11420-عن زيد بن أرقم قال: كنت جالساً مع عبد الله بن أبي [فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم] في أناس من أصحابه فقال عبد الله بن أبي: {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل} فأتيت سعد بن عبادة فأخبرته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي فحلف له عبد الله بن أبي بالله ما تكلم بهذا. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة فقال سعد: يا رسول الله إنما أخبرنيه الغلام زيد بن أرقم. فجاء سعد فأخذ بيدي فانطلق بي فقال: هذا حدثني. [قال:] فانتهرني عبد الله بن أبي. فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكيت وقلت: [إي] والذي أنزل عليك النور ص.266
[والنبوة] لقد قاله. قال: وانصرف عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله جل وعز {إذا جاءك المنافقون} إلى آخر السورة.
قلت: هو في الصحيح بغير سياقه.
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
*3* 62. باب سورة الطلاق.
11421-قوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً}.
عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يا أيها الناس اتخذوا تقوى الله تجارة يأتكم الرزق بلا بضاعة ولا تجارة". ثم قرأ: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب}".
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف.
11422-وعن أبي الضحى قال: اجتمع مسروق وشتير بن شكل في المسجد فتقوض إليهما حلق المسجد فقال مسروق: ما أرى هؤلاء جلسوا إلينا إلا ليسمعوا منا خيراً فإما أن تحدث عن عبد الله وأصدقك وإما أن أحدث عن عبد الله وتصدقني فقال: حدثنا أبا عائشة فقال مسروق: سمعت عبد الله بن مسعود يقول:
"العينان تزنيان والرجلان تزنيان واليدان تزنيان ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه".
قال: نعم وأنا قد سمعته. ص.267(7/32)
قال: فهل سمعت عبد الله بن مسعود يقول: إن أجمع آية في القرآن حلال وحرام وأمر ونهي {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر} إلى آخر الآية؟ قال: نعم وأنا قد سمعته. قال: فهل سمعت عبد الله بن مسعود يقول: إن أكبر آية في كتاب الله تفويضاً {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب}؟ قال: نعم،قال: وأنا قد سمعته. قال: فهل سمعت عبد الله بن مسعود يقول: إن أشد آية في القرآن فرحاً {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} إلى آخر الآية؟ قال: نعم قال: وأنا قد سمعته.
11423-وفي رواية: إن شتيراً هو الذي حدث وقال فيه: حدثنا عبد الله بن مسعود أن أعظم آية في كتاب الله {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قال مسروق: صدقت. والباقي بنحوه.
رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال الأول رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف.
*3* 63. باب سورة التحريم.
11424-قوله تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم}.
عن ابن عباس {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} قال: نزلت هذه الآية في سريته. ص.268
رواه البزار بإسنادين والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير بشر بن آدم الأصغر وهو ثقة.
11425-وعن أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية سريته بيت حفصة بنت عمر فوجدتها معه فقالت: يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك؟ قال: "فإنها علي حرام أن أمسها يا حفصة(7/33)
واكتمي هذا علي". فخرجت حتى أتت عائشة فقالت: يا بنت أبي بكر ألا أبشرك؟ قالت: بماذا؟ قالت: وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقلت: يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك؟ وكان أول السرور أن حرمها على نفسه ثم قال لي: "يا حفصة ألا أبشرك". فقلت: بلى بأبي وأمي يا رسول الله. فأعلمني: "أن أباك يلي الأمر من بعدي وأن أبي يليه بعد أبيك". وقد استكتمني ذلك فاكتميه. فأنزل الله عز وجل: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل لك} أي من مارية {تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم} أي لما كان منك {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً} يعنى حفصة {فلما نبأت به} يعني عائشة {وأظهره الله عليه} يعني بالقرآن {عرف بعضه} عرف حفصة ما أظهر من أمر مارية {وأعرض عن بعض} عن ما أخبرت به من أمر أبي بكر وعمر فلم يبده عليها {فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير} ثم أقبل عليها يعاتبها فقال {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين} يعني أبا بكر وعمر {والملائكة بعد ذلك ظهير عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً} فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم امرأة فرعون وأخت نوح. ومن الأبكار مريم ابنة عمران وأخت موسى عليهما السلام. ص.269
رواه الطبراني في الأوسط من طريق موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عمه قال الذهبي: مجهول وخبره ساقط.
11426-وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عند سودة العسل فدخل على عائشة فقالت: إني أجد منك ريحاً. ثم دخل على حفصة فقالت: إني أجد منك ريحاً. فقال: "أراه من شراب شربته عند سودة والله لا أشربه". فنزلت هذه الآية: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك}.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(7/34)
11427-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل: {فأن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين} قال: صالح المؤمنين أبو بكر وعمر.
رواه الطبراني وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك.
11428-قوله تعالى: {وقودها الناس والحجارة}.
عن عبد الله بن مسعود في قوله: {وقودها الناس والحجارة} قال: حجارة من كبريت يجعلها الله عنده كيف شاء ومتى شاء.
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
*3* 64. باب سورة تبارك.
11429-ص.270 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي". - يعني {تبارك الذي بيده الملك} - .
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف.
11430-وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة وهي سورة تبارك".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح.
11431-وعن ابن مسعود قال: كنا نسميها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المانعة وإنها في كتاب الله سورة من قرأها في ليله فقد أكثر وأطيب.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات.
11432-وعن ابن مسعود قال: يؤتى بالرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقولان: ليس لك على ما قبلنا سبيل قد كان يقرأ علينا سورة الملك. ثم يؤتى جوفه فيقول: ليس لك علي سبيل قد كان يقرأ في سورة الملك. [ثم يؤتى من رأسه فيقول: ليس لكم علي من قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك] قال عبد الله: فهي المانعة تمنع عذاب القبر وهي في التوراة هذه السورة الملك من قرأها في ليله أكثر وأطيب. ص.271
11433-وفي رواية: مات رجل فجاءته ملائكة العذاب فجلسوا عند رأسه فقال: لا سبيل لكم عليه قد كان يقرأ سورة الملك. فذكر نحوه.
رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف،وبقية رجاله رجال الصحيح.(7/35)
*3* 65. باب سورة ن.
11434-عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أول ما خلق الله القلم والحوت. قال: ما أكتب؟ قال: كل شيء كائن إلى يوم القيامة". ثم قرأ: "{ن والقلم وما يسطرون} فالنون: الحوت. والقلم: القلم".
رواه الطبراني وقال: لم يرفعه عن حماد بن زيد إلا مؤمل بن إسماعيل،قلت: ومؤمل ثقة كثير الخطأ وقد وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره،وبقية رجاله ثقات.
11435-قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم}.
عن عبد الرحمن بن غنم قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم قال:
"هو الشديد الخلق المصحح الأكول الشروب الواجد للطعام والشراب الظلوم للناس رحيب الجوف".
رواه أحمد وفيه شهر وثقه جماعة وفيه ضعف وعبد الرحمن بن غنم ليس له صحبة على الصحيح.
11436-قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}. ص.272
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم: {يوم يكشف عن ساق} قال:
"عن نور عظيم يخرون له سجداً".
رواه أبو يعلى وفيه روح بن جناح وثقه دحيم وقال فيه: ليس بالقوي،وبقية رجاله ثقات.
*3* 66. باب سورة الحاقة.
11437-قوله تعالى: {حسوماً}.
عن ابن مسعود في قوله: {حسوماً} قال: متتابعات.
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
@قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم}.
تقدم في سورة الواقعة.
11438-قوله تعالى: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل}.
عن يزيد بن عامر السوائي أنهم بينا هم يطوفون بالطاغية إذ سمعوا متكلماً وهو يقول: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين} ففزعنا لذلك فقلنا: ما هذا الكلام الذي لا نعرفه؟ فنظرنا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم منطلقاً.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه السائب بن يسار الطائفي ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
*3* 67. باب سورة سأل.
11439-قوله تعالى: {يوم تكون السماء كالمهل}.(7/36)
عن ابن عباس {يوم تكون السماء كالمهل} كدردي الزيت. وفي قوله: {آناء الليل} قال: جوف الليل.
رواه أحمد وفيه قابوس بن أبي ظبيان وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11440-قوله تعالى: {والذين هم على صلاتهم دائمون}.
عن القاسم والحسن بن سعد قالا: قيل لعبد الله: إن الله جل وعز يكثر ذكر الصلاة في القرآن فقال: {الذين هم على صلاتهم دائمون} {والذين هم على صلواتهم يحافظون} قال: ذاك لمواقيتها قالوا: ما كنا نراه إلا تركها قال: فإن تركها الكفر.
رواه الطبراني،والحسن بن سعد والقاسم لم يسمعا من ابن مسعود.
*3* 68. باب سورة قل أوحي إلي.
11441-قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن}.
عن كردوس أبي السائب قال: خرجت مع أبي أريد مكة وذاك أول ص.273
ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فآوينا إلى صاحب غنم فلما انتصف الليل جاء الذئب فأخذ حملاً من غنمه فوثب الراعي فقال: يا عامر الوادي جارك. فسمعنا صوتاً لا نرى صاحبه: يا سرحان أرسله. قال: فأتى الحمل يشتد ما به كدمة حتى دخل في الغنم قال: وأنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن} الآية.
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وهو ضعيف.
11442-قوله تعالى: {كادوا يكونون عليه لبداً}.
عن عكرمة وغيره {نفرا من الجن يستمعون القرآن} قال: بنخلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء الآخرة {كادوا يكونون عليه لبداً} قال سفيان: اللبد بعضهم على بعض [كاللبد بعضه على بعضه].
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
*3* 69. باب سورة المزمل.
11443-عن جابر قال: اجتمعت قريش في دار الندوة فقالت: سموا هذا الرجل اسماً يصد الناس عنه. قالوا: كاهن. قالوا: ليس بكاهن. ص.275(7/37)
قالوا: مجنون. قالوا: ليس بمجنون. قالوا: ساحر. قالوا: ليس بساحر. فتفرق المشركون على ذلك فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه وتدثر فيها فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: {يا أيها المزمل} {يا أيها المدثر}.
رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد: قالوا: يفرق بين الحبيب وحبيبه.
وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي وهو كذاب. قلت ويأتي حديث ابن عباس في سورة المدثر.
11444-قوله تعالى: {وذرني والمكذبين}.
عن عائشة قالت: لما نزلت {وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلاً} لم يكن إلا يسيراً حتى كانت وقعة بدر.
رواه أبو يعلى وفيه جعفر بن مهران وعبد الله بن محمد بن عقيل وفيهما ضعف وقد وثقا.
11445-قوله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}.
عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه وجد ما قال الله عز وجل {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}.
رواه أبو يعلى وإسناده جيد. ص.276
11446-قوله تعالى: {يوماً يجعل الولدان شيباً}.
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: {يوماً يجعل الولدان شيباً السماء} قال:
"ذلك يوم القيامة وذلك يوم يقول الله عز وجل لآدم: قم فابعث من ذريتك بعثاً إلى النار فقال: من كم يا رب؟ فقال: من ألف تسعمائة وتسعة وتسعين وينجو واحد". فاشتد ذلك على المسلمين وعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أبصر ذلك في وجوههم:
"إن بني آدم كثير وإن يأجوج ومأجوج من أولاد آدم وإنه لا يموت منهم رجل حتى يرثه [لصُلبه] ألف رجل ففيهم وفي أشباههم جنة لكم".
رواه الطبراني وفيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف.
11447-قوله تعالى: {فاقرؤوا ما تيسر منه}.
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم {فاقرؤوا ما تيسر منه} قال: "مائة آية".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن طاووس ولم أعرفه،وبقية رجاله وثقوا.
*3* 70. باب سورة المدثر.(7/38)
11448-عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاماً فلما أكلوا قال: ما تقولون في هذا الرجل؟ فقال بعضهم: ساحر. وقال بعضهم: ليس بساحر. وقال بعضهم: كاهن. وقال بعضهم: ليس بكاهن. وقال بعضهم: شاعر وقال بعضهم: ليس بشاعر. وقال بعضهم: سحر يؤثر [وأجمع رأيهم على أنه سحر يؤثر]. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحزن وقنع رأسه وتدثر فأنزل الله عز وجل {يا أيها ص.277
المدثر ثم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر".
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك.
11449-وعن القاسم بن أبي بزة في قوله عز وجل: {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط شيئاً تطلب أكثر منه.
رواه عبد الله بن أحمد.
11450-ورواه الطبراني عن ابن عباس قال: لا تعط الرجل عطاء رجاء أن يعطيك أكثر منه.
ورجال المسند رجال الصحيح وفي إسناد الطبراني عطية العوفي وهو ضعيف.
11451-وعن يحيى بن زكريا قال: قلت للأعمش: على من قرأت {والرجز فاهجر}؟ قال: فرأت على يحيى بن وثاب وقرأ يحيى على علقمة وقرأ علقمة على عبد الله وقرأ عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني في الكبير والصغير وفيه يحيى بن زكريا بن أبي الحواجب وهو ضعيف.
11452-قوله تعالى: {سأرهقه صعوداً}.
عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {سأرهقه صعوداً} قال: ص.278
"جبل من نار في النار يكلف أن يصعده فإذا وضع يده عليه ذابت فإذا رفعها عادت وإذا وضع رجله عليه ذابت فإذا رفعها عادت".
قلت: رواه أبو داود بغير سياقه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطية وهو ضعيف.
11453-قوله تعالى: {فإذا نقر في الناقور}.
عن ابن عباس في قوله: {فإذا نقر في الناقور} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته يستمع متى يؤمر؟". فقال أصحابه: فكيف نقول؟ قال: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل".(7/39)
11454-وفي رواية: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "{فإذا نقر في الناقور}".
رواه الطبراني وفيه عطية وهو ضعيف.
11455-قوله تعالى: {فرت من قسورة}.
عن أبي هريرة في قول الله تبارك وتعالى: {فرت من قسورة} قال: الأسد.
رواه البزار ورجاله ثقات.
*3* 71. باب سورة القيامة.
11456-قوله تعالى: {أولى لك فأولى}. ص.279
عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قول الله تعالى: {أولى لك فأولى} أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شيء أنزله الله؟ قال: قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزله الله.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
11457-قوله تعالى: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ {المرسلات عرفاً} [فبلغ]: {فبأي حديث بعده يؤمنون}[فليقل: آمن بالله]. ومن قرأ: {والتين والزيتون} فليقل: [بلى] وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} فليقل: بلى".
قال إسماعيل: فذهبت أنظر هل حفظ وكان أعرابياً؟ فقال: يا ابن أخي أظننت أني لم أحفظه لقد حججت ستين حجة ما منها سنة إلا أعرف البعير الذي حججت عليه.
قلت: القول في آخر التين والزيتون رواه أبو داود وغيره.
رواه أحمد وفيه رجلان لم أعرفهما.
*3* 72. باب سورة هل أتى على الإنسان.
11458-ص.280 عن ابن مسعود في قوله تبارك وتعالى: {ختامه مسك} قال: ليس بخاتم يختم به ولكن خلطه مسك ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول: خلطه من الطيب كذا وكذا.
رواه الطبراني عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
*3* 73. باب سورة والمرسلات.
11459-عن ابن مسعود في قول الله تبارك وتعالى: {ترمي بشرر كالقصر} قال: إنها ليست كالشجر والجبال ولكنها مثل المدائن والحصون.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خديج بن معاوية وهو ضعيف،وقال أبو حاتم: محله الصدق يكتب حديثه،وبقية رجاله ثقات.
*3* 74. باب سورة عم يتساءلون.(7/40)
11460-قوله تعالى: {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً}.
عن ابن عباس في قوله: {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً}. قال: المعصرات: الرياح. وثجاجاً: منصباً.
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو ضعيف. ص.281
11461-قوله تعالى: {لابثين فيها أحقاباً}.
عن أبي هريرة {لابثين فيها أحقاباً} قال: الحقب ثمانون سنة.
رواه البزار وفيه حجاج بن نصير وثقه ابن حبان وقال: يخطئ ويهم. وضعفه جماعة،وبقية رجاله ثقات.
11462-وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"{لابثين فيها أحقاباً} الحقب: ثلاثون ألف سنة".
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف.
11463-قوله تعالى: {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً}.
عن مهدي بن ميمون قال: سمعت الحسن بن دينار سأل الحسن: أي آية أشد على أهل النار؟ فقال: سألت أبا برزة فقال: أشد آية نزلت {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً}.
رواه الطبراني وفيه شعيب بن بيان وهو ضعيف.
*3* 75. باب سورة والنازعات.
11464-عن ابن عمر أنه كان يقرأ هذا الحرف {أئذا كنا عظاماً ناخرة}.
رواه الطبراني من طريق زيد بن معاوية عن ابن عمر ولم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح. ص.282
11465-قوله تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها}.
عن عائشة قالت: ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى نزلت {فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها}.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
11466-وعن طارق بن شهاب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت {فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها}.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
*3* 76. باب سورة إذا الشمس كورت.
11467-عن أبي بكر قال: قلت: يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب؟ قال:
"شيبتني الواقعة و{عم يتساءلون} و{إذا الشمس كورت}".(7/41)
رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى بنحوه وزاد: وسورة هود. ورجالهما رجال الصحيح إلا أن أبا يعلى قال: عن عكرمة قال: قال أبو بكر: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعكرمة لم يدرك أبا بكر.
وقد تقدمت طرق هذا الحديث في سورة هود. ص.283
11468-وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ {إذا الشمس كورت} و{إذا السماء انفطرت} و{إذا السماء انشقت}". أحسب أنه قال: "وسورة هود".
قلت: رواه الترمذي موقوفاً على ابن عمر.
رواه أحمد بإسنادين ورجالهما ثقات. ورواه الطبراني بإسناد أحمد.
11469-قوله تعالى: {وإذا الموءودة سئلت}.
عن عمر بن الخطاب وسئل عن قوله: {وإذا الموءودة سئلت} قال: جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني قد وأدت بنات لي في الجاهلية فقال: "أعتق عن كل واحدة منهن رقبة". فقلت: يا رسول الله إني صاحب إبل؟ قال: "فانحر عن كل واحدة منهن بدنة".
رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير حسين بن مهدي الأيلي وهو ثقة.
11470-وعن خليفة بن حصين أن قيس بن عاصم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني وأدت في الجاهلية اثنتي عشرة بنتاً أو ثلاثة عشر. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أعتق عن كل واحدة منهن نسمة".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. ص.284
11471-قوله تعالى: {فلا أقسم بالخنس}.
عن عمرو بن شرحبيل الهمداني أبي ميسرة عن عبد الله - يعنى ابن مسعود - {الخنس الجوار الكنس} ما هي يا عمرو؟ قال: قلت: البقر. قال: وأنا أرى ذلك.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 77. باب سورة إذا السماء انفطرت.
11472-عن مالك بن الحويرث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/42)
"إذا أراد الله جل اسمه أن يخلق النسمة فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعصب منها فإذا كان اليوم السابع أحضر الله له كل عرق بينه وبين آدم". ثم قرأ: {في أي صورة ما شاء ركبك}.
رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله ثقات.
11473-وعن موسى بن علي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "ما ولد لك؟". قال: [يا رسول الله] وما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية؟ قال: "ومن يشبه؟". قال: وما عسى أن يكون نسبه إما أمه وإما أباه؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم عندها: "مه لا تقولن كذلك إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله عز وجل كل نسب بينها وبين آدم أما قرأت هذه الآية في كتاب الله تعالى {في أي صورة ما شاء ركبك}". ص.285
رواه الطبراني وفيه مطهر بن الهيثم وهو متروك.
*3* 78. باب سورة ويل للمطففين.
11474-عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل سباع بن عرفطة على المدينة فقرأ {ويل للمطففين} فقلت: هلك فلان له صاعان صاع يعطي به وصاع يأخذ به.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن مسعود الجحدري وهو ثقة.
11475-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: ويل: واد في جهنم من قيح.
رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف.
11476-قوله تعالى: {يوم يقوم الناس لرب العالمين}.
عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {يوم يقوم الناس لرب العالمين}. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيف بكم إذا جمعكم الله عز وجل كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم؟".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*3* 79. باب سورة إذا السماء انشقت.
11477-قوله تعالى: {لتركبن طبقاً عن طبق}.
عن عبد الله - يعني ابن مسعود - أنه قال: {لتركبن طبقاً عن طبق} قال: حدثنا محمد: "سماء بعد سماء". ص.286
رواه الطبراني وفيه الحسين بن عبد الأول وهو ضعيف.(7/43)
11478-وعن عبد الله أيضاً {لتركبن طبقاً عن طبق} يا محمد [يعني] حالاً بعد حال.
رواه البزار وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
11479-وعن ابن عباس في قوله: {لتركبن طبقاً عن طبق} قال: محمد صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*3* 80. باب سورة البروج.
11480-قوله تعالى: {وشاهد ومشهود}.
عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اليوم الموعود يوم القيامة وأن الشاهد يوم الجمعة وأن المشهود يوم عرفة،ويوم الجمعة دخره الله لنا وصلاة الوسطى بعد صلاة العصر".
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
11481-وعن الحسين بن علي في قوله تعالى: {وشاهد ومشهود} قال: الشاهد جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم القيامة. ثم تلا هذه الآية: {إنا ص.287
أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً} وتلا: {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود}.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
11482-وعن ابن عباس {وشاهد ومشهود} قال: الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم. والمشهود يوم القيامة.
رواه البزار ورجاله ثقات.
*3* 81. باب سورة والسماء والطارق.
11483-عن عبد الرحمن بن خالد العدواني عن أبيه أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشرق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصا حين أتاهم يبتغي عندهم النصر قال: فسمعته يقرأ {والسماء والطارق} حتى ختمها قال: فوعيتها في الجاهلية وأنا مشرك ثم قرأتها في الإسلام قال: فدعتني ثقيف فقالوا: ما سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم فقال من معهم من قريش: نحن أعلم بصاحبنا لو كنا نعلم ما يقول حقاً لاتبعناه.
رواه أحمد والطبراني. وعبد الرحمن ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد،وبقية رجاله ثقات.
*3* 82. باب سورة سبح.
11484-عن علي - يعني ابن أبي طالب - قال: ص.288
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة: {سبح اسم ربك الأعلى}.(7/44)
رواه أحمد وفيه ثوير بن أبي فاختة وهو متروك.
11485-قوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى}.
عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام بالوحي لم يفرغ حتى يزمل من الوحي حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأوله مخافة أن يغشى عليه فقال له جبريل: لم تفعل ذلك؟ قال: "مخافة أن أنسى". فأنزل الله تبارك وتعالى: {سنقرئك فلا تنسى}.
رواه الطبراني وفيه جويبر وهو ضعيف.
11486-قوله تعالى: {قد أفلح من تزكى}.
عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بزكاة الفطر قبل أن يصلي صلاة العيد ويتلو هذه الآية: {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى}.
رواه البزار وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف وقد حسن الترمذي حديثه.
11487-وعن خصيلة بنت واثلة قالت: سمعت أبي يقول: {قد أفلح من ص.289
تزكى وذكر اسم ربه فصلى} قال: إلقاء القمح قبل الصلاة في المصلى يوم الفطر.
رواه الطبراني وفيه محمد بن أشقر وهو ضعيف.
11488-وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم {قد أفلح من تزكى} قال:
"من شهد أن لا إله إلا الله وخلع الأنداد وشهد أني رسول الله". {وذكر اسم ربه فصلى} قال:
"هي الصلوات الخمس والمحافظة عليها".
رواه البزار عن شيخه عباد بن أحمد العرزمي وهو متروك.
11489-قوله تعالى: {إن هذا لفي الصحف الأولى}.
عن ابن عباس قال: لما نزلت {إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى} قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كان كل هذا - أو كان هذا - في صحف إبراهيم وموسى".
رواه البزار وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط،وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 83. باب سورة والفجر.
11490-قوله تعالى: {وليال عشر}.
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ص.290
{وليال عشر} قال: "عشر الأضحى". {والشفع والوتر} قال: "{الشفع} يوم الأضحى {والوتر} يوم عرفة".
رواه البزار وأحمد ورجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة وهو ثقة.(7/45)
11491-وعن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الشفع والوتر فقال:
"يومان وليلة: يوم عرفة ويوم النحر والوتر ليلة النحر ليلة جمع".
رواه الطبراني في حديث طويل وفيه واصل بن السائب وهو متروك.
*3* 84. باب سورة لا أقسم.
11492-عن ابن عباس في قوله: {لا أقسم بهذا البلد} قال: مكة. {وأنت حل بهذا البلد} قال: مكة. {ووالد وما ولد} قال: آدم. {لقد خلقنا الإنسان في كبد} قال: في اعتدال وانتصاب.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبيد بن إسحاق العطار وهو ضعيف.
11493-وعن ابن عباس {لا أقسم بهذا البلد} قال: قسم القسم.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. ص.291
11494-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - {وهديناه النجدين} قال: سبيل الخير والشر.
رواه الطبراني بإسنادين وفيه عاصم بن أبي النجود وهو ثقة وفيه ضعف،وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* باب سورة والشمس وضحاها.
11495-عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلا هذه الآية {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها} وقف ثم قال: "اللهم آت نفسي تقواها أنت وليها وخير من زكاها".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
*3* 86. باب سورة والليل.
11496-عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت هذه الآية: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى} في أبي بكر الصديق.
رواه البزار وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وشيخ البزار لم يسمه.
*3* 87. باب سورة والضحى.(7/46)
11497-ص.292 عن حفص بن ميسرة القرشي قال: حدثتني أمي عن أمها - وكانت خادم الرسول الله صلى الله عليه وسلم - : أن جرواً دخل البيت ودخل تحت السرير ومات فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً لا ينزل عليه الوحي. فقال: "يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني فهل حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث؟!". فقلت: ما أتى علينا يوم خير من يومنا. فأخذ برده فلبسه وخرج فقلت: لو هيأت البيت وكنسته فأهويت بالمكنسة إلى السرير فإذا شيء تحت ثقيل فلم أزل حتى أخرجته فإذا جرو ميت فأخذته بيدي فألقيته خلف الدار فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته وكان إذا أتى الوحي أخذته الرعدة فقال: "يا خولة دثريني". فأنزل الله عز وجل {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}.
رواه الطبراني. وأم حفص لم أعرفها.
11498-عن ابن عباس قال: عُرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته [من بعده] كفراً كفراً فسر بذلك فأنزل الله عز وجل: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} فأعطاه الله تعالى في الجنة ألف قصر في كل قصر ما ينبغي له من الولدان والخدم.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط. ص.293
11499-وفي رواية فيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عرض علي ما هو مفتوح لأمتي بعدي فسرني فأنزل الله تعالى {وللآخرة خير لك من الأولى}". فذكر نحوه.
وفيه معاوية بن أبي العباس ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات وإسناد الكبير حسن.
*3* 88. باب سورة ألم نشرح.
11500-عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه". ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن مع العسر يسراً}.
رواه الطبراني وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف.(7/47)
11501-وعن أنس بن مالك قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً فنظر إلى جحر بحيال وجهه فقال: "لو كانت العسرة تجيء حتى تدخل هذا الجحر لجاءت اليسرة حتى تخرجها". ثم تلا رسول الله صلى الله عليه
وسلم: {فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً}.
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه وفيه عائذ بن شريح وهو ضعيف.
*3* 89. باب اقرأ باسم ربك.
11502-عن أبي رجاء العطاردي قال: كان أبو موسى يقرئنا يجلسنا حلقاً ص.294
حلقاً عليه ثوبان أبيضان فإذا قرأ هذه السورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق} قال: هذه الآية أول سورة أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
11503-وعن ابن عباس قال: قال أبو جهل: لئن عاد محمد يصلي إلى القبلة لأقتلنه. فعاد فأنزل الله عز وجل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} إلى قوله: {فليدع ناديه سندع الزبانية} فلما قيل لأبي جهل إنه عاد قال: لقد حيل ما بيني وبينه. قال ابن عباس: والله لو تحرك لأخذته الملائكة والناس ينظرون.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن سهل الوشاء وهو ضعيف.
11504-ولابن عباس عند أحمد قال: مر أبو جهل فقال: ألم أنهك؟ فانتهره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لم تنتهرني يا محمد فوالله لقد علمت ما بها رجل أكثر نادياً مني. قال: فقال له جبريل عليه السلام: {فليدع ناديه}.
قال ابن عباس: فوالله لو دعا ناديه لأخذته الزبانية بالعذاب.
قلت: في الصحيح بعضه. ورجال أحمد رجال الصحيح.
*3* 90. باب سورة إنا أنزلناه.
11505-عن ابن عباس قال: أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان إلى السماء جملة واحدة ثم أنزل نجوماً. ص.295
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات.(7/48)
11506-وعن ابن عباس في قوله: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ونزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد وأعمالهم.
رواه الطبراني والبزار باختصار ورجال البزار رجال الصحيح وفي إسناد الطبراني عمرو بن عبد الغفار وهو ضعيف.
*3* 91. باب سورة لم يكن.
11507-عن أبي واقد الليثي قال: كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي فيحدثنا،قال لنا ذات يوم: "إن الله عز وجل قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو كان لابن آدم واد لأحب أن يكون إليه ثان ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب".
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.
11508-وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله أمرني أن أقرأ عليك". قال: فقرأ علي: "{لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة فيها كتب قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعدما جاءتهم البينة}. إن الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل خيراً فلن يكفره".
قال شعبة: ثم قرأ آيات بعدها ثم قرأ: "لو كان لابن آدم واديان ص.296
من مال لسأل ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب". قال: ثم ختم ما بقي من السورة.
11509-وفي رواية: عن أبي بن كعب أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك القرآن". فذكر نحوه وقال فيه: "لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأعطيه لسأل ثانياً ولو سأل ثانياً فأعطيه لسأل ثالثاً". والباقي بنحوه.
قلت: في الترمذي بعضه وفي الصحيح طرف منه.
رواه أحمد وابنه وفيه عاصم بن بهدلة وثقه قوم وضعفه آخرون،وبقية رجاله رجال الصحيح.(7/49)
11510-وعن ابن عباس قال: جاء رجل إلى عمر رحمه الله يسأله فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس؟ ثم قال له عمر: كم مالك؟ قال: أربعون من الإبل. قال ابن عباس: قلت: صدق الله ورسوله: "لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب". فقال عمر: ما هذا؟ قلت: هكذا أقرأنيها أبي. قال: فمر بنا إليه قال: فجاء إلى أبي فقال: ما يقول هذا؟ قال أبي: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفأثبتها في المصحف؟ قال: نعم.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
11511-وعن ابن عباس قال: جاء رجل إلى عمر فقال: أكلتنا الضبع - قال مسعر: يعني السنة - قال: فسأله عمر: ممن أنت؟ قال: فما زال ينسبه حتى عرفه فإذا هو موسر فقال عمر: لو أن لابن آدم واد أو واديين لابتغى إليهما ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب. ص.297
قلت: رواه ابن ماجة غير قول عمر: ثم يتوب الله على من تاب.
رواه أحمد ورجاله ثقات. ورواه الطبراني في الأوسط.
*3* 92. باب سورة إذا زلزلت.
11512-عن عبد الله بن عمرو قال: نزلت {إذا زلزلت الأرض زلزالها} وأبو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد فبكى أبو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك يا أبا بكر؟". فقال: أبكتني هذه السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله تعالى أمة من بعدكم يخطئون ويذنبون فيغفر لهم".
رواه الطبراني وفيه حيي بن عبد الله المعافري وثقه ابن معين وغيره،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11513-وعن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} قال: حسبي لا أبالي أن لا أسمع غيرها.
رواه أحمد والطبراني مرسلاً ومتصلاً ورجال الجميع رجال الصحيح.(7/50)
11514-وعن أنس قال: بينما أبو بكر الصديق يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} فرفع أبو بكر يده وقال: يا رسول الله إني لراء ما عملت من مثقال ذرة من شر؟ فقال: "يا أبا بكر أرأيت ما ترى في الدنيا مما تكره فبمثاقيل الشر. ويدخر لك مثاقيل الخير حتى توفاه يوم القيامة".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن سهل والظاهر أنه الوشاء وهو ضعيف.
*3* 93. باب سورة والعاديات.
11515-عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلاً فأشهرت شهراً لا يأتيه منها خبر فنزلت {والعاديات ضبحاً} ضبحت بأرجلها {فالموريات قدحاً} قدحت بحوافرها الحجارة فأورت ناراً {فالمغيرات صبحاً} صبحت القوم بغارة {فأثرن به نقعاً} أثارت بحوافرها التراب {فوسطن به جمعاً} قال: صبحت القوم جمعاً.
رواه البزار وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف.
11516-وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عنده {الكنود} فقال:
"الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده".
رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما جعفر بن الزبير وهو ضعيف وفي الآخر من لم أعرفه.
*3* 94. باب سورة ألهاكم.
11517-عن محمود بن لبيد قال: لما نزلت {ألهاكم التكاثر} فقرأها حتى بلغ {لتسألن يومئذ عن النعيم} قالوا: يا رسول الله عن أي نعيم نسأل وإنما هما الأسودان التمر والماء وسيوفنا على رقابنا والعدو حاضر فعن أي نعيم نسأل؟ قال: "إن ذلك سيكون".
رواه أحمد وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن وفيه ضعف لسوء حفظه،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11518-وعن ابن الزبير قال: لما نزلت {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال الزبير بن العوام: يا رسول الله أي نعيم نسأل عنه؟ وإنما هما الأسودان الماء والتمر؟ قال: "أما إنه سيكون". ص.299
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن بشار الرمادي وثقه ابن حيان وغيره وضعفه أحمد وغيره،وبقية رجاله الثقات.(7/51)
11519-وعن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية: {لتسألن يومئذ عن النعيم} قالوا: يا رسول الله أي نعيم نسأل عنه سيوفنا على عواتقنا؟ قال وذكر الحديث.
رواه أبو يعلى وفيه أشعث بن براز ولم أعرفه.
*3* 95.باب سورة لإيلاف قريش.
11520-عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"{لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف} ويحكم يا قريش اعبدوا ربكم الذي أطعمكم من جوع وأمنكم من خوف".
رواه أحمد والطبراني باختصار إلا أنه قال: "ويل أمكم يا قريش لإيلافكم رحلة الشتاء والصيف".
وفيه عبيد الله بن أبي زياد القداح وشهر بن حوشب وقد وثقا وفيهما ضعف،وبقية رجال أحمد ثقات.
*3* 96. باب سورة أرأيت.
11521-عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الدلو والفأس والقدر.
قلت: رواه أبو داود غير قوله: والفأس. ص.300
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال الطبراني رجال الصحيح.
11522-وعن حفصة بنت سيرين قالت لنا أم عطية: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نمنع الماعون قلت: وما الماعون؟ قالت: ما يتعاطاه الناس بينهم.
وفيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك.
11523-وعن ابن عباس {ويمنعون الماعون} قال: العارية.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
11524-وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {الذين هم عن
صلاتهم ساهون} قال: "هم الذين يؤخرونها عن وقتها".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عكرمة بن إبراهيم وهو ضعيف جداً،وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في الصلاة.
*3* 97. باب سورة إنا أعطيناك الكوثر.
11525-عن أبي أيوب قال: لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى المشركون بعضهم إلى
بعض فقالوا: إن هذا الصابئ قد بتر الليلة. فأنزل الله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} إلى آخر السورة. ص.301(7/52)
رواه الطبراني في حديث طويل فرقته في مواضعه،وفيه واصل بن السائب وهو متروك.
11526-وعن حذيفة {إنا أعطيناك الكوثر} قال: نهر في الجنة أجوف فيه آنية من الذهب والفضة لا يعلمه إلا الله.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
11527-وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {إنا أعطيناك الكوثر}.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمرو بن مخروم وهو ضعيف جداً،وبقية أحاديث الحوض في كتاب البعث.
*3* 98. باب سورة إذا جاء نصر الله.
11528-عن ابن عباس قال: لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"نعيت إلي نفسي بأني مقبوض في تلك السنة".
رواه أحمد والطبراني في حديث طويل ولفظه: لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال: "إنه قد نعيت إلي نفسي". فبكت. فذكر الحديث.
وفي إسناده هلال بن خباب قال يحيى: ثقة مأمون لم يتغير. ووثقه ابن حبان وفيه ضعف،وبقية رجاله رجال الصحيح. ص.302
وفي إسناد أحمد عطاء بن السائب وقد اختلط.
*3* 99. باب سورة تبت.
11529-عن ابن عباس قال: لما نزلت {تبت يدا أبي لهب} جاءت امرأة أبي لهب النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله إنها امرأة بذيئة وأخاف أن تؤذيك فلو قمت قال: "إنها لن تراني". فجاءت فقالت: يا أبا بكر أين صاحبك؟ هجاني قال: ما يقول الشعر. قالت: أنت عندي مصدق. وانصرفت قلت: يا رسول الله لم ترك. قال: "ما زال ملك يسترني منها بجناحيه".
رواه أبو يعلى والبزار بنحوه إلا أنه قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه سيحال بيني وبينها". فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر فقالت: يا أبا بكر هجانا صاحبك. فقال أبو بكر: لا ورب هذه البنية ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به. وقال البزار: إنه حسن الإسناد. قلت: ولكن فيه عطاء بن السائب وقد اختلط.(7/53)
*3* 100. باب سورة قل هو الله أحد وما ورد فيها من الفضل وما ضم إليها من الفضل.
11530-ص.303 عن بريدة رفعه قال: "{الصمد} الذي لا جوف له".
رواه الطبراني وفيه صالح بن حبان وهو ضعيف.
11531-وعن الضحاك بن مزاحم أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس عن قول الله عز وجل: {الصمد} أما الأحد فقد عرفناه فما الصمد؟ قال: الذي يصمد إليه في الأمور كلها. قال: فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت بقول الأسدية:
ألا بكر الناعي بخبر بني أسد * بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
قال: صدقت.
رواه الطبراني في حديث طويل تقدم في باب كيف يفسر القرآن وفي إسناده: جويبر وهو متروك.
11532-وعن أبي أمامة قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يقرأ {قل هو الله أحد} فقال:
"أوجب هذا أو وجبت له الجنة".
رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف.
11533-وعن شيخ أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمر برجل يقرأ {قل يا أيها الكافرون} فقال: "أما هذا فقد برئ من الشرك". وإذا آخر يقرأ {قل هو الله أحد} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بها وجبت له الجنة". ص.304
11534-وفي رواية: "أما هذا فقد غفر له".
رواه أحمد بإسنادين في أحدهما شريك وفيه خلاف،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11535-وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات بنى الله له بيتاً في الجنة". فقال عمر بن الخطاب: إذاً نستكثر يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أكثر وأطيب".
رواه الطبراني وأحمد وقال: عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل عن أبيه والظاهر أنها سقطت،وفي إسنادهما رشدين بن سعد وزبان وكلاهما ضعيف وفيهما توثيق لين.(7/54)
11536-وعن ابن الديلمي - وهو ابن أخت النجاشي وقد خدم النبي صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ {قل هو الله أحد} مائة مرة في الصلاة أو غيرها كتب الله له براءة من النار".
رواه الطبراني وفيه محمد بن قدامة الجوهري وهو ضعيف.
11537-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات بني له قصر في الجنة ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاث".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف. ص.305
11538-وعن عبد الله بن الشخير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ {قل هو الله أحد} في مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره وأمن ضغطة القبر وحملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه الصراط إلى الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد،وفيه نصر بن حماد الوراق وهو متروك.
11539-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ {قل هو الله أحد} بعد صلاة الصبح اثنتي عشرة مرة فكأنما قرأ القرآن أربع مرات وكان أفضل أهل الأرض يومئذ إذا اتقى".
رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم.
11540-وعن سعد بن مالك - يعني ابن أبي وقاص - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ {قل هو الله أحد} فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأ {قل يا أيها الكافرون} فكأنما قرأ ربع القرآن".
رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم.
11541-وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ {قل هو الله أحد} في كل يوم خمسين مرة نودي يوم القيامة من قبره: قم يا مادح الله فادخل الجنة". ص.306
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه يعقوب بن إسحاق بن الزبير الحلبي ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.(7/55)
11542-وعن جابر قال: قالوا: يا رسول الله أنسب لنا ربك. فنزلت {قل هو الله أحد} إلى آخرها.
رواه الطبراني في الأوسط ورواه أبو يعلى إلا أنه قال: إن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انسب الله. وفيه مجالد بن سعيد قال ابن عدي: له عن الشعبي عن جابر،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11543-وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن لكل شيء نسبة وإن نسبة الله {قل هو الله أحد}".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوازع بن نافع وهو متروك.
11544-وعن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام أن عبد الله بن سلام قال لأحبار يهود: إني أحدث بمسجد أبينا إبراهيم وإسماعيل عهداً. فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فوافاهم وقد انصرفوا من الحج فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى والناس حوله فقام مع الناس فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنت عبد الله بن سلام؟". قال: قلت: نعم. قال: "ادن". فدنوت منه قال: "أنشدك بالله يا عبد بن سلام أما تجدني في التوراة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟". فقلت له: انعت ربنا. قال: فجاء جبريل حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد} فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله بن سلام: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
قلت: فذكر الحديث وهو بتمامه في مناقب عبد الله بن سلام. ص.307
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن حمزة لم يدرك جده عبد الله بن سلام.(7/56)
11545-وعن سلمة بن وردان أن أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رجلاً من صحابته فقال: "أي فلان هل تزوجت؟". قال: لا وليس عندي ما أتزوج به قال: "أليس معك {قل هو الله أحد}؟". قال: بلى. قال: "ربع القرآن". قال: "أليس معك {قل يا أيها الكافرون}؟". قال: بلى. قال: "ربع القرآن". قال: "أليس معك {إذا زلزلت}؟". قال: بلى. قال: "ربع القرآن". قال: "أليس معك {إذا جاء نصر الله}؟". قال: بلى. قال: "ربع القرآن". قال: "أليس معك آية الكرسي؟". قال: بلى. قال: "ربع القرآن". قال: "تزوج تزوج تزوج". ثلاث مرات.
قلت: رواه الترمذي باختصار آية الكرسي وأن {قل هو الله} بربع القرآن.
رواه أحمد. وسلمة ضعيف.
11546-وعن عبد الله بن عمرو وأن أبا أيوب الأنصاري كان في مجلس وهو يقول: ألا نستطيع أن نقوم بثلث القرآن كل ليلة قالوا: وهل نستطيع ذلك؟ قال: فإن {قل هو الله أحد} ثلث القرآن. قال: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع أبا أيوب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدق أبو أيوب".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف.
11547-وعن أبي بن كعب أو رجل من الأنصار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ بـ {قل هو الله أحد} فكأنما قرأ بثلث القرآن". ص.308
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
11548-وعن أم كلثوم بنت عقبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"{قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح.
11549-وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أما يستطيع أحدكم أن يقرأ القرآن في الليلة {قل هو الله أحد} فإنها تعدل القرآن كله". فذكر الحديث.
رواه أبو يعلى وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك.
11550-وعن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/57)
"أما يستطيع أحدكم أن يقرأ {قل هو الله أحد} ثلاث مرات في ليلة فإنها تعدل ثلث القرآن".
رواه أبو يعلى وفيه عبيس وهو متروك.
ويأتي الحديث بتمامه في باب في عمال السوء وأعوان الظلمة في كتاب الخلافة.
11551-وعن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"من قرأ {قل هو الله أحد} فكأنما قرأ ثلث القرآن".
رواه البزار وفيه زكريا بن عطية وهو ضعيف.
11552-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.309
"أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟". قالوا: يا رسول الله ومن يطيق هذا؟ قال: "أما يستطيع [أن يقرأ] {قل هو الله أحد} فإنها تعدل ثلث القرآن".
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط باختصار فيهما بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد وهو ثقة إمام.
11553-وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"{قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن".
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
11554-وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"{قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن".
رواه البزار عن شيخه مفرج بن شجاع وهو ضعيف.
11555-وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"{قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن. و{قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن". وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر وقال: "هاتان الركعتان فيهما رغب الدهر".
قلت: روى الترمذي منه القراءة بهما في ركعتي الفجر.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن زحر وثقه جماعة وفيه ضعف.
*3* 101. باب ما جاء من المعوذتين.(7/58)
11556-ص.310 عن أبي العلاء - يعني يزيد بن عبد الله بن الشخير - قال: قال رجل: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر والناس يعتقبون وفي الظهر قلة فحانت نزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلتي فلحقني من بعدي فضرب منكبي فقال: "{قل أعوذ برب الفلق}". فقلت: أعوذ برب الفلق. فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه ثم قال: "{قل أعوذ برب الناس}" فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه قال: "إذا أنت صليت فاقرأ بهما".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
11557-وعن عقبة بن عامر قال: ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"يا عقبة بن عامر ألا أعلمك سوراً ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهن؟ لا تأتي ليلة إلا قرأت بهن فيها {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}".
قلت: حديث عقبة في الصحيح وغيره باختصار عن هذا.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
11558-وعن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لقد أنزل علي آيات لم ينزل علي مثلهن: المعوذتين".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
11559-وعن عبد الله الأسلمي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة حتى إذا كنا ببطن واقم استقبلنا ضبابة ص.311(7/59)
فأضلتنا الطريق فلم أشعر حتى طلعنا على ثنيه فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عدل إلى كثيب فأناخ عليه ثم قام وقام عليه من شاء الله فما زال يصلى حتى طلع الفجر فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم برأس ناقته ثم مشى وعبد الله الأسلمي إلى جنبه ما أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره ثم قال: "قل". قلت: ما أقول؟ قال: "{قل هو الله أحد} {قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق}". حتى فرغت منها. ثم قال: "قل". قلت: ما أقول؟ قال: "{قل أعوذ برب الناس}". قلت: قل أعوذ برب الناس حتى فرغت منها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هكذا فتعوذ فما تعوذ العباد بمثلهن قط".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
11560-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس".
رواه أبو يعلى وفيه عدي بن أبي عمارة وهو ضعيف.
11561-وعن زر قال: قلت لأبي: إن أخاك يحكهما من المصحف؟ قيل لسفيان: ابن مسعود؟ فلم ينكر. قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قيل لي فقلت". فنحن نقول كما قال رسول الله.
قلت: هو في الصحيح غير حكهما من المصحف.
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.
11562-وعن عبد الرحمن بن يزيد - يعني النخعي - قال: كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول: إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى. ص.312
رواه عبد الله بن أحمد والطبراني ورجال عبد الله رجال الصحيح ورجال الطبراني ثقات.
11563-وعن عبد الله أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول: إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما وكان عبد الله لا يقرأ بهما.(7/60)
رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات وقال البزار: لم يتابع عبد الله أحد من الصحابة وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف.
11564-وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن هاتين السورتين قال:
"قيل لي فقلت. فقولوا كما قلت".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف.
*3* 102. (بابان في القراءات).
*4* 1. باب القراءات وكم أنزل القرآن على حرف.
11565-عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أنزل القرآن على سبعة أحرف".
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه كلام لا يضر.
11566-وبإسناد أحمد عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لقيت جبريل عند أحجار المراء فقلت: يا جبريل إني أرسلت إلى أمة أمية الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتاباً قط قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف". ص.313
11567-وعن حذيفة أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي جبريل عند أحجار المراء فقال:
"إني أرسلت إلى أمة أمية وإلى من لم يقرأ كتابا قط؟ قال جبريل: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده. فقال: اقرأ على حرفين. فقال ميكائيل: استزده. حتى بلغ سبعة أحرف".
رواه البزار وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه كلام لا يضر،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11568-وعن عمرو بن العاصي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أنزل القرآن على سبعة أحرف على أي حرف قرأتم أصبتم فلا تماروا فإن المراء فيه كفر".
رواه أحمد.(7/61)
11569-وعن أبي قيس مولى عمرو بن العاص قال: سمع عمرو بن العاص رجلاً يقرأ آية من القرآن فقال: من أقرأكها؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على غير هذا. فذهبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: يا رسول الله آية كذا وكذا. ثم قرأها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هكذا أنزلت". وقال الآخر: يا رسول الله. فقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أليس هكذا يا رسول الله؟ قال: "هكذا أنزلت". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فأي ذلك قرأتم فقد أصبتم ولا تماروا فيه فإن المراء فيه كفر أو إنه الكفر به".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أنه مرسل.
11570-وعن أبي طلحة قال: قرأ رجل عند عمر فغير عليه فقال: قرأت ص.314
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي. قال: فاجتمعا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقرأ أحدهما على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "أحسنت". قال: فكأن عمر وجد في نفسه من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عمر إن القرآن كله صواب ما لم يجعل مغفرة عذاباً أو عذاباً مغفرة".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
11571-وعن أبي بكرة أن جبريل عليه السلام قال: يا محمد اقرأ القرآن على حرف. قال ميكائيل صلى الله عليه وسلم: استزده. فاستزاده قال: اقرأ على حرفين. قال ميكائيل: استزده. فاستزاده قال: اقرأ على ثلاثة أحرف. قال ميكائيل صلى الله عليه وسلم: استزده. حتى بلغ سبعة أحرف. قال: كلٌّ شافٍ كافٍ ما لم يختم آية عذاب برحمة أو رحمة
بعذاب نحو قولك: تعال وأقبل وهلم واذهب وأسرع واعجل.
رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال: واذهب وأدبر.
وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو سيئ الحفظ وقد توبع وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.(7/62)
11572-وعن حذيفة قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل وهو عند أحجار المراء فقال: "إن أمتك يقرؤون القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم ولا يرجع عنه".
وقال ابن مهدي: "إن من أمتك الضعيف فمن قرأ على حرف فلا يتحول إلى غيره رغبة عنه".
رواه أحمد وفيه راو لم يسم.
11573-وعن أبي الجهم أن رجلين اختلفا في آية من القرآن قال هذا: تلقنتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الآخر: تلقنتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسألا النبي صلى الله عليه وسلم ص.315
فقال: "القرآن يقرأ على سبعة أحرف فلا تماروا في القرآن فإن مراء في القرآن كفر".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
11574-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"نزل القرآن على سبعة أحرف المراء في القرآن كفر - ثلاث مرات - فما عرفتم فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه". وفي رواية: "أنزل القرآن على سبعة أحرف". عليماً حكيماً غفوراً رحيماً.
رواه كله أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح. ورواه البزار بنحوه.
11575-وعن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عرضات. قال: فيرون أن قراءتنا هي الأخيرة فلا أدري في هذا الحديث أو غيره. - يعني: فيرون أن قراءتنا - .
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
11576-وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف". ص.316
11577-وفي رواية: "ثلاثة أحرف".
رواه أحمد والبزار والطبراني في الثلاثة ورجال أحمد وأحد إسنادي الطبراني والبزار رجال الصحيح.(7/63)
11578-وعن أبي المنهال - يعني سيار بن سلامة - قال: بلغنا أن عثمان رضي الله عنه قال يوماً وهو على المنبر: أذكر الله رجلاً سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف". لما قام فقاموا حتى لم يحصوا فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف". فقال عثمان رضي الله عنه: وأنا أشهد معهم.
رواه أبو يعلى في الكبير وفيه راو لم يسم.
11579-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن".
ونهى أن يستلقي الرجل - أحسبه قال - : في المسجد ويضع إحدى رجليه على الأخرى.
رواه البزار وأبو يعلى في الكبير وفي رواية عنده: "لكل حرف منها بطن وظهر".
والطبراني في الأوسط باختصار آخره ورجال أحدهما ثقات.
ورواية البزار عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق قال في آخرها: لم يرو محمد بن عجلان عن إبراهيم الهجري غير هذا الحديث. قلت: ومحمد بن عجلان إنما روى عن أبي إسحاق السبيعي فإن كان هو أبو إسحاق السبيعي فرجال البزار أيضاً ثقات. ص.317
11580-وعن سمرة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نقرأ القرآن كما أقرأناه وقال:
"إنه أنزل على ثلاثة أحرف فلا تحاجوا فيه فإنه مبارك كله فاقرؤوه كالذي أقرئتموه".
رواه الطبراني والبزار وقال: "لا تجافوا عنه" بدل: "ولا تحاجوا فيه". وإسنادهما ضعيف.
وقد تقدمت له طريق رجالها رجال الصحيح مختصرة.
11581-وعن فلفلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف فدخلنا عليه فقال رجل من القوم: إنا
لم نأتك زائرين ولكن جئناك حين راعنا هذا الخبر. فقال: إن القرآن نزل على نبيكم صلى الله عليه وسلم [من سبعة أبواب] على سبعة أحرف - أو قال: على حروف - وإن الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد.
قلت: له في الصحيح غير هذا.(7/64)
رواه أحمد وفيه عثمان بن حسان العامري وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه،وبقية رجاله ثقات.
11582-وعن عبد الرحمن بن عابس قال: حدثنا رجل من همدان من أصحاب عبد الله وما سماه لنا قال: لما أراد
عبد الله أن يأتي المدينة جمع أصحابه فقال: والله إني لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من أفضل ما أصبح في أجناد المسلمين من الدين والفقه والعلم بالقرآن إن هذا القرآن لا يختلف ولا يستشن ولا يتفه لكثرة الرد فمن قرأه على حرف فلا يدعه رغبة عنه ومن قرأ على شيء من ص.318
تلك الحروف التي علم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يدعه رغبة عنه فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله فإنما هو كقول أحدكم لصاحبه: اعجل وحي هلا.
قلت: رواه الإمام أحمد في حديث طويل والطبراني وفيه من لم يسم،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11583-وعن عمر بن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود:
"إن الكتب كانت تنزل من السماء من باب واحد وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف: حلال وحرام ومحكم ومتشابه وضرب أمثال وأمر وزجر. فأحل حلاله وحرم حرامه واعمل بمحكمه وقف عند متشابهه واعتبر أمثاله فإن كلاً من عند الله وما يذكر إلا أولوا الألباب".
رواه الطبراني وفيه عمار بن مطر وهو ضعيف جداً وقد وثقه بعضهم.
11584-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: إن هذا القرآن ليس منه حرف إلا له حد ولكل حد مطلع.
رواه الطبراني.
11585-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنزل القرآن على سبعة أحرف ومراء في القرآن كفر".
رواه البزار وفيه محمد بن عمرو وهو حسن الحديث،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11586-وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.319
"إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ميمون أبو حمزة وهو متروك.(7/65)
11587-وعن سليمان بن صرد قال: أتى محمداً صلى الله عليه وسلم الملكان فقال أحدهما: اقرأ القرآن على حرف فقال الآخر: زده. فما زال يستزيده حتى قال: اقرأ على سبعة أحرف.
رواه الطبراني وفيه جعفر ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
11588-وعن زيد القصار عن زيد بن أرقم قال: كنا معه في المسجد فحدثنا ساعة ثم قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأني عبد الله بن مسعود سورة وأقرأنيها زيد وأقرأنيها أبي فاختلفت قراءتهم فقراءة أيهم آخذ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم [وعلي رضي الله عنه إلى جنبه] فقال على رضي الله عنه: ليقرأ كل إنسان كما علم فكل حسن جميل.
رواه الطبراني وفيه عيسى بن قرطاس وهو متروك.
11589-وعن معاذ بن جبل قال: أنزل القرآن [من سبعة أبواب] على سبعة أحرف كلها شاف كاف.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
11590-وعن أم أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"نزل القرآن على سبعة أحرف أيها قرأت أصبت".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*4* 2. باب القراءات.
11591-ص.320 عن ابن عباس أنه كان يقرأ {قلوبنا غلف} مثقلة أوعية للحكمة كيف بمعلم وإنما قلوبنا أوعية للحكمة أي أوعية للحكمة.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك.
11592-وعن ابن عمر قال: قرأ رجلان من الأنصار سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآنها فقاما ذات ليلة يصليان له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها مما نسخ أو أنسي فالهوا عنها".
وكان الزهري يقرأ: {ما ننسخ من آية أو ننسيها} بضم النون مخففة خفيفة.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك.(7/66)
11593-وعن عمرو بن رافع مولى عمر بن الخطاب حدث أنه كان يكتب المصاحف في عهد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاستكتبتني حفصة مصحفاً وقالت: إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة فلا تكتبها حتى تأتيني بها فأمليها عليك كما حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فلما بلغتها جئتها بالورقة التي أكتبها فيها فقالت: اكتب {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} وصلاة العصر {وقوموا لله قانتين}.
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
11594-وعن أبي خالد الكناني عن ابن مسعود: ص.321
أنه كان يقرؤها {الحي القيام}.
رواه الطبراني وأبو خالد لم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
11595-وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين} بنصب النفس ورفع العين.
قلت: رواه أبو داود غير قوله: نصب النفس ورفع العين.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي علي بن يزيد وهو ثقة.
11596-وعن مسعود بن يزيد الكندي قال: كان ابن مسعود يقرئ رجلاً فقرأ الرجل {إنما الصدقات للفقراء
والمساكين} مرسلة. فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أقرأنيها {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} فمددوها.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
11597-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أنه كان يقرأ {مجراها ومرساها}.
رواه الطبراني ورجاله ثقات. ص.322
11598-وعن عائشة قالت: قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "{إنه عمل غير صالح}".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حميد بن الأزرق ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
11599-وعن شقيق قال: قلنا عند عبد الله: {هِيْتَ لك} فقال عبد الله: لا {هَيْتَ لك} إنا قد سألنا عن ذلك وإن أقرأ كما علمت أحب إلي.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
11600-وعن ابن عمر قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {ومن عنده علم الكتاب}.(7/67)
رواه أبو يعلى وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك.
11601-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أنه قرأ {أينما يوجَّهُ لا يأت بخير}.
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
11602-وعن الأعمش قال: كان عبد الله بن مسعود يقرأ {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}.
رواه الطبراني وإسناده منقطع وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف. ص.323
11603-وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {في عين حمئة}.
رواه الطبراني في الصغير عن شيخه الوليد بن العباس المصري ضعفه الدارقطني.
11604-وعن ابن عباس قال: قد حفظت السنة كلها ولا أدري كيف كان يقرأ هذا الحرف {وقد بلغت من الكبر عُتياً} أو عُسياً.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
11605-وعن تميم بن حذلم قال: قرأت على عبد الله القرآن فلم يأخذ علي إلا حرفين قلت: {وكلٌّ أتوه داخرين} قال: {وكل آتوه داخرين}. وقلت: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذِّبوا} قال: {وظنوا أنهم قد كُذِبوا}.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
11606-وعن عبد الله أنه قرأ {بل عجبت ويسخرون}. ص.324
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف والإسناد منقطع.
11607-وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت}.
رواه البزار وفيه عاصم الجحدري وهو قارئ،قال الذهبي: قراءته شاذة وفيها ما ينكر،وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف ولم يسمع عاصم من أبي بكرة.
11608-وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {على رفارف خضر وعباقري حسان}.
رواه البزار وفيه عاصم الجحدري وقد تقدم الكلام عليه قبل هذا الحديث.
11609-وعن قطبة بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ {والنخل باصقات} بالصاد.
قلت: هو في الصحيح وغيره بالسين.
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن محمد بن صبيح ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
11610-وعن ابن عمر: ص.325(7/68)
أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {فرُوح وريحان}.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات.
11611-وعن ابن عمر قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الواقعة فلما بلغت {فرُوح وريحان} قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن عمر".
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد الذي قبله.
11612-وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {فشاربون شُرْب الهيم}.
رواه الطبراني في الأوسط.
11613-وعن الأعمش قال: سمعت أنس بن مالك يقول في قول الله عز وجل {وأقوم قيلاً} قال: وأصدق. فقيل له: إنها تقرأ {وأقوم} فقال: أقوم وأصدق واحد.
رواه البزار وأبو يعلى بنحوه إلا أنه قال: وأصوب قيلاً. وقال: إن أقوم وأصوب وأهيأ وأشباه هذا واحد. ولم يقل الأعمش سمعت أنساً. ورجال أبى يعلى رجال الصحيح ورجال البزار ثقات.
قلت: وقد تقدمت أحاديث من هذا النوع في سورها.
*3* 103. باب ما جاء في المصحف.
11614-ص.326 عن سالم بن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها عن المصحف الذي نسخ منه القرآن فتأبى حفصة أن تعطيه إياه فلما دفنا حفصة أرسل مروان إلى ابن عمر أرسل إلي بذلك المصحف. فأرسله إليه.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 104. باب فيما نسخ.
11615-عن ابن عمر قال: قرأ رجلان من الأنصار سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان بها فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها مما نسخ وأنسي".
رواه الطبراني في الأوسط وقد تقدم في غير هذا الباب والكلام عليه.
11616-وعن أبي إسحاق قال: أمنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ بها من السورتين إنا نستعينك ونستغفرك. قال فذكر الحديث.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قلت: وقد تقدم غير هذا الحديث في سورة {لم يكن}.
*3* 105. باب تسمية السور.(7/69)
11617-عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن ص.327
كله ولكن السورة التي تذكر فيها البقرة والسورة التي يذكر فيها آل عمران وكذلك القرآن كله".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك.
*3* 106. (بابان في نزول القرآن).
*4* 1. باب كيف نزل القرآن.
11618-عن ابن عباس قال: فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل عليه السلام يتلوه على النبي صلى الله عليه وسلم يرتله ترتيلاً.
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
وقد تقدمت أحاديث في سورة إنا أنزلناه.
11619-وعن أم سلمة قالت: كان جبريل عليه السلام يملي على النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني في الأوسط.
*4* 2. باب في أماكن نزوله.
11620-عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة مكة والمدينة والشام".
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف.
11621-وعن ابن مسعود قال: نزل المفصل بمكة فمكثنا حججاً نقرأ لا ينزل غيره. ص.328
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خديج بن معاوية وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة.
*3* 107. باب في السور التي لا يقرؤها منافق.
11622-عن علي - يعني ابن أبي طالب - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يحفظ منافق سور {براءة} و{يس} والدخان و{عم يتساءلون}".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه نهشل بن سعيد وهو متروك.
*3* 108. باب لا يخلط مع القرآن غيره.
11623-عن مسروق أن ابن مسعود كان يكره التفسير في القرآن.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
11624-وعن أبي الزعراء قال: قال عبد الله: جردوا القرآن لا تلبسوا به ما ليس منه.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي الزعراء وقد وثقه ابن حبان وقال البخاري وغيره: لا يتابع في حديثه.(7/70)
وقد تقدم حديث أبي سعيد وغيره في كتابه العلم في معنى هذا.
*3* 109. (بابان في فضائل القرآن الكريم).
*4* 1. باب فضل القرآن.
11625-عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أعطيت مكان التوراة السبع وأعطيت مكان الزبور المائين وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضلت بالمفصل". ص.329
رواه أحمد والطبراني بنحوه.
11626-وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أعطاني ربي السبع الطول مكان التوراة. والمائين مكان الإنجيل وفضلت بالمفصل".
رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وقد ضعفه جماعة ويعتبر بحديثه،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11627-وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لو أن القرآن جعل في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق".
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه خلاف وفسره بعض رواة أبي يعلى: بأن من جمع القرآن ثم دخل النار فهو شر من الخنزير.
11628-وعن عصمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو جمع القرآن في إهاب ما أحرقته النار".
رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف.
11629-وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار".
رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك.
11630-وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن القرآن غنىً لا فقر بعده ولا غنى دونه". ص.330
رواه أبو يعلى وفيه يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف.
11631-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القرآن لا فقر بعده ولا غنى دونه".
رواه الطبراني وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف.
11632-وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/71)
"من قرأ القرآن فكأنما استُدرجت النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه ومن قرأ القرآن فرأى أن أحداً أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله وصغر ما عظم الله وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه أو يغضب فيمن يغضب أو يحتد فيمن يحتد ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن".
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن رافع وهو متروك.
*4* 2. باب منه في فضل القرآن ومن قرأه.
11633-عن بريدة قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول:
"تعلموا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة".
قال: ثم سكت ساعة ثم قال:
"تعلموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف. وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة. فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما ص.331
الدنيا فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن. ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها. فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلاً".
قلت: روى ابن ماجة منه طرفاً.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
11634-وعن ابن مسعود قال: لكل شيء سنام وسنام القرآن سورة البقرة وإن لكل شيء لباباً وان لباب القرآن المفصل وإن الشياطين لتخرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة وإن أصغر البيوت للجوف الذي ليس فيه من كتاب الله شيء.
رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11635-وعن أبي أمامة قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعليم القرآن وحثنا عليه وقال:(7/72)
"إن القرآن يأتي أهله يوم القيامة أحوج ما كانوا إليه فيقول للمسلم: تعرفني؟ فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا الذي كنت تحب وتكره أن يفارقك الذي كان يسحبك ويدنيك. فيقول: لعلك القرآن. فيقدم به على ربه عز وجل فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه السكينة وينشر على أبويه حلتان لا تقوم لهما الدنيا فيقولان: لأي شيء هذا ولم تبلغه أعمالنا؟ فيقول: هذا بأخذ ولدكما القرآن".
رواه الطبراني وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك وأثنى عليه هشيم خيراً،وبقية رجاله ثقات. ص.334 (كذا في الأصل بتجاوز الرقمين: 332،333 بدون سقط).
11636-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنت أسهر ليلك وأظمئ هواجرك وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر. فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها فيقولان: يا رب أنى لنا هذا؟ فيقال لهما: بتعليم ولدكما القرآن".
قلت: روى الترمذي بعضه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد العزيز الحماني وهو ضعيف.
11637-وعن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قرأ القرآن وعمل بما فيه ومات في الجماعة بعثه الله يوم القيامة مع السفرة والحكام. ومن قرأ القرآن وهو ينفلت منه لا يدعه فله أجره مرتين. ومن كان حريصاً عليه لا يستطيعه ولا يدعه بعثه الله يوم القيامة مع أشراف أهله فضلوا على الخلائق كما فضلت النسور على سائر الطيور وكما فضلت عين في مرج على ما حولها. وينادي مناد: أين الذين كانوا لا تلهيهم رعية الأنعام عن تلاوة كتابي؟ فيقومون فيلبس أحدهم تاج الكرامة ويعطى الفوز بيمينه والخلد بشماله فإن كان أبواه مسلمين كسيا حلة خيراً من الدنيا وما فيها فيقولان: أنى هذا لنا؟ فيقال: بما كان ولدكما يقرأ".(7/73)
رواه الطبراني وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك وأثنى عليه هشيم خيراً،وبقية رجاله ثقات.
11638-وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يؤتى برجل يوم القيامة ويمثل له القرآن قد كان يضيع فرائضه ويتعدى ص.335
حدوده ويخالف طاعته ويركب معاصيه فيقول: أي رب حملت آياتي بئس حامل تعدى حدودي وضيع فرائضي وترك طاعتي وركب معصيتي فما يزال عليه بالحجج حتى يقال: فشأنك به فيأخذ بيده فما يفارقه حتى يكبه على منخره في النار. ويؤتى بالرجل قد كان يحفظ حدوده ويعمل بفرائضه ويعمل بطاعته ويجتنب معصيته فيصير خصماً دونه فيقول: أي رب حملت آياتي خير حامل اتقى حدودي وعمل بفرائضي واتبع طاعتي واجتنب معصيتي فلا يزال له بالحجج حتى يقال: فشأنك به،فيأخذ بيده،فما يزال له حتى يكسوه حلة الإستبرق ويضع عليه تاج الملك ويسقيه بكأس الملك".
رواه البزار وفيه إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس،وبقية رجاله ثقات.
11639-وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من تعلم آية من كتاب الله استقبلته يوم القيامة تضحك في وجه".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
11640-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشراف أمتي حملة القرآن".
رواه الطبراني وفيه سعد بن سعيد الجرجاني وهو ضعيف.
11641-وعن الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة".
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إبراهيم بن سعيد المدني وهو ضعيف. ص.336(7/74)
11642-وعن عثمان قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم وفداً إلى اليمن فأمر عليهم أميراً منهم وهو أصغرهم فمكث أياماً لم يسر فلقي النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً منهم فقال: "يا فلان مالك؟ أما انطلقت؟". قال: يا رسول الله أميرنا يشتكي رجله فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم ونفث عليه" "بسم الله وبالله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما فيها". سبع مرات فبرأ الرجل فقال له شيخ: يا رسول الله أتؤمره علينا وهو أصغرنا؟ فذكر النبي صلى الله عليه وسلم قراءته القرآن فقال الشيخ: يا رسول الله لولا أني أخاف أن أتوسد فلا أقوم به لتعلمته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تعلمه فإنما مثل القرآن كجراب ملأته مسكاً ثم ربطت على فيه فإن فتحت فاح عليه ريح المسك وإن تركته كان مسكاً موضوعاً كذلك مثل القرآن إذا قرأته وكان في صدرك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان وقال: في أحاديث ابنه عنه مناكير. قلت: ليس هذا من رواية ابنه عنه.
11643-وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من قال: سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة ومن قرأ القرآن فأكمله وعمل بما فيه ألبس والداه تاجاً هو أحسن من ضوء الشمس في بيوت من بيوت الدنيا لو كانت فيه فما ظنكم بالذي عمل به؟".
قلت: روى أبو داود بعضه.
رواه أحمد وفيه زبان بن فائد وهو ضعيف.
11644-وعن كليب بن شهاب رحمه الله قال: كان علي في المسجد - أحسبه قال: مسجد الكوفة - فسمع صيحة شديدة ص.337
فقال: ما هؤلاء؟ فقال: قوم يقرؤون القرآن أو يتعلمون القرآن فقال: أما إنهم كانوا أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه البزار وفيه إسحاق بن إبراهيم الثقفي وهو ضعيف.
11645-وعن عائشة قالت: ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو لم تروه يتعلم القرآن؟!".(7/75)
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11646-وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قرأ القرآن في سبيل الله تبارك وتعالى كتب مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً".
رواه أحمد وفيه زبان بن فائد وهو ضعيف.
11647-وعن أبي هريرة أو عن أبي سعيد - شك الأعمش - قال: يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارق فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
11648-وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أخذ السبع الطول فهو خير". ص.338
رواه أحمد والبزار ورجال البزار رجال الصحيح غير حبيب بن هند الأسلمي وهو ثقة.
ورواه بإسناد آخر رجاله رجال الصحيح.
11649-ورواه بإسناد آخر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله. ولكن سقط من الإسناد رجل.
11650-وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة".
رواه أحمد وفيه عباد بن ميسرة ضعفه أحمد وغيره وضعفه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى ووثقه ابن حبان.
11651-وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لقارئ القرآن إذا أحل حلاله وحرم حرامه أن يشفع في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جعفر بن الحارث وهو ضعيف.
11652-وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ القرآن - أو قال: جمع القرآن - كانت له عند الله دعوة مستجابة إن شاء عجلها له في الدنيا وإن شاء دخرها له في الآخرة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مقاتل بن دواك دوز فإن كان هو مقاتل بن حيان كما قيل فهو من رجال الصحيح وإن كان ابن سليمان فهو ضعيف،وبقية رجاله ثقات. ص.339
11653-وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/76)
"القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابراً محتسباً كان له بكل حرف زوجة من الحور العين".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس ذكره الذهبي في الميزان لهذا الحديث
ولم أجد لغيره في ذلك كلاماً،وبقية رجاله ثقات.
11654-وعن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ حرفاً من القرآن كتب له حسنة ولا أقول {آلم ذلك الكتاب} (كذا في الأصل) ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف والذال حرف والكاف حرف".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير والبزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
11655-وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أعربوا القرآن فإن من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات وكفارة عشر سيئات ورفع عشر درجات".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه نهشل وهو متروك.
11656-وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ القرآن على أي حرف كان كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات. ومن قرأ فأعرب بعضاً ولحن بعضاً كتب له عشرون حسنة ومحي عنه عشرون سيئة ورفع له عشرون درجة ومن قرأه فأعربه كله كتب له أربعون حسنة ومحي عنه أربعون سيئة ورفع له أربعون درجة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك. ص.340
11657-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه".
رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو متروك.
11658-وعن ابن مسعود قال: أعربوا القرآن فإنه عربي وإنه سيجيء أقوام يثقفونه وليسوا بخياركم.
رواه الطبراني من طرق وفيها ليث بن أبي سليم وفيه ضعف،وبقية رجال أحد الطرق رجال الصحيح.(7/77)
11659-وعن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: جاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يقرأ الحجر أو سورة الكهف فسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم".
رواه البزار متصلاً ومرسلاً وفيه عمرو بن ثابت أبو المقدام وهو متروك.
11660-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم. إن هذا القرآن هو حبل الله الذي أمر به وهو النور المبين والشفاء النافع عصمة لمن اعتصم به ونجاة لمن تمسك به لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من رد. اتلوه فإن الله عز وجل يأجركم بكل حرف [منه] عشر حسنات. لم أقل لكم {آلم} حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف.
رواه الطبراني وفيه مسلم بن إبراهيم الهجري وهو متروك. ص.341
11661-وعن أبي الأحوص قال: قال ابن مسعود: هذا القرآن مأدبة الله فمن استطاع أن يتعلم منه شيئاً فليفعل فإن أصغر البيوت من الخير الذي ليس فيه من كتاب الله شيء وإن البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء كخراب البيت الذي لا عامر له وإن الشيطان ويخرج من البيت يسمع فيه سورة البقرة.
رواه الطبراني بأسانيد ورجاله هذه الطريق رجال الصحيح.
11662-وعن عبد الله بن عمرو أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجي مسكين لا يقدر على شيء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزوجها: "أتقرأ من القرآن شيئاً؟". قال: أقرأ سورة كذا وسورة كذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بخ بخ زوجك غني". فانزيت المرأة زوجها ثم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله قد بسط الله علينا رزقنا.
رواه الطبراني وفيه حيي وثقه جماعة وفيه كلام لا يضر وبقية رجاله رجال الصحيح.
11663-وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/78)
"القرآن شافع مشفع وماحلٌ مصدق من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار".
رواه الطبراني وفيه الربيع بن بدر وهو متروك. ص.342
11664-وعن معاذ بن جبل قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتن فعظمها فقال علي بن أبي طالب: يا رسول الله فما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله فيه حديث ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وفصل ما بينكم من تركه من جبار قصمه الله ومن تتبع الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لما سمعته الجن قالوا: {إنا سمعنا قرآناً عجباً} هو الذي لا تختلف فيه الألسن ولا يخلقه كثرة الرد".
رواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد وهو متروك.
11665-وعن أبي أمامة أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله اشتريت مقسم بني فلان فربحت فيه كذا وكذا. قال: "ألا أنبئك بما هو أكثر منه ربحاً؟". قال: وهل يوجد؟ قال: "رجل تعلم عشر آيات". فذهب الرجل فتعلم عشر آيات فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح.
11666-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: من أحب أن يحبه الله ورسوله فلينظر فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
11667-وعن عبد الله بن مسعود قال: من أراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين. ص.343
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.
*3* 110. باب القراءة في المصحف وغيره.
11668-عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجة وقراءته في المصحف تضاعف على ذلك ألفي درجة".
رواه الطبراني وفيه أبو سعيد بن عون وثقه ابن معبد في رواية وضعفه في أخرى،وبقية رجاله ثقات.
11669-وعن عبد الله بن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.(7/79)
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
11670-وعن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ القرآن ظاهراً أو نظراً أعطاه الله شجرة في الجنة لو أن غراباً أفرخ في غصن من أغصانها ثم طار لأدركه الهرم قبل أن يقطع ورقها".
رواه البزار والطبراني إلا أنه قال:
"لو أن غراباً أفرخ في ورقة منها ثم أدرك ذلك القزح فنهض لأدركه الهرم قبل أن تقطع تلك الورقة".
وفيه محمد بن محمد الهجيمي ولم أعرفه وسعيد بن سالم القداح مختلف فيه،وبقية رجال الطبراني ثقات.
وإسناد البزار ضعيف.
*3* 111. باب فيمن علم ولده القرآن.
11671-عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من علم ابنه القرآن نظراً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. ومن علمه إياه ظاهراً بعثه الله يوم القيامة على صورة القمر ليلة البدر ويقال لابنه: اقرأ فكلما قرأ آية رفع الله عز وجل الأب بها درجة حتى ينتهي إلى آخر ما معه من القرآن".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
11672-وعن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من رجل يعلم ولده القرآن في الدنيا إلا توج أبوه يوم القيامة بتاج في الجنة يعرفه به أهل الجنة بتعليم ولده القرآن في الدنيا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن سليم ضعفه الأزدي.
*3* 112. باب فيمن تعلم القرآن وعلمه.
11673-عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خياركم من تعلم القرآن وعلمه".
رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن سنان القزاز وثقه الدارقطني وضعفه جماعة.
11674-وعن عبد الله بن مسعود رفعه قال: "خيركم من قرأ القرآن وأقرأه". ص.345
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده فيه شريك وعاصم وكلاهما ثقة وفيهما ضعف.(7/80)
11675-وعن كليب بن شهاب قال: سمع علي بن أبي طالب ضجة في المسجد يقرؤون القرآن ويقرئونه فقال: طوبى لهؤلاء. هؤلاء كانوا أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه وفي إسناد الطبراني حفص بن سليمان الغاضري وهو متروك ووثقه أحمد في رواية وضعفه في غيرها وفي إسناد البزار إسحاق بن إبراهيم الثقفي وهو ضعيف.
11676-وعن سعد بن جنادة قال: كنت فيمن أتى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الطائف فخرجت من أهلي من السراة غدوة فأتيت مني عند العصر فصاعدت في الجبل ثم هبطت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني: {قل هو الله أحد} و{إذا زلزلت الأرض زلزالها} وعلمني هؤلاء الكلمات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. وقال: "هن الباقيات الصالحات".
11677-وفي رواية: {وقل يا أيها الكافرون}.
رواه الطبراني وفيه الحسين بن الحسن العوفي وهو ضعيف.
11678-وعن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرئ الرجل الآية ثم يقول: لهي خير مما طلعت عليه الشمس أو مما على الأرض من شيء حتى يقول: ذلك في القرآن كله.
11679-وفي رواية: كان ابن مسعود إذا أصبح أتاه الناس في داره فيقول: على مكانكم ثم يمر بالذين يقرئهم القرآن فيقول: أيا فلان بأي سورة أنت؟ ص.346
فيخبره [فيقول]: في أي آية؟ فيفتح عليه الآية التي تليها ثم يقول: تعلمها فإنها خير لك مما بين السماء والأرض. قال: فيظن الرجل آية ليس في القرآن خير منها ثم يمر بالأخرى فيقول له مثل ذلك. حتى يقول ذلك لكلهم.
رواه كله الطبراني ورجال الجميع ثقات إلا أن من قولي: وفي رواية من حديث أبي عبيدة عن أبيه ولم يسمع منه.
11680-وعن أبي إسحاق قال: قال عبد الله بن مسعود: لو قيل لأحدكم: لو غدوت إلى القرية كان لك أربع قلائص كان يقول: قد أبى الله لي أن أغدو ولو إن أحدكم غدا فتعلم آية من كتاب الله كانت خيراً له من أربع وأربع وأربع. حتى عد شيئاً كثيراً.(7/81)
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا إسحاق لم يسمع من ابن مسعود.
*3* 113. باب فيمن قرأ القرآن من ذرية اليهود.
11681-عن أبي بردة الطوبي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده".
رواه أحمد والبزار والطبراني من طريق عبد الله بن مغيث عن أبيه عن جده وعبد الله ذكره ابن أبي حاتم ومغيث ذكره البخاري في التاريخ ولم يجرحهما أحد،وبقية رجاله ثقات.
*3* 114. باب فيمن تعلم القرآن ثم نسيه.
11682-عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.347
"ما من أمير عشرة إلا جيء به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتى يطلقه الحق أو يوثقه. ومن تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله تعالى وهو أجذم".
رواه عبد الله بن أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
*3* 115. باب اقرؤوا القرآن ولا تغلو فيه ولا تجفوا عنه.
11683-عن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري أن معاوية قال له: إذا أتيت فسطاطي فقم فأخبر الناس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستأثروا به".
قلت: فذكر الحديث وقد تقدم في البيوع.
رواه أحمد والبزار بنحوه ورجال أحمد ثقات.
11684-عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه. تعلموا القرآن فإنه شافع لصاحبه يوم القيامة. تعلموا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف.
*3* 116. باب الذي يقرأ القرآن.(7/82)
11685-عن القاسم قال: قال عبد الله: مثل الذي يقرأ القرآن ولا يعمل به كمثل ريحانة ريحها طيب ولا طعم لها. ومثل الذي يعمل بالقرآن [ولا يقرؤه] كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها. ومثل ص.348
الذي يعمل بالقرآن ويقرؤه كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب. ومثل الذي لا يقرأ القرآن ولا يعمل كمثل الحنظلة طعمها خبيث وريحها خبيث.
رواه الطبراني وإسناده منقطع.
*3* 117. باب فيمن يقرأ القرآن منكوساً.
11676-عن ابن مسعود قال: جاء رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن أرأيت رجلاً يقرأ القرآن منكوساً؟ فقال: ذاك منكوس القلب. فأتى بمصحف قد زين وذهب فقال عبد الله بن مسعود: إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته في الحق.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*3* 118. باب في القراء المرائين.
11687-عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "عوذوا بالله من جب الحزن". قالوا: يا رسول الله وما جب الحزن؟ قال: "جب واد في قعر جهنم تتعوذ منه جهنم في كل يوم أربعمائة مرة أعده الله تعالى للقراء المرائين بأعمالهم وإن أبغض الخلق إلى الله عز وجل قارئ يزور العمال".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بكير بن شهاب الدامغاني وهو ضعيف.
وقد تقدمت أحاديث فيمن يقرأ القرآن لا يجاوز تراقيه في كتاب الخوارج.
*3* 119. باب الفترة عن القرآن.
11688-ص.349 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لهذا القرآن شرة وللناس عنه فترة فمن كانت فترته إلى القصد فنعما هي ومن كانت فترته إلى الأرض فأولئك هم بور".
رواه أبو يعلى وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف يعتبر بحديثه.
*3* 120. باب تعاهد القرآن.
11689-عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وتغنوا به فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من النعم في العقل".
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: "لهو أشد تفصياً من المخاض في العقل".
ورجال أحمد رجال الصحيح.(7/83)
11690-وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.350
"تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من صدور الرجال من الإبل المعقلة إلى أعطانها".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن شيخ الطبراني أحمد لم ينسبه فإن كان هو ابن الخليل فهو ضعيف وإن كان غيره فلم أعرفه.
11691-وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تعاهدوا القرآن فلهو أشد تفصياً من صدور الرجال من نوازع الطير إلى أوطانها".
رواه الطبراني في الثلاثة إلا أنه قال في الكبير: "تعاهدوا القرآن فإنه وحشي".
قلت: هو في الصحيح بغير هذا السياق. ورجال الصغير والأوسط ثقات.
*3* 121. باب المد في القراءة.
11692-عن أبي بردة قال: كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم المد ليس فيه ترجيع.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
*3* 122. باب القراءة بلحون العرب.
11693-عن حذيفة بن اليمان قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.351
"اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الكتابين وأهل الفسق فإنه سيجيء بعدي قوم يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه راو لم يسم وبقية أيضاً.
*3* 123. باب القراءة بالحزن.
11694-عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن بالحزن فإنه نزل بالحزن".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن سيف وهو ضعيف.
11695-وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن".
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف.
*3* 124. باب الترنم بالقرآن.
11696-عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لم يأذن كإذنه لمترنم بالقرآن".(7/84)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو كذاب.
*3* 125. باب أي الناس أحسن قراءة.
11697-عن ابن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحسن الناس صوتاً بالقرآن؟ قال: ص.352
"من إذا سمعت قراءته رأيت أنه يخشى الله عز وجل".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حميد بن حماد بن حوار وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ،وبقية رجال البزار رجال الصحيح.
*3* 126. باب التغني بالقرآن.
11698-عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن".
رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح.
11699-وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن".
رواه البزار وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف.
11700-وعن ابن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن". ص.353
رواه البزار وفيه محمد بن ماهان قال الدارقطني: ليس بالقوي،وبقية رجاله ثقات.
*3* 127. باب القراءة بالصوت الحسن.
11701-عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"زينوا أصواتكم بالقرآن".
11702-وفي رواية: "أحسنوا أصواتكم بالقرآن".
رواه الطبراني بإسنادين وفي أحدهما عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ وضعفه البخاري وغيره،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11703-وعن عبد الله بن أبي نهيك قال: بينا أنا واقف وعبد الله بن السائب إذ مر بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته فاستأذنا فأذن لنا فإذا رجل رب المتاع فقال: من أنتم؟ فانتسبنا إليه فقال: مرحباً وأهلاً بجار كبشه. فسمعته
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس منا من لم يتغن بالقرآن". قال ابن أبي مليكة: قلت: يا أبا محمد أرأيت إن لم يكن حسن الصوت؟ قال: بحسبه ما استطاع.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
11704-وعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم". ص.354(7/85)
رواه البزار وفيه صالح بن موسى وهو متروك.
11705-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لكل شيء حلية وحلية القرآن حسن الصوت".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف.
11706-وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن".
رواه البزار وفيه عبد الله بن المحرر وهو متروك.
11707-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن حسن الصوت تزيين للقرآن".
رواه البزار وفيه سعيد بن زربى وهو ضعيف.
11708-وعن علقمة قال: كنت رجلاً قد أعطاني الله حسن الصوت [بالقرآن] وكان ابن مسعود يرسل إلي فأقرأ عليه القرآن فكنت إذا فرغت من قراءتي قال: زدنا من هذا فداك أبي وأمي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حسن الصوت زينة للقرآن".
رواه الطبراني وفيه سعيد بن أبي زربى وهو ضعيف.
11709-وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو وعائشة مرا بأبي موسى وهو يقرأ في بيته فقاما يستمعان لقراءته ثم إنهما مضيا فلما أصبح لقي أبا موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أبا موسى مررت بك البارحة ومعي عائشة وأنت تقرأ في ص.355
بيتك فقمنا واستمعنا". فقال له أبو موسى: أما إني يا رسول الله لو علمت لحبرته لك تحبيراً.
رواه أبو يعلى وفيه خالد بن نافع الأشعري وهو ضعيف.
*3* 128. باب قراءة القرآن في البيت.
11710-عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره".
رواه البزار وقال: لم يروه إلا أنس وفيه عمر بن نبهان وهو ضعيف.
*3* 129. باب في كم يقرأ القرآن.
11711-عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال: يا رسول الله أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: "نعم".
قال: وكان يقرؤه حتى توفي.(7/86)
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف. وقد تقدمت أحاديث في كم يقرأ القرآن في كتاب الصلاة.
*3* 130. باب الدعاء عند ختم القرآن.
11712-عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى صلاة فريضة فله دعوة مستجابة ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة". ص.356
رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف.
11713-وعن ثابت أن أنس بن مالك كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لهم.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*2* 130. كتاب التعبير.
*3*باب الرؤيا الصالحة
11714-ص.359 عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات". قالوا: يا رسول الله ما المبشرات؟ قال: "الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له".
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: "يراها الرجل الصالح". ورجال أحمد رجال الصحيح.
11715-وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة".
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح.
11716-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة".
رواه أبو يعلى والطبراني ورجاله رجال الصحيح. ص.360
11717-وعن سليمان بن عريب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رؤيا الرجل - أحسبه قال - المؤمن بشرى من الله جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة".
قال: فحدثت به ابن عباس فقال ابن عباس: قال العباس بن عبد المطلب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"جزء من خمسين جزءاً من النبوة".
قلت: حديث أبي هريرة في الصحيح خالياً عن حديث العباس.
رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير وأبو يعلى شبيه المرفوع ولكنه قال: "ستين جزءاً". وفيه ابن إسحاق
وهو مدلس،وبقية رجاله ثقات.
11718-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/87)
"من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي" - وقال ابن فضيل مرة: "لا يتخيل بي" - "وإن رؤيا العبد المؤمن الصادقة الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة".
قلت: هو في الصحيح غير قوله: "سبعين جزءاً".
رواه أحمد وفيه كليب بن شهاب وهو ثقة وفيه كلام لا يضر.
11719-وعن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "رؤيا الرجل المؤمن جزء من النبوة".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف.
11720-وعن أبي الطفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.361
"لا نبوة بعدي إلا المبشرات". قالوا: يا رسول الله ما المبشرات؟ قال: "الرؤيا الحسنة - أو قال: الصالحة - ".
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
11721-وعن حذيفة بن أسيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي إلا المبشرات". قيل: وما المبشرات؟ قال: "الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له".
رواه الطبراني والبزار ورجال الطبراني ثقات.
11722-وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا:
"إن أبا بكر تأول الرؤيا وإن الرؤيا الصالحة حظ من النبوة".
رواه الطبراني والبزار إلا أنه قال: "يتأول الرؤيا". وفي إسناد الطبراني من لم أعرفه وإسناد البزار ساقط.
11723-وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الرؤيا الصادقة أو الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة".
رواه الطبراني في الكبير والصغير وقال فيه: "جزء من سبعين جزءاً". والبزار ورجال الصغير رجال الصحيح.
11724-وعن عبد الله بن مسعود قال: الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة وإن السموم التي خلقت منها الجن جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم. وإن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم. ص.362
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
وله طرق تقدمت في المشي إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة.(7/88)
11725-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رؤيا المؤمن جزء واحد من سبعين جزءاً من النبوة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف.
11726-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"رؤيا العبد المؤمن جزء من أربعين جزءاً من النبوة".
قلت: له في الصحيح حديث: "من ستة وأربعين وخمسة وأربعين".
رواه البزار وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف.
11727-وعن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة".
رواه البزار وفيه يزيد بن أبي يزيد مولى بسر بن أرطاة ولم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11728-وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"رؤيا المؤمن كلام يكلم به العبد ربه في المنام".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وتأتي أحاديث من هذا في باب من رأى ما يحب.
*3* 2. باب فيمن كذب في حلمه.
11729-ص.363 عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أفرى الفرى من ادعى إلى غير أبيه. وأفرى الفرى من أرى عينيه ما لم تر ومن غير تخوم الأرض".
رواه أحمد وفيه أبو عثمان العباس بن الفضل البصري وهو متروك.
11930-وعن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من كذب في الرؤيا متعمداً كلف عقد شعيرة يوم القيامة".
قلت: روى الترمذي غير قوله: "متعمداً".
رواه أحمد وفيه عبد الأعلى بن عامر الثعلبي وهو ضعيف.
11731-وعن أبي شريح الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن من أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله أو طلب بدم الجاهلية في الإسلام أو بصر عينيه في النوم ما لم تبصر".
قلت: هو في الصحيح غير قوله: "أو بصر عينيه".
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 3. باب فيمن رأى ما يحب أو غيره.
11732-عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(7/89)
"الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة فمن رأى خيراً فليحمد الله تبارك وتعالى وليذكرها ومن رأى غير ذلك فليستعذ بالله تبارك وتعالى من شر رؤياه ولا يذكرها فإنها لا تضره".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير سليمان بن داود الهاشمي وهو ثقة.
11733-وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
{لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال: "الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن على جزء من تسعة وأربعين جزءاً من النبوة فمن رأى ذلك فليخبر بها ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه فلينفث عن يساره ثلاثاً وليسكت ولا يخبر بها".
رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج وحديثهما حسن وفيهما ضعف،وبقية رجاله ثقات.
11734-وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا رأى أحدكم في منامه ما يكره فلينفث عن يساره ثلاثاً وليستعذ مما رأى".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
11735-وعن أنس بن مالك أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أرى الرؤيا تمرضني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.365
"الرؤيا الحسنة من الله،والسيئة من الشيطان فإذا رأى أحدكم ذلك فلينفث عن يساره ثلاثاً وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن سليم وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان وذكره في الضعفاء والله أعلم.
*3*4. باب ما يدل على صدق الرؤيا.(7/90)
11736-عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا الحسنة وربما قال: "هل رأى أحد منكم رؤيا؟". قال: فإذا رأى الرجل رؤيا سأل عنه فإن كان ليس به بأس كان أعجب لرؤياه. قال: فجاءت امرأة فقالت: يا رسول الله رأيت كأني دخلت الجنة سمعت فيها وجبة ارتجت لها الجنة فنظرت فإذا قد جيء بفلان [بن فلان] وفلان حتى عدت اثني عشر رجلاً - وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل ذلك - فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل: اذهبوا بهم إلى أرض البيدخ. أو قال: نهر البيدخ. فغمسوا فيه فخرجوا منه وجوههم كالقمر ليلة البدر ثم أتوا بكراسي من ذهب فقعدوا عليها وأتى بصحفة - أو كلمة نحوها - فيها بسرة فأكلوا منها [فما يقلبونها إلا أكلوا] من فاكهة ما أرادوا وأكلت معهم ص.366
فجاء البشير من تلك السرية فقال: يا رسول الله كان من أمرنا كذا وكذا وأصيب فلا وفلان حتى عد الاثني عشر الذين عدتهم المرأة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "علي بالمرأة". فجاءت فقال: "قصي على هذا رؤياك". فقصت فقال: هو كما قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
*3* 5. باب فيما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام.
11737-عن ابن عباس قال: رؤيا الأنبياء وحي.
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن أبي مريم وهو ضعيف،وبقية رجاله رجال الصحيح.(7/91)
11738-وعن عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم ذات غداة وهو طيب النفس مشرق الوجه - أو مسفر الوجه - فقلنا: يا رسول الله إنا نراك مسفر الوجه أو مشرق الوجه؟ فقال: "ما يمنعني وأتاني ربي الليلة في أحسن صورة فقال: يا محمد فقلت: لبيك ربي وسعديك قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري أي رب. قال ذاك مرتين أو ثلاثاً قال: فوضع كفيه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي حتى تجلى لي ما في السماوات وما في الأرض". ثم تلا هذه الآية: "{وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض}" الآية. "[ثم] قال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات قال: وما الكفارات؟ قلت:
المشي على الأقدام [إلى الجماعات] والجلوس في ص.367
المسجد خلاف الصلوات وإبلاغ الوضوء في المكاره فمن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه. ومن الدرجات طيب الكلام وبذل السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام. وقال: يا محمد إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب علي وإذا أردت في الناس فتنة فتوفني غير مفتون".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
11739-وعن عبد الرحمن بن عائش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/92)
"رأيت ربي في أحسن صورة فقال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: أنت أعلم أي رب. فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثدي فعلمت ما في السماوات وما في الأرض". ثم تلا: "{وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين}". "ثم قال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ فقلت: في الكفارات قال: وما هن؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجمعات والجلوس في المساجد خلاف الصلوات وإسباغ الوضوء أماكنه في المكاره". قال: "وقال الله عز وجل: من يفعل ذلك يعش بخير ويمت بخير ويكون من ذنوبه كيوم ولدته أمه. ومن الدرجات إطعام الطعام وبذل السلام وأن تقوم بالليل والناس نيام. ثم قال: يا محمد قل: اللهم إني أسألك فعل الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وتتوب علي وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون". ص.368
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعلموهن فوالذي نفسي بيده إنهن الحق".
11740-وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا مستبشراً على أصحابه يعرفون السرور في وجهه فذكر نحوه.
وقال فيه: "وإذا صليت يا محمد فقل".
وقال فيه: "والدرجات: الصوم وطيب الكلام".
11741-وفي رواية: عن خالد بن اللجلاج قال: سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة. قال: فذكر نحو الذي قبل هذه الرواية.
رواه كله الطبراني ورجال الحديث الذي فيه: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقات. وكذلك الرواية الأولى. وفي الرواية الوسطى معاوية بن عمران الجرمي ولم أعرفه. وقد سئل الإمام أحمد عن حديث عبد الرحمن بن عائش عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث فذكر أنه صواب هذا معناه.
11742-وعن ثوبان قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال:(7/93)
"إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة فقال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟". قال: "قلت: لا. قال: ثم ذكر شيئاً قال: فخيل لي ما بين السماء والأرض". قال: "قلت: نعم يختصمون في الكفارات والدرجات فأما الدرجات فإطعام الطعام وبذل السلام وقيام الليل والناس نيام. وأما الكفارات فمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكروهات وجلوس في المساجد خلف الصلوات. ثم قال: يا محمد قل تسمع وسل تعطه". ص.369
قال: "قلت: فعلمني. قال: قل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة في قوم فتنوفني إليك وأنا غير مفتون. اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحباً يبلغني حبك".
رواه البزار من طريق أبي يحيى عن أبي أسماء الرحبي. وأبو يحيى لم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
11743-وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبث عن أصحابه في صلاة الصبح حتى قالوا: طلعت الشمس - أو تطلع - ثم خرج فصلى بهم صلاة الصبح فقال: "اثبتوا على مصافكم". ثم أقبل عليهم فقال لهم: "هل تدرون ما حبسني عنكم؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "إني صليت في مصلاي فضرب على أذني فجاءني ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال: يا محمد فقلت: لبيك ربي وسعديك. قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري يا رب! فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي فعلمت ما سألني عنه قلت: في الكفارات والدرجات قال: وما الكفارات والدرجات؟ قلت: الكفارات إسباع الوضوء عند الكريهات ومشي على الأقدام إلى الجماعات وجلوس في المساجد خلف الصلوات. وأما الدرجات فإطعام الطعام وطيب الكلام والسجود بالليل والناس نيام. فقال لي ربي تبارك وتعالى: سلني يا محمد. قلت: أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأسألك أن تغفر لي وترحمني وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون. اللهم إني أسألك حبك وحب عمل يقربني إلى حبك. ص.370(7/94)
اللهم إني أسألك إيماناً يباشر قلبي حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتب لي ورضاً بما قضيت لي".
رواه البزار وفيه سعيد بن سنان وهو ضعيف وفد وثقه بعضهم ولم يلتفت إليه في ذلك.
قلت: وقد تقدمت أحاديث من هذا الباب في إسباغ الوضوء والصلاة وغير ذلك.
11744-وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أتاني ربي في أحسن صورة فقال: يا محمد قلت: لبيك وسعديك قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري. فوضع يده بين ثديي فعلمت في مقامي ذلك ما سألني عنه من أمر الدنيا والآخرة. قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الدرجات والكفارات فأما الدرجات فإبلاغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة قال: صدقت من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه. وأما الكفارات فإطعام الطعام وإفشاء السلام وطيب الكلام والصلاة بالليل والناس نيام. ثم قال: اللهم إني أسألك عمل الحسنات وترك السيئات وحب المساكين ومغفرة وأن تتوب علي وإذا أردت بقوم فتنة فنجني غير مفتون".
رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو حسن الحديث على ضعفه،وبقية رجاله ثقات.
11745-وعن أم طفيل امرأة أبي بن كعب قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ص.371
"رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خف عليه نعلان من ذهب،على وجهه فراش من ذهب" قال الحديث.
رواه الطبراني،وقال ابن حبان: إنه حديث منكر لأن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري لم يسمع من أم الطفيل ذكره في ترجمة عمارة في الثقات.
11746-وعن عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(7/95)
"إني رأيت البارحة عجباً رأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته ملائكة فجاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك. ورأيت رجلاً من أمتي قد سلط عليه عذاب القبر فجاءته صلاته فاستنقذته من ذلك. ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله فخلصه منهم. ورأيت رجلاً من أمتي يلهث من العطش فجاءه صيام رمضان فسقاه. ورأيت رجلاً من أمتي من بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة. ورأيت رجلاً من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه فجاءته صلة الرحم فقالت: إن هذا كان واصلاً لرحمه فكلمهم وكلموه وصار معهم. ورأيت رجلاً من أمتي يتقي وهج النار عن وجهه فجاءته صدقته فصارت ظلاً على رأسه وستراً عن وجهه. ص.372
ورأيت رجلاً من أمتي جاءته زبانية العذاب فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من ذلك. ورأيت رجلاً من أمتي هوى في النار فجاءته دموعه التي بكى من خشية الله فأخرجته من النار. ورأيت رجلاً من أمتي قد هوت صحيفته إلى شماله فجاءه خوفه من الله فأخذ صحيفته في يمينه. ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه فجاء إقراضه فثقل ميزانه. ورأيت رجلاً من أمتي يرعد كما ترعد الزعفة فجاءه حسن ظنه بالله فسكن رعدته. ورأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط مرة ويجثو مرة ويتعلق مرة فجاءته صلاته علي فأخذت بيده فأقامته على الصراط حتى جاوز. ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فأخذت بيده فأدخلته الجنة".
رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي وكلاهما ضعيف.
11747-وعن جابر بن عبد الله قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(7/96)
"رأيت كأني أتيت بكتلة تمر فعجمتها في فمي فوجدت فيها نواة آذتني فلفظتها ثم أخذت أخرى فعجمتها في فمي فوجدت فيها نواة فلفظتها ثم أخذت أخرى فوجدت فيها نواة فلفظتها". فقال أبو بكر: دعني فلأعبرها قال: "عبرها". قال: هو جيشك الذي بعثت فيسلمون ويغنمون فيلقون رجلاً فينشدهم ذمتك فيدعونه ثم يلقون رجلاً فينشدهم ذمتك فيدعونه ثم يلقون رجلاً فينشدهم ذمتك فيدعونه. قال: "كذلك قال الملك". ص.373
رواه أحمد وفيه مجالد بن سعيد وهو ثقة وفيه كلام.
11748-وعن سمرة بن جندب أن رجلاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رأيت كأن دلواً دلي من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شرباً ضعيفاً - أو قال: وفيه ضعف - ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب فانتشطت منه فانتضح عليه منها شيء".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
11749-وعن جعدة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى لرجل رؤيا قال: فبعث إليه فجاء قال: فجعل يقصها عليه قال: وكان الرجل عظيم البطن قال: فجعل يقول أخوة في بطنه: "لو كان هذا في غير هذا لكان خيراً لك".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
11750-وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رأيت فيما يرى النائم كأن ضبة سيفي انكسرت وكأني مردف كبشاً فأولت أن كسر ضبة سيفي قتل رجل من قومي وأني مردف كبشاً أن أقتل كبش القوم".
فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين وقُتل حمزة بن عبد المطلب.
رواه البزار وأحمد باختصار وفيه علي بن يزيد وهو ثقة سيئ الحفظ،وبقية رجالهما ثقات. ص.374(7/97)
11751-وعن ابن عباس قال: تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد قال: "رأيت كأن في سيفي ذا الفقار فلاً فأولته قتلاً يكون فيكم. ورأيت أني مردف كبشاً فأولته كبش الكتيبة. ورأيت أني في درع حصينة فأولته المدينة. ورأيت بقراً تذبح فبقر والله خير فبقر والله خير".
فكان الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه البزار والطبراني بغير سياقه.
وقد تقدمت طريقه في وقعة أحد. وفي إسناد هذا عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف.
11752-وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إني رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها ثم رأيت في يدي سوارين من ذهب فكرهتهما فنفختهما فطاراً فأولتهما الكذابين صاحب اليمن وصاحب اليمامة".
قلت: في الصحيح منه رؤية ليلة القدر.
رواه البزار وأحمد ورجالهما ثقات.
11753-وعن ابن عمر قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن في ساعديه سوارين من ذهب فنفخهما فطارا فقال: "هما كذابا أمتي صاحب اليمن وصاحب اليمامة وليسا بضاري أمتي شيئاً". ص.375
رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه حسين بن قيس وهو متروك.
*3* 6. باب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في النوم.
11754-عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من رآني فقد رآني الحق".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
11755-وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من رآني في المنام فقد رآني".
رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح.
11756-وعن أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث عن شماله ثلاث مرات وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره وإن الشيطان لا يتراءى بي".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.(7/98)
11757-وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ولا بالكعبة".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمد بن أبي السري وثقه ابن معين وغيره وفيه لين،وبقية رجاله رجال الصحيح. ص.376
11758-وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من رآني من المنام فقد رآني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ولفظه:
"من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي". ورجاله ثقات.
11759-وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة" فذكر الحديث.
رواه الطبراني وفيه الحكم بن ظهير وهو ضعيف.
11760-وعن مالك بن عبد الله الخثعمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
11761-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخيل على من رآه.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
11762-وعن خزيمة بن ثابت قال: رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرت بذلك ص.377
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الروح ليلقى الروح". فأقنع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه هكذا فوضع جبهته على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد بأسانيد أحدها هذا وهو متصل.
11763-رواه الطبراني وقال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"اجلس واسجد واصنع كما رأيت".
ورجالهما ثقات.(7/99)
11764-وعن ابن شهاب عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري - وخزيمة الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين - قال ابن شهاب: فأخبرني عمارة بن خزيمة عن عمه - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - أن خزيمة بن ثابت رأى في النوم أنه سجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فاضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد على جبهته.
رواه أحمد عن شيخه عامر بن صالح الزبيري وثقه أحمد وأبو حاتم وضعفه جماعة،وبقية رجاله ثقات.
11765-وعن خزيمة بن ثابت أنه رأى في منامه أنه يقبّل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فنام له النبي صلى الله عليه وسلم فقبل جبهته.
رواه أحمد وفيه عمارة بن عثمان ولم يرو عنه غير أبي جعفر الخطمي،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11766-وعن المثنى - يعنى ابن سعيد - قال: سمعت أنساً يقول: قلَّ ليلة تأتي علي إلا وأنا أرى فيها خليلي صلى
الله عليه وسلم. وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
*3* 7. باب تعبير الرؤيا.
11767-ص.378 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح".
رواه الطبراني في الصغير وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة.
11768-وعن أبي الطفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"رأيت فيما يرى النائم غنماً سوداً تتبعها غنم عفر فأولت أن الغنم السود العرب والعفر العجم".
رواه البزار وفيه علي بن زيد وهو ثقة سيئ الحفظ،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11769-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللبن في المنام فطرة".
رواه البزار وفيه محمد بن مروان وهو ثقة وفيه لين،وبقية رجاله ثقات.
11770-وعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعبر على الأسماء.
رواه البزار وفيه من لم أعرفه. ص.379
11771-وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(7/100)
"من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة. ومن رأى أنه يشرب لبناً فهي الفطرة. ومن رأى أن عليه درعاً من حديد فهي حصانة دينه. ومن رأى أنه يبني بيتاً فهو عمل يعمله. ومن رأى أنه غرق فهو في النار".
رواه الطبراني وفيه الحكم بن ظهير وهو متروك.
11772-وعن ابن زميل الجهني قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال وهو ثان رجله:
"سبحان الله ويحمده وأستغفر الله إنه كان تواباً". سبعين مرة. ثم يقول: "سبعين بسبعمائة لا خير لمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائة". ثم يستقبل الناس بوجهه وكانت تعجبه الرؤيا فيقول: "هل رأى أحد منكم شيئاً؟". قال ابن زميل: فقلت: أنا يا رسول الله قال: "خيراً تلقاه وشراً توقاه وخير لنا وشر على أعدائنا والحمد لله رب العالمين اقصص رؤياك". فقلت: رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل لاحب والناس منطلقون [على الجادة] فبينا هم كذلك إذ أشفى ذلك الطريق على مرج لم تر عيناي مثله يرف رفيفاً ويقطر نداه فيه من أنواع الكلأ فكأني بالرعلة الأولى حين أشفوا على المرج كبروا ثم ركبوا رواحلهم في الطريق فمنهم المرتعي ومنهم الآخذ الضغث ومضوا على ذلك قال: ثم قدم عظيم الناس فلما أشفوا على المرج كبروا فقالوا: خير المنزل. فكأني أنظر إليهم يميناً وشمالاً فلما رأيت ذلك لزمت الطريق حتى آتى أقصى المرج فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات وأنت في أعلاها درجة فإذا عن يمينك رجل آدم شثن أقنى إذا هو تكلم يسمو فيفرع الرجال ص.380
طولاً وإذا عن يسارك رجل تار ربعة أحمر كثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره بالماء إذا هو تكلم أصغيتم له إكراماً له،وإذا أمامكم شيخ أشبه الناس بك خلقاً ووجهاً كلهم يؤمونه يريدونه فإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف وإذا أنت يا رسول الله كأنك تتقيها. قال: فانتقع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سري عنه فقال:(7/101)
"أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب اللاحب فذلك ما حملتم عليه من الهدى فأنتم عليه. وأما المرج الذي رأيت فالدنيا وغضارة عيشها مضيت أنا وأصحابي فلم نتعلق بها [شيئاً] ولم تتعلق بنا ثم جاءت الرعلة الثانية بعدنا وهم أكثر منا ضعافاً فمنهم المربع ومنهم آخذ الضغث ونحوه على ذلك. ثم جاء عظيم الناس فمالوا في المرج يميناً وشمالاً [فإنا لله وإنا لله إليه راجعون]. وأما أنت فمضيت على طريق صالحة فلم تزل عليها حتى تلقاني. وأما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلاها درجة فالدنيا سبعة آلاف سنة وأنا في آخرها ألفاً. وأما الرجل الذي رأيت عن يميني الآدم الشثن فذاك موسى عليه السلام إذا تكلم يعلو الرجال بفضل كلام الله إياه. والذي رأيت عن يساري التار الربعة الكثير خيلان الوجه كأنه حمم وجهه بالماء فذاك عيسى بن مريم عليه السلام تكرمة لإكرام الله إياه. ص.381
وأما الشيخ الذي رأيت أشبه الناس بي خلقاً ووجهاً فذاك أبونا إبراهيم عليه السلام كلنا نؤمه ونقتدي به. وأما الناقة التي رأيت ورأيتني أتقيها فهي الساعة علينا تقوم لا نبي بعدي ولا أمة بعد أمتي". قال:فما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رؤيا بعدها إلا أن يجئ الرجل فيحدثه بها متبرعاً.
رواه الطبراني وفيه سليمان بن عطاء القرشي وهو ضعيف.
11773-وعن عبد الله بن عمرو أنه قال: رأيت فيما يرى النائم لكأن في إحدى إصبعي سمناً وفي الأخرى عسلاً فأنا ألعقهما فلما أصبحت ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"تقرأ الكتابين التوراة والفرقان". فكان يقرؤهما.
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف.(7/102)
11774-وعن زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن جده قال: رأى مطيع بن الأسود في منامه أنه أهدي إليه جراب تمر فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "هل بأحد من فتياتك حمل؟". قال: نعم بامرأة من بني ليث وهي أم عبد الله. قال: "إنها ستلد غلاماً". فولدت غلاماً فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الله وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة.
رواه الطبراني عن زكريا عن إبراهيم ولم أعرفهما.
11775-وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"هل أحد منكم رأى رؤيا؟". فقالت عائشة: يا رسول الله رأيت ثلاثة أقمار هوين في حجرتي فقال لها: "إن صدقت رؤياك دفن في بيتك - أراه قال - أفضل ص.382
أهل الجنة". فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل أقمارها ثم قبض أبو بكر ثم قبض عمر فدفنوا في بيتها.
رواه الطبراني وفيه عمر بن سعيد الأبح وهو ضعيف.
11776-وعن أيوب عن نافع عن ابن عمر أو محمد بن سيرين عن عائشة أنها قالت: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي فقال أبو بكر: إن صدقت رؤياك دفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة. فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أبو بكر: خير أقمارك يا عائشة. ودفن في بيتها أبو بكر وعمر.
رواه الطبراني في الكبير وهذا سياقه والأوسط عن عائشة من غير شك ورجاله الكبير رجال الصحيح.
*2* 31. كتاب القدر.
*3* 1. باب فيما سبق من الله سبحانه في عباده وبيان أهل الجنة وأهل النار.
11777-ص.385 عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خلق الله عز وجل آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم. فقال للذي في يمينه: إلى الجنة ولا أبالي. وقال للذي في كفه اليسرى: إلى النار ولا أبالي".
رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح.(7/103)
11778-وعن أبي نضرة أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: أبو عبد الله دخل عليه أصحابه يعودونه وهو يبكي فقالوا له: ما يبكيك؟ ألم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذ من شاربك ثم أقره حتى تلقاني"؟. قال: بلى ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل قبض بيمينه قبضة والأخرى باليد الأخرى قال: هذه لهذه وهذه لهذه ولا أبالي". فلا أدري في أي القبضتين أنا؟!.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. ص.386
11779-وعن عبد الرحمن بن قتادة السلمي أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله عز وجل خلق آدم ثم أخذ الخلق من ظهره فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي". فقال قائل: يا رسول الله فعلام ذا نعمل؟ قال: "على مواقع القدر".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
11780-وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله قبض قبضة فقال: للجنة برحمتي. وقبض قبضة وقال: للنار ولا أبالي".
رواه أبو يعلى وفيه الحكم بن سنان الباهلي قال أبو حاتم: عنده وهم كثير وليس بالقوي ومحله الصدق يكتب حديثه وضعفه الجمهور،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11781-وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم قبض من طينته قبضتين قبضة بيمينه وقبضة باليد الأخرى فقال للذي بيمينه: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي. وقال للذي في يده الأخرى: هؤلاء إلى النار ولا أبالي. ثم ردهم في صلب آدم فهم يتناسلون على ذلك إلى الآن".
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه روح بن المسيب قال ابن معين: صويلح. وضعفه غيره.
11782-وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: ص.387
أنه قال في القبضتين: "هذه في الجنة ولا أبالي وهذه في النار ولا أبالي".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير نمر بن هلال وثقه أبو حاتم.
11783-وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم:(7/104)
أنه قال في القبضتين: "هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه". قال: فتفرق الناس وهم لا يختلفون في القدر.
رواه البزار والطبراني في الصغير ورجال البزار رجال الصحيح.
11784-وعن هشام بن حكيم بن حزام أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنبتدئ الأعمال أم قد قضي القضاء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله تبارك وتعالى أخذ ذرية آدم من ظهره ثم أشهدهم على أنفسهم ثم نثرهم في كفيه أو كفه فقال: هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار فأما أهل الجنة فميسرون لعمل أهل الجنة وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار".
رواه البزار والطبراني وفيه بقية بن الوليد وهو ضعيف ويحسن حديثه بكثرة الشواهد وإسناد الطبراني حسن.
11785-وعن معاذ بن جبل قال: لما أن حضره الموت بكى فقال له: ما يبكيك؟ فقال: والله لا أبكي جزعاً من الموت ولا دنيا أخلفها بعدي ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنما هما قبضتان فقبضة في النار وقبضة في الجنة ولا أدري في أي القبضتين أكون".
رواه الطبراني وفيه البراء بن عبد الله الغنوي وهو ضعيف والحسن لم يدرك معاذاً. ص.388
11786-وعن معاوية - وكان قليل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جل وعز أخرج ذرية آدم من صلبه حتى ملؤوا الأرض وكانوا هكذا" وضم جعفر يديه إحداهما على الأخرى.
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك.
11787-وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج فبسط كفه اليمنى فقال:
"بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله الرحمن الرحيم بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم". ثم بسط كفه اليسرى فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الرحمن الرحيم إلى أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم".(7/105)
رواه الطبراني من حديث ابن مجاهد عن أبيه ولم أعرف ابن مجاهد،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11788-وعن عبد الله بن بسر قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط يمينه ثم قبضها ثم قال:
"أهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى يوم القيامة". وبسط يساره ثم قبضها فقال: "أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى يوم القيامة وقد يسلك بأهل السعادة طريق الشقاء حتى يقال منهم بل هم هم فتدركهم السعادة فتخرجهم من طريق الشقاء وقد يسلك بأهل الشقاء طريق السعادة حتى يقال منهم بل هم هم فيدركهم الشقاء فيخرجهم من طريق السعادة". ص.389
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فكل ميسر لما خلق له".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن أيوب السكوني روى حديثاً غير هذا فقال العقيلي فيه: لا يتابع عليه فضعفه الذهبي من عند نفسه لكن في إسناده بقية وهو متكلم فيه بغير هذا الحديث أيضاً.
11789-وعن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم وفي يده صحيفتان ينظر فيهما فقال أصحابه: والله إن نبي الله صلى الله عليه وسلم لأمي ما يقرأ وما يكتب. حتى دنا منهم فنشر التي في يمينه فقال:
"بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الرحمن الرحيم بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وعشائرهم مجمل عليهم لا يزاد في آخره شيء فرغ ربكم". ثم نشر التي في يده الأخرى لأهل النار مثل ذلك.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الهذيل بن بلال وهو ضعيف.
11790-وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله تعالى خلق الجنة وخلق لها أهلاً بعشائرهم وقبائلهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم وخلق النار وخلق لها أهلاً بعشائرهم وقبائلهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم". فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ قال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له".(7/106)
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه بكار بن محمد السيريني وثقه ابن معين وضعفه الجمهور وعباد بن علي السيريني ضعفه الأزدي. قلت: وتأتي أحاديث نحو هذا في باب كل ميسر لما خلق له إن شاء الله.
11791-وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ص.390
"لا يزال هذا الحي من قريش آمنين حتى يردوهم عن دينهم كفاء رحمنا". قال: فقام إليه رجل من قريش فقال: يا رسول الله أفي الجنة أنا أم في النار؟ قال: "في الجنة". قال: ثم قام إليه آخر فقال: أفي الجنة أنا أم في النار؟ قال: "في النار". ثم قال: "اسكتوا عني ما سكت عنكم فلولا أن لا تدافعوا لأخبرتكم بملئكم من أهل النار حتى تعرفوهم عند الموت ولو أمرت أن أفعل لفعلت".
رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس،وبقية رجاله ثقات.
11792-وعن أنس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان فخطب الناس فقال:
"لا تسألوني عن شيء اليوم إلا أخبرتكم به". ونحن نرى أن جبريل معه قلت: فذكر الحديث إلى أن قال: فقال عمر: يا رسول الله إنا كنا حديثي عهد بجاهلية فلا تبد علينا سوآتنا [قال: أتفضحنا بسرائرنا؟] فاعف عفا الله عنك.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
*3* 2. باب أخذ الميثاق.
11793-عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله عز وجل أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان - يعني يوم عرفة - فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه ثم كلمهم قبلاً {قال ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون}. ص.391
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدم شيء عن أبي بن كعب في سورة الأعراف.
11794-وعن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/107)
"خلق الله وقضى القضية وأخذ ميثاق النبيين وعرشه على الماء فأخذ أهل اليمين بيمينه وأخذ أهل الشقاء بيده اليسرى وكلتا يدي الرحمن يمين فقال: يا أهل اليمين قالوا: لبيك وسعديك {قال ألست بربكم قالوا بلى} ثم خلط بينهم فقال قائل منهم: رب لم خلطت بيننا؟ فقال: {لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون أن يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم} فخلق الله الخلق وقضى القضية وأخذ ميثاق النبيين وعرشه على الماء فأهل الجنة أهلها وأهل النار أهلها". فقال رجل من القوم: ففيم العمل يا رسول الله؟ فقال: "يعمل كل قوم لما خلقوا له أهل الجنة يعمل بعمل أهل الجنة وأهل النار يعمل بعمل أهل النار". فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله أرأيت أعمالنا هذه أشيء نبتدعه أو شيء قد فرغ منه؟ قال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له". قال: الآن نجتهد في العبادة.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وفيه سالم بن سالم وهو ضعيف،وفي إسناد الكبير جعفر بن الزبير وهو ضعيف وزاد فيه أيضاً: "فقال: يا أهل الشمال قالوا: لبيك وسعديك {قال ألست بربكم قالوا بلى}".
*3* 3. باب جف القلم بما هو كائن.
11785-عن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه فقال:
"يا فتى ألا أهب لك؟ ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ احفظ الله يحفظك ص.392
احفظ الله تجده أمامك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن واعلم أن الخلائق لو أرادوك بشيء لم يكتب عليك لم يقدروا عليك واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً".
رواه الطبراني وفيه علي بن أبي علي القرشي وهو ضعيف.
11796-وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن أول شيء خلقه الله القلم وأمره أن يكتب كل شيء".
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
11797-وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(7/108)
"لما خلق الله القلم قال له: اكتب. فجرى بما هو كائن إلى قيام الساعة".
رواه الطبراني ورجاله ثقات. وقد تقدم حديث في سورة ن. وحديث يأتي في البر والصلة إن شاء الله.
11798-وعن حبان بن عبيد الله بن زهير أبي زهير البصري قال: سألت الضحاك بن مزاحم عن قوله: {ما أصاب
من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير} وعن قوله: {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون}. وعن قوله: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}. ص.393
فقال: قال ابن عباس: إن الله جل ذكره خلق العرش فاستوى عليه ثم خلق القلم فأمره أن يجري بإذنه وعظم القلم ما بين السماء والأرض فقال القلم: بما يا رب أجري؟ قال: بما أنا خالق وكائن في خلقي من قطر أو نبات أو نفس أو أثر - يعني به العمل - أو رزق أو أجل فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فأثبته الله في الكتاب المكنون عنده تحت العرش.
وأما قوله: {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} فإن الله وكل ملائكة ينسخون من ذلك العام في رمضان ليلة القدر ما يكون في الأرض من حدث إلى مثلها من السنة المقبلة فيعارضون به حفظة الله على العباد عشية كل خميس فيجدون ما رفع الحفظة موافقاً لما في كتابهم ذلك ليس فيه زيادة ولا نقصان.
وقوله: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} فإن الله خلق لكل شيء ما يشاكله من خلقه وما يصلحه من رزقه وخلق البعير خلقاً لا يصلح شيء من خلقه على غيره من الدواب وكذلك كل شيء من خلقه وخلق لدواب البر وطيرها من الرزق ما يصلحها في البر وخلق لدواب البحر وطيرها ما يصلحها في البحر فذلك قوله تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}.
رواه الطبراني وفيه الضحاك ضعفه جماعة ووثقه ابن حبان وقال: لم يسمع من ابن عباس،وبقية رجاله وثقوا.(7/109)
11799-وعن ابن عباس قال: لوددت أن عندي رجلاً من أهل القدر فوجأت رأسه قالوا: ولم ذاك؟ قال: إن الله خلق لوحاً محفوظاً من درة بيضاء دفتاه ياقوتة حمراء قلمه نور [وكتابه نور] وعرضه ما بين السماء والأرض ينظر فيه كل يوم ستين وثلاث مائة نظرة يخلق بكل نظرة ويحيي ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء.
رواه الطبراني من طريقين ورجال هذه ثقات. ص.394
11800-وعن مرثد وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: خط الله خطين في كتابه ثم رفع القلم فكتب في أحدهما الخلق وكتب في الآخر ما الخلق عاملون.
رواه الطبراني وفيه الحسين بن يحيى الخشني وثقه دحيم وغيره وضعفه الجمهور.
11801-وعن الحسن بن علي قال: رفع الكتاب وجف القلم وأمور بقضاء في كتاب قد خلا.
رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو لين الحديث،وبقية رجاله ثقات.
*3* 4. باب تحاج آدم وموسى صلوات الله عليهما وغيرهما.
11802-عن جندب - يعني ابن عبد الله - وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"احتج آدم وموسى فقال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وأسكنك جنته فأخرجت الناس من الجنة؟ فقال آدم: أنت موسى الذي كلمك الله نجياً وآتاك التوراة تلومني على أمر قد كتب علي قبل أن يخلقني؟". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فحج آدم موسى".
11803-وفي رواية: "قال - يعني آدم - : فأنا أقدم أم الذكر؟".
رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه والطبراني ورجالهم رجال الصحيح. ص.395
11804-وعن أبي سعيد قال: احتج آدم وموسى عليهما السلام فقال موسى: يا آدم خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك جنته فأغويت الناس وأخرجتهم من الجنة؟ فقال آدم: يا موسى اصطفاك الله برسالته وأنزل عليك التوراة وفعل بك وفعل تلومني على أمر قد قدره الله علي قبل أن يخلقني؟ قال: فحج آدم موسى عليهما السلام.
رواه أبو يعلى والبزار مرفوعاً ورجالهما رجال الصحيح.(7/110)
11805-وعن عبد الله بن عمرو قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا على باب الحجرات إذ أقبل أبو بكر وعمر ومعهما فئام (جماعة كثيرة) من الناس يجاوب بعضهم بعضاً ويرد بعضهم على بعض فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتوا فقال: "ما كلام سمعته آنفاً جاوب بعضكم بعضاً ويرد بعضكم على بعض؟". فقال رجل: يا رسول الله زعم أبو بكر أن الحسنات من الله والسيئات من العباد وقال عمر: الحسنات والسيئات من الله فتابع هذا قوم وهذا قوم فأجاب بعضهم بعضاً ورد بعضهم على بعض. فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى أبي بكر فقال: "كيف قلت؟". قال قوله الأول. والتفت إلى عمر فقال قوله الأول. فقال:
"والذي نفسي بيده لأقضين بينكم بقضاء إسرافيل بين جبريل وميكائيل. والذي نفسي بيده لهما أول خلق الله تكلم فيه فقال ميكائيل بقول أبي بكر وقال جبريل بقول عمر. فقال جبريل لميكائيل: إنا متى يختلف أهل السماء يختلف أهل الأرض فلنتحاكم إلى إسرافيل. فتحاكما إليه فقضى بينهما بحقيقة القدر خيره وشره حلوه ومره كله من الله عز وجل وأنا قاض بينكما". ص.396
ثم التفت إلى أبي بكر فقال: "يا أبا بكر إن الله تبارك وتعالى لو أراد أن لا يعصى لم يخلق إبليس". فقال أبو بكر: صدق الله ورسوله.
رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له والبزار بنحوه وفي إسناد الطبراني عمر بن الصبح وهو ضعيف جداً،وشيخ البزار السكن بن سعيد ولم أعرفه،وبقية رجال البزار ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر.
قلت: وتأتي أحاديث في مواضعها من هذا النحو.
*3* 5. باب ما يكتب على العبد في بطن أمه.
11806-عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا استقرت النطفة في الرحم أربعين يوماً وأربعين ليلة بعث الله إليها ملكاً [فيقول: يا رب ما رزقه؟ فيقال له] فيقول: يا رب ما أجله؟ فيقال له. فيقول: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيعلم فيقول: يا رب شقي أو سعيد؟ فيعلم".(7/111)
رواه أحمد وفيه خصيف وثقه ابن معين وجماعة وفيه خلاف،وبقية رجاله ثقات.
11807-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوماً على حالها لا تغير فإذا مضت الأربعون صارت علقة ثم مضغة كذلك ثم عظاماً كذلك فإذا أراد الله عز وجل أن يسوي خلقه بعث إليها ملكاً فيقول الملك الذي يليه: أي رب أذكر أم أنثى؟ أشقي أم سعيد؟ أقصير أم طويل؟ ناقص أم زائد؟ قوته؟ أجله؟ أصحيح أم سقيم؟". ص.397
قال: "فيكتب ذلك كله". فقال رجل من القوم: "ففيم العمل إذاً؟ وقد فرغ من هذا كله". فقال: "اعملوا فكل سيوجه لما خلق له".
قلت: هو في الصحيح باختصار عن هذا.
رواه أحمد. وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه وعلي بن زيد سيئ الحفظ،وروى الطبراني حديث ابن مسعود في المعجم الصغير بنحو ما في الصحيح وزاد: "ثم يكسو الله العظام لحماً". وقال: "وأثره".
11808-وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أراد الله أن يخلق نسمة قال ملك الأرحام معرضاً: أي رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي الله [أمره] فيقول: أي رب أشقي أم سعيد؟ فيقضي الله أمره ثم يكتب بين عينيه ما هو لاق حتى النكبة ينكبها".
رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
11809-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطنها".
رواه البزار والطبراني في الصغير ورجال البزار رجال الصحيح.
11810-وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"أن الله تبارك وتعالى حين يريد أن يخلق الخلق يبعث ملكاً فيدخل الرحم فيقول: يا رب ماذا؟ فيقول: غلام أو جارية أو ما أراد أن يخلق في الرحم فيقول: يا رب شقي أم سعيد؟ فيقول: شقي وسعيد. فيقول: يا رب ما أجله؟ ما خلائقه؟ فيقول: كذا وكذا. فيقول: يا رب ما رزقه؟ فيقول: كذا وكذا فيقول: يا رب ما خلقه؟ ما خلائقه؟ فما من شيء إلا وهو يخلق معه في الرحم". ص.398(7/112)
رواه البزار ورجاله ثقات.
11811-وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خلق الله جل ذكره يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمناً وخلق فرعون في بطن أمه كافراً".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
*3* 6. باب سبب الهداية.
11812-عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من نوره يومئذ اهتدى ومن أخطأه ضل فلذلك أقول: جف القلم على علم الله".
11813-وفي رواية: "خلق خلقه ثم جعلهم في ظلمة ثم أخذ من نوره ما شاء فألقاه عليهم فأصاب النور من شاء أن يصيبه وأخطأ من شاء فلذلك أقول: جف القلم بما هو كائن".
