ترجمة مروان بن الحكم :
مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية القرشى الأموى ، أبو عبد الملك و يقال أبو القاسم و يقال أبو الحكم ، المدنى
المولد : 2 هـ , و قيل : 4 هـ
الطبقة : 2 : من كبار التابعين
الوفاة : 65 هـ بـ دمشق
روى له : خ د ت س ق
مرتبته عند ابن حجر : لم يذكرها ( قال : لا تثبت له صحبة )
مرتبته عند الذهبي : لم يذكرها ( قال : لم يصح له سماع )
أقوال العلماء : قال المزى فى "تهذيب الكمال" :
( خ د ت س ق ) : مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصى القرشى الأموى ، أبو عبد الملك ، و يقال : أبو القاسم ، و يقال : أبو الحكم المدنى .
أمه أم عثمان آمنة بنت علقمة بن صفوان الكنانى . ولد بعد الهجرة بسنتين ، و قيل : بأربع ، و كان أصغر من عبد الله بن الزبير بأربعة أشهر ، و لم يصح له سماع من النبى صلى الله عليه وسلم .
و قد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم ( خ د س ) حديث الحديبية بطوله . اهـ .
و قال المزى :
و كان كاتبا لعثمان ، و ولى إمرة المدينة لمعاوية و الموسم ، و بويع له بالخلافة بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية بالجابية ، و كان الضحاك بن قيس قد غلب على دمشق ، و بايع بها لابن الزبير ، ثم دعا إلى نفسه فقصده مروان فواقعه بمرج راهط ، فقتل الضحاك ، و غلب على دمشق ، و مات بها فى رمضان سنة خمس و ستين ، و هو ابن ثلاث و ستين ، و قيل : ابن إحدى و ستين ، و كانت خلافته تسعة أشهر ، و قيل : عشرة إلا أياما .
روى له الجماعة سوى مسلم . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 10/92 :
قال البخارى : لم ير النبى صلى الله عليه وآله وسلم .
و قال ابن عبد البر فى " الاستيعاب " : ولد يوم الخندق .
و عن مالك أنه ولد يوم أحد .(1/1)
و قد قال مروان فى كلام دار بينه و بين روح بن زنباع عندما طلب الخلافة : ليس ابن عمر بأخير منى ، و لكنه أسن منى ، و كانت له صحبة .
و عاب الإسماعيلى على البخارى تخريج حديثه ، و عد من موبقاته أنه رمى طلحة أحد العشرة يوم الجمل و هما جميعا مع عائشة فقتل ، ثم وثب على الخلافة بالسيف ،و اعتذرت عنه فى مقدمة شرح البخارى .
و قول عروة بن الزبير : كان مروان لا يتهم فى الحديث ، هو فى رواية ذكرها البخارى ..... فى قصة نقلها عن مروان ، عن عثمان فى فضل الزبير . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
شيوخ الراوي : قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عن :
زيد بن ثابت ( خ د ت س )
عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث ( خ د ق )
عثمان بن عفان ( خ س )
على بن أبى طالب ( خ س )
أبى هريرة ( د س )
بسرة بنت صفوان ( د ت س ق ) .
تلاميذ الراوي : قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عنه :
سعيد بن المسيب
سهل بن سعد الساعدى ( خ ت س )
عبد الملك بن مروان بن الحكم ( ابنه )
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
عروة بن الزبير ( خ د ت س ق )
على بن الحسين بن على بن أبى طالب ( خ س )
مجاهد بن جبر
أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ( خ د ق )
أبو سفيان مولى ابن أبى أحمد .
*********************
قلت :
في قوله أنه رمى طلحة رضي الله عنه يوم الجمل فقتله تحتاج إلى إثبات فقد كان مروان في جيش عائشة كما ذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة فكيف يرمي طلحة ؟
والأغرب من ذلك ما ذكره الذهبي في الميزان فقال : 8428 4805ت مروان بن الحكم خ عو الأموي أبو عبدالملك قال البخاري لم ير النبي صلى الله عليه وسلم قلت روى عن بسرة وعن عثمان وله أعمال موبقة نسأل الله السلامة رمى طلحة بسهم وفعل وفعل 0
قلت :(1/2)
أنت يا سيدي قد وصفت بأنك سيد النقاد فإما أن تثبت هذا بإسناد صحيح عنه وإلا فلا فرق بينك وبين عامة الناس الذين يصدقون أية شائعة أو كذبة يروجها أعداء رجل ضده ؟؟!!
والحافظ ابن حجر رحمه الله قال في اللسان 7/382 :
4802 مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي أبو عبد الملك المدني روى عن عثمان وعلي رضي الله عنهما وعنه ابنه عبد الملك وسهل بن سعد رضي الله عنه 0
ولم يزد على ذلك والصواب ما قاله في اللسان وليس في التهذيب فقد كان مدققا محققا في اللسان أكثر من التهذيب بكثير وكان يرد على الذهبي كثيرا وهنا لم يذكر كلام الذهبي ، فهذا يدل قطعا على أن ما نسب لمروان من قبائح ليس صحيحا وإلا لذكره هنا كعادته
وفي الإصابة :(1/3)
8324 مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي أبو عبدالملك وهو بن عم عثمان وكاتبه في خلافته يقال ولد بعد الهجرة بسنتين وقيل بأربع وقال بن شاهين مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن ثمان سنين فيكون مولده بعد الهجرة بسنتين قال وسمعت بن داود يقول ولد عام أحد يعني سنة ثلاث وقال بن أبي داود وقد كان في الفتح مميزا وفي حجة الوداع ولكن لا يدرى أسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا أم لا وقال بن طاهر ولد هو والمسور بن مخرمة بعد الهجرة بسنتين لا خلاف في ذلك كذا قال وهو مردود والخلاف ثابت وقصة إسلام أبيه ثابتة في الفتح لو ثبت أن في ذلك السنة مولده لكان حينئذ مميزا فيكون من شرط القسم الأول لكن لم أر من جزم بصحبته فكأنه لم يكن حينئذ مميزا ومن بعد الفتح أخرج أبوه إلى الطائف وهو معه فلم يثبت له أزيد من الرؤية وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن غير واحد من الصحابة منهم عمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وعبدالرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وبسرة بنت صفوان وقرنه البخاري بالمسور بن مخرمة في روايته عن الزهري عن عروة عنهما في قصة صلح الحديبية وفي بعض طرقه عنده أنهما رويا ذلك عن بعض الصحابة وفي أكثرها أرسلا الحديث روى عنه سهل بن سعد وهو أكبر منه سنا وقدرا لأنه من الصحابة وروى عنه من التابعين ابنه عبدالملك وعلي بن الحسين وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة وغيرهم وكان يعد في الفقهاء وأنكر بعضهم أن يكون له رواية منهم البخاري وقيل إن أمه لما ولد أرسلت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحنكه وهذا مشكل على ما ذكروه في سنة مولده لأنه إن كان قبل الهجرة فلم تكن أمه أسلمت وإن كان بعدها فإنها لم تهاجر به والنبي صلى الله عليه وسلم إنما دخل مكة بعد الهجرة عام القضية وذلك سنة سبع ثم في الفتح سنة ثمان فإن كان ولد حينئذ بعد(1/4)
إسلام أبويه استقام لكن يعكر على من زعم أنه كان له عند الوفاة النبوية ست سنين أو ثمان أو أكثر وكان مع أبيه بالطائف إلى أن اذن عثمان للحكم في الرجوع إلى المدينة فرجع مع أبيه ثم كان من أسباب قتل عثمان ثم شهد الجمل مع عائشة ثم صفين مع معاوية ثم ولي إمرة المدينة لمعاوية ثم لم يزل بها إلى أن أخرجهم بن الزبير في أوائل إمرة يزيد بن معاوية فكان ذلك من أسباب وقعة الحرة وبقي بالشام إلى أن مات معاوية بن يزيد بن معاوية فبايعه بعض أهل الشام في قصة طويلة ثم كانت الوقعة بينه وبين الضحاك بن قيس وكان أميرا لابن الزبير فانتصر مروان وقتل الضحاك واستوثق له ملك الشام ثم توجه إلى مصر فاستولى عليها ثم بغته الموت فعهد إلى ولده عبدالملك فكانت مدته في الخلافة قدر نصف سنة ومات في شهر رمضان سنة خمس وستين قال بن طاهر هو أول من ضرب الدنانير الشامية التي يباع الدينار منها بخمسين وكتب عليها قل هو الله أحد.
***********************
قلت :
لم يذكر الحافظ ابن حجر أي شيء عن تلك الرواية المزعومة التي تنص على أنه قتل طلحة فكيف يقتله وهو في جيشه :!!!
وأما قول الحافظ ابن حجر أنه كان من أسباب قتل عثمان رضي الله عنه فهذا على قول الغوغاء المنافقين الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه (( بغير وجه حق))
والكتاب المزعوم الذي قيل بأن مروان كتبه على لسان عثمان رضي الله عنه بقتل محمد بن أبي بكر ومن معه كذب وزور وبهتان فلم يكتب شيئا ولو صح ما زعموه فيكف عرف أهل العراق بالكتاب المزعوم وقد ساروا ثلاثة أيام شرقا وهؤلاء غربا ،ثم عادوا جميعا في وقت واحد على المدينة ؟؟!!
وقد زوروا على لسان علي وعائشة وكثير من الصحابة كتبا مماثلة فهل يبعد عنهم أن يزوروا على لسان عثمان رضي الله كتبا عديدة ؟؟؟!!!
وقد فندت هذه الرواية بالتفصيل في ترجمتي لأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه من تاريخ ابن عساكر رحمه الله تعالى(1/5)
وهذه ترجمته من تاريخ ابن عساكر : 57/224
مروان بن الحكم بن أبي العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف ابو عبد الملك ويقال أبو القاسم ويقال أبو الحكم الأموي
ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وابن عمر وعثمان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وبسرة بنت صفوان
روى عنه سهل بن سعد وابنه عبد الملك بن مروان وعروة بن الزبير وعلي بن الحسين وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ويزيد بن أبي كبشة وسعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ومجاهد بن جبير
وكان كاتبا لعثمان بن عفان (رضي الله عنه ) في خلافته وولي إمرة المدينة غير مرة لمعاوية ثم بويع له بالخلافة بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية بالجابية وكان الضحاك بن قيس قد غلب على دمشق وبايع بها ابن الزبير ثم دعا إلى نفسه فقصده مروان ووافقه بمرج راهط فقتل الضحاك وغلب مروان على دمشق 0
وأمه أم عثمان واسمها آمنة بنت علقمة بن صفوان(1/6)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ أَخْبَرَنِى الزُّهْرِىُّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ حَتَّى كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ فِى خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ ». فَوَاللَّهِ مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا هُمْ بِقَتَرَةِ الْجَيْشِ فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ وَسَارَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِى يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ. فَقَالَ النَّاسُ حَلْ حَلْ. فَأَلَحَّتْ فَقَالُوا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « مَا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يَسْأَلُونِى خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ».(1/7)
ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ قَالَ فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا فَلَمْ يُلَبِّثْهُ النَّاسُ حَتَّى نَزَحُوهُ وَشُكِىَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْعَطَشُ فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَجِيشُ لَهُمْ بِالرِّىِّ حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِىُّ فِى نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ فَقَالَ إِنِّى تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَىٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَىٍّ نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ وَمَعَهُمُ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الْحَرْبُ وَأَضَرَّتْ بِهِمْ فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِى وَبَيْنَ النَّاسِ فَإِنْ أَظْهَرْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا وَإِلاَّ فَقَدْ جَمُّوا وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِى هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِى وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ ». فَقَالَ بُدَيْلٌ سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ.(1/8)
قَالَ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قُرَيْشًا قَالَ إِنَّا قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلاً فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَيْكُمْ فَعَلْنَا فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ لاَ حَاجَةَ لَنَا أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ بِشَىْءٍ. وَقَالَ ذَوُو الرَّأْىِ مِنْهُمْ هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ. قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَحَدَّثَهُمْ بِمَا قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-. فَقَامَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَىْ قَوْمِ أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ قَالُوا بَلَى. قَالَ أَوَلَسْتُ بِالْوَلَدِ قَالُوا بَلَى. قَالَ فَهَلْ تَتَّهِمُونِى. قَالُوا لاَ. قَالَ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّى اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظٍ فَلَمَّا بَلَّحُوا عَلَىَّ جِئْتُكُمْ بِأَهْلِى وَوَلَدِى وَمَنْ أَطَاعَنِى قَالُوا بَلَى. قَالَ فَإِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ لَكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ اقْبَلُوهَا وَدَعُونِى آتِهِ. قَالُوا ائْتِهِ. فَأَتَاهُ فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ أَىْ مُحَمَّدُ أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْصَلْتَ أَمْرَ قَوْمِكَ هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ قَبْلَكَ وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى فَإِنِّى وَاللَّهِ لأَرَى وُجُوهًا وَإِنِّى لأَرَى أَوْشَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ فَقَالَ مَنْ ذَا قَالُوا أَبُو بَكْرٍ. قَالَ أَمَا وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْلاَ يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِى لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لأَجَبْتُكَ.(1/9)
قَالَ وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَكُلَّمَا تَكَلَّمَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ فَكُلَّمَا أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَةِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ السَّيْفِ وَقَالَ لَهُ أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ فَقَالَ مَنْ هَذَا قَالُوا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ. فَقَالَ أَىْ غُدَرُ أَلَسْتُ أَسْعَى فِى غَدْرَتِكَ وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِى الْجَاهِلِيَّةِ فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَمَّا الإِسْلاَمَ فَأَقْبَلُ وَأَمَّا الْمَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِى شَىْءٍ ». ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِعَيْنَيْهِ.(1/10)
