والشيوخ وأملى زمانا روى عنه الحاكم وابن منده وابن جميع وأبو زكريا المزكى وخلق وكان يعد من الأولياء قال الدارقطني ثقة فاضل وعنه قال اكلت في أيام القحط رغيفا واحدا في أربعين يوما بالبصرة كنت إذا جعت قرأت يس بنية الشبع وقال الخليلي معروف بالحفظ بين حفظه وعلمه في فوائد املاها قلت توفي سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة رحمه الله تعالى أخبرنا عمر بن عبد المنعم انا عبد الصمد بن محمد حضورا انا علي بن المسلم انا بن طلاب انا بن جميع الغساني نا محمد بن داود ببغداد انا محمد بن عمرو بن النضر ومحمد بن موسى قالا نا يحيى بن يحيى التميمي نا عباد بن كثير عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان طلب كسب الحلال فريضة بعد الفريضة عباد واه
869 - أبو علي الحافظ الامام محدث الإسلام الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري أحد جهابذة الحديث قال أبو عبد الله الحاكم هو واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف سمع إبراهيم بن أبي طالب وعلي بن الحسين وعبد الله بن شيرويه وجعفر بن احمد الحافظ والحسين بن إدريس ومحمد بن عبد الرحمن السامي والحسن بن سفيان ومحمد بن جعفر (3/902)
الكوفي القتات وأبا خليفة الجمحي ومحمد بن نصير مسند أصبهان والحسن بن الفرج الغزي صاحب يحيى بن بكير وعمران بن موسى بن مجاشع وأبا عبد الرحمن النسائي وأبا يعلى الموصلي وعبدان الأهوازي وخلائق من طبقتهم بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر والجزيرة والجبال مولده سنة سبع وسبعين ومائتين وأول سماعه كان في سنة أربع وتسعين وكان في حداثته يشتغل بالصناعة فنصحه بعض العلماء وأشار عليه بطلب العلم لما شاهد من ذكائه وعن أبي علي قال دخلت الى هراة في سنة خمس وتسعين وحضرت أبا خليفة وهو يهدد وكيلا له ويقول تعود يا لكع فيقول لا أصلحك الله فقال بل أنت لا أصلحك الله قم عني قال الحاكم كنت أرى أبا علي معجبا بأبي يعلى الموصلي وباتقانه قال كان لا يخفي عليه من حديثه الا اليسير ولولا اشتغاله باستماع كتب القاضي أبي يوسف من بشر بن الوليد لادرك بالبصرة أبا الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب قال الحاكم كان أبو علي باقعة في الحفظ لا يطاق مذاكرته ولا يفي بمذاكرته أحد من حفاظنا خرج الى بغداد ثانيا في سنة عشر وقد صنف وجمع فأقام ببغداد وما بها أحد احفظ منه الا ان يكون أبو بكر الجعابي فاني سمعت أبا علي يقول ما رأيت ببغداد احفظ منه وسمعت الحافظ أبا على يقول كتب عني أبو محمد بن صاعد غير حديث في المذاكرة وكتب عنى بن جوصا جملة قلت وحدث عنه أبو بكر احمد بن إسحاق الصبغي (3/903)
وأبو الوليد الفقيه وهما أكبر منه وأبو عبد الله بن منده وأبو عبد الله الحاكم وأبو طاهر بن محمش وأبو عبد الرحمن السلمي وطائفة سواهم قال أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ما رأيت بن عقدة يتواضع لاحد من الحفاظ كتواضعه لأبي علي النيسابوري قال الحاكم وسمعت أبا علي يقول اجتمعت ببغداد مع أبي احمد العسال وأبي إسحاق بن حمزة وأبي طالب بن نصر وأبي بكر الجعابي فقالوا أمل من حديث نيسابور مجلسا فامتنعت فما زالوا بي حتى أمليت عليهم ثلاثين حديثا ما أجاب واحد منهم في حديث منها سوى بن حمزة في حديث واحد قال أبو عبد الرحمن السلمي سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي علي النيسابوري فقال أنام مهذب انبأني المسلم بن محمد عن القاسم بن علي انا أبي انا أخي أبو الحسين سمعت أبا طاهر السلفي سمعت غانم بن احمد سمعت احمد بن الفضل الباطرقاني سمعت بن منده يقول سمعت أبا علي النيسابوري يقول وما رأيت احفظ منه قال وما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم قال عبد الرحمن بن منده سمعت أبي يقول ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان احفظ من أبي علي النيسابوري قال القاضي أبو بكر الأبهري سمعت أبا بكر بن داود يقول لأبي علي النيسابوري من إبراهيم عن إبراهيم عن إبراهيم فقال إبراهيم بن طهمان عن إبراهيم بن عامر البجلي عن إبراهيم النخعي فقال أحسنت يا أبا علي قال الحاكم كان أبو علي يقول ما رأيت في أصحابنا مثل الجعابي حيرني حفظه قال فحكيت هذا لأبي بكر فقال يقول أبو علي هذا وهو استاذي (3/904)
على الحقيقة قال الحاكم توفي في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاث مائة أخبرنا أبو سعيد سنقر الزيني وأبو نصر محمد بن محمد الفارسي قالا انا علي بن محمود انا أبو طاهر السلفي انا أبو عبد الله الثقفي انا أبو عبد الرحمن السلمي املاء انا أبو علي الحسين بن علي الحافظ نا عبد الصمد بن سعيد الحمصي نا الحسين بن خالد عن محمد بن زياد عن مالك عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يغلق الرهن أخبرنا محمد بن حازم انا محمد بن غسان وأخبرنا احمد بن هبة الله انا زين الأمناء ح وانا أبو علي الجوهري انا مكرم القرشي قالوا انا سعيد بن سهل انا علي بن احمد المؤذن انا أبو عبد الرحمن السلمي انا الحسين بن علي الحافظ انا محمد بن علي بن الحسن الرقي نا سليمان بن عمرو الرقي نا بن علية نا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله
870 - الرامهرمزي الحافظ الامام البارع أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الفارسي الرامهرمزي القاضي صاحب كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي (3/905)
في علوم الحديث سمع أباه ومحمد بن عبد الله الحضرمي الحافظ والقاضي أبا حصين الوادعي ومحمد بن حبان المازني وعبيد بن غنام النخعي والحسن بن المثني العنبري ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ويوسف بن يعقوب القاضي وموسى بن هارون وأبا سعيد عبد الله بن الحسن الحراني وأبا خليفة الجمحي وجعفر بن محمد الفريابي وعبدان بن احمد الأهوازي وطبقتهم وأول سماعه في سنة تسعين ومائتين حدث عنه أبو الحسين محمد بن احمد الصيداوي في معجمه والحسن بن الليث الشيرازي الحافظ وأبو بكر احمد بن موسى بن مردويه والقاضي أبو عبد الله احمد بن إسحاق النهاوندي وطوائف من أهل فارس وقع لنا الفاصل من تأليفه وكتاب الأمثال له وكان من أئمة هذا الشأن ومن تأمل كتابه في علم الحديث لاح له ذلك ولم اظفر بتاريخ موته وأظنه بقي الى حدود الخمسين وثلاث مائة وأما أبو القاسم بن منده فذكر في كتاب الوفيات له انه عاش الى قرب الستين وثلاث مائة بمدينة رامهرمز وقع لي من عواليه حديث واحد أخبرنا عمر بن عبد المنعم مرات انا عبد الصمد بن محمد القاضي سنة سبع وست مائة وانا في الرابعة انا علي بن المسلم انا الحسين بن محمد الخطيب انا محمد بن احمد الغساني نا الحسن بن عبد الرحمن برامهرمز نا احمد بن حماد بن سفيان نا عبد الله بن حفص البراد نا يحيى بن ميمون نا أبو الأشهب العطاردي عن الحسن عن أبي أيوب رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا أيوب الا أدلك على عمل يرضاه (3/906)
الله عز و جل أصلح بين الناس إذا تفاسدوا وحبب بينهم إذا تباغضوا يحيى هذا بصري نزل بغداد تركه الدارقطني وغيره مات سنة تسعين ومائة وقد اخرج له أبو داود في سننه
871 - بن سعد الحافظ العلامة أبو محمد عبد الله بن احمد بن سعد النيسابوري الحاجي البزاز أحد الاثبات ذكره الحاكم وحدث عنه وقال كتب الكثير وجمع الشيوخ والأبواب والملح ولم يرحل سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي وأحمد بن النضر وإبراهيم بن أبي طالب والسراج وطبقتهم ثم كتب عن أربع طبقات بعدهم وقد سألت عنه عبد الله بن شيرويه فقال ثقة مأمون توفي أبو محمد فجأة في سنة تسع وأربعين وثلاث مائة هو في عشر الثمانين أخبرنا احمد بن تاج الأمناء عن أبي روح البزاز انا أبو القاسم المستملي انا أبو بكر البيهقي نا أبو عبد الله الحافظ حدثني عبد الله بن سعد الحافظ نا محمد بن إسحاق الثقفي نا محمد بن عثمان بن كرامة نا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال أخبرني شريك عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب الحديث آخره واكره مساءته أخرجه البخاري والظاهر انه لم يروه عن خالد غير بن كرامة قال البيهقي ورواه أيضا عبد الواحد عن مولاه عروة عن (3/907)
عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمعناه يزيد وينقص
872 - النقاش العلامة الرحال الجوال أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي المقرئ المفسر أحد الاعلام كنت قد اهملته لوهنه ثم رأيت ان اذكره واذكر عجره وبجره مولده سنة ست وستين ومائتين قاله بن أبي الفوارس قلت روى عن إسحاق الختلي وأبي مسلم الكجي وإبراهيم بن زهير الحلواني ومحمد بن علي الصائغ المكي وأحمد بن أنس الدمشقي ومطين ومحمد بن عبد الرحمن السامي والحسن بن سفيان وطبقتهم فأكثر وأغرب وأعجب وتلا على هارون الدمشقي الأخفش وأبي ربيعة وابن الحباب والحسن بن أبي مهران وعدة فذكر ان قراءته على بن أبي مهران في سنة خمس وثمانين ومائتين قرأ عليه خلق منهم بن مهران مؤلف الغاية وعبد العزيز الفارسي شيخ الداني والحمامي والنهرواني وعلي بن جعفر السعيدي وأبو القاسم الزيدي الحراني خاتمة اصحابه روى عنه شيخه بن مجاهد وابن شاهين والدارقطني وأبو احمد القرطبي وأبو علي بن شاذان وخلق وهو مصنف كتاب شفاء الصدور في التفسير وكتاب غريب القرآن والموضح في معاني القرآن والمناسك وأخبار القصاص وذم الحسد والمعجم الأكبر في أسماء القراء وكتاب علل القراءات وكتاب السبعة وكتاب دلائل النبوة وأشياء من المكية (3/908)
ومع جلالته ونبله فهو متروك الحديث وحاله في القراءات أمثل قال أبو عمرو الداني النقاش مقبول الشهادة واما طلحة بن محمد بن جعفر فقال النقاش يكذب في الحديث والغالب عليه القصص وقال البرقاني كل حديثه منكر وقال اللالكائي تفسيره اشفاء الصدور لا شفاء الصدور قلت يعني مما فيه من الموضوعات وقال الخطيب في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة مات النقاش في شوال سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحنبلي في كتابه انا عبد الله بن احمد الفقيه انا أبو بكر بن النقور انا أبو سعيد محمد بن عبد الملك انا أبو علي بن شاذان انا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد زياد نا احمد بن عبد الرحيم الجرجاني نا عبد الرزاق انا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدا قرأت على احمد بن إسحاق أخبركم الفتح بن عبد السلام ان هبة الله بن الحسين أخبرهم قال انا احمد بن محمد البزاز انا علي بن عيسى املاء انا أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ حدثني أبو العباس احمد بن يحيى انا عمر بن شبة انا عبيد بن جناد أخبرني عطاء بن مسلم قال قال السدي أتيت كربلاء ابيع البر بها فعمل لنا شيخ من طيء طعاما فتعشينا عنده فذكرنا قتل الحسين فقلت ما شرك في قتله أحد إلا مات بأسوأ ميتة فقال ما اكذبكم يا أهل العراق فأنا ممن شرك في ذلك فلم نبرح حتى دنا من المصباح ليصلحه وهو يتقد فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه فأخذت النار فيها فأخذ يطفئها بريقه فاخذت النار لحيته فعدا فألقى نفسه في الماء فرأيته كأنه حممة (3/909)
873 - أبو إسحاق بن حمزة الحافظ الثبت الكبير إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني أحد الأعلام سمع أبا شعيب الحراني ومحمد بن عبد الله مطينا ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن عثمان العبسي وأبا خليفة الجمحي وطبقتهم حدث عنه أبو عبد الله بن منده وعلي بن عبد كويه وأبو بكر بن مردويه وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو نعيم الحافظ وخلق كثير قال أبو نعيم هو أوحد زمانه في الحفظ لم نر بعد عبد الله بن مظاهر في الحفظ مثله جمع الشيوخ والمسند وجده عمارة هو حمزة بن يسار بن عبد الرحمن بن حفص أخي صاحب الدولة أبي مسلم الخراساني قال أبو عبد الله بن منده لم ار احفظ من أبي إسحاق بن حمزة وقال أبو جعفر بن أبي السري سمعت أبا العباس بن عقدة يقول ما رأيت مثل بن حمزة في الحفظ وقال الحاكم كان في عصرنا جماعة بلغ المسند المصنف على التراجم لكل واحد منهم ألف جزء منهم إبراهيم بن حمزة والحسين بن محمد الماسرجسي قال أبو نعيم مات في سابع رمضان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة قلت عاش ثمانين سنة أو نحوها وأبوه من كبار مشيخة أصبهان أخبرنا احمد بن سلامة إجازة عن مسعود بن أبي منصور انا أبو علي المقرئ انا أبو نعيم نا أبو إسحاق بن حمزة نا أبو جعفر الحضرمي نا عبادة بن زياد نا يونس بن أبي يعفور عن أبيه سمعت بن عمر سمعت عمر يقول سمعت (3/910)
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي قال الحاكم في معرفة مزكي الاخبار كان بن حمزة يفي بمذاكرة مسانيد الصحابة ترجمة ترجمة اعترف له بالتفرد بحفظ المسند أبو بكر بن الجعابي وأبو علي النيسابوري ومشايخنا سألت أبا عبد الله بن منده عن وفاته فقال سنة تسع وخمسين قلت الأول أصح سمعت الفقيه أبا القاسم الداركي يقول جمع الصاحب بن عباد حفاظ بلدنا بأصبهان العسال والطبراني وابن حمزة وغيرهم وحضرت وكان قد قدم عليه بن الجعابي فأخذوا في مذاكرة الأبواب ثم ثنوا بذكر تراجم الشيوخ فظهر العجز في كل منهم عن حفظ أبي إسحاق ومذاكرته قال الحاكم وسمعت أبا علي الحافظ يقول كان أبو عبيد بن حربويه انصرف من قضاء مصر فقدم بغداد وكان يروي عن الأشعث وعمر بن شبة ثم ارتقى الى بندار وأبي موسى فلما قدم حدث عن أبي الربيع الزهراني وإبراهيم بن الحجاج السامي وكان إبراهيم بن محمد بن حمزة يختص به فقال لي إبراهيم ان أبا عبيد قال له قد عزمت ان أحدث عن أبي الوليد والحوضي فقلت الله الله أيها القاضي فانا نرجم
874 - أحمد بن منصور بن عيسى الامام الحافظ الفقيه أبو احمد الطوسي الأديب ذكره الحاكم فبالغ في وصفه وقال ورد نيسابور مرات وقل من رأيت من المشايخ اجمع منه سمع عبد الله بن شيرويه وإبراهيم بن إسحاق الأنماطي وطبقتهما (3/911)
ولقد وردت طوس وأبو احمد الحافظ بها على القضاء فسمعته يقول اني لا تبجح بأحمد بن منصور ان يكون رجوعي في السؤال عن المشايخ اليه ثم قال الحافظ أبو عبد الله توفي أبو احمد سنة خمس وأربعين وثلاث مائة رحمه الله تعالى
875 - الطبراني الحافظ الامام العلامة الحجة بقية الحفاظ أبو القاسم سليمان بن احمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني مسند الدنيا ولد سنة ستين ومائتين وسمع في سنة ثلاث وسبعين وهلم جرا بمدائن الشام والحرمين واليمن ومصر وبغداد والكوفة والبصرة وأصبهان والجزيرة وغير ذلك وحدث عن ألف شيخ أو يزيدون وصنف المعجم الكبير وهو المسند سوى مسند أبي هريرة فكأنه أفرده في مصنف والمعجم الأوسط في ست مجلدات كبار على معجم شيوخه يأتي فيه عن كل شيخ بما له من الغرائب والعجائب فهو نظير كتاب الافراد للدارقطني بين فيه فضيلته وسعة روايته وكان يقول هذا الكتاب روحي فإنه تعب عليه وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر وصنف المعجم الصغير وهو عن كل شيخ له حديث واحد وصنف أشياء كثيرة وكان من فرسان هذا الشأن مع الصدق والأمانة سمع هاشم بن مرثد الطبراني وأبا زرعة الثقفي وإسحاق الدبري وإدريس العطار وبشر بن موسى وحفص بن عمر سنجة ألف وعلي بن عبد العزيز (3/912)
البغوي ومقدام بن داود الرعيني ويحيى بن أيوب العلاف وأبا عبد الرحمن النسائي وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ونظراءهم وحرص عليه في صباه أبوه ورحل به وكان يروي عن دحيم وغيره مولد الطبراني بعكا في صفر من سنة ستين وأمه عكاوية وله كتاب الدعاء في مجلد كبير وكتاب المناسك وكتاب عشرة النساء وكتاب السنة وكتاب الطوالات وكتاب النوادر وكتاب دلائل النبوة وكتاب مسند شعبة وكتاب مسند سفيان وعمل أسانيد جماعة من الكبار وله كتاب حديث الشاميين وكاب الأوائل وكتاب الرمي وله تفسير كبير وأشياء لم نقف عليها حدث عنه أبو خليفة الجمحي وابن عقدة وأحمد بن محمد الصحاف وهؤلاء من شيوخه وأبو بكر بن مردويه والفقيه أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي والحسين بن احمد بن المرزبان وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو الفضل محمد بن احمد الجارودي وأبو نعيم الحافظ وأبو الحسين بن فادشاه ومحمد بن عبيد الله بن شهريار وعبد الرحمن بن احمد الصفار وأبو بكر بن ريذة خاتمة اصحابه وبقي بعده عامين عبد الرحمن بن الذكوان يروي عنه بالإجازة ذكر تواليف الطبراني سماها ولم ير أكثرها الحافظ يحيى بن منده معجمه مائتا جزء معجمه الأوسط ثلاث مجلدات معجمه الصغير مجلد مسند العشرة ثلاثون جزءا مسند الشاميين مجلدات النوادر (3/913)
مجلد معرفة الصحابة مجلد فوائده عشرة أجزاء مسند أبي هريرة كبير مسند عائشة التفسير كبير دلائل النبوة مجلد الدعاء السنة مجلد الطوالات مجلد حديث شعبة مجلد حديث الأعمش مجلد الأوزاعي مجلد شيبان مجلد أيوب مجلد عشرة النساء جزء مسند أبي ذر جزءان الرؤية جزء الجود جزء العلم الالوية جزء فضل رمضان جزء الفرائض جزء الرد على المعتزلة جزء الرد على الجهمية جزء مكارم الأخلاق العزاء جزء الصلاة على الرسول صلى الله عليه و سلم جزء المأموم جزء الغسل جزء فضل العلم جزء ذم الراي جزء تفسير الحسن جزءان الزهري عن أنس جزءان بن المنكدر عن جابر جزء مسند أبي إسحاق السبيعي حديث يحيى بن أبي كثير حديث مالك بن دينار ما روى الحسن عن أنس حديث ربيعة حديث حمزة الزيات حديث مسعر حديث أبي سعد البقال طرق حديث من كذب على جزء النوح جزء مسند بن جحادة من اسمه عباد من اسمه عطاء من اسمه شعبة أخبار عمر بن عبد العزيز عبد العزيز بن رفيع مسند روح بن القاسم فضل عكرمة أمهات النبي صلى الله عليه و سلم مسند عمارة بن غزية وطلحة بن مصرف وجماعة مسند العبادلة كبير أحاديث أبي عمرو بن العلاء غرائب مالك جزء أبان بن تغلب جزء حريث بن أبي مطر وصية أبي هريرة مسند الحارث العكلي فضائل الأربعة الراشدين جزءان (3/914)
مسند بن عجلان كتاب الأشربة كتاب الطهارة كتاب الامارة عشرة النساء مسند أبي أيوب الإفريقي مسند زياد الجصاص مسند زافر وأشياء عدة قال الذكواني سئل الطبراني عن كثرة حديثه فقال كنت أنام على البواري ثلاثين سنة قال أبو نعيم دخل الطبراني أصبهان سنة تسعين وسمع وسافر ثم قدمها فاستوطنها ستين سنة وقال بن مردويه قدم الطبراني سنة عشر فقبله أبو علي بن رستم العامل وضمه اليه وجعل له معلوما من دار الخراج وكان يتناوله الى ان مات قال أبو عمر بن عبد الوهاب السلمي سمعت الطبراني لما قدم بن رستم من فارس أعطاني خمس مائة درهم فلما كان في آخر امره أخذ يتكلم في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ببعض الشيء فخرجت ولم أعد اليه بعد قال بن فارس صاحب اللغة سمع الأستاذ بن العميد يقول ما كنت اظن في الدنيا كحلاوة الوزارة والرياسة التي انا فيها حتى شاهدت مذاكرة الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي وكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه وكان أبو بكر يغلبه بفطنته حتى ارتفعت اصواتهما الى ان قال الجعابي عندي حديث ليس في الدنيا الا عندي فقال هات قال انا أبو خليفة انا سليمان بن أيوب وحدث بحديث فقال الطبراني انا سليمان بن أيوب ومني سمعه أبو خليفة فاسمعه مني عاليا فخجل الجعابي فوددت ان الوزارة لم تكن وكنت انا الطبراني وفرحت كفرحه (3/915)
قال جعفر بن أبي السرى سألت بن عقدة ان يعيد لي فوتا وشددت عليه فقال من أين أنت قلت من أصبهان فقال ناصبة فقلت لا تقل هذا فيهم فقهاء ومتشيعة فقال شيعة معاوية قلت بل شيعة على رضي الله عنه وما فيهم إلا من على أعز عليه من عينه وأهله فأعاد على ما فاتنى ثم قال لي سمعت من سليمان بن احمد اللخمي فقلت لا اعرفه فقال يا سبحان الله أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه وتؤذينى هذا الأدى ما اعرف له نظيرا وقال أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة قلت نعم قال ما رأيت مثله في الحفظ قال بن منده الطبراني أحد الحفاظ المذكورين حدث عن احمد بن عبد الرحيم البرقي ولم يحتمل سنة لقيه قلت نعم ولكن ما أراده الطبراني ولا قصد الرواية عنه إنما روى عن عبد الرحيم بن البرقي السيرة وغير ذلك فغلط في اسمه وسماه باسم أخيه بلا شك والخطب في ذلك يسير وقد نبه على ذلك الحافظ أبو العباس احمد بن منصور الشيرازي فإنه قال كتبت عن الطبراني ثلاث مائة ألف حديث وهو ثقة إلا انه كتب بمصر عن شيخ وكان له أخ سماه باسمه غلطا قال سليمان بن إبراهيم الحافظ قال الباطرقانى كان بن مردويه سيء الرأي في الطبراني ثم قال سليمان فقال له أبو نعيم كم كتبت عنه فأشار الى حزم فقال أبو نعيم فمن رأيت مثله فلم يقل شيئا قال الحافظ الضياء قد ذكر بن مردويه في تاريخه الطبراني فما ضعفه قلت فدل على (3/916)
أنه تبين له انه صدوق قال أبو نعيم توفي لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وثلاث مائة قلت استكمل مائة عام وعشرة اشهر وحديثه قد ملأ البلاد فان في زمان إسماعيل بن محمد التيمي الحافظ كان رائجا سمعة الطلبة ثم في زمان بن ناصر وأبي العلاء الهمذاني نفق سوقه وسمعوه كثيرا ثم في زمن أبي موسى المديني عد من أعلى ما يسمع وسمع الحافظ عبد الغني إذ ذاك المعجم الكبير وحصله ثم ارتحل بن خليل والضياء وهؤلاء وتنافسوا في سماعه وفي سنة ست وست مائة انفرد بعلوه اسعد بن سعيد وامتلأت الأجزاء والتخاريج منه أخبرنا بن أبي الخير وجماعة كتابة عن أبي جعفر محمد بن احمد الصيدلاني أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله انا بن ريذة انا أبو القاسم الطبراني نا عبد الله بن محمد بن أبي مريم نا الفريابي نا إسرائيل عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن أبيه ان امرأة خرجت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم تريد الصلاة فلقيها رجل فقضى حاجتها منها فصاحت فانطلق فمر عليها رجل فقالت ذاك الرجل فعل بي كذا وكذا فاخذوا ذاك الرجل الذي ظنت فقالوا هذا قالت نعم هو هذا فاتوا به الى النبي صلى الله عليه و سلم فلما أمر به قام صاحبها الذي وقع عليها فقال انا صاحبها فقال ادن مني فقد غفر الله لك وقال للآخر قولا حسنا فقالوا انرجمه فقال لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة قبل منهم هذا حديث منكر جدا على نظافة إسناده صححه الترمذي ورواه عن الذهلي عن محمد بن يوسف فوقع لنا بدلا عاليا (3/917)
876 - الزيدي الحافظ الامام أبو احمد حامد بن محمد بن احمد المروزي المشهور بالزيدي لاعتنائه بحديث زيد بن أبي أنيسة استوطن طرسوس مرابطا وحدث ببغداد عن محمد بن نصر بن شيبة وأبي رجاء محمد بن حمدويه وأحمد بن سورة المراوزة وعلي بن الحسن بن سلم الأصبهاني ومحمد بن العباس الدمشقي روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق والدارقطني وابن الثلاج وابن جميع الغساني وقد انتقى على خيثمة الأطرابلسي وغيره مات في الكهولة قال الخطيب كان ثقة مذكورا بالفهم موصوفا بالحفظ قال طلحة بن محمد بن جعفر مات أبو احمد الزيدي الحافظ سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة وكذا أرخه بن الثلاج ومحمد بن الفياض وزاد في رمضان وقال أبو سعيد بن يونس مات حامد بن محمد أبو احمد المروزي الزيدي وكان يحفظ ويفهم في رمضان سنة تسع وعشرين وثلاث مائة ببغداد قال الخطيب والأول أصح وبلغني ان مولده سنة اثنتين وثمانين ومائتين ومات معه جماعة ذكروا مع بن الأنباري أخبرنا بن القواس انا بن الحرستاني انا بن المسلم انا بن طلاب انا بن جميع نا حامد بن محمد أبو احمد الحافظ نا محمد بن عمران بن موسى نا محمد بن يحيى القصري نا بشر بن عباد عن عزرة بن ثابت عن مطرف (3/918)
الوراق عن بن سيرين عن أبي هريرة قال أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه و سلم بثلاث الوتر قبل النوم وصيام ثلاثة أيام من كل شهر والغسل يوم الجمعة غريب
877 - خالد بن سعد الحافظ العلامة أبو القاسم الأندلسي القرطبي سمع محمد بن فطيس وسليمان بن قريش وسعيد بن عثمان الاعناقي وطاهر بن عبد العزيز وخلقا وليس هو من أهل هذه الطبقة الا بقدم موته صنف كتاب رجال الأندلس وكان إماما حجة مقدما على حفاظ زمانه بقرطبة يعد من الأذكياء قيل انه حفظ من مرة واحدة عشرين حديثا وبلغنا ان المستنصر صاحب الأندلس كان يقول إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد بن سعد وقيل ان خالدا كان بذئ اللسان ينال من اعراض الناس سامحه الله توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة أخبرنا جماعة اذنا عن الامام أبي محمد المقدسي انا أبو الفتح بن البطي انا أبو عبد الله الحميدي انا أبو عمر بن عبد البر فيي كتابه انا قاسم بن محمد نا خالد بن سعد انا احمد بن عمر نا بن سنجر نا الفضل بن دكين نا شريك فذكره يعني فذكر عن الكلبي عن حميضة بن الشمردل عن الحارث بن قيس أسلمت وعندي ثمان نسوة فاتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأمرني ان اختار منهن أربعا (3/919)
878 - بن أبي عثمان الحافظ الامام أبو سعيد احمد بن أبي بكر محمد بن الحافظ الكبير أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري النيسابوري سمع أبا عمرو الخفاف وعبد الله بن شيرويه والحسن بن سفيان والهيثم بن خلف الدوري وحامد بن شعيب والقاسم بن الفضل الرازي وطبقتهم بخراسان والعراق والجبال وكان ذا أموال وحشمة وفضائل روى عنه الحاكم كثيرا وقال صنف التفسير الكبير والصحيح المخرج على كتاب مسلم وغير ذلك قال ولما خرج الى بغداد خرج بعسكر كثير واموال واجتمع عليه ببغداد خلق كثير مجاهدون استشهد بطرسوس سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة وعاش خمسا وستين سنة
879 - بن حبان الحافظ الامام العلامة أبو حاتم محمد بن حبان بن احمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هدية بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي البستي صاحب التصانيف سمع الحسين بن إدريس الهروي وأبا خليفة الجمحي وأبا عبد الرحمن النسائي وعمران بن موسى بن مجاشع والحسن بن سفيان وأبا يعلى الموصلي وأحمد بن الحسن الصوفي وجعفر بن احمد الدمشقي وأبا بكر بن خزيمة وأمما لا يحصون من مصر الى خراسان (3/920)
حدث عنه الحاكم ومنصور بن عبد الله الخالدي وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن رزق الله وأبو الحسن محمد بن احمد بن هارون الزوزني ومحمد بن احمد بن منصور النوقاتي وخلق قال أبو سعد الإدريسي كان على قضاء سمرقند زمانا وكان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار عالما بالطب والنجوم وفنون العلم صنف المسند الصحيح والتاريخ وكتاب الضعفاء وفقه الناس بسمرقند وقال الحاكم كان بن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال قدم نيسابور فسمع من عبد الله بن شيرويه وغيره ورحل الى بخارى فلحق عمر بن محمد بن بجير ثم ورد نيسابور سنة أربع وثلاثين وسار الى قضاء نسا ثم انصرف إلينا سنة سبع فأقام بنيسابور وبنى الخانقاه وقرئ عليه جملة من مصنفاته ثم خرج من نيسابور الى وطنه سجستان عام أربعين وكان الرحلة اليه لسماع كتبه وقال الخطيب كان ثقة نبيلا فهما وقد ذكره أبو عمرو بن الصلاح في طبقان الشافعية وقال ربما غلط الغلط الفاحش في تصرفاته قال بن حبان في كتاب الأنواع لعلنا قد كتبنا عن أكثر من الفي شيخ وقال أبو إسماعيل الهروي سألت يحيى بن عمار عنه فقال نحن اخرجناه من سجستان كان له علم ولم يكن له كبير دين قدم علينا فأنكر الحد لله فاخرجناه قال بن الذهبي كلاهما مخطىء إذ لم يأت نص بإثبات الحد ولا بنفيه ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه قال أبو إسماعيل سمعت عبد الصمد بن محمد بن محمد سمعت أبي يقول (3/921)
أنكروا على بن حبان قوله النبوة العلم والعمل فحكموا عليه بالزندقة وهجر وكتب فيه الى الخليفة فكتب بقتله قلت وهذا أيضا له محمل حسن ولم يرد حصر المبتدأ في الخبر ومثله الحج عرفة فمعلوم ان الرجل لا يصير حاجا بمجرد الوقوف بعرفة وانما ذكر مهم الحج ومهم النبوة إذ أكمل صفات النبي العلم والعمل ولا يكون أحد نبيا الا ان يكون عالما عاملا نعم النبوة موهبة من الله تعالى لمن اصطفاه من أولي العلم والعمل لا حيلة للبشر في اكتسابها ابدا وبها يتولد العلم النافع والعمل الصالح ولا ريب ان إطلاق ما نقل عن أبي حاتم لا يسوغ وذلك نفس فلسفي مات أبو حاتم بن حبان في شوال سنة أربع وخمسين وثلاث مائة وهو في عشر الثمانين أنبأنا المسلم بن محمد انا الكندي انا الشيباني انا أبو بكر الخطيب انا أبو معاذ عبد الرحمن بن محمد السجستاني سنة ثلاث عشرة وأربع مائة قدم علينا حاجا انا أبو حاتم التميمي انا أبو خليفة انا القعنبي عن شعبة عن منصور عن ربعي عن أبي مسعود ان النبي صلى الله عليه و سلم قال ان مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت وأخبرني احمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا زاهر انا أبو بكر البيهقي انا أبو بكر محمد بن احمد بن منصور النوقاتي انا أبو حاتم محمد بن حبان نا احمد بن الحسن الصوفي نا يحيى بن معين نا عبدة عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمر الأزدي عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يحرم على النار كل هين لين قريب سهل (3/922)
وأخبرناه عاليا الأبرقوهي انا بن صرما وغيره انا الأرموي انا بن النقور انا علي السكري انا احمد الصوفي فذكره قرأت على القاضي أبي الفضل بن قدامة انا محمد بن عبد الواحد الحافظ انا أبو روح عبدالمغز ان تميما الجرجاني أخبرهم أنبأنا علي بن محمد البحاثي انا محمد بن احمد الزوزني انا محمد بن حبان نا الحسن بن سفيان نا يزيد بن صالح اليشكري ومحمد بن أبان الواسطي قالا نا جرير بن حازم سمعت أبا رجاء العطادري سمعت بن عباس وهو على المنبر يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال أمر هذه الأمة قواما أو مقاربا ما لم يتكلموا في الولدان والقدر هذا حديث صالح الإسناد غريب لم أجده في الكتب الستة قرأت على الحسن بن علي الأمين أخبركم بن اللتي انا أبو الوقت انا أبو إسماعيل الأنصاري انا عبد الصمد بن محمد بن محمد بن صالح انا أبي انا محمد بن حبان سمعت أسامة بن احمد بمصر سمعت بن السرح سمعت عبد الرحمن بن القاسم سمعت مالكا يقول ما أحد ممن تعلمت العلم منه الا صار الي حتى سألني عن أمر دينه ومات معه في السنة مسند مصر أبو بكر احمد بن إبراهيم بن احمد بن عطية بن الحدال عن أربع وثمانين سنة وحامل لواء الشعر أبو الطيب احمد بن الحسن بن الحسن الجعفي الكوفي عرف بالمتنبي ومسند نيسابور أبو العباس محمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي عن مائة سنة وأربع سنين (3/923)
ومقرئ بغداد أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم العطار أنبأنا يحيى بن الصيرفي انا عبد القادر الحافظ انا مسعود الثقفي انا أبو عمرو بن منده انا أبي انا أبو حاتم بن حبان نا عمر بن محمد بن بحير نا بن السرح انا بن وهب نا بكر بن مضر عن الأوزاعي قال بلغني ان الله إذا أراد بقوم شرا الزمهم الجدل ومنعهم العمل
880 - بن علان الحافظ العالم محدث خراسان أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني صاحب تاريخ الجزيرة سمع أبا يعلى الموصلي ومحمد بن جرير وعبد الله بن زيدان البجلي ومحمد بن محمد الباغندي وسعيد بن هاشم الطبراني وطبقتهم وكان واسع الرحلة كثير الطلب حدث عنه أبو عبد الله بن منده وتمام الرازي وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الطبيز وأبو العباس محمد بن السمسار وآخرون قال الحافظ عبد العزيز الكتاني كان ثقة حافظا نبيلا توفي يوم عيد الأضحى سنة خمس وخمسين وثلاثة مائة أخبرنا يحيى بن احمد الجذامي ومحمد بن الحسين المعدل قالا انا محمد بن عماد انا عبد الله بن رفاعة انا علي بن الحسن انا أبو العباس احمد بن محمد بن الحاج انا علي بن الحسن بن علان نا أبو يعلى احمد بن علي نا غسان بن الربيع عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحسن بن الحر (3/924)
عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي وأخذ بن مسعود بيد علقمة وأخذ النبي صلى الله عليه و سلم بيد بن مسعود في التشهد التحيات لله الى قوله عبده ورسوله
881 - بن الجعابي الحافظ البارع فريد زمانه قاضي الموصل أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي البغدادي بن الجعابي سمع محمد بن الحسن بن سماعه ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن يحيى المروزي ويحيى بن محمد الحنائي وعبد الله بن محمد البلخي وأبا خليفة الجمحي ومحمد بن حبان وجعفر الفريابي وطبقتهم وتخرج بابي العباس بن عقدة وصنف الأبواب والشيوخ والتاريخ حدث عنه الدارقطني وابن شاهين وابن رزقويه ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان وأبو عبد الله الحاكم القاضي أبو عمر الهاشمي وأبو نعيم الحافظ وهو خاتمة اصحابه ولد في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين قال أبو علي النيسابوري ما رأيت في المشايخ احفظ من عبدان ولا رأيت في أصحابنا احفظ من أبي بكر بن الجعابي وذاك اني حسبته من البغداديين الذين يحفظون شيخا واحدا وترجمة واحدة أو بابا واحدا فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يوما يا أبا علي لا تغلط بن الجعابي يحفظ حديثا كثيرا قال فخرجنا يوما من عند بن صاعد فقلت له يا أبا بكر أيش اسند الثوري عن منصور فمر في الترجمة فما زلت أجره من مصر الى حديث الشام الى العراق الى افراد الخراسانيين وهو يجيب الى ان (3/925)
قلت فأيش روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد بالشركة فذكر بضعة عشر حديثا فحيرني حفظه قال أبو الفضل القطان سمعت بن الجعابي يقول دخلت الرقة وكان لي ثم قمطر من كتب فجاء غلامي مغموما وقال ضاعت الكتب فقلت يا بني لا تغتم فان فيها مائتي ألف حديث لا يشكل علي حديث منها لا إسناده ولا متنه قال أبو علي التنوخي ما شاهدنا أحدا احفظ من أبي بكر الجعابي وسمعت من يقول انه يحفظ مائتي ألف حديث ويجيب في مثلها كان يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظها وأكثر الحفاظ يتسمحون في ذلك وكان إماما في معرفة العلل وثقات الرجال وتواريخهم وما يطعن على الواحد منهم لم يبق في زمانه من يتقدمه أنبأنا بن علان وغيره قالوا انا أبو اليمن انا الشيباني انا الخطيب حدثني الحسن بن محمد الأشقر سمعت أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي غير مرة يقول سمعت بن الجعابي يقول احفظ أربع مائة ألف حديث واذاكر بست مائة ألف حديث قال أبو القاسم التنوخي تقلد بن الجعابي قضاء الموصل فلم يحمد وذكر الخطيب عن رجاله ان بن الجعابي كان يشرب في مجلس بن العميد وقال السلمي سألت الدارقطني عنه فقال خلط وذكر مذهبه في التشيع وكذا روى الحاكم عن الدارقطني قال وحدثني ثقة انه خلا به نائما وكتب على رجله قال فكنت أراه ثلاثة أيام لم يمسه الماء قال الأزهري ان بن الجعابي لما مات أوصى بان تحرق كتبه (3/926)
فأحرقت وكان فيها كتب للناس قال فحدثني أبو الحسين بن البواب انه كان له عنده مائة وخمسون جزءا فذهبت في جملة ما احرق مسعود السجزي نا الحاكم سمعت الدارقطني قال أخبرت بعلة الجعابي فقمت اليه فرأيته يحرق كتبه فأقمت عنده حتى ما بقي منه شيء ومات من ليلته أبو ذر الهروي سمعت احمد بن عبدان الحافظ يقول وقع الي جزء من حديث بن الجعابي فحفظت منه خمسة أحاديث فأجابني فيها ثم قال لي من أين لك هذا قلت من جزئك قال ان شئت ألق علي المتن واجيبك في إسناده أو ألق علي الإسناد واجيبك في المتن الخطيب سمعت بن رزقويه قال كان بن الجعابي يمتلئ مجلسه وتمتلي السكة التي يملي فيها والطريق ويحضره بن المظفر والدارقطني ويملي الأحاديث بطرقها من حفظه قال أبو علي الحافظ قلت لابن الجعابي قد وصلت الى الدينور فهلا جئت نيسابور قال هممت به ثم قلت اذهب الى قوم عجم لا يفهمون عني ولا افهم عنهم قال الحاكم قلت للدارقطني بلغني عن بن الجعابي انه تغير عما عهدنا قال وأي تغير قلت بالله هل اتهمته قال أي والله ثم ذكر أشياء فقلت وصح لك انه خلط الحديث قال أي والله قلت حتى خفت انه ترك المذهب قال ترك الصلاة والدين وقال محمد بن عبيد الله المسبحي كان بن الجعابي المحدث قد صحب قوما من المتكلمين فسقط عند أهل الحديث وامر عند موته ان (3/927)
تحرق دفاتره بالنار فاستقبح ذلك منه وصل الى مصر ودخل الى الإخشيد ثم مضى الى دمشق فوقفوا على مذهبه فشردوه فخرج هاربا قال بن شاهين دخلت انا وابن المظفر الدارقطني على بن الجعابي وهو مريض فقلت له من انا فقال سبحان الله الستم فلان وفلان وسمانا فدعونا وخرجنا ومشينا خطوات وسمعنا الصائح بموته ورجعنا لغد فرأينا كتبه تل رماد قال الأزهري كانت سكينة نائحة الرافضة تنوح في جنازته وقال أبو نعيم قدم بن الجعابي أصبهان سنة تسع وأربعين يعني وسمعوا منه وللشاعر محمد بن سكرة في بن الجعابي ... بن الجعابي ذو سجايا ... محمودة منه مستطابة ... رأى الرئا والنفاق حظا ... في ذي العصابة وذي العصابة ... يعطي الامامي ما اشتهاه ... ويثبت الأمر في القرابة ... حتى إذا غاب عنه انحى ... يثبت الأمر في الصحابة ... وان خلا الشيخ بالنصارى ... رأيت سمعان أو مرابه ... قد فطن الشيخ للمعاني ... فالغر من لامه وعابه أخبرنا إسحاق الأسدي انا يوسف الحافظ انا أبو المكارم التيمي ح وانبأنا احمد بن سلامة عن التيمي انا أبو علي الحداد انا أبو نعيم الحافظ نا محمد بن عمر بن سلم نا محمد بن النعمان السلمي نا هدبة نا حزم (3/928)
بن أبي حزم سمعت الحسن يقول بئس الرفيق الدينار والدرهم لا ينفعانك حتى يفارقاك توفي بن الجعابي ببغداد في رجب سنة خمس وخمسين وثلاث مائة
882 - بن علك الحافظ بن الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن احمد بن علك المروزي الجوهري من نقاد أئمة الحديث بمرو سمع أباه وكان حافظا تقدم في كتابنا ومحمد بن أيوب بن الضريس ومحمد بن إبراهيم البوشنجي والفضل بن محمد الشعراني وعبد الله بن احمد بن حنبل وابن ناجية والدغولي وخلائق ارتحل به والده حدث عنه أبو بكر احمد بن عبد الرحمن الشيرازي وأبو بكر البرقاني والحاكم وعدة قال الخليلي مات بعد الستين وثلاث مائة ثم قال هو حافظ متفق عليه أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن انا بن قدامة انا بن البطي انا احمد بن خيرون ح وأخبرنا إسماعيل انا محمد بن خلف ح وأخبرنا عبد الخالق القاضي وابن الفراء قالا انا البهاء عبد الرحمن قالا أخبرتنا شهدة انا محمد بن عبد السلام قالا انا أبو بكر البرقاني قرأت على عبد الله بن عمر بن علك حدثكم عبد الله بن احمد بن حنبل نا عباد بن موسى نا إبراهيم بن سعد أخبرني أبي عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم انه كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة آلم تنزيل وهل أتى على الإنسان أخرجه مسلم (3/929)
883 - الصكوكي الحافظ الكبير أبو بكر محمد بن زكريا بن الحسين النسفي حدث عن محمد بن نصر المروزي وصالح بن محمد جزرة ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وطبقتهما أرخه جعفر المستغفري فقال كان حافظا مصنفا للابواب عارفا بحديث أهل بلده مات في جمادي الأولى سنة أربع وأربعين وثلاث مائة رحمه الله تعالى
884 - بن رميح الحافظ الامام الجوال أبو سعيد احمد بن محمد بن رميح بن عصمة النخعي النسوي ثم المروزي صاحب التصانيف روى عن بن خليفة الجمحي وعمر بن أبي علان وعبد الله بن زيدان وأبي العباس السراج وابن شيرويه وعبد الله بن محمود المروزي وعمر بن بجير ومحمد بن الفضل السمرقندي وابن قتيبة العسقلاني وطبقتهم وصنف والف وأكثر الترحال قال الحاكم قدم نيسابور فعقدت له المجلس وقرأت عليه صحيح البخاري وقد أقام باليمن بصعدة مدة ثم قدم واكرموه واكثروا عليه ببغداد وما المثل فيه الا كما قالا بن معين لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه ثم قال الحاكم سألت أبا سعيد المقام بنيسابور فقال على من أقيم فوالله لو قدرت لم افارق سدتك ثم قال ما الناس بخراسان الا كما أنشدني بعضهم كفى حزنا ان المروءة عطلت وان ذوي الألباب في الناس ضيع (3/930)
وان ملوكا ليس يحظي لديهم من الناس الا من يغني ويصفع حدث عن الدارقطني والحاكم وابن رزقويه وأبو علي بن دوما وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو القاسم عبد الرحمن بن السراج واستدعاه أمير صعدة من بغداد فأدركته المنية بالبادية فمات بالجحفة وثقه الحاكم وأبو الفتح بن أبي الفوارس وقال أبو زرعة محمد بن يوسف الكشي وأبو نعيم كان ضعيفا قال الخطيب والأمر عندنا بخلاف ذلك فان بن رميح ثقة ثبت لم تختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك توفي سنة سبع وخمسين وثلاث مائة أخبرنا بلال المغيثي ومحمد بن عبد الرحيم قالا انا عبد الوهاب بن رواح ح وانا سنقر الحلبي ومحمد بن محمد الفارسي قالا انا علي بن محمود قالا انا أبو طاهر السلفي انا أبو عبد الله الثقفي انا أبو عبد الرحمن السلمي املاء سنة عشر وأربع مائة ثنا احمد بن محمد بن رميح نا عمر بن سعيد بن حاتم نا إسماعيل بن مخلد نا عبيد بن يعيش حدثني منصور بن وردان عن أبي حمزة الثمالي عن عكرمة عن بن عباس قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسجد الخيف فقال نضر الله امرأ سمع منا حديثا وذكر الحديث
885 - احمد بن طاهر بن النجم الحافظ المتقن أبو عبد الله الميانجي رحل وسمع أبا مسلم الكجي (3/931)
وعبد الله بن احمد بن حنبل ويحيى بن محمد الحنائي وأحمد بن هارون البرديجي الحافظ وطبقتهم وتبصر في هذا العلم بسعيد بن عمرو البرذعي حدث عنه عبد الله بن أبي زرعة القزويني ويعقوب بن يوسف الأردبيلي وأحمد بن الحسين التراسي المراغي وأحمد بن فارس اللغوي وكان بن فارس يقول ما رأى بن النجم مثل نفسه ولم ار مثله حكاه الحافظ سعد بن علي قال الخليلي توفي بعد الخمسين وثلاث مائة قرأت على احمد بن عبد الكريم بمصر أخبركم نسر بن جزء في سنة ثلاث وعشرين وست مائة انا أبو طاهر السلفي انا سعد بن علي المصري وعلي بن هبة الله بالمراغة قالا انا احمد بن الحسين بن علي التراسي نا احمد بن طاهر الميانجي نا يحيى بن محمد بن البختري نا عبيد الله بن معاذ نا المعتمر بن سليمان قال قال أبي نا أنس بن مالك ان رجلين عطسا عند النبي صلى الله عليه و سلم فشمت أو فسمت أحدهما وترك الآخر فقال رجل يا رسول الله تركت الآخر قال لان هذا حمد الله وهذا لم يحمد الله أو كما قال
886 - حمزة بن محمد بن علي بن العباس الحافظ الزاهد العالم أبو القاسم الكناني المصري محدث مصر سمع أبا عبد الرحمن النسائي والحسن بن احمد بن الصيقل وعمران بن موسى بن حميد الطبيب ومحمد بن سعيد السراج وسعيد بن عثمان الحراني وأبا يعلى (3/932)
الموصلي ومحمد بن داود بن عثمان الصدفي وعبدان الأهوازي وخلائق وأكثر التطواف وجمع وصنف وهو مملي مجلس البطاقة روى عنه بن منده وعبد الغني بن سعيد الأزدي وأبو الحسن الدارقطني ومحمد بن عمر بن خطاب والحسين بن الحسن اللواز والفقيه علي بن محمد أبو الحسن القابسي وأحمد بن محمد بن الحاج وعلي بن حمصة الحراني خاتمة اصحابه وآخرون قال الحاكم وحمزة المصري على تقدمه في معرفة الحديث كان أحد من يذكر بالزهد والورع والعبادة سمع أبا خليفة والنسائي واقرانهما وقال الحافظ عبد الغني كل شيء لحمزة ففي سنة خمس ولد سنة خمس وسبعين ومائتين وأول ما سمع منه سنة خمس وتسعين ورحل سنة خمس وثلاث مائة وقال الصوري كان حمزة ثبتا حافظا وقال بن زولاق حدثني الحافظ قال رحلت سنة خمس فدخلت حلب وقاضيها أبو عبد الله محمد بن عبدة فكتبت عنه فكان يقول لو عرفتك بمصر لملأت ركابيك ذهبا فيقال انه أعطاه مائتي دينار ترحل بها الى العراق قال أبو عمر بن عبد البر سمعت عبد الله بن محمد بن أسد سمعت حمزة الكناني يقول خرجت حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه و سلم من نحو مائتي طريق فداخلني لذلك من الفرح غير قليل واعجبت بذلك فرأيت يحيى بن معين في المنام فقلت يا أبا زكريا خرجت حديثا من مائتي طريق فسكت عني ساعة ثم قال أخشى ان يدخل هذا تحت الهاكم التكاثر وقال بن منده سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول كنت اكتب (3/933)
الحديث ولا اكتب وسلم فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام فقال لي اما تختم الصلاة علي في كتابك انبأني الخضر بن حمويه وطائفة عن القاسم بن عساكر انا أبي انا بن الأكفاني انا سهل بن بشر سمعت علي بن عمر الحراني سمعت حمزة بن محمد وجاءه غريب فقال عساكر المعز قد وصلوا الى الإسكندرية فقال اللهم لا تحيني حتى تريني الرايات الصفر فمات حمزة ودخل عسكرهم بعد موته بثلاثة أيام قال أبو القاسم يحيى بن علي الطحان سمعت منه ومات في ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثلاث مائة أخبرنا إسماعيل بن الفراء أبو الحسين بن الفقيه قالا انا صباح انا بن رفاعة انا أبو الحسين الخلعي انا عبد الرحمن بن عمر انا حمزة بن محمد الحافظ سمعت الصيدلاني سمعت عباس الدوري سمعت يحيى بن معين يقول إذا رأيت الرجل يخرج من منزله بلا محبرة ولا قلم يطلب الحديث فقد عزم على الكذب قلت حمزة وأبو احمد بن عدي والإسماعيلي والدارقطني هم أهل الطبقة السابعة من كتاب بن المفضل
887 - عمر البصري الحافظ المفيد أبو حفص عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السري الوراق كتب الناس كثيرا بالعراق بانتخابه وكان يدري هذا الفن حدث عن الحسن بن المثنى والفضل بن الحباب وعبدان الأهوازي ومحمد بن جرير الطبري وهذه الطبقة حدث عنه أبو الحسن بن رزقويه والحاكم (3/934)
بن البيع وأبو سعيد النقاش وعلي بن احمد الرزاز وطائفة أخبرنا المؤمل بن محمد البالسي والمسلم بن علان كتابة قالا انا الكندي انا الشيباني انا الخطيب أبو بكر انا بن رزقويه انا عمر بن جعفر نا الفضل بن عمرو حدثنا أبو الوليد نا شعبة عن أبي إسحاق وأبي الحسن عن البراء ان رسول الله صلى الله عليه و سلم أوصى رجلا إذا أخذ مضجعه ان يقول أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك هكذا هو مختصر وكان الدارقطني تتبع خطأ عمر البصري في ما انتقاه على أبي بكر الشافعي خاصة وعمل في ذلك رسالة وقد كان أبو محمد الحسن السبيعي يقول هو الكذاب وقال بن أبي الفوارس حدث بشيء يسير وكانت كتبه رديئة قال الحاكم سمعت عمر بن جعفر البصري يقول بت عند بن عقدة فأخذ يذاكرني بشيء لا اهتدي اليه فقلت أيش عند أيوب عن الحسن فذكر حديثين فقلت تحفظ عن أيوب عن الحسن عن أبي برزة ان رجلا اغلظ لأبي بكر الحديث فبقي وكبرت فقال اذكر لي سنده فقلت انا عبدان انا محمد بن عبيد بن حساب انا سفيان بن موسى عن أيوب مات سنة سبع وخمسين وثلاث مائة عن سبع وسبعين سنة (3/935)
888 - الآجري الامام المحدث القدوة أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله البغدادي مصنف كتاب الشريعة في السنة والأربعين وغير ذلك سمع أبا مسلم الكجي وأبا شعيب الحراني وخلف بن عمرو العكبري وأحمد بن يحيى الحلواني وجعفرا الفريابي وطائفة سواهم روى عنه أبو الحسن الحمامي وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس وأبو الحسين بن بشران وأخوه أبو القاسم وأبو نعيم الحافظ وخلق كثير من الحجاج والمغاربة وكان مجاورا بمكة وكان عالما عاملا صاحب سنة واتباع قال الخطيب كان دينا ثقة له تصانيف توفي بمكة في المحرم سنة ستين وثلاث مائة رحمة الله عليه أخبرنا أبو الفضل احمد بن هبة الله انا زين الأمناء الحسن بن محمد انا المبارك بن علي البزاز سنة سبع وخمسين وخمس مائة انا علي بن محمد العلاف انا عبد الملك بن محمد انا أبو بكر الآجري نا أبو بكر محمد بن الليث الجوهري نا محمد بن عبيد المحاربي نا قبيصة بن الليث الأسدي عن مطرف بن طريف عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يرفع الرجل صوته بالقراءة قبل العتمة وبعدها
889 - سعيد بن القاسم بن العلاء أبو عمرو البرذعي نزيل طراز من بلاد الترك حج وحدث ببغداد عن محمد بن حبان بن الأزهر البصري ومحمد بن يحيى بن منده وعبد الله (3/936)
بن الحسين الشاماتي ومحمد بن جعفر الكرابيسي وطبقتهم وعنه الدارقطني وأبو علي بن فضالة الرازي شيخ الخطيب وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وجماعة قال أبو نعيم كان أحد الحفاظ حدثنا عنه محمد بن إسماعيل الوراق ببغداد وقال الحاكم جاء نعيه في سنة اثنتين وستين وثلاث مائة أخبرنا بن عساكر عن عبد المعز انا زاهر انا أبو سعيد الكنجرودي انا السيد أبو الحسن محمد بن علي الهمذاني نا سعيد الحافظ بطراز نا ظفر بن الليث نا محمد بن خالد بن فريان نا أبو همام الدلال نا خارجة بن مصعب عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا ليس في أمتي رئاء ولا كبر إذا وضعوا جباههم في الأرض فان كان يرائي فان التوحيد في القلب لا يرى هذا حديث منكر آفته ظفر أو شيخه
890 - بن السكن الحافظ الحجة أبو علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي نزيل مصر ولد سنة أربع وتسعين ومائتين سمع أبا القاسم البغوي وسعيد بن عبد العزيز الحلبي ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي وأبا عروبة الحراني ومحمد بن يوسف الفربري وابن جوصا وطبقتهم من جيحون الى النيل وعنى بهذا الشأن وجمع وصنف وبعد صيته روى عنه أبو عبد الله بن منده وعبد الغني بن سعيد وعلي بن محمد الدقاق وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي وأبو عبد الله محمد بن احمد بن يحيى بن مفرج وأبو جعفر بن (3/937)
عون الله وآخرون ووقع كتابه الصحيح المنتقى الى أهل الأندلس توفي في المحرم سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة كتب إلينا احمد بن سلامة الحداد عن محمد بن حمد الارتاحي ان علي بن الحسين الموصلي انبأهم قال أنبأنا الحافظ عبد الرحيم بن احمد البخاري انا عبد الرحمن بن عمر البزاز نا أبو علي سعيد بن عثمان الحافظ نا عبد الوهاب بن عيسى الحافظ انا عبد الوهاب بن عيسى البغدادي نا إسحاق بن أبي إسرائيل نا حاتم بن إسماعيل نا عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد ومحمد ابني عبيد عن أبي حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه الا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض أبو حاتم صحابي ما روى سوى هذا قاله أبو علي
891 - القصاب الحافظ الامام أبو احمد محمد بن علي بن محمد الكرخي المجاهد وانما عرف بالقصاب لكثرة ما إهراق من دماء الكفار في الغزوات وكان والده يروي عن علي بن حرب الطائي وطبقته وروى هو عن محمد بن إبراهيم الطيالسي وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي ومحمد بن العباس الأخرم وجعفر بن احمد بن فارس والحسن بن يزيد الدقاق وخلق كثير وصنف كتاب ثواب الأعمال وكتاب عقاب الأعمال وكتاب السنة وكتاب تأديب الأئمة وغير ذلك روى عنه ابناه أبو الحسن علي (3/938)
وأبو الفرج عمار وأبو منصور المظفر بن محمد بن الحسين البروجردي وغيرهم ولم اظفر بوفاته وكأنه بقي الى قريب الستين وثلاث مائة فالله اعلم وفيه يقول أبو الحسن الكرجي وفي الكرج الغراء أوحد عصره أبو احمد القصاب غير مغالب تصانيفه تبدي غزير علومه فلست ترى علما له غير سارب وهو القائل في كتاب السنة كل صفة وصف الله بها نفسه أو وصف بها نبيه فهي صفة حقيقة لا مجازا قلت نعم لو كانت صفاته مجازا لتحتم تأويلها ولقيل معنى البصر كذا ومعنى السمع كذا ومعنى الحياة كذا ولفسرت بغير السابق الى الإفهام فلما كان مذهب السلف امرارها بلا تأويل علم انها غير محمولة على المجاز وانها حق بين
892 - بن السني الحافظ الامام الثقة أبو بكر احمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الدينوري مولى جعفر بن أبي طالب الهاشمي ويعرف بابن السني صاحب كتاب عمل اليوم والليلة وراوي سنن النسائي سمع النسائي وأبا خليفة الجمحي وزكريا الساجي وعمر بن أبي غيلان والباغندي وأبا يعقوب المنجنيقي وجماهر بن محمد الزملكاني وعبد الله بن زيدان البجلي وأبا عروبة الحراني وأكثر الترحال روى عنه حمد بن عبد الله الأصبهاني ومحمد بن علي العلوي وعلي بن عمر الاسداباذي وأحمد بن الحسين الكسار (3/939)
وآخرون قال القاضي أبو زرعة روح بن محمد سبط بن السني سمعت عمي علي بن احمد بن محمد يقول كان أبي يكتب الحديث فوضع القلم في انبوبة المحبرة ورفع يديه يدعو الله تعالى فمات رحمه الله تعالى وذلك في آخر سنة أربع وستين وثلاث مائة قلت كان دينا خيرا صدوقا اختصر السنن وسماه المجتبى عاش بضعا وثمانين سنة وقع لنا من طريقه ما اجتباه من السنن قرأت على احمد بن عبد الكريم الواسطي أخبركم عبد العزيز بن باقا انا أبو زرعة انا عبد الرحمن بن حمد انا احمد بن الحسين القاضي انا أبو بكر بن السني نا احمد بن شعيب نا قتيبة عن مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر انا أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم فاصابه وعك بالمدينة فجاء الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله اقلني بيعتي فأبى فخرج الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها
893 - بن عدي الامام الحافظ الكبير أبو احمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك الجرجاني ويعرف أيضا بابن القطان صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعديل كان أحد الاعلام ولد سنة سبع وسبعين ومائتين (3/940)
وسمع سنة تسعين وارتحل أولا سنة سبع وتسعين وسمع بهلول بن إسحاق الأنباري ومحمد بن عثمان بن أبي سويد ومحمد بن يحيى المروزي وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس الدمشقي وأنس بن السلم وأبا خليفة الجمحي والحسن بن سفيان وأبا عبد الرحمن النسائي وعمران بن مجاشع وعبدان الأهوازي وأبا يعلى الموصلي والحسن بن محمد المدني صاحب يحيى بن بكير والحسن بن الفرج الغزي وخلائق وعنه أبو العباس بن عقدة شيخه وأبو سعد الماليني والحسن بن رامين ومحمد بن عبد الله بن عبد كويه وحمزة بن يوسف السهمي وأبو الحسين احمد بن العالي وآخرون وهو مصنف في الكلام على الرجال عارفا بالعلل قال أبو القاسم بن عساكر كان ثقة على لحن فيه قال حمزة السهمي سألت الدارقطني ان يصنف كتابا في الضعفاء فقال أليس عندك كتاب بن عدي فقلت بلى قال فيه كفاية لا يزاد عليه قلت وقد صنف بن عدي على أبواب مختصر المزني كتابا سماه الانتصار قال حمزة السهمي كان حفاظا متقنا لم يكن في زمانه أحد مثله تفرد برواية أحاديث وهب منها لابنيه عدي وأبي زرعة وتفردا بها عنه قال الخليلي كان عديم النظير حفظا وجلالة سألت عبد الله بن محمد الحافظ أيهما احفظ بن عدي أو بن قانع فقال زر قميص بن عدي احفظ من عبد الباقي بن قانع قال الخليلي وسمعت احمد بن أبي مسلم الحافظ يقول لم أر أحدا مثل أبي احمد بن عدي وكيف فوقه في الحفظ وكان احمد قد لقي الطبراني (3/941)
وأبا احمد الحاكم وقد قال لي كان حفظ هؤلاء تكلفا وحفظ بن عدي طبعا زاد معجمه على ألف شيخ أخبرنا إسحاق الصفار انا بن رواحة انا السلفي انا احمد بن محمد بن مردويه انا علي بن عمر الاسداباذي انا أبو بكر بن السني أخبرني إبراهيم بن محمد بن الضحاك نا محمد بن سنجر نا أسد بن موسى نا بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن بن سيرين أو غيره عن الأحنف بن قيس سمع عمر يقول لحفصة أنشدك بالله هل تعلمين ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يضع ثيابه ليغتسل فيأتيه بلال فيؤذنه للصلاة فما يجد ثوبا يخرج فيه الى الصلاة حتى يلبس ثوبه فيخرج فيه الى الصلاة قال أبو الوليد الباجي بن عدي حافظ لا بأس به قال حمزة بن يوسف توفي أبو احمد في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وثلاث مائة وصلى عليه الامام أبو بكر الإسماعيلي أخبرنا أبو الحسن الحسيني انا بن روزبة انا أبو الوقت الماليني انا أبو إسماعيل الأنصاري انا أبو الحسين احمد بن محمد بن أبي بكر البوشنجي نا أبو احمد عبد الله بن عدي الحافظ نا الفضل بن الحباب نا أبو عمر الحوضي عن الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت كل شعرة جنابة الا فاغسلوا الشعر وانقوا البشر (3/942)
894 - الأبندوني الحافظ الامام أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن يوسف الجرجاني وفيق بن عدي في رحلته وآبندون من قرى جرجان نزل بغداد وحدث عن أبي خليفة الجمحي والحسن بن سفيان وقاسم المطرز وأبي يعلى الموصلي ومحمد بن الحسن بن قتيبة وأبي العباس السراج وطبقتهم وعنه أبو بكر البرقاني وأبو العلاء الواسطي وآخرون قال الخطيب كان ثقة ثبتا له تصانيف وكان عسرا في الحديث قال الحاكم كان أحد أركان الحديث وقال البرقاني كان محدثا زاهدا متقللا من الدنيا لم يكن يحدث غير انسان واحد فقيل له في ذلك فقال أصحاب الحديث فيهم سوء أدب وإذا اجتمعوا يتحدثون ولا اصبر على ذلك قال البرقاني أعطاني كسرا وقال بلها بماء الباقلاني فوقعت عليها باقلاتين فرفعهما الباقلاني وقال هذا الشيخ يعطيني في الشهر دانقا حتى إبل له الكسر وقد روى عنه رفيقه أبو بكر الإسماعيلي وإبراهيم بن شاه المرزوي وأبو نعيم الحافظ وقيل انه عاش خمسا وتسعين سنة مات سنة ثمان وستين وثلاث مائة أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن انا أبو محمد بن قدامة انا يحيى بن ثابت انا أبي ح قال وانا بن البطي انا احمد بن الحسن قالا انا أبو بكر البرقاني قال قرئ على الإسماعيلي وأبي بكر بن مالك وسمعته من الأبندوني قالوا انا أبو خليفة نا أبو الوليد نا شعبة أخبرني أنس بن سيرين سمعت بن عمر يقول طلق بن عمر امرأته فذكر عمر ذلك للنبي (3/943)
صلى الله عليه و سلم فقال ليراجعها فإذا طهرت فليطلقها فقلت له احتسبت بها قال فمه وفي حديث الأبندوني فليطلقها ان شاء رواه مسلم من حديث شعبة وبه قال سمعت عبد الله بن إبراهيم انا أبو خليفة انا أبو الوليد نا شعبة عن جبلة بن سحيم سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جر ثوبه من مخيلة فان الله لا ينظر اليه يوم القيامة أخرجه مسلم وبه سمعت عبد الله بن يوسف الجرجاني وهو من أجلة شيوخي حدث عنه أبو بكر الإسماعيلي
895 - الحجاجي الحافظ أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن حجاج النيسابوري المقرئ العبد الصالح قرأ على بن مجاهد ببغداد وسمع عمر بن أبي غيلان وعبد الله بن إسحاق المدائني ومحمد بن جرير الطبري وأبا العباس السراج وابن خزيمة وأحمد بن محمد الماسرجسي وعلي بن العباس المقانعي وعلان بن الصيقل المصري وأبا جهم المشغراني وابن جوصاء وخلائق قال الحاكم صنف العلل والأبواب والشيوخ روى عنه أبو علي الحافظ وأبو بكر بن المقرئ وابن منده والحاكم وأبو بكر البرقاني وأبو حازم العبدوي وآخرون قال الحاكم سمعت أبا علي الحافظ يقول ما في أصحابنا أحد افهم ولا اثبت من أبي الحسين انا القبه بعفان قال الحاكم هو لعمري كما قال أبو علي فان فهمه كان يزيد على حفظه وكان في الكهولة يمتنع عن الرواية (3/944)
فلما بلغ الثمانين لزمه أصحابنا بالليل والنهار حتى سمعوا منه كتاب العلل له وهو نيف وثمانون جزءا وسمعوا منه الشيوخ وسائر المصنفات وصحبته نيفا وعشرين سنة بالليل والنهار فما اعلم اني علمت ان الملك كتب عليه خطيئة وحدثنا أبو علي الحافظ في مجلسه قال حدثني أبو الحسين بن يعقوب وهو اثبت من حدثنا عنه اليوم فذكر حديثا قال وتوفي في خامس ذي القعدة سنة ثمان وستين وثلاث مائة عن ثلاث وثمانين سنة رحمه الله تعالى أخبرنا بلال المغيثي انا بن رواح انا أبو طاهر الحافظ انا القاسم بن الفضل نا محمد بن الحسن املاء ثنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ نا أيوب بن سليمان البزاز نا جعفر بن نوح نا محمد بن عيسى الطباع نا عبثر بن القاسم عن العلاء بن ثعلبة عن طاوس عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك
896 - أبو الشيخ حافظ أصبهان ومسند زمانه الامام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري صاحب المصنفات السائرة ويعرف بابي الشيخ ولد سنة أربع وسبعين ومائتين وسمع في سنة أربع وثمانين وهلم جرا وكتب العالي والنازل ولقي الكبار سمع من جده لامه الزاهد محمود بن الفرج وإبراهيم بن سعدان ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الهمذاني رئيس أصبهان ومحمد بن أسد المديني وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي وأبي بكر (3/945)
بن أبي عاصم وإسحاق بن إسماعيل الرملي وأبي خليفة الجمحي وأحمد بن الحسن الصوفي وأبي يعلى الموصلي وأبي عروبة الحراني وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه صالحا خيرا قانتا لله صدوقا حدث عنه أبو بكر احمد بن عبد الرحمن الشيرازي وأبو بكر بن مردويه وأبو سعد الماليني وأبو نعيم ومحمد بن علي بن سمويه المؤدب وسفيان بن حسنكويه وحفيده محمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ والفضل بن محمد القاساني وأبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب وخلق كثير قال بن مردويه ثقة مأمون صنف التفسير والكتب الكثير في الأحكام وغير ذلك وقال أبو بكر الخطيب كان حافظا ثبتا متقنا وروى عن بعض العلماء قال ما دخلت على الطبراني الا وهو يمزح أو يضحك وما دخلنا على أبي الشيخ الا وهو يصلي قال أبو نعيم كان أحد الاعلام صنف الاحكام والتفسير وكان يفيد عن الشيوخ ويصنف لهم ستين سنة وكان ثقة قلت وروى عنه أبو بكر بن المقرىء وقال نا عبد الله بن محمد القصير وأخبرني علي بن عبد الغني المعدل كتابة انه سمع يوسف بن خليل الحافظ يقول رأيت في النوم كأني دخلت مسجد الكوفة فرأيت شيخا طولا لم ار شيخا أحسن منه فقيل لي هذا أبو محمد بن حيان فتبعته وقلت أنت أبو محمد بن حيان قال نعم قلت أليس قدمت قال بلى قلت فبالله ما فعل الله بك قال الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الأرض الآية فقلت انا يوسف بن خليل جئت لاسمع حديثك (3/946)
واحصل كتبك فقال سلمك الله وفقك الله ثم صافحته فلم ار شيئا قط الين من كفه فقبلتها ووضعتها على عيني قال أبو نعيم توفي في سلخ المحرم سنة تسع وستين وثلاث مائة قلت وفيها مات من كبار شيوخ الحديث أبو محمد بن ماسي البغدادي ومخلد بن جعفر الباقرحي والعلامة أبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي شيخ نيسابور ووقع لنا الكثير من كتب أبي الشيخ رحمه الله تعالى أخبرنا أبو الفضل بن طارق انا أبو الحجاج الحافظ انا ناصر بن محمد انا جعفر بن عبد الواحد انا أبو طاهر محمد بن احمد انا عبد الله بن محمد أبو الشيخ نا أبو بكر احمد بن عمرو بن أبي عاصم نا أبو الوليد نا سلم بن زرير سمعت أبا رجاء العطاردي نا عمران بن حصين قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فادلج ليلتهم حتى إذا كان في وجه الصبح عرس رسول الله صلى الله عليه و سلم فغلبتهم اعينهم حتى ارتفعت الشمس الحديث
897 - الإسماعيلي الامام الحافظ الثبت شيخ الإسلام أبو بكر احمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الإسماعيلي الجرجاني كبير الشافعية بناحيته ولد سنة سبع وسبعين ومائتين وسمع سنة تسع وثمانين وبعدها من إبراهيم بن زهير (3/947)
الحلواني وحمزة بن محمد الكاتب ويوسف بن يعقوب القاضي وأحمد بن محمد بن مسروق ومحمد بن يحيى المروزي والحسن بن علويه وجعفر بن محمد الفريابي ومحمد بن عبد الله الحضرمي وابن أبي شيبة ومحمد بن الحسن بن سماعه وأبي خليفة الجمحي وبهلول بن إسحاق الأنباري وعبدان وأبي يعلى وابن خزيمة وخلق وله معجم مروي وصنف الصحيح وأشياء كثيرة من جملتها مسند عمر رضي الله عنه هذبه في مجلدين طالعته وعلقت منه وابتهرت بحفظ هذا الامام وجزمت بان المتأخيرين على إياس من ان يلحقوا المتقدمين في الحفظ والمعرفة حدث عنه الحاكم البرقاني وحمزة السهمي وأبو حازم العبدوي والحسين بن محمد الباساني وأبو الحسن محمد بن علي الطبري والحافظ أبو بكر محمد بن إدريس الجرجاني وعبد الواحد بن منير المعدل وسبط الإسماعيلي أبو عمر وعبد الرحمن بن محمد الفارسي وخلق سواهم قال حمزة بن يوسف سمعت الدارقطني يقول كنت عزمت غير مرة ان ارحل الى أبي بكر الإسماعيلي فلم ارزق قال حمزة وسمعت أبا محمد الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول كان الواجب للشيخ أبي بكر ان يصنف لنفسه سننا ويختار ويجتهد فإنه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كتب ولغزارة علمه وفهمه وجلالته وما كان ينبغي له ان يتقيد بكتاب محمد بن إسماعيل فإنه كان أجل من ان يتبع غيره أو كما قال قال الحاكم كان الإسماعيلي واحد عصره وشيخ المحدثين والفقهاء اجلهم في الرياسة (3/948)
والمروءة والسخاء ولا خلاف بين علماء الفريقين وعقلائهم فيه قال حمزة السهمي سالني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن الإسماعيلي وسيرته وتصانيفه فكنت أخبره بما صنف من الكتب وجمع من المسانيد والمقلين وتخريجه على كتاب البخاري وجميع سيرته فيعجب من ذلك وقال لقد كان رزق من العلم والجاه والصيت الحسن قال حمزة وسمعت جماعة منهم الحافظ بن المظفر يحكون جودة قراءة أبي بكر وقالوا كان مقدما في جميع المجالس كان إذا حضر مجلسا لا يقرأ غيره قلت وقال أبو بكر في معجمه كتبت في صغري الإملاء بخطي في سنة ثلاث وثمانين ومائتين ولي يومئذ ست سنين فهذا يدلك على ان أبا بكر حرص عليه أهله في الصغر وقد أخذ عنه الفقه ولده أبو سعد وعلماء جرجان أخبرنا إسماعيل بن عميرة المقدسي انا أبو محمد الفقيه انا مسعود بن عبد الواحد انا صاعد بن سيار انا علي بن محمد الجرجاني انا حمزة بن يوسف الحافظ انا الإسماعيلي قال اعلموا رحمكم الله ان مذهب أهل الحديث الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وقبول ما نطق به كتاب الله وما صحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا معدل عن ذلك ويعتقدون ان الله مدعو بأسمائه الحسنى موصوف بصفاته التي وصف بها نفسه ووصفه بها نبيه خلق آدم بيده ويداه مبسوطتان بلا اعتقاد كيف واستوى على العرش بلا كيف وذكر سائر الاعتقاد قال القاضي أبو الطيب الطبري رحلت قاصدا الى أبي بكر وهو حي (3/949)
فمات قبل ان ألقاه قال حمزة وسمعته يقول لما ورد نعي محمد بن أيوب الرازي بكيت وصرخت ومزقت القميص ووضعت التراب على رأسي فاجتمع علي أهلي وقالوا ما أصابك قلت نعي الى محمد بن أيوب منعتموني الارتحال اليه قال فسلوني واذنوا لي في الخروج واصحبوني خالي الى نسا الى الحسن بن سفيان ولم يكن هاهنا شعرة وأشار الى وجهه قلت كان موت محمد بن أيوب بن الضريس في سنة أربع وتسعين ولا يسد مسده الحسن في العلو نعم لقي بالعراق نظراءه قال وخرجت الى العراق في سنة ست وتسعين في صحبة بعض اقربائي وقال حمزة السهمي سمعت الإسماعيلي كتبت بخطي عن احمد بن خالد الدامغاني املاء في سنة ثلاث وثمانين ومائتين وانا بن ست سنين ولا اذكر صورته قلت قد جمع مع إمامته في علم الحديث والفقه رفعة الأسانيد والتفرد ببلاد العجم وقال حمزة مات في رجب في غرته من سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة عن أربع وتسعين سنة قلت وفيها مات شيخ القراء أبو العباس الحسن بن سعيد المطوعي بأصطخر عن مائة وسنتين ومفتي القيروان أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن التبان المالكي والعلامة القدوة أبو زيد محمد بن احمد المروزي شيخ الشافعية والقدوة أبو عبد الله محمد بن خفيف الصوفي شيخ بلاد فارس (3/950)
رحمة الله عليهم أجمعين أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن العدل انا أبو محمد بن قدامة سنة ست عشرة وست مائة انا محمد بن عبد الباقي انا أبو الفضل بن خيرون ح وأخبرنا إسماعيل انا أبو محمد انا يحيى بن ثابت بن بندار انا أبي قالا انا أبو بكر البرقاني نا أبو بكر الإسماعيلي نا محمد بن يحيى بن سليمان نا عاصم بن علي نا شعبة عن الحكم عن ذر عن عبد الرحمن بن ابزى قال جاء رجل الى عمر فقال اني اجنبت فلم أجد الماء فقال عمار بن ياسر اما تذكر انا كنا في سرية فاجنبت انا وأنت فاما أنت فلم تصل واما انا فتمعكت في التراب وصليت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال إنما كان يكفيك هكذا وضرب بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه أخرجه الشيخان من وجوه عن شعبة هكذا ورواه النضر بن شميل عن شعبة عن الحكم ويقول الحكم فيه وقد سمعته من بن عبد الرحمن بن ابزى وزاد فيه فقال عمر اتق الله يا عمار فقال يا أمير المؤمنين ان شئت لما جعل الله علي من حقك لا أحدث به أحدا قال بعضهم كيف ساغ لعمار ان يقول مثل هذا افيحل له كتمان العلم والجواب ان هذا ليس من كتمان العلم فإنه حدث به واتصل ولله الحمد بنا وحدث في مجلس أمير المؤمنين وانما لاظف عمر بهذا لعلمه بأنه كان ينهى عن الإكثار من الحديث خوف الخطاء ولئلا يتشاغل الناس به عن القرآن (3/951)
898 - السبيعي الحافظ العلامة أبو محمد الحسن بن احمد بن صالح الهمذاني السبيعي الحلبي واليه ينسب ردب السبيعي الذي بحلب سمع محمد بن حبان البصري وعبد الله بن ناجية وقاسم بن زكريا المطرز وعمر بن محمد الكاغذي ومحمد بن جرير الطبري وأحمد بن هارون البرديحي وعمر بن أيوب السقطي وطبقتهم روى عنه الدارقطني وأبو محمد عبد الغني الأزدي وأبو بكر البرقاني وأبو طالب بن بكير وأبو نعيم الحافظ وأبو العلاء الواسطي والشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الشيعي وآخرون وكان عسرا في الرواية زعر الأخلاق من أئمة هذا الشأن على تشيع فيه وثقه أبو الفتح بن أبي الفوارس قال بن أسامة الحلبي لو لم يكن للحلبيين من الفضيلة الا الحسن بن احمد السبيعي لكفاهم كان وجيها عند الملك سيف الدولة وكان يزور السبيعي في داره قال وصنف له كتاب التبصرة في فضل العترة المطهرة وكان له بين العامة سوق قال وهو الذي وقف حمام السبيعي على العلوية قال جعفر بن أبي الحسن الهمداني انا أبو طاهر السلفي انا أبو غالب محمد بن الحسن وجماعة قالوا انا أبو طالب محمد بن الحسين بن احمد بن بكير انا الحسن بن احمد السبيعي الحافظ بقراءة الدارقطني انا محمد بن حبان (3/952)
انا سليمان الشاذكوني انا عيسى بن يونس عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن صيد البازي فقال إذا امسك عليك فكل قال الحاكم سألت السبيعي عن حديث إسماعيل بن رجاء فقال له قصة قرأ علينا بن ناجية منسد فاطمة بنت قيس فدخلت على الباغندي فقال من أين جئت قلت من مجلس بن ناجية قال فما قرأ قلت أحاديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس فقال مر لكم حديث إسماعيل بن رجاء عن الشعبي فنظرت في الجزء فلم أجده فقال اكتب ذكر أبو بكر بن أبي شيبة فقلت عمن ومنعته التدليس فقال حدثني محمد بن عبيدة الحافظ انا محمد بن امعلى الأثرم انا أبو بكر محمد بن بشر العبدي عن مالك بن مغول عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة قصة الطلاق والسكنى والنفقة ثم انصرفت الى حلب وكان عندنا بغدادي فذكرت له هذا فخرج الى الكوفة وذاكر بن عقدة فكتب عنه هذا الحديث عني عن الباغندي ثم اجتمعت مع فلان يعني الجعابي فذاكرته بهذا فلم يعرفه ثم اجتمعنا بعد سنين بدمشق فاستعادني إسناده تعجبا ثم اجتمعنا ببغداد فذكرنا هذا الباب فقال ثناه علي بن إسماعيل الصفار انا أبو بكر الأثرم انا بن أبي شيبة ولم يدر ان الأثرم هذا غير ذاك فذكرت قصتي لفلان المفيد واتى عليه سنون فحدث بالحديث عن الباغندي ثم قال السبيعي المذاكرة تكشف عوار من لا يصدق قال الخطيب كان أبو محمد السبيعي ثقة (3/953)
حافظا مكثرا عسرا في الرواية ولما كان بأخرة عزم على التحديث والاملاء فتهيأ لذلك فمات وحدثت عن الدارقطني قال سمعت أبا محمد السبيعي يقول قدم علينا الوزير بن حنزابة الى حلب فتلقاه الناس فعرف اني محدث فقال لي تعرف إسنادا فيه أربعة من الصحابة فذكرت له حديث عمر في العمالة فعرف لي ذلك وصارت لي به عنده منزلة قلت هذه الحكاية سمعها الحافظ عبد الغني بن سعيد من الدارقطني ومات أبو محمد السبيعي في سابع ذي الحجة من سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة قرأت على إسحاق بن طارق انا يوسف بن خليل انا خليل بن بدر ح وانبأنا احمد بن سلامة أنبأنا يوسف بن خليل انا أبو علي الحداد انا أبو نعيم الحافظ نا الحسن بن احمد بن صلاح السبيعي نا احمد بن الصقر بن ثوبان نا محمد بن موسى الحرشي نا عمر بن سنان حدثنا يونس بن عيبد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تغسل راس رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو معتكف يصغي رأسه إليها في حجرتها وهي حائض
899 - الآبري الحافظ الامام أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري السجستاني مصنف كتاب مناقب الشافعي وآبر قرية من قرى سجستان رحل وسمع أبا العباس السراج وأبا بكر بن خزيمة وأبا عروبة الحراني ومحمد (3/954)
بن يوسف الهروي ومكحولا البيروتي ومحمد بن الربيع الجيزي وطبقتهم حدث عنه علي بن بشري الليثي ويحيى بن عمار السجستاني وجماعة مات في شهر رجب سنة ثلاث وستين وثلاث مائة وهو في عشر الثمانين أخبرنا أبو علي الأمين انا عبد الله بن عمر انا عبد الأول انا عبد الله بن محمد انا أبو يعقوب والحسن بن يحيى قالا انا محمد بن خلاد بن جعفر السجستاني انا محمد بن الحسين الآبري نا أبو عروبة نا المسيب بن واضح نا خلف بن تميم قال قال رجل لسفيان ذهب الناس وبقينا على حمر دبرة فقال سفيان ما أحسن حالها ان كانت على الطريق أخبرنا احمد بن هبة الله انا عبد الرحيم بن أبي سعد إجازة انا هبة الرحمن بن القشيري انا مسعود بن ناصر الركاب انا علي بن بشري الليثي بقراءتي انا محمد بن الحسين بن إبراهيم لفظا سنة سبع وخمسين وثلاث مائة نا عبد الملك بن محمد بجرجان نا عمار بن رجاء نا أبو داود الحفري عن سفيان عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد عن سمرة ان النبي صلى الله عليه و سلم خطب حين انكسفت الشمس فقال اما بعد
900 - الماسرجسي الحافظ البارع أبو علي الحسين بن محمد بن احمد بن محمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي النيسابوري صاحب المسند الأكبر (3/955)
سمع جده احمد بن محمد وأبا بكر بن خزيمة وأبا العباس السراج وابن الشرقي فمن بعدهم بخراسان ومصر والشام والعراق قال الحكم هو سفينة عصره في كثرة الكتابة ارتحل الى العراق في سنة إحدى وعشرين وأكثر المقام بمصر وصنف المسند الكبير مهذبا معللا في ألف جزء وثلاث مائة جزء وجمع حديث الزهري جمعا لم يسبقه أحد وكان يحفظه مثل الماء وصنف الأبواب والشيوخ والمغازي والقبائل وخرج على صحيح البخاري كتابا وعلى صحيح مسلم وادركته المنية قبل الحاجة الى إسناده ودفن علم كثير بدفنه وسمعته يقول سمعت أبي يقول سمعت مسلم بن الحجاج القشيري يقول صنفت هذا المسند يعني صحيحه من ثلاث مائة ألف حديث مسموعة وقال الحاكم في موضع آخر صنف أبو علي حديث الزهري فزاد على محمد بن يحيى الذهلي قال وعلى التخمين يكون مسنده بخطوط الوراقين في أكثر من ثلاث ألف جزء فعندي انه لم يصنف في الإسلام مسند أكبر منه وعقد أبو محمد بن زياد مجلسا عليه لقراءته وكان مسند أبي بكر الصديق بخطه في بضعة عشر جزءا بعلله وشواهده فكتبه النساخ في نيف وستين جزءا مولده سنة ثمان وتسعين ومائتين وتوفي في تاسع رجب سنة خمس وستين وثلاث مائة وصلى عليه بن أخيه الفقيه أبو الحسن الماسرجسي
901 - الزعفراني الحافظ الامام أبو سعيد الحسين بن محمد بن علي الأصبهاني المعروف (3/956)
بالزعفراني سمع أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد والحسين بن علي بن زيد وطبقتهم روى عنه أبو بكر بن أبي علي وأبو نعيم وطائفة قال أبو نعيم كان بندار بلدنا في كثرة الأصول والحديث وكان صاحب معرفة واتقان صنف المسند والتفسير والشيوخ وأشياء توفي سنة تسع وستين وثلاث مائة وممن روى عن الزعفراني عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الكرخي يقع حديثه في الأربعين للرئيس الثقفي قرأت على احمد بن محمد الايمي مرات أخبركم يوسف بن خليل واجازه لي بن أبي الخير قالا انا مسعود الجمال سماعا ليوسف واجازة للآخر انا أبو علي المقرئ انا أبو نعيم الحافظ نا الحسين بن محمد نا الحسين بن علي بن زيد قال نا محمد بن عمرو بن حنان نا بقية عن أبي فروة الرهاوي عن مكحول عن شداد بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه و سلم حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف
902 - النقاش الحافظ الامام الجوال أبو بكر محمد بن علي بن حسن المصري نزيل تنيس ولد سنة اثنين وثمانين ومائتين وسمع محمد بن جعفر الامام نزيل دمياط والقاسم بن الليث الرسعني وأبا عبد الرحمن النسائي وأبا يعقوب المنجنيقي وعمر بن أبي غيلان البغدادي وأبا يعلى الموصلي وعبدان الأهوازي وجماهر بن محمد الزملكاني وطبقتهم وسمع النقاش أيضا (3/957)
من أبي العلاء محمد بن احمد بن جعفر الوكيعي والحسن بن الفرج الغزي وعبد الله بن إسحاق المدائني ارتحل اليه الدارقطني الى تنيس وكان منزويا بها فلهذا لم ينتشر حديثه روى عنه الدارقطني والحسين بن جعفر الكللي ويحيى بن علي بن الطحان وإبراهيم بن علي الغازي والحسن بن عمر بن جماعة الإسكندراني والقاضي علي بن الحسين بن جابر التنيسي وآخرون وكان من علماء الحديث وهو راوي نسخة فليح التي سمعناها على أصحاب السخاوي توفي في رابع شعبان سنة تسع وستين وثلاث مائة رحمه الله تعالى أخبرنا احمد بن إبراهيم الخطيب ومحمد بن المظفر السقطي قالا انا علي بن محمد المقرئ انا أبو طاهر السلفي انا الخليل بن عبد الجبار بقزوين انا علي بن الحسين القاضي بتنيس انا أبو بكر محمد بن علي النقاش سنة ثمان وستين وثلاث مائة نا أبو صالح القاسم بن الليث نا المعافى بن سليمان الرسعني انا فليح بن سليمان عن نافع قال كان عبد الله يكثر الاهلال ويرفع صوته به ويقول ان من إكمال الحج رفع الصوت بالإهلال أخبرنا إسماعيل بن الفراء انا بن صباح انا بن رفاعة انا الخلعي انا الحسن بن جعفر الكللي نا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن التنيسي نا أبو بكر احمد بن محمد بن سلام نا الحسين بن بحر نا عون بن عمارة نا أبو العلاء واسمه عمرو بن العلاء نا بن سرح وهو صالح عن عمران بن حطان عن عائشة ان النبي صلى الله عليه و سلم قال يؤتى بالقاضي يوم القيامة (3/958)
فيلقى من الهول قبل الحساب ما يود لو انه لم يقض بين اثنين في تمرة عون ضعيف وصالح غير صالح لأنه خارجي
903 - الحسن بن رشيق الامام المحدث مسند بلده أبو محمد العسكري المصري المعدل حدث عن أبي عبد الرحمن النسائي وأحمد بن زغبة ومحمد بن عثمان بن سعيد السراج ومحمد بن رزيق بن جامع والمفضل بن محمد الجندي وأبي دجانة احمد بن إبراهيم المعافري وأحمد بن محمد بن عبد العزيز المعلم وأبي الزقزاق صاحب يحيى بن بكير وخلق كثير روى عنه الدارقطني وعبد الغني بن سعيد وأبو محمد بن النحاس وإسماعيل بن عمرو المقرئ ويحيى بن الطحان المؤرخ ومحمد بن المغلس الداودي ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر وعلي بن ربيعة التميمي وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي ومحمد بن الحسين الطفال وخلق من المصريين والمغاربة قال أبو القاسم بن الطحان في تاريخه روى عن خلق لا أستطيع ذكرهم فما رأيت عالما أكثر حديثا منه قال لي ولدت في صفر سنة ثلاث وثمانين ومائتين ومات في جمادى الآخرة سنة سبعين وثلاث مائة قلت وفيها مات عالم الحنفية وصاحب التصانيف أبو بكر احمد بن علي الرازي صاحب أبي الحسن الكرخي يروى في كتبه عن الأصم وابن قانع والمحدث المسند أبو سهل بشر بن احمد الإسفراييني عن نيف وتسعين سنة وشيخ العربية بحلب أبو عبد الله الحسين بن احمد بن خالويه (3/959)
ومسند أصبهان المقرئ الامام أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القباب وصاحب اللغة أبو منصور محمد بن احمد بن الأزهر بن طلحة الأزهري الهروي صاحب التهذيب أخبرنا أبو علي بن الخلال انا مكرم القرشي انا حمزة بن أسد انا سهل بن بشر الإسفراييني سنة تسع وسبعين وأربع مائة انا محمد بن الحسين الطفال نا الحسن بن رشيق نا علي بن سعيد بن بشير نا عبد العزيز بن يحيى نا سليمان بن بلال عن محمد بن عقبة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج الدجال على حمار اقمر ما بين اذنيه سبعون باعا ومعه سبعون ألف يهودي عليهم الطيالسة الخضر حتى ينزلوا كوم أبي الحمراء
904 - غندر الحافظ الامام أبو بكر محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي الوراق سمع الحسن بن علي المعمري وأبا بكر بن الباغندي وأبا عروبة الحراني وأبا الجهم المشغراني وأبا جعفر الطحاوي وطبقتهم بالعراق والشام والجزيرة ومصر حدث عنه الحاكم وابن جميع الصيداوي وأبو عبد الرحمن السلمي وعمر بن أبي سعد الهروي وأبو نعيم الأصبهاني وآخرون قال الحاكم أقام عندنا سنين يفيدنا وخرج الى افراد الخراسانيين ممن حدثني في سنة ست وستين ثم دخل الى أرض الترك وكتب من الحديث (3/960)
ما لم يتقدمه فيه أحد كثرة ثم استدعى من مرو الى الحضرة ببخارى ليحدث بها فأدركه أجله في المفازة سنة سبعين وثلاث مائة أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد القيسي وغيره إجازة عن الكندي سماعا انا أبو منصور الشيباني انا أبو بكر الخطيب انا أبو نعيم الحافظ نا أبو بكر محمد بن جعفر بن حسين غندر قدم علينا نا الحافظ أبو علي محمد بن سعيد بالرقة انا عبد الله بن محمد بن عيشون نا محمد بن سليمان بن أبي داود نا داود بن الزبرقان عن مطر الوراق عن هارون بن عنترة عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ذهاب البصر مغفرة للذنوب وذهاب السمع مغفرة للذنوب وما نقص من الجسد فعلى قدر ذلك غريب جدا فاما غندر الأول فقد ذكر مع يحيى القطان وذويه واما غندر الثالث فهو صوفي محدث جوال لقي الجنيد وطبقته وكتب الحديث وسكن مصر وهو الشيخ أبو الطيب محمد بن جعفر بن دران البغدادي غندر سمع أبا خليفة الجمحي وإبراهيم بن عبد الله المخزومي وأبا يعلى الموصلي حمل عنه الدارقطني وأبو حفص الكتاني وطائفة سواهما توفي سنة سبع وخمسين وثلاث مائة أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي انا الحسن بن يحيى المخزومي انا عبد الله بن رفاعة انا علي بن الحسن القاضي انا عبد الرحمن بن عمر البزاز نا محمد بن جعفر بن دران انا الحسن بن الطيب نا قتيبة نا معلى بن هلال عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله (3/961)
صلى الله عليه و سلم لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق هذا حديث غر صحيح ومعلى متهم بالكذب وباغض الشيخين معثر لا خير فيه واما غندر الرابع فهو أبو علي محمد بن جعفر وذكره الخطيب ولم يؤرخه حدث عنه احمد بن الفرج بن حجاج وابن جميع الصيداوي وكان موصوفا بالحفظ وعندي انه شيخ أبي نعيم الحافظ المذكور أخبرنا عمر بن غدير انا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي حضورا انا بن المسلم الفقيه انا أبو نصر الخطيب انا أبو الحسين الغساني نا محمد بن جعفر الحافظ غندر انا الحسن بن شبيب انا هدبة انا حماد عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم أمر بالمضمضة والاستنشاق اما غندر الخامس فهو شيخ قديم الوفاة وهو أبو الحسين محمد بن جعفر بن عبد الرحمن الرازي غندر نزيل طبرستان روى عن أبي حاتم الرازي وعلي بن الحسين بن الجنيد الحافظين ومحمد بن أيوب البجلي أخبرنا أبو المعالي احمد بن إسحاق انا عبد السلام بن أبي الفرج السرفولي حضورا انا شهردار بن شيرويه الديلمي انا أبو بكر احمد بن عمر البيع (3/962)
انا حميد بن مأمون انا احمد بن عبد الرحمن الحافظ انا محمد بن جعفر بن حمويه بالري نا محمد بن جعفر بن عبد الرحمن غندر الرازي سنة ثلاثين وثلاث مائة حدثنا محمد بن أيوب ح وأنبأنا بعلو عبد الرحمن بن محمد الفقيه وجماعة قالوا انا عمر بن محمد المعلم انا هبة الله بن الحصين انا أبو طالب محمد بن محمد انا أبو بكر الشافعي نا محمد بن غالب قالا انا يحيى بن هاشم نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يحب الحلواء والعسل رواه جماعة عن هشام بن عروة ويحيى ليس بثقة اما غندر السادس فهو محمد بن جعفر البغدادي أبو بكر الفامي يعرف بغندر ذكره الخطيب فقال انا بشري بن عبد الله الرومي نا أبو بكر محمد بن جعفر غندر مولى فاتن المقتدري سنة ستين وثلاث مائة نا ابو شاكر مسرة بن عبد الله فذكر حديثا منكرا ثم قال الخطيب ومسرة ذاهب الحديث اما غندر السابع فهو أبو بكر محمد بن جعفر بن العباس النجار غندر سمع بن المجدر وأبا محمد بن صاعد وأبا حامد الحضرمي روى عنه الحسن بن محمد الخلال وقال في ما حكاه الخطيب عنه كان يلقب غندر أو يحفظ القرآن الى ان قال وتوفي في المحرم سنة سبع وتسعين وثلاث مائة اما غندر الثامن فهو احمد بن آدم الجرجاني الخلنجي غندر يروي عن بن (3/963)
المديني وغيره اما غندر التاسع فهو محمد بن المهلب الحراني أبو الحسين خال الشيرازي لقبه غندر قال بن عدي كان يكذب لقي النفيلي عاشرهم محمد بن يوسف بن بشير الهروي قيل ان الخطيب ذكر انه يلقب بغندر
905 - الغزال الحافظ الامام المقرئ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد الأصبهاني صاحب التصانيف في القراءات والوقف والابتداء وفي الحديث سمع محمد بن علي الفرقدي وعبدان الأهوازي ومحمد بن زبان المصري وعلي بن احمد بن عجلان والقاسم بن عيسى العطار الدمشقي وطبقتهم حدث عنه أبو سعد الماليني وعبد العزيز بن احمد بن فاذويه وأبو نعيم الحافظ وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو بكر احمد بن محمد الحارث الأديب وآخرون قال أبو نعيم هو أحد من يرجع الى حفظه ومعرفته وله مصنفات مات في آخر ربيع سنة تسع وستين وثلاث مائة قرأت على الحسن بن علي أخبركم جعفر الهمداني عن أبي طاهر الحافظ انا احمد بن عبد الله الخرقي انا عبد العزيز بن احمد بن فاذويه نا الحافظ محمد بن عبد الرحمن الغزال نا محمد بن مخلد نا إسماعيل بن عمرو البجلي (3/964)
نا إسماعيل بن زكريا وحبان بن علي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال تذاكروا الحديث لا يتفلت منكم انه ليس بمنزلة القرآن ان القرآن محفوظ مجموع وانكم ان لم تذاكروا الحديث تفلت منكم ولا يقولن أحدكم حدثت أمس ولا أحدث اليوم بل حدث أمس وحدث اليوم وحدث غدا عندي للغزال حديث في سفينة خميس حرا للسبط
906 - بن السقاء الحافظ الامام محدث واسط أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي سمع أبا خليفة الجمحي وإسحاق بن خالويه البابسيري وزكريا الساجي وأبا يعلى الموصلي ومحمود بن محمد الواسطي وأحمد بن يحيى التستري الحافظ وطبقتهم روى عنه الدارقطني وأبو الفتح يوسف القواس وأبو العلاء محمد بن علي القاضي وعلي بن احمد الرزاز وعلي بن عبد الصمد بن عبيد الله الهاشمي الخطيب والقاضي أبو جعفر محمد بن إسماعيل العلوي وأبو نصر علي بن سعيد بن علي الشافعي المتوفي سنة خمس وأربعين وأربع مائة خاتمة اصحابه وأبو نعيم الأصبهاني وآخرون قال أبو العلاء سمعت بن المظفر والدارقطني يقولان لم نر مع بن السقاء كتابا وانما حدثنا حفظا وقال علي بن محمد الطيب الجلابي في تاريخه بن السقاء من أئمة الواسطيين والحفاظ المتقنين توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة (3/965)
أخبرنا احمد بن عبد الحميد انا عبد الله بن احمد الفقيه سنة ثمان عشرة وست مائة انا علي بن بعونا انا أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري انا احمد بن مظفر العطار نا عبد الله بن محمد بن عثمان نا أبو خليفة نا مسدد نا أبو عوانة عن زيد بن جبير سألت بن عمر قلت من أين يجوز ان اعتمر قال فرضها رسول الله صلى الله عليه و سلم لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن قال السلفي سألت الحافظ خميسا الحوزي عن بن السقاء فقال هو من مزينة مضر ولم يكن سقاء بل لقب له من وجوه الواسطيين وذوي الثروة والحفظ رحل به أبوه فأسمعه من أبي خليفة وأبي يعلى وابن زيدان البجلي والمفضل بن الجندي وبارك الله في سنه وعلمه واتفق انه أملى حديث الطير فلم تحتمله نفوسهم فوثبوا به واقاموه وغسلوا موضعه فمضى ولزم بيته فكان لا يحدث أحدا من الواسطيين فلهذا قل حديثه عندهم وتوفي سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة حدثني ذلك شيخنا أبو الحسن المغازلي
907 - عمر بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران الحافظ أبو حفص السكري أخو جد أبي الحسين بن بشران سمع احمد بن الحسن الصوفي وعبد الله بن زيدان البجلي والبغوي وطبقتهم قال الخطيب ثنا عنه البرقاني وسألته عنه فقال ثقة ثقة كان حافظا عارفا كثير الحديث وبقي الى سنة سبع وستين وثلاث مائة (3/966)
908 - الأزدي الحافظ العلامة أبو الفتح محمد بن الحسين بن احمد بن عبد الله بن بريدة الموصلي نزيل بغداد حدث عن أبي يعلى ومحمد بن جرير والباغندي وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأبي عروبة الحراني وطبقتهم وعنه إبراهيم بن عمر البرمكي وأبو نعيم الحافظ وأحمد بن الفتح بن فرغان وآخرون قال الخطيب كان حافظا صنف في علوم الحديث وسألت البرقاني عنه فضعفه حدثني النجيب عبد الغفار الأرموى قال رأيت أهل الموصل يوهنونه ولا يعدونه شيئا قلت له مصنف كبير في الضعفاء وهو قوى النفس في الجرح وهاه جماعة بلا مستند طائل مات في سنة أربع وسبعين وثلاث مائة أخبرنا أبو المعالي محمد بن عبد السلام بن مطهر بن القاضى أبي سعيد بن أبي عصرون التميمي الشافعي انا أبي الفقيه أبو العباس سنة أربع وعشرين وست مائة انا جدي ح وانا أبو المعالي انا عبد الرحمن بن أبي القاسم الصوري انا القاضى كمال الدين محمد بن عبد الله الشهرزوري قالا انا علي بن احمد بن طوق التغلبي انا أبو الحسن احمد بن الفتح الموصلي نا محمد بن الحسين الأزدي نا محمد بن جرير الطبري نا محمد بن مرزوق نا أشعث بن شبيب عن أبي سليمان الكوفى عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان من كفارة الغيبة ان تستغفر لمن اغتبته تقول اللهم اغفر لنا وله هذا حديث منكر وأبو سليمان هو داود بن عبد الجبار (3/967)
قال بن معين ليس بثقة
909 - حسينك الحافظ الإمام النبيل أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي النيسابوري ويعرف أيضا بابن منينة وهو بحسينك أشهر من كبار أهل خراسان كان يبعثه بن خزيمة إذا تخلف عن مجلس السطان لينوب عنه وكان يعزه ويقدمه على أولاده سمع بن خزيمة والعباس الثقفي وعمر بن أبي غيلان وأبا القاسم البغوي وعبد الله بن زيدان البجلي وطبقتهم حدث عنه الحاكم وأبو بكر البرقاني وأبو حفص بن مسرور وأبو سعيد الكنجرودي وعدة قال الخطيب كان ثقة حجة وقال الحاكم الغالب على سماعه الصدق وهو شيخ العرب في بلدنا ومن ورث الثروة والقديمة وسلفه جملة صحبته حضرا وسفرا فما رأيته ترك قيام الليل من نحو ثلاثين سنة فكان يقرأ كل ليلة سبعا وكانت صدقاته دراة سرا وعلانية اخرج مرة عشرة من الغزاة بآلتهم بدلا عن نفسه ورابط غير مرة وأول سماعه في سنة خمس وثلاث مائة قال الخطيب مات في ربيع الآخر سنة خمس وسبعين وثلاث مائة قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا أبو القاسم المستلمي أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو أحمد التميمي (3/968)
نا أبو قريش محمد بن جمعة نا أبو سعيد الأشج حدثني عقبة بن خالد عن أبي سعد البقال عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال حين يمسي رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا كان حقا على الله أن يرضيه غريب تفرد به عقبة فأخرجه الترمذي من حديثه وحسنه
910 - بن مهران الحافظ الإمام الزاهد القدوة شيخ الإسلام أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران البغدادي سمع أبا القاسم بالبغوي والباغندي وأبا عروبة الحراني وابن جوصاء الدمشقي وابن صاعد وأبا حامد بن بلال وخلقا من الخراسانيين والشاميين ثم دخل بخارى وسمرقند فسكن هناك نحوا من ثلاثين سنة وصنف المسند الكبير على الرجال روى عنه الحاكم وأبو العلاء الواسطي وعلي بن محمد الحذاء وأحمد بن محمد الكاتب وآخرون قال بن أبي الفوارس صنف أبو مسلم أشياء كثيرة وكان ثقة زاهد ما رأيت مثله قال الخطيب جمع أحاديث المشايخ والأبواب وكان متقنا حافظا مع ورع وزهد وتدين ذكره أبو العلاء يوما فأطنب في وصفه وقال كان الدارقطني والشيوخ يعظمونه وقال الحاكم دخلت مرو وما وراء النهر ولم القه وفي سنة خمس وستين في الحج طلبته في القوافل فأخفى نفسه فحججت سنة سبع وستين وعندي أنه بمكة فقالوا هو ببغداد فاستوحشت من ذلك وتطلبته فلم أظفر به (3/969)
ثم قال لي أبو نصر الملاحمي ببغداد هنا شيخ من الأبدال تشتهي إن تراه قلت بلى فذهب بي فأدخلني خان الصباغين فقالوا اخرج فقال أبو نصر تجلس في هذا المسجد فإنه يجيء فقعدنا وأبو نصر لم يذكر لي من الشيخ فأقبل أبو نصر ومعه شيخ نحيف ضعيف برداء فسلم علي فاتهمت أنه أبو مسلم الحافظ فبينا نحن نحدثه قلت له وجد الشيخ هاهنا من أقاربه أحدا قال الذين أردت لقاءهم انقرضوا فقلت هل خلف إبراهيم ولدا أعني أخاه إبراهيم الحافظ فقال ومن أين عرفت أخي فسكت فقال لأبي نصر من هذا الكهل قال أبو فلان فقام إلي وقمت إليه وشكا شوقه وشكوت مثله فاشتفينا من المذاكرة وجالسته مرارا ثم ودعته يوم خروجي فقال يجمعنا الموسم فإن علي أن أجاور بمكة ثم حج سنة ثمان وستين وجاور إلى أن مات وكان يجتهد ألا يظهر لحديث ولا لغيره قلت توفي سنة خمس وسبعين وثلاث مائة أنبأنا المسلم بن محمد أنا الكندي أنا الشيباني أنا أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن علي المقرئ أنا أبو مسلم بن مهران نا عبد المؤمن بن خلف سمعت صالح بن محمد سمعت أبا زرعة يقول كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث إبراهيم بن الفراء وابن أبي شيبة عبد الله وفيها توفي الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري النيسابوري المحدث وأبو عبد الله الحسين بن محمد عبيد العسكري الدقاق ببغداد وأبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي البغدادي وشيخ الشافعية ببغداد وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الداركي ومحدث بغداد ومسندها (3/970)
الإمام أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات البغدادي عن تسعين سنة وكان يحتمل أن يذكر في الحفاظ وشيخ مالكية العراق القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري وهو في عشر التسعين ومحدث الشام القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي وقد قارب تسعين سنة وأبو الليث نصر بن محمد السمرقندي الفقيه الحنفي صاحب تنبيه الغافلين
911 - بن حرارة الحافظ العلامة الجوال أبو الحسن محمد بن المحدث أحمد بن علي بن أسد البرذعي الأسدي قال الخليلي أحمد يعرف أبوه بحرارة وابنه محمد ارتحل إلى العراق ومصر والشام وسمع حامد بن شعيب والبغوي وابن جوصاء وعبد الله بن وهب الدينوري وطبقتهم إلى أن قال ورد قزوين والري فروى من حفظه زيادة على ثلاثين ألف حديث ولم يكن معه ورقة وفي أماليه غرائب وكلام يستفاد حدث عنه شيوخنا ومات بقزوين سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة وروى الخليلي عن الحسن بن جعفر الطيبي عنه
912 - الغطريفي الحافظ المتقن الإمام أبو أحمد محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم بن السري بن الغطريف بن الجهم الغطريفي العبدي الجرجاني الرباطي مصنف الصحيح على المسانيد سمع أبا خليفة حتى استوعب ما عنده والحسن (3/971)
بن سفيان وعمران بن موسى بن مجاشع وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وابن ناجية وابن خزيمة وطبقتهم حدث عنه ورفيقه أبو بكر الإسماعيلي في صحيحه بأكثر من مائة حديث فمرة يقول نا محمد بن أحمد العبدي والعبقسي ومحمد بن أبي حامد وكان أبو أحمد من علماء المحدثين ومتقنيهم صواما قواما صالحا ثقة قال الخليلي كان أمير الغزاة بدهستان وصنف على صحيح البخاري حدث عنه حمزة بن يوسف السهمي وأبو نعيم الأصبهاني والقاضي أبوالطيب الطبري والسري بن إسماعيل بن أبي بكر الإسماعيلي مات أبو أحمد سنة سبع وسبعين وثلاث مائة رحمة الله عليه أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه وغيره إجازة قالوا أنا عمر بن محمد المؤدب أنا أحمد بن محمد بن ملوك الوراق ومحمد بن عبد الباقي البزاز قالا أنا طاهر بن عبد الله الفقيه نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة نا أبو خليفة نا عثمان بن الهيثم نا عوف عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو كان العلم معلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس توفي مع أبي أحمد في السنة أبيض بن محمد بن أبيض الفهري خاتمة أصحاب النسائي بمصر وشيخ العربية أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي صاحب التصانيف وله تسع وثمانون سنة ومحدث بغداد أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الثقفي الوراق عن خمس (3/972)
وتسعين سنة وشيخ القراء بالأندلس أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الأنطاكي الشافعي ومسند بخارى أبو عمرو محمد بن صابر البخاري المؤذن آخر من حدث عن صالح بن محمد الحافظ رحمة الله عليهم
913 - بن المقرئ محدث أصبهان الامام الرحال الحافظ الثقة أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان الأصبهاني الخازن المشهور بابن المقرئ صاحب المعجم الكبير والأربعين حديثا سمع محمد بن نصير المديني ومحمد بن علي الفرقدي وعدة بأصبهان والصوفي وعمر بن أبي غيلان ببغداد وأبا يعلى بالموصل وعبدان بالأهواز وأبا عروبة بحران ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان وعبد الله بن زيدان بالكوفة وأحمد بن يحيى الحافظ بتستر وإسحاق بن احمد الخزاعي بمكة وعبد الله بن محمد بن سلم بالقدس وسعيد بن عبد العزيز بدمشق ومحمد بن المعافى بصيداه ومكحولا ببيروت ومأمون بن هارون بعكا ومحمد بن عمير بالرملة ومضاء بن عبد الباقي بإذنة وجعفر بن احمد بن سنان بواسط ومحمد بن علي بن روح بعسكر مكرم ومحمد بن تمام البهراني بحمص والحسين بن عبد الله القطان بالرقة ومحمد بن زبان بمصر ومحمد بن قربا بعسقلان وامما سواهم وهم في معجمه وقد صنف مسند أبي حنيفة وخرج لنفسه الفوائد حدث عنه أبو إسحاق بن حمزة وأبو الشيخ بن حيان وأبو بكر بن مردويه وحمزة السهمي وأبو نعيم (3/973)
وأبو طاهر بن عبد الرحمن وإبراهيم بن منصور سبط بحرويه ومنصور بن الحسين وأحمد بن محمود الثقفي وأحمد بن محمد بن النعمان الصائغ وخلق كثير قال بن مردويه هو ثقة مأمون صاحب أصول وقال أبو نعيم محدث كبير ثقة صاحب مسانيد سمع ما لا يحصى كثرة وقال أبو طاهر احمد بن محمود سمعت بن المقرئ يقول طفت الشرق والغرب أربع مرات وروى اثنان عن بن المقرئ قال مشيت بسبب نسخة مفضل بن فضالة سبعين مرحلة ولو عرضت علي خباز برغيف لم يقبلها وقال أبو طاهر بن سلمة سمعت بن المقرئ يقول دخلت بيت المقدس عشر مرات وحججت أربعا أقمت بمكة خمسة وعشرين شهرا وروي عن أبي بكر بن أبي علي قال كان بن المقرئ يقول كنت انا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينة فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت يا رسول الله الجوع فقال لي الطبراني اجلس فأما ان يكون الرزق أو الموت فقمت انا وأبو الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال شكوتموني الى النبي صلى الله عليه و سلم رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء اليكم وقد افرد الحافظ أبو موسى المديني ترجمة بن المقرئ فقال نا معمر بن الفاخر نا عمي سمعت أبا نصر بن أبي الحسن يقول سمعت بن سلامة يقول قيل للصاحب بن عباد أنت رجل معتزلي وابن المقرىء (3/974)