رواه أحمد بإسنادين والبزار والطبراني ورجال أحد إسنادي أحمد ثقات.
11814-وعن عبد الله بن مسعود قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل راكب حتى أناخ بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أتيتك من مسيرة تسع أنصبت بدني وأسهرت ليلي وأظمأت نهاري لأسألك عن خلتين أسهرتاني. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اسمك؟". قال: أنا زيد الخيل. قال: "بل أنت زيد الخير". فقال: أسألك عن علامة الله فيمن يريد وعلامته فيمن لا يريد إني أحب الخير وأهله ومن ص.399
يعمل به وإن عملت به أيقنت ثوابه فإن فاتني منه شيء حننت إليه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"هي علامة الله فيمن يريد وعلامة الله فيمن لا يريد لو أرادك في الأخرى هيأك لها ثم لا تبالي في أي واد هلكت".
رواه الطبراني وفيه عون بن عمارة وهو ضعيف.
*3* 7. باب كل ميسر لما خلق له.
11815-عن أبي بكر الصديق قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله نعمل على ما فرغ منه أم على أمر مؤتنف؟ قال: "على أمر قد فرغ منه". قال: ففيم العمل يا رسول الله؟ قال: "كل ميسر لما خلق له".(7/113)
رواه أحمد والبزار والطبراني وقال: عن عطاف بن خالد حدثني طلحة بن عبد الله،وعطاف وثقه ابن معين وجماعة وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات إلا أن في رجال أحمد رجلاً مبهماً لم يسم.
11816-وعن عمر - يعني ابن الخطاب - أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت ما نعمل فيه أقد فرغ منه أو في أمر مبتدأ؟ قال: "فيما قد فرغ منه". فقال عمر: ألا نتكل؟ فقال: "اعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر أما من كان من أهل السعادة فيعمل للسعادة وأما أهل الشقاوة فيعمل للشقاوة".
رواه أحمد وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف.
11817-وعن أبي الدرداء قال: قالوا/ يا رسول الله أرأيت ما نعمل أمر قد ص.400
فرغ منه أمر شيء نستأنفه؟ قال: "بل أمر قد فرغ منه". قالوا: فكيف بالعمل يا رسول الله؟ قال: "كل امرئ مهيأ لما خلق له".
رواه أحمد والبزار وحسن إسناده،والطبراني وفيه سليمان بن عتبة وثقه أبو حاتم وجماعة وضعفه ابن معين وغيره،وبقية رجاله ثقات.
11818-وعن ذي اللحية الكلابي أنه قال: يا رسول الله نعمل في أمر مستأنف أو في أمر قد فرغ منه؟ قال: "لا بل في أمر قد فرع منه". قال: ففيم نعمل إذاً؟ قال: "فكل ميسر لما خلق له".
رواه ابن أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
11819-وعن أبي هريرة أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله أرأيت ما نعمل أشيء فرغ منه أم شيء مستأنف؟ قال: "بل شيء قد فرغ منه". قال: ففيم العمل؟ قال: "كل ميسر لما خلق له".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
11820-وعن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله أنعمل فيما جرت به المقادير وجف به القلم أو شيء نأتنفه؟ قال: "بل بما جرت به المقادير وجف به القلم". قال: ففيم العمل؟ قال: "اعمل فكل ميسر لما خلق له".
رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال في آخره: فقال القوم بعضهم لبعض: فالجد إذاً. ورجال الطبراني ثقات.(7/114)
11821-وعن جابر بن عبد الله قال: قام سراقة بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت أعمالنا التي نعمل أمؤاخذون بها عند الخالق؟ خير فخير ص.401
وشر فشر أو شيء قد سبقت به المقادير وجفت به الأقلام؟ قال: "يا سراقة قد سبقت به المقادير وجفت به الأقلام". قال: فعلام نعمل يا رسول الله؟ قال: "اعمل يا سراقة فكل عامل ميسر لما خلق له". قال سراقة: الآن نجتهد.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف.
11822-وعن سراقة ببن مالك بن جعشم المدلجي أنه قال: يا رسول الله أنعمل شيئاً قد فرغ منه أم نستأنف العمل؟ قال: "بل العمل قد فرغ منه". فقال: يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل ميسر له عمله". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآن الجد الآن الجد".
قلت: روى ابن ماجة بعضه.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 8. (بابان فيما قُدِّر على العبد).
*4* 1. باب فيما فرغ منه.
11823-عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"فرغ الله إلى كل عبد من خمس: من أجله ورزقه وأثره ومضجعه،وشقي أو سعيد". وفي رواية: "وعمله".
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وأحد إسنادي أحمد رجاله ثقات.
11824-وعن عبد الله بن مسعود قال: أربع قد فرغ منهن: الخَلق والخُلق والرزق والأجل ليس أحد بأكسب من أحد. وقال: الصدقة جائزة قبضت أو لم تقبَض. ص.402
رواه الطبراني وفيه عيسى بن المسيب وثقه الحاكم والدارقطني في السنن وضعفه جماعة،وبقية رجاله في أحد الإسنادين ثقات.
11825-وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"فرغ لابن آدم من أربع: الخَلق والخُلق والرزق والأجل".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن المسيب البجلي وهو ضعيف عند الجمهور ووثقه الحاكم والدارقطني في سننه وضعفه في غيرها.(7/115)
11826-وعن أبي الدرداء قال: ذكر زيادة العمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها". فذكر الحديث.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن عطاء وهو ضعيف.
*4* 2. باب فرغ إلى كل عبد من خلقه.
11827-عن أبي الدرداء قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ما يكون إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوا به فإنه يصير إلى ما جبل عليه".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن الزهري لم يدرك أبا الدرداء.
11828-وعن عبد الله بن ربيعة قال: كنا عند عبد الله - يعني ابن مسعود - فذكر القوم رجلاً فذكروا من خلقه فقال عبد الله: أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تعيدوه؟ قالوا: لا! قال: فيده؟ قالوا: لا! قال: فرجله؟ قالوا: لا! قال: فإنكم لن تستطيعوا أن تغيروا خلقه حتى تغيروا خلقه فذكر الحديث. ص.403
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*3* 9. باب لا يموت عبد حتى يبلغ أقصى أثره.
11829-عن أبي عروة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أراد الله قبض عبده بأرض ولّى له إليها حاجة فإذا بلغ أقصى أثره قبضه".
رواه البزار - وقد رواه الترمذي باختصار - وفيه محمد بن موسى الحرشي وهو ثقة وفيه خلاف.
11830-وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا أراد الله أن يقبض عبداً بأرض جعل له بها حاجة ولا تنتهي حتى يقدمها". ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر سورة لقمان: "{إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام}" حتى ختمها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذه مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا الله".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عباد بن صهيب وهو متروك واتهم بالوضع وقد وثقه أبو داود.
11831-وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/116)
"ما جعلت منية عبد بأرض إلا جعل له فيها حاجة".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدمت أحاديث في الجنائز في دفن كل ميت في التربة التي خلق منها.
*3* 10. باب خلق الله كل صانع وصنعته.
11832-ص.404 عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله كل صانع وصنعته".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن عبد الله أبو الحسين بن الكردي وهو ثقة.
*3* 11. باب الإيمان بالقدر.
11833-عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه".
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات،ورواه الطبراني في الأوسط.
11834-وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يؤمن المرء حتى يؤمن بالقدر خيره وشره".
رواه أحمد ورجاله ثقات ورواه الطبراني في الأوسط.
11835-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأمور كلها خيرها وشرها من الله".
وقال: "القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وآمن بالقدر فقد استمسك بالعروة الوثقى".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف. ص.405
11836-وعن عمر بن شعيب قال: كنت عند سعيد بن المسيب جالساً فسمع رجلاً يقول: قدر الله كل شيء ما خلا الأعمال. فقال: فوالله ما رأيت سعيد بن المسيب غضب غضباً أشد منه حتى هم بالقيام ثم سكن فقال: تكلموا به أما والله لقد سمعت فيهم حديثاً كفاهم به شراً ويحهم لو يعلمون. فقلت: يرحمك الله يا أبا محمد ما هو؟ قال: فنظر إلي وقد سكن بعض غضبه فقال: حدثني رافع بن خديج أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/117)
"يكون قوم في أمتي يكفرون بالله وبالقرآن وهم لا يشعرون كما كفرت اليهود والنصارى". قال: قلت: جعلت فداك يا رسول الله وكيف ذاك؟ قال: "يقرون ببعض القدر ويكفرون ببعضه". قال: قلت: [ثم] ما يقولون؟ قال: "يقولون: الخير من الله والشر من إبليس فيقرون على ذلك كتاب الله ويكفرون بالقرآن بعد الإيمان والمعرفة فما تلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال أولئك زنادقة هذه الأمة في زمانهم يكون ظلم السلطان فيا لهم من ظلم وحيف وأثره. ثم يبعث الله عز وجل عليهم طاعوناً فيفني عامتهم ثم يكون الخسف فما أقل من ينجو منهم المؤمن يومئذ قليل فرحه شديد غمه ثم يكون المسخ فيمسخ الله عز وجل عامة أولئك قردة وخنازير ثم يخرج الدجال على أثر ذلك قريباً". ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بكينا لبكائه فقلنا: ما يبكيك؟ فقال: "رحمة لهم الأشقياء لأن فيهم المتعبد ومنهم المتهجد ومع أنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول وضاق بحمله ذرعاً إن عامة من هلك من بني إسرائيل بالتكذيب بالقدر". قلت: جعلت فداك يا رسول الله فقل لي كيف الإيمان بالقدر؟ قال: "تؤمن بالله وحده وأنه لا تملك معه [أحد] ضراً ولا نفعاً وتؤمن بالجنة والنار وتعلم أن الله عز وجل خالقهما قبل خلق الخلق ثم خلق خلقه فجعل من شاء منهم إلى الجنة ومن ص.406
شاء منهم للنار عدلاً ذلك منه وكل يعمل لما فرغ له منه وهو صائر لما فرغ منه". فقلت: صدق الله ورسوله.
رواه الطبراني بأسانيد في أحسنها ابن لهيعة وهو لين الحديث.
11837-وعن الوليد بن عبادة أن عبادة لما حضر قال له ابنه عبد الرحمن: يا أبتاه أوصني قال: أجلسوني. فأجلسوه فقال: يا بني اتق الله ولن تتقي الله حتى تؤمن بالله ولن تؤمن بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وإن ما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"القدر على هذا من مات على غيره دخل النار".(7/118)
11838-وفي رواية: "لم يطعم طعم الإيمان وإنك لن تبلغ حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر".
قلت: رواه الترمذي موقوفاً باختصار.
رواه الطبراني في الكبير بأسانيد وفي الأوسط وفي أحدهما عثمان بن أبي العاتكة وهو ضعيف وقد وثقه دحيم،وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم كلام.
11839-وعن أبي الأسود الدؤلي أنه سأل عمران بن حصين وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب عن القدر فقال: إني قد خاصمت أهل القدر حتى أخرجوني فهل عندكم من علم فتحدثوني؟ فقالوا: "لو أن الله عز وجل عذب أهل السماء والأرض عذبهم وهو غير ظالم ولو أدخلهم في رحمته كانت رحمته أوسع من ذنوبهم ولكنه كما قضى يعذب من يشاء ويرحم من يشاء فمن عذب فهو الحق ومن رحم فهو الحق ولو كان لك مثل أحد ذهباً تنفقه في سبيل الله ما قبل منك حتى تؤمن بالقدر خيره وشره".
ثم قال عمران لأبي الأسود حين حدثه الحديث: سمعت ذلك من ص.407
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعه معي عبد الله - يعني ابن مسعود - وأبي بن كعب فسألهما أبو الأسود فحدثاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني بإسنادين ورجال هذه الطريق ثقات.
11840-وعن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تعجل على شيء تظن أنك إن استعجلت إليه أنك مدركه إن كان الله لم يقدر ذلك ولا تستأخرن عن شيء تظن أنك إن استأخرت عنه أنه مدفوع عنك إن كان الله قد قدره عليك".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الوهاب بن مجاهد وهو ضعيف.
11841-وعن الحارث قال: رأيت ابن مسعود يبل إصبعه في فيه ثم يقول: والله لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر ويعلم أنه ميت ثم مبعوث من بعد الموت.
رواه الطبراني. والحارث ضعيف وقد وثقه ابن معين وغيره،وبقية رجال أحد الإسنادين رجال الصحيح.
11842-وعن أبي الحجاج الأزدي قال: سمعت سلمان بأصبهان يقول: لا يؤمن عبد حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.(7/119)
رواه الطبراني. وأبو الحجاج لم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11843-وعن عمرو بن العاصي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف عليهم فقال: ص.408
"إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم أنبياءهم واختلافهم عليهم ولن نؤمن أحد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره".
رواه الطبراني وأبو يعلى ورجاله ثقات.
11844-وعن عامر الشعبي قال: قدم عدي بن حاتم الكوفة فأتيته في ناس من علماء الكوفة وأنا يومئذ شاب فقلنا: حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأسلم فقال:
"يا عدي بن حاتم أسلم تسلم". قلت: وما الإسلام؟ قال: "تشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أني رسول الله وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها حلوها ومرها".
رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك.
قلت: وتأتي أحاديث من نحو هذا في باب كل شيء بقدر إن شاء الله.
*3* 12. باب التسليم لما قدره الله سبحانه.
11845-عن ابن عباس قال: لما بعث الله جل ذكره موسى عليه السلام وأنزل عليه التوراة قال: اللهم إنك رب عظيم ولو شئت أن تطاع لاُطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عُصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف هذا يا رب؟ فأوحى الله إليه إني لا أُسأل عما أفعل وهم يُسألون [فانتهى موسى عليه السلام].
فلما بعث الله عز وجل عزيزاً وأنزل عليه التوراة بعدما كان رفعها عن بني إسرائيل حتى قال من قال منهم: إنه ابن الله. قال: اللهم إنك رب عظيم لو شئت أن تطاع أطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت [في ذلك] تعصى فكيف هذا يا رب؟ فأوحى الله إليه: لا أسأل عما أفعل وهم يسألون. ص.409(7/120)
فأبت نفسه حتى سأل أيضاً فقال: اللهم إنك رب عظيم لو شئت أن تطاع أطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت تعصى فكيف هذا يا رب؟ فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون. فأبت نفسه حتى سأل أيضاً فقال: اللهم إنك عظيم لو شئت أن تطاع أطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت تعصى فكيف هذا يا رب؟ فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون. فأبت نفسه حتى سأل أيضاً قال: أفتستطيع أن تصر صرة من الشمس؟ قال: لا قال: أفتستطيع أن تجيء بمكيال من ريح؟ قال: لا قال: أفتستطيع أن تأتي بمثقال من نور؟ قال: لا قال: فهكذا لا تقدر على الذي سألت عنه إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون أما إني لا أجعل عقوبتك إلا أن أمحي اسمك من الأنبياء فلا تذكر فيهم. فمحى اسمه من الأنبياء فليس يذكر فيهم وهو نبي.
فلما بعث الله عيسى ورأى منزلته من ربه وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم قال: اللهم إنك رب عظيم لو شئت أن تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف هذا يا رب؟ فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون وأنت عبدي ورسولي وكلمتي ألقيتك إلى مريم وروح مني خلقتك من تراب ثم قلت لك: كن فكنت لئن لم تنته لأفعلن بك كما فعلت بصاحبك بين يديك إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون.
فجمع عيسى من تبعه فقال: القدر ستر الله فلا تكلفوه.
رواه الطبراني وفيه أبو يحيى القتات وهو ضعيف عند الجمهور وقد وثقه ابن معين في رواية وضعفه في غيرها ومصعب بن سوار لم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11846-وعن سعيد بن جبير قال: ص.410(7/121)
قالت بنو إسرائيل: يا موسى يخلق ربك عز وجل خلقاً ثم يعذبهم. فأوحى الله إليه أن ازرع فزرع ثم قال: احصد فحصد ثم قال: ذره فذاره فاجتمع القماش فقال: لأي شيء يصلح هذا؟ قال: للنار قال: فكذلك لا أعذب من خلقي إلا من استأهل النار.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
11847-وعن وهب بن منبه قال: صحبت ابن عباس قبل أن يصاب بصره وبعدما أصيب فسئل عن القدر فقال: وجدت أجرأ الناس فيه حديثاً أجهلهم به وأضعفهم فيه حديثاً أعلمهم به ووجدت الناظر فيه كالناظر في شعاع الشمس كلما ازداد فيه نظراً ازداد فيه تحيراً.
رواه الطبراني وفيه يزيد بن أبي سلمة ضعفه ابن معين.
*3* 13. باب النهي عن الكلام في القدر.
11848-عن ثوبان قال: اجتمع أربعون من الصحابة ينظرون في القدر والجبر فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فنزل الروح الأمين جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أخرج على أمتك فقد أحدثوا. فخرج عليهم في ساعة لم يكن يخرج عليهم في مثلها فأنكروا ذلك وخرج عليهم منتقعاً لونه متوردة وجنتاه كأنما تفقأ بحب الرمان الحامض فنهضوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاسرين أذرعتهم ترعد أكفهم وأذرعهم فقالوا: تبنا إلى الله ورسوله فقال: "أولى لكم إن كنتم لتوجبون أتاني الروح الأمين فقال: اخرج على أمتك يا محمد فقد أحدثت".
رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. ص.411(7/122)
11849-وعن أبي الدرداء وواثلة بن الأسقع وأبي أمامة وأنس بن مالك قالوا: كنا في مجلس أناس من اليهود ونحن نتذاكر القدر فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً فعبس وانتهر وقطب ثم قال: "مه اتقوا الله يا أمة محمد واديان عميقان فغران لا تهيجوا عليكم وهج النار". ثم أمر اليهود أن يقوموا ثم قام وبسط يمينه وبسط إصبعه الشمال ثم قال: "بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الرحمن الرحيم بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم فرغ ربكم فرغ ربكم فرغ ربكم". ثم بسط شماله ثم أشار إليها ثم قال: "بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الرحمن الرحيم بأسماء أهل النار وأسماء آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم فرغ ربكم فرغ ربكم فرغ ربكم. أعذرت؟ أنذرت؟ اللهم إني قد بلغت".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن يزيد بن آدم قال أحمد: أحاديثه موضوعة.
11850-وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكر النجوم فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا".
رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة وهو ضعيف.
11851-وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكر النجوم فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا". ص.412
رواه الطبراني وفيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان وغيره وفيه خلاف،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11852-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا القدر فإنه شعبة من النصرانية".
رواه الطبراني وفيه نزار بن حبان وهو ضعيف.(7/123)
11853-وعن أنس قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من باب البيت وهو يريد الحجرة فسمع قوماً يتنازعون بينهم في القدر وهم يقولون: ألم يقل الله إنه كذا وكذا؟ ألم يقل الله آية كذا وكذا؟ قال: ففتح النبي صلى الله عليه وسلم باب الحجرة فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال: "أبهذا أمرتم؟ أو بهذا عنيتم؟ إنما هلك من كان قبلكم بأشباه هذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض أمركم الله بأمر فاتبعوه ونهاكم فانتهوا". قال: فلم يسمع الناس بعد ذلك أحداً يتكلم حتى معبد الجهني فأخذه الحجاج فقتله.
رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن عطية وهو متروك.
11854-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يزال أمر هذه الأمة مواتياً أو مقارباً - أو كلمة تشبهها - ما لم يتكلموا في الولدان والقدر".
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار رجال الصحيح.
11855-وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "آخر الكلام في القدر شرار هذه الأمة". ص.413
رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد: "لشرار أمتي في آخر الزمان".
ورجال البزار في أحد الإسنادين رجال الصحيح غير عمر بن أبي خليفة وهو ثقة.
*3* 14. باب ما جاء فيمن يكذب بالقدر ومسائلهم والزنادقة.
11856-عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يدخل الجنة عاق [ولا مدمن خمر] ولا مكذب بقدر".
رواه أحمد والبزار والطبراني وزاد: "ولا منان".
وفيه سليمان بن عتبة الدمشقي وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه ابن معين وغيره.
11857-وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"سيكون في هذه الأمة مسخ ألا وذاك في المكذبين في القدر والزنديقية".
رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد والغالب عليه الضعف.(7/124)
11858-وعن نافع قال: بينما نحن عند ابن عمر قعوداً إذ جاءه رجل فقال: إن فلاناً يقرأ عليك السلام - لرجل من أهل الشام - فقال ابن عمر رحمه الله: إنه بلغني أنه أحدث حدثاً فإن كان كذلك فلا تقرأن عليه مني السلام سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون في أمتي مسخ وقذف وهو في أهل الزندقة".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
11859-وعن سهل بن سعد [الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم] قال:
"ما كانت زندقة إلا بين يدي التكذيب بالقدر". ص.414
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن أعين وهو ضعيف.
11860-وعن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ثلاث أخاف على أمتي: الاستسقاء بالأنواء وحيف السلطان وتكذيب بالقدر وتصديق بالنجوم".
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن القاسم الأسدي وثقه ابن معين وكذبه أحمد وضعفه بقية الأئمة.
11861-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أخاف على أمتي خمساً: تكذيب بالقدر وتصديق بالنجوم".
رواه أبو يعلى مقتصراً على اثنتين من الخمس وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف ووثقه ابن عدي.
11862-وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها: النجوم وتكذيب بالقدر وحيف السلطان".
رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو لين،وبقية رجاله وثقوا.
11863-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"هلاك أمتي في ثلاث في العصبية والقدرية والرواية من غير ثبت". ص.415
رواه الطبراني وفيه هارون بن هارون وهو ضعيف.
11864-وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أخاف على أمتي ثلاثاً: زلة عالم وجدال منافق بالقرآن والتكذيب بالقدر".
رواه الطبراني وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف.
11865-وعن أبي موسى الأشعري قال: ذكر القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(7/125)
"إن أمتي لا تزال متمسكة بدينها ما لم يكذبوا بالقدر فإذا كذبوا بالقدر فعندك ذلك هلاكهم".
رواه الطبراني. وأبو البكرات تابعي لم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
11866-وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لم يكن إشراك منذ أهبط الله آدم من السماء إلى الأرض إلا كان بدؤه التكذيب بالقدر وما أشركت أمة إلا بتكذيب بالقدر وإنكم ستبتلون به أيتها الأمة فإذا لقيتموهم فكونوا أنتم سائلين ولا تمكنوهم من المسألة فيدخلوا عليكم الشبهات".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلم بن سالم ضعفه جمهور الأئمة أحمد وابن المبارك ومن بعدهم وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
11867-وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما هلكت أمة قط إلا بالأنواء وما كان بدء إشراكها إلا التكذيب بالقدر".
رواه الطبراني في الكبير والصغير إلا أنه قال: "ما هلكت أمة قط حتى تشرك بالله ولا أشركت أمة بالله حتى يكون أول شركها التكذيب بالقدر". وفيه عمر بن يزيد النصري من بني نصر ضعفه ابن حبان وقال: يعتبر به. ص.416
11868-وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما بعث الله نبياً قط إلا وفي أمته قدرية ومرجئة يشوشون عليه أمر أمته ألا وإن الله قد لعن القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبياً".
رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وهو لين ويزيد بن حصين لم أعرفه.
11869-وعن محمد بن عبيد عن ابن عباس قال: قيل لابن عباس: إن رجلاً قدم علينا يكذب بالقدر قال: دلوني
عليه وهو يومئذ قد عمي قال: ما تصنع به يا ابن عباس؟ قال: والذي نفسي بيده لئن استمكنت منه لأعضن أنفه حتى أقطعه ولئن وقعت عنقه في يدي لأدقنها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/126)
"كأني بنساء بني فهر يطفن بالخزرج تطفن ألياتهن مشركات هذا أول شرك هذه الأمة والذي نفسي بيده لتنتهين بهم سوء رأيهم حتى يخرجوا الله من أن يكون قدر خيراً كما أخرجوه من أن يكون قد شراً".
رواه أحمد من طريقين وفيهما أحمد بن عبيد المكي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وفي إحداهما رجل لم يسم وسماه في الأخرى: العلاء بن الحجاج ضعفه الأزدي وقال في المسند: إن محمد ابن عبيد سمع ابن عباس.
11870-وعن سعيد بن جبير قال: كنت في حلقة فيها ابن عباس فذكرنا القدر فغضب ابن عباس غضباً شديداً وقال: لو أعلم أن في القوم أحداً منهم لأخذته إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما بعث الله نبياً قط ثم قبضه إلا جعل بعده فترة وملأ من تلك الفترة جهنم". ص.417
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير صدقة بن سابق وهو ثقة.
ورواه البزار وزاد: "وهم القدرية".
11871-وعن ابن عباس قال: ما بعث الله نبياً إلا كانت بعده وقفة تملأ بها جهنم.
رواه الطبراني وفيه أبو داود الأعمى وهو ضعيف جداً.
11872-وعن ابن عباس قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لعلك تبقى بعدي حتى تدرك قوماً يكذبون بقدر الله الذنوب على عباده استقوا كلامهم ذلك من النصرانية فإذا كان ذلك فابرأ إلى الله منهم".
وكان ابن عباس يرفع يديه ويقول: اللهم إني أبرأ إليك منهم كما أمر نبيك صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن زياد بن سمعان وهو متروك.
11873-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"القدرية والمرجئة مجوس هذه الأمة فإن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي وهو ثقة.
11874-وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.418
"القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم".(7/127)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن منظور وثقه أحمد بن صالح وغيره وضعفه جماعة.
11875-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لعن الله أهل القدر الذين يكذبون بقدر ويصدقون بقدر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو لين الحديث.
11876-وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ستة لعنتهم وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله والمستحل لمحارم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله وتارك السنة".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وقد صححه ابن حبان.
11877-وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من كذب بالقدر فقد كذب بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن الحسين القصاص ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
11878-وعن محمد بن كعب القرظي قال: ذكرت القدرية عند عبد الله بن عمر فقال عبد الله بن عمر: ص.419
لعنت القدرية على لسان سبعين نبياً ومحمد نبينا صلى الله عليه وسلم وإذا كان يوم القيامة وجمع الله الناس في صعيد واحد نادى مناد يسمع الأولين والآخرين: أين خصماء الله؟ فيقوم القدرية.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو متروك.
ورواه أبو يعلى في الكبير (كذا في الأصل ولعله الطبراني والله أعلم - دار الحديث) باختصار من رواية بقية بن الوليد عن حبيب بن عمرو وبقية مدلس وحبيب مجهول.
11879-وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا ليقم خصماء الله وهم القدرية".
رواه الطبراني في الأوسط من رواية بقية وهو مدلس وحبيب بن عمرو مجهول.
11880-وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"في آخر الزمان تأتي المرأة فتجد زوجها قد مسخ قرداً لأنه لا يؤمن بالقدر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بشار بن قيراط وهو ضعيف".(7/128)
11881-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فأنا منه بريء".
رواه أبو يعلى وفيه صالح بن سرج وكان خارجياً.
11882-وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.420
"لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر".
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
11883-وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: عاق ومنان ومدمن خمر ومكذب بقدر".
11884-وفي رواية: "ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً" فذكر نحوه.
رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما بشر بن نمير وهو متروك وفي الآخر عمر بن يزيد وهو ضعيف.
11885-وعن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من هذه الأمة لا تنالهما شفاعتي: المرجئة والقدرية".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن محصن وهو متروك.
11886-وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي: المرجئة والقدرية".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بحر بن كنيز السقاء وهو متروك.
11887-وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب: المرجئة والقدرية". ص.421
رواه الطبراني في الأوسط وفيه قرين بن سهل وهو كذاب.
11888-وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب: المرجئة والقدرية".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن القاسم بن حبيب التمار وهو ضعيف وكذلك عطية العوفي.
11889-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أمتي لا يردان على الحوض ولا يدخلان الجنة: القدرية والمرجئة".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي وهو ثقة.
11890-وعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/129)
"لكل أمة مجوس ولكل أمة نصارى ولكل أمة يهود وإن مجوس أمتي القدرية ونصاراهم الحشيية ويهودهم المرجئة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن سابق وهو ضعيف.
11891-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لم يرض بقضاء الله ويؤمن بقدره فليلتمس إلهاً غير الله".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه سهيل بن أبي حزم وثقه ابن معين وضعفه جماعة،وبقية رجاله ثقات.
11892-وعن أبي هند الداري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ص.422
"قال الله تبارك وتعالى: من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي فليلتمس رباً سوائي".
رواه الطبراني وفيه سعيد بن زياد بن هند وهو متروك.
11893-وعن ابن عباس قال: خطب عمر بن الخطاب فحمد الله وأثنى عليه فقال: ألا إنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون بالرجم وبالدجال وبالشفاعة وبعذاب القبر وبقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا.
رواه أحمد في حديث طويل وأبو يعلى في الكبير وزاد: ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها.
وفيه علي بن زيد وهو سيئ الحفظ،وبقية رجاله ثقات.
11894-وعن ابن عون قال: أنا رأيت غيلان - يعني القدري - مصلوباً على باب دمشق.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
11895-وعن حماد بن زيد وذكر الجهمية فقال: إنما يحاولون أن ليس في السماء شيء.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
*3* 15. باب فيمن يعترض.
11896-عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: ص.423
لأن يقبض أحدكم على جمرة حتى تبرد خير له من أن يقول لأمر قضاه الله: ليته لم يكن.
رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط.
*3* 16. باب فيمن يتألى على الله.
11897-عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب على الجدعاء وخلفه الفضل بن عباس يقول: "لا تتألوا على الله [لا تتألوا على الله] فإنه من تألى على الله أكذبه الله".
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف.
*3* 17. باب كل شيء بقدر.(7/130)
11898-عن أنس بن مالك قال: تمارى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في القدر فكرهه كراهية شديدة حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال: "فيما أنتم؟". قالوا: تمارينا في القدر يا رسول الله فقال: "كل شيء بقضاء وقدر ولو هذه" وضرب أخوة السبابة على حبل ذراعه الآخر.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
11899-وعن الضحاك بن مزاحم قال: اجتمعت أنا وطاووس اليماني وعمرو بن دينار ومكحول الشامي والحسن البصري في مسجد الخيف فتذاكرنا القدر حتى ارتفعت أصواتنا وكثر لغطنا فقام طاووس فقال: أنصتوا أخبركم
ما سمعت أبا الدرداء يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها ص.424
ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء من غير نسيان فلا تكلفوها رحمة من ربكم فاقبلوها الأمور كلها بيد الله من عند الله مصدرها وإليه مرجعها ليس للعباد فيها تفويض ولا مشيئة".
فقام القوم جميعاً وهم راضون بما قال طاووس.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه نهشل بن سعيد الترمذي وهو متروك.
11900-وعن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول الله والخيل تمزع منا أو تنزع؟ فقال قائل: يا رسول الله أكان هذا في الكتاب السابق؟ قال: "نعم".
رواه البزار وقال: لا يروى إلا بهذا الإسناد ورجاله ثقات.
*3* 18. باب لا يقال ما شاء الله وشاء غيره.
11901-عن عائشة - فيما يعلم عثمان بن عمر - أن يهودياً رأى في المنام: نعم القوم أمة محمد لولا أنهم يقولون: ما شاء الله وشاء محمد. فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد. قولوا: ما شاء الله وحده".
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
*3* 19. باب الطير تجري بقدر.
11902-عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الطير تجري بقدر".
رواه البزار وقال: لا يروى إلا بهذا الإسناد،ورجاله رجال الصحيح غير يوسف بن أبي برده وثقه ابن حبان.(7/131)
*3* 20. باب دفع ما لم يقدر على العبد.
11903-ص.425 عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وكل بالمؤمن تسعون ومائة ملك يذبون عنه ما لم عليه. من ذلك البصر تسعة أملاك يذبون عنه كما تذبون عن قصعة العسل الذباب في اليوم الصائف وما لو بدا لكم لرأيتموه على جبل وسهل كلهم باسط يديه فاغر فاه وما لو وكل العبد فيه إلى نفسه طرفة عين خطفته الشياطين".
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف.
*3* 21. باب لا ينفع حذر من قدر.
11904-عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا ينفع حذر من قدر والدعاء ينفع ما لم ينزل القضاء وإن البلاء والدعاء ليلتقيان بين السماء والأرض فيعتلجان إلى يوم القيامة".
رواه البزار وفيه إبراهيم بن خثيم وهو متروك.
11905-وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا ينفع حذر من قدر والدعاء ينفع - أحسبه قال: - ما لم ينزل القدر وإن الدعاء ليلقى البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة".
رواه البزار وفيه زكريا بن منظور وثقه أحمد بن صالح المصري وضعفه الجمهور.
قلت: وتأتي أحاديث في الدعاء إن شاء الله.
*3* 22. باب قضاء الله سبحانه للمؤمن.
11906-ص.456 عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عجبت من قضاء الله سبحانه للمؤمن إن أصابه خير حمد ربه وشكر وإن أصابته مصيبة حمد ربه وصبر المؤمن يؤجر في كل شيء [حتى اللقمة يرفعها إلى امرأته]".
رواه أحمد بأسانيد ورجالها كلها رجال الصحيح.
11907-وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عجبت للمؤمن إن الله تعالى لا يقضي للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له".
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه إلا أنه قال: تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: فذكره.
ورجاله أحمد ثقات وأحد أسانيد أبي يعلى رجاله رجال الصحيح غير أبي بحر ثعلبة وهو ثقة.
*3* 23. باب لم يحرم الله سبحانه شيئاً إلا علم أن بعض الناس يعمله.(7/132)
11908-عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل لم يحرم حرمه إلا وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع ألا وإني آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش أو الذباب". ص.427
رواه أحمد وأبو يعلى وقال: "الفراش أو الذباب أو الحنظب". وفيه المسعودي وقد اختلط.
*3* 24. باب ما جاء في القلب.
11909-عن عثمان بن عقاد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أراد الله أن يزيغ قلب عبد أعمى عليه الحيل".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عيسى الطرسوسي وهو ضعيف.
11910-وعن عائشة قالت: ما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء إلا قال:
"يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك".
رواه أحمد وفيه مسلم بن محمد بن زائدة قال بعضهم: وصوابه صالح بن محمد بن زائدة وقد وثقه أحمد وضعفه أكثر الناس،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11911-وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو:
"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
قالت عائشة: فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أتخاف وأنت رسول الله؟ فقال: "يا عائشة إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن فمن شاء أن يقلبه من الضلالة إلى الهدى أو من الهدى إلى الضلالة فعل".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه المعلى بن الفضل قال ابن عدي: في بعض ما يرويه نكرة،وبقية رجاله وثقوا وفيهم خلاف.
11912-وعن أم سلمة تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه أن يقول:
"اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك". ص.428
قالت: قلت: يا رسول الله وإن القلوب لتتقلب؟ قال: "نعم ما من خلق الله من بشر من بني آدم إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله عز وجل فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه فنسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب". فذكر الحديث وبعضه رواه الترمذي.
رواه أحمد،وفيه شهر بن حوشب وقد وثق وفيه ضعف.(7/133)
11913-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنما قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن صالح وثقه عبد الملك بن شعيب وضعفه غيره.
11914-وعن نعيم بن همار الغطفاني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما من آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أن يزيغه أزاغه وإن شاء أن يقيمه أقامه وكل يوم الميزان بيد الله يرفع أقواماً ويضع آخرين إلى يوم القيامة".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
11915-وعن سبرة بن فاتك الأسدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الميزان بيد الله يرفع أقواماً ويضع أقواماً وقلب بن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أزاغه وإن شاء أقامه". ص.429
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
11916-وعن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لقلب ابن آدم أسرع تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياً".
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات.
*3* 25. باب الأعمال بالخواتيم.
11917-عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا عليكم أن لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بماذا يختم له فإن العامل يعمل زماناً من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه لدخل الجن ثم يتحول ليعمل سيئاً. وإن العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيئ لو مات عليه دخل النار ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً. وإذا أراد الله تبارك وتعالى بعبد خيراً استعمله قبل موته". قالوا: يا رسول الله وكيف يستعمله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه".
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
11918-وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل ص.430(7/134)
النار فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل الجنة فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخلها".
رواه أحمد وأبو يعلى بأسانيد وبعض أسانيدهما رجاله رجال الصحيح.
11919-وعن ابن عمر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضاً يده على شيء في يده ففتح يده اليمنى فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الرحمن الرحيم فيه أهل الجنة بأعدادهم وأسمائهم وأحسابهم مجمل عليهم إلى يوم القيامة لا ينقص منهم أحد ولا يزاد فيهم أحد وقد يسلك بالسعيد طريق الشقاء حتى يقال: هو منهم ما أشبهه بهم ثم يزال إلى سعادته قبل موته ولو بفواق ناقة". وفتح يده اليسرى فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الرحمن الرحيم فيه أهل النار بأعدادهم وأسمائهم وأحسابهم مجمل عليهم إلى يوم القيامة لا ينقص منهم ولا يزاد فيهم أحد وقد يسلك بالأشقياء طريق أهل السعادة حتى يقال: هو منهم وما أشبهه بهم ثم يدرك أحدهم شقاؤه قبل موته ولو بفواق ناقة". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العمل بخواتيمه" ثلاثاً.
رواه البزار وفيه عبد الله بن ميمون القداح وهو ضعيف جداً،وقال البزار: هو صالح،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11920-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ص.431
"إن الرجل ليعمل - أو قال: يعمل - بعمل أهل النار سبعين سنة ثم يختم له بعمل أهل الجنة ويعمل العامل سبعين سنة بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
11921-وعن العرس بن عميرة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/135)
"إن العبد ليعمل البرهة بعمل أهل النار ثم تعرض له الجادة من جواد الجنة فيعمل بها حتى يموت عليها وذلك لما كتب له. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة البرهة من دهره ثم تعرض له الجادة من جواد أهل النار فيعمل بها حتى يموت عليها وذلك لما كتب له".
رواه البزار والطبراني في الصغير والكبير ورجالهم ثقات.
11922-وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن العبد يولد مؤمناً ويعيش مؤمناً ويموت مؤمناً وإن العبد يولد كافراً ويعيش كافراً ويموت كافراً والعبد يعمل برهة من دهره بالسعادة ثم يدركه ما كتب له فيموت كافراً والعبد يعمل برهة من دهره بالشقاء ثم يدركه ما كتب له فيموت سعيداً".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وفيه عمر بن إبراهيم العبدي وقد وثقه غير واحد وقال ابن عدي: حديثه عن قتادة مضطرب،قلت: وهذا منها.
11923-وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إن العبد يكتب مؤمناً أحقاباً ثم أحقاباً ثم يموت والله عليه ساخط وإن ص.432
العبد ليكتب كافراً أحقاباً ثم أحقاباً ثم يموت والله عنه راض. ومن مات همازاً لمازاً ملقباً للناس كان علامته يوم القيامة أن يسمه الله على الخرطوم من كلا الشفتين".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن صالح وثقه عبد الملك بن شعيب وضعفه غيره.
11924-وعن علي قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال:(7/136)
"كتاب كتبه الله فيه أهل الجنة بأسمائهم وأنسابهم مجمل عليهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى يوم القيامة صاحب الجنة مختوم بعمل أهل الجنة وصاحب النار مختوم بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل وقد يسلك بأهل السعادة طريق أهل الشقاء حتى يقال: ما أشبهه بهم بل هو منهم وتدركهم السعادة فتستنقذهم وقد يسلك بأهل الشقاء طريق أهل السعادة حتى يقال: ما أشبهه بهم بل هو منهم ويدركهم الشقاء من كتبه الله سعيداً في أم الكتاب لم يخرجه من الدنيا حتى يستعمله بعمل يسعده قبل موته ولو بفواق ناقة". ثم قال: "الأعمال بخواتيمها الأعمال بخواتيمها" ثلاثاً.
قلت: له حديث في الصحيح في القدر غير هذا.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حماد بن وافد الصفار وهو ضعيف.
11925-وعن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "إنه من أهل النار". فجعل الناس ينتظرون أمره حتى إذا كان يوم حنين قاتل الرجل فأبلى فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه من أهل النار". فخرج الرجل وأخذ سهماً من كنانته فنحر نفسه فقالوا: يا رسول الله صدق ص.433
الله حديثك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قم فناد: إنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".
رواه الطبراني وفيه محمد بن خالد الواسطي ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف وقال ابن معين: رجل سوء كذاب،ورواه بإسناد آخر وفيه جماعة لم أعرفهم.(7/137)
11926-وعن أكثم بن أبي الجون قال: قلنا: يا رسول الله فلان يجري في القتال قال: "هو من أهل النار". قلنا: يا رسول الله إذا كان فلان في عبادته واجتهاده ولين جانبه في النار فأين نحن؟ قال: "إنما ذلك إخبات النفاق وهو في النار". قال: كنا نتحفظ في القتال كان لا يمر به فارس ولا راجل إلا وثب عليه فكثر جراحه فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله استشهد فلان قال: "هو في النار". فلما اشتد به ألم الجراح أخذ سيفه فوضعه بين ثدييه ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أشهد أنك رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه من أهل الجنة تدركه الشقوة والسعادة عند خروج نفسه فيختم له بها".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
11927-وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تعجبوا لعمل عامل حتى تنظروا بما يختم له"
رواه الطبراني وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف. ص.434
11928-وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أنه أخبره بعض من شهد النبي صلى الله عليه وسلم [بخيبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم] قال لرجل ممن معه: "إن هذا من أهل النار". فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراح فأتاه رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله أرأيت الرجل الذي ذكرت أنه من أهل النار فقد قاتل والله أشد القتال في سبيل الله وكثرت به الجراح. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنه من أهل النار". فكاد بعض الناس أن يرتاب فبينا هم على ذلك وجد الرجل ألم الجراح فأهوى يده إلى كنانته فانتزع منها سهماً فانتحر به. فاشتد رجل من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله قد صدق الله قولك فقد نحر فلان نفسه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(7/138)
*3* 26. باب علامة خاتمة الخير.
11929-عن عمرو بن الحمق الخزاعي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله قبله موته". قيل: وما استعمله؟ قال: "يفتح له عملاً صالحاً بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله".
رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط والكبير ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح. ص.435
11930-وعن جبير بن نفير أن عمر [الجمعي] حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله قبل موته". فسأل رجل من القوم: ما استعمله؟ قال: "يهديه الله تبارك وتعالى إلى العمل الصالح قبل موته ثم يقبضه عليه".
رواه أحمد وفيه بقية وقد صرح بالسماع،وبقية رجاله ثقات.
11931-وعن أبي عنبة - قال شريح بن النعمان: وله صحبة - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أراد الله بعبد خيراً عسله". قيل: وما عسله؟ قال: "يفتح له عملاً صالحاً قبل موته ثم يقبضه عليه".
رواه أحمد والطبراني وفيه بقية وقد صرح بالسماع في المسند،وبقية رجاله ثقات.
11932-وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا أراد الله بعبد خيراً طهره قبل موته". قالوا: يا رسول الله وما طهور العبد؟ قال: "عمل صالح يلهمه إياه حتى يقبضه عليه".
رواه الطبراني من طرق وفي بعضها: "عسله" بدل "طهره".
وفي إحدى طرقه بقية بن الوليد وقد صرح بالسماع،وبقية رجالها ثقات. ص.436
11933-وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أراد الله بعبد خيراً عسله". قيل: يا رسول الله وكيف غسله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل موته فيقبضه عليه".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير يونس بن عثمان وهو ثقة.
11934-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله". ثم صمت فقالوا: في ماذا يا رسول الله؟ قال: "يستعمله عملاً صالحاً قبل أن يموت".(7/139)
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد بن محمد بن نافع ولم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11935-وعن حذيفة قال: أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري فقال:
"من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة. ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة. ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن مسلم البتي وهو ثقة.
*3* 27. باب فيمن لم تبلغه الدعوة ممن مات في فترة وغير ذلك.
11936-عن الأسود بن سريع أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ص.437
"أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً ورجل أحمق ورجل مات في فترة. فأما الأصم فيقول: لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً. وأما الأحمق فيقول: يا رب لقد جاء الإسلام والصبيان يخذفوني بالبعر. وأما الهرم فيقول: يا رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً. وأما الذي مات في فترة فيقول: ما أتاني لك رسول. فيأخذ مواثيقهم ليطعنه فيرسل عليهم أن ادخلوا النار فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم برداً وسلاماً".
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: يعرض على الله الأصم الذي لا يسمع شيئاً والأحمق والهرم ورجل مات في الفترة". رواه الطبراني بنحوه وذكر بعده إسناداً إلى أبي هريرة قالا: بمثل هذا الحديث غير أنه قال في آخره: "فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ومن لم يدخلها يسحب إليها".
هذا لفظ أحمد ورجاله في طريق الأسود بن سريع وأبي هريرة رجال الصحيح وكذلك رجال البزار فيهما.
11937-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يؤتى بأربعة يوم القيامة بالمولود وبالمعتوه وبمن مات في الفترة وبالشيخ الفاني كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك وتعالى: لعنق من النار: ص.438(7/140)
أبرز فيقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلاً من أنفسهم وإني رسول نفسي إليكم ادخلوا هذه فيقول من كتب عليه الشقاء: يا رب أين ندخلها ومنها كنا نفر؟" قال: "ومن كتب عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعاً قال: فيقول الله تبارك وتعالى: أنتم لرسلي أشد تكذيباً ومعصية. فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار".
رواه أبو يعلى والبزار بنحوه وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس،وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح.
11938-وعن أبي سعيد - يعني الخدري - عن النبي صلى الله عليه وسلم - أحسبه - قال:
"يؤتى بالهالك في الفترة والمعتوه والمولود. فيقول الهالك في الفترة: لم يأتني كتاب ولا رسول. ويقول المعتوه: أي رب لم تجعل لي عقلاً أعقل به خيراً ولا شراً. ويقول المولود: لم أدرك العمل. قال: فيرفع لهم نار فيقال لهم: ردوها - أو قال: ادخلوها - فيدخلها من كان في علم الله سعيداً أن لو أدرك العمل". قال: "ويمسك عنها من كان في علم الله شقياً أن لو أدرك العمل فيقول تبارك وتعالى: إياي عصيتم فكيف برسلي بالغيب".
رواه البزار وفيه عطية وهو ضعيف.
11939-وعن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلاً وبالهالك في الفترة وبالهالك صغيراً. فيقول الممسوخ عقلاً: يا رب لو آتيتني عقلاً ما كان من آتيته عقلاً بأسعد بعقله ص.439(7/141)
مني. ويقول الهالك في الفترة: يا رب لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه منك عهد بأسعد بعهده مني. ويقول الهالك صغيراً: لو آتيتني عمراً ما كان من آتيته عمراً بأسعد من عمره مني. فيقول الرب تبارك وتعالى: إني أمركم بأمر فتطيعوني؟ فيقولون: نعم وعزتك. فيقول: اذهبوا فادخلوا النار. فلما دخلوها ما ضرتهم فيخرج عليهم قوابس يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء فيرجعون سراعاً فيقولون: خرجنا يا رب نريد دخولها فخرجت علينا قوابس ظننا أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء فيأمرهم الثانية فيرجعون كذلك يقولون مثل قولهم فيقول الله تبارك وتعالى: قبل أن تخلقوا علمت ما أنتم عاملون وعلى علمي خلقتكم وإلى علمي تصيرون فتأخذهم النار".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عمرو بن واقد وهو متروك عند البخاري وغيره ورمى بالكذب وقال محمد بن المبارك الصوري: كان يتبع السلطان وكان صدوقاً،وبقية رجال الكبير رجال الصحيح.
*3* 28. باب ما جاء في الأطفال.
11940-عن علي قال: سألت خديجة النبي صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هما في النار". قال: فلما رأى الكراهة في وجهها قال: "لو رأيت مكانهما لأبغضتهما". قالت: يا رسول الله فولدي منك؟ قال: "في الجنة". قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المسلمين وأولادهم في الجنة وإن المشركين وأولادهم في النار". ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "{والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم}". ص.440
رواه عبد الله بن أحمد وفيه محمد بن عثمان ولم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11941-وعن عائشة أنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أولاد المشركين فقال:
"إن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار".
رواه أحمد وفيه أبو عقيل يحيى بن المتوكل ضعفه جمهور الأئمة أحمد وغيره ويحيى بن معين ونقل عنه توثيقه في رواية من ثلاثة.(7/142)
11942-وعن خديجة قالت: قلت: يا رسول الله أين أطفالي منك؟ قال: "في الجنة". قلت: بلا عمل؟ قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين". قلت: فأين أطفالي من قبلك؟ قال: "في النار". قلت: بغير عمل؟ قال: "لقد علم الله ما كانوا عاملين".
رواه الطبراني وأبو يعلى ورجالهما ثقات إلا أن عبد الله بن الحارث بن نوفل وابن بريدة لم يدركا خديجة.
11943-وعن ابن عباس قال: كنت أقول في أولاد المشركين هو منهم فحدثني رجل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلقيته فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"ربهم أعلم بهم هو خلقهم وهو أعلم بهم وبما كانوا عاملين". ص.441
11944-وفي رواية: فأمسكت عن قولي.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
11945-وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فسأله رجل فقال: يا رسول
الله ما تقول في اللاهين؟ قال: فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليه كلمة فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة وطاف فإذا هو بغلام قد وقع وهو يعبث بالأرض فنادى مناديه: "أين السائل عن اللاهين؟". فأقبل الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الأطفال ثم قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين هذا من اللاهين".
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه هلال بن خباب وهو ثقة وفيه خلاف،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11946-وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فإذا عبر عنه لسانه {إما شاكراً وإما كفوراً}".
رواه أحمد وفيه أبو جعفر الرازي وهو ثقة وفيه خلاف،وبقية رجاله ثقات. ص.442
11947-وعن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه".
رواه البزار وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف ونقل عن يحيى القطان أنه وثقه.(7/143)
11948-وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه".
رواه البزار وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف ونقل عن يحيى القطان أنه وثقه.
11949-وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه و ينصرانه".
رواه البزار وفيه ممن لم أعرفه غير واحد.
قلت: وقد تقدم حديث الأسود بن سريع وغيره في النهي عن قتل النساء والصبيان في الجهاد.
*3* 29. باب في ذراري المسلمين.
11950-عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يعلم - موسى بن وردان يشك - قال:
"ذراري المسلمين في الجنة يكفلهم إبراهيم صلى الله عليه وسلم".
رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن ثابت وثقه المديني وجماعة وضعفه ابن معين وغيره،وبقية رجاله ثقات. ص.443
11951-وعن الأسود بن سريع قال: قيل: يا رسول الله من في الجنة؟ قال:
"النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة".
رواه الطبراني وفيه جماعة وثقهم ابن حبان وضعفهم غيره،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11952-وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: من في الجنة؟ قال:
"النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والمؤودة في الجنة".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن معاوية بن صالح وهو ثقة.
11953-وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المولود في الجنة والمؤودة في الجنة" وذكر ثالثاً فذهب عني.
رواه البزار وفيه مختار بن مختار تكلم فيه الأزدي وابن إسحاق مدلس،وبقية رجاله ثقات.
قلت: وقد تقدمت أحاديث من هذا النحو في النكاح في حق الزوج وطاعة المرأة لزوجها.
*3* 30. باب في أولاد المشركين.
11954-عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سألت ربي عن اللاهين من ذرية البشر أن لا يعذبهم فأعطانيهم".
رواه أبو يعلى من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن المتوكل وهو ثقة،ولفظها:(7/144)
"سألت الله اللاهين من ذرية البشر فأعطانيهم". ص.444
وقد تقدم حديث في تفسير اللاهين في باب الأطفال.
11955-وعن سمرة بن جندب قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين قال:
"هم خدم أهل الجنة".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وفيه عباد بن منصور وثقه يحيى القطان وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات.
11956-وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأطفال خدم أهل الجنة".
رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط إلا أنهما قالا: "أطفال المشركين". وفي إسناد أبي يعلى يزيد الرقاشي وهو ضعيف،وقال فيه ابن معين: رجل صدق،ووثقه ابن عدي،وبقية رجالهما رجال الصحيح.
*2* 32. كتاب الفتن - أعاذنا الله منها - .
*3* 1. باب التعوذ من الفتن.
11957-ص.449 عن عصمة بن قيس السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم [عن النبي صلى الله عليه وسلم] أنه كان يتعوذ من فتنة المشرق قيل له: فكيف فتنة المغرب؟ قال: "تلك أعظم وأعظم".
رواه الطبراني.
11958-وفي رواية عنده أيضاً: أنه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب.
ورجاله ثقات.
11959-وعن القاسم قال: قال عبد الله: لا يقل أحدكم: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة فإنه ليس منكم أحد إلا يشتمل على فتنة ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاتها فإن الله عز وجل يقول: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة}.
رواه الطبراني وإسناده منقطع وفيه المسعودي وقد اختلط.
*3* 2. باب الاستعاذة من رأس السبعين وغير ذلك.
11960-ص.450 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تعوذوا بالله من رأس السبعين ومن إمارة الصبيان". وقال: "لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع".
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير كامل بن العلاء وهو ثقة.
*3* 3. باب الاستعاذة من يوم السوء ونحوه.
11961-عن عقبة بن عامر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/145)
"اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء ومن صاحب السوء ومن جار السوء في دار المقامة".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*3* 4. باب نقصان الخير.
11962-عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل شيء ينقص إلا الشر فإنه يزاد فيه".
رواه أحمد والطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف ورجل لم يسم.
*3* 5. باب النهي عن مخاصمة الناس.
11963-ص.451 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إياك ومشارة الناس فإنها تدفن العزة وتظهر العورة".
رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات إلا أن شيخ الطبراني محمد بن الحسن بن هديم لم أعرفه.
*3* 6. باب في قوله تعالى: {أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض}.
11964-عن جابر بن عتيك قال: جاءنا عبد الله بن عمر من بني معاوية - قرية من قرى الأنصار - فقال: هل تدري أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدكم هذا؟ قلت: نعم فأشار إلى ناحية منه. قال: هل تدري ما الثلاث التي دعا بهن فيه؟ قلت: نعم. قال: فأخبرني بهن. فقلت: دعا بأن لا يظهر عليهم عدواً من غيرهم وأن لا يهلكهم بالسنين. فأعطيهما. ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم. فمُنعها. قال: صدقت فلا يزال الهرج إلى يوم القيامة.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
11965-وعن شداد بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها [وإن ملك أمتي سيبلغ ما روي لي منها] وإني أعطيت الكنزين: الأبيض والأحمر وإني سألت ص.452
ربي عز وجل أن لا يهلك أمتي بسنة بعامة وأن لا يسلط عليهم عدواً فيهلكهم بعامة وأن لا يلبسهم شيعاً وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فقال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء [فإنه] لا يرد وإني قد أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة وأن لا أسلط عليهم عدواً [ممن سواهم] بعامة فيهلكوهم بعامة حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً وبعضهم يقتل بعضاً وبعضهم يسبي بعضاً".(7/146)
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لا يرفع عنهم إلى يوم القيامة".
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح.
11966-وعن أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"سألت ربي عز وجل أربعاً فأعطاني ثلاثاً ومنعني واحدة. سألت الله عز وجل أن لا تجتمع أمتي على ضلالة فأعطانيها. وسألت الله عز وجل أن لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم قبلهم فأعطانيها. وسألت الله عز وجل أن لا يظهر عليهم عدواً فأعطانيها. وسألت الله عز وجل أن لا يلبسهم شيعاً ويذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها".
رواه أحمد والطبراني وفيه راو لم يسم.
11967-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ص.453
"سألت ربي لأمتي أربع خلال فأعطاني ثلاثاً ومنعني واحدة. سألته أن لا تكفر أمتي صفقة واحدة فأعطانيها. وسألته أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها. وسألته أن لا يعذبهم بما عذب به الأمم قبلهم فأعطانيها. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. ورواه البزار إلا أنه قال: "سألت ربي ثلاثاً".
11968-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سألت ربي عز وجل ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة. سألته أن لا يسلط على أمتي عدواً من غيرهم فأعطانيها. وسألته أن لا يقتل أمتي بالسنة فأعطانيها. وسألته أن لا يلبسهم شيعاً فأبى علي".
رواه الطبراني في الصغير وفيه جنادة بن مروان وهو ضعيف.
11969-وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"سألت ربي عز وجل ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة قلت: يا رب لا تهلك أمتي جوعاً قال: هذه لك. قلت: يا رب لا تسلط عليهم عدواً من غيرهم - يعني أهل الشرك - فيجتاحهم. قال: لك ذلك. قلت: يا رب لا تجعل بأسهم بينهم فمنعني هذه".(7/147)
رواه الطبراني وفيه أبو حذيفة الثعلبي ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات. ص.454
11970-وعن جبر بن عتيك قال: سأل رسول الله في مسجد بني معاوية ثلاثاً فأعطي اثنتين ومنعه واحدة: سأله أن لا يهلك أمته جوعاً وأن لا يظهر عليهم عدواً فأعطيهما وسأله أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها.
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
11971-وعن ابن عباس قال: سأل محمد ربه أن لا يلبسهم شيعاً ولا يذيق بعضهم بأس بعض فأبى.
رواه الطبراني وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ.
11972-وعن نافع بن خالد الخزاعي عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى والناس حوله صلى صلاة خفيفة تامة الركوع والسجود فجلس يوماً فأطال السجود حتى أومأ بعضنا إلى بعض: أن اسكتوا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه. فلما فرغ قال بعض القوم: يا رسول الله أطلت الجلوس حتى أومأ بعضنا إلى بعض أنه ينزل عليك؟ قال: "لا ولكنها صلاة رغبة ورهبة سألت الله فيها ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة. سألته أن لا يعذبكم بعذاب عذب به من كان قبلكم وسألته أن لا يسلط على عامتكم عدواً يستبيحكم فأعطانيهما. وسألته أن لا يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض فمنعنيها".
قلت له: أبوك سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم سمعته يقول: إنه سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد أصابعي هذا العشر الأصابع.
رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح غير نافع بن خالد وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد ورواه البزار.
*3* 7. (بابان فيما شجر بين الصحابة).
*4* 1. باب فيما كان بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والسكوت عما شجر بينهم.
11973-ص.455 ولولا أن الإمام أحمد رحمه الله وأصحاب هذه الكتب أخرجوه في كتبهم ما أخرجته.
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا ذكر أصحابي فأمسكوا".(7/148)
فذكر الحديث وقد تقدم بطوله في كتاب القدر وفيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان وغيره وفيه خلاف،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11974-وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من حفظني في أصحابي ورد على حوضي ومن لم يحفظني من أصحابي لم يرني يوم القيامة إلا من بعيد".
رواه الطبراني وفيه حبيب كاتب مالك وهو متروك.
11975-وعن طارق بن شهاب أن خالد بن الوليد كان بينه وبين سعد بن أبي وقاص كلام فذكر خالد عند سعد فقال: مه فإن ما بيننا لم يبلغ ديننا.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
11976-وعن عروة - يعني ابن الزبير - أن علي بن أبي طالب لقي الزبير في السوق فتعاتبا في شيء من أمر عثمان ص.456
ثم أغلظ له عبد الله بن الزبير فقال له علي: ألا تسمع ما يقول لي. فضربه الزبير حتى وقع.
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة وهو متروك.
11977-وعن أبي راشد قال: جاء رجال من أهل البصرة إلى عبيد بن عمير قالوا: إن إخوانك أهل البصرة يسألونك عن علي وعثمان فقال: وما أقدمكم شيء غير هذا؟ قالوا: نعم قال: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون}.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
11978-وعن طارق بن أشيم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "بحسب أصحابي القتل".
رواه أحمد والطبراني بأسانيد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح.
11979-وعن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"سيكون بعدي فتن يكون فيها ويكون" فقلنا: إن أدركنا ذلك هلكنا قال: "بحسب أصحابي القتل".
11980-وفي رواية: "يذهب الناس فيها أسرع ذهاب".
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات. ورواه البزار كذلك.
11981-وعن الزبير بن العوام في قول الله تبارك وتعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} قال: ص.457(7/149)
كنا نتحدث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم نحسب أنا أهلها حتى نزلت فينا.
رواه البزار وفيه حجاج بن نصير ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويهم. ووثقه ابن معين في رواية وضعفه جماعة،وبقية رجاله رجال الصحيح.
11982-وعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة".
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف جداً.
11983-وعن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"رأيت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دماء بعض وسبق ذلك من الله عز وجل كما سبق في الأمم فسألته أن يوليني شفاعة يوم القيامة فيهم ففعل".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح إلا أن رواية أحمد عن ابن أبي حسين أنبأ أنس عن أم حبيبة. ورواية الطبراني عن الزهري عن أنس.
11984-وعن عبد الله بن يزيد الخطمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عذاب أمتي في دنياها".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات.
11985-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أمتي أمة مرحومة قد رفع عنهم العذاب إلا عذابهم أنفسهم بأيديهم". ص.458
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن مسلمة الأموي وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال: يخطئ،وبقية رجاله ثقات.
11986-وعن معقل بن يسار أنه دخل على عبيد الله بن زياد يعوده فقال له معقل: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن عقوبة هذه الأمة بالسيف وموعدهم الساعة والساعة أدهى وأمر".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف.
11987-وعن أبي بردة قال: خرجت من عند عبيد الله بن زياد فرأيته يعاقب عقوبة شديدة فجلست إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عقوبة هذه الأمة بالسيف".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(7/150)
11988-وعن أبي بردة قال: جعلت رؤوس هذه الخوارج تجيء فأقول إلى النار فقال لي عبد الله بن يزيد: ما يدريك؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "جعل الله عذاب هذه الأمة في دنياهم".
رواه الطبراني في الكبير والصغير باختصار والأوسط كذلك ورجال الكبير رجال الصحيح.
*4* 2. باب.
11989-عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة فقال أبو بكر: أنا أدركها؟ قال: "لا" قال عمر: ص.459
يا رسول الله أدركها؟ قال: "لا". فقال عثمان: يا رسول الله أنا أدركها؟ قال: "بك يبتلون".
رواه البزار وفيه ماعز التميمي ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد،وبقية رجاله ثقات.
11990-وعن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن".
رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه غير منسوب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
11991-وعن عبد الله بن حوالة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل دومة وعنده كاتب يملي عليه فقال: "ألا أكتبك يا ابن حوالة؟". قلت: ما أدري ما خار الله لي ورسوله فأعرض عني.
وقال إسماعيل مرة [في الأولى: "نكتبك يا ابن حوالة؟". قلت: لا أدري فيم يا رسول الله فأعرض عني] فأكب على كاتبه يملي عليه ثم قال: "أنكتبك يا ابن حوالة؟". قلت: ما أدري ما خار الله لي ورسوله فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه.
قال: فنظرت فإذا في الكتاب عمر فعرفت أن عمر لا يكتب إلا في خير. ثم قال: "أنكتبك يا ابن حوالة؟". قلت: نعم قال: "يا ابن حوالة كيف تفعل في فتن تخرج من أطراف الأرض كأنها صياصي بقر؟". قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله. ص.460
قال: "فكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأخرى فيها انتفاجة أرنب؟". قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله قال: "اتبعوا هذا" ورجل مقفى حينئذ فانطلقت فسعيت فأخذت بمنكبه فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: هذا؟ قال: "نعم". فإذا هو عثمان بن عفان.(7/151)
11992-وفي رواية عنه: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر من أسفاره فنزل الناس منزلاً ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل دومة فرآني مقبلاً من حاجة لي وليس غيره وغير كاتبه.
وقال فيه: فإذا في صدر الكتاب أبو بكر وعمر.
وقال فيه: أصنع ماذا يا رسول الله؟ قال: "عليك بالشام".
وقال فيه: فلا أدري كيف قال في الآخرة ولئن علمت كيف قال في الآخرة أحب إلى من كذا وكذا.
رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما رجال الصحيح.
11993-وعن شقيق قال: لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد: ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان؟ قال: أبلغه عني أني لم أفر يوم عينين - قال عاصم: يوم أحد - ولم أتخلف عن بدر ولم أترك سنة عمر. قال: فانطلق فخبر بذلك عثمان قال: فقال: أما قوله: إني لم أفر يوم عينين فكيف يعيرني بذنب قد عفا الله عنه؟ فقال: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم}. ص.461
وأما قوله: إني تخلفت يوم بدر فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم فقد شهد. وأما قوله: إني لم أترك سنة عمر فإني لا أطيقها أنا ولا هو فائته فحدثه بذلك.
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني باختصار والبزار بطوله بنحوه وفيه عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث،وبقية رجاله ثقات.(7/152)
11994-وعن سعيد بن المسيب قال: كان لعثمان آذن فكان يخرج بين يديه إلى الصلاة قال: فخرج يوماً فصلى والآذن بين يديه ثم جاء فجلس الآذن ناحية ولف رداءه فوضعه تحت رأسه واضطجع ووضع الدرة بين يديه فأقبل علي في إزار ورداء وبيده عصا فلما رآه الآذن من بعيد قال: هذا علي قد أقبل فجلس عثمان فأخذ عليه رداءه فجاء حتى قام على رأسه فقال: اشتريت ضيعة آل فلان ولوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائها حق أما إني قد علمت أنه لا يشتريها غيرك. فقام عثمان وجرى بينهما كلام حتى ألقى الله عز وجل وجاء العباس فدخل بينهما ورفع عثمان على علي الدرة. ورفع علي على عثمان العصا فجعل العباس يسكنهما ويقول لعلي: أمير المؤمنين ويقول لعثمان: ابن عمك. فلم يزل حتى سكتا فلما أن كان من الغد رأيتهما وكل منهما آخذ بيد صاحبه وهما يتحدثان.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
11995-وعن أبي عون الأنصاري أن عثمان بن عفان قال لابن مسعود: هل ص.462
أنت منته عما بلغني عنك؟ فاعتذر إليه بعض العذر فقال عثمان: ويحك إني قد حفظت وسمعت وليس كما سمعت،إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنه سيقتل أمير وينتزي منتز". وإني أنا المقتول وليس عمر،إنما قتل عمر واحد وإنه يجتمع علي.
رواه أحمد ورجاله ثقات.(7/153)
11996-وعن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان أناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر فقال: إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني نشدتكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشاً على سائر الناس؟ ويؤثر بني هاشم على سائر قريش؟ فسكت القوم فقال [عثمان]: لو أن بيدي مفاتيح الجنة أعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم. فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان: ألا أحدثكما عنه؟ - يعني عماراً - أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذاً بيدي نتمشى في البطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون فقال أبو عمار: يا رسول الله الدهر هكذا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "اصبر". ثم قال: "اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أنه منقطع.
11997-وعن إبراهيم - يعني ابن عبد الرحمن بن عوف - قال: قال عثمان: إن وجدتم في كتاب الله عز وجل أن تضعوا رجلي في القيد فضعوها.
رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح. ص.463
11998-وعن أسلم مولى عمر قال: شهدت عثمان يوم حوصر في موضع الجنائز ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فقام طلحة بن عبيد الله فقال له عثمان: ألا أراك ههنا؟ ما كنت أرى أنك تكون في جماعة قوم يسمعون ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني،أنشدك بالله يا طلحة أتذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك؟ قال: نعم. فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا طلحة إنه ليس من نبي إلا معه من أصحابه رفيق من أمته في الجنة وإن عثمان بن عفان هذا - يعنيني - رفيقي في الجنة"؟ قال طلحة: اللهم نعم. ثم انصرف.
قلت: روى النسائي طرفاً منه بإسناد منقطع.(7/154)
رواه عبد الله وفيه أبو عبادة الزرقي وهو متروك. ورواه أبو يعلى في الكبير وأسقط أبا عبادة من السند.
11999-وعن عبادة بن زاهر أبي رواع قال: سمعت عثمان يخطب قال: إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا ويغزو معنا ويواسينا بالقليل والكثير وإن ناساً يعلموني به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط.
رواه أحمد وأبو يعلى في الكبير وزاد: فقال له أعين ابن امرأة الفرزدق: يا نعثل إنك قد بدلت. فقال: من هذا؟ فقالوا: أعين. فقال: بل أنت أيها العبد. قال: فوثب الناس إلى أعين. قال: وجعل رجل من بني ليث يزعهم عنه حتى أدخله داره. ص.464
ورجالهما رجال الصحيح غير عباد بن زاهر وهو ثقة.(7/155)
12000-وعن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: بلغ عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فتلقاهم في قرية له خارج المدينة وكره أن يدخلوا عليه - أو كما قال - فلما علموا بمكانه أقبلوا إليه فقالوا: ادع لنا بالمصحف فدعا - يعني به - فقال: افتح فقرأ حتى انتهى إلى هذه الآية: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون} فقالوا: أحمى الله أذن لك به أم على الله تفتري؟ فقال: امض نزلت في كذا وكذا وأما الحمى فإن عمر حمى الحمى لإبل الصدقة فلما وليت فعلت الذي فعل وما زدت على ما زاد ولا أراه إلا قال: وأنا يومئذ ابن كذا وكذا سنة. قال: ثم سألوه عن أشياء جعل يقول: امضه نزلت في كذا كذا. ثم سألوه عن أشياء عرفها لم يكن عنده فيها مخرج فقال: أستغفر الله ثم قال: ما تريدون؟ قالوا: نريد أن لا يأخذ أهل المدينة العطاء فإن هذا المال للذي قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. قال: فرضي ورضوا. قال: وأخذوا عليه قال: وكتبوا عليه كتاباً وأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا ولا يفارقوا جماعة قال: فرضي ورضوا. قال: فأقبلوا معه إلى المدينة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: والله إني ما رأيت وفداً هم خير من هذا الوفد ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه ومن كان له ضرع فليحتلبه ألا إنه لا مال لكم عندنا إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: فغضب الناس وقالوا: هذا مكر بني أمية ورجع الوفد راضون فلما كانوا ببعض الطريق إذا راكب يتعرض لهم ثم يفارقهم ويعود إليهم ويسبهم فأخذوه فقالوا: ما شأنك؟ إن لك لشأناً؟ قال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ففتشوه فإذا معه كتاب على لسان عثمان عليه خاتمه: أن ص.465(7/156)
يصلبهم أو يضرب أعناقهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم قال: فرجعوا وقالوا: قد نقض العهد وأحل الله دمه. فقدموا المدينة فأتوا علياً فقالوا: ألم تر إلى عدو الله كتب فينا بكذا وكذا؟ قم معنا إليه فقال: والله لا أقوم معكم قال: فلم كتب إلينا؟ قال: والله ما كتب إليكم كتاباً قط. فنظر بعضهم إلى بعض ثم قال بعضهم: ألهذا تقاتلون أم لهذا تغضبون؟ وخرج علي فنزل قرية خارجاً من المدينة فأتوا عثمان فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا؟ فقال: إنما هما اثنتان أن تقيموا شاهدين أو يمين بالله ما كتبت ولا أمليت ولا علمت وقد تعلمون الكتاب يكتب على لسان الرجل وقد ينقش الخاتم على الخاتم قال: فحصروه فأشرف عليهم ذات يوم فقال: السلام عليكم،فما أسمع أحداً رد عليه إلا أن يرد رجل في نفسه فقال: أنشدكم بالله أعلمتم أني اشتريت رومة من مالي أستعذب بها فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين؟ قيل: نعم قال: فعلام تمنعوني أشرب من مائها حتى أفطر على ماء البحر؟ قال: نشدتكم بالله فهل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من مالي فزدته في المسجد؟ قالوا: نعم قال: فهل علمتم أن أحداً منع فيه الصلاة قبلي؟ ثم ذكر شيئاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وأراه ذكر كتابته المفصل بيده قال: ففشا الخبر وقيل: مهلاً عن أمير المؤمنين.
قلت: روى الترمذي بعضه.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أبي سعيد مولى أبي أسيد وهو ثقة.
12001-وعن المغيرة ابن شعبة أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال: إنك إمام العامة وقد نزل بك ما ترى وأنا أعرض عليك خصالاً ثلاثاً فاختر إحداهن إما أن تخرج فتقاتلهم فإن معك عدداً وقوة وأنت على الحق وهم على الباطل. ص.466(7/157)
وإما أن تخرق لك باباً سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة فإنهم لن يستحلوك وأنت بها وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية. فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتلهم فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك الدماء وأما أن أخرج إلى مكة فإنهم لن يستحلوني بها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم".
فلن أكون أنا إياه وأما أن ألحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعاً من المغيرة.
قلت: ولهذا الحديث طرق في فضل مكة في الحج.
12002-وعن النعمان بن بشير قال: مات رجل منا يقال له: خارجة بن زيد فسجيناه بثوب وقمت أصلي إذ سمعت ضوضاء فانصرفت فإذا أنا به يتحرك فقال: أجلد القوم أوسطهم عبد الله عمر أمير المؤمنين القوي في جسمه القوي في أمر الله عز وجل،عثمان بن عفان أمير المؤمنين العفيف المتعفف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة خلت ليلتان وبقيت أربع واختلف الناس ولا نظام لهم،يا أيها الناس أقبلوا على إمامكم واسمعوا ص.467
وأطيعوا،هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن رواحة ثم قال: وما فعل زيد بن خارجة؟ - يعني أباه - ثم قال: أخذت بئر أريس ظلماً ثم هدأ الصوت.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدمت له طرق في كتاب الخلافة.(7/158)
12003-وعن عبد الله بن رافع عن أمه قال: خرجت الصعبة بنت الحضرمي فسمعناها تقول لأبيها - طلحة بن عبيد الله - : إن عثمان قد اشتد حصره فلو كلمت فيه حتى يرفه عنه. قال: وطلحة يغسل أحد شقي رأسه فلم يجبها فأدخلت يديها في كم درعها فأخرجت ثدييها وقالت: أسألك بما حملتك وأرضعتك إلا فعلت. فقام ولوى شق شعر رأسه حتى عقده وهو مغسول ثم خرج حتى أتى علياً وهو جالس في جنب داره فقال طلحة ومعه أمه وأم عبد الله بن رافع: لو رفعت الناس عن هذا فقد اشتد حصره قال: فنقر بقدح في يده ثلاث مرات ثم رفع رأسه فقال: والله ما أحب من هذا شيئاً يكرهه.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم،والظاهر أن هذا ضعيف لأن علياً لم يكن بالمدينة حين حصر عثمان ولا شهد قتله.
12004-وعن محمد بن سيرين أن محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة وكعباً ركبا سفينة في البحر فقال محمد: يا كعب أما تجد سفينتنا هذه في التوراة كيف تجري؟ قال: لا ولكن أجد فيها رجلاً أشقى الفتية من قريش ينزو في الفتية نزو الحمار فاتق لا تكن أنت هو. قال ابن سيرين: فزعموا أنه كان هو. ص.468
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12005-وعن فاطمة بنت علي وعبد الله بن جعفر قالا: دخل علي بن أبي طالب على عمار بن ياسر وهو آخذ بتلابيب الحسن بن علي فقال له علي: [ما لك] ما لك ولابن أخيك؟ قال: زعم أنه لا يكفر عثمان فقال له علي: تؤمن بما يكفر به عثمان وتكفر بما يؤمن به عثمان؟ قال: لا قال: فأرسل ابن أخيك فلما خرج الحسن قال له علي: يا عمار أما تعلم أن عثمان آمن بالله وكفر باللات والعزى؟ قال: بلى.
رواه الطبراني وفيه المسور بن الصلت وهو متروك.(7/159)
12006-وعن وثاب - وكان ممن أدركه عتق عثمان وكان يقوم بين يدي عثمان - قال: بعثني عثمان فدعوت له الأشتر - قال ابن عون: فأظنه قال: - فطرحت له وسادة ولأمير المؤمنين وسادة قال: يا أشتر ما تريد الناس مني؟ قال: ثلاثاً ما من إحداهن بد. قال: ما هن؟ قال: يخيرونك بين أن تدع لهم أمرهم فتقول: هذا أمركم فاختاروا له من شئتم؟ وبين أن تقتص من نفسك؟ فان أبيت فان القوم قاتلوك. قال: ما من إحداهن بد؟ قال: ما من إحداهن بد. قال: أما أن أخلع لهم أمرهم فما كنت لأخلع سربالاً سربلته.
قال: وقال الحسن: قال: والله لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أخلع أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم ينزو ببعضها على بعض - وهذا أشبه بكلام عثمان رضى الله عنه - .
وأما أن أقتص من نفسي فوالله لقد علمت أن صاحباي كانا يعاقبان وما يقوم بدني للقصاص. وأما أن يقتلوني فوالله لئن قتلتموني لا تحابون بعدي أبداً ولا تقاتلون بعدي عدواً جميعاً أبداً. ص.469
فقام الأشتر فانطلق فمكثنا فقلنا: لعل الناس إذ جاء رجل كأنه ذئب فاطلع من باب ثم رجع ثم جاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلاً حتى انتهوا إلى عثمان فأخذ بلحيته فقال بها وقال بها حتى سمعت وقع أضراسه فقال: ما أغنى عنك معاوية؟ ما أغنى عنك ابن عامر؟ ما أغنى عنك كتبك؟ قال: أرسل لحيتي يا ابن أخي [أرسل لحيتي يا ابن أخي]. قال: فأنا رأيته استدعى رجلاً من القوم بعينه فقام إليه بمشقص حتى وجأه به في رأسه؟ قلت: ثم مه؟ قال: تعاونوا والله عليه حتى قتلوه.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير وثاب وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد.
12007-وعن نائلة بنت القرافصة امرأة عثمان قالت: نعس أمير المؤمنين عثمان فأغفى فاستيقظ فقال: ليقتلني القوم فقلت: كلا إن شاء الله لم تبلغ ذلك إن رعيتك استعتبوك قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر فقالوا: تفطر عندنا الليلة.
رواه عبد الله وفيه من لم أعرفهم.(7/160)
12008-وعن كثير بن الصلت قال: نام عثمان في ذلك اليوم الذي قتل فيه وهو يوم الجمعة فلما استيقظ قال: ولولا أن تقول الناس تمنى عثمان أمنيته لحدثتكم حديثاً قال: قلنا: حدثنا أصلحك الله فلسنا نقول كما تقول الناس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي هذا فقال: إنك شاهد معنا الجمعة. ص.470
رواه أبو يعلى في الكبير وفيه أبو علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
12009-وعن ابن عمر أن عثمان أصبح يحدث الناس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: يا عثمان أفطر عندنا فأصبح صائماً وقتل من يومه رضي الله عنه وكرم وجهه.
رواه أبو يعلى في الكبير،والبزار وفيه من لم أعرفه.
12010-وعن مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان أن عثمان بن عفان أعتق عشرين عبداً مملوكاً ودعا بسراويل فشدها عليه ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام وقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام وأبا بكر وعمر فقالوا لي: اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة. ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه.
رواه عبد الله وأبو يعلى في الكبير ورجالهما ثقات.
12011-وعن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: قتل عثمان سنة خمس وثلاثين وكانت الفتنة خمس سنين منها أربعة أشهر للحسن.
رواه عبد الله والطبراني. وابن عقيل لم يدرك القصة وفيه خلاف.
12012-وعن أبي العالية قال: كنا بباب عثمان في عشر الأضحى.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. ص.471
12013-وعن أبي معشر قال: وقتل عثمان [يوم الجمعة] لثمان عشرة ومضت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وكانت خلافته ثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً.
رواه أحمد وإسناده منقطع.
12014-وعن أبي عثمان النهدي أن عثمان قتل في أوسط أيام التشريق.
رواه عبد الله ورجاله رجال الصحيح.
12015-وعن عبد الله بن فروخ قال: شهدت عثمان دفن في ثيابه بدمائه ولم يغسل.
رواه عبد الله.(7/161)
12016-وعن قتادة قال: صلى الزبير على عثمان ودفنه وكان أوصى إليه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك القصة.
*3* 8. باب في يوم الجرعة.
12017-عن أبي ثور الحداني - حي من مراد - قال: دفعت إلى حذيفة وأبي مسعود وهما في مسجد الكوفة أيام الجرعة حيث ص.472
صنع الناس بسعيد بن العاص ما صنعوا وأبو مسعود يعلم الناس ويقول: والله ما أرى أن ترتد على عقبيها حتى يكون فيها دماء فقال حذيفة: والله لترتدن على عقبيها ولا يكون فيها محجمة من دم ولا أعلم اليوم فيها شيئاً إلا علمته ومحمد صلى الله عليه وسلم حي.
12018-وفي رواية: عن أبي ثور الحداني قال: دفعت إلى حذيفة وأبي مسعود في المسجد وأبو مسعود يقول: والله ما كنت أرى أن ترتد على عقبيها ولم يهراق فيها محجمة من دم فقال حذيفة: لكن قد علمت أنها سترتد على عقبيها وإنه يهراق فيها محجمة من دم أن الرجل ليصبح مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً فينكس قلبه فتعلوه استه يقاتل في الفتنة اليوم ويقتله الله غداً. فقال أبو مسعود: صدقت هكذا حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة.
رواه والذي قبله الطبراني ورجال هذه الرواية رجال الصحيح غير أبي ثور وهو ثقة.
*3* 9. (أبواب في وقعتي الجمل وصفين).
*4* 1. باب فيما كان في الجمل وصفين وغيرهما.
12019-عن الحسن - يعني البصري - قال: سمعت جندباً يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"كيف أنتم بأقوام يدخل قادتهم الجنة ويدخل أتباعهم النار؟". قالوا: يا رسول الله وإن عملوا بمثل أعمالهم؟ فقال: "وإن عملوا بمثل أعمالهم". قالوا: وأنى يكون ذلك يا رسول الله؟ قال: "يدخل قادتهم الجنة بما سبق لهم ويدخل الأتباع النار بما أحدثوا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الصلت بن دينار وهو متروك. ص.473
12020-وعن حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(7/162)
"يكون لأصحابي زلة يغفرها الله لهم بصحبتهم وسيتأسى بهم قوم بعدهم يكبهم الله على مناخرهم في النار".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن أبي الفياض قال ابن يونس: يروي عن أشهب مناكير،قلت: وهذا مما رواه عن أشهب.
12021-وعن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ليدخلن أمير فتنة الجنة وليدخلن من معه النار".
رواه البزار موقوفاً ومرفوعاً على حذيفة ورجال الموقوف رجال الصحيح،وفي المرفوع عمر بن حبيب وهو ضعيف جداً.
12022-وعن أبي بكرة قال: قيل: ما منعك أن لا تكون قاتلت يوم الجمل؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يخرج قوم هلكى لا يفلحون قائدهم امرأة قائدهم في الجنة".
قلت: له في الصحيح: هلك قوم ولوا أمرهم امرأة.
رواه البزار وفيه عمر بن الهجنع ذكر الذهبي في ترجمته هذا الحديث في منكراته وعبد الجبار بن العباس قال أبو نعيم: لم يكن بالكوفة أكذب منه. ووثقه أبو حاتم.
12023-وعن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.474
"إنه سيكون [بعدي] اختلاف وأمر فإن استطعت أن تكون السلم فافعل".
رواه عبد الله ورجاله ثقات.
12024-وعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب:
"إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر". قال: أنا يا رسول الله؟ قال: "نعم". قال: أنا أشقاهم يا رسول الله؟ قال: "لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها".
رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات.
12025-وعن قيس بن أبي حازم أن عائشة لما نزلت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت: ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا: "أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب".
فقال لها الزبير: ترجعين عسى الله أن يصلح بك بين الناس.
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح.
12026-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه:(7/163)
"ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأديب تخرج فينبحها كلاب حوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعد ما كادت".
رواه البزار ورجاله ثقات. ص.475
12027-وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: كنا عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار فقال: "ألا أخبركم بخياركم؟". قالوا: بلى قال: "خياركم الموفون المطيبون إن الله يحب الخفي التقي".
قال: ومر علي بن أبي طالب فقال: "الحق مع ذا الحق مع ذا".
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
12028-وعن أبي جرو المازني قال: شهدت علياً والزبير حين تواقفا فقال له علي: يا زبير أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنك تقاتل وأنت ظالم؟". قال: نعم ولم أذكر إلا في موقفي هذا ثم انصرف.
رواه أبو يعلى وفيه عبد الملك بن مسلم قال البخاري: لم يصح حديثه.
12029-وعن علي أنه صعد المنبر يوم الجمعة فخطب ثم قام إليه الأشعث فقال: غلبتنا عليك الحميراء فقال:
"من يعذرني من هؤلاء الضيارطة؟ يتخلف أحدهم يتقلب على حشاياه وهؤلاء يهجرون إلى ذكر الله إن طردتهم إني إذاً لمن الظالمين". والله لقد سمعته يقول: "ليضربنكم على الدين عوداً كما ضربتموهم عليه بدءاً". ص.476
رواه أبو يعلى وفيه عباد بن عبد الله الأسدي وثقه ابن حبان وقال البخاري: فيه نظر.(7/164)
12030-وعن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي بن أبي طالب أنه كان معه يوم الجمعة زيد بن صوحان وهو يخطب على منبر من آجر والموالي حوله فقام فتكلم بكلام لا أدري ما هو فغضب علي حتى احمر وجهه فبينا نحن كذلك إذ جاء الأشعث بن قيس يتخطى الناس فقال: غلبتنا على وجهك هذه الحميراء. فضرب زيد بن صوحان على فخذي وقال: إنا لله والله لتبدين العرب ما كانت تكتم. ثم قال: من يعذرني من هذه الضيارطة؟ يتقلب أحدهم على فراشه ويغدو قوم إلى ذكر الله فما تأمرني؟ أفأطردهم فأكون من الظالمين؟ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليضربنكم على الدين عوداً كما ضربتموه عليه بدءاً".
رواه البزار وفيه عباد بن عبد الله الأسدي وثقه ابن حبان وقال البخاري: فيه نظر،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12031-وعن محمد بن إبراهيم التيمي أن فلاناً دخل المدينة حاجاً فأتاه الناس يسلمون عليه فدخل سعد فسلم فقال: وهذا لم يعنا على حقنا على باطل غيرنا قال: فسكت عنه [ساعة] فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقال: هاجت فتنة وظلمة فقال لبعيري: إخ إخ فأنخت حتى انجلت فقال رجل: إني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أر فيه إخ إخ [قال: فغضب سعد] فقال: أما إذ قلت ذاك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"علي مع الحق أو الحق مع علي حيث كان". ص.477
قال: من سمع ذلك؟ قال: قاله في بيت أم سلمة قال: فأرسل إلى أم سلمة فسألها فقالت: قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقال الرجل لسعد: ما كنت عندي قط ألوم منك الآن فقال: ولم؟ قال: لو سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم لم أزل خادماً لعلي حتى أموت.
رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح.(7/165)
12032-وعن زيد بن وهب قال: بينا نحن حول حذيفة إذ قال: كيف أنتم وقد خرج أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وسلم فرقتين يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف؟ فقلنا: يا أبا عبد الله وإن ذلك لكائن؟ فقال بعض أصحابه: يا أبا عبد الله فكيف نصنع إن أدركنا ذلك زمان؟ قال: انظروا الفرقة التي تدعوا إلى أمر علي فالزموها فإنها على الهدى.
رواه البزار ورجاله ثقات.
12033-وعن زهدم الجرمي قال: كنا في سمر ابن عباس فقال: إني لمحدثكم بحديث ليس بسر ولا علانية: إنه لما كان من أمر هذا الرجل ما كان - يعني عثمان - قلت لعلي: اعتزل فلو كنت في جحر طلبت حتى تستخرج. فعصاني وايم الله ليتأمرن عليكم معاوية وذلك بأن الله تبارك وتعالى يقول: {ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً} ولتحملنكم قريش على سنة فارس والروم ولتؤمنن عليكم اليهود والنصارى والمجوس فمن أخذ منكم [يومئذ] بما يعرف فقد نجا ومن ترك وأنتم تاركون كنتم كقرن من القرون [فيمن] هلك.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. ص.478
12034-وعن ابن عباس قال: لما بلغ أصحاب علي حين ساروا إلى البصرة أن أهل البصرة قد اجتمعوا لطلحة والزبير شق عليهم ووقع في قلوبهم فقال علي: والذي لا إله غيره ليظهرن أهل البصرة وليقتلن طلحة والزبير وليخرجن إليكم من الكوفة ستة آلاف وخمسمائة وخمسون رجلاً أو خمسة آلاف وخمسمائة وخمسون رجلاً - شك الأحلج - . قال ابن عباس: فوقع ذلك في نفسي فقال: يا أهل الكوفة فلما أتى أهل الكوفة خرجت فقلت: لأنظرن فإن كان كما يقول فهو أمر سمعه وإلا فهي خديعة الحرب فرأيت رجلاً من الجيش فسألته فوالله ما عتم أن قال ما قال علي.
قال ابن عباس: وهو مما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره.
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف.(7/166)
12035-وعن قيس بن عدي قال: سمعت عمرو بن ثابت يوم البصرة يقول: أحلف بالله ليهزمن الجمع وليولن الدبر فقال رجل من النخع: أعوذ بالله من شرك يا أبا اليقظان أن تقول ما لا علم لك به! قال: لأنا أشر من جمل يجر خطامه بين نجد وتهامة إن كنت أقول ما لا علم لي به.
رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت البكري وهو متروك.
12036-وعن يزيد بن معاوية البكائي قال: كنت [جالساً] مع عبد الله بن مسعود وحذيفة فمروا عليهما بامرأة ورجل ص.479
على جمل قد خولف وجوههما فقال أحدهما لصاحبه: هذا الذي كنا نتحدث عنه. قال: لا إن مع ذلك البارقة.
رواه الطبراني وإسناده ضعيف.
12037-وعن عمير بن سعيد قال: كنا جلوساً مع ابن مسعود وأبو موسى عنده وأخذ الوالي رجلاً فضربه وحمله على جمل فجعل الناس يقولون: الجمل الجمل. فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن هذا الجمل الذي كنا نسمع قال: فأين البارقة؟.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(7/167)
12038-وعن سعيد بن كوز قال: كنت مع مولاي يوم الجمل فأقبل فارس فقال: يا أم المؤمنين فقالت عائشة: سلوه من هو؟ قيل: من أنت؟ قال: أنا عمار بن ياسر قالت: قولوا له: ما تريد؟ قال: أنشدك بالله الذي أنزل الكتاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك أتعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل علياً وصياً على أهله وفي أهله؟ قالت: اللهم نعم قال: فما لك؟ قالت: أطلب بدم عثمان أمير المؤمنين. قال: فتكلم ثم جاء فوارس أربعة فهتف بهم رجل منهم. قال: تقول عائشة: ابن أبي طالب ورب الكعبة سلوه من هو؟ ما يريد؟ قالوا: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب قالت: سلوه: ما يريد؟ قالوا: ما تريد؟ قال: أنشدك بالله الذي أنزل الكتاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك أتعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلني وصياً على أهله وفي أهله؟ قالت: اللهم نعم قال: فما لك؟ قالت: أطلب بدم أمير المؤمنين عثمان. قال: أريني قتلة عثمان. ثم انصرف والتحم القتال قال: فرأيت هلال بن وكيع رأس بني تميم معه غلام له حبشي مثل الجان وهو يقاتل بين يدي عائشة وهو يقول.
أضربهم بذكر القطاط * إذ فرعون وأبو حماط
ونكب الناس عن الصراط ص.480
فحانت مني التفاتة فإذا هو قد شدخ وغلامه.
رواه الطبراني. وسعيد بن كوز وأسباط بن عمرو الراوي عنه لم أعرفهما،وبقية رجاله ثقات.
12039-وعن أبي بكرة قال: لما كان يوم الجمل رأى علي الرؤوس تندر فأخذ بيد الحسين فوضعها على بطنه ثم قال: أي خير بعد هذا؟
رواه الطبراني وفيه فهد بن عوف وهو كذاب.
12040-وعن محمد بن قيس قال: ذكر لعائشة يوم الجمل قالت: والناس يقولون: يوم الجمل؟ قالوا: نعم قالت: وددت أني كنت جلست كما جلس أصحابي وكان أحب إلي أن أكون ولدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة كلهم مثل عبد الرحمن الحارث بن هشام ومثل عبد الله بن الزبير.(7/168)
رواه الطبراني وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف يكتب حديثه،وبقية رجاله ثقات.
*4* 2. باب فيما كان بينهم يوم صفين - رضي الله عنهم - .
12041-عن عامر الشعبي قال: لما خرج علي إلى صفين استخلف أبا مسعود على الكوفة وكان رجال من أهل الكوفة استخفوا [علياً] فلما خرج ظهروا فكان ناس يأتون أبا مسعود فيقولون: قد والله أهلك الله أعداءه وأظفر المؤمنين فيقول أبو مسعود: إني والله ما أعده ظفراً ولا عافية أن تظهر إحدى الطائفتين على الأخرى قالوا: فمه؟ قال: ص.481
يكون بين القوم صلح فلما قدم علي ذكروا ذلك له فقال علي: اعتزل عملنا قال: وذاك مه؟ قال: إنا وجدناك لا تعقل عقلة قال: أما أنا فقد بقي من عقلي ما أعلم أما الآخر شر.
رواه الطبراني وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه جماعة،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12042-وعن علي قال: عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
12043-وفي رواية: أمرت بقتال الناكثين - فذكره - .
رواه البزار والطبراني في الأوسط وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعيد ووثقه ابن حبان.
12044-وعن عبد الله بن مسعود قال: أمر علي بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلم بن كيسان الملائي وهو ضعيف.
12045-وعن أبي سعيد عقيصاء قال: سمعت عماراً ونحن نريد صفين يقول: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
رواه الطبراني وأبو سعيد متروك. ص.482
ورواه أبو يعلى بإسناد ضعيف.
12046-وعن قيس بن أبي حازم قال: قال علي رضي الله عنه: انفروا إلى بقية الأحزاب انفروا بنا إلى ما قال الله ورسوله إنا نقول: صدق الله ورسوله ويقولون: كذب الله ورسوله.
رواه البزار بإسنادين في أحدهما يونس بن أرقم وهو لين وفي الآخر: السيد بن عيسى قال الأزدي: ليس بذاك،وبقية رجالهما ثقات.(7/169)
12047-وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم عبد الله بن عمرو ذات
يوم وكانت امرأة تلطف برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كيف أنت يا أم عبد الله؟". قالت: بخير بأبي أنت يا رسول الله وأمي فكيف أنت؟ قال: "بخير". قالت: عبد الله رجل قد تخلى من الدنيا قال: "وكيف؟". قالت: حرم النوم فلا ينام ولا يفطر ولا يطعم اللحم ولا يؤدي إلى أهله حقهم قال: "فأين هو؟". قالت: خرج ويوشك قال: "فإذا رجع فاحبسيه". قالت: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء عبد الله فأوشك رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة وقال: "يا عبد الله بن عمرو ما هذا الذي بلغني عنك؟". قال: و ماذا يا رسول الله؟ قال: "بلغني أنك لا تنام ولا تفطر". قال: أردت بذلك الأمن من يوم الفزع الأكبر. قال: "وبلغني أنك لا تطعم اللحم". قال: أردت بذلك طعاماً خيراً منه في الجنة قال: "وبلغني أنك لا تؤدي إلى أهلك حقهم". قال: أردت بذلك نساء هن خير منها في الجنة. قال: "يا عبد الله بن عمرو إن لك في رسول الله أسوة حسنة فرسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ويفطر وينام ويقوم ويأكل اللحم ويؤدي إلى أهله حقهم. ص.483(7/170)
يا عبد الله إن لله عز وجل عليك حقاً وإن لبدنك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً". قال: يا رسول الله تأمرني أن أصوم خمسة أيام وأفطر يوماً؟ قال: "لا". قال: فأصوم أربعة أيام وأفطر يوماً؟ قال: "لا". قال: فأصوم ثلاثة أيام وأفطر يوماً؟ قال: "لا". قال: فأصوم يومين وأفطر يوماً؟ قال: "لا". قال: أفأصوم يوماً وأفطر يوماً؟ قال: "ذلك صوم أخي داود يا عبد الله بن عمرو وكيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم ومواثيقهم وكانوا هكذا". وخالف بين أصابعه. قال: فما تأمرني؟ قال: "تأخذ بما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل لخاصة نفسك وتدع الناس وعوام أمورهم". ثم أخذ بيده وأقبل يمشي به حتى وضع يده في يد أبيه قال: "أطع أباك". فلما كان يوم صفين قال له أبوه: يا عبد الله اخرج فقاتل فقال: يا أبتاه تأمرني أن أخرج فأقاتل وقد سمعت ما سمعت يوم يعهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعهد؟ قال: أنشدك الله يا عبد الله بن عمرو ألم يكن آخر ما عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخذ بيدك فوضعها في يدي ثم قال: "أطع أباك؟". قال: بلى قال: فإني أعزم أن تخرج فتقاتل. فخرج متقلداً بسيف فلما انكشفت الحرب أنشأ عمرو بن العاص يقول:
شبت الحرب فأعددت لها * مقرع الحارك مروي الثبج
يصل الشد بشد وإذا * وثب الحبل من الشد معج
جرشع أعضمه جفرته * فإذا ابتلَّ منَ الماءِ حدج
وأنشأ عبد الله بن عمرو يقول:
ولو شهدت جمل مقامي ومشهدي * بصفين يوماً شاب منها الذوائب
عشية جا أهل العراق كأنهم * سحاب ربيع رفعته الجنائب
وجئناهم نردى كأن صفوفنا * من البحرِ موج مده متراكب ص.484
إذا قلت قد ولوا سراعا بدت لنا * كتائبُ منهمْ وارجحنتْ كتائب
فدارت رحانا واستدارت رحاهم * سراةَ النهارِ ما تولى المناكب
فقالوا: لنا إنا نرى أن تبايعوا * علياً فقلنا: لا نرى أن تضاربوا
قلت: في الصحيح بعض أوله.(7/171)
رواه الطبراني من رواية عبد الملك بن قدامة الجمحي عن عمرو بن شعيب وعبد الملك وثقه ابن معين وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره.
12048-وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: شهدنا مع علي صفين وقد وكلنا بفرسه رجلين فكانت إذا كانت من الرجل غفلة غمز علي فرسه فإذا هو في عسكر القوم فيرجع إلينا وقد خضب سيفه دماً ويقول: يا أصحابي اعذروني اعذروني فكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء فكان عمار بن ياسر علماً لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يسلك عمار وادياً من أودية صفين إلا تبعه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فانتهينا إلى هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وقد ركز الراية فقال مالك: يا هاشم أعوراً وجبناً؟ لا خير في أعور لا يغشى الناس فنزع هاشم الراية وهو يقول:
أعورُ يبغيْ أهلهُ محلا
قد عالج الحياة حتى ملا
لا بد أن يفلَّ أو يفلا
فقال له عمار: أقبل فإن الجنة تحت الأبارقة وقد تزين الحور العين مع محمد وحزبه في الرفيق الأعلى فما رجعا حتى قتلا وكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء وهؤلاء في عسكر هؤلاء فنظرت فإذا أربعة يسيرون معاوية وأبو الأعور السلمي وعمرو بن العاص وابنه فقلت لنفسي: إن أخذت عن يميني اثنين لم أسمع كلامهم فاخترت لنفسي أن أضرب فرسي فأفرق بينهم ففعلت ص.485(7/172)
فجعلت اثنين عن يميني واثنين عن يساري فجعلت أصغي بسمعي أحياناً إلى معاوية وإلى أبي الأعور وأحياناً إلى عمرو بن العاص وإلى عبد الله بن عمرو فسمعت عبد الله بن عمرو يقول لأبيه: يا أبت قد قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال؟ قال: وأي رجل؟ قال: عمار بن ياسر أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم بناء المسجد ونحن نحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين وأنت تدحض: "أما إنه ستقتلك الفئة الباغية وأنت من أهل الجنة". فسمعت عمراً يقول لمعاوية: قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال. قال: أي رجل؟ قال: عمار بن ياسر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بناء المسجد ونحن ننقل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أبا اليقظان أتحمل لبنتين وأنت تدحض أما إنه ستقتلك الفئة الباغية وأنت من أهل الجنة". فقال معاوية: اسكت فوالله ما تزال تدحض في بولك أنحن قتلناه إنما قتله من جاءوا به فألقوه بين رماحنا قال: فتنادوا في عسكر معاوية إنما قتل عماراً من جاء به.
رواه الطبراني وأحمد باختصار وأبو يعلى بنحو الطبراني والبزار بقوله: "تقتل عماراً الفئة الباغية". عن عبد الله بن عمرو وحده،ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات.
12049-وعن محمد بن عمرو بن حزم قال: لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقتله الفئة الباغية". فقام عمرو بن العاص [فزعاً] يرجع حتى دخل على معاوية فقال له معاوية: [ما شأنك؟ قال: قتل عمار] فقال معاوية: قد قتل عمار فماذا؟ قال عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تقتله الفئة الباغية". فقال له معاوية: دحضت في بولك أنحن ص.486
قتلناه إنما قتله علي وأصحابه جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال: بين سيوفنا.(7/173)
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو ثقة.
12050-وعن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: ما زال جدي كافاً سلاحه حتى قتل عمار بصفين فسل سيفه فقاتل حتى قتل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تقتله الفئة الباغية".
رواه أحمد والطبراني وفيه أبو معشر وهو لين.
12051-وعن عمرو بن العاص أنه أهدى إلى أناس هدايا ففضل عمار بن ياسر فقيل له فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تقتله الفئة الباغية".
رواه أحمد وفيه راو لم يسم،وبقية رجاله رجال الصحيح. ورواه أبو يعلى باختصار الهدية.
12052-وعن زيد بن وهب قال: كان عمار قد ولع بقريش وولعت به فغدوا عليه فضربوه فخرج عثمان بعصا فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس مالي ولقريش فعل الله بقريش وفعل فغدوا على رجل فضربوه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: "تقتلك الفئة الباغية". ص.487
رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة باختصار القصة وفيه أحمد بن بديل الرملي وثقه النسائي وغيره وفيه ضعف.
12053-وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبني المسجد وكان عمار بن ياسر يحمل صخرتين فقال: "ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية".
رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وإسناد أبو يعلى منقطع وفي إسناد الطبراني أحمد بن عمر العلاف الرازي ولم أعرفه.
12054-وعن ابن عمر قال: لم أجدني آسي على شيء إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي.
رواه الطبراني بأسانيد وأحدها رجاله رجال الصحيح.
12055-وعن عمار بن ياسر قال: ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاصرتي فقال:
"خاصرة مؤمنة تقتلك الفئة الباغية آخر زادك ضياح من لبن".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وأسانيده كلها فيها ضعف.
قلت: وتأتي أحاديث من هذا كثيرة في مناقب عمار إن شاء الله.(7/174)
12056-وعن عبد الله بن سلمة قال: رأيت عماراً يوم صفين شيخاً كبيراً آدم طوالاً أخذ الحربة بيده ويده ترعد فقال: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه ص.488
الرابعة والذي نفسي بيده ولو ضربونا حتى بلغوا بنا شعفات هجر لعرفت أن مصلحينا على الحق وأنهم على الضلالة.
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن سلمة وهو ثقة إلا أن الطبراني قال: لقد قاتلت صاحب هذه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه الرابعة.
12057-وعن عبد الله بن سلمة قال: قيل لعمار: قد هاجر أبو موسى فقال: والله ليخذلن جنده وليفرن جهده ولينقضن عهده والله إني لأرى قوماً ليضربنكم ضرباً يرتاب له المبطلون والله لو قاتلونا حتى بلغوا بنا شعفات هجر لعلمت أن صاحبنا على الحق وهم على الباطل.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
12058-وعن سيار أبي الحكم قال: قالت بنو عبس لحذيفة: إن أمير المؤمنين عثمان قد قتل فما تأمرنا؟ قال: آمركم أن تلزموا عماراً قالوا: إن عماراً لا يفارق علياً قال: إن الحسد هو أهلك الجسد وإنما ينفركم من عمار قربه من علي فوالله لعلي أفضل من عمار أبعد ما بين التراب والسحاب وإن عماراً لمن الأخيار وهو يعلم أنهم إن لزموا عماراً كانوا مع علي.
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أني لم أعرف الرجل المبهم.
12059-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا اختلف الناس فابن سمية مع الحق". ابن سمية هو عمار. ص.489
رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف.
12060-وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أولعتهم بعمار يدعوهم غلى الجنة وهم يدعونه إلى النار".
رواه الطبراني وفيه عبد النور بن عبد الله وهو ضعيف ووثقه ابن حبان.
12061-وعن أبي البختري قال: قال عمار يوم صفين: ائتوني بشربة لبن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(7/175)
"آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن". فأتي بشربة لبن فشربها ثم تقدم فقتل.
رواه أحمد والطبراني وبين أن الذي سقاه: أبو المخارق. وزاد فيه: ثم نظر إلى لواء معاوية فقال: قاتلت صاحب هذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أنه منقطع.
12062-وعن كلثوم بن جبر قال: كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى [بن عبد الله] بن عامر فإذا عنده رجل يقال له: أبو الغادية استسقى فأتي بإناء مفضض فأبى أن يشرب وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر [هذا] الحديث:
"لا ترجعوا بعدي كفاراً أو ضلالاً - شك ابن أبى عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض".
فإذا رجل يسب فلاناً فقلت: والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة فلما كان يوم صفين إذا أنا به وعليه درع قال: ففطنت إلى الفرجة من جربان الدرع فطعنته فقتلته فإذا هو عمار بن ياسر قال: فقلت: [وأي يد كفتاه]؟ يكره أن يشرب في إناء مفضض وقد قتل عمار بن ياسر. ص.490
رواه عبد الله ورجاله رجال الصحيح. ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه. ورواه في الكبير أيضاً أتم منه ويأتي في فضل عمار.
12063-وعن حنظلة بن خويلد العنبري قال: بينا أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما: أنا قتلته. فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفساً لصاحبه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تقتله الفئة الباغية". فقال معاوية: فما بالك معنا؟ قال: إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أطع أباك ما دام حياً ولا تعصه". فأنا معكم ولست أقاتل.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
12064-وعن أبي غادية قال: قتل عمار فأخبر عمرو بن العاص فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن قاتله وسالبه في النار". فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تقاتله؟ قال: إنما قال: "قاتله وسالبه".(7/176)
رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال: عن عبد الله بن عمرو أن رجلين أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار وسلبه فقال: خليا عنه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن قاتل عمار وسالبه في النار". ورجال أحمد ثقات.د ص.491
12065-وعن قيس بن عباد قال: كنا مع علي قال: فكان إذا شهد مشهداً أو أشرف على أكمة أو هبط وادياً قال: سبحان الله صدق الله ورسوله! فقلت لرجل من بني يشكر: انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حتى نسأله عن قوله: صدق الله ورسوله؟ فانطلقنا إليه فقلنا: يا أمير المؤمنين رأيناك إذا شهدت مشهداً أو هبطت وادياً أو أشرفت على أكمة قلت: صدق الله ورسوله فهل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً في ذلك؟ قال: فأعرض عنا وألححنا عليه فلما رأى ذلك قال: والله ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم عهداً إلا شيئاً عهده إلى الناس ولكن الناس وقعوا في عثمان فقتلوه فكان غيري فيه أسوأ حالاً أو فعلاً مني ثم إني رأيت أني أحقهم بهذا الأمر فوثبت عليه فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا؟!.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو سيئ الحفظ وقد يحسن حديثه.
12066-وعن عمير بن زودي قال: خطبهم علي فقطعوا عليه خطبته فقال: إنما وهنت يوم قتل عثمان وضرب(7/177)
لهم مثلاً كمثل ثلاثة أثوار [وأسد] اجتمعن في أجمة: أسود وأحمر وأبيض فكان الأسد إذا أرادوا واحداً منهم اجتمعن عليه فامتنعن عليه فقال الأسد للأسود والأحمر: إنما يفضحنا ويشهرنا في أجمتنا هذه الأبيض فدعاني حتى آكله فلونكما على لوني ولوني على لونكما فحمل عليه الأسد فلم يلبس أن قتله ثم قال للأسود: إنما يفضحنا ويشهرنا في أجمعتنا هذه الأحمر فدعني حتى آكله فلوني على لونك ولونك على لوني فحمل عليه فقتله ثم قال للأسود: إنس آكلك. قال: دعني أصوت ثلاثة أصوات فقال: ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض ألا إنما وهنت يوم قتل عثمان رضي الله عنه. ص.492
رواه الطبراني وعمير لم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وفيه خلاف.
*4* 3. باب فيمن ذكر أنه شهد الجمل أو صفين.
12067-قال الطبراني: أسيد بن مالك أبو عمرة. ويقال: يسير بن عمرو بن محصن. ويقال: ثعلبة بن عمرو بن محصن. ويقال: عمرو بن محصن من بني مازن بن النجار. ويقال: إن أبا عمرة أعطى علياً مائة ألف درهم أعانه بها يوم الجمل وقتل يوم صفين: جبلة بن عمر والحجاج بن عمرو بن غزية وهو الذي كان يقول عند القتال: يا معشر الأنصار أتريدون أن نقول لربنا إذا لقيناه: ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا؟ وحنظلة بن النعمان وخالد بن أبي خالد وخالد بن أبي دجانة وخويلد بن عمرو بدري من بني سلمة،وربيعة بن قيس بن عدوان وربيعة بن عباد الدؤلي.
ذكرهم عبيد الله بن أبي رافع وفي الإسناد إليه ضرار بن صرد وهو ضعيف.
12068-وعن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: قاتل خزيمة بن ثابت يوم صفين حتى قتل.
رواه الطبراني وإسناده منقطع.
*4* 4. باب في الحكمين.
12069-عن سويد بن غفلة قال: سمعت أبا موسى الأشعري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.493(7/178)
"يكون في هذه الأمة حكمان ضالان ضال من تبعهما". فقلت: يا أبا موسى انظر لا تكن أحدهما.
رواه الطبراني وقال: هذا عندي باطل لأن جعفر بن علي شيخ مجهول لا يعرف. قلت: إنما ضعفه من علي بن عابس الأسدي فإنه متروك.
12070-وعن أبي مريم قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: يا أبا موسى ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار؟". فأنا سائلك عن حديث فإن صدقت وإلا يعتب عليك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقررك ثم أنشدك الله أليس إنما عناك رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسك فقال: "إنها ستكون فتنة في أمتي أنت يا أبا موسى فيها نائم خير منك قاعد و قاعد خير منك قائم و قائم خير منك ماش". فخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعم الناس فخرج أبو موسى ولم يرد عليه شيئاً.
رواه أبو يعلى واللفظ له.
12071-وفي رواية للطبراني: عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل.
وفيه علي بن أبي فاطمة وهو علي بن الحزور وهو متروك.
12072-وعن محمد بن الضحاك الحزامي قال: قام علي على منبر الكوفة حين اختلف الحكمان فقال: قد كنت نهيتكم عن ص.494
هذه الحكومة فعصيتموني. فقام إليه فتى آدم فقال: إنك والله ما نهيتنا ولكنك أمرتنا ودمرتنا فلما كان فيها ما تكره برأت نفسك ونحلتنا ذنبك. فقال له علي: وما أنت وهذا الكلام؟ قبحك الله والله لقد كانت الجماعة وكنت فيها خاملاً فلما كانت الفتنة نجمت فيها نجوم قرن الماعزة ثم التفت إلى الناس فقال: لله منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر والله لئن كان ذنباً إنه لصغير مغفور ولئن كان حسناً إنه لعظيم مشكور.
رواه الطبراني. ومحمد بن الضحاك وولده يحيى لم أعرفهما.
*4* 5. باب ما جاء في الصلح وما كان بعده.(7/179)
12073-عن عبد الله بن سلام أنه قال حين هاج الناس في أمر عثمان: أيها الناس لا تقتلوا هذا الشيخ واستعتبوه فإنه لن تقتل أمة نبيها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء سبعين ألفاً منهم ولن تقتل أمة خليفتها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء أربعين ألفاً. فلم ينظروا فيما قال وقتلوه فجلس لعلي على الطريق فقال: أين تريد؟ قال: أريد أرض العراق قال: لا تأت العراق وعليك بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوثب إليه ناس من أصحاب علي وهموا به فقال علي: دعوه فإنه منا أهل البيت. فلما قتل علي قال عبد الله لابن معقل: هذه رأس الأربعين وسيكون
على رأسها صلح ولن تقتل أمة نبيها إلا قتل به سبعون ألفاً ولن تقتل أمة خليفتها إلا قتل به أربعون ألفاً.
رواه الطبراني من طريقين ورجال هذه رجال الصحيح. وله طريق في مناقب عثمان رضي الله عنه.
12074-وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.495
"إن ابني هذا - يعني الحسن - سيد وليصلحن الله عز وجل به بين فئتين من المسلمين".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.(7/180)
12075-وعن أبي مجلز قال: قال عمرو والمغيرة بن شعبة لمعاوية: إن الحسن بن علي رجل عيي وإن له كلاماً ورأياً وإنا قد علمنا كلامه فيتكلم كلاماً فلا يجد كلاماً. قال: لا تفعلوا. فأبوا عليه فصعد عمرو المنبر فذكر علياً ووقع فيه ثم صعد المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه ثم وقع في علي ثم قيل للحسن بن علي: اصعد فقال: لا أصعد ولا أتكلم حتى تعطوني إن قلت حقاً أن تصدقوني وإن قلت باطلاً أن تكذبوني. فأعطوه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال: أنشدكما بالله يا عمرو ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله السابق والراكب". أحدهما فلان؟ قالا: اللهم بلى قال: أنشدك بالله يا معاوية ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن عمراً بكل قافية قالها لعنة؟ قالا: اللهم بلى قال: أنشدك بالله يا عمرو ويا معاوية بن أبي سفيان أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن قوم هذا؟ قالا: بلى. قال الحسن: فإني أحمد الله الذي وقعتم فيمن تبرأ من هذا. قال وذكر الحديث.
رواه الطبراني عن شيخه زكريا بن يحيى الساجي قال الذهبي: أحد الأثبات ما علمت فيه جرحاً أصلاً،وقال ابن القطان: مختلف فيه في الحديث وثقه قوم وضعفه آخرون،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12076-وعن عيسى بن يزيد قال: استأذن الأشعث بن قيس على معاوية بالكوفة فحجبه ملياً وعنده ابن عباس والحسن بن علي فقال: أعن هذين ص.496
حجبتني يا أمير المؤمنين؟ تعلم أن صاحبهم جاءنا فملأنا كذباً - يعني علياً - فقال ابن عباس: والله عنده مهرة جدك وطعن في است أبيك. فقال: ألا تسمع يا أمير المؤمنين ما يقول؟ قال: أنت بدأت.
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
12077-وعن شداد بن أوس أنه دخل على معاوية وهو جالس وعمرو بن العاصي جالس على فراشه فجلس شداد بينهما وقال: هل تدريان ما يجلسني بينكما؟ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/181)
"إذا رأيتموهما جميعاً ففرقوا بينهما فوالله ما اجتمعا إلا على غدرة". فأحببت أن أفرق بينكما.
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن يعلى بن شداد ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
*3* 10. باب.
@قوله صلى الله عليه وسلم: "رأيت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دم بعض فسألته أن يوليني شفاعة
فيهم ففعل".
وقوله: "عذاب هذه الأمة في دنياهم بالسيف".
وقوله: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما".
تقدم في باب فيما كان بين الصحابة والسكوت فيما شجر بينهم.
*3* 11. باب فيما كان من أمر ابن الزبير ويزيد بن معاوية واستخلاف أبيه له وأيام الحرة غير ذلك.
12078-عن محمد بن سيرين قال: لما أراد معاوية أن يستخلف يزيد بعث إلى عامل المدينة أن أوفد إلي من ص.497
تشاء قال: فوفد إليه عمرو بن حزم الأنصاري فاستأذن فجاء حاجب معاوية يستأذن فقال: هذا عمرو بن حزم قد جاء يستأذن فقال: ما حاجتهم إلي؟ قال: يا أمير المؤمنين جاء يطلب معروفك فقال معاوية: إن كنت صادقاً فليكتب ما شاء فأعطيه ما شاء ولا أراه. قال: فخرج إليه الحاجب فقال: ما حاجتك؟ اكتب ما شئت فقال: سبحان الله أجيء
إلى باب أمير المؤمنين فأحجب عنه؟ أحب أن ألقاه فأكلمه. فقال معاوية للحاجب: عده يوم كذا وكذا إذا صلى الغداة فليجئ قال: فلما صلى معاوية الغداة أمر بسرير [فجعل] في إيوان له ثم أخرج الناس عنه فلم يكن عنده أحد سوى كرسي وضع لعمرو. فجاء عمرو فاستأذن فأذن له فسلم عليه ثم جلس على الكرسي فقال له معاوية: حاجتك؟ قال: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: لعمري لقد أصبح ابن معاوية واسط الحسب في قريش غنياً عن الملك غنيا إلا عن كل خير وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله لم يسترع عبداً رعية إلا وهو سائله عنها [كيف صنع فيها".(7/182)
وإني أذكرك يا معاوية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بمن تستخلف عليها]. قال: فأخذ معاوية ربوه وأخذ يتنفس في غداة قر وجعل يمسح العرق عن وجهه ثلاثاً ثم أفاق فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإنك امرؤ ناصح قلت برأيك بالغ ما بلغ وإنه لم يبق إلا ابني وأبناؤهم وابني أحق من أبنائهم حاجتك؟ قال: ما لي حاجة. ص.498
قال: ثم قال له أخوه: إنما جئنا من المدينة نضرب أكبادها من أجل كلمات؟ قال: ما جئت إلا لكلمات. قال: فأمر
لهم بجوائزهم قال: وخرج لعمرو مثله.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
12079-وعن الهيثم بن عدي قال: هلك سليمان بن صرد سنة خمس وستين.
قال محمد بن علي - يعني المديني فستقة - : وبلغني أن سليمان بن صرد الخزاعي خرج هو والمسيب بن نجبة الفزاري في أربعة آلاف فعسكروا بالنخيلة يطلبون بدم الحسين بن علي وعليهم سليمان بن صرد وذلك لمستهل ربيع الآخر سنة خمس وستين ثم ساروا إلى عبيد الله بن زياد فلقوا مقدمته فاقتتلوا فقتل سليمان بن صرد والمسيب وذلك لمستهل ربيع الآخر.
رواه الطبراني وإسناده منقطع.
12080-وعن محمد بن سعيد - يعني ابن رمانة - أن معاوية لما حضره الموت قال ليزيد بن معاوية: قد وطأت لك البلاد وفرشت لك الناس ولست أخاف عليكم إلا أهل الحجاز فإن رابك منهم ريب فوجه إليهم مسلم بن عقبة المري فإني قد جربته غير مرة فلم أجد له مثلاً لطاعته ونصيحته.
فلما جاء يزيد خلاف ابن الزبير ودعاؤه إلى نفسه دعا مسلم بن عقبة المزي وقد أصابه الفالج وقال: إن أمير المؤمنين عهد إلى في مرضه إن رابني من أهل الحجاز رائب أن أوجهك إليهم وقد رابني فقال: إني كما ظن أمير المؤمنين اعقد لي وعب الجيوش. ص.499(7/183)
قال: فورد المدينة فأناخها ثلاثاً ثم دعاهم إلى بيعة يزيد إنهم أعبد له قن في طاعة الله ومعصيته فأجابوه إلى ذلك إلا رجلاً واحداً من قريش أمه أم ولد فقال له: بايع ليزيد على أنك عبد في طاعة الله ومعصيته قال: لا بل في طاعة
الله فأبى أن يقبل ذلك منه وقتله. فأقسمت أمه قسماً لئن أمكنها الله من مسلم حياً أو ميتاً أن تحرقه بالنار فلما خرج مسلم بن عقبة من المدينة اشتدت علته فمات فخرجت أم القرشي بأعبد لها إلى قبر مسلم فأمرت به أن ينبش من عند رأسه فلما وصلوا إليه إذا ثعبان قد التوى على عنقه قابضاً بأرنبة أنفه يمصها قال: فكاع القوم عنه وقالوا: يا مولاتنا انصرفي فقد كفاك الله شره وأخبروها قالت: لا أو أفي لله بما وعدته ثم قالت: انبشوا من عند الرجلين فنبشوا فإذا الثعبان لاوٍ ذنبه برجليه قال: فتنحت فصلت ركعتين ثم قالت: اللهم إن كنت تعلم إنما غضبت على مسلم بن عقبة اليوم لك فخل بيني وبينه ثم تناولت عوداً فمضت إلى ذنب الثعبان فانسل من مؤخر رأسه فخرج من القبر ثم أمرت به فأخرج من القبر فأحرق بالنار.
رواه الطبراني وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ضعفه أبو زرعة ووثقه ابن حبان وغيره وابن رمانة لم أعرفه.
12081-وعن أبي هارون العبدي قال: رأيت أبا سعيد الخدري ممعط اللحية فقال: تعبث بلحيتك؟ قال: لا هذا ما رأيت من ظلمة أهل الشام دخلوا علي زمان الحرة فأخذوا ما كان في البيت من متاع أو خرثي ثم دخلت طائفة أخرى فلم يجدوا في البيت شيئاً فأسفوا أن يخرجوا من غير شيء فقالوا: أضجعوا الشيخ فأضجعوني فجعل كل يأخذ من لحيتي خصلة. ص.500
رواه الطبراني وأبو هارون متروك.(7/184)
12082-وعن إياد بن الوليد قال: كتب عبد الله بن الزبير إلى ابن عباس في البيعة فأبى أن يبايعه فظن يزيد بن معاوية أنه إنما امتنع عليه لمكانه فكتب يزيد بن معاوية: أما بعد إنه بلغني أن الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته ليدخلك في طاعته فتكون على الباطل ظهيراً وفي المأثم شريكاً فامتنعت عليه وانقبضت لما عرفك الله في نفسك من حقنا أهل البيت فجزاك الله أفضل ما جزى الواصلين عن أرحامهم الموفين بعهودهم ومهما أنسى من الأشياء فلن أنس برك وصلتك وحسن جائزتك التي أنت أهلها في الطاعة والشرف والقرابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر من قبلك من قومك ومن يطرأ عليك من أهل الآفاق ممن يسحره ابن الزبير بلسانه وزخرف قوله فجذلهم عنه فإنهم لك أطوع ومنك أسمع منهم للملحد والخارق المارق والسلام.
فكتب ابن عباس إليه: أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر فيه دعاء ابن الزبير إياي للذي دعاني إليه وإني امتنعت عليه معرفة لحقك فإن يكن ذلك كذلك فلست برك أرجو بذلك ولكن الله بما أنوي به عليم. وكتبت إلي أن أحث الناس عليك وأخذلهم عن ابن الزبير فلا ولا سرور ولا حبور بفيك الكثكث ولك الأثلب إنك العازب إن منتك نفسك وإنك لأنت المفقود المثبور. ص.501(7/185)
وكتبت إلي بتعجيل بري وصلتي فاحبس أيها الإنسان عني برك وصلتك فإني حابس عنك ودي ونصرتي ولعمري ما تعطينا مما في يدك لنا إلا القليل وتحبس منه الطويل العريض لا أبا لك أتراني أنسى قتلك حسيناً وفتيان بني عبد المطلب مصابيح الدجى ونجوم الأعلام وغادرتهم خيولك بأمرك فأصبحوا مصرعين في صعيد واحد مزملين بالدماء مسلوبين بالعراء لا مكفنين ولا موسدين تسفيهم الرياح وتغزوهم الذئاب وتنتابهم عرج الضباع حتى أتاح الله لهم قوماً لم يشركوا في دمائهم فكفنوهم وأجنوهم وبهم والله وبي من الله عليك فجلست في مجلسك الذي أنت فيه ومهما أنس من الأشياء فلست أنسى تسليطك عليهم الدعي بن الدعي الذي كان [كان] للعاهرة الفاجرة البعيد رحماً اللئيم أباً وأماً الذي اكتسب أبوك في ادعائه له العار والمأثم والمذلة والخزي في الدنيا والآخرة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الولد للفراش وللعاهر الحجر". وإن أباك يزعم أن الولد لغير الفراش ولا يضير العاهر ويلحق به ولده كما يلحق ولد البغي الرشيد ولقد أمات أبوك السنة جهلاً وأحيا الأحداث المضلة عمداً. ومهما أنس من الأشياء فلست أنسى تسييرك حسيناً من حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حرم الله وتسييرك إليه الرجال وإدساسك إليهم أن يدريكم فعالجوه فما زلت بذلك وكذلك حتى أخرجته من مكة إلى أرض الكوفة تزأر به إليه خيلك وجنودك زئير الأسد عداوة منك لله ولرسوله ولأهل بيته ثم كتبت إلى ابن مرجانة ص.502(7/186)
يستقبله بالخيل والرجال والأسنة والسيوف ثم كتبت إليه بمعالجته وترك مطاولته حتى قتلته ومن معه من فتيان بني عبد المطلب أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً نحن كذلك لا كآبائك [الأجلاف] الجفاة أكباد الحمير ولقد علمت أنه كان أعز أهل البطحاء بالبطحاء قديماً وأعزه بها حديثاً لوثوا الحرمين مقاماً واستحل بها قتالاً ولكنه كره أن يكون هو الذي يستحل [به] حرم الله وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرمة البيت الحرام فطلب [إليكم الحسين] الموادعة وسألكم الرجعة فطلبتم قلة أنصاره واستئصال أهل بيته كأنكم تقتلون أهل بيت من الترك أو كابل. وكيف تجدني على ودك وتطلب نصري وقد قتلت بني أبي وسيفك يقطر من دمي وأنت تطلب ثأري فإن شاء الله لا يطل إليك دمي ولا تسبقني بثأري وإن تسبقنا به فقبلنا ما قتلت النبيون [وآل النبيين] فطلب دماءهم في الدماء وكان الموعد الله وكفى بالله للمظلومين ناصراً من الظالمين منتقماً. والعجب كل العجب ما عشت يريك الدهر العجب حملك ثياب عبد المطلب وحملك أبناءهم أغيلمة صغاراً إليك بالشام تري الناس إنك قد قهرتنا وأنك تذلنا وبهم والله وبي من الله عليك وعلى أبيك وأمك من السباء وايم الله إنك لتصبح وتمسي آمناً لجراح يدي وليعظمن جرحك بلساني وبناني ونقضي وإبرامي لا يستفزنك الجدل فلن يمهلك الله بعد قتلك عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قليلاً حتى يأخذك الله أخذاً أليماً ويخرجك من الدنيا آثماً مذموماً فعش لا أبا لك ما شئت فقد أرداك عند الله ما اقترفت.
