شيوخ شعبة
الذين ضعفهم الإمام أحمد
تأليف
الدكتور : عبد العزيز بن صالح اللحيدان
الأستاذ المشارك في السنة وعلومها
كلية أصول الدين بالرياض
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ملخص بحث
(( شيوخ شعبة الذين ضعفهم الإمام أحمد ))
يتعلق هذا البحث بمعرفة قلة من شيوخ الإمام الناقد شعبة بن الحجاج ضعفهم الإمام أحمد ، وحصرهم ، ومعرفة من أخرج لهم ، ودراسة علمية مفصلة لأحوالهم جرحاً وتعديلاً ، والخلوص إلى نتيجة محررة في الحكم عليهم في ضوء كلام الأئمة النقاد فيهم ، وسبب رواية الإمام الناقد شعبة عمن ترجح ضعفه منهم .
ويتكون البحث بعد المقدمة ، من :
المبحث الأول : ترجمة موجزة للإمامين : شعبة وأحمد ، في مطلبين :
الأول : ترجمة موجزة للإمام شعبة بن الحجاج .
الثاني : ترجمة موجزة للإمام أحمد بن حنبل .
المبحث الثاني : انتقاء شعبة لشيوخه .
المبحث الثالث : أنواع شيوخ شعبة الذين ضعفهم الإمام أحمد :
فالنوع الأول : المختلف فيهم ، بحيث يُعتبرون ثقات أو متوسطي الحال عند شعبة ، ويكون الترجيح بينه ويبن التجريح المعارض له ، بحسب الضوابط المعتبرة في هذا الباب ، فمنهم من يترجح ضعفه ، ومنهم من يترجح توثيقه أو توسط حاله .
والنوع الثاني : الضعفاء ومن دونهم الذين تأخرت وفاتهم بعد وفاة شعبة بزمن تبين فيه ضعفهم للإئمة النقاد بعده .
والنوع الثالث : الضعفاء عند شعبة نفسه ، وبيّنت سبب روايته عنهم .
المبحث الرابع : شيوخ شعبة الذين ضعفهم الإمام أحمد ، أوردت فيه جميع شيوخ شعبة الذين ضعفهم الإمام أحمد فبلغوا (33) شيخاً ، ورتبتهم معجمياً ، وبينت أحوالهم بدراسة علمية محررة توكد على علو منزلة الناقد والمنقود .
الخاتمة ، وفيها أهم نتائجه العلمية ، ثم الفهارس .
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1)
الحمد لله رب العالمين ، وبه نستعين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، البشير النذير ، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :
فإن الحافظ الجهبذ الناقد شعبة بن الحجاج (ت 160هـ)من أوائل من وسع الكلام في الرواة جرحاً وتعديلاً ، وميّز صحيح مروياتهم من ضعيفها ، وانتقى ثابتها عنده في روايته عنهم .
وشيوخه ومروياته وأقواله كانت محل عناية النقاد من بعده الذين وافقوه في غالبها ، وخالفوه في القليل منها ، ومن ذا يسلم إلا نبي معصوم .
ومن أجل ذلك اخترت بيان تضعّيف الإمام الحافظ الجهبذ الناقد أبي عبد الله أحمد بن حنبل (ت241هـ) لبعض شيوخ الناقد الحافظ شعبة ، في ضوء دراسة علمية تتضمن عملياً التوكيد على علو منزلة الناقد والمنقود ، ببحث عنوانه :
(( شيوخ شعبة الذين ضعفهم الإمام أحمد ))
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم .
أهمية الموضوع ، وأسباب اختياره :
إسهامه في بيان نوادر شيوخ شعبة الضعفاء بحيث يكون الأصل فيما سواهم الثقة أو توسط الحال ، فهو تفصيل لمجمل القاعدة العامة في شيوخه التي يُفضي الاقتصار فيها على الاجمال إلى مجانبة الصواب بتوثيق الضعفاء ؛ من أجل ذلك بيّن الإمام أحمد أحوالهم صيانة للمرويات : مرفوعها ، وموقوفها ، ومقطوعها .
الحاجة إلى دراسة أحوال شيوخ شعبة هؤلاء بحيث يتبين سبب روايته عنهم الموصل إلى معرفة منهجه فيهم .
توكيده عملياً على متانة طريقة الرواة الثقات النقاد الذين ينتخبون أصح مرويات شيوخهم المتكلم فيهم ، سيما أن الأصل في الثقة الناقد كونه أعرف بمرويات شيخه من غيره ، وهو في الوقت نفسه أخبر بشيخه إذا سلم من مخالف له بجرح مُفَسّر قادح ، وشعبة بن الحجاج ـ رحمه الله ـ بيطار تمييز صحيح المرويات من ضعيفها .
هدف البحث :(1/2)
بيان شيوخ شعبة بن الحجاج الذين ضعّفهم الإمام أحمد ، ونتيجة دراسة أحوالهم في ضوء كلام النقاد فيهم جرحاً وتعديلاً .
حدود البحث :
شيوخ الحافظ الناقد شعبة بن الحجاج الذين ضعّفهم الإمام أحمد .
الدراسات السابقة :
لم أقف ـ حسب علمي ـ على دراسة مفردة بهذا الموضوع .
خطة البحث :
يتكون البحث بعد المقدمة السابقة ، من :
المبحث الأول : ترجمة موجزة للإمامين : شعبة وأحمد ، في مطلبين :
الأول : ترجمة موجزة للإمام شعبة بن الحجاج .
الثاني : ترجمة موجزة للإمام أحمد بن حنبل .
المبحث الثاني : انتقاء شعبة لشيوخه .
المبحث الثالث : أنواع شيوخ شعبة الذين ضعفهم الإمام أحمد .
المبحث الرابع : شيوخ شعبة الذين ضعفهم الإمام أحمد .
الخاتمة ، وفيها أهم نتائجه العلمية ، ثم الفهارس .
منهج البحث :
أوجزت التعريف بالإمامين : شعبة ، وأحمد لشهرتهما .
جمعت فيه ما وقفت عليه من شيوخ شعبة الذين ضعفهم الإمام أحمد موثقاً كلام الإمام أحمد فيهم من مصادره .
ترجمت للراوي بما يُميزه عن غيره : اسماً ونسباً ونسبة وكنية ، وبيّنت تاريخ وفاته ، ومن أخرج له من أصحاب الكتب الستة إن كان من رجالهم ، والمصدر فيهما تهذيب التهذيب ، وتقريب التهذيب للحافظ ابن حجر ، مكتفياً بالإشارة هنا عن تكرارهما عند كل ترجمة ، ذاكراً مصدر تاريخ الوفاة إن لم أجده فيهما .
صرحت بكون الراوي من شيوخ شعبة ، ووثقته من مصادره الأصيلة .
درست حال الراوي على وجه التفصيل جرحاً وتعديلاً ، مقدماً كلام الإمام أحمد فيه ، يتلوه حكم النقاد الموافق له ، ويتبعهم حكم بقيتهم إن خالفوهم ، مبيناً نتيجة دراسة حاله في ضوء المرجحات العلمية المعتبرة ، وتوجيه رواية شعبة عن شيخه إذا ترجح فيه الضعف .(1/3)
هذا ، وأسأل الله جل ثناؤه العون والسداد في هذا البحث ، وجميع أموري وأن ينفع بها الإسلام والمسلمين ، وأن يغفر لنا ووالدينا وذوي أرحامنا وولاة أمرنا وعلمائنا وعموم المسلمين ، والحمد لله رب العالمين .
المبحث الأول : ترجمة موجزة للإمامين : شعبة وأحمد ، في مطلبين :
المطلب الأول : ترجمة موجزة للإمام شعبة بن الحجاج :
هو : شعبة بن الحجاج بن الوَرْد العَتْكِي أبو بِسْطام البصرى ، وأصله واسطي(1) .
ولد : سنة خمس وثمانين(2) ، بقرية أسفل واسط(3) (4).
شيوخه :
روى عن كثير من الشيوخ ، وكان رحالاً جوّالاً منقباً عن أحوالهم ومروياتهم ، وهو القائل في قيس بن الربيع الأَسَدي الكوفي الملقب بالجوّال : (( أنا أروى العرب عن سعد بن إبراهيم ، وما أتينا شيخاً بالكوفة إلا وجدنا قيساً قد سبقنا إليه ، وكان يُسمّى قيساً الجوال ))(5) ، فلإن كان ابن الربيع جوالاً بذلك فشعبة أولى به منه ؛ لأنه غالباً ما ترك شيخاً بالكوفة ولا في غيرها إلا أتاه واستوقفه على كل رواية ، وردد السماع عليه مراراً ، قال حماد بن زيد : (( إذا خالفني شعبة في شيء تركته ؛ لأنه كان يكرر ، ما أبالي من خالفني إذا وافقنى شعبة ؛ لأن شعبة كان لا يرضى أن يسمع الحديث مرة ))(6) .
وكان شعبة يقول : (( أي شيء ألذّ من أن تخلو بشيخ ، قد لقي الناس ، فأنت تستثيره وتستخرج منه علماً ))(7) ، وقال يحيى بن سعيد القطان : (( قال لي شعبة : كل من سمعت منه حديثاً فأنا له عبد ))(8) .
__________
(1) الجرح والتعديل 1/126.
(2) العلل ومعرفة الرجال 2619.
(3) الثقات 6/446.
(4) واسط في جنوب بغداد بين الكوفة والبصرة ، وقد اندثرت الآن ولم يبقى منها إلا أطلال . معجم البلدان 4/884 ، مقدمة تاريخ واسط 27.
(5) العلل ومعرفة الرجال 4783 .
(6) الجرح والتعديل 1/161، 168.
(7) الجرح والتعديل 1/174.
(8) العلل ومعرفة الرجال 2991.(1/4)
وقد ذكر له الإمام المِزِّي قريباً من ثلاثمائة شيخ(1) في الكتب الستة ، وليس هذا حصراً لهم ، فعددهم أكثر من ذلك ؛ بدليل أن الذين روى عنهم من طبقة التابعين وحدهم يزيدون عن هذا العدد ، قال الحاكم : (( شعبة إمام الأئمة في معرفة الحديث بالبصرة ، رأى أنس بن مالك ، وعمرو بن سلمة الصحابيين ، وسمع من أربعمائة من التابعين ))(2) .
ومن أشهرهم :
قتادة بن دِعامة السَّدُوسي البصري ، الثقة الثبت (ت سنة بضع عشرة ومئة)(3) .
سليمان بن مِهران الأسدي الكوفي الأعمش ، الثقة الحافظ ( ت 147هـ)(4) .
أيوب بن أبي تَمِيمة كَيْسان السَّخْتِياني البصري الثقة الثبت الحجة (ت 131هـ)(5) .
سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، الثقة (ت 125هـ)(6) .
تلاميذه :
روى عن شعبة الكثير من الرواة حيث كان إماماً يقصده طلاب الحديث من كل صوب ، ومن ثقاتهم :
الأعمش ، وأيوب ، وسعد ، فهم شيوخ تلاميذ في الوقت نفسه(7).
يحيى بن سعيد بن فرّوخ القطان البصري ، الإمام الحافظ الثقة المتقن الناقد (ت 198هـ)(8).
سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي الإمام الحافظ الثقة الحجة (ت 161هـ)(9).
منزلته :
__________
(1) تهذيب الكمال 3/5 .
(2) تهذيب التهذيب 4/302 .
(3) الكاشف 2/ 142، تقريب التهذيب 5518.
(4) الكاشف 1/464، تقريب التهذيب 2615 .
(5) الكاشف 1/260، تقريب التهذيب 605.
(6) الكاشف 1/ 427، تقريب التهذيب 2227.
(7) تهذيب التهذيب 4/301.
(8) الكاشف 2/ 366، تقريب التهذيب 7557 .
(9) الكاشف 1/ 499 ، تقريب التهذيب 2445.(1/5)
كان ـ رحمه الله ـ ثقة حافظاً متقناً ناقداً ، من أوائل من وسع الكلام في الرواة جرحاً وتعديلاً ، وميّز صحيح مروياتهم من ضعيفها ، وانتقى أصحها في روايته عنهم ، قال شيخه أيوب السَّخْتياني ( ت131هـ) : (( شعبة : " فارس الحديث"))(1) ، وقال الثوري : (( شعبة : " أمير المؤمنين في الحديث" ))(2) ، وقال الإمام الشافعي : (( لولا شعبة ما عُرف الحديث بالعراق ، كان يجئ إلى الرجل ، فيقول : لا تُحدث ، وإلا استعديت عليك السلطان ))(3) ، وقال الإمام أحمد : ((لم يكن في زمن شعبة مثله في الحديث ، ولا أحسن حديثاً منه ، كان قسم له من هذا حظ ))(4) ، وقال عبد الله : (( سمعت أبي يقول : "كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن" يعني : في الرجال ، وبصره بالحديث ، وتثبته ، وتنقيه للرجال ))(5) ، وقال صالح بن محمد جزرة الحافظ : (( أول من تكلم في الرجال : شعبة بن الحجاج ، ثم تبعه : يحيى بن سعيد القطان ، ثم بعده : أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وهؤلاء ))(6) ، وقال ابن حبان : (( كان من سادات أهل زمانه : حفظاً وإتقاناً وورعاً وفضلاً ، وهو أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين ، وجانب الضعفاء والمتروكين حتى صار علماً يُقتدى به ، ثم تبعه عليه بعده أهل العراق))(7)، وقال الحافظ ابن رجب : (( هو أول من وسّع الكلام في الجرح والتعديل ، واتصال الأسانيد وانقطاعها ، ونَقّب عن دقائق علم العلل ، وأئمة هذا الشأن بعده تبع له في هذا العلم ))(8) .
ومات ـ رحمه الله ـ :
__________
(1) مقدمة كامل ابن عدي 1/ 154 .
(2) التاريخ الكبير 4/244.
(3) الجرح والتعديل 1/127، وأراد : منع الهلكى والمتروكين والوضاعين من الرواية .
(4) الجرح والتعديل 1/128.
(5) العلل ومعرفة الرجال 3557 .
(6) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/201.
(7) الثقات 6/446.
(8) شرح علل الترمذي 1/448.(1/6)
في أول سنة ستين ومائة ، وهو ابن خمس وسبعين ، وكان أكبر من سفيان الثوري بعشر سنين ، قاله الإمام أحمد(1) .
المطلب الثاني : ترجمة موجزة للإمام أحمد بن حنبل :
هو : أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الذُّهْلِي الشيباني المروزي ثم البغدادي أبو عبد الله .
ولد : سنة : ( 164هـ) ، قال الإمام أحمد نفسه : (( ولدت في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة ))(2) .
شيوخه :
كان الإمام أحمد غالباً لا يُحدث إلا عن ثقة(3) ، سيما من حدث عنهم وهم أحياء ، قال عبد الله : ((كان أبي إذا رضي عن إنسان ، وكان عنده ثقة ، حدث عنه وهو حي ، فحدثنا عن الحكم بن موسى وهو حي ، وعن هيثم بن خارجة ، وأبي الأحوص ، وخلف وشجاع وهم أحياء ))(4)، وعدد شيوخه في المسند وحده: ( 292) شيخاً(5) ، ومنهم :
يحيى بن سعيد بن فرّوخ القطان البصري ، الإمام الحافظ الثقة المتقن الناقد (ت 198هـ)(6) .
عفّان بن مسلم الباهلي الصّفّار الثقة الثبت ( ت 219هـ)(7) .
وكيع بن الجراح الكوفي الثقة الحافظ ( ت197هـ)(8) .
تلاميذه :
ومن أشهرهم :
ابنه : عبد الله ، الثقة (ت 290هـ)(9) .
الإمام الحافظ الجهبذ الناقد أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256هـ) .
الإمام الحافظ الجهبذ الناقد مسلم بن الحجاج القُشيري (ت 261هـ) .
منزلته :
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 2619، 2540.
(2) العلل ومعرفة الرجال 5178 .
(3) فتح المغيث 1/316 .
(4) العلل ومعرفة الرجال 310 .
(5) معجم شيوخ الإمام أحمد في المسند للدكتور عامر حسن صبري .
(6) الكاشف 2/ 366، تقريب التهذيب 7557 .
(7) الكاشف 2/ 27، تقريب التهذيب 4625.
(8) الكاشف 2/ 350، تقريب التهذيب 7414.
(9) الكاشف 1/ 538 ، تقريب التهذيب 3205 .(1/7)
هو شيخ الإسلام وإمام الأمة في وقته وعالمها وفقيهها وحافظها وناقدها وعابدها وزاهدها ، ناصر السنة وقامع البدعة ، الصابر في المحنة ، قال فيه الإمام الشافعي : ((خرجت من بغداد ، فما خلفت بها رجلاً أفضل ، ولا أعلم ، ولا أفقه ، ولا أتقى من أحمد بن حنبل ))(1) ، وقال الإمام أبو زرعة : (( ما رأيت أحداً أجمع من أحمد بن حنبل ، وما رأيت أكمل منه ، اجتمع فيه زهد وفضل وفقه وأشياء كثيرة ))(2) ، وقال ابن حبان : (( كان حافظاً متقناً ، ورعاً فقيهاً ، لازماً للورع الخفي ، مواظباً على العبادة الدائمة ، به أغاث الله جلّ وعلا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وذاك أنه ثبت في المحنة ، وبذل نفسه لله عز وجل حتى ضرب بالسياط للقتل))(3) .
ومات : سنة : (241هـ) ، قال ابنه عبد الله : (( مات في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين ، وهو في ثمان وسبعين سنة ))(4) .
المبحث الثاني : انتقاء شعبة لشيوخه :
كان شعبة جوالاً رحل إلى غالب رواة الحديث في عصره ، وكان منتقياً لشيوخه ومروياتهم ؛ لذا كان الأصل في شيوخه أنهم : ثقات ومتوسطوا الحال ؛ لأنهم غالب شيوخه(5) ، كما أن الأصل أيضاً أنه لا يُحدث إلا بالثابت عنده من مروياته عنهم ، وهذا ما نص عليه الأئمة الأعلام الحفاظ النقاد أهل الاستقراء التام:
__________
(1) تاريخ بغداد 4/419.
(2) الجرح والتعديل 1/294.
(3) الثقات 8/18.
(4) العلل ومعرفة الرجال 5178 .
(5) قد أفردت شيوخ الإمام شعبة في الكتب الستة الذين ذكرهم المزي في ترجمة شعبة ، بفهرس في آخر هذا البحث ، وهم غير المذكورين في هذا البحث ، مع بيان حكم الحافظ ابن حجر عليهم في تقريبه ، وبلغ عددهم (372) شيخاً ، الضعفاء منه (30) شيخاً ، فأصبحت نسبتهم 8 % تقريباً .(1/8)
قال الإمام أبو عبد الله أحمد : (( روى شعبة عن نحو من ثلاثين شيخاً لا يروي عنهم سفيان الثوري ، لو لم يكن إلا الحكم بن عتيبة ، ولولا شعبة من كان يروي عن الحكم ، وشعبة : حسن الحديث عن أبي إسحاق ، وعن كل من يُحدث عنه ))(1) .
وقال عبد الله : (( قال أبي : أبو الحُويرث ، روى عنه سفيان الثوري ، وشعبة ، وقلت : إن بشر بن عمر زعم أنه : "سأل مالك بن أنس عنه ؟ فقال : ليس بثقة " ؟ فأنكره ، فقال : لا ، وقد حدث عنه شعبة ))(2) ، فرد الإمام أحمد الجرح المبهم غير المفسر المخالف للتعديل المعتمد برواية شعبة عنه .
وقال الإمام أبو حاتم الرازي : (( إذا رأيت شعبة يُحدث عن رجل ، فاعلم أنه ثقة إلا نفراً بأعيانهم ))(3) ، وزاد ابن أبي حاتم في موضع آخر : (( قيل لأبي : ألم يكن للثوري بصر بالحديث كبصر شعبة ؟ قال : كان الثوري قد غلب عليه شهوة الحديث وحفظه ، وكان شعبة أبصر بالحديث وبالرجال ، وكان الثوري أحفظ ، وكان شعبة بصيراً بالحديث جداً ، كأنه خلق لهذا الشان )) (4)، وقال أيضاً : ((شيخ يرضاه شعبة بروايته عنه يُحتاج أن يُسأل عنه ؟!! ))(5) ، أراد : من لم يتبين فيه جرح مُفَسّر قادح ، وقال أيضاً : ((حفص بن عمرو أبو علي الحنفي ، من أصحاب شعبة الثقات ))(6) .
__________
(1) الجرح والتعديل 1/175.
(2) الجرح والتعديل 5/284.
(3) الجرح والتعديل 8/424/ ترجمة : مشاش أبي ساسان خراساني مروزي .
(4) الجرح والتعديل 1/128.
(5) الجرح والتعديل 4/361/ ترجمة : شهاب ، روى عن عمرو بن مرة ، وروى عنه شعبة .
(6) الجرح والتعديل 3/185.(1/9)
وقال الإمام النسائي : (( أمناء الله عز وجل على علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة : شعبة بن الحجاج ، ويحيى بن سعيد القطان ، ومالك بن أنس ))(1) ، وزاد في رواية أخرى : (( والثوري : إمام إلا أنه كان يروي عن الضعفاء ، وكذلك ابن المبارك من أجلّ أهل زمانه إلا أنه يروي عن الضعفاء ، وما أحد عندي بعد التابعين أنبل من : مالك بن أنس ، ولا أجلّ ، ولا آمن على الحديث منه ، ثم : شعبة في الحديث ، ثم يحيى بن سعيد القطان ، وليس بعد التابعين آمن من هؤلاء الثلاثة ، ولا أقلّ رواية عن الضعفاء ))(2) .
وقال الإمام الذهبي : (( شيوخ شعبة نقاوة إلا النادر منهم ))(3) .
وقال الحافظ ابن حجر : (( من عُرف من حاله أنه لا يروي إلا عن ثقة ، فإنه إذا روى عن رجل وصف بكونه ثقة عنده ، كمالك ، وشعبة ، والقطان ، وابن مهدي ، وطائفة ممن بعدهم ))(4) .
وهذا أيضاً منهج لشعبة مستفيض في ثنايا كلامه على الرواة ومروياتهم :
__________
(1) مقدمة تسمية من لم يرو عنه غير رجل واحد 122.
(2) التمهيد لابن عبد البر 1/63.
(3) ميزان الاعتدال في نقد الرجال 6/221/ ترجمة محمد بن عبد الجبار .
(4) مقدمة لسان الميزان 1/14.(1/10)
فمن أمثلة انتقائه لشيوخه ، قوله : (( قد لقيت شَهْراً فلم أعتدّ به))(1)، وقال وكيع : (( سمعت شعبة يقول : لو روى عبد الملك بن أبي سليمان حديثاً آخر ، مثل حديث الشفعة طرحت حديثه))(2) ، وقد طرح حديثه بعد ذلك ، قال أمية بن خالد : (( قلت لشعبة : مالك لا تُحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي ؟ قال :تركت حديثه،قلت : تُحدث عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي،وتدع عبد الملك بن أبي سليمان ، وكان حَسَن الحديث ؟ قال : من حُسْنها فررت ))(3) (4).
وقال غُنْدر محمد بن جعفر : (( قال لي شعبة : لا تقرب الحسن بن عُمارة ، فإني إن رأيتك تقربه ، لم أحدثك ))(5) .
__________
(1) مقدمة صحيح مسلم 37 .
(2) ضعفاء العقيلي 3/32.
(3) ضعفاء العقيلي 3/32.
(4) نظر السائل إلى ظاهر أسانيد مرويات العَرْزَمي التي حسّنها بوصلها وتجويدها برواية من تقبل روايته ، في حين ذُهل عن علتها الخفية التي هي صنعة أمير المحدثين شعبة ؛ لذا أعرض عن هذا الحُسن الظاهر المعلول باطناً بمخالفة الراوي للثقات ، حيث أشار الإمام أحمد أنه يوصل الأسانيد المرسلة ، شرح العلل 2/568 .
(5) الجرح والتعديل 1/138.(1/11)
وقال أبو داود الطيالسي : (( قال لي شعبة : ائت جَرير بن حازم ، فقل له : لا يحل لك أن تروي عن الحسن بن عُمارة ؛ فإنه يكذب ؟ قال أبو داود : قلت لشعبة : وكيف ذاك ؟ فقال : حدثنا بأشياء عن الحكم ، لم أجد لها أصلاً ، قال : قلت له : بأي شئ ؟ قال قلت للحكم : "أصلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أُحد ؟ فقال : لم يصل عليهم" ، فقال : الحسن بن عمارة : "عن الحكم ، عن مِقْسم ، عن ابن عباس ، أن : النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى عليهم ، ودفنهم " ؟! قلت الحكم : "ما تقول في أولاد الزناء ؟ قال : يُصلّى عليهم ، قلت : من حديث مَنْ يُروى ؟ قال : يُروى عن الحسن البصري " ، فقال الحسن بن عمارة : "حدثنا الحكم ، عن يحيى بن الجزّار ، عن علي رضي الله تعالى عنه "))(1) .
وأما انتقاؤه لمرويات شيوخه الثقات ومتوسطي الحال ؛ فلأنه لا يُحدث عنهم إلا بالثابت المتصل منها ، بل كان الثقات الأثبات من شيوخه يتثبتون من حفظهم لمروياتهم بحفظ شعبة لها عنهم ، قال الإمام عبد الله بن المبارك : (( حدثني مَعْمر ، أن قتادة : كان يسأل شعبة عن حديثه )) ، قال ابن أبي حاتم ((يعني : حديث نفسه ، وكان قتادة بارع العلم نَسِيج وحده في الحفظ في زمانه لا يتقدمه كبير أحد ، فحلّ شعبة من نفسه محلاً يرجع إليه في حديث نفسه ))(2) .
وقال يحيى القطان : (( كل شيء يُحدث به شعبة عن رجل ، فلا تحتاج أن تقول عن ذاك الرجل إنه سمع فلاناً ، قد كفاك أمره ))(3) .
__________
(1) أخرجها الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (74) لبيان ضعف الحسن وعلة مروياته ، وأخرجها البيهقي وقال : "الحسن بن عمارة ضعيف لا يحتج بروايته" السنن الكبرى 4/13 ، معرفة السنن 3/145.
(2) الجرح والتعديل 1/127.
(3) الجرح والتعديل 1/162.(1/12)
وقال أبو داود الطيالسي : (( عن شعبة ، أن معاوية بن قُرَّة ، قال : "قال ابن عباس : {انظر إلى العظام كيف ننشزها}(1) " ، قلت : من حدثك ؟ قال : شَهْر بن حَوْشَب ، استرحنا من خناقك(2) يا شعبة ))(3) ، وقال الإمام عبد الرحمن بن مهدي : (( سمعت شعبة يقول : كنت أنظر إلى فم قتادة ، فإذا قال للشيء : "حدثنا" عُنيت به ، فوقفته عليه ، وإذا لم يقل : "حدثنا" ، لم أعن به ))(4) .
وقد اشتهر شعبة بمنهجه في العناية بالإسناد ، وسماع الرواة حتى أصبح من أوصافه ، قال الإمام أحمد : ((حدثنا أبو داود ، عن أبي عوانة ، قال : كنّاً يوماً عند الحكم ، فذكر حديثاً ليس بمسند ، فقال : ليس هذا من بابة شعبة ، قال : فقال شعبة : لا ينبغي أن تروي عن الشامي كثيراً ))(5) ، وروى سفيان بن عيينة إسناداً فيه تصريح جميع رواته بالسماع ، ثم قال : (( هذا الإسناد كان يعجب شعبة : "سمعت ، أخبرني ، سمعت ، أخبرني" كأنه اشتهى توصيله ))(6) .
المبحث الثالث : أنواع شيوخ شعبة الذين ضعفهم الإمام أحمد :
__________
(1) البقرة آية 259.
(2) شبه دقة شعبة في معرفة الرواة عيناً وحالاً ، وتحققه من اتصال الأسانيد بحال المخانق الذي يضيق على خصمه معنوياً بكثرة مجادلته ومراجعته ، أو حسياً بأن يشد على حلق خصمه فيضيق عليه نَفَسَه حتى يصل إلى مقصوده ؛ لأن الخنق يأتي بمعنى التضييق . القاموس المحيط مادة خنق ، 1138 .
(3) الجرح والتعديل 1/169، والحديث ضعيف أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ، ولم أقف عليه إلا في هذا الموضع،وفيه شهر :"صدوق كثير الأوهام" التقريب 2830 ،أفراده مناكير؛ لذا دلسه معاوية.
(4) الجرح والتعديل 2/34 .
(5) العلل ومعرفة الرجال 5801.
(6) مسند الحميدي 1/ 148/ 309 .(1/13)
تكلم الإمام أحمد في قلِّة من شيوخ شعبة ، ومراده صيانة الحديث وأسانيده من اطلاق القول في ثقة شيوخ الثقات النقاد أهل الانتقاء لهم ، بحيث لا يُظن أحد أن جميع شيوخهم بهذا الوصف ، بل المقصود بذلك غالبهم ، وتقدم في المبحث السابق أن الإمام أحمد نفسه وغيره ذكروا أنه الوصف الأغلبي فيهم .
وبدراسة أحوال هؤلاء القلِّة من شيوخ شعبة الذين ضعّفهم الإمام أحمد ، يتبين أنهم على أنواع :
النوع الأول : المختلف فيهم ، بحيث يُعتبرون ثقات أو متوسطي الحال عند شعبة ، ويكون الترجيح بينه ويبن التجريح المعارض له ، بحسب الضوابط المعتبرة في هذا الباب ، فمنهم من يترجح ضعفه(1) ، مثل : ثُوير بن أبي فاخِتَة ، فهو : ضعيف عند غالب النقاد(2) ، وحُسام بن مِصَك الأزدي ، ضعيف ، قاله أكثر النقاد(3) .
ومنهم من يترجح توثيقه أو توسط حاله(4) ، مثل :
عبد الرحمن بن ثَرْوان الأَوْدِي ، لا بأس به (5) .
ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي مولاهم البصري ، وثقه غالب النقاد(6) .
النوع الثاني : الضعفاء ومن دونهم الذين تأخرت وفاتهم بعد وفاة شعبة بزمن تبين فيه ضعفهم للإئمة النقاد بعده ، مثل :
قيس بن الربيع الأَسَدي الجوال ( ت 167هـ) ، ضعفه غالب النقاد ، وقد تأخرت وفاته بعد شعبة بسبع سنين(7) .
ونوح بن أبي مريم القرشي مولاهم المَرْوَزي (ت173هـ) ، كذبه كثير من النقاد ، ومات شعبة قبله بثلاثة عشر عاماً ، وهي المدة التي تبين فيها كذب نوح للنقاد(8) .
النوع الثالث : الضعفاء عند شعبة نفسه ، وروايته عنهم على أحوال :
__________
(1) انظر ترجمة رقم : 6، 12، 14، 17، 20 ، 21، 26، 27.
(2) انظر : ترجمة رقم : 5.
(3) انظر ترجمة رقم : 8 .
(4) انظر ترجمة رقم : 7، 30، 33.
(5) انظر ترجمة رقم : 16 .
(6) انظر ترجمة رقم : 29 .
(7) انظر ترجمة رقم : 22.
(8) انظر ترجمة رقم : 28.(1/14)
الأولى : أن يُحدث عنهم في أول أمرهم قبل أن يضعفوا باختلاط أو تغيّر أو كثرة مخالفة وتفرد(1) ، ومنه :
صنيعه في سِماك بن حرب ، فكان لا يُحدث عنه ما لُقن به ، ولا يُلقِّنه ، وإنما يُحدث بما أنشأ سِماك روايته ؛ لأنه تغير بأخرة فكان يقبل التلقين ، قال الإمام أحمد : (( قال حجاج : قال شعبة : كانوا يقولون لسِماك : "عكرمة ، عن ابن عباس" فيقول : نعم ، قال شعبة : وكنت أنا لا أفعل ذلك به ))(2) ، وبه يتبين أن الأصل الاحتجاج برواية متوسط الحال والثقة قابل التلقين التي لم يُلقنها إن كان الراوي عنه من أهل الانتقاء الثقات الذين لا يُحدثون بما تلقنه الراوي .
وكان شعبة أيضاً يتجنب ضعيف حديثه الذي خالفه فيه الثقات(3) .
وصنيعه في عُبيدة بن مُعَتِّب الضَّبِّي ، فكان إذا روى عنه قال : (( أخبرني عُبيدة قبل أن يتغير ))(4) .
وصنيعه في عباد بن منصور النّاجي(5) ، قال أبو الوليد الطيالسي : ((حدثنا شعبة ، عن عباد بن منصور ، قال شعبة : قبل أن يُنْكَر ))(6) .
الثانية : أن ينتقي الصحيح عنده من مروياتهم ؛ لأنه حافظ ناقد من أهل الانتقاء :
__________
(1) انظر : ترجمة رقم : 4، 18، 23، 24، 31.
(2) العلل ومعرفة الرجال 791 .
(3) انظر ترجمة رقم : 13.
(4) ضعفاء العقيلي 3/129.
(5) انظر ترجمة رقم : 19.