محدث وأنت تحبه قال لأنه كان صديق والدي وقيل مودة الآباء قرابة الأبناء ولاني كنت نائما فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم في النوم يقول لي أنت نائم وولي من أولياء الله على بابك فانتبهت فدعوت البواب وقلت من بالباب قال أبو بكر بن المقرئ قال أبو عبد الله بن مهدي سمعت بن المقرئ يقول مذهبي في الأصول مذهب احمد بن حنبل وأبي زرعة الرازي قلت سمع بن المقرئ في نحو من خمسين مدينة وقد انتقيت من معجمه أربعين حديثا بلدية له وكان خازن كتب الصاحب إسماعيل بن عباد ولم يقع لنا من عواليه بالإجازة سوى جزء مأمون الذي انفرد في الدنيا بعلوه أبو سعد المديني وعاش بن المقرئ ستا وتسعين سنة مات في شوال سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة وفيها مات شيخ القراء بنيسابور أبو بكر احمد بن الحسين بن مهران مصنف الغاية ومسند خراسان أبو محمد عبد الله بن احمد بن حمويه السرخسي راوي صحيح البخاري ومقرئ مصر أبو عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن الفرج بن الامام المصري وقاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن احمد بن معروف البغدادي ومسند العراق أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري العوفي صاحب جعفر الفريابي وشيخ القراء بقزوين علي بن احمد بن صالح القزويني خاتمة من روى عن يوسف بن عاصم الرازي عن ثمان وتسعين سنة وعالم المالكية وفقيههم بقرطبة أبو بكر محمد بن يبقى بن زرب القرطبي (3/975)
أخبرنا احمد بن هبة الله وسليمان بن قدامة وجماعة عن محمد بن عبد الواحد المديني انا إسماعيل بن علي الحمامي انا أبو مسلم محمد بن علي انا أبو بكر محمد بن إبراهيم انا أبو عروبة نا بندار نا عبد الوهاب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر ان النبي صلى الله عليه و سلم قضى باليمين مع الشاهد أخرجه الترمذي وابن ماجة عن بندار
914 - أبو احمد الحاكم محدث خراسان الامام الحافظ الجهبذ محمد بن محمد بن احمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي صاحب التصانيف وهذا هو الحاكم الكبير مؤلف كتاب الكنى سمع احمد بن محمد الماسرجسي ومحمد بن شادل وابن خزيمة والباغندي والبغوي والسراج ومحمد بن إبراهيم الغازي وعبد الله بن زيدان البجلي ومحمد بن الفيض الغساني وأبا عروبة الحراني وطبقتهم روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي ومحمد بن احمد الجارودي وأبو بكر احمد بن علي بن منجويه وأبو حفص بن مسرور ومحمد بن علي بن محمد الجصاص وصاعد بن محمد القاضي وأبو سعيد الكنجرودي وأبو عثمان البحيري الأصبهاني وخلق سواهم قال الحاكم هو امام عصره في هذه الصنعة كثير التصنيف مقدم في معرفة شروط الصحيح والاسامي والكنى طلب الحديث وهو بن نيف وعشرين سنة وسمع بالعراق والجزيرة والشام الى ان قال ولم يدخل مصر وكان مقدما في العدالة أولا ثم ولي القضاء سنة ثلاث (3/976)
وثلاثين الى ان قلد قضاء الشاش فحكم بها أربع سنين واشهرا ثم قلد قضاء طوس فكنت ادخل اليه والمصنفات بين يديه فيحكم ثم يقبل على الكتب ثم اتى نيسابور سنة خمس وأربعين ولزم مسجده ومنزله مفيدا مقبلا على العبادة والتصنيف واريد غير مرة على القضاء والتزكية فيستعفي وكف بصره سنة ست وسبعين ثم توفي وانا غائب في ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة وله ثلاث وتسعون سنة رحمة الله عليه قال الحاكم في تاريخه كان أبو احمد من الصالحين الثابتين على سنن السلف ومن المنصفين في ما يعتقده في أهل البيت والصحابة قلد القضاء في أماكن وصنف على كتابي الشيخين وعلى جامع أبي عيسى قال لي سمعت عمر بن علك يقول مات محمد بن إسماعيل ولم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والزهد والورع بكى حتى عمي قال الحاكم وصنف أبو احمد كتاب العلل والمخرج على كتاب المزني وكتابا في الشروط وصنف الشيوخ والأبواب الى ان قال وهو حافظ عصره بهذه الديار قال أبو عبد الرحمن السلمي سمعت أبا احمد الحافظ يقول حضرت مع الشيوخ عند أمير خراسان نوح بن نصر فقال من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصدقات فلم يكن أحد منهم يحفظه وكان علي خلقان وانا في آخر الناس فقلت لوزيره انا احفظه فقال هاهنا فتى من نيسابور يحفظه فقدمت فوقهم ورويت الحديث فقال الأمير مثل هذا لا يضيع فولاني قضاء الشاش (3/977)
وقال الحاكم تغير حفظه لما كبر ولم يختلط قط وسمعته يقول كنت بالري وهم يقرءون على بن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل فقلت لابن عبدويه الوراق هذه ضحكة اراكم تقرءون كتاب التاريخ للبخاري على شيخكم على الوجه وقد نسبتموه الى أبي زرعة وأبي حاتم فقال يا أبا احمد ان أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما تاريخ البخاري قالا هذا علم لا يستغنى عنه ولا يحسن بنا ان نذكره عن غيرنا فأقعدا عبد الرحمن يسألهما عن رجل بعد رجل وزادا فيه ونقصا وسمعته يقول سمعت أبا الحسين الغازي يقول سألت البخاري عن أبي غسان فقال عم تسأل عنه قلت شأنه في التشيع فقال هو على مذهب أئمة أهل بلده الكوفيين ولو رأيتم عبيد الله وأبا نعيم وجميع مشايخنا الكوفيين لما سألتمونا عن أبي غسان وسمعته يقول سمعت أبا الحسين الغازي سمعت عمرو بن علي سمعت يحيى بن سعيد يقول عجبا من أيوب السختياني يدع ثابتا البناني لا يكتب عنه قرأت على أبي الفضل احمد بن هبة الله بن تاج الأمناء عن عبد المعز بن محمد انا تميم بن أبي سعيد القصار انا أبو سعيد الكنجرودي سنة تسع وأربعين وأربع مائة انا أبو احمد محمد بن محمد الحافظ انا احمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي نا إسحاق الحنظلي انا عبد العزيز بن محمد نا عبيد الله عن نافع عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من اشرك بالله فليس بمحصن قال أبو احمد لا اعلم حدث به غير إسحاق عن الدراوردي عن عبيد الله (3/978)
وفي سنة ثمان وسبعين مات من كبار الشيوخ القاضي أبو القاسم بشر بن محمد بن محمد بن ياسين النيسابوري والقاضي العلامة أبو سعيد الخليل بن احمد السجزي الواعظ الحنفي قاضي سمرقند عن تسعين سنة الا سنة وشيخ الحنفية بما وراء النهر عبد الكريم بن محمد بن موسى البخاري الميغي الزاهد وميغ من قرى بخارى وشيخ المالكية بالعراق أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن الجلاب توفي كهلا وأسند من بقي بمصر أبو بكر عتيق بن موسى بن هارون الأزدي الحاتمي وعنده عن أبي الزقزاق الموطأ بسماعه من يحيى بن بكير ومحدث بغداد أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق صاحب الأمالي وصدر هراة ورئيسها أبو عبد الله محمد بن العباس بن أبي ذهل الضبي المحدث رحمة الله عليهم
915 - المفيد العالم الشهير محدث جرجرايا أبو بكر محمد بن احمد بن محمد بن يعقوب وصفه أبو نعيم الأصبهاني بالحفظ وارتحل اليه وقال الخطيب حدثني محمد بن عبد الله عنه انه قال موسى بن هارون سماني المفيد قلت فهذه العبارة أول ما استعملت لقبا في هذا الوقت قبل الثلاث مائة والحافظ أعلى من المفيد في العرف كما ان الحجة فوق الثقة وقال المحدث محمد بن احمد الروياني لم ار أحدا احفظ من المفيد وقال الماليني كان المفيد رجلا صالحا قلت لكنه متهم حدث عن احمد بن عبد الرحمن السقطي عن يزيد بن هارون ولا يدرى من ذا فكان يقول سمعت منه سنة خمس (3/979)
وتسعين روى موطا القعنبي عن الحسن بن عبيد الله عن القعنبي والآخر لعله ما وجدا ابدا وروى عن أبي شعيب الحراني ومحمد بن يحيى المروزي وعلي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وموسى بن هارون وخلائق وقد تجاسر البرقاني وأخرج عنه في صحيحه واعتذر بأن الحديث المذكور لم يسمعه من غيره وسئل عنه فقال ليس بحجة قد حدثنا بالموطأ عن رجل عن القعنبي فلما رجعت قال لي أبو بكر بن أبي سعد اخلف الله نفقتك فدفعت الموطأ الى بعض العامة واعطاني بدله بياضا قال أبو الوليد الباجي أبو بكر المفيد أنكرت عليه أسانيد ادعاها قلت آخر من حدث عنه الحسن بن غالب المقرئ أحد الضعفاء أيضا وعاش المفيد نيفا وتسعين سنة توفي سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة قرأت على احمد بن سباع انا عتيق بن أبي الفضل سنة إحدى وأربعين وست مائة انا أبو القاسم الحافظ انا أبو غالب بن البناء وأخوه يحيى قالا انا الحسن بن غالب المقرئ انا محمد بن احمد المفيد بجرجرايا املاء نا عثمان بن الخطاب سمعت عليا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار هذا مما لا افرح بعلوه لعلمي بان هذا الكذاب ما رأى عليا رضي الله عنه أصلا ولا والله رأى من رآه
916 - محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ الامام الثقة أبو الحسين البغدادي محدث العراق ولد سنة (3/980)
ست وثمانين ومائتين وأول ما سمع في سنة ثلاث مائة سمع احمد بن الحسن الصوفي وحامد بن شعيب وقاسم بن زكريا وعمر بن أبي غيلان والباغندي ومحمد بن جرير وعبد الله بن زيدان البجلي وأبا عروبة الحراني وعلي بن احمد علان ومحمد بن خريم الدمشقي والحسين بن محمد بن جمعة وطبقتهم بالعراق والجزيرة ومصر والشام وجمع والف وعن مضايق هذا الفن لم يتخلف روى عنه الدارقطني وابن شاهين وأبو الفتح بن أبي الفوارس والمالني والبرقاني وأبو نعيم والحسن بن محمد الخلال وعلي بن المحسن وعبد الوهاب بن برهان وأبو محمد الجوهري وخلق كثير يقال انه من ولد سلمة بن الأكوع وكان يقول لا اتيق ذلك قال الخطيب كان بن المظفر فهما حافظا صادقا وقال البرقاني كتب الدارقطني عن بن المظفر الوف حديث وقال بن أبي الفوارس سألت بن المظفر عن حديث الباغندي عن بن زيد المذاري عن عمرو بن عاصم فقال ما هو عندي قلت لعله عندك قال لو كان عندي لكنت احفظه عندي عن الباغندي مائة ألف حديث ما فيها هذا قال القاضي محمد بن عمر الداودي رأيت الدارقطني يعظم بن المظفر ويبجله ولا يسند بحضرته وقال الخطيب حدثني محمد بن علي الصوري حدثنا بعض الشيوخ انه حضر مجلس بن معروف القاضي فجاء أبو الفضل الزهري فقام بن المظفر عن مكانه واجلس الزهري وقال أيها القاضي هذا الشيخ من ولد عبد الرحمن (3/981)
بن عوف رضي الله عنه وهو محدث وآباؤه محدثون الى عبد الرحمن وقال ثنا والد هذا ونا فلان عن جد هذا محمد بن عبيد الله ونا فلان عن جدهم عبيد الله بن سعد ولم يزل يروي عن كل واحد من آبائه حديثا حتى انتهى الى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال السلمي سألت الدارقطني عن بن المظفر فقال ثقة مأمون فقلت يقال انه يميل الى تشيع فقال قليلا بمقدار ما لا يضر ان شاء الله وقال أبو الوليد الباجي بن المظفر حافظ فيه تشيع قال إبراهيم بن محمد الرعيني قدم علينا بن المظفر وكان احول أشج فحضر عند عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني فقال له ان هذا الذي تمله علينا هو عندنا كثير بالعراق نريد حديث مصر فكان ذلك مبدأ ما اخرج القزويني حديث عمرو بن الحارث فكان منه ما كان من نكير الناس عليه حتى قال الدارقطني وضع القزويني لعمرو أكثر من مائة حديث قال العتيقي توفي بن المظفر في يوم الجمعة في شهر جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاث مائة قلت وفيها مات امام اللغة بالأندلس أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي النحوي ومحدث دمشق الامام المفيد أبو سليمان محمد بن عبد الله بن احمد بن زبر الربعي صاحب الوفيات عنده عن البغوي ومحمد بن الفيض وأبو الحسين محمد بن النضر الموصلي بن النحاس راوي المعجم عن أبي يعلى الموصلي والمعمر أبو بكر هلال بن محمد بن محمد بن هلال الرأي (3/982)
البصري خاتمة من روى عن الكجي أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه كتابة انا عمر بن محمد انا احمد بن الحسن انا الحسين بن علي انا محمد بن المظفر نا محمد بن محمد بن سليمان نا عبد الحميد بن بيان نا هشيم عن شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سمع النداء فلم يجب الصلاة فلا صلاة له قلت لم يقل الا من عذر
917 - أبو حفص بن الزيات الحافظ الثقة المسند عمر بن محمد بن علي بن يحيى البغدادي الناقد سمع جعفر الفريابي وإبراهيم بن شريك وابن ناجية وأحمد بن الحسن الصوفي وعمر بن أبي غيلان وطبقتهم وطبقت ومن بعدهم وعنه البرقاني وأبو محمد الخلال وأبو القاسم التنوخي والجوهري وخلق قال البرقاني كان والله ثقة قديم السماع مصنفا وقال بن أبي الفوارس كان ثقة متقنا أمينا وقد جمع أبوابا وشيوخا وقال العتيقي مات في جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وثلاث مائة مولده سنة ست وثمانين ومائتين قال وكان ثقة صاحب حديث يحفظ أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه إجازة انا عمر بن محمد انا محمد بن عبد الباقي انا عمر بن الحسين الخفاف انا عمر بن محمد الزيات انا حمزة بن محمد الكاتب قراءة عليه نا نعيم بن حماد نا أبو أمية الثقفي عن سعيد (3/983)
المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بكر يوم الجمعة وابتكر وغسل واغتسل ومشى ولم يركب فدنا من الامام واستمع وانصت ولم يلغ حتى يصلي الجمعة كفاه الله ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام تفرد به أبو أمية وهو إسماعيل بن يعلى أحد الضعفاء وللمتن إسناد آخر صالح
918 - بن السمسار الحافظ الثقة المفيد محدث الشام أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين الدمشقي حدث عن محمد بن خريم وأحمد بن جوصاء وأبي الدحداح احمد بن محمد وعبد الله بن محمد السري الحمصي الحافظ وأبي الجهم بن طلاب وأبي عبد الله المحاملي وابن مخلد وطبقتهم حدث عنه تمام الرازي ومكي بن المعمر ومحمد بن عوف المزني وأخوه أبو الحسن محمد بن السمسار وآخرون قال عبد العزيز الكتاني كان ثقة نبيلا حافظا كتب القناطير وقال الميداني توفي في رمضان سنة ثلاث وستين وثلاث مائة
919 - بصلة هو الحافظ الامام أبو الحسين محمد بن محمد بن عبيد الله الجرجاني رحال جوال سمع عمران بن موسى بن مجاشع السختياني وابن خزيمة وابن جوصاء وأبا العباس السراج وطبقتهم وحدث بأماكن روى عنه أبو نعيم الحافظ وغيره لم أدر متى توفي وبقي الى بعد الستين وثلاثمائة (3/984)
920 - أحمد بن موسى بن عيسى الحافظ أبو الحسن بن أبي عمران الجرجاني الوكيل قال حمزة السهمي كان وكيلا على باب القضاة روى عن عمران بن موسى السختياني وأحمد بن محمد بن عبد الكريم وأحمد بن حفص السعدي وعبد الرحمن بن عبد المؤمن وطبقتهم وكان قد كتب الكثير من المسانيد والسنن والتواريخ وجمع الشيوخ والأبواب والطرق وكان له فهم ودراية روى مناكير عن شيوخ مجاهيل لم يتابعه عليها أحد فانكروا عليه وكذبوه وكان له أصول جياد عن السختياني وغيره سمعت أبا محمد المنيري يقول رايته في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي بكثرة كتبي الحديث والصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم مات في ذي القعدة سنة ثمان وستين وثلاث مائة قلت وفي نسخة سنة ثمان وسبعين فالله اعلم قلت وروى عنه أبو سعيد النقاش وحلف انه كان يضع الحديث
921 - صالح بن أحمد بن محمد بن احمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن هذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بن قيس الحافظ الكثير الصدق المعمر أبو الفضل التميمي الهمذاني السمسار حدث عن أبيه وعلي بن الحسن بن سعد ومحمد بن بلبل وأحمد بن محمد بن أويس ومحمد بن مراد بن حمويه والقاسم بن أبي صالح وعبد الرحمن بن أبي حاتم وعدة روى عنه طاهر بن ماهلة وأحمد بن عمر (3/985)
الزجاج وأحمد بن زنجويه العمري وطاهر بن احمد الامام وأحمد بن الحسين بن رسل وأبو الفتح بن أبي الفوارس وآخرون ذكره شيرويه في تاريخه فقال كان ركنا من أركان الحديث ثقة حافظا دينا لا يخاف في الله لومة لائم وله مصنفات غزيرة توفي في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاث مائة والدعاء عند قبره مستجاب وقال الخطيب كان حافظا فهما ثقة ثبتا صنف كتاب الطبقات للهمذانيين وكتاب سنن التحديث أخبرنا عنه محمد بن الفرج وعلي بن طلحة المقرئ قرأت على احمد بن عبد الكريم المحتسب انا نصر بن جزو انا أبو طاهر بن سلفة سمعت حمد بن نصر الحافظ سمعت علي بن حميد الذهلي سمعت طاهر بن عبد الله بن ماهلة الحافظ سمعت حمد بن عمر الزجاج يقول لما أملى صالح بن احمد الحافظ بهمذان كانت له رحى فباعها بسبع مائة دينار ونثرها على محابر أصحاب الحديث ومات مع صالح في السنة الأديب أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي صاحب الترسل والنظم والنثر ولم يسلم ومسند همذان أبو القاسم جبرائيل بن محمد بن سيدول المعدل سمع عن البغوي وأبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب الاصطخري ثم البغدادي والفقيه علي بن عبد الملك بن دهثم بنيسابور رويا عن أبي خليفة ولينا وصاحب التصانيف أبو الحسن علي بن عيسى الرماني النحوي صاحب بن دريد
922 - محمد بن احمد بن حماد بن سفيان محدث الكوفة ومفيدها أبو الحسن الكوفي الحافظ حدث عن (3/986)
عبد الله بن زيدان البجلي وعلي بن العباس المقانعي وطبقتهما وعمر دهرا روى عنه القاضي أبو العلاء الواسطي وأبو ذر عبد بن احمد الهروي وأحمد بن محمد العتيقي وآخرون مات أيضا في سنة أربع وثمانين وثلاث مائة انا الحسن بن علي انا جعفر بن منير انا أبو طاهر السلفي انا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخياط انا أبو القاسم بن بشران نا أبو الحسن محمد بن احمد بن حماد بن سفيان بالكوفة نا محمد بن الحسن الأنصاري نا القاسم بن خليفة نا سعيد يعني بن زكريا عن الزبير بن سعيد الهاشمي عن عبد الحميد بن سالم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء هذا حديث منكر والزبير ضعيف
923 - بن شاهين الحافظ الامام المفيد المكثر محدث العراق أبو حفص عمر بن احمد بن عثمان بن احمد البغدادي الواعظ المعروف بابن شاهين صاحب التصانيف سمع محمد بن محمد بن الباغندي ومحمد بن هارون بن المجدر وأبا خبيب العباس بن البرتي وشعيب بن محمد الذارع وأبا القاسم البغوي وأبا علي محمد بن سليمان المالكي وطبقتهم وله رحلة الى دمشق لقي فيها أبا إسحاق بن أبي ثابت وطبقته مولده سنة سبع وتسعين ومائتين وسمع سنة ثمان وثلاث مائة روى عنه أبو سعد الماليني وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم التنوخي وأبو محمد (3/987)
الخلال وأبو محمد الجوهري وأبو الحسين بن المهتدي بالله وخلق كثير وابنه عبيد الله بن عمر قال بن ماكولا ثقة مأمون سمع بالشام وفارس والبصرة جمع الأبواب والتراجم وصنف شيئا كثيرا قال أبو الحسين بن المهتدي بالله قال لنا بن شاهين صنفت ثلاث مائة مصنف وثلاثين مصنفا منها التفسير الكبير ألف جزء ومنها المسند ألف وثلاث مائة جزء والتاريخ مائة وخمسون جزءا والزهد مائة جزء قال محمد بن عمر الداودي القاضي سمعت بن شاهين يقول حسبت ما اشتريت به الحبر الى هذا الوقت فكان سبع مائة درهم قلت تفسيره على ما ذكر لي شيخنا عماد الدين الحزامي بواسط في نحو من ثلاثين مجلدا قال الأزهري وابن شاهين ثقة عنده عن البغوي سبع مائة جزء وقال بن أبي الفوارس ثقة مأمون صنف ما لم يصنفه أحد قال حمزة السهمي سمعت الدارقطني يقول بن شاهين يلج على الخطاء وهو ثقة قال الخطيب سمعت محمد بن عمر الداودي يقول بن شاهين ثقة يشبه الشيوخ الا انه كان لحانا ولا يعرف الفقه وكان إذا ذكر له مذهب أحد يقول انا محمدي المذهب رأيته يوما اجتمع مع الدارقطني فما نطق حرفا هيبة وخوفا ان يخطئ بحضرة أبي الحسن قال لي أبو الحسن يوما ما أعمى قلب بن شاهين حمل الي تفسيره وسألني ان اصلح ما أجد فيه فرأيته قد نقل تفسير أبي الجارود في موضع جعله عن أبي الجارود عن زياد بن المنذر وانما هو أبو الجارود زياد بن المنذر وقال البرقاني قال لي (3/988)
بن شاهين جميع ما صنفته لم اعارضه بالأصول يعني ثقة بنفسه قال البرقاني لم أكثر عنه زهدا فيه وقال الأزهري كان عند بن شاهين عن البغوي سبع مائة جزء وسمعته يقول انا اكتب ولا اعارض قال العتيقي مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاث مائة قلت مات بعد الدارقطني بأيام ومات قبلهما بأشهر زاهد بغداد ومحدثها الصادق أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس عن خمس وثمانين سنة وشاعر بغداد محمد بن عبد الله بن الحسن بن سكرة الهاشمي العباسي والقاضي علي بن الحسين بن بندار الأزدي بمصر والصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني وزير صاحب العجم ومحدث مصر أبو بكر احمد بن محمد بن إسماعيل المهندس أنبأنا المسلم بن علان انا أبو اليمن الكندي انا عبد الله بن احمد بن يوسف انا أبو الحسين محمد بن علي الهاشمي لفظا نا أبو حفص عمر بن احمد الحافظ نا محمد بن محمد بن سليمان انا عبد الله بن عمران العابدي انا الدراوردي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله عز و جل أخبرنا إسماعيل بن الفراء وعبدالحافظ قالا انا عبد الله بن احمد الفقيه انا أبو العز محمد بن محمد بن مواهب انا أبو الحسين بن الطيوري انا محمد بن علي العشاري انا أبو حفص بن شاهين نا عبد الله بن سليمان نا عباد بن (3/989)
يعقوب نا عمر بن ثابت عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الا أدلكم على ما يكفر الله به الخطيئات ويزيد به في الحسنات قلنا بلى يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى هذه المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة
924 - أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الحافظ الثقة المعمر أبو بكر الشيرازي محدث الأهواز حدث عن محمد بن محمد الباغندي وأبي القاسم البغوي وأحمد بن محمد بن السكن البغدادي وبكر بن احمد الزهري وهذه الطبقة العالية وأول سماعه في سنة أربع وثلاث مائة وكان مولده في سنة ثلاث وتسعين ومائتين وكان من كبار الأئمة سأله حمزة السهمي عن أحوال الرجال روى عنه حمزة بن يوسف المذكور وأبو الحسن بن صخر الأزدي والقاضي علي بن عبيد الله الكسائي الهمذاني نزيل مصر وعبد الوهاب الغندجاني أخذ عنه تاريخ البخاري وكان يقال له الباز الأبيض توفي في شهر صفر سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة وله خمس وتسعون سنة أخبرنا أبو علي بن القلانسي انا أبو المنجا بن اللتي انا أبو الوقت السجزي انا أبو إسماعيل الأنصاري انا إسماعيل بن محمد الحرنفتي انا احمد بن عبدان الحافظ نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا هارون بن محمد بن بكار انا محمد بن عيسى نا ثور عن خالد بن معدان حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي (3/990)
وحجر بن حجر قالا أتينا العرباض بن ساريه وهو الذي نزل فيه ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم فسلمنا عليه وقلنا أتينا زائرين وعائدين ومقتبسين وذكر الحديث
925 - الدارقطني الامام شيخ الإسلام حافظ الزمان أبو الحسن علي بن عمر بن احمد بن مهدي البغدادي الحافظ الشهير صاحب السنن مولده سنة ست وثلاث مائة وسمع البغوي وابن أبي داود وابن صاعد والحضرمي وابن دريد وابن نيروز وعلي بن عبد الله بن مبشر ومحمد بن القاسم المحاربي وأبا علي محمد بن سليمان المالكي وأبا عمر القاضي وأبا جعفر احمد بن البهلول وابن زياد النيسابوري وبدر بن الهيثم القاضي وأحمد بن القاسم الفرائضي وأبا طالب الحافظ وخلائق ببغداد والبصرة والكوفة وواسط وارتحل في كهولته الى مصر والشام وصنف التصانيف الفائقة حدث عنه الحاكم وأبو حامد الإسفرايينى وتمام الرازي والحافظ عبد الغني الأزدي وأبو بكر البرقاني وأبو ذر الهروي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو محمد الخلال وأبو القاسم بن المحسن وأبو طاهر بن عبد الرحيم والقاضي أبو الطيب الطبري أبو بكر بن بشران وأبو القاسم حمزة السهمي وأبو محمد الجوهري وأبو الحسين بن الآبنوسي وعبد الصمد بن المأمون وأبو الحسين بن المهتدى بالله وأمم سواهم قال الحاكم صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع (3/991)
وإماما في القراء والنحويين وأقمت في سنة سبع وستين ببغداد أربعة اشهر وكثر اجتماعنا فصادفته فوق ما وصف لي وسألته عن العلل والشيوخ وله مصنفات يطول ذكرها فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله وقال الخطيب كان فريد عصره وإمام وقته وانتهى اليه علم الأثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال مع الصدق والثقة وصحة الاعتقاد والإضطلاع من علوم كالقراءات فان له فيها مصنفا سبق فيه الى عقد الأبواب قبل فرش الحروف وتأسى القراء به بعده ومن ذلك المعرفة بمذاهب الفقهاء بلغني انه درس الفقه على أبي سعيد الإصطخرى ومنها المعرفة بالآداب والشعر فقيل كان يحفظ دواوين جماعة وحدثني حمزة بن محمد بن طاهر انه كان يحفظ ديوان السيد الحميري ولهذا نسب الى التشيع قال بن الذهبي ما ابعده من التشيع قال الخطيب وحدثني الأزهري قال بلغني ان الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار وقعد ينسخ جزءا والصفار يلمى فقال رجل لا يصح سماعك وأنت تنسخ فقال فهمى للاملاء خلاف فهمك أتحفظ كم أملى الشيخ قال لا أدري قال أملى ثمانية عشر حديثا الحديث الأول عن فلان عن فلان ومتنه كذا وكذا والثاني عن فلان عن فلان ومتنه كذا وكذا ومر في ذلك حتى اتى على الأحاديث فتعجب الناس منه أو كما قال قال رجاء بن محمد المعدل قلت للدارقطني هل رأيت مثل نفسك فقال قال الله تعالى فلا تزكوا أنفسكم فألححت عليه فقال لم أر أحدا جمع ما جمعت وقال أبو ذر الحافظ قلت للحاكم هل رأيت مثل (3/992)
الدارقطني فقال هو لم ير مثل نفسه فكيف انا رواها الخطيب أبو بكر في تاريخه عن أبي الوليد الباجى عن أبي ذر وكان عبد الغني إذا ذكر الدارقطني قال استاذى قال القاضى أبو الطيب الطبري الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث وقال الخطيب قال لي أبو القاسم الأزهري كان الدارقطني ذكيا إذا ذكر شيئا من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر لقد حدثني محمد بن طلحة النعالي انه حضر مع الدارقطني دعوة فجرى ذكر الأكلة فاندفع الدارقطني يورد نوادر الأكلة حتى قطع أكثر ليته بذلك قال الأزهري رأيت الدارقطني أجاب بن أبي الفوارس عن علة حديث أو اسم فقال يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيرى قال الخطيب في ترجمة الدارقطني سألت البرقاني هل كان أبو الحسن يملى عليك العلل من حفظه قال نعم وأنا الذي جمعتها وقرأها الناس من نسختى وحدثنا العتيقي قال حضرت مجلس الدارقطني وجاءه أبو الحسن البيضاوي برجل غريب وسأله ان يملى عليه أحاديث فأملى عليه من حفظه مجلسا يزيد أحاديثه على العشرين متون جميعها نعم الشيء الهدية امام الحاجة فانصرف الرجل ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا فقربه اليه فأملى عليه من حفظه سبعة عشرة حديثا متونها إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه قلت هنا يخضع للدارقطني ولسعة حفظه الجامع لقوة الحافظة ولقوة الفهم والمعرفة وإذا شئت ان تبين براعة هذا الإمام الفرد فطالع (3/993)
العلل له فإنك تندهش ويطول تعجبك قال السلمي سمعت الدارقطني يقول ما شيء أبغض الى من الكلام قال بن طاهر اختلفوا ببغداد فقال قوم على أفضل من عثمان رضي الله عنهما فتحاكموا الى الدارقطني قال فأمسكت وقلت الإمساك خير ثم لم ار لدينى السكوت وقلت عثمان أفضل لاتفاق جماعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم على هذا وهو قول أهل السنة وهو أول عقد يحل من الرفض قال بن طاهر للدارقطني مذهب خفي في التدليس يقول فيما لم يسمعه من البغوي قرئ على أبي القاسم البغوي حدثكم فلان قال يوسف القواس كنا نمر الى البغوي والدارقطني صبي يمشى خلفنا بيده رغيف عليه كامخ قال أبو ذر الحافظ سمعت ان الدارقطني قرأ كتاب النسب على مسلم العلوي فقال له الأديب المعيطي أنت يا أبا الحسن اجرأ من خاصى الأسد تقرأ مثل هذا الكتاب مع ما فيه من الشعر والأدب فلا يؤخذ عليك فيه لحنة حكاها الخطيب عن الأزهري فقال مسلم بن عبيد الله العلوي كان يروى الكتاب عن الخضر بن داود عن الزبير قال عبد الغني أحسن الناس كلاما على الحديث بن المديني في زمانه وموسى بن هارون في وقته والدارقطني في وقته الصوري سمعت رجاء بن محمد يقول كنا عند الدارقطني وهو يصلى فقرأ القارىء نسير بن ذعلوق فصيره بشيرا فسبح الدارقطني فقال بشير فسبح الدارقطني فقال يسير فتلا الدارقطني نون والقلم وحكى حمزة نحوها وأن القارىء قرأ عمرو (3/994)
بن سعيد فسبح الدارقطني فوقف القارىء فتلا يا شعيب أصلواتك تأمرك قال الخطيب حدثني أبو نصر بن ماكولا قال رأيت كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة فقيل لي ذلك يدعى الإمام في الجنة قلت أخذ الدارقطني الحروف عن بن مجاهد وتلا على النقاش وابن ثوبان وأحمد بن محمد الديباجي وعلى بن ذاويه القزاز وتصدر في آخر أيامه للاقراء أيضا توفى في ثامن ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاث مائة أخبرنا إبراهيم بن علي الفقيه إجازة انا داود بن ملاعب انا محمد بن عمر القاضى انا عبد الصمد بن علي انا علي بن عمر الحافظ نا علي بن عبد الله بن مبشر نا محمد بن حرب النشائى نا علي بن يزيد الصدائي عن فطر عن حكيم بن جبير عن إبراهيم عن علقمة قال قال علي عهد الي النبي صلى الله عليه و سلم ان الأمة ستغدر بك من بعدي وبه قال الدارقطني غريب من حديث أبي عمران عن أبي شبل عن علي رضي الله عنه تفرد به حكيم وتفرد به عنه فطر بن خليفة وتفرد به علي الصدائي عن فطر ولا نعلم حدث به غير محمد بن حرب ولم نكتبه الا عن شيخنا وكان ثقة
926 - بن النحاس المصري الحافظ الامام الصدوق أبو العباس احمد بن محمد بن عيسى بن الجراح بن النحاس المصري نزيل نيسابور أول سماعه كان في سنة خمس وثلاث مائة وكتب بمصر والحجاز والعراق والشام وأصبهان وخراسان والجبال (3/995)
وخوزستان وكان ذا رحلة واسعة وهمة عالية ومعرفة جيدة الا ان كتبه كانت ذهبت فحدث من حفظه وأملى سنين كثيرة حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي عروبة الحراني وأبي بكر بن أبي داود وأبي نعيم بن عدى وعلي بن احمد علان المصري وأبي العباس الدغولي روى عنه الحاكم وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو عثمان البحيري وغيرهم قال الحاكم حدث من حفظه بأحاديث وهو حافظ كان يتحرى الصدق في مذاكرته ثم قال وتوفي في آخر سنة ست وسبعين وثلاث مائة وله خمس وثمانون سنة قرئ على أبي الفضل يحيى بن علي التميمي واجازه لي عن أبي القاسم بن صصري انا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ انا عبد المنعم بن عبد الكريم انا سعيد بن محمد العدل نا احمد بن محمد بن عيسى المصري الحافظ من حفظه نا عبد الله بن محمد نا يحيى الحماني نا الفضل بن أبي الصهباء عن بكير بن عتيق عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر ان النبي صلى الله عليه و سلم قال من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين بكير كوفي محله الصدق وفضل لا اعرفه
927 - بن زبر الحافظ المفيد المصنف أبو سليمان محمد بن عبد الله بن احمد بن ربيعة الربعي محدث دمشق وابن قاضيها أبي محمد بن زبر حدث عن أبي القاسم البغوي وجماهر بن محمد الزملكاني ومحمد بن خريم ومحمد بن الفيض الغساني (3/996)
وسعيد بن عبد العزيز ومحمد بن الربيع الجيزي وأبي بكر بن أبي داود وأبيه أبي محمد وطبقتهم روى عنه تمام الرازي وعبد الغني بن سعيد ومحمد وأحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر ومحمد بن عوف المزني وأبو نصر بن الجبان وآخرون قال علي بن موسى السمسار وقال أبو سليمان كان أبو جعفر الطحاوي قد نظر في أشياء من تصانيفي وباتت عنده وتصفحها فاعجبته وقال لي يا أبا سليمان أنتم الصيادلة ونحن الأطباء وقال الكتاني حدثنا عنه عدة وكان يملي بالجامع وكان ثقة مأمونا نبيلا مات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاث مائة قلت وله كتاب الوفيات مشهور على السنين وحكى عنه أبو نصر بن الجبان انه رأى الحق تعالى في النوم فذكر انه رأى نورا
( الطبقة الثالثة عشرة )
من كتاب تذكرة الحفاظ وقد سميت منهم بضعة وسبعين إماما وقسمت الطبقة طبقتين اولاهما ثمانية وأربعون والثانية خمسة وعشرون نفسا
928 - أبو زرعة الكشي الحافظ الامام محمد بن يوسف بن محمد الجنيد الجرجاني وكش قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان سمع أبا نعيم بن عدي وأبا العباس الدغولي (3/997)
ومكي بن عبدان وعبد الرحمن بن أبي حاتم وطبقتهم بخراسان والعراق والحرمين روى عنه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي وأبو القاسم الأزهري وعبد العزيز الأزجي قال حمزة بن يوسف الحافظ جمع أبو زرعة هذا الأبواب والمشايخ وكان يحفظ ويفهم أملى علينا بالبصرة ثم انه جاور بمكة الى ان توفي بها في سنة تسعين وثلاث مائة أخبرنا عيسى بن محمد المغازي انا جعفر بن علي انا أبو طاهر الحافظ انا أبو طاهر الحنائي عن أبي الفضل محمد بن احمد السعدي نا عبد الغني بن سعيد الحافظ حدثني أبو زرعة محمد بن يوسف الجرجاني بمكة بعد جهد وعناء قال قرئ على محمد بن عبد الرحمن الدغولي وانا اسمع حدثكم محمد بن مشكان نا يزيد بن أبي حكيم نا سفيان نا زائدة بن قدامة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن أبي أوفى قال غزونا مع النبي صلى الله عليه و سلم سبع غزوات نأكل الجراد فيها غريب والمشهور حديث الثوري عن أبي يعفور العبدي عن بن أبي أوفى واما حديثه عن زائدة ففرد أخبرنا احمد بن هبة الله انا زين الأمناء الحسن بن محمد انا سعيد بن سهل الخوارزمي نا علي بن احمد المؤدب املاء انا ابواسحاق الإسفراييني نا الإسماعيلي نا الفضل بن الحباب نا أبو الوليد والحوضي قالا نا شعبة عن أبي يعفور سمع بن أبي أوفى يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع غزوات نأكل معه الجراد
929 - أبو زرعة اليمني وهو أبو زرعة الإستراباذي محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بندار (3/998)
الحافظ وعرف باليمني لسكناه باليمن مدة سمع علي بن الحسين بن معدان القاري صاحب إسحاق بن راهويه وسمع أبا العباس السراج وباعروبة الحراني وأبا القاسم بن بنت منيع وطبقتهم وله رحلة واسعة ومعرفة جيدة روى عنه أبو سعد الإدريسي وحمزة السهمي وطائفة وبقي الى حدود التسعين وثلاث مائة وهو من أهل الطبقة الماضية وقياسه الذكر مع الإسماعيلي ونحوه وانما عملته هنا لموافقته للكشي في الكنية أخبرنا محمد بن محمد بن السلم انا الحسن بن محمد انا احمد بن محمد الحافظ انا محمد بن محمد المديني نا أبو بكر احمد بن عبد الرحمن اليزدي انا أبو زرعة محمد بن إبراهيم بإستراباذ انا أبو العباس السراج قلت لقتيبة أخبركم مالك عن نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درحة فأقر به وقال نعم
930 - أبو زرعة الرازي الصغير واسمه احمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم من علماء الحديث والراحلين في علوه سمع أبا عبد الله المحاملي وعبد الرحمن بن أبي حاتم ومحمد بن مخلد وأبا حامد بن بلال وعلي بن احمد الفارسي نزيل بلخ وعبد الله بن محمد بن يعقوب شيخ بخارى وأبا العباس الأصم وأبا الفوارس السندي المصري وأبا الحسين محمد بن عبد الله الرازي والد تمام وخلائق وعنه تمام الرازي والحسين بن محمد الفلاكي وعبد الغني بن سعيد الأزدي وحمزة بن يوسف السهمي وأبو الفضل محمد بن احمد الجارودي وأبو زرعة روح بن محمد وأبو العلاء محمد بن (3/999)
علي الواسطي وعلي بن المحسن التنوخي وآخرون قال الخطيب كان حافظا متقنا ثقة جمع الأبواب والتراجم وقال بن المحسن سألته عن مولده فقال رحلت الى العراق أول مرة سنة أربع وعشرين وثلاث مائة ولي أربع عشرة سنة قلت له تصانيف كثيرة يروي فيها المناكير كغيره من الحفاظ ولا يبين حالها وذلك مما يزري بالحافظ وقد سأله حمزة السهمي عن أحوال الرواة وبلغنا انه مات بطريق مكة سنة خمس وسبعين وثلاث مائة رحمه الله تعالى أخبرنا أبو الحسين اليونيني انا جعفر بن علي انا السلفي انا المعمر بن محمد الحبال بالكوفة انا أبو الطيب احمد بن علي الجعفري انا أبو زرعة احمد بن الحسين الحافظ نا حامد بن حماد بن المبارك بنصيبين نا إسحاق بن سيار نا محمد بن عبد الملك بن جابر نا أبو الفضل قال قال لي هشام بن عروة تشرب النبيذ قلت نعم قال فلا تشربه فان أبي حدثني عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كل مسكر حرام أوله وآخره أبو الفضل لا اعرفه
931 - أبو زرعة الرازي الأصغر روح بن محمد القاضي سبط الحافظ أبي بكر بن السني سمع أبا الحسين الصفار وجعفر بن عبد الله الفناكي وابن فارس اللغوي وأبا زرعة احمد (3/1000)
بن الحسين المذكور وإسحاق بن سعد النسوي وحسينك التميمي وأبا حامد احمد بن الحسين المروزي وطائفة قال الخطيب قدم علينا فحدث ببغداد وكتبت عنه بالكرج أيضا وكان صدوقا فهما أديبا شافعيا ولي قضاء أصبهان وبلغني موته في سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة بالكرج قلت إنما كتبته استطرادا سمع السلفي من اصحابه
932 - أبو زرعة الدمشقي الصغير هو المحدث محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي دجانة عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري وهو بن بن أخي الحافظ أبي زرعة الدمشقي حدث عن الحسين بن محمد بن جمعة وإبراهيم بن دحيم وطائفة روى عنه تمام الرازي وأبو علي بن مهنا توفي قبل الستين وثلاث مائة علقناه استطرادا
933 - أبو زرعة الأستراباذي احمد بن بندرا بن محمد بن مهران العيشي القاضي الفقيه قاضي استراباذ كتب بأردبيل عن حفص بن عمر بن زبلة الحافظ وتفقه ببغداد على بن أبي هريرة فيما قال أبو سعد الإدريسي مات سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة
934 - محمد بن حارث بن أسد الحافظ أبو عبد الله الخشني القرواني المغربي تحمل عن احمد بن نصر وأحمد بن (3/1001)
زياد وقاسم بن اصبغ بالأندلس وأحمد بن عبادة استوطن الأندلس بقرطبة وتمكن من صاحبها الحكم بن عبد الرحمن المستنصر وصنف له كتبا منها كتاب الاتفاق والاختلاف في مذهب مالك وكتاب الفتيا وكتاب تاريخ الأندلس وكتاب تاريخ الافريقيين وكتاب النسب قال أبو الوليد بن الفرضي بلغني انه صنف للمستنصر مائة ديوان الى ان قال وكان شاعرا بليغا لكنه يلحن وكان مغرى بالكيمياء واحتاج بعد موت الحكم الى ان جلس في حانوت يبيع الأدهان روى عنه أبو بكر بن حوبيل وغيره ومات في صفر سنة إحدى وستين وثلاث مائة هكذا في النسخة وهذا خطأ فان المستنصر عاش بعد هذا الوقت فلعلها سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة فيحرر هذا ويتقن
935 - بن السقاء الحافظ الامام أبو علي محمد بن علي بن الحسين الإسفراييني تلميذ أبي عوانة الحافظ رحل وسمع أبا عروبة الحراني ومحمد بن زبان المصري ويحيى بن صاعد وأبا الحسن بن جوصاء وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي وطبقتهم وكان فقيها شافعيا واعظا صالحا دينا روى عنه الحاكم وغيره وهو والد علي بن محمد السقاء شيخ البيهقي روى عنه ابنه أيضا وأبو سعيد محمد بن احمد المروزي الكرابيسي قال الحاكم هو من المعروفين بكثرة الحديث والرحلة والتصنيف وصحبة الصالحين ومن الحفاظ الجوالين أخبرنا تاج الدين علي بن احمد انا بن روزبه انا أبو الوقت السجزي انا أبو إسماعيل الأنصاري انا احمد بن محمد (3/1002)
ببوشنج انا أبو علي محمد بن علي بن الحسين بن شاذان الحافظ املاء بأسفرايين نا زكريا بن يحيى المقدسي بها نا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي نا محمد بن عبد الرحمن القشيري انا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر انه رأى رجلا ناوله رجل ريحانة فردها فأخذه بن عمر فقبله ووضعه على عينيه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ان هذه الرياحين الطيبة من نبت الجنة فإذا نوول أحدكم منها شيئا فلا يرده هذا حديث منكر والقشيري تالف قلت ومن طبقته سميه الحافظ محمد بن الحسين البلخي رحال وروى عن محمد بن المعافى الصدراوي ونحوه حدث عنه الحافظ محمد بن احمد الجارودي مات بن السقاء سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة رحمة الله عليه
936 - يحيى بن مالك بن عائذ الحافظ الكبير أبو زكريا الأندلسي سمع عبد الله بن يونس الفيري وأبا عمر بن عبد ربه القرطبي وطائفة وارتحل فأدرك أبا سهل بن زياد القطان ودعلج بن احمد وابن قانع وطبقتهم حدث عنه الحسن بن رشيق شيخه ويحيى بن علي بن الطحان ومحمد بن احمد بن القاسم بن المحاملي وأبو الوليد بن الفرضي وآخرون أملى بجامع قرطبة قال التنوخي في نشواره حضرت مجلس صاحب الاغاني أبي الفرج فقال (3/1003)
لم نسمع بمن مات فجاءة على المنبر فقال شيخ اندلسي قد لزم أبا الفرج اسمه يحيى بن عائذ انه شاهد في جامع بلده بالأندلس خطيب البلد وقد صعد يوم الجمعة ليخطب فلما بلغ يسيرا من الخطبة خر ميتا فوق المنبر فأنزل وطلبوا في الحال من خطب قال أبو إسحاق الحبال مات بن عائذ بالأندلس في شعبان سنة ست وسبعين وثلاث مائة رحمه الله تعالى
937 - بن ينال الحافظ الامام أبو الحسن بن علي محمد بن ينال العكبري سمع في الكبر من احمد بن الفضل بن خزيمة ومحمد بن جعفر العسكري وعدة روى عنه علي بن عبد العزيز بن علي الأزجي قال عبد بن علي الأسدي سمع بن ينال وتعلم الخط وهو كبير ورزقه الله من المعرفة والفهم شيئا كثيرا توفي سنة ست وسبعين وثلاث مائة
938 - بن الباجي الحافظ الحجة العلامة محدث الأندلس أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة بن رفاعة اللخمي الإشبيلي ويعرف بابن الباجي سمع من محمد بن عبد الله بن الفوق وعبد الله بن يونس الفيري حمل عنه مصنف أبي بكر بن أبي شيبة وسيد أبيه الزاهد وسعيد بن جابر الإشبيلي ومحمد بن عمر بن لبابة واسلم بن عبد العزيز ومحمد بن فطيس وعثمان بن جرير (3/1004)
الالبيري وطبقتهم قال بن الفرضي كان حافظا ضابطا لم ألق مثله في الضبط سمعت منه الكثير بقرطبة ثم رحلت اليه الى اشبيلة مرتين سنة ثلاث وسبعين والتي بعدها وروى الناس عنه كثيرا وسمع منه جماعة من أقرانه توفي في شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة وله سبع وثمانون سنة أخبرنا عبد الله بن محمد الطائي في ما كتب الى عن أبي القاسم احمد بن يزيد عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم نا حمام بن احمد نا عبد الله بن محمد بن علي الباجي نا احمد بن خالد نا عبيد بن محمد الكشوري نا محمد بن يوسف نا عبد الرزاق انا معمر عن الزهري عن سالم قال سئل بن عمر عن متعة الحج فأمر بها فقيل له انك تخالف أباك فقال ان أبي لم يقل الذي تقولون الحديث
939 - بن مسرور الحافظ الجوال أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن احمد بن مسرور البلخي سمع الحسين بن محمد المطبقي واقرانه ببغداد وأبا بكر احمد بن سليمان بن زبان وطبقتهم بدمشق وأبا سعيد بن يونس وأبا عمر محمد بن يوسف الكندي وخلقا بمصر وكتب الكثير روى عنه الحافظ عبد الغني الأزدي وعمر بن الخضر الثمانيني وأحمد بن عمر بن سعد بن قديد وآخرون استوطن مصر مدة ومات في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة رحمه الله تعالى (3/1005)
940 - بن أبي ذهل الحافظ المتقن الرئيس الأنبل أبو عبد الله محمد بن العباس بن احمد بن عصم الضبي الهروي العصمي سمع محمد بن معاذ الماليني ويحيى بن صاعد وحاتم بن محبوب وأبا عمرو بن محمد ومؤمل بن الحسن الماسرجسي وعبد الرحمن بن أبي حاتم وطبقتهم ولحق البغوي وهو في الموت فلم يسمع منه روى عنه الدارقطني وأبو الحسين الحجاجي وهما من أقرانه وقد ذهبا في الطبقة الماضية والحاكم وإسحاق بن أبي إسحاق القراب وأهل هراة وكان صدرا معظما كبير الشان كثير الافضال على المحدثين والاخيار كثير الأموال قال الحاكم صحبته حضرا وسفرا فما رأيت أحسن وضوءا ولا صلاة منه ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرعا وابتهالا منه قيل لي ان عشر غلته يبلغ ألف حمل وحدثني أبو احمد الكاتب ان النسخة التي بأسامي من يسمونهم أبو عبد الله بن أبي ذهل بهراة تزيد على خمسة آلاف بيت وعرضت عليه ولايات جليلة فأبى قال أبو النضر الفامي لأبي عبد الله صحيح خرجه على صحيح مسلم وتفقه ببغداد ولم يجتمع لرئيس بهراة ما اجتمع له من السيادة قال الخطيب كان ثقة نبيلا من ذوي الاقدار العالية سمعت البرقاني يقول كان ملك هراة تحت أمر بن أبي ذهل لقدره وابوته قال الحاكم مولده سنة أربع وتسعين ومائتين واستشهد في صفر سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة فأخبرني من صحبه انه دخل الحمام فلما خرج البس قميصا (3/1006)
ملطخا فانتفخ ومات شهيدا رحمه الله قال الخطيب أول سماعه سنة تسع وثلاث مائة أخبرنا علي بن احمد انا علي بن روزبة انا عبد الأول بن عيسى انا عبد الله بن محمد انا احمد بن محمد بن العالي سنة سبع عشرة وأربع مائة نا الرئيس محمد بن العباس العصمي املاء نا أبو بكر احمد بن محمد بن عمر القرشي نا احمد بن مهران نا أبو إسحاق إسماعيل بن عمرو الكوفي نا سفيان الثوري عن الأجلح عن بن بريدة عن أبيه ان النبي صلى الله عليه و سلم بعث عليا في سرية وبعث معه رجلا يكتب الاخبار غريب فرد
941 - بن مفرج الحافظ الامام القاضي أبو عبد الله محمد بن احمد بن محمد بن يحيى بن مفرج الأموي مولاهم الأندلسي القرطبي ويكنى أيضا أبا بكر ويعرف أيضا بابن الفنتوري نسبة الى فنت اوريه قرية بقرطبة سمع أبا سعيد بن الأعرابي بمكة وقاسم بن اصبغ بقرطبة وخيثمة بن سليمان بأطرابلس ومحمد بن الصموت بمصر وأبا الميمون بن راشد بدمشق وبالمدينة وجدة وصنعاء وزبيد وبيت المقدس وطبقتهم روى عنه الحافظ أبو سعيد بن يونس وهو شيخه وأبو الوليد بن الفرضي وإبراهيم بن شاكر وعبد الله بن الربيع التميمي وأبو عمر احمد بن محمد الطلمنكي وخلق كثير شيوخه مائتان وثلاثون نفسا (3/1007)
ذكر بن الفرضي في تاريخه ان بن مفرج اتصل بصاحب الأندلس وكان ذا مكانة عنده صنف له عدة كتب فولاه القضاء قال وكان حفظا بصيرا بالرجال واحوالهم أكثر الناس عنه قال أبو عمر احمد بن محمد بن عفيف كان أبو عبد الله بن مفرج من اغنى الناس بالعلم واحفظهم للحديث ما رأيت مثله في هذا الفن من أوثق المحدثين وأجودهم ضبطا قال الحميدي هو القاضي أبو عبد الله وقيل أبو بكر حافظ جليل مصنف له كتب في الفقه وفقه التابعين فمما صنف كتاب فقه الحسن في سبع مجلدات وفقه الزهري في عدة أجزاء وجمع مسند قاسم بن اصبغ في مجلدات قال بن الفرضي مات في رجب سنة ثمانين وثلاث مائة وله ست وستون سنة أنبأنا احمد بن عبد السلام التميمي والمسلم بن محمد عن القاسم بن علي انا أبي انا نصر الله بن محمد الفقيه ح وانبئت عن أبي القاسم بن صصرى عن نصر الله ان الفقيه نصر بن إبراهيم حدثه قال انا أبو القاسم صادق بن خلف انا أبو بكر محمد بن الفراء الفقيه نا إبراهيم بن محمد بن حسين قال قرأت على أبي عبد الله محمد بن احمد بن مفرج القاضي أخبرك منصور بن احمد الهروي نا احمد بن جعفر السمسار حدثني عيسى بن موسى عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي حدثني بعض الحكماء قال خرجت أريد الرباط حتى إذا كنت بالعريش إذا بمظلة فيها رجل قد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وإذا هو يقول الهم اني احمدك حمدا يوافي (3/1008)
محامد خلقك إذ فضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا وذكر القصة يونس عن أبي القاسم بن بقي انا شريح بن محمد اذنا عن أبي محمد بن حزم نا حمام بن احمد نا عبد الله بن إبراهيم الأصيلي نا أبو زيد المروزي ح وأخبرنا عاليا يوسف بن أبي نصر وعبد الله بن قوام قالا انا الحسين بن أبي بكر انا عبد الأول انا أبو الحسن الداودي انا عبد الله بن احمد انا الفربري انا البخاري نا يحيى بن بكير نا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن سالم ان بن عمر قال تمتع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعمرة الى الحج واهدى وساق الهدي من ذي الحليفة الحديث
942 - أحمد بن منصور بن ثابت الحافظ الرحال العالم أبو العباس الشيرازي حدث عن عبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني والقاسم بن القاسم السياري والطبراني وأبي محمد الرامهرمزي وعدة روى عنه أبو نصر الإسماعيلي وتمام الرازي والحاكم أبو عبد الله وعدة قال الحاكم جمع هذا من الحديث ما لم يجمعه أحد وصار له القبول بشيراز بحيث يضرب به المثل وقال الدارقطني ادخل الشيرازي هذا بمصر على شيوخ أحاديث وانا بمصر قال يحيى بن منده الحافظ الذي صنع ذلك آخر اسمه احمد بن منصور قال كانا اخوين والغلط وقع في اسمه وعن احمد بن منصور الحافظ قال كتبت عن (3/1009)
الطبراني ثلاث مائة ألف حديث وقال الحسين بن احمد الشيرازي لما مات احمد بن منصور الحافظ جاء الى أبي رجل فقال رأيته في النوم وهو في المحراب واقف بجامع شيراز وعليه حلة وعلى رأسه تاج مكلل بالجوهر فقلت له ما فعل الله بك قال غفر لي واكرمني وادخلني الجنة فقلت بماذا قال بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه و سلم مات سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة أنبأنا علي بن احمد انا عبد الصمد بن محمد انا عبد الكريم بن حمزة انا عبد العزيز بن احمد انا تمام بن محمد نا أبو العباس احمد بن منصور بن محمد الشيرازي الحافظ نا الحسين بن احمد بن المبارك الطوسي نا سيار بن الحسن انا عبد الرحمن بن جيلة نا جعفر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن أنس وحميد عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم لبى بحجة عمرة معا وقد مر سميه احمد بن منصور الطوسي الحافظ مع الطبراني
943 - المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد الحافظ العلامة القاضي ذو الفنون أبو الفرج النهرواني بن طراز الفقيه الجريري المفسر صاحب الكتب وكان على مذهب محمد بن جرير الطبري سمع البغوي وابن أبي داود وابن صاعد وأبا حامد الحضرمي وأبا سعيد العدوي والمحاملي وخلائق وقرا بالروايات على بن شنبوذ وغيره قرأ عليه احمد بن مسرور والخبازي وأبو ثعلب الملجم وأبو العلاء الواسطي (3/1010)
وغيرهم حدث عنه أبو القاسم الأزهري وأبو الطيب الطبري وأحمد بن عمر بن روح وأبو علي محمد بن الحسين الجازري وخلق قال الخطيب كان من اعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة واصناف الأدب ولي القضاء بباب الطاق كان على مذهب بن جرير وبلغنا عن أبي محمد البافي الفقيه انه كان يقول إذا حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها وروى الخطيب نا القاضي أبو حامد الدلوي قال كان أبو محمد البافي يقول لو أوصى رجل بثلث ماله لأعلم الناس لوجب ان يدفع الى المعافى قال الخطيب سألت البرقاني عن المعافى فقال كان اعلم الناس وكان ثقة لم اسمع منه وقيل كان المعافى قليل الشيء متعففا قال الحميدي قرأت بخط المعافى بن زكريا قال حججت وكنت بمنى فسمعت مناديا ينادي يا أبا الفرج قلت لعله يريدني ثم نادى يا أبا الفرج المعافى بن زكريا فهممت ان اجيبه ثم انه نادى يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني فبادرت وقلت لبيك ها انا ذا قال لعلك من نهروان الشرق قلت نعم قال نحن نريد نهروان الغرب فعجبت من هذا الاتفاق قلت وللمعافى تفسير كبير في ست مجلدات فيه مخبئات وفوائد نفيسة مات النهرواني في ذي الحجة وله خمس وثمانون سنة وله كتاب الجليس والانيس فيه عجائب مات سنة تسعين وثلاث مائة رحمه الله تعالى وفيها مات مسند بغداد المقرئ أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني وله تسعون سنة ومسند الأندلس أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن (3/1011)
التجيبي القرطبي لحق ببغداد إسماعيل الصفار والمسند أبو الحسين محمد بن عبد الله بن أخي ميمي الدقاق ببغداد ومسند مصر الشيخ محمد بن جعفر بن رميل قرأت على عمر بن عبد المنعم عن زيد بن الحسن انا محمد بن عبد الباقي انا محمد بن احمد بن محمد النرسي انا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد بن طراز نا أبو القاسم البغوي نا وهب بن بقية انا خالد الشيباني عن عون بن عبد الله عن أخيه عبيد الله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان في الجمعة لساعة لا يسأل الله فيها عبد مؤمن شيئا الا استجاب له
944 - الرقي الحافظ الجوال أبو بكر محمد بن يوسف بن يعقوب المفيد المؤرخ ويقال أبو عبد الله سمع أبا سعيد بن الأعرابي بمكة وعبد الله بن عمر بن شوذب بواسط وخيثمة الأطرابلسي بالشام وإسماعيل الصفار ببغداد وأبا محمد بن فارس بأصبهان وطبقتهم حدث عنه بن جميع وهو أكبر منه في معجمه وأحمد بن الحسن الطيان والحافظ عبد الغني بن سعيد وأبو العلاء الواسطي وعبد العزيز الأزجي ومحمد بن عبد الرحمن بن بن أبي نصر التميمي وآخرون غمزه أبو بكر الخطيب ورماه بالكذب واتهمه بحديث رواه عن الطبراني بإسناد الصحاح متنه يجيء المحدثون يوم القيامة بأيديهم المحابر وذكر الحديث ثم انه قال الحمل في وضعه على الرقي قلت (3/1012)
ارواه أبو المحاسن الروياني نا أبو محمد عبد الله بن جعفر الخياري الحافظ نا أبو بكر بصيداء نا الطبراني نا إسحاق نا عبد الرزاق نا معمر عن قتادة عن أنس مرفوعا فذكره مات الرقي سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة أنبأنا احمد بن أبي الخير أنبأنا هبة الله بن سعود انا علي بن الحسين الفراء انا عبد الرحيم بن احمد الحافظ نا عبد الغني بن سعيد الأزدي نا أبو بكر محمد بن يوسف الرقي ان سليمان بن احمد حدثهم نا الدبري نا عبد الرزاق عن الثوري نا أبو سعيد البصري انه سمع الحسن يذكر عن عقيل بن أبي طالب انه تزوج امرأة من بني جشم فقيل بالرفاء والبنين فقال لا تقولوا ذلك فان رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن ذلك وامرنا ان نقول بارك الله لك وبارك عليك قال عبد الغني أبو سعيد البصري هو الحسن بن دينار وقيل هو يزيد بن إبراهيم
945 - الجوزقي الحافظ الامام الاوحد أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني المعدل محدث نيسابور وصاحب الصحيح المخرج على صحيح مسلم وهو بن أخت المحدث أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكى روى عن أبي العباس السراج شيئا قليلا وعن أبي نعيم بن عدي الجرجاني وأبي العباس الدغولي ومكي بن عبدان وأبي حامد بن الشرقي وأبي سعيد بن الأعرابي وإسماعيل الصفار وأبي حاتم الوسقندي وخلق كثير وكان قد رحل (3/1013)
مع خاله وبرع وتقدم وصنف قال الحاكم انتقيت له فوائد في عشرين جزءا ثم بعد ذا ظهر سماعه من السراج قلت روى عنه الحاكم وأبو سعيد الكنجرودي وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري ومحمد بن علي الخشاب وسعيد بن أبي سعيد العيار وأحمد بن منصور بن خلف المغربي وآخرون وجوزق قرية من قرى نيسابور وله كتاب المتفق والمفترق وله كتاب المتفق الكبير يكون ثلاث مائة جزء رواه عنه أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وروى عنه أبي بكر الجوزقي قال أنفقت في طلب الحديث مائة ألف درهم ما كسبت به درهما قلت وله أربعون حديثا سمعناها بعلو قال الحاكم توفي في شوال سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة وله اثنتان وثمانون سنة أخبرتنا زينب بنت كندي ببعلبك عن زينب بنت أبي القاسم ان أبا المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري أخبرهم انا أبو سعيد محمد بن علي انا أبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي الحافظ انا أبو العباس الدغولي ومكي بن عبدان وعبد الله بن محمد بن الشرقي قالوا انا عبد الله بن هاشم نا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فتمسه النار الا تحلة القسم (3/1014)
946 - بن الفرات الحافظ الامام البارع أبو الحسن محمد بن العباس بن احمد بن محمد بن الفرات البغدادي سمع أبا عبد الله المحاملي ومحمد بن مخلد وابن البختري وطبقتهم فأكثر وجود وجمع فأوعى حتى قال الخطيب بلغني انه كان عنده عن علي بن محمد المصري الواعظ وحده ألف جزء وانه كتب مائة تفسير ومائة تاريخ حدثنا عنه احمد بن علي البادي ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة وأبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي وغيرهم قال وحدثني الأزهري ان بن الفرات خلف ثمانية عشر صندوقا مملوءة كتبا أكثرها بخطه ثم قال وكتابه هو الحجة فس صحة النقل وجودة الضبط ولم يزل يسمع الى ان مات وقال لي العتيقي هو ثقة مأمون ما رأيت أحسن قراءة منه للحديث وقال غيره مات في شوال سنة أربع ومثانين وثلاث مائة وعاش بضعا وستين سنة قرأت بخط السلفي عام أربعة وثلاثين سمعت جعفر بن احمد السراج يقول سمعت أبا بكر احمد بن علي بن ثابت الحافظ يقول أبو الحسن بن الفرات غاية في ضبطه حجة في نقله
947 - أحمد بن أبي الليث نصر بن محمد الحافظ أبو العباس النصيبي المصري لا اعرف هذا الرجل غير ان الحاكم قال قدم نيسابور وهو باقعة في الحفظ شبهت مذاكرته بالسحر وكان (3/1015)
يتقشف ويجالس الصالحين سمع أبا هاشم الكتاني وأحمد بن عبد الرحيم القيسراني بالشام وأبا عبد الله الحليمي وأبا علي الصفار ببغداد ومحمد بن يعقوب الأصم بنيسابور وأصحاب يونس بن عبد الأعلى بمصر الى ان قال مات سنة ست وثمانين وثلاث مائة ذهب الى ما وراء النهر واقبل على الأدب والشعر ودخل في الأعمال السلطانية ثم اجتمعت به هناك وحفظه كما كان فكنت اتعجب منه قلت روى عنه الحاكم وغيره
948 - الطوسي الحافظ أبو الفضل نصر بن محمد بن احمد بن يعقوب العطار وهو بن أبي نصر الطوسي ولد سنة عشر وثلاث مائة تقريبا وسمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن الشرقي وأبا حامد بن بلال وأبا بكر محمد بن الحسين القطان ومحمد بن مخلد العطار وأبا عبد الله المحاملي وأبا العباس بن عقدة وطبقتهم وبدمشق أيضا أبا علي بن حبيب الحصائري وابن زبان الكندي وبمكة أبا سعيد بن الأعرابي وبمصر محمد بن وردان العامري وبالرملة الربيع بن سلامة وبمكة ومنبج وحران ومواضع روى عنه الحاكم وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو نعيم وأبو سعيد الكنجرودي وآخرون قال الحاكم هو أحد أركان الحديث بخراسان مع ما يرجع اليه من الدين والزهد والسخاء والتعصب لأهل السنة أول رحلته كانت الى مرو الى الليث بن محمد وما خلف بالطابران يوم مات مثله واما في علوم الصوفية وأخبارهم ولقي شيوخهم فإنه توفي يوم توفي ولم يخلف بخراسان مثله في التقدم واللقي (3/1016)
قلت كان قد صحب الشبلي ومات في المحرم سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة ومات فيها محدث بغداد الحجة المأمون أبو بكر احمد بن إبراهيم بن الحسين بن شاذان البغدادي البزاز والد المحدث أبي علي بن شاذان وأبو الحسن علي بن حسان الجديلي خاتمة أصحاب مطين والعلامة أبو محمد عبد الله بن عطية الدمشقي المفسر امام مسجد باب الجابية وجعفر بن عبد الله بن فناكي راوية مسند الروياني عنه أخبرنا أبو الفضل احمد بن هبة الله بن تاج الأمناء أنبأنا عبد المعز بن محمد انا زاهر بن طاهر انا محمد بن عبد الرحمن انا أبو الفضل نصر بن محمد بن احمد العطار انا احمد بن الحسين بن محمد بن الأزهر بمصر نا يوسف بن يزيد الفراطيسي نا الوليد بن موسى نا منبه بن عثمان عن عروة بن رويم عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان مؤمني الجن لهم ثواب وعليهم عقاب فسالناه عن ثوابهم وعن مؤمنهم قال على الأعراف وليسوا في الجنة مع امة محمد صلى الله عليه و سلم قلنا وما الأعراف قال حائط الجنة تجري فيه الانهار وتنبت فيه الأشجار والثمار هذا حديث منكر جدا
949 - بن بكير الحافظ الامام أبو عبد الله الحسين بن احمد بن عبد الله بن بكير البغدادي الصيرفي سمع أبا جعفر بن البختري وإسماعيل الصفار وأبا عمرو بن السماك وأبا بكر النجاد وطبقتهم حدث عنه أبو حفص بن شاهين شيخه (3/1017)
وأبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي وعبيد الله الأزهري وأبو الحسين بن المهتدي بالله وآخرون قال الأزهري سمعت أبا عبد الله بن بكير يقول هذا الحديث كتبه عني محمد بن إسماعيل الوراق وأبو الحسن الدارقطني قال الأزهري كنت احضر عنده وبين يديه أجزاء فانظر فيها فيقول أيما أحب إليك تذكر لي متن ما تريد من هذه الاجزاء حتى أخبرك بإسناده أو تذكر إسناده حتى أخبرك بمتنه فكنت اذكر له المتون فيحدثني بأسانيدها كما هي حفظا فعلت هذا معه مرارا كثيرة وكان ثقة لكنهم حسدوه وتكلموا فيه وقال بن أبي الفوراس كان يتساهل في الحديث ويلحق في بعض أصول الشيوخ ما ليس منها ويصل المقاطيع مات بن بكير في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة وله إحدى وستون سنة أخبرنا احمد بن إسحاق انا نصر بن عبد الرزاق القاضي قال قرأت على شيخنا أبي الفتح نصر بن فتيان بن المثنى أخبركم هبة الله بن الحصين انا علي بن المحسن نا الحسين بن احمد بن بكير انا أبو طالب محمد بن احمد بن إسحاق نا عمي البهلول بن إسحاق سمعت أبي سمعت جدي حسان بن سنان يقول رأيت أنس بن مالك بواسط فقال من أين أنت قلت من الأنبار قال وفيم قدمت قلت قدمت متظلما الى الحجاج على عاملنا فمسح يده على ظهري ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر
950 - الخطابي الامام العلامة المفيد المحدث الرحال أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم (3/1018)
بن خطاب البستي الخطابي صاحب التصانيف سمع أبا سعيد بن الأعرابي بمكة وإسماعيل بن محمد الصفار وطبقته ببغداد وأبا بكر بن داسه بالبصرة وأبا العباس الأصم وطبقته بنيسابور روى عنه الحاكم وأبو حامد الإسفراييني وأبو نصر محمد بن احمد البلخي الغزنوي وأبو مسعود الحسين بن محمد الكرابيسي وأبو عمرو محمد بن عبد الله الرزجاهي وأبو ذر عبد بن احمد الهروي وأبو عبيد الهروي اللغوي وأبو الحسين عبد الغافر الفارسي وخلق سواهم ووهم أبو منصور الثعالبي في اليتيمة حيث سماه احمد بن محمد أقام مدة بنيسابور يصنف معمل غريب الحديث وكتاب معالم السنن وكتاب شرح الأسماء الحسنى وكتاب العزلة وكتاب الغنية عن الكلام واهله وغير ذلك وكان ثقة متثبتا من أوعية العلم قد أخذ اللغة عن أبي عمر الزاهد ببغداد والفقه عن أبي علي بن أبي هريرة والقفال وله شعر جيد قرأت على شهدة العامرية أخبركم جعفر بن علي انا السلفي نا أبو المحاسن الروياني سمعت أبا نصر البلخي سمعت أبا سليمان الخطابي سمعت أبا سعيد بن الأعرابي ونحن نسمع عليه هذا الكتاب يعني سنن أبي داود يقول لو ان رجلا لم يكن معه من العلم الا المصحف الذي فيه كتاب الله ثم هذا الكتاب لم يحتج معهما الى شيء من العلم بتة أخبرنا احمد بن سلامة إجازة عن عبد الغني بن سرور الحافظ انا إسماعيل بن غانم انا عبد الواحد بن إسماعيل انا محمد بن احمد نا أحمد بن محمد بن إبراهيم (3/1019)
انا محمد بن بكر نا أبو داود انا محمد بن حزابة نا إسحاق بن منصور نا أسباط عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن قال القراب توفي الخطابي ببست في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة قلت وفيها مات المحدث الامام أبو النضر شافع بن محمد بن الحافظ أبي عوانة الإسفراييني الرحال لقي بن جوصاء وطبقته ومحدث بروجرد القاضي أبو الحسين عبيد الله بن سعيد البروجردي لقي الباغندي وابن جرير الطبري والشيخ أبو الفضل عبيد الله بن محمد الفامي النيسابوري شيخ العيار ومقرئ مصر أبو حفص عمر بن عراك الحضرمي ومقرئ العراق أبو الفرج محمد بن احمد الشنبوذي والعلامة الأديب أبو علي محمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي ببغداد ومسند مرو القاضي أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي الفقيه عن مائة سنة ومقرئ مصر وعالمها الامام أبو بكر محمد بن علي الادفوي المفسر ومسند مكة أبو يعقوب يوسف بن الدخيل تلميذ العقيلي
951 - بن عابد الحافظ الامام أبو عمر احمد بن محمد بن عابد الأسدي الأندلسي القرطبي سمع احمد بن سعيد بن حزم ومحمد بن معاوية بن الأحمر وأحمد بن مطرف وحدث باليسير فإنه مات في الكهولة قال (3/1020)
بن الفرضي مات في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وثلاث مائة قلت وفيها مات محدث نيسابور أبو محمد الحسن بن احمد المخلدي المعدل وعالم سرخس الفقيه أبو علي زاهر بن احمد السرخسي وله ست وسبعون سنة لحق البغوي في رحلته وعالم المغرب أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني صاحب الرسالة ومقرئ مصر أبو الطيب عبد المنعم بن غلبون الحلبي ومسند بغداد أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة وراوية الصحيح أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني المروزي يوم عرفة
952 - الزهري الحافظ الناقد أبو محمد الحسن بن علي بن عمر البصري ويعرف بابن غلام الزهري كان في هذا الحين سأله الحافظ حمزة السهمي عن الرجال والجرح والتعديل لم اظفر له بترجمة سمع من أبي القاسم البغوي وابن صاعد ومحمد بن الحسين بن مكرم والقاسم بن عباد وعلي بن عبد الله بن الفضل وخالد بن النضر وأحمد (3/1021)
بن يعقوب المتوثي وطبقتهم وكان حيا في حدود سنة ثمانين وثلاثة مائة روى عنه حمزة بن يوسف الحافظ أبو الحسن بن صخر الأزدي ومحمد بن طلحة الخزاعي وطائفة قرأت على أبي بكر بن عمر الفقيه أخبركم الحسن بن احمد الزاهد ببيت المقدس انا أبو طاهر السلفي نا أبو طاهر محمد بن محمد النهاوندي املاء بالبصرة نا محمد بن طلحة بن المغيرة الخزاعي نا الحسن بن علي الحافظ نا احمد بن يعقوب المتوثي نا بندار نا عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان عن عبد الله بن دينار عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته رواه عدة عن سفيان الثوري وقد أخرجه خ عن أبي نعيم عن الثوري فوقع لنا بدلا نازلا بدرجة ولله الحمد
953 - بن حنزابة الوزير الكامل الحافظ المفيد الامام أبو الفضل جعفر بن الوزير الكبير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن حسن بن الفرات البغدادي نزيل مصر وزر أبوه للمقتدر في آخر دولته ووزر الحافظ أبو الفضل لصاحب مصر كافور الخادم وحدث عن محمد بن هارون الحضرمي ومحمد بن زهير الأيلي والحسن بن محمد الداركي وأبي بكر الخرائطي ومحمد بن سعيد الحمصي وعدة وكان يذكر انه سمع من البغوي مجلسا ويذكر ويقول من جاءني به اغنيته وعزم على عمل المسند ولذلك رحل اليه الدارقطني واقام عنده مدة وأعطاه جملة وللدارقطني في كتاب المدبج عنه أحاديث ولعبد الغني عنه رواية مولده سنة ثمان وثلاث مائة قال السلفي كان من الحفاظ الثقات المتبجحين بصحبة المحدثين مع جلالة ورياسة يملي ويروي في حال الوزارة عندي من أماليه ومن كلامه على الحديث وحسن تصرفه الدال على حدة فهمه ووفور علمه وقد روى عنه حمزة الكتاني مع تقدمه وقيل انه وزر بعد موت كافور وصادر (3/1022)
وفعل ثم اضطربت عليه الأمور فاختفى ونهبت داره ثم صودر ونزح الى الشام سنة ثمان وخمسين ثم بعد مدة رجع الى مصر وروى عنه الحافظ عبد الغني وبلغنا ان أبا الفضل كان يفطر وينام نومة ثم ينهض ويتوضأ ويصلي الى الغداة وقال المسبحي لما غسل أبو الفضل جعل في فيه ثلاث شعرات من شعر النبي صلى الله عليه و سلم أخذها بمال عظيم وكانت عنده في درج ذهب مختوم بمسك والخنزابة أمه كانت أم ولد والده الفضل وفي اللغة الحنزابة هي القصيرة الغليظة ونقل فدفن بالمدينة النبوية في دار اشتراها قريبة جدا من المسجد قال بن طاهر المقدسي رأيت عند الحبال كثيرا من الاجزاء التي خرجت لابن حنزابة وفيها الجزء الموفي ألف من مسند كذا والجزء الموفي خمس مائة من مسند كذا انفق اموالا عظيمة في البر مات في ثالث عشر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة وفيها مات أبو علي إسماعيل بن محمد بن احمد بن حاجب الكشاني خاتمة من روى الصحيح عن الفربري وبمصر أبو الحسن احمد بن عبد الله بن حميد بن رزيق البغدادي عنده المحاملي وطبقته وشاعر العراق أبو عبد الله الحسين بن احمد بن الحجاج البغدادي صاحب المجون وفقيه الظاهرية العلامة أبو الحسن عبد العزيز بن احمد الخرزي تخرج به البغاددة قال الصيمري ما رأيت فقيها انظر منه ومن الشيخ أبي حامد ومسند بغداد أبو القاسم عيسى بن علي الوزير صاحب تلك الأمالي ومسند مصر المؤمل (3/1023)
بن احمد بن محمد الشيباني البغدادي البزاز سمع البغوي وثقه الخطيب
954 - الأصيلي الحافظ الثبت العلامة أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأندلسي تفقه بقرطبة وسمع من بن المشاط ومحمد بن السليم ولقي وهب بن مسرة بوادي الحجارة وبمصر القاضي أبا الطاهر الذهلي وابن حيويه النيسابوري الفقيه أبا إسحاق بن شعبان وبمكة أبا بكر الآجري وببغداد أبا بكر الشافعي وأبا علي بن الصواف وأتقن أخذ الصحيح عن أبي زيد المروزي وتفقه على أبي بكر الأبهري ووعى علما جما قال القاضي عياض قال الدارقطني حدثني أبو محمد الأصيلي ولم ار مثله ثم قال عياض كان من حفاظ مذهب مالك ومن العالمين بالحديث وعلله ورجاله وكان ينكر الغلو في كرامات الأولياء ويثبت منها ما صح ودعاء الصالحين ولي قضاء سرقسطة ثم ترك وبقي على الشورى بقرطبة قلت وكان رأسا في الحديث والسنن وفقه السلف له كتاب كبير سماه الدلائل في اختلاف العلماء حمل الناس عنه وكان في خلقه حدة رحمه الله تعالى مات في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة وشيعه الخلائق وفيها مات بمصر المحدث أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب صاحب كتاب المروءة ومسند هراة أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري صاحب البغوي ونحوي العراق أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (3/1024)
والعلامة القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني الشاعر المحسن والمحدث الجوال أبو العباس الوليد بن بكر السرقسطي أنبأنا عبد الله بن محمد الطائي عن أبي القاسم بن بقي انا شريح بن محمد انا علي بن احمد الحافظ اذنا نا حمام بن احمد نا عبد الله بن إبراهيم الأصيلي نا أبو زيد المروزي ح وأخبرنا بعلو درجتين عبد الله بن قوام وطائفة قالوا انا الحسين بن المبارك انا عبد الأول انا أبو الحسن المظفري انا عبد الله بن حمويه قالا انا أبو عبد الله الفربري انا البخاري نا يحيى بن بكير نا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن سالم ان بن عمر قال تمتع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعمرة الى الحج وساق الهدي من ذي الحليفة الحديث
955 - خلف بن القاسم بن سهل الحافظ الامام أبو القاسم الأندلسي بن الدباغ ولد سنة خمس وعشرين وثلاث مائة سمع محمد بن معاوية الأموي وأحمد بن الشامة وبمصر أبا محمد بن الورد وسلمة بن الفضل والطبقة وبمكة بكير الحداد وأبا بكر الآجري وأبا الحسن الخزاعي وبدمشق علي بن أبي العقب وأبا الميمون بن راشد وكان من الحفاظ المحققين صنف حديث مالك وحديث شعبة وكتابا في الزهد وقرأ بالروايات على جماعة منهم احمد بن صالح صاحب بن مجاهد حدث عنه جماعة من الاندلسيين منهم أبو عمرو الداني وأبو عمر بن عبد البر وكان بن عبد البر لا يقدم عليه أحدا من شيوخه (3/1025)
توفي في ربيع الأخر سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة وفيها مات بأصبهان أبو جعفر احمد بن محمد بن المرزبان الأبهري صاحب جزء لوين والمقرئ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري ببغداد وشيخ اللغة أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري ومسند بغداد أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن البغدادي المخلص والسيد أبو الحسن محمد بن علي العلوي الهمذاني ببخارى أنبأنا طائفة قالوا أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي انا بن ناصر انا الحميدي أنبأنا أبو عمر الحافظ نا خلف بن القاسم نا محمد بن إبراهيم بن إسحاق نا محمد بن محمد الباهلي نا إسحاق بن أبي إسرائيل نا حماد بن زيد عن كثير بن شنظير عن عطاء عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمروا الآنية واوكوا الاسقية واجيفوا الأبواب وكفوا صبيانكم عند المساء فان للجن انتشارا وخطفة أخبرنا محمد بن عطاء الله بالإسكندرية انا عبد الرحمن بن مكي انا خلف بن عبد الملك في كتابه انا أبو محمد عن أبي عمر الحافظ نا خلف بن القاسم نا محمد بن موسى نا احمد بن علي بن شعيب نا محمد بن حفص نا الجراح بن يحيى نا عمر بن عمرو سمعت عبد الله بن بسر يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناء على الله وصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم يدعو فيستجاب لدعائه هذا حديث منكر (3/1026)
956 - الكلاباذي الحافظ الامام أبو نصر احمد بن محمد بن الحسين البخاري وكلاباذ محلة من بخارى سمع الهيثم بن كليب الشاشي وعلي بن محتاج وأبا جعفر محمد بن محمد البغدادي الجمال وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف ومحمد بن عنبر النسفيين وعبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي وخلقا كثيرا روى عنه جعفر بن محمد المستغفري وقال هو احفظ من كان بما وراء النهر في زمانه مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة عن خمس وسبعين سنة وقال أبو عبد الله الحاكم أبو نصر الكلاباذي الكاتب من الحفاظ حسن الفهم والمعرفة عارف بصحيح البخاري كتب بما وراء النهر وبخراسان والعراق ووجدت شيخنا الدارقطني قد رضي فهمه ومعرفته وهو متقن ثبت لم يخلف بما وراء النهر مثله ثم روى عنه الحاكم شيئا وحديثه قليل الوقوع لنا وقد حدث عنه الدارقطني في كتاب المدبج وله مصنف مشهور في معرفة من اخرج له البخاري في صحيحه قال الخطيب ثقة حافظ حدث ببغداد في حياة الدارقطني وكان يثني عليه ومات معه في السنة البديع أبو الفضل احمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني الأديب مصنف المقامات وشيخ همذان ومحدثها ومفتيها أبو بكر احمد بن علي بن احمد بن لال الشافعي له رحلة لقي فيها بن الأعرابي وعمر تسعين سنة (3/1027)
وصاحب تلك الأمالي القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون البغدادي الضبي ومفتي بغداد أبو محمد عبد الله بن محمد البخاري المعروف بالباقي صاحب أبي علي بن أبي هريرة وشاعر بغداد أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي الببغاء وأبو القاسم عبيد الله بن احمد بن الصيدلاني آخر الثقات من أصحاب بن صاعد قال السلفي انا بكتاب الإرشاد في معرفة رجال البخاري خالد التاجر بأصبهان عن عبد الملك بن الحسن بن سياوش الكازروني عن مؤلفه أبي نصر الكلاباذي أخبرنا الحسن بن علي انا جعفر بن منير أنبأنا أبو طاهر السلفي انا أبو العلاء احمد بن عمر بن سهلويه انا يوسف بن الحسين الرازي نا احمد بن محمد بن عمر بن سهلويه انا يوسف بن الحسين الرازي نا احمد بن محمد بن الحسين الحافظ نا احمد بن نصر البخاري نا الحسين بن محمد القمي نا عبد الرحيم بن حبيب البغدادي نا بقية بن الوليد سمعت الأوزاعي يقول لبس الصوف في السفر سنة وفي الحضر بدعة
957 - البصير الحافظ أبو العباس احمد بن محمد بن الحسين الرازي الضرير وكان ولد أعمى وكان يتوقد ذكاء استملى على الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم وسمع من احمد بن محمد بن حسين بن معاوية صاحب أبي زرعة وارتحل الى بخارى والى نيسابور وسمع أبا حامد بن بلال وأبا العباس الأصم وقد حدث ببغداد وانتخب عليه الدارقطني ووثقه الخطيب روى عنه أبو القاسم الأزهري ومحمد بن عبد الملك بن بشران وحميد بن المأمون (3/1028)
والفقيه سليم الرازي وآخرون وكان عارفا بهذا الشأن قال الخليلي سمعته يقول كنت استملي لابن أبي حاتم الى ان قال وسمع ببلخ من الحافظ عبد الله بن محمد بن طرخان وببخارى من محمود بن إسحاق صاحب أبي عبد الله البخاري ومن أبي عبد الله الحارثي الأستاذ قال وكان عارفا بأحاديثه حافظا وهو آخر من مات بالري من أصحاب بن أبي حاتم قلت مات في رمضان سنة تسع وتسعين وثلاث مائة أخبرنا يوسف بن الوبار انا محمد بن عبد الكريم القيسي انا أبو المعالي بن صابر انا أبو القاسم النسيب انا سليم بن أيوب انا احمد بن محمد البصير انا عبد الرحمن بن أبي حاتم انا احمد بن سنان نا أبو معاوية نا الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب الى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرد بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء متفق على ثبوته وفيها مات معه مسند أصبهان أبو علي الحسن بن علي بن احمد بن سليمان البغدادي نزيل أصبهان عن أربع وتسعين سنة ومقرىء مصر أبو الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون مصنف التذكرة ومسند زمانه أبو مسلم محمد بن احمد بن علي البغدادي الكاتب وشيخ قرطبة القدوة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي زمنين المري (3/1029)
958 - الحليمي العلامة البارع رئيس أهل الحديث بما وراء النهر أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الشافعي صاحب وجوه حسان في المذهب وكان من اذكياء زمانه ومن فرسان النظر له يد طولى في العلم والأدب أخذ عن الأستاذ أبي بكر القفال وأبي بكر الأردني وسمع أبا بكر محمد بن احمد بن خنب وخلف بن محمد الخيام وبكر بن محمد المروزي الدخمسيني وطائفة مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة فقيل بجرجان فحمل ونشأ ببخارى وقيل بل ولد ببخارى له تصانيف مفيدة حدث عنه أبو عبد الله الحاكم مع تقدمه ونبله والحافظ أبو زكريا عبد الرحيم البخاري وأبو سعيد الكنجرودي وآخرون وهو من فرسان هذا الشأن مع ان له فيه عملا جيدا يقع لي حديثه عاليا توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وأربع مائة وفيها توفي أئمة كما سنورده أخبرنا المسند الجليل شرف الدين أبو الفضل احمد بن هبة الله بن تاج الأمناء سنة خمس وتسعين وست مائة بقراءة أبي الحجاج الحافظ عن عبد المعز بن محمد قال انا أبو القاسم المستملي انا أبو سعد احمد بن عبد الرحمن النيسابوري انا الامام أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي انا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي نا احيد بن الحسين نا مقاتل بن إبراهيم نا نوح بن أبي مريم عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لصاحب القران دعوة (3/1030)
مستجابة عند ختمه نوح الجامع مع جلالته في العلم ترك حديثه وكذلك شيخه مع عبادته فكم من امام في فن مقصر عن غيره كسيبويه مثلا امام في النحو ولا يدري ما الحديث ووكيع امام في الحديث ولا يعرف العربية وكأبي نواس راس في الشعر عري من غيره وعبد الرحمن بن مهدي امام في الحديث لا يدري ما الطب قط وكمحمد بن الحسن راس في الفقه ولا يدري ما القراءات وكحفص امام في القراءة تالف في الحديث وللحروب رجال يعرفون بها وفي الجملة وما اوتوا من العلم الا قليلا واما اليوم فما بقي من العلوم القليلة الا القليل في أناس قليل ما أقل من يعمل منهم بذلك القليل فحسبنا الله ونعم الوكيل
959 - بن منده الامام الحافظ الجوال محدث العصر أبو عبد الله محمد بن الشيخ أبي يعقوب إسحاق بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي زكريا يحيى بن منده وهو إبراهيم بن الوليد بن سنده بن بطة بن استندار بن جهار بخت وقيل اسم استندار فيرزان وهو الذي اسلم وقت افتتاح الصحابة أصبهان وولاؤه لعبد القيس وكان مجوسيا وكان من النواب على بعض أعمال أصبهان الأصبهاني العبدي (3/1031)
حدث منده بشيء يسير ومات في دولة المعتصم وروى ولده يحيى الحديث وحفيده وكان من الحفاظ مات سنة إحدى وثلاث مائة وقد مر يروي عنه أبو الشيخ كثيرا وابنه إسحاق روى عن عبد الله بن محمد بن النعمان وجماعة وابنه الحافظ صاحب الترجمة مكثر عنه مات سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة ولد أبو عبد الله سنة عشر وثلاث مائة وقيل في التي تليها سمع أباه وعم أبيه عبد الرحمن بن يحيى وأبا على الحسن بن أبي هريرة وطائفة بأصبهان ومحمد بن الحسين القطان وعبد الله بن يعقوب الكرماني وأبا علي الميداني وأبا حامد بن بلال وخلقا بنيسابور وأبا سعيد بن الأعرابي بمكة والهيثم بن كليب بسمرقند وخيثمة بن سليمان وطبقته بالشام وأبا جعفر بن البختري وإسماعيل الصفار وعدة ببغداد وأبا الطاهر المديني وبابته بمصر وغير ذلك وعدة شيوخه الذين سمع وأخذ عنهم ألف وسبع مائة شيخ وله إجازة من الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره ولما رجع من الرحلة الطويلة كانت كتبه عدة احمال حتى قيل انها كانت أربعين حملا وما بلغنا ان أحدا من هذه الأمة سمع ما سمع ولا جمع ما جمع وكان ختام الرحالين وفرد المكثرين مع الحفظ والمعرفة والصدق وكثرة التصانيف حدث عنه شيخه أبو الشيخ وأبو عبد الله الحاكم وأبو عبد الله غنجار وأبو سعد الإدريسي وتمام الرازي وحمزة السهمي وأبو نعيم وأحمد بن الفضل الباطرقاني وأحمد بن محمود الثقفي وأبو الفضل عبد الرحمن بن احمد (3/1032)
بن بندار وأبو عثمان محمد بن احمد بن ورقاء وأولاده عبد الرحمن وعبد الوهاب وعبيد الله وآخرون قال الباطرقاني نا أبو عبد الله امام الأئمة في الحديث لقاه الله رضوانه قلت أول ما رأيت انه سمع في سنة ثمان عشرة وثلاث مائة وأول ارتحاله قبل الثلاثين أو فيها الى نيسابور قال الحاكم التقينا ببخارى سنة إحدى وستين وقد زاد زيادة ظاهرة ثم جاءنا الى نيسابور سنة خمس وسبعين ذاهبا الى وطنه قال شيخنا أبو علي الحافظ بنو منده اعلام الحفاظ في الدنيا قديما وحديثا الا ترون الى قريحة أبي عبد الله وقيل ان أبا نعيم ذكر له بن منده فقال كان جبلا من الجبال قال أبو عبد الله بن أبي ذهل سمعت أبا عبد الله بن منده يقول لا يخرج الصحيح الا من ينزل أو يكذب يعني ان شيوخ المتأخرين لا يرتقون الى درجة الصحة فيكذب المحدث ان خرج عنهم وقيل كان أبو عبد الله إذا قيل له فاتك سماع كذا فيقول ما فاتنا من البصرة أكثر قلت لم يدخلها لأنه ارتحل الى مسندها علي بن إسحاق الماذرائي فنعي اليه قبل دخولها فتألم ورجع عنها وله كتاب معرفة الصحابة قال الحافظ بن عساكر له فيه أوهام كثيرة قال أبو نعيم الحافظ في تاريخه في ترجمة بن منده هو حافظ من أولاد المحدثين اختلط في آخر عمره فحدث عن أبي اسيد وابن أخي أبي زرعة وابن الجارود بعد ان سمع منه ان له عنهم إجازة وتخبط في امالية (3/1033)
ونسب الى جماعة اقوالا في المعتقدات لم يعرفوا بها نسأل الله الستر والصيانة قلت لا يعبأ بقولك في خصمك للعداوة المشهورة بينكما كما لا يعبأ بقوله فيك فقد رأيت لابن منده مقالا في الحط على أبي نعيم من أجل العقيدة اقذع فيه وكل منهما صدوق غير متهم بحمد الله في الحديث قال احمد الباطرقاني كتب امام دهره أبو احمد العسال الى بن منده وهو بنيسابور في حديث اشكل عليه فأجابه بايضاحه وبيان علته وحكى غير واحد عن أبي إسحاق بن حمزة قال ما رأيت مثل أبي عبد الله بن منده أنبأنا الفخر علي وجماعة عن زاهر بن احمد انا الحسين بن عبد الملك قال كتب الى عبد الرحمن بن أبي عبد الله ان أباه كتب عن أربعة مشايخ أربعة آلاف جزء وهم بن الأعرابي والاصم وخيثمة والهيثم بن كليب وسمعت أبي يقول كتبت عن ألف وسبع مائة قال جعفر المستغفري ما رأيت أحدا احفظ من أبي عبد الله بن منده سألته يوما كم يكون سماعات الشيخ قال تكون خمسة آلاف متن قلت المن يجيء عشرة أجزاء كبار وقال احمد بن جعفر الحافظ كتبت عن ازيد من ألف شيخ ما فيهم احفظ من بن منده وقال أبو إسماعيل الأنصاري شيخ هراة أبو عبد الله بن منده سيد أهل زمانه قال الباطرقاني سمعت أبا عبد الله يقول طفت الشرق والغرب مرتين ونقل أبو زكريا بن منده في تاريخه عن أبيه وعمه وغيرهم ان أبا عبد الله قال ما افتصدت قط ولا شربت دواء قط وما قبلت من أحد شيئا قط قلت مدائنه التي ارتحل إليها من (3/1034)
الإسكندرية الى الشاش وما دخل البصرة ولا هراة ولا فارس ولا سجستان ولا أذربيجان قال أبو زكريا بن منده كنت مع عمي عبيد الله في طريق نيسابور فلما بلغنا بئر مجة حكى لي عمي قال كنت اسير يوما فعرض لي شيخ جمال فقال كنت قافلا عن خراسان مع أبي فلما وصلنا الى هنا إذ نحن بأربعين وقرا من الاحمال فظننا ان ذاك ثياب فإذا خيمة صغيرة فيها شيخ وإذا هو والدك فسأله بعضنا ما هذه الاحمال فقال هذا متاع قل من يرغب فيه في هذا الزمان هذا حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ذكر لي عمي بعد ذلك فقال كنت قافلا عن خرسان ومعي عشرون وقرا من الكتب فنزلت فيها عند البئر اقتداء بالوالد قلت توفي بن منده في سلخ ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثلاث مائة أرخه أبو نعيم واستوفينا ذكر أبي عبد الله في كتاب آل منده ولقد كنت اتحسر على لقي العلامة نجم الدين أبي عبد الله بن حمدان في سنة أربع وتسعين لأجل علو حديث بن منده عنده ولم يقع لي بالاتصال فانبأنا يحيى بن أبي منصور الفقيه في سنة أربع وتسعين وست مائة انا عبد القادر بن عبد الله الحافظ سنة خمس وست مائة انا أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي انا أبو عمرو بن منده انا أبي انا أبو بكر محمد بن القاسم بن كوفي الكراني نا أبو صالح يحيى بن واقد نا هشيم عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال سألت رسول الله (3/1035)
صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله يأتيني الرجل فيسألني البيع وليس عندي ما ابيعه افأبتاعه له من السوق فقال لا تبع ما ليس عندك فأهل الطبقة الثامنة من كتاب أربعين الطبقات للحافظ بن المفضل هم بن منده والحاكم وعبد الغني بن سعيد وأبو مسعود الدمشقي
960 - السليماني الحافظ المحدث المعمر أبو الفضل احمد بن علي بن عمرو البيكندي البخاري شيخ ما وراء النهر ولد سنة إحدى عشرة وثلاث مائة سمع محمد بن حمدويه بن سهل المروزي فكان آخر من روى في الدنيا عنه وعن غيره وسمع من علي بن سحنويه وعلي بن إبراهيم بن معاوية وأبي العباس الأصم النيسابوريين ومحمود بن إسحاق الخزاعي وصالح بن زهير ومحمد بن صابر بن كاتب البخاريين وعلي بن إسحاق الماذرائي البصري وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني وصنف وجمع وتقدم في الحديث ذكره بن السمعاني في الأنساب وقال السليماني نسبة الى جده لامه احمد بن سليمان البيكندي له التصانيف الكبار وكان يصنف في كل جمعة شيئا ثم يدخل من قرية بيكند الى بخارى ويحدث بما صنف روى عنه الحافظ جعفر بن محمد المستغفري وولده أبو ذر محمد بن جعفر وجماعة بتلك الديار الى ان قال وتوفي في ذي القعدة سنة أربع وأربع مائة وله ثلاث وتسعون سنة قلت وقفت له على تأليف في أسماء الرجال وعلقت منه وأخبرنا الحسن بن علي انا (3/1036)
عبد الله بن عمر انا عبد الأول بن عيسى انا عبد الله بن محمد الحافظ انا محمد بن محمد بن إسماعيل السيرجاني انا احمد بن علي الحافظ بيكند نا محمد بن إبراهيم بن عيسى الخوارزمي الشافعي نا محمد بن إسحاق الدمشقي حدثني محمد بن حمدان البلخي نا محمد بن نهشل المروزي نا موسى بن مسعود عن عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير قال ولد الزنا لا يكتب الحديث أخبرنا احمد بن هبة الله عن عبد الرحيم بن السمعاني انا عثمان بن علي البيكندي انا أبو الخطاب محمد بن إبراهيم بن علي الكعبي املاء سنة ثمانين وأربع مائة نا أبو سهل احمد بن علي الأبيوردي نا احمد بن عمرو السليماني انا عبد العزيز بن احمد السمرقندي نا أبو الفضل محمد بن إبراهيم السمرقندي ثنا عيسى بن ميناء نا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يفتح أحد على نفسه باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر
961 - الشيرازي الامام الحافظ الفقيه أبو علي الحسن بن احمد بن محمد بن الليث الكشي ثم الشيرازي من كبار الأئمة ببلاد فارس ارتحل وسمع من إسماعيل الصفار وأبي جعفر بن البختري وعبد الله بن درستويه وجماعة ببغداد ومن أبي العباس الأصم وأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم بنيسابور ومن الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي الحافظ بفارس (3/1037)
ذكره أبو عبد الله الحاكم فأثنى عليه وقال هو متقدم في معرفة القراءات حافظ للحديث وحال قدم علينا أيام الأصم ثم قدم علينا سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة وسمعت منه وذكره أبو عمرو بن الصلاح في طبقات الشافعية مختصرا وقال هو والد الليث وأبي بكر وذكره أبو عبد الله الصفار في طبقات أهل شيراز واثنى عليه كثيرا ثم قال ومن اصحابه زيد بن محمد بن خلف الحافظ ومحمد بن موسى الحافظ وأحمد بن عبد الرحمن المقرئ الحافظ قلت ولحق بن طاهر المقدسي بشيراز اصحابه فسمع من علي بن محمد الشاهد عنه ثم قال وتوفي في ثامن عشر رمضان سنة خمس وأربع مائة قال وابنه أبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي سمع بأصبهان من أبي بكر بن المقرئ وبقي الى سنة سبع وأربعين وأربع مائة وقيل ان ابنه مات سنة ثمان وعشرين وأربع مائة قلت وكأنه الليث الولد الآخر أخبرنا احمد بن محمد الحافظ انا بن خليل انا مسعود الجمال انا أبو علي الحداد انا أبو طالب علي بن محمد بن بكر الغازي نا الحافظ أبو علي الحسن بن احمد بن محمد بن الليث الصفار نا إسماعيل بن محمد نا سعدان بن نصر نا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الكمأة من المن الذي انزل على بني إسرائيل وماؤها شفاء للعين (3/1038)
962 - الحاكم الحافظ الكبير امام المحدثين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع صاحب التصانيف ولد سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة في ربيع الأول طلب الحديث من الصغر باعتناء أبيه وخاله فسمع سنة ثلاثين ورحل الى العراق وهو بن عشرين وحج ثم جال في خراسان وما وراء النهر وسمع بالبلاد من الفي شيخ أو نحو ذلك وقد رأى أبوه مسلما روى عن أبيه ومحمد بن علي بن عمر المذكر وأبي العباس الأصم وأبي جعفر محمد بن صالح بن هانئ ومحمد بن عبد الله الصفار وأبي عبد الله وأبي الأخرم وأبي العباس بن محبوب وأبي حامد بن حسنويه والحسن بن يعقوب البخاري وأبي النضر محمد بن محمد بن يوسف وأبي الوليد حسان بن محمد وأبي عمرو بن السماك وأبي بكر النجاد وأبي محمد بن درستويه وأبي سهل بن زياد وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب وعلي بن محمد بن عقبة الشيباني وأبي علي الحافظ وانتفع بصحبته وما زال يسمع حتى سمع من اصحابه حدث عنه الدارقطني وأبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو العلاء الواسطي ومحمد بن احمد بن يعقوب وأبو ذر الهروي وأبو يعلى الخليلي وأبو بكر البيهقي وأبو القاسم القشيري وأبو صالح المؤذن والزكي عبد الحميد البحيري وعثمان بن محمد المحمى وأبو بكر احمد بن علي بن خلف الشيرازي وخلائق وقد قرأ القراءات على بن الامام ومحمد بن أبي منصور (3/1039)
الصرام وأبي علي بن النقار الكوفي وأبي عيسى بكار البغدادي وقرأ المذهب على بن علي بن أبي هريرة وأبي سهل الصعلوكي وأبي الوليد حسان بن محمد وكان يذاكر الجعابي والدارقني ونحوهما وقد سمع منه من شيوخه احمد بن أبي عثمان الحيري وأبو إسحاق المزكى وأعجب ما رأيت ان أبا عمر الطلمنكي وسيأتي في هذه الطبقة قد كتب في علوم الحديث للحاكم بن البيع في سنة تسع وثمانين وثلاث مائة عن شيخ له عن آخر عن الحاكم أخبرنا أبو الفضل بن تاج الأمناء أنبأنا أبو المظفر بن السمعاني انا الحسين بن علي الشحامي وعبد الله بن محمد الصاعدي قالا انا أبو الفضل محمد بن عبيد الله الزاهد انا محمد بن عبد الله الحافظ انا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الحسن بن علي بن عفان انا أبو أسامة عن الجريري عن عبد الله بن شقيق قال سألت عائشة أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي الضحى قالت لا الا ان يقدم من مغيبة أخرجه مسلم عن يحيى عن يزيد بن زريع عن الجريري ورواه أيضا من طريق كهمس عن عبد الله بن شقيق قرأت على الحسن بن علي الأمين أخبركم جعفر الهمداني انا السلفي سمعت إسماعيل بن عبد الجبار بقزوين قال سمعت الخليل بن عبد الله الحافظ يقول فذكر الحاكم وقال له رحلتان الى العراق والحج ناظر الدارقطني فرضيه وهو ثقة واسع العلم بلغت تصانيفه قريبا من خمس مائة جزء الى ان قال وتوفي سنة ثلاث وأربع مائة قلت هذا وهم في وفاته (3/1040)
ثم قال سألني في اليوم الثاني لما دخلت عليه ويقرأ عليه في فوائد العراقيين سفيان الثوري عن أبي سلمة عن الزهري عن سهل بن سعد حدث الاستئذان فقال من أبو سلمة قلت هو المغيرة بن مسلم السراج قال وكيف يروي المغيرة عن الزهري فبقيت ثم قال قد امهلتك اسبوعا قال ففكرت ليلتي فلما وقعت في أصحاب الجزيرة تذكرت محمد بن أبي حفصة فإذا كنيته أبو سلمة فلما أصبحت حضرت مجلسه وقرأت عليه نحو مائة حديث فقال لي هل تذكرت ما جرى فقلت نعم هو محمد بن أبي حفصة فتعجب وقال انظرت في حديث سفيان لأبي عمرو البحيري فقلت لا وذكرت له ما اممت في ذلك فتحير واثنى علي ثم كنت اسأله فقال لي إذا ذاكرت في باب لا بد من المطالعة لكبر سني فرأيته في كل ما القي عليه بحرا وقال لي اعلم بأن خراسان وما وراء النهر لكل بلد تاريخ صنفه عالم منها ووجدت نيسابور مع كثرة العلماء بها لم يصنفوا فيه شيئا فدعاني ذلك الى ان صنفت تاريخ النيسابوريين فتأملته ولم يبقه الى ذلك أحد قال الحاكم في علوم الحديث في اواخره أخبرني خلف نا خلف نا خلف نا خلف نا خلف فأولهم الأمير خلف بن احمد السجزي والثاني أبو صالح خلف بن محمد البخاري يعني الخيام والثالث خلف بن سليمان النسفي صاحب المسند والرابع خلف بن محمد الواسطي كردوس والخامس خلف بن موسى بن خلف قال الحاكم وقد سمعته من أبي صالح بإسناده لم يذكر المتن (3/1041)
فقرأته على احمد بن هبة الله عن عبدالمغز بن محمد انا زاهر بن طاهر انا إسحاق بن عبد الرحمن قال انا الأمير خلف بن احمد بن محمد بن خلف نا خلف بن محمد بن إسماعيل نا خلف بن سليمان نا خلف بن محمد كردوس نا خلف بن موسى العمي نا أبي عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل بني آدم حسود وبعض الناس أفضل في الحسد من بعض ولا يضر حاسدا حسده ما لم يتكلم بلسانه أو يعمل باليد هذا حديث غريب منكر قال الخطيب أبو بكر أبو عبد الله الحاكم كان ثقة كان يميل الى التشيع فحدثني إبراهيم بن محمد الأرموي وكان صالحا عالما قال جمع الحاكم أحاديث وزغم انها صحاح على شرط البخاري ومسلم منها حديث الطير ومن كنت مولاه فعلي مولاه فانكرها عليه أصحاب الحديث فلم يلتفتوا الى قوله قال الحسن بن احمد السمرقندي الحافظ سمعت أبا عبد الرحمن الشاذياخي الحاكم يقول كنا في مجلس السيد أبي الحسن فسئل أبو عبد الله الحاكم عن حديث الطير فقال لا يصح ولو صح لما كان أحد أفضل من علي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه و سلم قلت ثم تغير رأي الحاكم واخرج حديث الطير في مستدركه ولا ريب ان في المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة بل فيه أحاديث موضوعة شان المستدرك بإخراجها فيه واما حديث الطير (3/1042)
فله طرق كثيرة جدا قد افردتها في مصنف ومجموعها هو يوجب ان يكون الحديث له أصل واما حديث من كنت مولاه فله طرق جيدة وقد أفردت ذلك أيضا قال عبد الغافر بن إسماعيل أبو عبد الله الحاكم هو امام أهل الحديث في عصره العارف به حق معرفته يقال له الضبي لان جدته هي سبطة عيسى بن عبد الرحمن الضبي ووالدة عيسى هذا هى منوية بنت إبراهيم بن طهمان الفقيه وبيته بيت الصلاح والورع والتأذين في الإسلام لقي أبا عبد الله الثقفي وأبا محمد بن الشرقي ولم يسمع منهما وسمع من أبي طاهر المحمدأباذي وأبي بكر بن القطان ولم يقع بمسموعه منهما وتصانيفه المشهورة تطفح بذكر شيوخه وقرأ على قراء زمانه وتفقه على أبي الوليد وأبي سهل الأستاذ واختص بصحبة امام وقته أبي بكر الصبغي فكان يراجعه في السؤال والجرح والتعديل والعلل وذاكر مثل الجعابي وأبي علي الماسرجسي واتفق له من التصانيف ما لعله يبلغ قريبا من ألف جزء من تخريج الصحيحين والعلل والتراجم والأبواب والشيوخ ثم المجموعات مثل معرفة علوم الحديث ومستدرك الصحيحين وتاريخ نيسابور وكتاب مزكى الاخبار والمدخل الى علم الصحيح وكتاب الإكليل وفضائل الشافعي وغير ذلك ولقد سمعت مشايخنا يذكرون أيامه ويحكون ان مقدمي عصره مثل الصعلوكي والأمام بن فورك وسائر الأئمة يقدمونه على أنفسهم ويراعون حق فضله ويعرفون له الحرمة (3/1043)
الاكيدة ثم أطنب في تعظيمه وقال هذه جمل يسيرة وهو غيض من فيض سيره واحواله ومن تأمل كلامه في تصانيفه وتصرفه في أماليه ونظره في طرق الحديث اذعن بفضله واعترف له بالمزية على من تقدمه واتعابه من بعده وتعجيزه اللاحقين عن بلوغ شأوه عاش حميدا ولم يخلف في وقته مثله قال الحافظ أبو حازم العبدوي سمعت الحاكم يقول وكان امام أهل الحديث في عصره شربت ماء زمزم وسألت الله ان يرزقني حسن التصنيف قال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني أيهما أفضل بن منده أو بن البيع فقال بن البيع أتقن حفظا أبو صالح المؤذن انا مسعود بن علي السجزي نا أبو بكر بن فورك نا محمد بن احمد بن جعفر البحيري الحافظ انا احمد بن محمد بن الفضل بن مطرف الكرابيسي سنة سبع وأربعين وثلاث مائة نا محمد بن عبد الله بن حمدويه الحافظ نا النجاد نا محمد بن عثمان نا الحماني نا سعير بن الخمس عن عبيد الله عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان بلالا يؤذن بليل الحديث ثم قال السجزي وأخبرناه الحاكم فذكره أبو موسى المديني الحافظ انا هبة الله بن عبد الله نا أبو بكر الخطيب نا الأزهري نا الدارقطني حدثني محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري نا محمد بن جعفر النسوي نا الخليل بن محمد النسوي نا خداش بن مخلد نا يعيش (3/1044)
بن هشام نا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا ما أحسن الهدية امام الحاجة هذا باطل وانما رواه الموقري الواهي عن الزهري مرسلا سمعت أبا الحسين اليونيي انا أبو محمد عبد العظيم الحافظ سمعت علي بن المفضل الحافظ سمعت احمد بن محمد الحافظ سمعت محمد بن طاهر الحافظ سمعت سعد بن علي الزنجاني الحافظ بمكة وقلت له أربعة من الحفاظ تعاصروا أيهم احفظ قال من قلت الدارقطني ببغداد وعبد الغني بمصر وابن منده بأصبهان والحاكم بنيسابور فسكت فألححت عليه فقال اما الدارقطني فأعلمهم بالعلل واما عبد الغني فأعلمهم بالأنساب واما بن منده فأكثرهم حديثا مع معرفة تامة وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا قال بن طاهر سألت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم فقال ثقة في الحديث رافضي خبيث ثم قال بن طاهر كان شديد التعصب للشيعة في الباطن وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة وكان منحرفا عن معاوية وآله متظاهرا بذلك ولا يعتذر منه قلت اما انحرافه عن خصوم علي فظاهر واما أمر الشيخين فمعظم لهما بكل حال فهو شيعي لا رافضي وليته لم يصنف المستدرك فإنه غض من فضائله بسوء تصرفه قال الحافظ أبو موسى كان الحاكم دخل الحمام واغتسل وخرج فقال آه فقبض روحه وهو متزر لم يلبس قميصه بعد وصلى عليه القاضي أبو بكر الحيري توفي الحاكم في صفر سنة خمس وأربع مائة رحمه الله تعالى (3/1045)
963 - أبو عبد الرحمن السلمي الحافظ العالم الزاهد شيخ المشايخ محمد بن الحسين بن محمد بن موسى النيسابوري الصوفي الأزدي الأب السلمي الام نسب الى جده القدوة أبي عمرو إسماعيل بن نجيد بن محدث نيسابور احمد بن يوسف السلمي سمع أبا العباس الأصم وأحمد بن محمد بن عبدوس ومحمد بن المؤمل الماسرجسي ومحمد بن احمد بن سعيد الرازي صاحب بن وارة والحافظ أبا علي النيسابوري وخلقا كثيرا وكتب العالي والنازل وصنف وجمع وسارت بتصانيفه الركبان حمل عنه القشيري والبيهقي وأبو صالح المؤذن ومحمد بن يحيى المزكي وأبو عبد الله الثقفي وعلي بن احمد بن الأخرم المؤذن ومحمد بن إسماعيل التفليسي وخلق سواهم الا انه ضعيف قال الخطيب محله كبير وكان مع ذلك صاحب حديث مجودا جمع شيوخا وتراجم وأبوابا وعمل دويرة للصوفية وصنف للصوفية سننا وتفسيرا وتاريخا قلت ألف حقائق التفسير فأتى فيه بمصائب وتأويلات الباطينة نسأل الله العافية قال الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري كان السلمي غير ثقة وكان يضع للصوفية الأحاديث وقال عبد الغافر في تاريخ نيسابور بلغ فهرست تصانيفه المائة أو أكثر وكتب الحديث بمرو ونيسابور والعراق والحجاز مولده في سنة ثلاثين وثلاث مائة قلت قد سأل أبا الحسن الدارقطني عن خلق من الرجال سؤال عارف (3/1046)
بهذا الشأن مات في شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مائة أخبرنا بلال المغيثي انا بن رواح ح وانا سنقر الزيني وأبو نصر الفارسي قالا انا علي بن محمود قالا انا أبو طاهر السلفي انا أبو القاسم بن الفضل انا محمد بن الحسين انا أبو احمد محمد بن محمد بن حسين الشيباني نا احمد بن حماد بن زغبة نا حامد بن يحيى البلخي نا سفيان حدثني عمرو بن دينار عن أبي سلمة عن أم سلمة ان الزبير خاصم رجلا فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم للزبير فقال الرجل إنما قضى له انه بن عمته فأنزل الله هذه الآية فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الآية تفرد به حامد البلخي بهذا الإسناد أخبرنا احمد بن هبة الله انا عمي زين الأمناء ح وانا محمد بن حازم انا بن غسان ح وانا حسن بن علي انا مكرم قالوا انا أبو المظفر الفلكي انا علي بن احمد المديني انا أبو عبد الرحمن السلمي نا احمد بن محمد بن عبدوس نا عثمان بن سعيد انا القعنبي نا الدراوردي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دعا أحدكم فلا يقل الله ان شئت ولكن ليعزم وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظم عليه شيء أعطاه