فلما قرأ يزيد الرسالة قال: لقد كان ابن عباس منصباً على الشر. ص.503
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.(7/187)
12083-وعن عروه بن الزبير قال: لما مات معاوية تثاقل عبد الله بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية وأظهر شتمه فبلغ ذلك يزيد فأقسم لا يؤتى به إلا مغلولاً وإلا أرسل إليه فقيل لابن الزبير: ألا نصنع لك أغلالاً من فضة تلبس عليها الثوب وتبر قسمه فالصلح أجمل بك قال: فلا أبر الله قسمه ثم قال:
ولا ألين لغير الحق أسأله * حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
ثم قال: والله لضربة بسيف في عز أحب إلي من ضربة بسوط في ذل. ثم دعا إلى نفسه وأظهر الخلاف ليزيد بن معاوية فوجه إليه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة المري في جيش أهل الشام وأمره بقتال أهل المدينة فإذا فرغ من ذلك سار إلى مكة قال: فدخل مسلم بن عقبة المدينة وهرب منه يومئذ بقايا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبث فيها وأسرف في القتل ثم خرج منها فلما كان ببعض الطريق مات واستخلف حصين بن نمير الكندي وقال: يا ابن بردعة الحمار احذر خدائع قريش ولا تعاملهم إلا بالثقاف ثم بالقطاف. فمضى حصين حتى ورد مكة فقاتل بها ابن الزبير أياماً وضرب ابن الزبير فسطاطاً في المسجد فكان فيه نساء يسقين الجرحى ويداوينهم ويطعمن الجائع ويكتمن إليهم المجروح. فقال حصين: ما يزال يخرج علينا من ذلك الفسطاط أسد كأنما يخرج من عرينه فمن يكفينيه؟ فقال رجل من أهل الشام: أنا. فلما جن الليل وضع شمعة في طرف رمحه ثم ضرب فرسه ثم طعن الفسطاط فالتهب ناراً والكعبة يومئذ مؤزرة بالطنافس وعلى أعلاها الحبرة فطارت الريح باللهب على الكعبة حتى احترقت فاحترق فيها يومئذ قرنا الكبش الذي فدى به إسحاق. قال: وبلغ حصين بن نمير موت يزيد بن معاوية فهرب حصين بن نمير فلما مات يزيد بن معاوية دعا مروان بن الحكم إلى نفسه فأجابه أهل حمص وأهل ص.504(7/188)
الأردن وفلسطين فوجه إليه ابن الزبير الضحاك بن قيس الفهري في مائة ألف فالتقوا بمرج راهط ومروان يومئذ في خمسة آلاف من بني أمية ومواليهم وأتباعهم من أهل الشام فقال مروان لمولى له - يقال له: كدة - : احمل على أي الطرفين شئت فقال: كيف أحمل على هؤلاء لكثرتهم؟ قال: هم بين مكره ومستأجر احمل عليهم لا أم لك فيكفيك الطعان الناصع هم يكفونك أنفسهم إنما هؤلاء عبيد الدينار والدرهم. فحمل عليهم فهزهم وقتل الضحاك بن قيس وانصدع الجيش ففي ذلك يقول زفر:
لعمري لقدْ أبقتْ وقيعةُ راهط * لمروان صرعى بيننا متنائيا
أتنسى سلاحيْ لا أبا لكَ إنني * أرى الحربَ لا تزداد إلا تماديا
وقد ينبت المرعى على دمن الثرى * وتبقى حزازات النفوس كما هيا
وفيه يقول أيضاً:
أفي الحق أما بحدل وابن بحدل * فيحيا وأما ابنُ الزبير فيقتل
كذبتم وبيتُ الله لا تقتلونه * ولما يكن يومٌ أغر محجل
ولما يكنْ للمشرفيةِ فيكم * شعاع كنور الشمس حين ترحّل
قال: ثم مات مروان ودعا عبد الملك لنفسه وقام فأجابه أهل الشام فخطب على المنبر وقال: من لابن الزبير منكم؟ فقال الحجاج: أنا يا أمير المؤمنين. فأسكته ثم عاد فأسكته ثم عاد فقال: أنا يا أمير المؤمنين فإني رأيت في النوم أني انتزعت جبته فلبستها. فعقد له في الجيش إلى مكة حتى وردها على ابن الزبير فقاتله بها فقال ابن الزبير لأهل مكة: احفظوا هذين الجبلين فإنكم لن تزالوا بخير أعزة ما لم يظهروا عليهما. فلم يلبسوا أن ظهر الحجاج ومن معه على أبي قبيس ونصب عليه المنجنيق فكان يرمي به ابن الزبير ومن معه في المسجد فلما كانت الغداة التي قتل فيها ابن الزبير دخل ابن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر وهي يومئذ ابنة مائة سنة لم يسقط لها سن ولم يفقد لها بصر فقالت لابنها: يا عبد الله ما فعلت في حزبك؟ قال: بلغوا مكان كذا وكذا قال: وضحك ابن الزبير فقال: إن ص.505(7/189)
في الموت لراحة قالت: يا بني لعلك تتمناه لي؟ ما أحب أن أموت حتى آتي على أحد طرفيك إما أن تملك فتقر بذلك عيني وإما أن تقتل فأحتسبك. قال: ثم ودعها قالت له: يا بني إياك أن تعطي خصلة من دينك مخافة القتل.
وخرج عنها ودخل المسجد وقد جعل مصراعين على الحجر الأسود يتقي بهما أن يصيبه المنجنيق وآتى ابن الزبير آت وهو جالس عند الحجر الأسود فقال: ألا نفتح لك باب الكعبة فتصعد فيها؟ فنظر إليه عبد الله ثم قال له: من كل شيء تحفظ أخاك إلا من نفسه - يعني أجله - وهل للكعبة حرمة ليست لهذا المكان؟ والله لو وجدوكم متعلقين بأستار الكعبة لقتلوكم فقيل له: ألا تكلمهم في الصلح؟ قال: أو حين صلح هذا؟ والله لو وجدوكم فيها لذبحوكم جميعاً وأنشد يقول:
ولست بمبتاع الحياة بسبة * ولا مرتق من خشية الموت سلما
أنافس سهماً إنه غير بارح * ملاقي المنايا أي حرف تيمما
ثم أقبل على آل الزبير يعظهم ويقول: ليكن أحدكم سيفه كما يكن وجهه لا ينكسر فيدفع عن نفسه بيده كأنه امرأة والله ما لقيت زحفاً قط إلا في الرعيل الأول ولا ألمت جرحاً قط إلا أن آلم الدواء. قال: فبيما هم كذلك إذ دخل عليهم من باب بني جمح فيهم أسود قال: من هؤلاء؟ قيل: أهل حمص فحمل عليهم ومعه سيفان فأول من لقيه الأسود فضربه بسيفه حتى أطن رجله فقال له الأسود: أخ يا ابن الزانية فقال له ابن الزبير: اخسأ يا ابن حام أسماء زانية؟ ثم أخرجهم من المسجد وانصرف فإذا قوم قد دخلوا من باب بني سهم فقال: من هؤلاء؟ قيل: أهل الأردن فحمل عليهم وهو يقول:
لا عهد لي بغارة مثل السيل * لا ينجلي غبارها حتى الليل ص.506
فأخرجهم من المسجد فإذا بقوم قد دخلوا من باب بني مخزوم فحمل عليهم وهو يقول:
لو كان قرني واحداً كفيته
قال: وعلى ظهر المسجد من أعوانه من يرمي عدوه بالآجر وغيره فحمل عليهم فأصابته آجرة في مفرقة حتى فلقت رأسه فوقف وهو يقول:(7/190)
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا تقطر الدما
قال: ثم وقع فأكب عليه موليان له وهما يقولان:
العبد يحمي ربه ويحتمي
قال: ثم سير إليه فحز رأسه.
رواه الطبراني وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره.
12084-وعن ابن سيرين قال: قال ابن الزبير: ما شيء كان يحدثناه كعب إلا قد آتى علي ما قال إلا قوله: فتى ثقيف يقتلني،وهذا رأسه بين يدي - يعني المختار - .
قال ابن سيرين: ولا يشعر أن أبا محمد قد خبئ له - يعني الحجاج - .
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12085-وعن إسحاق بن أبي إسحاق قال: أنا حاضر قتل ابن الزبير يوم قتل في المسجد الحرام جعلت الجيوش تدخل من باب المسجد فكلما دخل قوم من باب حمل عليهم وحده حتى يخرجهم فبينا هو على تلك الحال إذ جاءت شرفة من شرفات المسجد فوقعت على رأسه فصرعته وهو يتمثل بهذه الأبيات:
تقول أسماء: ألا تبكيني * لم يبق إلا حسبي وديني
وصارم لانت به يميني
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. ص.507(7/191)
12086-وعن أبي نوفل بن أبي عقرب العرنجي قال: صلب الحجاج ابن الزبير على عقبة المدينة ليري ذلك قريشاً فلما أن تفرقوا جعلوا يمرون فلا يقفون عليه حتى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا حبيب - لقد قالها ثلاث مرات - لقد كنت نهيتك عن ذا - قالها ثلاث مرات - لقد كنت صواماً قواماً تصل الرحم. فبلغ الحجاج موقف عبد الله بن عمر فبعث إليه فاستنزله فرمى به في قبور اليهود وبعث إلى أسماء بنت أبي بكر أن تأتيه وقد ذهب بصرها فأبت فأرسل إليها لتجيئن أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك قالت: لا والله لا آتيك حتى ترسل إلي من يسحبني بقروني. فأتاه رسوله فأخبره فقال له: يا غلام ناولني سبتي فناوله نعليه فقام وهو يتوقد حتى أتاها فقال: كيف رأيت الله صنع بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك وأما ما كنت تعيره بذات النطاقين،أجل لقد كان لي نطاقان نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق آخر لا بد للنساء منه وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن في ثقيف مبيراً وكذاباً".
فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فأنت ذاك". قال: فخرج.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12087-وعن أبي المحياة - يعني المختار - عن أبيه قال: قدمت مكة بعدما صلب - أو قتل - ابن الزبير بثلاثة أيام فكلمت أمه أسماء بنت أبي بكر الحجاج فقالت: أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟ قال: المنافق؟ قالت: لا ص.508
والله ما كان بمنافق ولقد كان صواماً قواماً. قال: فاسكتي فإنك عجوز قد خرفت. قالت: ما خرفت [منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يخرج من ثقيف كذاب ومبير".
فأما الكذاب فقد رأيناه - يعني المختار - وأما المبير فأنت.
زاد أبو بكر بن أبي شيبة: فقال الحجاج في حديثه: مبير المنافقين].
رواه الطبراني. وأبو المحياة وأبوه لم أعرفهما.(7/192)
12088-وعن قاسم بن محمد قال: جاءت أسماء بنت أبي بكر مع جوار لها وقد ذهب بصرها فقالت: أين الحجاج؟ فقلنا: ليس هو هنا. قالت: فمروه فليأمر لنا بهذه العظام [فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة. قلنا: إذ جاء قلنا له. قالت: فإذا جاء فأخبروه أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يخرج في ثقيف كذاب ومبير"].
رواه الطبراني وفيه يزيد بن أبي زياد والأكثر على ضعفه،وبقية رجاله ثقات.
12089-وعن عقيل بن خالد أن أباه كان مع الحجاج لما قتل ابن الزبير فبعثه إلى أسماء بنت أبي بكر فقال له: قل لها: يقول لك الحجاج: اعزلي ما كان من مال عن مال عبد الله بن الزبير فقالت: أفعلها بابن أسماء؟ [سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يخرج من هذا الحي من ثقيف رجلان أحدهما يكذب والآخر مبير". ص.509
فأما الكذاب فقد عرفناه وما أحسبه إلا المبير. فرجعت إليه فأخبرته فلم يكره ذلك].
رواه الطبراني وفيه أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر ولم أعرفه.
12090-وعن أبي معشر قال: لما مات معاوية بن يزيد بايع أهل الشام كلهم ابن الزبير إلا أهل الأردن فلما رأى ذلك رؤوس بني أمية وناس من أهل الشام وأشرافهم فيهم روح بن الزنباع الجذامي قال بعضهم لبعض: إن الملك كان فينا أهل الشام فينتقل إلى أهل الحجاز؟ لا نرضى بذلك.
رواه الطبراني وإسناده منقطع.
*3* 12. باب رفع زينة الدنيا.
12091-عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ترفع زينة الدنيا سنة خمس وعشرين ومائة".
رواه أبو يعلى والبزار وفيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف.
*3* 13. باب.
12092-عن المستورد بن شداد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لكل أمة أجل وإن أجل أمتي مائة فإذا مر على أمتي مائة سنة أتاها ما وعدها الله عز وجل". ص.510
رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير بنحوه.(7/193)
12093-وفي رواية عند الطبراني أيضاً: عن المستورد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن لكل أمة أجلاً وإن لأمتي مائة سنة فإذا مرت على أمتي مائة سنة أتاها ما وعدها الله عز وجل".
قال ابن لهيعة: يعني كثرة الفتن.
وفيه ابن لهيعة وخديج بن أبي عمرو أو خديج بن عمرو كما هو في إحدى روايتي الطبراني وثقه ابن حبان ولكن ابن لهيعة ضعيف.
12094-وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وكل ما توعدون في مائة سنة".
رواه البزار وإسناده حسن.
*3* 14. (بابان في تفرق الأمة ونحوه).
*4* 1. باب افتراق الأمم واتباع سنن من مضى.
12095-عن أنس بن مالك قال: ذكر رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم له نكاية في العدو واجتهاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أعرف هذا". قال: بل نعته كذا وكذا قال: "ما أعرفه". فبينما نحن كذلك إذ طلع
الرجل فقال: هو هذا يا رسول الله قال: "ما كنت أعرف هذا،هذا أول قرن رأيته في أمتي إن فيه لسفعة من الشيطان". فلما دنا الرجل سلم فرد عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنشدك بالله ص.511(7/194)
هل حدثت نفسك حين طلعت علينا أن ليس في القوم أحد أفضل منك؟". قال: اللهم نعم. قال: فدخل المسجد فصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: "قم فاقتله". فدخل أبو بكر فوجده قائماً يصلي فقال أبو بكر في نفسه: إن للصلاة حرمة وحقاً ولو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاء إليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "قتلته؟". قال: لا،رأيته قائماً يصلي ورأيت للصلاة حرمة وحقاً وإن شئت أن أقتله قتلته؟ قال: "لست بصاحبه اذهب أنت يا عمر فاقتله". فدخل عمر المسجد فإذا هو ساجد فانتظره طويلاً ثم قال عمر في نفسه: إن للسجود حقاً ولو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد استأمره من هو خير مني. فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أقتلته؟". قال: لا رأيته ساجداً ورأيت للسجود حقاً وإن شئت أن أقتله قتلته؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لست بصاحبه قم يا علي أنت صاحبه إن وجدته". فدخل فوجده قد خرج من المسجد فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أقتلته؟". فقال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قتل ما اختلف رجلان من أمتي حتى يخرج الدجال". ثم حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمم فقال: "تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة سبعون منها في النار وواحدة في الجنة. وتفرقت أمة عيسى على اثنتين وسبعين ملة إحدى وسبعون منها في النار وواحدة في الجنة". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وتعلو أمتي على الفرقتين جميعاً بملة: اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة". قال: من هم يا رسول الله؟ قال: "الجماعات".
قال يعقوب بن زيد: وكان علي بن أبي طالب إذا حدث بهذا الحديث عن ص.512(7/195)
رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا منه قرآناً: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} ثم ذكر أمة عيسى فقال: {ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم} ثم ذكر أمتنا فقال: {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون}.
رواه أبو يعلى وفيه أبو معشر نجيح وفيه ضعف. وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في قتال الخوارج.
12096-وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"تفرقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وأمتي تزيد عليهم فرقة كلهم في النار إلا السواد الأعظم".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه أبو غالب وثقه ابن معين وغيره،وبقية رجال الأوسط ثقات وكذلك أحد إسنادي الكبير.
12097-وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين ملة ولن تذهب الليالي والأيام حتى تفترق أمتي على مثلها".
رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. ص.513
12098-وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن في أمتي نيفاً وسبعين داعياً كلهم داع إلى النار لو أشاء لأنبأتكم بآبائهم وأمهاتهم وقبائلهم".
رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس،وبقية رجاله ثقات.
12099-وعن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالوا: خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوماً علينا ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين فغضب غضبا شديداً لم يغضب مثله ثم انتهرنا فقال:(7/196)
"مهلاً يا أمة محمد إنما هلك من كان قبلكم بهذا. ذروا المراء لقلة خيره ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري ذروا المراء فإن المماري [قد نمت خسارته ذروا المراء فكفاك إثماً أن لا تزال ممارياً ذروا المراء فإن المماري] لا أشفع له يوم القيامة ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رباضها ووسطها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق. ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان المراء [وشرب الخمر. ذروا المراء فإن الشيطان قد يئس أن يعبد ولكنه قد رضي منكم بالتحريش وهو المراء. ذروا المراء] فإن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلهم على الضلالة إلا السواد الأعظم".
قالوا: يا رسول الله من السواد الأعظم؟ قال: "من كان على ما أنا عليه أنا وأصحابي من لم يمار في دين الله ومن لم يكفر أحداً من أهل التوحيد بذنب غفر له".
ثم قال: "إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً". قالوا: يا رسول الله ومن ص.514
الغرباء؟ قال: "الذين يصلحون إذا فسد الناس ولا يمارون في دين الله ولا يكفرون أحداً من أهل التوحيد بذنب".
رواه الطبراني وفيه كثير بن مروان وهو ضعيف جداً. وقد تقدمت أحاديث المراء في العلم.(7/197)
12100-وعن عمرو بن عوف قال: كنا قعوداً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد بالمدينة فجاءه جبريل عليه السلام بالوحي فتغشى رداءه فمكث طويلاً حتى سري عنه ثم كشف رداءه فإذا هو يعرق عرقاً شديداً وإذا هو قابض على شيء فقال: "أيكم يعرف ما يخرج من النخل؟". قلنا: نحن يا رسول الله بآبائنا أنت وأمهاتنا ليس شيء يخرج من النخل إلا نحن نعرفه نحن أصحاب نخل. ثم فتح يده فإذا فيها نوى فقال: "ما هذا؟". فقالوا: يا رسول الله نوى! فقال: "نوى أي شيء؟". قالوا: نوى سنة! قال: "صدقتم جاء جبريل عليه السلام يتعاهد دينكم لتسلكن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل ولتأخذن بمثل أخذهم إن شبراً فشبر وإن ذراعاً فذراع وإن باعاً فباع حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم فيه. ألا إن بني إسرائيل افترقت على موسى عليه السلام سبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم. ثم إنها افترقت على عيسى عليه السلام على إحدى وسبعين فرقة كلها ضالة إلا واحدة الإسلام وجماعتهم. ثم إنكم تكونون على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة الإسلام وجماعتهم".
رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف وقد حسن الترمذي له حديثاً،وبقية رجاله ثقات. ص.515(7/198)
12101-عن ابن مسعود قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا ابن مسعود". فقلت: لبيك يا رسول الله - قالها ثلاثاً - قال: "تدري أي الناس أفضل؟". قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن أفضل الناس أفضلهم عملاً إذا فقهوا في دينهم". ثم قال: "يا ابن مسعود". قلت: لبيك يا رسول الله قال: "تدري أي الناس أعلم؟". قلت: الله ورسوله أعلم قال: "إن أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان مقصراً في العمل وإن كان يزحف على استه زحفاً. واختلف من كان قبلي على ثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاثة وهلك سائرهن فرقة أزت الملوك وقاتلوهم على دينهم ودين عيسى بن مريم وأخذوهم وقتلوهم وقطعوهم بالمناشير. وفرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهرانيهم فيدعوهم إلى الله ودين عيسى بن مريم فساحوا في البلاد وترهبوا".
قال: وهم الذين قال الله عز وجل: {رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله} الآية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها ومن لم يتبعني فأولئك هم الهالكون".
12102-وفي رواية: "فرقة أقامت في الملوك والجبابرة فدعت إلى دين عيسى فأخذت وقتلت بالمناشير وحرقت بالنيران فصبرت حتى لحقت بالله". والباقي بنحوه.
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير بكير بن معروف وثقه أحمد وغيره وفيه ضعف.
*4* 2. باب منه في اتباع سنن من مضى.
12103-ص.516 عن سهل بن سعد الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم مثلاً بمثل".
رواه أحمد والطبراني بنحوه وزاد:
"حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموه". قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: "فمن إلا اليهود والنصارى".
وفي إسناد أحمد ابن لهيعة وفيه ضعف،وفي إسناد الطبراني يحيى بن عثمان عن أبي حازم،ولم أعرفه،وبقية رجالهما ثقات.(7/199)
12104-وعن شداد بن أوس عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ليحملن شرار هذه الأمة على سنن الذين خلوا [من قبلهم] من أهل الكتاب حذو القذة بالقذة".
رواه أحمد والطبراني ورجاله مختلف فيهم.
12105-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لتركبن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم وحتى لو أن أحدهم جامع أمه لفعلتم".
رواه البزار ورجاله ثقات.
12106-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل لتركبن طريقهم حذو القذة بالقذة حتى لا يكون فيهم شيء إلا كان فيكم مثله حتى إن القوم لتمر عليهم المرأة فيقوم إليها بعضهم فيجامعها ثم يرجع إلى أصحابه يضحك لهم ويضحكون إليه". ص.517
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
12107-وعن المستورد بن شداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تترك هذه الأمة شيئاً من سنن الأولين حتى تأتيه".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
*3* 15. (بابان في الأمر والنهي).
*4* 1. باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
12108-عن عبد الرحمن الحضرمي قال: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن في أمتي قوماً يعطون مثل أجور أولهم ينكرون المنكر".
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب سمع منه الثوري في الصحة،وعبد الرحمن بن الحضرمي لم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح.
*4* 2. باب فيمن يأمر بالمعروف عند فساد الناس.
12109-عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/200)
"إن لهذا الدين إقبالاً وإدباراً ألا وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى فيها إلا الفاسق أو الفاسقان ذليلان فهما إن تكلما قهرا واضطهدا. وإن من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة بأسرها فلا يبقى فيها إلا الفقيه والفقيهان فهما ذليلان إن تكلما قهرا واضطهدا. ويلعن آخر هذه الأمة أولها ألا وعليهم حلت اللعنة حتى يشربوا الخمر ص.518
علانية حتى تمر المرأة بالقوم فيقوم إليها بعضهم فيرفع بذيلها كما يرفع بذيل النعجة فقائل يقول يومئذ: ألا واريتها وراء الحائط فهو يومئذ فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم فمن أمر يومئذ بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن رآني وآمن بي وأطاعني وبايعني".
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد وهو متروك.
*3* 16. باب فيمن يهاب الظالم.
12110-عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له: أنت ظالم فقد تودع منهم".
رواه أحمد والبزار بإسنادين ورجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح وكذلك رجال أحمد إلا أنه وقع فيه في الأصل غلط فلهذا لم أذكره.
*3* 17. باب في أهل المعروف وأهل المنكر.
12111-عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفس محمد بيده إن المعروف والمنكر لخليقتان ينصبان للناس يوم القيامة. فأما المعروف فيبشر أصحابه ويوعدهم الخير. وأما المنكر فيقول: إليكم إليكم وما يستطيعون له إلا لزوماً".
رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح،ورواه الطبراني في الأوسط. ص.519
12112-وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة".
رواه البزار وفيه حازم أبو محمد قال أبو حاتم: مجهول.
12113-وعن قبيصة بن برمة الأسدي قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول:(7/201)
"أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة".
رواه الطبراني والبزار وفيه علي بن أبي هاشم قال أبو حاتم: هو صدوق إلا أنه ترك حديثه من أجل أنه يتوقف في القرآن. وفيه من لم أعرفه.
12114-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسنادين في أحدهما يحيى بن خالد بن حيان الرقي ولم أعرفه ولا ولده أحمد،وبقية رجاله رجال الصحيح. وفي الأخير المسيب بن واضح قال أبو حاتم: يخطئ كثيراً فإذا قيل له لم يرجع.
12115-وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.520
"أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة".
رواه الطبراني في الصغير ورجاله وثقوا وفي بعضهم كلام لا يضر.
12116-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي إسناد الكبير عبد الله بن هارون الفروي وهو ضعيف وفي الآخر ليث بن أبي سليم وهو مدلس.
12117-وعن سليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وإن أهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة".
رواه الطبراني وفيه هشام بن لاحق تركه أحمد وقواه النسائي،وبقية رجاله ثقات.
12118-وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وإن أول أهل الجنة دخولاً الجنة أهل المعروف".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
12119-وعن درة ابنة أبي لهب قالت: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ص.521(7/202)
المنبر فقال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال:
"خير الناس أقرؤهم وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم".
رواه أحمد وهذا لفظه والطبراني وزاد قالت: كنت عند عائشة فجيء برجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه ناداه وهو على المنبر فقال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قالت: فأتى الرجل فأخذ فقال: يا رسول الله ليس لي ذنب أمرني فلان. والباقي بنحوه. ورجالهما ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر.
*3* 18. باب المؤمن مرآة المؤمن.
12120-عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن مرآة المؤمن".
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن محمد من ولد ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال ابن القطان: الغالب على حديثه الوهم،وبقية رجاله ثقات.
*3* 19. باب انصر أخاك.
12121-عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً إن كان ظالماً فرده وإن كان مظلوماً فخذ له".
رواه الطبراني في الأوسط من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وفيها ضعف.
*3* 20. باب في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وفيمن لا تأخذه في الله لومة لائم.
12122-ص.522 عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"شهدت حلف بني هاشم وزهرة وتيم فيما يسرني أن نقضته ولي حمر النعم ولو دعيت له اليوم لأجبت على أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأخذ للمظلوم من الظالم".
رواه البزار وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف وله طريق آخر.
12123-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - رفعه قال:
"الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا أمراً بمعروف ونهياً عن المنكر وذكر الله".
رواه البزار وفيه المغيرة بن مطرف ولم أعرفه،وبقية رجاله وثقوا.
12124-وعن سهل بن سعد أنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو ذر وأبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة ورجل آخر على أن لا تأخذهم في الله لومة لائم.(7/203)
رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عياش وهو ضعيف.
12125-وعن يزيد بن أبي حبيب أنه حدث محمد بن يزيد بن أبي زياد قال: اصطحب قيس بن خرشة وكعب حتى إذا بلغا صفين وقف كعب ساعة فقال: لا إله إلا الله ليهرقن من دماء المسلمين بهذه البقعة شيء لا يهراق ببقعة من الأرض. ص.523
فغضب قيس ثم قال: وما يدريك يا أبا إسحاق ما هذا؟ هذا من الغيب الذي استأثر الله به!!
فقال كعب: ما من الأرض شبر إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل الله على موسى ما يكون عليه وما يخرج فيه إلى يوم القيامة.
قال محمد بن يزيد: ومن قيس بن خرشة؟ قال: رجل من قيس وما تعرفه وهو رجل من أهل بلادك؟ قال: والله ما أعرفه! قال: إن قيس بن خرشة قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبايعك على ما جاءك من الله وعلى أن نقول بالحق فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"يا قيس عسى إن مد بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لا تستطيع أن تقول بالحق معهم".
قال قيس: والله لا أبايعك على شيء إلا وفيت لك به. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذاً لا يضرك شيء".
قال: فكان قيس يعيب على زياد وابنه عبيد الله بن زياد فأرسل إليه فقال: أنت الذي تفتري على الله وعلى رسوله؟ قال: لا ولكن إن شئت أخبرنك من يفتري على الله وعلى رسوله،من ترك العمل بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني وهو مرسل.
12126-وعن أبي ذر قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا يأخذني في الله لومة لائم وأن أنظر إلى
من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم. وأوصاني بقول الحق وإن كان مراً وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت وأوصاني أن لا أسأل الناس شيئاً وأوصاني أن اكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنها من كنوز الجنة. ص.524
رواه الطبراني في الصغير والكبير بنحوه وزاد: وأن لا أسأل الناس شيئاً.(7/204)
ورجاله رجال الصحيح غير سلام أبي المنذر وهو ثقة ورواه البزار.
12127-وعن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا هريرة لا تدخلن على أمير فإن غلبت على ذلك فلا تجاوز سنتي ولا تخافن سيفه وسوطه أن تأمرهم بتقوى الله وطاعته".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد المنعم بن بشر وهو ضعيف.
12128-وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه ويذكر بعظيم فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق [أن يقول بحق أو يُذكِّر بعظيم]".
قلت: روى الترمذي وابن ماجة طرفاً منه.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني.
12129-وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"أن موسى قال: يا رب أخبرني بأكرم خلقك عليك فقال: الذي يسرع في هواي إسراع النسر إلى هواه والذي يكلف بعبادي الصالحين كما يكلف الصبي بالناس والذي يغضب إذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه فإن النمر إذا غضب لم يبال أقل الناس أم كثروا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الله بن يحيى بن عروة وهو متروك.
12130-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله". ص.525
رواه الطبراني في الأوسط وفيه شخص ضعيف في الحديث.
12131-وعن أبي جعفر الخطمي أن جده عمير بن حبيب بن حماشة - وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عند احتلامه - أوصى ولده فقال: يا بني إياك ومجالسة السفهاء فإن مجالستهم داء ومن يحلم عن السفيه يسر ومن يجبه يندم ومن لا يرضى بالقليل مما يأتي به السفيه يرضى بالكثير وإذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطن نفسه على الصبر على الأذى ويثق بالثواب من الله تعالى فإنه من وثق بالثواب من الله عز وجل لم يضره مس الأذى.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.(7/205)
12132-وعن عائشة قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه أنه قد حفزه شيء فتوضأ ثم خرج فلم يكلم أحداً فدنوت من الحجرات فسمعته يقول:
"يا أيها الناس إن الله يقول: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر من قبل أن تدعوني فلا أجيبكم وتسلوني فلا أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم".
قلت: روى ابن ماجة بعضه.
رواه أحمد والبزار وفيه عاصم بن عمر أحد المجاهيل.
12133-وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا الله فلا ص.526
يستجيب لكم وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم. إن الأمر بالمعروف لا يقرب أجلاً وإن الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم وعمهم البلاء".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
12134-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم".
رواه الطبراني في الأوسط والبزار وفيه حبان بن علي وهو متروك وقد وثقه ابن معين في رواية وضعفه في غيرها.
*3* 21. باب فيمن قدر على نصر مظلوم أو إنكار منكر.
12135-عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال ربك جل وعز: وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم يفعل".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفهم.
12136-وعن سهل بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة".
رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات. ص.527(7/206)
12137-وعن عدي بن عدي الكندي حدث عن مجاهد قال: حدثني مولى لنا أنه سمع جدي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة".
رواه أحمد من طريقين إحداها هذه والأخرى عن عدي بن عدي حدثني مولى لنا وهو الصواب وكذلك رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم،وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات.
12138-وعن جابر وأبي أيوب الأنصاري قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من امرئ يخذل مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته. وما من امرئ ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته".
قلت: حديث جابر وحده رواه أبو داود.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
12139-وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من نصر أخاه بالغيب وهو يستطيع نصره نصره الله في الدنيا والآخرة".
رواه البزار بأسانيد وأحدها موقوف على عمران وأحد أسانيد المرفوع رجاله رجال الصحيح،ورواه الطبراني. ص.528
12140-وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"أدخل رجل [في] قبره فأتاه ملكان فقالا له: إنا ضاربوك ضربة فقال لهما: على ما تضرباني؟ فضرباه ضربة امتلأ قبره منها ناراً ثم تركاه حتى أفاق وذهب عنه الرعب فقال لهما: على ما ضربتماني؟ فقالا: إنك صليت صلاة وأنت على غير طهور ومررت برجل مظلوم فلم تنصره".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف.
*3* 22. باب في ظهور المعاصي.
12141-عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا خفيت الخطيئة لم تضر إلا صاحبها وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك.(7/207)
12142-وعن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما من رجل يكون في قوم يعمل بمعاصي الله فيهم وهم أكثر منه وأعز ثم يدهنون في شأنه إلا عاقبهم الله".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف.
12143-وعن العرس بن عميرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة بعمل تقدر العامة أن تغيره ولا تغيره فذاك حين يأذن الله في هلاك العامة والخاصة". ص.529
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
12144-وعن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله أتهلك القرية فيهم الصالحون؟ قال: "نعم". فقيل: لم يا رسول الله؟ قال: "بشهادتهم وسكوتهم عن معاصي الله".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف. وكذلك رواه البزار بنحوه والطبراني في الأوسط.
12145-وعن أم مسلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده". فقلت: يا رسول الله أما فيهم صالحون؟ قال: "بلى" قلت: فكيف يصنع بأولئك؟ قال: "يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان".
رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح.
12146-وعن عائشة تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا ظهر السوء في أرض أنزل الله عز وجل بأهل الأرض بأسه". قالت: وفيها أهل طاعة الله؟ قال: "نعم ثم يصيرون إلى رحمة الله".
رواه أحمد وفيه امرأة لم تسم.
12147-وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أنزل الله تبارك وتعالى بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان بين أظهرهم ثم يبعثهم الله تبارك وتعالى على أعمالهم".
رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف. ص.530
12148-وعن أنس بن مالك قال: ذكر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم خسف قبل المشرق فقال رجل: يا رسول الله يخسف بأرض فيها المسلمون؟ فقال: "نعم إذا كان أكثر أهلها الخبث".(7/208)
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح.
12149-وعن أم حبيبة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
"إنا لله وإنا إليه راجعون ويل للعرب من شر قد اقترب فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه" وحلق تسعين قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
12150-وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما نقض قوم العهد إلا كان القتل بينهم ولا ظهرت فاحشة في قوم [قط] إلا سلط الله عليهم الموت ولا منع قوم قط الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير رجاء بن محمد وهو ثقة.
12151-وعن ابن عمر رفعه قال:
"الطابع معلق بقائمة العرش فإذا اشتكت الرحم وعمل بالمعاصي واجترئ على الله بعث الله الطابع فيطبع على قلبه فلا يعقل بعد ذلك شيئاً".
رواه البزار وفيه سليمان بن مسلم الخشاب وهو ضعيف جداً. ص.531
12152-وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من عمل بالمعاصي بين ظهراني قوم هو منهم لم يمنعوه من ذلك حتى يغيروا المنكر فقد برئت منهم ذمة الله".
رواه الطبراني وفيه هياج بن بسطام وهو ضعيف.
*3* 23. باب وجوب إنكار المنكر.
12153-عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنه من كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل فيهم العامل الخطيئة فنهاه الناهي تعذيراً فإذا كان من الغد جالسه وواكله وشاربه كأنه لم يره على خطيئة بالأمس فلما رأى الله تعالى ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض على لسان داود وعيسى بن مريم {ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على أيدي المسيء ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ويلعنكم كما لعنهم".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12154-وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/209)
"إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له: أنت الظالم فقد تودع منهم".
رواه أحمد والبزار والطبراني وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح،وكذلك إسناد أحمد إلا أنه وقع فيه في الأصل غلط.
12155-وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له: أنت ظالم فقد تودع منهم". ص.532
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سنان بن هارون وهو ضعيف وقد حسن الترمذي حديثه،وبقية رجاله ثقات.
*3* 24. باب فيمن لم يغضب لله.
12156-عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا وكذا على أهلها قال: إن فيها عبدك فلان لم يعصك طرفة عين؟ قال: اقلبها عليه وعليهم فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط".
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبيد بن إسحاق العطار عن عمار بن سيف وكلاهما ضعيف ووثق عمار بن سيف ابن المبارك وجماعة ورضي أبو حاتم عبيد بن إسحاق.
*3* 25. باب مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
12157-عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون. وسيكون بعدي خلفاء يعملون بما لا يعلمون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن أنكر عليهم برئ ومن أمسك يده سلم ولكن من رضي وتابع".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير أبي بكر محمد بن عبد الملك بن زنجوية وهو ثقة.
12158-وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.533
"إنه سيكون عليكم أمراء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون. وسيكون من بعدهم أمراء يعملون ما لا يعلمون ويفعلون ما لا يؤمرون من أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن علي وهو متروك.
*3* 26. باب النهي عن المنكر عند فساد الناس.
12159-عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/210)
"إنكم على تقية من ربكم ما لم تظهر فيكم سكرتان: سكرة الجهل وسكرة حب العيش وأنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله فإذا ظهر فيكم حب الدنيا فلا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر ولا تجاهدون في سبيل الله القائلون يومئذ بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار".
رواه البزار وفيه الحسن بن بشر وثقه أبو حاتم وغيره وفيه ضعف.
12160-وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لهذا الدين إقبالاً وإدباراً ألا وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى فيها إلا الفاسق أو الفاسقان ذليلان فهما إن تكلما قهرا واضطهدا. ص.534
وإن من إدبار هذا الدين أن تجفوا القبيلة بأسرها فلا يبقى فيها إلا الفقيه والفقيهان فهما ذليلان إن تكلما قهرا واضطهدا. ويلعن آخر هذا الأمة أولها ألا وعليهم حلت اللعنة حتى يشربوا الخمر علانية حتى تمر المرأة بالقوم فيقوم إليها بعضهم فيرفع بذيلها كما يرفع بذنب النعجة فقائل يقول يومئذ: ألا واريتها وراء هذا الحائط فهو يومئذ فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم فمن أمر يومئذ بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن رآني وآمن بي وأطاعني وبايعني".
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد وهو متروك.
12161-وعن عبد الرحمن بن الحضرمي قال: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن من أمتي قوماً يعطون مثل أجور أولهم ينكرون المنكر".
رواه أحمد. وعبد الرحمن لم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
*3* 27. باب فيمن يؤمر بالمعروف فلا يقبل.
12162-عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: إن من أكبر الذنب أن يقول الرجل لأخيه: اتق الله. فيقول: عليك نفسك أنت تأمرني؟!
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12163-وعن عبد الله أيضاً قال: كفى بالمرء إثماً إذا قيل له: اتق الله غضب. ص.535
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(7/211)
قلت: وقد تقدم حديث معاوية فيمن يتكلم من الحكام فلا يرد عليهم أنهم يتهافتون في النار في الخلافة.
*3* 28. باب الكلام بالحق عند الحكام.
12164-عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أفضل الجهاد أن يكلم بالحق عند سلطان". أو قال: "عند سلطان جائر".
رواه البزار وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف.
12165-وعن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه شخص ضعيف.
12166-وعن أبي عبيدة بن الجراح قال: قلت: يا رسول الله أي الشهداء أكرم على الله عز وجل؟ قال:
"رجل قام إلى إمام جائر فأمره بمعروف ونهاه عن منكر فقتله". قيل: فأي الناس أشد عذاباً؟ قال: "رجل قتل نبياً أو قتل رجلاً أمره بمعروف ونهاه عن المنكر". ثم قرأ: "{ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم}". ثم قال: "يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبياً في ساعة واحدة ص.536
فقام مائة رجل واثنا عشر رجلاً من عباد بني إسرائيل فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر فقتلوا جميعاً".
رواه البزار وفيه ممن لم أعرفه اثنان.
*3* 29. (أبواب فيمن خاف فأنكر بقلبه).
*4* 1. باب فيمن خاف فأنكر بقلبه ومن تكلم.
12167-عن المعلى بن زياد قال: لما هزم يزيد بن المهلب أهل البصرة قال المعلى: فخشيت أن أجلس في حلقة الحسن بن أبي الحسن فأوجد فيها فأعرف فأتيت الحسن في منزله فدخلت عليه فقال: يا أبا سعيد كيف بهذه الآية من كتاب الله؟ قال: أية آية من كتاب الله؟ قلت: قول الله في هذه الآية: {وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون} قال: يا عبد الله إن القوم عرضوا السيف فحال السيف دون الكلام قلت: يا أبا سعيد فهل تعرف لمتكلم فضلاً قال: لا قال المعلى: ثم حدثت بحديثين قال:(7/212)
حدثنا أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو يذكر بعظيم فإنه لا يقرب من أجل ولا يبعد من رزق".
قال: ثم حدث الحسن بحديث آخر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس للمؤمن أن يذل نفسه". قيل: وما إذلاله نفسه؟ قال: "يتعرض من البلاء لما لا يطيق". قيل: يا أبا سعيد فيزيد الضبي وكلامه في الصلاة؟ قال: أما إنه لم يخرج من السجن حتى ندم قال المعلى: فقمت من مجلس الحسن فأتيت يزيد فقلت: يا أبا مودود بينا أنا والحسن نتذاكر إذ نصب أمرك نصباً فقال: مه يا أبا الحسن قال: قلت: قد فعلت قال: فما قال؟ قلت: قال: أما إنه لم يخرج من ص.537
السجن حتى ندم على مقالته قال يزيد: ما ندمت على مقالتي وايم الله لقد قمت مقاماً أخطر فيه بنفسي.
قال يزيد: فأتيت الحسن قلت: يا أبا سعيد غلبنا على كل شيء تغلب على صلاتنا فقال: يا عبد الله إنك لم تصنع شيئاً إنك تعرض نفسك لهم ثم أتيته فقال مثل مقالته.
قال: فقمت يوم الجمعة في المسجد والحكم بن أيوب يخطب فقلت: رحمك الله الصلاة احتوشتني الرجال يتعاوروني فأخذوا بلحيتي وتلبيبتي وجعلوا يجؤون بطني بنعال سيوفهم.
قال: ومضوا بي نحو المقصورة فما وصلت إليها حتى ظننت أنهم سيقتلوني دونها.
قال: ففتح لي باب المقصورة.
قال: فقمت بين يدي الحكم وهو ساكت فقال: أمجنون أنت؟ وما كنا في صلاة فقلت: أصلح الله الأمير هل من كلام أفضل من كتاب الله؟ قال: لا قلت: أصلح الله الأمير أرأيت لو أن رجلاً نشر مصحفاً يقرؤه غدوة إلى الليل كان ذلك قاض عنه صلاته؟ قال: والله لأحسبك مجنوناً.(7/213)
قال: وأنس بن مالك جالس تحت منبره ساكت فقلت: يا أنس يا أبا حمزة أنشدك الله فقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته أبمعروف قلت أم بمنكر؟ أبحق قلت أم بباطل؟ قال: فلا والله ما أجابني بكلمة قال له الحكم بن أيوب: يا أنس قال: يقول لبيك أصلحك الله قال: وكان وقت الصلاة قد ذهب قال: كان بقي من الشمس بقية قال: احبسوه قال يزيد: فأقسم لك يا أبا الحسن - يعني ص.538
للمعلى - لما لقيت من أصحابي كان أشد علي من مقالي قال بعضهم: مراء وقال بعضهم: مجنون.
قال: وكتب الحكم إلى الحجاج: إن رجلاً من بني ضبة قام يوم الجمعة قال: الصلاة وأنا أخطب وقد شهد الشهود العدول عندي أنه مجنون. فكتب إليه الحجاج: إن كانت قامت الشهود العدول أنه مجنون فخل سبيله وإلا فاقطع يديه ورجليه واسمر عينيه واصلبه.
قال: فشهدوا عند الحكم أني مجنون فخلى عني.
قال المعلى عن يزيد الضبي: مات أخ لنا فتبعنا جنازته فصلينا عليه فلما دفن تنحيت في عصابة فذكرنا الله وذكرنا معادنا فإنا كذلك إذ رأينا نواصي الخيل والحراب فلما رآه أصحابي قاموا وتركوني وحدي فجاء الحكم حتى وقف علي فقال: ما كنتم تصنعون؟ قلت: أصلح الله الأمير مات صاحب لنا فصلينا عليه ودفناه وقعدنا نذكر ربنا ونذكر معادنا ونذكر ما صار إليه قال: ما منعك أن تفر كما فروا؟ قلت: أصلح الله الأمير أنا أبرأ من ذلك ساحة وآمن الأمير أن أفر قال: فسكت الحكم فقال عبد الملك بن المهلب وكان على شرطته: تدري من هذا؟ قال: من هذا؟ قال: هذا المتكلم يوم الجمعة قال: فغضب الحكم وقال: أما إنك لجريء خذاه.
قال: فأخذت فضربني أربعمائة سوط فما دريت متى تركني من شدة ما ضربني.
قال: وبعثني إلى واسط فكنت في ديماس الحجاج حتى مات الحجاج.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
*4* 2. باب فيمن خشي من ضرر على غيره وعلى نفسه.(7/214)
12168-ص.539 عن علي بن زيد قال: كنت في القصر مع الحجاج وهو يعرض الناس من أجل ابن الأشعث فجاء أنس بن مالك حتى دنا فقال له الحجاج: هيه يا خبثة يا جوال في الفتن مرة مع علي بن أبي طالب ومرة مع ابن الزبير ومرة مع ابن الأشعث أما والذي نفسي بيده لأستأصلنك كما تستأصل الصمغة ولأجردنك كما يجرد الضب فقال: من يعني الأمير أصلحه الله؟ قال الحجاج: إياك أعني أصم الله سمعك. فاسترجع فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. ثم خرج من عنده فقال: لولا أني ذكرت ولدي فخشيته عليهم لكلمته في مقامي بكلام لا يستجيبني بعده أبداً.
رواه الطبراني. وعلي بن زيد ضعيف وقد وثق.
12169-وعن ابن عمر قال: سمعت الحجاج يخطب فذكر كلاماً أنكرته فأردت أن أغير فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه". قال: قلت: يا رسول الله كيف يذل نفسه؟ قال: "يتعرض من البلاء لما لا يطيق".
رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير باختصار وإسناد الطبراني في الكبير جيد ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير ذكره الخطيب روى عن جماعة وروى عنه جماعة ولم يتكلم فيه أحد.
12170-وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس للمسلم أن يذل نفسه". قالوا: يا رسول الله كيف يذل نفسه؟ قال: "يتعرض من البلاء لما لا يطيق". ص.540
رواه الطبراني في الأوسط من طريق الخضر عن الجارود ولم ينسبا ولم أعرفهما،وبقية رجاله ثقات.
*4* 3. باب الإنكار بالقلب.
12171-عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنها ستكون فتن لا يستطيع المؤمن أن يغير فيها بيد ولا بلسان". فقال علي بن أبي طالب: يا رسول الله هل ينقص ذلك من إيمانهم شيئاً؟ قال: "لا إلا كما ينقص القطر من السقاء". قال: ولم ذلك قال: "يكرهونه بقلوبهم".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه طلحة بن زيد القرشي وهو ضعيف جداً.(7/215)
12172-وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيف أنت إذا كنت في حثالة من الناس واختلفوا حتى يكونوا هكذا" وشبك بين أصابعه؟ قال: الله ورسوله أعلم قال: "خذ ما تعرف ودع ما تنكر".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه وزياد بن عبد الله البكائي وثقه ابن حبان وضعفه جماعة.
12173-وعن عبد الله يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بحسب المرء أن يرى منكراً لا يستطيع له غيراً أن يعلم الله أنه له منكر".
رواه الطبراني وفيه الربيع بن سهل وهو ضعيف. ص.541
12174-وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا رأيتم أمراً لا تستطيعون غيره فاصبروا حتى يكون الله هو الذي يغيره".
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف.
وقد تقدمت أحاديث في الإنكار باليد واللسان والقلب في باب مراتب الأمر بالمعروف.
12175-وعن طارق بن شهاب قال: جاء عتريس بن عرقوب الشيباني إلى عبد الله فقال: هلك من لم يأمر بالمعروف وينه عن المنكر فقال: بل هلك من لم يعرف قلبه المعروف وينكر المنكر.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12176-وعن عبد الله بن مسعود قال: الناس ثلاثة فما سواهم فلا خير فيه رجل رأى فئة تقاتل في سبيل الله فجاهد بنفسه وماله،ورجل جاهد بلسانه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر،ورجل عرف الحق بقلبه.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
12177-وعنه قال: إذا رأيت الفاجر فلم تستطع أن تغير عليه فاكفهر في وجهه.
رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما شريك وهو حسن الحديث،وبقية رجاله رجال الصحيح. ص.542
قلت: ويأتي حديث فمن غاب عن أمر ورضي به ومن شهده فكرهه.
*3* 30. باب فيمن ليس فيهم من يهاب في الله عز وجل.
12178-عن عبد الله بن بسر قال: لقد سمعت حديثاً منذ زمان: إذا كنت في قوم عشرين رجلاً أو أقل أو أكثر فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم رجلاً يهاب في الله عز وجل فاعلم أن الأمر قد رق.(7/216)
رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد جيد.
*3* 31. (بابان فيمن يأمر بالمعروف).
*4* 1. باب فيمن يأمر بالمعروف ولا يفعله.
12179-عن الوليد بن عقبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أناساً من أهل الجنة يتطلعون إلى أناس من أهل النار فيقولون: بما دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم؟ فيقولون: إنا كنا نقول ولا نفعل".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بكر الداهري وهو ضعيف جداً.
12180-وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أتيت ليلة أسري بي على رجال تقرض شفاههم بمقاريض من نار قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء خطباء أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون".
12181-وفي رواية: "تقرض ألسنتهم بمقاريض من نار". أو قال: "من حديد". ص.543
12182-وفي رواية: "أتيت على سماء الدنيا ليلة أسري بي فرأيت فيها رجالاً تقطع ألسنتهم وشفاههم" فذكر نحوه.
رواها كلها أبو يعلى والبزار ببعضها والطبراني في الأوسط وأحد أسانيد أبي يعلى رجاله رجال الصحيح.
12183-وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من دعا الناس إلى قول أو عمل ولم يعمل هو به لم يزل في سخط الله حتى يكف أو يعمل ما قال أو دعا إليه".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وقال: يخطئ،وضعفه الجمهور،وبقية رجاله ثقات.
12184-وعن عامر بن شهر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"خذوا بقول قريش ودعوا فعلهم".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير مجالد وقد وثق وفيه ضعف.
*4* 2. باب مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به.
12185-عن أنس بن مالك قال: قلنا: يا رسول الله لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به ولا ننهى عن المنكر حتى نجتنبه كله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله". ص.544(7/217)
رواه الطبراني في الصغير والأوسط من طريق عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب عن أبيه وهما ضعيفان.
*3* 32. باب فيمن إذا سلمت دنياهم فلا يبالون أمر دينهم.
12186-عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يزال أهل لا إله إلا الله بخير ما بالوا ما انتقص من أمر دينهم قي أمر دنياهم فإذا لم يبالوا ما انتقص من أمر دينهم في صلاح دنياهم ردت عليهم وقيل لهم: لستم بصادقين".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن عبد الغفار وهو متروك.
12187-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن قائلها ما بالى قائلوها ما أصابهم في دنياهم إذا سلم لهم دينهم فإذا لم يبال قائلوها ما أصابهم في دينهم بسلامة دنياهم فقالوا: لا إله إلا الله قيل لهم: كذبتم".
رواه البزار وفيه عبد الله بن محمد بن عجلان وهو ضعيف جداً.
12188-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا إله إلا الله تمنع [العبد] من سخط الله ما لم يؤثروا سفعة دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ثم قالوا: لا إله إلا الله قال الله: كذبتم". ص.545
رواه البزار وإسناده حسن.
*3* 33. (بابان في الغربة).
*4* 1. باب بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً.
12189-عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الإيمان بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس. والذي نفس أبي القاسم بيده ليأرزن الإيمان إلى بين هذين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها".
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح.
12190-وعن عبد الرحمن بن سنة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(7/218)
"بدأ الإسلام غريباً ثم يعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء". قيل: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: "الذين يصلحون إذا فسد الناس والذي نفسي بيده لينحازن [الإيمان إلى المدينة كما يجوز السيل. والذي نفسي بيده ليأرزن] الإسلام إلى ما بين هذين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها".
رواه عبد الله والطبراني وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك.
12191-وعن عبد بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن عنده:
"طوبى للغرباء". فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: "أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر من يطيعهم".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وقال: "أناس صالحون قليل". وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. ص.546
12192-وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء".
قلت: هو في الصحيح غير قوله: "فطوبى للغرباء".
رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس.
قلت: وقد تقدم حديث أربعة من الصحابة بسند واحد في باب افتراق الأمم قبل هذا بكراسة في أثناء حديث.
12193-وعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء". قالوا: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: "الذين يصلحون عند فساد الناس".
رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله رجال الصحيح غير بكر بن سليم وهو ثقة.
12194-وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء". قال: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: "الذين يصلحون حين تفسد الناس".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثق.
12195-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء". ص.547
فذكر الحديث ويأتي.(7/219)
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه ليث بن أبي سليم مدلس.
12196-وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطية وهو ضعيف.
12197-وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريباً".
رواه الطبراني وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك.
12198-وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى تروى الأرض دماً ويكون الإسلام غريباً".
فذكر الحديث وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وهو ضعيف.
*4* 2. باب منه.
12199-عن علقمة بن عبد الله المزني قال: حدثني رجل قال: كنت في مجلس فيه عمر بن الخطاب بالمدينة فقال لرجل من القوم: يا فلان كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الإسلام؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الإسلام بدأ جذعاً ثم ثنياً ثم رباعياً ثم سدسياً ثم بازلاً". ص.548
فقال عمر: فما بعد البزول إلا النقصان.
رواه أحمد وأبو يعلى وفيه راو لم يسم،وبقية رجاله ثقات.
*3* 34. باب كيف يفعل من بقي في حثالة.
12200-عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كيف أنت يا عبد الله بن عمر إذ بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا وصاروا هكذا؟" وشبك بين أصابعه؟ قال: فكيف يا رسول الله؟ قال: "تأخذ ما تعرف وتدع ما تنكر و تقبل على خاصتك وتدع عوامهم".
رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف.(7/220)
12201-وعن سهل بن سعد الساعدي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم [يوماً] ونحن في مجلس عمرو بن العاص وابناه فقال: "كيف ترون إذا أخرتم في زمان حثالة من الناس قد مرجت عهودهم ونذورهم فاشتبكوا وكانوا هكذا؟". وشبك بين أصابعه. قالوا: الله ورسوله أعلم قال: "تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون ويقبل أحدكم على خاصة نفسه ويذر أمر العامة".
12202-وفي رواية: "وإياك والتلون في دين الله".
رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات. ص.549
12203-وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيف أنت إذا كنت في حثالة من الناس واختلفوا حتى كانوا هكذا؟" وشبك بين أصابعه. قال: الله ورسوله أعلم قال: "خذ ما تعرف ودع ما تنكر".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه وزياد بن عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة.
12204-وعن ابن مسعود قال: خالطوا الناس وصافوهم بما يشتهون ودينكم فلا تكلمنه.
12105-وفي رواية: خالطوا الناس وزايلوهم.
رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات.
*3* 35. باب قهر السفيه الحليم.
12206-عن عبد بن عمر أنه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ضاف ضيف رجلاً من بني إسرائيل وفي داره كلبة مجح فقالت الكلبة: والله لا أنبح ضيف أهلي قال: فعوى جراؤها في بطنها قال: قيل:ما هذا؟ قال: فأوحى [الله عز وجل] إلى رجل منهم: هذا مثل أمة تكون من بعدكم يقهر سفهاؤها حلماءها".
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
*3* 36. باب فيمن لم يأمر بمعروف ولم ينه عن منكر.
12207-ص.550 عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يأتي على الناس زمان لا يأمرون فيه بمعروف ولا ينهون عن منكر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بسطام بن حبيب ولم أعرفه.
12208-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: يذهب الصالحون أسلاخاً ويبقى أهل الريب من لا يعرف معروفاً
ولا ينكر منكراً.(7/221)
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12209-وعن عبد العزيز بن أبي بكرة أنا أبا بكرة تزوج امرأة من بني عُلاثة وأنها هلكت فحملها إلى المقابر فحال إخوتها بينه وبين الصلاة فقال لهم: لا تفعلوا فإني أحق بالصلاة منكم قالوا: صدق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليها ثم إنه دخل القبر فدفعوه دفعاً عنيفاً فوقع فغشي عليه فحمل إلى أهله فصرخ عليه يومئذ عشرون من ابن وبنت له.
قال عبد العزيز: وأنا يومئذ من أصغرهم فأفاق إفاقة فقال لهم: لا تصرخوا علي فوالله ما من نفس تخرج أحب إلي من نفس أبي بكرة. ففزع القوم فقالوا: لم يا أبانا؟ فقال: إني أخشى أن أدرك زماناً لا أستطيع أن آمر بالمعروف ولا أنهى عن منكر ولا خير يومئذ.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*3* 37. باب فيمن يرى المنكر معروفاً.
12210-ص.551 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيف بكم أيها الناس إذا طغى نساؤكم وفسق فتيانكم؟". قالوا: يا رسول الله إن هذا لكائن؟ قال: "نعم وأشد منه كيف بكم إذا تركتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟". قالوا: يا رسول الله إن هذا لكائن؟ قال: "نعم وأشد منه كيف بكم إذا رأيتم المنكر معروفاً والمعروف منكراً؟".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: "فسق شبابكم".
وفي إسناد أبي يعلى موسى بن عبيدة وهو متروك،وفي إسناد الطبراني جرير بن المسلم ولم أعرفه والراوي عنه شيخ الطبراني همام بن يحيى لم أعرفه.
*3* 38. باب نقض عرى الإسلام.
12211-عن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لتنتقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة".
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح إلا أن في الأصل عن ص.552
حبيب بن سليمان عن أبي أمامة وصوابه سليمان بن حبيب المحاربي فإنه روى عن أبي أمامة وروى عنه عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله.(7/222)
*3* 39. باب خروج الناس من الدين - نعوذ الله من ذلك -
12212-عن شداد أبي عمار قال: حدثني جار لجابر بن عبد الله قال: قدمت من سفر فجاءني جابر يسلم علي فجعلت أحدثه عن افتراق الناس وما أحدثوا فجعل جابر يبكي ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً وسيخرجون منه أفواجاً".
رواه أحمد. وجابر لم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 40. باب في أيام الصبر وفيمن يتمسك بدينه في الفتن.
12213-عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا بني هاشم إنكم سيصيبكم بعدي جفوة فاستعينوا عليها بأرقاء الناس".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حسين بن عبد الله الهاشمي وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن معين في رواية وضعفه في غيرها ورواه البزار باختصار.
12214-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ويل للعرب من شر قد اقترب فيناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل المتمسك بدينه كالقابض على الجمر". أو قال: "على الشوك". وفي رواية: "بخبط الشوك".
قلت: رواه أبو داود وغيره من قوله: المتمسك بدينه إلى آخره.
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف،وبقية رجاله رجال الصحيح. ص.553
قلت: وبقية أحاديث هذا الباب في باب الصبر.
12215-وعن عتيبة بن غزوان - وكان من الصحابة - أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين منكم". قالوا: يا نبي الله أومنهم؟ قال: "بل منكم". قالوا: يا نبي الله أومنهم؟ قال: "بل منكم" - ثلاث مرات أو أربع - .
رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه بكر بن سهل عن عبد الله بن يوسف وكلاهما قد وثق وفيهما خلاف.
12216-وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/223)
"إن من ورائكم أيام الصبر. الصبر فيهن كقبض على الجمر للعامل فيها أجر خمسين". قالوا: يا رسول الله أجر خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال: "خمسين منكم".
رواه البزار والطبراني بنحوه إلا أنه قال: "للمتمسك أجر خمسين شهيداً". فقال عمر: يا رسول الله منا أو منهم؟ قال: "منكم". ورجال البزار رجال الصحيح غير سهل بن عامر البجلي وثقه ابن حبان.
12217-وعن حذيفة قال: تعودوا الصبر فإنه يوشك أن ينزل بكم البلاء مع أنه لا يصيبكم بلاء أشد مما أصابنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه البزار وفيه مجالد وقد وثق وفيه ضعف. ص.554
12218-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ليأتين عليكم زمان تغبطون فيه الرجل بخفة الحاذ كما تغبطونه اليوم بكثرة المال والولد حتى يمر أحدكم بقبر أخيه فيتمعك كما تتمعك الدابة [في مراعيها] ويقول: يا ليتني مكانك ما به شوق إلى الله ولا عمل صالح قدمه إلا لما نزل به من البلاء".
رواه البزار والطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
12219-وعنه قال: ليأتين عليكم زمان يمر الرجل بالقبر فيقول: يا ليتني مكان هذا ما به من حب لقاء الله ولكن
شدة ما يرى من البلاء. قيل: أي شيء عند ذلك خير؟ قال: فرس شديد وسلاح شديد يزول به الرجل حيث زال.
رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح غير أبي الزعراء الكبير وثقه ابن حبان وضعفه غيره.
12220-وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا ذر كيف أنت إذا كنت في حثالة من الناس؟" وشبك بين أصابعه قلت: يا رسول الله ما تأمرني؟ قال: "اصبر اصبر خالقوا الناس بأخلاقهم وخالفوهم في أعمالهم". ص.555
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك.
12221-وعن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(7/224)
"من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً أو دعا إلى غير [أبيه أو تولى غير] مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أنتم في قوم مرجت عهودهم وأماناتهم وصاروا حثالة؟" وشبك بين أصابعه. قالوا: فكيف نصنع يا رسول الله؟ قال: "اصبروا اصبروا وخالقوا الناس بأخلاقهم وخالفوهم في أعمالهم".
رواه البزار وفيه يزيد بن ربيعة وهو متروك وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
12222-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيف أنت يا عبد الله بن عمرو إذا كنت في حثالة من الناس؟" قال: فذاك ما هو يا رسول الله؟ قال: "ذاك إذا مرجت أماناتهم وعهودهم فصاروا هكذا" وشبك بين أصابعه قال: كيف أصنع يا رسول الله؟ قال: "تعمل بما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل بخاصة نفسك وتدع عوام الناس".
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح.
12223-وعن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ستغربلون حتى تصيروا في حثالة من الناس مرجت عهودهم وخربت أمانتهم". فقال قائلنا: فكيف بنا يا رسول الله؟ ص.556
قال: "تعملون بما تعرفون وتتركون ما تنكرون وتقولون: أحد أحد انصرنا على من ظلمنا واكفنا من بغانا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
12224-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها". قالوا: فما تأمر من أدرك ذلك يا رسول الله؟ قال: "تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم".
قلت: حديث ابن مسعود في الصحيح.
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه أحمد بن عبد العزيز الواسطي ولم أعرفه،وبقية رجال ثقات.
12225-وعن أم سلمة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/225)
"ليأتين على الناس زمان يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب ويُخون فيه الأمين ويؤتمن فيه الخائن ويشهد المرء وإن لم يستشهد ويحلف المرء وإن لم يستحلف ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع لا يؤمن بالله ورسوله".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثق.
12226-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.557
"إن أمام الدجال سنين خداعة يكذَّب فيها الصادق ويصدَّق فيها الكاذب ويخوَّن فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة". قيل: وما الرويبضة؟ قال: "الفاسق يتكلم في أمر العامة".
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وفي إسناد الطبراني ابن لهيعة وهو لين.
12227-وعن عمرو بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة". قيل: يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: "الامرؤ التافه يتكلم في أمر العامة".
12228-قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن دينار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بنحوه.
رواه البزار وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من عبد الله بن دينار،وبقية رجاله ثقات.
قلت: ويأتي في أمارات الساعة بعض هذا.
12229-وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أشراط الساعة الفحش والتفحش وقطيعة الأرحام وتخوين الأمين وائتمان الخائن".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
12230-وعن أبي سبرة قال: لقيت عبد الله بن عمرو فحدثني ما سمع من ص.558
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأملى علي فكتبت بيدي فلم أزد حرفاً ولم أنقص حرفاً حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(7/226)
"إن الله لا يحب الفحش - أو يبغض الفاحش والمتفحش - ولا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة وحتى يؤتمن الخائن ويخون الأمين".
رواه أحمد في حديث طويل. وأبو سبرة هذا اسمه سالم بن سبزة قال أبو حاتم: مجهول.
12231-وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يأتي على الناس زمان يتمنون فيه الدجال" قلت: يا رسول الله بأبي وأمي مم ذاك؟ قال: "مما يلقون من العناء والعناء".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات ورواه البزار بنحوه ورجاله ثقات.
12232-وعن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الناس شجرة ذات جني ويوشك أن يعودوا شجرة ذات شوك إن نافذتهم نافذوك وإن تركتهم لم يتركوك وإن هربت منهم طلبوك". قال: فكيف المخرج من ذلك يا رسول الله؟ قال: "تقرضهم عرضك ليوم فاقتك".
رواه الطبراني وفيه بقية وهو مدلس،وصدقة بن عبد الله ضعيف جداً ووثقه دحيم وأبو حاتم.
12233-وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ص.559
"لا يزداد الأمر إلا شدة ولا يزداد المال إلا إفاضة ولا يزاد الناس إلا شحاً ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا وفيهم ضعف ورواه بإسناد آخر ضعيف.
12234-وعن ابن مسعود قال: إنكم في زمان الصلاة فيه طويلة والخطبة فيه قصيرة وعلماؤه كثير وخطباؤه قليل وسيأتي على الناس زمان الصلاة فيه قصيرة والخطبة فيه طويلة خطباؤه كثير وعلماؤه قليل يؤخرون الصلاة صلاة العشي إلى شرق الموتى فمن أدرك ذلك [منكم] فليصل الصلاة لوقتها وليجعلها معهم تطوعاً إنكم في زمان يغبط فيه الرجل على قلة عياله وخفة حاذه ما أدع بعدي في أهلي أحب إلي موتاً منهم ولا أهل بيت من الجعلان وإني لأحبهم كما تحبون أهليكم.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وله طريق في الزهد وقد تقدم في العلم نحوه.(7/227)
12235-وعن محمد بن زيد بن حليدة أن عبد الله دخل عليه وقد نصب متاعاً في بيته فقال عبد الله: استخف من شوار بيتك فإن الناس يوشكون أن يكونوا على قتب. ص.560
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
*3* 41. باب فيما مضى من الزمان وما بقي منه.
12236-عن خيثمة قال: قال عبد الله - يعني ابن مسعود - لامرأته: اليوم خير أم أمس؟ فقالت: لا أدري فقال: لكني أدري أمس خير من اليوم واليوم خير من غد وكذلك حتى تقوم الساعة.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وله آثار في الزهد.
*3* 42. باب لو كان المؤمن في جحر ضب حصل له الأذى.
12237-عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو كان المؤمن في جحر ضب لقيض إليه فيه من يؤذيه". أو قال: "منافقاً يؤذيه".
رواه البزار،والطبراني في الأوسط،وفيه أبو قتادة بن يعقوب بن عبد الله العذري ولم أعرفه،وبقية رجال الطبراني ثقات.
*3* 43. باب فيمن داهن وسكت عن الحق وأهل زمانهم.
12238-عن حذيفة قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما سيدا أعمال أهل البر؟ قال: "إذا أصابكم ما أصاب بني إسرائيل". ص.561
قلت: يا رسول الله وما أصاب بني إسرائيل؟ قال: "إذا داهن خياركم فجاركم وصار الفقه في شراركم وصار الملك في صغاركم فعند ذلك تلبسكم فتنة تكرون ويكر عليكم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمار بن سيف وثقه العجلي وغيره وضعفه جماعة،وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
12239-وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يكون في آخر الزمان أقوام إخوان العلانية أعداء السريرة" قال: يا رسول الله كيف يكون ذلك؟ قال: "برغبة بعضهم إلى بعض وبرهبة بعضهم من بعض".
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
12240-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/228)
"سيجيء أقوام في آخر الزمان تكون وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين [أمثال الذئاب الضواري ليس في قلوبهم شيء من الرحمة سفاكون للدماء] لا يرعون عن قبيح إن تابعتهم واروك وإن تواريت عنهم اغتابوك وإن حدثوك كذبوك وإن ائتمنتهم خانوك. صبيهم عارم وشابهم شاطر وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر الاعتزاز بهم ذل وطلب ص.562
ما في أيديهم فقر. الحليم فيهم غاو والآمر فيهم بالمعروف متهم. والمؤمن فيهم مستضعف والفاسق فيهم مشرف. السنة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنة فعند ذلك يسلط الله عليهم شرارهم ويدعو خيارهم فلا يستجاب لهم".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمد بن معاوية النيسابوري وهو متروك.
12241-وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا ظهر القول وخزن العمل واختلفت الألسن وتباغضت القلوب وقطع كل ذي رحم رحمه فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه جماعة لم أعرفهم.
12242-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يأتي على الناس زمان هم ذئاب فمن لم يكن ذئباً أكلته الذئاب".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
*3* 44. باب اختيار العجز على الفجور.
12243-عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يأتي على الناس زمان يخير فيه الرجل بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور".
رواه أحمد وأبو يعلى عن شيخ عن أبي هريرة،وبقية رجاله ثقات.
*3* 45. باب تداعي الأمم.
12244-ص.563 عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لثوبان:(7/229)
"كيف بك يا ثوبان إذا تداعت عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة الطعام تصيبون منه؟". قال ثوبان: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال: "لا أنتم يومئذ كثير ولكن يلقى في قلوبكم الوهن". قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: "حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه وإسناد أحمد جيد.
*3* 46. باب لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق.
12245-عن معاوية قال: يا أهل الشام حدثني الأنصاري - قال شعبة: يعني زيد بن أرقم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين". وإني لأرجو أن تكونوا هم يا أهل الشام.
رواه أحمد والبزار والطبراني. وأبو عبد الله الشامي ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12246-وعن جابر بن سمرة قال: نبئت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يزال هذا الدين قائماً تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة". ص.564
12247-وفي رواية عن جابر بن سمرة عن من حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره.
قلت: هو في الصحيح من حديث جابر بن سمرة نفسه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12248-وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك". قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".
رواه عبد الله وجادة عن خط أبيه والطبراني ورجاله ثقات. قلت: وفي فضل أهل الشام شيء من هذا الباب.
12249-وعن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة".
رواه الطبراني في الصغير والكبير ورجال الكبير رجال الصحيح.
12250-وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/230)
"لا تزال أمتي ظاهرين على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم فيقول إمامهم: تقدم فيقول: أنت أحق بعضكم أمراء على بعض أمر أكرم به هذه الأمة".
رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة وهو متروك. ص.565
12251-وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سيدرك رجال من أمتي عيسى بن مريم ويشهدون قتال الدجال".
رواه أبو يعلى وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف.
12252-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يزال هذا الأمر - أو على هذا الأمر - عصابة من أمتي لا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير زهير بن محمد بن قمير وهو ثقة.
12253-وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله على أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين إلى يوم القيامة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوليد بن عباد وهو مجهول.
12254-وعن مرة البهزي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تزال طائفة [من أمتي] على الحق ظاهرين على من ناوأهم وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" قلنا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "بأكناف بيت المقدس". قال: وحدثني أن الرملة هي الربوة وذلك أنها مغربة ومشرقة.
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
*3* 47. باب بعث إبليس سراياه يفتنون الناس.
12255-عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.566
"عرش إبليس على البحر ثم يبعث سراياه فيفتنون فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا وفيهم ضعف.
*3* 48. باب تسليط الفسقة على الفسقة.
12256-عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل يقول: أنتقم ممن أبغض بمن أبغض ثم أصير كلاً إلى النار".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن بكر البالسي وهو ضعيف.(7/231)
*3* 49. باب أسرع الأرض خراباً يسراها.
12257-عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أسرع الأرض خراباً يسراها ثم يمناها".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر بن صباح الرقي وثقه ابن حبان،وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 50. باب الإقامة بالشام زمن الفتن.
12258-عن جبير بن نفير قال: حدثنا [رجل من] أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ستفتح عليكم الشام فإذا خيرتم المنازل فيها فعليكم بمدينة فيها يقال لها: دمشق فإنها معقل المسلمين في الملاحم وفسطاطها منها بأرض يقال لها: الغوطة". ص.567
رواه أحمد وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. قلت: وفي فضل الشام أحاديث في أواخر المناقب.
12259-وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عامر الأنطاكي وهو ثقة.
*3* 51. باب في أسرع الناس موتاً.
12260-عن أبي هريرة قال: أقبل سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في وجه سعد لخيراً". قال: قتل كسرى.
قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله كسرى إن أول الناس هلاكاً العرب ثم أهل فارس".
رواه أحمد والبزار وفيه داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف.
12261-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل للعرب من شر قد اقترب".
رواه البزار وفيه عاصم بن بهدلة وقد وثق وهو ضعيف،وبقية رجاله ثقات.
*3* 32. باب فيمن كره الفتن ومن رضي بها.
12262-عن الحسين - يعني ابن علي - ولا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ص.568
"من شهد أمراً فكرهه كان كمن غاب عنه. ومن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهده".(7/232)
رواه أبو يعلى وفيه عمر بن شبيب وثقه ابن معين في رواية وضعفه الجمهور وكذلك يوسف بن ميمون الصباغ وثقه ابن حبان وغيره وضعفه الجمهور،ومنصور بن أبي مزاحم ثقة.
12263-وعن عون - يعني ابن عبد الله بن عتبة - قال: قلت لعمر بن عبد العزيز: إن ابن مسعود كان يقول:
إنها ستكون أمور مشتبهة فمن رضيها ممن غاب عنها فهو كمن شهدها ومن كرهها ممن شهدها فهو كمن غاب عنها. فأعجبه.
رواه الطبراني. وعون لم يدرك ابن مسعود،والمسعودي اختلط.
*3* 53. باب النهي عن بيع السلاح في الفتنة.
12264-عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السلاح في الفتنة.
رواه البزار وفيه بحر بن كنيز السقاء وهو متروك.
*3* 54. باب النهي عن تعاطي السيف مسلولاً.
12265-عن أبي بكرة قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يتعاطون سيفاً مسلولاً فقال:
"لعن الله من فعل هذا. أوليس قد نهيت عن هذا؟". ثم قال: "إذا سل أحدكم سيفه فنظر إليه فأراد أن يناوله أخاه فليغمده ثم يناوله إياه". ص.569
رواه أحمد والطبراني وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة ولكنه مدلس،وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
12266-وعن بنة الجهني أن نبي الله صلى الله عليه وسلم مر على قوم في المسجد - أو في المجلس - يسلون سيفاً بينهم [يتعاطونه بينهم] غير مغمود فقال:
"لعن الله من يفعل ذلك لو لم أزجركم عن هذا فإذا سللتم السيف فليغمده الرجل ثم ليعطه كذلك".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه لين،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12267-وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم في مجلس يسلون سيفاً يتعاطونه بينهم غير مغمود فقال: "ألم أزجر عن هذا؟ فإذا سل أحدكم السيف فليغمده ثم ليعطيه أخاه".
قلت: في الصحيح طرف منه.
رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات.
*3* 55. باب كيف يمسك النبل.
12268-عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/233)
"من مر منكم في هذه الأسواق ومعه نبل فليقبض على النصال".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف.
*3* 56. باب النهي عن حمل السلاح على المسلمين.
12269-ص.570 عن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا شهر المسلم على أخيه سلاحاً فلا تزال ملائكة الله تلعنه حتى يشيمه عنه".
رواه البزار وفيه سويد بن إبراهيم ضعفه النسائي ووثقه أبو زرعة وهو لين.
12270-وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى أن يسل المسلم على المسلم السلاح.
رواه البزار والطبراني وفي إسناد الطبراني من لم أعرفه وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو متروك.
12271-وعن عمرو بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهر علينا السلاح فليس منا".
رواه البزار وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف عند الجمهور وحسن الترمذي حديثه.
12272-وعن ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من حمل علينا السلاح".
رواه الطبراني وفيه مسلم بن خالد الزنجي وقد وثق على ضعفه. ص.571
12273-وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حمل علينا السلاح فليس منا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أيوب بن عتبة وهو ضعيف ووثقه ابن معين في رواية.
12274-وعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يشهرن أحد على أخيه بالسيف لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من حفر النار".
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وثقه ابن حبان وهو مدلس.
*3* 57. باب فيمن أشار إلى مسلم بحديدة.
12275-عن علقمة بن أبي علقمة عن أخيه في قصة قال: ذكرها. فقال: سمعت عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أشار إلى أحد من المسلمين بحديدة يريد قتله فقد وجب دمه".
رواه أحمد. وأخو علقمة لم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
*3* 58. باب فيمن رمانا بالنبل.(7/234)
12276-عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رمانا بالنبل فليس منا".
رواه أحمد وفيه يحيى بن أبي سليمان وثقه ابن حبان وضعفه آخرون،وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 59. باب فيمن رمانا بالليل.
12277-ص.572 عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من رمانا بالليل فليس منا".
رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس.
12278-وعن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من رمانا بالليل فليس منا ومن رقد على سطح لا جدار له فسقط فمات فدمه هدر".
رواه الطبراني وفيه يزيد بن عياض وهو متروك.
12279-وعن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: "من رمانا بالليل فليس منا".
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد الذي قبله. والظاهر أن الليل هنا النبل.
*3* 60. باب القتال على الملك.
12280-عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"شر قتيل بين صفين أحدهما يطلب الملك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الأول أبو نعيم ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
12281-وعن ثروان بن ملحان قال: كنا جلوساً في المسجد فمر علينا ص.573
عمار بن ياسر فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يكون بعدي قوم يأخذون الملك يقتل عليه بعضهم بعضاً".
قال: قلنا: له لو حدثنا غيرك ما صدقناه قال: فإنه سيكون.
رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير ثروان وهو ثقة.
12282-وعن يحيى بن حبان أنه كان مع عبد الله بن عمر وأن عبد الله بن عمر قال له: في الفتنة لا ترون القتل شيئاً.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن حبان ووثقه ابن حبان.
قلت: وتأتي أحاديث نحو هذا فيما يكون من الفتن.
*3* 61. باب فيمن سلم من الدماء الحرام ونحوها.
12283-عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/235)
"من اجتنب أربعاً دخل الجنة: الدماء والأموال والفروج والأشربة".
رواه البزار،وفيه رواد بن الجراح وثقه ابن معين وغيره وقالوا: إنما غلط في حديث سفيان،قلت: وهذا من حديثه عن سفيان.
*3* 62. باب حرمة دماء المسلمين وأموالهم وإثم من قتل مسلماً.
12284-عن عقبة بن خالد الليثي قال: ص.574
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فغارت على قوم فشد رجل من القوم فاتبعه رجل من السرية ومعه السيف شاهره فقال إنسان من القوم: إني مسلم إني مسلم. فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله قال: فنمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولاً شديداً فبلغ القاتل.
قال: فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل: يا رسول الله والله ما قال الذي قاله إلا تعوذاً من القتل. فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن من قبله من الناس وأخذ في خطبته.
قال: ثم عاد فقال: يا رسول الله ما قال الذي قال إلا تعوذاً من القتل. فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن من قبله من الناس.
فلم يصبر أن قال في الثالثة فأقبل عليه تعرف المساءة في وجهه فقال: "إن الله عز وجل أبى علي أن أقتل مؤمناً".
- ثلاث مرات - .
رواه أبو يعلى وأحمد باختصار إلا أنه قال: عقبة بن مالك بدل: عقبة بن خالد.
والطبراني بطوله ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن عاصم الليثي وهو ثقة.
12285-وعن جندب بن سفيان قال: إني لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه بشير من سرية بعثها فأخبره بنصر الله الذي نصر سريته وبفتح الله الذي فتح لهم قال فذكر نحو حديث تقدم لجندب بن سفيان وزاد: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:
"سيكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم تصدم كصدم الحماة وفحول ص.575(7/236)
الثيران يصبح الرجل فيها مسلماً ويمسي كافراً ويمسي فيها مسلماً ويصبح كافراً".فقال رجل من المسلمين: فكيف نصنع عند ذلك يا رسول الله؟ قال: "ادخلوا بيوتكم وأخملوا ذكركم". فقال رجل من المسلمين: أفرأيت إن دخل على أحدنا في بيته؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فليمسك بيده وليكن عبد الله المقتول ولا يكن عبد الله القاتل فإن الرجل يكون في قبة الإسلام فيأكل مال أخيه ويسفك دمه ويعصي ربه ويكفر بخالقه وتجب له جهنم".
رواه أبو يعلى وفيه عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب وقد وثقا وفيهما ضعف.
12286-وعن أبي عمران قال: قلت لجندب: إني قد بايعت هؤلاء - يعني ابن الزبير - وإنهم يريدون أن أخرج معهم إلى الشام؟ فقال: أمسك فقلت: إنهم يأبون؟ قال: افتد بمالك فقلت: إنهم يأبون إلا أن أضرب معهم بالسيف فقال جندب: حدثني فلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني؟". - قال شعبة: وأحسبه قال: - "على ما قتلته؟ فيقول: قتلته على ملك فلان".
قال: فقال جندب: فاتقها.
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12287-وعن عبادة بن قرص أن رجلاً من المسلمين حمل على رجل من الكفار فطعنه بالرمح فالتفت إليه فقال: إني مسلم فقتله فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ص.576
"أقتله بعد أن قال: إني مسلم؟" فقلت: يا رسول الله إني طعنته بالرمح فأعرض عني وقال: "أبى علي فيمن قتل مسلماً"
رواه الطبراني وفيه عدي بن الفضل التيمي وهو متروك.
12288-وعن الحسن قال: لما مات دفنه قومه فلفظته الأرض ثم دفنوه فلفظته الأرض ثلاث مرات فألقوه بين ضوجي جبل ورموا عليه الحجارة فأكلته السباع. قال ابن أبي الزناد: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبر أن الأرض لفظته قال: "أما إن الأرض تقبل من هو شر منه ولكن الله أراد أن يريكم عظم الدم عنده".(7/237)
قلت: رواه الطبراني في ترجمة ضميرة عقب قصة محلم بن جثامة وإسناده منقطع.
12289-وعن أبي هريرة وأبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال:
"أي يوم هذا؟" قالوا: يوم حرام قال: "فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".
قلت: حديث أبي سعيد رواه ابن ماجة.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
12290-وعن عمار بن ياسر قال: ص.577
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أي يوم هذا؟". قلنا: يوم النحر. قال: "أي شهر هذا؟". قلنا: ذو الحجة شهر حرام قال: "فأي بلد هذا؟" قلنا: بلد حرام قال: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا [هل] يبلغ الشاهد الغائب؟".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك.
12291-وعن البراء وزيد ابن أرقم قالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عثمان الحضرمي وهو متروك. قلت: وقد تقدمت أحاديث في الحج والديات.
12292-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يقتل القاتل حين يقتل وهو مؤمن ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يختلس خلسة وهو مؤمن يختلع منه الإيمان كما يخلع سرباله فإذا رجع إلى الإيمان رجع إليه وإذا رجع رجع إليه الإيمان".
قلت: هو في الصحيح باختصار. ص.578
رواه البزار وفيه مبارك بن حسان وثقه ابن معين وغيره وضعفه أبو داود وغيره،وبقية رجاله ثقات.
12293-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض".
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجالهم رجال الصحيح.
12294-وعن الصنابحي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/238)
"إني مكاثر بكم الأمم فلا ترجعن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض".
قلت: رواه ابن ماجة باختصار.
رواه أحمد وأبو يعلى وفيه مجالد بن سعيد وفيه خلاف.
12295-وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنكم اليوم على دين وإني مكاثر بكم الأمم فلا تمشوا بعدي القهقرى".
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه مجالد وفيه خلاف،وبقية رجاله ثقات.
12296-وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه:
"لا أعرفنكم ترجعون بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض".
رواه البزار وأبو يعلى وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك. ص.579
12297-وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
12298-وعن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كل ذنب عسى الله أن يغفره [يوم القيامة] إلا من مات مشركاً أو قتل مؤمناً متعمداً".
رواه البزار ورجاله ثقات.
12299-وعن عامر الشعبي قال: لما قاتل مروان الضحاك بن قيس أرسل إلى أيمن بن خريم الأسدي فقال: إنا نحب أن نقاتل معنا فقال: إن أبي وعمي شهدا بدراً فعهدا إلي أن لا أقاتل أحداً يشهد أن لا إله إلا الله فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك فقال: اذهب ووقع فيه وسبه فأنشأ أيمن يقول:
ولست مقاتلاً رجلاً يصلي * على سلطانِ آخرَ من قريش
له سلطانهُ وعلي إثمي * معاذ اللهِ من جهلٍ وطيش
أقاتل مسلماً في غير شيء * فليس بنافعي ما عشت عيشي
رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه إلا أنه قال: لست أقاتل رجلاً يصلي. وقال: معاذ الله من فشل وطيش. وقال:
أأقتل مسلماً في غير حزم. ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير زكريا بن يحيى زحمويه وهو ثقة. ص.580(7/239)
12300-وعن أبي سعيد قال: قتل قتيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فقال: "أما تعلمون من قتل هذا القتيل بين أظهركم؟" ثلاث مرات قالوا: اللهم لا فقال: "والذي نفس محمد بيده لو أن أهل السماوات وأهل الأرض اجتمعوا على قتل مؤمن أدخلهم الله جميعاً جهنم ولا يبغضنا أهل البيت أحد إلا كبه الله في النار".
رواه البزار وفيه داود بن عبد الحميد وغيره من الضعفاء.
12301-وعن ابن عباس قال: قتل قتيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم قاتله فصعد منبره فقال: "يا أيها الناس أيقتل قتيل وأنا بين أظهركم لا يعلم من قتله؟ لو أن أهل السماء والأرض اجتمعوا على قتل مسلم لعذبهم الله بلا عدد ولا حساب".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عطاء بن أبي مسلم وثقه ابن حبان وضعفه جماعة.
12302-وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لو أن أهل السماوات والأرض اجتمعوا على قتل مسلم لكبهم الله جميعاً على وجوههم في النار".
رواه الطبراني في الصغير وفيه جسر بن فرقد وهو ضعيف.
12303-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لو اجتمع أهل السماء والأرض على قتل مؤمن لكبهم الله في النار".
رواه الطبراني في الأوسط،وفيه أبو حمزة الأعور وهو متروك،وقال أبو حاتم: يكتب حديثه،وبقية رجاله رجال الصحيح. ص.581
12304-وعن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا مشى الرجل إلى الرجل فقتله فالمقتول في الجنة والقاتل في النار".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
12305-وعن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يجيء المقتول آخذاً قاتله وأوداجه تشخب دماً عند ذي العزة فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: فيم قتلته؟ قال: قتلته لتكون العزة لفلان قيل: هي لله".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفيض بن وثيق وهو كذاب.(7/240)
12306-وعن ابن عباس أنه سأله سائل فقال: يا أبا العباس هل للقاتل من توبة؟ قال ابن عباس: كالمتعجب من
شأنه: ماذا تقول؟ فأعاد عليه مسألته فقال: ماذا تقول؟ مرتين أو ثلاثاً. قال ابن عباس: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: "يأتي المقتول متعلقاً رأسه بإحدى يديه ملبباً قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دماً حتى يأتي به العرش فيقول المقتول لرب العالمين: هذا قتلني فيقول الله للقاتل: تعست ويذهب به إلى النار".
قلت: رواه الترمذي باختصار آخره.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
12307-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا حرج إلا في قتل مسلم" ثلاث مرات.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس. ص.582
12308-وعن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من استطاع أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم يهريقه كأنما يذبح دجاجة كلما يعرض لباب من أبواب الجنة حال بينه وبينه،ومن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيباً فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح.
12309-وعن الحسن عن جندب قال: جلست إليه في إمارة المصعب فقال: إن هؤلاء القوم قد ولغوا في دمائهم وتحالفوا على الدنيا وتطاولوا في البناء وإني أقسم بالله لا يأتي عليكم إلا يسير حتى يكون الجمل الضابط والحبلان القتب أحب إلى أحدكم من الدسكرة العظيمة. فذكر نحوه.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12310-وعن عبد الملك بن مروان قال: كنت أجالس بريرة بالمدينة قبل أن ألي هذا الأمر فكانت تقول: يا عبد الملك إني لأرى فيك خصالاً وخليق أن تلي أمر هذه الأمة فإن وليته فاحذر الدماء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرجل ليدفع عن باب الجنة أن ينظر إليها على محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حق".
رواه الطبراني وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد وهو ضعيف.(7/241)
12311-وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله عز وجل لم يحل في الفتنة شيئاً حرمه قبل ذلك،ما بال أحدكم يأتي أخاه فيسلم عليه ثم يجيء بعد ذلك فيقتله؟". ص.583
رواه الطبراني وفيه عبد الملك بن محمد الصنعاني وثقه أيوب بن سليمان وغيره وفيه ضعف.
12312-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً فإذا أصاب دماً حراماً نزع منه الحياء.
رواه الطبراني
12313-وفي رواية: لا يزال العباد في فسحة من ستر الله عز وجل ما أقاموا العبادة ولم يهرقوا دماً حراماً.
وإسناد الأول رجاله رجال الصحيح إلا أن إبراهيم لم يسمع من ابن مسعود.
12314-عن عبد الله - يعني ابن مسعود - يرفعه قال:
"لا يعجبك رحب الذراعين بالدم فإن له عند الله قاتلاً لا يموت. ولا يعجبك امرؤ كسب مالاً من حرام فإن أنفق منه لم يتقبل منه وإن أمسك لم يبارك له فيه وإن مات وتركه كان زاده إلى النار".
رواه الطبراني وفيه النضر بن حميد وهو متروك.
12315-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من شرك في دم حرام بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش ضعفه البخاري وجماعة ووثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ،وبقية رجاله ثقات. ص.584
12316-وعن ابن مسعود قال: إذا وقع الناس في الفتنة فقالوا: اخرج لك بالناس أسوة فقل: لا أسوة لي بالشر.
رواه الطبراني وفيه خديج بن معاوية وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة.
12317-وعن حميد بن هلال قال: لما هاجت الفتنة قال عمران بن حصين لحجير بن الربيع العدوي: اذهب إلى قومك فانههم عن الفتنة قال: إني لمغموز فيهم وما أطاع قال: فأبلغهم عني وانههم عنها. قال: وسمعت عمران يقسم بالله: لأن أكون عبداً حبشياً أسود في أعنز حصبات في رأس جبل أرعاهن حتى يدركني أجلي أحب إلي أن أرمي أحد الصفين بسهم أخطأت أم أصبت.(7/242)
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12318-وعن ابن سيرين قال: لما قيل لسعد بن أبي وقاص: ألا تقاتل إنك من أهل الشورى وأنت أحق بهذا الأمر من غيرك؟ قال: لا أقاتل حتى يأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان يعرف المؤمن من الكافر فقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 63. باب فيمن سن القتل.
12319-عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.585
"أشقى الناس ثلاثة: عاقر ناقة ثمود وابن آدم الذي قتل أخاه،ما سفك على الأرض من دم إلا لحقه منه لأنه أول من سن القتل".
قلت: وأسقط الثالث والظاهر أنه قاتل علي بن أبي طالب كما ورد.
رواه الطبراني وفيه حكيم بن جبير وهو متروك وضعفه الجمهور وقال أبو زرعة: محله الصدق إن شاء الله،وابن إسحاق مدلس.
*3* 64. باب فيمن قتل مسلماً أو أمر بقتله.
12320-عن مرثد بن عبد الله اليزني عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القاتل والآمر فقال:
"قسمت النار سبعين جزءاً فللآمر تسعة وستون وللقاتل جزء وحسبه".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس.
12321-وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله جزأ النار سبعين جزءاً تسعة وستون للآمر وجزء للقاتل وحسبه".
رواه الطبراني في الصغير وفيه الحسين بن الحسن بن عطية وهو ضعيف.
12322-وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يؤتى بالقاتل والمقتول يوم القيامة فيقول: أي رب سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: أي رب أمرني هذا. فيؤخذ بأيديهما جميعاً فيقذفان في النار".
رواه الطبراني ورجاله كلهم ثقات. ص.586
12323-وعن أبي الدرداء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"يقعد المقتول بالجادة فإذا مر به القاتل فأخذه فيقول: يا رب هذا قطع علي صومي وصلاتي قال: فيعذب القاتل والآمر به".(7/243)
رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب وقد وثق وفيه ضعف.
قلت: وتأتي أحاديث سباب المسلم فسوق وقتاله كفر في الأدب.
*3* 65. باب فيمن حضر قتل مسلم.
12324-عن خرشة بن الحر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يشهدن أحدكم قتيلاً لعله أن يكون قتل مظلوماً فتصيبه السخطة".
رواه أحمد والبزار بنحوه إلا أنه قال: "فتنزل السخطة عليهم فتصيبه معهم".
وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وهو حسن الحديث.
*3* 66. (بابان فيمن يحضر الفتن).
*4* 1. باب ما يفعل في الفتن.
12325-عن خرشة بن الحر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"سيكون بعدي فتنة النائم فيها خير من اليقظان والقاعد فيها خير من الساعي فمن أتت عليه فليمش بسيفه إلى صفاة فليضربه بها حتى تنكسر ثم ليضطجع لها حتى تنجلي عما انجلت". ص.587
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفيه أبو كثير المحاربي ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
12326-وعن أبي الأشعث الصنعاني قال: بعثني يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن أبي أوفى ومعي ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما تأمرون به الناس؟ فقال: أوصاني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إن أنا أدركت شيئاً من هذه أن أعمد إلى أحد وأكسر سيفي وأقعد في بيتي فإن دخل علي بيتي قال: "اقعد في مخدعك فإن دخل عليك فاجث على ركبتيك وتقول: بؤ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين". فقد كسرت سيفي فإذا دخل علي بيتي دخلت مخدعي فإذا دخل علي مخدعي جثوت على ركبتي فقلت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول.
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
12327-وعن محمد بن مسلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا رأيت الناس يقتتلون على الدنيا فاعمد بسيفك على أعظم صخرة في الحرة فاضربه بها حتى ينكسر ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية". ففعلت ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم.(7/244)
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
12328-وعن سعيد بن زيد الأشهلي أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم سيفاً من نجران أو أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم سيف من نجران [فلما قدم عليه] أعطاه محمد بن مسلمة فقال: "جاهد بهذا في سبيل الله ص.588
فإذا اختلفت أعناق الناس فاضرب به الحجر ثم ادخل بيتك فكن حلساً ملقى حتى تقتلك يد خاطئة أو تأتيك منية قاضية".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير ثقات.
12329-وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى محمد بن مسلمة سيفاً فقال:
"قاتل المشركين ما قوتلوا فإذا رأيت سيفين اختلفا بين المسلمين فاضرب حتى ينثلم واقعد في بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة". ثم أتيت ابن عمر فحذا لي على مثاله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
12330-وعن ابن الحكم بن عمرو الغفاري قال: حدثني جدي قال: كنت عند الحكم ببن عمرو جالساً حين جاءه رسول علي بن أبي طالب فقال: إنك أحق من أعاننا على هذا الأمر فقال: سمعت خليلي ابن عمك صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا كان هكذا أو مثل هذا أن اتخذ سيفاً من خشب". فقد اتخذت سيفاً من خشب.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
12331-وعن حذيفة يرفعه قال:
"أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع أحدكم دينه بعرض من الدنيا قليل" قلت: فكيف نصنع يا رسول الله؟ قال: "تكسر يدك" قلت: فإن انجبرت؟ قال: "تكسر الأخرى". ص.589
قلت: فإن انجبرت؟ قال: "تكسر رجلك". قلت: فإن انجبرت؟ قال: "تكسر الأخرى". قلت: حتى متى؟ قال: "حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية".
رواه الطبراني في الأوسط.
12332-وعن ربعي قال: سمعت رجلاً في جنازة حذيفة يقول: صاحب هذا السرير يقول: ما بي بأس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولئن اقتتلتم لأدخلن بيتي فلئن دخل علي فلأقولن ها،بؤ بإثمي وإثمك.(7/245)
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير الرجل المبهم.
12333-وعن وابصة الأسدي قال: إني بالكوفة في داري إذ سمعت على باب الدار: السلام عليكم،أألج؟ قلت: عليكم السلام [فلج]. فلما دخل فإذا هو عبد الله بن مسعود قلت: يا أبا عبد الرحمن أية ساعة زيارة هذه؟! [وذلك] في نحر الظهيرة قال: طال علي النهار فذكرت من أتحدث إليه قال: فجعل يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدثه قال: ثم أنشأ يحدثني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع والمضطجع فيها خير من القاعد والقاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الراكب والراكب فيها خير من المجري. قتلاها كلها في النار". قلت: يا رسول الله ومتى ذلك؟ قال: "ذلك أيام الهرج" قلت: ومتى أيام الهرج؟ قال: "حين لا يأمن الرجل جليسه". قلت: فما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال: "اكفف يدك ص.590
ولسانك وادخل دارك". قال: قلت: يا رسول الله أرأيت إن دخل علي داري؟ قال: "فادخل بيتك". قال: قلت: أفرأيت إن دخل علي بيتي؟ قال: "فادخل مسجدك واصنع هكذا - وقبض بيمينه على الكوع - وقل: ربي الله حتى تموت على ذلك".
قلت: رواه أبو داود باختصار.
رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.
12334-وعن خالد بن عرفطة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا خالد إنها ستكون بعدي أحداث وفتن واختلاف فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل فافعل".
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه علي بن زيد وفيه ضعف وهو حسن الحديث،وبقية رجاله ثقات.(7/246)
12335-وعن رجل من عبد القيس كان من الخوارج ثم فارقهم قال: دخلوا قرية فخرج عبد الله بن خباب ذعراً يجر رداءه فقالوا: لم ترع؟ فقال: والله لقد رعتموني قالوا: أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم قال: فهل سمعت من أبيك حديثاً يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثناه؟ قال: نعم سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر فتنة: "القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي". قال: "فإن أدركت ذلك فكن عبد الله المقتول - أحسبه قال - ولا تكن عبد الله القاتل". قالوا: أنت سمعت هذا من أبيك يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. ص.591
قال: فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل امدقر وبقروا أم ولده عما في بطنها.
وفي رواية: ما ابذقر - يعني لم يتفرق - قال: "ولا تكن عبد الله القاتل" من غير شك.
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وأوله: لما تفرقت الناس صحبت قوماً لم أصحب قوماً أحب إلي منهم فسرنا على شط نهر فرفع لنا مسجد فإذا فيه رجل فلما نظر إلى نواصي الخيل خرج فزعاً يجر ثوبه فقال له أميرنا: لم ترع وقال في آخره: فلم أصحب قوماً أبغض إلي منهم حتى وجدت خلوة فانفلت.
ولم أعرف الرجل الذي من عبد القيس،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12336-وعن جندب بن سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سيكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً". فقال رجل من المسلمين: كيف نصنع عند ذلك يا رسول الله؟ قال: "ادخلوا بيوتكم وأخملوا ذكركم". فقال: أرأيت إن دخل على أحدنا بيته؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليمسك بيده وليكن عبد الله المقتول ولا يكن عبد الله القاتل فإن الرجل يكون في قبة الإسلام فيأكل مال أخيه ويسفك دمه ويعصي ربه ويكفر بخالقه وتجب له النار".(7/247)
رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب وعبد الحميد بن بهرام وقد وثقا وفيهما ضعف.
12337-وعن أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ونحن جلوس على بساط: "إنه ستكون فتنة". قالوا: ص.592
فكيف نفعل يا رسول الله؟ فرد يده إلى البساط فأمسك به فقال: "تفعلون هكذا". وذكر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً: "إنها ستكون فتنة". فلم يسمعه كثير من الناس فقال معاذ بن جبل: ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: ما قال؟ قال: "إنها ستكون فتنة". فقالوا: فكيف لنا يا رسول الله وكيف نصنع؟ قال: "ترجعون إلى أمركم الأول".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن صالح وقد وثق وفيه ضعف،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12338-وعن مخول البهزي قال: أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدثنا فقال:
"إنه سيأتي على الناس زمان يكون خير مال الناس غنم بين شجر تأكل الشجر وترد المياه يأكل أهلها من رسلها ويشربون من ألبانها ويلبسون من أشعارها". أو قال: "من أصوافها والفتن ترتكس بين جراثم العرب يفتنون والله،يفتنون والله يفتنون والله" يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك.
قلت: لمخول حديث طويل أخرته سهواً يكتب ههنا من مقلوبها في باب منه فيما يفعل في الفتن.
12339-وعن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنها سيكون بعدي فتن يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً". قلت: بأبي أنت وأمي فأي الرجال أرشد؟ قال: "رجل بين هذين الحرمين في ص.593
قلة يقيم الصلاة لمواقيتها ويحج ويعتمر فلا يزال كذلك حتى تأتيه يد خاطئة أو منية قاضية".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
12340-وعن أبي الغادية المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/248)
"ستكون فتن غلاظ شداد خير الناس فيها مسلمو أهل البوادي الذين لا يتندون من دماء الناس ولا أموالهم شيئاً".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه حيان بن حجر ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
12341-وعن عمرو بن الحمق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تكون فتنة يكون أسلم الناس فيها - أو خير الناس فيها - الجند الغربي".
قال ابن الحمق: فلذلك قدمت عليكم مصر.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عميرة بن عبد الله قال الذهبي: لا يدري من هو.
*4* 2. باب منه فيما يفعل في الفتن.
12342-عن مخول البهزي ثم السلمي قال: نصبت حبائل لي بالأبواء فوقع في حبل منها ظبي فأفلت فخرجت في إثره فوجدت رجلاً قد أخذه فتنازعنا فيه فتساوقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه نازلاً بالابواء تحت شجرة يستظل بنطع فاختصمنا إليه فقضى به بيننا شطرين. ص.594
فقلت: يا رسول الله نلقى الإبل وبها لبن وهي مصراة ونحن محتاجون قال: "ناد صاحب الإبل ثلاثاً فإن جاء وإلا فاحلل صرارها ثم اشرب ثم صر وأبق للبن دواعيه". قلت: يا رسول الله الضوال ترد علينا فهل لنا أجر أن نسقيها؟ قال: "نعم في كل كبد حرى أجر". ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا قال: "سيأتي على الناس زمان خير المال فيه غنم بين المسجدين تأكل الشجر وترد الماء يأكل صاحبها من رسلها ويشرب من ألبانها ويلبس من أصوافها - أو قال: أشعارها - والفتن ترتكس بين جراثيم العرب والله ما تعبؤون". يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً.
قلت: يا رسول الله أوصني قال: "أقم الصلاة وآت الزكاة وصم رمضان وحج [البيت] واعتمر وبر والديك وصل رحمك وأقر الضيف وأمر بالمعروف وانه عن المنكر وزل مع الحق حيث زال".
رواه أبو يعلى والطبراني باختصار في الأوسط وفي إسناد أبي يعلى محمد بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف وفي إسناد الطبراني سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف.
*3* 67. باب الصبر عند الفتن.(7/249)
12343-عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الفتنة ترسل ويرسل معها الهوى والصبر فمن اتبع الهوى كانت قتلته سوداء ومن اتبع الصبر كانت قتلته بيضاء".
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
*3* 68. باب لا تقربوا الفتنة.
12344-ص.595 عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تقربوا الفتنة إذا حميت ولا تعرضوا لها إذا أعرضت وأضربوا إذا أقبلت".
قلت: لعله "واصبروا لها إذا أقبلت".
رواه الطبراني.
*3* 69. (أبواب فيما سيكون من الفتن).
*4* 1. باب فيما يكون من الفتن.
12345-عن كرز بن علقمة الخزاعي قال: قال رجل: يا رسول الله هل للإسلام من منتهى؟ قال: "نعم أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيراً أدخل عليهم الإسلام ثم تقع الفتن كأنها الظلل". قال: كلا والله إن شاء الله قال: "بلى والذي نفسي بيده ثم تعودون فيها أساود صباً يضرب بعضكم رقاب بعض".
قال سفيان: الحية السوداء تنصب: أي ترتفع.
12346-وفي رواية: "فأول الناس مؤمن معتزل في شعب من الشعاب يتقي ربه تبارك وتعالى ويدع الناس من شره".
رواه أحمد والبزار والطبراني بأسانيد وأحدها رجاله رجال الصحيح.
12347-وعن أبي برزة الأسلمي لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن". ص.596
12348-وفي رواية: "ومضلات الهوى".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12349-وعن واثلة بن الأسقع قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"تزعمون أني من آخركم وفاة ألا وإني من أولكم وفاة وتتبعوني أفناداً يهلك بعضكم بعضاً".
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.(7/250)
12350-وعن سلمة بن نفيل السكوني قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال قائل: يا رسول الله هل أتيت بطعام من السماء؟ قال: "نعم". قال: وبماذا؟ قال: "بمسخنة". قال: فهل كان فيها فضل عنك؟ قال: "نعم" قال: فما فعل به؟ قال: "رفع وهو يوحى إلي أني مكفوت غير لابث فيكم ولستم لابثين بعدي إلا قليلاً حتى تقولوا: متى؟ وستأتوني أفناداً يفني بعضكم بعضاً وبين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل".
رواه أحمد والطبراني والبزار وأبو يعلى ورجاله ثقات.
12351-وعن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.597
"تزعمون أني من آخركم وفاة ألا وأني من أولكم وفاة ولتتبعني أفناداً يضرب بعضكم رقاب بعض".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط والكبير ولفظه فيه: عن معاوية بن أبي سفيان قال: كنا جلوساً في المسجد إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنكم تتحدثون أني من آخركم وفاة ألا وأني من أولكم وفاة وتتبعني أفناداً يفني بعضكم بعضاً". ثم نزع بهذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم} حتى بلغ: {لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون} ثم قال: "لا تبرح عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يبالون خذلان من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله على ذلك". ثم نزع بهذه الآية: {يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين تبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة}.
ورجالهما ثقات.
12352-وعن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنكم تزعمون أني آخركم موتاً وإني أولكم ذهاباً ثم تأتون من بعدي أفناداً يقتل بعضكم بعضاً".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف.
12303-وعن طلحة بن عبيد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما كانت نبوة قط إلا كان بعدها قتل وصلب". ص.598(7/251)
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
12354-وعن المستورد بن الشداد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن لكل أمة أجلاً وإن لأمتي مائة سنة فإذا مضى على أمتي سنة أتاها ما وعدها الله عز وجل".
قال ابن لهيعة: يعني كثرة الفتن.
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث على ضعفه.
12355-عن بلال يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رفع بصره إلى السماء فقال:
"سبحان الذي يرسل عليهم الفتن إرسال القطر".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
12356-وعن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع بصره إلى السماء فقال:
"سبحان الذي يرسل عليهم من الفتن إرسال القطر".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل وهو ضعيف.
12357-وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ستكون فتنة يفارق الرجل فيها أخاه وأباه تطير الفتنة في قلوب رجال منهم إلى يوم القيامة حتى يعير الرجل بها كما تعير الزانية بزناها".
12358-وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أتتكم القريعاء". قلنا: وما هي يا رسول الله؟ قال: "فتنة يكون فيها مثل البيضة". ص.599
رواهما الطبراني وفيهما محمد بن سفيان الحضرمي ولم أعرفه وابن لهيعة لين.(7/252)
12359-وعن خالد بن الوليد قال: كتب إلي أمير المؤمنين - يعني عمر بن الخطاب - حين ألقى الشام بوانيه بثينة وعسلاً - وشك عفان مرة فقال: حين ألقى الشام كذا وكذا - فأمرني أن أسير إلى الهند والهند في أنفسنا يومئذ البصرة قال: وأنا لذلك كاره. قال: فقام رجل فقال: اتق الله يا أبا سليمان فإن الفتن قد ظهرت فقال: وابن الخطاب حي! إنما تكون بعده والناس بذي بليان - وذي بليان بمكان كذا وكذا - فينظر الرجل فيفكر هل يجد مكاناً لم ينزل [به] مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر فلا يجده وتلك الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة أيام الهرج فنعوذ بالله أن تدركنا وإياكم تلك الأيام.
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف.
12360-وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"سيكون بعدي أربع فتن الأولى يستحل فيها الدم والثانية يستحل فيها الدم والمال والثالثة يستحل فيها الدم والمال والفرج".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ولم يذكر غير ثلاث وفيه حفص بن غيلان وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه الجمهور وابن لهيعة لين. ص.600
12361-وعن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تكون في آخر الزمان فتنة يحصل الناس فيها كما يحصل الذهب والفضة من المعدن".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف ومحمد بن سفيان الحضرمي ولم أعرفه.
12362-وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"سيصيب أمتي داء الأمم". قالوا: يا رسول الله وما داء الأمم؟ قال: "الأشر والبطر والتدابر والتنافس والتباغض والبخل حتى يكون البغي ثم الهرج".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو سعيد الغفاري لم يرو عنه غير حميد بن هانئ،وبقية رجاله وثقوا.(7/253)
12363-وعن عمار بن ياسر قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم في عدة من أصحابه - أبو بكر وعمر عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن ومعاذ وحذيفة وسعد - بعد الهجرة بثمان سنين في السنة التاسعة فقال له حذيفة: فداك أبي وأمي يا رسول الله حدثنا في الفتن قال:
"يا حذيفة أما إنه سيأتي على الناس زمان القائم فيه خير من الماشي والقاعد فيه خير من القائم القاتل والمقتول في النار".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه يزيد بن مروان الخلال وهو ضعيف.
12364-وعن الحسن أن الضحاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية: سلام عليك أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ص.601
"إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم فتناً كقطع الدخان يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع أقوام خلاقهم ودينهم بعرض من الدنيا".
وإن يزيد بن معاوية قد مات وأنتم إخواننا وأشقاؤنا فلا تسبقونا حتى نختار لأنفسنا.
رواه أحمد والطبراني من طرق فيها علي بن زيد وهو سيئ الحفظ وقد وثق،وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
12365-وعن النعمان بن البشير قال: صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعناه يقول:
"إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ثم يصبح كافراً ويمسي مؤمناً يبيع أقوام خلاقهم بعرض من الدنيا يسير".
قال الحسن: وقد رأيناهم صوراً ولا عقول،أجساماً ولا أحلام،فراش نار وذئاب طمع يغدو بدرهمين ويروح بدرهمين يبيع أحدهم دينه بثمن العنز.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه مبارك بن فضالة وثقه جماعة وفيه لين،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12366-وعن رجل من أهل الشام - يقال له: عمار - قال: أدربنا عاماً ثم قفلنا وفينا شيخ من خثعم فذكر الحجاج فسبه وشتمه فقلت له: لم تشتمه ص.602(7/254)
وهو يقاتل أهل العراق في طاعة أمير المؤمنين؟ قال: إنه هو الذي أكفرهم ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يكون في هذه الأمة خمس فتن فقد مضت أربع وبقيت واحدة وهي الصيلم وهي فيكم يا أهل الشام فان أدركتها فإن استطعت أن تكون حجراً فكنه ولا تكن مع واحد من الفريقين إلا فاتخذ نفقاً في الأرض".
12367-وفي رواية: فقلنا: أنت سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
رواه أحمد. وعمار هذا لم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12368-وعن حذيفة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة قال:
"{علمها عند ربي ولا يجليها لوقتها إلا هو} ولكن أخبرك بمشاريطها وما يكون بين يديها،إن بين يديها فتنة وهرجاً". قالوا: يا رسول الله الفتنة قد عرفناها فما الهرج؟ قال: "بلسان الحبشة القتل". قال: "ويلقى بين الناس التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحداً".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12369-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء وإن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يمسي الرجل فيها مؤمناً ويصبح كافراً ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا". ص.603
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار أوله وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس.
12370-وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليفتنن أمتي بعدي فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل".
رواه الطبراني وفيه عافية بن أيوب وهو ضعيف.
12371-وعن ميمونة قالت: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لنا ذات يوم:
"ما أنتم إذا مرج الدين وسفك الدماء وظهرت الزينة وشرف البنيان واختلف الإخوان وحرق البيت العتيق".
وفي رواية: "واختلف الأحبار" بدل: "الإخوان".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.(7/255)
12372-وعن أبي سعيد: لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج ثلاثاً قالوا: وما الهرج؟ قال:القتل.
رواه الطبراني في الأوسط من غير رفع وفيه عطية وهو ضعيف.
12373-وعن فيروز الديلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يكون في رمضان صوت". قالوا: يا رسول الله في أوله أو في وسطه أو في آخره؟ قال: "لا بل في النصف من رمضان إذا كانت ليلة النصف ليلة الجمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفاً [ويخرس سبعون ألفاً ويعمى سبعون ألفاً] ويصم سبعون ألفاً". ص.604
قالوا: يا رسول الله فمن السالم من أمتك؟ قال: "من لزم بيته وتعوذ بالسجود وجهر بالتكبير لله. ثم يتبعه صوت آخر فالصوت الأول صوت جبريل والثاني صوت الشيطان فالصوت في رمضان والمعمعة في شوال وتميز القبائل في ذي القعدة ويغار على الحاج في ذي الحجة والمحرم وما المحرم؟ أوله بلاء على أمتي وآخره فرج لأمتي الراحلة [في ذلك الزمان] بقتبها ينجو عليها المؤمن خير له من دسكرة تغل مائة ألف".
رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك.
12374-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"في شهر رمضان الصوت وفي ذي القعدة تميز القبائل وفي ذي الحجة يسلب الحاج".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه شهر بن حوشب وفيه ضعف والبحتري بن عبد الحميد لم أعرفه.
*4* 2. باب منه في فتنة العجم.
12375-عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يوشك أن يملأ الله عز وجل أيديكم من العجم ثم يكونون أسداً لا يفرون فيقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيأكم". ص.605
رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.
12376-وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يوشك أن يملأ الله أيديكم من العجم ثم يجعلهم أسداً لا يفرون فيقاتلون مقاتلتكم ويأكلون فيأكم".
رواه البزار وفيه خالد بن يزيد بن مسلم ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
12377-وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(7/256)
"يوشك أن يملأ الله أيديكم من العجم ثم يجعلهم أسداً لا يفرون يقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم".
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن عبد القدوس وثقه ابن حبان وضعفه جماعة ويونس بن خباب ضعيف جداً.
12378-وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يوشك أن يملأ الله أيديكم من العجم ويجعلهم أسداً لا يفرون فيضربون رقابكم ويأكلون فيأكم".
رواه البزار وفيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي وهو متروك.
12379-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يوشك أن يكثر فيكم من العجم أسد لا يفرون فيقتلون مقاتلكم ويأكلون فيأكم".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. ص.606
12380-وعن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً يبتلعون الشعر وحتى تقاتلوا قوماً عراض الوجوه خنس الأنف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة".
رواه أحمد مرسلاً ورجاله رجال الصحيح.
12381-وعن بريدة قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أمتي يسوقها قوم عراض الوجوه صغار الأعين كأن وجوههم الجحف ثلاث مرات حتى تلحقوهم بجزيرة العرب أما السائقة الأولى فينجو من هرب منهم وأما الثانية فينجو بعض ويهلك بعض وأما الثالثة فيصطلمون [كلهم] من بقي منهم". قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: "الترك أما والذي نفسي بيده ليربطن خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين". قال: وكان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السفر والأسقية يعد ذلك للهرب مما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم من البلاء من الترك.
قلت: رواه أبو داود باختصار. ص.607
رواه أحمد والبزار باختصار ورجاله رجال الصحيح.(7/257)
12382-وعن معاوية بن خديج قال: كنت عند معاوية بن أبي سفيان حين جاءه كتاب من عامله يخبره أنه وقع بالترك وهزمهم وكثرة من قتل منهم وكثرة من غنم فغضب معاوية من ذلك ثم أمر أن يكتب إليه: قد فهمت مما
قلت ما قتلت وغنمت فلا أعلمن ما عدت لشيء من ذلك ولا قاتلتهم حتى يأتيك أمري. قلت: لم يا أمير المؤمنين؟
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لتظهرن الترك على العرب حتى تلحقها بمنابت الشيحة والقيصوم". فأنا أكره قتالهم لذلك.
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم.
12383-وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اتركوا الترك ما تركوكم فان أول من يسلب أمتي ملكهم وما خولهم الله بنو قنطوراء".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عثمان بن يحيى القرقساني ولم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12384-وعن عبد الله بن السائب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تبلغ العرب مولد آبائهم منابت الشيح والقيصوم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عدي بن الفضل التيمي وهو متروك.
12385-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ص.608
"تقاتلون قوماً عراض الوجوه صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة وكأن أعينهم حدق الجراد يبتلعون الشعر ويتخذون الدرق يربطون خيولهم بالنخل".
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه البزار وفيه حبان بن علي وهو ضعيف ووثقه ابن معين في رواية.
12386-وعن ابن سيرين أن ابن مسعود كان يقول: كأني بالترك قد أتتكم على براذين محدمة الآذان حتى تربطها بشط الفرات.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إن كان ابن سيرين سمع من ابن مسعود.
12387-وعن يزيد بن معاوية العامري أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول: كيف أنتم إذا رأيتم قوماً - أو أتاكم قوم - فطح الوجوه.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.(7/258)
12388-وعن أبي الأسود الديلي قال: أسلمت أنا وزرعه بن ضمرة مع الأشعري فلقينا عبد الله بن عمرو قال: فجلست عن يمينه وجلس زرعة عن يساره فقال عبد الله بن عمرو: يوشك أن لا يبقى في أرض العرب من العجم إلا قتيل أو أسير يحكم في دمه. فقال له زرعة بن ضمرة: أيظهر المشركون على أهل الإسلام؟ فقال: ممن أنت؟ قال: من بني عامر بن صعصعة على ذي الخلصة بناء أو بيتاً كان يسمى في ص.609
الجاهلية قال: فذكرت لعمر بن الخطاب قول عبد الله بن عمرو فقال عمر ثلاث مرات: عبد الله بن عمرو أعلم بما يقول. قال: فخطب يوم الجمعة فقال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين حتى يأتي أمر الله".
قال: فذكرنا لعبد الله بن عمر بن الخطاب فقال: صدق نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء ذاك كان الذي قلت.
رواه أبو يعلى عن شيخه أبي سعيد فإن كان هو مولى بني هاشم فرجاله رجال الصحيح.
*4* 3. باب فتنة مضر.
12389-عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن هذا الحي من مضر لا تدع لله عبداً صالحاً إلا فتنته وأهلكته حتى يدركها الله بجنود من عنده فيذلها حتى لا تمنع ذنب تلعة".
12390-وفي رواية: "لا تدع مضر عبداً لله مؤمناً إلا فتنوه أو قتلوه".
رواه أحمد بأسانيد والبزار من طرق وفي بعضها قال حذيفة: امضوا يا معاشر مضر فوالله لا تزالون بكل مؤمن تفتنوه وتقتلوه أو ليضربنكم الله وملائكته والمؤمنون حتى لا تمنعوا بطن تلعة. قالوا: فلم قدمتنا ونحن كذلك؟ قال: إن منكم سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم وإن منكم سوابق كسوابق الخيل. ص.610
والطبراني في الأوسط باختصار وأحد أسانيد أحمد وأحد أسانيد البزار رجاله رجال الصحيح.
12391-وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لتضربن مضر عباد الله حتى لا يعبد لله اسم أو ليضربنهم المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة".(7/259)
رواه أحمد وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه جماعة،وبقية رجاله ثقات.
*4* 4. باب فتنة الوليد.
12392-عن عمر بن الخطاب قال: ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام فسموه الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"سميتموه باسم فراعنتكم ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد لهو أشر على هذه الأمة من فرعون لقومه".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
*3* 70. باب ما جاء في المهدي.
12393-عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحاً". قال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: "بالسوية بين الناس،ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غناء ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً فينادي فيقول: من له ص.611
في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل واحد فيقول: أنا فيقول: ائت السدان - يعني الخازن - فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً فيقول له: احث حتى إذا جعله في حجره وائتزره ندم فيقول: كنت أجشع أمة محمد صلى الله عليه وسلم أو عجز عني ما وسعهم" قال: "فيرده فلا يقبل منه فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده". أو قال: "ثم لا خير في الحياة بعده".
قلت: رواه الترمذي وغيره باختصار كثير.
رواه أحمد بأسانيد وأبو يعلى باختصار كثير ورجالهما ثقات.
12394-وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يخرج عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له: السفاح يكون إعطاؤه المال حثياً".
رواه أحمد وفيه عطية العوفي وهو ضعيف ووثقه ابن معين،وبقية رجاله ثقات.
12395-وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ليقومن على أمتي من أهل بيتي أقنى أجلي يوسع الأرض عدلاً كما وسعت ظلماً وجوراً يملك سبع سنين".(7/260)
رواه أبو يعلى وفيه عدي بن أبي عمارة قال العقيلي: في حديثه اضطراب،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12396-وعن قرة بن إياس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لتملأن الأرض ظلماً وجوراً فإذا ملئت جوراً وظلماً بعث الله رجلاً مني ص.612
اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً فلا تمنع السماء شيئاً من قطرها ولا الأرض شيئاً من نباتها يلبث فيكم سبعاً أو ثمانياً أو تسعاً - يعني سنين - ".
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط من طريق داود بن المحبر بن قحذم عن أبيه وكلاهما ضعيف.
12397-وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يبايع لرجل بين الركن والمقام عدة أهل بدر فيأتيه عصايب أهل العراق وأبدال أهل الشام فيغزوهم جيش من أهل الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيغزوهم رجل من قريش أخواله من كلب فيلتقون فيهزمهم الله فالخائب من خاب من غنيمة كلب".
قلت: في الصحيح طرف منه.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وضعفه جماعة،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12398-وعنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يسير ملك المشرق إلى ملك المغرب فيقتله فيبعث جيشاً إلى المدينة فيخسف بهم ثم يبعث جيشاً فينسى ناساً من أهل المدينة فيعوذ عائذ بالحرم فيجتمع الناس إليه كالطير الواردة المتفرقة حتى يجتمع إليه ثلاث مائة وأربعة عشر رجلاً فيهم نسوة فيظهر على كل جبار وابن جبار ويظهر من العدل ما يتمنى له الأحياء أمواتهم فيحيا سبع سنين ثم ما تحت الأرض خير مما فوقها".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس،وبقية رجاله ثقات. ص.613
12399-وعنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/261)
"يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج من بني هاشم فيأتي مكة فيستخرجه الناس من بيته بين الركن والمقام فيجهز إليه جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيأتيه عصائب العراق وأبدال الشام وينشأ رجل بالشام أخواله من كلب فيجهز إليه جيش فيهزمهم الله فتكون الدائرة عليهم فذلك يوم كلب الخائب من خاب من غنيمة كلب فيستفتح
الكنوز ويقسم الأموال ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيعيشون بذلك سبع سنين". أو قال: "تسع".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
12400-وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"المحروم من حرم غنيمة كلب".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين.
12401-وعنه قال: حدثني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تقوم الساعة حتى يخرج إليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق". قال: قلت: وكم يملك؟ قال: "خمس واثنتين". قال: قلت: ما خمس واثنتين؟ قال: لا أدري.
رواه أبو يعلى وفيه المرجى بن رجاء وثقه أبو زرعة وضعفه ابن معين،وبقية رجاله ثقات.
12402-وعن أم حبيبة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ص.614
"يأتي ناس من قبل المشرق يريدون رجلاً عند البيت حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم فيلحق بهم من تخلف فيصيبهم ما أصابهم". قلت: يا رسول الله كيف بمن كان أخرج مستكرهاً؟ قال: "يصيبهم ما أصاب الناس ثم يبعث الله كل امرئ على نيته".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلمة بن الفضل الأبرش وثقه ابن معين وغيره وضعفه جماعة.
12402-(كذا في الأصل بتكرار الرقم) وعن أم سلمة قالت: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيتي إذ احتفز جالساً وهو يسترجع قلت: بأبي أنت وأمي ما شأنك تسترجع؟ قال:(7/262)
"لجيش من أمتي يجيئون من قبل الشام يؤمون البيت لرجل يمنعهم الله منه حتى إذا كانوا بالبيداء من ذي الحليفة خسف بهم ومصادرهم شتى". قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله كيف يخسف بهم جميعاً ومصادرهم شتى؟ قال: "إن منهم من جبر إن منهم من جبر إن منهم من جبر".
رواه أبو يعلى وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث وفيه ضعف.
12403-وروى بإسناده عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثله.
ورجاله ثقات.
12404-وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نائماً في بيت أم سلمة فانتبه وهو يسترجع فقلت: يا رسول الله مم تسترجع؟ قال:
"من قبل جيش يجيء من قبل العراق في طلب رجل من المدينة يمنعه الله منهم فإذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم فلا يدرك أعلاهم أسفلهم ولا يدرك أسفلهم أعلاهم إلى يوم القيامة ومصادرهم شتى".
قيل: يا رسول الله يخسف بهم جميعاً ومصادرهم شتى؟ قال: "إن فيهم أو منهم من جبر". ص.615
رواه البزار وفيه هشام بن الحكم ولم أعرفه إلا أن ابن أبي حاتم ذكره ولم يجرحه ولم يوثقه،وبقية رجاله ثقات.
12405-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تجيء رايات سود من قبل المشرق وتخوض الخيل في الدماء إلى ثندوتها".
فذكر الحديث وفيه يزيد بن أبي زياد وهو لين،وبقية رجاله ثقات.
12406-وعن أبي هريرة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدي فقال:
"إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع وليملأن الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً".
رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم بعض ضعف.
12407-وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يكون في أمتي خليفة يحثو المال في الناس حثياً لا يعده عداً". ثم قال: "والذي نفسي بيده ليعودان".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
12408-وعن طلحة بن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(7/263)
"ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلا جاش منها جانب حتى ينادي مناد من السماء: أميركم فلان".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مثنى بن الصباح وهو متروك ووثقه ابن معين وضعفه أيضاً. ص.616
12409-وعن علي بن أبي طالب أنه قال: أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله؟ قال:
"بل منا بنا يختم الله كما بنا فتح وبنا يستنقذون من الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة بينة كما بنا ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك". قال علي: أمؤمنون أم كافرون؟ قال: "مفتون وكافر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن جابر الحضرمي وهو كذاب.
12410-وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يكون في آخر الزمان فتنة تحصل الناس كما يحصل الذهب في المعدن فلا تسبوا أهل الشام ولكن سبوا شرارهم فإن فيهم الأبدال يوشك أن يرسل على أهل الشام سيب فيفرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات المكثر يقول: خمسة عشر ألفاً والمقل يقول: اثنا عشر ألفاً أمارتهم: أمت أمت يلقون سبع رايات تحت كل راية منها رجل يطلب الملك فيقتلهم الله جميعاً ويرد إلى المسلمين ألفتهم ونعمتهم وقاصيهم ودانيهم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو لين،وبقية رجاله ثقات.
12411-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع تنعم أمتي فيها نعمة لم ينعموا مثلها يرسل السماء عليهم مدراراً ولا تدخر الأرض شيئاً من النبات والمال كدوس يقوم الرجل يقول: يا مهدي أعطني فيقول: خذ".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. ص.617
12412-وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/264)
"يخرج رجل من أمتي يقول بسنتي ينزل الله عز وجل له القطر من السماء وينبت الله له الأرض من بركتها تملأ الأرض منه قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يعمل على هذه الأمة سبع سنين وينزل بيت المقدس".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجة باختصار.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
12413-وعن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في نفر من المهاجرين والأنصار وعلي بن أبي طالب عن يساره والعباس عن يمينه إذ تلاقى العباس ورجل من الأنصار فأغلظ الأنصاري للعباس فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد العباس ويد علي فقال:
"سيخرج من صلب هذا فتى يملأ الأرض جوراً وظلماً وسيخرج من هذا فتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي فإنه يقبل من قبل المشرق وهو صاحب راية المهدي".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه لين ولكن الحديث منكر فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يستقبل أحداً في وجهه بشيء يكرهه وخاصة عمه العباس الذي قال فيه إنه صنو أبيه والله أعلم.
12414-وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يخرج قوم من قبل المشرق فيوطئون للمهدي سلطانه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن جابر وهو كذاب.
قلت: وحديث علي الهلالي في المهدي يأتي في فضائل أهل البيت إن شاء الله.
*3* 71. باب ما جاء في الملاحم.
12415-ص.618 عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا جاء العتيقان عتيق العرب وعتيق الروم كانت على أيديهما الملاحم".
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف ومحمد بن سفيان الراوي عنه لم أعرفه.
12416-وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الملاحم على يدي الخامس من أهل هرقل".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الرحمن القشيري وهو متروك.(7/265)
12417-وعن أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنه سيكون رجل من بني أمية بمصر يلي سلطاناً ثم يغلب على سلطانه - أو ينزع منه - فيفر إلى الروم فيأتي بالروم إلى أهل الإسلام فتلك أول الملاحم".
رواه الطبراني في الأوسط. وأبو النجم صاحب أبي ذر لم أعرفه وابن لهيعة فيه ضعف.
12418-وعن عبد الرحمن بن سنة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ليأرزن الإسلام بين مكة والمدينة كما تأرز الحية إلى جحرها فبينما هم كذلك إذ اشتعلت نار العرب بأعرابها فيخرج كل صالح ممن مضى وخير ممن بقي حتى يلتقون هم والروم فيقتتلون".
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك. ص.619
12419-وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن الرابعة على يد رجل من أهل هرقل تدوم سبع سنين". فقال رجل من عبد القيس يقال له: المستورد بن حسلان: يا رسول الله من إمام الناس يومئذ؟ قال: "من ولدي ابن أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود عليه عباءتان قطوانيتان كأنه من رجال بني إسرائيل يملك عشرين سنة يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك".
رواه الطبراني وفيه عنبسة بن أبي صغيرة وهو ضعيف.
12420-وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: أتيت عبد الله بن عمرو في بيته وحوله سماطان من الناس وليس على فراشه أحد فجلست على فراشه مما يلي رجليه فجاء رجل أحمر عظيم البطن فجلس فقال: من الرجل؟ قلت: عبد الرحمن بن أبي بكرة فقال: ومن أبو بكرة؟ فقال: وما تذكر الرجل الذي وثب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من سور الطائف؟ فقال: بلى ثم أنشأ يحدثنا فقال:(7/266)
"يوشك أن يخرج ابن حمل الضأن" [ثلاث مرات] قلت: وما حمل الضأن؟ قال: "رجل أحد أبويه شيطان يملك الروم يجيء في ألف ألف من الناس خمسمائة ألف في البر وخمسمائة ألف في البحر ينزلون أرضاً يقال لها: العميق فيقول لأصحابه: إن لي في سفينتكم بقية فيحرقها بالنار ثم يقول: لا رومية لكم ولا قسطنطينية لكم،من شاء أن يفر. ويستمد المسلمون بعضهم بعضاً حتى يمدهم أهل عدن أبين فيقول لهم المسلمون: الحقوا بهم فكونوا سلاحاً واحداً فيقتتلون شهراً حتى يخوض في سنابكها الدماء وللمؤمن يومئذ كفلان من الأجر على من كان قبله إلا ما كان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كان آخر يوم من الشهر ص.620
قال الله تبارك وتعالى: اليوم أسل سيفي وأنصر ديني وأنتقم من عدوي فيجعل الله لهم الدائرة عليهم فيهزمهم الله حتى تستفتح القسطنطينية فيقول أميرهم: لا غلول اليوم فبينما هم كذلك يقسمون بترسهم الذهب والفضة إذ نودي فيهم أن الدجال قد خلفكم في دياركم فيدعون ما بأيديهم ويقتلون الدجال".