قَالَ فَوَاللَّهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ فِى كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَىْ قَوْمِ وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِىِّ وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- مُحَمَّدًا وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ فِى كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى كِنَانَةَ دَعُونِى آتِهِ. فَقَالُوا ائْتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَصْحَابِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هَذَا فُلاَنٌ وَهْوَ مِنْ قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ الْبُدْنَ فَابْعَثُوهَا لَهُ ». فَبُعِثَتْ لَهُ وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا يَنْبَغِى لِهَؤُلاَءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ قَالَ رَأَيْتُ الْبُدْنَ قَدْ قُلِّدَتْ وَأُشْعِرَتْ فَمَا أَرَى أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ.(1/11)
فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ. فَقَالَ دَعُونِى آتِهِ. فَقَالُوا ائْتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « هَذَا مِكْرَزٌ وَهْوَ رَجُلٌ فَاجِرٌ ». فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُ إِذْ جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو. قَالَ مَعْمَرٌ فَأَخْبَرَنِى أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ ». قَالَ مَعْمَرٌ قَالَ الزُّهْرِىُّ فِى حَدِيثِهِ فَجَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ هَاتِ اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابًا فَدَعَا النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- الْكَاتِبَ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ». قَالَ سُهَيْلٌ أَمَّا الرَّحْمَنُ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا هُوَ وَلَكِنِ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ. كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ. فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ وَاللَّهِ لاَ نَكْتُبُهَا إِلاَّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ ». ثُمَّ قَالَ « هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ». فَقَالَ سُهَيْلٌ وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا صَدَدْنَاكَ عَنِ الْبَيْتِ وَلاَ قَاتَلْنَاكَ وَلَكِنِ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « وَاللَّهِ إِنِّى لَرَسُولُ اللَّهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِى. اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ». قَالَ الزُّهْرِىُّ وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ « لاَ يَسْأَلُونِى خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ».(1/12)
فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَنَطُوفَ بِهِ ». فَقَالَ سُهَيْلٌ وَاللَّهِ لاَ تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً وَلَكِنْ ذَلِكَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَكَتَبَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ وَعَلَى أَنَّهُ لاَ يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ إِلاَّ رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا. قَالَ الْمُسْلِمُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِى قُيُودِهِ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَىَّ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ ». قَالَ فَوَاللَّهِ إِذًا لَمْ أُصَالِحْكَ عَلَى شَىْءٍ أَبَدًا. قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « فَأَجِزْهُ لِى ». قَالَ مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ. قَالَ « بَلَى فَافْعَلْ ». قَالَ مَا أَنَا بِفَاعِلٍ. قَالَ مِكْرَزٌ بَلْ قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ. قَالَ أَبُو جَنْدَلٍ أَىْ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِى اللَّهِ. قَالَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَيْتُ نَبِىَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ أَلَسْتَ نَبِىَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ « بَلَى ». قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ « بَلَى ».(1/13)
قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِى الدَّنِيَّةَ فِى دِينِنَا إِذًا قَالَ « إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهْوَ نَاصِرِى ». قُلْتُ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِى الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ « بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ ». قَالَ قُلْتُ لاَ. قَالَ « فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ ». قَالَ فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَيْسَ هَذَا نَبِىَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى. قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى. قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِى الدَّنِيَّةَ فِى دِينِنَا إِذًا قَالَ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلَيْسَ يَعْصِى رَبَّهُ وَهْوَ نَاصِرُهُ فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ. قُلْتُ أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِى الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ قُلْتُ لاَ. قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ. قَالَ الزُّهْرِىِّ قَالَ عُمَرُ فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالاً. قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَصْحَابِهِ « قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا ». قَالَ فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِىَ مِنَ النَّاسِ. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ.(1/14)
فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا ثُمَّ جَاءَهُ نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ) حَتَّى بَلَغَ ( بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) فَطَلَّقَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ فِى الشِّرْكِ فَتَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ وَالأُخْرَى صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ثُمَّ رَجَعَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمَدِينَةِ فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ - رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - وَهْوَ مُسْلِمٌ فَأَرْسَلُوا فِى طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ فَقَالُوا الْعَهْدَ الَّذِى جَعَلْتَ لَنَا. فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى بَلَغَا ذَا الْحُلَيْفَةِ فَنَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ وَاللَّهِ إِنِّى لأَرَى سَيْفَكَ هَذَا يَا فُلاَنُ جَيِّدًا. فَاسْتَلَّهُ الآخَرُ فَقَالَ أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَجَيِّدٌ لَقَدْ جَرَّبْتُ بِهِ ثُمَّ جَرَّبْتُ. فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ أَرِنِى أَنْظُرْ إِلَيْهِ فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ فَضَرَبَهُ حَتَّى بَرَدَ وَفَرَّ الآخَرُ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ يَعْدُو. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ رَآهُ « لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا ».(1/15)
فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ قُتِلَ وَاللَّهِ صَاحِبِى وَإِنِّى لَمَقْتُولٌ فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ قَدْ وَاللَّهِ أَوْفَى اللَّهُ ذِمَّتَكَ قَدْ رَدَدْتَنِى إِلَيْهِمْ ثُمَّ أَنْجَانِى اللَّهُ مِنْهُمْ. قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ ». فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ الْبَحْرِ. قَالَ وَيَنْفَلِتُ مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ فَلَحِقَ بِأَبِى بَصِيرٍ فَجَعَلَ لاَ يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ إِلاَّ لَحِقَ بِأَبِى بَصِيرٍ حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ فَوَاللَّهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّأْمِ إِلاَّ اعْتَرَضُوا لَهَا فَقَتَلُوهُمْ وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- تُنَاشِدُهُ بِاللَّهِ وَالرَّحِمِ لَمَّا أَرْسَلَ فَمَنْ أَتَاهُ فَهْوَ آمِنٌ فَأَرْسَلَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَيْهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (وَهُوَ الَّذِى كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) حَتَّى بَلَغَ (الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ) وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِىُّ اللَّهِ وَلَمْ يُقِرُّوا بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْبَيْتِ. ( أخرجه االبخاري)(1/16)
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِى سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ رَأَيْتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ جَالِسًا فِى الْمَسْجِدِ فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَأَخْبَرَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَمْلَى عَلَيْهِ لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمْلِيهَا عَلَىَّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ وَكَانَ رَجُلاً أَعْمَى. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِى فَثَقُلَتْ حَتَّى هَمَّتْ تَرُضُّ فَخِذِى ثُمَّ سُرِّىَ عَنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ (غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ ).( رواه الترمذي و قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. )
نا خليفة بن خياط قال مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس يكنى ابا عبد الملك أمه أمية بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن الحارث بن مخدج بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن كنانة بن خزيمة توفي سنة خمس وستين
نا محمد بن سعد قال :
فيمن أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه ولم يحفظ عنه شيئا مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس يكنى ابا عبد الملك توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين ومات بدمشق سنة خمس وستين وهو ابن ثلاث وستين سنة روى عن عمر وعثمان
محمد بن سعد قال :
في الطبقة الأولى من أهل المدينة مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه أم عثمان وهي آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن خمل بن شق بن رقبة بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة وأمها الصعبة بنت ابي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي(1/17)
الزبير بن بكار فذكر أسماء ولد أبي طلحة ثم قال أمهم أرنبة وهي الزرقاء بنت موهب بن النمران بن عمرو بن نعمان بن موهب بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية من كندة
قال الزبير وذكر أم مروان وأخوته لأبويه فقال أمهم آمنة بنت علقمة بن صفوان بن محرث بن خمل بن شق بن رقبة بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن كنانة
محمد بن إسماعيل( البخاري) قال: مروان بن الحكم بن أبي العاص ابو عبد الملك الأموي القرشي سمع بسرة بنت صفوان يعد في أهل المدينة
وقال محمد بن سعد أنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال أخبره عن مروان بن الحكم ولا أخاله يتهم علينا قال أصاب عثمان رعافا شديدا الحديث (صحيح)
ابن أبي حاتم قال:
مروان بن الحكم بن أبي العاص أبو عبد الملك القرشي الأموي مديني روى عن عمر وعثمان وعلي روى عنه سهل بن سعد وعلي بن الحسين وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة سمعت أبي يقول ذلك
أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي العليا مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية
أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى من التابعين مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية
الهيثم بن عدي قال مروان بن الحكم أبو عبد الملك
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال مروان بن الحكم أبو عبد الملك
أبو سعيد بن يونس قال :
مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف يكنى أبا عبد الملك قدم مصر سنة سبع وثلاثين لغزو المغرب مع معاوية بن خديج وقدمها أيضا بعدما بويع له بالخلافة في الشام في جمادى الأولى سنة خمس وستين وخرج منها في رجب سنة خمس وستين أيضا وتوفي بعد ذلك بالشام في شهر رمضان سنة خمس وستين
إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي قال :
مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو عبد الملك الأموي القرشي بن عبد مناف وكنيته أبو عبد الملك وأمه آمنة بنت علقمة بن صفوان الكنانية(1/18)
أنا أبو عبد الله بن مندة قال:
مروان بن الحكم بن أبي العاص ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
أبو نصر البخاري قال:
مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو عبد الملك القرشي الأموي المدني
قال الواقدي رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه شيئا وتوفي النيب وهو ابن ثمان سنين
