رواه البزار والطبراني، وقال: "فليلحق بيمنه وليسق من غدره". وفيهما سليمان بن عقبة وقد وثقه جماعة وفيه خلاف لا يضر، وبقية رجاله ثقات.
16646- وعن عبد الله بن يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يكون بالشام جند، وباليمن جند". فقام رجل فقال: يا رسول الله خر لي؟ قال: "عليك بالشام، فإن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله".
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إدريس الأسواري وهو متروك.
16647- وعن عبد الله بن حوالة الأزدي أنه قال: يا رسول الله خر لي بلداً أكون فيه، فلو أعلم أنك تبقى لم أختر عن قربك شيئاً. قال: "عليك بالشام". فلما رأى كراهيتي للشام قال: "أتدري ما يقول الله في الشام؟ إن الله عز وجل يقول: يا شام أنت صفوتي من بلادي، أدخل فيك خيرتي من عبادي. إن الله قد تكفل لي بالشام وأهله".
قلت: رواه أبو داود باختصار كثير.
رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير صالح بن رستم وهو ثقة.
16648- وعن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام يوماً في الناس فقال:
"يا أيها الناس توشكون أن تكونوا أجناداً مجندة، جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن". فقال ابن حوالة: يا رسول الله إن أدركني ذلك الزمان فاختر لي، قال: "إني أختار لك الشام، فإنه خيرة المسلمين، وصفوة الله من بلاده، يجتبي
ص.38
إليها من صفوته من خلقه، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليسق من غدره، فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
16649- وعن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تجند الناس أجناداً، جند باليمن وجند بالشام وجند بالمشرق وجند بالمغرب". فقال رجل: يا رسول الله خر لي، فإني فتى شاب، فلعلي أدرك ذلك، فأي ذلك تأمرني؟ فقال: "عليك بالشام".
رواه الطبراني في الكبير من طريقين، وفيهما المغيرة بن زياد وفيه خلاف، وبقية رجال أحد الطريقين رجال الصحيح.(9/494)
16650- وعن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لحذيفة بن اليمان ومعاذ بن جبل وهما يستشيرانه في المنزل، فأومأ إلى الشام. ثم سألاه فأومأ إلى الشام. ثم سألاه فأومأ إلى الشام قال:
"عليكما بالشام فإنها صفوة بلاد الله، سكنها خيرته من خلقه، فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله".
رواه الطبراني بأسانيد كلها ضعيفة.
16651- وعن أبي طلحة - واسمه ذرع - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تكون جنود أربعة، فعليك بالشام، فإن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله".
ص.39
رواه الطبراني وذكره في الذال المعجمة، وقد اختلف في صحبته.
قلت: وفي إسناده جماعة اختلف في الاحتجاج بهم.
16652- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صفوة الله من أرضه الشام، وفيها صفوته من خلقه وعباده، وليدخلن الجنة منكم من أمتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب".
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي وهو ضعيف.
16653- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الشام صفوة الله من بلاده، إليها يجتبي صفوته من عباده، فمن خرج من الشام إلى غيره فبسخطة، ومن دخلها من غيرها فبرحمة".
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف.
16654- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجندون أجناداً". فقال رجل: يا رسول الله خر لي؟ فقال: "عليك بالشام، فإنها صفوة الله من بلاده، فيها خيرته من عباده، فمن رغب عن ذلك فليلحق بيمنه، وليسق بغدره، فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله".
رواه الطبراني في الأوسط، والبزار إلا أنه قال: "فمن رغب عن ذلك فليلحق بنجده". وفي إسناديهما من لم أعرفهم.
16655- وعن خريم بن فاتك الأسدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ص.40(9/495)
"أهل الشام سوط الله في أرضه، ينتقم بهم ممن يشاء من عباده، وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم، ولا يموتوا إلا هماً وغماً".
رواه الطبراني وأحمد موقوفاً على خريم، ورجالهما ثقات.
16656- وعن سلمة بن نفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عقر دار الإسلام بالشام".؟
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
16657- وعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده: "طوبى للشام". قلنا: ما له يا رسول الله؟ قال: "إن الرحمن لباسط رحمته عليه".
قلت: له عند الترمذي: "أن ملائكة الرحمن لباسطة أجنحتها على الشام".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
16658- وعن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل استقبل [بي] الشام وولى ظهري اليمن وقال لي: يا محمد قد جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقاً، وما خلف ظهرك مدداً ولا يزال الإسلام يزيد وينقص الشرك حتى تسير المرأتان لا يخشيان إلا جوراً". ثم قال: "والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن هانئ المتأخر إلى زمن أبي حاتم وهو متهم بالكذب.
16659- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"دخل إبليس العراق فقضى [فيه] حاجته، ثم دخل الشام فطردوه، ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقريه".
ص.41
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال فيه: "فطروده حتى بلغ بيسان". من رواية يعقوب بن عبد الله بن عتبة بن الأخنس عن ابن عمر، ولم يسمع منه، ورجاله ثقات.
16660- وعن عبد الله بن ضرار بن عمرو الأسدي عن أبيه عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قسم الله عز وجل الخير فجعله عشرة أعشار، فجعل تعسة أعشار بالشام وبقيته في سائر الأرض. وقسم الشر عشرة أعشار، فجعل جزءاً منه بالشام وبقيته في سائر الأرض.
رواه الطبراني موقوفاً وعبد الله بن ضرار ضعيف.(9/496)
16661- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون، فمن نزل مدينة من الشام، فهو في رباط أو ثغر من الثغور فهو مجاهد".
رواه الطبراني من رواية أرطاة بن المنذر عمن حدثه عن أبي الدرداء ولم يسمه، وبقية رجاله ثقات.
16662- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة".
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
ص.42
16663- وعن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"تخرج نار من بحو حضرموت - أو من حضرموت - تسوق الناس". قلنا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: "عليكم بالشام".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
*4* 3. باب ما جاء في فضل مدائن الشام.
16664- وعن حمزة بن عبد كلال قال: سار عمر إلى الشام بعد مسيره الأول كان إليها، حتى إذا شارفها بلغه ومن معه أن الطاعون فاش فيها، فقال له أصحابه: ارجع ولا تقتحم عليه، فلو نزلتها وهو بها لم نر لك الشخوص عنها، فانصرف راجعاً إلى المدينة فعرس من ليلته تلك، وأنا أقرب القوم منه، فسمعته يقول: ردوني عن الشام بعد أن شارفت عليه، لأن الطاعون فيه، ألا وما منصرفي عنه بمؤخر في أجلي، وما كان قدومته بمعجلي عن أجلي، ألا ولو قدمت المدينة ففرغت من حاجات لا بد لي عنها لقد سرت حتى أنزل الشام، ثم أدخل حمص، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ليبعثن الله منها يوم القيامة سبعين ألفاً لا حساب ولا عذاب عليهم، مبعثهم فيما بين الزيتون وحائطها في البرث الأحمر".
ص.43
رواه أحمد وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو ضعيف.
16665- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(9/497)
"عسقلان أحد العروسين يبعث منها يوم القيامة سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، ويبعث منها خمسون ألفاً شهداء وفوداً إلى الله عز وجل، وبها صفوف الشهداء، رؤوسهم مقطعة في أيديهم، تثج أوداجهم دماً، يقولون: ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك إنك لا تخلف المعياد، فيقول: صدق عبيدي اغسلوهم بنهر البيضة، فيخرجون منه نقاء بيضاً، فيسرحون في الجنة حيث شاءوا".
رواه أحمد وفيه أبو عقال هلال بن زيد بن يسار وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وفي إسماعيل ن عياش خلاف.
16666- وعن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يذكر أهل مقبرة يوماً، قال: فصلى عليها، فأكثر الصلاة عليها، قال: فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فقال: "أهل مقبرة شهداء عسقلان يزفون إلى الجنة كما تزف العروس إلى زوجها".
رواه أبو يعلى وفيه بشير بن ميمون وهو متروك.
16667- وعن عبد الله بن مالك بن بحينة قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني أصحابه إذ قال: "صلى الله على تلك المقبرة" ثلاثاً، قال: فلم ندر أي مقبرة ولم يسم لهم شيئاً.
ص.44
قال: فدخل بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال عطاف: فحُدثت أنها عائشة - فقال لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أهل مقبرة فصلى عليهم ولم يخبرنا أي مقبرة هي، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها فسألته عنها فقال لها: "أهل مقبرة بعسقلان".
رواه أبو يعلى والبزار ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر وصلى على أهل مقبرة بعسقلان. وفي إسناد أبي يعلى علي بن عبد الله بن مالك بن بحينة، وفي إسناد البزار مالك بن عبد الله بن بحينة وكلاهما لم أعرفه، وبقية رجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف يسير.(9/498)
16668- وعن عبد الله بن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أريد الغزو في سبيل الله، قال:
"عليك بالشام فإن الله [تكفل لي بالشام] وأهله، والزم في الشام عسقلان، فإنها إذا دارت الرحا في أمتي كان أهلها في خير وعافية".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وقال: "إذا دارت رحا أمتي كان أهلها في رخاء وعافية".
وفيه يحيى بن سليمان المدني وهو ضعيف.
16669- وعن أبي أمامة الباهلي قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا الشام ومن فيها من الروم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم ستغلبون على الشام وتصيبون على بحرها حصناً يقال له: أنفة، يبعث منه يوم القيامة سبعون ألف شهيد".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
ص.45
16670- وعن شرحبيل الجعفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من تعذرت عليه الصنعة فعليه بعمان".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
*4* 4. باب ما جاء في الأبدال وأنهم بالشام.
16671- عن شريح بن عبيد قال: ذكر أهل الشام عند علي وهو بالعراق، فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين، قال: لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"البدلاء بالشام، وهم أربعون رجلاً، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً يستقى بهم الغيث، وينتصر بهم على الأعداء، ويُصرف عن أهل الشام بهم العذاب".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شريح بن عبيد وهو ثقة وقد سمع من المقداد وهو أقدم من علي.
16672- وعن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل خليل الرحمن عز وجل، كلما مات رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلاً".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد بن قيس وقد وثقه العجلي وأبو زرعة وضعفه غيرهما.
16673- وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.46(9/499)
"لا يزال في أمتي ثلاثون بهم تقوم الأرض، وبهم تمطرون، وبهم تنصرون".
قال قتادة: إني أرجو أن يكون الحسن منهم.
رواه الطبراني من طريق عمر، والبزار عن عنبسة الخواص وكلاهما لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16674- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لن تخلو الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن، فبهم تسقون، وبهم تنصرون، ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر".
قال سعيد: وسمعت قتادة يقول: لسنا نشك أن الحسن منهم.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
16675- وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يزال أربعون رجلاً من أمتي قلوبهم على قلب إبراهيم، يدفع الله بهم عن أهل الأرض، يقال لهم: الأبدال".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنهم لم يدركوها بصلاة ولا بصوم ولا صدقة". قالوا: يا رسول الله فبم أدركوها؟ قال: "بالسخاء والنصحية للمسلمين".
رواه الطبراني من رواية ثابت بن عياش الأحدب عن أبي رجاء الكلبي وكلاهما لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.47
16676- وعن شهر بن حوشب قال: لما فتحت مصر سبوا أهل الشام، فأخرج عوف بن مالك رأسه من برنس ثم قال: يا أهل مصر لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"فيهم الأبدال، فبهم تنصرون وبهم ترزقون".
رواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد وقد ضعفه جمهور الأئمة ووثقه محمد بن المبارك الصوري، وشهر اختلفوا فيه، وبقية رجاله ثقات.
*4* 5. باب فيمن جعلهم الله معونة للشام.
16677- عن سويد الألهاني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو حدثني من سمعه - قال:
"إن الله جعل هذا الحي من لخم وجذام معونة بالشام بالظهر والضرع، كما جعل يوسف بمصر معونة لأهلها".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
*3* 296. باب ما جاء في مصر وأهلها.
16678- عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته فقال:(9/500)
"الله الله في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
ص.48
16679- وعن كعب بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم دماً ورحماً".
16680- ووفي رواية: "إن لهم ذمة". يعني أن أم إسماعيل كانت منهم.
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
16681- وعن أبي هانئ حميد بن هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي - وهو عبد الله بن يزيد - وعمرو بن حريث وغيرهما يقولان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم خيراً فإنهم قوة لكم، وإبلاغ إلى عدوكم بإذن الله". يعني قبط مصر.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
16682- وعن رباح اللخمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن مصر ستفتح فانتجعوا خيرها، ولا تتخذوها داراً فإنه يساق إليها أقل الناس أعماراً".
رواه الطبراني في معجمه الكبير، وفيه مطهر بن الهيثم قال أبو سعيد بن يونس: متروك الحديث.
*3* 297. باب ما جاء في خراسان ومرو.
16683- عن بريدة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ص.49
"سيكون بعدي بعوث كثيرة، فكونوا في بعث خراسان، ثم انزلوا مدينة مرو، فإنه بناها ذو القرنين، ودعا لأهلها بالبركة، ولا يضر أهلها سوء".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه، وفي إسناد أحمد والأوسط أوس بن عبد الله، وفي إسناد الكبير حسام بن مصك وهما مجمع على ضعفهما.
*3* 298. باب ما جاء في الكوفة.
16684- عن حذيفة قال: ما أخبية بعد أخبية كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر يدفع عنها ما يدفع عن أهل هذه الأخبية، ولا يريدهم أحد بسوء إلا أتاهم الله ما يشغلهم عنهم.
16685- وفي رواية: وقال: إنكم اليوم معشر العرب لتأتون أموراً إنها لفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم النفاق على وجهه.(10/1)
رواه أحمد والبزار بنحوه باختصار وقال: إلا أتاهم الله بما يشغلهم. وقال البزار: يعني الكوفة.
والطبراني في الأوسط وقال: عن أهل هذه الأخبية - يعني الكوفة - .
ورجال أحمد والبزار ثقات.
*3* 299. باب ما جاء في ناس من أبناء فارس.
16686- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.50
"لو كان العلم بالثريا لتناوله ناس من أبناء فارس".
قلت: هو في الصحيح غير قوله: "العلم".
رواه أحمد وفيه شهر وثقه أحمد وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16687- وعن قيس بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو كان الإيمان معلقاً بالثريا لناله رجال من أبناء فارس".
رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ورجالهم رجال الصحيح.
16688- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو كان الدين معلقاً بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس".
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحجاج اللخمي وهو كذاب.
*3* 300. باب ما جاء في الحبش والسودان.
@تقدم في العتق.
*3* 301. باب ما جاء فيمن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يره.
16689- عن عمر بن الخطاب قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالساً فقال:
"أنبؤوني بأفضل أهل الإيمان إيماناً؟". قالوا: يا رسول الله الملائكة، قال: "هم كذلك، يحق لهم ذلك، وما يمنعهم من ذلك، وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها، بل غيرهم؟".
قالوا: يا رسول الله الأنبياء الذين أكرمهم الله برسالته والنبوة. قال: "هم
ص.51
كذلك، ويحق لهم وما يمنعهم من ذلك، وقد أنزلهم الله بالمنزلة التي أنزلهم بها".
قالوا: يا رسول الله الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء، قال: "هم كذلك ويحق لهم، وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالشهادة، بل غيرهم".(10/2)
قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: "أقوام في أصلاب الرجال يأتون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني، ويصدقوني ولم يروني، يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيماناً".
رواه أبو يعلى.
16690- ورواه البزار فقال: عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"أخبروني بأعظم الخلق عند الله منزلة يوم القيامة". قالوا: الملائكة، قال: "وما يمنعهم مع قربهم من ربهم، بل غيرهم؟". قالوا: الأنبياء، قال: "وما يمنعهم والوحي ينزل عليهم، بل غيرهم". قالوا: فأخبرنا يا رسول الله! قال: "قوم يأتون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني، يجدون الورق المعلق فيؤمنون به، أولئك أعظم الخلق عند الله منزلة، أو أعظم الخلق إيماناً عند الله يوم القيامة".
وقال: الصواب أنه مرسل، عن زيد بن أسلم.
وأحد إسنادي البزار المرفوع حسن، المنهال بن بحر وثقه أبو حاتم وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16691- وعن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ص.52
"أي الخلق أعجب إيماناً؟". قالوا: الملائكة، قال: "الملائكة! كيف لا يؤمنون؟". قالوا: النبيون، قال: "النبيون يوحى إليهم فكيف لا يؤمنون؟". قالوا: الصحابة، قال: "الصحابة مع الأنبياء، فكيف لا يؤمنون؟ ولكن أعجب الناس إيماناً قوم يجئيون من بعدكم فيجدون كتاباً من الوحي فيؤمنون به ويتبعونه، فهم أعجب الناس إيماناً - أو الخلق إيماناً - ".
رواه البزار وقال: غريب من حديث أنس، قلت: فيه سعيد بن بشير، وقد اختلف فيه فوثقه قوم وضعفه آخرون وبقية رجاله ثقات.
16692- وعن صالح بن جبير قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - بيت المقدس ليصلي فيه ومعنا رجاء بن حيوة يومئذ، فلما انصرف خرجنا معه لنشيعه، فلما أردنا الانصراف قال: إن لكم [علي] جائزة وحقاً أن أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلنا: هات رحمك الله، فقال:(10/3)
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا معاذ بن جبل عاشر عشرة، قلنا: يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجراً؟ آمنا بك واتبعناك!! قال: "ما يمنعكم من ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم؟! يأيتكم الوحي من السماء! بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين، فيؤمنون به ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجراً، أولئك أعظم منكم أجراً، أولئك أعظم منكم أجراً".
رواه الطبراني واختلف في رجاله.
16693- وعن أبي جمعة قال: تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال: يا رسول الله أحد خير منا أسلمنا معك وجاهدنا معك؟ قال: "نعم قوم يكونون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني".
ص.53
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بأسانيد وأحد أسانيد أحمد رجاله ثقات.
16694- وعن رجل من بني أسد أن أبا ذر أخبره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أشد أمتي لي حباً قوم يكونون - أو يخرجون - بعدي، يود أحدهم أنه أعطى أهله وماله وأنه يراني".
رواه أحمد ولم يسم التابعي، وبقية رجال إحدى الطريقين رجال الصححيح.
16695- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن قوماً يأتون من بعدي يود أحدهم أن يفتدي برؤيتي أهله وماله".
رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
16696- وعن عمار بن ياسر قال: والله لأنتم أشد حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ممن رآه أو من عامة من رآه.
رواه البزار والطبراني وفيه عبد الله بن داود الحراني أخو عبد الغفار ولم أعرفه، وبقية إسناد البزار حديثهم حسن.
16697- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وددت أني لو رأيت إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني".
رواه أحمد وأبو يعلى ولفظه: "ومتى ألقى إخواني؟". قالوا: يا رسول الله ألسنا إخوانك؟ قال: "بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين آمنوا بي ولم يروني".
ص.54(10/4)
وفي رجال أبي يعلى محتسب أبو عائذ، وثقه ابن حبان وضعفه ابن عدي، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح غير الفضل بن الصباح وهو ثقة، وفي إسناد أحمد جسر وهو ضعيف.
ورواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير محتسب.
16698- وبسند أبي يعلى إلى أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرات".
رواه أحمد وإسناد أبي يعلى كما تقدم حسن، وإسناد أحمد فيه جسر وهو ضعيف.
16699- وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال له: يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك، قال: "طوبى لمن رآني وآمن بي، ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني". قال له رجل: وما طوبى؟ قال: "شجرة في الجنة مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها".
رواه أحمد وأبو يعلى.
16700- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لم آمن بي ولم يرني سبع مرات".
رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجالها رجال الصحيح غير أيمن بن مالك الأشعري وهو ثقة.
16701- وعن أبي عبد الرحمن الجهني قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
ص.55
طلع راكبان، فلما رآهما قال: "كنديان مذحجيان". حتى إذا أتياه [فإذا رجال من مذحج] قال: فدنا أحدهما إليه ليبايعه، قال: فلما أخذ بيده قال: يا رسول الله أرأيت من رآك وآمن بك وصدقك واتبعك ماذا له؟ قال: "طوبى له". فمسح على يده وانصرف، ثم أقبل الآخر حتى أخذ بيده ليبايعه قال: أرأيت يا رسول الله من آمن بك وصدقك واتبعك ولم يرك؟ قال: "طوبى له ثم طوبى له [ثم طوبى له]". قال: فمسح على يده وانصرف.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع.
16702- وعن أبي عمرة أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت من آمن بك ولم يرك وصدقك ولم يرك؟ قال:
"طوبى لهم ثم طوبى لهم، أولئك منا، أولئك معنا".(10/5)
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه بيهس الثقفي ولم أعرفه، وابن لهعية فيه ضعف، وبقية رجال الكبير رجال الصحيح.
16703- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"طوبى لمن أدركني وآمن بي وصدقني، وطوبى لمن لم يدركني وآمن بي وصدقني، وطوبى لمن لم يدركني وآمن بي وصدقني".
رواه الطبراني وفيه محمد بن القاسم الأسدي الكوفي وهو مجمع على ضعفه.
*3* 302. (بابان في فضل الأمة).
*4* 1. باب ما جاء في فضل الأمة.
16704- ص.56 عن أبي الدرداء قال: سمعت أبا القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله عز وجل يقول: يا عيسى إني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم. قال: يا رب كيف هذا لهم ولا حلم ولا علم؟! قال: أعطيهم من حلمي وعلمي".
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحسن بن سوار وأبي حلبس يزيد بن ميسرة وهما ثقتان.
16705- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أنا حظكم من الأنبياء، وأنتم حظي من الأمم".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أبي حبيبة الطائي وقد صحح له الترمذي حديثاً، وذكره ابن حبان في الثقات.
16706- وعن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره".
رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح غير الحسن بن قزعة وعبيد بن سليمان الأغر وهما ثقتان، وفي عبيد خلاف لا يضر.
16707- وعن عمار أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.57
"مثل أمتي كالمطر، يجعل الله في أوله خيراً وفي آخره خيراً".
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الزبذي وهو ضعيف.
16708- وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره".(10/6)
رواه البزار والطبراني في الأوسط، وسند البزار حسن وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد أحسن من هذا.
16709- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"مثل أمتي كمثل المطر، لا يدرى أوله خير أم آخره".
رواه الطبراني وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك.
16710- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"مثل أمتي كمثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف.
16711- وعن حذيفة قال: غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يخرج حتى ظننا أنه لن يخرج، فلما خرج سجد سجدة حتى ظننا أن نفسه قد قبضت فيها، فلما رفع رأسه قال: "إن ربي عز وجل استشارني في أمتي: ماذا أفعل بهم؟ قلت: ما شئت ربي، هم خلقك وعبادك، فاستشارني الثانية فقلت له كذلك، فقال: لا نحزنك في أمتك يا محمد.
ص.58
وأخبرني أن أول من يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً، مع كل ألف سبعون ألفاً، ليس عليهم حساب.
ثم أرسل إلي فقال: ادع تجب وسل تعطه، فقلت لرسوله: أومعطي ربي عز وجل سؤلي؟ قال: ما أرسلني إليك إلا ليعطيك، ولقد أعطاني ربي عز وجل ولا فخر، وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وأنا أمشي حياً صحيحاً، وأعطاني أن لا تجوع أمتي ولا تغلب، وأعطاني الكوثر من الجنة يسيل في حوضي، وأعطاني العز والنصر والرعب يسير بين يدي أمتي شهراً، وأعطاني أني أول الأنبياء أدخل الجنة، وطيب لي ولأمتي الغنيمة، وأحل لنا كثيراً مما شدد على من قبلنا، ولم يجعل علينا من حرج".
رواه أحمد وإسناده حسن.
16712- وعن حذيفة بن أسيد [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم] قال:
"عرضت علي أمتي البارحة لدن هذه الحجرة حتى إني لأعرف للرجل منهم من أحدكم بصاحبه". فقال رجل من القوم: يا رسول الله هذا عرض عليك من خلق منهم، أرأيت من لم يخلق؟ قال: "صوروا لي، والذي نفسي بيده لأنا أعرف بالإنسان منهم من الرجل بصاحبه".(10/7)
رواه الطبراني وفيه زياد بن المنذر وهو كذاب.
16713- وعن حذيفة قال: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته، فقمت خلفه، فلما فرغ التفت إلي فقال:
"كنت ههنا هل سمعت". قلت: نعم.
ص.59
رواه البزار وفيه زكريا بن يحيى الكسائي وهو متروك.
16714- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أمتي في الأرض أكثر من عدد الحصى أو عدد المطر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سويد بن إبراهيم أبو حاتم وهو ضعيف.
16715- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من أمة إلا وبعضها في النار وبعضها في الجنة إلا أمتي كلها في الجنة".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين وهو ضعيف.
16716- وعن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"أمتي مرحومة متاب عليها تدخل قبورها بذنوبها وتخرج من قبورها لا ذنوب عليها، يمحص عنها باستغفار المؤمنين لها".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد بن طاهر بن حرملة وهو كذاب.
16717- وعن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الجنة حرمت على الأنبياء حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صدقة بن عبد الله السمين وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه جماعة فإسناده حسن.
ص.60
16718- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الجنة محرمة على جميع الأمم حتى أدخلها أنا وأمتي الأول فالأول".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خارجة بن مصعب وهو متروك.
16719- وعن عبد الله بن عبد اليماني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أقسمت لبررت، لا يدخل الجنة قبل سابق أمتي".
رواه الطبراني وفيه بقية وهو ثقة ولكنه مدلس.
16720- وعن أنس قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته فقال:
"اللهم أقبل بقلوبهم على طاعتك وحط من وراءهم برحمتك".
رواه الطبراني وفيه أبو شيبة وهو ضعيف.(10/8)
16721- وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من الأمم أمة ضرب لهم مثل، كمثل أجراء ائتجرهم رجل يعملون له يوماً كله، وجعل لهم قيراطاً قيراطاً فعملوا حتى إذا انتصف النهار سئموا، فقالوا للرجل: حاسبنا فحاسبهم، فكان لهم نصف قيراط، فقال: من يعمل لي إلى الليلة على قيراط؟ فبايعه قوم آخرون، فعملوا حتى إذا كانوا قريباً من صلاة العصر سئموا، قالوا: حاسبنا فحاسبهم، فكان لهم نصف قيراط نصف قيراط، وأحب الرجل أن يقضى له قبل الليل فائتجر قوماً على أن يكملوا له ما غبر من عمله إلى الليل على قيراطين قيراطين". فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأرجو أن تكونوا صاحب القيراطين".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
ص.61
16722- وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنكم أمة مرحومة معافاة فاستقيموا وخذوا طاقة الأمر".
رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو كذاب.
16723- وعن سليمان بن داود الخولاني قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول لأبي بردة: حدثنا بحديث ليس بينك وبين أبيك فيه أحد، قال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن أمتي أمة مقدسة مباركة مرحومة، لا عذاب عليها يوم القيامة، إنما عذابهم بينهم في الدنيا بالفتن".
رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما القاسم رجل من أهل حمص ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير عمرو بن قيس السكوني وهو ثقة.
16724- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتاً وسمة وهدياً".
رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16725- وعن أبي موسى قال: إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة أذن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في السجود، فيسجدون له طويلاً ثم يقال لهم: ارفعوا رؤوسكم قد جعلنا عدتكم فداء لكم من النار.(10/9)
رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك.
16726- وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.62
"أهل الجنة عشرون ومائة، أمتي منها ثمانون صفاً".
رواه الطبراني وفيه القاسم بن غصن وهو ضعيف.
قلت: وتأتي بقية هذه الأحاديث في صفة الجنة في كثرة من يدخل الجنة من هذه الأمة إن شاء الله.
*4* 2. باب منه في فضل الأمة.
16727- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى، أو شرد على الله شراد البعير". قيل: يا رسول الله ومن أبى أن يدخل الجنة؟ فقال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
16728- وعن علي بن خالد أن أبا أمامة الباهلي مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"كلكم في الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد وهو ثقة.
16729- وعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"كلكم في الجنة إلا من شرد على الله عز وجل شراد البعير على أهله".
رواه الطبراني في الأوسط ورواه في الكبير موقوفاً على أبي أمامة قال: لا يبقى
ص.63
أحد من هذه الأمة إلا دخل الجنة إلا من شرد على الله كشراد البعير السوء على أهله، فمن لم يصدقني فإن الله تعالى يقول: {لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى} كذب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وتولى عنه.
وإسنادهما حسن.
16730- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنما الناس كالإبل المائة لا يوجد فيها راحلة".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح إلا أن الطبراني قال: رواه معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه وهو الصحيح.
قلت: هو في الصحيح كما قال الطبراني.(10/10)
*3* 303. باب ما جاء في فضل الجبال والأنهار.
16731- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أربعة أجبال من أجبال الجنة، وأربعة أنهار من أنهار الجنة. فأما الأجبال: فالطور ولبنان وطور سيناء وطور زيتا. والأنهار من الجنة: الفرات والنيل وسيحان وجيحان".
قلت: حديثه في الأنهار في الصحيح.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
قلت: وقد تقدمت أحاديث في فضل الجبال والأنهار في فضل الجنة.
*3* 304. باب فيمن يسب الصحابة أو يطعن على السلف.
@تقدم.
*3* 305. باب فيمن ذم من القبائل وأهل البدع.
16732- عن عمرو بن عبسة السلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.64
"شر قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
16733- وعن رافع بن خديج قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفود العرب، فلم يقدم علينا وفد أقسى قلوباً، ولا أحرى أن يكون الإسلام لم يقر في قلوبهم من بني حنيفة.
رواه الطبراني وفيه محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف.
16734- وعن أبي برزة قال: كان أبغض الناس أو أبغض الأحياء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيف وبني حنيفة.
رواه أحمد وأبو يعلى وزاد إلا أنه قال: بنو أمية وثقيف وبنو حنيفة، وكذلك الطبراني ورجالهم رجال الصحيح غير عبد الله بن مطرف بن الشخير وهو ثقة.
16735- وعن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً، منهم مسليمة والعنسي والمختار، وشر قبائل العرب بنو أمية وبنو حنيفة وثقيف".
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف.
16736- وعن عبد الله بن الزبير أنه قام في باب داخل فيه إلى المسجد - مسجد منى - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هؤلاء الأعبد الكفار الفساق عمدوا علي، قال: وذكر الحديث.
ص.65
رواه أبو يعلى وفيه فرات بن الأحنف وهو ضعيف.(10/11)
وقد تقدم في أول كتاب العتق من أخرج صدقته، فلم يجد إلا بربرياً فليردها، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
وحديث: "إن الإيمان لا يجاوز حناجرهم". وهو ضعيف.
وفي كتاب الخلافة وكتاب الفتن في بني الحكم وغيرهم ما يغني عن إعادته.
16737- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر، ولا يحب ثقيفاً رجل يؤمن بالله واليوم الآخر".
قلت: رواه الترمذي غير ذكر ثقيف.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني يحيى بن عثمان بن صالح السهمي وهو صدوق وفيه خلاف لا يضر.
16738- وعن أبي القين أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه شيء من تمر، فأهوى النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ منه قبضة لينشرها بين يدي أصحابه، فضم طرف ردائه إلى بطنه وإلى صدره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "زادك الله شحاً".
رواه الطبراني وفيه سعيد بن جمهان وثقه جماعة وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16739- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا سركم أن تنظروا إلى الرجل الضغيط (الضعيف) المطاع في قومه فانظروا إلى هذا". يعني عيينة بن حصن.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
ص.66
16740- وعن عمرو بن الأصم قال: دخلت على الحسن بن علي رضي الله عنه وهو في دار عمرو بن حريث فقلنا: إن ناساً يزعمون أن علياً يرجع قبل يوم القيامة، فضحك وقال: سبحان الله لوعلمنا ذلك ما زوجنا نساءه، ولا تساهمنا ميراثه.
رواه الطبراني، وعمرو لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16741- وعن أبي يحيى قال: كنت بين الحسن والحسين ومروان يتسابان، فجعل الحسن يسكت الحسين، فقال مروان: أهل بيت ملعونون. فغضب الحسن وقال: قلتَ أهل بيت ملعونون! فوالله لقد لعنك الله وأنت في صلب أبيك.
رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.(10/12)
قلت: وقد تقدمت أحاديث في النفاق والمنافقين وأسمائهم في أواخر كتاب الإيمان.
16742- وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"شيطان الردهة يحتدره". يعني رجلاً من بجيلة.
رواه أحمد وأبو يعلى، ورجال أحمد ثقات وفي بكر بن قرواش خلاف لا يضر.
*2* 38. كتاب الأذكار.
*3* 1. باب فضل ذكر الله تعالى والإكثار منه.
16743- ص.69 عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أخبركم بخير أعمالكم لكم أزكاها عند مليككم، وأرفعها لدرجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فيضربون رقابكم، وتضربون رقابهم! ذكر الله عز وجل".
رواه أحمد وإسناده حسن.
16744- وعن معاذ بن جبل أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله".
وقال معاذ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أخبركم بخير أعمالكم لكم أزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة ومن أن تلقوا عدوكم غداً فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟". قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "ذكر الله عز وجل".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش لم يدرك معاذاً.
ص.70
16745- وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله تعالى من ذكر الله تعالى". قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع". ثلاث مرات.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
16746- وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لم يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله تعالى فيها".
رواه الطبراني ورجاله ثقات، وفي شيخ الطبراني محمد بن إبراهيم الصوري خلاف.(10/13)
16747- وعن مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل قال لهم: إن آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: "أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله".
رواه الطبراني بأسانيد، وفي هذه الطريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، وضعفه جماعة، ووثقه أبو زرعة الدمشقي وغيره، وبقية رجاله ثقات.
ورواه البزار من غير طريقه إلا أنه قال: أخبرني بأفضل الأعمال وأقربه إلى الله؟
وإسناده حسن.
ص.71
16748- وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً سأله فقال: أي الجهاد أعظم أجراً؟ قال:
"أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكراً".
قال: فأي الصالحين أعظم أجراً؟ قال: "أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكراً".
ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة، كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكراً". فقال أبو بكر لعمر: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجل".
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: سأله، فقال: أي المجاهدين أعظم أجراً؟. وفيه زبان بن فائد وهو ضعيف وقد وثق، وكذلك ابن لهيعة، وبقية رجال أحمد ثقات.
16749- وعن جابر - رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
"ما عمل آدمي عملاً أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى". قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجالهما جال الصحيح.
16750- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من عجز منكم عن الليل أن يكابده وبخل بالمال أن ينفقه وجبن عن العدو أن يجاهده فلكيثر ذكر الله".
رواه البزار والطبراني، وفيه أبو يحيى القتات وقد وثق وضعفه الجمهور، وبقية رجال البزار رجال الصحيح.
ص.72
16751- وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/14)
"لو أن رجلاً في حجره دراهم يقسمها، وآخر يذكر الله كان الذاكر لله أفضل".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا.
16752- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من صدقة أفضل من ذكر الله".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا.
16753- وعن معاذ بن جبل قال: قلت: يا رسول الله أوصني، قال:
"عليك بتقوى الله ما استطعت، واذكر الله عند كل حجر وشجر، وما عملت من سوء فأحدث لله فيه توبة السر بالسر، والعلانية بالعلانية".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
16754- وعن أبي الدرداء قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بكثرة ذكر الله.
رواه الطبراني وفيه يزيد بن عياض بن جعدية وهو كذاب.
16755- وعن أم أنس أنها قالت: يا رسول الله أوصني، قال:
"اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة، وحافظي على الفرائض فإنها أفضل الجهاد، وأكثري من ذكر الله، فإنك لا تأتين الله بشيء أحب إليه من كثرة ذكره".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس وهو ضعيف. قلت: وهذه أم أنس بن مالك.
ص.73
16756- وعن أم أنس قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: جعلك الله في الرفيق الأعلى من الجنة، وأنا معك، وقلت: يا رسول الله، علمني عملاً صالحاً أعمله، فقال: "أقيمي الصلاة فإنها أعظم الجهاد، واهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة، واذكري الله كثيراً فإنه أحب الأعمال إلى الله أن تلقينه به".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وقال: أم أنس هذه ليست أم أنس بن مالك، من طريق محمد بن إسماعيل الأنصاري، عن يونس بن عمران بن أبي أنس، وكلاهما ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً، وبقية رجاله ثقات.
16757- وعن عبد الله بن مسعود قال: لأن أذكر الله عز وجل يوماً إلى الليل أحب إلي من أن أحمل على جياد الخيل يوماً إلى الليل.
رواه الطبراني من طريق القاسم عن جده ابن مسعود ولم يسمع منه.(10/15)
16758- وعن معاذ بن جبل قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين السابقون؟". قالوا: مضى ناس وتخلف ناس، قال: "أين السابقون؟ الذين يستهترون بذكر الله. من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله".
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف، قال ابن الأثير: يقال: اهتر بالشيء، واستهتر به إذا ولع به، ولم يتحدث بغيره.
ص.74
16859- وعن أبي الدرداء قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال: "سبق المفردون". قالوا: يا رسول الله وما المفردون؟ قال: "المفردون بذكر الله، وضع الذكر عنهم أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافاً".
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
16760- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبق المفردون". قالوا: يا رسول الله وما المفردون؟ قال: "الذين يهترون في ذكر الله عز وجل".
قلت: هو في الصحيح غير من قوله: "الذين يهترون" إلى آخره.
رواه أحمد وفيه أبو يعقوب صاحب أبي هريرة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16761- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أكثروا ذكر الله حتى يقولوا: مجنون".
رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه دراج وقد ضعفه جماعة، وضعغه غير واحد، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد ثقات.
16762- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اذكروا الله ذكراً حتى يقول المنافقون: إنكم مراؤون".
رواه الطبراني وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وهو ضعيف.
*3* 2. باب ما جاء في مجالس الذكر.
16763- ص.75 عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يقول الله عز وجل يوم القيامة: سيعلم أهل الجمع من أهل الكرم". فقيل: ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: "مجالس الذكر في المساجد".
رواه أحمد بإسنادين وأحدهما حسن، وأبو يعلى كذلك.(10/16)
16764- وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء: أن قوموا مغفوراً لكم، فقد بدلت سيئاتكم حسنات".
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط، وفيه ميمون المرئي وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
16765- وعن أنس بن مالك قال: كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تعال نؤمن بربنا ساعة، فقال ذات يوم لرجل، فغضب الرجل، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"يرحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة".
رواه أحمد وإسناده حسن.
ص.76
16766- وعن ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن رواحة وهو يذكر أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنكم الملأ الذين أمرني الله أن أصبر نفسي معكم". ثم تلا هذه الآية: "{واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}". إلى قوله: "{وكان أمره فرطاً} أما إنه ما جلس عدتكم إلا جلس معهم عدتهم من الملائكة، إن سبحوا الله تعالى سبحوه، وإن حمدوا الله تعالى حمدوه، وإن كبروا الله كبروه، ثم يصعدون إلى الرب جل ثناؤه وهو أعلم منهم فيقولون: يا ربنا عبادك سبحوك فسبحنا وكبروك فكبرنا وحمدوك فحمدنا، فيقول ربنا: يا ملائكتي أشهدكم أني غفرت لهم، فيقولون: فيهم فلان وفلان الخطاء! فيقول: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم".
رواه الطبراني في الصغير، وفيه محمد بن حماد الكوفي وهو ضعيف.
16767- وعن سهيل بن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما جلس قوم مجلساً يذكرون الله عز وجل فيه فيقومون حتى يقال لهم: قوموا، قد غفر الله لكم ذنوبكم، وبدلت سيئاتكم حسنات".(10/17)
رواه الطبراني وفيه المتوكل بن عبد الرحمن والد محمد بن أبي السري، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
16768- وعن جابر - يعني ابن عبد الله - قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أيها الناس إن لله سراياً من الملائكة تجل الله وتقف على مجالس الذكر
ص.77
في الأرض فارتعوا في رياض الجنة". قالوا: وأين رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: "مجالس الذكر، فاغدوا وروحوا في ذكر الله، واذكروه بأنفسكم، من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده، فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه".
رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط، وفيه عمر بن عبد الله مولى عفرة، وقد وثقه غير واحد وضعفه جماعة، وبقية رجالهم رجال الصحيح.
16769- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم وحفوا بهم، ثم بعثوا رائدهم إلى السماء إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقولون: ربنا أتينا على عباد من عبادك يعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلون على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ويسألونك لآخرتهم ودنياهم، فيقول تبارك وتعالى: غشوهم رحمتي، فيقولون: يا رب إن فيهم فلاناً الخطاء إنما اعتنقهم اعتناقاً! فيقول تبارك وتعالى: غشوهم رحمتي فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم".
رواه البزار من طريق زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، وكلاهما وثق على ضعفه، فعاد هذا إسناده حسن.
16770- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليبعثن الله أقواماً يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ، يغبطهم الناس، ليسوا بأنبياء ولا شهداء".
قال: فجثا أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله حلهم لنا نعرفهم.
ص.78
قال: هم المتحابون في الله، من قبائل شتى وبلاد شتى، يجتمعون على ذكر الله يذكرونه.
رواه الطبراني وإسناده حسن.(10/18)
16771- وعن عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"عن يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل". قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: "هم جماع من نوازع القبائل، يجتمعون على ذكر الله، فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه".
رواه الطبراني ورجاله موثقون.
16772- وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن جماعة النساء، فقال:
"لا خير في جماعتهن إلا عند ذكر أو جنازة، وإنما مثل جماعتهن إذا اجتمعن كمثل صيقل أدخل حديدة في النار، فلما أحرقها ضربها فأحرق شررها كل شيء أصابت".
رواه الطبراني من طريق يحيى بن إسحاق عن عبادة ويحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16773- وعن عبد الله بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله ما غنمية مجالس الذكر؟ قال:
"غنيمة مجالس الذكر الجنة الجنة".
رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن.
*3* 3. باب فيمن يذكر الله تعالى.
16774- ص.79 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله: يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منه، وإن دنوت مني شبراً دنوت منك ذراعاً، وإن دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعاً، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول".
قال قتادة: والله تعالى أسرع بالمغفرة.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
16775- وعن معاذ بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الله جل ذكره: لا يذكرني عبد في نفسه إلا ذكرته في ملأ من ملائكتي، ولا يذكرني في ملأ إلا ذكرته في الرفيق الأعلى".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
16776- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إذا ذكرتني خالياً ذكرتك خالياً، وإذا ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير من الذين ذكرتني فيهم".(10/19)
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن معاذ العقدي وهو ثقة.
ص.80
16777- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليذكرن الله قوم على الفرش الممهدة يدخلهم الجنات العلى".
رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
*3* 4. باب في الذين إذا رؤوا ذكر الله.
16778- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم:
{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قال: "يُذكر الله بذكرهم".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
16779- وعن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله من أولياء الله؟ قال: "الذين إذا رؤوا ذكر الله".
رواه البزار عن شيخه علي بن حرب الرازي ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
16780- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن من الناس مفاتيح لذكر الله إذا رؤوا ذكر الله".
ص.81
رواه الطبراني وفيه عمرو بن القاسم ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 5. باب في البقاع التي يذكر الله تعالى عليها.
16781- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من بقعة يذكر الله عليها بصلاة أو بذكر إلا استبشرت بذلك إلى منتهاها إلى سبع أرضين، وفخرت على ما حولها من البقاع، وما من عبد يقوم بفلاة من الأرض يريد الصلاة إلا تزخرفت له الأرض".
رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
16782- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من بقعة يذكر الله فيها بصلاة إلا فخرت على ما حولها من البقاع واستبشرت لذكر الله إلى منتهاها إلى سبع أرضين".
رواه الطبراني وفيه أحمد بن بكر البالسي وهو ضعيف جداً.
16783- وعن ابن مسعود قال: إن الجبل ينادي الجبل باسمه: أي فلان هل مر بك [اليوم] أحد ذكر الله؟ فإذا قال: نعم استبشر.
قال عون: فيسمعن الشر، ولا يسمعن الخير؟! هن للخير أسمع. وقرأ:
ص.82(10/20)
{وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئاً إداً تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً أن دعوا للرحمن ولداً وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً}.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
قلت: وقد مر في فضل المساجد والبقاع التي يذكر فيها الله.
*3* 6. باب فيمن لم يذكر الله تعالى.
16784- عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم إنك إذا ذكرتني شكرتني وإذا نسيتني كفرتني".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف.
*3* 7. باب فيمن لم يكثر ذكر الله تعالى.
16785- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لم يكثر ذكر الله تعالى فقد برئ من الإيمان".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه محمد بن سهل بن المهاجر عن مؤمل بن إسماعيل، وفي الميزان: محمد بن سهل، عن مؤمل بن إسماعيل يروي الموضوعات، فإن كان هو ابن المهاجر فهو ضعيف، وإن كان غيره فالحديث حسن.
*3* 8. باب ذكر الله تعالى في الأحوال كلها والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم.
16786- ص.83 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما قعد قوم مقعداً لم يذكروا فيه الله عز وجل ويصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة، وإن دخلوا الجنة للثواب".
قلت: رواه الترمذي باختصار.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
16787- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من قوم جلسوا مجلساً ثم قاموا منه لم يذكروا الله ولم يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان ذلك المجلس عليهم ترة".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
16788- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من قوم جلسوا مجلساً لم يذكروا الله فيه إلا رأوه حسرة يوم القيامة".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(10/21)
16789- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من قوم جلسوا مجلساً لم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة. وما من
ص.84
رجل مشى طريقاً فلم يذكر الله عز وجل إلا كان عليه ترة، وما من رجل أوى إلى فراشه فلم يذكر الله عز وجل إلا كان عليه ترة".
قلت: عند الترمذي بعضه.
رواه أحمد، وأبو إسحاق مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل لم يوثقه أحد ولم يجرحه، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح. 16790- وعن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من قوم اجتمعوا في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله عز وجل إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجالهما رجال الصحيح.
16791- وعن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها بخير إلا حسر عندها يوم القيامة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك.
*3* 9. باب ذكر نعم الله تعالى.
16792- عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على أصحابه وهم يتحدثون، فقالوا: كنا نذكر ما كنا فيه من الجاهلية وما هدانا الله عز وجل، وما كنا فيه من الضلالة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحسنتم" وأعجبه "هكذا فكونوا وهكذا فافعلوا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مبارك بن فضالة وقد وثق وضعفه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 10. باب ذكر الله تعالى في الغافلين.
16793- ص.85 عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ذاكر الله تعالى في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار ورجال الأوسط وثقوا.
16794- وعن عصمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/22)
"أحب العمل إلى الله عز وجل سبحة الحديث، وأبغض الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى التجديف". قلنا: يا رسول الله وما سبحة الحديث؟ قال: "يكون القوم يتحدثون والرجل يسبح". قلنا: يا رسول الله وما التجديف؟ قال: "القوم يكونون بخير، فيسألهم الجار والصاحب فيقولون: نحن بشر".
رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف.
*3* 11. باب ما جاء في الذكر الخفي.
16795- عن سعد بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي".
ص.86
رواه أحمد وأبو يعلى وفيه محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة وقد وثقه ابن حبان وقال: روى عن سعد بن أبي وقاص، قلت: وضعفه ابن معين، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
16796- وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفاً. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لفضل الذكر الخفي الذي لا يسمعه سبعون ضعفاً فيقول: إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلائق لحسابهم وجاءت الحفظة بما حفظوا وكتبوا قال الله لهم: انظروا هل بقي له من شيء؟ فيقولون: ربنا ما تركنا شيئاً مما علمناه وحفظناه إلا وقد أحصيناه وكتبناه، فيقول الله تبارك وتعالى له: إن لك عندي خبيئاً لا تعلمه وأنا أجزيك به وهو الذكر الخفي".
رواه أبو يعلى وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف.
*3* 12.باب ما جاء في فضل لا إله إلا الله.
16797- عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أوصني، قال: "إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها".
قال: قلت: يا رسول الله، أمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: "هي أفضل الحسنات".
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن شمر بن عطية حدث به عن أشياخه عن أبي ذر، ولم يسم أحداً منهم.
ص.87(10/23)
16798- وعن يعلى بن شداد قال: حدثني أبي شداد بن أوس، وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "هل فيكم غريب؟" - يعني أهل الكتاب - قلنا: لا يا رسول الله، فأمر بغلق الباب وقال: "ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله". فرفعنا أيدينا ساعة، ثم قال: "الحمد لله، اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة، وأمرتني بها، ووعدتني عليها الجنة وإنك لا تخلف المعياد". ثم قال: "أبشروا فإن الله قد غفر لكم".
رواه أحمد وفيه راشد بن داود وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
16799- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جددوا إيمانكم". قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال: "أكثروا من قول لا إله إلا الله".
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات.
16800- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير ضمام بن إسماعيل وهو ثقة.
16801- وعن معاذ بن جبل قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله".
ص.88
رواه أحمد ورجاله وثقوا إلا أن شهراً لم يسمع من معاذ.
16802- وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به، قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله، قال: كل عبادك يقول هذا! قال: قل: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا أنت، إنما أريد شيئاً تخصني به، قال: يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله".
رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وفيهم ضعف.
16803- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/24)
"ما من عبد قال: لا إله إلا الله في ساعة من ليل أو نهار إلا طمست ما في الصحيفة من السيئات حتى تسكن إلى مثلها من الحسنات".
رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن عبد الرحمن الزهري وهو متروك.
16804- وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لله تبارك وتعالى عموداً من نور بين يدي العرش، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله اهتز ذلك العمود، فيقول الله تبارك وتعالى: اسكن، فيقول: كيف أسكن ولم تغفر لقائلها؟ فيقول: إني قد غفرت له، فيسكن عند ذلك".
رواه البزار وفيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو وهو ضعيف جداً.
ص.89
16805- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"توضع الموازين يوم القيامة، فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة ويوضع ما أحصي عليه فيتمايل به الميزان، فيبعث به إلى النار". قال: "فإذا أدبر به إذا صائح يصيح من عند الرحمن يقول: لا تعجلوا لا تعجلوا فإنه قد بقي له، فيؤتى ببطاقة فيها: لا إله إلا الله، فتوضع مع الرجل في كفة حتى يميل به الميزان".
قلت: رواه الترمذي باختصار.
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16806- وعن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لكل شيء مفتاح، ومفتاح السماوات قول لا إله إلا الله".
رواه الطبراني وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف.
16807- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم، وكأني أنظر إلى أهل لا إله إلا الله وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن".
رواه الطبراني في الأوسط.
16808- وفي رواية: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة عند الموت ولا عند القبر".
وفي الرواية الأولى يحيى الحماني، وفي الأخرى مجاشع بن عمرو وكلاهما ضعيف.
ص.90(10/25)
16809- وعن ابن عمر - رحمه الله - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "فعلت كذا وكذا؟". فقال: لا والذي لا إله إلا هو يا رسول الله ما فعلت، قال: "بلى قد فعلت ولكن غفر لك بالإخلاص".
16810- وفي رواية: قال له جبريل صلى الله عليه وسلم: "قد فعل، ولكن قد غفر له بقول لا إله إلا الله".
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح إلا أن حماد بن سلمة قال: لم يسمع ثابت هذا من ابن عمر بينهما رجل.
16811- وعن ابن عباس قال: اختصم إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجلان، فوقعت اليمين على أحدهما، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عندي شيء، فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه كاذب، إن له عنده حقة، فأمره أن يعطيه وكفارة يمينه معرفته لا إله إلا الله أو شهادته".
قلت: رواه أبو داود باختصار.
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
16812- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا فلان فعلت كذا وكذا؟". قال: لا والذي لا إله إلا هو ما فعلت، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنه قد فعله، فكرر عليه مراراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفر عنك بتصديقك بلا إله إلا الله".
ص.91
رواه البزار وأبو يعلى بنحوه إلا أنه قال: "كفر الله عنك كذبك بتصديقك بلا إله إلا الله". ورجالهما رجال الصحيح.
16813- وعن ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن رجلاً حلف بالله الذي لا إله إلا هو كاذباً فغفر له".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
16814- وعن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما تركت حاجة ولا داجة إلا [قد] أتيت، قال: "أليس تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟" - ثلاث مرات - قال: نعم، قال: "ذاك يأتي على ذاك".
رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، والطبراني في الصغير والأوسط ورجالهم ثقات.(10/26)
قلت: وقد تقدمت لهذا طرق في الإيمان في باب الإسلام يجب ما قبله.
16815- وعن أبي موسى قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي نفر من قومي فقال:
"أبشروا وبشروا من وراءكم، أنه من شهد أنه لا إله إلا الله صادقاً بها دخل الجنة".
فخرجنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم نبشر الناس، فاستقبلنا عمر بن الخطاب فرجع بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إذاً يتكل الناس! فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات. وقد تقدمت له طرق في الإيمان في باب من شهد أن لا إله إلا الله.
ص.92
16816- وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بوصية نوح ابنه؟". قالوا: بلى، قال: "أوصى نوح ابنه فقال لابنه: يا بني إني أوصيك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين. أوصيك بقول: لا إله إلا الله، فإنها لو وضعت في كفة الميزان ووضعت السماوات والأرض في كفة لرجحت بهن، ولو كانت حلقة لقصمتهن حتى تخلص إلى الله. وبقول: سبحان الله العظيم وبحمده، فإنها عبادة الخلق، وبها تقطع أرزاقهم. وأنهاك عن اثنتين: الشرك والكبر، فإنهما يحجبان عن الله". قال: فقيل: يا رسول الله أمن الكبر أن يتخذ الرجل الطعام فيكون عليه الجماعة؟ أو يلبس النظيف؟ قال: "ليس [ذاك] - يعني بالكبر - إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس".
رواه البزار وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: وقد تقدم هذا من حديث عبد الله بن عمرو في الوصايا في وصية نوح على نبينا وعليه السلام.
16817- وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من الذكر أفضل من لا إله إلا الله، ولا من الدعاء [أفضل من] أستغفر الله". ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}.
ص.93
رواه الطبراني وفيه الإفريقي وغيره من الضعفاء.(10/27)
*3* 13. باب ما جاء في لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
16818- عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كن له كعدل عشر رقبات أو رقبة".
قلت: له حديث في الصحيح غير هذا فيمن قالها عشراً.
رواه أحمد والطبراني وقال في أحد الطرق: "كان له كعدل عشر رقاب من ولد إسماعيل عليه السلام". ولم يشك، ورجال أحمد رجال الصحيح، وفي رجال الطبراني الحجاج بن نصير وقد ضعفه الجمهور وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويهم، وبقية رجاله ثقات.
16819- وعن أيوب الأنصاري أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كانت له كعدل محرر أو محررين".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
16820- وعن الربيع بن خيثم قال:
"من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، كان كمن أعتق أربعة [أنفس] من ولد إسماعيل".
فقلت للربيع بن خيثم: ممن سمعته؟ فقال: من عمرو بن ميمون، فأتيت
ص.94
عمرو بن ميمون فقلت: من سمعته؟ فقال: من ابن أبي ليلى، فأتيت ابن أبي ليلى فقلت: ممن سمعته؟ فقال: من أبي أيوب الأنصاري، يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
16821- وفي رواية أخرى رواها الطبراني: "من قال ذلك مرة أو عشر مرات كان له ذلك بعدل رقبة أو عشر رقاب". على الشك فيهما.
ورجالهما رجال الصحيح.
16822- وعن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من منح منيحة ورق أو منيحة لبن، أو أهدى زقاقاً فهو كعتق نسمة. ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فهو كعتق نسمة".(10/28)
16823- وفي رواية: "ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كان له كعتق رقبة أو نسمة".
قلت: رواه الترمذي باختصار التهليل وثوابه.
رواهما أحمد ورجالهما رجال الصحيح.
16824- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لم يسبقها عمل ولم يبق معها سيئة".
رواه الطبراني وفيه سليم بن عثمان الطائي ثم الفوزي أبو عثمان الحمصي كما في الميزان، وقد ضعفه غير واحد من قبل حفظه، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: لم يرو عنه غير سليمان بن سلمة الخبائري وهو ضعيف، فإن وجد
ص.95
له راو غيره اعتبر حديثه، ويلزق به ما يتساهل من جرح أو تعديل، وذكره ابن أبي حاتم وقال عن أبيه: وروى عنه محمد بن عوف وأبو عتبة أحمد بن أبي الفرج وهو مجهول وعنده عجائب، وقد روى عنه ثلاثة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16825- وعن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو الحي الذي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، لا يريد بها إلا وجه الله أدخله بها جنات النعيم".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف.
16826- وعن أم سلمة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له كتب له كذا وكذا حسنة".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
16827- وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد كتب الله له ألفي ألف حسنة".
رواه الطبراني وفيه فائد أبو الورقاء وهو متروك.
*3* 14. باب ما يقول إذا أراد أن يعتق من النار.
16828- عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/29)
"من قال: اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك، وأشهد من في السماوات أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمداً
ص.96
عبدك ورسولك. من قالها مرة أعتق الله ثلثه من النار، ومن قالها مرتين أعتق ثلثاه من النار، ومن قالها ثلاثاً عتق كله من النار".
رواه البزار عن شيخه أحمد ولم ينسبه وفيه حميد مولى أبي علقمة وهو ضعيف.
*3* 15. باب فيمن هلل مائة أو أكثر.
16829- عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مائتي مرة في يوم لم يسبقه أحد كان قبله ولا يدركه أحد بعده إلا بأفضل من عمله".
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: "كل يوم". ورجال أحمد ثقات وفي رجال الطبراني من لم أعرفه.
16830- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس من عبد يقول: لا إله إلا الله مائة مرة إلا بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ولم يرفع لأحد يومئذ عمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد".
رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك.
16831- وعن أبي المنذر الجهني قال: قلت: يا نبي الله علمني أفضل الكلام، قال:
"يا أبا المنذر، قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
ص.97
يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، مائة مرة في كل يوم، فإنك يومئذ أفضل الناس عملاً إلا من قال مثل ما قلت".
قلت: فذكر الحديث وهو بتمامه في الباقيات الصالحات.
رواه البزار وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
*3* 16. باب ما جاء في لا إله إلا الله والله أكبر.
16832- عن معاذ بن عبد الله بن رافع قال: كنت في مجلس فيه عبد الله بن عمر وعبد الله بن جعفر وعبد الرحمن بن أبي عمرة فقال ابن أبي عمرة: سمعت معاذ بن جبل يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(10/30)
"كلمتان إحداهما ليس لها ناهية دون العرش، والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض: لا إله إلا الله والله أكبر".
فقال ابن عمر لابن أبي عمرة: أنت سمعته يقول كذلك؟ قال: نعم، قال: فبكى عبد الله بن عمر حتى اختضبت لحيته بدموعه وقال: هما كلمتان نعلقهما ونألفهما.
رواه الطبراني، ومعاذ بن عبد الله بن رافع لم أعرفه، وابن لهيعة حديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
16833- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من قال: لا إله إلا الله والله أكبر، أعتق الله ربعه من النار، ولا يقولها اثنتين إلا عتق الله شطره من النار، وإن قالها أربعاً أعتقه الله من النار".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيهما أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
*3* 17. باب فيمن أشهد الله تعالى وملائكته على التوحيد ورسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
16834- ص.98 عن سلمان بن الإسلام - يعني الفارسي - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك والسماوات ومن فيهن، والأرضين ومن فيهن، وأشهد جميع خلقك بأنك أنت الله، لا إله إلا أنت، وأكفر من أبى ذلك من الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك. من قالها أعتق الله ثلثه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله تعالى ثليثه من النار، ومن قالها ثلاثاً أُعتق من النار".
رواه الطبراني بإسنادين وفي أحدهما أحمد بن إسحاق الصوفي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 18. باب فيمن قال لا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده.
16835- عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من قال سبحان الله وبحمده كتب له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة، ومن قال: لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله يوم القيامة".
رواه الطبراني وفيه النضر بن عبيد ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
*3* 19. باب ما جاء في الباقيات الصالحات ونحوها.(10/31)
16836- وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.99
"استكثروا من الباقيات الصالحات". قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: "التكبير والتهليل والتحميد والتسبيح ولا حول ولا قوة إلا بالله".
رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال: وما هن؟ بدل: وما هي؟ وإسنادهما حسن.
16837- وعن أبي سعيد وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله اصطفى من الكلام أربعاً: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. فمن قال: سبحان الله كتب له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال: الله أكبر فمثل ذلك، ومن قال: لا إله إلا الله فمثل ذلك، ومن قال: الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة".
16838- وفي رواية: "من قال: سبحان الله كتب له عشرون حسنة، وحطت عنه عشرون سيئة". من غير شك.
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: "فمن قال: سبحان الله كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال: الحمد لله فمثل ذلك، ومن قال: لا إله إلا الله فمثل ذلك، ومن قال: الله أكبر من قبل نفسه كتب له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة".
ورجالهما رجال الصحيح.
16839- وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أفضل الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".
ص.100
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
16840- وعن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أفضل الكلام بعد القرآن - وهن من القرآن - أربع، لا يضرك بأيتهن بدأت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".
قلت: هو في الصحيح غير قوله: "بعد القرآن وهن من القرآن".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
16841- وعن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله اختار من الكلام أربعاً، ليس بقرآن - وهن من القرآن - : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".(10/32)
رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف، وما روى عنه إسحاق بن سليمان الرازي أضعف وهذا منه.
16842- وعن أبي المنذر الجهني قال: قلت: يا نبي الله علمني أفضل الكلام، قال: "يا أبا المنذر قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، مائة مرة في كل يوم، فإنك يومئذ أفضل الناس عملاً إلا من قال مثل ما قلت، وأكثر من قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها سيد الاستغفار، وإنها ممحماة للخطايا". أحسبه قال: "موجبة للجنة".
رواه البزار وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
ص.101
16843- وعن مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده".
قلت: فذكر الحديث.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، قلت: والصحابي الذي لم يسم هو ثوبان إن شاء الله.
16844- وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر والولد الصالح يموت للمرء فيحتسبه".
رواه البزار وحسن إسناده إلا أن شيخه العباس بن عبد العظيم الباشاني لم أعرفه.
16845- وعن أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه".
رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما ثقات.
16846- وعن سفينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وفرط صالح يفرط للرجل".
ص.102(10/33)
رواه الطبراني في لأوسط ورجاله رجال الصحيح.
16847- وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لجلسائه: "خذوا جنتكم". قالوا: بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله أحضر عدو؟ قال: "خذوا جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن مقدمات، وهن منجيات، وهن معقبات، وهن الباقيات الصالحات".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن سليم وهو ضعيف وذكره ابن حبان في الثقات والضعفاء.
16848- وعن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "خذوا جنتكم". قلنا: يا رسول الله من عدو حضر؟ فقال: "خذوا جنتكم من النار. قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإنهن يأتين يوم القيامة مستقدمات ومنجيات ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله في الصغير رجال الصحيح غير داود بن بلال وهو ثقة.
16849- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ختم عليهن ملك بجناحه، فلا ينتهي حتى يبلغ بهن العرش، فلا يمر بشيء إلا صلى عليهن وعلى قائلهن، والتسبيح تنزيه من الله من كل سوء، ومن قال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال الله: أسلم عبدي واستسلم".
ص.103
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف.
16850- وعن الحارث مولى عثمان قال: جلس عثمان يوماً، وجلسنا معه فجاءه المؤذن - قلت: فذكر الحديث في تكفير الصلاة المفروضة للذنوب - وقال: "هن الحسنات يذهبن السيئات". قالوا: هذه الحسنات فما الباقيات يا عثمان؟ قال: لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.(10/34)
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجاله رجال الصحيح غير الحارث بن عبد مولى عثمان وهو ثقة.
16851- وعن أبي هريرة قال:
"ما من عبد يسبح لله تسبيحة، أو يحمده تحميدة، أو يكبره تكبيرة، إلا غرس الله له بها شجرة في الجنة أصلها من ذهب وأعلاها من جوهر مكللة بالدر والياقوت، ثمارها كثدي الأبكار، ألين من الزبد وأحلى من العسل، كلما جنى منها شيئاً عاد مكانه". ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا مقطوعة ولا ممنوعة}.
رواه الطبراني في الأوسط موقوفاً على أبي هريرة وفيه سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف.
16852- وعن سلمان - يعني الفارسي - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن في الجنة قيعاناً فأكثروا غرسها". قالوا: يا رسول الله وما غرسها؟ قال: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".
رواه الطبراني وفيه الحسين بن علوان وهو ضعيف.
ص.104
16853- وعن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من سبح الله عز وجل تسبيحة وحمده تحميدة وهلله تهليلة وكبره تكبيرة، غرس [الله] له شجرة في الجنة أصلها ياقوت أحمر، مكللة بالدر طلعها كثدي الأبكار، أحلى من العسل وألين من الزبد".
رواه الطبراني وفيه محمد بن عدي عن سلمان ولم أعرفه وجماعة ضعفاء وثقوا.
16854- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يؤتي المال من يحب ومن لا يحب، ولا يؤتي الإيمان إلا من أحب، فإذا أحب الله عبداً أعطاه الإيمان، فمن ضن بالمال أن ينفقه وهاب العدو أن يجاهده والليل أن يكابده فليكثر من قول: لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله".
رواه الطبراني موقوفاً، ورجاله رجال الصحيح.
16855- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/35)
"قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإنهن الباقيات الصالحات، وهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها، وهن من كنوز الجنة".
16856- وفي رواية: "خذهن قبل أن يحال بينك وبينهن الباقيات".
قلت: رواه ابن ماجة باختصار.
رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما عمر بن راشد اليمامي وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.105
16857- وعن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"عليكم بهذه الخمس: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله".
رواه الطبراني وفيه جرير بن أيوب وهو ضعيف جداً.
16858- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أنه كان يقول: إذا حدثتكم بحديث أتيتكم بتصديق ذلك من كتاب الله عز وجل، إن العبد المسلم إذا قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وتبارك الله، قبض عليهن ملك فجعلهن تحت جناحه، ثم يصعد بهن فلا يمر على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن، حتى يجيء بهن وجه الرحمن تبارك.
ثم قرأ عبد الله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}.
رواه الطبراني وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات.
16859- وعن عمران - يعني ابن حصين - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أما يستطيع أحدكم أن يعمل كل يوم مثل أحد عملاً؟". قالوا: يا رسول الله ومن يستطيع أن يعمل في كل يوم مثل أحد عملاً؟ قال: "كلكم يستطيعه". قالوا: يا رسول الله ماذا؟ قال: "سبحان الله أعظم من أحد، والحمد لله أعظم من أحد، ولا إله إلا الله أعظم من أحد، والله أكبر أعظم من أحد".
رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح.
ص.106
16860- وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(10/36)
"من قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، كتبت له بكل حرف عشر حسنات، ومن أعان على خصومة في باطل لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره، ومن بهت مؤمناً أو مؤمنة حبسه الله في ردعة الخبال يوم القيامة حتى يخرج مما قال، وليس بخارج".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطوسي وهو ثقة.
16861- وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: علمني كلاماً أقوله، فقال:
"قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، والله أكبر كبيراً، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
قلت: هو في الصحيح خلا قوله: "العلي العظيم".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
16862- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رحمه الله: "ألا ترتع في روضة الجنة وتريح فيها؟". قال: يا رسول الله وما الرتع؟ قال: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".
قال سلمان: إن لكل شيء غرساً فما غراس الجنة؟ قال: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".
قلت: روى له الترمذي حديثاً بغير هذا السياق.
ص.107
رواه البزار وفيه حميد المكي وليس هو حميد بن قيس، هذا مولى ابن علقمة لم يرو عنه غير زيد بن الحباب، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16863- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رأيت إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم ليلة أسري بي فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وغراسها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله".
قلت: رواه الترمذي باختصار: "لا حول ولا قوة إلا بالله".(10/37)
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الكوفي وهو ضعيف.
16864- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، غرس له بكل واحدة منهن شجرة في الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون.
16865- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: سبحان الله وبحمده كان مثل مائة بدنة إذا قالها مائة مرة.
ومن قال: الحمد لله مائة مرة كان عدل مئة فرس مسرج ملجم في سبيل الله.
ومن قال: الله أكبر مائة مرة كان كعدل مائة بدنة تنحر بمكة".
ص.108
رواه الطبراني وفيه سليم بن عثمان الطائي الفوزي، وقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكر شرطاً، فوجد فالحديث حسن لأن بقية رجاله ثقات.
16866- وعن أبي أمامة قال: سألت أم هانئ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني امرأة ثقيلة فعلمني دعوات ينفعني الله بهن، قال:
"قولي: سبحان الله مائة مرة تعدل مائة رقبة تعتق لله عز وجل، واحمدي الله مائة مرة تعدل مائة فرس ملجم يحمل عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة [مرة] تعدل مائة بدنة مقلدة تهدى إلى بيت الله، ووحدي الله مائة مرة لا يدركك ذنب بعد الشرك".
رواه الطبراني وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف.
16867- وعن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلت: يا رسول الله، قد كبرت وضعفت - أو كما قالت - فمرني بعمل أعمل وأنا جالسة، قال:
"سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقيها من ولد إسماعيل، واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة، وهللي الله مائة".
قال ابن خلف: أحسبه قال: "تملأ ما بين السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيت".(10/38)
قلت: رواه ابن ماجة باختصار.
رواه أحمد والطبراني في الكبير، ولم يقل أحسبه، ورواه في الأوسط إلا أنه قال فيه: قلت: يا رسول الله كبرت سني ورق عظمي فدلني على عمل يدخلني الجنة.
ص.109
فقال: "بخ بخ، لقد سألت". وقال: "خير لك من مائة بدنة مقلدة مجللة تهديها إلى بيت الله تعالى، وقولي: لا إله إلا الله مائة مرة فهو خير لك مما أطبقت عليه السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل مما رفع لك إلا من قال مثل ما قلت أو زاد".
وأسانيدهم حسنة.
16868- وعن سلمى أم بني أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت: يا رسول الله أخبرني بكلمات ولا تكثر علي.
قال: "قولي: الله أكبر عشر مرات، يقول الله: هذا لي، وقولي: سبحان الله عشر مرات، يقول الله: هذا لي، وقولي: اللهم اغفر لي، يقول: قد فعلت، فتقولين عشر مرار، ويقول: قد فعلت".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
16869- وعن أبي أمامة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
"جاءني جبريل فوضع يديه إحداهما على صدري والأخرى بين كتفي، حتى وجدت برد التي في صدري بين كتفي، والتي بين كتفي في صدري، فقال: يا محمد كبر الكبير وهلل باليقين وقل: سبحان رب الأولين والآخرين".
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف.
*3* 20. باب جامع في التسبيح والتحميد وغير ذلك.
16870- عن أبي أمامة - يعني الباهلي - قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم - وأنا جالس أحرك شفتي - فقال: "بم تحرك شفتك؟". قلت: أذكر الله يا رسول الله، قال: "أفلا أخبرك بشيء إذا قلته ثم دأبت الليل والنهار
ص.110
لم تبلغه؟". قلت: بلى، قال: "تقول: الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد ما في كتابه، والحمد لله عدد ما أحصى خلقه، والحمد لله ملء ما في خلقه، والحمد لله ملء سماواته وأرضه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله على كل شيء، وتسبح مثل ذلك، وتكبر مثل ذلك".(10/39)
رواه الطبراني من طريقين وإسناد أحدهما حسن.
16871- وعن أبي أمامة أيضاً قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال: "ما تقول يا أبا أمامة؟". قلت: أذكر الله، قال: "أفلا أدلك على ما هو أكبر من ذكر الليل على النهار؟ تقول: الحمد لله عدد ما خلق، والحمد لله ملء ما خلق، والحمد لله عدد ما في السماوات وما في الأرض، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد ما أحصى كل شيء، وتسبح الله مثلهن". ثم قال: "تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك".
رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس.
16872- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"الحمد لله عدد ما خلق الله، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله ملء كل شيء، وسبحان الله ملء كل شيء، وسبحان الله عدد كل شيء".
رواه الطبراني وفيه محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، وقد نسب إلى الكذب ووثقه ابن حبان وقال: يخطئ ويخالف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16873- وعن سالم بن أبي الجعد أن أبا أمامة حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
ص.111
قال: "الحمد لله عدد ما خلق، والحمد لله ملء ما خلق، والحمد لله عدد ما في السماوات والأرض، والحمد لله ملء ما في السماوات والأرض، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله ملء كل شيء، وسبحان الله مثلها، فأعظم ذلك".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
16874- وعن أبي الدرداء قال: أبصرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال: "يا أبا الدرداء ما تقول؟". قلت: أذكر الله، قال: "أفلا أعلمك ما هو أفضل من ذكر الله الليل مع النهار، والنهار مع الليل". قلت: بلى، قال: "سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله عدد كل شيء، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد ما خلق، والحمد لله ملء ما خلق، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه".(10/40)
رواه الطبراني والبزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس اختلط، وأبو إسرائيل الملائي حسن الحديث وبقية رجالهما رجال الصحيح.
*3* 21. باب ما جاء في سبحان الله وبحمده وما ضم معها.
16875- عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة".
ص.112
رواه البزار وإسناده جيد.
16876- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من هاله الليل أن يكابده، أو بخل بالمال أن ينفقه، أو جبن عن العدو أن يقاتله، فليكثر من سبحان الله وبحمده، فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عز وجل".
رواه الطبراني وفيه سليمان بن أحمد الواسطي، وثقه عبدان وضعفه الجمهور والغالب على بقية رجاله التوثيق.
16877- وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يدع رجل منكم أن يعمل لله كل يوم ألفي حسنة، حين يصبح يقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة، فإنها ألفا حسنة، والله إن شاء أن يعمل في يومه من الذنوب مثل ذلك ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافراً".
رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
16878- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله وأتوب إليه، من قالها كتبت كما قالها، ثم علقت بالعرش لا يمحوها ذنب عمله صاحبها حتى يلقى الله يوم القيامة وهي مختومة كما قالها".
رواه البزار وفيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري البصري بضم النون وهو ضعيف، وقال الدارقطني: صويلح يعتبر به، وبقية رجاله ثقات.
*3* 22. باب الحث على التسبيح.
16879- ص.113 عن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من صباح يصبح العباد إلا وصارخ يصرخ: أيها الخلائق سبحوا الملك القدوس".
قلت: له حديث رواه الترمذي غير هذا.
رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف جداً.(10/41)
*3* 23. باب تفسير التسبيح.
16880- عن طلحة - يعني ابن عبيد الله - قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير سبحان الله؟ فقال:
"تنزيه الله تبارك وتعالى من السوء".
رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن حماد الطلحي، وهو ضعيف بسبب هذا وغيره.
*3* 24. باب فيمن قال: سبحان الله العظيم.
16881- عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من قال: سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة".
رواه أحمد وإسناده حسن.
*3* 25. باب ما جاء في الحمد.
16882- ص.114 عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عجبت من قضاء الله عز وجل للمؤمن إن أصابه خير حمد ربه وشكر، وإن أصابته مصيبة حمد ربه وصبر، المؤمن يؤجر في كل شيء".
رواه أحمد بأسانيد والطبراني في الأوسط وزاد: "في كل يؤجر المؤمن حتى في أكلته يرفعها إلى فيه".
والبزار وقال: "يؤجر في كل أمره حتى اللقمة يرفعها إلى في امرأته".
وأسانيد أحمد رجالها رجال الصحيح، وكذلك بعض أسانيد البزار.
16883- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله في السراء والضراء".
رواه الطبراني في الثلاثة بأسانيد، وفي أحدها قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وغيرهما، وضعفه يحيى القطان وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. ورواه البزار بنحوه وإسناده حسن.
16884- وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أفضل عباد الله تعالى يوم القيامة الحمادون". فذكر الحديث.
ص.115
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
16885- وعن مطرف قال: قال لي عمران: إني لأحدثك بالحديث اليوم لعل الله ينفعك به بعد اليوم، اعلم أن خيار عباد الله يوم القيامة الحمادون.
رواه أحمد موقوفاً وهو شبه المرفوع، ورجاله رجال الصحيح.(10/42)
16886- وعن الأسود بن سريع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح وإياك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إن ربك تبارك وتعالى يحب المدح".
قلت: فذكر الحديث وقد تقدم في الأدب بتمامه.
رواه أحمد بتمامه والطبراني بنحوه، وفي رواية عند الطبراني: "إن ربك يحب الحمد". بدل: "المدح".
وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح.
16887- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة فحمد الله تعالى عليها إلا كان ذلك أفضل من تلك النعمة، وإن عظمت".
رواه الطبراني وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك.
16888- وعن حذيفة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"بينا أنا أصلي إذ سمعت متكلماً يقول: اللهم لك الحمد كله، ولك الملك
ص.116
كله، بيدك الخير كله، إليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره، فأهل أن تحمد، إنك على كل شيء قدير، اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري، وارزقني عملاً زاكياً ترضى به عني". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك عز وجل".
رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
16889- وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله عز وجل يقول: إن عبدي المؤمن عندي بمنزلة كل خير يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
16890- وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"آية العز {الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك}" إلى آخر السورة.
رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
16891- وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(10/43)
"من قال: الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، والحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته، والحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه، والحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته، فقالها يطلب بها ما عند الله كتب الله له بها ألف حسنة، ورفع له بها ألف درجة ووكل بها سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف.
ص.117
16892- وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال رجل: الحمد لله كثيراً، فأعظمها الملك أن يكتبها، فراجع فيها ربه عز وجل فقيل له: اكتبها كما قالها عبدي كثيراً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن عبد الملك الواسطي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
16893- وعن أبي أيوب قال: قال رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صاحب الكلمة؟". فسكت الرجل، ورأى أنه قد هجم من رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء يكرهه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هو؟ فإنه لم يقل إلا صواباً". فقال رجل: أنا قلتها يا رسول الله، أرجو بها الخير، فقال: "والذي نفسي بيده لقد رأيت ثلاثة عشر ملكاً يبتدرون كلمتك أيهم يرفعها إلى الله تبارك وتعالى".
رواه الطبراني وإسناده حسن.(10/44)
16894- وعن أنس قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالساً في الحلقة، إذ جاء رجل فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم والقوم، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته". فلما جلس الرجل قال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا أن يحمد وينبغي له. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف قلت؟". فرد عليه كما قال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبها، فما دروا كيف يكتبونها حتى رفعوها إلى ذي العزة فقال: اكتبوها كما قال عبدي".
ص.118
قلت: روى له أبو داود في الاستفتاح في الصلاة غير هذا باختصار عنه.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
16895- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قال: الحمد لله قبل كل أحد، والحمد لله بعد كل أحد، والحمد لله على كل حال، أعطي من الأجر كعبادة من عبد الله عز وجل".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
16896- وعن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نزل عليه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إن سرك أن تعبد الله ليلة حق عبادته فقل: اللهم لك الحمد حمداً خالداً مع خلودك، ولك الحمد حمداً دائماً لا منتهى له دون مشيئتك، وعند كل طرفة عين وتنفس نفس".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن الصلت ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
قلت: وقد تقدمت أحاديث متعلقة بالحمد في باب جامع التسبيح والتحميد قبل هذا بأربعة أبواب.
*3* 26. باب ما جاء في لا حول ولا قوة إلا بالله.
16897- عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟". قال: وما هو؟ قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله".
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟".
ص.119(10/45)
ورجالهما رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، وقد حدث عنه حماد بن سلمة قبل الاختلاط.
16898- وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على إبراهيم عليه السلام فقال: يا جبريل من معك؟ قال: هذا محمد صلى الله عليه وسلم، قال له إبراهيم عليه السلام: مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة، وأرضها واسعة، قال: "وما غراس الجنة؟". قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليلة أسري بي مررت بإبراهيم صلى الله عليه وسلم فقال: يا جبريل من هذا معك؟ فقال: محمد، فسلم علي ورحب بي وقال: مر أمتك. والباقي بنحوه.
ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو ثقة لم يتكلم فيه أحد ووثقه ابن حبان.
16899- وعن عبد الله بن سعد بن أبي وقاص قال: قال لي أبو أيوب الأنصاري: ألا أعلمك كلمة علمنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى يا عم، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل علي قال: "ألا أعلمك يا أبا أيوب كلمة من كنز الجنة؟". قلت: بلى يا رسول الله بأبي أنت وأمي، قال: "أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.
16900- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أكثروا من غرس الجنة، فإنه عذب ماؤها، طيب ترابها، فأكثروا من غراسها لا حول ولا قوة إلا بالله".
ص.120
رواه الطبراني وفيه عقبة بن علي وهو ضعيف.
16901- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا حول ولا قوة إلا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم".(10/46)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بشر بن رافع الحارثي وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أن النسخة من الطبراني الأوسط سقط منها عجلان والد محمد الذي بينه وبين أبي هريرة والله أعلم.
16902- وعن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"ألا أدلكم على كنز من كنوز الجنة؟ تكثرون من قول لا حول ولا قوة إلا بالله".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف.
16903- وعن زيد بن إسحاق الأنصاري قال: أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب المسجد فقال:
"ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟". قلت: بلى يا رسول الله، قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله".
رواه الطبراني وقد سقط من الأصل المسموع وغيره من بين ابن لهيعة وبينه.
16904- وعن معاوية بن حيدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة".
رواه الطبراني.
16905- وعن قيس بن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، وقد صليت صلاة الصبح واضطجعت، فضربني برجله وقال:
ص.121
"ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟". قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن أبي شبيب وهو ثقة.
16906- وعن أبي هريرة قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض حيطان المدينة، فقال لي: "يا أبا هريرة". قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال بماله هكذا وهكذا" وأومأ بيده عن يمينه وعن شماله "وقليل ما هم".
ثم قال: "يا أبا هريرة، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟". قلت: بلى يا رسول الله، قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ من الله إلا إليه".(10/47)
ثم قال: "يا أبا هريرة، هل تدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟". قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به".
رواه البزار مطولاً هكذا ومختصراً، ورجالهما رجال الصحيح غير كميل بن زياد وهو ثقة.
16907- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تدري ما تفسيرها؟". قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله".
رواه البزار بإسنادين: أحدهما منقطع وفيه عبد الله بن خراش والغالب عليه الضعف، والآخر متصل حسن.
ص.122
16908- وعن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أراد كنز الجنة فعليه بلا حول ولا قوة إلا بالله".
رواه الطبراني من طريق عبد الله بن يزيد عن ربيعة بن بورا، وعبد الله لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
16909- وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله". ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
رواه الطبراني وفيه خالد بن نجيح وهو كذاب.
16910- وعن أبي هريرة قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا هريرة ألا أدلك على كلمة [كنز] من كنز [الجنة] تحت العرش؟". قال: قلت: فداك أبي وأمي، قال: "أن تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله". - قال أبو بلج: وأحسب أنه قال: - "فإن الله عز وجل يقول: أسلم عبدي واستسلم".
قال: قلت لأبي هريرة: لا حول ولا قوة إلا بالله؟ قال: لا إنها في سورة الكهف: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
ص.123
قلت: له حديث عند الترمذي غير هذا.(10/48)
رواه أحمد والبزار بنحوه إلا أنه قال: "ألا أدلكم على كلمة من كنز الجنة من تحت العرش".
ورجالهما رجال الصحيح، غير أبي بلج الكبير وهو ثقة.
*3* 27. (أبواب فيما جاء من أذكار الصلاة وما بعدها).
*4* 1. باب ما جاء في الأذكار عقب الصلاة.
16911- عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة، بعث بها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف، ورحيين وسقاء وجرتين، فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت حتى اشكتيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي، فاذهبي فاستخدميه. فقالت: وأنا والله لقد طحنت حتى مجلت يداي. فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما جاء بك أي بنية؟". قالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت. فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله. فأتيا جميعاً النبي صلى الله عليه وسلم فقال علي: يا رسول الله، لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: لقد طحنت حتى مجلت يداي وقد جاءك الله بسبي وسعة فأخدمنا، فقال: "والله لا أعطيكم وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم". فرجعا، فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطت أقدامهما تكشفت رؤوسهما، فثارا فقال: "مكانكما". ثم قال: "ألا
ص.124
أخبركما بخير مما سألتماني؟". قالا: بلى، قال: "كلمات علمنيهن جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: تسبحان دبر كل صلاة عشراً وتحمدان عشراً وتكبران عشراً، فإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين".
قال: فوالله ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فقال له ابن الكوا: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل العراق، ولا ليلة صفين.
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل اختلاطه، وبقية رجاله ثقات.(10/49)
16912- وعن أم الدرداء قالت: نزل بأبي الدرداء رجل، فقال أبو الدرداء: أمقيم فنسرح، أم ظاعن فنعلف؟ قال: بل ظاعن، قال: فإني سأزودك زاداً لو أجد ما هو أفضل منه لزودتك، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، ذهب الأغنياء بالدنيا والآخرة، نصلي ويصلون، ونصوم ويصومون، ويتصدقون ولا نتصدق. قال:
"ألا أدلك على شيء إذا أنت فعلته لم يسبقك أحد كان قبلك، ولم يدركك أحد بعدك إلا من فعل مثل الذي تفعل؟ دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وأربعاً وثلاثين تكبيرة".
رواه أحمد والبزار والطبراني بأسانيد، وأحد أسانيد الطبراني رجاله رجال الصحيح.
ص.125
16913- وعن أبي الدرداء أنه أتاه ناس يتحدثون إليه فقال: سأزودكم ما زودني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"إذا صليت فسبح دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، واحمد ثلاثاً وثلاثين، وكبر أربعاً وثلاثين، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
رواه الطبراني وفيه مسعود بن سليمان وهو مجهول.
16914- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أُمرنا بالتسبيح في أدبار الصلوات ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وأربعاً وثلاثين تكبيرة".
رواه الطبراني بإسنادين ورجالهما رجال الصحيح.
16915- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فيبلغ تسعاً وتسعين ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفر له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(10/50)
16916- وعن أبي كثير مولى بني هاشم أنه سمع أبا ذر الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلمات من ذكرهن مائة مرة دبر كل صلاة: الله أكبر، وسبحان
ص.126
الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن.
رواه أحمد موقوفاً، وأبو كثير لم أعرفه، وبقية رجاله حديثهم حسن.
16917- وعن ابن عمر قال: اشتكى قفراء المؤمنين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فضل به أغنياؤهم، فقالوا: يا رسول الله إخواننا صدقوا تصديقنا، وآمنوا إيماننا، وصاموا صيامنا، ولهم أموال يتصدقون بها ويصلون بها الرحم وينفقونها في سبيل الله، ونحن مساكين لا نقدر على ذلك. فقال:
"ألا أخبركم بشيء إذا أنتم فعلتموه أدركتم مثل فضلهم؟ قولوا: الله أكبر في دبر كل صلاة إحدى عشرة مرة، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، وسبحان الله مثل ذلك، تدركون مثل فضلهم". ففعلوا.
فذكروا ذلك للأغنياء ففعلوا مثل ذلك، فرجع الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فقالوا: هؤلاء إخواننا فعلوا مثل ما نقول! فقال: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، يا معشر الفقراء، ألا أبشركم فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل أغينائهم بنصف يوم خمسمائة عام".
وتلا موسى بن عبيدة: {وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون}.
رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
16918- وعن أنس قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سليم وهي تصلي في بيتها فقال: "يا أم سليم إذا صليت
ص.127
المكتوبة، فقولي: سبحان الله عشراً، والحمد لله عشراً، والله أكبر عشراً، ثم سلي ما شئت فإنه يقول لك: نعم نعم نعم - ثلاثاً - ".
رواه البزار وأبو يعلى بنحوه إلا أنه قال: فصلى في بيتها صلاة تطوع فقال: "يا أم سليم".
وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي وهو ضعيف.(10/51)
16919- وعن أم مالك الأنصارية أنها جاءت بعكة (وعاء من الجلد) سمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً فعصرها، ثم دفعها إليها، فرجعت فإذا هي ممتلئة، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: نزل فيّ شيء يا رسول الله صلى الله عليك وسلم؟ قال: "وما ذاك يا أم مالك؟". فقالت: لم رددت هديتي؟ فدعا بلالاً فسأله عن ذلك، فقال: والذي بعثك بالحق، لقد عصرتها حتى استحييت! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هنيئاً لك يا أم مالك، [هذه] بركة عجل الله ثوابها". ثم علمها في دبر كل صلاة: سبحان الله عشراً، والحمد لله عشراً، والله أكبر عشراً.
رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب ثقة ولكنه اختلط، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16920- وعن عون بن عبد الله بن عتبة قال: صلى رجل إلى جنب عبد الله بن عمرو بن العاصي فسمعه حين سلم يقول:
"اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام".
ثم صلى إلى جنب عبد الله بن عمر فسمعه حين سلم يقول مثل ذلك، فضحك الرجل، فقال له ابن عمر: ما أضحكك؟ فقال: إني صليت إلى جنب عبد الله بن عمرو فسمعته يقول مثل ذلك، فقال ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
ص.128
16921- وعن عبد الله بن أبي الهذيل قال: كانوا يستحبون إذا قضى الرجل الصلاة أن يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
16922- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".
16923- وفي رواية: و{قل هو الله أحد}.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وأحدها جيد.
16924- وعن حسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/52)
"من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
16925- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور
ص.129
العين حيث شاء: من عفا عن قاتله، وأدى ديناً خفياً، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات: {قل هو الله أحد}".
قال: فقال أبو بكر: أو إحداهن يا رسول الله؟ قال: "أو إحداهن".
رواه أبو يعلى وفيه عمر بن نبهان وهو متروك.
16926- وعن عبد الله بن أرقم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من قال دبر كل صلاة: سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، فقد اكتال بالجريب (بالمكيال) الأوفى من الأجر".
رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف جداً.
16927- وعن ابن عباس قال: كنا نعرف انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
"سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين".
رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو متروك.
16928- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال دبر الصلاة: سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قام مغفوراً له".
رواه البزار من رواية أبي الزهراء عن أنس، وأبو الزهراء لم أعرفه، وبقية رجاله رجال ثقات.
ص.130
16929- وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى قال:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
رواه البزار وإسناده حسن.
16930- وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته قال:(10/53)
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
رواه البزار والطبراني بنحوه إلا أنه زاد: "يحيي ويميت". ولم يقل: "بيده الخير". وإسنادهما حسن.
16931- وعن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر الصلاة:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
16932- وعن مكحول قال: سمعت معاوية على المنبر يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انفتل من الصلاة قال:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له
ص.131
الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف.
16933- وعن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عشر من قالهن في دبر صلواته إذا صلى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له بهن عشر حسنات ومحا عنه بهن عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له عدل عشر رقبات، وكن له حريساً من الشيطان حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي كان مثل ذلك حتى يصبح".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*4* 2. باب الاستغفار عقب الصلوات.
16934- وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال دبر كل صلاة: أستغفر الله وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمر بن فرقد وهو ضعيف.
*4* 3. باب ما يقول بعد ركعتي الفجر.
16935- ص.132 عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين قبل طلوع الفجر، ثم يقول:(10/54)
"اللهم رب جبريل وميكائيل ورب إسرافيل ورب محمد، أعوذ بك من النار". ثم يخرج إلى الصلاة.
قلت: رواه النسائي بنحوه من غير تقييد بركعتي الفجر.
رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف.
*4* 4. باب ما يفعل بعد صلاة الصبح والمغرب والعصر.
16936- عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لأن أقعد أذكر الله وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس، أحب إلي من أن أعتق رقبتين من ولد إسماعيل.
ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس، أحب إلي من أن أعتق أربع رقبات من ولد إسماعيل".
16937- وفي رواية: "لأن أذكر الله إلى طلوع الشمس أكبر وأهلل وأسبح، أحب إلي من أن أعتق أربعاً من ولد إسماعيل، ولأن أذكر الله من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلي من أن أعتق كذا وكذا من ولد إسماعيل".
ص.133
رواه كله أحمد والطبراني بنحو الرواية الثانية وأسانيده حسنة.
16938- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى صلاة الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فصلى ركعتين، انقلب بأجر حجة وعمرة".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
16939- وعن عبد الله بن عامر أن أبا أمامة وعتبة بن عبد حدثاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من صلى صلاة الصبح في جماعة ثم ثبت حتى يسبح الله سبحة الضحى، [كان] له كأجر حاج ومعتمر، تام له حجته وعمرته".
رواه الطبراني، وفيه الأحوص بن حكيم وثقه العجلي وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف لا يضر.
16940- وعن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى يمكنه الصلاة وقال:
"من صلى الصبح ثم جلس مجلسه حتى يمكنه الصلاة كانت بمنزلة حجة وعمرة متقبلتين".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الفضل بن موفق وثقه ابن حبان وضعف حديثه أبو حاتم الرازي، وبقية رجاله ثقات.
ص.134(10/55)
16941- وعن عمرة قالت: سمعت أم المؤمنين - يعني عائشة - تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من صلى صلاة الفجر - أو قال: الغداة - فقعد في مقعده، فلم يلغ بشيء من أمر الدنيا، ويذكر الله حتى يصلي الضحى أربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بنحوه، وفيه الطيب بن سلمان، وثقه ابن حبان وضعفه الدارقطني، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح.
16942- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى العصر ثم جلس يملي خيراً حتى يمسي كان أفضل ممن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل".
قلت: له حديث عند الترمذي وأبي داود غير هذا.
رواه أحمد وأبو يعلى.
16943- وفي رواية لأبي يعلى:
"لأن أجلس مع قوم يذكرون الله من غدوة حتى تطلع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس".
وفي رواية أحمد لم يذكر يزيد الرقاشي.
ورواه أبو يعلى عن المعلى بن زياد عن يزيد الرقاشي، ويزيد ضعفه الجمهور وقد وثق.
16944- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.135
"لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس أحب إلي من أعتق أربعة من بني إسماعيل، دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفاَ. ولأن أقعد مع أقوام يذكرون الله من بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من بني إسماعيل دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفاً".
قلت: رواه أبو داود باختصار.
رواه أبو يعلى وفيه محتسب أبو عائد وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات.
16945- وعن معاذ بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى صلاة الفجر ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وجبت له الجنة".
قلت: رواه أبو داود باختصار قوله: "وجبت له الجنة".
رواه أبو يعلى وفيه زبان بن فايد ضعفه الجمهور وقال أبو حاتم: صالح، وبقية رجاله حديثهم حسن.(10/56)
16946- وعن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لأن أشهد الصبح ثم أجلس فأذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله حتى تطلع الشمس".
رواه الطبراني بأسانيد في الكبير والأوسط، وأسانيده ضعيفة في بعضها محمد بن أبي حميد، وفي بعضها المقدام بن داود وغيره، وكلهم ضعفاء.
16947- وعن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأن أجلس
ص.136
من صلاة الغداة إلى أن تطلع الشمس أحب إلي من أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل".
رواه البزار والطبراني إلا أنه قال:
"لأن أصلي الغداة وأذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس أحب إلي من شد على الخيل في سبيل الله حتى تطلع الشمس".
وفي إسنادهما محمد بن أبي حميد وهو ضعيف.
16948- وعن الحسن بن علي قال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما من عبد يصلي صلاة الصبح ثم يجلس يذكر الله حتى تطلع الشمس إلا كان ذلك حجاباً من النار".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وهو ضعيف من قبل حفظه وهو في نفسه صدوق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
16949- وعن عمير بن المأموم قال: أتيت المدينة أزور ابنة عم لي تحت الحسن بن علي، فشهدت معه صلاة الصبح في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصبح ابن الزبير قد أولم، فأتى رسول ابن الزبير فقال: يا ابن رسول الله إن ابن الزبير قد أصبح قد أولم، وقد أرسلني إليك، فالتفت إلي فقال: هل طلعت الشمس؟ قلت: لا أحسب إلا قد طلعت، قال: الحمد لله الذي أطلعها من مطلعها، ثم قال: سمعت أبي وجدي - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - يقول:
"من صلى الغداة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس جعل الله بينه وبين النار ستراً".