رواه البزار موقوفاً وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث،وبقية رجاله ثقات.
*3* 72. باب أول الناس هلاكاً.
12421-عن أبي هريرة قال: أقبل سعد إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في وجه سعد لخبراً". قال: قتل كسرى قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لعن الله كسرى إن أول الناس هلاكاً العرب ثم أهل فارس".
رواه أحمد وقد تقدم الكلام عليه.
*3* 73. باب ظهور الرغبة والرهبة.
12422-عن ميمونة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كيف أنتم إذا مرج الدين وظهرت الرغبة والرهبة وحرق البيت العتيق".
رواه أحمد والطبراني وزاد: "وشرف البنيان واختلف الإخوان". ورجال أحمد ثقات.
*3* 74. باب لا تذهب الدنيا حتى تكون للكع بن لكع.
12423-عن أبي بكر بن أبي الجهم قال: أقبلت أنا ويزيد بن حسن بيننا ابن ص.621(7/267)
رمانة مولى عبد العزيز بن مروان قد نصبنا أيدينا فهو متكئ عليها داخل المسجد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وبه ابن نيار - رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - فأرسل إلى أبي بكر فأتاه فقال: رأيت ابن رمانة بينكما يتوكأ عليك وعلى زيد بن حسن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تذهب الدنيا حتى تكون عند لكع بن لكع".
12424-وفي رواية: "لا تذهب الدنيا حتى تكون للكع بن لكع".
رواه كله أحمد والطبراني باختصار ورجاله ثقات.
12425-وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع وأفضل الناس مؤمن بن كريمين".
رواه أحمد ولم يرفعه ورجاله ثقات.
قلت: ويأتي لهذا الحديث طرق في أمارات الساعة من حديث عمر بن الخطاب وأنس وأبي ذر رضي الله عنهم.
*3* 75. باب يذهب الصالحون وتبقى حثالة.
12426-عن المستورد بن شداد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يذهب الصالحون الأول فالأول وتبقى حثالة كحثالة التمر لا يبالي الله بهم".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
*3* 76. باب رفع الأمانة والحياء.
12427-ص.622 عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أول ما يرفع من الناس الأمانة وآخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه".
رواه الطبراني في الصغير وفيه حكيم بن نافع وثقه ابن معين وضعفه أبو زرعة،وبقية رجاله ثقات.
12428-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة وآخر ما يبقى الصلاة".
يخيل إلي أنه قال: "وقد يصلي قوم لا خلاق لهم".
رواه أبو يعلى وفيه أشعث بن براز وهو متروك. ويأتي قول ابن مسعود في الباب بنحوه.
*3* 77. (بابان في علامات الساعة).
*4* 1. باب أمارات الساعة وآياتها.
12429-عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الآيات خرزات منظومات في سلك فإن انقطع السلك فتبع بعضها بعضاً".(7/268)
رواه أحمد وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث.
12430-وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خروج الآيات بعضها على أثر بعض تتابعن كما تتابع الخرز في النظام". ص.623
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وداود الزهراني وكلاهما ثقة.
*4* 2. باب ثان في أمارات الساعة.
12431-عن عبد الله بن عمرو قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ وضوءاً مكيثاً فرفع رأسه فنظر إلي فقال:
"ست فيكم أيتها الأمة: موت نبيكم عليه السلام". فكأنما انتزع قلبي من مكانه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "واحدة". [قال:] "ويفيض المال فيكم حتى إن الرجل يعطى عشرة آلاف فيظل يتسخطها". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثنتين". قال: "وفتنة تدخل بيت كل رجل منكم". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث". قال: "وموت كقعاص الغنم". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربع،وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيجمعون لكم تسعة أشهر كقدر حمل المرأة ثم يكونون أولى بالغدر منكم". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس". قال: "وفتح مدينة". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ست". قلت: يا رسول الله أي مدينة؟ قال: "قسطنطينية".
رواه أحمد والطبراني وفيه أبو جناب الكلبي وهو مدلس.
12432-وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ست من أشراط الساعة: موتي وفتح بيت المقدس وموت يأخذ في الناس ص.624
كقعاص الغنم وفتنة يدخل حربها بيت كل مسلم وأن يعطى الرجل ألف دينار فيستخطها وأن يغدر الروم فيسيرون بثمانين بنداً تحت كل بند اثنا عشر ألفاً".
رواه أحمد والطبراني وفيه النهاس بن قهم وهو ضعيف.(7/269)
12433-وعن جابر بن عبد الله قال: قلّ الجراد في سنة من سني عمر التي ولي فيها فسأل عنها فلم يخبر بشيء فاغتم لذلك فأرسل راكباً فضرب إلى اليمن وآخر إلى الشام وآخر إلى العراق يسأل: هل رأى من الجراد شيئاً أم لا؟ قال: فأتاه الراكب الذي من قبل اليمن بقبضة من جراد فألقاها بين يديه فلما رآها كبر ثلاثاً ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"خلق الله عز وجل ألف أمة ستمائة في البحر وأربعمائة في البر فأول شيء يهلك من هذه الأمم الجراد فإذا هلكت تتابعت مثل النظام إذا قطع سلكه".
رواه أبو يعلى في الكبير وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف.
12434-وعن عتى السعدي قال: خرجت في طلب العلم حتى قدمت الكوفة فإذا أنا بعبد الله بن مسعود بين
ظهراني أهل الكوفة فسألت عنه فأرشدت إليه فإذا هو في مسجدها الأعظم فأتيته فقلت: أبا عبد الرحمن إني جئت إليك أضرب إليك ألتمس منك علماً لعل الله أن ينفعنا به بعدك. فقال لي: ممن الرجل؟ قلت: رجل من أهل البصرة قال: ممن؟ قلت: من هذا الحي من بني سعد فقال: يا سعدي لأحدثن فيكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال: يا رسول الله ألا أدلك على قوم كثيرة أموالهم كثيرة شوكتهم تصيب منهم مالاً دثراً - أو قالً كثيراً - قال: "من هم؟" قال: ص.625
هذا الحي من بني سعد من أهل الرمال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مه فإن بني سعد عند الله ذوو حظ عظيم".(7/270)
سل يا سعدي قلت: يا أبا عبد الرحمن هل للساعة من علم تعرف به؟ قال: وكان متكئاً فاستوى جالساً فقال: يا سعدي سألتني عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله هل للساعة من علم تعرف به؟ قال: "نعم يا ابن مسعود إن للساعة أعلاماً وإن للساعة أشراطاً ألا وإن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون الولد غيظاً وأن يكون المطر فيظاً وأن تفيض الأشرار فيضاً. يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يؤتمن الخائن وأن يخون الأمين [وأن يصدَّق الكاذب وأن يكذَّب الصادق]. يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تواصل الأطباق وأن تقطع الأرحام. يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يسود كل قبيلة منافقوها وكل سوق فجارها. يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تزخرف المحاريب وأن تخرب القلوب. يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون المؤمن في القبيلة أذل من النقد. يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء. ص.626
يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها ملك الصبيان ومؤامرة النساء. يا ابن مسعود إن من أشراط الساعة وأعلامها أن يعمر خراب الدنيا ويخرب عمرانها. يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تظهر المعازف والكبر وشرب الخمور.[ يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها الشرط والغمازون واللمازون]. يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكثر أولاد الزنا".
قلت: أبا عبد الرحمن وهم مسلمون؟ قال: نعم قلت: أبا عبد الرحمن والقرآن بين ظهرانيهم؟ قال: نعم قلت: أبا عبد الرحمن وأنى ذلك؟ قال: يأتي على الناس زمان يطلق الرجل المرأة [ثم يجحد] طلاقها فيقيم على فراشها فهما زانيان ما أقاما.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف.
12435-وعن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/271)
"كيف أنت يا عوف إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وسائرهن في النار؟". قلت: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: "إذا كثرت الشرط وملكت الإماء وقعدت الحملان على المنابر واتخذ القرآن مزامير وزخرفت المساجد ورفعت المنابر وأتخذ الفيء دولاً والزكاة مغرماً والأمانة مغنماً وتفقه في الدين لغير ص.627
الله وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وأقصى أباه ولعن آخر هذه الأمة أولها وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل اتقاء شره فيومئذ يكون ذلك ويفزع الناس إلى الشام وإلى مدينة منها يقال لها: دمشق من خير مدن الشام فتحصنهم من عدوهم". قلت: وهل تفتح الشام؟ قال: "نعم وشيكاً ثم تقع الفتن بعد فتحها ثم تجيء فتنة غبراء مظلمة ثم يتبع الفتن بعضها بعضاً حتى يخرج رجل من أهل بيتي يقال له: المهدي فإن أدركته فاتبعه وكن من المهديين".
قلت: روى ابن ماجة طرفاً من أوله.
رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن إبراهيم وثقه ابن حبان وهو ضعيف وفيه جماعة لم أعرفهم.
12436-وعن أبي موسى قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة وأنا شاهد فقال:
"لا يعلمها إلا الله ولا يجليها لوقتها إلا هو ولكن سأحدثكم بمشاريطها وما بين يديها ألا إن بين يديها فتناً وهرجاً". فقيل: يا رسول الله أما الفتن فقد عرفناها فما الهرج؟ قال: "بلسان الحبشة القتل وأن يلقى بين الناس التناكر فلا يعرف أحد أحداً وتخف قلوب الناس وتبقى رجراجة لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً".
قلت: في الصحيح طرف من أوله. ص.628
رواه الطبراني وفيه من لم يسم.
12437-وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/272)
"لا تقوم الساعة حتى يكون كتاب الله عاراً ويتقارب الزمان وتنتقض عراه وتنتقص السنون والثمرات ويؤتمن التهماء ويتهم الأمناء ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويكثر الهرج". قالوا: ما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتل ويظهر البغي والحسد والشح وتختلف الأمور بين الناس ويتبع الهوى ويقضى بالظن ويقبض العلم ويظهر الجهل ويكون الولد غيظاً والشتاء قيظاً ويجهر بالفحشاء وتروى الأرض دماً".
قلت: في الصحيح طرف منه.
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
12438-وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ويخون الأمين ويؤتمن الخائن وتهلك الوعول وتظهر التحوت". قالوا: يا رسول الله وما الوعول وما التحوت؟ قال: "الوعول وجوه الناس وأشرافهم والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم".
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن سليمان بن والبة ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
12439-وعن أم الضراب قالت: توفي أبي وتركني وأخاً لي ولم يدع لنا مالاً فقدم عمي من المدينة وأخرجنا إلى عائشة فأدخلتني معها في الخدر لأني ص.629
كنت جارية ولم يدخل الغلام فشكا عمي إليها الحاجة فأمرت لنا بقريصتين وغرارتين ومقعدين ثم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظاً والمطر قيظاً وتفيض اللئام فيضاً ويغيض الكرام غيضاً ويجترئ الصغير على الكبير واللئيم على الكريم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
12440-وعن أبي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(7/273)
"إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة وكثرت التجارة وكثر المال وعظم رب المال وكثرت الفاحشة وكانت إمرة الصبيان وكثر النساء وجار السلطان وطفف في المكيال والميزان يربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولداً ولا يوقر كبير ولا يرحم صغير ويكثر أولاد الزنا حتى إن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق فيقول أمثلهم في ذلك الزمان: لو اعتزلتم عن الطريق،يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المداهن".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف.
12441-وعن أنس بن مالك يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن من اقتراب الساعة أن يرى الهلال لليلة فيقال: لليلتين وأن تتخذ المساجد طرقاً وأن يظهر موت الفجأة".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه الهيثم بن خالد المصيصي وهو ضعيف.
وقد تقدمت طرق هذا الحديث في الصيام في رؤية الهلال. ص.630
12442-وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أشراط الساعة أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع فخير الناس يومئذ مؤمن بين كريمين".
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.
12443-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تذهب الأيام والليالي حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير الوليد بن عبد الملك بن مسرح وهو ثقة.
12444-وعن أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تقوم الساعة حتى يغلب على الدنيا لكع بن لكع وأفضل الناس مؤمن بين كريمين".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف. قلت وقد تقدم باب في هذا المعنى.
12445-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/274)
"سيجيء في آخر الزمان أقوام تكون وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين أمثال الذئاب الضواري ليس في قلوبهم شيء من الرحمة سفاكين للدماء لا يرعون عن قبيح إن تابعتهم واروك وإن تواريت عنهم اغتابوك وإن حدثوك كذبوك وإن ائتمنتهم خانوك صبيهم عارم وشابهم شاطر وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر الاعتزاز بهم ذل وطلب ما في أيديهم فقر الحليم فيهم غاو والآمر فيهم بالمعروف متهم المؤمن فيهم مستضعف والفاسق فيهم ص.631
مشرف السنة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنة فعند ذلك يسلط الله عليهم شرارهم ويدعو خيارهم فلا يستجاب لهم".
رواه الطبراني وفيه محمد بن معاوية النيسابوري وهو متروك.
12446-وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار ويوضع الأخيار ويقبح القول ويحبسن العمل ويقرأ في القوم المثناة". قلت: وما المثناة؟ قال: "ما كتب سوى كتاب الله".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12447-وعن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى تزول الجبال عن أماكنها وترون الأمور العظام التي لم تكونوا ترونها".
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف.
12448-وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سترون قبل أن تقوم الساعة أشياء تستنكرونها عظاماً تقولون: هل كنا حدثنا بهذا؟ فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله تعالى واعلموا أنها أوائل الساعة". حتى قال: "سوف ترون جبالاً تزول قبل حق الصيحة".
وكان يقول لنا: "لا تقوم الساعة حتى يدل الحجر على اليهودي مختبئاً كان يطرده رجل مسلم فاطلع قدامه فاختبأ فيقول الحجر: يا عبد الله هذا ما تبغي".
رواه الطبراني والبزار باختصار وإسناده ضعيف وفيه من لم أعرفهم. ص.632
12449-وعن أبي هريرة قال:
"من أشراط الساعة أن يظهر الشح والفحش ويؤتمن الخائن ويخوّن الأمين وتظهر ثياب تلبسها نساء كاسيات عاريات ويعلو التحوت الوعول".(7/275)
أكذاك يا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي؟ قال: نعم ورب الكعبة قلنا:وما التحوت؟ قال: فسول الرجال وأهل البيوت الغامضة يرفعون فوق صالحهم،والوعول أهل البيت الصالحة.
قلت: حديث أبي هريرة وحده في الصحيح بعضه،ورجاله رجال الصحيح،غير محمد بن الحارث بن سفيان وهو ثقة.
12450-وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمان ويكثر الهرج". قلت: وما الهرج؟ قال: "القتل".
قلت: هو في الصحيح غير قوله: "ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سمعان وهو ثقة.
12451-وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش وقطيعة الرحم وسوء الجار ويخوَّن الأمين". قيل: يا رسول الله فكيف المؤمن يومئذ؟ قال: "كالنخلة وقعت فلم تفسد وأكلت فلم تكسر ووضعت طيباً [وكقطعة الذهب دخلت النار فأخرجت فلم تزدد إلا جوداً]". ص.633
رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مغراء وثقه أبو زرعة وجماعة وضعفه ابن المديني،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12452-وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطريق تسافد الحمير".
رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح.
12453-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن من أشراط الساعة الفحش والتفحش وقطيعة الأرحام وائتمان الخائن - أحسبه قال: - وتخوين الأمين" أو كلمة نحوها.
رواه البزار وفيه شبيب بن بشر وهو لين ووثقه ابن حبان وقال: يخطئ،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12454-وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها".
رواه البزار والطبراني وفيه قصة وفيه حسين بن قيس وهو متروك.
12455-وعن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/276)
"لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مبارك بن فضالة وهو مدلس وحبيب بن فروخ لم أعرفه.
12456-وعن علي بن أبي طالب قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما صلى صلاته ناداه رجل: متى ص.634
الساعة؟ فزجره رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره وقال: "اسكت" حتى إذا أسفر رفع طرفه إلى السماء فقال: "تبارك رافعها ومدبرها". ثم رمى ببصره إلى الأرض فقال: "تبارك داحيها وخالقها". ثم قال: "أين السائل عن الساعة؟". فجثا رجل على ركبتيه فقال: أنا بأبي وأمي سألتك فقال: "ذاك عند حيف الأئمة وتصديق بالنجوم وتكذيب بالقدر وحتى تتخذ الأمانة مغنماً والصدقة مغرماً والفاحشة زيارة فعند ذلك هلك قومك".
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
12457-وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنها حبل الله الذي أمر به وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة فإن الله عز وجل لم يخلق شيئاً إلا خلق له نهاية ينتهي إليها وإن الإسلام قد أقبل له ثبات وأنه يوشك أن يبلغ نهايته ثم يزيد وينقص إلى يوم القيامة وآية ذلك [أن تكثر] الفاقة ويُقطع حتى لا يجد الفقير من يعود عليه وحتى يرى الغني أنه لا يكفيه ما عنده حتى أن الرجل يشكو إلى أخيه وابن عمه فلا يعود عليه بشيء وحتى إن السائل ليمشي بين الجمعتين فلا يوضع في يده شيء حتى إذا كان ذلك خارت الأرض خورة لا يرى أهل كل ساحة إلا أنها خارت بساحتهم ثم تهدأ عليهم ما شاء الله ثم تفجأهم الأرض تقيء أفلاذ كبدها. قيل: يا أبا عبد الرحمن ما أفلاذ كبدها؟ قال: أساطين ذهب وفضة فمن يومئذ لا ينتفع بذهب ولا فضة إلى يوم القيامة.
رواه الطبراني بأسانيد وفيه مجالد وقد وثق وفيه خلاف،وبقية رجال إحدى الطرق ثقات. ص.635
12458-وعن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/277)
"لا تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب والدجال ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تحشر الذر والنمل".
رواه الطبراني وفيه عمران بن هارون وهو ضعيف.
12459-وعن طارق بن شهاب قال: كنا عند عبد الله - يعني ابن مسعود - جلوساً فجاء رجل فقال: قد أقيمت الصلاة فقام وقمنا معه فلما دخلنا المسجد رأينا الناس ركوعاً في مقدم المسجد فكبر وركع وركعنا ومشينا وصنعنا مثل الذي صنع فمر رجل يسرع فقال: عليك السلام [يا] أبا عبد الرحمن فقال: صدق الله ورسوله وبلغت رسله فلما صلينا ورجعنا ودخل إلى أهله جلسنا فقال بعضنا: أما سمعتم رده على الرجل: صدق الله ورسوله وبلغت رسله؟ أيكم يسأله؟ فقال طارق: أنا أسأله فسأله حين خرج. فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"أن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حين تعين المرأة زوجها [على التجارة] وقطع الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور العلم".
12460-وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل لا يسلم إلا للمعرفة". ص.634
رواه كله أحمد والبزار ببعضه وزاد: "وأن يجتاز الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه".
12461-والطبراني إلا أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة". إن هذا عرفني من بينكم فسلم علي "وحتى تتخذ المساجد طرقاً فلا يسجد لله فيها وحتى يبعث الغلام الشيخ بريداً بين الأفقين وحتى يبلغ التاجر بين الأفقين فلا يجد ربحاً".
12462-وفي رواية عنده: "وأن تغلو النساء والخيل ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة وأن يتجر الرجل والمرأة جميعاً".
ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح.
12463-وعن العداء بن خالد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/278)
"لا تقوم الساعة حتى لا يسلم الرجل إلا على من يعرف وحتى تتخذ المساجد طرقاً وحتى تتجر المرأة وزوجها وحتى ترخص النساء والخيل فلا تغلوا إلى يوم القيامة".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
12464-وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن من علامات البلاء وأشراط الساعة أن تعزب العقول وتنقص الأحلام ويكثر القتل وترفع علامات الخير وتظهر الفتن".
رواه الطبراني وفيه عافية بن أيوب وهو ضعيف.
12465-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة وليصلين ص.637
قوم لا دين لهم ولينزعن القرآن من بين أظهركم قال: يا أبا عبد الرحمن ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا؟ قال: يسري على القرآن ليلاً فيذهب من أجواف الرجال فلا يبقى في الأرض منه شيء.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير شداد بن معقل وهو ثقة.
12466-وعن القاسم قال: شكي إلى ابن مسعود الفرات فقالوا: إنا نخاف أن ينبثق علينا فلو أرسلت إليه من يسكره قال: لا أسكره فوالله ليأتين على الناس زمان لو التمستم فيه ملء طست من ماء ما وجدتموه وليرجعن كل ماء إلى عنصره ويكون فيه الماء والمسلمون بالشام.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن القاسم لم يدرك ابن مسعود.
12467-وعن عروة بن محمد السعدي عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ثلاث إذا رأيتهن فعندك عندك: إخراب العامر وإعمار الخراب وأن يكون الغزو رفداً وأن يتمرس الرجل بأمانته تمرس البعير بالشجرة".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف.
12468-وعن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى يدبر الرجل أمر خمسين امرأة".
رواه الطبراني وفيه محمد بن عيسى الرملي ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات. ص.638
12469-وعن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/279)
"يكون أمام الدجال سنون خوادع يكثر فيها المطر ويقل فيها النبت ويكذَّب فيها الصادق ويصدَّق فيها الكاذب ويؤتمن فيها الخائن ويخوَّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة". قيل: يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: "من لا يؤبه له".
رواه الطبراني بأسانيد وفي أحسنها ابن إسحاق وهو مدلس،وبقية رجاله ثقات.
12470-وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطراً عاماً ولا تنبت الأرض شيئاً".
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى فقال: عن أنس قال: كنا نتحدث أنه لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء ولا تنبت الأرض [وحتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد] وحتى إن المرأة تمر بالرجل فيأخذها فينظر إليها فيقول: لقد كان لهذه مرة رجل. وقال ذكره حماد هكذا. وقد ذكره حماد أيضاً عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم [لا يشك وقد قال له أيضاً: ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم] فيما أحسب. ورجال الجميع ثقات.
12471-وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله وحتى يمطر الناس مطراً ولا تنبت الأرض وحتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد وحتى تمر المرأة بالنعل فتقول: لقد كان لها مرة رجل".
قلت: في الصحيح بعضه. ص.639
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
12472-وعن عبد الرحمن الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من اقتراب الساعة كثرة المطر وقلة النبات وكثرة القراء وقلة الفقهاء وكثرة الأمراء وقلة الأمناء".
رواه الطبراني وفيه عبد الغفار بن القاسم وهو وضاع.
12473-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطراً لا تكن منها بيوت المدر ولا تكن منها إلا بيوت الشعر".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12474-وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/280)
"لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق [وحتى يكثر الهرج". قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتل"].
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12475-وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى يقترب الزمان وتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كاحتراق الخوصة".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. ص.640
12476-وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترسها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول: لو واريتها وراء هذا الحائط".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
12477-وعن عبد الرحمن بن شبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يذهب الليل والنهار حتى يوجد النعل بالقمامة فيقال: كأنها نعل قرشي".
رواه الطبراني وفيه من لم يسم ومن ضعفه الجمهور.
12478-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى تظهر معادن كثيرة لا يسكنها إلا أراذل الناس".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
12479-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا استحلت أمتي ستاً فعليهم الدمار: إذا ظهر فيهم التلاعن وشربوا الخمور ولبسوا الحرير واتخذوا القيان واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عباد بن كثير الرملي وثقه بن معين وغيره وضعفه جماعة. ص.641
12480-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يأتي على الناس زمان وإن البعير الضابطة والمزادتين أحب إلى الرجل مما يملك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عياش وفيه ضعف فيما رواه عن غير الشاميين وهذا من روايته عن إسماعيل بن أبي خالد وهو كوفي،وبقية رجاله ثقات.(7/281)
قلت: وتأتي أبواب بعد الدجال في الخسف والمسخ وخروج يأجوج ومأجوج وفيمن تقوم عليهم الساعة نحو ذلك.
*3* 78. باب ما جاء في الكذابين الذين بين يدي الساعة.
12481-عن حذيفة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
"في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون منهم أربع نسوة وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والبزار ورجال البزار رجال الصحيح.
12482-وعن أبي بكرة قال: أكثر الناس في شأن مسيلمة قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيئاً فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فقال:
"أما بعد ففي شأن هذا الرجل الذي قد أكثرتم فيه وإنه كذاب من ثلاثين كذاباً يخرجون بين يدي الساعة وإنه ليس من بلد إلا يبلغها رعب المسيح [إلا المدينة على كل نقب من نقابها ملكان يذبان عنها رعب المسيح]". ص.642
رواه أحمد والطبراني وأحد أسانيد أحمد والطبراني رجاله رجال الصحيح.
12483-وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"بين يدي الساعة كذابون منهم صاحب اليمامة ومنهم صاحب صنعاء العنسي ومنهم صاحب حمير ومنهم الدجال وهو أعظمهم فتنة". قال جابر: وبعضهم يقول قريباً من ثلاثين كذاباً.
رواه أحمد والبزار وفي إسناد البزار عبد الرحمن بن مغراء وثقه جماعة وفيه ضعف،وبقية رجاله رجال الصحيح،وفي إسناد أحمد ابن لهيعة وهو لين.
12484-وعن عبد الله بن عمر أنه كان عنده رجل من أهل الكوفة فجعل يحدثه عن المختار فقال ابن عمر: إن كان كما تقول فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالاً كذاباً".
12485-وفي رواية: عن عبد الرحمن بن أبي نعم أو نعيم الأعرجي - شك أبو الوليد - قال: سأل رجل ابن عمر - وأنا عنده - عن المتعة متعة النساء فقال: والله ما كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم زانين ولامسا فحين ثم قال: والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/282)
"ليكونن قبل يوم القيامة الدجال وكذابون ثلاثون أو أكثر".
رواه كله أحمد وأبو يعلى بقصة المتعة وما بعدها،والطبراني إلا أنه قال:
"بين يدي الساعة الدجال وبين يدي الدجال كذابون ثلاثون أو أكثر". قلنا: ما آيتهم؟ قال: "أن يأتوكم بسنة لم تكونوا عليها يغيروا بها سنتكم ودينكم فإذا رأيتموهم فاجتنبوهم وعادوهم". ص.643
12486-وعن أبي الجلاس قال: سمعت علياً يقول لعبد الله السبائي: ويلك والله ما أفضى إلي بشيء كتمه أحداً من الناس ولكن سمعته يقول: "إن بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً وإنك لأحدهم".
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
12487-وعن أنيسة بنت زيد بن أرقم أن زيد بن أرقم دخل على المختار فقال: يا أبا عامر لو سبقت رأيت جبريل وميكائيل قال: حقرت ونقرت أنت أهون على الله من ذلك كذاب مفتر على الله ورسوله.
رواه الطبراني وفيه ثابت بن زيد وهو ضعيف.
12488-وعن أبي إسحاق قال: قلت لعبد الله بن عمر: إن المختار يزعم أنه يوحى إليه قال: صدق {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم}.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
12489-وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يكون قبل خروج الدجال نيف وسبعون دجالاً".
رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبشر صاحب أنس لم أعرفه. ص.644
12490-وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى يخرج سبعون كذاباً".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
12491-وعن عبد الله بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً منهم الأسود العنسي وصاحب صنعاء وصاحب اليمامة".
رواه الطبراني وأبو يعلى والبزار باختصار وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه جماعة.(7/283)
12492-وعن شعيب بن عمر قال: حججنا فمررنا بطريق المنكدر وكان الناس يأخذون فيه فطلبنا الطريق فبينا نحن كذلك إذا نحن بأعرابي كأنما نبع من الأرض فقال لي: يا شيخ تدري أين أنت؟ قلت: لا قال: أنت بالذوائب وهذا التل الأبيض الذي تراه عظام بكر بن وائل وتغلب وهذا قبر كليب أخي مهلهل. ثم قال لي: هل لك في رجل له من النبي صلى الله عليه وسلم صحيفة يسمع منه؟ قلت: نعم فذهب بي إلى قبة أدم فإذا أنا برجل معصوب الحاجبين بعصابة فقلت: من هذا؟ قال: هذا العداء بن خالد بن عمرو بن عامر فارس الضحياء في الجاهلية فقلت له: يرحمك الله حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قام قومة له كأنه مفزع فقال له ابن مسعود: بأبي وأمي قمت كأنك مفزع! قال: "إياكم والدجالين الثلاثة". فقال ابن مسعود: بأبي وأمي قد أخبرتنا عن الدجال الأعور وعن أكذب ص.645
الكذابين فمن الكذاب الثالث؟ قال: "رجل يخرج في قوم أولهم مثبور وآخرهم مبتور عليهم اللعنة دائمة في فتنة يقال لها: الحارقة وهو الدجال الأطلس يأكل عباد الله".
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
12493-وعن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين يدي الساعة كذابين".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير جندل بن والق وهو ثقة.
12494-وعن سلامة بنت أبجر قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "في ثقيف كذاب ومبير".
رواه الطبراني وفيه نسوة مساتير.
*3* 79. (أبواب في الدجال).
*4* 1. باب فيما قبل الدجال ومن نجا منه نجا.
12495-عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذكرنا الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فاستيقظ محمراً لونه فقال: "غير ذلك أخوف لي عليكم". ذكر كلمة.
رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
12496-وعن عبد الله بن حوالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(7/284)
"من نجا من ثلاث فقد نجا - ثلاث مرات - موتي والدجال وقتل خليفة مصطبر بالحق معطيه". ص.646
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير ربيعة بن لقيط وهو ثقة.
12497-وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث من نجا منها نجا: من نجا عند قتل مؤمن فقد نجا. ومن نجا عند قتل خليفة يقتل مظلوماً وهو مصطبر يعطي الحق من نفسه فقد نجا. ومن نجا من فتنة الدجال فقد نجا".
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن يزيد المصري ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
12498-وعن حذيفة قال: ذكر الدجال عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"لأنا لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال ولن ينجو أحدا مما قبلها إلا نجا منها وما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا صغيرة ولا كبيرة إلا لفتنة الدجال".
رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح.
*4* 2. باب لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره.
12499-عن راشد بن سعد قال: لما فتحت إصطخر إذا مناد ينادي: ألا إن الدجال قد خرج قال: فلقيهم الصعب بن جثامة فقال: لولا ما تقولون لأخبرتكم أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر".
رواه عبد الله بن أحمد من رواية بقية عن صفوان بن عمرو وهي صحيحة كما قال ابن معين،وبقية رجاله ثقات.
*4* 3. باب فيما بين يدي الدجال من الجهد.
12500-ص.647 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر جهداً يكون بين يدي الدجال فقالوا: أي المال خير يومئذ؟ قال: "غلام شديد يسقي أهله الماء وأما الطعام فليس". قالوا: فما طعام المؤمنين يومئذ؟ قال: "التسبيح والتكبير والتهليل". قالت عائشة: فأين العرب يومئذ؟ قال: "العرب يومئذ قليل".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وتأتي أحاديث فيما بين يديه من الجهد طوال.
*4* 4. باب ما جاء في الدجال.(7/285)
12501-عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أهبط الله تعالى إلى الأرض منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أعظم من فتنة الدجال وقد قلت فيه قولاً لم يقله أحد قبلي إنه آدم جعد ممسوح عين اليسار على عينه ظفرة غليظة وإنه يبرئ الأكمة والأبرص ويقول: أنا ربكم فمن قال: ربي الله فلا فتنة عليه ومن قال: أنت ربي فقد افتتن يلبث فيكم ما شاء الله ثم ينزل عيسى بن مريم مصدقاً بمحمد صلى الله عليه وسلم على ملته إماماً مهدياً وحكماً عدلاً فيقتل الدجال".
فكان الحسن يقول: ونرى أن ذلك عند الساعة.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر. ص.648
12502-وعن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: ما كنا نسمع فزعة ولا رجة في المدينة إلا ظننا أنه الدجال لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عنه ويقربه لنا.
رواه الطبراني والبزار وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف.
12503-وعن سهل بن حنيف أنه كان بين سلمان الفارسي وبين إنسان منازعة فقال سلمان: اللهم إن كان كاذباً فلا تمته حتى يدركه أحد الثلاثة. فلما سكن عنه الغضب قلت: يا أبا عبد الله ما الذي دعوت به على هذا؟ قال: أخبرك فتنة الدجال وفتنة أمير كفتنة الدجال وشح شحيح يلقى على الناس إذا أصاب الرجل المال لا يبالي مما أصابه.
رواه الطبراني وفيه كثير بن زيد الأسلمي وثقه ابن معين وجماعة وضعفه النسائي وجماعة.
12504-وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الدجال خارج وهو أعور عين الشمال عليها ظفرة غليظة وإنه يبرئ الأكمة والأبرص ويحيي الموتى ويقول للناس: أنا ربكم. فمن قال: أنت ربي فقد فتن ومن قال: ربي الله حتى يموت على ذلك فقد عصم من فتنة الدجال ولا فتنة عليه فيلبث في الأرض ما شاء الله ثم يخرج عيسى بن مريم قبل المغرب مصدقاً بمحمد صلى الله عليه وسلم فيقتل الدجال وإنما هو قيام الساعة".(7/286)
رواه الطبراني وأحمد ورجاله رجال الصحيح،ورواه البزار بإسناد ضعيف.
12505-وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ص.649
"إنه لم يكن نبي إلا قد أنذر الدجال قومه وإني أنذركموه إنه أعور ذو حدقة جاحظة ولا تخفى [كأنها نخاعة في جنب جدار. وعينه اليسرى] كأنها كوكب دري ومعه مثل الجنة والنار فجنته عين ذات دخان وناره روضة خضراء وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى كلما خرجا من قرية دخل أوائلهم فيسلط على رجل لا يسلط على غيره فيذبحه ثم يضربه بعصاه ثم يقول: قم فيقول لأصحابه: كيف ترون ألست بربكم؟ فيشهدون له بالشرك فيقول الرجل المذبوح: يا أيها الناس إن هذا المسيح الدجال الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيعود أيضاً فيذبحه ثم يضربه بعصاه فيقول له: قم فيقول لأصحابه: كيف ترون ألست بربكم؟ فيشهدون له بالشرك فيقول المذبوح: يا أيها الناس إن هذا المسيح الدجال الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زادني قتله هذا إلا بصيرة. ويعود فيذبحه الثالثة فيضربه [بعصاه] فيقول: قم فيقول لأصحابه: كيف ترون ألست بربكم؟ فيشهدون له بالشرك فيقول: يا أيها الناس إن هذا المسيح الدجال الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زادني هذا فيك إلا بصيرة. ثم يعود فيذبحه الرابعة فيضرب الله على حلقه بصفيحة نحاس فلا يستطيع ذبحه". [قال أبو سعيد: فوالله ما رأيت النحاس إلا يومئذ قال: "فيغرس الناي بعد ذلك ويزرعون"].
قال أبو سعيد: كنا نرى ذلك الرجل عمر بن الخطاب لما نعلم من قوته وجلده.
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه أبو يعلى والبزار وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس،وعطية ضعيف وقد وثق.
12506-وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ص.650
"إنه لم يكن نبي إلا وصف الدجال لأمته ولأصفنه صفة لم يصفها أحد كان قبلي إنه أعور وإن الله عز وجل ليس بأعور".(7/287)
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه ابن إسحاق وهو مدلس.
12507-وعن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الدجال أعور عين الشمال بين عينيه مكتوب: كافر يقرؤه الأمي والكاتب".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
12508-وعن أبيّ - يعني ابن كعب - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال:
"إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء وتعوذوا بالله من عذاب القبر".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
12509-وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الدجال:
"أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة أشبه الناس بعبد العزى بن قطن فإما هلك الهلك فإن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور".
رواه أحمد والطبراني.
12510-وفي رواية عنده: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"رأيت الدجال هجاناً ضخماً فيلمانياً كأن شعره أغصان شجرة أعور كأن عينيه كوكب الصبح أشبه بعبد العزى بن قطن رجل من خزاعة". ص.651
ورجال الجميع رجال الصحيح.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده ضعيف.
12511-وعن عبد الله بن عمر قال: كنا نتحدث بحجة الوداع وما ندري أنه الوداع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان في حجة الوداع خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره ثم قال: "ما بعث الله تبارك وتعالى من نبي إلا وقد أنذره أمته. لقد أنذره نوح صلى الله عليه وسلم والنبيون صلى الله عليهم من بعده إلا ما خفي عليكم من شأنه فلا يخيفين عليكم إن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور".
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(7/288)
12512-وعن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال: "ما يبكيك؟". قلت: يا رسول الله ذكرت الدجال فبكيت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن يخرج وأنا فيكم كفيتموه وإن يخرج بعدي فإن ربكم عز وجل ليس بأعور إنه يخرج من يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة فينزل ناحيتها ولها يومئذ سبعة أبواب على كل نقب منها ملكان فيخرج إليه شرار أهلها حتى يأتي الشام مدينة فلسطين بباب لد". قال أبو داود مرة: "حتى يأتي مدينة فلسطين [باب لد] فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقتله ويمكث عيسى في الأرض أربعين سنة إماماً عدلاً وحكماً وقسطاً".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير الحضرمي بن لاحق وهو ثقة. ص.652
12513-وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يخرج الدجال من يهود أصبهان".
رواه أحمد وأبو يعلى وزاد: "معه سبعون ألفاً من اليهود عليهم السيجان.
من رواية محمد بن مصعب عن الأوزاعي وروايته عنه جيدة وقد وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة،وبقية رجالهما رجال الصحيح. ورواه الطبراني في الأوسط.
12514-وعن جنادة بن أمية أن قوماً دخلوا على معاذ بن جبل وهو مريض فقالوا له: حدثنا حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشتبه عليك [فقال: أجلسوني] فأخذ بعض القوم بيده فجلس فقال: لا أحدثكم إلا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال وأنا أحذركم الدجال إنه أعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه الكاتب وغير الكاتب معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار".
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه خنيس بن عامر ولم أعرفه،وبقية رجاله وثقوا. ص.653
12514-(مكرر) وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يخرج الدجال من قبل أصبهان".
رواه الطبراني في الأوسط عن محمد بن محموية الجوهري ولم أعرفه.(7/289)
12515-وعن فاطمة بنت قيس قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى: "الصلاة جامعة". فخرجت في نسوة من الأنصار حتى أتينا المسجد فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر ثم صعد المنبر قالت فاطمة: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعاً يديه حتى رأيت بياض إبطيه ثم قال: "ألا أخبركم أن هذه طيبة؟" ثلاثاً ثم قال: "ألا أخبركم أنه نحو الشام". ثم أغمي عليه ساعة ثم أريح ثم سري عنه ثم قال: "بل في نحو العراق بل هو في نحو العراق يخرج حين يخرج من بلدة يقال لها: أصبهان من قرية من قراها يقال لها: رستقاباذ يخرج حين يخرج على مقدمته سبعون ألفاً عليهم السيجان معه نهران نهر من ماء ونهر من نار فمن أدرك منكم ذلك فقيل له: ادخل الماء فلا يدخل فإنه نار وإذا قيل له: ادخل النار فليدخلها فإنها ماء".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط في حديثها الطويل وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف جداً.
12516-وعن سلمة بن الأكوع قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من العقيق حتى إذا كنا على الثنية التي يقال لها: ثنية الحوض التي بالعقيق أومأ بيده قبل المشرق فقال: "إني لأنظر إلى مواقع عدو الله المسيح إنه يقبل حتى ينزل من كذا حتى ص.654(7/290)
يخرج إليه غوغاء الناس،ما من نقب من أنقاب المدينة إلا عليه ملك أو ملكان يحرسانه معه صورتان صورة الجنة وصورة النار معه شياطين يشبهون بالأموات يقولون للحي: تعرفني؟ أنا أخوك أو أبوك أو ذو قرابة منه ألست قدمت؟ هذا ربنا فاتبعه. فيقضي الله ما يشاء منه ويبعث الله رجلاً من المسلمين فيسكته ويبكته ويقول: أيها الناس لا يغرنكم فإنه كذاب ويقول باطلاً وليس ربكم بأعور فيقول: هل أنت متبعي؟ فيأبى فيشقه شقتين ويعطى ذلك ويقول: أعيده لكم؟ فيبعثه الله عز وجل أشد ما كان [له] تكذيباً وأشده شتماً فيقول: أيها الناس إن ما رأيتم بلاء ابتليتم به وفتنة افتتنتم بها إن كان صادقاً فليعدني مرة أخرى ألا هو كذاب. فيأمر به إلى هذه النار وهي صورة الجنة فيخرج قبل الشام".
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف جداً.
12517-وعن سفينة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"إنه لم يكن نبي قبلي إلا حذر أمته الدجال هو أعور عينه اليسرى،بعينه اليمنى ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يخرج معه واديان أحدهما جنة والآخر نار فجنته نار وناره جنة معه ملكان من الملائكة يشبهان بنبيين من الأنبياء أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله وذلك فتنة الناس يقول: ألست بربكم أحيي وأميت؟ فيقول أحد الملكين: كذبت فما يسمعه أحد من الناس إلا صاحبه فيقول له: صدقت ويسمعه فيحسبون أنه صدق الدجال وذلك فتنة ثم يسير حتى يأتي المدينة ولا يؤذن له فيها ثم يقول: هذه قرية ذلك الرجل ثم يسير حتى يأتي الشام فيهلكه الله عز وجل عند عقبة أفيق".
رواه أحمد الطبراني واللفظ له ورجاله ثقات،وفي بعضهم كلام لا يضر. ص.655
12518-وعن سليمان بن شهاب قال: نزل علي عبد الله بن معتم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(7/291)
"الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق فيدعو لي فيتبع وينصب للناس فيقاتلهم ويظهر عليهم فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر دين الله ويعمل به فيتبع ويحب على ذلك ثم يقول بعد ذلك: إني نبي فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه فيمكث بعد ذلك حتى يقول: أنا الله فتغشى عينه وتقطع أذنه ويكتب بين عينيه كافر فلا يخفى على كل مسلم فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ويكون أصحابه وجنوده المجوس واليهود والنصارى وهذه الأعاجم من المشركين ثم يدعو برجل فيما يرون فيؤمر به فيقتل ثم يقطع أعضاءه كل عضو على حدى فيفرق بينها حتى يراه الناس ثم يجمع بينها ثم يضرب بعصاه فإذا هو قائم فيقول: أنا الله أحيي وأميت وذلك كله سحر يسحر به أعين الناس ليس يعمل من ذلك شيئاً".
رواه الطبراني وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك.
12519-وعن ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة قال: شهدت يوماً خطبة لسمرة بن جندب فذكر في خطبته حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: فذكر حديث كسوف الشمس حتى قال: فوافق تجلى الشمس جلوسه في الركعة الثانية. قال زهير: حسبته قال: فسلم فحمد الله عز وجل وأثنى عليه وشهد أنه عبد الله ورسوله ثم قال:
"يا أيها الناس أنشدكم الله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي عز وجل لما أخبرتموني ذاك". قال: فقام رجال فقالوا: نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك. ص.656(7/292)
ثم قال: "أما بعد فإن رجالاً يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض وإنهم كذبوا ولكنها آيات من آيات الله عز وجل يختبر بها عباده فينظر من يحدث له منهم توبة وإني والله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لا قوه من أمر دنياكم وآخرتكم وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبى تحيا - لشيخ حينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة - وإنه متى يخرج - أو قال: - فإنه متى ما يخرج فإنه يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه لم ينفعه صالح من عمله سلف ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله سلف وإنه سيظهر - أو قال: - سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس وإنه يحصر المؤمنون في بيت المقدس فيزلزلوا زلزالاً شديداً ثم يهلكه الله تبارك وتعالى حتى إن جذم الحائط - أو قال: - أصل الحائط - وقال حسن الأشيب: - أو أصل الشجرة لينادي - أو قال: - يقول: يا مؤمن - أو قال: - يا مسلم هذا يهودي - أو قال: - هذا كافر تعال فاقتله". قال: "ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أموراً يتفاقم شأنها في أنفسكم وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم من هذا ذكراً وحتى تزول جبال عن مراتبها". قال: "ثم على أثر ذلك القبض".
قال: ثم شهدت خطبة لسمرة ذكر فيها هذا الحديث ما قدم كلمة ولا آخرها عن موضعها.
رواه أحمد والبزار ببعضه وقال فيه: "فمن اعتصم بالله فقال: ربي الله حي لا يموت فلا عذاب عليه ومن قال: أنت ربي فقد فتن". ص.657
ورجال أحمد رجال الصحيح غير ثعلبة بن عباد وثقه ابن حبان.
12520-وعن أبي نضرة قال: أتينا عثمان بن أبي العاص في يوم جمعة لنعرض عليه مصحفاً لنا على مصحفه فلما حضرت الجمعة أمرنا فاغتسلنا ثم أتينا بطيب فتطيبنا ثم جئنا المسجد فجلسنا فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/293)
"يكون للمسلمين ثلاثة أمصار مصر بملتقى البحرين ومصر بالحيرة ومصر بالشام فيفزع الناس ثلاث فزعات فيخرج الدجال في أعراض الناس فيهزم من قبل المشرق فأول مصر يردون المصر الذي بملتقى البحرين فيصير أهله ثلاث فرق فرقة تبقى تقول: نشامه ننظر ما هو. وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ومع الدجال سبعون ألفاً عليهم السيجان فأكثر تبعه اليهود والنساء ثم يأتي المصر الذي يليهم فيصير أهله ثلاث فرق فرقة تقول: نشامة ننظر ما هو وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم بغربي الشام وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق فيبعثون سرحاً لهم فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد حتى إن أحدهم ليخرق وتر قوسه فيأكله فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من السحر: يا أيها الناس أتاكم الغوث ثلاثاً فيقول بعضهم لبعض: إن هذا لصوت رجل شبعان. وينزل عيسى بن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر فيقول له أميرهم: يا روح الله تقدم فصلّ فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض. فيتقدم أميرهم فيصلي فإذا صلى به أخذ عيسى عليه السلام حربته ص.658
فيذهب نحو الدجال فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص فيضع حربته بين ثندوتيه فيقتله وينهزم أصحابه فليس شيء يومئذ يواري منهم أحداً حتى إن الشجرة لتقول: يا مؤمن هذا كافر ويقول الحجر: يا مؤمن هذا كافر".
رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن زيد وفيه ضعف وقد وثق،وبقية رجالهما رجال الصحيح.
12521-وعن هشام بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك فمن قال: أنت ربي افتتن ومن قال: كذبت ربي الله عليه توكلت فلا يضره". أو قال: "فلا فتنة عليه".
قلت: له حديث في الصحيح غير هذا.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح،ورواه الطبراني.(7/294)
12522-وعن أبي قلابة قال: رأيت رجلاً بالمدينة قد أطاف الناس به وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: فسمعته وهو يقول:
"إن بعدكم الكذاب المضل وإن رأسه من ورائه حبك حبك حبك وإنه سيقول: أنا ربكم فمن قال: لست بربنا ولكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا نعوذ بالله من شرك لم يكن له عليه سلطان".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12523-وعن جنادة بن أبي أمية قال: أتينا رجلاً من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فدخلنا عليه فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثنا ما سمعت من الناس فشددنا عليه فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فقال: ص.659
"أنذركم المسيح وهو ممسوح العين - أحسبه قال: - اليسرى تسير معه جبال الخبز وأنهار الماء علامته يمكث في الأرض أربعين صباحاً يبلغ سلطانه كل منهل لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى والطور ومهما كان من ذلك فاعلموا أن الله عز وجل ليس بأعور". قال ابن عون: أحسبه قال: "يسلط على رجل فيقتله ثم يحييه ولا يسلط على غيره".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12524-وعن جنادة بن أبي أمية الأزدي قال: ذهبت أنا ورجل من الأنصار إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عن الدجال قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(7/295)
"أنذركم الدجال - ثلاثاً - فإنه لم يكن نبي إلا أنذره وإنه فيكم أيتها الأمة وإنه جعد آدم ممسوح العين اليسرى معه جنة ونار ومعه جبال من خبز ونهر من ماء وإنه يمطر المطر ولا ينبت الشجر وإنه يسلط على نفس فيقتلها ولا يسلط على غيرها وإنه يمكث في الأرض أربعين صباحاً يبلغ كل منهل. لا يقرب أربعة مساجد مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الطور ومسجد الأقصى وما شبه عليكم فإن ربكم عز وجل ليس بأعور".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12525-وعن جابر بن عبد الله أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم وله أربعون ليلة يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة واليوم منها كالشهر واليوم منها كالجمعة ص.660(7/296)
ثم سائر أيامه كأيامكم هذه وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعاً فيقول للناس: أنا ربكم وهو أعور وإن ربكم عز وجل ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر مهجاة يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة حرمهما الله عز وجل عليه وقامت الملائكة بأبوابها معه جبال من خبز والناس في جهد إلا من اتبعه ومعه نهران أنا أعلم بهما منه نهر يقول: الجنة ونهر يقول: النار فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهو النار ومن أدخل الذي يسميه النار فهو الجنة". قال: "وتبعث معه شياطين تكلم الناس ومعه فتنة عظيمة يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس فيقول للناس: أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب؟". قال: "فيفر الناس إلى جبل الدخان في الشام فيحاصرهم فيشتد حصارهم ويجهدهم جهداً شديداً ثم ينزل عيسى عليه السلام فينادي من السحر فيقول: يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى هذا الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جني فينطلقون فغذا هم بعيسى عليه السلام فتقام الصلاة فيقال له: تقدم يا روح الله فيقول: ليتقدم إمامكم فيصلي بكم فإذا صلى صلاة الصبح خرج إليه". قال: "فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء فيمشي إليه فيقتله حتى إن الشجر والحجر ينادي: هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحد إلا قتله".
رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح. قلت: ولجابر حديث تقدم في فضل المدينة في الحج.
12526-وعن أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فذكر الدجال فقال: ص.661(7/297)
"إن بين يديه ثلاث سنين: [سنة] تمسك السماء ثلث قطرها والأرض ثلث نباتها والثانية تمسك السماء ثلثي قطرها والأرض ثلثي نباتها والثالثة تمسك السماء قطرها كله والأرض نباتها كله ولا تبقى ذات ظلف ولا ذات ضرس من البهائم إلا هلكت وإن من أشد فتنته أن يأتي الأعرابي فيقول: أرأيت إن أحييت لك إبلك ألست تعلم أني ربك؟". قال: "فيقول: بلى فتمثل له الشياطين نحو إبله كأحسن ما تكون ضروعها وأعظمه أسنمة". قال: "ويأتي الرجل قد مات أبوه ومات أخوه فيقول: أرأيت إن أحييت لك أباك وأحييت لك أخاك ألست تعلم أني ربك؟ فيقول: بلى فتمثل له الشياطين نحو أبيه ونحو أخيه". ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة له ثم رجع قالت: والقوم في اهتمام وغم مما حدثهم قالت: فأخذ بلحمتي الباب وقال: "مهيم أسماء". قالت: قلت: يا رسول الله لقد خلعت أفئدتنا بذكر الدجال قال: "إن يخرج وأنا حي فأنا حجيجه وإلا فإن ربي عز وجل خليفتي على كل مؤمن". قالت أسماء: والله يا رسول الله إنا لنعجن عجنتنا فما نخبزها حتى نجوع فكيف بالمؤمنين يومئذ؟ قال: "يجزئهم ما يجزئ أهل السماء من التسبيح والتقديس".
12527-وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس مجلساً مرة فحدثهم عن أعور الدجال وزاد فيه: فقال: "مهيم". وكانت كلمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن شيء يقول: "مهيم". وزاد:
"فمن حضر مجلسي وسمع كلامي منكم فليبلغ الشاهد منكم الغائب واعلموا ص.662
أن الله عز وجل صحيح ليس بأعور وأن الدجال أعور ممسوح العين بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب".
رواه كله أحمد والطبراني من طرق وفي إحداها: "يكون قبل خروجه سنون خمس جدب".
وفيه شهر بن حوشب وفيه ضعف وقد وثق.
12528-وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لينزلن الدجال خوزاً وكرمان في سبعين ألفاً وجوههم كالمجان المطرقة".(7/298)
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس. ورواه البزار أتم.
12529-وعن أبي هريرة قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجمع السيول فقال:
"ألا أنبئكم بمنزل الدجال من المدينة؟ هذا منزله".
رواه أبو يعلى وفيه أبو معشر وهو ضعيف.
12530-وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خرجت إليكم وقد بينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة فكان تلاح بين رجلين بسدة المسجد فأتيتهما لأحجز بينهما فأنسيتها وسأشدو لكم منها أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر وأما مسيح الضلالة فإنه أعور العين ص.663
أجلى الجبهة عريض النحر فيه دماء كأنه قطن بن عبد العزى". قال: يا رسول الله هل يضرني شبهه؟ قال: "لا أنت امرؤ مسلم وهو امرؤ كافر".
رواه أحمد وفيه المسعودي وقد اختلط. قلت: ويأتي حديث الفلتان بن عاصم.
12531-وعن أسماء بنت عميس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها لبعض حاجته ثم خرج فشكت إليه الحاجة فقال:
"كيف بكم إذا ابتليتم بعبد قد سخرت له أنهار الأرض وثمارها؟ فمن اتبعه أطعمه وأكفره ومن عصاه حرمه ومنعه". قلت: يا رسول الله إن الجارية لتجلس عند التنور ساعة لخبزها فأكاد أفتتن في صلاتي فكيف بنا إذا كان ذلك؟ قال: "إن الله يعصم المؤمنين يومئذ بما عصم به الملائكة من التسبيح إن بين عينيه: كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب".
رواه الطبراني وفيه راو لم يسم،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12532-وعن جابر قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على المنبر فقال:
"يا أيها إني لم أجمعكم لخبر جاء من السماء". فذكر حديث الجساسة وزاد فيه: "هو المسيح تطوى له الأرض في أربعين يوماً إلا ما كان من طيبة". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وطيبة المدينة ما من باب من أبوابها إلا عليه ملك مصلت سيفه يمنعه وبمكة مثل ذلك". ص.664
رواه أبو يعلى بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح.(7/299)
12533-وعن أبي الوداك قال: قال لي أبو سعيد: هل تقر الخوارج بالدجال؟ فقلت: لا. فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إني خاتم ألف نبي أو أكثر ما بعث نبي يتبع إلا حذر أمته الدجال وإني قد بين لي في أمره ما لم يبين لأحد وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وعينه اليمنى عوراء جاحظة لا تخفى كأنها نخاعة في حائط مجصص وعينه اليسرى كأنها كوكب دري معه من كل لسان ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء وصورة النار سوداء تدخن".
رواه أحمد وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي في رواية وقال في أخرى: ليس بالقوي،وضعفه جماعة.
12534-وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة فيكون أكثر من يخرج إليه النساء حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته فيوثقها رباطاً مخافة أن تخرج إليه ثم يسلط الله المسلمين عليه فيقتلونه ويقتلون شيعته حتى إن اليهودي ليختبئ تحت الشجرة والحجر فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم: هذا يهودي تحتي فاقتله".
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه ابن إسحاق وهو مدلس. ص.665
12535-وعن أسماء بنت يزيد أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهراني أصحابه يقول:(7/300)
"أحذركم المسيح وأنذركموه وكل نبي قد حذره قومه وهو فيكم أيتها الأمة وسأحكي لكم من نعته ما لم تحك الأنبياء قبلي لقومهم يكون قبل خروجه سنون خمس جدب حتى يهلك كل ذي حافر". فناداه رجل فقال: يا رسول الله فبم يعيش المؤمنون؟ قال: "بما تعيش به الملائكة. وهو أعور وليس الله بأعور بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب أكثر من يتبعه اليهود والنساء والأعراب ترون السماء تمطر وهي لا تمطر والأرض تنبت وهي لا تنبت ويقول للأعراب: ما تبغون مني؟ ألم أرسل السماء عليكم مدارا وأحيي لكم أنعامكم شاخصة ذراها خارجة خوصارها دارة ألبانها؟ وتبعث معه الشياطين على صورة من مات من الآباء والإخوان والمعارف فيأتي أحدهم إلى أبيه وأخيه وذي رحمه فيقول: ألست فلاناً؟ ألست تعرفني؟ هو ربك فاتبعه يعمر أربعين سنة السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاحتراق السعفة في النار يرد كل منهل إلا المسجدين". ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فسمع بكاء الناس وشهيقهم فرجع فقام بين أظهرهم فقال: "أبشروا فإن يخرج وأنا فيكم فالله كافيكم ورسوله وإن يخرج بعدي فالله خليفتي على كل مسلم".
رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب ولا يحتمل مخالفته للأحاديث الصحيحة إنه يلبث في الأرض أربعين يوماً وفي هذا أربعين سنة،وبقية رجاله ثقات. ص.666
12536-وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إني لخاتم ألف نبي أو أكثر وإنه ليس منهم نبي إلا قد أنذر قومه وإنه قد تبين لي ما لم يتبين لأحد منهم إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور".
رواه البزار وفيه مجالد بن سعيد وقد ضعفه الجمهور وفيه توثيق.
12537-وعن جبير بن نفير عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال:
"إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجكم وإن يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم".(7/301)
رواه البزار وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد وثق وضعفه جماعة،وبقية رجاله رجال الصحيح.
12538-وعن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال قال: أحسبه قال:
"يخرج من نحو المشرق".
رواه البزار وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثق.
12539-وعن الفلتان بن عاصم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أريت ليلة القدر ثم أنسيتها ورأيت مسيح الضلالة فإذا رجلان في أندر فلان يتلاحيان فحجزت بينهما فأنسيتها فاطلبوها في العشر الأواخر وأما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة ممسوح العين اليسرى عريض النحر كأنه عبد العزى بن قطن". ص.667
رواه البزار ورجاله ثقات. وقد تقدم حديث أبي هريرة بنحوه.
12540-وعن عمرو بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تذهب الدنيا حتى تكون رابطة من المسلمين بموضع يقال له: بولان حتى يقاتلوا بني الأصفر يجاهدون في سبيل الله لا يأخذهم في الله لومة لائم حتى يفتح الله عليهم قسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير فيهدم حصنها وحتى يقسموا المال بالأترسة". قال: "ثم يصرخ صارخ: يا أهل الإسلام قد خرج المسيح الدجال في بلادكم ودياركم فيقولون: من هذا الصارخ؟ فلا يعلمون من هو فيبعثون طليعة تنظر هل هو المسيح فيرجعون إليهم فيقولون: لم نر شيئاً ولم نسمعه فيقولون: والله إنه والله ما صرخ الصارخ إلا من السماء أو من الأرض تعالوا نخرج بأجمعنا فإن يكن المسيح بها نقاتله حتى يحكم الله بيننا وبينه وهو خير الحاكمين وإن تكن الأخرى فإنها بلادكم وعساكركم وعشائركم رجعتم إليها".
قلت: رواه ابن ماجة باختصار.
رواه البزار وفيه كثير بن عبد الله ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه.
12541-وعن عبادة بن الصامت أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(7/302)
"إني قد حدثتكم عن الدجال حتى حسبت - وذكر كلمة - ألا وإنه رجل قصير أفحج جعد أعور ممسوح العين ليست بقائمة ولا جحراء فإن التبس عليكم فاعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا". ص.668
رواه البزار وفيه بقية وهو مدلس.
12542-وعن نهيك بن صريم السكوني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لتقاتلن المشركين حتى يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن أنتم شرقيه وهم غربيه". ولا أدري أين الأردن يومئذ.
رواه الطبراني والبزار ورجال البزار ثقات.
12543-وعن أبي هريرة قال: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق يقول:
"يخرج أعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف من الناس ورقة فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يوماً الله أعلم ما مقدارها فيلقى المؤمنون شدة شديدة ثم ينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم من السماء فيؤم الناس فإذا رفع رأسه من ركعته قال: سمع الله لمن حمده قتل الله المسيح الدجال وظهر المسلمون". فأحلف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال:
"إنه لحق وأما إنه قريب فكل ما هو آت قريب".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر وهو ثقة.
12544-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنكم ستفتحون مدينة هرقل أو قيصر وتقتسمون أموالها بالترسة ويسمعهم الصريخ أن الدجال قد خلفهم في أهاليهم فيلقون ما معهم ويخرجون فيقاتلون". ص.669
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
12545-وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا ينزل الدجال المدينة ولكنه بين الخندق وعلى كل نقب منها ملائكة يحرسونها فأول من يتبعه النساء فيؤذينه فيرجع غضبان حتى ينزل الخندق فعند ذلك ينزل عيسى بن مريم".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عقبة بن مكرم بن عقبة الضبي وهو ثقة.(7/303)
12546-وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يذكر المسيح الدجال:
"إني سأقول لكم فيه كلمة ما قالها نبي قبلي إنه أعور وإن الله ليس بأعور بين عينيه كتاب كافر".
قال جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب يسيح الأرض أربعين يوماً يرد كل بلد غير هاتين المدينتين: المدينة ومكة حرمهما الله عليه يوم من أيامه كالسنة ويوم كالشهر ويوم كالجمعة،وبقية أيامه كأيامكم هذه لا يبقى إلا أربعين يوماً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف.
12547-وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة وأشفع وسيدرك رجال من أمتي عيسى بن مريم ويشهدون قتال الدجال".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه معاوية بن واهب ولم أعرفه. ص.670
12548-وعن عبد الله بن بسر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ليدركن الدجال من أدركني أو ليكونن قريباً من موتي".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن عيسى بن شعيب ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات.
12549-وعن العريان بن الهيثم قال: دخلت على يزيد بن معاوية فبينا نحن عند جلوسه إذ أتاه رجل فأخذ مرفقته فاتكأ عليها قلنا: ما هذا؟ قال بعضهم: هذا عبد الله بن عمرو قال بعضنا: يا عبد الله بن عمرو إنا لنحدث عنك أحاديث قال: إنكم معاشر أهل العراق تأخذون الأحاديث من أسافلها ولا تأخذونها من أعاليها وذكروا الدجال فقال: أبأرضكم أرض يقال لها: كوثا ذات سباخ ونخل؟ قلنا: نعم قال:فإنه يخرج منها.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
12550-وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في الدجال:(7/304)
"ما شبه عليكم منه فإن الله عز وجل ليس بأعور يخرج فيكون في الأرض أربعين صباحاً يرد منها كل منهل إلا الكعبة وبيت المقدس والمدينة الشهر كالجمعة والجمعة كاليوم ومعه جنة ونار فناره جنة وجنته نار معه جبل من خبز ونهر من ماء يدعو برجل لا يسلطه الله إلا عليه فيقول: ما تقول في؟ فيقول: أنت عدو الله وأنت الدجال الكذاب فيدعو بمنشار فيضعه حذو رأسه فيشقه حتى يقع على الأرض ثم يحييه فيقول: ما تقول؟ فيقول: والله ما كنت أشد بصيرة مني فيك الآن أنت عدو الله الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فيهوي إليه بسيفه فلا يستطيعه فيقول: أخروه عني".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. ص.671
12551-وعن جبير بن نفير عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال:
"إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجكم منه وإن يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم. ألا وإنه مطموس العين كأنه عبد العزى بن قطن الخزاعي ألا وإنه مكتوب بين عينيه: كافر يقرؤه كل مسلم فمن لقيه منكم فليقرأ عليه بفاتحة الكتاب ألا وإني رأيته يخرج من خلة بين الشام والعراق فعاث يميناً وشمالاً. يا عباد الله اثبتوا". ثلاثاً. قيل: يا رسول الله فما سرعته في الأرض؟ قال: "كالسحاب استدبرته الريح". قيل: يا رسول الله فما مكثه في الأرض؟ قال: "أربعون يوماً يوم منها كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائرها كأيامكم هذه". قالوا: يا رسول الله فكيف نصنع بالصلاة يومئذ صلاة يوم أو نقدر له؟ قال: "بل اقدروا له".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن صالح وقد وثق وضعفه جماعة،وبقية رجاله ثقات.(7/305)
12552-وعن عروة بن الزبير قال: قالت أم سلمة: ذكرت الدجال ليلة فلم يأتني النوم فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: "لا تفعلي فإنه إن يخرج وأنا فيكم يكفكم الله ربي وإن يخرج بعد أن أموت يكفكموه بالصالحين". ثم قام فذكر الدجال فقال: "ما من نبي إلا قد حذر أمته وإني أحذركموه إنه أعور وإن الله ليس بأعور ألا إن المسيح الدجال كأن عينه عنبة طافية".
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن نافع الطحان لم أعرفه. ص.672
12553-وعن أبي صادق قال: قال عبد الله - يعني ابن مسعود - : إني لأعلم أهل أبيات يفزعهم الدجال قالوا: من يا أبا عبد الرحمن؟ قال: بيوت أهل الكوفة.
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن أبا صادق لم يدرك ابن مسعود.
12554-وعن أبي الشعثاء قال: ذكر الدجال عند عبد الله بن مسعود فقال: لا تكثروا ذكره فإن الأمر إذا قضي في السماء كان أسرع لنزوله إلى الأرض أن يظهر على ألسنة الناس وكيف بكم والقوم آمنون وأنتم خائفون؟ وكيف بكم والقوم في الظل وأنتم في الضح؟
رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط. وقد روى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر".
12555-وعن خيثمة قال: ذكر الدجال عند عبد الله فقال بعضهم: لو خرج لرميناه بالحجارة فقال عبد الله: لو أصبح ببابل أصبح بعضهم [يشكو] إليه الحفاء من السرعة.
*1*المجلد الثامن
*2* 32. تابع كتاب الفتن - أعاذنا الله منها - .
*3* 80. (تابع أبواب الدجال).
*4* 5. باب منه في الدجال.
12556- ص.7 عن أبي هريرة قال: ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"تلده أمه وهي منبوذة في قبرها فإذا ولدته حملت النساء بالخطائين".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي قال البخاري: مجهول.(7/306)
12557- وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لقد أكل الطعام ومشى في الأسواق". - يعني الدجال - .
رواه أحمد والطبراني وفي إسناد أحمد علي بن زيد وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح. وفي إسناد الطبراني محمد بن منصور النحوي الأهوازي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12558- وعن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لقد أكل الطعام ومشى في الأسواق". - يعني الدجال - .
ص.8
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد بن جدعان وهو لين وثقه العجلي وغيره وضعفه جماعة.
*4* 6. باب ما جاء في ابن صياد.
12559- عن أبي ذر قال: لأن أحلف عشر مرات أن ابن صياد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به. قال: وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى أمه فقال: "سلها كم حملت به". قال: فأتيتها فسألتها فقالت: حملت به اثني عشر شهراً. قال: ثم أرسلني إليها فقال: "سلها عن صيحته حين وقع". قال: فرجعت إليها فسألتها فقالت: صاح صياح الصبي ابن شهر. ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد خبأت لك خبأ". قال: "خبأت لي خطم شاة عفراء والدخان". قال: فأراد أن يقول الدخان فلم يستطع فقال: الدخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخسأ فإنك لن تعدو قدرك".
رواه أحمد والبزار وقال: "إني قد خبأت لك خبأً فما هو؟". والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة.
12560- وعن جابر بن عبد الله أنه قال: إن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاماً ممسوحة عينه طالعة ناتئة فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الدجال، فوجده تحت قطيفة يهمهم فآذنته أمه فقالت: يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء فاخرج إليه. فخرج من القطيفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لها قاتلها الله؟ لو تركته لبين".
ص.9(7/307)
ثم قال: "يا ابن صياد ما ترى؟". قال: أرى حقاً وأرى باطلاً وأرى عرشاً على الماء فلبس عليه فقال: "أتشهد أني رسول الله؟". فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آمنت بالله ورسله". ثم خرج وتركه. ثم أتاه مرة أخرى فوجده في نخل له يهمهم فآذنته أمه فقالت: يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لها قاتلها الله؟ لو تركته لبين". فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع من كلامه شيئاً فيعلم أهو هو أم لا قال: "يا ابن صياد ما ترى؟". قال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آمنت بالله ورسله". فلبس عليه فخرج وتركه. ثم جاء في الثالثة أو الرابعة ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في نفر من المهاجرين والأنصار وأنا معه قال: فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا ورجا أن يسمع من كلامه شيئاً فسبقته أمه فقالت: يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لها قاتلها الله؟ لو تركته لبين". فقال: "يا ابن صياد ما ترى؟". فقال: أرى حقاً وأرى باطلاً وأرى عرشاً على الماء قال: "أتشهد أني رسول الله؟". قال هو: أتشهد أنت أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آمنت بالله ورسله". فلبس عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن صياد إني قد خبأت لك خبيئاً فقال: هو الدخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخسأ". فقال عمر بن الخطاب: ائذن لي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن يكن هو فلست صاحبه إنما صاحبه عيسى بن مريم، وإلا يكن هو فليس لك أن تقتل رجلاً من أهل العهد". قال: فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مستيقناً أنه الدجال.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(7/308)
12561- وعن أبي الطفيل وسئل: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قيل: فهل كلمته؟ قال: لا ولكني رأيته انطلق مكان كذا وكذا ومعه عبد الله بن مسعود
ص.10
وأناس من أصحابه حتى أتى داراً قوراء فقال: "افتحوا هذا الباب". ففتح، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم ودخلت معه فإذا قطيفة في وسط البيت فقال: "ارفعوا هذه القطيفة". فرفعوا القطيفة فإذا غلام أعور تحت القطيفة فقال: "قم يا غلام". فقام الغلام، فقال: "يا غلام أتشهد أني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟". قال الغلام: أتشهد أني رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعوذوا بالله من شر هذا". مرتين.
رواه أحمد والطبراني وفيه مهدي بن عمران قال البخاري: لا يتابع على حديثه.
12562- وعن زيد بن حارثة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: "انطلق". فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه حتى دخلوا بين حائطين في زقاق طويل فلما انتهوا إلى الدار إذا امرأة قاعدة وإذا قربة صغيرة ملأى ماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرى قربة ولا أرى حاملها". فأشارت المرأة إلى قطيفة في ناحية الدار فقاموا إلى القطيفة فكشفوها فإذا تحتها إنسان فرفع رأسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "شاهت الوجوه". فقال: يا محمد لم تفحش علي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني قد خبأت لك خبأ فأخبرني ما هو؟". وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد خبأ له سورة الدخان فقال: الدخ. فقال: "اخس ما شاء الله كان". ثم انصرف.
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه زياد بن الحسن بن فرات ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن حبان.
12563- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد: "ما ترى؟". قال: أرى عرشاً على البحر وحوله الحيات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى عرش إبليس".
رواه أحمد وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
ص.11(7/309)
12564- وعنه قال: ذكر ابن صياد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: [إنه يزعم] أنه لا يمر بشيء إلا كلمه.
رواه أحمد وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
12565- وعن عبد الله بن مسعود قال: لأن أحلف بالله تسعاً أن ابن صياد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه ليس به. ولأن أحلف تسعاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل شهيداً أحب لي من أن أحلف أنه لم يقتل وذلك أن الله جعله نبياً واتخذه شهيداً.
رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه باختصار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
12566- وعن الحسين بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم خبأ لابن الصياد دخاناً فسأله عما خبأ له فقال: دخ. فقال: "اخسأ فلن تعدو قدرك". فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما قال؟". قال بعضهم: وخ. وقال بعضهم: بل قال: دخ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قد اختلفتم وأنا بين أظهركم فأنتم بعدي أشد اختلافاً".
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
12567- وعن المغيرة بن شعبة قال: ما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مما سألته فقال:
ص.12
"ما تصنع به؟ ليس بضارك". قلت: ألا أقتل ابن صياد؟ قال: "ما تصنع بقتله إن كان هو الدجال فلن تخلص إلى قتله وإن لم يكن الدجال فما تصنع به؟".
قلت: هو في الصحيح غير قصة قتل ابن صياد.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير جهور بن منصور وهو ثقة.
*3* 81. باب نزول عيسى بن مريم صلى الله على نبينا وعليه وسلم.
12568- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يوشك المسيح عيسى بن مريم أن ينزل حكماً مقسطاً وإماماً عدلاً فيقتل الخنزير ويكسر الصليب وتكون الدعوة واحدة فاقرؤوه أو أقرئوه السلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدثه فيصدقني". فلما حضرته الوفاة قال: "أقرئوه مني السلام". قلت في الصحيح بعضه.(7/310)
رواه أحمد وفيه كثير بن زيد وثقه أحمد وجماعة وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات.
12569- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فإن عجل بي موت فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام".
رواه أحمد بإسنادين مرفوع، وهو هذا، وموقوف، ورجالهما رجال الصحيح.
*3* 82. باب ما جاء في يأجوج ومأجوج.
12570- ص.13 عن ابن حرملة - وهو خالد بن عبد الله بن حرملة - عن خالته قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب رأسه من لدغة عقرب فقال:
"إنكم تقولون: لا عدو، وإنكم لن تزالوا تقاتلون حتى يأتي يأجوج ومأجوج عراض الوجوه صغار العيون صهب الشعاف ومن كل حدب ينسلون كأن وجوههم المجان المطرقة".
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.
12571- وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، ولو أرسلوا لأفسدوا على الناس معايشهم، ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً، وإن من ورائهم ثلاث أمم: تاويل وتاريس ومنسك".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات.
12572- وعن حذيفة بن اليمان قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج فقال:
"يأجوج أمة ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف أمة، لا يموت الرجل حتى ينظر إلى ألف ذكر بين يديه من صلبه كل قد حمل السلاح". قلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: "هم ثلاثة أصناف: فصنف منهم أمثال الأرز". قلت: وما الأرز؟ قال: "شجر بالشام طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء".
ص.14
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هؤلاء الذين لا يقوم لهم خيل ولا حديد، وصنف منهم يفترش بأذنه ويلتحف بالأخرى، لا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه ومن مات منهم أكلوه، مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية".(7/311)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف.
*3* 83. باب خروج الدابة.
12573- عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تخرج الدابة تسم الناس على خراطيمهم ثم يغمرون فيه حتى يشتري الرجل البعير فيقول: ممن اشتريته؟ فيقول: اشتريته من أحد المخطمين".
12574- وفي رواية: "ثم يغمرون فيكم".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عمر بن عبد الرحمن بن عطية وهو ثقة.
12575- وعن ابن عمر أنه قال: ألا أريكم المكان الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أرى أن الدابة تخرج منه". فضرب بعصاه الشق الذي في الصفا وقال: "إنها ذات ريش وزغب وإنه يخرج ثلثها حضر الفرس الجواد ثلاثة أيام وثلاث ليال وإنها لتمر عليهم أيام ليفرون منها إلى المساجد فتقول لهم: أترون المساجد تنجيكم مني؟ فتخطمهم يساقون في الأسواق ويقول: يا كافر يا مؤمن".
رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
ص.15
12576- وعن أبي سريحة - يعني حذيفة بن أسيد - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:(7/312)
"الدابة لها ثلاث خرجات من الدهر [فتخرج] خرجة في أقصى اليمن حتى يفشو ذكرها في البادية ولا يدخل ذكرها القرية، ثم تكمن زماناً طويلاً بعد ذلك، ثم تخرج خرجة قريباً من مكة فيفشو ذكرها في أهل البادية ويفشو ذكرها في مكة، ثم تمكث زماناً طويلاً، ثم تفجأ الناس في أعظم المساجد على الله حرمة وخيرها وأكرمها على الله المسجد الحرام لم يرعهم إلا ناحية المسجد، ترجو ما بين الركن والمقام إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج [من المسجد] فانفض الناس عنها شتى ومعاً وثبت لها عصابة من المسلمين وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله، فخرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب تبدت فجلت وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى أن الرجل ليقوم يتعوذ منها بالصلاة فتأتيه فتقول: أي فلان، الآن تصلي؟ فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه وتذهب وتجاور الناس في دورهم وفي أسفارهم ويشتركون في الأموال ويعرف الكافر من المؤمن حتى أن المؤمن ليقول للكافر: يا كافر اقضني حقي وحتى أن الكافر ليقول للمؤمن: يا مؤمن اقضني حقي".
رواه الطبراني وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك.
12577- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.16
"بئس الشعب جلاد". قالها مرتين أو ثلاثاً قال: فيم يا رسول الله؟ قال: "تخرج الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه رياح بن عبيد الله بن عمر وهو ضعيف.
12578- وعن حذيفة بن أسيد - أراه رفعه - قال:
"تخرج الدابة من أعظم المساجد، فبينا هم إذ رنت الأرض، فبينا هم كذلك إذ تصدعت".
قال ابن عيينة: تخرج حين يسري الإمام من جمع وإنما جعل سابق ليخبر الناس أن الدابة لم تخرج.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
*3* 84. باب طلوع الشمس من مغربها.
12578- (كذا في الأصل بتكرار الرقم) عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/313)
"إذا طلعت الشمس من مغربها خر إبليس ساجداً ينادي ويجهر: إلهي مرني أن أسجد لمن شئت قال: فتجتمع إليه زبانيته فيقولون: يا سيدهم ما هذا التضرع؟ فيقول: إنما سألت ربي عز وجل أن ينظرني إلى الوقت المعلوم وهذا الوقت المعلوم". قال: "ثم تخرج دابة الأرض من صدع في الصفا فأول خطوة تضعها بأنطاكية فتأتي إبليس فتلطمه".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق وهو ضعيف.
12579- وعن أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال: جلس ثلاث نفر من المسلمين إلى مروان بالمدينة فسمعوه وهو يحدث في الآيات أن أولها خروج
ص.17
الدجال قال: فانصرف القوم إلى عبد الله بن عمرو فحدثوه بالذي سمعوه من مروان في الآيات فقال عبد الله: لم يقل مروان شيئاً، قد حفظت من [رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك حديثاً لم أنسه بعد. سمعت] رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها و[خروج] الدابة ضحى فأتيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها"ز
ثم قال عبد الله - وكان يقرأ الكتب - : وأظن أولها خروجاً طلوع الشمس من مغربها وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فأذن لها في الرجوع حتى إذا بدا لله أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل، أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شيء ثم تستأذن في الرجوع فلا يرد عليها شيء حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب وعرفت أنه إن أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت: رب، ما أبعد المشرق، من لي بالناس؟ حتى إذا صار الأفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها: من مكانك فاطلعي. فطلعت على الناس من مغربها. ثم تلا عبد الله هذه الآية: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً}.
قلت: في الصحيح طرف من أوله.
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.(7/314)
12580- وعن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تجيء الريح التي يقبض الله فيها نفس كل مؤمن ثم تطلع الشمس من مغربها وهي الآية التي ذكر الله في كتابه".
ص.18
رواه الطبراني وفيه عبيد بن إسحاق العطار وهو متروك.
12581- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أول الآيات طلوع الشمس من مغربها".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه فضالة بن جبير وهو ضعيف وأنكر هذا الحديث.
*3* 85. باب ما جاء في المسخ والقذف وإرسال الشياطين والصواعق.
12582- عن صحار العبدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل، فيقال: من بقي من بني فلان؟".
قال: فعرفت حين قال: "قبائل". أنها العرب، لأن العجم تنسب إلى قراها.
رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى والبزار ورجاله ثقات.
12583- وعن بقيرة امرأة القعقاع قالت: إني لجالسة في صفة النساء فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يشير بيده اليسرى قال: "أيها الناس إذا سمعتم بخسف ههنا فقد أطلت الساعة".
رواه أحمد والطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح.
12584- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل فيقول: من صعق قبلكم الغداة فيقولون: صعق فلان وفلان".
رواه أحمد عن محمد بن مصعب وهو ضعيف.
ص.19(7/315)
12585- وعن جنادة بن أمية أنه سمع عبادة بن الصامت رحمه الله يذكر أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما مدة أمتك من الرخاء؟ فلم يرد عليه شيئاً حتى سأله ثلاث مرات، كل ذلك لا يجيبه ثم انصرف الرجل، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أين السائل؟". فردوه عليه فقال: "لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي، مدة أمتي من الرخاء مائة سنة". قالها مرتين أو ثلاثاً فقال الرجل: يا رسول الله فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية؟ فقال: "نعم الخسف والرجف وإرسال الشياطين المجلبة على الناس".
رواه أحمد والطبراني وفيه يزيد بن سعد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
12586- وعن فرقد السبخي قال: حدثني حبيب أبو حبيب الشامي عن أبي عطاء عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وحدثني شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: حدثني عاصم بن عمرو البجلي عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وحدثني سعيد بن المسيب أو حُدثت عنه عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"والذي نفس محمد بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم الحرام واتخاذهم القينات وشربهم الخمر وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير".
رواه عبد الله ورواه الطبراني من حديث أبي أمامة فقط، وفرقد ضعيف.
ص.20
12587- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سيكون في هذه الأمة خسف ومسخ ورجف وقذف".
رواه أبو يعلى والبزار وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك.
12588- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"والذي بعثني بالحق لا تنقضي الدنيا حتى يقع بهم الخسف والقذف والمسخ". قالوا: ومتى ذاك يا رسول الله؟ قال: "إذا رأيت النساء ركبن السروج وكثرت القينات وفشت شهادة الزور واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء".(7/316)
رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد: "وشرب المصلوب في آنية الشرك الذهب والفضة". قال: "واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء واسترفدوا واستعدوا". وأومأ بيده فوضعها على جبهته يستر وجهه.
وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو متروك.
12589- وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ". قيل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: "إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر".
قلت: روى ابن ماجة طرفاً من أوله.
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن أبي الزناد وفيه ضعف، وبقية رجال إحدى الطريقين رجال الصحيح.
12590- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.21
"ليبيتن قوم من هذه الأمة على طعام وشراب ولهو فيصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير".
رواه الطبراني في الصغير وفيه فرقد السبخي وهو ضعيف.
12591- وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف في متخذي القيان وشاربي الخمر ولابسي الحرير".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه زياد بن أبي زياد الجصاص وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
12592- وعن عبد الله بن بشر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعته يقول:
"إنه يكون في آخر هذه الأمة قوم بينا هم في شرب الخمر وضرب المعازف حتى يأفك الله عليهم فيعودوا قردة وخنازير".
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
12593- وعن سعيد بن أبي راشد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن في أمتي خسفاً ومسخاً وقذفاً".
رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه عمرو بن مجمع وهو ضعيف.
12594- وعن أنس بن مالك قال: كانت أم سليم تداوي الجرحى في عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله لو دعوت الله لابني. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنيس؟". قالت: نعم. فأقعدني بين يديه
ومسح على رأسي وقال:(7/317)
"يا أنيس إن المسلمين يمصرون بعدي أمصاراً، مما يمصرون. مصراً يقال
ص.22
لها: البصرة فإن أنت وردتها فإياك ومقصفها وسوقها وباب سلطانها، فإنها سيكون بها خسف ومسخ وقذف، آية ذلك أن يموت العدل ويفشو فيها الجور ويكثر فيها الزنا وتفشو فيها شهادة الزور".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
12595- وعن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"سيكون بعدي خسف بالمشرق وخسف بالمغرب في جزيرة العرب". قلت: يا رسول الله أيخسف بالأرض وفيها الصالحون؟ قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أكثر أهلها الخبث".
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حكيم بن نافع وثقه ابن معين وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات.
12596- وعن أم سلمة أم المؤمنين قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن مسخ، أيكون له نسل؟ قال:
"ما مسخ أحد قط فكان له نسل ولا عقب".
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
12597- وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.23
"ما مسخت أمة قط فيكون لها نسل".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف.
*3* 86. باب قبض روح كل مؤمن قبل الساعة.
12598- عن عياش بن أبي ربيعة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"تخرج ريح بين يدي الساعة تقبض فيها أرواح كل مؤمن".
رواه أحمد والبزار وقال: "تقبض فيها روح كل مؤمن". ورجاله رجال الصحيح إلا أن نافعاً لم يسمع من عياش.
*3* 86. (بتكرار الرقم) باب لا تقوم الساعة على أحد يقول لا إله إلا الله.
12599- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: لا إله إلا الله".
قلت: له في الصحيح: "حتى لا يقال في الأرض: الله الله".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
*3* 87. باب خروج النار.(7/318)
12600- عن أبي ذر قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأينا ذا الحليفة فتعجل رجال إلى المدينة وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم وبتنا معه، فلما أصبح سأل عنهم فقيل: تعجلوا إلى المدينة. فقال:
"تعجلوا إلى المدينة والنساء، أما إنهم سيدعونها أحسن ما كانت". ثم قال: "ليت
ص.24
شعري متى تخرج نار من اليمن من جبل الوراق تضيء بها أعناق الإبل بروكاً ببصرى كضوء النهار".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حبيب بن حبان وهو ثقة.
12601- وعن رافع بن بشر السلمي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يوشك أن تخرج نار من حبس سيل تسير سير بطئية الإبل، تسير النهار وتقيم الليل تغدو وتروح يقال: غدت النار أيها الناس فاغدوا قالت النار: أيها الناس قيلوا راحت النار أيها الناس روحوا من أدركته أكلته".
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير رافع وهو ثقة.
12602- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تبعث نار على أهل المشرق فتحشرهم إلى المغرب، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا، يكون لها ما سقط منهم وتخلف وتسوقهم سوق الجمل الكسير".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات.
12603- وعن عبد الله بن سلام عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن أول أشراط الساعة فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: "إن أول أشراط الساعة نار تخرج من المشرق وتحشرهم إلى المغرب".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
12604- وعن عاصم بن عدي الأنصاري قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثان ما
ص.25(7/319)
قدم فقال: أين حبس سيل؟ قلنا: لا ندري. فمر بي رجل من بني سليم فقلت: من أين جئت؟ فقال: من حبس سيل. فدعوت بنعلي فانحدرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنك سألتنا عن حبس سيل فقلنا: لا علم لنا به وإنه مر بي هذا الرجل فسألته فزعم أن به أهله. فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أين أهلك؟". قال: بحبس سيل. قال: "أخرج أهلك منها فإنه يوشك أن يخرج منها نار تضيء أعناق الإبل ببصرى".
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف.
*3* 88. باب فيمن تقوم عليهم الساعة.
12605- عن علباء السلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تقوم الساعة إلا على حثالة من الناس".
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات.
12606- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض فيبقى فيها عجاجة لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً".
رواه أحمد مرفوعاً وموقوفاً ورجالهما رجال الصحيح.
12607- وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.26
"إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد، والذين يشهدون بالشهادة قبل أن يسألوها".
رواه البزار وفيه الحارث بن عبد الله الأعور وهو ضعيف جداً ووثقه ابن معين.
12608- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد".
رواه البزار بإسنادين في أحدهما عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12609- وعن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا يزداد الناس إلا شحاً، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*2* 33. كتاب الأدب.
*3* 1. باب توقير الكبير ورحمة الصغير.(7/320)
12610- ص.33 عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه".
رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن.
12611- وعن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينهَ عن المنكر".
رواه أحمد والبزار بنحوه والطبراني باختصار وزاد: "ويعرف لنا حقنا". وفي أحد إسنادي البزار قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه غيرهما، وبقية رجاله ثقات. وفي إسناد أحمد ليث بن أبي سليم وهو مدلس.
12612- وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا".
ص.34
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وزاد: "ويؤاخي فينا ويزور".
وفي إسناد أبي يعلى يوسف بن عطية وهو متروك وفي إسناد الطبراني غير واحد ضعيف.
12613- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا".
رواه أبو يعلى الطبراني في الأوسط وفيه مبارك بن فضالة وثقه العجلي وغيره ولكنه مدلس وفيه ضعف وسهل بن تمام ثقة يخطئ.
12614- وعن واثلة - يعني ابن الأسقع - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا".
رواه الطبراني، والزهري لم يسمع من واثلة.
12615- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا".
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف جداً.(7/321)
12616- وعنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح في نفر من أصحابه إذ أتي بقدح فيه شراب، فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة فقال أبو عبيدة: أنت أولى به يا نبي الله قال: "خذ". فأخذ أبو عبيدة القدح، قال له قبل أن يشرب: خذ يا نبي الله. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "اشرب، فإن البركة مع أكابرنا، فمن لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا".
ص.35
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف.
12617- وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الكُبَر الكُبَر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ ورواه البزار.
*3* 2. باب الخير والبركة مع الأكابر.
12618- عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الخير مع أكابركم".
رواه البزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: "البركة مع أكابركم".
وفي إسناد البزار نعيم بن حماد وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 3. باب إكرام الكريم.
12619- عن جرير بن عبد الله البجلي أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت مدحوس [من الناس] فقام بالباب فنظر النبي صلى الله عليه وسلم يميناً وشمالاً فلم ير موضعاً فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم رداءه فلفه ثم رمى به إليه فقال: "اجلس عليه". فأخذه جرير فضمه ثم قبله ثم رده على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه".
ص.36
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عون بن عمرو القيسي وهو ضعيف.
12620- وعنه قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته فقال لي: "يا جرير لأي شيء جئتنا؟". قلت: لأسلم على يديك يا رسول الله. فألقى إلي كساءه ثم أقبل على أصحابه فقال: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه".(7/322)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حصين بن عمر وهو متروك.
12621- وعن أبي هريرة أن جرير بن عبد الله دخل البيت وهو مملوء فلم يجد مجلساً فرمى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بإزاره أو بردائه وقال: "اجلس على هذا". فأخذه فقبله وضمه إليه وقال: أكرمك الله يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أكرمتني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه".
رواه الطبراني في الأوسط والبزار باختصار كثير وفيه من لم أعرفهم.
12622- وعن عبد الله بن ضميرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا، وليس منا من غشنا، ولا يكون المؤمن مؤمناً حتى يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه".
رواه الطبراني. وحسين بن عبد الله بن ضميرة كذاب.
12623- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه".
ص.37
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفي إسناد الكبير عيينة بن يقظان وثقه ابن حبان وكذلك مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث وفيهما ضعف، وبقية رجال الكبير ثقات.
12624- وعن ابن عباس قال: دخل عيينة بن [بدر و] حصن على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر وهم جلوس جميعاً على الأرض فدعا لعيينة بنمرقة (وسادة) فأجلسه عليها وقال: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
12625- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه".
رواه الطبراني وفيه الحسن بن عمارة وهو ضعيف وقال عيسى بن يونس: شيخ صالح.
12626- وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه".
رواه الطبراني وشهر لم يدرك معاذاً، وعبد الله بن خراش ضعيف وقد وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ.
*3* 4. باب إكرام المسلم.
12627- عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/323)
"من أكرم أميراً مسلماً فإنما يكرم الله".
ص.38
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بحر بن كثير وهو متروك.
12628- وعن عبد الله بن مسعود رفعه قال: "إذا أكرم الرجل أخاه فإنما يكرم ربه".
رواه البزار وفيه الحجاج بن أرطاة ومصعب بن سلام وهما ضعيفان وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ويأتي في البر والصلة في حق المسلم ورحمة الناس.
12629- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أمسك بركاب أخيه المسلم لا يرجوه ولا يخافه غفر الله له".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر المازني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 5. باب مداراة الناس ومن لا يؤمن شره.
12630- عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مداراة الناس صدقة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر وهو متروك وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
12631- وعن عائشة قالت: استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "بئس ابن العشيرة". فلما دخل هش له رسول الله صلى الله عليه وسلم وانبسط ثم خرج.
ص.39
فاستأذن رجل آخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم ابن العشيرة". فلما دخل لم ينبسط إليه ولم يهش له كما هش للآخر. فلما خرج قلت: يا رسول الله استأذن فلان فقلت له ما قلت ثم هششت له وانبسطت وقلت لفلان ما قلت ولم أرك صنعت به ما صنعت بالآخر؟ فقال: "يا عائشة إن من شرار الناس من اتُّقي لفحشه".
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12632- عن أنس بن مالك أن رجلاً أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأثنوا عليه شراً، فرحب به النبي صلى
الله عليه وسلم فلما قفا قال: "إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من يخاف الناس شره".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن مطير وهو ضعيف جداً.(7/324)
12633- وعن بريدة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رجل من قريش فأدناه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقربه فلما قام قال: "يا بريدة أتعرف هذا؟". قلت: نعم، هذا أوسط قريش حسباً وأكثرهم مالاً ثلاثاً فقلت: يا رسول الله قد أنبأتك بعلمي فيه فأنت أعلم. فقال: "هذا ممن لا يقيم الله له يوم القيامة وزناً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عون بن عمارة وهو ضعيف.
12634- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس".
ص.40
رواه البزار وفيه عبيد الله بن عمرو أو ابن عمر القيسي وهو ضعيف. ويأتي حديث علي في باب العقل.
12635- وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"سيأتيكم ركب مبغضون، فإذا جاءوكم فرحبوا بهم". قلت: فذكر الحديث.
رواه البزار وقد تقدم في باب رضا المصدق في الزكاة ورجاله ثقات.
*3* 6. باب من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
12636- عن حسين بن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
12637- وفي رواية: "إن من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه".
رواه أحمد والطبراني في الثلاثة بالرواية الأولى، ورجال أحمد والكبير ثقات.
12638- وعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن كثير بن مروان وهو ضعيف.
*3* 7. (بابان في الرفق).
*4* 1. باب ما جاء في الرفق.
12639- عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف".
ص.41
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى، وأبو خليفة لم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات.
12640- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف".(7/325)
رواه البزار والطبراني في الأوسط والصغير وأحد إسنادي البزار ثقات وفي بعضهم خلاف.
12641- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه ولا كان الخرق في شيء إلا شانه وإن الله رفيق يحب الرفق".
رواه البزار وفيه كثير بن حبيب وثقه ابن أبي حاتم وفيه لين، وبقية رجاله ثقات.
12642- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف".
رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني وهو ضعيف.
12643- وعن جرير بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق، وإذا أحب الله عبداً أعطاه الرفق، ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا".
ص.42
قلت: له في الصحيح: "من يحرم الرفق يحرم الخير". فقط.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
12644- وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الرفق فيه الزيادة والبركة [ومن يحرم الرفق يحرم الخير]".
رواه الطبراني وفيه عمر بن ثابت وهو متروك.
12645- وعن خالد بن معدان عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف". فذكر الحديث.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12646- وعن ابن عباس قال: إذا كانت الأرض مخصبة فتقصروا في السير وأعطوا الركاب حقها فإن الله رفيق يحب الرفق.
رواه الطبراني وفيه من لم يسم.
12647- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف".
رواه الطبراني وفيه صدقة بن عبد الله السمين وثقه أبو حاتم الرازي وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
ص.43
12648- وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها:
"يا عائشة ارفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً دلهم على [باب] الرفق".(7/326)
12649- وفي رواية: "إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق".
رواه أحمد ورجال الثانية رجال الصحيح.
12650- وعن عائشة قالت: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة سوداء كأنها فحمة ضعيفة لم تخطم فمسحها ثم دعا عليها بالبركة ثم قال: "يا عائشة اركبي وأرفقي". وفي رواية: فجعلت أضربها.
رواه البزار بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصحيح.
12651- وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أراد الله بقوم خيراً أدخل عليهم الرفق".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
12652- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"التأني من الله والعجلة من الشيطان، وما أحد أكثر معاذير من الله، وما من شيء أحب إلى الله من الحمد".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
ص.44
12653- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرفق يمن والخرق شؤم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك.
12654- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج السامي وهو ثقة.
12655- وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من تأنى أصاب أو كاد، ومن عجل أخطأ أو كاد".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه بكر بن سهل وهو مقارب الحال وضعفه النسائي، وابن لهيعة فيه ضعف. وقد تقدم حديث جابر وأنس في البيع في السماحة في البيع.
*4* 2. باب الرفق في السير.
12656- عن أم سليم أنها كانت مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن يسوق بهن سواق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أي أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
*3* 8. باب ما جاء في حسن الخلق.
12657- ص.45 عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم أحسنت خلْقي فأحسن خلُقي".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(7/327)
12658- وعن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسن الخلق خلق الله الأعظم".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك.
12659- وعن جابر بن عبد الله عن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تعالى قال:
"إن هذا دين ارتضيته لنفسي ولن يصلح له إلا السخاء وحسن الخلق، فأكرموه بهما ما منحتموه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر وهو ضعيف، وكذلك مقدام بن داود.
12660- وعن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله استخلص هذا الدين لنفسه ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق، ألا فزينوه بهما".
رواه الطبراني وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك.
12661- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن هذه الأخلاق من الله فمن أراد الله به خيراً منحه خلقاً حسناً ومن أراد به سوءاً منحه سيئاً".
ص.46
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف.
12662- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أوحى الله إلى إبراهيم: يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مدخل الأبرار، وإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي، وأن أسقيه من حظيرة قدسي، وأن أدنيه من جواري".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي، وهو ضعيف.
12663- وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما أحسن الله خلق رجل وخلقه فيطعمه النار أبداً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن سد البكري وهو ضعيف.
12664- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما يهدي أحسن الأخلاق ويصرف سيئها هو".
رواه الطبراني.
12665- وعن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/328)
"إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم عني في الآخرة أساوئكم أخلاقاً الثرثارون المتفيهقون المتشدقون".
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.
ص.47
12666- وعن عبد الله بن عمرو أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟". فأعادها ثلاثاً أو مرتين. قالوا: نعم يا رسول الله. قال: "أحسنكم خلقاً".
قلت: له في الصحيح: "إن من أحبكم إلي أحسنكم خلقاً". فقط.
رواه أحمد وإسناده جيد.
12667- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - رفعه قال:
"إن أحبكم إلي يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي يوم القيامة المتشدقون المتفيهقون".
قلت: لابن بهدلة: ما المتفيهقون؟ قال: "المتكبرون".
رواه الطبراني والبزار ولفظه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم:
"ألا أنبئكم بخياركم؟". قالوا: بلى. قال: "خياركم أحاسنكم أخلاقاً". أحسبه قال: "الموطَّؤون أكنافاً".
وفي إسناد البزار صدقة بن موسى وهو ضعيف. وفي إسناد الطبراني عبد الله الرمادي، ولم أعرفه.
12668- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون. وإن أبغضكم إلي المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الملتمسون للبرآء العيب".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه صالح بن بشير المري وهو ضعيف.
ص.48
12669- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً، الموطؤون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون، وليس منا من لا يألف ولا يؤلف".
رواه الطبراني في الأوسط والصغير بنحوه وفيه يعقوب بن أبي عباد القلزمي ولم أعرفه.
12670- وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/329)
"إن المسلم المسدد ليدرك درجة القوام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته (طبيعته وسجيته)".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12671- وعن رافع بن مكيث - وكان شهد الحديبية - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"حسن الخلق نماء، وسوء الخلق شؤم، والبر زيادة في العمر، والصدقة تمنع ميتة السوء".
قلت: روى له أبو داود: "سوء الخلق شؤم". فقط.
رواه أحمد من طريق بعض بني رافع ولم يسمه، وبقية رجاله ثقات.
12672- وعن أنس قال:
ص.49
لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال: "يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما؟" قال: بلى يا رسول الله. قال: "عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلها".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ورجال أبي يعلى ثقات.
12673- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة".
رواه أبو يعلى وفيه زكريا بن يحيى أبو مالك الطائي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
12674- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن سعيد بن بشير قال الدارقطني: ليس بذاك، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12675- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه".
رواه أبو يعلى والبزار وزاد: "وحسن الخلق". وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف.
ص.50
12676- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخياركم؟". قالوا: بلى. قال: "أحاسنكم أخلاقاً". أو قال: "أحسنكم خلقاً".
رواه البزار وفيه سهيل بن أبي حزم وثقه ابن معين وضعفه جماعة.(7/330)
12677- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خياركم أطولكم أعماراً وأحسنكم أخلاقاً".
رواه البزار وفيه ابن إسحاق وهو مدلس.
12678- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن حسن الخلق ليبلغ بصاحبه درجة الصوم والصلاة".
قلت: رواه الترمذي باختصار.
رواه البزار ورجاله ثقات.
12679- وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وترك الكذب وإن كان مازحاً، وحسن خلقه".
ص.51
رواه الطبراني في الثلاثة والبزار، وفي إسناد الطبراني محمد بن الحصين، ولم أعرفه، والظاهر أنه التميمي وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات.
12680- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أنا زعيم ببيت في رياض الجنة وببيت في أعلاها وببيت في أسفلها، لمن ترك الجدل وهو محق، وترك الكذب وهو لاعب، وحسن خلقه".
رواه الطبراني وفيه أبو حاتم سويد بن إبراهيم، ضعفه الجمهور ووثقه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12681- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بيت في غرف الجنة، وبيت في فناء الجنة، وبيت في وسط الجنة، لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، ولمن ترك المراء وإن كان محقاً ولمن حسن خلقه".
رواه البزار وفيه عبد الواحد بن سليم وثقه ابن حبان وضعفه جماعة.
12682- وعن معاذ بن جبل قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أحب الجمال وإني أحب أن أحمد، كأنه يخاف على نفسه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وما يمنعك أن تحب أن تعيش حميداً وتموت سعيداً وإنما بعثت على إتمام محاسن الأخلاق".
رواه الطبراني والبزار إلا أنه قال: "إنما بعثت بمحاسن الأخلاق".
وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني وهو ضعيف.
ص.52(7/331)
12683- وعن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى قوم فقال: يا رسول الله أوصني. فقال: "أفش السلام وابذل الطعام، واستحي من الله استحياء رجل ذا هيبة من أهلك، وإذا أسأت فأحسن، ولتحسن خلقك ما استطعت".
رواه البزار وفيه ابن لهيعة وفيه لين، وبقية رجاله ثقات.
12684- وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي أن معاذ بن جبل قال: يا رسول الله أوصني. قال: "اعبد الله لا تشرك به شيئاً". قال: يا رسول الله زدني. قال: "إذا أسأت فأحسن". قال: يا رسول الله زدني. قال: "استقم، ولتحسن خلقك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن صالح وقد وثق وضعفه جماعة، وأبو السميط سعيد بن أبي سويد مولى المهري لم أعرفه.
12685- وعن أنس قال: قالت أم حبيبة: يا رسول الله، المرأة يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول أو للآخر؟ قال: "تخير أحسنهما خلقاً كان معها في الدنيا يكون زوجها في الجنة، يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة".
رواه الطبراني والبزار باختصار وفيه عبيد بن إسحاق وهو متروك وقد رضيه أبو حاتم وهو أسوأ أهل الإسناد حالاً. وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في النكاح.
ص.53
12686- وعن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رأس العقل بعد الإيمان بالله التحبب إلى الناس". قال: وبه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهن فليس مني ولا من الله". قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: "حلم يرد به جهل الجاهل، وحسن خلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن معاصي الله".
رواه كله الطبراني في الأوسط والصغير وفيه جماعة لم أعرفهم.
12687- وعن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الرجل ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم، وإن الرجل ليكتب جباراً وما يملك إلا أهل بيته".(7/332)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الحميد بن عبيد الله بن حمزة وهو ضعيف جداً.
12688- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفاضلكم أحاسنكم أخلاقاً، وحسن الخلق من الإيمان".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك.
12689- وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "وإن من أقربكم إلي يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً".
رواه الطبراني في حديث طويل بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.
ص.54
12690- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عيسى بن ميمون المدني وهو ضعيف.
12691- وعن أسامة بن شريك قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤوسنا الطير ما يتكلم منا متكلم إذ جاءه ناس فقالوا: من أحب عباد الله إلى الله تعالى؟ قال: "حسنهم أخلاقاً".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12692- وعن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشريف المنازل، وإنه لضعيف العبادة، وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم".
رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف، وقال ابن دقيق العيد في الإمام: إنه وثق، وبقية رجاله ثقات.
12693- وعن جابر بن سمرة قال: كنت في مجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم وسمرة وأبو أمامة فقال:
ص.55
"إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء، وإن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً".
رواه الطبراني واللفظ له، وأحمد وابنه وقال: "وإن خير الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً". وأبو يعلى بنحوه، ورجاله ثقات.
12694- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل، الظامئ بالهواجر".
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف.(7/333)
12695- وعن عبد الله بن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ قال: "أحسنهم خلقاً".
رواه الطبراني وفيه من لم يوثق من رجال الكتب.
12696- وعن معاذ بن جبل قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقلت: يا رسول الله أوصني قال: "عليك بحسن الخلق، فإن أحسن الناس خلقاً أحسنهم ديناً".
رواه الطبراني وفيه عبد الغفار بن القاسم وهو وضاع.
12697- وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من شيء إلا له توبة، إلا صاحب سوء الخلق فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شر منه".
رواه الطبراني في الصغير وفيه عمرو بن جميع وهو كذاب.
ص.56
12698- وعنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشؤم سوء الخلق".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
12699- وعن جابر قال: قيل: يا رسول الله ما الشؤم؟ قال: "سوء الخلق".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف.
وقد تقدم حديث رافع بن مكيث وهو عند ابن ماجة باختصار.
12700- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شر الناس الضيق على أهله". قالوا: يا رسول الله وكيف يكون ضيقاً على أهله؟ قال: "الرجل إذا دخل بيته خشعت امرأته، وهرب ولده وفر، فإذا خرج ضحكت امرأته واستأنس أهل بيته".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن يزيد بن الصلت وهو متروك.
*3* 9. باب ما يفعل بمن هو سيئ الخلق.
12701- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ساء خلقه من الرقيق والدواب والصبيان فاقرءوا في أذنه: {أفغير دين الله يبغون}".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبيد الله بن عقيل بن عمير وهو متروك.
*3* 10. باب حدة الخلق.
12702- ص.57 عن علي - يعني ابن أبي طالب - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خيار أمتي أحداؤهم، الذين إذا غضبوا رجعوا".(7/334)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يغنم بن سالم بن قنبر وهو كذاب.
12703- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعتري الحدة خيار أمتي".
رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه سلام بن مسلم الطويل وهو متروك.
*3* 11. (بابان في الحياء).
*4* 1. باب ما جاء في الحياء والنهي عن الملاحاة.
12704- عن عائشة قالت: كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي فأضع ثوبي فأقول:
إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12705- وعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحياء خير كله".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمر المقدمي وهو ثقة.
ص.58
12706- وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار".
رواه الطبراني، وفيه محمد بن موسى بن أبي نعيم وثقه أبو حاتم وجماعة وكذبه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12707- وعن قرة بن إياس قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر عنده الحياء فقالوا: يا رسول الله الحياء من الدين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل هو الدين كله". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الحياء العفاف، والعي في اللسان، لا عي القلب، والعمل من الإيمان، وإنهن يزدن في الآخرة وينقصن في الدنيا، ولما يزدن في الدنيا ولما ينقصن في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا".
رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن سوار وهو ضعيف.
12708- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا عائشة لو كان الحياء رجلاً كان رجلاً صالحاً".(7/335)
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه ابن لهيعة وهو لين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12709- وعن داود بن مصعب عن أبيه قال: كنا مع أنس بن مالك فاستقبلنا الناس قد انصرفوا من الجمعة فدخل داراً وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ص.59
"من لا يستحيي من الناس لا يستحيي من الله".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم. وقد تقدمت أحاديث في الحياء في كتاب الإيمان.
12710- وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن كان أول ما عهد إلي فيه ربي ونهاني عنه بعد عبادة الأوثان وشرب الخمر، لملاحاة الرجال".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن المتوكل وهو ضعيف عند الجمهور، ووثقه ابن معين في رواية.
*4* 2. باب.
12711- عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فافعل ما شئت".
12712- وفي رواية: "إن آخر ما تعلق به أهل الجاهلية من كلام النبوة الأولى".
رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح.
12713- وعن أبي الطفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كان يقال: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة: إذا لم تستحيِ فاصنع ما شئت".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
ص.60
12714- وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي أنه مر وصاحب له، وفتية من قريش قد حلوا أزرهم فجعلوها مخاريق يجتلدون بها وهم عراة. قال عبد الله: فلما مررنا بهم قالوا: إن هؤلاء قسيسون فدعوهم. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم فلما أبصروه تبددوا فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً حتى دخل وكنت وراء الحجرة فسمعته يقول: "سبحان الله، لا من الله استحيوا ولا من رسوله استتروا". وأم أيمن عنده تقول: استغفر لهم يا رسول الله فبلأيٍ ما استغفر لهم.
رواه أحمد وأبو يعلى قال: قال عبد الله - يعني ابن الحارث - : فتأبي ما استغفر لهم.
والبزار والطبراني وأحد إسنادي الطبراني ثقات.(7/336)
*3* 12. باب ما جاء في العقل والعقلاء.
12715- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لما خلق الله عز وجل العقل قال له: قم. فقام فقال له: أدبر خلفك. فأدبر ثم قال له: اقعد. فقعد فقال له: وعزتي ما خلقت خلقاً خيراً منك، ولا أكرم منك، ولا أفضل منك، ولا أحسن، بك آخذ وبك أعطي وبك أُعرف، وبك الثواب وعليك العقاب".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو مجمع على ضعفه.
12716- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لما خلق الله العقل قال له: أقبل. فأقبل ثم قال له: أدبر. فأدبر فقال:
ص.61
وعزتي ما خلقت خلقاً أعجب إلي منك، بك آخذ وبك أعطي، وبك الثواب وعليك العقاب".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمر بن أبي صالح قال الذهبي: لا يعرف.
12717- وعن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رأس العقل بعد الإيمان بالله التحبب إلى الناس".
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم.
12718- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رأس العقل بعد الإيمان بالله، التودد إلى الناس".
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه عبيد الله بن عمرو أو ابن عمر القيسي وهو ضعيف.
وقد تقدمت أحاديث في التودد إلى الناس.
12719- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والزكاة والحج والعمرة والجهاد، حتى ذكر سهام الخير، وما يجزى يوم القيامة إلا بقدر عقله".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه منصور بن صقير قال ابن معين: ليس بالقوي، وسقط من الإسناد إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك.
12720- وعن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قد يتوجه الرجلان إلى المسجد فينصرف أحدهما وصلاته أفضل من الآخر إذا كان أفضلهما عقلاً، وينصرف الآخر وصلاته لا تعدل [مثقال] ذرة".
ص.62(7/337)
رواه الطبراني وفيه محمد بن رجاء السختياني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
12721- وعن أبي الدرداء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن رجل شدة عبادة سأل عن عقله فإن قالوا: حسن قال: "أرجو له". وإن قالوا غير ذلك قال: "لا يبلغ صاحبكم حيث تظنون".
رواه الطبراني وفيه مروان بن سالم وهو متروك.
12722- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا الشاهد على الله عز وجل أن لا يعثر عاقل إلا رفعه ثم لا يعثر إلا رفعه ثم لا يعثر إلا رفعه حتى يصيره إلى الجنة".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمد بن عمر بن الرومي، وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
*3* 13. باب ما جاء في السلام وإفشائه.
12723- عن هانئ بن يزيد أبي شريح قال: قلت: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة. قال:
"إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام".
رواه الطبراني وفيه أبو عبيدة بن عبد الله الأشجعي، روى عنه أحمد بن حنبل وغيره ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12724- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض فأفشوه بينكم، فإن الرجل
ص.63
المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب".
رواه البزار بإسنادين والطبراني بأسانيد وأحدهما رجاله رجال الصحيح عند البزار والطبراني.
12725- وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفشوا السلام تسلموا، والأشرة شر".
رواه أحمد وأبو يعلى وقال: قال أبو معاوية: الأشبرة يعني: كثرة الغيث. ورجاله ثقات.
12726- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض تحية لأهل ديننا وأماناً لأهل ذمتنا".(7/338)
رواه الطبراني في الصغير وفيه عصمة بن محمد الأنصاري وهو متروك.
12727- وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله عز وجل جعل السلام تحية لأمتنا وأماناً لأهل ذمتنا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه وعمرو بن هاشم البيروتي وثق وفيه ضعف.
12728- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السلام اسم من أسماء الله فأفشوه بينكم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بشر بن رافع وهو ضعيف.
ص.64
12729- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفشوا السلام فإنه لله رضا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سالم بن عبد الأعلى أبو الفيض وهو متروك.
12730- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ إفشاء السلام بينكم".
رواه الطبراني وفيه عطاء بن مسلم وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
12731- وعن أبي موسى الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"لن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على ما تحابون عليه؟". قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "أفشوا السلام بينكم، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا". قالوا: بلى يا رسول الله كلنا رحيم. قال: "إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكن رحمة العامة".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن صالح وقد وثق وضعفه جماعة. ولهذا الحديث طريق في كتاب التوبة.
12732- وعن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"دب إليكم داء الأمم قبلكم: البغضاء والحسد، والبغضاء هي الحالقة، ليس حالقة الشعر ولكن حالقة الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أنبئكم بما يثبت لكم ذلك؟ أفشو السلام بينكم".
ص.65
رواه البزار وإسناده جيد.(7/339)
12733- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفشوا السلام كي تعلوا".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
*3* 14. باب فيمن سلم على عشرين من المسلمين في يوم أو ليلة.
12734- عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من سلم على عشرين رجلاً من المسلمين في يومٍ، جماعة أو فرادى، ثم مات من يومه ذلك، وجبت له الجنة، وفي ليلة مثل ذلك".
رواه الطبراني وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف.
*3* 15. باب أجر السلام.
12735- عن علي - يعني ابن أبي طالب - قال: دخلت المسجد فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم في عصبة من أصحابه فقلت: السلام عليكم. فقال: "وعليكم السلام ورحمة الله، عشرون لي وعشر لك". قال: فدخلت الثانية فقلت: السلام عليكم ورحمة الله. فقال: "وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثلاثون لي وعشرون لك". فدخلت الثالثة فقلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال: "وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثلاثون لي وثلاثون لك. أنا وأنت يا علي في السلام سواء، إنه يا علي ما من رجل مر على مجلس فسلم عليهم إلا كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات".
ص.66
رواه البزار وفيه مختار بن نافع التيمي وهو ضعيف، وفيه عبيد بن إسحاق العطار وهو متروك.
12736- وعن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم. فقال: "عشر". ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فقال: "عشرون". ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثون".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو هارون العبدي عمارة بن جوين وهو متروك.
12737- وعن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: السلام عليكم كتب له عشر حسنات، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله كتب له عشرون حسنة، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب له ثلاثون حسنة".(7/340)
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
12738- وعن مالك بن التيهان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قال: السلام عليكم كتبت له عشر حسنات، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون حسنة، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له خمسون حسنة".
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
*3* 16. باب فيمن بخل بالسلام.
12739- ص.67 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام".
رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ورجاله رجال الصحيح غير مسروق بن المرزبان وهو ثقة.
12740- وعن جابر أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لفلان في حائطي عذقاً وإنه قد آذاني وشق علي مكان عذقه فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "بعني عذقك الذي في حائط فلان". قال: لا. قال: "فهبه لي". قال: لا. قال: "فبعنيه بعذق في الجنة". قال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما رأيت الذي هو أبخل منك إلا الذي يبخل بالسلام".
رواه أحمد والبزار وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 17. باب فيمن لم يسلم إلا على من يعرفه.
12741- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة، وإن هذا عرفني من بينكم فيسلم علي".
رواه الطبراني في حديث طويل تقدم في أمارات الساعة من حديثه وغيره.
*3* 18. باب فيمن سأل ولم يسلم.
12742- ص.68 عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدأ بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه هارون بن محمد - أبو الطيب - وهو كذاب.(7/341)
12743- وعن جابر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام".
قلت: له حديث عند الترمذي بغير هذا السياق.
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه.
12744- وعن عبد الملك بن عطاء عن أبي هريرة - أشك في رفعه - قال: "لا يؤذن للمستأذن حتى يبدأ بالسلام".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن عبد الملك لم أجد له سماعاً من أبي هريرة. قال ابن حبان: روى عن يزيد بن الأصم.
*3* 19. باب البداءة بالسلام.
12745- عن أبي الدرداء قال: قلنا: يا رسول الله إنا نلتقي، فأينا يبدأ بالسلام؟ قال: "أطوعكم فيه".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
12746- وعن الأغر - أغر مزينة - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر لي بجزء من تمر عند رجل من الأنصار، فمطلني به، فكلمت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اغد معه يا أبا بكر فخذ له تمره". فوعدني أبو بكر المسجد إذا صلينا الصبح، فوجدته حيث
ص.69
وعدني فانطلقنا، فكلما رأى أبا بكر رجل من بعيد سلم عليه، فقال أبو بكر: أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل لا يسبقك إلى السلام أحد. فكنا إذا طلع الرجل بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحد إسنادي الكبير رجاله رجال الصحيح.
12747- وعن أبي أمامة الباهلي أنه كان يسلم على كل من لقيه قال: فما علمت أحداً سبقه بالسلام إلا يهودياً مرة اختبأ له خلف أسطوانة، فخرج فسلم عليه، فقال له أبو أمامة: ويحك يا يهودي ما حملك على ما صنعت؟ قال له: رأيتك رجلاً تكثر السلام فعلمت أنه فضل فأردت أن آخذ به. فقال له أبو أمامة: ويحك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله جعل السلام تحية لأمتنا وأماناً لأهل ذمتنا".
رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي، ضعفه النسائي، وقال غيره: مقارب الحديث.
*3* 20. باب حد السلام والرد.(7/342)
12748- عن سلمان قال: جاء رجل فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله. قال: "وعليك السلام ورحمة الله وبركاته". ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله. قال: "وعليك السلام ورحمة الله وبركاته". ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وعليك". فقال الرجل: يا رسول الله أتاك فلان وفلان فحييتهما بأفضل مما حييتني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.70
"إنك لن - أو لم - تدع شيئاً، قال الله عز وجل: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} فرددت عليك التحية".
رواه الطبراني وفيه هشام بن لاحق قواه النسائي وترك أحمد حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12749- وعن ابن عباس قال: جاء ثلاثة نفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: السلام عليكم. فرد النبي صلى الله عليه وسلم: "وعليك ورحمة الله". فجاء الثاني فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم: "ورحمة الله وبركاته". وجاء الثالث فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم: وعليكم". وأبو الفتى جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله زدت فلاناً وفلاناً ولم تزد ابني شيئاً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما وجدنا له من زيادة فرددنا عليه مثل ما قال".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه نافع بن هرمز وهو ضعيف جداً.
12750- وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: "يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام". فقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وذهبت تزيد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إلى هذا انتهى السلام". فقال: "رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
ص.71
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
*3* 21. باب تكرار السلام عند اللقاء.(7/343)
12751- عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا لقي أحدكم أخاه مراراً فليسلم عليه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو كذاب.
12752- وعن أنس بن مالك قال: كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفرق بيننا شجرة فإذا التقينا يسلم بعضنا على بعض.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
*3* 22. باب فيمن رد السلام سراً.
12753- عن ثابت البناني عن أنس - أو غيره - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استأذن على سعد بن عبادة فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فقال سعد: وعليك السلام ورحمة الله. ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى سلم ثلاثاً ورد عليه سعد ثلاثاً، ولم يسمعه، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه سعد فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما سلمت تسليمة إلا وهي بأذني ولقد رددت عليك ولم أسمعك، أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة، ثم أدخله البيت فقرب إليه زيتاً فأكل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ قال:
"أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة وأفطر عندكم الصائمون".
قلت: عند أبي داود بعضه.
رواه أحمد والبزار وقال: عن أنس - ولم يقل: أو غيره - قال: كان
ص.72
رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار فإذا جاء إلى دور الأنصار جاء صبيان الأنصار حوله فيدعو لهم ويمسح رؤوسهم ويسلم عليهم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم باب سعد فسلم عليهم فقال: "السلام عليكم ورحمة الله". فرد سعد فلم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى سلم ثلاث مرات، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد على ثلاث تسليمات فإن أذن له وإلا انصرف، فرجع. فذكر نحوه ورجالهما رجال الصحيح.(7/344)
12754- وعن أم طارق مولاة سعد قالت: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد فاستأذن، فسكت سعد، ثم استأذن فسكت سعد، ثم أعاد، فسكت سعد، فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه سعد: إنه لم يمنعنا أن نأذن لك إلا أردنا أن تزيدنا.
فذكر الحديث وهو بتمامه في الطب في باب الحمى.
*3* 23. باب كيفية السلام والرد.
12755- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله هو السلام فلا تبدؤوا بشيء قبله، فإذا قيل: السلام عليكم فقولوا: السلام عليكم".
12756- وفي رواية: "إذا أراد أحدكم السلام فليقل: السلام عليكم فإن الله هو السلام فلا تبدؤوا قبل الله بشيء".
رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جداً. وقد تقدمت أحاديث في حد السلام.
*3* 24. باب السلام على من أتى جماعة أو فارقهم.
12757- عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
ص.73
"حق على من قام على جماعة أن يسلم عليهم، وحق على من قام من مجلس أن يسلم". فقام رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم، فلم يسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسرع ما نسي".
رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وزبان بن فائد وقد ضعفا وحسن حديثهما.
*3* 25. باب في الجماعة يسلم أحدهم والجماعة يرد أحدهم.
12758- عن الحسن بن علي قال: قيل: يا رسول الله القوم يأتون الدار فيستأذن واحد منهم، أيجزئ عنهم جميعاً؟ قال: "نعم". قيل: فيرد رجل من القوم، أيجزئ عن الجميع؟ قال: "نعم". قيل: فالقوم يمرون، فيسلم واحد منهم أيجزئ عن الجميع؟ قال: "نعم". قيل: فيرد رجل من القوم، أيجزئ عن الجميع؟ قال: "نعم".
رواه الطبراني وفيه كثير بن يحيى وهو ضعيف.
*3* 26. باب فيمن سلم على قوم وهم في خير أو غيره.
12759- عن معاوية بن قرة قال: قال أبي:
"إذا مررت بمجلس فسلم على أهله، فإن يكونوا في خير كنت شريكهم، وإن يكونوا في غير ذلك كان لك أجر".(7/345)
هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
ص.74
12760- وعن معاوية بن قرة عن أبيه قال: يا بني إذا كنت في مجلس ترجو خيره فعجلت بك حاجة فقل: السلام عليكم، فإنك شريكهم فيما يغتنمون في ذلك المجلس.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير بسطام بن مسلم وهو ثقة.
*3* 27. باب فيمن يسن البداءة بالسلام من الراكب وغيره.
12761- عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
12762- وعن أبي سلام قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن علم الناس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجمعهم فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"تعلموا القرآن، فإذا علمتموه فلا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به". ثم قال: "إن التجار هم الفجار". قالوا: يا رسول الله أليس قد أحل الله البيع وحرم الربا؟ قال: "بلى، ولكنهم يحلفون ويأثمون". ثم قال: إن الفساق هم أهل النار. قالوا: يا رسول الله من الفساق؟ قال: "النساء". قالوا: أو ليس أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا؟ قال: "بلى ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن وإن ابتلين لم يصبرن".
ص.75
ثم قال: "يسلم الراكب على الراجل والراجل على الجالس والأقل على الأكثر، فمن أجاب السلام كان له ومن لم يجب فلا شيء له".
رواه الطبراني واللفظ له، وأحمد ورجالهما رجال الصحيح.
*3* 28. باب المصافحة والسلام ونحو ذلك.
12763- عن جندب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم عليهم.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
12764- وعن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من مسلمين التقيا أخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقاً على الله عز وجل أن يحضر دعاءهما، ولا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما".(7/346)
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى إلا أنه قال: "كان حقاً على الله أن يجيب دعاءهما ولا يرد أيديهما حتى يغفر لهما".
ورجال أحمد رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وثقه ابن حبان ولم يضعفه أحد.
12765- وعنه قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
12766- وعن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.76
"إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر".
رواه الطبراني في الأوسط. ويعقوب بن محمد بن الطحلاء روى عنه غير واحد ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات.
12767- وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا التقى الرجلان المسلمان فسلم أحدهما على صاحبه فإن أحبهما إلى الله أحسنهما بشراً بصاحبه، فإذا تصافحا نزلت عليهما مائة رحمة، للبادئ منهما تسعون وللمصافح عشرة".
رواه البزار وفيه من لم أعرفه.
12768- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي حذيفة فأراد أن يصافحه، فتنحى حذيفة فقال: إني كنت جنباً. فقال: "إن المسلم إذا صافح أخاه تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر".
رواه البزار وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور.
12769- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا وتسايلا أنزل الله بينهما مائة رحمة، تسعة وتسعون لأبشهما وأطلقهما وأبرهما وأحسنهما صابلة بأخيه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن كثير بن عدي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.77(7/347)
12770- وعن أبي داود قال: لقيني البراء بن عازب فأخذ بيدي وصافحني وضحك في وجهي ثم قال: تدري لم أخذت بيدك؟ قال: إني ظننت لم تفعله إلا لخير. فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لقيني ففعل بي ذلك ثم قال: "تدري لم فعلت بك ذلك؟". قلت: لا. فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن المسلمين إذا التقيا وتصافحا وضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه، لا يفعلان ذلك إلا لله، لم يتفرقا حتى يغفر لهما".
قلت: رواه أبو داود باختصار.
رواه الطبراني في الأوسط. وأبو داود الراوي عن البراء متروك.
12771- وعن سلمان الفارسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير سالم بن غيلان وهو ثقة.
12772- وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا تصافح المسلمان لم تفرق أكفهما حتى يغفر لهما".
رواه الطبراني وفيه مهلب بن العلاء ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 29. باب السلام عند دخول المنزل.
12773- عن سلمان - يعني الفارسي - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من سره أن لا يجد الشيطان عنده طعاماً ولا مقيلاً ولا مبيتاً، فليسلم إذا دخل بيته، وليسم على طعامه".
ص.78
رواه الطبراني وفيه أبو الصباح عبد الغفور وهو متروك.
*3* 30. باب السلام على النساء.
12774- عن جرير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنساء فسلم عليهن.
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، وفي أحد إسنادي أحمد عن شعبة عن جابر عن طارق التميمي. وفي الآخر عن شعبة عن جابر عن طارق التميمي عن جرير وجابر بن طارق ولم أعرفه، وجابر عن طارق، فإن كان جابر هو الجعفي فهو ضعيف.
*3* 31. باب فيمن يسلم عليه وهو يصلي.(7/348)
12775- عن أبي سعيد الخدري أن رجلاً سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، فرد النبي صلى الله عليه وسلم إشارة، فلما سلم قال: "كنا نرد السلام فنهينا عن ذلك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن صالح - كاتب الليث - وقد وثق وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12776- وعن عبد الله بن مسعود قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلمت عليه فأشار إلي.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح.
12777- وعن جابر قال: لو دخلت على قوم وهم يصلون ما سلمت عليهم.
ص.79
رواه وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
*3* 32. باب فيمن سلم على أحد وهو يبول.
@ تقدم في الطهارة في باب ذكر الله تعالى للمحدث.
*3* 33. باب ما نهي عنه من الإشارة في السلام.
12778- عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تسليم الرجل بإصبع واحدة يشير بها فعل اليهود".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط واللفظ له ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
12779- وعن عبد الله بن عمرو - أظنه مرفوعاً - قال:
"ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وإن تسليم النصارى بالأكف، ولا تقصوا النواصي، وأحفوا الشوارب وأعفوا اللحى، ولا تمشوا في المساجد والأسواق وعليكم القمص، إلا وتحتها الأزر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
*3* 34. باب النهي عن السجود والانحناء.
12780- عن عمرو بن أمية الضمري أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ثلاثة نفر إلى قيصر وإلى كسرى وإلى صاحب الإسكندرية، وبعث عمراً إلى النجاشي، فلما أتى عمرو النجاشي وجد من كان عنده يدخلون مكفرين من خوخة فلما رأى الخوخة (باب صغيرة)
ص.80(7/349)
ودخولهم عليه، ولى ظهره ثم دخل يمشي القهقرى، فلما دخل منها اعتدل ففزعت الحبشة وهموا بقتله قالوا: ما منعك أن تدخل كما دخلنا؟ قال: لا نصنع ذلك بنبينا، فهو أحق أن نصنع ذلك به. فقال النجاشي: اتركوه، صدق.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر.- وعن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمسلمين بمكة حين شطت بهم عشائرهم:
"تفرقوا في الأرض". فتفرقوا إلى أرض الحبشة، فبعثت قريش عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص، فكان فيما قال عمرو وعبد الله للنجاشي: لا يحيوك بالتحية التي يحييك بها من يدخل عليك منا. فقال لجعفر وأصحابه: ما لكم ما تحيوني كما يحيي أصحابكم؟ قال: نحييكم بتحية نبينا صلى الله عليه وسلم، إنها تحية أهل الجنة.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يعقوب بن محمد الزهري، وثقه غير واحد وضعفه بسبب التدليس وقد صرح بالتحديث عن شيخ ثقة، وبقية رجاله ثقات. وقد تقدمت أحاديث في قوله: "لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها". من طرق في النكاح.
*3* 35. باب ما جاء في القيام.