وقال الواقدي أيضا الحكم بن أبي العاص أسلم في الفتح وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم فطرده من المدينة فنزل الطائف حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم
( قلت قصة طرده فيها نظر )
فرجع إلى المدينة فمات بها في خلافة عثمان رضي الله عنه فصلى عليه وضرب على قبره فسطاطا وسمع عثمان رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وروى عنه سهل بن سعد الساعدي وعلي بن الحسين بن علي وعروة بن الزبير وأبو بكر بن عبد الرحمن في الصلاة والحج
قال الذهلي قال يحيى بن بكير:
ولد مروان يعني مع المسور بن مخرمة في تلك السنة يعني بعد الهجرة بسنتين وقال سن مروان ثلاث وستين ومات سنة خمس وستين
وقال خليفة :
مات مروان بدمشق لثلاث خلون من شهر رمضان سنة خمس وستين وهو ابن ثلاث وستين سنة وهو أصغر من الزبير بأربعة أشهر
وقال الواقدي مات بدمشق لهلال شهر رمضان سنة خمس وستين وهو ابن ثلاث وستين
مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول:
أبو عبد الملك مروان بن الحكم سمع عثمان وعليا روى عنه عروة بن الزبير وعلي بن الحسين
أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد الملك مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي يعد في أهل المدينة وأمه آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن الحارث ابن مخدج بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن كنانة بن خزيمة توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين وسمع عمر وعثمان بن عفان وبسرة بن صفوان الأسدية وهي خالة مروان روى عنه عروة بن الزبير وعلي بن الحسين بن أبي طالب(1/19)
رأى غير واحد من الأئمة ترك الاحتجاج بحديثه لما روي عنه في شأن طلحة بن عبيد الله ((قلت : قد روى عنه سيد النقاد والحفاظ البخاري وكل أئمة الحديث خلا مسلم فمن هم الأئمة الذين أعرضوا عن روايته ؟؟!!
وكذلك قصة قتله لطلحة قطعا باطلة فكيف نصدق بالباطل ؟!!
أم لأن بني أمية يجب أن نصدق فيهم كل ما يقال ؟؟ ))
وذكر سعيد بن كثير بن عفير أنه كان قصيرا أحمر أو قص
سعيد بن أبي مريم أنا يحيى بن إبراهيم حدثني عبيد الله بن المغيرة أنه سمع الحارث بن سفيان يحدث عن شيخ من الأنصار يقال له الحارث بن سعد بن أبي ذياب
أن عمر بن الخطاب خطب امرأة على جرير البجلي وعلى مروان بن الحكم وعلى عبد الله بن عمر فدخل على أم المرأة وابنتها في قبتها عليها ستر فقال إن جرير البجلي يخطب إليكم أسلم وهو سيد أهل المشرق ومروان بن الحكم وهو سيد شباب قريش وعبد الله بن عمر وهو من قد علمتهم وعمر فسكتت المرأة وقالت أجاد أمير المؤمنين قال نعم قال قد أنكحناك يا أمير المؤمنين أنكحوه
قال ونا سعد أنا يحيى والليث بن سعد عن عياش بن عباس عن بكير بن عبد الله مثله (صحيح مرسل )
نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول:
لما انهزم الناس بالبصرة يوم الجمل كان علي بن أبي طالب يسأل عن مروان بن الحكم فقال رجل يا أمير المؤمنين إنك لتكثر السؤال عن مروان بن الحكم فقال تعطفني عليه رحم ماسة وهو مع ذلك سيد من شباب قريش (معضل )
عن قبيصة بن جابر :(1/20)
بعثنى زياد إلى معاوية فى حوائج ، فلما فرغت منها قلت له : يا أمير المؤمنين : كل ما جئت له فقد فرغت منه ، و بقيت لى حاجة أصدرها فى مصادرها . قال : و ما هى ؟ قلت : من لهذه الأمة بعدك ؟ فقال : و ما أنت من ذاك ؟ فقلت : و لم يا أمير المؤمنين ؟ فوالله ، إنى لقريب القرابة ، عظيم الشرف ، ناصح الجيب ، واد الصدر . فسكت ساعة ثم قال : بين أربعة من عبد مناف : كريمة قريش سعيد بن العاص ، و فتى قريش حياء و دهاء و سخاء عبد الله بن عامر ، و أما الحسن بن على فرجل سيد كريم ، و أما القارىء لكتاب الله الفقيه فى دين الله ، الشديد فى حدود الله فمروان بن الحكم ، و أما رجل نفسه فعبد الله بن عمر ، و أما رجل يرد الشريعة مع دواهى السباع ، و يروغ روغان الثعلب ، فعبد الله بن الزبير . (صحيح)
حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول :
مروان بن الحكم كان عنده قضاء وكان يتبع قضاء عمر
عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ قَالَ : لَقِيتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ : يَا ابْنَ أَبِى مُوسَى أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّ الْجَدَّ لاَ يُنَزَّلُ فِيكُمْ مَنْزِلَةَ الأَبِ وَأَنْتَ لاَ تُنْكِرُ؟ قَالَ قُلْتُ : وَلَوْ كُنْتَ أَنْتَ لَمْ تُنْكِرْ. قَالَ مَرْوَانُ : فَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِى بَكْرٍ أَنَّهُ جَعَلَ الْجَدَّ أَباً إِذَا لَمْ يَكُنْ دُونَهُ أَبٌ. (صحيح)
ابن أبي الدنيا حدثني إبراهيم بن عبد الله حدثني محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني صفوان بن عمر عن شريح بن عبيد وغيره قال :
كان مروان بن الحكم إذا ذكر الإسلام قال
بنعمة ربي لا بما قدمت يدي * ولا ببراءتي إنني كنت خاطئا (فيه لين )(1/21)
أنا أحمد بن عبد الوارث العسال نا عيسى بن حماد أنا الليث بن سعد عن سالم وهو أبو النضر أن مروان شهد جنازة فلما انصرف قال أبو هريرة أصاب قيراطا وحرم قيراطا فأخبر بذلك فأقبل يجري قد بدت ركبتاه فقعد حتى أذن له (حسن)
خليفة قال:
وكاتبه يعني عثمان بن مروان بن الحكم وكان يستخلف على المدينة إذا حج زيد بن ثابت ويقال استخلف عبد الله بن الأرقم مرة ومروان مرة وأبا هريرة مرة
وقال أبو عبيدة وعلى الميسرة يعني يوم الجمل وهم أهل اليمن مروان بن الحكم
خليفة قال:
وفيها يعني سنة إحدى وأربعين ولى يعني معاوية مروان بن الحكم المدينة وعبد الرحمن بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة مكة ويقال بل الحارث بن خالد بن هشام ثم جمعهما والطائف لمروان بن الحكم وأقام الحج يعني سنة ثلاث وأربعين مروان بن الحكم وأقام الحج يعني سنة خمس وأربعين مروان بن الحكم وقال سنة ثمان وأربعين فيها عزل معاوية بن أبي سفيان مروان بن الحكم عن المدينة وولاها سعيد بن العاص وفيها يعني سنة أربع وخمسين عزل معاوية سعيد ابن العاص عن المدينة وولاها مروان بن الحكم فاستقصى مروان مصعب بن عبد الرحمن ابن عوف فأقام الحج يعني فيها مروان بن الحكم وأقام الحج يعني سنة خمس وخمسين مروان بن الحكم وفيها يعني سنة سبع وخمسين عزل معاوية مروان عن المدينة في ذي القعدة وولى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان
أبو بكر بن عياش قال :
حج بالناس مروان بن الحكم سنة ثلاث وأربعين ثم حج بالناس مروان بن الحكم سنة خمس وأربعين ثم حج بالناس مروان بن الحكم سنة ثمان وأربعين ثم حج بالناس مروان بن الحكم سنة أربع وخمسين ثم حج بالناس سنة خمس وخمسين
ابن بكير قال قال الليث :(1/22)
وحج عامئذ يعني سنة ثلاث وأربعين بالناس مروان بن الحكم قال وأقام الحج للناس سنة خمس وأربعين مروان بن الحكم ثم عزل واستعمل سعيد بن العاص وفيها يعني سنة ثمان وأربعين نزع مروان عن المدينة وأمر سعيد بن العاص وحج عامئذ بالناس مروان بن الحكم وفيها يعني سنة أربع وخمسين نزع سعيد بن العاص عن أهل المدينة وأمر مروان بن الحكم وحج عامئذ بالناس مروان بن الحكم في سنة خمس وخمسين ثم عزل مروان بن الحكم يعني سنة ست وخمسين واستعمل الوليد بن عتبة وقال سنة ثمان وخمسين فيها نزع مروان عن أهل المدينة وأمر الوليد بن عتبة
ابن وهب حدثني مالك :
أن مروان بن الحكم كان إذا ولي المدينة فقدمها جلس في ثيابه التي قدم فيها مكانه ثم يدعو بأهل السجن فيقطع من يقطع ويضرب من حل عليه الضرب ويصلب من حل عليه الصلب فإذا فرغ رجع إلى منزله (معضل)
يعقوب نا عبيد الله بن معاذ نا أبي نا ابن عون عن عمير بن إسحاق قال:
كان مروان بن الحكم أميرا علينا بالمدينة سنة ستين
محمد بن سعد نا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال:(1/23)
كان مروان بن الحكم أميرا علينا ست سنين فكان يسب عليا كل جمعة على المنبر ثم عزل فاستعمل سعيد بن العاص سنتين فكان لا يسبه ثم عزل وأعيد مروان فكان يسبه فقيل يا حسن ألا تسمع ما يقول هذا فجعل لا يرد شيئا قال وكان حسن يجيء يوم الجمعة فيدخل في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فيقعد فيها فإذا قضيت الخطبة خرج فصلى ثم رجع إلى أهله قال فلم يرض بذاك حتى أهداه له في سنة قال إنا لعنده إذ قيل فلان بالباب قال ائذن له فوالله إني لأظنه قد جاء بشر فأذن له فدخل فقال ياحسين إني جئتك من عند سلطان وجئتك بعرفة قال تكلم قال أرسل مروان بعلي وبعلي وبعلي وبك وبك وبك وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة يقال لها من أبوك فتقول أمي الفرس قال ارجع إليه فقل له إني والله لأمحو عنك شيئا قلت بأن أسبك ولكن موعدي وموعدك الله فإن كنت صادقا جزاك الله بصدقك وإن كنت كاذبا فالله أشد نقمة وقد أكرم الله جدي أو يكون مثله أو قال مثلي مثل البغلة فخرج الرجل فلما كان في الحجرة أتى الحسين فقال له يا فلان ما جئت به قال جئت برسالة وقد أبلغتها قال والله لتخبرني ما جئت به أو لآمرن بك فلتضربن حتى لا تدري متى يقع عنك فقال أرجع فرجع فلما رآه الحسن قال أرسله قال إني لا أستطيع قال لم قال إني قد حلفت قال قد لج فأخبره فقال أكل فلان بظر أمه إن لم تبلغه عني ما أقول فقال يا حسين إنه سلطان قال أكله إن لم تبلغه عني ما أقول قل له بك وبك ونأتيك ونقومك وأنه بيني وبينك أن يمسك منكبيك من لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال وزاد
(قلت : هذا الخبر غير صحيح فعمير بن إسحاق فيه كلام ولو صح لروي من طرق كثيرة لأنه على حد زعم الراوي كان يسب عليا ((رضي الله عنه )) على المنبر أمام الناس فيجب أن يتواتر هذا الخبر وبما أنه لم يرو من طريق آخر فلا يعول على هذه الرواية ولا يجوز تصديقها فإنها تحمل بذور وضعها من داخلها فتبا للكذابين )(1/24)
قال وأنا ابن سعد أنا عفان بن مسلم نا حماد بن سلمة أنا عطاء بن السائب عن أبي يحيى قال:
كنت بين الحسن بن علي والحسين ومروان بن الحكم والحسين يساب مروان فجعل الحسن ينهى الحسين حتى قال مروان إنكم أهل بيت ملعونون قال فغضب الحسن وقال ويلك قلت أهل بيت ملعونون فوالله لقد لعن الله أباك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وأنت في صلبه
حماد بن سلمة بن عطاء بن السائب عن أبي يحيى قال كنت بين الحسن والحسين ومروان يتشاتمان فجعل الحسن يكف الحسين فقال مروان أهل بيت ملعونون فغضب الحسن فقال أقلت أهل بيت ملعونون فوالله لقد لعنك على لسان نبيه وأنت في صلب أبيك
(قلت : هذا الحديث لا يحتمل من عطاء بن السائب فلذا أرى أنه لا يصح
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج: 10 ص: 72 رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط ) فاين لعن الله الحكم وما ولد ؟
فنزعة التشيع واضحة عليه بل لا أستبعد أن تكون القصة سيقت من أجل لعن آل الحكم
أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي شيبة أنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخزاز عن أبي الحسن علي ابن محمد بن أبي سيف المدائني عن إبراهيم بن محمد بن أبي جعفر بن محمد عن أبيه قال:
كان مروان يعذلنا بلسانه ويصلنا وكان سعيد بن العاص لا يعذلنا ولا يصلنا فقلت له أيهما كان أحب إليكم قال مروان كان خيرا لنا في السر من سعيد
وعن أبي الحسن المدائني عن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد قال:(1/25)
لما شخص حسين إلى مكة سأل مروان ستة آلاف دينار فلم يسلفه فلم يزل في نفس مروان فلما قتل حسين ورجع علي بن حسين إلى المدينة لقيه مروان فقال إن أبا عبد الله رحمه الله كان سألني سلف ستة آلاف دينار فمنعته ولم يزل في نفسي وقد قدمت منكوبا ذلك حوائج فخذها فاستعن بها صلة أوسلفا قال ما لي بها حاجة قال أقسمت عليك قال آخذها سلفا فبعث بها إليه مروان فقال علي أخذتها لأعمر بها دور بني عقيل وكانت دور آل أبي طالب خرقت بمزيد العلى فلم يحركها وبقي المال في خرائطه فلما قام عبد الملك سأل عليا عن المال فقال عندنا فقال عبد الملك إن أبا عبد الملك عهد إلي أن لا أقبض منك المال فهو لك قال لا أريده وإنه لفي خرائطه فقال بل هو صلة مني فأخذه علي
ابن سعد نا الحسن بن موسى يعني الأشيب نا زهير عن جابر عن محمد بن علي قال:
الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَا يُصَلِّيَانِ خَلْفَ مَرْوَانَ قَالَ فَقَالَ : مَا كَانَا يُصَلِّيَانِ إِذَا رَجَعَا إِلَى مَنَازِلِهِمَا؟ فَقَالَ لاَ وَاللَّهِ مَا كَانَا يَزِيدَانِ عَلَى صَلاَةِ الأَئِمَّةِ.
(( قلت : هذا الخبر يكذب الخبر السابق بأن مروان كان يسب عليا على المنبر ست سنوات فكيف يصليان خلف من يسب والدهما ؟؟؟!!))
ابن أبي خيثمة نا إبراهيم بن المنذر نا يعقوب بن جعفر بن أبي كثير عن مهاجر بن مسمار أخبرتني عائشة ابنة سعد(1/26)
أن مروان بن الحكم كان يعود سعد بن أبي وقاص وعنده أبو هريرة وهو يومئذ قاضي لمروان بن الحكم فقال سعد ردوه فقال أبو هريرة سبحان الله كهل قريش وأمير البلد جاء يعودك فكان حق قال ممشاه عليك أن ترده فقال سعد ائذنوا له فلما دخل مروان وأبصره سعد بوجهه تحول عنه نحو سرير ابنته عائشة فأرعد سعد وقال ويلك يا مروان إنه طاعتك يعني أهل الشام على شتم علي بن أبي طالب فغضب مروان فقام وخرج مغضبا
(قلت : يعقوب مجهول وراة الخبر متشيعون فلا يقبل )
نا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت ابن إسحاق يحدث عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال رأيت أسامة بن زيد مضطجعا في حجرة عائشة رافعا عقيرته يتغنى ورأيته يصلي عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فخرج عليه مروان فقال تصلي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال إني أحبه فقال له قولا قبيحا ثم أدبر فانصرف أسامة ثم قال يا مروان إنك قد أذيتني وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يبغض الفاحش المتفحش وإنك فاحش متفحش
(صحيح ، ولكن لا ندري ماذا قال له )
عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِى صَالِحٍ قَالَ أَقْبَلَ مَرْوَانُ يَوْماً فَوَجَدَ رَجُلاً وَاضِعاً وَجْهَهُ عَلَى الْقَبْرِ فَقَالَ أَتَدْرِى مَا تَصْنَعُ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ فَقَالَ نَعَمْ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلَمْ آتِ الْحَجَرَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ تَبْكُوا عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُهُ وَلَكِنِ ابْكُوا عَلَيْهِ إِذَا وَلِيَهُ غَيْرُ أَهْلِهِ ».