(6) ضعفاء العقيلي 3/134.(1/15)
وقد جاء نصه على ذلك ؛ قال جرير بن عبد لحميد الكوفي : (( لما ورد شعبة البصرة ، قالوا له : حدثنا عن ثقات أصحابك ؟ قال : إن حدثتكم عن ثقات أصحابي ، فإنما أحدثكم عن نُفير يسير(1) ))(2) .
فشعبة من جهة ـ وهو متشدد في الجرح والتعديل ـ أراد بالقلِّة : الثقات الأثبات عنده ، بدليل ما تقدم من تصريح الأئمة النقاد أهل الاستقراء بأن غالب شيوخه ثقات ومتوسطي الحال ، وأما الضعفاء فقلِّة منهم .
وأراد من جهة أخرى أنه : يروي عن الضعفاء ، لكنه ينتقي ثابت مروياتهم عنده(3) .
ومن ذلك : صنيعه في موسى بن عُبيدة الرَّبَذي ، ضعيف ، روى عنه ثابت مروياته(4) ؛ من أجل ذلك نص الإمام أبو عبد الله أحمد بأن شعبة حدث انتقاءً متجنباً مناكيره ، قال الفضل بن زياد : (( سمعت أبا عبد الله وسأله أبو جعفر : أيما أحب إليك موسى بن عُبيدة أو محمد بن إسحاق ؟ قال : لا ، محمد بن إسحاق ، قلت له : روى شعبة عن موسى بن عُبيدة ؟ قال : نعم ، فقال أبو جعفر : "يقول شعبة : عن أبي عبد العزيز الرَّبَذي" ؟ قال : نعم ، لم يرو عنه شعبة حديثاً منكراً ))(5).
__________
(1) اقتصر الحافظ الناقد ابن رجب على ذلك ، وفي بقية المصادر زاد جرير بن عبد الحميد في آخره عنه قوله : (( من هذه الشيعة : الحكم بن عتيبه ، وسلمة بن كهيل ، وحبيب بن أبي ثابت ، ومنصور )) ، والذي يظهر أن جريراً هو الواصف لهم بالتشيع ، وجرير نفسه فيه تشيع ، وهو يكثر في أهل الكوفة ؛ قال قتيبة : "ثنا جرير الحافظ المقدم ، لكني سمعته يشتم معاوية علانية" ؛ تهذيب التهذيب 2/65. لذا تضعف نسبته هذا الوصف إلى شعبة ؛ لأنها رواية تُؤيد بدعة جرير .
(2) الجرح والتعديل 1/138، 143، مقدمة كامل ابن عدي 1/154، تاريخ مدينة دمشق 22/124، تهذيب الكمال 11/316 ، شرح علل الترمذي 1/376.
(3) انظر ترجمة رقم : 2، 3، 7، 9، 15، 21، 26، 32.
(4) انظر ؛ ترجمة رقم : 27 .
(5) المعرفة والتاريخ 2/101.(1/16)
وتقييد قبول مرويات من كانت هذه حاله من الرواة بأهل الانتقاء من الحفاظ الأثبات منهج معتمد ، ومسلك متبع معروف مستفيض عند الرواة الثقات الأئمة النقاد ، قال الإمام يحيى بن معين : (( كان إسماعيل بن عياش يقعد ومعه ثلاثة ، أو أربعة ، فيقرأ كتاباً وهم معه ، والناس مجتمعون ثم يلقيه إليهم ، فيكتبونه جميعاً ، ولم ينظر في الكتاب إلا أولئك الثلاثة أو الأربعة ، سمعت يحيى يقول : شهدت إسماعيل بن عياش ، وهو يُحدث هكذا ، فلم أكن آخذ منه شيئاً ، ولكني شهدته يملى إملاء فكتبت عنه ))(1) ، وقال الإمام أحمد : (( كان حفظ المقرئ(2) رديئاً ، وكنت لا أسمع منه إلا من كتاب ))(3) ، فتكلم الإمام أحمد في حفظه ، وتجنب روايته منه .
وقال الحافظ ابن حجر : (( لا شك أن المرء أشد معرفة بحديث شيوخه ، وبصحيح حديثهم من ضعيفه ممن تقدم عن عصرهم ))(4) .
ومن هنا يتبين أن ضعف الراوي لا يقتضي ضعف جميع مروياته لكنه الأصل فيه بحيث لا يُخالف هذا الأصل إلا بحجة معتبرة ، كما أن ثقة الراوي أو توسط حاله لا تقتضي قبول جميع مروياته ، لكنه الأصل فيه بحيث لو تبين وهمه في رواية رُدت ، كأن يتفرد أو يُخالف بما لا تحتمل حاله تفرده أو مخالفته ، وهذا هو مقتضي صنيع من تقدم من النقاد(5) .
الثالثة : أن يُحدث عنهم على وجه التعجب ، مثل :
داود بن يزيد الأَوْدي ، ضعيف(6) ، وقال الإمام أحمد : (( قال سفيان الثوري : أبو بِسطام ـ يعني شعبة ـ يُحدث عن داود الأَوْدي تعجباً منه ، وكان شعبة حمل عن داود قديماً ))(7) .
__________
(1) الدوري 4901 .
(2) هو : عبد الله بن يزيد القرشي العَدَوي المكي أبو عبد الرحمن .
(3) العلل ومعرفة الرجال 6026.
(4) النكت على كتاب ابن الصلاح 288 .
(5) انظر : شرح العلل لابن رجب 838 ، والنكت على كتاب ابن الصلاح للحافظ ابن حجر 134 ، 135.
(6) انظر ترجمة رقم : 11.
(7) العلل ومعرفة الرجال 1209 .(1/17)
ومحمد بن عبيد الله العَرْزَمي ، متروك الحديث ، قاله أكثر النقاد(1) ، وقال الإمام أبو حاتم : (( روى عنه شعبة على التعجب ))(2) .
الرابعة : أن يُحدث عنهم قبل أن يتبين له ضعفهم ، ولما تبين له ضعفهم تركهم ، مثل :
إبراهيم بن عثمان العَبْسي ، متروك الحديث ، حدث عنه شعبة في أول أمره، ثم لما تبين له ضعفه الشديد تركه(3) .
وعبد الغفار بن القاسم بن قيس الأنصاري ، متروك الحديث ، ورواية شعبة عنه قليلة ، في أوله أمره قبل أن يتبين له ضعفه الشديد ، ثم تركه(4) .
المبحث الرابع : شيوخ شعبة الذين ضعّفهم الإمام أحمد :
[1]إبراهيم بن عثمان بن عبد الله أبو شيبة العَبْسي الكوفي قاضي واسط متروك الحديث ، (ت ، ق) ، (ت 169هـ) :
روى عنه شعبة بن الحجاج ، قاله الإمام أبو حاتم(5) ، وغيره ، وأخرج له الترمذي وابن ماجه .
وقال الإمام أحمد فيه : (( ليس بشيء ، منكر الحديث ))(6) ، وفي رواية قال أيضاً : (( منكر الحديث ، قريب من الحسن بن عُمارة ))(7) ، زاد ابن أبي حاتم : (( والحسن بن عمارة : متروك الحديث ))(8) ، وقال أحمد بن أَصْرم المِزِّي : (( سمعت أحمد بن حنبل يقول : كان أبو شيبة قد وقع على الحكم ، عن مِقْسم ، وضعّفه جداً ))(9) .
وضعّفه غيره :
__________
(1) انظر ترجمة رقم : 25 .
(2) الجرح والتعديل 8/1.
(3) انظر ترجمة رقم : 1 .
(4) انظر ترجمة رقم : 17.
(5) الجرح والتعديل 2/115، وروايته عنه في مصنف ابن أبي شيبة 4/501 .
(6) القراءة خلف الإمام للبيهقي 155.
(7) الجرح والتعديل 2/115، الكامل في ضعفاء الرجال 1/240.
(8) الجرح والتعديل 2/115.
(9) ضعفاء العقيلي 1/59.(1/18)
قال الإمام ابن المبارك: (( إرم به ))(1) ، وقال الإمام ابن معين : (( ليس بثقة ))(2) ، وقال الإمام البخاري : ((سكتوا عنه ))(3) ، وفي رواية : (( ذاهب الحديث ))(4) ، وقال الإمام أبو حاتم : (( ضعيف الحديث ، سكتوا عنه ، وتركوا حديثه ))(5) ، وقال الإمام النسائي : (( متروك الحديث ))(6) ، وضعّفه غيرهم(7) .
وقال الإمام الذهبي : (( تُرك حديثه ))(8) ، وقال الحافظ ابن حجر : ((متروك الحديث ))(9) .
ونتيجة دراسة حاله :
أنه متروك ، ورواية شعبة عنه كانت في أول أمره ، فلما تبين له ضعفه الشديد تركه ، وتكلم فيه بكلام شديد ، فقد قال الإمام أحمد : (( حدثنا أمية ابن خالد ، قال : قلت لشعبة : إن أبا شيبة حدثنا : "عن الحكم ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى أنه قال : شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلاً " ؟ قال : كذب والله ، لقد ذاكرت الحكم ذاك ، وذكرناه في بيته ، فما وجدنا شهد صفين أحد من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت ))(10) ، وقال الإمام الذهبي : (( كذبه شعبة ))(11) .
__________
(1) ضعفاء العقيلي 1/59.
(2) الجرح والتعديل 2/115.
(3) الضعفاء الصغير 5 ، التاريخ الأوسط 2/185، التاريخ الكبير 1/310.
(4) ترتيب علل الترمذي 1/392 .
(5) الجرح والتعديل 2/115.
(6) الضعفاء والمتروكون 11.
(7) تهذيب التهذيب 1/ 125 .
(8) الكاشف 1/218.
(9) تقريب التهذيب 215 .
(10) العلل ومعرفة الرجال 462 ، ضعفاء العقيلي 1/59، وحديث أبي شيبة مخرج فيهما وفي كامل ابن عدي 1/239 ؛ لبيان نكارته ؛ لأنه معلول المتن بمخالفة المحفوظ .
(11) ميزان الاعتدال في نقد الرجال 1/170.(1/19)
ومن أجله كان شعبة بن الحجاج ينهى عن الرواية عنه بعد ذلك ، قال الحافظ معاذ بن معاذ العَنْبري : (( كتبت إلى شعبة أسأله عن أبي شيبة قاضي واسط ؟ فكتب إليّ : لا تكتب عنه شيئاً ، ومزق كتابي ))(1) ، وفي رواية قال : (( كتبت إلى شعبة ـ وهو ببغداد ـ أسأله عن أبي شيبة القاضي ؟ قال: فكتب إليّ أن لا ترو عنه ؛ فإنه رجل مذموم ، وإذا قرأت كتابي فمزقه ))(2) ، ورواه ابن أبي حاتم دون قوله : (( مذموم ))(3) .
إضافة إلى أن إبراهيم العَبْسي قد تأخرت وفاته بعد شعبة بتسع سنين .
[2]إبراهيم بن مسلم العَبْدي أبو إسحاق الكوفي المعروف بالهَجَري(4) ، ضعيف في ضبط الأسانيد ، من الخامسة (ق) :
روى عنه شعبة بن الحجاج ، قاله الإمام مسلم(5) ، وأبو حاتم(6) ، وغيرهما ، وأخرج ابن ماجه رواية شعبة عن إبراهيم (7) .
وقال عبد الله عن أبيه الإمام أحمد : (( كان الهَجَري رفّاعاً ، وضعّفه ))(8) ، أي : يرفع الموقوف والمقطوع ، قال سفيان بن عيينة : (( كان الهَجَري رفّاعاً ، وكان يرفع عامة هذه الأحاديث ، فلما حدث بحديث : "أن يعبد الأصنام" ؟! قلت : أما هذا فنعم ، وقلت له : لا ترفع تلك الأحاديث ))(9) .
__________
(1) مقدمة صحيح مسلم 72.
(2) ضعفاء العقيلي 1/59 .
(3) الجرح والتعديل 1/132.
(4) من الخامسة ، تقريب التهذيب 252 .
(5) الكنى والأسماء للإمام مسلم 11 .
(6) الجرح والتعديل 2/131.
(7) تهذيب التهذيب 1/143، السنن 1/255/ 777.
(8) تهذيب التهذيب 1/143.
(9) ضعفاء العقيلي 1/65، المعرفة والتاريخ 3/56 ،والحديث لم أقف عليه إلا في هذا الموضع.(1/20)
وضعّفه غيره : فقد كان ابن عيينة يُضعّفه(1) ، وسُئل محمد بن عبد الله بن نُمير عنه ؟ فقال : (( تباعد منه))(2) ، وقال الإمام ابن معين : (( ليس بشيء ))(3)، وفي رواية قال : (( ضعيف ))(4) ، وقال الإمام البخاري : (( منكر الحديث ))(5) ، وضعّفه أبو زرعة(6) ، وقال أبو حاتم : ((ليس بقوي لين الحديث))(7) ،وفي رواية : ((ضعيف الحديث ، منكر الحديث ))(8) ، وقال النسائي (( ضعيف ))(9) ، وفي رواية : (( منكر الحديث ))(10) ، وقال في موضع آخر : (( ليس بثقة ، ولا يُكتب حديثه ))(11) ، وقال الحاكم أبو أحمد : (( ليس بالقوي عندهم ))(12) .
وقال الذهبي : (( ضُعّف ))(13) ، وقال الحافظ ابن حجر : (( لين الحديث : رفع موقوفات ))(14) .
وقوّاه غيرهم :
قال ابن عيينة في رواية أخرى : (( كان يسوق الحديث بسياقة جيدة ، على ما فيه ))(15) ، وقال يعقوب بن سفيان : (( كان رفاعاً لا بأس به ))(16) ، وقال ابن عدي : (( حدث عنه شعبة والثوري وغيرهما ، وأحاديثه عامتها مستقيمة المتن ، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص عن عبد الله ، وهو عندي ممن يكتب حديثه ))(17) .
ونتيجة دراسة حاله :
__________
(1) التاريخ الأوسط 2/52 ، التاريخ الكبير 1/326، الضعفاء الصغير 10 .
(2) المعرفة والتاريخ 3/102.
(3) الدارمي 162، الدوري 1322 .
(4) الكامل في ضعفاء الرجال 1/212.
(5) تهذيب التهذيب 1/143.
(6) سؤالات البرذعي 1/598 .
(7) الجرح والتعديل 2/131.
(8) تهذيب التهذيب 1/143.
(9) الضعفاء والمتروكون 6 .
(10) 10) تهذيب التهذيب 1/143.
(11) 11) تهذيب التهذيب 1/143.
(12) 12) تهذيب التهذيب 1/143.
(13) 13) الكاشف 1/225.
(14) 14) تقريب التهذيب 252 .
(15) الجرح والتعديل 1/49 .
(16) المعرفة والتاريخ 3/192، تهذيب التهذيب 1/143.
(17) الكامل في ضعفاء الرجال 1/212.(1/21)
أنه ضعيف في ضبط الأسانيد ؛ لأنه كان رفاعاً لها ، وبه يُفسّر جرح النقاد له ، ولا بأس به في ضبط متونها ، وهو مقتضى كلام ابن عيينة ، ويعقوب بن سفيان ، وابن عدي ، وغيرهم ، وبهذا يُجمع بين هذا التعارض .
والأصل في مثل هؤلاء الرواة تقييد قبول مروياتهم بحسب من روى عنهم ، بحيث تُقبل رواية تلاميذهم الثقات الحفاظ الذين ينتقون مروياتهم ، وتضعف رواية غيرهم ، قال سفيان بن عيينة : (( أتيت إبراهيم الهَجَري ، فدفع إليّ عامة حديثه ، فرحمت الشيخ ، فأصلحت له كتابه ، فقلت : هذا عن عبد الله ، وهذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا عن عمر ))(1) ، وهذا دليل على تمييز ابن عيينة مرفوع حديثه من موقوفه ؛ لذا كان ابن عيينة يروي عنه(2) ، وقال الحافظ ابن حجر : (( القصة المتقدمة عن ابن عيينة تقتضي أن حديثه عنه صحيح ؛ لأنه إنما عيب عليه رفعه أحاديث موقوفة ، وابن عيينة ذكر أنه ميّز حديث عبد الله من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والله أعلم ))(3) .
وإذا ذُكر الثقات الحفاظ النقاد أهل الانتقاء والتمييز التام كان : شعبة بن الحجاج ـ رحمه الله ـ من أئمتهم ؛ لذا كانت روايته عنه انتقاء لما ضبط من مروياته ، ومن هنا يتبين أن ضعف الراوي لا يقتضي ضعف جميع مروياته لكنه الأصل فيه بحيث لا يُخالف هذا الأصل إلا بحجة معتبرة ، كما أن ثقة الراوي أو توسط حاله لا تقتضي قبول جميع مروياته ، لكنه الأصل بحيث لو تبين وهمه في رواية رُدت كأن يتفرد أو يُخالف بما لا تحتمل حاله تفرده أو مخالفته .
[3]إبراهيم بن مهاجر بن جابر البَجَلي الكوفي أبو إسحاق ، صدوق ، (م ، 4) ، من الخامسة :
__________
(1) الكامل في ضعفاء الرجال 1/212.
(2) الكنى والأسماء للإمام مسلم 11 .
(3) تهذيب التهذيب 1/143.(1/22)
روى عنه شعبة بن الحجاج قاله الإمام أحمد(1) ، والإمام البخاري(2) ، وغيرهما ، وأخرج له مسلم ، والأربعة ، ورواية شعبة عنه في سنن ابن ماجه(3) .
وقد ليّنه الإمام أحمد مرة ، ومشّاه مرة أخرى :
قال محمد بن إسحاق الصَّغّاني : (( سألت أحمد بن حنبل ، عن إبراهيم بن مهاجر ؟ فقال : فيه ضعف))(4) ، وقال المرُّوذي : ((سألته عن إبراهيم بن مهاجر؟ فليّن أمره ، سمعته يقول : تكلم يحيى بن معين معي بحضرة عبدالرحمن بن مهدي ، فقال يحيى : إبراهيم بن مهاجر وذكر رجلاً آخر : ضعيفين مهينين ، فحمل عليه عبدالرحمن حملاً شديداً ، وجعل أبو عبدالله يعجب من هذ الكلام ، ويقول : مهينين ؟!))(5) ، وفي رواية قال الإمام أحمد : (( قال يحيى بن معين يوماً عند عبد الرحمن ـ وذكرنا : إبراهيم بن مهاجر والسُّدي ـ فقال يحيى : ضعيفين ، فغضب عبد الرحمن ، وكره ما قال ))(6) ، وذكر المرُّوذي أن الإمام أحمد : (( قال في السُّدي وابن مهاجر : ثقتان ، ثم قال : منصور وأيوب أثبت منهما ))(7) ، وقال عبد الله : (( سُئل عن أبي مَعْشَر وإبراهيم بن مهاجر ؟ فقال : أبو مَعْشَر أجلّ في قلبي(8) من إبراهيم بن مهاجر ))(9) ، وقال ابن هانئ للإمام أحمد : (( أيما أحب إليك : إبراهيم بن مهاجر أو أبو مَعْشَر؟ فقال : أبو مَعْشَر أحب إليّ ))(10) .
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 4944 .
(2) التاريخ الكبير 1/328.
(3) تهذيب الكمال 12/480 ، السنن 1/210/ 642.
(4) الكامل في ضعفاء الرجال 1/213.
(5) علل الحديث ومعرفة الرجال 79 .
(6) العلل ومعرفة الرجال لعبد الله 4710 .
(7) علل الحديث ومعرفة الرجال 90 .
(8) قال عبد الله لأبيه أحمد : (( سألته عن أبي مَعْشَر نَجيح المدني ؟ قال : صدوق ، ولكنه لا يقيم الإسناد )) . العلل ومعرفة الرجال 875.
(9) العلل ومعرفة الرجال 1595.
(10) سؤالاته 2171.(1/23)
وقال مرة أخرى : (( ليس به بأس ، هو كذا وكذا ))(1) ، وفي رواية : ((لا بأس به ))(2) ، وقال عبدالله له : ((سألته عن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر ؟ قال: أبوه أقوى في الحديث منه ))(3) .
وتكلم فيه غيره :
فقد ذكر علي بن المديني أن يحيى بن سعيد القطان : ((سُئل عن إبراهيم بن مهاجر ، وأبي يحيى القتات ؟ فضعّفهما ، فقيل ليحيى : فالسُّدي ؟ قال : لا ، السُّدي عندي لا بأس به ))(4) ، وقال علي بن المديني : (( قيل ليحيى بن سعيد : إن إسرائيل يروي عن إبراهيم بن مهاجر ثلاثمائة ؟ قال يحيى : إبراهيم بن مهاجر لم يكن بالقوي ))(5) ، وقال الإمام يحيى بن معين : (( ضعيف ))(6) ، وفي رواية أخرى للدُّوري قال : (( سألت يحيى ، عن إبراهيم بن مهاجر وأبو يحيى القتات والسُّدي ؟ فقال : في حديثهم ضعف ))(7) ، وقال يعقوب بن سفيان : (( له شرف ونبالة ، حديثه لين ))(8) ، وقال ابن عدي : (( إبراهيم بن مهاجر أحاديثه صالحة يحمل بعضها بعضاً ، وهو عندي أصلح من إبراهيم الهَجَري ، وحديثه يُكتب في الضعفاء ))(9) ، وقال الدارقطني : (( يُعتبر به ))(10) ، وفي رواية قال الحاكم له : (( قلت : فإبراهيم المهاجر ؟ فقال : ضَعّفوه ؛ تكلم فيه يحيى القطان وغيره ، قلت : بحجة ؟ قال : بلى حدث بأحاديث لا يتابع عليها ، قد غَمَزه شعبة أيضاً ))(11) .
وقوّاه غيرهم :
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 2511 .
(2) تهذيب التهذيب 1/146.
(3) العلل ومعرفة الرجال 2512 .
(4) الكامل في ضعفاء الرجال 1/213.
(5) الكامل في ضعفاء الرجال 1/213.
(6) الدُّوري 1668، الدارمي 144، العلل ومعرفة الرجال لعبد الله 4013 ، الكامل في ضعفاء الرجال 1/213.
(7) 2074.
(8) المعرفة والتاريخ 3/182.
(9) الكامل في ضعفاء الرجال 1/214.
(10) الضعفاء والمتروكون 20.
(11) سؤالات الحاكم 272.(1/24)
فقد تقدم أن الإمام ابن مهدي تعقب من تكلم فيه ، وقال سفيان الثوري ((لا بأس به ))(1) .
وفي رواية قال عمرو بن علي الفلاس : (( سمعت رجلاً من أهل بغداد من أهل الحديث : ذكر إبراهيم بن مهاجر والسدي ، فقال : كلاهما ضعيفان مهينان ، فقال : عبد الرحمن : قال سفيان(2) : كان السُّدي رجلاً من العرب ، وكان إبراهيم بن مهاجر : لا بأس به ))(3) .
وقال النسائي : (( ليس بالقوي ))(4) ، وأراد توسط حاله ؛ ففي رواية أخرى قال : (( ليس به بأس ))(5) .
ونتيجة دراسة حاله :
أن في حفظه شيئاً ينزل به عن مرتبة الثقة إلى الحسن ؛ لذا أشار الإمام أحمد وغيره إلى تليينه مع أنه حكم بتوسط حاله .
ورواية شعبة عنه وإخراج الإمام مسلم له توكيد لهذه الحال ، سيما أن ممن حكم بتوسط حاله : الإمام النسائي مع تشدده ؛ من أجل ذلك جاءت عبارة الإمام أبي حاتم مشعرة به .
__________
(1) الجرح والتعديل 1/74.
(2) هو : الثوري ، تهذيب التهذيب 1/146.
(3) الكامل في ضعفاء الرجال 1/213.
(4) الضعفاء والمتروكون 7 ، الكامل في ضعفاء الرجال 1/213.
(5) تهذيب التهذيب 1/146.(1/25)
قال ابن أبي حاتم : (( سمعت أبي يقول : إبراهيم بن مهاجر ليس بقوي ، هو وحُصين بن عبد الرحمن(1) وعطاء بن السائب(2) قريب بعضهم من بعض ، محلهم عندنا محل الصدق ، يُكتب حديثهم ، ولا يُحتج بحديثهم ، قلت لأبي : ما معنى لا يُحتج بحديثهم ؟ قال : كانوا قوماً لا يحفظون فيحدثون بما لا يحفظون فيغلطون ، ترى في أحاديثهم اضطراباً ما شئت ))(3) ، وقال الحافظ ابن حجر : (( صدوق لين الحفظ ))(4) .
وهذا من الصنف الذين تقوى مروياتهم إذا رواها عنهم الثقات الأثبات أهل الانتقاء ، كشعبة والإمام مسلم ؛ لوقوفهم على ما يقويها بالمتابعات أو الشواهد .
[4]أَشْعَث بن سَوّار الكِنْدي النَّجّار الكوفي التوابيتي ، ويقال : الأفرق والأثرم وصاحب التوابيت ، ضعيف ، (خت م ت س ق)(ت 136هـ) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أحمد(5) ، وغيره ، وروايته عنه عند البيهقي ، وأخرج له : الإمام البخاري في الأدب المفرد ، ومسلم متابعة ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه .
__________
(1) قال أبو حاتم فيه : (( ثقة في الحديث ، وفي آخر عمره ساء حفظه ، صدوق )) . الجرح والتعديل 3/193.
(2) قال أبو حاتم فيه : (( كان عطاء بن السائب محله الصدق قديماً قبل أن يختلط صالح مستقيم الحديث ، ثم بآخرة تغير حفظه ، في حديثه تخاليط كثيرة ، وقديم السماع من عطاء : سفيان وشعبة ، وحديث البصريين الذين يُحدثون عنه تخاليط كثيرة ؛ لأنه قدم عليهم في آخر عمره ، وما روى عنه ابن فُضيل ففيه غلط واضطراب ؛ رفع أشياء كان يرويه عن التابعين فرفعه إلى الصحابة )) ، الجرح والتعديل 6/333.
(3) الجرح والتعديل 2/132.
(4) تقريب التهذيب 254 .
(5) العلل ومعرفة الرجال 1869 ، وروايته عن أشعث في سنن البيهقي الكبرى 7/370.(1/26)
وقال الإمام أحمد : (( أَشْعَث بن سَوّار ، يقال : أَشْعَث النّجّار ، ويقال : الأفرق ))(1) ، وقال عبد الله له : (( أبو إسحاق السَّبِيعي عن الأَشْعَث صاحب التوابيت ؟ قال أبي : هو الأَشْعَث بن سَوّار ، يُقال له : أَشْعَث النجار ، يعني : ينجر التوابيت ))(2) .
وقد ضعفه الإمام أحمد قال عبد الله :((سألته ، عن أَشْعَث بن سَوّار ؟ فقال: "هو أمثل من محمد بن سالم(3) ، ولكنه على ذاك ضعيف" يعني : الأشعث ))(4) ، وقال : (( سألت أبي ، عن الأَشْعَث بن عبد الملك الحُمْراني البصري ؟ قال : ليس به بأس ، حدث عنه : بِشر بن المُفضّل ويحيى ومعاذ ، قال أبي : قال شعبة : "كان يونس يأخذ هذه الأحاديث عن الأَشْعَث" قلت لأبي : أيهما أثبت عندك هو أو الأَشْعَث بن سَوّار ؟ قال : أَشْعَث بن سَوّار ضعيف الحديث ، الحُمْراني فوقه ))(5).
وفي رواية قال فيه الإمام أحمد : (( ليس هو بالقوي ))(6) .
وتكلم فيه غيره :
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 83 .
(2) العلل ومعرفة الرجال 2279.
(3) قال فيه الإمام أحمد : (( هو شبه المتروك )) . العلل ومعرفة الرجال 886 .
(4) العلل ومعرفة الرجال 887 .
(5) العلل ومعرفة الرجال 1146، 4289 .
(6) بحر الدم 92 .(1/27)
قال يحيى بن سعيد القطان : ((حجاج بن أَرْطَأة ومحمد بن إسحاق عندي سواء ، و أَشْعَث بن سَوّار دونهما ))(1) ، وقال محمد بن المثني : ((ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن حدثا عن سفيان عن أَشْعَث بن سَوّار شيئاً ))(2) ، وقال أبو حفص عمرو بن علي : (( كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي لا يُحدثان عن أَشْعَث بن سَوّار ، ورأيت عبد الرحمن بن مهدي يخط على حديثه ))(3) ، وقال الإمام يحيى بن معين : ((ضعيف))(4) ، وقال هو وأبو داود : ((كان يرى القدر))(5) ، وقال النسائي : (( ضعيف ))(6) ، وكذا قال الحافظ ابن حجر(7).
وقوّاه غيرهم :
قال سفيان الثوري : ((أَشْعَث أثبت من مُجالد ))(8) ، وقال يحيى القطان (ت 198هـ) في رواية : ((ما سمعت أحداً قال في الأَشْعَث شيئاً حتى الآن ))(9) ، وقال يحيى بن معين في رواية : (( ثقة ))(10) .
ونتيجة دراسة حاله :
__________
(1) الكامل في ضعفاء الرجال 1/371 ، ضعفاء العقيلي 1/31.
(2) ضعفاء العقيلي 1/31.
(3) الجرح والتعديل 2/271.
(4) الدوري 3230 .
(5) سؤالات أبي عبيد الآجري 226 .
(6) الضعفاء والمتروكون 58 .
(7) تقريب التهذيب 524.
(8) التاريخ الكبير 1/430.
(9) العلل ومعرفة الرجال 3035 .
(10) الكامل في ضعفاء الرجال 1/371 .(1/28)
أنه أمثل في أول أمره ثم ضعف بعد ذلك ، بيّن ذلك الإمام أحمد نفسه ، وغيره ، قال عبد الله : (( حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت الأَشْعَث الأثرم ـ قال أبي : يعني ابن سَوّار ـ قال : سمعت الشعبي ، يُحدث عن مسروق ، أو عن بعض أصحاب عبد الله ، عن عبد الله أنه قال : "السنة بالنساء ، يعني : الطلاق والعدة " ، قال شعبة : وذاك قبل أن يختلط الأَشْعَث الأثرم ))(1) ، وقال يعقوب بن سفيان : ((حدثنا بُنْدار ، عن محمد بن جعفر غُنْدر وابن معاذ ، عن أبيه ، عن شعبة ، قال : سمعت الأَشْعَث الأثرم قبل أن يخلط))(2) ،وعلى حاله في أول أمره يُحمل ثناء يحيى القطان ، وتوثيق يحيى بن معين له في إحدى الروايتين عنه .
وتكون رواية شعبة عنه انتقاءً ، وإخراج الإمام مسلم له فيما تُوبع عليه ؛ من أجل ذلك قال فيه الإمام أبو عبد الله البخاري أمير المحدثين : (( صدوق إلا أنه يغلط ))(3) ، وقال الحافظ ابن عدي : (( قد روى عنه أبو إسحاق السَّبِيعي وشعبة وشَريك ، ولم أجد لأَشْعَث فيما يرويه متناً منكراً ، إنما في الأحايين يخلط في الإسناد ، ويُخالف ))(4) ، وقال الإمام الذهبي : (( هو من الضعفاء الذين روى لهم مسلم متابعة ))(5) .
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 1869 ،والأثر أخرجه الإمام أحمد هنا وابن عدي 1/372 ، ومن طريقه البيهقي ، وعندهما : "عن مسروق" بدون شك ، وقال : " أشعث بن سوار غير قوي" السنن الكبرى 7/370 .
(2) المعرفة والتاريخ 2/63.
(3) ترتيب علل الترمذي 70 .
(4) الكامل في ضعفاء الرجال 1/372.
(5) المغني في الضعفاء 1/91.(1/29)
وشعبة قد أقلّ الرواية عنه ، قال البَرْقَاني للدارقطني : (( أَشْعَث عن الحسن ؟ فقال : هم ثلاثة يُحدثون جميعاً عن الحسن ، أحدهم : الحُمْراني منسوب إلى حُمْران مولى عثمان بصري ، وهو أَشْعَث بن عبد الملك أبو هانئ ثقة ، وأَشْعَث ابن عبد الله الحُدّاني بصري أيضاً يروي عن أنس والحسن يُعتبر به ، وأَشْعَث بن سَوّار الكوفي يُعتبر به ، وهو أضعفهم ، روى عنه شعبة حديثاً واحداً ))(1) .
[5]ثُوير بن أبي فاخِتَة مولى بني هاشم أو مولى هاشم أبو الجَهْم ، واسم أبي فاخِتَة : سعيد بن عِلاقة الكوفي ، ضعيف ، من الرابعة (ت)(2) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أبو حاتم(3) ، وأخرج الترمذي رواية شعبة عنه.
وقال عبد الله : ((سمعت أبي يقول : عبد العزيز ـ يعني ابن حَكِيم ـ أصلح من ثُوير ـ يعني ابن أبي فاخِتَة ـ ))(4) ، وقال عبد الله أيضاً : (( سُئل أبي ـ وأنا أسمع ـ عن ثُوير بن أبي فاخِتَة وليث بن أبي سُلَيم(5) ويزيد بن أبي زياد(6) ؟ فقال : ما أقرب بعضهم من بعض ))(7) .
وضعّفه غيره :
__________
(1) سؤالاته 44 .
(2) تقريب التهذيب 862 .
(3) الجرح والتعديل 2/472 ، ورواية شعبة عنه في سنن الترمذي 5/386/3265.
(4) العلل ومعرفة الرجال 2886.