ص.137(10/57)
ثم قال: قوموا فأجيبوا ابن الزبير. فلما انتهينا إلى الباب، تلقاه ابن الزبير على الباب فقال: يا ابن رسول الله، أبطأت عني في هذا اليوم. فقال: أما إني قد أجبتكم وأنا صائم، قال: فههنا تحفة، فقال الحسن بن علي: سمعت أبي وجدي - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - يقول:
"تحفة الصائم الذرائر أن يغلف لحيته (يلطخها بالطيب) ويجمر ثيابه (أي يبخرها بالطيب) ويذرر".
قال: قلت: يا ابن رسول الله أعد علي الحديث، قال: سمعت أبي وجدي - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - يقول:
"من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب آية محكمة، أو رحمة منتظرة، أو علماً مستطرفاً، أو كلمة تزيده هدى، أو ترده عن ردى، أو يدع الذنوب خشية أو حياء".
رواه البزار وفيه سعيد بن طريف الحداء وهو متروك.
16950- وعن أبي هريرة قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس وأبو بكر وابن مسعود ومعاذ بن جبل ونعيم بن سلامة، إذ قدم بريد على النبي صلى الله عليه وسلم من بعث بعثه، فقال أبو بكر: يا رسول الله ما رأينا بعثاً أسرع أياباً ولا أكثر مغنماً من هؤلاء! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر، ألا أدلك على ما هو أسرع إياباً وأفضل مغنماً؟ من صلى الغداة في جماعة ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس".
رواه البزار وفيه حميد مولى ابن علقمة وهو ضعيف.
16951- وعن عطاء بن السائب قال: دخلت على أبي عبد الرحمن السلمي وقد صلى الصبح وهو جالس في المسجد فقلت له: يعني لو قمت إلى فراشك كان أوطأ لك، فقال: سمعت علياً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ص.138
"من صلى الصبح ثم جلس في مصلاه صلت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه".
رواه البزار، وعطاء بن السائب قد اختلط.
16952- وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الصبح جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس.
قلت: هو في الصحيح غير قوله: يذكر الله.
رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات.(10/58)
16953- وعن مدرك قال: مررت ببلال وهو جالس حين صلى الغداة فقلت: ما يجلسك يا أبا عبد الله؟ قال: أنتظر طلوع الشمس.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير مدرك بن عوف البجلي وهو ثقة.
16954- وعن إبراهيم - يعني النخعي - قال: حدثني من رأى ابن مسعود صلى الفجر ثم قعد، فلم يقم لصلاة حتى نودي بالظهر، فقام فصلى أربعاً.
رواه الطبراني، وشيخ إبراهيم لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*4* 5. باب ما يقول بعد صلاة الصبح والمغرب.
16955- ص.139 عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال إذا صلى الصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات؛كن له كعدل أربع رقبات، وكتب له بهن عشر حسنات، ومحي عنه بهن عشر سيئات، وكن له حرزاً من الشيطان حتى يمسي، وإذا قالها بعد المغرب فمثل ذلك".
رواه أحمد الطبراني باختصار، وفي إسناد أحمد محمد بن إسحاق وهو مدلس، وفي إسناد الطبراني محمد بن أبي ليلى وهو ثقة سيئ الحفظ، وبقية رجالهما ثقات.
16956- وعن عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من قال قبل أن ينصرف ويثني رجله من صلاة المغرب والصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات؛كتب له بكل واحدة عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكانت حرزاً من كل مكروه، وحرزاً من الشيطان الرجيم، ولم يحل لذنب أن يدركه إلا الشرك، وكان من أفضل الناس عملاً، إلا رجل يفضله بقول أفضل مما قال".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وحديثه حسن.
ص.140
16957- وعن أم سلمة أن فاطمة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي إليه الخدمة، فقالت: يا رسول الله لقد مجلت يداي من الرحا، أطحن مرة وأعجن مر. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/59)
"إن يزرقك الله شيئاً يأتك، وسأدلك على خير من ذلك، إذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثاً وثلاثين، وكبري ثلاثاً وثلاثين، واحمدي أربعاً وثلاثين، فذلك مائة خير لك من الخادم. وإذا صليت الصبح فقولي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات بعد صلاة الصبح، وعشر مرات بعد صلاة المغرب، فإن كل واحدة منهن تكتب عشر حسنات، وتحط عشر سيئات، وكل واحدة منهن كعتق رقبة من ولد إسماعيل، ولا يحل لذنب كتب ذلك اليوم أن يدركه إلا أن يكون الشرك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو حرسك ما بين أن تقوليه غدوة إلى أن تقوليه عشية من كل شيطان ومن كل سوء".
رواه أحمد والطبراني بنحوه أخصر منه وقال: "هي تحرسك". مكان "وهو". وإسنادهما حسن.
16958- وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قال بعد صلاة الصبح وهو ثان رجله قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب له بكل مرة عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكن له في يومه ذلك حرزاً من كل مكروه، وحرساً من الشيطان الرجيم، وكان له بكل مرة عتق رقبة من ولد إسماعيل عن كل رقبة اثنا عشر ألفاً، ولم يلحقه يومئذ ذنب إلا الشرك بالله. ومن قال ذلك بعد صلاة المغرب كان له مثل ذلك".
ص.141
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي وهو متروك.
16959- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال دبر كل صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل أن يثني رجليه؛كان يومئذ من أفضل أهل الأرض عملاً، إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الأوسط ثقات.(10/60)
16960- وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال حين ينصرف من صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات؛أعطي بهن سبعاً، كتب له بهن عشر حسنات، ومحي عنه بهن عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له عدل عشر نسمات، وكن له حافظاً من الشيطان، وحرزاً من المكروه، ولم يلحقه في ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله، ومن قالهن حين ينصرف من صلاة المغرب أعطي مثل ذلك ليلته".
رواه الطبراني من طريق عاصم بن منصور، ولم أجد من وثقه ولا ضعفه، وبقية رجاله ثقات.
16961- وعن زميل الجهني قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال وهو ثان رجله:
"سبحان الله وبحمده، وأستغفر الله إنه كان تواباً". سبعين مرة.
ص.142
ثم يقول: "سبعين بسبعمائة، لا خير لمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائة". ثم يستقبل الناس بوجهه.
قلت: فذكر الحديث وقد تقدم في التعبير.
16962- وعن أسماء بنت واثلة بن الأسقع قالت: كان أبي إذا صلى الصبح جلس مستقبل القبلة، لا يتكلم حتى تطلع الشمس، فربما كلمته في الحاجة فلا يكلمني، فقلت: ما هذا؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من صلى الصبح ثم قرأ: {قل هو الله أحد} مائة مرة قبل أن يتكلم، فكلما قرأ: {قل هو الله أحد} غفر له ذنب سنة".
رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الرحمن القشيري وهو متروك.
*4* 6. باب الدعاء في الصلاة وبعدها.
@قلت: قد تقدم في الصلاة: "من أم قوماً فلا يخص نفسه بالدعاء دونهم".
16963- عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/61)
"إذا أقيمت الصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء، وإذا انصرف المنصرف من السماء لم يقل: اللهم أجرني من النار، وأدخلني الجنة وزوجني من الحور العين، قالت الملائكة: يا ويح هذا أعجز أن يستجير بالله من جهنم؟ وقالت الجنة: يا ويح هذا، أعجز أن يسأل الله الجنة؟ وقالت الحور العين: أعجز أن يسأل الله أن يزوجه من الحور العين".
رواه الطبراني - وقد تقدم في الصلاة - وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك.
ص.143
16964- وعن أبي موسى قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بوضوء، فتوضأ وصلى وقال:
"اللهم أصلح لي ديني، ووسع لي في ذاتي، وبارك لي في رزقي".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير عباد بن عباد المازني وهو ثقة، وكذلك رواه الطبراني.
16965- وعن يحيى بن حسان - يعني الفلسطيني - عن رجل من بني كنانة قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فسمعته يقول: "اللهم لا تخزني يوم القيامة".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
16966- وعن زاذان عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته وهو يقول:
"اللهم اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الغفور". مائة مرة.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
16967- وعن عبيد بن القعقاع قال: رمق رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فجعل يقول في صلاته:
"اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي فيما رزقتني".
ص.144
رواه أحمد، وعبيد بن القعقاع لم أعرفه.
16968- وعن عائشة أنها فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مضجعه، فلمسته بيدها فوقعت عليه وهو ساجد، وهو يقول:
"رب أعط نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير صالح بن سعيد الراوي عن عائشة وهو ثقة.
16969- وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة:(10/62)
"اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، أعذني من حر النار وعذاب القبر".
قلت: رواه النسائي غير قولها: في دبر كل صلاة.
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله ثقات.
16970- وعن أبي المليح بن أسامة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فسمعته يقول:
"رب جبريل وميكائيل ومحمد، أجرني من النار".
رواه البزار وفيه من لم أعرفه.
16971- وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى وفرغ من صلاته مسح بيمينه على رأسه وقال:
"بسم الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، اللهم أذهب عني الهم والحزن".
ص.145
16972- وفي رواية: مسح جبهته بيده اليمنى وقال فيها: "اللهم أذهب عني الهم والحزن".
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه بأسانيد، وفيه زيد العمى وقد وثقه غير واحد وضعفه الجمهور، وبقية رجال أحد إسنادي الطبراني ثقات وفي بعضهم خلاف.
16973- وعن أنس قال: ما صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة مكتوبة قط إلا قال حين أقبل علينا بوجهه:
"اللهم إني أعوذ بك من كل عمل يخزيني، وأعوذ بك من صاحب يرديني، وأعوذ بك من كل أمل يلهيني، وأعوذ بك من كل فقر ينسيني وأعوذ بك من كل غنى يطغيني".
رواه البزار، وفيه بكر بن خنيس وهو متروك وقد وثق.
ورواه أبو يعلى وفيه عقبة بن عبد الله لأصم وهو ضعيف جداً.
16974- وعن أنس بن مالك قال: كان مقامي بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا سلم قال:
"اللهم اجعل خير عمري آخره، اللهم اجعل خواتيم عملي رضوانك، اللهم اجعل خيار أيامي يوم ألقاك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف.
16975- وعن أبي أيوب قال: ما صليت خلف نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا سمعته يقول حين ينصرف:
ص.146
"اللهم اغفر خطاياي وذنوبي كلها، اللهم وأنعشني واجبرني واهدني بصالح الأعمال والأخلاق، لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت".(10/63)
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وإسناده جيد.
16976- وعن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد صلاة الفجر:
"اللهم إني أسألك ررزقاً طيباً، وعلماً نافعاً، وعملاً متقبلاً".
رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات.
16977- وعن أبي برزة الأسلمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح يرفع صوته حتى يسمع أصحابه يقول:
"اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة - ثلاث مرات - اللهم أصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي - ثلاث مرات - اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك - ثلاث مرات - اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو ضعيف.
16978- وعن أبي موسى قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح يرفع صوته حتى يسمع أصحابه يقول:
"اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة - ثلاث مرات - اللهم أصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي - ثلاث مرات - اللهم أصلح لي آخرتي التي جعلت إليها مرجعي - ثلاث مرات - اللهم أعوذ برضاك من سخطك - ثلاث مرات - اللهم أعوذ بعفوك من عقوبتك - ثلاث مرات - اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
ص.147
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن إسحاق بن طلحة وهو ضعيف.(10/64)
16979- وعن ابن عباس قال: قدم قبيصة بن المخارق الهلالي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم، فرد عليه السلام ورحب به ثم قال: "ما جاء بك يا قبيصة". قال: كبرت سني يا رسول الله ورق جلدي، وضعفت قوتي وهنت على أهلي، وعجزت عن أِشياء كنت أعملها، فعلمني كلمات ينفعني الله بهن وأوجز. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا قبيصة، قل ثلاث مرات إذا صليت الغداة: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإنك إذا قلت ذلك أمنت بإذن الله من العمى والجذام والبرص. وقل: اللهم اهدني من عندك، وأفض علي من فضلك، وانشر علي من رحمتك، وأنزل علي من بركاتك". فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولهن وقبيصة يعقد عليهن بأصابعه.
رواه الطبراني وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف.
16980- وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الرجل ليقوم في الصلاة فيدعو الدعوة فيغفر له، ولمن وراءه من المسلمين".
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف.
16981- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من دعا بهؤلاء الدعوات في دبر كل صلاة مكتوبة حلت له الشفاعة مني يوم
ص.148
القيامة: اللهم أعط محمداً الوسيلة، واجعله في المصطفين محبته، وفي العالمين درجته، وفي المقربين داره".
رواه الطبراني وفيه مطرح بن يزيد وهو ضعيف.
16982- وعن أبي أمامة قال: ما دنوت من نبيكم صلى الله عليه وسلم في صلاة مكتوبة ولا تطوع إلا سمعته يدعو بهؤلاء الكلمات لا يزيد فيهن ولا ينقص منهن:
"اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها، اللهم انعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق، فإنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير الزبير بن خريق وهو ثقة.
قلت: وتأتي أحاديث من هذا الباب في الأدعية.
*3* 28. باب ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى.(10/65)
16983- عن عبد الله بن بسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من استفتح أول نهاره بخير وختمه بخير فإن الله عز وجل يقول لملائكته: لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب".
رواه الطبراني وفيه الجراح بن يحيى المؤذن ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
16984- وعن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات؛كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات، ومحا عنه بها عشر سيئات، ورفعه الله بها عشر
ص.149
درجات وكن له كعشر رقاب، وكن له مسلمة من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملاً يقهرهن، فإن قالها حين يمسي فمثل ذلك".
رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحمد ثقات وكذلك بعض أسانيد الطبراني.
16985- وعن أبي أيوب الأنصاري قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل علي فقال: "يا أبا أيوب ألا أعلمك؟". قلت: بلى يا رسول الله، قال: "ما من عبد يقول حين يصبح: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له؛إلا كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات، وإلا كن له عدل عشر رقاب محررين، وإلا كان في جنة من الشيطان حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي كذلك".
رواه أحمد والطبراني بنحوه.
16986- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، من قالها عشر مرات حين يصبح؛كتب له بها مائة حسنة، ومحي عنه بها مائة سيئة، وكانت له عدل رقبة وحفظ بها يومئذ حتى يمسي، ومن قالها مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
ص.150
16987- وعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/66)
"من قال في يوم إذا أصبح وإذا أمسى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير؛غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر".
رواه البزار وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وهو متروك.
16988- وعن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاء، وأمره أن يتعاهد به أهله كل يوم قال:
" من قال حين يصبح: لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك، ومنك وبك وإليك. اللهم ما قلت من قول أو نذرت من نذر أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديه، ما شئت كان، وما لم تشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بك، إنك على كل شيء قدير. اللهم وما صليت من صلاة فعلى من صليت، وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت، إنك أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلماً وألحقني بالصالحين. أسألك اللهم الرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، وشوقاً إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، أعوذ بك اللهم أن أظلم أو أظلم، أو أعتدي أو يعتدى علي، أو أكتسب خطيئة مخطئة أو ذنباً لا يغفر. اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ذا الجلال والإكرام، فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا، وأشهدك - وكفى بك شهيداً - إني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك، ولك الحمد، وأنت على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك، وأشهد أن
ص.151
وعدك حق، ولقاءك حق، والجنة حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور، وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعية وعورة وذنب وخطيئة، وإني إن أثق إلا برحمتك، فاغفر لي ذنبي كله، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم".
رواه أحمد الطبراني وأحد إسنادي الطبراني رجاله وثقوا، وفي بقية الأسانيد أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
16989- وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(10/67)
"لا يدع أحدكم أن يعمل لله كل يوم ألف حسنة، حين يصبح يقول: بسم الله سبحان الله وبحمده، مائة مرة، فإنها ألف حسنة، فإنه لن يعمل إن شاء الله مثل ذلك في يومه من الذنوب، ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافراً".
رواه أحمد وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو ضعيف.
16990- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال إذا أصبح: سبحان الله وبحمده، ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله، وكان آخر يومه عتيق الله".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
16991- وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قال إذا أصبح: سبحان الله وبحمده مائة مرة فقد اشترى نفسه من الله، وكان آخر يومه عتيق الله".
ص.152
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
16992- وعن أبي أمامة الباهلي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من قال حين يصبح ثلاث مرات: اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، آمنت بك مخلصاً لك ديني، إني أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت، أتوب إليك من شر عملي، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت، فإن مات في ذلك اليوم دخل الجنة.
وإن قال حين يمسي ثلاث مرات: اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت، أتوب إليك من شر عملي، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت، فمات في تلك الليلة دخل الجنة".
ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلف ما لا يحلف على غيره، يقول:
"والله ما قالها عبد في يوم فيموت في ذلك اليوم إلا دخل الجنة، وإن قالها حين يمسي فتوفي في تلك الليلة دخل الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه، وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف.
16993- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح:
"اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا ونموت وإليك المصير".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
ص.153(10/68)
16994- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أصبح قال:
"أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله لا شريك له، لا إله إلا هو، وإليه النشور".
وإذا أمسى قال:
"أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله لا شريك له، لا إله إلا هو، وإليه المصير".
رواه البزار وإسناده جيد.
16995- وعن عائشة قالت: كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أدركه المساء في بيتي:
"أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، والحول والقدرة والسلطان في السماوات والأرض، وكل شيء لله ربي العالمين، اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت، وإليك النشور".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي وهو متروك.
16996- وعن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح وإذا أمسى:
"أصبحنا وأصبح الملك لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم إنا نسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده، ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده، اللهم إني أعوذ بك من سوء الكبر وأعوذ بك من عذاب النار".
رواه الطبراني من طريق غسان بن الربيع عن أبي إسرائيل الملائي، وكلاهما الغالب عليه الضعف وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.154
16997- وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح:
"أصبحت وأصبح الملك لله، والكبرياء والعظمة والخلق والليل والنهار، وما سكن فيهما لله وحده لا شريك له، اللهم اجعل أول هذا النهار وأوسطه فلاحاً وآخره نجاحاً، أسألك خير الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين".
رواه الطبراني وفيه فائد أبو الورقاء وهو متروك.
16998- وعن أبي سعيد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح فطلعت الشمس قال:(10/69)
"اللهم أصبحت وشهدت بما شهدت به على نفسك، وأشهدت ملائكتك وأولي العلم ومن لم يشهد بما شهدت، فاكتب شهادتي مكان شهادته: اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود السلام يا ذا الجلال والإكرام، أن تستجيب لنا دعوتنا، وأن تعطينا رغبتنا، وأن تغنينا عمن أغنيته عنا من خلقك. اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معيشتي، وأصلح لي آخرتي التي إليها منقلبي".
رواه البزار وفيه داود بن عبد الحميد وهو ضعيف.
16999- وعن عبد الله بن القاسم قال: حدثتني جارة للنبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند طلوع الفجر:
"اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة القبر".
قال أبو عيسى: فقلت لعبد الله: أرأيت إن جمعها الإنسان؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال.
ص.155
رواه أحمد ورجاله ثقات.
17000- وعن عثمان بن عفان أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير: {له مقاليد السماوات والأرض} فقال:
"ما سألني عنها أحد قبلك، تفسيرها: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، وأستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الأول والآخر والظاهر والباطن، وبيده الخير، ويحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير. من قالها إذا أصبح عشر مرات؛أُعطي عشر خصال، أما أولاهن: فتُحرز من إبليس وجنوده، وأما الثانية: فيُعطى قنطاراً من الأجر، وأما الثالثة: فيرفع له درجة في الجنة، وأما الرابعة: فيُزوَّج من الحور العين، وأما الخامسة: فيحضرها اثنا عشر ألفاً من الملائكة، وأما السادسة: فله من الأجر كمن قرأ القرآن والتوراة والإنجيل والزبور. وله مع هذا يا عثمان كمن حج واعتمر فقبلت حجته وعمرته، وإن مات من يومه طبع بطابع الشهداء".
رواه أبو يعلى (لعله الطبراني) في الكبير، وفيه الأغلب بن تميم وهو ضعيف.
17001- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذه الدعوات إذا أصبح وإذا أمسى:(10/70)
"اللهم إني أسألك من فجأة الخير، وأعوذ بك من فجأة الشر، فإن العبد لا يدري ما يفجؤه إذا أصبح وإذا أمسى".
ص.156
رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن عطية وهو متروك.
17002- وعن أبي بن كعب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا إذا أصبحنا:
"أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما من المشركين".
وإذا أمسى قال مثل ذلك.
رواه عبد الله، وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك.
17003- وعن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول إذا أصبح وإذا أمسى:
"أصبحنا على ملة الإسلام - أوأمسينا على فطرة الإسلام - ، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين".
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.
17004- وعن أبي سلام قال: مر رجل في مسجد حمص فقالوا: هذا خدم النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقمت إليه فقلت: حدثني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتداوله بينك وبينه الرجال، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.157
"ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة".
رواه أحمد وسمى خادم النبي صلى الله عليه وسلم سابقاً.
ورواه الطبراني بنحوه إلا أنه قال: عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وقال المزي: أن الأول هو الصحيح.
ورجال أحمد والطبراني ثقات.
17005- وعن المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يكون بإفريقية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من قال إذا أصبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله الجنة".
رواه الطبراني وإسناده حسن.(10/71)
17006- وعن أبان المحاربي - وكان أحد الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح وإذا أمسى: الحمد لله الذي لا أشرك به شيئاً، وأشهد أن لا إله إلا الله إلا غفرت له ذنوبه حتى يمسي، وإذا قالها إذا أمسى غفرت له ذنوبه حتى يصبح".
ص.158
رواه البزار وفيه أبان بن أبي عياش وهو متروك.
17007- وعن الحكم بن حيان المحاربي [عن أبان المحاربي] - وكان من الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح: الحمد لله ربي، لا أشرك به شيئاً، وأشهد أن لا إله إلا الله؛إلا ظل يغفر له ذنوبه حتى يمسي. وإن قالها إذا أمسى؛بات تغفر له ذنوبه حتى يصبح".
رواه الطبراني وفيه أبان بن أبي عياش وهو متروك.
17008- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة:
"ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب وهو ثقة.
17009- وعن أبي أمامة الباهلي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وإذا أمسى دعا بهذا الدعاء:
"اللهم أنت أحق من ذُكر، وأحق من عُبد، وأنصر من ابتُغي، وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا يهلك، كل شيء هالك إلا وجهك، لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك، تطاع فتشكر، وتعصى فتغفر، أقرب شهيد وأدنى حفيظ، حِلْتَ دون الثغور، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال، القلوب لك مفضية، والسر
ص.159(10/72)
عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، والخلق خلقك، والعبد عبدك، وأنت الله الرؤوف الرحيم. أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، بكل حق هو لك، وبحق السائلين عليك، أن تقبلني في هذه الغداة - أو في هذه العشية - وأن تجيرني من النار بقدرتك".
رواه الطبراني وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف مجمع على ضعفه.
17010- وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله الذي وفى؟ لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون}". حتى ختم الآية.
رواه الطبراني وفيه ضعفاء وثقوا.
17011- وعن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من قال حين يصبح: الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته؛كُتبت له حسنات".
رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى واسمه إسماعيل وهو ضعيف.
17012- وعن أبي بن كعب أنه كان له جرن من تمر، فكان ينقص، فحرسه ذات ليلة، فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم، فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال: ما أنت جني أم إنسي؟ قال: جني، قال: فناولني يدك، فناوله يده فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب، قال: هذا خلق الجن، قال: قد علمت الجن أنه ما فيهم رجل أشد مني، قال: فما جاء بك؟ قال: بلغنا أنك تحب الصدقة، فجئنا نصيب من طعامك، قال: فما ينجينا منكم؟
ص.160
قال: هذه الآية التي في سورة البقرة {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من قالها حين يمسي أجير منا حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي.
فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: "صدق الخبيث".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
قلت: وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في التفسير وفي مناقب عمر بن الخطاب.(10/73)
17013- وعن الشعبي قال: قال عبد الله - يعني ابن مسعود - : من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في بيت؛لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة حتى يصبح، أربع آيات من أولها، وآية الكرسي، وآيتين بعدها وخواتيمها.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود.
17014- وعن أبي وائل قال: سألت ابن مسعود ذات يوم بعد ما انصرفنا من صلاة الغداة، فاستأذنا عليه، قال: ادخلوا، قلنا: ننتظر هنيهة لعل بعض أهل الدار له حاجة، فأقبل يسبح، وقال: لقد ظننتم يا آل عبد الله غفلة، ثم قال: يا جارية انظري هل طلعت الشمس؟ قالت: لا ثم قال لها اثالثة: انظري هل طلعت الشمس؟ قالت: نعم، قال: الحمد لله الذي وهبنا هذا اليوم، وأقالنا فيه عثراتنا - أحسبه قال: - ولم يعذبنا بالنار.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17015- وعن الحسن قال: قال سمرة بن جندب: ألا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم مراراً، ومن أبي بكر مراراً ومن عمر مراراً؟ قلت: بلى، قال:
ص.161
"من قال إذا أصبح وإذا أمسى: اللهم أنت خلقتني وأنت تهديني، وأنت تطعمني وأنت تسقيني، وأنت تميتني وأنت تحييني. لم يسل الله شيئاً إلا أعطاه إياه".
قال: فلقيت عبد الله بن سلام فقلت: ألا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم مراراً ومن أبي بكر مراراً ومن عمر مراراً؟ قال: بلى، فحدثته بهذا الحديث فقال: بأبي وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم، هؤلاء الكلمات كان الله عز وجل قد أعطاهن موسى عليه السلام فكان يدعو بهن في كل يوم سبع مرار، فلا يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
17016- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/74)
"ما من رجل يقول إذا أصبح: اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، بأنك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك؛إلا غفر الله له ما أًصاب من ذنب في يومه ذلك، فإن قالها إذا أمسى غفر الله له ما أصاب في ليلته تلك".
قلت: عزاه شيخ الإسلام المزي في الأطراف إلى راوية ابن داسة، عن أبي داود، وعزاه إلى الترمذي، وكذلك عزى رواية مكحول، عن أنس بهذا المتن إلى أبي داود، فنظرت فإذا متن حديث مكحول:
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت". الحديث.
ولم أجد هذا في نسختي، فخشيت أن يكون حصل الوهم في حديث مسلم بن زياد كما حصل في حديث مكحول، فكتبته.
ص.162
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس.
17017- وعن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال:
"أمسينا وأمسى الملك لله الواحد القهار، الحمد لله الذي ذهب بالنهار وجاء بالليل، ونحن في عافية. اللهم هذا خلق قد جاء فما عملت فيه من سيئة فتجاوز عنها، وما عملت فيه من حسنة فتقبلها وأضعفها أضعافاً مضاعفة. اللهم إنك بجميع حاجتي عالم، وإنك على جميع نجحها قادر، اللهم أنجح الليلة كل حاجة لي، ولا تردني في دنياي، ولا تبغضني في آخرتي".
وإذا أصبح قال مثل ذلك.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف.
17018- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله، أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، من قالهن عصم من كل ساحر وكاهن وشيطان وحاسد".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
17019- وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح يقول:(10/75)
"أصبحت يا رب أشهدك وأشهد ملائكتك وأنبياءك ورسلك وجميع خلقك على شهادتي على نفسي، إني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك، وأؤمن بك وأتوكل عليك". يقولها ثلاثاً.
رواه الطبراني في الأوسط من طريق أبي جميل الأنصاري عن القاسم ولم أعرفه، وحديث بقية رجاله حسن.
17020- وعن ابن عباس - رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
"من قال: اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أنت ربي وأنا
ص.163
عبدك آمنت بك مخلصاً لك ديني، أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت، أتوب إليك من شر عملي، وأستغفرك لذنبي لا يغفر الذنوب إلا أنت، يقول ذلك ثلاث مرات، فمن قالها في يومه حرمه الله على النار".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك.
17021- وعن عبد الله بن بسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من استفتح أول نهاره بخير وختمه بخير، قال الله عز وجل لملائكته: لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب".
رواه الطبراني من طريق الحجاج بن يحيى المؤذن عن عمر بن عمرو بن عبد الأحموسي، والجراح بن يحيى لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات ولم يرو عن عمر بن عمرو إلا الجراح بن مليح البهزاني الشامي فإن كان هو إياه فهو ثقة.
17022- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة".
رواه الطبراني بإسنادين وإسناد أحدهما جيد ورجاله وثقوا.
17023- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال حين يصبح وحين يمسي: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء".
قلت: له حديث في الصحيح غير هذا.
رواه الطبراني في الأوسط.
17024- وفي رواية عنده:
ص.164
"من قال إذا أمسى: أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق، لم يضره شيء".
17025- وفي رواية عنده أيضاً:(10/76)
"من قال حين تغيب الشمس: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء في ليلته".
رواها كلها الطبراني في الأوسط، وفي الرواية الأولى محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر ولم أعرفه، ورجال الروايتين الأخرتين ثقات، وفي بعضهم خلاف.
قلت: ويأتي حديث أنس في القول من لدغة العقرب فيما يقول إذا آوى إلى فراشه.
*3* 29. باب ما يقول إذا آوى إلى فراشه وإذا انتبه.
17026- عن أنس بن مالك قال: قيل: يا رسول، إن فلاناً لم ينم البارحة، قال: "ولم؟". قال: لدغته عقرب، قال: "إنه لو قال حين آوى إلى فراشه: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه وهب بن راشد الرقي وهو متروك.
17027- وعن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من رجل يأوي إلى فراشه فيقرأ سورة من كتاب الله عز وجل إلا بعث الله عز وجل إليه ملكاً يحفظه من كل شيء يؤذيه حتى يهب متى هب".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
17028- وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا آوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان، فيقول الملك: اختم بخير، ويقول الشيطان: اختم بشر، فإن
ص.165
ذكر الله ثم نام بات الملك يكلؤه، وإذا استيقظ قال الملك: افتح بخير، وقال الشيطان: افتح بشر، فإن قال: الحمد لله الذي رد علي نفسي ولم يمتها في منامها، الحمد لله الذي {يمسك السماوات والأرض أن تزولا} إلى آخر الآية، الحمد لله الذي {يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} فإن وقع عن سريره فمات دخل الجنة".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج الشامي وهو ثقة.
17029- وعن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بفراشه فيفرش له، فيستقبل القبلة، فإذا آوى إليه توسد كفه اليمنى، ثم همس لا ندري ما يقول، فإذا كان في آخر ذلك رفع صوته فقال:(10/77)
"اللهم رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، إله - أو رب - كل شيء، منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته. اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر ليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر".
رواه أبو يعلى وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك.
17030- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب و{قل هو الله أحد} فقد أمنت من كل شيء إلا الموت".
ص.166
رواه البزار وفيه غسان بن عبيد وهو ضعيف، ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17031- وعن خباب عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يأت فراشه قط إلا قرأ: {قل يا أيها الكافرون} حتى يختم.
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
17032- وعن عباد بن أخضر - أو أحمر - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قرأ {قل يا أيها الكافرون} حتى يختمها.
رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وجابر الجعفي وكلاهما ضعيف.
17033- وعن جبلة بن حارثة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا أويت إلى فراشك فاقرأ: {قل يا أيها الكافرون} حتى تمر بآخرها فإنها براءة من الشرك".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
17034- وعن خباب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا أخذت مضجعك فاقرأ: {قل يا أيها الكافرون}".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قرأ: {قل يا أيها الكافرون} حتى يختمها.
رواه البزار وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
17035- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.167
"ألا أدلكم على كلمة تنجيكم من الشرك بالله؟ {قل يا أيها الكافرون} عند منامكم".
رواه الطبراني وفيه جبارة بن المغلس وهو ضعيف جداً.
17036- وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/78)
"إذا نام ابن آدم قال الملك للشيطان: أعطني صحيفتك، فيعطيه إياها، فما وجد في صحيفته من حسنة محا عنه بها عشر سيئات من صحيفة الشيطان، وكتبهن حسنات. وإذا أراد أحدكم أن ينام فليكبر ثلاثاً وثلاثين تكبيرة، ويحمد أربعاً وثلاثين تحميدة، ويسبح ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، فتلك مائة".
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
17037- وعن أم سلمة حدثت أن فاطمة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي الخدمة قالت: يا نبي الله، والله لقد مجلت يداي من الرحا، أطحن مرة وأعجن مرة. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن يزرقك الله شيئاً يأتك، وسأدلك على خير من ذلك، إذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثاً وثلاثين، وكبري ثلاثاً وثلاثين، واحمدي أربعاً وثلاثين، فذلك مائة خير لك من الخادم".
قلت: فذكر الحديث، وقد تقدم بتمامه فيما يفعل بعد الصبح، وإسناده حسن.
17038- وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر فاطمة وعلياً عليهما السلام إذا أخذا مضاجعهما في التسبيح والتحميد والتكبير، لا يدري عطاء أيهما أربع وثلاثين تمام المائة.
ص.168
رواه أحمد ورجاله ثقات لأن شعبة سمع من عطاء بن السائب قبل أن يختلط.
17039- وعن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: أخرج إلينا عبد الله بن عمرو قرطاساً وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول:
"اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت رب كل شيء وإله كل شيء، أشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك، والملائكة يشهدون، أعوذ بك من الشيطان وشركه، وأعوذ بك أن أقترف على نفسي سوءاً، أو أجره على مسلم".
قال أبو عبد الرحمن: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه عبد الله بن عمرو ويقول ذلك حين يريد أن ينام.
رواه أحمد وإسناده حسن.
17040- وعن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يريد أن ينام:(10/79)
"اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء وإله كل شيء، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك والملائكة يشهدون، اللهم إني أعوذ بك من الشيطان وشركه أو أن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره على مسلم".
قال أبو عبد الرحمن: كان رسول الله يعلمه عبد الله بن عمرو، ويقول ذلك حين يريد أن ينام.
رواه أحمد وإسناده حسن.
17041- وعن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يريد أن ينام:
ص.169
"اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء وإله كل شيء، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، والملائكة يشهدون. اللهم إني أعوذ بك من الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي إثماً أو أرده إلى مسلم".
17042- وفي رواية: عن عبد الله بن عمرو أنه قال لعبد الله بن يزيد: ألا أعلمك كلمات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهن أبا بكر إذا أراد أن ينام؟ فذكر نحوه.
رواه الطبراني بإسنادين، ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح غير حيي بن عبد الله المعافري، وقد وثقه جماعة وضعفه غيرهم.
17043- وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل:
"ما تقول إذا أويت إلى فراشك؟". قال: أقول: باسمك وضعت جنبي فاغفر لي ذنبي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أصبت وفقك الله".
رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف وقد قبل منه ما حدث به في فضائل الأعمال.
17044- وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل:
"ما تقول عند منامك؟". قال: أقول: باسمك اللهم وضعت جنبي فاغفر لي. قال: "غفر الله لك".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف.
17045- وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اضطجع للنوم يقول:
"باسمك ربي فاغفر لي ذنبي".
رواه أحمد وإسناده حسن.
ص.170(10/80)
17046- وعن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: "ما تقولون عند النوم؟". حتى انتهى إلى عبد الله بن رواحة، قال: أقول: أنت خلقت هذه النفس، لك محياها ومماتها، فإن توفيتها فعافها واعف عنها، وإن رددتها فاحفظها واهدها. فعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله.
رواه البزار عن عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو كذاب.
17047- وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف تقول يا حمزة إذا آويت إلى فراشك؟". قال: أقول: كذا وكذا.
قال: "كيف تقول يا علي؟". قال: أقول كذا وكذا - أحسبه قال: - "إذا أويت إلى فراشك فقل: الحمد لله الذي منّ علي وأفضل، الحمد لله رب العالمين رب كل شيء وإله كل شيء أعوذ بك من النار".
رواه البزار وفيه يحيى بن كثير أبو النضر وهو ضعيف.
17048- وعن الوليد بن الوليد أنه قال: يا رسول الله صلى الله عليك وسلم إني أجد وحشة، قال:
"إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنه لا يضرك وبالحري لا يقربك".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن محمد بن يحيى بن حبان لم يسمع من الوليد بن الوليد.
قلت: وتأتي أحاديث من نحو هذا فيما يقول إذا أرق.
ص.171
17049- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام قال:
"اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك".
رواه البزار وإسناده حسن.
17050- وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال:
"اللهم إني أعوذ بك من الشر ولوعاً ومن الجوع ضجيعاً".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه من لم أعرفه.
17051- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال إذا أوى إلى فراشه: الحمد لله الذي علا فقهر، وبطن فخبر، وملك فقدر، الحمد لله الذي يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".(10/81)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو جناب الكلبي وهو ضعيف.
17052- وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليقل أحدكم حين يريد المنام: آمنت بالله وكفرت بالطاغوت، وعد الله حق وصدق المرسلون، اللهم أعوذ بك من طوارق هذا الليل إلا طارقاً يطرق بخير".
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
17053- وعن إبراهيم بن عبد الله بن عبد القارئ أن علياً كان يقول: بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فكنت أسمعه إذا فرغ من صلاته، وتبوأ مضجعه يقول:
"اللهم أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، اللهم لا أستطيع ثناء عليك ولو حرصت ولكن أنت كما أثنيت على نفسك".
ص.172
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن عبد الله بن عبد القارئ وقد وثقه ابن حبان.
17054- وعن أبي إسحاق الهمداني عن أبيه قال: كتب لي علي بن أبي طالب وقال: أمرني به النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بوجه الله الكريم وكلماته التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك".
قال أبو إسحاق: فذكرتها لأبي ميسرة الهمداني، فحدثني بمثلها، عن عبد الله بن مسعود، غير أنه قال: "من شر ما أنت باطش بناصيته".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حماد بن عبد الرحمن الكوفي وهو ضعيف.
17055- وعن السائب بن مالك قال: كنت عند عمار، فأتاه رجل فقال: ألا أعلمك كلمات - كأنه يرفعهن إلى النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
"إذا أخذت مضجعك من الليل فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، آمنت بكتابك المنزل، ونبيك المرسل. اللهم نفسي خلقتها، لك محياها ولك مماتها، إن توفيتها فارحمها، وإن أخرتها فاحفظها بحفظ الإيمان".(10/82)
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات.
17056- وعن صفية ودحيبة ابنتا عليبة أن قيلة بنت مخرمة كانت إذا أخذت حظها من المضجع بعد العتمة قالت:
ص.173
بسم الله وأتوكل على الله، وضعت جنبي لربي، أستغفره لذنبي، حتى تقولها مراراً. ثم تقول: أعوذ بالله وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وشر ما ينزل في الأرض وشر ما يخرج منها، وشر فتن النهار وطوارق الليل إلا طارقاً يطرق بخير، آمنت بالله، اعتصمت بالله، الحمد لله الذي استسلم لقدرته كل شيء، والحمد لله الذي ذل لعزته كل شيء، والحمد لله الذي تواضع لعظمته كل شيء، والحمد لله الذي خشع لملكه كل شيء، اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وجدك الأعلى واسمك الأكبر وكلماتك التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، أن تنظر إلينا نظرة مرحومة، لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا فقيراً إلا جبرته، ولا عدواً إلا أهلكته، ولا عرياناً إلا كسوته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا أمراً لنا فيه صلاح في الدنيا والآخرة إلا أعطيتناه يا أرحم الراحمين، آمنت بالله واعتصمت به. ثم تقول: ثلاثاً وثلاثين سبحان الله، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين، والحمد لله أربعاً وثلاثين. ثم تقول: يا بنتي هذه رأس الخاتمة، إن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتته تستخدمه فقال: "ألا أدلك على خير من خادم؟". قالت: بلى، فأمرها بهذه المائة عند المضجع بعد العتمة.
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17057- وعن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا قام أحدكم من منامه فليقل: الحمد لله الذي رد فينا أرواحنا بعد إذ كنا أمواتاً".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن مسهر وهو ضعيف.
17058- وعن هند امرأة بلال قالت: كان بلال إذا أخذ مضجعه قال: اللهم تجاوز عن سيئاتي واعذرني بعلاتي.
ص.174(10/83)
رواه الطبراني، وهند لم أعرفها، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17059- وعن زيد بن ثابت أنه كان يقول حين يضطجع: اللهم إني أسألك عنى الأهل والمولى، وأعوذ بك أن تدعو على رحم قطعتها.
رواه الطبراني وإسناده جيد.
*3* 30. باب إذا تعار من الليل.
17060- عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قال حين يتحرك من الليل: بسم الله عشر مرات، وسبحان الله عشراً، آمنت بالله وكفرت بالطاغوت عشراً، وفي كل شيء يتخوفه، ولم ينبغ لذنب أن يدركه إلى مثلها".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف. وقال ابن دقيق العيد: قد وثق، فعلى هذا يكون الحديث حسناً.
17061- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من مسلم يتعار من الليل فيقول: لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله رب العالمين. اللهم اغفر لي إلا غفر له، فإن هو عزم فقام فتوضأ فدعا الله استجاب له".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبان بن أبي عياش وهو متروك.
*3* 31. باب ما يقرأ في الليل.
17062- عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ في ليلة: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} كان له نور من عدن أبين إلى مكة حشوه الملائكة".
ص.175
رواه البزار وفيه أبو قرة الأسدي لم يرو عنه غير النضر بن شميل، وبقية رجاله ثقات.
*3* 32. باب ما يقول إذا أرق أو فزع.
17063- عن خالد بن الوليد أنه أصابه أرق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت؟ قل: اللهم رب السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جاراً من شر خلقك أجمعين أن يفرط علي أحد منهم أو يطغى، عز جارك وتبارك اسمك".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من خالد بن الوليد.(10/84)
17064- ورواه في الكبير بسند ضعيف بنحوه، وقال: "كن لي جاراً من جميع الجن والإنس أن يفرط علي أحد منهم وأن لا يؤذيني عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك".
17065- وعن خالد بن الوليد قال: كنت أفزع بالليل فآخذ سيفي فلا ألقى شيئاً إلا ضربته بسيفي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك كلمات علمني الروح الأمين". فقلت: بلى، قال: "قل أعوذ بكلمات الله التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن". فقالها فذهب عنه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير المدائني، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
ص.176
17066- وعن خالد بن الوليد أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أجد فزعاً في الليل، فقال:
"ألا أعلمك كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام وزعم أن عفريتاً من الجن يكيدني، فقال: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها، ومن شر فتن الليل وفتن النهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن".
رواه الطبراني وفيه المسيب بن واضح وقد وثقه غير واحد وضعفه جماعة، وكذلك الحسن بن علي المعمري، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17067- وعن أبي أمامة حدّث خالد بن الوليد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهاويل يراها بالليل، حالت بينه وبين صلاة الليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا خالد بن الوليد، ألا أعلمك كلمات تقولهن لا تقولهن ثلاث مرات حتى يذهب الله ذلك عنك؟". قال: بلى يا رسول الله بأبي أنت وأمي فإنما شكوت هذا إليك رجاء هذا منك، قال:
"قل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".(10/85)
قالت عائشة: فلم ألبث إلا ليالي [يسيرة] حتى جاء خالد بن الوليد، فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، والذي بعثك بالحق ما أتممت الكلمات التي علمتني ثلاث مرات حتى أذهب الله عني ما كنت أجد، ما أبالي لو دخلت على أسد في حبسته بليل.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحكم بن عبد الله الأيلي وهو متروك.
ص.177
17068- وعن أبي التياح قال: قلت لعبد الرحمن بن حنيش التميمي - وكان كبيراً - : أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: فكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين، قال: إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب، وفيهم شيطان بيده شعلة من نار، يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهبط إليه جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد قل، قال: "ما أقول؟". قال: قل أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق يطرق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن، قال: فطفئت نارهم، وهزمهم الله تعالى.
17069- وفي رواية: قال: رعب - قال جعفر: أحسبه جعل يتأخر.
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بنحوه قال: فلما رآهم وجل وجاءهم جبريل صلى الله عليه وسلم.
ورجال أحد إسنادي أحمد وأبي يعلى وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح، وكذلك رجال الطبراني.(10/86)
17070- وعن ابن مسعود قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة صرف إليه النفر من الجن، فأتى رجل من الجن بشعلة من نار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل: يا محمد ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن طفئت شعلته، وانكب لمنخره، قل: أعوذ بوجه الله الكريم وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ وبرأ في الأرض وما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن.
ص.178
رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفه.
17071- وعن زيد بن ثابت قال: أصابني أرق من الليل، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"قل اللهم غارت النجوم وهدأت العيون، وأنت حي قيوم، يا حي يا قيوم أنم ليلي وأهدئ ليلي".
فقلتها فذهب عني.
رواه الطبراني وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك.
17072- وعن البراء بن عازب أن رجلاً اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحشة، فقال:
"قل سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح".
رواه الطبراني وفيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف.
17073- وعن عبادة بن الصامت قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه الوحشة، فأمره أن يتخذ زوج حمام.
رواه الطبراني، وفيه الصلت بن الجراح ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 33. باب فيمن يبيت على طهارة.
17074- عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"طهروا هذه الأجساد طهركم الله فإنه ليس من عبد يبيت طاهراً إلا بات معه في
ص.179
شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
*3* 34. باب ما يقول إذا دخل منزله وإذا خرج منه.
17075- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/87)
"من قرأ {قل هو الله أحد} حين يدخل منزله نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران".
رواه الطبراني وفيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك.
17076- وعن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كان عبد الرحمن بن عوف إذا دخل منزله قرأ في زواياه آية الكرسي.
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إلا أن عبد الله لم يسمع من ابن عوف.
17077- وعن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من مسلم يخرج من بيته يريد سفراً أو غيره فقال حين يخرج: آمنت بالله، اعتصمت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله إلا رزق خير ذلك المخرج، وصرف عنه شر ذلك المخرج".
رواه أحمد عن رجل عن عثمان، وبقية رجاله ثقات.
ص.180
17078- وعن زيد بن عبد الله بن خصيفة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خرج من بيته:
"بسم الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله، توكلت على الله، حسبي الله ونعم الوكيل".
رواه الطبراني وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو متروك.
17079- وعن عوف قال: كان عبد الله بن مسعود إذا خرج من بيته قال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله.
قال محمد بن كعب القرظي: هذا في القرآن {اركبوا فيها بسم الله} وقال: {على الله توكلنا}.
رواه الطبراني موقوفاً وإسناده منقطع، وفيه المسعودي وقد اختلط.
17080- وعن ميمونة قالت: ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال:
"اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أجهل أو يجهل علي، أو أظلم أو أظلم".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف.
*3* 35. باب ما يقول إذا دخل السوق وإذا رجع منه.
17081- عن بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من السوق قال: "اللهم
ص.181(10/88)
إني أسألك من خير هذه السوق وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يميناً فاجرة أو صفقة خاسرة".
رواه الطبراني وفيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف.
17082- وعن سليم بن حنظلة أن عبد الله - يعني ابن مسعود - أتى سدة السوق فقال:
"اللهم إني أسألك من خيرها وخير أهلها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها".
رواه الطبراني موقوفاً ورجاله رجال الصحيح غير سليم بن حنظلة وهو ثقة.
17083- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا معشر التجار، أيعجز أحدكم إذا رجع من سوقه أن يقرأ عشر آيات فيكتب الله له بكل آية حسنة؟".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير الربيع بن ثعلب وأبي إسماعيل المؤدب، وكلاهما ثقة.
قلت: وقد تقدمت أحاديث فيما يقول إذا دخل السوق في البيوع.
*3* 36. (أبواب في أذكار السفر).
*4* 1. باب ما يقول إذا خرج لسفر أو رجع منه.
17084- عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج في سفر قال:
"اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من
ص.182
الضبنة في السفر، والكآبة في المنقلب. اللهم اقبض لنا الأرض، وهوّن علينا السفر".
وإذا أراد الرجوع قال: "[آيبون] تائبون عابدون لربنا حامدون".
وإذا دخل إلى أهله قال: "توباً إلى ربنا أوباً، ولا يغادر علينا حوباً".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى والبزار وزادوا كلهم على أحمد: "آيبون". ورجالهم رجال الصحيح إلا بعض أسانيد الطبراني.
17085- وعن البراء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج لسفر قال:
"اللهم بلاغاً يبلغ خيراً، مغفرة منك ورضواناً، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم هون علينا السفر، واطو لنا الأرض، اللهم أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب".(10/89)
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.
17086- وعن جابر بن عبد الله قال: قفل النبي صلى الله عليه وسلم فلما دنا من المدينة قال:
ص.183
"آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون. اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال".
رواه الطبراني في الأوسط.
17087- وفي رواية عنده: كان إذا رجع من غزوة.
وفي الرواية الأولى من لم أعرفهم، وفي الرواية الثانية أبو سعد البقال وهو متروك.
ورواه البزار باختصار وفيه من لم أعرفه.
17088- وعن علي - يعني ابن أبي طالب - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً قال:
"اللهم بك أصول وبك أجول وبك أسير".
رواه أحمد والبزار ورجالهما ثقات.
17089- وعن سمرة بن جندب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل راجعاً إلى المدينة يقول:
"آيبون لربنا حامدون ولربنا عابدون".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم، ورواه البزار بإسناد ضعيف.
*4* 2. باب طلب الدعاء في السفر.
17090- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.184
"إذا أراد أحدكم السفر فليسلم على إخوانه، فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيراً".
رواه أبو يعلى عن شيخه عمرو بن الحصين وهو متروك.
*4* 3. باب ما يقول إذا نهض للسفر.
17091- عن أنس قال: لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم سفراً قط إلا قال حين ينهض من جلوسه:
"اللهم بك انتشرت وإليك توجهت وبك اعتصمت، اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي، اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم به وما أنت أعلم به مني، وزودني التقوى، واغفر لي ذنبي ووجهني للخير حيثما توجهت".
رواه أبو يعلى وفيه عمر بن مساور وهو ضعيف.
*4* 4. باب ما يقول عند الوداع.
17092- عن هشام بن قتادة الرهاوي عن أبيه قتادة قال: لما عقد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومي، أخذت بيده فودعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/90)
"جعل الله التقوى زادك، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيثما توجهت".
رواه الطبراني والبزار ورجالهما ثقات.
*3* 37. (بابان في أذكار ركوب الدابة ونحو ذلك).
*4* 1. باب ما يقول إذا ركب دابة.
17093- عن أبي لاس الخزاعي قال: حملنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبل من
ص.185
إبل الصدقة للحج، فقلنا: يا رسول الله ما نرى أن تحملنا هذه! فقال:
"ما من بعير إلا في ذروته شيطان، فاذكروا اسم الله عز وجل إذا ركبتموها كما أمركم الله، ثم امتهنوها لأنفسكم، فإنها تحمل بإذن الله عز وجل".
رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع في إحداهما.
17094- وعن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه سمع أباه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"على [ظهر] كل بعير شيطان، فإذا ركبتموها فسموا الله عز وجل ولا تقصروا عن حاجاتكم".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن حمزة وهو ثقة.
17095- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"على ذروة سنام كل بعير شيطان فامتهنوها".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه القاسم بن غصن وهو ضعيف.
17096- وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا ردفه ملك، ولا يخلو بشعر ونحوه إلا ردفه شيطان".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17097- وعن ابن مسعود قال:
ص.186
إذا ركب الرجل الدابة فلم يذكر اسم الله ردفه الشيطان فقال له: تغنّى، فإن لم يحسن قال له: تمنى.
رواه الطبراني موقوفاً ورجاله رجال الصحيح.
17098- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه على دابته، فلما استوى عليها كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وسبح الله ثلاثاً وهلل الله واحدة، ثم استلقى عليه فضحك، ثم أقبل عليه فقال:(10/91)
"ما من امرئ يركب دابته فيصنع كما صنعت إلا أقبل الله عز وجل فضحك إليه كما ضحكت إليك".
رواه أحمد وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
*4* 2. باب ما يقول إذا عثرت الدابة.
17099- عن أبي تميمة الهجيمي، عن من كان ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت ردفه على حمار، فعثر الحمار فقلت: تعس الشيطان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تقل: تعس الشيطان، فإنك إذا قلت: تعس الشيطان تعاظم في نفسه وقال: صرعته بقوتي، وإذا قلت: بسم الله، تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب".
رواه أحمد بأسانيد ورجالها كلها رجال الصحيح.
17100- وعن أبي المليح بن أسامة عن أبيه قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعثر بعيرنا فقلت: تعس الشيطان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقل: تعس الشيطان
ص.187
فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله، فإنه يصير مثل الذباب".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن حمران وهو ثقة.
*3* 38. باب ما يقول إذا ركب البحر.
17101- عن الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أمان أمتي من الغرق إذا ركبوا البحر أن يقولوا: {بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} }وما قدروا الله حق قدره} الآية".
رواه أبو يعلى عن شيخه جبارة بن مغلس وهو ضعيف.
17102- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أمان أمتي من الغرق إذا ركبوا السفن أو البحر أن يقولوا: بسم الله الملك {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} {بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم}".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه نهشل بن سعيد وهو متروك.
*3* 39. باب ما يقول إذا انفلتت دابته أو أراد غوثاً أو أضل شيئاً.
17103- ص.188 عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:(10/92)
"إذا أضل أحدكم شيئاً أو أراد عوناً وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني فإن لله عباداً لا نراهم". وقد جرب ذلك.
رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم إلا أن زيد بن علي لم يدرك عتبة.
17104- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله".
رواه البزار ورجاله ثقات.
17105- وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا، يا عباد الله احبسوا، فإن لله حاصراً في الأرض سيحبسه".
رواه أبو يعلى والطبراني، وزاد: "سيحبسه عليكم". وفيه معروف بن حسان وهو ضعيف.
ص.189
17106- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضالة أنه يقول:
"اللهم راد الضالة وهادي الضالة، تهدي من الضلالة، اردد علي ضالتي بقدرتك وسلطانك، فإنها من عطائك وفضلك".
رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه عبد الرحمن يعقوب بن أبي عباد المكي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 40. باب ما يقول إذا نزل منزلاً.
17107- عن عبد الرحمن بن عابس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم ير في منزله شيئاً يكرهه حتى يرتحل".
قال أبي: فلقيت عبد الرحمن بن عابس في المنام، فقلت: حدثك رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا؟ قال: نعم.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17108- وعن خولة بنت حكيم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره في منزله ذلك شيء حتى يظعن (يسير ويرتحل) عنه".
رواه أحمد والطبراني وفيه الربيع بن مالك وهو ضعيف.
ص.190(10/93)
17109- وعن عبد الله بن بسر قال: خرجت من حمص فأداني الليل إلى البقيعة، فحضرني من أهل الأرض، فقرأت هذه الآية من سورة الأعراف: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض} إلى آخر الآية. فقال بعضهم لبعض: أخرسوه الآن حتى يصبح، فلما أصبحت ركبت دابتي.
رواه الطبراني وفيه المسيب بن واضح وقد وثقه غير واحد وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17110- وعن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كنا إذا نزلنا منزلاً سبحنا حتى تحل الرحال.
قال شعبة: تسبيحاً باللسان.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
*3* 41. باب ما يقول إذا أشرف على مكان مرتفع.
17111- عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا علا نشزاً من الأرض قال:
"اللهم لك الشرف على كل شرف، ولك الحمد على كل حال".
رواه أحمد وأبو يعلى وفيه زياد النميري وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 42. باب ما تحصل به البركة في الزاد.
17112- ص.191 عن جبير بن مطعم قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أتحب يا جبير إذا خرجت في سفر أن تكون من أمثل أصحابك هيئة، وأكثرهم زاداً؟". فقلت: نعم بأبي أنت وأمي، قال: فاقرأ هذه السور الخمس: {قل يا أيها الكافرون} و{إذا جاء نصر الله والفتح} و{قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} وافتتح كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم، واختم قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم".
قال جبير: وكنت غنياً كثير المال، فكنت أخرج في سفر فأكون أبذهم هيئة وأقلهم زاداً، فما زلت منذ علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأت بهن أكون من أحسنهم هيئة، وأكثرهم زاداً حتى أرجع من سفري.
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم.
*3* 43. باب ما يقول إذا تغولت الغيلان.
17113- عن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تغولت لنا الغول أو إذا رأينا الغول ننادي بالأذان.(10/94)
رواه البزار ورجاله ثقات إلا أن الحسن البصري لم يسمع من سعد فيما أحسب.
ص.192
17114- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان، فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله حصاص".
قلت: وفيه عدي بن الفضل وهو متروك.
*3* 44. باب ما يقول إذا رأى قرية.
17115- عن ابن عمر قال: كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا رأى قرية يريد أن يدخلها قال:
"اللهم بارك لنا فيها - ثلاث مرات - اللهم ارزقنا حياها، وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحي أهلها إلينا".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
17116- وعن أبي لبابة بن عبد المنذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد دخول قرية لم يدخلها حتى يقول:
"اللهم رب السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين السبع وما أقلت، ورب الرياح وما أذرت، ورب الشياطين وما أضلت، إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
17117- وعن أبي مغيث بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أشرف على خيبر قال لأصحابه: "قفوا". ثم قال: "اللهم رب السماوات وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها. اقدموا بسم الله".
ص.193
وكان يقولها لكل قرية يريد يدخلها.
رواه الطبراني وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
17118- وعن عطاء بن أبي مروان عن أبيه أن كعباً حلف له بالذي فلق البحر لموسى أن صهيباً حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد أن يدخلها إلا قال حين يراها:
"اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الرياح وما ذرين، إنا نسألك خير هذه القرية، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عطاء بن أبي مروان وأبيه وكلاهما ثقة.(10/95)
17119- وعن قتادة قال: كان ابن مسعود إذا أراد أن يدخل قرية قال: اللهم رب السماوات وما أظلت، ورب الشياطين وما أضلت، ورب الرياح وما أذرت، أسألك خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك ابن مسعود.
17120- وعن أبي أمامة بن سهل عن أبي هريرة قال: قلت له: ما كان يخاف القوم إذا دخلوا قرية أو اشرفوا على قرية أن يقولوا: اللهم اجعل لنا فيها رزقاً، قال: كانوا يخافون جور الولاة وقحوط المطر.
ص.194
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير قيس بن سالم وهو ثقة.
*3* 45. باب ما يقول إذا هاجت الريح.
17121- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا هاجت ريح شديدة قال:
"اللهم إني أسألك من خير ما أمرت به، وأعوذ بك من شر ما أمرت به".
17122- وفي رواية: كان إذا رأى الريح فزع.
رواه أبو يعلى بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.
17123- وعن عثمان بن أبي العاص قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح الشمال قال:
"اللهم إني أعوذ بك من شر ما أرسل فيها".
رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة وهو ضعيف.
17124- وعن سلمة بن الأكوع قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح قال:
"اللهم لقحاً لا عقيماً".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير المغيرة بن عبد الرحمن وهو ثقة.
ص.195
17125- وعن عثمان بن أبي العاص قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح الشمال قال:
"اللهم إني أعوذ بك من شر ما أرسلت به".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة وهو ضعيف.
17126- وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه، وجثا على ركبتيه ومد يديه وقال:(10/96)
"اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً".
رواه الطبراني وفيه حسين بن قيس الرحبي أبو علي الواسطي الملقب بحنش وهو متروك، وقد وثقه حصين بن نمير، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 46. باب ما يقول إذا سمع صوت الرعد.
17127- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا سمعتم صوت الرعد فاذكروا الله، فإنه لا يصيب ذاكراً".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن كثير أبو النضر وهو ضعيف.
*3* 47. باب ما يقول إذا حضر العدو.
17128- عن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: قلنا يوم الخندق:
ص.196
يا رسول الله، هل من شيء نقول قد بلغت القلوب الحناجر؟ قال: "نعم اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا".
قال: فضرب الله عز وجل وجوه أعدائنا بالريح، هزمهم الله عز وجل بالريح.
رواه أحمد والبزار وإسناد البزار متصل ورجاله ثقات وكذلك رجال أحمد إلا أن في نسختي من المسند عن ربيح بن أبي سعيد، عن أبيه، وهو في البزار عن أبيه عن جده.
*3* 48. باب ما يقول إذا أصابه هم.
17129- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أصاب أحداً هم ولا حزن قط فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله عز وجل همه وأبدله مكان حزنه فرحاً". قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: "أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن".
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار إلا أنه قال: "وذهاب غمي". مكان "همي". والطبراني ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني وقد وثقه ابن حبان.
ص.197(10/97)
17130- وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من أصابه هم أو حزن فليدع بهؤلاء الكلمات: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي".
قال قائل: يا رسول الله، إن المغبون لمن غبن هؤلاء الكلمات، قال: "أجل". قال: "فقولوهن وعلموهن، فإنه من قالهن وعلمهن التماس ما فيهن أذهب الله كربه وأطال فرحه".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
17131- وعن أبي بكرة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"كلمات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين أصلح لي شأني كله".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17132- وعن ابن عباس قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضادتي الباب ونحن في البيت فقال:
"يا بني عبد المطلب إذا نزل بكم كرب أو جهد أو لأواء فقولوا: الله الله ربنا لا نشرك به شيئاً".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه صالح بن عبد الله أبو يحيى وهو ضعيف.
ص.198
17133- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من بني هاشم: "هل معكم أحد من غيركم؟". قالوا: لا، إلا ابن أختنا أو مولانا، قال: "إذا أصاب أحدكم هم أو لأواء فليقل: الله الله ربي لا أشرك به شيئاً".
رواه الطبراني في الأوسط.
17134- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: لا إله إلا الله قبل كل شيء، ولا إله إلا الله بعد كل شيء، ولا إله إلا الله يبقى ويفنى كل شيء، عوفي من الهم والحزن".
رواه الطبراني وفيه العباس بن بكار وهو ضعيف وثقه ابن حبان.
*3* 49. باب الاسترجاع وما يسترجع عنده.
@تقدم في الجنائز.
*3* 50. باب ما يقول إذا خاف سلطاناً.
17135- عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(10/98)
"إذا تخوف أحدكم السلطان فليقل: اللهم رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، كن لي جاراً من شر فلان بن فلان" - يعني الذي يريد - "وشر الجن والإنس وأتباعهم أن يفرط علي أحد منهم، عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك".
رواه الطبراني وفيه جنادة بن سلم وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17136- وعن ابن عباس قال: إذا أتيت سلطاناً مهيباً تخاف أن يسطو بك فقل: الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعاً، الله أعز مما أخاف وأحذر، وأعوذ بالله
ص.199
الممسك السماوات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه، من شر عبدك فلان، وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس، إلهي كن لي جاراً من شرهم، جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 51. باب ما يقول إذا وقعت كبيرة.
17137- عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح مظلمة، فعليكم بالتكبير فإنه يجلي العجاج الأسود".
رواه أبو يعلى وفيه عنبسة بن عبد الرحمن وهو متروك.
*3* 52. باب ما يقول إذا رأى مبتلى.
17138- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا رأى أحدكم أحداً في بلاء فليقل: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، فإنه إذا قال ذلك كان شاكراً لتلك النعمة".
قلت: رواه الترمذي باختصار.
رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط بنحوه وإسناده حسن.
17139- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.200
"من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، لم يصبه ذلك البلاء".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 53. باب ما يقول إذا رأى الكوكب ينقض.(10/99)
17140- عن عبد الله بن مسعود قال: نهينا أن نتبع أبصارنا الكواكب إذا انقضت، وأمرنا أن نقول عند ذلك:
"ما شاء الله لا قوة إلا بالله".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك.
*3* 54. باب ما يقول عند الحريق.
17141- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطفئوا الحريق بالتكبير".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
قلت: وقد تقدم في التفسير في سورة الكهف أسماء أهل الكهف إذا كتبت في شيء وألقي في الحريق طفئت بإذن الله عز وجل والله أعلم.
*3* 55. باب ما يقول إذا طنت أذنه.
17142- عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.201
"إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي، وليقل ذكر الله بخير من ذكرني به".
رواه الطبراني في الثلاثة والبزار باختصار كثير وإسناد الطبراني في الكبير حسن.
*3* 56. باب ما يقول إذا نظر في المرآة.
17143- عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال:
"الحمد لله الذي سوى خلقي وأحسن صورتي، وزان مني ما شان من غيري".
رواه البزار وفيه داود بن المحبر وهو ضعيف جداً، وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله ثقات.
17144- وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال:
"الحمد لله الذي حسن خلقي وخلقي، وزان مني ما شان من غيري".
فإذا اكتحل جعل في كل عين ثنتين وواحدة بينهما، وكان إذا لبس بدأ باليمين، وإذا خلع خلع اليسرى، وكان إذا دخل المسجد أدخل رجله اليمنى، وكان يحب التيمن في كل شيء إذا أخذ وأعطى.
رواه الطبراني وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك.
17145- وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر وجهه في المرآة قال:
ص.202
"الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، وصور صورة خلقي فأحسنها، وجعلني من المسلمين".(10/100)
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه هاشم بن عيسى البزي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 57. باب ما يقول إذا رأى الهلال.
17146- عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال:
"الله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أسألك خير هذا الشهر، وأعوذ بك من شر المحشر".
رواه عبد الله والطبراني وفيه راو لم يسم.
17147- وعن رافع بن خديج قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال:
"هلال خير ورشد". ثم قال: "اللهم إني أسألك من خير هذا، اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر، وأعوذ بك من شره". ثلاث مرات.
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17148- وعن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال:
ص.203
"اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربنا وربك الله".
رواه الطبراني وفيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
17149- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى الهلال قال:
"هلال خير ورشد، آمنت بالذي خلقك فعدلك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن عيسى اللخمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
17150- وعن عبد الله بن هشام قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلمون هذا الدعاء إذا دخلت السنة أو الشهر:
"اللهم أدخله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ورضوان من الرحمن وجواز من الشيطان".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
*3* 58. باب ما يقول إذا رأى ما يعجبه.
17151- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أنعم الله على عبد من نعمة في أهل ولا مال أو ولد فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فيرى فيه آفة دون الموت". وقرأ: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
ص.204(10/101)
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبد الملك بن زرارة وهو ضعيف.
17152- وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(10/102)
"من أنعم الله عليه بنعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله". ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن خالد بن نجيح وهو ضعيف.
17153- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ألبسه الله نعمة فليكثر من الحمد لله، ومن كثرت ذنوبه فليستغفر الله، ومن أبطأ رزقه فليكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله".
قلت: فذكر الحديث وهو بتمامه في كتاب البر والصلة.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه يونس بن تميم وهو ضعيف.
*3* 59. باب ما يقول إذا سئل عن حاله.
17154- عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: "كيف أصبحت يا فلان؟". قال: أحمد الله إليك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك الذي أردت منك".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17155- وعن يونس بن ميسرة بن حلبس قال:
ص.205
لقيت واثلة بن الأسقع فسلمت عليه، فقلت: كيف أنت يا أبا شداد أصلحك الله؟ قال: بخير يا ابن أخي.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وقد تقدم شيء من هذا في البر والصلة أو الأدب.
*3* 60. باب رب مركوبة أكثر ذكراً لله من راكبها.
17156- عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل، فقال لهم:
"اركبوها سالمة، ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فرب مركوبة خير من راكبها، وأكثر ذكراً لله تبارك وتعالى منه".
رواه أحمد وإسناده حسن.
*3* 61. باب ما يقول إذا دخل كنيسة أو رأى شيئاً من آلات الكفر.
17157- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سمع صوت ناقوس أو دخل بيعة أو كنيسة أو بيت نار أو بيت أصنام فقال: لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه؛كتب له من الأجر عدد من لم يقلها، أو كتب عند الله صديقاً".(11/1)
رواه الطبراني وفيه عمر بن الصبح وهو متروك.
*3* 62. باب ما يقول إذا اشترى خادماً أو دابة.
17158- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.206
"إذا اشترى أحدكم خادماً فليأخذ بناصيتها وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وإذا اشترى بعيراً فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك".
رواه أبو يعلى وفيه حبان بن علي وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 63. باب كفارة المجلس.
17159- عن يزيد بن الهاد عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من إنسان يكون في مجلس فيقول حين يريد أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس".
فحدثت بهذا الحديث يزيد بن خصيفة فقال: هكذا حدثني السائب بن يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.
17160- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كفارة المجلس أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك".
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف.
17161- وعن رافع بن خديج قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مجلس حتى يقول:
ص.207
"سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك". ثم يقول: "إنها كفارة لما يكون في المجلس".
رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله ثقات.
17162- وعن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"كفارة المجلس أن يقول العبد بعد أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وليس في الكبير: "بعد أن يقوم". وفيهما عطاء بن السائب وقد اختلط.
17163- وعن الزبير بن العوام قال: قلنا: يا رسول الله إنا إذا قمنا من عندك أخذنا في أحاديث الجاهلية، فقال:(11/2)
"إذا جلستم تلك المجالس التي تخافون فيها على أنفسكم فقولوا عند مقامكم: سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك، يكفر عنكم ما أصبتم فيها".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه من لم أعرفه.
17164- وعن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كفارة المجلس أن لا يقوم حتى يقول: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت تب علي واغفر لي، يقولها ثلاث مرات، فإن كان مجلس لغط كان كفارة له، وإن كان مجلس ذكر كان طابعاً عليه".
ص.208
رواه الطبراني وفيه خالد بن يزيد العمري وهو ضعيف.
17165- وعن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر كان الطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو كان كفارة له".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17166- وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".
رواه الطبراني وفيه محمد بن جامع العطار وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17167- وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه إلى سقف البيت قال:
"سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك".
قالت عائشة: فسألته عنهن فقال: "أُمرت بهن".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
17168- وعن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت يكثر أن يقول:
"سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك". قال: "إني أُمرت". فقرأ: {إذا جاء نصر الله والفتح}.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
*3* 64. (أبواب في الاستعاذة).
*4* 1. باب الاستعاذة من الشيطان.
17169- ص.209 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/3)
"من استعاذ بالله في اليوم عشر مرات من الشيطان وكل به ملكاً يرد عنه الشياطين".
رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم ويزيد الرقاشي وقد وثقا على ضعفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*4* 2. باب من استعاذ بالله فقد عاذ بمعاذ.
17170- عن عبد الله بن وهب - قلت: صوابه ابن موهب - أن عثمان قال لابن: عمر اذهب قاضياً، قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟ قال: اذهب فاقض بين الناس، قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟ قال: عزمت عليك إلا ذهبت فقضيت، قال: لا تعجل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من استعاذ بالله فقد عاذ بمعاذ".
قال: نعم، قال: إني أعوذ بالله أن أكون قاضياً، قال: وما يمنعك وقد كان أبوك يقضي؟ قال: لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من كان قاضياً فقضى بين الناس بجور كان من أهل النار، ومن كان قاضياً فقضى بجهل كان من أهل النار، ومن كان قاضياً عالماً فقضى بحق أو بعدل سأل أن ينقلب كفافاً".
ص.210
قلت: روى الترمذي طرفاً منه
رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله ثقات إلا أن عبد الله بن موهب لم أجد له سماعاً من عثمان والله أعلم.
*4* 3. باب ما يستعاذ منه.
17171- عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ودعاء لا يسمع".
رواه الطبراني وفيه يونس بن خباب وهو ضعيف.
17172- وعن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من القسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام وسيئ الأسقام".
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح.
17173- وعن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو:
"اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع".(11/4)
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17174- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
ص.211
"اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو ومن بوار الأيم ومن فتنة الدجال".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والصغير باختصار عنهما، وفيه عباد بن زكريا الصريمي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17175- وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وفتنة الصدر وعذاب القبر".
رواه الطبراني وفيه قابوس بن أبي ظبيان وقد وثق وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه البزار.
17176- وعن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"أعوذ بوجهك الكريم وباسمك الكريم من الكفر والفقر".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
17177- وعن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"استعيذوا بالله من الفقر والعيلة ومن أن تظلموا أو تظلموا".
رواه الطبراني، ويحيى بن إسحاق بن يحيى بن عبادة لم يسمع من عبادة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17178- وعن عون بن عبد الله أن عبد الله بن مسعود كان يستعيذ من أربع يقول:
ص.212
اللهم إني أعوذ بك من غنى يطغيني ومن فقر ينسيني ومن هوى يرديني ومن عمل يخزيني.
رواه الطبراني، وعون لم يسمع من ابن مسعود، وعبد الرحمن المسعودي وإن كان ثقة ولكنه اختلط.
وقد تقدم في الدعاء بعد الصلوات حديث أنس مرفوعاً أتم من هذا وهو ضعيف.
17179- وعن عقبة بن عامر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء ومن صاحب السوء ومن جار السوء في دار المقامة".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن ثابت البزار وهو ثقة.(11/5)
17180- وعن جبير بن نفير أن عوف بن مالك خرج إلى الناس فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمركم أن تتعوذوا من ثلاث: من طمع حيث لا مطمع، ومن طمع يرد إلى طبع، ومن طمع إلى غير مطمع.
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات وفي بعضهم خلاف.
17181- وعن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طمع، ومن طمع إلى غير مطمع، ومن طمع حيث لا مطمع".
رواه الطبراني وأحمد والبزار بنحوه وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف.
ص.213
17182- وعن المقدام بن معدي كرب الكندي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"تعوذوا بالله من طمع يهدي إلى طمع، ومن طمع يهدي إلى غير مطمع".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه محمد بن سعيد بن الطباع ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
17183- وعن عائشة بنت قدامة بن مظعون قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من شر الأعميين". قيل: يا رسول الله وما الأعميان؟ قال: "السيل والبعير الصؤول".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي وهو ضعيف.
قلت: ويأتي في آخر الأدعية باب في الاستعاذة وهو موضعه.
*4* 4. باب الاستعاذة إذا سمع نهاق الحمير أو نباح الكلاب.
17184- عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أيها الناس أقلوا الخروج بعد هدأة الرحل فإن لله تعالى دواب يبثها في الأرض تفعل ما تؤمر، وإذا سمعتم نهاق الحمير أو نباح الكلب فاستعيذوا بالله من الشيطان فإنها ترى ما لا ترون".
رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف.
17185- وعن صهيب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا نهق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم".
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك.
قلت: وقد تقدم في الأدب نحو هذا.
*3* 65. (بابان في مضاعفة الحسنات).(11/6)
*4* 1. باب فيمن هم بحسنة أو عملها ومضاعفة الحسنات.
17186- ص.214 عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة وسبع أمثالها، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت عليه سيئة أو يمحها الله عز وجل".
رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات.
17187- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشراً، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء، فإن عملها كتبت سيئة واحدة".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
*4* 2. باب مضاعفة الحسنات.
17188- وعن أبي عثمان - يعني النهدي - قال: بلغني عن أبي هريرة أنه قال: بلغني أن الله عز وجل يعطي عبده بالحسنة الواحدة ألف ألف حسنة، فقال أبو هريرة: لا، بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله عز وجل يعطيه ألفي ألف حسنة". ثم تلا
ص.215
{وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً}. فقال: إذا قال الله عز وجل: {أجراً عظيماً} فمن يقدر قدره.
17189- وفي رواية: أتيت أبا هريرة فقلت: بلغني أنك تقول: إن الحسنة تضاعف ألف ألف حسنة، فقال: وما أعجبك من ذلك؟ فوالله لقد سمعته، فذكر نحوه.
رواه أحمد بإسنادين والبزار بنحوه وأحد إسنادي أحمد جيد.
17190- وعن علي - يعني ابن أبي طالب - قال: قالت فاطمة لعلي: يا ابن عمي شق علي العمل والرحا، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لها: نعم، فأتاهما نبي الله صلى الله عليه وسلم من الغد وهما نائمان في لحاف واحد، فأدخل رجليه بينهما فقالت فاطمة: يا نبي الله شق علي العمل، فإن أمرت لي بخادم مما أفاء الله عليك؟ قال:(11/7)
"أفلا أعلمك ما هو خير لك من ذلك؟ تسبحين ثلاثاً وثلاثين، واحمدي ثلاثاً وثلاثين، وكبري أربعاً وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان، وذلك بأن الله تعالى يقول: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} إلى مائة ألف".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف.
*2* 39. كتاب الأدعية.
*3* 1. باب الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل.
17191- ص.219 عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"لن ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء".
رواه أحمد والطبراني، وشهر بن حوشب لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة.
17192- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقى البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة".
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه وفيه زكريا بن منظور وثقه أحمد بن صالح المصري وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
17193- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا ينفع حذر من قدر، والدعاء ينفع ما لم ينزل القضاء، وإن البلاء والدعاء ليلتقيان بين السماء والأرض فيعتلجان إلى يوم القيامة".
ص.220
رواه البزار وفيه إبراهيم بن خيثم بن عراك وهو متروك.
قلت: وقد تقدمت أحاديث في القدر من نحو هذا الباب.
*3* 2. باب فيمن يترك الدعاء.
17194- عن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة، وترك الدعاء معصية".
رواه الطبراني في الصغير.
*3* 3. باب فيمن عجز عن الدعاء.
17195- عن أبي هريرة قال: إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء.
رواه أبو يعلى موقوفاً في آخر حديث ورجاله رجال الصحيح.
*3* 4. باب طلب الدعاء.(11/8)
17196- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم مبتلين فقال:
"أما كان هؤلاء يسألون الله العافية؟".
رواه البزار ورجاله ثقات.
*3* 5. باب الاستنصار بالدعاء.
17197- عن علي - يعني ابن أبي طالب - قال:
ص.221
لما كان يوم بدر قاتلت شيئاً من قتال، ثم جئت مسرعاً لأنظر ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت فإذا هو ساجد يقول:
"يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم". لا يزيد عليهما، ثم رجعت إلى القتال، ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك، ثم ذهبت إلى القتال ثم رجعت وهو يقول ذلك، ففتح الله عليه.
رواه البزار وإسناده حسن ورواه أبو يعلى بنحوه كذلك.
17198- وعن علي أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض".
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد وهو متروك.
17199- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم ويدر لكم أرزاقكم؟ تدعون الله في ليلكم ونهاركم، فإن الدعاء سلاح المؤمن".
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف.
*3* 6. باب كراهة الاستعجال في الدعاء.
17200- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل". قالوا: يا نبي الله وكيف يستعجل؟ قال: "يقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي".
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار والطبراني في الأوسط وفيه أبو هلال الراسبي وهو ثقة وفيه خلاف، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح.
ص.222
17201- وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما على وجه الأرض من رجل مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه إياها أو كف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يعجل". قالوا: يا رسول الله وما استعجاله؟ قال: "يقول: قد دعوت ودعوت فلم يستجب لي". فقال رجل من القوم: إذاً نكثر يا رسول الله؟ قال: "الله أكثر".(11/9)
قلت: رواه الترمذي باختصار استعجال الدعاء.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف.
*3* 7. باب انتظار الفرج.
17202- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أفضل العبادة انتظار الفرج".
رواه البزار وفيه من لم أعرفه.
*3* 8. باب "ادعوا وأنتم موقنون بالإجابة".
17203- عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"القلوب أوعية، وبعضها [أوعى] من بعض، فإذا سألتم الله عز وجل أيها الناس، فسلوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل".
رواه أحمد وإسناده حسن.
ص.223
17204- وعن أنس أنه حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
17205- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها، فإذا سألتم الله فسلوه وأنتم واثقون بالإجابة، فإن الله عز وجل لا يستجيب دعاء من دعا عن ظهر قلب غافل".
رواه الطبراني وفيه بشير بن ميمون الواسطي وهو مجمع على ضعفه.
*3* 9. باب حسن الظن بالله تعالى.
@تقدم حديث أنس في الباب قبل هذا وهو حديث حسن.
17206- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: والذي لا إله غيره، لا يحسن عبد بالله الظن إلا أعطاه ظنه، وذاك بأن الخير في يده.
رواه الطبراني موقوفاً ورجاله رجال الصحيح إلا أن الأعمش لم يدرك ابن مسعود.
17207- وعن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"قال الله: أنا عند ظن عبدي بي".
رواه الطبراني وفيه يُحنَّس بن إبراهيم ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وقد تقدمت أحاديث في حسن الظن في الجنائز.
*3* 10. باب قبول دعاء المسلم.
17208- ص.224 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من مسلم ينصب وجهه لله عز وجل في مسألة إلا أعطاه إياها إما أن يعجلها له وإما أن يدخرها له".(11/10)
رواه أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
17209- ولأبي هريرة عند أبي يعلى:
"ما من مسلم يدعو بشيء إلا استجاب له فيه، فإما أن يعطيه إياه وإما أن يكفر عنه مأثماً ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم".
وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
17210- وعن أبي سعيد - يعني الخدري - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها". قالوا: إذاً نكثر، قال: "الله أكثر".
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار والطبراني في الأوسط ورجال أحمد وأبي يعلى وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة.
17211- وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال: الله تبارك وتعالى لابن آدم: يا ابن آدم ثلاث واحدة لي وواحدة
ص.225
لك وواحدة فيما بيني وبينك، أما التي لي فتعبدني ولا تشرك بي شيئاً، وأما التي لك فما عملت من عمل جزيتك به وإن أغفر فأنا الغفور الرحيم، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء والمسألة وعلي الاستجابة والعطاء".
رواه البزار عن حميد بن الربيع عن علي بن عاصم وكلاهما ضعيف وقد وثقا.
وقد تقدم حديث أنس بنحوه في الإيمان في حق الله على العباد.
17212- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله تعالى حي كريم يستحي من عبده أن يرفع يديه فيردهما صفراً ليس فيهما شيء".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
17213- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله عز وجل يستحي من ذي الشيبة المسلم إذا كان مسدداً لزوماً للسنة أن يسأل الله فلا يعطيه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن راشد وثقه ابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.(11/11)
17214- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله عتقاء من النار في كل يوم وليلة، ولكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة".
ص.226
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبان بن أبي عياش وهو متروك.
17215- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان، وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها فيستجاب له".
قلت: رواه ابن ماجة باختصار الدعوة.
رواه البزار ورجاله ثقات.
17216- وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أعطي أربعاً أعطي أربعاً، وتفسير ذلك في كتاب الله تعالى: من أعطي الذكر ذكره الله عز وجل لأن الله تعالى يقول: {فاذكروني أذكركم}. ومن أعطي الدعاء أعطي الإجابة لأن الله تعالى يقول: {ادعوني أستجب لكم}. ومن أعطي الشكر أعطي الزيادة لأن الله تعالى يقول: {لئن شكرتم
ص.227
لأزيدنكم}. ومن أعطي الاستغفار أعطي المغفرة لأن الله تعالى يقول: {استغفروا ربكم إنه كان غفاراً}".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمود بن العباس وهو ضعيف.
*3* 11. باب.
17217- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من العرب:
"إذا نزلت بكم رغبة أو رهبة إلى من تفزعون؟ قالوا: إلى الله، قال: "إذا أجابكم فإلى من تعودون؟". قالوا: إلى ما تعلم، قال: "تعلمون ولا تعملون، وتعلمون ولا تعملون". ثلاثاً.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه منصور بن صقير وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات.
*3* 12. باب في قدرة الله تعالى واحتياج العبد إليه في كل شيء.
17218- عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(11/12)
"إن الله تعالى يقول: يا عبادي كلكم ضال إلا من هديت، وضعيف إلا من قويت، وفقير إلا من أغنيت، فسلوني أعطكم، فلو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أتقى عبد من عبادي ما زاد في ملكي جناح بعوضة. ولو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أفجر عبد هو لي ما نقص من ملكي جناح بعوضة، ذلك بأني واحد، عذابي كلام، ورحمتي كلام، فمن أيقن بقدرتي على المغفرة فلم يتعاظم في نفسي أن أغفر له ذنوبه ولو كثرت".
ص.228
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الملك بن هارون بن عنترة وهو مجمع على ضعفه.
*3* 13. باب من سأل الله خيراً فلا يصرفه عن غيره.
17219- عن عبد الله بن عمرو أن رجلاً جاء فقال: اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تشرك في رحمتك إيانا أحداً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قائلها؟". فقال الرجل: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد حجبتهن عن ناس كثير".
رواه أحمد والطبراني بنحوه وإسنادهما حسن.
*3* 14. باب سؤال العبد حوائجه كلها والإكثار من السؤال.
17220- عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه عز وجل".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
17221- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليسأل أحدكم ربه حاجته أو حوائجه كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع وحتى يسأله الملح".
قلت: رواه الترمذي غير قوله: "وحتى يسأله الملح".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير سيار بن حاتم وهو ثقة.
ص.229
17222- وعن عائشة قالت: سلوا الله كل شيء حتى الشسع فإن الله إن لم ييسره لم يتسر.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبيد الله بن المنادى وهو ثقة.
*3* 15. باب إعادة الدعاء.(11/13)
17223- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: كان أحب الدعاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو ثلاثاً.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
*3* 16. باب ما يؤخر عن العبد.
17224- عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن العبد يدعو الله وهو يحبه فيقول الله عز وجل: يا جبريل اقض لعبدي هذا حاجته وأخرها فإني أحب أن أسمع صوته، وإن العبد ليدعو الله وهو يبغضه فيقول الله عز وجل: يا جبريل اقض لعبدي هذا حاجته وعجلها فإني أكره أن أسمع صوته".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك.
17225- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.230
"إن الرجل ليطلب الحاجة فيزويها الله عنه لما هو خير له فيتهم الناس ظالماً لهم فيقول: من يسعني".
رواه الطبراني وفيه عبد الغفور أبو الصباح وهو متروك.
*3* 17. باب فيما يتمناه العبد.
17226- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمناه فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته".
رواه أحمد وأبو يعلى وإسناد أحمد رجاله رجال الصحيح.
*3* 18. باب فيمن لا يرد دعاؤهم من مظلوم وغائب وغير ذلك.
17227- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه".
قلت: له عند أبي داود وغيره في دعوة المظلوم غير هذا.
رواه أحمد والبزار بنحوه وإسناده حسن.
17228- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ثلاث حق على الله أن لا يرد لهم دعوة: الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع".
رواه الترمذي باختصار المسافر وبغير هذا السياق.
رواه البزار.
ص.231
17229- وفي رواية عنده: "ثلاث لا يرد لهم دعاؤهم: الذاكر لله". فذكر نحوه.(11/14)
وفي إسناد الرواية الثانية إسحاق بن زكريا الأيلي شيخ البزار ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17230- وعن عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"غيرتان إحداهما يحبها الله والأخرى يبغضها الله، الغيرة في الريبة يحبها الله، والغيرة في غير الريبة يبغضها الله، والمخيلة إذا تصدق الرجل يحبها الله، والمخيلة في الكبر يبغضها الله".
وقال: "ثلاثة تستجاب دعوتهم: الوالد والمسافر والمظلوم". قلت: فذكر الحديث.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن يزيد الأزرق وهو ثقة.
17231- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب: دعوة المظلوم ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وهو ضعيف.
17232- وعن خزيمة بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.232
"اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام، يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
17233- وعن ابن عباس قال: بينا أنا أطوف مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع رجلاً يقول: اللهم اغفر لفلان بن فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا؟". قال: أمرني رجل أن أدعو له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد غفر لصاحبك".
رواه الطبراني وفيه الحارث بن عمران الجعفري وهو ضعيف.
*3* 19. باب دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب.
17234- عن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد".
رواه البزار.
17235- وعن أبي عبد الله الأسدي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"دعوة المظلوم وإن كان كافراً ليس دونها حجاب".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"دع ما يريبك إلى ما لا يريبك".(11/15)
رواه أحمد، وأبو عبد الله الأسدي لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.233
17236- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا دعا المرء لأخيه بظاهر الغيب قالت الملائكة: آمين ولك بمثله".
رواه البزار ورجاله ثقات.
17237- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع رأسه بعد ما سلم وهو مستقبل القبلة فقال:
"اللهم خلص سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد وضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً".
قلت: في الصحيح أنه قنت به.
رواه البزار وفيه علي بن زيد وفيه خلاف، وبقية رجاله ثقات.
*3* 20. باب دعاء المرء لنفسه.
17238- عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا بدأ بنفسه.
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17239- وعن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ قال: "دعاء المرء لنفسه".
رواه البزار بإسنادين وأحدهما جيد.
*3* 21. باب دعاء الولد لوالده.
17240- ص.234 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة فيقول: أنى لي هذه؟ فيقول: بدعاء ولدك لك".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث.
وله طرق في التوبة في استغفار الولد لوالده.
*3* 22. باب دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب.
@تقدم.
*3* 23. باب السؤال بوجه الله الكريم.
17241- عن أبي موسى الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجراً".
رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: وقد تقدم حديث في فضل الخضر عليه السلام وشيء في الصدقة في كتاب الزكاة.
*3* 24. باب فيمن يدعو وفي يده حجر.
17242- عن رجل قال: قال عبد الله بن مسعود لرجل: إذا سألت ربك الخير فلا تسأل وفي يدك حجر.(11/16)
رواه الطبراني ولم يسم الرجل، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 25. باب أوقات الإجابة.
17243- ص.235 عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا ثم تفتح أبواب السماء، ثم يبسط يده عز وجل فيقول: هل من سائل يعطى سؤله؟ فلا يزال كذلك حتى يسطع الفجر".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.
17244- وعن عثمان بن أبي العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ينادي مناد كل ليلة: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الفجر".
رواه أحمد والبزار بنحوه غير أنه قال: "إن في الليل ساعة ينادي مناد".
ورواه الطبراني بنحو لفظ أحمد ورجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق وفيه ضعف.
17245- وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشاراً".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17246- وعن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.236
"ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر".
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى ورجالهم رجال الصحيح، ورواه الطبراني.
17247- وعن علي بن أبي طالب قال بنحو حديث أبي هريرة، قلت: ومتنه:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل الأول فإنه إذا مضى ثلث الليل الأول هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فلم يزل هناك حتى يطلع الفجر فيقول قائل: ألا سائل يعطى؟ ألا داع يجاب؟ ألا سقيم يستشفى فيشفى؟ ألا مذنب يستغفر فيغفر له؟".(11/17)
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وزاد: "ألا تائب". ورجالهما ثقات. وقد صرح ابن إسحاق بالسماع.
17248- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا بقي ثلث الليل ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ من ذا الذي يسترزقتي فأرزقه؟ من ذا الذي يستكشف الضر أكشفه عنه؟ حتى يطلع الفجر".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
17249- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا نصف الليل الآخر - أو الثلث -
ص.237
فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر وينصرف القارئ من صلاة الصبح".
قلت: هو في الصحيح باختصار قوله: "وينصرف القارئ من صلاة الصبح".
رواه البزار وفيه عمرو بن خليف وهو ضعيف.
17250- وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل فيقول: ألا عبد من عبادي يدعوني فأستجيب له؟ ألا ظالم لنفسه يدعوني فأغفر له؟ ألا مقتر رزقه؟ ألا مظلوم يدعوني فأنصره؟ ألا عان فأفك عنه؟ فيكون كذلك حتى يصبح الصبح، ثم يعلو جل وعز على كرسيه".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وقال فيه: "ألا مظلوم يذكرني فأنصره؟ ألا عان يدعوني فأعينه؟". قال: "فيكون كذلك حتى يضيء الصبح". ويحيى بن إسحاق لم يسمع من عبادة ولم يرو عنه غير موسى بن عقبة، وبقية رجال الكبير رجال الصحيح.
17251- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/18)
"ينزل الله تبارك وتعالى في آخر ثلاث ساعات بقين من الليل، فينظر في الساعة الأولى في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره، فيمحو ما يشاء ويثبت، وينظر في الساعة الثانية في جنة عدن وهي مسكنه التي لا يكون فيها معه إلا الأنبياء والشهداء والصديقون، وفيها ما لم يره أحد ولا خطر على قلب بشر، ثم يهبط آخر ساعة من الليل فيقول: ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له؟ ألا سائل يسألني فأعطيه؟ ألا داع يدعوني؟ ولذلك قال الله: {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً} فيشهده الله والملائكة".
ص.238
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار بنحوه وفيه زيادة بن محمد الأنصاري وهو منكر الحديث.
17252- وعن ابن عمر قال: نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الليل أجوب دعوة؟ قال: "جوف الليل الآخر".
رواه الطبراني في الثلاثة والبزار ورجال البزار والكبير رجال الصحيح.
قلت: وقد تقدم حديث عمرو بن عبسة في باب "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى".
17253- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة".
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو مجمع على ضعفه.
17254- وعن محارب بن دثار عن عمه قال: كنت أمر على دار عبد الله بن مسعود سحراً فأسمعه يقول: اللهم دعوتني فأجبت وأمرتني فأطعت وهذا سحر فاغفر لي، فلقيته فقلت: كلمات سمعتك تقولهن من السحر، فأخبرته بهن، فقال: إن يعقوب أخر بنيه إلى السحر.
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وهو ضعيف.
*3* 26. (أبواب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك).
*4* 1. باب فيما يستفتح به الدعاء من حسن الثناء على الله سبحانه والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.(11/19)
17255- ص.239 عن عبد الله بن مسعود قال: إذا أراد أحدكم أن يسأل فليبدأ بالمدحة والثناء على الله بما هو أهله، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليسأل بعد فإنه أجدر أن ينجح.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
17256- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تجعلوني كقدح الراكب فإن الراكب يملأ قدحه فإذا فرغ وعلق معالقيه فإن كان له في الشراب حاجة أو الوضوء وإلا أهرق القدح - أحسبه قال: - فاذكروني في أول الدعاء وفي وسطه وفي آخر الدعاء".
رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
17257- وعن فضالة بن عبيد قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد إذ دخل رجل فصلى، ثم قال: اللهم اغفر لي وارحمني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله، ثم صل علي ثم ادعه".
ثم صلى آخر فحمد الله وصلى على محمد صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سل تعطه".
قلت: رواه أبو داود خلا من قوله: ثم صلى آخر إلى آخره.
رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وحديثه في الرقاق مقبول، وبقية رجاله ثقات.
قلت: وتأتي أحاديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد.
ص.240
17258- وعن أنس بن مالك قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي وهو يصلي وهو يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، يا منان يا بديع السماوات والأرضيا ذا الجلال والإكرام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى".
رواه أحمد والطبراني في الصغير ورجال أحمد ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس وإن كان ثقة.(11/20)
17259- وعن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل وهو يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام. فقال:
"لقد سأل الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب".
رواه الطبراني وفيه أبان بن عياش وهو متروك.
17260- وعن سلمة بن الأكوع الأسلمي قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا دعاء إلا استفتحه بـ:
"سبحان ربي العلي الأعلى الوهاب".
رواه أحمد والطبراني بنحوه وفيه عمر بن راشد اليمامي وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17261- وعن ابن عباس أن رجلاً قال: يا رسول الله هل من الدعاء شيء لا يرد؟ قال:
"نعم تقول: أسألك باسمك الأعلى الأعز الأجل الأكرم".
ص.241
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه من لم أعرفهم.
17262- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل على عائشة ذات غداة فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله، علمني اسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه، فقامت فتوضأت فقالت: اللهم إني أسألك من الخير كله، ما علمت منه وما لم أعلم، وباسمك العظيم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت. فقال:
"والله إنها لفي هذه الأسماء".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الله العصري وهو ضعيف.