( قلت : هذه رواية أحمد وروي من طرق أخرى عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن فالحديث حسن لغيره )(1/27)
عن كثير يعني ابن زيد عن المطلب يعني ابن عبد الله بن حنطب قال :
جاء أبو ايوب الأنصاري يريد أن يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء مروان وهو كذلك فأخذ برقبته فقال هل تدري ما تصنع فقال قد دريت إني لم آت الحجر ولا الخدر ولكني جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تبكوا على الدين ما وليه أهله ولكن ابكوا على الديني إذا وليه غير أهله
عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلاَةِ مَرْوَانُ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ الصَّلاَةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ. فَقَالَ قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ».( أخرجه مسلم )
((قال القاضي عياض رحمه الله:(1/28)
اختلف في هذا فوقع هنا ما تراه، وقيل: أول من بدأ بالخطبة قبل الصلاة عثمان رضي الله عنه. وقيل: عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى الناس يذهبون عند تمام الصلاة ولا ينتظرون الخطبة. وقيل: بل ليدرك الصلاة من تأخر وبعد منزله. وقيل: أول من فعله معاوية. وقيل: فعله ابن الزبير رضي الله عنه. والذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم تقديم الصلاة، وعليه جماعة فقهاء الأنصار، وقد عده بعضهم إجماعا، يعني والله أعلم بعد الخلاف، أو لم يلتفت إلى خلاف بني أمية بعد إجماع الخلفاء والصدر الأول. وفي قوله: بعد هذا، أما هذا، فقد قضى ما عليه بمحضر من ذلك الجمع العظيم دليل على استقرار السنة عندهم، على خلاف ما فعله مروان وبينه أيضا احتجاجه بقوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكرا فليغيره" ولا يسمى منكرا لو اعتقده، ومن حضر أو سبق به عمل أو مضت به سنة. وفي هذا دليل على أنه لم يعمل به خليفة قبل مروان، وأن ما حكي عن عمر وعثمان ومعاوية لا يصح، والله أعلم ))
أبو بكر بكار بن قتيبة نا روح بن عبادة نا داود بن قيس قال سمعت عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح يحدث عن أبي سعيد الخدري قال :
خرجت مع مروان وهو يمشي بين أبي مسعود وبيني حتى إذا صرنا إلى المصلى فإذا كثير بن الصلت الكناني قد بنى منبرا من طين وكسره فلما دنونا من المنبر عدل مروان إلى المنبر قلت الصلاة فإني أريد أن تصلي قبل أن تخطب فقال تركت يا أبا سعيد ما تعلم قال قلت كلا ورب المشارق والمغارب لا يأتوني بخير مما أعلم ثلاث مرات فقال مروان كنا نصلي فتتفرق الناس قبل الخطبة
(حسن ، فهذا هو السبب الذي جعله يقدم الخطبة على الصلاة يوم العيد)
الحسين بن الحسن أنا ابن المبارك أنا حيوة بن شريح قال سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول حدثنا عمر مولى أم سلمة(1/29)
أن مروان خطب إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم عمر فقالت أم سلمة إني لم أكن لأنكحك ما دمت أميرا وكان أميرا على المدينة فلما أمر سعيد بن العاص على المدينة وصرف مروان قالت أم سلمة الآن أنكحك فإن خير أيامك الأيام التي لا تكون فيها أميرا فأنكحت أم عمر من مروان
( قلت : لم أجد لعمر مولى أم سلمة ترجمة )
كامل بن طلحة حدثني ابن لهيعة عن أبي قبيل أن ابن موهب أخبره أنه كان عند معاوية بن أبي سفيان فدخل عليه مروان فكلمه في حاجة فقال اقض حاجتي يا أمير المؤمنين فوالله إن مؤونتي لعظيمة وإني أبو عشرة وعم عشرة وأخو عشرة فلما أدبر مروان وابن عباس جالس مع معاوية على السرير فقال معاوية أشهد با لله يا ابن عباس أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين اتخذوا مال الله بينهم دولا وعباد الله خولا وكتاب الله دغلا فإذا بلغوا ستة وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة قال ابن عباس اللهم نعم
وذكر حاجة لي فرد مروان عبد الملك إلى معاوية وكلمه فيها فلما أدبر عبد الملك قال معاوية أنشدك بالله يا ابن عباس أما تعلم أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هذا وقال أبو الجبابرة الأربعة قال ابن عباس اللهم نعم
(قلت : هذا الخبر لا يحتمل من ابن لهيعة فقد كان متشيعا فكيف يقول ذلك عنه معاوية ويشهد ابن عباس وهو الذي ولاه إمرة المدينة مرات عديدة وهو الذي يقول عنه : وأما القارىء لكتاب الله الفقيه في دين الله الشديد في حدود الله فمروان بن الحكم تهذيب الكمال ج: 10 ص: 505 فهذا الخبر واضح البطلان )
عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغ بنو أبي فلان ثلاثون رجلا اتخذوا مال الله دولا ودين الله دغلا وعباد الله خولا
(قلت : لا صح هذا الخبر فهو من طريق عطية بن سعد العوفي الغالي في التشيع والواهي في الرواية )
قال ابن عساكر وعطية من غلاة الشيعة(1/30)
وقد روي عن أبي ذر من وجه منقطع
أنا أبو نعيم ثنا سليمان بن أحمد نا أحمد بن عبد الوهاب نا أبو المغيرة نا أبو بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد قال قال أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا بلغت بنو أمية أربعين رجلا اتخذوا عباد الله خولا ومال الله دخلا وكتاب الله دغلا
قال ابن عساكر كذا قال أربعين وراشد لم يدرك أبا ذر
( قلت : فيه ثلاثة علل : الأولى فيه أبو بكر بن أبي مريم الغساني ضعيف والثانية الإنقطاع والثالثة أنه يقول إذا بلغ بنو أمية أربعين رجلا وبنو أمية كانوا من أكبر قبائل قريش فلا يصح ذلك )
أبو طاهر بن خزيمة أنا جدي أبو بكر نا علي بن حجر قالا نا إسماعيل أخبرني وفي حديث ابن حجر نا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال إذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين كان دين الله دخلا وفي رواية ابن المقرىء دغلا ومال الله بخلا وعباد الله خولا
((جميع هذه الطرق لم تسلم من الضعف فعند الحاكم أبو بكر بن أبي مريم الغساني ضعيف وعطية بن سعد العوفي كذلك مثله في الضعف ، بل بعض رواتها لا يخلون من تعصب مذهبي مقيت وهم من الحاقدين على بني أمية
وقد حصل في آخر عهدهم أمور منكرة كالدعوة إلى العصبية الجاهلية ( من قيسية ويمانية ) وكذلك ولاية العهد لأكثر من واحد والنزاع بين أفراد البيت أنفسهم على الملك وكذلك تربص أعدائهم بهم وتآمرهم عليهم مما أدى لزوال ملكهم 0
ومع هذا فإن عهد بني أمية قد ظلم كثيرا فهو عهد الفتوحات الإسلامية في أقصى اتساعها وكذلك عهد نشر الإسلام في كل مكان وعهد تعريب الاقتصاد الإسلامي والدواين والعمران والآداب المنوعة وقد حافظ خلفاء بني أمية على عروبة الدولة الإسلامية وعلى وحدتها وقمعوا الفتن بشدة ولم يستطع من جاء بعدهم أن يحافظ على هذه الخصائص والميزات بل ضيعت عبر التاريخ ويكفي بني أمية أنهم كانوا في خير القرون لهذه الأمة فلا يجوز تضخيم أخطائهم بل لو قورنوا بمن جاء بعدهم لكانوا في القمة ))(1/31)
محمد بن الحكم عن عوانة قال:
قدم مروان الجابية على حسان بن مالك بن بحدل في بني أمية فقال له حسان أتيتني بنفسك إذ أبيت أنا آتيك والله لأجالدن عنك في قبائل اليمن أو أسلمها إليك فبايع حسان أهل الأردن لمروان على أنا لا يبايع لمروان إلا لخالد بن يزيد له إمرة حمص ولعمرو بن سعيد وله إمرة دمشق وكانت بيعة مروان بالجابية يوم الإثنين للنصف من ذي القعدة سنة أربع وستين
قال ابن بكير قال الليث:
بويع مروان في ذي القعدة في الجابية وذلك بعد يزيد بن معاوية بثمانية أشهر لأن يزيد مات للنصف من ربيع الأول في هذه السنة يعني سنة أربع وستين وفيها كانت وقعة( مرج) راهط في ذي الحجة بعد الأضحى بليلتين أبو زرعة حدثني عبد الأعلى بن مسهر قال:
بويع لمروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير يوم مرج راهط فظفر مروان وشيعته بشيعة ابن الزبير فاجتمع الناس لمروان فقلت فصارت الشام ومصر لمروان وكان بقاؤه تسعة أشهر فهلك بدمشق قال فعهد إلى عبد الملك
ابن بكير حدثني الليث قال:
بويع لمروان في ذي القعدة في الجابية يعني سنة أربع وستين وفي سنة خمس وستين دخول مروان مصر في هلال ربيع الآخر ثم خرج من مصر في جمادى الآخرة ثم توفي مستهل شهر رمضان
عن أبي معشر قال :
بايع أهل الشام مروان بن الحكم فعاش تسعة أشهر ثم مات ثم بايع أهل الشام عبد الملك بن مروان
عمر بن حفص نا محمد بن يزيد قال :
كانت الفتنة فبايع أهل الشام مروان بن الحكم في النصف من ذي القعدة سنة أربع وستين ومات في شهر رمضان سنة خمس وستين وقتل مروان قتلته امرأته أم معاوية بن يزيد لثلاث خلون من رمضان فولي تسعة أشهر وثمانية وعشرين يوما وتوفي وله أحد وثمانون سنة وهو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية وأمه آمنة بنت صفوان بنت محرث الكناني وكنيته أبو عبد الملك وصلى عليه عبد الملك بن مروان
(قلت : قوله قتلته امرأته يحتاج لإثبات وإلا فهو رجم بالغيب لا يجوز )
خليفة قال:(1/32)
وفي سنة أربع وستين في النصف من ذي القعدة بايع أهل الشام مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية وأمه آمنة بنت صفوان بن محرث الكناني
قال ونا خليفة حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده وأبو اليقظان وغيرهما قالوا :
قدم ابن زياد الشام وقد بايع أهل الشام مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية وأمه آمنة بنت صفوان ومن كان من بني أمية فبايع ابن زياد ومن كان هناك من بني أمية ومواليهم لمروان بن الحكم ومن بعده لخالد بن يزيد بن معاوية وذلك للنصف من ذي القعدة سنة أربع وستين ثم ساروا إلى الضحاك الفهري فالتقوا بمرج راهط فاقتتلوا عشرين يوما ثم كانت الهزيمة على الضحاك بن قيس وأصحابه وذلك في آخر ذي الحجة سنة أربع وستين فقتل الضحاك وناس كثير من قيس
محمد بن سعد قال:
قالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومروان بن الحكم ابن ثمان سنين فلم يزل مع أبيه بالمدينة حتى مات أبوه الحكم بن أبي العاص في خلافة عثمان بن عفان فلم يزل مروان مع ابن عمه عثمان بن عفان وكان كاتبا له وأمر له عثمان بأموال وكان يتأول في ذلك صلة قرابته وكان الناس ينقمون على عثمان تقريبه مروان وطاعته له ويرون أن كثيرا مما ينسب إلى عثمان لم يأمر به وأن ذلك عن رأي مروان دون عثمان فكان الناس قد شنفوا لعثمان لما كان يصنع بمروان ويفربه وكان مروان يحمله على أصحابه وعلى الناس ويبلغه ما يتكلمون به فيه ويتهددونه به ويريه أنه يتقرب بذلك إليه
وكان عثمان رجلا كريما حييا سليما فكان يصدقه في بعض ذلك ويرد عليه بعضا وينازع مروان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فيرده عن ذلك ويزبره
(( قلت : هذه التهم لا أساس لها من الصحة وهذا قول الحاقدين على بني أمية من الرافضة وأمثالهم ممن لا يميز بين البعرة والبعير ولم يرد بإسناد صحيح بل هو دون سند كما ترى فلا يعول على ذلك بتاتا))(1/33)
فلما حصر عثمان كان مروان يقاتل دونه أشد قتال وأرادت عائشة الحج وعثمان محصور فأتاها مروان ويزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العاص فقالوا يا أم المؤمنين لو أقمت فإن أمير المؤمنين على ما ترين محصور ومقامك مما يدفع الله به عنه فقالت قد خليت ظهري وعريت غرائري ولست أقدر على المقام فأعادوا عليها الكلام وأعادت عليهم مثل ما قالت لهم فقام مروان وهو يقول
حرق قيس علي البلاد * حتى إذا استعرت أجذ ما
فقالت عائشة أيها المتمثل علي بالأشعار وددت والله أنك وصاحبك هذا الذي يعنيك أمره في رجل كل واحد منكما رحى وإنكما في البحر وخرجت إلى مكة
(( قلت : هذا كذب على عائشة رضي الله عنها ، بل خرجت من المدينة لما رأت الغوغاء ((كما سمتهم بذلك يريدون قتل عثمان رضي الله عنه وعجز من حوله عن إيصال حتى الماء له فلم ترد حضور قتله وهي عاجزة عن الدفاع عنه ))
قالوا فلما قتل عثمان وصار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة يطلبون بدم عثمان خرج معهم مروان بن الحكم فقاتل يومئذ أيضا قتالا شديدا فلما رأى انكشاف الناس نظر إلى طلحة بن عبيد الله واقفا فقال والله إن دم عثمان إلا عند هذا هو كان أشد الناس عليه وما أطلب أثرا بعد عين ففوق له بسهم فرماه به فقتله
(( قلت : هذا الخبر بهذا الشكل من أشد الكذب وذلك لأمور منها كيف يكون هو بجيش طلحة وكلاهما يقاتل دفاعا عن دم عثمان فيقوم ويغدر به فيقتله ؟؟!!
ومنها أنه يعلم علم اليقين أن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه لم يشارك في دم عثمان رضي الله عنه فكيف خطر له هذا الخاطر هنا وهو الذي كان يدافع عن عثمان بالدار وأصيب بجراح شديدة فهو يعلم علم اليقين قتلة عثمان من هم
ومنها أن طلحة رضي الله عنه لم يحرض على عثمان أبدا ولو افترضنا أنه حرض عليه فكيف يخرج ويطالب بدمه بعد ذلك ؟؟!!(1/34)
وهذا اتهام له في دينه فقطعا كذب ولذا لا يجوز تصديق مثل هذا الهراء الذي يرويه ابن سعد رحمه الله عن شيخه الواقدي ((ذاك التالف الشيعي المحترق))
وقاتل مروان أيضا حتى ارتث فحمل إلى بيت امرأة من عنزة فداووه وقاموا عليه فما زال آل مروان يشكرون ذلك لهم
وانهزم أصحاب الجمل وتوارى مروان حتى أخذ الأمان له من علي بن أبي طالب فأمنه فقال مروان ما تقرني نفسي حتى آتيه فأبايعه فأتاه ثم انصرف مروان إلى المدينة فلم يزل بها أي المدينة حتى ولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة فولى مروان بن الحكم المدينة سنة اثنين وأربعين ثم عزله وولى سعيد بن العاص ثم عزله وأعاد مروان ثم عزله وأعاد سعيد بن العاص فعزله وولى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فلم يزل على المدينة حتى مات معاوية ومروان يومئذ معزول عن المدينة ثم ولى يزيد بعد الوليد بن عتبة المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان فلما وثب أهل المدينة أيام الحرة أخرجوا عثمان بن محمد وبني أمية من المدينة فأجلوهم عنها إلى الشام وفيهم مروان بن الحكم وأخذوا عليهم الأيمان أن لا يرجعوا إليهم وإن قدروا أن يردوا هذا الجيش الذي قد وجه إليهم مع مسلم بن عقبة المري أن يفعلوا
(( أخذ الأيمان وما شابه ذلك لا يصح فهو من خيال الرواة فهذه حكاية كاذبة ))
فلما استقبلوا مسلم بن عقبة سلموا عليه وجعل يسائلهم عن المدينة وأهلها فجعل مروان يخبره ويحرضه عليهم فقال له مسلم ما ترون تمضون إلى أمير المؤمنين أو ترجعون معي قالوا بل نمضي إلى أمير المؤمنين وقال مروان من بينهم أما أنا فأرجع معك فرجع معه مؤازرا له معينا له على أمره حتى ظفر بأهل المدينة وقتلوا وانتهبت المدينة ثلاثا(1/35)