(5) قال فيه الإمام أحمد : (( مضطرب الحديث ، ولكن حدث عنه الناس )) ، العلل ومعرفة الرجال2691 . وقال مرة : (( ليس هو بذاك )) ، علل الحديث ومعرفة الرجال للمروذي 130 .
(6) قال فيه الإمام أحمد : (( حديثه ليس بذاك )) ، العلل ومعرفة الرجال 3180.
(7) العلل ومعرفة الرجال 4118.(1/30)
قال عمرو بن علي الفلاس : ((كان يحيى وعبد الرحمن لا يُحدثان ـ يعني بحديثه ـ ، وكان سفيان يُحدثنا عنه ))(1) ، وقال محمد بن المثنى : ((ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يُحدثان عن سفيان عن ثُوير بشيء ))(2) ، وسفيان ، هو : الثوري ، وغمزه ابن عيينة(3) ، وقال يونس بن أبي إسحاق : ((كان رافضياً ))(4) ، وقال ابن معين : (( يُضعّفون حديثه ، ليس هو عندهم بشيء ))(5) ، وفي رواية قال : (( ضعيف))(6) ، وقال العجلي مرة : (( يُكتب حديثه ، وهو ضعيف ))(7) ، وقال الإمام أبو زرعة : (( ليس بذاك القوي ))(8) ، وقال يعقوب بن سفيان : (( ضعيف ))(9) ، وقال في موضع آخر : (( شيعي لين الحديث))(10) ، وقال الإمام أبو حاتم : (( ضعيف مقارب لهلال بن خبّاب وحَكِيم بن جُبير ))(11) ، وقال الحافظ ابن عدي : (( قد نُسب إلى الرفض ، وضعّفه جماعة كما ذكرت ، وأثر الضعف بيّن على رواياته ))(12) ، وقال الدراقطني في رواية : (( ضعيف ))(13) .
وحكم عليه غيرهم بما هو أشد من ذلك :
قال أيوب : (( لم يكن مستقيم اللسان ))(14) ، وقال الثوري : (( يشد أركان الكذب ))(15) ، وفي رواية أنه قال : (( كان من أركان الكذب ))(16) ، وفي أخرى قال : ((ركن من أركان الكذب ))(17) .
__________
(1) الكامل في ضعفاء الرجال 2/105.
(2) الكامل في ضعفاء الرجال 2/105.
(3) ضعفاء العقيلي 1/180.
(4) ضعفاء العقيلي 1/180.
(5) الكامل في ضعفاء الرجال 2/105.
(6) الجرح والتعديل 2/472.
(7) ترتيب معرفة الثقات 201 .
(8) الجرح والتعديل 2/472.
(9) المعرفة والتاريخ 3/218 .
(10) المعرفة والتاريخ 3/194.
(11) 10) الجرح والتعديل 2/472.
(12) 11) الكامل في ضعفاء الرجال 2/105.
(13) 12) الضعفاء و المتروكون 140 ، العلل 4/ الورقة 89 .
(14) الكامل في ضعفاء الرجال 2/105.
(15) سؤالات أبي عبيد الآجري 16 .
(16) ضعفاء العقيلي 1/180.
(17) الكامل في ضعفاء الرجال 2/105.(1/31)
وقال الإمام النسائي : (( ليس بثقة ))(1)، وقال الدارقطني في رواية أخرى : (( متروك ))(2) .
وقوّاه غيرهم :
فقد أغرب العجلي بقوله في موضع آخر : (( لا بأس به ))(3) .
ونتيجة دراسة حاله :
أن ضعفه غير شديد ؛ فهو حكم غالب النقاد ، وهو أعدل الأقوال فيه ؛ لذا قال الحافظ ابن حجر : (( ضعيف ، رُمي بالرفض ))(4) ، ولعل رواية شعبة عنه انتقاءً .
[6]جابر بن يزيد بن الحارث الجُعْفِي أبو عبد الله الكوفي كذبوه ، (د ت ق) ، (ت 127هـ) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أبو حاتم(5) ، وروايته عنه عند الترمذي ، وقال شعبة : (( أما جابر الجُعْفِي ومحمد بن إسحاق فصدوقان في الحديث ))(6) ، وأخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه .
__________
(1) الضعفاء والمتروكون 96.
(2) سؤالات البرقاني 66 .
(3) ترتيب معرفة الثقات 201.
(4) تقريب التهذيب 862 .
(5) الجرح والتعديل 2/497 ، ورايته عنه عند الترمذي قاله المزي 12/480 .
(6) العلل ومعرفة الرجال4924 ، 4925، 5621 .(1/32)
وقال المرُّوذِي للإمام أحمد : (( قلت جابر الجُعْفِي ؟ قال لي : يرى التشيع ، قلت : يُتهم في حديثه بالكذب ؟ فقال لي : من طعن فيه ، فإنما يطعن بما يخاف من الكذب ، قلت : الكذب ؟ فقال : أي والله ، وذاك في حديثه بيّن إذا نظرت إليها))(1) ، وقال الإمام أحمد : (( حدثني إبراهيم بن زياد سَبَلان، قال : أخبرنا ابن عُليّة ، قال : أخبرنا سَلاّم بن أبي مُطيع ، قال : سمعت جابراً الجُعْفِي يقول : "إن عندي خمسين ألف حديث ما حدثت بها أحداً" فلقيت أيوب فأخبرته ، فقال: كذب جابر ))(2) ، وقال عبد الله : (( سمعت أبي يذكر : أن عبد الرحمن حدثهم عن سفيان أو شيبان عن جابر ، ثم تركه بآخره ، وترك يحيى حديث جابر ))(3) ، وقال الجوزجاني :(( سألت عنه ابن حنبل ؟ فقال : تركه ابن مهدي فاستراح))(4).
وكذبه غيره :
__________
(1) علل الحديث 128.
(2) العلل ومعرفة الرجال 3032 .
(3) العلل ومعرفة الرجال 2435، 1172،3309، 4708 .
(4) أحوال الرجال 28 .(1/33)
فتقدم أن أيوب السّخْتياني كذبه ، وكذبه سعيد بن جُبير(1) ، وقال الإمام البخاري : (( قال أبو سعيد الحداد : سمعت يحيى بن سعيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، قال : قال الشعبي : "يا جابر لا تموت حتى تكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " قال إسماعيل : "فما مضت الأيام والليالي حتى أتهم بالكذب" ))(2) ، وقال أبو حنيفة : ((ما رأيت أحداً أكذب من جابر الجُعْفِي ))(3) ، وقال الحافظ زائدة بن قدامة : (( كان جابر الجُعْفِي كذاباً يُؤمن بالرجعة ))(4) ، وكذا قال ابن عيينة ، وزاد : (( كان الناس يحملون على جابر قبل أن يظهر ما أظهر ، فلما أظهر ما أظهر اتهمه الناس في حديثه ، وتركه بعض الناس ، فقيل له : وما أظهر ؟ قال : الإيمان بالرجعة ))(5) ، وقال ابن معين في رواية : (( كان جابر كذاباً ))(6) ، وقال الجوزجاني : ((كذاب ))(7) .
وضعفه غيرهم :
__________
(1) ضعفاء العقيلي 1/195.
(2) الضعفاء الصغير 49، التاريخ الكبير 2/210.
(3) الدوري 1398، علل الترمذي الصغير 739 .
(4) تاريخ الدوري 1399، 1346.
(5) المعرفة والتاريخ 3/59.
(6) الدوري 1397.
(7) أحوال الرجال 28 .(1/34)
قال الإمام البخاري : (( تركه عبد الرحمن بن مهدي ، قال : بيان : سمعت يحيى بن سعيد يقول: "تركنا جابراً قبل أن يقدم علينا الثوري"))(1) ، وقال الإمام أبو حاتم : (( سألت أحمد بن حنبل عن جابر الجُعْفِي ؟ فقال : تركه عبد الرحمن ويحيى ))(2) ، وقال الدُّوري : (( قال يحيى : عُبيدة ، وجُويبر ، وابن سالم ، وجابر الجُعْفي : قريب بعضهم من بعض ، ويراهم يحيى ضعفاء ، قلت ليحيى : محمد بن عبيد الله العَرْزَمي ؟ قال : هو أضعف من هؤلاء ))(3) ، وقال ابن معين في رواية : (( لا يُكتب حديثه ولا كرامة ))(4) ، وفي أخرى قال : (( ليس بشئ ))(5) ، وقال الإمام أبو زرعة : (( لين ))(6) ، وقال الإمام أبو حاتم : ((يُكتب حديثه على الاعتبار ، ولا يُحتج به ))(7) ، قال النسائي في رواية : (( ليس بثقة ، ولا يُكتب حديثه ))(8) ، وقال النسائي في رواية أخرى : (( متروك الحديث ))(9) وكذا قال ابن منده(10) ، وقال الحافظ ابن حجر : (( ضعيف رافضي ))(11) .
وقوّاه آخرون :
__________
(1) الضعفاء الصغير 49، التاريخ الكبير 2/210.
(2) الجرح والتعديل 2/497.
(3) تاريخه 2764 .
(4) الدوري 1769.
(5) الدوري 1356.
(6) الجرح والتعديل 2/497.
(7) الجرح والتعديل 2/497.
(8) تهذيب التهذيب 2/42.
(9) الضعفاء والمتروكون 98.
(10) الكنى والأسماء 2/725 .
(11) تقريب التهذيب 878 .(1/35)
فقال سفيان الثوري : (( كان جابر ورعاً في الحديث ، ما رأيت أورع في الحديث من جابر ))(1) ، وقال زهير بن معاوية : (( كان جابر إذا قال : "سمعت" أو "سألت" فهو من أصدق الناس ))(2) ، وقال وكيع : ((مهما شككتم في شيء، فلا تشكوا أن جابر بن يزيد أبا محمد الجُعْفِي ثقة ))(3) ، بل قال وكيع : (( لولا جابر الجُعْفي لكان أهل الكوفة بغير حديث ، ولولا حماد لكان أهل الكوفة بغير فقه ))(4).
ونتيجة دراسة حاله :
أن الذي يظهر رجحان قول من كذبه ، وهو الذي كان عليه أمره بأخرة ، حيث حكم عليه به ـ فيما تقدم ـ تسعة من الأعلام ، ولو لم يكن منهم إلا حكم الإمام أحمد والإمام ابن معين لكفاه ، ومن كذب في بدعته لا يُؤتمن على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد ثبت كذبه في الحديث أيضاً ؛ إذ تعمد التصريح بسماع مالم يسمع ، قال ابن هانئ : (( قيل لأبي عبد الله : حديث جابر كيف هو عندك نفس حديثه ؟ قال : ليس له حكم يُضطّر إليه ، ويروي مسائل ، يقول : "سألت وسألت" ولعله قد سأل ، فقال : أبو بكر الأحول أحمد بن الحكم لأبي عبد الله : كتبت هذا : عن علي بن بَحْر أنا وأنت، عن محمد بن الحسن الواسطي، عن مِسْعَر ، قال : "كنت عند جابر فجاءه رسول أبي حنيفة ، فقال : ما تقول في كذا وكذا ؟ فقال : سمعت القاسم بن محمد وفلاناً وفلاناً حتى عد سبعة يقولون : كذا وكذا، فلما مضى الرسول قال : إن كانوا قالوا ، فقيل لأبي عبد الله بعد هذا: ما تقول فيه ؟ فقال : ما كان هذا عندي بمرة هذا شديد واستعظمه ))(5) .
__________
(1) 10) الجرح والتعديل 2/497.
(2) 11) الجرح والتعديل 2/497.
(3) 12) الجرح والتعديل 2/497.
(4) سنن الترمذي 1/401/ 206.
(5) ضعفاء العقيلي 1/195 .(1/36)
وصنيع من وثقه محمول على ما كان منه أول أمره ، وفي كلام وكيع مبالغة مردودة ، قال الحافظ ابن رجب : (( ما ذكره وكيع غلو غير مقبول ، فأين أبو إسحاق والأعمش ومنصور وغيرهم من أهل الثقة والصدق والأمانة ، وأين إبراهيم وغيره من أهل الفقه والعلم ))(1) .
وكذا يُحمل عليه رواية شعبة عنه وتعديله له ، وقد انتقده النقاد كما تقدم ، وقال الترمذي : (( ذُكر عن شعبة أنه ضعّف أبا الزبير المكي ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، وحكيم بن جبير ، وترك الرواية عنهم ، ثم حدث شعبة عمن هو دون هؤلاء في الحفظ والعدالة : حدث عن جابر الجُعْفي ، وإبراهيم بن مسلم الهَجَري ، ومحمد بن عبيد الله العَرْزَمي وغير واحد ممن يُضعّفون في الحديث ))(2) ، وقال الإمام الذهبي : (( وثقه شعبة فشذ ، وتركه الحفاظ ))(3) .
[7]الحجاج بن أَرْطَأة بن ثور النَّخَعي الكوفي أبو أَرْطَأة القاضي ، لا بأس به ، ومنكر تفرده في زياداته المتنية (خت م 4) ، (ت 145هـ) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام البخاري(4) ، وغيره ، وروايته عنه عند أحمد ، وأخرج له البخاري في الأدب المفرد ، ومسلم مقروناً بغيره(5) ، والأربعة ، وقال الإمام أحمد :(( يزيد في الأحاديث ))(6) ، وقال أبو طالب : ((سمعت أبا عبد الله ، يقول : كان الحجاج من الحفاظ ، قلت : فلم ليس هو عند الناس بذلك ؟ قال : لأن في حديثه زيادة على حديث الناس ، ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة ))(7) .
__________
(1) شرح علل الترمذي 1/369.
(2) العلل الصغير 756 .
(3) الكاشف 1/288.
(4) التاريخ الأوسط 2/110، وروايته عنه في مسند أحمد 1/285 ، وغيره .
(5) قاله الإمام المزي في تهذيب الكمال 5/428 .
(6) علل الحديث ومعرفة الرجال 153.
(7) الجرح والتعديل 3/155.(1/37)
وقال حرب بن إسماعيل : (( قلت لأبي عبد الله :حديث الحجاج عن الزهري ؟ قال : يقولون لم يلق الزهري ، وكان يروي عن رجال لم يلقهم ، وكأنه ضعفه ))(1) ، وأراد بيان إرساله وتدليسه .
وضعفه غيره :
قال يحيى القطان : (( الحجاج بن أرطأة ومحمد بن إسحاق عندي سواء ، وتركت الحجاج متعمداً ولم أكتب عنه حديثاً قط ))(2) ، وقال صالح بن أحمد : (( قال أبي : لم يكن يحيى بن سعيد يروي عنه بشيء ، وقال : هو مضطرب الحديث ))(3) ، وقال ابن خلاد : (( سمعت يحيى يذكر أن حجاجاً لم ير الزهري ، وكان سيء الرأي فيه جداً ، ما رأيته أسوأ رأياً في أحد منه في حجاج ومحمد بن إسحاق وليث وهمام ، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم ))(4) ، وقال ابن يونس : (( كان زائدة لا يروي عن الحجاج كان قد ترك حديثه ))(5) ، وقال ابن معين في رواية : (( لا يُحتج بحديثه ))(6) .
وهو مدلس :
قال أبو معاوية : (( قال لنا الحجاج : لا تقولوا من حدثك ؟ قال : فكان يسردها علينا سرداً ))(7) ، وقال ابن المبارك : (( كان الحجاج مدلساً يُحدثنا بالحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه محمد العَرْزَمي ، والعَرْزَمي : متروك الحديث لا نقربه))(8).
وقوّاه غيرهم :
__________
(1) الجرح والتعديل 3/155 .
(2) الجرح والتعديل 3/155.
(3) الجرح والتعديل 3/155.
(4) العلل ومعرفة الرجال 4936 .
(5) الجرح والتعديل 3/155.
(6) الجرح والتعديل 3/155.
(7) المعرفة والتاريخ 3/106.
(8) الضعفاء الصغير 75. التاريخ الأوسط 2/110.(1/38)
قال عطاء بن أبي رباح : (( سيد شباب أهل الحجاز : ابن جُريج ، وسيد شباب أهل الشام : سليمان بن موسى ، وسيد شباب أهل العراق : حجاج بن أَرْطَأة ))(1) ، وقال الثوري : (( ما تأتون أحداً أحفظ من حجاج بن أَرْطَأة ))(2) ، وقال ابن أبي نَجيح : (( ما رأيت من كوفييكم مثله ))(3) ، وقال حماد بن زيد : (( كان أسرد للحديث من سفيان الثوري ))(4) ، وقال أبو حفص عمرو بن علي الفلاس : (( كان عبد الرحمن ـ ابن مهدي ـ يُحدث عنه ))(5) .
وقال ابن معين : (( صدوق ليس بالقوي ، يُدلس عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي ، عن عمرو بن شعيب ))(6) ، وفي رواية قال : (( ليس بذاك القوي ، وهو مثل ابن أبي ليلى ، ومجالد ))(7) ، وفي رواية قال : (( خير من جابر الجُعْفي ))(8) ، وقال أبو حاتم : (( صدوق ، يُدلس عن الضعفاء ، يُكتب حديثه ، وإذا قال : "حدثنا" ، فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بيّن السماع ، ولا يُحتج بحديثه ، لم يسمع من الزهري ، ولا من هشام بن عروة ولا من عكرمة))(9)، وقال الذهبي : (( أحد الأعلام على لين في حديثه ، وأكثر ما نُقم عليه التدليس ، وفيه تِيه ))(10) ،وقال ابن حجر:((صدوق كثير الخطأ والتدليس))(11).
ونتيجة دراسة حاله :
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 5026 .
(2) المعرفة والتاريخ 3/106.
(3) الجرح والتعديل 3/155.
(4) الجرح والتعديل 3/155.
(5) الجرح والتعديل 3/155.
(6) الجرح والتعديل 3/155.
(7) الجرح والتعديل 3/155.
(8) ابن الجنيد 552 .
(9) الجرح والتعديل 3/155.
(10) ميزان الاعتدال في نقد الرجال 2/197. الكاشف 1/311 .
(11) تقريب التهذيب1119 .(1/39)
أنه : لا بأس به ، وكثرة وهمه محمولة على تدليسه ، وزياداته المتنية ، فتفرده بها منكر ، وعليهما يُحمل صنيع من ضعفه مطلقاً ، وقد جاء الحكم بذلك عليه في رواية عن الإمام أحمد ، فقد سأله الهيثم بن خارجة عن جابر الجُعْفي وليث بن أبي سُليم والحجاج ، فقال : (( حجاج أقواهم حديثاً ، وهو : عندي صالح الحديث ))(1) , وقال الإمام البخاري : (( ما قال فيه : "حدثنا" يُحتمل ، وروى عنه : الثوري وشعبة ))(2) ، وقال العجلي : (( جائز الحديث ، وكان فيه تيه ، وكان جائز الحديث إلا أنه صاحب إرسال ، فإنما يعيب الناس منه التدليس ))(3) ، وقال أبو زرعة : (( صدوق مدلس ))(4) ، وقال الخليلي : (( ثقة كبير ، ضعّفوه لتدليسه ))(5) .
[8]حُسام بن مِصَك الأزدي أبو سهل البصري ضعيف(تم)(ت163هـ(6):
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أبو حاتم(7) ، وغيره ، وروايته عنه في كامل ابن عدي ، وأخرج له الترمذي في الشمائل ، وقال الإمام أحمد فيه : (( مُطَّرَح الحديث ))(8) ، وفي رواية قال : (( أرى الناس قد تركوا حديثه ))(9) .
وضعّفه غيره :
__________
(1) المعرفة والتاريخ 2/98.
(2) التاريخ الأوسط 2/110.
(3) ترتيب معرفة الثقات 1/284.
(4) الجرح والتعديل 3/155.
(5) الإرشاد في معرفة علماء الحديث 1/195.
(6) الكامل في ضعفاء الرجال 2/433.
(7) الجرح والتعديل 3/317، وروايته عنه في الكامل 2/435.
(8) الجرح والتعديل 3/317.
(9) المجروحون 1/ 270 .(1/40)
قال الفلاس : (( كان عبدالرحمن لا يُحدث عن الحُسام بن المِصَك ))(1) ، وقال ابن المبارك : (( ارم به ))(2) ، وقال غُنْدر : (( أسقطنا حديثه ))(3) ، وقال الإمام ابن معين : (( ليس بشيء ))(4) ، وقال في رواية : (( لا يُكتب من حديثه شيء ))(5) ، وقال الإمام البخاري : (( يُخالف في حديثه ))(6) ، وقال في موضع آخر : (( ليس بالقوي عندهم ))(7) ، قال أبو حاتم : (( ليس بالقوي ، يُكتب حديثه))(8)، وقيل لأبي داود ثقة ؟ قال :(( لا ))(9) ، وقال النسائي :((ضعيف))(10)، وقال الدارقطني : (( يُعتبر به ))(11) ، وقال الحافظ ابن عدي : (( عامة أحاديثه إفرادات ، وهو مع ضعفه حسن الحديث ، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق ))(12)، وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين(13) .
وصرّح غيرهم بضعفه الشديد ، وهم من المتشددين في الجرح والتعديل : قال عمرو الفلاس : (( منكر الحديث متروك الحديث))(14) ، وقال أبو زرعة : (( واهي الحديث منكر الحديث ))(15) ، وقال الدارقطني في رواية : (( متروك ))(16).
ونتيجة دراسة حاله : أنه ضعيف فبه قال أكثر النقاد ، ويكاد يهلك ؛ لذا قال الحافظ ابن حجر :((ضعيف يكاد أن يترك))(17) ،ولعل رواية شعبة عنه انتقاءً.
__________
(1) الجرح والتعديل 3/317.
(2) ضعفاء العقيلي 1/300.
(3) الجرح والتعديل 3/317.
(4) تاريخ الدارمي229 ، الدوري 3212 .
(5) تهذيب التهذيب 2/213.
(6) 10) التاريخ الأوسط 2/195.
(7) 11) التاريخ الكبير 3/135. الضعفاء الصغير 100 .
(8) الجرح والتعديل 3/317. علل الحديث 2/255/ 2259.
(9) سؤالات أبي عبيد الآجري 560 .
(10) الضعفاء والمتروكون للنسائي 144.
(11) سؤالات البرقاني 122.
(12) الكامل في ضعفاء الرجال 2/435.
(13) 182 .
(14) الكامل في ضعفاء الرجال 2/434.
(15) الجرح والتعديل 3/317. سؤالات البرذعي 1/544 .
(16) العلل 5/140 .
(17) 10) تقريب التهذيب 1193.(1/41)
[9]حَنْظَلة بن عُبيد الله ـ أو عبد الله ـ أبو عبد الرحيم السَّدُوسي البصري ، ضعيف (ت ق) ، من السابعة (1) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أبو حاتم، وروايته عنه عند ابن عدي(2) ، وأخرج له الترمذي وابن ماجه .
وقال الإمام أحمد : (( له أشياء مناكير ؛ روى حديثين كلاهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - منكرين : "عن أنس ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قنت في الوتر" ، والآخر : " أُمرنا إذا التقينا أن يصافح أحدنا صاحبه ، وأن ينحني بعضنا لبعض ، وأن يعتنق بعضنا بعضاً"(3) كلاهما منكران ))(4) ، وفي رواية قال : (( ضعيف الحديث ؛ يروي عن أنس بن مالك أحاديث مناكير ، روى : "أينحني بعضنا لبعض" ، و في : "القنوت" ))(5) ، وفي رواية قال : (( ضعيف ))(6) ، وقال البَرْذَعي لأبي زرعة : (( بلغك أن أحمد بن حنبل كان يُضعّف حنظلة السَّدُوسي ؟ قال : هو ضعيف ))(7) .
وضعّفه غيره : قال ابن المديني : (( سمعت يحيى ـ القطان ـ وذكر حنظلة السَّدُوسي ، فقال : رأيته وتركته على عمد ، قلت ليحيى : كان قد اختلط ؟ قال: نعم ))(8) ، وقال الإمام ابن معين : (( تغيّر في آخر عمره ))(9) .
__________
(1) 11) من السابعة ، تقريب التهذيب 1583 .
(2) الجرح والتعديل 3/240، الكامل 2/422.
(3) حديث أنس في القنوت لم أقف عليه إلا في هذا الموضع ، وأعل متنه أيضاً الإمام أبو دواد 2/65/ 1429 ، وابن خزيمة 2/150 ، وقال : "لست أحفظ خبراً ثابتاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في القنوت في الوتر" ، وكذا حديث الانحناء والعشق لم أقف عليه إلا في هذا الموضع .
(4) علل المروذي 130 .
(5) مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح 1566 .
(6) ضعفاء العقيلي 354.
(7) سؤالاته 1/380 .
(8) ضعفاء العقيلي 1/289.
(9) الدوري 3373.(1/42)
وقال يعقوب بن سفيان :(( تغيّر ، وعمل فيه السن))(1) ، وقال أبو حاتم : (( ليس بقوي ))(2) ، وقال النسائي : (( ضعيف ))(3) .
وأورده العلائي في المختلطين ، وذكر فيه كلام الإمام يحيى القطان ، وابن معين(4) ، وجعله من القسم الثاني الذين تُكلم فيهم قبل الاختلاط فلم يزدهم إلا ضعفاً ، وأورده سبط ابن العجمي في المختلطين ، وذكر كلام الإمام ابن معين في تغيره(5) .
ونتيجة دراسة حاله :
أنه ضعيف ، واختلط كما قال العلائي ، وأما قول الحافظ ابن عدي : (( إنما أنكر من أنكر رواياته ؛ لأنه كان قد اختلط في آخر عمره ، فوقع الإنكار في حديثه بعد اختلاطه ))(6) ، فمحل تأمل ؛ لأن غالب النقاد على تضعيفه المطلق ، ورواية شعبة محمولة على الانتقاء ؛ لذا قال فيه الحافظ ابن حجر : ((ضعيف ))(7).
[10]داود بن فَرَاهِيج مولى قيس بن الحارث المدني ثم البصري ، ثم المدني(8) ، صدوق اختلط ، قديم الموت من الثالثة (9):
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أحمد(10) ، والبخاري(11) ، وروها له الإمام أحمد ، وابن حبان في صحيحه(12)،وقال المرُّوذي للإمام أحمد :((سألته عن داود بن فَرَاهِيج؟ فقال : هذا مديني ، ولين أمره ))(13) ، وقال الساجي : (( كان أحمد يُضعفه))(14) .
وضعّفه غيره :
__________
(1) المعرفة والتاريخ 3/29، 2/76 .
(2) الجرح والتعديل 3/240.
(3) الضعفاء والمتروكون 166 .
(4) المختلطين 13 .
(5) الاغتباط بمن رمي بالاختلاط 23 .
(6) الكامل في ضعفاء الرجال 2/422.
(7) تقريب التهذيب 1583 .
(8) مشاهير علماء الأمصار 551.
(9) ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة ، الطبقات الكبرى 5/310.
(10) ذكره الإمام أحمد فيمن روى عنه شعبة ، ولم يسمع منهم سفيان الثوري ، العلل 1092.
(11) التاريخ الكبير 3/230.
(12) المسند 2/ 514 ، الإحسان 2/ 267/ 512 .
(13) علل الحديث ومعرفة الرجال 146 .
(14) لسان الميزان 2/424.(1/43)
فضعفه شعبة نفسه ، قال يحيى بن سعيد القطان : ((كان شعبة يُضعّفه ))(1)، وقال علي بن المديني : (( كان شعبة يقول : "حدثنا داود بن فَرَاهِيج ، وكان ضعيفاً" ))(2) ، وقال عبد الله للإمام أحمد : (( قال أبي : قال وكيع : "ذكر شعبة داود بن فَرَاهِيج ، فقصبه" يعني : تكلم فيه))(3) ، وقال أبو داود : (( قلت لأحمد : داود بن فَرَاهِيج ؟ قال : مدني ، قال : "وكيع ذكره شعبة يوماً فجعل يقول " يُريد أحمد أي يُضعّفه))(4) ، وقال الإمام ابن معين في رواية : (( ضعيف الحديث ))(5)، وقال النسائي : (( ضعيف ))(6) ، وقال ابن حبان مرة : (( من أهل المدينة كان قدم البصرة ، فحدثهم بها ، وسمع العراقيون عنه ، ومات بالمدينة ، وكان رديء الحفظ ))(7) .
وقوّوه مرة أخرى :
قال علي بن المديني : (( سألت يحيى بن سعيد عن داود بن فَرَاهِيج ؟ فقال : ثقة ، فقلت : ومن وثقه ؟ قال : سفيان وشعبة ))(8) ، وقال حنبل بن إسحاق عن الإمام أحمد : (( صالح الحديث ))(9) ، وقال الإمام ابن معين في رواية : (( ليس به بأس ))(10) ، وقال الإمام أبو حاتم في رواية : (( صدوق ))(11) ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : (( أصله من المدينة ، قدم البصرة وحدثهم بها ، روى عنه شعبة والناس ))(12) .
ونتيجة دراسة حاله :
__________
(1) مسند ابن الجعد 1/241/1588.
(2) المعرفة والتاريخ 3/144، 260 .
(3) العلل ومعرفة الرجال 155، 657 .
(4) سؤالات أبي داود 170 .
(5) 10) الدوري 804 .
(6) 11) الضعفاء والمتروكون 183.
(7) مشاهير علماء الأمصار 551.
(8) الكامل في ضعفاء الرجال 3/81 .
(9) تاريخ مدينة دمشق 17/185.
(10) تاريخ الدارمي 318 .
(11) الجرح والتعديل 3/422.
(12) الثقات 4/216.(1/44)
أن تقويته محمولة على حاله في أول أمره ، والتضعيف محمول على تغيّره بأخرة ؛ من أجل ذلك كان شعبة يُبين ما رواه عنه بعد تغيره ، قال يعقوب بن إسحاق الحضرمي : ((حدثنا شعبة عن داود بن فَرَاهِيج ، وكان كبر وافتقر ))(1)، وفي رواية قال حجاج بن نصير : (( حدثنا شعبة ، قال : "حدثنا داود بن فَرَاهِيج بعد ما كبر وافتقر وافتتن ))(2) ، وقال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني : ((قلت لأبي حاتم : ما تقول في داود بن فَرَاهِيج ؟ فقال : هو صحيح، أو قال : صالح الحديث ، إلا أن شعبة روى عنه ، فقال : حدثني بعدما كبر ))(3) ، وقال الإمام أبو حاتم في رواية أخرى : (( تغيّر حين كبر ، وهو ثقة صدوق ))(4) ، وأورده سبط ابن العجمي في المختلطين ، وذكر كلام الإمام أبي حاتم في تغيره وتوثيقه له(5).
وشعبة حافظ ناقد من أهل الانتقاء المميزين لمرويات المتغيرين والمختلطين والضعفاء حتى في أثناء اختلاطهم وتغيرهم إذا أدركهم قبله ؛ لأنه معروف بتكرار السماع ، قال شعبة : (( ما حدثت عن رجل إلا وقد اختلفت إليه أكثر مما حدثت عنه ))(6) ، وقال حماد بن زيد : (( إذا خالفني شعبة في شيء تركته ؛ لأنه كان يكرر ، ما أبالي من خالفني إذا وافقنى شعبة ؛ لأن شعبة كان لا يرضى أن يسمع الحديث مرة ))(7) .
__________
(1) التاريخ الكبير 3/230.
(2) ضعفاء العقيلي 2/40.
(3) تاريخ مدينة دمشق 17/186.
(4) ميزان الاعتدال 3/32، تعجيل المنفعة 119. الاغتباط بمن رمي بالاختلاط 30 .
(5) الاغتباط بمن رمي بالاختلاط 30 .
(6) العلل ومعرفة الرجال 6157.
(7) الجرح والتعديل 1/161، 168.(1/45)
وقد احتج النقاد بإنتقاء مرويات شيوخهم الضعفاء ، فكذلك القول في المختلطين والمتغيرين منهم ، والأصل في الناقد أنه أعلم بشيخه وبمروياته ، سيما شعبة(1) ، قال الحافظ ابن عدي : (( يروي عنه شعبة غير ما ذكرته ، ولا أرى بمقدار ما يرويه بأساً ))(2) .
[11]داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأَوْدي الزَّعافِري أبو يزيد الكوفي ضعيف ، (4) ، (ت 151هـ) : روى عنه شعبة ، قاله الإمام أحمد(3) ، والحافظ عمرو بن علي الفلاس(4) ، وأخرج له الأربعة .
وقال الإمام أحمد فيه : (( ضعيف الحديث ))(5) ، وقال أيضاً : (( سألوه عن حديث الشعبي : "لا يكون المهر أقل من عشرة" ؟ فلم يعرفه ، فسأله شَريك فلقنه، فحدث به ، وضعفه ))(6) ، وقال في رواية : (( واه ))(7) .
وضعفه غيره :
__________
(1) انظر كلامهم في المبحث الثالث .
(2) الكامل في ضعفاء الرجال 3/81 .
(3) سؤالات ابن هانئ 2207.
(4) ضعفاء العقيلي 2/41 ، ولم أقف على روايته عنه .
(5) مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح 1142، العلل ومعرفة الرجال لعبد الله 1262 .