17263- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"اسم الله الأعظم الذي إذا دعي أجاب في هذه الآية من آل عمران: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء}". إلى آخر الآية.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جسر بن فرقد وهو ضعيف.
17264- وعن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/21)
"من دعا بهؤلاء الكلمات الخمس لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه: لا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن.
17265- وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وصلى بالناس العصر وهو قاعد في الركعتين الأوليين فمر كلب ليقطع عليه صلاته، فأشفق أن يمر
ص.242
عليه فدعا سعد بن أبي وقاص على الكلب فأهلكه الله بقدرته، فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته نظر إلى الكلب قد هلك قال: "من الداعي منكم على هذا الكلب؟". فلم يتكلم أحد، فأعاد النبي صلى الله عليه وسلم فقال سعد عند ذلك: أنا الداعي يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أشفقت أن يقطع عليك صلاتك فدعوت عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "كيف دعوت عليه يا سعد؟". فقال سعد: سبحانك لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام أهلك هذا الكلب قبل أن يقطع على نبيك صلاته. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "يا سعد لقد دعوت في يوم وساعة بكلمات لو دعوت على من بين السماوات والأرض لاستجيب لك فأبشر يا سعد".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف.
17266- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(11/22)
"إذا طلبت حاجة فأحببت أن تنجح فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحكيم الكريم، بسم الله الذي لا إله إلا هو الحي الحكيم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين {كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عباد بن عبد الصمد وهو ضعيف.
17267- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بأعرابي وهو يدعو في صلاته وهو يقول: يا من لا تراه
ص.243
العيون ولا تخالطه الظنون ولا يصفه الواصفون، ولا تغيره الحوادث ولا يخشى الدوائر، يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، ولا تواري منه سماءٌ سماءً ولا أرض أرضاً ولا بحر ما في قعره ولا جبل ما في وعره، اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتيمه، وخير أيامي يوم ألقاك فيه.
فوكل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالأعرابي رجلاً فقال: "إذا صلى فائتني به". فلما أتاه وقد كان أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب من بعض المعادن، فلما أتاه الأعرابي وهب له الذهب وقال: "ممن أنت يا أعرابي؟". قال: من بني عامر بن صعصعة يا رسول الله، قال: "هل تدري لم وهبت لك الذهب؟". قال: للرحم بينا وبينك يا رسول الله، قال: "إن للرحم حقاً، ولكن وهبت لك الذهب بحسن ثنائك على الله عز وجل".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد أبي عبد الرحمن الأذرمي وهو ثقة.(11/23)
17268- وعن ربيعة بن عامر بن عباد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
17269- وعن السري عن يحيى عن رجل من طيء - وأثنى عليه خيراً - قال: كنت أسأل الله عز وجل أن يريني الاسم الذي إذا دعي به أجاب، فرأيت مكتوباً في الكوكب في السماء: يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام.
ص.244
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
17270- وعن فرات بن سلمان قال: قال علي: ألا يقوم أحدكم فيصلي أربع ركعات ويقول فيهن ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يقول:
"تم نورك فهديت فلك الحمد، عظم حلمك فعفوت فلك الحمد، فبسطت يدك فأعطيت فلك الحمد، ربنا وجهك أكرم الوجوه وجاهك أعظم الجاه، وعطيتك أفضل العطية وأهنأها، تطاع ربنا فتشكر، وتعصى ربنا فتغفر، وتجيب المضطر وتكشف الضر وتشفي السقم وتغفر الذنب وتقبل التوبة، ولا يجزي بآلائك أحد ولا يبلغ مدحتك قول قائل".
رواه أبو يعلى، والفرات لم يدرك علياً، والخليل بن مرة وثقه أبو زرعة وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
17271- وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقلت له: يا أمير المؤمنين هل حدث في الإسلام شيء؟ مرتين قال: وما ذاك؟ قلت: لا إلا أني مررت بعثمان آنفاً في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام، قال: فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه فقال: ما منعك ألا تكون رددت على أخيك السلام؟ قال عثمان: ما فعلت! قال: قلت: بلى، حتى حلف وحلفت، قال: ثم إن عثمان ذكر فقال: بلى وأستغفر الله وأتوب إليه، إنك مررت بي آنفاً وإني أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة.
ص.245(11/24)
قال سعد: فأنا أنبئك بها، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوة ثم جاءه أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من هذا؟ أبو إسحاق؟". قلت: نعم يا رسول الله، قال: "فمه؟". قلت: لا والله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاءك هذا الأعرابي فشغلك، قال: "نعم، دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لن يدعو بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له".
قلت: عند الترمذي طرف منه.
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد وأبي يعلى وأحد إسنادي البزار رجال الصحيح غير إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص وهو ثقة.
17272- وعن عمر - يعني ابن الخطاب - قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة، قال: فعظم الرب تبارك وتعالى وقال:
"إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله".
رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن خليفة الهمذاني وهو ثقة.
17273- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا قال العبد: يا رب، أربعاً قال الله تبارك وتعالى: لبيك عبدي سل تعطه".
رواه البزار وفيه الحكم بن سعيد الأموي وهو ضعيف.
ص.246
17274- وعن عبد الله يعني ابن مسعود - قال: أضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيفاً فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعاماً فلم يجد عند واحدة منهن فقال: "اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكهما إلا أنت". فأهديت إليه شاة مصلية (مشوية) فقال: "هذه من فضل الله، ونحن ننتظر الرحمة".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن زياد البرجمي وهو ثقة.(11/25)
17275- وعن ابن مسعود أنه كان يقول: يا بادئ لا بدء لك، ويا دائم لا نفاد لك، ويا حي محيي الموتى، أنت القائم على كل نفس بما كسبت.
رواه الطبراني وإسناده منقطع.
17276- وعن عبادة - يعني ابن الصامت - قال: قال أبو بكر: قوموا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لا يستغاث بي، إنما يستغاث بالله عز وجل".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث.
وقد رواه أحمد بغير هذا السياق وهو في الأدب في باب القيام.
17277- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ينادي مناد في النار: يا حنان يا منان".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
*4* باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وغيره. (في الأصل دون ترقيم)
17278- ص.247 عن علي - يعني ابن أبي طالب - قال: كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد صلى الله عليه وسلم وآل محمد.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
وقد تقدم في أول الباب قبل هذا حديث ابن مسعود وهو حديث جيد، وحديث جابر، وحديث فضالة بن عبيد.
17279- وعن أبي بن كعب قال: قال رجل: يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال:
"إذاً يكفيك الله تبارك وتعالى ما همك من دنياك وآخرتك".
قلت: رواه الترمذي ولفظه: "إذاً تكفى همك ويغفر ذنبك".
رواه أحمد وإسناده جيد.
17280- وعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أجعل شطر صلاتي دعاء لك، قال:
"ما شئت". قال: فأجعل ثلث صلاتي دعاء لك، قال: "نعم". قال: فأجعل صلاتي كلها دعاء لك، قال: "إذاً يكفيك هم الدنيا والآخرة".
رواه البزار وفيه عمر بن محمد بن صهبان وهو متروك.
ص.248(11/26)
17281- وعن محمد بن يحيى بن حبان عن أبيه عن جده أن رجلاً قال: يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي عليك؟ قال: "نعم إن شئت". قال: الثلثين؟ قال: "نعم". قال: فصلاتي كلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذاً يكفيك الله ما همك من أمر دنياك وآخرتك".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17282- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى علي مرة واحدة كتب الله عز وجل له بها عشر حسنات".
رواهما أحمد ورجالهما رجال الصحيح غير ربعي بن إبراهيم وهو ثقة مأمون.
17283- وعن عبد الله بن عمرو قال: من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة.
رواه أحمد وإسناده حسن.
17284- وعن عبد الرحمن بن عوف قال: كنت قائماً في رحبة المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة، فلبثت شيئاً ثم خرجت على أثره فوجدته قد دخل حائطاً من الأسواف، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى ركعتين، فسجد سجدة فأطال السجود فيها، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم تباديت له فقلت: بأبي وأمي، سجدتَ سجدة أشفقت أن يكون الله قد توفاك من طولها، فقال:
"إن جبريل بشرني أنه من صلى علي صلى الله عليه، ومن سلم علي سلم الله عليه".
ص.249
17285- وفي رواية عنه: كان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم منا خمسة أو أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما ينوبه من حوائجه بالليل والنهار، قال: فجئته وقد خرج، فاتبعته فدخل حائطاً من حيطان الأسواف، فصلى فسجد وأطال السجود، قلت: قبض الله روحه، قال: ورفع رأسه فدعاني فقال: "ما لك؟". فقلت: يا رسول الله أطلت السجود قلت: قبض الله روح رسوله لا أراه أبداً، قال: "سجدت لربي شكراً فيما أبلاني في أمتي، من صلى علي صلاة من أمتي كتب الله له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات".(11/27)
رواهما أبو يعلى، وفي الأولى من لم أعرفه، وفي الثانية موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
وقد تقدم من رواية أحمد في سجود الشكر.
17286- وعن أبي طلحة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسارير وجهه تبرق فقلت: يا رسول الله ما رأيتك أطيب نفساً ولا أظهر بشراً من يومك هذا، قال: "وما لي لا تطيب نفسي ويظهر بشري، وإنما فارقني جبريل عليه السلام الساعة فقال: يا محمد من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات، وقال له الملك مثل ما قال لك، قلت: يا جبريل وما ذاك الملك؟ قال: إن الله عز وجل وكل بك ملكاً من لدن خلقك إلى أن يبعثك لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا قال: وأنت صلى الله عليك".
ص.250
17287- وفي رواية: "وردّ الله عز وجل عليه مثل قوله، وعرضت عليك يوم القيامة".
قلت: عند النسائي طرف منه.
رواه الطبراني، وفي الرواية الأولى محمد بن إبراهيم بن الوليد الطبراني، وفي الثانية أحمد بن عمرو النصيبي، ولم أعرفهما، وبقية رجالهما ثقات.
وروى في الصغير والأوسط طرف منه.
17288- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج لحاجته فلم يتبعه غير عمر، ومعه فخارة ماء، فوجده ساجداً قال: فتنحى عنه حتى رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فقال:
"قد أحسنت [يا عمر] حين تنحيت عني". فقال: "أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: من صلى عليك صلاة صلى الله عليه عشراً ورفع له - أحسبه قال: - عشر درجات".
رواه البزار وفيه سلمة بن وردان وهو ضعيف.
17289- وعن عامر بن ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى علي صلاة من تلقاء نفسه صلى الله عليه بها عشراً".
قلت: رواه ابن ماجة غير قوله: "من تلقاء نفسه".
رواه البزار وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف.
17290- وعن أبي بردة بن نيار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي
ص.251(11/28)
صلاة من تلقاء نفسه صلى الله عليه بها عشر صلوات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات".
رواه البزار ورجاله ثقات.
ورواه الطبراني إلا أنه قال: "ما صلى علي عبد من أمتي صادقاً بها في قلب نفسه". وزاد: "وكتب له عشر حسنات".
17291- وعن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله وكل بقبري ملكاً أعطاه أسماع الخلائق، فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه، هذا فلان بن فلان، قد صلى عليك".
رواه البزار وفيه ابن الحميري واسمه عمران، يأتي الكلام عليه بعده، ونعيم بن ضمضم ضعفه بعضهم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17292- وعن ابن الحميري قال: قال لي عمار: يا ابن الحميري ألا أحدثك عن حبيبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا عمار إن لله ملكاً أعطاه أسماء الخلائق كلها، وهو قائم على قبري إذا مت إلى يوم القيامة، فليس أحد من أمتي يصلي علي صلاة إلا أسماه باسمه واسم أبيه قال: يا محمد صلى عليك فلان، فيصلي الرب على ذلك الرجل بكل واحدة عشراً".
رواه الطبراني، ونعيم بن ضمضم ضعيف، وابن الحميري اسمه عمران قال البخاري: لا يتابع على حديثه، وقال صاحب الميزان: لا يعرف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17293- وزاد في رواية:
ص.252
"وإني سألت ربي أن لا يصلي علي عبد صلاة إلا صلى الله عليه عشر أمثالها".
17294- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً بها ملك موكل حتى يبلغنيها".
رواه الطبراني وفيه موسى بن عمير القرشي الأعمى وهو ضعيف جداً.
17295- وعن الحسن بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"حيثما كنتم فصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حميد بن أبي زينب ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17296- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/29)
"ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن يزيد الإسكندراني ولم أعرفه، ومهدي بن جعفر ثقة وفيه خلاف، وبقية رجاله ثقات.
17297- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى علي صلاة واحدة بلغتني صلاته وصليت عليه وكتب له سوى ذلك عشر حسنات".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه راو لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
17298- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.253
"من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً، ومن صلى علي عشراً صلى الله عليه مائة، ومن صلى علي مائة كتب الله له براءة من النفاق بين عينيه وبراءة من النار وأسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء".
قلت: له عند النسائي: "من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه إبراهيم بن سالم بن شبل الهجيمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
17299- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى علي صلاة صليت عليه عشراً".
قلت: رواه النسائي إلا أنه قال: "صلى الله عليه".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
17300- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ذكرت عنده فليصل علي".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
17301- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشراً".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
17302- وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً".
رواه الطبراني وفيه حفص بن سليمان القاري وثقه وكيع وغيره وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
*4* 2. باب كيفية الصلاة عليه وما يضم إليها.
17303- ص.254 عن بريدة قال: قلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال:(11/30)
"قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآل محمد، كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
رواه أحمد وفيه أبو داود الأعمى وهو ضعيف.
17304- وعن رويفع بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى على محمد وقال: اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة، وجبت له شفاعتي".
رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير وأسانيدهم حسنة.
17305- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: جزى الله عنا محمداً ما هو أهله، أتعب سبعين كاتباً ألف صباح".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف.
17306- وعن سلامة الكندي قال: كان علي رضي الله عنه يعلم الناس الصلاة على نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم داحي المدحوات، وبارئ المسموكات، وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها، اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة تحيتك على محمد عبدك ورسولك الخاتم لما سبق، والفاتح لما أغلق، والمعين على الحق بالحق، والدامغ جيشات الأباطيل، كما حمل فاضطلع بأمرك لطاعتك، مستوفزاً في مرضاتك بغير نكل عن قدم، ولا وهن في عزم، داعياً
ص.255
لوحيك، حافظاً لعهدك، ماضياً على نفاذ أمرك، حتى أورى قبساً لقابس، به هديت القلوب بعد خوضان الفتن والإثم، بموضحات الأعلام ومنيرات الإسلام ونائرات الأحكام، فهو أمينك المأمون، وخازن علمك المخزون، وشهيدك يوم الدين، وبعثتك له نعمة، ورسولك بالحق رحمة. اللهم افسح له مفسحاً في عدلك، وأجزه مضاعفة الخير من فضلك، مهنئات غير مكدرات، من فوز ثوابك المعلول، وجزيل عطائك المجزول. اللهم علِّ على بناء الناس بناه، وأكرم مثواه لديك ونزله، وأتمم له نوره، وأجزه من أبتعاثك له، مقبول الشهادة مرضي المقالة، ذا منطق وعدل وكلام فصل وحجة وبرهان عظيم.
رواه الطبراني في الأوسط، وسلامة الكندي روايته عن علي مرسلة، وبقية رجاله رجال الصحيح.(11/31)
*4* 3. باب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند الصباح والمساء.
@تقدم في الأذكار فيما يقول إذا أصبح وإذا أمسى.
*4* 4. باب فيمن ذكر عنده فلم يصل عليه.
17307- عن حسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ذكرت عنده فخطئ الصلاة علي خطئ طريق الجنة".
رواه الطبراني وفيه بشير بن محمد الكندي وهو ضعيف.
17308- وعن حسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف، ولكن متابعة الحديث الذي قبله قد تقويه، والله أعلم.
ص.256
17309- وعن عمار بن ياسر قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: "آمين آمين آمين". فلما نزل قيل له، فقال:
"أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، قل: آمين، فقلت: آمين. ورغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخلاه الجنة فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين. ورجل ذكرت عنده فلم يصلي عليك فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين".
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
17310- وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: "آمين آمين آمين". قال: ثم ذكر الحديث.
رواه البزار هكذا وفيه جارية بن هرم الفقيمي وهو ضعيف.
17311- وعن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: "آمين آمين آمين". ثم قال:
"من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله، قولوا: آمين. ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده الله، قولوا: آمين. ومن ذكرت عنده فلم يصل علي فأبعده الله، قولوا: آمين".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
17312- وعن ابن عباس قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر إذ قال: "آمين". ثلاث مرات، فسئل عن ذلك فقال:
ص.257(11/32)
"أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: من ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، قال: ومن أدرك والديه أو أحدهما فمات ولم يغفر له فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومن أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين".
رواه الطبراني وفيه يزيد بن أبي زياد وهو مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات.
17313- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم ارتقى على المنبر فأمّن ثلاث مرات ثم قال: "تدرون لما أمنت؟". قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "جاءني جبريل عليه السلام فقال: إنه من ذكرت عنده فلم يصل عليك دخل النار فأبعده الله وأسحقه، قلت: آمين. ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يبرهما دخل النار فأبعده الله وأسحقه، قلت: آمين. ومن أدرك رمضان فلم يغفر له دخل النار فأبعده الله وأسحقه، فقلت: آمين".
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن عبد الله بن كيسان وفيه ضعف.
17314- وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وصعد المنبر فقال: "آمين آمين آمين". فلما انصرف قيل: يا رسول الله، لقد رأيناك صنعت شيئاً ما كنت تصنعه، فقال:
ص.258
"إن جبريل تبدى لي في أول درجة فقال: يا محمد من أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة فأبعده الله ثم أبعده، فقال: فقلت: آمين. ثم قال لي في الدرجة الثانية: ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ثم أبعده، فقلت: آمين. ثم تبدى لي في الدرجة الثالثة فقال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله ثم أبعده، فقلت: آمين".
رواه البزار والطبراني بنحوه وفيه من لم أعرفهم.
17315- وعن جابر بن سمرة قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: "آمين آمين آمين". فلما نزل سئل عن ذلك فقال:(11/33)
"أتاني جبريل فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، قل: آمين، فقلت: آمين. ورغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك قل: آمين، فقلت: آمين. ورغم أنف رجل أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له، قل: آمين، فقلت: آمين". هذا أو نحوه.
رواه البزار عن شيخه محمد بن جوان ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، وفي قيس بن الربيع خلاف.
17316- وعن أنس بن مالك قال: ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم على درجة من المنبر فقال: "آمين". ثم ارتقى درجة أخرى فقال: "آمين". ثم ارتقى الثالثة فقال: "آمين". ثم جلس.
ص.259
قال: فسألوه: على ما أمنت يا رسول الله؟ قال:
"أتاني جبريل فقال: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، قلت: آمين. ورغم أنف امرئ أدرك أحد أبويه أو كلاهما فلم يدخل الجنة، قلت: آمين. ورغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت: آمين".
رواه البزار وفيه سلمة بن وردان وهو ضعيف، وقد قال فيه البزار: صالح وبقية رجاله رجال الصحيح.
17317- وعن كعب بن عجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً إلى المنبر فقال حين ارتقى درجة: "آمين". ثم رقي أخرى فقال: "آمين". ثم رقي الثالثة فقال: "آمين". فلما نزل عن المنبر وفرغ قلنا: يا رسول الله لقد سمعنا منك كلاماً اليوم، قال: "وسمعتوه؟". قالوا: نعم، قال:
"إن جبريل صلى الله عليه وسلم عرض علي حين ارتقيت درجة، فقال: بعد من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما فلم يدخل الجنة". قال: "قلت: آمين. وقال: بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين، ثم قال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
17318- وعن مالك بن الحويرث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقي عتبة المنبر فقال: "آمين". ثم رقي أخرى فقال: "آمين". ثم رقي عتبة أخرى فقال: "آمين". فقال:
ص.260(11/34)
"أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين. ومن أدرك رمضان فلم يغفر له أبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين. ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك أبعده الله، قل: آمين، فقلت".
رواه الطبراني وفيه عمران بن أبان وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات.
وقد خرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه من هذه الطريق.
17319- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقي المنبر فقال: "آمين آمين آمين". فقيل: يا رسول الله ما كنت تصنع هذا؟ فقال:
"إن جبريل صلى الله عليه وسلم قال: رغم أنف من دخل عليه رمضان ثم لم يغفر له، ثم رغم أنف عبد - أو بعد - أدرك والديه أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة، ثم قال: رغم أنف عبد - أو رجل - ، - أو بعد - ذكرت عنده فلم يصل عليك. فقلت: آمين".
قلت: في الصحيح منه ما يتعلق ببر الوالدين فقط، بنحوه.
رواه البزار وفيه كثير بن زيد الأسلمي وقد وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
*4* 5. باب الصلاة على غيره.
17320- عن ابن عباس قال:
ص.261
لا ينبغي الصلاة من أحد على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح.
17321- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ربما كسب رجل مالاً من حلال فأطعم نفسه، ورجل يكون له مال يكون فيه الصدقة فقال: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك و[صل] على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، فإنه له زكاة".
رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
*3* 27. باب الدعاء بالأعمال الصالحة.
@تقدم في بر الوالدين، له طرق.
*3* 28. باب الدعاء عقيب الصلوات.
@تقدم في الأذكار، في الذكر عقيب الصلوات.
*3* 29. باب النهي عن رفع البصر عند الدعاء.
17322- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/35)
"لينتهين ناس عن رفع أبصارهم إلى السماء عند الدعاء حتى تخطف". - يعني تخطف أبصارهم - .
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور وهو ثقة.
*3* 30. باب ما جاء في الإشارة في الدعاء ورفع اليدين.
17323- ص.262 عن سهل بن سعد قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهراً يديه [قط] يدعو على منبر ولا غيره، ما كان يدعو إلا يضع يديه حذو منكبيه ويشير بإصبعيه إشارة.
رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الزرقي المدني وثقه ابن حبان وضعفه مالك وجمهور الأئمة، وبقية رجاله ثقات.
17324- وعن أنس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسعد يدعو بإصبعين فقال: "أحِّد يا سعد".
رواه أحمد ولم يسم تابعيه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17325- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر رجلاً يدعو بإصبعيه جميعاً فنهاه وقال: "بإحداهما باليمين".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
17326- ورواه الطبراني في الأوسط، ولفظه: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل يشير بإصبعيه فقال: "أوحد - أو أحد - ".
ورجاله ثقات.
ص.263
17327- وعن ابن عمر أنه رأى رجلاً يشير بإصبعيه، فقبض إحدى إصبعيه وقال: "إنما الله إله واحد".
رواه الطبراني موقوفاً ورجاله رجال الصحيح.
17328- وعن ابن عمر قال: إن رفعكم أيديكم بدعة، ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا - يعني الصدر - .
رواه أحمد وفيه بشر بن حرب وهو ضعيف.
17329- وعن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً بعرفة يدعو هكذا - ورفع يديه - وجعل يديه حيال ثندوته، وجعل بطون كفيه مما يلي الأرض.
17330- وفي رواية: وجعل ظهر كفيه مما يلي وجهه، ورفعهما فوق ثندوته وأسفل من منكبيه.
17331- وفي رواية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بعرفة هكذا - يعني بظاهر كفيه - .
17332- وفي رواية: ووصف عثمان رفع حماد يديه وكفيه مما يلي الأرض.(11/36)
رواها كلها أحمد وفيها بشر بن حرب وهو ضعيف.
17333- وعن خلاد بن السائب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سأل جعل باطن كفيه إليه، وإذا استعاذ جعل ظاهرهما إليه.
ص.264
رواه أحمد مرسلاً وإسناده حسن.
17334- وعن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بعرفة ويداه إلى صدره كاستطعام المسكين.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسين بن عبد الله بن عبيد الله وهو ضعيف.
17335- وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه يدعو حتى إني لأسأم له مما يرفعهما.
رواه أحمد بثلاثة أسانيد ورجالها كلها رجال الصحيح.
17336- وعن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه في الدعاء حتى رئي بياض إبطيه.
رواه أبو يعلى، وأبو هلال صاحب أبي برزة لم أعرفه، ويزيد بن أبي زياد مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات.
17337- وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه.
رواه البزار عن شيخه محمد بن يزيد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
ص.265
17338- وعن أنس بن مالك قال: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه بعرفة يدعو، فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: هذا الابتهال، ثم صاحت الناقة ففتح إحدى يديه، فأخذها وهو رافع الأخرى.
رواه البزار والطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال: فرفع يديه فسقط زمام الناقة، فتناوله ورفع يديه. وزاد: هذا الابتهال والتضرع.
ورجال البزار رجال الصحيح، غير أحمد بن يحيى الصوفي وهو ثقة، ولكن الأعمش لم يسمع من أنس.
17339- وعن يزيد بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ومعه نفر حتى وقف على القرن دون المريطا، رافعاً يديه مستقبل القبلة يدعو.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن سعيد أبو الخريف السوائي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
17340- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/37)
"إن ربكم حي كريم يستحي أن يرفع العبد يديه فيردهما صفراً، لا خير فيهما، فإذا رفع أحدكم يديه فليقل: يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، يا أرحم الراحمين - ثلاث مرات - ثم ذا رد يديه فليفرغ الخير على وجهه".
رواه الطبراني وفيه الجارود بن يزيد وهو متروك.
17341- وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما رفع قوم أكفهم إلى الله عز وجل يسألونه شيئاً إلا كان حقاً على الله أن يضع في أيديهم الذي سألوا".
ص.266
قلت: له حديث في السنن غير هذا.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17342- وعن خالد بن الوليد أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضيق في مسكنه، فقال:
"ارفع يديك إلى السماء وسل الله السعة".
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن.
17343- وعن خلاد بن السائب عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا رفع راحتيه إلى وجهه.
رواه الطبراني وفيه حفص بن هاشم بن عتبة وهو مجهول.
17344- وعن جرير قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً بعرفة متأبطاً رداءه، لا يجاوزان رأسه، وعضلتاه ترعدان.
رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف.
17345- وعن محمد بن أبي يحيى قال: رأيت عبد الله بن الزبير ورأى رجلاً رافعاً يديه يدعو قبل أن يفرغ من صلاته فلما فرغ منها قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه حتى يفرغ من صلاته.
رواه الطبراني وترجم له فقال: محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن عبد الله بن الزبير ورجاله ثقات.
17346- وعن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.267
"سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسلوه بظهورها".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عمار بن خالد الواسطي وهو ثقة.
*3* 31. باب التأمين على الدعاء.(11/38)
17347- عن أبي هبيرة عن حبيب بن مسلمة الفهري - وكان مستجاباً - أنه أمر على جيش فدرب الدروب، فلما لقي العدو قال للناس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن سائرهم إلا أجابهم الله".
ثم إنه حمد الله وأثنى عليه وقال: اللهم احقن دماءنا، واجعل أجورنا أجور الشهداء، فبينا هم على ذلك إذ نزل الهنباط أمير العدو، فدخل على حبيب سرادقه.
رواه الطبراني وقال: الهنباط: بالرومية صاحب الجيش. ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث.
*3* 32. باب الحث على طلب الجنة.
17348- عن أبي موسى أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فقال: "أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟". فقال أصحابه: وما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله؟ فقال:
"إن موسى حين أمر أن يسير ببني إسرائيل ضل الطريق، فسأل بني إسرائيل: ما هذا؟ فقال علماء بني إسرائيل: إن يوسف حين حضره الموت أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه، فقال لهم موسى: وأيكم يدري أين قبر يوسف؟ فقال له علماء بني إسرائيل: ما يدري أين قبر يوسف إلا عجوز بني إسرائيل، فأرسل إليها فقال: دليني على قبر يوسف، فقالت: لا والله حتى تعطيني حكمي، قال: وما
ص.268
حكمك؟ قالت: أكون معك في الجنة، فكأنه ثقل ذلك عليه، فقيل له: أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقع ماء، فقالت: انضبوا هذا المكان، فلما أنضبوه قالت: احفروا في هذا المكان، فلما احتفروا أخرجوا عظام يوسف صلى الله عليه وسلم، فلما استقلوها من الأرض إذ الطريق مثل النهار".(11/39)
رواه الطبراني، وأبو يعلى ولفظه: عن أبي موسى قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فأكرمه، فقال: "ائتنا". فأتاه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سل حاجتك". فقال: ناقة نركبها وأعنز يحلبها أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: |"أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟". فقال: "إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر ضلوا الطريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا، قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قال: عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها فأتته فقال: دليني على قبر يوسف، قالت: حتى تعطيني حكمي، قال: وما حكمك؟ قالت: أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه: أعطها حكمها. فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء فقالت: انضبوا هذا المكان، فأنضبوه، قالت: احتفروا واستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلوها إلى الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار.
ورجال أبي يعلى رجال الصحيح، وهذا الذي حملني على سياقها.
17349- وعن علي - يعني ابن أبي طالب - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سئل شيئاً فأراد أن يفعله قال: "نعم". وإذا أراد أن لا يفعل شيئاً سكت. وكان لا يقول لشيء لا، فأتاه أعرابي فسأله فسكت، ثم سأله فسكت، ثم سأله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كهيئة المنتهر: "سل ما شئت يا أعرابي". فغبطناه فقلنا: الآن يسأل الجنة، فقال له الأعرابي: أسألك راحلة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لك ذلك".
ص.269(11/40)
ثم قال له: "سل". قال: أسألك زاداً، قال: "لك ذلك". قال: فتعجبنا من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كم بين مسألة الأعرابي وعجوز بني إسرائيل!". ثم قال: "إن موسى لما أمر أن يقطع البحر فانتهى إليه فصرفت وجوه الدواب فرجعت، قال موسى: ما لي يا رب؟ قال له: إنك عند قبر يوسف فاحتمل عظامه معك وقد استوى القبر بالأرض، فجعل موسى لا يدري أين هو، قالوا: إن كان أحد منكم يعلم أين هو فعجوز بني إسرائيل لعلها تعلم أين هو، فأرسل إليها موسى عليه السلام قال: هل تعلمين أين قبر يوسف صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم، قال: فدليني عليه، قالت: لا والله حتى تعطيني ما أسألك، قال: ذلك لك، قالت: فإني أسألك أن أكون معك في الدرجة التي تكون فيها في الجنة، قال: سلي الجنة، قالت: لا والله إلا أن أكون معك، فجعل موسى يرادها، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه أن أعطها ذلك فإنه لا ينقصك شيئاً، فأعطاها ودلته على القبر، فأخرج العظام وجاوز البحر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
17350- وعن العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه سر الجنة، عليك بسر الوادي فإنه أمرعه وأعشبه".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
17351- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما استعاذ عبد من النار سبعاً إلا قالت النار: اللهم أعذه مني. ولا سأل الجنة سبعاً إلا قالت الجنة: اللهم أسكنه إياي". - أو كلمة نحوها.
رواه البزار وفيه يونس بن خباب وهو ضعيف.
*3* 33. باب الاجتهاد في الدعاء.
17352- ص.270 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء؟ قولوا: اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن طارق وهو ثقة.
*3* 34. باب الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دعا بها وعلمها.(11/41)
17353- عن أبي هريرة قال: دعوات سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أتركها ما عشت، سمعته يقول:
"اللهم اجعلني أعظم شكرك، وأكثر ذكرك، وأتبع نصيحتك، وأحفظ وصيتك".
رواه أحمد من طريق أبي يزيد المدني.
وفي رواية: عن أبي سعيد الحمصي ولم أعرفها، وبقية رجالهما ثقات.
17354- وعن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وإسرافي وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت".
ص.271
رواه أحمد وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات.
17355- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن عبد الله الأودي وهو ثقة.
17356- وعن عمران بن حصين قال: كان عامة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم اغفر لي ما أخطأت وما تعمدت، وما أسررت وما أعلنت، وما جهلت وما تعمدت".
رواه أحمد والبزار والطبراني بنحوه ورجالهم رجال الصحيح غير عون العقيلي وهو ثقة.
17367- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو:
"اللهم اغفر لنا ذنوبنا وظلمنا وهزلنا وجدنا وعمدنا وكل ذلك عندنا".
رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن.
17368- وعن عون بن عبد الله قال: لقيت شيخاً بالشام فقلت: أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً؟ قال: نعم، سمعته يقول: "اللهم اغفر لنا وارحمنا".
رواه أبو يعلى وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.272
17359- وعن أبي بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك ما علمني جبريل صلى الله عليه وسلم؟". قلت: بلى يا رسول الله، قال: "قل: اللهم اغفر لي خطأي وعمدي، وهزلي وجدي، ولا تحرمني بركة ما أعطيتني، ولا تفتني فيما أحرمتني".(11/42)
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عصمة أبي حكيمة وهو ثقة.
17360- وعن أبي إسحاق قال: قال البراء بن عازب: ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
"إذا رأيت الناس تنافسوا الذهب والفضة فادع بهؤلاء الدعوات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك والرضا بقضائك، وأسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه موسى بن مطير وهو متروك.
17361- وعن أوسط أبو عمرو البجلي قال: قدمت المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة، فألفيت أبا بكر يخطب الناس فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول - فخنقته العبرة ثلاث مرات - ثم قال:
"يا أيها الناس، سلوا الله المعافاة، فإنه لم يؤت أحد مثل يقين بعد معافاة، ولا أشد من ريبة بعد كفر".
قلت: روى ابن ماجة بعضه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أوسط وهو ثقة.
ص.273
17362- وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: جاء شاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني دعاء أصيب به خيراً، فقال له: "ادنه". فدنا حتى كادت ركبته تمس ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
"اللهم اعف عني فإنك عفو تحب العفو وأنت عفو كريم".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن ميمون التمار وهو متروك.
17363- وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي".
رواه أحمد وأبو يعلى وقال: "فحسن خلقي". ورجالهما رجال الصحيح غير عوسجة بن الرماح وهو ثقة.
17364- وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(11/43)
17365- وعن ابن عمر قال: ما صليت وراء نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا سمعته يقول حين انصرف:
"اللهم اغفر لي خطأي وعمدي، اللهم اهدني لصالح الأعمال والأخلاق إنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
ص.274
17366- وعن أبي أيوب قال: ما صليت وراء نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا سمعته يقول:
"اللهم اغفر لي خطأي وذنوبي كلها، اللهم أنعشني وارزقني واجبرني لصالح الأعمال والأخلاق لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
17367- وعن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم إني أسألك الصحة والعفة والأمانة وحسن الخلق والرضا بالقدر".
رواه الطبراني والبزار وقال: "أسألك العصمة". بدل: "الصحة".
وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف الحديث وقد وثق، وبقية رجال أحد الإسنادين رجال الصحيح.
17368- وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قال: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهداً توفينيه يوم القيامة، إنك لا تخلف المعياد، إلا قال الله عز وجل يوم القيامة لملائكته: إن عبدي عهد عندي عهداً فأوفوه إياه، فيدخله الله عز وجل الجنة".
قال سهيل: فأخبرت القاسم بن عبد الرحمن أن عوناً أخبرني بكذا وكذا، فقال: ما في أهلنا جارية إلا وهي تقول هذا في خدرها.
ص.275
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عون بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود.
17369- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى سلمان الخير فقال:(11/44)
"إن نبي الله يريد أن يمنحك كلمات تسألهن الرحمن ترغب إليه فيهن وتدعو بهن بالليل والنهار، قل: اللهم إني أسألك صحة إيمان، وإيماناً في حسن خلق، ونجاحاً يتبعه فلاح ورحمة منك وعافية ومغفرة منك ورضواناً".
رواه أحمد وقال: "وهن مرفوعة في الكتاب، يتبعه فلاح وعافية ومغفرة منك ورضوان".
ورجاله ثقات، ورواه الطبراني في الأوسط.
17370- وعن وفد عبد القيس أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم اجعلنا من عبادك المنتجبين الغر المحجلين الوفد المتقبلين". قال: فقالوا: يا رسول الله ما عباد الله المنتجبون؟ قال: "عباد الله الصالحون". قالوا: فما الغر المحجلون؟ قال: "الذين تبيض منهم مواضع الطهور". قالوا: فما الوفد المتقبلون؟ قال: "وفد يفدون من هذه الأمة مع نبيهم إلى ربهم تبارك وتعالى".
رواه أحمد وفيه من لم أعرفهم.
17371- وعن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم".
ص.276
رواه أحمد وأبو يعلى بإسنادين حسنين.
17372- وعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على نصف اليمن ومعاذاً على نصف اليمن، فأتاه أبو موسى يسلم عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا موسى قل: اللهم اهدني وسددني، واذكر بهدايتك الهداية، وبتسديدك تسديد سهمك".
رواه الطبراني وفيه خالد بن نافع الأشعري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
17373- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما سأل العباد شيئاً أفضل من أن يغفر لهم ويعافيهم".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن السائب وهو ثقة.
17374- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس:
"يا عم أكثر الدعاء بالعافية".
رواه الطبراني وفيه هلال بن خباب وهو ثقة وقد ضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.(11/45)
17375- وعن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله، فقال:
"سل ربك العافية".
فمكثت أياماً، ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأل ربي عز وجل. فقال:
ص.277
"يا عباس يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، سل الله العافية في الدنيا والآخرة".
17376- وفي رواية: قلت: يا رسول الله إني أدعو بشيء من غدوة إلى الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فسل الله العافية".
رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث.
17377- وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من دعوة أحب إلى الله أن يدعو بها من عبد يقول: اللهم إني أسألك المعافاة والعافية في الدنيا والآخرة".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير العلاء بن زياد وهو ثقة ولكنه لم يسمع من معاذ.
17378- وعن محمد بن عبد الله بن جعفر قال: كنت مع عبد الله بن جعفر إذ جاءه رجل فقال: مرني بدعوات ينفعني الله بهن، قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله رجل عما سألتني عنه فقال:
"سل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة".
رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف.
17379- وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي وآمن روعتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بك اللهم أن أغتال من تحتي".
ص.278
رواه البزار وفيه يونس بن خباب وهو ضعيف.
17380- وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهؤلاء الكلمات:(11/46)
"اللهم أنت الأول فلا شيء قبلك، وأنت الآخر فلا شيء بعدك، أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الإثم والكسل وعذاب القبر وفتنة الغنى وفتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، اللهم نقني من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. هذا ما سأل محمد ربه، اللهم إني أسألك خير الدعاء وخير المسألة وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني وارفع درجتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة، آمين. اللهم إني أسألك الجنة، آمين. اللهم إني أسألك خير ما فعل وخير ما عمل وخير ما بطن وخير ما ظهر والدرجات العلى من الجنة، آمين. اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري وتضع وزري وتصلح أمري وتطهر قلبي وتغفر ذنبي وتحفظ فرجي وتنور قلبي وتغفر ذنبي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة، آمين. اللهم نجني من النار".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن زنبور وعاصم بن عبيد وهما ثقتان.
17381- وعن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه أن يقول:
"اللهم مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك".
قالت: قلت: يا رسول الله وإن القلوب لتتقلب؟ قال: "نعم، ما من خلق الله من بشر من بني آدم إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله عز وجل فإن الله شاء الله
ص.279
أقامه وإن شاء أزاغه، فنسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب".
قلت: يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي، قال: "بلى قولي: اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتنا".
قلت: عند الترمذي بعضه.
رواه أحمد وإسناده حسن.
17382- وعن جابر رفعه قال: كان يقول:
"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".(11/47)
قلنا: يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بما جئت؟ قال: "إن القلوب".
وأشار الأعمش بإصبعين.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
17383- وعن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه:
"اللهم أقبل بقلبي على دينك، واحفظ من ورائنا برحمتك".
رواه أبو يعلى عن شيخه إبي إسماعيل الجيزي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
17384- وعن أنس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"يا ولي الإسلام وأهله ثبتني به حتى ألقاك".
ص.280
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
17385- وعن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهؤلاء الكلمات:
"اللهم أنت الأول فلا شيء قبلك، وأنت الآخر لا شيء بعدك. اللهم أعوذ بك من كل ناصية ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الإثم والكسل ومن عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة الغنى وفتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم. اللهم نقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس. اللهم بعّد بيني وبين خطيئتي كما بعّدت بين المشرق والمغرب. هذا ما سأل محمد ربه، اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني وأحقّ إيماني وارفع درجتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة، آمين. اللهم ونجني من النار، ومغفرة بالليل والنهار، والمنزل الصالح، آمين. اللهم إني أسألك خلاصاً من النار سالماً، وأدخاني الجنة آمناً.اللهم إني أسألك لي في نفسي وفي خلقي وفي خليقتي وأهلي وفي محياي وفي سمعي وفي بصري وفي روحي وفي خلقي وفي خليقتي وأهلي وفي محياي وفي مماتي.اللهم وثقل حسناتي، اللهم إني أسألك الجنة، آمين".
رواه الطبراني في الكبير وروه في الأوسط باختصار بأسانيد، وأحد إسنادي الكبير والسياق له، ورجال الأوسط ثقات.
17386- وعن أم الدرداء قالت: كان فضالة بن عبيد يقول:(11/48)
"اللهم إني أسألك الرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة".
وزعم أنها دعوات كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجالهما ثقات.
ص.281
17387- وعن السائب الثقفي قال: كنت عند عمار، وكان يدعو بدعاء في صلاته، فأتاه رجل فقال له عمار: قل اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، واقبضني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهم إني أسألك الخشية في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأسألك الرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، وأسألك شوقاً إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زيني بزينة الإيمان واجعلني من الهداة المهتدين. ثم قال: ألا أعلمك كلمات هن أحسن منهن - كأنه يرفعهن إلى النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
"إذا أخذت مضجعك من الليل فقل: اللهم إني سلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، آمنت بكتابك المنزل ونبيك المرسل، إن نفسي نفس خلقتها لك محياها ولك مماتها فإن أمتها فارحمها وإن أخرتها فاحفظها بحفظ الإيمان".
قلت: رواه النسائي باختصار عن هذا.
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إلا أن عطاء بن السائب اختلط.
17388- وعن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قيس أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم - قال أحدهما: سمعته يقول: -
"اللهم اغفر لي ذنبي خطئي وعمدي".
ص.282
قال الآخر: سمعته يقول: "اللهم أستهديك لأرشد أمري، وأعوذ بك من شر نفسي".
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: وامرأة من قريش، ورجالهما رجال الصحيح.
17389- وعن عجوز من بني نمير أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالأبطح تجاه البيت قبل الهجرة سمعته يقول:
"اللهم اغفر لي ذنبي خطئي وجهلي".(11/49)
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا السليل ضريب بن نفير لم يسمع من الصحابة فيما قيل.
17390- وعن يسر بن أرطاة القرشي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو:
"اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا منه خزي الدنيا وعذاب الآخرة".
رواه أحمد والطبراني وزاد: وقال: "من كان ذلك دعاءه مات قبل أن يصيبه البلاء". ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقلت.
17791- وعن أبي صرمة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم إني أسألك غنائي وغنى مولاي".
رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، وكذلك الإسناد الآخر وإسناد الطبراني غير لؤلؤة مولاة الأنصار وهي ثقة.
ص.283
17392- وعن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول:
"اللهم متعني بسمعي وبصري حتى تجعلهما الوارث مني، وعافني في ديني، واحشرني على ما أحييتني، وانصرني على من ظلمني حتى تريني منه ثأري. اللهم إني أسلمت ديني إليك، وخليت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت برسولك الذي أرسلت وبكتابك الذي أنزلت".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبد الله بن جعفر المديني وهو متروك.
17393- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يدعو بهذا الدعاء:
"اللهم اجعلني أخشاك حتى كأني أراك أبداً حتى ألقاك، وأسعدني بتقواك ولا تشقني بمعصيتك وخر لي في قضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت، واجعل غنائي في نفسي وأمتعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوراث مني، وانصرني على من ظلمني وأرني فيه ثأري وأقر بذلك عيني".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن خيثم بن عراك وهو متروك، وروى البزار بعض آخره من قول: "أمتعني بسمعي". بنحوه بإسناد جيد.
17394- وعن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/50)
"اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني وانصرني على من ظلمني وأرني منه ثأري".
ص.284
رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17395- وعن عبد الله بن الشخير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم أمتعني بسمعي وبصري واجعله الوارث مني".
رواه البزار والطبراني وفيه الحسن بن الحكم بن طهمان وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات.
17396- وعن حذيفة بن اليمان قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد ما بعثت إلى نبي قط أحب إلي منك، ألا أعلمك أسماء من أسماء الله هن أحب أسمائه إليه أن يدعى بهن؟ قل: يا نور السماوات والأرض، يا زين السماوات والأرض، يا جبار السماوات والأرض، يا عماد السماوات والأرض، يا قيام السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا صريخ المستصرخين، ومنتهى العابدين المفرج عن المكروبين المروح عن المغمومين ومجيب دعاء المضطرين، وكاشف الكرب، يا إله العالمين ويا أرحم الراحمين، منزول لك كل حاجة.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلام الطويل وهو متروك.
17397- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هذا الكلام:
"اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام، ونجنا من
ص.285
الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. اللهم بارك لنا في أسماعنا وفي أبصارنا وقلوبنا وأرواحنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها قابلين لها وأتمها علينا".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناد الكبير جيد.
17398- وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم إني أسألك عيشة نقية، وميتة سوية، ومرداً غير مخز ولا فاضح".
رواه الطبراني والبزار واللفظ له وإسناد الطبراني جيد.(11/51)
17399- وعن عبد الله بن عمرو قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أعلمك كلمات من أراد الله به خيراً علمهن إياه؟". قلت: نعم يا رسول الله، قال: "قل: اللهم إني ضعيف فقوِّ في رضاك ضعفي، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فأغنني".
رواه الطبراني وفيه أبو داود الأعمى وهو متروك.
17400- وعن صهيب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول:
"اللهم إنك لست بإله استحدثناه، ولا برب ابتدعناه، ولا كان لنا قبلك إله نلجأ إليه ونذرك، ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك تباركت وتعاليت".
قال كعب: وهكذا كان نبي الله داود صلى الله عليه وسلم يدعو.
ص.286
رواه الطبراني وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك.
17401- وعن أبي هريرة قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بدعاء لم يسمع الناس مثله، واستعاذ استعاذة لم يسمع الناس مثلها، فقال له بعض القوم: كيف لنا يا رسول الله أن ندعو مثل ما دعوت، وأن نستعيذ كما استعذت؟ فقال:
"قولوا: اللهم إنا نسألك بما سألك محمد عبدك ورسولك، ونستعيذ بما استعاذ عبدك ورسولك".
رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن المحبر وهو متروك.
17402- وعن أبي أمامة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بدعاء كثير لا نحفظه، ثم قال:
"سأنبئكم بشيء يجمع ذلك كله، تقولون: اللهم إنا نسألك مما سألك محمد نبيك ورسولك، ونستعيذك مما استعاذ به نبيك محمد عبدك ورسولك، أنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله".
رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.
17403- وعن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يا علي ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل عدد الذر ذنوباً غفرت لك مع أنه مغفور لك؟ قل: اللهم لا إله إلا أنت الحليم الكريم، سبحانك تباركت رب العرش العظيم".
رواه الطبراني وفيه حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات وهو ضعيف.
ص.287(11/52)
17404- وعن خباب الخزاعي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم استر عورتي وآمن روعتي".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
17405- وعن السائب بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"بحسب امرئ يدعو أن يقول: اللهم اغفر لي وارحمني وأدخلني الجنة".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث.
17406- وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل:
"قل: اللهم إني اسألك نفساً بك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
17407- وعن ميمونة بنت أبي عسيب مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة من جرش أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعير فنادت: يا عائشة أعينيني بدعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم تسكنني أو تطمنني، قالت لها: ضعي يدك اليمنى على فؤادك فامسحيه وقولي: بسم الله، اللهم دواني بدوائك واشفني بشفائك وأغنني بفضلك عمن سواك واحذر عني أذاك. قالت ربيعة: فدعوت به فوجدته جيداً.
قال المنتجع: فأرى أن ربيعة قالت في هذا الحديث أن المرأة كانت غيري.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
17408- وعن أنس بن مالك قال:
ص.288
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد حتى إذا طلعت الشمس خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فقال: "انطلق بنا حتى ندخل على فاطمة بنت محمد". فدخلنا عليها وإذا هي نائمة مضطجعة فقال: "يا فاطمة ما ينيمك هذه الساعة؟". قالت: ما زلت منذ البارحة محمومة، قال: "فأين الدعاء الذي علمتك؟". قالت: نسيته، قال: "قولي: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من الناس".(11/53)
رواه الطبراني في الصغير والأوسط من طريق سلمة بن حرب بن زياد الكلابي عن أبي مدرك عن أنس، وقد ذكر الذهبي سلمة في الميزان فقال: مجهول كشيخه أبي مدرك، وقد وثق ابن حبان سلمة وذكر له هذا الحديث في ترجمته، وفي الميزان: أبو مدرك، قال الدارقطني: متروك، فلا أدري هو أبو مدرك هذا أو غيره، وبقية رجاله ثقات.
17409- وعن ابن عمر قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا تنزع مني صالح ما أعطيتني".
رواه البزار وفيه إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك.
17410- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات:
"اللهم - أحسبه قال: - أسألك إيماناً يباشر قلبي حتى أعلم أن لا يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضا من المعيشة بما قسمت لي".
رواه البزار وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وهو ضعيف في الحديث.
17411- وعن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
ص.289
"اللهم بارك لي في ديني الذي هو عصمة أمري، وفي آخرتي التي إليها مصيري، وفي دنياي التي فيها بلاغي، واجعل حياتي زيادة في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر"
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير صالح بن محمد جزرة وهو ثقة.
17412- وعن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم اجعلني شكوراً واجعلني صبوراً واجعلني في عيني صغيراً وفي أعين الناس كبيراً".
رواه البزار وفيه عقبة بن عبد الله الأصم وهو ضعيف وحسن البزار حديثه.
17413- وعن عمران بن حصين أو غيره أن حصيناً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد لعبد المطلب كان خيراً لقومه منك، كان يطعمهم الكبد والسنام وأنت تنحرهم! فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول. قال له: ما تأمرني أن أقول؟ قال: "قل: اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري".(11/54)
فانطلق فأسلم الرجل ثم جاء فقال: إني أتيتك فقلت لي: "قل: اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري". فما أقول الآن؟ قال: "قل: اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما علمت وما جهلت".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
17414- وعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
ص.290
"اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب علي، وإن أردت بعبادك فتنة أن تقبضني غير مفتون".
رواه البزار وإسناده حسن.
17415- وعن مكحول أنه دخل على أنس بن مالك قال: فسمعته يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو:
"اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني".
رواه الطبراني في الأوسط من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين وهي ضعيفة.
17416- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم إني أسألك علماً نافعاً وأعوذ بك من علم لا ينفع".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
17417- وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم إني أسألك علماً نافعاً، وأعوذ بك من علم لا ينفع".
قلت: لجابر عند ابن ماجة: "سلوا الله علماً نافعاً". وهنا أنه سأل بنفسه.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
17418- وعن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم إني أسألك علماً نافعاً وعملاً متقبلاً".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا.
17419- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه:
ص.291
"واقية كواقية الوليد".
قال أبو يعلى: يعني المولود، وكذا فسر لنا.
رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
17420- وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقطاع عمري".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.(11/55)
17421- وعن الحارث بن الأعور قال: دخلت على علي بعد العشاء، قال: ما جاء بك هذه الساعة؟ قلت: إني أحبك، قال: الله إنك تحبني؟ قلت: نعم والله إني أحبك، فقال: ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى، قال:
"قل: اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك، وارزقني طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم، وعملاً بكتابك".
رواه الطبراني في الأوسط، والحارث ضعيف.
17422- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يقولن أحدكم: اللهم لقني حجتي، فإن الكافر يلقى حجته. ولكن يقول: اللهم لقني حجة الإيمان عند الممات".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
17423- وعن أبي هريرة قال: لما وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة شيعه وزوده هؤلاء الكلمات:
ص.292
"اللهم الطف بي في تيسير كل عسير فإن تيسير كل عسير عليك يسير، وأسألك اليسر والمعافاة في الدنيا والآخرة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
17424- وعن أبي بريدة الأسلمي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا بريدة ألا أعلمك كلمات من أراد الله به خيراً علمهن إياه ثم لم ينسهن أبداً؟". قلت: بلى يا رسول الله، قال:
"قل: اللهم إني ضعيف فقوِّ في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضائي. اللهم إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فأغنني".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو داود الأعمى وهو ضعيف جداً.
17425- وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو:
"اللهم ضع في أرضننا بركتها وزينتها وسكنها".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
*3* 35. باب دعاء آدم صلى الله عليه وسلم.
17426- عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(11/56)
"لما أهبط الله آدم إلى الأرض قام وجاه الله فصلى ركعتين، فألهمه الله هذا الدعاء: اللهم إنك تعلم سريرتي وعلانيتي فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنبي. اللهم إني أسألك إيماناً يباشر قلبي ويقيناً صادقاً حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضا بما قسمت لي".
قال: "فأوحى الله إليه: يا آدم قد قبلت توبتك وغفرت ذنبك، ولن يدعوني أحد بهذا الدعاء إلا غفرت له ذنبه وكفيته المهم من أمره وزجرت عنه الشيطان واتجرت له من وراء كل تاجر، وأقبلت إليه الدنيا وهي راغمة وإن لم يردها ".
ص.293
رواه الطبراني في الأوسط وفيه النضر بن طاهر وهو ضعيف.
*3* 36. باب دعاء موسى صلى الله عليه وسلم.
17427- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أعلمك الكلمات التي تكلم بها موسى حين جاوز البحر ببني إسرائيل؟". فقلنا: بلى يا رسول الله، قال:
"قولوا: اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
قال عبد الله: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال شقيق: فما تركتهن منذ سمعتهن من عبد الله.
قال الأعمش: ما تركتهن منذ سمعتهن من شقيق.
قال الأعمش: فأتاني آت في منامي فقال: يا سليمان زد في هؤلاء الكلمات: ونستعينك على فساد فينا ونسألك صلاح أمرنا كله.
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم.
*3* 37. باب دعاء داود صلى الله عليه وسلم.
17428- عن صهيب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول:
"اللهم إنك لست بإله استحدثناه، ولا برب ابتدعناه، ولا كان لنا قبلك إله نلجأ إليه ونذرك، ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك تباركت وتعاليت".
قال كعب: وهكذا كان داود نبي الله صلى الله عليه وسلم يدعو.
رواه الطبراني وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك.
17429- وعن ابن عباس قال:
ص.294(11/57)
كان من دعاء داود النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم إني أعوذ بك من مال يكون علي فتنة، ومن ولد يكون علي وبالاً، ومن مرأة السوء تقرب الشيب قبل المشيب. وأعوذ بك من جار سوء ترعاني عيناه وتسمعني أذناه إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جار السوء في دار الإقامة قاصمة الظهر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
*3* 38. باب أدعية الصحابة رضي الله عنهم.
17430- عن أنس بن مالك قال: كنا إذا دعونا قلنا: اللهم اجعل علينا صلاة قوم أبرار ليسوا بأئمة ولا فجار، يقومون الليل ويصومون النهار.
رواه البزار وفيه عثمان بن سعد وثقه أبو نعيم وغيره وقد ضعفه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17431- وعن عبد الله بن سبرة قال: كان عبد الله بن عمر إذا أصبح قال: اللهم اجعلني من أعظم عبادك نصيباً في كل خير تقسمه الغداة، ونوراً يهدى ورحمة تنشرها ورزقاً تبسطه وضراً تكشفه وبلاء ترفعه وفتنة تصرفها.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17432- وعن سعيد بن جبير قال: كان ابن عباس يقول: اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض أن تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك.
ص.295
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
17433- وعن عروة بن رويم عن العرباض بن سارية - وكان شيخاً كبيراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحب أن يقبض - كان يدعو: اللهم كبرت سني ورق عظمي فاقبضني إليك.
قال: فبينا أنا يوماً في مسجد دمشق إذا فتى شاب من أجمل الرجال وعليه دواح أخضر فقال: ما هذا الذي تدعو به؟ فقلت: كيف أدعو يا ابن أخي؟ قال: قل: اللهم حسن العمل وبلغ الأجل. قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا ريبائيل الذي يسل الحزن من قلوب المؤمنين.
رواه الطبراني، وعروة وثقه غير واحد، وسعيد بن مقلاص لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.(11/58)
17434- وعن الأسود بن يزيد قال: قرأ عبد الله: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً} قال: يقول الله تعالى يوم القيامة: من كان له عندي عهد فليقم، قالوا: يا أبا عبد الرحمن علمنا، قال: قولوا: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني إن أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهداً تؤده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف المعياد.
قال: وزاد فيها زكريا عن القاسم: خائفاً مستجيراً مستغفراً راغباً إليك.
رواه الطبراني وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه قد اختلط وبقية رجاله ثقات.
ص.296
17435- وعن أبي الأحوص قال: سمعت عبد الله - يعني ابن مسعود - يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسأك بنعمتك السابغة التي أنعمت بها [عليّ] وبلائك الذي ابتليتني وبفضلك الذي أفضلت علي أن تدخلني الجنة. اللهم أدخلني الجنة بفضلك ومنك ورحمتك.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17436- وعن أبي قلابة عن ابن مسعود أنه كان يقول: اللهم إن كنت كتبتني في أهل الشقاء فامحني وأثبتني في أهل السعادة.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا قلابة لم يدرك ابن مسعود.
17437- وعن عبد الله بن عكيم أن ابن مسعود كان يدعو: اللهم زدني إيماناً ويقيناً وفهماً - أو قال: علماً - .
رواه الطبراني وإسناده جيد.
17438- وعن ثور بن يزيد قال: كان معاذ إذا تهجد من الليل قال: اللهم نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطيء وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدياً نوده إليك يوم القيامة إنك لا تخلف المعياد.
رواه الطبراني وإسناده منقطع.
ص.297
17439- وعن عبد الله بن قرط قال: أزحف (وقف من التعب) على بعير لي وأنا مع خالد بن الوليد فأردت أن أتركه فدعوت الله فأقامه لي فركبت.
رواه الطبراني وإسناده جيد.
*3* 39. باب طلب الدعاء من الصالحين.(11/59)
17440- عن بريدة قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له إذ أتى على رجل يتقلب في الرمضاء ظهراً لبطن يقول: يا نفس نوم بالليل، وباطل بالنهار، وترجين الجنة؟ فلما قضى دأب نفسه أقبل إلينا فقال: "دونكم أخوكم". قلنا: ادع الله لنا يرحمك الله، قال: اللهم اجمع على الهدى أمرهم. قلنا: زدنا، قال: اللهم اجعل التقوى زادهم. قلنا: زدنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "زدهم". قال: "اللهم وفقه". فقال: اللهم اجعل الجنة مآبهم.
ص.298
رواه الطبراني من طريق أبي عبد الله صاحب الصدقة عن علقمة بن مرثد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 40. باب الدعاء لقضاء الدين.
17441- عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى معاذاً فقال: "يا معاذ ما لي لم أرك؟". فقال: يا رسول الله ليهودي عندي وقية من تبر فخرجت إليك فحبسني عنك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك من الدين مثل صبر أداه عنك؟" - وصير جبل باليمن - "فادع الله يا معاذ قل: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي منهما من تشاء وتمنع من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك".
17442- وفي رواية: عن معاذ قال: كان لرجل علي بعض الحق فخشيته فلبثت يومين لا أخرج، ثم خرجت فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا معاذ ما خلفك؟". قلت: كان لرجل علي بعض الحق فخشيته حتى استحييت وكرهت أن يلقاني، قال: "ألا آمرك بكلمات لو كان عليك أمثال الجبال قضاه الله؟". قلت: بلى، قال: "قل: اللهم مالك الملك". فذكر نحوه باختصار وزاد في آخره:(11/60)
"اللهم أغنني من الفقر واقض عني الدين وتوفني في عبادتك وجهاد في سبيلك".
رواه كله الطبراني، وفي الرواية الأولى نصر بن مرزوق ولم أعرفه، وبقية
ص.299
رجالها ثقات إلا أن سعيد بن المسيب لم يسمع من معاذ، وفي الرواية الثانية من لم أعرفه.
17442- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ:
"ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد ديناً لأدى الله عنك؟ قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك".
رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات.
17443- وعن عائشة قالت: قال لي أبي رضي الله عنه: ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "كان عيسى صلى الله عليه وسلم يعلمه الحواريين". لو كان عليك دين مثل أحد ثم قلته لقضى الله عنك؟ قالت: بلى، قال: قولي:
"اللهم فارج الهم وكاشف الكرب مجيب دعوة المضطر رحمن الدنيا وإله الآخرة أنت رحماني فارحمني برحمة تغنيني بها عمن سواك".
رواه البزار وفيه الحكم بن عبد الله الأيلي وهو متروك.
*3* 41. باب دعاء من أصابه هم أو حزن.
@قلت تقدم في الأذكار وأذكر بعضه:
17445- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما
ص.300
أصاب أحداً قط هم أو حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله عز وجل همه وأبدله مكان حزنه فرجاً". قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: "أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن".(11/61)
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني والبزار إلا أنه قال: "وذهاب غمي". مكان: "همي".
ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني وقد وثقه ابن حبان.
*3* 42. باب ما يقول إذا خاف سلطاناً.
17446- عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا تخوف أحدكم سلطاناً فليقل: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، كن لي جاراً من شر فلان بن فلان - يعني الذي يريد - وشر الجن والإنس وأتباعهم، أن يفرط علي أحد منهم، عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير جنادة بن سلم وقد وثقه ابن حبان وضعفه غيره.
قلت: وقد تقدم في الأذكار هذا الحديث وغيره.
17447- وعن ابن عباس قال: إذا أتيت سلطاناً مهيباً تخاف أن يسطو بك
ص.301
فقل: الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعاً، الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله الممسك السماوات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس، إلهي كن لي جاراً من شرهم، جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 43. باب دعاء الاستخارة.
@تقدمت له طرق في أواخر الصلاة.
17448- عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة:
"اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما سواك، فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب. اللهم إن كان هذا الأمر الذي تريده لي خيراً لي في ديني وفي دنياي - أحسبه قال: - وعاقبة أمري فوفقه وسهله، وإن كان غير ذلك خيراً فوفقني للخير - أحسبه قال: - حيث كان".
رواه البزار بأسانيد والطبراني في الثلاثة وأكثر أسانيد البزار حسنة.
*3* 44. باب ما يقول عند الوداع.
@تقدم في الأذكار.
*3* 45. باب الاستعاذة.
@وقد تقدم في الأذكار.(11/62)
17449- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعداً في أناس
ص.302
فمر به الحسن والحسين فقال: "هاتوا بني حتى أعوذهما بما عوذ إبراهيم بنيه إسماعيل وإسحاق: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة".
رواه البزار ورجاله وثقوا.
17450- وعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عوذة كان إبراهيم يعوذ بها إسحاق وإسماعيل وأنا أعوذ بها الحسن والحسين رضي الله عنهما، سمع الله داعياً لمن دعا ما وراء الله مرمى لمن رمى".
قلت: هكذا وجدته.
رواه البزار وفيه نعيم بن مورع وهو ضعيف.
17451- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من الصمم والبكم، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، وأعوذ بك من الفم - يعني: الغرق - وأعوذ بك من الهم".
رواه البزار وإسناده حسن.
17452- وعن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والجبن والبخل".
رواه البزار وفيه أبو يحيى التيمي وهو ضعيف.
17453- وعن قطبة:
ص.303
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الأسواء والأهواء.
قلت: روى الترمذي منه التعوذ من الأهواء.
رواه البزار ورجاله ثقات.
17454- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفخه - أحسبه قال: - ونفثه، ومن عذاب القبر". فقيل: يا رسول الله ما هذا الذي تعوذ منه؟ قال: "أما همزه فالذي يوسوسه، وأما نفثه فالشعر، وأما نفخه فما يلقي من الشبه - يعني في الصلاة - ليقطع عليه صلاته - أو على الإنسان صلاته - ". وأما عذاب القبر فكان يقول: "أكثر عذاب القبر في البول".
رواه البزار وفيه رشدين بن كريب وهو ضعيف.
قلت: تقدم في أواخر الأذكار أبواب في الاستعاذة وهذا موضعها.
*2* 40. كتاب التوبة.
*3* 1. باب مما يخاف من الذنوب.(11/63)
17455- ص.307 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لقي الله عز وجل لا يشرك به شيئاً وسمع وأطاع فله الجنة - أو دخل الجنة - وخمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت المؤمن والفرار من الزحف".
رواه أحمد وفيه بقية وهو ضعيف.
17456- وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة:
"يا عائشة إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء، ليس لهم توبة، أنا منهم بريء وهم مني براء".
رواه الطبراني في الصغير وفيه بقية وهو ضعيف.
17457- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.308
"إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي وهو ثقة.
17458- وعن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هلك المقذرون".
قلت: ذكر صاحب النهاية أنهم الذين يأتون القاذورات من الذنوب.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف.
*3* 2. باب فيما يحتقر من الذنوب.
17459- عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل يهلكنه".
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلاً:
"كمثل قوم نزلوا أرض فلاة، فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود، والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا سواداً وأججوا ناراً وأنضجوا ما قذفوا فيها".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور القطان وقد وثق.
17460- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب ولكنه سيرضى منكم
ص.309(11/64)
بدون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات يوم القيامة، اتقوا المظالم ما استطعتم فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة يرى أنها ستنجيه، فما زال عبد يقول: يا رب ظلمني عبدك مظلمة فيقول: امحوا من حسناته، ما يزال كذلك حتى ما تبقى له حسنة من الذنوب، وإن مثل ذلك كسفر نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرق القوم ليحطبوا فلم يلبثوا أن حطبوا فأعظموا النار وطبخوا ما أرادوا، وكذلك الذنوب".
رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف.
17461- وعن ابن مسعود أن مثل محقرات الذنوب كمثل قوم سفر نزلوا بأرض قفر معهم طعام ولا يصلحهم إلا النار، فتفرقوا فجعل هذا يأتي بالروثة وهذا يأتي بالعظم ويجيء هذا بالعود حتى جمعوا من ذلك ما أصلحوا طعامهم، وكذلك صاحب المحقرات يكذب الكذبة ويذنب الذنب ويجمع من ذلك ما لعله أن يكب على وجهه في نار جهنم.
رواه الطبراني موقوفاً بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
17462- وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".
ص.310
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الثلاثة من طريقين ورجال إحداهما رجال الصحيح غير عبد الوهاب بن عبد الحكم وهو ثقة.
17463- وعن سعد بن جنادة قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين نزلنا قفراً من الأرض ليس فيها شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجمعوا، من وجد شيئاً فليأت به ومن وجد عظماً أو سناً فليأت به". قال: فما كان إلا ساعة حتى جعلناه ركاماً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أترون هذا؟ فكذلك تجمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا، فليتق الله رجل فلا يذنب صغيرة ولا كبيرة فإنها محصاة عليه".
رواه الطبراني وفيه نفيع أبو داود وهو ضعيف.(11/65)
17464- وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: إنكم لتعملون أعمالاً لهي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
17465- وعن عبادة بن قرض - أو قرظ - قال: إنكم لتعملون اليوم أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
قال حميد: فقلت لأبي قتادة: فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال أبو قتادة: لكان لذلك أقول.
رواه أحمد وقال: عبادة، والطبراني وقال: عباد، والله أعلم. وبعض أسانيد أحمد والطبراني رجاله رجال الصحيح.
ص.311
17466- وعن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"عذبت امرأة في هر - أو هرة - ربطته حتى مات ولم ترسله فيأكل من خشاش الأرض، فوجبت لها النار بذلك".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17467- وعن علقمة قال: كنا عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت: أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها؟ فقال: سمعته منه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - فقالت: هل تدري ما كانت المرأة؟ إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة، وإن المؤمن أكرم على الله عز وجل من أن يعذبه في هرة، فإذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر كيف تحدث.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
17468- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم الكثير".
رواه أحمد مرفوعاً كما تراه ورواه ابنه عبد الله موقوفاً وإسناده جيد.
*3* 3. باب فيمن يصر على الذنب.
17469- عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو على المنبر:
ص.312
"ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم، ويل لأقماع القول، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون".(11/66)
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حبان بن يزيد الشرعي ووثقه ابن حبان، ورواه الطبراني كذلك.
*3* 4. باب فيمن عوقب بذنبه في الدنيا.
17470- وعن عبد الله بن مغفل أن رجلاً لقي امرأة كانت بغياً في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه فإن الله عز وجل قد أذهب الشرك - قال عفان مرة: ذهب بالجاهلية وجاء بالإسلام - فولى الرجل فأصاب وجهه الحائط فشجه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: "أنت عبد أراد الله بك خيراً، إذا أراد الله بعبد خيراً عجل له عقوبة ذنبه، وإذا أراد بعبد شراً أمسك عليه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة كأنه عير".
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبايع تحت الشجرة وإني لرافع أغصانها عن رأسه إذ جاء رجل يسيل وجهه دماً، فقال له: يا رسول الله هلكت، وقال: "وما أهلكك؟". قال: إني خرجت من منزلي فإذا أنا امرأة قأتبعتها بصري فأصاب وجهي الجدار فأصابني ما ترى.
والباقي بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي الطبراني.
ص.313
17471- وعن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسيل وجهه دماً فقال: يا رسول الله إني أتبعت بصري امرأة فلقيني جدار فصنع بي ما ترى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله إذا أراد بعبده خيراً عجل له عقوبة ذنبه في الدنيا، وإذا أراد بعبده سوءاً أمسك عليه بذنبه حتى يوافيه يوم القيامة كأنه عير".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف.
17472- وعن عمار بن ياسر أن رجلاً مرت به امرأة فأحدق بصره إليها فمر بجدار فمرس وجهه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يسيل دماً، فقال: يا رسول الله إني فعلت كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/67)
"إذا أراد الله بعبد خيراً عجل عقوبة ذنبه في الدنيا، وإذا أراد به غير ذلك أمهل عليه بذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة كأنه عير".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
17473- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"شكا نبي من الأنبياء إلى ربه فقال: يا رب يكون العبد من عبيدك يؤمن بك ويعمل بطاعتك تزوي عنه الدنيا وتعرض له البلاء، ويكون العبد من عبيدك يكفر بك ويعمل بمعاصيك فتزوي عنه البلاء وتعرض له الدنيا! فأوحى الله إليه: إن العباد والبلاد لي، وإنه ليس من شيء إلا يسبحني ويهللني ويكبرني، فأما عبدي المؤمن فله سيئات فأزوي عنه الدنيا وأعرض له البلاء حتى يأتيني فأجزيه بحسناته، وأما عبدي الكافر فله حسنات فأزوي عنه البلاء وأعرض له الدنيا حتى يأتيني فأجزيه بسيئاته".
ص.314
رواه الطبراني وفيه محمد بن خليد الحنفي وهو ضعيف.
*3* 5. باب الحزن كفارة.
17474- عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه".
رواه أحمد والبزار وإسناده حسن.
*3* 6. باب فيمن يستره الله تعالى فيفضح نفسه.
17475- عن أبي قتادة الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون". قيل: يا رسول الله ومن المجاهرون؟ قال: "الذي يعمل العمل بالليل فيستره ربه عز وجل ثم يصبح فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، فيكشف ستر الله عز وجل عنه".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عون بن عمارة وهو ضعيف.
*3* 7. باب فيمن يستره الله تعالى في الدنيا.
17476- عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"ما ستر الله على عبد ذنباً في الدنيا فعيره به يوم القيامة".
رواه البزار والطبراني وفيه عمر بن سعيد الأبح وهو ضعيف.
17477- وعن علقمة المزني عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.315(11/68)
"ما ستر الله على عبد ذنباً في الدنيا إلا ستر الله عليه في الآخرة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
*3* 8. باب من لم يتب لم يتب عليه، ومن لا يرحم لا يرحم، ومن لم يغفر لم يغفر له.
17478- عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له، ومن لم يتب لم يتب عليه".
قلت: في الصحيح طرف منه.
رواه الطبراني وأحمد باختصار: "من لم يتب لم يتب عليه". ورجال أحمد رجال الصحيح.
17479- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم لا يرحم".
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن، ورواه البزار.
قلت: وقد تقدمت أحاديث صحيحة في الرحمة في البر والصلة.
*3* 9. باب اسمح يسمح لك.
17480- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسمح يسمح لك".
رواه أحمد عن شيخه مهدي بن جعفر البرملي وقد وثقه غير واحد وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ورواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح.
*3* 10. باب في المذنبين من أهل التوحيد.
17481- ص.316 عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تنزلوا عبادي العارفين الموحدين المذنبين الجنة ولا النار حتى أكون أنا الذي أنزلهم بعلمي فيهم، ولا تكلفوا من ذلك ما لم تكلفوا ولا تحاسبوا العباد دون ربهم عز وجل".
رواه الطبراني وفيه نفيع بن الحارث وهو ضعيف.
17482- وعن ابن عمر قال: لما نزلت الموجبات مثل قوله: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً} ومثل قوله: {الذين يأكلون الربا} ومثل قوله: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم} قال: كنا نشهد على من فعل شيئاً من هذا أنه في النار، فلما نزل قوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} كففنا عن الشهادة وخفنا عليهم بما أوجبه الله لهم.
رواه الطبراني وفيه أبو عصمة وهو متروك.(11/69)
17483- وعن ابن عمر قال: كنا نقول لقاتل المؤمن إذا مات: إنه في النار، ونقول لمن أصاب كبيرة ثم مات عليها: إنه في النار، حتى أنزلت هذه الآية: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فلم نوجب لهم، كنا نرجو لهم ونخاف عليهم.
ص.317
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمر بن المغيرة وهو مجهول، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه بإسناد آخر فيه عمر بن بريدة السياري ولم أعرفه، عن مسلم بن خالد الزنجي وقد وثق، وبقية رجاله رجال لصحيح.
17484- وعن عبد الله قال: كنا نوجب لأهل الكبائر حتى نزلت: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} قال: فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نوجب لأحد من الموحدين النار.
رواه الطبراني وفيه أبو رجاء الكلبي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
17485- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كان رجل يصلي فأتاه رجل فوطئ على رقبته فقال الذي تحته: والله لا يغفر لك أبداً، فقال الله عز وجل: تألى علي عبدي أن لا أغفر لعبدي فإني قد غفرت له".
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
17486- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: لا تعجلوا بمدح الناس ولا بذمهم فإنك أو لعلك أن ترى من أخيك شيئاً اليوم يعجبك لعله أن يسوءك غداً، ولعلك أن ترى منه اليوم شيئاً يسوؤك لعله يعجبك غداً، وإن الناس يغترون، وإنما يغفر الله يوم القيامة، والله أرحم بعبده يوم يلقاه من أم واحد فرشت له بأرض فيء ثم لمست، فإن كانت شوكة كانت بها قبله، وإن كانت لدغة كانت بها قبله.
ص.318
رواه الطبراني وإسناده منقطع.
قلت وتأتي أحاديث في باب الاستغفار لأهل الكبائر.*3* 11. باب فيمن خاف من ذنوبه.(11/70)
17487- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن رجلاً لم يعمل من الخير شيئاً قط إلا التوحيد، فلما حضرته الوفاة قال لأهله: إذا أنا مت فخذوني فاحرقوني حتى تدعوني حممة (فحمة) ثم اطحنوني ثم ذروني في البحر في يوم راح (ذي ريح). قال: ففعلوا به ذلك، فإذا هو في قبضة الله عز وجل، فقال الله عز وجل: ما حملك على ما صنعت؟ قال: مخافتك. قال: فغفر الله عز وجل له.
17488- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثله.
رواهما أحمد ورجال حديث أبي هريرة رجال الصحيح. وإسناد ابن مسعود حسن.
17489- وعن عبد الله قال: كان رجل كثير المال لما حضره الموت قال لأهله: إن فعلتم ما أمرتكم به أورثتكم مالاً كثيراً، قالوا: نعم قال: إذا مت فاحرقوني ثم اطحنوني، فإذا كان يوم ريح فارتقوا فوق قلة جبل فاذروني، فإن الله إن قدر علي لم يغفر لي. ففعل ذلك به فاجتمع في يدي الله فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب مخافتك، قال: فاذهب فقد غفرت لك.
ص.319
17490- وفي رواية: وكان الرجل نباشاً فغفر له لخوفه.
رواه أبو يعلى بسندين ورجالهما رجال الصحيح.
17491- ورواه الطبراني بنحوه وقال في آخره: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فوقع في يد الله فقال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: مخافتك، قال: قد غفرت لك".
وإسناده منقطع، وروى بعضه مرفوعاً أيضاً بإسناد متصل، ورجاله رجال الصحيح غير أبي الزعراء وهو ثقة.
17492- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن [الحسن و] ابن سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد، فلما احتضر قال لأهله: انظروا إذا أنا مت أن يحرقوه حتى يدعوه حمماً، ثم اطحنوه ثم اذروه في يوم راح، فلما مات فعلوا به ذلك، فإذا هو في قبضة الله فقال الله عز وجل: يا ابن آدم ما حملك على ما فعلت؟ قال: أي رب مخافتك، قال: فغفر له بها ولم يعمل خيراً قط إلا التوحيد".(11/71)
قلت: حديث أبي هريرة في الصحيح غير قوله: "إلا التوحيد".
رواه كله أحمد ورجال سند أبي هريرة رجال الصحيح، وفي سند ابن سيرين من لم يسم.
17493- وعن معاوية بن حيدة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنه كان عبد من عباد الله أعطاه الله عز وجل مالاً وولداً، وكان لا يدين الله
ص.320
ديناً فبقي حتى ذهب عمر وبقي عمر يذكر، فعلم أنه لم يبتئر (يدخر) عند الله عز وجل خيراً، دعا بنيه فقال: يا بني أي أب تعلموني؟ قالوا: خيره يا أبانا، قال: والله لا أدع عند رجل منكم مالاً هو مني إلا أنا آخذه منه أو لتفعلن ما آمركم به، قال: فأخذ منهم ميثاقاً قال: أما إذا مت فخذوني فألقوني في النار حتى إذا كنت حمماً فذروني". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على فخذه كأنه يقول: "اسحقوني ثم أذروني في الريح لعلي أضل الله عز وجل". قال: "ففعل به ذلك ورب محمد حين مات قال: فجيء به أحسن ما كان، فعرض على ربه تبارك وتعالى فقال: ما حملك على النار؟ قال: خشيتك يا رباه، قال: إني لأسمعك كراهية". - قال يزيد: - "أسمعك راهباً فتيب عليه".
17494- وفي رواية قال: "يا ابن آدم ما حملك على ما فعلت؟ قال: من مخافتك، قال: فتلقاه الله عز وجل بها".
رواه أحمد والطبراني بنحوه في الكبير والأوسط ورجال أحمد ثقات.
17495- وعن سلمان - يعني الفارسي - عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث قبله ومتنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن رجلاً ممن كان قبلكم زغسه (أكثر له من المال والولد وبارك له فيهما) الله مالاً وولداً فقال لأهله: إذا أنا مت
ص.321
فأحرقوني حتى إذا صرت فحماً فاسحقوني فاذروني، فإن ربي إن قدر علي يعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين، ففعلوا به ذلك، فأمر الله عز وجل به فجمع فإذا هو قائم بين يدي الله عز وجل فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتك أي رب، فغفر له".(11/72)
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن نافع الأرسوقي والسري بن يحيى وكلاهما ثقة.
ورواه البزار فأحاله على حديث أبي سعيد الخدري الذي في الصحيح قال: مثله ولم يسق متنه.
*3* 12. (أبواب في فضل التوبة والحث عليها).
*4* 1. باب التوبة.
17496- عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهباً، فإن أصبح ذهباً اتبعناك. فدعا ربه، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن ربك يقرئك السلام ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهباً، فمن كفر منهم عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة، قال: "بل باب التوبة والرحمة".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17497- وعن ابن عباس قال: قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنين {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق
ص.322
ولا يزنون} ثم نزلت: {إلا من تاب وآمن} فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح فرحاً قط أشد فرحاً منه بها وبـ: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً}.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
*4* 2. باب الحث على التوبة.
17498- عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لله أفرح بتوبة عبده الذي أسرف على نفسه من رجل أضل راحلته فسعى في بغائها يميناً وشمالاً حتى أعيا - أو أيس منها - وظن أنه قد هلك نظر فوجدها في مكان لم يكن يرجو أن يجدها، فالله عز وجل أفرح بتوبة عبده المسرف من ذلك الرجل براحلته حين وجدها".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
*4* 3. باب التقرب بالتوبة.
17499- عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من تقرب إلى الله شبراً تقرب إليه ذراعاً، ومن تقرب إليه ذراعاً تقرب إليه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه يهرول".
رواه أحمد والبزار وفيه عطية العوفي وهو ضعيف.
ص.323(11/73)
17500- عن شريح قال: سمعت رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"قال الله عز وجل: يا ابن آدم قم إلي أمش إليك، وامش إلي أهرول إليك".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شريح بن الحارث وهو ثقة.
17501- وعن يزيد بن نعيم قال: سمعت أبا ذر الغفاري وهو على المنبر بالفسطاط يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"من تقرب إلى الله عز وجل شبراً تقرب إليه ذراعاً، ومن تقرب إليه ذراعاً تقرب إليه باعاً، ومن أقبل إلى الله عز وجل ماشياً أقبل الله عز وجل إليه مهرولاً، والله أعلى وأجل، والله أعلى وأجل، والله أعلى وأجل".
رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن.
17502- وعن سلمان - رفعه - قال:
"يقول الله عز وجل: إذا تقرب إلي عبدي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن نافع الأرسوقي والسري بن يحيى وكلاهما ثقة. ورواه البزار.
*4* 4. باب إلى متى تقبل توبة العبد.
17503- ص.324 عن عبد الله بن عمرو قال:
"من تاب قبل موته عاماً تيب عليه، ومن تاب قبل موته بشهر تيب عليه". حتى قال: "يوماً". حتى قال: "ساعة". حتى قال: "فواقاً".
قال: قال الرجل: أرأيت إن كان كافراً فأسلم؟ قال: إنما أحدثكم كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
17504- وروى الطبراني في الأوسط له: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من تاب قبل موته بفواق ناقة تاب الله عليه".
17505- وعن عبد الرحمن البيلماني قال: اجتمع أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله تبارك وتعالى قبل توبة عبده قبل أن يموت بيوم".(11/74)
فقال الثاني: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله تبارك وتعالى يقبل توبة عبده قبل أن يموت بنصف يوم".
فقال الثالث: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله تبارك وتعالى يقبل توبة عبده قبل أن يموت بضحوة".
ص.325
فقال الرابع: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله تبارك وتعالى يقبل توبة عبده ما لم يغرغر بنفسه".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن وهو ثقة.
17506- وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما من عبد مؤمن يتوب إلى الله عز وجل قبل الموت بشهر إلا قبل الله منه وأدنى من ذلك، وقبل موته بيوم أو ساعة يعلم الله منه التوبة والإخلاص إلا قبل الله منه".
قلت: له عند الترمذي: "إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف.
17507- وعن عبد الله بن سلام قال: لا أحدثكم إلا عن نبي مرسل أو كتاب منزل:
"إن عبداً لو أذنب كل ذنب ثم تاب إلى الله قبل موته بيوم قبل منه".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
17508- وعن عبد الله بن سلام قال: لا أحدثكم إلا عن كتاب منزل أو نبي مرسل:
"ما من نفس تتوب قبل مرضها الذي تموت فيه توبة إلا قبل توبتها إلى أن تطلع الشمس من مغربها".
رواه الطبراني من طريق أبي فائد عن ربعي ولم أعرف أبا فائد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.356
17509- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"للجنة ثمانية أبواب، سبعة مغلقة وباب مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه".
رواه أبو يعلى والطبراني وإسناده جيد.
17510- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(11/75)
"من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف.
17511- وعن عبد الله بن مسعود قال: التوبة معروضة على ابن آدم إن قبلها، ما لم يخرج إحدى ثلاث: ما لم تطلع الشمس من مغربها، أو تخرج الدابة، أو يخرج يأجوج ومأجوج.
رواه الطبراني بإسناد منقطع.
17512- وعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله عز وجل يقول: يقبل توبة عبده أو يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب". قيل: وما وقوع الحجاب؟ قال: "تخرج النفس وهي مشركة".
رواه أحمد والبزار وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقد وثقه جماعة
ص.327
وضعفه آخرون، وبقية رجالهما ثقات، وأحد إسنادي البزار فيه إبراهيم بن هانئ وهو ضعيف.
17513- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يزال [الله] تبارك وتعالى يقبل التوبة من عبده ما لم يغرغر بنفسه".
رواه البزار وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو متروك.
*4* 5. باب الندامة على الذنب.
17514- عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا عائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإن التوبة من الذنب الندامة والاستغفار".
قلت: في الصحيح طرف من أوله.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن يزيد الواسطي وهو ثقة.
17515- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفارة الذنب الندامة".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف.
ص.328
17516- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"النادم ينتظر التوبة، والمعجب ينتظر المقت".
رواه الطبراني في الصغير وفيه مطرف بن مازن وهو ضعيف.
17517- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الندم توبة".
رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك الرواسي وضعفه غير واحد ووثقه ابن حبان وقال: يغرب ويخطئ، وبقية رجاله رجال الصحيح.(11/76)
17518- وعن وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الندم توبة".
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد، وبقية رجاله وثقوا.
17519- وعن ابن أبي سعيد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
17520- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الندم توبة".
ص.329
رواه الطبراني في الصغير ورجاله وثقوا وفيهم خلاف.
17521- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن العبد ليذنب ذنباً فإذا ذكره أحزنه ما صنع، فإذا نظر الله إليه أحزنه ما صنع غفر له".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه داود بن المحبر وهو ضعيف.
17522- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أصاب ذنباً فندم غفر الله عز وجل له ذلك الذنب من قبل أن يستغفره، ومن أنعم الله عليه نعمة فعلم أنها من الله كتب الله له شكرها من قبل أن يحمده عليها، ومن كساه الله ثوباً فعلم أن الله هو الذي كساه لم يبلغ الثوب ركبتيه حتى يغفر له".
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما بزيع بن حسان أبو الخليل، وفي الآخر سليمان بن داود المنقري وكلاهما ضعيف.
*4* 6. باب التوبة إلى الله تعالى.
17523- عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بأسير فقال: اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عرف الحق لأهله".
رواه أحمد والطبراني وفيه محمد بن مصعب وثقه أحمد وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*4* 7. باب إخلاص التوبة من الذنب.
17524- ص.330 عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعود فيه".
رواه أحمد وإسناده ضعيف.(11/77)
17525- وعن عوف بن مالك قال: ما من ذنب إلا وأنا أعرف توبته، قيل: وما توبته؟ قال: أن يتركه ثم لا يعود.
رواه الطبراني بإسناد حسن.
*4* 8. باب التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
17526- عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"التائب من الذنب كمن لا ذنب له".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
17527- وعن ابن أبي سعيد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
قلت: وقد تقدمت أحاديث في باب الإسلام يجب ما كان قبله في كتاب الإيمان.
*4* 9. باب فيمن يكف عن الذنوب.
17528- ص.331 عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف عن الذنوب".
رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن ميمون وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*4* 10. باب ما جاء فيمن يستغفر ويتوب كلما أذنب.
17529- عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن الله عز وجل يحب العبد المؤمن المفتن التواب (الممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب)".
رواه عبد الله وأبو يعلى وفيه من لم أعرفه.
17530- عن عقبة بن عامر أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أحدنا يذنب، قال: "يكتب عليه". قال: ثم يستغفر منه ويتوب، قال: "يغفر له ويتاب عليه". قال: فيعود فيذنب، قال: "فيكتب عليه". قال: ثم يستغفر منه ويتوب، قال: "يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى تملوا".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن.
17531- وعن عائشة قالت: جاء حبيب بن الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رجل
ص.332(11/78)
مقراف، قال: "فتب إلى الله يا حبيب". قال: يا رسول الله إني أتوب ثم أعود، قال: "فكلما أذنبت فتب". قال: يا رسول الله إذاً تكثر ذنوبي، قال: "عفو الله أكبر من ذنوبك يا حبيب بن الحارث".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه نوح بن ذكوان وهو ضعيف.
17532- وعن أنس قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أذنبت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أذنبت فاستغفر ربك". قال: فإني أستغفره ثم أعود فأذنب، قال: "فإذا أذنبت فعد فاستغفر ربك". قال: فإني أستغفر ثم أعود فأذنب، قال: "إذا أذنبت فعد فاستغفر ربك". فقالها في الرابعة، فقال: "إذا أذنبت فاستغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المخسور".
رواه البزار وفيه بشار بن الحكم الضبي ضعفه غير واحد، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وبقية رجاله وثقوا.
قلت: وتأتي أحاديث الاستغفار بعد هذا.
*3* 13. باب المؤمن نساء إذا ذكِّر ذكَر.
17533- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق، وإن المؤمن خلق مفتناً تواباً نسّاءً إذا ذُكِّر ذَكَر".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وأحد أسانيد الكبير رجاله ثقات وله السياق.
*3* 14. باب المؤمن يسهو ثم يرجع.
17534- ص.333 عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"مثل المؤمن ومثل الإيمان كمثل الفرس في آخيته يجول ثم يرجع إلى آخيته، وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان فأطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير أبي سليمان الليثي وعبد الله بن الوليد التجيبي وكلاهما ثقة.
*3* 15. باب المؤمن واه راقع.
17535- عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن واه واقع، فسعيد من هلك على رقعه".(11/79)
رواه الطبراني في الصغير والأوسط والبزار وقال الطبراني: ومعنى واه يعني مذنب، وراقع يعني تائب مستغفر.
وفيه سعيد بن خالد الخزاعي وهو ضعيف.
*3* 16. باب فيمن يعمل الحسنات بعد السيئات.
17536- ص.334 عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل حسنة أخرى فانفكت أخرى حتى يخرج إلى الأرض".
رواه أحمد والطبراني، وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح.
17537- وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى، ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وبما بقي".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
17538- وعن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت من عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئاً وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل لذلك من توبة؟ قال: "فهل أسلمت؟". قال: فأما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، قال: "تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن". قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: "نعم". قال: الله أكبر، فما زال يكبر حتى توارى.
رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال: "تعمل الخيرات وتسبر السبرات".
ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن هارون أبي نشيط وهو ثقة.
*3* 17. باب فيمن يلتمس رضا الله تعالى.
17539- ص.335 عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن العبد ليلتمس مرضاة الله تعالى فلا يزال بذلك فيقول الله عز وجل لجبريل: إن فلاناً عبدي يلتمس أن يرضيني، ألا وإن رحمتي عليه. فيقول جبريل: رحمة الله على فلان، ويقولها حملة العرش، ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السماوات السبع، ثم يهبط إلى الأرض".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة.(11/80)
17540- وعن عمرو بن مالك الرؤاسبي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عني فقلت: إن الرب تبارك وتعالى ليترضى فيرضى، فارض عني، فرضي عني.
رواه البزار من رواية طارق عن عمرو بن مالك، وطارق ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 18. (أبواب في أعمار الأمة).
*4* 1. باب ما جاء في طول عمر المؤمن والنهي عن تمنيه الموت.
17541- عن أم الفضل أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على العباس وهو يشتكي فتمنى الموت فقال:
"يا عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمن الموت، إن كنت محسناً
ص.336
تزداد إحساناً خيراً لك، وإن كنت مسيئاً استغنيت خيراً لك لا تمن الموت".
17542- وفي رواية: "إن كنت مسيئاً فإن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك".
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير هند بنت الحارث فإن كانت هي القرشية أو الفراسية فقد احتج بها في الصحيح، وإن كانت الخثعمية فلم أعرفها.
17543- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله عز وجل الإنابة".
رواه أحمد والبزار وإسناده حسن.
17544- وعن أبي أمامة قال: جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ورققنا، فبكى سعد فأكثر البكاء، فقال: يا ليتني مت! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا سعد أعندي تتمنى الموت؟". فردد ذلك ثلاث مرات ثم قال: "يا سعد إن كنت خلقت للجنة فما طال عمرك وحسن من عملك فهو خير لك".
ص.337
رواه أحمد والطبراني وزاد فيه: "وإن كنت خلقت للنار فبئس الشيء تتعجل إليه". وفيه يزيد بن علي الألهاني وهو ضعيف.
*4* 2. باب فيمن طال عمره من المسلمين.
17545- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخيركم؟". قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "خياركم أطولكم أعماراً وأحسنكم أعمالاً".(11/81)
17546- وفي رواية: "أحسنكم أخلاقاً". بدل: "أعمالاً".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
17547- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخياركم؟". قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "خياركم أطولكم أعماراً إذا سددوا".
رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
17548- وعن أبي بكرة أن رجلاً قال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال:
"من طال عمره وحسن عمله". قال: فأي الناس شر؟ قال: "من طال عمره وساء عمله".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وإسناده جيد.
17549- وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.338
"ألا أنبئكم بخياركم؟". قالوا: بلى، قال: "أحاسكنم أخلاقاً وأطولكم أعماراً".
قلت: رواه الترمذي غير قوله: "أطولكم أعماراً".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثق.
17550- وعن عبادة - يعني ابن الصامت - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ألا أنبئكم بخياركم؟". قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "أطولكم أعماراً في الإسلام إذا سددوا".
رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف.
17551- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله عباداً يضن بهم عن القتل ويطيل أعمارهم في حسن العمل ويحسن أرزاقهم ويحييهم في عافية ويقبض أرواحهم في عافية على الفرش ويعطيهم منازل الشهداء".
رواه الطبراني وفيه جعفر بن محمد الواسطي الوراق ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
17552- وعن شداد أبي عمار قال: قال عوف بن مالك: يا طاعون خذني إليك، فقالوا: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلما طال عمر المسلم كان له خيراً"؟. قال: بلى.
رواه الطبراني وفيه النهاس بن قهم وهو ضعيف.
ص.339(11/82)
17553- وعن أبي هريرة قال: كان رجلان من بلي - حي من قضاعة - أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة، قال طلحة بن عبيد الله: فرأيت الجنة، فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد، فتعجبت لذلك، فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم - أو ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة؟".
قلت: هذا من حديث أبي هريرة كما تراه، إنما لطلحة فيه رؤية المنام، ولطلحة حديث رواه ابن ماجة.
رواه أحمد وإسناده حسن.
17554- وعن عبد الله بن شداد أن نفراً من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يكفينيهم؟". قال طلحة: أنا، قال: فكانوا عند طلحة، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثاً، فخرج فيه أحدهم فاستشهد ثم بعث بعثاً آخر فخرج فيه آخر فاستشهد، ثم مات الثالث على فراشه. قال طلحة: فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة فرأيت الميت على فراشه أمامهم، ورأيت الذي استشهد أخيراً يليه، ورأيت أولهم آخرهم. قال: فدخلني من ذلك، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، قال: فقال: "وما أنكرت من ذلك؟ ليس أحد أفضل عند الله عز وجل من مؤمن يعمر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله".
ص.340
قلت: لطلحة حديث رواه ابن ماجة في التعبير غير هذا.