964 - عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان الحافظ الامام المتقن النسابة أبو محمد الأزدي المصري مفيد تلك (3/1047)
الناحية سمع من عثمان بن محمد السمرقندي وأحمد بن بهزاذ السيرافي سماعه منه في سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة وإسماعيل بن يعقوب الجراب وعبد الله بن جعفر بن الورد وأحمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن إبراهيم بن عطية ويعقوب بن مبارك وحمزة بن محمد الحافظ وبالشام من أبي بكر الميانجي والفضل بن جعفر المؤذن وأبي سليمان بن زبر وطبقتهم روى عنه محمد بن علي الصوري ورشا بن نظيف وأبو عبد الله القضاعي وعبد الرحمن بن احمد البخاري وأبو علي الأهوازي وأبو إسحاق النعماني الحبال وخلق كثير ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة وكان أبوه من كبار الفرضيين قال البرقاني سألت الدارقطني لما قدم من مصر هل رأيت في طريقك من يفهم شيئا من العلم قال ما رأيت في طول طريقي الا شابا بمصر يقال له عبد الغني كأنه شعلة نار وجعل يفخم امره ويرفع ذكره قال منصور بن علي الطرسوسي لما أراد الدارقطني الخروج من عندنا من مصر خرجنا نودعه وبكينا فقال لنا تبكون وعندكم عبد الغني بن سعيد وفيه الخلف وقال عبد الغني لما رددت على أبي عبد الله الحاكم الأوهام التي في المدخل الى الصحيح بعث الي يشكرني ويدعو لي فعلمت انه رجل عاقل قال العتيقي كان عبد الغني امام زمانه في علم الحديث وحفظه ثقة مأمونا ما رأيت بعد الدارقطني مثله قال البرقاني ما رأيت بعد الدارقطني (3/1048)
احفظ من عبد الغني المصري وقال الصوري قال لي عبد الغني ابتدأت بعمل كتاب المؤتلف والمختلف فقدم علينا الدارقطني فأخذت عنه أشياء كثيرة منه فلما فرغت عنه سألني ان اقرأه ليسمعه مني فقلت عنك أخذت أكثره فقال لا تقل هذا فإنك أخذته عني مفرقا وقد اوردته مجموعا وفيه أشياء عن شيوخك فقرأته عليه ذكر عبد الغني أبو الوليد الباجي فقال حافظ متقن فقلت لأبي ذر أحدث عنه فقال لا ان شاء الله على معنى التأكيد وذلك لأنه كان له اتصال ببني عبيد قال الحبال توفي في سابع صفر سنة تسع وأربع مائة وقيل كان لعبد الغني جنازة عظيمة تحدث بها الناس ونودي له هذا نافي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ومات معه في العام مسند العراق أبو الحسين احمد بن محمد بن احمد بن المتيم الواعظ الذي قال الخطيب لم اكتب عن اقدم سماعا منه وأبو الحسن احمد بن محمد بن احمد بن موسى بن الصلت الأهوازي ثم البغدادي ومسند خراسان أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني الصوفي ومسند واسط أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن خزفة الصيدلاني ومسند قزوين أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب راوي سننن بن ماجة أخبرنا عيسى بن عبد الرزاق انا جعفر بن علي انا أبو طاهر بن سلفة سمعت جعفر بن احمد اللغوي سمعت محمد بن علي الصوري الحافظ سمعت عبد الغني بن سعيد الأزدي سمعت أبا القاسم الحسين بن عبد الله القرشي (3/1049)
سمعت بيانا الزاهد يقول من كان يسره ما يضره متى يفلح أنبأنا احمد بن سلامة عن هبة الله بن علي انا علي بن الحسين انا عبد الرحيم بن احمد الحافظ انا عبد الغني بن سعيد انا أبو حفص عمر بن محمد العطار نا إبراهيم بن دنوقا نا زكريا بن عدي نا بشر بن المفضل عن غالب القطان عن بكر عن أنس قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في شدة الحر فإذا أراد أحدنا ان يسجد على الأرض بسط ثوبه فسجد عليه غالب هو بن خطاف فتحه الدارقطني أخرجه خ عن مسدد وغيره ومسلم عن يحيى بن يحيى جميعا عن بشر نحوه
965 - بن مردويه الحافظ الثبت العلامة أبو بكر احمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني صاحب التفسير والتاريخ وغير ذلك روى عن أبي سهل بن زياد القطان وميمون بن إسحاق وعبد الله بن إسحاق الخراساني ومحمد بن عبد الله بن علم الصفار وإسماعيل الخطبي ومحمد بن علي بن دحيم الشيباني وأحمد بن عبد الله بن دليل وإسحاق بن محمد بن علي الكوفي ومحمد بن احمد بن علي الإسواري وأحمد بن عيسى الخفاف وأحمد بن محمد بن عاصم الكراني وطبقتهم روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن منده وأخوه عبد الوهاب وأبو الخير محمد بن احمد بن ررا وأبو منصور محمد بن شكرويه وأبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن سليم وأبو عبد الله الثقفي الرئيس وأبو مطيع (3/1050)
محمد بن عبد الواحد المصري وخلق كثير وعمل المستخرج على صحيح البخاري وكان قيما بمعرفة هذا الشان بصيرا بالرجال طويل الباع مليح التصانيف ولد سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة ومات لست بقين من رمضان سنة عشر وأربع مائة يقع عواليه في الثقفيات وغيرها وفيها مات المسند إبراهيم بن مخلد الباقرحي البغدادي ومسند دمشق أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر الشيباني ومسند نيسابور العلامة أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن احمد بن بالويه المزكى لحق أبا بكر القطان ومسند الوقت أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي ببغداد ومحدث هراة العلامة القاضي أبو منصور محمد بن محمد بن عبد الله الأزدي وصاحب الناسخ والمنسوخ أبو القاسم هبة الله بن سلامة البغدادي أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد انا جعفر بن علي وأحمد بن محمد بن محمود وعلي بن سلامة وعبد الله بن الحسين قالوا انا أبو طاهر بن سلفة انا القاسم بن الفضل نا احمد بن موسى بن مردويه الحافظ املاء نا أبو علي احمد بن محمد بن عاصم نا عمرو بن سعيد العسكري نا عباد بن صهيب نا موسى بن عبيدة نا محمد بن عمرو بن عطاء عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سلوا الله لي الوسيلة فإنه لا يسألها لي عبد مؤمن الا كنت له شهيدا يوم القيامة أو شفيعا وشهيدا (3/1051)
966 - غنجار الحافظ العالم محدث ما وراء النهر أبو عبد الله محمد بن احمد بن محمد بن سليمان بن كامل البخاري صاحب تاريح بخارى حدث عن خلف بن محمد الخيام وسهل بن عثمان السلمي وأبي عبيد احمد بن عروة الكرميني ومحمد بن حفص بن اسلم وإبراهيم بن هارون الملاحمي والحسن بن يوسف بن يعقوب ومحمد بن محمد بن صابر وخلق كثير ولم يرحل حدث عنه أبو المظفر بن إبراهيم النسفي ولم اظفر بترجمته كما ينبغي ومات في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة وفيها مات المسند أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال ببغداد ومسند مرو أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن أبي الجزاح الجراحي راوي جامع الترمذي ومحدث بغداد أبو الحسن محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن رزقويه البزاز ومسند مصر أبو العباس منير بن احمد بن الحسن بن منير الخشاب العدل لقي علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني قال الحبال ثقة لا يجوز عليه تدليس أخبرنا الحسن بن علي انا جعفر الهمداني انا أبو طاهر السلفي انا أبو علي البرداني وأبو الحسين الصيرفي قالا انا هناد القاضي انا محمد بن احمد الحافظ انا أبو يحيى احمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي نا محمد بن نصر المروزي نا أبو جعفر عبد الله بن محمد المسندي نا حرمي بن عمارة نا شعبة عن واقد بن محمد سمعت أبي يحدث عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا (3/1052)
رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحق الإسلام وحسابهم على الله وبه الى محمد بن احمد غنجار قال انا أبو نضر احمد بن عمرو نا احمد بن خالد بن الخليل نا محمد بن احمد بن حفص نا أبي قال قال افلح بن محمد قلت لابن المبارك اني أكره الصفة يا أبا عبد الرحمن عنى صفة الرب عز و جل فقال انا أشد الناس كراهة لذلك ولكن إذا نطق الكتاب بشيء قلنا به وإذا جاءت الآثار بشيء جسرنا عليه
967 - بن أبي الفوارس الحافظ المجود أبو الفتح محمد بن احمد بن محمد بن فارس بن سهل البغدادي ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة وسمع في سنة ست وأربعين من احمد بن الفضل بن خزيمة وجعفر الخلدي ودعلج السجزي وأبي بكر النقاش وعيسى بن بكار المقرئ وأبي علي بن الصواف وطبقتهم وارتحل الى بلاد فارس وخراسان وأصبهان والبصرة وجمع وصنف قال الخطيب كان ذا حفظ وامانة مشهورا بالصلاح انتخب على المشايخ حدث عنه أبو بكر البرقاني وأبو سعد الماليني وقرأت عليه قطعة من حديثه وكان يملي في جامع الرصافة مات في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وأربع مائة قلت وحدث عنه أبو علي بن البناء وأبو الحسين بن المهتدي بالله ومالك بن احمد البانياسي وآخرون قال أبو عبد الله الحاكم أول سماع بن أبي الفوارس من أبي بكر النجاد (3/1053)
أنبأنا علي بن احمد انا عمر بن محمد انا عبد الخالق بن عبد الصمد انا عبد الواحد بن علي نا محمد بن احمد بن أبي الفوارس املاء انا أبو عمرو بن حمدان نا الحسن بن سفيان نا محمد بن أبي بكر نا حماد عن ثابت عن أنس قال جاء زيد يشكو زينب فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اتق الله وامسك عليك زوجك وكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه و سلم تقول زوجكن اهلكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات سمعناه في صحيح البخاري نازلا قال ثنا احمد انا محمد بن أبي بكر المقدمي فذكره أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عميرة الصالحي انا الامام أبو محمد بن قدامة انا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي انا مالك بن احمد نا أبو الفتح بن أبي الفوراس الحافظ املاء ثنا احمد بن جعفر بن سلم نا الأبار نا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق سمعت عبدان يقول عبد الله بن المبارك الإسناد عندي من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء فإذا قيل له من حدثك نقى
968 - الجارودي الحافظ الامام أبو الفضل محمد بن احمد بن محمد الهروي سمع حامد بن محمد الرفاء ومحمد بن عبد الله السليطي وأبا إسحاق القراب وعبد الله بن الحسين النضري وسليمان بن احمد الطبراني وإسماعيل بن نجيد السلمي ومحمد بن علي بن حامد وأحمد بن محمد بن سلمويه النيسابوري وعمر بن محمد (3/1054)
بن جعفر الأهوازي وخلائق وله رحلة واسعة روى عنه عطاء بن عبد الواحد المليحي وشيخ الإسلام عبد الله بن محمد الحافظ وأهل هراة وكان شيخ الإسلام ربما روى عنه فيقول أخبرنا امام أهل المشرق أبو الفضل الجارودي قال أبو نصر الفامي كان عديم النظير في العلوم خصوصا في حفظ الحديث وكان متقللا من الدنيا متعففا وحيدا في ورعه قد رأى بعض الناس رسول الله صلى الله عليه و سلم في النوم فأوصاه بزيارة قبر الجارودي وقال انه كان فقيرا سنيا وقال بعض أهل العلم الجارودي أول من سن بهراة تخريج الفوائد وشرح حال الرجال والتصحيح قال بن طاهر سمعت أبا إسماعيل الأنصاري يقول سمعت الجارودي يقول رحلت الى الطبراني فقربني وادناني وكان يتعسر في الرواية فقلت له أيها الشيخ تتعسر علي وتبذل للغير قال لانك تعرف قدر هذا الشأن مات الجارودي في شوال سنة ثلاث عشرة وأربع مائة وفيها مات محدث همذان أبو نصر حمد بن عمر الزجاج لقي أصحاب الكحي وأبو القاسم صدقة بن محمد الدلم القرشي الدمشقي يروي عن أبي سعيد بن الأعرابي وعالم الأندلس أبو المطرف عبد الرحمن بن مروان الأنصاري القنازعي المالكي ومسند الأندلس في عصره الامام المقرئ أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن حواسي الفارسي ثم البغدادي عن اثنين وتسعين سنة لقي إسماعيل الصفار وابن داسه وملك الكتابة أبو الحسن علي بن (3/1055)
هلال البغدادي بن البواب وامام الرفض الشيخ المفيد واسمه محمد بن محمد بن النعمان البغدادي بن المعلم وأبو سهل محمود بن عمر العكبري أخبرنا الحسن بن علي انا عبد الله بن عمر انا عبد الأول بن عيسى انا أبو إسماعيل الحافظ ثنا محمد بن احمد بن محمد الجارودي املاء نا عبد الله بن عمر بن محمد القاضي بأصبهان نا محمد بن العباس الأخرم نا محمد بن منصور الطوسي نا زيد بن الحباب نا سفيان الثوري عن أسامة بن زيد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يسرد سردكم هذا يتكلم بكلام فصل يحفظه كل من سمعه وبه الى الجارودي أخبرنا أبو إسحاق القراب نا أبو يحيى الساجي نا أبو داود السجزي نا احمد بن حنبل نا الشافعي نا مالك عن بن عجلان عن أبيه قال إذا اغفل العالم لا أدري اصيبت مقاتله هذا الأثر غالب إسناده حفاظ وهم من أبي إسماعيل الأنصاري الى بن عجلان والله اعلم
969 - تمام بن الحافظ بن أبي الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الامام الحافظ محدث الشام أبو القاسم الرازي ثم الدمشقي ولد بدمشق سنة ثلاثين وثلاث مائة وسمع أباه وخيثمة الأطرابلسي وأبا الحسن بن حذيم وأبا الميمون بن راشد وأبا علي احمد بن محمد بن فضالة والحسن بن حبيب الحصائري (3/1056)
وأبا يعقوب الأذرعي ومحمد بن حميد الحوراني وخلقا كثيرا وتلا القران على احمد بن عثمان غلام السباك حدث عنه عبد الوهاب الكلابي شيخه وأبو الحسين الميداني وأبو علي الأهوازي والحسن بن علي اللباد وعبد العزيز بن احمد الكتاني وأحمد بن محمد العتيقي وأحمد بن عبد الرحمن الطرائفي وآخرون قال أبو علي الأهوازي ما رأيت مثله في معناه كان عالما بالحديث ومعرفة الرجال وقال أبو بكر الحداد ما لقينا مثله في الحفظ والخير وقال الحافظ الكتاني توفي استاذنا تمام الحافظ في ثالث المحرم سنة أربع عشرة وأربع مائة قال وكان ثقة لم أر احفظ منه في حديث الشاميين قلت وفيها توفي ببغداد المسند أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد المخزومي الغضائري وبطرابلس محدثها أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن أبى كامل العبسي الطرابلسي المعدل والمحدث أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله فنجويه الثقفي الدينوري بنيسابور وشيخ الحرم أبو الحسن على بن عبد الله بن فنجويه الثقفي الدينوري بنيسابور وشيخ الحرم أبو الحسن على بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمداني صاحب كتاب بهجة الاسرار وشيخ أصبهان الفقيه القدوة أبو الحسن علي بن محمد بن احمد بن ميلة الأصبهاني الفرضي وأبو القاسم علي بن محمد بن علي بن يعقوب الايادي ببغداد ومسند البصرة القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي من ولد جعفر بن سليمان الأمير مات في ذي القعدة عن اثنتين وتسعين سنة ومسند بغداد ابوالفتح هلال بن محمد بن (3/1057)
جعفر الحفار ومسند نيسابور أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى صاحب الأمالي وأبو سعيد النقاش وستراه أخبرنا عمر بن عبد المنعم انا عبد الصمد بن محمد في كتابه انا عبد الكريم انا تمام بن محمد الحافظ نا أبو علي الحسن بن حبيب انا العباس بن الوليد البيروتي انا محمد بن شعيب بن شابور نا معان بن رفاعة عن أبي الزبير عن جابر قال أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن معاذ ان يكتوي في اكحله حين رمته بنو النضير فاكتوى معان لين اختلف فيه
970 - بن الباجي الحافظ الكبير العلامة أبو عمر احمد بن عبد الله بن محمد علي اللخمي الإشبيلي ويعرف بان الباجي سمع من أبيه كتاب المصنف لابن أبي شيبة رواه له عن عبد الله بن يونس الفيري عن بقي بن مخلد عنه وارتحل بولده محمد الى مصر فلقي أبا بكر المهندس وطبقته مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة قال أبو عبد الله الخولاني كان أبو عمر عارفا بالحديث ووجوهه اما مشهورا لم تر عيني مثله محدثا سمتا ووقارا رحل ولقي شيوخا جلة ولي قضاء إشبيلية مدة يسيرة ثم ارتحل الى قرطبة فسكنها ونشر بها العلم اخذنا عنه كثيرا توفي في المحرم سنة ست وتسعين وثلاث مائة وشهدت جنازته في حفل عظيم قال عبد الغني الأزدي في مشتبه النسبة أبو (3/1058)
عمر هذا كتب عني وكتبت عنه قلت وحدث عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر انبئنا عن بن الجوزي عن بن ناصر عن الحميدي عن أبي عمر بن عبد البر قرأت على احمد بن عبد الله بن محمد ان الحسن بن إسماعيل حدثهم نا عبد الملك بن بحر نا محمد بن إسماعيل بن سالم نا سنيد نا حجاج عن بن جريج عن عطاء الخراساني عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه و سلم اشترط عليهن في ما يمتحنهن الا ينحن نياحة الجاهلية ولا يخلون بالرجال في البيوت وقال كان يحفظ غريبي الحديث لأبي عبيد وابن قتيبة حفظا حسنا وشوور في الاحكام وهو بن ثمان عشرة سنة وجمع له أبوه علوم أهل الأرض فلم يحتج الى أحد ورحل متأخرا فلقي المهندس وأبا العلاء بن ماهان الى ان قال وكان فقيه عصره وامام زمانه لم ار مثله كملت عليه مصنف بن أبي شيبة في سنة خمس وتسعين وكان إماما في الأصول والفروع قلت روى عنه ابنه محمد وهم بيت علم ورواية
971 - النقاش الحافظ الامام أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الأصبهاني الحنبلي سمع جده لامه احمد بن الحسن بن أيوب التميمي وعبد الله بن عيسى الخشاب وأبا محمد بن فارس وأحمد بن معبد السمسار وأبا احمد العسال وطبقتهم وببغداد أبا بكر الشافعي وابن مقسم وعمر بن سلم وأبا علي بن الصواف ونحوهم وبالبصرة أبا إسحاق إبراهيم بن علي (3/1059)
الهجيمي وفاروقا الخطابي وحبيب بن الحسن القزاز وبالكوفة نذير بن جناح المحاربي وصباح بن محمد النهدي وطبقتهم وبمرو حاضر بن محمد الفقيه وعدة وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وذويه وبهراة أبا حامد احمد بن محمد بن حسنويه وبالدينور أبا بكر بن السني وبالحرمين ونيسابور وهمذان ونهاوند وجمع وصنف وأملى وروى الكثير مع الصدق والديانة والجلالة رأيت له طبقات الصوفية حدث عنه احمد بن عبد الغفار بن اشنة والفضل بن علي الحنفي وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد الصحاف وعدد كثير وقع لنا غير جزء من أماليه وكتاب القضاء له توفي في رمضان سنة أربع عشرة وأربع مائة عن نيف وثمانين عاما رحمه الله أخبرنا علي بن محمد بن علي وعبد الدائم بن احمد وأحمد بن هبة الله قالوا انا علم الدين علي بن محمود انا احمد بن محمد الحافظ انا محمد بن عبد الواحد المصري انا أبو سعيد محمد بن علي الحافظ سنة عشر وأربع مائة نا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي نا محمد بن الحسين الحنيني انا عبد العزيز بن محمد الأزدي نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاث مرات وليستعذ بالله من الشيطان ولا يذكرها لاحد فإنه لن يضره هذا حديث حسن غريب وأصله محفوظ عن النبي (3/1060)
صلى الله عليه و سلم ولكن بدل لا يذكرها لتيحول عن جنبه الذي كان عليه فهذا التحول في حق من استفاق في الليل وهو يريد النوم اما في حق من قام من نومه وتذكر الرؤيا في نهاره بعد قيامه فلا يبقى له انقلاب عن جانبه
972 - بن فطيس الحافظ الثبت العلامة قاضي الجماعة أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس بن اصبغ القرطبي حدث عن أبي عيسى الليثي وأبي عبد الله بن مفرج وأحمد بن عون الله وخلق من طبقتهم وأجاز له من مصر الحسن بن رشيق ومن بغداد القاضي أبو بكر الأبهري وكان من جهابذة الحديث عارفا بالرجال كان يملي من حفظه وجمع من الكتب ما لم يجمعه أحد فقيل ان كتبه بيعت بأربعين ألف دينار روى عنه الصاحبان أبو إسحاق الطليطلي وأبو جعفر بن ميمون وأبو عبد الله بن عابد وسراج القاضي وأبو عمر بن عبد البر وأبو عمر بن الحذاء وعدد كثير صنف كتاب أسباب النزول في مائة جزء وصنف كتاب فضائل الصحابة في مائة جزء وكتاب معرفة التابعين في مائة وخمسين جزءا وكتاب دلائل الرسالة في عشرة اسفار وأشياء يطول ذكرها بالأسانيد له ولد سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة وعمل الوزارة مرة مات في ذي القعدة سنة اثنتين وأربع مائة وله أربع وخمسون سنة وفيها مات الوزير الأديب أبو علي احمد بن سعيد بن حزم بن غالب الأندلسي والد الحافظ العلامة أبي محمد علي بن احمد الامام أبو الحسين (3/1061)
احمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي ببغداد عن نيف وثمانين سنة وأبو محمد الحسن بن الحسين بن علي النوبختي الكاتب والشيعي المعتزلي عبدة بن مبشر الواسطي وزاهد العراق أبو عمرو عثمان بن عيسى الباقلاني وخطيب دمشق المقرئ أبو الحسن علي بن داود الداراني ومسند الشام المحدث الجوال أبو الحسين محمد بن احمد بن محمد بن جميع الغساني الصيداوي بها عن ست وتسعين سنة والنحوي المقرئ مسند العراق أبو الحسن محمد بن جعفر بن هارون بن النجار التميمي الكوفي آخر من روى عن محمد بن الحسين الاشناني عن مائة عام وامام الفرائض أبو الحسين محمد بن عبد الله بن اللبان المصري وعالم الكوفي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي الهرواني وله سبع وتسعون سنة ومسند الأندلس أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود القرطبي عرف بابن وجه الجنة عن ثمان وتسعين سنة وهو أكبر شيخ لابن حزم وشيخ همذان أبو العباس احمد بن إبراهيم بن احمد بن تركان التميمي الخفاف عن خمس وثمانين سنة وفيها أو بعدها المعمر أبو العباس احمد بن الحسين بن احمد بن زنبيل راوي التاريخ الصغير للبخاري عن بن الأشقر عنه
973 - الإدريسي الحافظ العالم أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الإستراباذي محدث سمرقند ومصنف تاريخها وتاريخ استراباذ سمع (3/1062)
أبا العباس الأصم وأبا نعيم محمد بن الحسن الإستراباذي وأبا سهل هارون بن احمد وأبا احمد بن عدي وطبقتهم والف الأبواب والشيوخ روى عنه أبو علي الشاشي وأبو عبد الله الخبازي وأبو مسعود احمد بن محمد البجلي وأبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي وأحمد بن محمد العتيقي وعلي بن المحسن التنوخي وآخرون وثقه الخطيب توفي سنة خمس وأربع مائة مع الحاكم وفيها مات مسند الحرم أبو الحسن احمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي بمكة عن ثلاث وتسعين سنة ومسند بغداد أبو الحسن احمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشي العبدي المجبر وله إحدى وتسعون سنة ومقرئ بغداد أبو بكر بن شاذان الواعظ ومسند أصبهان أبو محمد عبد الله بن احمد بن جولة الأبهري وقاضي قضاة بغداد أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الأسدي بن الأكفاني عن تسع وثمانين سنة سمع المحاملي وطبقته وشيخ الشافعية بالبصرة عبد الواحد بن حسين أبو القاسم الصيمري شيخ الماوردي اظن وفاته في هذا الوقت ومسند دمشق العدل أبو بكر محمد بن احمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي عن ست وتسعين سنة وفقيه العصر بالدينور القاضي أبو القاسم يوسف بن احمد بن كج من كان يضرب به المثل في حفظ مذهب الشافعي ومحدث جرجان وصدرها أبو نصر محمد بن احمد بن إبراهيم بن الإسماعيلي لقي الأصم أخبرنا احمد بن هبة الله عن أبي روح الهروي انا أبو القاسم الشحامي (3/1063)
انا أبو سعيد الكنجرودي انا عبد الرحمن بن محمد بن محمد قدم حاجا نا يوسف بن محمد بسمرقند نا القاسم بن حنبل السرخسي نا إسحاق بن إسماعيل السمرقندي نا معروف بن حسان السمرقندي عن بن أبي ذئب عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ربي شجرة حتى تنبت كان له كأجر قائم الليل صائم النهار وكأجر غاز في سبيل الله دهره هذا باطل متنا ومعروف واه وإسناده ظلمات والله اعلم
974 - الإسفرائيني الحافظ البارع أبو بكر محمد بن احمد بن عبد الوهاب الحديثي الرحال وكانت رحلته في سنة أربع وخمسين وثلاث مائة حمل عن أبي احمد بن عدي وطبقته قال أبو مسعود البجلي سمعت الحاكم يقول اشهد على أبي بكر الإسفراييني انه يحفظ من حديث مالك وشعبة والثوري ومسعر أكثر من عشرين ألف حديث قلت توفي سنة ست وأربع مائة وقد شاخ ولم يبلغنا اخباره كما في النفس وكان من فرسان الحديث وفيها مات شيخ الشافعية أبو حامد احمد بن أبي طاهر محمد بن احمد الإسفراييني ببغداد عن اثنتين وستين سنة وشيخ الصوفية بنيسابور الأستاذ أبو علي الحسن بن علي الدقاق ومسند نيسابور أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي شيخ الطب ومسند الحرم أبو القاسم عبيد الله بن محمد السقطي البغدادي سمع بن البختري والطبقة وشيخ العراق أبو احمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ عنده المحاملي ومسند أصبهان أبو الفرج عثمان بن احمد البرجي (3/1064)
وعالم نيسابور أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني الاصولي والشريف الرضي نقيب العلوية أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى الموسوي الشيعي أخبرنا احمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا زاهر بن طاهر انا سعيد بن محمد البحيري سنة إحدى وخمسين وأربع مائة انا أبو بكر محمد بن احمد بن عبد الوهاب الحافظ انا احمد بن إسحاق بأصبهان نا محمد بن زكريا الغزال نا عمر بن يحيى القرشي انا شعبة عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قلوب بن آدم تلين في الشتاء وذلك ان الله خلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء هذا حديث غير صحيح مركب على شعبة وعمر بن يحيى لا اعرفه تركه أبو نعيم وبه الى الإسفراييني انا محمد بن عبد الرحمن الهمذاني نا محمد بن يونس نا بدل بن المحبر نا شعبة عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار هذا حديث منكر عجيب ما اتى به سوى الكديمي وليس بعمدة
975 - الشيرازي الحافظ الامام الجوال أبو بكر احمد بن عبد الرحمن بن احمد بن محمد بن (3/1065)
موسى الفارسي صاحب كتاب الألقاب سمع أبا القاسم الطبراني بأصبهان وأبا بحر البربهاري وطبقته ببغداد وعبد الله بن عدي بجرجان ومحمد بن الحسن السراج بنيسابور وعبد الله بن عمر بن علك بمرو وسعيد بن القاسم المطوعي ببلاد الترك ومحمد بن محمد بن صابر ببخارى وسمع بالبصرة وواسط وشيراز وعدة مدائن روى عنه محمد بن عيسى الهمذاني وأبو مسلم بن عروة وحميد بن المأمون وآخرون قال شيرويه أخبرنا عنه أبو الفرج البجلي قال كان صدوقا حافظا يحسن هذا الشأن جيدا خرج من عندنا سنة أربع وأربع مائة الى شيراز وأخبرت انه مات بها في سنة إحدى عشرة وأربع مائة وذكره جعفر المستغفري فقال كان يفهم ويحفظ كتبت عنه بنسف وسمعته يقول وقع بيني وبين الحافظ بن البيع منازعة في من قال عمرو بن زرارة وعمر بن زرارة فقال هما واحد فحاكمته الى أبي احمد الحاكم فقلنا ما يقول الشيخ فيمن قال عمرو بن زرارة وعمر بن زرارة واحد فقال من هذا الطفل الذي لا يفصل بينهما وقال أبو القاسم بن منده مات الشيرازي في شوال سنة سبع وأربع مائة قلت فيها مات ببغداد أبو عبد الله احمد بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف البزاز وكان يملي من حفظه سمع محمد بن جعفر بن المطيري وشيخ نيسابور الواعظ أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الخركوشي الزاهد صاحب (3/1066)
التفسير والتصانيف أخبرنا احمد بن إسحاق انا عبد السلام بن أبي الفرج السرقولي بأبرقوه سنة ثمان عشرة وست مائة وانا حاضر انا شهردار بن شيرويه انا احمد بن عمر البيع انا أبو غانم حميد بن مأمون انا أبو بكر احمد بن عبد الرحمن الحافظ سنة خمس وتسعين وثلاث مائة انا عبد الله بن عمر بن علك انا الفضل بن محمد الشعراني نا سعدويه نا هشيم عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عمرو بن سعيد بن العاص حدثني سيابة بن عاصم سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول يوم حنين انا بن العواتك فسالنا الفضل فقال كان للنبي صلى الله عليه و سلم ست جدات اسمهن عاتكة هذا صحيح غريب
( طبقة أخرى صغرى )
976 - خلف بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي الحافظ الكبير صاحب الأطراف سمع أبا بكر القطيعي وطبقته ببغدا وأبا بكر الإسماعيلي وطبقته بجرجان ومحمد بن عبد الله بن خميرويه وطبقته بهراة وعبد الله بن محمد بن السقاء وغيره بواسط قال الخطيب كتب الناس بانتخابه وكان له فضل ومعرفة ثم تشاغل بالتجارة وترك النظر في العلم الى ان مات وكان رفيق أبي الفتح بن أبي الفوراس في الرحلة وله رحلة الى مصر والشام (3/1067)
قلت روى عنه أبو عبد الله الحاكم مع تقدمه وأبو علي الأهوازي وابوالقاسم عبيد الله بن احمد الأزهري وجماعة ثم استوطن الرملة وتعانى التجارة جود تصنيف أطراف الصحيحين وأفاد ونبه وهو أقل اوهاما من أطراف أبي مسعود الدمشقي ذكره الحاكم فقال كان حافظا لحديث شعبة وغيره وقال أبو نعيم صحبناه بنيسابور وأصبهان قلت مات بعد عام أربع مائة قال الخطيب سمعت الأزهري يقول كان خلف حافظا وكان بن أبي الفوارس أستاذه أخبرنا بن علان وجماعة إجازة قالوا أنا الكندي أنا الشيباني أنا أبو بكر الخطيب أخبرني عبد الله بن أبي الفتح أنا خلف بن محمد أنا الحسن بن أحمد بن محمد بن عيسى التستري بها أنا أبو سعيد الحسن بن أحمد الطوسي نا أحمد بن صالح بن رسلان الفيومي بمكة نا ذو النون بن إبراهيم المصري نا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تجافوا عن ذنب السخي فإن الله آخذ بيده كلما عثر عثرة
977 - أبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي الحافظ مصنف كتاب الأطراف وأحد من برز في هذا العلم سمع من محمد بن عبد الله بن محمد السقاء وغيره بواسط ومن أصحاب مطين بالكوفة ومن أبي بكر القباب وطبقته بأصبهان ومن أصحاب أبي خليفة الجمحي بالبصرة ومن أصحاب (3/1068)
بن خزيمة بنيسابور ومن أبي بكر أحمد بن عبدان الشيرازي قال الخطيب سافر الكثير وكتب ببغداد عن أصحاب أبي سعيد الحراني وبالبصرة والأهواز وواسط وخرسان وأصبهان وكان له عناية بالصحيحين روى قليلا على سبيل المذاكرة قال وكان صدوقا دينا ورعا فهما صلى عليه أبو حامد الإسفراييني وكان وصية حدثني العتيقي أنه مات في سنة إحدى وأربع مائة قلت حدث عنه أبو ذر الهروي وحمزة السهمي وأحمد بن محمد العتيقي وأبو القاسم اللالكائي وآخرون وقلما روى لأنه مات في الكهولة مات في رجب سنة أربع مائة وقيل في سنة أحدى وأربع مائة رحمه الله تعالى وقد وقفت على جزء له في أحاديث معللة تنبيء بحفظه ونقده أخبرنا أبو الغنائم بن علان وغيره اذنا قالوا أنا الكندي أنا القزاز أنا أبو بكر الخطيب أنا هبة الله بن الحسن الطبري أنا إبراهيم بن محمد الحافظ أنا عبيد الله بن محمد المزني نا الوليد بن أبان الواسطي المقرئ نا النضر بن سلمة أنا عبد الله بن عمر الفهري عن عبد الله بن عمر عن أخيه يحيى بن عمر حدثني أخي عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما اتى وادي محسر حرك راحلته وقال عليه السلام عليكم بحصى الخذف وبه قال الخطيب ونا أبو العلاء الواسطي نا به المزني لكنه قال بن عمرو الفهري أنبأنا أحمد بن سلامة عن يحيى بن أسعد عن أحمد بن عبد الجبار الصيرفي قال (3/1069)
كتب إلى أحمد بن عبد الجبار العتيقي نا أبو مسعود الحافظ حدثني أبو بكر أحمد بن عبيد الله بن القاسم بنهر الدير نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمويه بالبصرة سنة خمس وتسعين ومائتين نا أبو الوليد نا يعلى بن الحارث المحاربي نا إياس بن سلمة قال قال أبي كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الجمعة وليس للحيطان فيء يستظل به رواه م عن إسحاق الحنظلي عن أبي الوليد تابعه وكيع عن يعلى
978 - الماليني الحافظ العالم الزاهد أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري الهروي الماليني الصوفي ويعرف أيضا بطاوس الفقراء سمع بخراسان والشام والعراق ومصر وغير ذلك حدث عن عبد الله بن عدي وأبي بكر القطيعي ومحمد بن عبد الله السليطي وإسماعيل بن نجيد السلمي وأبي الشيخ الحافظ والحسن بن رشيق المصري والقاضي يوسف بن القاسم الميانجي ومحمد بن أحمد بن علي بن النعمان الرملي وطبقتهم وجمع وحصل من المسانيد الكبار شيئا كثيرا وكان ثقة متقنا صاحب حديث ومن كبار الصوفية له كتاب أربعين الصوفية حدث عنه الحافظ عبد الغني وتمام الرازي وأبو حازم العبدوي وأبو بكر البيهقي وأبو بكر الخطيب وأبو نصر عبيد الله السجزي والقاضي أبو عبد الله القضاعي ومحمد بن أحمد بن شبيب الكاغذي وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي (3/1070)
والقاضي أبو الحسن الخلعي وآخرون قال حمزة السهمي دخل الماليني جرجان في سنة أربع وستين ورحل رحلات كثيرة إلى أصبهان وما وراء النهر ومصر والحجاز ثم قال وتوفي سنة تسع وأربع مائة فوهم بل توفي سنة اثنتي عشرة وقد ذكره بن الصلاح في طبقات الشافعية أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد أنا جعفر الهمداني أنا أبو طاهر الحافظ أنا المبارك بن عبد الجبار سمعت عبد العزيز بن علي الأزجي يقول أخذت من أبي سعد الماليني أجرة النسخ والمقابلة خمسين دينارا في دفعة واحدة أخبرنا محمد بن الحسين القرشي أنا محمد بن عماد أنا عبد الله بن رفاعة السعدي أنا علي بن الحسن الفقيه أنا أبو سعد الماليني أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه نا أحمد بن نجدة نا أحمد بن عبد الله بن يونس نا الليث عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سابق بين الخيل يرسلها من الحفياء وكان امدها ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي لم تضمر وكان امداها من الثنية إلى مسجد بني زريق وأن عبد الله بن عمر كان يسابق بها قال أبو إسحاق الحبال توفي الماليني يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة وأربع مائة قلت وفيها مات القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين (3/1071)
الأستراباذي ببغداد وجماعة قد ذكروا
979 - العبدوي الحافظ الإمام محدث نيسابور أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي بن عبد الله بن الإمام عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي المسعودي العبدوي النيسابوري الأعرج سمع إسماعيل بن نجيد ومحمد بن عبد الله بن عبدة السليطي وأبا عمرو بن مطر وأبا الحسن السراج وأبا بكر الإسماعيلي وأبا الفضل بن خميرويه وأبا أحمد الغطريفي ارتحل إلى هراة وإلى جرجان ولحق ببغداد عيسى بن الوزير وطبقته حدث عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو القاسم التنوخي وأحمد بن عبد الواحد الوكيل وأبو صالح المؤذن وأبو بكر الخطيب وآخرون قال الخطيب كان ثقة صادقا حافظا عارفا قلت ومن آخر من روى عنه الرئيس أبو عبد الله الثقفي قال أبو علي الوخشي مات يوم عيد الفطر سنة سبع عشرة وأربع مائة قال أبو محمد السمرقندي سمعت أبا بكر الخطيب يقول لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين أبو نعيم وأبوحازم العبدوي قلت كان أبوه أحمد قد اسمعه في الصبا من الصبغي وحامد الرفاء فلم يحدث عنهما تورعا وقد قال أبو صالح المؤذن سمعت أبا حازم الحافظ يقول (3/1072)
كتبت بخطي عن عشرة من شيوخي عشرة آلاف جزء عن كل واحد ألف جزء قلت توفي معه في العام قاضي القضاة ببغداد أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي وكان عفيفا نزها رئيسا عاش ثمانين سنة امتنع من الرواية وبدمشق أبو الحسين أحمد بن محمد بن سلامة الستيتي بن الطحان لقي خيثمة وشيخ الشافعية بمرو أبو بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي ومسند بغداد أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ومقريء العصر أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن الحمامي ببغداد والمعمر أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان العكبري البزاز راوي نسخة علي بن حرب ومحدث دمشق أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون الغساني بن الجندي إمام الجامع ثقة يروي عن خيثمة أخبرنا علي بن عثمان اللمتوني أنا أحمد بن محمد الصابوني ح وأنا أبو الحسين اليونيني وغيره قالوا أنا جعفر بن علي قالا أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو عبد الله الثقفي أنا أبو حازم الحافظ املاء نا أبو عمرو بن مطر نا إبراهيم بن علي نا يحيى بن يحيى قلت لمالك حدثك عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم من بن العاص بن الربيع فإذا قام (3/1073)
حملها وإذا سجد وضعها قال نعم
980 - البرقاني الإمام الحافظ شيخ الفقهاء والمحدثين أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني الشافعي شيخ بغداد سمع من أبي العباس بن حمدان بخوارزم ومن أبي علي بن الصواف وأبي بكر بن الهيثم وطبقتهم ببغداد ومن أبي بكر الإسماعيلي بجرجان ومن محمد بن عبد الله بن خميرويه بهراة ومن أبي عمرو بن حمدان بنيسابور ومن أبي بكر بن أبي الحديد بدمشق ومن عبد الغني الأزدي وابن النحساس بمصر وصنف التصانيف وخرج على الصحيحين حدث عنه أبو عبد الله الصوري وأبو بكر البيهقي الخطيب وأبو إسحاق الشيرازي الفقيه وأبو القاسم بن أبي العلاء وسليمان بن إبراهيم الحافظ وأبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي وأبو الفضل بن خيرون ويحيى بن بندار ومحمد بن عبد السلام الشافعي الأنصاري وآخرون قال الخطيب كان ثقة ورعا ثبتا لم نر في شيوخنا أثبت منه عارفا بالفقه له حظ من علم العربية كثير صنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم وصنف حديث الثوري وشعبة وعبيد الله بن عمر وعبد الملك بن عمير وبيان بن بشر ومطر الوراق ولم يقطع التصنيف حتى مات وكان حريصا على العلم منصرف الهمة إليه سمعته يقول لرجل (3/1074)
من الفقهاء الصلحاء ادع الله لي أن ينزع شهوة الحديث من قلبي فإن حبه قد غلب علي فليس لي اهتمام إلا به وقال أبو القاسم الأزهري البرقاني إمام إذا مات ذهب هذا الشأن وقال الخطيب سمعت محمد بن يحيى الكرماني الفقيه يقول ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادة من البرقاني وسألت الأزهري قلت هل رأيت شيخا أتقن من البرقاني وسألت الأزهري قلت هل رأيت شيخا أتقن قال لا وقال أبو محمد الخلال هو نسيج وحده وقال الخطيب أنا ما رأيت شيخا أثبت منه وقال أبو الوليد الباجي هو ثقة حافظ وذكر الشيخ أبو إسحاق في طبقات الشافعية فقال ولد سنة ست وثلاثين وثلاث مائة وسكن بغداد وبها مات في أول رجب سنة خمس وعشرين وأربع مائة ثم قال تفقه في حداثته وصنف في الفقه ثم اشتغل في علم الحديث فصار فيه إماما قال البرقاني دخلت اسفرايين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم فضاعت الدنانير وبقي الدرهم فدفعته إلى خباز فكنت آخذ منه كل يوم رغيفين وآخذ من بشر بن أحمد جزءا فأكتبه وأفرغه بالعشي فكتبت ثلاثين جزءا ونفد ما عند الخباز فسافرت قال الخطيب حدثني أحمد بن غانم وكان صالحا قال نقلت البرقاني من بيته فكان معه ثلاثة وستون سفطا وصندوقان كل ذلك مملوء كتبا قلت وتوفي معه في السنة سنة خمس وعشرين مسند العراق أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي البزاز وله سبع وثمانون سنة ومسند همذان أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله (3/1075)
بن بندار بن شبانة ومسند دمشق أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر الجوبري ومحدث دمشق ومفيدها أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمران الجبان المزي الشروطي قال الكتاني توفي استاذنا أبو نصر بن الجبان في سوال وصنف كتبا كثيرة ومسند أصبهان أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن مصعب التاجر أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أنا أبو محمد بن قدامة أنا يحيى بن ثابت أنا أبي ح قال بن قدامة وأنا محمد بن عبد الباقي أنا أحمد بن الحسن قالا أنا أبو بكر أحمد بن محمد الخوارزمي قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم الحسن بن علي السري نا أحمد بن يونس نا عاصم بن محمد حدثني واقد بن محمد حدثني سعيد بن مرجانة قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما امرئ مسلم اعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار قال سعيد فانطلق بالحديث إلى علي بن الحسين فعمد إلى عبد له قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف فأعتقه أخرجه البخاري عن محمد صاعقة عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم عن محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين عن سعيد بن مرجانة فكأن شيخنا سمعه من صاحب الفربري عندي مصافحات البرقاني بالسماع العالي ولله المنة
981 - بن الفرضي الحافظ الإمام الحجة أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر (3/1076)
القرطبي صاحب تاريخ الأندلس أخذ عن أبي عبد الله بن مفرج الحافظ وأبي جعفر بن عون الله وخلف بن القاسم وعباس بن اصبغ وخلق كثير من أهل الجزيرة وحج فسمع من أبي بكر أحمد بن محمد بن المهندس والحسن بن إسماعيل الضراب وأبي مسلم الكاتب ويوسف بن الدخيل المكي وأبي محمد بن أبي زيد المغري وأحمد بن نصر الداودي وطبقتهم وله تصنيف مفرد في شعراء أهل الأندلس وكتاب في المؤتلف والمختلف وكتاب في مشتبه النسبة وغير ذلك روى عنه أبو عمر بن عبد البر وقال كان فقيها عالما في جميع فنون العلم وفي الحديث والرجال أخذت معه عن أكثر شيوخي وكان حسن الصحبة والمعاشرة قتلته البربر في من قتلوا وبقي ملقى في داره ثلاثة أيام وقال أبو مروان بن حيان لم نر مثل بن الفرضي بقرطبة في سعة الرواية وحفظ الحديث ومعرفة الرجال والافتنان في العلوم والأدب البارع مولده سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة وحج سنة اثنتين وثمانين وجمع من الكتب كثيرا ولي قضاء بلنسية وكان حسن البلاغة والخط تقلد قراءة الكتب للدولة قال الحميدي نا أبو محمد علي بن أحمد الحافظ أخبرني أبو الوليد بن الفرضي قال تعلقت بأستار الكعبة وسألت الله الشهادة ثم انحرفت قال فتفكرت في هول القتل فندمت وهممت أن أرجع فأستقيل الله فاستحييت قال أبو محمد فأخبرني من رآه بين القتلى ودنا منه فسمعه يقول بصوت ضعيف (3/1077)
لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك كأنه يعيد ذلك الحديث على نفسه ثم قضى على أثر ذلك وقال بن حيان قتل يوم أخذ قرطبة ثم وورى متغيرا من غير غسل ولا كفن ولا صلاة وقال بن حزم هذا له ... إن الذي أصبحت طوع يمينه ... ان لم يكن قمرا فليس بدونه ... ذلي له في الحب من سلطانه ... وسقام جسمي من سقام جفونه وقال أبو عمر بن عبد البر أنشدنا أبو الوليد لنفسه ... أسير الخطايا عند بابك واقف ... على وجل مما به أنت عارف ... يخاف ذنوبا لم يغب عنك غيبها ... ويرجوك فيها فهو راج وخائف ... ومن ذا الذي يرجي سواك ويتقي ... وما لك في فصل القضاء مخالف ... فيا سيدي لا تخزني في صحيفتي ... إذا نشرت يوم الحساب الصحائف ... وكن مؤنسي في ظلمة القبر عند ما ... يصد ذوو ودى ويجفو المؤالف ... لئن ضاق عني عفوك الواسع الذي ... ارجي لإسرافي فإني لتالف قتل سنة ثلاث وأربع مائة وفيها مات ببغداد المسند أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن هشام الصرصري أحد الثقات وشيخ الحنابلة أبو عبد الله الحسن بن حامد البغدادي الوراق وصاحب التصانيف وعالم ما وراء النهر القاضي الحليمي والمسند أبو علي الحسين بن محمد بن محمد الروذباري الطوسي (3/1078)
راوي سنن أبي داود وفقيه أهل المغرب أبو الحسن القابسي وعالم العراق القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن الباقلاني الأصولي صاحب الكتب وكان من أوعية العلم
982 - القابسي الحافظ المحدث الفقيه الإمام علامة المغرب أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري الفروي أخذ بإفريقية عن بن مسرور الدباغ ودارس بن إسماعيل وبمصر عن حمزة بن محمد الحافظ وأبي زيد المروزي وهذه الطبقة ولد سنة أربع وعشرين وثلاثة مائة وكان حافظا للحديث والعلل بصيرا بالرجال عارفا بالأصلين رأسا في الفقه وكان ضريرا وكتبه في نهاية الصحة وكان يضبطها له ثقات أصحابه والذي ضبطه له الصحيح بمكة على أبي زيد صاحبه أبو محمد الأصيلي ذكره حاتم الطرابلسي فقال كان زاهدا ورعا لم أر بالقيروان أحدا إلا معترفا بفضله تفقه عليه أبو عمران الفاسي وأبو القاسم الكبيدي وعتيق السوسي وغيرهم وله تواليف بديعة ككتاب الممهد في الفقه وأحكام الديانات والمنقذ من شبه التأويل وكتاب المنبه للفطن من غوائل الفتن وملخص الموطأ وكتاب المناسك وعقائد وسوى ذلك وإنما قيل له القابسي لأن عمه كان يشد عمامته شد أهل قابس وممن روى عنه أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري شيخ الرازي والحافظ أبو عمرو الداني وقال أخذ القراءة عرضا عن أبي الفتح (3/1079)
بن بدهن وعليه كان اعتماد قراء أهل القيروان ثم قطع الإقراء لما بلغه أن تلميذا له أقرأ الوالي ثم أعمل نفسه في الفقه حتى صار إمام زمانه كتبت عنه شيئا كثيرا ارتحل سنة اثنتين وخمسين فغاب خمسة أعوام قال حاتم توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربع مائة بمدينة القيروان وبات عند قبره خلق كثير وضربت الأخبية لهم ورثته الشعراء رحمه الله تعالى أخبرنا قاضي القضاة علم الدين محمد بن أبي بكر الشافعي أنا أحمد بن عمر بن جعفر الباهي أنا عثمان بن حسن الكلبي أنا خلف بن عبد الملك الحافظ أنا أبو محمد بن عتاب نا حاتم بن محمد أنا أبو الحسن القابسي أنا علي بن محمد بن مسرور أنا أحمد بن أبي سليمان نا سحنون بن سعيد نا عبد الرحمن بن ثوبان عن أمه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر أن نستمتع بجلود الميتة إذا دبغت
983 - الوليد بن بكر بن مخلد الحافظ العالم الرحال أبو العباس العمري الأندلسي السرقسطي رحل من أقصى الأندلس إلى خراسان وحدث بكتاب معرفة الرجال لأحمد بن عبد الله العجلي عن علي بن أحمد بن الخصيب وحدث عن الحسن بن رشيق ويوسف الميانجي وأبي بكر الربعي وأحمد بن جعفر الرملي روى عنه الحافظ عبد الغني المصري وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي (3/1080)
وأبو الطيب أحمد بن علي الكوفي وأبو الحسن العتيقي وأبو سعد السمان وأحمد بن منصور بن خلف المغربي والحسن بن جعفر السلماسي وغيرهم وله شعر جيد قال أبو الوليد بن الفرضي كان إماما في الحديث والفقه عالما باللغة والعربية لقي في رحلته في ما ذكر أزيد من ألف شيخ وكان أبو علي الفارسي يرفعه ويثني عليه خيرا وقال أبو عبد الله الحاكم سكن نيسابور مدة وهو مقدم في الأدب شاعر فائق توفي بالدينور في رجب سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة وقال الحافظ عبد الغني هو الغمري بغين معجمة حدثنا بتاريخ العجلي وقال الحسن بن شريح هو عمري ولكنه دخل افريقية وبقي ينقط العين حتى يسلم يعني من دولة الرفض قال وهو مؤدبي وقال إذا رجعت إلى الأندلس جعلت النقطة التي على العين ضمة قال الخطيب ثقة كثير السماع ذكره بن الدباغ في طبقات الحفاظ أخبرنا قاضي القضاة أبو الربيع بن قدامة وعيسى بن أبي محمد العطار قالا أنا جعفر بن أبي الحسن أنا أبو طاهر الحافظ أنا ثابت بن بندار المقرئ أنا الحسن بن جعفر السلماسي أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد الهاشمي نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي نا داود بن يحيى بن يمان عن أبيه عن سفيان قال ما بالكوفة شاب أعقل من أبي أسامة وحدثني أبي أحمد قال مات أبي أسامة بالكوفة في شوال سنة إحدى ومائتين وحضرت جنازته وصلى عليه محمد بن إسماعيل بن علي الهاشمي وكبر عليه أربعا قلت محمد هذا هو بن عم المنصور (3/1081)
984 - السرخسي الحافظ الرحال أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر قال الخطيب سمع وكتب الكثير ولم يرو إلا اليسير روى عن أبي محمد بن السقاء وكان ثقة أنبأنا أبو الغنائم العلاني أنا أبو اليمن الكندي أنا أبو منصور القزاز أنا أبو بكر الخطيب حدثني الخلال لفظا أنا علي أحمد السرخسي الحافظ من حفظه وما كتبت عنه سواه نا عبد الله بن عثمان الواسطي ح وبه قال الخطيب ونا القاضي نا عبد الله سمعت أبا هاشم أيوب بن محمد خطيبنا بواسط سمعت أبا عثمان المازني يقول نا سبويه عن الخليل بن أحمد عن ذر عن الحارث عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة قال الخطيب والخليل لم يلحق ذرا قال الخلال مات السرخسي في جمادي الآخرة سنة تسع وسبعين وثلاثة مائة
985 - البحيري الحافظ الإمام الثقة أبو عمرو محمد بن الشيخ أبي الحسين أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير بن نوح النيسابوري المزكي سمع أباه صاحب بن خزيمة والقاضي يحيى بن منصور وعبد الله بن محمد الكعبي ومحمد بن المؤمل بن الحسن وأبا بكر القطيعي وطبقتهم وله أربعون حديثا وقعت (3/1082)
لي بعلو وأربعون أخرى رواهما عنه ولده أبو عثمان البحيري وحدث عنه أبو العلاء الواسطي ومحمد بن شعيب الروياني قال الحاكم كان من حفاظ الحديث المبرزين في المذاكرة توفي في شعبان سنة ست وتسعين وثلاث مائة عن ثلاث وستين سنة قرأت على أحمد بن هبة الله عن زينب الشعرية أنا عبد المنعم بن القشيري أنا سعيد بن محمد أنا أبي أبو عمرو أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الجلودي نا علي بن الحسن الدارابجردي نا عبد المجيد هو بن أبي رواد نا بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أيها الناس ان أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبطئوا الرزق فاتقوا لله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم
986 - اللالكائي الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي الحافظ الفقيه الشافعي محدث بغداد سمع جعفر بن عبد الله بن فناكي وأبا القاسم عيسى بن علي الوزير وأبا طاهر المخلص وأبا الحسن بن الجندي وعلي بن محمد القصار والعلاء بن محمد وطبقتهم وتفقه بأبي حامد الإسفراييني قال الخطيب كان يفهم ويحفظ وصنف كتابا في السنة وكتابا في رجال الصحيحين وكتابا في السنن وعاجلته المنية خرج إلى الدينور فأدركه أجله بها في رمضان سنة ثمان عشرة وأربع مائة قلت حدث عنه أبو بكر الخطيب وأبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي (3/1083)
وغير واحد قال الخطيب حدثني علي بن الحسين بن جد العكبري قال رأيت هبة الله الطبري في المنام فقلت ما فعل الله بك فقال غفر لي قلت بماذا قال كلمة خفية بالسنة قلت وفي سنته مات بأصبهان المسند أبو علي أحمد بن إبراهيم بن يزداد غلام محسن وبنيسابور العلامة الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الإسفرائيني صاحب التصانيف ركن الدين والمسند الإمام أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله النيسابوري السراج وبدمشق المحدث أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني وقيل أنه كتب بقنطار حبر وقد ضعف وبنسا مفتيها أبو بكر محمد بن زهير بن أخطل الشافعي سمع الأصم وعدة وببغداد المسند أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن الروزبهان صاحب علي بن الفضل السقوري وبأصبهان شيخ الصوفية أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد ومحدث دمشق أبو الحسن مكي بن محمد بن الغمر التميمي لقي في رحلته القطيعي أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب التنوخي بالثغر أنا مظفر بن عبد الملك أنا أحمد بن محمد الحافظ ح وأنا العز بن الفراء أنا الشيخ الموفق سنة ست عشرة وست مائة أنا أبو الفتح بن البطي قالا أنا أحمد بن علي الصوفي أنا هبة الله بن الحسن الحافظ أنا عبد الله بن مسلم وعمرو بن زكار قالا نا أبو عبد الله المحاملي نا محمد بن عثمان بن كرامة نا خالد بن مخلد نا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله عن عطاء عن أبي هريرة قال قال (3/1084)
رسول الله صلى لله عليه وآله وسلم أن الله تعالى يقول من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وأخبرناه الأبرقوهي أنا بن سابور أنا عبد العزيز الأدمي أنا رزق الله التميمي أنا بن مهدي نا بن مخلد نا بن كرامة بهذا وقال فقد آذنني رواه البخاري في صحيحه عن بن كرامة ورواه أبو العباس الثقفي عن بن كرامة فهؤلاء الأربعة من الثقات رووه عن محمد وهو مما انفرد به وليس هو في مسند أحمد على كبره
987 - اليزدي الحافظ الإمام البارع أبو بكر أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن منجويه الأصبهاني البردي نزيل نيسابور سمع أبا بكر الإسماعيلي وأبا بكر بن المقرئ وأبا مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل وأبا عبد الله بن منده وأبا عمرو بن حمدان وهذه الطبقة روى عنه الحسن بن ثعلب الشيرازي وأبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي وأبو القاسم عبد الرحمن بن منده وسعيد البقال وعلي بن أحمد الأخرم المؤذن وأبو بكر الخطيب وأبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤذن وعدة روى عنه أبو إسماعيل الأنصاري مرة فقال أنا أبو بكر الأصبهاني احفظ من رأيت من البشر وقال أيضا رأيت في حضري وسفري حافظا ونصفا فالحافظ أحمد بن علي الأصبهاني وما نصف حافظ فأحمد بن محمد الجارودي قال أبو زكريا بن منده كتب عنه عمي عبد الرحمن كتاب السنة (3/1085)
له الذي خرجه على سنن أبي داود وكان عمي يثني عليه كثيرا وقد سمعت منه المسندات الثلاثة التي للحسن بن سفيان قلت وقد صنف أيضا على الصحيحين وعلى جامع أبي عيسى وكان أماما في هذا الشأن واسع الحفظ ارتحل إلى بخارى وسمرقند وهراة وجرجان والري ونيسابور وما أراه وصل إلى العراق مات في خامس المحرم سنة ثمان وعشرين وأربع مائة وله إحدى وثمانون سنة وفيها مات فقيه العراق أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان البغدادي القدوري شيخ الحنفية والعلامة أبو علي الحسن بن شهاب العكبري الحنبلي صاحب الخط البديع قال كنت أنسخ ديوان المتنبي وأبيعه بمائتي درهم وشيخ الفلسفة الرئيس أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا البخاري مات بهمذان عن ثلاث وخمسين سنة ومسند بغداد أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف ومحدث دمشق ومفيدها أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحنائي الزاهد القدوة ومفتي بغداد الشريف أبو علي محمد بن أحمد بن أبي موسى الهاشمي الحنبلي مصنف الإرشاد وشيخ الصوفية أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه بشيراز وشاعر وقته أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي الكاتب أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حازم المقدسي أنا محمد بن غسان أنا سعيد بن سهل الزاهد أنا علي بن أحمد المدني المؤذن أنا أبو بكر أحمد بن علي (3/1086)
الحافظ أنا محمد بن أحمد النحوي أنا الحسن بن سفيان أنا أبو بكر بن أبي شيبة أنا إسماعيل بن إبراهيم عن عطاء بن السائب عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه قال قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم دعوا الناس فليرزق الله بعضهم من بعض وإذا استنصح الرجل الرجل فلينصحه هذا حديث فرد مداره على عطاء وليس لأبي يزيد سوى هذا الحديث أخرجه أحمد بن حنبل وبقي بن مخلد في مسنديهما
988 - أحمد بن علي الحافظ أبو بكر الرازي ثم الإسفرائيني ثقة مفيد خرج لجماعة من الشيوخ وعني بهذا الشأن وحدث عن زاهر بن أحمد الفقيه وشافع بن محمد وأبي محمد المخلدي وأبي الفضل محمد بن أحمد الخطيب المروزي روى عنه أبو صالح المؤذن وغيره مات قبل الثلاثين وأربع مائة قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا أبو القاسم المستملي أنا الإمام أحمد البيهقي أنا أبو حامد أحمد بن علي الإسفرائيني أنا زاهر بن أحمد نا أبو بكر بن زياد نا عبد الرحمن بن بشر نا يحيى بن سعيد عن سليمان التيمي نا بكر بن عبد الله عن أبي رافع أن ليلى بنت العجماء مولاته قالت هى يهودية وهي نصرانية وكل مملوك لها محرر إن يطلق امرأته أن تفرق بينهما فأبى فانطلقت معه إلى بن عمر فقال بن عمر كفري عن يمينك وخلى بين الرجل وامرأته الحديث (3/1087)
989 - عطية بن سعيد الحافظ شيخ الإسلام أبو محمد الأندلسي المغربي القفصي الصوفي قال أبو عمرو الداني أخذ القراءات عن جماعة وعرض بالأندلس علي أبي الحسن علي بن محمد بن بشر وبمصر علي عبد الله بن الحسين يعني السامري ودخل الشام والعراق وخراسان وكتب الحديث الكثير وكان ثقة كتب معنا بمكة عن أحمد بن فراس وقال الخطيب قدم بغداد وحدث عن زاهر السرخسي وعلي بن الحسين الأذني حدثني عنه أبو الفضل بن المهدي وقال كان زاهدا لا يضع جنبه إنما ينام محتبيا قلت وسمع بما وراء النهر الصحيح من إسماعيل بن حاجب صاحب الفربري ورواه بمكة وسمع بالأندلس من الإمام عبد الله بن محمد الباجي وسمع بالقيروان من عبد الله بن خيران ونحوهم فأكثر وبرع في هذا الشأن قال الحميدي أقام بنيسابور مدة وكان صوفيا على قدم التوكل والإيثار عاد إليه أصحاب السلمي وقال عبد العزيز بن بندار الشيرازي صحبته مدة ببغداد وكان من الإيثار والكرم على أمر عظيم يقتصر على فوطة ومرقعة وكان قد جمع كتبا حملها على بخاتي كثيرة فرافقته وخرجنا إلى الياسرية وليس معه إلا وطاؤه وركوته ومرقعته فعجبت من حاله فلما بلغنا المنزلة ذهبنا نتخلل الرفاق فإذا شيخ خراساني حوله حشم فقال لنا انزلوا بمجلسنا فأحضر سفرة فأكلنا وقمنا فلم يزل على هذه الحال يتفق لنا كل يوم من يطعمنا ويسقينا إلى مكة وما حملنا شيئا وحدث بصحيح البخاري بمكة (3/1088)
وكان يتكلم على الرجال وأحوالهم فيتعجب من حضر وتوفي بمكة سنة ثمان وأربع مائة أو نحوها قال الحميدي له كتاب في تجويز السماع فكان كثير من المغاربة يتحامونه لذلك وصنف طرق حديث المغفر في أجزاء عدة نا أبو غالب بن بشران نا عطية نا القاسم بن علقمة نا بهز فذكر حديثا قلت رزق القبول الوافر بنيسابور وسكنها مدة أخبرنا أبو الفضل بن تاج الأمناء أنا أبو المظفر بن السمعاني أنا عثمان بن علي البيكندي نا أبو الخطاب محمد بن إبراهيم الطبري املاء سنة ثمانين وأربع مائة نا مكي بن عبد الرزاق نا عطية بن سعيد الزاهد بمكة نا علي بن الحسن الصقلي سمعت عبد الواحد بن محمد الأصبهاني سمعت أبا الحسن بن هند الفارسي يقول اجتهد لا تفارق باب سيدك بحال فإنه ملجأ للكل فمن فارق تلك السدة لا يرى بعدها لقدميه قرارا ولا مقاما
990 - حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن أحمد الحافظ الإمام الثبت أبو القاسم القرشي السهمي الجرجاني من ذرية هشام بن العاص رضي الله عنه أو سماعه بجرجان كان في سنة أربع وخمسين وثلاث مائة من أبي بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام وأول رحلته كان في سنة ثمان وستين دخل أصبهان والري بغداد والبصرة والكوفة وواسط والأهواز والشام ومصر والحجاز وغير ذلك (3/1089)
حدث عن بن عدي والصرام والإسماعيلي وأبي بكر بن المقرئ وابن ماسي وأبي حفص الزيات والدارقطني وأحمد بن عبدان وأبي محمد بن غلام الزهري وأبي الفضل بن حنزابة الوزير وأبي زرعة محمد بن يوسف الكشي وأبي زرعة أحمد بن الحسين الرازي وأبي زرعة الأستراباذي وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي وخلائق وصنف التصانيف وخرج وعدل وصحح وعلل روى عنه أبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤذن وأبو القاسم القشيري وأبو القاسم إسماعيل بن مسعدة وأبو بكر بن خلف الشيرازي وإبراهيم بن عثمان الجرجاني والمفيد علي بن محمد الزبجي وروى الخطيب عن رجل عنه توفي سنة سبع وعشرين وأربع مائة وبعضهم أرخه سنة ثمان ومات في سنة سبع العلامة أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي المفسر في المحرم والمحدث أبو عبد الله محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكى بنيسابور سمع حامد الرفاء ورحل والحافظ أبو الفضل علي بن الحسين الفلكي وأخرته إلى الطبقة الآتية أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز البزاز أنا زاهر بن طاهر نا علي بن محمد الجرجاني نا حمزة بن يوسف أنا محمد بن عبد الرحمن الطلقي نا أبو نعيم عبد الملك بن محمد أنا علي بن عثمان بن نفيل نا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال قعدنا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله وآله وسلم فتذاكرنا فقلنا لو نعلم (3/1090)
أي الأعمال أحب إلى الله عملا عملنا به فأنزل الله سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون قال عبد الله بن سلام قرأها علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم هكذا قال أبو سلمة قرأها علينا بن سلام وذكر سلسلة قراءتها إلى زاهر
991 - الصاحبان الحافظان أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة الأموي الطليطلي المعروف بابن ميمون ورفيقه ونظيره أبو إسحاق بن شنظير سمع بن ميمون بطليطلة من عبد الله بن أمية وخلق وبقرطبة مع صاحبه أبي إسحاق من أبي جعفر بن عون الله وأبي عبد الله بن مفرج وعباس بن أصبغ وأبي محمد بن عبد المؤمن واتحلا إلى المشرق فحجا وسمعا من أبي بكر المهندس وأبي عدي عبد العزيز بن علي بن القريء وأبي بكر الأدفوي وخلائق ثم رجع بن ميمون إلى بلده ورحل الناس إليه قال بن مظاهر كان من أهل العلم والفهم حافظا للفقه راويه للحديث دقيق الذهن في جميع العلوم ذا أخلاق وآداب مع الفضل والزهد الفائق والورع مقبلا على طريق الآخرة لم يتأهل قلما يجوز عليه في كتبه مع كثرتها وهم ولا خطأ كانت كتبه وكتب صاحبه أصح كتب بطليطلة مات في شعبان سنة أربع مائة وصلى عليه صاحبه عاش سبعا وأربعين سنة (3/1091)
992 - وصاحبه الحافظ الأوحد أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حسين بن شنظير الأموي قال بن بشكوال كانا كفرسي رهان في العناية الكاملة بالعلم والبحث على الرواية وضبطها سمعا بطليطلة من لحقا بها وبقرطبة ومصر والحجاز كان أبو إسحاق صواما قواما ورعا غلب عليه علم الحديث ومعرفة طرقه إلي أن قال وكان سنيا منافرا لأهل البدع ما رئي أزهد منه ولا أوقر مجلسا رحل الناس إليهما ثم انفرد أبو إسحاق بالمجلس توفي يوم النحر سنة اثنتين وأربع مائة وله خمسون عاما
993 - أبو نعيم الحافظ الكبير محدث العصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني الصوفي الأحول سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء ولد سنة ست وثلاثين وثلاث مائة وأجاز له مشايخ الدنيا سنة نيف وأربعين وثلاث مائة وله ست سنين فأجاز له من واسط المعمر عبد الله بن عمر بن شوذب ومن نيسابور شيخها أبو العباس الأصم ومن الشام شيخها خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ومن بغداد جعفر الخلدي وأبو سهل بن زياد وطائفة تفرد في الدنيا بإجازتهم كما تفرد بالسماع من خلق ورحلت الحفاظ إلى بابه لعلمه وحفظه وعلو أسانيده أول ما سمع في سنة أربع وأربعين وثلاث مائة من مسند أصبهان المعمر أبي محمد بن فارس وسمع من أبي أحمد العسال وأحمد بن معبد السمسار وأحمد بن بندار (3/1092)
العشار وأحمد بن محمد القصار وعبد الله بن الحسن بن بندار وأبي بكر بن الهيثم البندار وأبي بحر بن كوثر وأبي بكر بن خلاد النصيبي وحبيب القزاز وأبي بكر الجعابي وأبي القاسم الطبراني وأبي بكر الآجري وأبي علي بن الصواف وإبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم الكوفي وعبد الله بن جعفر الجابري وأحمد بن الحسن اللكي وفاروق الخطابي وأبي الشيخ بن حيان وخلائق بخراسان والعراق فأكثر وتهيأ له من لقي الكبار ما لم يقع لحافظ روى عنه كوشيار بن لياليزور الجبلي ومات قبله ببضع وثلاثن سنة وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو سعد الماليني والحفاظ الخطيب وأبو صالح المؤذن وأبو علي الوخشي وأبو بكر محمد بن إبراهيم العطار وسليمان بن إبراهيم وهبة الله بن محمد الشيرازي ومحمد بن الحسن البكري بآمل وبنجير بن عبد الغفار بهمذان وأبو بكر محمد بن سباسي القاضي وجماعة بالري وأبو بكر الأرموي بتنيس وأبو بكر السمنطاري بصقلية وأبو عمرو بن القنابط بالأندلس ونوح بن نصر الفرغاني ويوسف بن الحسن التفكري وأبو الفضل حمد الحداد وأخوه أبو علي المقرئ وعبد السلام بن أحمد القاضي المفسر ومحمد بن بيا وأبو سعد المطرز وغانم البرجي وأبو منصور محمد بن عبد الله الشروطي وخلق كثير سمع منهم السلفي وأبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدشتي الذهبي خاتمة أصحابه قال الخطيب لم أر أحد أطلق عليه اسم الحفظ غير أبي نعيم وأبي حازم العبدوي قال علي بن المفضل الحافظ قد جمع شيخنا السلفي (3/1093)
أخبار أبي نعيم فسمى نحوا من ثمانين نفسا حدثوه عنه وقال لم يصنف مثل كتابه حلية الأولياء سمعناه على أبي المظفر القاشاني عنه سوى فوت يسير قال أحمد بن محمد بن مردويه كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه لم يكن في أفق من الآفاق أحد أحفظ منه ولا أسند منه كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده وكل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء وكان لا يضجر لم يكن له غذاء سوى التسميع والتصنيف وقال حمزة بن العباس العلوي كان أصحاب الحديث يقولون بقي الحافظ أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى إسنادا منه ولا أحفظ منه وكانوا يقولون لما صنف كتاب الحلية حمل الكتاب في حياته إلى نيسابور فاشتروه بأربع مائة دينار وقد روى الإمام أبو عبد الرحمن السلمي مع تقدمه في طبقات الصوفية له أخبرنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله أنا محمد بن علي بن حبيش ببغداد فذكر حديثا ومن هذا الأنموذج ما رواه بصور الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي قال أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن خنيس الفقيه بصور قال أنا أبو بكر عتيق بن علي بن داود الصقلي السمنطاري الزاهد مؤلف كتاب دليل القاصدين أنا أبو نعيم فذكر حديثا رواه أبو الحجاج الحافظ أنا محمد بن عبد الخالق الأموي أنا علي بن المفضل الحافظ أنا عبد الوهاب (3/1094)
بن محمد بن عبد العزيز البرقي أنا عمر بن يوسف القيسي بن الحذاء أنا عتيق بن علي أنا أبو نعيم نا بن خلاد نا محمد بن غالب التمتام نا القعنبي عن مالك عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله ويقع لنا أعلى بدرجات في موطأ أبي مصعب وفي نسخة أبي الجهم عن الليث بن سعد السلفي سمعت محمد بن عبد الجبار الفرساني يقول حضرت مجلس أبي بكر بن أبي علي المعدل في صغرى مع أبي فلما فرغ من إملائه قال إنسان من أراد أن يحضر مجلس أبي نعيم فليقم وكان مهجورا في ذلك الوقت بسبب المذهب وكان بين الحنابلة والأشعرية تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقال وقيل وصداع فقام إلى ذلك الرجل أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد أن يقتل قال أبو القاسم بن عساكر ذكر الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني عمن أدرك من شيوخ أصبهان أن السلطان محمود بن سبكتكين لما استولى على أصبهان أمر عليها واليا ورحل عنها فوثب أهلها بالوالي فقتلوه فرد إليها السلطان وأمنهم حتى اطمأنوا ثم هجم عليهم يوم الجمعة وهم في الجامع فقتل منهم مقتلة عظيمة فسلم أبو نعيم مما جرى عليهم وكان ذلك من كرامته يعني أنه كان مختفيا قال الحافظ بن طاهر المقدسي سمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول رأيت بخط أبي بكر الخطيب سألت محمد بن إبراهيم العطار مستملي أبي نعيم عن جزء محمد بن عاصم (3/1095)
كيف قرأته على أبي نعيم قال اخرج إلى نسخته وقال هو سماعي فقرأته عليه قال الخطيب قد رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها أنه يقول في الإجازة أخبرنا من غير أن يبين قال الحافظ بن النجار جزء محمد بن عاصم قد رواه الأثبات عن أبي نعيم والحافظ الصدوق إذا قال هذا الكتاب سماعي جاز أخذه عنه بإجماعهم قلت وقول الخطيب كان يتساهل في الإجازة إلى آخره فهذا ربما فعله نادرا فإني رأيته كثير ما يقول كتب إلى جعفر بن الخلدي وكتب إلى أبو العباس الأصم وأنا أبو الميمون بن راشد في كتابه ولكني رأيته يقول أنا عبد الله بن جعفر فيما قرئ عليه فالظاهر أن هذا إجازة وحدثني أبو الحجاج الحافظ أنه رأى بخط الحافظ ضياء الدين المقدسي قال وجدت أبي الحجاج يوسف بن خليل أنه قال رأيت أصل سماع أبي نعيم بجزء محمد بن عاصم قلت فبطل ما تخيله الخطيب قال يحيى بن منده الحافظ سمعت أبا الحسين القاضي يقول سمعت عبد العزيز النخشبي يقول لم يسمع أبو نعيم مسند الحارث بن أبي أسامة بتمامه من بن خلاد فحدث به كله قال بن النجار وهم في هذا فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة وعليها خط أبي نعيم يقول (3/1096)
سمع مني فلان إلى آخر سماعي من هذا المسند من بن خلاد فلعله روى باقيه بالإجازة ثم تمثل بن النجار ببيت ... لو رجم النجم جميع الورى ... لم يصل الرجم إل النجم ولأبي نعيم تصانيف مشهورة ككتاب معرفة الصحابة وكتاب دلائل النبوة في مجلدين وكتاب المستخرج على البخاري والمستخرج على مسلم وكتاب تاريخ أصبهان وصفة الجنة وكتاب الطب وكتاب فضائل الصحابة وكتاب المعتقد وأشياء صغار سمعنا بعضها يعمل فيها الواهيات ويكاسر عنها كدأب غيره من المحدثين والله الموعد ولأبي عبد الله بن منده حط على أبي نعيم صعب من قبل المذهب كما للآخر حط عليه لا ينبغي أن يلتفت إلى ذلك للواقع الذي بينهما مات أبو نعيم في العشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربع مائة عن أربع وتسعين سنة فهو والبرقان وأبو ذر والصوري أهل الطبقة التاسعة من أربعين الطبقات لابن المفضل وفيها مات مسند العراق الواعظ أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران البغدادي والأديب أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث التميمي الأصبهاني بنيسابور والمفسر أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير الذي قرأ عليه الخطيب صحيح البخاري في ثلاثة مجالس وعالم المغرب أبو عمران موسى بن عيسى بن أبي حاج الفاسي نزيل القيروان (3/1097)
أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه عن مسعود بن أبي منصور ح وقرأت على أحمد بن محمد المؤدب أنا بن خليل أنا مسعود أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ نا أحمد بن جعفر السمسار نا أحمد بن عصام نا وهب بن جرير نا عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن آطام المدينة أن تهدم غريب
994 - الطلمنكي الحافظ الإمام المقرئ أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الله بن لب بن يحيى المعافري الأندلسي عالم أهل قرطبة ولد سنة أربعين وثلاث مائة وأول ماوجدت له في سنة اثنتين وستين روى عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله الليثي وأبي بكر الزبيدي وأبي عبد الله بن مفرج وأحمد بن عون الله وأبي محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي وخلف بن محمد الخولاني وابن بشر الأنطاكي وحج فأخذ عن أبي طاهر محمد بن محمد العجيفي بمكة ويحيى بن الحسين المطلبي بالمدينة وأبي بكر الأدفوي وأبي حفص بن عراك وأبي بكر المهندس وأبي الطيب بن غلبون وأبي القاسم الجوهري وأبي العلاء بن ماهان وبدمياط عن محمد بن يحيى بن عمار وبالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد وأحمد بن رحمون ورجع إلى الأندلس بعلم جم روى عنه أبو عمر بن عبد البر وأبو محمد بن حزم وعبد الله بن سهل (3/1098)
الأندلسي وغيرهم وكان رأسا في علم القرآن حروفه وإعرابه وناسخه ومنسوخه وأحكامه ومعانيه وكان ذا عناية تامة بالحديث ومعرفة الرجال حافظا للسنن إماما عارفا بأصول الديانة عالي الإسناد ذا هدى وسمت واستقامة قال أبو عمرو الداني أخذا القراءة عرضا عن أبي الحسن الأنطاكي وأبي الطيب بن غلبون ومحمد بن الحسين بن النعمان وسمع من الأدفوي ولم يقرأ عليه وكان فاضلا ضابطا شديدا في السنة قال خلف بن بشكوال كان سيفا مجردا على أهل الأهواء والبدع قامعا لهم غيورا على الشريعة شديدا في ذات الله أقرأ الناس الحديث محتسبا ويسمع الحديث وأم بمسجد متعه ثم خرج إلى الثغر فتجول فيه وانتفع الناس بعلمه وقصد بلده في آخر عمره فتوفى بها أخبرني إسماعيل بن عيسى بن بقي الججازي عن أبيه خرج علينا الطلمنكي يوما ونحن نقرأ عليه فقال اقرأوا وأكثروا فإني لا أتجاوز هذا العام قلنا لمه يرحمك الله قال رأيت البارحة من ينشدني في النوم ... اغتنموا البر بشيخ ثوى ... يرحمه السوقة والصيد ... قد ختم العمر بعيد مضى ... ليس له من بعده عيد فتوفى في ذلك العام في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربع مائة قال كان زعرا في إنكار المنكر فقام عليه طائفة من المخالفين وشهدوا عليه بأنه حروري يرى وضع السيف في صالحي الناس وكانوا خمسة عشر شاهدا من الفقهاء والنبهاء فنصره قاضي سرقسطة في عام خمس وعشرين وهو (3/1099)
القاضي محمد بن عبد الله بن فربون فأشهد على نفسه بإسقاط الشهود وتوفي معه في العام مقريء بغداد أبو محمد الحسن بن علي بن الصقر البغدادي الكاتب عن أربع وتسعين سنة والأستاذ العلامة أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي بأسفرايين وكان يشتغل في سبعة عشر فنا وشيخ الأندلس قاضي الجماعة أبو الوليد يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن الصفار القرطبي عن إحدى وتسعين سنة ومقريء مصر إسماعيل بن عمرو بن شداد الحداد أنبأنا عبد الله بن هارون الطائي أنا أحمد بن يزيد البقوي في كتابه عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم الحافظ أنا أحمد بن محمد الطلمنكي نا محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج نا محمد بن أيوب بن الصموت نا أحمد بن عمرو البزار نا محمد بن المثنى نا معاذ بن هشام نا أبي عن قتادة عن الأسود بن سريع عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يعرض على الله الأصم والأحمق والهرم الذي مات في الفترة فيقول الأصم جاء الإسلام ولا أسمع شيئا وذكر الحديث هذا غريب منقطع وجاء عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود ولكن قتادة لم يلق الأحنف ولا سمع منه
995 - القراب الحافظ الإمام محدث خراسان أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن السرخسي ثم الهروي له المصنفات الكبيرة الدالة (3/1100)
على حفظه وسعة علمه ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة وسمع العباس بن الفضل النضروي وجده لأمه محمد بن عمر بن حفصويه وأبا الفضل محمد بن عبد الله السياري وعبد الله بن أحمد بن حمويه وزاهر بن أحمد الفقيه وأحمد بن عبد الله النعيمي والخليل بن أحمد السجزي وأبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن حمزة والحسين بن أحمد الشماخي الصفار وأبا منصور محمد بن عبد الله البزاز فمن بعدهم حتى ينزل في الرواية إلى أصحابه حدث عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي وأبو الفضل أحمد بن أبي عاصم الصيدلاني والحسين بن محمد بن مت وخلق واحتج به أبو إسماعيل الأنصاري في الجرح والتعديل قال أبو النضر الفامي زاد عدة شيوخه على ألف ومائتي شيخ وله تاريخ السنين في مجلدين صنفه في وفيات أهل العلم من أيام النبي صلى الله عليه و سلم إلى سنة موته وهي سنة تسع وعشرين وأربع مائة وله كتاب نسيم المهج وكتاب الأنس والسلوة وكتاب شمائل العباد إلى أن قال وكان زاهدا متقللا من الدنيا رحمه الله أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا أبو إسماعيل الحافظ أنا أبو يعقوب الحافظ أنا الخليل بن أحمد نا بن منيع نا طالوت بن عباد نا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن بلال بن يقطر عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى بدنانير من أرض فكان يقسمها وكان كلما قبض قبضة نظر عن يمينه كأنه يؤامر أحدا وعنده رجل أسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان (3/1101)
بين عينيه أثر السجود فقال يا محمد ما عدلت هذا اليوم في القسمة فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال من يعدل عليكم بعدي فقالوا يا رسول الله ألا نقتله قال لا ثم قال هذا وأصحابه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يتعلقون من الإسلام بشيء
996 - المستغفري الحافظ العلامة المحدث أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح النسفي صاحب التصانيف روى عن زاهر بن أحمد السرخسي وإبراهيم بن لقمان وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي صاحب بن الضريس وعلي بن محمد بن سعيد السرخسي وجعفر بن محمد البخاري وخلائق وكان صدوقا في نفسه لكنه يروي الموضوعات في الأبواب ولا يوهيها حدث عنه الحسن بن أحمد السمرقندي والحسن بن عبد الملك النسفي وإسماعيل بن محمد النوحي الخطيب وآخرون له كتاب معرفة الصحابة وكتاب تاريخ نسف وتاريخ كش وكتاب الدعوات وكتاب المنامات وكتاب الخطب النبوية وكتاب دلائل النبوة وكتاب فضائل القرآن وكتاب الشمائل مولده بعد الخمسين وثلاث مائة ومات بنسف في سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة وفيها مات زاهد الأندلس حماد بن عمار القرطبي عن مائة عام سمع من أبي عيسى الليثي وفقيه خرسان القاضي أبو العلاء صاعد بن محمد الإستوائي (3/1102)
الحنفي ومسند بغداد أبو القاسم عبد الباقي بن محمد بن أحمد الطحان ومسند نيسابور أبو حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكى والمسند أبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار ببغداد أخبرنا أحمد بن هبة الله عن أبي المظفر السمعاني نا عثمان بن علي البيكندي ببخارى أنا أبو علي الحسن بن عبد الملك النسفي أنا جعفر بن محمد بن المستغفر الحافظ أنا محمد بن أحمد بن علي نا محمد بن إسحاق بن خزيمة نا يعقوب الدورقي نا خلف بن الوليد نا إسراءيل عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي نحوا من صلاتكم لكنه كان يخفف الصلاة كان يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة ونحوها أخبرنا أبو الحسين الحافظ أنا جعفر المقرئ أنا أبو طاهر الحافظ أنا إسماعيل بن محمد الحافظ بأصبهان سمعت الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ سمعت أبا العباس المستغفري الحافظ سمعت بن منده الحافظ يقول إذا وجدت في إسناد زاهدا فاغسل يدك من ذلك الحديث
997 - أبو ذر الهروي الإمام العلامة الحافظ عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير الأنصاري المالكي بن السماك شيخ الحرم سمع أبا الفضل بن خميرويه وبشر بن محمد المزني وعدة بهراة وأبا محمد بن حمويه وزاهر بن أحمد بسرخس وأبا إسحاق المستملي ببلخ وأبا الهيثم الكشميهني بمرو وأبا بكر (3/1103)
هلال بن محمد بن محمد وشيبان بن محمد الضبعي بالبصرة وأبا الفضل الزهري وأبا الحسن الدارقطني وأبا عمر بن حيويه ببغداد وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي بدمشق وأبا مسلم الكاتب بمصر وجاور بمكة وألف معجما لشيوخه وعمل الصحيح وصنف التصانيف روى عنه ولده عيسى وعلي بن محمد بن أبي الهول وموسى بن عيسى الصقلي وعبد الله بن الحسن التنيسي وأبو صالح النيسابوري المؤذن وعلي بن بكار الصوري وأحمد بن محمد القزويني وأبو الطاهر إسماعيل بن سعيد النحوي وأبو الحسين بن المهتدي بالله وأبو الوليد الباجي وعبد الله بن سعيد الشنتجالي وعبد الحق بن هارون السهمي وأبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي وأبو شاكر أحمد بن علي العثماني وخلائق وبالإجازة أبو بكر الخطيب وأبو عمر بن عبد البر وأحمد بن عبد القادر اليوسفي وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن غلبون الخولاني ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مائة تقريبا قال الخطيب قدم أبو ذر بغداد وأنا غائب فحدث بها وحج وجاور ثم تزوج في العرب وسكن السروات فكان يحج كل عام ويحدث ويرجع وكان ثقة ضابطا دينا وقال أبو علي بن سكرة توفي في عقب شوال سنة أربع وثلاثين وأربع مائة وقال الخطيب في ذي القعدة قال أبو الوليد الباجي في كتاب فرق الفقهاء عند ذكر أبي بكر الباقلاني لقد أخبرني أبو ذر وكان يميل إلى مذهبه فسألته من أين لك هذا قال كنت ماشيا مع الدارقطني فلقينا القاضي أبا بكر فالتزمه الدارقطني وقبل وجهه (3/1104)
وعينيه فلما افترقا قلت من هذا قال هذا إمام المسلمين والذاب عن الدين القاضي أبو بكر بن الطيب فمن ذلك الوقت تكررت إليه قال الحسن بن بقي المالقني حدثني شيخ قال قيل لأبي ذر أنت هروي فمن أين تمذهبت بمذهب مالك ورأي الأشعري قال قدمت بغداد فذكر نحو مما تقدم وقال واقتديت بمذهبه قال بن المفضل الحافظ روى لنا السلفي شيخنا عن أبي بكر الطريثيثي بسماعه منه عدة أحاديث وعن أبي شاكر النعماني حديثا واحدا سمعه منه وسمعنا من السلفي جميع الصحيح بإجازته من أبي مكتوم بن أبي ذر وكان شيخنا أبو عبيد أحمد بن زيادة الله الغفاري سمع الكتاب بمكة من أبي مكتوم فمسعت علي أكثره وأجاز لي ما بقي من آخره وآخر من حدث عن أبي مكتوم أبو الحسن علية بن حميد بن عمار الأنصاري ولي منه إجازة وقرأت الكتاب كله على شيخنا أبي طالب صالح بن سند بسماعه من الطرطوشي عن أبي الوليد الباجي عن أبي ذر قال وقرأته بكماله على أبي القاسم مخلوف بن علي القروي عن أبي الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن نادر اللخمي عن علي بن سليمان النقاش عن أبي ذر قال أبو علي الغساني الحافظ أنا أبو القاسم أحمد بن خلف الباجي أخبرني أبي أن الفقيه أبا عمران القابسي مضى إلىمكة وقد كان قرأ على أبي ذر شيئا فوافق أبا ذر في السراة موضع سكناه فقال لخازن كتبه أخرج إلي من كتبه ما انسخه ما دام غائبا إذا حضر قرأته عليه فقال الخازن لا أجتريء (3/1105)
علي هذا ولكن هذه المفاتيح إن شئت أنت فخذ وافعل ذلك فأخذها وأخرج ما أراد فسمع أبو ذر بالسراة بذلك فركت وطرق إلى مكة وأخذ كتبه وأقسم ألا يحدثه فلقد أخبرت أن أبا عمران كان بعد إذا حدث عن أبي ذر شيئا مما كان حدثه قبل يورى عن اسم أبي ذر ويقول أنا أبو عيسى وبذلك كانت العرب تكنيه باسم ولده قلت هذه الحكاية تدل على زعارة الشيخ والصاحب وقال عبد الغافر في تاريخ نيسابور كان أبو ذر زاهدا ورعا عالما سخيا لا يدخر شيئا وصار من كبار مشيخة الحرم مشارا إليه في التصوف خرج على الصحيحين تخريجا حسنا وكان حافظا كثير الشيوخ قلت وله أيضا مستدرك لطيف في مجلد على الصحيحين علقت كثيرا منه يدل على حفظه قال القاضي عياض لأبي ذر كتاب كبير مخرج على الصحيحين وكتاب السنة والصفات وكتاب الجامع وكتاب الدعاء وكتاب فضائل القرآن وكتاب دلائل النبوة وكتاب شهادة الزور وكتاب فضائل مالك وكتاب العيدين ثم أرخ موته سنة خمس وثلاثين وأربع مائة والصواب سنة أربع أخبرنا أبو الحسن الغرافي أنا أبو الحسن بن روزبه أنا عبد الأول بن عيسى أنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد قال عبد بن أحمد بن محمد بن السماك الحافظ صدوق تكلموا في رأيه سمعت منه حديثا واحدا عن شيبان بن محمد عن أبي خليفة عن علي بن المديني حديث جابر بطوله في الحج (3/1106)
قال لي اقرأه علي حتى تعتاد قراءة الحديث وهو أول حديث قرأته على الشيخ وناولته الجزء فقال لست على وضوء فضعه قلت توفي معه في عام أربعة المسند شعيب بن عبد الله بن المنهال بمصر وعالم المغرب أبو محمد عبد الله بن غالب بن تمام الهمداني المالكي بستة ومسند الأندلس أبو البركات محمد بن عبد الواحد القرشي الزبيري المكي عن سبع وثمانين سنة وشيخ القراء علي بن طلحة البصري ببغداد أخبرنا أبو الحسن علي بن محمود بن عبد اللطيف السلمي أنا أبي سنة أربع وثلاثين وست مائة حضورا أنا القاضي أبو سعد عبد الله بن محمد التميمي أنا محمد بن الحسن المزرقي أنا أبو الحسين محمد بن علي الهاشمي أنا عبد بن أحمد الحافظ بقراءتي أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه أنا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن جرير بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لم يرحم من في الأرض لم يرحمه من في السماء صحيح الإسناد أخبرنا عبدالحاقظ بن بدران أنا أحمد بن طاوس أنا حمزة بن كروس سنة خمسين وخمس مائة أنا نصر بن إبراهيم الفقيه أنا أبو ذر عبد بن أحمد كتابة أن بشر بن محمد المزني حدثهم املاء نا الحسين بن إدريس نا العباس بن الوليد الدمشقي أنا الوليد بن الوليد نا بن ثوبان عن عمرو بن دينار عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الجنة لتزخرف (3/1107)
لرمضان من رأس الحول إلى الحول المقبل فإذا كان أول يوم من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش فشققت ورق الجنة عن الحور العين فقلن يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجا وتقر بهم أعيننا وقر أعينهم بنا قال الفقيه نصر تفرد به الوليد بن الوليد العبسي وقد تركوه قلت وهاه الدارقطني وقواه أبو حاتم
998 - الربعي الحافظ المقرئ الإمام أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن ميمون الدمشقي ويعرف بابن أبي زروان سمع الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي وأحمد بن عتبة بن مكين والعباس بن محمد بن حيان ومحمد بن علي بن أبي فروة وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي وطبقتهم وقرأ القرآن تحريرا لقراءة الشاميين على الإمام علي بن داود الداراني وعلي بن زهير حدث عنه أبو سعد السمان الحافظ ونجاء بن أحمد وعبد العزيز الكتاني والحسن بن أبي الحديد وآخرون وعاش ثلاثا وسبعين سنة ذكره الكتاني فقال كان يحفظ ألف حديث بأسانيدها من حديث بن جوصاء ويحفظ كتاب غريب الحديث لأبي عبيد وانتهت إليه الرياسة في قراءة الشاميين وكان ثقة مأمونا إلى أن قال ومات في صفر سنة ست وثلاثين وأربع مائة قلت فيها مات شيخ اللغة بالأندلس أبو غالب تمام بن غالب بن التياني (3/1108)
القرطبي وشيخ الحنفية العلامة المحدث أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الصيمري ببغداد عن خمس وثمانين سنة وعالم الإمامية أبو طالب على بن الحسين بن موسى الحسيني الشريف المرتضى واضع كتاب نهج البلاغة وفقيه الأندلس العلامة العابد أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن ميقل المرسي بها وشيخ المعتزلة العلامة أبو الحسين البصري محمد بن علي بن الطيب ببغداد أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء سنة أربع وتسعين وست مائة قال كتب إلينا المؤيد بن محمد من نيسابور عن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد السلمي أنا جدي في سنة خمس وسبعين وأربع مائة أنا علي بن الحسن الربعي سنة ست وعشرين أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي بحمص سنة سبع وثمانين وثلاث مائة أنا العباس بن الخليل بحمص أنا نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن عبد الرحمن بن عائذ حدثني جبير بن نفير قال قال عوف بن مالك قال النبي صلى الله عليه و سلم أن الأنبياء يتكاثرون بأممهم غير موسى وأنا أرجو أن أكثره ولقد أعطى خصلات مكث يناجي ربه أربعين يوما ولا ينبغي لمتناجيين أن يتناجيا أكثر من نحوها ولا يصعق مع الناس
999 - الخلال الحافظ المفيد الإمام الثقة أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي (3/1109)
البغدادي وكنية أبيه أبو طالب ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة سمع أبا بكر القطيعي وأبا سعيد الحرفي وأبا الحسين بن المظفر وأبا بكر الوراق وأبا عبد الله بن العسكري وأبا عمر بن حيويه وأبا بكر بن شاذان وأبا علي محمد بن أحمد العطشي وأبا حفص عمر بن محمد الزيات وأبا الفتح القواس وأبا الحسن بن لؤلؤ الوراق وخلائق روى عنه الخطيب وأبو الحسين بن الطيوري وأخوه أبو سعد وجعفر بن أحمد السراج والمعمر بن أبي عمامة الواعظ وجعفر بن المحسن السلماسي وعلي بن عبد الواحد الدينوري وآخرون أخبرنا أبو الحسن البعلي وأبو علي الأمين قالا أنا جعفر أنا السلفي سمعت المبارك بن عبد الجبار سمعت محمد بن علي الصوري يقول مارأت عيناي بعد عبد الغني بن سعيد أحفظ من أبي محمد الخلال البغدادي قال أبو بكر الخطيب كتبنا عنه وكان ثقة له معرفة بينة وخرج المسند على الصحيحين وجمع أبوابا وتراجم كثيرة ومات في جمادي الأولى سنة تسع وثلاثين وأربع مائة قلت فيها مات بدمشق المسند أبو علي الحسن بن علي بن الحسن بن شواش الكتاني المقرئ مشرف الجامع وأبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري المحدث ببغداد والمسند أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال المصري ومسند الأندلس أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد بن عائذ المعافري القرطبي لقي في رحلته المهندس (3/1110)
أخبرنا عيسى بن أبي محمد أنا جعفر بن منير نا أحمد بن محمد الحافظ أنا أبو سعيد محمد بن عبد الملك بن أسد أنا أبو محمد الخلال حدثني علي بن أحمد السرخسي الحافظ من حفظه نا عبد الله بن عثمان الواسطي سمعت أبا هاشم أيوب بن محمد خطيبنا بواسط سمعت أبا عثمان المازني يقول ثنا سيبويه عن الخليل بن أحمد عن ذر بن عبد الله الهمداني عن الحارث عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة كتب إلي أبو حامد محمد بن عبد الكريم الأنصاري الخطيب أنا أبو البركات الحسن بن محمد الشافعي أنا عمي أبو الحسين هبة الله بن الحسن ح وقرأت على إسحاق بن أبي بكر الأسدي أخبركم يوسف بن خليل أنا عبد الخالق بن عبد الوهاب قالا أنا علي بن عبد الواحد الدينوري نا أبو محمد الخلال املاء أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا إبراهيم بن هاشم البغوي سنة ثلاث وتسعين ومائتين نا علي بن الحسن بن شقيق نا الحسين بن واقد نا عبد الله بن بريدة سمعت أبي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر سقط منه شيخ البغوي
1000 - بن حمدان الحافظ المجود أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان الخراساني أحد الرحالين المصنفين صحب أبا عبد الله الحاكم وتخرج به وسمع من (3/1111)
أبي بكر الطرازي والحافظ أبي بكر الجوزقي وأبي الحسين القنطري وأبي طاهر بن خزيمة وزاهر بن أحمد الفقيه وإبراهيم بن محمد بن موسى السرخسي ونحوهم بنيسابور وجعفر بن فناكي بالري والحافظ أحمد بن علي السليماني ببيكند ومحمد بن أحمد الغنجار ببخارى وأبي سعد الإدريسي بسمرقند وعلي بن محمد بن عمر الفقيه بالري وأبي الفضل محمد بن أبي الحسين الحدادي بمرو رأيت له مسند بهز بن حكيم وطرق حديث الطير سمع منه أبو سعيد محمد بن أحمد بن حسين النيسابوري في سنة إحد وأربعين وأربع مائة أخبرنا أحمد بن عبد الكريم بن الأغلاقي أنا نصر بن جرو أنا أبو طاهر السلفي أخبرنا محمد بن أبي منصور البزاز بالري أنا محمد بن أحمد بن حمدان الحافظ أنا محمد بن الحسين القاضي بمرو نا إسحاق بن إبراهيم التاجر العدل نا يوسف بن عيسى نا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي بكر يعني بن عمرو بن حزم أنه سمع أنسا يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال يتبع الميت ثلاث أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله
1001 - النعيمي الحافظ العلامة أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم البصري نزيل بغداد روى عن أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي وأحمد بن عبيد الله النهرديري ومحمد بن عدي المنقري وأبي أحمد العسكري ومحمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ وعبد الله بن اليسع الأنطاكي وعلي بن عمر السكري وابن المظفر وخلق قال الخطيب كتبت عنه وكان حافظا عارفا متكلما شاعرا أنبأنا أبو الغنائم القيسي أنا الكندي أنا الشيباني أنا الخطيب أخبرني علي بن أحمد النعيمي أنا محمد بن أحمد بن الفيض الأصبهاني ثقة نا علي بن عبد الحميد الغضائري نا الحسين بن الحسن المروزي نا بشر بن السري عن سفيان الثوري عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما جعل الطواف بالبيت والسعي لإقامة ذكر الله عز و جل رواه البرقاني عن النعيمي في جمعه لحديث الثوري والصواب عن الثوري عن عبيد الله بن أبي زياد عن القاسم كذا يرويه وكيع وأبو نعيم عن الثوري قال الخطيب حدثني الأزهري قال وضع النعيمي على بن المظفر حديثا عن أشعث ثم تنبه أصحاب الحديث على ذلك فخرج النعيمي عن بغداد وغاب حتى مات بن المظفر ومات من عرف قصته ثم عاد إلى بغداد وسمعت الصوري يقول لم أر ببغداد أحدا أكمل من النعيمي قال قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب ودرس شيئا من فقه الشافعي قال وكان البرقاني يقول هو كامل في كل شيء لولا بأو فيه مات النعيمي في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة وأظنه بلغ التسعين (3/1112)
تمت الطبقة الثالثة عشرة (3/1113)
( الطبقة الرابعة عشرة وهم ثلاثون حافظا )
1002 - الصوري الحافظ العلامة الأوحد أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمد بن دحيم الساحلي سمع أبا الحسين بن جيمع وأبا عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي ومحمد بن عبد الصمد الزرافي ومحمد بن جعفر الكلاعي وعدة بالشام وعبد الغني بن سعيد الحافظ وعبد الرحمن بن عمر النحاس وعبد الله بن محمد بن بندار وخلقا بمصر وصحب عبد الغني وتخرج به ولحق ببغداد أبا الحسن بن مخلد البزاز وأحمد بن طلحة المنقى وأبا علي بن شاذان وطبقتهم حدث عنه أبو بكر الخطيب والقاضي أبو عبد الله الدامغاني وجعفر بن أحمد السراج وأبو القاسم بن بيان وأبو الحسين بن الطيوري وسعد الله بن صاعد الرحبي وآخرون وآخر من روى عنه بالإجازة أبو سعد بن الطيوري مولده سنة ست أو سبع وسبعين وثلاث مائة وسمع وقد كبر ولو طلب في الحداثة لأدرك إسنادا قال الخطيب وكان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كتبا له وأحسنهم معرفة به ولم يقدم علينا أحد أفهم منه لعلم الحديث وكان دقيق الخط صحيح النقل حدثني أنه كان يكتب في الوجهة من ثمن الكاغذ الخراساني ثمانين سطرا وكان مع كثرة طلبه صعب المذهب في الأخذ (3/1114)
ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات وكان يسرد الصوم إلا الأعياد وذكر أن الحافظ عبد الغني كتب عند أشياء في تصانيفه وصرح باسمه في بعضها ومرة قال حدثني الورد بن علي قال الخطيب كان صدوقا كتب عني وكتبت عنه ولم يزل ببغداد حتى توفي بها قال أبو الوليد الباجي الصوري احفظ من رأيناه قال غيث بن علي الأرمنازي رأيت جماعة من أهل العلم يقولون ما رأينا احفظ من الصوري وقال عبد المحسن الشيحي ما رأيت مثله كان كأنه شعلة نار بلسان كالحسام القاطع قال السلفي كتب الصوري صحيح البخاري في سبعة أطباق من الورق البغدادي ولم يكن له سوى عين واحدة قال وذكر أبو الوليد الباجي في كتاب فرق الفقهاء نا أبو عبد الله محمد بن علي الوراق وكان ثقة متقنا أنه شاهد أبا عبد الله الصوري وكان فيه حسن خلق ومزاح وضحك لم يكن وراء ذلك إلا الخير والدين ولكنه كان شيئا جبل عليه ولم يكن في ذلك بالخارق للعادة فقرأ يوما جزءا على أبي العباس الرازي وعن له أمر أضحكه وكان بالحضرة جماعة من أهل بلده فأنكروا عليه وقالوا هذا لا يصلح ولا يليق بعلمك وتقدمك أن تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنت تضحك وكثروا عليه وقالوا شيوخ بلدنا لا يرضون بهذا فقال ما في بلدكم شيخ ألا يحب أن يقعد بي يدي ويقتدي به ودليل ذلك أني قد صرت معكم على غير موعد فانظروا إلى أي حديث شئتم من حديث رسول الله (3/1115)
صلى الله عليه و سلم اقرءوا إسناده لأقرأ متنه أو اقرءوا متنه حتى أخبركم بإسناده ثم قال الباجي لزمت الصوري ثلاثة أعوام فما رأيته تعرض للفتوى قال المبارك بن عبد الجابر كتبت عن عدة فما رأيت فيهم أحفظ من الصوري كان يكتب بفرد عين وكان متفننا يعرف من كل علم وقوله حجة وعنه أخذ الخطيب علم الحديث قلت وله شعر رائق ومحبة في السنة أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد العلوي أنا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن جبارة الأديب بالقاهرة سنة اثنتين وثلاثين وست مائة أنا أبو طاهر أحمد بن أبي أحمد الحافظ أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ أنا أبو محمد النحاس أنا أبو بكر محمد بن احمد الحراني نا هاشم بن مرثد الطبراني نا المعافي هو بن سليمان نا موسى بن أعين عن عبد الله عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تجوزوا في الصلاة فإن خلفكم الضعيف والكبير وذا الحاجة هذا حديث صحيح وعبد الله هو بن بشر إن شاء الله أخبرنا محمد بن علي الصالحي ومحمد بن علي السلمي قالا أنا البهاء عبد الرحمن أنا أحمد بن الحسن بن سلامة المنبجي الفقيه أنا أبو القاسم بن بيان ح وأنبأنا أحمد بن أبي الخير عن بن كليب عن بن بيان أنا محمد بن علي الصوري أنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي أنا أبو عمرو أحمد بن سلمة بن الضحاك الهلالي أنا المقدام بن داود الرعيني نا أبو زرعة عبد الأحد بن الليث بن عاصم القتباني عن عثمان بن الحكم الجذامي قال المقدام وحدثني عمي سعيد بن عيسى نا الليث بن عاصم القتباني حدثني عثمان بن الحكم حدثني يونس بن يزيد عن بن شهاب حدثني عروة عن عائشة قالت كان أول ما بديء به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الأيام ذوات العدد الحديث أخبرنا أبو الحسين اليونيني أنا جعفر أنا السلفي أنا المبارك بن عبد الجبار أنشدنا محمد بن علي الصوري الحافظ لنفسه ... قل لمن عاند الحديث وأضحى ... عائبا أهله ومن يدعيه ... أبعلم تقول هذا أبن لي ... أم بجهل فالجهل خلق السفيه ... أيعاب الذين حفظوا الدين ... من الترهات والتمويه ... وإلى قولهم وما قد رووه ... راجع كل عالم وفقيه قال الخطيب توفي الصوري في جمادي الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربع مائة رحمه الله تعالى (3/1116)
1003 - بن ماما الحافظ الأوحد أبو حامد أحمد بن محمد بن أحيد بن ماما الأصبهاني صاحب تصانيف وبصر بالحديث وحدث عن عبد الرحمن بن شريح الهروي وأبي علي إسماعيل بن حاجب الكشاني وأبي نصر محمد بن أحمد الملاحمي والإمام أبي عبد الله الحليمي وطبقتهم ولم يصل إلى العراق له ذيل على تاريخ بخارى للغنجار ويعز وقوع حديثه إلينا توفي في شعبان سنة ست وثلاثين وأربع مائة رحمه الله تعالى أحسبه سكن ما وراء النهر (3/1117)
1004 - مسعود بن علي بن معاذ بن محمد بن معاذ الحافظ المفيد الإمام أبو سعيد السجزي ثم النيسابوري الوكيل تلميذ أبي عبد الله الحاكم وله عنه سؤالات وقد أكثر عنه جدا سمع أبا محمد بن الرومي وأبا علي الخالدي وعبد الرحمن بن أبي إسحاق المزكي وطبقتهم رو شيئا يسيرا ولم يطل عمره روى عنه رفيقه مسعود بن ناصر السجزي الركاب توفي سنة ثمان وثلاثين أو سنة تسع وأربع مائة ذكر الشك هكذا عبد الغافر بن إسماعيل
1005 - أبو نصر السجزي الحافظ الإمام علم السنة عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد الوائلي البكري نزيل الحرم ومصر وصاحب الإبانة الكبرى في مسألة القرآن وهو كتاب طويل في معناه دال على أمامة الرجل وبصره بالرجال والطرق (3/1118)
حدث عن أحمد بن فراس العبقسي وأبي عبد الله الحاكم وأبي أحمد الفرضي وحمزة المهلبي ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني وأبي عمر بن مهدي وعلي بن عبد الرحيم السوسي وأبي الحسين أحمد بن محمد المجبر وأبي محمد بن النحاس وأبي عبد الرحمن السلمي وعبد الصمد بن زهير بن أبي جرادة الحلبي صاحب بن الأعرابي وهذه الطبقة وكانت رحلته بعد الأربع مائة فسمع بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر حدث عنه أبو إسحاق الحبال وسهل بن بشر الإسفرايين وأبو معشر المقرئ الطبري وإسماعيل بن الحسن العلوي وأحمد بن عبد القادر اليوسفي وجعفر بن يحيى الحكاك وجعفر بن أحمد السراج وخلق سواهم وهو راوي الحديث المسلسل بالأولية قال بن طاهر المقدسي سألت الحافظ أبا إسحاق الجبال عن أبي نصر السجزي والصوري أيهما احفظ فقال كان السجزي أحفظ من خمسين مثل الصوري ثم قال الحبال كنت يوما عند أبي نصر السجزي فدق الباب فقمت ففتحته فدخلت امرأة وأخرجت كيسا فيه ألف دينار فوضعته بين يدي الشيخ وقالت انفقها كما ترى قال ما المقصود قال تتزوجني ولا حاجة لي في الزوج ولكن لأخدمك فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف فلما انصرفت قال خرجت من سجستان بنية طلب العلم ومتى تزوجت سقط عني هذا الاسم وما أوثر على ثواب طلب العلم شيئا قلت مات بمكة في المحرم سنة أربع وأربعين وأربع مائة رحمه الله تعالى وقد روينا المسلسل من طريقه في غير هذا الكتاب (3/1119)