(6) علل الحديث للمروذي 144 ، وحديث : أقل المهر ، أخرجه عبد الرزاق 7/370/10416، والدارقطني 3/245 ، وضعفه أيضاً الدارقطني (العلل 8/320 ، والسنن 3/246) ، والبيهقي (السنن الكبرى 8/260) ، وابن عبد البر (التمهيد 21/116) .
(7) علل الحديث للمروذي 63.(1/46)
قال ابن معين : (( ليس بشيء ))(1) ، وفي رواية : (( ليس بذاك ))(2) ، وقال العجلي مرة : (( يُكتب حديثه ، وليس بالقوي))(3) ، وقال الإمام أبو حاتم: (( ليس بقوي يتكلمون فيه ، وهو أحب إليّ من عيسى الحنّاط ))(4) ، وقال أبو داود : (( متروك ))(5) ، وكذا قال الدارقطني في رواية(6) ، وقال في أخرى : (( ضعيف))(7) .
وقوّاه غيرهم :
فحَسَّن الإمام البخاري حديثاً له ، وقال : (( مقارب الحديث ))(8) ، وقال العجلي مرة : (( لا بأس به ))(9) ، وقال الحافظ ابن عدي : (( لم أر في أحاديثه منكراً يُجاوز الحد إذا روى عنه ثقة ، وداود وإن كان ليس بالقوي في الحديث ، فإنه يُكتب حديثه ، ويُقبل إذا روى عنه ثقة ))(10) .
ونتيجة دراسة حاله :
أنه ضعيف ، وكان في شبابه أمثل ، ورواية شعبة عنه ، وتقوية أمره ، محمولة على ما كان في أول أمره ، حيث تبين ضعفه بعد ذلك برواية المناكير ، وقبول التلقين ، قال الإمام أحمد في رواية : (( قال سفيان الثوري : أبو بِسطام يُحدث عن داود الأَوْدي تعجباً منه ، وكان شعبة حمل عن داود قديماً))(11).
وكذا قال يحيى القطان عن سفيان(12) .
[12]سليمان بن يُسَير ،ويُقال:ابن أُسير،ويقال : ابن بَشير،وقال الثوري: "ابن قَسِيم" النَّخَعي مولاهم أبو الصَّبّاح الكوفي ضعيف(ق)من السادسة(13):
__________
(1) الدوري 1321.
(2) الدوري 1417.
(3) 10) ترتيب معرفة الثقات 429 .
(4) الجرح والتعديل 3/427.
(5) سؤالات أبي عبيد الآجري 182.
(6) سؤالات البرقاني 137 .
(7) العلل 8/321 .
(8) ترتيب علل الترمذي 1/199.
(9) ترتيب معرفة الثقات 429 .
(10) الكامل في ضعفاء الرجال 3/80 .
(11) العلل ومعرفة الرجال 1209 .
(12) الجرح والتعديل 1/74.
(13) من السادسة تقريب التهذيب 3620 .(1/47)
روى عنه شعبة ، قاله الإمام يحيى القطان(1) ، والإمام أبو زرعة(2) ، وغيرهما ، وأخرج له ابن ماجه .
وقال الإمام أحمد فيه:((سليمان بن يُسَير : ليس يسوى شيئاً في الحديث))(3).
وضعّفه غيره :
قال يحيى القطان : (( سمعت سفيان ـ الثوري ـ يقول : "حدثني من رأى إبراهيم يرفع يديه تحت الكساء في الصلاة" فجعلت أسأله عن اسم الرجل ؟ فيمطلني به ، ثم قال لي يوماً ـ حين أضجرته ـ : "حدثني أبو الصَّبّاح سليمان بن قَسِيم " ، وأخطأ في اسمه ، يُريد سليمان بن يُسَير ، وإنما مَطَلَني به ؛ لأنه قد علم أني لا أرضاه ))(4) .
وقال محمد بن المثنى : (( ما سمعت يحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي يُحدثان عن سفيان ، عن سليمان بن يُسَير أبي الصَّبّاح شيئاً))(5) .
__________
(1) ضعفاء العقيلي 2/145.
(2) سؤالات البرذعي 1/430 ، ولم أقف على روايته عنه .
(3) العلل ومعرفة الرجال 4849 .
(4) العلل ومعرفة الرجال 4973 .
(5) الجرح والتعديل 4/150.(1/48)
وقال عمرو بن علي الفلاس في رواية : (( سمعت يحيى ـ القطان ـ : قال : "روى شعبة ، عن أبي الصَّبّاح ، وهو سليمان بن يُسَير" ، وهو : ضعيف ؛ روى عن همام بن الحارث أحاديث منكرة ، ولا أحفظ عن سفيان عنه شيئاً ))(1) ، وقال ابن معين : (( سليمان بن يُسَير : ليس بشيء ))(2) ، وقال الإمام البخاري : (( سليمان بن يُسَير أبو الصَّبّاح الكوفي النَّخَعي : ليس بالقوي عندهم ))(3) ، وقال العجلي : (( سليمان بن يُسَير مولى إبراهيم النَّخَعي : شيخ قديم ، ضعيف الحديث ))(4) ، وقال الإمام أبو حاتم : (( سليمان بن يُسَير : ضعيف الحديث ، ليس بمتروك ))(5) ، وقال يعقوب بن سفيان : ((باب من يُرغب عن الرواية عنهم : وكنت أسمع أصحابنا يُضعّفونهم من الكوفيين ومن في عدادهم من سائر الآفاق منهم : سليمان بن يُسَير ))(6) ، وقال الحافظ ابن عدي : ((سليمان بن يُسَير ، ويقال : ابن أُسير ، ويقال : "سليمان بن قَسِيم "كذا سمّاه الثوري ونسبه ، يُكنى أبا الصَّبّاح كوفي نخعي ، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق ))(7) ، وقال الدارقطني : (( أبو الصَّبّاح سليمان بن يُسَير كوفي : ضعيف ))(8) .
وضعفه جداً غيرهم :
قال عمرو بن علي الفلاس في رواية : (( سليمان بن يُسَير : منكر الحديث ضعيف الحديث ؛ روى عن همام بن الحارث أحاديث منكرة ))(9) .
__________
(1) ضعفاء العقيلي 2/145.
(2) الدوري 1336.
(3) التاريخ الكبير 4/42.
(4) ترتيب معرفة الثقات 678.
(5) الجرح والتعديل 4/150.
(6) المعرفة والتاريخ 3/145.
(7) الكامل في ضعفاء الرجال 3/271.
(8) سؤالات البرقاني 197 .
(9) الجرح والتعديل 4/150.(1/49)
وقال البَرْذَعي لأبي زرعة : (( سليمان بن يُسَير ؟ قال : منكر الحديث ، حدث عنه شعبة ، قلت: شعبة ؟! قال : نعم شعبة ، عن أبي الصَّبّاح ، وليس موسى بن أبي كثير عن إبراهيم مسألة ، قلت : فهو سليمان بن يُسَير ؟ قال : نعم ))(1) ، وقال في رواية : (( سيلمان بن يُسَير : واهي الحديث ، ضعيف الحديث ))(2) .
وقال النسائي : (( سليمان بن يُسَير : متروك الحديث ))(3) .
ونتيجة دراسة حاله :
أنه ضعيف ، ومن ضعفه جداً من المتشددين في الجرح والتعديل ؛ لذا حكم عليه الحافظ ابن حجر بقوله : (( ضعيف ))(4) ، ولعل رواية شعبة عنه انتقاءً .
[13]سِمَاك بن حرب الذُّهلي البَكْري الكوفي أبو المغيرة صدوق يقبل التلقين بأخرة ، (خت م 4) ، ( ت 123هـ) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام البخاري(5) ، وغيره .
وعلّق له الإمام البخاري ، وأخرج له : مسلم احتجاجاً ، والأربعة ، من رواية شعبة وغيره عنه .
وقال أبو طالب أحمد بن حميد : (( قلت لأحمد بن حنبل : سِمَاك بن حرب مضطرب الحديث ؟ قال : نعم ))(6) .
وقال الإمام أحمد : (( أصلح حديثاً من عبدالملك بن عُمير(7) ؛ وذاك أن عبدالملك يختلف عليه الحفاظ ))(8) ، وقال عبد الله : (( سُئل أبي : عن عطاء بن السائب وسِماك ؟ قال: ما أقربهما ، وسِماك يرفعها :"عن عكرمة عن ابن عباس"، و عطاء : "عن سعيد ، عن ابن عباس" ما أقربهما ))(9) .
وقوّاه غيره :
__________
(1) سؤالاته 1/430 .
(2) الجرح والتعديل 4/150.
(3) الضعفاء والمتروكون 250.
(4) تقريب التهذيب 2620.
(5) التاريخ الكبير 4/173.
(6) الجرح والتعديل 4/279، المعرفة والتاريخ 3/15 .
(7) ضعفه الإمام أحمد جداً ، وستأتي ترجمته .
(8) مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح 1645 .
(9) العلل ومعرفة الرجال 792.(1/50)
قال أبو بكر بن أبي خيثمة : (( سمعت يحيى بن معين ـ وسُئل عن سِماك بن حرب ـ ؟ فقال : ثقة ، فقيل : ما الذي عيب عليه ؟ قال : أسند أحاديث لم يسندها غيره ))(1) ، وقال العجلي : (( جائز الحديث ، إلا أنه كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس ، وربما قال : "قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " ، وإنما كان عكرمة يُحدث عن ابن عباس ، وكان سفيان الثوري يُضعّفه بعض الضعف ، وكان جائز الحديث ، لم يترك حديثه أحد ، ولم يرغب عنه أحد ))(2) ، وقال ابن أبي حاتم لأبيه : (( سألته عن سِماك بن حرب ؟ فقال : صدوق ثقة ، قلت له : قال أحمد بن حنبل : "سِماك أصلح حديثاً من عبد الملك بن عُمير" ؟ فقال : هو كما قال ))(3) ، وقال ابن عدي : (( لسِماك حديث كثير مستقيم ـ إن شاء الله ـ كله ، وقد حدث عنه الأئمة ، وهو من كبار تابعي الكوفيين ، وأحاديثه حسان عن من روى عنه ، وهو صدوق لا بأس به ))(4) .
ونتيجة دراسة حاله : أن الأصل فيه التقوية إذا ابتدأ التحديث ، وإنما أُوتي من قبوله التلقين بأخرة بسبب تغيره سيما فيما أسند عكرمة ؛ لذا كان يُخالف في هذه الحال ،ورواية شعبة عنه انتقاءً ، فكان يتجنب تلقينه ، قال الإمام أحمد :((قال حجاج ، قال : شعبة : "كانوا يقولون لسِماك : عكرمة ، عن ابن عباس ، فيقول: نعم" ، قال شعبة : "وكنت أنا لا أفعل ذلك به" ))(5) .
__________
(1) الجرح والتعديل 4/279.
(2) ترتيب معرفة الثقات 436 .
(3) الجرح والتعديل 4/279.
(4) الكامل في ضعفاء الرجال 3/461.
(5) العلل ومعرفة الرجال 791 .(1/51)
وكان شعبة أيضاً يتجنب حديثه الذي خالفه فيه أكثر الثقات ، قال أبو داود الطيالسي : (( كنّا عند شعبة ، فجاءه : خالد بن طُلَيْق وأبو الربيع السمّان ، فكان خالد بن طُلَيْق الذي كان يسأله ، فقال : يا أبا بِسْطام ، حدثني حديث سِمَاك بن حرب في : "اقتضاء الورق من الذهب" ، فقال : رفعه سِمَاك ، وأنا أَفْرقه ، فقال : حدثني يا أبا بِسْطام ، فقال : حدثني داود ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر لم يرفعه ، وحدثني قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عمر لم يرفعه ، وحدثني أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر لم يرفعه ، ورفعه سِمَاك ، وأنا أَفْرقه )) (1).
__________
(1) ضعفاء العقيلي 2/ 178، وحديث سماك أخرجه أبو داود 3/250/3354،والترمذي 3/544 /1242،والنسائي 7/281/4582، وأحمد 2/83 ،والدارمي 2/336 ، وابن الجارود 655، والدارقطني 3/23، وابن حبان 4920، والحاكم وصححه على شرط مسلم 2/50، والبيهقي في السنن الكبرى 5/284 ،والراجح وقفه كما قال شعبة ؛ لأن سماكاً تفرد برفعه وحاله لا تقوى على التفرد به وكذا رجح وقفه الترمذي والبيهقي .(1/52)
وذكر ابن أبي مريم عن ابن معين أنه قال : (( ثقة ، وكان شعبة يُضعّفه ، وكان يقول في التفسير :"عكرمة" ، ولو شئت أن أقول له ابن عباس لقاله ، وكان شعبة لا يروي تفسيره إلا عن عكرمة ))(1) ، يعني : يجعله مقطوعاً من قول عكرمة لا يتجاوزه ، وقال النسائي : (( ليس به بأس وفي حديثه شيء ))(2) ، وفي رواية قال : (( كان ربما لُقن فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة ؛ لأنه كان يلقن فيتلقن))(3)، وقال في غيرها : (( ليس ممن يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث ؛ لأنه كان يقبل التلقين ))(4) ، وقال في أخرى : ((ليس بالقوي وكان يقبل التلقين ))(5) ، وقال يعقوب بن شيبة : (( قلت لابن المديني : رواية سِماك عن عكرمة ؟ فقال : مضطربة ))(6)، وقال يعقوب بن شيبة : (( قال زكريا بن عدي ، عن ابن المبارك : "سِماك ضعيف في الحديث" ، قال يعقوب : وروايته عن عكرمة خاصة : مضطربة ، وهو في غير عكرمة : صالح ، وليس من المتثبتين ، ومن سمع منه قديماً ، مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم ، والذي قاله ابن المبارك إنما نرى أنه فيمن سمع منه بآخره ))(7) .
وكذا صنع الإمام مسلم في انتقاء مروياته أيضاً ، قال ابن حجر (( احتج مسلم بحديث سِماك إذا كان من رواية الثقات عنه))(8) ، وقال أيضاً : ((صدوق ، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، وقد تغير بأخرة ، فكان ربما تلقن ))(9) .
[14]سيف بن وهب التميمي أبو وهب البصري ضعيف، (بخ) من الخامسة (10) :
__________
(1) الكامل في ضعفاء الرجال 3/460.
(2) تهذيب التهذيب 4/204.
(3) تهذيب التهذيب 4/204.
(4) السنن الكبرى 2/251/ 3309 .
(5) السنن الكبرى 3/231/ 5178، سنن النسائي (المجتبى) 8/319/ 5677 .
(6) تهذيب التهذيب 4/204.
(7) تهذيب التهذيب 4/204.
(8) النكت على كتاب ابن الصلاح 315.
(9) تقريب التهذيب 2624 .
(10) تقريب التهذيب 2728 .(1/53)
روى عنه شعبة ،قاله الإمام أبو حاتم ،وغيره،ورواها عنه عند ابن أبي شيبة(1)، وأخرج له البخاري في الأدب المفرد ، وقال الإمام أحمد : (( سيف بن وهب الذي حدث عنه شعبة : ضعيف الحديث ))(2) .
وضعفه غيره :قال ابن المديني:((سألت يحيى بن سعيد : عن سيف بن وهب، فحمّض يحيى وجهه ، وقال : كان سيف هالكاً من الهالكين ))(3) ، وقال النسائي: (( ليس بثقة ، يروي عنه شعبة ))(4) ، وقال الحافظ ابن عدي : (( لسيف بن وهب غير ما ذكرت قليل ، وقد نسبه يحيى القطان وابن حنبل إلى الضعف ))(5) .
ونتيجة دراسة حاله : أنه ضعيف ، وقد ضعفه شعبة نفسه ، فلعل روايته في أول أمره ثم لمّا تبين له ضعفه تكلم فيه ،قال ابن خلاد:((حدثت يحيى ـ القطان ـ بحديث : سيف ابن وهب، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن عَمِيرة بن يَثْربي ، عن أُبَيّ بن كعب قال : "إذا التقيا ملتقاهما من وراء الختان وجب الغسل" ، عن سهل بن يوسف ، عن شعبة ، عن سيف بن وهب .
قال يحيى : سألت شعبة ، عن سيف قال : "كان سيف فسلاً " ))(6) ، وقال الحافظ ابن حجر : (( لين الحديث ))(7) .
[15]عبد الأعلى بن عامر الثَّعلبي الكوفي ، صدوق يهم ، مضطرب في ابن الحنفية ، (4) (ت 129هـ) :
__________
(1) الجرح والتعديل 4/275 ، المصنف 1/86.
(2) العلل ومعرفة الرجال 782 .
(3) الجرح والتعديل 4/275.
(4) الضعفاء والمتروكون 257.
(5) الكامل في ضعفاء الرجال 3/436.
(6) العلل ومعرفة الرجال5062 ، والحديث أخرجه ابن أبي شيبة 1/86 ، والبخاري في التاريخ الكبير 7/69، وقال العقيلي : " في الغسل لالتقاء الختانين أحاديث جياد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة من غير هذا الوجه"2/171.
(7) تقريب التهذيب 2728 .(1/54)
روى عنه شعبة عند النسائي ، قاله الإمام المِزِّي(1)، والذهبي(2)، وأخرج له : الأربعة ، وقال الإمام أحمد : ((ضعيف الحديث ))(3) ، وفي رواية قال : (( منكر الحديث ))(4) ، وفي رواية أخرى قال : ((هو كذا وكذا ))(5) .
وضعّفه غيره : قال الفلاس : (( كان عبد الرحمن بن مهدي لا يُحدث عن عبد الأعلى الثعلبي))(6) ، وقال أبو زرعة : (( ضعيف الحديث ، ربما رفع الحديث، وربما وقفه))(7) ، وهذا التفسير دليل على تشدد أبي زرعة ؛ لأن من قلّ وهمه لا يعتبر ضعيفاً .
وقوّاه غيرهم :
قال الفلاس : ((كان يحيى ـ يعني ابن سعيد ـ يُحدثنا عن عبد الأعلى))(8)، وقال ابن معين : (( ليس بذاك القوى )) (9)، وقال ابن أبي حاتم : (( سألت أبي عن عبد الأعلى الثعلبي ؟ فقال : ليس بقوي ؛ يروي عن محمد بن علي أبي جعفر ، ومحمد بن علي بن الحنفية ، يقال إنه وقع إليه صحيفة لرجل يقال له : عامر بن هُنَي ، كان يروي عن ابن الحنفية ، فقلت له : فما يروي ، عن ابن الحنفية ، عن علي رضي الله عنه ؟ قال : شبه ريح ، لم يصححها ، قلت له : لم ؟ قال : وقع إليه كتاب الحارث الأعور ))(10) ، وقال يعقوب بن سفيان : (( هو شيخ نبيل ، وفي حديثه لين ، وهو ثقة ))(11) ، وقال النسائي : (( ليس بذاك القوي ))(12) ، زاد في رواية : (( ويُكتب حديثه ))(13) .
وتُكلم في انقطاع مروياته عن محمد بن علي بن الحنفية ، واضطرابه فيها :
__________
(1) تهذيب الكمال 3/7.
(2) ميزان الاعتدال في نقد الرجال 4/235.
(3) العلل ومعرفة الرجال 787 .
(4) الكامل في ضعفاء الرجال 5/316.
(5) العلل ومعرفة الرجال 3120 .
(6) الجرح والتعديل 6/25.
(7) الجرح والتعديل 6/25.
(8) الجرح والتعديل 6/25.
(9) الجرح والتعديل 6/25.
(10) الجرح والتعديل 6/25.
(11) المعرفة والتاريخ 3/183.
(12) الضعفاء والمتروكون 381.
(13) تهذيب التهذيب 6/86.(1/55)
قال الفلاس : (( كان عبد الرحمن بن مهدي لا يُحدث عن عبد الأعلى الثعلبي ، وسمعت عبد الرحمن يقول : "ما أدري كيف أحدث عن عبد الأعلى ، وأحد يقول : عن ابن الحنفية ، وآخر يقول : عن أبي عبد الرحمن ، وآخر يقول : عن سعيد بن جبير " ))(1) ، وقال عبد الرحمن بن مهدي :(( سألت سفيان عن حديث عبد الأعلى ؟ قال: كنا نرى أنها من كتاب حديث ابن الحنفية ، أو لم يسمع منه شيئاً ))(2) ، وقال يحيى بن سعيد القطان : (( سألت الثوري عن أحاديث عبد الأعلى ، عن ابن الحنفية ؟ فضعّفها ))(3) ، وقال الإمام أحمد : (( قال عبد الرحمن ـ ابن مهدي ـ : كل شيء روى عبد الأعلى الثعلبي ، عن محمد بن الحنفية ، إنما هو كتاب أخذه لم يسمعه))(4)، وقال الإمام أحمد أيضاً :((عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، عن ابن الحنفية هي كتاب ))(5) .
ونتيجة دراسة حاله :
أنه صدوق في حفظه لين ، وروايته عن ابن الحنفية منقطعة مضطربة شبه الريح ؛ من أجل ذلك قال الحافظ ابن عدي : ((حدث عنه الثقات ، ويُحدث عن سعيد بن جُبير ،وابن الحنفية ، وأبي عبد الرحمن السُّلَمي بأشياء لا يُتابع عليها))(6)، وقال الحافظ ابن حجر : (( صدوق يهم ))(7) ، وشعبة ينتقي المرويات .
[16]عبد الرحمن بن ثَرْوان الأَوْدِي أبو قيس الكوفي صدوق قليل الحديث (خ4) ، (ت 120هـ) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أحمد(8) ، وأبو حاتم(9) ، وغيرهما ، ورواها عنه البخاري والنسائي ، واحتج البخاري بحديثين موقوفين له ، وأخرج له الأربعة .
__________
(1) الجرح والتعديل 6/25.
(2) العلل ومعرفة الرجال 4137 .
(3) التاريخ الكبير 6/71.
(4) الجرح والتعديل 6/25.
(5) العلل ومعرفة الرجال 3291.
(6) الكامل في ضعفاء الرجال 5/316.
(7) تقريب التهذيب 3731 .
(8) العلل ومعرفة الرجال 870 .
(9) الجرح والتعديل 5/218.(1/56)
وقال الإمام أحمد : (( هو كذا وكذا ، روى عنه الأعمش وشعبة وسفيان ، وهو يُخالف في أحاديث ))(1) ، وفي رواية قال : (( لا يُحتج به ))(2) .
وقال الميموني : (( سمعت أحمد بن حنبل ، وسُئل عن : حديث : "أبي قيس الأَوْدِي ، مما روى عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه مسح على النعلين والجوربين" ؟ فقال لي : المعروف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه مسح على الخفين ، ليس هذا الأمر إلا من أبي قيس ، إن له أشياء مناكير ))(3) ، وقال عبد الله : (( حدثت أبي بحديث : "الأشجعي ووكيع ، عن سفيان ، عن أبي قيس ، عن ، هُزيل ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - على الجوربين والنعلين" ؟ قال أبي : ليس يُروى هذا إلا من حديث أبي قيس ، قال أبي : أبى عبد الرحمن بن مهدي أن يُحدث به ، يقول : هو منكر ، يعني حديث المغيرة هذا لا يرويه إلا من حديث أبي قيس ))(4)، وأراد الإمام أحمد بيان علة متنه ؛ لأن أبا قيس زاد فيه : "النعلين"، وهي زيادة منكرة .
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 870 .
(2) سنن الدارقطني 1/ 150.
(3) علل الحديث ومعرفة الرجال 82 ، والحديث سيأتي تخريجه .
(4) العلل ومعرفة الرجال 5612 .(1/57)
وتكلم فيه غيره : قال ابن أبي حاتم : ((سألت أبي عن أبي قيس الأَوْدِي ؟ فقال : ليس بقوي ، هو قليل الحديث ، وليس بحافظ ، قيل له : كيف حديثه ؟ قال : صالح ، هو لين الحديث ))(1) ، وسُئل االدارقطني : (( عن حديث : "هُزيل بن شرحبيل ، عن المغيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه مسح على الجوربين والنعلين" ؟ فقال : يرويه الثوري ، عن أبي قيس الأَوْدِي ، عن هُزيل بن شرحبيل ، عن المغيرة ، ورواه كُليب بن وائل، عن أبي قيس ، عمن أخبره ، عن المغيرة ، وهو : هُزيل ، ولكنه لم يُسمه ، ولم يروه غير أبي قيس ، وهو مما يُغمز عليه به ؛ لأن المحفوظ عن المغيرة: "المسح على الخفين" ))(2) .
وقوّاه غيرهم : قال يحيى بن معين : (( ثقة ))(3) ، وقال العجلي : (( ثقة ثبت ))(4) ، وقال النسائي : (( ليس به بأس ))(5) ، وقال الدارقطني : (( ثقة ))(6).
ونتيجة دراسة حاله :
أنه : لا بأس به ، ووهمه القليل أنزله عن مرتبة الثقة ؛ لأنه مُقل كما ذكر الإمام أبو حاتم ، واقتصر الإمام البخاري في صحيحه على حديثين موقفين له(7).
__________
(1) الجرح والتعديل 5/218.
(2) العلل الواردة في الأحاديث النبوية 7/112، والحديث أخرجه أبو داود 1/41/159، والترمذي وحسنه وصححه 1/67/99 ، والنسائي في الكبرى 1/92/130 ، وابن ماجه 1/185/ 559 ، والراجح أنه معلول المتن بهذه الزيادة ، كما قال الإمام أحمد والدراقطني هنا ، ومسلم (التمييز 202/79 ) ، وقال النسائي : " ما نعلم أن أحداً تابع أبا قيس على هذه الرواية ، والصحيح عن المغيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مسح على الخفين والله أعلم"، ومن صححه من المحدثين كابن خزيمة 1/99 ، وابن حبان 1338 ، حمله على تجديد وضوء غير منقوض بحدث سابق ، أو على مسح لجوربين في نعلين .
(3) الجرح والتعديل 5/218.
(4) ترتيب معرفة الثقات 2/74.
(5) تهذيب التهذيب 6/138.
(6) سؤالات الحاكم 390.
(7) هدي الساري 417 .(1/58)
وأما الإمام أحمد فلم يُرد تضعيفه بل أراد بيان وهمه في أحاديث ، ومتوسط الحال والثقة قد يهم ، لذا حكم عليه الإمام أحمد نفسه في رواية بقوله : ((ليس به بأس ))(1) ، وقال الحافظ ابن حجر : ((صدوق ربما خالف ))(2) .
[17]عبد الغفار بن القاسم بن قيس أبو مريم الأنصاري الكوفي ، متروك الحديث ، (ت بعد 160 هـ بزمن )(3) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أحمد(4) ، وأخرج ابن عدي روايته عنه(5).
وقال الإمام أحمد : ((متروك الحديث ، وقد كان يُرمى بالتشيع ))(6) ، وقال أيضاً : (( ليس بثقة ، كان يُحدث ببلايا في عثمان رضي الله عنه ، وعامة حديثه بواطيل ))(7) ، وقال أحمد بن محمد بن هانئ للإمام أحمد : (( قلت : إن شعبة قد روى عنه ؟ قال : شعبة عرفه قديماً ، كان يقول : إنما كان ما نزل به بعد ، قلت لأبي عبد الله : أبو مريم من أين جاء ضعفه : من قبل رأيه ، أو من قبل حديثه ؟ قال : من قبل رأيه ، ثم قال : وقد حدث ببلايا في عثمان أحاديث سوء ))(8) ، وقال أبو داود : ((قلت لأحمد : عُمير بن سعيد ؟ قال : لا أعلم به بأساً، قلت له: فإن أبا مريم قال : تسلني عن عُمير الكذاب ؟! قال : وكان عالماً بالمشايخ ؟! فقال أحمد : حتى يكون أبو مريم ثقة ، ثم تكلم بكلامه ))(9) ، وزاد في نسخة أخرى : (( وكان يشرب حتى يبول في ثيابه ))(10) .
وضعفه غيره :
__________
(1) تهذيب التهذيب 6/138.
(2) تقريب التهذيب 3823 .
(3) لسان الميزان 4/42.
(4) علل الحديث ومعرفة الرجال للمروذي 128 ، مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح 519 .
(5) الكامل 5/ 327 .
(6) علل الحديث ومعرفة الرجال 128 .
(7) الجرح والتعديل 6/53.
(8) ضعفاء العقيلي 3/101.
(9) سؤالاته 342.
(10) ضعفاء العقيلي 3/101.(1/59)
قال الإمام أحمد : ((عن عفان قال : "خرجت أنا وبَهْز إلى الكوفة فقال لي بَهْز : اذهب بنا إلى أبي مريم ، فقلت : لا " ))(1) ، وقال أيضاً : ((كان عَبيدة إذا حدثنا عن أبي مريم يضج الناس ، يقول : لا يُريدونه ، قال أبي : ثم تركه عَبيدة من بعد ))(2) ، وقال علي بن المديني : (( كان يضع الحديث ))(3) ، وقال ابن معين : (( ليس بشيء ))(4) ، وفي رواية قال : (( ليس بثقة ))(5) ، وقال أبو زرعة : (( لين ))(6) ، وقال الإمام أبو حاتم : (( متروك الحديث ، كان من رؤساء الشيعة، وكان شعبة حسن الرأي فيه ، لا يُكتب حديثه ))(7) ، وقال النسائي: (( متروك الحديث ))(8) ، وقال ابن عدي : (( لعبد الغفار بن القاسم أحاديث صالحة ، وفي حديثه ما لا يتابع عليه ، وكان غالياً في التشيع ، وقد روى عنه شعبة حديثين ، ويُكتب حديثه مع ضعفه ))(9) .
ونتيجة دراسة حاله :
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال287، 2473.
(2) العلل ومعرفة الرجال 2474.
(3) الكامل في ضعفاء الرجال 5/327 .
(4) الدوري 1778.
(5) ضعفاء العقيلي 3/101.
(6) الجرح والتعديل 6/53.
(7) الجرح والتعديل 6/53.
(8) 10) الضعفاء والمتروكون 388 .
(9) الكامل في ضعفاء الرجال 5/327 .(1/60)
أنه متروك الحديث رافضي ، وأما رواية شعبة عنه فهي انتقاءً بدليل قِلّتها كما قال ابن عدي ، وتُحمل على حال عبد الغفار أبي مريم في أول أمره قبل أن يتبين له ضعفه الشديد ، وقد توفي شعبة قبله ، قال الإمام أحمد : (( أبو مريم : متروك الحديث ، وقد كان يُرمى بالتشيع ، وقد كتب عنه شعبة ؛ كان يعرفه بالشبيبة قديماً : قال شعبة : "قال أبو مريم لرجل : حدثك يحيى بن وثّاب ، أن مسروقاً حدثهم ، أن عبدالله حدثهم ، قال أبو مريم : ولو يقول له أحد : مَنْ حدثك ؟ أم : كيف سمعت ؟ للطم عينه ))(1) ، وقال ابن المديني : (( كان لشعبة فيه رأي ، وتعلم منه زعموا توقيف الرجال ، ثم ظهر منه رأي رديء في الرفض ، فترك حديثه ))(2) ، ويُفسر التوقيف ما سبقه ، وقال الدارقطني : (( متروك )) ثم قال : (( شيخ شعبة ، أثنى عليه شعبة ، وخفي على شعبة ، وبقي بعد شعبة فخلط(3) ))(4) ، وفي رواية قال الدارقطني : (( ضعيف ، حدث عنه شعبة ، ولعله لم يخبره ))(5) ، وقال الإمام الذهبي : (( قد أخذ عنه شعبة، ولما تبين له أنه ليس بثقة تركه ))(6) .
[18]عبد الملك بن عُمير القرشي الكوفي ثقة تغير (ع)(ت 136هـ):
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أبو حاتم (7)، وهي في الصحيحين .
__________
(1) علل الحديث ومعرفة الرجال 128 .
(2) الكامل في ضعفاء الرجال 5/327 .
(3) قال الحافظ ابن حجر : (( هذا يُصرح بأنه تأخر بعد الستين ؛ لأن شعبة مات بعدها )) ، لسان الميزان 4/42.
(4) سؤالات البرقاني 316.
(5) الضعفاء والمتروكون 356.
(6) ميزان الاعتدال في نقد الرجال 4/380 .
(7) الجرح والتعديل 5/360.(1/61)
وقال فيه الإمام أحمد :((مضطرب جداً في حديثه ، اختلف عنه الحفاظ))(1)، أي أنه آفة الاختلاف لسوء حفظه لمروياته؛ لذا قال مرة :((مضطرب الحديث ، قلّ من روى عنه إلا اختلف عليه))(2) ،وقال أيضاً : ((مضطرب الحديث ؛ قلّ حديث يرفعه لا يُختلف فيه))(3) ، وذكر في رواية أخرى أنه : ((ضعيف جداً))(4)، وفي رواية : (( في حديثه اضطراب ))(5)، وقال الإمام أحمد : (( سِماك بن حرب(6) أصلح حديثاً من عبدالملك بن عُمير ؛ وذاك أن عبدالملك يختلف عليه الحفاظ))(7).
وضعفه يحيى بن معين بقوله : (( مخلّط ))(8) .
وقوّاه غيرهم :
قال ابن نُمير : ((كان ثقة ثبتاً في الحديث))(9) ، قال العجلي: (( ثقة ))(10) ، وقال النسائي : (( ليس به بأس ))(11) ، وهذا بمثابة توثيق غيره ، وقال ابن معين في رواية : (( ثقة إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين))(12) .