وكتب مسلم بن عقبة بذلك إلى يزيد وكتب يشكر مروان بن الحكم ويذكر معاونته إياه ومناصحته ومقاومته وقيامه معه وقدم مروان على يزيد بن معاوية الشام فشكر ذلك له يزيد وقربه وأدناه فلم يزل مروان بالشام حتى مات يزيد بن معاوية وقد كان عقد لابنه معاوية بن يزيد بالعهد بعده فبايع له الناس وأتته بيعة الآفاق إلا ما كان من ابن الزبير وأهل مكة فولي ثلاثة أشهر ويقال أربعين ليلة ولم يزل في البيت لم يخرج إلى الناس كان مريضا
فكان يأمر الضحاك بن قيس الفهري أن يصلي بالناس بدمشق فلما ثقل معاوية بن يزيد قيل له لو عهدت إلى رجل عهدا واستخلفت خليفة فقال والله ما نفعتني حيا فأتقلدها ميتا وكان خيرا فقد استكثر منه آل أبي سفيان لا تذهب بنو أمية بحلاوتها وأتقلد مرارتها والله لا يسألني الله عن ذلك أبدا ولكن إذا مت فليصل علي الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وليصل بالناس الضحاك بن قيس حتى يختار الناس لأنفسهم ويقوم بالخلافة قائم فلما مات صلى عليه الوليد وقام بأمر الناس الضحاك بن قيس فلما دفن معاوية بن يزيد قام مروان على قبره فقال أتدرون من دفنتم قالوا معاوية بن يزيد فقال هذا أبو ليلى فقال أزنم الفزاري
إني أرى فتنا تغلي مراجلها * والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا(1/36)
واختلف الناس بالشام فكان أول من خالف من أمراء الأجناد ودعا إلى ابن الزبير النعمان بن بشير بحمص وزفر بن الحارث بقنسرين ثم دعا الضحاك بن قيس بدمشق الناس سرا ثم دعا الناس إلى بيعة ابن الزبير علانية فأجابه الناس إلى ذلك وبايعوه وبلغ ذلك ابن الزبير فكتب إلى الضحاك بن قيس بعهده على الشام فكتب الضحاك إلى أمراء الأجناد ممن دعا إلى ابن الزبير فأتوه فلما علم مروان ذلك خرج يريد ابن الزبير بمكة ليبايع له ويأخذ منه أمانا لبني أمية وخرج معه عمرو بن سعيد بن العاص فلما كانوا بأذرعات وهي مدينة البثنية لقيهم عبد الله بن زياد مقبلا من العراق فقال لمروان أين تريد فأخبره فقال سبحان الله أرضيت لنفسك تبايع لأبي خبيب وأنت سيد بني عبد مناف والله لأنت أولى بها منه فقال له مروان فما الرأي قال أن ترجع وتدعو إلى نفسك وأنا أكفيك قريشا ومواليها ولا يخالفك منهم أحد فقال عمرو بن سعيد صدق عبيد الله إنك لجذم قريش وشيخها وسيدها وما ينظر الناس إلا إلى هذا الغلام خالد بن يزيد بن معاوية فتزوج أمه فيكون في حجرك وادع إلى نفسك وأنا أكفيك اليمانية فإنهم لا يخالفوني وكان مطاعا عندهم على أن تبايع لي من بعدك قال نعم فرجع مروان وعمرو بن سعيد ومن معهما وقدم عبيد الله بن زياد دمشق يوم الجمعة فدخل المسجد فصلى ثم خرج فنزل باب الفراديس فكان يركب إلى الضحاك بن قيس كل يوم فيسلم عليه ثم يرجع إلى منزله فقال له يوما يا أبا أنيس العجب لك وأنت شيخ قريش تدعو لابن الزبير وتدع نفسك وأنت أرضى عند الناس منه فادع إلى نفسك فدعا إلى نفسه ثلاثة أيام فقال له الناس أخذت بيعنا وعهودنا لرجل ثم تدعو إلى خلعه من غير حدث أحدثه فلما رأى ذلك عاد إلى الدعاء لابن الزبير فأفسده ذلك عند الناس وغير قلوبهم عليه فقال عبيد الله بن زياد ومكر به من أراد ما نريد لم ينزل المدائن والحصون يبرز ويجمع إليه الخيل فاخرج عن دمشق واضمم إليك الأجناد فخرج الضحاك فنزل(1/37)
المرج وبقي عبيد الله بدمشق ومروان وبنو أمية بتدمر وخالد وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية بالجابية عند خالهما حسان بن مالك بن بحدل فكتب عبيد الله إلى مروان أن ادع الناس إلى بيعتك واكتب إلى حسان بن مالك فليأتك فإنه لن يردك عن بيعتك ثم سر إلى الضحاك فقد أصحر لك
فدعا مروان بني أمية ومواليهم فبايعوه وتزوج أم خالد بنت أبي هاشم بنت عتبة بن ربيعة وكتب إلى حسان بن مالك بن بحدل يدعوه إلى أن يبايع له ويقدم عليه فأبى فأسقط في يدي مروان فأرسل إلى عبيد الله فكتب إليه عبيد الله أن اخرج إليه فيمن معك من بني أمية
فخرج إليه مروان وبنو أمية جميعا معه وهو بالجابية والناس بها مختلفون فدعوه إلى البيعة فقال حسان والله لئن بايعتم مروان ليحسدنكم علاقة سوط وشراك نعل وظل شجرة إن مروان وآل مروان أهل بيت من قيس يريد أن مروان أخو عشرة وأبو عشرة فإن بايعتم له كنتم عبيدا له فأطيعوني وبايعوا خالد بن يزيد فقال روح بن زنباع بايعوا الكبير واستشيروا الصغير فقال حسان بن مالك لخالد يا بن أختي هواي فيك وقد أباك الناس للحداثة ومروان أحب إليهم منك ومن ابن الزبير قال بل عجزت قال كلا
فبايع حسان وأهل الأردن لمروان على أن لا يبايع مروان لأحد إلا لخالد بن يزيد ولخالد إمرة حمص ولعمرو بن سعيد إمرة دمشق فكانت بيعة مروان بالجابية يوم الإثنين للنصف من ذي القعدة سنة أربع وستين وبايع عبيد الله بن زياد لمروان بن الحكم أهل دمشق وكتب بذلك إلى مروان فقال مروان إن يرد الله أن يتمم لي خلافته لا يمنعها أحد من خلقه فقال حسان بن مالك صدقت(1/38)
وسار مروان من الجابية في خمسة آلاف حتى نزل مرج راهط ثم لحق به في أصحابه من أهل دمشق وغيرهم من الأجناد سبعة آلاف فكان في ثلاثة عشر ألفا أكثرهم رجاله ولم يكن في عسكر مروان غير ثمانين عتيقا أربعون منهم لعباد بن زياد وأربعون لسائر الناس وكان على ميمنة مروان عبيد الله بن زياد وعلى ميسرته عمرو بن سعيد وكتب الضحاك بن قيس إلى أمراء الأجناد فتوافوا عنده بالمرج فكان في ثلاثين ألفا وأقاموا عشرين يوما يلتقون في كل يوم فيقتتلون حتى قتل الضحاك بن قيس وقتل معه من قيس بشر كثير فلما قتل الضحاك بن قيس وانهزم الناس رجع مروان ومن معه إلى دمشق وبعث عماله إلى الأجناد وبايع له أهل الشام جميعا وكان مروان قد أطمع خالد بن يزيد بن معاوية في بعض الأمر ثم بدا له فعقد لابنيه عبد الملك وعبد العزيز ابني مروان بالخلافة بعده فأراد أن يضع من خالد بن يزيد ويقصر به ويزهد الناس فيه وكان إذا دخل عليه أجلسه معه على سريره فدخل عليه يوما فذهب ليجلس مجلسه الذي كان يجلسه فقال له مروان وزبره تنح يا ابن رطبة الإست والله ما وجدت لك عقلا فانصرف خالد وقتئذ مغضبا حتى دخل على أمه فقال فضحتني وقصرت بي ونكست برأسي ووضعت أمري قالت وما ذاك قال تزوجت هذا الرجل فصنع بي كذا وكذا ثم أخبرها بما قال له فقالت لا يستمع هذا منك أحد ولا يعلم مروان أنك أعلمتني بشيء من ذلك وادخل عليه كما كنت تدخل واطو هذا الأمر حتى ترى عاقبته فإني سأكفيكه وأنتصر لك منه(1/39)
فسكت خالد وخرج إلى منزله وأقبل مروان حتى دخل على أم خالد بنت أبي هاشم ابن عتبة بن ربيعة وهي امرأته فقال لها ما قال لك خالد ما قلت اليوم وما حدثك عني به فقالت ما حدثني بشيء ولا قال لي فقال ألم يشكني إليك ويذكر تقصيري به وما كلمته به فقالت يا أمير المؤمنين أنت أجل في عين خالد وهو أشد لك تعظيما من أن يحكي عنك شيئا أو يجد من شيء تقوله لي وإنما أنت بمنزلة الوالد له فانكسر مروان وظن أن الأمر على ما حكت له وأنها قد صدقت
ومكث حتى إذا كان بعد ذلك وجاءت القائلة فنام عندها فوثبت هي وجواريها فغلقوا الأبواب على مروان ثم عمدت إلى وسادة فوضعتها على وجهه فلم تزل هي وجواريها يغمونه حتى مات ثم قامت فشقت جيبها عليه وأمرت جواريها وخدمها فشققن وصحن عليه وقلن مات أمير المؤمنين فجأة وذلك في هلال شهر رمضان سنة خمس وستين وكانت ولايته على الشام ومصر لم يعد ذلك ثمانية أشهر ويقال ستة أشهر
(( وهذا الخبر حول قتله أشبه بالمسلسل الدرامي لا يمكن تصديقه ولا سيما أنه بلا سند ))
وقد قال علي بن أبي طالب له يوما ونظر إليه ليحملن راية ضلالة بعدما يشيب صدغاه وله إمرة كلحسة الكلب أنفه
(( كذلك لا يصح هذا عن علي رضي الله عنه فهو لا يعلم الغيب فمن قال له ذلك ؟؟؟!!))
وبايع أهل الشام بعده لعبد الملك بن مروان فكانت الشام ومصر في يد عبد الملك كما كانت في يد أبيه وكانت العراق والحجاز في يد ابن الزبير وكانت الفتنة بينهما سبع سنين ثم قتل ابن الزبير بمكة يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وهو ابن اثنين وسبعين سنة واستقام الأمر لعبد الملك بن مروان بعده وكان مروان قد روى عن عمر بن الخطاب من وهب هبة لصلة رحم فإنه لا يرجع فيها(1/40)
وروى أيضا عن عثمان وزيد بن ثابت وبسرة بنت صفوان وسهل بن سعد الساعدي وكان مروان في ولايته على المدينة يجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستشيرهم ويعمل ما يجمعون له عليه فجمع الصيعان فعاير بينها حتى أخذ أعدلها فأمر أن يكال له فقيل صاع مروان وليست بصاع مروان إنما هي صاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن مروان عاير بينها حتى أقام الكيل على أعدلها
(( قلت : آخر هذا الخبر ينسف ما ورد فيه من جرائم ارتكبها مروان على حد زعم رواي الخبر الذي لا أساس له من الصحة ))
أخبركم ابن وهب قال وسمعت مالكا يحدث
أن مروان بن الحكم تذكر يوما فقال قرأت كتاب الله من أربعين سنة ثم أصبحت فيما أنا فيه من هراق الدماء وهذا الشأن
( هذا معضل مالك لم يدرك مروان )
الأصمعي نا عدي ابن أبي عمارة عن أبيه عن حرب بن زياد قال:
كان نقش خاتم مروان بن الحكم آمنت بالعزيز الرحيم
أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي مذعور حدثني بعض أهل العلم قال:
كان آخر ما تكلم به مروان بن الحكم وجبت الجنة لمن خاف النار وكان نقش خاتمه العزة لله ( فيه جهالة )
نا يحيى بن معين نا محمد بن جعفر غندر نا عوف عن سليمان بن أبي سليمان مولى بني هاشم عن أبيه أبي سليمان قال
بينا علي واضعا يده على بعض يمشي في سكك المدينة إذ جاء مروان بن الحكم في حلة فتى شاب ناصع اللون وقاذ فقال له يا كذا وكذا يا أبا الحسن وجعل علي يخبره قال فلما فرغ ولى من عنده قال فنظر في قفاه ثم قال ويل لأمتك منك ومن بنيك إذا شابت ذراعاك
( قلت : سليمان مجهول فلا يصح)
يعقوب عن سفيان نا أحمد بن محمد( بن الوليد ) الزرقي نا الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أنا النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت في النوم بني الحكم أو بني أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة قال فما رئي النبي صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى توفي
( قلت :(1/41)
لا يصح فيه خالد الزنجي فيه كلام والعلاء بن عبد الرحمن في حديثه عن أبيه ما ينكر )
أبو يعلى نا مصعب بن عبد الله حدثني ابن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام كأن وقال ابن المقرىء أن بني الحكم يرقون على منبره وينزلون فأصبح كالمتغيظ وقال زاهر كالتغيظ أو كالمغيظ وقال ما لي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة
( قلت : فيه العلاء كما ذكرت وفيه علة هامة جدا وهي أنه مروي من طريق أبي هريرة رضي الله عنه فكيف يقبل على نفسه أن يكون أميرا بدلا من مروان وهو يعلم عنه هذا الكلام وعن أسرته ويلازمه طيلة إمرته على المدينة ؟؟
فهذا اتهام لأبي هريرة رضي الله عنه
ولذلك فإن الذي ألصق هذا الخبر بأبي هريرة رضي الله عنه يريد الطعن بأبي هريرة وببني مروان معا فتبا للكذابين )
أنا يعلى بن عبيد نا سفيان عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم بني أمية على منابرهم فساءه ذلك فأوحى الله إليه إنما هي دنيا أعطوها فقرت عينه وهي قوله وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس يعني بلاء للناس
( لا يصح فيع علي بن زيد فيع تشيع وفيه إرسال)
(( وقال ابن جرير بعد أن ساق الروايات الصحيحة سبب نزول هذه الآية من سورة الإسراء وساق الخبر الأخير :
16930 - حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة، قال: ثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، قال: ثني أبي، عن جدي، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكا حتى مات. قال: وأنزل الله عز وجل في ذلك {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}.... الآية.(1/42)
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: عنى به رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى من الآيات والعبر في طريقه إلى بيت المقدس، وبيت المقدس ليلة أسري به، وقد ذكرنا بعض ذلك في أول هذه السورة.
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب، لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك، وإياه عنى الله عز وجل بها، فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: وما جعلنا رؤياك التي أريناك ليلة أسرينا بك من مكة إلى بيت المقدس، إلا فتنة للناس: يقول: إلا بلاء للناس الذين ارتدوا عن الإسلام، لما أخبروا بالرؤيا التي رآها، عليه الصلاة والسلام وللمشركين من أهل مكة الذين ازدادوا بسماعهم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم تماديا في غيهم، وكفرا إلى كفرهم
وقال ابن كثير **
وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنّ رَبّكَ أَحَاطَ بِالنّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرّؤيَا الّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاّ فِتْنَةً لّلنّاسِ وَالشّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاّ طُغْيَاناً كَبِيراً
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم محرضاً على إبلاغ رسالته مخبراً له بأنه قد عصمه من الناس, فإنه القادر عليهم وهم في قبضته وتحت قهره وغلبته. وقال مجاهد وعروة بن الزبير والحسن وقتادة وغيرهم في قوله: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} أي عصمك منهم, وقوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} الاَية, قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة, عن ابن عباس {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به, {والشجرة الملعونة في القرآن} شجرة الزقوم, وكذا رواه أحمد وعبد الرزاق وغيرهما عن سفيان بن عيينة به. وكذا رواه العوفي عن ابن عباس.(1/43)
وهكذا فسر ذلك بليلة الإسراء مجاهد وسعيد بن جبير والحسن ومسروق وإبراهيم وقتادة وعبد الرحمن بن زيد, وغير واحد, وقد تقدمت أحاديث الإسراء في أول السورة مستوفاة ولله الحمد والمنة. وتقدم أن ناساً رجعوا عن دينهم بعد ما كانوا على الحق, لأنه لم تحمل قلوبهم وعقولهم ذلك, فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه, وجعل الله ذلك ثباتاً ويقيناً لاَخرين, ولهذا قال {إلا فتنة} أي اختباراً وامتحاناً, وأما الشجرة الملعونة فهي شجرة الزقوم, كما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار, ورأى شجرة الزقوم فكذبوا بذلك حتى قال أبو جهل عليه لعائن الله: هاتوا لنا تمراً وزبداً, وجعل يأكل من هذا بهذا, ويقول: تزقموا فلا نعلم الزقوم غير هذا, حكى ذلك ابن عباس ومسروق وأبو مالك والحسن البصري وغير واحد, وكل من قال إنها ليلة الإسراء, فسره كذلك بشجرة الزقوم. وقيل: المراد بالشجرة الملعونة بنو أمية, وهو غريب ضعيف.