12782- عن عمرو بن مرة الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أحب أن يتمثل له الرجال بين يديه قياماً، فليتبوأ مقعده من النار".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
12783- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنما هلك من كان قبلكم بأنهم عظموا ملوكهم، بأن قاموا وقعدوا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن قتيبة وهو متروك.
ص.81
12784- وعن عبادة بن الصامت قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر رحمه الله:
قوموا نستغيث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يقام لي إنما يقام لله تبارك وتعالى".
رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وابن لهيعة.(7/350)
12785- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقوم الرجل من محله لأخيه، إلا بني هاشم لا يقومون لأحد".
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك.
12786- وعن محمد بن هلال عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج قمنا له حتى يدخل بيته.
رواه البزار وهكذا وجدته فيما جمعته، ولعله عن محمد بن هلال عن أبيه عن أبي هريرة وهو الظاهر فإن هلالاً تابعي ثقة، أو عن محمد بن هلال بن أبي هلال عن أبيه عن جده وهو بعيد، ورجال البزار ثقات.
12787- وعن واثلة - يعني ابن الأسقع - قال: دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم فيه وحده، فتزحزح له، فقال الرجل: يا رسول الله إن المكان واسع فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن للمسلم حقاً".
رواه الطبراني ورجاله ثقات، إلا أن أبا عمير عيسى بن محمد النحاس لم أجد له سماعاً من أبي الأسود، والله أعلم.
*3* 36. باب إرسال السلام.(7/351)
12788- ص.82 عن أبي البختري قال: جاء الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله البجلي إلى سلمان الفارسي، فدخلا عليه في حصن في ناحية المدائن، فأتياه فسلما عليه وحيياه، ثم قالا: أنت سلمان الفارسي؟ قال: نعم. قالا: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أدري. فارتابا وقالا: لعله ليس الذي نريد! قال لهما: أنا صاحبكما الذي تريدان، إني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجالسته، فإنما صاحبه من دخل معه الجنة، فما حاجتكما؟ قالا: جئناك من عند أخ لك بالشام. فقال: من هو؟ قالا: أبو الدرداء. قال: فأين هديته التي أرسل بها معكما؟ قالا: ما أرسل معنا هدية. قال: اتقيا الله وأديا الأمانة، ما جاءني أحد من عنده إلا جاء معه بهدية. قالا: لا يرفع علينا هذا إن لنا أموالاً فاحتكم فيها. قال: ما أريد أموالكما ولكني أريد الهدية التي بعث بها معكما. قالا: والله ما بعث معنا بشيء إلا أنه قال لنا: إن فيكم رجلاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا به لم يبغ أحداً غيره، فإذا أتيتماه فأقرئاه مني السلام. قال: فأي هدية كنت أريد منكما غير هذه؟ وأي هدية أفضل من السلام تحية من عند الله مباركة طيبة؟
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن إبراهيم المسعودي وهو ثقة.
*3* 37. باب السلام على أهل الذمة.
12789- عن ابن عباس قال: من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه وإن كان مجوسياً فإن الله يقول: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة.
ص.83
12790- وعن تميم بن سلمة قال: مشى مع عبد الله ناس من أهل الشرك، فلما بلغ باب القصر سلم عليهم.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن تميم بن سلمة لم يدرك ابن مسعود.
12791- وعن أبي بصرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنا غادون على يهود فلا تبدؤوهم بالسلام، فإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم".(7/352)
رواه أحمد والطبراني في الكبير وزاد: فلما جئناهم سلموا علينا فقلنا: وعليكم.
وأحد إسنادي أحمد والطبراني رجاله رجال الصحيح.
12792- وعن أنس قال: نُهينا - أو قال: أُمرنا - أن لا نزيد أهل الكتاب على: "وعليكم".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12793- وعن أنس قال: جاء رجل من أهل الكتاب فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليكم. فقال عمر: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ قال: "لا".
قلت: هو في الصحيح خلا استئذان عمر في قتله.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12794- وعن أنس قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس، فمر يهودي فسلم عليهم، فرد عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "هل تدرون ما قال؟". قالوا: نعم، سلم. قال: "فإنه قال: السام
ص.84
عليكم، أي: تسامون دينكم، ردوه علي، كيف قلت؟". فقال: السام عليكم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: عليكم، أي: عليكم ما قلتم".
قلت: لأنس حديث في الصحيح غير هذا.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
12795- وعن زيد بن أرقم قال: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل من اليهود يقال له: ثعلبة بن الحارث فقال: السام عليك يا محمد. فقال: "وعليك".
رواه الطبراني وفيه عبد النور بن عبد الله وهو كذاب.
12796- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصافحوا اليهود والنصارى".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف.
*3* 38. باب قبلة اليد.
12797- عن كعب بن مالك أنه لما نزل عذره أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذه بيده فقبلها.
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
12798- وعن يحيى بن الحارث الذماري قال: لقيت واثلة بن الأسقع فقلت: بايعت بيدك هذه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم. قلت: أعطني يدك أقبلها. فأعطانيها، فقبلتها.
ص.85(7/353)
رواه الطبراني وفيه عبد الملك الفزاري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
12799- وعن عبد الرحمن بن رزين عن سلمة بن الأكوع قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم بيدي، هذه فقبلناها فلم ينكر ذلك.
قلت: في الصحيح منه البيعة.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
12800- وعن ابن عمر أنه قبل يد النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه أبو يعلى وفيه يزيد بن أبي زياد وهو لين الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 39. باب قبلة الولد.
12801- عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر قبل ابنته فاطمة.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر.
*3* 40. باب قرع الباب.
12802- وعن أنس قال: كان باب النبي صلى الله عليه وسلم يقرع بالأظافير.
رواه البزار وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف.
*3* 41. باب في الاستئذان وفيمن اطلع في دار بغير إذن.
12803- عن أنس أن رجلاً اطلع على النبي صلى الله عليه وسلم، ومع النبي صلى الله عليه وسلم عود فقال:
"لو أعلم تنظرني لطعنت به في عينك". أو نحو هذا.
رواه البزار وفيه سويد بن إبراهيم أبو حاتم وهو ضعيف ووثق.
12804- وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أيما رجل كشف ستراً فأدخل بصره قبل أن يؤذن له فقد أتى حداً لا يحل له أن يأتيه، ولو أن رجلاً فقأ عينه لهدرت، ولو أن رجلاً مر على باب لا ستر له فرأى عورة، فلا خطيئة عليه، إنما الخطيئة على أهل البيت".
قلت: عزاه إلى الترمذي ولم أجده.
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.(7/354)
12805- وعن ابن عباس قال: إنما كان نفي النبي صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبي العاص من المدينة إلى الطائف بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته إذا هو بإنسان يطلع عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الوزغ الوزغ". فنظروا فإذا هو الحكم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اخرج، لا تساكني في المدينة ما بقيت". فنفاه إلى الطائف.
رواه الطبراني وفيه ملك بن سليمان ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
12806- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.87
"من كان يشهد أني رسول الله فلا يشهد الصلاة حاقناً حتى يتخفف، ومن كان يشهد أني رسول الله فلا يدخل على أهل بيت حتى يستأنس ويسلم، فإذا نظر في قعر البيت فقد دخل".
12807- وفي رواية: "ومن أدخل عينيه في بيت بغير إذن أهله فقد دمر ومن صلى بقوم فخص نفسه بدعوة دونهم فقد خانهم".
رواه الطبراني وأحمد بالرواية الثانية، وفي إسناد الأول السفر بن نسير وثقه ابن حبان وضعفه غيره وعبد الله بن رجاء الشيباني لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
12808- وعن سعد بن عبادة أنه استأذن وهو مستقبل الباب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تستأذن وأنت مستقبل الباب".
12809- وفي رواية قال: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقمت مقابل الباب، فاستأذنت فأشار إلي أن تباعد، ثم جئت فاستأذنت فقال: "وهل الاستئذان إلا من أجل النظر؟".
رواه الطبراني ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح.
12810- وعن عبد الله بن بشر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تأتوا البيوت من أبوابها ولكن ائتوها من جوانبها، فاستأذنوا، فإن أذن لكم فادخلوا وإلا فارجعوا".
ص.88
قلت: له حديث رواه أبو داود غير هذا.
رواه الطبراني من طرق ورجال هذا رجال الصحيح غير محمد بن عبد الرحمن بن عرق وهو ثقة.(7/355)
12811- وعن عبادة - يعني ابن الصامت - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستئذان في البيوت فقال: "من دخلت عينه قبل أن يستأذن ويسلم فلا إذن، وقد عصى ربه".
رواه الطبراني، وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله ثقات.
12812- وعن ابن عباس قال: جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة له فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليكم، أيدخل عمر؟
رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
12813- وعن عبد الله بن أبي موسى قال: أرسلني مدرك أو ابن مدرك إلى عائشة أسألها عن أشياء قال: فأتيتها فإذا هي تصلي الضحى، فقلت: أقعد حتى تفرغ. فقالوا: هيهات. فقلت لآذنها: كيف أستأذن عليها؟ فقال: قل: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام على أمهات المؤمنين أو أزواج النبي صلى الله عليه وسلم السلام عليكم. فذكر الحديث.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12814- وعن أبي سويد العبدي قال: أتينا ابن عمر فجلسنا ببابه ليؤذن لنا فأبطأ علينا الإذن، فقمت إلى جحر في الباب فجعلت أطلع فيه، ففطن بي، فلما أذن لنا جلسنا فقال: أيكم اطلع آنفاً في داري؟ قلت: أنا. قال: بأي شيء استحللت أن تطلع في داري؟ قلت: أبطأ علينا
ص.89
فنظرت، فلم أتعمد ذلك. قال: ثم سألوه عن أشياء، قلت: يا أبا عبد الرحمن ما تقول في الجهاد؟ قال: من جاهد فإنما يجاهد لنفسه.
رواه أحمد، وأبو الأسود وبركة بن يعلى التميمي لم أعرفهما.
12815- وعن سهل بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرته إذ اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خصاص البيت فنظر ومعه مدرى فقال:
"لو أعلم أنك تنظرني لقمت حتى أدخل هذا في عينك، فإنما الإذن ليكف البصر".
قلت: هكذا رواه الطبراني من رواية سفيان بن حسين عن الزهري وهي ضعيفة.(7/356)
12816- وعن جرير أن عيينة بن حصن دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة فقال: من هذه إلى جانبك؟ قال: "عائشة". قال: يا رسول الله أفلا أنزل لك عن خير منها؟ - يعني امرأته - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا". فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "اخرج فاستأذن". فقال له: إنها يمين علي أن لا أستأذن على مضري. فقالت عائشة: من هذا؟ فقال: "هذا أحمق متبع".
رواه الطبراني عن شيخه علي بن سعيد بن بشير وهو حافظ رحال قيل فيه: ليس بذاك، وبقية رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن محمد بن مطيع وهو ثقة.
12817- وعن أبي هريرة قال: بعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئنا، فاستأذنا.
ص.90
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة.
12818- وعن سفينة قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاء علي رضي الله عنه يستأذن، فدق الباب دقاً خفيفاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "افتح له".
رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف.
12819- وعن الحسن قال: اجتمع أشراف قريش عند باب عمر بن الخطاب، فيهم الحارث بن هشام، وأبو سفيان بن حرب، وسهيل بن عمرو، وتلك العبيد والموالي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج آذنه فأذن لبلال وصهيب وغيرهما وترك الآخرين، فقال أبو سفيان: لم أر كاليوم، إنه أذن لهذه العبيد وتركنا جلوساً ببابه لا يأذن لنا؟ فقال سهيل بن عمرو - وكان رجلاً عاقلاً - : أيها الناس، إني والله لأرى الذي في وجهكم، فإن كنتم غضاباً فاغضبوا على أنفسكم، دعي القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، ثم قال: والله ما سبقتم إليه من الفضل أشد عليكم فوتاً من بابكم الذي تنافستم عليه. قال الحسن: والله، لا يجعل الله عبداً أسرع إليه، كعبد أبطأ عنه.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، إلا أن الحسن لم يسمع من عمر.
12820- وعن جندب بن سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(7/357)
"إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له، فليرجع".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير العباس بن محمد الدوري وهو ثقة.
ص.91
12821- وعن أعين الجراميزي قال: أتيت أنس بن مالك وهو في دهليز، فسلمت عليه، قلت: أدخل؟ قال: هذا مكان لا يستأذن فيه.
رواه الطبراني وأعين مجهول.
12822- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: إذا دعوت الرجل فقد أذنت له.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12823- وعن رجل قال: استأذنا على عبد الله بن مسعود بعد صلاة الصبح، فأذن لنا وألقى على امرأته قطيفة وقال: إني كرهت أن أحبسكم.
رواه الطبراني. والرجل لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12824- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تدخلوا بيوت أهل الذمة إلا بإذن".
رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف.
*3* 42. باب ما يقول إذا سئل عن حاله.
12825- عن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: "كيف أصبحت يا فلان؟". قال: أحمد الله إليك يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا الذي أردت منك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف، وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد.
*3* 43. باب الدخول على النساء.
12826- ص.92 عن أبي صالح قال: استأذن عمرو بن العاص على فاطمة، فأذنت له، فقال: ثم علي؟ قالوا: لا. فرجع، ثم استأذن عليها مرة أخرى فقال: ثم علي؟ قالوا: نعم. فدخل عليها، فقال له علي: ما منعك أن تدخل حين لم تجدني ههنا؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندخل على المغيبات.
قلت: رواه الترمذي، إلا أنه جعل مكان فاطمة أسماء.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، إلا أن أبا صالح لم يسمع من فاطمة وقد سمع من عمرو.
*3* 44. باب الأسماء وما جاء في الأسماء الحسنة.(7/358)
12827- عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل ولا يتطير ويعجبه الاسم الحسن.
رواه أحمد والطبراني وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف بغير كذب.
12828- وعن عبد الله بن الشخير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سأل عن اسم الرجل وكان حسناً عرف ذلك في وجهه، وإن كان غير ذلك كرهه، فإذا نزل بالقرية سأل عن اسمها، فإن كان اسمها حسناً سر بذلك، وإن كان غير ذلك رئي ذلك في وجهه.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن بشير وهو ثقة وفيه ضعف.
ص.93
12829- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن من حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، وأن يحسن أدبه".
رواه البزار وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو متروك.
12830- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أبردتم إلي بريداً، فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم".
رواه البزار والطبراني في الأوسط، وفي إسناد الطبراني عمر بن راشد، وثقه العجلي وضعفه جمهور الأئمة، وبقية رجاله ثقات، وطرق البزار ضعيفة.
12831- وعن يعيش الغفاري قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة يوماً فقال: "من يحلبها؟". فقال رجل: أنا. فقال: "ما اسمك؟". قال: مُرة. قال: "اقعد". ثم قام آخر، فقال: "ما اسمك؟". قال: مُرة. قال: "اقعد". ثم قام آخر، فقال: "ما اسمك؟". قال: جمرة. فقال: "اقعد". ثم قام يعيش، فقال: "ما اسمك؟". قال: يعيش. قال: "احلبها".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
12832- وعن أبي حدرد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يسوق إبلنا هذه؟" أو: "من يبلغ إبلنا هذه؟". فقام رجل، فقال: "ما اسمك؟".
ص.94
قال: فلان. قال: "اجلس". ثم قام آخر، فقال: أنا. قال: "ما اسمك؟". قال: ناجية. قال: "أنت لها، فسقها".
رواه الطبراني من طريق أحمد بن بشير عن عمه ولم أر فيهما جرحاً ولا تعديلاً، وبقية رجاله ثقات.(7/359)
*3* 45. باب ما جاء في اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته.
12833- عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12834- وعن أبي حميد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من تسمى باسمي فلا يكتني بكنيتي".
رواه البزار وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو متروك.
12835- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي".
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.
12836- وعن محمد بن فضالة - يعني الظفري - قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم [المدينة] وأنا ابن أسبوعين فأتي بي إليه، فمسح على رأسي وقال: "سموه باسمي ولا تكنوه بكنيتي". وحج بي معه حجة الوداع وأنا ابن عشر سنين فلقد عمر محمد حتى شاب رأسه وما شاب موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ص.95
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
12837- وعن أبي غزية الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي".
رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك.
12838- وعن عبيد بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي".
رواه الطبراني وفيه حفصة بنت البراء ولم أعرفها ومن اختلف في الاحتجاج به.
12839- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تسمونهم محمداً ثم تلعنونهم".
رواه أبو يعلى والبزار وفيه الحكم بن عطية وثقه أحمد وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12840- وعن أبي رافع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا سميتم محمداً فلا تضربوه ولا تحرموه".
رواه البزار عن شيخه غسان بن عبيد وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف.
12841- وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نظر عمر إلى ابن عبد الحميد
ص.96(7/360)
وكان اسمه محمداً، ورجل يقول له: فعل الله بك يا محمد. فسماه عبد الرحمن، فأرسل إلى بني طلحة وهم سبعة، سيدهم وكبيرهم محمد بن طلحة فغير أسماءهم، فقال محمد: أذكرك الله يا أمير المؤمنين، فوالله محمد صلى الله عليه وسلم سماني. فقال: قوموا، فلا سبيل إلى شيء سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني واللفظ له، وأحمد ورجال أحمد رجال الصحيح.
12842- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ولد له ثلاثة فلم يسم أحدهم محمد فقد جهل".
رواه الطبراني وفيه مصعب بن سعيد وهو ضعيف.
12843- وعن واثلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ولد له ثلاثة أولاد، لم يسم أحدهم محمداً فقد جهل".
رواه الطبراني وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو كذاب.
12844- وعن عيسى بن طلحة قال: حدثني ظئر محمد بن طلحة قال: لما ولد محمد بن طلحة أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما سميتموه؟". قلنا: محمد. قال: "هذا اسمي، وكنيته أبو القاسم".
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن عثمان أبو شيبة وهو متروك. قال الطبراني: محمد بن طلحة بن عبيد الله ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه محمداً وكناه أبا القاسم.
*3* 46. باب ما يستحب من الأسماء.
12845- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.97
"أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن [والحارث]".
رواه أبو يعلى وفيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف.
12846- وعن خيثمة بن عبد الرحمن بن سبرة أن أباه عبد الرحمن ذهب مع جده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما اسم ابنك؟". فقال: عزيز. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسمه عزيزاً ولكن سمه عبد الرحمن". ثم قال: "إن خير الأسماء: عبد الله وعبد الرحمن والحارث".(7/361)
12847- وفي رواية: عن خيثمة قال: ولد لجدي غلام، فسماه عزيزاً، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ولد لي غلام. فقال: "ما سميته؟". قال: قلت: عزيزاً. قال: "[لا] بل هو عبد الرحمن".
12848- وفي رواية: عن خيثمة عن أبيه قال: كان اسم أبي في الجاهلية عزيزاً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن.
رواه أحمد بأسانيد رجالها رجال الصحيح ولكن ظاهر الروايتين الأوليين الإرسال.
12849- وعن خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي وأنا غلام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما اسم ابنك هذا؟". قال: اسمه عزيزاً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسمه عزيزاً ولكن سمه عبد الرحمن، فإن أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12850- وعن خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبيه قال: أتيت
ص.98
النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: "ما اسمك؟". فقلت: عبد العزى. قال: "بل أنت عبد الرحمن".
رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال: ما اسمك؟ قلت: عزيز. قال: "الله العزيز".
ورجال الطبراني رجال الصحيح.
12851- وعن سبرة بن أبي سبرة عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما ولدك؟". قال: فلان وفلان وعبد العزى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هو عبد الرحمن، إنه من أحق أسمائكم، أو من خير أسمائكم إن سميتم". فذكر الحديث.
رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12852- وعن سبرة بن أبي سبرة أن أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما ولدك؟". فقال: عبد العزى وسبرة والحارث. فقال: "لا تسمي عبد العزى وسمِّ عبد الله فإن خير الأسماء عبد الله وعبيد الله والحارث وهمام". ودعا لولده فلم يزالوا في شرف إلى اليوم.
رواه الطبراني وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح.(7/362)
12853- وعن خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأبي: "هذا ابنك؟". قلت: نعم. قال: "ما اسمه؟". قال: الحباب. قال: "لا تسمه الحباب، فإن الحباب شيطان، ولكن هو عبد الرحمن". فذكر الحديث. وقد تقدم في النفقات.
رواه الطبراني وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك.
12854- وعن أبي زهير الثقفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.99
"إذا سميتم فعبدوا".
رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف جداً.
*3* 47. باب تغيير الأسماء وما نهي عنه فيها وما يستحب.
@ وقد تقدم قبله أحاديث، أي منه.
12855- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اشتد غضب الله على من زعم أنه ملك الأملاك".
رواه الطبراني وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو متروك.
12856- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمي الرجل عبده أو ولده حارثاً، أو مرة، أو وليداً، أو حكماً، أو أبا الحكم، أو أفلح، أو نجيحاً، أو يساراً.
وقال: "أحب الأسماء إلى الله عز وجل ما يعبد به، وأصدق الأسماء همام".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك.
12857- وعن بريدة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى كلب أو كليب.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف.
12858- وعن مسلم بن عبد الله الأزدي قال:
ص.100
جاء عبد الله بن قرط الأزدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما اسمك؟". قال: شيطان بن قرط. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت عبد الله بن قرط".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
12859- وعن عبد الله بن قرط أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "ما اسمك؟". قال: شيطان بن قرط. قال: "أنت عبد الله بن قرط".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.(7/363)
12860- وعن عائشة قالت: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول لرجل: ما اسمك؟ قال: شهاب. قال:
"أنت هشام".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12861- وعن رجل من جهينة قال: سمعه النبي صلى الله عليه وسلم [وهو] يقول: يا حرام. فقال: "يا حلال".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12862- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأرض يقال لها: غدرة، فسماها: "خضرة".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
ص.101
12863- وعنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع اسماً قبيحاً غيره، فمر على قرية يقال لها: عقرة فسماها: "خضرة".
رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح.
12864- وعن بشير بن الخصاصية قال: وكان قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: واسمه زحم فسماه النبي صلى الله عليه وسلم: "بشيراً".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12865- وعن الجهدمة امرأة بشير ببن الخصاصية قالت: كان اسم بشير زحم، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بشيراً".
رواه الطبراني وفيه أبو جناب وهو مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12866- وعن هشام بن عامر أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما اسمك؟". قال: شهاب. قال:
"بل أنت هشام".
رواه الطبراني وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12867- وعن عتبة بن عبد السلمي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل وله اسم لا يحب حوّله ولقد أتيناه وإنا لسبعة نفر من بني سليم، أكبرنا العرباض بن سارية، فبايعناه جميعاً معاً.
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
ص.102(7/364)
12868- وعن علي قال: لما ولد الحسن سماه حمزة، فلما ولد الحسين سماه بعمه جعفر، قال: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إني أمرت أن أغير اسم ابني هذين". قلت: الله ورسوله أعلم. فسماهما حسناً وحسيناً.
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار والطبراني وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12869- وعنه قال: لما ولد الحسن فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أروني ابني، ما سميتموه؟". قلت: حرباً قال: "بل هو حسن". قال: فلما ولد الحسين سميته حرباً. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أروني ابني، ما سميتموه؟". قلت: حرباً. قال: "بل هو حسين". فلما ولد الثالث سميته حرباً. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أروني ابني، ما سميتموه؟". قلت: حرباً. قال: "بل هو محسن". ثم قال: "سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر وبشير ومبشر".
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: "سميتهم بأسماء ولد هارون: جبر وجبير ومجبر".
والطبراني ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير هانئ بن هانئ وهو ثقة.
12870- وعنه قال: لما ولد الحسن سميته حرباً - وكنت أحب أن أكتني بأبي حرب - فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه فقال: "ما سميتم ابني؟". فقلنا: حرباً. فقال: "هو الحسن". ثم ولد الحسين فسميته حرباً، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه فقال: "ما سميتم ابني؟". فقلنا: حرباً. فقال: "هو الحسين".
ص.103
رواه البزار والطبراني بنحوه بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح.
12871- وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سميتهما - يعني الحسن والحسين - باسم ابني هارون: شبر وشبير".
رواه الطبراني وفيه بردعة بن عبد الرحمن وهو ضعيف.
ويأتي حديث امرأة يقال لها: سودة، في مناقب الحسن إن شاء الله.(7/365)
12872- وعن رائطة بنت مسلم عن أبيها قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حنيناً فقال: "ما اسمك؟". قلت: غراب. قال: "أنت مسلم".
رواه الطبراني وأبو يعلى والبزار بنحوه، ورائطة لم يضعفها أحد ولم يوثقها، وبقية رجال أبي يعلى ثقات.
12873- وعن سعيد بن يربوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أينا أكبر؟". قال: أنت أكبر وأخير مني وأنا أقدم. فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيداً. وقال: الصرم قد ذهب. يعني: كان اسمه الصرم.
رواه الطبراني بأسانيد والبزار باختصار ورجاله ثقات.
12874- وعن عبد الرحمن بن عوف: كان اسمي عبد عمرو، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن.
ص.104
رواه البزار وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف.
12875- وعن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: توفي رجل ممن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم غريباً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند القبر: "ما اسمك؟". فقلت: العاصي وقال لابن عمر: "ما اسمك؟". فقال: العاصي. وقال للعاصي: "ما اسمك؟". فقال: العاصي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم عبيد الله، انزلوا". قال: فوارينا صاحبنا ثم خرجنا من القبر وقد بدلت أسماؤنا".
رواه البزار والطبراني وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد وثق وضعفه غير واحد، وبقية رجال البزار رجال الصحيح.
12876- وعن عتبة بن عبد أنه قال: أنه أتى في أناس يريدون أن يغيروا أسماءهم، قال: فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني، وأنا غلام حدث فقال: "ما اسمك؟". فقلت: عتلة بن عبد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل أنت عتبة بن عبد، أرني سيفك". فسله ثم نظر إليه إذا هو سيف فيه دقة وضعف فقال: "لا تضرب بهذا ولكن اطعن به طعناً".
رواه الطبراني من طرق ورجال بعضها ثقات.
12877- وعنه أنه بايع النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "ما اسمك؟". قال: شيبة. قال: "أنت عتبة بن عبد".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.(7/366)
12878- وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "ما اسمك؟". قال: نعم. قال: "بل عبد الله".
رواه الطبراني والأوسط ورجاله ثقات.
ص.105
12879- وعن علي بن جهم البلوي عن أبيه قال: وافينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فسألنا من نحن فقلنا: نحن بنو عبد مناف. قال: "أنتم بنو عبد الله".
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو متروك.
12880- وعن الحكم بن سعيد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فقال: "ما اسمك؟". قلت: الحكم. قال: "بل أنت عبد الله".
رواه الطبراني وجعل أن هذا قتل يوم بدر شهيداً، وفي إسناده أبو أمية بن يعلى وهو متروك.
12881- وعن الحكم بن سعيد بن العاصي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال له: "ما اسمك؟". قال: الحكم. قال: "أنت عبد الله". قال: أنا عبد الله يا رسول الله.
رواه الطبراني وفرق بينه وبين الذي قبله، وذكر هذا فيمن اسمه عبد الله وذكر الذي قبله فيمن اسمه الحكم، ورجاله ثقات إن شاء الله.
12882- وعن قيوم، ويكنى أبا عبيد، قال: كنت مع أبي راشد الأزدي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وفد عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي راشد: "ما اسمك؟". قال: عبد العزى أبو معاوية. قال: "لا، ولكنك عبد الرحمن أبو راشد". قال: "فمن هذا معك؟". قال: مولاي. قال: "ما اسمه؟". قال: قيوم. قال: "لا، ولكنه عبد القيوم أبو عبيدة".
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
12883- وعن أبي قرصافة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل لك عقب؟". قلت: لي أخ. قال: "جئ به". قال: فوقفت بأخي وكان غلاماً صغيراً حتى جاء معي، فلما دنا من النبي صلى الله عليه وسلم هرب، فأخذته فضممت يديه ورجليه، ثم جئت به النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم وبايعه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه ميسم فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "ما اسمه
ص.106(7/367)
يا أبا قرصافة؟". قلت: ميسم. قال: "بل اسمه مسلم". قلت: مسلم معك يا رسول الله.
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
12884- وعن عبد الله بن سلام قال: كان اسمي في الجاهلية غيلان، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله.
قلت: رواه ابن ماجة، غير قوله: كان اسمي في الجاهلية غيلان.
رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى وهو ضعيف.
12885- وعن أصرم قال: قلت: يا رسول الله إني اشتريت عبداً، فادع الله له بالبركة وسمه فقال: "ما اسمك؟". فقلت: أصرم. قال: "بل أنت زرعة، فما تريده؟". قال: زراعاً. قال: "فهو عاصم".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
12886- وعن أسامة بن أخدري أن رجلاً من بني شقرة يقال له: أصرم كان في النفر الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأتاه بعبد له حبشي اشتراه بتلك البلاد، فقال له: يا رسول الله اشتريت هذا، فأحب أن تسميه وتدعو له بالبركة. قال: "ما اسمك أنت؟". قلت: أصرم. قال: "أنت زرعة". قال: "فما تريده؟". قال: أريده راعياً. قال: "هو عاصم". وقبض النبي صلى الله عليه وسلم كفه.
قلت: رواه أبو داود باختصار قصة الغلام الحبشي.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
12887- وعن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه مطاعاً قال له: "أنت مطاع في قومك". وقال له: "امض إلى
ص.107
أصحابك". وحمله على فرس أبلق، وأعطاه الراية وقال: "من دخل تحت رايتك هذه فقد أمن العذاب".
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
12888- وعن أبي جحيفة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأتي بثوب من القصار وعليه مكتوب: شيطان، فأمر به فنحي وقال: "أعوذ بالله من الشيطان".
رواه الطبراني مرفوعاً وموقوفاً ورجالهما رجال الصحيح إلا أن الطبراني صحح الوقف على الرفع.(7/368)
12889- وعن أبي بكر بن أبي مريم عن أبيه عن جده قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ولدت لي الليلة جارية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والليلة أنزلت علي سورة مريم، سمها مريم". فكانت تسمى مريم.
رواه الطبراني وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك.
12890- وعن سهيل بن سعد قال: كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه أسود، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
12891- وعن عبد الله بن سمرة قال:
كان اسمي في الجاهلية عبد كلال، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ناصح أبو العلاء وهو ضعيف.
ص.108
12892- وعن عكرمة قال: كان عبد الرحمن بن سمرة اسمه: عبد كلوب، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن فمر به وهو يتوضأ فقال: "تعال يا عبد الرحمن". فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: "لا تطلب الإمارة، فإنك إن طلبتها فأوتيتها، وكلت إليها، وإن لم تطلبها أعنت عليها".
رواه الطبراني في الأوسط مرسلاً من طريق إسحاق بن عبد الله بن كيسان وهو ضعيف.
*3* 48. باب التسمية بالكرم.
12893- عن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا:
"إن اسم الرجل المؤمن في الكتب الكرم من أجل ما كرمه الله على الخليقة، إنكم تدعون ما في الحائط من العنب الكرم ألا واسمه الحفر، والرجل هو الكرم".
رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال: "إنكم تدعون العنب، وإنما اسمه الجوهر".
وفي إسناد الطبراني مجاهيل وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو متروك.
*3* 49. باب دعاء الرجل بأحب أسمائه إليه.
12894- عن حنظلة بن حذيم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يدعو الرجل بأحب أسمائه إليه وأحب كناه.
رواه الطبراني ورجاله ثقات. قلت: ويأتي غير حديث فيما يصفي الود إن شاء الله.
*3* 50. باب كيف يدعو من لم يعرف اسمه.(7/369)
12895- ص.109 عن يزيد بن جارية الأنصاري قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان إذا لم يحفظ اسم الرجل قال: "يا ابن عبد الله".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه أيوب الأنماطي أو أبو أيوب الأنصاري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 51. باب ما جاء في الكنى.
12896- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه أبا عبد الرحمن، ولم يولد له.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12897- وعن حمزة بن عمر الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه أبا صالح.
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وثقه ابن حبان وضعفه جمهور الأئمة.
12898- وعن أبي الورد قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرآني رجلاً أحمر، فقال: "أنت أبو الورد".
رواه الطبراني وفيه جبارة بن المغلس وثقه ابن نمير ونسبه غير واحد إلى الكذب.
*3* 52. باب في العطاس وما يقول العاطس وما يقال له.
12899- ص.110 عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس احمر وجهه وخفض صوته.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي ومندل بن علي وقد وثقا وضعفهما جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12900- وعن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس حمد الله فيقال: يرحمك الله. فيقول: "يهديكم الله ويصلح بالكم".
رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث على ضعف فيه، وبقية رجاله ثقات.
12901- وعن ابن عمر قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فعطس [فحمد الله] فقالوا: يرحمك الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يهديكم الله ويصلح بالكم".
رواه الطبراني وفيه أسباط بن عزرة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12902- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا إذا عطس أحدنا أن نشمته.
رواه الطبراني وإسناده جيد.(7/370)
12903- وعن عائشة قالت: عطس رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ما أقول
ص.111
يا رسول الله؟ قال: "قل: الحمد لله". قالوا: ما نقول له يا رسول الله؟ قال: "قولوا: يرحمك الله". قال: ما أقول لهم يا رسول الله؟ قال: "قل لهم: يهديكم الله ويصلح بالكم".
رواه أحمد وأبو يعلى وفيه أبو معشر نجيح وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات.
12904- وعن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا إذا عطس فليقل: الحمد لله رب العالمين. فإذا قال ذلك، فليقل من عنده: يرحمك الله، فإذا قال ذلك، فليقل: يغفر الله لي ولكم.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
12905- وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا عطس الرجل فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل من حوله: يرحمك الله، وليقل هو لمن حوله: يهديكم الله ويصلح بالكم".
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
12906- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا عطس أحدكم فقال: الحمد لله، قالت الملائكة: رب العالمين، فإذا قال: رب العالمين، قالت الملائكة: رحمك الله".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
12907- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله - أحسبه قال - : على كل حال، وليقل له: يرحمك الله، وليقل هو: يغفر الله لنا ولكم".
ص.112
قلت: روى الترمذي بعضه.
رواه البزار وفيه أسباط بن عزرة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
12908- وعن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل من عنده: يرحمك الله، وليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
*3* 53. باب فيمن بادر العاطس بالحمد.
12909- عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/371)
"من بادر العاطس بالحمد عوفي من وجع الخاصرة ولم يشتك ضرسه أبداً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحارث الأعور وضعفه الجمهور ووثق ومن لم أعرفهم.
*3* 54. باب فيمن عطس فلم يحمد الله.
12910- عن أبي هريرة قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما أشرف من الآخر، فعطس الشريف فلم يحمد الله، فلم يشمته النبي صلى الله عليه وسلم، وعطس الآخر، فحمد الله، فشمته النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقال الشريف: عطست عندك فلم تشمتني، وعطس هذا عندك فشمته؟ قال: فقال:
"إن هذا ذكر الله فذكرته، وأنت نسيت الله فنسيتك".
ص.113
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير ربعي بن إبراهيم وهو ثقة مأمون.
12911- وعن سهل بن سعد أن عامر بن الطفيل قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فراجع النبي صلى الله عليه وسلم وارتفع صوته، وثابت بن قيس قائم بسيفه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا عامر غض من صوتك عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وما أنت وذاك؟ فقال ثابت: أما والذي أكرمه، لولا أن يكره رسول الله صلى الله عليه وسلم، لضربت بهذا السيف رأسك. فنظر إليه عامر وهو جالس، وثابت قائم، فقال: أما والله يا عامر لئن عرضت نفسك لي لتولين عني فقال ثابت: أما والله يا عامر لئن عرضت نفسك للساني لتكرهن حياتي. فعطس ابن أخ لعامر بن الطفيل، فحمد الله، فشمته النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عطس عامر بن الطفيل، فلم يحمد الله، فلم يشمته النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عامر: شمت هذا الصبي وتركتن؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هذا حمد الله".
قلت: فذكر الحديث وهو بطوله في غزوة بئر معونة.
رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عياش وهو ضعيف.
*3* 55. باب الحث على تشميت العاطس.
12912- عن حذيفة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم:(7/372)
"إذا عطس العاطس، فشمته، ولو من خلف سبعة أبحر، ومن شمت عاطساً، ذهب عنه ذات الجنب ووجع الضرس والأذنين".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك.
*3* 56. باب فيمن حدث بحديث فعطس عنده.
12913- ص.114 عن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "من حدث بحديث فعطس عنده، فهو حق".
رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وأبو يعلى وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف.
12914- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أصدق الحديث ما عطس عنده".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه جعفر بن محمد بن ماجد ولم أعرفه، وعمارة بن زاذان وثقه أبو زرعة وجماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
*3* 57. باب الجلوس مستقبل القبلة.
12915- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لكل شيء سيداً، وإن سيد المجالس قبالة القبلة".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
12916- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكرم المجالس ما استقبل به القبلة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حمزة بن أبي حمزة وهو متروك.
12917- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لكل شيء شرفاً، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة".
ص.115
رواه الطبراني وفيه هشام بن زياد أبو المقدام وهو متروك.
*3* 58. باب ما جاء في الجلوس وكيفيته وخير المجالس.
12918- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير المجالس أوسعها".
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجال البزار ثقات.
12919- وعن مصعب بن شيبة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا انتهى أحدكم إلى المجلس، فإن وسع له فليجلس، وإلا فلينظر أوسع مكان يراه، فيجلس".
رواه الطبراني وإسناده حسن.(7/373)
12920- وعن طلحة بن عبيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن من التواضع الرضا بالدون من شرف المجالس".
رواه الطبراني وفيه أيوب بن سليمان بن عبد الله بن حدلم ولم أعرفه ولا والده، وبقية رجاله ثقات.
12921- وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من رجل يأتي قوماً ويوسعون له حتى يرضى، إلا كان حقاً على الله رضاهم".
ص.116
رواه الطبراني وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك.
12922- وعن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا هذه المذابح". يعني المحاريب.
قلت: المحاريب صدور المجالس. كذلك ذكره ابن الأثير في مادة: حرب.
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن مغراء، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن المديني في روايته عن الأعمش وليس هذا منها.
12923- وعن أبي أمامة بن ثعلبة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس القريفصاء.
رواه الطبراني وفيه محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف.
12924- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس عند الكعبة، فضم رجليه فأقامهما، واحتبى بيديه.
رواه البزار وفيه مسلم بن كيسان وهو متروك لاختلاطه.
12925- وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس نصب ركبتيه واحتبى بيديه.
قلت: روى أبو داود منه: احتبى بيديه فقط.
رواه البزار وفيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري وهو ضعيف.
*3* 59. باب أفسحوا يفسح الله لكم.
12926- ص.117 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه، ولكن أفسحوا يفسح الله لكم".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
*3* 60. باب النهي عن الجلوس بين الظل والشمس.
12927- عن أبي عياض، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجلس بين الضح (ضوء الشمس) والظل وقال: "مجلس الشيطان".(7/374)
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير كثير بن أبي كثير وهو ثقة.
12928- وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقعد - أو يجلس - الرجل بين الظل والشمس.
رواه البزار وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو متروك.
*3* 61. باب النهي عن الجلوس في الظلمة.
12929- عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس في بيت مظلم إلا أن يسرج فيه سراج.
رواه البزار وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو متروك.
*3* 62. باب الجلوس على الأرض.
12930- ص.118 عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تمسحوا بالأرض، فإنها بكم برة".
رواه الطبراني في الصغير عن شيخه حملة بن محمد ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي وهو ثقة.
*3* 63. باب الجليس الصالح.
12931- عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مثل الجليس الصالح مثل العطار، إن لم يحبك من عطره يعبق بك من ريحه، ومثل الجليس السوء كمثل القين إن لم يحرق ثيابك يعبق بك من دخانه".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
*3* 64. باب لا يجلس بين الرجل وولده.
12932- عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يجلس الرجل بين الرجل وابنه في المجلس".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
*3* 65. باب فيمن قام من مجلس ثم رجع إليه.
12933- عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.119
"الرجل أحق بصدر دابته وبمجلسه إذا رجع".
رواه أحمد، وفيه إسماعيل بن رافع، قال البخاري: ثقة مقارب الحديث، وضعفه جمهور الأئمة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12934- وعن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلف الرجل الرجل في مجلسه، وقال:
"إذا رجع فهو أحق به".
رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس.
*3* 66. باب الجلوس على الصعيد وإعطاء الطريق حقه.(7/375)
12935- عن أبي شريح بن عمرو الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إياكم والجلوس على الصعدات، فمن جلس على الصعيد فليعطه حقه".قال: قلنا: يا رسول الله، وما حقه؟ قال: "غض البصر، ورد التحية وأمر بمعروف، ونهي عن منكر".
رواه أحمد والطبراني وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جداً.
12936- وعن عائشة قالت: أتى النبي صلى الله عليه وسلم مجلساً من مجالس الأنصار فيه جماعة منهم، فسلم فردوا السلام. فكره لهم النبي صلى الله عليه وسلم المجلس، فقالوا: يا رسول الله، مجلس كان يجلسه آباؤنا في الجاهلية فأحببنا أن نعمره ونجلس فيه. قال: "فإن أبيتم إلا أن تفعلوا، فردوا السلام، وغضوا الأبصار، وأرشدوا السبيل".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن موسى الطلحي وهو متروك.
ص.120
12937- وعن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إياكم والجلوس في الصعدات فإن كنتم لا بد فاعلين، فأعطوا الطريق حقه". قيل: وما حقه؟ قال: "غض البصر، ورد السلام". أحسبه قال: "وإرشاد الضال".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سنان الهروي وهو ثقة.
12938- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تجلسوا في المجالس، فإن كنتم لا بد فاعلين، فردوا السلام، وغضوا الأبصار، واهدوا السبيل، وأعينوا على الحمولة".
رواه البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وهو ثقة سيئ الحفظ، وبقية رجاله وثقوا.
12939- وعن سهل بن حنيف قال: قال أهل العالية: يا رسول الله، لا بد لنا من مجالس. قال: "فأدوا حق المجالس".
قالوا: وما حق المجالس؟ قال: "ذكر الله كثيراً، وإرشاد السبيل، وغض الأبصار".
رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن عبد الرحمن الأنصاري، تابعي لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
12940- وعن وحشي بن حرب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.121(7/376)
"لعلكم تستفتحون بعدي مدائن عظاماً، وتتخذون في أسواقها مجالس، فإذا كان ذلك، فردوا السلام، وغضوا من أبصاركم واهدوا الأعمى، وأعينوا المظلوم".
رواه الطبراني ورجاله كلهم ثقات وفي بعضهم ضعف.
*3* 67. باب ما ينهى عنه في المجالس.
12941- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما هلكت سدوم وما حولها من القرى حتى استاكوا بالسواك ومضغوا العلك في المجالس".
رواه الطبراني وفيه سوار بن مصعب وهو متروك.
*3* 68. باب فيمن تخطى حلقة قوم.
12942- عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تخطى حلقة قوم بغير إذنهم فهو عاص".
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك. قلت: ويأتي حديث في الفتن في الاضطجاع بين القوم.
*3* 69. باب غض البصر.
12943- عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها".
ص.122
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: "ينظر إلى امرأة أول وقعة". وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
12944- وعن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال له:
"يا علي، إن لك كنزاً في الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة".
رواه أحمد وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
12945- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لتغضن أبصاركم، ولتحفظن فروجكم، ولتقيمن وجوهكم، أو لتكشفن وجوهكم".
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
12946- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد له حلاوته في قلبه".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف.
*3* 70. باب لا يدخل أحد بين اثنين وهما يتحدثان إلا بإذنهما.(7/377)
12947- عن سعيد المقبري قال: جلست إلى ابن عمر ومعه رجل يحدثه، فدخلت معهما بينهما، فضرب بيده على صدري وقال: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.123
"إذا تناجى اثنان فلا تجلس إليهما حتى تستأذنهما".
12948- وفي رواية: رأيت ابن عمر يناجي رجلاً، فدخل رجل بينهما، فذكر نحوه.
رواه أحمد وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو متروك.
*3* 71. باب لا يتناجى اثنان دون الثالث.
12949- عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يحل أن تنكح المرأة بطلاق أخرى، ولا يحل لرجل أن يبيع صاحبه حتى يدريه، ولا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة يتناجى اثنان دون صاحبهما".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12950- وعن عمر - يعني ابن الخطاب - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما".
رواه البزار وفيه عبد الله بن عمر العمري وثقه غير واحد وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12951- وعن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى إذا كان نفر ثلاثة، أن ينتجي اثنان منهم
دون الآخر.
ص.124
رواه الطبراني والبزار، وفي إسناد الطبراني من لم أعرفه، وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو متروك.
12952- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يؤذي المؤمن، والله يكره أذى المؤمن".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير الحسن بن كثير ووثقه ابن حبان، وعبد الوهاب بن الورد اسمه وهيب بن الورد، كما ذكر شيخ الحفاظ المزي.
*3* 72. باب مجانبة السفيه والغض عنه.(7/378)
12953- عن عمير بن حبيب بن خماشة - وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عند احتلامه - أنه أوصى ولده فقال: يا بني إياكم ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داء، من يحلم عن السفيه يسر، ومن يجبه يندم، ومن لا يرضى بالقليل مما يأتي به السفيه يرضى بالكثير. قلت: فذكره.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات.
*3* 73. باب ما جاء في الفحش.
12954- عن سليم مولى بني ليث، وكان قديماً وقد لقي أسامة بن زيد ومروان قال: مر مروان بن الحكم على
أسامة بن زيد وهو يصلي، فجاءه مروان فقال
ص.125
أسامة: يا مروان، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يحب كل فاحش متفحش".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد، وأحد أسانيد الطبراني رجاله ثقات.
12655- وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: رأيت أسامة بن زيد عند حجرة عائشة يدعو، فجاء مروان فأسمعه كلاماً فقال أسامة: أما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
12956- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: ألأم أخلاق المؤمن، الفحش".
رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح.
*3* 74. باب ما جاء في الشحناء.
12957- عن أبي بكر - يعني الصديق - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كانت ليله النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا، فيغفر لعباده، إلا ما كان من مشرك، أو مشاحن لأخيه".
ص.126
رواه البزار وفيه عبد الملك بن عبد الملك، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يضعفه، وبقية رجاله ثقات.
12858- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان ليلة النصف من شعبان، يغفر الله لعباده، إلا لمشرك أو مشاحن".
رواه البزار وفيه هشام بن عبد الرحمن ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
12859- وعن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/379)
"يطلع الله تبارك وتعالى على خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لهم كلهم، إلا لمشرك، أو مشاحن".
رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وثقه أحمد بن صالح وضعفه جمهور الأئمة، وابن لهيعة لين، وبقية رجاله ثقات.
12860- وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك، أو مشاحن".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات.
12861- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن، وقاتل نفس".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا.
ص.127
12962- وعن أبي ثعلبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين، ويدع أهل الحقد لحقدهم حتى يدعوه".
رواه الطبراني وفيه الأحوص بن حكيم وهو ضعيف.
12963- وعن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"تعرض أعمال بني آدم كل اثنين وفي كل خميس، فيرحم المترحمين ويغفر للمستغفرين، ثم يذر أهل الحقد بحقدهم".
رواه الطبراني والبزار وفيه علي بن زيد الألهاني وهو متروك.
12964- وعن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تعرض الأعمال على الله يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر الله إلا ما كان من متشاحنين أو قاطع رحم".
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو متروك.
12965- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تنسخ دواوين أهل الأرض في دواوين أهل السماء في كل اثنين وخميس، فيغفر لكل مسلم لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء".
قلت: رواه أبو داود بغير هذا السياق.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
12966- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.128(7/380)
"ما من مسلمين إلا وبينهما ستر من الله، فإذا قال أحدهما لصاحبه كلمة هجر، خرق ستر الله".
رواه البزار والطبراني بزيادة وستأتي، وفيه يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
12967- وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فمن مستغفر يغفر له، ومن تائب فيتاب عليه، ويذر أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
*3* 75. باب ما جاء في الهجران.
12968- عن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث".
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.
12969- وعن هشام بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يحل لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثلاث ليال، فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما، وأولهما تسليماً يكون سبقه بألفي كفارة، وإن سلم فلم يقبل يرد عليه سلامه ردت عليه الملائكة، ورد على الآخر الشيطان، فإن ماتا على هجرانهما لم يدخلا الجنة جميعا أبداً".
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.
ص.129
12970- وعن عبد الله بن مسعود قال: لو أن رجلين دخلا في الإسلام فاهتجرا، لكان أحدهما خارجاً من الإسلام حتى يرجع. - يعني الظالم - .
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
12971- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
12972- وعنه قال: لا يتهاجر الرجلان قد دخلا في الإسلام، إلا خرج أحدهما منه حتى يرجع إلى ما خرج منه. ورجوعه أن يأتيه فيسلم عليه.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عصمة ن سليمان وهو ثقة.
12973- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام".(7/381)
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين، أحدهما ضعيف، وفي الآخر إبراهيم بن أبي أسيد ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12974- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يحل الهجر فوق ثلاثة أيام، فإن التقيا فسلم أحدهما على الآخر فرد السلام، اشتركا في الأجر، وإن أبى الآخر أن يرد السلام برئ هذا من الإثم وباء به الآخر
ص.130
وقد خشيت إن ماتا وهما متهاجران، أن لا يجتمعان في الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف وقال ابن دقيق العيد في الإمام: إنه وثق.
12975- وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا. والذي يبدأ بالسلام يسبق إلى الجنة".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
12976- وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخواناً، هجر المؤمنين ثلاثاً، فإن تكلما، وإلا أعرض الله عز وجل عنهما حتى يتكلما".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي، وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات.
12977- وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من يوم اثنين ولا خميس إلا ترفع فيهما الأعمال، إلا المتهاجرين".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وثقه ابن حبان وضعفه غيره.
ص.131
12978- وعن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من هجر أخاه فوق ثلاث فهو في النار، إلا أن يتداركه الله برحمته".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 76. باب ما جاء في الغضب ومراتب الناس فيه.
12979- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(7/382)
"سأحدثكم بأمور الناس واختلافهم، الرجل يكون سريع الغضب سريع الفيء، فلا عليه ولا له كفافاً والرجل يكون بعيد الغضب سريع الفيء، فذاك له ولا عليه، والرجل يقتضي الذي له ويقتضي الذي عليه، فذاك لا له ولا عليه، والرجل يقتضي الذي له ويمطل الناس بالذي عليه، فذاك عليه ولا له".
رواه البزار من طريق عبد الرحمن بن شريك عن أبيه وهما ثقتان وفيهما ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 77. باب فيمن إذا غضب رجع.
12980- عن علي - يعني ابن أبي طالب - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خيار أمتي أحداؤهم الذين إذا غضبوا رجعوا".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يغنم بن سالم بن قنبر وهو كذاب.
*3* 78. باب فيمن يملك نفسه عند الغضب.
12981- عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يرفعون حجراً فقال: "ما يصنع هؤلاء؟". قالوا: يرفعون
ص.132
حجراً يريدون الشدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفلا أدلكم على من هو أشد منهم؟ - أو كلمة نحوها - الذي يملك نفسه عند الغضب".
12982- وفي رواية عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يضطربون فقال: "ما هذا؟". فقالوا: يا رسول الله فلان الصريع، ما يصارع أحداً إلا صرعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أفلا أدلكم على من هو أشد منه؟ رجل ظلمه رجل، فكظم غيظه، فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه".
رواهما البزار بإسناد واحد، وفيه شعيب بن بيان وعمران القطان، ووثقهما ابن حبان وضعفهما غيره، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
12983- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه، ومن حفظ لسانه ستر الله عورته".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد السلام بن هاشم وهو ضعيف.
12984- وعن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال:(7/383)
"تدرون ما الرقوب؟". قالوا: الذي لا ولد له. فقال: "الرقوب كل الرقوب، الرقوب كل الرقوب، الرقوب كل الرقوب، الذي له ولد فمات ولم يقدم منهن شيئاً".
قال: "أتدرون ما الصعلوك؟". قالوا: الذي ليس له مال. قال: "الصعلوك كل الصعلوك، الصعلوك كل الصعلوك، الصعلوك كل الصعلوك، الذي له مال فمات ولم يقدم منه شيئاً".
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما الصرعة؟". قالوا: الصريع. قال: "الصرعة كل الصرعة
ص.133
الصرعة كل الصرعة، الصرعة كل الصرعة، الرجل الذي يغضب فيشتد غضبه، ويحمر وجهه، ويقشعر شعره، فيصرع غضبه".
رواه أحمد وفيه أبو حصبة أو ابن حصبة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 79. باب ما جاء في الغضب وثواب من لم يغضب.
12985- عن عبد الله بن عمرو أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يباعدني من غضب الله عز وجل؟ قال: "لا تغضب".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات.
12986- وعن جارية بن قدامة أن رجلاً قال: يا رسول الله قل لي قولاً وأقلل علي، لعلي أعيه. قال: "لا تغضب". فأعاد عليه مراراً، كل ذلك يقول: "لا تغضب".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: عن الأحنف بن قيس عن عمه وعمه جارية بن قدامة أنه قال: يا رسول الله قل لي قولاً ينفعني الله به، فذكر نحوه. ورواه في الكبير كذلك.
وفي رواية عنده: عن جارية بن قدامة أن عمه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه.
وفي رواية: عن جارية بن قدامة عن ابن عم له قال: قلت: يا رسول الله.
ورجال أحمد رجال الصحيح.
ورواه أبو يعلى إلا أنه قال: عن جارية بن قدامة: أخبرني عم أبي أنه قال النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه. ورجاله رجال الصحيح.
ص.134
12987- وعن حميد بن عبد الرحمن عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل: يا رسول الله أوصني. قال: "لا تغضب". قال: ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله.(7/384)
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12988- وعن ابن عمر قال: قلت: يا رسول الله، قل لي قولاً وأقلل، لعلي أعقله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب". فأعدت مرتين، كل ذلك يرجع إلي النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب".
رواه أبو يعلى وفيه ابن أبي الزناد وقد ضعفه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
12989- وعن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا رسول الله، علمني عملاً يدخلني الجنة ولا تكثر علي. قال: "لا تغضب".
رواه أبو يعلى من رواية صالح عن الأعمش، ولم أعرف صالحاً هذا، وبقية رجاله ثقات.
12990- وعن أبي الدرداء قال: قلت: يا رسول الله، دلني على عمل يدخلني الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب، ولك الجنة".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحد إسنادي الكبير رجاله ثقات.
ص.135
12991- وعن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله، قل لي قولاً أنتفع به وأقلل لعلي أعقله. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب". فعاوده مراراً يسأله عن ذلك، يقول له نبي الله صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب".
رواه الطبراني وفيه سليمان بن أبي داود ولم يعرف، وبقية رجاله ثقات.
12992- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه، ومن حفظ لسانه ستر الله عورته".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد السلام بن هاشم، وهو ضعيف.
*3* 80. باب ما يقول ويفعل إذا غضب.
12993- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"علموا، ويسروا ولا تعسروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت، وإذا غضب أحدكم فليسكت".
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات لأن ليثاً صرح بالسماع من طاووس.
12994- وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو يقول أحدكم إذا غضب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ذهب عنه غضبه".(7/385)
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
ص.136
12995- وعن أبي الأسود، عن أبي ذر قال: كان يسقي على حوض فجاء قوم فقال: أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعيرات من رأسه؟ فقال رجل: أنا. فجاء الرجل فأورد عليه الحوض، فدقه، وكان أبو ذر قائماً فجلس ثم اضطجع فقيل له: لم جلست ثم اضطجعت؟ قال: فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا:
"إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع".
قلت: رواه أبو داود باختصار القصة ودون ذكر أبي الأسود.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
*3* 81. باب في غضب السلطان.
12996- عن محمد بن عطية قال: حدثني أبي عن جدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا استشاط السلطان، تسلط الشيطان".
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
*3* 82. باب فيمن يشفي غيظه بسخط الله.
12997- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"باب للنار لا يدخله أحد إلا من يشفي غيظه بسخط الله". فذكر الحديث وهو في باب صفة النار.
رواه البزار وفيه إسماعيل بن شيبة الطائفي وهو ضعيف ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 83. باب النهي عن سب الدهر.
12998- ص.137 عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
12999- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تسبوا الدهر، فإن الله عز وجل قال: أنا الدهر، الأيام والليالي لي، أجددها وأبليها، وآتي بملوك بعد ملوك".
قلت: هو في الصحيح باختصار وفي هذا: "إن الله عز وجل قال: أنا الدهر".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13000- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن هشام الغساني ووثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.(7/386)
*3* 84. باب النهي عن سب الليل والنهار وغير ذلك.
13001- عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تسبوا الليل والنهار ولا الشمس ولا الريح، فإنها رحمة لقوم وعذاب لآخرين".
ص.138
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سعيد بن بشير، وثقه جماعة وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات، ورواه أبو يعلى بإسناد ضعيف.
*3* 85. باب النهي عن اللعن والسب.
13002- عن جرموز الهجيمي قال: قلت: يا رسول الله أوصني. قال: "أوصيك [أن] لا تكون لعاناً".
رواه أحمد والطبراني من طريق عبيد الله بن هوذة عن رجل عن جرموز، ورواه الطبراني من طريق آخر عن عبيد الله بن هوذة عن جرموز، وهذه الطريق رجالها ثقات، فقد ذكر ابن أبي حاتم جرموزاً فقال: له صحبة، روى عنه عبيد الله بن هوذة.
13003- وعن أبي تميمية الهجيمي، عن رجل من قومه، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أو قال: أنت محمد؟ فقال: "نعم". قال: ما تدعو؟ قال: "أدعو الله عز وجل وحده، من إذا كان لك ضر فدعوته كشفه عنك، ومن إذا أصابك عام سنة فدعوته أنبت لك، ومن إذا كنت في أرض قفر فأضللت فدعوته رد عليك". فأسلم الرجل، ثم قال: أوصني يا رسول الله فقال: "لا تسبن شيئاً" أو قال: "أحداً" - شك الحكم - قال: فما سببت بعيراً ولا شاة منذ أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد وفيه الحكم بن فضيل وثقه أبو داود وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13004- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.139
"لا ينبغي أن يكون اللعانون صديقين".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه إبراهيم بن إسحاق الصيبي وهو متروك.
13005- وعن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء".(7/387)
رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مغراء وثقه أبو زرعة وجماعة وفيه ضعف.
13006- وعن ابن عمر قال: ليس المؤمن بطعان ولا لعان.
قال: وما سمعت ابن عمر يلعن أحداً قط إلا رجلاً واحداً.
رواه الطبراني وفيه كثير بن زيد وثقه جماعة وفيه لين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13007- وعن كريز بن أسامة - وقد كان وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم - قال: قيل: يا رسول الله ادع الله
على بني عامر. فقال: "إني لم أبعث لعاناً".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
13008- وعن أبي الدرداء أنه سمع رجلاً يشتم رجلاً رافعاً صوته فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "البذاء لؤم، وسوء الملكة لؤم".
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عرادة وثقه أبو داود وضعفه ابن معين.
*3* 86. باب فيمن لعن مسلماً أو رماه بكفر.
13009- عن سلمة بن الأكوع قال:
ص.140
كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه، رأينا أنه قد أتى باباً من الكبائر.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه، وإسناد الأوسط جيد وفي إسناد الكبير ابن لهيعة وهو لين.
13010- وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن المؤمن كقتله".
رواه البزار وفيه إسحاق بن إدريس وهو متروك.
13011- وعن عبد الله بن عمرو - رفعه - قال: "سباب المسلم، كالمشرف على الهلكة".
رواه البزار ورجاله ثقات.
13012- وعن عمرو بن النعمان بن مقرن قال: انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى مجلس من مجالس الأنصار ورجل منهم كان يعرف بالبذاء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي وهو ثقة.
13013- وعن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن يحيى وهو ضعيف.
ص.141
13014- وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/388)
"ما من مسلمين إلا وبينهما ستر من الله، فإذا قال أحدهما لصاحبه هجراً، هتك ستره، وإذا قال: يا كافر فقد كفر أحدهما".
رواه الطبراني والبزار باختصار، وفيه يزيد بن أبي زياد وحديثه حسن وفيه خلاف، وبقية رجال البزار ثقات.
13015- وعن أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك".
رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح.
13016- وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر. فهو كقتله".
رواه البزار ورجاله ثقات.
*3* 87. باب فيمن تسبب في سب والديه.
13017- عن قيس بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن أربى الربا أن يستطيل الرجل في شتم أخيه، وإن أكبر الكبائر، أن يشتم الرجل والديه". قالوا: وكيف يشتمها يا رسول الله؟ قال: "يشتم أبا الرجل، فيشتمهما".
ص.142
رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير طاهر بن خالد بن نزار وهو ثقة وفيه لين.
*3* 88. باب كيف يشتم إن شتم أحداً.
13018- عن سمرة بن جندب قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسبّ وقال:
"إن كان أحدكم ساباً صاحبه لا محالة، فلا يفتر ولا يسب والديه ولا يسب قومه، ولكن إن كان يعلم ذلك فليقل: إنك بخيل، أو ليقل: إنك لجبان، أو ليقل: إنك لكذوب، أو ليقل: إنك لؤوم".
رواه الطبراني والبزار، وإسناد البزار فيه متروك، وفي إسناد الطبراني مجاهيل.
*3* 89. باب فيمن لعن ما ليس بأهل اللعنة.(7/389)
13019- عن العيزار بن جرول، عن رجل منهم يكنى: أبا عمير، أنه كان صديقاً لعبد الله بن مسعود، وأن عبد الله بن مسعود زاره في أهله فلم يجده، قال: فاستأذن على أهله وسلم، واستسقى، فبعث الجارية تجيئه بشراب من الجيران فأبطأت فلعنها، فخرج عبد الله فجاء أبو عمير فقال: يا أبا عبد الرحمن ليس مثلك يغار عليه، هلا سلمت على أهل أخيك وجلست وأصبت من الشراب؟ قال: قد فعلت فأرسلت الجارية فأبطأت، إما لم يكن عندهم شراب، وإما رغبوا عما عندهم، فأبطأت الخادم فلعنتها، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن اللعنة إذا وجهت إلى من وجهت إليه، فإن أصابت عليه سبيلاً أو وجدت فيه مسلكاً، وإلا قالت: يا رب، وجهت إلى فلان فلم أجد فيه مسلكاً ولم أجد
ص.143
عليه سبيلاً. فيقال لها: ارجعي من حيث جئت. فخشيت أن يكون الخادم معذورة فترجع اللعنة فأكون سببها".
رواه أحمد، وأبو عمير لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، ولكن الظاهر أن صديق ابن مسعود الذي يزوره هو
ثقة والله أعلم.
13020- وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن استطعت أن لا تلعن شيئاً فافعل، فإن اللعنة إذا خرجت من صاحبها فكان الملعون لها أهلاً أصابته، وإن لم يكن لها أهلاً فكان اللاعن لها أهلاً، رجعت عليه، وإن لم يكن لها أهلاً أصابت يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً، فإن استطعت أن لا تلعن شيئاً أبداً فافعل".
رواه الطبراني وفيه علي بن الجعد وثقه ابن حبان وقال ابن معين: يضع الحديث، وكذبه غيره وفيه من لم أعرفه أيضاً.
*3* 90. باب ما يقول إذا سبه أحد.
13021- عن النعمان بن مقرن المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وسب رجل رجلاً عنده فجعل الرجل المسبوب يقول: عليك السلام - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أما إن ملكاً بينكما يذب عنك كلما شتمك هذا قال له: بل أنت وأنت أحق به. فإذا قال له: وعليك السلام قال: لا بل أنت أحق به".(7/390)
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي وهو ثقة.
*3* 91. باب في المستبين.
13022- عن عياض بن حمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إثم المستبين ما قالا على البادئ منهما، ما لم يعتد المظلوم، والمستبان شيطانان يتكاذبان ويتهاتران".
ص.144
13023- وفي رواية: عن عياض قال: قلت: يا رسول الله، رجل من قومي يسبني وهو دوني، علي بأس أن أنتصر منه؟ فذكر نحوه.
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح.
13024- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"المستبان ما قالا، فعلى البادئ منهما، حتى يعتدي المظلوم".
رواه أبو يعلى عن شيخه أبي علي ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
*3* 92. باب النهي عن مخاصمة الناس.
13025- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إياك ومشارة الناس فإنها تدفن العزة وتظهر العورة".
رواه الطبراني في الصغير عن شيخه محمد بن الحسن بن هزيم ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 93. باب في الشيخ الجهول والبذيء والفاجر.
13026- عن علي - يعني ابن أبي طالب - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا يحب الله الشيخ الجهول ولا الغني الظلوم ولا الفقير المختال".
رواه البزار، وفيه الحارث وهو ضعيف جداً.
13027- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.145
"لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت، إن الله تبارك وتعالى يحب الغني الحليم المتعفف، ويبغض البذيء الفاجر السائل الملح".
رواه البزار وفيه محمد بن كثير وهو ضعيف جداً.
*3* 94. باب النهي عن سب الأموات.
13028- عن زياد بن علاقة قال: نال المغيرة بن شعبة عن علي فقال له زيد بن أرقم: علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن سب الموتى، فلم تسب علياً رحمه الله وقد مات؟!(7/391)
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحد أسانيد الطبراني ثقات.
13029- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا تبعاً، فإنه قد أسلم".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عمرو بن جابر وهو كذاب.
13030- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا تبعاً، فإنه قد أسلم".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أحمد بن أبي بزة المكي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
13031- وعن زياد بن علاقة قال: سمعت رجلاً عند المغيرة بن شعبه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.146
"لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13032- وعن صخر - وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".
رواه الطبراني في الكبير والصغير وقال: عنى النبي صلى الله عليه وسلم الكفار الذين أسلم أولادهم.
وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي مريم، وهو ضعيف.
13033- وعن عبد الله بن عمرو يرفعه قال: "سباب الميت" وقال مرة: "الموتى كالمشرف على الهلكة".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
13034- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تؤذوا الحي بالميت".
رواه الطبراني في الأول وفيه صالح بن نبهان وهو ضعيف.
قلت: ويأتي حديث في قصة النهي عن سب أبي لهب لما شكت ابنته إليه أنهم يقولون لما أسلمت: هذه بنت عدو الله. فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا".
*3* 95. باب ما نهي عن سبه من الدواب وما يفعل بالدابة إذا أجيب في لعنها.
13035- ص.147 عن عائشة، أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فلعنت بعيراً لها، فأمر به النبي
صلى الله عليه وسلم أن يرد، وقال: "لا يصحبني شيء ملعون".
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو بن مالك البكري وهو ثقة.(7/392)
13036- وعنها أنها ركبت جملاً فلعنته، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تركبيه".
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات إلا أن يحيى بن وثاب لم يسمع من عائشة وإن كان تابعياً.
13037- وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فلعن رجل ناقة، فقال: "أين صاحب الناقة؟". فقال الرجل: أنا. فقال: "أخرها، فقد أجبت فيها".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13038- وعن أنس بن مالك قال: سار رجل مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلعن بعيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله، لا تسر معنا على بعير ملعون".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بنحوه، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
13039- وعن ابن عمر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فلعن رجل بعيراً له، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن ينحى.
ص.148
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.
13040- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن ديكاً صرخ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسبه رجل فنهى عن سب الديك.
رواه البزار والطبراني، إلا أنه قال: "لا تلعنه ولا تسبه فإنه يدعو إلى الصلاة".
وفي إسناد البزار مسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
13041- وعن ابن عباس، أن ديكاً صرخ قريباً من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: اللهم العنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مه، كلا إنه يدعو إلى الصلاة".
رواه البزار، وفيه عباد بن منصور وثقه يحيى القطان وغيره وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13042- وعن أنس قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلدغت رجلاً برغوث فلعنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنها، فإنها نبهت نبياً من الأنبياء للصلاة".
رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه قال: "لا تسبه، فإنه أيقظ نبياً من الأنبياء لصلاة الصبح".(7/393)
والطبراني في الأوسط ولفظه: ذكرت البراغيث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنها توقظ للصلاة".
ورجال الطبراني ثقات وفي سعيد بن بشير ضعف وهو ثقة.
ص.149
وفي إسناد البزار سويد بن إبراهيم وثقه ابن عدي وغيره وفيه ضعف، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
13043- وعن علي بن أبي طالب قال: نزلنا منزلاً فآذتنا البراغيث، فسببناها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوها، فنعمت الدابة، فإنها أيقظتكم لذكر الله".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سعد بن طريف وهو متروك.
*3* 96. باب ما جاء في الحسد والظن.
13044- عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كاد الحسد أن يسبق القدر، وكادت الحاجة أن تكون كفراً".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عمر بن عثمان الكلابي وثقه ابن حبان وهو متروك.
13045- وعن ضمرة بن ثعلبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
13046- وعن حارثة بن النعمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث لازمات أمتي: الطيرة، والحسد، وسوء الظن". فقال رجل: ما يذهبهن يا رسول الله ممن هن فيه؟ قال: "إذا حسدت فاستغفر الله، وإذا ظننت فلا تتحقق، وإذا تطيرت فامض".
ص.150
رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن قيس الأنصاري وهو ضعيف.
13047- وعن أبي حازم قال: اشترينا من ابن عمر بيتاً، فجلس على الباب، فكثر الغبار، فقلنا: يا أبا عبد الرحمن إنا لا نأخذ إلا حقاً ولا نخونك. قال: "إني أخاف الظن".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*3* 97. باب في سلامة الصدر من الغش والحسد.
13048- عن أنس بن مالك قال: كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(7/394)
"يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة". فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه، وقد تعلق نعليه بيده الشمال. فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى. فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى. فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمر فقال: إني لاحيت أبي، فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت؟ قال: نعم. قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي، فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعار تقلب على فراشه، ذكر الله عز وجل وكبر حتى صلاة الفجر. قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً. فلما مضت الثلاث الليالي
ص.151
وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبد الله، لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا ثلاث مرات: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة". فطلعت أنت الثلاث المرات، فأردت أن آوي إليك فأنظر ما عملك فأقتدي بك، فلم أرك عملت كثير عمل، فما الذي بلغ بك [ما قال] رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت. قال: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق.
رواه أحمد والبزار بنحوه غير أنه قال: فطلع سعد، بدل قوله: فطلع رجل. وقال في آخره: فقال سعد: ما هو إلا ما رأيت يا ابن أخي، إلا أني لم أبت ضاغناً على مسلم، أو كلمة نحوها.
ورجال أحمد رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي البزار، إلا أن سياق الحديث لابن لهيعة.
13049- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يدخل عليكم رجل من أهل الجنة". فدخل سعد، قال ذلك في ثلاثة أيام، كل ذلك يدخل سعد.(7/395)
رواه البزار وفيه عبد الله بن قيس الرقاشي، قال العقيلي: لا يتابع حديثه، قلت: لا أدري أي حديث عنى هذا أو غيره. وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 98. باب ما جاء في البله.
13050- عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.152
"أكثر أهل الجنة البله". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره".
رواه البزار، وفيه سلامة بن روح وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أحمد بن صالح وغيره، وروايته عن عقيل وجادة.
وبقية هذه الأحاديث في الزهد.
*3* 99. باب ما جاء في الإصلاح بين الناس.
13051- عن أبي أيوب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا أيوب، ألا أدلك على صدقة يحبها الله ورسوله؟ تصلح بين الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا".
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو متروك.
13052- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب:
"ألا أدلك على تجارة؟". قال: بلى. قال: "صل بين الناس إذا تفاسدوا، وقرب بينهم إذا تباعدوا".
رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن عبد الله العمري وهو متروك.
13053- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب بن زيد:
"يا أبا أيوب، ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله؟". قال: بلى. قال: "تصلح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقرب بينهم إذا تباعدوا".
ص.153
رواه الطبراني وعبد الله بن حفص صاحب أبي أمامة لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.(7/396)
13054- وعن أنس بن مالك قال: كان الأوس والخزرج حيين من الأنصار، وكان بينهما عداوة في الجاهلية، فلما قدم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب ذلك وألف الله بين قلوبهم، فبينا هم قعود في مجلس لهم، إذ تمثل رجل من الأوس ببيت فيه هجاء الخزرج، وتمثل رجل من الخزرج ببيت فيه هجاء الأوس، فلم يزل هذا يتمثل ببيت وهذا يتمثل ببيت حتى وثب بعضهم إلى بعض، وأخذوا أسلحتهم وانطلقوا للقتال. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الحي فجاء مسرعاً قد حسر عن ساقيه فلما رآهم ناداهم: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} حتى فرغ من الآيات فوحشوا بأسلحتهم فرموا بها واعتنق بعضهم بعضاً يبكون.
رواه الطبراني في الصغير، وفيه غسان بن الربيع وهو ضعيف.
13055- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة، إصلاح ذات البين".
رواه الطبراني والبزار، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف.
13056- وعن أبي كاهل قال: وقع بين رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام، حتى تصارما فلقيت أحدهما فقلت: ما لك ولفلان؟ قد سمعته يحسن عليك الثناء، ويكثر لك من الدعاء. ولقيت
ص.154
الآخر فقلت له نحو ذلك، فما زلت أمشي بينهما حتى اصطلحا. فقلت: ما فعلت؟ أهلكت نفسي، وأصلحت بينهما. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بالأمر، قلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما سمعت من ذا شيئاً ولا من ذا شيئاً. فقال: "يا أبا كاهل، أصلح بين الناس ولو بكذا". وكذا: كلمة لم أفهمها، فقلت: ما عنى بها؟ قال: عنى الكذب.
رواه الطبراني، وفيه أبو داود الأعمى وهو كذاب.
13057- وعن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس بالكاذب من قال خيراً أو نمى خيراً".(7/397)
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه يحيى بن جرجة وثقه ابن حبان وغيره، وقزعة بن سويد الراوي عنه وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجال إحدى الطريقين رجال الصحيح.
13058- وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحسبه رفعه، قال:
"الكذب مكتوب، إلا ما نفع به مسلم أو دفع به عنه".
رواه البزار، وفيه رشدين وغيره من الضعفاء.
13059- وعن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاثاً: الرجل يكذب في الحرب، فإن الحرب خدعة، والرجل يكذب المرأة فيرضيها والرجل يكذب بين الرجلين فيصلح بينهما".
ص.155
رواه الطبراني، وفيه محمد بن جامع العطار وهو ضعيف. وقد تقدم في باب الصلح في الأحكام.
13060- وعن أنس بن مالك قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم موليان: حبشي وقبطي، فاستبا يوماً فقال أحدهما: يا حبشي، وقال الآخر: يا قبطي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقولا هكذا، إنما أنتما رجلان من آل محمد صلى الله عليه وسلم".
رواه الطبراني في الصغير، وفيه يزيد بن أبي زياد وهو لين، وبقية رجاله ثقات. وكذلك رواه أبو يعلى بنحوه.
*3* 100. باب الاعتذار.
13061- عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من اعتذر إلى أخيه فلم يعذر، أو لم يقبل عذره، كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس".
قال أبو الزبير: والمكاس: العشار.
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه إبراهيم بن أعين وهو ضعيف.
13062- وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من تنصل إليه، فلم يقبل، لم يرد على الحوض".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه علي بن قتيبة الرفاعي وهو ضعيف.
13063- وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عفوا تعف نساؤكم
ص.156
وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، ومن اعتذر إلى أخيه المسلم من شيء بلغه عنه، فلم يقبل عذره، لم يرد على الحوض".(7/398)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن زيد العمري وهو كذاب.
*3* 101. باب تعافوا تسقط الضغائن.
13064- عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعافوا، تسقط الضغائن بينكم".
رواه البزار من طريق محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، وهو ضعيف.
*3* 102. باب ما يصفي الود.
13065- عن شيبة الحجبي عن عمه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث يصفين لك ود أخيك: تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه".
13066- وفي رواية: "وتعوده إذا مرض".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه موسى بن عبد الملك بن عمير وهو ضعيف.
*3* 103. (بابان في التواضع).
*4* 1. باب في التواضع.
13067- عن عمر بن الخطاب - لا أعلمه إلا رفعه - قال:
"يقول [الله] تبارك وتعالى: من تواضع لي هكذا - وجعل يزيد باطن كفه إلى
ص.157
الأرض وأدناها [إلى الأرض] - رفعته هكذا - وجعل باطن كفيه إلى السماء ورفعهما نحو السماء - ".
رواه أحمد والبزار، والطبراني في الأوسط ولفظه: قال عمر بن الخطاب على المنبر: أيها الناس تواضعوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من تواضع لله رفعه الله. وقال: انتعش نعشك الله، فهو في أعين الناس عظيم وفي نفسه صغير، ومن تكبر قصمه الله وقال: اخسأ فهو في أعين الناس صغير وفي نفسه كبير".
ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح، وفي إسناد الطبراني سعيد بن سلام العطار وهو كذاب.
13068- وعن ابن عمر - رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
"من تواضع لي هكذا - وأشار بباطن كفه إلى الأرض - رفعته هكذا - وأشار بباطن كفه إلى السماء - ".
رواه الطبراني في الصغير وفيه الحسين بن المثنى ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13069- وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك، فإذا تواضع قيل للملك: ارفع حكمته. وإذا تكبر قيل للملك: ضع حكمته".(7/399)
رواه الطبراني وإسناده حسن.
ص.158
13070- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عليكم بالتواضع، فإن التواضع في القلب، ولا يؤذين مسلم مسلماً، فلرب متلفع في أطمار لو أقسم على الله لأبره".
رواه الطبراني وفيه محمد بن سعيد المصلوب وهو يضع الحديث.
13071- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من تواضع لأخيه المسلم رفعه الله، ومن ارتفع عليه وضعه الله".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العظيم بن حبيب وهو ضعيف.
13072- وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"ما من امرئ إلا وفي رأسه حكمة، والحكمة بيد ملك، فإن تواضع قيل للملك: ارفع الحكمة. وإن أراد أن يرفع قيل للملك: ضع الحكمة، أو حكمته".
رواه البزار وإسناده حسن.
13073- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من آدمي إلا وفي رأسه سلسلتان. سلسلة إلى السماء وسلسلة إلى الأرض، فإن تواضع رفعه الله عز وجل بالسلسلة التي في السماء، وإذا تجبر وضعه الله بالسلسلة التي في الأرض".
رواه البزار وفيه زمعة بن صالح والأكثر على تضعيفه، وبقية رجاله ثقات.
*4* 103. باب منه في التواضع.
13074- عن ابن عباس قال: مشيت خلف النبي صلى الله عليه وسلم أختبره، هل يكره ذلك، فالتمسني بيده فألحقني ثم تخلفت أختبره، هل يكره ذلك، فالتمسني بيده فألحقني، ثم تخلفت أختبره، فالتمسني فألحقني، فعلمت أنه يكره ذلك.
ص.159
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حسين بن عبد الله الهاشمي وهو متروك.
*3* 104. باب فيمن احتقر مسلماً.
13075- عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، التقوى ههنا". وأومأ بيده إلى القلب "وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".
قلت: عزاه المزي إلى الترمذي باختصار ولم أجده في نسختي.
رواه أحمد وإسناده جيد.(7/400)
*3* 105. باب لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.
13076- عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد، وإنما أنتم ولد آدم، طف الصاع لم يملؤه. ليس لأحد فضل على أحد إلا بالدين أو عمل صالح، حسب الرجل أن يكون فحاشاً بذيئاً بخيلاً جباناً".
13077- وفي رواية: "إن أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد".
رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه لين، وبقية رجاله وثقوا.
13078- وعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
"انظر، فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى".
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن بكر بن عبد الله المزني لم يسمع من أبي ذر.
ص.160
13079- وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن ربكم واحد وأباكم واحد، فلا فضل لعربي على أعجمي ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى".
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه إلا أنه قال:
"إن أباكم واحد وإن دينكم واحد، أبوكم آدم، وآدم خلق من تراب". ورجال البزار رجال الصحيح.
13080- وعن حبيب بن خراش العصري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"المسلمون أخوة، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى".
رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن عمرو بن جبلة وهو متروك.
13081- وعن عائشة قالت: ما أعجب النبي صلى الله عليه وسلم بشيء ولا أعجبه شيء من الدنيا، إلا أن يكون فيها ذو تقى.
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13082- وعن حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال: سمع عبد الرحمن بن عوف رجلاً يقول: أنا أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: غيرك أولى به منك، ولك نسبه.
رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف.
13083- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان يوم القيامة أمر الله منادياً ينادي: ألا إني جعلت نسباً وجعلتم نسباً
ص.161(7/401)
فجعلت أكرمكم أتقاكم، فأبيتهم إلا أن تقولوا: فلان بن فلان خير من فلان بن فلان فاليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم أين المتقون؟".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك.
13084- وعن قنبر صاحب معاوية قال: كان أبو ذر يغلظ لمعاوية قال: فشكاه إلى عبادة بن الصامت وإلى أبي الدرداء وإلى عمرو بن العاص وإلى أم حرام فقال: إنكم صحبتم كما صحب، ورأيتم كما رأى، فإن رأيتم أن تكلموه ثم أرسل إلى أبي ذر فجاء، فكلموه فقال: أما أنت يا أبا الوليد، فقد أسلمت قبلي ولك السن والفضل علي، وقد كنت أرغب بك عن مثل هذا المجلس، وأما أنت يا أبا الدرداء، فإن كادت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتفوتك ثم أسلمت فكنت من صالحي المسلمين، وأما أنت يا عمرو، فقد جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أنت يا أم حرام، فإنما أنت امرأة وعقلك عقل امرأة فما أنت وذاك؟ فقال عبادة: لا جرم لا جلست مثل هذا المجلس أبداً.
رواه أحمد وفيه قنبر حاجب معاوية ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 106. باب فيمن افتخر بأهل الجاهلية.
13085- عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تفخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية، فوالذي نفسي بيده لما يدهده (يدحرج) الجعل بمنخريه خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية".
ص.162
رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير بنحوه إلا أنه قال: "للخرء يدهده الجعلان بأنفه خير منهم".
ورجال أحمد رجال الصحيح.
13086- وعن أبي ريحانة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من انتسب إلى تسعة آباء كفار يريد بهم عزاً وكرامة، فهو عاشرهم في النار".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى ورجال أحمد ثقات.
13087- وعن أبي بن كعب قال: انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان فمن أنت لا أم لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(7/402)
"انتسب رجلان على عهد موسى صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، حتى عد تسعة، فمن أنت لا أم لك؟ فقال: أنا فلان بن فلان بن الإسلام. قال: فأوحى الله تعالى إلى موسى صلى الله عليه وسلم: إن هذين المنتسبين أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة".
رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن زياد بن أبي الجعد وهو ثقة.
13088- وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"انتسب رجلان من بني إسرائيل على عهد موسى صلى الله عليه وسلم أحدهما مسلم والآخر مشرك، فانتسب المشرك فقال: أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة آباء. ثم قال لصاحبه: انتسب لا أم لك. فقال: أنا
ص.163
فلان بن فلان وأنا بريء مما وراء ذلك. فنادى موسى في الناس فجمعهم ثم قال: قد قضي بينكما، أما أنت الذي انتسبت إلى آباء، فإنك توفيهم العاشر في النار، وأما أنت الذي انتسبت إلى أبويك فأنت امرؤ من أهل الإسلام".
رواه الطبراني وأحمد موقوفاً على معاذ وأحد أسانيد الطبراني رجاله رجال الصحيح وكذلك رجال أحمد.
13089- وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كلكم بنو آدم وآدم من تراب، لينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان".
رواه البزار وفيه الحسن بن الحسين العرني وهو ضعيف.
13090- وعن هشام بن عروة قال: سمعت عبد الله بن الزبير ذكر عنده شرف الجاهلية فقال: دعوا هذا فإن الإسلام عمر بيوتاً كانت خاملة، وأخمل بيوتاً كانت عامرة، فإن أبيتم، فإن أخا بني تميم بن جدعان لما مات تقسم الناس المجد بعده.
رواه الطبراني وفيه ابن أبي الزناد وهو ضعيف.
*3* 107. باب فيمن يعير بالنسب أو غيره.(7/403)
13091- عن أبي هريرة قال: سببت رجلاً في الإسلام بأم له في الجاهلية، فاستعدى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن فيك شعبة من الكفر". فلما ذكر الكفر اضطربت رجلاي فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أسب مسلماً بعده أبداً.
ص.164
رواه البزار وفيه يعقوب بن محمد الزهري وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
13092- وعن أنس قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم موليان، حبشي وقبطي، فاستبا والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع فقال أحدهما لصاحبه: يا حبشي. وقال الآخر: يا قبطي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تقولوا هذا، إنما أنتما رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال: يا قبطي مكان: يا نبطي، وقال: "من آل محمد" مكان: "أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم". وفي إسنادهما يزيد بن أبي زياد وهو على ضعفه حسن الحديث.
13093- وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من تطلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة.
*3* 108. باب مثل المؤمن من أهل الإيمان.
13094- عن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن المؤمن من أهل الإيمان، بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن مصعب بن ثابت وهو ثقة.
ورواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح غير سوار بن عمارة الرملي وهو ثقة.
ص.165
13095- وعن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن نبهان وهو ضعيف.ويأتي حديث بشير بن سعد في البر والصلة.(7/404)
*3* 109. باب المؤمن يألف ويؤلف.
13096- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف".
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح.(7/405)
13097- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف".
رواه أحمد والطبراني وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات.
13098- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: المؤمن يألف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.
رواه الطبراني وفيه المسعودي وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13099- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف".
ص.166
رواه الطبراني في الأوسط من طريق علي بن بهرام عن عبد الملك بن أبي كريمة ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 110. باب الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف.
13100- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
13101- وعن الحارث بن عميرة قال: انطلقت حتى أتيت المدائن، فإذا أنا برجل عليه ثياب خلقان ومعه أديم أحمر يعركه، فالتفت فنظر إلي، فأومأ بيده: مكانك يا عبد الله. فقمت فقلت لمن كان عندي: من هذا الرجل؟ قالوا: هذا سلمان فدخل بيته فلبس ثياباً بياضاً ثم أقبل وأخذ بيدي وصافحني وسايلني، فقلت: يا أبا عبد الله ما رأيتني فيما مضى ولا رأيتك ولا عرفتني ولا عرفتك. قال: بلى والذي نفسي بيده، لقد عرفت روحي روحك حين رأيتك، ألست الحارث بن عميرة؟ قلت: بلى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها في الله ائتلف، وما تناكر منها في الله اختلف".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد باختصار. وفي إسناد هذا عبد الأعلى بن أبي المساور، وهو متروك.(8/1)
وفي بقيتها الحجاج بن فرافصة وثقه ابن معين وغيره وفيه ضعف، وأبو عمرو أو أبو عمير الراوي عن سلمان لم أعرفه وبقية رجال أحد إسنادي الكبير ثقات.
13102- وعن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: كانت امرأة بمكة مزاحة، فنزلت
ص.167
على امرأة شبهاً لها، فبلغ ذلك عائشة فقالت: صدق حبي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف".
قال: ولا أعلم إلا قال في الحديث: ولا نعرف تلك المرأة.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
*3* 111. باب أحبب حبيبك هوناً ما.
13103- عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه جميل بن زيد وهو ضعيف.
13104- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن كثير النهري وهو ضعيف.
*3* 112. باب ما جاء في المزاح.
13105- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الرجل ليحدث بالحديث ما يريد به سوء إلا ليضحك به القوم، فيخر به أبعد من السماء".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطية العوفي وثقه ابن معين وهو ضعيف.
ص.168
13106- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً".
رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن.
13107- وعن عبيد بن عمير قال: سمعت رجلاً يقول لابن عمر: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفه.(8/2)
13108- وعن قرة قال: قلت لابن سيرين: هل كانوا يتمازحون؟ قال: ما كانوا إلا كالناس، كان ابن عمر يمزح وينشد:
يحب الخمر من مال الندامى * ويكره أن تفارقه الفلوس
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 113. باب تنقه وتوقه.
13109- عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "تنقه وتوقه".
رواه الطبراني في الصغير والكبير وقال: معنى هذا عندنا - والله أعلم - : تنق الصديق واحذره، وبلغني عن بعض أهل العلم أنه فسره بمعنى آخر قال: معناه: اتق الذنوب واحذر عقوبتها.
ص.169
وفيه عبد الله بن مسعر بن كدام وهو متروك.
*3* 114. باب احترسوا من الناس بسوء الظن.
13110- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احترسوا من الناس بسوء الظن".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
*3* 115. باب ستكون الناس ذئاب.
13111- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يأتي على الناس زمان هم ذئاب، فمن لم يكن ذئباً أكلته الذئاب".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه وزياد النميري مختلف فيه.
*3* 116. باب فيمن يتقى شره ولا يرجى خيره وعكسه.
13112- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ألا أنبئكم بشراركم؟" قالوا: بلى. قال: "شراركم من يتقى شره ولا يرجى خيره، وخياركم من يرجى خيره ولا يتقى شره".
رواه أبو يعلى وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك.
*3* 117. باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
13113- عن عمر بن عوف المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.170
"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني عن كثير بن عبد الله المزني وهما ضعيفان وقد وثقا.
*3* 118. باب من اختبر الناس هجرهم.
13114- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَخبَرْ تقله".
رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.(8/3)
13115- وعن أبي الدرداء أنه كان يقول: ثق بالناس رويداً. وقال أبو الدرداء: أخبر تقله.
رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
*3* 119. باب اعتبر الناس بإخوانهم.
13116- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: "اعتبروا الناس بإخوانهم".
رواه الطبراني وفيه محمد بن كثير بن عطاء وثقه ابن معين وغيره وفيه ضعف.
*3* 120. باب ما جاء في السمت والهدى.
13117- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.171
"الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من سبعة وأربعين جزءاً من النبوة".
قلت: له عند أبي داود: "خمسة وعشرين جزءاً من النبوة".
رواه الطبراني وفيه عثمان بن فائد وهو ضعيف.
13118- وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الهدي الصالح والسمت الصالح جزء من سبعين جزءاً من النبوة".
رواه الطبراني وفيه قابوس بن أبي ظبيان وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13119- وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الرجل إذا رضي هدي الرجل وعمله فهو مثله".
رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك.
*3* 121. باب ما جاء في النشاط.
13120- عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله عز جل ليلوم على العجز، فأبل من نفسك الجهد، فإن غلبت فقل: توكلت على الله، أو حسبي الله ونعم الوكيل".
رواه الطبراني وفيه محمد بن المغيرة الشهروري وهو ضعيف.
*3* 122. باب ما جاء في الغيبة والنميمة.
13121- ص.172 عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فارتفعت ريح منتنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
13122- وعن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة وعن الاستماع إلى الغيبة.(8/4)
13123- وبسنده قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النميمة والاستماع إلى النميمة.
رواهما الطبراني في الكبير والأوسط وفيه فرات بن السائب وهو متروك.
13124- وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "النميمة والشتيمة والحمية في النار".
رواه الطبراني من رواية محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه وكلاهما ضعيف وقد وثقا.
13125- وعن علي أنه كان يقول: القائل الفاحشة، والذي يسمع في الإثم سواء.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير حسان بن كريب وهو ثقة.
13126- وعن عبد الله بن بسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.173
"ليس مني ذو حسد، ولا نميمة، ولا كهانة، ولا أنا منه". ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}.
رواه الطبراني وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك.
13127- وعن أبي برزة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ألا إن الكذب يسود الوجه، والنميمة من عذاب القبر".
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه زياد بن المنذر وهو كذاب.
13128- وعن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الغيبة أشد من الزنا". فقيل: وكيف؟ قال: "الرجل يزني ثم يتوب، فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك.
13129- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب إليه يوم القيامة فيقال له: كله حياً كما أكلته ميتاً، فيأكله ويكلح ويصيح".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ومن لم أعرفه.
13130- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يؤتى بالرجل الذي كان يغتاب الناس في الدنيا فيقال له: كل لحم أخيك ميتاً كما أكلته حياً". فذكر نحوه.
ص.174(8/5)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
13131- وعن ابن عباس قال: ليلة أسري بنبي الله صلى الله عليه وسلم ونظر في النار، فإذا قوم يأكلون الجيف قال: "من هؤلاء يا جبريل؟". قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس. ورأى رجلاً أحمر أزرق جعداً قال: "من هذا يا جبريل؟". قال: هذا عاقر الناقة.
رواه أحمد وفيه قابوس وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13132- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "تدرون أزنى الزنا عند الله؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن أزنى الزنا عند الله، استحلال عرض امرئ مسلم". ثم قرأ: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا}.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
13133- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن من أزنى الزنا استطالة المرء في عرض أخيه".
رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير محمد بن أبي نعيم وهو ثقة وفيه ضعف.
13134- وعن يوسف بن عبد الله بن سلام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن أزنى الزنا استطالة أحدكم في عرض أخيه المسلم".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن موسى الأبلي عن عمرو بن يحيى الأبلي ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
ص.175
13135- وعن أبي بكرة قال: بينا أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي ورجل عن يساره فإذا نحن بقبرين أمامنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير وبلى فأيكم يأتيني بجريدة؟". فاستبقنا فسبقته، فأتيته بجريدة فكسرها نصفين، فألقى على ذا القبر قطعة وعلى ذا القبر قطعة، قال: "إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين، وما يعذبان إلا في الغيبة والبول".
قلت:عند ابن ماجة بعضه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير بحر بن مرار وهو ثقة.(8/6)
13136- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يعذب في قبره في النميمة.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خليد بن دعلج وهو متروك.
13137- وعن يعلى بن سيابة أنه عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأتى على قبر يعذب صاحبه فقال:
"إن هذا كان يأكل لحوم الناس". ثم دعا بجريدة رطبة فوضعها على قبره وقال: "لعله أن يخفف عنه ما دامت رطبة".
رواه الطبراني في الأوسط وأحمد في حديث طويل يأتي في علامات النبوة، وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات.
13138- وعن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ألا أخبركم بخياركم؟". قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "الذين إذا رُؤوا ذُكر الله عز وجل". ثم قال: "ألا أخبركم بشراركم؟ المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت".
ص.176
رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وقد وثقه غير واحد، وبقية رجال أحد أسانيده رجال الصحيح.
13139- وعن عبد الرحمن بن غنم، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم:
"خيار عباد الله الذين إذا رُؤوا ذُكر الله، وشرار عباد الله المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت".
رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13140- وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"خيار أمتي الذين إذا رُؤوا ذُكر الله، وإن شرار أمتي المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت".
رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة وهو متروك.
13141- وعن البراء قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق في بيوتها، أو قال: في خدورها. فقال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته".
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.(8/7)
13142- وعن بريدة قال: صلينا الظهر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انفتل من صلاته أقبل علينا غضبان فنادى بصوت أسمع العواتق في أجواف الخدور فقال:
"يا معشر من أسلم فلم يدخل الإيمان في قلبه، لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا
ص.177
عوراتهم، فإنه من تطلب عورة أخيه المسلم هتك الله ستره وأبدى عورته، ولو كان في ستر بيته".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وقال بدل: "لا تذموا المسلمين": "لا تؤذوا المسلمين".
وفيه رميح بن هلال الطائي قال أبو حاتم: مجهول لم يرو عنه غير أبي تميلة يحيى بن واضح.
13143- وعن ابن عباس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة حتى أسمع العواتق في خدورهن فقال:
"يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تؤذوا المؤمنين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم هتك الله ستره، ومن يتبع عورته يفضحه ولو في جوف بيته".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
13144- وعن أبي هريرة قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقام رجل فقال: يا رسول الله ما أعجز أو
قال: ما أصعب فلاناً! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اغتبتم صاحبكم وأكلتم لحمه".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ولفظه: إن رجلاً قام من عند النبي صلى الله عليه وسلم فرأوا في قيامه عجزاً فقالوا: ما أعجز فلان! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكلتم أخاكم واغتبتموه".
وفي إسنادهما محمد بن أبي حميد ويقال له: حماد وهو ضعيف جداً.
13145- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقام رجل، فوقع فيه رجل من بعده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تخلل". فقال: وما أتخلل يا رسول الله، أكلت لحماً؟ فقال: "إنك أكلت لحم أخيك".
ص.178
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(8/8)
13146- وعن معاذ بن جبل قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فذكروا رجلاً عنده فقالوا: ما أعجزه! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اغتبتم أخاكم". قالوا: يا رسول الله قلنا ما فيه. قال: "إن قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه".
رواه الطبراني وفيه علي بن عاصم وهو ضعيف.
*3* 123. باب فيمن ذكر أحداً بما ليس فيه.
13147- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ذكر امرأ بما ليس فيه ليغيبه بما ليس فيه حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي ينفاذ ما قال فيه".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف.
*3* 124. باب فيما يجتنب من الكلام.
13148- عن العاصي بن عمرو الطفاوي قال: خرج أبو العادية وحبيب بن الحارث وأم العلاء مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا، فقالت المرأة: أوصني يا رسول الله قال: "إياك وما يسوء الأذن".
رواه عبد الله والطبراني إلا أنه قال: عن العاصي بن عمرو الطفاوي قال: حدثني عمتي قالت: دخلت مع ناس على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: حدثني حديثاً ينفعني الله به. قال: "إياك وما يسوء الأذن".
ص.179
وفيه العاصي بن عمرو الطفاوي وهو مستور، روى عنه محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وتمام بن بزيع، وبقية رجال المسند رجال الصحيح.
13149- وعن أبي سعيد - يرفعه - قال:
"إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يريد بها بأساً إلا ليضحك بها القوم، وإنه ليقع منها أبعد من السماء".
رواه أحمد وفيه أبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة وهو ضعيف.
*3* 125. باب فيمن ذب عن مسلم غيبة.
13150- عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار".
رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن.
*3* 126. باب في ذي الوجهين واللسانين.
13151- عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(8/9)
"ذو الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كاذب.
13152- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من كان ذا لسانين جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مقدام بن داود وهو ضعيف.
ورواه البزار بنحوه وأبو يعلى وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف.
ص.180
13153- وعن جندب بن عبد الله البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من سمّع، سَمّع الله به، ومن يرائي، يرائي الله به، ومن كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار جهنم يوم القيامة".
قلت: في الصحيح منه: "من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به". فقط.
رواه الطبراني وفيه عبد الحكيم بن منصور وهو متروك.
13154- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال:
"إن ذا اللسانين في الدنيا له لسانان من نار يوم القيامة".
رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات.
*3* 127. باب فيمن يقوم بالمسلمين مقام رياء وسمعة.
13155- عن أبي هند الداري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من قام بأخيه مقام رياء وسمعة أقامه الله عز وجل يوم القيامة وسمع به".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
13156- وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من عبد يقوم في الدنيا مقام رياء وسمعة إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة".
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم. قلت: وتأتي أحاديث نحو هذا في باب الرياء.
*3* 128. باب ما جاء في المشاورة.
13157- ص.181 عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ولا عال من اقتصد".
رواه الطبراني في الأوسط والصغير من طريق عبد السلام بن عبد القدوس وكلاهما ضعيف جداً.
13158- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/10)
"من أراد أمراً فشاور فيه امرأ مسلماً وفقه الله لأرشد أموره".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك.
13259- وعن علي - يعني ابن أبي طالب - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"المستشار مؤتمن، فإذا استشير فليشر بما هو صانع لنفسه".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد بن زهير عن عبد الرحمن بن عنبسة البصري ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
13160- وعن أم مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري فاستخدمه، فوعده رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أصاب سبياً، فلقي عمر فقال: يا أبا الهيثم، إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أصاب سبياً، فائته فتنجز عدتك. فمضى أبو الهيثم وعمر إلى
ص.182
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أبو الهيثم أتاك يتنجز عدته. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أصبنا غلامين أسودين، اختر أيهما شئت". قال: فإني أستشيرك. فقال: "المستشار مؤتمن، خذ هذا فقد صلى عندنا ولا تضربه، فإنا قد نُهينا عن ضرب المصلين".
قلت: روى الترمذي منه: "المستشار مؤتمن". فقط.
رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف.
13161- وعن جابر بن سمرة وغيره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المستشار مؤتمن".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفه.
13162- وعن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المستشار مؤتمن، إن شاء أشار وإن شاء لم يشر".
رواه الطبراني من طريقين في إحداهما إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف، وفي الأخرى عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك.
13163- وعن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المستشار مؤتمن".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار.
13164- وعن أبي الهيثم بن التيهان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المستشار مؤتمن".
ص.183(8/11)
رواه الطبراني من طريق جده عبد الرحمن بن محمد بن زيد ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
13165- وعن النعمان بن البشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المستشار مؤتمن".
رواه الطبراني وفيه حفص بن سليمان الأسدي وهو متروك.
*3* 129. باب فيمن سمع كلاماً يكره المتكلم نقله.
13166- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سمع من رجل حديثاً لا يشتهي أن يذكر عنه، فهو أمانة، وإن لم يستكتمه".
رواه أحمد والطبراني إلا انه قال: عن عبيد بن عمير قال: كان عبد الله بن سلمان جالساً فتكلم بكلام فسمعه رجل لم يحب أن يسمعه، فالتفت إلى أبي الدرداء فقال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من حدث حديثاً لا يحب أن يفشى عليه، فهو أمانة، وإن لم يستكتمه صاحبه"؟ قال: بلى قد علمت ما أردت. ثم أقبل على الرجل فقال: لا تذكر هذا الحديث.
وفي إسناد أحمد وأحد إسنادي الطبراني عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو متروك وفي إسناده الآخر ضرار بن صرد وهو متروك.
13167- وعن عبيد بن عمير قال: كان عبد الله بن سلام جالساً، فتكلم بكلمة فسمعه رجل لم يحب أن يسمعه فالتفت إلى أبي الدرداء فقال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من حدث حديثاً لا يشتهي أن يفشى عليه فهو أمانة وإن لم يستكتمه صاحبه".
ص.184
رواه الطبراني من حديث عبد الله بن سلام وفيه عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو متروك.
13168- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا حدث الرجل ثم التفت، فهي أمانة".
رواه أبو يعلى عن شيخه جبارة بن مفلس وهو ضعيف جداً وقال ابن نمير: صدوق، وبقية رجاله ثقات.
*3* 130. باب فيمن يتشبع بما لم يعط.
13169- عن سفيان بن عبد الله الثقفي، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"المتشبع بما لم يعط، كلابس ثوبي زور".(8/12)
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار ورجال البزار رجال الصحيح غير أبي غسان روح بن حاتم وثقه أبو حاتم الرازي وابن حبان.
*3* باب كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً وهو مصدقك وأنت كاذب. (كذا في الأصل بدون ترقيم)
13170- عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك مصدق وأنت له كاذب".
رواه أحمد والطبراني وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف.
*3* 131. باب في كتابة الكتب وختمها.
13171- عن سلمان - يعني الفارسي - قال:
ص.185
ما كان أحد أعظم حرمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أصحابه إذا كتبوا إليه كتاباً، كتبوا: من فلان إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني وفيه قيس بن الربيع، وثقه الثوري وشعبة وضعفه غيرهما، وبقية رجاله ثقات.
13172- وعن حنظلة الكاتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن فقال:
"إذا اجتمعتما فعليٌّ الأمير، وإذا تفرقتما فكل واحد منكما على عمله".
وكتب خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبدأ بنفسه، ثم لم ينكر ذلك عليه.
وكتب علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني وفيه سيف بن عمر الأسدي وهو متروك.
13173- وعن العلاء بن الحضرمي أنه كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدأ بنفسه.
رواه البزار من رواية ابن العلاء بن الحضرمي عن أبيه ولم يسمه، والظاهر أن ابن العلاء له صحبة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13174- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كتب أحدكم إلى إنسان فليبدأ بنفسه، وإذا كتب فليترب كتابه، فهو أنجح".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك.
13175- وعن مسلم بن الحارث التميمي:
ص.186
أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له كتاباً بالوصاة إلى من بعده من ولاة الأمر، وختم عليه.(8/13)
رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات.
13176- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كرامة الكتاب ختمه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن مروان السدي الصغير وهو متروك.
*3* 132. باب فيمن نام على سطح بغير تحجير أو ركب البحر عند ارتجاجه.
13177- عن أبي عمران الجوني قال: حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وغزونا نحو فارس، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بات فوق بيت ليس له إجار، فوقع فمات، برئت منه الذمة، ومن ركب البحر عند ارتجاجه، فقد برئت منه الذمة".
رواه أحمد عن شيخه إبراهيم بن القاسم، ولم أعرفه.
13178- وعن أبي عمران الجوني قال: كنا بفارس وعلينا أمير يقال له: زهير بن عبد الله فقال: حدثني رجل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من بات فوق إجار أو فوق بيت ليس حوله شيء يرد رجله، فقد برئت منه الذمة، ومن ركب البحر بعدما يرتج، فقد برئت منه الذمة".
ص.187
رواه أحمد مرفوعاً وموقوفاً وكلاهما رجاله رجال الصحيح.
13179- وعن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من رمانا بالليل فليس منا، ومن رقد على سطح لا جدار له فسقط فمات، فدمه هدر".
رواه الطبراني وفيه يزيد بن عياض وهو متروك.
*3* 133. باب كيف يدخل بيته في الشتاء ويخرج منه في الصيف.
13180- عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج إذا خرج في الصيف، ليلة الجمعة، وإذا دخل الشتاء، دخل ليلة الجمعة.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمير بن موسى بن وجيه وهو وضاع.
*3* 134. باب فيمن يضطجع ويضع إحدى رجليه على الأخرى.
13181- عن أبي النضر أن أبا سعيد كان يشتكي [رجله] فدخل عليه أخوه وقد جعل إحدى رجليه على الأخرى [وهو مضطجع] فضرب بيده على رجله الوجعة فأوجعه فقال: أوجعتني، أو لم تعلم أن رجلي وجعة؟ قال: بلى. قال: فما حملك على ذلك؟ قال: أولم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن هذه؟!(8/14)
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا النضر لم يسمع من أبي سعيد.
13182- وعن عبيد بن حنين قال: بينا أنا جالس، إذ جاءني قتادة بن النعمان فقال: انطلق بنا يا ابن جبير إلى أبي سعيد، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد
ص.188
الخدري فوجدناه مستلقياً رافعاً رجله اليمنى على اليسرى، فسلمنا وجلسنا، فرفع قتادة بن النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة، فقال أبو سعيد: سبحان الله يا ابن أم، لقد أوجعتني. فقال له: ذلك أردت، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله لما قضى خلقه استلقى، فوضع رجله على الأخرى وقال: لا ينبغي لأحد من خلقي أن يفعل هذا".
فقال أبو سعيد: والله لا أفعله أبداً.
رواه الطبراني عن مشايخ ثلاثة: جعفر بن سليمان النوفلي وأحمد بن رشدين المصري وأحمد بن داود المكي، فأحمد بن رشدين ضعيف، والاثنان لم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13183- وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى وهو متكئ.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
13184- وعن أبي قرصافة أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقياً على قفاه، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
13185- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا استلقى أحدكم، فلا يضع إحدى رجليه على الأخرى".
ص.189
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير خداش العبدي وهو ثقة.
*3* 135. باب النهي عن الاضطجاع بين القوم.
13186- عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرقد الرجل بين القوم، وأن ينام على قارعة الطريق.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف.
*3* 136. باب فيمن يرقد على وجهه.
13187- عن أبي هريرة قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل مضطجع على بطنه فقال:
"إن هذه ضجعة ما يحبها الله عز وجل".(8/15)
رواه أحمد وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13188- وعن عمرو بن الشريد يخبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا وجد الرجل راقداً على وجهه ليس على عجزه شيء، ركضه برجله وقال: "هذه أبغض الرقدة إلى الله عز وجل".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13189- وعن الحارث بن عبد الرحمن قال : بينا أنا جالس مع أبي سلمة بن عبد الرحمن، إذ طلع علينا رجل من بني غفار ابنٌ لعبد الله بن طهفة، فقال أبو سلمة: ألا تخبرنا خبر أبيك؟ فقال عبد الله بن طهفة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كثر الضيف عنده قال: "لينقلب كل رجل بضيفه". حتى إذا كان ذات ليلة، اجتمع ضيفان كثير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لينقلب كل رجل مع
ص.190
جليسه". قال: فكنت فيمن انقلب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل قال: "يا عائشة هل من شيء؟". قالت: نعم حويسة اتخذتها لإفطارك. قال: فجاءت بها في قعبة لها، فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم منها قليلاً فأكله ثم قال: "كلوا بسم الله". فأكلنا منها حتى ما ننظر إليها. ثم قال: "هل عندك من شراب؟". قالت: نعم لبينة كنت اتخذتها لك. قال: "هلميها". قال: فجاءت بها، فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعها إلى فيه فشرب قليلاً ثم قال: "اشربوا باسم الله". فشربنا حتى والله ما ننظر إليها. ثم خرجنا، فأتيت المسجد فاضطجعت على وجهي، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غفلة، فجعل يوقظ الناس للصلاة، وكان إذا خرج يوقظ الناس للصلاة، فمر بي وأنا على وجهي فقال: "من هذا؟". فقلت: عبد الله بن طهفة. فقال: "إن هذه ضجعة يكرهها الله".
قلت: رواه أبو داود عن طهفة باختصار، والنسائي عن طهفة وغيره، ولم يسم غير طهفة، ولم أجد أحداً رواه عن ابن طهفة والله أعلم.
رواه أحمد، وابن عبد الله بن طهفة لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.(8/16)
*3* 137. باب النهي عن مباشرة الرجل الرجل والمرأة المرأة.
13190- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يباشر الرجل الرجل ولا المرأة المرأة".
ص.191
رواه أحمد والبزار والطبراني في الصغير، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح وكذلك رجال البزار.
13191- وعن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا يباشر الرجل الرجل في الثوب الواحد، ولا تباشر المرأة المرأة في الثوب الواحد".
قال: فقلت لجابر: أكنتم تعدون الذنوب شركاً؟ قال: معاذ الله.
رواه أحمد في جملة أحاديث والطبراني في الأوسط باختصار، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف.
13192- وعن أبي الزبير قال: سألت جابراً عن الرجل يباشر الرجل. فقال جابر: زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. وسألت جابراً عن المرأة تباشر المرأة. فقال جابر: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13193- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يباشر الرجل الرجل ولا تباشر المرأة المرأة".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن عثمان بن سعيد، أبي عمر الضرير، وفي الميزان محمد بن عثمان بن سعيد المصري فإن كان هو هذا فهو ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13194- وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تباشر المرأة المرأة إلا وهما زانيتان، ولا يباشر الرجل الرجل إلا وهما زانيان".
ص.192
رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي وفيه لين، وبقية رجاله ثقات.
13195- وعن سمرة - يعني ابن جندب - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى النساء أن يضطجع بعضهن مع بعض إلا وبينهن ثياب، وأن يضطجع الرجل مع صاحبه إلا وبينهما ثوب.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. ورواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف.(8/17)
*3* 138. باب في المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.
13196- عن رجل من هذيل قال: رأيت عبد الله بن عمرو بن العاصي ومنزله في الحل ومسجده في الحرم، قال: فبينا أنا عنده رأى أم سعيد ابنة أبي جهل متقلدة قوساً، وهي تمشي مشية الرجال، فقال عبد الله: من هذه؟ فقلت: هذه أم سعيد بنت أبي جهل. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال".
رواه أحمد. والهذلي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
ورواه الطبراني باختصار، وأسقط الهذلي المبهم، فعلى هذا رجال الطبراني كلهم ثقات.
13197- وعن ابن عباس، أن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدة قوساً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ص.193
"لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي وهو لين، وبقية رجاله ثقات.
13198- وعن ابن عمر قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء.
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه ثوير بن أبي فاختة وهو متروك.
13199- وعن أبي هريرة: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال، وراكب الفلاة وحده.
رواه أحمد وفيه طيب بن محمد وثقه ابن حبان وضعفه العقيلي، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13200- وعن أبي سعيد قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال.
رواه الطبراني في الأوسط، والبزار وفيه عطية العوفي وهو ضعيف.
13201- وعن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المؤنثين من الرجال، والمذكرات من النساء . . .
وفيه مبارك بن سحيم، وهو متروك.
ص.194
13202- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/18)
"أربعة لعنوا في الدنيا والآخرة وأمنت الملائكة: رجل جعله الله ذكراً فأنث نفسه وتشبه بالنساء، وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال، والذي يضل الأعمى، ورجل حصور، ولم يجعل الله حصوراً إلا يحيى بن زكريا".
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
13203- وعن أبي بكرة قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال.
رواه الطبراني، وفيه عمرو بن عبيد، وهو خبيث متروك.
13204- وعن واثلة قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء وقال: "أخرجوهم من بيوتكم". فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم أنجشة، وأخرج عمر فلاناً.
رواه الطبراني وفيه حماد مولى بني أمية.
13205- وعن عمر بن أبي سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيت أم سلمة، فرأى عندهم مخنثاً وهو يقول: يا عبد الله بن أبي أمية، لو قد فتح الله الطائف، لأريتك بادية بنت غيلان وهي تقبل بأربع وتدبر بثمان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل عليكم هؤلاء".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*3* 139. باب ما جاء في الوحدة.
13206- عن ابن عباس أن رجلاً خرج فتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول:
ص.195
ارجعوا ارجعوا. قال: فرجعا قال: فقال له: إن هذين شيطانان، وإني لم أزل بهما حتى رددتهما، فإذا أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه السلام، وأعلمه أنا في جمع صدقاتنا، ولو كانت تصلح له أرسلنا بها إليه. قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخلوة عند ذلك.
13207- وفي رواية: ارجعا بدل: ارجعوا.
رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال: خرج رجل من خيبر، ورجالهما رجال الصحيح والبزار كذلك.
13208- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(8/19)
13209- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو يعلم الناس ما في الوحدة، ما سار راكب بليل أبداً ولا نام رجل في بيت وحده".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن القاسم الأسدي، وثقه ابن معين وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات.
*3* 140. باب ما جاء فيمن يسكن البادية والكفور.
13210- عن البراء - يعني ابن عازب - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدا جفا".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير الحسن بن الحكم النخعي وهو ثقة.
13211- وعن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ص.196
"هلاك أمتي في الكتاب واللبن". قالوا: يا رسول الله ما الكتاب واللبن؟ قال: "يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل الله عز وجل، ويحبون اللبن فيتركون الجماعات ويبدون".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين، وبقية رجاله ثقات.
13212- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا أخاف على أمتي إلا اللبن، فإن الشيطان بين الرغوة والصريح".
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين، وبقية رجاله ثقات.
13213- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تنزلوا الكفور، فإنها بمنزلة القبور". يعني القرى.
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن جامع العطار، وهو ضعيف.
13214- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تمدوا طنباً لبدو، فإن البدو الجفاء، يد الله في الجماعة ولا يبالي الله شذوذ من شذ، ولا يركب الدابة فوق اثنين، ولا تضربوا وجوه الدواب فإن كل شيء يسبح بحمده، ولا تسموا أبناءكم وإخوانكم: الحكم ولا أبا الحكم فإن الله هو الحكم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن جامع العطار وهو ضعيف.
13215- وعن عبد الرحمن بن غنم قال: استعمل عمر بن الخطاب على الشام معاذ بن جبل، فكتب إليه أن أعطي الناس أعطياتهم، واغز بهم، فبينا هو يعطي
ص.197(8/20)
الناس - وذلك في آخر زمان - جاء رجل من أهل الرستاق فقال: يا معاذ مر لي بعطائي فإني رجل من أهل الرستاق من مكان كذا وكذا فلعلي آوي إلى أهلي قبل الليل. قال: لا والله لا أعطيك حتى أعطي هؤلاء - يعني أهل المدينة - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الأنبياء كلهم يدخلون الجنة قبل سليمان بن داود عليه السلام بأربعين عاماً، وإن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين عاماً، وإن صالحي العبيد يدخلون الجنة قبل الآخرين بأربعين عاماً، وإن أهل المدن يدخلون الجنة قبل أهل الرستاق بأربعين عاماً لفضل المدائن والجماعات والجمعات وحلق الذكر، وإذا كان بلاء خصوا به دونهم".
رواه الطبراني عن شيخه علي بن سعيد الرازي وهو لين، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
*3* 141. باب تأديب الأولاد وأهل البيت وتعليق السوط حيث يرونه.
13216- عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما ورث والد ولداً خيراً من أدب حسن".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن دينار، قهرمان آل الزبير، وهو ضعيف.
13217- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه آدب لهم".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه والبزار وقال: "حيث يراه الخادم". وإسناد الطبراني فيهما حسن.
ص.198
13218- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا ترفع العصا على أهلك، وأخفهم في الله عز وجل".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه الحسن بن صالح بن حي، وثقه أحمد وغيره وضعفه الثوري وغيره وإسناده على هذا جيد.
*3* 142. باب النهي عن الضرب على الوجه والنهي عن سبه.
13219- عن أسد بن وداعة أن رجلاً يقال له: جزير أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أهلي يعصوني فبم أعاقبهم؟ قال: "تعفو". ثم قال الثانية، حتى قالها ثلاثاً، قال: "إن عاقبت فعاقب بقدر الذنب، واتق الوجه".(8/21)
رواه الطبراني، وأسد لم يدرك القصة، فهو مرسل، ورجاله وثقوا كلهم، وفيهم ضعف.
13220- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقبحوا الوجه، فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن تبارك وتعالى".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وهو ثقة وفيه ضعف.
13221- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.199
"إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه".
13222- وفي رواية: "إذا رمى أو ضرب أحدكم فليجتنب الوجه".
رواه أحمد والبزار بنحوه وفيه عطية العوفي، ضعفه جماعة ووثقه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 143. باب ما جاء في لطم خدود الدواب وضربهن.
13223- عن المقدام بن معدي كرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن لطم خدود الدواب قال: "إن الله قد جعل لكم عصياً وسياطاً".
رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية مدلس.
13224- وعن عبد الله بن زياد، عن ابني بشر السلميين قال: دخلت عليهما فقلت: يرحمكما الله، الرجل منا يركب دابته فيضربها بالسوط ويكفحها باللجام، هل سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئاً؟ فإذا امرأة قد نادت من جوف البيت: أيها السائل إن الله عز وجل يقول: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء} فقالا: هذه أختنا وهي أكبر منا، وقد أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
*3* 144. باب النهي عن اتخاذ الدواب كراسي.
13225- عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل فقال لهم:
ص.200
"اركبوها سالمة ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكراً لله تبارك وتعالى منه".(8/22)
رواه أحمد والطبراني، وأحد أسانيد أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سهل بن معاذ بن أنس، وثقه ابن حبان وفيه ضعف.
*3* 145. باب صاحب الدابة أحق بصدرها.
13226- عن عبد الرحمن بن أبي أمية أن حبيب بن مسلمة أتى قيس بن سعد بن عبادة في الفتنة الأولى وهو على فرس، فأخر عن السرج وقال: اركب. فأبى، فقال له قيس بن سعد: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "صاحب الدابة أولى بصدرها". فقال حبيب: إني لست أجهل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني أخشى عليك.
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد ثقات.
13227- وعن قيس بن سعد قال: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعنا له غسلاً فاغتسل، فأتيناه بملحفة ورسية فاشتمل بها، فكأني أنظر أثر الورس على حكثه، ثم أتيناه بحمار ليركب، فقال: "صاحب الحمار أحق بصدر حماره". فقلنا: يا رسول الله، فالحمار لك.
قلت: روى ابن ماجة منه إلى: عكنه.
رواه أحمد وفيه ابن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ.
13228- وعن عمر بن الخطاب قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صاحب الدابة أولى بصدرها.
ص.201
رواه أحمد ورجاله ثقات.
13229- وعن عروة بن معتب الأنصاري قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صاحب الدابة أحق بصدرها.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
13230- وعن عصمة بن مالك الخطمي قال: زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء، فلما أراد أن يرجع جئناه بحمار يتخالى قطوف (قريب الخطوة) فركب، قلنا: يا رسول الله، هذا الغلام يأتي معك يرد الدابة. قال: "صاحب الدابة أحق بصدرها". قلنا: يا رسول الله اركبه ورده علينا. فذهب به ورده علينا وهو هملاج (حسن السير في سرعة) ما يساير.
رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف.(8/23)
13231- وعن محمد بن علي بن حسين قال: خرج الحسين وهو يريد أرضه التي بظاهر الحرة، ونحن نمشي إذ أدركنا النعمان بن بشير على بغلة، فنزل فقربها إلى الحسين، فقال: اركب يا أبا عبد الله. فكره ذلك، فلم يزل كذلك حتى أقسم النعمان عليه، حتى أطاع الحسين بالركوب، قال: أما إذ أقسمت فقد كلفتني ما أكره، فاركب على صدر دابتك فأردفك فإني سمعت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الرجل أحق بصدر دابته، وصدر فراشه، والصلاة في منزله إلا إماماً يجمع الناس عليه".
فقال النعمان: صدقت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت أبي بشيراً يقول كما قالت
ص.202
فاطمة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إلا من إذن". فركب.
رواه الطبراني وفيه الحكم بن عبد الله الأيلي وهو متروك.
13232- وعن محمد بن علي بن حسين قال: خرجت مع جدي حسين بن علي إلى أرض له بالزارنيق بظهر البيداء فأدركنا ابن النعمان بن بشير على بغلة، فنزل عنها وقال للحسين: اركب يا أبا عبد الله. فأبى، فلم يزل يقسم عليه حتى قال: إنك قد كلفتني ما أكره، ولكن سأحدثك حديثاً حدثتنيه فاطمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الرجل أحق بصدر دابته وصدر فراشه والصلاة في بيته".
قال ابن النعمان: صدقت فاطمة، حدثني أبي وهو داجي بالمدينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حديث وزاد فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: "إلا أن يأذن".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
13233- وعن أبي تميمة الهجيمي قال: بينا أنا على حمار لي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأخرت على عجز الحمار فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله اركب. قال: "أنت أحق بصدر حمارك". قلت: يا رسول الله، الحمار لك. فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم على مقدمه، وركبت أنا على عجزه.(8/24)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه هشام بن لاحق تركه أحمد وضعفه غيره أيضاً وقواه النسائي، وفيه من لم أعرفه.
13234- وعن المهاجر، مولى آل زياد قال: بينا أنا على حمار لي، تكاد تصيب رجلي الأرض من صغر الحمار إذا أنا بطلعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يبصر في القمر فقلت: يا أمير المؤمنين، أين تريد؟ قال: حاجة لي. قلت: ألا تركب؟ قال:
ص.203
بلى. فتخلفت على عجز الحمار فقلت: يا أمير المؤمنين. فقال: لا أفعل، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"صاحب الدابة أحق بصدر الدابة، وصاحب الفراش أحق بصدر الفراش".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن كثير أبو النضر، وهو ضعيف.
*3* 146. باب في تأخير الحمل.
13235- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا حملتم فأخروا الحمل إن الرجل موثقة، واليد معلقة".
رواه أبو يعلى وفيه الحسين بن علي بن الأسود وقيس بن الربيع وقد وثقا وفيهما ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 147. باب ركوب ثلاثة على دابة.
13236- عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يركب ثلاثة على دابة.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود الشاذكوني، وهو متروك.
*3* 148. باب الحافي أولى بصدر الطريق من المنتعل.
13237- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحافي أولى بصدر الطريق من المنتعل".
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة ويحيى بن عثمان بن صالح وحديثهما حسن وفيهما ضعف.
*3* 149. باب ما جاء في وسم الدواب.
13238- ص.204 عن العباس بن عبد المطلب، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوسم في الوجه، فقال العباس: لا أسم إلا في الجاعرتين.
رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف إلا أن جعفر بن تمام بن العباس لم يسمع من جده والله أعلم.
13239- وعن طلحة بن عبيد الله قال: مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد وسم في وجهه، فقال:(8/25)
"لو أن أهل هذا البعير عزلوا النار عن هذه الدابة". فقلت: لأسمن في أبعد مكان من وجهها. قال: فوسمت في عجب الذنب.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
ورواه البزار وزاد في أوله: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوسم أن يوسم في الوجه، والباقي بنحوه.
13240- وعن أنس قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حماراً موسوماً في وجهه فقال: "لعن الله من فعل هذا".
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات.
13241- وعن أبي هريرة قال: وسم العباس بعيراً له في وجهه، فقال له
ص.205
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهلا في غير الوجه؟". فقال: والذي بعثك بالحق لا أسم إلا في آخر عظم منه. فوسم في الجاعرتين.
رواه البزار عن شيخه إسماعيل عن خالد الطحان ولم أعرف إسماعيل، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13242- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من يسم الوجه.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
13243- وعن جنادة بن جرادة - أحد بني غيلان بن جنادة - قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بإبل قد وسمتها في أنفها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا جنادة، فما وجدت عضواً تسمه إلا في الوجه؟ أما إن أمامك القصاص". فقال: أمرُها إليك يا رسول الله. فقال: "ائتني بشيء ليس عليه وسم". فأتيته بابن لبون وحقة، فوضعت الميسم في العنق، فلم يزل يقول: "أخر أخر" حتى بلغ الفخذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سم على بركة الله". فوسمتها في أفخاذها، وكانت صدقتها حقتين، وكانت تسعين.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
13244- وعن نقادة قال: قلت: يا رسول الله، إني أسم. قال: "أولم أرك تسم في الوجه؟ لا تحرق اللحم". قلت: فأين أسم؟ قال: "في موضع الجرير (مقدم صفحة العنق) من السالفة".
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
*3* 150. باب في المدافع عن قومه.(8/26)
13245- ص.206 عن خالد بن عبيد الله بن حرملة المدلجي قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان، فقال رجل: هل لك في عقائل النساء وأدم الإبل من بني مدلج؟ وفي القوم رجل من بني مدلج، نعرف ذلك في وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير القوم المدافع عن قومه ما لم يأثم".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
*3* 151. باب أوكوا الأسقية وأجيفوا الأبواب.
13246- عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أجيفوا أبوابكم، واكفئوا آنيتكم، وأوكوا أسقيتكم، وأطفئوا سرجكم، فإنه لم يؤذن لهم بالتسور عليكم".
رواه أحمد ورجاله ثقات غير الفرج بن فضالة وقد وثق.
13247- وعن عبد الله بن سرجس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يبولن أحدكم في الحجر، وإذا نمتم فأطفئوا السراج، فإن الفأرة تأخذ الفتيل فتحرق أهل البيت، وأوكوا الأسقية، وخمروا (غطوا) الشراب، وغلقوا الأبواب بالليل". قالوا لقتادة: ما يكره من البول في الحجر؟ قال: يقال: إنها مساكن الجن.
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.
ص.207
13248- وعن أبي هريرة أن رجلاً يقال له: أبو حميد، أتى النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فيه لبن من البقيع نهاراً فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا خمرت ولو أن تعرض عليه بعود".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن سليمان الدباس وهو ثقة.
13249- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اتقوا فورة العشاء". كأنه لما يخاف من الاختصار.
رواه أحمد وفيه من لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13250- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله عز وجل خلقاً يبثهم تحت الليل كيف شاء، فأوكئوا السقاء، وأغلقوا الأبواب، وغطوا الإناء، فإنه لا يفتح باباً ولا يكشف غطاء ولا يحل وكاء".
قلت: رواه ابن ماجة باختصار.
رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف.(8/27)
13251- وعن علي قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإرتاج الباب، وأن نخمر الآنية، وأن نوكي السقاء، وأن نطفئ السراج.
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن العباس ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات إلا أن كهيلاً أبا سلمة بن كهيل لم أعرفه.
13252- وعن ابن عباس - أحسبه رفعه - قال:
ص.208
"إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم، فإنها ساعة تنتشر فيها الشياطين".
رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
13253- وعن وحشي بن حرب أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج لحاجته من الليل وترك باب البيت مفتوحاً، ثم رجع فوجد إبليس قائماً في وسط البيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اخسأ يا خبيث من بيتي". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خرجتم من بيوتكم بالليل فأغلقوا أبوابها".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*3* 152. باب الفأرة تجر الفتيلة فتحرق أهل البيت.
13254- عن أبي سعيد الخدري - وذكر حديثاً فيما يقتله المحرم من الدواب - فقيل له: وما شأن الفأرة؟ قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ وقد أخذت الفتيلة وصعدت بها إلى السقف.
رواه أبو يعلى وفيه يزيد بن أبي زياد وهو لين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 153. باب كراهية السراج عند الصبح.