1006 - الداني الحافظ الإمام شيخ الإسلام أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي مولاهم القرطبي المقرئ صاحب التصانيف وعرف بالداني لسكناه بدانية قال ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة وابتدأت بطلب العلم سنة ست وثمانين ورحلت إلى المشرق سنة سبع وتسعين فكنت بالقيروان أربعة أشهر ودخلت مصر في شوالها فمكثت بها سنة وحججت ورجعت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتيعين وثلاث مائة قلت قرأ بالروايات على عبد العزيز بن جعفر الفارسي وغيره بقرطبة وعلي أبي الحسن بن غلبون وخلف بن خاقان المصري وأبي الفتح فارس بن أحمد وسمع من أبي مسلم الكاتب وهو أكبر شيخ له وأحمد بن فراس العبقسي وعبد الرحمن بن عثمان القشيري وحاتم بن عبد الله البزاز وأحمد بن فتح بن الرسان وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس المصري وأبي الحسن علي بن محمد القابسي وخلق كثير بالحجاز ومصر والمغرب والأندلس تلا عليه خلق منه أبو الدؤاد مفرج الإقبالي وأبو داود بن نجاح وأبو الحسين بن التنار وأبو الحسن بن الدوش وحدث عنه خلق كثير منهم خلف بن إبراهيم الطليطلي قال أبو محمد بن عبيد الله الحجري الحافظ أبو عمرو الداني ذكر بعض الشيوخ أنه لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه وكان يقول ما رأيت شيئا قط إلا كتبته ولا كتبته إلا حفظته ولا حفظته فنسيته قال بن بشكوال كان أبو عمرو أحد الأئمة في علم القراءات ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه وجمع في ذلك كله تواليف حسانا وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله وكان حسن الخط والضبط من أهل الحفظ والذكاء والتفنن وكان أديبا فاضلا ورعا سنيا وقال المغامي كان أبو عمرو مجاب الدعوة مالكي المذهب وقال الحميد محدث مكثر ومقريء متقدم قلت إلى أبي عمرو المنتهي في إتقان القراءات والقراء خاضعون لتصانيفه واثقون بنقله في القراءات والرسم والتجويد والوقف والإبتداء وغير ذلك وله مائة وعشرون مصنفا روى عنه بالإجازة رجلان أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني وأبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي حمزة وقد استوفيت أخباره في تاريخ القراء وفي تاريخي الكبير وكانت وفاته بدانية في نصف شوال سنة أربع وأربعين وأربع مائة رحمة الله عليه وقع لنا القراءات من طريقه تلاوة وسماعا (3/1120)
1007 - السمان الحافظ الكبير المتقن أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين بن زنجويه الرازي سمع عبد الرحمن بن محمد بن فضالة وأبا طاهر الملخص وأحمد بن إبراهيم بن فراس المكي وعبد الرحمن بن أبي نصر الدمشقي وأبا محمد بن النحاس المصري وطبقتهم رو عنه أبو بكر الخطيب وعبد العزيز (3/1121)
الكتاني وابن أخيه طاهر بن الحسين وأبو علي الحداد وآخرون قال المطهر بن علي العلوي المرتضى سمعت أبا سعد السمان إما المعتزلة يقول من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام وقال الكتاني كان السمان من الحفاظ الكبار زاهدا عابدا يذهب إلى الاعتزال وقال أبو القاسم بن عساكر سألت أبا منصور بن عبد الرحيم بن المظفر بالري عن وفاة أبي سعد السمان فقال سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة قال وكان عدلي المذهب يعني معتزليا قال وكان له ثلاثة آلاف وستمائة شيخ وصنف كتبا كثيرة ولم يتأهل قط قلت هذا العدد لشيوخه لا أعتقد وجوده ولا يمكن قال عمر العليمي وجدت على ظهر جزء مات الزاهد أبو سعد السمان شيخ العدلية وعالمهم ومحدثهم في شعبان سنة خمس وأربعين وأربع مائة وكان إماما بلا مدافعة في القراءات والحديث والرجال والفرائض والشروط عالما بفقه أبي حنيفة وبالخلاف بينه وبين الشافعي وعالما بفقه الزيدية وكان يذهب مذهب أبي هاشم الجبائي دخل الشام والحجاز والمغرب قرأ على ثلاثة آلاف شيخ قال وكان يقال في مدحه أنه ما شاهد مثل نفسه وكان تاريخ الزمان وشيخ الإسلام قلت بل شيخ الاعتزال ومثل هذا عبرة فإنه مع براعته في علوم الدين ما تخلص بذلك من البدعة قرأت على عيسى بن أبي محمد والحسن بن علي وسليمان بن أبي عمر الحاكم أخبركم جعفر الهمداني أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو علي المقرئ أنا أبو سعد الحافظ أنا كوهي بن الحسن نا محمد بن هارون الحضرمي نا محمد بن سهل بن عسكر نا عبد الرزاق قال ما رأيت أحسن صلاة من بن جريج أخذ عن عطاء وأخذ عطاء عن بن الزبير وأخذ بن الزبير عن أبي بكر الصديق وأخذها أبو بكر عن النبي صلى الله عليه و سلم وأخذها النبي صلى الله عليه و سلم عن جبرائيل عليه السلام وأخذها جبرائيل عن الله عز و جل أخبرنا الحسن بن علي سنة أربع وتسعين أنا جعفر بن علي أنا أحمد بن محمد أنا علي بن الحسين بن محمد بن مردك بالري سنة إحدى وخمس مائة أنا إسماعيل بن علي الحافظ أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة أنا إسماعيل بن العباس الوراق نا علي بن حرب نا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي قال خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه و سلم أبو بكر وعمر (3/1122)
1008 - الخليلي القاضي الحافظ الإمام أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني مصنف كتاب الإرشاد في معرفة المحدثين سمع من علي بن أحمد بن صالح القزويني ومحمد بن إسحاق الكسائي والقاسم بن علقمة وأبي حفص الكتاني ومحمد بن سليمان بن يزيد الفامي وأبي طاهر المخلص وأبي الحسين الخفاف وأبي عبد الله الحاكم وأجاز له أبو بكر بن المقرئ وأبو حفص بن شاهين وعلي بن عبد الرحمن البكائي من الكوفة وأبو أحمد الغطريفي من جرجان وأبو عمرو بن حمدان من نيسابور (3/1123)
حدث عنه أبو بكر بن لال أحد شيوخه وابنه أبو زيد واقد بن الخليل وإسماعيل بن ماكي القزويني وآخرون وكان ثقة حافظا عارفا بكثير من علل الحديث ورجاله عالي الإسناد كبير القدر ومن نظر في كتابه عرف جلالته سمعت كتابه من بن الخلال عن الهمداني عن السلفي عن بن ماكي عنه وله فيه أوهام جمة كأنه كتبه من حفظه توفي في آخر سنة ست وأربعين وأربع مائة أخبرنا الحسن بن علي أنا جعفر بن أبي الحسن أنا أبو طاهر السلفي أنا إسماعيل بن عبد الجبار أنا أبو يعلى الخليلي نا أحمد بن محمد الزاهد نا عبد الملك بن عدي نا الحسن بن محمد بن الصباح نا الشافعي نا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى بهم صلاة الكسوف ركعتين كل ركعتين وسجودين تفرد به الشافعي وبه إلى الخليلي قال نا الحسن بن عبد الرزاق نا علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي حدثني سليمان بن داود الهاشمي نا الشافعي بإسناده مثله وتوفي مع الخليلي الرئيس أبو الفضل أحمد بن محمد بن أبي عمرو بن أبي الفراتي بنيسابور ومقريء الشام أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي والإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن التيمي الأصبهاني بن اللبان ومقريء الأندلس أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن سعد القرطبي ومسند دمشق أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي (3/1124)
1009 - الفلكي الحافظ البارع أبو الفضل علي بن الحسين بن أحمد بن الحسن الهمذاني المشهور بالفلكي رحال حافظ بصير بالفن حدث عن أبي الحسن بن رزقويه وأبي الحسين بن بشران والقاضي أبي بكر الحيري وأبي سعيد الصيرفي وطبقتهم قال بن شيرويه في الطبقات حدثنا عنه الحسنى والميداني وكان حافظا متقنا يحسن هذا الشأن جيدا جيدا صنف كتاب الطبقات في الرجال فجاء في ألف جزء ومات بنيسابور قديما وما متع بما جمع فسمعت حمزة بن أحمد يقول سمعت شيخ الإسلام أبا إسماعيل الأنصاري يقول ما رأت عيناي من البشر أحدا أحفظ من بن الفلكي وكان صوفيا قلت مات بنيسابور في شعبان سنة سبع وعشرين وقيل سنة ثمان وعشرين وأربع مائة كهلا وقد كان جده محتشما بارعا في علم الفلك والحساب ولذا قيل له الفلكي
1010 - أبو مسعود البجلي الحافظ الجوال أحمد بن المحدث الصالح محمد بن عبد الله بن عبد العزيز (3/1125)
بن شاذان الرازي مولده بنيسابور في سنة اثنتين وستين وثلاث مائة وأمه من طبرستان وأقام مدة بجرجان سمع أبا عمرو بن حمدان وحسينك بن علي التميمي وزاهر بن أحمد السرخسي ومحمد بن الفضل بن أبي بكر بن خزيمة وأبا النضر محمد بن أحمد بن سليمان الشر مغولي وأبا بكر محمد بن محمد بن أحمد الطرازي وأبا الحسين القنطري الخفاف وأبا محمد المخلدي وأبا بكر بن لال وأبا الحسن بن فراس المكي وأبا الحسين بن فارس اللغوي وخلائق وجمع وصنف في الأبواب ثم عالج التجارة والسفر حدث عنه يحيى بن الحسن بن شراعة وعبد الواحد بن أحمد الخطيب الهمذانيان وأبو الحسن علي بن محمد الجرجاني وطريف النيسابوري وإسماعيل بن عبد الغافر وعبد الرحمن بن محمد التاجر وآخرون وثقه جماعة أخبرنا محمد بن قايماز الطحان وفاطمة بنت جوهر قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك زاد محمد وأبو المنجا عبد الله بن عمر قالا أنا أبو الفتوح محمد بن محمد الطائي أنا أبو عمرو الفضل بن أحمد بن متويه الزاهد أنا الحافظ أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي أنا أبو علي زاهر بن أحمد أنا محمد بن وكيع الطوسي الفازي بفاء وزاي قرية من قرى طوس نا محمد بن أسلم نا محمد بن عبيد نا عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شيء يوصي فيه إلا ووصيته مكتوبة عنده متفق عليه مات ببخارى في المحرم سنة تسع وأربعين وأربع مائة وفيها مات شيخ الأدب أبو العلاء بن سليمان المعري وشيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني وأبو الحسن علي بن خلف بن بطال القرطبي صاحب شرح البخاري ومقريء خراسان أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد النيسابوري الخبازي وشيخ الرفض أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي (3/1126)
1011 - هبة الله محمد بن علي الحافظ أبو رجاء الشيرازي الكاتب سمع من الحسن بن أحمد بن الليث الحافظ محدث شيراز وبأصبهان من علي بن ميلة الفرضي وأبي سعيد النقاش وببغداد من أبي الحسين بن بشران وابن الفضل القطان وطائفة واستوطن مصر قال الخطيب كان ثقة بفهم مات في صفر سنة خمس وأربعين وأربع مائة رحمه الله تعالى
1012 - الزهراوي الحافظ الإمام محدث الأندلس أبو حفص عمر بن عبيد الله الذهلي القرطبي الزهراوي كتب بقرطبة وإشبيلية والزهراء عن عبد الوارث بن سفيان وأبي محمد بن أسد وأبي المطرف بن فطيس وأبي عبد الله بن أبي زمنين وعبد السلام بن السمح وسلمة بن سعيد وكتب إليه بالإجازة أبو الحسن القابسي وكان معنيا بالرواية حدث عنه محمد بن غياث وأبو عمر أحمد بن مهدي المقرئ وأبو علي الغساني وآخرون وكان ثقة متقنا متصاونا قاله بن مهدي ويقال أنه اختلط في آخر عمره قال أبو مروان الطبني حدثني أبو حفص الزهراوي قال شددت في البيت ثمانية أحمال كتب لأنقلها فلم يتم حتى انتهبها البربر مات في صفر سنة أربع وخمسين وأربع مائة وعاش ثلاث وتسعين سنة وفيها مات القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي قاضي مصر وصاحب الشهاب والإمام القدوة أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار الرازي المقرئ الجوال والمقريء أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن أبي شمس النيسابوري وله أربعون حديثا ومسند الآفاق أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري ببغداد وكان آخر أصحاب القطيعي ونحوى مصر أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ الجوهري (3/1127)
1013 - بن عبد البر الإمام شيخ الإسلام حافظ المغرب أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي ولد سنة ثمان وستين وثلاث مائة في ربيع الآخر وطلب الحديث قبل مولد الخطيب بأعوام حدث عن خلف بن القاسم وعبد الوارث بن سفيان وعبد الله بن محمد بن عبدالمؤمن ومحمد بن عبد الملك بن صيفون وعبد الله بن محمد بن أسد الجهني ويحيى بن وجه الجنة وأحمد بن فتح الرسان وسعيد بن نصر والحسين بن يعقوب البجاني وأبي عمر أحمد بن الحسور وعدة وأجاز له من مصر المسند أبو الفتح بن سيبخت والحافظ عبد الغني ومن مكة أبو القاسم (3/1128)
عبيد الله بن السقطي وساد أهل الزمان في الحفظ والإتقان قال أبو الوليد الباجي لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر في الحديث وقال بن حزم التمهيد لصاحبنا أبي عمر لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلا فكيف أحسن منه وكتاب الإستذكار وهو اختصار التمهيد وله تواليف لا مثل لها في جمع معانيها منها الكافي على مذهب مالك خمسة عشر مجلدا ومنها كتاب الاستيعاب في الصحابة ليس لأحد مثله ومنها كتاب جامع بيان العلم وفضله قلت وله كتاب الإكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو وكتاب بهجة المجالس نوادر وشعر وله كتاب التفصي لحديث الموطأ وكتاب الإنباه عن قبائل الرواة وكتاب الإنتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء مالك وأبي حنيفة والشافعي والبيان في تلاوة القرآن والأجوبة الموعبة وكتاب الكنى وكتاب المغازي وكتاب القصد والأمم في أنساب العرب والعجم وكتاب الشواهد في إثبات خبر الواحد وكتاب الإنصاف في أسماء الله تعالى وكتاب الفرائض وغير ذلك قال بن سكرة سمعت أبا الوليد الباجي يقول أبو عمر أحفظ أهل المغرب أنبأنا أبو محمد الجزائري أنا عثمان بن حسن بن دحية قراءة أنا أبو عبد الله بن زرقون سماعا أنا موسى بن أبي تليد قراة عليه ح قال بن دحية وأنا خلف بن بشكوال وابن الجد قالا نا أبو محمد بن عتاب قالا ثنا أبو عمر بن عبد البر بكتاب التفصي وقال الغساني سمعت بن عبد البر يقول (3/1129)
لم يكن أحد ببلدنا مثل قاسم بن محمد وأحمد بن خالد الجباب قال الغساني ولم يكن بن عبد البر بدونهما ولا متخلفا عنهما وكان من النمر بن قاسط طلب وتقدم ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك الفقيه ولزم أبا الوليد بن الفرضي ودأب في طلب الحديث وافتن به وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني له بسطة كبيرة في علم النسب والأخبار جلا عن وطنه فكان في الغرب مدة ثم تحول إلى شرق الأندلس فسكن دانية وبلنسية وشباطبة وبها توفي وذكر غير واحد أن أبا عمر ولي قضاء اشبونة مدة قلت أعلى ما عنده كتاب الزعفراني سمعه من بن صيفون أنا بن الأعرابي عنه وسنن أبي داود سمعه من بن عبد المؤمن أنا بن داسه عن المؤلف وانتهى إليه مع أمامته علو الإسناد حدث عنه أبو العباس الدلائي وأبو محمد بن أبي قحافة وأبو الحسن بن مفوز وأبو علي الغساني وأبو عبد الله الحميدي وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن فتوح الأنصاري وأبو داود سليمان بن أبي القاسم المقرئ وآخرون وكان دينا صينا ثقة حجة صاحب سنة واتباع وكان أولا ظاهريا أثريا ثم صار مالكيا مع ميل كثير إلى فقه الشافعي قال الحميدي أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال قديم السماع يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي رحمة الله عليه قال أبو داود المقرئ مات أبو عمر ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربع مائة واستكمل خمسا وتسعين سنة وخمسة أعوام (3/1130)
قلت وفيها مات الخطيب ببغداد ومسند نيسابور أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري عن تسع وثمانين سنة والرئيس الكبير أبو علي حسان بن سعيد المخزومي المتيعي المروروذي ومسند مرو أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي الهروي ومسند بغداد أبو الغنائم محمد بن علي بن علي بن الدجاجي والمعمر أبو بكر بن أبي الهيثم عبد الصمد المروزي عن ست وتسعين سنة وهو آخر أصحاب أبي سعيد بن عبد الوهاب الرازي والمسند أبو علي محمد بن وشاح مولى أبي تمام الزينبي رافضي معتزلي عنده عوال كتب إلينا أبو المجد عبد الرحمن بن عمر العقيلي الحاكم أنا عمر بن علي بن قسام الحنفي بحلب أنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري أنا أبو الحسن بن موهب أنا يوسف بن عبد الله النمري الحافظ أنا خلف بن القاسم نا الحسن بن رشيق أنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس أنا محمد بن عبد الأعلى ثنا سلمة بن رجاء عن الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في حجرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الخير هذا حديث غريب والوليد صاحب مناكير قرأت على أبي الحسين الحافظ أخبركم على بن سلامة أنا أبو القاسم الرعيني أنا بن هذيل نا أبو داود أنا أبو عمر بن عبد البر أن سعيد بن نصر نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن وضاح نا يحيى بن يحيى نا مالك عن يحيى بن سعيد أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة عن أبيه عن جده قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره وألا ننازع الأمر أهله وأن نقول أو نقوم بالحق حيث ما كنا لا نخاف في الله لومة لائم (3/1131)
1014 - البيهقي الإمام الحافظ العلامة شيخ خراسان أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي البيهقي صاحب التصانيف ولد سنة أربع وثمانين وثلاث مائة في شعبان وسمع أبا الحسن محمد بن الحسين العلوي وأبا عبد الله الحاكم وأبا طاهر بن محمش وأبا بكر بن فورك وأبا علي الروذباري وعبد الله بن يوسف بن بانويه وأبا عبد الرحمن السلمي وخلقا بخراسان وهلال بن محمد الحفار وأبا الحسين بن بشران وابن يعقوب الإيادي وعدة ببغداد والحسن بن أحمد بن فراس وطائفة بمكة وجناح بن نذير وجماعة بالكوفة ولم يكن عنده سنن النسائي ولا جامع الترمذي ولا سنن بن ماجة بل كان عنده الحاكم فأكثر عنه وعنده عوال ومسانيد وبورك له في علمه لحسن قصده وقوة فهمه وحفظه وعمل كتبا لم يسبق إلى تحريرها منها الأسماء والصفات وهو مجلدان والسنن الكبير عشر مجلدات والسنن والآثار أربع مجلدات وشعب الإيمان مجلدان ودلائل النبوة ثلاث مجلدات والسنن الصغير (3/1132)
مجلدان والزهد مجلد والبعث مجلد والمعتقد مجلد والآداب مجلد ونصوص الشافعي ثلاث مجلدات والمدخل مجلد والدعوات مجلد والترغيب والترهيب مجلد وكتاب الخلافيات مجلدان والأربعون الكبرى والأربعون الصغرى وجزء في الرؤية ومناقب الشافعي مجلد ومناقب أحمد مجلد وكتاب الأسرى وكتب عديدة لا أذكرها قال عبد الغافر في تاريخه كان البيهقي على سيرة العلماء قانعا باليسير متجملا في زهده وورعه وعن إمام الحرمين أبي المعالي قال ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منه إلا أبا بكر البيهقي فإن له المنة على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه قال أبو الحسن عبد الغافر في ذيل تاريخ نيسابور أبو بكر البيهقي الفقيه الحافظ الأصولي الدين الورع واحد زمانه في الحفظ وفرد أقرانه في الإتقان والضبط من كبار أصحاب الحاكم ويزيد عليه بأنواع من العلوم كتب الحديث وحفظه من صباه وتفقه وبرع وأخذ في الأصول وارتحل إلى العراق والجبال والحجاز ثم صنف وتواليفه تقارب ألف جزء مما لم يسبقه إليه أحد جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل الحديث ووجه الجمع بين الأحاديث طلب منه الأئمة الانتقال من الناحية إلى نيسابور لسماع الكتب فأتى في سنة إحدى وأربعين وعقدوا له المجلس لسماع كتاب المعرفة وحضره الأئمة وكان على سيرة العلماء قانعا باليسير وقال شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن البيهقي نا أبي قال حين ابتدأت بتصنيف (3/1133)
هذا الكتاب بعني كتاب معرفة السنن والآثار وفرغت من تهذيب أجزاء منه سمعت الفقيه محمد بن أحمد وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم تلاوة وأصدقهم لهجة يقول رأيت الشافعي في النوم وبيده جزء من هذا الكتاب وهو يقول قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه أحمد سبعة أجزاء أو قال قرأتها ورآه يعيد ذلك قال وفي صباح ذلك اليوم رأى فقيه آخر من إخواني الشافعي قاعدا في الجامع عل سرير وهو يقول استفدت اليوم من كتاب الفقيه حديث كذا وكذا وأخبرنا والدي سمعت الفقيه أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ يقول سمعت الفقيه محمد بن عبد العزيز المروزي يقول رأيت في المنام كأن تابوتا علا في السماء يعلوه نور فقلت ما هذا قال هذه تصانيف أحمد البيهقي ثم قال شيخ القضاة وسمعت الحكايات الثلاث من الثلاثة المذكورين أخبرنا أحمد بن هبة الله بن أحمد أنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن أنا محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر البيهقي أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد أنا أبو بكر بن حجة نا أبو الوليد نا عمرو بن العلاء اليشكري عن صالح بن سرج عن عمران بن حطان عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط قلت حضر في أواخر عمره من بيهق إلى نيسابور وحدث بكتبه ثم حضره الأجل في عاشر جمادي الأولى من سنة ثمان وخمسين وأربع مائة فنقل في تابوت فدقن ببيهق هي ناحية من أعمال نيسابور على يومين منها وخسر وجرد هي أم تلك الناحية حدث عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري بالإجازة وأبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد وولده إسماعيل بن أحمد وأبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي وعبد الجبار بن عبد الوهاب الدهان وعبد الجبار بن محمد الخواري وأخوه عبد الحميد بن محمد وخلق كثير وفيها مات معه المسند أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن شمة الأصبهاني صاحب بن المقرئ وفقيه العراق القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء الحنبلي وقد قارب الثمانين والعارف فرج الزنجاني ويلقب بأخي وصاحب المحكم أبو الحسن علي بن إسماعيلي بن سيده المرسي الضرير فابن عبد البر والخطيب والبيهقي وابن ماكولا هم الطبقة العاشرة الأخيرة من كتاب الطبقات لابن المفضل بدأ الأربعين بالزهري وختم بابن ماكولا (3/1134)
1015 - الخطيب الحافظ الكبير الإمام محدث الشام والعراق أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي صاحب التصانيف ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة وكان والده خطيب قرية درزيجان من سواد (3/1135)
العراق ممن سمع وقرأ القرآن على الكتاني فحرص على ولده هذا وأسمعه في الصغر سنة ثلاث وأربع مائة ثم ألهم طلب هذا الشأن ورحل فيه إلى الأقاليم وبرع وصنف وجمع وسارت بتصانيفه الركبان وتقدم في عامة فنون الحديث سمع أبا الحسن بن الصلت الأهوازي وأبا عمر بن مهدي وأبا الحسين بن المتيم والحسين بن الحسن الجواليقي وابن رزقويه وابن أبي الفوارس وهلالا الحفار وإبراهيم بن مخلد الباخرجي والموجودين ببغداد وارتحل سنة اثنتي عشرة الى البصرة فسمع أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي راوية السنن وعلي بان القاسم الشاهد والحسن بن علي النيسابوري وسمع بنيسابور أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج والقاضي أبا بكر الحيري وطبقتهما وسمع بأصبهان أبا الحسن بن عبدكويه ومحمد بن عبد الله بن شهريار وأبا نعيم الحافظ وطبقتهم وسمع بالدينور أبا نصر الكسار وطائفة وبهمذان محمد بن عيسى وطائفة وبالكوفة والري والحرمين ودمشق والقدس وصور وغير ذلك وكان مجيئه الى دمشق سنة خمس وأربعين وأربع مائة ثم حج ثم قدم الشام سنة إحدى وخمسين فسكنها إحدى عشرة سنة روى عنه البرقاني شيخه وأبو الفضل بن خيرون والفقيه نصر المقدسي وأبو عبد الله الحميدي وعبد العزيز الكتاني وأبو نصر بن ماكولا وعبد الله بن احمد السمرقندي والمبارك بن الطيوري ومحمد بن مرزوق الزعفراني (3/1136)
وأبو بكر بن الخاضبة وأبي النرسي وأبو القاسم النسيب وهبة الله بن الأكفاني وعلي بن احمد بن قيس الغساني ومحمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي وأبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وعبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل الإسفراييني وهبة الله بن عبد الله الشروطي وأبو السعادات احمد بن احمد المتوكلي وعبد الرحمن بن محمد الشيباني القزاز وأبو منصور بن خيرون المقرئ ويوسف بن أيوب الهمذاني نزيل مصر وخلق يطول عدهم وكان من كبار الشافعية تفقه بأبي الحسن بن المحاملي وبالقاضي أبي الطيب وقال أول ما سمعت في المحرم سنة ثلاث واستشرت البرقاني في الرحلة الى عبد الرحمن بن النحاس بمصر أو اخرج الى نيسابور فقال ان خرجت الى مصر إنما تخرج الى رجل واحد فان فاتك ضاعت رحلتك وان خرجت الى نيسابور ففيها جماعة فخرجت الى نيسابور وكنت كثيرا اذاكر البرقاني بالأحاديث فيكتبها عني ويضمنها جموعه وحدث عني وانا اسمع قال بن ماكولا كان أبو بكر الخطيب آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظا وإتقانا وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وتفننا في علله واسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه ثم قال ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله وسألت الصوري عن الخطيب وأبي نصر السجزي ففضل الخطيب تفضيلا بينا وقال مؤتمن الساجي ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني مثل الخطيب وقال أبو علي (3/1137)
البرداني لعل الخطيب لم ير مثل نفسه وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه قال أبو سعد السمعاني كان الخطيب مهيبا وقورا ثقة متحريا حجة حسن الخط كثير الضبط فصيحا ختم به الحفاظ قال وقرأ بمكة على كريمة الصحيح في خمسة أيام وخرج من بغداد بعد فتنة البساسيري لتشوش الحال الى الشام سمعت الخطيب مسعود بن محمد بمرو قال سمعت الفضل بن عمر النسوي يقول كنت بجامع صور عند الخطيب فدخل عليه علوي وفي كمه دنانير فقال هذا الذهب تصرفه في مهماتك فقطب وقال لا حاجة لي فيه فقال كأنك تستقله ونفض كمه على سجادة الخطيب وقال هي ثلاث مائة دينار فخجل الخطيب وقام وأخذ سجادته وراح فما أنسى عز خروجه وذل العلوي وهو يجمع الدنانير قال أبو زكريا التبريزي كنت اقرأ على الخطيب بحلقته بجامع دمشق كتب الأدب المسموعة له وكنت اسكن منارة الجامع فصعد الي وقال أحببت ان ازورك فتحدثنا ساعة ثم اخرج ورقة وقال الهدية مستحبة اشتر بهذه اقلاما وقام فإذا خمسة دنانير ثم صعد نوبة أخرى ووضع نحوا من ذلك وكان إذا قرأ الحديث يسمع صوته في آخر الجامع كان يقرأ معربا صحيحا قال السمعاني سمعت من ستة عشر من اصحابه سمعوا منه ببغداد سوى نصرالله المصيصي فسماعه منه بدمشق وسوى يحيى بن علي الخطيب (3/1138)
فسماعه منه بالأنبار أبو محمد بن الآبنوسي سمعت الخطيب يقول كل من ذكرت فيه أقاويل الناس من جرح وتعديل فالتعويل على ما اخرت قال بن شافع خرج الخطيب فقصد صور وبها عز الدولة أحد الاجواد وتقرب منه فانتفع به وأعطاه مالا كثيرا انتهى اليه الحفظ والإتقان والقيام بعلوم الحديث قال بن عساكر سمعت الحسين بن محمد يحدث عن أبي الفضل بن خيرون أو غيره ان الخطيب ذكر انه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات وسأل الله ثلاث حاجات اخذا بالحديث ماء زمزم لما شرب له فالحاجة الأولى ان يحدث بتاريخ بغداد بها الثانية ان يملي الحديث بجامع المنصور الثالثة ان يدفن عند بشر الحافي فقضى الله له ذلك قال غيث الارمنازي نا أبو الفرج الإسفراييني قال كان الخطيب معنا في الحج فكان يختم كل يوم قريب الغياب قراءة ترتيل ثم يجتمع عليه الناس وهو راكب فيقولون حدثنا فيحدث وقال عبد المحسن الشيحي عادلت الخطيب من دمشق الى بغداد فكان له في كل يوم وليلة ختمة قال السمعاني له ستة وخمسون مصنفا التاريخ الجامع الكفاية السابق واللاحق شرف أصحاب الحديث مجيليد المتفق والمفترق مجلد كبير تلخيص المتشابه مجلد كبير تالي التلخيص في أجزاء الفصل والوصل مجلد المكمل في المهمل مجلد الموضح مجلد التطفيل مجيليد الأسماء المهمة مجلد الفقيه والمتفقه مجلد الرواة عن مالك مجلد تمييز متصل (3/1139)
الأسانيد مجلد البخلاء مجليد الفنون مجيليد كتاب البسملة وانها من الفاتحة جزء الجهر بها جزءان غنية المقتبس في تمييز الملتبس مجلد من وافقت كنيته اسم أبيه ثلاثة أجزاء من حدث ونسي جزء الحيل ثلاثة أجزا الاسما المبهمة جزء رواية الأبناء عن آبائهم جزء المؤتنف لتكملة المؤتلف والمختلف الرحلة جزء اقتضاء العلم جزء الاحتجاج بالشافعي جزء مبهم المراسيل مجلد مقلوب الأسماء مجلد العمل بشاهد ويمين جزء أسماء المدلسين أربعة تقييد العلم ثلاثة أجزاء القول في النجوم جزء ما روى الصحابة عن التابعين جزء صلاة التسبيح جزء صوم يوم الشك جزء إجازة المجهول جزء قلت ومعجم الرواة عن شعبة مجلد المؤتلف والمختلف مجلد كبير مسند محمد بن سوقة أربعة أجزاء المسلسلات ثلاثة أجزاء الرباعيات ثلاثة أجزاء طرق قبض العلم ثلاثة أجزاء غسل الجمعة ثلاثة أجزاء وغير ذلك أنشدني أبو الحسين اليونيني أنشدنا أبو الفضل الهمداني أنشدنا السلفي لنفسه وقد رواها السمعاني في الذيل عنيحيى بن سعدون عن السلفي قال تصانيف بن ثابت الخطيب ألذ من الصبي الغض الرطيب يراها إذ رواها من حواها رياضا للفتى اليقظ اللبيب ويأخذ حسن ما قد ضاع منها بقلب الحافظ الفطن الأريب فأية راحة ونعيم عيش توازي كتبها بل أي طيب (3/1140)
قال أبو الحسن الهمذاني مات هذا العلم بوفاة الخطيب وقد كان رئيس الرؤساء تقدم الى الوعاظ والخطباء الا يرووا حديثا حتى يعرضوه على أبي بكر واظهر بعض اليهود كتابا بإسقاط النبي صلى الله عليه و سلم الجزية عن الخيابرة وفيه شهادة الصحابة فعرضه الوزير على أبي بكر فقال هذا مزور قيل من أين قلت هذا قال فيه شهادة معاوية وهو اسلم عام الفتح بعد خيبر وفيه شهادة سعد بن معاذ ومات قبل خيبر بسنين قال شجاع الذهلي والخطيب امام مصنف حافظ لم يدرك مثله قال سعيد المؤدب قلت للخطيب عند لقائي له أنت الحافظ أبو بكر فقال انا احمد بن علي الخطيب انتهى الحفظ الى الدارقطني قال بن الآبنوسي كان الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه وقيل كان الخطيب يقول من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس قال بن طاهر في المنثور أخبرنا مكي الرميلي قال كان سبب خروج الخطيب من دمشق انه كان يختلف اليه صبي مليح فتكلم فيه الناس وكان أمير البلد رافضيا متعصبا فجعل ذلك سببا للفتك بالخطيب فأمر صاحب شرطته ان يأخذه الخطيب بالليل ويقتله وكان سنيا فقصده تلك الليلة في جماعته فأخذه وقال له بما أمر به ثم قال لا أجد لك حيلة الا انك تفر منا وتهجم دار الشريف بن أبي الحسن العلوي وانا اطلبك وارجع الى الأمير فأخبره ففعل ذلك فأرسل الأمير الى الشريف ان يبعث به فقال له أيها الأمير أنت تعرف إعتقادي فيه وفي أمثاله وليس في قتله مصلحة (3/1141)
وهو مشهور بالعراق ان قتله قتل به جماعة من الشيعة وخربت المشاهد قال فماذا ترى قال أرى ان تخرجه من بلدك فأمر بإخراجه فذهب الى صور واقام بها مدة وقال بن السمعاني خرج من دمشق في صفر سنة سبع وخمسين فقصد صور وكان يزور منها القدس ويعود الى ان سافر الى العراق سنة اثنتين وستين وذهب الى طرابلس ثم الى حلب وبقي بها أياما وقال المؤتمن الساجي تحاملت الحنابلة على الخطيب حتى مال الى ما مال اليه وقال بن عساكر سعى بالخطيب حسين الدمنشي الى أمير الجيوش وقال هو ناصبي يروي فضائل الصحابة والعباس في جامع دمشق وقيل ان الخطيب قدم بغداد وظهر بجزء فيه سماع القائم بأمر الله فأتى دار الخلافة يستأذن في قراءة الجزء فقال الخليفة هذا رجل كبير وليس غرضه السماع فانظروا هل له حاجة فسألوه ما حاجته قال أن يؤذن لي في ان أملي يجامع المنصور وذكر القصة قال بن طاهر سألت هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي هل كان الخطيب كتصانيفه في الحفظ قال لا كنا إذا سألنا عن شيء اجابنا بعد أيام وان الححنا عليه غضب كانت له بادرة وحشة أخبرنا أبو علي بن الخلال انا جعفر انا أبو طاهر الحافظ نا محمد بن مرزوق الزعفراني نا الحافظ أبو بكر الخطيب قال اما الكلام في الصفات فان ما روى منها في السنن الصحاح مذهب السلف ثباتها واجراؤها على ظواهرها ونفى الكيفية والتشبيه عنها وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله (3/1142)
وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك الى ضرب من التشبيه والتكييف والفصل إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين ودين الله بين الغالي فيه والمقصر عنه والأصل في هذا ان الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله وإذا كان معلوم ان اثبات رب العالمين إنما هو اثبات وجود لا اثبات كيفية فكذلك اثبات صفاته إنما هو اثبات وجود لا اثبات تحديد وتكييف فإذا قلنا لله يد وسمع وبصر فانما هي صفات اثبتها الله تعالى لنفسه ولا نقول ان معنى اليد القدرة ولا ان معنى السمع والبصر العلم ولا نقول انها جوارح ولا نشبهها بالأيدي والاسماع والابصار التي هي جوارح وادوات للفعل ونقول إنما وجب إثباتها لان التوقيف ورد بها ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا أحد وقال بن النجار في ترجمة الخطيب نشأ ببغداد وقرأ القرآن بالروايات وتفقه وعلق شيئا من الخلاف وآخر من حدث عنه بالسماع محمد بن عمر الأرموي القاضي قلت وآخر من حدث عنه بالإجازة مسعود بن الحسن الثقفي الذي انفردت بإجازته عجيبة بنت الباقداري ثم طعن أبو موسى المديني في نقل إجازة الخطيب لمسعود فتورع الرجل عنها قال أبو منصور علي بن علي الأمير كتب الخطيب الى القائم اني إذا مت يكون مالي لبيت المال فليؤذن لي حتى افرقه على من شئت فأذن (3/1143)
له ففرقها على المحدثين قال بن ناصر حدثتني أمي ان أبي حدثها قال دخلت على الخطيب في مرضه فقلت له يوما يا سيدي ان بن خيرون لم يعطي من الذهب شيئا الذي امرته ان يفرقه على أصحاب الحديث فرفع الخطيب رأسه من المخدة وقال خذ هذه بارك الله لك فيها فكان فيها أربعون دينارا وقال مكي الرميلي مرض الخطيب في رمضان من سنة ثلاث وستين في نصفه الى ان اشتد به الحال في أول ذي الحجة ومات يوم سابعه وأوصى الى أبي الفضل بن خيرون ووقف كتبه على يده وفرق ماله في وجوه البر وشيعه القضاة والخلق وأمهم أبو الحسين بن المهتدي بالله ودفن بجنب بشر الحافي قال بن خيرون دفن بباب حرب وتصدق بماله وهو مائتا دينار وأوصى بان يتصدق بثيابه وكان بين يدي جنازته جماعة ينادون هذا الذي كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا الذي كان ينفي الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا الذي كان يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وختم على قبره عدة ختمات وقال عبد العزيز الكتاني ورد كتاب جماعة ان الحافظ أبا بكر مات في سابع ذي الحجة وكان أبو إسحاق الشيرازي ممن حمل جنازته قال إسماعيل بن أبي سعد الصوفي كان أبو بكر بن زهراء الصوفي برباطنا قد أعد لنفسه قبرا الى جانب قبر بشر الحافي وكان يمضي اليه في كل اسبوع وينام فيه ويقرا فيه القرآن كله فلما مات الخطيب وكان أوصى ان يدفن (3/1144)
الى جنب بشر الحافي فجاء المحدثون الى بن زهراء وسألوه ان يدفنوا الخطيب في قبره وان يؤثره به فامتنع فجاءوا الى أبي فاحضره وقال انا لا أقول لك اعطهم القبر ولكن لو ان بشرا الحافي في الاحياء وأنت الى جانبه فجاء أبو بكر الخطيب ليقعد دونك أكان يحسن بك ان تقعد أعلى منه قال لا بل كنت اقوم واجلسه قال فهكذا ينبغي ان يكون الساعة فطاب قلبه واذن لهم قال علي بن الحسين بن جدا رأيت بعد موت الخطيب كان شخصا قائما بحذائي فأردت ان أسأله عن الخطيب فقال لي ابتداء انزل وسط الجنة حيث يتعارف الأبرار قال غيث الارمنازي قال مكي الرميلي كنت ببغداد نائما في ليلة ثاني عشر في ربيع الأول سنة ثلاث وستين فرأيت كأنا عند الخطيب لقراءة تاريخه على العادة والشيخ نصر بن إبراهيم المقدسي عن يمينه وعن يمني نصر رجل سألت عنه فقيل هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء ليسمع التاريخ فقلت في نفسي هذه جلالة لأبي بكر قال غيث أنشدنا الخطيب لنفسه ... ان كنت تبغي الرشاد محضا ... لأمر دنياك والمعاد ... فخالف النفس في هواها ... ان الهوى جامع الفساد أخبرنا المسلم بن محمد ومؤمل بن محمد ويوسف الشيباني في كتابهم قالوا انا أبو اليمن الكندي انا أبو منصور الشيباني انا أبو بكر الحافظ انا احمد بن محمد بن احمد الأهوازي انا محمد بن جعفر المطيري نا الحسن بن عرفة نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عبيد الله بن عمر عن أسامة بن زيد عن عراك بن مالك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس في الخيل والرقيق زكاة الا ان في الرقيق صدقة الفطر (3/1145)
1016 - بن حزم الامام العلامة الحافظ الفقيه المجتهد أبو محمد علي بن احمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الفارسي الأصل الأموي اليزيدي القرطبي الظاهري صاحب التصانيف كان جدهم خلف أول من دخل الى الأندلس ولد أبو محمد بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاث مائة وسمع من أبي عمر احمد بن الحسور ويحيى بن مسعود بن وجه الجنة ويوسف بن عبد الله القاضي وحمام بن احمد القاضي ومحمد بن سعيد بن نبات وعبد الله بن ربيع التميمي وعبد الله بن محمد بن عثمان وأبي عمر الطلمنكي وعبد الرحمن بن عبد الله بن خالد وعبد الله بن يوسف بن نامي وخلق سواهم روى عنه أبو عبد الله الحميدي فأكثر وابنه أبو رافع الفضل وطائفة وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن شريح بن محمد وأول سماعه في سنة أربع مائة وكان اليه المنتهى في الذكاء والحفظ وسعة الدائرة في العلوم وكان شافعيا ثم انتقل الى القول بالظاهر ونفي القول بالقياس وتمسك بالعموم والبراءة الأصلية وكان صاحب فنون فيه دين وتورع وتزهد وتحر للصدق وكان أبوه وزيرا جليلا محتشما كبير الشأن (3/1146)
وكان لأبي محمد كتب عظيمة لا سيما كتب الحديث والفقه وقد صنف كتابا كبيرا في فقه الحديث سماه الايصال الى فهم كتاب الخصال الجامعة لجمل شرائع الإسلام والحلال والحرام والسنة والإجماع اورد فيه أقوال الصحابة فمن بعدهم والحجة لكل قول وهو كبير جدا وله كتاب الاحكام في أصول الاحكام مجلدان وكتاب المحلى في الفقه على مذهبه واجتهاده مجلد وشرحه هو المحلى في ثمان مجلدات وكتاب الفصل في الملل والنحل ثلاث مجلدات وكتاب إظهار تبديل اليهود والنصارى للكتابين التوراة والإنجيل وكتاب التقريب لحد المنطق ولا مدخل اليه بألفاظ أهل العلم لا بألفاظ أهل الفلسفة ومثله بالامثلة الفقهية أخذ المنظق عن محمد بن الحسن المذحجي وامعن فيه فبقي فيه قسط من نحلة الحكماء قال أبو حامد الغزالي وجدت في أسماء الله تعالى كتابا الفه أبو محمد بن حزم يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه وقال صاعد بن احمد كان بن حزم اجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام واوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان ووفور حظه من البلاغة والشعر ومعرفته بالسنن والآثار والاخبار أخبرني والده الفضل انه اجتمع عنده بخط أبيه أبي محمد من تواليفه أربع مائة مجلد تحتوي على نحو من ثمانين ألف ورقة قال الحميدي كان أبو محمد حافظا للحديث وفقهه (3/1147)
مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة متفننا في علوم جمعة عاملا بعلمه ما رأينا مثله فيما اجتمع له من الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين وكان في الأدب والشعر نفس واسع وباع طويل ما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه وشعره كثير جمعته على حروف المعجم قال أبو القاسم صاعد كان أبوه أبو عمر احمد من وزراء المنصور محمد بن أبي عامر ثم وزر للمظفر بن المنصور ووزر أبو محمد للمستظهر بالله عبد الرحمن بن هشام ثم نبذ الوزارة وأقبل على العلم وبرع في المنطق ثم اعرض عنه واقبل على علوم الإسلام فنال ما لم ينله أحد وقال اليسع من حزم الغافقي اما محفوظ أبي محمد فبحر عجاج وماء ثجاج يخرج من بحره مرجان الحكم وينبت بثجاجه ألفاف النعم في رياض الهمم لقد حفظ علوم المسلمين وأربى على أهل كل دين وألف الملل والنحل كان أولا يلبس الحرير ولا يرضى من المكانة الا بالسرير مدح المعتمد فأجاد وقصد بلنسية وبها المظفر أحد الأطواد حدثني عنه عمر بن واجب قال بينما نحن عند أبي ببلنسية وهو يدرس المذهب إذا بأبي محمد بن حزم يسمعنا ويتعجب ثم سأل الحاضرين عن شيء من الفقه جوب عليه فاعترض فيه فقال له بعض الحضار هذا العلم ليس من منتحلاتك فقام وقعد ودخل منزله فعكف ووكف منه وابل فما كف وما كان بعد اشهر قريبة حتى قصدنا الى ذلك الموضع فناظر أحسن مناظرة قال فيها انا اتبع الحق وأجتهد ولا اتقيد بمذهب (3/1148)
قال القاضى أبو بكر بن العربي وقد حط في كتاب القواصم والعواصم على الظاهرية قي امة سخيفة تسورت على مرتبة ليست لها وتكلمت بكلام لم تفهمه تلقفوه من اخوانهم الخوارج حيث تقول لا حكم الا لله وكان أول بدعة لقيت في رحلتى القول بالباطن فلما عدت وجدت القول بالظاهر قد ملأ به المغرب سخيف كان من بادية إشبيلية يعرف بابن حزم نشأ وتعلق بمذهب الشافعي ثم انتسب الى داود ثم خلع الكل واستقل بنفسه وزعم انه امام الأمة يضع ويرفع ويحكم ويشرع ينسب الى دين الله ما ليس فيه ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيرا للقلوب عنهم وخرج عن طريق المشبهة في ذات الله تعالى وصفاته فجاء فيه بطوام واتفق كونه بين قوم لا بصر لهم الا بالمسائل فإذا طالبهم بالدليل كاعوا فيتضاحك مع اصحابه منهم وعضدته الرياسة بما كان عنده من أدب ونسبة كان يوردها على الملوك فكانوا يحملونه ويحمونه لما كان يلقى إليهم في شبه البدع والشرك وفي حين عودى من الرحلة الفيت حضرتى منهم طافحة ونار ضلالهم لائحة فقاسيتهم مع غير أقران وفي عدم انصار الى حسان يطؤن عقبى تارة تذهب لهم نفسي وأخرى تنكسر لهم ضرسى وانا ما بين اعراض عنهم وتشغيب بهم وقد جاءني رجل بجزء لابن حزم سماه نكت الإسلام فيه دواهى فجردت عليه نواهى وجاء آخر برسالة في الاعتقاد فنقضتها برسالة الغرة والأمر أفحش من ان ينقض يقولون لا قول الا ما قال الله ولا نتبع الا رسول الله فان الله لم يأمر بالإقتداء بأحد (3/1149)
ولا بالإهتداء بهدى بشر فيجب ان يتحققوا انهم ليس لهم دليل وإنما هي سخافة وتهويل قال كاتبه صدق القائل لا تنه عن خلق وتأتى مثله ثم قال فأوصيكم بوصيتين ألا تستدلوا عليهم وطالبوهم بالدليل فان المبتدع إذا استدللت عليه شغب وإذا طالبته بالدليل لم يجد اليه سبيلا فأما قولهم لا قول الا ما قال الله فحق ولكن ارنى ما قال الله وأما قولهم لا حكم الا لله فغير مسلم على الإطلاق بل من حكم الله ان يجعل الحكم لغيره مما قاله وأخبر به فصح ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا إذا حاصرت أهل حصن فلا تنزلهم على حكم الله فإنك لا تدرى ما حكم الله ولكن انزلهم على حكمك وصح قوله عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الحديث قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل المجلى لابن حزم والمعنى للشيخ الموفق قال أبو الخطاب بن دحية كان بن حزم قد برص من أكل اللبان وأصابه زمانة وعاش اثنتين وسبعين سنة الا اشهرا قال أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي أخبرني بن حزم ان سبب تعلمه الفقه انه شهد جنازة فدخل المسجد فجلس ولم يركع فقال له رجل قم فصل تحية المسجد وكان بن ست وعشرين سنة قال فقمت وركعت فلما رجعنا من الجنازة جئت المسجد فبادرت بالتحية فقال لي اجلس ليس ذا وقت صلاة يعنى بعد العصر فانصرفت حزينا وقلت للأستاذ (3/1150)
الذي رباني دلني على دار الفقيه أبي عبد الله بن دحون فقصدته وأعلمته بما جرى علي فدلنى على الموطأ فبدأت عليه قراءة ثم تتابعت قراءتي عليه وعلى غيره ثلاثة اعوام وبدأت بالمناظرة ثم قال بن العربي صحبت بن حزم سبعة اعوام وسمعت منه جميع مصنفاته سوى المجلد الأخير من كتاب الفصل وقرأنا عليه من كتاب الإيصال سبع مجلدات في سنة ست وخمسين وهو أربعة وعشرون مجلدا قال أبو مروان بن حيان كان بن حزم حامل فنون من حديث وفقه وجذل ونسب وما يتعلق بأذيال الأدب مع المشاركة في أنواع التعاليم القديمة من المنطق والفلسفة وله كتب كثيرة لم يخل فيها من غلط لجرأته في التسور على الفنون لا سيما المنطق فانهم زعموا انه زل هنالك وضل في سلوك المسالك وخالف أرسطو واضعه مخالفة من لم يفهم غرضه ولا ارتاض ومال أولا في النظر الى الشافعي وناضل عنه حتى وسم به فاستهدف بذلك لكثير من الفقهاء وعيب بالشذوذ ثم عدل الى الظاهر فنقحه وجادل عنه ولم يكن يلطف صدعه بما عنده بتعريض ولا بتدريج بل يصك به معارضه صك الجندل وينشقه انشاق الخردل فينفر عنه القلوب ويقع به الندوب حتى استهدف الى فقهاء وقته فتمالثوا عليه وأجمعوا على تضليله وشنعوا عليه وحذروا سلاطينهم من فتنه ونهوا عوامهم عن الدنو منه فطفق الملوك يقصونه ويسيرونه عن بلادهم الى ان انتهوا به منقطع أثره وهي بلدة من بادية ليلة وهو في ذلك غير مرتدع ولا راجع يبث علمه لمن ينتابه من بادية بلده من أصاغر الطلبة (3/1151)
الذين لا يخشون فيه الملامة يسمعهم ويفقههم ويدارسهم كمل من مصنفاته وقر بعير لم يجاوز أكثرها عتبة باديته لزهد الفقهاء فيها حتى لاحرق بعضها بإشبيلية ومزقت علانية وأكثر معايبه زعموا عند المصنف له جهلة بسياسة العلم الي هي اعوص ايعابه وتخلفه عن ذلك على قوة سبحه في غماره وعلى ذلك فلم يكن بالسليم من اضطراب رائه ومغيب شاهد علمه عند عند لقائه الى ان يحرك بالسؤال فيفجر منه بحر علم لا تكدره الدلاء قلت هذا القائل منصف فأين كلامه من كلام أبي بكر بن العربي وهضمه لمعارف بن حزم وقال بن حيان وكان مما يزيد في شنئانه تشيعه لأمراء بنى أمية ماضيهم وباقيهم واعتقاده بصحة امامتهم حتى نسب الى النصب الى ان قال ومن تواليفه كتاب الصادع في الرد على من قال بالتقليد وكتاب سرح أحاديث الموطأ وكتاب الجامع في صحيح الحديث باختصار الأسانيد وكتاب التلخيص والتخليص في المسائل النظرية وكتاب منتقى الإجماع وكتاب كشف الإلتباس لما بين الظاهرية وأصحاب القياس قلت وله السيرة النبوية في مجلد وتصانيفه كثيرة فمنها انه قال صنفت كتابا فيما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشافعي جمهور العلماء وما انفرد به كل واحد ولم يسبق الى ما قاله ذكر اسم هذا الكتاب هو في أثناء الفرائض من المحلى ولا ريب ان الأئمة الكبار تقع لهم مسائل ينفرد المجتهد بها ولا يعلم أحد سبقه الى القول بتلك المسئلة قد تمسك فيها بعموم (3/1152)
أو بقياس أو بحديث صحيح عنده والله اعلم وقد ذكر لابن حزم قول من يقول أجل المصنفات الموطأ فقال بل أولى الكتب بالتعظيم الصحيحان وصحيح سعيد بن السكن والمنتقى لابن الجارود والمنتقى لقاسم بن اصبغ ثم بعد هذه الكتب كتاب أبي داود وكتاب النسائي ومصنف قاسم بن اصبغ ومصنف الطحاوي ومسند البزار ومسند بن أبي شيبة ومسند احمد بن حنبل ومسند بن راهويه ومسند الطيالسي ومسند الحسن بن سفيان ومسند سنجر ومسند عبد الله بن محمد المسندي ومسند يعقوب بن شيبة ومسند علي بن المديني ومسند بن أبي غرزة وما جرى مجرى هذه الكتب التي أفردت لكلام رسول الله صلى الله عليه و سلم صرفا ثم بعدها التي فيها كلامه وكلام غيره مثل مصنف عبد الرزاق ومصنف أبي بكر بن أبي شيبة ومصنف بقى بن مخلد وكتاب محمد بن نصر المروزي وكتاب أبي بكر بن المنذر الأكبر والأصغر ثم مصنف حماد بن سلمة ومصنف سعيد بن منصور ومصنف وكيع ومصنف الفريابي وموطأ مالك بن أنس وموطأ بن أبي ذئب وموطأ بن وهب ومسائل احمد بن حنبل وفقه أبي عبيد وفقه أبي ثور قلت بن حزم رجل من العلماء الكبار فيه ادوات الاجتهاد كاملة تقع له المسائل المحررة والمسائل الواهية كما يقع لغيره وكل أحد يؤخذ (3/1153)
من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد امتحن هذا الرجل وشدد عليه وشرد عن وطنه وجرت له أمور وقام عليه الفقهاء لطول لسانه واستخفافه بالكبار ووقوعه في أئمة الاجتهاد بأفج عبارة وأفظ محاورة وأبشع رد وجرى بينه وبين أبي الوليد الباجى مناظرة ومنافرة قال أبو العباس بن العريف كان لسان بن حزم وسيف الحجاج شقيقين وقال أبو بكر محمد بن طرخان التركي قال لي الامام أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي توفى بن حزم بقريته وهي على خليج البحر الأعظم في جمادى الأولى سنة ست وخمسين وأربع مائة أرخه في سنة ست غير واحد وفيها مات مفتي الحنفية ببخارى العلامة شمس الأئمة أبو محمد عبد العزيز بن احمد الحلواني صاحب التصانيف في شعبان والعلامة المتكلم أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان العكبري النحوي ومسند بغداد أبو الحسين محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن حسنون النرسي عن تسعين سنة ومحدث نيسابور المفيد أبو سعيد محمد بن علي بن محمد النيسابوري الخشاب في عشر الثمانين كتب إلينا أبو محمد بن هارون من تونس سنة سبع مائة قال أنبأنا أبو القاسم احمد بن يزيد القاضى انا أبو الحسن شريح بن محمد الرعيني إجازة عن أبي محمد بن حزم قال انا يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود انا قاسم بن اصبغ نا إبراهيم بن عبد الله نا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصوم جنة (3/1154)
1017 - الدربندي الحافظ الإمام الجوال أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي البلخي سمع أبا عبد الله الغنجار وأبا الحسين بن بشران ببغداد وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي بدمشق وطبقتهم فأكثر حدث عنه أبو بكر الخطيب وأبو علي الحداد وأبو القاسم الشحامى وأبو عبد الله الفراوي وعبد المنعم بن القشيري وآخرون توفي بسمرقند في شهر رمضان سنة ست وخمسين أيضا قال بن النجار رحل من ما وراء النهر الى الإسكندرية وكان رديء لكنه مكثر صدوق وسمع ببلخ من علي بن محمد الخزاعي وبنيسابور أبا زكريا المزكى وبهراة أبا منصور الأزدي وبأستراباذ بندار بن محمد وبالبصرة أبا عمر الهاشمي وبهمذان محمد بن عيسى وبمصر بن نظيف قال عبد الغافر طوف أبو الوليد البلاد وحصل الأسانيد والغرائب أخبرنا احمد بن تاج الأمناء عن أبي روح الهروي انا زاهر بن طاهر لنا أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي انا أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباري انا محمد بن احمد بن المسور نا أبو عمرو المقدام بن داود نا علي بن معبد العبدي انا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو عن عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي عن حذيفة ان النبي صلى الله عليه و سلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله ان يبعث عليكم عذابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم أخرجه الترمذي وحسنه من طريق إسماعيل والدراوردي (3/1155)
1018 - النخشبي الحافظ الامام المفيد الرحال عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم صاحب جعفر بن محمد المستغفري سمع منه وفي الرحلة من أبي طالب بن غيلان ومحمد بن حسين الحراني وأبي بكر بن ريذة وأبي الفرج الطناجيري وخلائق بخراسان والعراق وأصبهان ودمشق ودخل أصبهان سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة حدث عنه أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي وسهل بن بشر الإسفرايينى قال أبو سعد السمعاني سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن عبد العزيز النخشبي فجعل يعظمه ويعظم امره جدا ويقول ذاك النخشبي ذاك النخشبي كان حافظا كبيرا وقال السلفي سألت المؤتمن الحافظ عن عبد العزيز النخشبي قال كان الحفاظ مثل الصوري والخطيب يحسنون الثناء عليه ويرضون فهمه حصل له بأرض مصر وما والاها الإسناد وقال الحافظ يحيى بن منده كان عبد العزيز أوحد زمانه في الحفظ والإتقان لم ير مثله في عصرنا دقيق الخط سريع الكتابة والقراءة حسن الخلق توفى بنخشب سنة سبع وخمسين وأربع مائة قال أبو القاسم بن عساكر توفى في سنة ست وخمسين بنخشب وقيل مات بسمرقند رحمه الله تعالى (3/1156)
1019 - عبد الرحيم بن احمد بن نصر بن إسحاق الحافظ الامام الجوال أبو زكريا التميمي البخاري سمع ببخارى وبخراسان والعراق والشام واليمن ومصر وإفريقية حدث عن الامام أبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمى وأبي يعلى حمزة المهلبي وأبي عمر بن مهدى وأبي محمد بن البيع وهلال الحفار وتمام الرازي وعبد الغني بن سعيد الأزدي وخلق كثير روى عنه عبد الوهاب بن عبد الله بن الحباب شيخه والفقيه نصر المقدسي ومشرف بن علي التمار وجميل بن الحسن المادرائى وأبو عبد الله محمد بن احمد الرازي في مشيخته وآخرون مولده سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة وأكبر شيخ لقيه إبراهيم بن محمد بن يزداذ بالري (3/1157)
حدثه عن عبد الرحمن بن أبي حاتم وذلك في مشيخة الرازي انبأنى بن علان وجماعة قالوا أنبأنا القاسم بن علي بن الحسن انا أبي انا علي بن المسلم انا عبد العزيز بن احمد انا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري قال حدثني عبد الرحيم بن احمد بن نصر البخاري انا احمد بن علي بن نصر الكاتب انا أبو نصر احمد بن سهل انا قيس بن انيف نا محمد بن صالح نا محمد بن سليمان المكى نا عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا فان بنى إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم هذا لا يصح وإسناده ظلمة قال السلفي كان أبو زكريا من الحفاظ الأثبات توفي سنة إحدى وستين وأربع مائة وفيها مات مسند مصر أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي ومقرىء مصر أبو الحسين نصر بن عبد العزيز الشيرازي ومحدث بخارى أبو حفص عمر بن منصور البزاز سمع من بن حاجب الكشانى والكبار قرأت على الحسن بن علي أخبركم جعفر بن منير انا عبد الله بن عبد الرحمن الديباجي انا أبو جعفر احمد بن يحيى بن الجارود نا الحافظ عبد الرحيم بن احمد املاء انا محمد بن إبراهيم ببيت المقدس نا أبو الحسن احمد بن سلام الطرسوسي نا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الطرسوسي نا يعلى ومحمد أبا عبيد قالا انا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة سمعت عليا يقول إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بشيء فانى والله لأن أخر من السماء فتخطفى الطير أحب الي من ان اكذب عليه وإذ حدثتكم فيما بيننا فان الحرب خدعة رواه مسلم أخبرنا عبد الله بن الحافظ انا محمد بن إسماعيل انا بن ياسين انا محمد بن احمد انا عبد الرحيم بن احمد الحافظ انا إبراهيم بن محمد بن يزداذ عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثل الواقع في حدود الله والمداهن فيها كمثل قوم ركبوا سفينة فاستهموا عليها فركب قوم علوها وقوم سفلها فكانوا إذا استقوا آذوهم وأصابوهم بالماء فقالوا قد آذيتمونا تمرون علينا فأعطوا رجلا فاسا ينقب عندهم نقبا قالوا ما هذا قالوا تأذيتم بنا فنقب عندنا نقبا نستقى منه فان تركوهم هلكوا وهلكوا وإن أخذوا على أيديهم نجوا نجوا هذا حديث صحيح غريب (3/1158)
1020 - العطار الحافظ الامام أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني المستملى العطار مستملي أبي نعيم الحافظ سمع بالبصرة أبا عمر الهاشمي وعلي بن القاسم النجاد وببغداد أبا القاسم الحرفى وطبقته وبأصبهان أبا سعيد النقاش وأبا بكر بن مردويه وطبقتهم قال أبو سعد السمعاني هو حافظ عظيم الشأن (3/1159)
عند أهل بلده أملى عدة مجالس وقال الدقاق في رسالته كان من الحفاظ يملى من حفظه قلت حدث عنه سعيد بن أبي الرجاء والحسين بن عبد الملك الخلال وفاطمة بنت محمد البغدادي والمعمر إسماعيل بن علي الحمامي وعدة توفي في صفر سنة ست وستين وأربع مائة وفيها توفي المسند أبو بكر يعقوب بن احمد الصيرفي النيسابوري صاحب أبي محمد المخلدى ومسند مرو أبو سهل محمد بن احمد بن عبيد الله الحفصى صاحب الكشميهني وعالم صقلية ومفتيها عبد الحق بن محمد بن هارون المالكي باسكندرية ومحدث دمشق ومفتيها الحافظ عبد العزيز بن احمد التميمي الكتاني الصوفي عن سبع وسبعين سنة قال بن ماكولا مكثر متقن والمحدث المفيد الجوال أبو مسلم عمر بن علي الليثي البخاري كهلا أخبرنا اذنا جماعة قالوا انا المؤيد بن عبد الرحيم انا سعيد بن أبي الرجاء انا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الحافظ سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة انا أبو عمر الهاشمي نا عيسى بن إبراهيم نا أبو يوسف القلوسى نا عمرو بن سفيان القطعي نا الحسن بن عجلان عن ليث عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله انى حملت امى على عنقى فرسخين في رمضاء شديدة لو القيت مضغة من لحم نضجت فهل اديت شكرها قال لعل ذلك ان يكون بطلقة واحدة سمعه المزي والبرزالى من بن محفوظ الرسعني بسماعه من عبد العزيز بن هلال سنة ثلاث عشرة وست مائة بسماعه من المؤيد سنة ست وست مائة انا عبد الواسع بن عبد الكافي كتابة عن احمد بن أبي نصر بن الصباغ وأبي الغنائم محمد بن شهريار قالا انا إسماعيل بن علي الحمامي انا محمد بن إبراهيم بن علي العطار نا علي بن القاسم نا أبو روق الهزاني نا زياد بن يحيى نا مالك بن سعد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما انا رحمة مهداة رواه وكيع عن الأعمش فوقفه وأخبرناه عاليا أبو المعالي الأبرقوهى انا المبارك بن أبي الجود انا احمد بن أبي غالب انا عبد العزيز بن علي انا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد نا زياد بن يحيى فذكره بزيادة يا أيها الناس (3/1160)
1021 - السكري هو الحافظ أبو سعد علي بن موسى النيسابوري المشهور بالسكرى الذي انتخب لأبي سعيد الكنجرودي تيك الأجزاء الخمسة سمع من جده عبد الله بن عمر السكري والقاضي أبي بكر الحيري ومحمد بن موسى الصيرفي وأبي حسان المزكى ومحمد بن إبراهيم وطبقتهم حدث عنه إسماعيل بن أبي صالح المؤذن ويوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد وهبة الرحمن بن القشيري وغيرهم وهو معدود في حفاظ خراسان حج وتوفى في ايابه سنة خمس وستين وأربع مائة أخبرنا احمد بن هبة الله أنبأنا إسماعيل بن عثمان انا هبة الرحمن بن عبد الواحد سمعت أبا سعد علي بن موسى السكري سمعت أبا الفضل عمر بن إبراهيم سمعت أبا احمد الغطريفى سمعت أبا خليفة سمعت عبد الرحمن بن بكر سمعت الربيع بن مسلم سمعت محمد بن زياد سمعت أبا هريرة سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام ان يجعل الله رأسه رأس حمار أخرجه مسلم عن عبد الرحمن (3/1161)
1022 - المؤذن أبو صالح احمد بن عبد الملك بن علي بن احمد النيسابورى الحافظ محدث وقته بخراسان سمع أبا نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرايينى وأبا الحسن العلوي وأبا يعلى المهلبي وأبا طاهر بن محمش والحاكم أبا عبد الله وعبد الله بن يوسف الأصبهاني وخلقا كثيرا من أصحاب الأصم ثم ارتحل فسمع حمزة بن يوسف السهمي بجرجان وأبا القاسم بن بشران ببغداد والمسدد الأملوكى بدمشق وأبا نعيم الحافظ بأصبهان والحسن بن الأشعث بمنبج وأبا ذر الهروي بمكة وصحب الأستاذ أبا علي الدقاق وأحمد بن نصر الطالقاني وعمل مسودة لتاريخ مرو روى عنه ولده إسماعيل بن أبي صالح وأبو القاسم الشحامى وأخوه وجيه وعبد الكريم بن الحسن البسطامي وأبو عبد الله الفراوي وعبد المنعم بن القشيري وأبو الأسعد (3/1162)
هبة الرحمن بن عبد الواحد وآخرون قال عبد الغافر بن إسماعيل في تاريخه أبو صالح المؤذن الأمين المتقن المحدث الصوفي نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته ما رأينا مثله في حفظ القرآن وجمع الأحاديث سمع الكثير وجمع الأبواب والشيوخ وأذن حسبة سنين عدة وكان يحثنى على معرفة الحديث ولم اتمكن من جمع هذا التاريخ الا من مسوداته ومجموعاته فهي المرجوع إليها الى ان قال ولو ذهبت اشرح منه ما رأيت منه لسودت اوراقا جمة ولم انته الى استيفاء ذلك سمعت منه جميع الحلية لأبي نعيم ومعجم الطبراني ومسند الطيالسي وقال زاهر الشحامي خرج أبو صالح ألف حديث عن ألف شيخ له وقال الخطيب كتب عنى أبو صالح وكتبت عنه وهو ثقة قال لي أول سماعي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة قلت هو أعلى إسنادا من الصوري المذكور في أول الطبقة وكان مولده في سنة ثمان وثمانين قال أبو سعد السمعاني هو صوفى حافظ متقن نسيج وحده في الجمع والإفادة اذن مدة احتسابا ووعظ في الليل وشيخ على المدرسة البيهقية وكانت تحت يده وقاف الكتب والأجزاء الحديثية فيتعهد حفظها ويأخذ صدقات التجار والأكابر ويوصلها الى المستحقين قال أبو بكر محمد بن يحيى المزكى ما يقدر أحد ان يكذب في الحديث هنا وأبو صالح حي وقال أبو المظفر منصور بن السمعاني إذا دخلتم (3/1163)
على أبي صالح فادخلوا بالحرمة فإنه نجم الزمان ونسيج وقته قال أبو سعد السمعاني رأى أبا صالح بعض الصالحين ليلة موته وكان النبي صلى الله عليه و سلم قد أخذ بيده وقال جزاك الله عنى خيرا فنعما قمت بحقى ونعما نشرت من سنتى قال عبد الغافر توفي في سابع رمضان سنة سبعين وأربع مائة قلت وفيها مات مسند العراق أبو الحسين احمد بن محمد بن احمد بن النقور البغدادي البزاز عن تسعين سنة والمعمر أبو بكر احمد بن محمد بن احمد بن حمدوه الرزاز المقرىء خاتمة من روى عن بن سمعون ومسند دمشق وخطيبها أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب القرشي والمسند أبو القاسم عبد الله بن الحافظ أبي محمد الخلال البغدادي عن خمس وثمانين سنة وشيخ الحنابلة الشريف أبو جعفر عبد الخالق بن أبي موسى الهاشمي البغدادي عن تسع وخمسين سنة ونحوى بغداد أبو الحسن محمد بن هبة الله بن الوراق الضرير ومحدث أصبهان أبو القاسم بن منده وسأذكره أخبرنا أبو الفضل احمد بن هبة الله بن احمد انا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد سنة أربع وعشرين وست مائة انا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ سنة تسع وخمسين انا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح احمد بن عبد الملك المؤذن انا والدي انا أبو الحسن محمد بن الحسين انا أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم المزكى نا محمد بن عبد الوهاب الفراء نا الحسين بن الوليد عن قيس عن بن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر قال قدم وفد جهينة على النبي صلى الله عليه و سلم فقام غلام يتكلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم أين الكبر غريب جدا (3/1164)
1023 - عبد الرحمن بن منده هو الحافظ العالم المحدث أبو القاسم عبد الرحمن بن الحافظ الكبير أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة وانفرد بإجازة زاهر بن احمد السرخسي وسمع الكثير من أبيه وإبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله وإبراهيم بن محمد الحلاب وأبي جعفر بن المرزبان الأبهرى وأبي ذراين الطبراني وخلق بأصبهان وأبا عمر بن مهدى وأبا محمد بن البيع وهلالا الحفار ببغداد وابن خزفة الواسطي بواسط وأبا الحسن بن جهضم الصوفي بمكة وأبا بكر الحيري وأبا سعيد الصيرفي بنيسابور لكنه لم يرو عن الحيري كما فعل شيخ الإسلام الهروي وصنف كثيرا وعنى بهذا الشأن وتعب وغيره أتقن منه وأحفظ قال أبو عبد الله الدقاق مولد الشيخ السديد عبد الرحمن في سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة في السنة التي مات فيها بن المقرىء وفضائله ومناقبه أكثر من ان تعد الى ان قال وأقول انا ومن انا لشر فضله كان صاحب خلق وفتوة وسخاء وبهاء والإجازة كانت عنده قوية وكان يقول ما رويت حديثا الا على سبيل الإجازة كي لا أوثق فأدخل (3/1165)
في كتاب أهل البدعة وله تصانيف كثيرة وردود جمة على المبتدعين والمتحرفين في الصفات وغيرها قال أبو سعد السمعاني لعبد الرحمن إجازة من زاهر بن احمد ومحمد بن عبد الله الجوزقى وعبد الرحمن بن أبي شريح وجماعة أخبرنا عنه أبو نصر الغازي وأبو سعد احمد بن محمد البغدادي وأبو عبد الله الحسين بن الخلال وأبو بكر الباغبان وأبو عبد الله الدقاق وجماعة كثيرة قال أبو علي الدقاق سمعت أبا القاسم هبة الله يقول قرأت ببغداد على أبي احمد الفرضي جزءا فأردت أخذ خطه بذلك فقال يا بنى لو قيل لك بأصبهان ليس هذا خط فلان بما كنت أنت تجيبه ومن كان يشهد لك قال فبعد ذلك لم اطلب من شيخ خطا قال أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب كان عمى سيفا على أهل البدع وهو أكبر من ان يثنى عليه مثلي كان والله آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر في الغدو والآصال ذاكرا ولنفسه في المصالح قاهرا اعقب الله من ذكره بالشر الندامة وكان عظيم الحلم كثير العلم ولد سنة ثلاث وثمانين قرأت عليه قول شعبة من كتبت عنه حديثا فأنا له عبد فقال من كتب عنى حديثا فأنا له عبد قال السمعاني سمعت الحسين بن عبد الملك يقول سمعت عبد الرحمن يقول قد تعجبت من حالى من الاقربين والأبعدين فانى وجدت بالآفاق التي قصدتها أكثر من لقيته بها موافقا كان أو مخالفا دعاني الى مساعدته على ما يقوله وتصديق قوله والشهادة له (3/1166)
في فعله على قبول ورضا فان كنت صدقته سماني موافقا وإن وقفت في حرف من قوله أو شيء من فعله سماني مخالفا وإن ذكرت في واحد منهما ان الكتاب والسنة بخلاف ذلك سماني خارجيا وإن رويت حديثا في التوحيد سماني مشبها وإن كان في الرؤية سماني سالميا وأنا متمسك بالكتاب والسنة متبرىء الى الله من الشبه والمثل والضد والند والجسم والأعضاء والآلات ومن كل ما ينسب الي ويدعى علي من ان أقول في الله تعالى شيئا من ذلك أو قلته أو أراه أو أتوهمه أو اتحراه أو انتحله وقال الدقاق في رسالته أول شيخ سمعت منه عبد الرحمن فرزقنى الله ببركته وحسن نيته فهم الحديث وكان جذعا في اعين المخالفين ولا يخاف في الله لومة لائم الى ان قال ووصفه أكثر من ان يحصى ذكر أبو أبو بكر احمد بن هبة الله اللوردجانى انه سمع أبا القاسم الزنجاني بمكة يقول حفظ الله لإسلام برجلين عبد الرحمن بن منده وعبد الله بن محمد الأنصاري الهروي قال السمعاني سمعت الحسن بن محمد بن الرضى العلوي يقول سمعت خالي أبا طالب بن طباطبا يقول كنت اشتم ابدا عبد الرحمن بن منده فرأيت عمر رضي الله عنه في المنام وفي يده يد رجل عليه جبة زرقاء وفي عينيه نكتة فسلمت عليه فلم يرد على وقال لم تشتم هذا إذا سمعت باسمه فقيل لي هذا أمير المؤمنين عمر وهذا عبد الرحمن بن منده فانتبهت فأتيت أصبهان وقصدت الشيخ عبد الرحمن فلما دخلت عليه صادفته على النعت الذي رأيت (3/1167)
في المنام وعليه جبة زرقاء فلما سلمت عليه قال وعليك السلام يا أبا طالب وقبلها ما رءانى ولا رأيته فقال قبل ان انطق شيء حرمه الله ورسوله يجوز لنا ان نحله فقلت اجعلنى في حل وناشدته الله وقبلت بين عينيه فقال جعلتك في حل في ما يرجع الى قال المؤيد بن الاخوة سمعت عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي سمعت صاعد بن سيار الهروي سمعت أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري يقول في عبد الرحمن بن منده كان مضرته في الإسلام أكثر من منفعته قال السمعاني سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول وسألته عن عبد الرحمن بن منده فتوقف ساعة فراجعته فقال سمع الكثير وخالف أباه في مسائل وأعرض عنه مشايخ الوقت وما تركنى أبي اسمع منه كان اخوه خيرا منه وقال يحيى بن منده ان عمه عبد الرحمن مات في سادس شوال سنة سبعين وأربع مائة وصلى عليه أبي وشيعه من لا يعلم عددهم الا الله وقد حدث في سنة سبع وأربع مائة أخذ عنه علي بن مقرن أخبرنا الحسن بن علي انا جعفر بن منير انا احمد بن محمد الحافظ انا يحيى بن عبد الوهاب العبدي انا الامام عمى انا احمد بن علي الأصبهاني انا أبو احمد الحافظ انا محمد بن محمد بن يوسف البخاري القاضى نا محمد بن إسماعيل البخاري نا الفريابي نا إسرائيل عن أبي الجويرية عن معن بن يزيد السلمي قال دفع أبي يزيد الى رجل دنانير يتصدق بها فدخلت (3/1168)
المسجد فأعطانيها فأتيت بها أبي فقال ما إياك أردت فخاصمته الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لك ما أخذت يا معن ولك ما نويت يا يزيد أخبرنا القاسم بن مظفر عن محمود بن منده انا مسعود بن الحسن سنة ست وخمسين انا عبد الرحمن بن محمد إجازة انا احمد بن محمد بن موسى الأهوازي ببغداد انا الحسين بن إسماعيل المحاملي انا سلم بن جنادة انا أبو معاوية وابن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما مؤمن سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة رواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه وعبدالعز الصقيل حديث عن يوسف بن المبارك الخفاف انا أبو سعيد احمد بن محمد البغدادي انا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منده وأبو المظفر الكوسج وابن شكرويه ومحمد بن احمد بن سلة قالوا انا أبو علي الحسن بن علي البغدادي انا احمد بن موسى نا احمد بن حرب نا مورق بن سخيت انا أبو هلال عن بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الندم توبة أخبرتنا زينب بنت يحيى انا علي بن حجاج انا علي بن الحسن الحافظ سنة سبع وخمسين وخمس مائة انا محمد بن غانم بن احمد الحداد انا عبد الرحمن بن محمد انا أبي أبو عبد الله انا خيثمة نا سليمان بن عبد الحميد البهراني نا حيوة بن شريح نا بقية أخبرني ضبارة بن عبد الله بن مالك سمع أباه يحدث عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ان أباه حدثه عن سفيان بن أسد الحضرمي انه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كبرت خيانة ان تحدث أخاك بما هو لك مصدق وأنت له كاذب (3/1169)
1024 - الكستانى الامام المحدث المتقن مفيد دمشق ومحدثها أبو محمد عبد العزيز بن احمد بن محمد بن علي التميمي الدمشقي الصوفي سمع الكثير وجمع فأوعى ونسخ ما لا يوصف كثرة سمع صدقة بن الدلم صاحب أبي سعيد بن الأعرابي وتمام بن محمد الرازي وأبا نصر بن هارون وعبد الرحمن بن أبي نصر وطبقتهم ببلده وسمع من أبي الحسن بن الحمامي ومحمد بن الروزبهان وعلي بن احمد بن داود الرزاز وطبقتهم ببغداد وأحمد بن الصباح وأخاه محمدا ببلده وسمع بالموصل ونصيبين ومنبج وأماكن وألف وجمع ويحتمل ان يوصف بالحفظ في وقته ولو كان موجودا في زماننا لعد من الحفاظ حدث عنه أبو بكر الخطيب والحميدي وعمر الرواسي وأبو القاسم النسيب وهبة الله بن الأكفانى وعبد الكريم بن حمزة وأبو القاسم بن السمرقندي وأحمد بن عقيل الفارسي ويحيى بن علي القرشي القاضى وآخرون مولده سنة تسع وثمانين وثلاث مائة وأول سماعه في سنة سبع وأربع مائة قال بن ماكولا كتب عنى وكتبت عنه وهو مكثر متقن وقال الخطيب في فوائد النسب ثقة امين ووصفه بن الأكفانى بالصدق والإستقامة وسلامة المذهب ودوام التلاوة وحدثني ان شيخه أبا القاسم عبيد الله الأزهري سمع منه ببغداد ودخلت عليه في مرض موته فقال انا اشهدكم انى قد أجزت لكل من هو مولود الآن في الإسلام قلت قد حدث عنه بهذه الإجازة طائفة منهم محفوظ بن صصرى التغلبي توفي في جمادى الآخرة سنة ست وستين وأربع مائة ألف الوفيات على السنين أخبرنا الحسن بن علي الأمين انبأتنا كريمة بنت عبد الوهاب بن علي القرشية انا أبى انا علي بن المسلم الفقيه لفظا سنة خمس وعشرين وخمس مائة انا عبد العزيز بن احمد الكتاني وأخبرنا المسلم بن احمد الكعكى قالا انا عبد الرحمن بن عثمان التميمي انا احمد بن سليمان القاضى املاء نا أبو زرعة نا احمد بن صالح نا بن وهب حدثني محمد بن أبي حميد عن إسماعيل بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سعادة بن آدم رضاه بما يقضى الله واستخارة الله ومن شقاوة بن آدم سخطه بما يقضى الله وتركه استخارة الله تابعه جماعة عن محمد بن سعد بن أبي وقاص (3/1170)
1025 - الوخشى الحافظ الامام الجوال أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن احمد (3/1171)
بن جعفر البلخي ووخش قرية من أعمال بلخ سمع من تمام الرازي وطبقته بدمشق ومن أبي عمر بن مهدى وطبقته ببغداد ومن أبي عمر الهاشمي وطبقته بالبصرة ومن أبي محمد بن النحاس ونحوه بمصر ومن أبي بكر الحيري ونحوه بخراسان ومن أبي القاسم علي بن احمد الخزاعي ببلخ ومن أبي نعيم الحافظ بأصبهان روى عنه عمر بن محمد بن علي السرخسي وعمر بن علي المحمودى وجماعة وحدث عنه الخطيب وهو من أقرانه قال الحافظ عبد العزيز النخشبي كان الوخشى يتهم بالقدر وسئل عنه إسماعيل بن محمد التيمى فقال حافظ كبير وقد روى عنه الحسن بن علي البلخي الحسيني سنن أبي داود قال أبو سعد السمعاني كان الوخشى حافظا فاضلا ثقة حسن القراءة رحل الى العراق والجبال والشام والثغور ومصر وذاكر الحفاظ قلت والأجزاء الوخشيات الخمسة من انتقائه لأبي نعيم الحافظ وقال عمر بن علي السرخسي كنت مراهقا وقت موت الوخشى فحضرته فلما وضع في القبر سمعنا صيحة فقيل خرجت الحشرات من المقبرة وكان في طرفها واد انحدرت اليه وابصرت العقارب والخنافس وهي منحدرة في الوادي والناس ما يتعرضون لها قال السمعاني توفي في خامس ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وأربع مائة ببلخ عن ست وثمانين سنة وسمعت عمر السرخسي يقول ورد نظام الملك علينا ببلخ فقيل له ان بقرية يقال لها وخش شيخا سمع (3/1172)
الكثير وله رحلة ومعرفة فاستدعاه واقعده في المدرسة وقرأ عليه السنن لأبي داود وغير ذلك فقال الوخشى يوما سمعت ورحلت وقاسيت المشاق والذل ورجعت الى وخش وما عرف أحد قدرى ولا فهم ما حصلته فقلت اموت ولا ينتشر ذكري ولا يترحم أحد على فسهل الله ووفق نظام الملك حتى بني هذه المدرسة واجلسنى فيها حتى أحدث لقد كنت بعسقلان اسمع من بن مصحح وغيره فضاقت على النفقة وبقيت أياما بلا أكل فأخذت لأكتب فعجزت فذهب الى دكان خباز وقعدت بقربه لأشم رائحة الخبز وأتقوى بها ثم فتح الله تعالى على قال يحيى بن منده الوخشى قدم أصبهان سنة سبع عشرة ورحل منها سنة إحدى وأربعين كثير السماع قليل الرواية أحد الحفاظ عارف بعلوم الحديث خبير بأطراف من اللغة والنحو أخبرتنا زينب بنت كندى ببعلبك أنبأنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي في سنة أربع عشرة وست مائة قال انا القاضي بهاء الدين عمر بن علي المحمودي سنة ست وأربعين وخمس مائة نا القاضي أبو علي الحسن بن علي الحافظ من حفظه في صفر سنة إحدى وسبعين وأربع مائة انا أبو القاسم تمام بن محمد الحافظ بدمشق انا القاضي أبو الحسن احمد بن أيوب بن حذلم نا أبو زرعة النصري نا عمر بن حفص بن غياث نا أبي نا الأعمش حدثني إبراهيم قال الأسود كنا جلوسا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها فقالت عائشة رضي الله عنها لما مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم مرضه الذي مات منه فحضرت الصلاة فأوذن بها صلى الله عليه و سلم فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس وذكر الحديث (3/1173)
1026 - الزنجاني الامام الثبت الحافظ القدوة أبو القاسم سعد بن علي بن محمد بن علي بن الحسين شيخ الحرم الشريف سمع أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء والحسين بن ميمون الصدفي بمصر وعلي بن سلامة بغزة ومحمد بن أبي عبيد بزنجان وعبد الرحمن بن يحيى بن ياسر الجوبرى وأبا القاسم بن الطبيز بدمشق وهذه الطبقة حدث عنه أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه وأبو المظفر منصور عبد الجبار السمعاني ومكي بن عبد السلام الرميلى وهبة الله بن فاخر ومحمد بن طاهر المقدسي وعبد المنعم بن أبي القاسم القشيري وآخرون قال أبو سعد السمعاني سمعت بعض مشايخا يقول كان جدك أبو المظفر عزم ان يجاور بمكة في صحبة سعد الامام فرأى ليلة والدته كأنها كاشفة رأسها تقول يا بنى بحقى عليك الا رجعت الى مرو فانى لا أطيق فراقك فانتبهت معموما وقلت اشاور سعد بن علي فأتيته ولم اقدر من الزحام ان اكلمه فلما قام تبعته فالتفت الي وقال يا أبا المظفر العجوز تنتظرك ودخل البيت فعرفت انه تكلم على ضميرى فرجعت تلك السنة (3/1174)
وعن ثابت بن احمد قال رأيت أبا القاسم الزنجاني في النوم فقال لي مرتين ان الله يبنى لأهل الحديث كل مجلس يجلسونه بيتا في الجنة قال أبو سعد طاف الزنجاني والآفاق ثم جاور وصار شيخ الحرم وكان حافظا متقنا ورعا كثير العبادة صاحب كرامات وآيات الى ان قال وإذا خرج الى الحرم يخلو المطاف ويقبلون يده أكثر مما يقبلون الحجر الأسود بن طاهر مما سمعه السلفي منه سمعت الحبال يقول كان عندنا سعد بن علي ولم يكن على وجه الأرض مثله في عصره سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول ذلك وقال محمد بن طاهر الحافظ ما رأيت مثل الزنجاني سمعت أبا إسحاق لحبال يقول لم يكن في الدنيا مثل سعد بن علي في الفضل قال الامام أبو الحسن الكرخي الفقيه سألت بن طاهر عن أفضل من رأى فقال سعد الزنجاني وعبد الله بن محمد الأنصاري قلت فأيهما أفضل فقال عبد الله كان متقنا وأما الزنجاني فكان اعرف بالحديث منه وذلك اني كنت اقرأ على عبد الله فأترك شيئا لأجربه ففي بعض يرد وفي بعض يسكت والزنجانى كنت إذا تركت اسم رجل يقول تركت بين فلان وفلان فلانا قال أبو سعد السمعاني صدق كان اعرف بحديثه لقلته وعبد الله كان مكثرا قال بن طاهر سمعت الفقيه هياج بن عبيد يقول يوم لا أرى فيه سعدا لا اعتد انى عملت خيرا وكان هياج يعتمر كل يوم ثلاث عمر قال بن طاهر لما عزم سعد على المجاورة عزم على نيف وعشرين (3/1175)
خصلة ان يفعلها من العبادات فبقي أربعين سنة ولم يخل منها بواحدة وكان يملى الحديث بمكة ولم يكن غيره يملى حين حكم المصريون على مكة وإنما كان يملى سرا في بيته قلت لأنهم كانوا من خبثاء الرافضة وأعداء الحديث قال بن طاهر دخلت على الشيخ سعد وانا ضيق الصدر من رجل شيرازي فقبلت يده فقال لي ابتداء يا أبا الفضل لا يضيق صدرك عندنا في بلاد العجم مثل يضرب يقال بخل اهوازى وحماقة شيرازي وكثرة كلام رازي ودخلت عليه في أول سنة سبعين لما عزمت على الخروج الى العراق أودعه ولم يكن عنده خبر من عزمى فقال ... أراحلون فنبكى أم مقيمونا ... فقلت ما أمر الشيخ لا نتعداه فقال على ما عزمت فقلت أريد ألحق مشايخ خراسان فقال تدخل خراسان وتبقى بها ويفوتك مصر فيبقى في قلبك فاخرج إليها ومنها الى العراق وخراسان ففعلت وكان في ذلك البركة وسمعته يقول وقد جرى ذكر الصحيح الذي خرجه أبو ذر الهروي فقال فيه عن أبي مسلم الكاتب وليس من شرط الصحيح سئل عنه إسماعيل الحافظ التيمى فقال امام كبير عارف بالسنة مات الزنجاني في أول سنة إحدى وسبعين وأربع مائة أو في آخر التي قبلها عاش تسعين عاما فإنه ولد في حدود سنة ثمانين وثلاث مائة أو قبلها ولو سمع في الحداثة لأدرك إسنادا عاليا وانما سماعاته في الكهولة ومات معه في السنة الوخشى المذكور وعالم بغداد الفقيه أبو علي (3/1176)
الحسين بن احمد بن البناء الحنبلي صاحب التواليف ومسند بغداد أبو منصور عبد الباقى بن محمد بن غالب الأزجى العطار وكيل الخليفة عن سبع وثمانين سنة ومسند بغداد أيضا أبو القاسم الأنماطي بن بنت السكري عن ثلاث وثمانين سنة وياعن المخلص ومسند هراة أبو عاصم الفضل بن يحيى الفضيلى الهروي وشيخ العربية أبو بكر عبد القاهر بن محمد الجرجاني وعالم همذان أبو الفضل محمد بن عثمان بن زيرك القومسانى ومسند مرو أبو الحسين محمد بن أبي عمران موسى بن عبد الله الصفار راوي الصحيح عن الكشميهني أخبرنا أبو بكر بن عمر النحوي انا الحسن بن احمد الزاهد ببيت المقدس انا أبو طاهر السلفي انا أبو القاسم مختار بن علي المقرىء بالأهواز سنة خمس مائة انا سعد بن علي الحافظ بمكة انا أبو القاسم عبد الحميد بن عبد القاهر الأرسوفى نا أبو احمد محمد بن محمد بن عبد الرحيم القيسرانى حدثني عمى احمد بن عبد الرحيم نا احمد بن إسماعيل البزاز نا عبيد الله بن هانئ نا أبي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أصبح معافى في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا هذا حديث غريب ما علمت في نقلته جرحا لكني لا اعرف هانئا واما المتن فمعروف وقد كان الحافظ سعد بن علي هذا من رؤوس أهل السنة وأئمة الأثر وممن يعادى الكلام وأهله ويذم الآراء والأهواء فنسأل الله ان يختم لنا بخير وأن يتوفانا على الإيمان والسنة فلقد قل من يتمسك بمحض السنة بل تراه يثنى على السنة وأهلها وقد تلطخ ببدع الكلام ويجسر على الخوض في أسماء الله وصفاته وبادر الى نفيها وبالغ بزعمه في التنزيه وانما كان التنزيه تعظيم الرب عز و جل ونعته بما وصف به نفسه تعالى وله قصيدة في السنة أولها ... تدبر كلام الله واعتمد الخبر ... ودع منك رأيا لا يلائمه الأثر ... ونهج الهدى فالزمه واقتد بالألى ... هم شهدوا التنزيل علك تنجبر ... وكن موقفا انا وكل مكلف ... أمرنا بقفو الحق والأخذ بالحذر ... فمن خالف الوحي المبين بعقله ... فذاك امرؤ قد خاب حقا وقد خسر ... وفي ترك أمر المصطفى فتنة فذر ... خلاف الذي قد قال واسأله واعتبر ... وما اجمعت فيه الصحابة حجة ... فتلك سبيل المؤمنين لمن سبر ... ففي الأخذ بالإجماع فاعلم سعادة ... كما في شذوذ القول نوع من الخطر (3/1177)
1027 - الباجى الحافظ العلامة ذو الفنون أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعيد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الذهبي صاحب التصانيف أصله من مدينة بطليوس فانتقل جده الى باجة المدينة التي بقرب إشبيلية فنسب إليها وليس هو من باجة القيروان التي ينسب إليها الحافظ أبو محمد الباجى المذكور ولد أبو الوليد سنة ثلاث وأربع مائة وحمل عن يونس بن عبد الله القاضى ومكي بن أبي طالب ومحمد بن إسماعيل وأبي بكر محمد (3/1178)
بن الحسن بن عبد الوارث وارتحل سنة ست وعشرين فحج وجاور ثلاثة اعوام ملازما لأبي ذر الحافظ وكان يسافر معه الى سراة بنى شبابة ويخدمه ثم رحل الى بغداد ودمشق ففاته أبو القاسم بن بشران وسمع أبا القاسم بن الطبيز وعلي بن موسى السمسار والسكن بن جميع الصيداوي وأبا طالب عمر بن إبراهيم الرهرى وأبا طالب بن غيلان وأبا القاسم عبيد الله الأزهري ومحمد بن علي الصوري وطبقتهم وتفقه بالقاضى أبي الطيب الطبري والقاضي أبي عبد الله الحسين الصيمرى وأبي الفضل بن عمروس المالكي وأقام بالموصل سنة علي أبي جعفر السمناني فأخذ عنه علم العقليات فبرع في الحديث وعلله ورجاله وفي الفقه وغوامضه وخلافه وفي الكلام ومضايقه ورجع الى الأندلس بعد ثلاثة عشر عاما بعلم جم حصله مع الفقر والتعفف روى عنه الحافظان أبو بكر الخطيب وأبو عمر بن عبد البر وهما أكبر منه وأبو عبد الله الحميدي وعلي بن عبد الله الصقلي وأحمد بن علي بن غزلون والحافظ أبو علي الصدفي وولده الامام أبو القاسم احمد بن أبي الوليد الزاهد وأبو بكر الطرطوشي وأبو علي بن سهل السبتى وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن أبي الخير القاضى وخلق سواهم وتفقه به الأصحاب قال القاضى عياض آجر أبو الوليد نفسه ببغداد لحراسة درب وكان لما رجع الى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل ويعقد الوثائق قال (3/1179)
لي اصحابه كان يخرج إلينا للاقراء وفي يده أثر المطرقة الى ان فشا علمه وهيئت الدنيا له وعظم جاهه واجزلت صلاته حتى مات عن مال وافر وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم ويقبل جوائزهم ولي القضاء بمواضع من الأندلس وصنف كتاب المنتقى في الفقه وكتاب المعاني في شرح الموطأ جاء في عشرين مجلدا عديم النظير قال وقد كان صنف كتابا كبيرا جامعا بلغ فيه الغاية سماه كتاب الاستيفاء وله كتاب الإيماء في الفقه خمس مجلدات وكتاب السراج في الخلاف لم يتم ومختصر المختصر في مسائل المداونة وله كتاب اختلاف الموطآت وكتاب في الجرح والتعديل وكتاب التسديد الى معرفة التوحيد وكتاب الإشارة في أصول الفقه وكتاب احكام الفصول في احكام الأصول وكتاب الحدود وكتاب شرح المنهاج وكتاب سنن الصالحين وسنن العابدين وكتاب سبيل المهتدين وكتاب فرق الفقهاء وكتاب التفسير لم يتم وكتاب سنن المنهاج وترتيب الحجاج وقال أبو نضر بن ماكولا اما الباجي ذو الوزارتين أبو الوليد ففقيه متكلم أديب شاعر سمع بالعراق ودرس الكلام وصنف الى ان قال وكان جليلا رفيع القدر والخطر قبره بالمرية وقال أبو علي بن سكرة ما رأيت مثل أبي الوليد الباجي وما رأيت أحدا على سمته وهيئته وتوقيره مجلسه ولما كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم فسرت معه الى شيخنا قاضي القضاة الشامي فقلت له إدام الله عزك هذا بن شيخ الأندلس فقال لعله بن الباجي قلت نعم فاقبل عليه (3/1180)
قال القاضي عياض كثرت القالة في أبي الوليد لمداخله للرؤساء ولي قضاء أماكن تصغر عن قدره كارربوله فكان يبعث إليها خلفائه وربما اتاها المرة ونحوها وكان في أول امره مقلا حتى احتاج في سفره الى القصد بشعره واستجار نفسه مدة مقامه ببغداد في ما سمعته مستفيضا لحراسة درب وقد جمع ابنه شعره وكان ابتدأ كتاب الاستيفاء في الفقه لم يصنع منه سوى كتاب الطهارة في مجلدات قال ولما قدم الأندلس وجد لكلام بن حزم طلاوة الا انه كان خارجا عن المذهب ولم يكن بالأندلس من يشتغل بعلمه فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكلامه واتبعه على رأيه جماعة من أهل الجهل وحل بجزيرة ميورقة فرأس بها واتبعه أهلها فلما قدم أبو الوليد كلموه في ذلك فرحل اليه وناظره وشهر باطله وله معه مجالس كثيرة ولما تكلم أبو الوليد في حديث الكتابة يوم الحديبية الذي في البخاري قال بظاهر لفظه فأنكر عليه الفقيه أبو بكر بن الصائغ وكفره بإجازة الكتب على رسول الله صلى الله عليه و سلم النبي الامي وأنه تكذيب بالقرآن فتكلم في ذلك من لم يفهم الكلام حتى اطلقوا عليه الفتنة وقبحوا عند العامة ما اتى به وتكلم به خطباؤهم في الجمع وقال شاعرهم ... برئت ممن شرى دنيا بآخرة ... وقال ان رسول الله قد كتبا وصنف أبو الوليد رسالة بين فيها ان ذلك غير قادح في المعجزة فرجع بها جماعة قلت ما كل من عرف ان يكتب اسمه فقط يخارج عن كونه (3/1181)
أميا لأنه لا يسمى كاتبا وجماعة من الملوك قد ادمنوا في كتابة العلامة وهم اميون والحكم للغلبة لا للصورة النادرة فقد قال عليه السلام انا امة أمية أي أكثرهم كذلك لندور الكتابة في الصحابة وقال تعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم قلت وهو القائل ... إذا كنت اعلم علما يقينا ... بأن جميع حياتي كساعة ... فلم لا اكون ضنينا بها ... وأجعلها في صلاح وطاعة واما الحافظ بن عساكر فذكر ان أبا الوليد قد كان اتى من باجة القيروان تاجرا يختلف الى الأندلسي قلت هذا أقوى مما ابتدأنا به وصار الباجيان نسبتهما الى مكان واحد قال بن سكرة مات بالمرية في تاسع عشر رجب سنة أربع وسبعين وأربع مائة رحمة الله عليه أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ انا أبو محمد عبد العزيز بن عبد الوهاب بن إسماعيل بن مكي الزهري الفقيه بقراءتي انا جدي أبو طاهر بن عوف انا أبو بكر محمد بن الوليد الفهري انا القاضي أبو الوليد سليمان بن خلف انا يونس بن عبد الله الصفار مناولة انا أبو عيسى يحيى بن عبد الله الليثي انا عم أبي عبيد الله بن يحيى بن يحيى انا أبي عن مالك عن نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ان الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله متفق عليه من حديث مالك وسمعت عاليا من احمد بن هبة الله عن المؤيد الطوسي انا هبة الله السندي انا سعيد بن محمد البحيري انا زاهر بن احمد الفقيه نا أبو إسحاق الهاشمي نا أبو مصعب الزهري نا مالك بهذا وسمعناه عاليا من عدة فقرأته بنابلس على عبد الحافظ بن بدران انا بن الزبيدي وموسى بن عبد القادر قالا انا أبو الوقت انا محمد بن أبي مسعود انا بن أبي شريح انا أبو القاسم البغوي نا العلاء بن موسى نا ليث بن سعد عن نافع عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال ان الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله ومات في سنة أربع وسبعين معه المقرئ الجليل أبو محمد احمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق أخو أبي الغنائم والمعمر أبو بكر احمد بن هبة الله بن محمد بن صدقة الرحبي الدباس عن مائة وأربع سنين وكان يذكر ان أصوله على بن سمعون والمخلص ذهبت في النهب ومسند العراق أبو القاسم علي بن احمد بن محمد بن البسري البندار وعالم المالكية أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن العجوز الكتامي السبتي ومحدث نيسابور العالم المفيد أبو بكر محمد بن أبي زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد المزكي النيسابوري وكان يروي عن خمسين من أصحاب الأصم (3/1182)
1028 - شيخ الإسلام الحافظ الامام الزاهد أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن احمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت الأنصاري الهروي من ذرية أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ولد سنة ست وتسعين وثلاث مائة وسمع جامع أبي عيسى من عبد الجبار بن محمد الجراجي وسمع من أبي منصور محمد (3/1183)
بن محمد الأزدي والحافظ أبى الفضل محمد بن احمد الجارودي وأبي منصور احمد بن أبى العلاء ويحيى بن عمار السجستاني ومحمد بن جبريل الماحى وأحمد بن علي بن منجويه الحافظ وأبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي وعلي بن محمد بن محمد الطرازى وأحمد بن محمد السليطى أصحاب الأصم ومن القاضى أبي بكر الحيري ولم يحدث عنه وأكثر عن أبي يعقوب القراب وطبقته وصنف الأربعين وكتاب الفاروق في الصفات وكتاب ذم الكلام وأهله وكتاب منازل السائرين وأشياء وكان سيفا مسلولا على المخالفين وجذعا في اعين المتكلمين وطودا في السنة لا يتزلزل وقد امتحن مرات قال بن طاهر وسمعته يقول بهراة عرضت على السيف خمس مرات لا يقال لي ارجع عن مذهبك لكن يقال لي اسكت عمن خالفك فأقول لا اسكت وسمعته يقول احفظ اثنى عشر ألف حديث اسردها سردا قال أبو النضر الفامي كان إسماعيل بكر الزمان وواسطة عقد المعاني وصورة الإقبال في فنون الفضائل وأنواع المحاسن منها نصرة الدين والسنة من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا وزير وقد قاسى بذلك قصد الحساد في كل وقت وسعوا في روحه مرارا وعمدوا الى اهلاكه اطوارا فوقاه الله شرهم وجعل قصدهم أقوى سبب لارتفاع شأنه قلت تخرج به خلق كثير وفسر القرآن مدة وفضائله كثيرة ورأيت أهل الإتحاد يعظمون كلامه في منازل السائرين ويدعون انه موافقهم ذائق لوجدهم ورامز لتصوفهم الفلسفى أنى يكون ذلك وهو (3/1184)
من دعاة السنة وعصبة آثار السلف ولا ريب ان في منازل السائرين أشياء من محط المحو والفناء وإنما مراده بذلك الفناء الغيبة عن شهود السوى ولم يرد عدم السوى في الخارج وفي الجملة هذا الكتاب لون آخر غير الأنموذج الذي اصفق عليه صوفية التابعين ودرج عليه نساك المحدثين والله يهدى من يشاء الى صراط مستقيم وله قصيدة في السنة سمعناها غالبها جيد وله مجلد في مناقب الإمام احمد بن حنبل سمعناه من بن القواس عن الكندي أجازه عن الكروجى عنه حدث عن المؤتمن الساجي وابن طاهر المقدسي وعبد الله بن احمد بن السمرقندي وعبدالصبور بن عبد السلام الهروي وعبد الملك الكروجى وحنبل بن علي البخاري وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفامي وعبد الجليل بن أبي سعد المعدل وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وآخرون وآخر من ورى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار قال السلفي وسألت المؤتمن عن أبي إسماعيل الأنصاري فقال كان آية في لسان التذكير والتصوف من سلاطين العلماء سمع ببغداد من أبي محمد الخلال وغيره يروى في مجالسه أحاديث بالأسانيد وينهى عن تعليقها عنه وكان بارعا في اللغة حافظا للحديث قرأت عليه كتاب ذم الكلام وقد روى فيه حديثا عن علي بن بشرى عن أبي عبد الله بن منده عن إبراهيم بن مرزوق فقلت له هذا هكذا قال نعم وإبراهيم وهو شيخ الأصم وطبقته وهو الى الآن في كتابه على الخطأ كذا (3/1185)
قلت وهكذا سقط عليه رجلان من حديثين مخرجين من جامع الترمذي نبهت عليهما في نسختى وهو على الخطأ في غير نسخة قال المؤتمن وكان يدخل على الأمراء والجبابرة فيما يبالي بهم ويرى الغريب من المحدثين فيبالغ في اكرامه قال لي مرة هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن يعنى طلب الحديث وسمعته يقول تركت الحيري لله قال وإنما تركته لأنه سمعت منه شيئا يخالف السنة قال الحسين بن علي الكتبى خرج شيخ الإسلام لجماعة الفوائد بخطه الى ان ذهب بصره فكان يأمر في ما يخرجه لمن يكتبه عنه ويصحح هو وقد تواضع بأن خرج لي فوائد ولم يبق أحد ممن خرج لي سواه قال بن طاهر سمعت يقول إذا ذكر التفسير فانما اذكره من مائة وسبعة تفاسير وسمعته ينشد على منبره ... أنا حنبلى ما حييت وإن امت ... فوصيتى للناس ان يتحنبلوا وسمعته يقول قصدت أبا الحسن الخرقانى الصوفي ثم عزمت على الرجوع فوقع في نفسي ان اقصد أبا حاتم بن خاموش الحافظ بالري وألتقيه وكان مقدم أهل السنة بالري وذلك ان السلطان محمودا لما دخل الري وقتل بها الباطنية منع الكل من الوعظ غير أبي حاتم وكان من دخل الري يعرض اعتقاده عليه فان رضيه اذن له في الكلام على الناس والا منعه فلما قربت من الري كان معي رجل في الطريق من أهلها فسألني عن مذهبى فقلت حنبلى فقال مذهب ما سمعت به وهذه بدعة وأخذ بثوبي (3/1186)
وقال لا افارقك الى الشيخ أبي حاتم فقلت حيرة فذهب بي الى داره وكان له ذلك اليوم مجلس عظيم فقال هذا سألته عن مذهبه فذكر مذهبا لم اسمع به قط قال وما ذاك قال قال انا حنبلى فقال دعه فكل من لم يكن حنبليا فليس بمسلم فقلت الرجل كما وصف لي ولزمته أياما وانصرفت قال بن طاهر حكى لي أصحابنا ان السلطان الب أرسلان قدم هراة معه وزيره نظام الملك فاجتمع اليه أئمة الفريقين الحنفية والشافعية للشكوى من الأنصاري ومطالبته بالمناظرة فاستدعاه الوزير فلما حضر قال ان هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك فان يكن الحق معك رجعوا الى مذهبك وإن يكن الحق معهم فاما ان ترجع أو تسكت عنهم فقا الأنصاري وقال اناظر على ما في كمى قال وما في كمك قال كتاب الله وأشار الى كمه اليمين وسنة رسول الله وأشار الى كمه اليسار وكان فيه الصحيحان فنظر الوزير إليهم مستفهما لهم فلم يكن فيهم من ناظره من هذه الطريق وسمعت احمد بن اميرجه خادم الأنصاري يقول حضرت مع الشيخ للسلام على الوزير نظام الملك وكان أصحابنا كلفوه الخروج اليه وذلك بعد المحنة ورجوعه من بلخ قلت كان قد غرب الى بلخ قال فلما دخل عليه اكرمه وبجله وكان هناك أئمة من الفريقين فاتفقوا عنى ان يسألوه بين يدي الوزير فقال العلوي الدبوسى يأذن الشيخ لإمام أن أسأل قال سل قال لم نلعن أبا الحسن الأشعري فأطرق الوزير فلما كان بعد ساعة قال له الوزير اجبه قال لا اعرف أبا الحسن وإنما العن من (3/1187)
لم يعتقد ان الله في السماء وأن القرآن في المصحف وأن النبي اليوم ليس بنبى ثم قام وانصرف فلم يمكن أحدا ان يتكلم من هيبته فقال الوزير للسائل هذا أردتم ان نسمع ما كان يذكره بهراة بآذاننا وما عسى ان افعل به ثم بعث اليه بصلة وخلع فلم يقبلها وسار من فوره الى هراة قال وسمعت أصحابنا بهراة يقولون لما قدم السلطان الب أرسلان هراة في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ودخلوا على أبي إسماعيل وسلموا عليه وقالوا ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه فأحببنا ان نبدأ بالسلام عليك وكانوا قد تواطئوا على ان حملوا معهم صنما من نحاس صغيرا وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ وخرجوا وقام الى خلوته ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصاري وأنه مجسم وأنه يترك في محرابه صنما يزعم ان الله على صورته وإن بعث الآن السلطان يجده فعظم ذلك على السلطان وبعث غلاما ومعه جماعة فدخلوا الدار وقصدوا المحراب فأخذوا الصنم ورجع الغلام بالصنم فبعث السلطان من أحضر الأنصاري فأتى فرأى الصنم والعلماء والسلطان قد اشتد غضبه فقال السلطان له ما هذا قال هذا صنم يعسل من الصفر شبه اللغبة قال لست عن ذا أسألك قال فعم يسألني السلطان قال إن هؤلاء يزعمون انك تعبد هذا وأنك تقول إن الله على صورته فقال الأنصاري بصوله صوت جهورى سبحانك هذا بهتان عظيم فوقع (3/1188)
في قلب السلطان انهم كذبوا عليه فأمر به فأخرج الى داره مكرما وقال لهم اصدقونى وهددهم فقالوا نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة فأردنا ان نقطع عشره عنا فأمر بهم ووكل بكل واحد منهم وصادرهم وأهانهم قال أبو الوقت عبد الأول دخلت نيسابور وحضرت على الأستاذ أبي المعالي الجويني فقال من أنت قلت خادم الشيخ أبي إسماعيل الأنصاري فقال رضي الله عنه قلت اسمع ترضى هذا الامام عن هذا الامام وإياك وسماع سب هذا الامام من الأنعام قال بن طاهر سمعت أبا إسماعيل يقول كتاب أبي عيسى الترمذي عندي افيد من كتاب البخاري ومسلم قلت ولم قال لأنهما لا يصل الا الفائدة مهما الى من يكون من أهل المعرفة التامة وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبينها فيصل الى فائدته كل فقيه وكل محدث قال بن السمعاني سألت إسماعيل الحافظ عن عبد الله بن محمد الأنصاري فقال امام حافظ وقال عبد الغافر بن إسماعيل كان على حظ تام من معرفة العربية والحديث والتواريخ والأنساب إماما كاملا في التفسير حسن السيرة في التصوف غير مشتغل بكسب مكتفيا بما يباسط به المريدين والاتباع من أهل مجلسه في العام مرة أو مرتين على رأس الملأ فيحصل على ألوف من الدنانير وأعداد من الثياب والحلى فيأخذها ويفرقها على اللحام والخباز (3/1189)
وينفق منها ولا يأخذ من السلاطين ولا من أركان الدولة شيئا وقلما يرى عنهم ولا يدخل عليهم ولا يبالي بهم فبقي عزيزا مقبولا قبولا أتم من الملك مطاع الأمر نحوا من ستين سنة من غير مزاحمة وكان إذا حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة وركب الدواب الثمينة ويقول إنما افعل هذا اعزازا للدين ورغما لأعدائه حتى ينظروا الى عزى وتجملى فيرغبوا في الإسلام ثم إذا انصرف الى بيته عاد على المرقعة والقعود مع الصوفية في الخانقاه يأكل معهم ولا يتميز بحال وعنه أخذ أهل هراة التبكير بالفجر وتسمية أولادهم في الأغلب بعبد المضاف الى أسماء الله تعالى قال أبو سعد السمعاني كان مظهرا للسنة داعيا إليها محرضا عليها وكان مكتفيا بما يباسط به المريدين ما كان يأخذ من الظلمة شيئا وما كان يتعدى إطلاق ما ورد في الظواهر من الكتاب والسنة معتقدا ما صح وغير مصرح بما يقتضيه تشبيه وقال من لم ير مجلسى وتذكيرى فطعن في فهو منى في حل وقال أبو النضر الفامي توفي أبو إسماعيل في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربع مائة وقد جاوز أربعا وثمانين سنة قلت فيها توفى راوي الجامع أبو بكر احمد بن عبد الصمد الغورجى الهروي ومسند خراسان أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمى المزكى ومسند أصبهان أبو بكر محمد بن احمد بن محمد بن الحسن بن ماجة الأبهرى قرأت على محمد بن قايماز الدقيقي والحسن بن علي القلانسي وعلى أبي محمد الحافظ أخبركم عبد الله بن عمر انا عبد الأول بن عيسى انا عبد الله بن محمد الأنصاري انا عبد الجبار بن الجراح انا محمد بن احمد بن محبوب نا أبو عيسى الترمذي نا قتيبة ثنا بن عيينة عن محمد بن المنكدر وسالم بن أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا الفين أحدكم متكئا على اريكته يأتيه الأمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لم أجد في كتاب الله هذا حديث حسن غريب تفرد به بن عيينة اخرج د ت ق ولكن رواه ق عن نصر بن علي فلم يجود إسناده عن سفيان فقال عن سالم أو زيد بن اسلم عن عبيد الله عن أبيه (3/1190)
1029 - الحبال الحافظ الامام المتفنن محدث مصر أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله النعمانى مولاهم التجيبي بن أبي الطيب الفراء الكتبى الوراق المصري قال بن سكرة حدثني انه ولد سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة وانه سمع من الحافظ عبد الغني سنة سبع وأربع مائة قلت وسمع من احمد بن عبد العزيز بن شرثال صاحب المحاملي وهو أكبر شيخ له وعبد الرحمن بن عمر النحاس ومحمد بن احمد بن شاكر القطان ومحمد بن (3/1191)