وقال ابن جرير: حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة, حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد, حدثني أبي عن جدي قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القرود, فساءه ذلك, فما استجمع ضاحكاً حتى مات, قال: وأنزل الله في ذلك {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} الاَية, وهذا السند ضعيف جداً فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك, وشيخه أيضاً ضعيف بالكلية, ولهذا اختار ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء, وأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم, قال لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك أي في الرؤيا والشجرة, وقوله: {ونخوفهم} أي الكفار بالوعيد والعذاب والنكال, {فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} أي تمادياً فيما هم فيه من الكفر والضلال, وذلك من خذلان الله لهم. . ))
(( وفي العلل المتناهية ج: 2 ص: 701(1/44)
1168 روى مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة ان النبيصلى الله عليه وسلم قال رأيت في النوم بني الحكم او بني ابي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة قال فما رؤى النبي ص مستجمعا ضاحكا حتى توفي 1169 طريق ثاني روى ابي عمرو محمد بن احمد الحيري قال نا ابو يعلى الموصلي قال نا مصعب بن عبد الله الزبيري قال نا عبد العزيز بن ابي حازم عن العلاء عن ابيه عن ابي هريرة قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم راى في المنام ان بني الحكم يرقون على منبره وينزلون فأصبح كالمغيظ فقال ما لي رايت بني الحكم ينزون على منبره تنزو القردة قال فما رؤي رسول الله ص مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات ص 1170 طريق ثالث روى سليمان الشاذكوني عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال رايت بني امية في صورة القردة والخنازير يصعدون منبري فشق ذلك علي فأنزلت إنا انزلناه في ليلة القدر
قال المؤلف هذا حديث لا اصل له اما الطريق الأول ففيه الزنجي بن خالد قال ابو زرعة منكر الحديث وقال علي بن المديني ليس بشيء وفيه العلاء ابن عبد الرحمن قال يحيى ليس حديثه بحجة مضطرب الحديث لم يزل الناس يتقون حديثه
وأما الطريق الثاني ففيه العلاء ايضا وقد ذكرناه وفيه ابو عمرو الحيري وكان متشيعا كذلك قال ابو الفضل المقدسي
واما الطريق الثالث ففيه علي بن زيد قال احمد ويحيى ليس بشيء وفيه الشاذكوني وهو كذاب وقال يحيى ليس بشيء وقال البخاري هو أضعف من كل ضعيف ))(1/45)
أبو الحسن الدارقطني نا أبو عمرو يوسف بن يعقوب بن يوسف النيسابوري نا محمد بن صدران نا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن حنش عن عطاء عن ابن عمر قال هجرت الرواح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو حسن فقال له عليه السلام ادن فلم يزل يدنيه حتى التقم أذنيه فبينما عليه السلام يساره إذ رفع رأسه كالفزع قال قرع بسيفه الباب أو قرعه الباب فقال لعلي اذهب فقده كما تقاد الشاة إلى حالبها فإذا علي يدخل الحكم يعني ابن أبي العاص آخذا بأذنه وله زمنة حتى أوقفه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فلعنه نبي الله عليه السلام ثلاثا ثم قال أجله ناحية حتى راح إليه قوم من المهاجرين والأنصار ثم دعا به فلعنه ثم قال إن هذا سيخالف كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام وسيخرج من صلبه من يبلغ دخانها السماء فقال ما يتان من القوم هو أقل وأذل من أن يكون هذا منه قال بلى ويغمكم يومئذ بسيفه
قال الدارقطني تفرد به حنش وهو حسين بن قيس عن عطاء عن ابن عمر وتفرد به سليمان التيمي عنه وتفرد به معتمر عن أبيه
(( قلت : هذا الخبر موضوع : فيه حسين بن قيس المعروف بحنش متروك ومتنه باطل لأن الحكم لم يأت إلى المدينة أصلا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ومتى كان صلى الله عليه وسلم لعانا حتى يلعن الحكم بوجهه ثلاثا ؟؟؟!!
ثم نص الحديث يدل على بطلانه بهذا الشكل الكاركاتيري ))
نا محمد بن خلف العسقلاني نا معاذ بن خالد نا زهير بن محمد عن صالح بن أبي صالح حدثني نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر الحكم بن أبي العاص فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل لأمتي مما في صلب هذا
(( قلت : هذا حديث منكر فيه معاذ بن خالد عن وهير بن محمد واه قال أبو حاتم(1/46)
1136 معاذ بن خالد العسقلاني روى عن عمارة بن زاذان وزهير بن محمد روى عنه الحسن بن عبد العزيز الجروي ومحمد بن خلف العسقلاني سألت أبى عنه فقال هو شيخ تشبه أحاديثه عن زهير بن محمد أحاديث إبراهيم بن أبى يحيى ودليلنا أن أحاديثه من أحاديث إبراهيم بن أبى يحيى حديثا رواه معاذ بن خالد عن زهير بن محمد قال حدثني شرحبيل بن سعد انه سمع جبار بن صخر يقول سمعت رسول الله يقول نهينا ان ترى عوراتنا وقد حدثني بهذا الحديث بعينه معاذ بن حسان نزيل برذعة قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبى يحيى عن شرحبيل بن سعد
وقال الذهبي له مناكير ))
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ نا علي بن حمشاذ العدل نا محمد بن نعيم بن عبد الله نا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي الشيخ الصالح نا مسلم بن إبراهيم نا سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد عن علي بن الحكم البناني عن أبي الحسن عن عمرو بن مرة وكانت له صحبة قال جاء الحكم بن أبي العاص يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف كلامه فقال ائذنوا له حية أو ولد حية عليه لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمنون وقليل ما هم يشرفون في الدنيا ويوضعون في الآخرة وذوو مكر وخديعة يعظمون في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق
قال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أبو الحسن هذا حمصي
قال ابن عساكر كذا قال
ورواه الطبراني عن أحمد بن داود المكي عن مسلم بن إبراهيم عن جعفر بن سليمان(1/47)
أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرىء على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرىء أنا أبو يعلى نا محمد بن عقبة السدوسي نا جعفر بن سليمان الضبعي نا سعيد عن علي بن الحكم عن أبي الحسن الجزري عن عمرو بن مرة قال استأذن الحكم ابن أبي العاص على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه فقال ائذنوا له حية أو ولد حية لعنه الله وكل من خرج من صلبه إلا المؤمنون منهم وقليل ما هم يشرفون في الدنيا ويوضعون في الآخرة وذوو مكر وخديعة يعظمون في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق
قال ابن عقبة عمرو بن مرة هذا ليس له صحبة هذا الإسناد فيه من يجهل حاله وجعفر ابن سليمان وإن كان قد أخرج حديثه في الصحيح إلا أنه من الغلاة في التشيع من أهل البصرة
(( قلت : أبو الحسن الجزري مجهول وعمرو بن مرة تابعي وليس بصحابي ومتنه يدل على وضعه قطعا ))
أنا أبو لبيد محمد بن إدريس السامي نا سويد بن سعيد نا يحيى بن سعيد القطان عن أرطاة بن المنذر عن ضمرة بن حبيب قال إن مروان أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مولود ليحنكه فأعرض عنه فانطلق به إلى عائشة فاندسوا إليها ليحنكه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يفعل به قال النبي صلى الله عليه وسلم ويل لأمتي من هذا وولده
هذا منقطع ( قلت : فيه انقطاع وضعف فسويد بن سعيد فيه كلام )
نا أبو ظفر وهو عبد السلام بن مطهر نا جعفر بن سليمان عن المعلى بن زياد قال بلغني أن مروان بن الحكم لما ولد بعثته أمه في خرقة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحنكه وليدعو له وشمت عليه فلم يصنع ذلك به فقالت عائشة يا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت إليه فلانة ببنيها لتحنكه ولتدعو له قال كيف أصنع ذلك به وهو يلد الجبارين ويخلفني في أمتي
قال ابن عساكر وهذا أيضا منقطع وجعفر متشيع غال (قلت : بل موضوع )(1/48)
محمد بن منصور الطوسي نا أبو الجواب نا سليمان بن قرم عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر قال كان الحكم بن أبي العاص يجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وينقل حديثه إلى قريش فلعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يخرج من صلبه إلى يوم القيامة
سليمان كوفي ضعيف ( قلت : هذا موضوع )
عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا ابن نمير نا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليحلقني فقال ونحن عنده ليدخلن عليكم رجل لعين فوالله ما زلت وجلا أتشوف داخلا وخارجا حتى دخل فلان يعني الحكم
( قلت : أين ذلك تم ؟
فلم يكن عمرو مسلما إلا بعد صلح الحديبية
ومتى جاء جاء الحكم إلى المدينة المنورة ؟
فمن الصعب تصديق هذا الخبر ولا سيما بأن شيعة الكوفة قد كانوا حاقدين على بني أمية فلا يمكن تصديق أخبارهم في أعدائهم )
أبو حاتم يعني الرازي نا ضرار بن صرد أبو نعيم إياي حدث نا عائد بن جبير عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله المدني قال سمعت عبد الرحمن بن أبي بكر يقول كان الحكم بن أبي العاص يجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بشيء قال هكذا يكلح بوجهه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت كذا قال فما زال يختلج حتى مات
( قلت : ضرار بن صرد متهم بالكذب وفيه جهالة )
نا أبو عثمان سعيد بن عبد الرحمن بن صفوان المصري نا شعيب بن الليث بن سعد حدثني أبي عن يعقوب بن إبراهيم عن محمد بن سوقة عن الشعبي عن ابن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد الحكم ملعونون
هذا غريب ( قلت فيه ضعف وجهالة )
عبد الله بن محمد بن ناجية نا علي بن المنذر نا ابن فضيل نا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر يعني الشعبي عن عبد الله بن الزبير(1/49)
أنه قال وهو على المنبر ورب هذا البيت الحرام والبلد الحرام إن الحكم بن أبي العاص وولده ملعونون على لسان محمد
(( قلت :
علي بن المنذر كان يتشيع وروي من طريق آخر فيه أبو مالك الجنبي فيه ضعف فلا يصح
ومن غير المعقول أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أمام الناس ولا سيما أنه قد خرج من ولد الحكم أناس مؤمنون أخيار أبرار بإجماع الأمة فهذا يكذب مثل هذا الخبر
وليس من طبيعة النبي صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك أبدا
ولماذا لم يرو إلا من طريق ابن الزبير رضي الله عنهما ؟
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد لعن الحكم أمام الناس فيجب أن يتواتر هذا كما حدث في خبر لعن بعض القبائل العربية ؟
فكيف يقول ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام أصحابه ولا يشتهر عنهم ؟؟
فهذا يقطع بكذب هذه الأخبار ))
محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا عبادة بن زياد نا مدرك بن سليمان الطائي عن إسحاق بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته فسمع حسا فاستنكره فذهبوا فنظروا فإذا الحكم كان يطلع على النبي صلى الله عليه وسلم فلعنه النبي صلى الله عليه وسلم وما في صلبه ونفاه
( قلت : وهذا لا يصح فيه عباد بن زياد من غلاة الشيعة في الكوفة ، وفيه جهالة )
قال ابن عساكر فأما ما روي في تفسير الشجرة الملعونة أنها بنو أمية فلم يصح
سفيان بن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس
في قوله عز وجل وما جعلنا الرؤيا الآية قال هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء به والشجرة الملعونة قال هي شجرة الزقوم (صحيح)(1/50)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنا الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثني أبو الحسن علي بن عمرو الحريري كان يكتب معنا الحديث وأنا سألته نا محمد بن إسماعيل الرقي نا محمد بن عمرو الحوضي البزاز نا موسى بن إدريس عن أبيه عن جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اسمي في القرآن والشمس وضحاها واسم علي بن أبي طالب والقمر إذا تلاها والحسن والحسين والنهار إذا جلاها واسم بني أمية والليل إذا يغشاها
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله بعثني رسولا إلى خلقه فأتيت قريشا فقلت لهم معاشر قريش إني قد جئتكم بعز الدنيا وشرف الآخرة أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا كذبت لست برسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت بني هاشم فقلت لهم معاشر بني هاشم إني قد جئتكم بعز الدنيا وشرف الآخرة أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم فقالوا لي صدقت فآمن بي مؤمنهم علي بن أبي طالب وصدقني كافرهم فحماني عن الأصل يعني أبا طالب فبعث الله بلوائه فركزه في بني هاشم فلواء الله فينا إلى أن تقوم الساعة ولواء إبليس في بني أمية إلى أن تقوم الساعة وهم أعداء لنا وشيعتهم أعداء لشيعتنا
قال لنا أحمد بن علي الباذا ثم لقيت علي بن عمرو الحريري فسمعته منه
قال الخطيب هذا الحديث منكر جدا بل هو موضوع وفي إسناده ثلاثة مجهولون وهم محمد بن عمر الحوضي وموسى بن إدريس وأبوه ولا يصح بوجه من الوجوه
(( قلت : صدقت يا سيدي فهو من أسمج الموضوعات ))
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنا منصور بن الحسين بن علي بن القسام أنا أبو بكر بن المقرىء نا أبو عروبة الحراني نا أبو رفاعة يعني عبد الله بن محمد نا ابن عائشة نا سعيد بن عامر قال قضى عمر بن عبد العزيز بقضية فقال له رجل خالفك جدك ففزع فقال أي جد فقال مروان قال فما التفت إليه وكان توهمه يعني عمر بن الخطاب
(((1/51)
قلت : وهذا لايصح فيه جهالة ))
محمد بن إسحاق بن خزيمة نا يونس بن عبد الأعلى نا ابن وهب حدثني يونس عن ابن شهاب قال اجتمع مروان وابن الزبير يوما عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فجلسا في حجرتها وعائشة في بيتها وبينهم الحجاب فساءلا عائشة وحدثتهما فقال مروان
من يشأ الله يخفضه بقدرته * وليس لمن لم يرفع الله رافع
فقال ابن الزبير *
فوض إلى الله الأمور إذا عرت وبالله لا بالأقربين تدافع *
فقال مروان
داو ضمير القلب بالبر والتقى * لا يستوي قلبان قاس وخاشع
فقال ابن الزبير
* لا يستوي عبدان عبد مكلم عتل لأرحام الأقارب قاطع *
قال مروان وعبد تجا في جنبه عن فراشه * يبيت يناجي ربه وهو راكع
قال ابن الزبير * وللخير أهل يعرفون بهديهم إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع *
قال مروان
وللشر أهل يعرفون بشكلهم * تشير إليهم بالفجور الأصابع
فسكت ابن الزبير فلم يجب مروان بشيء فقالت عائشة يا عبد الله ما لك لم تجب صاحبك والله ما سمعت تجاول رجلين تجاولا في نحو ما تجاولتما فيه أعجب إلي مجاولة منكما قال ابن الزبير إني خفت عوار القول وتخففت قالت عائشة إن لمروان في الشعر إرثا ليس لك ( فيه انقطاع)
محمد بن مروان السعدي أنشدني محمد بن عمر لمروان
يا عين جودي بالدموع الذارية * جودي فلا زالت غروبك باكية
وابكي على خير البرية كلها * فلقد أتتك مع الحوادث داهية
بكر النعي مع الصباح بقوله * ينعى ربيع المسلمين معاوية
فاستك مني السمع حين نعاه لي * جزعا عليه واستطير فؤادية
فأجبته أن لا حييت مسلما * ماذا تقول اليوم أمك غاوية
من للهبات والأرامل بعده * عند القحوط وللعتاة الطاغية
أين الندي يبكيه والحلم الذي * شمخت بذروته الفروع السامية
أحمد بن عمير بن يوسف نا عبد الله بن سعيد بن كثير بن عفير حدثني أبي حدثني رشدين عن عبد الله بن الوليد التجيبي عن أبيه عن عبد العزيز بن مروان قال:(1/52)
أوصاني مروان قال لا تجعل لداعي الله عليك حجة وإذا وعدت ميعادا فانزل عنده وإن ضربت به على حد السيف وإذا رأيت أمرا فاستشر فيه أهل العلم بالله عز وجل وأهل مودتك فأما أهل العلم فيهديهم الله إن شاء وأما أهل مودتك فلا يألونك نصيحة
(( قلت : ما أحلى هذا الكلام وفي سنده لين من قبل رشدين بن سعد ))
علي بن أحمد أنا صالح بن أحمد حدثني أبي أحمد قال:
تزوج مروان بن الحكم امرأة يزيد بعده فدخل خالد بن يزيد بن معاوية إلى مروان بن الحكم فكلمه خالد يوما بشيء فقال مروان يا بن الرطبة فشكا خالد إلى أمه فقال إنه قال لي كذا وكذا قالت له أمه لا يقول لك ذلك بعد فغمته بمرفقه فقتلته فلم يعاقب عبد الملك بن مروان خالدا بشيء ( قلت : هذا معضل بغير سند فلا يقبل )
إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال :
بايع أهل الشام مروان بن الحكم يعني سنة أربع وستين فعاش تسعة أشهر ثم مات
هارون بن حاتم نا أبو بكر بن عياش قال :
بايع الناس مروان بن الحكم فعاش تسعة أشهر ثم مات
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال قال أبي وعمي أبو بكر:
وولي مروان بن الحكم قال أبي ثمانية أشهر وقال عمي عشرة أشهر أو تسعة أشهر بعد معاوية بن يزيد قال أبي وهلك وهو ابن ثلاث وسبعين سنة
أبو زرعة قال سمعت أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر يقول :
أقام مروان ابن الحكم ستة أشهر ثم توفي بدمشق
الهيثم بن عمران قال:
ولي مروان بن الحكم تسعة أشهر ومات مطعونا بدمشق
(هذا بعكس الخبر المزعوم حول خنقه)
قال ابن أبي الدنيا
وكان مروان قصيرا أحمر أوقص ويكنى أبا الحكم وبويع لعبد الملك بن مروان في اليوم الذي هلك فيه أبوه
قال ونا عباس وقال ابن السمرقندي العباس عن أبيه قال
بويع لمروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس في ذي القعدة بالشام سنة أربع وستين وتوفي مروان بن الحكم في شهر رمضان سنة خمس وستين وكانت ولايته عشرة أشهر(1/53)
قال ابن أبي الدنيا وفي هذه السنة يعني سنة أربع وستين بايع أهل مكة عبد الله بن الزبير ومكث أهل الشام ستة أشهر ثم بايعوا مروان وقال ابن الأكفاني لمروان بن الحكم
قال خليفة :
ولد مروان بمكة في دار أبي العاص الدار التي يقال لها دار الحكم ويقال ولد بالطائف وصلى عليه ابنه عبد الملك بن مروان كانت ولايته تسعة أشهر وثمانية عشر يوما
عن الليث قال:
بويع مروان في ذي القعدة وتوفي سنة خمس وستين مستهل شهر رمضان واستخلف عبد الملك بإيلياء في شهر رمضان
قال أبو حفص الفلاس:
وقعت الفتنة بين ابن الزبير ومروان فبويع مروان بن الحكم في النصف من ذي القعدة سنة أربع وستين فعاش تسعة أشهر وثمان عشرة ليلة ومات لثلاث خلون من رمضان سنة خمس وستين وبايع لابنيه عبد الملك وعبد العزيز
عن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عمر الضرير يقول:
بايع الناس مروان فكانت خلافته تسعة أشهر وسبعة وعشرون يوما وتوفي لغرة شهر رمضان سنة خمس وستين
عن محمد بن إسحاق قال:
توفي مروان بن الحكم لهلال شهر رمضان سنة خمس وستين فكانت ولايته عشرة أشهر
قال ابن أبي السري ومات بدمشق وهو ابن ثلاث وستين وصلى عليه ابنه عبد الملك وكان قصيرا أحمر الوجه أوقص دقيق العنق كبير الرأس واللحية وكان يلقب خيط باطل وذكر سعيد بن كثير بن عفير أن مروان مات حين انصرف من مصر بالصنبرة ويقال بلد وقد قيل إنه مات بدمشق منصرفه من مصر ودفن بين باب الجابية وباب الصغير 57/280
وكذلك فقد ترجمه ابن كثير في البداية فخلط الحق بالباطل ولم يحقق في ترجمته إلا قليلا وقلد غيره تقليدا أعمى فاغتر به من جاء بعده فصاروا ينقلون ترجمة مروان منه وهذه هي :
حوادث سنة 65 هجرية
ترجمة مروان بن الحكم(1/54)
هو مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن شمس بن عبد مناف القرشى الأموى أبو عبد الملك ويقال أبو الحكم ويقال أبو القاسم وهو صحابى عند طائفة كثيرة لأنه ولد فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم وروى عنه فى حديث صلح الحديبية وفى رواية صحيح البخارى عن مروان والمسور بن مخرمة عن جماعة من الصحابة الحديث بطوله وروى مروان عن عمر وعثمان وكان كاتبه أى كان كاتب عثمان وعلى وزيد بن ثابت وبسرة بنت صفوان الأزدية وكانت حماته وقال الحاكم أبو أحمد كانت خالته ولا منافاة بين كونها حماته وخالته وروى عنه ابنه عبد الملك وسهل بن سعد وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلى بن الحسين زين العابدين ومجاهد وغيرهم قال الواقدى ومحمد بن سعد أدرك النبى صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه ششيئا وكان عمره ثمان سنين حين توفى النبى صلى الله عليه وسلم
وذكره بن سعد فى الطبقة الأولى من التابعين وقد كان مروان من سادات قريش وفضلائها
روى ابن عساكر وغيره أن عمر بن الخطاب خطب امرأة إلى أمها فقالت قد خطبها جرير بن عبد الله البجلى وهو سيد شباب المشرق ومروان بن الحكم وهو سيد شباب قريش وعبد الله بن عمر وهو من قد علمتم فقالت المرأة أجاد يا أمير المؤمنين قال نعم قالت قد زوجناك يا أمير المؤمنين وقد كان عثمان بن عفان يكرمه ويعظمه وكان كاتب الحكم بين يديه ومن تحت رأسه جرت قضية الدار وبسببه حصر عثمان بن عفان فيها وألح عليه أولئك أن يسلم مروان إليهم فامتنع عثمان أشد الامتناع وقد قاتل مروان يوم الدار قتالا شديدا وقتل بعض الخوارج وكان على الميسرة يوم الجمل ويقال إنه رمى طلحة بسهم فى ركبته فقتله فالله أعلم
(( قلت :
الإدعاء أن سبب حصار عثمان هو مروان كذب قطعا فلماذا نهب الثوار المدينة ثلاثة أيام إذا؟؟!!(1/55)
والكتاب مزور عليه قطعا فكيف عرف أهل الكوفة والبصرة به وهو سائرون شرقا وهذا غربا ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عثمان رضي الله عنه بما سيحدث له فما رأيك أنصدق الرواة الحاقدين على بني أمية أنم نصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟!!
فكان ينبغي عليك وأنت المحدث الجهبذ أن تحقق في مثل تلك الروايات الباطلة التي ألصقت ببني أمية زورا وبهتانا وشوهت سمعتهم ولكنك لم تفعل فلم يا سيدي الكريم ؟؟؟!!!
ومن هنا نقول كم ترك الأول للآخر شيئا !!!!
وكذلك رواية قتله لطلحة رضي الله عنه والتي ذكرتها بصيغة التمريض كان عليك أن تحقق بها فلو ثبتت فكيف نثق بدين مروان ونصلي خلفه ؟؟؟!!!
ولا يوجد عاقل يصدق هذه الرواية الباطلة إذ كيف كان يقاتل طلحة رضي الله عنه من أجل المطالبة بإقامة الحد على قتلة عثمان رضي الله عنه ثم يقوم مروان باغتياله بهذه السذاجة التي قيلت فيها هذه الحكاية الباطلة التي لا أساس لها من الصحة ولا من العقل ولا المنطق إلا في أدمغة من يصدق كل ترهة على بني أمية ))
وقال ابو الحكم سمعت الشافعى يقول كان على يوم الجمل حين انهزم الناس يكثر السؤال عن مروان فقيل له فى ذلك فقال إنه يعطفنى عليه رحم ماسة وهو سيد من شباب قريش
وقال ابن المبارك عن جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر أنه قال لمعاوية من تركت لهذا الأمر من بعدك فقال أما القارىء لكتاب الله الفقيه فى دين الله الشديد فى حدود الله مروان بن الحكم وقد استنابه على المدينة غير مرة يعزله ثم يعيده إليها وأقام للناس الحج فى سنين متعددة (صحيح)
وقال حنبل عن الامام أحمد قال يقال كان عند مروان قضاء وكان يتبع قضايا عمر بن الخطاب
( وهذا يكذب الروايات الأخرى التي تذمه )
وقال ابن وهب سمعت مالكا يقول وذكر مروان يوما فقال قال مروان قرأت كتاب الله منذ أربعين سنة ثم أصبحت فيما أنا فيه من إهراق الدماء وهذا الشأن(1/56)
وقال إسماعيل ابن عياش عن صفوان بن عمرة عن شريح بن عبيد وغيره قال كان مروان إذا ذكر الاسلام قال
بنعمت ربى لا بما قدمت يدى * ولا بتراثى إننى كنت خاطئا
وقال الليث عن يزيد بن حبيب عن سالم أبى النضر أنه قال
شهد مروان جنازة فلما صلى عليها انصرف فقال أبو هريرة أصاب قيراطا وحرم قيراطا فأخبر بذلك مروان فأقبل يجرى حتى بدت ركبتاه فقعد حتى أذن له (صحيح)
وروى المدائنى عن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد أن مروان كان أسلف على بن الحسين حتى يرجع إلى المدينة بعد مقتل أبيه الحسين ستة آلاف دينار فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه عبد الملك أن لا يسترجع من على بن الحسين شيئا فبعث إليه عبد الملك بذلك فامتنع من قبولها فألح عليه فقبلها
وقال الشافعى أنبأنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه
أن الحسن والحسين كانا يصليان خلف مروان ولا يعيدانها ويعتدان بها
((قلت :
كيف يصليان خلف من يسب والدهما على المنبر طيلة ولا يته على المدينة فهذا يقطع بكذب تلك الرواية التي تزعم أنه كان يسب عليا على المنبر طيلة فترة حكمه ))
وقد روى عبد الرزاق عن الثورى عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال أول من قدم الخطبة على الصلاة يوم العيد مروان فقال له رجل خالفت السنة فقال له مروان إنه قد ترك ما هنالك فقال أبو سعيد أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله ص يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان
(( قلت :
هذه القضية الوحيدة التي ثبتت عنه ونحن لا نوافقه عليها ولو كان قصده سليما فجمهور الأئمة على أن ذلك لا يجوز ))
قالوا ولما كان نائبا بالمدينة كان إذا وقعت معضلة جمع من عنده من الصحابة فاستشارهم فيها قالوا وهو الذى جمع الصيعان فأخذ بأعدلها فنسب إليه الصاع فقيل صاع مروان
((1/57)
قلت : من يجمع الصحابة ويستشيرهم لا يكون فاسقا ولا سبابا لعلي رضي الله على المنبر فكيف سكت هؤلاء الصحابة الأخيار الأبرار عليه ولم ينهوه عن ذلك كما فعلوا في موضوع تقديم الخطبة على صلاة العيد وهي سنة وهذا السب حرام ))
وقال الزبير بن بكار حدثنا إبراهيم ابن حمزة حدثني ابن أبى على اللهبى عن إسماعيل بن أبى سعيد الخدرى عن أبيه قال خرج أبو هريرة من عند مروان فلقيه قوم قد خرجوا من عنده فقالوا يا أبا هريرة إنه أشهدنا الآن على مائة رقبة أعتقها الساعة قال فغمز أبو هريرة يدى وقال يا أبا سعيد بك من كسب طيب خير من مائة رقبة قال الزبير البك الواحد (قلت : فيها ضعف )
وقال الامام أحمد حدثنا عثمان بن ابى شيبة ثنا جرير عن الأعمش عن عطية عن أبى سعيد قال قال رسول الله ص إذا بلغ بنو أبى فلان ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا ودين الله دخلا وعباد الله خولا (( سنده واه فيه عطية العوفي غال في التشيع وواه في الحديث ))
ورواه أبو يعلى عن زكريا بن زحمويه عن صالح بن عمر عن مطرف عن عطية عن أبى سعيد قال قال رسول الله ص إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا أتخذوا دين الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا (( سنده واه فيه عطية العوفي غال في التشيع وواه في الحديث ))
وقد رواه الطبرانى عن أحمد بن عبد الوهاب عن أبى المغيرة عن أبى بكر بن أبى مريم عن راشد بن سعد عن أبى ذر قال سمعت رسول الله ص يقول إذا بلغ بنو أمية أربعين رجلا وذكره وهذا منقطع ورواه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة من قوله إذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين رجلا فذكره
(( سنده واه فيه أبو بكر بن أبي مريم الغساني ضعيف وفيه انقطاع ))(1/58)
ورواه البيهقى وغيره من حديث ابن لهيعة عن أبى قبيل عن ابن وهب عن معاوية وعبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين اتخذوا مال الله بينهم دولا وعباد الله خولا وكتاب الله دغلا فاذا بلغوا ستة وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عبد الملك بن مروان فقال أبو الجبابرة الأربعة وهذه الطرق كلها ضعيفة (( بل واهية منكرة ))
وروى أبو يعلى وغيره من غير وجه عن العلاء عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول الله ص رأى فى المنام أن بنى الحكم يرقون على منبره وينزلون فأصبح كالمتغيظ وقال رأيت بنى الحكم ينزون على منبرى نزو القردة فما رؤى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات
(( قلت:
هذا لا يحتمل من العلاء فقد كان عنده مناكير ولو كان صحيحا فكيف كان يقبل أبو هريرة رضي الله عنه على نفسه أن يكون مساعدا لمروان في حكم المدينة ونائبا عنه في حال غيابه ؟؟؟!!! فهذا فيه اتهام لأبي هريرة رضي الله عنه ولذلك ألصقت بأبي هريرة ليقال ما يقال فيه ليطعنوا به وببني أمية معا ))
ورواه الثورى عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب مرسلا وفيه فأوحى الله إليه إنما هى دنيا أعطوها فقرت عينه وهى قوله وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس يعنى بلاء للناس واختبارا وهذا مرسل وسنده إلى سعيد ضعيف ( فلا يصح قطعا )
وقد ورد فى هذا المعنى أحاديث كثيرة موضوعة فلهذا أضربنا صفحا عن إيرادها لعدم صحتها
( قلت يا سيدي وهل أبقيت حديثا منكرا إلا سقته في هذه العجالة ؟؟؟!!! ))
وقد كان أبوه الحكم من أكبر أعداء النبى صلى الله عليه وسلم وإنما أسلم يوم الفتح وقدم الحكم المدينة ثم طرده النبى صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ومات بها
((قلت : هناك روايات متناقضة حول طرده إلى الطائف سنتعرض لها في ترجمته بعد هذه الترجمة ))(1/59)
ومروان كان أكبر الأسباب فى حصار عثمان لأنه زور على لسانه كتابا إلى مصر بقتل أولئك الوفد
( قلت :
كيف تصدق جماعة عبد الله بن سبأ اليهودي ذاك الأفاك الأشر بهذه السهولة ؟؟؟
أم لأن الأمر يتعلق ببني أمية فيجب أن يصدق مهما كان باطلا في نفسه ؟؟؟!!!