رواه أحمد فوصل بعضه وأرسل أوله، ورواه أبو يعلى والبزار فقالا: عن عبد الله بن شداد عن طلحة، فوصلاه بنحوه، ورجالهم رجال الصحيح.
17555- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه - رفع الحديث - قال:(11/83)
"المولود حتى يبلغ الحنث ما عمل من حسنة كتبت لوالده - أو لوالديه - وما عمل من سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه، فإذا بلغ الحنث جرى عليه القلم، أمر الملكان اللذان معه أن يحفظا وأن يشددا، فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام أمنه الله من البلايا الثلاثة: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ الخمسين خفف الله حسابه، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة بما يحب، فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين كتب الله حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه في أهل بيته وكان أسير الله في أرضه، فإذا بلغ أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئاً كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير، فإذا عمل سيئة لم تكتب عليه".
17556- وفي رواية: عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من مسلم يعمر في الإسلام". فذكر نحوه وقال: "فإذا بلغ السبعين سنة في الإسلام أحبه الله وأحبه أهل السماء".
17557- وفي رواية: "إذا بلغ سبعين سنة في الإسلام أحبه أهل السماء وأهل الأرض".
17558- وفي رواية: "فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إلى الله بما يحب الله
ص.341
فإذا بلغ السبعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكان أسير الله في أرضه وشفع في أهل بيته".
رواها كلها أبو يعلى بأسانيد.
17559- ورواه أحمد موقوفاً باختصار وقال فيه: "فإذا بلغ الستين رزقه الله عز وجل إنابة يحبه عليها".
17560- وروى بعده بسنده إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله.
ورجال إسناد ابن عمر وثقوا على ضعف في بعضهم كثير، وفي أحد أسانيد أبي يعلى ياسين الزيات، وفي الآخر يوسف بن أبي ذرة وهما ضعيفان جداً. وفي الآخر أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض وهو لين، وبقية رجال هذه الطريق ثقات. وفي إسناد أنس الموقوف من لم أعرفه.
17561- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(11/84)
"من عمره الله تبارك وتعالى أربعين سنة في الإسلام صرف الله عنه أنواعاً من البلايا: الجذام والبرص وحنق الشيطان، ومن عمره الله خمسين سنة في الإسلام لين الله عليه الحساب".
17562- وفي رواية: "هوّن الله عليه الحساب يوم القيامة، ومن عمره الله ستين سنة في الإسلام رزقه الله الإنابة إليه بما يحب الله، ومن عمره الله سبعين سنة في الإسلام أحبه أهل السماء وأهل الأرض، ومن عمره الله ثمانين سنة في الإسلام محا الله سيئاته وكتب حسناته".
ص.342
قال أنس في حديثه: "كتب الله حسناته ولم يكتب سيئاته، ومن عمره الله تسعين سنة في الإسلام غفر الله له ذنوبه وكان أسير الله في أرضه وشفيعاً لأهل بيته يوم القيامة". قال أنس بن عياض: "وشفع في أهل بيته يوم القيامة".
رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.
17563- وعن عثمان - يعني ابن عفان - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"العبد المسلم إذا بلغ خمسين سنة خفف الله حسناته، وإذا بلغ ستين رزقه الله الإنابة إليه، وإذا بلغ سبعين سنة أحبه أهل السماء، فإذا بلغ ثمانين سنة ثبت الله حسناته ومحا سيئاته، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه الله عز وجل في أهل بيته وكتب في السماء أسير الله في الأرض".
رواه أبو يعلى في الكبير وفيه عزرة بن قيس الأزدي وهو ضعيف.
17564- وعن عبد الله بن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا بلغ المرء المسلم خمسين سنة صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ ستين رزقه الله الإنابة إليه، فإذا بلغ سبعين سنة محيت سيئاته وكتبت حسناته، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر وكان أسير الله في الأرض وشفيعاً لأهل بيته".(11/85)
رواه الطبراني من رواية عبد الله بن عمرو بن عثمان عن عبد الله بن أبي بكر الصديق ولم يدركه، ولكن رجاله ثقات إن كان محمد بن عمار الأنصاري هو سبط ابن سعد القرظ، والظاهر أنه هو والله أعلم.
ورواه البزار باختصار كثير وفي إسناده مجاهيل كما قال.
17565- وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.343
"إذا بلغ العبد ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر وأبلغ إليه في العمر".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*4* 3. باب في أعمار هذه الأمة.
17566- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم الذين يبلغون ثمانين".
رواه أبو يعلى وفيه شيخ هشيم لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17567- وعن حذيفة أنه قال: يا رسول الله حدثنا عن أعمار أمتك؟ قال: "ما بين الخمسين إلى الستين". قالوا: يا رسول الله فأبناء السبعين؟ قال: "قلّ من يبلغها من أمتي، رحم الله أبناء السبعين ورحم الله أبناء الثمانين".
رواه البزار وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف.
17568- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أقل أمتي الذين يبلغون السبعين".
ص.344
رواه الطبراني، قلت: لعله "التسعين". فإن هذا من النسخة التي كتبت منها لم تقابل. والله أعلم.
*4* 4. باب تمني الموت لمن وثق بعمله وتمنيه عند فساد الزمان.
17569- عن عمرو بن عبسة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يتمن أحدكم الموت إلا أن يثق بعمله، فإن رأيتم في الإسلام ست خصال فتمنوا الموت، وإن كانت نفسك في يدك فأرسلها: إضاعة الدم وإمارة الصبيان وكثرة الشرط وإمارة السفهاء وبيع الحكم ونشؤ يتخذون القرآن مزامير".
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
17570- وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه إلا أن يكون قد وثق بعمله".(11/86)
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو مدلس وفيه ضعف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17571- وعن أبي المعلى قال: قال الحكم الغفاري: يا طاعون خذني إليك. فقال له رجل من القوم: بم تقول هذا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا لا يتمنين أحدكم الموت"؟. قال: قد سمعت ما سمعتم ولكني أبادر ستاً: بيع الحكم وكثرة الشرط وإمارة الصبيان وسفك الدماء وقطيعة الرحم ونشؤ يكون في آخر الزمان يتخذون القرآن مزامير.
رواه الطبراني وأبو المعلى لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*4* 5. باب فيمن شاب في الإسلام.
@تقدم في الزينة.
*3* 19. (أبواب في الاستغفار ونحوه).
*4* 1. باب فيمن صلى ثم استغفر.
17572- ص.345 عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: أتيت أبا الدرداء في مرضه الذي قبض فيه فقال لي: يا ابن أخي ما أعملك إلى هذا البلد؟ وما جاء بك؟ قال: قلت: لا إلا صلة بينك وبين عبد الله بن سلام، فقال أبو الدرداء: بئس ساعة الكذب هذه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام يصلي ركعتين أو أربعاً - شك سهل - يحسن فيها الركوع والخشوع ثم استغفر الله غفر له".
رواه أحمد وفيه من لم أعرفه.
*4* 2. باب ما جاء في الاستغفار.
17573- عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن إبليس قال لربه عز وجل: وعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال له ربه: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني".
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وقال: "لا أبرح أغوي عبادك". والطبراني في الأوسط وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي أبي يعلى.
ص.346
17574- وعن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار، فإن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب فأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار، فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون".(11/87)
رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف.
17575- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد وجلاؤها الاستغفار".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وزاد فيه: قالوا: يا رسول الله فما جلاؤها؟ قال: "الاستغفار".
وفيه الوليد بن سلمة الطبراني وهو كذاب.
*4* 3. باب العجلة بالاستغفار.
17576- عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء، فإن ندم واستغفر منها ألقاها، وإلا كتبت واحدة".
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها وثقوا.
17577- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صاحب اليمين أمين على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد حسنة كتبها بعشر
ص.347
أمثالها، وإن عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين: أمسك عنها، فيمسك عنها فإن استغفر لم تكتب وإن سكت كتبت عليه".
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو كذاب ولكنه موافق لما قبله وليس فيه شيء زائد غير أن الحسنة يكتبها بعشر أمثالها وقد دل القرآن والسنة على ذلك.
17578- وعن أم عصمة العوصية امرأة من قيس قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من عبد يعمل ذنباً إلا وقف الملك الموكل بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات، فإن استغفر الله من ذنبه ذلك في شيء من تلك الساعات لم يوقف عليه يوم القيامة".
رواه الطبراني وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وهو متروك.
*4* 4. باب الإكثار من الاستغفار.
17579- عن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
17580- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من حافظين يرفعان إلى الله [ما حفظا] في يوم فيرى [الله] تبارك
ص.348(11/88)
وتعالى في أول الصحيفة وفي آخرها استغفاراً إلا قال تبارك وتعالى: قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة".
رواه البزار وفيه تمام بن نجيح وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17581- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة".
17582- وفي رواية: "إني لأتوب". مكان: "إني لأستغفر".
رواه الطبراني في الأوسط كله، وروى معه أبو يعلى والبزار، وإسناد: "إني لأستغفر" حسن، وأحد إسنادي أبي يعلى في حديث: "إني لأتوب إلى الله" رجاله رجال الصحيح.
17583- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إني لأستغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة".
17584- وفي رواية: "أكثر من سبعين مرة".
17585- وفي رواية: "مائة مرة".
رواها كلها الطبراني في الأوسط وأسانيدها حسنة.
17586- وعن أنس بن مالك أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني امرؤ ذرب (حاد) اللسان وأكثر ذلك على أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن سليم وهو ضعيف.
ص.349
17587- وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة".
قلت: رواه ابن ماجة غير قوله: "مائة مرة".
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
17588- وعن عبد الرحمن بن دلهم أن رجلاً قال: يا رسول الله علمني عملاً أدخل به الجنة، قال: "لا تغضب ولك الجنة". قال: يا رسول الله زدني، قال: "استغفر الله في اليوم سبعين مرة قبل أن تغيب الشمس يغفر الله لك ذنب سبعين عاماً". قال: ليس لي سبعون عاماً، قال: "فلأبيك". قال: ليس لأبي سبعون عاماً، قال: "فلأهل بيتك". قال: ليس لأهل بيتي، قال: "فلجيرانك".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.(11/89)
*4* 5. باب أوقات الاستغفار.
@قلت: قد تقدمت أحاديث في هذا الباب في الأدعية في أوقات الإجابة، وأذكر حديثاً منها:
17589- عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تفتح أبواب السماء نصف الليل، فينادي مناد: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشاراً".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17590- وعن أنس قال:
ص.350
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستغفر بالأسحار سبعين مرة.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك.
*4* 6. باب كيفية الاستغفار.
17591- عن أبي موسى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم إني استغفرك لما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير".
قلت: له في الصحيح: "اللهم اغفر لي ما قدمت". إلى آخره. وهذا: "اللهم إني أستغفرك".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن [ابن] بريدة قال: حُدثت عن الأشعري.
17592- وعن ابن عباس - رفع الحديث - أنه قال:
"من قال: سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه؛كتبت كما قالها ثم علقت بالعرش لا يمحوها ذنب عمله صاحبها حتى يلقى الله وهي مختومة عليها".
رواه الطبراني وفيه مالك بن يحيى بن مالك وهو ضعيف.
17593- وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أوفى كلمة [عند الله] أن يقول العبد: اللهم أنت ربي وأنا عبدك،
ص.351
ظلمت نفسي واعترفت بذنبي ولا يغفر الذنوب إلا أنت، أي رب فاغفر لي ذنبي".
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
17594- وعن عبد الله بن مسعود قال: لا يقول رجل: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرات؛إلا غفر له وإن كان فر من الزحف.
رواه الطبراني موقوفاً ورجاله وثقوا.(11/90)
*4* 7. باب استغفار الولد لوالده.
17595- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب أنى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وقد وثق.
17596- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يتبع الرجل يوم القيامة من الحسنات أمثال الجبال فيقول: أنى هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء قد وثقوا.
*4* 8. باب الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات.
17597- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.352
"من لم يكن عنده مال يتصدق به فليستغفر للمؤمنين والمؤمنات فإنها صدقة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
17598- وعن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
17599- وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال كل يوم: اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات؛أتحف به من كل مؤمن حسنة".
رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف.
17600- وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعاً وعشرين مرة أو خمساً وعشرين مرة - أحد العددين - كان من الذين يستجاب لهم ويرزق بهم أهل الأرض".
رواه الطبراني وفيه عثمان بن أبي العاتكة وقال فيه: حُدثت عن أم الدرداء، وعثمان هذا وثقه غير واحد وضعفه الجمهور، وبقية رجاله المسمين ثقات.
*4* 9. باب الاستغفار لأهل الكبائر من المسلمين وما جاء فيهم.
17601- عن ابن عمر قال: كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول:(11/91)
"{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}". وقال: "أخرت شفاعتي لأهل الكبائر يوم القيامة".
ص.353
رواه البزار وإسناده جيد.
قلت: قد تقدم في أوائل التوبة: باب ما جاء في المذنبين من أهل التوحيد.
*3* 20. باب ما جاء في وعد الله تعالى ووعيده.
17602- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من وعده الله تعالى على عمل ثواباً فهو منجزه له، ومن وعده الله تعالى على عمل عقاباً فهو منه بالخيار".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه سهيل بن أبي حزم وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 21. باب فيمن علم أن الله يغفر الذنب.
17603- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أذنب ذنباً فعلم أن الله عز وجل إن شاء عذبه عذبه، وإن شاء أن يغفر له غفر له، كان حقاً على الله عز وجل أن يغفر له".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن مرزوق الجدي وهو ضعيف.
*3* 22. باب فيمن أذنب فعلم أن الله تعالى اطلع عليه.
17604- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أذنب ذنباً فعلم أن الله قد اطلع عليه غفر له وإن لم يستغفر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن هراسة وهو متروك.
*3* 23. باب في مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته.
17605- ص.354 عن عبد الله بن عمرو قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال:(11/92)
"إن الله جل ذكره لا يتعاظمه ذنب غفره، إن رجلاً كان فيمن كان قبلكم قتل ثمانياً وتسعين نفساً فأتى راهبا فقال: إني قتلت ثمانياً وتسعين نفساً فهل تجد لي من توبة؟ فقال له: قد أسرفت، فقام إليه فقتله. ثم أتى راهباً آخر فقال: إني قتلت تسعاً وتسعين نفساً فهل تجد لي من توبة؟ قال: لا قد أسرفت، فقام إليه فقتله. ثم أتى راهباً آخر قال: إني قتلت مائة نفس هل تجد لي من توبة؟ فقال: قد أسرفت وما أدري ولكن ههنا قريتان قرية يقال لها: بصرة والأخرى يقال لها: كفرة، فأما بصرة فيعملون عمل الجنة لا يثبت فيها غيرهم وأما كفرة فيعملون عمل أهل النار لا يثبت فيها غيرهم، فانطلق إلى أهل بصرة فإن ثبت فيها وعملت مثل أهلها فلا تشك في توبتك. فانطلق يريدها حتى إذا كان بين القريتين أدركه الموت، فسألت الملائكة ربها عنه فقال: انظروا أي القريتين كان أقرب فاكتبوه من أهلها. فوجدوه أقرب إلى بصرة بقيد أنملة فكتب من أهلها".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17606- وعن أبي عبد رب أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن رجلاً أسرف على نفسه فلقي رجلاً فقال: إن الآخر قتل تسعاً وتسعين نفساً كلهم ظلماً فهل لي من توبة؟ قال: لا فقتله.
ص.355
وأتى آخر فقال: إن الآخر قتل مائة نفس كلها ظلماً فهل تجد لي من توبة؟ فقال: إن حدثتك على أن الله لا يتوب على من تاب كذبتك، ههنا قوم يتعبدون فائتهم تعبد الله معهم. فتوجه إليهم فمات على ذلك، فاجتمعت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فبعث الله إليهم ملكاً فقال: قيسوا ما بين المكانين فأيهم أقرب فهو منهم، فوجدوه أقرب إلى دير التوابين بأنملة فغفر له".
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير أبي عبد رب وهو ثقة. ورواه أبو يعلى بنحوه كذلك.(11/93)
17607- وعن أبي قيس مولى بني جمح قال: سمعت أبا زمعة البلوي - وكان من أصحاب الشجرة بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحتها - وأتى يوماً مسجد الفسطاط، فقام في الرحبة، وقد كان بلغه عن عبد الله بن عمرو بعض التشديد فقال: لا تشددوا على الناس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"قتل رجل من بني إسرائيل سبعاً وتسعين نفساً، فذهب إلى راهب فقال: إني قتلت سبعاً وتسعين نفساً فهل تجد لي من توبة؟ قال: لا فقتل الراهب. ثم ذهب إلى راهب آخر فقال: إني قتلت ثمانياً وتسعين نفساً فهل تجد لي من توبة؟ قال: لا، فقتله. ثم ذهب إلى الثالث فقال: إني قتلت تسعاً وتسعين نفساً منهم راهبان فهل تجد لي من توبة؟ فقال: لقد عملت شراً ولئن قلت: إن الله ليس بغفور رحيم لقد كذبت، فتب إلى الله. فقال: أما أنا فلا أفارقك بعد قولك، فلزمه على أن لا يعصيه، فكان يخدمه في ذلك، فهلك يوماً رجل والثناء عليه قبيح، فلما دفن قعد على قبره فبكى بكاءً شديداً، ثم توفي آخر والثناء عليه حسن، فلما دفن قعد على قبره فضحك ضحكاً شديداً
ص.356
فأنكر أصحابه ذلك فاجتمعوا إلى رأسهم فقالوا: كيف يأوي إليك هذا قاتل النفوس وقد صنع ما رأيت؟ فوقع في نفسه وأنفسهم، فأتى إلى صاحبهم مرة من ذلك ومعه صاحب له فكلمه فقال له: ما تأمرني؟ فقال: اذهب فأوقد تنوراً، ففعل ثم أتاه فأخبره: أن قد فعل. فقال: اذهب فألق نفسك فيها، فلها عنه الراهب وذهب الآخر، فألقى نفسه في التنور، ثم استفاق الراهب فقال: إني لأظن أن الرجل قد ألقى نفسه في التنور بقولي، فذهب فوجده حياً في التنور يعرق، فأخذ بيده فأخرجه من التنور فقال: ما ينبغي أن تخدمني ولكن أنا أخدمك، أخبرني عن بكائك عن المتوفي الأول وعن ضحكك عن الآخر. قال: أما الأول فلما دفن رأيت ما يلقى به من الشر، فذكرت ذنوبي فبكيت. وأما الآخر فرأيت ما يلقى به من الخير فضحكت. وكان بعد ذلك من عظماء بني إسرائيل.(11/94)
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
17608- وعن ابن مسعود قال: كانت قريتان إحداهما صالحة والأخرى ظالمة، فخرج رجل من القرية الظالمة يريد القرية الصالحة، فأتاه الموت حيث شاء الله، فاختصم فيه الملك والشيطان، فقال الشيطان: والله ما عصاني قط، فقال الملك: إنه خرج يريد التوبة، فقضي بينهما أن ينظر إلى أيهما أقرب، فوجدوه أقرب إلى القرية الصالحة بشبر، فغفر له.
قال معمر: وسمعت من يقول: قرب الله إليه القرية الصالحة.
رواه الطبراني موقوفاً ورجاله رجال الصحيح.
قلت: وقد تقدم حديث الذي أمر ولده أن يحرقوه إذا مات في باب من خاف من ذنوبه في أوائل كتاب التوبة، وتأتي له طريق عجيبة في أبواب الشفاعة إن شاء الله تعالى.
*3* 24. (أبواب في رحمة الله عز وجل).
*4* 1. باب الله أرحم بعباده المؤمنين من الوالدة بولدها.
17609- ص.358 عن أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم ونفر من أصحابه وصبي في الطريق، فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ، فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني، وسعت فأخذته فقال القوم: يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار، قال: فخفضهم (وهوّن عليهم الأمر) النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "ولا الله يلقي حبيبه في النار".
رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح.
17610- وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فإذا هو بصبي يبكي، فقال: "يا عمر ضم الصبي فإنه ضال". فجاءت أمه فأخذت ابنها فجعلت تضمه إليها وترشفه وتبكي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أترون هذه رحيمة بولدها؟". فقالوا: نعم! فقال: "والله لله أرحم بالمسلمين من هذه بولدها".
رواه الطبراني وفيه فائد أبو الورقاء وهو متروك.
ويأتي حديث عمر في أواخر كتاب البعث.
*4* 2. باب منه في رحمة الله تعالى.
17611- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/95)
"ما خلق الله تبارك وتعالى من شيء إلا وخلق ما يغلبه وخلق رحمته تغلب غضبه".
ص.358
رواه البزار وفيه من لم أعرفه.
17612- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قلت: يا جبريل أيصلي ربك جل ذكره؟ قال: نعم، قلت: ما صلاته؟ قال: سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله وثقوا.
17613- وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم - أحسبه قال: - عليها".
رواه البزار وإسناده حسن.
17614- وعن جندب قال: جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى راحلته فأطلق عقالها ثم ركبها ثم نادى: اللهم ارحمني ومحمداً لا تشرك في رحمتنا أحداً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أتقولون هو أضل أم بعيره؟ ألم تسمعوا ما قال؟". قالوا: بلى، قال: "لقد حظرت رحمة الله واسعة، إن الله عز وجل خلق مائة رحمة فأنزل رحمة يتعاطف بها الخلائق جنها وإنسها وبهائمها، وعنده تسعة وتسعون، أتقولون هو أضل أم بعيره؟".
قلت: رواه أبو داود باختصار.
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجشمي ولم يضعفه أحد.
ص.359
17615- وعن الحسن البصري قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لله عز وجل مائة رحمة، وإنه قسم رحمة واحدة بين أهل الأرض فوسعتهم إلى آجالهم، وذخر عنده تسعة وتسعين لأوليائه يوم القيامة".
17616- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل ذلك.
رواه كله أحمد.
17617- وروى عن خلاس قال مثله.
17618- وروى عن محمد بن سيرين قال مثله.
ورجال المرسلات ومسند أبي هريرة أيضاً كلها رجال الصحيح.
17619- وعن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله جل وعز خلق مائة رحمة، فرحمة بين خلقه يتراحمون بها، وادخر لأوليائه تسعة وتسعين".(11/96)
رواه الطبراني وفيه مخيس بن تميم وهو مجهول، وبقية رجاله ثقات.
17620- وعن عبادة - يعني ابن الصامت - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قسم ربنا رحمته مائة جزء فأنزل منها جزءاً في الأرض، فهو الذي يتراحم
ص.360
به الناس والطير والبهائم، وبقيت عنده مائة رحمة إلا رحمة واحدة لعباده يوم القيامة".
رواه الطبراني، وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله غير إسحاق رجال الصحيح.
17621- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله جل وعز خلق مائة رحمة، رحمة منها قسمها بين الخلائق، وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة".
رواه الطبراني والبزار وإسناده حسن.
17622- وعن الفرزدق بن غالب قال: لقيت أبا هريرة بالشام فقال لي: أنت الفرزدق؟ قلت: نعم، فقال: أنت الشاعر؟ قلت: نعم، قال: أما إنك إن بقيت لقيت قوماً يقولون: لا توبة لك، فإياك أن تقطع رجاءك من رحمة الله.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف في الحديث.
*4* 3. باب في قوله تعالى: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}.
17623- عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}". الآية.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
ص.361(11/97)
17624- وعن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه: يا محمد كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً؟ وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة؟ فأنزل الله: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً} فقال وحشي: يا محمد هذا شرط شديد، إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً، فلعلي لا أقدر على هذا. فأنزل الله عز وجل: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}. فقال وحشي: يا محمد أرى بعد مشيئة فلا أدري يغفر لي أم لا؟ فهل غير هذا؟ فأنزل الله: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}. قال وحشي: هذا نعم. فأسلم. فقال الناس: يا رسول الله إنا أصبنا ما أصاب وحشي، قال: "هي للمسلمين عامة".
رواه الطبراني وفيه أبين بن سفيان وهو ضعيف.
قلت: وقد تقدم في آخر الباب قبله قول أبي هريرة للفرزدق: إياك أن تقطع رجاءك من رحمة الله.
*4* 4. (بابان في سعة رحمة الله تعالى).
*5* 1. باب منه في سعة رحمة الله ومغفرته للذنوب وقوله صلى الله عليه وسلم: "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم".
17624- ص.362 عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"والذي نفسي بيده - أو والذي نفس محمد بيده - لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم. والذي نفس محمد بيده - أو والذي نفسي بيده - لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون فيغفر لهم".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات.
17625- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفارة الذنب الندامة".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون ليغفر لهم".(11/98)
رواه أحمد والطبراني باختصار قوله: "كفارة الذنب الندامة". في الكبير والأوسط، والبزار وفيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
17626- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو لم تذنبوا لخلق الله خلقاً يذنبون ثم يغفر لهم".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وقال في الأوسط: "لخلق الله خلقاً يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم وهو الغفور الرحيم".
ص.363
رواه البزار بنحو الأوسط محالاً على موقوف عبد الله بن عمرو، ورجالهم ثقات وفي بعضهم خلاف.
17627- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم".
رواه البزار وفيه يحيى بن كثير صاحب البصري وهو ضعيف.
17628- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الله عز وجل: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك، ولو أتيتني بملء الأرض خطايا لقيتك بملء الأرض مغفرة ما لم تشرك بي، ولو بلغت خطاياك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك".
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه إبراهيم بن إسحاق الصيني وقيس بن الربيع وكلاهما مختلف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17629- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"قال ربكم تبارك وتعالى: لو أن عبدي استقبلني بقراب الأرض ذنوباً لا يشرك بي شيئاً استقبلته بقرابها مغفرة".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
17630- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربه عز وجل قال:
"عبدي لو استقبلتني بملء الأرض ذنوباً لاستقبلتك بمثلهن مغفرة ولا أبالي".
رواه الطبراني وفيه العلاء بن زيد وهو متروك.
ص.364
17631- وبسنده عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربه عز وجل قال:(11/99)
"عبدي ما دعوتني ورجوتني ولم تشرك بي شيئاً غفرت لك على ما كان فيك".
قلت: وقد تقدم حديث أبي موسى الذي فيه: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديت". في الأدعية في باب قدرة الله تعالى واحتياج العبد إليه في كل شيء.
*5* 2. باب منه في سعة رحمة الله تعالى.
17632- عن حذيفة - يعني ابن اليمان - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده ليدخلن الله الجنة الفاجر في دينه، الأحمق في معيشته، والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي محشته (أحرقته) النار بذنبه. والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وزاد فيه: "والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة لا تخطر على قلب بشر"ز
وفي إسناد الكبير سعد بن طالب أبو غيلان وثقه أبو زرعة وابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجال الكبير ثقات.
*3* 25. باب في عتقاء الله تعالى.
17633- عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد - شك الأعمش - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله عز وجل عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
ص.365
17634- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله في كل يوم ستمائة ألف عتيق يعتق من النار، كلهم قد استوجب النار".
رواه أبو يعلى وفيه الأزور أبو غالب البصري وهو ضعيف.
17635- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله - يعني في ساعة من ساعات الدنيا - ستمائة ألف عتيق يعتقهم من النار كلهم قد استوجب النار".
رواه أبو يعلى عن شيخه محمد بن بحر، عن أبي ميمون شيخ من أهل البصرة ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 26. باب كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله.
@تقدم في فضل الأمة في أواخر المناقب أحاديث في هذا المعنى.
*3* 27. باب أجلوا الله يغفر لكم.(11/100)
17636- ص.366 عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أجلوا الله يغفر لكم".
قال ابن ثوبان: يعني أسلموا.
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو العذراء ولم أعرفه، وبقية رجاله عند أحمد وثقوا.
*3* 28. باب كثرة ذنوب بني آدم.
17637- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثير".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
*3* 29. باب في كلام بني آدم.
17638- عن الحارث بن سويد قال: سمعت عبد الله - يعني ابن مسعود - يقول: ما من كلام أتكلم به لدى سلطان أدرأ عني منه ضربتين بالسوط إلا كتبت متكلماً بهما.
ص.367
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
17639- وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من نفس تموت ولها عند الله مثقال نملة من خير إلا طين عليها طيناً".
رواه الطبراني وفيه بقية وهو مدلس.
*3* 30. باب في حسنات العبد وسيئاته.
17640- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"قال الرب عز وجل: يؤتى بحسنات العبد وسيئاته يوم القيامة فيقيض بعضها ببعض، فإن بقيت حسنة واحدة أدخله الله الجنة". قال: قلت: فإن لم يبق [حسنة]؟ قال: "{أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة}". قال: قلت: أرأيت قوله: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}. قال: "هو العبد يعمل السر أسره الله له يوم القيامة فيرى قرة أعين".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
*3* 31. باب فيمن عمل حسنة أو سيئة أو هم بشيء من ذلك.
@تقدم في آخر الأذكار، وكذلك مضاعفة الحسنات.
*2* 41. كتاب الزهد.
*3* 1. باب التفكر في زوال الدنيا.(11/101)
17641- ص.373 عن عبد الله بن مسعود قال: بينما رجل فيمن كان قبلكم كان في ملكه، فتفكر فعلم أن ذلك منقطع عنه، وأنه قد شغله عن عبادة ربه عز وجل، فتسرب فانساب ذات ليلة من قصره فأصبح في مملكة غيره، فأتى ساحل البحر، فكان به يضرب اللبن بالأجر، ويأكل ويتصدق بالفضل، فلم يزل كذلك حتى رقي أمره إلى ملكهم وعبادته وفضله، فأرسل إليه ملكهم أن يأتي فأبى، ثم أعاد عليه فأبى أن يأتيه وقال: ما له وما لي؟ قال: فركب الملك فلما رآه ولى هارباً، فلما رأى ذلك الملك ركض في أثره فلم يدركه، قال: فناداه: يا عبد الله إنه ليس عليك مني بأس، فأقام حتى أدركه فقال: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا فلان بن فلان صاحب ملك كذا وكذا تفكرت في أمري فعلمت أن ما أنا فيه منقطع وإنه قد شغلني عن عبادة ربي فتركته وجئت ههنا أعبد ربي عز وجل، قال: ما أنت بأحوج إلى ما صنعت مني.
قال: ثم نزل عن دابته وسيبها فتبعه، فكانا جميعاً يعبدان الله عز وجل، فدعوا الله أن يميتهما جميعاً [قال: فماتا].
قال عبد الله: فلو كنت برميلة
ص.374
مصر لأريتكم قبورهما بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وفي إسنادهما المسعودي وقد اختلط.
17642- وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"أن بني إسرائيل استخلفوا خليفة عليهم بعد موسى صلى الله عليه وسلم، فقام يصلي ذات ليلة فوق بيت المقدس في القمر، فذكر أموراً كان صنعها، فخرج فتدلى بسبب فأصبح السبب معلقاً في المسجد وقد ذهب".
قال: "فانطلق حتى أتى قوماً على شط البحر فوجدهم يضربون لبناً - أو يصنعون لبناً - فسألهم: كيف تأخذون على هذا اللبن؟".(11/102)
قال: "فأخبروه، فلبن معهم، فكان يأكل من عمل يده، فإذا كان حين الصلاة قام يصلي، فرفع ذلك العمال إلى دهقانهم أن فينا رجلاً يفعل كذا وكذا، فأرسل إليه فأبى أن يأتيه ثلاث مرات، ثم إنه جاء يسير على دابته، فلما رآه فر، فاتبعه فسبقه فقال: انتظرني أكلمك، فقام حتى كلمه فأخبره خبره، فلما أخبره أنه كان ملكاً وأنه فر من رهبة ربه، قال: إني لأظنني لاحق بك".
قال: "فاتبعه فعبدا الله حتى ماتا برميلة مصر".
قال عبد الله: لو أني كنت ثَم لاهتديت إلى قبريهما بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصف لنا.
رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن.
*3* 2. (أبواب في الموعظة ونحوها).
*4* 1. باب ما جاء في المواعظ.
@قلت: قد تقدم في كتاب العلم في باب ما جاء في القصص أدب القاص.
*4* 2. باب.
17643- عن سعد بن أبي وقاص في قول الله تعالى: {الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص} الآية. قال: نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زماناً، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا. فأنزل الله: {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً} الآية. كل ذلك يؤمرون بالقرآن.
قال خلاد: وزاد فيه غيره: قالوا: يا رسول الله لو ذكرتنا. فأنزل الله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}.
رواه أبو يعلى والبزار نحوه وفيه الحسين بن عمرو العنقزي ووثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح وهو غير خلاد بن مسلم، هذا أقدم.
*4* 3. باب الإيجاز في الموعظة.
17644- عن سهل بن سعد الساعدي قال:
ص.376
جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.(11/103)
17645- وعن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال لي جبريل عليه السلام: أحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه، وعش ما شئت فإنك ميت".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوجز لي جبريل عليه السلام في الخطبة".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
*3* 3. (أبواب في الرياء ونحوه).
*4* 1. باب ما جاء في الرياء.
17646- عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والدين [والنصر] والتمكين في الأرض". - وهو يشك في الثالثة - قال: "فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب".
رواه أحمد وابنه من طرق ورجال أحمد رجال الصحيح.
17647- وعن الجارود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من طلب الدنيا بعمل الآخرة طمس وجهه ومحق ذكره وأثبت اسمه في النار".
ص.377
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
17648- وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السماوات والأرضين".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذاب.
17649- وعن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/104)
"يؤمر يوم القيامة بناس من الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا ريحها ونظروا إلى قصورها وما أعد الله لأهلها فيها نودوا: أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها، فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها، فيقولون: ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا، قال: ذاك أردت بكم، كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم، وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين (خاشعين) تراؤون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم، هبتم الناس ولم تهابوني، أجللتم الناس ولم تجلوني، وتركتم للناس ولم تتركوا لي، فاليوم أذيقكم أليم العذاب مع ما حرمتكم من الثواب".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو جنادة وهو ضعيف.
17650- وعن عامر بن عبد الله بن الزبير قال: جئت أبي فقال لي: أين كنت؟ فقلت: وجدت أقواماً ما رأيت خيراً منهم، يذكرون الله فيرعد أحدهم حتى يغشى عليه من خشية الله فقعدت معهم، قال: لا تقعد معهم بعدها، فرآني كأنه لم يأخذ ذلك في، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن ورأيت أبا بكر وعمر يتلون القرآن فلا يصيبهم هذا، أفتراهم أخشع لله من أبي بكر وعمر؟ فرأيت أن ذلك كذلك فتركتهم.
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن مصعب بن ثابت وهو ضعيف.
ص.378(11/105)
17651- وعن ابن غنم قال: لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء ألفينا عبادة بن الصامت، فأخذ يميني بشماله، وشمال أبي الدرداء بيمينه، فخرج يمشي بيننا ونحن ننتجي والله أعلم ما نتناجى فقال عبادة بن الصامت: لئن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما لتوشكان أن تريا الرجل من ثبج المسلمين - يعني من وسط - قرأ القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، قد أعاده وأبداه، فأحل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله، لا يجوز فيكم إلا كما يجوز رأس الحمار الميت، قال: فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا شداد بن أوس وعوف بن مالك فجلسا إليه فقال شداد: إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من الشهوة الخفية والشرك".
فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء: اللهم غفراً، أو لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا:
"أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب"؟.
فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها، ها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها، فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد؟ فقال شداد: أرأيتم لو رأيتم أن رجلاً يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق له
ص.379
لقد أشرك، قال عوف بن مالك عند ذلك: أفلا يعمد الله إلى ما ابتغي به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما أشرك به؟ قال شداد عند ذلك: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله عز وجل قال: أنا خير قسيم لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئاً فإن حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني".
قلت: عند ابن ماجة طرف منه.
رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وثقه أحمد وغيره وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات.
17652- وعن الضحاك بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/106)
"إن الله تبارك وتعالى يقول: أنا خير شريك، فمن أشرك معي شريكاً فهو لشريكي. يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله، فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له، ولا تقولوا: هذا لله وللرحم، فإنها للرحم وليس لله منها شيء، ولا تقولوا: هذا لله ولوجوهكم فإنها لوجوهكم وليس لله فيها شيء".
رواه البزار عن شيخه إبراهيم بن محشر وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17653- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساأها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه تبارك وتعالى".
ص.380
رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف.
17654- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يجاء بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج - وربما قال: - كأنه حمل يقول: يا ابن آدم أنا خير قسيم، أنظر إلى عملك الذي عملته [لي] فأنا أجزيك به، وأنظر إلى عملك الذي عملته لغيري فيجازيك على الذي عملت له".
رواه أبو يعلى وفيه مدلسون.
17655- وعن شداد بن أوس قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأكبر.
قلت: له حديث في الرياء رواه ابن ماجة غير هذا.
رواه الطبراني في الأوسط والبزار إلا أنه قال: الشرك الأصغر. ورجالهما رجال الصحيح غير يعلى بن شداد وهو ثقة.
17656- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق: فرقة تعبد الله خالصاً، وفرقة تعبد الله رياءً، وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس".
قلت: فذكر الحديث وهو بتمامه في كتاب البعث في الحساب.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن إسحاق العطار وهو متروك.
17657- وعن رافع بن خديج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر". قالوا: يا رسول الله وما الشرك
ص.381(11/107)
الأصغر؟ قال: "الرياء، يقال لمن يفعل ذلك إذا جاء الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون فاطلبوا ذلك عندهم".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن شبيب بن خالد وهو ثقة.
17658- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن في جهنم لوادياً تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة، أعد ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لحامل كتاب الله والمتصدقين في غير ذات الله والحاج إلى بيت الله والخارج في سبيل الله".
رواه الطبراني عن شيخه محمد بن عبد الله بن عبدويه عن أبيه ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17659- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله عز وجل".
رواه الطبراني وفيه خداش بن المهاجر ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
17660- وعن عمرو بن مرة قال: حدثني شيخ يكنى أبا يزيد قال: كنت جالساً مع عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر، فقال عبد الله بن عمر: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم والروح، فبكى عبد الله بن عمرو وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ص.382
"من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه وصغره وحقره".
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له، والأوسط بنحوه وقال: "سمّع الله به سامع خلقه يوم لقيامة".
رواه أحمد باختصار قول ابن عمر، وقال فيه: فذرفت عينا عبد الله بن عمر. وسمى الطبراني الرجل وهو خيثمة بن عبد الرحمن، فبهذا الاعتبار رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح.
17661- عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سمع سمع الله به، ومن رايا رايا الله به".
رواه أحمد والبزار والطبراني وأسانيدهم حسنة.
17662- وعن عوف بن مالك الأشجعي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"من قام مقام رياء رايا الله به، ومن قام مقام سمعة سمع الله به".(11/108)
رواه الطبراني وإسناده حسن.
ص.383
19663- وعن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17664- وعن عبد الله بن قيس الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قام رياء وسمعة فإنه في مقت الله حتى يجلس".
رواه الطبراني وفيه يزيد بن عياض وهو متروك.
17665- وعن عبد الله بن مسعود قال: من سمع سمع الله به، ومن رايا رايا الله به يوم القيامة، ومن تخشع لله تواضعاً رفعه الله يوم القيامة.
رواه الطبراني موقوفاً من طريق ابن رزين عن ابن مسعود ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
17666- وعن أبي هند الداري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من قام مقام رياء وسمعة؛رايا الله به يوم القيامة وسمع".
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: "من قام بأخيه مقام رياء وسمعة أقامه الله يوم القيامة وسمع به".
والطبراني بنحوه ورجال أحمد والبزار وأحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح.
17667- وعن أبي هند الداري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"من رايا بالله لغير الله فقد برئ من الله".
ص.384
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
*4* 2. باب منه في الرياء وخفائه.
17668- عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا (الحجر)".
رواه البزار وفيه عبد الأعلى بن أعين وهو ضعيف.
*4* 3. باب ما يقول إذا خاف شيئاً من ذلك.
17669- عن أبي علي رجل من بني كاهل قال: خطبنا أبو موسى الأشعري فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل. فقام إليه عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب فقالا: والله لتخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذوناً لنا أو غير مأذون. فقال: بل أخرج مما قلت، خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال:(11/109)
"يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل".
فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال:
"قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي علي ووثقه ابن حبان.
ص.385
17670- وعن حذيفة عن أبي بكر - إما حضر حذيفة ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وإما أخبره أبو بكر - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل". قال: قلنا: يا رسول الله وهل الشرك إلا ما عبد من دون الله، أو ما دعي مع الله؟ - شك عبد الملك - قال: "ثكلتك أمك يا صديق، الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، ألا أخبرك بقول يذهب صغاره وكباره - أو صغيره وكبيره - ؟". قلت: بلى يا رسول الله، قال: "تقول كل يوم ثلاث مرات: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلم، والشرك أن تقول: أعطاني الله وفلان، والند أن يقول الإنسان: لولا فلان قتلني فلان".
رواه أبو يعلى من رواية ليث بن أبي سليم عن أبي محمد عن حذيفة، وليث مدلس، وأبو محمد إن كان هو الذي روى عن ابن مسعود أو الذي روى عن عثمان بن عفان فقد وثقه ابن حبان، وإن كان غيرهما فلم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17671- وعن معقل بن يسار قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر - أو حدثني أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
"الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل". ثم قال: "ألا أدلك على ما يذهب صغير ذلك وكبيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم".
رواه أبو يعلى عن شيخه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك.
*3* 4. باب فيمن يرضي الناس بسخط الله.
17672- عن عبد الله بن عصمة بن فاتك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.386(11/110)
"من تحبب إلى الناس بما يحبون وبارز الله تعالى لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف.
17673- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من تحبب إلى الناس بما يحبون وبارز الله بما يكره لقي الله وهو عليه غضبان".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك.
17674- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه من أرضاه في سخطه، ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه من أسخطه في رضاه، حتى يزينه ويزين قوله وعمله في عينه".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن سليمان الحفري وقد وثقه الذهبي في آخر ترجمة يحيى بن سليمان الجعفي.
17675- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من طلب محامد الناس بمعاصي الله عاد حامده ذاماً".
قلت: له عند الترمذي: "من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط الناس عليه".
رواه البزار من طريق قطبة بن العلاء عن أبيه وكلاهما ضعيف.
قلت: وقد تقدمت أحاديث من نحو هذا.
*3* 5. باب فيمن أسر سريرة حسنة أو غيرها.
17676- ص.387 عن جندب بن سليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيراً فخير وإن شراً فشر".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حامد بن آدم وهو كذاب.
*3* 6. باب كراهية إظهار العمل.
17677- عن أبي موسى قال: قلت لرجل: هلم فلنجعل يومنا هذا لله عز وجل، فوالله لكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد هذا فقال: "ومنهم من يقول: هلم فلنجعل يومنا هذا لله عز وجل". فما زال يقولها حتى تمنيت أن الأرض ساخت بي.
17678- وفي رواية: فما زال يرددها حتى تمنيت أني أسيخ في الأرض.(11/111)
رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح إلا أن ثابتاً البناني قال: حدثني من سمع حطان ولم يسمه.
*3* 7. باب لو عمل أحد في صخرة صماء خرج عمله إلى الناس.
17679- عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة يخرج عمله للناس كائناً ما كان".
ص.388
رواه أحمد وأبو يعلى وإسنادهما حسن.
*3* 8. باب احتقار العبد عمله يوم القيامة.
17680- عن عتبة بن عبد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لو أن رجلاً يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت في مرضاة الله عز وجل لحقره يوم القيامة".
رواه أحمد وإسناده جيد.
17681- وعن محمد بن أبي عميرة - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
"لو أن رجلاً خر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً في مرضاة الله عز وجل لحقره ذلك اليوم ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب".
رواه أحمد موقوفاً ورجاله رجال الصحيح.
*3* 9. باب ما جاء في الكبر.
17682- عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إياكم والكبر فإن الكبر يكون في الرجل، وإن عليه العباءة".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
17683- وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن في جهنم وادياً يقال له: هبهب، حقاً على الله أن يسكنه كل جبار".
رواه أبو يعلى وفيه أزهر بن سنان وقد وثق على ضعفه.
قلت: وقد تقدمت أحاديث كثيرة في ذم الكبر في كتاب الإيمان في الكبائر وفي كتاب الزينة.
ص.389
17684- وعن عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهباً يخطب الناس على المنبر فقال: احفظوا مني ثلاثاً: إياكم وهوى متبع وقرين السوء وإعجاب المرء بنفسه.
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
*3* 10. باب في جمود العين وقسوة القلب.
17685- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أربعة من الشقاء: جمود العين وقسوة القلب وطول الأمل والحرص على الدنيا".(11/112)
رواه البزار وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف.
*3* 11. باب أي الجلساء خير.
17686- عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله أي جلسائنا خير؟ قال:
"من ذكركم الله رؤيته، وزاد في عملكم منطقه، وذكركم في الآخرة عمله".
رواه أبو يعلى وفيه مبارك بن حسان وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 12. باب إذا ذكرتم بالله فانتهوا.
17687- عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة - أحسبه رفعه - قال:
ص.390
"إذا ذكرتم بالله فانتهوا".
رواه البزار وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد وهو ضعيف.
*3* 13. باب طاعة المخلوقين.
17688- عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس شيء إلا وهو أطوع لله تبارك وتعالى من ابن آدم".
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
*3* 14. باب نظر الملائكة إلى أهل الطاعة وغيرهم.
17689- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن ملائكة الله يعرفون بني آدم - أحسبه قال: - ويعرفون أعمالهم، فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم وسموه وقالوا: أفلح الليلة فلان، نجا الليلة فلان. وإذا نظروا إلى عبد يعمل بمعصية الله ذكروه بينهم وسموه وقالوا: هلك فلان الليلة".
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
*3* 15. باب لولا أهل الطاعة هلك أهل المعصية.
17690- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"مهلاً فإن الله تبارك وتعالى شديد العقاب، فلولا صبيان رضع ورجال ركع وبهائم رتع صب عليكم العذاب - أو أنزل عليكم العذاب - ".
ص.391
رواه البزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال:
"لولا شباب خشع وشيوخ ركع وأطفال رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صباً ثم لرض رضاً". وقال: "مهلاً عن الله مهلاً".
وأبو يعلى أخصر منه، وفيه إبراهيم بن خيثم وهو ضعيف.
17691- وعن مسافع الديلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لولا عباد لله ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صباً ثم رض رضاً".(11/113)
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف.
*3* 16. باب عظة الخاصة وغيرهم.
17692- عن الحكم بن مينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر: "اجمع لي من ههنا من قريش". فجمعهم ثم قال: يا رسول الله أتخرج إليهم أم يدخلون؟ قال: "بل أخرج إليهم". فخرج فقال: "يا معشر قريش هل فيكم غيركم؟". قالوا: لا إلا بنو أخواتنا، قال: "ابن أخت القوم منهم". ثم قال:
"يا معشر قريش إن أولى الناس بالنبي المتقون، فانظروا لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة وتأتون بالدنيا تحملونها فأصد عنكم بوجهي". ثم قرأ: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين}.
رواه أبو يعلى مرسلاً وفيه أبو الحويرث وثقه ابن حبان وغيره وضعفه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.392
17693- وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال:]
"يا بني قصي [يا بني هاشم] يا بني عبد مناف أنا النذير والموت المغير والساعة الموعد".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير ضمام بن إسماعيل وهو ثقة.
17694- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اعمل كأنك ترى وعد نفسك مع الموتى وإياك ودعوة المظلوم".
رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح غير علي بن يزيد وقد وثق.
17695- وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إني رسول الله إليكم، اعلموا أن المعاد إلى الله ثم إلى الجنة أو إلى النار، وإنه إقامة لا ظعن وخلود لا موت في أجساد لا تموت".
رواه البزار ورجاله وثقوا إلا أن ابن سابط لم يدرك معاذاً إلا أنه قال: عن ابن سابط قال: قام فينا معاذ بن جبل.
17696- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اليوم الرهان وغداً السباق، والغاية الجنة أو النار، والهالك من دخل النار. أنا الأول وأبو بكر
ص.393(11/114)
المصلي وعمر الثالث والناس [بعدي] على السبق الأول فالأول".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه، وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك، وفي إسناد الأوسط الوليد بن الفضل العنزي، وهو ضعيف جداً.
*3* 17. (أبواب في المواعظ ونحوها).
*4* 1. باب جامع في المواعظ.
17697- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه. والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه لله عز وجل، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه". قلنا: يا رسول الله وما بوائقه؟ قال: "غشه وظلمه، ولا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق فيه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار. إن الله عز وجل لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث".
رواه أحمد ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف.
17698- وعن سهل بن سعد - فيما يعلم أنس بن عياض - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.394
"إياكم ومحقرات الذنوب فإن مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".
وقال أبو حازم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - قال أبو ضمرة: ولا أحسبه إلا عن سهل بن سعد - قال:
"مثلي ومثل الساعة كهاتين". - وفرّق بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام - ثم قال: "مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قومه طليعة فلما خشي أن يسبق ألاح بثوبه: أتيتم أتيتم". ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا ذاك".
رواه كله أحمد ورجاله رجال الصحيح.
17699- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(11/115)
"يا بني هاشم يا بني عبد المطلب يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم لا أعرفن ما جاء الناس غداً يحملون الآخرة وجئتم تحملون الدنيا، إنما أوليائي منكم يوم القيامة المتقون، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل مستصبح في قومه أتاهم فقال: يا قوم أتيتم غشيتم، واصباحاه أنا النذير، والموت المغير، والساعة الموعد".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن يحيى الوقار وهو ضعيف.
17700- وعن أنس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته العضباء - وليست بالجدعاء - فقال:
ص.395
"يا أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأنما نشيع من الموتى سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم، ونأكل تراثهم كأنكم مخلدون بعدهم، قد نسيتم كل واعظة، وأمنتم كل جائحة. طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وتواضع لله في غير منقصة، وأنفق من مال جمعه في غير معصية، وخالط أهل الفقه وجانب أهل الشك والبدعة، وصلحت علانيته وعزل الناس عن شره".
رواه البزار وفيه النصر بن محرز وغيره من الضعفاء.
17701- وعن ركب المصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وذل في نفسه من غير مسألة، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة. طوبى لمن طاب كسبه، وحسنت سريرته، وكرمت علانيته، وعزل عن الناس شره. طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله".
رواه الطبراني من طريق نصيح العبسي عن ركب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
17702- وعن ابن عمر قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله حدثني حديثا واجعله موجزاً، فقال
ص.396
النبي صلى الله عليه وسلم:
"صل صلاة مودع، فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك، وأيس مما في أيدي الناس تكن غنياً، وإياك وما يعتذر منه".(11/116)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
17703- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف أهواءهم تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، يسعون فيما يدركون بغير سعي من القدر المقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور".
رواه الطبراني وفيه عمر بن يزيد الرفاء وهو ضعيف.
*4* 2. باب.
17704- عن عبد الله بن مسعود أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"سعرت النار وأزلفت الجنة، يا أهل الحجرات لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
17705- وعن ابن أم مكتوم قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال:
ص.397
"سعرت النار لأهل النار، وجاءت الفتن كقطع الليل المظلم، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح.
17706- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله لا تدرون أتنجون أو لا تنجون".
رواه الطبراني والبزار بنحوه من طريق ابنة أبي الدرداء عن أبيها ولم أعرفها، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح.
17707- وعن سمرة بن جندب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً".
رواه الطبراني والبزار وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم وإسناد البزار ضعيف.
*4* 3. باب.
17708- عن كليب بن حزن قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/117)
"يا قوم اطلبوا الجنة واهربوا من النار جهدكم، فإن الجنة لا ينام طالبها، والنار لا ينام هاربها. ألا وإن الآخرة محففة اليوم بالمكاره، وإن الدنيا محففة بالشهوات".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنه وفيه يعلى بن الأشدق وهو ضعيف جداً.
ص.398
17709- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما رأيت مثل الجنة، نام طالبها. ولا مثل النار نام هاربها".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
*4* 4. باب.
17710- عن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكعب بن عجرة:
"يا كعب بن عجرة! الصلاة قربان، والصيام جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. يا كعب بن عجرة! الناس غاديان، الناس غاديان: فبائع نفسه فموبق رقبتها، ومبتاع نفسه فمعتق رقبته".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون.
17711- وعن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا كعب بن عجرة! إذا كان عليك أمراء من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه ولا يرد على الحوض، ومن دخل عليهم فلم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه. يا كعب بن عجرة! إنه لا يدخل الجنة لحم ولا دم نبتاً من سحت فالنار أولى به. يا كعب بن عجرة! الناس غاديان ورائحان: فغاد في فكاك رقبته فمعتقها، وغاد فموبقها. يا كعب! الصلاة برهان، والصدقة تذهب الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا".
ص.399
قلت: رواه الترمذي باختصار.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
*3* 18. باب فيمن يقبل الموعظة وغيره.
17712- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعظ أصحابه، فإذا ثلاثة نفر يمرون فجاء أحدهم فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومضى الثاني قليلاً ثم جلس، ومضى الثالث على وجهه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/118)
"ألا أنبئكم بهؤلاء الثلاثة؟ أما الذي جاء فجلس فإنه تاب فتاب الله عليه، وأما الذي مضى قليلاً ثم جلس فإنه استحيا فاستحيا الله منه وأما الذي مضى على وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه".
رواه البزار ورجاله ثقات.
*3* 19. (أبواب أخرى في المواعظ ونحوها).
*4* 1. باب التعرض لنفحات رحمة الله.
17713- عن محمد بن مسلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه من لم أعرفهم ومن عرفتهم وثقوا.
17714- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم".
ص.400
رواه الطبراني وإسناده رجاله رجال الصحيح غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير وهو ثقة.
*4* 2. باب منه في المواعظ.
17715- عن أبي الدرداء قال:
"ما أنكرتم من زمانكم فبما غيرتم من أعمالكم فإن يك خيراً فواهاً واهاً، وإن يك شراً فآهاً آهاً".
هكذا سمعت من نبيكم صلى الله عليه وسلم .
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17716- وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنكم لتعملون أعمالاً لا تعرف، ويوشك العازب أن يؤوب إلى أهله فمسرور ومكظوم".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني هو ضعيف.
17717- وعن أبي مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى أحسابكم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، فمن كان له قلب صالح تحنن الله عليه، وإنما أنتم بنو آدم وأحبكم إلي أتقاكم".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.(11/119)
17718- وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معه بوصية، ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فقال:
ص.401
"إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وليس كذلك، إن أوليائي منكم المتقون، من كانوا وحيث كانوا. اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت، وايم الله لتكفأ أمتي عن دينها كما يكفأ الإناء في البطحاء".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
17719- وعن أبي الأحوص عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"أرأيت لو كان لك عبدان أحدهما يطعيك ولا يخونك ولا يكذبك، والآخر يخونك ويكذبك، الذي يطيعك ولا يكذبك أحب إليك أم الذي يخونك ويكذبك؟". قلت: لا بل الذي لا يخونني ولا يكذبني ويصدقني الحديث أحب إلي. قال: "كذاكم أنتم عند ربكم".
رواه الطبراني.
17720- وفي رواية عنده أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
"يا عوف بن مالك! غلامك الذي يطعيك ويتبع أمرك أحب إليك أم غلامك الذي لا يطعيك ولا يتبع أمرك؟". قال: بل غلامي الذي يطعيني ويتبع أمري، قال: فكذاكم أنتم عند ربكم".
رواه الطبراني بإسنادين ورجال الرواية الأولى ثقات.
17721- وعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قبله سليماً ولسانه صادقاً ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة فأما الأذن فقمع، والعين مقرة بما يوعى القلب، وقد أفلح من جعل قلبه واعياً".
رواه أحمد وإسناده حسن.
*4* 3. باب منه في عظة الخضر موسى عليهما السلام.
17722- ص.402 عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/120)
"قال أخي موسى عليه السلام: يا رب أرني الذي كنت أريتني في السفينة، فأوحى الله إليه: يا موسى إنك ستراه، فلم يلبث إلا يسيراً حتى أتاه الخضر وهو في طيب الريح وحسن ثياب البياض، فقال: السلام عليك يا موسى بن عمران، إن ربك يقرأ عليك السلام ورحمة الله قال موسى: هو السلام وإليه السلام ومنه السلام والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على شكره إلا بمعونته، ثم قال موسى: أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك، قال الخضر: يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فانظر بما تحشو به وعاءك، واعرف الدنيا وانبذها وراءك فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها قرار وإنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد، ويا موسى وطن نفسك على الصبر تلق الحلم وأشعر قلبك التقوى تنل العلم، ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم. يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده، فإنما العلم لمن تفرغ له، ولا تكن هكاراً بالمنطق مهذاراً، إن كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوئ الخفاء، ولكن عليك بذي اقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد، وأعرض عن الجاهل واحلم عن السفهاء، فإن ذلك فضل الحكماء وزين العلماء. إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلماً وجانبه حزماً، فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أعظم وأكثر.
ص.403(11/121)
يا ابن عمران إنك لا ترى أوتيت من العلم إلا قليلاً، فإن الاندلاق والتعسف من الاقتحام والتكلف. يا ابن عمران لا تفتحن باباً لا تدري ما غلقه، ولا تغلقن باباً لا تدري ما فتحه. يا ابن عمران من لا ينتهي من الدنيا بهمته ولا تنقضي منها رغبته كيف يكون عابداً؟ من يحقر حاله ويتهم الله بما قضى له كيف يكون زاهداً؟ هل يكف عن الشهوات من قد غلب هواه، وينفعه طلب العلم والجهل قد حوله، لأن سفره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه. يا موسى بن عمران تعلم ما تعلم لتعمل به، ولا تعلمه لتحدث به، فيكون عليك بوره ويكون لغيرك نوره. يا ابن عمران اجعل الزهد والتقوى لباسك، والعلم والذكر كلامك، وأكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات، وزعزع بالخوف قلبك، فإن ذلك يرضي ربك، واعمل خيراً فإنك لا بد عامل سواه. قد وعظت إن حفظت.
فتولى الخضر وبقي موسى حزيناً مكروباً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن يحيى الوقار وقد ضعفه غير واحد وذكره ابن حبان في الثقات وذكر أنه أخطأ في وصله والصواب فيه عن سفيان الثوري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وبقية رجاله وثقوا.
*4* 4. باب منه في المواعظ.
17723- عن أبي مدينة الدارمي - وكانت له صحبة - قال: كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر: {والعصر إن الإنسان لفي خسر}.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
ص.404
17724- وعن عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري فقال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ثم قال:
"على مكانكم اثبتوا". ثم أتى الرجال فقال: "إن الله عز وجل أمرني أن آمركم أن تتقوا الله وأن تقولوا قولاً سديداً".
ثم تخلل إلى النساء فقال لهن: "إن الله يأمرني أن آمركن أن تتقوا الله وأن تقولوا قولاً سديداً". قلت: فذكر الحديث.(11/122)
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال للنساء: "أن تتقين الله وأن تقلن قولاً سديداً". وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
*4* 5. باب منه في المواعظ.
17725- عن نعيم بن همار الغطفاني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"بئس العبد عبد تجبر واختال ونسي الكبير المتعال. بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين .بئس العبد عبد يستحل المحارم بالشبهات.
بئس العبد عبد هوى يضله. بئس العبد عبد رغب بدله".
رواه الطبراني وفيه طلحة بن زيد الرقي وهو ضعيف.
17726- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.405
"اليوم الرهان وغداً السباق، والغاية الجنة أو النار، أنا الأول وأبو بكر المصلي وعمر الثالث والناس بعد على السبق الأول فالأول".
رواه الطبراني وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف.
17727- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين، ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف أهواءهم تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، يسعون فيما يدرك بغير سعي، من القدر المقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور".
رواه الطبراني وفيه عمر بن يزيد الرفا وهو ضعيف.
17728- وعن عبد الرحمن بن أبزي قال: قال داود النبي صلى الله عليه وسلم: كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع تحصد. ومثل المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب، كلما رآها قرت بها عيناه، ومثل المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير.
واعلم أن خطبة الأحمق في نادي قومه كمثل المغني عند رأس الميت، ولا تعدن أخاك شيئاً ثم لا تنجزه فتورث بينك وبينه عداوة، ونعوذ بالله من صاحب إن ذكرت الله لم يعنك، وإن نسيته لم يذكرك، وهو الشيطان.(11/123)
واذكر ما تكره أن يذكر منك في نادي قومك فلا تفعله إذا خلوت.
رواه الطبراني بسندين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
17729- وعن أبي كبشة قال:
ص.406
لما كانت غزوة تبوك تسارع الناس إلى الحجر ليدخلوا فيه، فنودي في الناس: إن الصلاة جامعة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعيره وهو يقول: "على ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم؟". قال: فناداه رجل: تعجب منهم يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأعجب من ذلك؟ نبيكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم، استقيموا وسددوا فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئاً".
رواه الطبراني من طريق المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله وثقوا.
17730- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: من يرائي يرائي الله به، ومن يسمّع يسمع الله به، ومن تطاول تعظيماً يخفضه الله، ومن تواضع خشية يرفعه الله. والناس موسع عليه في الدنيا مقتر عليه في الآخرة، ومقتر عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة، ومستريح ومستراح منه. قلنا: يا أبا عبد الرحمن ما المستريح والمستراح منه؟ قال: أما المستريح فالمؤمن إذا مات استراح، وأما المستراح منه فهو الذي يظلم الناس ويغتابهم.
رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط.
17731- وعن حصين بن عقبة قال: قال عبد الله - يعني ابن مسعود - : إن الجنة حفت بالمكاره، وإن النار حفت بالشهوات، فمن اطلع الحجاب واقع [ما وراءه].
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
ص.407
17732- وعن معن بن عبد الرحمن قال: قال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني بكلمات جوامع نوافع، فقال له عبد الله: اعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وزل مع القرآن حيث زال، ومن أتاك بحق فاقبل منه وإن كان بعيداً، ومن أتاك بباطل فاردده وإن كان حبيباً قريباً.
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن معناً لم يدرك ابن مسعود.
17733- وعن عون بن عبد الله قال: قال عبد الله: ليس العلم من كثرة الحديث، ولكن العلم من الخشية.(11/124)
رواه الطبراني وإسناده جيد إلا أن عوناً لم يدرك ابن مسعود.
17734- وعن ابن مسعود قال: ما منكم إلا ضيف وعارية، والضيف مرتحل، والعارية مؤداة لأهلها.
رواه الطبراني والضحاك لم يدرك ابن مسعود وفيه ضعف.
17735- وعن الحسن قال: قال عبد الله بن مسعود: لو وقفت بين الجنة والنار فقيل لي: اختر نخيرك من أيها تكون أحب إليك أو تكون رماداً؟ لأحببت أن أكون رماداً.
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أني لم أجد للحسن سماعاً من ابن مسعود.
17736- وعن ابن مسعود قال: ما هو آت قريب، إلا أن البعيد ما ليس بآت، لا يعجل الله لعجلة أحد، ولا يخف لأمر الناس ما شاء الله لا ما شاء الناس، يريد الله أمراً ويريد الناس أمراً، ما شاء الله كان ولو باعده الناس، ولا مقرب لما باعده الله، ولا مبعد لما
ص.408
قرب الله، ولا يكون شيء إلا بإذن الله، وخير ما ألقي في القلب اليقين، وخير الغنى غنى النفس، وخير العلم ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع فلا تملوا الناس ولا تسلموهم، إن لكل نفس نشاطاً وإقبالاً، ألا وإن لها سآمة وإدباراً، وسر الروايا روايا الكذب. ألا ولا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم قد طال عليهم الأمد وقست قلوبهم وابتدعوا في دينهم، فإن كنتم لا بد سائليهم فما وافق كتابكم فخذوا وما خالفكم فاهدؤوا عنه واسكتوا.
رواه الطبراني بإسناد منقطع ورجال إسناده ثقات.
17737- وعن عبد الله أنه قرأ: {بل تؤثرون الحياة الدنيا} فقال: هل تدرون بأي شيء ابتدأ بالحياة الدنيا؟ لأي شيء آثرنا الحياة الدنيا؟ عجلت لنا الدنيا وأوتينا لذتها وبهجتها وغيبت عنا الآخرة وزويت عنا فأحببنا العاجل وتركنا الآجل.
رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات.
ص.409(11/125)
17738- وعن عبد الله بن مسعود قال: الناس غاديان: فبائع نفسه فموبقها، ومعاديها فمعتقها. الصدقة برهان، والصدقة جنة، والصيام جنة والصلاة نور، والسكينة نعيم.
رواه الطبراني وإسناده جيد.
17739- وعن سعد بن عمارة أخي بني سعد بن بكر - وكانت له صحبة - أن رجلاً قال له: عظني في نفسي يرحمك الله، قال: إذا انتهيت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء فإنه لا صلاة لمن لا وضوء له ولا إيمان لمن لا صلاة له، ثم إذا صليت فصل صلاة مودع واترك طلب كثير من الحاجات فإنه فقر حاضر، واجمع اليأس مما عند الناس فإنه هو الغنى، وانظر ما تعتذر منه من القول والفعل فاجتنبه.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
17740- وعن الوليد بن أيمن الألهاني قال: سمعت النعمان بن بشير وهو يخطب بحمص وهو يقول: ألا إن الهلكة أن تعمل السيئات في زمان البلاء.
رواه الطبراني وإسناده حسن.
*3* 20. باب فيما يخاف من الغنى.
17741- عن أبي سنان الدؤلي أنه دخل على عمر بن الخطاب وعنده نفر من المهاجرين الأولين، فأرسل عمر إلى سفط أتى به من قلعة من العراق، فكان فيه
ص.410
خاتم، فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه، فانتزعه عمر منه ثم بكى عمر رضي الله عنه، فقال له من عنده: لم تبك وقد فتح الله عليك وأظهرك على عدوك وأقر عينك؟ فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقى الله عز وجل بينهم العدواة والبغضاء إلى يوم القيامة".
وأنا أشفق من ذلك.
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى في الكبير وإسناده حسن.
17742- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أخشى عليكم الفقر ولكن أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ ولكن أخشى عليكم العمد".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(11/126)
17743- وعن المسور بن مخرمة قال: سمعت الأنصار أن أبا عبيدة قدم بمال من البحرين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى البحرين، فوافوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، فلما انصرف تعرضوا له، فلما رآهم تبسم وقال:
"لعلكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم وقدم بمال؟". قالوا: أجل يا رسول الله، قال: "أبشروا وأملوا خيراً، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن إذا صبت عليكم الدنيا صباً فتنافستموها كما تنافسها من كان قبلكم".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
17744- وعن أبي ذر قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلمة [يخطب] إذ قام أعرابي فيه جفاء
ص.411
فقال: يا رسول الله أكلتنا الضبع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"غير ذلك أخوف لي عليكم، حين تصب عليكم الدنيا صباً، فيا ليت أمتي لا تلبس الذهب".
رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح.
وقد تقدم هذا الحديث وغيره في كتاب الزينة.
17745- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا مشيت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم تسلط بعضهم على بعض".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
17756- وعن ابن مسعود أنه كان يعطي الناس عطاءهم، فجاءه رجل فأعطاه ألف درهم ثم قال: خذها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما أهلك من كان قبلكم الدينار والدرهم وهما مهلكاكم".
رواه البزار وإسناده جيد.
17757- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيف أنتم إذا غدي عليكم بجفنة وريح عليكم بأخرى؟". قالوا: يا رسول الله إنا يومئذ لبخير؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل أنتم اليوم خير".
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم.
*3* 21. باب ليس الغنى عن كثرة العرض.
17758- ص.412 عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس".(11/127)
رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى ورجال الطبراني رجال الصحيح.
17759- وعن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا ذر تقول: كثرة المال الغنى؟". قلت: نعم، قال: "تقول: قلة المال الفقر؟". قلت: نعم، قال ذلك ثلاثاً. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الغنى في القلب والفقر في القلب، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا، وإنما يضر نفسه شحها".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
قلت: ويأتي حديث فيمن يتفرغ للعبادة يملأ الله قلبه غنى.
*3* 22. باب في الإنفاق والإمساك.
17750- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ملك بباب من أبواب السماء يقول: من يقرض اليوم يجز غداً، وملك بباب آخر يقول: اللهم أعط منفق مال خلفاً وأعط ممسك مال تلفاً".
ص.413
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما المقدام بن داود وهو ضعيف، وقال ابن دقيق العيد: إنه وثق.(11/128)
17751- وعن أبي البختري قال: قال عمر للناس: ما ترون في فضْل فضَل عندنا من هذا المال؟ فقال الناس: يا أمير المؤمنين قد شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك فهو لك، فقال لي: ما تقول أنت؟ فقلت: قد أشاروا عليك، فقال لي: قل، فقلت: لم تجعل يقينك ظناً، فقال: لتخرجن مما قلت، فقلت: أجل لأخرجن مما قلت، أتذكر حين بعثك نبي الله صلى الله عليه وسلم ساعياً فأتيت العباس بن عبد المطلب فمنعك صدقته فكان بينكما شيء، فقلت لي: انطلق معي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدناه خاثراً (غير نشيط) فرجعنا، ثم غدونا عليه فوجدناه طيب النفس، فأخبرته بالذي صنع فقال لك: "أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟". وذكرنا له من خثوره في اليوم الأول والذي رأيناه من طيب نفسه في اليوم الثاني فقال: "إنكما أتيتما في اليوم الأول وقد بقي عندي من الصدقة ديناران فكان ذلك الذي رأيتما من خثوري له، وأتيتماني اليوم وقد وجهتهما فذلك الذي رأيتما من طيب نفسي".
فقال عمر: صدقت والله لأشكرن لك الدنيا والآخرة.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وكذلك أبو يعلى وزاد فيه فقلت: لم تجعل يقينك ظناً وعلمك جهلاً؟ فقال: لتخرجن مما قلت أو لأعاقبنك، وقال: لأشكرن لك الدنيا والآخرة، فقلت: يا أمير المؤمنين لم تعجل العقوبة وتؤخر الشكر.
ص.414
وكذلك رواه البزار إلا أنه قال: "إنكما أتيتماني وعندي دنانير قد قسمتها وبقيت منها سبعة". إلا أن أبا البختري لم يسمع من علي ولا عمر فهو مرسل صحيح.
17752- وعن أم سلمة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم الوجه فحسبت ذلك من وجع فقلت: يا رسول الله ما لك ساهم (متغير) الوجه؟ فقال: "من أجل الدنانير السبعة التي أتينا بها أمس، أمسينا وهي في خصم (طرف) الفراش".
17753- وفي رواية: "أتتنا ولم ننفقها".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.(11/129)
17754- وعن طلحة بن عبيد الله قال: أتي عمر بمال فقسمه بين المسلمين ففضلت منه فضلة، فاستشار فيها فقالوا: لو تركته لنائبة إن كانت. قال: وعلي ساكت لا يتكلم، فقال: ما لك يا أبا الحسن لا تتكلم؟ قال: قد أخبر القوم، فقال عمر رضي الله عنه: لتكلمني، فقال: إن الله قد فرغ من قسمة هذا المال، وذكر [حديث] مال البحرين حين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحال بينه وبين أن يقسمه الليل، فصلى الصلوات في المسجد، فلقد رأيت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فرغ منه، فقال: لا جرم لتقسمنه، فقسمه علي فأصابني منه ثمانمائة درهم.
رواه البزار وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس.
ص.415
17755- وعن أبي سعيد - يعني الخدري - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما أحب أن لي أحداً ذهباً أبقى صبح ثالثة وعندي منه شيء إلا شيئاً أعده لدين".
رواه البزار وفي إسناده عطية وقد ضعفه غير واحد.
17756- وعن سمرة - يعني ابن جندب - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"ما أحب أن لي أحداً ذهباً كله".
رواه البزار بإسناد فيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف.
17757- وعن عبيد الله بن عباس قال: قال لي أبو ذر: يا ابن أخي كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذاً بيده فقال لي:
"يا أبا ذر ما أحب أن لي أحداً ذهباً وفضة أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه قيراطاص". قلت: يا رسول الله قنطاراً؟ قال: "يا أبا ذر أذهب إلى الأقل وتذهب إلى الأكثر! أريد الآخرة وتريد الدنيا، قيراطاً". فأعادها علي ثلاث مرات.
رواه البزار والطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال في أوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا ذر أي جبل هذا؟". قلت: أحد، قال: "والذي نفسي بيده ما يسرني أنه لي ذهباً قطعاً". فذكر نحوه. وإسناد البزار حسن.(11/130)
17758- وعن أبي ذر أنه جاء إلى عثمان بن عفان فأذن له وبيده عصا، فقال عثمان: يا كعب إن عبد الرحمن مات وترك مالاً فما ترى فيه؟ فقال: إن كان قضى فيه حق الله فلا بأس عليه، فرفع أبو ذر عصاه فضرب كعباً وقال: سمعت
ص.416
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما أحب لو أن هذا الجبل لي ذهباً أنفقه ويتقبل مني أذر منه خلفي ست أواق".
أنشدك الله يا عثمان سمعته؟ - ثلاث مرات - قال: نعم.
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وقد ضعفه غير واحد، ورواه أبو يعلى في الكبير وزاد: قال كعب: إني أجد في التوراة الذي حدثتكم، قال الله: {يمحو الله ما يشاء} إلى آخر الآية. قال: "فإن الله عز وجل محاه وإني أستغفر الله".
17759- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلى أحد فقال:
"والذي نفسي بيده ما يسرني أن أحداً تحول لآل محمد ذهباً أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه دينارين إلا دينارين أعدهما لدين إن كان".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة.
17760- وعن عائشة قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتصدق بذهب، وكان عندها في مرضه، قالت: فأفاق قال:
"ما فعلت؟". قلت: شغلني ما رأيت منك، قال: "فهلم بها". قال: فجاءت بها إليه سبعة أو تسعة - أبو حازم يشك - دنانير فقال حين جاءت بها: "ما ظن محمد لو لقي الله وهذه عنده وما تنفي هذه من محمد - صلى الله عليه وسلم - لو لقي الله وهذه عنده".
17761- وفي رواية: ما بين الخمسة إلى الثمانية إلى التسعة أنفقها.
رواه كله أحمد بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.
ص.417(11/131)
17762- وعن عبد الله بن الصامت قال: كنت مع أبي ذر فخرج عطاؤه ومعه جارية له، قال: فجعلت تقضي حوائجه، ففضل منها سبعة فأمرها أن تشتري بها فلوساً، قال: قلت: لو أخرته للحاجة تنوبك أو للضيف ينزل بك، قال: إن خليلي عهد إلي أن: أيما ذهب أو فضة أولي عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله عز وجل.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
17763- وعن أم سلمة قالت: أكثر ما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بخريطة فيها ثمانمائة درهم.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن جبير وهو ثقة.
17764- وعن علي قال: توفي رجل من أهل الصفة وترك دينارين أو درهمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيتان، صلوا على صاحبكم".
رواه أحمد وابنه عبد الله وقال: ديناراً أو درهماً. والبزار كذلك وفيه عتيبة الضرير وهو مجهول، وبقية رجاله وثقوا.
17765- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: توفي رجل من أهل الصفة فوجدوا في شملته دينارين، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كيتان، صلوا على صاحبكم".
ص.418
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه عاصم بن بهدلة وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17766- ووعنه أيضاً قال: لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم عبد أسود فمات، فأوذن به النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"انظروا هل ترك شيئاً؟". فقالوا: ترك دينارين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كيتان".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وقد وثق.
17767- وعن سلمة - يعني ابن الأكوع - قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجنازة، ثم أتي بأخرى قال:
"هل ترك من دين؟". قالوا: لا، قال: "فهل ترك شيئاً؟". قالوا: نعم، ثلاثة الدنانير، قال: فقال بإصبعه ثلاث كيات.
رواه أحمد في حديث طويل ورجاله رجال الصحيح.
17768- وعن جابر أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من ترك ديناراً فهو كية".(11/132)
وفيه ابن ابن لهيعة ويعتضد حديثه بما تقدم من طرق هذا الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17769- وعن أبي أمامة الحمصي قال: توفي رجل من أهل الصفة، فوجد في مئزره دينار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كية".
قال: ثم توفي آخر فوجد في مئزره ديناران، فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيتان".
ص.419
17770- وفي رواية عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجل توفي ترك ديناراً أو دينارين فقال يعني كية أو كيتان.
رواه كله أحمد بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وقد وثق.
17771- وعن أبي هريرة أن أعرابياً غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فأصابه من سهمه ديناران فأخذهما الأعرابي فجعلهما في عباءته فخيط عليهما ولف عليهما، فمات الأعرابي فوجد الديناران، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كيتان".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وقد اعتضد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17772- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على رجل ترك دينارين أو ثلاثة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"كيتين أو ثلاثة".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه البزار بإسناد حسن.
17773- وعن أبي هريرة قال: أتي نبي الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقيل له: توفي فلان وترك دينارين أو درهمين، فقال:
"كيتان".
رواه أحمد وفيه شريك بن عبد الله النخعي وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: وقد تقدمت أحاديث من هذا الباب في صدقة التطوع في آخر الزكاة.
ص.420
17774- وعن أنس بن مالك قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث طوائر، فأطعم خادمه طائراً، فلما كان من الغد أتته بها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم أنهك أن ترفعي شيئاً لغد، فإن الله تعالى يأتي برزق كل غد".
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.(11/133)
17775- وعن بلال قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي شيء من تمر فقال: "ما هذا؟". فقلت: ادخرناه لشتائنا، فقال: "ما تخاف أن ترى له بخاراً في نار جهنم؟".
17776- وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطعمنا يا بلال تمراً". فقبضت له قبضات فقال: "زدنا بلال". فزدته ثلاثاً فقلت: لم يبق شيء إلا شيء ادخرته للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً".
رواه الطبراني والبزار باختصار إلا أنه قال: وعنده صبر من مال.
وفي رواية الطبراني الأولى والبزار: محمد بن الحسن بن زبالة، وفي الثانية: طلحة بن زيد القرشي وكلاهما ضعيف، قال البزار: الصواب فيه عن مسروق، فإن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال.
17777- وعن عبد الله بن مسعود قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال وعنده صبر من تمر فقال: "ما هذا يا بلال؟". قال: أعد ذلك لأضيافك، فقال: "أما تخشى أن يكون له دخان في نار جهنم، أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً".
رواه البزار والطبراني وإسنادهما حسن إلا أن الطبراني قال في حديثه: "أما تخشى أن يفور له بخار".
ص.421
17778- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبر من تمر فقال: "ما هذا؟". قال: أدخره، قال: "أما تخشى أن ترى له بخاراً في نار جهنم، أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً".
رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن.
17779- وعن عمر بن الخطاب قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(11/134)
"ما عندي شيء أعطيك ولكن استقرض حتى يأتينا شيء فنعطيك". فقال عمر: ما كلفك الله هذا، أعطيت ما عندك، فإذا لم يكن عندك فلا تكلف، قال: فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قول عمر رضي الله عنه حتى عرف في وجهه، فقال الرجل: يا رسول الله بأبي وأمي أنت، فأعط ولا تخش من ذي العرش إقلالاً، قال: فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "بهذا أمرت".
رواه البزار وفيه إسحاق بن إبراهيم الحنيني، وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان وقال: يخطئ.
17780- وعن ابن عباس أن عمر بن الخطاب كان كلما صلى صلاة جلس للناس، فمن كانت له حاجة كلمه وإلا قام، فحضرت الباب يوماً فقلت: يا يرفأ، فخرج وإذا عثمان بالباب، فخرج يرفأ، فقال: قم يا ابن عفان، قم يا ابن عباس، فدخلنا على عمر وعنده صبر من مال. فقال: إني نظرت في أهل المدينة فرأيتكما من أكثر أهلها عشيرة، فخذا هذا المال فاقسماه، فإن كان فيه فضل فردا، قلت: وإن كان نقصان زدتنا؟ فقال: شنشنة
ص.422
من أخشن، قد علمت أن محمداً وأهله كانوا يأكلون القد، قلت: بلى والله، لو فتح الله هذا على محمد لصنع فيه غير ما صنعت، فغضب وانتشج حتى اختلفت أضلاعه وقال: إذاً صنع فيه ماذا؟ قلت: إذاً أكل وأطعمنا، فسري عنه.
رواه البزار وإسناده جيد.
17781- وعن الحسن أن قيس بن عاصم لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هذا سيد أهل الوبر". فقلت: يا رسول الله ما المال الذي لا يكون علي فيه تبعة من ضيف أو عيال وإن كثروا؟ قال: "نعم المال الأربعون، وإن كثرت فستون، ويل لأصحاب المئين - يقول ذلك ثلاثاً - إلا من أعطى في رسلها ونجدتها، وأفقر ظهرها وأطرق فحلها ونحر سمينها ومنح غزيرتها وأطعم القانع والمعتر".(11/135)
قال: قلت: يا رسول الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها! قال: "كيف تصنع بالمنيحة؟". قال: قلت: لأمنح كل سنة مائة، قال: "كيف تصنع بالإفقار؟". قال: إني لا أفقر البكر الضرع، ولا الناب (الهرمة) المدبرة. قال: "كيف تصنع بالطروقة؟". قلت: تغدوا الإبل ويغدوا الناس فمن شاء أخذ برأس بعير فذهب به. قال: "مالك أحب إليك أم مال مواليك؟". قلت: لا بل مالي، قال: "فما لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو أعطيت فأمضيت". قال: قلت: يا رسول الله هكذا؟ قال: "نعم". قال: أما والله لئن بقيت لأقلن عددها.
رواه البزار مرسلاً وقد رواه باختصار كثير متصلاً، وهو مذكور في مناقبه.
ص.423
17782- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما محق الإسلام محق الشح شيء".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين وهو مجمع على ضعفه.
17783- وعن أبي القين أنه مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه تمر على رحله فقام إليه عمه، فأراد أن يأخذ منه قبضة ليضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فتبطح على التمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم زده شحاً". قال: فكان من أشح الناس.
رواه البزار بإسنادين أحدهما متصل وهذا منته. والآخر عن سعيد بن جمهان أن مولاه أبا القين مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورواه الطبراني إلا أنه قال: فأهوى إليه النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ منه قبضة ينثرها بين يدي أصحابه. ورجال المرسل والمسند رجال الصحيح غير سعيد بن جمهان وقد وثقه غير واحد وفيه خلاف.
قلت: وقد تقدمت أحاديث في السخاء والبخل في كتاب صدقة التطوع.
17784- وعن نافع قال: سمع ابن عمر رجلاً يقول: الشحيح أعذر من الظالم، فقال ابن عمر: كذبت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الشحيح لا يدخل الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن مسلمة القعنبي وهو ضعيف.
*3* 23. (بابان في الطمع ونحوه).(11/136)
*4* 1. باب فيمن لا يشبع من الدنيا.
17785- ص.424 عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كان جدي في غنم كثيرة ترضعه أمه فترويه، فانفلت يوماً فرضع الغنم كلها ثم لم يشبع، فقيل: إن مثل هذا قوم يأتون من بعدكم يعطى الرجل منهم ما يكفي القبيلة أو الأمة ثم لا يشبع".
رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير ورجاله وثقوا إلا أن عطاء بن السائب اختلط قبل موته.
*4* 2. باب لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب.
17786- عن جابر - يعني ابن عبد الله - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أن لابن آدم وادياً من مال لتمنى ثانياً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة ويعتضد حديثه بما يأتي، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17787- وعن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لو كان لابن آدم وادي نخل تمنى مثله، ثم تمنى مثله حتى يتمنى أودية، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب".
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أبي يعلى والبزار رجال الصحيح.
ص.425
17788- وعن زيد بن أرقم قال: لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
رواه أحمد والطبراني والبزار بنحوه ورجالهم ثقات.
17789- وعن مسروق قال: قلت لعائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شيئاً إذا دخل البيت؟ قالت: كان إذا دخل البيت تمثل يقول:
"لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ فمه إلا التراب، وما جعلنا المال إلا لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ويتوب الله على من تاب".(11/137)
رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال: "إنما جعلنا المال لتقضى به الصلاة وتؤتى به الزكاة". قالت: فكنا نرى أنه مما نسخ من القرآن. والبزار وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط ولكن يحيى القطان لا يروي عنه ما حدث به في اختلاطه والله أعلم.
17790- وعن بريدة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة:
"لو أن لابن آدم وادياً من ذهب لابتغى إليه ثانياً، ولو أعطي ثانياً لابتغى إليه ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير صبيح أبي العلاء وهو ثقة.
ص.426
17791- وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"إن الرجل تمتلئ نفسه من المال حتى يمتلئ من التراب، ولو كان لأحدكم واد ملآن ما بين أعلاه إلى أسفله احب أن يملأ له واد آخر، فإن ملئ له الوادي الآخر فانطلق فوجد وادياً آخر قال: أما والله لو استطعت لملأتك".
رواه البزار والطبراني ولفظه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا:
"إن أحدكم لو كان له واد ملآن من أعلاه إلى أسفله أحب أن يملأ له واد آخر". والباقي بنحوه.
وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم، وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب.
17792- وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أن لابن آدم وادياً من مال لابتغى إليه ثانياً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب".
رواه البزار وفيه عطية العوفي وهو ضعيف.
17793- وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى إليهما الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير حامد بن يحيى البلخي وهو ثقة.
17794- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(11/138)
"لو أن لابن آدم واديان لتمنى وادياً ثالثاً، وما جعل المال إلا لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولا يشبع ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف كذاب.
ص.427
17795- وعن كعب بن عياض الأشعري عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لو سيل لابن آدم واديان من مال لتمنى إليهما ثالثاً، ولا يشبع ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
رواه الطبراني وفيه المسيب بن واضح وقد وثق وضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: ولهذا الحديث طرق ذكرتها في التفسير في سورة {لم يكن} فإن تلاوة ما زيد فيها، وما كان قرآناً ونسخت تلاوته فيها أيضاً.
*3* 24. باب فيمن يستعين بالنعم على المعاصي.
17796- عن عقبة بن عامر الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك منه له استدراج". ثم نزع بهذه الآية: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين}.
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه الوليد بن العباس المصري وهو ضعيف.
*3* 25. باب ما يخاف على الغني من ماله وغيره.
17797- عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الشيطان لعنه الله: لن يسلم مني صاحب المال من إحدى ثلاث، أغدو
ص.428
عليه بهن وأروح بهن: أخذه من غير حله، وإنفاقه في غير حقه، وأحببه إليه فيمنعه من حقه".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17798- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن إبليس يبعث أشد أصحابه وأقوى أصحابه إلى من يصنع المعروف في ماله".
رواه الطبراني وفيه عبد الحكيم بن منصور وهو متروك.
17799- وعن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(11/139)
"ليس عدوك الذي إن قتلته كان نوراً، وإن قتلك دخلت الجنة، ولكن أعدى عدوك ولدك الذي خرج من صلبك، ثم أعدى عدوك مالك الذي ملكت يمنيك".
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
17800- وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم ولا أراهما إلا مهلكيكم".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن.
قلت: وقد تقدم حديث ابن مسعود بنحو هذا في كتاب الزكاة.
17801- وعن عوف بن مالك قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه فقال:
"الفقر تخافون - أو العوز - أو تهمكم الدنيا، فإن الله فاتح عليكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صباً حتى لا يزيغكم بعد أن زغتم إلا هي".
ص.429
رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجاله وثقوا إلا أن بقية مدلس وإن كان ثقة.
17802- وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لأنا لفتنة السراء أخوف عليكم من فتنة الضراء إنكم قد ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وإن الدنيا خضرة حلوة".
رواه أبو يعلى والبزار وفيه رجل لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 26. باب الدنيا حلوة خضرة.
17803- عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا عبد الرحمن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء".
رواه الطبراني وفيه صالح بن شعيب القسملي، وبقية رجال أحد أسانيده وثقوا.
17804- وعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا المال حلوة خضرة".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17805- وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقه بورك له فيها، ورب متخوض فيما اشتهت نفسه ليس له يوم القيامة إلا النار!".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
17806- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه:(11/140)
"إن الدنيا حلوة خضرة، ألا وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا النار واتقوا النساء واتقوا الدنيا".
ص.430
رواه البزار وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك.
17807- وعن أبي بكرة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
"إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاحذروا الدنيا واحذروا النساء، ألا وإن لكل غادر لواء يوم القيامة عند استه".
رواه الطبراني وفيه عمرو بن عبيد وهو متروك.
17808- وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها، ومن أخذها بغير حقها فمثله كالذي يأكل، ويل للمتخوض في مال الله ومال رسوله من عذاب جهنم يوم القيامة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف.
17809- وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الدنيا حلوة خضرة، فمن أعطيناه منها شيئاً بغير طيب نفس كان غير مبارك له فيه".
رواه البزار ورجاله ثقات.
17810- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه - قال يحيى: ذكر شيئاً لا أدري ما هو - بورك له فيه، ورب متخوض في مال الله ورسوله فيما اشتهت نفسه له النار يوم القيامة".
وإسناده حسن.
17811- وعن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدنيا حلوة خضرة حلوة، فمن اتقى
ص.431
فيها وأصلح في ذلك، ألا وهو كالآكل ولا يشبع، فبعد الناس كبعد الكوكبين، أحدهما يطلع بالمشرق والآخر يغيب بالمغرب".
رواه أبو يعلى والطبراني باختصار كثير عنه وفيه المثنى بن الصباح وهو ضعيف.
17812- وعن عمرة بن الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها، ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم يلقاه".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
*3* 27. باب فيمن أحب الدنيا.(11/141)
@يأتي بعد.
*3* 28. (بابان في همّ الدنيا والآخرة).
*4* 1. باب فيمن كانت نيته وهمته للدنيا والآخرة.
17813- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كانت نيته الآخرة جعل الله تبارك وتعالى الغنى في قلبه وجمع له شمله ونزع الفقر من بين عينيه وأتته الدنيا وهي راغمة، فلا يصبح إلا غنياً ولا يمسي إلا غنياً. ومن كانت نيته الدنيا جعل الله الفقر بين عينيه، فلا يصبح إلا فقيراً ولا يمسي إلا فقيراً".
رواه البزار وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف.
ص.432
17814- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كانت الدنيا همته وسدمه (السدم: الولوع بالشيء) ولها يشخص وإياها ينوي؛جعل الله الفقر بين عينيه وشتت عليه ضيعته ولم يأته منها إلا ما كتب له. ومن كانت الآخرة همته وسدمه ولها يشخص وإياها ينوي؛جعل الله عز وجل الغنى في قلبه وجمع عليه ضيعته وأتته الدنيا وهي صاغرة".
رواه الطبراني في الأوسط بسندين في أحدهما داود بن المحبر وفي الآخر أيوب بن حوط وكلاهما ضعيف جداً.
17815- وعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رحم الله من سمع مقالتي حتى يبلغها غيره، ثلاث لا يُغلُّ عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعاءهم يحيط من ورائهم. إنه من تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه ويشتت عليه ضيعته، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له. ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه، ويكفيه ضيعته وتأتيه الدنيا وهي راغمة".
قلت: روى ابن ماجة بعضه.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا.
17816- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/142)
"تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله ضعيته وجعل فقره بين عينيه، ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه، وما أقبل عبد بقلبه إلى الله إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة، وكان الله بكل خير إليه أسرع".
ص.433
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه محمد بن سعيد بن حسان المصلوب وهو كذاب.
17817- وعن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف فحمد الله وذكره بما هو أهله ثم قال:
"من كانت الدنيا أكبر همه فرق الله شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يؤته من الدنيا إلا ما كتب له".
رواه الطبراني وفيه أبو حمزة الثمالي وهو ضعيف.
*4* 2. باب منه.
17818- عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أصبح وهمه الدنيا فليس من الله في شيء، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن أعطى الذلة من نفسه طائعاً غير مكره فليس منا".
رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك.
17819- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من أصبح حزيناً على الدنيا أصبح ساخطاً على ربه تعالى، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو الله تعالى، ومن تضعضع لغني لينال مما في يديه أسخط الله عز وجل، ومن أعطي القرآن فدخل النار فأبعده الله".
ص.434
رواه الطبراني في الصغير وفيه وهب بن راشد البصري صاحب ثابت وهو متروك.
17820- وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قضى نهمته في الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مد عينيه إلى زينة المترفين كان مهيناً في ملكوت السماوات، ومن صبر على القوت الشديد صبراً جميلاً أسكنه الله من الفردوس حيث شاء".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح.(11/143)
17821- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تعس عبد الدنيار وعبد الدرهم الذي إنما همه دنيار أو درهم يصيبه فيأخذه".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي وهو ضعيف.
17822- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سخط رزقه، وبث شكواه لم يصعد له إلى الله عمل ولقي الله وهو عليه غضبان".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن عبد الله الشامي الأموي وهو ضعيف جداً.
*3* 29. باب ما جاء في الطمع.
17823- ص.435 عن جابر قال: قال سول الله صلى الله عليه وسلم:
"إياكم والطمع فإنه هو الفقر وإياكم وما يعتذر منه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أبي حميد وهو مجمع على ضعفه.
17824- وعن جبير بن نفير أن عوف بن مالك خرج إلى الناس فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمركم أن تتعوذوا من ثلاث: من طمع حيث لا مطمع، ومن طمع يرد إلى طبع، ومن طمع إلى غير مطمع.
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات وفي بعضهم خلاف.
قلت: وقد تقدمت أحاديث في الاستعاذة من الطمع وغيره في آخر الأذكار وأواخر الأدعية في باب الاستعاذة.
*3* 30. باب فيمن أحب الدنيا.
17825- عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى".
رواه أحمد والبزار والطبراني ورجالهم ثقات.
17826- وعن شريح بن عبيد الحضرمي أن أبا مالك الأشعري لما حضرته الوفاة قال: يا سامع الأشعريين ليبلغ الشاهد منكم الغائب إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"حلوة الدنيا مرة الآخرة، ومرة الدنيا حلوة الآخرة".
ص.436
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
17827- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/144)
"من أشرب [قلبه] حب الدنيا التاط (التصق) منها بثلاث: شقاء لا ينفد عناه، وحرص لا يبلغ غناه، وأمل لا يبلغ منتهاه. فالدنيا طالبة ومطلوبة، فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة حتى يدركه الموت فيأخذه، ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه".
رواه الطبراني عن شيخه جبرون بن عيسى المغربي عن يحيى بن سليمان الحفري عن فضيل بن عياض ولم أعرف جبرون، وأما يحيى فقد ذكر الذهبي في الميزان في آخر ترجمة يحيى بن سليمان الجعفي فقال: فأما سميه يحيى بن سليمان الحفري فما علمت به بأساً، ثم ذكر بعده يحيى بن سليمان القرشي قال أبو نعيم: فيه مقال، وذكره ابن الجوزي، فإن كانا اثنين فالحفري ثقة والحديث صحيح على شرط الخطبة والله أعلم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
17828- وعن هزيل بن شرحبيل قال: قال عبد الله - يعني ابن مسعود - : من أراد الآخرة أضر بالدنيا، ومن أراد الدنيا أضر بآخرته وأمرهم أن يضروا بالفاني للباقي.
وقال: إنكم في زمان كثير علماؤه، قليل خطباؤه، كثير معطوه قليل سؤاله،
ص.437
فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة. وإن من بعدكم زماناً كثير خطباؤه قليل علماؤه، كثير سؤاله قليل معطوه.
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير قيس.
*3* 31. باب في حب المال والشرف.
17829- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما ذئبان ضاريان جائعان في غنم افترقت أحدهما في أولها، والآخر في آخرها بأسرع فساداً من امرئ في دينه يحب شرف الدنيا ومالها".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الملك زنجويه وعبد الله بن محمد بن عقيل وقد وثقا.