ذكوان التنيسي بن بنت عثمان بن محمد السمرقندي وأحمد بن الحسين بن جعفر النخالى العطار وأحمد بن محمد بن الحاج الأشبيلى ومنير بن احمد الخشاب والخطيب بن عبد الله ومحمد بن محمد النيسابوري صاحب الأصم وأبي عبد الله بن نظيف وخلق سواهم وجمع لنفسه عوالي سفيان بن عيينة وغير ذلك وهو من أولاد عبيدالقاضى بن النعمان العبيدى وكان يتعانى التجارة في الكتب ولهذا حصل عنده من الأصول والأجزاء ما لا يوصف كثرة روى عنه أبو عبد الله الحميدي وإبراهيم بن الحسن العلوي النقيب وعبد الكريم بن سوار التككى وعطاء بن هبة الله الإخميمى ووفاء بن دينار النابلسي ويوسف بن محمد الأردبيلي ومحمد بن محمد بن جماهر الطليطلى ومحمد بن إبراهيم البكري الطليطلى وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسي وأبو الفضل محمد بن بيان الأنباري وأبو بكر محمد بن عبد الباقى قاضى المرستان وخلق سواهم وروى عنه بالإجازة الخطيب وأبو علي الصدفي وابن الأكفانى وإسماعيل بن السمرقندي وآخرون وعمل له الشريف عز الدين ترجمة في جزء كبير وآخر من روى عنه بالإجازة محمد بن ناصر الحافظ وكان المصريون الباطنية قد منعوه من الرواية وأخافوه وتهددوه فلم ينتشر من حديثه كثير شيء قال أبو علي بن سكرة الصدفي منعت من الدخول عليه الا بشرط ان لا يسمعنى ولا يكتب إجازة فأول ما فاتحته الكلام خلط في كلامه وأجابنى على غير سؤالى حذرا من (3/1192)
ان اكون مدسوسا عليه حتى باسطته وأعلمته انى من أهل الأندلس أريد الحج فأجاز لي لفظا وامتنع من غير ذلك قال بن ماكولا كان الحبال ثقة ثبتا ورعا خيرا ذكر انه مولى لابن النعمان قاضى القضاة ثم حدث عنه بن ماكولا وذكر انه ثبته في غير شيء وروى عنه أبو بكر الخطيب بالإجازة ثم قال وحدثني عنه أبو عبد الله الحميدي وقد اتى الى أبي إسحاق طالب حديث قبل ان يمنع ليسمعوا منه جزءا فأخرج به عشرين نسخة وناول كل واحد نسخة يعارض بها قال محمد بن طاهر الحافظ سمعت أبا إسحاق الحبال يقول كان عندنا بمصر رجل يسمع معنا الحديث وكان متشددا وكان يكتب السماع على الأصول فلا يكتب اسم أحد حتى يستحلفه انه سمع الجزء ولم يذهب عليه منه شيء وسمعته يقول كنا يوما نقرأ على شيخ جزءا فقرأنا قوله عليه السلام لا يدخل الجنة قتات وكان في الجماعة رجل يبيع القت وهو علف الدواب فقام وبكى وقال اتوب الى الله فقيل له ليس هو ذاك لكنه النمام الذي ينقل الحديث من قوم الى قوم فسكن وطابت نفسه ثم قال بن طاهر كان شيخنا الحبال لا يخرج أصله من يده الا بحضوره يدفع الجزء الى الطالب فيكتب منه قدر جلوسه وكان له بأكثر كتبه نسخ عدة ولم ار أحدا أشد اخذا منه ولا أكثر كتبا منه وكان مذهبه في الإجازة ان يقدمها على الاخبار يقول أجاز لنا فلان ولا يقول أخبرنا فلان إجازة يقول ربما سقط إجازة فيبقى (3/1193)
اخبارا فإذا بدأ بها لم يقع شك وسمعته يقول خرج الحافظ أبو نصر السجزي على أكثر من مائة لم يبق منهم غيرى قال بن طاهر خرج له عشرين جزءا في وقت الطلب وكتبها في كاغذ عتيق فسألت الحبال فقال هذا من الكاغذ الذي كان يحمل الى الوزير من سمرقند وقع الى من كتبه قطعة فكنت إذا رأيت ورقة بيضاء قطعتها الى ان اجتمع لي هذا القدر قال بن طاهر لما قصدت الحبال وكانوا وصفوه لي بحليته وسيرته وانه يخدم نفسه فكنت في بعض الأسواق ولا اهتدى الى أين اذهب فرأيت شيخا على الصفة واقفا على دكان عطار وكمه ملأى من الحوائج فوقع في نفسي انه هو فلما ذهب سألت العطار من هذا الشيخ قال وما تعرفه هذا أبو إسحاق الحبال فتبعته وبلغته رسالة سعد بن علي الزنجاني فسألني عنه وأخرج من جبيه جزءا صغيرا فيه الحديثان المسلسلان أحدهما المسلسل بالأولية فقرأهما على وأخذت عليه الموعد كل يوم في جامع عمرو بن العاص الى ان خرجت قلت لقيه في سنة سبعين وسمع منه القاضى أبو بكر في سنة ست وسبعين وإنما منعوه من التحديث بعد ذلك توفى سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة عن إحدى وتسعين سنة وفيها مات رئيس نيسابور وقاضيها أبو نصر احمد بن محمد بن صاعد بن محمد الصاعدى يروى عن أبي بكر الحيري وطبقته ومفتى سرخس الامام أبو حامد احمد بن محمد بن محمد الشجاعى والخطيب أبو عبد الله الحسن بن احمد بن عبد الواحد بن أبي بكر بن أبي الحديد السلمي الدمشقي ومسند أصبهان القاضى أبو منصور محمد بن احمد بن شكرويه والخطيب (3/1194)
أبو الخير محمد بن احمد بن عبد الله بن ررا الأصبهاني ومؤلف كتاب بستان العارفين المحدث أبو الفضل محمد بن احمد بن أبي جعفر الطبسى أخبرنا أبو الفهم تمام بن احمد السلمي انا أبو محمد عبد الله بن محمد بن قدامة الفقيه سنة سبع عشرة وست مائة ح وأخبرنا سنقر الحلبي انا عبد اللطيف بن يوسف قالا انا محمد بن عبد الباقى الحاجب انا محمد بن أبي نصر الحافظ حدثني إبراهيم بن سعيد النعمانى ويده على كتفى انا أبو سعد احمد بن محمد الحافظ ويده على كتفى فذكر حديثا لا أحب ان ارويه لأنه موضوع متنه حدثني رسول الله صلى الله عليه و سلم ويده على كتفى حدثنا الصادق الناطق ويده على كتفى جبرائيل عليه السلام أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وعلي بن احمد كتابة قالا انا عمر بن محمد انا محمد بن عبد الباقى سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة قال قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد بمصر سنة خمس وسبعين انا احمد بن عبد العزيز بن احمد سنة سبع وأربع ومائة نا القاضى أبو عبد الله المحاملي نا العباس بن يزيد البحراني نا سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تدرون ما الشجرة الطيبة فأردت ان أقول هي النخلة فنظرت فإذا انا أصغر القوم فسكت فقال النبي صلى الله عليه و سلم هي النخلة أخبرنا احمد بن يحيى بن طى وإبراهيم بن حاتم ببعلبك قالا انا سليمان بن رحمة انا أبو القاسم البوصيري انا مرشد بن يحيى انا أبو إسحاق الحبال لفظا انا عبد الرحمن بن عمر انا إسماعيل بن يعقوب بن الجراب سنة 339 نا إسماعيل القاضى نا محمد بن المثنى نا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عبد الله بن الحارث ان أبا حليمة معاذا كان يصلى على النبي صلى الله عليه و سلم في القنوت (3/1195)
1030 - بن شغبة الحافظ المحدث الزاهد أبو القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن محمد بن النضر بن شغبة بالتحريك الأنصاري البصري حدث عن أبي عمر الهاشمي والحسن بن بشار النيسابوري ويوسف بن غسان وعلي بن هارون التميمي وغيرهم روى عنه أبو علي بن سكرة والمحدث أبو نصر الغازل وجابر الأنصاري وأبو نصر بن ماكولا وعبد الله بن السمرقندي وأبو غالب الماوردي وآخرون قال السمعاني شيخ حافظ متقن ثقة مكثر حضر بن ماكولا مجلس املائه وقال بن سكرة أدركته وقد ترك كل شيء وأقبل على العبادة صادفته يدعو ويبكى بعد الصبح فقرأت عليه شيئا من الحديث وزرق الشهادة في آخر عمره وكان عنده جملة من سنن أبي داود عن الهاشمي قلت قتل في سنة أربع وثمانين وأربع مائة وفيها مات أبو الحسين احمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبى علي الذكوانى الأصبهاني عن تسعين سنة والمسند أبو الحسن علي بن الحسن بن قريش ببغداد سمع بن الصلت الأهوازي وشيخ القرآء بمرو أبو نصر محمد بن احمد بن علي بن حامد الكركانجى صاحب الحمامي ومسند قزوين أبو منصور محمد بن الحسين بن الهيثم المقومى وقاضى القضاة بنيسابور أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين الناصحى الحنفي سمع الحيري ويقع لنا حديث بن شغبة نازلا قرأت على يوسف بن أبي الزهر الحافظ أخبركم إبراهيم بن نمر القرشي انا عبد الرحمن بن سالم انا عبد القادر الحافظ نا المبارك بن عبد الله بن محمد البرذعي انا محمد بن محمد بن اخى طلحة ثنا عبد الملك بن شغبة نا علي بن احمد البزاز نا محمد بن احمد بن محمويه نا محمد بن إبراهيم الصوري الفريابي عن بن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبي كبشة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بلغوا عنى ولو آية وحدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار أخرجه الترمذي عن محمد بن يحيى عن الفريابي فوقع لنا نازلا بدرجتين (3/1196)
1031 - سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان الحافظ الامام محدث أصبهان أبو مسعود الأصبهاني الملنجى ولد سنة سبع وتسعين وثلاث مائة وسمع أبا عبد الرحمن الجرجاني وأبا سعد احمد بن محمد الماليني وأبا بكر بن مردويه وعبد الله بن احمد بن جولة الأبهرى وأبا نعيم الحافظ وخلائق بأصبهان انفرد عن بعضهم وأبا بكر بن هارون المنقى وأبا القاسم الحرفى وأبا علي بن شاذان والبرقانى وطبقتهم (3/1197)
ببغداد سمع منه شيخه أبو نعيم وحدث عنه إسماعيل بن محمد التيمى وأبو سعد البغدادي وأبو نصر الغازي وهبة الله بن طاوس المقرىء وشرف بن عبد المطلب الحسيني وأبو جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني ومحمد بن عبد الواحد المغازلى ورجاء بن حامد المعدانى ومسعود الثقفى وآخرون وبقى اصحابه الى قريب السبعين وخمس مائة وقد حدث عنه من القدماء أبو بكر الخطيب في تاريخه ومات قبله ببضع وعشرين سنة وقال السمعاني كانت له معرفة بالحديث جمع الأبواب وصنف التصانيف واستخرج على الصحيحين وسألت عنه أبا سعد البغدادي فقال لا بأس به ووصفه بالرحلة والجمع والكثرة وقال كنا يوما في مجلسه وهو يملى فقام سائل وطلب فقال من شؤم السائل ان يسأل أصحاب المحابر وقال السمعاني سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عنه فقال حافظ وأبوه حافظ وقال أبو عبد الله الدقاق في رسالته سليمان بن إبراهيم الحافظ له الرحلة والكثرة وأبوه إبراهيم يعرف بالفهم والحفظ وهما من أصحاب أبي نعيم تكلم في إتقان سليمان والحفظ هو الإتقان لا الكثرة قال السمعاني وسألت أبا سعد البغدادي مرة أخرى عن سليمان فقال شنع علي أصحاب الحديث في جزء ما كان له به سماع وسكت انا عنه وقال الحافظ أبو زكريا بن منده في سماعه كلام سمعت من الثقات ان له أخا يسمى إسماعيل كان أكبر منه فحك اسمه وأثبت اسم نفسه مكانه وهو شيخ شره لا يتورع لحان وقاح قلت الظاهر ان سليمان صدوق وينبغى ان يتأنى في كلام أصحاب بن منده في أصحاب أبي نعيم فبينهم احن (3/1198)
أجاز لنا المسلم بن محمد والمؤمل بن محمد وغيرهما قالوا انا الكندي انا الشيباني انا أبو بكر الحافظ انا سليمان بن إبراهيم نا محمد بن إبراهيم نا محمد بن الحسين القطان نا إبراهيم بن الحارث البغدادي نا يحيى بن أبي بكير نا زهير نا أبو إسحاق عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم عند موته دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا امة ولا شيئا الا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة وأخبرناه محمد بن حسن الأرموي أخبرتنا كريمة عن محمد بن الحسن الصيدلاني انا سليمان الحافظ مثله أخرجه البخاري عن إبراهيم بن الحارث توفى سليمان في شهر ذي القعدة سنة ست وثمانين وأربع مائة عن تسعين سنة وفيها مات أبو الفضل حمد بن احمد بن الحسن الأصبهاني الحداد أخو أبي على المقرىء وقيل في سنة ثمان ومسند بغداد أبو الفضل عبد الله بن علي بن زكرى الدقاق الكاتب عن ست وثمانين سنة وشيخ الشام الزاهد الفقيه أبو الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي الشيرازي الحنبلي الواعظ والملقب بشيخ الإسلام أبو الحسن علي بن احمد بن يوسف القرشي الأموي الهكارى والمسند أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف آخر أصحاب بن أبي الفوارس وخطيب الأنبار أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأخضر الأنباري خاتمة من روى عن أبي احمد الفرضي ومسند نيسابور أبو المظفر موسى بن عمران الأنصاري خاتمة أصحاب أبي الحسن العلوي وأبو الليث نصر بن الحسن الشكتى بسمرقند وقد حدث بالأندلس بصحيح مسلم (3/1199)
1032 - الحسكانى القاضى المحدث أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن احمد بن محمد بن احمد بن محمد بن حسكان القرشي العامري النيسابوري الحنفي الحاكم ويعرف بابن الحذاء الحافظ شيخ متقن ذو عناية تامة بعلم الحديث وهو من ذرية الأمير عبد الله بن عامر بن كريز الذي افتتح خراسان زمن عثمان وكان معمرا عالي الإسناد صنف في الأبواب وجمع وحدث عن جده احمد وعن أبي الحسن العلوي وأبي عبد الله الحاكم وأبي طاهر بن محمش وعبد الله بن يوسف الأصبهاني وأبى الحسن بن عبدان وابن فجويه الدينوري وأبى الحسن على بن السقاء وأبي عبد الله بن باكويه وخلق وينزل الى أبي سعيد الكنجرودي ونحوه اختص بصحبة أبي بكر بن الحارث الأصبهاني النحوي وأخذ عنه وأخذ أيضا عن الحافظ احمد بن علي بن منجويه وتفقه على القاضى أبي العلاء صاعد بن محمد وما زال يسمع ويجمع ويفيد وقد أكثر عنه المحدث عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي وذكره في تاريخه لكن لم أجده ذكر له وفاة وقد توفى بعد السبعين وأربع مائة ووجدت له مجلسا يدل على تشيعه وخبرته بالحديث وهو تصحيح خبر رد الشمس لعلي رضي الله عنه وترغيم النواصب الشمس فأما أبو سعد عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن احمد بن حسكويه فشيخ لعبدالخالق الشحامى تأخر الى سنة ثمان وثمانين وأربع مائة ووالده أبو بكر صاحب الخفاف فشيخ لوالد عبد الخالق بن زاهر المذكور أخبرنا إسحاق بن يحيى الآمدي انا الحسن بن عباس بن أبي طاهر التميمي سنة خمس وخمسين وست مائة انا أبو سعد عبد الواحد بن علي بن محمد بن حمويه بالسميساطية انا وجيه بن طاهر سنة ثمان وخمسمائة انا الحاكم أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكانى الحذاء انا عبد الله بن يوسف الأصبهاني انا عبد الرحمن بن يحيى الزهرى بمكة نا مسعود بن مسروق نا وكيع عن القاسم بن حبيب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صنفان من امتى ليس تنالهم شفاعتي المرجئة والقدرية قاسم واه (3/1200)
تمت الطبقة بسم الله الرحمن الرحيم الطبقة الخامسة عشرة وعدتهم أربعون حافظا
1033 - بن ماكولا الأمير الكبير الحافظ البارع أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن علي بن محمد بن دلف بن الأمير الجواد أبي دلف القاسم بن عيسى العجلي الجرباذقابى ثم البغداذى مصنف الإكمال وغير ذلك وعجل بطن من بكر بن وائل من ربيعة اخى مضر بن نزار بن معد بن عدنان قال ولدت في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة بعكبرا سمع بشرى بن عبد الله الفاتنى وعبيد الله بن عمر بن شاهين وأبا طالب بن غيلان وأبا الطيب الطبري وأبا منصور محمد بن محمد السواق وأحمد بن محمد العتيقي وأبا بكر بن بشران وعبد الصمد بن محمد بن مكرم وخلائق ببغداد وأبا القاسم الحنائي وطبقته بدمشق وأحمد بن القاسم بن ميمون (3/1201)
المصري بمصر وسمع بما وراء النهر وخراسان والجبال والجزيرة والسواحل ولقى الحفاظ والأعلام حدث عنه أبو بكر الخطيب شيخه والفقيه نصر المقدسي وأبو محمد الحسن بن احمد السمرقندي ومحمد بن عبد الواحد الدقاق وشجاع الذهلي والحميدي ومحمد بن طرخان التركي وأبو علي محمد بن محمد بن المهدى وأبو القاسم إسماعيل بن السمرقندي وعلي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وآخرون أخبرنا الحافظ أبو الحجاج القضاعي أنه قرأ بالثغر على محمد بن عبد الخالق الأموي أخبرك علي بن المفضل الحافظ انا أبو طاهر احمد بن محمد الحافظ انا أبو الغنائم النرسي الحافظ انا أبو نصر علي بن هبة الله العجلي الحافظ ولم اسمع منه غيره حدثني أبو بكر احمد بن مهدى نا أبو حازم العبدوي نا أبو عمرو بن مطر نا إبراهيم بن يوسف الهنسجانى نا أبو الفضل صاحب احمد بن حنبل نا زهير بن حرب نا يحيى بن معين نا علي بن المديني نا عبيد الله بن معاذ نا أبي نا شعبة عن أبي بكر بن حفص عن أبي سلمة عن عائشة قالت كن أزواج النبي صلى الله عليه و سلم يأخذن من رؤوسهن حتى يكون كالوفرة انبأنيه عبد الواسع الأبهرى نا أبو إسحاق بن الخشوعى نا أبو القاسم الحافظ نا أبو القاسم النسيب نا أبو بكر الخطيب فذكره قلت هو احمد (4/1202)
بن مهدى وزاد في آخره قال الهسنجاني ناه عبيد الله بن معاذ فذكره قال الخطيب ورواه محمد بن احمد بن صالح بن احمد بن حنبل عن إبراهيم بن يوسف عن الفضل بن زياد عن احمد وأنا المؤمل بن محمد وابن علان قالا انا الكندي انا السيناني انا أبو بكر الخطيب قال كتب الى احمد بن القاسم بن ميمون الحسيني من مصر وحدثني أبو نصر علي بن هبة الله عنه انا احمد بن محمد بن الأزهر السمناوى انا احمد بن يعلى بن عيسى الوشاء انا موسى بن عيسى بالرملة بغدادي سنة خمسين ومائتين نا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن فيقول من أبكى هذا اليتيم الذي واريت والديه تحت الثرى من أسكته فله الجنة قال الخطيب منكر جدا ورجاله معروفون سوى موسى فإنه مجهول قلت هو واضعه قال شيرويه في طبقاته كان الأمير يعرف بالوزير سعد الملك بن ماكولا قدم رسولا مرارا سمعت منه وكان حافظا متقنا عنى بهذا الشأن ولم يكن في زمانه بعد الخطيب أحد أفضل منه حضر مجلسه الكبار من شيوخنا وسمعوا منه وقال الحافظ بن عساكر وزر أبوه للقائم أمير المؤمنين وولي عمه قضاء القضاة ببغداد وهو الحسين بن على قال ولدت في شهر شعبان سنة إحدى وعشرين قال الحميدي ما راجعت الخطيب في شيء الا وأحالنى على الكتاب وقال (4/1203)
حتى أكشفه وما راجعت بن ماكولا في شيء الا وأجابنى حفظا كأنه يقرأ من كتاب قال أبو الحسن محمد بن مرزوق لما بلغ الخطيب ان بن ماكولا أخذ عليه في كتابه المؤتنف وصنف في ذلك تصنيفا وحضر عنده بن ماكولا سأله الخطيب عن ذلك فأنكر ولم يقر وأصر وقال هذا لم يخطر ببالى وقيل إن التصنيف كان في كمه فلما مات الخطيب أظهره وهو الكتاب الملقب بمستمر الأوهام قلت ملكته وهو كتاب نفيس يدل على تبحر بن ماكولا وإمامته قال بن طاهر سمعت أبا إسحاق الحبال يمدح أبا نصر بن ماكولا ويثنى عليه ويقول دخل مصر في زي الكتبة فلم نرفع به رأسا فلما عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن قال السمعاني كان بن ماكولا لبيبا حافظا عارفا يرشح للحفظ حتى كان يقال له الخطيب الثاني وكان نحويا مجودا وشاعرا مبرزا جزل الشعر فصيح العبارة صحيح النقل ما كان في البغداديين في زمانه مثله طاف الدنيا وأقام ببغداد قال بن النجار في ترجمة بن ماكولا أحب العلم من الصبا وطلب الحديث وأتقن الأدب وله النظم والنثر والمصنفات نفذه المقتدى بالله رسولا الى سمرقند وبخارى لأخذ البيعة له على ملكها طمغان الخان قال هبة الله بن المبارك بن الدواتى اجتمعت بالأمير بن ماكولا فقال لي خذ جزئين من الحديث فاجعل متون هذا الجزء لأسانيد الجزء الآخر ومتونه لأسانيد الأول حتى أرده (4/1204)
الى حالته الأولى قال أبو طاهر بن سلفة سألت أبا الغنائم النرسي عن الخطيب فقال جبل لا يسأل عن مثله ما رأينا مثله وما سألته عن شيء فأجاب في الحال الا يرجع الى كتابه وأخبرنا أبو علي بن الخلال انا جعفر انا السلفي قال سألت شجاعا الذهلي عن بن ماكولا فقال كان حافظا فهما ثقة صنف كتابا في علم الحديث وقال مؤتمن الساجي لم يلزم بن ماكولا طريق أهل العلم فلم ينتفع بنفسه قال بن عساكر سمعت إسماعيل بن السمرقندي يذكر ان بن ماكولا كان له غلمان اتراك أحداث فقتلوه بجرجان سنة نيف وسبعين وأربع مائة وقال بن ناصر قتل الحافظ بن ماكولا وقد كان سافر نحو كرمان ومعه مماليكه الأتراك فقتلوه وأخذوا ماله في سنة خمس وسبعين وأربع مائة هكذا نقل بن النجار وقال أبو سعد السمعاني سمعت بن ناصر يقول قتل بن ماكولا بالأهواز اما في سنة ست أو سبع وثمانين وأربع مائة وقال السمعاني خرج من بغداد الى خوزستان وقتل هناك بعد الثمانين وقال أبو الفرج بن الجوزي في المنتظم قتل سنة خمس وسبعين وقيل سنة ست وثمانين وقال غيره قتل في سنة تسع وسبعين وقيل في سنة سبع وثمانين بخوزستان حكى هذين القولين القاضى بن خلكان (4/1205)
ومن شعره ... قوض خيامك عن دار أهنت بها ... وجانب الذل ان الذل مجتنب ... وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة ... فالمندل الرطب في أوطانه حطب وله ... ولما توافقنا تباكت قلوبنا ... فممسك دمع يوم ذاك كساكبه ... فيا كبدى الحرى البسى ثوب حسرة ... فراق الذي تهوينه فد كساك به قلت يعز وقوع حديث الأمير بن ماكولا سمعت من عدة وأجازوا لنا عن أبي الحسن بن المقير وأنبأونا عن الحافظ أبي محمد بن الأخضر كلاهما عن محمد بن ناصر الحافظ عن كتاب أبي نصر الأمير اليه ح وأنبأنا احمد بن سلامة أنبأنا الارتاحى أنبأنا أبو الحسن بن الفراء عن بن ماكولا انا مظفر بن الحسن الهمذاني سبط بن لال انا جدي أبو بكر احمد بن علي الحافظ انا احمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ انا محمد بن علي بن الشاه نا أبو بكر محمد بن إبراهيم البغداذى بأنطاكية نا محمد بن عبد الرحمن بن بحير الحميري بمصر انا خالد بن نجيح نا سفيان الثوري عن بن جريج عن فافاه عن الأعمش عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تسبوا الأموات فانهم قد أفضوا الى ما قدموا قال الشيرازي فافاه هو أبو معاوية الضرير وقال الأمير بل هو إسماعيل الكندي شيخ لبقية وأما الحديث ففي صحيح البخاري عن آدم وعلي في الجنائز والرقاق عن شعبة ووقع لنا متصلا عاليا في كتاب الألقاب للشيرازى ووقع لنا أعلى بخمس درج أيضا حتى كأني رويته عن الشيرازي (4/1206)
1034 - بن خيرون الحافظ العالم الناقد أبو الفضل احمد بن الحسن بن احمد بن خيرون البغدادي بن الباقلاني سمع أبا علي بن شاذان وأبا بكر البرقاني وأحمد بن عبد الله بن المحاملي وأبا عمر بن دوست العلاف وأبا القاسم الحرفى وأبا القاسم بن بشران وأبا يعلى احمد بن عبد الواحد وخلائق بعدهم حتى سمع من أقرانه أجاز له أبو الحسين بن المتيم وأبو الحسن بن الصلت الأهوازي وطائفة تفرد باجازتهم روى عنه شيخة أبو بكر الخطيب وأبو علي بن سكرة وأبو عامر العبدوي وأبو القاسم بن السمرقندي وإسماعيل بن محمد الحافظ وأبو بكر القاضى وإسماعيل بن سعد الصوفي وأبو الفضل بن ناصر وعبد الوهاب الأنماطي وأبو الفتح بن البطي وخلق كثير ذكره السمعاني فقال ثقة عدل متقن واسع الرواية كتب بخطه الكثير وكان له معرفة بالحديث سمعت أبا منصور بن خيرون يقول كتب عمى أبو الفضل عن بن شاذان ألف جزء سمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول ما رئى مثل أبى الفضل بن خيرون لو ذكرت له كتبه وأجزاءه (4/1207)
التي سمعها يقول لك عمن سمع وبأي طريق سمع وكان يذكر الشيخ وما يرويه وما ينفرد به وقال بن منصور كتبوا مرة لعمى الحافظ فغضب وضرب عليه وقال من انا حتى يكتب لي الحافظ وأقرأ الناس بالروايات وكان تلا على أبي العلاء الواسطي وعلي بن طلحة البصري وغيرهما قرأ عليه بن أخيه أبو منصور مؤلف المفتاح وأبو علي بن سكرة وكان يقال هو في زمانه كيحيى بن معين في زمانه إشارة الى كلامه في شيوخ العصر جرحا وتعديلا مع الأنصاف قال أبو طاهر السلفي كان كيحيى بن معين في وقته وقد ذكرت في ميزان الإعتدال كلام بن طاهر فيه بكلام مردود وانه كان يلحق بخطه أشياء في تاريخ الخطيب وبينا ان الخطيب أذن له في ذلك وخطه فمشهور وهو بمنزلة الحواشي فكان ماذا توفى في رجب سنة ثمان وثمانين وأربع مائة عن أربع وثمانين سنة وشهر وفيها مات شيخ العراق المسند الإمام رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي رئيس الحنابلة في جمادى الأولى عن ثمان وثمانين سنة روى عن بن المتيم وطبقته والعلامة شيخ المعتزلة أبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني ببغداد وقد سمع قبل الأربع مائة وتفسيره في أكثر من ثلاث مائة مجلد وأبو القاسم الفضل بن أبي حرب احمد بن محمد الجرجاني ثم النيسابوري عنده بن محمش ومقرىء المغرب أبو الحسن علي بن عبد الغني الفهري الحصرى الشاعر وأبو سعيد بن محمد بن علي بن أبي صالح البغوي الدباس من رواة الترمذي وقاضي القضاة العلامة الصالح أبو بكر محمد بن المظفر الشامي الحموي ببغداد عن ثمان وستين سنة ومسند هراة أبو سهل نجيب بن ميمون الواسطي راوية أبي علي الخالدي والحافظ أبو عبد الله الحميدي أخبرنا أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل انا الإمام عبد الله بن احمد قال قرأت على محمد بن عبد الباقى أخبركم احمد بن الحسن بن خيرون انا الحسن بن احمد بن شاذان انا عبد الله بن إسحاق الخراساني نا احمد بن عبيد نا علي بن عاصم وعبد الوهاب بن عطاء عن خالد الحذاء عن أبي المليح عن نبيشة الخير قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنا كنا نهيناكم ان تأكلوا لحومها فوق ثلاث حتى تسعكم وقد جاء الله بالسعة فكلوا وادخروا الآن وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله عز و جل ليس لنبيشة الهذلى في الصحيح سواه رواه مسلم عن بن نمير عن بن علية عن الحذاء فقال عن أبي قلابة عن أبي المليح الهذلى ولا تأثير لهذة العلة فإنه في الصحيح أيضا من طريق هشيم عن الحذاء عن أبي المليح نفسه وقال لقيت أبا المليح فحدثني به كذلك وأخرجه النسائي أيضا (4/1208)
1035 - الحسيني الحافظ الإمام الشريف المعظم المرتضى أبو المعالي ذو الشرفين محمد (4/1209)
بن محمد بن زيد بن علي العلوي البغدادي نزيل سمرقند سمع أبا القاسم الحرفى وأبا علي بن شاذان وأحمد بن عبد الله المحاملي وطلحة بن الصقر وأبا بكر البرقاني وعبد الملك بن بشران ومحمد بن عيسى الهمذاني وخلقا وتخرج بالخطيب ولازمه حدث عنه جعفر بن محمد المستغفري شيخه والخطيب ويوسف بن أيوب الهمذاني وزاهر بن طاهر المستملى وهبة الله بن سهل السندي وأبو الأسعد هبة الرحمن بن القشيري وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحيري وأبو الفتح احمد بن الحسين الأديب حدث هذا عنه بالإجازة وخاتمة من سمع منه هو أبو المعالي المديني الخطيب قال أبو سعد السمعاني هو أفضل علوى في عصره له المعرفة التامة بالحديث وكان يرجع الى عقل وافر ورأى صائب برع بالخطيب في الحديث نقل عنه الخطيب أظن في كتاب البخلاء رزق حسن التصنيف وسكن في آخره عمره سمرقند ثم قدم بغداد وأملى بها وحدث بأصبهان ثم رد الى سمرقند سمعت يوسف بن أيوب الزاهد يقول ما رأيت علويا أفضل منه وأثنى عليه وكان من الأغنياء المذكورين وكان كثير الإيثار ينفذ في العام الى جماعة من الأئمة الألف دينار والخمس مائة دينار وأكثر الى كل واحد فربما بلغ ذلك عشرة آلاف دينار ويقول هذا زكاة مالي وانا غريب ففرقوا على من تعرفون استحقاقه وكل من (4/1210)
أعطيتموه فاكتبوا له خطا وأرسلوه حتى أعطيه من عشر الغلة قال وكان يملك قريبا من أربعين قرية خالصة له بنواحى كش وله في كل قرية وكيل امين من رئيس بسمرقند هكذا ذكر السمعاني وقد بالغ وهذا نظير ملك كبير ثم قال وسمعت أبا المعالي محمد بن نصر الخطيب يقول ذلك وكان من أصحاب الشريف وسمعته يقول إن الشريف أنشأ بستانا عظيما فطلب صاحب ما وراء النهر الخاقان خضر ان يحضر دعوته في البستان فقال الشريف لحاجب الخاقان لا سبيل الى ذلك فألح عليه فقال لكن لا احضر ولا اهيىء له آلة الفسق والفساد ولا اعصى الله فغضب الملك وأراد ان يمسكه فاختفى عند وكيل له نحوا من شهر فنودى عليه في البلاد فلم يظفروا به ثم أظهروا ندما على ما فعلوا ليطمئن وألح عليه أهله في الظهور فجلس على ما كان مدة ثم ان الملك نفذ اليه ليشاوره في أمر فلما حصل عنده أخذه وسجنه واستأصل امواله وضياعه فصبر وحمد الله وقال من يكون من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم لا بد ان يبتلى وأنا ربيت في النعمة وكنت أخاف يكون وقع خلل في نسبى فلما وقع هذا فرحت وعلمت ان نسبى متصل قال لي أبو المعالي فسمعنا أنهم منعوه من الطعام حتى مات جوعا وهو من ولد زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهم قال السمعاني قال أبو العباس الجوهري رأيت السيد المرتضى بعد موته وهو في الجنة وبين يديه طعام وقيل له ألا تأكل قال لا حتى يجىء ابنى فإنه غدا يجىء فانتبهت وذلك في شهر رمضان سنة اثنتين وتسعين فقتل ولده أبو الرضى في ذلك اليوم وكان مولد السيد المرتضى في سنة خمس وأربع مائة قال واستشهد بعد سنة ست وسبعين وقيل في سنة ثمانين قتله الخاقان خضر بن إبراهيم وكان السيد قد قدم الى القائم بأمر الله رسولا من الخاقان قلت وقع لي من تصانيفه كتاب فرحة المتعلم سمعناه عاليا أخبرنا محمد بن هبة الله أنبأنا عبد الرحيم بن أبي سعد انا أبو الأسعد بن القشيري انا أبو المعالي محمد بن محمد الحسيني الحافظ انا الحسن بن احمد الفارسي انا محمد بن العباس بن نجيح انا عبد الملك بن محمد انا بشر بن عمر وسعيد بن عامر قالا نا شعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير (4/1211)
1036 - بن مردويه الصغير هو الحافظ الإمام المفيد أبو بكر احمد بن محمد بن الحافظ الكبير أبي بكر احمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني أحد شيوخ السلفي لم يلحق جده وسمع أبا بكر بن أبي علي وابن عبد كويه وأبا نعيم توفى بعد السبعين وأربع مائة في سنة ثمان رحمه الله تعالى
1037 - بن سمكويه الإمام الحافظ المفيد أبو الفتح محمد بن احمد بن عبد الله بن سمكويه الأصبهاني نزيل هراة أكثر وحصل الأصول ورحل وسمع ببغداد من أبي محمد الخلال وطبقته وبنيسابور من أبي حفص بن مسرور وطبقته وبأصبهان من أصحاب بن المقرىء وبشيراز من الحافظ أبي بكر بن أبي علي وبسمرقند من مسندها بن شاهين السمرقندي وصنف في الأبواب مولده سنة تسع وأربع مائة وكان صالحا ناسكا يتبرك بدعائه روى عنه إسماعيل بن محمد الحافظ وأبو عبد الله الدقاق فقال في رسالته كان لابن سمكويه الكثرة الوافرة في كتب الحديث ووهمه أكثر من فهمه خرج الى نيسابور صحبة عبد العزيز النخشبي ثم رحل الى ما وراء النهر وأقام بهراة سنين يورق صادفته بها وبينى وبينه ما كان من الحقد والحسد قلت توفى بنيسابور في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين السنة التي مات فيها الحبال (4/1212)
1038 - الحكاك الحافظ الإمام المفيد أبو الفضل جعفر بن يحيى بن إبراهيم التميمي المكى ويعرف بابن الحكاك سمع أبا ذر الهروي وأبا بكر محمد بن إبراهيم الأردستانى وأبا الحسن بن صخر وأبا نصر السجزي وطبقتهم وببغداد بن النقور وطبقته وخرج لابن النقور أربعة أجزاء قال بن النجار كان موصوفا بالمعرفة والحفظ والإتقان والفقه والصدق وكان يترسل من أمير مكة بن أبي هاشم الى الخلفاء والملوك ويتولى قبض الأموال منهم ويحمل كسوة البيت روى عنه إسماعيل بن السمرقندي وابن ناصر وصالح بن شافع الجيلي وأبو الفتح بن البطي (4/1213)
ويحيى بن عبد الباقى الغزال قال السلفي سمعت أبا الحسين بن الطيورى قال سألت الخطيب عند قدومه من حجه أرأيت هناك من يقيم الحديث قال لا إلا شابا يقال له جعفر بن الحكاك وقال السلفي سألت المؤتمن الساجي عن جعفر بن الحكاك فقال صحب أبا نصر السجزي وأبا ذر وكان ذا معرفة وقال اليونارتى كان من الفضلاء الأثبات وقال عبد الوهاب الأنماطي ثقة مأمون وقال أبو علي الصدفي قرأت عليه ببغداد كثيرا وكان يفهم الحديث جيدا ولد سنة ست عشرة ومات في صفر سنة خمس وثمانين وأربع مائة ببغداد أرخه شجاع يكتب حديثه من مشيخة أبي الفتح بن البطي أخبرنا القاسم بن محمد الحافظ انا احمد بن إبراهيم انا عبد اللطيف بن عبد الوهاب انا محمد بن عبد الباقى انا جعفر بن يحيى التميمي الحكاك نا محمد بن الحسين نا محمد بن احمد بن عبد الله نا إسحاق الدبرى نا عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى أخبرني عبيد الله عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج في شهر رمضان من المدينة معه عشرة آلاف من المسلمين حتى بلغ الكديد وهو ما بين عسفان وقديد فأفطر وأفطر المسلمون معه فلم يصوموا من بقية رمضان شيئا أخرجاه من حديث عبد الرزاق أخبرنا عمر بن عبد المنعم الطائي في سنة ثلاث وتسعين وست مائة عن أبي اليمن الكندي انا محمد بن ناصر الحافظ انا جعفر بن يحيى الحكاك انا أبو الحسن محمد بن علي بن محمد الأزدي سنة سبع وثلاثين وأربع مائة بمكة نا عمر بن سيف نا محمد بن دليل نا عبد الله بن خبيق قال قال بشر بن الحارث النظر في وجه الظالم غيظ والأحمق سخنة العين والبخيل قساوة القلب (4/1214)
1039 - هبة الله بن عبد الوارث بن علي الحافظ المفيد الجوال أبو القاسم الشيرازي سمع بخراسان والعراق والحرمين واليمن ومصر والشام والجزيرة وفارس والجبال وحدث عن أبي بكر محمد بن الحسن بن الليث الشيرازي وأحمد بن عبد الباقى بن طوق الموصلي وأبي جعفر بن المسلمة وعبد الرزاق بن شمة وأحمد بن الفضل الباطرقانى وطبقتهم وصنف تاريخ شيراز قال السمعاني كان ثقة صالحا خيرا كثير العبادة مشتغلا بنفسه خرج وأفاد واستفاد انتفع الطلبة بصحبته وبقراءته قدم بغداد في سنة سبع وخمسين روى لنا عنه أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب المروزي وعمر بن احمد بن الصفار وأحمد بن ياسر المقرىء وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الفاشانى وإسماعيل بن محمد الحافظ وأبو بكر اللفتوانى وغيرهم سكن في الآخر مرو حتى مات قال بن عساكر حدث عنه الفقيه نصر المقدسي وغيث بن علي وهبة الله بن طاوس وأبو نصر اليونارتى ثم قال نا بن طاوس نا هبة الله الشيرازي نا أبو زرعة احمد بن يحيى الخطيب بشيراز املاءا نا الحسن بن سعيد المطوعي المقرىء نا أبو مسلم الكجي فذكر حديثا قال عبد الغافر في تاريخه هو شيخ عفيف صوفى فاضل طاف البلاد وسمع الكثير وخطه مشهور وكان كثير الفوائد قال محمد بن محمد الفاشانى كنت إذا مضيت الى أبي القاسم هبة الله بالرباط أخرجنى الى الصحراء وقال اقرأ هنا فالصوفية يتبرمون ممن يشتغل بالعلم والحديث يقولون يشوشون علينا أوقاتنا قال أبو الفتيان الدهستانى مات هبة الله بمرو سنة ست وثمانين وأربع مائة وقال اليونارتى مات في شهر رمضان سنة خمس وثمانين مبطونا وقال مؤتمن الساجي بذل نفسه في طلب الحديث جدا أخرجت له جزئين في صلاة الضحى ففرح بهما شديدا قال الفاشانى قام ليلة موته سبعين مرة أو أقل كل نوبة يتغسل في النهر الى ان مات على طهارة (4/1215)
1040 - مسعود بن ناصر بن أبي زيد عبد الله بن احمد الحافظ الفقيه الرحال أبو سعيد السجزي الركاب صاحب المصنفات سمع بسجستان من علي بن بشرى الليثي وأبي سعيد عثمان النوقاتى وبهراة من محمد بن عبد الرحمن الدباس وسعيد بن العباس القرشي ومنصور بن محمد بن محمد الأزدي وبنيسابور من أبي حسان محمد بن احمد المزكى وأبي سعيد النصروى وأبي حفص بن مسرور وببغداد من أبي طالب (4/1216)
بن غيلان وأبي محمد الخلال وأبي القاسم التنوخي وبأصبهان من بن ريذة صاحب الطبراني وخلق كثير حدث عنه محمد بن عبد العزيز العجلي وعبد الواحد بن الفضل الطوسي وأبو نصر احمد بن عمر الغازي وأبو الأسعد بن القشيري وطائفة وأبو بكر الخطيب شيخه قال محمد بن عبد الواحد الدقاق لم أر في المحدثين أجود إتقانا ولا أحسن ضبطا منه وقال بن النجار قدم مسعود السجزي بغداد فسمع من بشرى الفاتنى وذكر جماعة سمع منه الصوري شيخه وقال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي كان متقنا ورعا قصير اليد زجى عمره كذلك الى ان ارتبطه نظام الملك ببيهق مدة ثم بطوس للاستفادة منه وقال أحمد بن ثابت الطرقى سمعت بن الخاصبة يقول كان مسعود قدريا سمعته يقرؤها فحج آدم موسى بالنصب قال المؤتمن كان يرجع الى هداية وإتقان وحسن ضبط قلت توفى في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وأربع مائة أخبرنا احمد بن محمد المفيد انا يوسف بن خليل ثنا مسعود بن أبي منصور نا الحسن بن احمد المقرىء انا مسعود بن ناصر الركاب انا عثمان بن محمد بن احمد بن محمد النوقاتى انا أبي أبو عمر نا أبو بكر محمد بن إبراهيم الخياط نا احمد بن محمد بن ياسين نا أبو غياث نا احمد بن محمد بن دينار النيسابوري عن ازهر السمان عن بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تفكهوا وكلوا البطيخ فان حلاوتها من الجنة هذا حديث منكر لم يحدث به ازهر أصلا (4/1217)
1041 - الحميدي الحافظ الثبت الإمام القدوة أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد بن يصل الأزدي الحميدي الأندلسي الميورقى الظاهري وميورقة جزيرة تجاه شرق الأندلس سمع بالأندلس ومصر والشام والعراق والحرم وسكن بغداد وكان من كبار تلامذة بن حزم قال ولدت قبل سنة عشرين وأربع مائة حدث عن بن حزم فأكثر وعن أبي عبد الله القضاعي وأبي عمر بن عبد البر وأبي زكريا عبد الرحيم البخاري وأبي القاسم الحنائي الدمشقي وعبد الصمد بن المأمون وأبي بكر الخطيب وأبي جعفر بن المسلمة وأبي غالب بن بشران الأموي ولم يزل يسمع ويكثر ويجد حتى كتب عن أصحاب الجوهري وابن المذهب وسمع بإفريقية كثيرا ولقى بمكة كريمة المروزية أول رحلته وأول رحلته كان في سنة ثمان وأربعين وأربع مائة قال محمد بن طرخان سمعت الحميدي يقول كنت احمل للسماع على الكتف سنة خمس وعشرين وأربع مائة فأول ما سمعت من الفقيه اصبغ بن راشد وكنت افهم ما يقرأ عليه وكان تفقه على أبي محمد بن (4/1218)
أبي زيد أصل أبي من قرطبة من محلة تعرف بالرصافة فسكن جزيرة ميورقة فولدت فيها وقال يحيى بن البناء كان الحميدي من اجتهاده ينسخ بالليل في الحر فكان يجلس في اجانة ماء يتبرد به وقال الحسين بن محمد بن خسرو جاء أبو بكر بن ميمون فدق على الحميدي وظن انه قد أذن له فدخل عليه فوجده مكشوف الفخذ فبكى الحميدي وقال والله لقد نظرت الى موضع لم ينظره أحد منذ عقلت قال الأمير بن ماكولا لم ار مثل صديقنا الحميدي في نزاهته وعفته وورعه وتشاغله بالعلم صنف تاريخ الأندلس وقال يحيى بن إبراهيم السلماسى قال أبي لم تر عيناي مثل الحميدي في فضله ونبله وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم قال وكان ورعا ثقة إماما في الحديث وعلله ورواته متحققا في علم التحقيق والأصول على مذهب أصحاب الحديث بموافقة الكتاب والسنة فصيح العبارة متبحرا في علم الأدب والعربية والترسل وله كتاب الجمع بين الصحيحين وتاريخ الأندلس وجمل تاريخ الإسلام وكتاب الذهب المسبوك في وعظ الملوك وكتاب الترسل وكتاب مخاطبات الأصدقاء وكتاب حفظ الجار وكتاب ذم النميمة وله شعر رصين في المواعظ والأمثال قال السلفي سألت أبا عامر العبدري عن الحميدي فقال لا يرى قط مثله وعن مثله لا يسأل جمع بين الفقه والحديث والأدب ورأى علماء الأندلس وكان حافظا وعن الحميدي قال صيرنى الشهاب شهابا وهو كان يقصد في سماعه كثيرا (4/1219)
قال أبو علي الصدفي كان يدلنى على الشيوخ وكان متقللا من الدنيا يمونه بن رئيس الرؤساء ثم جرت لي معهه قصص أوجبت انقطاعى عنه وكان يبيت عند بن رئيس الرؤساء كل ليلة وحدثني أبو بكر بن الخاضبة انه ما سمع يذكر الدنيا قط وقال بن طرخان سمعت الحميدي يقول ثلاثة كتب من علوم الحديث يجب الإهتمام بها كتاب العلل وأحسن ما وضع فيها كتاب الدارقطني وكتاب المؤتلف والمختلف واحسن ما وضع فيه الإكمال للأمير بن ماكولا وكتاب وفيات المشايخ وليس فيه كتاب وقد كنت أردت ان اجمع في ذلك كتابا فقال لي الأمير رتبه على حروف المعجم بعد ان ترتبه على السنين قال بن طرخان فاشتغل بالصحيحين الى ان مات قلت وقد قبلنا إشارة الأمير وعملنا تاريخ الإسلام على ما رسم الأمير قال الحميدي في تاريخه انا أبو عمر بن عبد البر انا عبد الله بن محمد الجهني بمصنف النسائي قراءة عليه عن حمزة الكناني عنه قال القاضى عياض أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الأندلسي الأزدي سمع بميورقة من أبي محمد بن حزم قديما وكان يتعصب له ويميل الى قوله وكان قد أصابته فيه فتنة ولما شدد على بن حزم خرج الحميدي الى المشرق قلت روى عنه يوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد ومحمد بن طرخان وأبو عامر العبدري وإسماعيل بن محمد الطلحي ومحمد بن علي الجلابى والحسين بن الحسن المقدسي وأبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمد بن خميس والحافظ محمد بن ناصر وإسماعيل بن السمرقندي وصديق بن عثمان (4/1220)
التبريزي وأبو إسحاق بن نبهان الغنوي وأبو الفتح محمد بن البطي وشيخه أبو بكر الخطيب وآخرون وكان صاحب حديث كما ينبغي علما وعملا وكان ظاهريا ويسر ذلك بعض الأسرار مات في سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وأربع مائة وأمهم عليه الإمام أبو بكر الشاشي بجامع القصر ودفن بمقبرة باب أبرز بقرب قبر الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ثم انهم نقلوه بعد سنتين الى مقبرة باب حرب فدفن عند بشر الحافى ونقل الحافظ بن عساكر ان الحميدي كان أوصى الى الأجل مظفر بن رئيس الرؤساء ان يدفنه عند بشر فخالف وضيته فلما كان بعد مدة رآه في النوم يعاتبه على تفوح فنقله في صفر سنة إحدى وتسعين وكان كفنه جديدا وبدنه طريا ذلك منه رائحة الطيب رحمة الله عليه ووقف كتبه قرأت على أبي الفهم بن احمد السلمي أخبركم أبو محمد بن قدامة وقرأت على أبي سعيد الحلبي أخبركم عبد اللطيف بن يوسف قال انا أبو الفتح محمد بن عبد الباقى انا محمد بن أبي نصر الحافظ سنة خمس وثمانين وأربع مائة انا أبو القاسم منصور بن النعمان بمصر بقراءتي ثنا القاضى أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق لفظا ثنا علي بن عبد الحميد الغضائري وهو آخر من حدث عن الغضائري انا عبد الله بن معاوية الجمحي نا الحماد ان حماد بن سلمة وحماد بن زيد قالا نا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تسحروا فان في السحور بركة أخرجه بن ماجة من طريق حماد بن زيد وهو غريب من حديث حماد بن سلمة وهو في صحيح مسلم من طريق بن علية وغيره عن عبد العزيز ومن شعر الحميدي ... طريق الزهد أفضل ما طريق ... وتقوى الله بادية الحقوق ... فثق بالله يكفك واستعنه ... يعنك وذر بنيات الطريق وله ... لقاء الناس ليس يفيد شيئا ... سوى الهذيان من قيل وقال ... فاقلل من لقاء الناس الا ... لأخذ العلم أو إصلاح حال وله ... كلام الله عز و جل قولي ... وما صحت به الآثار ديني ... وما اتفق الجميع عليه بدءا ... وعودا فهو عن حق مبين ... فدع ما صد عن هذا وخذها ... تكن منها على عين اليقين (4/1221)
1042 - بن مفوز الحافظ المجود الإمام أبو الحسن طاهر بن مفوز بن احمد بن مفوز المعافري الشاطبى تلميذ أبي عمر بن عبد البر أكثر عنه وكان من اثبت الناس فيه وأنقلهم عنه وسمع من أبي العباس بن دلهاث وأبي الوليد الباجى وأبي شاكر الخطيب وأبي الفتح السنكتى السمرقندي وطبقتهم وسمع بقرطبة من حاتم بن محمد وأبي مروان بن حيان وكان موصوفا بالذكاء وسعة العلم شهر بحفظ الحديث وإتقانه وكان حسن الخط كثير الضبط ذا فضل وورع وصيانة ووقار وتقوى وأما اخوه عبد الله فكان زاهد زمانه بالأندلس مولد طاهر في سنة تسع وعشرين وأربع مائة حدث عنه الحافظ أبو علي بن سكرة وغيره وكانت وفاته في رابع شعبان سنة أربع وثمانين وأربع مائة رحمه الله تعالى (4/1222)
1043 - طاهر النيسابوري الحافظ أبو محمد ويقال اسمه عبد الصمد بن احمد بن علي السليطى ولد بالري ونشأ بها وطلب الحديث وكتب بخطه المضبوط الجيد ما لا يوصف سمع أبا عبيد صخر بن محمد الطوسي بالري وعبد الكريم بن احمد المطرى بساوة وعبد الملك بن عبد الغفار البصري وخلقا بمهذان وقدم بغداد فسمع من أبي علي بن المذهب والقاضي أبي الطيب وأبي القاسم التنوخي وانتقى على الجوهري وحدث روى عنه بن الطيورى وابن بدران الحلواني ومحمد بن الحسين المرزوقى وسكن همذان ومات بظاهرها قال شيرويه كان أحد من عنى بهذا الشأن حسن العبارة كثير الرحلة صدوقا جمع شيئا كثيرا في سائر العلوم ما رأيت فيمن رأيت أكثر كتبا وسماعا منه عاجله الموت قال يحيى بن منده هو أحد الحفاظ صحيح النقل يفهم الحديث ويحفظه قال أبو جعفر محمد بن أبي علي الحافظ سمعت مسعود بن ناصر السجزي يقول أشهد أن كل كتاب بغدادي عند عبد الصمد السليطى كلها غارة ونهب من نهب البساسيري ببغداد لا ينتفع بها دينا ولا دنيا قال بن السمعاني توفى طاهر بهمذان سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة (4/1223)
1044 - بن الخاضبة الحافظ الإمام القدوة مفيد بغداد أبو بكر محمد بن احمد بن عبد الباقى بن منصور البغدادي الدقاق حدث عن مؤدبه أبي طالب عمر بن محمد بن الدلو حدثه عن أبي عمر بن حيويه في سنة ست وأربعين وأربع مائة وحدث عن أبي جعفر بن المسلمة والحافظ عبد الرحيم بن احمد البخاري والحافظ أبي بكر الخطيب وأبي الحسين بن النقور والصريفينى وأحمد بن علي الدينوري وإمام جامع دمشق عبد الصمد بن محمد بن تميم ومحمد بن مكي بن عثمان الأزدي صادفه ببيت المقدس وأبا الغنائم محمد بن الغراء وقرأ الكثير وكتب وخرج وأفاد مع الديانة والعبادة وصحة القراءة وحسنها روى عنه أبو علي بن سكرة ومحمد بن طاهر المقدسي وأبو الفتح بن البطي وآخرون قال بن سكرة كان محبوبا الى الناس كلهم فاضلا حسن الذكر ما رأيت مثله على طريقته وكان لا يأتيه مستعير كتابا الا أعطاه أو دله عليه وسمعت أبا الوفاء بن عقيل الحنبلي الإمام يقول وذكر شدة أصابته بمطالبة طولب بها وأنه كانت له عند ذلك خلوات يدعو ربه فيها ويناديه فقرأ على مناجاته ولئن قلت لي يا رب هل واليت لي وليا أقول نعم يا رب أبو بكر بن الخاضبة ولئن قلت هل عاديت في عدوا فأقول نعم يا رب ولم يسمه قال فأخبرت بن الخاضبة بقوله فقال أعز الله الشيخ أخبرنا المقداد بن أبي القاسم في كتابه أنبأنا أبو البقاء عبد الله بن الحسين (4/1224)
النحوي في كتابه سنة إحدى عشرة وست ومائة انا أبو الفتح بن البطي انا محمد بن احمد الحافظ انا أبو الحسين بن المهتدى بالله ثنا عبيد الله بن محمد نا عبد الله بن محمد نا أبو بكر بن أبي شيبة نا خالد بن مخلد انا سليمان بن بلال نا أبو حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخله الصائمون يوم القيامة لا يدخله معه أحد غيرهم فإذا دخل آخرهم أغلق رواه خ عن خالد بن مخلد و م عن بن أبي شيبة أخبرنا أبو محمد بن محمد الحافظ انا احمد بن إبراهيم انا عبد اللطيف الطبري انا بن البطي انا أبو بكر محمد بن احمد بن عبد الباقى نا احمد بن علي بن ثابت نا بن أبي الفوارس نا الحسين بن احمد الهروي الصفار قال كنت يوما عند الشبلي فسأله بعض المتصوفة الرجل يسمع قوله فلا يفهمه فيتواجد عليه فأنشأ يقول ... رب ورقاء هتوف بالضحى ... ذات شجو صدحت في فنن ... فبكائى ربما أرقها ... وبكاها ربما أرقنى ... ولقد أشكو فما أفهمها ... ولقد تشكو فما تفهمنى ... غير أنى بالجوى اعرفها ... وهي أيضا بالجوى تعرفنى قال أبو سعد بن السمعاني نسخ بن الخاضبة صحيح مسلم بالأجرة سبع مرات قال بن طاهر ما كان في الدنيا أحد أحسن قراءة للحديث من (4/1225)
بن الخاضبة في وقته لو سمع بقراءته انسان يومين لما مل قراءته قال السلفي سألت أبا الكرم خميسا الحوزى عن بن الخاضبة فقال كان علامة في الأدب قدوة في الحديث جيد اللسان جامعا لخلال الخير ما رأيت ببغداد من أهلها أحسن قراءة للحديث منه ولا اعرف بما يقوله قال بن النجار كان بن الخاضبة ورعا تقيا زاهدا ثقة محبوبا الى الناس روى اليسير وقال علي بن محمد الفصيحى ما رأيت في أصحاب الحديث اقوم باللغة من بن الخاضبة وقال السلفي سألت أبا عامر العبدري عنه فقال كان خير موجود في وقته وكان لا يحفظ إنما يعول على الكتب وقال بن طاهر سمعت بن الخاضبة وكنت ذكرت له ان بعض الهاشميين حدثني بأصبهان ان أبا الحسين بن المهتدى بالله يرى الاعتزال فقال لا أدري ولكن احكي لك لما كان سنة الغرق وقعت داري على قماشى وكتبى ولم يكن لي شيء وكان عندي الوالدة والزوجة والبنات فكنت انسخ وأنفق عليهن فأعرف أني كتبت صحيح مسلم في تلك السنة سبع مرات فلما كان ليلة من الليالي رأيت كأن القيامة قامت ومناد ينادى أين بن الخاضبة فاحضرت فقيل لي ادخل الجنة فلما دخلت الباب وصرت من داخل استلقيت على قفاى ووضعت إحدى رجلي على الأخرى وقلت استرحت والله من النسخ فرفعت رأسي فإذا ببغلة في يد غلام فقلت لمن هذه قال للشريف أبي الحسين الغريق فلما أصبحت نعى النيا الشريف قال بن عساكر سمعت أبا الفضل محمد بن محمد بن عطاف يحكى انه طلع في بعض بنى الرؤوساء ببغداد أصبع زائدة (4/1226)
فاشتد ألمه ليلة فدخل عليه بن الخاضبة فمسح عليها وقال امرها يسير فلما كانت تلك الليلة نام وانتبه فوجدها قد سقطت أو كما قال توفى بن الخاضبة في ثاني ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربع مائة وكانت جنازته مشهودة وختم على قبره ختمات وفيها مات المحدث المسند أبو طاهر احمد بن الحسن بن احمد بن الباقلاني الكرخي ببغداد عن ثلاث وسبعين سنة ومقرىء بغداد أبو بكر احمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي عن إحدى وثمانين سنة وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن السراج البغدادي والمحدث القاضي أبو محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني مصنف مناقب الشافعي والمحدث المفيد أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي الشيحى السفار وإمام اللغة بالأندلس أبو مروان عبد الملك بن سراج بن عبد الله الأموي مولاهم القرطبي ومسند أصبهان ورئيسها أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفى شيخ السلفي عن بضع وتسعين سنة ومسند هراة وزاهدها الإمام أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد العميرى وأول سماعه في سنة سبع وأربع مائة وشيخ المشايخ أبو منصور معمر بن احمد بن محمد بن احمد اللنبانى الأصبهاني وفقيه خراسان أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار بن احمد التميمي السمعاني المروزي الحنفي ثم الشافعي عن ثلاث وستين سنة والعلامة ذو النون أبو الوليد هشام بن احمد الكناني الوقشى وقش قرية على بريد من طليطلة (4/1227)
1045 - الحرمي نزيل هراة الإمام القدوة المفيد أبو سعد محمد بن الحسن بن محمد المكى الحافظ سمع بمصر من محمد بن الحسين الطفال وأبي الفتح بن باشاذ وعلى بن حمصة الحراني وعلي بن بقاء الوراق وبمكة أبا نصر السجزي وعبد العزيز بن بندار الشيرازي وببغداد أبا جعفر بن المسلمة والخطيب وهذه الطبقة وكان من عباد المحدثين قال محمد بن أبي علي الهمذاني كان أبو سعد الحرمي من الأوتاد لم أر بعينى احفظ منه وقال الواعظ أبو حامد بن الخياط ان كان لله بهراة أحد من أوليائه فهو هذا وأشار الى الحرمي مات الحرمي بهراة في شعبان سنة إحدى وتسعين وأربع مائة وفيها مات محدث الثغر أبو العباس احمد بن إبراهيم الرازي بن الخطاب الشافعي ووالد صاحب السداسيات ومسند أصبهان أبو العباس احمد بن عبد الغفار بن اشتة الكاتب ومحدث أصبهان أبو العباس احمد بن محمد بن عبد الله بن شيرويه الأصبهاني الحافظ عن ست وسبعين سنة ومحدث دمشق أبو الفرج سهل بن بشر الإسفرايينى عن اثنتين وثمانين سنة ومسند الوقت أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الهاشمي الزينبي النقيب عن ثلاث وتسعين سنة والمسند أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني ببغداد ومسند العجم السلار الرئيس أبو الحسن مكي بن منصور بن محمد بن علان الكرجي والمعمر المسند أبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق بن محمد الأنصاري سمع من هلال الحفار أخبرنا أبو الحسين اليونينى وأبو علي الأمين قالا انا أبو الفضل الهمداني انا أبو طاهر السلفي انا المؤتمن بن احمد سمعت أبا سعد الحرمي الحافظ بهراة يقول لا يصبر على الخل إلا دوده يعنى لا يصبر على الحديث الا أهله (4/1228)
1046 - مكي بن عبد السلام بن الحسين الحافظ الإمام أبو العباس الرميلي المقدسي أحد الجوالين سمع محمد بن يحيى بن سلوان المازني وأبا عثمان بن ورقاء وعبد العزيز بن احمد النصيبي وعبد العزيز بن الضراب وأبا القاسم بن الحنائي وعبد الباقي بن فارس وأبا جعفر بن المسلمة وأبا الغنائم بن المأمون والحسين بن احمد الطرابلسي ورحل الى مصر ودمشق وطرابلس وبغداد والبصرة والكوفة وواسط والموصل وآمد وميافارقين وغير ذلك سمع منه هبة الله الشيرازي وعمر الرواس وحدث عنه محمد بن علي بن محمد المهرجانى بمرو وأبو سعد عمار بن طاهر بهمذان وأبو القاسم بن السمرقندي ببغداد وجمال الإسلام أبو الحسن السلمي وحمزة بن كروس بدمشق وآخرون مولده في أول سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة قال بن النجار مكي من الحفاظ ورحل وحصل وكان مفتيا في مذهب الشافعي سمع بن سلوان قال المؤتمن الساجي كانت الفتاوى تجيئه من مصر ومن الساحل ودمشق وقيل إنه شرع في تأليف تاريخ بيت المقدس ولما دخلت الفرنج وملكوا بيت المقدس في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة أسروا الرميلى ونودى عليه في البلاد ليفك بألف دينار بما عرفوا انه من علماء المسلمين فلم يفتكه أحد فقتل صبرا بظاهر أنطاكية وكان صدوقا متثبتا يكاد ان يعد من الحفاظ وقال غيث الأرمنازى قتلوه بالحجارة في ثاني عشر شوال سنة اثنتين وتسعين عند بيروت قلت وقتلوا في بيت المقدس نحوا من سبعين الفا ودام في أيديهم تسعين سنة فافتتحه السلطان صلاح الدين وفيها مات مقرئ دمشق أبو البركات بن طاوس عن تسع وسبعين سنة والمسند أبو الحسين احمد بن عبد القادر بن يوسف ومسند بلخ أبو القاسم احمد بن محمد بن محمد الخليلي الدهقان وله مائة سنة وسنة والعلامة أبو تراب عبد الباقى بن يوسف المراغى بنيسابور ومسند مصر القاضى أبو الحسن علي بن الحسن الخلعى الشافعي عن ثمانية وثمانين سنة والمسند أبو الحسن بن أيوب ببغداد (4/1229)
1047 - السمرقندي الحافظ الإمام الرحال أبو محمد الحسن بن احمد بن محمد بن قاسم بن جعفر الكوخميثنى ولد سنة تسع وأربع مائة وصحب الحافظ جعفر بن محمد المستغفري فأكثر عنه وتخرج به سمع من عبد الصمد العاصمى وحمزة (4/1230)
بن محمد الجعفري وبنيسابور أبا حفص بن مسرور وأبا عثمان العابونى وأبا سعيد الكنجرودي وببخارى وبلخ وصنف التصانيف روى عنه إسماعيل بن محمد التيمى ووجيه الشحامى وهبة الرحمن بن القشيري ومحمد بن جامع خياط الصوف والجنيد القائنى وخلق وأكبر شيخ له منصور الكاغذى قال أبو سعد السمعاني سألت إسماعيل الحافظ عنه فقال إمام حافظ سمع وجمع وصنف وقال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند الإمام الحافظ قوام السنة أبو محمد السمرقندي نزيل نيسابور لم يكن في زمانه في فنه مثله في الشرق والغرب له كتاب بحر الأسانيد في صحاح المسانيد جمع فيه مائة ألف حديث لو رتب وهذب لم يقع في الإسلام مثله وهو ثمان مائة جزء وقال عبد الغافر الفارسي هو عديم النظير في حفظه استوطن نيسابور وهو مكثر عن المستغفري مات في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وأربع مائة وله اثنتان وثمانون سنة رحمه الله تعالى أخبرنا إسحاق بن يحيى انا الحسن بن عباس انا عبد الواحد بن حمويه انا وجيه بن طاهر انا الحسن بن احمد السمرقندي الحافظ انا أبو طالب حمزة بن محمد الحافظ انا محمد بن احمد الحافظ نا أبو صالح الكرابيسي نا صالح بن محمد نا أبو الصلت الهروي نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال انا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد بابها فليأت عليا هذا الحديث غير صحيح وأبو الصلت هو عبد السلام متهم (4/1231)
1048 - البردانى الحافظ الإمام المتقن أبو علي احمد بن محمد بن احمد بن محمد بن حسن البغدادي ولد سنة ست وعشرين وأربع مائة وسمع من أبي طالب بن غيلان وأبي طالب العشارى وأبي إسحاق البرمكي وأبي محمد الجوهري وأبي الحسن الفزوينى وعبد العزيز بن علي الأزجى وأبي يعلى الفراء وأبي بكر الخطيب وخلق سواهم وما أظنه رحل قال السمعاني كان أحد المبرزين في صنعة الحديث وكان حنبليا استملى للقاضي أبي يعلى روى عنه إسماعيل بن محمد الحافظ قلت قد جمع مجلدا في المنامات النبوية وسمعنا منتقاه على الأمين الأسدي عن الساوي عن السلفي عنه وقد سأله السلفي عن كشف أحوال جماعة فأجاب وأجاد قال السلفي كان أبو علي احفظ وأعرف من شجاع الذهلي وكان ثقة نبيلا له مصنفات قلت وحدث عنه أيضا الوزير علي بن مراد وأحمد بن المقرب قرأت بخط أبي علي البردانى قال انا عثمان بن محمد بن دوست العلاف إجازة سنة ثمان وعشرين وأربع مائة وفيها مات أنبأ أبو بكر الشافعي فذكر حديثا مات أبو علي في شوال سنة ثمان وتسعين وأربع مائة وفيها مات محدث أصبهان المفيد الحافظ أبو بكر احمد بن محمد بن احمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني لم يحلق جده والمسند أبو المعالي ثابت بن بندار البغدادي البقال المقرىء وشيخ الحرم المحدث المفتى أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري عن ثمانين سنة والشريف المسند أبو الفضل محمد بن عبد السلام بن احمد الأنصاري ومسند خراسان أبو علي نصر الله بن احمد بن عثمان الخشنامى النيسابوري أخبرنا محمد بن أبي بكر الأسدي انا يوسف بن محمود انا احمد بن محمد الحافظ قال قرأت على أبي علي احمد بن محمد الحافظ انا محمد بن عبد الملك انا الحسين بن عمر انا حامد بن شعيب نا يحيى بن أيوب العابد نا إسماعيل بن جعفر أخبرني سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أبيه عن بن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه و سلم الستر ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه فقال اللهم هل بلغت ثلاث مرات انه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة الحديث (4/1232)
1049 - الغساني الحافظ الإمام الثبت محدث الأندلس أبو علي الحسين بن محمد بن احمد الجيانى الأندلسي ولد في المحرم سنة سبع وعشرين وأربع مائة وحمل عن حكيم بن محمد الحداني وحاتم بن محمد الأطرابلسي وأبي عمر بن عبد البر وأبي شاكر عبد الواحد الفيرى وأبي عبد الله بن عتاب والمحدث أبي عمرو بن الحذاء وسراج بن عبد الله القاضى وأبي الوليد الباجى وأبي العباس بن دلهاث وعدة ولم يخرج من الأندلس وكان من جهابذة الحفاظ البصراء (4/1233)
بصيرا بالعربية واللغة والشعر والأنساب صنف في ذلك كله ورحل الناس اليه وعولوا في النقل عليه وتصدر بجامع قرطبة وأخذ عنه الأعلام قال هذا وأكثر منه خلف بن بشكوال وقال انا عنه غير واحد ووصفوه بالجلالة والحفظ والنباهة والتواضع والصيانة قال السهيلي في الروض حدثني أبو بكر بن طاهر عن أبي علي الغساني ان أبا عمر بن عبد البر قال له أمانة الله في عنقك متى عثرت على اسم من أسماء الصحابة لم اذكره الا الحقته في كتابي يعنى الاستيعاب وقال بن بشكوال سمعت الحسن بن مغيث قال كان أبو علي من أكمل من رأيت علما بالحديث ومعرفة بطرقه وحفظا لرجاله عانى كتب اللغة وأكثر من رواية الأشعار وجمع من سعة الرواية ما لم يجمعه أحد أدركناه وصحح من الكتب ما لم يصححه غيره من الحفاظ فكتبه حجة بالغة جمع كتابا في رجال الصحيحين سماه تقييد المهمل وتمييز المشكل وهو كتاب حسن مفيد أخذه الناس عنه قال بن بشكوال سمعناه على القاضى أبي عبد الله بن الحجاج عنه لزم بيته مدة لزمانه لحقته قلت روى عنه تقييده محمد بن محمد بن الحكم الباهلى شيخ السلفي والعثمانى وممن روى عنه محمد بن احمد بن إبراهيم الجيانى الملقب بالبغدادي وأبو علي بن سكرة الصدفي أبو العلاء زهر بن عبد الملك الأيادى وعبد الله بن احمد بن سماك الغرناطي وعبد الرحمن بن احمد بن أبي ليلى الأنصاري الحافظ ويوسف بن يبقى النحوي وخلائق سواهم آخرهم مسند مراكش محمد بن عبد الله بن خليل القيسي سمع منه هذا صحيح مسلم وبقى الى سنة سبعين وخمس مائة توفى الإستاذ أبو علي في ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان سنة ثمان وتسعين وأربع مائة أخبرنا الحسن بن علي انا جعفر بن علي انا محمد العثماني انا محمد بن محمد الباهلى انا أبو علي الغساني انا حكيم بن محمد نا أبو بكر بن إسماعيل نا أبو القاسم البغوي إملاءا بمكة سنة عشرة وثلاث مائة نا هدبة بن خالد حدثنا المبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما تحاب رجلان في الله إلا كان افضلهما اشدهما حبا لصاحبه (4/1234)
1050 - عمر بن علي بن احمد بن الليث بن احمد بن الليث أبو مسلم الليثي البخاري الحافظ الجوال سمع الكثير ونسخ واستكتب وصنف وجمع سمع ببخارى من أبي سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي وعلي بن احمد بن خنباج التميمي ومحمد بن محمد بن حاضر الهراس ويوسف بن منصور السياري الحافظ الصفار وعبد الملك بن علي الإمام وعدة وبسمرقند المطهر بن محمد الخاقاني ومحمد بن جعفر الطبسى وبكش عبد العزيز بن احمد الحلواني وببلخ أبا عمر محمد بن احمد المستملى وبغزنة المحدث المظفر بن حسين وعلي بن محمد اللبان الدينوري والعيار وبهراة عطاء بن احمد وعدة وببوشنج منصور بن العباس التميمي وبمرو أبا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري وأبا غانم الكراعى وبنيسابور بن مسرور وأبا الحسن الفارسي ومحمد بن عبد العزيز الحيري (4/1235)
الحافظ وخلقا وبأصبهان عبد الرحمن بن منده وطبقته وبهمذان محمد بن عثمان القومسانى ودخل بغداد سنة ستين فسمع عبد الصمد بن المأمون وأقرانه روى عنه أبو الحسن بن الطيورى وعبد الله بن المجلى وأبو غالب بن البناء قال المؤتمن الساجي كان حسن المعرفة شديد العناية بالصحيح وقال شجاع الذهلي كان يحفظ ويفهم ويعرف شيئا من علم الحديث وكان قريب الأمر في الرواية وقال خميس الحوزى قال كتبت وكتب لي عشر رواحل وأثنى عليه أبو بكر بن الخاضبة قال أبو زكريا بن منده هو أحد من يدعى الحفظ إلا انه كان يدلس وكان متعصبا لأهل البدع احول شره وقاح كلما هاجت ريح قام معها وصنف مسند الصحيحين كتب الى احمد بن سلامة عن خليل بن بدر سمعت محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ يقول الحافظ الذين شاهدتهم أبو مسلم الليثي قدم علينا أصبهان وكان احفظ من رأيت للكتابين جمع بين الصحيحين في أربعين مشرسة كل واحدة منها قريبة من مجلد وقال شيرويه الديلمي قدم علينا ولم يقض لي السماع منه وكان يحفظ ويدلس حدثني عنه أبو القاسم بن النضر مات بخوزستان سنة ست وسنين وأربع مائة وقال أبو الفضل بن خيرون مات بالأهواز سنة ثمان وستين سمعت منه وسمع منى وكان فيه تمايل عن أهل العلم وعجب بنفسه (4/1236)
1051 - أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه بن مهمت الدهستانى الرواسي الحافظ الجوال سمع أبا حفص بن مسرور وأبا الحسين الفارسي وأبا عثمان الصابوني وطبقتهم بنيسابور والقاضي أبا يعلى الحنبلي وابن المسلمة وابن النقور ببغداد والحافظ أبا مسعود البجلي وغيره بدهستان وسمع بدمشق ومصر ومرو والجزيرة وسمع بحران من مبادر بن علي بن مبادر وصنف وجمع وأكثر جدا وكان إماما مبرزا في هذا الفن روى عنه شيخه أبو بكر الخطيب وأبو حامد الغزالي وصحح عليه الصحيحين وأبو حفص عمر بن محمد الجرجاني ومحمد بن عبد الواحد الدقاق والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي وهبة الله بن الأكفانى وإسماعيل بن محمد التيمى الحافظ ومحمد بن الحسن الجويني ومحمد بن يحيى فقيه نيسابور وآخرون وروى عنه السلفي بالإجازة خرج من طوس الى مرو لزيارة الإمام أبي بكر السمعاني وقد كان استدعاه ليأخذ عنه ويستفيد منه فسار فأدركته المنية بسرخس في ربيع الآخر سنة ثلاث وخمس مائة كما هو مؤرخ على بلاطة قبره قال الحافظ أبو جعفر محمد بن علي الهمذاني ما رأيت في تلك الديار احفظ من أبي الفتيان لا بل في الدنيا كلها كان كتابا جوالا دار الدنيا في طلب الحديث لقيته بمكة ورأيت الشيوخ يثنون عليه ويحسنون القول فيه ثم لقيته بجرجان وصار من إخواننا (4/1237)
قال أبو بكر السمعاني قال لي إسماعيل بن محمد بن الفضل بأصبهان كان عمر خريج أبي مسعود البجلي سمعته يقول دخل أبو مسعود دهستان فاشترى من أبي رأسا ودخل المسجد يأكله فبعثنى أبي اليه فقال لي تعرف شيئا قلت لا فقال لأبي سلمة الى فسلمنى اليه فحملنى الى نيسابور وأفادنى وانتهى امرى الى حيث انتهى قال بن نقطة سمع غير واحد من أهل العلم ان أبا الفتيان سمع من ثلاثة آلاف شيخ وست مائة شيخ وقال خزيمة بن علي المروزي الأديب سقطت أصابع عمر الرواسي في الرحلة من شدة البرد وقال الدقاق في رسالته ان عمر حدث بطوس بصحيح مسلم من غير أصله وهذا أقبح شيء عند المحدثين وحدثني ان مولده بدهستان في سنة ثمان وعشرين وأربع مائة وأنه سمع منه الحافظ هبة الله بن عبد الوارث في سنة ست وخمسين قال الرواسي أريد ان اخرج الى مرو وسرخس على طريقى وقد قيل انها مقبرة العلم فلا أدري كيف يكون حالى بها فمات بها قال بن طاهر وغيره الرواسي نسبة الى بيع الرؤوس قال بن ماكولا كتب الرواسي عنى وكتبت عنه ووجدته ذكيا قال السمعاني سمعت احمد بن محمد السرخسي يقول لما قدم عمر الرواسي حدث بسرخس وأملى فحضره جماعة كثيرة فقال انا اكتب أسماء الجماعة على الأصل بخطى وفي المجلس الثاني إذا حضرت الجماعة فأثبت أسماءهم كلهم عن ظهر قلب وما احتاج ان اسألهم وقيل كانوا نحوا من سبعين نفسا قال عبد الغافر بن إسماعيل عمر الرواسي مشهور عارف بطرق (4/1238)
الحديث كتب الكثير وجمع الأبواب وصنف وكان سريع الكتابة وكان على سيرة السلف مقلا معيلا خرج من نيسابور الى طوس فأكرمه الغزالي وأنزله عنده وقرأ عليه الصحيح ثم سرحه قلت ومات معه في سنة ثلاث مسند أصبهان أبو سعد محمد بن محمد بن احمد بن سيده المطرز عن اثنتين وتسعين سنة ومسند بغداد أبو بكر احمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن التمار وله أيضا ثنتان وتسعون سنة أخبرنا أبو المعالي محمد بن احمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن علي الجذامي بالإسكندرية ثنا جدي انا أبو طاهر الحافظ قال كتب الى أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الحافظ نا احمد بن محمد البجلي الحافظ ثنا محمد بن احمد بن يعقوب الزرقي وزرق من قرى مرو ثنا أبو حامد احمد بن عيسى بن مهدى املاءا ثنا محمد بن رزام المروزي ثنا محمد بن أيوب الهنائي ثنا حميد بن أبي حميد عن عبد الرحمن بن دلهم عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حفظ على أمتى حديثا واحدا كان له أجر أحد وسبعين نبيا صديقا قال أبو الفتيان كتبه عنى أبو بكر الخطيب الحافظ بصور قلت هذا مما تحرم روايته الا مقرونا بأنه مكذوب من غير تردد وقبح الله من وضعه وإسناده مظلم وفيهم بن رزام كذاب لعله آفته أخبرنا احمد بن هبة الله بن احمد عن محمد بن صاعد بن سعيد الطوسي انا أبي انا عمر بن أبي الحسن الحافظ املاءا بطوس انا احمد بن عبد الرحيم النيسابوري انا أبو الحسين الخفاف انا السراج ثنا قتيبة انا أبو عوانة عن قتادة عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم كان أخف الناس صلاة في تمام وأخبرنا بن عساكر وابن أبي عصرون عن أبي روح الهروي انا محمد بن إسماعيل انا المحلم بن إسماعيل انا الخليل بن احمد السجزي ثنا محمد بن إسحاق السراج فذكره رواه مسلم عن قتيبة (4/1239)
1052 - شجاع بن فارس بن حسين بن فارس بن الحسين بن غريب الحافظ الإمام أبو غالب الذهلي الشيباني السهروردي البغدادي الحريمى ولد سنة ثلاثين وأربع مائة وسمع أبا طالب بن غيلان وعبد العزيز بن علي الأزجى وأبا محمد بن المقتدر الأمين وأبا محمد الجوهري وأبا جعفر بن المسلمة وأبا بكر الخطيب فمن بعدهم الى ان نزل وسمع من أصحاب أبا القاسم بن بشران ومن أقرانه حدث عنه إسماعيل بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وابن ناصر عمر بن ظفر وأبو طاهر السلفي وسليمان بن جروان وآخرون قال أبو سعد السمعاني نسخ بخطه كثيرا من التفسير والحديث والفقه ما لم ينسخه أحد من الوراقين قال لي عبد الوهاب الأنماطي دخلت يوما فقال لي توبتى فقلت من أي شيء قال كتبت شعر بن الحجاج بخطى سبع مرات قال عبد الوهاب قلما يوجد بلد من بلاد الإسلام الا فيه بخطه شيء وكان مفيد وقته ببغداد ثقة سديد السيرة افنى عمره في الطلب وكان قد عمل مسودة تاريخ بغداد ذيل به على تاريخ الخطيب فغسله في مرض موته قلت (4/1240)
للسلفي سؤالات لشجاع عن المشايخ سمعناه متصلا مات في ثالث جمادى الأولى سنة سبع وخمس مائة وفيها مات المقرىء المسند أبو بكر احمد بن علي بن بدران الحلواني ببغداد وهو في عشر التسعين وشيخ المالكية أبو العباس احمد بن محمد بن عروس ببغداد عن أربع وتسعين سنة له إجازة من بن شاذان والعلامة مؤلف المستظهرى في المذهب أبو بكر محمد بن احمد بن الحسين الشاشي الشافعي ببغداد وله ثمان وسبعون سنة والعلامة شيخ الأدب أبو المظفر محمد بن أبي العباس احمد بن محمد الأموي المعافري الأبيوردى الشاعر وأبو بكر محمد بن عيسى اللخمي بن اللبانة شاعر الأندلس والحافظان بن طاهر والمؤتمن الساجي أخبرنا أبو علي الحسن بن علي انا أبو الحسن بن المفر ح وانا محمد بن بلغزا انا البهاء عبد الرحمن قالا انا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن الشيباني انا شجاع بن فارس ومحمد بن الحسين الإسكاف قالا انا محمد بن علي الخياط زاد شجاع فقال وانا وأبو طالب العشارى وأبو سعد بن السبط قالوا ثنا احمد بن محمد بن دوست ثنا الحسين بن صفوان ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا الحسن بن عبد العزيز عن ضمرة عن بن شوذب قال اجتمع مالك بن دينار ومحمد بن واسع فتذاكروا العيش فقال مالك ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلة يعيش فيها فقال محمد طوبى لمن وجد غداء ولم يجد عشاء ووجد عشاء ولم يجد غداء وهو عن الله راض والله عنه راض (4/1241)
1053 - محمد بن طاهر بن علي الحافظ العالم المكثر الجوال أبو الفضل المقدسي ويعرف بابن القيسرانى الشيباني سمع ببلده من الفقيه نصر وأبي عثمان بن ورقاء وعدة وببغداد أبا محمد الصريفيني وأبا الحسين بن النقور وطبقتهما وبمكة الحسن بن عبد الرحمن الشافعي وسعد بن علي الزنجاني وبمصر من أبي إسحاق الحبال وبالثغر من الحسين بن عبد الرحمن الصفراوى وبتنيس من علي بن الحسين بن الحداد حدثه عن جده عن الوشى عن عيسى بن حماد زغبه وبدمشق من أبي القاسم بن أبي العلاء وبحلب من الحسن بن مكي وبالجزيرة من عبد الوهاب بن محمد التميمي صاحب أبي عمر بن مهدى وبأصبهان من عبد الوهاب بن منده وبنيسابور من الفضل بن المحب وبهراة من محمد بن أبي مسعود الفارسي وبجرجان من إسماعيل بن مسعدة وبآمد من قاسم بن احمد الأصبهاني الخياط حدثه عن بن جشنس عن بن صاعد ولقي بأستراباذ علي بن عبد الملك الحفصى صاحب هلال الحفار وببوشنج عبد الرحمن بن محمد بن عفيف وبالبصرة عبد الملك بن شغبة وبالدينور بن عباد صاحب أبي بكر بن لال وبالري إسماعيل بن علي صاحب أبي زكريا المزكى وبسرخس محمد بن المظفر حدثه عن رجل عن محمد بن حمدويه المروزي وبشيراز علي بن محمد الشروطي حدثه عن أبي الليث عن أبي جعفر بن البخترى ولقي بقزوين محمد بن إبراهيم العجلي صاحب أبي عمر بن مهدى وبالكوفة أبا القاسم حسين بن محمد وبالموصل هبة الله بن احمد المقرىء وبمرو (4/1242)
المهربندقشائي وسمع بمروالروذ وبالرحبة ونوقان وبالحرمين ونهاوند وهمذان وواسط وساوة واسد آباذ والأنبار واسفرايين وآمل والأهواز وبسطام وخسروجرد وغير ذلك روى عنه شيرويه بن شهردار وأبو جعفر بن أبي علي وأبو نصر الغازي وعبد الوهاب الأنماطي وابن ناصر والسلفى وولده أبو زرعة ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي وآخرون قال أبو القاسم بن عساكر سمعت محمد بن إسماعيل الحافظ يقول احفظ من رأيت بن طاهر وقال أبو زكريا بن منده كان بن طاهر أحد الحفاظ حسن الاعتقاد جميل الطريقة صدوقا عالما بالصحيح والسقيم كثير التصانيف لازما للأثر قال السلفي سمعت بن طاهر يقول كتبت الصحيحين وسنن أبي داود سبع مرات بالأجرة وسنن بن ماجة عشر مرات بالري قال السمعاني سألت أبا الحسن الكرخي الفقيه عن بن طاهر فقال ما كان على وجه الأرض له نظير وكان داودى المذهب قال اخترت مذهب داود قلت لم قال كذا اتفق فسألته من أفضل من رأيت فقال سعد الزنجاني وعبد الله الأنصاري قال أبو مسعود عبد الرحيم الحاجى سمعت بن طاطر يقول بلت الدم في طلب الحديث مرتين مرة ببغداد ومرة بمكة كنت أمشي حافيا في الحر فلحقنى ذلك وما ركبت دابة قط في طلب الحديث وكنت احمل كتبي على ظهري وما سألت في حال الطلب أحدا كنت اعيش على ما يأتى وقيل كان يمشى دائما في اليوم والليلة عشرين فرسخا وكان قادرا على ذلك وقد ذكره الدقاق في رسالته فحط عليه وقال كان صوفيا ملامتيا سكن الري ثم همذان له كتاب صفوة (4/1243)
التصوف وله أدنى معرفة بالحديث في باب شيوخ البخاري ومسلم وغيرهما قلت هو احفظ منك بكثير يا هذا ثم قال وذكر لي عند الإباحة قلت بل الرجل مسلم معظم للآثار وإنما كان يرى إباحة السماع لا الإباحة المطلقة التي هي ضرب من الزندقة والإنحلال وقال بن ناصر بن طاهر لا يحتج به صنف في جواز النظر الى المرد وكان يذهب مذهب الإباحة قلت معلوم جواز النظر الى الملاح عند الظاهرية وهو منهم قال أبو سعد السمعاني سألت إسماعيل الحافظ عن بن طاهر فتوقف ثم أساء الثناء عليه وسمعت بن عساكر يقول جمع بن طاهر أطراف الصحيحين وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأخطأ في مواضع خطأ فاحشا قال بن ناصر كان لحنة ذا تصحيف قرأوا أن جبينه ليتقصد عرقا بالقاف فقلت بالفاء فكابرنى قال السلفي كان فاضلا يعرف لكنه لحنة قال لي المؤتمن كان عند شيخ الإسلام بهراة فكان الشيخ يحرك رأسه فيقول لا حول ولا قوة الا بالله قال بن طاهر مولدي سنة ثمان وأربعين وأربع مائة في شوال وأول سماعي في سنة ستين ودخلت الى بغداد في سنة سبع وستين ثم رجعت وأحرمت من بيت المقدس بحجة قال بن عساكر مصنفاته كثيرة لكنه كثير الوهم وله شعر حسن وكان لا يحسن النحو قال المبارك بن كامل أنشدنى بن طاهر لنفسه ... ساروا بها كالبدر في هودج ... يميس محفوفا بأترابه (4/1244)
فاستعبرت تبكي فعاتبتها ... خوفا من الواشى وأصحابه ... وقلت لا تبك على هالك ... بعدك ما يبقى على ما به ... للموت أبواب وكل الورى ... لا بد ان يدخل من بابه ... واحسن الموت بأهل الهوى ... من مات من فرقة احبابه قال شيرويه في تاريخ همذان بن طاهر سكن همذان وبنى بها دارا وكان ثقة حافظا عالما بالصحيح والسقيم حسن المعرفة بالرجال والمتون كثير التصانيف جيد الخط لازما للأثر بعيدا من الفضول والتعصب خفيف الروح قوى السير في السفر قال شجاع الذهلي مات بن طاهر عند قدومه بغداد من الحج يوم الجمعة في ربيع الأول وقال أبو المعمر في نصف ربيع الأول سنة سبع وخمس مائة أخبرنا القاضى أبو محمد صالح بن ثامر الفرضي انا يوسف بن خليل انا محمد بن إسماعيل الطرسوسي ح وانبأنا احمد بن أبي الخير عن الطرسوسي انا محمد بن طاهر الحافظ لفظا في سنة ست وخمس مائة انا الفضل بن عبد الله المفسر انا أبو الحسين احمد بن محمد الزاهد ثنا أبو العباس السراج ثنا غياث بن جعفر ثنا سفيان عن عثمان بن أبي سليمان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل ان يجلس هذا حديث صحيح متفق على ان الأمر فيه أمر ندب رواه الأئمة من طريق مالك بن أنس وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وغيرهما عن عامر بن عبد الله وروايتنا هذه غريبة والله اعلم (4/1245)
1054 - بن مرزوق هو الحافظ المتقن أبو الخير عبد الله بن مرزوق الهروي مولى شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري ولد سنة إحدى وأربعين وأربع مائة وسمع أبا عمر المليحى ومولاه أبا إسماعيل وأحمد بن أبي نصر الكوفانى وعدة بهراة وأبا القاسم بن البسري وأبا نصر الزينبي ببغداد وأبا الفضل محمد بن احمد العارف بالطبسين ويحيى بن الحسين الشريف بالري وعبد الرحمن بن منده وطبقته بأصبهان وبهمذان والكوفة وواسط وعنى بهذا الشأن وكان موصوفا بالحفظ والمعرفة وحسن السيرة وكان به صمم فلما شاخ اشتد ذلك سمع منه آحاد الطلبة واستوطن أصبهان قال إسماعيل الحافظ هو حافظ للحديث متقن قال أبو موسى المديني ثنا الحافظ الزاهد العالم أبو الخير الهروي وكان ثقيل الأذن قال ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وخمس مائة وقال اليونارتى صحب أبو الخير الحفاظ وثافنهم ذو إتقان وطلب وحب للحديث وهو مقبل على شأنه
1055 - الموتمن بن احمد بن علي بن الحسين الحافظ الحجة أبو نصر الربعي الديرعاقولى ثم البغدادي المعروف بالساجى محدث بغداد سمع أبا الحسين بن النقور وعبد العزيز بن علي الأنماطي وأبا القاسم بن البسري وعبد الله بن الحسن الخلال وأبا نصر الزينبي وإسماعيل بن مسعدة وطبقتهم ببغداد وكان أولا قد سمع من أبي بكر الخطيب بصور (4/1246)
ومن أبي عثمان بن ورقاء ببيت المقدس والحسن بن مكي الشيزرى بحلب وسمع بأصبهان أبا عمرو بن منده وطبقته وبنيسابور أبا بكر بن خلف وطبقته وبهراة شيخ الإسلام أبا إسماعيل وطبقته وبالبصرة أبا علي التستري وطبقته وأكب على الطلب ببغداد مدة ثم تزهد وانقطع وأقبل على شأنه روى عنه سعد الخير الأندلسي وابن ناصر وأبو المعمر الأنصاري ومحمد بن أبي بكر الشيحى وأبو طاهر السلفي وأبو سعد بن البغدادي ومحمد بن علي بن فولاد وآخرون قال أبو الوقت كان شيخ الإسلام إذا رأى المؤتمن قال لا يمكن أحدا ان يكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ما دام هذا حيا وقال الضياء بن هبة الله سألت السلفي عن المؤتمن الساجي فقال حافظ متقن لم أر أحسن قراءة للحديث منه تفقه في صباه على الشيخ أبي إسحاق وكتب الشامل بخطه عن بن الصباغ ثم خرج الى الشام وسكن القدس زمانا وقال لي انه سمع من الخطيب حديثا واحدا ولم يكن عنده به نسخة انتفعت بصحبته وقال أبو نصر الفاهى أقام المؤتمن بهراة نحو عشر سنين وقرأ الكثير وكتب جامع الترمذي ست مرات وكان فيه صلف وقناعة وعفة واشتغال بما يعنيه قال أبو بكر السمعاني ما رأيت بالعراق من يفهم الحديث غير رجلين المؤتمن ببغداد وإسماعيل التيمى بأصبهان وقال يحيى بن منده قدم الساجي وسمع من أبي كتاب معرفة الصحابة وكتاب التوحيد والأمالى وحديث بن عيينة لجدى فلما أخذ في قراءة غرائب شعبة وبلغ الى حديث عمر في لبس الحرير كان الوالد في حال الانتقال الى الله وقضى نحبه عند انتهاء ذلك بعد العشاء الآخرة هذا ما رأينا ثم قدم بن طاهر وقرأنا عليه جزءا من مجموعاته فيه سمعت أصحابنا بأصبهان يقولون إنما تمم الساجي كتاب معرفة الصحابة على أبي عمرو بعد موته وذلك انه كان يقرأ عليه وهو في النزع ومات وهو يقرأ وكان يصاح به تريد ان تغسل الشيخ فلما سمعت هذه الحكاية قلت ما جرى ذلك يجب ان يصلح هذا فإنه كذب وأما قراءة معرفة الصحابة فكان قبل موت الوالد بشهرين وكان المؤتمن والله ورعا زاهدا صابرا على الفقر رحمه الله تعالى قال بن ناصر سألت المؤتمن عن مولده فقال في صفر سنة خمس وأربعين وأربع مائة وتوفى في صفر سنة سبع وخمس مائة وصليت عليه وكان عالما فهما ثقة مأمونا سمعت أبا الحسين اليونينى انا جعفر انا السلفي سمعت المؤتمن الساجي يقول ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني احفظ من أبي بكر الخطيب وسمعت المؤتمن يقول كان أبو بكر يعنى الخطيب يقول من صنف فقد جعل عقله في طبق يعرضه على الناس (4/1247)
1056 - الأعمش الحافظ الإمام الأديب أبو العلاء حمد بن نصر بن احمد بن محمد بن معروف الهمذاني شيخ حافظ ثقة مكثر سمع بهمذان من عبيد الله بن الحافظ بن منده وأبي مسلم بن غزو النهاوندي وأبي محمد بن ماهلة وطبقتهم وكان مولده في سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة (4/1248)
روى عنه أبو طاهر السلفي وأبو العلاء العطار والطائى وجماعة وكان مع بصره بهذا الشأن عارفا بفقه احمد بن حنبل ناصرا للسنة عالما بالعربية وافر الجلالة بهمذان أملى عدة مجالس من حفظه قال أبو سعد السمعاني أجاز لي مروياته وكان عارفا بالحديث حافظا ثقة سمع الكثير بنفسه وأملى وحدث ثم سمى شيوخه قرأت على احمد بن عبد الكريم بن عبد الأعلاقي أخبركم نصر بن جرو قال انا احمد بن محمد الحافظ سمعت حمد بن نصر الحافظ بهمذان سمعت علي بن حميد الحافظ سمعت طاهر بن عبد الله الحافظ سمعت احمد بن عمر الزجاج الحافظ يقول لما أملى صالح بن احمد الحافظ بهمذان كانت له أرض فباعها بسبع مائة دينار ونثرها على محابر أصحاب الحديث حدث بهذه الحكاية أبو سعد السمعاني عن شيخ سماه عن السلفي فكأنى سمعتها من أبي سعد قال السمعاني مات حمد في عاشر شوال سنة اثنتي عشرة وخمس مائة وفيها مات أمير المؤمنين المستظهر بالله احمد بن المقتدى وشمس الأئمة أبو الفضل بكر بن محمد بن علي الأنصاري الجابرى البخاري الزرنجرى مفتي ما وراء النهر وكان تلميذ شمس الأئمة السرخسي وشمس الأئمة الحلواني وببغداد شيخ الحنفية أيضا العلامة نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الهاشمي الزينبي راوي الصحيح عن كريمة المروزية والعلامة الأصولى أبو القاسم سلمان بن ناصر الأنصاري النيسابوري عن سن عالية والمسند المعمر أبو العلاء عبيد بن محمد القشيري النيسابوري عن خمس وتسعين سنة وهو خاتمة من روى عن عبد القاهر بن طاهر الأصولى والمعمر أبو عبد الله عيسى بن شعيب السجزي والد أبي الوقت عن ازيد من مائة عام تفرد بالسماع من علي بن بشرى والعلامة المعمر أبو عبد الله محمد بن عتيق التميمي القيراونى الأشعري المقرى المعروف بابن أبي كدية قرأ على بن نفيس بمصر والحافظ محمود بن الفضل الأصبهاني أخبرتنا فاطمة بنت جوهر انا بن الزبيدي انا أبو الفتوح الطائي انا زين الحفاظ حمد بن نصر انا عبد الرحمن بن غزو العطار انا احمد بن فراس بمكة ثنا محمد بن إبراهيم الديبلى ثنا الحسين بن الحسن المروزي انا محمد بن أبي عدى ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال أهديت لرسول الله صلى الله عليه و سلم حلة من حرير فجعل اصحابه يلمسونها ويتعجبون من لينها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم مناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل أو خير مما ترون أخرجاه من حديث شعبة (4/1249)
1057 - بن منده الحافظ العالم المسند أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن الحافظ الشيخ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني العبدي سمع أباه وعميه عبد الرحمن الحافظ وعبيد الله التاجر وأبا بكر بن ريذة صاحب الطبراني وأبا طاهر بن عبد الرحيم صاحب أبي الشيخ وأبا العباس احمد بن محمد القصاص وأحمد بن محمود الثقفى ومحمد بن علي الجصاص وإبراهيم بن منصور سبط بحرويه (4/1250)
وأبا الفتح علي بن محمد الدليلى ومحمد بن علي بن الحسين والجوزدانى وأبا بكر احمد بن منصور المغربي وسعيد العيار وأبا الوليد الحسن بن محمد الدربندي وأبا الفضل عبد الرحمن بن احمد الرازي الزاهد وأبا بكر البيهقي وخلقا كثيرا وله إجازة من أبي طالب بن غيلان وجماعة حج سنة ثمان وتسعين وأربع مائة وأملى ببغداد ومن مسموعاته كتاب المعجم الكبير للطبرانى من بن ريذة حدث عنه عبد الوهاب الأنماطي ويحيى بن عبد الغافر بن الصباغ وعلي بن أبي تراب وابن ناصر والسلفى وعبد الحق اليوسفي وأبو محمد بن الخشاب وخلق آخرهم موتا محمد بن إسماعيل الطرسوسي ذكره أبو سعد السمعاني وقال هو جليل القدر وافر الفضل واسع الرواية ثقة حافظ مكثر صدوق كثير التصانيف حسن السيرة بعيد من التكلف أوحد بيته في عصره خرج التاريخ لنفسه ولجماعة من شيوخنا وأجاز لي مسموعاته وسألت إسماعيل بن محمد الحافظ عنه فأثنى عليه ووصفه بالحفظ والمعرفة والدراية وسمعت محمد بن أبي نصر الفتوانى الحافظ يقول بيت بنى منده بدىء بيحيى وختم بيحيى قرأت بخط اليونارتى مولد يحيى بن منده في شوال سنة أربع وثلاثين وأربع مائة وكتب الى معمر بن الفاخر انه توفى يوم النحر سنة إحدى عشرة وقيل توفى في ثاني عشر ذي الحجة وفيها مات شيخ القراء خطيب قرطبة أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن النخاس عن أربع وثمانين سنة وشيخ بغداد أبو طاهر عبد الرحمن بن احمد بن عبد القادر بن يوسف اليوسفي ومسند أصبهان أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرحي الأصبهاني عن أربع وتسعين سنة ومسند العراق أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان الكرجي الكاتب خاتمة من سمع من بن شاذان أخبرنا محمد بن يوسف الأديب انا عبد الوهاب بن طاهر انا أبو طاهر السلفي ثنا يحيى بن عبد الوهاب الحافظ املاء بانتخابى انا أبو طاهر احمد بن محمود انا أبو بكر محمد بن إبراهيم الخازن نا احمد بن عمر بن يوسف بن جوصا ثنا معاوية بن عمرو ثنا حريز بن عثمان قلت لعبد الله بن بسر هل كان في رأس رسول الله صلى الله عليه و سلم من شيب قال كان في رأسه شعرات بيض كان إذا ادهن يتغيبن (4/1251)
1058 - محمود بن الفضل بن محمود الحافظ العالم مفيد الجماعة أبو نصر الأصبهاني الصباغ نزيل بغداد سمع عبد الرحمن بن منده وأخاه عبد الوهاب وأبا الفضل البزانى وأبا بكر بن ماجة وعائشة بنت الحسن الوركانية وطبقتهم روى اليسير وقد كتب بخطه السريع الرفيع ما لا يوصف كثرة وكان حميد الطريقة مفيدا للغرباء نسخ الكتب المطولة قال شيرويه الديلمي قدم علينا همذان وكان حافظا ثقة يحسن هذا الشأن حسن السيرة عارفا بالأسماء والنسب مفيدا للطلبة وقال غيره لحق ببغداد رزق الله التميمي وطرادا الزينبي وطبقتهما وأصحاب أبي طالب بن غيلان فمن دونهم حتى كتب عن أصحاب أبي القاسم بن البسري ونحوه روى عنه بن ناصر وأبو الفتح بن عبد السلام الكاتب والمبارك بن كامل وغيرهم قال السلفي كان رفيقنا محمود بن الفضل يطلب الحديث ويكتب العالي والنازل فعاتبته في كتبه النازل فقال والله إذا رأيت سماع هؤلاء لا اقدر على تركه فرأيته بعد موته فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي بهذا وأخرج من كمه جزءا مات محمود بن الفضل في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وخمس مائة (4/1252)
1059 - بن سكرة الإمام الحافظ البارع أبو علي الحسين بن محمد بن فيرة بن حيون الصدفي السرقسطي الأندلسي سمع القاضى أبا الوليد الباجى وطائفة وببلنسية من أبي العباس بن دلهاث العذري وبالمرية محمد بن سعدون القروى ثم حج سنة إحدى وثمانين وأربع مائة فدخل على أبي إسحاق الحبال فأجاز له ولم يقدر على السماع لمنع المصريين الخلفاء للحبال وسمع بالبصرة من عبد الملك بن شغبة وحفص بن محمد العباداني وعدة وببغداد علي بن الحسين بن قريش وعاصم بن الحسن ومالك بن احمد البانياسي وأبا عبد الله الحميدي وبواسط أبا المعالي محمد بن عبد السلام بن احمولة وبالأنبار أبا الحسن بن الأخضر الخطيب وتفقه على أبي بكر الشاشي وأخذ بدمشق عن الفقيه نصر المقدسي ورجع الى الأندلس بعلم جم فنزل مرسية وتصدر للإفادة والإقراء بجامعها ورحل الناس اليه وكان عالما بالقراءات تلا على أصحاب الحمامي وله الباع الطويل في الرجال والعلل والأسماء والجرح والتعديل مليح الخط متقن الضبط حافظا للمتن والإسناد قائما (4/1253)
على إقراء الصحيحين وجامع أبي عيسى ولي قضاء مرسية ثم استعفى منه وأقبل على نشر العلم وتأليفه وكان صالحا عاملا بعلمه حليما متواضعا قال بن بشكوال هو أجل من كتب الى بالإجازة قال القاضى عياض في أول المشيخة التي خرجها لأبي علي عن مائة وستين شيخا إن أبا علي أكره على قضاء فوليه ثم اختفى حتى اعفى عنه قال وقرأ بروايات فتلا لقالون على رزق الله التميمي وقرأ بروايات على أبي الفضل بن خيرون وذكر ان الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي كتب عنه ثلاثة أحاديث قلت روى عنه بن صابر الدمشقي وأخوه أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي والقاضي عياض فسمع منه عياض صحيح مسلم وقال حدثنا به عن أبي العباس العذري عن احمد بن الحسن بن بدران الرازي الى ان قال واستشهد أبو علي في وقعة قنندة بثغر الأندلس لست بقين من شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة وخمس مائة وله نحو من ستين سنة وكان عيشه من كسب بضاعة مع ثقات إخوانه قلت فيها توفى المسند أبو المعالي احمد بن علي بن البخاري البغدادي البزاز يقال له بن البخورى أو بن المبخر كان يبخر الناس يوم الجمعة عاش أبو المعالي أربعا وثمانين سنة وعنده بن غيلان ومقرىء الإسكندرية أبو علي الحسن بن خلف بن سمة القزويني والعلامة أبو نصر عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري ومقرىء الأندلس أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع المريى ومسند دمشق أبو الحسن علي بن الحسين السلمي بن الموازينى ومسند أصبهان أبو منصور محمد بن إسماعيل الصيرفي الأشقر الأصبهاني عن ثلاث وتسعين سنة رحمهم الله تعالى أخبرنا القاضى معين الدين علي بن أبي العباس بالثغر قال قرأت على الحافظ أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الأنصاري سنة ست وأربعين وست مائة عن الحافظ أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله انا أبو الفضل عياض بن موسى القاضى ثنا حسين بن علي الصدفي انا أبو الوليد سليمان بن خلف ثنا أبو ذر الحافظ ثنا أبو محمد السرخسي وأبو إسحاق وأبو الهيثم قالوا ثنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا قتيبة ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بعثت من خير قرون بنى آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت منه ووقع لنا في الصحيح أعلى بثلاث درج (4/1254)
1060 - بن مفوز الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن حيدرة بن مفوز بن احمد بن مفوز المعافري الشاطبى حدث عن عمه طاهر الحافظ وأبي علي الغساني فأكثر جدا وعن محمد بن الفرج الطلاعى وأبي مروان بن سراج وطبقتهم وله إجازة من أبي عمر بن الحذاء والقاضي أبي الوليد الباجى وكان حافظا متقنا ضابطا عارفا بالأدب وفنونه حدث بقرطبة وخلف شيخه أبا علي الحافظ في الإفادة وله رد على بن حزم رأيته مات في سنة خمس عشرة وخمس مائة عن اثنتين وأربعين سنة
1061 - الدقاق الحافظ المفيد الرحال أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد الأصبهاني (4/1255)
كان يقول عرفت بين المحدثين بصديقى أبي علي الدقاق سألونى بأي شيء نكتب تعريف سماعك فقلت بالدقاق ومولدى بمحلة جرواءان سنة بضع وثلاثين وأربع مائة وسمعت من أبي المظفر عبد الله بن شبيب وأحمد بن الفضل الباطرقانى وعبد الرحمن بن احمد الرازي المقرىء وسعيد العيار وعبد الرحمن بن منده وسمعت من ستة من أصحاب بن المقرىء وأول ما أمليت بسرخس في سنة أربع وسبعين سمع من الإمام أبو عبد الله العميرى ودخلت لطلب الحديث طوس وهراة وبلخ ومرو وبخارى وسمرقند وكرمان وجرجان ونيسابور فما زال يعد حتى سمى مائة وعشرين مكانا ثم قال فأما الذين كتبت عنهم بأصبهان فأكثر من ألف إن شاء الله والذين في الرحلة فأكثر من ألف أخرى وكان الدقاق صالحا فقيرا متعففا صاحب سنة واتباع الا انه كان يبالغ في تعظيم عبد الرحمن شيخه ويؤذى الأشعرية قال السلفي سمعت إسماعيل بن محمد الحافظ يقول ما اعرف أحدا احفظ لغرائب الأحاديث وغرائب الأسانيد من أبي عبد الله الدقاق قلت حدث عنه أبو طاهر السلفي وأبو سعيد محمد بن عبد الواحد الصائغ وخليل بن أبي الرجاء الرازي وطائفة قال عبد الرحمن بن أبي الوفاء فيما أنبأنا بن الخلال عن كريمة سماعا عنه قال توفى الحافظ أبو عبد الله الدقاق ليلة الجمعة سادس شوال سنة ست عشرة وخمس مائة قلت فيها مات المسند أبو علي الحسن بن محمد بن إسحاق الباخرحى ببغداد عن تسع وسبعين سنة والمسند الكبير أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي عن بضع وثمانين سنة والعلامة شيخ الأدب أبو محمد القاسم بن علي بن محمد الحرامى البصري الحريري صاحب المقامات وشيخ المقرئين أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر عتيق بن خلف الصقلي مصنف التجريد بالإسكندرية والحافظ أبو محمد السمرقندي ومحى السنة أبو محمد البغوي أخبرنا احمد بن سلامة في كتابه عن خليل بن بدر انا محمد بن عبد الواحد الحافظ سماعا في سنة خمس عشرة وخمس مائة أخبرني المفتى أبو بكر محمد بن محمد الزرنجرى ببخارى انا أبو سهل احمد بن علي انا بن حاجب ثنا بن مطر ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عبد السلام بن مطهر ثنا عمر بن علي عن معن بن محمد عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال اعذر الله الى امرئ أخر أجله حتى يبلغه ستين سنة وأخبرنا محمد بن عبد الرحيم القرشي انا عبد الوهاب بن علي انا أبو طاهر بن سلفة انا محمد بن عبد الواحد الحافظ انا عبد الواحد بن احمد المؤدب انا أبو احمد بن يعقوب انا احمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا احمد بن منيع ثنا هشيم انا مغيرة عن الشعبي عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم شرب من ماء زمزم وهو قائم (4/1256)
1062 - البغوي الإمام الحافظ الفقيه المجتهد محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء الشافعي صاحب معالم التنزيل وشرح السنة والتهذيب والمصابيح وغير ذلك تفقه على القاضى حسين صاحب التعليقة وحدث عنه (4/1257)
وعن أبي عمر عبد الواحد بن احمد المليحى وأبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي ويعقوب بن احمد الصيرفي وعلي بن يوسف الجويني وأبي الحسن محمد بن محمد الشيرزى روى عنه أبو منصور محمد بن اسعد العطارى المعروف بحفدة وأبو الفتوح محمد بن محمد الطائي وأهل مرو وبورك له في تصانيفه لقصده الصالح فإنه كان عن العلماء الربانيين كان ذا تعبد ونسك وقناعة باليسير وكان يأكل كسرة وحدها فعذلوه فصار يأكلها بزيت وكان أبوه يعمل الفراء ويبيعها ولعل محيي السنة بلغ ثمانين سنة ويلقبونه أيضا ركن الدين وآخر من روى عنه بالإجازة أبو المكلام فضل الله بن محمد التوقانى شيخ حيي الى حدود الست مائة وأجاز لشيخنا الفخر على المقدسي وتوفى محيي السنة بمدينة مرو الروذ في شوال سنة ست عشرة وخمس مائة ودفن شيخه القاضى حسين أخبرنا عمر بن إبراهيم بن حسين الكاتب وعبد الخالق بن عبد السلام الشافعي وأحمد بن محمد بن سعد وإسماعيل بن عبد الرحمن وأحمد بن عبد الرحمن وأحمد بن عبد الحميد بن قدامة وخديجة بنت الرضى قالوا انا محمد بن الحسين بن بهرام الصوفي انا محمد بن اسعد العطارى سنة سبع وستين وخمس مائة انا محيي السنة الحسين بن مسعود الفقيه انا أبو الحسن محمد بن محمد انا أبو علي زاهر بن احمد انا إبراهيم بن عبد الصمد انا أبو مصعب عن مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني عن أبيه انه أخبره ان أبا سعيد الخدري قال له انى أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوتك أو صوت المؤذن جن ولا أنس ولا شيء الا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم (4/1258)
1063 - شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرة المحدث الحافظ مفيد همذان ومصنف تاريخها ومصنف كتاب الفردوس سمع يوسف بن محمد بن يوسف المستملى وسفيان بن الحسين بن فنجويه وعبد الحميد بن الحسن الفقاعى وأبا الفضل محمد بن عثمان القومسانى وأبا الفرج علي بن محمد الجريري وأحمد بن عيسى الدينوري وخلائق بهمذان وعبد الوهاب بن منده وطبقته بأصبهان وأبا منصور عبد الباقي بن محمد العطار وأبا القاسم بن البسر وخلقا ببغداد وبقزوين وأماكن قال يحيى بن منده هو شاب كيس حسن الخلق والخلق ذكى القلب صلب في السنة قليل الكلام قلت هو حسن المعرفة وغيره أتقن منه روى عنه ابنه شهردار ومحمد بن الفضل الإسفراييني ومحمد بن أبي القاسم الساوي والحافظ أبو العلاء احمد بن محمد بن الفضل والحافظ أبو العلاء احمد بن الحسن بن احمد العطار والحافظ أبو موسى المديني وآخرون أخبرنا محمد بن قايماز انا الحسين بن مبارك وعبد الله بن عمر قالا انا أبو الفتوح الطائي انا شيرويه بن شهردار الديلمي الحافظ انا إبراهيم بن محمد القفال انا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قولة انا أبو سعيد بن الأعرابي بمكة أنا احمد بن يحيى بن المنذر ثنا أبي ثنا أبو العطوف عن الزهرى ان أبا سلمة أخبره عن أبي هريرة سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه توفي في تاسع عشر رجب سنة تسع وخمس مائة وفيها مات المحتسب أبو عثمان إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني صاحب المجالس وخطيب صور ومحدثها أبو الفرج غيث بن علي الصوري الأرمنازى عن ست وستين سنة كتب عنه شيخه أبو بكر الخطيب والمفيد أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطى ببغداد أحد من رحل وتعب ومعجمه في مجلد لكنه متهم (4/1259)
1064 - النرسي لحافظ محدث الكوفة أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفى المقرىء ويلقب بأبي النرسي سمع محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي ومحمد بن إسحاق بن فدويه وأبا طاهر محمد بن العطار ومحمد بن محمد بن حازم وعدة بالكوفة وكريمة المروزية بمكة وأبا إسحاق البرمكي وأبا عبد الله بن حبيب القادسى وأحمد بن محمد الزعفراني وأحمد بن محمد بن قفرجل وأبا منصور بن السواق وأبا القاسم التنوخي وطبقتهم ببغداد ومن جماعة بالشام ونسخ الكتب وصنف وخرج لنفسه المعجم روى عنه الفقيه نصر المقدسي والحميدي وابن الخاضبة والسلفى وابن ناصر ومعالى بن أبي بكر الكيانى ومسلم بن ثابت النحاس ومحمد بن حيدرة بن عمر والزبدى وأبو الفرج بن كليب إجازة وخلق كثير كان يقول ما بالكوفة أحد من أهل السنة والحديث الا انا وكان ينوب عن خطيب الكوفة ويتردد (4/1260)
كثيرا الى بغداد مولده سنة أربع وعشرين وأربع مائة ورحل وهو بن عشرين سنة وأول سماعه سنة اثنتين وأربعين ذكره عبد الوهاب بن الأنماطي فوصفه بالحفظ والإتقان وقال كانت له معرفة ثاقبة وقال محمد بن علي بن فولاد الطبري سمعت أبا الغنائم الحافظ يقول كنت اقرأ القرآن على المشائخ وانا صبي فقيل لي أنت أبي لجودة قراءتي قلت قرأ لعاصم على شيخه العلوي عن قراءته على القاضى أبي عبد الله الجعفي قرأ عليه أبو الكرم الشهرزوري قال بن ناصر كان النرسي حافظا ثقة متقنا ما رأينا مثله كان يتهجد ويقوم الليل قرأ عليه بن سلفة حديثا فأنكره وقال ليس هذا من حديثي فكلمه في ذلك فقال اعرف حديثي كله لأنى نظرت فيه مرارا فما يخفى على منه شيء وكان يقدم كل سنة من سنة ثمان وتسعين في رجب ويقيم ببغداد الى بعد العيد وينسخ بالأجرة يستعين بذلك على العيال وكان أبو عامر العبدري يثنى عليه ويقول ختم هذا الشأن بأبي النرسي رحمه الله تعالى مرض أبي ببغداد فحمل الى الكوفة فأدركه الأجل بالحلة وحمل الى الكوفة ميتا فدفن بها في شعبان سنة عشر وخمس مائة وفيها مات خميس الحوزى وأبو بكر السمعاني ومسند خراسان أبو بكر عبد الغافر بن محمد الشيرازي التاجر خاتمة أصحاب أبي بكر الحيري ومسند العراق أبو القاسم علي بن احمد بن محمد بن بيان الرزاز عن سبع وتسعين سنة ومقرىء بغداد أبو الخير المبارك بن الحسين الغسال الأديب عن نيف وثمانين سنة وفقيه بغداد أبو الخطاب محفوظ بن احمد الكلوذاني الأزجى الحنبلي صاحب التصانيف عن ثمان وسبعين سنة ومسند الشام أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد الحنائي الدمشقي ومسند أذربيجان أبو القاسم محمود بن سعادة الهلالي السلماسى وقد قارب المائة ومسند هراة أبو الفتح نصر بن احمد بن إبراهيم الحنفي الزاهد بقية المسندين يقال إن شيخ الإسلام خرج له ثلاث مجلدات أخبرنا عيسى بن أبي محمد انا جعفر بن علي انا أبو طاهر الحافظ انا أبو الغنائم النرسي انا محمد بن إسحاق انا علي بن عبد الرحمن البكائي ثنا أبو جعفر الحضرمي وأبو حصين الوداعى املاءا سنة تسعين ومائتين قالا ثنا احمد بن يونس ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه قال يا رسول الله مررت برجل فلم يقزنى ولم يضفنى ثم مر بي فأجزيه أم أقريه قال بل اقره (4/1261)
1065 - الحوزى الحافظ الإمام محدث واسط أبو الكرم خميس بن علي بن احمد الواسطي سمع علي بن محمد النديم وأبا القاسم بن البسري البندار وأبا نصر الزينبي وهبة الله بن الجلخت وطبقتهم بواسط وبغداد وكتب وجمع وجرح وعدل روى عنه أبو الجوائز سعد بن عبد الكريم وأحمد بن سالم المقرىء وعبد الوهاب بن الحسن الفرضي وأبو طاهر السلفي وأبو بكر عبد الله بن عمران الباقلاني مقرئ العراق وآخرون قال السلفي سألت خميسا الحوزى عن أهل واسط المتأخرين فأجابنى وكان السلفي يثنى عليه ويقول كان عالما ثقة يملى من حفظه على حال من اسأله عنه وكان لا يؤبه له والحوز قرية شرقي واسط قال بن نقطة سمع من عبد العزيز بن علي الأنماطي وطبقته وكان له معرفة بالحديث والأدب قال ومولده في شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربع مائة ومات في شعبان أيضا سنة عشر وخمس مائة رحمه الله تعالى أخبرنا إسحاق بن أبي بكر الصفار انا أبو الهاشم بن رواحة انا أبو طاهر السلفي انا خميس بن علي بواسط انا عبد الباقى بن محمد بن غالب انا احمد بن محمد الجندي ثنا بن صاعد ثنا الحسين بن الحسن المروزي ثنا بن أبي عدي عن حميد عن أنس قال واصل رسول الله صلى الله عليه و سلم فواصل رجال من اصحابه فنهاهم فلما أبوا ان ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال لو مد لي من الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم اني لست مثلهم انى أظل يطعمني ربي ويسقينى هذا حديث صحيح (4/1262)
