( ولا تحسبونى مذ تنائيت عنكم ** تناسيتكم أوخنت عهد المودة )
ومات في هجرة مسطح من بنى قشيب آنسى في جمادى الأولى سنة 1107 سبع ومائة وألف
وصاحب الترجمة من بيت شهير بالعلم والفضل والصلاح فإنه جده أحمد بن يحيى كان من العلماء الفضلاء الزهاد وجد والد المترجم له وهو يحيى بن إبراهيم بن صلاح كان عالما فاضلا وله فضائل وشهرة في بلادهم وقبره مشهور بجنب قبر السيد يحيى بن قاسم بن يوسف المرتضى بن المفضل بن المنصور بن المفضل بن الحجاج في بلاد آنس ومن جدودهم القاضى أحمد بن على الأعقم مؤلف التفسير المشهور للقرآن الكريم رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد يحيى بن الحسن بن اسحاق بن المهدى
السيد العلامة الورع التقى الأديب يحيى بن الحسن بن اسحاق بن المهدى لدين الله احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى
وأخذ عن والده وعن عمه المولى محمد بن اسحاق وعن ابنى عمه أحمد ابن محمد بن اسحاق وإسمعيل بن محمد بن اسحاق وغيرهم من أكابر علماء عصره وأتقن جميع علوم الأدب غاية الإتقان مع مشاركته في جميع العلوم وكان حسن الأخلاق لين الجانب كثير التواضع لايشغل نفسه بغير ما يعنيه حفاظة للعلوم شديد النسيان لغيرها وكثيرا ما يضع كتب القرائة من يده ليقضى بعض أغراضه ثم يترك تلك الكتب نسيانا
____________________
(2/230)
وقد يخرج من بيته غير معتم لنسيانه لبس العمامة وأما في حفظ الآداب والعلوم فإنه آية باهرة وقد كاتب عدة من بلغاء عصره ومن شعره قصيدة أولها
( بات بكأس الارتوا مداهقا ** راحا له قد حكت الحقائقا )
( وأشرقت أنوارها بقلبه ** لذا دجاه صار صبحا شارقا )
( صب بأسياف اللحاظ موثق ** أضحى بعروة الحلال واثقا )
ومات في ثامن وعشرين محرم سنة 1193 ثلاث وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى يحيى بن الحسن الحيمى الشبامى
القاضى العلامة الأديب يحيى بن الحسن بن احمد الحيمى الشبامى كان عالما عارفا أديبا كريما فاضلا أخذ عن أخيه وتولى الخطابة بمدينة شبام ومن شعره قصيدة أولها
( بان الخليط فبان ماء شؤنى ** وازداد وجدى في الهوى وحنينى )
( وتصعدت زفرات نفس لم تزل ** مأسورة بظبا الظباء العين )
( نصبوا إلى ثانى المعاطف ثالث ** القمرين مستغن عن التحسين )
( ريم رمى لمارنا بلحاظه ** فأصاب مهجة مغرم مفتون )
( رضوان حسن مذ غدا لى مالكا ** ايقنت أنى في العذاب الهون )
وهى قصيدة كبيرة والمترجم له من رجال القرن الثانى عشر رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى يحيى بن الحسين الحيمى الشبامى
القاضى العلامة الأديب الشاعر البليغ يحيى بن الحسين بن أحمد
____________________
(2/231)
الحيمى الشبامى كان أديبا أريبا شاعرا فصيحا ظريفا لطيفا حسن الأخلاق جوادا مدح الإمام المهدى لدين الله احمد بن الحسن بن القاسم وغيره من الرؤساء بغرر القصائد الفرائد وكان قد جمع ديوان شعره بنفسه فمن ذلك قصيدة أولها
( خف الآلة فوجدى فيك غير خفى ** وها فؤادى منه في شفا جرف )
( أقمت منك على حرف مخافة أن ** ينهار حبك بى في أبحر التلف )
( قل لى فديتك ما في القول من عبث ** وأنطق بصدق لسان غير مختلف )
( ماذا يكون بقلب قد وقفت به ** فلم يزل خافقا كالقرط لم يقف )