17830- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما ذئبان ضاريان في حظيرة يأكلان ويفسدان بأضر فيها من حب الشرف وحب المال في دين المرء المسلم".
ص.438
رواه البزار وفيه قطبة بن العلاء وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.(11/145)
17831- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما ذئبان ضاريان في زريبة غنم أسرع فيها فساداً من طلب المال والشرف في دين المرء المسلم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب.
17832- وعن عاصم بن عدي قال: اشتريت أنا وأخي مائة سهم من سهام خيبر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"ما ذئبان عاديان ظلا في غنم أضاعها ربها من طلب المسلم المال والشرف لدينه".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
17833- وعن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما ذئبان ضاريان باتا في غنم بأفسد لها من حب ابن آدم الشرف والمال".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن ميمون وهو ضعيف وقد وثق.
17834- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما ذئبان ضاريان جائعان باتا في زريبة غنم أغفلها أهلها يفترسان ويأكلان بأسرع فساداً فيها من حب المال والشرف في دين المرء المسلم".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
*3* 32. باب ما جاء في المتنعمين والمتنطعين,
17835- عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث به إلى اليمن قال له:
ص.439
"إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
17836- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام، فأولئك شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ونبت عليه أجسامهم".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريقين، في أحدهما جُميع بن أيوب وهو متروك، وفي الأخرى أبو بكر بن أبي مريم وهو مختلط.
17837- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن من شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ونبتت عليه أجسامهم".(11/146)
رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وقد وثق والجمهور على تضعيفه، وبقية رجاله ثقات.
17838- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غداً في الآخرة".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن سليمان الحفري وقد تقدم الكلام عليه في أول هذه الورقة، وبقية رجاله ثقات.
ص.440
17839- وعن عبد الله بن مسعود قال: والذي لا إله إلا هو ما رأيت أحداً كان أشد على المتنطعين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا رأيت أحداً أشد عليهم من بعده من أبي بكر، وإني لأظن عمر كان أشد أهل الأرض خوفاً عليهم أو لهم.
رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات.
17840- وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا هلك المتنطعون".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 33. باب في حسب الإنسان وكرمه.
17841- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كرم الرجل دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط، والبزار ولفظه: "حسب المرء ماله، وكرمه تقواه". وقال: "الحسب المال، والكرم التقوى".
*3* 34. باب النهي عن التبقر.
17842- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبقر في الأهل والمال.
ص.441
فقال أبو حمزة - وهو جليس عنده - : نعم، حدثني أخزم الطائي عن أبيه عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقال عبد الله: فكيف بأهل براذان وأهل بالمدينة وأهل كذا؟ قال شعبة: فقلت لأبي التياح: ما التبقر؟ قال: الكثرة.
رواه أحمد بأسانيد وفيها رجل لم يسم.
17843- وعن شقيق قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أم سلمة فقال: يا أم المؤمنين إني أخشى أن أكون قد هلكت، إني من أكثر قريش مالاً. فقالت: يا بني أنفق. فذكر الحديث.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وله طرق تقدمت.
*3* 35. باب في مال الإنسان وعمله وأهله.(11/147)
17844- عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من عبد ولا أمة إلا وله ثلاثة أخلاء: فخليل يقول: أنا معك، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فذلك ماله. وخليل يقول: أنا معك فإذا أتيت باب الملك تركتك، فذلك خدمه وأهله. وخليل يقول: أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت، فذلك عمله".
رواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مثل الرجل ومثل الموت كمثل رجل له ثلاثة أخلاء، فقال الأول: هذا مالي فخذ ما شئت وأعط ما شئت ودع ما شئت، وقال الآخر: أنا معك أخدمك فإذا مت تركتك، وقال الآخر: أنا معك أدخل معك وأخرج معك إن مت وإن حييت. فأما الذي قال: هذا مالي فخذ ما شئت ودع ما شئت فهو ماله، والآخر عشيرته، والآخر عمله، يدخل معه ويخرج معه حيث كان".
ص.442
رواه البزار وأحد أسانيده في الكبير رجاله رجال الصحيح.
17845- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من عبد إلا وله ثلاثة أخلاء: فأما خليل يقول: ما أنفقت فلك وما أمسكت فليس لك فذلك ماله، وأما خليل فيقول: أنا معك فإذا أتيت باب الملك تركتك ورجعت فذلك أهله، وخليل يقول: أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت فذلك عمله، فيقول: إن كنت لأهون الثلاثة علي".
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير عمران القطان وقد وثق وفيه خلاف.
17846- وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لأحدكم يوم يموت ثلاثة أخلاء، منهم من يمنعه ما سأله فذلك ماله، ومنهم خليل ينطلق معه حتى يلج القبر ولا يعطيه شيئاً ولا يمنعه فأولئك قرائنه، ومنهم خليل يقول: أنا معك حيث ذهبت ولست بفارقك فذلك عمله، إن كان خيراً أو شراً".
رواه البزار والطبراني بإسناد ضعيف.
17847- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(11/148)
"مثل ابن آدم وماله وأهله وعمله كرجل له ثلاثة إخوة أو ثلاثة أصحاب، فقال أحدهم: أنا معك حياتك فإذا مت فلست منك ولست مني، وقال الآخر: أنا معك فإذا بلغت تلك الشجرة فلست منك ولست مني، وقال الآخر: أنا معك حياً وميتاً".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
*3* 36. (بابان في الاقتصاد ونحوه).
*4* 1. باب الاقتصاد.
17848- ص.443 عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما عال من اقتصد".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفي أسانيدهم إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف.
17849- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما عال مقتصد قط".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف.
17850- وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أحسن القصد في الغنى! ما أحسن القصد في الفقر! أحسن القصد في العبادة!".
رواه البزار من رواية سعيد بن حكيم عن مسلم بن حبيب، ومسلم هذا لم أجد من ذكره إلا ابن حبان في ترجمة سعيد الراوي عنه، وبقية رجاله ثقات.
17851- وعن طلحة بن عبيد الله قال: تمشى معنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهو صائم، فأجهده الصوم، فحلبنا له ناقة لنا في قعب (قدح) وصببنا عليه عسلاً نكرم به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند فطره، فلما غابت الشمس ناولناه القعب، فلما ذاقه قال بيده كأنه يقول: "ما هذا؟" قلنا: لبناً وعسلاً أردنا نكرمك به - أحسبه قال: - "أكرمك الله بما أكرمتني". أو دعوة هذه معناها، ثم قال: "من اقتصد أغناه الله، ومن بذر أفقره الله، ومن تواضع رفعه الله، ومن تجبر قصمه الله".
ص.444
رواه البزار وفيه ممن أعرفه اثنان.
*4* 2. باب منه في الاقتصاد.(11/149)
17852- عن جابر بن عبد الله قال: كان يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم ليست لهم معارف، فيأخذ الرجل بيد الرجل والرجل بيد الرجلين والرجل بيد الثلاثة على قدر طاقته، فأخذ ختني بيد رجلين، فخلوت به فلمته فقلت: تأخذ رجلين وعندك ما عندك؟ فقال: إن عندنا رزقاً من عند الله فانطلق حتى أريك، فانطلقت فأراني شيئاً من بر فقال: هذا عندنا، فقلت: من أين لك هذا؟ قال: اشتريناه من العير التي قدمت أمس، وأراني مثل جثوة البعير تمراً وقال: هذا عندنا، وأراني جرة فيها ودك (دسم اللحم ودهنه) وقال: هذا دهان وإدام، ثم غدا بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو راح بهما - وقد أطعمهما ودهنهما، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أرى صاحبيك حسني الحال، كم تطعمهما كل يوم من وجبة؟". قال: وجبتين، قال: "وجبتين؟ فلولا كانت واحدة".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
*3* 37. باب ما يكفي ابن آدم من الدنيا.
17853- عن أبي حسنة مسلم بن أكيس مولى عبد الله بن عامر عن أبي عبيدة بن الجراح قال: ذكر من دخل عليه فوجده يبكي فقال: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ فقال: نبكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوماً ما يفتح الله على المسلمين ويفيء عليهم حتى ذكر الشام فقال: "إن ينسأ في أجلك يا أبا عبيدة فحسبك من الخدم ثلاثة:
ص.445
خادم يخدمك، وخادم يسافر معك، وخادم يخدم أهلك ويرد عليهم. وحسبك من الدواب ثلاثة: دابة لرحلك، ودابة لنقلك، ودابة لغلامك".
ثم هذا أنا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقاً، وأنظر إلى مربطي قد امتلأ دواب وخيلاً، فكيف ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال الذي فارقني عليها".
رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.(11/150)
17854- وعن يحيى بن جعدة قال: عاد خباباً ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أبشر يا أبا عبد الله ترد على محمد صلى الله عليه وسلم [الحوض] فقال: فكيف بهذا، وأشار إلى أعلى البيت وأسفله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنما يكفي أحدكم من الدنيا كزاد الراكب".
رواه أبو يعلى والطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن جعدة وهو ثقة.
17855- وعن أنس قال: دخلت على سلمان فرأيت بيته رثاً فقلت له في ذلك فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي:
"أن يكون زادك من الدنيا كزاد الراكب".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن يحيى بن الجعد وهو ثقة.
17856- وعن ثوبان قال: قلت: يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا؟ قال:
"ما سد جوعتك ووارى عورتك، وإن كان لك بيت يظلك فذاك، وإن كانت لك دابة فبخ".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن عمارة وهو متروك.
ص.446
17857- وعن علي بن نديمة قال: بيع متاع سلمان فبلغ أربعة عشر درهماً.
رواه الطبراني وإسناده جيد إلا أن علي بن نديمة لم يدرك سلمان، فإن كانت تركته تأخرت فهو متصل.
*3* 38. باب فيمن كره الدنيا.
17858- عن زيد بن أرقم قال: كنا مع أبي بكر فاستسقى فأتي بماء وعسل فلما وضعه على يده بكى وانتحب حتى ظننا أن به شيئاً، ولا نسأله عن شيء، فلما فرغ قلنا: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حملك على هذا البكاء؟ قال: بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رأيته يدفع عن نفسه شيئاً ولا أرى شيئاً فقلت: يا رسول الله ما الذي أراك تدفع لا أرى شيئاً؟! قال:
"الدنيا تطولت لي فقلت: إليك عني، فقالت: أما إنك لست بمدركي".
قال أبو بكر: فشق علي وخشيت أن أكون قد خالفت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحقتني الدنيا.(11/151)
رواه البزار وفيه عبد الواحد بن زيد الزاهد وهو ضعيف عند الجمهور وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يعتبر حديثه إذا كان فوقه ثقة ودونه ثقة، وبقية رجاله ثقات.
*3* 39. باب ترك الدنيا لأهلها.
17859- عن أنس قال: ينادي مناد: دعوا الدنيا لأهلها، دعوا الدنيا لأهلها، دعوا الدنيا لأهلها، من أخذ من الدنيا أكثر مما يكفيه أخذ جيفة وهو لا يشعر.
ص.447
رواه البزار وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه. وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف.
*3* 40. باب فيما يرتفع من أمر الدنيا.
17860- عن سعيد بن المسيب قال: كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حق على الله لا يرتفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه".
قال معن بن عيسى: كان مالك لا يسنده، فخرج علينا يوماً نشيطاً فحدثناه به عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير شيخ البزار أحمد بن الريبع فإني لم أعرفه.
*3* 41. باب ما جاء في الأمل والأجل.
17861- عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرز بين يديه غرزاً ثم غرز إلى جنبه آخر، ثم غرز الثالث فأبعده، ثم قال: "هل تدرون ما هذا؟". قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "هذا الإنسان وهذا أجله وهذا أمله، يتعاطى الأمل، يختلجه الأجل دون ذلك".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة.
17862- وعن عبد الله بن عمرو - لا أعلمه إلا رفعه - قال:
"صلاح أول هذه الأمة بالزهادة واليقين، وهلاكها بالبخل والأمل".
ص.448
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عصمة بن المتوكل وقد ضعفه غير واحد ووثقه ابن حبان.
17863- وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اقتربت الساعة وهي لا تزداد منهم إلا بعداً".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(11/152)
17864- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"اقتراب الساعة أن تكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كضرمة نار، ولينامن أحدكم وأجله بين عينيه".
قلت: رواه الترمذي باختصار.
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف وقد قيل: إنه وثق، وبقية رجاله وثقوا.
*3* 42. باب ما قل وكفى خيراً مما كثر وألهى.
17865- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم ما قل وكفى خير مما كثر وألهى".
رواه أحمد والطبراني في الكبير وزاد: "ولا آبت شمس قط إلا بعث بجنبها ملكان يناديان: اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاًتلفاً".
رواه الطبراني في الأوسط إلا أنه قال: "اللهم من أنفق فأعطه خلفاً ومن أمسك فأعطه تلفاً".
ص.449
ورجال أحمد وبعض رجال أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح.
17866- وعن عبد الرحمن بن أبي سعيد - أراه عن أبيه، شك أبو عبد الله - قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على الأعواد وهو يقول: "ما قل وكفى خير مما كثر وألهى".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير صدقة بن الربيع وهو ثقة..
17867- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أيها الناس هلموا إلى ربكم، ما قل وكفى خير مما كثر وألهى. يا أيها الناس! إنما هي نجدان: نجد خير، ونجد شر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير".
رواه الطبراني من حديث فضال عن أبي أمامة وفضال ضعيف.
*3* 43. باب فيمن قل ماله وكثرت عياله.
17868- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قل ماله وكثرت عياله وحسنت صلاته ولم يغتب المسلمين جاء يوم القيامة وهو معي كهاتين".
رواه أبو يعلى وفيه مسلمة بن علي الخشني وهو متروك.
*3* 44. باب القناعة.(11/153)
17869- عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عليكم بالقناعة، فإن القناعة مال لا ينفد".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي وهو متروك.
*3* 45. باب فيمن صبر على العيش الشديد ولم يشك إلى الناس.
17870- ص.450 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من جاع أو احتاج فكتمه الناس وأفضى به إلى الله كان حقاً على الله أن يفتح له قوت سنة من حلال".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه إسماعيل بن رجاء الحصني ضعفه الدارقطني.
17871- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما صبر أهل ثلاثة على جهد إلا أتاهم الله برزق".
رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا.
17872- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أصيب بمصيبة بماله أو في نفسه فكتمها ولم يشكها إلى الناس كان حقاً على الله أن يغفر له".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا.
17873- وعن أبي هريرة قال: دخل رجل على أهله، فلما رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البرية، فلما رأت امرأته قامت إلى الرحا فوضعتها، وإلى التنور فسجرته ثم قالت: اللهم ارزقنا، فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت. قال: وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئاً، قال: فرجع
ص.451
الزوج وقال: أصبتم بعدي شيئاً؟ قالت امرأته: نعم من ربنا، قام إلى الرحا فرفعها، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"أما إنه لو لم يرفعها لم تزل تدور إلى يوم القيامة".
رواه أحمد والبزار وقال: فقالت امرأته: اللهم ارزقنا ما نطحن وما نعجن ونخبز، فإذا الجفنة ملأى خبزاً، والرحا تطحن، والتنور ملأى جنوب شواء، فجاء زوجها فقال: عندكم شيء؟ قالت: رزق الله - أو قد رزق الله - فرفع الرحا فكنس حولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو تركها لطحنت إلى يوم القيامة".
ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه ورجالهم رجال الصحيح غير شيخ البزار وشيخ الطبراني وهما ثقتان.(11/154)
17874- وعن أبي هريرة قال: بينما رجل وامرأة له في السلف الخالي لا يقدر على شيء، فجاء الرجل من سفره فدخل على امرأته جائعاً قد أصابته مسغبة شديدة، فقال لامرأته: عندك شيء؟ قالت: أبشر قد أتاك رزق الله، فاستحثها وقال: ابتغي ويحك إن كان عندك شيء، فقالت: نعم هنيهة نرجو رحمة الله، حتى إذا طال عليه الطول قال: ويحك قومي فابتغي إن كان عندك خبز فائتيني به فإني قد أبلغت وجهدت قد أبلغت وجهدت، فقالت: نعم الآن ننضح التنور فلا تعجل، فلما أن سكت عنها وتحينت أيضاً أن يقول [لها] قالت هي من عند نفسها: لو قمت فنظرت إلى تنوري، فقامت فوجدت تنورها ملآن جنوب الغنم ورحيتها تطحن، فقامت إلى الرحى فنقضتها واستجرت ما في التنور من جنوب الغنم.
ص.452
فقال أبو هريرة: والذي نفس أبي القاسم بيده، عن قول محمد صلى الله عليه وسلم:
"لو أخذت ما في رحيتها ولم تنقضها لطحنت إلى يوم القيامة".
رواه أحمد ورجاله وثقوا.
*3* 46. باب فيمن يرضى بما قسم له.
17875- عن أبي العلاء بن الشخير قال: حدثني أحد بني سليم - ولا أحسبه إلا قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم - أن الله عز وجل يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسم له بارك الله فيه ووسعه، ومن لم يرض لم يبارك له.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
17876- وعن عبد الله بن الشخير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله ليبتلي العبد لينظر كيف يعمل، فإن رضي بورك له، وإن لم يرض لم يبارك له".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن راشد المازني وهو متروك.
17877- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: يا حبذا المكروهات: الموت والفقر، وما أبالي بأيهما ابتليت، إن كان الغنى إن فيه العطف، وإن كان الفقر إن فيه الصبر.
ص.453
رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط.
17878- وعنه أيضاً قال: ما يضر امرأ مسلماً على أي حال أصبح عليها أو أمسى لا تكون حزازة في نفسه.(11/155)
رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط.
*3* 47. باب ما يمدح من قلة المال.
17879- عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"اثنتان يكرههما ابن آدم: الموت، والموت خير من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلة المال أقل للحساب".
رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
17880- وعن أبي أسماء أنه دخل على أبي ذر وهو بالربذة وعنده امرأة له سوداء بشعة ليس عليها أثر المجاسد ولا الخلوق فقال: أتنظرون إلى ما تأمرني به هذه السويداء؟ تأمرني أن آتي العراق، فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم، وإن خليلي صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن دون جسر جهنم طريقاً ذا دحض (زلق) ومزلة، وإنا إن نأت عليه وفي أحمالنا اقتدار أو اضطمار أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير.
ص.454
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
قلت: ويأتي حديث أنس وأبي الدرداء في أواخر الباب بعد هذا.
*3* 48. باب فضل الفقراء.
17881- عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظر أرفع رجل في المسجد". قال: فنظرت فإذا رجل عليه حلة، قلت: هذا، قال: قال لي: "انظر أوضع رجل في المسجد". قال: فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق (ثياب بالية) قال: قلت: هذا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لهذا عند الله أخير يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا".
رواه أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح.
17882- وعن أبي هريرة قال: خرجت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ويده في يدي، فأتى على رجل رث الهيئة، قال:
"أبو فلان ما بلغ بك ما أرى؟". قال: السقم والضر يا رسول الله، قال: "ألا أعلمك كلمات يذهب الله عنك السقم والضر؟". قال: ما يسرني بهما أني شهدت معك بدراً وأحداً، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "وهل يدرك أهل بدر وأهل أحد ما يدرك الفقير القانع؟".
قال: فقال أبو هريرة: يا رسول الله أما تعلمني؟ قال: فقال:(11/156)
"قل يا أبا هريرة: توكلت على الحي الذي لا يموت، الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً".
قال: فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حسنت حالي فقال: "مهيم؟". قال: فقلت: يا رسول الله لم أزل أقول الكلمات التي علمتنيهن.
ص.455
رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف وفيه توثيق لين ولكن حرب بن ميمون وبقية رجاله ثقات.
17883- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سأل عني أو سره أن ينظر إلي فلينظر إلى أشعث شاحب مشمر لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة، رفع له علم فشمر إليه اليوم المضمار وغداً السباق، والغاية الجنة أو النار".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف.
117884- وعن عبد الله بن عمرو قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، وطلعت الشمس، فقال: "يأتي قوم يوم القيامة نورهم كنور الشمس". قال أبو بكر: نحن هم يا رسول الله؟ قال: "لا، ولكم خير كثير، ولكنهم الفقراء المهاجرون الذين يحشرون من أقطار الأرض". قلت: فذكر الحديث.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير وزاد في الكبير: ثم قال:
"طوبى للغرباء، طوبى للغرباء". قيل: ومن الغرباء؟ قال: "ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم".
17885- وفي رواية: فقال أبو بكر وعمر: نحن هم؟
وله في الكبير أسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.
17886- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله عز وجل؟". قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "الفقراء المهاجرون الذين تسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره
ص.456(11/157)
لا يستطيع لها قضاءا، فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم، فتقول الملائكة: نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم؟! قال: إنهم كانوا عباداً يعبدوني ولا يشركون بي شيئاً، وتسد بهم الثغور، وتتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء". قال: "فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب: {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}".
قلت: له حديث في الصحيح غير هذا.
رواه أحمد والبزار والطبراني وزاد بعد قول الملائكة وسكان سماواتك: "وإنك تدخلهم الجنة قبلنا". ورجالهم ثقات.
17887- وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن أول ثلة تدخل لفقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره، وإذا أمروا سمعوا وأطاعوا، وإذا كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض حتى يموت وهي في صدره، والله عز وجل يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول: إن عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا وأوذوا في سبيلي وجاهدوا، ادخلوا الجنة، فيدخلونها بغير حساب".
رواه أحمد والطبراني وزاد فيه: "ادخلوا الجنة بلا عذاب ولا حساب، وتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون: ربنا نحن نسبحك الليل والنهار ونقدس لك، من هؤلاء الذين آثرتهم علينا؟ فيقول الله جل ذكره: عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا
ص.457
في سبيلي، فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار".
ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عشانة وهو ثقة.
17888- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم بخمسمائة عام". قلنا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: "هم الذين إذا كان مهلكاً بعثوا، وإذا كان مغنماً بعثوا غيرهم، الذين يحجبون على أبواب السلطان".
قلت: روى أبو داود بعضه.(11/158)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض ولم أعرفه، وزيد العمي ضعفه الجمهور وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
17889- وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن حوضي ما بين عدن إلى عمان، أكوابه عدد النجوم، ماؤه أشد بياضاً من الثلج وأحلى من العسل، أول من يرده فقراء المهاجرين". قلنا: يا رسول الله صفهم لنا، قال: "شعث الرؤوس، دنس الثياب، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم السدد، الذين يعطون ما عليهم ولا يعطون ما لهم".
قلت: له حديث في ذكر الحوض في الصحيح باختصار.
رواه الطبراني.
17890- وفي رواية عنده: "وأكثر الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين". بدل: "أول من يرده".
ص.458
ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح.
17891- وعن أبي بكر الصديق عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"تدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بأربعمائة عام".
قال: فقلت: إن الحسن يذكر "بأربعين عاماً". فقال: عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: "بأربعمائة عام حتى يقول الغني: يا ليتني كنت عيلاً".
قال: قلت: يا رسول الله سمهم لنا بأسمائهم، قال: "هم الذين إذا كان مكروه بعثوا له، وإذا كان نعيم بعثوا له سواهم، وهم الذين يحجبون عن الأبواب".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير زيد بن أبي الحواري وقد وثق على ضعفه.
17892- وعن عبد الله بن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"تدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً". فقيل: صفهم لنا، فقال: "الدنسة ثيابهم، الشعثة رؤوسهم، الذين لا يؤذن لهم على السدات، ولا ينكحون المتنعمات، توكل بهم مشارق الأرض ومغاربها، يعطون كل الذي عليهم ولا يعطون كل الذي لهم".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات.
17893- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/159)
"تدخل فقراء أمتي قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً، أو بأربعين سنة".
ص.459
رواه الطبراني وفيه محمد بن أبي كامل الموصلي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
17894- وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"تدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم بنصف يوم". قلت: وما نصف يوم؟ قال: "{إن يوماً عند ربك كألف سنة}". قال: "ويدخلون جميعاً على صورة آدم". قلت: وما كانت صورة آدم؟ قال: "كان اثنا عشر ذراعاً طوله في السماء، وست عرضاً". قلت: أي ذراع؟ قال: "الذراع طول الرجل الطويل".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عدي بن الفضل التيمي مولاهم وهو ضعيف.
17895- وعن العرباض بن سارية قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إلينا في الصفة وعليه الحوتكية (العمامة) فقال:
"لو تعلمون ما دخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم ولتفتحن فارس والروم".
رواه أحمد ورجاله وثقوا.
17896- وعن سعيد بن عامر قال: ما أنا متخلف عن العنق الأول بعد الذي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"تجيء فقراء المسلمين يوم القيامة على كورهم، فيقال لهم: قفوا للحساب، فيقولون: ما أعطيتمونا شيئاً تحاسبونا عليه، فيدخلون الجنة قبل الناس بأربعين سنة".
ص.460
رواه الطبراني .
17897- وعن عبد الرحمن بن سابط قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى سعيد بن عامر: إنا مستعملوك على هؤلاء تسير بهم إلى أرض العدو فتجاهد بهم، قال: فذكر حديثاً طويلاً قال فيه: قال سعيد: ما أنا بمتخلف عن العنق الأول بعد إذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن فقراء المسلمين يزفون كما تزف الحمام". قال: "فيقال لهم: قفوا للحساب، فيقولون: والله ما تركنا شيئاً نحاسب به فيقول الله عز وجل: صدق عبادي، فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاماً".
رواه الطبراني.
17898- وذكر بعده عن سعيد بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله.(11/160)
وفي إسناديهما يزيد بن أبي زياد وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهما ثقات.
ورواه البزار عن سعيد بن عامر بنحوه كذلك.
17899- وعن واثلة بن الأسقع قال: كنت في أصحاب الصفة، فلقد رأيتنا وما منا إنسان عليه ثوب تام، وأجد العرق في جلودنا طرقاً من الغبار والوسخ، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"لتبشر فقراء المهاجرين". إذ أقبل رجل عليه شارة حسنة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم بكلام إلا كلفته نفسه أن يأتي بكلام يعلو كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف قال: "إن الله لا يحب هذا وضربه، يلوون ألسنتهم ليَّ البقر بلسانها المرعى كذلك يلوي الله تعالى ألسنتهم ووجوههم في النار".
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.
17900- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.461
"اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء".
رواه أحمد وإسناده جيد.
17901- وعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الضعفاء والفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير الضحاك بن يسار وقد وثقه ابن حبان.
17902- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة (صوتاً) بين يدي فقلت: ما هذا؟ قال: بلال، فمضيت فإذا أكثر أهلها المهاجرين وذراري المسلمين، ولم أر فيها أحداً أقل من الأغنياء والنساء، قيل لي: أما الأغنياء فهم ههنا يحاسبون ويمحصون، وأما النساء فألهاهم الأحمران الذهب والحرير".(11/161)
قال: "ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية، فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتي فرجحت بها، ثم أتي بأبي بكر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعت في كفة فرجح أبو بكر، ثم جيء بعمر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعوا فرجح عمر، وعرضت علي أمتي رجلاً رجلاً فجعلوا يمرون، فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف، ثم جاء بعد الإياس فقلت: عبد الرحمن! فقال: بأبي وأمي يا رسول الله
ص.462
ما خلصت إليك حتى ظننت أني لا أخلص إليك أبداً إلا بعد المشيبات، قال: وما ذاك؟ قال: من كثرة مالي أحاسب فأمحص".
رواه أحمد والطبراني بنحوه وفيهما مطرح بن يزيد وعلي بن يزيد وهما مجمع على ضعفهما، وعبد الرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر والحديبية وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وهم من أفضل الصحابة رضي الله عنهم.
17903- وعن عبد الرحمن بن عوف قال: استعمل عمر بن الخطاب معاذ بن جبل على الشام، فكتب إليه أن أعط الناس أعطياتهم، وأغز بهم، فبينا هو يعطي الناس - وذلك في آخر النهار - جاء رجل من أهل الرساتيق فقال له: يا معاذ من لي بعطائي؟ فأتى برجل من أهل الرستاق فقال: أنا من مكان كذا فعلي آوي إلى أهلي قبل الليل، فقال: والله لا أعطيك حتى أعطي هؤلاء - يعني أهل المدينة - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الأنبياء كلهم يدخلون الجنة قبل داود وسليمان بألفي عام، وفقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين عاماً، وإن أهل المدائن يدخلون الجنة أهل الرساتيق بأربعين عاماً، تفضل المدائن بالجمعة والجماعات وحلق الذكر، وإذا كان بلاء خصوا به دونهم".
رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد وفيه علي بن سعيد بن بشير قال الدارقطني: ليس بذاك تفرد بأشياء، وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ، وقال الذهبي: حافظ رحال، وبقية رجاله ثقات.(11/162)
17904- وعن أمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المسلمين.
ص.463
17905- وفي رواية: يستنصر بصعاليك المسلمين.
رواه الطبراني ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح.
17906- وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللهم أحيني مسكيناً وتوفني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين".
رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وقد وثق على ضعفه وشيخ الطبراني وعبيد الله بن زياد الأوزاعي لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
17907- وعن أبي ذر قال: أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع: بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحداً شيئاً، وأمرني أن أقول الحق وإن كان مراً، وأمرني أن لا يأخذني في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من تحت كنز العرش.
17908- وفي رواية: وأمرني أن أرحم المساكين وأجالسهم.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه وأحد إسنادي أحمد ثقات.
17909- وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أعلمكم خمساً: حب المساكين والدنو منهم، وانظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من فوقكم، وصلوا الرحم وإن أدبرت، وقولوا الحق وإن كان مراً، وأكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو ضعيف جداً.
17910- وعن أبي هريرة - رفعه - قال:
ص.464
"إن أهل البيت ليقل طعمهم فتستنير بيوتهم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن المطلب العجلي ضعفه العقيلي، وبقية رجاله ثقات.
17911- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن بين أيديكم عقبة كؤوداً لا ينجو منها إلا كل مخف".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى بن مسلم الصغير وهما ثقتان.(11/163)
وقد تقدم حديث أبي ذر في الباب الذي قبل هذا، ورجاله رجال الصحيح.
17912- وعن أنس قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وهو آخذ بيد أبي ذر فقال:
"يا أبا ذر أعلمت أن بين أيدينا عقبة كؤوداً لا يصعدها إلا المخفون؟". فقال رجل: يا رسول الله أمن المخفين أنا أم من المثقلين؟ فقال: "عندك طعام يوم؟". قال: نعم وطعام غد، قال: "نعم وطعام بعد غد". قال: لا، قال: "لو كان عندك طعام ثلاث كنت من المثقلين".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جنادة بن مروان قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وبقية رجاله ثقات.
17913- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"التقى مؤمنان على باب الجنة، مؤمن غني ومؤمن فقير، كانا في الدنيا، فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فقال: يا أخي ماذا حبسك؟ والله لقد حبست حتى خفت عليك، فيقول: يا أخي إني حبست بعدك حبساً فظيعاً كريهاً وما وصلت إليك حتى سال مني من
ص.465
العرق ما لو ورده ألف بعير كلها آكلة حمض لصدرن عنه رواء".
رواه أحمد وفيه دويد غير منسوب، فإن كان هو الذي روى عن سفيان فقد ذكره العجلي في كتاب الثقات، وإن كان غيره لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير مسلم بن بشير وهو ثقة.
*3* 49. باب ما جاء في البله.
17914- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أكثر أهل الجنة البله".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره".
رواه البزار وفيه سلامة بن روح وثقه ابن حبان وغيره وضعفه غير واحد.
*3* 50. باب فيمن لا يؤبه له.
17916- عن حذيفة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة قال:
"ألا أخبركم بشر عباد الله؟ الفظ المسكتبر. ألا أخبركم بخير عباد الله؟ الضعيف المستضعف ذي الطمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره".
ص.466
رواه أحمد وفيه محمد بن جابر وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.(11/164)
17917- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ألا أخبركم بأهل النار وأهل الجنة أما أهل الجنة؟ فكل ضعيف مستضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره، وأما أهل النار فكل جعظري (الفظ الغليظ المتكبر) جواظ (الجموع المنوع) جماع مناع ذي تبع".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه يعتضد.
17918- وعن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"رب أشعث أغبر ذي طمرين مصفح عن أبواب الناس لو أقسم على الله لأبره".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن موسى التيمي وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح غير جارية بن هرم ووثقه ابن حبان على ضعفه.
17919- وعن عبد الله بن مسعود - رفعه - قال:
"رب ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير جارية بن هرم وقد وثقه ابن حبان على ضعفه.
17920- وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن من أمتي من لو جاء أحدكم يسأله ديناراً لم يعطه، ولو سأله درهماً لم يعطه، ولو سأله فلساً لم يعطه، ولو سأل الله الجنة أعطاه إياها، ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره".
ص.467
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
17921- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تعس عبد الدنيار وتعس عبد الدرهم وتعس عبد الخميصة، إن أعطي رضي وإن منع سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا فانتقش. طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن شفع لم يشفع، وإن استأذن لم يؤذن له".
قلت: رواه البخاري خلا من قوله: "طوبى لعبد". إلى آخره. فرواه تعليقاً.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
17922- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/165)
"ألا أخبركم بأهل الجنة؟". قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "كل ضعيف متضعف ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره. ألا أخبركم بأهل النار؟". قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "كل جظ جعظ مستكبر". قلت: يا رسول الله ما الجظ؟ قال: "الضخم". قلت: فما الجعظ؟ قال: "العظيم في نفسه".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه عبد الله بن محمد بن أبي مريم وهو ضعيف.
17923- وعن سراقة بن مالك بن جعشم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يا سراقة ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار؟". قلت: بلى يا رسول الله، قال: "أما أهل النار فكل جعظري جواظ مستكبر، وأما أهل الجنة فالضعفاء المغلوبون".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن.
ص.468
17924- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئك بأهل الجنة". قلت: بلى، قال: "الضعفاء المغلوبون".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
17925- وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبرك يا أبا الدرداء بأهل النار؟". قلت: بلى يا رسول الله، قال: "كل جعظري جواظ مستكبر جماع منوع، ألا أخبرك بأهل الجنة؟ كل مسكين لو أقسم على الله لأبره".
رواه الطبراني وفيه خارجة بن مصعب وهو متروك.
17926- وعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟". قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17927- وعن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظر أرفع رجل في المسجد". قال: فنظرت فإذا رجل عليه حلة، قلت: هذا، قال لي: "انظر أوضع رجل في المسجد". قال: فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق، قلت: هذا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لهذا عند الله أخير يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا".(11/166)
رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط بأسانيد ورجال أحمد وأحد إسنادي البزار والطبراني رجال الصحيح.
17928- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لله ضنائن من خلقه يحييهم في عافية، فإذا توفاهم توفاهم إلى جنته، أولئك تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم فيها في عافية".
ص.469
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مسلم بن عبد الله الحمصي ولم أعرفه وقد جهله الذهبي، وبقية رجاله وثقوا.
17929- وعن أبي هريرة - رفعه - قال:
"ألا أخبركم بأهل الجنة؟ الضعفاء المظلومون. ألا أنبئكم بأهل النار؟ كل جعظري. ألا أخبركم بخياركم؟ محاسنكم أخلاقاً. ألا أنبئكم بشراركم؟ الثرثارون المتشدقون المتفيهقون".
رواه البزار وقال: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، وفيه البراء بن يزيد فإن كان هو البراء بن عبد الله بن يزيد فهو ضعيف، وإن كان هو البراء بن يزيد الهمذاني فقد وثقه ابن حبان.
17930- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن موسى بن عمران مر برجل وهو يضطرب فقام يدعو الله له أن يعافيه، فقال له: يا موسى إنه ليس الذي يصيبه خبط من إبليس ولكنه جوع نفسه لي فهو الذي ترى، انظر إليه في كل يوم، انظر إليه في كل يوم مرات، أتعجب من طاعته فمره فليدع لك فإن له عندي كل يوم دعوة".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
17931- وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر في بعض سكك المدينة فرأى رجلاً أسود ميتاً قد رموا به في الطريق فسأل بعض من ثم عنه! فقال: "مملوك من هذا؟". قالوا: مملوك لآل فلان، فقال: "أكنتم ترونه يصلي؟". قالوا: كنا نراه أحياناً
ص.470(11/167)
يصلي وأحياناً لا يصلي، فقال: "قوموا فاغسلوه وكفنوه". فقاموا فغسلوه وكفنوه، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه، فلما كبر قال: "سبحان الله سبحان الله". فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال له أصحابه: يا رسول الله سمعناك لما كبرت تقول: "سبحان الله سبحان الله".! فلم قلت سبحان الله سبحان الله؟ قال: "كادت الملائكة أن تحول بيني وبينه من كثرة ما صلوا عليه".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
*3* 51. باب فيما يتمناه الغني في الآخرة.
17932- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصلون ويدعون فقال:
"خذوا فيما كنتم فيه". وقال: "أبشروا - أحسبه قال: - يا معشر المهاجرين بالفوز يوم القيامة على الأغنياء بخمسمائة عام، حتى إن الغني يود لو كان سائلاً".
قلت: رواه أبو داود غير قوله: "حتى إن الغني يود أنه كان سائلاً".
رواه البزار.
*3* 52. باب ما يصير إليه الفقير المؤمن والغني الكافر.
17933- عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن موسى قال: أي رب إن عبدك المؤمن تقتر عليه في الدنيا، قال: فيفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها فيقول: يا موسى هذا ما أعددت له، فيقول موسى: وعزتك وجلالك لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤساً قط".
ص.471
قال: "ثم قال موسى: أي رب عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا، قال: فيفتح له باب من النار فيقول: يا موسى هذا ما أعددت له فقال موسى: أي وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير خيراً قط".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة ودراج وقد وثقا على ضعف فيهما.
*3* 53. باب فيمن اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.
17934- عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة".(11/168)
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك وقد وثقه أبو زرعة وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات، وفي الأخرى أحمد بن طاهر بن حرملة وهو كذاب.
*3* 54. باب ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة.
17935- عن أبي عسيب قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فمر بي فدعاني، فخرجت إليه، ثم مر بأبي بكر رحمه الله فدعاه فخرج إليه، ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه، فانطلق حتى دخل حائطاً لبعض الأنصار فقال لصاحب الحائط: "أطعمنا". فجاء بعذق فوضعه، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب فقال: "لتسألن عن هذا يوم القيامة". قال: فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر (الرطب) قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا رسول الله إنا لمسؤولون عن هذا يوم
ص.472
القيامة؟ قال: "نعم إلا من ثلاث: خرقة كف بها عورته أو كسرة سد بها جوعته أو جحر يندخل فيه من الحر والقر".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
17936- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما فوق الإزار وظل الحائط وجر الماء فضل يحاسب به العبد يوم القيامة أو يسأل عنه".
رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وقد وثق على ضعف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير القاسم بن محمد بن يحيى المروزي وهو ثقة.
*3* 55. باب فيما يشتهيه الفقير ولا يقدر عليه.
17937- عن عصمة قال: جاء نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنا نمر بهذه الأسواق فننظر إلى هذه الفواكه فنشتهيها وليس معنا ناض (درهم ودنيار) نشتري به، فهل لنا في ذلك من أجر؟ فقال:
"وهل الأجر إلا ذلك".
رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف جداً.
*3* 56. باب النهي عن التواضع للأغنياء.
17928- عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تدهن الأغنياء.(11/169)
رواه الطبراني وفيه داود بن الزبرقان وهو متروك.
*3* 57. باب ما جاء في الفراسة.
17939- ص.473 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم".
رواه البزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
17940- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
17941- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: أفرس الناس ثلاثة، صاحبة موسى التي قالت: يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين، قال: وما رأيت من أمانته؟ قالت: كنت أمشي أمامه فجعلني خلفه. وصاحب يوسف حين قال: أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً. وأبو بكر حين استخلف عمر.
17942- وفي رواية: من أفرس الناس ثلاثة.
ص.474
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح إن كان محمد بن كثير هو العبدي، وإن كان هو الثقفي فقد وثق على ضعف كثير فيه.
17943- وعن علي بن زيد قال: قيل لعمرو بن العاص: صف لنا أهل الأمصار، قال: أهل الحجاز أحرص الناس على فتنة وأعجزهم عنها، وأهل العراق أحرصه على علم وأبعده منه، وأهل الشام أطوع الناس للمخلوق في معصية الخالق، وأهل مصر أكيس الناس صغيراً وأحمقه كبيراً.
رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف جداً.
*3* 58. باب معادن التقوى قلوب العارفين والصالحين.
17944- عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لكل شيء معدن، ومعدن التقوى قلوب العارفين".
وفيه محمد بن رجاء وهو ضعيف.
*3* 59. باب ما جاء في الولاية لله عز وجل.
17945- عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(11/170)
"إن من موجبات ولاية الله ثلاثاً: إذا رأى حقاً من حقوق الله لم يؤخره إلى أيام لا يدركها، وأن يعمل العمل الصالح في العلانية على قوام من عمله في السريرة، وهو يجمع مع ما يعجل صلاح ما يأمل". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهكذا ولي الله وعقد وثلاثين".
ص.475
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
*3* 60. باب ما جاء في الأتقياء.
17946- عن أنس بن مالك قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من آل محمد؟ فقال: "كل تقي".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "{إن أولياؤه إلا المتقون}".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه نوح بن أبي مريم وهو ضعيف.
17947- وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزيده ذا شرف عنده ولا ينقصه إلا التقوى.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه منصور بن عمار وقد وثق على ضعفه.
قلت: وقد تقدمت أحاديث في قوله: "كرم المؤمن تقواه". وأحاديث في الأدب في حق المسلم، وفي أثنائها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التقوى ههنا". وأومأ بيده إلى صدره.
*3* 61. باب ما جاء في العجب.
17948- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو لم تكونوا تذنبون لخشيت عليكم ما هو أكبر منه: العجب".
رواه البزار وإسناده جيد.
*3* 62. باب فيمن آذى أولياء الله.
17949- ص.476 عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الله تبارك وتعالى: من عادى لي ولياً فقد استحل محاربتي". قلت: فذكر الحديث.
رواه البزار واللفظ له، وأحمد والطبراني في الأوسط وفيه عبد الواحد بن قيس وقد وثقه غير واحد وضعفه غيرهم، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح ورجال الطبراني في الأوسط رجال الصحيح غير شيخه هارون بن كامل.
17950- وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(11/171)
"قال الله عز وجل: من آذى لي ولياً فقد استحل محاربتي، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء فريضتي، وإنه ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت رجله التي يمشي بها، ويده التي يبطش بها، ولسانه الذي ينطق به، وقلبه الذي يعقل به، وإن سألني أعطيته، وإن دعاني أجبته وما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن موته، وذلك أن يكره الموت وأنا أكره مساءته".
رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب.
17951- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله تعالى قال:
"من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي وهو ضعيف.
ص.477
17952- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله تبارك وتعالى: من عادى لي ولياً فقد ناصبني بالمحاربة". قلت: فذكر الحديث.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
*3* 63. باب فيما يصلح للمؤمنين على الغنى والفقر.
17953- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله تبارك وتعالى: من عادى لي ولياً فقد ناصبني بالمحاربة، وما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن موت المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، وربما سألني وليي المؤمن الغنى فأصرفه من الغنى إلى الفقر، ولو صرفته إلى الغنى لكان شراً له، وربما سألني وليي المؤمن الفقر فأصرفه إلى الغنى، ولو صرفته إلى الفقر لكان شراً له. إن الله تبارك وتعالى قال: وعزتي وجلالي وعلوي وبهائي وجمالي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبدي هواي على هوى نفسه إلا أثبت أجله عند بصره، وضمنت له السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر".
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
*3* 64. باب فيمن لا صبوة له ومن ينشأ في العبادة.
17954- عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل ليعجب من الشاب ليست له صبوة".(11/172)
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وإسناده حسن.
ص.478
17955- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من ناشئ ينشأ في العبادة حتى يدركه الموت إلا أعطاه الله أجر تسعة وتسعين صديقاً".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف جداً.
*3* 65. باب فيمن تشبه من الشباب بالكهول وغير ذلك.
17956- عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"خير شبابكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم من تشبه بشبابكم".
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه من لم أعرفهم.
17957- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خير شبابكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم من تشبه بشبابكم".
رواه الطبراني والبزار وفيهما الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف.
17958- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يبغض ابن سبعين في هيئة ابن عشرين في مشيته ومنظره".
رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث وهو ضعيف.
*3* 66. باب من تشبه بقوم فهو منهم.
17959- عن حذيفة - يعني ابن اليمان - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من تشبه بقوم فهو منهم".
ص.479
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن غراب وقد وثقه غير واحد وضعفه بعضهم وبقية رجاله ثقات.
*3* 67. باب ما جاء في المحبة والبغضة والثناء الحسن وغيره.
17960- عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن المقة من الله عز وجل - قال شريك: هي المحبة - والصيت من السماء، فإذا أحب الله عبداً قال لجبريل: إني أحب فلاناً فأحبوه". قال: "فتنزل له المحبة في الأرض، وإذا أبغض عبداً قال لجبريل: إني أبغض فلاناً فأبغضوه". قال: "فينادي جبريل: إن ربكم يبغض فلاناً فأبغضوه". قال: فيجري له البغض في الأرض".(11/173)
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا.
قلت: لم أجده في الأطراف.
17961- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من عبد إلا وله صيت في السماء، فإن كان صيته حسناً [وُضع في الأرض]، وإن كان صيته في السماء سيئاً وضع في الأرض".
قلت: له في الصحيح حديث غير هذا.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
17962- وعن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنباوة أو بالنباة يقول:
ص.480
"يوشك أن يعرفوا أهل الجنة من أهل النار". قالوا: بما يا رسول الله؟ قال: "بالثناء الحسن والثناء السيئ".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن عرفة وهو ثقة.
17963- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا اسأت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعت جيرانك يقولون: قد أحسنت، فقد أحسنت. وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت، فقد أسأت".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17964- وعن الضحاك بن قيس الفهري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا أتى الرجل القوم فقالوا: مرحباً، فمرحباص به يوم يلقى ربه. وإذا أتى الرجل القوم فقالوا: قحطاً، فقحطاً له يوم القيامة".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير أبي عمر الضرير الأكبر وهو ثقة.
17965- وعن أنس قال: قيل: يا رسول الله من أهل الجنة؟ قال: "من لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يحب".
ص.481
قيل: فمن أهل النار؟ قال: "من لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يكره".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير العباس بن جعفر وهو ثقة.
*3* 68. باب أحب الناس إلى الله أحبهم إلى الناس.(11/174)
17966- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأحبكم إلى الله؟". قالوا: بلى يا رسول الله، وظننا أنه يسمي رجلاً، قال: "إن أحبكم إلى الله أحبكم إلى الناس، ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله؟". قلنا: بلى يا رسول الله، وظننا أنه يسمي أحداً، فقال: "إن أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن حيدة الأنباري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 69. باب فيمن يطلب رضا الله تعالى.
17967- عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن العبد ليلتمس مرضاة الله عز وجل فلا يزال كذلك فيقول: يا جبريل إن عبدي فلاناً يلتمس أن يرضيني برضائي عليه". قال: "فيقول جبريل صلى الله عليه وسلم: رحمة الله على فلان، وتقول حملة العرش، ويقول الذين يلونهم، حتى يقول أهل السماوات السبع، ثم يهبط إلى الأرض".
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وهي الآية التي أنزل الله عليكم في كتابه: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً} وإن العبد ليلتمس سخط الله فيقول الله عز وجل: يا جبريل إن فلاناً يستسخطني، ألا وإن غضبي عليه، فيقول جبريل: غضب الله على فلان، وتقول
ص.482
حملة العرش، ويقول من دونهم حتى يقوله أهل السماوات السبع، ثم يهبط إلى الأرض".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
17968- وعن عمرو بن مالك الرواسي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ارض عني، قال: فأعرض عني ثلاثاً قال: قلت: يا رسول الله إن الرب ليترضى فيرضى، قال: "فرضى عني".
رواه أبو يعلى والطبراني .
*3* 70. باب فيمن رضي الله عنه.
17969- عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله إذا رضي عن العبد أثنى عليه سبعة أضعاف من الخير لم يعمله، وإذا سخط على العبد أثنى عليه سبعة أضعاف من الشر لم يعمله".
17970- وفي رواية: "إذا أحب وإذا أبغض".(11/175)
رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال: "تسعة أضعاف". ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
*3* 71. باب في أهل البيت يتتابعون في الجنة والنار.
17971- عن أبي جحيفة قال: أخبرت أن أهل البيت يتتابعون في النار حتى لا يبق منهم حر ولا عبد ولا أمة،
ص.483
وإن أهل البيت يتتابعون في الجنة حتى ما يبقى منهم حر ولا عبد ولا أمة.
رواه الطبراني من طريق كثير ولم ينسبه إلى أبي جحيفة ولم أعرف كثيراً هذا، وبقية رجاله ثقات.
*3* 72. (أبواب في الألفة).
*4* 1. باب الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف.
17972- عن الحارث بن عميرة قال: انطلقت إلى المدائن فإذا أنا برجل عليه ثياب خلقان ومعه أديم أحمر يعزله، فالتفت فنظر إلي فأومأ بيده: مكانك يا عبد الله، فقمت فقلت لمن كان عندي: من هذا الرجل؟ قالوا: هذا سلمان، فدخل بيته فلبس ثياباً بيضاً ثم أقبل وأخذ بيدي وصافحني وساءلني، فقلت: يا أبا عبد الله ما رأيتني فيما مضى ولا رأيتك ولا عرفتني ولا عرفتك، قال: بلى والذي نفسي بيده لقد عرف روحي روحك حين رأيتك، ألست الحارث بن عميرة؟ قلت: بلى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الله ائتلف وما تناكر منها في الله اختلف".
رواه الطبراني بأسانيد ضعيفة.
17973- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
17974- وعن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: كانت امرأة بمكة مزاحة، فنزلت على امرأة شبهاً لها، فبلغ ذاك عائشة
ص.484
فقالت: صدق حبي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف".
قال: ولا أعلم إلا قال في الحديث: ولا تعرف تلك المرأة.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*4* 2. باب المؤمن يألف ويؤلف.(11/176)
17975- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف".
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح.
17976- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف".
رواه أحمد والطبراني وإسناده جيد.
17977- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن بهرام ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
17978- وعن عبد الله بن مسعود قال: المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.
ص.485
رواه الطبراني في الكبير، وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: وقد تقدم هذان البابان في كتاب الأدب، وكذلك باب أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وكذلك باب تنقه وتوقه.
*4* 3. باب.
17979- عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن أرواح المؤمنين لتلتقي على مسيرة يوم، ما رأى أحد منهم صاحبه قط".
17980- وفي رواية: "ليلتقيان على مسيرة يوم وليلة".
رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، ورواه الطبراني.
*3* 73. (أبواب في المحبة).
*4* 1. باب فيمن يحب.
17981- عن عائشة قالت: ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذا تقى.
رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
*4* 2. باب الحب لله تعالى.
17982- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن من الإيمان أن يحب الرجل رجلاً لا يحبه إلا لله من غير مال أعطاه فذلك الإيمان".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
قلت: وقد تقدمت الأحاديث في الحب لله والبغض لله في كتاب الإيمان.
ص.486
17983- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أحب عبد عبداً لله إلا أكرم ربه عز وجل".(11/177)
*4* 3. باب محبة النبي صلى الله عليه وسلم.
17984- عن سعيد بن أبي سعيد أن أبا سعيد الخدري شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اصبر أبا سعيد، فإن الفقر إلى من يحبني أسرع من السيل من أعلى الوادي ومن أعلى الجبل إلى أسفله".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أنه شبه المرسل.
17985- وعن أنس قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: إني أحبك، فقال: "استعد للفاقة".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير بكر بن سليم وهو ثقة.
*4* 4. باب من أحب مسلماً لله أحبه الآخر.
17986- عن مجاهد قال: مر رجل بابن عباس قال: إن هذا يحبني، قالوا: وما يدريك يا أبا عباس؟ قال: لأني أحبه.
رواه أبو يعلى عن شيخه محمد بن قدامة وقد ضعفه الجمهور وقد وثقه ابن حبان وغيره وبقية رجاله ثقات.
*4* 5. باب فيمن سلم على من يحبه لله.
17987- ص.487 عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من عبدين تحابا في الله يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه، ويصليا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر".
رواه أبو يعلى وفيه درست بن حمزة وهو ضعيف.
*4* 6. باب فيمن نظر إلى أخيه نظرة مودة.
17988- عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من نظر إلى أخيه نظرة مودة لم يكن في قلبه عليه إحنة (حقد) لم يطرف حتى يغفر له ما تقدم من ذنوبه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سوار بن مصعب وهو متروك.
*4* 7. باب ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا الذنب.
17989- عن رجل من بني سليط قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أزفلة (جماعة) من الناس، فسمعته يقول:
"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، التقوى ههنا" وأشار إلى صدره "وما تواد رجلان في الله تبارك وتعالى فيفرق بينهما إلا بحدث يحدثه أحدهما".
رواه أحمد وإسناده حسن.(11/178)
17990- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله".
ويقول: "والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما".
*4* 8. باب فيمن أحب أهل الشر.
17991- عن أبي الطفيل أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان ولد له غلام، فذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بجبهته وقال هكذا بإصبعه، فدعا فخرجت شعرة من جبهته كأنها هلبة فرس، قال: فأحب الخوارج ولزمهم فأسقطت الشعرة من جبهته، فأخذه أبوه فقيّده وحبسه، قال: فدخلت عليه فقلت له: اتق الله أليس ترى أن بركة النبي صلى الله عليه وسلم قد وقعت من جبهتك؟ قال: فما زلت أعظه حتى رجع عن رأيه وأبغضهم، فنبتت بعد تلك الشعرة.
رواه أحمد والطبراني واللفظ له، ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق.
17992- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل نفس تحشر على هواها، فمن هوى الكفر فهو مع الكفرة، ولا ينفعه علمه شيئاً".
رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده ضعفاء، وقد وثقوا.
*4* 9. باب فيمن تلين لهم القلوب.
17993- عن أبي أمامة قال: لقيني النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي ثم قال:
"يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين له قلبي".
ص.489
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
*4* 10. باب أي المتحابين أفضل وأحب إلى الله.
17994- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حباً لصاحبه".
رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أبي يعلى والبزار رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثقه غير واحد على ضعف فيه.
17995- وعن أبي الدرداء - يرفعه - قال:
"ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حباً لصاحبه".(11/179)
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير المعافى بن سليمان وهو ثقة.
*4* 11. باب المتحابين في الله عز وجل.
17996- عن أبي مالك الأشعري أنه جمع قومه - قلت: فذكر الحديث إلى أن قال: - ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى صلاته أقبل علينا بوجهه فقال:
"يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله عز وجل عباداً ليسوا بأنبياء
ص.490
ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله". فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم؟ انعتهم لنا حلهم لنا - يعني صفهم لنا - شكلهم لنا، فسُرَّ وجه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نوراً وثيابهم نوراً، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
17997- وفي رواية: قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} قال: فنحن نسأله إذ قال:
"إن لله عز وجل عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله". قال: فذكر الحديث بطوله.
رواه كله أحمد والطبراني بنحوه وزاد: "على منابر من نور من لؤلؤ قدام الرحمن". ورجاله وثقوا.
17998- وعن شهر بن حوشب قال: كان فينا رجل - معشر الأشعريين - قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد معه
ص.491(11/180)
مشاهدة الحسنة الجميلة، يقال له: مالك، أو ابن مالك - شك عوف - فأتى يوماً فقال: أتيتكم لأعلمكم وأصلي بكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، فدعا بحفنة عظيمة، فجعل فيها من الماء، ثم دعا بإناء صغير فجعل يفرغ من الإناء الصغير على أيدينا، ثم قال: أسبغوا الآن الوضوء، ثم قام فصلى بنا صلاة تامة وجيزة، فلما انصرف قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قد علمت أن أقواماً ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله". فقال رجل من حجرة القوم أعرابي قال: وكان يعجبنا إذا شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون فينا الأعرابي لأنهم يجترئون أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نجترئ، فقال: يا رسول الله سمهم لنا، قال: فرأينا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل، ثم قال:
"هم ناس من قبائل شتى، يتحابون في الله، إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزنوا".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير حوشب وقد وثقه غير واحد.
17999- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لله جلساء يوم القيامة عن يمين العرش، وكلتا يدي الله يمين، على منابر من نور، وجوههم من نور، ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولا صديقين". قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: "هم المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
18000- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة".
ص.492
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
18001- وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/181)
"المتحابون في الله عز وجل في ظل الله يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله، على منابر من نور، يفزع الناس ولا يفزعون، إذا أراد الله عز وجل بأهل الأرض عذاباً ذكرهم فصرف عنهم العذاب بذكره إياهم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
18002- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله عباداً يجلسهم يوم القيامة على منابر من نور، يغشى وجوههم النور حتى يفرغ من حساب الخلائق".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
18003- وعن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"المتحابون في الله على كراسي من ياقوت حول العرش".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وقد وثق على ضعف كثير.
18004- وعن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما تحاب اثنان في الله إلا وضع لهما كرسيان فأجلسا عليه حتى يفرغ الله من الحساب". فقال معاذ بن جبل: صدق أبو عبيدة.
رواه الطبراني وفيه أبو داود الأعمى وهو كذاب.
ص.493
18005- وعن عائشة أم المؤمنين قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"المتحابون في الله على عمود من ياقوت له خيمة من ياقوتة مجوفة، ستين ميلاً في السماء، له في كل ناحية منها أزواج، لا يعلم به الآخرون، وإن أحدهم ليشرف على أهل الجنة فيملأ أهل الجنة نوراً حتى يقول أهل الجنة: ما هذا الذي قد حدث؟ فيقول بعضهم لبعض: ما هذا الضوء الذي قد حدث؟ فيقول بعضهم لبعض: أشرف عليكم رجل من المتحابين".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
18006- وعن أبي بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن في الجنة غرفاً يرى ظواهرها من بواطنها، وبواطنها من ظواهرها، أعدها الله للمتحابين فيه والمتزاورين فيه والمتبادلين فيه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن سيف وهو ضعيف.
18007- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(11/182)
"إن في الجنة لعمداً من ياقوت، عليها غرف من زبرجد، لها أبواب مصفحة، تضيء كما يضيء الكوكب الدري". قال: قلنا: يا رسول الله من يسكنها؟ قال: "المتحابون في الله، والمتباذلون في الله، والمتلاقون في الله".
رواه البزار وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف.
18008- وعن أبي مسلم - يعني الخولاني - قال: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه حلقة فيها اثنان وثلاثون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا فيهم شاب
ص.494
أكحل، براق الثنايا، محتب فإذا اختلفوا في شيء سألوه فأخبرهم فانتهوا إلى قوله، قلت: من هذا؟ قالوا: معاذ بن جبل، فقمت إلى الصلاة فأردت أن ألقى بعضهم فلم أقدر على أحد منهم انصرفوا، فلما كان من الغد دخلت، فإذا معاذ يصلي إلى سارية، فصليت عنده، فلما انصرف جلست، بيني وبينه السارية، ثم احتبيت ساعة لا أكلمه ولا يكلمني، ثم قلت: والله إني لأحبك لغير دينا أصيبها منك، ولا قرابة بيني وبينك. قال: فلأي شيء؟ قلت: لله تبارك وتعالى، قال: فنثر حبوتي ثم قال: فأبشر إن كنت صادقاً، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"المتحابون في الله تبارك وتعالى في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله، يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء".
ثم خرجت فألقى عبادة بن الصامت، فحدثته بالذي حدثني معاذ فقال عبادة رحمه الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال:
"حقت محبتي على المتحابين فيّ - يعني نفسه - وحقت محبتي للمتناصحين فيّ، وحقت محبتي على المتزاورين فيّ، وحقت محبتي على المتباذلين فيّ، على منابر من نور، يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون".
قلت: روى الترمذي طرفاً من حديث معاذ وحده.
رواه عبد الله بن أحمد والطبراني باختصار والبزار بعض حديث عبادة فقط، ورجال عبد الله والطبراني وثقوا.
18009- ورواه أحمد باختصار عن أبي إدريس قال: جلست مجلساً فيه
ص.495(11/183)
عشرون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا فيهم شاب حديث السن حسن الوجه، فذكر نحوه باختصار.
ورجاله رجال الصحيح.
18010- وفي رواية عنده: "والمتجاليسن فيّ".
18011- وعن معاذ بن جبل عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن رجالاً ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يوضع لهم يوم القيامة منابر من نور، وجوههم [من نور]، يؤمنون من الفزع الأكبر". فقال رجل: يا رسول الله ومن أولئك؟ قال: "نزاع القبائل يتحابون في الله".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
18012- وعن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الله عز وجل: المتحابون لجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي".
رواه أحمد والطبراني وإسنادهما جيد.
18013- وعن شرحبيل بن السمط أنه قال لعمرو بن عبسة: هل أنت محدثي حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه نسيان ولا كذب؟! قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"قال الله عز وجل: قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي، ما من مؤمن ولا مؤمنة يقدم الله له ثلاثة أولاد من صلبه لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الجنة بفضل رحمته إياهم".
ص.496
18014- وفي رواية: "وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي".
رواه الطبراني في الثلاثة وأحمد بنحوه ورجال أحمد ثقات.
18015- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من أحب رجلاً لله فقد أحبه الله، فدخلا جميعاً الجنة، وكان الذي أحبه لله أرفع منزلة، أُلحق الذي أحبه لله".
رواه الطبراني ورواه البزار ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أحب رجلاً لله فقال: إني أحبك لله، فدخلا جميعاً الجنة، فكان الذي أحب أرفع منزلة من الآخر أُلحق بالذي أحب لله".
وإسناده حسن.(11/184)
18016- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يتزاور أهل الجنة على نوق عليها الحشايا، فيزور أهل عليين من أسفل منهم، ولا يزور من أسفل منهم أهل عليين إلا المتحابين في الله يتزاورون حيث شاءوا".
رواه الطبراني وفيه بشر بن نمير وهو متروك.
18017- وبسنده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاثة في ظل الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله: رجل حيث توجه علم أن الله معه، ورجل دعته امرأة إلى نفسها فتركها من خشية الله، ورجل أحب لجلال الله".
رواه الطبراني بسند الذي قبله.
*4* 12. باب الود يتوارث.
18018- عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الود الذي يتوارث في أهل الإسلام".
رواه الطبراني وفيه محمد بن عمر الواقدي وهو متروك.
*4* 13. باب المرء مع من أحب.
18019- عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"العبد مع من أحب".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وإسناد أحمد حسن.
18020- وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المرء مع من أحب".
رواه البزار وفيه مسلم بن كيسان الملائي وهو ضعيف.
18021- وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث هن حق لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، ولا يتولى الله عبد فيوليه غيره، ولا يحب رجل قوماً إلا حشر معهم".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن ميمون الخياط وقد وثق.
ص.498
18022- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيخ كبير فقال: يا محمد متى الساعة؟ قال: "ما أعددت لها؟". فقال: لا والذي بعثك بالحق ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام إلا أني أحب الله ورسوله، قال: "فأنت مع من أحببت". قال: فوثب الشيخ فبال في المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوه فعسى أن يكون من أهل الجنة". وصب على بوله ماء.(11/185)
قلت: له في الصحيح منه: "المرء مع من أحب". فقط.
رواه البزار وفيه سمعان المالكي وهو مجهول وقد ضعفه أبو زرعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18023- وعن عبد الله أيضاً قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يا محمد إني لأحبك - أحسبه قال: - والله إني لأحبك - ثلاث مرات - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هذا الحالف على ما حلف؟". فقال الرجل: أنا يا رسول الله، فقال: "انطلق فإنك مع من أحببت، وعليك ما اكتسبت، ولك ما احتسبت".
رواه البزار وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك.
18024- وعن أبي قتادة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الساعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أعددت لها؟". فقال: حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال: "فأنت مع من أحببت".
ص.499
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن عباد أو ابن عبادة ولم أعرفه، وحديث بقية رجاله حسن.
18025- وعن أبي سريحة قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: "ما أعددت لها؟". فقال: ما أعددت لها كثيراً، إلا أني أحب الله ورسوله. قال: "فأنت مع من أحببت".
رواه الطبراني وفيه عبد الغفار بن القاسم الأنصاري وهو كذاب.
18026- وعن عبد الله بن يزيد - يعني الخطمي - قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فلم يجبه حتى صلى، ثم دعا فوجده في دار من دور الأنصار فقال له: "لم سألت عن الساعة؟". قال: أحببت أن أعلم متى هي، قال: "ما أعددت لها؟". قال: ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله، قال: "فأنت مع من أحببت".
رواه الطبراني وفيه مسلم بن كيسان الملائي وهو ضعيف.(11/186)
18027- وعن عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال: هاجر أبي صفوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام، فمد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يده فمسح عليها، فقال له صفوان: إني أحبك يا رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب".
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه موسى بن ميمون المرائي وهو ضعيف.
18028- وعن عروة بن مضرس الطائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المرء مع من أحب".
رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله رجال الصحيح غير زيد بن الحريش وهو ثقة.
ص.500
18029- وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب".
رواه الطبراني وفيه الخصيب بن جحدر وهو كذاب.
18030- وعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لامرئ ما احتسب، وعليه ما اكتسب، والمرء مع من أحب، ومن مات على ذنابي الطريق فهو من أهله".
قلت: قال صاحب النهاية: ذنابي: طريق، يعني: على قصد الطريق، وهو أصل الذنب.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار، وفيه عمرو بن بكر السكسكي وهو ضعيف.
18031- وعن أبي قرصافة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أحب قوماً حشره الله في زمرتهم".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
18032- وعن الحسين بن علي قال: من أحبنا للدنيا فإن صاحب الدنيا يحبه البر والفاجر، ومن أحبنا لله كنا نحن وهو يوم القيامة كهاتين - وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى - .
رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
*4* 14. باب من أحب أحداً فليعلمه.
18033- عن يزيد بن أبي حبيب أن أبا سالم الجيشاني أتى إلى أبي أمية في
ص.501
منزله فقال: إني سمعت أبا ذر يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله".
وقد جئتك في منزلك.
رواه أحمد وإسناده حسن.(11/187)
18034- وعن عبد الله بن سرجس قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أحب أبا ذر، فقال: "أعلمته بذلك؟". قلت: لا، قال: "فأعلمه". فلقيت أبا ذر فقلت: إني أحبك في الله، قال: أحبك الذي أحببتني له، فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: "أما إن ذلك لمن ذكره أجر".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
18035- وعن ابن عمر قال: بينما أنا جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فسلم ثم ولى عنه، فقلت: يا رسول الله إني لأحب هذا، قال: "هل أعلمته؟". قلت: لا، قال: "فأعلم ذاك أخاك". فأتيته فسلمت عليه فأخذت بمنكبه وقلت: والله إني لأحبك في الله، وقال هو: وإني أحبك في الله، وقلت: لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرني لم أفعل.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير الأزرق بن علي وحسان بن إبراهيم وكلاهما ثقة.
18036- وعن وحشي بن حرب قال:
ص.502
كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر رجل ورجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أحبه لله، قال: "أعلمته ذاك؟". قال: لا، قال: "قم فأعلمه".
رواه الطبراني بسندين ورجال أحدهما ثقات.
18037- وعن أبي حميد الساعدي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"أبد المودة لمن واددت فإنها هي أثبت".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
*3* 74. باب ما جاء في الحكمة والمروءة.(11/188)
18038- عن الحارث أن علياً سأل الحسن عن أمر المروءة، فقال: يا بني ما السداد؟ قال: يا أبت السداد رفع المنكر بالمعروف. قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة، وحمل الجريرة، وموافقة الإخوان، وحفظ الجيران. قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المال. قال: فما الدقة؟ قال: النظر في اليسير، ومنع الحقير. قال: فما اللؤم؟ قال: إحراز المرء نفسه، وبذله عرسه. قال: فما السماحة؟ قال: البذل من العسير واليسير. قال: فما الشح؟ قال: أن ترى ما أنفقته تلفاً. قال: فما الإخاء؟ قال: المواساة. قال: فما الجبن؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو.
ص.503
قال: فما الغنيمة؟ قال: الرغبة في التقوى، والزهادة في الدنيا، هي الغنيمة الباردة. قال: فما الحلم؟ قال: كظم الغيظ، وملك النفس. قال: فما الغنى؟ قال: رضا النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل، وإنما الغنى غنى النفس. قال: فما الفقر؟ قال: شره النفس في كل شيء. قال: فما المنعة؟ قال: شدة البأس، ومنازعة أشد الناس. قال: فما الذل؟ قال: الفزع عند المصدوقة. قال: فما العي؟ قال: العبث وكثرة البزاق عند المخاطبة. قال: فما الجرأة؟ قال: لقاء الأقران. قال: فما الكلفة؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك. قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغرم وتعفو عن الجرم. قال: فما العقل؟ قال: حفظ القلب ما استودعته. قال: فما الخرق؟ قال: مفارقتك إمامك، ورفعك عليه إمامك؟ قال: فما حسن الثناء؟ قال: إتيان الجميل، وترك القبيح. قال: فما الحزم؟ قال: طول الأناة، والرفق بالولاة. قال: فما السفه؟ قال: الدناءة ومصاحبة الغواة. قال: فما الغفلة؟ قال: تركك المسجد، وطاعة المفسد.
ص.504
قال: فما الحرمان؟ قال: تركك حظك وقد عرض عليك. قال: فما الأحمق؟ قال: الأحمق في ماله، المتهاون في عرضه.
ثم قال علي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/189)
"لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحشة أوحش من العجب، ولا استظهاراً أوفق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا ورع كالكف، ولا عبادة كالتفكير، ولا إيمان كالحياء والصبر، وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر".
يا بني لا تستخفن برجل تراه أبداً، فإن كان خيراً منك فاحسب أنه أباك، وإن كان مثلك فهو أخوك، وإن كان أصغر منك فاحسب أنه ابنك.
رواه الطبراني وفيه أبو رجاء الحنطي واسمه محمد بن عبد الله وهو كذاب.
*3* 75. باب فيمن لم تكن فيه تقوى تحجزه عن المحارم.
18039- عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من لم تكن فيه واحدة من ثلاث فلا يعتد بشيء من عمل: تقوى تحجزه عن المحارم، أو حلم يكف به السفيه، أو خلق يعيش به في الناس".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن مسلم بن هرمز، قال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوي، وبقية رجاله ثقات.
*3* 76. باب من تفرغ للعبادة ملأ الله قلبه غنى.
18040- ص.505 عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال ربكم: ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأملأ يديك رزقاً، ابن آدم لا تباعد مني أملأ قلبك فقراً وأملأ يديك شغلاً".
رواه الطبراني وفيه سلام الطويل وهو متروك.
*3* 77. (بابان في الحياء).
*4* 1. باب الحياء من الله عز وجل.
18041- عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والناس حوله:
"أيها الناس استحيوا من الله حق الحياء". فقال رجل: يا رسول الله إنا لنستحيي من الله تعالى! فقال: من كان منكم مستحيياً فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ البطن وما وعى، والرأس وما حوى، وليذكر الموت والبلى، وليترك زينة الدنيا".(11/190)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وهو متروك.
18042- وعن الحكم بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"استحيوا من الله حق الحياء، احفظوا الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، واذكروا الموت والبلى، فمن فعل ذلك ثوابه جنة المأوى".
رواه الطبراني وفيه عيسى بن إبراهيم القرشي وهو متروك.
18043- وعن أم الوليد بنت عمر قالت: اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات عيشة فقال:
ص.506
"يا أيها الناس ألا تستحيون؟". قالوا: مم يا رسول الله؟ قال: "تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تعمرون، وتأملون ما لا تدركوننألا تستحيون من ذلك؟".
رواه الطبراني وفيه الوازع بن نافع وهو متروك.
18044- وعن سعيد بن يزيد الأزدي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال:
"أوصيك أن تستحيي من الله عز وجل كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
18045- وعن سهل بن سعد قال: كان أحدنا يكف عن الشيء وهو وهي في ثوب واحد تخوفاً أن ينزل فيه شيء من القرآن.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*4* 2. باب فيمن لم يستحي.
18046- عن أبي الطفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كان يقال: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت".
والطبراني في الأوسط.
18047- وعن شويفع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لم يستحي بما قال أو قيل، فهو لغيره رشدة، ولدته أمه على غير طهر".
ص.507
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
*3* 78. باب ما جاء في الشكر والصبر.
18048- عن سخبرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أعطى فشكر، وابتلي فصبر، وظلم فاستغفر، وظلم فغفر". ثم سكت، قالوا: يا رسول الله ما له؟ قال: "أولئك لهم الأمن وهو مهتدون".
رواه الطبراني وفيه أبو داود الأعمى وهو متروك.
18049- وعن الحكم بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/191)
"الصبر والاحتساب هن عتق الرقاب، ويدخل الله صاحبهن الجنة بغير حساب".
رواه الطبراني وفيه عيسى بن إبراهيم القرشي وهو متروك.
18050- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أربع لا يصبن إلا بعجب: الصبر وهو أول العبادة، والتواضع وذكر الله وقلة الشيء".
رواه الطبراني وفيه العوام بن جويرية وهو ضعيف، وقد أخرج له الحاكم في المستدرك، وبقية رجاله ثقات.
*3* 79. باب ما جاء في التواضع.
18051- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تكون زاهداً حتى تكون متواضعاً".
ص.508
رواه الطبراني وفيه يعقوب أبو يوسف وهو كذاب.
قلت: وقد تقدمت أحاديث في التواضع في كتاب الأدب.
*3* 80. باب الإيثار.
18052- عن ابن عمر قال: أتى علينا زمان وما يرى أحد منا أنه أحق بالدنيار والدرهم من أخيه المسلم، وإنا في زمان الدنيار والدرهم أحب إلينا من أخينا المسلم. قلت: فذكر الحديث.
رواه الطبراني بأسانيد وبعضها حسن.
*3* 81. باب إذا أحب الله تعالى عبداً حماه الدنيا.
18053- عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أحب الله عز وجل عبداً حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمى سقيمه الماء".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
18054- وعن عقبة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه الماء ليشفى".
رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
18055- وعن ساعدة بن سعد بن حذيفة أن حذيفة كان يقول: ما من يوم أقر لعيني ولا أحب لنفسي من يوم آتي أهلي فلا أجد عندهم طعاماً، ويقولون: ما نقدر على قليل ولا كثير، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ص.509
"إن الله أشد حمية للمؤمن من الدنيا من المريض أهله من الطعام، والله عز وجل أشد تعاهداً للمؤمن بالبلاء من الوالد لولده بالخير".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.(11/192)
18056- وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللهم من آمن بي وصدقني، وعلم أن ما جئت به هو الحق من عندك، فأقلل ماله وولده، وعجل قبضه. اللهم ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ويعلم أن ما جئت به هو الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره".
رواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد وهو متروك.
18057- وعن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك فحبب إليه لقاءك، وسهّل عليه قضاءك، وأقلل له من الدنيا، ومن لم يؤمن بك ويشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك، ولا تسهل عليه قضاءك، وكثر له من الدنيا".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*3* 82. باب ما جاء في الزهد في الدنيا.
18058- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الزهد في الدنيا يريح القلب والجسد".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أشعث بن نزار ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
ص.510
18059- وعن عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما تزين الأبرار في الدنيا بمثل الزهد في الدنيا".
رواه أبو يعلى وفيه سلمان الشاذكوني وهو متروك.
18060- وعن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا رأيتم من يزهد في الدنيا فادنوا منه فإنه يلقى الحكمة".
رواه أبو يعلى وفيه عمر بن هرون البلخي وهو متروك.
18061- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"كان ببني إسرائيل تاجر، وكان ينقص مرة ويزيد أخرى، فقال: ما في هذه التجارة خير، لألتمسن تجارة هي خير من هذه، فبنى صومعة وترهب فيها".
رواه أحمد وإسناده جيد.
18062- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(11/193)
"ألا إن الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق منك بما في يدي الله، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك".
ص.511
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن واقد وقد ضعفه الجمهور، وقال محمد بن المبارك: كان صدوقاً، وبقية رجاله ثقات.
18063- وعن عبد الله بن عمرو قال: - لا أعلمه إلا رفعه - قال:
"صلاح أول هذه الأمة بالزهادة واليقين، وهلاكها بالبخل والأمل".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
*3* 83. باب اليأس مما في أيدي الناس.
18064- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الغنى؟ قال:
"اليأس مما في أيدي الناس".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن زياد العجلي وهو متروك.
*3* 84. باب هوان الدنيا على الله.
18065- عن ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة قد ألقاها أهلها فقال:
"والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله عز وجل من هذه على أهلها".
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه محمد بن مصعب وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهم رجال الصحيح.
18066- وعن أبي هريرة:
ص.512
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسخلة جرباء قد أخرجها أهلها، قال: "أترون هذه هينة على أهلها؟". قالوا: نعم، قال: "للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها".
رواه أحمد وفيه أبو المهزم وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18067- وعن عبد الله بن ربيعة السلمي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فسمع مؤذناً يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أشهد أن لا إله إلا الله". فقال: أشهد أن محمداً رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أشهد أن محمداً رسول الله". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تجدونه راعي غنم أو عازباً عن أهله".(11/194)
فلما هبط الوادي مر على سخلة منبوذة فقال: "أترون هذه هينة على أهلها؟ للدنيا على الله أهون من هذه على أهلها".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18068- وعن أبي الدرداء قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بدمنة قوم فيها سخلة ميتة فقال: "ما لأهلها فيها حاجة". فقالوا: يا رسول الله لو كان لأهلها فيها حاجة ما نبذوها، فقال: "والله للدنيا أهون على الله من هذه السخلة على أهلها، فلا ألفينها أهلكت أحداً منكم".
رواه البزار ورجاله ثقات.
18069- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة فقال:
"للدنيا على الله أهون من هذه على أهلها".
ص.513
رواه البزار ورجاله وثقوا.
18070- وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسخلة أتى عليها:
"أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها؟". قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "للدنيا أهون على الله عز وجل من هذه على أهلها حين ألقوها".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه وهب بن يحيى بن زمام العلاف ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
18071- وعن ابن عمر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من منزله ومعه ناس من أصحابه، فأخذ في بعض طرق المدينة، فمر بفناء قوم وسخلة ميتة مطروحة بفنائهم، فقام عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليها، ثم التفت إلى أصحابه فقال:
"ترون هذه السخلة هانت على أهلها إذ طرحوها؟". فقالوا: نعم يا رسول الله، فقال: "والله للدنيا أهون على الله من هذه السخلة على أهلها إذ طرحوها هكذا".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات.
18072- وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"والذي نفسي بيده إن الدنيا أهون على الله من هذه السخلة على أهلها، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله مثقال حبة من خردل لم يعطها إلا لأوليائه وأحبابه من خلقه".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف.(11/195)
18073- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما أعطى كافراً منها شيئاً".
رواه البزار وفيه صالح مولى التوأمة وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات.
*3* 85. باب مثل الدنيا مع الآخرة.
18074- ص.514 عن شداد بن أوس الفهري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"والله ما الدنيا من أولها إلى آخرها في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم ترجع".
قلت: هو في الصحيح غير قوله: "من أولها إلى آخرها". وقوله: "والله".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه أحمد بن معاوية وهو ضعيف.
*3* 86. باب مثل الدنيا.
18075- عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن مطعم ابن آدم جعل مثلاً للدنيا وإن قزحه وسلحه، فانظر إلى ما يصير".
رواه عبد الله والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير عتي وهو ثقة.
18076- وعن الضحاك بن سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "يا ضحاك ما طعامك؟". قال: يا رسول الله اللحم واللبن، قال: "ثم يصير إلى ماذا؟". قال: إلى ما قد علمت، قال: "فإن الله تعالى ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنيا".
رواه أحمد والطبراني ورجال الطبراني رجال الصحيح غير علي بن زيد بن جدعان وقد وثق.
ص.515
18077- وعن سلمان قال: جاء قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: "ألكم طعام؟". قالوا: نعم، قال: "فلكم شراب". قالوا: نعم، قال: "فتصفونه؟". قالوا: نعم، قال: "وتبردونه؟". قالوا: نعم، قال: "فإن معادهما كمعاد الدنيا، يقوم أحدكم إلى خلف بيته فيمسك على أنفه من نتنه".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 87. باب الدنيا دار من لا دار له.
18078- عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الدنيا دار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير دويد وهو ثقة.
*3* 88. باب الدنيا سجن المؤمن.(11/196)
17079- عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الدنيا سجن المؤمن وسنته، فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة".
رواه أحمد والطبراني باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن جنادة وهو ثقة.
18080- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".
ص.516
رواه البزار بسندين أحدهما ضعيف والآخر فيه جماعة لم أعرفهم.
18081- وعن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".
رواه الطبراني وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك، وكذلك رواه البزار.
18082- وعن قتادة بن نعمان بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"نزل علي جبريل بأحسن ما كان يأتيني صورة فقال: إن السلام يقرئك السلام يا محمد ويقول: إني أوحييت إلى الدنيا أن تمرري وتنكدي، وتضيقي وتشددي على أوليائي حتى يحبو لقائي، وتوسعي وتسهلي وطيبي لأعدائي حتى يكرهوا لقائي، فإني جعلتها سجناً لأوليائي وجنة لأعدائي".
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
*3* 89. باب فيمن أصبح معافى آمناً.
18083- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أصبح معافى في بدنه، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا. يا ابن آدم جفينة يكفيك منها ما سد جوعتك، ووراى عورتك، وإن كان بيت يواريك فذاك، وإن كانت دابة تركبها فبخ، فلق الخبز، وماء الجر، وما فوق الإزار فحساب عليك".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
ص.517
18084- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الأمن والعافية نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس".
قلت: في الصحيح الصحة والفراغ.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
18085- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من أصبح معافى في بدنه آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا".(11/197)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن عابس وهو ضعيف.
18086- وعن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ابن آدم عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع. ابن آدم إذا أصبحت آمناً في سربك، معافىً في جسدك، عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بكر الداهري وهو ضعيف.
18087- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إليك انتهت الأماني يا صاحب العافية".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
*3* 90. باب ما جاء في الصحة والفراغ.
18088- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ".
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه حميد بن الحكم وهو ضعيف.
*3* 91. باب ما جاء في عمل السر.
18089- عن أبي مالك الأشعري قال: قلت: يا رسول الله ما تمام البر؟ قال:
"أن تعمل في السر عمل العلانية".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف لم يتعمد الكذب، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
18090- وعن أبي عامر السكوني قال: قلت: يا رسول الله ما تمام البر؟ قال:
"أن تعمل في السر عمل العلانية".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد أيضاً.
18091- وعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أعمل عملاً يطلع عليه فيعجبني، قال:
"لك أجران: أجر السر، وأجر العلانية".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
*3* 92. باب مجانبة أهل الغضب.
18092- عن أبي أمامة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
ص.519
"إذا مررتم على أرض قد هلك أهلها فأغذوا السير".
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.(11/198)
18093- وعن سمرة بن جندب [قال:] إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا يوم ورد حجر ثمود عن ركية (بئر) عند جانب المدينة أن نشرب منها ونسقي منها، ونهانا أن نتولج بيوتهم، ونبأنا أن ولد الناقة ارتقى في قارة سمعت الناس يدعونها كبابة، وأن أثر ولد الناقة مبين في قبلها.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
18094- وعن سبرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه حين نزل الحجر: "من اعتجن من هذه؟" - يعني بئرهم - شيئاً فليلقه".
فألقي ذو العجين عجينه، وصاحب الحيس حيسه.
18095- وفي رواية: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه حين راح من الحجر.
رواه الطبراني.
18096- وعن أبي كبشة قال: لما كانت غزوة تبوك تسارع الناس إلى الحجر ليدخلوا فيه، فنودي في الناس
ص.520
أن الصلاة جامعة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعيره وهو يقول:
"على ما تدخلون؟ على قوم غضب الله عليهم؟!". قال: فناداه رجل يعجب منهم: يا رسول الله!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأعجب من ذلك؟ نبيكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم، استقيموا وسددوا فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئاً".
رواه الطبراني وأحمد بأسانيد وأحدها حسن.
*3* 93. باب قيدها وتوكل.
18097- عن عمرو بن أمية أنه قال: يا رسول الله أرسل راحلتي وأتوكل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بل قيدها وتوكل".
رواه الطبراني بإسنادين وفي أحدهما عمرو بن عبد الله بن أمية الضمري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 94. باب طلب الحلال والبحث عنه.
18098- عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"طلب الحلال فريضة بعد الفريضة".
رواه الطبراني وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك.
18099- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"طلب الحلال واجب على كل مسلم".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
ص.521(11/199)
18100- وعن أم عبد الله أخت شداد بن أوس: أنها بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره وهو صائم وذلك في طول النهار وشدة الحر، فرد إليها رسولها: "أنى لك هذا اللبن؟". قالت: من شاة لي، قال: فرد إليها رسولها: "أنى كانت لك هذه الشاة؟". قالت: اشتريتها من مالي، فأخذه منها، فلما كان من الغد أتته فقالت أم عبد الله: يا رسول الله بعثت لك باللبن مرثية لك من طول النهار وشدة الحر، فرددت الرسول فيه، فقال لها: "بذلك أُمرت الرسلُ ألا تأكل طيباً، ولا تعمل إلا صالحاً".
رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
*3* 95. باب فيمن أكل حلالاً أو حراماً.
18101- عن ابن عباس قال: تليت الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً} فقام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوماً، وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به".
رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم.
*3* 96. باب النفقة من الحلال والحرام.
18102- عن علي قال: كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلع علينا رجل من أهل العالية، فقال: يا رسول الله أخبرني بأشد شيء في هذا الدين وألينه، فقال:
"ألينه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأشده يا أخا العالية
ص.522
الأمانة، إنه لا دين لمن لا أمانة له، ولا صلاة ولا زكاة له. يا أخا العالية إن من أصاب مالاً من حرام فلبس جلباباً - يعني قميصاً - لم تقبل صلاته حتى ينحي ذلك الجلباب عنه، إن الله تبارك وتعالى أكرم وأجل يا أخا العالية من أن يقبل عمل رجل أو صلاته وعليه جلباب من حرام".
رواه البزار وفيه أبو الجنوب وهو ضعيف.(11/200)
18103- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا خرج الخارج حاجاً بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز (الركاب) ونادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك زادك حلال وراحتلك حلال وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة، فوضع رجله في الغرز فنادى: لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك غير مبرور".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف.
18104- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله تبارك وتعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه، ولا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه". قالوا: وما بوائقه؟ قال: "غشمه وظلمه، ولا اكتسب عبد مالاً حراماً فيتصدق به فيقبل منه ولا ينفقه فيبارك له فيه، ولا يدعه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار. إن الله تبارك وتعالى لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن، والخبيث لا يمحو الخبيث، ومن اكتسب مالاً من غير حله فوضعه في غير حقه فذاك الداء العضال، ومن اكتسب [مالاً] من حله فوضعه في حقه فمثل ذلك مثل الغيث ينزل". وذكر كلمة ذهبت عني.
ص.523
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
18105- وعن ابن عمر قال:
"من اشترى ثوباً بعشرة دراهم وفيه درهم من حرام لم يقبل الله عز وجل له صلاة ما دام [عليه]".
قال: ثم أدخل إصبعيه في أذنيه ثم قال: صمتاً إن لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سمعته يقوله.
رواه أحمد من طريق هاشم عن ابن عمر وهاشم لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على أن بقية مدلس.
18106- وعن أبي الطفيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من كسب مالاً من حرام فأعتق منه ووصل منه رحمه كان ذلك إصراً".
رواه الطبراني وفيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف.
*3* 97. باب فيمن أكل شيئاً يعلم أنه حرام.(11/201)
18107- عن ميمونة بنت سعد أنها قالت: أفتنا يا رسول الله عن السرقة، قال:
"من أكلها وهو يعلم أنها سرقة فقد أشرك في إثم سرقتها".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
*3* 98. باب أكل التراب خير من أكل الحرام.
18108- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.524
"والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب إلى الجبل فيحتطب ثم يأتي به فيحمله على ظهره فيبيعه فيأكل خير له من أن يسأل الناس، ولأن يأخذ تراباً فيجعله في فيه خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه".
قلت: هو في الصحيح غير قصة التراب.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد وثق.
*3* 99. باب فيمن نبت لحمه من الحرام.
18109- عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام".
رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط ورجال أبي يعلى ثقات وفي بعضهم خلاف.
18110- وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت/النار أولى به".
رواه الطبراني في الأوسط من رواية أيوب بن سويد عن الثوري وهي مستقيمة وإبراهيم بن خلف الرملي لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18111- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت".
رواه الطبراني وفيه حسين بن قيس وهو متروك.
*3* 100. (بابان في الورع).
*4* 1. باب التورع عن الشبهات.
18112- ص.525 عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة من الحلال". فذكر الحديث.
رواه الطبراني في حديث طويل ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني المقادم بن داود وقد وثق على ضعف فيه.
18113- وعن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(11/202)
"إن الحلال بين، والحرام بين، وبينهما شبهات، من توقاهن كن وقاءً لدينه، ومن توقع فيهن يوشك أو يواقع الكبائر، كالمرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه، لكل ملك حمى".
رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة وهو متروك.
18114- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك شبهات، فمن أوقع بهن فهو قمن (جدير) أن يأثم، ومن اجتنبهن فهو أوفر لدينه، كمرتع إلى جنب حمى، وحمى الله الحرام".
رواه الطبراني وفيه سابق الجزري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
18115- وعن واثلة بن الأسقع قال: تراءيت للنبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف فقال لي أصحابه: [إليك] يا واثلة، أي تنح عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإنما جاء يسأل".
ص.526
قال: فدنوت، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لتفتنا من أمر نأخذ به عنك من بعدك، قال: "لتفتك نفسك". قال: قلت: وكيف لي بذلك؟ قال: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وإن أفتاك المفتون". قلت: وكيف لي بعلم ذلك؟ قال: "تضع يدك على فؤادك، فإن القلب يسكن للحلال، ولا يسكن للحرام، وإن الورع المسلم يدع الصغير مخافة أن يقع في الكبير". قلت: بأبي أنت ما العصبية؟ قال: "الذي يعين قومه على الظلم". قلت: ما الحريص؟ قال: "الذي يطلب المكسبة من غير حلها". قلت: فمن الورع؟ قال: "الذي يقف عند الشبهة". قلت: فمن المؤمن؟ قال: "من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم". قلت: فمن المسلم؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده". قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: "كلمة حكم عند إمام جائر".
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه عبيد بن القاسم وهو متروك.(11/203)
18116- وعن واثلة قال: قلت: يا نبي الله نبئني، قال: "إن شئت أنبأتك بما جئت تسأل عنه، وإن شئت فسل". قال: بل أنبئني يا رسول الله فإنه أطيب لنفسي، قال: "جئت تسأل عن اليقين والشك". قلت: هو ذاك، قال: "فإن اليقين ما استقر في الصدر واطمأن إليه القلب وإن أفتاك المفتون، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وإذا شككت فدع". فذكر نحوه.
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عبد الله الكندي وهو ضعيف.
ص.527
18117- وعن وابصة بن معبد الأسدي قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا لا أريد أن أدع من البر والإثم شيئاً إلا سألته عنه، فأتيته وهو في عصابة من المسلمين حوله، فجعلت أتخطاهم لأدنو منه، فانتهرني بعضهم فقال: إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني أحب أن أدنو منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوا وابصة، ادن مني يا وابصة". فأدناني حيث كنت بين يديه، فقال: "أتسألني أم أخبرك؟". فقلت: لا بل تخبرني، فقال: جئت تسأل عن البر والإثم". قلت: نعم، فجمع أنامله فجعل ينكث بهن صدري وقال: "البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد، وإن أفتاك المفتون وأفتوك".
رواه الطبراني وأحمد باختصار عنه ورجال أحد إسنادي الطبراني ثقات.
18118- وعن أبي أمامة قال: قال رجل: ما الإثم يا رسول الله؟ قال: "ما حاك في صدرك فدعه". قال: فما الإيمان؟ قال: "من ساءته سيئته، وسرته حسنته فهو مؤمن".
رواه الطبراني وأحمد باختصار عنه ورجال الطبراني رجال الصحيح.
15119- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"دع ما يريبك إلى ما لا يريبك".
رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد الله بن أبي رومان وهو ضعيف.
*4* 2. باب.(11/204)
18120- ص.528 عن رافع بن خديج قال: دخلت يوماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندهم قدر تفور لحماً، فأعجبتني شحمة فأخذتها فازدردتها، فاشتكيت عليها سنة، ثم إني ذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه كان فيها نفس سبعة أناسي". ثم مسح بطني فألقيتها خضراء، فوالذي بعثه بالحق ما اشتكيت حتى الساعة.
رواه الطبراني وفيه أبو أمية الأنصاري ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
*3* 101. باب فيمن أكل طيباً حلالاً.
18121- عن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"والذي نفسي بيده إن مثل المؤمن كمثل النحلة، أكلت طيباً ووضعت طيباً، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد".
رواه أحمد في حديث طويل تقدم ورجاله رجال الصحيح غير أبي سبرة وقد وثقه ابن حبان.
18122- وعن أبي رزين العقيلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيباً ولا تضع إلا طيباً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حجاج بن نصير وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات.
ص.529
قلت: وقد تقدم حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن أبي وقاص:
"أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة". في باب فيمن أكل حلالاً أو حراماً.
18123- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة".
رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن.
*3* 102. باب ما جاء في فضل الورع والزهد.
18124- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث من كن فيه استوجب الثواب واستكمل الإيمان: خلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن محارم الله، وحلم يرد به جهل الجاهل".
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
18125- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/205)
"إن الله تعالى ناجى موسى بمائة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام، وصايا كلها، فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم مما وقع في مسامعه من كلام الرب، وكان فيما ناجه أن قال: يا موسى لم يتصنع المتصنعون لي بمثل الزهد في الدنيا، ولم يتقرب المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم، ولا تعبدني العابدون بمثل البكاء من خيفتي. فقال موسى: يا إله البرية كلها، ويا مالك يوم الدين، يا ذا الجلال والإكرام، فماذا أعددت لهم؟ وماذا جزيتهم؟ قال: يا موسى أما الزاهدون في الدنيا فإنهم أبحتهم جنتي يتبوءون حيث يشاءون.
ص.530
وأما الورعة عما حرمت عليهم فإنه ليس من عبد يلقاني يوم القيامة إلا ناقشته وفتشته عما كان في يديه إلا ما كان من الورعين، فإني أستهيبهم وأجلهم فأدخلهم الجنة بغير حساب، وأما البكاءون من خيفتي فلهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جويبر بن سعيد وهو ضعيف.
18126- وعن عائشة قالت: ما أعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من الدنيا أعجبه فيها إلا ورعاً.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وقد وثق على ضعفه وشيخ الطبراني أحمد بن القاسم لم أعرفه.
18127- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا هريرة ارض بما قسم لك تكن غنياً وكن ورعاً تكن أعبد الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً، وإياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب، والقهقهة من الشيطان، والتبسم من الله عز وجل".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجة خلا من قوله: "والقهقهة".
رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم.
*3* 103. باب فيمن ترك شيئا لله تعالى.