1066 - بن السمرقندي الحافظ الإمام الثقة أبو محمد عبد الله بن احمد بن عمر بن أبي الأشعث مفيد بغداد وأخو أبي القاسم إسماعيل مولده بدمشق ومنشؤه بها ثم ببغداد سمع أبا بكر الخطيب وعبد العزيز الكتاني وأبا نصر بن طلاب وأبا الحسين بن النقور وطبقتهم وبنيسابور من الفضل بن المحب وطائفة وبأصبهان أبا منصور بن شكرويه وعنى بهذا الشأن وكتب وتعب وكان يفهم شيئا كثيرا من هذا العلم مع الصدق والإتقان وكان يقرأ للوزير النظام على الشيوخ ويفيده عنهم عمل (4/1263)
لنفسه المعجم في ثمانية أجزاء وروى الكثير سئل عنه السفلى فقال كان فاضلا عالما ثقة ذا السن وكان أبو محمد قد رزق حظا من الأدب إذا قرأ أعرب وأغرب قال عبد الغافر بن إسماعيل شاب حافظ بالغ في الحفظ حديد الخاطر خفيف الروح لطيف المحاورة كان حافظ وقته وقال الدقاق صحب بن السمرقندي الخطيب وتلمذ له وكان ممن يتعصب للأشعرية قلت معلوم انه سمع من الخطيب وأما ان يكون تلمذ له فلا يلحق هذا وقد سمع بدمشق من أبي القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي ومحمد بن مكي الأزدي روت عنه بنته كمال والسلفى وذكر بن كامل ويحيى بن يوش وآخرون مولده سنة أربع وأربعين وأربع مائة ومات ببغداد في ربيع الآخر سنة ست عشرة وخمس مائة أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهى انا نصر بن عبد الرزاق القاضى انا محمد بن احمد بن الفرج الدقاق انا الحافظ أبو محمد عبد الله بن أبي الأشعث السمرقندي انا احمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد انا جدي محمد بن جعفر السامري ثنا عمران بن موسى المؤذن ثنا محمد بن عمران ثنا سعيد بن عبيد الله الوصافي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي قال دخل سواد بن قارب على عمر بن الخطاب فقال ناشدتك الله يا سواد هل تحسن من كهانتك شيئا قال سبحان الله يا أمير المؤمنين ما استقبلت أحدا من جلسائك ما استقبلتنى به قال سبحان الله يا سواد ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك وذكر الحديث (4/1264)
1067 - بن الحداد الحافظ الإمام مفيد أصبهان أبو نعيم عبيد الله بن الشيخ أبي علي الحسن بن احمد بن الحسن الأصبهاني سمع أبا عمرو بن منده وأبا طاهر احمد بن محمد النقاش وحمد بن ولكيز وسليمان بن إبراهيم الحافظ وهذه الطبقة ورحل فسمع أبا بكر بن خلف وموسى بن عمران الأنصاري وأبا عبد الله العميرى ونجيب بن ميمون الواسطي وأبا الغنائم بن أبي عثمان وأبا عبد الله بن طلحة الثعالبي ورزق الله التميمي وخلقا قال محمد بن عبد الواحد الدقاق في رسالته وبأصبهان لي صديق وهو أبو نعيم بن الحداد أحد العلماء في فنون كثيرة بلغ مبلغ الإمامة بلا مدافعة وله عندي أيادى كثيرة وجمع ما لم يجمعه أحد من أقرانه من الكتب الكثيرة والسماعات صدوق في جمعه وكتبه امين في قراءته مولد عبيد الله سنة ثلاث وستين وأربع مائة ومات في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وخمس مائة روى عنه نونس قليل ولعفيفة الفارقانية المعمرة إجازة منه بمروياته ومات معه في السنة مسند بغداد المقرىء أبو سعد احمد بن عبد الجبار بن احمد بن الطيورى أخو أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي والمسند أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي الحسيني الأصبهاني والمسند أبو نهشل عبد الصمد بن احمد العنبري الأصبهاني وأبو الغنائم محمد بن محمد بن المهتدى بالله الخطيب والمحدث المجود أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني البغدادي عن خمس وسبعين سنة ومسند مصر أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني ثم المصري والعالم المسند أبو عمران موسى بن أبي تليد الشاطبى أخبرنا جماعة إجازة عن عفيفة بنت احمد ثنا أبو نعيم عبيد الله بن الحسن خطا ثنا عبد الرحمن بن احمد الواحدى ثنا أبو عبد الرحمن السلمي انا محمد بن عبد الله الأصبهاني الصفار ثنا احمد بن مهدى ثنا ثابت بن محمد ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يقطع الصلاة الكشر ولكن تقطعها القرقرة تفرد به ثابت وهو غريب انبئت عن محمد بن مكي الأصبهاني الحنبلي قال قيل ناظر أبو نعيم الحداد شهردار بن شيرويه وكان قد تأخر عن أبي علي الحداد لسماع كتاب مسلم علي أبي الحسن النيسابوري فقال سبحان الله تركت العوالي عند أبي واشتغلت بالنوازل فقال ليس عند أبيك صحيح مسلم وهو عال فقال نعم ولكن عنده المخرج عليه لأبي نعيم وفيه عامة عواليه فإذا سمعت تلك من أبي كأنك سمعتها من عبد الغافر الفارسي ولو شئت أقول كأنك سمعت بعضها من الجلودى وإن شئت قلت كأنك سمعتها من بن سفيان لم اكذب وإن شئت قلت كأنك سمعتها من مسلم قال وفيه أحاديث أعلى من هذا إذا سمعتها من أبي فكأنك والبخاري ومسلما قد سمعتموها من شيخ واحد ومن جملتها حديث المستورد في شأن الزهراء يعنى إنما فاطمة بضعة منى (4/1265)
1068 - السمعاني الإمام الحافظ الأوحد أبو بكر محمد بن أبي المظفر منصور بن محمد بن (4/1266)
عبد الجبار التميمي السمعاني المروزي والد الحافظ أبي سعد سمع أباه العلامة أبا المظفر وأبا الخير محمد بن أبي عمران الصفار وأبا القاسم الزهرى وعبد الله بن احمد الطاهري وأبا الفتح عبيد الله الهاشمي وعدة بمرو وأبا علي نصر الله بن احمد الخشنامى وعلي بن احمد المؤذن وعبد الواحد بن أبي القاسم القشيري بنيسابور وأبا الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري وثابت بن بندار البقال والمبارك بن الطيورى وطبقتهم ببغداد وأبا البقاء الحبال وغيره بالكوفة وبالحرمين وغير ذلك وكان أحد فرسان الحديث وعظ بالنظامية ببغداد وقرأ تاريخها على أبي محمد بن الآبنوسي ثم ارتحل الى همذان فسمع بها من شيوخها وبأصبهان من أبي بكر احمد بن محمد الحافظ بن مردويه وطبقته ذكر ولده له ترجمة حسنة وقال رحل بي وبأخى سنة تسع وخمس مائة الى نيسابور فسمعنا من الشيروى وقد أملى مائة وأربعين مجلسا بجامع مرو وكل من رآها اعترف له انه لم يسبق الى مثلها وكان يعظ ويروى في وعظه الحديث بأسانيده وقد طلب مرة من أهل المجلس لقراء مجلسه فجاءه لهم من الحاضرين ألف دينار وسمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل يقول لو صرف والدك همته الى هدم هذا الجدار لسقط قال أبو سعد وقيل له في مجلس الوعظ إنه يضع يعنى الأسانيد في الحال فنحن لا نعرف وكتبوا له بذلك رقعة فنظر فيها وروى حديث من كذب على متعمدا من نيف وتسعين طريقا ثم قال إن كان أحد يعرف فقولوا له يكتب عشرة أحاديث بأسانيدها ويخلط الأسانيد ويسقط منه فان لم أميزها فهو كما يدعى ففعلوا ذلك امتحانا فرد كل اسم الى (4/1267)
موضعه فهذا اليوم الذي طلب لقرآء مجلسه فحصل لهم ألف دينار قال هذا معنى ما حدثنا به شيخنا محمد بن أبي بكر السنجي قلت روى عنه رفيقه أبو طاهر السلفي وأبو الفتوح الطائي وأهل مرو وقال ولده نشأ في عبادة وتحصيل وبرع في الأدب وكان متصرفا في فنون بما يشاء وبرع في الفقه والخلاف وزاد على أقرانه بعلم الحديث ومعرفة الرجال والأنساب والتاريخ وطرز فضله بمجالس تذكيره الذي يصدع صم الصخور عند تحذيره ونفق سوق تقواه عند الملوك والأكابر الى ان قال ومات في صفر سنة عشر وخمس مائة وله ثلاث وأربعون سنة ولما حج هو والسلفى ظفرا بأبي مكتوم عيسى بن أبي ذر فتهاونا فسارع في النفر الأول ورجع الى موطنه سراة بنى شبابة وفاتهما فتحزن تاج الإسلام أبو بكر فأخذ السلفي يسليه ويقول ما كان معه سوى صحيح البخاري وأنت في إسناده مثله قلت ولا كان البخاري معه بل قد كان باعه لأمير مغربى سمعه منه فبذل له مالا وأخذ منه أخبرنا محمد بن قايماز بقراءتي انا أبو المنجى بن اللتى انا أبو الفتوح محمد بن محمد الطائي انا تاج الإسلام محمد بن منصور انا عمر بن المبارك نا عبد الملك بن محمد نا عبد الله بن محمد بن إسحاق نا أبو يحيى بن أبي مسرة انا خلاد بن يحيى انا قطر بن خليفة عن القاسم بن أبي بزة سمعت أبا الطفيل قال قيل لعلي رضي الله عنه هل ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم كتابا عندكم قال ما ترك كتابا نكتمه إلا شيئا في علاقة سيفى فوجدنا صحيفة صغيرة فيها لعن الله من تولى غير مواليه لعن الله من أهل لغير الله لعن الله من زحزح منار الأرض أخرجه مسلم من حديث شعبة عن بن أبي بزة (4/1268)
1069 - بن عطية الإمام الحافظ المتقن أبو بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام بن عطية المحاربي الغرناطي الأندلسي والد العلامة المفسر أبي محمد بن عبد الحق بن غالب قال بن بشكوال روى عن أبيه والحسن بن عبيد الله الحضرمي المقرىء ومحمد بن حارث النحوي ومحمد بن أبي غالب القروى ومحمد بن نعمة والحافظ أبي علي الغساني وحج سنة تسع وستين وأربع مائة ولقي أبا مكتوم بن أبي ذر وأبا عبد الله الحسين بن علي الطبري فحمل عنهما الصحيحين وأخذ بمصر عن أبي الفضل عبد الله بن الحسين الجوهري وبالمهدية عن محمد بن معاذ التميمي ورأى أبا عمر بن عبد البر وكان حافظا للحديث وطرقه وعلله عارفا بأسماء رجاله ونقلته ذاكرا لمتونه ومعانيه ثم قال قرأت بخط بعض أصحابنا انه سمع أبا بكر بن عطية يذكر انه كرر على صحيح البخاري سبع مائة مرة وكان أديبا شاعرا لغويا دينا فاضلا أكثر الناس عنه وكف بصره في آخر عمره وكتب إلينا بإجازة ما رواه ولد سنة إحدى وأربعين وأربع مائة قال وتوفى بغرناطة في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وخمس مائة قلت كان آخر من روى عنه عبد الحق بن بونه قلت وفيها توفى العلامة أبو الفضل احمد بن محمد النيسابوري الميداني النحوي الأصولى صاحب التصانيف ومسند سمرقند الخطيب أبو إبراهيم إسحاق بن محمد بن إبراهيم النوحى النسفي الحنفي وشيخ الشافعية بمصر أبو الفتح سلطان بن إبراهيم بن مسلم المقدسي عن بضع وسبعين سنة والمعمر أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن احمد بن الهيثم الأصبهاني الذهبي الصباغ المعروف بالدشتج خاتمة أصحاب أبي نعيم الحافظ ومسند نيسابور الشيخ أبو القاسم الفضل بن محمد بن احمد أبي منصور الأبيوردى العطار مات ولده عبد الحق صاحب التفسير سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة (4/1269)
1070 - الإسحاقى الحافظ العالم المحدث أبو العلاء صاعد بن سيار بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الهروي الدهان حدث لما حج ببغداد عن أبي سعيد عبد الرحمن بن أبي عاصم وأبي إسماعيل الأنصاري وأبي عامر الأزدي وعلي بن فضال المجاشعي الأديب وعبد الله بن عطاء البغاوزجانى وطبقتهم قرأ عليه الحافظ بن ناصر جامع أبي عيسى فسمعه منه أبو الفتوح بن كليب قال أبو سعد السمعاني كان حافظا متقنا واسع الرواية كتب الكثير وجمع الأبواب وعرف الرجال ولي عنه إجازة وحدثنا عنه بن ناصر وأبو العلاء احمد بن محمد بن الفضل وأبو المعمر الأنصاري وجماعة قال ومات بقرية غورج على باب هراة في ذي القعدة سنة عشرين وخمس مائة أخبرنا احمد بن سلامة كتابة عن أبي الفرج بن كليب انا صاعد بن سيار الحافظ بجميع الجامع انا أبو عامر الهروي وأبو الفضل المسعودي قالا انا عبد الجبار بن محمد ثنا أبو العباس المحبوبي انا أبو عيسى الترمذي ثنا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع يده في الجنة خير من الدنيا وما فيها وقال أبو موسى المديني انا الحافظ أبو العلاء صاعد بن سيار الأسحاقي قدم علينا أصبهان قلت وفي سنته توفى مسندان شهيران بالأندلس أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب القرطبي عن سبع وثمانين سنة لقي الكبار وأبو بحر سفيان بن العاص بن احمد بن العاص الأسدي نزيل قرطبة وقاضي الجماعة بقرطبة شيخ المالكية أبو الوليد محمد بن احمد بن احمد بن رشد القرطبي صاحب التصانيف والمعمر الإمام مسند مصر أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال السعيدى النحوي راوي الصحيح عن كريمة وله مائة سنة واشهر وشيخ المالكية بالثغر أبو بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي عن سبعين سنة رحمة الله عليهم أجمعين (4/1270)
1071 - الشنترينى الحافظ الإمام المحقق أبو محمد عبد الله بن احمد بن سليمان بن سعيد بن يربوع الأندلسي الشنترينى ثم الأشبيلى محدث قرطبة سمع من محمد بن احمد بن منظور صحيح البخاري وسمع من حاتم بن محمد وأبي محمد بن خزرج وأبي مروان بن سراج وأبي علي الغساني وطبقتهم وأجاز له أبو العباس بن دلهاث العذري قال خلف بن بشكوال كان حافظا للحديث وعلله عارفا برجاله وبالجرح والتعديل ضابطا ثقة كثير الحديث صحب أبا علي الغساني واختص به وكان أبو علي يفضله ويصفه بالذكاء والمعرفة صنف الأقليد في بيان الأسانيد وكتاب معرفة أسانيد الموطأ وكتاب البيان عما في كتاب أبي نصر الكلاباذي من النقصان وكتاب المنهاج في رجال مسلم سمعت منه ومات في صفر سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة وله ثمان وسبعون سنة قلت وفيها مات عالم ما وارء النهر أبو علي الحسين بن علي بن أبي القاسم اللامشى السمرقندي الحنفي ومسند نيسابور أبو القاسم سهل بن إبراهيم المسجدى الشيعي (4/1271)
1072 - العبدري الإمام الحافظ العلامة أبو عامر محمد بن سعدون بن مرجى القرشي العبدري الميورقى الأندلسي نزيل بغداد وكان من أعيان الحفاظ ومن فقهاء الظاهرية سمع أبا عبد الله مالك بن احمد البانياسي ورزق الله التميمي وأبا الفضل بن خيرون وطراد بن محمد الزينبي ويحيى بن احمد السيبى وأبا عبد الله الحميدي وطبقتهم قال القاضى أبو بكر بن العربي في معجمه أبو عامر العبدري هو أنبل من لقيته (4/1272)
وقال بن ناصر كان فهما عالما متعففا وكان يذهب الى ان المناولة كالسماع وقال السلفي في معجمه كان من أعيان علماء الإسلام بمدينة السلام متصرفا في فنون من العلوم أدبا ونحوا ومعرفة بالأنساب وكان داودى المذهب قرشي النسب كتب عنى وكتبت عنه مولده بقرطبة وقال احمد بن أبي بكر البندنيجى لما دفنوا أبا عامر العبدري قال بن ناصر خلا لك الجو فيضى واصفرى مات أبو عامر حافظ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم من شاء فليقل ما شاء قال الحافظ بن عساكر كان أبو عامر داوديا وكان احفظ شيخ لقيته ذكر انه دخل دمشق سمعته يقول وقد جرى ذكر الإمام مالك فقال جلف جاف ضرب هشام بن عمار بالدرة وقرأت عليه الأموال لأبي عبيد فقال ما كان الا حمارا مغفلا لا يعرف الفقه فاجتمعنا عند بن السمرقندي في سماع الكامل فنقل فيه عن السعدي فقال العبدري يكذب إنما هو إبراهيم الجوزجاني فقلت وهو السعدي فقلت كم يتحمل منك سوء الأدب وعدد أقواله فغضب وارتعد وقال كان بن الخاضبة والبردانى يخافانى فآل امرى الى هذا فقال السمرقندي هذا بذاك وقلت إنما نحترمك ما احترمت الأئمة فقال والله لقد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيرى ممن تقدم وأنى لأعلم من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلما فقلت مستهزئا فعلمك إذا إلهام وهاجرته قال وكان سيء الاعتقاد يعتقد من أحاديث الصفات ظاهرها بلغني انه قال في يوم يكشف عن ساق وضرب على ساقه فقال ساق كساقي هذه (4/1273)
قلت هذه حكاية منقطعة وهذا قول الضلال المجسمة وما اعتقد ان بلغ بالعبدرى هذا ثم قال وبلغني انه قال إن أهل البدع يحتجون بقوله تعالى ليس كمثله شيء أي في الإلهية اما في الصورة فهو مثلي ومثلك قلت تعالى الله عن ذلك وتقدس وهذا لا يتفوه به مؤمن فان الله تعالى لا مثل له ابدا قال ثم تلا قوله تعالى يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن أي في الحرمة الى ان قال بن عساكر وكان شنيع الصورة زرى اللباس قال أبو سعد بن السمعاني حافظ مبرز في صناعة الحديث داودى المذهب ونسخ الكثير وكان يسمع وينسخ وقال بن ناصر كان يتحدث وقت السماع ويقول يكفينى حضور المجلس ومذهبه في القرآن مذهب سوء مات في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وخمس مائة قلت حدث عنه الحافظ بن عساكر بعد ذاك الحط ويحيى بن يوش وأبو الفتح المندائى ومعه مات أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت الذي ادعى انه المهدى المعصوم ومات مسند أصبهان إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد السراج ومقرىء بغداد وشاعرها أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس البارع ومسندة الوقت بأصبهان فاطمة بنت عبد الله بن احمد أم الخير الجوزدانيه خاتمة من روى عن بن ريزة والمسند أبو الأعز قراتكين بن اسعد البغدادي ومسند مرو المعمر أبو منصور محمد بن علي بن محمود المروزي الكراعى ومحدث دمشق الأمير أبو محمد هبة الله بن احمد الأنصاري بن الأكفانى جامع الوفيات وله ثمانون سنة والمسند أبو سعد هبة الله بن القاسم بن عطاء المهرانى النيسابوري أنبأنا احمد بن سلامة الحداد عن يحيى بن اسعد انا أبو عامر الحافظ سنة سبع عشرة ح وانا سنقر الحلبي بها انا عبد اللطيف بن يوسف والأنجب الحمامي ومحمد بن محمد بن السباك وعلي بن أبي الفخار وابن القبيطى قالوا انا أبو الفتح بن البطي قالا انا مالك بن احمد ثنا احمد بن محمد الصلتى ثنا إبراهيم بن عبد الصمد ثنا عبيد بن أسباط ثنا أبي ثنا الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ثمن الكلب وكسب البغى (4/1274)
1073 - عبد الغافر بن إسماعيل بن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الحافظ المفيد اللغوي الامام أبو الحسن الفارسي ثم النيسابوري مصنف تاريخ نيسابور وكتاب مجمع الغرائب والمفهم لشرح مسلم كان من أعيان المحدثين بصيرا باللغات فصيحا بليغا عذب العبارة ولد سنة إحدى وخمسين وأربع مائة ولحق إجازة أبي سعيد الكنجرودي وجماعة وأجاز له من بغداد أبو محمد الجوهري وسمع من جده لأمه الأستاذ أبي القاسم القشيري وأحمد بن منصور المغربي وأحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي وأبي حامد احمد بن الحسن الأزهري والفضل بن المحب وأبي نصر عبد الرحيم بن علي التاجر ومحمد بن عبد الله الصرام وعبد الحميد بن عبد الرحمن البحيرى وجدته فاطمة بنت الدقاق وخلق كثير تفقه بإمام الحرمين لزمه مدة أربع سنين ورحل الى خوارزم والى الهند ثم ولى خطابة نيسابور وعاش ثمانيا وسبعين سنة حدث عنه أبو سعد عبد الله بن عمر الصفار وطائفة روى عنه أبو القاسم بن عساكر بالإجازة مات سنة تسع وعشرين وخمس مائة وفيها مات المحدث العلامة قاضى الجماعة أبو عبد الله محمد بن احمد بن خلف بن الحجاج التجيبي القرطبي عظمه بن بشكوال (4/1275)
1074 - الغازي الحافظ الإمام محدث أصبهان أبو نصر احمد بن عمر بن محمد بن عبد الله ولد بأصبهان في سنة ثمان وأربعين وأربع مائة قال بن السمعاني ثقة دين حافظ واسع الرواية كتب الكثير وحصل الكتب ما رأيت في شيوخى أكثر رحلة منه سمع أبا الحسين بن النقور وعبد الرحمن بن منده وأبا عمرو بن منده وأبا القاسم بن البسري والفضل بن المحب النيسابوري وشيخ الإسلام الهروي وأبا عامر الأزدي وأبا علي التستري وأمثالهم حدث عنه السمعاني والسلفى وأبو موسى المديني والمؤيد بن الأخوة ومحمود بن احمد المصري وآخرون قال أبو طاهر السلفي كان من أهل المعرفة والحفظ سمعنا بقراءته كثيرا وأملى شيئا على وقال السمعاني سمعت عليه الكثير ونقلت من تاريخه وكان جماعة من أصحابنا يفضلونه على الحافظ إسماعيل بن محمد التيمى في الإتقان والمعرفة ولم يبلغ هذا الحد لكنه كان أعلى سندا من التيمى وكان لا يفرق بشيء بين السماع والإجازة يعنى انهما عنده في الاحتجاج سواء لا انه يجعلها هي ذات السماع ثم قال وتوفى في ثالث رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة قلت وفيها مات الفقيه محدث الأندلس أبو القاسم احمد بن محمد بن احمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن احمد بن حافظ الأندلس بقي بن مخلد القرطبي والفقيه أبو سعد إسماعيل بن المحدث أبي صالح احمد بن عبد الملك المؤذن والإمام أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأصبهاني الخلال الأديب ورفيقه المسند أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي السمسار في الأملاك والمسند أبو المظفر عبد المنعم بن الشيخ أبي القاسم القشيري والأمير أبو منصور علي بن علي بن عبيد الله البغدادي بن سكينة وفقيه الكرج أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن محمد الكرجي الشافعي ومحدث الأندلس أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث القرطبي عن خمس وثمانين سنة أخبرنا احمد بن العماد عبد الحميد انا احمد بن محمد الفقيه انا زاهر بن أبي طاهر انا أبو نصر الحافظ انا أبو الحسين بن النقور انا أبو الحسن السكري ثنا حامد بن شعيب ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا بن علية عن أيوب عن قتادة عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم وأبا بكر وعمر كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين (4/1276)
1075 - التيمى الحافظ الكبير شيخ الإسلام أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي (4/1277)
القرشي التيمى الطلحي الأصبهاني الملقب بقوام السنة صاحب الترغيب والترهيب وغير ذلك ولد سنة سبع وخمسين وأربع مائة سمع أبا عمرو بن منده وعائشة بنت الحسن وإبراهيم بن محمد الطيار وأبا منصور بن شكرويه وابن ررا الامام وأبا عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد وأصحاب بن منده وابن خرشيد قوله وأبا بكر بن مردويه ورحل الى بغداد فلقي أبا نصر الزينبي وطبقته وبنيسابور أبا نصر محمد بن سهل السراج وطبقته وسمع بعدة مدائن وجاور سنة وأملى وصنف وتكلم في الرجال وأحوالهم حدث عنه أبو سعد السمعاني والسلفى وأبو القاسم بن عساكر وأبو موسى المديني ويحيى بن محمود الثقفى وعبد الله بن محمد بن حميد الخباز وأبو الفضائل محمود بن احمد العبدكوى وأبو نجيح فضل الله بن عثمان وأبو المجد زاهر الثقفى والمؤيد بن الأخوة وخلق قال أبو موسى أبو القاسم الحافظ امام أئمة وقته واستاذ علماء عصره وقدوة أهل السنة في زمانه حدثنا عنه جماعة في حال حياته اصمت في صفر سنة أربع وثلاثين ثم فلج بعد مدة ومات يوم الأضحى سنة خمس وثلاثين وخمس مائة واجتمع في جنازته جمع لم ار مثلهم كثرة وكان أبوه أبو جعفر صالحا ورعا سمع من سعيد العيار وقرأ القرآن على أبي المظفر بن شبيب ومات في سنة إحدى وتسعين وأربع مائة الى ان قال ووالده من أولاد طلحة أحد العشرة رضي الله عنهم وقال أبو موسى قال وسمعت من عائشة وانا بن أربع سنين وسمع من أبي القاسم بن عليك سنة إحدى وستين قال ولا اعلم أحدا عاب عليه (4/1278)
قولا ولا فعلا ولا عانده أحد إلا ونصره الله وكان نزه النفس عن المطامع لا يدخل على السلاطين ولا على من اتصل بهم قد أخلى دار من ملكه لأهل العلم مع خفة ذات يده ولو أعطاه الرجل الدنيا بأسرها لم يرتفع عنده أملى ثلاثة آلاف وخمس مائة مجلس وكان يملى على البديهة قال يحيى بن منده كان حسن الاعتقاد جميل الطريقة قليل الكلام ليس في وقته مثله قال عبد الجليل بن محمد كوتاه سمعت أئمة بغداد يقولون ما رحل الى بغداد بعد الإمام احمد احفظ وافضل من الإمام إسماعيل وقال أبو موسى المديني في ذكر من هو على رأس المائة الخامسة لا اعلم أحدا في ديار الإسلام يصلح لتأويل الحديث الا إسماعيل الحافظ قلت هذا تكلف فان الرجل ما كان في رأس المائة قد اشتهر وروى عن إسماعيل قال ما رأيت في عمرى أحدا يحفظ حفظي قال أبو موسى وقد قرأ أبو القاسم بالروايات على جماعة من القراء وأما التفسير والمعانى والإعراب فقد صنف فيه كتابا بالعربية والفارسية وأما علم الفقه فقد سرت فتاواه في البلد والرساتيق أبو المناقب محمد بن حمزة العلوي حدثنا الإمام الكبير بديع وقته وقريع دهره أبو القاسم إسماعيل بن محمد فذكر حديثا ويذكر عن أبي القاسم تعبده وتهجده قال أبو موسى سمعت من يحكى عنه في اليوم الذي قدم بولده ميتا وجلس للتعزية جدد الوضوء في ذلك اليوم مرات نحو الثلاثين كل ذلك يصلى ركعتين وسمعت بعض اصحابه انه كان يملى شرح صحيح مسلم عند قبر ولده أبي عبد الله ويوم (4/1279)
تمامه عمل مائدة وحلاوة كثيرة وكان ابنه أبو عبد الله ولد سنة خمس مائة ونشأ وصار إماما في اللغة والعلوم حتى ما كان يتقدمه كبير أحدا في الفصاحة والبيان والذكاء وكان أبوه يفضله على نفسه في اللغة وجريان اللسان وكان أملى جملة من شرح الصحيحين وله تصانيف كثيرة مع صغره مات بهمذان سنة ست وعشرين وبعده أبوه وسمعت احمد بن الحسن يقول كنا مع الشيخ أبي القاسم فالتفت الى أبي مسعود الحافظ فقال أطال الله عمرك فإنك تعيش طويلا ولا ترى مثلك فهذا من كراماته الى ان قال أبو موسى وله التفسير في ثلاث مجلدات سماه الجامع وله تفسير آخر في أربع مجلدات والموضح في التفسير في ثلاث مجلدات وكتاب المعتمد في التفسير عشر مجلدات وكتاب السنة مجلد وكتاب سيرة السلف مجلد ضخم وكتاب دلائل النبوة مجلد والمغازى مجلد وأشياء كثيرة قال بن ناصر الحافظ حدثني أبو جعفر محمد بن الحسن بن اخى إسماعيل الحافظ حدثني احمد الأسوارى الذي تولى غسل عمى وكان ثقة انه أراد ان ينحى عن سوءته الخرقة لأجل الغسل قال فجبذها إسماعيل بيده وغطى فرجه فقال الغاسل احياة بعد موت قال أبو سعد السمعاني هو استاذى في الحديث وعنه أخذت هذا القدر وهو أمام في الحديث والتفسير واللغة والأدب عارف بالمتون والأسانيد كنت إذا سألته عن المشكلات أجاب في الحال وذهب أكثر أصوله في آخر عمره وأملى بالجامع قريبا من ثلاثة آلاف مجلس وكان أبي يقول (4/1280)
ما رأيت بالعراق من يعرف الحديث ويفهمه غير اثنين إسماعيل الجوزي بأصبهان والمؤتمن ببغداد قال أبو سعد تلمذت له وسألته عن أحوال جماعة وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يثنى عليه وقال رأيته وقد ضعف وساء حفظه قال الدقاق في رسالته كان عديم النظير لا مثل له في وقته كان ممن يضرب به المثل في الصلاح والرشاد وقال السلفي كان فاضلا في العربية ومعرفة الرجال وقال أبو عامر العبدري ما رأيت أحدا قط مثل إسماعيل ذاكرته فرأيته حافظا للحديث عارفا بكل علم متفننا استعجل علينا بالخروج سمع السلفي هذا القول من أبي عامر ثم قال وسمعت أبا الحسين بن الطيورى يقول ما قدم علينا من خراسان مثل إسماعيل بن محمد رحمه الله تعالى قلت توفى معه في سنة خمس البديع أبو علي احمد بن سعد العجلي الهمذاني الفقيه عن سبع وسبعين سنة والعلامة أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مكي بن أبي طالب القيسي القرطبي اللغوي عن نيف وثمانين سنة والمحدث أبو الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي مؤلف جامع الصحاح جاور بمكة وسمع من الطبري وابن أبي ذر والمسند أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني البغدادي ويعرف بابن زريق القزاز والمسند أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه بن احمد الشاذياخى والمسند أبو الحسن محمد بن احمد بن محمد بن عبد الجبار بن توبة الأسدي العكبري وأخوه أبو منصور عبد الجبار ومسند الدنيا القاضى أبو بكر محمد بن عبد الباقى بن محمد الأنصاري الحنبلي البزاز ويعرف بقاضى المرستان وبابن صهر هبة وشيخ الصوفية أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني نزيل مرو أخبرنا محمد بن عمر بن محمود الفقيه انا محمد بن عبد الهادي ثنا يحيى بن محمود انا جدي لأمى إسماعيل بن محمد الحافظ انا عبد الرحمن بن محمد بن زياد انا احمد بن محمد بن المرزبان ثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم ثنا محمد بن سليمان ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد (4/1281)
1076 - الأنماطي الحافظ العالم محدث بغداد أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن احمد البغدادي ولد سنة اثنتين وستين وأربع مائة وسمع أبا محمد بن هزارمرد الصريفيني وأبا الحسين بن النقور وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي وعلي بن احمد البندار فمن بعدهم وكتب الكتب وسمع العالي والنازل حتى أنزف علي بن الطيورى جميع ما عنده روى عنه بن ناصر والسلفى وابن عساكر وأبو موسى المديني وأبو سعد السمعاني وأبو الفرج بن الجوزي وأبو احمد بن سكينة وعبد العزيز بن الأخضر وأحمد بن ازهر وعبد العزيز بن مينا وأحمد بن الديبقى وعبد الوهاب بن احمد بن هدبة خاتمة اصحابه قال السمعاني هو حافظ ثقة متقن واسع الرواية دائم البشر سريع الدمعة (4/1282)
عند الذكر حسن المعاشرة جمع الفوائد وخرج التخاريج لعله ما بقي جزء مروى الا وقد قرأه وحصل نسخته ونسخ الكتب الكبار مثل الطبقات لابن سعد وتاريخ الخطيب وكان متفرغا للحديث اما ان يقرأ عليه أو ينسخ شيئا وكان لا يجوز الإجازة على الإجازة وصنف في ذلك قرأت عليه الجعديات ومسند يعقوب الفسوي والذي عنده من مسند يعقوب السدوسي وانتقاء البقال على المخلص قال السلفي كان عبد الوهاب رفيقنا حافظا ثقة لديه معرفة جيدة قال بن ناصر كان بقية الشيوخ سمع الكثير وكان يفهم مضى مستورا وكان ثقة ولم يتزوج قط وقال بن الجوزي كنت أقرأ عليه وهو يبكى فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتى بروايته وكان على طريقة السلف انتفعت به ما لم انتفع بغيره وقال أبو موسى في معجمه هو حافظ عصره ببغداد مات في حادى عشر المحرم سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة قلت وفيها مات ببغداد المسند أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن الصفار عن ست وثمانين سنة ومسند أصبهان أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد الأصبهاني التاجر والمسند أبو الحسن محمد بن احمد بن احمد بن صرما الدقاق البغدادي بن عمة الحافظ بن ناصر ومقرىء بغداد الخطيب أبو بكر محمد بن الخضر بن إبراهيم المحولى وأبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر بن الشهرزوري الموصلي وشيخ العربية والإعتزال أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري بخوارزم أخبرنا أبو الحسن بن البخاري في كتابه انا عمر بن محمد انا الحافظ عبد الوهاب انا عبد الله بن محمد الخطيب انا أبو القاسم عبيد الله بن حباية انا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا يزيد بن إبراهيم التستري ثنا محمد بن سيرين ان أم عطية قالت توفيت إحدى بنات رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمرنا ان نغسلها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن وأن نجعل في الغسلة الآخرة شيئا من سدر وكافور هذا حديث من عوالي الصحاح أخرجه النسائي بنزول عن عبد الملك بن شعيب بن الليث عن أبيه عن جده عن يحيى بن أيوب عن مالك بن أنس عن أيوب السختياني عن بن سيرين فكأن شيخنا سمعه من النسائي وصافحه به (4/1283)
1077 - أبو سعد بن البغدادي الحافظ الإمام المحدث احمد بن محمد بن الحسن بن علي الأصبهاني ولد سنة ثلاث وستين وأربع مائة وسمع أبا القاسم وأبا عمرو ابنى أبي عبد الله بن منده وحمد بن ولكيز ومحمد بن احمد بن ماجة الأبهرى ومحمد بن احمد بن أسد وأبا منصور بن شكرويه وطبقتهم ورحل الى بغداد وهو بن ست عشرة سنة مسارعا لأدراك أبي نصر الزينبي فتلقاه نعيه فبكى وصاح ولطم على رأسه وقال من أين لي علي بن الجعد عن شعبة ثم سمع من عاصم بن الحسن ومالك البانياسي والموجودين وقد سمع من محمود بن جعفر الكوسج عن جده الحسن بن علي البغدادي وأكبر شيخ له الشيخ عبد الجبار بن عبد الله بن برزة الواعظ حدث عنه بن ناصر والسلفى وأبو موسى وابن الجوزي وعمر بن طبرزد ومحمد بن علي القبيطى وخلق آخرهم وفاة محمد بن محمد بن بدر الراذانى (4/1284)
قال أبو سعد السمعاني ثقة حافظ دين خير حسن السيرة صحيح العقيدة على طريقة السلف تارك للتكلف كان ربما خرج الى السوق وعلى رأسه طاقية رايته في طريق الحج وقد تغير ويبس شدقه من الصوم في القيظ وكان يملى في بعض الأوقات وقد نزع قميصه قال أبو سعد في معجمه حافظ تام المعرفة يحفظ جميع صحيح مسلم وكان يملى الأحاديث من حفظه قال أبو سعد قدم أبو سعد بن البغدادي مرة في الحج فاستقبله خلق كثير من أصبهان وهو على فرس فكان يسير سيرهم حتى قارب أصبهان فركض الفرس وترك الناس الى ان وصل البلد وقال أردت السنة وكان مطبوعا حلو الشمائل استمليت عليه بالحرمين وكتب عنى وخرج الى يوما وقال أوقفتك قلت الوقوف على باب المحدث عز فقال لك بهذه الكلمة أستاذ قلت لا قال فأنت استاذها قال الحافظ عبد الله بن مرزوق أبو سعد البغدادي شعلة نار وقال معمر بن الفاخر كان أبو سعد يحفظ صحيح مسلم وكان يتكلم على الأحاديث بكلام مليح وقال بن النجار أبو سعد امام في الحديث وفي الزهد واعظ كتب عنه شجاع الذهلي وكان إذا أكل طعاما اغرورقت عيناه بالدموع ثم يأكل ويقول كان داود عليه السلام يأكل ويبكى قال أبو الفتح محمد بن علي النطنزى كنت ببغداد فاقترض منى أبو سعد البغدادي عشرة دنانير فاتفق انى دخلت على السلطان مسعود بن محمد فذكرت له ذلك فبعث معي اليه خمس مائة دينار ففرحت وجئته بها فأبى ان يأخذها قال بن الجوزي حج أبو سعد إحدى عشرة حجة وتردد مرارا وسمعت منه كثيرا ورأيت أخلاقه اللطيفة ومحاسنه الجميلة قلت حدث ببغداد بكتاب معرفة الصحابة لابن منده أجازه لنا الإمام أبو زكريا يحيى بن الصيرفي بسماعه من القبيطى بسماعه منه توفى في رجوعه من الحج بنهاوند في ربيع الأول سنة أربعين وخمس مائة وحمل الى أصبهان وفيها توفى مسند نيسابور أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن البحيرى صاحب البيهقي والعلامة أبو منصور موهوب بن احمد بن محمد بن الخضر بن الجواليقي اللغوي امام الخليفة المقتفى وأبو عبد الله الحسين بن الحسن المقدسي الحنفي نزيل بغداد لحق أبا القاسم بن البسري أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه إجازة انا علي بن محمد بن حمزة سنة سبع وست مائة ببغداد انا احمد بن محمد انا أبو سهل احمد بن احمد بن ولكيز الصيرفي سنة ثمان وستين وأربع مائة ثنا محمد بن إسحاق الحافظ انا احمد بن سليمان بن أيوب ثنا أبو زرعة ثنا يحيى الوحاظي ثنا سعيد بن بشير ثنا قتادة عن الحسن عن عبد الرحمن بن يزيد بن رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أياكم والحمرة فانها أحب الزينة الى الشيطان عبد الرحمن هذا مختلف في صحبته (4/1285)
1078 - اليونارتى الحافظ المجود أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم بن احمد الأصبهاني ويونارت قرية على باب أصبهان كان أحد أئمة هذا الشأن ذكره الحافظ (4/1286)
بن عساكر فرجحه على إسماعيل بن محمد التيمى كان سريع الكتابة حسن القراءة مليح التخريج سمع أبا بكر بن ماجة الأبهرى وأبا منصور بن شكرويه وطبقتهما ببلده وأدرك أبا بكر بن خلف الشيرازي بنيسابور ولقى بهراة أبا عامر محمود بن القاسم الأزدي وطبقته وببلخ أبا القاسم احمد بن محمد الخليلي ولقي ببغداد أبا عبد الله النعالي وأحمد بن عبد القادر اليوسفي والحسين بن علي بن البسري وطبقتهم قال السمعاني قال لي إسماعيل بن محمد الحافظ ما كان لليونارتى كبير معرفة غير انه كان لطيف الأجزاء قال بن النجار قدم اليونارتى بغداد سنة أربع وعشرين وخمس مائة وحدث بها بجامع الترمذي وأملى بها وجمع لنفسه المعجم في عدة أجزاء وكان موصوفا بالمعرفة والدراية روى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن فتيان بن المفتى وعرفة بن البقلى وأحمد بن صالح بن شافع ومظفر بن علي الخياط ولم يحدثني عنه سواه قلت وروت عنه فاطمة بنت سعد الخير قال السمعاني سمعت أبا علي بن الوزير يقول ما سمعت صوتا في قراءة الحديث أحسن ولا اطيب من صوت اليونارتى قال السمعاني سألت إسماعيل الحافظ فقال رحل اليونارتى الى بن خلف الشيرازي وكان آخر من رحل اليه ثم رحل بعده عبد الرحمن بن احمد الباغبانى مع أبيه فقال دخلت نيسابور وأنا أعدو الي بيت احمد بن خلف فلقيت اليونارتى فعاتبنى وقال تعال أطعمك أولا فقدم طعاما وأكلنا وأخرج لي مسموعاته من بن خلف وقال مات ودفنته قال عبد الرحمن فكادت مرارتى تنشق قال بن النجار قرأت بخط معمر بن الفاخر على مجلس لأبي نصر اليونارتى كان رحمه الله مجدا في السنة سريع الكتابة سريع القراءة حسن الخط حسن الخلق كثير الرحل كثير التلاوة حسن العارة كان يقرأ القرآن من سورة ويكتب القرآن ويقرأ من سورة أخرى مولد اليونارتى في آخر سنة ست وستين وأربع مائة ومات في شوال سنة سبع وعشرين وخمس مائة وفيها مات مسند بغداد أبو غالب احمد بن أبي علي الحسن بن احمد بن البناء البغدادي الحنبلي والفقيه العلامة أبو العباس احمد بن سلامة بن عبيد الله بن الرطبى الكرخي تلميذ الإمامين بن الصباغ وأبي إسحاق والإمام الكبير العلامة أبو الفتح اسعد بن أبي نصر الميهنى الشافعي والعلامة شيخ الحنابلة أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر الزاغونى ومسند نيسابور أبو سعيد محمد بن احمد بن محمد بن صاعد الصاعدى الرئيس القاضى يروى عن عمر بن مسرور والإمام المسند أبو بكر محمد بن الحسين المزرفى مقرئ بغداد والإمام أبو خازم محمد بن القاضى أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم نا محمد بن عبد الواحد الحافظ أخبرتنا فاطمة بنت سعد الخير انا الحسن بن محمد الحافظ انا نجيب بن ميمون بهراة انا منصور بن عبد الله الخالدي انا عبد الله بن محمد بن موسى النيسابوري ثنا اليسع بن زيد بمكة سنة اثنتين وثمانين ومائتين ثنا سفيان عن حميد عن أنس قال خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم فما قال لي لشيء كسرته لم كسرته وذكر الحديث تفرد به اليسع وليس بمعتمد (4/1287)
تمت الطبقة الخامسة عشرة (4/1288)
( الطبقة السادسة عشرة )
من كبار الحفاظ والجملة خمسة عشرة نفسا
1079 - محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر الحافظ الإمام محدث العراق أبو الفضل السلامى توفى أبوه شابا وهذا صغير فكفله جده لأمه الفقيه أبو حكيم الخبرى وأسمعه الحديث واحفظه الختمة مولده في سنة سبع وستين وأربع مائة وسمع من أبي القاسم علي بن البسري وأبي طاهر بن أبي الصقر وعاصم بن الحسن ومالك البانياسي وأبا الغنائم بن أبي عثمان ورزق الله التميمي وطراد الزينبي وأبا عبد الله النعالي وابن البطر فمن بعدهم الى ان ينزل الى أصحاب الجوهري وابن المهتدى بالله وعنى بهذا الفن وبالغ في الطلب بعد ان برع في اللغة وحصل الفقه والنحو قال بن الجوزي كان ثقة حافظا ضابطا من أهل السنة لا مغمز فيه تولى تسميعى وسمعت بقراءته مسند احمد والكتب الكبار وعنه أخذت علم الحديث وكان كثير الذكر سريع الدمعة قال السمعاني كان يحب ان يقع في الناس فرد بن الجوزي على السمعاني وقبح قوله وقال صاحب الحديث يجرح ويعدل أفلا يفرق بين الجرح والغيبة ثم هو قد احتج بكلامه في كثير من التراجم في التاريخ ثم أخذ بن الجوزي يحط على أبي سعد وينسبه الى التعصب البارد على الحنابلة وليس الأمر كذلك ولا ريب ان بن ناصر متعصب في الحط على بعض الشيوخ فدع الانتصار فأبو سعد اعلم بالتاريخ واحفظ منك ومن شيخك وقد (4/1289)
قال في بن ناصر إنه ثقة حافظ دين متقن ثبت لغوى عارف بالمتون والأسانيد كثير الصلاة والتلاوة غير انه يحب ان يقع في الناس وهو صحيح القراءة والنقل وأول سماعه في سنة ثلاث وسبعين من أبي طاهر الأنباري قال بن النجار كانت له إجازات قديمة من جماعة كابن النقور وابن هزارمرد الصريفيني والحافظ بن ماكولا وغيرهم أخذها له بن ماكولا في رحلته قرأت بخط الحافظ الضياء أجاز لابن ناصر أبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن عليك في سنة ثمان وستين وأربع مائة وأبو صالح المؤذن وفاطمة بنت الدقاق والفضل بن المحب وسرد جماعة قال بن النجار كان ثقة ثبتا حسن الطريقة متدينا فقيرا متعففا نظيفا نزها وقف كتبه وخلف ثيابا خليعا وثلاثة دنانير ولم يعقب سمعت بن سكينة وابن الأخضر وغيرهما يكثرون الثناء عليه ويصفونه بالحفظ والإتقان والديانة والمحافظة على السنن والنوافل وسمعت جماعة من شيوخى يذكرون ان بن ناصر وابن الجواليقي كانا يقرءان الأدب على أبي زكريا التبريزي ويطلبان الحديث فكان الناس يقولون يخرج بن ناصر لغوى بغداد وابن الجواليقي محدثها فانعكس الأمر وانقلب قلت قد كان بن ناصر أيضا رأسا في اللغة قال وسمعت بن سكينة يقول قلت لابن ناصر أريد ان اقرأ عليك ديوان المتنبي وشرحه لأبي زكريا فقال انك دائما تقرأ على الحديث مجانا وهذا شعر ونحن نحتاج الى نفقة فأعطانى أبي خمسة دنانير فدفعتها اليه وقرأت عليه الكتاب وقال السلفي سمع بن ناصر معنا كثيرا وهو شافعى اشعرى ثم انتقل (4/1290)
الى مذهب احمد في الأصول والفروع ومات عليه وله جودة حفظ واتقان وحسن معرفة وهو ثبت امام وقال أبو موسى المديني هو مقدم أصحاب الحديث في وقته ببغداد بن النجار قرأت بخط بن ناصر وأخبرنيه يحيى بن الحسين عنه سماعا قال بقيت سنين لا ادخل مسجد أبي منصور الخياط واشتغلت بالأدب على التبريزي فجئت يوما لأقرأ الحديث فقال يا بنى تركت قراءة القرآن واشتغلت بغيره عد واقرأ على ليكون لك إسناد فعدت عليه في سنة اثنتين وتسعين ولبثت أقول كثيرا اللهم بين لي أي المذاهب خير وكنت مرارا قد مضيت الى القيرواني المتكلم في كتاب التمهيد للباقلانى وكأن من يردنى عن ذلك فرأيت في المنام كأني قد دخلت المسجد الى أبي منصور وبجنبه رجل عليه ثياب بيض ورداءه على عمامته يشبه الثياب الريفية درى اللون عليه نور وبهاء فسلمت عليه وجلست بين يديها ووقع في نفسي للرجل هيبة وانه رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما جلست التفت الي وقال لي عليك بمذهب هذا الشيخ عليك بمذهب هذا الشيخ ثلاث مرات فانتبهت مرعوبا وجسمى يرجف فقصصت ذلك على والدتى وبكرت الى الشيخ لأقرأ عليه فقصصت عليه الرؤيا فقال يا ولدي ما مذهب الشافعي الاحسن ولا قول لك اتركه ولكن لا تعتقد اعتقاد الأشعري فقلت ما أريد ان اكون نصفين وانا اشهدك وأشهد الجماعة اننى اليوم على مذهب احمد بن حنبل في الأصول والفروع فقال لي وفقك الله ثم أخذت في سماع كتب احمد ومسائله والتفقه على مذهبه وذلك في رمضان سنة ثلاث وتسعين (4/1291)
قلت روى عنه السلفي وابن عساكر وأبو موسى والسمعانى وابن الجوزي وابن سكينة وابن الأخضر وعبد الرزاق ويحيى بن الربيع الفقيه والكندى ومحمد بن البناء الصوفي ومحمد بن غنيمة الفقيه وداود بن ملاعب وعبد العزيز بن احمد الناقد وموسى بن عبد القادر وأحمد بن ظفر بن هبيرة وأحمد بن صرما وأبو منصور بن عفيجة والحسن بن الأمير السيد وخلائق وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن بن المقير ومما تخبط فيه بن مسدى المجاور أنه قرأ على بن المقير عن بن ناصر قال أنبأنا أبو عمرو عبد الواحد بن احمد المليحى فذكر من الجعديات والمليحى فقد مات قبل مولد بن ناصر بأربع سنين توفى بن ناصر في ثاني عشر شعبان سنة خمسين وخمس مائة وقال بن الجوزي حدثني الفقيه أبو بكر بن الحضرمي قال رأيت بن ناصر فقلت ما فعل الله بك فقال غفر لي وقال قد غفرت لعشرة من أصحاب الحديث في زمانك لأنك رئيسهم وسيدهم قلت وفي سنة خمسين مات أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العصائدى بنيسابور في عشر التسعين والمعمر الخطيب أبو الحسن علي بن محمد المشكانى راوي التاريخ الصغير للبخاري والمسند أبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب ببغداد ومقرىء العراق أبو الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري مصنف المصباح ومفتى خراسان الفقيه محمد بن يحيى صاحب الغزالي بل قبلها وقاضى مصر أبو المعالي محمد بن جميع القرشي الشافعي مصنف كتاب الذخائر في المذهب والواعظ أبو زكريا يحيى بن إبراهيم السلماسى بها أخبرتنا زينب بنت عمر بعلبك عن احمد بن ظفر انا محمد بن ناصر الحافظ انا محمد بن احمد بن أبي الصقر سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة انا الحسين بن ميمون الصدفي بمصر انا محمد بن عبد الله النيسابوري ثنا احمد بن شعيب الحافظ ثنا قتيبة ثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من نبي الا وقد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وانما كان الذي اوتيته وحيا أوحاه الله الى فأرجو ان اكون أكثرهم تابعا يوم القيامة (4/1292)
1080 - البطروجى العلامة الحافظ الثقة أبو جعفر احمد بن عبد الرحمن بن عبد البارى الأندلسي حمل عن أبي علي الغساني ومحمد بن فرج الطلاعى وأبي الحسن القيسي وخازم بن محمد وخلف بن إبراهيم المقرىء وابن النخاس وطبقتهم وتفنن في العلوم روى عنه خلف بن بشكوال وأبو محمد بن عبيد الله الحجري وأبو الحسن محمد بن عبد العزيز الشقورى ومحمد بن إبراهيم بن الفخار ويحيى بن محمد الفهري وآخرون قال بن بشكوال كان من أهل الحفظ للحديث والفقه والرجال والتواريخ مقدما في ذلك على أهل عصره وقال غيره له مصنفات مشهورة وكان عارفا بالرجال وتراجمهم وكان إذا سهل عن شيء فكأنما الجواب على طرف لسانه يورد المسئلة بنصها لقوة حافظته لم يكن في الأندلسيين في وقته مثله لكنه كان نزر العربية خاملا لخفة فيه قال بن بشكوال مات لثلاث بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة قلت مات فيها الفقيه أبو الحسن احمد بن عبد الله بن علي الآبنوسي الشافعي الوكيل ببغداد وله تصانيف وعلو إسناد والمسند أبو بكر احمد بن علي بن الأشقر البغدادي الدلال وشيخ القراءة بالعراق أبو محمد دعوان بن علي بن حماد الجبى الضرير والعلامة أبو محمد عبد الحق بن غالب عبد الرحمن بن عطية المحاربي الغرناطي المفسر والمسند أبو القاسم علي بن الإمام أبي نصر عبد السيد بن محمد بن الصباغ البغدادي ومحدث بغداد أبو حفص عمر بن ظفر المغازلى الملقن عن إحدى وثمانين سنة والمسند أبو عبد الله محمد بن احمد بن حسن الطرائفي في عشر المائة ومحدث واسط القاضى أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن محمد بن الطيب بن الجلابى ومفيد بغداد أبو البقاء محمد بن محمد بن معمر بن طبرزد ومسند الشام العلامة أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي عن أربع وتسعين سنة ومحدث همذان أبو بكر هبة الله بن الفرج بن أخي الطويل ونحوى بغداد الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي بن الشجرى العلوي (4/1293)
1081 - بن العربي العلامة الحافظ القاضى أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الإشبيلى ولد سنة (4/1294)
ثمان وستين وأربع مائة ورحل مع أبيه الى المشرق وسمع أبا عبد الله بن طلحة النعالي وطراد بن محمد الزينبي ونصر بن البطر وطبقتهم ببغداد وأبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبا الفضل بن الفرات وطبقتهما بدمشق وخاله الحسن بن عمر الهوزني وطائفة بالأندلس والقاضي أبا الحسن الخلعى ومحمد بن عبد الله بن أبي داود الفارسي وعدة بمصر والحافظ مكي بن عبد السلام الرميلى ببيت المقدس وتخرج بالإمام أبي حامد الغزالي والعلامة أبي زكريا التبريزي والفقيه أبي بكر الشاشي وجمع وصنف وبرع في الأدب والبلاغة وبعد صيته روى عنه عبد الخالق بن احمد اليوسفي وابن صابر الدمشقي وأخوه وأحمد بن خلف الإشبيلى القاضى والحسن بن علي القرطبي وأبو بكر محمد بن عبد الله بن الجد الفهري ومحمد بن إبراهيم بن الفخار ومحمد بن يوسف بن سعادة ومحمد بن علي الكتامى ومحمد بن جابر الثعلبي ونجبة بن يحيى الرعيني والحافظ أبو القاسم السهيلي وعبد المنعم بن يحيى بن الحلوف الغرناطي وعلي بن احمد بن لبال الشريشى وخلق كثير وآخر من روى عنه بالإجازة في سنة ستة عشرة وست مائة أبو الحسن علي بن احمد الشقورى وأحمد بن عمر الخزرجي التاجر وقد سمع بمكة من أبي عبد الله الحسين الطبري وأدخل الأندلس علما شريفا واسنادا منيفا وكان متبحرا في العلم ثاقب الذهن عذب العبارة موطأ الأكناف كريم الشمائل كثير الأموال ولي قضاء إشبيلية فحمد وأجاد السياسة وكان ذا شدة وسطوة (4/1295)
ثم عزل فأقبل على التصنيف ونشر العلم أثنى عليه بن بشكوال بأكثر من هذا وقال أخبرني انه رحل الى المشرق سنة خمس وثمانين وأربع مائة وسمعت بإشبيلية منه وقرطبة كثيرا وقال غيره كان أبوه من علماء الوزراء فصيحا مفوها شاعرا ماهرا اتفق موته بمصر في أول سنة ثلاث وتسعين فرجع ولده أبو بكر الى الأندلس وكان أبو بكر أحد من بلغ رتبة الاجتهاد فيما قيل قال بن النجار حدث ببغداد بيسير وصنف في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن والأدب والنحو والتواريخ واتسع حاله وكثر أفضاله ومدحته الشعراء وعلي إشبيلية سور أنشأه من ماله وذكره أبو يحيى اليسع بن حزم وبالغ في تعظيمه وتقريظه قال فولى القضاء فمحن وجرى في إعراض الإمارة فلحق وأصبح تتحرك بآثاره الألسنة ويأتي بما أجراه القدر عليه النوم والسنة وما أراد الا خيرا نصب الشيطان عليه شباكه وسكن الأدبار حراكه فأبداه للناس صورة تذم وسوءة تبلى لكونه تعلق بأذيال الملك ولم يجر مجرى العلماء في مجاهرة السلاطين وحربهم بل داهن ثم انتقل الى قرطبة معظما مكرما حتى حول الى العدوة فقضى نحبه قرأت بخط بن مسدى في معجمه انا احمد بن محمد بن مفرج البناني سمعت الحافظ بن الجد وغيره يقولون حضر فقهاء إشبيلية أبو بكر بن المرجى وفلان وفلان حضر معهم بن العربي فتذاكروا حديث المغفر فقال بن المرجى لا يعرف الا من حديث مالك عن الزهرى فقال بن العربي قد رويته من ثلاثة عشر طريقا غير طريق مالك فقالوا افدنا هذا فوعدهم ولم يخرج لهم شيئا وفي (4/1296)
ذلك يقول خلف بن حبر الأديب ... يا أهل حمص ومن بها اوصيكم ... بالبر والتقوى وصية مشفق ... فخذوا عن العربي اسمار الدجى ... وخذوا الرواية عن امام متقى ... ان الفتى حلو الكلام مهذب ... إن لم يجد خبرا صحيحا يخلق قلت هذه الحكاية ساذجة لا تدل على جرح صحيح ولعل القاضى وهم وسرى فكره الى حديث فظنه هذا والشعراء يخلقون الإفك قال بن بشكوال توفى بن العربي بالعدوة بفاس في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة وفيها أرخه الحافظ بن المفضل والقاضي بن خلكان وفي تاريخ بن النجار في نسخة نقلت منها سنة ست وأربعين والأول الصحيح وفي سنة ثلاث مات المعمر أبو تمام احمد بن أبي العز محمد بن المختار بن المؤيد بالله العباسي التاجر السفار المعروف بابن الخص بنيسابور وهو راوي صفة المنافق بتلك الديار والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي الرقى والمحدث الرحال أبو علي الحسن بن مسعود بن الوزير الدمشقي كهلا بمرو والمسند أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان الدمشقي وقاضى القضاة الاكمل أبو القاسم علي بن نور الهدى أبي طالب الحسين بن محمد الزينبي الهاشمي وأبو غالب محمد بن علي بن الداية صاحب بن المسلمة ومفيد بغداد المكثر الجماعة أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الظفري الخفاف عن ثلاث وخمسين سنة والمسند أبو الدر ياقوت الرومي السفار الراوي عن الصريفيني والزاهد الشهيد أبو الحجاج يوسف بن دوناس الفندلاوى المالكي المقبور بمقبرة باب الصغير أخبرنا محمد بن جابر انا أبو العباس احمد بن الغماز بقراءتي انا أبو الربيع بن سالم الحافظ انا عبد الرحمن بن محمد بن خنيس ثنا الحافظ أبو بكر محمد بن العربي انا طراد بن محمد ثنا هلال بن محمد ثنا الحسين بن يحيى ثنا أبو الأشعث ثنا بشر بن المفضل ثنا شعبة عن جبلة بن سحيم عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من جر ثوبا من ثيابه من مخيلة فان الله لا ينظر اليه وأخبرناه عاليا إسماعيل بن عبد الرحمن انا أبو محمد بن قدامة انا خطيب الموصل وشهدة وتجنى الوهابنية قالوا انا طراد (4/1297)
1082 - السلفي الحافظ العلامة شيخ الإسلام أبو طاهر عماد الدين احمد بن محمد بن احمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني الجرواءانى وجرواءان من محال أصبهان وسلفة لقب لجده احمد ومعناه الغليظ الشفة كان أبو طاهر لا يحرر عام مولده وقد قال كتبوا عنى بأصبهان في أول سنة اثنتين وتسعين وانا بن سبع عشرة سنة أو نحوها ليس في وجهي شعرة وقال أيضا اذكر قتل نظام الملك في سنة خمس وثمانين وكنت بن عشر قلت أول سماعه في سنة ثمانين سمع الرئيس القاسم بن الفضل الثقفى عبد الرحمن بن محمد بن يوسف القصرى وسعيد بن محمد الجوهري ومكي بن منصور السلار ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب المديني وأبا مطيع الصحاف وأبا العباس بن اشتة وخلائق بأصبهان ورحل الى بغداد سنة ثلاث وتسعين فسمع من (4/1298)
نصر بن البطر وفرح بلقيه ومن أبي بكر الطوسي والحسين بن علي بن البسري وطبقتهم وبالكوفة من أبي البقاء الحبال وبمكة من الحسين بن علي الطبري وبالمدينة أبا الفرج القزويني وبالبصرة من محمد بن جعفر العسكري وبزنجان من أبي بكر احمد بن محمد بن زنجويه وبهمذان من أبي غالب احمد بن محمد العدل وبالرى من صاحب البحر أبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الشافعي وبقزوين من إسماعيل بن عبد الجبار المالكي وبمراغة من سعد بن علي المصري وبدمشق من أبي طاهر الحنائي وبنهاوند من أبي منصور محمد بن عبد الرحمن بن غزو وبأبهر من أبي سعيد عبد الرحمن بن ملكان الشافعي وبواسط من أبي نعيم بن زيزب وبسلماس من محمد بن سعادة الهلالي وبالحلة من محمد بن الحسن بن فدويه الكوفى وبشهرستان من أبي الفتح احمد بن محمد بن رشيد الأدمي وبالأسكندرية من أبي القاسم بن الفحام الصقلي وبقي في الرحلة بضع عشرة سنة وسمع ما لا يوصف كثرة ونسخ بخطه الصحيح السريع وهو في غضون ذلك يقرأ القرآن والفقه والعربية وغير ذلك وكان متقنا متثبتا دينا خيرا حافظا ناقدا مجموع الفضائل انتهى اليه علو الإسناد وروى الحفاظ عنه في حياته وله ثلاثة معاجم معجم لمشيخة أصبهان في مجلد يكونون ازيد من ست مائة شيخ ومعجم لمشيخة بغداد وهو كبير ومعجم لباقى البلاد سماه معجم السفر ركب من بلد صور في البحر الى الإسكندرية في سنة إحدى عشرة فاستوطنها خمسا وستين سنة الى ان مات ما خرج منها سوى خرجته الى القاهرة للسماع من أبي الصادق مرشد بن يحيى المديني وطبقته (4/1299)
سمع منه أبو علي البردانى الحافظ والكبار وحدث عنه الحافظ محمد بن طاهر ومات قبله بستين عاما والمحدث سعد الخير الأندلسي وأبو العز محمد بن علي الملقباذى والضياء بن هبة الله بن عساكر ويحيى بن سعدون القرطبي وخلق مثلهم ممن مات قبله وقد روى عنه القاضى عياض بالإجازة ومات قبله بدهر وممن روى عنه الحافظ عبد الغني المقدسي وعلي بن المفضل وربيعة اليمنى وعبد القادر الرهاوي والشيوخ بن راحج المقدسي وعبدالقوى بن الجباب وعبد الغافر المحلى والفخر الفارسي والحسن بن احمد الاوقى ومحمد بن عماد ومرتضى بن حاتم وأبو القاسم الصفراوى وأبو الفضل الهمذاني وعبد الرحيم بن الطفيل ويوسف بن المخيلى ومنصور بن الدماغ والعلم بن الصابوني وعبد الوهاب بن رواح ويوسف الساوي وأبو الحسين بن الجميزى وأبو القاسم بن رواحة وأبو القاسم عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي وخلائق وأبو بكر محمد بن السفاقسي وعاش في حضور المسلسل بالأولية الى سنة أربع وخمسين وبقي بعدهم طائفة كعثمان بن خطيب القرافة وغير واحد بالإجازة قال الأوقى سمعته يقول لي ستون سنة ما رأيت منارة الإسكندرية الا من هذه الطاقة قال بن المفضل عدة شيوخ الحافظ بأصبهان فوق الست مائة شيخ وخرج الى بغداد وله عشرون سنة أو أقل أو أكثر فمشيخته في بغداد في خمسة وثلاثين جزءا قال وله تصانيف كثيرة وكان ينظم الشعر ويثيب من يمدحه الى ان قال ولقي في القراءات بن سوار وأبا منصور الخياط (4/1300)
وأبا الخطاب بن الجراح سمعته يقول متى لم يكن الأصل بخطى لم افرح به وكان جيد الضبط كثير البحث عما يشكل وكان أوحد زمانه في علم الحديث وأعرفهم بقوانين الرواية والتحديث جمع بين علو الإسناد وعلو الأنتقاد وبذلك تفرد عن أبناء جنسه قال السمعاني في الذيل أبو طاهر ثقة ورع متقن ثبت فهم حافظ له حظ من العربية كثير الحديث حسن البصيرة فيه أنبأنا جماعة عمن سمع أبا سعيد عبد الكريم بن محمد الحافظ ثنا أبو العلاء احمد بن محمد بن الفضل الحافظ سمعت محمد بن طاهر المقدسي سمعت أبا طاهر الأصبهاني وكان من أهل الصنعة يقول كان أبو حازم العبدوي إذا روى عن أبي سعد الماليني يقول ثنا احمد بن حفص الحدثى هذا أو نحوه قال أبو سعد وقد صحب السلفي والدي ببغداد مدة ثم ركب من صور في البحر الى مصر وأجاز لي وعن بن ناصر قال كان السلفي ببغداد كأنه شعلة نار في التحصيل قال عبد القاهر الرهاوي كان له عند ملوك مصر الجاه والقوة والكلمة النافذة مع مخالفته لهم في المذهب وكان لا يبدو منه جفوة لأحد ويجلس للحديث ولا يشرب ماءا ولا يبزق ولا يتورك ولا يبدو له قدم وقد جاوز المائة بلغني ان سلطان مصر حضره عنده ليسمع فشرع يتحدث مع أخيه فزيرهما وقال أيش هذا نقرأ الحديث وانتما تتحدثان وبلغني انه مدة مقامه بالإسكندرية ما خرج الى فرجة الا مرة واحدة وما تكاد تدخل الا تراه مطالعا في شيء وكان حليما (4/1301)
ولما دخل الثغر رآه الفضلاء والكبراء فاستحسنوا علمه وأخلاقه وآدابه فأكرموه وخدموه وحدثني بعض رفقائى عن بن شافع قال السلفي شيخ العلماء وسمعت بعض فضلاء همذان يقول السلفي احفظ الحفاظ قال بن عساكر سمعت بقراءة السلفي من جماعة ولم اظفر بالسماع منه تزوج في الإسكندرية امرأة ذات بستان وحصلت له ثروة بعد فقر وتصوف وصارت له بالثغر وجاهة وبنى له العادل علي بن إسحاق بن السلار أمير مصر مدرسة ووقف عليها قال عبد القادر كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر أزال من جواره منكرات كثيرة رأيته منع القراء بالألحان وقال هذه القراءة بدعة اقرءوا ترتيلا فقرؤوا نقلت من خط الحافظ عبد الغني نقل خطوط المشايخ للسلفى بالقراءات وأنه قرأ بحرف عاصم علي أبي سعد المطرز وقرأ لحمزة والكسائى علي أبي محمد بن أبي نصر لقصار وقرأ لقالون على نصر بن محمد الشيرازي ولقنبل على عبد الله بن احمد الخرقي وقد قرأ عليهم في سنة إحدى وتسعين وأربع مائة وبعدها وقال بن نقطة كان السلفي جوالا في الآفاق حافظا ثقة متقنا احضروا له نسخة سعد الخير بالمجتبى للنسائي ليرويه فاجتذبها من يد القارىء بغيظ وقال لا أحدث الا من أصلي قال بن المفضل حفظت أسماء وكنى ثم ذاكرت السلفي فجعل يذكرها حفظا وقال ما هذا مليح انا شيخ كبير في هذه البلدة لا يذاكرنى أحد وحفظى هكذا قال العماد في الخريدة طوف السلفي بلادا وشدت اليه الرحال (4/1302)
وتبرك به الملوك والأقيال وله شعر ورسائل ومصنفات قال الحافظ عبد العظيم كان السلفي مغرى بجمع الكتب وما حصل له من المال يخرجه في ثمنها كان عنده خزائن كتب لا يتفرغ للنظر فيها فعفنت وتلصقت لنداوة البلد فكانوا يخلصونها بالفأس فتلف أكثرها ومما شوهد بخطه مولدي سنة اثنتين وسبعين تخمينا لا يقينا قال حماد بن هبة الله سمعت السلفي يقول دخلت بغداد في شوال سنة ثلاث وتسعين فساعة دخولى لم يكن لي هم الا بن البطر فذهبت اليه وكان شيخا عسرا فقلت قد جئت من أصبهان لأجلك فقال اقرأ وجعل الراء غينا فقرأت عليه وانا متكئ من دماميل فقال أبصر ذا الكلب فاعتذرت بالدماميل وبكيت من قوله وقرأت سبعة عشر حديثا وخرجت ثم قرأت عليه نحوا من خمسة وعشرين جزءا ولم يكن بذاك أخبرنا بن علان إجازة عن القاسم بن علي بن عساكر انا أبي أنشدنا أبو سعد السمعاني بدمشق أنشدنا أبو العز محمد بن علي أنشدنا أبو طاهر احمد بن محمد الحافظ لنفسه بميافارقين ... ان علم الحديث علم رجال ... تركوا الإبتداع للإتباع ... فإذا جن ليلهم كتبوه ... وإذا أصبحوا غدوا للسماع أنشدنا بعلوا أبو الحسين اليونينى انا جعفر بن علي أنشدنا السلفي فذكرهما قال الوجيه عيسى بن عبد العزيز اللخمي توفى السلفي صبيحة الجمعة خامس ربيع الآخر سنت ست وسبعين وخمس مائة وله مائة وست سنين وحدث ليلة موته وهو يرد اللحن الخفى علي القارىء وصلى الصبح ومات فجأة قلت لم يبلغ مائة وست سنين بل مائة وسنتين أو نحو ذلك مع الجزم بأنه كمل المائة قال بن خلكان القاضى كانت ولادته سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة تقريبا ومات معه في العام الشريف أبو المفاخر سعيد بن الحسين الهاشمي العباسي المامرنى النيسابوري راوي صحيح مسلم بمصر والمسند أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن احمد بن صابر الأزدي الدمشقي بها والمسند أبو الفهم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن أبي العجائز الأزدي بدمشق والعلامة حجة العرب أبو الحسن علي بن عبد الرحيم بن الحسين العصار السلمي ببغداد وآخرون أخبرنا علي بن محمد الحافظ انا احمد بن محمد البصري انا احمد بن محمد الحافظ انا القاسم بن الفضل انا أبو بكر احمد بن عبد الرحمن بن احمد القاضى املاءا انا عبد الله بن جعفر بن احمد ثنا احمد بن عصام ثنا أبو عامر العقدى ثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم طعام الواحد يكفي الإثنين وطعام الإثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية أخرجه مسلم من حديث الثوري (4/1303)
1083 - عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض القاضى العلامة عالم المغرب أبو الفضل اليحصبي السبتى الحافظ مولده بسبته في سنة ست وسبعين وأربع مائة وأصله اندلسى تحول جده الى فاس ثم سكن سبتة أجازه القاضى الحافظ (4/1304)
أبو علي الغساني وكان يمكنه السماع منه وهو بن عشرين سنة وإنما دخل القاضى الى الأندلس بعد موته فأخذ عن محمد بن حمدين وأبي علي بن سكرة وأبي الحسين بن سراج وأبي محمد بن عتاب وهشام بن احمد وأبي بحر بن العاص وخلق وتفقه بأبي عبد الله محمد بن عيسى التميمي والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله المسيلى وصنف التصانيف التي سارت بها الركبان واشتهر اسمه وبعد صيته قال بن بشكوال هو من أهل العلم والتفنن والذكاء والفهم استقضى بسبتة مدة طويلة حمدت سيرته فيها ثم نقل عنها الى قضاء غرناطة فلم تطل مدته فيها وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه وقال الفقيه محمد بن حمادة السبتى جلس القاضى للمناظرة وله نحو من ثمان وعشرين سنة وولي القضاء وله خمس وثلاثون سنة فسار بأحسن سيرة كان هينا من غير ضعف صليبا في الحق تفقه على أبي عبد الله التميمي وصحب أبا إسحاق بن جعفر الفقيه ولم يكن أحد بسبتة في عصره أكثر تواليف منه وله كتاب الشفاء في شرف المصطفى وكتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك في ذكر فقهاء مذهب مالك وكتاب العقيدة وكتاب شرح حديث أم زرع وكتاب جامع التاريخ الذي اربى على جميع المؤلفات جمع فيه أخبار ملوك الأندلس والمغرب واستوعب فيه أخبار سبتة وعلمائها وله كتاب مشارق الأنوار في اقتفاء صحيح الآثار من الموطأ والصحيحين الى ان قال وحاز من الرياسة في بلده ومن الرفعة ما لم يصل اليه أحد قط من أهل بلده وما زاده ذلك الا تواضعا وخشية لله وله من المؤلفات الصغار أشياء لم نذكرها (4/1305)
قال القاضى شمس الدين بن خلكان هو إمام الحديث في وقته وأعرف الناس بعلومه وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم قال ومن تصانيفه كتاب الإكمال في شرح مسلم كمل به كتاب المعلم للمازرى ومنها كتاب مشارق الأنوار في تفسير غرائب الحديث وكتاب التنبيهات فيه فوائد وغرائب وكل تواليفه بديعة وله شعر حسن فمنه ما رواه عنه ابنه قاضى دانية أبو عبد الله محمد بن عياض ... انظر الى الزرع وخاماته ... تحكى وقد ماست امام الرياح ... كتيبة خضراء مهزومة ... شقائق النعمان فيها جراح قلت روى عنه خلق كثير منهم عبد الله بن محمد الأشيرى وأبو جعفر بن القصير الغرناطي وأبو القاسم خلف بن بشكوال وأبو محمد بن عبيد الله الحجري ومحمد بن الحسن الجابرى قال بن بشكوال توفى القاضى عياض مغربا عن وطنه في وسط سنة أربع وأربعين وخمس مائة قال ولده محمد توفي في ليلة الجمعة نصف الليلة التاسعة من جمادى الآخرة ودفن بمراكش قلت وفيها مات العلامة أبو جعفرك احمد بن علي بن أبي جعفر البيهقي صاحب التصانيف وقاضي تستر القاضى أبو بكر احمد بن محمد بن حسين الأرجانى شاعر وقته والمسند أبو المحاسن سعد بن علي بن الموفق الهروي والإمام أبو الحسن علي بن سليمان بن احمد المرادي القرطبي محدث حلب أخبرنا القاضى معين الدين علي بن احمد بن أبي الحسن بالإسكندرية انا محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الأنصاري بقراءتي عن عبد الله بن محمد بن عبيد الله الحافظ ح وانا أبو القاسم محمد بن احمد بن محمد بن عمران الحضرمي انا أبو إسحاق إبراهيم بن احمد الغافقي مرارا انا محمد بن عبد الله الأزدي انا محمد بن الحسن بن عطية الجابرى قالا انا عياض بن موسى الحافظ قال ثنا القاضى أبو عبد الله محمد بن عيسى التميمي وأبو الوليد هشام بن احمد الفقيه قالا ثنا أبو علي الغساني ثنا أبو عمر النمري ثنا بن عبد المؤمن ثنا أبو بكر التمار ثنا أبو داود ثنا محمد بن سلمة ثنا بن وهب عن حيوة وابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو انه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا على فإنه من صلى على مرة صلى الله عليه و سلم عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فانها منزلة في الجنة لا تنبغى الا لعبد من عباد الله وأرجو ان اكون انا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة (4/1306)
1084 - الرشاطى عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن احمد الحافظ النسابة أبو محمد اللخمي المريى المعروف بالرشاطى قال أبو جعفر بن الزبير روى عن أبي علي الغساني وأبي الحسن بن اخى الدش وأبي علي الصدفي وابن فتحون وجماعة وألف كتابه الحافل المسمى باقتباس الأنوار والتماس الأزهار في انساب رواة الآثار وكتاب الأعلام لما في المختلف والمؤتلف للدارقطني من الأوهام وانتصاره من القاضى أبي محمد بن عطية وغير ذلك وكان ضابطا محدثا متقنا إماما مفيدا ذاكرا للرجال حافظا للتاريخ والأنساب فقيها بارعا أحد الجلة المشار إليهم روى عنه أبو محمد عبيد الله وأحمد بن حبر وابن مضا وابن خالد بن رفاعة وأبو محمد عبد الرحيم وأبو بكر بن أبي حمزة واستشهد عند دخول العدو المرية في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة وكان مولده في سنة ست وأربع مائة وقال بن عاف في سنة خمس وستين وأربع مائة والأول أصح (4/1307)
1085 - الجوزقانى الحافظ الإمام أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن حسين بن جعفر الهمذاني مصنف كتاب الأباطيل وهو محتو على أحاديث موضوعة وواهية طالعته واستفدت منه مع أوهام فيه وقد بين بطلان أحاديث واهية بمعارضة أحاديث صحاح لها سمع عبد الرحمن بن حمد الدونى وهو أكبر شيخ له ويحيى بن احمد الغضائري ومحمد بن طاهر المقدسي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وشيرويه بن شهردار الديلمي وأحمد بن عباد البروجردى وأبا زكريا يحيى بن منده وعبد الملك بن بنجير وحمد بن نصر وطائفة سواهم ومن صغار شيوخه عبد الخالق بن احمد اليوسفي روى هذا الكتاب عنه بن أخته نجيب بن غانم الطيان فحدث به نجيب في سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة وأما الجوزقانى صاحب الترجمة فلا اعلم متى توفى ثم رأيته في تاريخ بن النجاروان بن مشق ضبط وفاته في سادس عشر رجب سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة قال بن النجار وجوزقان ناحية من همذان كتب وحصل وصنف عدة كتب في علم الحديث منها كتاب الموضوعات أجاد تصنيفه روى لنا عنه عبد الرزاق الجيلي (4/1308)
1086 - الفامي الحافظ أبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان بن منصور الهروي محدث هراة ولد سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة بهراة وسمع أبا عبد الله محمد بن علي العميرى ونجيب بن ميمون الواسطي وأبا عامر محمود بن القاسم الأزدي وشيخ الإسلام أبا إسماعيل الأنصاري وعدة وفي الرحلة من أبي القاسم بن الحصين وهبة الله بن علي البخاري ذكره السمعاني في تاريخه فقال كان ببغداد حسن السيرة جميل الطريقة دمث الأخلاق كثير الصدقة والصلاة دائم الذكر متوددا متواضعا له معرفة بالحديث والأدب يكرم الغرباء ويفيدهم عن الشيخ وكان ثقة مأمونا كتبت عنه بهراة ونواحيها مات في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمس مائة قلت لقبه ثقة الدين وروى عنه الحافظان بن عساكر والسمعانى وأبو روح عبد المعز الهروي وله تاريخ صغير وفيها مات المسند أبو المعالي احمد بن محمد بن عثمان المذارى ببغداد سمع أبا علي بن البناء والمسند الفقيه أبو سعد عمر بن علي بن الحسين المحمودى البلخي صاحب الوخشى والمسند نوشتكين بن عبد الله الرضوانى البغدادي ومسند خراسان الخطيب أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري أخبرنا احمد بن هبة الله بن تاج الأمناء عن عبد المعز بن محمد انا الحافظ ثقة الدين أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي انا زيد بن الفضل انا علي بن أبي طالب الخوارزمي انا أبو علي الرفاء ثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا سفيان عن الزهرى عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن الدباء والمزفت ان ينتبذ فيه (4/1309)
1087 - بن الدباغ الحافظ أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن يوسف بن عمر بن فيرة وقيل إبراهيم بدل عمر اللخمي الأندلسي الأندى محدث مرسية لا بل محدث الأندلس استوعب أخباره بن الزبير فقال هو أحد الأئمة المهرة المتقنين في صناعة الحديث وجهابذة النقاد اعتمد أبا علي بن سكرة وأكثر عنه وعن أبي عبد الله احمد بن محمد الخولاني وابن عتاب وخلف بن إبراهيم بن النحاس وعبد القادر بن محمد الصدفي واعتمده الناس فيما قيده لإمامته وإتقانه وعول عليه الجلة وكان من آخر أئمة المحدثين بالأندلس وكان سمحا مؤثرا على قلة ذات يده نزه النفس ولي خطابة مرسية وقتا ثم ولي قضاء دانية قال أبو العطاء وهب بن نذير هو خاتمة أئمة المحدثين وله تواليف أكثر عنه بن بشكوال وأبو بكر بن أبي جمرة وقال بن بشكوال روى عن أبي علي الصدفي كثيرا ولازمه طويلا وأخذ عنه جماعة من شيوخنا وكان من أنبل أصحابنا وأعرفهم بطريقة الحديث وأسماء الرجال وأزمانهم وضعفائهم وثقاتهم وأعمارهم وآثارهم من أهل العناية الكاملة بتقييد العلم ولقاء الشيوخ لقى منهم (4/1310)
كثيرا وكتب عنهم شوور في الأحكام ببلده ثم خطب به وقتا وقال لي ان مولده سنة إحدى وثمانين وأربع مائة قلت حدث عنه بن بشكوال والوزير أبو عبد الملك مروان بن عبد العزيز التجيبي البلنسي وأحمد بن أبي المطرف البلنسي وأحمد بن سلمة اللورقى ومحمد بن أبي الحسن بن هذيل وآخرون وله جزء لطيف في أسماء الحفاظ عاش خمسا وستين سنة رأيت برنامجه وفيه كتب كبار كثيرة من مروياته أخبرنا أبو الحسين اليونينى انا أبو الخطاب عمر بن حسين الكلبي انا القاضى أبو عبد الملك مروان بن عبد العزيز التجيبي ثنا الحافظ أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز اللخمي قال الطبقة الأولى من أئمة المحدثين محمد بن مسلم بن شهاب الزهرى قلت فبدأ به الى ان ختم الجزء بأبي طاهر السلفي توفى بن الدباغ في سنة ست وأربعين وخمس مائة كالذى قبله وأعلى شيء عنده الموطأ قرأه على الخولاني في حدود سنة إحدى وخمس مائة بسماعه من عثمان بن احمد القشطالى صاحب أبي عيسى بن عبد الله الليثي وسمع من بن سكرة الصحيحين وسنن الدارقطني والموطأ وسنن أبي داود والعلل للدارقطني ومائة جزء من مسند يعقوب السدوسي ومسند البزار في تسعين جزءا وجامع الترمذي وغير ذلك الجميع سمعه من أبي علي حتى انه سمع منه كتاب الغريبين للهروى والسنن للباجى ومعجم بن قانع ومعظم تاريخ بن أبي خيثمة وسمع النسائي من بن عتاب ومسند أبي بكر بن أبي شيبة سمعه من يونس بن مغيث فأنبأنى احمد بن سلامة عن أبي جعفر احمد بن علي القرطبي قال انا أبو الوليد بن الدباغ سماعا لجميع الموطأ بقراءة أبي قال قرأته على الخولاني بسنده والكتاب سماع التاج بن أبي جعفر سمعه منه المحدث أبو محمد الحرائرى (4/1311)
1088 - السبحى الحافظ الإمام محدث مرو خطيبها أبو طاهر محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أبي سهل المروزي السبحى مولده بقرية سبح الكبيرة في حدود سنة ثلاث وستين وأربع مائة وسمع الكثير ورحل وتفقه أولا على العلامة أبي المظفر السمعاني وعبد الرحمن الزاز قال أبو سعد السمعاني كان إماما ورعا متهجدا متواضعا سريع الدمعة سمع إسماعيل بن محمد الزاهرى ومحمد بن علي الشاشي الفقيه وعلي بن احمد المديني الأخرم ونصر الله بن احمد الخشنامى والشريف محمد بن عبد السلام الأنصاري وثابت بن بندار البقال وجعفر بن احمد السراج وأبا البقاء المعمر بن محمد الحبال والحافظ احمد بن محمد بن احمد بن مردويه الأصبهاني وأبا سعد المطرز وعبد الرحمن بن احمد الدونى وطبقتهم بخراسان وبغداد والكوفة والحجاز وأصبهان وكان رفيق والدي في الرحلة ومن أخص اصحابه نسخ لنفسه ولغيره وله معرفة بالحديث وهو ثقة دين قانع بما هو فيه كثير التلاوة حج مع والدي وسمعت من لفظه الكثير وكان يلي الخطابة في الجامع الأقدم قلت سمع منه عبد الرحيم بن أبي سعد مع والده صحيح مسلم والنسائي والرقاق لابن المبارك والحلية لأبي نعيم والأحاديث الألف لشيخه أبي المظفر السمعاني مات في شوال سنة ثمان وأربعين وخمس مائة (4/1312)
وفيها مات شيخ الصوفية بمرو الخطيب أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن محمد الكشميهني خاتمة من روى عن أبي الخير محمد بن عمران الروزى صحيح البخاري وشيخ بغداد القدوة المعمر أبو العباس احمد بن أبي غالب بن احمد بن الطلاية ومفيد بغداد الإمام أبو الفرج عبد الخالق بن احمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف اليوسفي عن أربع وثمانين سنة والمحدث الصادق أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الكروجى الهروي المجاور والمسند أبو المعالي الفضل بن المحدث سهل بن بشر الإسفرايينى ثم الدمشقي الملقب بالاثير والمسند أبو طالب محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحيري الكنجرودي النيسابوري الجزبارانى عن ست وثمانين سنة ومسند بغداد أبو القاسم هبة الله بن الحسين بن أبي شريك الحاسب صاحب بن النقور وبركة والشام القدة أبو الحسين بن أبي عبد الله بن حمزة الزاهد المقدسي بحلب والمسند أبو القاسم نصر بن احمد بن مقاتل بن مطكود السوسي بدمشق وشاعر العصر العلامة أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير بن خالد القيسرانى والأديب البارع أبو الحسين احمد بن منير بن احمد الطرابلسي الرفاء الشاعر المحسن والعلامة أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن احمد الشهرستانى صاحب الملل والنحل ومفتى خراسان الإمام أبو سعد محمد بن يحيى بن أبي منصور الشافعي النيسابوري محي الدين تلميذ الغزالي فسبحان ورث الأرض ومن عليها أخبرنا احمد بن هبة الله بقراءتي عن عبد الرحيم بن عبد الكريم انا أبو طاهر السبحى انا فقيه الشاش أبو بكر محمد بن علي بن حامد قدم علينا انا أبو الفضل الكاغذى انا الهيثم بن كليب ثنا أبو قلابة ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سألكم فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن اتى اليكم معروفا فكافئوه فان لم تجدوه فادعوا له حتى تعلموا ان قد كافأتموه (4/1313)
1089 - كوتاه الحافظ الإمام المفيد أبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الأصبهاني الملقب بكوتاه سمع أبا بكر بن ماجة الأبهرى ورزق الله التميمي والرئيس أبا عبد الله الثقفى وأحمد بن عبد الرحمن الذكوانى وطبقتهم فأكثر قال أبو موسى المديني أوحد وقته في علمه مع حسن طريقته وتواضعه حدثنا لفظا وحفظا على منبر وعظه سنة سبع عشرة وقال لي ولدت سنة ست وسبعين وأربع مائة قال السمعاني هو من أولاد المحدثين حسن السيرة مكرم للغرباء فقير قنوع صحب والدي مدة مقامه بأصبهان وسمع بقراءته الكثير وله معرفة بالحديث وهو من مقدمى أصحاب شيخنا إسماعيل الحافظ حضرت مجلس أماليه وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يثنى عليه ثناءا حسنا ويفخم أمره ويصفه بالحفظ والإتقان قلت وسمع بنيسابور من عبد القاهر الشيروى وببغداد من طائفة وكان يقول ينزل بذاته فهجره شيخه إسماعيل لإطلاق هذه العبارة وقد روى عنه الحافظ بن عساكر والحافظ يوسف الشيرازي وبالأجازة كريمة الزبيرية أنبأونا عمن سمع أبا سعد الحافظ ثنا عبد الخالق بن زاهر ثنا صاعد بن سنان (4/1314)
الحافظ ثنا عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بمدينة النبي صلى الله عليه و سلم انا روح بن محمد انا أبو الحسن الجرجاني انا بن خرزاد ثنا علي بن روحان ثنا احمد بن سنان سمعت شيبان بن يحيى يقول ما اعلم طريقا الى الجنة اقصد ممن يسلك طريق الحديث وقد بقيت كريمة بعد صاعد مائة وعشرين سنة وهذا يدخل في فن السابق واللاحق أخبرنا محمد بن الحسن الفقيه أخبرتنا كريمة انا عبد الجليل بن محمد في كتابه انا رزق الله بن عبد الوهاب انا الحسن بن احمد انا احمد بن إسحاق بن نيخاب ثنا صالح بن موسى ثنا يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة المغرب ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو اعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهو يصلون وأتيناهم وهم يصلون توفى كوتاه الحافظ بأصبهان شعبان سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة وفيها مات مسند زمانه الإمام أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ببغداد عن خمس وتسعين سنة والمسند أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور الدمشقي الخشاب بدمشق والعلامة أبو حفص عمر بن احمد بن منصور بن الصفار النيسابوري ومقرىء واسط وإمام جامعها أبو الفتح المبارك بن احمد بن زريق الحداد الواسطي والمسند الأديب أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم الهروي وله إجازة القشيري (4/1315)
1090 - السمعاني الحافظ البارع العلامة تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن الحافظ تاج الإسلام معين الدين أبي بكر محمد بن العلامة المجتهد أبي المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار بن احمد بن محمد بن جعفر التميمي السمعاني المروزي صاحب التصانيف ولد في شعبان سنة ست وخمس مائة وحمله والده الى نيسابور في آخر سنة تسع فلحق بحضوره المعمر عبد الغفار بن محمد الشيرازي وعبيد بن محمد القشيري وعدة وحضر بمرو على أبي منصور محمد بن علي نافلة الكراعى فمات أبوه سنة عشر وتربى مع أعمامه وأهله وحفظ القرآن والفقه ثم حبب اليه هذا الشأن وعنى به ورحل الى الأقاليم النائية وسمع من أبي عبد الله الفراوي وزاهر الشحامى وطبقتهما بنيسابور والحسين بن عبد الملك الخلال وسعيد بن أبي الرجاء وطبقتهما بأصبهان وأبي بكر محمد بن عبد الباقى الأنصاري وطبقته ببغداد وعمر بن إبراهيم العلوي بالكوفة وأبي الفتح المصيصي بدمشق وببخارى وسمرقند وبلخ وعمل المعجم في عدة مجلدات وكان ذكيا فهما سريع الكتابة مليحها درس وأفتى ووعظ وأملى وكتب عمن دب ودرج وكان ثقة حافظا حجة واسع الرحلة عدلا دينا جميل السيرة حسن الصحبة كثير المحفوظ قال بن النجار سمعت من يذكر ان عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ وهذا شيء لم يبلغه أحد وكان مليح التصانيف كثير النشوار والأناشيد لطيف المزاح ظريفا حافظا واسع الرحلة ثقة صدوقا دينا سمع منه مشايخه وأقرانه وحدثنا عنه جماعة قلت روى عنه ولده عبد الرحيم مفتي مرو وأبو القاسم بن عساكر وابنه (4/1316)
القاسم وعبد الوهاب بن سكينة وعبد الغفار بن منينا وأبو روح عبد المعز بن محمد الهروي وأبو الضوء شهاب الشذبانى والإفتخار عبد المطلب الحلبي وأبو الفتح محمد بن محمد الصائغ وخلق ذكر تصانيفه نقل اسماءها بن النجار من خطه منها الذيل على تاريخ الخطيب أربع مائة طاقة تاريخ مرو خمس مائة طاقة أدب الطلب مائة وخمسون طاقة الإسفار عن الأسفار خمس وعشرون طاقة الإملاء والإستملاء خمس عشر طاقة معجم البلدان خمسون طاقة معجم الشيوخ ثمانون طاقة تحفة المسافر مائة وخمسون طاقة الهداية خمس وعشرون طاقة عز العزلة سبعون طاقة الأدب واستعمال الحسب خمس طاقات المناسك ستون طاقة الدعوات أربعون طاقة الدعوات النبوية خمس عشرة طاقة غسل اليدين خمس طاقات أفانين البساتين خمس عشرة طاقة دخول الحمام خمس عشرة طاقة صلاة التصبيح عشر طاقات التحايا ست طاقات تحفة العيد ثلاثون طاقة فضل الديك خمس طاقات الرسائل والوسائل خمس عشرة طاقة صوم البيض خمس عشرة طاقة سلوة الأحباب خمس طاقات التحبير في المعجم الكبير ثلاث مائة طاقة فرط الغرام الى ساكني الشام خمس عشرة طاقة مقام العلماء بين يدي الأمراء إحدى عشرة طاقة المسارات والمصافحة ثلاث عشرة طاقة ذكرى حبيب رحل وبشرى مشيب نزل عشرون طاقة الأمالى الخمس مائة مائتا طاقة فوائد الموائد مائتا طاقة فضل الهر ثلاث طاقات ركوب البحر (4/1317)
سبع طاقات الهريسة ثلاث طاقات وفيات المتأخرين خمس عشرة طاقة الأنساب ثلاث مائة وخمسون طاقة الأمالى ستون طاقة بخار بخور البخاري عشرون طاقة تقديم الجفان الى الضيفان سبعون طاقة صلاة الضحى عشر طاقات الصدق في الصداقة الريح في التجارة رفع الأرتياب عن كتابة الكتاب أربع طاقات النزوع الى الأوطان خمس وثلاثون طاقة تخفيف الصلاة في طاقتين لفتة المشتاق الى ساكن العراق أربع طاقات من كنيته أبو سعد ثلاثون طاقة فضائل الشام في طاقتين فضل ياسين في طاقتين وقد ذهب أبو سعد الى بيت المقدس وزاره والنصارى يومئذ ولاته وذكر في كتاب التحبير تراجم شيوخه فأفاد وأجاد طالعته مات في ربيع الأول في أوله سنة اثنتين وستين وخمس مائة بمرو وله ست وخمسون سنة وفيها مات مسند هراة أبو محمد عبد الجليل بن أبي سعد المعدل راوي جزء بيبى الهرثمية عنها وخطيب دمشق وفقيهها أبو البركات الخضر بن شبل بن عبد الحارثى الشافعي عن ست وسبعين سنة ومسند سجستان الإمام أبو عروية عبد الهادي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجستاني الذي ارتحل إليه عبد القادر الرهاوي وفقيه دمشق وفرضيها جمال الأئمة علي بن الحسن بن الحسن بن الماسح الكلابي عن أربع وسبعين سنة ومحدث المشرق المعمر أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي ثم البلخي الفقيه عن سبع وثمانين سنة والشيخ أبو عاصم قيس بن محمد السويقى بأصبهان لقي في حجه أبا الحسن بن العلاف وواعظ مصر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت الكيزانى ومسند بغداد أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد بن الحباب اللحاس الحريمى العطار وله سماع في سنة ثمان وسبعين وأربع مائة والشيخ أبو طالب المبارك بن علي بن خضير الصيرفي ببغداد والمسند أبو الفضل المبارك بن المبارك بن صدقة السمسار سمع من طراد والمسند أبو محمد عبد الواحد بن الحسين بن البارزى ببغداد سمع النعالي وعدة والمسند أبو الحسن علي بن مهدى الهلالي الطبيب بدمشق ومسند العراق أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق عن إحدى وتسعين سنة ومسند الوقت الرئيس أبو الفرج مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل الثقفى الأصبهاني في رجب عن مائة سنة أخبرنا احمد بن هبة الله انا عبد المعز بن محمد إجازة انا أبو سعد عبد الكريم بن محمد انا عبد الغافر بن محمد حضورا انا أبو بكر الحيري ثنا أبو العباس المعقلى ثنا زكريا بن يحيى ثنا بن عيينة عن الزهرى عن أنس قال قال رجل يا رسول الله متى الساعة قال ما أعددت لها فلم يذكر كبيرا الا انه يحب الله ورسوله قال فأنت مع من أحببت (4/1318)
1091 - معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن عبد الواحد بن محمد بن الفاخر الحافظ الإمام مفيد أصبهان أبو احمد القرشي العبشمي السمري الأصبهاني المعدل الواعظ ولد سنة أربع وتسعين وأربع مائة وسمع أبا الفتح احمد بن محمد (4/1319)
الحذاء وأبا المحاسن الروياني الفقيه وغانما البرجى وأبا علي الحداد وطبقتهم وارتحل الى بغداد فسمع أبا القاسم بن الحصين وأبا العز بن كادش وقاضى المرستان وارتحل الى بغداد سبع مرات وأسمع بها أولاده حدث عنه أبو سعد السمعاني وابن الجوزي والحافظ عبد الغني وابن قدامة والسهروردى وعمر بن جابر وابن الأخضر وأبو الحسن بن المقير وآخرون وروى عنه بالإجازة الرشيد بن مسلمة قال السمعاني شاب كيس حسن العشرة سخى النفس متودد قاض للحوائج أكثر ما سمعت بأصبهان كان بإفادته يدور معي من بكرة الى الليل شكر الله سعيه ثم كان ينفذ الى الأجزاء لأكتبها ويكتب لي وفاة الشيوخ وحدثني بجزء انتقاه لي عن شيوخه قال أبو الجوزي كان معمر بن الحفاظ الوعاظ له معرفة حسنة بالحديث كان يخرج ويملى سمعت منه بالمدينة النبوية وقال بن النجار كان سريع الكتابة موصوفا بالحفظ والمعرفة والصلاح والثقة والورع والمروءة صنف كثيرا في الحديث والتواريخ والمعاجم وكان معظما بأصبهان ذا قبول ووجاهة مات ببادية الحجاز في ذي القعدة سنة أربع وستين وخمس مائة وفيها مات الواعظ أبو الحسن سعد الله بن نصر بن الدجاجى البغدادي المقرىء والعالم المحدث الجوال أبو محمد عبد الخالق بن اسعد الدمشقي الحنفي صاحب المعجم ومسند قرطبة أبو مروان عبد الرحمن بن محمد بن قزمان الفقيه عن خمس وثمانين سنة وشيخ القراء العلامة القدوة أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن هذيل البلنسي عن ثلاث وتسعين سنة وقاضى دمشق الإمام زكي الدين علي بن القاضى المنتخب محمد بن الزكى بن يحيى بن على بن عبد العزيز القرشي الشافعي عن سبع وخمسين سنة ببغداد بعد حجه ومسند بغداد أبو الفتح محمد بن عبد الباقى بن احمد البطي الحاجب عن سبع وثمانين سنة وزاهد العراق أبو عبد الله محمد بن عبد الملك الفارقي العارف أخبرنا العز بن الفراء بدمشق والعماد عبد الحافظ بنابلس قالا ثنا الإمام أبو محمد بن قدامة سنة ست عشرة وست مائة انا معمر بن عبد الواحد انا أبو الفتح الحداد انا بن عبدكويه انا الطبراني ثنا علي بن عبد العزيز ثنا القعنبي ثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها (4/1320)
1092 - أبو الخير الحافظ المتقن عبد الرحيم بن محمد بن احمد بن حمدان بن موسى الأصبهاني قال بن النجار كان من حفاظ الحديث سمعت جماعة من أصبهان يقولون إنه كان يحفظ الصحيحين وكانوا يفضلونه على الحافظ أبي موسى بالحفظ قال بن النجار سمع الكثير وقرأ بنفسه وكتب وكان موصوفا بالفضل ومعرفة الحديث قدم بغداد في شبابه وفي كبره حدث عن غانم بن محمد البرجى وأبي علي الحداد وجعفر الثقفى ومحمد بن عبد الواحد الدقاق وعبد الواحد بن محمد الدشنج وهبة الله بن الحصين وأبي العز بن كادش وخلق أملى بجامع (4/1321)
القصر باستملاء شيخنا بن الأخضر وسألته عنه فأثنى عليه ووصفه بالحفظ والمعرفة وقال كانوا يفضلونه على معمر بن الفاخر قلت وحدث عنه الحافظ عبد الغني والشيخ الموفق قال بن النجار أخرج لي شيخنا أبو عبد الله الحنبلي بأصبهان محضرا في أبي الخير بن موسى وطلب من المشايخ أن يكتبوا حاله فيه ففيه خط إسماعيل بن محمد الحافظ وأبي نصر الغازي ومحمد بن أبي نصر اللفتوانى وأبي مسعود كوتاه وغيرهم كلهم شهدوا انه لا يحتج بنقله قوله ولا يوثق به في ديانته وسوء سيرته وقرأت في جزء بخط عبيد الله بن محمد بن عبد اللطيف الخجندي سؤالا سأله الحافظ أبو موسى المديني عن إجازات البغداديين لمسعود بن الحسن الثقفى وهم بن المأمون وأبو الحسين بن المهتدى بالله وأبو بكر الخطيب وابن النقور وتمام العشرة الذين نقلهم عبد الرحيم بن موسى وأحال على مواضع فطلبت فلم توجد وتكلم الناس في ذلك وسأله أيضا عن إجازات بن هاجر وكتب أبو موسى الجواب اغترت الأغرار بهذه الإجازات وضيعوا اوقاتهم في القراءة بها وبتسويف المدعى لها باظهارها الى ان تحقق بطلانها بعد طول المدة والرجوع الى الحق أولى فمن قرأ بإجازة هؤلاء على الرئيس فقد ضل سعيه وخاب امله وبطل عمله وقد أشهد الرئيس على نفسه ببطلان بعضها قرأت بخط الحافظ الضياء سمعت الإمام عبد الله الجبائى يقول كان أبو الخير يحفظ البخاري ويقول من أراد ان يقرأ الإسناد حتى اقرأ المتن ومن أراد ان يقرأ المتن حتى أقرأ انا (4/1322)
الإسناد ولد أبو الخير في صفر سنة خمس مائة ومات في شوال سنة ثمان وستين وخمس مائة وفيها مات مسند القراء أبو الفضل احمد بن محمد بن سنيف الدارقزى وجعفر بن عبد الله بن قاضى القضاة أبي عبد الله الدامغاني وملك النجاة أبو نزار الحسن بن صافى ومسند أصبهان أبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسين الصيدلاني قرأت على عبد الحافظ بن بدران أخبركم عبد الله بن احمد الفقيه انا أبو الخير عبد الرحيم بن محمد انا أبو علي الحداد انا أبو بكر احمد بن محمد بن احمد بن جعفر النردى انا محمد بن إسحاق الحافظ وعلي بن احمد بن هارون قالا انا محمد بن يعقوب انا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم انا بن وهب أخبرني سفيان الثوري سمع ايمن بن نابل يحدث ان قدامة بن عبد الله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يرمى الجمرة لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك لفظ على الأردستانى وقرأت بخط الشيخ الضياء سمعت الإمام أبا عبد الله محمد بن سعيد بأصبهان يقول أرسل الى بن الحافظ أبي العلاء من همذان يسألني عن أبي الخير بن موسى أيش صح عندك فيه من أجل الجرح فأرسلت عندي درج فيه تعديله والتعديل والله أعلم أقرب ثم قال لأنه تكلم فيه أبو موسى الحافظ من أجل إجازات الرئيس مسعود حسب وقال جاء الحافظ أبو موسى الى جدي يعنى المصلح فقال تتكلم في أبي الخير قال لا افعل أو قال لم يتبين لي جرحه إنه يتتبع أمالى يعنى غلطه (4/1323)
1093 - أبو العلاء الهمذاني الحافظ العلامة المقرىء شيخ الإسلام الحسن بن احمد بن الحسن بن احمد بن محمد بن سهل العطار شيخ همذان مولده سنة ثمان وثمانين وأربع مائة قرأ بالروايات على أبي علي الحداد وأكثر عنه ولازمه مدة وعلى مقرئ واسط أبي العز القلانسي وأبي عبد الله البارع وأبي بكر المزرفى وطائفة وسمع من أبي القاسم بن بيان وأبي علي بن نبهان وابن الحصين وخلائق ببغداد وأبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وطائفة بنيسابور ثم رحل ثاني مرة الى بغداد فأسمع ابنه ثم قدم بعد الثلاثين وخمس مائة فأكثر ثم بعد عام أربعين قرأ عليه بالروايات أبو احمد بن سكينة وأبو الحسن بن الدباس ومحمد بن محمد بن الكيال وحدث عنه أبو المواهب بن صصرى والحافظ عبد القادر والحافظ يوسف بن احمد الشيرازي ومحمد بن محمود الحمامي ومحمد والقاضي علي والقاضي عبد الحميد بنو بن بنيمان وهم أسباطه وآخرون وخاتمة اصحابه بالإجازة أبو الحسن بن المقير قال أبو سعد السمعاني حافظ متقن ومقرىء فاضل حسن السيرة مرضى الطريقة عزيز النفس سخى بما يملكه مكرم للغرباء يعرف القراءات والحديث والأدب معرفة حسنة سمعت منه وقال عبد القادر الحافظ شيخنا أبو العلاء أشهر من ان يعرف بل تعذر وجود مثله في أعصار كثيرة علي ما بلغنا من السير أربى على أهل زمانه في كثرة (4/1324)
السماعات مع تحصيل أصول ما سمع وجودة النسخ وإتقان ما كتبه بخطه ما كان يكتب شيئا الا منقطا معربا وأول سماعه من عبد الرحمن بن محمد الدوني في سنة خمس وتسعين وأربع مائة برع على حفاظ عصره في حفظ ما يتعلق بالحديث من الأنساب والتواريخ والأسماء والكنى والقصص والسير ولقد كان يوما في مجلسه فجاءته فتوى في عثمان رضي الله عنه فكتب من حفظه ونحن جلوس درجا طويلا في اخباره وله تصانيف منها زاد المسافر في خمسين مجلدا وكان إماما في القرآن وعلومه وحصل من القراءات ما انه صنف فيه العشرة والمفردات وصنف في الوقف والإبتداء وفي التجويد والماءات والعدد ومعرفة القراء وهو نحو من عشر مجلدات استحسنت تصانيفه وكتبت ونقلت الى خوارزم والى الشام وبرع عنده جماعة في القراءات وكان إذا جرى ذكر القراء يقول فلان مات عام كذا مات فلان في سنة كذا وفلان يعلو إسناده على فلان بكذا وكان إماما في النحو واللغة سمعت ان من جملة ما حفظ كتاب الجمهرة وخرج له تلامذة في العربية أئمة يقرءون بهمذان وبعض اصحابه رأيته فكان من محفوظاته كتاب الغريبين للهروى الى ان قال وكان مهينا للمال باع جميعا ما ورثه وكان من أبناء التجار فأنفقه في طلب العلم حتى سافر الى بغداد وأصبهان مرات ماشيا يحمل كتبه على ظهره سمعته يقول كنت أبيت ببغداد في المساجد وآكل خبز الدخن وسمعت أبا الفضل بن بنيمان الأديب يقول رأيت أبا العلاء في مسجد من مساجد بغداد (4/1325)
يكتب وهو قائم لأن السراج كان عاليا الى ان قال فعظم شأنه في القلوب حتى ان كان يمر في همذان فلا يبقى أحد رآه إلا قام ودعا له حتى الصبيان واليهود وربما كان يمضى الى بلدة مشكان يصلى بها الجمعة فيتلقاه أهلها خارج البلد المسلمون على حدة واليهود على حدة يدعون له الى ان يدخل البلد وكان يفتح عليه من الدنيا جمل فلم يدخرها بل ينفقها على تلامذته وكان عليه رسوم لأقوام وما كان يبرح عليه ألف دينار همذانية أو أكثر من الدين مع كثرة ما كان يفتح عليه وكان يطلب لأصحابه من الناس ويعز أصحابه ومن يلوذ به ولا يحضر دعوة حتى يحضر جماعة أصحابه وكان لا يأكل من أموال الظلمة ولا يقبل منهم مدرسة قط ولا رباطا وانما كان يقرىء في داره ونحن في مسجده سكان وكان يقرىء نصف نهاره الحديث ونصفه القرآن والعلم وكان لا يغشى السلاطين ولا تأخذه في الله لومة لائم ولا يمكن أحدا يعمل في مجلسه منكرا ولا سماعا فكان ينزل كل انسان منزلته حتى تألفت القلوب على محبه وحسن الذكر له في الآفاق البعيدة حتى أهل خوارزم الذين هم معتزلة مع شدته في الحنبلية وكان حسن الصلاة ولم أر أحدا من مشايخنا أحسن صلاة منه وكان متشددا في أمر الطهارة لا يدع أحدا يمس مداسه وكان ثيابه قصارا وأكمامه قصارا وعمامته نحو سبعة أذرع وكانت السنة شعاره ودثاره اعتقادا وفعلا بحيث انه كان إذا دخل مجلسه رجل فقدم رجله اليسرى كلفه ان يرجع فيقدم اليمنى لا يمس الأجزاء إلا على وضوء ولا يدع شيئا قط الا مستقبل القبلة تعظيما (4/1326)
لها الى ان قال سمعت من أثق به عن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي انه قال في الحافظ أبي العلاء لما دخل نيسابور ما دخل نيسابور مثلك وسمعت الحافظ أبا القاسم علي بن الحسن يقول وذكر رجلا من اصحابه رحل ان رجع ولم يلق الحافظ أبا العلاء ضاعت رحلته مات أبو العلاء في جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمس مائة وفيها مات النقيب أبو عبد الله احمد بن علي بن المعمر العلوي ببغداد وأبو الحسن دهبل بن علي بن كارة الحريمى الحنبلي سمع الحسين بن البسري وشيخ العربية أبو محمد سعيد بن المبارك بن الدهان البغدادي والمسند أبو محمد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن محمد بن النرسي ومسند المغرب أبو الحسن علي بن احمد بن أبي بكر بن حنين الكتاني القرطبي ثم الفاسي عن ثلاث وتسعين سنة وملك الشام العادل نور الدين محمود بن زنكى التركي أخبرنا أبو سعيد صبيح بن عبد الله فنى صواب بمصر انا علي بن أبي عبد الله النجاد انا أبو العلاء الهمذاني مكاتبة انا أبو علي المقرىء انا أبو نعيم الحافظ ثنا احمد بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله إمام عادل وذكر الحديث أخبرنا احمد بن إسحاق انا نصر بن عبد الرزاق ببغداد أنبأنا الحافظ أبو العلاء الهمذاني انا أبو علي محمد بن محمد الهاشمي انا عبد الله بن عمر انا أبو بحر محمد بن الحسن انا علي بن الفضل الواسطي انا يزيد بن هارون انا أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي عن ربعى عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المعروف كله صدقة وإن آخر ما تعلق به الجاهلية من كلام النبوة إذا لم تستحى فاصنع ما شئت (4/1327)
1094 - بن عساكر الإمام الحافظ الكبير محدث الشام فخر الأئمة ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الشافعي صاحب التصانيف والتاريخ الكبير ولد في أول سنة تسع وتسعين وأربع مائة وسمع في سنة خمس وخمس مائة باعتناء أبيه وأخيه الإمام ضياء الدين هبة الله فسمع أبا القاسم النسيب وقوام بن زيد وسبيع بن قيراط وأبا طاهر الحنائي وأبا الحسن بن الموازينى وطبقتهم بدمشق ورحل في سنة عشرين فسمع أبا القاسم بن الحصين وأبا الحسن الدينوري وأبا العز بن كادش وأبا غالب بن البناء وأبا عبد الله البارع وقاضى المرستان وطبقتهم ببغداد وعبد الله بن محمد الغزال بمكة وعمر بن إبراهيم الزيدى بالكوفة وأبا عبد الله الفراوي وهبة الله بن السبيدى وعبد المنعم بن القشيري وطبقتهم بنيسابور وسعيد بن أبي الرجاء والحسين بن عبد الملك الخلال وطبقتهما بأصبهان ويوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد بمرو وتميم بن أبي سعيد الجرجاني وطبقته بهراة وعمل الأربعين البلدانية وعدد شيوخه ألف وثلاث مائة شيخ ونيف وثمانون امرأة سمع منه يعمر بن الفاخر وأبو العلاء الهمذاني وأبو سعد السمعاني والكبار (4/1328)
وحدث عنه ولده القاسم وأبو جعفر القرطبي وزين الأمناء أبو البركات بن عساكر وأخوه الشيخ فخر الدين وابن أخيه عز الدين النسابة والحافظ عبد القادر الرهاوي وأبو القاسم بن صصرى ويونس بن محمد الفارقي الخطيب وأبو نصر الشيرازي ومحمد بن أخي أبي البيان وأبو إسحاق إبراهيم بن الخشوعى وعبد العزيز اخوه ويونس بن منصور السقبانى ومحمد بن رومى الجردانى ومحمد بن غسان الحصمى والمسلم بن احمد المازني وذاكر الله الشعيري وعبد الرحمن بن راشد البيت سوائى وعمر بن عبد الوهاب بن البراذعى وعتيق السلماني والشيخ بهاء الدين على بن الجميزى ورشيد الدين بن مسلمة وسديد الدين مكي بن علان وخلق كثير وقد روى عنه أبو سعد السمعاني ومات قبل بن علان بسبعين سنة عمل تاريخ دمشق في ثمانين مجلدا والموافقات في ست مجلدات والأطراف الأربعة أربع مجلدات وعوالى مالك في خمسين جزءا وغرائب مالك عشرة أجزاء والمعجم مجلد ومناقب الشبان خمسة عشر جزءا وفضل أصحاب الحديث مجلد والسباعيات سبعة أجزاء وتبيين كذب المفترى مجلد وفضل الجمعة أربعة أجزاء والأربعين الطوال ثلاثة أجزاء وعوالى شعبة مجلد والزهادة في الشهادة مجلد وعوالى الثوري مجلد واربعى الجهاد واربعى البلدان واربعى المساواة ومسند أهل داريا مجلد ومن وافقت كنيته كنية زوجته مجيليد وشيوخ النبل مجلد وحديث أهل صنعاء الشام مجيليد وحديث أهل البلاط كذلك وفضل عاشوراء ثلاثة أجزاء وكتاب الزلازل ثلاثة أجزاء والمصاب بالولد (4/1329)
جزءان وقبض العلم وفضل مكة وفضل المدينة وفضل القدس وفضل عسقلان وتاريخ المزة وفضل الربوة وفضل مقام إبراهيم وجزء الحميريين وجزء كفر سوسية وجزء كفر بطنا وجزء المنيحة وسعد وعدة أجزاء القرى هكذا وجزء حديث الهبوط والجواهر في الأبدال ثلاثة أجزاء وأملى في أبواب العلم أربع مائة مجلس وثمانية وخرج لجماعة منهم رفيقه أبو سعد السمعاني خرج له أربعين المصافحات وللفراوى أربعين مساواة وعمل بعض كتاب الأبدال لنفسه ولو تم لجاء في عشرين مجلدا قال السمعاني أبو القاسم حافظ ثقة متقن دين خير حسن السمت جمع بين معرفة المتن والإسناد وكان كثير العلم غزير الفضل صحيح القراءة متثبتا رحل وتعب وبالغ في الطلب وجمع ما لم يجمعه غيره وأربى على الأقران دخل نيسابور قبلى بشهر سمعت معجمه والمجالسة للدينورى كان قد شرع في التاريخ الكبير لدمشق قال بن الحاجب فيما قرأت بخطه حدثني زين الأمناء قال حدثني بن القزويني عن والده مدرس النظامية أبي الخير قال حكى لنا الفراوي قال قدم بن عساكر فقرأ على ثلاثة أيام فأكثر وأضجرنى وآليت على نفسي أن أغلق بأبي فلما أصبحنا قدم على شخص فقال انا رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم إليك قلت مرحبا بك فقال قال لي في النوم امض الى الفراوي وقل له قدم بلدكم رجل شامي اسمر اللون يطلب حديثي فلا تمل منه (4/1330)
قال القزويني فوالله ما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ وقال المحدث بهاء الدين القاسم كان أبي رحمه الله مواظبا على الجماعة والتلاوة يختم كل جمعة ويختم في رمضان كل يوم ويعتكف في المنارة الشرقية وكان كثير النوافل والأذكار ويحيى ليلة النصف والعيدين بالصلاة والذكر وكان يحاسب نفسه على لحظة تذهب قال لي لما حملت بي امى قيل لها في منامها تلدين غلاما يكون له شأن وحدثني أن أباه رأى رؤيا يولد لك بن يحيى الله به السنة وحدثني انه كان يقرأ على الشيخ فقال قدم علينا أبو علي بن الوزير فقلنا ما رأينا مثله ثم قدم علينا بن السمعاني فقلنا ما رأينا مثله حتى قدم علينا هذا فلم نر مثله قال سعد الخير ما رأيت في سن بن عساكر مثله قال القاسم بن عساكر سمعت التاج المسعودي يقول سمعت أبا العلاء الهمذاني يقول لرجل استأذنه في الرحلة قال ان عرفت أحدا أفضل منى فحينئذ آذن لك ان تسافر اليه الا ان تسافر الى بن عساكر فإنه حافظ كما يجب وحدثني أبو المواهب بن صصرى قال لما دخلت همذان قال لي الحافظ أبو العلاء انا اعلم انه لا يساجل الحافظ أبا القاسم في شأنه أحد فلو خالق الناس ومازجهم كما أصنع إذا لاجتمع عليه الموافق والمخالف وقال لي يوما أي شيء فتح له وكيف الناس له قلت هو بعيد من هذا كله لم يشتغل منذ أربعين سنة الا بالجمع والتسميع حتى في نزهته وخلواته قال الحمد له هذا ثمرة العلم الا انا حصل لنا هذا المسجد والدار والكتب هذا يدل على قلة (4/1331)