ونتيجة دراسة حاله :
__________
(1) سؤالات أبي داود 354 .
(2) علل الحديث ومعرفة الرجال للمروذي 192.
(3) سؤالات أبي داود 365.
(4) الجرح والتعديل 5/ 1700.
(5) علل الحديث ومعرفة الرجال للمروذي 131.
(6) سبقت ترجمته .
(7) مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح 1645 .
(8) 10) الجرح والتعديل 5/360.
(9) تهذيب التهذيب 6/365.
(10) ترتيب معرفة الثقات 2/104.
(11) تهذيب التهذيب 6/365.
(12) تهذيب التهذيب 6/365.(1/62)
أنه ثقة ، لكنه عُمِّر طويلاً ، فتغير حفظه بأخرة ، وعليه يُحمل تضعيف الإمام أحمد وغيره ، قال أبو بكر بن عياش : (( قال لي عبد الملك بن عُمير : لي مائة سنة وثلاث سنين ، قلت : ما رأيت مثلك حَدَّث ))(1) ، وقال أبو حاتم : (( ليس بحافظ ، هو صالح ، تغير حفظه قبل موته ))(2)، وأبو حاتم متشدد ، ويُحمل توسط حاله على ما كان منه بأخرة ، وقال الذهبي : (( ثقة مشهور ))(3)، وقال الحافظ ابن حجر : (( ثقة فصيح عالم تغير حفظه ، وربما دلس ))(4) ، وقال أيضاً : (( احتج به الجماعة ، وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج ، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات .
وإنما عِيب عليه أنه تغير حفظه لكبر سنه؛لأنه عاش مائة وثلاث سنين))(5).
[19]عُبيدة بن مُعَتِّب الضَّبِّي أبو عبد الكريم الكوفي الضرير ضعيف ، (تخ د ت ق) من الثامنة (6) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أبو حاتم(7) ، وروايته عند أبي داود(8) ، وعلّق له الإمام البخاري في موضع واحد ، وأخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه(9) .
وقال الإمام أحمد : (( ترك الناس حديث عُبَيْدة الضَّبِّي ، وهو : عُبَيْدة بن مُعَتِّب ،وقال رجل لعُبَيدة : هذا رأي إبراهيم ؟ قال : لا إنما قست على رأيه ))(10)، وقال عبد الله لأبيه : (( سألته : عن عُبيدة ، ومحمد بن سالم ، وجُويبر ؟ فقال : ما أقرب بعضهم من بعض ، يعني في الضعف ))(11) .
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 6034 .
(2) الجرح والتعديل 5/360.
(3) المغني في الضعفاء 2/407.
(4) تقريب التهذيب 4200 .
(5) هدي الساري 422.
(6) تقريب التهذيب 4416 .
(7) الجرح والتعديل 6/94.
(8) تهذيب الكمال 12/480 ، وأخرجها ابن عدي في الكامل 5/ 353 .
(9) تقريب التهذيب 4416 .
(10) العلل ومعرفة الرجال 3602.
(11) العلل ومعرفة الرجال 889.(1/63)
وضعفه غيره : قال ابن المبارك : (( لا يُكتب عن جرير بن عبد الحميد : حديث السري بن إسماعيل ، ومحمد بن سالم ، وعُبَيْدة بن مُعَتِّب))(1) ، وقال عمر بن شَبْة النُميري البصري : (( كان يحيى بن سعيد القطان لا يُحدث عن عُبَيْدة الضَّبِّي))(2) ، وقال عمرو بن علي الفلاس : ((كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن لا يُحدثان عن عُبَيْدة الضَّبِّي))(3) ، وقال عمرو بن علي الفلاس : (( كان عُبَيْدة الضَّبِّي ضريراً ، سيء الحفظ ، متروك الحديث ))(4) ، وقال ابن معين : (( ليس حديثه بشيء ))(5) ، وقال الدُّوري : (( قال يحيى : عُبيدة ، وجُويبر ، وابن سالم ، وجابر الجُعْفي : قريب بعضهم من بعض ، ويراهم يحيى ضعفاء ، قلت ليحيى : محمد بن عبيد الله العَرْزَمي ؟ قال : هو أضعف من هؤلاء ))(6) ،وقال أبو زرعة : ((ليس بقوي ))(7)، وقال أبو حاتم ((ضعيف الحديث ))(8) ، وقال يعقوب بن سفيان : (( حديثه لا يسوى شيئاً ))(9) ، وقال الحافظ ابن عدي : (( هو مع ضعفه يُكتب حديثه))(10).
ونتيجة دراسة حاله :
أنه : ضعيف تغير بأخرة ، ورواية شعبة كانت قبل تغيره انتقاءً ، قال الإمام البخاري : (( قال علي بن مسلم : حدثنا أبو داود ، عن شعبة ، أخبرني : عُبَيدة قبل أن يتغير ))(11) ، وقال يعقوب بن سفيان : (( ثنا بُنْدار، حدثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، حدثني عُبَيْدة بن مُعَتِّب ، وكان من قديم حديثه))(12) .
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 6071.
(2) الجرح والتعديل 6/94.
(3) الجرح والتعديل 6/94.
(4) الجرح والتعديل 6/94.
(5) تاريخ الدارمي 83 ، من كلام أبي زكريا في الرجال 135.
(6) تاريخه 2764 .
(7) الجرح والتعديل 6/94.
(8) الجرح والتعديل 6/94.
(9) المعرفة والتاريخ 3/214.
(10) الكامل في ضعفاء الرجال 5/353.
(11) التاريخ الكبير 6/127.
(12) المعرفة والتاريخ 2/159.(1/64)
وقال الإمام النسائي : ((ضعيف ، وكان قد تغير ))(1) ، وقال الحافظ ابن حجر : (( ضعيف ، واختلط بأخرة ))(2) .
[20]عِسْل بن سفيان التميمي اليَرْبوعي أبو قُرّة البصري ضعيف ( د ت) من السادسة (3) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أحمد(4) ، والإمام البخاري ، وروايته عنه في كامل ابن عدي(5) ، وأخرج له أبو داود والترمذي .
وقال الإمام أحمد : (( ليس هو عندي بقوي في الحديث ))(6) .
وفي رواية أنه : (( لين أمره ))(7) .
وفي أخرى قال المرُّوذي : (( نظر في حديث : "عِسْل بن سفيان ، عن ابن أبي مُلكية ، عن عائشة ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ليس منّا من لم يتغن بالقرآن" .
فقال : ليس من هذا شيئاً ، من قال : " عن عائشة " (8) فقد أخطأ ، وضعّفه ))(9) .
__________
(1) الضعفاء والمتروكون 405.
(2) تقريب التهذيب 4416 .
(3) تقريب التهذيب 4578 .
(4) سؤالات ابن هانئ 2281 .
(5) التاريخ الأوسط 2/22، الكامل 5/374.
(6) العلل ومعرفة الرجال 2626.
(7) علل الحديث ومعرفة الرجال 142.
(8) حديث عِسْل أخرجه أبو يعلى 8/195، والحاكم 1/760 ،وأعل إسناده الإمام أحمد هنا ، والإمام البخاري فقال : "خطأ" ترتيب علل الترمذي 1/350 ، والحاكم فقال : "ليس مستبدع من عِسْل بن سفيان الوهم" .
(9) علل الحديث ومعرفة الرجال 250.(1/65)
وفي رواية ابن هانئ قال : (( سُئل عن : عِسْل بن سفيان ؟ قال : أعرفه ، وقد روى : "عن عطاء ، عن أبي هريرة" ؟! وكان عطاء يَسْدل(1) (2) .
فمثل هذا يُروى "عن عطاء ، عن أبي هريرة" ؟! وكان عطاء يَسْدل .
كأنه أنكر هذا .
وقال: حديثه ليس بالقوي ، روى عنه شعبة ، ومرحوم ، وليس هذا مثل غيره ))(3).
وضعفه غيره :
__________
(1) المراد به : إرسال الثوب في الصلاة ، مصنف عبد الرزاق 1/362/1408.
(2) لم أقف على حديث عِسْل بهذا السياق ، والذي يظهر لي أن في مطبوع سؤالات ابن هانئ سقط ، مفاده أن عِسْلاً يروي عن عطاء ، عن أبي هريرة قال : "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن السدل في الصلاة" ، وأن الإمام أحمد أشار إلى أن هذا معلول الإسناد برفعه ، والمتن بمخالفة ما ثبت عن عطاء بأنه يسدل ، وحال عِسْل لا تقوى على هذا التفرد والمخالفة ، وهذا هو الذي وقفت عليه من رواية عِسْل لهذا الحديث ، حيث عاب عليه النقاد تفرده برفعه ومخالفته في متنه ، والحديث بهذا اللفظ الذي ذكرته : أخرجه الترمذي 2/217 ، 378 ،وابن أبي شيبة 2/63 ،وأحمد 2/295 ، 341 ، 345، 348، وابن الجعد 1/480/ 3332، والدارمي 1/370/ 1379 ، والبيهقي 2/242 ، وقال الترمذي : " لا نعرفه من حديث عطاء عن أبي هريرة مرفوعاً إلا من حديث عِسْل بن سفيان" ، وقال الدارقطني : "في رفعه نظر ؛ لأن ابن جُريج روى عن عطاء بن أبي رباح أنه :كان يسدل في الصلاة"، العلل 8/338 .
(3) سؤالاته 2281 .(1/66)
قال الإمام ابن معين : ((ضعيف ))(1) ، وقال الإمام البخاري: (( سمع منه حماد بن زيد وشعبة : عنده مناكير ))(2) ، وفي موضع آخر قال : ((فيه نظر ))(3) ، وقال أبو حاتم : (( منكر الحديث ))(4) ، وقال يعقوب بن سفيان : (( ليس بمتروك ولا هو حجة))(5) ، وقال النسائي : ((ليس بالقوي ))(6)، وقال ابن عدي : (( هو قليل الحديث ، ومع ضعفه يُكتب حديثه ))(7) ، وقال أبو أحمد الحاكم : (( ليس بالمتين عندهم ))(8) .
ونتيجة دراسة حاله : أنه ضعيف ، فغالب النقاد حكموا به ؛ لذا قال الحافظ ابن حجر فيه : ((ضعيف ))(9) ، ولعل رواية شعبة عنه انتقاءً .
[21]فَرْقَد بن يعقوب السَّبَخِي أبو يعقوب البصري ضعيف (ت د) (ت 131هـ) :روى عنه شعبة ، قاله الإمام المزي(10)، وأخرج له الترمذي وابن ماجه.
__________
(1) الجرح والتعديل 7/42.
(2) التاريخ الأوسط 2/22.
(3) التاريخ الكبير 7/93.
(4) الجرح والتعديل 7/42.
(5) المعرفة والتاريخ 3/163.
(6) تهذيب التهذيب 7/174.
(7) الكامل في ضعفاء الرجال 5/374.
(8) تهذيب التهذيب 7/174.
(9) تقريب التهذيب 4578 .
(10) 10) تهذيب الكمال 3/ 8 ، ولم أقف على روايته عنه .(1/67)
وقال الإمام أحمد فيه : ((رجل صالح ، وحديثه ليس بذاك ))(1) ، وقال عبد الله : (( سألته عن فَرْقَد السَّبَخِي ؟ فحرك يده كأنه لم يرضه ))(2) ، وفي رواية قال عبد الله : (( سألت أبي عن : فَرْقَد السَّبَخِي؟ فقال : ليس هو بقوي في الحديث ، قلت : هو ضعيف ؟ قال : ليس هو بذاك ))(3) ، وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : (( سمعت أحمد يقول : " فَرْقَد روى عن مرة [منكرات](4)" وصدق أحمد ، كوفي كيف صار عنده عن مرة أحاديث ، عن أبي بكر الصديق مرفوعة ، لم يشركه في شيء منها أحد من أهل الكوفة ))(5) .
وضعفه غيره :
قال أيوب السَّخْتياني : (( ليس بشيء ))(6) ، وقال أيوب أيضاً : (( ليس صاحب حديث ))(7) ، وقال يحيى القطان : (( ما يعجبني الحديث عنه ))(8) ، وقال يحيى بن معين في رواية : ((ليس بذاك ))(9) ، وقال الإمام البخاري : (( في حديثه مناكير ))(10) ، وقال البَرْذَعي لأبي زرعة : ((قلت: أحاديث فَرْقَد عن مُرْة ؟ قال : منكرات ))(11) ، وقال أبو حاتم : (( ليس بقوي في الحديث ))(12) ،وقال النسائي : (( ضعيف))(13) ، وقال الدارقطني : (( ضعيف))(14)، وذكره في الضعفاء والمتروكين(15) ، وقال : (( من الزهاد ))(16) ، وضعّفه آخرون(17).
وقوّاه غيرهم :
__________
(1) علل الحديث ومعرفة الرجال للمروذي 77 .
(2) العلل ومعرفة الرجال 3282.
(3) العلل ومعرفة الرجال 751.
(4) في المطبوع (( منكراً )) ، وهو تصحيف ، والتعديل من نسخة ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/81 .
(5) أحوال الرجال 153 .
(6) التاريخ الأوسط 1/317.
(7) الجرح والتعديل 7/81 ، أحوال الرجال 153 .
(8) التاريخ الكبير 7/131.
(9) رواية أبي بكر بن أبي خيثمة ، الجرح والتعديل 7/81 .
(10) 10) التاريخ الكبير 7/131.
(11) سؤالات 1/331.
(12) الجرح والتعديل 7/ 81 .
(13) الضعفاء والمتروكون 490.
(14) السنن 4/ 259 .
(15) 435 .
(16) سؤالات السلمي 272 .
(17) تهذيب التهذيب 8/236.(1/68)
قال يحيى بن معين في رواية : ((ليس به بأس ، مسكين ))(1) ، وفي أخرى قال : (( ثقة ))(2) .
ونتيجة دراسة حاله :
أنه ضعيف ، وشعبة ناقد ينتقي المرويات ، وصنيع من أثنى عليه يُحمل على صلاحه في عبادته وورعه ، وأنه لا يتعمد الخطأ ؛ لذا جاء في رواية أبي طالب عن الإمام أحمد أنه قال فيه : (( رجل صالح ، ليس هو بقوي الحديث ، لم يكن صاحب حديث ))(3) ، وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : ((كان متقشفاً لا يُقيد علماً ، ذاك لون ، والبصر بالعلم لون آخر ))(4) ، وقال الحافظ ابن حجر : ((صدوق عابد ، لكنه لين الحديث كثير الخطأ ))(5) ، وأراد بصدوق هنا : عدم تعمده الخطأ ؛ لدلالة السياق عليه .
[22]قيس بن الربيع الأَسَدي أبو محمد الكوفي الجوال صدوق تغير بأخرة (د ت ق) ( ت 167هـ(6) :
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 4008 .
(2) الدارمي 693.
(3) 10) الجرح والتعديل 7/81.
(4) أحوال الرجال 153 .
(5) تقريب التهذيب 5384.
(6) التاريخ الكبير 7/156.(1/69)
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أحمد(1) ، وأخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه ، وقال شعبة : (( أنا أروى العرب عن سعد بن إبراهيم ، وما أتينا شيخاً بالكوفة إلا وجدنا قيساً قد سبقنا إليه ، وكان يُسمّى قيساً الجوال ))(2) ، وقال شعبة لتلاميذه : (( ارتحلوا إلى قيس قبل أن يموت))(3) ، وقال أبو داود الطيالسي : (( عن شعبة قال : "عليك بهذا الأسدي" ، يعني : قيس بن الربيع ))(4) ، وقال أبو داود أيضاً : (( عن شعبة ، قال : "ذاكرني قيس بن الربيع الحديث ، فجعل يقع على الضحك ، وإنما أضحك ؛ كأنما أسمعها من أصحابي"))(5) ، وقال شعبة أيضاً : (( من يعذرني من يحيى هذا الأحول ـ يعني يحيى بن سعيد القطان ـ لا يرضى قيس بن الربيع ))(6) ، وقال الإمام أحمد فيه : (( ليس بشئ ))(7) ، وقال المَرُّوذي له : ((سألته ، عن قيس بن الربيع ؟ فليّنه ؟ قلت : أليس قد روى عنه شعبة ؟ قال: بلى ))(8) ، وقال حرب بن إسماعيل الكِرْماني : (( قلت لأحمد بن حنبل : قيس بن الربيع أي شيء ضعفه ؟ قال : روى أحاديث منكرة ))(9) ، وقال أبو طالب لأحمد بن حنبل : (( قلت : قيس لم ترك الناس حديثه ؟ قال : كان يتشيع ، وكان كثير الخطأ في الحديث ))(10) .
__________
(1) علل الحديث للمروذي 201 ، وأخرج ابن عدي روايته عنه في كامله 6/41 .
(2) العلل ومعرفة الرجال 4783 .
(3) الجرح والتعديل 7/96.
(4) الجرح والتعديل 1/150.
(5) الجرح والتعديل 1/150.
(6) الجرح والتعديل 7/97.
(7) سؤالات ابن هانئ 2267.
(8) علل الحديث ومعرفة الرجال 201 .
(9) الجرح والتعديل 7/97.
(10) الكامل في ضعفاء الرجال 6/39.(1/70)
وضعّفه غيره : قال الإمام أحمد :((حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن قيس، عن أبي إسحاق ، عن رجل ، عن علي : "ليس في الخضر زكاة : البقل والقثاء والتفاح" ، ورواه قيس ومعمر ، عن أبي إسحاق ، وترك عبد الرحمن : حديث قيس وجابر الجُعْفي بعد ))(1) ، وقال الإمام أحمد : (( سمعت وكيعاً غير مرة ، يقول : "حدثنا قيس بن الربيع ،والله المستعان"))(2) ، وقال الإمام البخاري:((حدثني عمرو بن علي قال : "كان يحيى وعبد الرحمن لا يُحدثان عن قيس بن الربيع ، وكان عبد الرحمن حدثنا عنه ثم تركه ))(3) ، وقال الإمام ابن معين : (( لا يُساوي شيئاً ))(4) ، وفي رواية قال : (( ليس حديثه بشيء ))(5) ، وقال الدُّوري : (( سمعت يحيى وسُئل عن قيس بن الربيع ؟ فقال : قال عفّان " أتيناه فكان يُحدث ، فربما أدخل حديث مغيرة في حديث منصور ))(6) ، وفي رواية قال : (( ما كتبنا من حديثه شيئاً ))(7)، وقال الإمام البخاري : (( أنا لا أكتب حديث قيس بن الربيع ولا أروي عنه ))(8)، وقال أبو زرعة : (( فيه لين ))(9)، وقال أبو حاتم : ((عهدي به، ولا ينشط الناس في الرواية عنه ، وأما
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 1172، والحديث أخرجه عبد الرزاق 4/120/7188 ، وسمى الرجل : عاصم بن ضمرة ، والحديث ضعيف لتفرد قيس ، ولا تقوى حاله على هذا التفرد ؛ لذا قال الإمام أحمد : "حدثنا ابن مهدي ، قال : سألت سفيان ، عن حديث أبي إسحاق هذا ؟ فقال : ليس هذا من حديث أبي إسحاق"العلل ومعرفة الرجال 2306 ، وقال الإمام الترمذي :"ليس يصح في هذا الباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء "السنن 3/30/ 638 .
(2) العلل ومعرفة الرجال 5948 ، 5859، 5616، علل المروذي 228.
(3) التاريخ الأوسط 2/172.
(4) الدوري 1378.
(5) من كلام أبي زكريا في الرجال 360 ، الدارمي 707 ، الدوري 1327.
(6) تاريخه 2184 .
(7) الجرح والتعديل 7/97.
(8) ترتيب علل الترمذي 1/379.
(9) الجرح والتعديل 7/97.(1/71)
الآن فأراه أحلى ، ومحله الصدق ، وليس بقوي ، يُكتب حديثه ، ولا يُحتج به ، وهو أحب إليّ من محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ولا يُحتج بحديثهما ))(1) ، وقال النسائي : (( متروك الحديث ))(2) .
وقوّاه غيرهم : قال أبو نُعيم : (( سمعت سفيان ـ الثوري ـ إذا ذكر قيس بن الربيع : أثنى عليه))(3) .
وقال سفيان بن عيينة : (( ما رأيت رجلاً أجود حديثاً من قيس ))(4) ، وقال عفان : (( قلت ليحيى بن سعيد : هل سمعت من سفيان يقول فيه يُغَلّطه ، أو يتكلم فيه بشيء ؟ قال : لا ، قلت ليحيى : أفتتهمه بكذب ؟ قال: لا ، قال عفان: فما جاء فيه بحجة ))(5) ، وقال عمرو بن علي الفلاس : ((سمعت معاذ بن معاذ يحسن الثناء على قيس ))(6) ، وقال أيضاً : (( قلت لأبي داود ـ وحدثنا عن قيس بحديث ـ فقلت : تُحدث عن قيس ؟ فرفع رأسه ، وقد أحمر وجهه ! فقال : نعم وددت أنها كانت أكثر ))(7) ، وقال أحمد بن صالح : (( قلت لأبي نُعيم : في نفسك من قيس بن الربيع شيء ؟ قال : لا ))(8) .
وقال ابن عدي : (( عامة رواياته مستقيمة ، وقد حدث عنه شعبة وغيره من الكبار ، وهو قد حدث عن شعبة ، وعن ابن عيينة وغيرهما ، ويدل ذلك على أنه صاحب حديث ، والقول فيه ما قاله شعبة ، وأنه لا بأس به ))(9) .
ونتيجة دراسة حاله :
__________
(1) الجرح والتعديل 7/97.
(2) الضعفاء والمتروكون 499.
(3) 10) الجرح والتعديل 7/97.
(4) الجرح والتعديل 7/97.
(5) تهذيب التهذيب 8/350.
(6) الجرح والتعديل 7/97.
(7) الجرح والتعديل 7/97.
(8) الجرح والتعديل 7/97.
(9) الكامل في ضعفاء الرجال 6/46.(1/72)
أنه ضعيف الحديث بأخرة ، وتقوية من أثنى عليه محمولة على حاله في أول أمره ، وكذا يُحمل عليه ثناء شعبة له وروايته عنه ، سيما أن شعبة قد توفي قبله بسبع سنين ؛ فلعل ضعفه قد ظهر واشتهر بعد ذلك ، ومهما يكن من شئ فتعديل شعبة له معارض بتجريح أكثر النقاد ، وقد جرحوه بمفسر قادح كما تقدم ، وآفته ابنه حيث كان بآخرة يُلحق في كتب أبيه ما ليس من حديثه ،قال الإمام البخاري: (( قال أبو داود : "أُتي قيس من قبل ابنه ؛ كان ابنه يأخذ حديث الناس ، فيدخلها في فُرَج كتاب قيس ، ولا يعرف الشيخ ذلك ))(1) ، وقال الساجي : (( حدثني أحمد بن محمد ، قال : سمعت أحمد بن حنبل ـ وذكر قيساً ـ فقال : كان له ابن يأخذ حديث مِسْعر ، وسفيان الثوري ، والمتقدمين ، فيدخلها في حديث أبيه ، وهو لا يعلم ))(2) ، وقال الحافظ ابن حجر : ((صدوق تغير لما كبر ، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه ، فحدث به ))(3) .
[23]الليث بن أبي سُلَيم بن زُنَيم القرشي أبو بكر الكوفي صدوق اختلط بأخرة (خت م 4) (ت148هـ):
روى عنه شعبة ، قاله الحافظ ابن عدي(4) ، وروايته عنه عند ابن ماجه ، وعلق له الإمام البخاري ، وأخرج له مسلم مقروناً بأبي إسحاق الشيباني ، والأربعة .
__________
(1) التاريخ الأوسط 2/172.
(2) الكامل في ضعفاء الرجال 6/39.
(3) تقريب التهذيب 5573.
(4) الكامل في ضعفاء الرجال 6/89 .(1/73)
وقال الإمام أحمد فيه : (( ضعيف الحديث عن طاووس ، وإذا جمع طاووس وغيره ، زيادة هو ضعيف ))(1) ، وقال أيضاً : (( مضطرب الحديث ، ولكن حدث عنه الناس ))(2) ، وفي رواية قال : (( ليس هو بذاك ))(3) ، وفي رواية قال : (( ليس بالقوي ))(4) ، وقال عبد الله : (( حدثني عثمان بن أبي شيبة ، قال : سألت جريراً : عن ليث ، وعطاء بن السائب ، ويزيد بن أبي زياد ؟ فقال : فإن يزيد أحسنهم استقامة في الحديث ، ثم عطاء بن السائب ، وكان ليث أكثر تخليطاً.
وسألت أبي عن هذا ؟ فقال : أقول كما قال جرير ))(5) ، وقال الإمام البخاري : (( كان أحمد بن حنبل يقول : "ليث بن أبي سُليم لا يُفرح بحديثه ))(6)، وقال جعفر بن أبان الحافظ : (( سألت أحمد بن حنبل عن ليث بن أبي سُليم ؟ فقال : ضعيف الحديث جداً ؛ كثير الخطأ ))(7) .
وتكلم فيه غيره :
قال عبد الله : (( قلت ليحيى : ليث بن أبي سُليم أضعف من عطاء ويزيد ؟ قال : نعم ))(8) ، وقال يحيى بن معين : (( ضعيف ))(9) ، وقال النسائي : (( ضعيف ))(10) ، وقال ابن عدي : (( قد روى عنه شعبة والثوري وغيرهما من ثقات الناس ، ومع الضعف الذي فيه يُكتب حديثه ))(11) ، وقال الدارقطني في موضع : (( ضعيف ))(12) .
__________
(1) علل الحديث ومعرفة الرجال 74.
(2) العلل ومعرفة الرجال 2691.
(3) علل الحديث ومعرفة الرجال للمروذي 130.
(4) سؤالات ابن هانئ 1051.
(5) العلل ومعرفة الرجال 5684.
(6) ترتيب علل الترمذي 1/293.
(7) المجروحين 2/232.
(8) العلل ومعرفة الرجال 4016 .
(9) الكامل في ضعفاء الرجال 6/87 .
(10) الضعفاء والمتروكون 511.
(11) الكامل في ضعفاء الرجال 6/89 .
(12) السنن 1/ 331، 269.(1/74)
وقوّاه غيرهم : قال الإمام ابن معين : (( ليس به بأس ))(1) ، قال الإمام البخاري : ((صدوق إلا أنه يغلط))(2) ، وفي موضع قال : ((صدوق ))(3) ، وقال العجلي : (( جائز الحديث )) ، وقال مرة : (( لا بأس به ))(4) ، وقال الدارقطني : ((صاحب سنة ، يُخرّج حديثه ، إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد حسب ))(5) ، وفي رواية قال : (( ليس بحافظ ))(6) ، وفي رواية قال : (( ليس بقوي ))(7) .
ونتيجة دراسة حاله :
أنه : صدوق في أول أمره مضطرب إذا جمع بين شيوخه(8) ، وضعيف جداً بأخرة ؛ لأنه اختلط ، قال مؤمل بن الفضل : (( قلنا لعيسى بن يونس : لِمَ لَمْ تسمع من ليث ؟ قال : قد رأيته ، وكان قد اختلط ، وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن ))(9) ، وقال البزار : (( كان أحد العباد إلا أنه أصابه اختلاط ، فاضطرب حديثه ، وإنما تكلم فيه أهل العلم بهذا ، وإلا فلا نعلم أحداً ترك حديثه ))(10) ، وقال الحافظ ابن حجر : (( صدوق اختلط جداً ، ولم يتميز حديثه فترك ))(11) ، ومثل هؤلاء تتميز مروياتهم برواية الثقات النقاد المعروفين بالانتقاء ، كالإمام البخاري ، ومسلم .
__________
(1) سؤالات الآجري 498 .
(2) ترتيب علل الترمذي 1/390 .
(3) ترتيب علل الترمذي 1/293.
(4) ترتيب معرفة الثقات 2/231.
(5) البرقاني 421.
(6) السنن 1/67.
(7) العلل 4/ ق 21، السنن 2/ 191.
(8) أي : جمع لفظهم في سياق واحدة وألفاظهم مختلفة ، وهذا الأصل في متوسط الحال، انظر: شرح العلل 813 .
(9) تهذيب التهذيب 8/ 418 .
(10) تهذيب التهذيب 8/418.
(11) تقريب التهذيب 5685.(1/75)
ورواية شعبة عنه في أول أمره ، سيما أنه ناقد من أهل الانتقاء ، قال أبو مسلم : (( حدثني أبي ، قال : حدث ليث بن أبي سُليم يوماً قال : "سألت القاسم وسالماً وعطاء وطاووساً " وذكر غيرهم ؟ فقال له شعبة : أين اجتمع هؤلاء ؟ قال: في عرس أمك ))(1) ، وفي رواية قَبِيصة بن أبي عقبة : (( قال شعبة لليث بن أبي سُليم : أين جمع لك عطاء وطاوس ومجاهد ؟ قال : ليلة عرس أبيك بأمك إذ كان يضرب بالخف ، قال قَبِيصة : فلم يزل شعبة متقياً لليث بن أبي سُليم منذ يومئذ ))(2) ، وأراد : أنه اشتغل بالحديث وروايته قبل مولد شعبة .
[24]مجالد بن سعيد الهَمْداني أبو عمرو الكوفي صدوق تغير بأخرة (م 4) (ت 144هـ) : روى عنه شعبة ، قاله الإمام أبو داود منتقداً روايته عنه(3) ، وهي عند النسائي ، وأخرج له الإمام مسلم مقروناً بغيره ، والأربعة .
وقال الإمام أحمد فيه : (( ضعيف ))(4) ، وقال أيضاً : (( كم من أعجوبة لمجالد ))(5) .
وقال أيضاً : (( ليس بشيء ))(6) ، وقال أيضاً : (( ليس بشيء ؛ يرفع حديثاً كثيراً لا يرفعه الناس ، وقد احتمله الناس ))(7) ، يعني يهم في الأسانيد يرفعها، وقال الإمام البخاري: (( قال أحمد : أحاديث مجالد كلها حُلُم ))(8) ، أي أحلام نائم لا تغني شيئاً ، وقال المَرُّوذي : ((سألته عن مجالد بن سعيد كيف هو ؟ فقال : كذا وكذا ، وقال : روى عنه يحيى ، قلت : تحتج به ؟ فتكلم بكلام لين ))(9) ، وكذ قال عبد الله ، وزاد : (( وحرك يده ، ولكنه يزيد في الإسناد ))(10) .
وضعفه غيره :
__________
(1) ترتيب معرفة الثقات 2/231.
(2) الكامل في ضعفاء الرجال 6/88 .
(3) سؤالات الآجري 977 .
(4) علل الحديث ومعرفة الرجال 362.
(5) علل الحديث ومعرفة الرجال 473.
(6) الضعفاء الصغير 368، سؤالات البرذعي 1/663.
(7) الجرح والتعديل 8/361 .
(8) التاريخ الأوسط 1/135.
(9) علل الحديث ومعرفة الرجال 50 .
(10) العلل ومعرفة الرجال 881 .(1/76)
قال يحيى القطان : (( في نفسي منه شيء ))(1) ، وقال عمرو بن علي : ((سمعت يحيى بن سعيد القطان ، يقول لعبد الله : أين تذهب ؟ قال : أذهب إلى وهب بن جرير ، أكتب السيرة ـ يعني عن مجالد ـ قال : تكتب كذباً كثيراً ؛ لو شئت أن يجعلها لي مجالد كلها : عن الشعبي ، عن مسروق ، فعل ))(2) ، أي : أنه يقبل التلقين ، قال العجلي : (( قال يحيى بن سعيد : "كان مجالد يُلقن الحديث إذا لُقن ))(3) ، وقال أبو بكر : (( قلت ليحيى بن معين : كان يحيى بن سعيد القطان يقول : "لو أردت أن يرفع لي مجالد حديثه كله رفعه " ؟ قال : نعم ، قلت : ولم يرفع حديثه ؟ قال : لضعفه ))(4) ، وأورد له الإمام البخاري حديثاً رفعه ، وقال : (( رفعه ، وهذا واه ، قال أحمد : "أحاديث مجالد كلها حلم" ، وقال يحيى بن سعيد : "لو شئت لجعلها كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله " ))(5) ، وقال الإمام البخاري : (( كان يحيى ـ القطان ـ يُضعّف مجالد بن سعيد بن عُمَير الهَمْداني الكوفي ، وكان ابن مهدي لا يروي عنه ))(6) ، وقال ابن معين : (( مجالد وحجاج لا يُحتج بحديثهما ))(7) ، وفي رواية قال : ((ضعيف واهي الحديث ))(8)، وقال ابن أبي حاتم : (( سُئل أبي عن مجالد بن سعيد يُحتج بحديثه ؟ قال : لا ، وهو أحب إليّ من بشر بن حرب ، وأبي هارون العَبْدي ، وشَهْر بن حَوْشب ، وأحب إليّ من داود الأَوْدي ، وعيسى الحنّاط ، وليس مجالد بقوي الحديث ))(9) ، وضعّفه أبو داود(10) ، والنسائي(11) ، وقال الحافظ ابن عدي : (( له عن الشعبي عن جابر أحاديث صالحة ، وعن غير جابر من
__________
(1) الجرح والتعديل 8/361 .
(2) الجرح والتعديل 8/361 .