18128- عن أبي قتادة وأبي الدهماء قالا: أتينا على رجل من أهل البادية فقلنا: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً؟ قال: نعم، سمعته يقول:
ص.531(11/206)
"إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا أبدلك الله به ما هو خير لك منه".
18129- وفي رواية: أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يعلمني مما علمه الله تبارك وتعالى، وقال:
"إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيراً منه".
رواه كله أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح.
18130- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قدر على طمع من طمع الدنيا فأداه ولو شاء لم يؤده زوجه الله عز وجل من الحور العين حيث شاء".
رواه الطبراني.
*3* 104. باب ما جاء في الشهرة.
18131- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصم الله"ز
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن حصين وهو ضعيف.
18132- عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كفى بالمرء من الإثم أن يُشار إليه بالأصابع". قيل: يا رسول الله وإن كان خيراً؟ قال: "وإن كان خيراً فهو شر له إلا من رحم الله، وإن كان شراً فهو شر له".
رواه الطبراني وفيه كثير بن مروان وهو ضعيف.
18133- وعن ابن محيريز قال: صحبت فضالة بن عبيد صاحب
ص.532
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أوصني رحمك الله، فقال: احفظ عني ثلاث خصال ينفعك الله بهن: إن استطعت أن تعرف ولا تُعرف فافعل، وإن استطعت أن تسمع ولا تتكلم فافعل، وإن استطعت أن تجلس ولا يجلس إليك فافعل.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*3* 105. (بابان في الكلام والصمت).
*4* 1. باب فيما يحتقره الإنسان من الكلام.
18134- عن شتير بن شكل وعن زفر وعن صلة بن زفر وعن سليك بن مسحل قالوا: خرج علينا حذيفة ونحن نتحدث فقال: إنكم لتكلمون كلاماً إن كنا لنعده على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم النفاق.
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن ليث بن أبي سليم مدلس.(11/207)
18135- وعن حذيفة قال: إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقاً، وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم في المجلس عشر مرات.
18136- وفي رواية: أربع مرات.
رواه أحمد وفيه أبو الرقاد الجهني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
18137- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الرجل ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار كذا وكذا خريفاً".
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
ص.533
18138- وعن أبي سعيد - يعني الخدري - يرفعه قال:
"إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يريد بها بأساً إلا ليضحك بها القوم وإنه ليقع منها أبعد من السماء".
رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
18139- وعن أمة ابنة أبي الحكم الغفارية قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها قيد ذراع فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها إلى أبعد من صنعاء".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد وثق.
18140- وعن ابن مسعود قال: إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه ما ينقلب إلى أهله منها بشيء ينزل بها أبعد من السماء إلى الأرض.
رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن رجاء ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*4* 2. باب ما جاء في الصمت وحفظ اللسان.
18141- عن سماك قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، وكان كثير الصمت.
رواه أحمد والطبراني في حديث طويل ورجال أحمد رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة.
ص.534
18142- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سره أن يسلم فليزم الصمت".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي وهو متروك.
18143- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من خزن لسانه ستر الله عورته، ومن كف غضبه كف الله عنه عذابه، ومن اعتذر إلى الله قبل الله منه عذره".(11/208)
رواه أبو يعلى وفيه الربيع بن سليمان الأزدي وهو ضعيف.
18144- وعن تميم بن يزيد مولى بني زمعة عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "يا أيها الناس ثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة". فقام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله ألا تخبرنا بهما؟ ثم قال: "اثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة". حتى إذا كانت الثالثة حبسه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبشرنا فتمنعه؟ فقال: إني أخاف أن يتكل الناس! قال: "ثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة: ما بين لحييه وما بين رجليه".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا تميم وهو ثقة.
ص.535
18145- وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من حفظ ما بين فقميه وفرجه دخل الجنة".
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بنحوه ورجال الطبراني وأبي يعلى ثقات وفي رجال أحمد راو ولم يسم، وبقية رجاله ثقات والظاهر أن الرواي الذي سقط عنه أحمد هو سليمان بن يسار.
18146- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أحدثك ثنتين من فعلهما دخل الجنة؟". قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "يحفظ الرجل ما بين فقميه وما بين رجليه". قال: فرجعت أنا وصاحبي فقلنا: والله إن هذا لشديد، كيف يستطيع المرء أن يحفظ ما بين فقميه فلا يتكلم إلا بخير؟ قال: فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله إنك ذكرت خصلتين شديدتين ومن يستطيع أن يملك لسانه يا رسول الله؟ قال: "فست من فعلهن دخل الجنة". قلنا: وما هن؟ قال: "من لا يشرك بالله شيئاً، ولا يزني ولا يأتي ببهتان يفتريه". فأتم الآية كلها فكانت هذه أشد من الأولى.
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.(11/209)
18147- وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال: كنا نجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن غلمان، فلم أر رجلاً كان أطول صمتاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا تكلم أصحابه فأكثروا الكلام تبسم.
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن زكريا العجلي وهو ضعيف.
ص.536
18148- وعن الحارث بن هشيم أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرني بأمر أعتصم به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "املك هذا". وأشار إلى لسانه.
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد.
18149- وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم فسار على راحلته وأصحابه معهم لم يتقدم منهم أحد بين يديه، فقال معاذ بن جبل: يا رسول الله أسأل الله أن يجعل يومنا قبل يومك، أرأيت إن كان شيء ولا يرينا الله ذلك، أي الأعمال نعملها بعدك؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الجهاد في سبيل الله". قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: "نعم الشيء الجهاد في سبيل الله وعادِ بالناس أملك من ذلك". قال: الصيام والصدقة؟ قال: "نعم الشيء الصيام والصدقة وعاد بالناس أملك من ذلك". فذكر معاذ كل خير يعلمه، كل ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وعاد بالناس أملك من ذلك". قال: يا رسول الله عاد بالناس أملك من ذلك، فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فيه قال: "الصمت إلا من خير". قال: وهل نؤاخذ بما تكلمت ألسنتنا؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذ معاذ ثم قال: "ثكلتك أمك" وما شاء الله أن يقول "وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم؟ فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت عن شر، قولوا خيراً تغنموا، واسكتوا عن شر تسلموا".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن مالك الجنبي وهو ثقة.
ص.537
18150- وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(11/210)
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أني رسول الله فليسعه بيته وليبك على خطيئته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أني رسول الله فليقل خيراً ليغنم، أو ليسكت عن شر فيسلم".
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف.
18151- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليسعك بيتك وابك على ذكر خطيئتك واملك عليك لسانك".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه المسعودي وقد اختلط.
18152- وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته".
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وحسن إسناده.
18153- وعن إسماعيل بن أبي خالد قال: أوصى ابن مسعود أبا عبيدة ابنه بثلاث كلمات: أي بني أوصيك بتقوى الله، وليسعك بيتك وابك على خطيئتك.
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمر قال: حدثني آل عبد الله أن عبد الله أوصى ابنه .
ص.538
18154- وعن أبي وائل عن عبد الله أنه ارتقى الصفا فأخذ بلسانه فقال: باللسان قل خيراً تغنم، واسكت عن شر تسلم، من قبل أن تندم، من قبل أن تندم. ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"أكثر خطايا ابن آدم من لسانه".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
18155- وعن أسود بن أصرم قال: قلت: يا رسول الله أوصني، قال: "تملك يدك". قلت: فماذا أملك إذا لم أملك يدي؟ قال: "تملك لسانك". قلت: فماذا أملك إذا لم أملك لساني؟ قال: "لا تبسط يدك إلا إلى خير، ولا تقل بلسانك إلا معروفاً".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
18156- وعن معاذ بن جبل قال: قلت: يا رسول الله أكل ما نتكلم به يكتب علينا؟ فقال:
"ثكلتك أمك! وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ إنك لن تزال سالماً ما سكتَّ، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك".(11/211)
قلت: رواه الترمذي باختصار من قوله: "إنك لن تزال". إلى آخره.
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.
18157- وعن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أيمن امرئ وأشأمه ما بين لحييه".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
ص.539
18158- وعن أبي البشر أن رجلاً قال: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة، قال:
"أمسك عليك هذا". وأشار إلى لسانه، فأعادها عليه، فقال: "ثكلتك أمك! هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟".
رواه البزار وقال: إسناده حسن ومتنه غريب.
18159- ورواه الطبراني إلا أنه قال: قال معاذ: مرني بعمل يدخلني الجنة، قال:
"آمن بالله وقل خيراً يكتب لك، ولا تقل شراً فيكتب عليك". قال: وإنا لنؤاخذ بما نتكلم به؟
فذكر نحوه.
18160- وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس يقول:
"لمكانكم من الجنة" - يعني من حفظ ما بين لحييه وحفظ ما بين رجليه.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
18161- وعن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من حفظ ما بين فقميه وفخذيه دخل الجنة".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
وقد تقدم حديث أبي موسى في هذا الباب.
18162- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه ضمنت له الجنة".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط.
ص.540
18163- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت".
رواه البزار في حديث طويل وإسناده حسن.
قلت: وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في كتاب البر والصلة في حق الضيف.
18164- وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".(11/212)
رواه البزار عن شيخه إبراهيم بن يحيى النيسابوري ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
18165- وعن أنس قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال: "يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟". قال: بلى يا رسول الله! قال: "عليك بحسن الخلق وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما".
رواه البزار وفيه شنار بن الحكم وهو ضعيف.
18166- وعن عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصلاة على ميقاتها". قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: "أن يسلم الناس من لسانك".
ص.541
قلت: في الصحيح منه: "الصلاة لميقاتها".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن عبد الله النخعي وهو ثقة.
18167- وعن الحارث بن هشام قال: قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، قال: "املك عليك هذا". وأشار إلى لسانه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه وجادة ورجاله ثقات.
18168- وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن حوله من أمته:
"اكفلوا لي بست خصال وأكفل لكم بالجنة". قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: "الصلاة والزكاة والأمانة والفرج والبطن واللسان".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه يحيى بن حماد الطائي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
18169- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تقبلوا لي ستاً أتقبل لكم بالجنة، إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا وعد فلا يخلف، وإذا ائتمن فلا يخن، غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح إلا أن يزيد بن سنان لم يسمع من أنس والله أعلم.
18170- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكفلوا لي بست أكفل لكم
ص.542
بالجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا وعد فلا يخلف، وإذا اتئمن فلا يخن، غضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا أيديكم".(11/213)
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه فضال بن الزبير ويقال ابن جبير وهو ضعيف.
18171- وعن أبي سعيد قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أوصني، قال:
"عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير، وعليك بالجهاد في سبيل الله فإنها رهبانية المسلمين، وعليك بذكر الله وتلاوة كتابه فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء، واخزن لسانك إلا من خير، فإنك بذلك تغلب الشيطان".
رواه الطبراني في الصغير وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وقد وثق هو وبقية رجاله.
18172- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كثر ضحكه استخف بحقه، ومن كثرت دعابته ذهبت جلالته، ومن كثر مزاحه ذهب وقاره، ومن شرب الماء على الريق انتقصت قوته، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت خطاياه، ومن كثرت خطاياه كانت النار أولى به".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
18173- وعن الأحنف بن قيس قال: قال لي عمر بن الخطاب: يا أحنف من كثر ضحكه قلّت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه.
ص.543
رواه الطبراني في الأوسط وفيه دويد بن مجاشع ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
18174- وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا رأيتم الرجل العبد يعطي زهداً في الدنيا وقلة النطق فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة".
رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن طاهر بن حرملة وهو كذاب.
18175- وعن أسلم أن عمر اطلع على أبي بكر وهو يمد لسانه فقال: ما تصنع يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إن هذا أوردني الموارد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس شيء من الجسد إلا يشكو ذرب اللسان".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن محمد بن حيان وقد وثقه ابن حبان.
18176- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(11/214)
"من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء وثقوا.
18177- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يخزن لسانه".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه داود بن هلال ذكره ابن أبي حاتم
ص.544
ولم يذكر فيه ضعفا، وبقية رجاله رجال الصحيح غير زهير بن عباد وقد وثقه جماعة.
18178- وعن عبد الله بن مسعود قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني، قال:
"دع قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال"ز
رواه الطبراني في الأوسط وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك.
18179- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يحب الله إضاعة المال ولا كثرة السؤال ولا قيل وقال".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
قلت: وقد تقدمت أحاديث نحو هذا في كتاب العلم.
18180- وعن أبي هريرة قال: قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبكت عليه باكية فقالت واشهيداه، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مه، ما يدريك أنه شهيد؟ ولعله كان يتكلم فيما لا يعنيه، ويبخل بما لا ينقصه".
رواه أبو يعلى وفيه عصام بن طليق وهو ضعيف.
18181- وعن أنس قال: استشهد رجل منا يوم أحد، فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع، فمسحت أمه التراب عن وجهه وقالت: هنيئاً لك يا بني الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك؟ لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع ما لا يضره".
قلت: روى الترمذي بعضه.
رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف.
ص.545
18182- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: أنذركم فضول الكلام بحسب أحدكم أن يبلغ حاجته.
رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط.
18183- وعنه قال: أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضاً في الباطل.(11/215)
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
18184- وعنه قال: والذي لا إله غيره، ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان.
رواه الطبراني بأسانيد ورجالها ثقات.
18185- وعن أم عطية قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بحفظ فروجنا وألسنتنا وقال:
"إنهما يوردانكن ولا يصدرانكن".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك.
18186- وعن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول: إياكم وصعاب القول.
رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط وعون لم يدرك ابن مسعود.
*3* 106. باب التوكل وقيدها وتوكل.
18187- ص.546 عن عمرو بن أمية الضمري أنه قال: يا رسول الله أرسل راحلتي وأتوكل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بل قيدها وتوكل".
رواه الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية وهو ثقة.
18188- وعن أنس بن مالك قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة طوائر، فأطعم خادمه طائراً، فلما كان من الغد أتته به فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم أنهك أن ترفعي شيئاً لغد؟ فإن الله يأتي برزق كل غد".
رواه أحمد وإسناده حسن.
*3* 107. باب ما جاء في العزلة.
18189- عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤونة ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن الأشعث صاحب الفضيل وهو ضعيف وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يغرب ويخطئ ويخالف، وبقية رجاله ثقات.
ص.547(11/216)
18190- وعن أم ميسرة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بخير الناس رجلاً؟". قالوا: بلى يا رسول الله، فأشار بيده نحو المشرق فقال: "رجل آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ينظر أن يغير أو يغار عليه. ألا أخبركم بخير الناس بعده رجلاً؟". قالوا: بلى، فأشار بيده نحو الحجاز فقال: "رجل في غنيمة يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة يعلم ما حق الله تعالى في ماله قد اعتزل الناس".
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس.
18191- وعن عدسة الطائي قال: كنت بشراف، فنزل علينا عبد الله فبعثني إليه أهلي بأشياء، وجاء غلمة لنا كانوا في الإبل من مسيرة أربع بطير، فذهبت به إليه، فلما ذهبت به إليه سألني: من أين جئتني بهذا الطير؟ قال: قلت: جاء غلمان لنا كانوا في الإبل من مسيرة أربع ليال، فقال عبد الله: لوددت أني حيث صيد لا أكلم أحداً بشيء ولا يكلمني حتى ألحق بالله عز وجل.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عدسة الطائي وهو ثقة.
18192- وعن عبد الله بن عمرو أنه مر بمعاذ بن جبل وهو قائم على بابه يشير بيده كأنه يحدث نفسه، فقال له عبد الله بن عمرو: ما شأنك يا أبا عبد الرحمن تحدث نفسك؟ قال: ما لي يريد عدو الله أن يلفتني عما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"تكابد دهرك في بيتك، ألا تخرج إلى المجلس؟". وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من خرج في سبيل الله كان ضامناً على الله، ومن عاد مريضاً كان ضامناً على الله عز وجل، ومن غدا إلى المسجد أو راح كان ضامناً على الله عز وجل، ومن دخل على إمام يعزره كان ضامناً على الله عز وجل، ومن جلس في بيته لم يغتب أحداً بسوء كان ضامناً على الله عز وجل".
ص.548
فيريد أن يخرجني عدو الله من بيتي إلى المجلس.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه باختصار والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن لهيعة وحديثه حسن على ضعفه.(11/217)
18193- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنه كان فيمن كان قبلكم من الأمم رجل يقال له: مورّق، فكان متعبداً، فبينا هو قائم في صلاته ذكر النساء واشتهاهن وانتشر حتى قطع صلاته، فغضب فأخذ قوسه فقطع وتره فعقده بخصيته وشده إلى عقبه ثم مد رجليه فاتنزعها، ثم أخذ طمريه ونعليه حتى أتى أرضاً لا أنيس بها ولا وحش، فاتخذ عريشاً ثم قام يصلي، فجعل كلما أصبح تصدعت الأرض، فخرج له خارج منها معه إناء فيه طعام، فأكل حتى شبع، ثم يدخل فيخرج بإناء فيه شراب فيشرب حتى يروى، ثم يدخل وتلتئم الأرض، فإذا أمسى فعل مثل ذلك".
قال: "ومر الناس قريباً منه، فأتاه رجلان من القوم فمرا به تحت جنح الليل فسألاه عن قصدهما فسمت لهما بيده، قال: هذا قصدكما حيث يريدان، فسارا غير بعيد. قال أحدهما: ما يسكن هذا الرجل ههنا بأرض لا أنيس بها ولا وحش؟ لو رجعنا إليه حتى نعلم علمه".
قال: "فرجعا إليه فقالا له: يا عبد الله ما يقيمك بهذا المكان بأرض لا أنيس بها ولا وحش؟ قال: امضيا لشأنكما ودعاني، فأبيا وألحا عليه، قال: فإني مخبركما على أن من كتم منكما عني أكرمه الله في الدنيا والآخرة، ومن أظهر علي منكما أهانه الله في الدنيا والآخرة. قالا: نعم".
قال: "فنزلا، فلما أصبحا خرج الخارج من الأرض مثل الذي كان يخرج من الطعام ومثليه معه، فأكلوا حتى شبعوا، ثم دخل فخرج إليهم بشراب في إناء مثل
ص.549
الذي كان يخرج به كل يوم ومثليه معه، فشربوا حتى رووا، ثم دخل والتأمت الأرض".
قال: "فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال: ما يعجلنا؟ هذا طعام وشراب وقد علمنا سمتنا من الأرض، امكث إلى العشاء. فمكثا، فخرج إليهم من الطعام والشراب مثل الذي خرج أول النهار، فقال أحدهما لصاحبه: امكث بنا حتى نصبح، فمكثا. فلما أصبح خرج إليهما مثل ذلك.(11/218)
ثم ركبا فانطلقا، فأما أحدهما فلزم باب الملك حتى كان من خاصته وسمره، وأما الآخر فأقبل على تجارته وعمله، وكان ذلك الملك لا يكذب أحد في زمانه من أهل مملكته كذبة يعرف بها إلا صلبه، فبنيما هم ذات ليلة في السمر يحدثونه مما رأوا من العجائب أنشأ ذلك الرجل يحدث فقال: ألا أحدثك أيها الملك بحديث ما سمعت أعجب منه قط؟ فحدث بحديث ذلك الرجل الذي رأى من أمره، قال الملك: ما سمعت بكذب قط أعظم من هذا، والله لتأتيني على ما قلت ببينة أو لأصلبنك، قال: بينتي فلان، قال: رضاء ائتوني به، فلما أتاه قال الملك: إن هذا يزعم أنكما مررتما برجل ثم كان من أمره كذا وكذا، قال الرجل: أيها الملك أو لست تعلم أن هذا كذب وهذا ما لا يكون؟ ولو أني حدثتك بهذا لكان عليك من الحق أن تصلبني عليه. قال: صدقت وبررت، فأدخل الرجل الذي كتم عليه في خاصته وسمره وأمر بالآخر فصلب".
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأما الذي كتم عليه منهما فقد أكرمه الله في الدنيا والآخرة، وأما الذي أظهر عليه منهما فقد أهانه الله في الدنيا وهو مهينه في الآخرة".
ثم نظر بكر بن عبد الله المزني، ثمامة بن عبد الله بن أنس فقال: يا أبا المثنى سمعت جدك يحدث هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن شعيب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات على ضعف في بعضهم يسير.
ص.550(11/219)
18194- وعن أسلم قال: حج عمر عام الرمادة سنة ست عشرة، حتى إذا كان بين السقيا والعرج في جوف الليل عرض له راكب على الطريق فصاح: أيها الركب أفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له عمر: ويلك أتعقل؟ قال: العقل ساقني إليك، أتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: توفي، فبكى وبكى الناس معه. فقال: من ولي الأمر بعده؟ قالوا: ابن أبي قحافة، فقال: أحنف بني تميم؟ فقالوا: نعم، فقال: فهو فيكم؟ قالوا: لا قد توفي، فدعا ودعا الناس. فقال: من ولي الأمر من بعده، قالوا: عمر، قال: أحمر بني عدي؟ قالوا: نعم هو الذي يكلمك، قال: فأين كنتم عن أبيض بني أمية أو أصلع بني هاشم؟ قالوا: قد كان ذاك فما حاجتك؟ قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبو عقيل العجيلي على ردهة جعيل، فأسلمت وبايعت وشربت معه شربة من سويق، شرب أولها وسقاني آخرها، فوالله ما زلت أجد شبعها كلما جعت، وبردها كلما عطشت، وريها كلما ظمئت إلى يومي هذا، ثم تسنمت هذا الجبل الأبعر أنا وزوجتي وبنات لي، فكنت فيه أصلي كل يوم وليلة خمس صلوات وأصوم شهراً في السنة وأذبح لعشر ذي الحجة، فذلك ما علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت هذه السنة، فوالله ما بقيت لنا شاة إلا شاة واحدة بغتها الذئب البارحة فأكل بعضها وأكلنا بعضها، فالغوث الغوث! فقال عمر: أتاك الغوث، أصبح معنا بالماء. ومضى عمر حتى الماء وجعل ينتظر، وأخر الرواح من أجله، فلم يأت. فدعا صاحب الماء فقال: إن أبا عقيل الجعيلي معه ثلاث بنات له وزوجه فإذا جاءك فأنفق عليه وعلى أهله وولده حتى أمر بك راجعاً إن شاء الله، فلما قضى عمر حجه ورجع دعا صاحب الماء فقال: ما فعل أبو عقيل؟ فقال: جاءني الغد يوم حدثتني فإذا هو موعوك فمرض عندي ليال ثم مات، فذاك قبره. فأقبل عمر على أصحابه فقال: لم
ص.551
يرض الله له فتنتكم، ثم قام في الناس فصلى عليه وضم بناته وزوجته فكان ينفق عليهم.(11/220)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
*3* 108. باب ما جاء في الخوف والرجاء.
18195- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أهل الصفة وقد علت أصواتهم واستغربوا ضحكاً فأغضبه ذلك فقال: "ما للضحك خلقتم". وأنكر ذلك عليهم، فأتاه جبريل عليه السلام عن الله جل ذكره فقال: إن الله يأمرك أن تيسر ولا تعسر، وتبشر ولا تنفر. فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فبشرهم ويسر عليهم وبسط منهم.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني وهو كذاب.
18196- وعن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يضحكون فقال:
"تضحكون وذكر الجنة والنار بين أظهركم؟". قال: فما رئي أحد منهم ضاحكاً حتى مات، قال: ونزلت: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم}.
رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
18197- وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: دخلت المسجد وأمير المؤمنين علي على المنبر وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن: قل لأهل طاعتي من أمتك لا يتكلوا على أعمالهم، فإني لا أقاصُّ عند الحساب يوم القيامة ثم أشاء أن أعذبه
ص.552
إلا عذبته. وقل لأهل المعاصي من أمتك: لا يلقون بأيديهم، فإني أغفر الذنوب العظام ولا أبالي، وإنه ليس من أهل قرية ولا أهل مدينة ولا أرض ولا رجل بخاصة ولا امرأة يكون لي على ما أحب فأكون له على ما يحب ثم يتحول عما أحب إلى ما أكره إلا تحولت له عما يحب إلى ما يكره. وإنه ليس من أهل مدينة ولا أهل أرض ولا رجل بخاصة ولا امرأة يكون لي على ما أكره ثم يتحول لي عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت له عما يكره إلى ما يحب. ليس مني من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له. إنما أنا وخلقي وكل خلقي لي".(11/221)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن مسلم الطهوي قال أبو زرعة: لين، وقال أبوحاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات إن شاء الله.
18198- وعن أبي مدينة الدارمي وكانت له صحبة قال: كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر: {والعصر إن الإنسان لفي خسر}.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير ابن عائشة وهو ثقة.
18199- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن ابن سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد، فلما احتضر قال لأهله: انظروا إذا أنا مت أن تحرقوه حتى تدعوه حمماً (فحماً) ثم اطحنوه ثم اذروه في يوم راح (ذي ريح). فلما مات فعلوا به ذلك، فإذا هو في قبضة الله، فقال الله عز وجل: يا ابن آدم ما حملك على ما فعلت؟ قال: أي رب مخافتك! قال: فغفر له بها، ولم يعمل خيراً قط إلا التوحيد".
ص.553
رواه أحمد وإسناد أبي هريرة رجاله رجال الصحيح وفي إسناد ابن سيرين من لم يسم.
قلت: وقد روي هذا من حديث جماعة من الصحابة، قد ذكرت ذلك كله في التوبة في باب فيمن خاف من ذنبه.
18200- وعن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم - رفعه - قال:
"لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين، وإن أخفته في الدنيا أمنته في الآخرة، وإن أمنته في الدنيا أخفته في الآخرة".
18201- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بنحوه.
رواهما البزار عن شيخه محمد بن يحيى بن ميمون ولم أعرفه، وبقية رجال المرسل رجال الصحيح وكذلك رجال المسند غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث.
*3* 109. باب ساعة وساعة.
18202- عن أنس قال: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا إذا كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم رأينا في أنفسنا ما نحب، فإذا رجعنا إلى أهلنا وخالطناهم أنكرنا أنفسنا! فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:(11/222)
"لو تدومون على ما تكونون عندي في الخلاء لصافحتكم الملائكة بأجنحتها، ولكن ساعة وساعة".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير زهير بن محمد الرازي وهو ثقة.؟
ورواه أبو يعلى وقال: "لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم بأجنحتها عياناً".
ص.554
18203- وعن الحسن قال: كان لعثمان بن أبي وقاص بيت قد أخلاه للحديث فكنا نأتيه فنتحدث فيه، وكان يقول: ساعة للدنيا وساعة للآخرة، والله يعلم أي الساعتين تغلب.
رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير محمد بن عثمان بن أبي صفوان وهو ثقة.
*3* 110. باب ذكر الموت.
18204- عن عمار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كفى بالموت واعظاً، وكفى باليقين غنى".
رواه الطبراني وفيه الربيع بن بدر وهو متروك.
18205- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلس وهم يضحكون قال:
"أكثروا من ذكر هاذم اللذات - أحسبه قال: - فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه، ولا في سعة إلا ضيقها عليه".
رواه البزار والطبراني باختصار عنه وإسنادهما حسن.
18206- وعن سهل بن سعد الساعدي قال: مات رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يثنون عليه ويذكرون من عبادته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت، فلما سكتوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"هل كان يكثر ذكر الموت؟". قالوا: لا، قال: "فهل كان يدع كثيراً مما يشتهي". قالوا: لا، قال: "ما بلغ صاحبكم كثيراً مما تذهبون إليه".
ص.555
رواه الطبراني وإسناده حسن.
18207- وعن أنس قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل بعبادة واجتهاد، فقال: "كيف ذكر صاحبكم للموت؟". قالوا: ما نسمعه يذكره! قال: "ليس صاحبكم هناك".
رواه البزار وفيه يوسف بن عطية وهو متروك.
18208- وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللهم حبب الموت إلى من يعلم أني رسولك".(11/223)
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
18209- وعن طارق بن عبد الله المحاربي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا طارق استعد للموت قبل الموت".
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن ناصح قال أحمد: كان من أكذب الناس.
18210- وعن أبي جحيفة قال: خرج إلينا عبد الله - يعني ابن مسعود - وهو خاثر (غير نشيط) فقلنا: ما لك؟ قال: ذهب صفو الدنيا ولم يبق إلا الكدر والموت اليوم تحفة لكل مسلم.
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما جيد.
18211- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: والذي لا إله إلا هو، ما من نفس حية إلا الموت خير لها إن كان براً، إن الله عز
ص.556
وجل يقول: {وما عند الله خير للأبرار}. وإن كان فاجراً فإن الله عز وجل يقول: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً}.
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث.
18212- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"استكثروا ذكر هاذم اللذات فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه".
قلت: رواه الترمذي وغيره باختصار.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
18213- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أكثروا ذكر هاذم اللذات - يعني الموت - فإنه ما كان في كثير إلا قلله، ولا قليل إلا جزأه".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
قلت: وقد تقدم حديث أنس في هذا الباب.
18214- وعن ابن عمر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة فقال رجل من الأنصار: يا نبي الله من أكيس الناس وأحزم الناس؟ قال: "أكثرهم ذكراً للموت، وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا، وكرامة الآخرة".
ص.557
قلت: رواه ابن ماجة باختصار.
رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن.
*3* 111. باب ما جاء في الحزن.(11/224)
18215- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يحب كل قلب حزين".
رواه البزار والطبراني وإسنادهما حسن.
18216- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالحزن فإنه مفتاح القلب". قالوا: يا رسول الله وكيف الحزن؟ قال: "أجعيوا أنفسكم بالجوع وأظمئوها".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
*3* 112. باب فيمن اقشعر من خشية الله.
18217- عن العباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه خطاياه كما تحات عن الشجرة البالية ورقها".
رواه البزار وفيه أم كلثوم بنت العباس ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات.
ص.558
18218- وعن العباس أيضاً قال: كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، فهاجت الريح فوقع ما كان فيها من ورق تحت وبقي ما كان فيها من ورق أخضر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مثل هذه الشجرة؟". قالوا: الله ورسوله أعلم! قال: "مثلها مثل المؤمن، إذا اقشعر من خشية الله وقعت عنه ذنوبه وبقيت له حسناته".
رواه أبو يعلى من رواية هارون بن أبي الجوزاء عن العباس، ولم أعرف هارون، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في محمد بن عمر بن الرومي ووثقه ابن حبان.
*3* 113. باب علامة البراءة من النفاق.(11/225)
18219- عن أنس بن مالك قال: غدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة، قال: "وما ذاك؟". قالوا: النفاق النفاق! قال: "ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله؟". قالوا: بلى، قال: "ليس ذلك النفاق". قال: ثم عادوا الثانية فقالوا: يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة! قال: "وما ذاك؟". قالوا: النفاق النفاق، قال: "ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله؟". قالوا: بلى، قال: "ليس ذاك النفاق". قال: ثم عادوا الثالثة، فقالوا: يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة، قال: وما ذاك؟ قالوا: النفاق النفاق! قالوا: إنا إذا كنا عندك كنا على حال، وإذا خرجنا من عندك همتنا الدنيا
ص.559
وأهلونا. قال: "لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على الحال التي تكونون عليه لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير غسان بن برزين وهو ثقة.
*3* 114. باب التزود من الدنيا للآخرة.
18220- عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من يتزود من الدنيا ينفعه في الآخرة".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 115. (بابان في انتهاء الدنيا واقتراب الساعة).
*4* 1. باب فيما بقي من الدنيا وفيما مضى منها.
18221- عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس".
رواه الطبراني في الثلاثة إلا أنه قال في الكبير:
كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم والشمس على قعيقعان (جبل بمكة) بعد العصر، فقال: "ما أعماركم في أعمار من مضى إلا كما بقي من هذا النهار فيما مضى منه".
ورجال الصغير والأوسط رجال الصحيح، وفي أحد إسنادي الكبير شريك وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.560(11/226)
18222- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس أن تغرب فلم يبق منها إلا شف يسير (شيء قليل) فقال:
"والذي نفسي بيده، ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه".
وما نرى الشمس إلا يسيراً.
رواه البزار من طريق خلف بن موسى عن أبيه وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18223- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر إلى الشمس عند غروبها على أطراف سعف النخل فقال:
"ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه".
رواه البزار وفيه هشام بن عبد الرحمن ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*4* 2. باب قرب الساعة.
18224- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعداً".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني وهو ثقة ثبت.
18225- وعن بريدة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"بعثت أنا والساعة جميعاً، إن كادت لتسبقني".
ص.561
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال:
"بعثت أنا والساعة كهاتين". وضم إصبعيه السبابة والوسطى.
ورجال أحمد رجال الصحيح.
18226- وعن جابر بن سمرة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشير بإصبعيه وهو يقول:
"بعثت أنا والساعة كهذه من هذه".
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي وهو ثقة.
18227- وعن وهب السوائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بعثت أنا والساعة كهذه من هذه إن كادت لتسبقها". أو: "إن كادت لتسبقني".
رواه أحمد والطبراني وقال: "لتسبقني". فقط. ورجالهما رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي وهو ثقة.
18228- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بعثت أنا والساعة كهاتين".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو نعيم ضرار بن صرد وهو ضعيف.(11/227)
18229- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بعثت أنا والساعة كهاتين".
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
ص.562
18230- وعن أبي جبيرة بن الضحاك الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"بعثت أنا والساعة هكذا - وجمع بين السبابة والوسطى - فسبقتها كما سبقت هذه هذه".
رواه الطبراني بإسناد حسن.
18230/مكرر - ورواه عن أبي جبيرة بن الضحاك عن أشياخ من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله.
ورجال هذه الطريق رجال الصحيح غير شبل أو شبيل بن عوف وهو ثقة.
18231- وروى البزار منه: "بعثت في نسم الساعة" فقط.
18232- وعن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً تحت شجرة، فتحركت الشجرة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعاً، فقيل له في ذلك، فقال: "ظننتها القيامة"ز
رواه البزار ورجاله ثقات إلا أن الأعمش لم يسمع من أنس كما قيل.
*3* 116. باب في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف.
18233- عن أنس بن مالك أن فاطمة رضي الله عنها ناولت النبي صلى الله عليه وسلم كسرة من خبز فقال:
"هذا أول طعام أكله أبوك منذ ثلاثة أيام".
ص.563
رواه أحمد والطبراني وزاد:
فقال: "ما هذه؟". فقالت: قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة.
ورجالهما ثقات.
18234- وعن عائشة أنها قالت: والذي بعث محمداً بالحق، ما رأى منخلاً ولا أكل خبزاً منخولاً منذ بعثه الله عز وجل إلى أن قبض. قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير؟ قال: كنا نقول: أف أف.
رواه أحمد وفيه سليمان بن رومان ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
18235- وعن أبي الدرداء قال: لم يكن ينخل لرسول الله صلى الله عليه وسلم الدقيق، ولم يكن له إلا قميص واحد.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيهما سعيد بن ميسرة وهو ضعيف.
18236- وعن أم سلمة قالت: لم ينخل لرسول الله صلى الله عليه وسلم دقيق قط.(11/228)
رواه الطبراني وفيه نفيع أبو داود وهو متروك.
18237- وعن عبد الرحمن بن عوف قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع هو ولا أهله من خبز الشعير.
رواه البزار وإسناده حسن.
18238- وعن عائشة قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خميص البطن.
ص.564
رواه أبو يعلى وفيه طلحة البصري مولى عبد الله بن الزبير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18239- وعن سهل بن سعد قال: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شبعتين حتى فارق الدنيا.
رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف.
18240- وعن عائشة قالت: ما كان يبقى على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير قليل ولا كثير.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
18241- وفي رواية عنده: ما رفعت مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها فضلة من طعام قط.
18242- وروى البزار بعضه.
18243- وعن عمران بن حصين قال: والله ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غداء وعشاء حتى لقي الله عز وجل.
رواه الطبراني وفيه عمرو بن عبيد وهو متروك.
18244- وعن عثمة الجهني قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلقيه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي إنه ليسؤوني الذي أرى بوجهك، وعما هو؟ قال: فنظر النبي صلى الله عليه وسلم لوجه الرجل ساعة، ثم قال: "الجوع".
ص.565(11/229)
فخرج الرجل يعدو، أو شبيهاً بالعدو، حتى أتى بيته فالتمس عندهم الطعام فلم يجد شيئاً، فخرج إلى بني قريظة فأجر نفسه على كل دلو ينزعها بتمرة، حتى جمع حفنة أو كفاً من تمر، ثم رجع بالتمر حتى وجد النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه لم يرم (لم يبرح). قال: كل أي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أين لك هذا التمر؟". فأخبره الخبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأظنك تحب الله ورسوله". قال: أجل والذي بعثك بالحق لأنت أحب إلي من نفسي وولدي وأهلي ومالي، قال: "أما لا فاصطبر للفاقة وأعد البلاء تجفافاً، فوالذي بعثني بالحق لهما إلى من يحبني أسرع من هبوط الماء من رأس الجبل إلى أسفله".
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
18245- وعن كعب بن عجرة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فرأيته متغيراً، فقلت: بأبي أنت ما لي أراك متغيراً؟ قال: "ما دخل جوفي ما يدخل جوف ذات كبد منذ ثلاث". قال: فذهبت فإذا يهودي يسقي إبلاً له، فسقيت له على كل دلو بتمرة، فجمعت تمراً فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من أين لك يا كعب؟". فأخبرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتحبني يا كعب؟". قلت: بأبي أنت نعم! قال: "إن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى معادنه، وإنه سيصيبك بلاء فأعد له تجفافاً".
قال: ففقده النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما فعل كعب؟". قالوا: مريض، فخرج يمشي حتى دخل عليه فقال: "أبشر يا كعب". فقالت أمه: هنيئاً لك الجنة يا كعب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من هذه المتألية على الله؟". قلت: هي أمي يا رسول الله! قال: "وما يدريك يا أم كعب؟ لعل كعباً قال ما لا ينفعه، ومنع ما لا يغنيه".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
18246- وعن علي بن أبي طالب قال: خرجت في غداة شاتية جائعاً، وقد
ص.566(11/230)
أوبقني البرد، فأخذت ثوباً من صوف قد كان عندنا، ثم أدخلته في عنقي وحزمته على صدري أستدفئ به، والله ما في بيتي شيء آكل منه ولا كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم شيء يبلغني، فخرجت في بعض نواحي المدينة فانطلقت إلى يهودي في حائط، فاطلعت عليه من ثغرة جداره فقال: ما لك يا أعرابي؟ هل لك في دلو بتمرة؟ قلت: نعم افتح لي الحائط، ففتح لي فدخلت فجعلت أنزع الدلو ويعطيني تمرة، حتى ملأت كفي. قلت: حسبي منك الآن، فأكلتهن ثم جرعت من الماء، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست إليه في المسجد وهو مع عصابة من أصحابه، فطلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة، وكان أنعم غلام بمكة وأرفهه عيشاً، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ما كان فيه من النعيم ورأى حاله التي هو عليها فذرفت عيناه، فبكى ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنتم اليوم خيراً أم إذا غدي على أحدكم بحفنة من خبز ولحم، وريح عليه بأخرى، وغداً في حلة وراح في أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟". قلنا: بل نحن يومئذ خير نتفرغ للعبادة! قال: "بل أنتم اليوم خير".
قلت: روى الترمذي بعضه.
رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
18247- وعن جابر قال: لما كان يوم الخندق نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته قد وضع حجراً بينه وبين إزاره يقيم به صلبه من الجوع.
رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا على ضعف في إسماعيل بن عبد الملك.
18248- وعن علي قال: خرجت فأتيت حائطاً. قال: فقال: دلو بتمرة، قال: فدليت حتى ملأت كفي
ص.567
ثم أتيت الماء فاستعذبت - يعني شربت - ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأطعمته نصفه، وأكلت نصفه.
رواه أحمد ورجاله وثقوا إلا أن مجاهداً لم يسمع من علي.
18249- وعن عمران بن حصين قال: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز مأدوم حتى مضى لسبيله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد وفيه عمرو بن عبيد وهو متروك.(11/231)
18250- وعن علي بن رباح قال: كنت بالإسكندرية عند عمرو بن العاص، فذكروا ما هم فيه فقال رجل من الصحابة: لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع أهله من الخبز الغليث.
قال موسى بن علي: يعني الشعير والسلت إذا خلطا.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18251- وعن أبي هريرة قال: كان يمر بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال ثم هلال لا يوقد في شيء من بيوتهم النار، لا لخبز ولا لطبيخ.
قالوا: بأي شيء كانوا يعيشون يا أبا هريرة؟ قال: الأسودان: التمر والماء.
ص.568
وكان لهم جيران من الأنصار - جزاهم الله خيراً - لهم منائح يرسلون إليهم شيئاً من لبن.
رواه أحمد وإسناده حسن ورواه البزار كذلك.
18252- وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وجبريل عليه السلام على الصفا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جبريل والذي بعثك بالحق ما أمسى لآل محمد صلى الله عليه وسلم سفة من دقيق ولا كف من سويق". فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدة من السماء أفزعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمر الله القيامة أن تقوم؟". قال: لا ولكن أمر الله إسرافيل فنزل إليك حين سمع كلامك، فأتاه إسرافيل فقال: إن الله سمع ما ذكرت فبعثني بمفاتيح خزائن الأرض، وأمرني أن أعرض عليك أُسيِّر معك جبال تهامة زمرداً وياقوتاً وذهباً وفضة فعلت، فإن شئت نبياً ملكاً وإن شئت نبياً عبداً، فأومأ إليه جبريل أن تواضع، فقال: "بل نبياً عبداً". ثلاثاً.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18253- وعن علي بن رباح قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيه، أصبحتم ترغبون في الدنيا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيها، والله ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر من الذي له.(11/232)
قال: فقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلف.
وقال غير يحيى: والله ما مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الدهر إلا والذي عليه أكثر من الذي له.
18254- وفي رواية عن عمرو أيضاً أنه قال:
ص.569
ما أبعد هديكم من هدي نبيكم، أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا، وأما أنتم فأرغب الناس فيها.
رواه كله أحمد والطبراني وروى حديث عمر فقط ورجال أحمد رجال الصحيح.
18255- وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه من الدنيا ثلاثة: الطعام والنساء والطيب، فأصاب ثنتين ولم يصب واحدة، أصاب النساء والطيب ولم يصب الطعام.
رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18256- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أصبنا من دنياكم هذه إلا نساءكم".
رواه الطبراني في الأوسط من رواية زكريا بن إبراهيم عن أبيه عن ابن عمر ولم أعرفهما.
18257- وعن فاطمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها يوماً فقال: "أين أبنائي؟". - يعني حسناً وحسيناً - قالت: أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق، فقال علي: أذهب بهما فإني أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء، فذهب إلى فلان اليهودي.
فتوجه إليه النبي صلى الله عليه وسلم فوجدهما يلعبان في شربة بين أيديهما فضل من تمر، فقال: "يا علي ألا تقلب ابني قبل أن يشتد [عليهما]الحر؟". قال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شيء، فلو جلست يا رسول الله حتى أجمع لفاطمة تمرات. فجلس النبي صلى الله عليه وسلم حتى اجتمع لفاطمة شيء من تمر فجعله في صرته، ثم أقبل فحمل النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما، وعلي الآخر حتى أقلبهما.
ص.570
رواه الطبراني وإسناده حسن.(11/233)
18258- وعن أنس أن بلالاً أبطأ عن صلاة الصبح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما حبسك؟". قال: مررت بفاطمة وهي تطحن والصبي يبكي فقلت لها: إن شئت كفيتك الرحا وكفيتني الصبي، وإن شئت كفيتك الصبي وكفيتني الرحا؟ قالت: أنا أرفق بابني منك، فذاك حبسني. فقال: "رحمتها رحمك الله".
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن أبا هاشم صاحب الزعفران لم يسمع من أنس والله أعلم.
18259- وعن ابن عباس: سمع عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً عند الظهيرة فوجد أبا بكر في المسجد جالساً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أخرجك في هذه الساعة؟". قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرجني يا رسول الله الذي أخرجك. ثم إن عمر جاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن الخطاب ما أخرجك هذه الساعة؟". قال: أخرجني يا رسول الله الذي أخرجكما. فقعد معهما، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل بكما من قوة فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان من طعام وشراب؟". فقلنا: نعم يا رسول الله، فانطلقنا حتى أتينا منزل مالك بن التيهان أبي الهيثم الأنصاري، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا، فاستأذن عليهم وأم أبي الهيثم تسمع السلام، تريد أن يزيدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلام. فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينصرف خرجت أم أبي الهيثم تسعى فقالت: يا رسول الله قد سمعت سلامك ولكن أردت أن تزيدنا من سلامك. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين أبو الهيثم؟". قالت: قريب ذهب يا رسول الله يستعذب لنا من الماء، ادخلوا الساعة يأتي، فبسطت لهم بساطاً تحت
ص.571(11/234)
شجرة، حتى جاء أبو الهيثم مع حماره وعليه قربتان من ماء، ففرح بهم أبو الهيثم وقرب يحييهم، فصعد أبو الهيثم على نخلة فصرم أعذاقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسبك يا أبا الهيثم". قال: يا رسول الله تأكلون من بسره ومن رطبه وتذنو به، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا من النعيم الذي تسألون عنه". ثم قام أبو الهيثم إلى شاة ليذبحها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياك واللبون". ثم قام أبو الهيثم فعجن لهم.
ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رؤوسهم فناموا، فاستيقظوا وقد أدرك طعامهم، فوضعه بين أيديهم فأكلوا وشبعوا. وأتاهم أبو الهيثم ببقية الأعذاق، فأصابوا منه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهم بخير، ثم قال لأبي الهيثم: "إذا بلغك أنه قد أتانا رقيق فائتنا".
قال أبو الهيثم: فلما بلغني أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق أتيت المدينة، فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم رأساً فكاتبته على أربعين ألف درهم، فما رأيت رأساً كان أعظم بركة منه.
18260- وفي رواية: قالت أم أبي الهيثم: لو دعوت لنا! قال: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة".
رواه البزار وأبو يعلى باختصار قصة الغلام والطبراني كذلك، وفي أسانيدهم كلها عبد الله بن عيسى أبو خلف وهو ضعيف، وقال أبو يعلى والطبراني: أم الهيثم، وقال البزار: أم أبي الهيثم.
18261- وعن ابن عباس قال: خرج أبو بكر بالهاجرة فسمع بذاك عمر، فخرج فإذا هو بأبي بكر فقال: يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال: أخرجني والله ما أجد من حاق الجوع في بطني، فقال: وأنا والله ما أخرجني غيره.
ص.572(11/235)
فبينما هما [كذلك] إذ خرج عليهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما أخرجكما هذه الساعة؟". فقالا: أخرجنا والله ما نجد في بطوننا من حاق الجوع. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره". فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري، وكان أبو أيوب ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً أو لبناً فأبطأ يومئذ فلم يأت لحينه فأطعمه أهله وانطلق إلى نخله يعمل فيه، فلما أتوا باب أبي أيوب خرجت امرأته فقالت: مرحباً برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأين أبو أيوب؟". قالت: يأتيك يا نبي الله الساعة، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصر به أبو أيوب وهو يعمل في نخل له، فجاء يشتد حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مرحباً بنبي الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه. فقال: يا رسول الله ليس بالحين الذي كنت تجئيني فيه، فرده. فجاء إلى عذق النخلة فقطعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أردت إلى هذا؟". قال: يا رسول الله أردت أن تأكل من رطبه وبسره وتمره وتذنوبه، ولأذبحن لك مع هذا، قال: "إن ذبحت فلا تذبحن ذات در". فأخذ عناقاً أو جدياً فذبحه وقال لامرأته: اختبزي وأطبخ أنا، فأنت أعلم بالخبز. فعمد إلى نصف الجدي فطبخه وشوى نصفه، فلما أدرك الطعام وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجدي فوضعه على رغيف ثم قال: "يا أبا أيوب أبلغ بهذا إلى فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام". فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خبز ولحم وبسر ورطب". ودمعت عيناه ثم قال: "هذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة". فكبر ذلك على
ص.573
أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أصبتم مثل هذا وضربتم بأيدكم فقولوا: بسم الله وبركة الله، وأنعم وأفضل، فإن هذا كفاف بهذا".(11/236)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي أحد إليه معروفاً إلا أحب أن يجازيه، فقال لأبي أيوب: "ائتنا غداً". فلم يسمع، فقال له عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تأتيه، فلما أتاه أعطاه وليدة فقال: "يا أبا أيوب استوص بها خيراً فإنا لم نر إلا خيراً ما دامت عندنا". فلما جاء بها أبو أيوب قال: ما أجد لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا من أن أعتقها، فأعتقها.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه عبد الله بن كيسان المروزي وقد وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18262- وعن أبي هريرة قال: حدثني أبو بكر بن أبي قحافة قال: فاتني العشاء ذات ليلة فجعلت أتقلب لا يأتيني النوم، فقلت: لو خرجت إلى المسجد فصليت ما قدر لي، ففعلت ثم استندت إلى ناحية منه، فدخل عمر، فلما رآني أنكرني فقال: من هذا؟ قلت: أبو بكر فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟ قلت: الجوع، قال: وأنا أخرجني الذي أخرجك، فلم نلبث أن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما أخرجكما هذه الساعة". فأخبرناه الخبر فقال: "وأنا ما أخرجني إلا الذي أخرجكما، انطلقا بنا إلى الواقفي".
فأتينا الباب، فاستأذنا فخرجت المرأة، قال: "أين فلان؟". قالت: ذهب يستعذب من حش بني حارثة، ففتحت الباب، فدخلنا فلم نلبث أن جاء قد ملأ قربة على ظهره علقها على كرنفة من كرانيف النخل، ثم أقبل إلينا فقال: مرحباً وأهلاً
ص.574(11/237)
ما زار الناس خير من زور زاروني الليلة، ثم جاء بعذق بسر، فجعلنا ننتقي في القمر ونأكل، ثم أخذ الشفرة وجال في الغنم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياك والحلوب أو ذات الدر". فذبح لنا شاة وسلخها وقطعها في القدر، وأمر المرأة فعجنت وخبزت، ثم جاء بثريدة ولحم فأكلنا. ثم قام إلى القربة وقد تخفقتها الريح فبردت، فسقانا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي خرجنا لم يخرجنا إلا الجوع ثم لم نرجع حتى أصبنا هذا، هذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة". ثم قال للواقفي: "أما لك خادم يكفيك هذا؟". قال: لا يا رسول الله، قال: "فانظر أول سبي يأتيني فائتني آمر لك بخادم".
فلم يلبث أن أتاه سبي، فأتاه فقال: "ما جاء بك؟". قال: موعدك الذي وعدتني، قال: "قم فاختر منه". قال: يا رسول الله كن أنت الذي تختار لي، قال: "خذ هذا الغلام وأحسن إليه". فأتى امرأته فأخبرها بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قال له، فقالت: فقد أمرك أن تحسن إليه فأحسن إليه، فقال: وما الإحسان؟ قالت: أن تعتقه، قال: فهو حر لوجه الله.
قلت: روى ابن ماجة طرفاً منه في ذبح ذوات الدر.
رواه الطبراني، ورواه أبو يعلى أتم منه وفيه يحيى بن عبيد الله بن موهب وقد ضعفه الجمهور ووثق، وبقية رجاله ثقات.
18263- وعن عبد الله بن مسعود أن أبا بكر خرج لم يخرجه إلا الجوع، وأن عمر خرج لم يخرجه إلا الجوع، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهما وأنهما أخبراه أنه لم يخرجهما إلا الجوع، فقال: "انطلقوا بنا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان". رجل من الأنصار يقال له: أبو الهيثم بن التيهان، فإذا هو ليس في المنزل ذهب يستسقي، فرحبت المرأة برسول الله صلى الله عليه وسلم وبصاحبيه، وبسطت لهم شيئاً فجلسوا عليه، فسألها
ص.575(11/238)
النبي صلى الله عليه وسلم: "أين انطلق أبو الهيثم؟". قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء، فلم يلبث أن جاء بقربة فيها ماء، فانطلق فعلقها وأراد أن يذبح لهم شاة، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم كره ذلك، فذبح لهم عناقاً ثم انطلق فجاء بكبائس من النخل فأكلوا من ذلك اللحم والبسر والرطب، وشربوا من الماء، فقال أحدهما - إما أبو بكر وإما عمر - : هذا من النعيم الذي نسأل عنه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن لا يثرب على شيء أصابه في الدنيا إنما يثرب على الكافر".
رواه الطبراني وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب.
18264- وعن عامر بن ربيعة - وكان بدرياً - قال: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثنا في السرية، يا بني ما لنا زاد إلا السلف من التمر، فنقسمه قبضة قبضة حتى يصير إلى تمرة تمرة، قال: فقلت: يا أبت وما عسى أن تغني التمرة عنكم؟ قال: لا تقل ذاك [ذاك يا بني] فبعد أن فقدناها فاختللنا إليها.
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه المسعودي وقد اختلط وكان ثقة.
18265- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها، ثم خرج أبو بكر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أخرجك يا أبا بكر؟". فقال: أخرجني الجوع، قال: "وأنا أخرجني الذي أخرجك".
ثم خرج عمر فقال: "ما أخرجك يا عمر؟". قال: أخرجني والذي بعثك بالحق الجوع.
ص.576(11/239)
ثم سار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من أصحابه فقال: "انطلقوا بنا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان".فانطلقوا، فلما انتهوا إلى منزل أبي الهيثم قالت لهم امرأته: إنه انطلق يستعذب لنا من الماء فدوروا إلى الحائط، فداروا إلى الحائط ففتحت لهم باب الحائط، فجاء أبو الهيثم، فقالت له امرأته: تدري من عندك؟ فقال: لا، فقالت: عندك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فدخل عليهم فعلق قربته على نخلة، ثم أتاهم فسلم عليهم، ثم حيا ورحب، ثم أتى مخرفاً فاخترف لهم رطباً فأتاهم به فصبه بين أيديهم، ثم إن أبا الهيثم أهوى إلى غنيمة له في ناحية الحائط ليذبح لهم منها شاة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما ذات الدر فلا". فأخذ شاة فذبحها وسلخها وقطعها أعضاء ثم طبخها بالماء والملح، ثم أتى امرأته فسألها: هل عندك من شيء؟ فقالت: نعم عندنا شيء من شعير كنا نؤخره، فطحناه بينهما، فعجنته وخبزته، فكسره أبو الهيثم وأكفأ عليه ذلك اللحم الذي طبخه، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأكلوا.
ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا الهيثم أما لك من خادم؟". قال: لا والذي بعثك بالحق ما لنا خادم، قال: "فإذا بلغك أنه قد جاءنا سبي فائتنا نخدمك".(11/240)
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي، فأتاه أبو الهيثم وبين يديه غلامان - أو قال: وصيفان - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا الهيثم اختر منهما". - أو قال: "تخاير منهما" - قال أبو الهيثم: يا رسول الله خر لي، فاحتاط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حسر عن ذراعيه وقال: "المستشار مؤتمن، يا أبا الهيثم خذ هذا". فلما ولى به أبو الهيثم قال: "يا أبا الهيثم أحسن إليه، فإني رأيته يصلي". قال: نعم نطعمه مما نأكل، ونلبسه مما نلبس، ولا نكلفه ما لا يطيق. فانطلق أبو الهيثم إلى أهله ففرحوا به فرحاً شديداً وقالوا: الحمد لله الذي رزقنا خادماً يخدمنا ويعيننا على ضيعتنا. فقال أبو الهيثم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصاني به، فقالت امرأته: نعم نطعمه مما نأكل، ونلبسه مما نلبس، ولا نكلفه ما
ص.577
لا يطيق. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصاني به، فقالت: سبحان الله خادم أخدمنا الله ورسوله تريد أن تحرمناه! فقال أبو الهيثم للغلام: أنت حر لوجه الله، فإن شئت أن تقيم معنا نطعمك مما نأكل ونلبسك مما نلبس ولا نكلفك من العمل إلا ما تطيق وإن شئت فاذهب حيث شئت.
رواه الطبراني وفيه بكار بن محمد السيريني وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات.
18266- وعن عبد الله بن شقيق قال: أقمت مع أبي هريرة بالمدينة سنة فقال لي ذات يوم ونحن عند حجرة عائشة: لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البرد المتعتقة، وإنه لتأتي على أحدنا الأيام ما يجد طعاماً يقيم به صلبه، حتى إن كان أحدنا ليأخذ الحجر فيشد به على أخمص بطنه ثم يشده بثوبه ليقيم صلبه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18267- وعنه قال: إنما كان طعامنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم التمر والماء، والله ما كنا نرى سمراءكم هذه، ولا ندري ما هي وإنما كان لباسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم النمار - يعني برد الأعراب - .(11/241)
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار باختصار.
ص.578
18268- وعن معاوية بن قرة قال: قال أبي: لقد عمرنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الأسودان، ثم قال: هل تدرون ما الأسودان؟ قلت: لا، قال: الأسودان: التمر والماء.
رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط والكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح غير بسطام بن مسلم وهو ثقة.
18269- وعن ابن عباس قال: جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم رجلان حاجتهما واحدة، فتكلم أحدهما فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه أخلافاً فقال له: "ألا تستاك؟". فقال: إني لأفعل ولكن لم أطعم طعاماً منذ ثلاث، فأمر به رجلاً، فآواه وقضى حاجته.
رواه أحمد والبزار وإسناد أحمد جيد.
18270- وعن ابن عمر قال: دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم حائطاً من حيطان المدينة، فجعل يأكل بسراً أخضر فقال: "كل يا ابن عمر". قلت: ما أشتهيه يا رسول الله، فقال: "ما تشتهيه، إنه لأول طعام أكله رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أربعة أيام".
18271- وفي رواية: "منذ ثلاثة أيام".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوازع بن نافع وهو متروك.
18272- وعن عائشة قالت: أرسل إلينا آل أبي بكر بقائمة شاة ليلاً، فأمسكت وقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو قالت: فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطعت - قال: فتقول للذي تحدثه: هذا على غير مصباح.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وزاد: فقلت: يا أم المؤمنين على
ص.579
مصباح؟ قالت: لو كان عندنا دهن مصباح لأكلناه.
ورجال أحمد رجال الصحيح.
18273- وعن أنس بن مالك قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة طوائر، فأطعم خادمه طائراً، فلما كان من الغد أتته بها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم أنهك عن أن ترفعي شيئاً لغد فإن الله يأتي برزق كل غد؟".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال أبي المعلى وهو ثقة.(11/242)
18274- وعن أنس قال: إن كان السبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليمصون التمرة الواحدة، وأكلوا الخبط (ورق الشجر) حتى ورمت أشداقهم.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خليد بن دعلج وهو ضعيف.
18275- وعن جابر بن عبد الله قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي عبيدة ونحن ستمائة رجل وبضعة عشر نتلقى عير قريش، فما وجد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من زاد إلا جراباً من تمر، فكان يعطينا تمرة تمرة، كل يوم نمصها ثم نشرب عليها الماء، فوجدنا فقدها حين فنيت، ثم أقبلنا على الخبط نخبطه بعصينا ونشرب عليه الماء.
فذكر الحديث وقال: فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هل معكم منه شيء؟". - يعني لحم الحوت - فقلنا: نعم، قال: "فأطعمونا منه". فأرسلنا إليه وشيقة فأكلها.
قلت: فذكر الحديث بطوله وهو في الصحيح، ولكنه قال: ونحن ثلاث مائة، وهنا قال: ستمائة وبضعة عشر.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف.
18276- وعن طلحة بن عمر قال: كان الرجل إذا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن له عريف بالمدينة ينزل عليه
ص.580
نزل بأصحاب الصفة، وكان لي بها قرناء، فكان يجري علينا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يومين اثنين مدان من تمر، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الصلوات إذ ناداه مناد من أصحابه: يا رسول الله أحرق التمر بطوننا، وتخرقت عنا الخنف. فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قام فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر ما لقي من قومه من الشدة قال:
"مكثت أنا وصاحبي بضعة عشر يوماً ما لنا طعام إلا البرير (ثمر الأراك) حتى قدمنا على إخواننا من الأنصار، فواسونا في طعامهم، وعظم طعامهم التمر واللبن. والذي لا إله إلا هو، لو أجد لكم الخبز واللحم لأطعمتكموه، وإنه لعله أن تدركوا زماناً - أو من أدركه منكم - يلبسون مثل أستار الكعبة، يغدي عليكم ويراح بالجفان".(11/243)
رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال في أوله: كان أحدنا إذا قدم المدينة فكان له عريف نزل على عريفه، وإن لم يكن له عريف نزل الصفة، فقدمت المدينة فنزلت الصفة، فوافقت بين رجلين، فكان يجري علينا كل يوم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدين اثنين.
والباقي بنحوه، ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن عثمان العقيلي وهو ثقة.
18277- وعن فضالة الليثي قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان من كان له عريف نزل على عريفه، ومن لم يكن له عريف نزل الصفة، فلم يكن لي عريف فنزلت الصفة، فناداه رجل يوم الجمعة فقال: يا رسول الله أحرق بطوننا التمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توشكون أن من عاش منكم يغدى عليه بالجفان ويراح، وتكتسون كما تستر الكعبة".
ص.581
رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
18278- وعن عبد الله بن مسعود قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجوع في وجوه أصحابه فقال:
"أبشروا فإنه سيأتي عليكم زمان يغدى على أحدكم بالقصعة من الثريد ويراح عليه بمثلها". قالوا: يا رسول الله نحن يومئذ خير؟ قال: "بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ".
رواه البزار وإسناده جيد.
18279- وعن عبد الله بن يزيد الخطمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أنتم اليوم خير أم إذا غدت على أحدكم صحيفة وراحت أخرى، وغدا في حلة وراح في أخرى، وتكسون بيوتكم كما تكسى الكعبة؟". فقال رجل: نحن يؤمئذ خير، قال: "بل أنتم اليوم خير".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي جعفر الخطمي وهو ثقة.
18280- وعن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنها ستفتح عليكم الدنيا حتى تتخذوا بيوتكم كما نتخذ الكعبة". قلنا: ونحن على ديننا اليوم؟ قال: "وأنتم على دينكم اليوم". قلنا: فنحن يومئذ خير أم ذلك اليوم؟ قال: "بل أنتم اليوم خير".(11/244)
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عبد الجبار بن العباس الشبامي وهو ثقة.
18281- وعن أبي جحيفة قال: أكلت ثريداً وأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فتجشأت عنده، فقال:
ص.582
"يا أبا جحيفة إن أطول الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا".
رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.
18282- وعن علي بن الأقمر عن أبيه قال: رأيت علي بن أبي طالب يعرض سيفاً له في رحبة الكوفة وهو يقول: من يشتري مني سيفي هذا؟ فوالله لقد جلوت به غير كربة عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أن عندي ثمن إزار ما بعته.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن الحكم وهو ضعيف.
18283- وعن أبي برزة قال: كنا في غزاة لنا، فلقينا أناساً من المشركين فأجهضناهم عن ملة لهم فوقعنا فيها، فجعلنا نأكل منها، وكنا نسمع في الجاهلية أن من أكل الخبز سمن، فلما أكلنا ذلك الخبز جعل أحدنا ينظر في عطفيه هل سمن؟
18284- وفي رواية: كنا يوم خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهضناهم عن خبزة لهم من نقي.
رواه كله الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
18285- وعن رجل من عبس قال: كنت أسير مع سلمان على شط دجلة فقال: يا أخا بني عبس انزل فاشرب، فشربت فقال: ما نقص شرابك من دجلة؟ قلت: ما عسى أن ينقص؟ قال: فإن العلم كذلك يؤخذ منه ولا ينقص. ثم قال: اركب، فمررنا بأكداس من حنطة وشعير فقال: أفترى هذا؟ فتح لنا وقتر على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لخير لنا وشر لهم، قلت: لا أدري ولكني أدري شر لنا وخير لهم، قال: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام متوالية حتى لحق بالله عز وجل.
ص.583
رواه الطبراني وفيه راو لم يسم وبقية رجاله وثقوا.
18286- وعن أم سليم قالت: كنت في بعض حجر نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندها، فجاء رجل يشتكي إليه الحاجة، فقال:(11/245)
"اصبر فوالله ما في آل محمد شيء منذ سبع، ولا أوقد تحت برمة (قِدر) لهم منذ ثلاث، والله لو سألت الله أن يجعل جبال تهامة كلها ذهباً لفعل".
رواه الطبراني وفيه الحجاج بن فروح وقد وثقه ابن حبان على ضعف كثير، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18287- وعن الشفاء بنت عبد الله قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله، فجعل يعتذر إلي وأنا ألومه، فحضرت الصلاة فخرجت فدخلت على ابنتي وهي تحت شرحبيل بن حسنة، فوجدت شرحبيل في البيت فقلت: قد حضرت الصلاة وأنت في البيت؟ وجعلت ألومه فقال: يا خالة لا تلوميني فإنه كان لي ثوب فاستعاره النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: بأبي وأمي كنت ألومه منذ اليوم وهذه حاله ولا أشعر! فقال شرحبيل: ما كان إلا درع رقعناه.
رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك.
18288- وعن أم سلمة قالت: إني لأعلم أكثر مال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبضه الله تعالى، قدم عليه في جنح الليل خريطة (وعاء من أدم) فيها ثمانمائة درهم وصحيفة، فأرسل بها إلي - وكانت ليلتي - ثم انقلب بعد العشاء الآخرة فصلى في الحجرة في مصلاه، وقد مهدت له ولنفسي، فأنا أنتظر فأطال، ثم خرج ثم رجع، فلم يزل كذلك حتى دعي لصلاة الصبح، فصلى ثم رجع فقال: "أين تلك الخريطة التي فتنتني البارحة؟". فدعا بها فقسمها.
ص.584
قلت: يا رسول الله صنعت شيئاً لم تكن تصنعه، فقال: "كنت أصلي فأوتى بها فأنصرف حتى أنظر إليها ثم أرجع فأصلي".
قلت: تقدم لهذه الحديث طرق في باب الإنفاق، وأنه صلى الله عليه وسلم خشي أن يتوفى قبل أن يقسمها.
رواه الطبراني بأسانيد وبعضها جيد.
18289- وعن سهل بن سعد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"يا أيها الناس اتقوا الله فإنكم إن اتقيتم الله يوشك أن يشبعكم من زيت الشام وقمح الشام".
رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف.(11/246)
18290- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: أنتم أكثر صلاة وأكثر اجتهاداً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وكانوا خيراً منكم، قالوا: بم يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا، أرغب في الآخرة.
رواه الطبراني وفيه عمارة بن يزيد صاحب ابن مسعود ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
18291- وعن علي بن بذيمة: قال بيع متاع سلمان فبلغ أربعة عشر درهماً.
رواه الطبراني وإسناده منقطع.
18292- وعن سلمى امرأة أبي رافع قالت: دخل علي الحسن بن علي
ص.585
وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس فقالوا: اصنعي لنا طعاماً مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم أكله، قالت: يا بني إذاً لا تشتهونه اليوم، فقمت فأخذت شعير فطحنته ونسفته وجعلت منه تخبزة، وكان أدمه الزيت، ونثرت عليه الفلفل، فقربته إليهم وقالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب هذا.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير فايد مولى ابن أبي رافع وهو ثقة.
18293- وعن أبي موسى قال: لو رأيتنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم لحسبت أنما ريحنا ريح الضأن، إنما لباسنا الصوف، وطعامنا الأسودان: التمر والماء.
قلت: رواه أبو داود باختصار.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
18294- وعن عائشة قالت: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه لبن وعسل، فقال:
"شربتين في شربة وأدمين في قدح، لا حاجة لي به، أما إني لا أزعم أنه حرام، أكره أن يسألني الله عن فضول الدنيا يوم القيامة، أتواضع لله فمن تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله، ومن اقتصد أغناه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه نعيم بن مورع العنبري وقد وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات.(11/247)
18295- وعن أبي هريرة قال: إن كان لتمرُّ بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأهلة ما يسرج في بيت واحد منهم سراج، ولا يوقد فيه نار، وإن وجدوا زيتاً ادهنوا به، وإن وجدوا ودكاً (دسم اللحم ودهنه) أكلوه.
ص.586
رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف، وقد وثقه دحيم، وبقية رجاله ثقات.
18296- وعن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحقني على ما عاهدته عليه".
رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
18297- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما يسرني أن أحداً لي ذهب أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أترك منه ديناراً إلا ديناراً أعده لغريم إن كان".
فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ترك ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا وليدة، وترك درعه رهناً بثلاثين صاعاً من شعير.
قلت: روى الترمذي وابن ماجة بعضه.
رواه البزار وإسناده حسن.
18298- وعن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على سريره مضطجع مزمل بشريط، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، فدخل عليه نفر من أصحابه، ودخل عمر، فانحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم انحرافة، فلم ير عمر بين جنبه وبين الشريط ثوباً وقد أثر الشريط بجنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك يا عمر؟". قال: والله ما
ص.587
أبكي أن لا أكون أعلم أنك أكرم على الله تبارك وتعالى من كسرى وقيصر وهما يعيثان فيما يعيثان فيه، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمكان الذي أرى؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟". فقال عمر: بلى، قال: "فإنه كذلك".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثقه جماعة وضعفه جماعة.(11/248)
18299- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جسمه، فقال: يا رسول الله لو اتخذت فراشاً أوثر من هذا، فقال: "ما لي وللدنيا! ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة ثم راح وتركها".
ورجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة.
18300- وعن عبد الله بن مسعود قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غرفة كأنها بيت حمام، وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه، فبكيت فقال: "ما يبكيك يا عبد الله؟". قلت: يا رسول الله كسرى وقيصر يطوون على الخز والديباج والحرير، وأنت نائم على هذا الحصير قد أثر بجنبك؟ فقال: "فلا تبك يا عبد الله، فإن لهم الدنيا ولنا الآخرة، وما أنا والدنيا وما مثلي ومثل الدنيا إلا كمثل راكب نزل تحت شجرة ثم سار وتركها".
رواه الطبراني وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش وقد وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
ص.588
18301- وعن جندب قال: أصابت إصبع النبي صلى الله عليه وسلم شجرة فدميت، فقال:
"هل أنت إلا إصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت".
فحمل فوضع على سرير مزمل بخوص أو شريط، ووضع تحت رأسه مرفقة من أدم حشوها ليف، فأثر الشريط في جنبه، فجاء عمر بن الخطاب فبكى، فقال: "ما يبكيك؟". فقال: يا رسول الله كسرى وقيصر يجلسون على سرر الذهب ويلبسون الديباج والإستبرق؟ قال: "أما ترضون أن لهم الدنيا ولكم الآخرة؟".
قلت في الصحيح منه:
"هل أنت إلا إصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت".
رواه الطبراني وفيه عمر بن زياد وقد وثقه ابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.(11/249)
18302- وعن عائشة قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرير مشبك بالبورى (الحصير المعمول من القصب) وعليه كساء أسود، فأجلسناه على البورى، فدخل عليه أبو يكر وعمر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس عليه، فنظرا فرأيا أثر السرير في جنب النبي صلى الله عليه وسلم، فبكى أبو بكر وعمر، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيكما؟". قالا: نبكي لأن هذا السرير قد أثرت في جنبك خشونته، وكسرى وقيصر على فرش الحرير والديباج! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عاقبة كسرى وقيصر إلى النار وعاقبة سريري هذا إلى الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني نزيل نيسابور وهو كذاب.
18303- وعن أبي هريرة قال:
ص.589هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه - قال شعبة: أحسبه قال: - شهراً، قال: فأتاه عمر وهو على حصير قد أثر الحصير بجنبه، فقال: يا رسول الله كسرى - أحسبه قال: قيصر - يشربون في الذهب والفضة، وأنت هكذا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنهم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الشهر تسعة وعشرون هكذا وهكذا وهكذا". وكسر الإبهام في الثالثة.
رواه البزار وفيه داود بن فراهيج وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون، وبقية رجاله رجال الصحيح.(11/250)
18304- وعن علي بن أبي طالب أنه أتى فاطمة فقال لها: إني لأشتكي صدري مما أمدر بالغرب (أنزع الماء بالدلو العظيمة) فقالت: والله إني لأشتكي يدي مما أطحن بالرحا، فقال لها علي: ائتي النبي صلى الله عليه وسلم فسليه يخدمك خادماً، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما جاء بك؟". قالت: جئت لأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رجعت إلى علي قالت: والله ما استطعت أن أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من هيبته، فانطلقا إليه جميعاً فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما جاء بكما؟ لقد جاء - أحسبه قال: - بكما حاجة". فقال علي: أجل يا رسول الله، شكوت إلى فاطمة مما أمدر بالغرب، فشكت إلي يديها مما تطحن بالرحا، فأتيناك لتخدمنا خادماً مما آتاك الله، فقال: "لا ولكني أنفق أو - أنفقه - على أهل الصفة الذين تطوى أكبادهم من الجوع، لا أجد ما أطعمهم".
قال: فلما رجعا وأخذا مضاجعهما من الليل؛أتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وهما في الخميل - والخميل: القطيفة - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جهزها بها، وبوسادة حشوها إذخر
ص.590
وكان علي وفاطمة حين ردهما شق عليهما، فلما سمعا حس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبا ليقوما، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مكانكما". ثم جاء حتى جلس على طرف الخميل، ثم قال: "إنكما جئتما لأخدمكا خادماً، وإني سأدلكما - أو كلمة نحوها - على ما هو خير لكما من الخادم، تحمدان الله في دبر كل صلاة عشراً، وتسبحان عشراً، وتكبران عشراً، وتسبحانه ثلاثاً وثلاثين وتحمدانه ثلاثاص وثلاثين، وتكبرانه أربعاً وثلاثين، فذلك مائة، إذا أخذتما مضاجعكما من الليل".
قلت: حديث علي في الصحيح وغيره باختصار عن هذا.
رواه البزار وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات.
*2* 42. كتاب البعث.
*3* 1. باب أمارات الساعة وقيامها.(11/251)
@قلت: وقد تقدمت أمارات الساعة في كتاب الفتن.
18305- ص.593 عن أبي الزعراء قال: ذكروا عند عبد الله - يعني ابن مسعود - الدجال فقال: يفترق الناس ثلاث فرق: فرقة تتبعه، وفرقة تلحق بأرض آبائها منابت الشيح، وفرقة تأخذ شط هذا الفرات، فيقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بغربي الشام، فيبعثون إليه طليعة، فيهم فارس على فرس أشقر أو أبلق، فيقتلون لا يرجع إليهم بشيء.
قال عبد الله: ويزعمون أن المسيح ينزل فيقتله، قال: ولم أسمعه يحدث عن أهل الكتاب حديثاً غير هذا، ثم يخرج يأجوج ومأجوج فيمرون في الأرض فيفسدون فيها. ثم قرأ عبد الله: {وهم من كل حدب ينسلون} ثم يبعث الله عليهم دابة مثل هذه النغفة (دودة تكون في أنوف الإبل والغنم) فتدخل في أسماعهم ومناخرهم فيموتون، فتنتن الأرض منهم، فيجأر أهل الأرض إلى الله، فيرسل الله ماء فيطهر الأرض منهم، ثم يبعث الله ريحاً فيها زمهرير باردة، فلا تدع على وجه الأرض مؤمناً إلا كفت بتلك الريح. ثم
ص.594(11/252)
تقوم الساعة على شرار الناس، ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه، فلا يبقى خلق من خلق الله إلا مات إلا من شاء ربك، ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فليس في الأرض شيء من بني آدم خلق إلا في الأرض منه شيء، ثم يرسل الله ماء من تحت العرش يمني كمني الرجال، فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الري. ثم قرأ عبد الله: {الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور} ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها فتدخل فيه، فيقومون فيحيون حية رجل واحد قياماً لرب العالمين. ثم يتمثل الله جل ذكره للخلق فيلقاهم، فليس أحد من الخلق يعبد من دون الله شيئاً إلا هو مرتفع له يتبعه، فيلقى اليهود فيقول: ما تعبدون؟ فيقولون: عزيراً، فيقول: هل يسركم الماء؟ قالوا: نعم، فيريهم جهنم بهيئة السراب، ثم قرأ عبد الله: {وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضاً} ثم يلقى النصارى فيقول: ما تعبدون؟ قالوا؟ المسيح، قال: فهل يسركم الشراب؟ قالوا: نعم، فيريهم جهنم كالشراب، وكذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئاً، ثم قرأ عبد الله: {وقفوهم إنهم مسؤولون}.
حتى يمر المسلمون، فيلقاهم فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد الله لا نشرك
ص.595
به شيئاً، فينتهرهم مرة أو مرتين: من تعبدون؟ فيقولون: سبحان الله! إذا اعترف لنا عرفناه، فعند ذلك {يكشف عن ساق} فلا يبقى مؤمن إلا خر ساجداً، ويبقى المنافقون ظهورهم طبقاً واحداً، كأنما فيها السفافيد، فيقولون: ربنا، فيقول: قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون.(11/253)
ثم يأمر بالصراط فيضرب على جهنم، فيمر الناس بأعمالهم زمراً، أوائلهم كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، ثم كأسرع البهائم. قال: ثم كذلك حتى يجيء الرجل سعياً، حتى يجيء الرجل مشياً، حتى يجيء آخرهم رجل يتلقى على بطنه فيقول: يا رب أبطأت بي، فيقول: أبطأ بك عملك.
ثم يأذن الله جل ذكره في الشفاعة، فيكون أول شافع يوم القيامة جبريل، ثم إبراهيم ثم موسى - أو قال: عيسى - .
قال سلمة: ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم رافعاً لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه، وهو المقام المحمود الذي وعده الله: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} وليس من نفس إلا وتنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار، فيقال: لو عملتم وهو يوم الحسرة، قال: فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة، فيقال: لو عملتم، ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار فيقال: لولا أن من الله عليكم.
ثم يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون، فيشفعهم الله، ثم يقول: أنا أرحم الراحمين، فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمة الله، حتى ما يترك فيها أحداً فيه خير، ثم قرأ عبد الله: {ما سلككم في
ص.596
سقر} وعقد بيده {قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين} وعقد أربع.
قال سفيان بيده وعقد أربعاً، وعقد أربع أصابع، ووصفه أبو نعيم.
وقال عبد الله: ترون في هؤلاء أحداً فيه خير؟ فإذا أراد الله أن لا يخرج منها أحداً، غيّر وجوههم وألوانهم، فيجيء الرجل من المؤمنين فيشفع، فيقال له: من عرف أحداً فليخرجه، فيجيء بالرجل فينظر فلا يعرف أحداً، فيقول الرجل للرجل: يا فلان أنا فلان، فيقول: ما أعرفك، فيقولون: {ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون} فإذا قال ذلك أطبقت عليهم فلا يخرج منهم بشر.(11/254)
رواه الطبراني وهو موقوف مخالف للحديث الصحيح وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أول شافع".
*3* 2. باب النفخ في الصور.
18306- عن أبي مرية عن النبي صلى الله عليه وسلم - أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
"النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق" - أو قال: - "رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق، ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخان".
رواه أحمد على الشك فإن كان عن أبي مرية فهو مرسل ورجاله ثقات وإن كان عن عبد الله بن عمرو فهو متصل مسند ورجاله ثقات.
ص.597
18307- وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنى جبهته، وأصغى السمع متى يؤمر؟". قال: فسمع بذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فشق عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل".
رواه أحمد والطبراني ورجاله وثقوا على ضعف فيهم.
18308- وعن ابن عباس في قوله عز وجل: {فإذا نقر في الناقور} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ؟". فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف نقول؟ قال: "قولوا: حسبنا لله ونعم الوكيل، على الله توكلنا".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط باختصار عنه وفيه عطية العوفي وهو ضعيف وفيه توثيق لين.
18309- وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من صباح إلا وملكان يناديان: سبحان الملك القدوس. وملكان يناديان: اللهم أعط منفقاً خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً. وملكان موكلان بالصور، ينتظران متى يؤمران فينفخان. وملكان يناديان: يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر. وملكان يناديان: ويل للرجال من النساء، وويل للنساء من الرجال".
قلت: روى ابن ماجة طرفاً منه.
ص.598(11/255)
رواه البزار وفيه خارجة بن مصعب الخراساني وهو ضعيف جداً، وقال يحيى بن يحيى: مستقيم الحديث، وبقية رجاله ثقات.
18310- وعن عبد الله بن الحارث قال: كنت عند عائشة وعندها كعب الحبر، فذكر إسرافيل، فقالت عائشة: يا كعب أخبرني عن إسرافيل، فقال كعب: عندكم العلم، قالت: أجل، قالت: فأخبرني، قال: له أربعة أجنحة: جناحان في الهواء، وجناح قد تسربل به، وجناح على كاهله، والقلم على أذنه، فإذا نزل الوحي كتب القلم ثم درست الملائكة، وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب للأخرى، فالتقم الصور محني ظهره، وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور. فقالت عائشة: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
*3* 3. باب قيام الساعة وكيف ينبتون.
18311- عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس، فلا تزال ترتفع في السماء وتنتشر حتى تملأ السماء، ثم ينادي مناد: يا أيها الناس، أتى أمر الله فلا تستجعلوه". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فوالذي نفسي بيده إن الرجلين ينشران الثوب فلا يطويانه وإن الرجل ليمدر حوضه فلا يسقي منه شيئاً أبداً، والرجل يحلب ناقته فلا يشربه أبداص".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله مولى المغيرة وهو ثقة.
ص.599
18312- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لتقم الساعة والرجلان ثوبهما لا يطونانه ولا يتبايعانه، ولتقم الساعة والرجل قد رفع لقمته إلى فيه لا يطعمها، ولتقم الساعة والرجل يلط حوضه فلا يسقي منه".
قلت: هو في الصحيح خلا قوله: "والرجل قد رفع لقمته لا يطعمها".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18313- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لتقمصن بكم قماص البكر". - يعني الأرض - .
رواه البزار ورجاله ثقات.(11/256)
18314- وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يأكل التراب كل الإنسان إلا عجب ذنبه". قيل: وما مثله يا رسول الله؟ قال: "مثل حبة خردل منه تنبتون".
رواه أحمد وإسناده حسن.
18315- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما هلك قوم لوط إلا في الأذان، ولا تقوم الساعة إلا في الأذان".
قال الطبراني: معناه عندي والله أعلم: في وقت أذان الفجر، وهو وقت الاستغفار والدعاء.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير آدم بن علي وهو ثقة.
*3* 4. باب يبعث الناس على نياتهم.
18316- ص.600 عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنما يبعث المسلمون يوم القيامة على النيات".
رواه أبو يعلى في الكبير وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
18317- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل نفس تحشر على هواها، فمن هوى الكفر فهو مع الكفرة، ولا ينفعه عمله شيئاً".
رواه الطبراني في الأوسط.
*3* 4. باب كيف يحشر الناس.
18318- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنكم محشورون حفاة عراة غُرْلاً".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عمر بن شبة وهو ثقة.
18319- وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يحشر الناس يوم القيامة مشاة حفاة غُرْلاً". قيل: يا رسول الله ينظر الرجال إلى النساء؟ فقال: "لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه".
ص.601
رواه الطبراني في والكبير باختصار عنه، وفيهما إبراهيم بن حماد بن أبي حازم ضعفه الدارقطني، وبقية رجال الكبير رجال الصحيح.
18320- وعن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة". فقالت أم سلمة: يا رسول الله واسوءتاه! ينظر بعضنا إلى بعض؟ فقال: "شُغل الناس". قلت: ما شغلهم؟ قال: "نشر الصحائف فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل".(11/257)
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن موسى بن أبي عياش وهو ثقة.
18321- وعن الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة". فقالت امرأة: يا رسول الله فكيف يرى بعضنا بعضاً؟ فقال: "إن الأبصار شاخصة". فرفع بصره إلى السماء، فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يستر عورتي، قال: "اللهم استر عورتها".
رواه الطبراني وفيه سعيد بن المرزبان وهو ضعيف وقد وثق.
18322- وعن سودة بنت زمعة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يبعث الناس حفاة عراة غُرْلاً، قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان". فقلت: يبصر بعضنا بعضاً؟ فقال: "شغل الناس، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه".
ص.602
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عباس وهو ثقة.
18323- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يحشر الناس يوم القيامة على الدواب ليوافوا المحشر، ويبعث صالح على ناقته، ويبعث أبنائي الحسن والحسين على ناقتي العضباء، وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها، ويبعث بلال على ناقة من نوق الجنة فينادي بالأذان محضاً، وبالشهادة حقاً، حتى إذا قال: أشهد أن محمداً رسول الله شهد له المؤمنون من الأولين والآخرين، فقُبلت ممن قبلت، ورُدت على من ردت".
رواه الطبراني في الصغير والكبير ولفظه:
"يُحشر الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا من يؤمهم للمحشر، ويُبعث صالح على ناقته، وأُبعث على البراق، ويبعث أبنائي الحسن والحسين على ناقتين من نوق الجنة".
وفيها أبو صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثق، وعثمان بن يحيى بن صالح المصري كذلك، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
18324- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في الموت ولا في القبور ولا في
ص.603(11/258)
النشور، كأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من التراب يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن".
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
18325- وعن سليم بن عامر الكلاعي قال: قلنا للمقدام بن معدي كرب الكندي: يا أبا كريمة إن الناس يزعمون أنك لم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: بلى والله لقد رأيته، ولقد أخذ بشحمة أذني هذه وأنا أمشي مع عم لي، ثم قال لعمي: "أترى أنه يذكره؟". قلنا: يا أبا كريمة حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعته يقول:
"يُحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني يوم القيامة في خلق آدم، وقلب أيوب وحسن يوسف مرداً مكحلين". فقلنا: يا رسول الله فكيف بالكافر؟ قال: "يغلظ للنار حتى يكون غلظ جلده أربعين ذراعاً، وقريضة الناب من أسنانه مثل أحد".
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن.
18326- وعن المقدام بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يُحشر الناس ما بين السقط إلى الشيخ الفاني أبناء ثلاث وثلاثين في خلق آدم وحسن يوسف وقلب أيوب، مكحلين ذوي أفانين".
رواه الطبراني وفيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي وهو ضعيف وفيه توثيق لين.
ص.604
18327- وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يبعث الله يوم القيامة ناساً في صور الذر، يطؤهم الناس بأقدامهم، فيقال: ما هؤلاء في صور الذر؟ فيقال: هؤلاء المتكبرون في الدنيا".
رواه البزار وفيه القاسم بن عبد الله العمري وهو متروك.
18328- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يُحشر المتكبرون يوم القيامة في صور الذر".
رواه البزار وفيه من لم أعرفه.
*3* 5. (بابان في الموت).
*4* 1. باب في الموت وفيما يكون بعد الموت.
18329- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو يعلم المرء ما يأتيه بعد الموت ما أكل أكلة ولا شرب شربة إلا وهو يبكي ويضرب على صدره".(11/259)
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه إبراهيم بن هراسة وهو متروك.
18330- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما الموت فيما بعده إلا كنطحة عنز".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
ص.605
18331- وعن عبد العزيز العطار عن أنس بن مالك - لا أعلمه إلا رفعه - قال:
"لم يلق ابن آدم شيئاً منذ خلقه الله عز وجل أشد عليه من الموت، ثم الموت أهون مما بعده، وإنهم ليلقون من هول ذلك اليوم شدة حتى يلجمهم العرق، حتى إن السفن لو أجريت فيه لجرت".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد، ورواه أحمد باختصار عنه ولم يشك في رفعه، وإسناد جيد.
*4* 2. باب ما جاء في هول المطلع وشدة يوم القيامة.
18332- عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد".
فذكر الحديث وقد تقدم في كتاب التوبة في طول العمر.
رواه أحمد والبزار وإسنادهما جيد.
18333- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يبعث الناس يوم القيامة والسماء تطش عليهم".
رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عبد الرحمن بن أبي الصهباء ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا، وبقية رجاله ثقات.
18334- وعن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"تدنو الشمس يوم القيامة على قدر ميل، ويزداد في حرها كذا وكذا يغلي
ص.606
منها الهوام كما يغلي القدور يعرقون فيها على قدر خطاياهم، فمنهم من تبلغ إلى كعبيه ومنهم من يبلغ إلى ساقيه، ومنهم من يبلغ إلى وسطه، ومنهم من يلجمهم العرق".
رواه أحمد و الطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير القاسم بن عبد الرحمن وقد وثقه غير واحد.
18335- وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/260)
"تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس، فمن الناس من يبلغ عرقه عقبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ إلى العجز، ومنهم من يبلغ الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبيه، ومنهم من يبلغ عنقه، ومنهم من يبلغ وسط فيه - وأشار بيده ألجمها فاه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير هكذا - ومنهم من يغطيه عرقه - وضرب بيده وأشار - ".
رواه أحمد و الطبراني وإسناد الطبراني جيد.
18336- وعن سعيد بن عمير الأنصاري قال: جلست إلى عبد الله بن عمر وأبي سعيد فقال أحدهما لصاحبه: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه: "يبلغ العرق [من الناس] يوم القيامة". فقال أحدهما: "إلى شحمته". وقال الآخر: "يلجمه". فحط ابن عمر وأشار أبو عاصم بإصبعيه من شحمة أذنه إلى فيه، فقال: ما أرى ذلك إلا سواء.
قلت: حديث ابن عمر في الصحيح.
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير سعيد بن عمير وهو ثقة.
ص.607
18337- وعن المقدام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"تدنو الشمس يوم القيامة حتى تكون من الناس قدر ميل، ويزاد في حرها فتصحرهم، فيكونون في العرق بقدر أعمالهم، فمنهم من يأخذه العرق إلى كعبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاماً".
ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى فيه.
رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد عرق الحمصي ولم أعرفه، وبقية رجاله حديثهم حسن.
18338- وعن محمد بن فرات قال: اختصم إلى محارب رجلان، قال: فشهد على أحدهما رجل، فقال المشهود عليه: والله ما علمت أنه لرجل صدق، ولئن سألت عنه ليحمدن أو ليزكين، ولقد شهد علي بباطل ولا أدري ما اجتراؤه على ذلك؟ فقال له محارب بن دثار: يا هذا اتق الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/261)
"شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار، وإن الطير يوم تضرب بأجنحتها وترمي ما في أجوافها ما لها طلبة".
والنبي صلى الله عليه وسلم يعظ رجلاً.
قلت: قصة شاهد الزور رواها ابن ماجة.
ص.608
رواه أبو يعلى و الطبراني باختصار عنه إلا أنه قال: "وتطرح ما في بطونها وليست عليها مظلمة فاتقه".
وفي إسناده محمد بن الفرات وهو كذاب.
18339- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: الأرض كلها نار يوم القيامة، والجنة من ورائها كواعبها وأكوابها، والذي نفس عبد الله بيده، إن الرجل ليفيض عرقاً حتى تسيخ في الأرض قامته، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه وما مسه الحساب. قالوا: مم ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: مما يرى الناس يلقون.
رواه الطبراني موقوفاً ورجاله رجال الصحيح.
*3* 6. باب.
18340- عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ينصب للكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة كما لم يعمل في الدنيا، وإن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة".
رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن على ما فيه من ضعف.
18341- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول: يا رب أرحني ولو إلى النار".
18342- وفي رواية موقوفة: "إن الكافر".
رواهما الطبراني في الكبير بإسنادين، ورواه في الأوسط.
ص.209
18343- وفي رواية فيهما أنه قال: "إن الكافر ليحاسب يوم القيامة حتى يلجمه العرق".
18344- وفي رواية في الأوسط أيضاً: "إن الكافر ليلجم بعرقه من شدة ذلك اليوم حتى يقول".
ورجال الكبير رجال الصحيح، وفي رجال الأوسط محمد بن إسحاق وهو ثقة لكنه مدلس.
ورواه أبو يعلى مرفوعاً بنحو الكبير.
18345- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن العرق ليلزم المرء في الموقف حتى يقول: يا رب إرسالك بي إلى النار أهون علي مما أجد، وهو يعلم ما فيها من شدة العذاب".(11/262)
رواه البزار وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف جداً.
*3* 7. باب كيف يبعث المؤمنون يوم القيامة.
18346- عن معاذ بن جبل قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
"يُبعث المؤمنون يوم القيامة جرداً مرداً مكحلين بني ثلاثين سنة".
رواه أحمد وإسناده حسن إلا أن شهراً لم يدرك معاذ بن جبل.
قلت: وقد تقدم حديث المقدام بن معدي كرب بنحوه في باب كيف يحشر الناس إلا أنه قال:
"أبناء ثلاث وثلاثين سنة، في خلق آدم وحسن يوسف وقلب أيوب".
وإسناده جيد.
ص.610
وقد تقدم حديث المقدام بن الأسود بمعناه.
*3* 8. باب خفة يوم القيامة على المؤمنين.
18347- عن أبي سعيد الخدري قال: قيل: يا رسول الله {يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} ما أطول هذا اليوم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده، إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا".
رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن على ضعف في راويه.
18348- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"{يوم يقوم الناس لرب العالمين} مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة، فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن عبد الله بن خالد وهو ثقة.
18349- وعن عبد الله بن عمرو أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عن ثلاث، فقال: "سل عما شئت". قال: كم مقام الناس بين يدي رب العالمين يوم القيامة؟ وما يشق على المؤمن في ذلك المقام؟ وهل بين الجنة والنار منزل؟ فقال:
"أما قولك: كم مقام الناس بين يدي رب العالمين؟ فألف سنة، لا يؤذن لهم. وأما قولك: ما يشق على المؤمن في ذلك المقام؟ فإن المؤمنين فريقان: فأما السابقون فكالرجلين تناجياً فطالت نجواهما ثم انصرفا فأدخلا الجنة".
فقلت: ما أيسر هذا!
ص.611(11/263)
"أما قولك: هل بين الجنة والنار منزل؟ فإن بينهما حوضي شرفاته على الجنة، وتضرب شرفاته على النار، طوله شهر، وعرضه شهر، أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، فيه أقداح من فضة وقوارير، من شرب منه كأساً لم يجد عطشاً ولا حزناً حتى يقضى بين الناس".
قلت: له حديث فيه ذكر الحوض في الصحيح.
رواه الطبراني وفيه هشام بن بلال ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
18350- وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تجتمعون يوم القيامة فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ فيقومون فيقول: ماذا عملتم؟ فيقولون: ربنا ابتلينا فصبرنا، ووليت الأمور والسلطان غيرنا. فيقول الله جل ذكره: صدقتم - أو نحو هذا - فيدخلون الجنة قبل الناس بزمان. ويبقى شدة الحساب على ذوي الأمور والسلطان". قالوا: فأين المؤمنون يومئذ؟ قال: "يوضع لهم منابر من نور، يظلل عليهم الغمام، يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي كثير الزبيدي وهو ثقة.
*3* 9. باب جامع في البعث.
18351- وعن لقيط بن عامر أنه خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له: نهيك بن عاصم بن المنتفق.
قال لقيط: خرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسلاخ رجب، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من صلاة الغداة فقام في الناس خطيباً فقال:
ص.612
"أيها الناس إني خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم، ألا فهل من امرئ بعثه قومه؟". فقالوا: أعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. "ألا ثم لعلة يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال، ألا إني مسؤول: هل بلغت؟ ألا اسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا، ألا اجلسوا". فجلس الناس.