حظ أهل العلم في بلادكم ثم قال لي ما كان يسمى أبو القاسم الا شعلة نار ببغداد من ذكائه وتوقده وحسن ادراكه قال أبو المواهب كنت اذاكر أبا القاسم الحافظ عن الحفاظ الذين لقيهم فقال أما بغداد فأبو عامر العبدري وأما أصبهان فأبو نصر اليونارتى لكن إسماعيل بن محمد الحافظ كان أشهر فقلت فعلى هذا ما كان رأى سيدنا مثل نفسه قال لا نقل هذا قال الله لا تزكوا أنفسكم قلت فقد قال الله تعالى أما بنعمة ربك فحدث فقال لو قال قائل إن عيني لم تر مثلي لصدق ثم قال أبو المواهب وانا أقول لم أر مثله ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة من لزوم الصلوات في الصف الأول الا من عذر والإعتكاف في شهر رمضان وعشر ذي الحجة وعدم التطلع الى تحصيل الأملاك وبناء الدور قد اسقط ذلك عن نفسه وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة وأباها بعد ان عرضت عليه وأخذ نفسه بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم قال لي لما عزمت على التحديث والله المطلع انى ما حملنى على ذلك حب الرياسة والتقدم بل قلت متى أروى كل ما سمعت وأي فائدة في كونى اخلفه صحائف فاستخرت الله واستأذنت أعيان شيوخى ورؤساء البلد وطفت عليهم فكلهم قالوا من أحق بهذا منك فشرعت في ذلك منذ ثلاث وثلاثين وخمس مائة قال القاسم حدثني أبي قال قال لي جدي القاضى أبو المفضل يحيى بن علي القرشي اجلس الى سارية حتى يجلس إليك فلما عزمت على ذلك مرض وعجز (4/1332)
عن المجيء سمعت أبا الحسين علي بن محمد الحافظ سمعت الحافظ أبا محمد المنذري يقول سألت شيخنا أبا الحسن علي بن المفضل الحافظ عن أربعة تعاصروا أيهم احفظ فقال من قلت الحافظ بن ناصر وابن عساكر فقال بن عساكر فقلت الحافظ أبو موسى المديني وابن عساكر قال بن عساكر فقلت الحافظ أبو طاهر السلفي وابن عساكر فقال السلفي شيخنا قلت يعنى انه ما أحب ان يصرح بتفضيل بن عساكر بل لوح بتفضيل شيخه بأنه شيخه ثم أبو موسى احفظ من السلفي مع ان السلفي من بحور الحديث وعلمائه وكان شيخنا أبو الحجاج المزي يميل الى ان بن عساكر ما رأى حافظا مثل نفسه قال الحافظ عبد القادر ما رأيت احفظ من بن عساكر وقال بن النجار أبو القاسم إمام المحدثين في وقته انتهت اليه الرياسة في الحفظ والإتقان والثقة والمعرفة التامة وبه ختم هذا الشأن فقرأت بخط الحافظ معمر بن الفاخر في معجمه انا أبو القاسم الدمشقي الحافظ بمنى وكان احفظ من رأيت من طلبة الحديث والشبان وكان شيخنا إسماعيل بن محمد الإمام يفضله على جميع من لقيناهم قدم أصبهان ونزل في داري وما رأيت شابا اورع ولا احفظ ولا أتقن منه وكان مع ذلك فقيها أديبا سنيا جزاه الله خيرا وكثر في الإسلام مثله وانى كثيرا سألته عن تأخره عن المجيء الى أصبهان فقال لم تأذن لي امى قال القاسم توفى أبي في حادى عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مائة ورئى له منامات حسنة ورثى بقصائد وقبره يزار بباب الصغير قلت وفيها توفى شيخ شيزر العلامة مجد الدين أبو منصور محمد بن اسعد بن محمد حفدة الطوسي العطارى الشافعي الأصولى الواعظ صاحب محى السنة والغزالى والمسند أبو حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيبى الأصبهاني عن ثلاث وثمانين سنة وفقيه واسط أبو جعفر هبة الله بن يحيى بن البوقى الواسطي العطار قرأت على احمد بن هبة الله بن تاج الأمناء أخبركم الفقيه أبو محمد عبد الجبار بن عبد الغني بن محمد الحرستاني سنة ثلاث وعشرين وست مائة انا أبو القاسم الحافظ انا زاهر بن طاهر انا أبو بكر احمد بن الحسين انا أبو الحسين بن بشران انا إسماعيل الصفار ثنا عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا عفان انا شعبة ثنا أبو إسحاق قال اتقوا الله واعملوا خير فأنى سمعت عبد الله بن معقل يقول سمعت عدى بن حاتم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة متفق عليه من حديث شعبة وزهير بن معاوية (4/1333)
1095 - أبو موسى المديني الحافظ الكبير شيخ الإسلام محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي عيسى احمد بن عمر الأصبهاني صاحب التصانيف ولد في ذي القعدة سنة إحدى وخمس مائة وسمع حضورا باعتناء أبيه ثم سمع الكثير ورحل وعنى بهذا الشأن وحضوره عند أبي سعيد المطرز وهو بن سنتين وسمع من أبي منصور محمد بن عبد الله بن مندويه وغانم البرجى وأبي علي الحداد وأبي الفتح محمد بن عبد الله بن خوردست ومحمد بن عبد الله الشرابى بليزة وأبي الرجاء محمد بن أبي زيد ومحمد بن طاهر المقدسي الحافظ وأبي زكريا بن منده وهبة الله بن الحسن الأبرقوهى وهبة الله بن (4/1334)
الحصين البغدادي وطبقتهم وتخرج بأبي القاسم التيمى وغيره له التصانيف النافعة الكثيرة والمعرفة التامة والرواية الواسعة انتهى إليه تقدم في هذا الشأن مع علو الإسناد حدث عنه أبو سعد السمعاني وأبو بكر محمد بن موسى الحازمى وعبد الغني بن عبد الواحد وعبد القادر بن عبد الله الرهاوي ومحمد بن مكي الأصبهاني وأبو نجيح محمد بن معاوية المقرىء والناصح عبد الرحمن بن الحنبلي وآخرون وروى عنه بالإجازة عبد الله بن بركات الخشوعى وطائفة قال الدبيثي عاش أبو موسى حتى صار أوحد وقته وشيخ زمانه إسنادا وحفظا قال السمعاني سمعت منه وكتب عنى وهو ثقة صدوق وقال عبد القادر حصل من المسموعات بأصبهان ما لم يحصل لأحد في زمانه وانضم الى ذلك الحفظ والإتقان وله التصانيف التي اربى فيها على المتقدمين مع الثقة والعفة له شيء يسير يترقح به وينفق منه ولا يقبل من أحد شيئا قط أوصى اليه غير واحد بمال فرده ويقال له فرقه على من ترى فيمتنع وكان فيه من التواضع بحيث انه يقرىء الصغير والكبير ويرشد المبتدىء رأيته يحفظ الصبيان القرآن في الألواح وكان يمنع من يمشى معه فعلت ذلك مرة معه فزبرنى وترددت اليه نحوا من سنة ونصف فما رأيت منه ولا سمعت عنه سقطة تعاب عليه وكان أبو مسعود كوتاه يقول أبو موسى كنز مخفى ومن تصانيفه كتاب معرفة الصحابة الذي استدرك به علي أبي نعيم الحافظ وكتاب الطوالات جودها ولم يسبق الى مثلها مع كثرة ما فيها من الواهى والموضوع وكتاب تتمة الغريبين يدل على براعته في لسان العرب وكتاب (4/1335)
اللطائف وكتاب عوالي التابعين وأشياء وفنون وقد عرض من حفظه كتاب علوم الحديث للحاكم على إسماعيل الحافظ قال الحسين بن بوحز الباورى كنت في مدينة الخان فسألني سائل عن رؤيا فقال رأيت كأن رسول الله صلى الله عليه و سلم توفى فقلت ان صدقت رؤياك يموت امام لا نظير له في زمانه فان مثل هذا المنام رئى حال وفاة الشافعي والثوري وأحمد بن حنبل قال فما أمسينا حتى جاءنا الخبر بوفاة الحافظ أبي موسى وعن عبد الله بن محمد الخجندي قال لما مات أبو موسى لم يكادوا ان يفرغوا حتى جاء مطر عظيم في الحر الشديد وكان الماء قليلا بأصبهان قال محمد بن محمود الرويدشتى توفى الحافظ أبو موسى في تاسع جمادى الأولى في سنة إحدى وثمانين وخمس مائة قلت وفيها موفى الحافظ السهيلي والحافظ عبد الحق الأزدي والحافظ أبو سعد محمد بن عبد الواحد الأصبهاني الصائغ عن أربع وثمانين سنة والإمام أبو طاهر إسماعيل بن مكي بن إسماعيل بن عيسى بن عوف الزهرى العوفي الإسكندراني المالكي عن ست وتسعين سنة والقدوة شيخ أهل حران حيوة بن قيس بن رحال الأنصاري الزاهد والمسند أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الحسين السبي ثم المصري الجيار ويعرف بابن نخيسة بمصر والمسند أبو محمد عبد الرزاق بن نصر بن المسلم الدمشقي النجار عن أربع وثمانين سنة ومسند العراق أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل البغدادي الدباس عن اثنتين وتسعين سنة ومقرىء مصر أبو الجيوش عساكر بن علي بن إسماعيل الشافعي النحوي والمحدث الإمام أبو حفص عمر بن عبد المجيد القرشي الميانشى المجاور ومسند دمشق أبو المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم الحميري المعروف بالبانياسى عن ست وثمانين سنة والشيخ الزاهد أبو الفتح محمود بن احمد بن علي المحمودى بن الصابوني بمصر أخبرنا محمد بن علي الصالحي انا عبد الرحمن بن نجم بن الحنبلي سنة ثمان وعشرين وست مائة انا أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ انا أبو علي الحداد انا أبو نعيم الحافظ انا أبو إسحاق بن حمزة انا عبدان ح وبه الى أبي نعيم وثنا الحسين بن محمد بن رزيق الخياط ثنا محمد بن محمد بن سليمان قالا انا هشام بن عمار انا صدقة بن خالد انا عبد الرحمن بن جابر انا عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري أخبرني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري والله ما كذبنى انه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليكونن في امتى أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام الى جنب علم تروح عليهم سارحة فيأتيهم رجل لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله تعالى ويضع العلم عليهم ويمسخ آخرون قردة وخنازير الى يوم القيامة أخرجه البخاري عن هشام عن غير سماع وأخرجه أبو داود من طريق بشر بن بكر التنيسي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بنحوه والمعازف اسم لكل ما يعزف به كالطنبور والزمر والشبابة وغير ذلك من آلات الملاهى (4/1336)
1096 - الزاغولى الحافظ البركة أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن يعقوب المروزي الأرزى وزاغول قرية أو محلة من بنجديه ذكره أبو سعد السمعاني وانه تفقه على أبي بكر السمعاني والموفق بن عبد الكريم الهروي وسمع من أبي الفتح نصر بن إبراهيم الحنفي ومحى السنة البغوي وعيسى بن شعيب السجزي وغيرهم حدث عنه أبو سعد وولده أبو المظفر قال أبو سعد كان صالحا خشن العيش قانعا باليسير عارفا بالحديث وطرقه اشتغل بطلبه وجمعه طول عمره وجمع وصنف وكان عارفا باللغة كتب الكثير ورحل الى هراة وسمعت منه وبقراءته وجمع كتابا كبير أكثر من أربع مائة مجلد يشتمل على التفسير والحديث والفقه واللغة سماه قيد الأوابد مولده بعد السبعين وقبل الثمانين وأربع مائة وقال أبو سعد في معجم ولده ولد سنة اثنتين وسبعين ومات في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وخمس مائة أنبأنا احمد بن هبة الله فيما حدث به عن عبد الرحيم بن أبي سعد انا عبد الله الأرزى لفظا انا أبو الفتح الحنفي بهراة انا محمد بن عبد الرحمن الدباس ثنا أبو علي الرفاء انا علي بن عبد العزيز ثنا داود بن عمرو ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجنب وينام ولا يمس ماءا (4/1337)
تمت الطبقة السادسة عشرة (4/1338)
( الطبقة السابعة عشرة وعدتهم أربعة وعشرون نفسا )
1097 - بن بشكوال الحافظ الإمام المتقن أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال بن يوسف بن داحة الأنصاري الأندلسي محدث الأندلس ومؤرخها ولد سنة أربع وتسعين وأربع مائة وسمع أباه وأبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب فأكثر وأبا بحر بن العاص وأبا الوليد بن رشد الفقيه وأبا الوليد بن طريف وأبا القاسم بن بقى وشريح بن محمد والقاضي أبا بكر بن العربي وطبقتهم وأجاز له أبو علي بن سكرة الصدفي وأبو القاسم بن منظور ومن بغداد هبة الله بن احمد الشبلي وآخرون وصنف معجما لنفسه قال أبو عبد الله الأبار كان متسع الرواية شديد العناية بها عارفا بوجوهها حجة مقدما على أهل وقته حافظا حافلا أخباريا تاريخيا ذاكرا لأخبار الأندلس سمع العالي والنازل وأسند عن شيوخه ازيد من أربع مائة كتاب بين صغير وكبير ورحل اليه الناس وأخذوا عنه وحدثنا جماعة عنه ووصفوه بصلاح الدخلة وسلامة الباطن وصحة التواضع وصدق الصبر للطلبة وطول احتمال ألف خمسين تأليفا في أنواع العلم وولي بإشبيلية قضاء بعض جهاتها نيابة لابن العربي وعقد الشروط ثم اقتصر على اسماع العلم وعلى هذه الصناعة وهي كانت بضاعته والرواة عنه لا يحصون منهم الحافظ أبو بكر بن خير وأبو القاسم القنطري وأبو بكر بن سمحون وأبو الحسن (4/1339)
بن الضحاك وكلهم مات قبله قلت ومنهم أبو القاسم احمد بن محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن رشد وأحمد بن عبد المجيد المالقي وأحمد بن محمد بن الأصلع وأبو القاسم احمد بن يزيد بن بقى وأحمد بن عياش المرسي وأحمد بن أبي حجة القيسي وثابت بن محمد الكلاعي ومحمد بن إبراهيم بن صلتان ومحمد بن عبد الله بن الصفار وموسى بن عبد الرحمن الغرناطي وأبو الخطاب بن دحية وأخوه أبو عمرو وممن روى عنه بالإجازة أبو الفضل الهمذاني وأبو القاسم سبط السلفي ذكر تصانيفه صلة تاريخ بن الفرضي في مجلدين غوامض الأسماء المبهمة عشرة أجزاء كتاب معرفة العلماء الأفاضل مجلدين طرق حديث المغفر ثلاثة أجزاء كتاب الحكايات المستغربة مجلد كتاب القربة الى الله بالصلاة على نبيه صلى الله عليه و سلم ذكر من روى الموطأ عن مالك في جزئين أخبار الأعمش في ثلاثة أجزاء ترجمة النسائي جزء أخبار المحاسبى جزء أخبار إسماعيل القاضى جزء أخبار بن وهب جزء أخبار أبي المطرف القنازعى جزء قضاة قرطبة ثلاثة أجزاء المسلسلات جزء حديث من كذب على بطرقه أخبار بن المبارك جزءان أخبار بن عيينة جزء ضخم وغير ذلك وقد استوعب ترجمته بن الزبير ومنها كان رحمة الله تعالى يؤثر الخمول والقنوع بالدون من العيش ولم يتدنس بخطة تحط من قدره حتى لم يجد أحد الى كلام فيه من سبيل الى ان قال وآخر من روى عنه بسماع شيخنا أبو الحسين (4/1340)
بن السراج وباجازة مجردة أبو القاسم احمد بن محمد البلوى توفى في ثامن شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمس مائة عن أبع وثمانين سنة ودفن بمقبرة الإمام يحيى بن يحيى الليثي وفيها توفى زاهد العراق الشيخ احمد بن علي بن الرفاعي بالبطائح عن تسع وسبعين سنة والشيخ أبو طالب الخضر بن هبة الله بن احمد بن طاوس بدمشق ومسند الوقت خطيب الموصل أبو الفضل عبد الله بن احمد بن محمد الطوسي في شهر رمضان عن اثنتين وتسعين عاما وعالم دمشق قطب الدين مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري الشافعي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عطاء الله بن المظفر الإسنكدرانى بها انا عبد الرحمن بن مكي سنة ست وأربعين وست مائة عن خلف بن عبد الملك الحافظ انا أبو بكر المعافري انااحمد بن علي الحلواني انا طاهر بن عبد الله القاضى ثنا أبو احمد الغطريفى ثنا أبو خليفة ثنا عبد الرحمن بن سلام ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق الهمداني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثروا الصلاة على فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه و سلم عشرا أخبرنا إسحاق بن الوزير انا الحافظ عبد العظيم انا محمد بن الحسن بن أبي علي المالقي انا خلف بن عبد الملك قال قرأت على عبد الرحمن بن محمد بن عتاب انا حاتم بن محمد التميمي انا احمد بن إبراهيم بن فراس انا إبراهيم بن رحمون السنجاري انا محمد بن مسلمة انا موسى الطويل ثنا مولاي أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم طوبى لمن رآني ومن رأى من رآني ومن رأى من رأى من رآني (4/1341)
1098 - بن الجوري الإمام العلامة الحافظ عالم العراق وواعظ الآفاق جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادى بن احمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق القرشي التيمى البكري البغدادي الحنبلي الواعظ المفسر صاحب التصانيف السائرة في فنون العلم وعرف جدهم بالجوزى بجوزة كانت في داره بواسط لم يكن بواسط جوزة سواها ولد تقريبا سنة عشرة وخمس مائة أو قبلها وأول سماعه في سنة ست عشرة سمع أبا القاسم بن الحصين وعلي بن عبد الواحد الدينوري وأبا عبد الله الحسين بن محمد البارع وأبا السعادات احمد بن احمد المتوكلى وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن والفقيه أبا الحسن بن الزاغونى وهبة الله بن الطبر وأبا غالب بن البناء وأبا بكر محمد بن الحسين المزرفى وأبا غالب محمد الحسن الماوردي وخطيب أصبهان أبا القاسم عبد الله بن محمد وابن السمرقندي وأبا الوقت السجزي وابن ناصر وعدة جملتهم سبعة وثمانون نفسا وكتب بخطه ما لا يوصف كثرة ووعظ في حدود سنة عشرين وخمسة مائة وإلى ان مات حدث عنه ابنه الصاحب محي الدين وسبطه الواعظ شمس الدين يوسف بن فرغلى والحافظ عبد الغني وابن الدبيثي وابن النجار وابن خليل والتقى اليلدانى وابن عبد الدائم والنجيب عبد اللطيف وخلق سواهم وبالإجازة الشيخ شمس الدين بن أبي عمرو الفخر علي وأحمد بن سلامة الحداد (4/1342)
والقطب احمد بن عبد السلام العصرونى والخضر بن حمويه الجويني ولي من خمستهم إجازة وهو آخر من حدث عن الدينوري والمتوكلى ومن تصانيفه كتاب المغني في علوم القرآن كبير جدا وكتاب زاد المسير أربع مجلدات وتذكرة الأريب في اللغة والوجوه والنظائر مجلد وفنون الأفنان مجلد جامع المسانيد سبع مجلدات الحدائق مجلدان نقى النقل مجلد كبير عيون الحكايات مجلدان التحقيق في مسائل الخلاف مجلدان مشكل الصحاح أربع مجلدات الموضوعات مجلدان الواهيات ثلاث مجلدات الضعفاء مجلد تلقيح فهوم أهل الأثر مجلد المنتظم في التاريخ عشر مجلدات كبار المذهب في المذهب مجلد الأنتصار في مسائل الخلاف مجلدان الدلائل في مشهور المسائل مجلدان المواقيت في الخطب الوعظية مجلد نسيم السحر مجلد المنتخب مجلد المدهش في المحاضرة مجلد صفوة الصفوة أربع مجلدات أخبار الأخيار مجلد أخبار النساء مجلد مثير الغرام الساكن الى اشرف الأماكن مجلد المقعد المقيم مجلد ذم الهوى مجلد تلبيس إبليس مجلد صيد الخاطر ثلاث مجلدات الأذكياء مجلد المغفلين مجلد منافع الطب مجلد صبا نجد مجلد المزعج مجلد المطرب مجلد المهلب مجلد منتهى المشتهى مجلد فنون الألباب مجلد الظرفاء مجلد سلوة الأحزان مجلد منهاج القاصدين مجلدان الوفا بفضائل المصطفى مجلدان مناقب الصديق مجلد مناقب عمر مجلد مناقب علي مجلد مناقب عمر بن عبد العزيز (4/1343)
مجلد مناقب سعيد بن المسيب مجلد مناقب الحسن جزءان مناقب الثوري مجلد مناقب احمد مجلد مناقب الشافعي مجلد مناقب جماعة في أجزاء موافق المرافق مجلد وأشياء كثيرة يطول شرحها كاختصاره فنون بن عقيل في بضعة مجلدا وما علمت أحدا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل مات أبوه وله ثلاث سنين فربته عمته وأقاربه تجار في النحاس وربما كتب اسمه في السماع عبد الرحمن بن علي الصفار لذلك ولما ترعرع حملته عمته الا الحافظ بن ناصر فاعتنى به واسمعه الكثير حصل له من الحظوة في الوعظ ما لم يحصل لأحد قط وحضر مجالسه ملوك ووزراء بل وخلفاء من وراء الستر ويقال في بعض المجالس حضره مائة ألف فيما قيل والظاهر انه كان يحضره نحو العشرة آلاف مع انه قد قال غير مرة إن مجلسه حزر بمائة ألف فلا ريب ان كان هذا قد وقع فان أكثرهم لا يسمعون مقالته قال سبطه سمعت جدي يقول على المنبر كتبت باصبعى ألفى مجلد وتاب على يدي مائة ألف واسلم على يدي عشرون الفا قال وكان يختم في كل اسبوع ختمة ولا يخرج من بيته الا الى الجمعة أو المجلس ثم سرد سبطه مصنفاته فذكر منها درة الإكليل في التاريخ أربع مجلدات وفضائل العرب مجلد شذور العقود مجلد الأمثال مجلد المنفعة في المذاهب الأربعة مجلدان المختار من الأشعار عشر مجلدات التبصرة في الوعظ ثلاث مجلدات رؤوس القوارير مجلدان الى ان قال ومجموع تصانيفه مائتان ونيف وخمسون كتابا ومن بدائع كلامه عقارب المنايا تلسع وخدران جسم الأمل يمنع (4/1344)
الإحساس وماء الحياة في إناء العمر يرشح بالأنفاس وقال لولي أمر اذكر عند القدرة عدل الله فيك وعند العقوبة قدرة الله عليك وإياك ان تشفى غيظك بسقم دينك وقال لصاحب له أنت في أوسع العذر من التأخير عنى لثقتى بك وفي اضيقه من شوقى إليك وقال رجل ما نمت البارحة من شوقى الى المجلس قال لأنك تريد الفرجة وانما ينبغي الليلة ألا تنام وقام اليه رجل فقال يا سيدي تريد كلمة ننقلها عنك أيما أفضل أبو بكر أو علي فقال له اقعد فقعد ثم قام فأعاد مسئلته فأقعده ثم قام فقال اقعد فأنت أفضل من كل رجل وسأله آخر هذه المسئلة وكان للشيعة ظهور فقال افضلهما من كانت ابنته تحته فألقى هذا القول في اودية الاحتمال ورضى الفريقان بجوابه وسأله آخر أيما أفضل اسبح أم استغفر فقال الثوب الوسخ أحوج الى الصابون من البخور وذكر في حديث أعمار أمتى ما بين الستين الى السبعين فقال إنما طالت أعمار الأوائل لطول البادية فلما شارف الركب بلدا لإقامة قيل حثوا المطى ومن كلامه من قنع طاب عيشه ومن طمع طال طيشه وقال في وعظه يا أمير المؤمنين إن تكلمت خفت منك وإن سكت خفت عليك فأنا اقدم خوفى عليك على خوفى منك أقول قول الناصح اتق الله خير من قول القائل أنتم أهل بيت مغفور لكم وقال يفتخر فرعون بملك مصر بنهر ما أجراه ما أجراه واليه المنتهى في النثر والنظم الوعظى وقد سقت كراسا من اخباره في تاريخ الإسلام وقد نالته محنة في أواخر (4/1345)
عمره وشوا الى الخليفة عنه بأمر اختلف في حقيقته فجاءه من شتمه وأهانه وختم على داره وشتت عياله ثم أخذ في سفينة الى واسط فحبس بها في بيت وبقي يغسل ثوبه ويطبخ ودام على ذلك خمس سنين وما دخل فيها حماما قام عليه الركن عبد السلام بن عبد الوهاب الجيلي تجاه الوزير بن القصاب وكان الركن سيء النحلة احرقت كتبه بإشارة بن الجوزي وأعطى مدرسة الجيلي فعمل الركن عليه وقال لابن القصاب الشيعي أين أنت من بن الجوزي فإنه ناصبى ومن أولاد أبي بكر فمكن الركن من الشيخ فجاء وسبه وأنزل معه في سفينة لا غير وعلى الشيخ غلالة بلا سراويل وعلى رأسه تجفيفة وكان ناظر واسط شيعيا فقال له الركن مكنى من عدوى هذا لأرميه في مطمورة فزجره وقال يا زنديق أفعل هذا بمجرد قولك هات خط الخليفة والله لو كان على مذهبى لبذلت نفسي في خدمته فرد الركن الى بغداد ثم كان السبب في خلاص الشيخ ان ابنه يوسف نشأ واشتغل وعمل وتوصل فشفعت أم الخليفة في الشيخ فأطلق وقد قرأ بواسط وهو بن ثمانين سنة بالعشر على بن الباقلاني وتلا معه ولده يوسف نقل ذلك بن نقطة عن القاضى محمد بن احمد بن الحسن قال الموفق عبد اللطيف كان بن الجوزي لطيف الصورة حلو الشمائل رخيم النغمة موزون الحركات والنغمات لذيذ المفاكهة يحضر مجلسه مائة ألف أو يزيدون لا يضيع من زمانه شيئا يكتب في اليوم أربعة كراريس وله في كل علم مشاركة ولكنه كان في التفسير من الأعيان وفي الحديث من الحفاظ وفي (4/1346)
التاريخ من المتوسعين ولديه فقه كاف وأما السجع الوعظى فله فيه ملكة قوية وله في الطب كتاب اللقط مجلدان وكان يراعى حفظ صحته وتلطيف مزاجه وما يفيد عقله قوة وذهنه حدة جل غذائه الفراريج والمزاوير ويتعاض عن الفاكهة بالأشربة والمعجونات ولباسه أفضل لباس الأبيض الناعم الطيب وله ذهن وقاد وجواب حاضر ومجون ومداعبات حلوة ولا ينفك من جارية حسناء قرأت بخط الموقانى ان بن الجوزي شرب البلاذر فسقطت لحيته فكانت قصيرة جدا وكان يخضبها بالسواد الى ان مات وكان كثير الغلط فيما يصنفه فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره قلت نعم له وهم كثير في تواليفه يدخل عليه الداخل من العجلة والتحويل الى مصنف آخر ومن أن جل علمه من كتب صحف ما مارس فيها أرباب العلم كما ينبغي وكانت جنازته مشهودة شيعه الخلائق يوم الجمعة ثالث عشر شهر رمضان الى مقبرة باب حرب سنة سبع وتسعين وخمس مائة وقد قارب التسعين وفيها مات مسند أصبهان القاضى المعمر أبو المكارم احمد بن أبي عيسى محمد بن محمد بن اللبان الأصبهاني وقد نيف على التسعين ومفيد بغداد المحدث المكثر أبو القاسم تميم بن احمد بن احمد بن كرم البندنيجى ثم الأزجى عن اثنتين وخمسين سنة سمع من أبي الوقت والمسند أبو محمد عبد الله بن المبارك بن هبة الله بن الطويل الدارقزى والمسند عبد الرحمن بن أبي الكرم محمد بن ملاح الشط عن بضع وتسعين سنة والمسند الواعظ عمر بن علي بن عمر أبو علي الحربي عن أربع وثمانين سنة والمسند الكبير أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكرانى الأصبهاني الخباز وله مائة سنة كاملة والعلامة الوزير البليغ عماد الدين محمد بن محمد بن حامد الكاتب بدمشق عن ثمان وسعبين سنة وشيخ القراء أبو عبد الله محمد بن محمد بن هارون الحلبي ويعرف بابن الكمال عن بضع وثمانين سنة ومقرىء العراق أبو شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي بن المقرون وقد نيف على الثمانين أنبأني جماعة عن أبي الفرج الحافظ وانا أبو بكر بن عباس انا يوسف الواعظ انا جدي لأمى أبو الفرج انا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الأصبهاني سنة عشرين وخمس مائة انا عبد الرزاق بن شمة انا أبو بكر بن المقرىء انا أبو يعلى وعبد الله بن محمد قالا ثنا علي بن الجعد انا شعبة وهشيم وحماد بن سلمة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل الخلاء قال اللهم أنى أعوذ بك من الخبث والخبائث صحيح رواه مسلم وغيره (4/1347)
1099 - السهيلي الحافظ العلامة البارع أبو القاسم وأبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن احمد بن اصبغ بن حسين بن سعدون ويكنى أيضا أبا الحسن ولد الخطيب أبي محمد بن الإمام الخطيب أبي عمر الخثعمي الأندلسي المالقي الضرير صاحب التصانيف المؤنقة مولده سنة بضع وخمس مائة أخذ القراءات عن أبي داود الصغير سليمان بن يحيى وأخذ بعضها عن أبي منصور بن الخير وسمع من أبي عبد الله بن معمر والقاضي أبي بكر بن العربي (4/1348)
وشريح بن محمد وأبي عبد الله بن مكي وأبي عبد الله بن نجاح الذهبي وطائفة وأجاز له أبو عبد الله بن أخت غانم وناظر في كتاب سيبويه علي أبي الحسين بن الطراوة وسمع منه كثيرا من كتب الأدب عمى وهو بن سبع عشرة سنة حمل الناس عنه وصنف كتاب الروض الأنف كالشرح للسيرة النبوية فأجاد وأفاد وذكر انه استخرجه من مائة وعشرين مصنفا وله كتاب الأعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام وله كتاب الفرائض وغير ذلك وكان إماما في لسان العرب يتوقد ذكاءا وقد استدعى من مالقة الى مراكش ليأخذوا عنه سمع منه أبو الخطاب بن دحية وجماعة قال بن دحية كان يتسوغ بالعفاف ويتبلغ بالكفاف حتى نمى حبره الى صاحب مراكش فطلبه واحسن إليه وأقبل عليه وأقام بها نحوا من ثلاثة اعوام وأما سهيل المنسوب إليها فقرية قريبة من بلد مالقة سميت بالكوكب سهيل لأنه لا يرى في جميع بلاد الأندلس الا من جبل مطل على هذه القرية يرتفع نحو درجتين ويغيب وبلغنا ان السهيلي ولي قضاء الجماعة فحمدت سيرته كذا وجدت على ظهر كتاب فرائضه وأنه ولد بإشبيلية سنة ثمان وخمس مائة توفي بمراكش في الخامس والعشرين من شهر شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مائة رحمه الله تعالى قال أبو جعفر بن الزبير كان السهيلي واسع المعرفة غزير العلم نحويا متقدما لغويا عالما بالتفسير وصناعة الحديث عارفا بالرجال والأنساب عارفا بعلم الكلام وأصول الفقه حافظا للتاريخ القديم والحديث ذكيا نبيها صاحب اختراعات واستنباطات مستغربة روى عنه الحجاج بن الشيخ والحافظ أبو محمد القرطبي وابنا حوط الله وأبو محمد بن غلبون وأبو عمرو بن عيشون وأبو الحسين بن السراج وأبو محمد بن عطية وأبو الحسن الشارى وأبو الخطاب بن خليل وهو آخر من حدث عنه وله شعر كثير أخبرنا محمد بن جابر انا يحيى بن إبراهيم المعافري بقراءتي انا أبو الحسين احمد بن محمد بن السراج انا الحافظ أبو القاسم السهيلي انا الحافظ أبو بكر بن العربي ثنا سعيد بن عبد الله بن أبي الرجاء عن أبي نعيم الحافظ انا احمد بن يوسف العطار ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن موسى عن بن لهيعة عن عقيل عن الزهرى عن عروة عن أسامة بن زيد حدثني أبي ان رسول الله صلى الله عليه و سلم أول ما أوحى اليه أتاه جبريل فعلمه الوضوء فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه وبه قال السهيلي وحدثنا به أبو بكر محمد بن طاهر عن أبي على الغساني عن أبي عمر النمري عن احمد بن قاسم عن قاسم بن اصبغ عن الحارث بن أبي سلمة (4/1349)
1100 - عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن سعيد الحافظ العلامة الحجة أبو محمد الأزدي الإشبيلى ويعرف أيضا بابن الخراط روى عن شريح بن محمد وأبي الحكم بن برجان وعمر بن أيوب وأبي بكر بن مدير وأبي الحسن طارق بن يعيش وطاهر بن عطية وجماعة كتب اليه بالإجازة الحافظ أبو بكر بن عساكر وجماعة (4/1350)
سكن بجاية وقت الفتنة التي زالت منها الدولة اللتمونية فنشربها علمه وصنف التصانيف واشتهر اسمه وبعد صيته ولي خطابة بجاية ذكره الحافظ أبو عبد الله الأبار فقال كان فقيها حافظا عالما بالحديث وعلله عارفا بالرجال موصوفا بالخير والصلاح والزهد والورع ولزوم السنة والتقلل من الدنيا مشاركا في الأدب وقول الشعر صنف في الأحكام نسختين كبرى وصغرى سبقه الى مثل ذلك أبو العباس بن مروان الشهيد بلبلة فحظى عبد الحق دونه وله في الجمع بين الصحيحين مصنف وله مصنف كبير جمع فيه بين الكتب الستة وله كتاب المعتل من الحديث وكتاب الرقائق ومصنفات أخرى الى ان قال وله في اللغة كتاب حافل ضاهى به كتاب الغريبين للهروى حدثنا عنه جماعة من شيوخنا ولد سنة عشر وخمس مائة وقال بن الزبير سنة أربع عشرة وخمس مائة وتوفى ببجاية بعد محنة نالته من قبل الدولة في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمس مائة قلت وممن روى عنه خطيب القدس أبو الحسن علي بن محمد المعافري وأبو الحجاج بن الشيخ وأبو عبد الله بن يقميش وآخرون أخبرنا محمد بن عبد الكريم المقرىء انا علي بن محمد شيخنا في سنة خمس وثلاثين وست مائة انا مجد الدين محمد بن احمد بن غالب الأزدي سنة ست وثمانين وخمس مائة انا أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي انا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد انا أبو علي الصدفي انا عبد الله بن طاهر التميمي انا أبو بكر محمد بن عبد الله النيسابوري المقرىء وغيره قالوا انا علي بن احمد الخزاعي انا الهيثم بن كليب ببخارى ثنا أبو عيسى الترمذي ثنا محمود بن غيلان ثنا أبو داود ثنا شعبة عن قتادة سمعت (4/1351)
عبد الله بن أبي عتبة يحدث عن أبي سعيد قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد حياءا من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه قال أبو العباس بن فرتون ثنا أبو العباس العزفى بسبتة قال أنبأنا عبد الحق ثنا عبد العزيز بن خلف بن مدير ثنا أبو العباس بن دلهاث العذري ثنا محمد بن نوح بمكة انا أبو القاسم الطبراني فذكره حديثا ومن شعره ... إن في الموت والمعاد لشغلا ... وأدكارا لذى النهى وبلاغا ... فاغتنم خطتين قبل المنايا ... صحة الجسم يا اخى والفراغا وله ... واها لدنيا ولمغرورها ... كم شابت الصفو بتكديرها ... أي امرئ امن في سربه ... ولم ينله سوء مقدورها ... وكان في عافية جسمه ... من مس بلواها وتغييرها ... وعنده بلغة يوم فقد ... حيزت اليه بحذافيرها وقد سمع عبد الحق من أبي القاسم بن عطية صحيح مسلم قال انا محمد بن بشر انا أبو علي الصدفي اناابن دلهاث العذري عن الرازي فالصدفى والمؤيد الطوسي سواء فنحن في إسناد الصحيح أعلى من الحافظ عبد الحق بدرجة وقد كتب الي بالأحكام الصغرى له من تونس أبو محمد بن هارون الطائي قال انا بها أبو الحسن بن أبي نصر بسماعه من المصنف قال بن الزبير كان يزاحم فحول الشعراء ولم يطلق عنانه في نطقه (4/1352)
1101 - بن حبيش القاضى الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن يوسف الأنصاري الأندلسي المربي نزيل مرسية وحبيش هو خاله نسب اليه ولد بالمرية سنة أربع وخمس مائة وقرأ بالروايات على احمد بن عبد الرحمن القصبى وأبي القاسم بن أبي رجاء البلوى والأصبغ بن اليسع وتفقه بأبي القاسم بن وردان وأبي الحسن بن نافع وسمع منهما ومن أبي عبد الله بن وضاح وعبد الحق بن غالب وعلي بن إبراهيم الأنصاري وأبي الحسن بن موهب وارتحل الى قرطبة فلحق بها يونس بن مغيث فسمع منه ومن جعفر بن محمد بن مكي وقاضى الجماعة محمد بن أصبغ والقاضي أبي بكر بن العربي وأخذ الأدب عن محمد بن أبي زيد النحوي فبرع في النحو ولما تغلبت الروم على المرية سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة خرج الى مرسية ثم سكن جزيرة شقر وولي القضاء والخطابة بها ثنتي عشرة سنة ثم نقل الى خطابة مرسية وولي القضاء بها عام خمسة وسبعين وخمس مائة فحمدت أحكامه مع ضيق في خلقه وكان من أعلام الحديث بالأندلس بارعا في معرفة غريبه ولم يكن أحد بجاريه في معرفة الرجال قال الأبار سمعت أبا سليمان بن حوط الله يقول سمعت أبا القاسم بن حبيش يقول انه مر عليه وقت يذكر فيه تاريخ احمد بن أبي خيثمة أو أكثره وله خطب حسان وقال بن الزبير هو اعلم أهل طبقته بصناعة الحديث وابرعهم في ذلك مع مشاركته في علوم وكان من العلماء العاملين أمعن الناس في الأخذ عنه (4/1353)
قال أبو عبد الله بن عباد كان عالما بالقراءات إماما في علم الحديث عارفا بعلله واقفا على رجاله لم يكن بالأندلس من يجاريه فيه أقر له بذلك أهل عصره مع تقدمه في اللغة والأدب واستقلاله بغير ذلك من جميع الفنون قال وكان له حظ من البلاغة والبيان صارما في احكامه جزلا في أموره تصدر للأقراء والتسميع والعربية وكانت الرحلة اليه في زمانه وطال عمره وله كتاب المغازي في عدة مجلدات حمله عنه الناس قال الأبار مات بمرسية في رابع عشر صفر سنة أربع وثمانين وخمسمائة عن ثمانين سنة وكاد يهلك أناس من الزحمة على نعشه قلت حمل عنه خلق كثير منهم احمد بن محمد الطرسوسي وأبو سليمان بن حوط الله ومحمد بن وهب الفهري ومحمد بن الحسن اللخمي الداني ومحمد بن إبراهيم بن صلتان ومحمد بن احمد بن حيون المرسى ومحمد بن محمد بن أبي السداد ونذير بن وهب وعبد الله بن الحسن المالقي بن القرطبي وعمر بن دحية وأخوه وعلي بن يوسف بن الشريك وعلي بن أبي العافية القسطلى وروى عنه بالإجازة الأستاذ أبو علي الشلوبين ومات معه في العام الأمير الكبير مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الشيرازي حامل لواء الأبطال وشاعر الشام عن سبع وتسعين سنة والمحدث المفيد أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة التكريتى وقد شاخ والمعمر أبو القبائل عشير بن علي بن احمد الجبلي ثم المصري عن مائة سنة وسنتين وشيخ الحنفية ببخارى عماد الدين أبو جعفر عمر بن أبي بكر بن محمد الأنصاري الزرنجرى ولد العلامة شمس الأئمة وله سبعون عاما والإمام المحدث الجوال تاج الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي الخراساني الصوفي بدمشق عن اثنين وستين عاما وشاعر العراق أبو الفتح محمد بن عبيد الله بن التعاويذى والمسند أبو عبد الله محمد بن علي بن صدقة الحراني التاجر والمسند العالم أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفى الأصبهاني رحمة الله عليهم أخبرنا بن جابر انا قاضي الجماعة احمد بن محمد بن حسن الخزرجي حدثني أبو الربيع الكلاعي الحافظ ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حبيش انا يونس بن مغيث ومحمد بن الأصبغ القاضى قالا قرأنا على محمد بن الفرج الفقيه ح وكتب إلينا عاليا أبو محمد هارون بن يونس انا احمد بن يزيد انا محمد بن عبد الحق ثنا محمد بن الفرج انا يونس بن عبد الله عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله بن يحيى عن أبي مروان عبيد الله بن يحيى بن يحيى عن أبيه عن مالك عن نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة ان عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت (4/1354)
1102 - بن الفخار الحافظ الإمام الأوحد أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خلف الأندلسي المالقي ولد سنة إحدى عشرة وخمس مائة سمع أبا بكر بن العربي ولازمه واختص به وأبا جعفر البطروجى وأبا عبد الله بن الأحمر وشريح بن محمد وأبا مرود بن مسرة ومحمد بن محمد بن عبد الرحمن القرشي وطبقتهم قال الأبار كان صدرا في الحفاظ مقدما معروفا يسرد المتون والأسانيد مع معرفة بالرجال وحفظ للغريب سمع منه جلة وحدث عنه أئمة سمعت أبا سليمان بن حوط الله يقول عن بن الفخار إنه حفظ في شبيبته سنن أبي داود فأما في مدة لقائي إياه فكان يذكر صحيح مسلم وكان موصوفا بالورع والفضل مسلما له في جلالة القدر ومتانة العدالة استدعى الى حضرة السلطان بمراكش ليسمع عليه بها فتوفى هناك في شعبان سنة تسعين وخمس مائة قلت وفيها توفي الإمام أبو الخير احمد بن إسماعيل الطالقاني ثم القزويني الواعظ ببغداد عن ثمان وسبعين سنة والمحدث الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأنصاري البلنسي الزاهد صاحب السلفي كتب شيئا كثيرا وأبو المظفر عبد الخالق بن فيروز الهمذاني الجوهري الواعظ والمحدث المفيد أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن الحبقبق القرشي الزبيري الدمشقي الشروطي والد كريمة وشيخ القراء الإمام أبو محمد القاسم بن فيره بن خلف بن احمد الرعيني الشاطبى بمصر عن اثنتين وخمسين سنة والفقيه أبو عبد الله محمد بن احمد بن علي الأصبهاني المعروف بالمصلح من أصحاب الحداد رحمة الله عليهم أجمعين هؤلاء المغاربة لا يكاد يقع لنا حديثهم الا بنزول ثم هم نازلون في الإسناد فيبقى نزول على نزول وبالله الإستعانة (4/1355)
1103 - الشيرازي الإمام الحافظ الرحال أبو يعقوب يوسف بن احمد بن إبراهيم الصوفي مفيد بغداد وشيخ الصوفية بالرباط الأرجوانى وصاحب الأربعين البلدية ولد سنة (4/1356)
تسع وعشرين وخمس مائة ببغداد وأسمعه أبوه من إسماعيل بن السمرقندي ويحيى بن الطراح وأبي الحسن بن عبد السلام والحافظ أبي سعد بن البغدادي وطلب بنفسه فسمع من الكروجى وابن ناصر وطبقتهما وبالكوفة من أبي الحسن بن غبرة وبكرمان من أبي الوقت عبد الأول وبالبصرة من عبد الله بن عمر بن سليخ وبواسط من القاضى احمد بن بختيار المندائى وبهراة من عبد الجليل بن أبي سعيد وبنيسابور من أبي بكر محمد بن علي الطوسي وببلخ من أبي شجاع البسطامي وبأصبهان من المعمر إسماعيل بن علي الحمامي وبهمذان من نصر بن المظفر البرمكي وبدمشق من أبي المكارم بن هلال أجاد تصنيف الأربعين وأبان عن حفظ وله رحلة واسعة وكان صدوقا موثقا كتب عنه أبو المواهب الحافظ ووثقه بن الديبثى وكان ظريفا حلو المحاضرة توصل الى الدولة وذهب رسولا عن الخليفة الى الأطراف وارتفعت رتبته وكثر ماله روى شيئا يسيرا تقع لنا روايته بالإجازة توفي في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وخمس مائة كهلا في مبدأ سن الشيخوخة وفيها توفى مسند أصبهان أبو العباس احمد بن أبي منصور احمد بن محمد بن ينال الترك شيخ الصوفية عن نيف وتسعين سنة تفرد بالرواية عن أبي مطيع الصحاف ومحدث دمشق أبو الحسين احمد بن حمزة بن أبي الحسن علي الموازينى السلمي الدمشقي عن ثمانين سنة والفقيه أبو الفضل احمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي الإسكندراني أخو القاضى محمد وشيخ الإسلام قاضي القضاة شرف الدين أبو سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون التميمي الموصلي الشافعي بدمشق كتب إلينا محمد بن محمد بن مناقب ان محمد بن أبي جعفر أخبرهم قراءة عليه عن يوسف بن احمد الحافظ انا عبد الله بن عمر بن سليخ بمربد البصرة عند قبر الزبير رضي الله عنه ثنا جعفر بن محمد القرشي لفظا انا أبو عمر الهاشمي ثنا علي بن إسحاق ثنا علي بن حرب ثنا سفيان عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لما نزلت قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال النبي صلى الله عليه و سلم أعوذ بوجهك أو من تحت أرجلكم قال أعوذ بوجهك أو يلبسكم شيعا أو يذيق بعضكم بأس بعض قال هذا اهون أو أيسر هذا حديث صحيح هو عندي أعلى من هذا في الثقفيات وغيرها أخرجه البخاري عن علي بن عبد الله عن بن عيينة أنبأنا أبو اليمن بن عساكر انا محمد بن أبي جعفر انا يوسف بن احمد بمكة انا إسماعيل بن احمد الأشعثى وعلي بن هبة الله قالا انا احمد بن محمد البزاز ثنا عبيد الله بن حبابة ثنا أبو القاسم البغوي ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم عاد رجلا قد صار مثل الفرخ فقال له هل دعوت بشيء قال نعم قلت اللهم ما كنت معاقبى به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبحان الله هلا قلت اللهم آتنى في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار رواه مسلم (4/1357)
1104 - أبو المواهب محدث دمشق ومفيدها الحافظ الإمام الحسن بن أبي الغنائم هبة الله بن محفوظ بن حسن بن محمد بن حسن بن احمد بن الحسين بن صصرى الربعي التغلبي (4/1358)
البلدي الأصلى الدمشقي المعدل ولد سنة سبع وثلاثين وخمس مائة وكان اسمه نصر الله فغيره سمع جده أبا البركات ونصر الله بن محمد المصيصي وهو أعلى شيخ له وعبدان بن رزين وعلي بن حيدرة وأبا القاسم بن البن الأسدي ونصر بن احمد السوسي وأبا يعلى حمزة بن الحبوبى وأبا يعلى حمزة بن كروس وأبا يعلى حمزة بن أسد التميمي وصحب الحافظ بن عساكر وتخرج به وأكثر عنه وعنى بهذا الشأن وكتب العالي والنازل وجمع وصنف وارتحل فسمع بحماة من بن ظفر وبحلب من أبي طالب بن العجمي وبالموصل من الحسن بن علي الكعبي وسليمان بن محمد بن خميس وببغداد هبة الله الدقاق وابن البطي وبهمذان الحافظ أبا العلاء العطار وبأصبهان محمد بن احمد بن ماشاذة وبتبريز محمد بن اسعد حفده حدث عنه ولده امين الدين سالم وآحاد الطلبة فقل ما روى لأنه لم يعمر عمل معجمه في ستة عشر جزءا وصنف كتاب فضائل الصحابة وفضائل بيت المقدس وعوالى بن عيينة ورباعيات التابعين ولما وقع الحريق في الكلاسة احترقت له جملة كتب وثقه أبو عبد الله الدبيثي وغيره وكان حسن الطريقة لين الجانب سمحا كريما نبيلا مليح الخط عاش تسعا وأربعين سنة ارتحل ثنا مرة الى بغداد بابنه سالم فأسمعه من بن شاتيل وطبقته أنبئت عن أبي الغنائم سالم بن أبي المواهب انا أبي انا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بحلب انا علي بن احمد العمرى انا طلحة بن علي ثنا احمد بن سلمان ثنا (4/1359)
احمد بن ملاعب ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ثنا إبراهيم بن الزبرقان عن الشيباني عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن قزعة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تشد الرحال إلا الى ثلاثة مساجد مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد بيت المقدس أنبأنا عاليا احمد بن سلامة عن عبد المنعم بن كليب انا علي العمرى إجازة إن لم يكن سماع فذكره أخبرنا أبو محمد بن أبي بداس الحافظ انا إسماعيل بن إسحاق بن الحسين انا جدي انا اخى أبو المواهب الحافظ انا أبو الفتح المصيصي انا محمد بن احمد انا محمد بن إبراهيم اليزدى ثنا محمد بن الحسين القطان ثنا إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكر ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخو جويرية قال والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم عند موته دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا إلا بغلته البيضاء وسلاحه وارضا جعلها صدقة أخرجه خ عن إبراهيم بن الحارث توفي سنة ست وثمانين وخمس مائة وفيها مات العلامة أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن غالب الأنصاري القرطبي المقرىء بن الشراط عن خمس وسبعين سنة والإمام المقرىء أبو الطيب عبد المنعم بن يحيى بن خلف الحميري الغرناطي المعروف بابن الخلوف والمقرئ أبو عبد الله محمد بن جعفر بن احمد بن حميد بن مأمون البلنسي والمسند الفقيه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن احمد بن سعيد الأنصاري الإشبيلى الملكى المعروف بابن زرقون عن أربع وثمانين سنة والعلامة المعمر أبو بكر محمد بن عبد الله بن يحيى بن الجد الفهري الإشبيلى المقرىء الفقيه الحافظ عن تسعين سنة وأشهر والمحدث أبو الفضل مسعود بن علي بن النادر البغدادي عن سبعين سنة (4/1360)
1105 - الزيدى الإمام القدوة الحافظ العابد أبو الحسن علي بن احمد بن محمد بن عمر بن سالم بن عبيد الله بن الحسن العلوي الحسيني من ولد زيد بن علي البغدادي الشافعي المحدث أحد الأئمة الزهاد قطع أوقاته في العبادة والعلم والكتابة والدرس والطلب حتى مكن الله منزلته في القلوب وأحبه الخاص والعام حتى كان يقصده الكبار للزيارة والتبرك كان ربانيا متألها متواضعا حسن الخلق والخلق حلو العبارة جوادا مفضلا سمع الكثير وكتب وحصل الأصول الكثيرة حتى صار له من المصنفات والمسانيد والأجزاء شيء كثير فوقفه بمسجده الذي استجده وشاركه في وقفه رفيقه صليح البصري وكانا على طريقة جميلة من حسن الصحبة سمع بن ناصر وابن الزاغونى ونصر بن نصر العكبري ومحمد بن عبيد الله الرطبى وأبا الوقت السجزي وخلائق حتى كتب عن أصحاب بن الحصين والقاضي أبي بكر حتى عن أقرانه وعمن هو دونه وقل ما روى سمع منه إبراهيم بن الشعار وأبو الخطاب العليمى وعمر بن احمد بن بكرون وداود بن علي بن المسلمة وقال عبد الواحد بن مسعود بن الحصين سمعت الشريف الزاهد علي بن احمد (4/1361)
الزيدى يقول اجعل النوافل كالفرائض والمعاصى كالكفر والشهوات كالسم ومخالطة الناس كالنار والغذاء كالدواء وقال أبو البركات عمر بن احمد ولد اخى أبو الحسن سنة تسع وعشرين وخمس مائة وبخط أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال وممن مات في شوال سنة خمس وسبعين وخمسمائة في هذا الطاعون الشريف الزاهد ولي الله أبو الحسن علي بن احمد الزيدى وكان عالما حافظا عارفا له المجاهدات الكثيرة والمعرفة التامة والأحوال والكرامات مما حدثني به الثقات وشاهدته فلو أثبته لقام من ذلك كراريس ومات عن قريب من سبع وأربعين سنة وكان رفيقى في السماع سنين كثيرة مات يوم الثلاثاء سادس عشر من الشهر ودفن ليلا بموضع وقفه جوار مسجده قال بن الدبيثي سمعت شيخنا بن الأخضر يعظم شأنه ويثنى عليه ويصف زهده ودينه مات وابواه حيان وقيل إن الوزير عضد الدين بن المسلمة لما عاد الى الوزارة بعث الى أبي الحسن الزيدى بألف دينار كان نذرها إن عاد الى الوزارة فلما سمع بذلك المستضىء الخليفة بعث الى الشريف بألف دينار أخرى وبعثت اليه بنفشا أم الخليفة بألف أخرى فلم يتصرف في ذلك واشترى كتبا كثيرة فوقفها وبنى مسجدا أخبرنا احمد بن محمد الحافظ في كتابه عن محمد بن محمود الحافظ انا داود بن علي بن المسلمة انا علي بن احمد الزيدى انا أبو المظفر محمد بن احمد العباسي ومحمد بن احمد التميمي قالا انا أبو نصر الزينبي انا محمد بن عمر ثنا عبد الله البغوي ثنا احمد بن حنبل وحدثنا زهير وسريج بن يونس وابن المقرىء قالوا ثنا سفيان عن الزهرى عن سالم عن بن عمر قال مر رسول الله صلى الله عليه و سلم برجل يعظ اخاه في الحياء فقال النبي صلى الله عليه و سلم الحياء من الإيمان متفق على صحته (4/1362)
1106 - الحازمى الإمام الحافظ البارع النسابة أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن موسى بن عثمان بن حازم الهمذاني ولد سنة ثمان وأربعين وخمس مائة وسمع من أبي الوقت السجزي حضورا ومن شهردار بن شيرويه الديلمي وأبي زرعة المقدسي والحافظ أبي العلاء الهمذاني ومعمر بن الفاخر وقدم بغداد فسمع من أبي الحسين عبد الحق بن يوسف وعبد الله بن عبد الصمد العطار وبالموصل من الخطيب أبي الفضل الطوسي وبواسط من أبي طالب المحتسب وبالبصرة محمد بن طلحة المالكي وبأصبهان أبا الفتح الخرقي وأبا العباس الترك وأبا موسى الحافظ وبالحرمين والشام والجزيرة وكتب الكثير وصنف وجوده قال الدبيثي قدم بغداد وسكنها وتفقه بها في مذهب الشافعي وجالس العلماء وتميز وفهم وصار من احفظ الناس للحديث واسانيده ورجاله مع زهد وتعبد ورياضة وذكر صنف في الحديث عدة مصنفات وأملى عدة مجالس وكان كثير المحفوظ حلو المذاكرة يغلب عليه معرفة أحاديث الاحكام أملى طرق الأحاديث التي في المهذب وأسندها ولم يتمه وذكره بن النجار فقال كان من الأئمة (4/1363)
الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله ألف كتاب الناسخ والمنسوخ وكتاب عجالة المبتدىء في الأنساب والمؤتلف والمختلف في أسماء البلدان وأسند أحاديث المهذب لأبي إسحاق وكان ثقة حجة نبيلا زاهدا عابدا ورعا ملازما للخلوة والتصنيف وبث العلم أدركه أجله شابا سمعت محمد بن محمد بن محمد بن غانم الحافظ يقول كان شيخنا الحافظ أبو موسى يفضل أبا بكر الحازمى علي عبد الغني المقدسي ويقول ما رأيت شابا احفظ منه مات في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وخمس مائة قال بن النجار سمعت بعض الأئمة يذكر ان الحازمى كان يحفظ كتاب الإكمال في المؤتلف والمختلف ومشتبه النسبة وكان يكرر عليه وبخط أبي الخير القزويني يسأل الحازمى ما يقول سيدنا الإمام الحافظ في كذا وكذا وقد أجاب الحازمى بأحسن جواب قال بن النجار سمعت أبا القاسم المقرىء جارنا يقول وكان صالحا كان الحازمى في رباط البديع وكان يدخل بيته في كل ليلة يطالع ويكتب الى الفجر فقال البديع للخادم لا تدفع اليه الليلة بزرا للسراج فلعله يستريح الليلة فلما جن الليل اعتذر اليه الخادم لانقطاع البزر فدخل بيته وصف قدميه ولم يزل يصلى ويتلو الى ان طلع الفجر وكان الشيخ خرج ليعلم خبره فوجده في الصلاة أخبرنا أبو الحمد الوراق انا عبد الله بن الحسن الخطيب سنة اثنتين وأربعين وست مائة انا محمد بن موسى الحافظ قرأت على محمد بن ذاكر أخبرك حسن بن احمد القارىء انا محمد بن احمد الكاتب انا علي بن عمر ثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز ثنا العباس بن يزيد ثنا غسان بن مضر ثنا أبو سلمة سألت أنس بن مالك أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتستفتح بالحمد لله رب العالمين فقال إنك لتسألنى عن شيء لم أحفظه وما سألني عنه أحد قبلك قلت أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلى في النعلين قال نعم (4/1364)
1107 - أبو المحاسن القرشي القاضى الإمام الحافظ عمر بن علي بن الخضر بن عبد الله بن علي الزبيري الدمشقي محدث بغداد سمع بدمشق أبا الدر ياقوت بن عبد الله الرومي وأبا القاسم بن البن وأبا طالب عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي بحلب وأبا الوقت السجزي وأبا جعفر العباس وأبا المظفر بن التريكى وأبا محمد بن المادح وخلائق ببغداد حتى نزل الى أصحاب القاضى أبي بكر وابن السمرقندي وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي وقاضى القضاة روح بن الحديثى واستنابه على قضاء الحريم الطاهري ونفذ رسولا عن الديوان العزيز الى صاحب الشام نور الدين وما كان له ثلاثون سنة سمع منه القاضى أبو بكر الباقدارى وأحمد بن احمد البندنيجى وأبو الفتوح بن الحصرى وابنه أبو بكر عبد الله بن عمر ذكره بن الدبيثي في تاريخه فقال ثقة حافظ عنى بطلب الحديث وبالسماع والكتابة وكتب ببلده وبحلب وحران والموصل والحرمين وبغداد ورزق الفهم في الحديث وأجاز لي مروياته مولده بدمشق في سنة ست وعشرين وخمس مائة وتوفى في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مائة قلت وفيها توفى أمير المؤمنين المستضىء بأمر الله حسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفى العباسي ومسنده بغداد أم عتب تجنى الوهبانية والمحدث أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق اليوسفي والمسند الواعظ أبو المعالي بن خلدون بدمشق (4/1365)
1108 - بن خير الإمام الحافظ شيخ القراء أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة اللمتونى الإشبيلى أتقن القراءات على شريح بن محمد واختص به حتى ساد أهل بلده وسمع منه ومن أبي مروان الباجى والقاضي أبي بكر بن العربي وبقرطبة من أبي جعفر بن عبد العزيز وابن عمه أبي بكر وأبي القاسم بن بقى وابن مغيث وابن أبي الخصال وطائفة سواهم قال الأبار كان مكثرا الى الغاية بحيث انه سمع من رفاقه وشيوخه أكثر من مائة نفس لا نعلم أحدا من طبقته مثله وتصدر بإشبيلية للإقراء والإسماع وحمل الناس عنه كثيرا وكان مقرئا مجودا ومحدثا متقنا أديبا نحويا لغويا واسع المعرفة رضي مأمونا لما مات بيعت كتبه بأغلى الأثمان لصحتها ولم يكن له نظير في هذا الشأن مع الحظ الأوفر من علم اللسان توفي في ربيع الأول من سنة خمس وسبعين وخمس مائة وكانت جنازته مشهودة وعاش ثلاثا وسبعين سنة
1109 - أبو عمر بن عياذ يوسف بن عبد الله بن سعيد بن أبي زيد الأستاذ المحدث الحافظ أبو عمر الأندلسي الريى المقرىء أحد الأعلام أخذ القراءة عن أبي عبد الله بن أبي إسحاق وقدم بلنسية سنة ثمان وعشرين وخمس مائة ولقي بها اعلام المقرئين أبا مروان بن الصقيل وأبا الحسن بن هذيل وأبا الحسن بن النعمة وسمع من أبي الوليد الدباغ وطارق بن نفيس وعدة وأجاز له أبو القاسم بن وردان وأبو محمد بن عطية وكان معنيا بصناعة الحديث جماعة للآجزاء والدواوين معدودا في الأثبات المكثرين كتب العالي والنازل ولقي الكبار ولو اعتنى بهذا من أوائل عمره لذ الأقران وفاق الأصحاب وكان يحفظ أخبار المشايخ وينقب عنهم ويضبط وفياتهم ويدون قصصهم أنفق عمره في ذلك وكان قد شرع في تذييل صلة بن بشكوال وصنف كتاب الكفاية في مراتب الرواية وكتاب المرتضى في شرح المنتقى لابن الجارود وشرح الشهاب والأربعين في الحشر والأربعين في العبادات وغير ذلك روى عنه ابنه أبو محمد وأبو الحجاج بن عبدة وأبو محمد بن غلبون وغيرهم وكان من أهل التواضع والخير والعلم استشهد عند كبسة العدولرية يوم العيد سنة خمس وسبعين أيضا وعاش سبعين سنة ذكره الأبار (4/1366)
1110 - القاسم بن الحافظ الكبير أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ المحدث الفاضل بهاء الدين أبو محمد بن عساكر الدمشقي مصنف فضائل القدس ولد سنة سبع وعشرين وخمس مائة وسمع أباه وعمه الضياء بن هبة الله وجد أبويه أبا الفضل (4/1367)
يحيى بن علي القرشي وجمال الإسلام علي بن المسلم السلمي ويحيى بن بطريق الطرسوسي وأبا طالب علي بن عبد الرحمن الصوري وأحمد بن محمد الهاشمي صاحب السميساطى وهبة الله بن طاوس وأبا الدرياقوت الرومي وأبا الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وخلقا كثيرا وأجاز له أبو عبد الله الفراوي والحسن بن عبد الملك الخلال وطبقتهما وكان محدثا صدوقا متوسط المعرفة مكرما للغرباء له انسة بالحديث وخطه ضعيف رديء قال الحافظ المنذري قلت لشيخنا بن المفضل أقول ثنا القاسم بن علي الحافظ بالكسر صفة لأبيه فقال قل بالضم اجتمعت به بالمدينة فأملى على أحاديث من حفظه ثم بعث الى أصوله فقابلتها فوجدتها سواء وقيل كان كيسا ظريفا مزاحا قال العز النسابة كان أحب ما اليه المزاح وقال بن نقطة ثقة لكن خطه لا يشبه خط أهل الضبط وقال الحافظ عبد الرحمن بن مقرن حدثني المحدث بدى الحنفي قال قرأت على القاسم بن عساكر ثنا بن لهيعة فرد بالضم فراجعته فلم يرجع قلت من ضم مثل هذا ضمه الى الشيوخ لا الى الحفاظ ولكن بقيت الحافظ عليه لقبا له وقد نسخ بخطه تاريخ أبيه وصنف كتابا في الجهاد وأملى مجالس وخرج لنفسه الأبدال العالية نقاها من مصنف والده وكان يبالغ في التعصب لمقالة أبي الحسن الأشعري من غير ان يحققها ولي مشيخة الديار النورية بعد أبيه والى ان مات فما أخذ من الجامكية شيئا بل جعله مرصدا لمن يقدم عليه من الطلبة روى عنه أبو المواهب بن صصرى وأبو الحسن بن المفضل وأبو محمد الرهاوي (4/1368)
واليلدانى وابن خليل والشيخ عز الدين بن عبد السلام والتاج عبد الوهاب بن زين الأمناء وعبد الغني بن بنين القتالى والقاضي عماد الدين بن عبد الكريم بن الحرستاني والحافظ زين الدين خالد وفراس العسقلاني ومجد الدين محمد بن عساكر وتقى الدين بن أبي اليسر وأبو بكر بن النشبى والكمال عبد العزيز بن عبد وأجاز لأحمد بن سلامة والمسلم بن علان مات في تاسع صفر سنة ست مائة وفيها مات الإمام منتخب الدين أبو الفتوح اسعد بن محمود بن خلف العجلي الأصبهاني الشافعي عن خمس وثمانين سنة والمسند أبو المعمر بقاء بن عمر بن حند الأزجى الدقاق والمسند أبو القاسم شجاع بن معالى بن شدفينى القصبانى عن بضع وثمانين سنة والعلامة المسند أبو سعد عبد الله بن عمر بن احمد الصفار النيسابوري الشافعي عن اثنتين وتسعين سنة والحافظ الكبير عبد الغني المقدسي والعلامة ركن الدين الطاوسي صاحب الطريقة واسمه العراقي بن محمد العراقي مات بهمذان وكان يضرب به المثل في المناظرة والمسندة أم عبد الكريم فاطمة بنت سعد الخير بن محمد الأنصارية بمصر وأبو المعالي محمد بن صافى النقاش عن اثنتين وثمانين سنة والمسند أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل بن فيدرة الحريمى الصوفي عن ثمان وثمانين سنة عنده المسند كله عن بن الحصين أخبرنا المسلم بن محمد وأحمد بن سلامة إذنا عن القاسم بن الحافظ انا أبو القاسم يحيى بن بطريق انا محمد بن مكي الأزدي انا ميمون بن حمزة العلوي ثنا أبو بكر احمد بن عبد الوارث العسالى ثنا عيسى بن حماد نا الليث عن يزيد بن أبي حبيب انا خالد بن كثير الهمداني حدثه ان السرى بن إسماعيل الكوفى حدثه ان الشعبي حدثه سمع النعمان بن بشير يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من الحنطة خمرا ومن الشعير خمرا ومن الزبيب خمرا ومن العسل خمرا وانا انهى عن كل مسكر غريب جدا أخرجه بن ماجة عن محمد بن رمح عن الليث وهو مخرج في السنن الأربعة من طريق أخرى وإبراهيم بن مهاجر وغيرهما عن الشعبي كذلك وقد رواه أيضا جماعة عن الشعبي فقال عن بن عمر عن عمر قوله وهذا هو المعروف (4/1369)
1111 - بن عبيد الله الحافظ المتقن المقرىء شيخ المغرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيد الله الحجري حجر ذي رعين الأندلسي المريى نزيل سبتة ولد سنة خمس وخمسمائة وسمع من أبي عبد الله بن زعينة صحيح مسلم وسمع من أبي القاسم بن ورد وأبي الحسن بن اللوان وأبي الحسن بن موهب الحداني ولقي بقرطبة أبا القاسم بن بقى وأبا الحسن بن مغيث وابن مكي والحافظ أبا جعفر البطروجى وأبا بكر بن العربي وأخذ بإشبيلية عن أبي الحسن شريح وأحمد بن عبد الله بن صالح المقرىء وقرأ الصحيح في سنة أربع وثلاثين على شريح فحضره ثلاث مائة نفر عن أبيه وابن منظور عن أبي ذر الحافظ وسمع أيضا من محمد بن عبد العزيز الكلابي وجعفر بن محمد البرجى ويحيى بن خلف بن الخلوف وإبراهيم بن مروان (4/1370)
ويوسف بن علي القضاعي وعنى بهذا الشأن وكان غاية في الورع والصلاح والعدالة قاله الأبار ثم قال ولي الصلاة والخطبة بجامع المرسية وكان يعرف القراءات ودعى الى القضاء فأبى وانتقل بعد تغلب العدو الى مرسية ثم تحول الى فاس واستقر في سبتة يقرىء فيها ويحدث حتى بعد صيته وعلا ذكره وارتحلوا اليه الى ان قال وكان له بصر بصناعة الحديث موصوفا بجودة الفهم استدعى الى مراكش وسمع منه السلطان ثنا عنه عالم بن الجلة قلت روى عنه أبو عمر ومحمد بن محمد بن عيشون ومحمد بن احمد الأندرشى بن اليتيم ومحمد بن محمد اليحصبي ومحمد بن عبد الله بن الصفار القرطبي والشرف محمد بن عبد الله المرسى ومحمد بن احمد بن محرز وعبد الرحمن بن القاسم السراج وأبو الخطاب بن دحية وأخوه عثمان وعلي بن الفخار الشريشى ويوسف بن محمد الأندى وأبو الحسن علي بن محمد الشارى وإبراهيم بن عامر الطوسي ومحمد بن الجرج نزيل الثغر ومحمد بن عبد الله الأردى وهذا الأردى بقى الى سنة ستين وست مائة وأظنه آخر اصحابه قال أبو الربيع بن سالم الحافظ كان وقت وفاة أبي محمد بن عبيد الله قحط مضر فلما وضع على شفير القبر توسلوا به الى الله في إغاثتهم فسقوا في تلك الليلة مطرا وابلا وما اختلف الناس الى قبره مدة الاسبوع الا في الوحل والطين قلت كان قرأ بالسبع على شريح ويحيى بن الخلوف وأبي جعفر بن الباذش تلا عليه بالروايات أبو الحسن الشارى قال بن فرتون وظهرت له كرامات قال غيره مات في آخر المحرم سنة إحدى وتسعين وخمس مائة وفيها مات أبو العباس احمد بن أبي منصور محمد بن محمد بن الزبرقان الأصبهاني عن إحدى وتسعين سنة والمسند أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف ومقرىء مصر أبو الحسن شجاع بن محمد بن سيدهم المدلجي ومقرىء العراق أبو جعفر عبد الله بن احمد الواسطي صاحب أبي عبد الله البارع والمسند أبو المحاسن محمد بن الحسن الأصبهاني التاجر المعروف بالاصفهبذ وقد قارب الثمانين ومقرىء الغرب أبو الحسن نجبة بن يحيى الرعيني الإشبيلى صاحب شريح أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ انا محمد بن إبراهيم الأنصاري انا أبو محمد عبد الله بن محمد الحافظ انا احمد بن محمد بن احمد بن بقى وأبو جعفر احمد بن عبد الرحمن البطروجى قالا ثنا محمد بن الفرج الفقيه ثنا يونس بن عبد الله القاضى انا أبو عيسى يحيى بن عبد الله انا عم أبي عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي ثنا أبي ثنا مالك عن نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الذي تفوته صلاةالعصر كأنما وتر أهله وماله (4/1371)
1112 - عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر الحافظ الإمام محدث الإسلام تقي الدين أبو محمد المقدسي الجماعيلى ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي صاحب التصانيف ولد في سنة إحدى وأربعين وخمس مائة هو وابن خالته الشيخ الموفق بجماعيل واصطحبا مدة في أول اشتغالهما ورحلتهما (4/1372)
سمع أبا المكارم بن هلال بدمشق وهبة الله بن هلال وابن البطي وطبقتهما ببغداد وأبا طاهر السلفي بالثغر وأقام عليه ثلاثة اعوام ولعله كتب عنه ألف جزء وأبا الفضل الطوسي بالموصل وعبد الرزاق بن إسماعيل القومسانى بهمذان والحافظ أبو موسى المديني وأقرانه بأصبهان وعلي بن هبة الله الكاملى بمصر وكتب ما لا يوصف كثرة وما زال ينسخ ويصنف ويحدث ويعبد الله حتى أتاه اليقين روى عنه ولداه أبو الفتح وأبو موسى وعبد القادر الرهاوي والشيخ موفق الدين والضياء وابن خليل والفقيه اليونينى وابن عبد الدائم وعثمان بن مكي الشارعى وأحمد بن حامد الأرتاحى وإسماعيل بن عزون وعبد الله بن علاق ومحمد بن مهلهل الجيتى وهو آخر من سمع منه بقي الى سنة أربع وسبعين وبقي بعده بالإجازة احمد بن أبي الخير شيخنا قال بن النجار حدث بالكثير وصنف في الحديث تصانيف حسنة وكان غزير الحفظ من أهل الإتقان والتجويد قيما بجميع فنون الحديث الى ان قال وكان كثير العبادة ورعا متمسكا بالسنة على قانون السلف تكلم في الصفات والقرآن بشى أنكره أهل التأويل من الفقهاء وشنعوا عليه فعقد له مجلس بدار السلطان بدمشق فأصر وأباحوا قتله فشفع فيه أمراء الأكراد على ان يبرح من دمشق فذهب الى مصر وأقام بها خاملا الى حين وفاته قرأت بخط الحافظ أبي موسى المديني يقول أبو موسى عفا الله عنه قل من قدم علينا من الأصحاب من يفهم هذا الشأن كفهم الإمام ضياء الدين (4/1373)
عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي زاده الله توفيقا وقد وفق لتبيين هذه الغلطات يعنى التي في كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم الى ان قال ولو كان الدارقطني في الأحياء وأمثاله لصوبوا فعله وقل من تفهم في زماننا لما فهمه قال الحافظ الضياء ثم سافر الحافظ الى أصبهان وكان خرج وليس معه الا قليل فلوس فسهل الله تعالى من حمله وأنفق عليه فأقام بأصبهان مدة وحصل بها الكتب الجيدة وكان ليس بالأبيض الأمهق يميل الى سمرة حسن الثغر كث اللحية واسع الجبين عظيم الخلق تام القامة كأن النور يخرج من وجهه ضعف بصره من كثرة الكتابة والبكاء وصنف المصباح في ثمانية وأربعين جزءا مشتمل على أحاديث الصحيحين وكتاب نهاية المراد في السنن نحو مائتي جوء لم يبيضه كتاب المواقيت مجلد كتاب الجهاد مجلد الروضة أربعة أجزاء فضائل خير البرية مجلد الذكر جزءان الإسراء جزءان التهجد جزءان المحنة ثلاثة أجزاء صلات الأحياء الى الأموات جزءان الصفات جزءان الفرح جزءان فضل مكة أربعة أجزاء وتصانيف كثيرة جزء جزء غنية الحفاظ في مشكل الألفاظ مجلدان الحكايات ازيد من مائة جزء ومما الفه بلا إسناد العمدة جزءان الأحكام ستة أجزاء درر الأثر تسعة أجزاء الكمال عشر مجلدات الى ان قال وكان لا يكاد أحد يسأله عن حديث الا ذكره له وبينه ولا يسأل عن رجل الا قال هو فلان بن فلان وبين نسبته فأقول كان أمير المؤمنين في الحديث سمعته يقول نازعنى رجل (4/1374)
في حديث بحضرة أبي موسى فقال هو في البخاري قلت ليس هو فيه فكتب الحديث في رقعة ورفعها الى أبي موسى يسأله فناولنى أبو موسى الرقعة وقال ما تقول فقلت ما هو في البخاري فخجل الرجل وقال الضياء سمعت إسماعيل بن ظفر يقول جاء رجل الى الحافظ عبد الغني فقال رجل حلف بالطلاق انك تحفظ مائة ألف حديث فقال لو قال أكثر لصدق وشاهدت الحافظ غير مرة بجامع دمشق يسأله بعض الحاضرين وهو على المنبر يقول اقرأ لنا أحاديث من غير الجزء فيقرأ الأحاديث علينا بأسانيدها عن ظهر قلبه وقيل له لم لا تقرأ دائما من غير كتاب فقال أخاف العجب وسمعت أبا محمد عبد العزيز الشيباني يقول سمعت التاج الكندي يقول لم يكن بعد الدارقطني مثل الحافظ عبد الغني المقدسي قال الفقيه محمود بن همام سمعت الكندي يقول لم ير الحافظ عبد الغني مثل نفسه وقال ربيعة اليمنى قد رأيت أبا موسى المديني وهذا الحافظ عبد الغني احفظ منه وقال الضياء كل من رأيت من المحدثين يقول ما رأينا مثل عبد الغني وهو الذي حرضنى على السفر الى مصر وبعث معنا ابنه عبد الرحمن وهو بن عشر سنين وهو سفر إسماعيل بن ظفر وأعطاه فسار الى أصبهان والى خراسان وحرض يوسف بن خليل على الرحلة وكان يقرأ الحديث ليلة الخميس وبعد الجمعة بجامع دمشق ويجتمع خلق ويبكى الناس كثيرا ثم يطول لهم الدعاء سمعت الواعظ أبا الحسن بن نجا على المنبر بالقرافة يقول قد جاء الحافظ وهو يزيد ان يقرأ الحديث فاشتهى ان تحضروا مجلسه ثلاث مرات (4/1375)
وبعدها أنتم تعرفونه وتحصل لكم الرغبة فيه فجلس أول يوم بجامع القرافة وحضرت فقرأ أحاديث بأسانيدها حفظا وقرأ أخرى ففرح الناس به ثم سمعت بن نجا يقول حصل مرادى في أول مجلس الى ان قال وكان لا يضيع شيئا من زمانه كان يصلى الفجر ويلقن القرآن وربما لقن الحديث ثم يقوم فيتوضأ ويصلى ثلاث مائة ركعة بالفاتحة والمعوذتين الى قبيل الظهر فينام نومة فيصلى الظهر ويشتغل بالتسميع أو النسخ الى المغرب فيفطر إن كان صائما ويصلى الى العشاء ثم ينام الى نصف الليل أو بعده ثم يتوضأ ويصلى ثم يتوضأ ويصلى الى قريب الفجر وربما توضأ سبع مرات أو أكثر ويقول تطيب لي الصلاة ما دامت أعضائى رطبة ثم ينام نومة يسيرة قبل الفجر وهذا دأبه قال الشيخ الموفق كان رفيقى وما كنا نستبق الى خير الا سبقنى اليه الا القليل وكمل الله فضيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة وقيامهم عليه ورزق العلم وتحصيل الكتب الكثيرة الا انه لم يعمر حتى يبلغ غرضه في روايتها ونشرها قال الضياء وكان لا يرى منكرا الا غيره بيده أو بلسانه وكان لا تأخذه في الله لومة لائم ثم رأيته مرة يريق خمرا فسل صاحبه السيف فلم يخف وكان قويا فأخذ السيف من يد الرجل وكان يكسر الشبابات والطنابير وشاهدت بخطه يقول والملك العادل ما رأيت منه الا الجميل أقبل على وقام لي والتزمنى ودعوت له فقلت عندنا قصور يوجب التقصير فقال ما عندك تقصير ولا قصور وذكر أمر السنة فقال ما عندك شيء يعاب في أمر الدين والدنيا ولا بد للناس من حاسد وبلغني عنه بعد ذلك أنه ذكر عنده (4/1376)
العلماء فقال ما رأيت مثل فلان دخل على فخيل لي انه أسد قد دخل على قال الضياء وكان المبتدعة قد أوغروا صدر العادل على الحافظ وتكلموا فيه عنده وكان بعضهم يقول ربما يقتله إذا دخل عليه فسمعت ان بعضهم بذل في قتل الحافظ خمسة آلاف دينار قال الضياء سمعت أبا بكر بن احمد الطحان يقول جعلوا الملاهى عند درج جيرون فجاء الحافظ فكسر كثيرا منها وصعد المنبر فجاءه رسول القاضى يطلبه ليناظره في الدف والشبابة فقال ذاك حرام ولا أمشي اليه ان كان له حاجة يجىء هو قال فعاد الرسول فقال لا بد من مجيئك قد عطلت هذه الأشياء على السلطان فقال ضرب الله رقبته ورقبة السلطان فمضى الرسول فخفنا من فتنة فما أتى أحد بعد سمعت محمود بن سلامة الحراني بأصبهان يقول كان الحافظ بأصبهان يخرج فيصطف الناس في السوق ينظرون اليه ولو أقام بأصهبان مدة وأراد ان يملكها لملكها يعنى من حبهم له ورغبتهم فيه قال الضياء وكنا بمصر نخرج معه للجمعة فلا نقدر نمشي معه من زحمة الناس يتبركون به ويجتمعون حوله وكان جوادا كريما لا يدخر شيئا ولا درهما وقيل كان يخرج في الليل بقفات الدقيق فإذا فتحوا ترك ما معه ومضى لئلا يعرف وربما كان عليه ثوب مرقع سمعت بدر بن محمد الجذرى يقول ما رأيت أحدا اكرم من الحافظ لقد أوفى عنى غير مرة وسمعت سليمان الأشعري يقول بعث الأفضل الى الحافظ بنفقة وقمح كثير ففرق الجميع وحكى رجل أنه شاهد الحافظ في الفلاء بمصر ثلاث ليال يؤثر (4/1377)
بعشائه ويطوى قال الضياء فتح له بمصر أشياء كثيرة من الذهب وغيره سمعت الرضى عبد الرحمن بن محمد أنه سمع الحافظ يقول سألت الله أن يرزقنى حال الإمام احمد فقد رزقنى صلاته قال ثم ابتلى بعد ذلك وامتحن سمعت الإمام أبا عبد الله بن أبي الحسن الجبائى يقول أخذ الحافظ عبد الغني على أبي نعيم في مائتين وتسعين موضعا فطلبه الصدر بن الخجندي وأراد هلاكه فاختفى الحافظ وسمعت محمود بن سلامة يقول ما أخرجناه الا في إزار وسمعت الحافظ يقول كنا نسمع بالموصل كتاب الضعفاء للعقيلى فأخذنى أهل الموصل وحبسونى وأرادوا قتلى من أجل ذكر رجل فيه فجاءني رجل طويل بسيف فقلت لعله يقتلنى وأستريح قال فلم يصنع شيئا ثم أطلقت وكان يسمعه معه بن البرنى فأخذ الكراس الذي فيه ذكر الرجل ففتشوا الكتاب فلم يجدوا شيئا فأطلق أخبرنا عبد الحميد بن احمد سمعت الضياء يقول كان الحافظ يقرأ الحديث بدمشق ويجتمع الخلق عليه فحسد وشرعوا يعملون لهم وقتا في الجامع ويقرأ عليهم الحديث فهذا ينام وهذا قلبه غير حاضر فلم تشتف قلوبهم فشرعوا في مكيدة فأمروا الناصح ان يعظ بعد الجمعة تحت قبة النسر وقت جلوس الحافظ فأخر الحافظ معتاده الى العصر فلما كان في بعض الأيام والناصح قد فرغ فدسوا رجلا ناقض العقل من بنى عساكر فقال للناصح ما معناه انك تقول الكذب على المنبر فضرب الرجل وهرب وخبىء في الكلاسة ومشوا الى الوالى وقالوا هؤلاء الحنابلة ما قصدهم الا الفتنة وهم وهم واعتقادهم ثم (4/1378)
جمعوا كبراءهم ومضوا الى القلعة وقالوا للوالى نشتهى ان يحضر عبد الغني وسمع مشايخنا فانحدروا خالي الموفق واخى الشمس والفقهاء وقالوا نحن نناظرهم وقالوا للحافظ اقعد لا تجىء فإنك حاد ونحن نكفيك فاتفق انهم أخذوا الحافظ ولم يعلم أصحابنا فناظروه وكان اجهلهم يغرى به فاحتد وكانوا قد كتبوا شيئا من اعتقادهم وكتبوا فيه خطوطهم ثم قالوا له اكتب خطك فلم يفعل فقالوا للوالى قد اتفق الفقهاء كلهم وهذا يخالف فبعث الأسارى فرفعوا منبره وخزانه ودرابزين وقالوا نريد ان لا تجعل في الجامع صلاة الا للشافعية وكسروا منبر الحافظ ومنعنا من صلاة الظهر فجمع الناصح السوقة وغيرهم وقال إن لم يخلونا نصلى صلينا بغير اختيارهم فبلغ ذلك القاضى وكان صاحب الفتنة فأذن لهم وحمت الحنفية مقصورتهم بجماعة من الجند ثم إن الحافظ ضاق صدره ومضى الى بعلبك فأقام بها مدة وتوجه الى مصر فبقي بنابلس مدة الى ان قال وجاء الملك الأفضل وأخذ مصر ثم رد الى دمشق فصادف الحافظ وأكرمه ونفذ يوصى به بمصر فتلقى بالبشر والإكرام وكان بمصر كثير من المخالفين لكن رائحة السلطان كانت تمنعهم ثم جاء العادل وأخذ مصر واكثروا عنده على الحافظ فطلب ثم أكرمه العادل وبقى الحافظ بمصر وهم لا يتركون الكلام فيه فلما أكثروا عزم الكامل على إخراجه ثم اعتقل في داره سبع ليال فسمعت التقى احمد بن محمد بن عبد الغني يقول حدثني الشجاع بن أبي ذكرى الأمير قال قال لي الكامل هنا فقيه قالوا إنه كافر قلت ما أعرفه قال بلى هو محدث فقلت لعله الحافظ عبد الغني فقال هو هو فقلت أيها الملك العلماء أحدهم يطلب (4/1379)
الآخرة والآخر يطلب الدنيا وأنت هنا باب الدنيا فهل جاء إليك أو أرسل إليك ورقة قال لا قلت والله هؤلاء يحسدونه فقال جزاك الله خيرا كما عرفتنى قال الضياء بلغني ان الحافظ أمر ان يكتب اعتقاده فكتب أقول كذا لقول الله كذا وأقول كذا لقول النبي صلى الله عليه و سلم كذا حتى فرغ من المسائل فلما وقف عليها الكامل قال أيش أقول في هذا يقول بقول الله ورسوله فخلى عنه وسمعت احمد بن محمد بن عبد الغني يقول لي رأيت أخاك الكمال عبد الرحيم في النوم فقلت أين أنت فقال في جنة عدن فقلت أيما أفضل الحافظ عبد الغني أو الشيخ أبو عمر فقال ما أدري اما الحافظ فكل ليلة جمعة ينصب له كرسى تحت العرش يقرأ عليه الحديث وينثر عليه الدر وهذا نصيبى منه وأشار الى كمه سمعت أبا موسى يقول مرض والدي أياما ووضأته وقت الصباح فقال لي يا عبد الله صل بنا وخفف فصليت بالجماعة وصلى معنا جالسا ثم قال اقرأ عند رأسي يس فقرأتها وقلت هنا دواء تشربه فقال ما بقى الا الموت فقلت ما تشتهى شيئا قال اشتهى النظر الى وجه الله الكريم فقلت ما أنت عنى راض قال بلى وجاؤا يعودونه وجعلوا يتحدثون ففتح عينه وقال ما هذا اذكروا الله قولوا لا اله الا الله ثم دخل درع النابلسي فقمت لأناوله كتابا من جانب المسجد فرجعت وقد توفى رحمه الله تعالى يوم الإثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ست مائة قلت وفيها توفى المذكورون في ترجمة القاسم وترجمه الحافظ الضياء أربع كراريس بسماعنا من بن خولان عنه أنبأنا احمد بن سلامة الدمشقي عن عبد الغني بن عبد الواحد في كتابه انا حيدرة بن عمر بن إبراهيم العلوي انا طراد بن محمد انا احمد بن محمد بن حسنون ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو إملاء ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا أبو سنان حدثني حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن أبي هريرة ان رجلا قال يا رسول الله إني اعمل العمل سرا فإذا اطلع عليه أعجبنى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لك اجران أجر السر وأجر العلانية رواه الأعمش عن حبيب وأرسله أخرجه أبو عيسى في جامعه عن محمد بن المثنى عن أبي داود (4/1380)
1113 - الباقدارى الحافظ العالم المحدث أبو بكر محمد بن أبي غالب بن احمد بن مرزوق البغدادي الضرير قدم من باقدار في صباه وتلا على جماعة وسمع الحديث من أبي محمد سبط الخياط وأبي بكر بن الزاغونى وابن ناصر وطبقتهم فأكثر قال بن الدبيثي انتهى اليه معرفة رجال الحديث وحفظه وكان المعتمد عليه فيه وقال أبو الفتوح بن الحصرى كان آخر من بقى من حفاظ الحديث من الأئمة قال بن الدبيثي سمعت غير واحد من شيوخنا يذكرون أبا بكر الباقدارى ويصفونه بالحفظ ومعرفة الرجال والمتون مع كونه ضريرا مقصورا الا انه كان حفظه حسن الفهم بلغني ان بن ناصر كان يراجعه في أشياء ويصير الى قوله وقال أبو محمد المنذري كان أحد حفاظ بغداد المشهورين بمعرفة الرجال والتقدم مع ضرره قلت توفى في آخر سنة خمس وسبعين وخمس مائة كهلا وقد انتهى علو الرواية بن ابنته عجبيبة في وقتها أنبأنا أبو حامد بن الصابوني وعدة عن محمد بن سعيد الحافظ انا عبد الله بن عمر الوكيل انا أبو بكر محمد بن أبي غالب الحافظ انا أبو بكر بن الزاغونى وسعيد بن البناء وابن المادح قالوا انا أبو نصر الزينبي انا محمد بن عمر الوراق انا عبد الله بن أبي داود ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا سعد هو بن الصلت ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال توفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج بجنازتها وخرجنا معه فرأيناه كئيبا حزينا ثم دخل قبرها فخرج ملتمع اللون فسألناه عن ذلك فقال إنها كانت امرأة مسقامة فذكرت شدة الموت وضغطة القبر فدعوت الله فخفف عنها قرأته على أبي المعالي الزهرى الزاهد عن أكمل بن أبي الأزهر سماعا انا سعيد بن البناء مثله (4/1381)
1114 - بن الحصرى الإمام الحافظ المفيد شيخ القراء برهان الدين أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج محمد بن علي البغدادي الحنبلي نزيل مكة وإمام الحطيم تلا بالروايات على بن الشهرزوري ولعله آخر من قرأ عليه وسمع من أبي الوقت وابن الزاغونى وأبي طالب العلوي وأبي محمد بن المادح وهبة الله بن السبل وابن البطي وأبي زرعة المقدسي وخلق كثير وعنى بالفن أتم عناية ونسخ الكثير وكان يفهم ويفيد مع الثقة والدين قال بن النجار قرأ بالروايات على جماعة وسماهم وكان حافظا حجة نبيلا من اعلام الدين جم العلم كثير المحفوظ كثير التعبد والتهجد وقال المنذري حصل من الأدب طرفا حسنا وكان يسمع ويقرأ ويفيد الغرباء وغيرهم جاور عشرين سنة قال الدبيثي كان ذا معرفة بهذا الشأن ونعم الشيخ كان عبادة وثقة وقال بن نقطة حافظ ثقة مكثر متقن قلت روى عنه الثلاثة والبرزالى وابن خليل وتاج الدين على بن القسطلاني وخلق والحافظ ضياء الدين وقال توفى شيخنا الحافظ الإمام امام الحرم أبو الفتوح بالمهجم في المحرم سنة تسع عشرة وست مائة رحمه الله تعالى قال بن مسدى قصد اليمن فأدركه الأجل بالمهجم في ربيع الآخر كذا قال وقال وكان أحد الأئمة الأثبات مشارا اليه بالحفظ قلت آخر من بقى من أصحابه شيخنا المقداد القيسي سمع منه سنن أبي داود وغير ذلك أخبرنا المقداد إجازة انا نصر بن محمد الحافظ انا أبو طالب العلوي انا أبو علي التستري انا أبو عمر الهاشمي انا أبو علي اللؤلؤى ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير ثنا همام عن علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة ان النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ الا يتسوك قبل أن يتوضأ (4/1382)
1115 - بن الأخضر الإمام الحافظ المسند محدث العراق أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك (4/1383)
الجنابذى ثم البغدادي ولد سنة أربع وعشرين وخمس مائة وسمع باعتناء والده من القاضى أبي بكر الأنصاري وأبي القاسم بن السمرقندي ويحيى بن الطراح وعبد الوهاب الأنماطي ثم طلب بنفسه وسمع من الأرموى وابن ناصر وأبي الوقت وابن البطي ومن بعدهم ونسخ وحصل الأصول الثمينة وصنف وجمع وأفاد ونفع وحدث نحوا من ستين عاما وكان ذا حلقة بجامع القصر وتواليفه تدل على معرفته وحفظه وكان ثقة صالحا عفيفا دينا قال بن الدبيثي لم أر في شيوخنا اوفر شيوخا منه ولا أغزر سماعا حدث بجامع القصر دهرا قلت وكان والده قد سمع من إسماعيل بن ملة وحج سنة خمس وثلاثين وعمره أربعون سنة فعدم في الطريق قال بن نقطة كان شيخنا ثقة ثبتا مأمونا كثير السماع واسع الرواية صحيح الأصول منه تعلمنا واستفدنا ما رأينا مثله قال بن النجار بالغ شيخنا أبو محمد حتى قرأ على شيوخنا وصنف في كل فن وكانت له حلقة بجامع القصر يقرأ بها كل جمعة بعد الصلاة وكان أول سماعه في سنة ثلاثين بإفادة أبيه وأبي الحسن بن بكردوس كتب لنفسه وتوريقا للناس في شبابه وكان له حانوت للبزبخان الخليفة كنت أقرأ عليه به حدث بجميع مروياته به سمع منه عمر بن علي القرشي وكتب عنه في معجمه كان ثقة حجة نبيلا ما رأيت في شيوخنا سفرا ولا حضرا مثله في كثرة مسموعاته ومعرفته لمشايخه وحسن أصوله وحفظه وإتقانه وكان أمينا ثخين الستر دينا عفيفا أريد على ان يشهد عند القضاة فامتنع وكان من أحسن الناس خلقا وألطفهم طبعا من محاسن البغداديين وظرفائهم ما يمل جليسه منه قلت حدث عنه بن الدبيثي وابن نقطة وابن النجار والضياء والبرزالى وابن خليل والزين النابلسي وأحمد بن محمد بن بنيمان الهمذاني ومحمد بن نصر بن الجيلي وعلي بن مهران سبط العاقولى وعلي بن عدلان الموصلي وعلي بن زريق وأحمد بن الحسين الخليلي ومحمد بن سعيد النشف والفقيه يحيى بن الصيرفي والنجيب عبد اللطيف وأخوه العز والنجيب مقداد القيسي والعلم قاسم بن احمد الأندلسي وولده على بن الأخضر وآخرون وآخر من روى عنه بالإجازة الكمال عبد الرحمن بن المكبر توفى سادس شوال سنة إحدى عشرة وست مائة هو والحافظ بن المفضل أخبرنا المقداد بن أبي القاسم المعدل كتابة انا عبد العزيز بن محمود الحافظ سنة إحدى عشرة ببغداد انا محمد بن عبد الباقى الأنصاري انا أبو إسحاق البرمكي حضورا انا أبو محمد بن ماسي انا أبو مسلم الكجي ثنا الأنصاري وأبو عاصم قالا انا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويل للذي يحدث ليضحك منه القوم فيكذب ويل له ويل له هذا حديث صالح الإسناد من العوالي أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي في كتبهم من حديث عبد الله بن المبارك وإسماعيل بن علية ويحيى بن سعيد القطان عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال الترمذي هذا حديث هذا حسن قلت وهو نص في تحريم الكذب فان حدث القوم مما يضحكهم من غير كذب فلا بأس بالقليل منه (4/1384)
1116 - عبد الرزاق بن الشيخ القدوة أبي محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي الإمام المحدث الحافظ (4/1385)
الزاهد أبو بكر الحنبلي محدث بغداد ولد سنة ثمان وعشرين وخمس مائة وسمع الكثيرة بإفادة أبيه ثم طلب بنفسه وعنى بهذا الشأن وحصل الأصول سمع من محمد بن صرما وأبي الفضل الأرموى وأبي القاسم بن البناء والحافظ أبي الفضل بن ناصر وأبي بكر بن الزغوانى وأبي الكرم بن الشهرزوري وطبقتهم وكان يقال له الحلبي نسبه الى الحلبة وهي محلة شرقي بغداد ذكره الحافظ محمد بن عبد الواحد الحنبلي فقال لم أر ببغداد أحدا في تيقظه وتحريه مثله وذكره الإمام شهاب الدين أبو شامة في تاريخه فقال كان زاهدا عابدا ثقة مقتنعا باليسير قلت حدث عنه أبو عبد الله بن الدبيثي وأثنى عليه ومجد الدين بن النجار والضياء المقدسي والنجيب عبد اللطيف والتقي اليلدانى وابنه قاضي القضاة أبو صالح وآخرون وأجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمرو الفخر على وابن شيبان وطائفة مات في شوال سنة ثلاث وست مائة وفيها مات المسند أبو إسماعيل داود بن محمد بن ماشاذة الأصبهاني والمسند أبو القاسم سعيد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاف المؤدب ببغداد ومسند الوقت أبو جعفر محمد بن احمد بن نصر الصيدلاني بأصبهان عن أربع وتسعين سنة والمسند مخلص الدين محمد بن معمر الفاخر القرشي بأصبهان رحمهم الله تعالى قرأت على محمد بن إسحاق أخبركم أبو صالح نصر بن عبد الرزاق القاضى ببغداد قال قرأت على والدي أبي بكر وأمة الكريم أخبركما جدي الشيخ عبد القادر بن أبي صالح ح وأخبرنا أبو جعفر بن المقير وجماعة قالوا انا يحيى بن أبي السعود أخبرتنا شهدة بنت الأبرى قالا ثنا أبو غالب محمد بن الحسن ثنا الحسن بن احمد ثنا عثمان بن السماك ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ثنا بن الأصبهاني انا شريك عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن صعصعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول ما يحاسب به العبد صلاته فان تمت قبل منه سائر عمله وإن نقصت قال انظروا هل له من تطوع فأكملوها به فهذا النقص في الصلاة يشتمل على نقص عدد الصلوات ونقص ذاتها وماهيتها فيكمل الله هذا وهذا بالنوافل بلطفه وكرمه فله الحمد (4/1386)
1117 - عبد القادر بن عبد الله الحافظ الإمام الرحال أبو محمد الرهاوي الحنبلي محدث الجزيرة ولد بالرهاء سنة ست وثلاثين وخمس مائة ونشأ بالموصل وكان مملوكا لبعض المواصلة السفارين فأعتقه فطلب العلم وأقبل على الحديث فسمع من مسعود بن الحسن الثقفى والحسن بن العباس الرستمى وأبي جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني ورجاء بن حامد ومحمود بن فورجة وإسماعيل بن شهريار ومعمر بن الفاخر وعبد الرحيم بن أبي الوفاء وعلي بن عبد الصمد بن مردويه وأقرانهم بأصبهان والحافظ أبي العلاء ومحمد بن بنيمان بهمذان وأبي زرعة المقدسي ولحق بهراة عبد الجليل بن أبي سعيد خاتمة أصحاب بيبى الهرثمية وبمرو من مسعود بن محمد المروزي وبنيسابور من أبي بكر محمد بن علي بن محمد الطوسي وطبقته وبسجستان من أبي عروبة عبد الهادي بن محمد بن عبد الله الزاهد وببغداد من أبي علي احمد بن محمد الرحبي وأبي محمد الخشاب وخلق وبواسط من هبة الله بن مخلد الأزدي (4/1387)
وأبي طالب المحتسب وبالموصل من أبي الفضل الطوسي ويحيى بن سعدون القرطبي وبدمشق من أبي القاسم الحافظ ومحمد بن بركة الصلحى وبمصر من محمد بن علي الرحبي وابن برى وبالإسكندرية من السلفي وعمل الأربعين المتباينة الأسانيد في مجلد كبير يدل على تبحره وسعة علمه قال بن نقطة كان عالما ثقة مأمونا صالحا الا انه كان عسرا في الرواية لا يكثر عنه الا من أقام عنده قال يوسف بن خليل كان حافظا ثبتا كثير السماع كثير التصنيف متقنا ختم به علم الحديث قال أبو محمد المنذري كان حافظا ثقة راغبا في الانفراد عن أرباب الدنيا وقال أبو شامة كان صالحا مهيبا زاهدا ناسكا خشن العيش ورعا قلت حدث عنه بن نقطة والزكى البرزالى والضياء وابن خليل والصريفينى وإسماعيل بن ظفر والشهاب القوصى وعبد الرحمن بن سالم الأنباري وأبو العباس بن عبد الدائم وأبو زكريا بن الصيرفي وعامر القلعى وعبد العزيز بن الصقيل والفقيه أبو عبد الله بن حمدان وغيرهم وله أوهام نبهت على مواضع منها في الأربعين له ومع حفظه ومعرفته فغيره أتقن وتكرر في تباين الأسانيد أربعة مواضع توفى الحافظ الرهاوي بحران في ثاني جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وست مائة وفيها توفي المسند احمد بن ازهر بن عبد الوهاب البغدادي السباك الصوفي في شوال فجأة سمع عبد الوهاب الأنماطي والمسند أبو العباس احمد بن يحيى بن بركة بن الديبقى البغدادي البزاز والمسند أبو الفضل سليمان بن محمد بن علي الموصلي والمسند الرحلة أبو محمد عبد العزيز بن معالى بن غنيمة بن منينا والشريف أبو الفضل عبيد الله بن احمد بن هبة الله الهاشمي المنصوري وشيخ الصعيد القدوة أبو الحسن علي بن حميد بن الصباغ والشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن موهوب بن البناء الصوفي وكمال الدين أبو الفتوح محمد بن علي بن المبارك بن الحلاحلى السفار والمسند أبو القاسم موسى بن سعيد بن هبة الله بن الصقيل الهاشمي عنده إسماعيل بن السمرقندي والمسند يحيى بن ياقوت بن الفراش المجاور أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه في كتابه ثنا عبد القادر بن عبد الله الحافظ انا مسعود بن الحسن الأصبهاني بها انا إبراهيم بن محمد الطيار ومحمد بن احمد السمسار قالا انا إبراهيم بن عبد الله التاجر ثنا الحسين بن إسماعيل القاضى ثنا بن أبي مذعور ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم ثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال أتيت أبا بكر أسأله فمنعنى ثم أتيته أسأله فمنعنى ثم أتيته أسأله فمنعني فقلت إما أن تبخل وإما أن تعطينى فقال أتبخلنى وأي داء ادوأ من البخل ما اتيتنى من مرة الا وانا أريد ان أعطيك ألفا قال فأعطانى ألفا وألفا وألفا (4/1388)
1118 - بن عات الحافظ الإمام الثقة أبو عمر احمد بن هارون بن احمد بن جعفر بن عات النفزى الشاطبى ولد سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة كان من حفاظ الأندلس ذكره الأبار فقال سمع العلامة أبا محمد وأبا الحسن بن هذيل وعلم بن عبد العزيز وطبقتهم وبالأسكندرية من أبي طاهر السلفي وابن عوف الزهرى قال أبو محمد المنذري سمع أيضا محمد بن يوسف بن سعادة وعاشر بن محمد ومخلوف بن جارة وكان شيخنا بن المفضل يذكره بكثرة الحفظ والميل الى تحصيل المعارف قال الأبار كان أحد الحفاظ يسرد المتون ويحفظ الأسانيد عن ظهر قلب لا يخل منها بشيء موصوفا بالدراية والرواية يغلب عليه الورع والزهد على منهاج السلف يأكل الخشن ويلبس الخشن وربما أذن في المساجد له تواليف دالة على سعة حفظه مع حظ من النثر والنظم حدثونا عنه وأجاز لي مروياته توجه غازيا فشهد وقعة العقاب التي أفضت الى خراب الأندلس بالدائرة على المسلمين فيها فعدم رحمه الله في صفر سنة تسع وست مائة قلت وقع لي من مروياته نازلا ومات بعده في العام شيخ القراء بالأندلس أبو جعفر احمد بن علي بن يحيى بن عون الله الداني الحصار والمحدث المفيد أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هراة القفصى الشافعي وقفصة بلدة بقرب القيروان والإمام المحدث الجوال أبو نزار ربيعة بن الحسن بن علي الحضرمي اليمنى الذماري الشافعي عن أربع وثمانين سنة والمقرىء المحدث المسند أبو شجاع زاهر بن رستم البغدادي الشافعي بمكة ومسند همذان أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن أبي زيد بن المعزم الهمذاني وإمام العربية أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن خروف الحضرمي الإشبيلى والمحدث المسند أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة بن فارس الحراني ثم البغدادي بن القبيطى (4/1389)
1119 - على الإسكندراني بن المفضل بن علي بن مفرج بن حاتم بن حسن بن جعفر الحافظ العلامة (4/1390)
المفتى شرف الدين أبو الحسن بن القاضى الأنجب أبي المكارم المقدسي ثم الإسكندراني المالكي ولد سنة أربع وأربعين وخمس مائة وتفقه بالثغر على الإمام صالح بن بنت معافى وأبي الطاهر بن عوف وعبد السلام بن عتيق السفاقسي وأبي طالب اللخمي وسمع منهم ومن الحافظ السلفي فأكثر عنه وانقطع اليه وتخرج به وبطلبته وسمع أيضا من القاضى أبي عبيد نعمة بن زياد الله الغفاري شيخ معمر حدثه عن عيسى بن أبي ذر الهروي ثم السروى سمع منه في سنة ثمان وخمسين وخمس مائة صحيح البخاري سوى قطعة يسيرة من آخره وسمع من بدر الخداداذى وعبد الرحمن بن خلف الله المقرىء وعبد الله بن برى النحوي وعلي بن هبة الله الكاملى ومحمد بن علي الرحبي وخلق بالثغر والفسطاط والحرمين وناب في الحكم بالإسكندرية مدة ودرس بمدرسته ثم تحول الى القاهرة ودرس بالمدرسة التي أنشأها الصاحب بن شكر الى ان مات وكان من أئمة المذهب العارفين به ومن حفاظ الحديث له تصانيف مفيدة رأيت له في سنة ست وثمانين وست مائة كتابا في الصيام بأسانيده وكان ذا ورع ودين مع أخلاق رضية ومشاركة في الفضائل روى عنه الزكيان المنذري والبرزالى والرشيد الآمدي والعابد عبد الحق بن الرصاص والشرف عبد الملك بن نصر الفهري اللغوي والمجد على بن وهب القشيري المالكي وإسحاق بن بلكويه الصوفي والحسن بن عثمان القابسى محتسب الثغر والجمال محمد بن سليمان الوارى ومحمد بن مرتضى بن حاتم والشهاب القوصى والقاضي الشرف أبو حفص السبكي والنجيب احمد بن محمد السفاقسي ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان والمحي عبد الرحيم بن الدميرى وآخرون ذكره الحافظ (4/1391)
المنذري فقال كان رحمه الله جامعا لفنون من العلم حتى قال بعض الفضلاء لما مر به على السرير ليدفن رحمك الله يا أبا الحسن قد كنت اسقطت عن الناس فروضا قال وتوفى في مستهل شعبان سنة إحدى عشرة وست مائة ودفن بسفح المقطم وفيها مات مسند الأندلس أبو القاسم احمد بن محمد بن أبي المطرف بن جرج الفرضي عن اثنين وسبعين عاما عنده سنن النسائي بكماله سماعا من البطروجى وشيخ الحنابلة في زمانه ببغداد أبو بكر محمد بن معالى بن غنيمة بن الحلاوى عن ثمانين سنة وله سماع من الكروجى ونحوه أخبرنا العدل المعمر أبو المحاسن يوسف بن حسن بن القابسى انا علي بن المفضل الحافظ إجازة وأبو القاسم الصفراوى سماعا قالا انا أبو طاهر السلفي انا أبو عبد الله الثقفى ثنا محمد بن الفضل بمكة ثنا عبد الله بن جعفر بن محمد بمصر ثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن أيوب بن موسى ان عبد الله بن عبيد بن عمير أخبره ان ثابتا البناني أخبره ان أنس بن مالك قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لبيك بحجة وعمرة معا هذا حديث غريب جدا من حديث هؤلاء بعضهم عن بعض وقع لي عاليا جدا في كتاب احمد بن سلامة عن احمد بن محمد التيمى انا أبو علي المقرىء انا أبو نعيم الحافظ نا أبو بكر بن خلاد نا محمد بن الفرج نا عبد الله بن بكر السهمي نا حميد عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم قال لبيك بحجة وعمرة (4/1392)
1120 - ربيعة بن الحسن بن علي الحافظ المحدث الرحال اللغوي أبو نزار الحضرمي الصنعاني الذماري الشافعي ولد سنة خمس وعشرين وخمس مائة وتفقه باليمن وركب البحر الى جزيرة كيش فسمع بأصبهان وهمذان وبغداد وأتقن الفقه بأصبهان وسمع القاسم بن الفضل الصيدلاني وأبا الفضل محمد بن سهل المقرىء ورجاء بن حامد المعدانى وعبد الله بن علي الطامذى وإسماعيل بن شهريار وعبد الجبار بن الصالحانى ومعمر بن الفاخر وأبا مسعود وعبد الرحيم الحاجى وعدة وأخذ ببغداد عن بن الخشاب وشهدة وبالثغر عن أبي طاهر السلفي وبدمشق ومصر والحرمين وكتب الكثير روى عنه الزكيان البرزالى والمنذرى والضياء المقدسي وابن خليل الأدمى والتقي اليلدانى والشهاب القوصى ومحمد بن النشبي وخلق قال المنذري كتبت عنه قطعة صالحة وكانت أصوله أكثرها باليمن وهو أحد من لقيته ممن يفهم هذا الشأن وكان عارفا باللغة معرفة حسنة كثير التلاوة والتعبد والإنفراد وقال عمر بن الحاجب فيما قرأت بخطه كان ربيعة إماما عالما حافظا ثقة أديبا شاعرا حسن الخط ذا دين وورع ولد بشبام من قرى حضرموت قال القوصى في معجمه أنشدنا أبو نزار لنفسه ... ببيت لهيا بساتين مزخرفة ... كأنها سرقت من دار رضوان ... آجرت جداولها ذوب اللجين على ... حصى من الدر مخلوط بعقيان ... والطير تهتف وفي الأغصان صادحة ... كضاربات مزامير وعيدان ... وبعد هذا لسان الحال قائلة ... ما اطيب العيش في أمن وايمان مات في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة تسع وست مائة أخبرنا احمد بن سلامة عن الحافظ أبي نزار إجازة بمروياته وأخبرنا إسحاق الوزيرى ثنا أبو محمد المنذري انا أبو نزار الصنعاني انا رجاء بن حامد بأصبهان ثنا سليمان بن إبراهيم أبو مسعود وعبد الرزاق بن عبد الكريم قالا انا محمد بن إبراهيم بن جعفر ثنا محمد بن الحسين القطان ثنا احمد بن يوسف ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا سليمان بن بلال ثنا يحيى بن سعيد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان على جبل حراء فتحرك فقال اسكن حراء فما عليك الا نبي أبو صديق أو شهيد وكان عليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم وفي هذه السنة معه توفي جماعة ذكروا مع بن عات (4/1393)
1121 - التجيبي الحافظ الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سليمان المرسى محدث تلمسان أخذ القراءات عن أبي احمد بن معطى وأبي الحجاج الثغرى وأبي عبد الله بن الفرس وسمع منهم ومن أبي محمد بن عبيد الله ورحل وحج وأطال الغيبة فأكثر عن السلفي والناس وذكر ان السلفي دعا له بطول العمر وقال له تكون محدث المغرب إن شاء الله وقد سمع بمكة من علي بن حميد الطرابلسي وببجاية من الحافظ عبد الحق وأخذوا عنه بسبتة في حياة شيوخه سنة أربع وسبعين ثم استوطن تلمسان وخرج وصنف وعمل معجم شيوخه في مجلد ورحل اليه المحدثون قال الأبار في تاريخه كان عدلا خيرا حافظا للحديث ضابطا وغيره اضبط منه روى عنه أكابر أصحابنا وبعض شيوخنا لعلو سنده وعدالته وأجاز لي من مروياته ألف أربعين حديثا في المواعظ وأربعين حديثا في القضاء وفضله وأربعين حديثا في الحب لله وأربعين في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأشياء سوى ذلك مات في جمادى الأولى سنة عشر وست مائة عن سبعين سنة قلت وفيها توفي تاج الأمناء احمد بن محمد بن الحسن بن عساكر والد العز النسابة عن ثمان وستين سنة وقد خرج لنفسه مشيخه حسنة وشيخ الأندلس خطيب قرطبة أبو جعفر يحيى بن الحميري واسمه احمد بن إبراهيم لقي الكبار ونيف على الثمانين وشيخ الحنابلة الفخر إسماعيل بن علي غلام بن المنى ببغداد والمعمر أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن شنيف الدارقزى عن خمس وثمانين سنة والمسند عبد الجليل بن أبي غالب بن مندويه الأصبهاني نزيل دمشق ومسند الموصل مهذب الدين على بن احمد بن علي بن هبل الطبيب والمعمرة عين الشمس بنت احمد بن أبي الفرج الثقفية الأصبهانية عن تسعين سنة والمفيد محدث أصبهان أبو عبد الله محمد بن مكي بن أبي الرجاء الحنبلي (4/1394)
تمت الطبقة السابعة عشرة (4/1395)
( الطبقة الثامنة عشرة وعدتهم ستة وعشرون )
1122 - بن القرطبي الحافظ المفيد محدث مآلقة وخطيبها أبو بكر وأبو محمد عبد الله بن الحسن بن احمد الأنصاري المالقي سمع أباه أبا علي وأبا بكر بن الجد وأبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن زرقون وطبقتهم واختص بالسهيلى ولازمه وتخرج به وأجاز له أبو الحسن بن هذيل وأبو مروان بن قزمان وعنى بهذا الشأن وكتب العالي والنازل قال الأبار في ترجمته كان من أهل المعرفة التامة بصناعة الحديث والبصر بها والإتقان والحفظ لا سيما الرجال والتقدم في ذلك مع المعرفة بالقراءات والمشاركة في العربية وقد نوظر عليه في كتاب سيبويه ورث براعة الحديث عن أبيه ولم يكن أحد يدانيه في الحفظ والجرح والتعديل الا أفراد من عصره وقال أبو محمد بن حوط الله المحدثون بالأندلس ثلاثة أبو محمد القرطبي وأبو الربيع بن سالم وسكت فكأنه عنى نفسه وكان بن القرطبي كريم الخلال محببا الى الناس معظما في نفوس الخاصة والعامة أخذ الناس عنه وانتفعوا به قال بن الأبار فاتنى ان ألقاه توفى بمالقة في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وستة مائة قلت لم يبلغ ستين سنة ولا اعلم ان عندي شيئا من طريقه الا ان يكون بالإجازة قال بن الزبير هو الحافظ أبو محمد القرطبي روى عن أبي القاسم بن دحمان والسهيلى وأبيه وعنهم أخذ القراءات والعربية وأخذ منه خلق يطول تعدادهم وكان محدثا حافلا مفيدا ضابطا حافظا إماما في وقته نحويا واديبا لغويا كاتبا شاعرا متقنا عارفا بالقراءات وطرقها فقيها مدركا زاهدا ورعا عابدا عاملا رحل الناس اليه واعتمدوا إمامته اخترمته المنية قبل التعمير مولده في ذي القعدة سنة ست وخمسين وخمس مائة تصدر للإقراء بمالقة وله نحو من عشرين سنة ورحل الى غرناطة وإشبيلية وسبتة ومرسية وولي خطابة مالقة روى عنه المحدث أبو عبد الله بن الطراز وأبو القاسم بن الطيلسان وجماعة صنف جزءا في قراءة نافع قال بن الزبير ومن شعر أبي محمد القرطبي ... سهرت أعين ونامت عيون ... لأمور تكون أو لا تكون ... فاطرد الهم ما استطعت عن النفس ... فحملانك الهموم جنون ... إن ربا كفاك بالأمس ما كان ... سيكفيك في غد ما يكون (4/1396)
1123 - بن حوط الله الحافظ الإمام محدث الأندلس أبو محمد عبد الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان بن عمر بن حوط الله الأنصاري الحارثى الأندلسي الأندى مولده بأندة سنة تسع وأربعين وخمس ومائة وتلا بالسبع على والده وبادر الى بلنسية فسمع بعض حروف ورش من بن هذيل وذلك نصف كتاب الإيجاز ولم يجز له وارتحل الى مرسية فسمع من أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وقيد اللغة والنحو عن بن حميد (4/1397)
وسمع بمالقة من أبي زيد السهيلي وبغرناطة من عبد المنعم بن الفرس وأبي بكر بن أبي زمنين وباشبيلية من أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وبقرطبة من خلف بن بشكوال وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله وبمراكش من أبي العباس احمد بن مضاء وأجاز له خلق منهم أبو الطاهر إسماعيل بن عوف الإسكندرى وأبو طاهر الخشوعى وطائفة قال الأبار اعتنى أبو محمد من صغره الى كبره بالطلب روى العالي والنازل وكان إماما في هذا الشأن بصيرا به معروفا بالإتقان حافظا لأسماء الرجال ألف كتابا في ذكر شيوخ البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي نزع فيه منزع أبي نصر الكلاباذي لكن لم يكمله وكان كثير الأسفار فتفرقت أصوله ولو قعد للتصنيف لعظم النفع به ولم يكن في زمانه أحد أكثر سماعا منه ومن أخيه المحدث أبي سليمان وكان له الشفوف علىاخيه في العربية والتفنن في غير ذلك والتميز بانشاء الخطب وتحبير الرسائل وقرض الشعر أقرأ بقرطبة القرآن والنحو واستأدبه المنصور صاحب المغرب لبنيه فأقرأهم بمراكش ونال وجاهة متصلة ودنيا عريضة وولي قضاء إشبيلية وقرطبة ومرسية وكان حميد السيرة محببا الى الناس جزلا مهيبا في الحق على حدة فيه وربما اوقعته فيما يكره أخذ الناس عنه توفى بغرناطة وهو يقصد مرسيه متوليا قضاءها ثانيا في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وست مائة وأخوه الحافظ المفيد داود بن سليمان جال مع أخيه ببلاد الأندلس وبالغا في طلب العلم والأخذ عن الشيوخ حتى اجتمع لهما ما لم يجتمع لأحد من شيوخهما أبوهما أبو داود أخذ القراءات السبع عن سبعة شيوخ وقرأ على محمد بن احمد الشيباني صاحب خلف بن النحاس بقراءة الحرميين وأبي عمرو (4/1398)