إلى آخرها ومات في سنة 1088 ثمان وثمانين وألف بمدينة عيان في حضرة الإمام المهدى أحمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بصكة وقعت في جبينه من رأس فرسه عند رفع عنانه رحمه الله تعالى القاضى يحيى بن حسين الشويطر الذمارى
القاضى العلامة يحيى بن حسين الشويطر الذمارى مولده سنة 1146 ست وأربعين ومائة وألف وأخذ عن أخيه عبد القادر وعن سعيد بن عبد الرحمن السماوى وعلى بن أحمد ناصر الشجنى وعبد الله بن حسين دلامة وغيرهم وكان عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا محققا للفروع والوصايا ومات بذمار في سنة 1198 ثمان وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى القاضى يحيى بن حسين السحولى
القاضى العلامة الورع التقى يحيى بن حسين بن يحيى بن محمد السحولى الصنعانى أخذ عن أبيه وعن عمه إبراهيم بن يحيى في كثير من فنون العلوم وكان عالما محققا مرجوعا إليه في الفقه مقررا لقواعده وعنه أخذ القاضى
____________________
(2/232)
أحمد بن على السحولى وعبد الكريم السلامى وسعيد بن أحمد السلامى والسيد قاسم بن أحمد العيانى وغيرهم ومات بصنعاء في سنة 1113 ثلاث عشرة ومائة وألف وقبره بقرب قبر عمه إبراهيم بالسعدى جنوبى صنعاء ورثاه السيد العلامة عبد الله بن على الوزير بقوله
( يقولون لى مات العماد وهذه ** صوامع صنعاء قد نعته إلى صنعاء )
( فقلت لهم مامات ذوالفضل إنما ** يموت الذى ينسى ويحيى الذى ينعى ) السيد يحيى بن على الحيسى المؤرخ
السيد العلامة المحقق المدقق المؤرخ يحيى بن على بن محمد بن مهدى الحيسى القاسمى أخذ عن الشيخ الحافظ على بن محمد العقينى التعزى وغيره من أكابر علماء عصره وكان عالما محققا لجميع العلوم من نحو وصرف وفقه ومعان وبيان ومنطق وأصول وحديث وتفسير وهو مؤلف كتاب تكرمة الإفادة لتاريخ الأئمة من خلافة الإمام المنصور بالله القاسم بن على العيانى إلى ايام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم بن محمد المتوفى سنة 1087 سبع وثمانين وألف وقد أجاز صاحب الترجمة شيخه العقينى المذكور اجازة قال فيها ما نصه
اجزته أن يروى عنى الأمهات السبع البخارى ومسلم والموطأ وسنن أبى داود والترمذى والنسائى وابن ماجه
وأجزت له رواية ما يجوز لى روايته من تفسير وحديث ونحو وصرف ولغة ومعان وبيان وعروض وقوافى وغير ذلك وأجزت له أن يروى عنى ما ألفته وهى حاشية التيسير المسماة عنوان القبول إلى تيسير الوصول ومختصر فتح الرحمن على زيد ابن رسلان في الفقه عشرون كراسا وفتح المنان شرح المدخل في
____________________
(2/233)
المعانى والبيان خمسة عشر كراسا إلى آخر الإجازة وقد أجاز صاحب الترجمة لولده السيد العلامة محمد بن يحيى بن على في سنة 1104 أربع ومائة وألف بمثل هذه الإجازة رحمهم الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد يحيى بن محمد الحوثى