فقمت أنا وصاحبي، حتى إذا فرغ لنا فؤداه وبصره قلت: يا رسول الله ما عندك من علم الغيب؟ فضحك لعمر الله وهز رأسه، وعلم أني أبتغي لسقطه، قال:(11/264)
"ضن ربك عز وجل بمفاتيح الخمس من الغيب لا يعلمها إلا الله". وأشار بيده، قلت: وما هي؟ قال: "علم المنية، وقد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه، وعلم ما في غد أنت طاعم، ولا تعلمه، وعلم يوم الغيث يشرف عليكم أزلين مشفقين، فيظل يضحك، قد علم أن غيركم إلي قريب". قال لقيط: لن نعدم من رب يضحك خيراً. "وعلم يوم الساعة". قلت: يا رسول الله علمنا مما تعلم الناس، فإنا من قوم لا يصدقون تصديقنا أحداً من مذحج التي تربو علينا، وخثعم التي توالينا، وعشيرتنا التي نحن منها. قال: "تلبثون ما لبثتم، ثم يتوفى نبيكم صلى الله عليه وسلم، ثم تلبثون ما لبثتم، ثم تبعث الصائحة لعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات، والملائكة الذين مع ربك عز وجل، وأصبح ربك عز وجل يطيف في الأرض، وخلت عليه البلاد، فأرسل ربك عز وجل السماء بهضب (بمطر) من عند العرش، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصدع قتيل، ولا مدفن ميت إلا شقت القبر عنه حتى تخلقه من عند رأسه، فيستوي جالساً يقول ربك: مهيم لما كان فيه، يقول: يا رب أمس اليوم لعهده بالحياة يحسبه حديثاً بأهله".
فقلت: يا رسول الله كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا
ص.613
الرياح والبلى والسباع؟ قال: "أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، والأرض أشرفت عليها وهي مدرة بالية فقلت: لا تحيا أبداً، ثم أرسل ربك عز وجل السماء فلم تلبث عليك إلا أياماً حتى أشِرفت عليها وهي شربة واحدة، ولعمر إلهك لهو قادر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض، فتخرجون من الأضواء ومن مصارعكم، فتنظرون الله وينظر إليكم".(11/265)
قال: قلت: يا رسول الله فكيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ننظر إليه؟ قال: "أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، الشمس والقمر آية منه صغيرة، ترونهما ويريانكم، لا تضارون في رؤيتهما، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وتروه منهما إن تروهما ويرياكم لا تضارون في رؤيتهما". قلت: يا رسول الله فما يفعل بنا ربنا عز وجل إذا لقيناه؟ قال: "تُعرضون عليه بادية صحائفكم، لا تخفى منكم خافية فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح قبلكم بها، فلعمر إلهك ما يخطئ وجه أحد منكم منها قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء، وأما الكافر فتخطمه بمثل الحميم الأسود، ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويفرق على أثره الصالحون، فيسلكون جسراً من النار، فيطأ أحدكم الجمرة فيقول: حس، فيقول ربك عز وجل: وإنه فتطلعون على حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم على أظمأ والله ناهلة قط رأيتها، فلعمر إلهك ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع
ص.614
عليها قدح يطهره من الطوف والبول والأذى، وتحبس الشمس والقمر فلا ترون منهما واحداً".(11/266)
قلت: يا رسول الله فبم نبصر؟ قال: "بمثل بصرك ساعتك هذه، وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض واجهت الجبال". قلت: يا رسول الله فبم نجزى من سيئاتنا؟ قال: "الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها، إلا أن يعفو". قال: قلت: يا رسول الله أما الجنة أما النار؟ قال: "لعمر إلهك للنار سبعة أبواب، ما منها باب إلا يسير الراكب بينها سبعين عاماً". قلت: يا رسول الله فعلى ما نطلع من الجنة؟ قال: "على أنهار من عسل مصفى، وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسن، وبفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون، وخير من مثله معه وأزواج مطهرة". قلت: يا رسول الله ولنا فيها أزواج أو منهن مصلحات؟ قال: "الصالحات للصالحين تلذون بهن مثل لذاتكم في الدنيا، ويلذذن بكم، غير أن لا توالد". قال لقيط: فقلت: أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه؟ قال: قلت: يا رسول الله على ما أبايعك؟ قال: فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال: "على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وزيال المشركين وألا تشرك بالله غيره". قال: قلت: وإن لنا ما بين المشرق والمغرب؟ فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده وبسط أصابعه وظن أني مشترط شرطاً لا يعطينيه، قال: قلت: نحل منها حيث شئنا ولا يجني على امرئ إلا نفسه؟ فبسط يده وقال: "ذلك لك، تحل حيث شئت ولا تجني عليك إلا نفسك". قال: فانصرفنا وقال: "ها إن هذين لعمر إلهك إن حدثت
ص.615
ألا إنهم من أتقى الناس في الأولى والآخرة". فقال له كعب بن الخدارية أحد بني كعب بن كلاب: من هم يا رسول الله؟ قال: "بنو المنتفق أهل ذلك".(11/267)
قال: فانصرفنا وأقبلت عليه، قلت: يا رسول الله هل لأحد فيما مضى من خير في جاهليتهم؟ قال: فقال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق في النار، قال: فلكأنما وقع حر بين جلدي ووجهي مما قال لأبي على رؤوس الناس، فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله؟ فإذا الأخرى أجهل، فقلت: يا رسول الله وأهلك؟ قال: "وأهلي لعمر الله، ما أتيت على قبر عامري أو قرشي [من مشرك] فقلت: أرسلني إليك محمد أبشرك بما يسوءك تجر على وجهك وبطنك في النار". قلت: يا رسول الله ما فعل بهم ذلك وقد كانوا يحسنون وكانوا يحسبون أنهم مصلحون؟ قال: "ذاك بأن الله بعث في آخر كل سبع أمم - يعني نبياً - فمن عصى نبيه كان من الضالين، ومن أطاع نبيه كان من المهتدين".
رواه عبد الله والطبراني بنحوه وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل ورجالها ثقات، والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط: إن لقيطاً.
18352- وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياماً أربعين سنة، شاخصة أبصارهم، ينتظرون فصل القضاء".
قال: "وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي، ثم ينادي مناد: أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم
ص.616
أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، أن يولي كل أناس منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا، أليس ذلك عدلاً من ربكم؟". قالوا: بلى، قال: "فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون، ويقولون ويقولون في الدنيا". قال: "فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون، فمنهم من ينطلق إلى الشمس، ومنهم من ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون".
قال: "ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ويمثل لمن كان يعبد عزيراً شيطان عزيز، ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته".(11/268)
قال: "فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول: ما لكم لا تنطلقون كانطلاق الناس؟ فيقولون: إن لنا لإلهاً ما رأيناه، فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها، قال: فيقول: ما هي؟ فتقول: يكشف عن ساقه". قال: "فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخر كل من كان نظره، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهو سالمون، ثم يقول: ارفعوا رؤوسكم، فيرفعون رؤوسهم، فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك، ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك، حتى يكون آخرهم رجلاً يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة، فإذا أضاء قدم قدمه وإذا طفئ قام".
ص.617
قال: "والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر في النار فيبقى أثره كحد السيف".
قال: "فيقول: مروا، فيمرون على قدر نورهم، منهم من يمر كطرفة العين، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالسحاب، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الفرس، ومنهم من يمر كشد الرحل، حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يجثو على وجهه ويديه ورجليه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل، وتصيب جوانبه النار، فلا يزال كذلك حتى يخلص، فإذا خلص وقف عليها فقال: الحمد لله فقد أعطاني الله ما لم يعط أحداً إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها".
قال: "فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة، فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم، فيرى ما في الجنة من خلل الباب، فيقول: رب أدخلني الجنة، فيقول الله: أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار؟ فيقول: رب اجعل بيني وبينها حجاباً لا أسمع حسيسها".(11/269)
قال: "فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك، كأن ما هو فيه إليه الحلم، فيقول: رب أعطني ذلك المنزل، فيقول له: لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، وأنى منزل أحسن منه؟ فيعطى فينزله، ويرى أمام ذلك منزلاً كأن ما هو فيه إليه حلم، قال: رب أعطني ذلك المنزل، فيقول
ص.618
الله تبارك وتعالى: فلعلك إن أعطيتكه تسأل غيره، فيقول: لا وعزتك يا رب، وأنى منزل يكون أحسن منه؟ فيعطاه وينزله، ثم يسكت فيقول الله جل ذكره: ما لك لا تسأل؟ فيقول: رب قد سألتك حتى قد استحييتك، وأقسمت حتى استحييتك، فيقول الله جل ذكره: ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه؟ فيقول: أتهزأ بي وأنت رب العزة؟ فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله.
قال: فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن قد سمعتك تحدث هذا الحديث مراراً، كلما بلغت هذا المكان ضحكت! قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث هذا الحديث مراراً، كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه.
قال: "فيقول الرب جل ذكره: لا ولكني على ذلك قادر، سل. فيقول: ألحقني بالناس، فيقول: الحق بالناس، قال: فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة، فيخر ساجداً فيقال له: ارفع رأسك ما لك؟ فيقول: رأيت ربي - أو ترأءى لي ربي - فيقال له: إنما هو منزل من منازلك.
قال: "ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له، فيقال له: مه، فيقول: رأيت أنك ملك من الملائكة، فيقول: إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه".
ص.619(11/270)
قال: "فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر". قال: "وهو من درة مجوفة، سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها، تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء، فيها سبعون باباً، كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى، في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف، أدناهن حوراء عيناء، عليها سبعون حلة، يرى مخ ساقها من وراء حللها، كبدها مرآته وكبده مرآتها، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً عما كانت قبل ذلك فيقول لها: والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفاً، وتقول له: وأنت ازددت في عيني سبعين ضعفاً، فيقال له: أشرف، فيشرف فيقال له: ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك".
قال: فقال عمر: ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلاً؟ فكيف أعلاهم؟ قال: يا أمير المؤمنين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، إن الله جل ذكره خلق داراً جعل فيها ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربة، ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من الملائكة، ثم قال كعب: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}.
قال: "وخلق دون ذلك جنتين، وزينهما بما شاء، وأراهما من شاء من خلقه، ثم قال: من كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التي لم يرها أحد، حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا
ص.620
دخلها من ضوء وجهه، فيستبشرون لريحه فيقولون: واهاً لهذا الريح، هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه".
قال: ويحك يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها، فقال كعب: إن لجهنم يوم القيامة لزفرة، ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لركبتيه، حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول: رب نفسي نفسي! حتى لو كان لك عمل سبعين نبياً إلى عملك لظننت أن لا تنجو.
18353- وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/271)
"يقوم الناس لرب العالمين أربعين سنة شاخصة أبصارهم، ينتظرون فصل القضاء".
قال: فذكر مثل حديث زيد بن أبي أنيسة.
رواه كله الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة.
18354- وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا:
"إنكم تحشرون إلى بيت المقدس ثم تجتمعون يوم القيامة".
رواه البزار والطبراني وإسناد الطبراني حسن.
18355- وعن ابن عباس قال: من شك أن المحشر بالشام فليقرأ أول سورة الحشر: {هو الذي أخرج الذين كفروا من ديارهم لأول الحشر} قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فهي أرض المحشر".
ص.621
رواه البزار وفيه أبو سعد البقال والغالب عليه الضعف.
18356- وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تُحشر الناس فينادي مناد: أليس عدلاً مني أن أولي كل قوم ما كانوا يعبدون؟ ثم ترفع لهم آلهتهم فيتبعونها، حتى لا يبقى أحد غير هذه الأمة، فيقال لهم: ما لكم؟ قالوا: لا نرى إلهنا الذي كنا نعبد، فيتجلى لهم تبارك وتعالى".
فقيل لأبي بردة: والله لسمعت أبا موسى يذكر هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: والله الذي لا إله غيره، ثلاث مرات.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه فرات بن السائب وهو ضعيف.
18357- وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تحشر هذه الأمة يوم القيامة على ثلاثة أصناف: فصنف يدخلون الجنة بغير حساب، وصنف يحاسبون حساباً يسيراً ويدخلون الجنة، وصنف يجيئون على حمائلهم كأمثال الجبال الراسية، فيقول الله جل وعز للملائكة - وهو أعلم بهم - : من هؤلاء؟ فيقولون: ربنا عبيد من عبيدك كانوا يعبدونك لا يشركون بك شيئاً، فيقول: حطوها عنهم وضعوها على اليهود والنصارى وادخلوا الجنة برحمتي".
قلت: له حديث في الصحيح غير هذا.
رواه الطبراني وفيه عثمان بن مطر وهو مجمع على ضعفه.(11/272)
18358- وعن ابن مسعود قال: إنكم مجموعون بصعيد واحد ينفذكم البصر، ويسمعكم الداعي.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير رباح النخعي وهو ثقة.
18359- وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يجمع
ص.622
الأمم يوم القيامة، ثم ينزل من عرشه إلى كرسيه، وكرسيه وسع السماوات والأرض".
رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك.
*3* 10. باب كثرة هذه الأمة وعلامتها في الآخرة.
18360- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يأتي معي من أمتي يوم القيامة مثل السيل والليل، فتحطم الناس حطمة فتقول الملائكة: لما جاء مع محمد أكثر مما جاء مع سائر الأمم أو الأنبياء".
رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
18361- وعن أبي ذر وأبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأعرف أمتي يوم القيامة من بين الأمم". قالوا: يا رسول الله كيف تعرف أمتك؟ قال: "أعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم سيماهم في وجوههم من أثر السجود، وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم".
18362- وفي رواية: "يسعى بين أيديهم وأيمانهم".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق.
18363- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.623
"أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة، وأنا أول من يرفع رأسه فأنظر إلى بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم ومن خلفي مثل ذلك وعن يميني مثل ذلك وعن شمالي مثل ذلك".
فقال رجل: كيف تعرف أمتك يا رسول الله من بين الأمم، فيما بين نوح إلى أمتك؟ قال: "هم غر محجلون من أثر الوضوء، ليس أحد كذلك غيرهم، وأعرفهم إنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم تسعى ذريتهم بين أيديهم".
رواه أحمد والبزار باختصار عنه إلا أنه قال: "وذراريهم نور بين أيديهم".
ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق.(11/273)
18364- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم الغر المحجلون".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
قلت: وقد تقدم في كتاب الطهارة أحاديث من نحو هذا الباب.
*3* 11. باب طي السماوات والأرضين وتبديل الأرض بغيرها.
18365- عن عكرمة قال: كلتا يدي الله يمينان، فيطوي السموات فيأخذهن بيده، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟
ص.624
قال عمر بن حمزة: فحدثت بهذا الحديث سالم بن عبد الله، فقال سالم: أخبرنا عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يطوي الأرضين، ثم يأخذهن بشماله ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟".
قلت: حديث ابن عمر في الصحيح باختصار عن هذا.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن حماد سجادة وهو ثقة.
18366- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} قال:
"أرض بيضاء لم يسفك عليها دم ولم يعمل عليها خطيئة".
رواه البزار وفيه جرير بن أيوب وهو مجمع على ضعفه.
*3* 12. باب ما جاء في الحساب.
18367- عن الحسن قال: حدثنا أبو هريرة إذ ذاك ونحن بالمدينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تجيء الأعمال يوم القيامة، فتجيء الصلاة فتقول: يا رب أنا الصلاة، فيقول: إنك على خير، وتجيء الصدقة فتقول: يا رب أنا الصدقة! فيقول: إنك على خير، ثم يجيء الصيام فيقول: يا رب أنا الصيام، فيقول: إنك على خير، ثم تجيء الأعمال على ذلك، فيقول الله تبارك وتعالى: إنك على خير، ثم يجيء الإسلام فيقول: يا رب أنت السلام وأنا الإسلام، فيقول الله عز وجل: إنك على خير، بك اليوم آخذ وبك أعطي.
ص.625
قال الله عز وجل في كتابه: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}".(11/274)
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وزاد: فيقول الله: {إن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغ غير اٌلإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.
وفيه عباد بن راشد وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
18368- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رأيت الناس جمعوا للحساب".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
18369- وعن جابر بن عبد الله قال: بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشتريت بعيراً ثم شددت عليه رحلي، ثم سرت إليه شهراً حتى قدمت عليه بالشام، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب، فقال: أين عبد الله؟ قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه، فاعتنقني واعتنقته فقلت: حديثاً بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يُحشر الله العباد يوم القيامة - أو قال: الناس يوم القيامة - حفاة عراة غُرْلاً بُهْماً".
قال: قلنا: وما بهماً؟ قال: "ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الديان، أنا الملك، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من
ص.626
أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة".
قال: قلنا: كيف وإنما نأتي عراة غُرْلاً بهماً؟ قال: "الحسنات والسيئات".
رواه أحمد ورجاله وثقوا، ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال: بمصر.
قلت: وقد تقدم حديث المقدام بن معدي كرب وحديث المقداد بن الأسود في باب جامع البعث قبل هذا.
18370- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/275)
"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه وعن حبنا أهل البيت".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حسين بن الحسن الأشقر وهو ضعيف جداً وقد وثقه ابن حبان مع أنه يشتم السلف.
18371- وعن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربعة: عن جسده فيما أبلاه، وعمره فيما أفناه، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت". قيل: يا رسول الله فما علامة حبكم؟ فضرب بيده على منكب علي رضي الله عنه.
رواه الطبراني في الأوسط، وهو عند الترمذي دون قوله: "وعن حبنا أهل البيت". وما بعده. وجعل الرابعة: "وعلمه ماذا عمل به". وفي إسناد الطبراني الحارث بن محمد الكوفي، ويقال له: المعكوف، قال صاحب الميزان: أتى بخبر باطل، وباقيهم ثقات.
18372- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.627
"لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو بكر الداهري وهو ضعيف جداً.
18373- وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه".
رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال الطبراني رجال الصحيح غير صامت بن معاذ وعدي بن عدي الكندي وهما ثقتان.
18374- وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا كان يوم القيامة دعا الله عبداً من عبيده فيوقفه بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله".
رواه الطبراني في الصغير وفيه يوسف بن يونس أخو أبي مسلم الأفطس وهو ضعيف جداً.(11/276)
18375- وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله عز وجل ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان".
رواه البزار وفيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك.
ص.628
18376- وعن عبد الله بن عكيم قال: سمعت عبد الله بن مسعود في هذا المسجد يبدأ باليمين قبل الكلام فقال: ما منكم من أحد إلا أن ربه عز وجل سيخلو به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر، فيقول: ابن آدم ما غرك بي؟ ابن آدم ما غرك بي؟ ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ ابن آدم ماذا عملت؟ ابن آدم ماذا عملت؟ ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟
رواه الطبراني في الكبير موقوفاً، وروى بعضه مرفوعاً في الأوسط:
"عبدي! ما غرك بي؟ ماذا أجبت المرسلين؟".
ورجال الكبير رجال الصحيح غير شريك بن عبد الله وهو ثقة وفيه ضعف، ورجال الأوسط فيهم شريك أيضا وإسحاق بن عبد الله التميمي ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18377- وعن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم عظم شأن المسألة فقال:
"إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على ظهورهم، فيسألهم ربهم تبارك وتعالى فيقولون: ربنا لم ترسل لنا رسولاً، ولم يأتنا لك أمر، ولو أرسلت إلينا رسولاً لكنا أطوع عبادك، فيقول لهم ربهم: أرأيتم إن أمرتكم بأمر أتطيعوني؟ فيأخذ على ذلك مواثيقهم فيقول: اعمدوا لها فادخلوها، فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا (خافوا) فرجعوا، قالوا: ربنا فرقنا منها لا نستطيع أن ندخلها، فيقول: ادخلوها داخرين". فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "لو دخلوها أول مرة كانت عليهم برداً وسلاماً".
رواه البزار بإسنادين ضعيفين.
وقد تقدمت أحاديث في كتاب القدر فيمن مات في الفترة.
ص.629
18378- وعن الحسن قال: خطبنا أبو هريرة رضي الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/277)
"ليعذرن الله عز وجل إلى آدم عليه السلام يوم القيامة ثلاث معاذير، يقول الله تعالى: يا آدم لولا أني لعنت الكذابين وأبغضت الكذب والحلف وأوعدت عليه لرحمت اليوم ولدك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب، ولكن حق القول مني لئن كذبت رسلي وعصي أمري لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين. ويقول الله عز وجل: يا آدم إني لا أُدخل النار أحداً ولا أعذب منهم أحداً إلا من قد علمت بعلمي أني لو ردتته إلى الدنيا لعاد إلى شر ما كان فيه ولم يرجع ولم يعتب. ويقول الله عز وجل: يا آدم قد جعلتك حكماً بيني وبين ذريتك، قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم، فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة، حتى تعلم أني لا أدخل النار منهم إلا ظالماً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو كذاب.
18379- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يتركه الله. فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك، قال الله: {إن الشرك لظلم عظيم}. وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم.
ص.630
وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضاً حتى يدين لبعضهم من بعض".
رواه البزار عن شيخه أحمد بن مالك القشيري ولم أعرفه، وبقية رجاله قد وثقوا على ضعفهم.
18380- وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ذنب لا يغفر، وذنب لا يترك، وذنب يغفر. فأما الذنب الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الذنب الذي يغفر فذنب العبد بينه وبين الله عز وجل، وأما الذنب الذي لا يترك فذنب العباد بعضهم بعضاً".
رواه الطبراني في الكبير والصغير وفيه يزيد بن سفيان بن عبد الله بن رواحة وهو ضعيف تكلم فيه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات.
18381- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/278)
"ذنب يغفر، وذنب لا يغفر، وذنب يجازى به. فأما الذنب الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الذنب الذي يغفر فعملك بينك وبين ربك، وأما الذنب الذي تجازى به فظلمك أخاك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك.
18382- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة: فديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، وديوان لا يغفره الله.
ص.631
فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله، قال الله عز وجل: {ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة}. وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه، أو صلاة تركها، فإن الله يغفر ذلك، ويتجاوز إن شاء. وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص لا محالة".
رواه أحمد وفيه صدقة بن موسى وقد ضعفه الجمهور وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا صدقة بن موسى وكان صدوقاً، وبقية رجاله ثقات.
18383- وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ويل للمالك من المملوك، وويل للمملوك من المالك".
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
18384- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ويل للمالك من المملوك، وويل للمملوك من المالك، وويل للغني من الفقير، وويل للفقير من الغني، وويل للشديد من الضعيف، وويل للضعيف من الشديد".
رواه البزار عن شيخه محمد بن الليث وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف، ولم أجده في الميزان، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أن الأعمش لم يسمع من أنس ورواه أبو يعلى.
ص.632
18385- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليختمصن كل شيء يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا".
رواه أحمد وإسناده حسن.
18386- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(11/279)
"والذي نفسي بيده ليختصمن يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا".
رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه وإسناده حسن.
18387- وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أول خصمين يوم القيامة جاران".
رواه أحمد بإسناد حسن.
18388- وعن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أول من يختصم يوم القيامة الرجل وامرأته، والله ما يتكلم لسانها ولكن يدها ورجلاها تشهدان عليها بما كانت تعيب لزوجها، وتشهد يداه ورجلاه بما كان
ص.633
يوليها، ثم يدعى الرجل وخدمه فمثل ذلك، ثم يدعى أهل الأسواق وما يوجد ثم دوانيق ولا قراريط، ولكن حسنات هذا تدفع إلى هذا الذي ظُلم، وسيئات هذا الذي ظلمه توضع عليه، ثم يؤتى بالجبارين في مقامع من حديد فيقال: أوردوهم إلى النار، فوالله ما أدري يدخلونها أو كما قال الله تعالى: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً}".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وهو ضعيف وقد وثقه سعيد بن منصور وقال: كان مالك يرضاه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18389- وعن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يبعث الله يوم القيامة عبداً لا ذنب له فيقول: بأي الأمرين أحب إليك أن أجزيك؟ بعملك أو بنعمتي عندك؟ قال: رب إنك تعلم أني لم أعصك! قال: خذوا عبدي بنعمة من نعمي، فلا تبقى له حسنة إلا استغرقتها تلك النعمة، فيقول: يا رب نعمتك ورحمتك، فيقول: بنعمتي ورحمتي. ويؤتى بعبد محسن في نفسه لا يرى أن له ذنباً، فيقال له: هل كنت توالي أوليائي؟ قال: كنت من الناس سلماً، قال: فهل كنت تعادي أعدائي؟ قال: يا رب لم يكن بيني وبين أحد شيئاً، فيقول الله عز وجل: لا ينال رحمتي من لم يوال أوليائي ويعاد أعدائي".
رواه الطبراني وفيه بشر بن عون وهو متهم بالوضع.
18390- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(11/280)
"يؤتى بالمليك والمملوك والزوج والزوجة فيحاسب المليك والمملوك
ص.634
والزوج والزوجة، حتى يقال للرجل: شربت يوم كذا وكذا على لذة، ويقال للزوج: خطبت فلانة مع خطاب فزوجتكها وتركتهم".
رواه البزار من رواية سعيد بن مسلمة الأموي عن ليث بن أبي سليم وكلاهما ضعيف وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18391- وعن ابن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من نوقش الحساب هلك".
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار والكبير رجال الصحيح وكذلك رجال الأوسط غير عمرو بن أبي عاصم النبيل وهو ثقة.
18392- وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يحاسب أحد يوم القيامة فيغفر له، يرى المسلم عمله في قبره ويقول الله عز وجل: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} {يُعرف المجرمون بسيماهم}".
رواه أحمد وفيه ابن لهعية وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18393- وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"العار والتخزية تبلغ من ابن آدم يوم القيامة ما يتمنى العبد أن يؤمر به في النار".
رواه أبو يعلى وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو مجمع على ضعفه.
قلت: وقد تقدم حديث ابن مسعود في شدة يوم القيامة أن هذا في حق الكافر.
ص.635
18394- وعن أنس - يرفعه - قال:
"ملك موكل بالميزان، فيؤتى بابن آدم فيوقف بين كفتي الميزان، فإن ثقل ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق: سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وإن خف ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً".
رواه البزار وفيه صالح المري وهو مجمع على ضعفه.
18395- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/281)
"يؤتى يوم القيامة بصحف مختمة فتنصب بين يدي الله تبارك وتعالى، فيقول تبارك وتعالى: ألقوا هذه واقبلوا هذه، فتقول الملائكة: وعزتك ما رأينا إلا خيراً، فيقول الله عز وجل: إن هذا كان لغير وجهي، وإني لا أقبل اليوم إلا ما ابتغي به وجهي".
18396- وفي رواية: "فتقول الملائكة: وعزتك ما كتبنا إلا ما عمل! قال: صدقتم إن عمله كان لغير وجهي".
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح، ورواه البزار.
18397- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق: فرقة يعبدون الله خالصاً، وفرقة يعبدون الله رياء، وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس، فإذا جمعهم الله يوم القيامة قال للذي كان يستأكل الناس: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ فيقول: وعزتك وجلالك أستأكل به الناس، قال: لم ينفعك ما جمعت شيئاً تلجأ إليه، انطلقوا به إلى النار.
ص.636
ثم يقول للذي كان يعبد رياء: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ قال: بعزتك وجلالك رياء الناس، قال: لم يصعد إلي منه شيء، انطلقوا به إلى النار. ثم يقول للذي كان يعبده خالصاً: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ قال: بعزتك وجلالك أنت أعلم بذلك مني، أردت به ذكرك ووجهك، قال: صدق عبدي، انطلقوا به إلى الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن إسحاق العطار وقد ضعفه الجمهور ورضيه أبو حاتم الرازي ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات.
18398- وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله فجحد وخاصم، فقيل له: هؤلاء جيرانك يشهدون عليك، فيقول: كذبوا، فيقول: أهلك وعشيرتك فيقول: كذبوا، فيقول: احلفوا، فيحلفون، ثم يصمتهم الله، وتشهد ألسنتهم ثم يدخلهم النار"ز
رواه أبو يعلى بإسناد حسن على ضعف فيه.
18399- وعن عقبة بن عامر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(11/282)
"إن أول عظم من الإنسان يتكلم يوم يختم على الأفواه فخذه من الرجل الشمال".
رواه أحمد والطبراني وإسنادهما جيد.
18400- وعن معاوية بن حيدة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"ما لي أمسك بحجزكم عن النار؟ ألا إن ربي عز وجل داعي، وإنه سائلي:
ص.637
هل بلغت عبادي؟ وإني قائل: رب إني قد بلغتهم، فليبلغ الشاهد منكم الغائب، ثم إنكم مدعوون مفدمة أفواهكم بالفدام (ما يشد على فم الإبريق أو الكوز من خرقة لتصفية الشراب، أي أنهم يمنعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم) إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه". قلت: يا نبي الله هذا ديننا؟ قال: "هذا دينكم وأينما تحسن يكفك".
رواه أحمد في حديث طويل ورجاله ثقات.
*3* 13. باب ما جاء في القصاص.
18401- قلت: قد تقدم حديث عبد الله بن أنيس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يحشر الله العباد يوم القيامة - أو قال: الناس - عراة غُرْلاً بُهْماً". قال: قلنا: وما بهماً؟ قال: "ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الديان، أنا الملك، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه، حتى اللطمة". قال: قلنا: كيف وإنما نأتي عراة غُرْلاً بُهْماً؟ قال: "الحسنات والسيئات".
وهو عند أحمد والطبراني في الأوسط بإسناد حسن.(11/283)
18402- وعن عائشة وبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلس بين يديه فقال: يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم، فكيف أنا منهم يا رسول الله؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك، وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلاً لك، وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي بقي قبلك".
ص.638
فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهتف، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لك؟ ما تقرأ كتاب الله {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفا بنا حاسبين}". فقال الرجل: يا رسول الله ما أجد شيئاً خيراً لي من فراق هؤلاء - يعني عبيده - أشهدك أنهم أحرار كلهم.
قلت: حديث عائشة وحده رواه الترمذي.
رواه أحمد وفي إسناد الصحابي الذي لم يسم راو لم يسم أيضاً، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
18403- وعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً وشاتان تعتلفان، فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال:
"عجبت لها، والذي نفسي بيده ليقادن لها يوم القيامة".
18404- وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان فقال:
"يا أبا ذر هل تدري فيما انتطحتا؟". قال:لا، قال: "ولكن الله يدري وسيقضي بينهما".
رواه كله أحمد والبزار بالرواية الأولى وكذلك الطبراني في المعجم الأوسط وفيها ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح غير شيخه ابن عائشة وهو ثقة، ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح وفيها راو لم يسم.
18405- وعن عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(11/284)
ص.639
"إن الجماء (التي لا قرن لها) لتقتص من القرناء يوم القيامة".
رواه الطبراني في الكبير والبزار وعبد الله بن أحمد وفيه الحجاج بن نصير وقد وثق على ضعفه، وبقية رجال البزار رجال الصحيح غير العوام بن مزاحم وهو ثقة.
18406- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يقتص للخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى للذرة من الذرة".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18407- وعن أبي هريرة قال: حدثني الصادق المصدوق أبو القاسم صلى الله عليه وسلم:
"إن أول خصم يقضي فيه يوم القيامة عنزان: ذات قرن وغير ذات قرن".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف.
18408- وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنه لبيلغ من عدل الله يوم القيامة حتى يقتص للجماء من ذات القرن".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم وعطاء بن السائب اختلط.
18409- وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وكان بيده سواك، فدعا وصيفة له - أو لها - حتى استبان الغضب في وجهه، فخرجت أم سلمة إلى الحجرات فوجدت الوصيفة وهي تلعب ببهمة فقالت: ألا أراك تلعبين بهذه البهمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك؟! فقالت: لا والذي بعثك بالحق ما سمعتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك".
ص.640
18410- وفي رواية: "لولا القصاص لضربتك بهذا السواك".
18411- وفي رواية: "لولا مخافة القصاص لأوجعتك بهذا السوط".
روى هذا كله أبو يعلى والطبراني بنحوه وقال: دعا وصيفة له، ولم يشك، وقال: "لولا مخافة القود يوم القيامة".
وإسناده جيد عند أبي يعلى والطبراني.
18412- وعن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من رجل يضرب عبداً له إلا أقيد منه يوم القيامة".
رواه البزار ورجاله ثقات.(11/285)
18413- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ضرب سوطاً ظلماً اقتص منه يوم القيامة".
رواه البزار والطبراني في الأوسط وإسنادهما حسن.
18414- وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يقبل الجبار تبارك وتعالى يوم القيامة فيثني رجله على الجسر فيقول: وعزتي وجلالي لا يجاوزني ظلم ظالم، فينصف الخلق بعضهم من بعض حتى إنه لينصف الشاة الجماء من الشاة العضباء بنطحة تنطحها".
رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة وقد ضعفه جماعة وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وبقية رجاله ثقات.
ص.641
18415- وعن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يجيء الرجل يوم القيامة من الحسنات بما يظن أنه ينجو بها، فلا يزال رجل يجيء قد ظلمه بمظلمة فيؤخذ من حسناته، فيعطي المظلوم حتى لا تبقى له حسنة، ثم يجيء من يطلبه ولم يبق من حسناته شيء، فيؤخذ من سيئات المظلوم فتوضع على سيئاته".
رواه الطبراني والبزار عن عبد الله بن إسحاق العطار عن خالد بن حمزة ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18416- وعن سليمان بن حبيب المحاربي قال: خرجت غازياً، فلما مررت بحمص خرجت إلى السوق لأشتري ما لا غنى للمسافر عنه، فلما نظرت إلى باب المسجد قلت: لو أني دخلت فركعت ركعتين، فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد ومكحول في نفر فقالوا: إنا نريد أبا أمامة الباهلي، فقاموا وقمت معهم، فدخلنا عليه فإذا شيخ قد رق وكبر، وإذا عقله ومنطقه أفضل مما نرى من منظره، فكان أول ما حدثنا أن قال: إن مجلسكم هذا من بلاغ الله إياكم وحجته عليكم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلّغ ما أُرسل به، وإن أصحابه قد بلغوا ما سمعوا، فبلغوا ما تسمعون:
ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله عز وجل حتى يدخله الجنة أو يرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، ورجل دخل بيته بسلام.(11/286)
ثم قال: إن في جهنم جسراً له سبع قناطر، على أوسطه العصاة، فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى قيل له: ماذا عليك من الدين؟ وتلا هذه الآية: {ولا يكتمون الله حديثاً}. قال: فيقول: يا رب علي كذا وكذا، فيقال له:
ص.642
اقض دينك، فيقول: ما لي شيء، وما أدري ما أقضي منها! فيقال: خذوا من حسناته، فما يزال يؤخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة، حتى إذا فنيت حسناته قيل: قد فنيت، فيقال: خذوا من سيئات من يطلبه، فركبوا عليه، فلقد بلغني أن رجالاً يجيئون بأمثال الجبال من الحسنات، فما يزال يؤخذ لمن يطلبهم حتى ما تبقى له حسنة.
رواه الطبراني وفيه كلثوم بن زياد وبكر بن سهل الدمياطي وكلاهما وثق وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18417- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يجيء الظالم يوم القيامة حتى إذا كان على جسر جهنم بين الظلمة والوعرة لقيه المظلوم فعرفه وعرف ما ظلمه به، فما يبرح الذين ظلموا يقصون من الذين ظلموا حتى ينزعوا ما في أيديهم من الحسنات، فإن لم تكن لهم حسنات رد عليهم من سيئاتهم حتى يورد الدرك الأسفل من النار".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا.
18418- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يجاء يوم القيامة بأمثال الجبال من مظالم الناس بينهم وحقوقهم، فما يزال الله يقصها حتى لا يبقى منها شيء".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف.
18419- وعن أبي بردة بن نيار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل حابس الغريم على غريمه كأشد ما حبس شيء على شيء، فيقول: يا رب كيف أعطيه وقد حشرتني عرياناً حافياً فمن أين؟ فيقول الله عز
ص.643
وجل: سأعطيهم من حسناتك، فتطرح على حسنات القوم، فإن كفت وإلا أخذت من سيئات القوم فطرحت على سيئاتك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف جداً.(11/287)
18420- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين قال:
"قال الرب تبارك وتعالى: يؤتى بسيئات العبد وحسناته فيقتص أو يقضى، فإن بقيت له حسنة واحدة وسع له في الجنة".
رواه البزار ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
18421- وعن زاذان قال: دخلت على عبد الله بن مسعود وقد سبق إلى مجلسه أصحاب الخز والديباج، فقلت: أدنيت الناس وأقصيتني؟ فقال لي: ادن، فأدناني حتى أقعدني على بساطه، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنه يكون للوالدين على ولدهما دين، فإذا كان يوم القيامة يتعلقان به فيقول: أنا ولدكما، فيودان أو يتمنيان لو كان أكثر من ذلك".
رواه الطبراني عن عمرو بن مخلد عن زكريا بن يحيى الأنصاري ولم أعرفهما، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
18422- وعن جهم بن أوس قال: سمعت عبد الله بن أبي مريم ومر به عبد الله بن رستم في موكبه، فقال لابن أبي مريم: إني لأشتهي مجالستك وحديثك، فلما مضى قال ابن أبي مريم: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تغبطوا فاجراً بنعمة، إنك لا تدري ما هو لاق بعد موته، إن له عند الله قاتلاً لا يموت".
ص.644
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
18423- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رحم الله عبداً كانت لأخيه عنده مظلمة في نفس أو مال، فأتاه فاستحله قبل يوم القيامة، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، إنما هي الحسنات". قيل: يا رسول الله فإن لم يكن له حسنات؟ قال: "أُخذ من سيئاته فطرح على سيئاته".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه هاشم بن عيسى اليزني ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
*3* 14. باب فيمن ستره الله في الدنيا.
18424- عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما ستر الله على عبد في الدنيا فيعيره به يوم القيامة".
رواه الطبراني في الصغير وفيه عمر بن سعيد الأبح وهو ضعيف.(11/288)
*3* 15. باب فيمن يتكفل لله تعالى عنهم لغرمائهم.
18425- عن أم هانئ بنت أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله تبارك وتعالى يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد، ثم ينادي مناد من تحت العرش: يا أهل التوحيد! إن الله عز وجل قد عفا عنكم، فيقوم الناس فيتعلق بعضهم ببعض في ظلامات، ثم ينادي مناد: يا أهل التوحيد! ليعف بعضكم عن بعض وعلي الثواب".
ص.645
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو عاصم الربيع بن إسماعيل منكر الحديث قاله أبو حاتم.
18426- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا التقى الخلائق يوم القيامة فأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجمع تتاركوا المظالم بينكم وثوابكم علي".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحكم بن سنان أبو عون، قال أبو حاتم: عنده وهم كثير، وليس بالقوي، ومحله الصدق، يكتب حديثه، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات.
وقد تقدم حديث في فضل العلم: أن الله سبحانه وتعالى يقول لهم: إني لم أضع علمي فيكم وأنا أريد أن أعذبكم، اذهبوا فقد غفرت لكم. وحديث في الدين فيمن يقترض ويتلف ماله فإن الله يؤدي عنه.
*3* 16. باب ليس أحد ينجيه عمله.
18427- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله". قالوا: ولا أنت؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله". وقال بيده فوق رأسه.
رواه أحمد وإسناده حسن.
18428- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لن ينجي أحداً منكم عمله". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة/فسددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا".
ص.646
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18429- وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/289)
"لن ينجي أحداً عمله". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل، ولو يؤاخذني أنا وعيسى بما جنى هذين لأوبقنا". وأشار بالسبابة والوسطى.
قلت: هو في الصحيح غير من قوله: "ولو يؤاخذني".
رواه البزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: "ولو يؤاخذني بما جنى هؤلاء لأوبقني".
وشيخ البزار أبو بكر لم أعرفه، وكأنه وراق ابن أبي الدنيا فإنه روى عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وشيخ الطبراني إبراهيم بن معاوية بن ذكوان بن أبي سفيان القيصراني لم أجد من ترجمه، وبقية رجالهما رجال الصحيح غير محمد بن عبد الملك بن زنجويه وهو ثقة.
18430- وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"لن ينجي أحداً منكم عمله". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة".
رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير إلا أنه قال في الكبير:
"ما منكم من أحد يدخله عمله الجنة". فقال بعض القوم: ولا أنت؟ فذكره.
ص.647
وفي أسانيدهم أشعث بن سوار وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهم ثقات.
18431- وعن شريك بن طريف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لن يدخل الجنة أحد منكم بعمل". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل".
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.
18432- وعن أسامة بن شريك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما من أحد يدخل الجنة بعمله". قلنا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله عز وجل برحمة منه". ووضع يده على رأسه.
رواه الطبراني وفيه المفضل بن صالح الأسدي وهو ضعيف.
18433- وعن أسد بن كرز قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أسد بن كرز، لا تدخل الجنة بعمل ولكن برحمة الله". قال: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتلاقني الله - أو يتغمدني - الله منه برحمة".(11/290)
رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
18434- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين: ديوان فيه العمل الصالح، وديوان فيه ذنوبه، وديوان فيه النعم من الله عليه. فيقول الله لأصغر نعمة - أحسبه قال: - في ديوان النعم: خذي ثمنك من عمله الصالح، فتستوعب عمله الصالح، ثم تنحى
ص.648
وتقول: وعزتك ما استوفيت، وتبقى الذنوب والنعم، وقد ذهب العمل الصالح كله، فإذا أراد الله أن يرحم عبداً قال: يا عبد قد ضاعفت حسناتك وتجاوزت عن سيئاتك - أحسبه قال: - ووهبت لك نعمي".
رواه البزار وفيه صالح المري وهو ضعيف.
18435- وعن ابن عمر أن رجلاً من الحبشة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنتم به، وعملت بمثل ما عملت به، إني لكائن معك في الجنة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم". ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال: لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله، ومن قال: سبحان الله كتب الله له مائة حسنة". فقالوا: يا رسول الله كيف نهلك بعد هذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إن الرجل ليجيء يوم القيامة بعمل، لو وضع على جبل لأثقله، فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد تستنفذ ذلك كله لولا ما يتفضل الله من رحمته". ثم نزلت: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً} إلى قوله: {وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً}. فقال الحبشي: يا رسول الله وهل ترى عيني في الجنة مثل ما ترى عينك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم". فبكى الحبشي حتى فاضت نفسه.
قال ابن عمر: فأنا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أيوب بن عتبة وهو ضعيف وفيه توثيق لين.
18436- وعن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(11/291)
"يبعث الله يوم القيامة عبداً لا ذنب له فيقول الله: بأي الأمرين أحب إليك أن
ص.649
أجزيك، بعملك أم بنعمتي عندك؟ قال: يا رب إنك تعلم أني لم أعصك، قال: خذوا عبدي بنعمة من نعمي، فما تبقى له حسنة إلا استغرقتها تلك النعمة، فيقول: رب بنعمتك ورحمتك، فيقول: بنعمتي ورحمتي".
قلت: فذكر الحديث وقد تقدم في الحساب.
*3* 17. باب احتقار العبد عمله يوم القيامة.
18437- عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم، وملك راكع، أو ملك ساجد، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعاً: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لم نشرك بك شيئاً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عروة بن مروان قال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18438- وعن عتبة بن عبد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أن رجلاً يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً في مرضاة الله تعالى لحقره يوم القيامة".
رواه الطبراني وفيه بقية وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
وقد تقدم هذا في كتاب الإيمان في حق الله تعالى على العباد.
*3* 18. باب ما يقول الله تعالى للمؤمنين.
18439- عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن شئتم أنبأتكم بأول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة، وبأول
ص.650
ما يقولون؟". قالوا: نعم، قال: "إن الله عز وجل يقول للمؤمنين: هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم يا ربنا، فيقول: لم؟ فيقولون: رجونا رحمتك وعفوك، فيقول: فقد وجبت لكم رحمتي".
رواه الطبراني بسندين أحدهما حسن.
*3* 19. باب ما جاء في الميزان والصراط والورود.
18440- عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ قال:(11/292)
"يا عائشة! أما عند ثلاث فلا: أما عند الميزان حتى يثقل أو يخف فلا، وأما عند تطاير الكتب فإما أن يعطى بيمينه أو يعطى بشماله فلا، وحين يخرج عنق من النار فينطوي عليهم وينغبط عليهم ويقول ذلك العنق: وكلت بثلاثة، وكلت بثلاثة: وكلت بمن ادعى مع الله إلهاً آخر، ووكلت بمن لا يؤمن بيوم الحساب، ووكلت بكل جبار عنيد، فينطوي عليهم ويطرحهم في غمرات جهنم، ولجهنم جسر أرق من الشعرة وأحد من السيف، عليه كلاليب وحسك، تأخذ من شاء الله، والناس عليه كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب، والملائكة يقولون: رب سلم سلم، فمتوج مُسلّم، ومخدوش سلم، ومكور في النار على وجهه".
قلت: عند أبي داود طرف منه.
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.651
18441- وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يحمل الناس على الصراط يوم القيامة، فتتقادع (تُسقطهم فيها بعضهم فوق بعض) بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار، فينجي الله تعالى برحمته من يشاء".
قال: "ثم يؤذن للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعوا، فيشفعون ويخرجون، ويشفعون ويخرجون، ويشفعون ويخرجون - زاد عفان مرة: - ويشفعون ويخرجون من كان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الصغير والكبير بنحوه، ورواه البزار أيضاً ورجاله رجال الصحيح.
18442- وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"شعار أمتي إذا ركبوا على الصراط: يا لا إله إلا أنت".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من وثق على ضعفه وعبدوس بن محمد لم أعرفه.
18443- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/293)
"إن الله عز وجل يدعو الناس بأسمائهم ستراً منه على عباده، وأما عند الصراط فإن الله عز وجل يعطي كل مؤمن نوراً، وكل منافق نوراً، فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات، فقال المنافقون: {انظرونا نقتبس من نوركم} وقال المؤمنون:
ص.652
{ربنا أتمم لنا نورنا} فلا يذكر عند ذلك أحد أحداً".
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن بشر أبو حذيفة وهو متروك.
18444- وعن عبد الله بن مسعود قال: يوضع الصراط على سواء جهنم، مثل حد السيف الرهف مدحضة مزلة عليه كلاليب من نار تخطف بها، فممسك يهوي فيها ومصروع، ومنهم من يمر كالبرق فلا ينشب ذلك أن ينجو، ثم كالريح فلا ينشب ذلك أن ينجو، ثم كجري الفرس، ثم كسعي الرجل، ثم كرمل الرجل، ثم كمشي الرجل، ثم يكون آخرهم إنساناً رجل قد توجبه النار ولقي فيها شراً حتى يدخله الله الجنة بفضل رحمته، فيقال له: تمنَّ وسلْ، فيقول: أي رب أتهزأ مني وأنت رب العزة؟ فيقال له: تمن وسل، حتى إذا انقطعت منه الأماني قال: لك ما سألت ومثله معه.
18445- وعن أبي هريرة قال: وعشرة أمثاله معه.
قلت لابن مسعود وأبي هريرة في الصحيح أحاديث غير هذا مرفوعة.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عاصم وقد وثق.
18446- وعن يعلى بن منبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تقول النار للمؤمنين يوم القيامة: جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي".
رواه الطبراني وفيه سليم بن منصور بن عمار وهو ضعيف.
18447- وعن أبي سمينة قال:
ص.653
اختلفنا ههنا في الورود، فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن، وقال بعضهم: يدخلونها جميعاً ثم ينجي الله الذين اتقوا، فلقيت جابر بن عبد الله فقلت: إنا اختلفنا ههنا في ذلك، فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن، وقال بعضنا: يدخلونها جميعاً؟ فأهوى بإصبعيه إلى أذنيه وقال: صمتاً لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/294)
"الورود الدخول، لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار - أو قال: لجهنم - ضجيجاً من بردهم، ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين".
قلت: لجابر حديث في الصحيح موقوف غير هذا.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
18448- وعن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف جداً.
18449- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج واحمر تخفق أبوابها".
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف.
*3* 20. باب ما جاء في حوض النبي صلى الله عليه وسلم.
18450- عن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قد أُعطيت الكوثر". قلت: يا رسول الله وما الكوثر؟ قال: "نهر في الجنة عرضه وطوله
ص.654
ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث، لا يشربه من أخفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي.
قلت: لأنس حديث في الصحيح في الكوثر غير هذا.
رواه الطبراني وفيه حماد بن يحيى بن المختار وهو مجهول وعطية ضعيف.
18451- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"حوضي من كذا إلى كذا، فيه من الآنية عدد النجوم، أطيب ريحاً من المسك، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأبيض من اللبن، من شرب منه شربة لم يظمأ أبداً".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
18452- وعن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يا معشر الأنصار موعدكم حوضي".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
18453- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/295)
"إن لي نهراً ما بين صنعاء إلى أيلة، فيه عدد النجوم آنية، وهو أبرد من الثلج وأحلى من العسل، وأبيض من اللبن، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، ومن لم يطعمه لم يرو أبداً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك.
ص.655
18454- وعن عبد الله بن بريدة قال: شك عبد الله بن زياد في الحوض، فأرسل إلى زيد بن أرقم فسأله عن الحوض، فحدثه حديثاً مؤنقاً أعجبه، فقال له: سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، ولكن حدثنيه أخي.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
قلت: تقدم لزيد بن أرقم حديث في ذكر الحوض في كتاب العلم في باب من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
18455- وعن يحنس أن حمزة بن عبد المطلب لما قدم المدينة تزوج خولة بنت قيس بن فهد الأنصارية من بني النجار، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور حمزة في بيتها، وكانت تحدث عنه أحاديث، قالت: فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنه بلغني عنك أنك تحدث أن لك يوم القيامة حوضاً ما بين كذا إلى كذا؟ قال:
"نعم، وأحب الناس عني أن يروى منه قومك".
قال: فقدمت إليه برمة فيها بحره أو خزيرة، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في البرمة ليأكل فأحرقت أصابعه، فقال: "حس". ثم قال: "ابن آدم إن أصابه البرد قال: حس، وإن أصابه الحر قال: حس".
رواه أحمد ورواه الطبراني باختصار وقال: "وأحب الناس إلي - أو من أحب الناس - إلي أن يرده".
وقال فيه: فقدمت إليه عصيدة. ورجال أحمد رجال الصحيح.
ص.656
18456- وعن خولة بنت حكيم قالت: قلت: يا رسول الله إن لك حوضاً؟ قال: "نعم، وأحب علي من يرده قومك".
رواه أحمد والطبراني وقال: هكذا رواه أبو خالد الأحمر عن خولة بنت حكيم، وقال الناس: عن خولة بنت قيس، ورجالهما رجال الصحيح.(11/296)
18457- وعن عبد الله بن مسعود قال: جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: إن أُمّنا كانت تكرم الزوج، وتعطف على الولد، وتقري الضيف، غير أنها وأدت في الجاهلية؟ قال: "أمكما في النار". فأدبرا والسوء يرى في وجوههما، فأمر بهما فردا - أو فرجعا - والسرور يرى في وجوههما رجاء أن يكون قد حدث شيء، فقال: "أمي مع أمكما". فقال رجل من المنافقين: وما يغني هذا عن أمه ونحن نطأ عقبه! فقال رجل من الأنصار: ولم أر رجلاً قط أكثر سؤالاً منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل وعدك فيها أو فيهما؟ قال: فظن أنه من شيء قد سمعه، قال: "ما سألته ربي، وما أطمعني فيه، وإني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة". فقال الأنصاري: يا رسول الله وما ذاك المقام المحمود؟ قال: "ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غُرْلاً، فيكون أول من يكسى إبراهيم صلى الله عليه وسلم، يقول: اكسوا خليلي، فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما، ثم يقعد مستقبل العرش، ثم أوتى بكسوتي فألبسها، فأقوم عن يمينه مقاماً لا يقومه أحد غيري يغبطني فيه الأولون والآخرون".
ص.657
قال: "ويفتح نهر من الكوثر إلى الحوض". فقال المنافق: إنه ما جرى ماء قط إلا على حال أو رضراض؟ قال: "حاله المسك، ورضراضه الثوم". قال المنافق: لم أسمع كاليوم، قلما جرى ماء قط على حال أو رضراض إلا كان له نبته، قال الأنصاري: يا رسول الله هل له ثمر؟ قال: "نعم، ألوان الجوهر، ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منه مشرباً لم يظمأ بعده، ومن حرمه لم يرو بعده".
رواه أحمد والبزار والطبراني، وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير وهو ضعيف.
18458- وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب".(11/297)
فقال يزيد الأخنس: والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذبان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن ربي عز وجل قد وعدني سبعين ألفاً، مع كل ألف سبعين ألفاً، وزادني ثلاث حثيات". قال: فما سعة حوضك يا نبي الله؟ قال: "ما بين عدن إلى عمان وأوسع وأوسع". يشير بيده، قال: "فيه مثعبان (واديان) من ذهب وفضة".
قال: فما حوضك يا نبي الله؟ قال: "أشد بياضاً من اللبن، وأحلى
ص.658
من العسل، وأطيب رائحة من المسك، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبداً ولم يسود وجهه أبداً".
قلت: عند الترمذي وابن ماجة بعضه.
رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح، إلا أنه قال في الطبراني:
فما شرابه؟ قال: "شرابه أبيض من اللبن، وأحلى مذاقة من العسل".
18459- وعن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى حمزة بن عبد المطلب يوماً فلم يجده، فسأل امرأته عنه - وكانت من بني النجار - فقالت: خرج بأبي أنت عامداً نحوك، فكأنه أخطأك في بعض أزقة بني النجار، أفلا تدخل يا رسول الله؟ فدخل فقدمت إليه حيساً، فأكل منه، فقالت: يا رسول الله هنيئاً لك ومرئياً، لقد جئت وأنا أريد أن آتيك فأهنئك وأمرئك، أخبرني أبو عمارة أنك أعطيت نهراً في الجنة يدعى الكوثر، قال:
"أجل، وعرصته ياقوت ومرجان وزبرجد ولؤلؤ". قالت: أحب أن تصف لي حوضك بصفة أسمعها منك، قال: "هو ما بين أيلة وصنعاء، فيه أباريق مثل عدد النجوم، وأحب واردها علي قومك يا بنت حمد". - يعني الأنصار - .
قلت: لعله: يا بنت قهد.
رواه الطبراني وفيه حرام بن عثمان وهو متروك.
18460- وعن حذيفة بن أسيد الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يا أيها الناس إني فرطكم، وإنكم واردون الحوض، حوضي
ص.659(11/298)
عرضه ما بين صنعاء وبصرى، وفيه عدد النجوم قدحان من ذهب وفضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما: السبب الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني العليم الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليَّ الحوض".
رواه الطبراني بإسنادين وفيهما زيد بن الحسن الأنماطي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم، وبقية رجال أحدهما رجال الصحيح ورجال الآخر كذلك غير نصر بن عبد الرحمن الوشاء وهو ثقة.
18461- وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الأنبياء يتباهون أيهم أكثر أصحاباً من أمته، فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم واردة، وإن كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن، معه عصا يدعو من عرف من أمته، ولكل أمة سيما يعرفهم بها نبيهم".
رواه الطبراني وفيه مروان بن جعفر السمري وثقه ابن أبي حاتم وقال الأزدي: يتكلمون فيه، وبقية رجاله ثقات.
18462- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا فرطكم على الحوض، من ورد علي وشرب لم يظمأ أبداً [إلا] ليردن علي أقوام أعرفهم بعرفان، ثم يحال بيني وبينهم".
قلت: هو في الصحيح خلا من قوله: "ليردن". إلى آخره.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
ص.660
18463- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لكل نبي فارط وإني فرطكم على الحوض، فمن ورد علي الحوض وشرب لم يظمأ، ومن لم يظمأ دخل الجنة".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن يعقوب الزمعي وقد وثقه غير واحد وفيه ضعيف.
18464- وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/299)
"ما بال رجال يقولون: إن رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومه؟ بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة، وإني يا أيها الناس فرطكم على الحوض، فإذا جئتم قال رجل: يا رسول الله أنا فلان بن فلان، وقال آخر: أنا فلان بن فلان، فأقول: فأما النسب فقد عرفته، ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عقيل وقد وثق.
18465- وعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"أنا فرطكم على الحوض، فمن ورد أفلح، ويجاء بأقوام فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أي رب! فيقال: ما زالوا بعدك مرتدين على أعقابهم".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال في أوله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا آخذ بحجزكم (معقد الإزار) اتقوا النار، اتقوا الحدود، فإذا مت تركتكم وأنا فرطكم على الحوض".وذكر الحديث.
والبزار وفي إسناده عندهم ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجالهم ثقات.
ص.661
18466- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا على الحوض أنظر من يرد علي". قال: "فيؤخذ أناس من ذوي فأقول: يا رب أمتي أمتي!". قال: "فيقال: وما يدريك ما عملوا بعدك؟ ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم".
قال جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والحوض مسيرة شهر، وزواياه سواء - يعني عرضه مثل طوله - وكيزانه مثل نجوم السماء، وهو أطيب ريحاً من المسك، وأشد بياضاً من اللبن، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبداً".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار باختصار وفيه ضعف.
18467- وعنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"أنا فرطكم بين أيديكم، فإذا لم تروني فأنا على الحوض قدر ما بين أيلة إلى مكة، وسيأتي رجال ونساء بقرب وآنية فلا يطعمون شيئاً".
رواه أحمد موفوعاً وموقوفاً، وفي إسناده المرفوع ابن لهيعة، ورجال الموقوف رجال الصحيح.(11/300)
ورواه الطبراني في الأوسط مرفوعاً وفيه ابن لهيعة، ورواه باختصار قوله: "فلا يطعمون منه شيئاً". برجال الصحيح. ورواه البزار كذلك.
18468- وعن سمرة - يعني ابن جندب - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.662
"يرد علي قوم ممن كانوا معي، فإذا رفعوا إلي رؤوسهم اختلجوا دوني، فلأقولن: يا رب أصحابي أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف.
18469- وعن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني [ورآني، حتى إذا رفعوا إلي أبصارهم ورأيتهم اختلجوا دوني، فلأقولن: رب أصحابي أصحابي!] فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق على ضعف فيه ورواه الطبراني بأسانيد ورجاله كرجال أحمد.
18470- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لألفين ما نوزعت أحداً منكم على الحوض، فأقول: أناس من أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
قال أبو الدرداء: يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم، قال: "لست منهم".
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير أبي عبد الله الأشعري وهو ثقة.
18471- وعن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليرفعن لي رجال من
ص.663
أصحابي، حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فأقول: أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
18472- وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أنا فرط لكم على الحوض، وإني مكاثر بكم الأمم، فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض". فقال رجل: يا رسول الله ما عرضه؟ قال: "ما بين أيلة - أحسبه قال: - إلى مكة، فيه مكاكي أكثر من عدد النجوم، لا يتناول مؤمن منها فيضعه من يده حتى يتناوله آخر".(11/301)
رواه البزار، وفيه عبيدة بن الأسود، قد ضعفه غير واحد وقال ابن حبان في الثقات: يعتبر حديثه إذا بين السماع من ثقة، ودونه ثقة، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
18473- وعن الفرزدق قال: قال لي أبو هريرة: يا فرزدق إني أراك صغير القدمين، فإن أمكنك أن يكون لهما عند الحوض مكان فافعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"حوضي ما بين عمان وأيلة، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته مثل عدد نجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ أبداً".
18474- وفي رواية: "إن لي حوضاً يرده علي أمتي كما بين صنعاء ويثرب".
قلت: لأبي هريرة حديث في الصحيح غير هذا.
ص.664
رواه الطبراني في الأوسط والفرزدق ضعفه ابن حبان.
18475- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لي حوضاً وأنا فرطكم عليه".
قلت: هو في الصحيح باختصار: "وأنا فرطكم عليه".
رواه الطبراني في الصغير بإسناد حسن.
18476- وعن العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لتزدحمن هذه الأمة على الحوض ازدحام الإبل وردت لخمس".
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن.
18477- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"حوضي كما بين عدن وعمان، أبرد من الثلج، وأحلى من العسل، وأطيب ريحاً من المسك، أكوابه مثل نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً. أول الناس عليه وروداً صعاليك المهاجرين". قال قائل منهم: من هم يا رسول الله؟ قال: "الشعثة رؤوسهم، الشحبة وجوههم، الدنسة ثيابهم، لا تفتح لهم السدد، ولا ينكحون المنعمات، الذين يعطون كل الذي عليهم، ولا يأخذون كل الذي لهم".
قلت: حديث ابن عمر في الصحيح بغير هذا السياق، وهذا على الصواب موافقاً لرواية الناس، والذي في الصحيح:
"كما بين جربى وأذرح". وهما قريتان إحداهما إلى جنب الأخرى. وقال بعض مشايخنا - وهو الشيخ العلامة صلاح الدين
ص.665(11/302)
العلائي - : إنه سقط منه وهو: "كما بينكم وبين جربى وأذرح". وإنه وقع بها سمعت هذا منه.
رواه أحمد والطبراني من رواية عمرو بن عمر الأحموسي عن المخارق بن أبي المخارق، واسم أبيه عبد الله بن جابر، وقد ذكرهما ابن حبان في الثقات، وشيخ أحمد أبو المغيرة من رجال الصحيح.
18478- وعن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"حوضي كما بين عدن وعمان، فيه أكاويب عدد نجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ بعده أبداً، وإن ممن يرده علي من أمتي الشعثة رؤوسهم، الدنسة ثيابهم، لا ينكحون المنعمات، ولا يحضرون السدد - يعني أبواب السلطان - الذين يعطون كل الذي عليهم، ولا يعطون كل الذي لهم"ز
رواه الطبراني ورجال وثقوا على ضعف في بعضهم.
18479- وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"حوضي أذود عنه الناس لأهل بيتي، إني لأضربهم بعصاي هذه حتى ترفض".
قلت: فذكر الحديث وهو في الصحيح غير قوله: "لأهل بيتي".
رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
18480- وعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الحوض فقال:
"ترى فيه أباريق عدد نجوم السماء".
رواه البزار وقال حديث غريب، قلت: وفيه عائذ بن بشير وهو ضعيف.
ص.666
18481- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أُعطيت الكوثر فضربت بيدي فإذا هي مسكة ذفرة، وإذا حصاه اللؤلؤ، وإذا حافتاه - أظنه قال: - قباب تجري على الأرض جرياً ليس بمشقوق".
قلت: لأنس أحاديث في الصحيح في الحوض بغير هذا السياق.
رواه البزار ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
18482- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"حوضي مسيرة شهر، زواياه سواء، أكوابه عدد نجوم السماء، ماؤه أبيض من الثلج وأحلى من العسل وأطيب من المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الوهاب الحارثي وهو ثقة.(11/303)
18483- وعن أبي برزة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"حوضي ما بين أيلة وصنعاء، عرضه كطوله، يغت (يدفق متتابعاً) فيه ميزابان من الجنة، أحدهما من ورِق (فضة) والآخر من ذهب، وهو أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج، أباريقه كعدد نجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ حتى يدخل الجنة".
قلت: له حديث غير هذا في ذكر الحوض عند أبي داود.
رواه أحمد في أثناء حديث في إماطة الأذى وقتل ابن خطل، ورجاله رجال الصحيح. ورواه الطبراني واللفظ له بإسنادين في أحدهما سعيد بن سليمان النشيطي وفي الأخرى صالح المري وكلاهما ضعيف.
ص.667
18484- وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"حوضي ما بين أيلة إلى صنعاء، له ميزابان أحدهما من الذهب والآخر من فضة، آنيته عدد نجوم السماء، أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وريحه أطيب من المسك، من شرب منه لم يظمأ أبداً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف.
18485- وعن أبي هريرة وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"علي بن أبي طالب صاحب حوضي يوم القيامة، فيه أكواب كعدد نجوم السماء، وسعة حوضي ما بين الجابية إلى صنعاء".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء وثقوا.
*3* 21. (أبواب الشفاعة).
*4* 1. باب ما جاء في الشفاعة.
18486- عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع رجال من أصحابه يحرسونه، حتى إذا صلى انصرف إليهم فقال لهم:(11/304)
"لقد أُعطيت الليلة خمساً، ما أعطيهن أحد قبلي، أما أنا فأُرسلت إلى الناس كلهم عامة، وكان من قبلي إنما يُرسل إلى قومه، ونُصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينه مسيرة شهر، وأُحلت لي الغنائم آكلها، وكان من قبلي يعظمون أكلها، كانوا يحرقونها، وجعلت لي الأرض مساجد وطهوراً، أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك، إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم، والخامسة هي ما هي، قيل لي: سل فإن كل نبي قد سأل، فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة، فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله".
ص.668
رواه أحمد ورجاله ثقات.
18487- وعن عبادة بن الصامت قال: فقد النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وكانوا إذا نزلوا أنزلوه وسطهم، ففزعوا وظنوا أن الله تعالى اختار له أصحاباً غيرهم، فإذا هم بخيال النبي صلى الله عليه وسلم، فكبروا حين رأوه، فقالوا: يا رسول الله أشفقنا أن يكون الله تبارك وتعالى اختار لك أصحاباً غيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا بل أنتم أصحابي في الدنيا والآخرة، إن الله تبارك وتعالى أيقظني فقال: يا محمد إني لم أبعث نبياً ولا رسولاً إلا وقد سألني مسألة أعطيته إياها، فسل يا محمد تعط، فقلت: مسألتي شفاعة لأمتي يوم القيامة". فقال أبو بكر رحمه الله: يا رسول الله وما الشفاعة؟ قال: "أقول: يا رب شفاعتي التي اختبأت عندك، فيقول الرب تبارك وتعالى: نعم، فيخرج ربي تبارك وتعالى بقية أمتي من النار فيدخلهم الجنة".
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات على ضعف في بعضهم.(11/305)
18488- وعن معاذ بن جبل وأبي موسى رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلاً كان الذي يليه المهاجرون. قال: فنزلنا منزلاً فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن، قال: فتعاررت بالليل أنا ومعاذ، فنظرنا فلم نره، قال: فخرجنا نطلبه إذ سمعنا هزيزاً كهزيز الأرحاء، إذ أقبل، فلما أقبل نظر فقال: "ما شأنكم؟". فقالوا: انتبهنا فلم نرك حيث كنت، خشينا أن يكون أصابك شيء فجئنا نطلبك، قال: "أتاني آت في منامي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة أو شفاعة، فاخترت لهم الشفاعة". فقلنا: إنا نسألك بحق الإسلام وبحق الصحبة لما أدخلتنا في شفاعتك، فدعا لهما.
ص.669
قال: فاجتمع عليه الناس وقالوا مثل مقالتنا، وكثر الناس فقال: "إني جاعل شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً".
رواه أحمد والطبراني بنحوه.
18489- وفي رواية عند أحمد: فقالا: ادع الله يا رسول الله أن يجعلنا في شفاعتك، فقال:
"أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئاً في شفاعتي".
ورجالها رجال الصحيح غير عاصم بن أبي النجود، وقد وثق وفيه ضعف.
ورواه البزار باختصار، ولكن أبا المليح وأبا بردة لم يدركا معاذ بن جبل.
18490- وعن أبي موسى قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فعرّس بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت في بعض الليل إلى مناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجده، فخرجت أطلبه بارزاً، فإذا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب ما أطلب. قال: فبينا نحن كذلك إذ اتجه إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقلنا: يا رسول الله أنت بأرض حرب ولا نأمن عليك، فلولا إذ بدت لك حاجة، قلت لبعض أصحابك فقام معك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/306)
"إني سمعت هزيزاً كهزيز الرحا، وحنيناً كحنين النحل، وأتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل ثلث أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت لهم شفاعتي، وعلمت أنها أوسع لهم". قال: فقالا: يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهل شفاعتك، فدعا لهما، ثم إنهما انتهيا إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبراهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فجعلوا يأتونه ويقولون: يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهل
ص.670
شفاعتك، فيدعو لهم، فلما أضب عليه القوم وكثروا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنها لمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله".
رواه أحمد والطبراني.
18491- وفي رواية عنده: فسرنا حتى إذا كنا بقريب من الصبح نزل فاجتمعنا حوله، وكذلك كنا نفعل، فعقل ناقته ثم جعل خده على عقالها، ثم نام وتفرقنا، فرفعت رأسي فإذا أنا لا أراه في مكانه، فذعرني ذلك، فقمت فإذا أنا أسمع مثل هزيز الرحاء من قبل الوادي، إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مستبشراً، قال: قلت: يا رسول الله أين كنت؟ قال: "كأنه راعك حين لم ترني في مكاني؟". قلت: إي والله قد راعني! قال: "أتاني جبريل عليه السلام آنفاً، فخيرني بين الشفاعة وبين أن يغفر لنصف أمتي، فاخترت الشفاعة". فنهض القوم إليه فقالوا: يا رسول الله اشفع لنا، قال: "شفاعتي لكم". فلما أكثروا عليه قال: "من لقي الله يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة".
وأحد أسانيد الطبراني رجاله ثقات وقد رواه في الصغير بنحوه.
18492- وعن مصعب الأسلمي قال: انطلق غلام منا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك سؤالاً، قال: "وما هو؟". قال: أسألك أن تجعلني ممن تشفع له يوم القيامة، قال: "من أمرك هذا؟" أو "من علمك هذا؟" أو "من دلك على هذا؟". قال: ما أمرني به أحد إلا نفسي، قال: "فإنك ممن أشفع له يوم القيامة".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
18493- وعن عوف بن مالك الأشجعي قال:
ص.671(11/307)
سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفراً، حتى إذا كان الليل أرقت عيناي فلم يأتني النوم، فقمت فإذا ليس في العسكر دابة إلا واضعة خدها إلى الأرض، وأرى وقع كل شيء في نفسي، فقلت: لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أكلأ به الليلة حتى أصبح. فخرجت أتخلل الرحال حتى دفعت إلى رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو ليس في رحله، فخرجت أتخلل الرحال حتى خرجت من العسكر، فإذا أنا بسواد فتيممت ذلك السواد فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل، فقالا لي: ما الذي أخرجك؟ فقلت: الذي أخرجكما، فإذا نحن بغيطة منا غير بعيد، فمشينا إلى الغيطة فإذا نحن نسمع فيها كدوي النحل وتخفيق الرياح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ههنا أبو عبيدة بن الجراح؟". قلنا: نعم، قال: "ومعاذ بن جبل؟". قلنا: نعم، قال: "وعوف بن مالك؟". قلنا: نعم.
فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نسأله عن شيء ولا يسألنا عن شيء حتى رجع إلى رحله، فقال: "ألا أخبركم بما خيرني ربي آنفاً؟". قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "خيرني بين أن يدخل ثلثي أمتي الجنة بغير حساب ولا عذاب وبين الشفاعة". قلنا: يا رسول الله ما الذي اخترت؟ قال: "اخترت الشفاعة". قلنا جميعاً: يا رسول الله اجعلنا من أهل شفاعتك، قال: "إن شفاعتي لكل مسلم".
18494- وفي رواية: عن عوف أيضاً قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً، فاستيقظت من الليل، فإذا أنا لا أرى في العسكر شيئاً أطول من مؤخرة رحل قد لصق كل إنسان وبعيره بالأرض، فقمت أتخلل حتى دفعت إلى مضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو ليس فيه، فوضعت يدي على الفراش فإذا هو بارد، فقمت أتخلل الناس وأقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
فذكر نحوه إلا أنه قال: "خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة".
ص.672
18495- وفي رواية: جعل مكان أبي عبيدة أبا موسى.
قلت: روى الترمذي وابن ماجة طرفاً منه.(11/308)
رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها ثقات.
18496- وعن أبي كعب صاحب الحرير قال: سألت النضر بن أنس فقلت: حدثني بحديث ينفعني الله عز وجل به، فقال: نعم، أحدثك بحديث كتب إلينا به من المدينة، فقال أنس: احفظوا هذا فإنه من كنز الحديث. قال:
غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسار ذلك اليوم إلى الليل، فلما كان الليل نزل وعسكر الناس حوله، ونام هو وأبو طلحة زوج أم سليم وفلان وفلان أربعة، فتوسد النبي صلى الله عليه وسلم يد راحلته ثم نام، ونام الأربعة إلى جنبه، فلما ذهب عتمة من الليل رفعوا رؤوسهم فلم يجدوا النبي صلى الله عليه وسلم عند راحلته، فذهبوا يلتمسون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقوه مقبلاً، فقالوا: جعلنا الله فداك! أين كنت، فإنا قد فزعنا لك إذ لم نرك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كنت نائماً حيث رأيتم فسمعت في نومي دوياً كدوي الرحا - أو هزيز الرحى - ففزعت في منامي، فوثبت فمضيت فاستقبلني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إن الله بعثني إليك الساعة لأخيرك، إما أن يدخل نصف أمتك الجنة وإما الشفاعة يوم القيامة، فاخترت الشفاعة لأمتي". فقال النفر الأربعة: يا رسول الله اجعلنا ممن تشفع لهم، فقال: "وجبت لكم". ثم أقبل النبي صلى الله عليه وسلم والنفر الأربعة حتى استقبله عشرة فقالوا: أين نبينا نبي الرحمة؟ قال: فحدثهم بالذي حدث القوم، فقالوا: جعلنا الله فداءك اجعلنا ممن تشفع لهم يوم القيامة، فقال: "وجبت لكم". فجاؤوا جميعاً إلى عظم الناس فنادوا في الناس: هذا نبينا نبي الرحمة، فحدثهم بالذي حدث القوم، فنادوا بأجمعهم: جعلنا
ص.673
الله فداءك اجعلنا ممن تشفع لهم، فنادى ثلاثاً: "إني أُشهد الله وأشهد من سمع أن شفاعتي لمن يموت لا يشرك بالله عز وجل شيئاً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن قرة بن حبيب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.(11/309)
18497- وعن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال: انطلقت في وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيناه فأنخنا بالباب وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه، فما خرجنا حتى ما كان في الناس أحب إلينا من رجل دخلنا عليه، فقال قائل منا: يا رسول الله، ألا سألت ربك ملكاً كملك سليمان؟ قال: فضحك ثم قال: "فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان، إن الله لم يبعث نبياً إلا أعطاه دعوة، منهم من اتخذ بها دنياه فأعطيها، ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها، وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة".
رواه الطبراني والبزار ورجالهما ثقات.
18498- وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل نبي قد أعطي عطية فتنجزها، وإني اختبأت عطيتي شفاعة لأمتي".
رواه البزار وأبو يعلى وأحمد وإسناده حسن لكثرة طرقه.
18499- وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: جعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأُحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي كان قبلي، ونُصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي، وبُعثت إلى كل أحمر وأسود، وأُعطيت الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئاً".
ص.674
قلت: روى أبو داود منه: "وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح إلا أن مجاهداً لم يسمع من أبي ذر والله أعلم.
18500- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: بعثت إلى الأحمر والأسود، وكان من قبلي يبعث إلى قومه، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، ونُصرت بالرعب أمامي مسيرة شهر، وأُحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأُعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي فهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئاً".
رواه البزار بإسنادين حسنين.
قلت: وقد تقدم لهذا الحديث طرق في التيمم، وطرق في علامات النبوة في عموم بعثته صلى الله عليه وسلم.(11/310)
18501- وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رأيت ما تعمل أمتي بعدي، فاخترت لهم الشفاعة يوم القيامة".
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في الفتن.
*4* 2. باب منه في الشفاعة.
18502- عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم".
وقال: "إن الشمس يوم القيامة تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم صلى الله عليه وسلم فيقول: لست بصاحب ذاك، ثم موسى صلى الله عليه وسلم فيقول
ص.675
كذلك، ثم محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع فيقضي الله بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة، فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً يحمده أهل الجمع كلهم".
قلت: هو في الصحيح باختصار من قوله: "فيقضي الله بين الخلق إلى آخره".
رواه الطبراني في الأوسط عن مطلب بن شعيب عن عبد الله بن صالح وكلاهما قد وثق على ضعف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18503- وعن سلمان قال: تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين، ثم تدنى من جماجم الناس.
قال: فذكر الحديث.
قال: فيأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا نبي الله أنت الذي فتح الله بك وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك، فيقول: "أنا صاحبكم". فيخرج يحوش الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة، فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب فيقرع الباب، فيقول: من هذا؟ فيقول: "محمد". فيفتح له حتى يقوم بين يدي الله عز وجل فيسجد، فينادى: ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تُشفع. فذلك المقام المحمود.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
18504- وعن أبي نضرة قال: سمعت ابن عباس يخطب على منبر البصرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/311)
"إنه لم يكن نبي إلا وله دعوة قد تنجزها في الدنيا، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، وأنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، بيدي لواء الحمد، آدم ومن دونه تحت لوائي ولا فخر، ويطول يوم القيامة
ص.676
على الناس ويشتد حتى يقول بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر يشفع لنا إلى ربنا فيقضي بيننا، فينطلقون إلى آدم فيقولون: يا آدم اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول آدم: لست هناك، أُخرجت من الجنة بخطيئتي، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا نوحاً. فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوح اشفع لنا إلى ربك فيقضي بيننا، فيقول: لست هناكم، إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن. فيأتون إبراهيم عليه السلام فيقولون: يا إبراهيم اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول: لست هناكم، إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات" - قوله: {إني سقيم} وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقوله للملك حين مر به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله ما أراد بهن إلا عزة لدين الله". - "وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا موسى عبداً اصطفاه الله برسالته وكلمه. فيأتون موسى فيقولون: يا موسى اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني قتلت نفساً وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني اتُخذت إلهاً من دون الله، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، أرأيتم لو كان متاع في وعاء مختوم أكان يقدر على ما فيه حتى يفض الخاتم؟ فيقولون: لا، فيقول: إن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وقد حضر، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتوني فيقولون: يا محمد! اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فأقول: أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فإذا أراد(11/312)
الله أن يقضي بين خلقه نادى مناد: أين أحمد وأمته؟ أين أحمد وأمته؟ فيجيئون، فنحن الأولون والآخرون، آخر من يبعث، وآخر
ص.677
من يحاسب، فتفرج لنا الأمم عن طريقنا، فنمضي غراً محجلين من آثار الطهور، فتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها".
رواه أبو يعلى وأحمد وفيه علي بن زيد وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهما رجال الصحيح. وزاد أحمد:
"فآتي باب الجنة، فآخذ بحلقة الباب فأقرع فيقال: من؟ فأقول: محمد، فآتي ربي عز وجل على كرسيه أو سريره - شك حماد - فأخر له ساجداً فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد قبلي ولم يحمده بها أحد بعدي، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: أي رب أمتي أمتي! فيقول: أخرج من كان في قلبه كذا وكذا - لم يحفظ حماد - ثم أعود فأسجد فأقول ما قلت، فيقال: ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع، فأقول: أي رب أمتي أمتي! فيقال: أخرج من كان في قلبه كذا وكذا دون الأول، ثم أعود فأسجد فأقول مثل ذلك فيقال: ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع، فأقول: أي رب أمتي أمتي! فيقال: أخرج من كان في قلبه كذا وكذا دون ذلك.
18505- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أقرع باب الجنة فيفتح لي باب من ذهب وحلقة من فضة، فيستقبلني النور الأكبر فأخر ساجداً، فألقي من الثناء على الله ما لم يلق أحد قبلي، فيقال لي: ارفع رأسك، سل تعطه، وقل تسمع، واشفع تشفع. فأقول: أمتي، فيقال: لك من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان".
قال: "ثم أسجد الثانية". قال: "ثم ألقي مثل ذلك، ويقال لي مثل ذلك، وأقول:
ص.678
أمتي! فيقال: لك من كان في قلبه مثقال خردل من إيمان. ثم أسجد الثالثة، فيقال لي مثل ذلك، ثم أرفع رأسي فأقول: أمتي، فيقال: لك من قال لا إله إلا الله مخلصاً".
قلت: لأنس أحاديث في الصحيح وغيرِه غير هذا.
رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف.
18506- وعن أنس قال: حدثني نبي الله صلى الله عليه وسلم:(11/313)
"إني لقائم أنتظر أمتي تعبر الصراط، إذ جاء عيسى عليه السلام". قال: "فقال: هذه الأنبياء أتتك يا محمد يسألون - أو قال: يجتمعون - إليك يدعون الله أن يفرق بين جميع الأمم إلى حيث يشاء لغم ما هم فيه، فالخلق ملجمون في العرق، فأما المؤمن فهو عليه كالزكمة، وأما الكافر فيتغشاه الموت".
قال: "قال عيسى: انتظر حتى أرجع إليك".
قال: "ذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فقام تحت العرش فلقي ما لم يلق ملك مصطفى، ولا نبي مرسل، فأوحى الله إلى جبريل عليه السلام أن اذهب إلى محمد فقل له: ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع".
قال: "فشفعت في أمتي أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنساناً واحداً".
قال: "فما زلت أتردد على ربي عز وجل فلا أقوم منه مقاماً إلا شفعت حتى أعطاني الله من ذلك أن قال: أدخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا الله يوماً واحداً مخلصاً ومات على ذلك".
ص.679
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18507- وعن أبي بكر الصديق قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة، فجلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مكث مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب، كل ذلك لا يتكلم، حتى صلى العشاء الآخرة، ثم قام إلى بيته فقال الناس لأبي بكر: ألا تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه؟ صنع اليوم شيئاً لم يصنعه قط!
فسأله فقال: "نعم عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا وأمر الآخرة، فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد، فقطع الناس بذلك حتى انطلقوا إلى آدم صلى الله عليه وسلم والعرق يكاد يلجمهم، قالوا: يا آدم أنت أبو البشر، وأنت اصطفاك الله عز وجل، اشفع لنا إلى ربنا، قال: لقيت مثل الذي لقيتم، انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم، إلى نوح، إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين".(11/314)
قال: "فينطلقون إلى نوح صلى الله عليه وسلم فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا، فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك، ولم تدع على الأرض من الكافرين دياراً، فيقول: ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم فإن الله عز وجل اتخذه خليلاً.
فينطلقون إلى إبراهيم فيقول: ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى موسى صلى الله عليه وسلم فإن الله عز وجل كلمه تكليماً، . فيقول موسى: صلى الله عليه وسلم: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فإنه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. فيقول
ص.680
عيسى صلى الله عليه وسلم: ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى سيد ولد آدم، فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، انطلقوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع لكم إلى ربكم عز وجل".
قال: "فينطلقون فيأتي جبريل صلى الله عليه وسلم ربه".
قال: "فيقول عز وجل: ائذن له وبشره بالجنة".
قال: "فينطلق جبريل صلى الله عليه وسلم فيخر ساجداً قدر جمعة، ويقول عز وجل: ارفع رأٍسك وقل تسمع واشفع تشفع".
قال: "فيرفع رأسه، فإذا نظر إلى ربه عز وجل خر ساجداً قدر جمعة أخرى، فيقول الله عز وجل: ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع".
قال: "فيذهب ليقع ساجداً، فيأخذ جبريل صلى الله عليه وسلم بضبعيه، فيفتح الله عز وجل عليه من الدعاء ما لا يفتحه على بشر قط يقول: رب خلقتني سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، حتى إنه ليرد علي الحوض أكثر ما بين صنعاء وأيلة، ثم يقال: ادعوا الصديقين فيشفعون، ثم يقال: ادعوا الأنبياء".
وقال: "فيجيء النبي ومعه النصابة، ويجيء النبي ومعه الخمسة والستة، والنبي ليس معه أحد، ثم يقال: ادعوا الشهداء فيشفعون لمن أرادوا".
قال: "فإذا فعل الشهداء ذلك يقول الله عز وجل: أنا أرحم الراحمين، أدخلوا جنتي من لا يشرك بي شيئاً".(11/315)
قال: "فيدخلون الجنة، ثم يقول الله عز وجل: انظروا في النار هل تلقون أحداً عمل خيراً قط؟".
قال: "فيجدون في النار رجلاً فيقولون: هل عملت خيراً قط؟ فيقول: لا
ص.681
غير أني كنت أسامح الناس في البيع، فيقول الله عز وجل: اسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي.
ثم يخرجون من النار رجلاً فيقول له: هل عملت خيراً قط؟ فيقول: لا، غير أني أمرت ولدي إذا أنا مت فأحرقوني بالنار، ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل فاذهبوا بي في البحر فاذروني في الريح، فوالله لا يقدر علي رب العالمين أبداً، فقال الله عز وجل له: لم فعلت ذلك؟ قال: من مخافتك!". قال: "فيقول الله عز وجل: انظر إلى ملك أعظم ملك فإن لك مثله وعشرة أمثاله". قال: "فيقول: لم تسخر بي وأنت الملك؟ قال: وذاك الذي ضحكت منه من الضحى".
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار ورجالهم ثقات.
18508- وعن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم إليهم فقال لهم:
"إن ربي عز وجل خيرني بين سبعين ألفاً يدخلون الجنة عفواً بغير حساب وبين الخبيئة عنده لأمتي". فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله أيخبأ ذلك ربك؟ فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرج وهو يكبر فقال: "إن ربي زادني مع كل ألف سبعين ألفاً والخبيئة عنده".
فقال أبو رهم: يا أبا أيوب وما تظن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأكله الناس بأفواههم، فقالوا: وما أنت وخبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال أبو أيوب: دعوه، أخبركم عن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أظن، بل كالمستقين: إن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول:
"رب من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله مصدقاً لسانه قلبه فأدخله الجنة".
ص.682
رواه أحمد والطبراني وفيه عباد بن ناشزة من بني سريع ولم أعرفه وابن لهيعة ضعفه الجمهور.(11/316)
18509- وعن جابر بن عبد الله قال: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم خادم تخدمه يقال لها: برة، فلقيها رجل فقال: يا برة غطي شعيفاتك فإن محمداً لن يغني عنك من الله شيئاً، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج يجر رداءه محمرة وجنتاه، وكنا معشر الأنصار نعرف غضبه بجر ردائه وحمرة وجنتيه، فأخذنا السلاح ثم أتيناه فقلنا: يا رسول الله مرنا بما شئت، فوالذي بعثك بالحق لو أمرتنا بأمهاتنا وآبائنا وأولادنا لأمضينا قولك فيهم. فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال:
"من أنا؟". قلنا: أنت رسول الله، فقال: "نعم ولكن من أنا؟". فقلنا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. قال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، وأول داخل الجنة ولا فخر. ما بال قوم يزعمون أن رحمي لا ينفع؟ ليس كما زعموا، إني لأشفع وأشفع حتى إن من أشفع له يشفع فيشفع، حتى إن إبليس ليتطاول في الشفاعة".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا على ضعف كثير في عبيد بن إسحاق العطار والقاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل.
18510- وعن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا جمع الله الأولين والآخرين فقضي بينهم وفرغ من القضاء بينهم، قال المؤمنون: قد قضي بيننا، فنريد من يشفع لنا إلى ربنا، انطلقوا بنا إلى آدم فإنه أبونا وخلقه الله بيده وكلمه، فيأتونه فيكلمونه أن يشفع لهم فيقول: عليكم بنوح. فيأتون نوحاً فيدلهم على إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيدلهم على موسى، فيأتون
ص.683(11/317)
موسى فيدلهم على عيسى، ثم يأتون عيسى فيقول: أدلكم على النبي الأمي، فيأتوني فيأذن الله لي أن أقوم، فيثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحد، حتى آتي ربي تبارك وتعالى، فيشفعني ويجعل لي نوراً من شعر رأسي إلى ظفر قدمي. ثم يقول الكفار: هذا قد وجد المؤمنون من شفع لهم، فمن يشفع لنا؟ فيقولون: ما هو غير إبليس، هو الذي أضلنا، فيأتونه فيقوم فيثور مجلسه أنتن ريح شمها أحد، ثم يوردهم جهنم ويقول عند ذلك: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم}".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف.
18511- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يدخل من أهل هذه القبلة النار من لا يحصي عددهم إلا الله ما عصوا الله واجترءوا على معصيته وخالفوا طاعته، فيؤذن لي في الشفاعة فأثني على الله ساجداً كما أثني عليه قائماً فيقال: ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع".
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وإسناده حسن.
18512- وعن عبادة - يعني ابن الصامت - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"والذي نفسي بيده، إني لسيد الناس يوم القيامة بغير فخر ولا رياء، وما من الناس إلا وهو تحت لوائي يوم القيامة ينتظر الفرج، وإن معي لواء الحمد، أمشي ويمشي الناس معي حتى آتي باب الجنة، فأستفتح فيقال: من هذا؟ فأقول: محمد، فيقال: مرحباً بمحمد صلى الله عليه وسلم، فإذا رأيت ربي خررت له ساجداً شكراً له، فيقال: ارفع رأسك، قل تطاع، واشفع تشفع. فيخرج من قد أحرم برحمة الله وشفاعتي".
رواه الطبراني وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله ثقات.
ص.684
18513- وعن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل يوم القيامة، فيكسوني ربي حلة خضراء، ثم يأذن لي فأثني عليه بما هو أهله، فذلك المقام المحمود".(11/318)
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحد إسنادي الكبير رجاله رجال الصحيح.
18514- وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أنا سيد الناس يوم القيامة يدعوني ربي، فأقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، تباركت وتعاليت، لبيك في حنانيك، والمهدي من هديت، عبدك بين يديك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
18515- وعن حذيفة قال: يجمع الله الناس في صعيد واحد، ولا تكلم نفس فأول من - أحسبه قال: - يتكلم محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: "لبيك وسعديك، والخير في يديك، والشر ليس إليك، والمهدي من هديت، وعبدك بين يديك، ومنك وإليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحانك رب البيت".
فهذا قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محموداً}.
رواه البزار موقوفاً ورجاله رجال الصحيح.
18516- وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أشفع لأمتي حتى
ص.685
ينادني ربي تبارك وتعالى فيقول: قد رضيت يا محمد؟ فأقول: أي رب قد رضيت".
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أحمد بن زيد المداري ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
18517- وعن عبد الله بن بسر قال: بينما نحن بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل، فقمنا في وجهه فقلنا: يا رسول الله سرك الله إنه ليسرنا ما نرى من إشراق وجهك وتطلقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن جبريل عليه السلام أتاني آنفاً فبشرني أن الله عز وجل قد أعطاني الشفاعة". فقلنا: يا رسول الله أفي بني هاشم خاصة؟ قال: "لا". فقلنا: في قريش خاصة؟ قال: "لا". فقلنا: في أمتك؟ قال: "هي في أمتي للمذنبين المثقلين".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الواحد النصري متأخر يروي عن الأوزاعي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.(11/319)
18518- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"نعم الرجل أنا لشرار أمتي". فقال له رجل من جلسائه: كيف أنت يا رسول الله لخيارهم؟ قال: "أما شرار أمتي فيدخلهم الله الجنة بشفاعتي/وأما خيارهم فيدخلهم الله الجنة بأعمالهم".
رواه الطبراني في الكبير وفيه جميع بن ثوب الرحبي، قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن عدي: رواياته تدل على أنه ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.686
18519- وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ذات يوم:
"شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي".
قال ابن عباس: السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله، والظالم لنفسه وأهل الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم .
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنه، وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو وضاع.
18520- وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خُيرت بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى، ترونها للمتقين؟ لا، ولكنها للمتلوثين الخطائين".
قال زياد: أما إنها نحن ولكن هكذا حدثنا الذي حدثنا.
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: "أما إنها ليست للمؤمنين المتقين، ولكنها للمذنبين الخطائين المتلوثين".
ورجال الطبراني رجال الصحيح غير النعمان بن قراد وهو ثقة.
ص.687
18521- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي".
رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط.
18522- وفي رواية فيهما: "إنما جعلت الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي".
وفيه الخزرج بن عثمان وقد وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد، وبقية رجال البزار رجال الصحيح.
18523- وعن ابن عمر قال: كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول:
"إني ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة".(11/320)
فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا ورجونا لهم.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حرب بن سريج وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18524- وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اعملي ولا تتكلي فإن شفاعتي للهالكين من أمتي".
ص.688
رواه الطبراني وفيه عمرو بن محرم وهو ضعيف.
18525- وعن بريدة قال: دخلت على معاوية فإذا رجل يتكلم، فقال بريدة: يا معاوية أتأذن لي في الكلام؟ قال: نعم، وهو يرى أنه يتكلم بمثل ما قال الآخر، فقال بريدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إني لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما في الأرض من شجرة ومدرة".
قال: فترجوها أنت يا معاوية ولا يرجوها علي رضي الله عنه؟
رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف كثير في أبي إسرائيل الملائي.
18526- وعن بريدة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"أكثير الحجر والشجر؟". ثلاث مرات، قلنا: نعم، قال: "والذي نفسي بيده لشفاعتي أكثر من الحجر والشجر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سهل بن عبد الله بن بريدة وهو ضعيف.
18527- وعن أنيس الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إني لأشفع يوم القيامة في كل شيء مما على وجه الأرض من حجر ومدر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن عمرو صاحب علي بن المديني ويعرف بالقلوري ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
18528- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إني آتي باب جهنم فأضرب لها بابها فيفتح لي، فأدخلها فأحمد الله محامد ما حمده أحد قبلي مثلها ولا يحمده أحد بعدي، ثم أخرج منها من قال: لا إله إلا الله مخلصاً، فيقوم إلي أناس من قريش فينتسبون لي، فأعرف نسبهم ولا أعرف وجوههم وأتركهم في النار".
ص.689
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي وفيه لين وفيه من لم أعرفه.
18529- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/321)
"يفتقد أهل الجنة ناساً كانوا يعرفونهم في الدنيا، فيأتون الأنبياء فيذكرونهم فيشفعون فيهم فيشفعون، يقال لهم: الطلقاء، وكلهم طلقاء يصب عليهم ماء الحياة".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
18530- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليدخلن الجنة قوم من المسلمين قد عذبوا في النار برحمة الله وشفاعة الشافعين".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
18531- وعن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يخرج قوم من النار، فيسمون في الجنة الجهنميين، فيدعون الله أن يحول عنهم ذلك الاسم، فيمحوه الله عنهم، فإذا خرجوا من النار نبتوا كما ينبت الريش".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن إسحاق وهو ضعيف.
18532- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن ناساً من أمتي يعذبون بذنوبهم فيكونون في النار ما شاء الله أن يكونوا، ثم يعيرهم أهل الشرك فيقولون: ما نرى ما كنتم فيه من تصديقكم وإيمانكم نفعكم؟ فلا يبقى موحد إلا أخرجه الله".
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}.
قلت: لجابر أحاديث في الصحيح بغير هذا السياق.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير بسام الصيرفي وهو ثقة.
ص.690
18533- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن ناساً من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم، فيقول لهم أهل اللات والعزى: ما أغنى عنكم قولكم لا إله إلا الله وأنتم معنا في النار؟ فيغضب الله لهم، فيخرجهم فيقذف بهم في نهر الحياة، فيبرءون من حرقهم كما يبرأ القمر من كسوفه، فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة: الجهنميين".
فقال رجل: يا أنس سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أنس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".(11/322)
أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
18534- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله عز وجل: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من شعيرة من إيمان، ثم يقول: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردلة من إيمان، ثم يقول: وعزتي وجلالي لا أجعل من آمن بي ساعة من نهار أو ليل كمن لم يؤمن بي".
قلت: له أحاديث في الصحيح في الشفاعة باختصار عن هذا.
رواه الطبراني في الصغير وفيه طريف بن شهاب وهو متروك.
18535- وعن عبد الله بن مسعود قال: لا تزال الشفاعة بالناس وهم يخرجون من النار حتى إن إبليس الأبالس ليتطاول لها رجاء أن تصيبه.
رواه الطبراني موقوفاً وفيه كثير بن يحيى صاحب البصري وهو ضعيف.