13255- عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره السراج عند الصبح.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خديج بن معاوية وهو ضعيف.
*3* 154. باب القيلولة.
13256- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.209
"قيلوا، فإن الشيطان لا يقيل".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن مروان وهو كذاب.
*3* 155. باب عليكم بالأوساط من الأشياء.
13257- عن وهب - يعني ابن أمية - أنه كان يقول: إن لكل شيء طرفين ووسطاً، فإذا أُمسك بأحد الطرفين مال الآخر، وإن أُمسك بالوسط اعتدل الطرفان. وقال: عليكم بالأوساط من الأشياء.
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.(8/28)
*3* 156. باب النهي عن النظر إلى الكوكب حين ينقض.
13258- عن محمد - يعني ابن سيرين - قال: كنا مع أبي قتادة على ظهر بيتنا، فرأى كوكباً انقض فنظروا إليه فقال أبو قتادة: إنا قد نهينا أن نتبعه أبصارنا.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
*3* 157. باب النهي أن ينظر أحد إلى ظله في الماء.
13259- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر أحدكم إلى ظله في الماء".
رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وفيه طلحة بن عمرو، وهو ضعيف.
*3* 158. باب ما جاء في القمار.
13260- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم:
ص.210
"إياكم وهاتان اللعبتان الموسمتان اللتان تزجران زجراً، فإنهما ميسر العجم".
رواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني رجال الصحيح.
13261- وعن عبد الرحمن - يعني ابن أبي سعيد - قال: سمعت أبي يقول: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: "مثل الذي يلعب بالنرد ثم يقوم فيصلي، مثل الذي يتوضأ بالقيح ودم الخنزير ثم يقوم فيصلي".
رواه أحمد وأبو يعلى وزاد: "لا تقبل صلاته".
والطبراني، وفيه موسى بن عبد الرحمن الخطمي، ولم أعرفه، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
13262- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللاعب بالنرد كواضع يده في لحم الخنزير، والناظر إليها كواضع يده في دم الخنزير".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ثابت بن زهير وهو ضعيف.
13263- وعنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، إني رأيت البارحة في المنام أنه ليس من عبد يشهد أن لا إله إلا الله ويشهد أنك رسول الله إلا رفعه الله درجة في الجنة، إلا أصحاب الشاه، وهي الشطرنج.
ص.211
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ثابت بن زهير وهو ضعيف.(8/29)
13264- وعن عمر بن الخطاب قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول لرجل: تعال أقامرك. فأمره أن يتصدق بصدقة.
رواه أبو يعلى وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف.
13265- وعن أبي موسى الأشعري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
"اجتنبوا هذه الكعاب الموسومة التي يزجر بها زجراً، فإنها من الميسر".
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد وهو متروك.
*3* 159. باب لا يقل خبثت نفسي.
13266- عن جبير بن مطعم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يقولن أحدكم خبثت نفسي، ولكن لقست".
قلت: اللقس: الغثيان، قاله صاحب النهاية.
رواه الطبراني وإسناده حسن.
*3* 160. باب رفع الصوت وخفضه.
13267- عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره أن يرى الرجل جهيراً رفيع الصوت وكان يحب أن يراه خفيض الصوت.
رواه الطبراني وفيه موسى بن علي الخشني وهو ضعيف.
*3* 161. باب التصفير.
13268- عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن التصفير فقال: "ليّ الشدق".
رواه الطبراني وفيه واصل بن السائب وهو متروك.
*3* 162. باب دفن النخامة.
13269- عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا تنخم أحدكم فليغيب نخامته لا تصيب جلد مؤمن أو ثوبه".
رواه البزار ورجاله ثقات.
*3* 163. باب لا تبزق عن يمينك.
13270- عن طارق بن عبد الله المحاربي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أردت أن تبزق فلا تبزق عن يمينك، ولكن عن يسارك إن كان فارغاً، فإن لم يكن فارغاً فتحت قدمك".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
*3* 164. باب النهي أن يقول: مُطرنا بنوء كذا وكذا.
13271- عن العباس بن عبد المطلب قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، فالتفت إليها فقال:
ص.213(8/30)
"إن الله قد برأ هذه الجزيرة من الشرك، ولكن أخاف أن تضلهم النجوم". [قالوا: يا رسول الله كيف تضلهم النجوم؟] قال: "ينزل الغيث فيقولون: مُطرنا بنوء كذا وكذا".
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط باختصار، وإسناد أبي يعلى حسن.
13272- وعن ابن مسعود قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، فمُطرنا تلك الليلة مطراً شديداً فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تدرون بما قال ربكم؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. قالها ثلاثاً وعادوا قال: "قال ربكم: إن الذي قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا فقد كفر بي وآمن بذلك النجم، وإن من يقول: إن الله سقانا فقد آمن بي وكفر بذلك النجم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلم بن خالد الزنجي وثقه جماعة وضعفه غيرهم.
*3* 165. باب مشي النساء في الطريق.
13273- عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس للنساء نصيب في سراة الطريق، فليلتمسن حافتها ولا يتخففن".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني وهو كذاب ووثقه الحاكم.
13274- وعن عمر بن حماس - وكانت له صحبة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس للنساء سراة الطريق".
ص.214
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه إسحاق بن حاجب ولم أعرفه.
13275- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: لأن يزاحمني بعير مطلي بقطران، أحب إلي من أن تزاحمني امرأة [عطرة].
رواه الطبراني وفيه أبو الزعراء، وثقه العجلي وابن حبان وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 166. باب المراجيح.
13276- عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع المراجيح.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
*3* 167. (بابان في السدر).
*4* 1. باب فيمن قطع السدر.
13277- عن علي - يعني ابن أبي طالب - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اخرج فناد في الناس: لعن الله قاطع السدر".(8/31)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك.
13278- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الذين يقطعون السدر، يصبون في النار على وجوههم صباً".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله كلهم ثقات.
*4* 2. باب.
13279- ص.215 وعن عبد الله بن حبشي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قطع سدرة من سدر الحرم صوب الله رأسه في النار".
قلت: رواه أبو داود غير قوله: "من سدر الحرم".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وقد تقدمت بقية أحاديث هذا الباب في البيع بعد باب اتخاذ الشجر.
*3* 168. باب البيان وتشقيق الكلام.
13280- عن معاوية قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يشققون الكلام تشقيق الشعر.
رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
13281- وعن عمر بن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال: كان لي إلى أبي سعد. وعن مجمع قال: كان لعمر بن سعد إلى أبيه حاجة، فقدم بين يدي حاجته كلاماً مما يحدث الناس يتوصلون به، لم يكن سعد يسمعه، فلما فرغ قال: يا بني قد فرغت من كلامك؟ قال: نعم. قال: ما كنت من حاجتك أبعد، ولا كنت فيك أزهد مني منذ سمعت كلامك [هذا] سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر من الأرض".
رواه أحمد والبزار من طرق وفيه راو لم يسم، وأحسنها ما رواه أحمد عن
ص.216
زيد بن أسلم عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها".
ورجاله رجال الصحيح إلا أن زيد بن أسلم لم يسمع من سعد، والله أعلم.
13282- وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تخلل الباقرة بلسانها".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف.
13283- وعن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(8/32)
"إن البيان كل البيان شعبة من الشيطان".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وهو ضعيف.
13284- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كره لكم البيان كل البيان".
13285- وبسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن المتشدقين في النار".
رواهما الطبراني وفي إسنادهما عفير بن معدان وهو ضعيف.
13286- وعن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.217
"إن من البيان سحراً".
رواه الطبراني وأحد إسناديه حسن.
13287- وعن أبي بكرة قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقدم عليه وفد بني تميم، عليهم قيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم، والزبرقان بن بدر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن الأهتم: "ما تقول في الزبرقان بن بدر؟" فقال: يا رسول الله، مطاع في أنديته، شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره. فقال الزبرقان: يا رسول الله، إنه ليعلم مني أكثر مما وصفني به، ولكنه حسدني. فقال عمرو: والله يا رسول الله إنه لزمن المروءة ضيق العطن، لئيم الخال، أحمق الولد، والله يا رسول الله، ما كذبت أولاً ولقد صدقت آخراً، ولكني رضيت فقلت أحسن ما علمت، وغضبت فقلت أقبح ما علمت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من البيان لسحراً، وإن من الشعر لحكماً".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير عن محمد بن موسى الأصطخري، عن الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات.
13288- وعن معن بن يزيد أو أبي معن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اجتمعوا في مساجدكم فإذا اجتمع كل قوم فليؤذنوني". قال: فاجتمعنا أول الناس فأتيناه، فجاء يمشي معنا حتى جلس إلينا فتكلم متكلم منا فقال: الحمد لله الذي ليس دونه مقتصر وليس وراءه منفذ، ونحو هذا. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام، فتلاومنا ولام بعضنا بعضاً فقلنا: خصنا الله [به] إن أتانا أول الناس وإن فعل وفعل.(8/33)
ص.218
قال: فأتيناه فوجدناه في مسجد بني فلان فكلمناه، فأقبل يمشي معنا حتى جلس في مجلسه الذي كان فيه أو قريباً منه فقال: "الحمد لله ما شاء جعل بين يديه وما شاء جعل خلفه، وإن من البيان سحراً". ثم أقبل علينا فأمرنا وكلمنا وعلمنا.
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح، غير سهيل بن ذراع وقد وثقه ابن حبان.
قلت: وتأتي أحاديث في قوله: "إن من الشعر حكماً وإن من البيان سحراً".
*3* 169. باب ما جاء في الحمد والمدح والمداحين.
13289- عن عطاء بن أبي رباح قال: كان رجل يمدح ابن عمر يقول: هكذا يحثو في وجهه التراب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح.
13290- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة ولم أعرفه وهو حسن الإسناد لو سلم من هذا.
ص.219
13291- وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب".
رواه الطبراني وأحد إسناديه حسن.
13292- وعن طارق بن شهاب قال: قال عبد الله: إن الرجل ليخرج ومعه دينه فيرجع وما معه شيء منه يأتي الرجل لا يملك له ولا لنفسه ضراً ولا نفعاً، فيقسم له بالله: لأنت وأنت. فيرجع ما حل من حاجته بشيء وقد أسخط الله عليه.
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.
13293- وعن الأسود بن سريع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح وإياك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/34)
"أما إن ربك تبارك وتعالى يحب المدح، هات ما امتدحت به ربك تبارك وتعالى". قال: فجعلت أنشده، فجاء رجل فاستأذن آدم، طوال، أصلع، أيسر أعسر، قال: فاستنصتني له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصف لنا أبو سلمة كيف استنصته له، قال: كما صنع بالهر، فدخل الرجل فتكلم ساعة ثم خرج، ثم أخذت أنشده أيضاً، ثم رجع بعد، فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفه أيضاً، فقلت: يا رسول الله، من هذا الذي تستنصتني له؟ فقال:
"هذا رجل لا يحب الباطل، هذا عمر بن الخطاب".
رواه أحمد والطبراني بنحوه بأسانيد ورجال أحدها عند أحمد رجال الصحيح.
13294- وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أحد أغير من الله
ص.220
وذلك أنه حرم الفواحش، وما أحد أحب إليه المدحة من الله، وذلك لأنه مدح نفسه، ولا أحد أحب إليه العذر من الله وذلك أنه اعتذر إلى خلقه، ولا أحد أحب إليه الحمد من الله، وذلك أنه حمد نفسه".
قلت: في الصحيح: "لا أغير ولا أحب إليه المدح". فقط.
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن حماد بن نمير ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
13295- وعن عبادة بن الصامت قال: جاء رجل من بني ليث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنشدك؟ قالها ثلاث مرات، فأنشده الرابعة مديحه له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن كان أحد من الشعراء يحسن فقد أحسنت".
رواه الطبراني وفيه راو لم يسم وعطاء بن السائب اختلط.
13296- وعن خلاد بن السائب قال: دخلت على أسامة بن زيد فمدحني في وجهي وقال: إنه حملني على أن أمدحك في وجهك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا مدح المؤمن في وجهه ربا الإيمان في قلبه".
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة، وبقية رجاله وثقوا.
*3* 170. باب ما جاء في الشعر والشعراء.(8/35)
13297- عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: سئلت عائشة رضي الله عنها: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
ص.221
13298- وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن إبليس لما أنزل إلى الأرض قال: يا رب أنزلتني إلى الأرض وجعلتني رجيماً - أو كما ذكر - فاجعل لي بيتاً. قال: بيتك الحمام. قال: فاجعل لي مجلساً. قال: الأسواق ومجامع الطرق. قال: اجعل لي طعاماً. قال: طعامك ما لم يذكر اسم الله عليه. قال: اجعل لي شراباً. قال: كل مسكر. قال: اجعل لي مؤذناً. قال: المزامير. قال: اجعل لي قرآناً. قال: الشعر. قال: اجعل لي كتاباً. قال: الوسم. قال: اجعل لي حديثاً. قال: الكذب. قال: اجعل لي مصايد. قال: النساء".
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف. وقد تقدم لهذا طرق في كتاب الإيمان.
13299- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار".
رواه أحمد والبزار وفي إسناده أبو الجهيم شيخ هشيم بن بشير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13300- وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما رفع رجل صوته بعقيرة غناء إلا بعث الله شيطانين يجلسان على منكبيه، يضربان بأعقابهما على صدره حتى يسكت متى سكت".
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها وثقوا وضعفوا.
ص.222
13301- وعن كيسان مولى معاوية قال: خطبنا معاوية فقال:
"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سبع، وأنا أنهاكم عنهن ألا إن منهن: النوح والغناء والتصاوير والشعر والذهب والخز السروج، والحرير".
قلت: رواه النسائي باختصار.
رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات.
13302- وعن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً".(8/36)
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، وقال: لا نعلم أحداً أسنده إلا خلاد بن يحيى.
13303- وعن مالك بن عمير أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وحنين والطائف، وكان رجلاً شاعراً فقال: يا رسول الله، أفتني في الشعر. فقال:
"لأن يمتلئ ما بين لبيك (أعلى الصدر) إلى عانتك قيحاً خير من أن يمتلئ شعراً". قلت: يا رسول الله، امسح على رأسي. فوضع يده على رأسي، فما قلت بعد ذلك بيت شعر. ولقد عمر مالك حتى شاب رأسه ولحيته وما شاب موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وقال: "قيحاً وصديداً". وفيه من لم أعرفهم.
13304- وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه، خير له من أن يمتلئ شعراً".
ص.223
رواه الطبراني وفيه يزيد بن سفيان وهو ضعيف.
13305- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً أو دماً خير له من أن يمتلئ شعراً هجيت به".
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم.
13306- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خيراً من أن يمتلئ شعراً".
رواه الطبراني وفيه أبو عبيدة بن عبد الله بن عبيد الله بن عمرو ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
13307- وعن أبي الدرداء وعتبة بن عبد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير من أن يمتلئ شعراً".
رواه الطبراني وفيه بشر بن عمارة وهو ضعيف.
13308- وعن عوف بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لأن يمتلئ جوف أحدكم من عانته إلى لهاته قيحاً يتخضخض خير له من أن يمتلئ شعراً".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
13309- وعن أبي الزعراء قال: قال عبد الله - يعني ابن مسعود - : لأن يمتلئ جوف الرجل قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً.(8/37)
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي الزعراء واسمه عبد الله بن هانئ وثقه العجلي وابن حبان وفيه ضعف.
ص.224
13310- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مثل بالشعر فليس له عند الله خلاق".
رواه الطبراني في الكبير وفيه حجاج بن نصير وقد ضعفه الجمهور، ووثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وبقية رجاله ثقات.
13311- وعن أبي برزة قال: كنا قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فسمع رجلين وهما يتغنيان وأحدهما يجيب الآخر وهو يقول:
يزال حواريَّ تلوح عظامه * زوى الحرب عنه أن يحن فيقبرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "انظروا من هما". قال: فقالوا: فلان وفلان. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أركسهما ركساً ودعهما إلى النار دعاً".
رواه أحمد والبزار وقال: نظر إلى رجلين يوم أحد يتمثلان بهذا الشعر في حجرة. وأبو يعلى بنحوه وفيه يزيد بن أبي زياد والأكثر على تضعيفه.
13312- وعن المطلب بن ربيعة قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، إذ سمع صوت غناء فقال: "ما هذا؟". فنظروا فإذا رجل يطارح رجلاً الغناء:
لا يزال حواريَّ تلوح عظامه * ذوى الحرب عنه أن نحن فيقبرا
فقال: "اللهم أركسهما في النار في الفتنة ركساً، ودعهما إلى نار جهنم دعاً".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
ص.225
13313- وعن ابن عباس قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت رجلين وهما يتغنيان، وهما يقولان:
لا يزال حواري يزول عظامه * زوى الحرب عنه أن يجن ويقبرا
فسأل عنهما، فقيل له: معاوية وعمرو بن أبي العاص فقال: "اللهم أركسهما في الفتنة ركساً، ودعهما إلى النار دعاً".
رواه الطبراني وفيه عيسى بن سوادة النخعي كذاب.
13314- وعن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا التجارة فيهن، وأثمانهن حرام والاستماع إليهن فتنة".(8/38)
قلت: رواه الترمذي غير قوله: "والاستماع إليهن".
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف.
13315- وعن سباع بن ثابت قال: سمعت أهل الجاهلية يطوفون ويقولون:
اليوم قرنا عيناً * تقرع المرتوينا
رواه أحمد ورجاله ثقات.
*3* 171. باب الشعر بعد العشاء الآخرة.
13316- عن شداد - يعني بن أوس - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.226
"من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة، لم تقبل له صلاة تلك الليلة".
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، وفيه قزعة بن سويد الباهلي، وثقه ابن معين وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات.
*3* 172. باب الشعر في الكلام.
13317- عن عائشة قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشعر فقال:
"هو كلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح".
رواه أبو يعلى وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وثقه دحيم وجماعة، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13318- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الشعر بمنزلة الكلام، فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام".
رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وإسناده حسن. والله أعلم.
*3* 173. باب ما جاء في الرخصة في الشعر ما لم يكن شركاً أو هجاء مسلم.
13319- عن أبي هريرة قال: رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شعر جاهلي إلا قصيدتين للأعشى زعم أنه أشرك فيهما.
ص.227
13320- وفي رواية: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعر الجاهلية، إلا قصيدتين للأعشى إحداهما في أهل بدر والأخرى في عامر وعلقمة.
رواه كله البزار وأبو يعلى باختصار، وفي إسنادهما من لا تقوم به حجة.
*3* 174. باب ما جاء في الهجاء.
13321- عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث هجاء في الإسلام فاقطعوا لسانه".
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: معناه: من هجا الإسلام.(8/39)
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن أبي فروة، وهو متروك.
13322- وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال في الإسلام شعراً مقذعاً فلسانه هدر".
رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
13323- وعن غضيف بن أبي غضيف صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من أحدث هجاء في الإسلام فاقطعوا لسانه".
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن أبي فروة، وهو متروك.
*3* 175. باب إن من الشعر حكمة وإن من البيان سحراً.
13324- عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من الشعر حكمة".
رواه البزار وفيه حسام بن مصك، وهو مجمع على ضعفه.
13325- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من الشعر حكمة".
رواه البزار والطبراني في الأوسط بأسانيد، وأحد أسانيد البزار رجاله رجال الصحيح، غير علي بن حرب الموصلي وهو ثقة.
13326- وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من الشعر حكمة".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه النضر بن طاهر، وهو كذاب.
13327- وعن عمرو بن عوف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من الشعر حكمة".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه كثير بن عبد الله بن [عمرو بن] عوف، ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه وبقية رجاله ثقات.
13328- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.229
"إن من البيان لسحراً وإن من الشعر حكمة".
رواه الطبراني وفيه العباس بن الفضل الأزرق وهو متروك.
*3* 176. باب هجاء المشركين.
13329- عن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اهجوا بالشعر إن المؤمن يجاهد بنفسه وماله، والذي نفس محمد بيده كأنما تنصحوهم بالنبل".
13330- وفي رواية: عن كعب أيضاً أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل قد أنزل في الشعر ما أنزل؟ قال: "إن المؤمن يجاهد بنفسه ولسانه". فذكر نحوه.(8/40)
رواه كله أحمد بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح. وروى الطبراني في الأوسط والكبير نحوه.
13331- وعن عمار بن ياسر قال: لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قولوا لهم كما يقولون لكم". قال: فلقد رأيتنا نعلمه إلى أهل المدينة.
رواه أحمد والبزار بنحوه والطبراني، ورجالهم ثقات. وزاد الطبراني فيه: قال: بينا رجل ينشد هجاء لمعاوية وعمرو بن العاص وعمار يسمعه، فقال عمار: الزق بالعجوزين. فقال له رجل: سبحان الله، هذا؟ أيقول
ص.230
هذا وأنتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له عمار: اجلس، فاسمع أو اذهب. ثم قال عمار: إنا لما
هجانا المشركون. فذكر نحوه بطرق، وأحدها رجاله ثقات.
13332- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: "اهجهم - أو هاجهم - اللهم أيده بروح القدس".
رواه البزار وإسناده حسن.
13333- وعن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو ينشد ويقول:
ألا هل أتى غسان عنا ودونهم * من الأرض حرق حوله يتتبع
تجالدنا عنْ حرمنا كلُّ فحمة * كردف لها فيها القوابس تلمع
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يا كعب بن مالك". فقال كعب: تجالدنا عن ديننا كل فحمة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم يا كعب".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
13334- وعن عبد الله بن رواحة قال: بينا أنا أجتاز في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه إذ قال القوم: يا عبد الله بن رواحة. فظننت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني فجئت قال:
"اجلس يا عبد الله بن رواحة، كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول؟". قلت: أنظر ثم أقول. قال: "عليك بالمشركين". ولم أكن أعددت لذلك شيئاً فقلت:
فخبروني أثمان العباء متى * كنتم مطاريق أو دانت لكم مضر
فنظرت الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جعلت قومه أثمان العباء، فنظرت ثم قلت:(8/41)
يا هاشم الخير إن الله فضلكم * على البريةِ فضلاً ما له غير
ص.231
إني تفرستُ فيك الخيرَ أعرفه * فراسةً خالفتهم في الذي نظروا
ولو سألت أو استنصرت بعضهم * في جلِّ أمرك ما آووا ولا نصروا
فثبت اللهُ ما آتاكَ من حسن * تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
قال: "وأنت فثبتك الله يا ابن رواحة".
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن مدرك بن عمارة لم يدرك ابن رواحة.
*3* 177. باب جواز الشعر والاستماع له.
13335- عن أسماء بنت أبي بكر قالت: مر الزبير بن العوام بمجلس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحسان بن ثابت ينشدهم من شعره، وهم غير نشاط لما يسمعون، فجلس الزبير معهم وقال: ما لي أراكم غير أذنين لما تسمعون من شعر ابن الفريعة؟ فلقد كان يعرض به لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيحسن استماعه ويجزل عليه ثوابه ولا يشتغل عنه بشيء. فقال حسان:
أقامَ على عهدِ النبيِّ وهديه * حواريهُ والقولُ بالفعلِ يعدل
أقامَ علىْ منهاجهِ وطريقه * يوالى وليَّ الحقِّ والحق أعدل
هو الفارسُ المشهورُ والبطل الذي * يصول إذا ما كان يوم محجل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها * بأبيض سباقٍ إلى الموت يرفل
وإن امرأ كانت صفية أمه * ومن أسدٍ في بيتها لمؤمّل
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن مصعب الزبيري وهو ضعيف.
13336- وعن حميد بن ثور الهلالي أنه حين أسلم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده:
أصبح قلبي من سليمى مقصداً * إن خطأ منها وإن تعمدا
من ساعة لم تك إلا مقعداً * فحمل الهم كباراً جلعدا
ص.232
ترى العلافيْ عليها مؤكدا * دمى بسقيها خدب ملبدا
إذا السراب في الفلاة اطردا * وأبحر الماء الذي توردا
تورد السيدِ أرادَ المرصدا * بأورق مصدرٍ من أوردا
ما يشفني منكم طبيب أبدا * نجدُّ فيما ينبغيْ أو أوجدا
حتى أتينا المصطفى محمدا * يتلو من الله كتاباً مرشدا
رواه الطبراني وفيه يعلى بن الأشدق وهو ضعيف.(8/42)
13337- وعن عمرو بن مسلم الخزاعي عن أبيه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأنشدته قول سويد بن عامر بن المصطلق:
لا تأمنن وإن أمسيت في حرم * إنَّ المنايا بجنبي كل إنسان
واسلك طريقك تمشي غير مختشع * حتى تلاقي ما يمني لكَ الماني
فكل ذي صاحب يوماً مفارقه * وكلُّ زادٍ وإنْ أبقيتهُ فاني
والخير والشرُّ مقرونان في قرن * بكل ذلك يأتيك الجديدان
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أدركني هذا لأسلم". فبكى أبي فقلت: يا أبتاه ما يبكيك من مشرك مات في الجاهلية؟ فقال أبي: والله ما رأيت من مشرك خير من سويد.
رواه الطبراني والبزار عن يعقوب بن محمد الزهري، عن شيخ مجهول هو مردود بلا خلاف.
ص.233
13338- وعن النابغة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته من قولي:
علونا العباد عفة وتكرما * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال: "أين المظهر يا أبا ليلى". قلت: الجنة. قال: "أجل إن شاء الله". قال: ثم قال: "أنشدني". فأنشدته من قولي:
ولا خير في حلمٍ إذا لم يكن له * بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له * حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
قال: "أحسنت لا يفضض الله فاك".
رواه البزار وفيه يعلى بن الأشدق وهو ضعيف.
13339- وعن ضرار بن الأزور قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: امدد يديك أبايعك على الإسلام. قال ضرار ثم قلت:
تركت القداح وعزف القيان * والخمر تصلية وابتهالا
وكَرِّي المحبر في عمرة * وحملي على المشركين القتالا
فيا رب لا أغبنن صفقتي * فقد بعت أهلي ومالي بدالا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما غبنت صفقتك يا ضرار".
رواه عبد الله بن أحمد وفيه محمد بن سعد الأثرم وهو متروك.
13340- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صدق أمية في شيء من شعره فقال:
رجل وثور تحت رجل يمينه * والنسر للأخرى وليث موصد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق". وقال:
ص.234(8/43)
والشمس تطلع كل آخر ليلة * حمراء يصبح لونها يتورد
تأبى فما تطلعْ لنا في رسلها * إلا معذبة وإلا تجلد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق".
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس.
13341- وعن الأعشى المازني قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته:
يا مالك الناس وديان العرب
إني لقيتُ ذربةً من الذرب
غدوت أبغيها الطعام في رجب
فخلفتني بنزاع وهرب
أخلفتِ العهدَ ولطت بالذنب
وهنَّ شرٌّ غالب لمن غلب
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "وهن شر غالب لمن غلب".
رواه عبد الله بن أحمد والطبراني وأبو يعلى والبزار وقال: إن اسم الأعشى عبد الله بن الأعور، ورجالهم ثقات.
قلت: وله طرق أطول من هذه، في النكاح في باب النشوز.
13342- وعن التيهان أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع وكان اسم الأكوع سنان: "خذ لنا من هناتك". فنزل يرتجز لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني عن أبي الهيثم بن التيهان عن أبيه ولم أعرف أبا الهيثم وبقية رجاله ثقات.
ص.235
13343- وعن أبي أمامة قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناشدون الأشعار ويضحكون ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتبسم معهم.
رواه الطبراني وفيه محمد بن الفضل بن عطية، وهو متروك كذاب.
13344- وعن العجاج أنه سأل أبا هريرة ما تقول في هذا:
طاف الخيالان فهاجا سقماً * خيال سلمى وخيال تكتما
قامت تريك رهبة أن تُصرِّما * ساقاً بخنداةً وكعبا أدرما
فقال أبو هريرة: كنا ننشد هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يعيبه.
رواه الطبراني عن شيخه رفيع بن سلمة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
13345- وعن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، زر غباً تزدد حباً".
رواه البزار وقال: لا نعلم في: "زر غباً تزدد حباً" حديثاً صحيحاً. وفيه طلحة بن عمرو، وهو متروك.(8/44)
13346- وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بالأشعار:
"ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ".
ص.236
رواه البزار والطبراني في أثناء حديث ورجالهما رجال الصحيح.
13347- وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفة:
"ويأتيك بالأخبار من لم تزود".
قلت: رواه الترمذي غير أنه جعل مكان طرفة عبد الله بن رواحة.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13348- وعن سعد قال: ذكرت بني ناجية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عين فابكي سامة بن لؤي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "علقتَ ما سامةُ العلاقة".
وإما أن يكون الرجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم.
رواه البزار وفيه راو لم يسم، وشيخ البزار محمد بن مروان لم أعرفه.
13349- وعن عائشة قالت: سمع النبي صلى الله عليه وسلم نساءهم يقولون في عرس:
وأهدى لها كبشاً * تنصحَ فيْ المربدِ
وزوجك في النادي * ويعلم ما في غدِ
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يعلم ما في غد إلا الله. ألا قلتم:
أتيناكم أتيناكم * فحيانا وحياكم".
قلت: لعائشة أحاديث بغير هذا السياق.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
ص.237
13350- وعن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فسمع صوت حاد يحدو فقال: "ميلوا بنا إليه". فقال: "ممن القوم؟". قالوا: من مضر. قال: "وأنا من مضر". قالوا: إنا أول من حدا. قال: "وكيف؟". قال: كان
غلام لنا ومعه إبل، فنام فتفرقت الإبل عنه، فجاء صاحبه فضربه على يده، فجعل يقول: وايداه، وايداه فجعلت الإبل تجتمع إليه.
رواه البزار وفيه ربيعة بن صالح وهو صالح.
13351- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعامر بن الأكوع: "خذ لنا من هناتك". قال: فقال:
والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا(8/45)
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن الحسين بن أبي الحسين وهو ثقة.
13352- وعن [أبي الهيثم بن] نصر بن دهر الأسلمي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعامر بن الأكوع: "انزل فأسمعنا من هناتك". قال: فأنشأ وهو يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلنْ سكينةً علينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأولى قد بغوا علينا * وإن أرادوا فتنة أبينا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم ارحمه". فقال رجل: يا رسول الله، لو أمتعتنا بعامر أو بشعر عامر.
رواه البزار وفيه ابن إسحاق وهو مدلس. وقد تقدم حديث التيهان في هذا الباب.
ص.238
13353- وعن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء وعبد الله ابن رواحة آخذ بغرزه يرتجز يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله
قد أنزلَ الرحمنُ في تنزيله
بأن خيرَ القتل في سبيله
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
13354- وعن قتادة أن ابن مسعود ربما تمثل بالبيت من الشعر مما كان في وقائع العرب.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، إلا أن قتادة لم يدرك ابن مسعود.
13355- وعن مطرف قال: صحبت عمران من الكوفة إلى البصرة، فما أتى علي يوم إلا أنشدنا فيه شعراً، ويقول لنا في ذلك: إن لكم في المعاريض لمندوحة عن الكذب.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
13326- وأنشد ابن هرمة لعمه إبراهيم بن علي بن هرمة:
فمن لم يرد مدحي فإن قصائدي * نوافق عندَ الأكرمينَ سوامي
نوافق عند المشتري الحمد بالندى * نفاق بنات الحارث بن هشام
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
13357- وقال أبو الكوسج مولى آل أبي فروة:
ص.239
أحسبتَ أن أباك يوم تسبني * في السوق كان الحارث بن هشام
رواه الطبراني وابن الكوسج لم أعرفه.
*3* 178. باب غناء النساء.(8/46)
13358- عن السائب بن يزيد أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عائشة، تعرفين هذه؟" قالت: لا يا نبي الله. قال: "هذه قينة بني فلان، تحبين أن تغنيك؟". قالت: نعم. فأعطتها طبقاً فغنتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قد نفخ الشيطان في منخريها".
رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.
13359- وعن عائشة قالت: كان عندنا جارية تغني فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهي على تلك الحال، ثم استأذن عمر فوثبت، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: مم تضحك يا رسول الله؟ فأخبره فقال: لا أبرح حتى أسمع مما تسمع - أو ما يسمع منه النبي صلى الله عليه وسلم - فأمرها فأسمعته.
ورجاله ثقات. وقد تقدم الغناء في العرس.
*3* 179. باب عجائب المخلوقات.
13360- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رأيت ليلة أسري بي لما انتهينا إلى السماء السابعة فنظرت فوق - أو فوقي - فإذا أنا برعد وبرق وصواعق قال: فأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا. فلما
ص.240
نزلت إلى السماء الدنيا، فنظرت أسفل مني، فإذا أنا بريح وأصوات ودخان فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذه شياطين يحرقون على أعين بني آدم، لا يتفكرون في ملكوت السماوات والأرض، ولولا ذلك لرأوا العجائب".
قلت: روى ابن ماجة منه قصة أكلة الربا فقط.
رواه أحمد وفيه أبو الصلت ولم أعرفه.
13361- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشمس حين غربت فقال:
"في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله لأهلكت ما على الأرض".
رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
13362- وعن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"وُكِّلَ بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم، لولا ذلك ما أتت على شيء إلا أحرقته".(8/47)
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف جداً.
13363- وعن ابن عمر قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم فقيل: أرأيت الأرض على ما هي؟ فقال: "الأرض على الماء". فقيل: الماء على ما هو؟ قال: "على صخرة". فقيل: الصخرة على ما هي؟ قال: "هي على ظهر حوت يلتقي طرفاه بالعرش". قيل: الحوت على ما هو؟ قال: "على كاهل ملك قدماه الهواء".
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن أحمد - يعني ابن شبيب - وهو ضعيف.
ص.241
13364- وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كنف الأرض مسيرة خمسمائة عام، وبين الأرض العليا والسماء الدنيا خمسمائة عام [أو كثفها خمسمائة عام، وكثف الثانية مثل ذلك، وما بين كل الأرض مثل ذلك، وما بين الأرض العليا والسماء السابعة خمسمائة عام، وكثف السماء خمسمائة عام] والسماء السابعة ما بين السماء السابعة إلى العرش مسيرة ذلك كله".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، إلا أن أبا نصر حميد بن هلال لم يسمع من أبي ذر.
وقد تقدم حديث أبي هريرة في تفسير سورة الحديد.
13365- وعن الربيع بن أنس قال: السماء الدنيا لوح مكفوف، والثانية صخرة، والثالثة حديد، والرابعة نحاس، والخامسة فضة والسادسة ذهب، والسابعة ياقوت.
رواه الطبراني في الأوسط هكذا، موقوفاً على الربيع، ولعله سقط من النسخة، وفيه أبو جعفر الرازي، وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات.
13366- وعن عبيد الله بن أبي بكر قال: سألت أنس بن مالك عن ثلاث خصال: عن الشمس والقمر والنجوم من أي شيء خلقن؟ قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنهن خلقن من نور العرش".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه معقل بن مالك وثقه ابن حبان وقال الأزدي: متروك، وفيه من لم أعرفه.
ص.242(8/48)
13367- وعن علي قال: أشد خلق ربك عشرة: الجبال، والحديد ينحت الجبال، والنار تأكل الحديد، والماء يطفئ النار والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء، والريح ينقل السحاب، والإنسان يتقي الريح بيده ويذهب لحاجته والسكر يغلب الإنسان، والنوم يغلب السكر، والهم يمنع النوم، فأشد خلق ربك الهم.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
13368- وعن جابر بن عبد الله بن خزيمة بن ثابت - وليس بالأنصاري - كان في عير لخديجة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان معه في تلك العير فقال له: يا محمد إني أرى فيك خصالاً وأشهد أنك النبي صلى الله عليه وسلم الذي يخرج من تهامة، وقد آمنت بك، فإذا سمعت بخروجك أتيتك. فأبطأ عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كان يوم فتح مكة أتاه، فلما رآه قال: "مرحباً بالمهاجر الأول". قال: يا رسول الله، ما منعني أن أكون من أول من أتاك وأنا مؤمن بك غير منكر لبيعتك ولا ناكث لعهدك وآمنت بالقرآن وكفرت بالوثن إلا أنه أصابتنا بعدك سنوات شداد متواليات، تركت المخ رزاماً، والمطي هاماً، غاضت بها الدرة، ونبعت لها النثرة، وعادت لها السعاد منخرماً، واجتاحت جميع السنن بالأرض والقنطة والعصاة مستخلفاً والوشيج مستحكماً أيبست الأرض الوديس
ص.243(8/49)
واجتاحت جميع البنين، وأثبت حتى قنطة القبطية أسد غير ناكث لعهدي، ولا منكر لبيعتي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خل عنك، إن الله تبارك وتعالى باسط يده بالليل لمسيء النهار ليتوب، فإن تاب تاب الله عليه. وباسط يده بالنهار لمسيء الليل فإن تاب تاب الله عليه، وإن الحق ثقيل لثقله يوم القيامة، وإن الباطل خفيف لخفته يوم القيامة، وإن الجنة محظور عليها بالمكاره، وإن الدنيا محظور عليها بالشهوات". فقال: يا رسول الله، أخبرني عن ضوء النهار وظلمة الليل وعن حر الماء في الشتاء وعن برده في الصيف، وعن البلد الأمين، وعن منشأ السحاب، وعن مخرج الجراد، وعن الرعد والبرق وعن ما للرجل من الولد وما للمرأة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أما ظلمة الليل وضوء النهار: فإن الشمس إذا سقطت تحت الأرض فأظلم الليل لذلك، وإذا أضاء الصبح ابتدروها سبعون ألف ملك، وهي تقاعس كراهية أن تُعبد من دون الله، حتى تطلع فتضيء، فيطول النهار بطول مكثها، فيسخن الماء لذلك وإذا كان الصيف قل مكثها فبرد الماء لذلك. وأما الجراد: فإنه نثره حوت في البحر يقال له: الأبوات، وفيه يهلك. وأما منشأ السحاب: فإنه ينشأ من قبل الخافقين، ومن بين الخافقين تلجمه الصبا والجنوب ويستديره الشمال والدبور. وأما الرعد: فإنه ملك بيده مخراق، يدني القاصية ويؤخر الثانية، فإذا رفع برقت، وإذا زجر رعدت، وإذا ضرب صعقت. وأما ما للرجل من المرأة وما للمرأة: فإن للرجل العظام والعروق والعصب، وللمرأة اللحم والدم والشعر. وأما البلد الأمين: فمكة".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يوسف بن يعقوب أبو عمران، ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته ولم ينقل تضعيفه عن أحد.
13369- وعن ابن عباس يرفع الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.244(8/50)
"إن مما خلق الله لديكاً براثنه على الأرض السابعة وعرفه منضو تحت العرش، جناحاه بالأفقين، فإذا بقي ثلث الليل الآخر ضرب بجناحيه ثم قال: سبحان الملك القدوس، سبحان ربنا الملك القدوس، لا إله غيره. فيسمعها ما بين الخافقين إلا الثقلين فترون الديكة إنما تضرب بأجنحتها إذا صرخت، إذا سمعت ذلك".
13370- وفي رواية: "سبحوا الملك القدوس".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه ابن إسحاق وهو ثقة مدلس، وبقية رجاله وثقوا.
13371- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله جل ذكره أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض، وعنقه منثن تحت العرش، وهو يقول: سبحانك ما أعظمك ربنا. فيرد عليه: ما علم ذلك من حلف بي كاذباً".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح إلا أن شيخ الطبراني محمد بن العباس بن الفضل بن سهيل الأعرج لم أعرفه.
13372- وعن صفوان بن عسال قال: إن لله عز وجل ديكاً تحت العرش، جناحه في الهواء وبراثنه في الأرض فإذا كان في الأسحار وأذان الصلوات خفق بجناحه وصفق بالتسبيح فيسبح الديكة فتجيبه بالتسبيح.
رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وهو ضعيف وقد حسن حديثه.
13373- وعن صباح بن أشرس قال:
ص.245
سئل ابن عباس عن المد والجزر فقال: إن ملكاً موكلاً بقاموس البحر، فإذا وضع رجله فاضت، وإذا رفعها غاصت.
رواه أحمد وفيه من لم أعرفه.
13374- وعن موسى بن عيسى أن مريم فقدت عيسى عليهما السلام فدارت تطلبه فلقيت حائكاً فلم يرشدها، فدعت عليه فلا تزال تراه تائهاً، فلقيت خياطاً فأرشدها فهم يؤنس إليهم. أي: يجلس إليهم.
رواه أحمد عن ابن عنبسة عنه وكلاهما ثقة.
13375- وعن يوسف بن مريم الحنفي قال: بينا أنا قاعد مع أبي بكرة، إذ جاء رجل فسلم عليه فقال: ما تعرفني؟ فقال له أبو بكرة: ومن أنت؟ قال: تعلم رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره أنه رأى الروم؟ فقال له أبو(8/51)
بكرة: أنت هو؟ قال: نعم. قال: اجلس حدثنا. قال: انطلقت، حتى انطلقت إلى أرض ليس لأهلها إلا الحديد يعملونه، فدخلت بيتاً فاستلقيت فيه على ظهري وجعلت رجلي على جداره، فلما كان عند غروب الشمس، سمعت صوتاً لم أسمع مثله فرعبت فقال لي رب البيت: لا تذعرن، فإن هذا لا يضرك، هذا صوت قوم ينصرفون هذه الساعة من عند هذا السد. قال: فيسرك أن تراه؟ قلت: نعم. قال: فغدوت إليه، فإذا لبنه من حديد كل واحدة مثل الصخرة، وإذا كأنه البرد المحبر وإذا مسامير مثل الجذوع. فأتيت
ص.246
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: "صفه لي". فقلت: كأنه البرد المحبرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن ينظر إلى رجل قد أتى الروم فلينظر إلى هذا". قال أبو بكرة: صدق.
رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك، تركه أبو زرعة وأبو حاتم، ووثقه ابن حبان وقال: يخطئ ويغرب، وفيه من لم أعرفه.
13376- وعن عبد الله بن عمرو قال: خلقت الملائكة من نور.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
13377- وعنه قال: ليس من خلق الله أكثر من الملائكة يخلقهم مثل الذباب، ثم يقول تبارك وتعالى: كونوا ألف ألفين.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
13378- وعن مسلم الهجري قال: قلت لعبد الله بن عمرو: أبا محمد، مم خلق الخلق؟ قال: من ماء وريح ونور وظلمة. فأتيت ابن عباس فسألته عن ذلك، فقال فيها كما قال عبد الله بن عمرو.
رواه الطبراني ومسلم الهجري لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
13379- وعن عبد الله بن عمرو قال: إن كان الرجل ممن كان فيكم، ليأتي عليه ثمانون سنة قبل أن يحتلم.
رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك، وثقه ابن حبان وقال: يخطئ ويغرب، وتركه أبو زرعة وأبو حاتم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.247
13380- وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/52)
"إن الله تبارك وتعالى خلق ريحاً وأسكنها بيتاً وأغلق عليها باباً، فلو فتح ذلك الباب لأذرت ما بين السماء والأرض وما يأتيكم فإنما يأتيكم من خلل ذلك الباب، وأنتم تسمونها الجنوب، وهي عند الله الأزيب".
رواه البزار وفيه يزيد بن عياض بن جعدة وهو كذاب.
13381- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة، والعرش على منكبه، وهو يقول: سبحانك أين كنت وأين تكون".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدمت أحاديث نحو هذا في الإيمان.
13382- وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المجرة التي في السماء هي عرق حية تحت العرش".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وفيه عبد الأعلى بن أبي عمرة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
13383- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.248
"يا معاذ إني مرسلك إلى قوم أهل كتاب، فإذا سئلت عن المجرة التي في السماء، فقل: هي لعاب حية تحت العرش".
رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف.
13384- وعن عبد الله بن عمرو قال: إن العرش مطوق بحية، وإن الوحي لينزل في السلاسل.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، غير كثير بن أبي كثير وهو ثقة.
13385- وعنه قال: ربع من لا يلبسون الثياب من السودان أكثر من جميع الناس.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الله بن أحمد بن حنبل، وهو ثقة ثبت.
13386- وعن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الجن ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات، وصنف يحلون ويظعنون".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف.
13387- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عمر الذباب أربعون ليلة، والذباب كله في النار إلا النحل".(8/53)
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وقد تقدم في هذا المعنى أحاديث فيما نهي عن قتله في الصيد.
*3* 180. باب تسمية الإنسان إنساناً.
13388- ص.249 عن ابن عباس: إنما سمي الإنسان لأنه عهد إليه فنسي.
رواه الطبراني في الصغير وفيه أحمد بن عصام وهو ضعيف.
*2* 34. كتاب البر والصلة.
*3* 1. (أبواب في بر الوالدين).
*4* 1. باب ما جاء في البر وحق الوالدين.
13389- ص.253 عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالد، وسخط الرب تبارك وتعالى في سخط الوالد".
رواه البزار وفيه عصمة بن محمد وهو متروك.
13390- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه".
قلت: هو في الصحيح خلا بر الولدين.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13391- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طاعة الله طاعة الوالد، ومعصية الله معصية الوالد".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان وهو لين، عن إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.254
13392- وعن معاذ بن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره".
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه زبان بن فائد، وثقه أبو حاتم وضعفه غيره، وبقية رجال أبي يعلى ثقات.
13393- وعن رافع بن مكيث - وكان ممن شهد الحديبية - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"والبر زيادة في العمر والصدقة تمنع ميتة السوء".
رواه أحمد في حديث طويل عن بعض بني رافع، وقد سماه غيره: محمد بن خالد بن رافع، فرجاله ثقات باعتبار الذي سماه.(8/54)
13394- وعن بريدة أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني حملت أمي على عنقي فرسخين في رمضاء شديدة لو ألقيت فيها بضعة من لحم لنضجت، فهل أديت شكرها؟ فقال:
"لعله أن يكون لطلقة واحدة".
رواه الطبراني في الصغير، وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف من غير كذب، وليث بن أبي سليم مدلس.
13395- وعنه أن رجلاً كان في الطواف حاملاً أمه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: هل أديت حقها؟ قال:
"لا ولا بركزة واحدة". أو كما قال.
رواه البزار بإسناد الذي قبله.
13396- وعن عائشة قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل ومعه شيخ فقال له:
ص.255
"يا فلان من هذا معك؟". قال: أبي. قال: فلا تمش أمامه، ولا تجلس قبله، ولا تدعه باسمه، ولا تستسب له".
رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، عن شيخه علي بن سعيد بن بشير وهو لين، وقد نقل ابن دقيق العيد أنه وثق، ومحمد بن عروة بن يزيد لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13397- وعن أبي غسان الضبي قال: خرجت أمشي مع أبي بظهر الحرة، فلقيني أبو هريرة فقال لي: من هذا؟ قلت: أبي. قال: لا تمش بين يدي أبيك، ولكن امش خلفه أو إلى جانبه، ولا تدع أحداً يحول بينك وبينه، ولا تمش فوق إجار أبوك تحته، ولا تأكل عرقاً قد نظر أبوك إليه لعله قد اشتهاه.
قلت: ويأتي بتمامه في العقوق.
رواه الطبراني في الأوسط، وأبو غسان وأبو غنم الراوي عنه لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
13398- وعن أبي سعيد الخدري قال: هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من اليمن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هجرت الشرك، ولكنه الجهاد، هل باليمن أبواك؟". قال: نعم. قال: "أذنا لك؟". قال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ارجع إلى أبويك، فإن فعلا، وإلا فبرهما".
رواه أحمد وإسناده حسن.(8/55)
13399- وعن أنس قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه. قال: "هل
ص.256
بقي من والديك أحد؟". قال: أمي. قال: "فأبل الله في برها، فإذا فعلت ذلك كان لك أجر حاج ومعتمر ومجاهد، فإذا رضيت عنك أمك، فاتق الله وبرها".
رواه أبو يعلى والطبراني في الصغير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير ميمون بن نجيح ووثقه ابن حبان.
13400- وعن معاوية بن جاهمة عن أبيه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستشيره في الجهاد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألك والدان؟". قال: نعم. قال: "الزمهما، فإن الجنة تحت أقدامهما".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
13401- وعن طلحة بن معاوية السلمي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني أريد الجهاد في سبيل الله. قال: "أمك حية؟". قلت: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الزم رجلها فثم الجنة".
رواه الطبراني عن ابن إسحاق وهو مدلس، عن محمد بن طلحة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13402- وعن نعيم مولى أم سلمة قال: خرج ابن عمر حاجاً، حتى كان بين مكة والمدينة، أتى شجرة فعرفها، فجلس تحتها ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت هذه الشجرة إذ أقبل رجل شاب من هذه الشعبة حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني جئت لأجاهد معك في سبيل الله أبتغي بذلك وجه الله والدار
ص.257
الآخرة. فقال: "أبواك حيان كلاهما؟". قال: نعم. قال: "فارجع فبرهما". فانفتل راجعاً من حيث جاء.
رواه أبو يعلى وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة وبقية رجاله رجال الصحيح إن كان مولى أم سلمة ناعم وهو الصحيح وإن كان نعيماً فلم أعرفه. قلت: وقد تقدمت أحاديث في الجهاد.
13403- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم".(8/56)
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني أحمد غير منسوب، والظاهر أنه من المكثرين من شيوخه فلذلك لم ينسبه والله أعلم.
13404- وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"عفوا تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم". فذكر الحديث، وهو بتمامه في باب الاعتذار في الأدب.
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه خالد بن يزيد العمري، وهو كذاب.
13405- وعن أبي أمامة أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، فكان أول ما تفوه به أن قال:
"إن الله عز وجل يوصيكم بأمهاتكم". فذكر الحديث.
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
13406- وعن أبي هريرة قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، من أبر؟ قال: "أمك". قالت: ثم من؟ قال: "أمك". قالت: ثم من؟ قال: "أمك". قالت: ثم من؟ قال: "والدك".
ص.258
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سليمان بن داود اليمامي، وهو متروك.
13407- وعن عبد الله بن سعيد قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي أهلاً وأماً وأباً، فأيهم أحق بصلتي؟ قال: أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك".
رواه الطبراني في الأوسط والبزار وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك.
ورواه البزار بنحوه بإسناد حسن غير إسناد الذي قبله.
13408- وعن أسامة بن شريك قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقول:
"أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وهو ثقة ثبت.
قلت: وقد تقدم في الزكاة في باب اليد العليا خير من اليد السفلى أحاديث نحو هذا.
13409- وعن جابر - يعني ابن سمرة - قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال:(8/57)
"آمين آمين آمين". قال: "أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله فقل: آمين. قلت: آمين. قال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين.
ص.259
قال: ومن ذكرتَ عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله. قل: آمين فقلت: آمين".
رواه الطبراني بأسانيد وأحدها حسن، ولهذا الحديث طرق في الأدعية في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
13410- وعن مالك بن عمرو القشيري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار، ومن أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له فأبعده الله". وفي رواية: "وأسحقه".
رواه أحمد وفي بعض طرقها: "أيما مسلم ضم يتيماً بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني وجبت له الجنة البتة". فذكر نحوه وإسناده حسن.
*4* 2. باب منه في البر.
13411- عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن ثلاثة نفر فيما سلف من الناس انطلقوا يرتادون لأهليهم، فأخذتهم السماء، فدخلوا غاراً فسقط عليهم حجر متجاف حتى ما يرون [منه] خصاصة، فقال بعضهم لبعض: قد وقع الحجر وعفا الأثر ولا يعلم بمكانكم إلا الله عز وجل فادعوا الله تبارك وتعالى بأوثق أعمالكم". قال: "فقال رجل منهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فآتيهما فإذا وجدتهما راقدين قمت على رؤوسهما كراهة أن أرد
ص.260(8/58)
سنتهما في رؤوسهما حتى يستيقظا متى استيقظا اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا. قال: فزال ثلث الحجر. وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيراً على عمل يعمله، فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته، فانطلق وترك أجره ذلك، فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال، فأتاني يطلب أجره فدفعت إليه ذلك كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول. اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا. فزال ثلث الحجر. وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أنه أعجبته امرأة فجعل لها جعلاً، فلما قدر عليها وفر لها نفسها وسلمها جعلها. اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا. فزال الحجر وخرجوا معانيق يمشون".
رواه أحمد مرفوعاً كما تراه، ورواه أبو يعلى والبزار وكذلك رواه عبد الله موقوفاً على أنس ورجال أحمد وأبي يعلى وكلاهما رجاله رجال الصحيح.
13412- وعن النعمان بن بشير أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرقيم قال:
"إن ثلاثة نفر كانوا في كهف فوقع الجبل على باب الكهف فأوصد عليهم. قال قائل منهم: تذكروا أيكم عمل حسنة لعل الله عز وجل برحمته يرحمنا. فقال رجل منهم: قد عملت حسنة مرة، كان لي أجراء يعملون، فجاءني عمال لي استأجرت كل رجل منهم بأجر معلوم، فجاءني رجل ذات يوم نصف النهار، فاستأجرته بشرط أصحابه، فعمل في بقية نهاره كما عمل رجل منهم في نهاره كله، فرأيت علي في الذمام أن لا أنقصه مما استأجرت به أصحابه لما جهد في عمله. فقال رجل منهم: تعطي هذا مثل ما أعطيتني؟ فقلت: يا عبد الله، لم أبخسك شيئاً من شرطك وإنما
ص.261(8/59)
هو مالي أحكم بما شئت. قال: فغضب وذهب وترك أجره، قال: فوضعت حقه في جانب البيت ما شاء الله، ثم مر بي بقر فاشتريت به فصيلة من البقر، فبلغت ما شاء الله، فمر بي بعد حين شيخاً ضعيفاً لا أعرفه فقال: إن لي عليك حقاً فذكرنيه حتى عرفته فقلت: إياك أبغي، هذا حقك، فعرضتها عليه جميعاً، قال: يا عبد الله، لا تسخر بي، إن لم تصدق علي فأعطني حقي. قال: والله ما أسخر بك، إنها لحقك، ما لي منها شيء. فدفعتها إليه جميعاً، اللهم إن كنت فعلت ذلك لوجهك فأفرج عنا. قال: فانصدع الجبل حتى رأوا منه وأبصروا. قال آخر: قد عملت حسنة مرة، كان لي فضل فأصابت الناس شدة، فجاءتني امرأة تطلب مني معروفاً، فقلت: والله ما هو دون نفسك. فأبت علي، فذهبت ثم رجعت، فذكرتني بالله فأبيت عليها وقلت: لا والله، ما هو دون نفسك. فأبت علي وذهبت، فذكرت ذلك لزوجها، فقال لها: أعطيه نفسك وأغني عيالك. فرجعت إلي فناشدتني بالله، فأبيت عليها وقلت: والله ما هو دون نفسك. فلما رأت ذلك أسلمت إلي نفسها، فلما تكشفتها وهممت بها، ارتعدت من تحتي فقلت لها: ما شأنك؟ قالت: أخاف الله رب العالمين. فقلت لها: خفتيه في الشدة ولم أخفه في الرخاء؟ فتركتها وأعطيتها ما يحق علي مما تكشفتها. اللهم إن كنت تعلم أن ذلك لوجهك فأفرج عنا. فانصدع الجبل حتى عرفوا وتبين لهم. وقال الآخر: قد عملت حسنة مرة، كان لي أبوان شيخان كبيران، وكانت لي غنم فكنت أطعم أبوي وأسقيهما، ثم رجعت إلى غنمي قال: فأصابني يوماً غيث فحبسني فلم أبرح حتى أمسيت، فأتيت أهلي فأخذت محلبي فحلبت وغنمي قائمة، فمضيت إلى أبوي فوجدتهما قد ناما، فشق علي أن أوقظهما، وشق علي أن أترك غنمي فما برحت جالساً ومحلبي على يدي حتى أيقظهما الصبح، فسقيتهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك لوجهك فأفرج عنا".
قال: لكأني أسمع هذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الجبل طاق ففرج الله عنهم فخرجوا".
ص.262(8/60)
رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير. والبزار بنحوه من طرق، ورجال أحمد ثقات.
13413- وعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كان ثلاثة نفر يمشون في غيث السماء إذ مروا بغار فقالوا: لو آويتم إلى هذا الغار، فآووا إليه فبينما هم فيه إذ وقع حجر من الجبل مما يهبط من خشية الله، حتى سد الغار، فقال بعضهم لبعض: إنكم لن تجدوا شيئاً خيراً من أن يدعو كل امرئ منكم بخير عمل عمله قط. فقال أحدهم: اللهم إني كنت رجلاً زراعاً وكان لي أجراء، فكان فيهم رجل يعمل كعمل رجلين، فأعطيته أجره كما أعطيت الأجراء، فقال: أعمل عمل رجلين وتعطيني عمل رجل واحد؟ فانطلق وغضب وترك أجره عندي، فبذرته على حدته فأضعف، ثم بذرته فأضعف، ثم بذرته فأضعف، حتى كثر الطعام فكان أكداساً فاحتاج الرجل فأتاني فسألني أجره فقلت: انطلق إلى تلك الأكداس فإنها أجرك. فقال: تظلمني وتسخر بي؟ قلت: ما أسخر بك. فانطلق فأخذها، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك وابتغاء وجهك فاكشف عنا. قال: الحجر فض فانفرجت منه فرجة عظيمة". فذكره بنحو ما تقدم.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
13414- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ذهب ثلاثة نفر رادة لأهلهم، قال: فأخذهم مطر، فلجؤوا إلى غار قال: فوقع عليهم - أحسبه قال: - من فم الغار حجر فسد عليهم فم الغار، ووقع متجاف عنهم، قال: فقال النفر بعضهم لبعض: عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم بمكانكم إلا الله تعالى فتعالوا فليدع كل رجل منكم بأوثق عمل عمله لله عز وجل عسى أن يخرجكم من مكانكم. قال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أني كنت براً بوالدي وإني
ص.363(8/61)
أرحت غنمي ليلة، وكنت أحلب لأبوي فآتيهما وهما مضطجعان على فراشهما حتى أسقيهما بيدي وإني أتيتهما ليلة من تلك الليالي وجئت بشرابهما فوجدتهما قد ناما، وإني جعلت أرغب لهما في نومهما وأكره أن أوقظهما، وأكره أن أرجع بالشراب فيستيقظان فلا يجداني عندهما، فقمت مكاني قائماً على رؤوسهما كذلك، حتى أصبحت، اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا. قال: فزال - أو كلمة نحوها - ثلث الحجر انفراجاً. قالوا للآخر: إيهاً - أي قل - قال: فقال الثاني: اللهم إن كنت تعلم أني أحببت ابنة عم لي حباً شديداً - وإني أحسبه قال: - خطبتها إلى أهلها فمنعونيها حتى جعلت لها ما رضيت به بيني وبينها، ثم دعوت بها فخلوت بها، فقعدت منها مقعد الرجل من المرأة فقالت: لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه. فانقبضت إلى نفسي ووفرت حقها عليها ونفسها، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا. قال: فزال - أو كلمة نحوها - انفراجاً. وقالوا للثالث: إيهاً - أي: قل - قال: اللهم إن كنت تعلم أني عمل لي عامل على صاع من طعام، فانطلق العامل ولم يأخذ صاعه، فاحتبس علي طويلاً من الدهر، وإني عمدت إلى صاعه أحرثه، حتى اجتمع من ذلك الصاع بقر كثير وشاءٌ كثير ومال كثير، وإن ذلك العامل أتاني بعد زمان يطلب الصاع من الطعام وإني قلت: إن صاعك ذلك من الطعام قد صار مالاً كثيراً وشاءً كثيراً وبقراً كثيراً فخذ هذا كله فإنه من ذلك الصاع. قال لي: أتسخر بي؟ قلت له: لا والله، ولكنه الحق. فانطلق به يسوق المال أجمع اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا. فانفلق الحجر فوقع فخرجوا يتماشون".
رواه البزار والطبراني في الأوسط بأسانيد، ورجال البزار وأحد أسانيد الطبراني رجالهما رجال الصحيح.
ص.264
13415- وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/62)
"إن ثلاثة نفر انطلقوا إلى حاجة لهم فأووا إلى جبل فسقط عليهم، فقالوا: يا هؤلاء - يعني بعضهم لبعض - تفكروا في أحسن أعمالكم فادعوا الله بها لعل الله يفرج عنكم. فقال أحدهم: اللهم إنه كانت لي مرة صديقة أطيل الاختلاف إليها فتركتها من مخافتك وابتغاء مرضاتك فإن كنت تعلم ذلك ففرج عنا. قال: فانصدع الجبل عنهم حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا الخروج. وقال الثاني: اللهم إنه كان لي أجراء يعملون عملاً - أحسبه قال: - فأخذ كل واحد منهم أجره وترك واحد منهم أجره، وزعم أن أجره أكثر من أجور أصحابه، فعزلت أجره من مالي حتى كان خيراً وماشية فأتاني بعد ما افتقر وكبر فقال: أذكرك الله في أجري فأنا أحوج ما كنت إليه، فانطلقت فوق بيت فأريته ما أنمى الله له من أجره في المال والماشية في الغائط - يعني في الصحارى - فقلت: هذا لك. فقال: لم تسخر بي أصلحك الله؟ كنت أريدك على أقل من هذا فتأبى علي. فدفعت إليه يا رب من مخافتك وابتغاء مرضاتك، فإن كنت تعلم ذلك ففرج عنا. فانصدع الجبل عنهم ولم يستطيعوا أن يخرجوا. وقال الثالث: يا رب كان لي أبوان كبيران فقيران ليس لهما خادم ولا راع ولا وال غيري أرعى لهما بالنهار وآوي إليهما بالليل، وإن الكلأ تباعد فتباعدت بالماشية فأتيتهما - يعني ليلة - بعد ما ذهب من الليل وناما، فحلبت في الإناء ثم جلست عند رؤوسهما - يعني بالإناء - كراهية أن أوقظهما حتى يستيقظا من قبل أنفسهما، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك من مخافتك وابتغاء مرضاتك ففرج. فانصدع الجبل وخرجوا".
ص.265
رواه البزار ورجاله ثقات.(8/63)
13416- وعن أبي هريرة قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا شاب من ثنية فلما دنا منا قلنا: لو أن هذا الشاب جعل قوته وشبابه في سبيل الله. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتنا فقال: "أما في سبيل الله إلا من قتل؟ من سعى على والديه ففي سبيل الله، ومن سعى ليكاثر ففي سبيل الطاغوت".
رواه البزار والطبراني في الأوسط بنحوه وزاد: "ومن سعى على عياله ففي سبيل الله".
وفيه رباح بن عمر وثقه أبو حاتم وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*4* 3. باب صلة الوالد المشرك.
13417- عن عبد الله بن الزبير أن قبيلة بنت عبد العزى أرسلت إلى ابنتها أسماء بنت أبي بكر - وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية - فأرسلت بهدايا فيها أقط وسمن فأبت أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها فأرسلت إلى عائشة لتسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لتدخلها بيتها ولتقبل هديتها". وأنزل الله عز وجل: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين} الآية.
رواه أحمد بنحوه والبزار واللفظ له، وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجالهما ثقات.
13418- وعن عائشة وأسماء أنهما قالتا: قدمت علينا أمنا المدينة وهي مشركة في المدينة التي كانت بين قريش وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله إن أمنا قدمت علينا راغبة، أفنصلها؟ قال: "نعم فصلاها".
قلت: حديث أسماء في الصحيح.
ص.266
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.
*4* 4. باب في الولد يدعوه والده وهو في الصلاة.
13419- عن عمران بن حصين قال: تذاكرنا البر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنشأ يحدثنا قال:(8/64)
"إنه كان فيمن كان قبلكم من الأمم رجل يتعبد صاحب صومعة يقال له: جريج، فكانت له امرأة أو أم، فكانت تأتيه فتناديه فيشرف عليها فيكلمها، فأتته يوماً وهو في صلاته مقبل عليها، فنادته - فحكاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع يده على جبهته - فجعلت تناديه رافعة رأسها إليه واضعة يدها على جبهتها: أي جريج أي جريج ثلاث مرات كل ذلك يقول جريج: أي رب أمي أم صلاتي؟ فغضبت فقالت: اللهم لا يموتن جريج حتى ينظر في وجوه المومسات. قال: وبلغت بنت ملك القرية فحملت فولدت غلاماً، فقالوا لها: من فعل هذا بك؟ من صاحبك؟ قالت: هو من صاحب الصومعة جريج. فما نشب جريج حتى سمع بالفؤس في أصل صومعته، فجعل يسألهم: ويلكم، ما لكم؟ فلا يجيبوه، فلما رأى ذلك أخذ الحبل فتدلى، فجعلوه يجرون أنفه ويضربونه ويقولون: مراء تخادع الناس بعملك. قال: ويلكم، ما لكم؟ قالوا: بنت صاحب القرية، بنت الملك التي أحبلتها. قال: ما فعلت. قالوا: ولدت غلاماً قال: الغلام حي هو؟ قالوا: نعم. قال: فولوا عني. فتولى فصلى ركعتين ثم مشى إلى شجرة فأخذ منها غصناً، ثم أتى الغلام وهو في مهده، ثم ضربه بذلك الغصن وقال: يا طاغية، من أبوك؟ قال: أبي فلان الراعي. قالوا: إن شئت بنينا لك صومعتك بذهب، وإن شئت بفضة. قال: أعيدوها كما كانت".
فزعم أبو حرب أنه لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم وشاهد يوسف وصاحب جريج.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه المفضل بن فضالة وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة فإسناده حسن.
ص.267
وروي في الكبير بإسناد جيد عن مالك بن عمرو القشيري قال نحوه.
13420- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(8/65)
"كان في بني إسرائيل رجل يقال له: جريج، كان يتعبد في صومعته، فأتته أمه ذات يوم فنادته فقالت: أي جريج أشرف علي أكلمك أنا أمك أشرف. فقال: أي رب أمي وصلاتي؟ فأقبل على صلاته، ثم عادت فنادته فقالت: أي جريج أي بني أشرف علي. فقال: أي رب أمي وصلاتي؟ فأقبل على صلاته فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه المومسة. وكانت راعية ترعى غنماً لأهلها ثم تأوي إلى ظل صومعته، فأصابت فاحشة، فحملت فأخذت، وكان من زنى منهم قتل، قالوا: ممن؟ قالت: من جريج صاحب الصومعة. فجاؤوا بالفؤوس والمرور فقالوا: أي جريج أي مراء انزل. فأبى، يقبل على صلاته يصلي. فأخذوا في هدم صومعته، فلما رأى ذلك نزل، فجعلوا في عنقه وعنقها حبلاً، فجعلوا يطوفون بهما في الناس، فجعل إصبعه في بطنها فقال: أي فلان، من أبوك؟ قال: أبي فلان راعي الضأن. فقتلوها وقالوا: إن شئت بنينا صومعتك من ذهب وفضة. قال: أعيدوها من طين كما كانت".
قلت: هو في الصحيح بغير سياقه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13421- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"كان رجل في بني إسرائيل تاجر، وكان ينقص مرة ويزيد أخرى فقال: ما في هذه التجارة خير لألتمس تجارة هي خير من هذه. فبنى صومعة وترهب فيها".
ص.268
قال: فذكر نحوه. أي نحو حديث الصحيح في قصة جريج.
رواه أحمد.
*4* 5. باب ما جاء في الأبرار.
13422- عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سماهم الله الأبرار لأنهم بروا الآباء والأمهات والأبناء، كما أن لوالديك عليك حقاً كذلك لولدك".
رواه الطبراني وفيه عبيد الله بن الوليد الوصافي، وهو ضعيف.
13423- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من حج عن والديه أو قضى عنهما مغرماً بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جبلة بن سليمان وهو متروك.
*4* 6. باب إعانة الولد على البر.(8/66)
13424- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أعينوا أولادكم على البر، من شاء استخرج العقوق لولده".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
*4* 7. باب البر بعد الموت.
13425- عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بر قسمهما وقضى دينهما ولم يستسب لهما، كتب باراً وإن كان عاقاً في حياته، ومن لم يبر قسمهما ويقضي دينهما واستسب لهما، كتب عاقاً وإن كان باراً في حياته".
رواه الطبراني في الأوسط.
*4* 8. باب صديق الأب.
13426- ص.269 عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من البر أن تصل صديق أبيك".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عنبسة بن عبد الرحمن القرشي وهو متروك.
13427- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "احفظ ود أبيك لا تقطعه، فيطفئ الله نورك".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
*4* 9. باب فيمن نظر إلى أبيه نظر غضب.
13428- عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بر أباه من سدد إليه الطرف بالغضب".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن موسى وهو متروك.
*3* 2. (بابان في عقوق الوالدين).
*4* 1. باب ما جاء في العقوق.
13429- عن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الخمس، وأديت زكاة مالي، وصمت شهر رمضان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا - ونصب إصبعيه - ما لم يعق والديه".
رواه أحمد والطبراني بإسنادين ورجال أحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح.
ص.270
13430- وعن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله كره لكم ثلاثاً: عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(8/67)
13431- وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر على أهله الخبث".
رواه أحمد وفيه راو لم يسم.
13432- وعن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان عطاءه. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه والديوث والرجلة". وفي رواية: "المرأة المترجلة تشبه بالرجال".
رواه البزار بإسنادين ورجالهما ثقات.
13433- وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه آت فقال: شاب يجود بنفسه. قيل له: قل لا إله إلا الله: فلم يستطع، فقال: "كان يصلي؟". فقال: نعم: فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهضنا معه فدخل على الشاب فقال له: "قل: لا إله إلا الله". فقال: لا أستطيع. قال: "لم؟". قال: كان يعق والديه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أحية والدته؟". قالوا: نعم. قال: "ادعوها". فدعوها فجاءت، فقال: "هذا ابنك؟". فقالت: نعم. فقال لها: "أرأيت لو أججت نار ضخمة
ص.271
فقيل لك إن شفعت له خلينا عنه وإلا حرقناه بهذه النار، ألست تشفعين له؟". قالت: يا رسول الله إذاً أشفع. قال: "فأشهدي الله وأشهديني أنك قد رضيت عنه". فقالت: اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك أني قد رضيت عن ابني. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". فقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي أنقذه بي من النار".
رواه الطبراني وأحمد باختصار كثير، وفيه فائد أبو الورقاء وهو متروك.(8/68)
13434- وعن أبي غسان الصبي قال: خرجت أمشي مع أبى بظهر الحرة، فلقيني أبو هريرة فقال: من هذا؟ قلت: أبي. قال: لا تمش بين يدي أبيك ولكن امش خلفه أو إلى جانبه، ولا تدع أحداً يحول بينك وبينه، ولا تمش فوق إجار أبوك تحته، ولا تأكل ما قد نظر أبوك إليه لعله قد اشتهاه. ثم قال: أتعرف عبد الله بن خداش؟ قلت: لا. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فخده في جهنم مثل أحد وضرسه مثل البيضاء". قال أبو هريرة: فقلت: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: "كان عاقاً لوالديه".
رواه الطبراني في الأوسط، وأبو غسان وأبو غنم الراوي عنه لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
13435- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يراح ريح الجنة من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها منان بعمله، ولا عاق، ولا مدمن خمر".
رواه الطبراني في الصغير، وفيه الربيع بن بدر وهو متروك.
13436- وعن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مجتمعون فقال:
ص.272
"يا معشر المسلمين اتقوا الله وصلوا أرحامكم، فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم، وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام، والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم والبغي، فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي ولا قاطع رحم، ولا شيخ زان، ولا جار إزاره خيلاء، إنما الكبرياء لله رب العالمين، والكذب كلمة إثم إلا ما نفعت به مؤمناً ودفعت به عن ذنب وإن في الجنة لسوقاً ما يباع فيها ولا يشترى، ليس فيها إلا الصور، فمن أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها".
رواه الطبراني في الأوسط من طريق محمد بن كثير عن جابر الجعفي، وكلاهما ضعيف جداً.
*4* 2. باب فيمن سب والديه.
13437- عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/69)
"من ادعى لغير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه رغبة عنهم، فعليه لعنة الله، ومن سب والديه أو والده فكذلك، ومن أهل لغير الله فكذلك، ومن استحل شيئاً من حدود مكة فكذلك، ومن قال علي ما لم أقل فكذلك".
رواه أبو يعلى، وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وضعفه غيره.
*3* 3. باب في الأخ الكبير.
13438- عن كليب الجهني - وكانت له صحبة - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الأكبر من الأخوة بمنزلة الأب".
رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف.
*3* 4. (أبواب في الرحم).
*4* 1. باب صلة الرحم وقطعها.
13439- ص.273 عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث متعلقات بالعرش يوم القيامة: الرحم تقول: اللهم إني بك فلا أُقطع. والأمانة تقول: اللهم إني بك فلا أُخان. والنعمة تقول: اللهم إني بك فلا أُكفر".
رواه البزار وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
13440- وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الرحم شجنة من الرحمن تقول: يا رب إني قُطعت يا رب إني أُسيء، إني يا رب إني ظُلمت، يا رب يا رب. فيجيبها: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟".
قلت: له حديث في الصحيح غير هذا.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن عبد الجبار وهو ثقة.
13441- وعن ابن عباس يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"أن الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن عز وجل يصل من وصلها ويقطع من قطعها".
ص.274
رواه أحمد والبزار والطبراني بنحوه، وفيه صالح مولى التوأمة وقد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13442- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"توضع الرحم يوم القيامة لها حجنة كحجنة المغزل تكلم بلسان طلق ذلق، فتصل من وصلها وتقطع من قطعها".
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي ثمامة الثقفي وثقه ابن حبان.(8/70)
13443- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرحم معلقة بالعرش".
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
13445- وعن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق، وإن هذه الرحم شجنة من الرحمن عز وجل، فمن قطعها حرم الله عليه الجنة".
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير نوفل بن مساحق وهو ثقة.
13445- وعن عامر بن ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.275
"قال الله تبارك وتعالى: الرحم شجنة مني، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته".
رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه والبزار إلا أنه لم يقل: "قال الله". وفيه عاصم بن عبيد الله ضعفه الجمهور وقال العجلي: لا بأس به.
13446- وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن تناشده حقها فيقول: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ من وصلك فقد وصلني ومن قطعك فقد قطعني".
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
13447- وعن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله كتب في أم الكتاب قبل أن يخلق السماوات والأرض: إنني أنا الرحمن الرحيم، خلقت الرحم وشققت لها اسماً من أسمائي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه الحكم بن عبد الله أبو مطيع، وهو متروك.
13448- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إن الرحم شجنة متمسكة بالعرش تكلم بلسان ذلق: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني. فيقول الله تبارك وتعالى: أنا الرحمن الرحيم وإني شققت للرحم من اسمي فمن وصلها وصلته ومن بتكها بتكته".
ص.276
رواه البزار وإسناده حسن.
13449- وعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تنادي الرحم يوم القيامة: إن من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله".(8/71)
قلت: له حديث رواه أبو داود وغيره غير هذا.
رواه البزار وفيه جماعة لم أعرفهم.
13450- وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
13451- وعن الأعمش قال: كان ابن مسعود جالساً بعد الصبح في حلقة، قال:
"أُنشد الله قاطع رحم لما قام عنا فإنا نريد أن ندعو ربنا وإن أبواب السماء مرتجة (مغلقة) دون قاطع رحم".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الأعمش لم يدرك ابن مسعود.
13452- وعن عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم".
رواه الطبراني وفيه أبو إدام المحاربي وهو كذاب.
ص.277
13453- وعن جابر قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على صلة الرحم.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن، ويأتي بتمامه في القيام على البنات إن شاء الله.
13454- وعن رجل من خثعم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في نفر من أصحابه فقلت: أنت الذي
تزعم أنك رسول الله؟ قال: "نعم". قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: "إيمان بالله". قال: قلت: يا رسول الله، ثم مه؟ قال: "ثم صلة الرحم". قال: قلت: يا رسول الله، ثم مه؟ قال: "ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أبغض إلى الله؟ قال: "الإشراك بالله". قال: قلت: يا رسول الله ثم مه؟ قال: "ثم قطعيه الرحم".
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير نافع بن خالد الطاحي وهو ثقة.
13455- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه يقول:
"إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في العمر، ويدفع بهما ميتة السوء، ويدفع الله بهما المكروه والمحذور".
رواه أبو يعلى وفيه صالح المري، وهو ضعيف.
ص.278
13456- وعن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/72)
"ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة مع ما يدخر له في الآخرة، من قطيعة الرحم والخيانة والكذب. وإن أعجل البر ثواباً لصلة الرحم حتى أن أهل البيت ليكونوا فقراء فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذا تواصلوا".
قلت: رواه أبو داود باختصار كثير.
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الأنطاكي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
13457- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله ليعمر بالقوم الديار، ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم". قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: "بصلتهم أرحامهم".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
13758- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من أهل بيت تواصلوا إلا أجرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الله".
رواه الطبراني وفيه عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو ضعيف.
13759- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.279
"بُلُّوا أرحامكم ولو بالسلام".
رواه البزار وفيه يزيد بن عبد الله بن يزيد الغنوي وهو ضعيف.
13460- وعن أبي الطفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلوا أرحامكم بالسلام".
رواه الطبراني وفيه راو لم يسم.
13461- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو أسباط وهو ضعيف.
13462- وعن العلاء بن خارجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة للأهل، مثراة للمال، ومنسأة للأجل".
رواه الطبراني ورجاله قد وثقوا.
13463- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أعجل الطاعة صلة الرحم، وان أهل البيت ليكونون فجاراً فتنموا أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا أرحامهم".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الدهماء النصري، وهو ضعيف جداً.(8/73)
13464- وعن عمرو بن سهل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"صلة القرابة مثراة للمال محبة في الأهل منسأة في الأجل".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
ص.280
13465- وعن علي - يعني ابن أبي طالب - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من سره أن يمد له في عمره ويوسع عليه في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه".
رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال البزار رجال الصحيح غير عاصم بن ضمرة وهو ثقة.
13466- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم وحسن الجوار وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار".
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عبد الرحمن بن القاسم لم يسمع من عائشة.
13467- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"في التوراة مكتوب: من أحب أن يزاد في عمره ويزاد في رزقه فليصل رحمه".
رواه البزار، وفيه سعيد بن بشير وثقه شعبة وجماعة، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات.
13468- وعن أبي الدرداء قال: ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرحام، فقلنا: من وصل رحمه أنسئ في أجله. قال: "إنه ليس بزيادة في عمره قال الله: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} ولكنه الرجل تكون له الذرية الصالحة فيدعون له من بعده، فيبلغه ذلك، فذلك الذي ينسأ في أجله".
ص.281
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وليس في إسناده متروك، ولكنهم ضعفوا.
13469- وعن ابن عباس قال: أصابت قريشاً أزمة شديدة حتى أكلوا الرمة، ولم يكن من قريش أحد أيسر من رسول الله صلى الله عليه وسلم والعباس بن عبد المطلب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس:(8/74)
"يا عم، إن أخاك أبا طالب قد علمت كثرة عياله، وقد أصاب قريشاً ما ترى، فاذهب بنا إليه حتى نحمل عنه بعض عياله". فانطلقا إليه فقالا: يا أبا طالب، إن حال قومك ما قد ترى، ونحن نعلم أنك رجل منهم، وقد جئنا لنحمل عنك بعض عيالك. فقال أبو طالب: دعا لي عقيلاً وافعلا ما أحببتما. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً، وأخذ العباس جعفراً، فلم يزالا معهما حتى استغنيا.
قال سليمان بن داود: ولم يزل جعفر مع العباس حتى خرج إلى أرض الحبشة مهاجراً.
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
13470- وعن جابر أن جويرية قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أريد أن أعتق هذا الغلام. قال:
"أعطه خالك الذي في الأعراب يرعى عليه فإنه أعظم لأجرك".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
*4* 2. باب صلة الرحم وإن قطعت.
13471- عن عبد الله بن عمرو قال:
ص.282
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي ذوي أرحام أصل ويقطعوني، وأعفو ويظلموني وأحسن ويسيئون، أفأكافئهم؟ قال:
"[لا] إذاً تشتركون جميعاً، ولكن خذ بالفضل وصلهم، فإنه لن يزال معك ملك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك".
رواه أحمد وفيه حجاج بن أرطاة وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
13472- وعن أبي ذر قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا تأخذني في الله لومة لائم، وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت. فذكر الحديث.
رواه الطبراني في الصغير والكبير في حديث طويل والبزار، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقة.
13473- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث من كن فيه حاسبه الله حساباً يسيراً وأدخله الجنة برحمته". قالوا: وما هي يا رسول الله بأبي أنت وأمي؟ قال: "تعطي من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك، فإذا فعلت ذلك يدخلك الجنة برحمته".
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو متروك.(8/75)
*4* 3. باب فيمن سأل قريبه فضلاً فبخل عليه.
13474- عن جرير بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.283
"ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله فضلاً أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج الله له يوم القيامة من جهنم حية يقال لها: شجاع، فيطوق به".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وإسناده جيد.
13475- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أيما رجل أتاه ابن عمه يسأله من فضله فمنعه، منعه الله فضله يوم القيامة".
قلت: فذكر الحديث وهو في البيوع.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمد بن الحسن القردوسي، ضعفه الأزدي بهذا الحديث.
*3* 5. باب الإحسان إلى الأباعد.
13476- عن العباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عم ولدك قوم لجج وخيرهم لذي بعد".
رواه الطبراني في الصغير وفيه مجاهيل، ولا يصح.
*3* 6. (بابان في الأولاد).
*4* 1. باب ما جاء في الأولاد.
13477- عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لكل شجرة ثمرة، وثمرة القلب الولد، إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده، والذي نفسي بيده، لا يدخل الجنة إلا رحيم". قلنا: يا رسول الله، كلنا يرحم. قال: "ليس رحمته أن يرحم أحدكم صاحبه، إنما الرحمة أن يرحم الناس".
رواه البزار وفيه أبو مهدي، سعيد بن سنان، وهو ضعيف متروك، وقال
ص.284
صدقة بن خالد: حدثني أبو مهدي سعيد بن سنان مؤذن أهل حمص، وكان ثقة مرضياً، ولا يصح إسناد هذه الحكاية.
13478- وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الولد ثمرة القلب، وإنه مجبنة مبخلة محزنة".
رواه أبو يعلى والبزار وفيه عطية العوفي وهو ضعيف.(8/76)
13479- عن الأشعث بن قيس قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة، فقال لي: "هل لك من ولد؟". قلت: غلام ولد في مخرجي إليك من ابنة حمد، ولوددت أن مكانه شبع القوم. قال: "لا تقل ذاك، فإنه فيهم قرة عين، وأجراً إذا قبضوا، ثم لئن قلت ذلك إنه لمجبنة محزنة، إنهم لمجبنة محزنة".
رواه أحمد والطبراني وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
13480- عن الأسود بن خلف عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه أخذ حسناً فقبله، ثم أقبل عليهم فقال:
"إن الولد مبخلة مجهلة مجبنة".
رواه البزار ورجاله ثقات.
13481- وعن عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس، فخرج الحسين بن علي رضي الله عنه، في عنقه خرقة يجرها، فعثر فيها
ص.285
فسقط على وجهه، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر يريده، فلما رآه الناس أخذوا الصبي فأتوه به، فأخذه وحمله فقال: "قاتل الله الشيطان، إن الولد فتنة، والله ما علمت أني نزلت عن المنبر حتى أتيت به".
رواه الطبراني عن شيخه حسن، ولم ينسبه، عن عبد الله بن علي الجارودي ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
13482- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما ولد في أهل بيت غلام إلا أصبح فيهم عز لم يكن".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه هاشم بن صالح ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله وثقوا.
13483- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا ولدت الجارية بعث الله عز وجل إليها ملكاً يزف البركة زفاً، يقول: ضعيفة خرجت من ضعيفة القيم عليها معان إلى يوم القيامة، وإذا ولد الغلام بعث الله إليه ملكاً من السماء فقبل بين عينيه وقال: الله يقرئك السلام".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه بكر لم ينسبه، عن عبد الله بن سليمان المصري ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.(8/77)
13484- وعن نبيط - يعني ابن شريط - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا ولد لرجل ابنة بعث الله عز وجل ملائكة يقولون: السلام عليكم أهل البيت، يكسونها بأجنحتهم ويمسحون بأيديهم على رأسها ويقولون: ضعيفة خرجت من ضعيفة، القيم عليها معان إلى يوم القيامة".
ص.286
رواه الطبراني في الصغير وفيه جماعة لم أعرفهم.
13485- وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكرهوا البنات، فإنهن المؤنسات الغاليات".
رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
13486- وعن السائب بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل حسناً، فقال له الأقرع بن حابس: لقد ولد لي
عشر ما قبلت واحداً منهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يرحم الله من لا يرحم الناس".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
13487- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا نظر الوالد إلى ولده فسره، كان للولد عتق نسمة". قيل: يا رسول الله، وإن نظر ثلاث مائة وستين نظرة؟ قال: "الله أكبر".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال فيه: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وإسناده حسن فيه إبراهيم بن أعين وثقه ابن حبان وضعفه غيره.
13488- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ريح الولد من ريح الجنة".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه محمد بن عثمان بن سعيد، وهو ضعيف.
13489- وعن أنس أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ابن له فقبله وأجلسه
ص.287
على فخذه، وجاءته بنت له فأجلسها بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا سويت بينهم".
رواه البزار فقال: حدثنا بعض أصحابنا ولم يسمه، وبقية رجاله ثقات.
*4* 2. باب منه في الأولاد والأقارب وفضل النفقة عليهم.
@وقد تقدم في النكاح بعض ذلك.(8/78)
13490- عن المطلب بن عبد الله المخزومي قال: دخلت على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا بني ألا أحدثك بما سمعت من فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى يا أمه قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما من فضل الله أو يكفيهما، كانتا ستراً له من النار".
رواه أحمد والطبراني وفيه محمد بن حميد المدني، وهو ضعيف.
13491- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان له ثلاث بنات يؤدبهن ويرحمهن ويكفلهن، وجبت له الجنة البتة". قيل: يا رسول الله، فإن كانتا اثنتين؟ قال: "وإن كانتا اثنتين". قال: فرأى بعض القوم أن لو قال: واحدة، لقال: "واحدة".
رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط بنحوه، وزاد: "ويزوجهن". من طرق، وإسناد أحمد جيد.
ص.288
13292- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من كانت له أختان فأحسن صحبتهما [ما صحبتاه] دخل بهما الجنة".
قلت: رواه ابن ماجة إلا أنه قال: "ابنتان". بدل: "أختان".
رواه أحمد وفيه شرحبيل بن سعد وثقه ابن حبان وضعفه جمهور الأئمة، وبقية رجاله ثقات.
13493- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كفل يتيماً له ذو قرابة أو لا قرابة له فأنا وهو في الجنة كهاتين - وضم إصبعيه - ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة، وكان له كأجر مجاهد في سبيل الله صائماً قائماً".
رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس.
13494- وعن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من مسلم يكون له ثلاث بنات فينفق عليهن حتى يبلغن أو يمتن، إلا كن له حجاباً من النار". فقالت امرأة: أو اثنتان؟ قال: "وثنتان".
رواه الطبراني وفيه النهاس بن قهم، وهو ضعيف.
13495- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/79)
"ما من أمتي من أحد يكون له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات يعولهن حتى يبلغن، إلا كان معي في الجنة هكذا". وجمع إصبعيه السبابة والوسطى.
قلت: له في الصحيح: "من عال جاريتين".
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح.
ص.289
13496- وعن أبي المحبر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من عال ابنتين أو أختين أو خالتين أو عمتين أو جدتين فهو معي في الجنة كهاتين - وضم رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه السبابة والتي جنبها - فإن كن ثلاثاً فهو ممدوح، وإن كن أربعاً أو خمساً فيا عباد الله أدركوه أقرضوه ضاربوه ضاربوه".
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
13497- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها، وعلمها وأحسن تعليمها، وأوسع عليها من نعم الله التي أوسع عليه، كانت له منعة وستراً من النار".
رواه الطبراني وفيه طلحة بن زيد وهو وضاع.
13498- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من كن له ثلاث بنات فعالهن وآواهن وكفهن، وجبت له الجنة". قلنا: وبنتين؟ قال: "وبنتين". قلنا: وواحدة؟ قال: "وواحدة".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
13499- وعن أنس أن امرأة دخلت على عائشة ومعها بنتان لها، قال: فأعطتها عائشة ثلاث
ص.290
تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ثم أخذت تمرة لتضعها في فمها، قال: فنظر الصبيان إليها، قال: فصدعتها نصفين فأعطت كل واحدة منهما نصفاً، وخرجت، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثته عائشة بما فعلت، أو تفعل المرأة، قال: "فلقد دخلت بذلك الجنة".
رواه البزار وفيه عبيد الله بن فضالة، وذكره المزي في ترجمة مسلم بن إبراهيم الفراهيدي الراوي عنه، فقال: عبيد الرحمن بن فضالة أخو مبارك بن فضالة. قلت: ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.(8/80)
13500- وعن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابناها فسألته فأعطاها ثلاث تمرات، لكل واحدة منهم تمرة، فأعطت كل واحد منهم تمرة فأكلها، ثم نظرا إلى أمهما، فشقت التمرة بنصفين وأعطت كل واحد منهما نصف تمرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد رحمها الله برحمتها ابنيها".
رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه خديج بن معاوية الجعفي، وهو ضعيف.
*3* 7. باب لعب الأولاد.
13501- عن ابن عباس قال: أخذ العباس ابنه قثم فوضعه على صدره وهو يقول:
حبي قثم شبيهُ ذي * الأنف الأشم
نبي ذي النعم * برغم من زعم
رواه الطبراني، وهو بطوله من حديث أنس في قصة الحجاج بن علاط، وإسناده جيد.
ص.291
13502- وعن سهل بن سعد قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على صبيان وهم يلعبون بالتراب، فنهاهم بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "دعهم فإن التراب ربيع الصبيان".
رواه الطبراني وفيه محمد بن الرعيني، وهو متهم بهذا الحديث وغيره.
*3* 8. باب تأديب الأولاد.
13503- عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما نحل والد ولداً أفضل من أدب حسن".
رواه الطبراني وفيه عمرو بن دينار، قهرمان آل الزبير، وهو متروك. وقد تقدم في الأدب تأديب الأولاد.
*3* 9. باب متى يعذر الوالد في أدب ولده.
13504- عن أبي جبيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين، فإن رضيت مكاتفته لإحدى وعشرين، وإلا فاضرب على جنبه فقد اعتذرت إلى الله عز وجل".
رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وفيه زيد بن جبيرة بن محمود وهو متروك.
*3* 10. باب فيمن يولد بعد المائة.
13505- ص.292 عن صخر بن قدامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يولد بعد مائة سنة مولود لله فيه حاجة".(8/81)
رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن القاسم بن مساور ومحمد بن جعفر بن أعين ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح ويحتمل أنه أراد لا يولد لأحد بعد أن يكمل من العمر مائة سنة ولد في الغالب، فإن ولد له فلا يعيش الوالد حتى يؤدبه، فيتعلم المعاصي والله أعلم.
*3* 11. باب فيمن يربي الصغار.
13506- عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من ربي صغيراً حتى يقول: لا إله إلا الله، لم يحاسبه الله".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه سليمان بن داود الشاذكوني، وهو ضعيف.
13507- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الحرفة فقال: "رب صغيراً". فسأله فقال: "مهراً أو جارية أو غلاماً".
ص.293
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن يزيد البكري، وهو ضعيف.
*3* 12. باب ما جاء في الأيتام والأرامل والمساكين.
13508- عن أبي هريرة أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال:
"امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13509- وعن أبي الدرداء قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه، قال:
"أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك، يلن قلبك وتدرك حاجتك".
رواه الطبراني وفي إسناده من لم يسم، وبقية مدلس.
13510- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة من خثعم فقال: "كيف تجدينك؟". فقالت: لا أراني إلا لما بي ميتة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"وددت أنك لم تخرجي من الدنيا حتى تكفلي يتيماً أو تجهزي غازياً".
رواه الطبراني، وفيه نفيع أبو داود الأعمى، وهو كذاب.
13511- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين - وجمع بين السبابة والوسطى - والساعي على اليتيم والأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله والصائم القائم لا يفتر".(8/82)
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط، وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
13512- وعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.294
"ما قعد يتيم مع قوم على قصعتهم فيقرب قصعتهم شيطان".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحسن بن واصل، وهو الحسن بن دينار، وهو ضعيف لسوء حفظه، وهو حديث حسن والله أعلم.
13513- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أحب البيوت إلى الله بيت فيه يتيم يكرم".
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إبراهيم الحنيني، وقد كان ممن يخطئ.
13514- وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من مسح على رأس يتيم، لم يمسحه إلا لله، كان له في كل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين". وفرّق بين إصبعيه السبابة والوسطى.
رواه أحمد والطبراني، وفيه علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف.
13515- وعن عمرو بن مالك القشيري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ومن ضم يتيماً بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله، وجبت له الجنة".
رواه أحمد والطبراني، وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13516- وعن زرارة بن أوفى، عن رجل من قومه يقال له: أبو مالك، أو ابن مالك، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
ص.295
"من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه، وجبت له الجنة البتة. ومن أدرك والديه أو أحدهما ثم لم يبرهما ثم دخل النار، فأبعده الله، وأيما مسلم أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار".
رواه أبو يعلى والسياق له، وأحمد باختصار، والطبراني، وهو حسن الإسناد.(8/83)
13517- وعن بشير بن عقربة الجهني قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقلت: ما فعل أبي؟ قال: استشهد، رحمة الله عليه". فبكيت، فأخذني فمسح رأسي وحملني معه وقال: "أما ترضى أن أكون أنا أبوك وتكون عائشة أمك؟".
رواه البزار وفيه من لا يعرف.
13518- وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: بينا نحن قعود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتاه غلام فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، غلام يتيم وأخت له يتيمة وأم له أرملة أطعمنا أطعمك الله مما عندك حتى نرضى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحسن ما قلت يا غلام، انطلق إلى أهلنا فائتنا بما وجدت عندهم من طعام. فأتى بلال بواحدة وعشرين تمرة، فوضعها في كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفيه إلى فيه، ونحن نرى أنه يدعو الله بالبركة، ثم قال: "يا غلام سبعاً لك، وسبعاً لأمك، وسبعاً لأختك، فتعشى بتمرة وتغدى بأخرى". فلما انصرف الغلام من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام إليه معاذ بن جبل فوضع يده على رأسه ثم قال: جبر الله يتمك وجعلك خلفاً لأبيك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد رأيت ما صنعت بالغلام يا معاذ". قال: يا رسول الله، رحمة للغلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: "والذي نفس محمد بيده، لا يلي أحد من المسلمين يتيماً إلا جعل الله تبارك وتعالى له بكل شعرة درجة، وأعطاه بكل شعرة حسنة وكفر عنه بكل شعرة سيئة".
ص.296
رواه البزار بتمامه، وروى أحمد طرفاً من أوله ثم قال: فذكر الحديث بطوله، وفي الإسناد فائد أبو الورقاء وهو متروك.
13519- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا أول من يفتح باب الجنة، إلا أنه تأتي امرأة تبادرني، فأقول لها: ما لك؟ ومن أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي".(8/84)
رواه أبو يعلى وفيه عبد السلام بن عجلان، وثقه أبو حاتم وابن حبان، وقال: يخطئ ويخالف، وبقية رجاله ثقات.
13520- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كفل يتيماً له ذو قرابة أو لا قرابة له، فأنا وهو في الجنة كهاتين". وضم إصبعيه.
رواه البزار، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس.
13521- وعن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ضم يتيماً له أو لغيره حتى يغنيه الله عنه، وجبت له الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه المسيب بن شريك، وهو متروك.
13522- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من آوى يتيماً أو يتيمين ثم صبر واحتسب كنت أنا وهو في الجنة كهاتين". وحول إصبعيه السبابة والوسطى.
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه من لم أعرفهم.
13523- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين".
ص.297
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إبراهيم الحنيني، وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله وثقوا.
13524- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من كفل يتيماً له أو لغيره وجبت له الجنة إلا أن يكون عمل عملاً لا يغفر".
رواه الطبراني، وفيه داود بن الزبرقان، وهو متروك.
13525- وعن ابن عباس ذكر النبي صلى الله عليه وسلم:
"ما من مسلم قبض يتيماً بين مسلمين إلى طعامه وشرابه إلا أدخل الجنة البتة، إلا أن يعمل ذنباً لا يغفر، ومن أخذت كريمتاه فصبر واحتسب، لم يكن له ثواب إلا الجنة". قيل: وما كريمتاه؟ قال: "عيناه". قال: "ومن عال ثلاث بنات علمهن وزوجهن وأحسن أدبهن، أدخله الله الجنة". فقال رجل من الأعراب: أو اثنتين؟ قال: "أو اثنتين". قال ابن عباس: هذا من كرائم الحديث وغرره.
قلت: روى الترمذي بعضه.
رواه الطبراني وفيه حنش بن قيس الرحبي، وهو متروك.
13526- وعن بنت لمرة، عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(8/85)
"كافل اليتيم له أو لغيره إذا اتقى معي في الجنة كهاتين". يعني المسبحة والوسطى.
وقال في طريق أخرى: عن أم سعد بنت لمرة الفهري عن أبيها
وبنت لمرة لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات.
ص.298
13527- وعن أم سعيد بنت عمرو بن مرة الجمحية قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من كفل يتيماً له أو لغيره من الناس، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
13528- وعن جابر بن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله، مما أضرب يتيمي؟ قال:
"مما كنت ضارباً منه ولدك غير واف مالك بماله، ولا سائل من ماله مالاً".
رواه الطبراني في الصغير، وفيه معلى بن مهدي، وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
13529- وعن عبد الرحمن بن أبزى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كن لليتيم كالأب الرحيم".
قلت: فذكر الحديث وهو في الزهد. ورجاله ثقات.
13530- وعن عبد الله بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اليتيم يمسح رأسه هكذا". ووصف صالح أنه وضع كفه على مقدم رأسه مما يلي جبهته، ثم أصعدها إلى وسط رأسه، ثم أحدرها إلى مقدم رأسه أو إلى جبهته. "ومن كان له أب هكذا". ووصف أنه وضع كفه على مقدم رأسه مما يلي جبهته ثم أصعدها إلى وسط رأسه.
رواه البزار والطبراني في الأوسط بنحوه، إلا أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا
ص.299
كان الغلام يتيماً فامسحوا رأسه هكذا - إلى قدام - وإذا كان له أب فامسحوا رأسه هكذا - إلى خلف من مقدمه - ".
وفيه محمد بن سليمان، وقد ذكروا هذا من مناكير حديثه.
*3* 13. باب ما جاء في الخادم.
@عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"للمملوك على سيده ثلاث خصال: لا يعجله عن صلاته، ولا يقيمه عن طعامه، ويشبعه كل الإشباع".
رواه الطبراني في الصغير، وفيه من لم أعرفهم، وعبد الصمد بن علي ضعيف.
وقد تقدم الإحسان إلى الخادم في كتاب العتق.(8/86)
*3* 14. (أبواب في الجار وما له وما عليه ونحو ذلك).
*4* 1. باب ما جاء في الجار.
13532- عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سعادة المرء الجار الصالح، والمركب الهني، والمسكن الواسع".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13533- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل ليدفع بالرجل الصالح عن مائة من أهل البيت من جيرانه البلاء". ثم قرأ: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه يحيى بن سعيد العطار، وهو ضعيف.
ص.300
13534- وعن رافع بن خديج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"التمسوا الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق".
رواه الطبراني، وفيه أبان بن المحبر، وهو متروك.
*4* 2. باب حق الجار والوصية بالجار.
13535- عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه.
رواه أحمد والطبراني بنحوه، وصرح بقية بالتحديث، فهو حديث حسن.
13536- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الجيران ثلاثة: جار له حق واحد وهو أدنى الجيران، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، فأما الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له الحقان فجار مسلم له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق: فجار مسلم ذو رحم، له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم".
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن محمد الحارثي، وهو وضاع.
13537- وعن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للجار حق".
رواه البزار وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وهو ضعيف.(8/87)
13538- وعن رجل من الأنصار قال: خرجت مع أهلي أريد النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا به قائم، وإذا رجل مقبل عليه، فظننت أن لهما حاجة فجلست فوالله لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعلت أرثي له من طول القيام، ثم انصرف، فقمت إليه فقلت:
ص.301
يا رسول الله، لقد قام بك هذا الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام؟ قال: "أتدري من هذا؟". قلت: لا. قال: "[ذاك] جبريل صلى الله عليه وسلم، مازال يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، أما إنك لو سلمت عليه لرد عليك السلام".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13539- وعن محمد بن سلمة قال: مررت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا واضعاً خده على رجل فلم ألبث أن ناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "يا محمد بن مسلمة، ما منعك أن تسلّم؟". فقال محمد بن مسلمة: يا رسول الله رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئاً لم تفعله بأحد من الناس، فكرهت أن أقطعك عن حديثك، فمن كان يا رسول الله؟ قال: "كان جبريل عليه السلام". قال: فما قال؟ قال: "ما زال يوصيني بالجار، حتى كنت أنتظر أن يأمرني بتوريثه".
رواه الطبراني، وفيه عياش بن موسى السعدي، وقد ذكر ابن أبي حاتم عباد بن مؤنس، وروى عنه اثنان، فإن كان هذا ابن مؤنس فرجاله ثقات، وإلا فلم أعرفه.
13540- وعن جابر قال: جاء رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل يصليان حيث يصلى على الجنائز، فقال الرجل: يا رسول الله، من هذا الرجل الذي رأيته معك؟ قال: "وهل رأيته؟". قال: نعم. قال: "لقد رأيت خيراً كثيراً، هذا جبريل صلى الله عليه وسلم، مازال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".
رواه البزار، وفيه الفضل بن مبشر، وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات.
ص.302
13541- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".
رواه البزار، وفيه داود بن فراهيج، وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.(8/88)
13542- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".
رواه البزار، وفيه محمد بن ثابت بن أسلم، وهو ضعيف.
13543- وعن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لقد أوصاني جبريل عليه السلام بالجار حتى ظننت أنه ليورثه".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه المطلب بن عبد الله بن حنطب، وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13544- وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته الجدعاء في حجة الوداع يقول: "أوصيكم بالجار". حتى أكثر، فقلت: إنه يورثه.
رواه الطبراني، وإسناده جيد.
13545- وعن معاوية بن حيدة قال: قلت: يا رسول الله، ما حق جاري؟ قال:
"إن مرض عدته، وإن مات شيعته، وإن استقرضك أقرضته، وإن أعوز
ص.303
سترته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا ترفع بناءك فوق بنائه فتسد عليه الريح، ولا تؤذه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها".
رواه الطبراني، وفيه أبو بكر الهذلي، وهو ضعيف.
13546- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا طبخ أحدكم قدراً فليكثر مرقها، ثم ليناول جاره منها".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، وثقه ابن حيان وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات.(8/89)
13547- وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: كنت مرة في أرض قطعها النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة والزبير في أرض النضير، فخرج الزبير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنا جار من اليهود، فذبح شاة فطبخت، فوجدت ريحها فدخلني من ريح اللحم ما لم يدخلني من شيء قط، وأنا حامل بابنة لي تدعى خديجة، فلم أصبر، فانطلقت فدخلت على امرأته أقتبس منها ناراً لعلها تطعمني، وما بي من حاجة إلى النار، فلما شممت ريحه ورأيته ازددت شراً، فأطفأته ثم جئت الثانية أقتبس مثل ذلك، ثم الثالثة، فلما رأيت ذلك قعدت أبكي وأدعو الله، فجاء زوج اليهودية فقال: أدخل عليكم أحد؟ قالت: [لا إلا] العربية دخلت تقتبس ناراً. قال: فلا آكل منها أبداً أو ترسلي إليها منها. فأرسلت إلي بقدحة، ولم يكن في الأرض شيء أدعى إلي من تلك الأكلة.
ص.304
قال ابن بكير: القدحة: الغرفة.
رواه الطبراني، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13548- وعن عائشة أم المؤمنين قالت: قلت: يا رسول الله، يكون لي جاران أحدهما بابه قبالة بابي، والآخر شاسع عن بابي وهو أقرب في الجدر، فبأيهما أبدأ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابدئي بالذي بابه قبالة بابك".
قلت: هو في الصحيح بغير سياقه.
رواه أبو يعلى واللفظ لأحمد، والطبراني في الأوسط، وفيه عويد بن أبي عمران، وهو متروك.
13549- وعن معاوية بن حيدة قال: قلت: يا رسول الله، إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: "إلى أقربهما منك باباً".
رواه الطبراني، وفيه مسعدة بن اليسع، وهو كذاب.
*4* 3. باب إكرام الجار.
13550- عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل حقاً أو ليسكت".
ص.305(8/90)
وفي رواية: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" - ثلاث مرات - "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره" - ثلاث مرات - .
رواه كله أحمد بأسانيد، ورجال الأول رجال الصحيح، غير علقمة بن عبد الله المزني، وهو ثقة.
13551- وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
13552- وعن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحفظ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت".
رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن. قلت: وبقية هذه الأحاديث في الضيافة.
*4* 4. باب فيمن يشبع وجاره جائع.
13554- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به".
ص.306
رواه الطبراني والبزار، وإسناد البزار حسن.
13555- وعن ابن عباس أنه قال وهو ينحل ابن الزبير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع".
رواه الطبراني وأبو يعلى ورجاله ثقات.(8/91)
13556- وعن عباية بن رفاعة قال: بلغ عمر أن سعداً لما بنى القصر قال: انقطع الصويت. فبعث إليه محمد بن مسلمة فلما قدم أخرج زنده وأورى ناره وابتاع حطباً بدرهم، وقيل لسعد: إن رجلاً فعل كذا وكذا. قال: ذاك محمد بن مسلمة. فخرج إليه، فحلف بالله ما قاله، فقال: نودي عنك الذي تقوله وتفعل ما أمرنا به. [فأحرق الباب ثم] أقبل يعرض عليه أن يزوره فأبى، فخرج على عمر، فهجر إليه، فسار ذهابه ورجوعه تسع عشرة ليلة، فقال: لولا حسن الظن بك لرأينا أنك لم تودعنا. قال: بلى أرسل يقرأ عليك السلام ويعتذر ويحلف بالله ما قال. قال: فهل زودك شيئاً؟ قال: لا. قال: فما منعك أن تزودني أنت؟ قال: إني كرهت أن آمر لك، فيكون لك البارد ويكون علي الحار، وحولي أهل المدينة وقد قتلهم الجوع، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يشبع الرجل دون جاره".
رواه أحمد وأبو يعلى ببعضه، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عباية بن رفاعة لم يسمع من عمر.
ص.307
13557- وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا أعطيكم وأدع أهل الصفة يلوي بطونهم الجوع".
رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
*4* 5. باب فيمن له جار فقير لا يصله.
13558- عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، اكسني. فأعرض عنه فقال: يا رسول الله اكسني. فقال: "أما لك جار له فضل ثوبين؟". قال: بلى، غير واحد. قال: "فلا يجمع الله بينك وبينه في الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه المنذر بن زياد الطائي، وهو متروك.
*4* 6. باب حد الجوار.
13559- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"حق الجار أربعون داراً هكذا وهكذا وهكذا وهكذا يميناً وشمالاً وقدام وخلف".
رواه أبو يعلى عن شيخه محمد بن جامع العطار وهو ضعيف. وحديث كعب بن مالك في باب أذى الجار.(8/92)
*3* باب ما جاء في جار السوء وإمام السوء وزوجة السوء نعوذ بالله منهم (كذا في الأصل بدون ترقيم).
13560- عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاثة من العواقر: إمام إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر، وجار
ص.308
السوء إن رأى خيراً دفنه وإن شراً أذاعه، وامرأة إن حضرت آذتك وإن غبت عنها خانتك".
رواه الطبراني وفيه محمد بن عصام بن يزيد، ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله وثقوا.
*4* 7. باب ما جاء في أذى الجار.
13561- عن المقداد بن الأسود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "ما تقولون في الزنا؟" قالوا: حرام حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره". قال: فقال: "ما تقولون في السرقة؟" قالوا: حرمها الله ورسوله فهي حرام. قال: "لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره".
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات.
13562- وعن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله إن فلانة، فذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: "هي في النار". قال: يا رسول الله فإن فلانة، فذكر من قلة صيامها [وصدقتها] وصلاتها وأنها تصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي بلسانها جيرانها. قال: "هي في الجنة".
رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات.
13563- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.309
"والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن". قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: "جار لا يؤمن جاره بوائقه". قالوا: يا رسول الله وما بوائقه؟ قال: "شره".
قلت: لأبي هريرة في الصحيح: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(8/93)
13564- وعن طلق بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس بالمؤمن الذي لا يأمن جاره بوائقه".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه أيوب بن عتبة، ضعفه الجمهور، وهو صدوق كثير الخطأ.
13565- وعن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما هو بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه".
رواه أبو يعلى وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس.
13566- وعن كعب بن مالك قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، إني نزلت في محلة بني فلان وإن أشدهم لي أذى أقربهم لي جواراً. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعلياً يأتون المسجد فيقولون على بابه فيصيحون: ألا إن أربعين داراً جار، ولا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه.
رواه الطبراني وفيه يوسف بن السفر، وهو متروك.
13567- وعن أبي مسعود قال: جاء رجل إلى فاطمة فقال: يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم [عندك] شيئاً تطرفينيه؟ قالت: يا جارية
ص.310
هات تلك الجريدة، فطلبتها فلم تجدها، فقالت: ويحك اطلبيها فإنها تعدل عندي حسناً وحسيناً. فطلبتها فإذا هي قد قمتها في قمامتها، فإذا فيها: قال محمد صلى الله عليه وسلم:
"ليس من المؤمنين من لا يأمن جاره بوائقه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، [ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره] من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت، إن الله يحب الحي الحليم [العفيف] المتعفف، ويبغض الفاحش البذيء السائل الملحف، إن الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والفحش من البذاء والبذاء في النار".
رواه الطبراني وفيه سوار بن مصعب، وهو متروك.(8/94)
13568- وعن أبي جحيفة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، قال: "اطرح متاعك على الطريق". فطرحه، فجعل الناس يمرون عليه ويلعنونه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما لقيت من الناس؟ قال: "وما لقيت منهم؟". قال: يلعنوني. قال: "لعنك الله قبل الناس". فقال: إني لا أعود. فجاء الذي شكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ارفع متاعك فقد كفيت".
رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال: "ضع متاعك على الطريق، أي على ظهر الطريق". فوضعه، فكان كل من مر قال: ما شأنك؟ قال: جاري يؤذيني. فيدعو عليه، فجاء جاره فقال: رد متاعك، فلا أؤذيك أبداً.
وفيه أبو عمر المنبهي تفرد عنه شريك، وبقية رجاله ثقات.
13569- وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا قليل من أذى الجار".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
ص.311
13570- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من اطلع من بيت جاره فنظر إلى عورة أخيه المسلم أو شعر امرأته أو شيء من جسدها، كان حقاً على الله أن يدخله النار".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يحيى بن عنبسة، وهو وضاع.
13571- وعن عبد الله بن عمر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال: "لا يصحبنا اليوم من آذى جاره". فقال رجل من القوم: أنا بلت في أصل حائط جاري. فقال: "لا تصحبنا اليوم".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف.
*4* 8. باب خصومة الجيران يوم القيامة.
13572- عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول خصمين يوم القيامة جاران".
رواه أحمد والطبراني بنحوه، وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح، غير أبي عشانة، وهو ثقة.
*4* 9. باب فيمن يصبر على أذى جاره.(8/95)
13573- عن مطرف - يعني ابن عبد الله - قال: كان يبلغني عن أبي ذر حديثاً، وكنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت: يا أبا ذر كان يبلغني عنك حديثك، وكنت أشتهي لقاءك، قال: لله تبارك وتعالى أبوك قد لقيتني فهات. قلت: حديثاً بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثك قال: "إن الله عز وجل يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة".
ص.312
قال: فما أخالني أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: قلت: فمن هؤلاء الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل؟ قال: "رجل غزا في سبيل الله صابراً محتسباً فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله عز وجل". ثم تلا: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص} قلت: ومن؟ قال: "رجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه، حتى يكفيه الله إياه بحياة أو موت".
قلت: فذكر الحديث، وقد رواه النسائي وغيره غير ذكر الجار.
رواه أحمد والطبراني، واللفظ له، وإسناد الطبراني وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح.
*3* 15. باب الإخاء بين المسلمين.
13574- عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين الزبير وابن مسعود.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير، ورجال الأوسط ثقات.
13575- وعن أنس قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، آخى بين سلمان وأبي الدرداء، وبين عوف بن مالك وبين صعب بن جثامة.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
13576- وعن زيد بن حارثة قال: قلت: يا رسول الله، آخيت بيني وبين حمزة.
ص.313
رواه البزار والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي الطبراني.
13577- وعن ابن عباس قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين زيد بن حارثة وحمزة.
رواه البزار، وفيه إسحاق الفروي، وهو متروك.
13578- وعن ابن عباس قال: كان زيد بن حارثة - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - أخا حمزة، آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.(8/96)
13579- وفي رواية عن ابن عباس أيضاً قال: قال زيد بن حارثة في ابنة أخي: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين أبيها.
وفي إسنادهما الحجاج بن أرطاة وهو مدلس، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
13580- وعن عمرو بن قيس، وعسل بن كعب، أحد بني مازن، أن جده مازن بن خيثمة - يعني جد عمرو بن قيس - بعثهما معاذ بن جبل حين نزل بين السكون والسكاسك وقال: حتى أسلم الناس وافدين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخى بين السكون والسكاسك.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
13581- وعن أبي أمامة
ص.314
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أبي الدرداء وسلمان.
رواه الطبراني، وفيه جسر بن فرقد وهو ضعيف. وتأتي أحاديث نحوها.
*3* 16. باب ما جاء في الحلف.
13582- عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"شهدت حلف المطلبين مع عمومتي وأنا غلام فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه".
قال الزهري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لم يصب الإسلام حلفاً إلا زاده شدة، ولا حلف في الإسلام". وقد ألف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار.
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال حديث عبد الرحمن بن عوف رجال الصحيح، وكذلك مرسل الزهري.
13583- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما يسرني أن لي حمر النعم وأني نقضت الحلف الذي في دار الندوة".
رواه الطبراني، وفيه مرزوق بن المرزبان ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13584- وعن بديل بن ورقاء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل في حلف يوم الحديبية خزاعة، وكتب إليهم وإلى بديل بن ورقاء سروات (رؤساء) بني عمرو:(8/97)
"سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فإني لم أَثِمَّ بالكم ولم أضع في جنبكم وإن أكرم تهامة علي لأنتم ومن تبعكم من المطيبين، وقد أخذت لمن هاجر مثل ما أخذت لنفسي، ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة وإنكم غير خائفين من قبلي ولا مخوفين". هذا أو نحوه.
ص.315
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
13585- وعن سلمة بن بديل بن ورقاء قال: دفع إلي أبي، بديل بن ورقاء، هذا الكتاب فقال: يا بني، هذا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فاستوصوا به، ولن تزالوا بخير ما دام فيكم:
"بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بديل بن ورقاء وبشر سروات (رؤساء) بني عمرو فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأما بعد: فإني لم أَثِمَّ بالكم ولم أضع في جنبكم، وإن أكرم تهامة علي أنتم وأقربه مني رحماً ومن تبعكم من المطيبين، وإني أخذت لمن هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي، ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة إلا معتمراً أو حاجاً، وإني لم أضع فيكم أو سلمت، وإنكم غير خائفين من قبلي ولا محصرين. أما بعد: فإنه قد أسلم علقمة بن علاثة وابنا عون، وبايعا [وهاجرا] على من تبعهم من عكرمة، وأخذ لمن تبعه منكم مثل ما أخذ لنفسه، وإن بعضنا من بعض أبداً في الحل والحرم".
قال أبو محمد: وحدثني أبي قال: سمعت أشياخنا يقولون: هو خط علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم.
13586- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا حلف في الإسلام، وما كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة أو حدة".
رواه أبو يعلى وأحمد باختصار، ورجالهما رجال الصحيح.
ص.316
13587- وعن قيس بن عاصم، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف فقال:
"ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به، ولا حلف في الإسلام".
رواه أحمد وأخرجه الطبراني.
13588- وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/98)
"لا حلف في الإسلام، وإنما حلف كان في الجاهلية فلم يزد في الإسلام إلا شدة".
رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه جده ابن أبي مليكة ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
13589- وعن فرات بن حبان العجلي، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلف الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعلك تسأل عن [حليف] لخم وتميم؟". قال: نعم يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزيده الإسلام إلا شدة".
ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف.
*3* 17. باب الزيارة وإكرام الزائرين.
13590- عن عبد الله بن قيس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر زيارة الأنصار خاصة وعامة، فكان إذا زار خاصة أتى الرجل في منزله، وإذا زار عامة أتى المسجد.
رواه أحمد، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.317
13591- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من عبد مسلم أتى أخاه يزوره في الله إلا ناداه مناد من السماء أن طبت وطابت لك الجنة. وإلا قال الله في ملكوت عرشه: عبدي زارني فيَّ وعليَّ قراه. فلم يرض له بثواب دون الجنة".
رواه البزار وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان، وهو ثقة.
13592- وعن أبي رزين العقيلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا رزين، إن المسلم إذا زار أخاه المسلم شيعه سبعون ألف ملك يصلون عليه يقولون: اللهم كما وصله فيك فصله".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عمرو بن الحصن، وهو متروك.
13593- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟". قلنا: بلى يا رسول الله. قال: "النبي في الجنة، والصدّيق في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة".
قلت: فذكر الحديث، وقد تقدم في النكاح في حق الزوج على المرأة هو وبقية طرقه.
13594- وعن أم سلمة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/99)
"أصلحي لنا المجلس فإنه ينزل ملك إلى الأرض لم ينزل إليها قط".
رواه أحمد وفيه تابعي لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
13595- وعن أنس قال:
ص.318
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤاخي بين الاثنين من أصحابه، فتطول على أحدهما الليلة حتى يلقى أخاه، فيلقاه بود ولطف فيقول: كيف كنت بعدي؟ وأما العامة، فلم يكن يأتي على أحدهما ثلاث لا يعلم علم أخيه.
رواه أبو يعلى، وفيه عمران بن خالد الخزاعي، وهو ضعيف.
13596- وعن أم نجيد أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا في بني عمرو بن عوف، فأتخذ له سويقاً في قعبة، فإذا جاء سقيته إياها.
رواه أحمد ورجاله ثقات، إلا أن ابن إسحاق مدلس.
13597- وعن ابن عمر، أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى إلي وسادة حشوها ليف فلم أقعد عليها بقيت بيني وبينه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13598- وعن أنس بن مالك قال: دخل عمر على سلمان الفارسي فألقى له وسادة فقال: ما هذا يا أبا عبد الله؟ فقال سلمان الفارسي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما من مسلم يدخل عليه أخوه المسلم فيلقي له وسادة إكراماً وإعظاماً، إلا غفر الله له".
رواه الطبراني في الصغير، وفيه عمران بن خالد الخزاعي، وهو ضعيف.
13599- وعن أنس بن مالك قال: دخل سلمان على عمر وهو متكئ على وسادة، قال: فألقاها [له فقال سلمان: الله أكبر صدق الله ورسوله. فقال عمر: حدثنا
ص.319
يا أبا عبد الله. قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متكئ على وسادة فألقاها] إلي ثم قال:
"يا سلمان، ما من مسلم يدخل على أخيه المسلم فيلقي إليه وسادة إكراماً له، إلا غفر الله له".
رواه الطبراني، وفيه عمران بن خالد الخزاعي، وهو ضعيف.
13600- وعن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"انطلقوا بنا إلى بني واقف نزور البصير". رجل كان مكفوف البصر.(8/100)
رواه البزار واللفظ له، والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح غير إبراهيم بن المستمر العروقي، وهو ثقة.
13601- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انطلقوا بنا إلى بني واقف نزور البصير".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن عبد الرحمن المسروقي، وهو ثقة، إلا أن البزار قال: لم يروه من حديث جابر إلا حسين بن علي الجعفي، وأحسبه أخطأ فيه.
13602- وعن عوف قال: قال عبد الله لأصحابه حين قدموا عليه: هل تجالسون؟ قالوا: لا نترك ذاك. قال: فهل تزاورون؟ قالوا: نعم يا أبا عبد الرحمن، إن الرجل منا ليفقده أخاه فيمشي على رجليه إلى آخر الكوفة حتى يلقاه. قال: إنكم لن تزالوا بخير ما فعلتم ذلك.
رواه الطبراني وإسناده منقطع.
ص.320
13603- وعن حبيب بن إبراهيم بن سبيط، أنه دخل على عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، فرمى إليه بوسادة كانت تحته وقال: من لم يكرم جليسه فليس من أحمد ولا من إبراهيم عليهما السلام.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
13604- وعن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، زر غباً، تزدد حباً".
رواه البزار والطبراني في الأوسط، وقال البزار: لا يعلم فيه حديث صحيح.
13605- وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زر غباً، تزدد حباً".
رواه البزار وفيه عويد بن أبي عمران، وهو متروك.
13606- وعن حبيب بن سلمة الفهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "زر غباً، تزدد حباً".
رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه محمد بن مخلد الرعيني، وهو ضعيف.
ص.321
13607- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زر غباً، تزدد حباً".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
13608- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زر غباً، تزدد حباً".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
*3* 18. (أبواب في الضيف والضيافة).(8/101)
*4* 1. باب ما جاء في الضيافة.
13609- عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا خير فيمن لا يضيف".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير ابن لهيعة، وحديثه حسن.
13610- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروماً، فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه".
رواه أحمد ورجاله ثقات.
13611- وعن سمرة بن جندب
ص.322
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بقرى الضيف.
رواه الطبراني والبزار وإسناده ضعيف.
13612- وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"للضيف على من نزل به من الحق ثلاث، فما زاد فهو صدقة، وعلى الضيف أن يرتحل لا يؤثم أهل منزله".
قلت: رواه أبو داود باختصار.
رواه أبو يعلى والبزار، وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
13613- وعن التلب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الضيافة ثلاثة أيام حق لازم فما كان بعد ذلك فصدقة".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفه.
13614- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه". قالها ثلاثاً، قال: وما كرامة الضيف يا رسول الله؟ قال: "ثلاثة أيام، فما جلس بعد ذلك فهو صدقة".
رواه أحمد مطولاً هكذا ومختصراً بأسانيد، وأبو يعلى والبزار، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح.
13615- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.323
"الضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة، وكل معروف صدقة".
رواه البزار ورجاله ثقات.
13616- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة".
رواه البزار ورجاله ثقات.
13617- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة".(8/102)
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه رشدين بن كريب، وهو ضعيف.
13618- وعن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه طارق، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الضيافة ثلاثة أيام، فما كان فوق ذلك فمعروف".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
13619- وعن زيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت، والضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة".
رواه البزار والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح.
13620- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت".
ص.324
رواه البزار، وفي بعض رجاله ضعف وقد وثقوا.
13621- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت".
رواه البزار، وفيه محمد بن ثابت البناني وهو ضعيف.
13622- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره".
رواه الطبراني وأحمد وإسنادهما حسن. ويأتي في كتاب الزهد في باب الصمت حديث عائشة وغيرها.
13623- وعن حميد الطويل، عن أنس قال: دخل عليه قوم يعودونه في مرض له فقال: يا جارية، هلمي لأصحابنا ولو كسراً، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مكارم الأخلاق من أعمال الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده جيد.(8/103)
13624- وعن شهاب بن عباد، أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد فرحهم بنا، فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا، فرحب بنا النبي صلى الله عليه وسلم ودعا لنا، ثم نظر إلينا فقال: "من سيدكم وزعيمكم؟". فأشرنا جميعاً إلى المنذر بن عائذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهذا الأشج؟". فكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم بضربه [بوجهه] بحافر حمار، قلنا: نعم يا رسول الله.
ص.325(8/104)
فتخلف بعد القوم، فعقل رواحلهم وضم متاعهم، ثم أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السفر ولبس من صالح ثيابه، ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد بسط النبي صلى الله عليه وسلم رجله واتكأ، فلما دنا منه الأشج أوسع القوم له وقالوا: ههنا يا أشج. فقال النبي صلى الله عليه وسلم واستوى قاعداً وقبض رجله: "ههنا يا أشج". فقعد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرحب به وألطفه وسألهم عن بلادهم وسمى لهم قرية، قرية الصفا والمشقر وغير ذلك من قرى هجر، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، لأنت أعلم بأسماء قرانا منا. فقال: "إني وطئت بلادكم وفسح لي فيها". قال: ثم أقبل على الأنصار فقال: "يا معشر الأنصار، أكرموا إخوانكم فإنهم أشباهكم في الإسلام، أشبه شيء بكم أشعاراً وأبشاراً، أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين، إذا أبى قوم أن يسلموا حتى قُتلوا". قال: فلما أصبحوا قال: "وكيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إياكم؟". قالوا: خير إخوان، ألانوا فراشنا، وأطابوا مطعمنا، وباتوا وأصبحوا يعلمونا كتاب ربنا تبارك وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. فأعجبت النبي صلى الله عليه وسلم وفرح بها، ثم أقبل علينا رجلاً رجلاً يعرضنا على من يعلمنا وعلمنا فمنا من علم التحيات وأم الكتاب والسورة والسورتين والسنن، فأقبل علينا بوجهه فقال: "هل معكم من أزوادكم شيء؟". ففرح القوم بذلك وابتدروا رواحلهم، فأقبل كل رجل منهم معه صبرة من تمر فوضعها على نطع بين يديه، وأومأ بجريدة في يده كان يتخصر بها فوق الذراع ودون الذراعين فقال: "تسمون هذا التعضوض؟". قلنا: نعم. ثم أومأ إلى صبرة أخرى فقال: "تسمون هذا الصرفان؟". قلنا: نعم. ثم أومأ إلى صبرة فقال: "تسمون هذا البرني؟". قلنا: نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إنه من خير تمركم وأنفعه لكم".
ص.326(8/105)
قال: فرجعنا من وفادتنا تلك، فأكثرنا الغرز منه وعظمت رغبتنا فيه، حتى صار أعظم نخلنا وتمرنا البرني. قال: فقال الأشج: يا رسول الله، إن أرضنا أرض ثقيلة وخمة، وإنا إذا لم نشرب هذه الأشربة هيجت ألواننا وعظمت بطوننا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تشربوا في الدباء والحنتم والنقير، وليشرب أحدكم على سقاء يلاث على فيه". فقال له الأشج: بأبي وأمي يا رسول الله، رخص لنا في مثل هذه، وأومأ بكفيه. فقال: "يا أشج، إني إن رخصت لك في مثل هذه - وقال بكفيه هكذا - شربته في مثل هذه". وفرج بين يديه وبسطهما - يعني أعظم منها - "حتى إذا ثمل أحدكم من شرابه قام إلى ابن عمه فهزر (ضرب) ساقه بالسيف". وكان في القوم رجل من بني عضل يقال له: الحارث، قد هزرت ساقه في شراب لهم، في بيت من الشعر تمثل به في امرأة منهم، فقام بعض أهل ذلك البيت فهزر ساقه بالسيف، فقال الحارث: لما سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، جعلت أسدل ثوبي فأغطي الضربة بساقي وقد أبداها [الله] لنبيه صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
13625- وعن نمير بن خرشة الثقفي قال: وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدركناه بالجحفة، فاستبشر الناس بقدومنا، فأسلمنا، وأمرهم بالقدوم معه إلى المدينة، فكان يحض إخوانهم من الناس كل عشية عليهم يضيفونهم فيقول: "إخوانكم ضيفانكم، كل امرئ بقدر ما وسع الله عليه". فيقوم الرجل فيأخذ الرجل والرجلين، وكان يأخذ الثلاثة عبد الرحمن بن عوف.
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن يزيد المستملي، وهو وضاع.
*4* 2. باب أدب الضيف.
13626- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.327(8/106)
"من ألبسه الله نعمة فليكثر من الحمد لله، ومن كثرت همومه فليستغفر، ومن أبطأ عنه رزقه فليكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ومن نزل مع قوم فلا يصومن إلا بإذنهم، ومن دخل دار قوم فليجلس حيث أمروه، فإن القوم أعلم بعورة دارهم".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وزاد فيه: "وإن من الذنب المسخوط به على صاحبه، الحقد في الحسد، والكسل في العبادة، والضنك في المعيشة".
وفيه يونس بن تميم، ذكره الذهبي في الميزان وذكر هذا الحديث في ترجمته، ولم يذكر عن أحد تضعيفه.
*4* 3. باب النهي عن التكلف.