السيد العلامة الحافظة التقى يحيى بن محمد بن على بن صلاح بن على بن عبد الله بن أحمد بن على بن الحسين بن على بن عبد الله ابن الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة الحسينى اليمنى الحوثى مولده بمدينة حوث من بلاد حاشد في سنة 1107 سبع ومائة والف وأخذ عن القاضى عبد الله الروسى بمدينة شهارة ثم هاجر إلى صنعاء فأخذ بها عن السيد صلاح بن الحسين الأخفش والسيد الحسن بن اسحاق بن المهدى والسيد إسماعيل بن صلاح الأمير وولده السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير وغيرهم وحقق فنون العلم ومال إلى السنة النبوية واعتنى بها كل العناية رواية ودراية وعلما وعملا وحصل عدة من الكتب بخطه وكان روح جسم العلم والزهادة ونور حدقة التقوى والعبادة وأقام بهجرة حوث آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ملجأ للمظلومين سوط عذاب على الظالمين وكان معظما مجللا مسموعا مطاعا وطلب منه القيام بأمر الإمامة العظمى فمال عن ذلك واشتغل بنشر العلم ومات بهجرة حوث في رمضان سنة 1152 اثنتين وخمسين ومائة وألف وأرخ وفاته الأديب احمد بن حسين الرقيحى الصنعانى بأبيات منها
( خصه الله بعلم نافع ** ويقين في سواه ليس يوجد )
( قد قضى نحبا فلاقى ربه ** وحباه بنعيم ليس ينفد )
____________________
(2/234)
( أنبأ التاريخ حيى آمنا ** في جنان الخلد يحيى بن محمد )
سنة 1152 الفقيه يحيى بن موسى الحبورى
الفقيه العلامة الأديب يحيى بن موسى الحبور البدوى كان من الأتقياء المخلصين والأدباء الأكرمين له الشأن العظيم والاعتقاد الصحيح السليم في أهل البيت النبوى وله ديوان شعر ومن شعره قصيدة أولها
( ليس تشقى بذكرك السعداء ** يا حبيبا للبدر منه سناء )
( يا أبى القاسم الرفيع ومن قد ** أنجبته الأماجد الكرماء )
( يا شفيع الأنام يا خير هاد ** يا سماء ماطاولتها سماء )
( أنت ماح الضلال في كل ناد ** بسيوف يلوح منها الهداء )
إلى آخرها وتوفى بمدينة صنعاء في جمادى الآخرة سنة 1110 عشر ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد يعقوب بن محمد بن اسحق
السيد العلامة الفهامة الأديب الأريب يعقوب بن محمد بن اسحاق بن المهدى لدين الله احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصنعانى أخذ عن أبيه وعن أخيه اسماعيل بن محمد وعن القاضى احمد بن احمد بن أبى الرجال وغيرهم وكان عالما محققا مدققا وشاعرا فصيحا مفلقا لطيف الشمائل حسن الأخلاق له الأشعار الكثيرة الرائقة ومن شعره يمتدح المنصور على بن المهدى العباس بعد دعوته في سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف بقصيدة أولها
____________________
(2/235)
( نظام هنائى لؤلؤ وفرائد ** على عنق العلياء منه قلائد )
( ويوم أسى قلبى ضحى ثم سرنى ** أصيلا وقد حاز الخلافة ماجد )
( نفى الخوف من كل القلوب بدعوة ** يكاد لداعيها تلبى الجلامد )
إلى آخرها وكان كثير الثناء على المنصور على عقيب دعوته ثم كان خروجه عليه مع ابن أخيه المولى على بن احمد بن محمد بن اسحاق إلى بنى جرموز من أعمال صنعاء وتوفى هناك في ذى الحجة سنة 1196 ست وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد يعقوب بن يوسف ابن المتوكل على الله إسماعيل
السيد العلامة القانت الناسك التقى يعقوب بن يوسف ابن المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام القاسم بن محمد الحسنى اليمنى الصنعانى أخذ عن السيد العلامة احمد بن عبد الرحمن الشامى وغيره وكان سيدا ناسكا تقيا ورعا المعيا كريما فارسا شجاعا ذا وجاهة اتصل في تعز بالسيد يحيى الشظبى الصوفى وأخذ عنه طريقة القوم فعرف شيئا من رموزهم ولقنه استغفارا يقوله بعد كل صلاة وعند كل غفلة وهو