(3) ترتيب معرفة الثقات 2/264 .
(4) الجرح والتعديل 8/361 .
(5) التاريخ الأوسط 1/135.
(6) التاريخ الأوسط 2/79.
(7) الدوري 3142.
(8) الجرح والتعديل 8/361 .
(9) الجرح والتعديل 8/361 .
(10) سؤالات الآجري 977 .
(11) الضعفاء والمتروكون 552.(1/77)
الصحابة أحاديث صالحة ، وجملة ما يرويه عن الشعبي ، وقد روى عن غير الشعبي ، ولكن أكثر روايته عنه ، وعامة ما يرويه غير محفوظ ))(1) .
وقال الدارقطني : (( ليس بقوي ))(2) ، وفي لفظ : (( ليس بالقوي ))(3) ، وفي موضع آخر قال : (( غيره أثبت منه ))(4) ، ومرة قال : (( ضعيف ))(5) ، وفي أخرى قال : (( ليس بثقة ، ولا يُعتبر به ))(6) .
وقوّاه غيرهم :
قال ابن معين : (( ثقة ))(7) ، وقال العجلي : (( جائز الحديث حسن الحديث ، إلا أن عبد الرحمن بن مهدي كان يقول : "أشعث بن سوّار أقوى منه"، والناس لا يتابعونه على هذا ، كان مجالد أرفع من أشعث بن سوّار ))(8) ، وقال يعقوب بن سفيان :((قد تكلم الناس فيه ، وبخاصة يحيى بن سعيد ، وهو ثقة))(9).
ونتيجة دراسة حاله :
أنه لا بأس به في أول أمره ، وضعف بأخرة ؛ بسبب تغير حفظه ، فكان يقبل التلقين ، ويخطئ في الأسانيد : يرفع الموقوف ، ويوقف المقطوع ، وعليه يُحمل صنيع من ضعّفه ، وكان شعبة من قدماء أصحابه ، قال عبد الرحمن بن مهدي : ((حديث مجالد عند الأحداث : يحيى بن سعيد وأبي أسامة : ليس بشيء ، ولكن حديث شعبة ، وحماد بن زيد ، وهُشيم ، وهؤلاء القدماء ))(10) ، قال ابن أبي حاتم : (( يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره ))(11) ، ولما تبين ضعفه لشعبة أعرض عنه ، قال عاصم بن علي : (( حدثني أخي الحسن قال : قال لي شعبة : "يا حسن استخر الله وأدبر على المجالد ))(12) ، أي : أعرض عنه واتركه ، مأخوذ من الدبر ، وهو القفا .
__________
(1) الكامل في ضعفاء الرجال 6/422.
(2) الضعفاء والمتروكون 532.
(3) السنن 4/ 170.
(4) السنن 2/ 203 .
(5) الميزان 3/ 7070 .
(6) سؤالات البرقاني 484 .
(7) الدوري 1277.
(8) ترتيب معرفة الثقات 2/264 .
(9) المعرفة والتاريخ 3/187.
(10) الجرح والتعديل 8/361 .
(11) الجرح والتعديل 8/361 .
(12) ضعفاء العقيلي 4/232.(1/78)
[25]محمد بن عُبيد الله بن أبي سليمان العَرْزَمي الفَزَاري ، أبو عبد الرحمن الكوفي ، متروك (ت ق) (ت 155هـ):
روى عنه شعبة ، قاله الإمام البخاري(1) ، وأبو داود(2) ، وقال أمية بن خالد: (( قلت لشعبة : إنك تُحدث عن محمد بن عُبيد الله العَرْزَمي ، وتدع عبد الملك ابن أبي سليمان العَرْزَمي ، وهو حَسَن الحديث ؟! قال : من حُسْنها فررت(3))(4)، وأخرج له الترمذي وابن ماجه ، وقال الإمام أحمد : (( ترك الناس حديثه ))(5) .
وضعفه غيره : قال عمرو بن علي الفلاس : (( كان يحيى وعبد الرحمن لا يُحدثان عن محمد ابن عُبيد الله العَرْزَمي ))(6) .
__________
(1) التاريخ الكبير 2/378 .
(2) سؤالات الآجري 977 ، وروايته عنه عند ابن عدي في كامله 6/97 .
(3) سبق بيان معناها في المبحث الثاني .
(4) الكامل في ضعفاء الرجال 5/302 ، ضعفاء العقيلي 3/32.
(5) العلل ومعرفة الرجال 539.
(6) الجرح والتعديل 8/1.(1/79)
وقال الفلاس : ((متروك الحديث))(1) ، وقال الإمام البخاري: (( قال ابن المبارك : "كان الحجاج يُدلس ؛ يُحدثنا عن عمرو بن شعيب ، بما يُحدث محمد العَرْزَمي ، والعَرْزَمي متروك لا نقربه" ))(2) ، وقال محمد بن عثمان: (( سمعت يحيى ابن معين وأصحابنا عنده : أبي ،وعمي القاسم ، وابن نُمير ،وعبد الله بن أبي زياد، وهارون بن إسحاق ، وذكروا : محمد بن عبيد الله العَرْزَمي ، وبُكير بن عامر ، وموسى بن مُطير ، وموسى بن طَرِيف ، فسمعت أبي يقول : كل هؤلاء ضعفاء ، فما رد عليه أحد منهم ))(3) ، وقال ابن معين : (( لا يُكتب حديثه ))(4) ، وقال العجلي : (( ضعيف الحديث ))(5) ، وقال ابن أبي حاتم : (( سألت أبا زرعة عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي ؟ فقال: لا يُكتب حديثه ،وترك قراءة حديثه علينا))(6)، وقال أبو حاتم : ((ضعيف الحديث جداً))(7) ، وضعفه أبو داود منتقداً رواية شعبة عنه(8) ، وكذا صنع الترمذي(9) ، وقال النسائي : ((متروك الحديث ))(10) .
وقوّاه غيرهم :
__________
(1) الجرح والتعديل 8/1.
(2) التاريخ الكبير 2/378 .
(3) ضعفاء العقيلي 4/106.
(4) الجرح والتعديل 8/1.
(5) ترتيب معرفة الثقات 2/247.
(6) الجرح والتعديل 8/1.
(7) الجرح والتعديل 8/1.
(8) سؤالات الآجري 977 .
(9) العلل الصغير 756 .
(10) 10) الضعفاء والمتروكون 521.(1/80)
قال عمرو بن علي الفلاس : (( كان يحيى وعبد الرحمن لا يُحدثان عن محمد ابن عبيد الله العَرْزَمي ، وكان سفيان يُحدث عنه ، وكان شعبة يُحدث عنه ))(1) ، والأصل أن التحديث عن الراوي ليس تقوية له إلا إذا عُرف المحدث بأنه لا يُحدث إلا عن ثقة ، وقال ابن نُمير : (( رجل صدوق ، ولكن ذهبت كتبه ، وكان رديء الحفظ ، ومن ثم أنكرت أحاديثه ))(2) ، وقال وكيع : (( كان صالحاً ، إلا أنه ذهبت كتبه فكان يُحدث من حفظه))(3) ، وزاد في رواية : (( فمن ذاك أُتي ))(4).
ونتيجة دراسة حاله :
أنه متروك الحديث ، وبه حكم أكثر النقاد ، ورواية شعبة على غير وجه الحديث ، قال الإمام أبو حاتم : (( روى عنه شعبة على التعجب ))(5) ، وأما كلام ابن نُمير ووكيع فمحل تأمل؛ لأن العَرْزَمي لا يضبط كتابه أيضاً ولا يُجيد القراءة، قال يحيى القطان : (( سألت العَرْزَمي الأصغر ، فجعل لا يحفظ ، فأتيته بكتاب فجعل لا يحسن يقرأ ))(6) ؛ لذا قال الحافظ ابن حجر : (( متروك ))(7) .
[26]مسلم بن كَيْسان الضَّبِّي المُلائي البَرَّاد الأعور ، أبو عبد الله الكوفي ضعيف ، (ت ق) من الخامسة (8) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أبو حاتم ، وأبو داود(9) ، وروايته عنه في مسند ابن الجعد وعبد بن حميد (10) ، وأخرج له الترمذي وابن ماجه .
__________
(1) ضعفاء العقيلي 4/105.
(2) المجروحين 2/247.
(3) ضعفاء العقيلي 4/105.
(4) ضعفاء العقيلي 4/105.
(5) الجرح والتعديل 8/1.
(6) الجرح والتعديل 8/1.
(7) تقريب التهذيب 6108 .
(8) تقريب التهذيب 6641 .
(9) الجرح والتعديل 8/192 ، سؤالات الآجري 977 .
(10) مسند ابن الجعد 1229 ، ومنتخب عبد بن حميد 849 .(1/81)
وقال الإمام أحمد : (( لا يُكتب حديثه ضعيف الحديث))(1) ، وقال عبد الله: (( سُئل أبي وأنا أسمع عن : ثُوير بن أبي فاخِتَة ، وليث بن أبي سُليم ، ويزيد بن أبي زياد ؟ فقال : ما أقرب بعضهم من بعض ، قيل له : عطاء بن السائب ؟ فقال : من سمع منه قديماً ، قال : ومسلم ـ يعني الأعور ـ ؟ فقال : هو دون هؤلاء))(2)، وزاد في رواية : (( وكان يُضعّفه ))(3) .
وضعّفه غيره :
قال عمرو بن علي الفلاس : ((كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي لا يُحدثان عن مسلم الأعور ، وشعبة وسفيان يُحدثان عنه ، وهو منكر الحديث جداً ))(4) ، وذكر الإمام أحمد أن وكيعاً كان : (( يُضعّفه ))(5) ، وقال ابن معين : (( لا شيء ))(6) ، وفي رواية قال : (( ليس بثقة ))(7) .
وقال الإمام البخاري : (( يتكلمون فيه ))(8) ، وقال العجلي : (( ضعيف الحديث ))(9) ، وقال أبو زرعة : (( ضعيف الحديث ))(10) ، وقال أبو حاتم : (( يتكلمون فيه ، وهو ضعيف الحديث ))(11) ، وضعفه أبو داود منتقداً رواية شعبة عنه(12) ، وقال النسائي : (( متروك الحديث ))(13) ، وقال البَرْقاني للدارقطني : (( قلت : مسلم الأعور ؟ قال : متروك ، وقال لي مرة أخرى : ضعيف ليس يستحق أن يترك ))(14) ، وقال ابن عدي : (( الضعف على رواياته بَيِّن ))(15) .
وقوّاه غيرهم :
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 3121 .
(2) العلل ومعرفة الرجال 4118.
(3) الجرح والتعديل 8/192 .
(4) الجرح والتعديل 8/192 .
(5) العلل ومعرفة الرجال 1108.
(6) الجرح والتعديل 8/192 .
(7) الكامل في ضعفاء الرجال 6/306 .
(8) التاريخ الأوسط 2/93 ، الضعفاء الصغير 234.
(9) ترتيب معرفة الثقات 2/278.
(10) الجرح والتعديل 8/192 .
(11) الجرح والتعديل 8/192 .
(12) سؤالات الآجري 977 .
(13) الضعفاء والمتروكون 528.
(14) سؤالاته 491 .
(15) الكامل في ضعفاء الرجال 6/307 .(1/82)
فقد تقدم أن شعبة حدث عنه ، وهو ممن عُرف بانتقاء الشيوخ كما سبق في المبحث الثاني .
ويُذكر أنه اختلط :
قال يحيى بن معين : (( قال جرير : مسلم اختلط ))(1) ، وكأن يحيى لا يرى اختلاطه بل يرى ضعفه المطلق ، بدليل أن أبا بكر بن أبي خيثمة روى عنه تمريضه لهذا القول ، فقال : (( سمعت يحيى بن معين يقول : مسلم الأعور ، يُقال إنه اختلط ))(2) ، وفي رواية أحمد بن أبي يحيى قال : (( سمعت يحيى بن معين يقول : مسلم الأعور زعموا أنه اختلط ))(3) .
ونتيجة دراسة حاله :
أنه ضعيف ، فبه قال غالب النقاد وخالفوا شعبة ؛ لذا قال الحافظ ابن حجر فيه : (( ضعيف ))(4) .
ولعل رواية شعبة عنه محمولة على الانتقاء ، فهو بيطار تمييز صحيح المرويات من ضعيفها ، وهذا له نظائره المبينة في المبحث الثالث.
[27]موسى بن عُبَيدة بن نَشِيط الرَّبَذي أبو عبد العزيز المدني ، ضعيف ، ( ت ق) (ت 153هـ) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أبو حاتم وأبو داود(5) ، وروايته عنه في مسند البزار (6) ، وأخرج له الترمذي وابن ماجه .
__________
(1) الدوري 1477.
(2) الجرح والتعديل 8/192 .
(3) الكامل في ضعفاء الرجال 6/306 .
(4) تقريب التهذيب 6641 .
(5) الجرح والتعديل 8/151، سؤالات الآجري 977.
(6) البحر الزخار 4/59 .(1/83)
وقال الإمام أحمد : (( لا يُشتغل به ؛ وذلك أنه يروي عن عبدالله بن دينار شيئاً لا يرويه الناس ))(1) ، وفي رواية قال : (( ليس حديثه عندي بشيء ؛ حديثه عن عبد الله بن دينار ، كأنه ليس عبد الله بن دينار ذلك ))(2) ، وفي أخرى قال : (( لا تكتب لأربعة : موسى بن عُبيدة ، وإسحاق بن أبي فَرْوة ، وجُويبر ، وعبد الرحمن بن زياد ))(3) ، وقال عبد الله : (( قال أبي : اضرب على حديث موسى بن عُبيدة ))(4) ، وقال محمد بن إسماعيل الصايغ : (( سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما يحل ، أو ما ينبغي الرواية عنه ، قلت : مَنْ يا أبا عبد الله ؟ قال موسى بن عُبيدة الرَّبَذي ))(5)، وقال الإمام البخاري : (( قال أحمد : منكر الحديث ))(6)، وفي موضع آخر قال : (( منكر الحديث ، قاله أحمد بن حنبل ))(7) ، وقال الدُّوري : (( سمعت أحمد بن حنبل يقول ـ وهو على باب أبي النضر ـ وسأله رجل ، فقال : يا أبا عبد الله ما تقول في محمد بن إسحاق وموسى بن عُبَيدة الرَّبَذي ؟ فقال : أما موسى بن عُبَيدة : فكان رجلاً صالحاً ، حدث بأحاديث مناكير ، وأما محمد بن إسحاق : فيُكتب عنه هذه الأحاديث ـ يعني المغازي ـ ونحوها ، فإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوماً هكذا ، قال أحمد بن حنبل بيده وصم يديه ، وأقام أصابعه الإبهامين ))(8) ، وفي موضع آخر قال أبو الحسن علي بن محمد ابن الحسين بن شاذان ، عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ، عن أبي الفضل العباس بن محمد الدُّوري قال : ((سمعت أحمد بن حنبل وسُئل ـ وهو على باب أبي النَّضْر هاشم بن القاسم ـ فقيل له : يا أبا عبد الله ، ما تقول في موسى بن عُبَيدة الرَّبَذي وفي محمد بن
__________
(1) مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح 3/199.
(2) ضعفاء العقيلي 4/161.
(3) ضعفاء العقيلي 4/161.
(4) العلل ومعرفة الرجال 4889.
(5) ضعفاء العقيلي 4/161.
(6) التاريخ الأوسط 2/93.
(7) التاريخ الكبير 7/291.
(8) تاريخه 1161.(1/84)
إسحاق ؟ فقال : أما محمد بن إسحاق ، فهو : رجل تُكتب عنه هذه الأحاديث ـ كأنه يعني المغازي ـ ونحوها ،وأما موسى بن عُبَيدة: فلم يكن به بأس ، ولكنه حدث بأحاديث مناكير ، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأما إذا جاء الحلال والحرام أردنا قوماً هكذا ، وقبض أبو الفضل على أصابع يديه الأربع من كل يد ولم يضم الإبهام ، وأرانا أبو الفضل يديه وأرانا أبو العباس))(1) ،والذي يظهر أن الإمام أحمد أراد صلاحه في عبادته وزهده، بدلالة السياق الأول من جهة ، ولأنه قد جاء عنه في الروايات المتقدمة تصريحه بضعفه من جهة أخرى ، ولعل أحد الرواة في الموضع الثاني أراد أن يروي كلام الإمام أحمد بالمعنى حيث ظن أنه أراد بقوله : (( صالح )) ـ في الموضع الأول ـ توسط حاله ، فرواه بلفظ : ((لم يكن به بأس )) ، فلحقه الوهم .
وضعفه غيره :
قال الإمام أبو عبد الله البخاري : (( قال يحيى ـ القطان ـ كنا نتقي حديثه تلك الأيام ))(2) ، وقال الإمام ابن معين : (( ضعيف ))(3) ، وفي رواية : (( لا يُحتج بحديثه ))(4) ، وفي أخرى قال : (( ضعيف ، وإنما ضعف حديثه ؛ لأنه روى عن عبد الله بن دينار أحاديث مناكير ))(5) ، وقال الترمذي للإمام البخاري : (( قلت له : لا تروي عن مجالد شيئاً ؟ قال : لا ، ولا عن جابر الجُعْفي ، ولا عن موسى بن عُبيدة ))(6) ، وفي موضع آخر قال : (( أنا لا أكتب حديث مجالد ، ولا موسى بن عُبيدة ))(7) ، وقال أبو زرعة : (( ليس بقوي الحديث ))(8) ، وقال أبو حاتم : (( منكر الحديث ))(9) ، وضعفه أبو داود منتقداً رواية شعبة عنه(10) .
__________
(1) تاريخه 231.
(2) التاريخ الأوسط 2/93.
(3) الدارمي 732.
(4) الدوري 1210.
(5) الجرح والتعديل 8/151.
(6) ترتيب علل الترمذي 1/239.
(7) ترتيب علل الترمذي 1/101.
(8) الجرح والتعديل 8/151.
(9) الجرح والتعديل 8/151.
(10) سؤالات الآجري 977 .(1/85)
ونتيجة دراسة حاله :
أنه ضعيف سيما في عبد الله دينار ؛ قاله الحافظ ابن حجر(1) .
وأما رواية شعبة عنه ، فلعله لم يقف على ما يُضعّفه، أو انتقاء أصح مروياته، وقد خالفه غالب النقاد بجرح مفسر قادح ، قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : (( قلت لأحمد : إن موسى قد روى عنه سفيان وشعبة يقول : أبو عبدالعزيز الرَّبَذي ؟ قال : لو بان لشعبة ما بان لغيره ما روى عنه ))(2) ، وفي نسخة ابن أبي حاتم قال الجوزجاني : ((سمعت أحمد بن حنبل يقول : لا تحل الرواية عندي عن موسى بن عُبيدة ، قلنا : يا أبا عبد الله ، لا يحل ؟! قال : عندي ، قلت : فإن سفيان وشعبة قد رويا عنه ؟ قال : لو بان لشعبة ما بان لغيره ما روى عنه ))(3) .
ومن أجل ذلك كانت رواية شعبة عنه أصح من غيرها ؛ لأنه ينتقي ثابت مرويات الثقات ومن دونهم ، قال الفضل بن زياد : (( سمعت أبا عبد الله ـ الإمام أحمد ـ وسأله أبو جعفر : أيما أحب إليك موسى بن عُبيدة أو محمد بن إسحاق ؟ قال : لا ، محمد بن إسحاق ، قلت له : روى شعبة عن موسى بن عُبيدة ؟ قال : نعم ، فقال أبو جعفر : "يقول شعبة : عن أبي عبد العزيز الرَّبَذي" ؟ قال : نعم ، لم يرو عنه شعبة حديثاً منكراً ))(4) .
[28]نوح بن أبي مريم القرشي مولاهم أبو عِصْمة المَرْوَزي القاضي لقبه : الجامع(5) ، كذبوه (ت فق) (ت173هـ):
__________
(1) تقريب التهذيب 6989 .
(2) أحوال الرجال 208.
(3) الجرح والتعديل 8/151.
(4) المعرفة والتاريخ 2/101.
(5) قال العباس بن مصعب قال : (( إنما سُمي الجامع ؛ لأنه أخذ الرأي : عن أبي حنيفة وابن أبى ليلى ، والحديث : عن حجاج بن أرطاة ومن كان في زمانه ، وأخذ المغازي : عن محمد بن إسحاق ، والتفسير : عن الكلبي ومقاتل ، وكان مع ذلك عالماً بأمور الدنيا )) . الكامل في ضعفاء الرجال 7/40.(1/86)
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أبو حاتم(1) ، والعباس بن مصعب(2) ، وابن عدي(3) ، وغيرهم ، وستأتي روايته عنه ، وأخرج الترمذي وابن ماجه في التفسير.
وقال الإمام أحمد : (( كان أبو عِصْمة يروي أحاديث مناكير ، أو منكرات أظنها ، لم يكن في الحديث بذاك ، وكان أبو عِصْمة شديداً على الجهمية والرد عليهم ، ومنه تعلم نُعيم بن حماد الرد على الجهمية ))(4) .
وقد طعن فيه غيره :
__________
(1) الجرح والتعديل 8/484.
(2) الكامل في ضعفاء الرجال 7/40 .
(3) الكامل في ضعفاء الرجال 7/43 .
(4) العلل ومعرفة الرجال 5860 .(1/87)
قال الإمام يحيى بن معين : (( منكر الحديث ))(1) ، وقال الإمام البخاري : (( قال ابن المبارك : يضع كما يضع المُعلّى ))(2) ، وقال الإمام البخاري : (( ذاهب الحديث جداً ))(3) ، وقال الإمام مسلم : (( متروك الحديث ))(4) ، وقال أبو زرعة : (( ضعيف الحديث ))(5) ، وقال أبو حاتم : (( متروك الحديث ))(6) ، وقال النسائي : (( ليس بثقة ، ولا مأمون ))(7) ، وقال مرة : (( متروك ))(8) ، وقال في موضع آخر : (( ليس بثقة ، ولا يُكتب حديثه ))(9) ، وقال مرة : (( سقط حديثه ))(10) ، وقال أبو نُعيم : (( كان جامعاً في الخطأ والكذب ، لا شيء ))(11) ، وقال الحافظ ابن عدي : (( عامة ما يرويه لا يُتابع عليه ، وهو مع ضعفه يُكتب حديثه ))(12) ، وقال الدارقطني : (( متروك الحديث ))(13) ، وقال في موضع : (( ضعيف ))(14) .
ونتيجة دراسة حاله ، أنه : كذاب وضع أحاديث في فضائل السور ؛ لذا حكم عليه الحافظ ابن حجر بقوله : (( كذبوه ))(15) .
وشعبة خالفه غالب النقاد بجرح مُفسِّر مهلك ، كما أن شعبة ـ رحمه الله ـ مات قبل نوح بثلاثة عشر عام ، وهي المدة التي تبين فيها كذب نوح للنقاد .
__________
(1) الكامل في ضعفاء الرجال 7/41.
(2) التاريخ الأوسط 2/179.
(3) التاريخ الكبير 8/111.
(4) الكنى والأسماء 2613 .
(5) الجرح والتعديل 8/484.
(6) الجرح والتعديل 8/484.
(7) تهذيب التهذيب 10/434.
(8) الضعفاء والمتروكون 621.
(9) تهذيب التهذيب 10/434.
(10) تهذيب التهذيب 10/434.
(11) المسند المستخرج على صحيح مسلم 1/84 ، الضعفاء 249.
(12) 10) الكامل في ضعفاء الرجال 7/43 .
(13) 11) السنن 2/12 ، العلل 9/221.
(14) 12) السنن 3/32 .
(15) 13) تقريب التهذيب 7210.(1/88)
ويُوكده ندرة مرويات شعبة عنه ، فقد روى الحافظ ابن عدي له عنه حديثاً واحداً ، فقال : (( ثنا محمد بن أحمد بن أبي مقاتل ، ثنا محمد بن الوليد البُسْري ، ثنا غُنْدر ، ثنا شعبة ، عن عُبيد ، عن الحسن ، سمعت عبد الله بن أبي أوفى ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهذا الدعاء : "اللهم لك الحمد ملء السماوات ، وملء الأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد "، ثنا محمد بن أحمد ، ثنا محمد بن الوليد ، ثنا غُنْدر ، ثنا شعبة قال : وحدثني أبو عِصْمة ، عن سليمان الأعمش ، عن عُبيد ، عن عبد الله بن أبي أوفى ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "كان يدعوا به إذا رفع رأسه من الركوع" ))(1) ، ثم قال : (( قد روى عنه شعبة ، كما ذكرت هذا الحديث في الدعاء ))(2) .
ورواه حمزة السَّهْمي من طريق محمد بن الوليد البُسْري ، عن شعبة قال : (( حدثني أبو عِصْمة ))(3) به .
ووقفت له على آخر مقطوع في التعويذ بالقرآن الكريم المعلق على المريض، قال ابن أبي شيبة : ((حدثنا عقبة بن خالد ، عن شعبة ، عن أبي عِصْمة ، قال : سألت سعيد بن المُسَيِّب ، عن التعويذ ؟ فقال : لا بأس ، إذا كان في أديم ))(4) .
__________
(1) الكامل في ضعفاء الرجال 7/43 .
(2) الكامل في ضعفاء الرجال 7/43 .
(3) سؤالات حمزة السهمي 244.
(4) مصنف ابن أبي شيبة 5/43/23543 .(1/89)
ورواه ابن أبي الدنيا ، فقال : (( حدثنا علي بن الجَعْد ، حدثنا شعبة ، عن رجلين من أهل خراسان يُقال لأحدهما : أبو عِصْمة ، عن رجل من أهل المدينة ، أنه سأل سعيد بن المُسَيِّب ، عن التعويذ(1) ؟ فقال : لا بأس ، إذا كان في أديم أو فضة ))(2) .
وقد يُقال : إن أبا عِصْمة نوح قد هلك بهذه الرواية ؛ لأنه صرّح بالسماع فيما لم يسمع ، فهو آفة هذا الاختلاف ، والرواة إليه ثقات أو متوسطي الحال .
والصواب أن الوهم هنا من عقبة ؛ لأمرين :
حال عقبة بن خالد السَّكوني الكوفي ، فهو : صدوق(3) ، وقد شذ بمخالفة علي بن الجَعْد الجَوْهري الثقة الثبت(4) .
أن سعيد بن المُسَيِّب توفي قديماً بعد التسعين ، وأبو عِصْمة متأخر الوفاة (ت 173هـ) يروي عن طبقة دون هذه الطبقة ، والانقطاع بينهما ظاهر بيّن لا يخفى على الناقد الجهبذ المنتقي للمرويات أبي بِسْطام شعبة بن الحجاج ، فلو كان هذا من صنيع أبي عِصْمة لأهلكه شعبة ، وضعّف من روى عنه .
وهذا لا يعني سلامة أبي عِصْمة من الكذب في غيره ، وإنما المقصود التوكيد على أن شعبة لم يتبين له من حال أبي عِصْمة ما تبين للنقاد بعده .
[29]يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي مولاهم البصري النحوي ، ثقة ، (ع) (ت136هـ) :
__________
(1) قد صح هذا القول عن الشعبي ، فقد رواه الإمام ابن معين (الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين ( الفوائد ) 159 ) ، والإمام أحمد (العلل ومعرفة الرجال 5494 ) ، وابنه عبد الله (العلل ومعرفة الرجال5508 ) عن زكريا بن يحيى بن زحمويه ، ثلاثتهم ـ ابن معين ، وأحمد ، وزكريا ـ عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن فراس عن الشعبي قال : "لا بأس بالتعويذ من القرآن يعلق على الإنسان" .
(2) العيال 2/864 .
(3) الكاشف 2/28 ، تقريب التهذيب 4636 .
(4) الكاشف 2/ 36 ، تقريب التهذيب 4698.(1/90)
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أحمد(1) ، والإمام البخاري(2) ، وغيرهما ، وروايته عنه في الصحيحين وسنن النسائي .
وأخرج له البخاري في المتابعات والشواهد ، واحتج به الخمسة .
وأشار الإمام أحمد إلى نكارة في حديثه قال العُقيلي : ((حدثني عبد الله ، قال قلت لأبي : يحيى بن أبي إسحاق ؟ قال : في حديثه نكارة .
قلت : فأيما أحب إليك هو أو عبد العزيز بن صُهيب ؟ قال : عبد العزيز أوثق ))(3) .
وقوّاه غيره :
قال عبد الله بن أحمد : (( سألت يحيى ـ ابن معين ـ عن عبد العزيز بن صُهيب ؟ فقال : ثقة ، وسألته عن يحيى بن أبي إسحاق ؟ فقال : ثقة ، قلت : أيهما أوثق ؟ قال : كلاهما ثقة ))(4) .
وقال العجلي : (( ثقة ))(5) ، وقال أبو حاتم : (( لا بأس به صالح ))(6) ، وقال النسائي : (( ثقة ))(7) .
وقال الحافظ ابن حجر : (( صدوق ربما أخطأ ))(8) .
ونتيجة دراسة حاله :
أنه : (( ثقة )) ، فغالب النقاد وثقوه ، و أبو حاتم متشدد فحكمه بمثابة توثيق غيره ؛ من أجل ذلك قال الإمام الذهبي فيه : (( ثقة ))(9) ، وهو أقرب من حكم الحافظ ابن حجر المتقدم ؛ لأن قليل الخطأ بوصف الثقة أولى .
ولم يُرد الإمام أحمد تضعيفه بقوله : "في حديثه نكارة"، بل أراد بيان وهمه القليل ، وهو يُحتمل للثقة ، بدليل أنه قاله مبيناً حاله بالنسبة لمن هو أوثق منه .
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 1938 .
(2) التاريخ الكبير 8/259.
(3) ضعفاء العقيلي 4/399 .
(4) العلل ومعرفة الرجال 4003 .
(5) ترتيب معرفة الثقات 2/347 .
(6) الجرح والتعديل 9/125.
(7) تهذيب التهذيب 11/156 .
(8) تقريب التهذيب 7501 .
(9) الكاشف 2/361 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال 7/158.(1/91)
وما أورده العقيلي مختصره ، وأصله قول عبد الله لأبيه : (( سألت أبي : عن عبد العزيز بن صُهيب البُناني ؟ فقال : ثقة ، عبد الوارث أروى الناس عنه ، قلت لأبي : فيحيى بن أبي إسحاق ؟ قال : في حديثه كأنه ، قلت : فأيما أحب إليك : عبد العزيز أو يحيى ؟ قال : عبدالعزيز أوثق حديثاً من يحيى ، عبد العزيز من الثقات ، يحيى في حديثه بعض ، يعني : الضعف ))(1) .
وفي نسخة ابن أبي حاتم أصرح من ذلك ، حيث يقول : (( أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إليّ ، قال : سألت أبي ، عن عبد العزيز بن صُهيب البُناني ؟ فقال : ثقة ثقة ، قلت : فأيما أحب إليك : عبد العزيز أو يحيى بن أبي إسحاق ؟ فقال : عبد العزيز أوثق حديثاً من يحيى ، عبد العزيز من الثقات ، يحيى في حديثه ، يعني : بعض الضعف ))(2) .
وبهذا يتبين أن الإمام أحمد جعله دون من حكم عليه بقوله : (( ثقة ثقة )) .
[30]يحيى بن عبد الله بن الحارث التيمي الكوفي أبو الحارث لقبه : الجابر (3) ، لا بأس به ( د ت ق) ، من السادسة(4) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام البخاري(5) ، والإمام مسلم(6) ، والترمذي(7) ، وغيرهم ، وروايته عنه عند الترمذي ، وأخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه .
وقال الإمام أحمد فيه : (( ضعيف الحديث ))(8) .
وضعفه غيره :
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 812 .
(2) الجرح والتعديل 5/384 .
(3) كان يجبر الأعضاء قاله أبو حاتم ، الجرح والتعديل 9/161.
(4) تقريب التهذيب 7581.
(5) ترتيب علل الترمذي 1/145.
(6) الكنى والأسماء 781 .
(7) ترتيب علل الترمذي 1/145.
(8) الكامل في ضعفاء الرجال 7/201.(1/92)
قال ابن معين في رواية : ((ضعيف الحديث ))(1) ، وقال العجلي : (( يُكتب حديثه ، وليس بالقوي ))(2) ، وقال أبو حاتم (( ضعيف ))(3) ، وقال أبو داود والنسائي : (( ضعيف ))(4) ، وقال الدارقطني : (( يُعتبر به ، ولا يُتابع على أحاديثه ، ولا يُكاد يروي عن شيوخه غيره))(5) ، وقال الحافظ ابن حجر : (( ليِّن الحديث ))(6).
وقوّاه : الإمام ابن معين ، وابن المديني ، وأحمد ، وغيرهم ، كما سيأتي ، وقال الإمام الذهبي : (( صدوق فيه ضعف ))(7) .