ص.691
18536- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يوضع للأنبياء منابر من نور يجلسون عليها، ويبقى منبري لا أجلس عليه، أو لا أقعد عليه قائم بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي، فأقول: يا رب أمتي أمتي! فيقول الله عز وجل: يا محمد ما تريد أن أصنع بأمتك؟ فأقول: يا رب تعجل حسابهم، فيدعى بهم فيحاسبون، فمنهم من يدخل الجنة برحمته، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي، فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكاً برجال قد بعث بهم إلى النار، حتى إن مالكاً خازن النار ليقول: يا محمد ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمة".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه محمد بن ثابت البناني وهو ضعيف.
18537- وعن حذيفة - يرفعه - إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يخرج الله قوماً منتنين قد محشتهم (أحرقتهم) النار بشفاعة الشافعين، فيدخلون الجنة فيسمون الجهنميين أو الجهنميون".
رواه أحمد من طريقين ورجالهما رجال الصحيح، قلت وتأتي أحاديث في رحمة الله تعالى من نحو هذا.
*4* 3. باب في أول من يشفع لهم.(11/323)
18538- عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.692
"أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ثم الأقرب فالأقرب من قريش والأنصار، ثم من آمن بي واتبعني من أهل اليمن، ثم من سائر العرب ثم الأعاجم، وأول من أشفع له أولو الفضل".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
18539- وعن عبد الملك بن عباد بن جعفر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف".
رواه البزار والطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
*4* 4. باب شفاعة أبينا آدم عليه الصلاة السلام.
18540- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يشفع الله تبارك وتعالى آدم يوم القيامة من جميع ذريته في مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف.
18541- وعن خرشة بن الحر قال: قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام فقال: ألا أحدثك حديثاً هو في كتاب الله؟ فذكر قوماً يخرجون من النار فيقول آدم: يا رب حرقت بني فيخرجون منها.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*4* 5. باب فيمن يشفع من الأنبياء وغيرهم.
18542- عن عثمان - يعني ابن عفان - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.693
"أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء ثم الشهداء ثم المؤذنون".
قلت: رواه ابن ماجة باختصار المؤذنين.
رواه البزار وفيه عنبسة بن عبد الرحمن الأموي وهو مجمع على ضعفه.
*4* 6. باب شفاعة الأعمال.
18543- عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الصيام والقرآن يشفعان في العبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه". قال: "فيشفعان".
رواه أحمد وإسناده حسن على ضعف في ابن لهيعة وقد وثق.
*4* 7. باب شفاعة الصالحين.
18544- عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/324)
"ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين ربيعة ومضر". فقال رجل: يا رسول الله أوما ربيعة من مضر؟ قال: "إنما أقول ما أقول".
رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني رجالهم رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة وهو ثقة.
18545- وعن أبي برزة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن من أمتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة ومضر، وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون ركناً من أركانها".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
ص.694
18546- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من عدد مضر، ويشفع الرجل في أهل بيته ويشفع على قدر عمله".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي غالب قد وثقه غير واحد وفيه ضعف.
18547- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يعرض أهل النار يوم القيامة صفوفاً فيمر بهم المؤمنون فيرى الرجل من أهل النار الرجل من المؤمنين قد عرفه في الدنيا فيقول: يا فلان أما تذكر يوم استغثتني في حاجة كذا وكذا؟". قال: "فيذكر ذلك المؤمن، فيعرفه فيشفع له إلى ربه فيشفعه فيه".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب.
18548- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
18549- وعن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"سلك رجلان مفازة، أحدهما عابد والآخر به رهق، فعطش العابد حتى سقط، فجعل صاحبه ينظر إليه
ص.695
وهو صريع فقال: والله لئن مات هذا العبد الصالح عطشاً ومعي ماء لا أصيب من الله خيراً، وإن سقيته مائي لأموتن، فتوكل على الله وعزم ورش عليه من مائه وسقاه من فضله".(11/325)
قال: "فقام حتى قطع المفازة". قال: "فيوقف الذي به رهق يوم القيامة للحساب فيؤمر به إلى النار فتسوقه الملائكة، فيرى العابد فيقول: يا فلان أما تعرفني؟" قال: "فيقول: من أنت؟ قال: أنا فلان الذي آثرتك على نفسي يوم المفازة". قال: "فيقول: بلى أعرفك". قال: "فيقول للملائكة: قفوا، ويجيء حتى يقف ويدعو ربه فيقول: يا رب قد تعرف يده عندي وكيف آثرني على نفسه، يا رب هبه لي". قال: "فيقول: هو لك، ويأخذ بيده فيدخله الجنة".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير أبي ظلال القسملي وقد وثقه ابن حبان وغيره وضعفه غير واحد.
18550- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الرجل من أهل الجنة ليشرف على أهل النار، فيناديه رجل من أهل النار: يا فلان أما تعرفني؟ قال: لا والله ما أعرفك من أنت ويحك؟ قال: أنا الذي مررت بك في الدنيا فاستسقيتني فسقيتك فاشفع لي بها عند ربك".
قال: "فدخل ذلك الرجل على ربه في دوره فقال: يا رب إني أشرفت على النار فقام رجل من أهل النار فنادى: يا فلان أما تعرفني؟ فقلت: لا والله لا أعرفك ومن أنت؟ قال: أنا الذي مررت بي في الدنيا فاستسقيتني فسقيتك فاشفع لي بها عند ربك، فشفعني يا رب فيه".
ص.696
قال: "فشفعه الله فيه وأخرجه من النار".
رواه أبو يعلى وفيه أبو علي بن أبي سارة وهو متروك.
*4* 8. باب شفاعة الولدان.
18551- عن شرحبيل بن شفعة عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة، فيقولون: يا ربنا يدخل آباؤنا وأمهاتنا؟ قال: فيقول الله عز وجل: ما لي أراهم محبنطئين (المحبنطئ: الممتنع امتناع طلبة لا امتناع إباء) ادخلوا الجنة". قال: "فيقولون: يا رب آباؤنا؟ قال: فيقول: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شرحبيل وهو ثقة.(11/326)
قلت: وقد تقدمت أحاديث في الأولاد ووفاتهم وفيمن احتسبهم في كتاب الجنائز، وتربية الأولاد والأيتام في كتاب البر والصلة.
*3* 22. باب ما جاء في رحمة الله تعالى.
18552- عن أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم ونفر من أصحابه وصبي في الطريق، فلما رأت أم الصبي القوم خشيت على ولدها أن يوطأ، فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني، وسعت فأخذته، فقال القوم: يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار! قال: فخفضهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "ولا والله ما يلقي حبيبه في النار".
رواه أحمد والبزار بنحوه، وأبو يعلى ورجالهم رجال الصحيح.
ص.697
18553- وعن عمر بن الخطاب أنه قال: قدم سبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم - قلت: فذكر الحديث إلى أن قال: - وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض مغازيه، فبينما هم يسيرون إذ أخذوا فرخ طير، فأقبل أحد أبويه حتى سقط في أيدي الذي أخذه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا تعجبون لهذا الطير؟ أخذ فرخه فأقبل حتى سقط في أيديهم، والله لله أرحم بخلقه من هذا الطير بفرخه".
رواه البزار من طريقين ورجال إحداهما رجال الصحيح.
18554- وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يكون قوم في النار ما شاء الله أن يكونوا ثم يرحمهم الله فيخرجهم منها، فيكونون في أدنى الجنة، فيغتسلون في نهر يقال له: الحيوان. يسميهم أهل الجنة: الجهنميين، لو ضاف أحدهم أهل الجنة لعرسهم وأطعمهم وسقاهم ولحفهم". ولا أظنه إلا قال: "ولزوجهم لا ينقصه ذلك شيئاً".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط.
18555- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليتمجدن الله يوم القيامة على أناس لم يعملوا خيراً قط، فيخرجهم من النار بعد ما احترقوا، فيدخلهم الجنة برحمته بعد شفاعة من يشفع".
رواه أحمد وفيه صالح مولى التوءمة وهو ضعيف.
ص.698(11/327)
18556- وعن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة، فيسمون: الجهنميون في الجنة، فيدعون الله تعالى أن يحول عنهم ذلك الاسم، فيمحوه الله عنهم، فإذا خرجوا من النار". قال: فذكر الحديث.
رواه أحمد والطبراني وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وهو ضعيف.
18557- وعن فضالة بن عبيد وعبادة بن الصامت أنهما حدثا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا كان يوم القيامة وفرغ الله تعالى من قضاء الخلق فيبقى رجلان، فيؤمر بهما إلى النار، فيلتفت أحدهما فيقول الجبار: ردوه، فيردونه فيقول له: لم التفت؟ قال: كنت أرجو أن تدخلني الجنة". قال: "فيؤمر به إلى الجنة فيقول: لقد أعطاني الله عز وجل حتى إني لو أطعمت أهل الجنة ما نقص ذلك مما عندي شيئاً".
قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكره يرى السرور في وجهه.
رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
قلت: وتأتي أحاديث في أدنى أهل الجنة منزلة.
18558- وعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"آخر من يخرج من النار رجلان، يقول الله لأحدهما: يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم؟ هل عملت خيراً قط؟ أو رجوتني؟ فيقول: لا يا رب، فيؤمر به إلى النار وهو أشد أهل النار حسرة، ويقول للآخر: هل عملت خيراً قط؟ أو رجوتني؟ فيقول:
ص.699
نعم يا رب، كنت أرجو إن أخرجتني أن لا تعيدني فيها، وهو آخر من يدخل الجنة".
رواه أحمد والبزار وزاد: "هل خفتني". ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث.
18559- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم:(11/328)
"إن عبداً لينادي في النار ألف سنة: يا حنان يا منان، قال: فيقول الله لجبريل عليه السلام: اذهب فائتني بعبدي هذا، فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون، فيرجع إلى ربه عز وجل فيخبره، فيقول: ائتني به فإنه في مكان كذا وكذا، فيجيء به فيوقفه على ربه عز وجل فيقول: يا عبدي كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول: يا رب شر مكان وشر مقيل، فيقول: ردوا عبدي، فيقول: يا رب ما كنت أرجو إذا أخرجتني منها أن تعيدني فيها، فيقول: دعوا عبدي".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير أبي ظلال وضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان.
18560- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم - أحسبه قال: - عليها".
رواه البزار وإسناده حسن.
ص.700
18561- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل خلق مائة رحمة، رحمة منها قسمها بين الخلائق، وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة".
رواه الطبراني والبزار وإسنادهما حسن.
قلت: وقد تقدمت أحاديث في سعة رحمة الله تعالى في كتاب التوبة.
18562- وعن الحسن - يعني البصري - قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لله مائة رحمة، وإنه قسم رحمة واحدة بين أهل الأرض فوسعتهم إلى آجالهم، ودخر عنده تسعة وتسعين لأوليائه يوم القيامة".
18563- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل ذلك.
رواه والذي قبله أحمد ورجال الجميع رجال الصحيح.
18564- وروى عن جلاس.
18565- وعن محمد بن سيرين قال: مثله.
ورجاله رجال الصحيح.
18566- وعن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله عز وجل خلق مائة رحمة، فرحمة بين خلقه يتراحمون بها، وادخر لأوليائه تسعة وتسعين".
رواه الطبراني وفيه مخيس بن تميم وهو مجهول، وبقية رجاله ثقات.
18567- وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.701(11/329)
"قسم ربنا رحمته مائة جزء، فأنزل منها جزءاً في الأرض، فهو الذي يتراحم به الناس والطير والبهائم، وبقيت عنده مائة رحمة، إلا رحمة واحدة لعباده يوم القيامة".
رواه الطبراني وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن يحيى.
*2* 43. كتاب صفة أهل النار.
*3* 1. باب.
18568- ص.705 عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل:
"ما لي لا أرى ميكائيل ضاحكا قط؟". قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار.
رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش عن المدينيين وهي ضعيفة، وبقية رجاله ثقات.
قلت: ويأتي حديث أبي سعيد قي بعد قعرها.
18569- وعن يعلى بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "البحر هو جهنم".
قالوا ليعلى، فقال: ألا ترون الله عز وجل يقول: {ناراً أحاط بهم سرادقها} قال: لا والذي نفس يعلى بيده، لا أدخلها أبداً حتى أعرض على الله عز وجل، ولا يصيبني منها قطرة حتى ألقى الله عز وجل.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
18570- وعن يزيد بن أبي سورة قال: رأيت عبادة بن الصامت وهو على حائط المسجد المشرف على وادي جهنم واضعاً صدره عليه وهو يبكي، فقلت: أبا الوليد ما يبكيك؟ فقال: هذا المكان الذي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى فيه جهنم.
ص.706
رواه الطبراني ويزيد لم أعرفه وفيه ضعفاء قد وثقوا.(11/330)
18571- وعن عقبة بن عامر الجهني قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال بنا القيام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى خفف في قيامه، وفي ذلك نسمع منه يقول: "يا رب وأنا فيهم؟". ثم أهوى بيده ليتناول شيئاً، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركع ثم أسرع بعد ذلك، فلما سلم جلس وجلسنا حوله فقال: "قد علمت أنه قد رابكم طول قيامي". قلنا: أجل سمعناك تقول: "يا رب وأنا فيهم؟". قال: "والذي نفسي بيده ما وعدتم في الآخرة من شيء إلا وقد عرض علي حتى النار، فأقبل علي منها حتى حاذى بمكاني، فخفت أن تغشاكم، فقلت: يا رب وأنا فيهم؟ فصرفها الله عنكم، فأقبلت قطعاً كأنها الزرابي، وأشرفت فيها إشرافة فإذا فيها عمرو بن حرثان أخو بني غفار منكباً على قوسه في جهنم، وإذا فيها الحميرية صاحبة القط الذي ربطته، فلم تطعمه ولم تسقه، ولم تسرحه يبتغي ما يأكل حتى مات على ذلك".
رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وفي الكبير طرف منه وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق وكذلك بكر بن سهل، وبقية رجاله وثقوا.
18572- وعن عمر أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حزيناً لا يرفع رأسه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لي أراك يا جبريل حزيناً؟". فقال: إني رأيت لفحة من روحي فلم ترجع إلي بعد.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن خلف وهو ضعيف.
18573- وعن عمر بن الخطاب قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا جبريل ما لي أراك متغير اللون؟". فقال: ما جئتك حتى أمر
ص.707(11/331)
الله عز وجل بمفاتيح النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جبريل صف لي النار وانعت لي جهنم". فقال جبريل: إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها ولا يطفئ لهبها، والذي بعثك بالحق لو أن قدر ثقب إبرة فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعاً من حره، والذي بعثك بالحق لو أن خازناً من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه، لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه، والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلقة سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لارفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسبي يا جبريل لا ينصدع قلبي فأموت". قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي، فقال: "تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت به؟". فقال: وما لي لا أبكي؟ أنا أحق بالبكاء، لعلي أبتلى بما ابتلي به إبليس، فقد كان من الملائكة وما أدري لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت وماروت. قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبكى جبريل عليه السلام، فما زالا يبكيان حتى
ص.708
نوديا أن: يا جبريل ويا محمد، إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصياه. فارتفع جبريل عليه السلام، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون، فقال: "أتضحكون ووراءكم جهنم؟ لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، ولما أسغتم الطعام والشراب، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل".
فنودي: يا محمد لا تقنط عبادي، إنما بعثتك ميسراً ولم أبعثك معسراً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سددوا وقاربوا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلام الطويل وهو مجمع على ضعفه.(11/332)
18574- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أن غرباً من جهنم جعل وسط الأرض لآذى نتن ريحه وشدة حره ما بين المشرق والمغرب، ولو أن شررة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها بالمغرب".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه تمام بن نجيح وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله أحسن حالاً من تمام.
18575- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18576- ووعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أتدرون مثل ناركم هذه من نار جهنم؟ لهي أشد من دخان ناركم هذه بسبعين ضعفاً".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
ص.709
18577- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر نار جهنم فقال:
"إنها لجزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، وما وصلت إليكم حتى - أحسبه قال: - نضحت مرتين بالماء لتضيء لكم، ونار جهنم سوداء مظلمة".
رواه البزار ورجاله ضعفاء على توثيق لين فيهم.
18578- وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الرؤيا الصالحة بشرى، وهي جزء من سبعين جزءاً من النبوة، وإن ناركم - يعني هذه - جزء من سبعين جزءاً من سموم جهنم، وما دام العبد ينتظر الصلاة فهو في صلاة ما لم يحدث".
رواه البزار وفيه عبيد بن إسحاق وهو متروك ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18579- وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"شدة الحر من فيح جهنم فأبردوا عن الصلاة - يعني في شدة الحر - وشكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين في كل عام، فنفسها في الشتاء الزمهرير، ونفسها في الصيف السموم".
قلت: هو في الصحيح وغيره باختصار شكاية النار.
رواه البزار وفيه عطية وقد وثق على ضعفه.
ص.710
18580- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(11/333)
"اشتكت النار إلى ربها قالت: رب أكل بعضي بعضاً فجعل لها نفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فشدة ما تجدون من الحر من حرها، وشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها".
رواه أبو يعلى وفيه زياد النميري وهو ضعيف عند الجمهور.
18581- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن جهنم قالت: يا رب ائذن لي في نفس فإني أخشى أن أقبض على خلقك، فأذن لها بنفسين في كل سنة مرتين، فشدة الحر من فيحها، وشدة البرد من زمهريرها".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
18582- وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يجاء بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حفص بن عمر بن الصباح وقد وثقه ابن حبان.
18583- وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لو أن مقمعاً من حديد وضع في الأرض فاجتمع له الثقلان ما أقلوه من الأرض".
ص.711
رواه أحمد وأبو يعلى وفيه ضعفاء وثقوا.
18584- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت ثم عاد".
رواه أحمد وأبو يعلى في حديث طويل ويأتي إن شاء الله وفيه ابن لهيعة وقد وثق على ضعفه.
18585- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعوذوا بالله من جب الحزن". قالوا: يا رسول الله وما جب الحزن؟ قال: "واد في جهنم، إن جهنم لتعوذ بالله من شر ذلك الوداي في كل يوم أربعمائة مرة، يلقى فيه الغرارون". قيل: يا رسول الله وما الغرارون؟ قال: "المراءون بأعمالهم في الدنيا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو مجمع على ضعفه.
*3* 2. باب تلقي النار أهلها.
18586- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن جهنم لما سيق إليها أهلها تلقتهم فلفحتهم لفحة فلم تدع لحماً على عظم إلا ألقته على العرقوب".(11/334)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن سليمان بن الأصبهاني وهو ضعيف.
*3* 3. باب بعد قعرها.
18587- ص.712 عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أن حجراً بسبع خلفات (الخلفة: الحامل من النوق) شحومهن وأولادهن ألقي في جهنم لهوى سبعين عاماً لا يبلغ قعرها".
رواه أبو يعلى وفيه يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
18588- وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أن حجراً قذف به في جهنم لهوى سبعين خريفاً قبل أن يبلغ قعرها".
رواه البزار والطبراني وفيهما محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف.
18589- وعن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لو أن حجراً يهوي في جهنم فما يصل إلى قعرها سبعين خريفاً".
رواه البزار والطبراني وفيهما محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف.
18590- وعن أبي سعيد الخدري قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتاً هاله، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا الصوت يا جبريل؟". فقال: هذه صخرة هوت من شفير جهنم من سبعين عاماً، فهذا حين بلغت قعرها، فأحب الله أن أسمعك صوتها. فما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً ملء فيه حتى قبضه الله.
ص.713
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن قيس الأنصاري وهو ضعيف.
18591- وعن لقمان بن عامر قال: جئت أبا أمامة فقلت: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أن صخرة وزنت عشر خلفات قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفاً حتى تنتهي إلى غي وأثام". قيل: وما غي وأثام؟ قال: "بئران في جهنم، يسيل فيهما صديد أهل النار، وهما اللذان ذكرهما الله في كتابه: {أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً} وقوله: {ومن يفعل ذلك يلق أثاماً}".
رواه الطبراني وفيه ضعفاء قد وثقهم ابن حبان وقال: يخطئون.(11/335)
18592- وعن بعض أهل العلم: أن معاذ بن جبل كان يخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"والذي نفسي بيده، إن بعد ما بين شفير النار إلى قعرها لصخرة زنة سبع خلفات بشحومهن ولحومهن وأولادهن، تهوي فيها ما بين شفير النار إلى أن تبلغ قعرها سبعين خريفاً".
رواه الطبراني وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 4. باب.
18593- ص.714 عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن في النار حيات كأمثال أعناق البخت، تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموها سبعين خريفاً، وإن في النار عقارب كأمثال العقارب الموكفة تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموها أربعين سنة".
رواه أحمد والطبراني وفيه جماعة قد وثقوا.
18594- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عمر الذباب أربعون ليلة، والذباب كله في النار إلا النحل".
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
18595- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الذباب كله في النار إلا النحل". فذكر الحديث.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار بأسانيد ورجال بعض أسانيده ثقات.
18596- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الذباب كله في النار إلا النحل".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار بأسانيد، ورجال بعض أسانيد الطبراني ثقات.
ص.715
18597- وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الذباب كله في النار إلا النحل".
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك، وقد ذكره ابن حبان في الضعفاء وفي الثقات وقال: يحتج بما وافق فيه الثقات، ويترك ما انفرد به بعد أن استخرت الله فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح وقد وافقه الثقات في أصل الحديث.
18598- وعن يعلى بن منبه - رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال:(11/336)
"ينشئ الله عز وجل لأهل النار سحابة سوداء مظلمة فيقال: يا أهل النار أي شيء تطلبون؟ فيذكرون بها سحابة الدنيا، فيقولون: يا ربنا الشراب! فيمطرهم أغلالاً تزيد في أغلالهم، وسلاسل في سلاسلهم، وجمراً يلهب عليهم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من فيه ضعف قليل ومن لم أعرفه.
18599- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الشمس والقمر نوران عقيران في النار".
رواه أبو يعلى وفيه ضعفاء قد وثقوا.
*3* 5. باب زيادة أهل النار من العذاب.
@قد تقدم حديث يعلى بن منبه قبل هذا الحديث.
18600- وعن عبد الله بن مسعود في قول الله تعالى: {زدناهم عذاباً فوق العذاب} قال: زيدوا عقارب أنيابها كالنخل الطوال.
ص.716
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
18601- وعن ابن عباس أنه قال في قول الله تعالى: {زدناهم عذاباً فوق العذاب} قال: هي خمسة أنهار تحت العرش، يعذبون ببعضها بالليل وببعضها بالنهار.
رواه أبو يعلى ورجال رجال الصحيح.
*3* 6. باب في نفس أهل النار.
18602- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لو أن في هذا المسجد مائة أو يزيدون وفيه رجل من النار فتنفس فأصاب نفسه لاحترق المسجد ومن فيه".
رواه أبو يعلى عن شيخه إسحاق ولم ينسبه فإن كان ابن راهويه فرجاله رجال الصحيح وإن كان غيره فلم أعرفه.
18603- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو كان في المسجد مائة ألف أو يزيدون ثم تنفس رجل من أهل النار لأحرقهم".
رواه البزار وفيه عبد الرحيم بن هارون وهو ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يعتبر حديثه إذا حدث من كتابه، فإن في حديثه من حفظه بعض مناكير، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 7. باب بكاء أهل النار.
18604- ص.717 عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/337)
"يا أيها الناس ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، فإن أهل النار يبكون في النار حتى تسيل دموعهم في خدودهم كأنها جداول حتى تنقطع الدموع فيسيل - يعني الدم - فتقرح العيون".
قلت: روى ابن ماجة بعضه.
رواه أبو يعلى وأضعف من فيه يزيد الرقاشي وقد وثق على ضعفه.
*3* 8. باب عظم خلق الكافر في النار.
18605- عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام، وإن عظم جلده سبعون ذراعاً، وإن جلده مثل أحد".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفي أسانيدهم أبو يحيى القتات وهو ضعيف وفيه خلاف، وبقية رجاله أوثق منه.
18606- وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مقعد الكافر في النار مسيرة
ص.718
ثلاثة أيام، كل ضرس مثل أحد، وفخذه مثل ورقان، وجلده سوى لحمه وعظامه أربعون ذراعاً".
رواه أحمد وأبو يعلى وفيه ابن لهيعة وقد وثق على ضعفه.
18607- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعاً ومقعده من النار مثل ما بيني وبين الربذة".
قلت: رواه الترمذي غير أنه قال: "وغلظ جلده أربعون ذراعاً وهنا سبعون".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ربعي بن إبراهيم وهو ثقة.
18608- وعن يزيد بن حيان التيمي قال: انطلقت أنا وحسين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، وحدثنا في مجلسه ذلك، قال: إن الرجل من أهل النار ليعظم النار حتى يكون الضرس من أضراسه مثل أحد.
قلت رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عنبسة بن سعيد وهو ثقة.
18609- وعن مجاهد قال: قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم؟ قلت: لا، قال: أجل والله ما تدري أن بين شحمة أذنهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفاً، تجري منه أودية القيح والدم، قلت: أنهاراً؟ قال: لا، بل أودية، فذكر الحديث.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عنبسة بن سعيد وهو ثقة.(11/338)
18610- وعن ثوبان قال: وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.719
"ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده أربعون ذراعاً بذراع الجبار".
رواه البزار وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
*3* 9. باب في أهل النار وعلامتها وأول من يكسى حللها.
18611- عن أنس بن مالك [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم] قال:
"أول من يكسى حلة من النار إبليس، فيضعها على حاجبه - أو حاجبيه - ويسحبها من بعده وذريته من بعده - أو من خلفه - وهو ينادي: يا ثبوراه، وينادون: يا ثبورهم، فيقال لهم: لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً".
رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق.
18612- وعن أبي سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا جمع الله الناس في صعيد واحد يوم القيامة أقبلت النار تركب بعضها بعضاً، وخزنتها يكفونها وهي تقول: وعزة ربي ليخلين بيني وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقاً واحدة، فيقولون: ومن أزواجك؟ فتقول: كل متكبر جبار، فتخرج لسانها فتلتقطهم من بين ظهراني الناس، فتقذفهم في جوفها، ثم تستأخر ثم تقبل يركب بعضها بعضاً وخزنتها يكفونها، وهي تقول: وعزة ربي ليخلين بيني وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقاً واحدة، فيقولون: ومن أزواجك؟ فتقول: كل جبار كفور، فتلتقطهم بلسانها من بين ظهراني الناس، فتقذفهم في جوفها، ثم تستأخر، ثم تقبل يركب بعضها بعضاً وخزنتها يكفونها، وهي تقول: وعزة ربي ليخلين بيني وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقاً واحدة. فيقولون: ومن
ص.720
أزواجك؟ فتقول: كل جبار فخور، فتلتقطهم بلسانها فتقذفهم في جوفها، ثم تستأخر ويقضي الله بين العباد".
رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا إلا أن ابن إسحاق مدلس.
18613- وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/339)
"يخرج عنق من النار يوم القيامة فتكلم بلسان طلق ذلق، لها عينان تبصر بهما، ولها لسان تكلم به، فتقول: إني أمرت بمن جعل مع الله إلهاً آخر وبكل جبار عنيد، وبمن قتل نفساً بغير نفس، فتنطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة عام".
18614- وفي رواية: "فتنطوي عليهم فتقذفهم في جهنم".
رواه البزار واللفظ له وأحمد باختصار وأبو يعلى بنحوه، والطبراني في الأوسط، وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح.
18615- وعن محمد بن واسع قال: قلت لبلال بن أبي بردة: إن أباك حدثني عن جدك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن في جهنم وادياً، في الوادي بئر يقال لها: هبهب، حقاً على الله أن يسكنها كل جبار عنيد".
رواه الطبراني وفيه أزهر بن سنان وهو ضعيف.
18616- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أنبئكم بأهل النار؟ كل سفيه جعظري".
رواه أحمد وفيه البراء بن عبد الله وهو ضعيف.
ص.721
18617- وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عند ذكر أهل النار:
"كل جعظري (الفظ الغليظ المتكبر) جواظ(الجموع المنوع) مستكبر جماع مناع، وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18618- وعن ابن غنم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يدخل الجنة الجواظ الجعظري والعتل الزنيم".
رواه أحمد وإسناده حسن إلا أن ابن غنم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.
18619- وعن علي بن رباح قال: بلغني عن سراقة بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
"يا سراقة ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار؟". قال: بلى يا رسول الله. قال: "أما أهل النار فكل جعظري جواظ مستكبر، وأما أهل الجنة فالضعفاء المغلوبون".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه راو لم يسم.
18620- وعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/340)
"ما بعث الله نبياً إلى قوم فقبضه إلا جعل بعده فترة يملأ من تلك الفترة جهنم".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير صدقة بن سابق وهو ثقة.
*3* 10. باب فيمن في كبره يدخل النار.
18621- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.722
"إن الله عز وجل يقول يوم القيامة لآدم عليه السلام: قم فجهز من ذريتك تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحداً إلى الجنة".
فبكى أصحابه وبكوا، ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ارفعوا رؤوسكم، فوالذي نفسي بيده ما أمتي في الأمم إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود".
فخفف ذلك عنهم.
رواه أحمد والطبراني وإسناده جيد.
18622- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل يبعث منادياً ينادي: يا آدم إن الله عز وجل يأمرك أن تبعث بعثاً من ذريتك إلى النار، فيقول آدم: يا رب ومن كم؟" قال: "فيقال له: من كل مئة تسعة وتسعين".
فقال رجل من القوم: من هذا الناجي منا بعد هذا يا رسول الله؟ قال: "هل تدرون؟ ما أنتم في الناس إلا كالشامة في صدر البعير".
رواه أحمد وأبو يعلى وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف.
18623- وعن ابن عباس قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وأصحابه عنده: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} إلى آخر الآية، فقال: "هل تدرون أي يوم ذلك؟". قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذاك يوم يقول الله عز وجل: يا آدم قم فابعث بعثاً
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عنبسة بن سعيد وهو ثقة.
ص.723
إلى النار، فيقول: وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة".
فشق ذلك على القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/341)
"إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة". ثم قال: "إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعملوا وبشروا، فإنكم بين خليقتين لم يكونا مع أحد إلا كثرتاه: يأجوج ومأجوج، وإنما أنتم في الناس - أو قال: الأمم - كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة، إنما أمتي جزء من ألف جزء".
رواه البزار ورجاله رجل الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة.
18624- وعن أنس قال: نزلت: {يا أيها الناس اتقوا ربكم} إلى قوله: {عذاب الله شديد} على النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه، فقال:
"أتدرون أي يوم هذا؟ يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعثاً إلى النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة".
فكبر ذلك على المسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سددوا وقاربوا وأبشروا، فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة، إن معكم لخليقتين ما كانتا في شيء قط إلا كثرتاه: يأجوج ومأجوج، ومن هلك من كفرة الجن والإنس".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن مهدي وهو ثقة.
*3* 11. باب في أكثر أهل النار.
18625- عن عبد الرحمن بن شبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.724
"إن الفساق أهل النار". قالوا: يا رسول الله ومن الفساق؟ قال: "النساء". قال رجل: يا رسول الله أوليس أمهاتنا ونساؤنا وأزواجنا وبناتنا؟ قال: "بلى ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن، وإذا ابتلين لم يصبرن".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي راشد الخيراني وهو ثقة.
18626- وعن حكيم بن حزام قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بالصدقة وحثهن عليها وقال:
"تصدقن فإنكن أكثر أهل النار". فقالت امرأة منهن: لم ذاك يا رسول الله؟ قال: "لأنكن تكثرن اللعن وتسوفن الخير وتكفرن العشير".(11/342)
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
*3* 12. باب لا يدخل النار إلا من يشفي غيظه بسخط الله.
18627- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"باب النار لا يدخله إلا من يشفي غيظه بسخط الله".
رواه البزار من طريق قدامة بن محمد عن إسماعيل بن شيبة وهما ضعيفان وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 13. باب تفاوت أهل النار في العذاب.
18628- عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أهون أهل النار عذاباً رجل منتعل بنعلين من نار، يغلي منهما دماغه مع أجزاء العذاب، ومنهم من النار إلى صدره مع أجزاء العذاب ومنهم من في النار إلى ترقوته مع أجزاء العذاب، ومنهم من قد انغمس فيها".
ص.725
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
18629- وعن جابر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل له: هل نفعت أبا طالب بشيء؟ قال:
"أخرجته من النار إلى ضحضاح منها".
رواه البزار وفيه من لم أعرفه.
18630- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أدنى أهل النار عذاباً الذي له نعلان من نار يغلي منهما دماغه".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن خالد بن موهب وهو ثقة.
*3* 14. باب من قتل نفسه بشيء عذب به.
18631- عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به في الآخرة".
رواه البزار وفيه إسحاق بن إدريس وهو متروك.
*3* 15. باب من دخل النار متى يخرج.
18632- عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"والله لا يخرج من النار أحد حتى يمكث فيها أحقاباً".
قال: "والحقب بضع وثمانون سنة، كل سنة ثلاث مائة وستون يوماً مما تعدون".
رواه البزار وفيه سليمان بن مسلم الخشاب وهو ضعيف جداً.
*3* 16. باب الخلود لأهل النار في النار وأهل الإيمان في الجنة.
18633- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/343)
"يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة! فيقلون: لبيك ربنا، قال: فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم ربنا هذا الموت، فيذبح كما تذبح الشاة فيأمن هؤلاء وينقطع رجاء هؤلاء".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بنحوه والبزار ورجالهم رجال الصحيح غير نافع بن خالد الطاحي وهو ثقة.
18634- وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن، فلما قدم عليهم قال: يا أيها الناس إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يخبركم "أن المرد إلى الله، إلى جنة أو نار، خلود بلا موت، وإقامة بلا ظعن".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وزاد فيه: "في أجساد لا تموت". وإسناد الكبير جيد إلا أن ابن سابط لم يدرك معاذاً.
قلت: الذي سقط بينهما عمرو بن ميمون الأودي كما رواه الحاكم في المستدرك في أواخر كتاب الإيمان وفي طريقه مسلم بن خالد الزنجي، وقال عقبة: هذا حديث صحيح الإسناد رواية مكنون ومسلم بن خالد الزنجي إمام أهل مكة ومفتيهم إلا أن الشيخين قد نسباه إلى أن الحديث ليس من صنعته والله أعلم.
18635- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو قيل لأهل النار: إنكم ماكثون عدد كل حصاة في الدنيا
ص.727
لفرحوا بها، ولو قيل لأهل الجنة: إنكم ماكثون عدد كل حصاة لحزنوا، ولكن جعل لهم الأبد.
رواه الطبراني وفيه الحكم بن ظهير وهو مجمع على ضعفه.
18636- وعن عبد الله بن عمرو قال: أهل النار يدعون مالكاً فلا يجيبهم أربعين عاماً، ثم يقول: {إنكم ماكثون}. ثم يدعون ربهم فيقولون: ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون، فلا يجيبهم مثل الدنيا، ثم يقول: {اخسئوا فيها ولا تكلمون}. ثم ييأس القوم فما هو إلا الزفير والشهيق تشبه أصواتهم أصوات الحمير، أولها شهيق وآخرها زفير.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*2* 44. كتاب أهل الجنة.(11/344)
*3* 1. باب في بناء الجنة وصفتها.
18637- ص.731 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الجنة لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وملاطها المسك".
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
18638- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ثم قال لها: تكلمي، فقالت: {قد أفلح المؤمنون}".
18639- وفي رواية: "خلق الله جنة عدن بيده، ودلى فيها ثمارها، وشق فيها أنهارها، ثم نظر فيها فقال لها: تكلمي، فقالت: {قد أفلح المؤمنون} فقال: وعزتي لا يجاورني فيك بخيل".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وأحد إسنادي الطبراني في الأوسط جيد.
ص.732
18640- وعن ابن عمر قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال:
"من يدخل الجنة يحيا فيها ولا يموت، وينعم فيها ولا يبأس، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه". قيل: يا رسول الله ما بناؤها؟ قال: "لبنة من ذهب ولبنة من فضة، ملاطها المسك، ترابها الزعفران، حصباؤها اللؤلؤ والياقوت".
رواه الطبراني بإسناد حسن الترمذي لرجاله.
18641- وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خلق الله تبارك وتعالى الجنة، لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك".
18642- وفي رواية: "حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك، وقال لها: تكلمي، فقالت: {قد أفلح المؤمنون} فقالت الملائكة: طوباك منزل الملوك".
رواه البزار مرفوعاً وموقوفاً، والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله خلق جنة عدن بيده، لبنة من ذهب ولبنة من فضة".
والباقي بنحوه، ورجال الموقوف رجال الصحيح، وأبو سعيد لا يقول هذا إلا بتوقيف.
18643- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق الجنة بيضاء".
رواه البزار وفيه هشام بن زياد أبو المقدام وهو متروك.(11/345)
*3* 2. باب في سعة أبواب الجنة.
18644- عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما بين مصراعين في الجنة لمسيرة أربعين سنة".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله وثقوا على ضعف فيهم.
18645- وعن معاوية بن حيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أنتم توفون سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله عز وجل، وما بين مصراعين من مصاريع الجنة أربعين عاماً، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ".
قلت: عند الترمذي وغيره بعضه.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
18646- وعن عبد الله بن سلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن ما بين المصراعين في الجنة أربعون عاماً، وليأتين يوم يزاحم عليه كازدحام الإبل وردت لخمس ظماء".
رواه الطبراني وفيه رزيك بن أبي رزيك ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 3. باب ما جاء في جنات الفردوس.
18647- عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"جنان الفردوس أربع". قلت: فذكر الحديث.
ص.734
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18648- وعن سمرة - يعني ابن جندب - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الفردوس ربوة الجنة، وأعلاها وأوسطها ومنها تفجر أنهار الجنة".
رواه الطبراني والبزار باختصار وزاد فيه: "فإن سألتم الله تعالى فسلوه الفردوس".
وأحد أسانيد الطبراني رجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف.
18649- وعن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن سألتم الله فسلوه الفردوس".
رواه البزار ورجاله ثقات.
18650- وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا:
"إن الفردوس هي ربوة الجنة الوسطى التي هي أرفعها وأحسنها".
رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف.
18651- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"سلوا الله الفردوس فإنها سرة الجنة، وإن أهل الفردوس ليسمعون أطيط العرش".
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك.(11/346)
*3* 4. باب لكل عمل من الخير باب من أبواب الجنة.
18652- ص.735 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لكل أهل عمل باب من أبواب الجنة يدعون منه بذلك العمل". فذكر الحديث.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وقد وثقه جماعة.
18653- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان يوم القيامة دعي الإنسان بأكثر عمله، فإن كانت الصلاة أفضل دعي بها، وإن كان صيامه دعي به، وإن كان الجهاد دعي به، ثم يأتي باباً من أبواب الجنة يقال له: الريان، يدعى منه الصائمون". قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله أثم أحد يدعى بعملين؟ قال: "نعم، أنت".
رواه البزار وإسناده حسن.
*3* 5. باب كيف الإذن بدخول الجنة.
18654- عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يدخل الجنة أحد إلا بجوار بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الله لفلان بن فلان، ادخلوا جنة عالية قطوفها دانية".
ص.736
رواه الطبراني في الكبير والأوسط.
*3* 6. باب كيف يدخل أهل الجنة الجنة.
18655- عن معاذ بن جبل أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم - أو سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: -
"يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً مكحلين بني ثلاثين سنة".
18656- وفي رواية: "يبعث المؤمنون يوم القيامة جرداً مرداً مكحلينبني ثلاثين سنة".
رواه كله أحمد وإسناد الرواية الأولى حسن متصل.
18657- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً مكحلين".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
18658- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً بيضاً جعداً مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، وهم على خلق آدم صلى الله عليه وسلم، ستون ذراعاً في سبعة أذرع".
قلت: في الصحيح بعضه.
ص.737
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وإسناده حسن.(11/347)
18659- وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - شك أبو خيثمة - أنه قال:
"من مات من أهل الدنيا صغيراً أو كبيراً يردون إلى ستين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبداً، وكذلك أهل النار".
رواه الطبراني بإسناد ضعيف فيه ابن لهيعة وهو مخالف للثقات فيما رووه والله أعلم.
*3* 7. باب في شكر أهل الجنة لله تعالى الذي هداهم للإسلام.
18660- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول: لو أن الله هداني! فتكون عليه حسرة".
قال: "وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول: لولا أن الله هداني! فيكون له شكرا".
18661- وفي رواية: "لا يدخل أحد النار إلا رأى مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة، ولا يدخل أحد الجنة إلا رأى مقعده من النار لو أساء ليزداد شكراً".
رواه كله أحمد ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح.
*3* 8. باب في تربة الجنة.
18662- عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود: "إني سائلهم
ص.738
عن تربة الجنة، وهي درمكة بيضاء".فسألهم فقالوا: خبزة يا أبا القاسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخبز من الدرمك".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير مجالد ووثقه غير واحد.
*3* 9. باب فيمن يدخل الجنة من النساء.
18663- عن عمارة بن خزيمة قال: بينما نحن عند عمرو بن العاص في حج أو عمرة قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشعب إذ قال: "انظروا هل ترون شيئاً؟". فقلنا: نرى غربان منها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان".
18664- وفي رواية: كنا مع عمرو بن العاص في حج أو عمرة، حتى إذا كنا بمر الظهران (موضع بقرب مكة) إذا امرأة في هودجها. فذكر نحوه.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
*3* 10. باب في أهل الجنة منزلة وآخر من يدخلونها.(11/348)
18665- عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"آخر رجلين يخرجان من النار يقول الله لأحدهما: يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم؟ هل عملت خيراً قط؟ هل رجوتني؟ فيقول: لا يا رب، فيؤمر به إلى النار وهو أشد حسرة.
ص.739
ويقول للآخر: يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم؟ هل عملت خيراً قط؟ هل رجوتني؟ فيقول: لا يا رب، إلا أني كنت أرجوك".
قال: "فترفع له شجرة فيقول: يا رب، أقرني تحت هذه الشجرة فأستظل بظلها وآكل من ثمارها وأشرب من ماءها، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، فيقره تحتها، ثم يرفع له شجرة هي أحسن من الأولى وأغدق ماء، فيقول: يا رب أقرني تحتها لا أسألك غيرها فأستظل بظلها وأشرب من ماءها، فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقره تحتها، ثم يرفع له شجرة عند باب الجنة، هي أحسن من الأوليين وأغدق ماء، فيقول: يا رب هذه أقرني تحتها، فيدنيه تحتها ويعاهده ألا يسأله غيرها. فيسمع أصوات أهل الجنة، فلا يتمالك فيقول: أي رب أدخلني الجنة، فيقول الله عز وجل: سل وتمن، فيسأل ويتمنى مقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا، ويلقنه الله ما لا علم له به، فيسأل ويتمنى، فإذا فرغ قال: لك ما سألت".
قال أبو سعيد: "ومثله معه". وقال أبو هريرة: "وعشرة أمثاله معه". فقال أحدهما لصاحبه: حدث بما سمعت وأحدث بما سمعت.
رواه أحمد والبزار بنحوه إلا أنه قال: عن أبي سعيد: "وعشرة أمثاله". وعن أبي هريرة مثله.
ورجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق على ضعف فيه.
18666- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.740(11/349)
"إن أدنى أهل الجنة منزلة إن له لسبع درجات، وهو على السادسة فوقه والسابعة، وإن له لثلاث مائة خاد، ويغدا عليه ويراح بثلاث مائة صحفة - ولا أعلمه إلا قال: - من ذهب، في كل صحفة ما ليس في الأخرى، وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره، وإنه ليقول: يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء، وإن له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة، وإن الواحدة منهن لتأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض".
رواه أحمد ورجال ثقات على ضعف في بعضهم.
18667- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أدنى أهل الجنة حظاً أو نصبياً قوم يخرجهم الله من النار فيرتاح لهم الرب تبارك وتعالى أنهم كانوا لا يشركون بالله شيئاً، فيبدون بالعراء، فينبتون كما ينبت البقل، حتى إذا دخلت الأرواح في أجسادهم قالوا: ربنا كالذي أخرجتنا من النار ورجعت الأرواح إلى أجسادنا فاصرف وجوهنا عن النار". قال: "فيصرف وجوههم عن النار".
رواه البزار ورجاله ثقات.
18668- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أن أدنى أهل الجنة حلية عدلت حليته عليه أهل الدنيا جميعاً".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
ص.741
18669- وعن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه".
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفي أسانيدهم ثوير بن أبي فاختة وهو مجمع على ضعفه.
18670- وعن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/350)
"إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة الآف، بيدي كل واحد صحيفتان، واحدة من ذهب والأخرى من فضة، في كل واحدة لون ليس في الأخرى مثله، يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها، يجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي يجد لأولها، ثم يكون ذلك ريح المسك الأذفر، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون، إخواناً على سرر متقابلين".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
18671- وعن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"قد علمت آخر أهل الجنة دخولاً رجل كان يقول: اللهم زحزحني عن النار، ولا يقول: أدخلني الجنة، فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بقي ذلك الرجل فقال: يا رب ما لي ههنا؟ قال: ذاك الذي كنت تسألني يا ابن آدم، قال: يا رب أدنني من الجنة، قال: يا ابن آدم لم تكن تسألني! قال: فينشئ الله له شجرة على باب الجنة، فيقول: يا رب أدنني من هذه الشجرة فآكل من ثمرها وأستظل بظلها، فيقول: يا ابن آدم ألم تكن تسألني أن أزحزحك عن النار؟ فلا يزال يسأل حتى يقال له: اذهب فلك ما بلغت قدماك ورأت عيناك".
ص.742
رواه الطبراني بنحوه إلا أنه قال: "هذا ما كنت تسألني يا ابن آدم، فبينا هو كذلك إذ بدت له شجرة من باب الجنة داخلة الجنة، قال: يا رب أدنني من هذه الشجرة آكل من ثمرها وأستظل في ظلها، فيقول: يا ابن آدم لم تكن تسألني!! قال: يا رب أين مثلك؟ فلم يزل يرى شيئاً أفضل من شيء، ويسأل حتى يقال له: اذهب فلك ما سعت قدماك وما رأت عيناك، فيسعى حتى يكد أشار بيده قال: هذا وهذا، فيقال له: هذا لك ومثله معه، فيرضى حتى يرى أنه أعطاه شيئاً ما أعطاه أحداً من أهل الجنة، فيقول: لو أذن لي أدخلت أهل الجنة طعاماً وشراباً وكسوة مما أعطاني الله، ولا ينقصي ذلك شيئاً".
وفي إسنادهما موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
18672- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/351)
"إن آخر رجل يدخل الجنة رجل يتقلب على الصراط ظهراً لبطن، كالغلام يضربه أبوه وهو يفر منه يعجز عن عمله أن يسعى فيقول: يا رب بلغ بي إلى الجنة ونجني من النار، فيوحي الله إليه: عبدي إن نجيتك من النار وأدخلتك الجنة أتعترف لي بذنوبك وخطاياك؟ فيقول العبد: نعم يا رب وعزتك وجلالك لئن نجيتني من النار لأعترفن لك بذنوبي وخطاياي، فيجوز الجسر ويقول العبد فيما بينه وبين نفسه: لئن اعترفت بذنوبي وخطاياي ليردني إلى النار، فيوحي الله إليه: عبدي اعترف لي بذنوبك وخطاياك أغفرها لك وأدخلك الجنة، فيقول العبد: وعزتك ما أذنبت ذنباً قط ولا أخطأت خطيئة قط، فيوحي الله إليه: عبدي إن لي عليك بينة، فيلتفت العبد يميناً وشمالاً، فلا يرى أحداً فيقول: يا رب أرني بينتك، فينطق الله جلده بالمحقرات، فإذا رأى ذلك العبد يقول: يا رب عندي وعزتك المضمرات، فيوحي الله عز وجل إليه: عبدي أنا أعرف بها منك اعترف لي بها أغفرها لك وأدخلك الجنة، فيعترف العبد بذنوبه فيدخله الجنة، ثم ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، يقول: هذا أدنى أهل الجنة منزلة فكيف بالذي فوقه".
ص.743
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم وضعفاء فيهم توثيق لين.
18673- وعن ابن مسعود قال: إن آخر أهل الجنة دخولاً الجنة رجل مر به ربه عز وجل فقال له: قم فادخل الجنة، فأقبل عليه عابساً، فقال: وهل أبقيت لي شيئاً؟ قال: نعم، لك مثل ما طلعت عليه الشمس أو غربت.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير هبيرة بن مريم وهو ثقة.
قلت: وقد تقدم حديث طويل صحيح رواه ابن مسعود ذكرته في باب جامع في البعث وهو أبين من هذه الأحاديث.
*3* 11. باب أكثر أهل الجنة البله.
18674- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أكثر أهل الجنة البله".
رواه البزار وفيه سلامة بن روح وثقه ابن حبان وغيره وضعفه غير واحد.
*3* 12. (بابان في أهل الجنة من هذه الأمة).(11/352)
*4* 1. باب في كثرة من يدخل الجنة من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
18675- عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنة". قال: فكبرنا.
ص.744
ثم قال: "أرجو أن يكونوا ثلث الناس". قال: فكبرنا، ثم قال: "أرجو أن يكونوا الشطر".
رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي أحمد.
18676- وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أهل الجنة عشرون ومائة صف أمتي منها ثمانون صفاً وسائر الأمم أربعون صفاً".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف جداً.
18677- وعن ابن مسعود قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيف أنتم وربع أهل الجنة؟ لكم ربعها ولسائر الناس ثلاثة أرباعها؟". فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "فكيف أنتم وثلثها؟". قالوا: فذاك أكثر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة يوم القيامة عشرون ومائة صف، أنتم منها ثمانون صفاً".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الثلاثة ورجالهم رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وقد وثق.
18678- وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.745
"أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها أمتي".
رواه الطبراني وفيه خالد بن يزيد الدمشقي وهو ضعيف وقد وثق.
18679- وعن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أهل الجنة مائة وعشرون صفاً، أنتم ثمانون صفاً والناس سائر كذلك".
رواه الطبراني وفيه حماد بن عيسى الجهني وهو ضعيف.
18680- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنتم ثلث أهل الجنة أو نصف أهل الجنة".
رواه الطبراني وإسناده جيد.(11/353)
18681- وعن علي بن خالد أن أبا أمامة مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله"ز
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد بن الدولي وهو ثقة.
18682- وعن أبي أمامة قال: لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا دخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير السوء على أهله، فمن لم يصدقني فإن الله تعالى يقول: {لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى} كذب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وتولى عنه.
رواه الطبراني موقوفا ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
ص.746
18683- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لتدخلن الجنة كلكم أجمعون أكتعون إلا من شرد على الله شراد البعير".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات على ضعف يسير في بعضهم.
قلت: وقد تقدم في المناقب في فضل الأمة أحاديث نحو هذا.
18684- وعن أبي هريرة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا رد عليك ربك في الشفاعة؟ فقال:
"والذي نفس محمد بيده لقد ظننت أنك أول من يسألني عن ذلك من أمتي لما رأيت من حرصك على العلم، والذي نفس محمد بيده لما يهمني من انقضاضهم على أبواب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي، وشفاعتي لمن شهد أن شهد لا إله إلا الله مخلصاً يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير معاوية بن معتب وهو ثقة.
18685- وعن أبي مالك - يعني الأشعري - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده ليبعثن الله منكم يوم القيامة إلى الجنة مثل الليل الأسود زمرة جميعاً تخبطون الأرض، فتقول الملائكة: لما جاء مع محمد أكثر مما جاء مع الأنبياء".
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
*4* 2. باب ثان منه في كثرة من يدخل الجنة من هذه الأمة.(11/354)
18686- ص.747 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي مائة ألف". فقال أبو بكر رضي الله عنه: زدنا يا رسول الله، قال: "وهكذا" وأشار بيده. قال: يا نبي الله زدنا، قال: "وهكذا". قال عمر: قطك يا أبا بكر، قال: "ما لنا ولك يا ابن الخطاب". قال عمر: إن الله إن شاء يدخل الناس الجنة كلهم بحفنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق الله عمر".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
18687- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف". فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله، قال: "وهكذا" وجمع كفيه، فذكر نحوه.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح.
18688- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً". قالوا: زدنا يا رسول الله، قال: "لكل رجل سبعون ألفاً". قالوا: زدنا يا رسول الله، وكان على كثيب فحثا بيديه، قالوا: زدنا يا رسول الله، قال: "هذه" فحثا بيديه، قالوا: يا نبي الله أبعد الله من دخل النار بعد هذا.
ص.748
رواه أبو يعلى.
18689- وعن أبي هريرة قال: سألت ربي عز وجل فوعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً على صورة القمر ليلة البدر، فاستزدته فزادني مع كل ألف سبعين ألفاً، فقلت: أي رب إن لم يكن هؤلاء مهاجر أمتي؟ قال: إذاً أكملهم لك من الأعراب".
قلت: له حديث في الصحيح باختصار.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
18690- وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت رجة الناس وهم يقولون: آية ونحن يومئذ في فارع، فخرجت متلفعة بقطيفة للزبير حتى دخلت على عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي بالناس.(11/355)
قلت: فذكر الحديث إلى أن قال: "وقد رأيت خمسين أو سبعين ألفاً يدخلون الجنة في مثل صورة القمر ليلة البدر". فقام رجل فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: "اللهم اجعله منهم، أيها الناس إنكم لن تسألوني عن شيء حتى أنزل إلا أخبرتكم به". فقام رجل فقال: من أبي؟ قال: "أبوك فلان" - للذي كان ينسب إليه - .
قلت قصة الكسوف في الصحيح.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عباد بن عبد الله بن الزبير وهو ثقة.
18691- وعن أبي بكر بن عمير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي ثلاث مائة ألف".
ص.749
فقال عمير: يا نبي الله زدنا، فقال: "هكذا". فقال عمير: يا نبي الله زدنا، فقال عمر: حسبك يا عمير! فقال: ما لنا ولك يا ابن الخطاب؟ وما عليك أن يدخلنا الله الجنة؟ فقال عمر: إن الله إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة أو حثية واحدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق عمر".
رواه الطبراني وأبو بكر بن عمير لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 13. باب فيمن يدخل الجنة بغير حساب.
18692- عن عبد الله بن مسعود قال: أكثرنا الحديث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، ثم غدونا إليه فقال:
"عرضت علي الأنبياء الليلة بأممها، فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة، والنبي يمر ومعه العصابة، والنبي يمر ومعه النفر، والنبي ليس معه أحد، حتى مر علي موسى صلى الله عليه وسلم معه كبكبة من بني إسرائيل، فأعجبوني فقلت: من هؤلاء؟ فقيل: هذا أخوك موسى معه بنو إسرائيل".
قال: "فقلت: فأين أمتي؟ فقيل لي: انظر عن يمينك، فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال، فقيل لي: أرضيت؟ فقلت: رضيت رب".
قال: "فقيل لي: إن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب".(11/356)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فدى لكم أبي وأمي، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين الألف فافعلوا فإن قصرتم فكونوا من أهل الضراب، فإن قصرتم فكونوا من أهل الأفق، فإني قد رأيت ثم ناساً يتهاوشون".
فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين، فدعا له، فقام رجل آخر فقال: ادع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم، فقال: "سبقك بها عكاشة".
ثم تحدثنا فقلنا: من ترون هؤلاء السبعين الألف؟ فقال: قوم ولدوا في الإسلام
ص.750
ثم لم يشركوا بالله شيئاً حتى ماتوا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
رواه أحمد بأسانيد والبزار أتم منه، والطبراني وأبو يعلى باختصار كثير وأحد أسانيد أحمد والبزار رجاله رجال الصحيح.
18693- وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر الظهر إلى آخر الوقت، ثم خرج فصلى ثم قال:
"رأيت فيما يرى النائم أن الأمم عرضت علي، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يجيء في خمسة أو أكثر من ذلك، فرأيت جماعة كثيرة فقلت: إنها أمتي؟ فقيل: هذه أمة موسى. ورأيت عيسى بن مريم أبيض جعداً، يضرب إلى الحمرة، ورأيت - وذكر كلاماً كأن معناه عدد كثير - فقيل: إنها أمتك، وقيل: إن لك معهم سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب".
فقال عكاشة الأسدي: يا رسول الله اجعلني في هؤلاء السبعين، فقال: "أنت منهم". فقال آخر: يا رسول الله اجعلني منهم، فقال: "سبقك بها عكاشة". فقال القوم: من ترون هؤلاء السبعين؟ فقال بعضهم: من رق قلبه للإسلام، وقال بعضهم: قوم من المؤمنين لم يشركوا أو لم يعبدوا شيئاً إلا الله. وارتفعت أصواتهم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما هذه الأصوات؟". فقالوا: يا رسول الله السبعين الذين ذكرتهم من هم؟ قال: "هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".(11/357)
رواه البزار عن شيخه عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو مجمع على ضعفه.
18694- وعن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم إليهم فقال لهم:
ص.751
"إن ربي عز وجل خيرني بين سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب وبين الخبيئة عنده لأمتي". فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله أيخبئ ذلك ربك؟ فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج وهو يكبر فقال: "إن ربي زادني مع كل ألف سبعين ألفاً، والخبيئة عنده".
قلت: فذكر الحديث وهو مذكور في الشفاعة.
رواه أحمد والطبراني وفي إسنادهما ضعف.
18695- وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبطأ ذات ليلة عن صلاة العشاء، حتى ذهب هدء من الليل، حتى نام بعض من كان في المسجد، فخرج والناس بين نائم وبين مصل منتظر للصلاة، فقال:
"أما إن الناس لم يزالوا في صلاة ما انتظروها، لولا ضعف الكبير وبكاء الصغير لأخرت العشاء إلى عتمة من الليل".
ثم قال: "يدخل الجنة سبعون ألفاً لا حساب عليهم". قال: ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم تذاكرنا السبعين بيننا، أتراهم الشهداء؟ فقال بعضنا: هم الشهداء، وقال بعضنا: هم المؤمنون. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما تذاكرون؟". فأخبرناه فقال: "هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق.
18696- وعن شريح بن عبيد قال: مرض ثوبان بحمص، وعليها عبد الله بن قرط الأزدي، فلم يعده، فدخل على ثوبان رجل من الكلاعيين عائداً، فقال له ثوبان: أتكتب؟ قال: نعم، فقال: اكتب، فكتب للأمير عبد الله بن قرط: من ثوبان مولى
ص.752(11/358)
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد: فلو كان لموسى وعيسى عليهما السلام مولى بحضرتك لعدته. ثم طوى الكتاب وقال له: أبلغه إياه، قال: نعم، فانطلق الرجل بكتابه فدفعه إلى ابن قرط، فلما قرأه قام فزعاً، فقال الناس: ما له؟ أحدث أمر؟ فأتى ثوبان حتى دخل عليه فعاده، وجلس عنده ساعة ثم قام، فأخذ ثوبان بردائه وقال: اجلس حتى أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول:
"ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفاً".
رواه أحمد والطبراني باختصار.
18697- وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم". فقام عكاشة فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: "اللهم اجعله منهم". فسكت القوم، ثم قال بعضهم لبعض: لو قلنا: يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا منهم! قال: "سبقكم بها عكاشة وصاحبه، أما إنكم لو قلتم لقلت، ولو قلت لوجبت".
رواه البزار وفيه عطية وهو ضعيف وقد وثق ومحمود بن بكر لم أعرفه.
18698- وعن الفلتان بن عاصم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس، فشخص بصره إلى رجل في المسجد يمشي، فقال: "أيا فلان". قال: لبيك يا رسول الله، ولا ينازعه الكلام إلا قال: يا رسول الله، قال له: "أتشهد أني رسول الله". قال: لا.
ص.753
قال: "أتقرأ التوراة؟". قال: نعم، قال: "والإنجيل؟". قال: نعم، قال: "والقرآن؟". قال: والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته، ثم ناشده: "هل تجدني في التوراة والإنجيل؟". قال: نجد مثلك ومثل مخرجك ومثل هيئتك، فكنا نرجو أن يكون فينا، فلما خرجت خفنا أن تكون أنت هو فنظرنا فإذا أنت لست هو. قال: "ولم ذاك؟". قال: معه من أمته سبعون ألفاً ليس عليهم حساب ولا عذاب، وإنما معك نفر يسير. فقال: "والذي نفسي بيده لأنا هو، وإنهم لأمتي، وإنهم لأكثر من سبعين ألفاً وسبعين ألفاً".(11/359)
رواه البزار ورجاله ثقات.
18699- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، هم الذين لا يكتوون ولا يكوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
رواه البزار وفيه مبارك أبو سحيم وهو متروك.
18700- وعن رفاعة بن عرابة قال: صدرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل أناس يستأذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يأذن لهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال شق الشجرة التي تلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغض إليكم من الشق الآخر؟". فلا ترى من القوم إلا باكياً، فقال أبو بكر: إن الذي يستأذنك في نفسي بعد هذا لسفيه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه وقال: "أشهد عند الله" وكان إذا حلف قال: "والذي نفس محمد بيده، ما منكم من أحد يؤمن بالله ثم يسدد إلا سلك الجنة، ولقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوؤوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة". فذكر الحديث.
ص.754
قلت: عند ابن ماجة طرف منه يسير.
رواه الطبراني والبزار بأسانيد ورجال بعضها عند الطبراني والبزار رجال الصحيح.
18701- وعن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ليبعثن الله من مدينة بالشام يقال لها: حمص تسعين ألفاً لا حساب عليهم، ما بين الزيتون والحائط والبرت الأحمر".
رواه البزار وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو ضعيف.
18702- وعن سهل بن سعد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال من أصحابي رجالاً ونساء يدخلون الجنة بغير حساب". ثم قرأ: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم}.
رواه الطبراني وإسناده جيد.
18703- وعن سمرة بن جندب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(11/360)
"إن من أمتي أمة يدخل الله الجنة منهم سبعين ألفاً بغير حساب".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا، ورواه البزار بإسناد ضعيف.
18704- وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا كان يوم القيامة قامت ثلة من الناس يسدون الأفق نورهم كالشمس، فيقال: النبي الأمي فيتحسحس لها كل نبي، فيقال: محمد وأمته، ثم تقوم ثلة أخرى
ص.755
تسد ما بين الأفقين، نورهم كالقمر ليلة البدر". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فيتحسحس لها كل نبي، فيقال: يا محمد وأمته، ثم تقوم ثلة أخرى تسد ما بين الأفق، نورهم مثل كل كوكب الشمس، فيقال: النبي الأمي، فيتحسحس لها كل نبي، ثم يحثي حثيتين فيقال: هذا لك يا محمد وهذا مني لك يا محمد، ثم يوضع الميزان ويؤخذ في الحساب".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
18705- وعن أبي أمامة قال: تخرج يوم القيامة ثلة غرٌ محجلون، فتسد الأفق، نورهم مثل نور الشمس، فينادي مناد: النبي الأمي، فيتحسحس لها كل نبي أمي، فيقال: محمد وأمته، فيدخلون الجنة ليس عليهم حساب ولا عذاب، ثم تخرج ثلة أخرى غراً محجلين، نورهم مثل نور القمر ليلة البدر، فتسد الأفق، فينادي مناد: النبي الأمي، فيتحسحس لها كل نبي أمي، فيقال: محمد وأمته، فيدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم تخرج ثلة أخرى نورهم مثل أعظم كوكب في السماء، يسد الأفق نورهم، فينادي مناد: النبي الأمي، فيتحسحس لها كل نبي أمي، فيقال: محمد وأمته، فيدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم يجيء ربك عز وجل ثم يوضع الميزان والحساب.
رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف فيهم.
18706- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"عرضت علي الأمم". قلت: فذكر الحديث. إلى أن قال: فقام عكاشة بن محصن فقال: أنا منهم
ص.756
يا رسول الله؟ قال: "نعم، ". فذكر الحديث. وهو في الصحيح باختصار قوله للثاني: "نعم".(11/361)
رواه البزار والطبراني باختصار ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن موسى الحرشي وهو ثقة.
18707- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب". فقال أبو بكر: يا رسول الله زدنا، فقال: "وهكذا". فقال عمر: يا أبا بكر إن شاء الله أدخلهم الجنة بحفنة واحدة .
رواه البزار ورجاله ثقات على ضعف في أبي هلال الراسي قليل.
18708- وعن عتبة بن عبد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب، ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفاً".
قلت: فذكر الحديث وهو طويل ويأتي في صفة الجنة.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير من طريق عامر بن زيد البكالي وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات.
18709- وعن أبي سعد الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب، ويشفع كل ألف لسبعين ألفاً، ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه".
قال قيس: فقلت لأبي سعد: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم
ص.757
بأذني ووعاه قلبي. وقال أبو سعيد: وذلك إن شاء الله يستوعب مهاجري أمته ويوفي الله عز وجل بقيته من أعرابنا.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير إلا أنه قال في الأوسط أبو سعيد الأنماري، ورجاله ثقات.
18710- وعن أسماء بنت أبي بكر قال: خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت رجة الناس وهم يقولون آية، ونحن في فارع يومئذ، فخرجت متلفعة بقطيفة للزبير حتى دخلت على عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي للناس، قلت فذكر الحديث. إلى أن قال:(11/362)
"وقد رأيت خمسين أو سبعين ألفاً يدخلون الجنة في مثل صورة القمر ليلة البدر". فقام رجل فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: "اللهم اجعله منهم، أيها الناس إنكم لن تسألوني عن شيء حتى أنزل إلا أخبرتكم به". فقام رجل فقال: من أبي؟ فقال: "أبوك فلان". - للذي كان ينسب إليه - .
قلت: حديث أسماء في الكسوف في الصحيح وغيره.
رواه أحمد والطبراني، وزاد الطبراني: قالت: رقي رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال:
"يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة والصدقة وذكر الله، وقد رأيت منكم خمسين ألفاً - أو سبعين ألفاً - يدخلون الجنة بغير حساب". فذكر نحوه ورجاله ثقات.
18711- وعن عامر بن عمير قال: لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً لا يخرج إلى صلاة مكتوبة، فقيل له في ذلك، فقال:
"إني وجدت ربي ماجداً كريماً، أعطاني مع كل واحد من السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب سبعين ألفاً، فقلت: إن أمتي لا تبلغ هذا أو تكمل هذا، فقال: أكملهم لك من الأعراب".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني، واختلف في اسم
ص.758
صحابيه فقيل: عمرو بن عمير، وقيل: عمير بن عمرو، وقيل: عمارة بن عمير، وقيل: عمرو بن حزم، وقيل: عمرو بن بلال.
18712- وعن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أعطيت سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، وقلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً". قال أبو بكر رضي الله عنه: فرأيت أن ذلك يأتي على أهل القرى ويصيب من حافات البوداي.
رواه أحمد وأبو يعلى وفيهما المسعودي وقد اختلط وتابعيه لم يسم، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
18713- وعن عبد الرحمن بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(11/363)
"إن ربي أعطاني سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب". فقال عمر: يا رسول الله فهلا استزدته؟ قال: "قد استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفاً". قال عمر: فهلا استزدته؟ قال: "قد استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفاً". قال عمر: فهلا استزدته؟ قال: "قد استزدته فأعطاني هكذا" وفرج عبد الله بن أبي بكر بين يديه، قال عبد الله: وبسط باعيه، وحثا عبد الله، وقال هشام: وهذا من الله، لا ندري ما عدده.
رواه أحمد والبزار بنحوه، والطبراني بنحوه، وفي أسانيدهم القاسم بن مهران عن موسى بن عبيد، وموسى بن عبيد هذا هو مولى خالد بن عبد الله بن أسيد ذكره ابن حبان في الثقات، والقاسم بن مهران ذكره الذهبي في الميزان وأنه لم يرو عنه إلا سليم بن عمرو النخغي وليس كذلك، فقد روى عنه هذا الحديث هشام بن حسان، وباقي رجال إسناده محتج بهم في الصحيح.
ص.759 س
18714- وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دماً، فازدحموا على باب الجنة فقيل: من هؤلاء؟ قيل: الشهداء كانوا أحياء مرزقين، ثم نادى مناد: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة، ثم نادى الثالثة: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة، قال: ومن ذا الذي أجره على الله فليدخل الجنة، فقام كذا وكذا ألفاً فدخلوها بغير حساب".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا على ضعف يسير في بعضهم.
قلت: وقد تقدم حديث حذيفة وغيره في فضل الأمة في أواخر كتاب المناقب.
*3* 14. (بابان في أواغئل أهل الجنة).
*4* 1. باب في أوائل من يقرع باب الجنة.
18715- عن أبي بكر - يعني الصديق - قال: لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن ولا سيئ الملكة، وأول من يقرع باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا فيما بينهم وبين الله عز وجل وفيما بينهم وبين مواليهم، فذكر الحديث.
قلت: رواه الترمذي وابن ماجة باختصار.(11/364)
رواه أحمد وأبو يعلى وقد حسنه الترمذي بهذا الإسناد.
*4* 2. باب منه.
18716- عن أبي سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أول زمرة يدخلون الجنة يوم القيامة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم كأحسن كوكب دري في السماء، ولكل واحد منهم زوجتان، على كل
ص.760
زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء اللحم كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء".
قلت: رواه الترمذي باختصار.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناد ابن مسعود صحيح، وفي إسناد أبي سعيد عطية والأكثر على تضعيفه، وروى البزار حديث ابن مسعود فقط.
*3* 15. باب لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله.
@تقدم في باب لن ينجي أحد عمله.
*3* 16. باب صفة الجنة وما فيها من الخير.
18717- عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله عز وجل كل يوم للجنة: طيبي لأهلك، فتزداد طيباً، فذلك البرد الذي يجده الناس يسحر من ذلك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن عبد الغفار وهو متروك.
18718- وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".
رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجال البزار رجال الصحيح.
18719- وعن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.761
"إن الله تبارك وتعالى ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل، فيفتح الذكر في الساعة الأولى، لم يره غيره، فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن، وهي التي لم يرها غيره ولم تخطر على قلب بشر، لا يسكنها معه من بني آدم غير ثلاثة: النبيين والصديقين والشهداء، ثم يقول: طوبى لمن دخلك".
رواه البزار وفيه زيادة بن محمد وهو ضعيف.
18720- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/365)
"قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن مصعب القرقساني وهو ضعيف بغير كذب.
18721- وبسنده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما رأيت مثل الجنة نام طالبها، ولا مثل النار نام هاربها".
*3* 17. باب في تربة الجنة.
18722- عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود:
"إني سائلهم عن تربة الجنة، وهي درمكة بيضاء". فسألهم فقالوا: خبزة يا أبا القاسم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الخبز من الدرمك".
رواه أحمد وإسناده حسن.
ص.762
18723- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن في الجنة مراغاً من مسك مثل مراغ دوابكم في الدنيا".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجالهما ثقات.
*3* 18. باب في نوق الجنة.
18724- عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أهل الجنة يتزاورون على نجائب بيض كأنهن الياقوت، وليس في الجنة [شيء] من البهائم إلا الإبل والطير".
رواه الطبراني وفيه جابر بن نوح وهو ضعيف.
*3* 19. باب في خيل الجنة.
18725- عن عبد الرحمن بن ساعدة قال: كنت أحب الخيل فقلت: يا رسول الله هل في الجنة خيل؟ فقال:
"إن أدخلك الله الجنة يا عبد الرحمن كان لك فيها فرس من ياقوت، له جناحان يطير بك حيث شئت".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*3* 20. باب أول طعام أهل الجنة.
18726- ص.763 عن طارق بن شهاب قال: جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أخبرنا ما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوا؟ قال: "أول ما يأكلون كبد الحوت".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن بهرام وهو ثقة.
*3* 21. باب فيما أعده الله سبحانه وتعالى لأهل الجنة.(11/366)
18727- عن عتبة بن عبد الله قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما حوضك الذي تحدث عنه؟ قال: "كما بين البيضاء إلى بصرى، يمدني الله فيه بكراع لا يدري إنسان [ممن] خلق أين طرفاه". فكبر عمر، فقال: "أما الحوض فيرد عليه فقراء المهاجرين الذين يقاتلون في سبيل الله ويموتون في سبيل الله، وأرجو أن يوردني الكراع فأشرب منه".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب، ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفاً ثم يحثي ربي تبارك وتعالى بكفيه ثلاث حثيات". فكبر عمر، وقال: "إن السبعين الأولى يشفعهم الله في آبائهم وأبناءهم وعشائرهم، وأرجو أن يجعلني الله في إحدى الحثيات الأواخر. فقال الأعرابي: يا رسول الله فيها فاكهة؟ قال: "نعم وفيها شجرة تدعى طوبى، طابق الفردوس".
ص.764
فقال: أي شجر أرضنا تشبه؟ قال: "ليس تشبه شيئاً من شجر أرضك، ولكن أتيتَ الشام؟". قال: لا يا رسول الله، قال: "فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة، تنبت على ساق واحد، ثم ينتشر أعلاها".
قال: فما عظم أصلها؟ قال: "لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك لما قطعتها حتى تنكسر ترقوتها هرماً". قال: فيها عنب؟ قال: "نعم". قال: ما عظم العنقود فيها؟. قال: "مسيرة شهر للغراب الأبقع، لا ينثني ولا يفتر". قال: فما عظم الحبة منه؟ قال: "هل ذبح أبوك تيساً من غنمه عظيماً؟". قال: نعم، قال: "فسلخ إهابها فأعطاه أمك فقال: ادبغي هذا ثم أفري لما منه ذنوباً يروي ماشيتنا؟". قال: نعم، قال: "فإن تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وعامة عشيرتك".
رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وفي الكبير وأحمد باختصار عنهما وفيه عامر بن زيد البكالي وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات.
18728- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(11/367)
"عرضت علي الجنة فذهبت أتناول منها قطفاً أريكموه فحيل بيني وبينه". فقال رجل: يا رسول الله ما مثل الحبة من العنب؟ قال: "كأعظم دلو فرت أمك قط".
رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
18729- وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.765
"إن في الجنة شجرة مستقلة على ساق واحد عرض ساقها ثنتان وسبعون".
رواه البزار والطبراني وإسناد الطبراني حسن.
18730- وعن عقبة بن عبد السلمي قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: يا رسول الله أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم أكثر شوكاً منها - يعني الطلح - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يجعل مكان كل شوكة منها خصوة التيس الملبود - يعني الخصي منها - سبعون لوناً من الطعام لا يشبه لون آخر".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
18731- وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى".
رواه الطبراني والبزار إلا أنه قال عيد في مكانها مثلاها، ورجال الطبراني وأحد إسنادي البزار ثقات.
18732- وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة وإن ورقها ليخمر الجنة".
ص.766
قلت: هو في الصحيح باختصار قوله: "وإن ورقها ليخمر الجنة".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وقد وثق على ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح.
18733- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة". فقال أبو بكر: يا رسول الله إن هذه لطير ناعمة! فقال: "أكلتها أنعم منها - قالها ثلاثاً - وإني لأرجو أن أكون ممن يأكل منها".
قلت: رواه الترمذي باختصار.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سيار بن حاتم وهو ثقة.
18734- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيجيء مشوياً بين يديك".(11/368)
رواه البزار وفيه حميد بن عطاء الأعرج وهو ضعيف.
*3* 22. باب في ثياب الجنة.
18735- عن جابر قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ثيابنا في الجنة ننسجها بأيدينا، فضحك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الأعرابي: لم تضحكون منا؟ جافٍ يسأل عالماً! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقت يا أعرابي ولكنها ثمرات".
رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه قال: فقال الأعرابي: مم تضحكون؟ من جاهل يسأل عالماً؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ولكنها تخلق خلقاً أو تنشق عنها ثمار أهل الجنة".
ص.767
والطبراني في الصغير والأوسط إلا أنه قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مم تضحكون؟ من جاهل يسأل عالماً؟ لا يا أعرابي ولكنها تنشق عنها ثمار الجنة".
وإسناد أبي يعلى والطبراني ورجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق.
18736- وعن عبد الله بن عمرو قال: وقام آخر فقال: يا رسول الله أخبرنا عن ثياب أهل الجنة، أخلق يخلق أم نسج ينسج؟ فضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مم تضحكون؟ من جاهل يسأل عالماً أين السائل؟". قال: "أنا ذا يا رسول الله". قال: "تنشق عنها ثمار الجنة".
رواه البزار في حديث طويل ورجاله ثقات.
*3* 23. باب موضع سوط في الجنة خير من الدنيا.
18737- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها".
رواه البزار وإسناده حسن.
18738- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لموضع سوط في الجنة خير مما بين السماء والأرض".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
18739- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قيد سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا ومثلها".
قلت: يا أبا هريرة ما التضعيف؟ قال: الخمار.
ص.768
رواه أحمد ورجاله ثقات.
*3* 24. باب أهل الجنة لا ينامون.(11/369)
18740- عن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله، أينام أهل الجنة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون".
رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجال البزار رجال الصحيح.
*3* 25. باب زرع أهل الجنة.
18741- عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا دخل أهل الجنة الجنة قام رجل فقال: يا رب ائذن في الزرع، فيأذن له فيبذر حبة، فلا يلتفت حتى تكون كل سنبلة اثني عشر ذراعاً ثم لا يبرح مكانه حتى يكون منه ركام أمثال الجبال". فقال أعرابي: يا رسول الله لا تجد هذا الرجل إلا قرشياً أو أنصارياً، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني في لأوسط وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو متروك.
*3* باب أهل الجنة لا يتبايعون.
18742- وعن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أهل الجنة لا يتبايعون، ولو تبايعوا ما تبايعوا إلا بالبر".
رواه أبو يعلى وفيه إسماعيل بن نوح وهو متروك.
ص.769
18743- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أذن الله في التجارة لأهل الجنة لاتجروا في البز والعطر".
رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد الرحمن بن أيوب السكوني وهو ضعيف.
*3* 27. باب في أكل أهل الجنة وشربهم وشهواتهم.
18744- عن زيد بن أرقم قال: جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون؟ قال: "نعم والذي نفسي بيده، إن الرجل ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والشهوة والجماع". فقال اليهودي: إن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، والجنة مطهرة، قال: حاجة أحدهم عرق يفيض من جلده كريح المسك، فإذا بطنه قد ضمر".(11/370)
18745- وفي رواية: بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل من اليهود يقال له: ثعلبة بن الحارث، فقال: السلام عليك يا محمد، فقال: "وعليكم". فقال اليهود: تزعم أن في الجنة طعاماً وشراباً وأزواجاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم تؤمن بشجرة المسك؟". قال: نعم، قال: "وتجدها في كتابكم؟". قال: نعم، قال: "فإن البول والجنابة عرق يسيل من تحت ذوائبهم إلى أقدامهم مسك".
رواه كله الطبراني في الأوسط وفي الكبير بنحوه وأحمد إلا أنه قال: يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون؟ وقال لأصحابه: إن أقر لي بهذه خصمته. والباقي بنحوه.
ورواه البزار ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير ثمامة بن عقبة وهو ثقة.
ص.770
18746- وعن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة كما نفضي إليهن في الدنيا؟ قال:
"والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليفضي الغداة الواحدة إلى مائة عذراء".
رواه أبو يعلى وفيه زيد بن أبي الحواري وقد وثق على ضعف، وبقية رجاله ثقات.
18747- وعن أبي أمامة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتناكح أهل الجنة؟ قال:
"نعم بذكر لا يمل، وشهوة لا تنقطع دحماً دحماً".
18748- وفي ورواية: "لكن لا مني ولا منية".
18749- وفي رواية: هل ينكح أهل الجنة؟ قال: "نعم ويأكلون ويشربون".
رواها كلها الطبراني بأسانيد ورجال بعضها وثقوا على ضعف في بعضهم.
18750- وعن أبي هريرة قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: هل يمس أهل الجنة أزواجهم؟ قال:
"نعم، بذكر لا يمل، وفرج لا يخفى، وشهوة لا تنقطع".
رواه البزار.
18751- وفي رواية عنده وعند الطبراني في الصغير والأوسط: قال: قيل:
ص.771
يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة؟ فقال: "إي والذي نفسي بيده، إن الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء".(11/371)
ورجال هذه الرواية الثانية رجال الصحيح غير محمد بن ثواب وهو ثقة، وفي الرواية الأولى عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف بغير كذب، وبقية رجالها ثقات.
18752- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يزوج العبد في الجنة سبعين زوجة". فقيل: يا رسول الله أيطيقها؟ قال: "يعطى قوة مائة".
قلت: رواه الترمذي باختصار.
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
18753- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكاراً".
رواه البزار والطبراني في الصغير وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي وهو كذاب.
*3* 28. (بابان في نساء الجنة).
*4* 1. باب ما جاء في نساء أهل الجنة من الحور العين وغيرهن.
18754- عن سعيد بن عامر بن حذيم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت لملأت الأرض ريح مسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر".
ص.772
رواه الطبراني مطولاً أطول من هذا، وقد تقدم في صدقة التطوع، ورواه البزار باختصار كثير وفيهما الحسن بن عنبسة الوراق ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف.
18755- وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل: {حور عين} قال:
"حور بيض عين ضخام شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر".
قلت: يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل: {كأنهن الياقوت والمرجان} قال: "صفاؤهن كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لا تمسه الأيدي".
قلت: يا رسول الله فأخبرني عن قول الله: {فيهن خيرات حسان} قال: "خيرات الأخلاق، حسان الوجوه".
قال: قلت: يا رسول الله فأخبرني عن قوله تعالى: {كأنهن بيض مكنون} قال: "رقتهن كرقة الجلد الذي في داخل البيضة مما يلي القشر".(11/372)
قلت: يا رسول الله فأخبرني عن قوله: {عرباً أتراباً} قال: "هن اللاتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصاً شمطاً خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى". قال: "عرباً: معشقات محببات، أتراباً: على ميلاد واحد".
قلت: يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: "نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة".
قلت: يا رسول الله وبم ذاك؟ قال: "بصلاتهن وصيامهن لله عز وجل
ص.773
ألبس الله عز وجل وجوههن النور، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفر الحلي، مجامرهن الدر، وأمشاطهن الذهب، يقلن: ألا نحن الخالدات فلا نموت أبداً، ألا ونحن الناعمات فلا نبأس أبداً، ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً، طوبى لمن كنا له وكان لنا".
قلت: المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها، من يكون زوجها منهم؟ قال: "يا أم سلمة، إنها تخير فتختار أحسنهم خلقاً". قال: "فتقول: أي رب إن هذا كان أحسنهم خلقاً في دار الدنيا فزوجينه، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وقد تقدم طريق الكبير في سورة الرحمن وفي إسنادهما سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف.
18756- وعن أنس بن مالك قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(11/373)
"حدثني جبريل عليه السلام قال: يدخل الرجل على الحوراء فتستقبله بالمعانقة والمصافحة". قال رسول الله: "فبأي بنان تعاطيه، لو أن بعض بنانها بدا لغلب ضوءه ضوء الشمس والقمر، ولو أن طاقة من شعرها بدت لملأت ما بين المشرق والمغرب من طيب ريحها، فبينا هو متكئ معها على أريكة إذ أشرف عليه نور من فوقه فنظر إذا الله عز وجل قد أشرف على خلقه، فإذا حوراء تناديه: يا ولي الله أما لنا فيك من دولة؟ فيقول: من أنت يا هذه؟ فتقول: أنا من اللواتي قال الله تعالى: {ولدينا مزيد} فيتحول عندها، فإذا عندها من الجمال والكمال ما ليس مع الأولى، فبينا هو متكئ معها على أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه، فإذا حوراء أخرى تناديه: يا ولي الله أما لنا فيك من دولة؟ فيقول: ومن أنت؟ فتقول: أنا من اللواتي
ص.774
قال الله عز وجل: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} فلا يزال يتحول من زوجة إلى زوجة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن زربي وهو ضعيف.
18757- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً، ولأضاءت ما بينهما، ولتاجها على رأسها خير من الدنيا وما فيها".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
18758- وعن ابن مسعود قال: إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم من تحت سبعين حلة كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء.
رواه الطبراني وسقط من إسناده رجلان.
18759- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من عبد يدخل الجنة إلا وعند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين، يغنيان بأحسن صوت سمعه الإنس والجن، وليس بمزامير الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
ص.775
18760- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(11/374)
"إن أزواج الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات سمعها أحد قط، إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام. ينظرن بقرة أعيان. وإن مما يغننين به: نحن الخالدات فلا نمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنه".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح.
18761- وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الحور في الجنة يغنين يقلن: نحن الحور الحسان، هدينا لأزواج كرام".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا.
18762- وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول، ثم تأتيه امرأته فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب، فتسلم عليه فيرد السلام، ويسألها: من أنت؟ فتقول: أنا من المزيد، وإنه ليكون عليها سبعون ثوباً، أدناها مثل النعمان من طوبى، فينفذها حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك، وإن عليها من التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب".
ص.776
رواه أحمد وأبو يعلى وإسنادهما حسن.
18763- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خلق الحور العين من الزعفران".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي إسنادهما ضعفاء.
*4* 2. باب فيمن يدخل الجنة من عجائز الدنيا.
18764- عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته عجوز من الأنصار فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "إن الجنة لا تدخلها عجوز". فذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم رجع إلى عائشة فقالت عائشة: لقد لقيت من كلمتك مشقة وشدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ذلك كذلك، إن الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكاراً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسعدة بن اليسع وهو ضعيف.
*3* 29. باب في درجات الجنة.(11/375)
18765- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام".
قلت: رواه الترمذي غير قوله: "خمسمائة عام".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
*3* 30. باب في غرف الجنة.
18766- ص.777 عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى والناس نيام".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن معانق ووثقه ابن حبان.
18797- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها". فقال أبو موسى الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن ألان الكلام وأطعم الطعام وبات لله قائماً والناس نيام".
رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
قلت: وقد تقدمت أحاديث في هذا المعنى في فضل صلاة التطوع.
*3* 31. باب كيف يصير لون الأسود في الجنة.
18768- عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "سل واستفهم". فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به وعملت بمثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة؟ قال: "نعم".
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام".
ص.778(11/376)
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله كتب له بها عهد عند الله، ومن قال: سبحان الله وبحمده كتب له بها مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة". فقال رجل: كيف نهلك بعد هذا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لأثقله، فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد تستنفد ذلك كله إلا أن يتطاول الله برحمته، ونزلت [هذه السورة]: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً} إلى قوله: {نعيماً وملكاً كبيراً}". قال الحبشي: وإن عيني لتريا عينك في الجنة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم". فاستبكى الحبشي حتى فاضت نفسه.
فقال ابن عمر: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده.
رواه الطبراني وفيه أيوب بن عتبة وهو ضعيف.
*3* 32. باب في قوله تعالى: {ومساكن طيبة في جنات عدن}.
18769- عن عمران بن حصين وأبي هريرة قالا: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {ومساكن طيبة في جنات عدن} قال: "قصر في الجنة من لؤلؤة، فيها سبعون داراً من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتاً من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريراً على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون، على كل فراش امرأة، في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لوناً من طعام، في كل بيت سبعون وصيفاً ووصيفة، يعطى المؤمن من القوة ما يأتي على ذلك كله في غداة واحدة".
ص.779
رواه الطبراني وفيه جسر بن فرقد وهو ضعيف.
*3* 33. باب زيارة الإخوان في الجنة.
18770- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيبكي هذا ويبكي هذا، فيتحدثان بما كانا فيه في الدنيا، فيقول أحدهما لصاحبه: يا فلان أتدري أي يوم غفر الله لنا؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا فغفر الله لنا".(11/377)
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن دينار والربيع بن صبيح وهما ضعيفان وقد وثقا.
*3* 34. باب في رؤية أهل الجنة لله تبارك وتعالى ورضاه عنهم.
18771- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أتاني جبريل عليه السلام وفي يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء، فقلت: ما هذه يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة يعرضها ربك لتكون لك عيداً ولقومك من بعدك، تكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى من بعدك، قال: ما لنا فيها؟ قال: لكم فيها خير، لكم فيها ساعة من دعا ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه إياه، وليس له بقسم إلا ودخر له ما هو أعظم منه، أو تعوذ فيها من شر هو مكتوب إلا أعاذه من أعظم منه.
قلت: ما هذه النكتة السوداء فيها؟ قال: هذه الساعة تقوم يوم الجمعة، وهو سيد الأنام عندنا، ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد".
قال: "قلت: لم تدعونه يوم المزيد؟ قال: إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة
ص.780(11/378)
وادياً أفيح من المسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه حتى حف الكرسي بمنابر من نور، وجاء النبيون حتى يجلسوا عليها، ثم حف المنابر بكراسي من ذهب، ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها، ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب، فيتجلى لهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه وهو يقول: أنا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي، هذا محل كرامتي فسلوني. فيسألوه الرضا فيقول الله عز وجل: رضائي أحلكم داري، وأنالكم كرامتي، فسلوني. فيسألوه حتى تنتهي رغبتهم، فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة، ثم يصعد تبارك وتعالى على كرسيه فيصعد معه الشهداء والصديقون - أحسبه قال: - ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم، درة بيضاء لا قصم فيها ولا فصم، أو ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء منها غرفها وأبوابها مطردة، فيها أنهارها متدلية، فيها ثمارها، فيها أزواجها وخدمها، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا فيه كرامة، وليزدادوا فيه نظراً إلى وجهه تبارك وتعالى، ولذلك دعي يوم المزيد".
رواه البزار والطبراني في الأوسط بنحوه وأبو يعلى باختصار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقد وثقه غير واحد وضعفه غيرهم وإسناد البزار فيه خلاف.
18772- وعن حذيفة - يعني ابن اليمان - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم في كفه مثل المرآة في وسطها لمعة سوداء، قلت: يا جبريل ما هذه؟ قال: هذه الدنيا، صفاؤها وحسنها. قلت: ما هذه اللمعة السوداء؟ قال: هذه الجمعة، قلت: وما يوم الجمعة؟ قال: يوم من أيام ربك عظيم، فذكر
ص.781(11/379)
شرفه وفضله واسمه في الآخرة، فإن الله إذا صير أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار وليس ثم ليل ولا نهار، قد علم الله عز وجل مقدار تلك الساعات، فإذا كان يوم الجمعة في وقت الجمعة التي يخرج أهل الجمعة إلى جمعتهم، فينادي مناد: يا أهل الجنة اخرجوا إلى دار المزيد، فيخرجون في كثبان المسك".
قال حذيفة: والله لهو أشد بياضاً من دقيقكم. "فيخرج غلمان الأنبياء على منابر من نور، وتخرج غلمان المؤمنين بكراسي من ياقوت، فإذا قعدوا وأخذ القوم مجالسهم بعث الله عز وجل ريحاً تدعى: المثيرة، فتثير عليهم المسك الأبيض، فتدخله في ثيلبهم، وتخرجه من جيوبهم، فلا لريح أعلم بذلك الطيب من امرأة أحدكم لو دفع إليها طيب أهل الدنيا، ويقول الله عز وجل: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب وصدقوا رسلي؟ فهذا يوم المزيد، يجتمعون على كلمة واحدة: إنا قد رضينا، فارض عنا. ويرجع إليهم في قوله لهم: يا أهل الجنة لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي، فهذا يوم المزيد، فسلوني. فيجتمعون على كلمة واحدة: أرنا وجهك ننظر إليه".
قال: "فيكشف الله تعالى الحجب ويتجلى لهم تبارك وتعالى فيغشاهم من نوره، فلولا أن الله قضى أن لا يموتوا لاحترقوا، ثم يقال لهم: ارجعوا إلى منازلكم، فيرجعون وقد خفوا على أزواجهم وخفين عليهم مما غشيهم من نوره تبارك وتعالى، فلا يزال النور يتمكن حتى يرجعوا إلى حالهم أو إلى منازلهم التي كانوا عليها، فيقول لهم أزواجهم: لقد خرجتم من عندنا بصور ورجعتم إلينا بغيرها، فيقولون: تجلى لنا ربنا عز وجل فنظرنا إلى ما خفينا به عليكم".
قال: "فهم يتقلبون في مسك الجنة ونعيمها في كل سبعة أيام".
رواه البزار وفيه القاسم بن مطيب وهو متروك.
18773- وعن جابر قال:
"إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله عز وجل: يا عبادي هل تسألوني شيئاً فأزيدكم؟ قالوا: يا ربنا ما خير مما أعطيتنا؟ قال: رضواني أكبر".
ص.782
رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.(11/380)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة وهو متروك.
*3* 35. باب منازل المتحابين في الله تعالى.
18774- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن المتحابين في الله لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي، فيقال: من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء المتحابون في الله عز وجل".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
*3* 36. باب كفارة المجلس.
@وقد تقدم في كتاب الأذكار.
18775- عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر كان كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له".
18776- وفي رواية:
ص.783
"كفارة المجلس أن لا يقوم حتى يقول: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت تب علي واغفر لي، يقولها ثلاث مرات، فإن كان في مجلس لغط كان كفارة له، وإن كان مجلس ذكر كان طابعاً عليه".
رواه كله الطبراني ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح.
قلت: وقد تقدمت طرق هذا الحديث في الأذكار.
*3* خاتمة الكتاب.
@كمل وتم إن شاء الله تعالى، ولله الحمد والمن والفضل، ونسأل الله سبحانه النفع به لي وللمسلمين في خير وعافية. آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً آمين.
في طيبة الطيبة مصلياً مسلماً حامداً، على صاحبها أفضل الصلوات وأكمل التحيات أولاً وآخراً، ظاهراً وباطناً.
الحمد لله أرحم الراحمين.
هذا الجزء وما قبله استقر على ملك المقر الأشرف العالمي العاملي الوحيدي الفريدي الفتحي فتح الله كاتب السر الملكي الناصري أعز الله تعالى أنصاره وختم بالصالحات أعماله وبلغه من ربه عز وجل آماله وحسن عاقبته ومآله يا من لا حكم في الوجود إلا له وصلى الله على الشفيع في العصاة نبي يخر ساجداً لمولاه ويسأله فيجيب الرحمن سؤاله. اهـ.
*3*[خاتمة الكتاب](11/381)
@كمل الجزء العاشر من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد وهو آخر كتاب ولله الحمد والمن والفضل في تاسع عشري شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانمائة على يد فقير رحمة ربه أحمد بن محمد بن منصور بن هاشم الفوي غفر الله لمن نظر فيه ودعا له.
الحمد لله أرحم الراحمين
هذا الجزء وما قبله استقر على ملك المقر الأشرف العالمي العاملي الوحيدي الفريدي الفتحي فتح الله كاتب السر الملكي الناصري أعز الله تعالى أنصاره وختم بالصالحات أعماله وبلغه من ربه عز وجل آماله وحسن عاقبته ومآله يا من لا حكم في الوجود إلا له وصلى الله على الشفيع في العصاة نبي يخر ساجدا لمولاه ويسأله فيجيب الرحمن سؤاله.
*EOF*)5ة×!<+فT)|¹پ+·)®@#üA4X:دي"m=?))هc,&ùُˆ<ط2}"?€J`M+,8?،Y:.?0}م-2xٌ„+8I"âخ»#†“Q)0ّ#$|Y5(ل 3à0‚#H¥فA(!:Yئھ'c9*+”‡2–&دMVƒ`A_€1ح¨Zûش»ك¶ئQD4ùZms9$D A-!ـù’de؟–پژ×gُG3Zbù@/ G*³v(‰م5>l/ً&،{')U8X75÷evu¥*2ِ2گ?9÷(=ق8ٍ?36],ôٌ/I#eJ=Bأ'=—تک°½؟w71r.ّ´ˆ?i+\!y#;c»0:(11/382)