أستغفر الله الذى لا إله الا هو الحى القيوم من كل ما كره الله من قول وفعل وعمل وخاطر وذنب وخطيئة وحركة وسكون واعتقاد ونية وأتوب إليه
وكان من بعد ذلك ملازما للسيد العدوى احمد بن عبد الرحمن الشامى فزوجه ابنته ورغب فيه ولم يفارقه أكثر أوقاته وكان له شغف بعمل الأطياب ومات بصنعاء في صفر سنة 1190 تسعين ومائة وألف
____________________
(2/236)
وصلى عليه المنصور على بن المهدى العباس وحضر دفنه رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد يوسف بن الحسين بن المهدى
السيد السند الماجد يوسف بن الحسين ابن المهدى لدين الله احمد بن الحسين ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصنعانى كان سيدا ماجدا ورئيسا نبيلا عظيما كريما شجاعا فارسا ولما خلع صنوه المتوكل القاسم بن الحسين طاعة المنصور بالله الحسين بن القاسم بن المؤيد الشهارى ودعا إلى نفسه بصنعاء في سنة 1118 ثمان وعشرين ومائة وألف امتنع صاحب الترجمة عن مبايعة صنوه المتوكل وانعزل بوادى ضهر من أعمال صنعاء مدة كالمغاضب لصنوه ثم بايع من بعد ذلك بمدة وكتب سيد بن اسحاق بن يوسف ابن المتوكل على الله إسماعيل على لسان صديق له إلى صاحب الترجمة يستدعى منه من دار الحجر بالوادى حمامة فقال
( يا يوسف العصر العزيز ومن رقى ** سبل الفخار إلى المحل الأرفع )
( وافتك معلنة بشكوى اعلنت ** عن صادح يشدو بلحن مبدع )
( يهوى الأليف مطارحا لسجوعه ** فامنن بألف للعميد المولع )
( كم بات ينشد وهو مسلوب الحجى ** لفراق من يهوى بقلب موجع )
( احامة الوادى بشرقى الغضا ** ان كنت مسعدة الكئيب فرجعى )
( ياليت شعرى هل يكون جوابه ** هبطت اليك من المحل الأرفع )
ومات صاحب الترجمة بوادى ضهر من اعمال صنعاء في سنة 1137 سبع وثلاثين ومائة وألف وسار صنوه الخليفة المتوكل القاسم بن الحسين من صنعاء لدفنه بالوادى ثم عاد رحمهم الله تعالى
____________________
(2/237)
السيد يوسف بن الحسين بن احمد زبارة
السيد العلامة الفهامة امام أهل النسك والعبادة قطب أهل الورع والتقشف والزهادة يوسف بن الحسين بن احمد بن صلاح بن أحمد ابن الأمير الحسين المعروف بزبارة الهادوى الحسنى اليمنى الصنعانى مولده نهار يوم الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة 1116 ست عشرة ومائة وألف ونشأ في ثياب العفة والطهارة فأخذ عن والده امام الإسناد الحسين بن احمد وعن السيد الإمام الشهير هاشم بن يحيى الشامى والسيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير والسيد الإمام محمد بن اسحاق بن المهدى وصنوه المحقق الحسن بن اسحاق بن المهدى والسيد العلامة اسحاق بن يوسف بن المتوكل وغيرهم من أكابر علماء عصره وفاق أقرانه في النحو والصرف والمعانى والبيان والتفسير والحديث وبرع في المعارف وكان أوحد أهل زمانه عبادة وزهادة وعفافا وتولى الخطابة بجامع صنعاء واستمر فيها إلى تاريخ وفاته وله كرامات مشهورة ومناقب جمة ومن مؤلفاته تحفة الأخوان في فضيلة كلمة الإيمان وهى
كلمة التوحيد ومن شعره في حصر سبعة عشر من أنواع الكبائر
( الا ان انواع الكبائر سبعة ** وعشر فمنها أربع قيل في القلب )
( هى الشرك بالرحمن مع أمن مكره ** وبأس وإصرار المسئ على الذنب )
( وفي الفم صنع السحر قذف لمحصن ** يمين غموس والشهادة بالكذب )
____________________
(2/238)
( وفي البطن شرب للخمور وأكله ** لمال يتيم والربا بئس للمربى )