ونتيجة دراسة حاله : أن أقلّ أحواله أنه : لا بأس به ، وقد تبين للإمام أحمد بعد ذلك أن الآفة في ضعف حديث يحيى الجابر ليست منه ، بل من شيخه ، فقوّى يحيى الجابر ، فقال : (( ليس به بأس ، ولكن الذي يُحدث عنه يحيى الجابر : أبو ماجد : لا يُعرف ))(8) ، وفي رواية قال : (( ليس به بأس ، حدث عنه شعبة بحديث عن أبي ماجد ، وأبو ماجد : رجل مجهول ، لا يُعرف ))(9) ، وقد صرّح بذلك الحافظ الناقد علي بن المديني ، فقال : (( يحيى الجابر : ثقة فيما روى عن غير أبي ماجد ؛ لأن أبا ماجد : مجهول لا يُعرف ، فأما حديثه عن غيره ، فليس به بأس ))(10) ، وجاء أيضاً نحوه في رواية عن ابن معين قوله : (( ليس به بأس ، لكن شيخه أبو ماجد : لا يُعرف ))(11) .
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 3999.
(2) ترتيب معرفة الثقات 2/349.
(3) الجرح والتعديل 9/161.
(4) 10) سنن أبي داود 3/206/3184، والضعفاء والمتروكون للنسائي 623.
(5) 11) سؤالات البرقاني 528، 529 .
(6) 12) تقريب التهذيب 7581.
(7) الكاشف 2/369.
(8) العلل ومعرفة الرجال 4000.
(9) العلل ومعرفة الرجال 804 .
(10) المعرفة والتاريخ 3/114، المعرفة والتاريخ 2/334 .
(11) ميزان الاعتدال في نقد الرجال 7/195.(1/93)
وبمفاده حكم الإمام الناقد الجهبذ أبو عبد الله البخاري ، قال أبو عيسى الترمذي : (( سألت محمداً عن : حديث شعبة ، عن يحيى إمام بني تيم الله ، عن أبي ماجد ، عن عبد الله ، قال : "سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المشي خلف الجنازة ؟ فقال : ما دون الخَبَب(1)" الحديث ؟ فقال : "أبو ماجد : منكر الحديث ، وضعفه جداً " .
قال أبو عيسى : ويحيى إمام بني تيم الله ، وهو ابن الحارث ، يُكنى : أبا الحارث ، وهو الكوفي ، ويُقال له : يحيى الجابر ، والمُجبِّر ، وروى عنه : سفيان الثوري ، وابن عيينة ، وأبو الأحوص ، وغيرهم ))(2) ، وفي رواية قال : ((سمعت محمد بن إسماعيل ، يُضعّف حديث أبي ماجد لهذا ، وقال محمد : "قال الحميدي ، قال ابن عيينة : قيل ليحيى : مَنْ أبو ماجد هذا ؟ قال : طائر طار فحدثنا " .
وقد ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم إلى هذا رأوا أن المشي خلفها أفضل وبه يقول سفيان الثوري وإسحاق .
قال : إن أبا ماجد : رجل مجهول ، لا يُعرف ، إنما يُروى عنه حديثان ، عن ابن مسعود ، ويحيى : إمام بني تيم الله ، ثقة ... وهو كوفي روى عنه : شعبة ، وسفيان الثوري ، وأبو الأحوص ، وسفيان بن عيينة ))(3) .
ويوكده أيضاً أن الحافظ ابن عدي قوّى يحيى الجابر بعد أن سبر مروياته ، فقال : (( أحاديثه متقاربة ، وليس فيه حديث منكر ، وأرجوا أنه لا بأس به))(4).
__________
(1) أخرجه أيضاً أبو داود 3/206/3184 ، وأحمد 1/394، وأبو يعلى 8/452 ، والبيهقي السنن الكبرى 4/22، وضعفه أيضاً أبو داود والبيهقي من أجل يحيى وشيخه ، والخبب ضرب من العدو ، والمقصود : الاسراع بالجنازة بلا عدو ، النهاية لابن الأثير 2/3 .
(2) ترتيب علل الترمذي 1/145.
(3) سنن الترمذي 3/332/ 1011.
(4) الكامل في ضعفاء الرجال 7/201.(1/94)
[31]يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي مولاهم أبو عبد الله المكي ثم الكوفي صدوق تغير حفظه بأخرة (خت م 4) ( ت136هـ) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام البخاري(1) ، وأبو حاتم(2) ، وغيرهما ، ورايته عنه عند أبي داود والنسائي ، وعلّق له الإمام البخاري موضعاً واحداً ، وأخرج له مسلم مقروناً ، والأربعة .
وقال الإمام أحمد (( "حديث إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله" ليس بشيء )) ، قال عبد الله : (( يعني : حديث يزيد بن أبي زياد ))(3) ، وفي رواية : (( حديثه ليس بذاك ))(4) ، وقال أبو داود : (( سمعت أحمد قيل له : يزيد بن أبي زياد أحب إليك أو ليث ـ هو ابن أبي سُليم ـ ؟ قال أحمد : يزيد عنه اختلاف: مرة طاوس ، مرة مِقسم ، مرة مجاهد ))(5)، وفي رواية : (( لم يكن بالحافظ ))(6).
وتكلم فيه غيره : قال ابن معين مرة : (( ليس بالقوي ))(7)، وفي رواية قال: (( لا يُحتج بحديث يزيد بن أبي زياد ))(8)، وفي رواية : (( ضعيف الحديث ))(9) ، وقال عبد الله : (( سألت يحيى عن ليث ؟ فقال : هو أضعف من يزيد بن أبي زياد ، يزيد فوقه في الحديث ))(10) .
__________
(1) التاريخ الكبير 8/334.
(2) الجرح والتعديل 9/265 .
(3) العلل ومعرفة الرجال 5985 .
(4) العلل ومعرفة الرجال3180 .
(5) سؤالاته 350.
(6) العلل ومعرفة الرجال 708 .
(7) الدارمي 878.
(8) الدوري 3144.
(9) الكامل في ضعفاء الرجال 7/275.
(10) 10) العلل ومعرفة الرجال 4039.(1/95)
وفي رواية قال عبد الله : (( قلت ليحيى : يزيد بن أبي زياد دون عطاء ؟ قال نعم ، وقال يحيى : من سمع من عطاء وهو مختلط ، فيزيد فوق عطاء ، فقلت ليحيى: ليث بن أبي سُليم أضعف من عطاء ويزيد ؟ قال : نعم ))(1) ، وقال أبو زرعة : (( لين ، يُكتب حديثه ، ولا يُحتج به ))(2) ، وقال أبو حاتم : (( ليس بالقوي ))(3) ، وقال النسائي : (( ليس بالقوي ))(4) ، وقال ابن عدي : (( مع ضعفه يُكتب حديثه ))(5) ، وقال الدارقطني : (( لا يُخرّج عنه في الصحيح ، ضعيف يخطئ كثيراً ، ويتلقن إذا لقن ))(6) ، وفي رواية قال : (( مجالد بن سعيد الكوفي : ليس بثقة ، يزيد بن أبي زياد أرجح منه ، ومجالد لا يُعتبر به ))(7) ، وقال الحافظ ابن حجر : ((ضعيف ، كبر فتغير وصار يتلقن ، وكان شيعياً))(8) .
وقوّاه غيرهم :
قال العجلي : (( ثقة ))(9) ، وقال أبو داود : (( ثبت لا أعلم أحداً ترك حديثه ، وغيره أحب إليّ منه ))(10) .
ونتيجة دراسة حاله :
أنه لا بأس به في أول أمره ، وعبارة أبي حاتم والنسائي مُشعرة بذلك سيما وأنهما من المتشددين في الجرح والتعديل .
وعليه يُحمل صنيع من قوّاه ، وكذا تُحمل عليه رواية شعبة عنه .
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 4015 .
(2) الجرح والتعديل 9/265.
(3) الجرح والتعديل 9/265.
(4) الضعفاء والمتروكون 651.
(5) الكامل في ضعفاء الرجال 7/276.
(6) سؤالات البرقاني 561.
(7) سؤالات البرقاني 484.
(8) تقريب التهذيب 7718.
(9) ترتيب معرفة الثقات 1/244.
(10) 10) سؤالات أبي عبيد الآجري 139.(1/96)
ثم كبر فتغير حفظه فصار يقبل التلقين ، وشعبة بيطار المتغيرين يُميّز صحيح مروياتهم من ضعيفه ، وعلى تغيره يُحمل صنيع من جرحه ، وكان شعبة يقول فيه بعد ذلك : (( كان رفاعاً )) (1) ، أي : يرفع الموقوف ، وقال الإمام البخاري : (( حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، عن جرير ، قال : "كان يزيد أحسن حفظاً من عطاء السائب" ))(2) ، وفي رواية قال : (( صدوق إلا أنه تغير بآخره ))(3) ، وقال العجلي في رواية : (( ثقة جائز الحديث ، وكان بآخره يُلقن ))(4) .
وقال الإمام الحميدي : (( ثنا سفيان ، ثنا يزيد بن أبي زياد بمكة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن البراء بن عازب ، قال : " رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة رفع يديه" ، قال سفيان : وقدم الكوفة ، فسمعته يُحدث به فزاد فيه: "ثم لا يعود" ، فظننت أنهم لقنوه ، وكان بمكة يومئذ أحفظ منه يوم رأيته بالكوفة، وقالوا لي : إنه قد تغيّر حفظه أو ساء حفظه ))(5) .
__________
(1) الكامل في ضعفاء الرجال 7/275.
(2) التاريخ الأوسط 2/41، التاريخ الكبير 8/334.
(3) ترتيب علل الترمذي 1/391 .
(4) ترتيب معرفة الثقات 2/364 .
(5) المسند 2/316 ،والحديث أخرجه أيضاً أبو داود 1/200/ 750، وأبو يعلى 3/248، والبيهقي السنن الكبرى 2/76 ، وروى عن الإمام الشافعي إعلاله له بالتلقين ،وقال الإمام أبو داود : "هذا الحديث ليس بصحيح"،وضعفه البيهقي ، معرفة السنن 1/548 .(1/97)
وقال يعقوب بن سفيان : (( حدثنا أبو بكر ، ثنا سفيان ، حدثنا يزيد بن أبي زياد بمكة ، أنه سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى ، يُحدث عن البراء بن عازب ، قال : "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة رفع يديه" ، ثم قدمت الكوفة ، فلقيته بها فسمعته يُحدثه ، فزاد فيه : "ثم لا يعود" ، فظننت أنهم لقنوه ، وكان بمكة حين لقيته أحفظ منه حين لقيته بالكوفة ، إذا حفظه قد ساء ، أو قال : قد تغير ))(1) .
وفي موضع آخر قال يعقوب : (( حدثنا الحميدي وابن قَعْنَب وسعيد قالوا : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا يزيد بن أبي زياد بمكة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن البراء بن عازب ، قال : "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة رفع يديه" قال سفيان : فلما قدمت الكوفة سمعته يُحدث وزاد فيه : "ثم لا يعود" فظننت أنهم لقنوه ، وكان بمكة يومئذ أحفظ منه يوم رأيته في الكوفة ، وقالوا لي : إنه قد تغير حفظه ، هذا لفظ الحميدي .
ورأيت في كتاب يحيى بن معين قال : حديث البراء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "كان يرفع يديه" ليس هو بصحيح الإسناد .
وظننت أن الذي حكى لم يضبط كلام يحيى ؛ لأن يزيد بن أبي زياد ، وإن كان قد تكلم الناس فيه لتغيره في آخر عمره ، فهو على العدالة والثقة ، وإن لم يكن مثل : منصور والحكم والأعمش ، فهو مقبول القول ثقة ))(2) ، وقال مرة : (( ثقة إلا أنه كبر وتغير حفظه ))(3) .
[32]يعقوب بن عطاء بن أبي رباح القرشي مولاهم الحجازي ، ضعيف ، ( س ) (ت 155هـ) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أبو حاتم(4) ، وغيره ، وأخرج له النسائي .
__________
(1) المعرفة والتاريخ 3/56 .
(2) المعرفة والتاريخ 3/175.
(3) المعرفة والتاريخ 3/183.
(4) الجرح والتعديل 9/211، وروايته عنه عند الإمام أحمد 1/372 ، والطبراني 11/176.(1/98)
وقال الإمام أحمد فيه : ((ضعيف الحديث ))(1) ، وفي رواية قال : (( منكر الحديث ))(2) ، وفي رواية : (( أحاديثه مناكير ))(3) .
وتكلم فيه غيره :
قال علي بن المديني : (( سمعت يحيى ـ يعني القطان ـ يذكر عن ابن جُريج، قال : "أخبرني يعقوب بن عطاء ، عن عطاء ، عن ابن عباس في الإيلاء ، واحدة بائنة" ، ودخلت على أبيه ، فأنكره ؟! فخرجت إليه ؟! فقال : قد سمعته منه ، أو : قد حدثني به ))(4) ، وقال عمرو بن علي الفلاس : (( ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن حدثا عن يعقوب بن عطاء شيئاً قط ))(5) ، وقال يحيى بن معين في رواية : (( ضعيف ليس بمتروك ))(6) ، وفي أخرى قال : (( ليس بذاك ))(7)، وقال أبو زرعة : (( ضعيف ))(8) ، وقال أبو حاتم : (( ليس عندي بالمتين ، يُكتب حديثه ))(9) .
وقال النسائي : (( ضعيف ))(10) .
وقوّاه غيرهم :
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 803 .
(2) الجرح والتعديل 9/211.
(3) الكامل في ضعفاء الرجال 7/143.
(4) الجرح والتعديل 9/211.
(5) ضعفاء العقيلي 4/445.
(6) الكامل في ضعفاء الرجال 7/143.
(7) ضعفاء العقيلي 4/445.
(8) الجرح والتعديل 9/211.
(9) 10) الجرح والتعديل 9/211.
(10) السنن الكبرى 6/41/9969 .(1/99)
قال ابن معين في رواية : (( عثمان بن عطاء الخراساني(1) ، ليس هو أخو يعقوب بن عطاء يعقوب بن عطاء ، هو : ابن أبي رباح يروي عنه : ابن عيينة ، وعبد الله بن المبارك ، وهو أصلح حديثاً من عثمان بن عطاء الخراساني ))(2) ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ((ربما أخطأ ، يُعتبر حديثه من غير رواية زَمْعة عنه ، فإن المعتبر إذا اعتبر حديثه الذي بيّن السماع منه ، ولم يرو عنه إلا ثقة، لم يجد إلا الاستقامة ))(3) ، وقال الحافظ ابن عدي : (( ليعقوب بن عطاء أحاديث صالحة ، وهو ممن يُكتب حديثه ، وعنده غرائب ، وخاصة إذا روى عنه أبو إسماعيل المؤدب وزَمْعة بن صالح ، وعن زَمْعة : أبو قُرْة ))(4) .
ونتيجة دراسة حاله :
أنه : ضعيف لم يشتد ضعفه ؛ فهو الذي عليه غالب النقاد ، وجرحوه بمفسر قادح ؛ لذا قال الإمام الذهبي فيه : (( ضعيف ))(5) ، وكذا قال الحافظ ابن حجر(6) .
وكلام ابن حبان وابن عدي محمول على استقامة حديثه برواية الثقات أهل الانتقاء عنه ، ولا ريب أن شعبة إمام ناقد في هذا الباب .
[33] أبو جعفر الرازي :
مشهور بكنيته ، اسمه : عيسى بن عبد الله بن ماهان ، ويُنسب إلى جده ، وهو : عيسى بن أبي عيسى التميمي مولاهم ، مَرْوزي الأصل(7) ، صدوق ، ( بخ 4) ، ( ت حدود 160هـ) :
روى عنه شعبة ، قاله الإمام أبو حاتم(8) ، والخطيب البغدادي(9) ، وغيرهما ، وأخرج له البخاري في الأدب المفرد ، والأربعة .
__________
(1) قال فيه ابن معين : (( ضعيف )) سؤالات ابن الجنيد 498. معرفة الرجال لابن محرز 1/ 138.
(2) الدوري 4822.
(3) الثقات 7/639.
(4) الكامل في ضعفاء الرجال 7/143.
(5) الكاشف 2/395.
(6) تقريب التهذيب 7826 .
(7) التاريخ الأوسط 2/104.
(8) الجرح والتعديل 6/280.
(9) تاريخ بغداد 11/143، ولم أقف على روايته عنه .(1/100)
وقاال الإمام أحمد: (( ليس بقوي في الحديث ))(1) ، وقال أيضاً : ((مضطرب الحديث ))(2) ، وقال : (( عَنْبسة(3) أصح حديثاً من أبي جعفر الرازي، عَنْبسة بن سعيد حدث عنه ابن المبارك ))(4) ، وقال أيضاً : (( إبراهيم بن طَهْمان ثقة في الحديث ، وهو أقوى حديثاً من أبي جعفر الرازي كثيراً ، حدثنا عنه ابن مهدي ))(5) .
وتكلم فيه غيره :
قال أبو حفص عمرو بن علي الفلاس : (( فيه ضعف ، وهو من أهل الصدق سيء الحفظ ))(6) ، وقال العجلي : (( ضعيف الحديث ))(7) ، وقال أبو زرعة : (( شيخ يهم كثيراً ))(8) ، وقال الحافظ ابن حجر : (( صدوق سيء الحفظ خصوصاً عن مغيرة ))(9) .
وقوّاه آخرون :
قال الإمام ابن معين : (( ثقة ))(10) ، وفي رواية : (( ثقة ، وهو يغلط فيما يروي عن مغيرة ))(11) ، وفي رواية : (( ليس به بأس ))(12) ، وفي رواية قال : (( صالح ))(13) ، وفي رواية : (( يُكتب حديثه إلا أنه يخطئ))(14) ، وقال ابن المديني: (( ثقة ))(15) ، وقال زكريا بن يحيى الساجي : (( صدوق ليس بمتقن ))(16) ، وقال ابن عمار : (( ثقة ))(17) ، وقال أبو حاتم : (( ثقة صدوق صالح الحديث ))(18) .
ونتيجة دراسة حاله :
أنه صدوق لا بأس به .
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال 4578.
(2) المجروحين 2/120.
(3) قال فيه الإمام أحمد : (( ثقة )) ، سؤالات أبي داود 558، الجرح والتعديل 6/2230.
(4) العلل ومعرفة الرجال 1343.
(5) العلل ومعرفة الرجال 3551.
(6) تاريخ بغداد 11/146.
(7) ترتيب معرفة الثقات 2/391.
(8) سؤالات البرذعي 1/443.
(9) تقريب التهذيب 8019 .
(10) تاريخ بغداد 11/146.
(11) الدوري4772 .
(12) من كلام أبي زكريا في الرجال 82.
(13) الجرح والتعديل 6/280.
(14) تاريخ بغداد 11/146.
(15) 10) سؤالات ابن أبي شيبة 148.
(16) 11) تاريخ بغداد 11/146.
(17) 12) تاريخ بغداد 11/146.
(18) 13) الجرح والتعديل 6/280.(1/101)
وأما كلام الإمام أحمد فالذي يظهر أنه أراد به توسط حاله بقوله : (( ليس بقوي في الحديث )) ؛ لأنه في المفاضلة جعله دون عَنْبسة ، وابن طَهْمان ، وكلاهما ثقة .
ويوكده أنه جاء في رواية أخرى عن الإمام أحمد قوله فيه : (( صالح الحديث ))(1) .
وأن أكثر النقاد ـ ومنهم شعبة ـ على تقويته سيما ، وفيهم أبو حاتم وهو متشدد في الجرح والتعديل ؛ لذا حكم عليه الحافظ ابن عدي بقوله : (( قد روى عنه الناس ، وأحاديثه عامتها مستقيمة ، وأرجو أنه لا بأس به ))(2) ، وقال فيه الإمام الذهبي : (( صدوق ))(3) ، وفي رواية قال : ((صالح الحديث ))(4).
وأما اضطرابه وضعفه فمحمول على روايته عن مغيرة بن مِقسم .
كما أنه أُوتي في غيره بسبب تدليسه للهلكى كمحمد بن سعيد الشامي المصلوب .
__________
(1) تاريخ بغداد 11/146.
(2) الكامل في ضعفاء الرجال 5/254.
(3) المغني في الضعفاء 2/500.
(4) ميزان الاعتدال في نقد الرجال 5/385.(1/102)
فقد ذكر المَرُّوذِي أن الإمام أحمد قال : (( في حديث : "أبي النَضْر ، عن أبي جعفر الرازي ، عن يزيد بن عبدالله" قال : هذا شامي ، فذكر حديث واثلة قصة البعير(1) ، فقال : أبو جعفر لم يسمع من هذا ، إنما روى هذا عن محمد بن سعيد ـ والله أعلم ـ فترك محمد بن سعيد ، وقال : "عن يزيد " .
قلت : أيش حال محمد بن سعيد ؟ قال : يقولون : إن أبا جعفر صلبه على الزندقة ، وهو : متروك الحديث ))(2) .
الخاتمة :
في ضوء هذه الدراسة العلمية ، يُمكن الخلوص إلى أهم نتائجها التالية :
أن غالب شيوخ شعبة ثقات أو متوسطي الحال عنده ، وبه صرح الأئمة النقاد أهل الاستقراء التام ، وسبق كلامهم في المبحث الثاني.
__________
(1) أخرجه الإمام أحمد فقال : (( ثنا أبو النضر ، قال : ثنا أبو جعفر يعني الرازي ، عن يزيد بن أبي مالك ، قال : ثنا أبو سباع ، قال : اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع ، فلما خرجت بها أدركنا واثلة وهو يجر رداءه ، فقال : يا عبد الله اشتريت ؟ قلت : نعم ، قال : هل بَيّن لك ما فيها ؟ قلت : وما فيها ، قال : إنها لسمينة ظاهرة الصحة ؟! قال : فقال : أردت بها سفراً أم أردت بها لحماً ؟ قلت : بل أردت عليها الحج ، قال : فإن بخفها نقباً ، قال : فقال صاحبها : أصلحك الله أي هذا تفسد علي ، قال : إني سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يقول : "لا يحل لأحد يبيع شيئاً إلا يُبيّن ما فيه ، ولا يحل لمن يعلم ذلك إلا يبينه" )) 3/491 ، وأخرجه الحاكم (المستدرك على الصحيحين 2/12)،والبيهقي (السنن الكبرى 5/320) ، من طريق محمد بن الفرج الأزرق ، عن أبي النضر هاشم بن القاسم به ، وقال الحاكم : " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " ، وهذا من تساهله ، فإسناده تالف ؛ لأن أبا جعفر الرازي دلس فيه المصلوب ، كما بيّن الإمام أحمد .
(2) علل الحديث ومعرفة الرجال 168.(1/103)
تُحمل روايته عن قلِّة من الضعفاء على انتقائه ثابت مروياتهم ، أو قبل ظهور ضعفهم بتغيّر ونحوه ، أو على وجه التعجب ، أو لتقدم وفاته عليهم بحيث تبيّن للنقاد من بعده ضعفهم ، وكذبهم .
أن من هؤلاء القلة من حدث عنهم شعبة قبل أن يتبين له ضعفهم ، فلما تبين ضعفهم تركهم .
ضعف الراوي لا يقتضي ضعف جميع مروياته لكنه الأصل فيه بحيث لا يُخالف هذا الأصل إلا بحجة معتبرة ، كما أن ثقة الراوي أو توسط حاله لا تقتضي قبول جميع مروياته ، لكنه الأصل فيه بحيث لو تبين وهمه في رواية رُدت ، كأن يتفرد أو يُخالف بما لا تحتمل حاله تفرده أو مخالفته .
لا يُحدث شعبة غالباً عن شيوخه المتغيرين والمختلطين إلا بثابت مروياتهم التي لم يلحقها تغيّر أو اختلاط .
تجنب شعبة ـ رحمه الله ـ للمرويات التي دلّسها الرواة .
الراجح في بعض شيوخ شعبة الذين ضعفهم الإمام أحمد أنهم ثقات أو متوسطي الحال عند غالب النقاد .
عدد الذين وقفت عليهم من شيوخ الحافظ شعبة الذين ضعّفهم الإمام أحمد: (33) شيخاً ، 70 % منهم : كوفيون ، وعددهم : (23) شيخاً ، و 18 % منهم : بصريون ، وعددهم : (6) انظر : ترجمة رقم : 8 ، 9، 10، 20، 21، 29. ، و 9 % حجازيون ، وعددهم (3) انظر ترجمة رقم : 10، 27، 32. ، و 6 % مروزيون ، وعددهم : (2) . انظر ترجمة رقم : 28، 33 .
وصلى الله وسلم على البشير النذير المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
والحمد لله رب العلمين
فهرس المصادر :
القرآن الكريم .
أحوال الرجال لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (ت259هـ)، تحقيق : صبحي السامرائي ، نشر : مؤسسة الرسالة في بيروت الطبعة الأولى 1405هـ .
الإرشاد في معرفة علماء الحديث ، لأبي يعلى الخليل بن عبدالله الخليلي القزويني (ت446هـ) ، تحقيق : د.محمد سعيد عمر ، نشر : مكتبة الرشد في الرياض ، الطبعة الأولى 1409هـ .(1/104)
بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذم ، ليوسف بن حسن بن عبد الهادي ابن المُبْرد (ت 909هـ)، تحقيق : د. وصي الله بن محمد بن عباس ، نشر : دار الراية في الرياض ، الطبعة الأولى 1409هـ.
التأريخ الأوسط، لأبي عبد الله : محمد بن إسماعيل البخاري(ت256 هـ)، تحقيق : محمد بن إبراهيم اللحيدان، نشر :دار الصميعي في الرياض ، الطبعة الأولى 1418هـ.
التأريخ الكبير، لأبي عبد الله : محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256هـ)، تحقيق : عبد الرحمن المعلمي ، نشر : دار الكتب العلمي في بيروت .
تأريخ بغداد، لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي(ت 463هـ)، نشر: دار الكتب العلمية في بيروت.
تأريخ دمشق لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي (ت571هـ) ، تحقيق عمر العمري ، نشر دار الفكر في بيروت ، 1995م .
تأريخ عثمان بن سعيد الدارمي (ت280هـ)عن يحيى بن معين(ت 233هـ)، تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف نشر: دار المأمون للتراث في دمشق .
التأريخ، ليحيى بن معين (ت 233هـ)، رواية الدوري، تحقيق : د. أحمد محمد نور سيف، نشر: مركز البحث العلمي في جامعة الملك عبد العزيز في مكة ، الطبعة الأولى 1399هـ.
ترتيب تأريخ ثقات أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي(ت 261هـ)، لعلي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807هـ), تحقيق :د.عبد المعطي قلعجي ، نشر : دار الكتب العلمية في بيروت ، الطبعة الأولى 1405هـ .
ترتيب علل الترمذي ، انظر : علل الترمذي .
تسمية من لم يرو عنه غير رجل واحد " ، للإمام النسائي (ت303هـ) ، ضمن مجموع بتحقيق مشهور حسن سلمان ، نشر : مكتبة الفرقان في الأردن ، ط1/ 1408 .
تقريب التهذيب ، لابن حجر (ت 852هـ)، تحقيق : محمد عوامة ، نشر : دار الرشيد في حلب الطبعة الأولى 1406هـ .(1/105)
التمهيد ، لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (ت 463هـ)، تحقيق : سعيد أحمد أحمد أعراب، نشر : وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب .
تهذيب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ)، نشر : دار الفكر في بيروت الطبعة الأولى 1404هـ
تهذيب الكمال، لأبي الحجاج : يوسف المزي(ت 742هـ)، تحقيق : د. بشار عواد ، نشر : مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1418هـ .
الثقات، للحافظ ابن حبان(ت 354هـ)، نشر : مكتبة مدينة العلم في مكة ، الطبعة الأولى 1399هـ .
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت463هـ) ، تحقيق : د. محمود الطحان ، نشر : مكتبة المعارف في الرياض ، 1403 هـ .
الجامع المختصر من السنن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل، لأبي عيسى : محمد بن عيسى بن سورة الترمذي(ت 279هـ)، نشر : دار السلام في الرياض ، بإشراف معالي الشيخ : د. صالح بن عبد العزيز آل الشيخ – مع موسوعة الكتب الستة- .
الجرح والتعديل، لأبي محمد : عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت327هـ)، نشر : دار الكتب العلمية في بيروت الطبعة الأولى 1372هـ .
سؤالات ابن هانئ ، انظر : مسائل الإمام أحمد .
سؤالات أبي إسحاق: إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، ليحيى بن معين (ت 233هـ)، تحقيق : أحمد بن محمد نور سيف، نشر مكتبة الدار في المدينة المشرفة ، الطبعة الأولى 1408هـ .
سؤالات أبي بكر : أحمد بن محمد البرقاني، للإمام الدارقطني (ت 385هـ)، تحقيق : د. عبد الرحيم القشقري، نشر : خانة جميلي في باكستان، الطبعة الأولى 1404هـ .
سؤالات أبي داود (ت 275هـ)للإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ)في الجرح والتعديل ، تحقيق : د. زياد منصور ، نشر : مكتبة العلوم و الحكم في المدينة المشرفة ، الطبعة الأولى 1414هـ .(1/106)
سؤالات أبي عبد الرحمن : محمد بن الحسين بن محمد السُّلَمي، للدارقطني (ت 385هـ)في الجرح والتعديل، تحقيق : سليمان آتش ، نشر : دار العلوم في الرياض 1408هـ.
سؤالات أبي عُبيد الآجري ، للإمام أبي داود السجستاني (ت 275هـ)، تحقيق : د. عبد العليم بن عبد العظيم ، نشر: دار الاستقامة في مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1418هـ .
سؤالات البرذعي ، انظر الضعفاء لأبي زرعة .
سؤالات الحاكم النيسابوري (ت 405هـ)للدارقطني (ت 385هـ)في الجرح والتعديل ، نشر : مكتبة المعارف في الرياض ، الطبعة الأولى 1404هـ .
سؤالات حمزة بن يوسف السهمي(ت 427هـ)، للدارقطني (ت 385هـ)، تحقيق : د.موفق عبد الله بن عبدالقادر، نشر: مكتبة المعارف في الرياض ، الطبعة الأولى 1404هـ .
سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة (ت 297هـ)لعلي بن المديني (ت 234هـ)، نشر : مكتبة المعارف في الرياض ، الطبعة الأولى 1404هـ .
سنن النسائي الصغرى ، لأبي عبد الرحمن : أحمد بن شعيب النسائي (ت 303هـ)، نشر : دار السلام في الرياض، بإشراف معالي الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ – مع موسوعة الكتب الستة-.
سنن النسائي الكبرى(ت 303هـ)، تحقيق : د. عبد الغفار البنداري، نشر : دار الكتب العلمية ، في بيروت، الطبعة الأولى 1411هـ .
السنن، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت385هـ ) ، نشر : دار المحاسن في القاهرة .
شرح علل الترمذي ، لابن رجب الحنبلي (ت 795هـ)، تحقيق : همام عبد الرحيم سعيد، نشر : مكتبة المنار في الأردن ، الطبعة الأولى 1407هـ .
الضعفاء الصغير للإمام البخاري (ت 265هـ)، نشر : عالم الكتب ، الطبعة الأولى 1404هـ .
الضعفاء الكبير، للإمام أبي جعفر : أحمد بن عمرو العقيلي(ت 322هـ)، تحقيق : د. عبد المعطي قلعجي، نشر: دار الكتب العلمية في بيروت ، الطبعة الأولى 1404هـ .(1/107)
الضعفاء والمتروكون، لأبي عبد الرحمن : أحمد بن شعيب النسائي(ت 303هـ)، تحقيق : مركز الخدمات والأبحاث الثانية ، نشر : مؤسسة الكتب الثقافية في بيروت ، الطبعة الأولى 1405هـ .
الضعفاء والمتروكين ، لأبي الحسن : علي بن عمر الدارقطني (ت385هـ ) ، تحقيق : موفق عبد الله بن عبدالقادر، نشر : مكتبة المعارف في الرياض ، الطبعة الأولى 1404هـ .
الضعفاء، لأبي زرعة الرازي (ت 264هـ)–مع كتاب: "أبو زرعة، وجهوده في السنة النبوية"- تحقيق : د. سعدي الهاشمي، نشر : دار الوفاء في المدينة المشرفة ، الطبعة الثانية 1409هـ .
الطبقات الكبرى ، لمحمد بن سعد (ت 230هـ)، نشر : دار بيروت ، في بيروت 1400هـ .
علل الترمذي الكبير(ت 279هـ)، ترتيب أبي طالب: محمود بن علي القاضي، تحقيق: حمزة ديب نشر : مكتبة الأقصى في الأردن، الطبعة الأولى 1406هـ .
العلل ومعرفة الرجال، لأبي عبد الله : أحمد بن حنبل الشيباني(ت 241هـ)، رواية ابنه عبد الله ، تحقيق : وصي الله عباس ، نشر : المكتب الإسلامي ، الطبعة الأولى 1408هـ .
العلل ومعرفة الرجال، لأبي عبد الله : أحمد بن حنبل الشيباني(ت 241هـ)، رواية المروذي ، تحقيق : وصي الله عباس نشر : مطبعة الدار السلفية في بومباي الهند ، الطبعة الأولى 1408هـ .
فتح الباب في الكنى والألقاب لمحمد بن إسحاق بن منده (ت 395هـ) ، تحقيق : نظر محمد الفاريابي ، نشر : مكتبة الكوثر في الرياض 1417 .
فتح الباري، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852هـ)، تحقيق : محب الدين الخطيب نشر : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض .
فتح المغيث شرح ألفية الحديث ، لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902هـ)، تحقيق : عبد الرحمن محمد عثمان نشر : المكتبة السلفية في المدينة المشرفة ، الطبعة الثانية 1388هـ .(1/108)
الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، لأبي عبد الله : محمد بن أحمد ابن عثمان الذهبي (ت 748هـ)، تحقيق: عزت علي عيد عطية، نشر دار الكتب الحديثة في القاهرة، الطبعة الأولى 1392هـ .
الكامل في ضعفاء الرجال، لأبي أحمد : عبد الله بن عدي الجرجاني(ت 365هـ)، نشر : دار الكتب العلمية في بيروت، الطبعة الأولى 1418هـ .
الكنى و الأسماء للإمام مسلم (ت 261هـ)، مخطوط في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، تحت رقم 1669ف ، من المكتبة الظاهرية في دمشق رقم : 1 .
الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات ، لأبي البركات : محمد ابن أحمد ابن الكيال (ت 939هـ)، تحقيق : عبد القيوم عبد رب النبي ، نشر : دار المأمون الطبعة الأولى 1401هـ .
لسان الميزان، لابن حجر(ت 852هـ)، نشر : دار الفكر في بيروت، الطبعة الأولى 1408هـ .
المجتبى للنسائي ، انظر سنن النسائي الصغرى .
المختلطين ، لأبي سعيد خليل بن كَيْكَلْدِي العلائي(ت 761هـ)، تحقيق : د. رفعت فوزي عبدالمطلب ، وعلي عبد الباسط فريد، نشر : مكتبة الخانجي في القاهرة ، الطبعة الأولى 1417هـ .
مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح (266هـ)،نشر : الدار العلمية في الهند، طبعة 1408هـ.
المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل ، للإمام أبي الحسين : مسلم بن الحجاج القشيري(ت 261هـ)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر : دار السلام في الرياض ، بإشراف معالي الشيخ : صالح بن عبد العزيز آل الشيخ – مع موسوعة الكتب الستة- .
مسند الحميدي أبي بكر : عبد الله بن الزبير الحميدي (ت 219هـ)، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي نشر: عالم الكتب في بيروت .
المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم ، لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430هـ) ، تحقيق محمد حسن الشافعي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط 1، 1417هـ .(1/109)
مشاهير علماء الأمصار لابن حبان (ت 354هـ)، نشر : دار الكتب العلمية في بيروت .
مصنف ابن أبي شيبة (ت 235هـ)، تحقيق: عامر العمري الأعظمي، نشر : الدار السلفية في الهند
معجم شيوخ الإمام أحمد بن حنبل في المسند ، للدكتور عامر حسن صبري ، نشر : دار البشائر الإسلامية في بيروت ، الطبعة الأولى 1413هـ .
معرفة الرجال، ليحيى بن معين (ت 233هـ)، رواية أحمد بن محمد بن مُحْرِز، تحقيق: محمد كامل القصار، نشر : مجمع اللغة العربية في دمشق 1405هـ .
المعرفة والتأريخ، لأبي يوسف : يعقوب بن سفيان البسوي(ت277 هـ)، تحقيق : د. أكرم ضياء العمري ، نشر : مؤسسة الرسالة في بيروت ، الطبعة الثانية 1401هـ .
المغني في الضعفاء ، لأبي عبد الله: محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي(ت 748هـ)، تحقيق: د. نورالدين عتر .
من كلام أبي زكريا يحيى بن معين (ت 233هـ)في الرجال ، رواية : يزيد بن الهيثم ابن طهمان الدقاق ، تحقيق : د. أحمد نور سيف ، نشر : دار المأمون للتراث في دمشق .
ميزان الاعتدال في نقد الرجال لأبي عبد الله : محمد بن أحمد الذهبي (ت 748هـ)، تحقيق : علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود ، نشر : دار الكتب العلمية في بيروت ، الطبعة الأولى 1416 .
النكت على كتاب ابن الصلاح ، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852هـ)، تحقيق : مسعود عبدالحميد السعدني ، نشر : دار الكتب العلمية في بيروت ، الطبعة الأولى 1414.
هدي الساري لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852هـ)، تحقيق : محب الدين الخطيب نشر : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض .
فهرس شيوخ شعبة في الكتب الستة الذين ذكرهم المزي في ترجمة شعبة (تهذيب الكمال 12/480) غير المذكورين في هذا البحث ، مع بيان حكم الحافظ ابن حجر عليهم :
أولاً : الثقات ومتوسطوا الحال
م ... الاسم ... حكم الحافظ ابن حجر في التقريب
1 ... أبان بن تغلب أبو سعد الكوفي م 4 ... ثقة تكلم فيه للتشيع(1/110)
2 ... إبراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي د س ... ثقة
3 ... إبراهيم بن محمد بن المنتشر الهمداني الكوفي ع ... ثقة
4 ... إبراهيم بن ميسرة الطائفي نزيل مكة ع ... ثبت حافظ
5 ... إبراهيم بن ميمون الكوفي سي ... صدوق
6 ... الأزرق بن قيس الحارثي البصري خ د س ... ثقة
7 ... إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي ع ... ثقة ثبت
8 ... إسماعيل بن رجاء بن ربيعة أبو إسحاق الكوفي م 4 ... ثقة تكلم فيه الأزدي بلا حجة
9 ... إسماعيل بن سميع الحنفي أبو محمد الكوفي م د س ... صدوق تكلم فيه لبدعة الخوارج
10 ... إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدّي أبو محمد الكوفي م4 ... صدوق يهم ورمي بالتشيع
11 ... إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم أبو بشر البصري المعروف بابن علية ، وهو أصغر من شعبة ع ... ثقة حافظ
12 ... الأسود بن قيس العبدي الكوفي أبو قيس ع ... ثقة
13 ... أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي الكوفي ع ... ثقة
14 ... أشعث بن عبد الله بن جابر الحُدّاني خت 4 ... صدوق
15 ... أنس بن سيرين الأنصاري أبو موسي البصري ع ... ثقة
16 ... أيوب بن أبي تميمة كيسان السَختياني أبو بكر البصري ع ... ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد
17 ... أيوب بن موسى بن عمرو أبو موسى المكي القرشي ع ... ثقة
18 ... بُديل بن ميسرة العقيلي البصري م 4 ... ثقة
19 ... بريد بن أبي مريم مالك بن ربيعة السلولي بخ4 ... ثقة
20 ... بسطام بن مسلم بن نمير العَوْذي البصري بخ س ق ... ثقة
21 ... بشير بن ثابت الأنصاري مولاهم بصري د ت س ... ثقة
22 ... بكير بن عطاء الليثي الكوفي 4 ... ثقة
23 ... بيان بن بشر الأحمسي أبو بشر الكوفي ع ... ثقة ثبت
24 ... توبة العنبري البصري أبو المُوَرّع خ م د س ... ثقة
أخطأ الأزدي إذ ضعفه
25 ... ثابت بن أسلم البُناني أبو محمد البصري ع ... ثقة عابد
26 ... ثابت بن هرمز الحداد أبو المقدام الكوفي د س ق ... صدوق يهم(1/111)
27 ... جامع بن شداد المحاربي أبو صخرة الكوفي ع ... ثقة
28 ... جبلة بن سُحيم الكوفي ع ... ثقة
29 ... جعفر بن محمد الهاشمي أبو عبد الله الصادق بخ م 4 ... صدوق فقيه إمام
30 ... جعفر بن إياس أبو بشر ابن أبي وَحْشِيّة ع ... ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير وضعفه شعبة في حبيب بن سالم وفي مجاهد
31 ... حاتم بن أبي صغيرة مسلم أبو يونس البصري ع ... ثقة
32 ... الحارث بن عمير أبو الجُوْدي الأسدي الشامي د ... ثقة
33 ... حبيب بن أبي ثابت الأسدي مولاهم أبو يحيى الكوفي ع ... ثقة فقيه جليل وكان كثير الإرسال والتدليس
34 ... حبيب بن الزبير الهلالي أو الحنفي الأصبهاني مد ت ... ثقة
35 ... حبيب بن زيد بن خلاد الأنصاري المدني 4 ... ثقة
36 ... حبيب بن الشهيد الأزدي أبو محمد البصري ع ... ثقة ثبت
37 ... الحجاج بن عاصم المحاربي الكوفي س ... ليس به بأس
38 ... الحُرّ بن الصياح النخعي الكوفي د ت س ... ثقة
39 ... حرب بن شداد اليشكري أبو الخطاب خ م د ت س ... ثقة
40 ... حسين بن ذكوان المعلم المكتب العَوْذي البصري ع ... ثقة ربما وهم
41 ... حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي ع ... ثقة تغير حفظه في الآخر
42 ... الحكم بن عتيبة أبو محمد الكندي الكوفي ع ... ثقة ثبت فقيه ربما دلس
43 ... حماد بن أبي سليمان مسلم الأشعري مولاهم أبو إسماعيل الكوفي م 4 ... فقيه صدوق له أوهام ورمي بالإرجاء
44 ... حمزة بن عمرو العائذي أبو عمر الضبي البصري م د س ... صدوق
45 ... حميد بن نافع الأنصاري أبو أفلح المدني ع ... ثقة
46 ... حميد بن هلال العدوي أبو نصر البصري ع ... ثقة عالم
47 ... حميد بن أبي حميد الطويل أبو عبيدة البصري ع ... ثقة مدلس
48 ... حيان بن حصين أبو الهياج الأسدي الكوفي م د س ... ثقة
49 ... خالد بن علقمة أبو حية الوادعي ، وكان شعبة يهم في اسمه واسم أبيه فيقول : "مالك بن عرفطة" د س ق ... صدوق(1/112)
50 ... خالد بن مهران أبو المنازل البصري الحذاء ع ... ثقة يرسل
أشار حماد بن زيد إلى أن حفظه تغير لما قدم من الشام
51 ... خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري أبو الحارث المدني ع ... ثقة
52 ... خليد بن جعفر الحنفي أبو سليمان البصري م ت س ... صدوق لم يثبت أن ابن معين ضعفه
53 ... خليفة بن كعب التميمي أبو ذِبْيان البصري خ م س ... ثقة
54 ... داود بن أبي هند القشيري مولاهم أبو بكر البصري خ ت م 4 ... ثقة متقن كان يهم بأخرة
55 ... الربيع بن لوط الأنصاري س ... ثقة
56 ... ربيعة بن أبي عبد الرحمن التيمي مولاهم أبو عثمان المدني المعروف بربيعة الرأي ع ... ثقة فقيه مشهور
57 ... الرُكين بن الربيع الفزاري أبو الربيع الكوفي بخ م 4 ... ثقة
58 ... زُبيد بن الحارث اليامي أبو عبد الرحمن الكوفي ع ... ثقة ثبت عابد
59 ... زكريا بن أبي زائدة الهمداني الوادعي أبو يحيى الكوفي ع ... ثقة وكان يدلس
60 ... زياد بن علاقة الثعلبي أبو مالك الكوفي ع ... ثقة رمي بالنصب
61 ... زياد بن فياض الخزاعي أبو الحسن الكوفي م د س ... ثقة عابد
62 ... زياد بن مِخْراق المزني مولاهم أبو الحارث البصري بخ د ... ثقة
63 ... زيد بن محمد بن زيد العمري م س ... ثقة
64 ... سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف المدني ع ... ثقة
65 ... سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة البلوي المدني 4 ... ثقة
66 ... سعيد بن إياس الجُريري أبو مسعود البصري ع ... ثقة اختلط قبل موته بثلاث سنين
67 ... سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ع ... ثقة ثبت
68 ... سعيد بن كثير بن عبيد التيمي أبو العَنْبس الأصغر بخ مد ... ثقة
69 ... سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري أبو سعد المدني ع ... ثقة
70 ... سعيد بن مسروق الثوري ع ... ثقة
71 ... سعيد بن يزيد الأزدي أبو مسلمة البصري القصير ع ... ثقة
72 ... سفيان بن حسين أبو محمد الواسطي خت م 4 ... ثقة في غير الزهري باتفاقهم(1/113)
73 ... سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي وهو من أقران شعبة ع ... ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة
74 ... سلم بن عبد الرحمن النخعي الكوفي م 4 ... صدوق
75 ... سلمة بن كهيل الحضرمي أبو يحيى الكوفي ع ... ثقة
76 ... سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني الكوفي ع ... ثقة
77 ... سليمان بن طَرْخان أبو المعتمر البصري التيمي ع ... ثقة عابد
78 ... سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى البصري 4 ... ثقة
79 ... سليمان بن مهران الأعمش الكوفي ع ... ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس
80 ... سِماك بن الوليد الحنفي اليمامي ثم الكوفي بخ م 4 ... ليس به بأس
81 ... سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان أبو يزيد المدني ع ... صدوق تغير حفظه بأخرة
82 ... سوادة بن حنظلة القشيري البصري م د ت س ... صدوق
83 ... سيار بن سلامة الرياحي أبو المنهال ع ... ثقة
84 ... سيار أبو الحكم العنزي ع ... ثقة
85 ... شَرَقي البصري قد ... صدوق
86 ... شعيب بن الحبحاب البصري أبو صالح خ م د ت س ... ثقة
87 ... شعيب بياع الطيالسة البصري أبو شعيب د ... لا بأس به
88 ... صالح بن درهم الباهلي أبو الأزهر البصري ... وثقه ابن معين
89 ... صالح بن صالح بن حي ع ... قال أحمد : ثقة ثقة
90 ... صدقة بن يسار الجزري نزيل مكة م د س ق ... ثقة
91 ... ضرار بن مرة الشيباني أبو سنان بخ م مد ت س ... ثقة ثبت
92 ... طارق بن عبد الرحمن البجلي الأحمسي الكوفي ع ... صدوق له أوهام
93 ... طلحة بن مُصرّف اليامي الكوفي ع ... ثقة قارىء فاضل
94 ... طلحة بن نافع الواسطي أبو سفيان الإسكاف نزل مكة ع ... صدوق
95 ... عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود الأسدي مولاهم الكوفي أبو بكر المقرئ ع ... صدوق له أوهام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون
96 ... عاصم بن سليمان أبو عبد الرحمن البصري الأحول ع ... ثقة(1/114)
97 ... عاصم بن كليب بن شهاب الجرمي الكوفي م 4 ... صدوق رمي بالإرجاء
98 ... عامر بن عبد الواحد الأحول البصري ر م 4 ... صدوق يخطىء
99 ... عباس بن فروخ الجُريري البصري أبو محمد الجريري ع ... ثقة
100 ... عبد الله بن بشر الخثعمي أبو عمير الكاتب الكوفي ت س ... صدوق
101 ... عبد الله بن حفص بن عمر الزهري أبو بكر المدني ع ... ثقة
102 ... عبد الله بن دينار العدوي مولاهم أبو عبد الرحمن المدني ع ... ثقة
103 ... عبد الله بن أبي السَفَر الهمداني الكوفي خ م د س ق ... ثقة
104 ... عبد الله بن صُبيح البصري س ... صدوق
105 ... عبد الله بن عبد الله بن جبر الأنصاري ع ... ثقة
106 ... عبد الله بن عون بن أرطبان أبو عون البصري ع ... ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم والعمل والسن
107 ... عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن الأنصاري ع ... ثقة فيه تشيع
108 ... عبد الله بن أبي المجالد مولى عبد الله بن أبي أوفى ، ويقال اسمه : محمد خ د س ق
وقال الذهبي : "سماه شعبة محمداً فوهم" الكاشف 1/592 ... ثقة
109 ... عبد الله بن المختار البصري م د تم س ق ... لا بأس به
110 ... عبد الله بن أبي نجيح يسار المكي أبو يسار ع ... ثقة رمي بالقدر وربما دلس
عبد الله بن يزيد النخعي الكوفي م س ، قال أحمد : "صوابه سلم بن عبد الرحمن أخطأ شعبة في اسمه" .
111 ... عبد الحميد بن دينار صاحب الزيادي خ م د س ... ثقة
112 ... عبد الخالق بن سلمة الشيباني أبو روح البصري م مد س ... ثقة مقل
113 ... عبد ربه بن سعيد الأنصاري ع ... ثقة
114 ... عبد ربه أبو نعامة السعدي م د ت س ... ثقة
115 ... عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني الكوفي الجهني ع ... ثقة
116 ... عبد الرحمن بن القاسم بن محمد التيمي أبو محمد المدني ع ... ثقة جليل
117 ... عبد العزيز بن رُفيع الأسدي أبو عبد الله ع ... ثقة
118 ... عبد العزيز بن صهيب البناني البصري ع ... ثقة(1/115)
119 ... عبد الملك بن حبيب الأزدي أبو عمران الجَوْني ع ... ثقة
120 ... عبد الملك بن ميسرة الهلالي أبو زيد الكوفي الزراد ع ... ثقة
121 ... عبدة بن أبي لبابة الأسدي مولاهم البزاز الكوفي خ م ل ت س ق ... ثقة
122 ... عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك أبو معاذ ع ... ثقة
123 ... عبيد الله بن عمر بن حفص العمري المدني أبو عثمان ع ... ثقة ثبت
124 ... عبيد الله بن أبي يزيد المكي مولى آل قارظ ع ... ثقة كثير الحديث
125 ... عبيد بن الحسن المزني أبو الحسن الكوفي م د ق ... ثقة
126 ... عتاب مولى هرمز البصري ق ... صدوق
127 ... عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي أبو حصين ع ... ثقة ثبت وربما دلس
128 ... عثمان بن عبد الله بن موهب التيمي مولاهم المدني الأعرج خ م ت س ق ... ثقة
129 ... عثمان بن غياث الراسبي أو الزهراني البصري خ م د س ... ثقة ورمي بالإرجاء
130 ... عثمان بن مسلم البَتِّي أبو عمرو البصري 4 ... صدوق
عابوا عليه الإفتاء بالرأي
131 ... عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي ع ... ثقة رمي بالتشيع
132 ... عروة بن الحارث الهمْداني أبو فروة الأكبر خ م د س ... ثقة
133 ... عطاء بن السائب أبو محمد الثقفي الكوفي خ 4 ... صدوق اختلط
134 ... عطاء بن أبي ميمونة البصري أبو معاذ خ م د س ق ... ثقة رمي بالقدر
135 ... عقبة بن سيار أبو الجُلاس شامي نزل البصرة د س ... ثقة
136 ... عقبة بن حريث التغلبي الكوفي م س ... ثقة
137 ... عقيل بن طلحة السلمي د س ق ... ثقة
138 ... عكرمة بن عمار العجلي أبو عمار اليمامي خت م 4 ... صدوق يغلط وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب ولم يكن له كتاب
139 ... علقمة بن مَرْثد الحضرمي أبو الحارث الكوفي ع ... ثقة
140 ... علي بن الأقمر بن عمرو الهمْداني الوادِعي الكوفي ع ... ثقة
141 ... علي بن بَذِيمة أبو الحسن الجزري 4 ... ثقة رمي بالتشيع
142 ... علي بن مدرك النخعي أبو مدرك الكوفي ع ... ثقة(1/116)
143 ... عمارة بن أبي حفصة نابت خ 4 ... ثقة
144 ... عمر بن سليمان بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري 4 ... ثقة
145 ... عمر بن محمد بن زيد العمري المدني خ م د س ق ... ثقة
146 ... عمران بن أبي عطاء الأسدي مولاهم أبو حمزة القصاب الواسطي ي م ... صدوق له أوهام
147 ... عمرو بن أبي حكيم الواسطي بن الكردي د س ... ثقة
148 ... عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم ع ... ثقة ثبت
149 ... عمرو بن عامر الأنصاري الكوفي ع ... ثقة
150 ... عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي ع ... ثقة مكثر عابد اختلط بأخرة
151 ... عمرو بن مرة الجَمَلي أبو عبد الله الكوفي الأعمى ع ... ثقة عابد كان لا يدلس ورمي بالإرجاء
152 ... عمرو بن يحيى بن عمارة المازني المدني ع ... ثقة
153 ... عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري أبو جعفر الخَطْمي 4 ... صدوق
154 ... العوام بن حوشب بن يزيد الشيباني أبو عيسى الواسطي ع ... ثقة ثبت فاضل
155 ... عوف بن أبي جَميلة الأعرابي العبدي البصري ع ... ثقة رمي بالقدر وبالتشيع
156 ... عون بن أبي جحيفة السُّوائي الكوفي ع ... ثقة
157 ... العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي المدني ر م 4 ... صدوق ربما وهم
158 ... عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغَطَفاني بخ 4 ... صدوق
159 ... غالب بن خُطاف وهو ابن أبي غيلان القطان أبو سليمان البصري سي ... صدوق
160 ... غالب بن مهران التمار العبدي أبو غفار البصري د س ق ... صدوق
161 ... غيلان بن جامع المحاربي أبو عبد الله الكوفي م د س ق ... ثقة
162 ... غيلان بن جرير المعولي الأزدي البصري ع ... ثقة
163 ... فرات القزاز بن أبي عبد الرحمن القزاز الكوفي ع ... ثقة
164 ... فراس بن يحيى الهمداني الخارفي أبو يحيى الكوفي المكتب ع ... صدوق ربما وهم
165 ... فضيل بن فضالة القيسي البصري س ... صدوق
166 ... فضيل بن ميسرة أبو معاذ البصري بخ د س ق ... صدوق(1/117)
167 ... القاسم بن أبي بَزّة المكي القارئ ع ... ثقة
168 ... القاسم بن مهران القيسي مولاهم م س ق ... صدوق
169 ... قتادة بن دعامة السدوسي أبو الخطاب البصري ع ... ثقة ثبت
170 ... قرة بن خالد السدوسي البصري ع ... ثقة ضابط
171 ... قيس بن مسلم الجَدلي أبو عمرو الكوفي ع ... ثقة رمي بالإرجاء
172 ... مالك بن أنس الأصبحي أبو عبد الله المدني ، وهو من أقران شعبة ع ... الفقيه إمام دار الهجرة رأس المتقنين وكبير المتثبتين حتى قال البخاري : "أصح الأسانيد كلها : مالك عن نافع عن ابن عمر"
مالك بن عرفطة ، والصواب : خالد بن علقمة
173 ... مجزأة بن زاهر بن الأسود السلمي الكوفي خ م س ... ثقة
174 ... مُحارِب بن دِثار السدوسي الكوفي القاضي ع ... ثقة إمام زاهد
175 ... مُحِل بن خليفة الطائي الكوفي خ س ق ... ثقة
176 ... محمد بن إبراهيم بن مسلم الكوفي أبو جعفر مؤذن مسجد العريان د ت س ... صدوق يخطئ
177 ... محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر المطلبي مولاهم المدني نزيل العراق خت م 4 ... إمام المغازي صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر
178 ... محمد بن جُحادة الكوفي ع ... ثقة
179 ... محمد بن زياد الجمحي مولاهم أبو الحارث البصري ع ... ثقة ثبت
180 ... محمد بن سيف الأزدي البصري أبو رجاء مد س ... ثقة
181 ... محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي البصري ع ... ثقة
182 ... محمد بن عبد الرحمن بن حارثة الأنصاري أبو عبد الرحمن لقبه أبو الرجال على خلاف فيه (أي : في رواية شعبة عنه) م س ق ... ثقة
183 ... محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري ع ... ثقة
184 ... محمد بن عبد الرحمن بن عبيد القرشي مولى آل طلحة الكوفي بخ م 4 ... ثقة
185 ... محمد بن عبيد الله بن سعيد أبو عون الثقفي الكوفي الأعور خ م د ت س ... ثقة
186 ... محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب التيمي مولاهم ، إن كان محفوظاً (أي : رواية شعبة عنه) خ م س ... ثقة(1/118)
187 ... محمد بن قيس الأسدي الوالبي الكوفي بخ م د س ... ثقة
محمد بن أبي المجالد ، انظر : عبد الله بن أبي المجالد
188 ... محمد بن مرة القرشي الكوفي مد ... صدوق
189 ... محمد بن مسلم الأسدي مولاهم أبو الزبير المكي ع ... صدوق إلا أنه يدلس
190 ... محمد بن المنكدر بن عبد الله التيمي المدني ع ... ثقة فاضل
191 ... مخارق بن خليفة الأحمسي أبو سعيد الكوفي خ قد ت س ... ثقة
192 ... مُخَوّل بن راشد النهدي مولاهم الكوفي الحناط ع ... ثقة نسب إلى التشيع
193 ... مستمر بن الريان الزهراني أبو عبد الله البصري م د ت س ... ثقة عابد
194 ... مِسْعر بن كدام الجرمي أبو الحارث البصري ع ... ثقة
195 ... مسلم بن يَنّاق الخزاعي أبو الحسن المكي م س ... ثقة
196 ... مسلم بن مخراق القُرِّي البصري م د س ... صدوق
197 ... معاوية بن قرة بن إياس المزني أبو إياس البصري ع ... ثقة
198 ... معبد بن خالد الجَدَلي الكوفى ع ... ثقة عابد
199 ... مغيرة بن مِقْسم الضبي مولاهم أبو هشام الأعمى ع ... ثقة متقن
إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم
200 ... مغيرة بن النعمان النخعي الكوفي خ م د ت س ... ثقة
201 ... المقدام بن شريح بن هانئ الحارثي الكوفي بخ م 4 ... ثقة
202 ... منصور بن زاذان الواسطي أبو المغيرة الثقفي ع ... ثقة ثبت عابد
203 ... منصور بن عبد الرحمن الغُداني البصري الأشل م د ... صدوق يهم
204 ... منصور بن المعتمر السلمي أبو عتّاب الكوفي ع ... ثقة ثبت وكان لا يدلس
205 ... المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم الكوفي خ 4 ... صدوق ربما وهم
206 ... مهاجر أبو الحسن التيمي مولاهم الصائغ خ م د ت س ... ثقة
207 ... موسى بن أنس بن مالك الأنصاري قاضي البصرة ع ... ثقة
208 ... موسى بن أيوب أبو الفيض الحمصي د ت س ... ثقة
209 ... موسى بن أبي عائشة الهمْداني مولاهم أبو الحسن ع ... ثقة عابد(1/119)
210 ... موسى بن عبد الله الجهني أبو سلمة الكوفي م ت س ق ... ثقة عابد
211 ... ميسرة بن حبيب النَّهدي أبو حازم الكوفي بخ د ت س ... صدوق
212 ... نصر بن عمران أبو جمرة الضُّبَعي ع ... ثقة ثبت
213 ... النعمان بن سالم الطائفي م 4 ... ثقة
214 ... نعيم بن أبي هند النعمان بن أشيم الأشجعي خت م مد ت س ق ... ثقة رمي بالنصب
215 ... هاشم بن بلال أبو عَقيل الدمشقي قاضى واسط د س ق ... ثقة
216 ... هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاري ع ... ثقة
217 ... هشام بن أبي عبد الله سَنْبَر أبو بكر البصري الدَسْتَوائي ، وهو من أقران شعبة ع ... ثقة ثبت وقد رمي بالقدر
218 ... هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي ع ... ثقة فقيه ربما دلس
219 ... واصل بن حيان الأحدب الأسدي الكوفى ع ... ثقة ثبت
220 ... واقد بن محمد بن زيد العمري خ م د س ... ثقة
221 ... ورقاء بن عمر اليشكري ، وهو من أقران شعبة ع ... صدوق في حديثه عن منصور لين
222 ... وَقْدان العبدي الكوفي أبو يَعْفور الكبير ثقة ع ... ثقة
223 ... الوليد بن العيزار العبدي الكوفي خ م ت س ... ثقة
224 ... يحيى بن الحصين الأحمسي د س ق ... ثقة
225 ... يحيى بن دينار أبو هاشم الرُمّاني الواسطي ع ... ثقة
226 ... يحيى بن سعيد بن حيان التيمي أبو حيان الكوفي ع ... ثقة عابد
227 ... يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني القاضي ع ... ثقة ثبت
228 ... يحيى بن أبي سليم الفزاري الكوفي أبو بَلْج الكبير 4 ... صدوق ربما أخطأ
229 ... يحيى بن عبيد أبو عمر البهراني الكوفي م د س ق ... صدوق
230 ... يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي ع ... ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل
231 ... يحيى بن ميمون الضبي أبو المعلى العطار الكوفي خت س ق ... ثقة
232 ... يحيى بن هانئ بن عروة المرادي أبو داود الكوفي د ت س ... ثقة
233 ... يزيد بن حميد الضُبَعي أبو التيّاح البصري ع ... ثقة ثبت(1/120)
234 ... يزيد بن خُمَير الشامي الرحْبي أبو عمر الحمصي بخ م 4 ... صدوق
235 ... يزيد بن أبي يزيد الضُبَعي مولاهم أبو الأزهر البصري يعرف بالرِشْك ع ... ثقة عابد وهم من لينه
236 ... يعلى بن عطاء العامري الطائفي ر م 4 ... ثقة
237 ... يونس بن خباب الأسيدي مولاهم الكوفي بخ 4 ... صدوق يخطىء ورمي بالرفض
238 ... يونس بن عبيد بن دينار العبدي أبو عبيد البصري ع ... ثقة ثبت فاضل ورع
239 ... أبو بكر بن عبد الله بن أبي الجهم العدوي ر م ت س ق ... ثقة فقيه
240 ... أبو بكر بن محمد بن زيد العمري المدني س ... ثقة
241 ... أبو بكر بن المنكدر التيمي المدني خ م ت س ... ثقة
242 ... أبو جعفر الفراء الكوفي بخ س ... ثقة
ثانياً : الضعفاء
م ... الاسم ... حكم الحافظ ابن حجر في التقريب
1 ... بلال غير منسوب عن زيد بن وهب سي ... مجهول
2 ... توبة أبو صدقة الأنصاري مولى أنس البصري س ... مقبول
3 ... جعدة المخزومي من ولد أم هانئ ت س ... مقبول
4 ... حاضر بن المهاجر أبو عيسى الباهلي س ق ... مقبول
5 ... الحسن بن عمران العسقلاني أبو علي د ... لين الحديث
6 ... زيد بن الحَوَاري العمي البصري 4 ... ضعيف
7 ... سلم بن عطية الفُقيمي الكوفي س ... لين الحديث
8 ... سهل أبو الأسد الكوفي س ... مقبول
9 ... عاصم بن عبيد الله بن عاصم العدوي المدني عخ 4 ... ضعيف
10 ... عبد الله بن هانئ بن عبد الله بن الشخير أبو الحصين البصري م ... مقبول
11 ... عبد الأكرم بن أبي حنيفة الكوفي ق ... مقبول
12 ... عبد الرحمن بن عبد الله المازني أبو حمزة البصري جار شعبة م س ... مقبول
13 ... عبد الوارث بن أبي حنيفة الكوفي س ... مقبول
14 ... عطاء بن أبي مسلم الخرساني م 4 ... صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس
علي أبو الأسد الكوفي ، صوابه : سهل أبو الأسد غلط شعبة في اسمه وكنيته قاله الدارقطني وغيره(1/121)
15 ... علي بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جُدْعان التيمي البصري أصله حجازي وهو المعروف بعلي بن زيد بن جُدْعان ينسب أبوه إلى جد جده بخ م 4 ... ضعيف
16 ... العلاء بن أخي شعيب بن خالد البجلي الرازي د ... مقبول
17 ... عياض أبو خالد البجلي س ... مجهول
18 ... محمد بن عبد الجبار الأنصاري بخ ... مقبول
19 ... مشاش أبو ساسان أو أبو الأزهر السَّليمي البصري س ... مقبول
20 ... موسى بن أبي عثمان الكوفي د س ق ... مقبول
21 ... الوليد بن حرب الأشعري الكوفي م ... مقبول
22 ... يحيى بن يزيد الهُنائي م د ... مقبول
23 ... يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني الأسدي الكوفي 4 ... صدوق يخطىء كثيراً وكان يدلس
24 ... أبو إسرائيل الجُشَمي س ... مقبول
25 ... أبو الحسن س ... قال أبو حاتم مجهول ، وقال النسائي يحتمل أن يكون هو : محمد بن عمرو بن علقمة أو مهاجر ورجح الثاني الباغندي فيما حكاه ابن عدي
26 ... أبو شِمْر الضُّبَعي البصري م س ... مقبول
27 ... أبو الضحاك فق ... مقبول
28 ... أبو العَنْبس الأكبر الكوفي د س ... مقبول
29 ... أبو المختار الأسدي الكوفي د ... مقبول
30 ... شُمَيسة بنت عزيز العَتَكية بخ ... مقبولة
فهرس الموضوعات :
الموضوع ... الصفحة
المقدمة ... 2
المبحث الأول : ترجمة موجزة للإمامين : شعبة وأحمد ، في مطلبين : ... 5
المطلب الأول : ترجمة موجزة للإمام شعبة بن الحجاج . ... 5
المطلب الثاني : ترجمة موجزة للإمام أحمد بن حنبل . ... 9
المبحث الثاني : انتقاء شعبة لشيوخه . ... 11
المبحث الثالث : أنواع شيوخ شعبة الذين ضعفهم الإمام أحمد . ... 15
المبحث الرابع : شيوخ شعبة الذين ضعفهم الإمام أحمد . ... 22
الخاتمة . ... 116
فهرس المصادر ... 118
فهرس الموضوعات ... 124(1/122)