وإذا صح ما زعمته فلماذا يرسل علي وغيره من الصحابة أبناءهم ليدافعوا عن عثمان ؟؟؟!!!! وهل المطالب التي طالب بها أؤلئك الغوغاء منذ البداية صحيحة ؟؟؟!!
أم أن المسألة مجرد ذريعة اتخذت للقضاء على الخلافة الإسلامية المتمثلة بشخص الخليفة ؟؟؟!!
والكتب التي زورت على لسان الصحابة الآخرين هي من صنع من ؟؟؟
لماذا تأخذنا العاطفة والهوى عندما ننظر إلى تاريخ بني أمية ويأخذنا العقل والإنصاف إلى نظرنا إلى غيرهم ؟؟؟!!!
فلم هذه الإزدواجية ؟؟؟!!
والله تعالى يقول لنا في محكم كتابه العزيز في سورة الإسراء { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً {36}
ويقول لنا في سورة الحجرات { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {6}
اللهم لا تجعلنا ممن هذه صفته أبدا واجعلنا عن الحق مدافعين وعن سنة نبيك صلى الله عليه وسلم ذابين))
ولما كان متوليا على المدينة لمعاوية كان يسب عليا كل جمعة على المنبر وقال له الحسن بن على لقد لعن الله أباك الحكم وأنت فى صلبه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فقال لعن الله الحكم وما ولد والله أعلم
(( قلت : وهذا من أكذب الكذب على مروان والحسن والحسين فكيف كانا يصليان وراءه ولا يعيدان وهو يسب أباهما على المنبر ؟؟!!!(1/60)
وكأن مسبته على المنبر هي من أصول خطبة الجمعة في الإسلام فلا تتم الخطبة إلا بذلك وهو يعلم أن عليا رضي الله عنه لم يتسبب في مقتل عثمان ولو كان لم يقم الحد على قتلة عثمان لأن الظرف لم يكن مواتيا له
فلماذا يسبه بين أهله ومحبيه ؟؟
وما المصلحة في ذلك ؟؟؟
هل يتقرب إلى الله تعالى بذلك ؟؟؟
فهل أمره الله تعالى به ؟؟؟
فقصة السب على المنبر مختلقة قطعا ))
وقد تقدم أن حسان بن مالك لما قدم عليه مروان أرض الجابية أعجبه أتيانه إليه فبايع له وبايع أهل الأردن على أنه إذا انتظم له الأمر نزل عن الأمرة لخالد بن يزيد ويكون لمروان إمرة حمص ولعمرو بن سعيد نيابة دمشق وكانت البيعة لمروان يوم الاثنين للنصف من ذى القعدة سنة أربع وستين قاله الليث بن سعد وغيره وقال الليث وكانت وقعة مرج راهط فى ذى الحجة من هذه السنة بعد عيد النحر بيومين قالوا فغلب الضحاك بن قيس واستوثق له ملك الشام ومصر فلما استقر ملكه فى هذه البلاد بايع من بعده لولده عبد الملك ثم من بعده لولده عبد العزيز والد عمر بن عبد العزيز وترك البيعة لخالد بن يزيد بن معاوية لأنه كان لا يراه أهلا للخلافة
ووافقه على ذلك مالك بن حسان وإن كان خالا لخالد بن يزيد وهو الذى قام بأعباء بيعة عبد الملك ثم ن أم خالد دبرت أمر مروان فسمته ويقال بل وضعت على وجهه وهو نائم وسادة فمات مخنوقا ثم إنها أعلنت الصراخ هى وجواريها وصحن مات أمير المؤمنين فجأة ثم قام من بعده ولده عبد الملك بن مروان كما سنذكره
(( قلت: قصة السم والخنق لم تثبت بدليل صحيح فلا يعول عليها ))
وقال عبد الله بن أبى مذعور حدثنى بعض أهل العلم قال كان آخر ما تكلم به مروان وجبت الجنة لمن خاف النار وكان نقش خاتمه العزة لله
وقال الأصمعى حدثنا عدى بن أبى عمار عن أبيه عن حرب بن زياد قال
كان نقش خاتم مروان آمنت بالعزيز الرحيم(1/61)
وكانت وفاته بدمشق عن إحدى وقيل ثلاث وستين سنة وقال أبو معشر كان عمره يوم توفى إحدى وثمانين سنة
وقال خليفة حدثنى الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال مات مروان بدمشق لثلاث خلون من شهر رمضان سنة خمس وستين وهو ابن ثلاث ستين وصلى عليه ابنه عبد الملك وكانت ولايته تسعة أشهر وثمانية عشر يوما وقال غيره عشرة أشهر
وقال ابن أبى الدنيا وغيره كان قصيرا أحمر الوجه أو قص دقيق العنق كبير الرأس واللحية وكان يلقب خيط باطل
قال ابن عساكر وذكر سعيد بن كثير بن عفير أن مروان مات حين انصرف من مصر بالصنبرة ويقال بلد وقد قيل إنه مات بدمشق ودفن بين باب الجابية وباب الصغير
وكان كاتبه عبيد بن أوس وحاجبه المنهال مولاه وقاضيه أبو إدريس الخولانى وصاحب شرطته يحيى بن قيس الغسانى وكان له من الولد عبد الملك وعبد العزيز ومعاوية وغير هؤلاء وكان له عدة بنات من أمهات شتى
******************
وفي السير :
14 - الحَكَمُ بنُ أَبِي العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ، أَبُو مَرْوَانَ ابْنُ عَمِّ أَبِي سُفْيَانَ.يُكْنَى: أَبَا مَرْوَانَ.
مِنْ مُسْلِمَةِ الفَتْحِ، وَلَهُ أَدْنَى نَصِيْبٍ مِنَ الصُّحْبَةِ.
قِيْلَ: نَفَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الطَّائِفِ، لِكَوْنِهِ حَكَاهُ فِي مِشْيَتِهِ، وَفِي بَعْضِ حَرَكَاتِهِ، فَسَبَّهُ، وَطَرَدَهُ، فَنَزَلَ بِوَادِي وَجٍّ.
(( قلت : هذا يؤكد عدم جزم الذهبي بالنفي لأنه قد رواه بصيغة التمريض ))
وَنَقَمَ جَمَاعَةٌ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ كَوْنَهُ عَطَفَ عَلَى عَمِّهِ الحَكَمِ، وَآوَاهُ، وَأَقْدَمَهُ المَدِيْنَةَ، وَوَصَلَهُ بِمائَةِ أَلْفٍ.
(( قلت : لماذا ينقم على عثمان بذلك وهو يصله من ماله وليس من مال أحد والله تعالى قد أمر بصلة الرحم ؟؟))
وَيُرْوَى فِي سَبِّهِ أَحَادِيْثُ لَمْ تَصِحَّ.
(((1/62)
قلت : هذا القول الفصل لقد نطق الذهبي رحمه الله بالحق فلا يصح في سبه حديث ))
وَعَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَا لِي أُرِيْتُ بَنِي الحَكَمِ يَنْزُوْنَ عَلَى مِنْبَرِي نَزْوَ القِرَدَةِ!). رَوَاهُ: العَلاَءُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
(( قلت : لايصح هذا الخبر كما ذكرت ))
وَفِي البَابِ أَحَادِيْثُ.
قَالَ الشَّعْبِيُّ: سَمِعتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُوْلُ: وَرَبِّ هَذِهِ الكَعْبَةِ، إِنَّ الحَكَمَ بنَ أَبِي العَاصِ وَوُلْدَهُ مَلْعُوْنُوْنَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. (( وهذا لم يصح ولا يصح ))
وَقَدْ كَانَ لِلْحَكَمِ عِشْرُوْنَ ابْناً، وَثَمَانِيَةُ بَنَاتٍ.
وَقِيْلَ: كَانَ يُفْشِي سِرَّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَبْعَدَهُ لِذَلِكَ.
(( قلت : هذا يبين الاضطراب في الروايات التي تزعم طرده إلى الطائف ))
مَاتَ: سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ. (2/109)
وفي الإصابة :
1783 الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي عم عثمان بن عفان ووالد مروان قال بن سعد أسلم يوم الفتح وسكن المدينة ثم نفاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ثم أعيد إلى المدينة في خلافة عثمان ومات بها
وقال بن السكن يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليه ولم يثبت ذلك
((قلت : هذا يرد تلك الروايات التي تذمه ))
وروى الفاكهي من طريق حماد بن سلمة حدثنا أبو سنان عن الزهري وعطاء الخراساني أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص فقالوا يا رسول الله ماله قال دخل على شق الجدار وأنا مع زوجتي فلانة فكلح في وجهي فقالوا أفلا نلعنه نحن قال كأني أنظر إلى بنيه يصعدون منبري وينزلونه فقالوا يا رسول الله ألا نأخذهم قال لا ونفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم
(((1/63)
قلت : أبو سنان ضعيف وفيه إرسال فلا يصح ))
وروى الطبراني من حديث حذيفة قال لما ولى أبو بكر كلم في الحكم أن يرده إلى المدينة فقال ما كنت لأحل عقدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( قال الهيثمي في المجمع فيه حماد بن عيسى العبسي قال الذهبي فيه جهالة ))
وروى أيضا من حديث عبدالرحمن بن أبي بكر قال كان الحكم بن أبي العاص يجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم فإذا تكلم اختلج فبصر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال كن كذلك فما زال يختلج حتى مات في إسناده نظر
(( قلت فيه ضرار بن صرد فيه كلام شديد ))
وأخرجه البيهقي في الدلائل من هذا الوجه وفيه ضرار بن صرد وهو منسوب للرفض
وأخرج أيضا من طريق مالك بن دينار حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم فجعل الحكم يغمز النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه فالتفت فرآه فقال اللهم اجعله ورعا فزحف مكانه
((قلت : كيف يصرح مالك بن دينار بالتحديث عن هند وقد توفي أثناء حرب الجمل ومالك من الطبقة الخامسة من التابعين وتوفي سنة 130 هجرية أو بعدها ؟؟؟!!!
فلا يصح سماعه منه ))
وقال الهيثم بن عدي عن صالح بن حسان قال قال الأحنف لمعاوية ما هذا الخضوع لمروان قال إن الحكم كان ممن قدم مع أختي أم حبيبة لما زفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتولى نعلها فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحد النظر إلى الحكم فلما خرج من عنده قيل له يا رسول الله أحددت النظر إلى الحكم فقال بن المخزومية ذاك رجل إذا بلغ ولده ثلاثين أو أربعين ملكوا الأمر
(( قلت : هذا الخبر كذب فقد تزوجها صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة وجاءته من الحبشة فكيف يتولى الحكم نعلها وهو في مكة كافر آنذاك ؟؟؟!!!
وصالح بن حسان متروك الحديث قال في التقريب 2849 صالح بن حسان النضري بالنون والمعجمة المحركة وبالموحدة والمهملة الساكنة أبو الحارث المدني نزيل البصرة متروك من السابعة مد ت ق(1/64)
قلت : كيف يذكر روايته ويسكت عليها ؟؟؟!!!))
وروينا في جزء بن نجيب من طريق زهير بن محمد عن صالح بن أبي صالح حدثني نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر الحكم بن أبي العاص فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل لأمتي مما في صلب هذا
(( قلت : وهذا الخبر لا يصح فالراوي عن زهير بن محمد وهو معاذ بن خالد العسقلاني قال أبو حاتم :
1136 معاذ بن خالد العسقلاني روى عن عمارة بن زاذان وزهير بن محمد روى عنه الحسن بن عبد العزيز الجروي ومحمد بن خلف العسقلاني سألت أبى عنه فقال هو شيخ تشبه أحاديثه عن زهير بن محمد أحاديث إبراهيم بن أبى يحيى ودليلنا أن أحاديثه من أحاديث إبراهيم بن أبى يحيى حديثا رواه معاذ بن خالد عن زهير بن محمد قال حدثني شرحبيل بن سعد انه سمع جبار بن صخر يقول سمعت رسول الله يقول نهينا ان ترى عوراتنا وقد حدثني بهذا الحديث بعينه معاذ بن حسان نزيل برذعة قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبى يحيى عن شرحبيل بن سعد
قلت : وإبراهيم بن أبي يحيى متروك متهم فكيف يحذف الحافظ هذا الرجل المطعون ؟؟!!!))
وروى بن أبي خيثمة من حديث عائشة أنها قالت لمروان في قصة أخيها عبدالرحمن لما امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك وأنت في صلبه قلت وأصل القصة عند البخاري بدون هذه الزيادة
(( قلت : لأن هذه الزيادة مختلقة قطعا فكيف يلعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوفي صلب أبيه ولم يكن أبوه قد أسلم أصلا ولما أسلم كان مروان قد ولد قبل ذلك بإجماع من ترجم له فالزيادة باطلة ))
وذكر أبو عمر في السبب في طرده قولا آخر إنه كان يشيع سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل كان يحكيه في مشيته
(((1/65)
قلت : هذا يؤكد اضطراب الرواة في تعليل سبب الطرد وهذا الاضطراب يجعلنا نتوقف في قبول تلك الروايات لأنه لم تصح واحدة منها حتى نرجحها فكلها روايات واهية لا يعول عليها ))
ويقال إن عثمان رضي الله عنه اعتذر لما أن أعاده إلى المدينة بأنه كان استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فيه وقال قد كنت شفعت فيه فوعدني برده
وأخرج بن سعد عن الواقدي بسنده إلى ثعلبة بن أبي مالك قال مات الحكم بن أبي العاص في خلافة عثمان فضرب على قبره فسطاط في يوم صائف فتكلم الناس في ذلك فقال عثمان قد ضرب في عهد عمر على زينب بنت جحش فسطاط فهل رأيتم عائبا عاب ذلك
(( قلت : الواقدي متهم فلا تقبل روايته ))
مات الحكم سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان.
(( أقول :
حتى لو صحت قصة النفي وجهل سببها فيجوز رده قال ابن العربي في العواصم :
7ـ وأما رد الحكم فلم يصح 4.
وقال علماؤنا في جوابه . قد كان أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال [ أي عثمان ] لأبي بكر وعمر ، فقالا له : إن كان معك شهيد رددناه ، فلما ولي قضى بعلمه في رده ، وما كان عثمان ليصل مهجور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان أباه ، ولا لينقض حكمه 5. ))(1/66)