( وثنتان في الفرج الزنا وتلوط ** وأما يد فالسرق قتل بلا ذنب )
( وإن فر من زحف ففى الرجل واللتى ** تعم عقوق العاق للأم والأب )
ومن شعره رحمه الله في صيغة الأمر التى هى فعل وتستعمل لخمسة وعشرين معنى فقال
( أتت لمعان صيغة الأمر فلتكن ** لها حافظا يا صاح غير مسهل )
( لندب وإرشاد وجوب اباحة ** دعاء كيارب اعف عنى وجمل )
( ومنها احتقار وامتنان اهانة ** وتسوية تعجيزهم بالمنزل )
( كذلك تكوين تمن كقوله ** الا أيها الليل الطويل الا انجلى )
( ومن ذاك انذار كمثل تمتعوا ** قليلا وتأديب ككل أنت ما يلى )
وجاءت لتفويض وأيضا مشورة ** كذاك اعتبار والتماس المماثل )
( ومن ذاك تكذيب كهاتوا تلهفا ** كموتوا وتصبير كذرهم فمهل )
____________________
(2/239)
( كذا خبر جاءت بمعنى رواية ** إذا انت لم تستحى ما شئت فاعمل )
( وجاءت لتسخير وأيضا تهدد ** وآخرها الأكرام والحمد للعلى )
ومات صاحب الترجمة خطيبا بصنعاء في يوم الأربعاء خامس عشر شوال سنة 1179 تسع وسبعين ومائة وألف وقبر بالحوطة المشهورة المقبور بها السيد العلامة احمد بن عبد الرحمن الشامى والقاضى العلامة احمد بن محمد قاطن جنوبى سور مدينة صنعاء رحمهم الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد يوسف بن الحسين بن الحسن بن القاسم
السيد العلامة الأديب يوسف بن الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصنعانى كان عالما أديبا فاضلا أريبا فاق أقرانه في التبريز وفاتهم في مجال التحصيل والتمييز فمن شعره قصيدة أولها
( جس نبض الأوتار في الأسحار ** وأجل لى كاعبا عروس العقار )
( هاتها في الكؤوس حمرا صرفا ** قد كساها المزاح ثوب اصفرار )
( قد جرى جدول الصباح إلى الأفق ** ليسقى اقاح تلك الدرارى )
( شاخ شخص الظلام حتى تبدى ** في دجى عارضيه شيب النهار )
إلي اخرها واخترمته المنية قبل والده ولو طال عمره لجاء بالعجب العجاب في فنون العلوم والآداب وموته بخفاش من مغارب صنعاء في سنة 1115 خمس عشر ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/240)
القاضى يوسف بن على الحماطى اليمني
القاضى العلامة التقى الفهامة الزاهد العابد يوسف بن على بن محمد الحماطى نسبة إلى بنى حماطة من بلاد الحيمة نشأ على الزهد والورع وارتحل عن وطنه لطلب العلم في مدينة زبيد وأخذ عن علمائها من فنون العلم مايريد ثم سافر إلى مكة المكرمة فاخذ عن علمائها وانتشر ذكره بها ثم عاد إلى اليمن وأقام مدة بمدينة فللة من جهات صعدة ثم رجع إلى وطنه ببلاد الحيمة وجهات صنعاء ومن مشايخه القاضى على بن قاسم السنحانى الصنعانى وغيره وكان حريصا على التعليم والإستفادة والإرشاد وله رسائل في مسائل وكان يفعل قبل دعوة الإمام القاسم بن محمد ما يفعله المحتسب المجتهد في الجهاد وإزالة المنكرات ولما كانت دعوة الإمام القاسم في صفرسنة 1006 ست وألف كان لصاحب الترجمة الأيام المعروفة في الجهاد ومعاضدة الإمام وشن الغارات على الأتراك وحث أهل البلدان على إعانة الإمام ووجوب طاعته والمسارعة إلى الجهاد وما زال على ذلك حتى اسرته الأتراك وسجنوه بقصر صنعاء حتى مات شهيدا مسموما في سنة سبع وألف وقبره جنوبى سور بمدينة صنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
____________________
(2/241)