13627- عن شقيق، أو نحوه - شك قيس - أن سلمان دخل عليه رجل، فدعا له بما كان عنده فقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى - أو لولا أنا نُهينا - أن يتكلف أحدنا لصاحبه، لتكلفنا لك.
رواه أحمد، والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد، وأحد أسانيد الكبير رجاله رجال الصحيح.
13628- وعن شقيق بن سلمة قال: دخلت أنا وصاحب لي إلى سلمان
ص.328
الفارسي، فقال سلمان: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التكلف لتكلفت لكم، ثم جاء بخبز وملح، فقال صاحبي: لو كان في ملحنا صعتر فبعث سلمان بمطهرته فرهنها، ثم جاء بصعتر، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا. فقال سلمان: لو قنعت بما رزقك لم تكن مطهرتي مرهونة.
رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن منصور الطوسي، وهو ثقة.
13629- وفي رواية عنده: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا.
*4* 4. باب فيمن احتقر ما قُدم إليه.
13630- عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: دخل علي جابر في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقدم إليهم خبزاً وخلاً فقال: كلوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"نعم الإدام الخل، إنه هلاك بالرجل أن يدخل عليه النفر من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليهم، وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم".(8/107)
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه أحمد، والطبراني في الأوسط، وأبو يعلى، إلا أنه قال: "وكفى بالمرء شراً أن يحتقر ما قُرب إليه".
ص.329
وفي إسناد أبي يعلى أبو طالب القاص، ولم أعرفه، وبقية رجال أبي يعلى وثقوا.
13631- وعن أبي عوانة أنه قال: صنعت طعاماً، فدعوت سليمان الأعمش، فبلغني عنه أنه قال: إن وضاحاً
دعانا على عرق عامر ورمان حامض، قال: فلقيت رقبة بن مصقلة فشكوته إليه فقال: أكفيك. فلقيه فقال: يا أبا محمد دعاك أخ من إخواننا فأكرمك ثم تقول: على عرق عامر ورمان حامض؟! أما والله ما علمتك إلا شرس الطبيعة دائم القطوب سريع الملل مستخف بحق الزَّور، كأنك تسعط الخردل إذا سئلت الحكمة.
رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
*4* 5. باب فيمن قدم إليه طعام فليأكل ولا يسأل عنه.
13632- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاماً، فليأكل من طعامه ولا يسأل عنه، وإن سقاه شراباً فليشرب من شرابه ولا يسأل عنه".
رواه أحمد، وأبو يعلى وفيه مسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين وغيره وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
*3* 19. (أبواب في المعروف ونحوه).
*4* 1. باب شكر المعروف ومكافأة فاعله.
13633- عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أشكر الناس لله تبارك وتعالى أشكرهم للناس".
ص.330
13634- وفي رواية: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس".
رواه كله أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات.
13635- وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يقول لي: "يا عائشة، ما فعلت أبياتك؟". فأقول: وأي أبياتي تريد يا رسول الله فإنها كثيرة؟ فيقول لي: "في الشكر". فأقول: نعم، بأبي أنت وأمي، قال الشاعر:
ارفع ضعيفك لا يجر بك ضعفه * يوماً فتدركه العواقب قد نما
يجزيك أو يثني عليك وإنّ من * أثنى عليك بما فعلت كمن جزى(8/108)
إن الكريمَ إذا أردتَ وصاله * لم تلف رثا حبله واهي القوى
قال: فيقول: "يا عائشة، إذا حشر الله الخلائق يوم القيامة قال لعبد من عباده اصطنع إليه عبد من عباده معروفاً: هل شكرته؟ فيقول: أي رب، علمت أن ذلك منك فشكرتك عليه. فيقول: لم تشكرني إن لم تشكر من أجريت ذلك على يديه".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه ذاكر بن شيبة العسقلاني، ضعفه الأزدي.
13636- وعن أبي المليح، عن أسامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
13637- وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أشكر الناس لله عز وجل أشكرهم للناس".
ص.331
رواه الطبراني، وفيه عبد المنعم بن نعيم وهو ضعيف.
13638- وعن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يشكر للناس لم يشكر لله".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
13639- وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
13640- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من اصطنع إليكم معروفاً فجازوه، فإن عجزتم عن مجازاته فادعوا له حتى يعلم أنه قد شكرتم، فإن الله شاكر يحب الشاكرين".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك، وهو عند أبي داود والنسائي بلفظ:
"حتى تروا أنكم قد كافأتموه" بدل: "حتى يعلم أن قد شكرتم". دون ما بعده.
13641- وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من أتي إليه معروف فليكافئ به، ومن لم يستطع فليذكره، فإن من ذكره فقد شكره، ومن تشبع بما لم يعطَ فهو كلابس ثوبي زور".
رواه أحمد، والطبراني في الأوسط، وفيه صالح بن أبي الأخضر وقد وثق على ضعفه، وبقية رجال أحمد ثقات.
ص.332
13642- وعن طلحة - يعني ابن عبيد الله - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/109)
"من أُولي معروفاً فليذكره فمن ذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
13643- وعن الحكم بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له".
رواه الطبراني، وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف.
13644- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا قال الرجل: جزاك الله خيراً. فقد أبلغ في الثناء".
رواه الطبراني في الصغير، وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
13645- وعن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يمشي في شدة حر انقطع شسع نعله، فجاء رجل بشسع فوضعه في نعله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو تعلم ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم".
رواه أحمد، والطبراني، وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف.
13646- وعن ابن عباس قال: لو قال لي فرعون: بارك الله فيك. قلت: وفيك. وفرعون قد مات.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
*4* 2. باب إتمام المعروف.
13647- ص.333 عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استتمام المعروف أفضل من ابتدائه".
رواه الطبراني في الصغير، وفيه عبد الرحمن بن قيس الضبي وهو متروك.
*4* 3. باب شكر القليل.
13648- عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب".
رواه عبد الله. وأبو عبد الرحمن راويه عن الشعبي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
13649- وعن أنس قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم سائل، فأمر له بتمرة فلم يأخذها، أو وحش بها.
قال: وجاء آخر فأمر له بتمرة، قال: سبحان الله، تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقال لجارية:(8/110)
"اذهبي إلى أم سلمة وأعطيه الأربعين درهماً التي عندها".
رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير عمارة بن زاذان، وثقه جماعة وضعفه الدارقطني.
*3* 20. باب ما يقول إذا سئل عن حاله.
13650- عن أنس
ص.334
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلقى رجلاً فيقول: "يا فلان، كيف أنت؟". فيقول: بخير، أحمد الله. فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "جعلك الله بخير". فلقي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "كيف أنت يا فلان؟". قال: بخير إن شكرت. فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، إنك كنت تسألني فتقول: "جعلك الله بخير". وإنك اليوم سكت عني؟ فقال له: "إني كنت أسألك فتقول: بخير أحمد الله. فأقول: جعلك الله بخير، وإنك اليوم قلت: بخير إن شكرت، فشككت، فسكت عنك".
رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير مؤمل بن إسماعيل، وهو ثقة وفيه ضعف.
*3* 21. باب فيمن يرجى خيره وخير الناس وشرارهم.
13651- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على ناس جلوس فقال: "أخبركم بخيركم من شركم؟". فسكت القوم، فأعادها ثلاث مرات، فقال رجل من القوم: بلى يا رسول الله. قال: "خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره".
رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
13652- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بشراركم؟". قالوا: بلى، إن شئت يا رسول الله. قال: "إن شراركم الذي ينزل وحده ويجلد عبده ويمنع رفده". قال: "أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟". قالوا: بلى، إن شئت يا رسول الله. قال: "من يبغض الناس ويبغضونه". قال: "أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟". قالوا: "بلى، إن شئت يا رسول الله. قال: "الذين لا يقيلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغفرون ذنباً". قال: "أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟". قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره".
ص.335(8/111)
رواه الطبراني، وفيه عنبس بن ميمون وهو متروك.
13653- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أنبئكم بشراركم؟". قالوا: بلى. قال: "شراركم من يتقى شره ولا يرجى خيره، وخياركم من يرجى خيره ولا يتقى شره".
رواه أبو يعلى، وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك.
*3* 22. باب فيمن يصلح له المعروف.
13654- عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن المعروف لا يصلح إلا لذي حسب أو دين أو لذي حلم".
رواه الطبراني، وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك.
13655- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تدخل بيتك إلا تقياً، ولا تول معروفك إلا مؤمناً".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه من أعرفهم.
13656- وعن عائشة مرفوعاً قالت:
"لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين، كما لا تصلح الرياضة إلا في النجيب".
رواه البزار، وفيه عبيد بن القاسم وهو كذاب.
*3* 23. باب أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما.
@تقدم.
*3* 24. باب تنقه وتوقه.
@ تقدم.
*3* 25. باب أخبر تقله.
@ تقدم هذا كله في الأدب.
*3* 26. باب سيكون الناس ذئاب.
@ تقدم في الأدب.
*3* 27. باب مداراة الناس ومن لا يؤمَن شره.
@ نقدم في الأدب وبقي منها شيء.
13657- ص.336 وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أول هذه الأمة خيارهم وآخرها شرارهم، مختلفين متفرقين، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلتأته منيته وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه".
رواه الطبراني، وفيه المفضل بن معروف ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 28. (بابان في الحقوق).
*4* 1. باب حق المسلم على المسلم.
13658- عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله". ويقول:
"والذي نفسي بيده، ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما". وكان يقول:(8/112)
"للمسلم على أخيه من المعروف ست: يشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، وينصحه إذا غاب، ويشهده ويسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويتبعه إذا مات".
ص.337
[ونهى عن هجر المسلم أخاه فوق ثلاث].
رواه أحمد وإسناده حسن.
13659- وعن رجل من بني سليط قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أزفلة (جماعة) من الناس فسمعته يقول: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، التقوى ههنا".
قال حماد: وقال بيده إلى صدره.
رواه أحمد بأسانيد وإسناده حسن. ورواه أبو يعلى بنحوه.
13660- وعن عبد الرحمن بن عوف بن زياد بن أنعم قال: سمعت أبي يقول: إنه جمعهم مرساً لهم في البحر ومركب أبي أيوب الأنصاري. قال: فلما حضر غداؤنا أرسلنا إلى أبي أيوب وإلى أهل مركبه [فأتى أبو أيوب] فقال: دعوتموني وأنا صائم، وكان علي من الحق أن أجيبكم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"للمسلم على أخيه المسلم ست خصال واجبة، فمن ترك خصلة منها فقد ترك حقاً واجباً: إذا دعاه أن يجيبه، وإذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا عطس أن يشمته، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشيع جنازته، وإذا استنصحه أن ينصحه". قال: وكان فينا رجل مزاح، وكان على نفقاتنا رجل، فقال المزاح للذي يلي الطعام: جزاك الله خيراً وبراً. فلما أكثر عليه جعل يغضب ويشتمه، فقال المزاح: يا أبا أيوب، كيف ترى في رجل إذا أنا قلت له: جزاك الله خيراً وبراً، غضب وشتمني؟ فقال أبو أيوب: كنا نقول: من لم يصلحه الخير أصلحه الشر فأقلب له. فلما جاء
ص.338
ذلك الرجل قال له ذلك المزاح: جزاك الله شراً عسراً. فضحك الرجل ورضي وقال: إنك لا تدع بطالتك [على كل حال] فقال المزاح: جزى الله أبا أيوب خيراً وبراً فقد قال لي.
رواه الطبراني، وعبد الرحمن وثقه يحيى القطان وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
13661- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/113)
"حق المؤمن على المؤمن ست خصال: يسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وإذا دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشهده، وإذا غاب أن ينصحه".
13662- وفي رواية: "وإن دعاه ولو على كراع أجابه".
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين رجال أحدهما ثقات.
13663- وعن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"المسلم على المسلم حرام، دمه وعرضه وماله، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، التقوى ههنا - وأشار بيده إلى القلب - وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".
قلت: عزاه في الأطراف باختصار إلى أبي داود في غير رواية اللؤلؤي.
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
13664- وعن عبيد الله بن زياد الحضرمي قال: لقي مالك بن دينار سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو راكب على حمار ساقطة أذناه رث السرج والثياب، فقال له سالم: ممن الرجل؟ فقال له: منك وإليك ومن بعض مواليك. فقال: حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.339
"المسلم أخو المسلم، لا يخذله ولا يخونه ولا يسلمه في مصيبة نزلت به، وإن تلف خيار العرب والموالي يحب بعضهم بعضاً لا يجدون من ذلك بداً، وإن تلف شر الفريقين يبغض بعضهم بعضاً لا يجدون من ذلك بداً".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
13665- وعن عبد الله قال: للمسلم على المسلم ست بالمعروف: يسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويشهده إذا مات، وينصح له بالغيب، ويحب له ما يحب لنفسه.
رواه الطبراني وقال: لم يرفعه أبو جعفر الفراء ورفعه أبو إسحاق السبيعي ولم يسق إسناده إلى أبي إسحاق، ورجاله ثقات.
13666- وعن ابن عمر قال: سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل فقال: "من يعرفه؟" فقال رجل منهم: أنا.
قال: "ما اسمه؟". قال: لا أدري. قال: "اسم أبيه؟". قال: لا أدري. قال: "ليست هذه معرفة بمعرفة حتى تعرف اسمه واسم أبيه وقبيلته، إن مرض عدته وإن مات اتبعت جنازته".(8/114)
رواه الطبراني، وفيه عمر بن دينار، قهرمان آل الزبير وهو متروك.
*4* 2. باب إكرام المسلم.
@ تقدم في أوائل الأدب.
*3* 29. باب أحب للناس ما تحب لنفسك.
13667- عن خالد بن عبد الله القشيري، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجده يزيد بن أسد:
ص.340
"أحب للناس ما تحب لنفسك".
13668- وفي رواية عن خالد أيضاً قال: حدثني أبي عن جدي أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أتحب الجنة؟". قال: قلت: نعم. قال: "أحب لأخيك ما تحب لنفسك".
رواه عبد الله، والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه ورجاله ثقات.
13669- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم:
"من سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
*3* 30. باب رحمة الناس.
13670- عن أبي سعيد - يعني الخدري - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من لا يرحم الناس لا يرحم".
رواه أحمد، وفيه عطية - أي العوفي - وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13671- وعن أبي موسى الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"لن تؤمنوا حتى تراحموا". قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم. قال: "إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة الناس رحمة العامة".
ص.341
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
13672- وعن جرير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
13673- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده لا يضع الله رحمته إلا على رحيم". قالوا: يا رسول الله، كلنا يرحم. قال: "ليس برحمة أحدكم صاحبه يرحم الناس كافة".
رواه أبو يعلى، ورجاله وثقوا، إلا أن ابن إسحاق مدلس.(8/115)
13674- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء".
رواه أبو يعلى، والطبراني في الثلاثة، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، فهو مرسل.
13675- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لا يَرحم لا يُرحم".
رواه البزار، والطبراني، وفيه عطية وقد وثق على ضعفه، وبقية رجال البزار رجال الصحيح.
13676- وعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.342
"من لا يَرحم لا يُرحم".
رواه البزار وفيه من لم أعرفه.
13677- وعن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من لم يرحم الناس لم يرحمه الله".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
13678- وعن معاوية بن حيدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم الناس فلن يرحمه الله".
وفيه زكريا بن أبي عبيدة وفيه ضعف.
13679- وعن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لم يرحم المسلمين فلن يرحمه الله".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه من لم أعرفه. قلت: وتأتي أحاديث في التوبة من هذا الباب.
*3* 31. باب مثل المؤمن من أهل الإيمان.
13680- عن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن من أهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس".
رواه أحمد، والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح.
13681- وعن بشير بن سعد - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.343
"منزلة المؤمن من المؤمن منزلة الرأس من الجسد، متى ما اشتكى الجسد اشتكى له الرأس، ومتى ما اشتكى الرأس اشتكى سائر الجسد".
رواه الطبراني، وفيه عبد الله المديني وهو متروك.
13682- وعن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(8/116)
"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه صالح بن نبهان وهو ضعيف.
*3* 32. باب مكارم الأخلاق والعفو عمن ظلم.
13683- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13684- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله بعثني بتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الأفعال".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عمر بن إبراهيم القرشي وهو ضعيف.
13685- وعن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مكارم الأخلاق من أعمال الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط في حديث تقدم في الضيافة.
13686- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله جميل يحب الجمال، ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها".
ص.344
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
13687- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل كريم يحب الكرماء ويحب معالي الأمور ويكره سفسافها".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال: "يحب معالي الأخلاق". ورجال الكبير ثقات.
13688- وعن حسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها".
رواه الطبراني، وفيه خالد بن إلياس، ضعفه أحمد وابن معين والبخاري والنسائي، وبقية رجاله ثقات.
13689- وعن عقبة بن عامر قال: ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده فقلت: يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال. فقال:
"يا عقبة، صل من قطعك، وأعط من حرمك، وأعرض عمن ظلمك".
13690- وفي رواية: "واعف عمن ظلمك".
رواه أحمد والطبراني، وأحد إسنادي أحمد رجاله ثقات.
13691- وعن علي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
"ألا أدلك على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة؟ أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وأن تعفو عمن ظلمك".
ص.345(8/117)
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحارث وهو ضعيف.
13692- وعن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أدلكم على خير أخلاق الدنيا والآخرة؟ من وصل من قطعه، وعفا عمن ظلمه، وأعطى من حرمه".
رواه الطبراني، وفيه محمد بن جابر السحيمي وهو متروك. ورواه مرسلاً وفيه من لم أعرفه.
13693- وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"أفضل الفضائل: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عمن شتمك".
رواه الطبراني، وفيه زبان بن فائد وهو ضعيف.
13694- وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات؟". قالوا: نعم يا رسول الله. قال: "تحلم عن من جهل عليك، وتعفو عن من ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك".
رواه البزار، وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب.
13695- وعن عبادة أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أنبئكم بما يشرف الله تعالى به البنيان ويرفع به الدرجات؟". قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "أن تحلم على من جهل عليك، وأن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عن من ظلمك".
رواه الطبراني، وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف.
ص.346
13696- وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سره أن يشرف له البنيان وأن ترفع له الدرجات، فليعف عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف.
13697- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث من كن فيه حاسبه الله حساباً يسيراً وأدخله الجنة برحمته". قال: ما هن يا رسول الله؟ بأبي أنت وأمي. قال: "تعطي من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك". قال: فإذا فعلت هذا، فما لي يا نبي الله؟ قال: "يدخلك الله الجنة".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف.(8/118)
13698- وعن أبي هريرة، أن رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويبسم، فلما أكثر رد عليه بعض قوله، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام، فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله، كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت؟ قال:
"إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان". ثم قال: "يا أبا بكر ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظُلم بمظلمة فيفضي عنها لله عز وجل، إلا أعز الله بها نصره، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده بها كثرة، وما فتح باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة".
قلت: روى أبو داود منه إلى قوله: "فلم أكن لأقعد مع الشيطان".
رواه أحمد، والطبراني في الأوسط بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح.
ص.347
13699- وعن السائب بن عبد الله قال: جيء بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم [يوم فتح مكة] جاء بي عثمان بن عفان وزهير فجعلوا يثنون علي عنده، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تعلموني به، قد كان صاحبي في الجاهلية". قال: قال: نعم يا رسول الله، فنعم الصاحب كنت. قال: فقال: "يا سائب انظر أخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية فاصنعها في الإسلام: أقر الضيف، وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك".
قلت: رواه أبو داود باختصار.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13700- وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من لم تكن فيه واحدة من ثلاث فلا يجني من عمله: تقوى تحجزه عن معاصي الله، أو حلم يكف به سفيهاً، أو خلق يعيش به في الناس".
وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من كان فيه واحدة من ثلاث، وزوجه الله من الحور العين: من كانت عنده أمانة خفية شهية فأداها مخافة الله، أو رجل عفا عن قاتله، أو رجل قرأ: {قل هو الله أحد} دبر كل صلاة".
رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد بن عرق، وضعفه الذهبي.(8/119)
13701- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من عفا عند قدرة عفا الله عنه يوم العسرة".
رواه الطبراني، وفيه العلاء بن كثير وهو ضعيف.
*3* 33. (أبواب في قضاء الحوائج ونحوها).
*4* 1. باب فضل قضاء الحوائج.
13702- ص.348 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من مشى إلى حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة إلى أن يرجع من حيث فارقه، فإن قضيت حاجته خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وإن هلك فيا من هالك دخل الجنة بغير حساب".
رواه أبو يعلى، وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك.
13703- وعن أنس أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة يخطوها سبعين حسنة".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك.
13704- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ألطف مؤمناً أو خف في شيء من حوائجه، صغر ذلك أو كبر، كان حقاً على الله أن يخدمه من خدم الجنة".
رواه البزار، وفيه معلى بن ميمون وهو متروك.
13705- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أغاث ملهوفاً كتب الله له ثلاثاً وسبعين حسنة، واحدة منهن يصلح الله بها له أمر دنياه وآخرته، واثنتين وسبعين في الدرجات".
رواه أبو يعلى والبزار، وفي إسنادهما زياد بن أبي حسان وهو متروك.
ص.349
13706- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله".
رواه أبو يعلى والبزار، وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك.
13707- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الخلق كلهم عيال الله، فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عمير، وهو أبو هارون القرشي، متروك.(8/120)
13708- وعن ابن عمر أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله، وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً في مسجد المدينة، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غضبه، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام".
رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه سُكين بن سراج وهو ضعيف.
13709- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.350
"من كان وصلةً لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو تيسير عسير، أعانه الله على إجازة الصراط عند دحض الأقدام".
رواه الطبراني في الأوسط والصغير، وفيه إبراهيم بن هشام النسائي، وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره.
13710- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله خلقاً خلقهم لحوائج الناس، تفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله".
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن أيوب وضعفه الجمهور، وحسّن حديثه الترمذي، وأحمد بن طارق الراوي عنه لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.
13711- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو إدخال سرور، رفعه الله في الدرجات العلا في الجنة".
رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم، ورواه بإسناد آخر ضعيف، ورواه في الأوسط.
13712- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله عز وجل قال: أنا خلقت الخير والشر، فطوبى لمن قدرت على يده الخير، وويل لمن قدرت على يده الشر".(8/121)
رواه الطبراني، وفيه مالك بن يحيى النكري وهو ضعيف.
ص.351
13713- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله عند أقوام نعماً يقرها عندهم ما كانوا في حوائج الناس، ما لم يملوا، فإذا ملوا نقلها إلى غيرهم".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك.
13714- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها، نزعها منهم فحولها إلى غيرهم".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه محمد بن حسان السمتي، وثقه ابن معين وغيره وفيه لين، ولكن شيخه أبو عثمان عبد الله بن زيد الحمصي، ضعفه الأزدي.
13715- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج الناس إليه، فتبرم، فقد عرض تلك النعمة للزوال".
رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده جيد.
13716- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكافه عشر سنين، ومن اعتكف
ص.352
يوماً ابتغاء وجه الله، جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد مما بين الخافقين".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
13717- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من فرج عن مسلم كربة، جعل الله تعالى له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط يستضيء بضوئهما عالم لا يحصيهم إلا رب العزة".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه العلاء بن سلمة بن عثمان وهو ضعيف.
13718- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض، إدخال السرور على المسلم".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي، وثقه ابن حبان وضعفه غيره.
13719- وعن الحسن بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(8/122)
"إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه جهم بن عثمان وهو ضعيف.
13720- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أدخل على أهل بيت من المسلمين سروراً، لم يرض الله له ثواباً دون الجنة".
ص.353
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه عمر بن حبيب القاضي وهو ضعيف.
13721- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لقي أخاه المسلم بما يحب الله، ليسره بذلك، سره الله عز وجل يوم القيامة".
رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن.
13722- وعن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من نفس عن مؤمن كربة من كربه نفس الله كربه يوم القيامة، ومن ستر على مؤمن عورته ستر الله عورته، ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربته".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه شعيب بياع الأنماط وهو مجهول.
13723- وعن زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يزال الله في حاجة العبد ما دام في حاجة أخيه".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
13724- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من فرج عن مسلم كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر عورة مسلم ستر الله عورته عليه يوم القيامة، والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه".
ص.354
رواه الطبراني في الأوسط، وفي الكبير طرف من آخره، وفيه عبيد الله بن زحر وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون، وبقية رجاله ثقات.
13725- وعن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله تعالى بخمسة وسبعين ألف ملك يدعون له، ولم يزل يخوض في الرحمة حتى يفرغ، فإذا فرغ كتب الله له حجة وعمرة". فذكر الحديث.
وقد تقدم في الجنائز في عيادة المريض.
13726- وعن معاوية بن حيدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(8/123)
"إن صدقة السر تطفئ غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وإن صلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنه كنز من كنوز الجنة وإن فيها شفاء من كل داء، أدناها الهم".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أصبغ غير معروف، وبقية رجاله وثقوا وفيهم خلاف.
13727- وعن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أفضل الصدقة اللسان". فقيل: يا رسول الله، وما صدقة اللسان؟ قال: "الشفاعة يفك بها الأسير، ويحقن بها الدم، وتجر بها المعروف والإحسان إلى أخيك، وتدفع بها عنه الكريهة".
رواه الطبراني، وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف.
*4* 2. باب فيمن رحم طالب حاجة.
13728- ص.355 عن سهل بن سعد أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه، فأطافت بهم فلم تجد مكاناً، ففطن لها رجل فقام، وجلست فقضت حاجتها ثم قامت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل: "أتعرفها؟". قال: لا. قال: "فرحمتها رحمك الله" [ثلاثاً].
رواه الطبراني، وفيه عبد الحميد بن سليمان، وثقه أبو داود وغيره وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات.
*4* 3. باب ما يفعل طالب الحاجة وممن يطلبها.
13729- عن ابن عباس قال: لا تطلبن حاجة إلى أعمى، ولا تطلبها ليلاً، وإذا طلبت الحاجة فاستقبل الرجل بوجهك فإن الحياء في العينين، وباكر حاجتك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم بارك لأمتي في بكورها".
رواه الطبراني، وفيه عمرو بن مساور وهو ضعيف.
13730- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه".
رواه البزار، والطبراني في الأوسط، وفيه عمر بن صهبان وهو متروك.
13731- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من آتاه الله وجهاً حسناً واسماً حسناً وجعله في موضع غير شائن، فهو صفوة الله من خلقه".
ص.356
وقال ابن عباس: قال الشاعر:(8/124)
أنت شرط النبي إذ قال يوماً * فابتغوا الخير في صباح الوجوه
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه خلف بن خالد البصري وهو ضعيف.
13732- وعن مجاهد عن ابن عباس - أراه رفعه - قال: "اطلبوا الخير إلى حسان الوجوه".
رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن خراش بن حوشب وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات.
13733- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اطلبوا الحوائج إلى حسان الوجوه".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه طلحة بن عمرو، وهو متروك.
13734- وعن يزيد بن خصيفة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"التمسوا الخير عند حسان الوجوه".
رواه الطبراني من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه، وكلاهما ضعيف.
13735- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوا الخير عند حسان الوجوه".
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم.
ص.357
13736- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"التمسوا الخير إلى الرحماء من أمتي تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإنهم ينتظرون سخطي".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن مروان السدي الصغير وهو متروك.
*4* 4. باب شكر المعروف والثناء على فاعله.
@ تقدم في الكراسة قبل هذه.
*4* 5. باب كتمان الحوائج.
13737- عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود".
رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه سعيد بن سلام العطار، قال العجلي: لا بأس به، وكذبه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات، إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ.
13738- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لأهل النعم حساداً فاحذروهم".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي، وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان.
*3* 35. باب إكرام النعم وتقييدها بالطاعة.(8/125)
13739- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.358
"أحسنوا جوار نعم الله لا تنفروها، فقلما زالت عن قوم فعادت إليهم".
رواه أبو يعلى، وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف.
*3* 36. باب الإحسان إلى الدواب.
13740- عن ضرار بن الأزور قال: هدينا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقحة (ناقة حلوباً) فحلبتها، فلما أخذت لأجهدها قال: "لا تفعل، دع داعي اللبن".
رواه أحمد والطبراني، وقال: "دع دواعي اللبن ودع لي". بأسانيد ورجال أحدها رجال ثقات.
13741- وعن نقادة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا نقادة، أبغني ناقة حلبانة ركبانة غير أن لا تولد والدة". قال: فجئت فبغيتها في نعم فلم أجد ناقة مرياً ذلولاً ووجدتها في نعم ابن عم لي فقدمت بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا نقادة، أبق دواعي الدر" أو قال: "دواعي اللبن".
رواه الطبراني.
13742- وفي رواية: بعث عمي بلقوح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: "احلبها". فحلبتها فقال: "يا نقادة، دع دواعي اللبن". قال: فتركت أخلاقها قائمة لم تنفض اللبن كله.
وهذه الرواية رواها الطبراني في الكبير والأوسط، وفي إسناد الرواية الأولى: إسحاق الفروي وهو متروك، وفي إسناد الثانية: يعقوب بن محمد الزهري وهو متروك، وجماعة لا يعرفون.
ص.359
13743- وعن عبد الله بن عمرو قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يحلب شاة فقال:
"أي فلان، إذا حلبت فأبق لولدها فإنها من أبر الدواب".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجال الكبير رجال الصحيح غير عبد الله بن جبارة وهو ثقة.
13744- وعن سوادة بن الربيع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته، فأمر لي بذود، ثم قال لي:
"إذا رحت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم، ومرهم فليقلموا أظفارهم، لا يغيطوا بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا".
رواه أحمد وإسناده جيد.(8/126)
13745- عن الزبير قال: سألت جابراً: أبصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي راكباً؟ فقال: نعم. ثم أتاه رجل قد اشترى ناقة ليدعو الله عليها، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسكت رسول لله صلى الله عليه وسلم ثم دعا له حين سلم.
قلت: هو في الصحيح غير قصة الناقة والدعاء لها.
رواه أحمد وإسناده حسن.
13746- وعن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر، فوجد ناقة معقولة فقال: "أين صاحب هذه الراحلة؟". فلم يستجب له أحد، فدخل المسجد فصلى حتى فرغ، فوجد الراحلة كما هي فقال: "أين صاحب هذه الراحلة؟".
ص.360
فاستجاب له صاحبها فقال: أنا يا نبي الله. فقال: "ألا تتقي الله تعالى فيها؟ إما أن تعقلها وإما أن ترسلها حتى تبتغي لنفسها".
رواه الطبراني وإسناده جيد.
*2*كتاب فيه ذكر الأنبياء، صلوات الله تعالى وسلامه على نبينا وعليهم أجمعين.
*3* 35. باب ذكر أبينا آدم أبي البشر صلى الله عليه وسلم.
13747- ص.363 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله خلق آدم من تراب ثم جعله طيناً، ثم تركه حتى إذا كان حمأً مسنوناً خلقه وصوره، ثم تركه حتى إذا كان صلصالاً كالفخار - قال: فكان إبليس يمر به فيقول: لقد خلقت لأمر عظيم - ثم نفخ الله فيه من روحه، فكان أول شيء جرى فيه الروح بصره وخياشيمه فعطس فلقاه أنه حمد ربه فقال الرب: يرحمك ربك. ثم قال: يا آدم، اذهب إلى أولئك النفر فقل لهم وانظر ما يقولون. فجاء فسلم عليهم فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله. فجاء إلى ربه فقال: ماذا قالوا لك؟ - وهو أعلم بما قالوا له - قال: يا رب، لما سلمت عليهم قالوا: وعليك السلام ورحمة الله. قال: يا آدم، هذه تحيتك وتحية ذريتك. قال: يا رب، وما ذريتي؟ قال: اختر [يدي] يا آدم. قال: أختار يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين، فبسط الله كفه، فإذا كل ما هو كائن من ذريته في كف الرحمن عز وجل". فذكر الحديث.(8/127)
رواه أبو يعلى، وفيه إسماعيل بن رافع قال البخاري: ثقة مقارب الحديث، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.364
13748- وعن أبي موسى - رفعه - قال:
"لما أخرج الله آدم من الجنة، زوده من ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شيء، فثماركم هذه من ثمار الجنة، غير أن هذه تغير وتلك لا تغير".
رواه البزار والطبراني ورجاله ثقات.
13749- وعن أبي بريدة - رفعه - قال:
"لو أن بكاء داود صلى الله عليه وسلم وبكاء جميع أهل الأرض يعدل ببكاء آدم ما عدله".
رواه الطبراني في لأوسط، ورجاله ثقات.
13750- وعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، آدم أنبي كان؟ قال: "نعم كان نبياً رسولاً كلمه الله قبلاً قال له: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة}".
رواه الطبراني في الأوسط، وأحمد بنحوه في حديث طويل، وفيه المسعودي وقد اختلط.
13751- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أخبركم بأفضل الملائكة؟ جبريل عليه السلام، وأفضل النبيين آدم، وأفضل الأيام يوم الجمعة، وأفضل الشهور شهر رمضان، وأفضل الليالي ليلة القدر، وأفضل النساء مريم بنت عمران".
ص.365
رواه الطبراني، وفيه نافع بن هرمز وهو متروك.
13752- وعن عبد الرحمن بن قتادة السلمي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"خلق الله آدم". قال: فذكر الحديث.
رواه الطبراني وإسناده حسن.
13753- وعن أبي برزة قال:(8/128)
"إن آدم لما طوطى عن كلام الملائكة، وكان يستأنس لكلامهم، بكى على الجنة مائة سنة، فقال الله تعالى: يا آدم، ما يحزنك؟ قال: كيف لا أحزن وقد أهبطتني من الجنة ولا أدري أعود إليها أم لا؟ فقال الله: يا آدم قل: اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، سبحانك اللهم وبحمدك، رب إني عملت سوءاً وظلمت نفسي، فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين. والثانية: اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، سبحانك رب إني ظلمت نفسي، فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين. والثالثة: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك لا شريك لك، رب عملت سوءاً وظلمت نفسي، فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم. فهذه الكلمات التي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} قال: وهي لولده من بعده. وقال آدم لابن له يقال له: هبة الله - ويسميه أهل التوراة وأهل الإنجيل شيث - : تعبد لربك وسله: يردني إلى الجنة أم لا؟ فتعبد وسأل فأوحى الله إليه: إني أرده إلى الجنة. قال: أي رب إني لم آمن أبي، أحسب أن أبي سيسألني العلامة. فألقى الله إليه سواراً من أسورة الجنة، فلما أتاه قال: ما وراءك؟ قال: أبشر قد أخبرني أنه رادك إلى الجنة. قال: فما سألته العلامة؟ فأخرج السوار فعرفه فخر ساجداً، فبكى حتى سال من عينيه نهر من دموع، وآثاره تعرف بالهند، وذكر أن كنز الذهب بالهند مما ينبت من ذلك السوار، ثم قال:
ص.366
استطعم لي ربك من ثمر الجنة. فلما خرج من عنده مات آدم، فجاء جبريل عليه السلام فقال: إلى أين؟ فقال: إن أبي أرسلني أن أطلب إلى ربي أن يطعمه من ثمر الجنة. قال: فإن ربه قضى أن لا يأكل منها شيئاً حتى يعاد إليها، وإنه قد مات فارجع فواره. فأخذ جبريل عليه السلام فغسله وكفنه وحنطه وصلى عليه، ثم قال جبريل: هكذا فاصنعوا بموتاكم".
رواه الطبراني، وفيه سوار بن مصعب وهو متروك.(8/129)
13754- وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن آدم غسلته الملائكة بماء وسدر، وكفنوه وألحدوا له ودفنوه، وقالوا: هذه سنتكم يا بني آدم في موتاكم".
13755- وفي رواية: "لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وتراً ولحدت له وقالت: هذه سنة آدم وولده".
رواه كله الطبراني في الأوسط بإسنادين، في أحدهما الحسين بن أبي السري، وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وكذلك روح بن أسلم في السند الآخر، وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور.
13756- وعن عتي قال: رأيت شيخاً بالمدينة يتكلم، فسألت عنه فقالوا: هذا أبي بن كعب. فقال:
"إن آدم صلى الله عليه وسلم حضره الموت فقال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. فذهبوا يطلبون له فاستقبلتهم الملائكة معهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا: يا بني آدم، ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تذهبون؟ قالوا: أبونا مريض فاشتهى من ثمار الجنة. قالوا لهم: ارجعوا فقد قضى أبوكم. فجاؤوا، فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني، فإنما أتيت من قبلك، خلي بيني وبين ملائكة ربي تبارك وتعالى. فقبضوه
ص.367
وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوا له، فصلوا عليه، ثم دخلوا قبره فوضعوه في قبره ووضعوا عليه اللبن، ثم خرجوا من القبر ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم".
رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير عتي بن ضمرة وهو ثقة.
*3* 2. باب في ذكر إدريس صلى الله عليه وسلم.
13757- عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(8/130)
"إن إدريس صلى الله عليه وسلم كان صديقاً لملك الموت، فسأله أن يريه الجنة والنار، فصعد بإدريس فأراه النار، ففزع منها وكاد يغشى عليه، فالتف عليه ملك الموت بجناحه، فقال ملك الموت: أليس قد رأيتها؟ قال: بلى، ولم أر كاليوم قط. ثم انطلق به حتى أراه الجنة فدخلها، فقال ملك الموت: انطلق قد رأيتها. قال: إلى أين؟ قال ملك الموت: حيث كنت. قال إدريس: لا والله لا أخرج منها بعد أن دخلتها. فقيل لملك الموت: أليس أنت أدخلته إياها؟ وأنه ليس لأحد دخلها أن يخرج منها؟".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو متروك.
*3* 3. باب في ذكر نوح صلى الله عليه وسلم.
13758- عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لو رحم الله من قوم نوح أحداً لرحم أم الصبي". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كان نوح صلى الله عليه وسلم مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم، حتى كان آخر زمانه، وغرس شجرة فعظمت وذهبت كل مذهب، ثم قطفها وجعل يعملها سفينة، ويمرون عليه يسألونه، فيقول: أعملها سفينة. فيسخرون منه ويقولون: يعمل سفينة في البر، وكيف تجري؟ قال: سوف تعلمون. فلما فرغ منها وفار التنور وكثر
ص.368
الماء في السكك، خشيت أم الصبي عليه وكانت تحبه حباً شديداً، فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه، فلما بلغها الماء خرجت حتى بلغت ثلثي الجبل، فلما بلغها الماء خرجت به حتى استوت به على الجبل، فلما بلغ الماء فيها، رفعته بيديها حتى ذهب بهما الماء، فلو رحم الله منهم أحداً رحم الصبي".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه موسى بن يعقوب الزمعي، وثقه ابن معين وغيره وضعفه ابن المديني، وبقية رجاله ثقات.
*3* 4. باب في ذكر إبراهيم الخليل وبنيه صلى الله على نبينا وعليهم وسلم.(8/131)
13759- عن أبي طفيل قال: قلت لابن عباس: يزعم قومك أن النبي صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنة؟ قال: صدقوا، إن إبراهيم عليه السلام لما أمر بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى، فسابقه فسبقه إبراهيم عليه السلام، ثم ذهب به جبريل عليه السلام إلى جمرة العقبة، فعرض له الشيطان - قال سريج: شيطان - فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى، فرماه بسبع حصيات، قال: قد تله. قال يونس: ثم تله للجبين، وعلى إسماعيل قميص أبيض، قال: يا أبت ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره، فاخلعه حتى تكفنني فيه، فعالجه ليخلعه، فنودي من خلفه: أن يا إبراهيم، قد صدقت الرؤيا. فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين".
قلت: فذكر الحديث وقد تقدم في الحج.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير أبي عاصم الغنوي وهو ثقة.
وقد تقدم له طريق رواها أحمد والطبراني وفيها أن الذبيح إسحاق، وفيها عطاء بن السائب وقد اختلط.
ص.369
13760- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله اتخذ إبراهيم خليلاً".
رواه الطبراني، وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف.
13761- وعن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا:
"إن الأنبياء يوم القيامة كل اثنين منهم خليلان دون سائرهم". قال: "فخليل منهم يومئذ خليل الله إبراهيم عليه السلام".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
13762- وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لما عرج بإبراهيم رأى رجلاً يفجر بامرأة، فدعا عليه فأهلك، ثم رأى رجلاً على معصية، فدعا عليه، فأوحى الله إليه: إنه عبدي، وإن مصيره مني خصال ثلاث: إما أن يتوب فأتوب عليه، وإما أن يستغفرني فأغفر له، وإما أن يخرج من صلبه من يعبدني، يا إبراهيم أما علمت أن من أسمائي إني أنا الصبور؟".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه علي بن أبي علي اللهبي وهو متروك.(8/132)
13763- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن في الجنة ذخراً من درة لا صدع فيه ولا وهن، أعده الله لخليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم".
رواه الطبراني في الأوسط، والبزار بنحوه، ورجالهما رجال الصحيح.
ص.370
13764- وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أُريت الأنبياء، فأنا شبيه إبراهيم عليه السلام".
رواه الطبراني في الأوسط، عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف.
13765- وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول من يكسى من الخلائق إبراهيم - يعني يوم القيامة - ".
رواه البزار، وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس.
13766- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لما ألقي إبراهيم في النار قال: اللهم إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك".
رواه البزار، وفيه عاصم بن عمر بن حفص، وثقه ابن حبان وقال: يخطئ ويخالف، وضعفه الجمهور.
13767- وعن العباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"قال داود صلى الله عليه وسلم: أسألك بحق آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب فقال: أما إبراهيم، فألقي في النار فصبر من أجلي، وتلك بلية لم تنلك، وأما إسحاق فبذل نفسه ليذبح، فصبر من أجلي، وتلك بلية لم تنلك، وأما يعقوب، فغاب عنه يوسف وتلك بلية لم تنلك".
ص.371
رواه البزار، من رواية أبي سعيد عن علي بن زيد، وأبو سعيد لم أعرفه، وعلي بن زيد ضعيف وقد وثق.
13768- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه سئل: من أكرم الناس؟ قال:
"يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله".
رواه الطبراني، وبقية مدلس، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
13769- وعن أبي الأحوص قال: فاخر أسماء بن خارجة رجلاً فقال: أنا ابن الأشياخ الكرام. فقال عبد الله: ذاك يوسف بن يوسف بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله.
رواه الطبراني موقوفاً بإسنادين، رجال أحدهما ثقات غير أن مشايخ الطبراني لم أعرفهم.(8/133)
13770- وعن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله، من السيد؟ قال:
"يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم". قالوا: فما في أمتك سيد؟ قال: "بلى، رجل أعطي مالاً حلالاً ورزق سماحة فأدنى الفقير وقلت شكاته الناس".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه نافع أبو هرمز وهو متروك.
*3* 5. باب ذكر إسماعيل الذبيح صلى الله عليه وسلم.
@ تقدم الحديث في أول الباب قبل هذا.
*3* 6. باب ذكر إسحاق صلى الله عليه وسلم.
13771- عن العباس - يعني ابن عبد المطلب - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الذبيح إسحاق".
ص.372
رواه البزار، وفيه مبارك بن فضالة وقد ضعفه الجمهور.
13772- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي أو شفاعتي، فاخترت شفاعتي ورجوت أن تكون أعم لأمتي، ولولا سبق الذي دعا إليه العبد الصالح، لعجلت دعوتي، إن الله لما فرج عن إسحاق كرب الذبح قيل له: يا إسحاق، سل تعطه. قال: أما والله لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان، اللهم من مات لا يشرك بك شيئاً وقد أحسن، فاغفر له".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف، وشيخ الطبراني لم أعرفه.
*3* 7. باب ذكر يوسف صلى الله عليه وسلم.
13773- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: أعطي يوسف وأمه ثلثي حسن الناس، في الوجه والبياض وغير ذلك فكانت المرأة إذا أتته، غطى وجهه مخافة أن تفتتن.
رواه الطبراني موقوفاً، ورجاله رجال الصحيح.
13774- ورواه الطبراني أيضاً فقال: "أعطي يوسف وأمه ثلث الحسن.
والظاهر أنه وهم والله أعلم.
13775- وعن أنس قال: أُعطي يوسف شطر الحسن.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
*3* 8. باب ذكر موسى الكليم صلى الله عليه وسلم.
13776- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.373(8/134)
"إن الله عز وجل ناجى موسى بمائة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام، فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم لما وقع في مسامعه من كلام الرب جل وعز، وكان فيما ناجى به أن قال: يا موسى، إنه لم يتصنع لي المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا، ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم، ولم يتعبد المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي. قال موسى: يا رب البرية كلها، ويا مالك يوم الدين، ويا ذا الجلال والإكرام، ماذا أعددت لهم، وماذا جزيتهم؟ قال: أما الزهاد في الدنيا، فإني أبحتهم جنتي يتبوءون منها حيث شاءوا، وأما الورعون عما حرمت عليهم، فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق عبد إلا ناقشته وحاسبته إلا الورعون، فإني أستحييهم وأجلهم وأكرمهم فأدخلهم الجنة بغير حساب، وأما البكاءون من خشيتي، فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه".
رواه الطبراني، وفيه جويبر وهو ضعيف جداً.
13777- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لما كلم الله موسى، كان يبصر دبيب النمل على الصفا في الليلة المظلمة من مسيرة عشرة فراسخ".
رواه الطبراني في الصغير، وفيه الحسين بن أبي جعفر الجفري وهو متروك.
13778- وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا سئلت: أي الأجلين قضى موسى؟ فقل: خيرهما أتمهما وأبرهما، وإن سئلت: أي المرأتين تزوج؟ فقل: الصغرى منهما وهي التي جاءت فقالت: يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين. قال: ما رأيت من قوته؟ قالت: أخذ
ص.374
حجراً ثقيلا فألقاه على البئر. قال: وما الذي رأيت من أمانته؟ قالت: قال: امشي خلفي ولا تمشي أمامي".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، والبزار باختصار، وفي إسناد الطبراني عويد بن أبي عمران الجوني، ضعفه ابن معين وغيره ووثقه ابن حبان، وبقية رجال الطبراني ثقات. وقد تقدمت أحاديث هذا الباب في سورة القصص.(8/135)
13779- وعن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأجلين قضى موسى؟ قال: "أوفاهما".
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن سهل ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف.
13780- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كأني أنظر إلى موسى في هذا الوادي محرماً بين قطوانيتين".
رواه الطبراني، وفيه يزيد بن سنان الرهاوي وهو متروك.
13781- وعن عبد الله بن مسعود قال: كان طول موسى صلى الله عليه وسلم اثني عشر ذراعاً، وعصاه اثني عشر ذراعاً، ووثبته اثني عشر ذراعاً، فضرب عوج بن عناق فما أصاب [منه] إلا كعبه.
رواه الطبراني، وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات.
ص.375
13782- وعن جابر قال: لما كلم الله تبارك وتعالى موسى صلى الله عليه وسلم يوم الطور، كلمه بغير الكلام الذي كلمه به يوم ناداه، فقال له موسى: يا رب، هذا كلامك الذي كلمتني به؟ قال: يا موسى، إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان، ولي قوة الألسن كلها وأقوى من ذلك. فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل قالوا: يا موسى، صف لنا كلام الرحمن عز وجل. قال: لا تستطيعونه، ألم تروا إلى أصوات الصواعق التي تقبل من أجلى جلاوة سمعتموه؟ فذاك قريب منه وليس به.
رواه البزار، وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف.
13783- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كان ملك الموت يأتي الناس عياناً، قال: فأتى موسى فلطمه، ففقأ عينيه، فأتى ربه عز وجل فقال: يا رب، عبدك موسى فقأ عيني، ولولا كرامته عليك لعتبت به. - قال يونس: لشققت عليه - قال له: اذهب إلى عبدي فقل له: ليضع يده على جلد أو مسك ثور، فله لكل شعرة وارت يده سنة. فأتاه فقال: ما بعد هذا؟ قال: الموت. قال: فالآن. قال: فشمه شمة فقبض روحه - قال يونس: فرد الله إليه عينه، فكان يأتي الناس خفية - ".
قلت: في الصحيح طرف منه.
ص.376
رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح.(8/136)
13784- وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رأيت موسى صلى الله عليه وسلم عند الكثيب الأحمر يصلي في قبره".
رواه البزار، والطبراني في الأوسط، وفيه جبلة بن سليمان وهو متروك.
13785- وعن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على موسى عليه السلام وهو قائم يصلي في قبره.
رواه الطبراني، وفيه فياض بن محمد وجماعة لم أعرفهم، وقد روى عن فياض ثلاثة: موسى بن إسماعيل، ومحمد بن عبد الله النجار الرقي، وأبو يوسف الصيدلاني.
13786- وعن الشعبي عن جابر بن عبد الله أو غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا أول إفاقة، فأرفع رأسي، فإذا برجل بيني وبين العرش، فقيل: هو موسى صلى الله عليه وسلم، فإن كان في الأرض فقد أفاق قبل".
رواه البزار، وفيه مجالد بن سعيد وهو مختلف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 9. باب ذكر المسيح عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم.
13787- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.377
"إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فإن عجل بي موت فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام".
رواه أحمد مرفوعاً وموقوفاً ورجالهما رجال الصحيح.
13788- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا إن عيسى بن مريم ليس بيني وبينه نبي ولا رسول، إلا أنه خليفتي في أمتي من بعدي، ألا إنه يقتل الدجال، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، وتضع الحرب أوزارها، ألا فمن أدركه منكم فليقرأ عليه السلام".
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه محمد بن عقبة السدوسي، وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم.
13789- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الناس أربعين سنة".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
13790- وعن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(8/137)
"ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
13791- وعن الشعبي قال: قال رجل عند المغيرة بن شعبة صلى الله على محمد خاتم الأنبياء لا نبي
ص.378
بعده. فقال المغيرة: حسبك أن تقول خاتم الأنبياء، فإنا كنا نحدث أن عيسى بن مريم خارج، فإن كان خارجاً فقد كان قبله وبعده.
رواه الطبراني، وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف، وقد ضعفه جماعة ووثق، وبقية رجاله ثقات.
13792- وعن عبد الله بن سلام قال: يدفن عيسى بن مريم عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما، فيكون قبره رابع.
رواه الطبراني، وفيه عثمان بن الضحاك، وثقه ابن حبان وضعفه أبو داود، وقد ذكر المزي رحمه الله هذا في ترجمته، وعزاه إلى الترمذي وقال: حسن، ولم أجده في الأطراف والله أعلم.
13793- وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن عيسى بن مريم مكث في بني إسرائيل أربعين سنة".
رواه أبو يعلى عن الحسين بن علي بن الأسود، ضعفه الأزدي، ووثقه ابن حبان ويحيى بن جعدة لم يدرك فاطمة.
*3* 10. باب ذكر نبي الله داود صلى الله عليه وسلم.
13794- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أول من جحد آدم عليه السلام - قالها ثلاث مرات - إن الله عز وجل لما خلقه مسح ظهره وأخرج ذريته، فعرضهم عليه فرأى فيهم رجلاً يزهر، فقال: أي رب، من هذا؟ قال: هذا ابنك داود. قال: كم عمره؟ قال: ستون. قال: أي رب زد
ص.379
في عمره قال: لا إلا أن تزيده أنت من عمرك. فزاده أربعين سنة من عمره، فكتب الله عليه كتاباً وأشهد عليه الملائكة فلما أراد أن يقبض روحه قال: قد بقي من أجلي أربعون. فقيل له: إنك قد جعلته لابنك داود. قال: فجحد، فأخرج الله عز وجل الكتاب وأقام عليه البينة، فأتمها لداود مائة سنة، وأتمها لآدم عمره ألف سنة".(8/138)
رواه أحمد والطبراني، وقال في أوله: لما نزلت آية الدين وقال: كم عمره؟ قال: ستون سنة، والباقي بمعناه وفيه علي بن زيد وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
13795- وعن أبي الدرداء قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود صلى الله عليه وسلم قال: "كان أعبد البشر".
رواه البزار في حديث طويل وإسناده حسن.
13796- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"كان داود النبي صلى الله عليه وسلم فيه غيرة شديدة، فكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع، قال: فخرج ذات يوم وغلقت الأبواب فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، فإذا رجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل الدار، والدار مغلقة؟ والله ليفتضحن بداود. فجاء داود، فإذا الرجل قائم وسط الدار فقال له داود: من أنت؟ قال: أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يمتنع مني الحجاب. قال له داود: أنت والله إذاً والله ملك الموت مرحباً بأمر الله. فزمل داود مكانه حيث قبضت نفسه، حتى فرغ من شأنه وطلعت عليه الشمس، قال سليمان للطير: أظلي على داود. فأظلت عليه الطير حتى أظلمت عليهم الأرض، قال لها سليمان صلى الله عليه وسلم:
ص.380
اقبضي جناحاً". فقال أبو هريرة: يرينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، وصلت عليه يومئذ المصرخية.
رواه أحمد، وفيه المطلب بن عبد الله بن حنطب، وثقه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13797- وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:
"لقد قبض الله روح داود عليه السلام من بين أصحابه، فما فتنوا ولا بدلوا، ولقد مكث أصحاب المسيح على سننه وهديه مائتي سنة".
رواه الطبراني ورجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف.
*3* 11. باب ذكر نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام.
13798- عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(8/139)
"أول من صنعت له النورة ودخل الحمام سليمان بن داود، فلما دخله ووجد حره وغمه قال: أوه من عذاب الله، أوه أوه، قبل أن لا ينفع أوه".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي وهو ضعيف.
13799- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كان سليمان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا قام في مصلاه رأى شجرة نابتة بين يديه، فيقول لها: ما اسمك؟ فتقول: كذا. فيقول: لأي شيء أنت؟ فتقول: لكذا فإن كانت
ص.381
لغرس غرست، وإن كانت لداء كتب، فبينا هو ذات يوم يصلي إذا شجرة بين يديه، فقال لها: ما اسمك؟
قالت: الخرنوب. قال: لأي شيء أنت؟ قالت: لخراب هذا البيت. قال سليمان: اللهم عم على الجن موتي حتى تعلم الإنس أن الجن لا تعلم الغيب. قال: فتحتها عصاً يتوكأ عليها، فأكلتها الأرضة فسقط، فحزروا أكلها - والجن تعمل - الأرضة فوجدوه حولاً، فتبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولاً في العذاب المهين".
وكان ابن عباس يقرؤها هكذا، فشكرت الجن الأرضة فكانت تأتيها بالماء حيث كانت.
رواه الطبراني والبزار بنحوه، مرفوعاً وموقوفاً، وفيه عطاء وقد اختلط، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
*3* 12. باب ذكر نبي الله أيوب عليه السلام.
13800- عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن نبي الله أيوب كان في بلائه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلان من إخوانه، كانا يغدوان إليه ويروحان إليه، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم والله قد أذنب ذنباً ما أذنبه أحد. قال صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف الله عنه. فلما راحا إليه، لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، قال أيوب: ما أدري ما تقول، إلا أن الله يعلم [أني] كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع
ص.382(8/140)
إلى بيتي فأكفر عنهما، كراهية أن يذكر الله إلا في حق. قال: وكان يخرج إلى حاجته، فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، وأوحي إلى أيوب في مكانه أن {أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} فاستبطأته فتلقيتْه ينتظروا، وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو على أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك، هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ والله على ذلك ما رأيت أحداً أشبه به مذ كان صحيحاً منك. قال: فإني أنا هو.ز وكان له أندران: أندر القمح وأندر الشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح فرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض".
رواه أبو يعلى والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح.
*3* 13. باب في ذكر يحيى بن زكريا عليهما السلام.
13801- عن ابن عباس قال: كنت في حلقة في المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء أيهم أفضل، فذكرنا نوحاً وطول عبادته ربه، وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن، وذكرنا موسى مكلم الله، وذكرنا عيسى بن مريم، وذكرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما تذكرون بينكم؟". قلنا: يا رسول الله، ذكرنا فضائل الأنبياء أيهم أفضل، فذكرنا نوحاً وطول عبادته ربه، وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن، وذكرنا موسى مكلم الله، وذكرنا عيسى بن مريم، وذكرناك يا رسول الله. قال: "فمن فضلتم؟". فقلنا:
ص.383(8/141)
فضلناك يا رسول الله، بعثك الله إلى الناس كافة، وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأنت خاتم الأنبياء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ينبغي أن يكون أحد خيراً من يحيى بن زكريا". قلنا: يا رسول الله، وكيف ذاك؟ قال: "ألم تسمعوا كيف نعته في القرآن {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً} إلى قوله تعالى: {حياً} {مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين} لم يعمل سيئة ولم يهم بها".
رواه البزار والطبراني، وفيه علي بن زيد بن جدعان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
13802- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من أحد من ولد آدم إلا وقد أخطأ، أو هم [بخطيئة] ليس يحيى بن زكريا".
رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، وزاد: "فإنه لم يهم لها ولم يعملها".
والطبراني، وفيه علي بن زيد وضعفه الجمهور وقد وثق، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
13803- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يحيى بن زكريا، ما هم بخطيئة". أحسبه قال: "ولا عملها".
رواه البزار ورجاله ثقات.
13804- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.384
"كل بني آدم يلقى الله يوم القيامة بذنب، وقد أذنبه يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه، إلا يحيى بن زكريا، فإنه [كان] سيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين". وأهوى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال: "ذكره مثل هذه القذاة".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حجاج بن سليمان الرعيني، وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله ثقات.
*3* 14. باب ذكر يونس عليه السلام.
13805- عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا عند الله خير من يونس بن متى".
رواه الطبراني، وفيه أبو يحيى القتات وهو ضعيف وقد وثق.
*3* 15. باب ذكر الأنبياء صلى الله عليهم وسلم.(8/142)
13806- عن أبي ذر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال: "يا أبا ذر، هل صليت؟". فقلت: لا. قال: "قم فصل". قال: فقمت فصليت ثم جلست فقال: "يا أبا ذر، تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن". قال: قلت: يا رسول الله، وللإنس شياطين؟ قال: "نعم". قلت: يا رسول الله، الصلاة؟ قال: "خير موضوع، من شاء أقل ومن شاء أكثر". قال: قلت: يا رسول الله، فالصوم؟ قال: "فرض مجزي وعند الله مزيد". قلت: يا رسول الله، فالصدقة؟ قال: "أضعاف مضاعفة". قال: قلت: فأيها أفضل؟ قال: "جهد من مقل أو سر إلى فقير".
ص.385
قلت: يا رسول الله، أي الأنبياء كان أول؟ قال: "آدم". قلت: يا رسول الله، ونبي كان؟ قال: "نعم، نبي مكلم". قلت: يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: "ثلاث مائة وبضعة عشر، جماً غفيراً". أو قال مرة: "خمسة عشر". قلت: يا رسول الله، آدم نبي؟ قال: نعم، مكلم". قال: قلت: يا رسول الله، أيما أنزل عليك أعظم؟ قال: "آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}".
قلت: روى النسائي طرفاً منه.
رواه أحمد، وقد تقدم هو وحديث أبي أمامة، والكلام عليهما في العلم في حسن السؤال.
13807- وعن أبي أمامة أن رجلاً قال: يا رسول الله، أنبي كان آدم؟ قال: "نعم". قال: كم كان بينه وبين نوح؟ قال: "عشرة قرون". قال: كم كان بين نوح وإبراهيم؟ قال: "عشرة قرون". قال: يا رسول الله، كم كانت الرسل؟ قال: "ثلاث مائة وثلاثة عشر".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، غير أحمد بن خليد الحلبي وهو ثقة.
13808- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بعث الله ثمانية آلاف نبي، أربعة آلاف إلى بني إسرائيل، وأربعة آلاف إلى سائر الناس".
ص.386
رواه أبو يعلى، وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف جداً.
13809- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لقد سُرَّ في ظل سرحة (الشجرة العظيمة) سبعون نبياً لا سُرف ولا عُرُد ولا تُعبَل".(8/143)
رواه أبو يعلى من رواية الأعمش عن عبد الله بن ذكوان ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
13810- وعن أنس بن مالك قال: بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم بعد ثمانية آلاف نبي، منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل.
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه إبراهيم بن مهاجر بن مسمار وهو ضعيف، ووثقه ابن معين، ويزيد الرقاشي وثق على ضعفه.
13811- وعن ابن عباس قال: الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة: نوح وهود ولوط وصالح وشعيب وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وعيسى ومحمد صلى الله عليهم، وليس من نبي إلا له اسمان، إلا عيسى ويعقوب عليهما السلام.
رواه الطبراني موقوفاً ورجاله ثقات.
13812- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون".
ص.387
رواه أبو يعلى والبزار، ورجال أبو يعلى ثقات.
13813- وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"والذي نفس أبي القاسم بيده، لينزلن عيسى بن مريم إماماً مقسطاً وحكماً عدلاً، فليكسرن الصليب، ويقتلن الخنزير، وليصلحن ذات البين، وليذهبن الشحناء وليعرضن المال فلا يقبله أحد، ثم لئن قام على قبري فقال: يا محمد، لأجبته".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
13814- وعن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"كان فيمن خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي، ثم كان عيسى بن مريم، ثم كنت أنا".
رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن ثابت العبدي وهو ضعيف، وهذا الحديث في ترجمته.
*3* 16. باب ما جاء في الخضر عليه السلام.(8/144)
13815- عن أنس بن مالك قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي أحمل له الطهور إذ سمع منادياً فقال: "يا أنس صه". فقال: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو قال أختها". فكأن الرجل لقن ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أنس، ضع الطهور وائت هذا
ص.388
المنادي فقل له أن يدعو لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه على ما ابتعثه به، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق". فأتيته فقلت: ادع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه الله على ما ابتعثه به، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق. فقال: ومن أرسلك؟ فكرهت أن أعلمه ولم أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: وما عليك رحمك الله بما سألتك؟ فقال: أولا تخبرني من أرسلك؟ فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما قال، فقال: "قل له: أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم". فقال لي: مرحباً برسول الله، ومرحباً برسوله، أنا أحق أن آتيه، أقرئ رسول الله السلام وقل له: الخضر يقرئك السلام ويقول لك: إن الله قد فضلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور، وفضل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام. فلما وليت عنه سمعته يقول: اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المرشدة المتاب عليها.
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الوضاح بن عباد الكوفي، تكلم فيه أبو الحسين بن المنادي، وشيخ الطبراني بشر بن علي بن بشر العمي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
13816- وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(8/145)
"ألا أحدثكم عن الخضر؟". قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل، أبصره رجل مكاتب فقال: تصدق علي، بارك الله فيك. فقال الخضر: آمنت بالله، ما شاء الله من أمر يكون، ما عندي شيء أعطيكه. فقال المسكين: أسألك بوجه الله لما تصدقت علي، فإني نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركة عندك. فقال الخضر: آمنت بالله، ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني. فقال المسكين: وهل يستقيم هذا؟ قال: نعم [الحق] أقول لقد
ص.389(8/146)
سألتني بأمر عظيم، أما إني لا أخيبك بوجه ربي، بعني. قال: فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم، فمكث عند المشتري زماناً لا يستعمله في شيء، فقال له: إنك إنما اشتريتني التماس خير عندي، فأوصني بعمل. قال: أكره أن أشق عليك، إنك شيخ كبير ضعيف. قال: ليس يشق علي. قال: قم فانقل هذه الحجارة. وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم، فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة، قال: أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه. قال: ثم عرض للرجل سفر فقال: إني أحسبك أميناً، فاخلفني في أهلي خلافة حسنة. قال: وأوصني بعمل. قال: إني أكره أن أشق عليك. قال: ليس يشق علي. قال: فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك. قال: فمر الرجل لسفره. قال: فرجع الرجل وقد تشيد بناؤه، فقال: أسألك بوجه الله، ما سبيلك وما أمرك؟ قال: سألتني بوجه الله، ووجه الله أوقعني في العبودية. فقال الخضر: سأخبرك من أنا، أنا الخضر الذي سمعت به، سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيء أعطيه، فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي فباعني، وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر، وقف يوم القيامة جلد ولا لحم له، عظم يتقعقع. فقال الرجل: آمنت بالله، شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم. قال: لا بأس، أحسنت واتقيت. فقال الرجل: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، احكم في أهلي ومالي بما شئت، أو اختر فأخلي سبيلك. قال: أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي. فخلى سبيله. فقال الخضر: الحمد لله الذي أوثقني في العبودية ثم نجاني منها".
رواه الطبراني ورجاله موثقون، إلا أن بقية مدلس. ويأتي حديث آخر في وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الخضر.
*3* 17. باب ما جاء في خالد بن سنان.(8/147)
13817- ص.390 عن ابن عباس، أن رجلاً من بني عبس يقال له: خالد بن سنان قال لقومه: أنا أطفئ عنكم نار الحرتين. فقال له عمارة بن زياد - رجل من قومه - : والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقاً، فما شأنك وشأن نار الحرتين؟ تزعم أنك تطفئها؟ قال: فانطلق معه عمارة بن زياد في ناس من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل في حرة يقال لها: حرة أشجع، قال: فخط لهم خالد خطة فأجلسهم فيها وقال: إن أبطأت عنكم فلا تدعوني باسمي. فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضاً، فاستقبلها خالد [فجعل] يضربها بعصاه ويقول: بدا بدا كل سها مردا زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثيابي تندى حتى دخل معها الشق فأبطأ عليهم. قال: فقال عمارة بن زياد: والله لو كان صاحبكم حياً لقد خرج إليكم بعد. فقالوا: إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه. قال: فادعوه باسمه، فوالله لو كان صاحبكم حياً لقد خرج بعد. فقال: إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه. قال: فدعوه باسمه. فخرج إليهم آخذاً برأسه، قال: ألم أنهكم أن تدعوني باسمي؟ فقد والله قتلتموني، فادفنوني، فإذا مرت بكم الحمر فيها حمار أبتر فانبشوني، فإنكم ستجدوني حياً. قال: فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر، فقال: انبشوه، فإنه أمرنا أن ننبشه. فقال عمارة بن زياد: لا تحدث مضر عنا أنا ننبش موتانا، والله لا تنبشوه أبداً. وقد كان خالد أخبرهم أن في علم امرأته لوحين، فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه، ولا تمسهما حائض.
ص.391
قال: فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما، فأخرجتهما وهي حائض، فذهب ما كان فيهما من علم.
قال: وقال أبو يونس: قال سماك: أن ابن خالد بن سنان أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مرحباً بابن أخي".
رواه الطبراني موقوفاً، وفيه المعلى بن مهدي، ضعفه أبو حاتم قال: يأتي أحياناً بالمناكير. قلت: وهذا منها.(8/148)
13818- وعن ابن عباس قال: ذكر خالد بن سنان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ذاك نبي ضيعه قومه".
رواه البزار والطبراني، إلا أنه قال: جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها ثوبه.
وفيه قيس بن الربيع، وقد وثقه شعبة والثوري، ولكن ضعفه أحمد مع ورعه، وابن معين، وهذا الحديث معارض للحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم، الأنبياء أخوة لعلات، وليس بيني وبينه نبي".
قال البزار: رواه الثوري عن سالم عن سعيد بن جبير مرسلاً.
*2* 36. كتاب علامات النبوة.
*3* 1. باب في كرامة أصله صلى الله عليه وسلم.
13819- ص.395 عن ابن عباس {وتقلبك في الساجدين} قال: مِن صُلب نبي إلى نبي حتى صرت نبياً.
رواه البزار ورجاله ثقات.
13820- وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن جعفر بن محمد بن علي، صحح له الحاكم في المستدرك وقد تكلم فيه، وبقية رجاله ثقات.
13821- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء، وما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام".
ص.396
رواه الطبراني عن المديني عن أبي الحويرث، ولم أعرف المديني ولا شيخه، وبقية رجاله وثقوا.
13822- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(8/149)
"إن الله تعالى قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً، فذلك قوله: {أصحاب اليمين} {وأصحاب الشمال} فأنا من أصحاب اليمين وأنا من خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً فذلك قوله: {أصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون} فأنا من خير السابقين، ثم جعل البيوت قبائل فجعلني في خيرها قبيلة فذلك قوله: {شعوباً وقبائل} فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله عز وجل ولا فخر، ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فذلك قوله: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}".
رواه الطبراني، وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وعباية بن ربعي وكلاهما ضعيف.
13823- وعن عبد الله بن عمر قال: إنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة، فقال رجل من القوم: هذه ابنة محمد. فقال رجل من القوم: إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن. فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب، ثم قام على القوم فقال:
"ما بال أقوال تبلغني عن أقوام؟ إن الله عز وجل خلق السماوات سبعاً
ص.397
فاختار العليا منها فسكنها، وأسكن سماواته من شاء من خلقه، [وخلق الأرض سبعاً فاختار العليا منها فأسكنها من شاء من خلقه] وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشاً، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، إلا أنه قال: "فمن أحب العرب فلحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فلبغضي أبغضهم".
وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به، وبقية رجاله وثقوا.(8/150)
13824- وعن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال: أتى ناس من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا نسمع من قومك حتى يقول القائل منهم: إنما مثل محمد نخلة نبتت في الكبا - قال حسين: الكبا: الكناسة - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس، من أنا؟". قالوا: أنت رسول الله. قال: "أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب". قال: فما سمعناه ينتمي قبلها "إلا أن الله عز وجل خلق خلقه ثم فرقهم فرقتين فجعلني في خير الفريقين، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً، فأنا خيرهم بيتاً وخيرهم نفساً". صلى الله عليه وسلم.
قلت: روى له الترمذي حديثاً غير هذا.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13825- وعن عبد الله بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.398
"مثلي ومثل أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في مزبلة".
رواه الطبراني، وهو منكر، والظاهر أنه من قول الزبير، إن صح عنه، فإن فيه ابن لهيعة ومن لم أعرفه.
13826- وعن ابن الزبير أن قريشاً قالت: إن مثل محمد صلى الله عليه وسلم مثل نخلة في كبوة.
رواه البزار بإسناد حسن وهذا الظن به.(8/151)
13827- وعن ابن عباس قال: توفي ابن لصفية، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكت عليه وصاحت، فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: "يا عمة، ما يبكيك؟". قالت: توفي ابني. قال: "يا عمة، من توفي له ولد في الإسلام فصبر بنى الله له بيتاً في الجنة". فسكتت. ثم خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستقبلها عمر بن الخطاب فقال: يا صفية، قد سمعت صراخك، إن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تغني عنك من الله شيئاً. فبكت فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يكرمها ويحبها فقال: "يا عمة، أتبكين وقد قلت لك ما قلت؟". قالت: ليس ذاك أبكاني يا رسول الله، استقبلني عمر بن الخطاب فقال: إن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تغني عنك من الله شيئاً. قال: فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "يا بلال، هجر بالصلاة". فهجر بلال بالصلاة، فصعد المنبر النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع؟ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي، فإنها موصولة في الدنيا والآخرة". فقال عمر: فتزوجت أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أحببت أن يكون لي منه سبب ونسب.
ص.399(8/152)
ثم خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررت على نفر من قريش فإذا هم يتفاخرون ويذكرون أمر الجاهلية، فقلت: منا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: إن الشجرة لتنبت في الكبا. قال: فمررت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: "يا بلال، هجر بالصلاة". فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "يا أيها الناس، من أنا؟". قالوا: أنت رسول الله. قال: "انسبوني". قالوا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. قال: "أجل، أنا محمد بن عبد الله، وأنا رسول الله، فما بال أقوام يبتذلون أصلي؟ فوالله لأنا أفضلهم أصلاً وخيرهم موضعاً". قال: فلما سمعت الأنصار بذلك قالت: قوموا فخذوا السلاح، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أغضب. قال: فأخذوا السلاح ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم لا ترى منهم إلا الحدق، حتى أحاطوا بالناس فجعلوهم في مثل الحرة، حتى تضايقت بهم أبواب المساجد والسكك، ثم قاموا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، لا تأمرنا بأحد إلا أبرنا عترته. فلما رأى النفر من قريش ذلك، قاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذروا وتنصلوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الناس دثار والأنصار شعار". فأثنى عليهم وقال خيراً.
رواه البزار، وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك.
13828- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله حين خلق الخلق بعث جبريل فقسم الناس قسمين، فقسم العرب قسماً وقسم العجم قسماً، وكانت خيرة الله في العرب، ثم قسم العرب قسمين، فقسم اليمن قسماً وقسم مضر قسماً وقريشاً قسماً، وكانت خيرة الله في قريش، ثم أخرجني من خير من أنا منه".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
13829- وعن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل عليه السلام قال:
ص.400(8/153)
"قلبت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أر رجلاً أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم، ولم أر بيتاً أفضل من بيت بني هاشم".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
13830- وعن خريم بن أوس بن جارية بن لام قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له العباس بن عبد المطلب رحمه الله: يا رسول الله، إني أريد أن أمدحك. فقال له صلى الله عليه وسلم: "هات، لا يفضض الله فاك". فأنشأ يقول:
من قبلها طبتَ في الظلال وفي * مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطتَ البلادَ لا بشرٌ * أنت ولا مضغة ولا علق
بل نطفة تركب السفين وقد * ألجم نسراً وأهله الغرق
تنقل من صالب إلى رحم * إذا مضى عالمٌ بداْ طبق
حتى احتوى بيتك المهيمنُ من * خندف علياءَ تحتها النطق
وأنت لما ولدت أشرقت الأ * رض [الأرض] وضاءتْ بنوركَ الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي الن ـ * ـور [النور] وسبل الرشادِ نخترق
رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم.
13831- وعن ميمون قال: سألت زيد بن أرقم: ما كان اسم أم رسول الله صلى الله عليه وسلم [آمنة بنت وهب].
رواه الطبراني، وهذا مما لا يحتاج إلى إسناد.- وعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لما بلغ معد بن عدنان أربعين رجلاً، وقعوا في عسكر موسى فانتهبوه، فدعا عليهم موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم قال: يا رب، هؤلاء ولد معد قد أغاروا على عسكري
ص.401(8/154)
فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى بن عمران، لا تدع عليهم فإن منهم النبي الأمي النذير البشير يجيء، ومنهم الأمة المرحومة، أمة محمد الذين يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى الله عنهم بالقليل من العمل، فيدخلهم الله الجنة بقول لا إله إلا الله، نبيهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب المتواضع في هيئته المجتمع له اللب في سكوته، ينطق بالحكمة ويستعمل الحلم، أخرجته من خير جيل من أمته قريشاً، ثم أخرجته [من هاشم] صفوة من قريش، فهم خير من خير إلى خير يصير، وهو وأمته إلى خير يصيرون".
رواه الطبراني، وفيه حسن بن فرقد وهو ضعيف.
13833- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب، أنا أعرب العرب ولدت ف بنيي قريش ونسبنا في بني سعد بن بكر، فأنى يأتيني اللحن".
رواه الطبراني، وفيهم مبشر بن عبيد وهو متروك.
13834- وعن الجفشيس الكندي قال: جاء قوم من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أنت منا. وادّعوه فقال: "لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا، نحن ولد النضر بن كنانة".
13835- وفي رواية عن الجفشيش قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم. فذكر نحوه.
ص.402
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
13836- وعن سيابة بن عاصم السلمي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: "أنا ابن العواتك".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(8/155)
13837- وعن رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم - وكانت لدة عبد المطلب - قالت: تتابعت على قريش سنون أمحلت الضرع وأدقت العظم، فبينا أنا راقدة الهم أو مهمومة إذا هاتف يصرخ بصوت صحل (خشن) يقول: يا معشر قريش، إن هذا النبي المبعوث قد أظلتكم أيامه، وهذا إبان نجومه، فيحيهلا بالحيا والخصب، ألا فانظروا رجلاً منكم وسيطاً عظاماً جساماً أبيض بضاً، أوطف، أهدب، سهل الخدين، أشم العرنين، له فخر يكظم عليه، وسنة يهدي إليه، فليخلص هو وولده وليهبط إليه من كل بطن رجل، فليشنوا من الماء وليمسوا من الطيب وليستلموا الركن، ثم ليرقوا أبا قبيس، ثم ليدعو الرجل وليؤمن القوم فغثتم ما شئتم. فأصبحت - علم الله - اقشعر جلدي ووله عقلي، واقتصصت الرؤيا، وفشت في شعاب مكة، فوالحرمة والحرم، ما بقي بها أبطحي إلا قال: هذا شيبة الحمد. وتناهت إليه رجالات قريش، وهبط إليه من كل بطن رجل، فشنوا ومسوا واستلموا ثم ارتقوا أبا قبيس واصطفوا حوله، ما يبلغ سعيهم مهله، حتى استووا بذروة الجبل، قام عبد المطلب ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، غلام أيفع أو كرب، فرفع يده وقال: اللهم ساد الخلة، وكاشف الكربة، أنت عالم معلِّم غير معلَّم ومسؤول غير مبخل، وهذه عبداؤك وإماؤك بعد راتب حرمك، يشتكون إليك سنيهم، أذهبت الخلف والظلف، اللهم فأمطرن
ص.403
علينا غيثاً مغدقاً مربعاً. فورب الكعبة ما راحوا حتى تفجرت السماء بمائها، واكتظ الوادي بثجيجه، فسمعت شيخان قريش وجلتها عبد الله بن جدعان، وحرب بن أمية، وهشام بن المغيرة، يقولون لعبد المطلب: هنيئاً لك أبا البطحاء. وفي ذلك تقول رقيقة بنت أبي صيفي:
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا * وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر
فجاد بالماء جوني له سبل * سحا فعاشت به الأنعام والشجر
منا منَ اللهِ بالميمونِ طائره * وخير من بشرتْ يوماً به مضر
مبارك الأمر يستسقى الغمام به * ما في الأنام له عدلٌ ولا خطر(8/156)
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
*3* 2. باب ما جاء في مولده ورضاعه وشرح صدره صلى الله عليه وسلم.
13838- عن ابن عباس قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين.
فذكر الحديث وقد تقدم في العلم في باب التاريخ.
رواه أحمد والطبراني.
13839- وعن عثمان بن أبي العاص قال: أخبرتني أمي قالت: شهدت آمنة لما ولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ضربها المخاض نظرت إلى النجوم تنزل، حتى إني أقول: لتقعن علي. فلما ولدت خرج لها نور أضاء له البيت الذي نحن فيه والدار، فما شيء أنظر إليه إلا نور.
رواه الطبراني، وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك.
13840- وعن حليمة بنت الحارث، أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، السعدية التي أرضعته قالت:
ص.404(8/157)
خرجت في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء بمكة على أتان لي قمراء (شديدة البيضاء) قد أذمت (انقطع سيرها) فزاحمت بالركب. قالت: وخرجنا في سنة شهباء لم تُبق لنا شيئاً، ومعي زوجي الحارث بن عبد العزى. قالت: ومعنا شارف (الناقة المسنة) لنا، والله إنْ تَبِضُّ (تسيل قليلاً قليلاً) علينا بقطرة من لبن، ومعي صبي لي إن ننام ليلتنا مع بكائه، ما في ثديي ما يعتبه، وما في شارفنا من لبن نغذوه إلا أنا نرجو. فلما قدمنا مكة لم يبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه، وإنما كنا نرجو كرامة رضاعه من والد المولود، وكان يتيماً، فكنا نقول: ما عسى أن تصنع أمه؟ حتى لم يبق من صواحبي امرأة إلا أخذت صبياً، غيري، وكرهت أن أرجع ولم آخذ شيئاً وقد أخذ صواحبي، فقلت لزوجي: والله لأرجعن إلى ذلك فلآخذنه. قالت: فأتيته فأخذته فرجعته إلى رحلي، فقال زوجي: قد أخذتيه؟ فقلت: نعم والله ذاك أني لم أجد غيره. فقال: قد أصبت، فعسى الله أن يجعل فيه خيراً. فقالت: والله ما هو إلا أن جعلته في حجري قالت: فأقبل عليه ثديي بما شاء من اللبن، قالت: فشرب حتى روي وشرب أخوه - تعني ابنها - حتى روي، وقام زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا هي حافل (مليئة الضروع باللبن) فحلبت لنا ما سنَّننا، فشرب حتى روي
ص.405(8/158)
قالت: وشربت حتى رويت، فبتنا ليلتنا تلك بخير، شباعاً رواءً، وقد نام صبينا، قالت: يقول أبوه - يعني زوجها - : والله يا حليمة ما أراك إلا أصبت نعمة مباركة، قد نام صبينا وروي. قالت: ثم خرجنا فوالله لخرجت أتاني أمام الركب قد قطعته حتى ما يبلغونها، حتى أنهم ليقولون: ويحك يا بنت الحارث، كفي علينا، أليست هذه بأتانك التي خرجت عليها؟ فأقول: بلى والله وهي قدامنا. حتى قدمنا منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر، فقدمنا على أجدب أرض الله، فوالذي نفس حليمة بيده إن كانوا ليسرحون أغنامهم إذا أصبحوا، ويسرح راعي غنمي فتروح غنمي بطاناً لبناً حفلاً، وتروح أغنامهم جياعاً هالكة ما بها من لبن. قالت: فشربنا ما شئنا من لبن وما في الحاضر أحد يحلب قطرة ولا يجدها، فيقولون لرعاتهم: ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح راعي حليمة؟ فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه راعينا، وتروح أغنامهم جياعاً ما بها من لبن وتروح غنمي حفّلاً لبّناً. قالت: وكان صلى الله عليه وسلم يشب في اليوم شباب الصبي في شهر، ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة، فبلغ ستاً وهو غلام جفر. قالت: فقدمنا أمه فقلنا لها، وقال لها أبوه ردوا علينا ابني فلنرجع به فإنا نخشى عليه وباء مكة. قالت: ونحن أضن بشأنه لما رأينا من بركته قالت: فلم نزل بها حتى قالت: ارجعا به. فرجعنا به فمكث عندنا شهرين.
ص.406(8/159)
قالت: فبينا هو يلعب وأخوه يوماً خلف البيوت، يرعيان بهما لنا إذ جاءنا أخوه يشتد، فقال لي ولأبيه: أدركا أخي القرشي، قد جاءه رجلان فأضجعاه فشقا بطنه، فخرجنا نحوه نشتد، فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه، فاعتنقه أبوه واعتنقته، ثم قلنا: مالك أي بني؟ قال: "أتاني رجلان عليهما ثياب بياض فأضجعاني ثم شقا بطني، فوالله ما أدري ما صنعا". قالت: فاحتملناه فرجعنا به، قالت: يقول أبوه: والله يا حليمة، ما أرى هذا الغلام إلا قد أُصيب، فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف عليه. قالت: فرجعنا به إليها فقالت: ما ردكما وقد كنتما حريصين عليه؟ قالت: فقلت: لا والله إنا كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا فيه. ثم تخوفت الأحداث عليه، فقلت: يكون في أهله، قالت: فقالت أمه: والله ما ذاك بكما، فأخبراني خبركما وخبره. قالت: فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره، قالت: فتخوفتما عليه؟ كلا والله، إن لابني هذا لشأناً، ألا أخبركما عنه؟ إني حملت به فلم أر حملاً قط كان أخف ولا أعظم بركة منه، ثم رأيت نوراً كأنه شهاب خرج من حين وضعته، أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى، ثم وضعته، فما وقع كما تقع الصبيان، وقع واضعاً يده بالأرض رافعاً رأسه إلى السماء، دعاه والحقا بشأنكما.
رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه، إلا أنه قال: حدثتني حليمة بنت أبي ذؤيب، ورجالهما ثقات.
*3* 3. باب في أول أمره وشرح صدره أيضاً صلى الله عليه وسلم.
13841- ص.407 عن عتبة بن عبد أنه حدثهم أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ فقال:(8/160)
"كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زاداً فقلت: يا أخي اذهب فائتنا بزاد من عند أمنا. فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم. فأقبلا يبتدراني، فأخذاني فبطحاني إلى القفا، فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلج. فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء برد. فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة. فذارها في قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: حصه فحصه وختم عليه بخاتم النبوة". - وفي رواية: "واختم عليه بخاتم النبوة - قال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة واجعل ألفاً من أمته في كفة. فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم، فقال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم. فانطلقا وتركاني قد فرقت فرقاً شديداً، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت، فأشفقت علي أن يكون اُلبس بي، فقالت: أعيذك بالله. فرحلت بعيراً لها فجعلتني - أو فحملتني - على الرحل وركبت خلفي، حتى بلغنا إلى أمي، فقالت: أديت أمانتي وذمتي. فحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك، قالت: إني رأيت خرج مني نور أضاءت له قصور الشام".
رواه أحمد والطبراني، ولم يسق المتن، وإسناد أحمد حسن.
13842- وعن أبي أمامة قال: قلت: يا رسول الله ما كان بدء أول أمرك؟ قال:
"دعوة إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام".
ص.408
رواه أحمد، وإسناده حسن وله شواهد تقويه. ورواه الطبراني.
13843- وعن أبي بن كعب، أن أبا هريرة كان حريصاً على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله، ما أول ما رأيت من أمر النبوة؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً وقال:(8/161)
"لقد سألت أبا هريرة، إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر، وإذا بكلام فوق رأسي، وإذا برجل يقول لرجل: أهو هو؟ قال: نعم. فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط، وأرواح لم أجدها من خلق قط، وثياب لم أرها على أحد قط، فأقبلا إلي يمشيان، حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي، لا أجد لأخذهما مساً، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلا قصر ولا هصر، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فهوى أحدهما إلى صدري ففلقها فيما أرى بلا دم ولا وجع، فقال له: أخرج الغل والحسد. فأخرج شيئاً كهيئة العلقة، ثم نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرحمة والرأفة. فإذا مثل الذي أخرج شبيه الفضة، ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال: اغدُ واسلم. فرجعت بها أغدو بها رقة على الصغير ورحمة على الكبير".
رواه عبد الله، ورجاله ثقات وثقهم ابن حبان.
13844- وعن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أن جبريل عليه السلام أخرج حشوة في طست من ذهب، فغسلها ثم كساها حكمة ونوراً وحكمة وعلماً".
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه الطبراني، وفيه رشدين بن سعد وضعفه الجمهور.
*3* 4. باب قدم نبوته صلى الله عليه وسلم.
13845- ص.409 عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك: أنا دعوة إبراهيم، وبشرى عيسى، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات المؤمنين يرين".
13846- وفي رواية: "وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نواراً أضاءت منه قصور الشام".
13847- وفي رواية: "وبشارة عيسى قومه".(8/162)
رواه أحمد بأسانيد، والبزار، والطبراني بنحوه وقال: "سأحدثكم تأويل ذلك: دعوة إبراهيم، دعا: وابعث فيهم رسولاً منهم. وبشارة عيسى بن مريم قوله: ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد. ورؤيا أمي التي رأت في منامها، أنها وضعت نوراً أضاءت منه قصور الشام". وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح، غير سعيد بن سويد وقد وثقه ابن حبان.
13848- وعن ميسرة الفجر قال: قلت: يا رسول الله، متى كتبت نبياً؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد".
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح.
13849- وعن عبد الله بن شقيق، عن رجل، قال: قلت: يا رسول الله، متى جعلت نبياً؟ قال:
"وآدم بين الروح والجسد".
ص.410
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13850- وعن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله، متى كتبت نبياً؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد".
رواه الطبراني في الأوسط، والبزار، وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف.
13851- وعن أبي مريم قال: أقبل أعرابي حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خلق من الناس فقال: ألا تعطيني شيئاً أتعلمه وأحمله وينفعني ولا يضرك؟ فقال الناس: مه، اجلس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوه، فإنما يسأل الرجل ليعلم". فأفرجوا له حتى جلس فقال: أي شيء كان من نبوتك؟ قال: "أخذ الله الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم". ثم تلا: "{وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً} وبشرى المسيح عيسى بن مريم، ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام". فقال الأعرابي: هاه. وأدنى منه رأسه، وكان في سمعه شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ووراء ذلك".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
*3* 5. باب ختانه صلى الله عليه وسلم.
13851- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.411(8/163)
"من كرامتي على ربي عز وجل أن ولدت مختوناً ولم ير أحد سوأتي".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه سفيان بن الفزاري وهو متهم به.
13852- وعن أبي بكرة أن جبريل عليه السلام ختن النبي صلى الله عليه وسلم حين طهر قلبه.
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الرحمن بن عيينة وسلمة بن محارب ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
*3* 6. باب.
13854- عن كندير بن سعد عن أبيه قال: حججت في الجاهلية، فإذا رجل يطوف بالبيت وهو يرتجز يقول:
رب رُدَّ [علي] راكبي محمدا * رده لي واصطنع عندي يدا
قلت: من هذا تعني؟ قال: عبد المطلب بن هاشم، ذهبت إبل له فأرسل ابن ابنه في طلبتها، فاحتبس عليه ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها. قال: فما برحت حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم وجاء بالإبل، فقال: يا بني، لقد حزنت عليك هذه المرة حزناً لا يفارقني أبداً.
رواه أبو يعلى والطبراني وإسناده حسن.
13855- وعن عمار قال: كان أبو طالب يصنع الطعام لأهل مكة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل لم يحبس حتى يأخذ شيئاً فيضعه تحته، فقال أبو طالب: إن ابن أخي ليحس بكرامة.
ص.412
رواه الطبراني، وفيه عمرو بن جميع وهو كذاب.
*3* 7. (أبواب في عصمته صلى الله عليه وسلم).
*4* 1. باب عصمته صلى الله عليه وسلم من القرين.
13856- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما منكم من أحد إلا وقد وُكل به قرينه من الشياطين". قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: "نعم، ولكن الله أعانني عليه فأسلم".
رواه أحمد، والطبراني، والبزار، ورجاله رجال الصحيح غير قابوس بن أبي ظبيان وقد وثق على ضعفه.
13857- وعن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من أحد إلا جعل معه قرين من الجن". قالوا: ولا أنت؟ قال: "ولا أنا، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير".
رواه الطبراني، وفيه أبو حماد المفضل بن صدقة وهو ضعيف.(8/164)
13858- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فضلت على الأنبياء بخصلتين: كان شيطاني كافراً فأعانني الله عليه حتى أسلم، ونسيت الخصلة الأخرى".
رواه البزار، وفيه إبراهيم بن صرمة وهو ضعيف.
13859- وعن أسامة بن شريك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما منكم أحد إلا معه شيطان". قلنا: وأنت؟ قال: "وأنا، إلا أن الله عز وجل أعانني عليه فأسلم".
رواه الطبراني، وفيه المفضل بن صالح وهو ضعيف.
ص.413
13860- وعن شريك بن طارق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما منكم من أحد إلا له شيطان". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم".
رواه الطبراني والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح.
*4* 2. باب عصمته صلى الله عليه وسلم من الباطل.
13861- عن عروة بن الزبير قال: حدثني جار لخديجة بنت خويلد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لخديجة: "أي خديجة، والله لا أعبد اللات أبداً، والله لا أعبد العزى أبداً". قال: تقول [خديجة]: خل العزى.
قال: وكان صنمهم الذي يعبدون ثم يضطجعون.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13862- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لست من دد، ولا دد مني".
قال أبو محمد يحيى بن محمد بن قيس: لست من الباطل، ولا الباطل مني.
رواه البزار، والطبراني في الأوسط، وفيه يحيى بن محمد بن قيس، وقد وثق، ولكن ذكروا هذا الحديث من منكرات حديثه والله أعلم، وقال الذهبي: قد تابعه عليه غيره.
13863- وعن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ص.414
"لست من دد، ولا دد مني".
رواه الطبراني، عن محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، عن محمد بن عبد الوهاب الأزهري ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
13864- وعن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(8/165)
"ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون به غير مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد من ذلك، ثم ما هممت بعدها بشيء حتى أكرمني الله برسالته".
رواه البزار ورجاله ثقات.
13865- وعن عمار بن ياسر قال: سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أتيت في الجاهلية شيئاً حراماً؟ قال:
"لا، وقد كنت منه على ميعادين، أما أحدهما فغلبتني عيني، وأما الآخر فحال بيني وبينه سائر قومي".
رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه من لم أعرفهم، وقال في الأوسط: عن عمار أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أتيت من النساء حراماً؟
13866- وعن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد مع المشركين مشاهدهم، قال: فسمع ملكين خلفه وأحدهما يقول لصاحبه: اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقال: كيف نقوم خلفه وإنما عهده بإسلام الأصنام قبل؟ قال: فلم يعد بعد ذلك أن يشهد مع المشركين مشاهدهم.
رواه أبو يعلى، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، ولا يحتمل هذا من مثله إلا أن يكون يشهد تلك المشاهد للإنكار وهذا يتجه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ص.415
13867- وعن زيد بن حارثة قال: طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فمسست بعض الأصنام فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تمسها". قال: فذكر الحديث.
رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، وهذا يفسر ما تقدم من أن شهوده للإنكار عليهم.
*4* 3. باب عصمته صلى الله عليه وسلم ممن أراد قتله.
13868- عن جعدة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأى رجلاً سميناً، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يومئ إلى بطنه ويقول: "لو كان هذا في غير هذا لكان خيراً لك".
قال: وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل فقالوا: هذا أراد أن يقتلك. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"لم ترع، لم ترع، لو أردت ذلك لم يسلطك الله علي".(8/166)
رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجاله رجال الصحيح غير أبي إسرائيل الجشمي وهو ثقة.
13869- وعن سلمة بن الأكوع قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء، إذ جاء
ص.416
رجل على فرس عطوف تتبعها مهرة، فقال: من أنت؟ قال: أنا رسول الله. قال: فمتى الساعة؟ قال: "غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله". قال: فمتى يمطر الغيث؟ قال: "غيب ولا يعلم الغيب إلا الله". قال: فما في بطن فرسي؟ قال: "غيب ولا يعلم الغيب إلا الله". قال: فأعطني سيفك هذا. قال: "ها". فأخذه فسله ثم هزه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لن تستطيع الذي أردت". ثم قال: إن هذا أقبل ثم قال: ائته قاتله ثم أخذ سيفي فاقتله ثم غمد السيف.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
13870- وعن قيس بن حبتر قال: قالت بنت الحكم: قلت لجدي: ما رأيت يوماً أعجز ولا أسوأ رأياً في رسول الله صلى الله عليه وسلم منكم يا بني أمية. قال: لا تلومينا يا بنيه، إني لا أحدثك إلا ما رأيت بعيني هاتين. قلنا: والله ما نزال نسمع قريشاً تعلي هذا الصابئ في مسجدنا، تواعدوا له حتى تأخذه، فتواعدنا إليه، فلما رأيناه سمعنا أصواتاً ظننا أنه ما بقي بتهامة خيل إلا تفتت علينا، فما عقلنا حتى قضى صلاته ورجع إلى أهله، ثم تواعدنا ليله أخرى، فلما جاء نهضنا إليه فرأيت الصفا والمروة التقتا أحدهما بالأخرى فحالتا بيننا وبينه، فوالله ما نفعنا ذلك.
رواه الطبراني، ورجاله ثقات غير بنت الحكم فلم أعرفها.
13871- وعن عباس بن عبد المطلب قال: كنت يوماً في المسجد فأقبل أبو جهل فقال: إن لله علي إن رأيت محمداً ساجداً أن أطأ على رقبته. فخرجت حتى دخلت عليه فأخبرته بقول أبي جهل، فخرج غضبان حتى جاء المسجد فعجل أن يدخل من الباب، فاقتحم الحائط، فقلت: هذا يوم شر. فأتزرت ثم اتبعته، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: {اقرأ باسم ربك الذي خلق
ص.417(8/167)
خلق الإنسان من علق} فلما بلغ شأن أبي جهل {إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} قال إنسان لأبي جهل: يا أبا الحكم هذا محمد. فقال: ألا ترون ما أرى؟ والله لقد سد أفق السماء علي. فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة، سجد.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه إسحاق بن أبي فروة وهو متروك.
13872- وعن ابن عباس قال: إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر، فتعاقدوا باللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى وإساف ونائلة، لو قد رأينا محمداً لقد قمنا إليه قيام رجل واحد، فلم نفارقه حتى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله عنها تبكي، حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: هذا الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قاموا إليك فيقتلوك، فما منهم رجل إلا وقد عرف نصيبه من دمك. قال: "يا بنية أريني وضوءاً". فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: هذا هو. وخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، وعقروا في مجالسهم، فلم يرفعوا إليه بصراً، ولم يقم إليه رجل منهم، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم، فأخذ قبضة من التراب فقال: "شاهت الوجوه". ثم حصبهم بها، فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافراً.
رواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح.
قلت: وقد تقدمت أحاديث في المغازي في تبلغيه صلى الله عليه وسلم وصبره على ذلك.
*3* 8. باب تأييده صلى الله عليه وسلم على أعدائه من الإنس والجن.
13873- ص.418 عن ابن عباس قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمداً يصلي عند الكعبة لآتينه حتى أطأ على عنقه. قال: فقال: لو فعل، لأخذته الملائكة عياناً، ولو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ورأوا مقاعدهم من النار، ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم، لرجعوا لا يجدون أهلاً ولا مالاً.
قلت: في الصحيح طرف من أوله.
رواه أحمد، وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.(8/168)
13874- وعن ابن عباس قال: مر أبو جهل فقال: ألم أنهك؟ فانتهره النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: لم تنتهرني
يا محمد؟ فوالله لقد علمت ما بها رجل أكثر نادياً مني. قال: فقال جبريل عليه السلام: فليدع ناديه.
قال ابن عباس: فوالله لو دعا ناديه، لأخذته الزبانية بالعذاب.
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه أحمد، من طريق ذكوان عن عكرمة ولم أعرف ذكوان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13875- وعن طلحة بن عبيد الله قال: كان نفر من المشركين حول الكعبة فيهم أبو جهل لعنه الله، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف عليهم فقال: "قبحت الوجوه". فخرسوا، فما أحد منهم تكلم
ص.419
بكلمة، ولقد نظرت إلى أبي جهل يعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أمسك عنا. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أمسك عنكم، أو أقتلكم". فقال أبو جهل لعنه الله: أنت تقدر على ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله يقتلكم".
رواه البزار، عن شيخه علي بن شبيب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
13876- وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الشيطان عرض لي، فجعل يلقي علي شر النار، فلولا دعوة أخي سليمان لأخذته".
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
13877- وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"دخلت البيت فإذا شيطان خلف الباب، فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي، فلولا دعوة العبد الصالح، لأصبح مربوطاً يراه الناس".
رواه الطبراني وإسناده حسن.
13878- وعن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ساجداً بمكة، فجاء إبليس أن يطأ على عنقه فنفخه جبريل عليه السلام نفخة بجناحه، فما استوت قدماه على الأرض حتى بلغ الأردن.
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف.
*3* 9. باب ما كان يدعى به صلى الله عليه وسلم قبل البعثة.
13879- عن مجاهد عن مولاه أنه حدثه أنه كان فيمن يبني الكعبة في
ص.420(8/169)
الجاهلية، فذكر اختلافهم في وضع الحجر الأسود، قال: اجعلوا بينكم حكماً. قالوا: أول رجل يطلع من الفج. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتاكم الأمين.
فذكر الحديث، وقد تقدم في الحج في شأن الكعبة، ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة.
13880- وعن علي بن أبي طالب في بناء الكعبة قال: لما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم قد دخل قالوا: قد جاء الأمين.
رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير حفص بن عمر الضرير وخالد بن عرعرة وكلاهما ثقة.
*3* 10. باب.
13881- عن عبد الرحمن بن عوف قال: مر بنا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نجتني ثمر الأراك فقال: "عليكم بالأسود منه فإني كنت أجتنيه وأنا أرعى الغنم". قالوا: رعيت يا رسول الله؟ قال: "نعم، ما من نبي إلا وقد رعاها".
رواه الطبراني في الأوسط، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه.
13883- وعن أبي سعيد الخدري قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بُعث موسى صلى الله عليه وسلم وهو يرعى غنماً على أهله وبُعثت وأنا أرعى غنماً لأهلي بجياد".
*3* 11. (بابان في بشارة الكتب السابقة).
*4* 1. باب ما كان عند أهل الكتاب من أمر نبوته صلى الله عليه وسلم.
13883- عن سلمة بن سلامة بن وقش - وكان من أصحاب بدر - قال: كان لنا جار من اليهود في بني عبد الأشهل.
ص.421(8/170)
[قال: فخرج علينا يوماً من بيته قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بيسير فوقف على مجلس عبد الأشهل]. قال سلمة: وأنا يومئذ أحدث من فيه سناً، عليَّ بردة مضطجع فيها بفناء أهلي، فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار فقال ذلك لقوم أهل أوثان أصحاب شرك لا يرون أن بعثاً كائناً بعد الموت. فقالوا له: ويحك يا فلان، ترى هذا كائناً أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم؟ قال: نعم، والذي يحلف به، ودّ أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدار يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطينونه عليه وإنه ينجو من تلك النار غداً. قال: ويحك وما آية ذلك؟ قال: نبي يبعث من نحو هذه البلاد، وأشار بيده نحو مكة واليمن، قالوا: ومتى نراه؟ فنظر إلي وأنا من أحدثهم سناً فقال: إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه. قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وهو حي بين أظهرنا، فآمنا به وكفر به بغياً وحسداً، فقلنا له: ويلك يا فلان، أليس قلت لنا فيه ما قلت؟ قال: بلى وليس به.
رواه أحمد والطبراني.
13884- وفي رواية عنده عن أم سلمة أيضاً: أن يهودياً كان في بني عبد الأشهل فقال لنا ونحن في المجلس: قد أطل هذا النبي القرشي الحرمي. ثم التفت في المجلس فقال: إن يدركه أحد يدركه هذا الفتى، وأشار إلي، فقضى الله أن جاء
ص.422
بالنبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فقلت: هذا النبي قد جاء. فقال: أما والله إنه لأنه. فقلت: ما لك عن الإسلام؟ فقال: والله لا أدع اليهودية.
ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع.(8/171)
13885- وعن العباس بن عبد المطلب قال: قال عبد المطلب: خرجت إلى اليمن في إحدى رحلتي الإيلاف، فنزلت على رجل من اليهود فرآني رجل من أهل الديور فنسبني فانتسبت له، فقال: أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك؟ قلت: نعم، ما لم يكن عورة. ففتح إحدى منخري فنظر، ثم نظر في الآخر، قال: أشهد أن في إحدى يديك ملكاً وفي الأخرى نبوة، وإنا لنجد ذلك في بني زهرة فكيف ذلك؟ قلت: لا أدري. قال: هل لك من ساعة؟ قلت: وما الساعة؟ قال: زوجة. قلت: أما اليوم فلا. قال: فإذا رجعت فتزوج في بني زهرة. فرجع عبد المطلب فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة فولدت له حمزة، وزوج ابنه آمنة بنت وهب، فقالت قريش: نبح عبد الله على أبيه. فولدت له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حمزة رضي الله عنه أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أرضعتهما لونيه مولاة أبي لهب وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني، وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك.
13886- وعن ابن مسعود قال: إن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم لإدخال رجل الجنة، فدخل الكنيسة فإذا هو بيهود وإذا بيهودي يقرأ عليهم التوراة، فلما أتوا على صفة النبي صلى الله عليه وسلم أمسكوا، وفي ناحيتها رجل مريض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما لكم أمسكتم؟". قال المريض: إنهم أتوا
ص.423
على صفة نبي فأمسكوا. ثم جاء اليهودي يحبو حتى أخذ التوراة فقرأ حتى أتى على صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأمته فقال: هذه صفتك وصفة أمتك، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. ثم مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لُوا أخاكم".
رواه أحمد والطبراني، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.(8/172)
13887- وعن أبي سفيان بن حرب أن أمية بن أبي الصلت كان معه بغزة - أو قال: بإيلياء - فلما قفلنا قال: يا أبا سفيان هل لك أن تتقدم عن الرفقة فنتحدث؟ قلت: نعم. قال: ففعلنا. قال: يا أبا سفيان أيهن عن عتبة بن ربيعة؟ قلت: إنهن عن عتبة بن ربيعة. قال: كريم الطرفين ويجتنب المظالم والمحارم؟ قلت: نعم. قال: وشريف مسن. قال: السن والشرف أزريا به. فقلت له: كذبت، ما ازداد سناً إلا ازداد شرفاً. قال: يا أبا سفيان، إنها لكلمة ما سمعتها من أحد يقولها لي منذ تنصرت لا تعجل علي حتى أخبرك. قلت: هات. قال: إني كنت أجد في كتبي نبياً يبعث من حرمنا، فكنت أظن، بل كنت لا أشك أني هو، فلما دارست أهل العلم إذا هو من بني عبد مناف، فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحداً يصلح لهذا الأمر غير عتبة بن ربيعة، فلما أخبرني بنسبه عرفت أنه ليس به حين جاوز الأربعين ولم يوح إليه. قال أبو سفيان: فضرب الدهر ضرباته وأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة فمررت بأمية بن أبي الصلت فقلت له كالمستهزئ به: يا أمية، قد خرج النبي الذي كنت تنتظر. قال: أما إنه حق فاتبعه. قلت: ما يمنعك من اتباعه؟ قال: الاستحياء من نسيات ثقيف، إني كنت أحدثهم أني هو ثم يروني تابعاً لغلام من بني عبد مناف. ثم قال أمية: كأني بك يا أبا سفيان إن خالفته قد ربطت كما يربط الجدي، حتى يؤتى بك إليه فيحكم فيك ما يريد.
رواه الطبراني، وفيه مجاشع بن عمرو وهو ضعيف.
13888- وعن خليفة بن عبدة بن جرول قال: سألت محمد بن عدي بن ربيعة
ص.424(8/173)
بن سواءة بن جشم: كيف سماك أبوك في الجاهلية محمداً؟ قال: أما إني سألت أبي عما سألتني عنه فقال: خرجت رابع أربعة من بني تميم، أنا أحدهم، وسفيان بن مجاشع بن دارم، وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر، ويزيد بن ربيعة بن كامن بن حرقوص بن مازن، نريد بن جفنة ملك حسان بالشام، فلما قدمنا الشام نزلنا على غدير عليها شجيرات لديراني - يعني صاحب صومعة - فقلنا: لو اغتسلنا من هذا الماء وادهنا ولبسنا ثيابنا ثم أتينا صاحبنا. فأشرف علينا الديراني فقال: إن هذه لغة ما هي لغة أهل البلد. فقلنا: نعم، نحن قوم من مضر. قال: من أي مضر؟ قلنا: من خندف. قال: أما إنه سيبعث منكم وشيكاً نبي فسارعوا وجدوا بحظكم منه ترشدوا، فإنه خاتم النبيين. فقلنا: ما اسمه؟ قال: محمد. فلما انصرفنا من عند ابن جفنة ولد لكل واحد منا غلام، فسماه محمد، قال العلاء: قال قيس بن عاصم للنبي صلى الله عليه وسلم: تدري [من أول] من علم بك من العرب قبل أن تبعث؟ قال: لا. قال: بنو تميم. وقص عليه هذه القصة.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
13889- وعن جبير بن المطعم قال: كنت أكره أذى قريش للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما ظننت أنهم سيقتلوه خرجت حتى لحقت بدير من الديارات، فذهب أهل الدير إلى رأسهم فأخبروه، فقال: أقيموا له حقه الذي ينبغي له ثلاثاً فلما رأوه لم يذهب فانطلقوا إلى صاحبهم فأخبروه، فقال: قولوا له: قد أقمنا لك بحقك الذي ينبغي لك، فإن كنت وصباً فقد ذهب وصبك، وإن كنت واصلاً فقد أنى لك أن تذهب إلى من تصل، وإن كنت تاجراً
ص.425(8/174)
فقد أنى لك أن تخرج إلى تجارتك، فقال: ما كنت واصلاً ولا تاجراً وما أنا بنصب. فذهبوا إليه فأخبروه فقال: إن له لشأناً فاسئلوه. قال: فأتوه فسألوه فقال: لا والله، إلا أن في قرية إبراهيم ابن عمي يزعم أنه نبي، فآذاه قومه [وتخوفت أن يقتلوه] فخرجت لئلا أشهد ذلك. فذهبوا إلى صاحبهم فأخبروه قولي قال: هلموا. فأتيته فقصصت عليه قصصي، قال: تخاف أن يقتلوه؟ قلت: نعم. قال: وتعرف شبهه لو تراه مصوراً؟ قلت: عهدي به منذ قريب. فأراه صوراً مغطاة يكشف صورة صورة، ثم يقول: أتعرف؟ فأقول: لا. حتى كشف صورة مغطاة، فقلت: ما رأيت شيئاً أشبه بشيء من هذه الصورة به كأنه طوله وجسمه وبعد ما بين منكبيه، قال: فتخاف أن يقتلوه؟ قلت: أظنهم قد فرغوا منه. قال: والله لا يقتلوه وليقتلن من يريد قتله، وإنه لنبي وليظهرنه الله، ولكن قد وجب حقك علينا، فامكث ما بدا لك وادع بما شئت. قال: فمكثت عندهم [حيناً] ثم قلت: لو أطعتهم. فقدمت مكة فوجدتهم قد أخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فلما قدمت قامت آل قريش فقالوا: قد تبين لنا أمرك فعرفنا شأنك، فهلم أموال الصبية التي عندك التي استودعكها أبوك. فقلت: ما كنت لأفعل هذا حتى تفرقوا بين رأسي وجسدي، ولكن دعوني أذهب فأدفعها إليهم. فقالوا: إن عليك عهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامه. قال: فقدمت المدينة وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فدخلت عليه فقال لي فيما يقول: "إني لأراك جائعاً، هلموا طعاماً". قلت: إني لا آكل حتى أخبرك، فإن رأيت أن آكل أكلت. قال: فحدثته بما أخذوا علي، قال: "فأوف بعهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامنا ولا تشرب من شرابنا".
ص.426
رواه الطبراني، عن شيخه مقدام بن داود، ضعفه النسائي، وقال ابن دقيق العيد في الإمام: إنه وثق وهو حديث حسن.(8/175)
13890- وعن جبير بن مطعم قال: خرجت تاجراً إلى الشام في الجاهلية، فلما كنت بأدنى الشام لقيني رجل من أهل الكتاب فقال: هل عندكم رجل نبئ؟ قلت: نعم. قال: هل تعرف صورته إذا رأيتها؟ قلت: نعم، فأدخلني بيتاً فيه [صور فلم أر] صورة النبي صلى الله عليه وسلم فبينا أنا كذلك إذ دخل رجل منهم علينا فقال: فيم أنتم؟ فأخبرناه فذهب بنا إلى منزله، فساعة ما دخلت نظرت إلى صورة النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا رجل آخذ بعقب النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: من هذا الرجل القائم على عقبه؟ قال: إنه لم يكن نبي إلا كان بعده نبي، إلا هذا، فإنه لا نبي بعده وهذا الخليفة بعده. وإذا صفة أبي بكر رضي الله عنه.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفهم.
13891- وعن أبي صخر العقيلي قال: حدثني رجل من الأعراب قال: جلبت حلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغت من بيعتي قلت: لألقين هذا الرجل فلأسمعن منه. قال: فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشون فتبعتهم في أقفائهم حتى أتوا على رجل من اليهود ناشر التوراة يقرأها، يعزي بها نفسه، على ابن له كأحسن الفتيان في الموت [وأجمله] فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"أنشدك بالذي أنزل التوراة، هل تجدني في كتابك [ذا] صفتي ومخرجي؟!". فقال برأسه هكذا، أي: لا. فقال ابنه: إني والذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال: "أقيموا اليهودي عن أخيكم". ثم وُلي كفنه وحنطه والصلاة عليه.
ص.427
رواه أحمد، وأبو صخر لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
13892- وعن المسور قال: مر بي يهودي وأنا قائم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ، قال: فقال: ارفع، أو اكشف ثوبه عن ظهره. قال: فذهبت أرفعه عن ظهره، قال: فنضح النبي صلى الله عليه وسلم في وجهي من الماء.
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.(8/176)
13893- وعن جابر بن سمرة قال: جاء جرمقاني إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أين صاحبكم هذا الذي يزعم أنه نبي؟ لئن سألته لأعلمن نبي هو أو غير نبي. قال: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الجرمقاني: اقرأ علي أو قص علي. قال: فتلا عليه آيات من كتاب الله عز وجل، فقال الجرمقاني: هذا والله الذي جاء به موسى.
رواه عبد الله وقال: منكر. قلت: ما فيه غير أيوب بن جابر، وثقه أحمد وغيره وضعفه ابن معين وغيره.
13894- وعن سعيد بن أبي راشد قال: رأيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحمص وكان جاراً لي، شيخاً كبيراً قد بلغ الفند أو قرب، فقلت: ألا تخبرني عن رسالة هرقل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل؟ قال: بلى، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك وبعث دحية الكلبي إلى هرقل، فلما أن جاء كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قسيسي الروم وبطارقتها، ثم أغلق عليه وعليهم الدار. قال: نزل هذا الرجل حيث رأيتم، وقد أرسل إلي يدعوني إلى ثلاث خصال: يدعوني أن أتبعه على دينه، أو أن نعطيه ما لنا على أرضنا والأرض أرضنا، أو نلقي
ص.428(8/177)
إليه الحرب، والله لقد عرفتم فيما تقرؤون من الكتب لتأخذن ما تحت قدمي، فهلم نتبعه على دينه أو نعطيه ما لنا على أرضنا، فنخروا نخرة رجل واحد حتى خرجوا من برانسهم، وقالوا: تدعونا إلى أن نذر النصرانية أو نكون عبيداً لأعرابي جاء من الحجاز؟ فلما ظن أنهم إن خرجوا [من عنده] أفسدوا عليه رفاقهم وملكه قال: إنما قلت ذلك لكم لأعلم صلابتكم على أمركم. ثم دعا رجلاً من عرب تجيب كان على نصارى العرب، قال: ادع لي رجلاً حافظاً للحديث عربي اللسان، أبعثه إلى هذا الرجل بجواب كتابه. فجاءني، فدفع إلي هرقل كتاباً فقال: اذهب بكتابي إلى هذا الرجل، فما ضيعت من حديثه فاحفظ منه ثلاث خصال: انظر هل يذكر صحيفته التي كتب إلي بشيء؟ وانظر إذا قرأ كتابي هل يذكر الليل؟ وانظر في ظهره هل به شيء يريبك؟ فانطلقت بكتابه حتى جئت تبوك، فإذا هو جالس بين أصحابه محتبياً على الماء، فقلت: أين صاحبكم؟ قيل: ها هو ذا. فأقبلت أمشي حتى جلست بين يديه، فناولته كتابي فوضعه في حجره ثم قال: "ممن أنت؟". قلت: أنا أحد تنوخ. فقال: "هل لك في الحنيفية ملة أبيكم إبراهيم؟". قلت: إني رسول قوم، وعلى دين قوم لا أرجع عنه حتى أرجع إليهم. [فضحك و] قال: "{إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} يا أخا تنوخ، إني كتبت بكتاب [إلى كسرى فمزقه والله ممزقه وممزق ملكه. وكتبت] إلى النجاشي فخرقها، والله مخرقه ومخرق ملكه، وكتبت إلى صاحبكم بصحيفة فأمسكها، فلن يزال الناس يجدون منه بأساً ما دام في العيش خير". قلت: هذه إحدى الثلاث التي أوصاني بها [صاحبي]. وأخذت سهماً من جعبتي فكتبتها في جلد سيفي، ثم أنه ناول الصحيفة رجلاً عن يساره، فقلت: من صاحب كتابكم الذي يقرأ لكم؟ قالوا: معاوية. فإذا في كتاب صاحبي: يدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، فأين
ص.429(8/178)
النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله، فأين الليل إذا جاء النهار؟". فأخذت سهماً من جعبتي فكتبته في جلد سيفي، فلما فرغ من قراءة كتابي قال: إن لك حقاً وإنك رسول فلو وجدت عندنا جائزة جوزناك بها، إنا سفر مزملون. قال: فناداه رجل من طائفة الناس: أنا أجوزه. ففتح رحله فإذا هو يأتي بحلة صفورية، فوضعها في حجري، فقلت: من صاحب الحلة؟ قيل: عثمان. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ينزل هذا الرجل؟". فقال فتى من الأنصار: أنا. فقام الأنصاري وقمت معه، فلما خرجت من طائفة المجلس ناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أخا تنوخ". فأقبلت أهوي [إليه] حتى كنت قائماً في مجلسي الذي كنت فيه بين يديه، فحل حبوته عن ظهره فقال: "ههنا، امض لما أمرت به". فجلت في ظهره، فإذا أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف مثل الحجمة الضخمة.
رواه عبد الله بن أحمد، وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى ثقات، ورجال عبد الله بن أحمد كذلك.
13895- وعن دحية الكلبي أنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب إلى قيصر، فقدمت عليه فأعطيته الكتاب وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس، فلما قرأ الكتاب كان فيه: "من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل صاحب الروم". قال: فنخر ابن أخيه نخرة وقال: لا يقرأ هذا اليوم. فقال له قيصر: لم؟ قال: إنه بدأ بنفسه وكتب: "صاحب الروم"، ولم يكتب: ملك الروم. فقال قيصر: لتقرأنه. فلما قرأ الكتاب وخرجوا من عنده، أدخلني عليه وأرسل إلى الأسقف، وهو صاحب أمرهم، فأخبروه وأخبره وأقرأه الكتاب، فقال له الأسقف: هذا الذي كنا ننتظر وبشرنا به عيسى. قال له قيصر: كيف تأمرني؟ قال له الأسقف: أما أنا فمصدقه ومتبعه. فقال له قيصر: أما أنا إن فعلت ذلك ذهب ملكي.
ص.430(8/179)
ثم خرجنا من عنده، فأرسل قيصر إلى أبي سفيان وهو يومئذ عنده، قال: حدثني عن هذا الذي خرج بأرضكم، ما هو؟ قال: شاب. قال: فكيف حسبه فيكم؟ قال: هو في حسب ما لا يفضل عليه أحد. قال: هذه آية النبوة. قال: كيف صدقه؟ قال: ما كذب قط. قال: هذه آية النبوة. قال: أرأيت من خرج من أصحابكم إليه، هل يرجع إليكم؟ قال: لا. قال: هذه آية النبوة. قال: أرأيت من خرج من أصحابه إليكم يرجعون إليه؟ قال: نعم. قال:/ هذه آية النبوة. قال: هل ينكب أحياناً إذا قاتل هو في أصحابه؟ قال: قد قاتله قوم فهزمهم وهزموه. قال: هذه آية النبوة. قال: ثم دعاني فقال: أبلغ صاحبك أني أعلم أنه نبي، ولكن لا أترك ملكي. قال: وأما الأسقف فإنه كانوا يجتمعون إليه في كل أحد فيخرج إليهم ويحدثهم ويذكرهم، فلما كان يوم الأحد لم يخرج إليهم وقعد إلى يوم الأحد الآخر، فكنت أدخل إليه فيكلمني ويسألني فلما جاء الأحد الآخر انتظروه ليخرج إليهم فلم يخرج إليهم، واعتل عليهم بالمرض، وفعل ذلك مراراً، وبعثوا إليه: لتخرجن إلينا أو لندخلن عليك فنقتلك، فإنا قد أنكرناك منذ قدم هذا العربي. فقال الأسقف: خذ هذا الكتاب واذهب إلى صاحبك، فاقرأ عليه السلام وأخبره أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأني قد آمنت به وصدقته واتبعته وأنهم قد أنكروا علي ذلك، فبلغه ما ترى. ثم خرج إليهم فقتلوه، ثم خرج دحية إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده رسل عمال كسرى على صنعاء، بعثهم إليه وكتب إلى صاحب صنعاء يتوعده يقول: لتكفيني رجلاً خرج بأرضك يدعوني إلى دينه أو أؤدي الجزية، أو لأقتلنك - أو قال: لأفعلن بك - فبعث صاحب صنعاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر
ص.431(8/180)
رجلاً، فوجدهم دحية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ كتاب صاحبهم تركهم خمس عشرة ليلة فلما مضت خمس عشرة ليلة تعرضوا له، فلما رآهم دعاهم فقال: "اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا له: إن ربي قتل ربه الليلة". فانطلقوا فأخبره بالذي صنع فقال: أحصوا هذه الليلة. قال: أخبروني كيف رأيتموه؟ قالوا: ما رأينا ملكا أهيأ منه، يمشي فيهم لا يخاف شيئاً، مبتذلاً لا يحرس، ولا يرفعون أصواتهم عنده. قال دحية: ثم جاء الخبر أن كسرى قتل تلك الليلة.
رواه البزار، وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى وهو ضعيف.
13896- وعن علقمة بن وقاص قال: قال عمرو بن العاص: أخرج جيش من المسلمين أنا أميرهم، حتى نزلنا الإسكندرية فقال عظيم من عظمائهم: أخرجوا إلي رجلاً أكلمه ويكلمني. فقلت: لا يخرج إليه غيري. فخرجت مع ترجمانه حتى وضع لنا منبران، فقال: ما أنتم؟ فقلنا: نحن العرب، ونحن أهل الشوك والقرظ، ونحن أهل بيت الله، كنا أضيق الناس أرضاً وأشده عيشاً، نأكل الميتة والدم، ويغير بعضنا على بعض بشرِّ عيش عاش به الناس، حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفاً ولا بأكثرنا مالاً، قال: أنا رسول الله إليكم. يأمرنا بأشياء لا نعرف وينهانا عما كنا عليه وكان عليه آباؤنا فشنفنا له وكذبناه ورددنا عليه مقالته، حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا: نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك. فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناه، فظهر علينا وغلبنا، وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم، فلو
ص.432(8/181)
يعلم من ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش. فضحك ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صدق، قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم، فكنا عليه حتى ظهرت فينا فتيان فجعلوا يعملون فينا بأهوائهم ويتركون أمر الأنبياء، فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه، ولم يشارركم أحد إلا ظهرتم عليه، فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا وتركتم أمر نبيكم وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم فهم لم يكونوا أكثر عدداً منا ولا أشد قوة منا. فقال عمرو بن العاص: فما كلمت رجلاً أنكر منه.
رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن علقمة وهو ثقة.
13897- وعن كرز بن علقمة قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران، منهم أربعة وعشرون من أشرافهم، والأربعة والعشرون منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم، العاقب: أمير للقوم وذو رأيهم وصاحب مشورتهم والذي لا يصدرون إلا عن رأيه وأمره، واسمه عبد المسيح، والسيد: عالمهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم، وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل، أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارستهم، وكان أبو حارثة قد شرف فيهم حتى حسن علمه في دينهم، وكانت ملوك النصرانية قد شرفوه وقبلوه وبنوا له الكنائس وبسطوا عليه الكرامات لما يبلغهم من اجتهاده في دينهم، فلما وجهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجران، جلس أبو حارثة على بغلة له موجهاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى جنبه أخ له يقال له: كرز بن علقمة يسائله إذ عثرت بغلة أبي حارثة فقال كرز: تعس الأبعد. يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بل أنت تعست. قال: ولم يا أخ؟ قال: والله إنه النبي الذي كنا ننتظر. قال له كرز: ما يمنعك وأنت تعلم
ص.433(8/182)
هذا؟ قال: ما صنع بنا هؤلاء القوم، شرفونا وأكرمونا وقد أبوا إلا خلافه، ولو قد فعلت نزعوا منا كل ما ترى. وأضمر عليها أخوه كرز بن علقمة، يعني: أسلم بعد ذلك.
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه بريدة بن سفيان وهو ضعيف.
13898- وعن عبد الله بن سلام قال: إن الله عز وجل لما أراد هدي زيد بن سعنة، قال زيد بن سعنة: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً [فكنت ألطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه كمن جهله]. قال زيد بن سعنة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأتاه رجل على راحلة كالبدوي فقال: يا رسول الله، لي نفر في قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغداً، وقد أصابتهم سنة وشدة وقحط من الغيث، فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعاً كما دخلوا فيه طمعاً، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تغيثهم به فعلت. فنظر إلى رجل إلى جانبه
أراه علياً - فقال: يا رسول الله، ما بقي منه شيء. قال زيد بن سعنة: فدنوت إليه فقلت: يا محمد، هل لك أن تبيعني تمراً معلوماً في حائط بني فلان إلى أجل معلوم، إلى أجل كذا وكذا؟ قال: "لا يا يهودي ولكن أبيعك تمراً معلوماً إلى أجل معلوم إلى كذا وكذا ولا تسمي حائط بني فلان". قلت: نعم. فبايعني، فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، فأعطا الرجل
ص.434(8/183)
وقال: "اغد عليهم وأغثهم بها". قال زيد بن سعنة: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاث، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان في نفر من أصحابه، فلما صلى على الجنازة ودنا إلى الجدار ليجلس إليه أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه غليظ، قلت له: يا محمد، ألا تقضيني حقي؟ فوالله ما علمتم بني عبد المطلب لمطل، ولقد كان بمخالطتكم علم. ونظرت إلى عمر وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره فقال: يا عدو الله، أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتصنع به ما أرى؟ فوالذي نفسي بيده، لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك. ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلي في سكون وتؤدة، فقال:
"يا عمر، أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن اتباعه، اذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعاً من تمر مكان ما رعته".
قال زيد: فذهب بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعاً من تمر، فقلت: ما هذه الزيادة يا عمر؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك. قال: وتعرفني يا عمر؟ قال: لا [من أنت؟] قلت: أنا زيد بن سعنة. قال: الحبر؟ قلت: الحبر. قال: فما دعاك إلى أن فعلت برسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت، وقلت له ما قلت؟ قلت: يا عمر، لم يكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً، وقد اختبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً، وأشهدك أن شطر مالي - فإني أكثرها مالاً - صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم. قال عمر: أو على بعضهم، فإنك لا تسعهم؟ قلت: أو
ص.435(8/184)
على بعضهم. فرجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وآمن به وصدقه وبايعه وشهد معه مشاهد كثيرة، ثم توفي في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر، رحم الله زيداً.
قلت: روى ابن ماجة منه طرفاً.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
13899- وعن سلمان قال: كنت من أبناء أساورة فارس، قال: فذكر الحديث. فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى مررت على قوم [من الأعراب] فاستعبدوني فباعوني، حتى اشترتني امرأة، فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم وكان العيش عزيزاً فقلت لها: هبي لي يوماً. قالت: نعم. فانطلقت فاحتطبت حطباً فبعته فصنعت طعاماً، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه، فقال: "ما هذا؟". فقلت: صدقة. فقال لأصحابه: "كلوا". ولم يأكل، فقلت: هذه من علاماته. ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث، فقلت لمولاتي: هبي لي يوماً. قالت: نعم. فانطلقت فاحتطبت حطباً فبعته بأكثر من ذلك، فصنعت طعاماً فأتيته به وهو جالس بين أصحابه، فوضعته بين يديه فقال: "ما هذا؟". فقلت: هدية. فوضع يده وقال لأصحابه: "خذوا باسم الله". وقمت خلفه فوضع رداءه، فإذا خاتم النبوة، فقلت: أشهد أنك رسول الله. فقال: "وما ذاك؟". فحدثته عن الرجل، فقلت له: أيدخل الجنة يا رسول الله فإنه حدثني أنك نبي؟ فقال: "لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة".
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
ص.436
13900- وعن سلمان أيضاً قال: خرجت أبتغي الدين، فوقعت في الرهبان بقايا أهل الكتاب، قال الله عز وجل: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} فكانوا يقولون: هذا زمان نبي قد أطل، يخرج من أرض العرب، له علامات، من ذلك: شامة مدورة بين كتفيه خاتم النبوة. فلحقت بأرض العرب وخرج النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت ما قالوا كله ورأيت الخاتم فشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فذكر الحديث.(8/185)
رواه الطبراني ورجاله ثقات. قلت: وتأتي بقية أحاديث سلمان في مناقبه.
*4* 2. باب منه.
13901- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه قال: فقالت قريش: يا يهودي، إن هذا يزعم أنه نبي؟ قال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي. قال: فجاء حتى جلس ثم قال: يا محمد، مم يخلق الإنسان؟ قال:
"يا يهودي، من كل يخلق، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة، فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب، وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم". فقام اليهودي فقال: هكذا كان يقول من قبلك.
رواه أحمد، والطبراني، والبزار بإسنادين وفي أحد إسناديه عامر بن مدرك، وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات. وفي إسناد الجماعة عطاء بن السائب وقد اختلط.
13902- وعن ابن عباس قال:
ص.437
أقبلت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، إنا نسألك عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك. فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا: {الله على ما نقول وكيل} قال: "هاتوا". قالوا: خبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر؟ قال: "يلتقي الماآن، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت". قالوا: أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه؟ قال: "كان يشتكي عرق النسا، فلم يجد شيئاً يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - قال بعضهم: يعني الإبل - فحرم لحومها". قالوا: صدقت.(8/186)
قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: "ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب، بيده، أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله عز وجل". قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: "صوته". قالوا: صدقت إنما بقيت واحدة، إنما نبايعك إن أخبرتنا [بها] فأنه ليس من نبي إلا له من يأتيه بالخبر، فأخبرنا عن صاحبك؟ قال: "جبريل عليه السلام". قالوا: جبريل ذلك الذي ينزل بالعذاب والحرب والقتال وهو عدونا، لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان. فأنزل الله عز وجل: {قل من كان عدواً لجبريل} الآية.
ص.438
13903- وفي رواية: كلما أخبرهم بشيء فصدقوه قال: "اللهم اشهد". وقال فيها: "أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟". قالوا: اللهم نعم. وقال أيضاً: "فإن وليي جبريل ولم يبعث الله نبياً قط إلا وهو وليه".
قلت: رواه الترمذي باختصار.
رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات.
13904- وعن الفلتان بن عاصم قال: كنا قعوداً مع النبي صلى الله عليه وسلم فشخص بصره إلى رجل في المسجد فقال: "يا فلان". فقال: لبيك يا رسول الله. قال: ولا ينازعه الكلام إلا قال: يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتشهد أني رسول الله؟". قال: لا. قال: "أتقرأ التوراة؟". قال: نعم، والإنجيل. قال: "والقرآن؟". قال: والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته. قال: ثم ناشده: "هل تجدني في التوراة والإنجيل؟". قال: أجد مثلك ومثل هيأتك ومثل مخرجك، وكنا نرجو أن يكون منا، فلما خرجت تحيرنا أن يكون أنت هو، فنظرنا فإذا ليس أنت هو. قال: "ولم ذاك؟". قال: إن معه من أمته سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ومعك يسير. قال: "فوالذي نفسي بيده، لأنا هو وإنهم لأمتي إنهم لأكثر من سبعين ألفاً وسبعين ألفاً".
رواه الطبراني ورجاله ثقات من أحد الطريقين.(8/187)
13905- وعن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، أن جده عبد الله بن سلام قال لأحبار اليهود: إني أحدث بمسجد إبراهيم وإسماعيل عهداً. فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فوافاه وقد انصرفوا من الحج فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى والناس حوله، فقمت مع الناس، فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنت عبد الله بن سلام؟". قال: قلت: نعم. قال: "ادن". فدنوت منه قال: "أنشدك بالله يا عبد الله بن
ص.439
سلام أما تجدني في التوراة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟". فقلت: انعت ربنا. فجاء جبريل حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "{قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد}". فقرأها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن سلام: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ثم انصرف ابن سلام إلى المدينة فكتم إسلامه، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وأنا فوق نخلة لي أجدّها (أقطع ثمره) فسمعت رجة فقلت: ما هذا؟ فقالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم. فألقيت نفسي من أعلى النخلة ثم خرجت أحضر حتى أتيته فسلمت عليه ثم رجعت، فقالت أمي: لله أنت، لو كان موسى بن عمران عليه السلام ما كان بذلك تلقي نفسك من أعلى النخلة؟ فقلت: والله لأنا أشد فرحاً بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم من موسى إذ بعث.
رواه الطبراني ورجاله ثقات، إلا أن حمزة بن يوسف لم يدرك جده عبد الله بن سلام.
*3* 12. باب فيمن أخبر بنبوته صلى الله عليه وسلم.
13906- عن جابر بن عبد الله قال: إن أول خبر قدم علينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن امرأة كان لها تابع. قال: فأتاها في صورة طير فوقع على جذع لهم. قال: فقالت: ألا تنزل لتخبرنا ونخبرك؟ قال: إنه قد خرج بمكة رجل حرم علينا الزنا ومنع منا القرار.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا.(8/188)
13907- وعن مجاهد قال: حدثني شيخ أدرك الجاهلية ونحن في غزوة رودس يقال له: ابن عبس قال:
ص.440
كنت أسوق لآل لنا بقرة، فسمعت من جوفها: يا آل ذريح، قول فصيح رجل نصيح أن لا إله إلا الله قال: فقدمنا مكة فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
13908- وعن جبير بن مطعم قال: كنا حول صنم لنا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم بشهر وقد نحرنا جزوراً، إذ صاح صائح من جوفه: اسمعوا العجب، ذهب الشرك والرجز ورمي بالشهب لنبي بمكة اسمه أحمد ومهاجره إلى يثرب.
رواه البزار، عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.
13909- وعن عمرو بن مرة الجهني قال: خرجت حاجاً في جماعة من قومي في الجاهلية، فرأيت في المنام وأنا
بمكة نوراً ساطعاً من الكعبة حتى وصل إلى جبال يثرب أشعر جهينة، فسمعت صوتاً في النور وهو يقول:
انقشعت الظلماء
وسطع الضياء
وبُعث خاتم الأنبياء
ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن فسمعت صوتاً في النور وهو يقول:
ظهر الإسلام
وكسرت الأصنام
ووصلت الأرحام
فانتبهت فزعاً وقلت لقومي: والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث. وأخبرتهم بما رأيت فلما انتهينا إلى بلادنا جاءنا أن رجلاً يقال له: أحمد قد بُعث فأتيته فأخبرته ما رأيت فقال:
ص.441
"يا عمرو بن مرة، أنا النبي المرسل إلى العباد كافة، أدعوهم إلى الإسلام، وآمرهم بحقن الدماء، وصلة الأرحام، وعبادة الله ورفض الأصنام، وحج البيت، وصيام شهر رمضان من اثنى عشر شهراً، فمن أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار، فآمن بالله يا عمرو يؤمنك الله من هول جهنم". قلت: أشهد أن لا آله إلا الله وأنك رسول الله، وآمنت بكل ما جئت به بحلال وحرام، وأن أرغم ذلك كثيراً من الأقوام. ثم أنشدته أبياتاً، قلتها حين سمعت به وكان لنا صنم، وكان أبي سادناً له فقمت إليه فكسرته ثم لحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنا أقول:(8/189)
شهدت بأنَّ اللهَ حق وإنني * لآلهة الأحجارِ أولَ تارك
وشمرت عن ساقي الإزار مهاجرا * إليك أجوب الفوز بعد الدكادك
لأصحب خير الناس نفسا ووالدا * رسول مليك الناس فوق الحبائك
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مرحبا بك يا عمرو بن مرة". فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ابعثني إلى قومي لعل الله أن يمنّ بي عليهم كما منّ بك علي. فبعثني عليهم فقال: "عليك بالرفق والقول السديد، ولا تكن فظاً ولا متكبراً ولا حسوداً". فأتيت قومي فقلت: يا بني رفاعة، يا معاشر جهينة، إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم أدعوكم إلى الجنة وأحذركم النار، وآمركم بحقن الدماء وصلة الأرحام، وعبادة الله ورفض الأصنام، وحج البيت، وصيام شهر رمضان شهر من اثني عشر شهراً، فمن أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار. يا معشر جهينة، إن الله عز وجل جعلكم خيار من أنتم منه، وبغض إليكم في جاهليتكم ما حبب إلى غيركم - من أنهم كانوا يجمعون بين الأختين، ويخلف الرجل منهم على امرأة أبيه، والغزاة في الشهر
ص.442
الحرام - فأجيبوا هذا النبي المرسل من بني لؤي بن غالب، تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة، وسارعوا في ذلك يكن لكم فضيلة عند الله. فأجابوه إلا رجلاً واحداً قال: يا عمرو بن مرة - أمرّ الله عليك - تأمرنا أن نرفض آلهتنا ونفرق جماعتنا ونخالف دين آبائنا إلى ما يدعو إليه هذا القرشي من أهل تهامة؟ لا، ولا حباً ولا كرامة. ثم أنشأ الخبيث يقول:
إن ابنَ مرةَ قد أتى بمقالة * ليست مقالةَ من يريد صلاحا
إني لأحسبُ قوله وفعاله * يوما وإن طال الزمان رياحا
أيسفه الأشياخ ممن قد مضى * من رام ذاك فلا أصاب فلاحا(8/190)
فقال عمرو بن مرة: الكاذب مني ومنك أمرّ الله فمه وأبكم لسانه وأكمه عينيه وأسقط أسنانه. قال عمرو بن مرة: فوالله ما مات حتى سقط فوه، وكان لا يجد طعم الطعام، وعمي وخرس، فخرج عمرو بن مرة ومن تبعه من قومه حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فرحب بهم وحباهم وكتب لهم كتاباً هذه نسخته:
"بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله جل وعز على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كتاب صادق وحق ناطق لعمرو بن مرة الجهني لجهينة بن زيدان، لكم بطون الأرض وسهولها وتلاع الأودية وظهورها، ترعون نباته وتشربون صافية على أن تقروا بالخمس، وتصلوا صلاة الخمس، وفي التيعة والصريمة شاتان إذا اجتمعتا، وإن تفرقتا فشاة شاة، ليس على أهل المثيرة صدقة".
ص.443
وشهد على نبينا ومن حضرنا من المسلمين بكتاب قيس بن شماس، فذلك حين يقول عمرو بن مرة الجهني:
ألم ترَ أنَّ اللهَ أظهرَ دينه * وبين برهان القرآن لعامر
كتاب من الرحمنِ يجعلنا معا * وأخلافنا في كل بادٍ وحاضر
إلى خير من يمشي على الأرض كلها * وأفضلها عندَ اعتكارِ الضرائر
أطعنا رسولَ اللهِ لما تقطعت * بطون الأعادي بالظباء الخواطر
فنحن قبيلٌ قد بني المجد حولنا * إذا اختليت في الحرب هام الأكابر
بنو الحربِ نفريها بأيدٍ طويلةٍ * وبيضٍ تلألأُ في أكفِّ المغاور
ومن حوله الأنصار يحموا أميرهم * بسمر العوالي والسيوفِ البواتر
إذا الحرب دارت عند كلِّ عظيمة * ودارت رحاها بالليوث الهواصر
تبلج منه اللونُ وازدانَ وجهه * كمثل ضياءِ البدرِ بينَ الزواهر
وذكر ياسر بن سويد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه في خيل أو سرية وامرأته حامل، فولدت له مولوداً فحملته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، قد ولد هذا المولود وأبوه في الخيل، فسمه. فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر يده عليه وقال:(8/191)
"اللهم أكثر رجالهم وأقل أياماهم ولا تحوجهم ولا تر أحداً منهم خصاصة". فقال: "سميه مسرعاً فقد أسرع في الإسلام".
رواه الطبراني.
13910- وعن عباس بن مرداس السلمي قال:
ص.444
كان إسلام عباس بن مرداس أنه كان بغمرة في لقاح له نصف النهار، إذ طلعت له نعامة بيضاء مثل القطن عليها راكب عليه ثياب بيض مثل القطن، فقال: يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء كعت أجراسها، وأن الحرب جرعت أنفاسها، وأن الخيل وضعت أحلاسها، وأن الذي نزل بالبر والهدى لفي يوم الاثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة. قال: فخرجت مرعوباً قد راعني ما رأيت وسمعت، حتى جئت وثناً لنا كان يدعى: الضماد، وكنا نعبده ويكلم من جوفه فكنست ما حوله وتمسحت به وقبلته، فإذا صائح يصيح من جوفه: يا عباس بن مرداس.
قل للقبائلِ من سليمٍ كلها * هلك الضماد وفاز أهل المسجد
إن الذي جاءَ بالنبوةِ والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتد
هلك الضماد وكان يعبد مرة * قبل الصلاة على النبي محمد
قال: فخرجت مرعوباً حتى جئت قومي، فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر، فخرجت في ثلاث مائة راكب من قومي من بني حارثة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلنا المسجد، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم ثم قال: "يا عباس بن مرداس، كيف كان إسلامك؟". فقصصت عليه القصة فقال: "صدقت". فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأسلمت أنا وقومي.
رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي، ضعفه الجمهور ووثقه سعيد بن منصور وقال: كان مالك يرضاه، وبقية رجاله وثقوا.
ص.445
13911- وعن مازن بن الغضوبة قال: كنت أسدن صنماً يقال له: بأحر بسمائل قرية بعمان فعبرنا ذات يوم وعنده عتيرة - وهي الذبيحة - فسمعت صوتاً من الصنم يقول:
يا مازنُ اسمعْ تسر * ظهر خير وبطن شر
بعث نبيٌّ منْ مضر * بدين الله الأكبر
فدع نحيتا من حجر * تسلم من حرِّ سقر(8/192)
قال: ففزعت من ذلك وقلت: إن هذا لعجب. ثم عبرت بعد أيام فسمعت صوتاً من الصنم يقول:
أقبل إلي أقبل * تسمع ما لا تجهل
هذا نبيٌّ مرْسل * جاء بحقٍّ منزَل
آمن به كي تعدل * عن حر نار تشعل
وقودها بالجندل
فقلت: إن هذا لعجب وإنه لخير يراد بي. فبينا نحن كذلك قدم علينا رجل من الحجاز فقلنا: ما الخبر وراءك؟ قال: ظهر رجل يقول لمن أتاه: "أجيبوا داعي الله". فقلت: هذا نبأ ما قد سمعت. فسرت إلى الصنم فكسرته، وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرح لي الإسلام فأسلمت وقلت:
كسرت ناجزاً جذاذاً وكان لنا * رباً نطيف به عميا بطلالِ
بالهاشمي هدينا من ضلالته * ولم يكن دينه مني على بالِ
يا راكباً بلغن عمراً وإخوته * أني لمن قال: ربي ناجز قالِ
ص.446
يعني عمرو بن الصلت وإخوته بني خطامة. قال مازن: فقلت: يا رسول الله، إني امرؤ مولع بالطرب وشرب الخمر والهلوك - قال ابن الكلبي: والهلوك الفاجرة من النساء - وألحت علينا السنون، فأذهبت الأموال وأهزلت الدراري، وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد، ويأتيني بالحياء ويهب لي ولداً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال، وبالعهر عفة الفرج، وبالخمر رياً لا إثم فيه، وآتهم بالحيا، وهب له ولداً". قال مازن: فأذهب الله عني ما كنت أجد وأتانا بالحيا وتعلمت القرآن وخصبت عمان وحججت حجاً ووهب الله لي حبار بن مازن، وأنشأ يقول:
إليك رسولَ الله خبت مطيتي * تجوبُ الفيافيْ منْ عمانَ إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى * فيغفرَ ليْ ربيْ فأرجعَ بالفلج
إلى معشرٍ خالفتُ في الله دينهم * فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي
وكنت امرأً بالرغبِ والخمرِ مولعاً * حياتي حتى آذن الجسم بالنهج
فبدلني بالخمرِ خوفاً وخشية * وبالعهر إحصاناً فحصنَ لي فرجي(8/193)
فلما أتيت قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرهم فهجاني، فقلت: إن رددت عليهم فإنما أهجو نفسي فاعتزلتهم إلى ساحل البحر وقلت:
ص.447
بغضكم عندنا مرمداً فيه * وبغضنا عندكم يا قومنا لين
لا نفطن الدهر إن بثت معايبكم * وكلكم حينَ يبدو عيبناْ فطن
شاعرنا معجم عنكم وشاعركم * في حربنا مولع في شتمنا لسن
ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر * وفي صدوركم البغضاءُ والإحن
فأتتني منهم أزفلة عظيمة فقالوا: يا ابن عمنا عبنا عليك أمراً وكرهناه لك، فإن أبيت فشأنك ودينك، فارجع فقم بأمورنا. وكنت القيم بأمورهم، فرجعت إليهم ثم هداهم الله بعد إلى الإسلام.
رواه الطبراني، من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وكلاهما متروك.
13912- وعن محمد بن كعب القرظي قال: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاعد في المسجد، إذ مر به رجل في مؤخر المسجد، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أتعرف هذا الجائي؟ قال: لا، فمن هو؟ قال: هذا سواد بن قارب وهو من أهل اليمن، له فيهم شرف وموضع، قد أتاه رأيه بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: علي به. فدعا به فقال: أنت سواد بن قارب؟ قال: نعم. قال: أنت
ص.448
الذي أتاك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: فأنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ فغضب غضباً شديداً وقال: يا أمير المؤمنين، ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت. فقال عمر: يا سبحان الله، ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك، أخبرني بإتيانك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: نعم يا أمير المؤمنين، بينا أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان، إذ أتاني رئيي فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز وجل وإلى عبادته، ثم أنشأ يقول:
عجبت للجن وتجساسها * وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكةَ تبغي الهدى * ما خيَّرُ الجنِّ كأنجاسها(8/194)
فارحل إلى الصفوةِ من هاشم * واسمُ بعينيك إلى راسها
قال: فلم أرفع بقوله رأساً وقلت: دعني أنم فإني أمسيت ناعساً. فلما كانت الليلة التالية، أتاني فضربني برجله وقال: ألم أقل لك يا سواد بن قارب قم وافهم واعقل إن كنت تعقل؟ إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز وجل وإلى عبادته ثم أنشأ الجني يقول:
عجبت للجنِّ وتطلابها * وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما صادقُ الجنِّ ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم * ليس قداماها كأذنابها
قال: فلم أرفع لقوله رأساً، فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله
ص.449
وقال: ألم أقل لك يا سواد بن قارب افهم واعقل إن كنت تعقل؟ إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز وجل وإلى عبادته. ثم أنشأ الجني يقول:
عجبت للجن وأخبارها * وشدها العيسُ بأكوارها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما مؤمنُ الجنِّ ككفارها
فارحل إلى الصفوة من هاشم * بين روابيها وأحجارها
فوقع في نفسي حب الإسلام ورغبت فيه، فلما أن أصبحت شددت على راحلتي فانطلقت متوجهاً إلى مكة، فلما كنت ببعض الطريق أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة، فأتيت المدينة فسألت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل لي: في المسجد. فانتهيت إلى المسجد فعقلت راحلتي، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس حوله قلت: اسمع مقالتي يا رسول الله. فقال أبو بكر رضي الله عنه: ادنه، ادنه. فلم يزل بي حتى صرت بين يديه فقال: هات فأخبرني بإتيانك رئيك. فقلت:
أتاني نجيِّي بينَ هدءٍ ورقدة * ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليالٍ كلهنَّ يقول لي * أتاك رسول من لؤي بن غالب
فشمرت عن ذيلي الإزار ووسطت * بي الذعلب الوجناء بين السباسب
فأشهد أنَّ اللهَ لا ربَّ غيره * وأنك مأمون على كلِّ غائب
وأنك أدنى المرسلينَ وسيلةً * إلى اللهِ يا ابنَ الأكرمين الأطايب(8/195)
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل * وإن كان فيما جاء شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة * سواك بمغن عن سوادِ بن قارب
قال: ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بإسلامي فرحاً شديداً حتى رئي ذلك في وجوههم.
ص.450
قال: فوثب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إليه والتزمه وقال: قد كنت أحب أن أسمع هذا منك.
رواه الطبراني.
13913- وفي رواية عنده: عن سواد بن قارب الأزدي قال: كنت نائماً على جبل من جبال السراة فأتاني آت فضربني برجله وقال فيه: أتيت مكة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظهر فأخبرته الخبر واتبعته.
وكلا الإسنادين ضعيف.
13914- وعن الحسن بن الزبير الأسدي قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم لابن عباس: حدثني بحديث يعجبني. فقال: حدثني خريم بن فاتك الأسدي قال: خرجت بغاء إبل لي فأصبتها بالأبرق، أبرق العزاف، فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها، وذلك حدثان خروج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قلت: أعوذ بكبير هذا الوادي، أعوذ بعظيم هذا الوادي. - قال: وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية - فإذا هاتف يهتف ويقول:
ويحك عذ بالله ذي الجلال * منزلِ الحرامِ والحلال
ووحّد الله ولا تبال * ما هول ذي الجن من الأهوال
إذ يذكر اللهَ على الأميال * وفي سهول الأرض والجبال
وصار كيد الجن في سفال * إلا التقيُّ وصالحُ الأعمال
قال: فقلت:
يا أيها الداعي ما تحيل * أرشد عندك أم تضليل
ص.451
قال:
هذا رسول الله ذو الخيرات * جاء بياسينَ وحاميمات
وسور بعدُ مفصلات * محرمات ومحللاتِ
يأمر بالصومِ وبالصلاةِ * ويزجر الناس عن الهنات
قد كن في الأيام منكرات(8/196)
قال: قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا مالك، بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جن أهل نجد. قال: قلت: لو كان لي من يكفيني إبلي هذه لأتيته حتى أؤمن به: قال: أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء الله. فاعتقلت بعيراً منها ثم أتيت المدينة، فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة، فقلت: يقضون صلاتهم ثم أدخل. قال: فإني [دائب] أنيخ راحلتي إذ خرج إلي أبو ذر رحمه الله فقال لي: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادخل". فدخلت، فلما رآني قال: "ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك؟ أما إنه قد أداها سالمة". قال: فقلت: يرحمه الله. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أجل رحمه الله". فقال: أشهد أن لا إله إلا الله.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
13915- وعن أبي هريرة قال: قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، ألا أخبرك كيف كان بدء إسلامي؟ قال: بلى. قال: بينما أنا أطوف في طلب نعم لي، إذا أنا منها على أثر، إذ اجتن الليل بأبرق العزاف فقلت بأعلى صوتي: أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه. فإذا هاتف يهتف:
ويحك عذ بالله ذي الجلال * والمجد والنعماء والإفضال
ص.452
واقترِ آيات من الأنفال * ووحِّد الله ولا تبال
قال: فذعرت ذعراً شديداً، فلما رجعت إلى نفسي قلت:
يا أيها الهاتف ما تقول * أرشد عندك أم تضليل
بين لنا هديت ما الحويل
قال:
هذا رسولُ الله ذو الخيرات * بيثرب يدعو إلى النجاة
يأمر بالصوم وبالصلاة * ويزع الناس عن الهنات
قال: فانبعثت راحلتي فقلت:
أرشدني رشداً هُديت * لا جعت ولا عريت
ولا برحت سعيداً ما بقيت * ولا تؤثرن علي الخير الذي أتيت
قال: فاتبعني وهو يقول:
سلمك الله وسلم نفسكا * وبلغ الأهلَ وأدى رحلكا
آمن به أفلح ربي حقكا * وانصره أعز ربي نصركا(8/197)
قال: فدخلت المدينة وذلك يوم الجمعة، فاطلعت في المسجد فخرج لي أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: ادخل رحمك الله، فقد بلغنا إسلامك. فقلت: لا أحسن الطهور. فعلمني، فدخلت المسجد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب كأنه البدر وهو يقول:
ص.453
"ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى صلاة يخففها ويعقلها إلا دخل الجنة". فقال لي عمر بن الخطاب: لتأتين على هذا ببينة أو لأنكلن بك. قال: فشهد شيخ قريش عثمان بن عفان رضي الله عنه. فأجاز شهادته.
رواه الطبراني، وفي إسناده . . . (كذا في الأصل).
قلت: ويأتي باب أخبار الذئب والضب والظبية بنبوته في المعجزات إن شاء الله.
*3* 13. باب عظم قدره صلى الله عليه وسلم.
13916- عن عبد الله بن سعيد قال: إن الله نظر إلى قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته.
وقد تقدم في باب الإجماع بتمامه.
رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله موثقون.
13917- وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لما أذنب آدم عليه السلام الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال: أسألك بحق محمد إلا غفرت لي. فأوحي الله إليه: وما محمد؟ قال: تبارك اسمك، لما
ص.454
خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فرأيت فيه مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدراً ممن جعلت اسمه مع اسمك. فأوحى الله إليه: يا آدم، إنه آخر النبيين من ذريتك وإن أمته آخر الأمم من ذريتك ولولا هو ما خلقتك".
رواه الطبراني في الأوسط والصغير، وفيه من لم أعرفهم.(8/198)
13918- وعن علي الهلالي قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكانه الذي قبض فيه، فإذا فاطمة عند رأسه، قال: فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إليها فقال: "حبيبتي فاطمة، ما الذي يبكيك؟". قالت: أخشى الضيعة من بعدك. قال: "يا حبيبتي، أما علمت أن الله اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فابتعثه برسالته، ثم اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى الله إلي أن أنكحك إياه، يا فاطمة، ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحداً قبلنا ولا يعطي أحداً بعدنا: أنا خاتم النبيين وأنا أكرم النبيين على الله وأنا أحب المخلوقين إلى الله وأنا أبوك". فذكر الحديث وهو بتمامه في فضل أهل البيت.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه الهيثم بن حبيب وقد اتهم بهذا الحديث.
13919- وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها:
"أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك، فبعثه نبياً، ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى الله إلي فأنكحته واتخذته وصياً".
رواه الطبراني.
ص.455
13920- وله في الصغير عن أيوب أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"نبينا خير الأنبياء".
رواه بأسانيد وأحدها حسن.
13921- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سألت ربي مسألة فوددت أني لم أسأله، قلت: يا رب، قد كانت قبلي رسل، منهم من سخرت له الرياح ومنهم من كان يحيي الموتى. فقال: ألم أجدك يتيماً فآويتك؟ ألم أجدك ضالاً فهديتك؟ ألم أجدك عائلاً فأغنيتك؟ ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك؟ قال: قلت: بلى يا رب".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
13922- وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"أتاني جبريل فقال: إن ربي وربك يقول: كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم. قال: إذا ذكرتُ ذكرتَ معي".(8/199)
رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
13923- وعن عبد الله بن سلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع ومشفع، بيدي لواء الحمد، تحتي آدم فمن دونه".
ص.456
رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه عمرو بن عثمان الكلابي وثقه ابن حبان على ضعفه، وبقية رجاله ثقات.
13924- وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أنا قائد المرسلين ولا فخر وأنا خاتم النبيين ولا فخر وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر".
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه صالح بن عطاء بن خباب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
13925- وعن عبد الله بن سلام قال: إن أكرم خليقة الله يوم القيامة على الله أبو القاسم صلى الله عليه وسلم. قالوا: رحمك الله، الملائكة؟ فقال: إن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني، وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي وثقه ابن حبان وضعفه النسائي، وبقية رجاله ثقات.
13926- وعنه قال: والذي نفسي بيده، إن أقرب الناس يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم، جالس عن يمينه على الكرسي.
وفيه رجل لم يسم.
13927- وعن ابن عباس قال: إن الله فضل محمداً على أهل السماء وعلى أهل الأرض. فقال رجل: يا أبا عباس وبما فضله على أهله السماء والأرض؟ قال: إن الله عز وجل يقول لأهل السماء: {ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزى الظالمين}. وقال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً
ص.457
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} فقيل له: يا أبا عباس، فما فضله على الأنبياء؟ قال: إن الله عز وجل قال: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً} فأرسله الله إلى الإنس والجن.(8/200)
رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير الحكم بن أبان وهو ثقة. ورواه أبو يعلى باختصار كثير.
13928- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله اتخذ إبراهيم خليلاً وإن صاحبكم خليل الله، ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم يوم القيامة - ثم قرأ - {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً}".
قلت: في الصحيح منه: "وإن صاحبكم خليل الله". فقط في أثناء حديث.
رواه الطبراني، وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف.
13929- وعن أبي هريرة قال: خيار ولد آدم خمسة: نوح وإبراهيم وعيسى وموسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم وصلى الله عليهم أجمعين وسلم.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
*3* 14. باب ما جاء في بعثته صلى الله عليه وسلم وعمومها ونزول الوحي.
13930- عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة:
"إني أرى ضوءاً وأسمع صوتاً وأنا أخشى أن يكون
ص.458
بي جن". قالت: لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا ابن عبد الله. ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له فقال: إن يكن صادقاً فإن هذا ناموس مثل ناموس موسى عليه السلام، وإن بعث وأنا حي فسأعززه وأنصره وأومن به.
رواه أحمد متصلاً ومرسلاً، والطبراني بنحوه وزاد: وأعينه. ورجال أحمد رجال الصحيح.
13931- وعن أبي ذر قال: قلنا: يا رسول الله، كيف علمت أنك نبي؟ قال:(8/201)
"ما علمت ذلك حتى أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فقال أحدهما: أهو هو؟ قال: زنه برجل. [فوزنت برجل] فرجحته، قال: فزنه بعشرة. فوزنني بعشرة فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة. فوزنني بمائة فرجحتهم، ثم قال: زنه بألف [فوزنني بألف] فرجحتهم، فقال أحدهما للآخر: لو وزنته بأمته لرجحها. ثم قال أحدهما لصاحبه: شق بطنه. فشق بطني ثم أخرج منه نقيز الشيطان وعلق الدم فطرحها، فقال أحدهما للآخر: اغسل بطنه غسل الإناء، واغسل قلبه غسل الملاء، ثم دعا بالسكينة كأنها رهرهة بيضاء، فأدخلت قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: خط بطنه. فخاط بطني وجعلا الخاتم بين كتفي، فما هو إلا أن وليا عني كأنما أعاين الأمر معاينة". وزاد محمد بن معمر في حديثه: "فجعلوا ينتثرون علي من كفة الميزان".
قلت: لأبي ذر حديث في الصحيح في الإسراء غير هذا.
رواه البزار، وفيه جعفر بن عبد الله بن عثمان بن كبير، وثقه أبو حاتم الرازي وابن حبان وتكلم فيه العقيلي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
ص.459
13932- وعن أبي سعيد قال: افتخر أهل الإبل وأهل الغنم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بُعث موسى صلى الله عليه وسلم وهو يرعى غنماً [على أهله]. وبُعثت وأنا أرعى غنماً لأهلي بجياد".
رواه أحمد والبزار، وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس.
13933- وعن ورقة الأنصاري قال: قلت: يا محمد، كيف يأتيك الذي يأتيك؟ يعني جبريل عليه السلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ وباطن قدميه أخضر".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف.
13934- وعن عبد الله بن عمرو قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، هل تحس بالوحي؟ قال: "نعم، أسمع صلصلة ثم أسكت عند ذلك، فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض".
رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن.(8/202)
13935- وعن خديجة قالت: قلت: يا رسول الله يا ابن عم هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك أن تخبرني به؟ فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم يا خديجة". قالت خديجة: فجاءه جبريل ذات يوم وأنا عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء". فقلت له: قم فاجلس على فخذي الأيمن. فقلت له: هل تراه؟ قال: "نعم".
ص.460
فقلت له: تحول فاجلس على فخذي الأيسر. فجلس، فقلت له: هل تراه؟ قال: "نعم". فقلت له: تحول فاجلس في حجري. فجلس، فقلت له: تراه؟ قال: "نعم". قالت خديجة: فتحسرت وطرحت خماري وقلت: هل تراه؟ قال: "لا". فقلت: هذا والله ملك كريم، والله ما هو شيطان. قالت خديجة: فقلت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي ذلك مما أخبرني به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ورقة: حقاً يا خديجة حديثك.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
13936- وعن الحارث بن هشام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك؟ قال:
"يأتيني صلصلة كصلصلة الجرس، ويأتي أحياناً في صورة رجل فيكلمني كلاماً، وهو أهون علي، فيفصم عني وقد وعيت".
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.
13937- وعن عائشة قالت: إن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته، فتضرب بجرانها.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13938- وعن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة وعرق عرقاً شديداً مثل الجمان، ثم سري عنه، فكنت
ص.461
أدخل بقطعة العسب أو كسره، فأكتب وهو يملي علي، فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن، حتى أقول: لا أمشي على رجلي أبداً. فإذا فرغت قال: "اقرأه". فأقرأه، فإن كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس.
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.(8/203)
13939- وعن قيس بن مخرمة قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وبين الفجار وبين الفيل عشرون سنة. قال: سموه الفجار لأنهم [فجروا] وأحلوا أشياء كانوا يحرمونها، وكان بين الفجار وبين بناء الكعبة خمس عشرة سنة وبين بناء الكعبة ومبعث النبي صلى الله عليه وسلم خمس سنين، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين.
قلت: روى الترمذي منه المولود فقط.
رواه الطبراني، وفيه جعفر بن مهران السباك وقد وثق وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات.
13940- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت رحمة مهداة".
رواه البزار، والطبراني في الصغير والأوسط، ورجال البزار رجال الصحيح.
13941- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "يأتيني جبريل على صورة دحية الكلبي".
قال أنس: وكان دحية رجلاً جميلاً أبيض.
ص.462
رواه الطبراني، وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف.
13942- وعن ابن عباس قال: سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام أن يراه في صورته، قال: ادع ربك عز وجل. فطلع عليه سواد من قبل المشرق. قال: فجعل يرتفع وينتشر، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم صعق، فأتاه فتغشاه وجعل يمسح البزاق عن شدقيه.
رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات.
13943- وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"رأيت جبريل منهبطاً قد ملأ ما بين السماء والأرض، عليه ثياب سندس معلقاً به اللؤلؤ والياقوت".
رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
*3* 15. باب عموم بعثته صلى الله عليه وسلم.
13944- عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أعطيت خمساً: بعثت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لي الأرض طهوراً [ومسجداً]، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لمن كان قبلي، ونصرت بالرعب شهراً، وأعطيت الشفاعة وليس من نبي إلا وقد سأل شفاعة، وإني اختبأت شفاعتي ثم جعلتها لمن مات لا يشرك بالله شيئاً".(8/204)
رواه أحمد متصلاً ومرسلاً، والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
ص.463
13945- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أعطيت خمساً لم يعطهن نبي قبلي، ولا أقولهن فخراً: بعثت إلى الأحمر والأسود، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي، فهي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً".
13946- وفي رواية: "فليس من أحمر ولا أسود يدخل في أمتي إلا كان منهم".
رواه أحمد، والبزار، والطبراني بنحوه إلا أنه قال: "حتى إن العدو ليخافني من مسيرة شهر أو شهرين، وقيل لي: سل تعطه فادخرت دعوتي شفاعة لأمتي".
ورجال أحمد رجال الصحيح، غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث.
13947- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أُعطيت خمساً لم يعطها أحد قبلي من الأنبياء: جعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، ولم يكن من الأنبياء . . . (كذا) يصلي حتى يبلغ محرابه، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، يكون بين يدي إلى المشركين، فيقذف الله الرعب في قلوبهم، وكان النبي يبعث إلى خاصة قومه، وبعثت أنا إلى الجن والإنس، وكانت الأنبياء يعزلون الخمس فتجيء النار فتأكله، وأمرت أنا أن أقسمها في فقراء أمتي، ولم يبق نبي إلا أعطي شفاعة، وأخرت أنا شفاعتي لأمتي".
ص.464
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
13948- وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أُعطيت خمساً لم يعطهن نبي قبلي: نصرت بالرعب، وأعطيت جوامع الكلم، وأحلت لي الغنائم". وذكر خصلتين ذهبتا عني. قال: وذكر الحديث.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث.
قلت: وقد تقدمت أحاديث في التيمم وبقيتها في الخصائص.
13949- وعن ابن عباس قال: نُصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعب على عدوه مسيرة شهرين.
رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وهو ضعيف.(8/205)
13950- وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: جعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي قبلي، ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي، وبعثت إلى كل أحمر وأسود، وأعطيت الشفاعة، وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئاً". وفي رواية: "من مات لا يشرك بالله شيئاً".
قلت: عند أبي داود طرف منه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. قلت: وقد تقدمت أحاديث في التيمم من نحو هذا.
13951- وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص.465
"فُضلت بأربع: جعلت الأرض لأمتي مسجداً وطهوراً، وأرسلت إلى الناس كافة، ونصرت بالرعب من مسيرة شهر يسير بين يدي، وأحلت لأمتي الغنائم".
13952 وفي رواية: "فأينما أدركت رجلاً من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره".
قلت: روى الترمذي طرفاً منه.
رواه أحمد، والطبراني بنحوه إلا أنه قال: "وبُعثت إلى كل أبيض وأسود". ورجال أحمد ثقات.
13953- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أُعطيت خمساً لم يعطها نبي قبلي: بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود، وإنما كان كل نبي يبعث إلى قريته، ونصرت بالرعب، يرعب مني عدوي مسيرة شهر، وأعطيت المغنم، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي".
رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن يحيى بن كهيل وهو ضعيف.
13954- وعن السائب بن يزيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فُضلت على الأنبياء بخمس: بعثت إلى الناس كافة، ودخرت شفاعتي لأمتي، ونصرت بالرعب شهراً أمامي وشهراً خلفي وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأُحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي".
رواه الطبراني، وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك.
*3* 16. باب تسليم الحجر والشجر عليه صلى الله عليه وسلم.
13955- عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ص.466(8/206)
"لما أوحي إلي - أو نُبئت، أو كلمة نحوها - جعلت لا أمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله".
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.
13956- وعن علي قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يمر على حجر ولا شجر إلا سلم عليه.
رواه الطبراني في الأوسط، والتابعي أبو عمارة الحيواني لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
*3* 17. باب في مثله ومثل من أطاعه صلى الله عليه وسلم.
13957- عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه فيما يرى النائم ملكان، فقعد أحدهما عند رجليه والآخر عند رأسه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: اضرب مثل هذا ومثل أمته. فقال: إن مثل هذا ومثل أمته كمثل قوم سفر انتهوا إلى رأس مفازة، فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به، فبينا هم كذلك إذ أتاهم رجل في حلة حبرة، فقال: أرأيتم إن وردت بكم رياضاً معشبة وحياضاً رواء، أتتبعوني؟ قالوا: نعم. فانطلق بهم فأوردهم رياضاً معشبة وحياضاً رواء، فأكلوا وشربوا وسمنوا، فقال لهم: ألم ألقاكم على تلك الحال فجعلتم لي أن أوردكم رياضاً معشبة وحياضاً رواء أن تتبعوني؟ قالوا: بلى. قال: فإن بين أيديكم رياضاً هي أعشب من هذه وحياضاً أروى من هذه فاتبعوني. قال: فقامت طائفة قالت: صدق والله، لنتبعنه. وقالت طائفة: قد رضينا بهذا نقيم عليه.
رواه أحمد والطبراني والبزار وإسناده حسن.
ص.467
13958- وعن ربيعة الجرشي أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أتي فقيل له: لتنم عينك، ولتسمع أذنك، وليعقل قلبك قال: فنامت عيني، وسمعت أذني، وعقل قلبي، قال: فقيل له: سيد بنى داراً، وصنع مأدبة، وأرسل داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عليه السيد، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم ينل من المأدبة وسخط عليه السيد والسيد هو الله، والداعي محمد صلى الله عليه وسلم، والمأدبة الجنة. قال: وذكره.
رواه الطبراني بإسناد حسن.(8/207)
13959- وعن عبد الله بن مسعود قال: استبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فانطلقنا حتى أتينا مكان كذا وكذا فخط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطة فقال: "كن بين ظهري هذه لا تخرج منها، فإنك إن خرجت منها هلكت". قال: فكنت فيها. قال: فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم خذفة أو أبعد شيئاً - أو كما قال - ثم إنه ذكر هنيناً كأنهم الزط - قال [عفان]: أو كما قال عفان إن شاء الله - ليس عليهم ثياب ولا أرى سوءاتهم، طوالاً قليل لحمهم قال: فأتوا فجعلوا يركبون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليهم قال: وجعلوا يأتون فيخيلون [أو يميلون] حولي ويعترضون [لي]. قال عبد الله: فأرعبت منهم رعباً شديداً. قال: فجلست
أو كما قال - فلما انشق عمود الصبح جعلوا يذهبون - أو كما قال - ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ثقيلاً وجعاً أو يكاد أن يكون وجعاً مما ركبوه، قال: "إني أجدني ثقيلاً". - أو كما قال - [فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجري - أو كما قال - ] قال: ثم إن هنيناً أتوا عليهم ثياب
ص.468(8/208)
بيض طوال - أو كما قال - وقد أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله: فأرعبت أشد مما أرعبت في المرة الأولى. قال عارم في حديثه: فقال بعضهم لبعض: لقد أُعطي هذا الرجل خيراً - أو كما قالوا - إن عينيه نائمتان أو قال: عينه نائمة ثم قال بعضهم لبعض: هلم فلنضرب له مثلاً - أو كما قالوا - قال بعضهم لبعض: اضربوا لهم مثلاً ونؤول نحن أو نضرب نحن وتؤولون أنتم. فقال بعضهم لبعض: مثله كمثل سيد بنى بنياناً حصيناً، ثم أرسل إلى الناس بطعام - أو كما قال - فمن لم يأت طعامه - أو قال - لم يتبعه، عذب عذاباً شديداً - أو كما قالوا - قال الآخرون: أما السيد فهو رب العالمين وأما البنيان فهو الإسلام، والطعام الجنة، وهو الداعي، فمن اتبعه كان في الجنة. قال عارم في حديثه: - أو كما قالوا - ومن لم يتبعه عذب - أو كما قال - ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما رأيت يا ابن أم عبد؟". قال عبد الله: رأيت كذا وكذا. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "ما خفي علي شيء مما قالوا". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم نفر من الملائكة - أو قال - هم من الملائكة أو كما شاء الله".
قلت: رواه الترمذي باختصار.
رواه أحمد ورجاله ورجال الصحيح، غير عمرو البكالي، وذكره العجلي في ثقات التابعين وابن حبان وغيره في الصحابة.
*3* 18. باب فيمن سمع به ولم يؤمن به صلى الله عليه وسلم.
13960- عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار". فقلت: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في كتاب الله عز وجل فقرأت فوجدت {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده}.
ص.469
13961- وفي رواية: "فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة".
رواه الطبراني واللفظ له، وأحمد بنحوه في الروايتين، ورجال أحمد رجال الصحيح، والبزار أيضاً باختصار.(8/209)
13962- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني [ومات] ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".
قلت: هو في الصحيح ولفظه: "لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
*3* 19. باب وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم على من أدركه.
13963- عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب وقال:
"أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني".
رواه أحمد وقد تقدم هذا وغيره في العلم.
*3* 20. باب تبلغ بعثته صلى الله عليه وسلم كل أحد.
13964- عن تميم الداري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ليبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله
ص.470
هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز به الإسلام ويذل الله به الكفر".
وكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، قد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان منهم كافراً الذل والصغار والجزية.
رواه أحمد وغيره وقد تقدم في الجهاد والمغازي.(8/210)
13965- وعن أبي ثعلبة الخشني قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر، بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم ثنى بفاطمة ثم تلقى أزواجه، فقدم من سفر فصلى في المسجد ركعتين ثم أتى فاطمة، فتلقته على باب البيت فجعلت تلثم فاه وعينيه وتبكي، فقال: "ما يبكيك؟" فقالت: أراك شعثاً نصباً قد اخلولقت ثيابك. فقال لها: "لا تبكي فإن الله عز وجل بعث أباك بأمر لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا حجر ولا وبر ولا شعر إلا أدخل الله به عزاً أو ذلاً حتى يبلغ حيث بلغ الليل".
رواه الطبراني، وفيه يزيد بن سنان أبو فروة وهو مقارب الحديث مع ضعف كثير.
*3* 21. باب قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا مبلغ والله يهدي".
13966- عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أنا مبلغ والله يهدي". فذكر الحديث.
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن.
*3* 22. باب لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم.
13967- عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته تمام حجة الوداع:
ص.471
"أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم". فذكر الحديث.
رواه الطبراني، ورجال أحد الطريقين ثقات وفي بعضهم ضعف.
*3* 23. باب فيما أوتي من العلم صلى الله عليه وسلم.
13968- عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}".
قلت: لابن عمر في الصحيح: "مفاتيح الغيب خمس".
رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.
13969- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير الخمس: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}.(8/211)
رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح.
13970- وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أوتيت فواتح الكلم وخواتمه". قلنا: يا رسول الله، علمنا مما علمك الله. فعلمنا [التشهد].
ص.472
رواه أبو يعلى، وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف.
13971- وعن أبي ذر قال: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علماً.
رواه أحمد، والطبراني وزاد: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بُين لكم". ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ وهو ثقة، وفي إسناد أحمد من لم يسم.
13972- وعن المغيرة بن شعبة أنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً خبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة، وعاه من وعاه ونسيه من نسيه.
رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير عمر بن إبراهيم بن محمد وقد وثقه ابن حبان.
13973- وعن أبي الدرداء قال: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في السماء طائر يطير بجناحيه إلا ذكرنا منه علماً.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
13974- وعن عمرو بن العاص قال: عقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل.
رواه أحمد وإسناده حسن.
ص.473
13975- وعن عمران بن حصين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عامة ليله عن بني إسرائيل، لا يقوم إلا إلى عظم صلاة.
13976- وفي رواية: يعني: الفريضة المكتوبة.
رواه أحمد وإسناده حسن.
*3* 24. باب ما جاء في الخصائص.
13977- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كتب علي الفجر ولم يكتب عليكم".
13978- وفي رواية: "أُمرت بركعتي الضحى ولم تؤمروا بها، وأمرت بالضحى ولم تكتب".
13979- وفي رواية عن ابن عباس أيضاً قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(8/212)
"ثلاث هن علي فرائض وهن لكم تطوع: الوتر والفجر وصلاة الضحى".
13980- وفي رواية: "أُمرت بركعتي الضحى والوتر ولم تكتب".
رواه كله أحمد بأسانيد، والبزار بنحوه باختصار، والطبراني في الكبير والأوسط، وفي إسناد: "ثلاث هن فرائض". أبو خباب الكلبي وهو مدلس، وبقية رجالها عند أحمد رجال الصحيح وفي بقية أسانيدها جابر الجعفي وهو ضعيف.
13981- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث هن علي فريضة وهم لكم سنة: الوتر والسواك وقيام الليل".
ص.474
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو كذاب.
13982- وعن أم سلمة قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر، ثم دخل بيتي فصلى ركعتين، فقلت: يا رسول الله، صليت صلاة لم تكن تصليها؟ قال:
"قدم علي مال فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر، فصليتهما الآن". فقلت: يا رسول الله، أفنقضيهما إذا فاتتنا؟ قال: "لا".
قلت: في الصحيح بعضه بمعناه خالياً عن قولها: أفنقضيهما إذا فاتتنا؟. قال: "لا".
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح.
13983- وعن أبي أمامة {نافلة لك} قال: إنما كانت النافلة خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد، والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه، وقال فيه: في قوله: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك}.
وقال في الكبير: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم نافلة ولكم فضيلة. وبعض أسانيد أحمد وغيره حسن.
13984- وعن معاذة قالت: سألت امرأة عائشة [وأنا شاهدة] عن [وصل] صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لها: أتعملين كعمله؟ فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كان عمله له نافلة.
ص.475
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وفي الصحيح بعضه.
13985- وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام من غير أهله سأل عنه، فإن
قيل: هدية أكل، وإن قيل: صدقة قال: "كلوا". ولم يأكل.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(8/213)
13986- وعن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتي بطعام فأكل منه، بعث بفضله إلى أبي أيوب وكان أبو أيوب يضع أصابعه حيث يرى أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة فوجد فيها ريح ثوم فلم يذقها، وبعث بها إلى أبي أيوب، فنظر فلم ير فيها أثر أصابع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذقها، فأتاه فقال: يا رسول الله، لم أر فيها أثر أصابعك. قال: "إني وجدت منها ريح ثوم". قال: تبعث إلي ما لم تأكل؟ قال: "إني يأتيني الملك".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
13987- وعن عمران بن حصين الضبي أنه أتى البصرة وبها عبد الله بن عباس أمير، فإذا هو برجل قائم في ظل القصر يقول: صدق الله ورسوله صدق الله ورسوله. لا يزيد على ذلك، فدنوت منه فقلت: لقد أكثرت من قولك صدق الله ورسوله! قال: أما والله إن شئت لأخبرتك. فقلت: أجل. فقال: إذن اجلس. وقال: إني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة من كذا وكذا، وكان شيخان للحي قد انطلق ابن لهما فلحقا به، فقالا: إنك قادم المدينة، وإن ابناً لنا قد لحق بهذا الرجل، فائته فاطلبه منه، فإن أبى إلا الفداء فافتده. فأتيت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إن شيخين للحي قد أمراني أن أطلب ابناً لهما عندك. فقال: "تعرفه؟". فقال: أعرف نسبه. فدعا الغلام فجاء، فقال: "هو ذا فائت به أباه". قلت: الفداء يا نبي الله؟
ص.476
فقال: "إنه لا يصلح لنا آل محمد أن نأكل ثمن أحد من آل إسماعيل". [ثم ضرب على كتفي] ثم قال: "لا أخشى على قريش إلا أنفسها". قلت: وما لهم يا نبي الله؟ قال: "إن طال بك عمر رأيتهم ههنا، حتى ترى الناس بينها كالغنم بين الحوضين مرة إلى هنا ومرة إلى هنا". فأنا أرى ناساً يستأذنون على ابن عباس، رأيتهم العام يستأذنون على معاوية فذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم.(8/214)
رواه أحمد، وعمران هذا لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
13988- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام مستلقياً حتى ينفخ، ثم يقوم فيصلي ولا يتوضأ.
قلت: رواه ابن ماجة غير قوله: مستلقياً.
رواه أبو يعلى، والبزار، وقال: ينام وهو ساجد. ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
13989- وعن رجل قال: رأيت نبي الله صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ، ثم صلى ولم يتوضأ.
رواه أحمد وإسناده جيد.
13990- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح النساء في البيعة.
رواه أحمد وإسناده حسن.
ص.477
13991- وعن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لست أصافح النساء".
رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن.
*3* 25. باب ما جاء في دعائه واشتراطه فيه صلى الله عليه وسلم.
13992- عن أبي سعيد وعن أبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللهم إني أتخذ عندك عهداً لا تخلفنيه فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته أو سببته - أو قال: - لعنته، أو جلدته، فاجعلها له زكاة وصلاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة".
رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن.
13993- وعن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى حفصة بنت عمر رجلاً وقال لها: "احتفظي به". فغفلت حفصة ومضى الرجل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا حفصة، ما فعل الرجل؟". قالت: غفلت عنه يا رسول الله فخرج. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قطع الله يدك". فقالت بيدها هكذا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما شأنك يا حفصة؟". قالت: يا رسول الله، قلت قبل [لي] كذا وكذا. قال: "ضعي يدك، فإني سألت ربي تبارك وتعالى أيما إنسان من أمتي دعوت عليه أن يجعلها له مغفرة".
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
ص.478(8/215)
13994- وعن عائشة قالت: إن أمداد العرب كثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غموه، وقام إليه المهاجرون يفرجون عنه، حتى قام على عتبة عائشة فأرهقوه، فأسلم رداءه في أيديهم ووثب عن العتبة فدخل، قال:
"اللهم العنهم". قالت عائشة: يا رسول الله، هلك القوم. قال: "كلا [والله] يا بنت أبي بكر، إني اشترطت على ربي شرطاً لا خلف له. قلت: إنما أنا بشر أضيق بما يضيق به البشر، فأي المؤمنين بدرت إليه مني بادرة فاجعلها له كفارة".
قلت: لعائشة حديث في الصحيح بغير هذا السياق.
رواه أحمد وإسناده حسن، إلا أن محمد بن جعفر بن الزبير لم يدرك عائشة.
13995- وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا:
"إني أتغيظ عليكم وأعذركم، ثم أدعو الله بيني وبينه: اللهم ما لعنتهم أو سببتهم أو تغيظت عليهم، فاجعله لهم بركة ورحمة ومغفرة وصلاة، فإنهم أهلي وأنا لهم ناصح".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
13996- وعن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم من لعنت في الجاهلية ثم دخل في الإسلام، فاجعل ذلك قربة له إليك".
رواه الطبراني، وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف. قلت: ويأتي حديث حال أبي السوار في مناقبه.
ص.479
13997- وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"اللهم إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وأرضى كما يرضى البشر، فمن لعنته من أحد من أمتي فاجعلها له زكاة ورحمة".
رواه الطبراني، وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك.
13998- وعن عبد الله بن عثمان بن خيثم قال: دخلت على أبي الطفيل عامر بن واثلة، فوجدته طيب النفس فقلت: يا أبا الطفيل، أخبرني عن النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهمّ أن يخبرني فقالت امرأته سودة: مه يا أبا الطفيل، أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(8/216)
"اللهم إنما أنا بشر، فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة"؟.
رواه الطبراني في الأوسط، واللفظ له، وأحمد بنحوه وإسناده حسن.
*3* 26. باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم.
13999- عن جابر قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق إذ امرأة أخذت بعنان دابته وهو على حمار فقالت: يا رسول الله إن زوجي لا يقربني ففرق بيني وبينه ومر زوجها فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما لك ولها جاءت تشكو منك جفاءً تشكو منك أنك لا تقربها؟". قال: يا رسول الله والذي أكرمك إن بعهدي بها بهذه الليلة وبكت المرأة فقالت: كذب فرق بيني وبينه فإنه من أبغض خلق الله إلي. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخذ برأسه ورأسها فجمع بينهما وقال: "اللهم أدن كل واحد منهما من صاحبه". قال جابر: فلبثنا ما شاء الله أن نلبث ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوق فإذا نحن
ص.480
بامرأة تحمل أدماً فلما رأته طرحت الأدم وأقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما خلق من بشر أحب إلي منه إلا أنت.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير يوسف بن محمد بن المنكدر وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه جماعة.
*3* 27. باب فيمن دعا له صلى الله عليه وسلم.
14000- عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا لرجل أصابته وأصابت ولده وولد ولده.
14001- وفي رواية عن حذيفة أيضاً: أن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتدرك الرجل وولده وولد ولده.
رواه أحمد عن ابن لحذيفة عن حذيفة ولم أعرفه.
14002- وعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في حلقة فأراد القيام فقام غلام فتناول نعله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أردت رضا ربك؟ رضي الله عنك". فكان لذلك الغلام نحو في المدينة حتى استشهد.
رواه البزار وفيه عمرو بن أبي خليفة ولم أعرفه.(8/217)
14003- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لغلام من الأنصار: "ناولني نعلي". فقال الغلام:
ص.481
يا نبي الله بأبي أنت وأمي اتركني حتى أجعلها أنا في رجلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللهم إن عبدك هذا يترضاك فارض عنه".
رواه الطبراني في الصغير وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك.
14004- وعن دهر الأسلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع فذكر الحديث إلى أن قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحمه الله". فقال عمر: وجبت والله يا رسول الله لو أمتعتنا به فقتل يوم خيبر شهيداً. وقد تقدم في غزوة خيبر.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
*3* 28. (أبواب في الخصائص).
*4* 1. باب فيما خص به عمن تقدمه صلى الله عليه وسلم.
14005- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"فُضلت على الأنبياء بست لم يعطهن أحد كان قبلي غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلي وجعلت أمتي خير الأمم وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأعطيت الكوثر ونصرت بالرعب والذي نفسي بيده إن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه".
رواه البزار وإسناده جيد.
14006- وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أعطيت خمساً لم يعطها نبي قبلي بعثت إلى الأحمر والأسود وإنما كان النبي يبعث إلى قومه ونصرت بالرعب مسيرة شهر. وأطعمت المغنم ولم يطعمه أحد كان قبلي. وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً وليس من نبي إلا وقد أعطي دعوة فتعجلها وإني أخرت دعوتي شفاعة لأمتي وهي بالغة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئاً".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
*4* 2. باب عصمته من القرين.
@تقدم.
*4* 3. باب منه في الخصائص.
14007- ص.482 عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أُعطيت قوة أربعين في البطش والنكاح".(8/218)
قلت: فذكر الحديث وهو بطوله في النكاح. وفيه المغيرة بن قيس وهو ضعيف.
14008- وعن أنس قال:
"فُضلت على الناس بأربع: السخاء والشجاعة وكثرة الجماع وشدة البطش".
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده رجاله موثقون.
14009- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فُضلت على الأنبياء بخصلتين: كان شيطاني كافراً فأعانني الله عليه حتى أسلم، ونسيت الخصلة الأخرى".
رواه البزار وفيه إبراهيم بن صرمة وهو ضعيف. وقد تقدم أحاديث هذا الباب في باب عصمته من القرين.
*4* 4. باب منه.
14010- عن عبد الله بن الزبير أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فلما فرغ قال:
"يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراه أحد". فلما برزت عن
ص.483
رسول الله صلى الله عليه وسلم عمدت إلى الدم فحسوته فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما صنعت يا عبد الله؟". قال: جعلته في مكان ظننت أنه خاف عن الناس قال: "فلعلك شربته؟". قال: نعم قال: "ومن أمرك أن تشرب الدم؟ ويل لك من الناس وويل للناس منك".
رواه الطبراني والبزار باختصار ورجال البزار رجال الصحيح غير جنيد بن القاسم وهو ثقة.
14011- وعن سفينة قال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس". فتغيبت فشربته ثم ذكرت ذلك له فضحك.
رواه الطبراني والبزار باختصار الضحك ورجال الطبراني ثقات.
14012- وعن أبي سعيد الخدري أن أباه مالك بن سنان لما أصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه يوم أحد مص دم رسول الله صلى الله عليه وسلم وازدرده فقيل له: أتشرب الدم؟ فقال: نعم أشرب دم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلط دمي بدمه لا تمسه النار".
رواه الطبراني في الأوسط ولم أر في إسناده من أجمع على ضعفه.
14013- وعن سلمى امرأة أبي رافع قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق بيته جالساً فقال:(8/219)
"يا سلمى ائتيني بغسل". فجئته بإناء فيه سدر فصفيته له ثم جثا على مرفقة حشوها ليف وأنا أصب على رأسه فغسلها وإني أنظر إلى كل قطرة تقطر من رأسه في الإناء كأنه الدر يلمع ثم جئته بماء فغسله فلما فرغ من غسله قال: "يا سلمى أهريقي ما في الإناء في موضع لا يتخطاه أحد".
ص.484
فأخذت الإناء فشربت بعضه ثم أهرقت الباقي على الأرض فقال لي: "ماذا صنعت بما في الإناء؟". قلت: يا رسول الله حسدت الأرض عليه فشربت بعضه ثم أهرقت الباقي على الأرض فقال: "اذهبي حرم الله بدنك على النار".
رواه الطبراني في الأوسط وفيه معمر بن محمد وهو كذاب.
14014- وعن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت: كان للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل فقال: "أين القدح؟". قالوا: شربته برة - خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد احتظرت من النار بحظار".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وحكيمة وكلاهما ثقة.
14015- وعن أم أيمن قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل إلى فخارة في جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يا أم أيمن قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة". قالت: قد والله شربت ما فيها. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال: "أما إنك لا تتجعين بطنك أبداً".
رواه الطبراني وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف.
14016- وعن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي مرداس السلمي قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بطهور فغمس يده فتوضأ فتتبعناه فحسوناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما حملكم على ما فعلتم؟". قلنا: حب الله ورسوله قال: "فإن أحببتم أن
ص.485
يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا جوار من جواركم".(8/220)
رواه الطبراني وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف.
*3* 29. باب.
14017- عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال: ما مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى قرأ وكتب.
رواه الطبراني وقال: هذا حديث منكر وأبو عقيل ضعيف وهذا معارض لكتاب الله تعالى وأظن إن معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوف حتى قرأ عبد الله بن عتبة وكتب. يعني: أنه كان يعقل في زمانه والله أعلم.
*3* 30. (بابان في صفة النبي صلى الله عليه وسلم).
*4* 1. باب صفته صلى الله عليه وسلم.
14018- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صفتي أحمد المتوكل ليس بفظ ولا غليظ، يجزي بالحسنة الحسنة، ولا يكافئ بالسيئ، مولده بمكة ومهاجره بطيبة وأمته الحمادون، يأتزرون على أنصافهم، ويوضئون أطرافهم، أنا جليهم في صدورهم، يصفون للصلاة كما يصفون للقتال، قربانهم الذي يتقربون به إلي دماؤهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
14019- وعن يزيد الفارسي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم زمن ابن عباس.
[قال:] وكان يزيد يكتب المصاحف.
ص.486
قال: فقلت لابن عباس: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم. قال ابن عباس: إن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد رآني". فهل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت؟ قال: نعم. رأيت رجلاً بين الرجلين جسمه ولحمه، أسمر إلى البياض، حسن المضحك أكحل العينين، جميل دوائر الوجه، قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره، قال عوف: لا أدري ما كان مع هذا من النعت. قال: فقال ابن عباس: لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا.
رواه أحمد ورجاله ثقات.(8/221)
14020- وعن يوسف بن مازن أن رجلاً سأل علياً: يا أمير المؤمنين انعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صفه لنا. قال: كان ليس بالذاهب طولاً، فوق الربعة إذا جاء مع القوم غمرهم، أبيض شديد الوضح، ضخم الهامة، أغر أبلج أهدب الأشفار، شثن (ضخم) الكفين والقدمين، إذا مشى يتقلع كأنما ينحدر في صبب، كأن العرق في وجهه اللؤلؤ لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي.
قلت: له عند الترمذي حديث طويل وفي هذا زيادة.
رواه عبد الله بإسنادين في أحدهما رجل لم يسم والآخر من رواية يوسف بن مازن عن علي وأظنه لم يدرك علياً والله أعلم.
14021- ورواه البزار باختصار وزاد: حسن الشعر رجله.
14022- وفي رواية عنده: ضخم العينين.
ص.487
14023- وعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر.
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
14024- وعن عائشة أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر رضي الله عنه ينصت:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ربيع اليتامى عصمة للأرامل
فقال أبو بكر رضي الله عنه: ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات.
14025- وعن رجل من بلعدوية قال: حدثني جدي قال: انطلقت إلى المدينة فنزلت هذا الوادي فإذا رجلان بينهما عنز واحدة وإذا المشتري يقول للبائع: أحسن مبايعتي. قال: فقلت في نفسي: هذا الهاشمي الذي أضل الناس أهو هو؟ فنظرت فإذا رجل حسن الجسم، عظيم الجبهة، دقيق الأنف، دقيق الحاجبين، وإذا من ثغرة نحره إلى سرته مثل الخيط الأسود شعر أسود. فذكر الحديث.
رواه أبو يعلى. والذي من بلعدوية لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
14026- وعن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي - وكان وصافاً - عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فقال:
ص.488(8/222)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، وأطول من المربوع، وأقصر من المشذب [عظيم الهامة] رجل الشعر، إذا تفرقت عقيصته فرق وإلا يجاوز شعره شحمة أذنيه، إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ من غير قرن بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمنة في صفاء الفضة، معتدل الخلق بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، [طويل الزندين] رحب الراحة، سبط القصب، شثن الكفين والقدمين، سائر الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعاً، وتخطى تكفياً، ويمشي هوناً، ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت معاً، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، يبدر من لقي بالسلام.
قلت: صف لي منطقه. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل الصمت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فضل لا فضول، ولا تقصير، دمث ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة وإن دقت [لا يذم منها شيئاً] لا يذم ذواقاً ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا نوزع الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء [حتى ينتصر له] لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه
ص.489
كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها فيضرب بباطن راحة اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا ضحك غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام.(8/223)
فكتمها الحسين زماناً ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسألته عما سألته ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومجلسه ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئاً.
قال الحسين: سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جزأ نفسه ثلاثة أجزاء: جزء لله وجزء لأهله وجزء لنفسه. ثم جزأ نفسه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة بالخاصة، فلا يدخر عنهم شيئاً، فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم فيما يصلحهم ويلائمهم ويخبرهم بالذي ينبغي لهم، ويقول: "ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني في حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها [إياه] يثبت الله قدميه يوم القيامة". لا يُذكر عنده إلا ذاك، ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون رواداً ولا يتفرقون إلا عن ذواق ويخرجون أذلة.
قال: فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا مما ينفعهم ويؤلفهم ولا يفرقهم أو قال: ولا ينفرهم، فيكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعظمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.
ص.490(8/224)
فسألته عن مجلسه فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ولا يوطن الأماكن وينهي عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه بنصيبه، لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المتصرف، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه بسطة وخلقة، فصار لهم أباً وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم ولا تنثى فلتاته، متعادلين متواصين فيه بالتقوى متواضعين يوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويؤثرون ذوي الحاجة ويحفظون الغريب.
قال: قلت: كيف كانت سيرته في جلسائه؟ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا فاحش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهى [ولا يُؤنس منه] ولا يخيب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكبار ومما لا يعنيه، وترك نفسه من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوليتهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الهفوة في منطقه ومسألته، حتى إذا كان أصحابه ليستجلبوهم ويقول: "إذا رأيتم طالب الحاجة فأرشدوه". ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام.(8/225)
قال: قلت: كيف كان سكوته؟ قال: كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربع: على الحلم والحذر والتقدير والتفكر، فأما تقديره ففي تسويته النظر واستماع بين الناس، وأما تذكره أو قال: تفكره ففيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم في الصبر فكان لا يوصبه ولا يستفزه، وجُمع له الحذر في أربع أخذه بالحسنى ليقتدوا به وتركه
ص.491
القبيح لينتهوا عنه، وإجهاده الرأي فيما يصلح أمته، والقيام فيما يجمع لهم الدنيا والآخرة.
قال أبو عبيد: أبو هالة كان زوج خديجة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه النباش [وابنه هند بن النباش] من بني أسيد بن عمرو بن تميم.
قال علي بن عبد العزيز: حدثني الزبير بن بكار قال: حدثني عمر بن أبي بكر الموصلي قال: أبو هالة مالك بن زرارة من بني نباش بن زرارة.
قال علي بن عبد العزيز: سمعت أبا عبيد يقول: قوله: فخماً [مفخماً]: الفخامة - [في الوجه] - نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة. والمربوع: الذي بين الطويل والقصير. والمشذب: المفرط في الطول وكذلك هو في كل شيء قال جرير:
ألوي بها شذب العروق مشذب * فكأنما كتب على طربال
وقوله: رجل الشعر: الذي ليس بالسبط الذي لا تكسر فيه. والقطط: الشديدة الجعودة يقول: فيه جعودة بين هذين. والعقيصة: الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور ومنه قول عمر: من عقص أو ضفر فعليه الحق. وقوله: أزج الحاجبين سوابغ: الزجج في الحواجب أن يكون فيها تقوس مع طول في أطرافها وهو السبوغ، قال جميل بن معمر:
إذا ما الغانيات برزن يوماً * وزججن الحواجب والعيونا
قوله: في غير قرن: فالقرن التقاء الحاجبين حتى يتصلا [يقول:] فليس هو كذلك ولكن بينهما فرجة، يقال للرجل إذا كان كذلك: أبلج، وذكر الأصمعي أن العرب تستحب هذا.
ص.492(8/226)
وقوله: بينهما عرق يدره الغضب، يقول: إذا غضب در العرق الذي بين الحاجبين. ودروره: غلظه ونتوؤه وامتلاؤه. وقوله: أقنى العرنين: يعني الأنف، والقنا أن يكون فيه دقة مع ارتفاع في قصبته يقال منه: رجل أقن وامرأة قنواء. والأشم: أن يكون الأنف دقيقاً لا قنا فيه. وقوله: كث اللحية، الكثونة: أن تكون اللحية غير رقيقة ولا طويلة ولكن فيها كثاثة من غير عظم ولا طول. وقوله: ضليع الفم: أحسبه يعني: حدة الشفتين. وقوله: أشنب [الأشنب] هو الذي في أسنانه رقة وتحديد، يقال منه: رجل أشنب وامرأة شنباء ومنه قول ذي الرمة:
لمياء في شفتيها حدة لعس * وفي اللثات وفي أنيابها شنب
والمفلج: هو الذي في أسنانه تفرق. والمسربة: الشعر الذي بين اللبة إلى السرة. شعر يجري كالخط: قال الأعشى:
الآن لما ابيض مسربتي * وعضضت من نابي على جذمي
وقوله: جيد دمنة: الجيد: العنق، والدمنة: الصورة. وقوله: ضخم الكراديس: قال بعضهم: هي العظام، ومعناه أنه عظيم الألواح، وبعضهم يجعل [الكراديس رؤوس العظام والكراديس] الكراديس في غير هذا الكتائب.
ص.493
والزندان: العظمان اللذان في الساعدين المتصلان بالكفين، وصفه بطول الذراعين. سبط القصب: [القصب]: كل عظم ذي مخ مثل الساقين والعضدين والذراعين، وسبوطهما: امتدادهما، يصفه بطول العظام، قال ذو الرمة:
جواعل في البري قصباً خدالاً * أراد بالبرى: الأسورة والخلاخل
وقوله: شثن الكفين والقدمين: يريد أن فيهما بعض الغلظ. والأخمص من القدم في باطنها ما بين صدرها وعقبها: وهو الذي لا يلصق بالأرض من القدمين في الوطء، قال الأعشى يصف امرأة بإبطاء في المشي:
كأن أخمصها بالشوك منتعل(8/227)
وقوله: خمصان: يعني أن ذلك الموضع من قدميه فيه تجاف عن الأرض وارتفاع، وهو مأخوذ من خموصة البطن، وهي ضمره، يقال منه: رجل خمصان وامرأة خمصانة. وقوله: مسيح القدمين: يعني أنهما ملسان وأنه ليس في ظهورهما تكسر ولهذا قال: ينبو عنهما الماء: يعني أنه لا ثبات للماء عليهما. وقوله: إذا خطا تكفأ: يعني التمايل أخذه من تكفئ السفن. وقوله: ذريع المشية: يعني واسع الخطا. كأنما ينحط في صبب: أراه يريد أنه مقبل على ما بين يديه، غاض بصره لا يرفعه إلى السماء، وكذلك يكون المنحط، ثم فسره فقال: خافض الطرف نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء. وقوله: إذا التفت التفت جميعاً: يريد أنه لا يلوي عنقه دون جسده فإن في هذا بعض الخفة والطيش. وقوله: دمث: هو اللين السهل، ومنه قيل للرمل: دمث، ومنه حديثه أنه أراد يبول فمال إلى دمث.
ص.494
وقوله: إذا غضب أعرض وأشاح: والإشاحة: الحد، وقد يكون الحذر. وقوله: يفترُّ عن مثل حب الغمام: [والافترار: أن تكشر الأسنان ضاحكاً من غير قهقهة وحب الغمام] أراد البرد شبه [به] بياض أسنانه، قال جرير:
يجري السواك على أغر كأنه * يرد تحدر من متون غمام(8/228)
وقوله: يدخلون رواداً: الرواد: الطالبون، واحدهم رائد، ومنه قولهم: الرائد لا يكذب أهله. وقوله: لكل حال عنده عتاد: يعني عدة وقد أعد له. وقوله: لا يوطن الأماكن: أي لا يجعل لنفسه موضعاً يعرف، إنما يجلس حيث يمكنه في الموضع الذي تكون فيه حاجته ثم فسره فقال: يجلس حيث ينتهي به المجلس، ومنه حديثه عليه السلام أنه نهى أن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير. وقوله: في مجلسه لا تؤبن فيه الحرم: يقول: لا توصف فيه النساء، ومنه حديثه صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الشعر إذا أبنت فيه النساء. قال أبو عبيد: حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن مجالد عن الشعبي قال: كان رجال في المسجد يتناشدون الشعر فأقبل ابن الزبير فقال: في حرم الله وعند بيت رسول الله تتناشدون الشعر؟ فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إنه ليس بك بأس يا ابن الزبير إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشعر إذا أبنت فيه النساء أو تروزئت فيه الأموال. وقوله: لا تنثى فلتاته: الفلتات: السقطات لا يتحدث بها. يقال: نثوت أنثو والاسم منه النثا، وهذه الهاء التي في فلتاته راجعة على المجلس، ألا ترى أن صدر الكلام أنه سأله عن مجلسه، وقال أيضاً: أنه لم يكن لمجلسه فلتات يحتاج أحد أن يحكيها، فلتاته: يريد فلتات المجلس لا يتحدث بها بعضهم عن بعض.
رواه الطبراني وفيه من لم يسم.
ص.495
14027- وعن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب احمر وجهه.
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه الدارقطني وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
14028- وعن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب احمرت وجنتاه.
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي وهو ضعيف.(8/229)
14029- وعن حكيم بن حزام قال: خرجت إلى اليمن فابتعت حلة ذي يزن فأهديتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدة التي كان بينه وبين قريش فقال: "لا أقبل هدية مشرك". فردها فبعتها فاشتراها فلبسها ثم خرج إلى أصحابه وهي عليه فما رأيت شيئاً في شيء أحسن منه فيها صلى الله عليه وسلم فما مكثت أن قلت:
وما ينظر الحكام في الفصل بعد ما * بدا واضح من غرة وحجول
إذا قايسوهُ المجدَ أربى عليهم * كمستفرغ ماء الذناب سجيل
فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم ثم دخل.
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وضعفه الجمهور وقد وثق.
قلت: وقد تقدمت له طريق أطول من هذه في الهدية.
14030- وعن محمد بن سليمان بن سليط عن أبيه عن جده قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة معه أبو بكر رضى الله عنه وعامر بن فهيرة
ص.496(8/230)
مولى أبي بكر وابن أريقط يدلهم على الطريق فمر بأم معبد الخزاعية وهي لا تعرفه فقال لها: "يا أم معبد هل عندك من لبن؟". قالت: والله إن الغنم عازبة. قال: "فما هذه الشاة التي أراها في كفاء البيت؟". قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. قال: "أتأذنين في حلابها؟". قالت: والله ما ضربها من فحل قط وشأنك بها. فمسح ظهرها وضرعها ثم دعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه فملأه فسقى أصحابه به عللاً بعد نهل ثم حلب فيه أخرى فغادره عندها وارتحل فلما جاء زوجها عند المساء قال لها: يا أم معبد ما هذا اللبن ولا حلوبة في البيت والغنم عازب؟ قالت: لا. والله إلا أنه مر بنا رجل ظاهر الوضاء مليح الوجه في أشفاره وطف، وفي عينيه دعج، وفي صوته صحل، غصن بين غصنين لا تشناه من طول ولا تقتحمه عين من قصر لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة، كأن عنقه إبريق فضة إذا نظرته علاه البهاء وإذا صمت فعليه الوقار، كلامه كخرز النظم أزين أصحابه منظراً وأحسنهم وجهاً محسود غير مفند، له أصحاب يحفون به إذا أمروا تبادروا أمره وإذا نهى انتهوا عند نهيه. فقال: هذا صاحب قريش ولو رأيته لاتبعته ولأجهدن أن أفعل ولم يعلموا بمكة أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعوا هاتفاً يهتف على أبي قبيس:
جزى الله خيراً والجزاء بكفه * رفيقين قالا: خيمتي أمّ معبد
هما نزلا بالبرِّ وارتحلا به * فقد فاز من أمسى رفيقَ محمد
فما حملت من ناقة فوق رحلها * أبرّ وأوفى ذمة من محمد
وأكسى لبردِ الحالِ قبل ابتدائه * وأعطى برأسِ السانح المتجرد
ليهن بني كعبٍ مكان فتلتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد
ص.497
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن يحيى المديني ونسبه البخاري وغيره إلى الكذب وقال الحاكم: صدوق فالعجب منه وفيه مجاهيل أيضاً. وقد تقدم هذا الحديث من غير الطريق في المغازي في الهجرة إلى المدينة.(8/231)
14031- وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن أبي ثابت وهو ضعيف.
14032- وعن أبي قرصافة قال: لما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأمي وخالتي ورجعنا من عنده منصرفين قالت لي أمي وخالتي: يا بني ما رأينا مثل هذا الرجل أحسن منه وجهاً ولا أنقى ثوباً ولا ألين كلاماً ورأينا كأن النور يخرج من فيه.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
14033- وعن جبير - يعني ابن مطعم - عن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلينا بوجهه مثل شقة القمر.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
14034- وعن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء: صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لو رأيت الشمس طالعة.
ص.498
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا.
14035- وعن أبي الطفيل قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فما أنسى بياض وجهه مع شدة سواد شعره إن من الرجال من هو أطول منه ومنهم من هو أقصر منه، يمشي ويمشون حوله، فقلت لأمي: من هذا؟ قالت: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: له حديث في الصحيح غير هذا.
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف. ورواه البزار باختصار ورجاله رجال الصحيح.
14036- وعن أم هانئ قالت: ما نظرت إلى بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إلا ذكرت القراطيس بعضها على بعض.
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
14037- وعن جابر بن سمرة قال: كانت إصبع النبي صلى الله عليه وسلم متظاهرة.
رواه عبد الله وفيه سلمة بن حفص وهو ضعيف.
14038- وعن ميمونة بنت كردم قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت إصبعه التي تلي الإبهام لها فضل في الطول على الإبهام. تعني: من الرجل.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
ص.499(8/232)
14039- وعن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان رجلاً ربعة وهو إلى الطول أقرب، شديد البياض، أسود اللحية، حسن الشعر، أهدب أشفار العينين، بعيد ما بين المنكبين، يطأ بقدميه جميعاً ليس له أخمص، يقبل جميعاً، ويدبر جميعاً، لم أر مثله قبله ولا بعده.
رواه البزار ورجاله وثقوا.
14040- وعن أبي سعيد الخدري أنه سئل عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بين كتفيه فقال بإصبعه السبابة هكذا: لحم ناشز بين كتفيه صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد وفيه عبد الله بن ميسرة وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
14041- وعن أبي زيد - يعني عمرو بن أخطب - قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا زيد ادن مني وامسح ظهري". وكشف ظهره فمسحت ظهره وجعلت الخاتم بين إصبعي قال: فغمزتها فقيل: وما الخاتم؟ قال: شعر مجتمع.
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وزاد في رواية عنده:
رأيت الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا بظهره كأنه يختم.
وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح.
14042- وعن عباد بن عمرو أنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فخاطبه يهودي فسقط رداؤه عن منكبيه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يرى الخاتم فسويته عليه فقال: "من فعل هذا؟". قلت: أنا قال: "تحول إلي". فجلست بين يديه فوضع يده
ص.500
على رأسي فأمرها على وجهي وصدري وقال: "إذا أتانا شيء فائتني". فأتيته فأمر لي بجذعة وكان الخاتم على طرف كتفه الأيسر كأنه ركبة عنز.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
14043- وعن جابر بن سمرة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه لأنظر إلى موضع الخاتم فلما نظر إلي ألقى الرداء فنظرت إليه.
قلت: له حديث في الخاتم في الصحيح غير هذا.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
14044- وعن أنس بن مالك قال: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم أربع ضفائر في رأسه.(8/233)
رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات.
14045- وعنه قال: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم جمة جعدة.
رواه البزار وفيه محمد بن القاسم الأسدي وهو ضعيف.
14056- وعن فضالة بن عبيد أنه دخل على عائشة فأخرجت له شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو أحمر مصبوغ.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
ص.501
14047- وعن جهضم بن الضحاك قال: مررت بالرجيع فرأيت به شيخاً قالوا: هذا العداء بن خالد بن هوذة فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: صفه لي فقال: كان حسن السبلة، وكانت العرب تسمي اللحية السبلة.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
14048- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى مشى مجتمعاً ليس فيه كسل.
رواه أحمد والبزار وزاد: لم يلتفت يعرف في مشيه أنه غير كسل ولا وهن.
ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن التابعي غير مسمى وقد سماه البزار وهو عكرمة وهو من رجال الصحيح أيضاً.
14049- وعن أبي عتبة قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم إذا مشي مشى مشياً يقلع الصخر.
رواه البزار وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وقد وثق على ضعفه.
14050- وعن شداد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده فإذا هي ألين من الحرير وأبرد من الثلج.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح غير موسى بن أيوب النصيبي وهو ثقة.
ص.502
14051- وعن بريدة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ما يضحك إلا حتى ترى أو تبدو رباعيته.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
14052- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي أم سليم وينام على فراشها وكان ثقيل النوم فذكر الحديث.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
*4* 2. باب منه في صفته وطيب رائحته صلى الله عليه وسلم.(8/234)
14053- عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر في طريق من طرق المدينة وجد منه رائحة المسك قالوا: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق.
رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال:
كنا نعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطيب رائحته إذا أقبل إلينا.
ورجال أبي يعلى وثقوا.
14054- وعن معاذ - يعني ابن جبل - قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأردفني خلفه فما مسست شيئاً قط ألين من جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا وجدت رائحة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر الحديث.
رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه الحسن بن أبي جعفر وقد وثق على ضعفه.
ص.503
14055- وعن أم عاصم امرأة فرقد بن عتبة قالت: كنا عند عتبة أربع نسوة ما منا امرأة إلا وهي تجتهد في الطيب لتكون أطيب من صاحبتها وما يمس عتبة الطيب إلا أن يمس دهناً، يمسح لحيته وهو أطيب ريحاً منا، وكان إذا خرج إلى الناس، قالوا: ما شممنا ريحاً أطيب من ريح عتبة، فقلت له يوماً: إنا لنجتهد في الطيب ولأنت أطيب ريحاً منا فمم ذاك؟ فقال: أخذني الشرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوت ذلك إليه فأمرني أن أتجرد فتجردت وقعدت بين يديه وألقيت ثوبي على فرجي فنفث في يده ثم وضع يده على ظهري وبطني فعبق بي هذا الطيب من يومئذ.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وقال في بعضها: ثلاث نسوة. وقال فيه: ثم بسط يديه فبصق فيهما فمسح إحداهما على الأخرى ومسح إحداهما على بطني والأخرى على ظهري.
ورجال الأوسط رجال الصحيح غير أم عاصم فإني لم أعرفها.
14056- وعن أبي هريرة أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني زوجت ابنتي وإني أحب أن تعينني بشيء فقال:(8/235)
"ما عندي من شيء ولكن إذا كان غد فتعال فجئ بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة، وآية بيني وبينك أني أجيف ناحية الباب". فأتاه بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة فجعل يسلت العرق من ذراعيه حتى امتلأت فقال: "خذ ومر ابنتك إذا أرادت أن تطيب أن تغمس هذا العود في القارورة وتطيب به". قال: فكانت إذا تطيبت شم أهل المدينة رائحة الطيب فسموا ببيت المطيبين.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حلبس الكلبي وهو متروك.
14057- وعن يزيد بن الأسود السوائي قال: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة فصليت معه صلاة الفجر بمنى فلما فرغ من صلاته إذا رجلان خلف الناس لم يصليا
ص.504
مع الناس قال: "علي بالرجلين". فجيء بالرجلين ترعد فرائصهما فقال: "أما صليتما معنا؟". قالا: يا رسول الله إنا كنا في رحالنا وظننا أنا لا ندرك الصلاة قال: "فلا تفعلا، إذا صليتما في رحالكما ثم أدركتما الصلاة فصليا تكون لكما نافلة". فقال أحدهما: استغفر لي يا رسول الله فقال: "اللهم اغفر له". فازدحم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ كأشب الرجال وأقواهم فزاحمت الناس حتى أخذت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعتها على صدري فلم أر شيئاً كان أبرد ولا أطيب من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: روى أبو داود والترمذي منه إلى قوله: "تكون لكما نافلة".
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وإسناده حسن.
14058- وعن جعفر بن محمود بن مسلمة أن جدته عميرة بنت مسعود أخبرته أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها يبايعنه وهن خمس فوجدنه يأكل قديداً فمضغ لهن قديدة ثم ناولني القديدة فمضغتها كل واحدة قطعة فلقين الله وما يوجد لأفواههن خلوف.
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إدريس الأسواري وهو ضعيف.
*3* 31. باب في سره وعلانيته صلى الله عليه وسلم.(8/236)
14059- عن يحيى بن الجزار قال: دخل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة فقالوا: يا أم المؤمنين حدثينا عن سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: كان سره وعلانيته سواء. ثم ندمت قالت: أفشيت سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: فلما دخل أخبرته فقال: "أحسنت".
ص.505
رواه أحمد والطبراني وقال: عن يحيى عن أم سلمة، ورجالهما رجال الصحيح.
*3* 32. باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم.
14060- عن حذيفة قال: بينا أنا أمشي في طريق المدينة إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول:
"أنا محمد وأحمد ونبي الرحمة ونبي التوبة والحاشر والمقفي ونبي الملاحم".
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه سوء حفظ.
14061- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا أحمد وأنا محمد وأنا الحاشر الذي أحشر الناس على قدمي، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، فإذا كان يوم القيامة كان لواء الحمد معي وكنت إمام المرسلين وصاحب شفاعتهم".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عروة بن مروان قيل فيه: ليس بالقوي، وبقية رجاله وثقوا.
14062- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا أحمد ومحمد والحاشر والمقفي والخاتم".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط.
*3* 33. باب إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات.(8/237)
14063- ص.506 عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: جلس عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير، وكان عمير بن وهب شيطاناً من شياطين قريش، وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء إذا هم بمكة، وكان ابن وهب بن عمير في أسارى أصحاب بدر. قال: فذكروا أصحاب القليب بمصابهم فقال: والله إن في العيش خيراً بعدهم. فقال عمير بن وهب: صدقت والله لولا دين علي ليس عندي قضاؤه، وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فإن لي فيهم علة ابني عندهم أسير في أيديهم. قال: فاغتنمها صفوان فقال: علي دينك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أسويهم ما بقوا لا نسعهم بعجز عنهم. قال عمير: اكتم عني شأني وشأنك. قال: أفعل، ثم أمر عمير بسيفه فشحذ وسُمَّ ثم انطلق إلى المدينة. فبينما عمر رضي الله عنه بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر إلى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف فقال: هذا الكلب والله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر، هذا الذي حرش بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر. ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذا عمير بن وهب قد جاء متوشح بالسيف قال: "فأدخله". فاقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه: ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الكلب عليه فإنه غير مأمون. ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم به
ص.507(8/238)
وعمر آخذ بحمالة سيفه فقال: "أرسله يا عمر، ادن يا عمير". فدنا فقال: أنعموا صباحاً. وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، السلام تحية أهل الجنة". فقال: أما والله يا محمد إن كنت لحديث عهد بها. قال: "فما جاء بك؟". قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسبه قال: "فما بال السيف في عنقك؟". قال: قبحها الله من سيوف فهل أغنت عنا شيئاً؟ قال: "أصدقني ما الذي جئت له؟". قال: ما جئت إلا لهذا. قال: "بلى قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت: لولا دين علي وعيالي لخرجت حتى أقتل محمداً. فتحمل صفوان لك بدينك وعيالك على أن تقتلني والله حائل بينك وبين ذلك". قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان فوالله إني لأعلم ما أنبأك به إلا الله فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق. ثم شهد شهادة الحق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فقهوا أخاكم في دينه وأقرئوه القرآن وأطلقوا له أسيره". ثم قال: يا رسول الله إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله وإني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام لعل الله أن يهديهم ولا أؤذيهم كما كنت أؤذي أصحابك في دينهم. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق بمكة.
وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب قال لقريش: أبشروا بوقعة [تأتيكم الآن] تنسيكم وقعة بدر. وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره بإسلامه فحلف أن لا يكلمه أبداً ولا ينفعه بنفع أبداً. فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام ويؤذي من خالفه أذى شديداً فأسلم على يديه ناس كثير.
رواه الطبراني مرسلاً وإسناده جيد.
ص.508(8/239)
14064- وروى عن عروة بن الزبير نحوه مرسلاً وقال فيه: ففرح المسلمون حين هداه الله وقال عمر بن الخطاب: لخنزير كان أحب إلي منه حين اطلع وهو اليوم أحب إلي من بعض بني.
وإسناده حسن.
14065- وعن أبي عمران الجوني - لا أعلمه إلا عن أنس - قال: كان وهب بن عمير شهد أحداً كافراً فأصابته جراحة فكان في القتلى فمر به رجل من الأنصار فعرفه، فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهره ثم تركه، فلما دخل الليل وأصابه البرد لحق بمكة فبرأ، فاجتمع هو وصفوان بن أمية في الحجر، فقال لصفوان بن أمية: لولا عيالي ودين علي لأحببت أن أكون أنا الذي أقتل محمداً بنفسي. فقال صفوان: فكيف تصنع؟ فقال: أنا رجل جواد لا ألحق آتيه فأغتره ثم أضربه بالسيف ثم ألحق بالجبل ولا يلحقني أحد. فقال له صفوان: فعيالك ودينك علي. فخرج فشحذ سيفه وسمه ثم خرج إلى المدينة لا يريد إلا قتل محمد صلى الله عليه وسلم. فلما قدم المدينة رآه عمر بن الخطاب فهاله ذلك وشق عليه وقال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رأيت وهباً قدم فرابني قدومه وهو رجل غادر فأطيفوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم. فأطاف المسلمون بالنبي صلى الله عليه وسلم فجاء وهب فوقف على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنعم صباحاً يا محمد. فقال: "قد أبدلنا الله خيراً منها". فقال: عهدي بك تحدث بها وأنت معجب. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أقدمك؟". قال: جئت أفدي أساراكم. قال: "ما بال السيف؟". قال: أما إنا قد حملناها يوم بدر فلم نفلح ولم ننجح. قال: "فما شيء قلت لصفوان وأنتما في الحجر: لولا عيالي وديني لكنت أنا الذي أقتل محمداً بنفسي؟". فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم الخبر فقال وهب: هاه كيف قلت؟ فأعاد عليه. قال وهب: قد كنت
ص.509(8/240)
تخبرنا خبر أهل الأرض فنكذبك فأراك تخبر خبر أهل السماء أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال: يا رسول الله أعطني عمامتك. فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عمامته ثم خرج راجعاً إلى مكة. فقال عمر: لقد قدم وإنه لأبغض إلي من الخنزير ثم رجع وهو أحب إلي من ولدي.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
14066- وعن أبان بن سلمان عن أبيه سلمان قال: كان إسلام قباث بن أشيم الليثي أن رجالاً من العرب وغيرهم أتوه فقالوا: إن محمد بن عبد المطلب خرج يدعو إلى غير ديننا. فقام قباث حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل عليه قال له: "اجلس يا قباث". فأوجم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "[أنت القائل:] لو خرجت نساء قريش بأكملها ردت محمداً وأصحابه". فقال قباث: والذي بعثك بالحق ما تحرك به لساني ولا ترمرمت به شفتاي ولا سمعه مني أحد وما هو إلا شيء هجس في نفسي، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله، وأن ما جئت به الحق.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفهم.
قلت: وقد تقدمت قصة العباس في غزوة بدر. وقصة ذي الجوشن في غزوة الفتح.
وحديث جابر بن عبد الله في قصة خزيمة بن ثابت الذي كان في عير خديجة في عجائب المخلوقات.
ص.510
وحديث عبد الله بن بسر في مناقبه. وغير ذلك.
14067- وعن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل قد رفع لي الدنيا فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كأنما أنظر إلى كفي هذه جليان جلاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم كما جلاه للنبيين من قبله".
رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف كثير في سعيد بن سنان الرهاوي.(8/241)
14068- وعن أبي بكرة قال: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث كسرى إلى عامله على أرض اليمن ومن يليه من العرب وكان يقال له: باذام أنه بلغني أنه خرج رجل قبلك يزعم أنه نبي فقل له فليكف عن ذلك أو لأبعثن إليه من يقتله أو يقتل قومه. قال: فجاء رسول باذام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان شيء فعلته من قبلي كففت ولكن الله عز وجل بعثني". فأقام الرسول عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ربي قتل كسرى ولا كسرى بعد اليوم، وقتل قيصر ولا قيصر بعد اليوم". قال: فكتب قوله في الساعة التي حدثه واليوم الذي حدثه والشهر الذي حدثه فيه ثم رجع إلى باذام فإذا كسرى قد مات وإذا قيصر قد قتل.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير كثير بن زياد وهو ثقة وعند أحمد طرف منه وكذلك البزار.
14069- وعن خريم بن أوس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ص.511
"هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي، وهذه الشماء بنت بقيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود". قلت: يا رسول الله إن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي؟ قال: "هي لك".
ثم ارتدت العرب فلم يرتد أحد من طيئ فكنا نقاتل قيساً على الإسلام ومنهم عتبة بن حصن وكنا نقاتل طليحة بن خويلد الفقعسي فامتدحنا خالد بن الوليد وكان فيما قال فينا:
جزى الله عنا طيئا في ديارها * بمعترك الأبطال خير جزاء
هم أهلُ راياتِ السماحة والندى * إذا ما الصبا ألوت بكل خباء
هم ضربوا قيساً على الدينِ بعد ما * أجابوا مناديَ ظلمةٍ وعماء
ثم سار خالد بن الوليد إلى مسيلمة فسرنا معه، فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا إلى ناحية البصرة، فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز.
قال أبو السكين: وبه يضرب المثل، تقول العرب: أكفر من هرمز.(8/242)
فبرز له ابن الوليد ودعا إلى البراز، فبرز له هرمز، فقتله خالد رضي الله عنه [وكتب بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه] فنفله سلبه، فبلغت لأقلنسوة هرمز مائة ألف درهم، وكانت الفرس إذا أشرف فيها رجل جعلوا] قلنسوته بمائة ألف درهم، ثم سرنا على طريق الطف حتى دخلنا الحيرة، فكان أول من تلقانا فيها شيماء بنت بقيلة على بغلة لها شهباء بخمار أسود [كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] فتعلقت بها وقلت: هذه وهبها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاني خالد عليها البينة، فأتيته بها، فسلمها إلي ونزل إلينا أخوها عبد المسيح فقال لي: بعنيها، فقلت له: لا أنقصها والله من عشر مائة
ص.512
شيئاً، فدفع إلي ألف درهم فقيل لي: لو قلت: مائة ألف، دفعها إليك. فقلت: لا أحسب أن مالاً أكثر من عشر مائة. وبلغني في غير هذا الحديث أن الشاهدين كانا محمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر.
رواه الطبراني.
14070- وعن عائشة قالت: كان يوم من السنة تجتمع فيه نساء النبي صلى الله عليه وسلم عنده يوماً إلى الليل قالت: وفي ذلك اليوم قال: "أسرعكن لحوقاً أطولكن يداً". قالت: فجعلنا نتذارع بيننا أينا أطول يدين. قالت: وكانت سودة أطولهن يداً، فلما توفيت سودة علمنا أنها كانت أطولهن يداً في الخير والصدقة. قالت: وكانت زينب تغزل الغزل
وتعطيه سرايا النبي صلى الله عليه وسلم يخيطون به ويستعينون به في مغازيهم. قالت: وفي ذلك اليوم قال:
"كيف بإحداكن ينبح عليها كلاب الحوأب".
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف.
14071- وعن أم سلمة قالت: لما دخل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يا أم سلمة إني أهديت للنجاشي مسكاً وحلة ولا أراه إلا قد مات ولا أرى هديتي إلا سترد إلي".
قالت: وكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطى نساءه أوقية أوقية وأعطاني سائر المسك والحلة.
ص.513(8/243)
رواه الطبراني. وأم موسى بن عقبة لا أعرفها. ومسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: وقد تقدم حديث أم كلثوم بهذه القصة في الهدية في البيع من مسند الإمام أحمد وغيره.
14072- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يهلك كسرى فلا يكون كسرى بعده فإنه يقول: أنا ملك الأملاك، ويهلك قيصر فلا يكون قيصر بعده فإنه يقول: أنا ملك الأملاك".
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
14073- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله".
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه عبيد بن كثير التمار وهو متروك.
14074- وعن ابن عباس قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أظلتنا سحابة نحن نطمع فيها فقال: "إن الملك الذي يسوقها أو يسوق هذه السحابة دخل علي فسلم فأخبرني أنه يسوقها إلى وادي كذا".
رواه البزار ورجاله ثقات.
14075- وعن رافع قال: كان بالرحال ابن غنمويه من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى
ص.514
رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء عجيب فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً والرحال معنا جالس مع نفر فقال: "أحد هؤلاء النفر في النار". قال رافع: فنظرت في القوم فإذا أبو هريرة الدوسي وأبو أروى الدوسي والطفيل بن عمرو الدوسي ورجال بن غنفويه فجعلت أنظر وأتعجب وأقول: من هذا الشقي؟ فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعت بنو حنيفة، فسألت: ما فعل الرجال بن غنفويه؟ فقالوا: افتتن هو الذي شهد لمسيلمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أشركه في الأمر بعده. فقلت: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق وسمع الرجّال وهو يقول: كبشان انتطحا فأحبهما إلينا كبشنا.(8/244)
رواه الطبراني وقال فيه: الرحال بالحاء المهملة المشددة وهكذا قاله الواقدي والمدائني وتبعهما عبد الغني بن سعيد ووهم في ذلك. والأكثرون قالوا: إنه بالجيم الدارقطني وابن ماكولا، وفي إسناد هذا الحديث الواقدي وهو ضعيف.
14076- وعن أوس بن خالد قال: كنت إذا قدمت على أبي محذورة سألني عن رجل وإذا قدمت على الرجل سألني عن أبي محذورة فقلت: لأبي محذورة إذا قدمت عليك سألتني عن فلان وإذا قدمت على فلان سألني عنك قال: كنت أنا وأبو هريرة وفلان في بيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"آخركم موتاً في النار". فمات أبو هريرة ثم مات أبو محذورة ثم مات الرجل.
رواه الطبراني وأوس بن خالد لم يرو عنه غير علي بن زيد وفيهما كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح.
14077- وعن أبي يونس قال: كنت تاجراً بالمدينة فإذا قدمت المدينة سألني
ص.515
أبو هريرة عن سمرة بن جندب وإذا قدمت البصرة سألني سمرة عن أبي هريرة فقال أبو هريرة: كنا سبعة في بيت فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "آخركم موتاً في النار". فلم يبق إلا أنا وسمرة.
قلت: لعله أراد نار الدنيا فإن سمرة مات كذلك والله أعلم.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن زيد بن جدعان وقد وثق وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
14078- وعن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ليخرجن الظعن من المدينة حتى يدخل الحيرة لا يخاف أحداً إلا الله عز وجل".
رواه الطبراني والبزار ورجال البزار رجال الصحيح غير أحمد بن يحيى الأودي وهو ثقة.
14079- وعن أبي جحيفة - فيما يعلم بعض الرواة - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجد بيوتكم كما تتنجد الكعبة". قلنا: ونحن على ديننا؟ قال: "نعم". قلنا: يومئذ خير من اليوم؟ قال: "بل أنتم اليوم خير من يومئذ".
رواه الطبراني ورجاله ثقات.(8/245)
14080- وعن حذيفة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يكون في أمتي رجل يتكلم بعد الموت".
ص.516
قلت: وقد تقدم حديث النعمان بن بشير فيمن تكلم بعد الموت في الخلافة في الخلفاء الأربعة.
*3* 34. باب إخبار الذئب بنبوته صلى الله عليه وسلم.
14081- عن أبي سعيد الخدري قال: عدا الذئب على شاة فأخذها، فطلبها الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه فقال: ألا تتقي الله تنزع مني رزقاً ساقه الله عز وجل إلي؟ فقال: يا عجباً ذئب مقعي على ذنبه يكلمني بكلام الأنس! فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك! محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق. قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي: الصلاة جامعة ثم خرج فقال للأعرابي: "أخبرهم". فأخبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الأنس ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبر فخذه ما أحدث أهله بعده".
قلت: عند الترمذي طرف من آخره.
رواه أحمد.
14082- وفي رواية: عن أبي سعيد أيضاً قال: بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليه في بيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه الذئب فانتزع شاة من غنمه فجهده الرجل يرمي بالحجارة حتى استنقذ منه شاته. فذكر نحوه.
رواه أحمد والبزار بنحوه باختصار ورجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح.
14083- وعن أبي هريرة قال:
ص.517(8/246)
جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها منه. قال: فصعد الذئب على تل فأقعى واستذفر وقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله فانتزعته مني؟ فقال الراعي: بالله إن رأيت كاليوم ذئباً يتكلم!! قال الذئب: أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرمين يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم. وكان الرجل يهودياً فجاء النبي صلى الله عليه وسلم [فأسلم] وخبره فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنها أمارات من أمارات بين يدي الساعة، وقد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده".
قلت: هو في الصحيح باختصار.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
*3* 35. باب سؤال الذئب القوت.
14084- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بنحوه - يعني بنحو حديث قبله - وزاد فيه: وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوماً صلاة الغداة ثم قال:
"هذا الذئب وما الذئب جاءكم يسألكم أن تعطوه أو تشركوه في أموالكم". فرماه رجل بحجر فمر أو ولى وله عواء.
رواه البزار وقال: وهذا الذي زاده جرير لا نعلم أحداً رواه غيره، ورجاله رجال الصحيح غير زياد بن أبي الأدبر وهو ثقة.
*3* 36. باب شهادة الشجر بنبوته صلى الله عليه وسلم.
14085- عن ابن عمر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأقبل أعرابي فلما
ص.518
دنا قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أين تريد؟". قال: إلى أهلي. قال: "هل لك في خير؟". قال: وما هو؟ قال: "تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله". قال: من شاهد على ما تقول؟ قال: "هذه الشجرة". فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خداً حتى جاءت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت أنه كما قال، ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال: إن يتبعوني آتيك بهم وإلا رجعت إليك فكنت معك.(8/247)
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. ورواه أبو يعلى أيضاً والبزار.
*3* 37. باب شهادة الضب بنبوته صلى الله عليه وسلم.
14086- عن عمر بن الخطاب بحديث الضب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضباً وجعله في كمه فذهب به إلى رحله فرأى جماعة فقال: على من هذه الجماعة فقالوا: على هذا الذي يزعم أنه النبي، فشق الناس، ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك وأنقص، ولولا أن تسميني العرب عجولاً لعجلت عليك فقتلتك، فسررت بقتلك الناس أجمعين. فقال عمر: يا رسول الله دعني أقتله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما علمت أن الحليم كاد يكون نبياً". ثم أقبل الأعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: واللات والعزى لا آمنت بك.
ص.519
وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أعرابي ما حملك على أن قلت ما قلت، وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسي؟". قال: وتكلمني أيضاً - استخفافاً برسول الله صلى الله عليه وسلم - واللات والعزى لا آمنت بك حتى يؤمن بك هذا الضب. فأخرج الضب من كمه فطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن آمن بك هذا الضب آمنت بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ضب". فكلمه الضب بلسان عربي مبين يفهمه القوم جميعاً: لبيك وسعديك يا رسول رب العالمين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعبد؟". قال: الذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر سبيله، وفي الجنة رحمته، وفي النار عذابه. قال: "فمن أنا يا ضب؟". قال: أنت رسول رب العالمين وخاتم النبيين قد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك.(8/248)
فقال الأعرابي: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقاً، والله لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إلي منك، ووالله لأنت الساعة أحب إلي من نفسي ومن ولدي، فقد آمنت بك شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي هداك [الدين] الذي يعلو ولا يُعلى، لا يقبله الله تعالى إلا بصلاة، ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن". فعلّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم {الحمد} و{قل هو الله أحد} فقال: يا رسول الله ما سمعت في البسيط، ولا في الرجز أحسن من هذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا كلام رب العالمين وليس بشعر، وإذا قرأت {قل هو الله أحد} [مرة] فكأنما قرأت ثلث القرآن، وإذا قرأت {قل هو الله أحد} مرتين فكأنما قرأت ثلثي القرآن، وإذا قرأت {قل هو الله أحد} ثلاث مرات فكأنما قرأت القرآن كله".
فقال الأعرابي: نعم الإله فإن إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل. ثم قال
ص.520(8/249)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطوا الأعرابي". فأعطوه حتى أبظروه. فقام عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله إني أريد أن أعطيه ناقة أتقرب بها إلى الله عز وجل دون البختي وفوق الأعرابي، وهي عشر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد وصفت ما تعطي وأصف لك ما يعطيك الله تعالى جزاء". قال: نعم. قال: "ناقة من درة جوفاء قوائمها من زمرد أخضر وعنقها من زبرجد أصفر، عليها هودج، وعلى الهودج السندس والإستبرق، تمر بك على الصراط كالبرق الخاطف". فخرج الأعرابي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقاه ألف أعرابي على ألف دابة بألف رمح وألف سيف. فقال لهم: أين تريدون؟ فقالوا: نقاتل هذا الذي يكذب ويزعم أنه نبي. فقال الأعرابي: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا له: صبوت؟ فقال لهم: ما صبوت. وحدثهم هذا الحديث فقالوا بأجمعهم: لا إله إلا الله محمد رسول الله. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاهم في رداء، فنزلوا عن ركابهم يقبّلون ما رأوا منه إلا وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقالوا: مرنا بأمرك يا رسول الله قال: "تدخلون تحت راية خالد بن الوليد". قال: فليس أحد من العرب آمن منهم ألف جميعاً إلا بنوا سليم.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه محمد بن علي بن الوليد البصري قال البيهقي: والحمل في هذا الحديث عليه. قلت: وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 38. باب حديث الظبية.(8/250)
14087- ص.14087 عن أنس بن مالك قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم قد صادوا ظبية فشدوها إلى عمود فسطاط فقالت: يا رسول الله إني وضعت ولدين خشفين فاستأذن لي أن أرضعهما ثم أعود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلوا عنها حتى تأتي خشفيها فترضعهما وتأتي إليكما". قالوا: ومن لنا بذلك يا رسول الله؟ قال: "أنا". فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها. قال: "تبيعوها". قال: يا رسول الله هي لك، فخلوا عنها فأطلقوها فذهبت.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف.
14088- وعن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحراء فإذا مناد يناديه: يا رسول الله فالتفت فلم ير أحداً ثم التفت فإذا ظبية موثوقة فقالت: ادن مني يا رسول الله، فدنا منها فقال: "حاجتك؟". فقالت: إن لي خشفين في هذا الجبل فخلني حتى أذهب فأرضعهما ثم أرجع إليك. قال: "وتفعلين؟". قالت: عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل. فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها، وانتبه الأعرابي فقال: ألك حاجة يا رسول الله؟ قال: "نعم تطلق هذه". فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
رواه الطبراني وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف.
*3* 39. باب ما جاء في الشاة المسمومة.
14089- عن ابن عباس أن امرأة من اليهود أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة فأرسل إليها فقال: "ما
ص.522
حملك على ما صنعت؟". قالت: أحببت أو أردت إن كنت نبياً فإن الله عز وجل سيطلعك [عليه]، وإن لم تك نبياً أريح الناس منك. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد من ذلك شيئاً احتجم. قال: فسافر مرة فلما أحرم وجد من ذلك شيئاً فاحتجم.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة.
14090- وعن أنس قال: بنحوه وزاد فيه: وأهدت امرأة يهودية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة سميطاً(8/251)
فلما مد يده إليها ليأكل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عضواً من أعضائها يخبرني أنها مسمومة". فامتنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتنع من معه فأرسل إلى اليهودية فقال: "ما حملك على أن أفسدتيها بعد أن أصلحتيها؟". قالت: أردت أن أعلم إن كنت نبياً فإنك ستعلم ذلك، وإن كنت غير نبي أرحت الناس منك.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وهو ثقة وهو ضعيف.
14091- وعن أبي سعيد الخدري أن يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة سميطاً فلما بسط القوم أبديهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمسكوا فإن عضواً من أعضائها يخبرني أنها مسمومة". فأرسل إلى صاحبتها: "أسممت طعامك هذا؟". قالت: نعم. قال: "ما حملك على ذلك؟". قالت: أردت إن كنت كاذباً أن أريح الناس منك، وإن كنت صادقاً علمت أن الله تبارك وتعالى سيطلعك عليه. فبسط يده وقال: "كلوا بسم الله".
ص.523
قال: فأكلنا وذكرنا اسم الله فلم يضر أحداً منا.
رواه البزار ورجاله ثقات.
14092- وعن كعب بن مالك أن امرأة يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مصلية بخيبر. فقال لها: "ما هذه؟". قالت: هذه هدية، وحذرت أن تقول من الصدقة. فأكل وأكل أصحابه ثم قال لهم: "أمسكوا". ثم قال للمرأة: "هل سممت هذه الشاة؟". فقالت: من أخبرك؟ قال: "هذا العظم لساقها". وهو في يده قالت: نعم. قال: "لم؟". قالت: قلت: إن كنت كاذباً أن يستريح الناس منك، وإن كنت نبياً لم يضرك. فاحتجم النبي صلى الله عليه وسلم [على الكاهل] وأمر أصحابه فاحتجموا، فمات بعضهم.
قال الزهري: وأسلمت المرأة فزعموا أنه قتلها.
رواه الطبراني وفيه أحمد بن بكر البالسي وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وضعفه ابن عدي، وبقية رجاله رجال الصحيح.(8/252)
14093- وعن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة مصلية فأكل منها هو وبشر بن البراء بن معرور، فمرضا مرضاً شديداً، ثم أن بشراً مات، فلما مات أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية التي أهدتها له فقال: "ما أطعمتينا ويحك؟". قالت: أطعمتك السم. قال: "ما حملك على ذلك؟". قالت: سمعتك تذكر فإن كنت نبياً علمت أنها لا تضرك، وإن كنت غير ذلك فأردت أن أريح الناس منك. ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلبت.
رواه الطبراني. ويحيى هذا إن كان ابن أبي لبيبة فقد ذكره الذهبي في الميزان وإن كان ابن لبيبة فلم أعرفه.
ص.524
14094- وعن عمار بن ياسر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها للشاة التي أهديت له بخيبر.
رواه البزار عن شيخه إبراهيم بن عبد الله المخرمي وثقه الإسماعيلي وضعفه الدارقطني وفيه من لم أعرفه.
قلت: وقد تقدم في غزوة خيبر من مرسل عروة.
*3* 40. باب حبس الشمس له صلى الله عليه وسلم.
14095- عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
14096- وعن أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالصهباء ثم أرسل علياً في حاجة فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه في حجر علي فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس فقال: "اللهم إن عبدك علياً احتبس بنفسه على نبيه فرد عليه الشمس". قالت أسماء: فطلعت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض، وقام علي فتوضأ وصلى العصر ثم غابت في ذلك بالصهباء.
14067- وفي رواية عنها أيضاً قالت:
ص.525(8/253)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يكاد يغشى عليه، فأنزل عليه يوماً وهو في حجر علي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صليت العصر". قال: لا يا رسول الله، فدعا الله فرد عليه الشمس حتى صلى العصر. قالت: فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردت حتى صلى العصر.
رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح عن إبراهيم بن حسن وهو ثقة وثقه ابن حبان، وفاطمة بنت علي بن أبي طالب لم أعرفها.
*3* 41. باب رده البصر صلى الله عليه وسلم.
14098- عن قتادة بن نعمان قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس فدفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي يوم أحد فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اندقت سيتها ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى السهام بوجهي، كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلت وجهي ورأسي لأقي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا رمي أرميه، فكان آخرها سهماً ندرت منه حدقتي على خدي وافترق الجمع، فأخذت حدقتي بكفي فسعيت بها في كفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم دمعت عيناه فقال:
"اللهم إن قتادة قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظراً". فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظراً.
رواه الطبراني وأبو يعلى ولفظه: عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لا". فدعا به فغمز حدقته براحته، فكان لا يدري أي عينيه أصيبت.
ص.526
وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم، وفي إسناد أبي يعلى يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
14099- وعن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال: أصيبت عين أبي ذر يوم أحد فبزق فيها النبي صلى الله عليه وسلم فكانت أصح عينيه.
رواه أبو يعلى وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف.(8/254)
14100- وعن رجل من سلامان بن سعيد عن أمه أن خالها [حبيب بن] فريك حدثها أن أباها خرج به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئاً فسأله ما أصابه قال: كنت أمري جمالي فوقعت رجلي على بيض حية فأصبت ببصري، فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فأبصر، فرأيته يدخل الخيط في الإبرة وإنه لابن ثمانين سنة وإن عينيه لمبيضتان.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وقد تقدم حديث رفاعة في غزوة بدر من طريق البزار والطبراني في الأوسط.
*3* 42. باب شفاء السلعة.
14101- عن محمد بن عقبة بن شرحبيل عن جده عبد الرحمن عن أبيه قال: أتيت رسول صلى الله عليه وسلم وبكفي سلعة فقلت: يا نبي الله هذه السلعة قد أورمتني تحول بيني وبين قائم السيف أن أقبض عليه وعن عنان الدابة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادن مني". فدنوت منه ثم قال: "افتح يدك". ففتحتها ثم قال: "اقبضها". فقبضتها قال: "ادن
ص.527
مني". فدنوت، فنفث في كفي ثم وضع يده على السلعة فما زال يطحنها حتى رفع عنها وما أرى أثرها.
رواه الطبراني. ومخلد ومن فوقه لم أعرفهم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
*3* 43. باب شفاء الجرح.
14102- عن عبد الله بن أنيس قال: ضرب المستنير بن رزام اليهودي وجهي بمخرش (عصا معوجة) من
شوحط (نوع من الشجر) فشجني منقلة (ما تنقل العظم عن موضعه) أو مأمومة (التي تبلغ أم الرأس) فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فكشف عنها ونفث فيها فما أذاني منها شيئاً.
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف.
*3* 44. باب تسبيح الحصى.(8/255)
14103- عن سويد بن زيد قال: رأيت أبا ذر جالساً وحده في المسجد، فاغتنمت ذلك فجلست إليه فذكرت له عثمان فقال: لا أقول لعثمان أبداً إلا خيراً، لشيء رأيته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتعلم منه، فذهبت يوماً فإذا هو قد خرج فاتبعته، فجلس في موضع فجلست عنده، فقال: "يا أبا ذر ما جاء بك؟". قال: قلت: الله ورسوله. قال: فجاء أبو بكر فسلم وجلس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "ما جاء بك يا أبا بكر؟". قال: الله ورسوله. قال: فجاء عمر فجلس عم يمين أبي بكر فقال: "يا عمر ما جاء بك؟". قال: الله ورسوله.
ص.528
ثم جاء عثمان فجلس عن يمين عمر فقال: "يا عثمان ما جاء بك؟". قال: الله ورسوله. قال: فتناول النبي صلى الله عليه وسلم سبع حصيات أو تسع حصيات، فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن ثم وضعهن في يد أبي بكر فسبحن في يده، حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن.
رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات، وفي بعضهم ضعف.
قلت: وقد تقدم في الخلافة له طريق عن أبي ذر أيضاً وقال الزهري فيها: يعني الخلافة.
رواه الطبراني في الأوسط وزاد في إحدى طريقيه: ويسمع تسبيحهن من في الحلقة في كل واحد، وقال: ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا.
*3* 45. باب معجزاته صلى الله عليه وسلم في الماء ونبعه من بين أصابعه.(8/256)
14104- عن ابن عباس قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: "ما من ماء؟". قالوا: لا فقال: "هل من شن؟". فجاؤوا بشن فوضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع يده عليه، ثم فرق أصابعه، فنبع الماء مثل عصا موسى من أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا بلال اهتف بالناس بالوضوء". فأقبلوا يتوضئون من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت همة ابن مسعود الشرب فلما توضؤوا صلى بهم الصبح، ثم قعد للناس فقال: "يا أيها الناس من أعجب إيماناً؟". قالوا: الملائكة.
ص.529
قال: "وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر؟". قالوا: فالنبيون يا رسول الله. قال: "وكيف لا يؤمن النبيون والوحي ينزل عليهم من السماء". قالوا: فأصحابك يا رسول الله. قال: "وكيف لا يؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون، ولكن أعجب الناس إيماناً قوم يجيئون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني، ويصدقوني ولم يروني، أولئك إخواني".
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار والبزار باختصار وأحمد إلا أنه قال: فانفجر من بين أصابعه عيون. وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
14105- وعن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فأتينا على ركية ذمة - أي قليلة الماء - قال: فنزل فيها ستة أنا سادسهم ماحة (جافة). قال: فأُدليت إلينا دلو. قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم على شفة الركي. قال: فجعلنا فيها نصفها أو قريب ثلثيها فرفعت إلى رسول الله قال البراء: فكدت بإنائي هل أجد شيئاً أجعله في حلقي فما وجدت، فرفعت الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغمس يده فيها فقال ما شاء الله أن يقول، فأعيدت إلينا الدلو بما فيها. قال: فقد رأيت آخرنا أُخرج بقوة خشية الغرق. قال: ثم ساحت - يعني جرت نهراً - .
قلت: هو في الصحيح باختصار كثير في غزوة الحديبية.
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.
ص.530(8/257)
14106- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جهز جيشاً إلى المشركين فيهم أبو بكر وعمر - أمرهما - والناس كلهم قال لهم: "أجدوا السير، فإن بينكم وبين المشركين ماء إن سبق المشركون إلى ذلك الماء شق على الناس وعطشتم عطشاً شديداً أنتم ودوابكم وركابكم". وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمانية هو تاسعهم، فقال لأصحابه: "هل لكم أن نعرس قليلاً ثم نلحق بالناس؟". قالوا: نعم يا رسول الله، فعرّسوا فما أيقظهم إلا حر الشمس. فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال لهم: "قوموا واقضوا حاجتكم". ففعلوا ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل مع أحد منكم ماء؟". قال رجل منهم: يا رسول الله ميضأة فيها شيء من ماء. قال: "جئ بها". فجاء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحها بكفيه ودعا بالبركة ثم قال لأصحابه: "تعالوا فتوضؤوا". فجاؤوا فجعل يصب عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توضؤوا، وأذن رجل منهم وأقام. قال: فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لصاحب الميضأة: "ازدهر بميضأتك فسيكون لها نبأ". فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم [وأصحابه] قبل الناس، فقال لأصحابه: "ما ترون الناس فعلوا؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "إن فيهم أبا بكر وعمر وسيرشدان الناس". فقدم الناس وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء [فشق على الناس] وعطشوا عطشاً شديداً، وركابهم ودوابهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين صاحب الميضأة؟". قال: ها هو ذا يا رسول الله. [قال: "جئ بميضأتك".] فجاء بها وفيها شيء من ماء فقال لهم: "تعالوا فاشربوا".
ص.531(8/258)
فجعل يصب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شربوا كلهم وسقوا دوابهم وركابهم وملؤوا كل إداوة وقربة ومزادة، ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المشركين. فبعث الله ريحاً فضربت وجوه المشركين وأنزل الله تبارك وتعالى نصره، وأمكن من أدبارهم، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأسروا أسرى كثيرة، واستاقوا غنائم كثيرة ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وافرين صالحين.
رواه أبو يعلى وفيه سعيد بن سليم الضبي وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
14107- وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأصابنا عطش شديد، فشكونا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هل فضل ماء في إداوة؟". فأتاه رجل بفضلة ماء في إداوة، فحفر النبي صلى الله عليه وسلم في الأرض حفرة ووضع عليها نطعاً ووضع كفه على الأرض، ثم قال لصاحب الإداوة: "صب الماء على كفي وأذكر اسم الله". ففعل.
قال أبو ليلى: رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى روي القوم وسقوا ركابهم.
وفي إسناده: خالد بن نافع الأشعري ضعفه أبو زرعة وأبو داود والنسائي وقال أبو حاتم: ليس بقوي، يكتب حديثه وقد روى عنه أحمد بن حسر وقد اشتهر أن شيوخه كلهم ثقات عنده.
قلت: وقد تقدم حديث زياد بن الحارث الصدائي وحديث حبان بن بح الصدائي في كراهية الإمارة.
14108- وعن أبي رجاء قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل حائطاً لبعض
ص.532(8/259)
الأنصار، فإذا هو يسنو (يستقي) فيه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تجعل لي إن أرويت حائطك هذا؟". قال: إني أجهد أن أرويه فلا أطيق ذلك. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجعل لي مائة تمرة أختارها من تمرك؟". قال: نعم. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الغرب فما لبث أن أرواه حتى قال الرجل: غرقت علي حائطي. فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة تمرة. قال: فأكل هو وأصحابه حتى شبعوا ثم رد عليه مائة تمرة كما أخذها منه.
رواه الطبراني ورجاله وثقوا وقد ذكر لأبي عمران ترجمة.
*3* 46. (بابان في بركة الطعام ونحوه).
*4* 1. باب معجزته صلى الله عليه وسلم في الطعام وبركته فيه.
14109- عن علي قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم - من بني عبد المطلب، فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق قال: فصنع لهم مداً من طعام فأكلوا حتى شبعوا، وبقي الطعام [كما هو] كأنه لم يمس، ثم دعا بغمر فشربوا حتى شبعوا، وبقي الشراب كأنه لم يمس أولم يشرب، فقال: "يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟". قال: فلم يقم إليه أحد. قال: فقمت إليه وكنت أصغر القوم. فقال: "اجلس". ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه، فيقول لي: "اجلس" حتى إذا كان في الثالثة ضرب بيده على يدي.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
ص.533(8/260)
14110- وعن علي قال: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام، واجمع لي بني هاشم". وهم يومئذ أربعون رجلاً أو أربعون غير رجل. قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطعام، فوضعه بينهم، فأكلوا حتى شبعوا، وإن منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها، ثم تناول القدح فشربوا منه حتى رووا - يعني من اللبن - فقال بعضهم: ما رأينا كالسحر يرون أنه أبو لهب الذي قاله. فقال: "يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعدد قعباً من لبن". قال: ففعلت، فأكلوا كما أكلوا في اليوم الأول، وشربوا كما شربوا في المرة الأولى، وفضل كما فضل في المرة الأولى، فقال: ما رأينا كاليوم في السحر. فقال: "يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعدد قعباً من لبن". ففعلت. فقال: "يا علي اجمع لي بني هاشم". فجمعتهم فأكلوا وشربوا فبدرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيكم يقضي عني ديني؟". قال: فسكت، وسكت القوم، فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنطق فقلت: أنا يا رسول الله. فقال: "أنت يا علي أنت يا علي".
رواه البزار واللفظ له وأحمد باختصار والطبراني في الأوسط باختصار أيضاً ورجال أحمد وإسنادي البزار رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة.
14111- وعن أبي أيوب قال: صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر طعاماً قدر ما يكفيهما، فأتيتهما به، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذهب فادع لي ثلاثين من أشراف الأنصار". فشق علي ذلك وقلت: ما عندي شيء أزيده. فكأني تغفلت فقال: "اذهب فائتني بثلاثين من أشراف
ص.534(8/261)
الأنصار". فدعوتهم فجاءوا فقال: "اطعموا". فأكلوا حتى صدروا، ثم شهدوا أنه رسول الله، ثم بايعوه قبل أن يخرجوا. ثم قال: "اذهب فادع لي ستين من أشراف الأنصار". قال أبو أيوب: والله لأنا بالستين أجود مني بالثلاثين. قال: فدعوتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توقفوا". فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بايعوه قبل أن يخرجوا. ثم قال: "اذهب فادع لي تسعين من الأنصار". فلأنا أجود بالتسعين والستين مني بالثلاثين. قال: فدعوتهم فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بايعوه قبل أن يخرجوا. فأكل من طعامي ذلك مائة وثمانون رجلاً كلهم من الأنصار.
رواه الطبراني وفي إسناده من لم أعرفه.
14112- وعن أبي حبيش الغفاري أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تهامة حتى إذا كنا بعسفان جاءه الصحابة فقالوا: يا رسول الله، جهدنا الجوع فائذن لنا في الظهر نأكله. قال: "نعم". فأُخبر بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله ماذا صنعت؟ أمرتَ الناس أن ينحروا الظهر فعلى ما يركبون؟ قال: "فما ترى يا ابن الخطاب؟". قال: أرى أن تأمرهم أن يأتوا بفضل أزوادهم فتجمعه في ثوب، ثم تدعو الله لهم. فأمرهم فجعلوا فضل أزوادهم في ثوب ثم دعا لهم. ثم قال: "ائتوا بأوعيتكم". فملأ كل إنسان منهم وعاءه. ثم أمر بالرحيل، فلما جاوز مطروا فنزلوا، فنزل ونزلوا معه، فشرب من ماء السماء، فجاء ثلاثة نفر فجلس اثنان مع النبي صلى الله عليه وسلم وذهب الآخر معرضاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم عن النفر الثلاثة! أما واحد فاستحيا من الله فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأقبل تائبا فتاب الله عليه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه".
رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد فقال: "ما ترى يا ابن الخطاب؟". قال: أرى أن تأمرهم وأنت أفضل رأياً.
ص.535(8/262)
وزاد أيضاً: ونزل النبي صلى الله عليه وسلم ونزلوا معه، وشربوا من الماء هم والكراع، ثم خطبهم في ثلاثة نفر. فذكر الحديث ورجاله ثقات.
14113- وعن عمر بن الخطاب قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقلنا: يا رسول الله إن العدو قد حضر وهم شباع والناس جياع فقالت الأنصار: ألا ننحر نواضحنا فنطعمها الناس؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان عنده فضل طعام فليجئ به". فجعل الرجل يجيء بالمد والصاع وأكثر وأقل، فكان جميع ما في الجيش بضعة وعشرين صاعاً، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه ودعا بالبركة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "خذوا ولا تنتهبوا". فجعل الرجل يأخذ في جرابه وفي غرارته، وأخذوا في أوعيتهم، حتى إن الرجل ليربط كمّ قميصه فيملأه، ففرغوا والطعام كما هو، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يأتي بها عبد محق إلا وقاه الله حر النار".
رواه أبو يعلى في الصغير والكبير وفيه عاصم بن عبيد الله العمري وثقه العجلي وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
قلت: وقد تقدم حديث أبي عمرة في الإيمان في أول باب.
14114- وعن النعمان بن مقرن قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعمائة من مزينة، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمره فقال بعض القوم: يا رسول الله ما لنا طعام نتزوده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "زودهم". فقال: ما عندي إلا فاضلة من تمر، وما أراه يغني عنهم شيئاً. قال: "انطلق فزودهم". فانطلق بنا إلى علية، فإذا فيها تمر مثل البكر الأورق. فقال: خذوا، فأخذ
ص.536
القوم حاجتهم، قال: وكنت من آخر القوم، قال: فالتفتُّ وما أفقد موضع تمرة وقد احتمل منه أربعمائة رجل.
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.(8/263)
14115- وعن دكين بن سعيد الخثعمي قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربعون وأربعمائة نسأله الطعام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "قم فأعطهم". فقال: يا رسول الله ما عندي إلا ما يقيظني والصبية - قال وكيع: القيظ في كلام العرب أربعة أشهر - قال: "قم فأعطهم". قال عمر: يا رسول الله، سمع وطاعة. قال: فقام عمر وقمنا معه فصعد بنا إلى غرفة له فأخرج المفتاح من حجرته ففتح الباب. قال دكين: فإذا في الغرفة من التمر شبيه بالفصيل الرابض. قال: شأنكم. قال: فأخذ كل رجل منا حاجته ما شاء. قال: فالتفتُّ وإني لمن آخرهم فكأنا لم نرزأ منه تمرة.
قلت: روى أبو داود منه طرفاً.
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.
14116- وعن واثلة بن الأسقع قال: كنت في أهل الصفة فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بقرص فكسره في القصعة، وصنع فيها ماء سخناً، ثم صنع فيها ودكاً ثم سفسفها، ثم لبقها ثم
ص.537
صنعها ثم قال: "اذهب فائتني بعشرة أنت عاشرهم". فجئت بهم فقال: "كلوا وكلوا من أسفلها ولا تأكلوا من أعلاها فإن البركة تنزل في أعلاها". فأكلوا منها حتى شبعوا.
قلت: عند ابن ماجة طرف من أخره.
رواه أحمد ورجاله موثقون.(8/264)
14117- وعن واثلة بن الأسقع أيضاً قال: كنت من أصحاب الصفة فشكا أصحابي الجوع فقالوا: يا واثلة اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستطعم لنا. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن أصحابي شكوا الجوع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: "هل عندك من شيء؟". قالت: يا رسول الله ما عندي إلا فتات خبز. قال: "فائتيني به". فجاءت بجراب، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحفة فأفرغ الخبز في الصحفة ثم جعل يصلح الثريد بيده وهو يربو حتى امتلأت الصحفة، فقال: "يا واثلة اذهب فجئ بعشرة من أصحابي وأنت عاشرهم". فذهبت فجئت بعشرة من أصحابي وأنا عاشرهم، فقال: "اجلسوا وخذوا باسم الله، خذوا من حواليها ولا تأخذوا من أعلاها فإن البركة تنزل من أعلاها". فأكلوا حتى شبعوا، ثم قاموا وفي الصحفة مثل ما كان فيها، ثم جعل يصلحها بيده وهي تربو حتى امتلأت. قال: "يا واثلة اذهب فجئ بعشرة من أصحابك". فجئت بعشرة فقال: "اجلسوا" فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا فقال: "اذهب فجئ بعشرة من أصحابك". فذهبت فجئت بعشرة ففعلوا مثل ذلك. قال: "هل بقي من أحد؟". قلت: نعم عشر. قال: "اذهب فجئ بهم". فذهب فجئت بهم فقال: "اجلسوا". فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا وبقي في الصحفة مثل ما كان، ثم قال: "يا واثلة اذهب بهذا إلى عائشة". رضي الله عنها.
ص.538
14118- وفي رواية: كنت في الصفة وهم عشرون رجلاً. فذكر نحوه إلا أنه قال: قالوا: ها هنا كسرة وشيء من لبن.
رواه كله الطبراني بإسنادين وإسناده حسن.(8/265)