1124 - بن الأثير الإمام العلامة الحافظ فخر العلماء عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري المحدث اللغوي صاحب التاريخ ومعرفة الصحابة والأنساب وغير ذلك وأخو العلامة مجد الدين صاحب جامع الأصول والوزير ضياء الدين نصر الله صاحب كتاب المثل السائر مولده بجزيرة بن عمر سنة خمس وخمسين وخمس مائة وسمع من خطيب الموصل أبي الفضل الطوسي ويحيى الثقفى وغيرهما بالموصل ومن عبد المنعم بن كليب ويعيش بن صدقة وابن سكينة ببغداد وأبي القاسم بن صصرى وزين الأمناء بدمشق وروى عنهم في تصانيفه وحدث بالموصل ودمشق وحلب روى عنه بن الدبيثي والقوصى ومجد الدين العقيلي وشرف الدين بن عساكر وسنقر القضائى وآخرون وكانت داره مجمع الفضلاء وكان مكملا في الفضائل علامة نسابة أخباريا عارفا بالرجال وأنسابهم لا سيما الصحابة مع الأمانة والتواضع والكرم قدم الشام رسولا وقد شرع في تاريخ كبير للموصل ولم يتمه ومدينته جزيرة بن عمر هي منسوبة الى الرئيس الأجل عبد العزيز بن عمر البرقعيدى الذي بناها قاله بن خلكان وقيل أنشأها أوس وكامل ابنا عمر بن أوس التغلبي نقله بن المستوفى مؤرخ إربل وقيل منسوبة الى أمير العراق يوسف بن عمر الثقفى مات بن الأثير في أواخر شهر شعبان سنة ثلاثين وست مائة وفيها توفى جماعة يأتون في ترجمة بن الحاجب أخبرنا احمد بن هبة الله انا علي بن أبي الكرم سنة خمس وعشرين وست مائة انا عبد الله بن أبي نصر انا جعفر بن محمد القارى انا أبو علي بن شاذان انا أبو عمرو بن السماك ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان هو بن عمر ثنا بن جريج عن عطاء عن بن عباس أخبر الفضل بن العباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لبى حتى رمى جمرة العقبة هذا حديث صحيح عال (4/1399)
1125 - بن خلفون الحافظ محمد بن إسماعيل بن محمد بن خلفون الإمام المجود أبو بكر الأزدي الأندلسي الأونبى نزيل إشبيلية ذكره الحافظ أبو عبد الله الأبار فقال ولد سنة خمس وخمسين وخمس مائة وسمع من أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي بكر النيار وجماعة وكان بصيرا بصناعة الحديث حافظا للرجال متقنا له كتاب سماه المنتقى في رجال الحديث في خمسة أسفار وله كتاب المفهم في شيوخ البخاري ومسلم وكتاب في علوم الحديث وغير ذلك وولي القضاء ببعض النواحى فشكر في قضائه أخذ عنه جماعة وكان أهلا لذلك مات في ذي القعدة سنة ست وثلاثين وست مائة رحمه الله تعالى قال بن الزبير اعتنى بالرواية والنقل اعتناءا تاما عكف على ذلك عمره وكان حافظا للأسانيد والرجال عارفا بهم سمع من خلق روى عنه أبو جعفر بن الطباع (4/1400)
1126 - العز بن الحافظ هو الإمام المحدث المفيد الحافظ عز الدين أبو الفتح محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي الصالحي الحنبلي ولد سنة ست وستين وخمس مائة في أحد الربيعين ونشأ في صغره باعتناء أبيه في هذا الشأن فارتحل الى بغداد وهو بن أربع عشرة سنة فسمع من أبي الفتح بن شاتيل ونصر الله القزاز وطبقتهما وتفقه على أبي الفتح بن المنى وسمع بدمشق من أبي المعالي بن صابر والخضر بن طاوس والفضل بن البانياسي ومحمد بن حمزة بن أبي الصقر وأبي الفهم عبد الرحمن بن أبي العجائز وبأصبهان من أبي الفضائل عبد الرحيم بن محمد بن الكاغذى ومسعود الجمال وأبي المكارم اللبان وبمصر من أبي القاسم البوصيري وعدة روى عنه ابناه تقي الدين احمد وعز الدين عبد الرحمن والحافظ ضياء الدين والشهاب القوصى والشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن محمد والشيخ فخر الدين على وآخرون قال بن النجار كتب بخطه كثيرا وسمعنا بقراءته الكثير واستنسخ وحصل الأصول وكان يعيرنى ويفيدنى عن الشيوخ ويفضل وكان من أئمة المسلمين حافظا للحديث متنا واسنادا عارفا بمعانيه وغريبه متقنا لتراجم المحدثين مع ثقة وديانة وتودد ومروءة قال الضياء المقدسي كان رحمه الله فقيها حافظا ذا فنون وكان أحسن الناس قراءة وأسرعهم ثقة متقنا سمحا جوادا غزير الدمعة عند القراءة وكان يتكلم في مسائل الخلاف كلاما حسنا ثم ساق له الضياء منامات حسنة دالة على انه سعيد رحمه الله مات في شوال سنة ثلاث عشرة وست مائة قال لنا رشيد بن كامل الفقيه قرأت على أبي العرب القوصى أخبركم العز محمد بن الحافظ سنة عشر وست مائة بجامع حبر فذكر حديثا وتوفي معه في العام مسند الشام العلامة تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي المقرىء النحوي الحنفي عن ثلاث وتسعين سنة والقاضي ثقة الملك أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مجلى بن حسين الرملي المصري الشافعي خطيب جامع الحاكم ومسند الأندلس أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن احمد الزهرى الإشبيلى راوي صحيح البخاري عن شريح أخبرنا عمر بن عبد المنعم انا محمد بن عبد الغني الحافظ في كتابه انا عبد الله بن صابر انا أبو القاسم النسيب انا سليم بن أيوب ثنا أبو احمد الفرضي ثنا الصولي ثنا الغلابي عن عبيد الله بن عائشة قال كتب عمر بن عبد العزيز الى عامل له اتق الله فان التقوى هي التي لا يقبل غيرها ولا يرحم الا أهلها ولا يثاب الا عليها فان الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل (4/1401)
1127 - الملاحى الحافظ الإمام المحدث أبو القاسم محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرج الغافقي الأندلسي الغرناطي والملاحة من قرى غرناطة ولد قبل سنة خمسين وخمس مائة وكان من كبار الحفاظ قال الأبار سمع من والده ومن أبي الحسن بن كوثر وأبي خالد بن رفاعة وعبد الحق بن بونة وأبي القاسم بن سمحون وخلق وأجاز له أبو عبد الله بن زرقون وأبو زيد السهيلي وأبو طاهر الخشوعى وأبو الطاهر بن عوف الإسكندراني وكتب عن الكبار والصغار وبالغ عمره في الإستكثار وكان حافظا للرواة عارفا بأخبارهم صنف تاريخا في علماء إلبيرة وألف كتاب أنساب الأمم والعرب والعجم وسماه كتاب الشجرة والأربعين حديثا بلغ فيه الغاية من الأحتفال ويشهد له بحفظ أسماء الرجال وزاد على من تقدمه وله استدراك على الحافظ أبي عمر بن عبد البر في الصحابة وكان مكثرا عن أبي محمد بن الفرس أخذ الناس عنه وكان أهلا لذلك توفى رحمه الله في شعبان سنة تسع عشرة وست مائة وفيها مات القاضى المحدث مكين الدين أبو طالب احمد بن عبد الله بن الحسين بن حديد الكناني الإسكندراني والمسند أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد الأزجى البناء والمقرئ مسند القراء أبو محمد عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء البلوى اللبسى عن خمس وثمانين سنة ومسند الموصل أبو بكر سمار بن عمر بن العويش النيار المقرىء وشيخ اليونسية الشيخ يونس بن يوسف بن صاعد للشيبانى القنيى والقنية من حساب ماردين (4/1402)
1128 - بن الأنماطي الحافظ البارع مفيد الشام تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن (4/1403)
عبد المحسن بن الأنماطي المصري الشافعي مولده في حدود سنة سبعين وخمس مائة وسمع القاضى محمد بن عبد الرحمن الحضرمي وأبا القاسم البوصيري وابن سكينة وأبا الفتح المندائى ومحمد بن عبدالمولى اللبنى وشجاعا المدنجى وأبا طاهر الخشوعى وأبا محمد بن عساكر وحنبل بن عبد الله وكتب بخطه المليح الرشيق ما لا يوصف كثرة قال بن النجار اشتغل من صباه وتفقه وقرأ الأدب وقدم دمشق سنة ثلاث وتسعين ثم حج سنة إحدى وست مائة فذهب الى بغداد وكانت له عناية وافرة وحرص تام وجد واجتهاد مع معرفة كاملة وحفظ وحذق ونقد وفصاحة وسرعة قلم واقتدار على النظم والنثر كان بعيد الشبيه معدوم النظير في وقته كتبت عنه وكتب عنى وقال لي ولدت في ذي القعدة سنة سبعين وقال عمر بن الحاجب كان إماما ثقة حافظا مبرزا فصيحا حصل ما لم يحصله غيره وكان سهل العارية يعير الى البلاد وعنده فقه وأدب الى ان قال وكان نزه السر سألت عنه الحافظ الضياء فقال حافظ ثقة مفيد إلا انه كثير الدعابة مع المرد قلت روى عنه البرزالى والقوصى والمنذرى والكمال الضرير والصدر البكري وولده أبو بكر محمد بن الأنماطي وقلما روى انه مات قبل رواج الرواية قال الشيخ الضياء بات في عافية وأصبح لا يقدر على الكلام أياما ومات في رجب سنة تسع عشرة وست مائة أخبرنا محمد بن مكي القرشي ثنا محمد بن هبة الله القاضى انا إسماعيل بن عبد الله الحافظ بمدينة الرسول صلى الله عليه و سلم انا أبو القاسم البوصيري ح وانا احمد بن سلامة عن البوصيري انا مرشد بن يحيى انا أبو إسحاق إبراهيم بن سعد ثنا عبد الرحمن بن عمر ثنا إسماعيل بن يعقوب ثنا إسماعيل القاضى ثنا يحيى ثنا زيد بن الحباب أخبرني بن لهيعة حدثني بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم الحضرمي عن بن شريح حدثني رويفع الأنصاري انه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من قال اللهم صل على محمد وأنزله المقعد المقرب منك يوم القيامة وجبت له الشفاعة (4/1404)
1129 - الضياء الإمام العالم الحافظ الحجة محدث الشام شيخ السنة ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن احمد بن عبد الرحمن السعدي المقدسي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي صاحب التصانيف النافعة ولد سنة تسع وستين وخمس مائة وأجاز له السلفي وشهدة وسمع من أبي المعالي بن صابر وأبي المجد البانياسي وأحمد بن الموازينى وعمر بن علي الجويني ويحيى الثقفى وطبقتهم بدمشق وأبي القاسم البوصيري وطبقته بمصر والمبارك بن المعطوش وابن الجوزي وطبقتهما ببغداد وأبي جعفر الصيدلاني وطبقته بأصبهان وعبد الباقي بن عثمان بهمذان والمؤيد الطوسي وطبقته بنيسابور وعبدالمعز بن محمد البزاز بهراة وأبي المظفر بن السمعاني بمرو ورحل مرتين الى أصبهان وسمع بها ما لا يوصف كثرة وحصل أصولا كثيرة ونسخ وصنف وصحح ولين وجرح وعدل وكان المرجوع اليه في هذا الشأن قال تلميذه عمر بن الحاجب شيخنا أبو عبد الله شيخ وقته ونسيج وحده (4/1405)
علما وحفظا وثقة ودينا من العلماء الربانيين وهو أكبر من ان يدل عليه مثلي كان شديد التحري في الرواية مجتهدا في العبادة كثير الذكر منقطعا متواضعا سهل العارية رأيت جماعة من المحدثين ذكروه فأطنبوا في حقه ومدحوه بالحفظ والزهد سألت الزكى البرزالى عنه فقال ثقة جبل حافظ دين قال بن النجار حافظ متقن حجة عالم بالرجال ورع تقي ما رأيت مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته وقال الشرف بن النابلسي ما رأيت مثل شيخنا الضياء قلت ثنا عنه القاضى تقي الدين وابن الموازينى وابن الفراء والنجم الشعراوى وابن الخباز والتقي بن مؤمن وعثمان النساج وابن الخلال والدشتى وأبو بكر بن عبد الدائم وعيسى السمسار وسالم القاضى وآخرون وقد استوفيت سيرته وتواليفه في التاريخ الكبير عاش أربعا وسبعين سنة وتوفي الى رضوان الله في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وست مائة أخبرنا عثمان بن إبراهيم المقرىء انا أبو عبد الله الحافظ انا عبد الواحد بن القاسم ان فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم انا بن ريذة انا أبو القاسم الطبراني ثنا محمود بن الفرج ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا فضيل بن مرزوق عن عدى بن ثابت عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قضى نهمته من الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة ومن مد عينه الى زينة المترفين كان مهينا في ملكوت السماء ومن صبر على القوت الشديد صبرا جميلا أسكنه الله من الفردوس حيث شاء هذا حديث غريب إسناده متصل لين قال الطبراني تفرد به البجلي (4/1406)
1130 - بن القطان الحافظ العلامة الناقد قاضى الجماعة أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن يحيى بن إبراهيم الحميري الكتامى الفاسي الشهير بابن القطان سمع أبا عبد الله محمد بن الفخار فأكثر عنه وأبا الحسن بن الفرات وأبا جعفر بن يحيى الخطيب وأبا ذر الخشني وطبقتهم قال الأبار في ترجمته كان من أبصر الناس بصناعة الحديث واحفظهم لأسماء رجاله واشدهم عناية بالرواية رأس طلبة العلم بمراكش ونال بخدمة السلطان دنيا عظيمة وله تواليف حدث ودرس الى ان قال ومات وهو على قضاء سجلباسة في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وست مائة قال بن مسدى كان معروفا بالحفظ والإتقان ومن أئمة هذا الشأن مصرى الأصل مراكشى الدار كان شيخ شيوخ أهل العلم في الدولة المؤمنة فتمكن من الكتب وبلغ غاية الأمنية ولي قضاء الجماعة في أثناء تقلب الدولة فنقمت عليه أغراض انتهكت فيها اعراض الى ان قال سمع أبا عبد الله بن زرقون وأبا بكر بن الجد وعدة عاقت الفتن المدلهمة عن لقائه وقد أجاز لي مروياته قلت طالعت كتابه المسمى بالوهم والإيهام الذي وضعه على الأحكام الكبرى لعبد الحق يدل على حفظه وقوة فهمه لكنه تعنت في أحوال رجال فما أنصف بحيث انه أخذ يلين هشام بن عروة ونحوه مات عام وفاته المسند أبو نصر احمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي نصر احمد بن هبة الله بن محمد النرسي البيع ببغداد والمسند أبو الفضل عبد السلام بن عبد الله بن احمد بن بكران الداهري الخفاف وأبو الرضا محمد بن أبي الفتح المبارك بن عبد الرحمن بن عصية الكندي الجدى وشيخ العربية زين الدين يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوى والخطيب بدر الدين يونس بن محمد بن محمد الفارقي الدمشقي رحمة الله عليهم (4/1407)
1131 - أبو موسى الفقيه الحافظ جمال الدين عبد الله بن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي الصالحي الحنبلي ولد سنة إحدى وثمانين وخمس مائة وسمع من عبد الرحمن بن علي الخرقي وإسماعيل الجنزوى وأبي طاهر الخشوعى ورحل به اخوه الحافظ عز الدين فسمع من عبد المنعم بن كليب والمبارك بن المعطوش ومسعود الجمال وخليل الرارانى وأبي المكارم اللبان وخلق كثير وبمصر من أبي عبد الله الأرتاحى وابنة سعد الخير ثم ارتحل ثانيا الى العراق فسمع من أبي الفتح المندائى وذويه ومن منصور الفراوي والمؤيد الطوسي بنيسابور وبالموصل وإربل والحرمين وكتب بخطه شيئا كثيرا وصنف وأفاد وقرأ القرآن على عمه الشيخ العماد والفقه على الشيخ الموفق والعربية على أبي البقاء الضرير قرأت بخط بن الحاجب سألت الحافظ ضياء الدين عن أبي موسى فقال حافظ ثقة دين متقن وسألت زكى الدين البرزالى عنه فقال حافظ دين متميز وقال الضياء كانت قراءته سريعة صحيحة مليحة وقال بن الحاجب لم يكن في (4/1408)
عصرنا أحد مثله في الحفظ والمعرفة والأمانة كان متواضعا مهيبا وقورا جوادا سمحا وافر العقل له القبول التام مع العبادة والورع والمجاهدة قرأت بخط الحافظ الضياء اشتغل بالفقه والحديث وصار علما في وقته رحل ثانيا ومشى على رجليه كثيرا وصار قدوة وانتفع الناس بمجالسه التي لم يسبق الى مثلها قلت حدث عنه الضياء والشيخ شمس الدين والشيخ الفخر والشمس بن حازم والشمس بن الواسطي ونصر الله بن عياش ونصر الله وسعد الخير ابنا النابلسي وعدة وآخر من حدث عنه بالإجازة القاضى تقي الدين الحنبلي قال أبو الفتح بن الحاجب لو اشتغل أبو موسى حق الاشتغال ما سبقه أحد ولكنه تارك وسمعت أبا عبد الله الحافظ يصف ما قاسى أبو موسى من الشدائد الجوع والعرى في رحلته بنيسابور وأصبهان قال أبو المظفر بن الجوزي كان الجمال بن الحافظ أحواله مستقيمة حتى خالط الصالح إسماعيل فتغير ومرض في بستان الصالح وفيه مات رحمه الله تعالى قرأت بخط محمد بن سلام عقد أبو موسى مجلس التذكير ورغب الناس في حضوره وكان جم الفوائد يطرز مجلسه بالبكاء والخشوع وإظهار الجزع وسمعت أبا الفرج بن العلاء الفقيه الحنبلي يقول كان أبو موسى كثير الميل الى السلاطين قال الضياء مات يوم الجمعة خامس رمضان سنة تسع وعشرين وست مائة أخبرنا نصر الله بن محمد أبو الفتح الحداد نا عبد الله بن عبد الغني الحافظ في سنة ثمان وعشرين وستمائة انا خليل بن بدر الرارانى انا الحسن بن احمد الحداد انا احمد بن عبد الله الحافظ انا سليمان بن احمد ثنا احمد بن شعيب ثنا أبو المعافى محمد بن وهب الحراني ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن مالك بن أنس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول رحم الله عبدا كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال أو جاه فاستحله قبل أن يؤخذ وليس ثم دينار ولا درهم فان كانت له حسنات أخذ من حسناته وإن لم تكن له حسنات وضع من سيئات صاحبه عليه غريب صالح الإسناد فرد (4/1409)
1132 - بن خليل الحافظ المفيد الإمام الرجال مسند الشام شمس الدين أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي الأدمى محدث حلب مولده سنة خمس وخمسين وخمس مائة وتشاغل بالسبب وصار بن ثلاثين سنة ثم حبب اليه طلب الحديث فانصب اليه بكليته وكتب ما لا يوصف فسمع بدمشق من يحيى الثقفى وطبقته وتخرج بالحافظ عبد الغني وسمع ببغداد من يحيى بن يوش وذاكر بن كامل وأبي منصور بن عبد السلام وأبي الفرج بن كليب وبأصبهان من خليل بن بدر ومسعود الجمال ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي وأبي الفضائل عبد الرحيم الكاغذى وطبقتهم وبمصر أبا القاسم البوصيري وطبقته وشيوخه نحو خمس مائة نفس في ثلاثة أجزاء سمعتها من صاحبه احمد بن محمد الحافظ وحدثنا عنه أيضا الحافظ شرف الدين عبد المؤمن ومحمد بن سليمان المعري وشرف الدين محمود التاذفى ومحمد بن جوهر المقرىء وأبو الحسن الغرافى وأيوب (4/1410)
ومحمد وإسحاق بنو النحاس والقاضي تاج الدين صالح القوصى وأبو بكر الدشتى وإسماعيل وإبراهيم وعبد الرحمن بنو بن العجمي والعفيف الآمدي وطاهر بن عبد الله بن العجمي وجماعة سواهم وآخر من بقي من أصحابه إبراهيم بن العجمي سئل أبو إسحاق الصيريفينى عنه فقال حافظ ثقة عالم بما يقرأ عليه لا يكاد يفوته اسم رجل وسئل الحافظ الضياء عنه فقال حافظ سمع وحصل الكثير وهو صاحب رحلة وتطواف قال عمر بن الحاجب الحافظ هو أحد الرحالين بل اوحدهم فضلا اوسعهم رحلة نقل بخطه المليح ما لا يدخل تحت الحصر وهو طيب الأخلاق مرضى الطريقة متقن ثقة حافظ قلت خرج لنفسه ثمانيات وعوالى وفوائد سمعناها وهو يدخل في شرط الصحيح وقد تفرد بشيء كثير لخراب أصبهان توفى في عاشر جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وست مائة عن ثلاث وتسعين سنة وفيها توفي محدث الإسكندرية المسند أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن فتوح بن رواح الأزدي عن أربع وتسعين سنة والمسند العدل فخر القضاة احمد بن محمد بن عبد العزيز بن الحباب التميمي السعدي المصري عن سبع وثمانين سنة ومسند بغداد المحدث أبو محمد إبراهيم بن محمود بن سالم بن الخير الأزجى الحنبلي عن خمس وثمانين سنة والمسند أبو القاسم علي بن سالم بن أبي بكر اليعقوبى الضرير والفقيه المفتى أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أبي السعادات الدباس الحنبلي سمعا من بن شاتيل والمسند أبو منصور مظفر بن عبد الملك بن عتيق الفهري بن القوى وأخو صاحب الترجمة أبو محمد يونس بن خليل الأدمى في المحرم عن تسع وثمانين سنة والمحدث العالم مجد الدين محمد بن محمد بن عمر الإسفرايينى الصوفي بن الصفار بدمشق أخبرنا عبد الرحمن وإبراهيم وإسماعيل بنو صالح بن هاشم ومحمد بن سليمان بن معالى وأحمد بن محمد المؤدب وعبدالمحسن والقاضي عز الدين عبد العزيز ثنا محمد بن أبي جرادة وإسحاق بن طارق سماعا قالوا ثنا يوسف بن خليل الحافظ ثنا خليل بن بدر بأصبهان انا أبو علي الحداد انا أبو نعيم الحافظ ثنا أبو بكر احمد بن يوسف ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سليمان التيمى عن أنس قال بلغني ان النبي صلى الله عليه و سلم قال لمعاذ بن جبل من لقى الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة (4/1411)
1133 - بن نقطة الحافظ الإمام المتقن محدث العراق معين الدين أبو بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع البغدادي الحنبلي بن نقطة ولد سنة نيف وسبعين وخمس مائة وكان أبوه من صلحاء العراق فطلب أبو بكر الحديث وسمع من يحيى بن يوش وفاته بن كليب ثم سمع سنة ستمائة من عبد الوهاب بن سكينة وابن طبرزد وأبي الفتح المندائى فمن بعدهم ببغداد وعفيفة الفارقانية وزاهر بن احمد وأبي الفخر اسعد بن روح ومحمود بن احمد المضرى وطبقتهم بأصبهان ومنصور الفراوي والمؤيد الطوسي بنيسابور وعبد القادر الرهاوي بحران والتاج الكندي وطبقته بدمشق والإفتخار الهاشمي بحلب وعبدالقوى بن الحباب بمصر ومحمد (4/1412)
بن عماد بالثغر وخلائق ونسخ الكثير وحصل الأصول وجمع وصنف وبرع في هذا الشأن سئل الحافظ الضياء عنه فقال حافظ دين ثقة صاحب مروءة وكرم وقال أبو عبد الله البرزالى ثقة دين مفيد وسئل بن نقطة عن نقطة فقال هي جارية ربت جد أبي قلت روى عنه الزكى المنذري والسيف بن المجد وعبد الكريم بن منصور الأثرى والشرف حسين بن إبراهيم الإربلى وعثمان بن الحاجب وأبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغني وعز الدين احمد بن إبراهيم الفاروثى وابنه الليث بن نقطة وهو مصنف كتاب التقييد في رواة الكتب والمسانيد وكتاب المستدرك على إكمال أبي نصر بن ماكولا ينبىء بامامته وحفظه وكان متقنا محققا مليح الخط له سمت ووقار وفيه دين وقناعة قفا أثر والده في الزهد والتقشف ولم ألق أحدا يروى لي عنه مات في الثاني والعشرين من صفر سنة تسع وعشرين وست مائة وفيها توفى أبو القاسم احمد بن احمد بن أبي غالب البغدادي الأمير بن الشمذى عنده جزء أبي الجهم وامام النظامية أبو المعالي احمد بن عمر بن احمد بن بكرون النهرواني والقاضي شرف الدين إسماعيل بن إبراهيم بن احمد الشيباني بن الموصلي الحنفي بدمشق عن خمس وثمانين سنة والإمام المسند أبو علي الحسن بن المبارك بن محمد بن الزبيدي البغدادي الحنفي وأبو محمد عبد الصمد بن داود بن محمد المصري الغفاري وأبو محمد عبد الغفار بن شجاع التركمانى المحلى الشروطي وأبو محمد عبد اللطيف بن عبد الوهاب بن محمد الطبري البغدادي المؤذن والعلامة موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي الموصلي الأصل عن اثنتين وسبعين سنة ومسند الوقت أبو حفص عمر بن كرم بن أبي الحسين الدينوري البغدادي الحنبلي الحمامي وله تسعون سنة ومقرىء الإسكندرية أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي عن تسع وسبعين سنة حدثني قاسم بن محمد الأندلسي الحافظ انا احمد بن إبراهيم الواسطي ثنا أبو بكر محمد بن عبد الغني بن نقطة الحافظ سنة ثمان وعشرين ببغداد أخبرتنا عفيفة بنت احمد أخبرتنا فاطمة انا أبو بكر بن ريذة انا أبو القاسم الطبراني ثنا احمد بن إبراهيم بن فيل ثنا أبو توبة ثنا الحسن بن أيوب عن عبد الله بن بسر قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة الحسن لم اعرفه بعد (4/1413)
1134 - الدبيثي الإمام الحافظ الثقة المقرىء مؤرخ العراق أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي سعيد بن يحيى بن علي بن حجاج الدبيثي ثم الواسطي الشافعي المعدل ولد سنة ثمان وخمسين وخمس مائة وسمع من أبي طالب الكتاني وهبة الله بن قسام وعدة بواسط وتلا بالعشر على خطيب شافيا وابن الباقلاني وسمع ببغداد من بن شاتيل والقزاز وأبي العلاء بن عقيل وعبد المنعم الفراوي وهذه الطبقة وقرأ على جماعة وتفقه علي أبي الحسن بن البوقى وقرأ الأصول والخلاف والنحو وعنى (4/1414)
بالحديث وكتب العالي والنازل وصنف تاريخا كبيرا لواسط وتاريخا لبغداد ذيل به على السمعاني وعمل معجما لشيوخه وكان مشرف الوقف العام ثم انه استعفى من منصب العدالة وتركها ضجرا ولزم الرواية والإقراء قال بن النجار سكن بغداد وحدث بتصانيفه وقل ان جمع شيئا الا وأكثره على ذهنه وله معرفة بالحديث والأدب والشعر وهو سخي بكتبه وأصوله صحبته عدة سنين فما رأيت منه الا الجميل والديانة وحسن الطريقة وما رأت عيناي مثله في حفظ التواريخ والسير وأيام الناس رحمه الله قلت روى عنه بن النجار وابن نقطة وزكى الدين البرزالى وعلي بن محمد الكازروني والشيخ عز الدين الفاروثى والشيخ جمال الدين الشريشى وتاج الدين الغرافى وعدة وبالإجازة القاضى تقي الدين المقدسي وقد سمع منه من شيوخه المحدث احمد بن طارق الكركى وأبو طالب بن عبد السميع وكانت رحلته في سنة ست وسبعين وخمس مائة في ربيع الأول قال بن النجار أضر بأخرة وتوفى ثامن ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وست مائة قال ولقد مات عديم النظير في فنه قلت وفيها مات قاضى دمشق شمس الدين أبو العباس احمد بن الخليل بن سعادة الخوى الأصولى الشافعي والرئيس صفي الدين أبو العلاء احمد بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله التنوخي الدمشقي وأبو البقاء إسماعيل بن محمد بن يحيى البغدادي المؤدب راوي مسند إسحاق ومسند شيراز العلامة علاء الدين أبو سعد ثابت بن احمد بن محمد الخجندي الأصبهاني عن تسع وثمانين سنة حضر الصحيح على الوقت وبه ختم حديثه والمسند أبو علي الحسين بن يوسف بن حسن الصنهاجى (4/1415)
الشاطبى ثم الإسكندراني وهو أقدم شيخ للدمياطى والعدل امين الدين أبو الغنائم سالم بن الحافظ أبي المواهب حسن بن هبة الله بن صصرى التغلبي الدمشقي عن ستين سنة والقاضي عبد الحميد بن عبدالرشيد بن علي بن بنيمان الهمذاني سبط الحافظ أبي العلاء والمسند أبو القاسم عبد الرحمن بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل الدمشقي ثم المصري وإمام الربوة أبو محمد عبد العزيز بن بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعى وشيخ بغداد المقرىء الإمام عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب البغدادي الناسخ والمفيد الإمام الأديب شمس الدين محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن عبد الكريم البغدادي الكاتب عن ثمان وخمسين سنة والشيخ تقي الدين محمد بن طرخان بن أبي الحسن السلمي الدمشقي والزاهد أبو طالب محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر السلمي الدمشقي ومحتسب دمشق رشيد الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن يحيى بن شجاع القيسي بن الهادي وفخر الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن نصر النوقانى عن ست وثمانين سنة ومحدث إربل ومؤرخها الأديب الإمام شرف الدين أبو البركات المبارك بن احمد بن المبارك بن موهوب بن المستوفى والعلامة الصاحب ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن الأثير الجزري صاحب المثل السائر قرأت على علي بن احمد الهاشمي انا محمد بن سعيد بن يحيى الحافظ ببغداد سنة ثلاث وثلاثين وست مائة انا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز بقراءتي انا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي نا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفى ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي حدثني حمدون بن احمد بن سلم ثنا عبيد الله بن عائشة ثنا دريد بن مجاشع عن غالب القطان عن مالك بن دينار عن الأحنف بن قيس قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا احنف من كثر صخبه قلت هيبته ومن أكثر من شيء عرف به ومن مزح استخف به ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه (4/1416)
1135 - الكلاعي الإمام الحافظ العالم البارع محدث الأندلس وبليغها أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الحميري الكلاعي البلنسي ولد سنة خمس وستين وخمس مائة قال أبو عبد الله الأبار سمع ببلنسية أبا العطاء بن نذير وأبا الحجاج بن أيوب وارتحل فسمع أبا القاسم بن حبيش وأبا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وأبا عبد الله بن الفخار وأبا محمد بن عبيد الله وأبا محمد بن بونة وأبا الوليد بن رشد وأبا محمد بن الفرس وأبا عبد الله بن عروس وأبا محمد بن جهور ونجبة بن يحيى وخلقا سواهم وأجاز له أبو العباس بن مضا وأبو محمد عبد الحق الأزدي صاحب الأحكام وآخرون وعنى أتم عناية بالتقييد والرواية وكان إماما في صناعة الحديث بصيرا به حافظا حافلا عارفا بالجرح والتعديل ذاكرا للمواليد والوفيات يتقدم أهل زمانه في ذلك وفي حفظ أسماء الرجال خصوصا من تأخر زمانه وعاصره كتب الكثير وكان خطه لا نظير له في الإتقان والضبط مع الاستبحار في الأدب والإشتهار بالبلاغة فردا في إنشاء الرسائل (4/1417)
مجيدا في النظم خطيبا فصيحا مفوها مدركا حسن السرد والمساق لما يقوله مع الشارة الأنيقة والزي الحسن وهو كان المتكلم عن الملوك في زمانه في المجالس المبين عنهم لما يريدونه على المنبر في المحافل ولي خطابة بلنسية في أوقات وله تصانيف مفيدة في فنون عديدة ألف كتاب الاكتفاء في مغازي المصطفى والثلاثة الخلفاء في أربع مجلدات وله مؤلف حافل في معرفة الصحابة والتابعين لم يكمله وكتاب مصباح الظلم بشبه الشهاب وكتاب أخبار البخاري وكتاب الأربعين وغير ذلك واليه كانت الرحلة للأخذ عنه انتفعت به في الحديث كل الانتفاع أخذت عنه كثيرا قلت حدث عنه أبو العباس احمد بن الغماز قاضى تونس وطائفة قال بن مسدى لم ألق مثله جلالة ونبلا ورياسة وفضلا وكان إماما مبرزا في فنون من منقول ومعقول ومنثور وموزون جامعا للفضائل برع في علوم القرآن والتجويد أما الأدب فكان بن بجدته وأبا نجدته وهو ختام الحفاظ ندب لديوان الإنشاء فاستعفى أخذ القراءات عن أصحاب بن هذيل وارتحل واختص بأبي القاسم بن حبيش بمرسية أكثرت عنه قال الأبار كان رحمه الله تعالى ابدا يحدثنا ان السبعين منتهى عمره لرؤيا رآها وهو آخر الحفاظ والبلغاء بالأندلس استشهد بكائنة اينشة على ثلاثة فراسخ من مرسية مقبلا غير مدبر في العشرين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وست مائة رحمه الله تعالى قال الحافظ المنذري توفى شهيدا بيد العدو قال وكان مولده بظاهر (4/1418)
مرسية في مستهل رمضان سنة خمس وستين سمع ببلنسية ومرسية وإشبيلية وغرناطة وشاطبة ومالقة وسبتة ودانية وجمع المجاميع تدل على غزارة علمه وكثرة حفظه ومعرفته بهذا الشأن كتب إلينا بالإجازة سنة أربع عشرة قلت توفى معه في العام المحدث العالم الملك المحسن يمين الدين احمد بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب عن سبع وخمسين سنة والزاهد أبو محمد إسحاق بن احمد بن غانم العلثى القوال المعروف ومحدث مصر وجيه الدين أبو اليمن بركات بن ظافر بن عساكر الأنصاري المصري والفقيه الموفق حمد بن احمد بن محمد بن صديق الحراني وأبو طاهر الخليل بن احمد بن علي الجوسقى الصرصرى والمسند أبو منصور سعيد بن محمد بن ياسين السفار والإمام ناصح الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن نجم بن شرف الإسلام عبد الوهاب بن الإمام الشيخ أبي الفرج بن الشيرازي الحنبلي الأنصاري وفقيه حران ناصح الدين عبد القادر بن عبد القاهر بن عبد المنعم الحنبلي والفقيه شرف الدين بن عبد القادر بن أبي عبد الله محمد بن الحسن بن البغدادي المصري الشافعي وأبو القاسم عبد اللطيف بن الأديب شاعر العراق محمد بن عبد الله التعاويذى وخطيب بلنسية أبو الحسن علي بن احمد بن عبد الله بن خيرة المقرىء والمسند أبو نزار عبد الواحد بن نزار بن عبد الواحد البغدادي الجمال في عشر التسعين والمسند أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر بن معالى البغدادي بن كيه والمحدث المؤرخ مسند العراق أبو الحسن محمد بن احمد بن عمر بن حسين بن القطيعي عن ثمان وثمانين سنة والمسند أبو الحسن مرتضى بن أبي الجود حاتم بن المسلم الحارثى المصري عن خمس وثمانين سنة والمسند أبو بكر هبة الله بن عمر بن حسن بن كمال الحلاج عنده هبة الله بن الشبلي والمعمرة أم عبد الله ياسمين بنت سالم بن علي بن البيطار سمعت أيضا من بن الشبلي أخبرنا محمد بن جابر انا احمد بن محمد بن حسن القاضى بتونس انا العلامة أبو الربيع بن سالم الحافظ انا أبو محمد عبد الله بن محمد الحجري انا محمد بن عبد العزيز بن زغيبة الكلابي انا أبو العباس احمد بن عمر العذري انا احمد بن الحسن الرازي انا محمد بن عيسى بن عمرويه انا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم ثنا عبد الله بن مسلمة ثنا افلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدى لحرمه حين احرم ولحله حين أحل قبل ان يطوف بالبيت وأنبأناه عاليا احمد بن هبة الله وزينب بنت عمر عن المؤيد الطوسي انا محمد بن الفضل انا عبد الغافر بن محمد انا بن عمرويه المذكور (4/1419)
1136 - بن دحية الكلبي الإمام العلامة الحافظ الكبير أبو الخطاب عمر بن حسن بن علي بن محمد الملقب بالجميل بتشديد الياء المفتوحة بن فرج بن خلف الأندلسي الداني الأصل السبتى وكان يكتب عن نفسه ذو النسبين بين دحية والحسين قال الأبار كان يذكر أنه من ولد دحية الكلبي وأنه سبط أبي البسام الحسيني سمع بالأندلس أبا القاسم بن بشكوال وأبا عبد الله بن المجاهد وأبا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وأبا بكر بن جعفر اللمتونى وأبا القاسم بن حبيش وطبقتهم وكان (4/1420)
بصيرا بالحديث معنيا بتقييده مكبا على سماعه حسن الخط معروفا بالضبط له حظ وافر من اللغة ومشاركة في العربية وغيرها ولي قضاء دانية ثم صرف لسيرة نقمت عليه فرحل عنها وحمل بتلمسان عن قاضيها بن أبي حيون وحدث بتونس في سنة خمس وتسعين وحج وكتب بالمشرق وبأصبهان وبالعراق ونيسابور قلت أدرك أبا جعفر الصيدلاني وأبا الفتح الفراوي والحافظ أبا الفرج بن الجوزي وعاد الى مصر قال الأبار أدب الكامل فنال دنيا عريضة وصنف ودرس وله كتاب النص المبين في المفاضلة بين أهل صفين وكتب الى بالإجازة سنة ثلاث عشرة وست مائة قلت وسمع بمصر من البوصيري وطبقته وسمع مسند الإمام احمد بواسط من المندائى وسمع معجم الطبراني كله من الصيدلاني وحدث في سنة ست مائة بالموطأ وسمعه منه أبو عمرو بن الصلاح وزعم ولم تدخل في الأذن دعواه انه قرأ صحيح مسلم من حفظه على بعض شيوخه وكان معروفا على كثرة علمه وفضائله بالمجازفة والدعاوى العريضة قال الحافظ الضياء لقيته بأصبهان ولم أسمع منه شيئا ولم يعجبني حاله كان كثير الوقيعة في الأئمة أخبرني إبراهيم السنهورى انه دخل المغرب وأن مشايخ أهل المغرب كتبوا له جرحه وتضعيفه ثم قال الضياء وقد رأيت منه غير شيء مما يدل على ذلك وقال القاضى بن واصل كان أبو الخطاب مع فرط معرفته وحفظه متهما بالمجازفة في النقل فبلغ ذلك الملك الكامل فأمره أن يعلق شيئا على كتاب (4/1421)
الشهاب فعلق كتابا تكلم فيه على أسانيده وأراه الكامل فقال له الكامل بعد أيام ضاع منى الكتاب فعلق لي مثله ففعل فجاء متنافيا للأول فعلم السلطان صحة ما قيل عنه وعزله من دار الحديث فولى مكانه اخاه الإمام أبا عمرو اللغوي قال بن نقطة كان أبو الخطاب موصوفا بالمعرفة والفضل لم أره الا انه كان يدعى أشياء لا حقيقة لها فذكر لي أبو القاسم بن عبد السلام ثقة قال نزل عندي بن دحية فجعل يقول أحفظ صحيح مسلم وجامع الترمذي فأخذت خمسة أحاديث من الترمذي وخمسة من المسند وخمسة من الموضوعات وجعلتها جزءا وعرضتها عليه فلم يعرف منها شيئا وقال بن خلكان قدم إربل فصنف لملكها كتاب المولد ومدحه بقصيدة مطلعها لولا الوشاة وهم اعداونا وهموا ثم ظهرت القصيدة انها في ديوان الأسعد بن مماتى قرأت بخط بن مسدى كان والد أبي الخطاب تاجرا يعرف بالكلبى بين الباء والفاء وهو اسم موضع بدانية كان أبو الخطاب يكتب أولا الكلبي معا إشارة الى الموضع والى النسب وكان علامة زمانه قلت كان مدلسا يستعمل حدثنا فيما هو إجازة لم ألق من يحدثني عنه وسمعنا بإجازته من الحافظ شرف الدين الحنبلي قرأت موته في ليلة رابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وست مائة وعاش نيفا وثمانين سنة وفيها مات الجمال أبو حمزة احمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي عن أربع وستين سنة والفقيه الملك أبو العباس بن الخطيب محمد بن احمد اللخمي العزفى صاحب ستة والمسندة أم الحياء زهرة بنت محمد بن احمد بن حاضر ببغداد والمعمر أبو الربيع سليمان بن احمد بن علي الشارعى المقرىء بن المغربل تلميذ الكيزانى والفقيه وجيه الدين عبد الخالق بن إسماعيل بن الحسن التنيسي والمسند الشيخ عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن الدمشقي النساج وخطيب زملكا عبد الكريم بن خلف بن نبهان الأنصاري والشيخ عفيف الدين علي بن عبد الصمد بن محمد بن الرماح المصري النحوي والمسند الكبير أبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبه البغدادي القلانسي والمسند فخر الدين محمد بن إبراهيم بن مسلم الإربلى وأبو بكر محمد بن محمد بن أبي المفاخر المأمونى المقرىء الضرير بمصر والمسند أبو الفتح نصر الله بن عبد الرحمن بن مكارم الأنصاري الدمشقي وقاضي القضاة عماد الدين نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الجيلي الحنبلي عن سبعين سنة رحمه الله عليهم أجمعين (4/1422)
1137 - البرزالى الإمام المفيد الحافظ الرحال محدث الشام زكى الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس البرزالى الإشبيلى ولد تقريبا في سنة سبع وسبعين وخمس مائة وقدم للحج سنة اثنتين وست مائة فألهم سماع العلم وكتابته فسمع من الحافظ بن المفضل وجماعة وبمكة من زاهر بن رستم ويونس الهاشمي وبدمشق من الكندي وطبقته وبأصبهان من عين الشمس بنت الثقفى والموجودين وبنيسابور من منصور والمؤيد وزينب وبهراة من أبي روح عبد المعز البزاز وبمرو وهمذان وبغداد وحران وإربل والموصل وكتب عمن (4/1423)
دب ودرج ونسخ الكثير وعمل المعجم الكبير وخرج لخلق كثير سكن دمشق واعقب بها وأم بمسجد فلوس مدة وكان كيسا متواضعا بساما مفيدا سهل العارية قال زكي الدين المنذري وفي ليلة الرابع عشر من شهر رمضان توفي الحافظ أبو عبد الله البرزالى بحماة وهو في سن الكهولة وقال وكتب الكثير وخرج لجماعة وكان يحفظ ويذاكر مذاكرة حسنة صحبنا مدة بالقاهرة عن شيخنا بن المفضل وسمعت منه وسمع منى قلت روى عنه أبو حامد بن الصابوني وعمر بن يعقوب الإربلى وأبو المجد بن العديم وجمال الدين محمد بن واصل وأبو الفضل بن عساكر ومحمد بن يوسف الذهبي وأبو علي بن الخلال وغيرهم وبرزالة قبيلة قليلة توفي في رمضان المذكور سنة ست وثلاثين وست مائة وفيها مات الزاهد أبو العباس احمد بن علي بن محمد القسطلاني ثم المصري عن سبع وسبعين سنة وأبو المعالي سعد بن المسلم بن مكي بن علان القيسي الدمشقي والمحدث الرحال أبو الخير بدل بن أبي المعمر التبريزي عن أربع وثمانين سنة والمسند المقرىء أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني الإسكندراني بدمشق عن تسعين سنة والطبيب أبو علي حسان بن أبي القاسم بن حسان المهدوى ثم الإسكندراني وشيخ الإسكندرية الإمام الكبير جمال الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحميد بن إسماعيل الصفراوى المالكي عن اثنتين وتسعين سنة ومحدث نصيبين الشيخ عسكر بن عبد الرحيم بن عسكر العدوى والمسند أبو الفضل محمد بن محمد بن الحسن بن السباك وشيخ الحنفية بدمشق العلامة جمال الدين محمود بن احمد بن عبد السيد البخاري بن الحصرى قرأت على محمد بن يوسف الإربلى حدثكم محمد بن يوسف الحافظ انا محمد بن محمد بن أبي الرجاء بأصبهان أخبرتنا فاطمة بنت أبي سعد قالت انا سعيد بن أبي سعيد العيار فذكر أحاديث وأخبرنا احمد بن هبة الله انا محمد بن يوسف الحافظ أخبرتنا زينب الشعرية ح وأخبرنا احمد عنها ان إسماعيل بن أبي القاسم أخبرها انا عمر بن مسرور ثنا محمد بن سليمان الصعلوكى ثنا أبو العباس السراج ثنا أبو كريب ثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي قيس الأودي عن سويد بن غفلة عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يخرج في آخر الزمان قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية قتالهم حق على كل مسلم (4/1424)
1138 - بن الرومية الحافظ الناقد أبو العباس احمد بن محمد بن مفرج بن عبد الله الأموي مولاهم الأندلسي الإشبيلى الزهرى النباتي العشاب مصنف كتاب الحافل الذي ذيل به على كتاب الكامل لابن عدى وكان فقيها ظاهريا ولد سنة إحدى وستين وخمس مائة وسمع من أبي عبد الله بن زرقون وأبي بكر بن الجد وأحمد بن جمهور ومحمد بن علي التجيبي وأبي ذر الخشني ثم حج ورحل الى العراق وسمع من أصحاب الفراوي وأبي الوقت قال الأبار كان ظاهريا متعصبا لابن حزم بعد ان كان مالكيا وكان بصيرا بالحديث والرجال له مجلد مفيد في استلحاق على الكامل وكان له بالنبات والحشائش معرفة فاق بها أهل العصر وجلس في دكان يبيعها سمع منه جل أصحابنا قال الحافظ المنذري لقيته بمصر بعد عوده وحدث بأحاديث من حفظه وجمع مجاميع لم يتفق لي السماع منه قلت وكتب عنه بن نقطة وقال كان ثقة حافظا صالحا قالت وله كتاب التذكرة في معرفة مشيخته وألف كتاب المعلم بما زاد البخاري على مسلم قال بن فرتون أفرد بعض تلامذته له سيرة فذكر انه مات فجأة في سلخ ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وست مائة ورثاه غير واحد قلت روى عنه أبو بكر الموميائى وأبو إسحاق البلفقى وطائفة ومات معه بن الدبيثي وقد مضى قال بن الزبير كان ظاهرى المذهب الا انه علي دين وورع ومعرفة وإيثار متحرفا بالصيدلة (4/1425)
1139 - بن الطيلسان الحافظ الإمام محدث الأندلس أبو القاسم القاسم بن احمد بن محمد بن سليمان الأنصاري القرطبي ولد سنة خمس وسبعين وخمس مائة أو نحوها ذكره الأبار فقال روى عن جده لأمه أبي القاسم بن الشراط وأبي العباس بن مقدام وأبي محمد عبد الحق الخزرجي وأبي الحكم بن حجاج وجماعة من شيوخنا وأجاز له عبد المنعم بن الفرس وأبو القاسم بن سمجون وشيوخه ينيفون على المائتين (4/1426)
تصدر للاقراء والإسماع وكان له معرفة بالقراءات والعربية متقدما في صناعة الحديث متفننا له من المصنفات كتاب مما ورد من الأمر في شربة الخمر وكتاب بيان المنن على قارىء الكتاب والسنن وكتاب الجواهر المفصلات في الأحاديث المسلسلات وكتاب غرائب أخبار المسندين ومناقب آثار المهتدين وكتاب أخبار صلحاء الأندلس أخذ عنه جماعة من أكابر أصحابنا وكان أهلا لذلك خرج من قرطبة وقت أخذ الفرنج لها فنزل بمالقة وولي خطابتها الى ان توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وست مائة كتب إلينا بن هارون من إفريقية انه سمع من بن الطيلسان غير شيء من كتاب الوعد والإنجاز في عوالي الحديث وأجاز له ما يجوز له روايته وكتب له سأل منى فلان أن أجيز له ما رويته وجمعته فأجبته اسمى الله قدره وأعلى ذكره اهتبالا لسؤاله وامتثالا للطاعة التي لا تجب الا لمثاله فأجزت له ولابنه احمد بارك الله فيه وأقربه عين أبيه في سنة إحدى وأربعين وست مائة قلت وفيها توفى الصدر تاج الدين احمد بن القاضى شمس الدين أبي نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي بدمشق عن إحدى وسبعين سنة والصدر نجم الدين الحسن بن سالم بن علي بن سلام الدمشقي عن سبع وسبعين سنة والشيخ حاطب بن عبد الكريم بن أبي علي الحارثى المزي والمحدث المقرىء أبو القاسم سليمان بن عبد الكريم الأنصاري الدمشقي والمسند أبو المنصور ظافر بن طاهر بن شحم الإسكندراني المطرز وشيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن حمويه الجويني بدمشق والقاضي الرفيع الجيلي عبد العزيز بن عبد الواحد الجيلي بدمشق مقتولا والشيخ قمر بن هلال بن بطاح القطيفى والنفيس أبو البركات محمد بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي الضرير والصدر جمال الدين أبو الفضل يوسف بن عبد المعطي بن منصور بن المحبلى الغساني الإسكندراني عن أربع وسبعين سنة (4/1427)
1140 - بن النجار الحافظ الإمام البارع مؤرخ العصر مفيد العراق محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن بن النجار البغدادي صاحب التصانيف ولد سنة ثمان وسبعين وخمس مائة وسمع يحيى بن يوش وعبد المنعم بن كليب وذاكر بن كامل والمبارك بن المعطوش وابن الجوزي وطبقتهم وأول شيء سمع وله عشر سنين وأول عنايته بالطلب وهو بن خمس عشرة سنة وتلا بالروايات الكثيرة على أبي احمد بن سكينة وغيره وسمع بأصبهان من عين الشمس الثقفية وجماعة وبنيسابور من المؤيد وزينب وبهراة من أبي روح وبدمشق من الكندي وبمصر من الحافظ بن المفضل وخلائق وجمع فأوعى وكتب العالي والنازل وخرج لغير واحد وجمع تاريخ مدينة السلام وذيل به واستدرك على الخطيب وهو ثلاث مائة جزء وكان من أعيان الحفاظ الثقات مع الدين والصيانة والنسك والفهم وسعة الرواية حدث عنه أبو حامد بن الصابوني وأبو العباس الفاروثى وأبو بكر الشريشى وأبو الحسن الغرافى وأبو الحسن بن بلبان وأبو عبد الله بن القزاز الحداني وآخرون وبالإجازة أبو العباس بن الظاهري وتقى الدين الحنبلي وأبو المعالي بن البالسي (4/1428)
قال بن الساعى كانت رحلة بن النجار سبعا وعشرين سنة واشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ ألف كتاب القمر المنير في المسند الكبير ذكر كل صحابي وماله من الحديث وكتاب كنز الإمام في السنن والأحكام وكتاب المؤتلف والمختلف ذيل به على بن ماكولا وكتاب المتفق والمفترق وكتاب أنساب المحدثين الى الآباء والبلدان وكتاب العوالي وكتاب المعجم وكتاب جنة الناظرين في معرفة التابعين وكتاب العقد الفائقى وكتاب الكمال في الرجال وقرأت عليه ذيل التاريخ عمله في ستة عشر مجلدا وله كتاب الدرر الثمينة في أخبار المدينة وكتاب روضة الأولياء في مسجد إيلياء وكتاب نزهة الورى في ذكر أم القرى وكتاب الأزهار في أنواع الأشعار وكتاب عيون الفوائد ستة أسفار وكتاب مناقب الشافعي الى ان قال أوصى الى ووقف كتبه بالنظامية فنفذ الى الشرابى لتجهيز جنازته ورثاه جماعة وكان رحمه الله من محاسن الدنيا توفى في خامس شعبان سنة ثلاث وأربعين وست مائة رحمه الله تعالى أخبرنا علي بن احمد الحسيني انا محمد بن محمود الحافظ سنة ثلاث وثلاثين وست مائة انا عبد المعز بن محمد بهراة ح وأنا احمد بن هبة الله عن عبد المعز ان يوسف بن أيوب الزاهد أخبرهم انا احمد بن علي الحافظ انا احمد بن عبد الله الحافظ انا حبيب بن الحسن انا عبد الله بن أيوب انا أبو نصر التمار انا حماد عن علي بن الحكم عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كتم علما علمه الله ألجمه الله تعالى بلجام من نار (4/1429)
1141 - بن الصلاح الإمام الحافظ المفتى شيخ الإسلام تقي الدين أبو عمرو عثمان بن المفتى صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الشافعي صاحب كتاب علوم الحديث ولد سنة سبع وسبعين وخمس مائة وتفقه على والده بشهرزور ثم اشتغل بالموصل مدة قال القاضى شمس الدين فبلغنى انه كرر عليه جميع المهذب ولم يطر شاربه ثم صار معيدا عند العلامة العماد بن يونس قلت وسمع من عبيد الله بن السمين ونصر الله بن سلامة ومحمود بن علي الموصلي وعبدالمحسن بن الطوسي وارتحل الى بغداد فسمع من أبي احمد بن سكينة وعمر بن طبرزد وبهمذان من أبي الفضل بن المعز وبنيسابور من منصور والمؤيد وزينب وطبقتهم وبمرو أبي المظفر بن السمعاني وجماعة وبدمشق من القاضى جمال الدين عبد الصمد بن الحرستاني والشيخ موفق الدين المقدسي والشيخ فخر الدين بن عساكر وبحلب من أبي محمد بن علوان وبحران من الحافظ عبد القادر ودرس بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس فلما هدم المعظم سور البلد قدم دمشق ودرس بالرواحية ثم ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية ثم تدريس الشامية الصغرى وصنف وأفتى وتخرج به الأصحاب وكان من أعلام الدين قال بن خلكان كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وله مشاركة في عدة فنون وكانت فتاواه مسدودة وهو أحد شيوخى الذين انتفعت بهم أقمت عنده مدة للإشتغال ولازمته سنة اثنتين وثلاثين (4/1430)
وله إشكالات على الوسيط قال أبو حفص بن الحاجب في معجمه امام ورع وافر العقل حسن السمت متبحر في الأصول والفروع بارع في الطلب حتى صار يضرب به المثل واجتهد في نفسه في الطاعة والعبادة قلت وكان سلفيا حسن الاعتقاد كافا عن تأويل المتكلمين مؤمنا بما ثبت من النصوص غير خائض ولا معمق وكان وافر الجلالة حسن البزة كثير الهيبة موقرا عند السلطان والأمراء تفقه به الأئمة شمس الدين عبد الرحمن بن نوح وكمال الدين سلار وكمال الدين إسحاق وتقي الدين بن رزين والقاضي وغيرهم حدث عنه فخر الدين عمر الكرخي ومجد الدين بن المهتار والشيخ تاج الدين عبد الرحمن والشيخ زين الدين الفارقي والقاضي شهاب الدين الجوري والخطيب شرف الدين الفراوي والشهاب محمد بن شرف والصدر محمد بن حسن الأرموى والعماد بن البالسي والشرف محمد بن الخطيب الآبارى وناصر الدين محمد بن المهتار والقاضي أبو العباس احمد بن علي الجيلي والشهاب احمد بن العفيف وآخرون انتقل الى الله في الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وست مائة وكثر التأسف لفقده وحمل نعشه على الرءوس وكان على جنازته هيبة وخشوع فصلوا عليه بجامع دمشق وشيعوه الى عند الباب باب الفرج ورجع الخلائق لماكان حصار الخوارزمية لدمشق فخرج عشرة من أصحابه مشمرين ودفنوه بمقابر الصوفية وقبره ظاهر يزار وعاش ستا وستين سنة رحمة الله عليه وفيها توفى مفتي الحنابلة الإمام تقي الدين احمد بن محمد بن الحافظ (4/1431)
عبد الغني المقدسي الصالحي عن اثنتين وخمسين سنة والمسند أبو بكر عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن النحال البغدادي وخطيب المقادسة شرف الدين عبد الله بن أبي عمر بن قدامة الحنبلي والمحدث مفيد بغداد أبو منصور عبد الله بن محمد بن أبي محمد بن الوليد البغدادي والفقيه أبو سليمان عبد الرحمن بن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ومحدث حران المفيد سراج الدين عبد الرحمن بن عمر بن شحانة الحراني ومحدث الإسكندرية المفيد المتقن أسد الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرب الكندي والأديب البارع امين الدين عبد المحسن بن حمود بن المحسن التنوخي الكاتب والعدل عبد المنعم بن محمد بن محمد بن حمزة بن أبي المضاء بحماة دمشقي والعدل ضياء الدين عتيق بن أبي الفضل السلماني ومسند الوقت أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن منصور بن المقير الأزجى النجار بمصر عن سبع وتسعين سنة والعلامة علم الدين على بن محمد بن عبد الصمد السخاوي شيخ القراء بدمشق والصدر عز الدين النسابة محمد بن احمد بن محمد بن الحسن بن عساكر والإمام المحدث تاج الدين أبو الحسن محمد بن احمد بن علي بن أبي جعفر القرطبي ومسند بغداد أبو بكر محمد بن سعيد بن أبي البقاء موفق الدين بن الخازن الصوفي وظهير الدين محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحباب أبو إبراهيم السعدي المالكي والإمام فخر الدين محمد بن عمر بن عبد الكريم الحميري بن المالكي الدمشقي ومفتى الحنابلة الضياء محاسن بن عبد الملك بن علي التنوخي الحموي والمحدث المفيد أبو العز مفضل بن علي بن عبد الواحد القرشي الشافعي والعلامة منتخب الدين منتخب بن أبي العز بن رشيد الهمذاني النحوي بدمشق وأبو غالب منصور بن احمد بن محمد بن محمد المرانبى بن المعوج والصاحب شهاب الدين يعقوب بن محمد بن علي الشيباني بن المجاور وشيخ العربية موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش الأسدي الحلبي وخلق كثير وهي سنة الخوارزمية أخبرنا أبو العباس احمد بن إبراهيم الفزاري المقرىء الخطيب المحدث النحوي ثنا أبو عمر وعثمان بن عبد الرحمن الحافظ أخبرتنا أم المؤيد زينب بنت أبي القاسم الشعرية وسمعته من زينب الكندية وابن أبي عصرون عنها ان إسماعيل بن أبي القاسم اخبرها انا عبد الغافر بن محمد ثنا بشر بن احمد ثنا داود بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى انا عبد الله بن محمد بن أبي فروة عن يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة وقد أخرجه مسلم بإسناد آخر عن بكير بن الأشج عن بسر فقال عن زينب الثقفية بدل أبي هريرة في الحديث دليل على تحريم اتيان المرأة المسجد متطيبة ولو كانت عجوزا وقد قال صلى الله عليه و سلم طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه وطيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لون رواه النسائي ولكن إذا أرادت المرأة ان تطيب بالمسك والعنبر فلتلزم بيتها الى ان يذهب ريح الطيب (4/1432)
1142 - الصريفيني الحافظ المتقن العالم تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر بن احمد بن العراقي الصريفيني الحنبلي نزيل دمشق مولده سنة إحدى وثمانين وخمس مائة (4/1433)
وعنى بهذا الشأن ورحل فيه الى خراسان وأصبهان والشام والجزيرة وصحب الحافظ عبد القادر الرهاوي وتخرج به وسمع من المؤيد الطوسي وعبدالمعز الهروي وعلي بن منصور الثقفى وحنبل بن عبد الله الرصافى وعمر بن طبرزد وأبي اليمن الكندي وأبي محمد بن الأخضر وطبقتهم روى عنه الحافظ ضياء الدين المقدسي وابن الحلوانية وأبو المجد بن العديم والشيخ تاج الدين الفزاري وأخوه والشيخ زين الدين الفارقي وأبو علي بن الخلال والفخر بن عساكر وآخرون قال الحافظ المنذري كان ثقة حافظ صالحا له جموع حسنة لم يتمها وقال الحافظ عز الدين بن الحاجب امام ثبت صدوق واسع الرواية سخى النفس مع القلة سافر الكثير وكتب وأفاد وكان يرجع الى فقه وورع ولي مشيخة دار الحديث بمنبج ثم تركها وسكن حلب فولى مشيخة دار الحديث الشدادية سألت الشيخ الضياء عنه فقال امام حافظ ثقة حسن الصحبة له معرفة بالفقه قال بن الحاجب قرأ القرآن على والده وعلى الشيخ عوض الصريفيني وتفقه على الشيخ عبد الله بن احمد التواريخى وقرأ علم الأدب على هبة الله بن عمر الدوري مات بدمشق في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وست مائة وله ستون عاما وفيها مات مسند العراق أبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي القبيطى شيخ المستنصرية ومسندة الشام أم الفضل كريمة بنت المحدث عبد الوهاب بن علي (4/1434)
بن الخضر القرشية الزبيرية عن خمس وتسعين سنة والمسند أبو محمد أغر بن كرم الحربي ويعرف بابن الإسكاف عن ست وثمانين سنة والمسند أبو القاسم حمزة بن عمر بن عتيق بن أوس الأنصاري الغزال بالإسكندرية والشيخ ضياء الدين عبد الحق بن خلف بن عبد الحق الدمشقي الحنبلي والعدل مخلص الدين أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن المسند عبد الواحد بن هلال الأزدي الدمشقي وأبو الوفاء عبد الملك بن عبد الحق بن الحنبلي الدمشقي وأبو الرضا على بن زيد بن علي بن مفرج الجذامي التسارسى الإسكندراني الخياط والمعمر المسند أبو التمام علي بن أبي الفخار هبة الله بن محمد الهاشمي وقد جاوز التسعين والقاضي شمس الدين أبو الفتح عمر بن اسعد بن المنجا التنوخي عن أربع وثمانين سنة والمحدث الإمام الرحال أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن محارب القيسي الغرناطي ثم الإسكندراني بها عن بضع وثمانين سنة رحمة الله عليهم أخبرنا محمد بن داود سبع مائة ببيت الآبار ثم بكفر بطنا انا إبراهيم بن محمد بن الأزهر وعثمان بن عبد الرحمن والحسن بن محمد ويحيى بن علي ومحمد بن محمد بن عمر ومفضل بن علي ومحمد بن حميد وعلي بن يوسف قالوا انا المؤيد بن محمد الطوسي ح وأخبرنا بن داود انا عتيق بن سلامة انا أبو القاسم الحافظ ح وانا بن داود انا محمد بن أبي جعفر وأحمد بن مميل قالا انا محمد بن صدقة ح وانا بن داود انا محمد بن علي العسقلاني انا منصور بن عبد المنعم ح وأنبأنا القاسم بن غنيمة انا المؤيد قالوا انا محمد بن الفضل انا عبد الغافر بن محمد ح وأخبرنا بن داود انا أبو الحسن السخاوي انا أبو القاسم الشاطبى ثنا علي بن هذيل انا سليمان بن نجاح انا أبو العباس العذري انا احمد بن الحسن الرازي قالوا ثنا بن عمرويه انا إبراهيم بن محمد ثنا مسلم بن الحجاج ثنا قتيبة ثنا ليث عن عقيل عن الزهرى أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه و سلم واستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر لأبي بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فذكر الحديث (4/1435)
1143 - اللاردى الإمام الحافظ العلامة أبو عبد الله محمد بن عتيق بن علي التجيبي الغرناطي المعروف باللاردى صاحب التصانيف روى عن أبيه الإمام أبي بكر وأبي عبد الله بن حميد مولده سنة ثلاث وستين وخمس مائة قال أبو عبد الله الأبار ولي القضاء وصنف فمن تواليفه كتاب أنوار المصباح في الجمع بين الكتب الستة الصحاح وكتاب مطالع الأنوار في شمائل المختار وكتاب النكت الكافية في الاستدلال على مسائل الخلاف الحديث وكتاب منهاج العمل في صناعة الجدل وكتاب المسالك النورية في المقامات الصوفية توفي في حدود سنة ست وأربعين وست مائة رحمه الله تعالى
1144 - المنذري عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد الحافظ الكبير الإمام الثبت (4/1436)
شيخ الإسلام زكى الدين أبو محمد المنذري الشامي ثم المصري مولده في غرة شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مائة وقرأ القرآن وتأدب وتفقه ثم طلب هذا الشأن وبرع فيه سمع أبا عبد الله الأرتاحى وعبدالمجيب بن زهير وإبراهيم بن البتيت وأبا الجود غياث بن فارس والحافظ أبا الحسن المقدسي وتخرج به وصحبه وسمع بالمدينة النبوية من الحافظ جعفر بن امورسان وبدمشق من عمر بن طبرزد ومحمد بن الرتف والتاج الكندي وطبقتهم وبحران والإسكندرية والرها وبيت المقدس وعمل معجمه في مجلد واختصر صحيح مسلم وسنن أبي داود وصنف في المذهب حدث عنه شيوخنا الدمياطي وابن الظاهري وأبو الحسين اليونينى وأبو عبد الله بن القزاز وإسماعيل بن نصر الله وعلم الدين سنجر الدوادارى وقاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد والعماد محمد بن الجرائدى وإسحاق بن الوزيرى وخلق سواهم درس بالجامع الظافرى بالقاهرة ثم ولي مشيخه الدار الكاملية وانقطع بها ينشر العلم عشرين سنة قال الشريف عز الدين الحافظ كان شيخنا زكي الدين عديم النظير في علم الحديث علىاختلاف فنونه عالما بصحيحه وسقيمه ومعلوله وطرقه متبحرا في معرفة أحكامه ومعانيه ومشكله قيما بمعرفة غريبه وإعرابه واختلاف ألفاظه إماما حجة ثبتا ورعا متحريا فيما يقوله مثبتا فيما يرويه قرأت عليه قطعة حسنة من حديثه وانتفعت به انتفاعا كثيرا قلت وقد قرأ بالسبع على شيخ من أصحاب أبي الجود في حياة أبي الجود وأول سماعه كان في سنة إحدى وتسعين وكان ذا نسك وتزهد قال شيخنا عبد المؤمن الحافظ وهو شيخي (4/1437)
ومخرجي أتيته مبتدءا وفارقته معيدا له في الحديث قال وتوفى في رابع ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة قلت وفيها توفي تحت السيف أمم لا يحصرون ببغداد منهم خليفة الوقت المستعصم بالله وتوفى بالإسكندرية العلامة المحدث أبو العباس احمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري القرطبي عن ثمان وسبعين سنة والمحدث المفيد الرحال صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري التيمى الصوفي والعلامة شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين الإربلى اللغوي بدمشق وخطيب بيت الآبار عماد الدين داود بن عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي والملك الناصر داود بن المعظم عيسى بن العادل والصاحب البهاء زهير محمد بن علي المهلبي الشاعر وأبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب بن بيان الكفرطابى الدمشقي الرام الزاهد والمسند أبو عمر وعثمان بن علي بن عبد الواحد الفرسى بن خطيب القرافة الناسخ والشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المغربي والمحدث المفيد شمس الدين على بن المظفر بن القاسم الربعي النشبى الدمشقي أبو حفص عمر بن أبي نصر بن عوة الخزرجي التاجر والأديب البليغ موفق الدين أبو المعالي القاسم بن هبة الله بن محمد بن أبي الحديد المدائني والمقرئ العلامة شعلة أبو عبد الله محمد بن احمد بن احمد بن الحسين الموصلي الحنبلي عن ثلاث وثلاثين سنة والمحدث أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الجرج التلمساني بالإسكندرية والمسند خطيب مرو الفقيه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن احمد المقدسي الحنبلي وشيخ القراء أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد بن يوسف الفاسي بحلب والمقرئ المسند المعمر عفيف الدين المرجا بن الحسن بن علي بن هبة الله بن سقير الواسطي التاجر عن خمس وتسعين سنة والمحدث الفاضل نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي العز بن الشقشقة الشيباني الدمشقي الصفار والعلامة الأديب الزاهد جمال الدين يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور الصرصرى الحنبلي الضرير سيد الشعراء والعلامة الصاحب محى الدين يوسف بن الشيخ الإمام جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المقرىء انا عبد العظيم بن عبد القوي الحافظ انا أبو عبد الله محمد بن حمد سماعا في سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة انا علي بن الحسين الموصلي إذنا انا علي بن الحسن بن قاسم انا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق القاضى ثنا أبو عبد الله المحاملي ثنا يعقوب عن عبد الرحمن بن مهدى عن مالك عن الزهرى عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا اعتكف يدنى الى رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت الا لحاجة الإنسان (4/1438)
1145 - اليونينى الشيخ الفقيه الحافظ الإمام القدوة تقي الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الحسين احمد بن عبد الله بن عيسى بن احمد بن علي البعلبكي الحنبلي مولده سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة بيونين ولبس الخرقة من الشيخ عبد الله البطائحى صاحب الشيخ عبد القادر وصحب الشيخ عبد الله اليونينى وتفقه بالشيخ الموفق وبرع في الخط المنسوب وسمع من أبي طاهر الخشوعى وأبي التمام القلانسي وحنبل (4/1439)
الرصافى والحافظ عبد الغني وأبي اليمن الكندي وغيرهم روى عنه ابناه الحافظ أبو الحسين والمؤرخ قطب الدين وأبو عبد الله بن أبي الفتح وموسى بن عبد العزيز الأدمى وإبراهيم بن حاتم الزاهد ومحمد بن المحب وعلي بن الشاطبى وأبو عبد الله بن الزراد وعبد الرحيم بن الحبال وأبو إسحاق بن القرشية وخلق سواهم وكان والده مرخما ببعلبك ثم بدمشق فمات ونشأ الفقيه يتيما بالكشك مع والدته فأسلمته نشابيا ثم حفظ القرآن وجود الكتابة ثم حفظ الجمع بين الصحيحين للحميدى بكماله ذكره الحافظ عمر بن الحاجب فأطنب في وصفه فأسهب وأغرب وأعرب فقال اشتغل بالفقه والحديث الى ان صار إماما حافظا الى أن قال لم ير في زمانه مثل نفسه في كماله وبراعته جمع بين علمي الشريعة والحقيقة وكان حسن الخلق والخلق نفاعا للخلق مطرحا للتكلف من جملة محفوظة الجمع بين الصحيحين للحميدى وحدثني أنه حفظ صحيح مسلم جميعه وكرر عليه في أربعة أشهر وكان يكرر على أكثر مسند احمد من حفظه وأنه كان يحفظ في الجلسة الواحدة ما يزيد على سبعين حديثا وقال ولده قطب الدين حفظ الجمع بين الصحيحين وحفظ صحيح مسلم في أربعة أشهر وحفظ سورة الأنعام في يوم واحد وحفظ ثلاث مقامات من الحريرية في بعض يوم وكان الأشرف يحترمه ويعظمه وكذلك أخوه الصالح وقدم في أواخر عمره دمشق فخرج الملك الناصر يوسف الى زيارته بزاوية الفرنثى وتأدب معه قلت كان الشيخ الفقيه كبير القدر يذكر بالكرامات والأحوال وكان أهل بعلبك يسمعون بقراءته على المشايخ الواردين عليهم كالقزوينى والبهاء المقدسي (4/1440)
وابن رواحةالحموى وقد سقت أخباره وأوراده في تاريخ الإسلام توفى في تاسع عشر رمضان سنة ثمان وخمسين وست مائة وفيها مات قاضي القضاة صدر الدين احمد بن قاضى القضاة شمس الدين يحيى بن هبة الله بن سنى الدولة التغلبي الدمشقي الشافعي ببعلبك والمسند أبو إسحاق إبراهيم بن خليل الأدمى أخو الحافظ شمس الدين شهيدا تحت السيف بكائنة حلب والمسند أبو طالب تمام بن أبي بكر بن السريرى الدمشقي والمعظم أبو المفاخر توران شاه بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب والمحدث الحافظ مفيد أهل الصلاحية محب الدين عبد الله بن احمد بن أبي بكر المقدسي كهلا والمسند أبو محمد عبد الله بن بركات بن إبراهيم بن الخشوعى والمسند عماد الدين عبد المجيد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة الصالحي والفقيه المسند أبو طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أبي طالب بن العجمي الحلبي والمسند الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف أخو العماد استشهد بساوة والمحدث المفيد فخر الدين محمد بن يوسف الكنحى قتل بجامع دمشق لدبره وفضوله وضياء الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد القزويني ثم الحلبي بحلب بعد الكائنة بشهرين والمسند أبو الكرم بن عبد المنعم بن قاسم الأنصاري الأرتاحى بمصر رحمة الله عليهم أخبرنا محمد بن أبي الفتح وموسى بن عبد العزيز ببعلبك سنة ثلاث وتسعين وست مائة قالا انا محمد بن أبي الحسين الفقيه قال قرأت على بركات بن إبراهيم بدمشق انا عبد الكريم بن حمزة ح وأخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل في سنة اثنتين وتسعين وست مائة انا البهاء عبد الرحمن انا إسماعيل بن علي بقراءتي انا هبة الله بن احمد وعبد الكريم قالا انا أبو الحسين محمد بن مكي الأزدي انا أبو مسلم محمد بن احمد الكاتب انا أبو القاسم البغوي ثنا شيبان ثنا عمارة ثنا أبو غالب عن أبي امامة قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوتر بتسع حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما إذا زلزلت وقل يا أيها الكافرون (4/1441)
1146 - الرشيد الإمام الحافظ الثقة المجود رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله بن علي بن مفرج القرشي الأموي النابلسي ثم المصري العطار المالكي ولد سنة أربع وثمانين وخمسمائة سمع أباه وعمه عبد الرحمن وأبا القاسم البوصيري وإسماعيل بن ياسين وأبا طاهر بن بنان وعلي بن حمزة الكاتب وعبد اللطيف بن أبي سعد والشهاب محمد بن يوسف الغزنوي وابن نجا الواعظ واهله فاطمة بنت سعد الخير وخلقا وبدمشق الكندي بن الحرستاني وعدة وبمكة والمدينة والثغر وتخرج بالحافظ بن المفضل وألف معجم شيوخه وانتخب وأفاد وتقدم في فن الحديث وكان ثقة مأمونا متقنا حافظا حسن التخريج ذكره الشريف عز الدين فقال كان حافظا ثبتا انتهت اليه رياسة الحديث بالديار المصرية ووقف كتبه صحبته مدة قلت روى عنه الدمياطي وابن الظاهري وابن اليونينى وشعبان الإربلى وأبو العباس بن صصرى والقاضي الزين عبد الرحيم الساعاتي وعبد القادر الصعبي (4/1442)
وعبد الرحمن بن يعيش السبتي وداود بن يحيى الحريري وخلق سواهم وقد ولى مشيخة الكاملية ستة أعوام وتوفى بمصر في ثاني جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وست مائة وفيها توفى المحدث الرحال المتقن ضياء الدين أبو جعفر احمد بن محمد بن صابر القيسي المالكي عن سبع وثلاثين سنة وأبو الطاهر إسماعيل بن صارم بن علي الكناني الحناط بمصر شنق نفسه وشيخ الشيوخ الإمام شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الحموي الشافعي وقاضى القضاة عماد الدين أبو الفضائل عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني خطيب دمشق ومحدث دمشق ضياء الدين علي بن محمد بن محمد بن علي بن البالسي غريبا بمصر وله سبع وخمسون سنة والمسند أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن علي الأنصاري البزاز البابشرقى والمحدث الإمام العالم محي الدين يحيى بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن سراقة الأنصاري الشاطبى بمصر عن سبعين سنة وأبو المظفر يوسف بن يعقوب الإربلى الذهبي في عشر الثمانين والقدوة العارف شيخ الإسكندرية أبو القاسم بن منصور القبارى رحمة الله عليهم أخبرنا محمد بن محمد بن عبد المنعم الطائي بمنين سنة ست وتسعين وست مائة انا يحيى بن علي الحافظ بمصر انا إسماعيل بن صالح انا محمد بن احمد الرازي انا محمد بن الحسين الطفال انا محمد بن حيويه انا محمد بن جعفر بن اعين ثنا عمرو بن مرزوق انا شعبة عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وشهادة الزور أو قول الزور أخرجاه عن محمد بن الوليد عن غندر عن شعبة وفي هذا الوقت كان عدد كثير من المحدثين والطلبة لهم اعتناء بهذا الشأن وفيهم من يكتب له الحافظ والإمام لم ار ابرادهم هنا لقلة بضاعتهم من علم الحديث فمن أحب الوقوف على أخبارهم فلينظر في تاريخى الكبير (4/1443)
1147 - البكري المحدث العالم المفيد الرحال المصنف صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك القرشي التيمى البكري النيسابوري ثم الدمشقي المحتسب الصوفي سفير الدولة بن أبي عبد الله بن شيخ الشيوخ أبي الفتوح مولده بدمشق سنة أربع وسبعين وخمس مائة وسمع بمكة قديما من جده لأمه أبي حفص الميانشى وبدمشق من حنبل وابن طبرزد وبنيسابور من المؤيد بن محمد وزينب الشعرية وبهراة من أبي روح عبد المعز بن محمد وبمرو من أبي المظفر بن السمعاني وبأصبهان من أبي الفتوح محمد بن الجنيد وعين الشمس الثقفية وحفصة بنت حمكا وببغداد من عبد العزيز بن الأخضر وبمصر والموصل وهمذان وإربل وعنى بهذا الشأن وعمل اربعى البلدان وطرق من كذب علي وشرع في عمل تاريخ ذيل لدمشق وغير ذلك وحدث بالكتب الطوال سمع منه الشيخ تقي الدين بن الصلاح وروى عنه لدمياطى والعماد بن البالسي والبدر بن التوزي وأبو الفتح القرشي وأبو عبد الله بن الزراد وتاج الدين احمد بن مزين والزين أبو بكر المري وخلق سواهم ولي حسبة دمشق ومشيخة الشيوخ وعظم في دولة المعظم وليس هو بالقوي ضعفه عمر بن الحاجب فقال كان إماما عالما لسنا فصيحا مليح الشكل أحد الرحالين الا انه كان كثير الدعاوى عنده مداعبة ومجون داخل الأمراء وجدد مظالم سألت الحافظ بن عبد الواحد عنه فقال بلغني أنه كان يقرأ على الشيوخ فإذا اتى على كلمة مشكلة تركها ولم يبينها وسألت الزكى البرزالى عنه فقال كان كثير التخليط قلت ثم في الآخر صلح حاله وابتلى بالفالج قبل موته بسنوات ثم تحول في آخر عمره الى مصر فمات بها في ذي الحجة سنة ست وخمسين وست مائة أخبرنا أبو بكر بن يوسف المقرىء انا الحسن بن محمد التيمى انا عبد المعز بن محمد انا زاهر بن طاهر انا احمد بن الحسين انا أبو عبد الله الحافظ انا أبو العباس المحبوبى بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا النضر بن شميل ثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن اصدق بيت قاله الشاعر ألا كل شيء ما خلا الله باطل رواه البخاري من طريق غندر عن شعبة (4/1444)
تمت الطبقة الثامنة عشرة (4/1445)
( الطبقة التاسعة عشرة وعدتهم اثنا عشر رجلا رحمهم الله تعالى )
1148 - السيف الإمام الحافظ الأوحد البارع الصالح سيف الدين أبو العباس احمد بن المجد عيسى بن الشيخ موفق الدين عبد الله بن احمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصالح الحنبلي مولده سنة خمس وستمائة سمع من جده الكثير ومن أبى اليمن الكندي وأبي القاسم بن الحرستاني وأبي البركات الملاعى وأحمد بن عبد الله العطار وطبقتهم وببغداد من الفتح بن عبد السلام وعلي بن نورندان وأبي علي الجواليقي وأصحاب بن ناصر وأبي الوقت وكتب العالي والنازل وجمع وصنف وكان ثقة حافظا ذكيا متيقظا مليح الخط عارفا بهذا الشأن عاملا بالأثر صاحب عبادة وإنابة وكان تام المروءة أمارا بالمعروف قوالا بالحق ولوطال عمر لساد أهل زمانه علما وعملا فC ورضى عنه عاش ثمانيا وثلاثين سنة ومحاسنه جمة أخبرنا احمد بن محمد المؤدب انا احمد بن عيسى الحافظ ثنا محمد بن أبي المعالي بن عبدون الصوفي بدمشق وغيره قالوا انا أبو بكر الزاغونى انا أبو القاسم بن البسري ثنا المخلص أبو طاهر ثنا البغوي ثنا أبو نصر التمار والعيشى قالا ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات هذا حديث صحيح غريب أخرجه مسلم عن عبد الله بن مسلمة القعنبي عن حماد ويرويه أيضا حماد عن خاله حميد الطويل وهو ثبت في حميد وثابت ألف السيف رحمه الله تعالى مجلدا كبيرا في الرد على الحافظ محمد بن طاهر المقدسي لإباحته للسماع وفي أماكن من كتاب بن طاهر في صفوة أهل التصوف وقد اختصرت هذا الكتاب على مقدار الربع وانتفعت كثيرا بتعاليق الحافظ سيف الدين (4/1446)
1149 - خالد بن يوسف بن سعد بن حسن بن مفرج الإمام المفيد المحدث الحافظ زين الدين أبو البقاء النابلسي ثم الدمشقي مولده سنة خمس وثمانين وخمس مائة بنابلس ونشأ بدمشق فسمع من أبي محمد القاسم بن عساكر ومحمد بن الخصيب وحنبل الرصافى وعمر بن طبرزد وطائفة وببغداد من أبي محمد بن الأخضر والحسين بن سنيف وعبد العزيز بن منينا وطبقتهم وكتب ورحل وحصل أصولا نفيسة ونظر في اللغة وكان ذا إتقان وفهم ومعرفة وعلم وكان ثقة متثبتا ذا نوادر ومزاح وكان يحفظ جملة كثيرة من الغريب وأسماء الرجال وكناهم وله صورة كبيرة ينطوى على صدق وزهد وأمانة ولي مشيخة الحديث بأماكن وكان اسمر ربعة وبه عرج حدث عنه الشيخ تاج الدين وأخوه الخطيب شرف الدين والشيخ محي الدين النووي والشيخ تقي الدين القشيري وأبو عبد الله الملقن والبرهان الذهبي والكمال بن النحاس وصالح بن عربشاه ومحي الدين يحيى بن المقدسي وآخرون توفي في سلخ جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وست مائة وفيها توفى المحدث الإمام معين الدين إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز القرشي الدمشقي عن ستين سنة والشيخ نظام الدين عبد الله بن يحيى بن الفضل بن الحسين بن البانياسي عن بضع وثمانين سنة والشيخ أبو عمر عبد الرحمن بن احمد بن ناصر بن طعان الدمشقي الطريفى الصفار ونجيب الدين أبو العشائر فراس بن علي بن زيد الكناني العسقلاني ثم الدمشقي عن ثمانين سنة وقاضى القضاة بدر الدين يوسف بن حسن بن علي السنجاري الشافعي بمصر عن خمس وثمانين سنة والشيخ أبو القاسم الحواري الزاهد شيخ بلاد السواد أخبرنا محمد بن سلامة المقرىء وإبراهيم بن نمر القرشي قالا ثنا خالد بن يوسف الحافظ انا القاسم بن علي سنة تسع وتسعين ح وانبأنى المسلم بن محمد وغيره قالوا ثنا القاسم انا أبو الدرياقوت الرومي انا عبد الله بن محمد الخطيب ثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن محمد ثنا طالوت بن عباد انا فضال بن جبير سمعت أبا امامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اكفلوا لي بست اكفل لكم بالجنة إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا ائتمن فلا يخن وإذا وعد فلا يخلف غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم فضال ضعفه أبو حاتم (4/1447)
1150 - بن مسدى الحافظ العلامة الرحال أبو بكر محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف بن مسدى الأزدي المهلبي الأندلسي الغرناطي أحد من عنى بهذا الشأن كتب عن (4/1448)
خلق بالأندلس في سنة نيف وعشر وارتحل بعد العشرين ولحق بحلب أبا محمد بن علوان الأستاذ وبدمشق أبا القاسم بن صصرى وبمصر الفخر الفارسي وبالثغر محمد بن عباد وبتونس وتلمسان وعمل معجما في ثلاث مجلدات كبار رأيته وطالعته وعلقت منه كراريس وله تصانيف كثيرة وتوسع في العلوم وتفنن وله اليد البيضاء في النظم والنثر ومعرفة بالفقه وغير ذلك وفيه تشيع وبدعة روى عنه الأمير علم الدين الدوادارى ومجد الدين عبد الله بن محمد الطبري وغير واحد وشيخنا الدمياطي في معجمه حكى لي المحدث عفيف الدين بن المطرى انه سمع التقي المعمري يقول سألت أبا عبد الله بن النعمان المزالى عن بن مسدى فقال ما نقمنا الا انه تكلم في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ثم حدثني العفيف ان بن مسدى كان يداخل الزيدية بمكة فولوه خطابة الحرم فكان ينشىء الخطب في الحال وأكثر كتبه عند الزيدية ثم أرانى عفيف الدين له قصيدة نحوا من ست مائة بيت ينال فيها من معاوية وذويه ورأيت بعض الجماعة يضعفونه في الحديث وانا قرأت له أوهاما قليلة في معجمه وقد خرج لابن الحميري فوهم خرج له من رابع المحامليات عن شهدة وهذا خطأ وممن روى عنه أبو اليمن بن عساكر وعفيف الدين بن مزروع وكان شيخنا رضي الدين بن إبراهيم امام المقام من يمتنع الرواية عنه ومسدى بالفتح وياء ساكنة ومنه من يضمه وينون قتل بن مسدى بمكة غيلة وطل دمه في سنة ثلاث وستين وست مائة عن نحو من سبعين سنة كتب الى الإمام عبد الله بن محمد بن محمد المكى أنه قرأ على أبي بكر بن مسدى قصيدته هذه ... يا ذا الذي لم يزل في ملكه ازلا ... ماذا أقول ولا أحصى الثناء ولا ... علوت قدرا فما قدر العقول وقد ... عقلتها فيك عن مفهوم قول علا ... لا هم فينا دليل منك يرشدنا ... إليك لم ننحرف عن حرف من والى ... فلا طريق الى تحقيق معرفة ... الا لمجهلة حيث المجاز فلا ... حمى منيع فلا يرقى لمعقله ... الا بسلم تسليم لمن عقلا ... سبحانك الكل دل الكل منك على ... معنى الخصوص فحسب العلم ما جهلا ... ظهرت في كل شيء نجتليه كما ... بطنت في كل معنى دق محتملا ... يا أولا لا لحد بل لبدأتنا ... يا آخرا لا انتهاء بل لنا فبلى ... عرفتنى بك إذ عرفتنى بي في ... ضرب المثال فلم اضرب لك المثلا ... حصلت منك على كنز اليقين فما ... يفينى على الدهر بالإنفاق ما حصلا ... من ضل يحسب اعراضا يعددها ... فحسبى الله لا أبغى به بدلا (4/1449)
1151 - بن سيد الناس الإمام الحافظ العلامة الخطيب أبو بكر محمد بن احمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سيد الناس اليعمرى الأندلسي الإشبيلى عالم المغرب ولد سنة سبع وخمسين وخمس مائة وسمع صحيح البخاري من أبي محمد الزهرى صاحب شريح وتلا بحرف نافع على أبي نصر بن عظيمة فيما قيل وسمع أيضا من أبي الصبر أيوب الفهري وطبقته وله إجازة من أهل الشام والعراق أكبر من أجاز له القاضى جمال الدين أبو القاسم بن الحرستاني وثابت بن مشرف وجمع وصنف (4/1450)
ذكره القاضى عز الدين الشريف في وفياته فقال كان أحد حفاظ الحديث المشهورين وفضلائهم المذكورين وبه ختم هذا الشأن بالمغرب كتب إلينا بالإجازة من تونس وبها توفى في رجب سنة تسع وخمسين وست مائة وتوفى والده سنة ثمان عشرة وست مائة قلت الحافظ أبو بكر هو جد صاحبنا الحافظ فتح الدين محدث مصر رأيت لأبي بكر كتاب بيع أمهات الأولاد في مجلد يدل على سيلان ذهنه وسعة حفظه وسعة إمامته وقد كان شيخنا أبو محمد بن هارون مسند المغرب لازم مجلس الخطيب أبي بكر للفقه والنظر وسمع من لفظه صحيح البخاري وتفسير أحاديث أملاها من صدره وكان ظاهريا علامة قال بن الزبير أجاز له نحوا من أربع مائة انتقل الى حصن القصر ثم الى طنجة وأقرأ بجامعها وأم وخطب به ثم انتقل الى بجاية فخطب بجامعها ثم طلب الى تونس فدرس بها وكان ظاهرى المذهب على طريقة أبي العباس النباتي الا ان النباتي اشتهر بالورع والفضل التام كتب الي بالإجازة ابنا بن هارون ثنا أبو بكر اليعمر الحافظ انا أبو محمد الزهرى انا أبو الحسن بن شريح انا بن منظور انا أبو ذر بالجامع الصحيح عن مشايخه الثلاثة عن الفربري توفي في العام أبو العباس احمد بن حامد بن احمد بن حمد الأرتاحى المصري المقرىء الحنبلي عن خمس وثمانين سنة والمحدث الفقيه مدرس الحورية شرف الدين أبو محمد الحسن بن عبد الله بن الحافظ عبد الغني المقدسي الصالحي عن أربع وخمسين سنة والمحدث القدوة سيف الدين سعيد بن المطهر الباخرزى شيخ خراسان والواعظ الإمام جمال الدين عثمان بن مكي بن عثمان بن إبراهيم السعدي الشارعى عن بضع وسبعين سنة والمسند ضياء الدين محمد بن الحسن بن أبي عبد الله النعال البغدادي بمصر عن أربع وثمانين سنة والمسند صائن الدين محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن مغنين المتيجى الإسكندراني والقاضي كمال الدين محمد بن قاضى القضاة عبد الملك بن عيسى بن درباس المارانى المصري الشافعي عن ثلاث وثمانين سنة وزكى الدين مكي بن عبد الرزاق بن يحيى الزبيدي المقدسي ثم الدمشقي وسلطان الشام الناصر يوسف بن الملك العزيز محمد بن غازى في أسر هولا شهيدا (4/1451)
الأبار العلامة البليغ المنشىء الحافظ المحدث أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي ذكرته في الممتع
1152 - الرسعني الإمام المحدث الرحال الحافظ المفسر عالم الجزيرة عز الدين أبو محمد عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الجزري مولده برأس عين سنة تسع وثمانين وخمس مائة وسمع ببغداد من عبد العزيز بن منينا وطبقته وبدمشق من أبي اليمن الكندي وطبقته وببلده من أبي المجد القزويني وعنى بهذا العلم وجمع وصنف تفسيرا حسنا رأيته يروى فيه بأسانيده وصنف كتاب مقتل الشهيد الحسين عليه السلام وكان إماما متقنا ذا فنون وأدب (4/1452)
روى عنه ولده العدل شمس الدين محمد والدمياطي في معجمه وغير واحد وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي وتأخر عبد الغني بن عروة المأجن وكان قد سمع منه جزء الأنصاري كانت له حرمة وافرة عند الملك بدر الدين صاحب الموصل قرأت بخط الحافظ أحمد بن المجد قال عبد الرازق الرسعني حفظ المقنع لجدي وسمع بدمشق وغيرها من الكندي والخضر بن كامل وأبي القاسم بن الحرستاني وأبي الفتوح بن الجلاجلي وابن قدامة وببغداد من الداهري وعمر بن كرم قلت وسمع أيضا بحلب من الإفتخار عبد المطلب وقدم مرة دمشق رسولا فقرأ عليه جمال الدين محمد بن الصابوني جزءا وله شعر رائق ولي مشيخة دار الحديث بالموصل وكان من أوعية العلم والخير توفي في سنة أحدى وستين وست مائة وفيها توفي بدمشق الإمام فخر الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن رزمان الحنفي راوي نسخة وكيع والمسند أبو علي الحسن بن علي بن منتصر الفاسي ثم الإسكندراني الكتبي وشيخ الحرم الخطيب أبو الربيع سليمان بن خليل بن إبراهيم الكناني العسقلاني الأصل وكان مولده قبل موت جده لأمه عمر الميانشي المحدث قبيل الثمانين وخمس مائة والمفتي جمال الدين عبد الرحمن بن سالم بن يحيى الأنباري ثم الدمشقي الحنبلي وشيخ القراء تقي الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مرهف بن عبد الله بن يحيى الفاشري الشافعي في شوالها والمسند الكبير أثير الدين عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري القباني الناسخ عن ست وثمانين سنة (4/1453)
والمسند أبو الحسن علي بن إسماعيل بن طلحة المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي وشيخ القراء بقية السلف كمال الدين علي بن شجاع بن سالم العباسي المصري الضرير عن تسع وثمانين سنة وشيخ القراء سيف المناظرين علم الدين القاسم بن أحمد بن أبي السداد الأندلسي اللورقي بدمشق عن أربع وثمانين سنة أخبرنا محمود بن عقيل أنا عبد المؤمن الحافظ قال قرأت علي عبد الرزاق بن رزق الله بالموصل أنا محمد بن الحسين أنا محمد بن اسعد انا أبو محمد البغوي أنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا هشيم أنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد سمعت أبا ذر يقسم قسما إن هذه الآية هذان خصمان اختصموا في ربهم نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة وقع لنا هذا الحديث في ثاني المحامليات عاليا بأربع درجات ثنا محمود بن خداش ثنا هشيم بهذا أنشدني محمود بن أبي بكر الفقيه ثنا علي بن عبد العزيز قال أنشدنا عز الدين عبد الرازق بن رزق الله لنفسه ... حفظت لفظا عظيم الوعظ يوقظ من ... ظمأ لظي وشواظ الحظ والوسن ... من يكظم الغيظ يظفر بالظلال ومن ... يظعن على الظلم يظلل راكد السفن ... لا تنظر الظن والفظ الغليظ ولا ... تظهره ظهر ظهور تحظ بالإحن ... انظر تظاهر من لم ينتظر خلبت ... عظامه ظفر الظلماء والمحن ... فهذه أربع يا صاح قد حصرت ... ما في القران من الظاءات فامتحن (4/1454)
1153 - بن الحاجب الحافظ العالم المفيد علم الطلبة عز الدين أبو الفتح عمر بن محمد بن منصور الأميني الدمشقي سمع وقت وفاة بن ملاعب من هبة الله بن الخضر بن هبة الله بن طاوس وموسى بن عبد الله وموسى بن عبد القادر وابن أبي لقمة وطبقتهم بدمشق ومن الفتح بن عبد السلام وطبقته ببغداد ومن عبد القوي بن الحباب ونحوك بمصر وسمع بالإسكندرية وإربل والموصل وحلب والحرمين وكتب العالي والنازل وحصل الأصول وعمل المعجم عن ألف ومائة وثمانين شيخا وعمل معجم الأماكن التي سمع بها وبالغ في الطلب وعمل الأربعين المصافحات قال أبو محمد المنذري يقال إنه لم يبلغ أربعين سنة وكان فهما متيقظا محصلا جمع مجاميع وكانت له همة جيدة شرع في تصنيف تاريخ لدمشق مذيلا على تاريخ بن عساكر وذكره السيف بن المجد فقال خرجه خالي الضياء ثم طلب وسافر سمع منه الزكي البرزالي وأبو موسى الرعيني والجمال بن الصابوني وانتقى كثيرا على المشايخ قال بن المجد رأيت بن الحاجب حين قدم بغداد صام أول يوم قدمها لما قيل له الفتح باق وكان يصوم كثيرا يستعين به على الطلب أقام ببغداد أشهر الأوني ولا فتر كان يسمع ويكتب وكانوا يتعجبون منه ومن كثرة علمه قرأت بخط الحافظ الضياء توفي في ثامن عشر بن شعبان سنة ثلاثين (4/1455)
وست مائة صاحبنا الشاب الحافظ أبو حفص عمر بن الحاجب بدمشق ولم يبلغ الأربعين قال وكان دينا خيرا ثبتا متيقظا قد فهم وجمع قلت وممن سمع منه شيخه الحافظ إبراهيم الصيريفيني وكان حده الحاجب منصور بن مسرور حاجب صاحب بصري أمين الدولة وفيها توفي القاضي بهاء الدين إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد التنوخي المعمري ثم الدمشقي عن خمس وستين سنة والأجل شمس الدين إسماعيل بن سليمان بن ايداش الدمشقي الحنفي بن السلار عن ثمان وثمانين سنة عنده الصائن وبالقدس الزاهد العابد أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف الأوقي صاحب السلفي وببغداد المسند أبو محمد الحسن بن الأمير السيد علي بن مرتضى العلوي الحسيني صاحب بن ناصر والمسند صفي الدين أبو بكر بن عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن سالم بن محمد بن باقا البغدادي التاجر بمصر وله خمس وسبعون سنة والمسند أبو القاسم علي بن العلامة أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي البغدادي الناسخ عن ثمانين إلا سنة وخطيب بلد اوريولة من الأندلس أبو الحسن علي بن محمد بن يبقى الأنصاري وقد حج وسمع من السلفي والملك مظفر الدين كوكبري بن علي التركماني صاحب إربل عن إحدى وثمانين سنة والإمام المحدث المفيد أبو عبد الله محمد بن الحسن بن سالم بن سلام الدمشقي عن إحدى وعشرين سنة وكان قد حفظ علوم الحديث للحاكم وحدث عن بن ملاعب والمسند أبو بكر محمد بن عمر بن أبي بكر بن النحال البغدادي بن الخياط والأديب شاعر وقته أبو المحاسن محمد بن نصر الله بن غنين بدمشق والمسند أبو محمد المعافي بن إسماعيل بن أبي السنان الموصلي الشافعي والظهير أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن قاضي القضاة أبي عبد الله بن الدامغاني الحنفي الصوفي بحلب عن ثمان وسبعين سنة أخبرنا محمد بن علي الحافظ في كتابه أنا عمر بن محمد الحافظ أنا عبد السلام بن عبد الرحمن بن سكينة أنا محمود فورجه فذكر حديثا من جزء لوين ثم قرأت بخط بن الحاجب أن مولده في سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة وعاش سبعا وثلاثين سنة (4/1456)
1154 - الرعيني الحافظ الإمام المتقن أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد الله الأندلسي المالقي الرندي نشأ برندة سمع بمالقة أبا محمد بن القرطبي وأبا العباس بن الخيار وسمع بحضن اصطبة من إبراهيم بن علي الخولاني وحج وتوسع في الرحلة وسمع بدمشق من أبي محمد بن البن وطبقته فأكثر ذكره الأبار فقال كان ضابطا متقنا كتب الكثير ثم امتحن في صدره بأسر العدو فذهب أكثر ما جلب وولي خطابة مالقة أجاز لي مروياته مات في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وست مائة عن إحدى وخمسين سنة قال عمر بن الحاجب كان محدثا حافظا متفننا أديبا نبيلا ساكنا وقورا نزها وافر العقل محتاطا في النقل سألت الضياء الحافظ عنه فقال حبر عالم متيقظ ما في طلبة زمانه مثله وقال لي أبو عبد الله البرزالي ثقة ثبت حدثنا من (4/1457)
حفظه أنا إبراهيم بن علي أنا أبو مروان عبد الرحمن بن قزمان ثنا محمد بن فرج بن الطلاع فذكر حديثا من الموطأ وقال بن الزبير أنه أخذ بمكة عن يونس العصار وأقام بتلك البلاد نيفا وعشرين سنة ثم قدم وأخذ عنه جلة من كبار أصحابنا وكان ضابطا مفيدا متقنا عارفا بالرجال والأسانيد نقادا فاضلا ألف معجمه وألف كتابا في الصحابة وجلب كثير مما لم يكن وصل المغرب وكان قدومه في آخر سنة أحدى وثلاثين أخذ عنه بن فرتون بسبتة قدم لإمامة الجامع بمالقة فمرض قبل الشروع وتوفي وأخذ عنه أبو عبد الله الطنحالي وحميد الزاهد ووقفت على خطه بأخذه عن يوسن الهاشمي قلت وتوفي معه المسندون الثقات أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح بن حسين المخزومي المصري المعدل بدمشق وأبو عبد الله محمد بن عماد بن محمد بن الحسين الخزرجي الحراني التاجر بالإسكندرية والقاضي شرف الدين علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن حبان التجيبي المحلي وأبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن رشيد البزاز البغدادي والمقريء تقي الدين علي بن المبارك بن باسويه الواسطي الشافعي بدمشق وشيخ الشيوخ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن عمويه البكري السهروردي عن ثلاث وتسعين سنة والشيخ وجيه الدين محمد بن أبي غالب بن زهير بن محمد الأصبهاني شعرانة صاحب أبي الوقت والإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد المديني راوي جزء مأمون وسيف الدولة محمد بن غسان بن عاقل بن نجاد الأنصاري بدمشق عن ثمانين سنة وأبو الوفاء محمود بن إبراهيم بن سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن الحافظ أبي عبد الله بن منده العبدي بأصبهان تحت السيف في أمم لا يحصون فمنهم أبو الفتوح محمد بن محمد بن أبي المعالي الوثابي الأصبهاني عن ثمان وسبعين سنة وابوالقاسم جامع بن إسماعيل بن غانم الصوفي المعروف بياله وفيها توفي قاضي القضاة بحلب الإمام العلامة بهاء الدين يوسف بن رافع بن تميم بن شداد الأسدي الشافعي عن ثلاث وتسعين سنة (4/1458)
1155 - بن الجوهري المحدث الحافظ الرحال مفيد الشام شرف الدين أبو العباس أحمد بن محمود بن إبراهيم بن نبهان الدمشقي سمع من أبي المجد القزويني والمسلم بن أحمد المازني وطبقتهما بدمشق وببغداد من عمر بن كرم ومحمد بن أحمد القطيعي وطبقتهما وبالثغر بن الصفراوي وطبقته وجلب معه الشيخ أبا الفضل جعفر بن علي الهمداني وأكثر بجلب عن بن خليل وكتب مالا يوصف كثرة واستنسخ وأنفق ميراثه في طلب هذا الشأن وكان صدوقا متقنا نبيها غزير الإفادة نظيف الأجزاء وكان قليل الضبظ انتفعنا بأجزائه أدركه الأجل قبل محل الرواية وما أراه حدث بشيء توفي في صفر سنة ثلاث وأربعين وست مائة المشهورة بسنة الخوارزمية
1156 - بن الكماد الحافظ الحجة الواعظ القدوة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هارون السبتي محدث المغرب مولده في حدود الثمانين وخمس مائة سمع أبا عبد الله التجيبي وأبا الحجاج بن الشيخ وأبا ذر الخشني وطبقتهم قرأت في تاريخ الحافظ بن الزبير قال وأبو إسحاق احفظ من لقيته لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ولقد ذكر لي شيخنا أبو الخطاب بن خليل على جلالته وسنه أنه لم يلق أحدا احفظ من بن الكماد كان في حفظ الحديث آية من الآيات قال بن الذهبي يعني المتون قال ولما قدم الأندلس الواعظ أبو نعيم بن راضية قافلا من المشرق مرتكبا في وعظه طرائق تحلينية يركبها على أبيات رقاق أرق من النسيبم ويقرأ بين يديه قراء قد أحكم تدريبهم فاستجابت العامة له فلما وعظ بإشبيلية وبها بن الكماد أنكر ذلك وأبدأ فيه وأعاد وحمله ذلك على أن وعظ على المنبر على سنن السلف وفعله إلى أن مات فحضرت مجالسه وسمعته يسرد أحاديث ويتبعها بفقه وبيان لما يعرض فيها ويورد من الخلاف ما يلائم الحال وكان عيشه من نفقة الإخوان وهداياهم توفي سنة ثلاث وستين وست مائة وقال في صلة الصلة كان أحفظ أهل زمانه للحديث واذكرهم للتاريخ والرجال والجرح والتعديل يقوم على الكتب الخمسة قياما حسنا ويتكلم على أسانيدها ومتونها ويستوفي خلاف الفقهاء ويميل إلى الطائفتين وكان فيه إقدام على تغيير المنكر قلت من محفوظاته سنن أبي داود روى عنه أبو جعفر بن الزبير وأبو إسحاق الغافقي وغيرهما وتوفي معه زين الدين خالد وقد مر (4/1459)
1157 - أبو شامة الإمام الحافظ العلامة المجتهد ذو الفنون شهاب الدين أبو القاسم (4/1460)
عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان المقدسي ثم الدمشقي الشافعي المقرئ النحوي مولده سنة تسع وتسعين وخمس مائة وكمل القراءات وهو حدث علي الشيخ علم الدين السخاوي وسمع الصحيح من داود بن ملاعب وأحمد بن عبد الله السلمي وسمع مسند الشافعي من الشيخ موفق الدين المقدسي وسمع بالإسكندرية من عيسى بن عبد العزيز المقرئ وحبب إليه طلب الحديث سنة بضع وثلاثين فسمع أولا من كريمة وأبي إسحاق بن الخشوعي وطائفة وأتقن علم اللسان وبرع في القراءات وعمل شرحا نفيسا للشاطبية واختصر تاريخ دمشق مرتين وله كتاب الروضتين في أخبار الدولتين وكتاب الذيل عليهما وتصانيفه كثيرة مفيدة ولي مشيخة إقراء بالتربة الأشرفية ومشيخة الحديث بالدار الأشرفية روى عنه الشيخ أحمد اللبان وبرهان الدين الإسكندراني وشرف الدين الفراوي الخطيب وشهاب الدين الكفري وعلي بن المهيار وولده أبو الهدي أحمد وكان مع براعته في العلوم متواضعا تاركا للتكلف ثقة في النقل كان فوق حاجبه الأيسر شامة كبيرة توفي في تاسع عشر رمضان سنة خمس وستين وست مائة رحمه الله تعالى وفيها توفي الإمام كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر النابلسي الشافعي خطيب دمشق عن ست وثمانين سنة والقدوة الزاهد أبو محمد إسماعيل بن محمد بن أبي بكر الكوراني وقاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي والمفتي تاج الدين علي بن أبي عباس أحمد بن علي بن القسطلاني والشيخ ضياء الدين يوسف بن عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي بن خطيب بيت الآبار عن أربع وثمانين سنة والشيخ شمس الدين يوسف بن مكتوم بن أحمد التفيسي الحوراني ثم الدمشقي عن إحدى وثمانين سنة أخبرنا علي بن يوسف المصري أنا عبد الرحمن بن إسماعيل الفقيه سنة خمس وستين وست مائة ح وأنا محمد بن علي الواسطي قالا أنا أبو محمد بن قدامة أنا المبارك بن محمد وأبو الفتح بن البطي قالا وأنا نصر بن أحمد وأنا أبو محمد البيع ثنا أبو عبد الله المحاملي ثنا محمد بن عمرو الباهلي ثنا ضمرة ثنا حميد عن أنس قال ما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم من سفر فرأى جدر المدينة فكان على دابة إلا حركها تباشرا بالمدينة إسناده قوي (4/1461)
1158 - النابلسي الإمام الحافظ الأديب مفيد الطلبة شرف الدين أبو المظفر يوسف بن الحسن بن بدر بن الحسن بن مفرج النابلسي الدمشقي الشافعي ولد سنة ثلاث وست مائة وأجاز له من العراق أبو الفتح المندائي وأبو حفص بن طبرزد وجماعة وطائفة وسمع الكثير من بن البن وأبي المجد والمجد القزويني وأبي القاسم بن صصري وزين الأمناء ونحوهم وببغداد من عبد السلام الزهري وعمر بن كرم وابن القطيعي وطبقتهم وبحلب ومصر وكتب الكثير وجمع وصنف وخطه طريقة حلوة معروفة خرج لنفسه الموافقات روى لنا عنه بن أبي الفتح كتاب شمائل الزهاد لابن عقيل روى عنه الدمياطي (4/1462)
والنجم بن الخباز وأبو الحسن بن العطار وأبو الحسن بن البصير وطائفة وقرأ عليه جملة كثيرة المحدث أبو إسحاق بن الكيال وكان ثقة حافظا متيقظا حسن المذاكرة مشهورا بالحديث حسن الديانة رضي الأخلاق له نظم رائق كثير ولي مشيخة دار الحديث النورية توفي في المحرم سنة إحدى وسبعين وست مائة وفيها توفي أبو البركات أحمد بن عبد الله بن محمد بن النحاس الأنصاري الإسكندراني عن بضع وثمانين سنة والمحدث المفيد كمال الدين أحمد بن أبي الفضائل بن أبي المجد الحموي بن الدخميسي بالهند والعلامة تاج الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن العماد محمد بن يونس الموصلي صاحب التعجيز والخطيب المسند أبو الفتح عبد الهادي بن عبد الكريم بن علي القيسي المصري خطيب جامع المقياس ومفتي بغداذ كمال الدين علي بن محمد بن محمد بن محمد بن وضاح الحنبلي وفقيه المغرب العلامة أبو الحسن علي المتيوي المالكي والمحدث الرحال شمس الدين محمد بن عبد المنعم بن عماد بن هامل الحراني بدمشق عن ثمان وستين سنة وخطيب بيت الآبار موفق الدين محمد بن الخطيب عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي أخبرنا علي بن إبراهيم الشافعي أنا يوسف بن حسن الحافظ أنا عمر بن كرم أنا نصر بن نصر ح وأخبرنا أبو المعالي القرافي أنا عبد الله بن محمد القلانسي بشيراز أنا عبد العزيز بن محمد قالا أنا رزق الله بن عبد الوهاب التميمي أنا أبو عمر بن مهدي أنا محمد بن مخلد أنا محمد بن عثمان أنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن شريك بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل قال من عادي لي وليا فقد آذنني بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا احببته كنت سمعه الذين يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فلئن سألني عبدي لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددى عن نفس المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه أخرجه البخاري عن محمد بن عثمان بن كرامة فوافقناه وهو من أغرب شيء في الصحيح ما اتى به سوى بن كرامة رواه عنه أيضا القاضي المحاملي وأبو العباس السراج (4/1463)
1159 - بن الصابوني الإمام المحدث الحافظ مفيد الطلبة جمال الدين أبو حامد محمد بن الشيخ علم الدين علي بن محمود بن أحمد بن الصابوني المحمودي شيخ الدار النورية ولد سنة أربع وست مائة سمع من القاضي أبي القاسم بن الحرستاني وأبي البركات بن ملاعب وأبي عبد الله بن البناء الصوفي وأبو المحاسن بن السيد ثم طلب الحديث وبالغ وكتب وجمع وخرج فأخذ عن بن البن وابن صصري والموفق عبد اللطيف وابن باقا وعلي بن رحال وعلي بن الجمل وطبقتهم وخرج لغير واحد وكان صحيح النقل مليح الخط له مجلد مفيد في المؤتلف والمختلف ذيل به علي بن نقطة وليس هو بالبارع في هذا الشأن ثم إنه قبل موته بسنة (4/1464)
أو سنتين تغير ثم اختلط على ما بلغني قال شيخنا بن أبي الفتح اختلط قبل أن يموت بسنة وكان من كبار العدول روى عنه الدمياطي والمزى والبرزالى وقاضى القظاة بن صصرى وأبو الحسن بن العطار وأبو إسحاق الذهبي وطائفة سواهم وأجاز لي مروياته في سنة ثلاث وسبعين أنبأنا محمد بن علي انا عبد الصمد بن محمد انا طاهر بن سهل سنة خمس وعشرين وخمس مائة انا محمد بن مكي انا علي بن محمد الحلبي ثنا محمد بن إبراهيم بن نيروز ثنا محمد بن المثنى ثنا يحيى بن زكريا الطائي ثنا شعيب بن الحبحاب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة تفرد به الطائي ولا اعرفه توفى في نصف ذي القعدة سنة ثمانين وست مائة ودفن بسفح قاسيون وفيها توفى شيخ زمانه بالموصل الإمام القدوة موفق الدين احمد بن يوسف بن حسن الشيباني الكواشى المفسر عن تسعين سنة وشيخ الأندلس الخطيب أبو جعفر احمد بن علي بن الطباع الغرناطي المقرىء وقد قارب الثمانين والمسند امين الدين القاسم بن أبي بكر بن غنيمة الإربلى راوي الصحيح والمسند كمال الدين عبد الرحيم بن عبد الملك المقدسي عن بضع وثمانين سنة وقاضى القضاة تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين العامري بن الحموي وقاضى القضاة نجم الدين أبو بكر محمد بن احمد بن يحيى بن هبة الله بن سنى الدولة الدمشقي ومسند العراق شهاب الدين محمد بن يعقوب بن أبي الدثنة عن إحدى وتسعين سنة ومسند دمشق محي الدين أبو الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن علان القيسي الكاتب عن ست وثمانين سنة وانقرض في هذا الحين عدة من المحدثين بمصر ودمشق وغيرهما ممن كان لهم طلب وتحصيل في الجملة وقد ذكرتهم في تاريخ الإسلام وبالله أتأيد (4/1465)
تمت الطبقة التاسعة عشرة (4/1466)
( الطبقة العشرون )
وفيها عشرة رجال
1160 - بن العمادية الإمام الحافظ المفيد الرحال وجيه الدين أبو المظفر منصور بن سليم بن منصور بن فتوح الهمداني الإسكندراني الشافعي محتسب الثغر ولد سنة سبع وست مائة وسمع من محمد بن عماد والصفراوي وجعفر الهمداني وطبقتهم وفي الرحلة من بن روزبه والقطيعي وابن الخازن وطبقتهم وبمصر من على بن مختار وبابته وبدمشق من مكرم وبحماة من بن رواحة وبحلب من يعيش النحوي وبحران من حمد بن صديق وبمكة من بن النعمان التبريزي وصنف المعجم والأربعين البلدانية وتاريخ بلده في مجلدين وغير ذلك وعني بالحديث وفنونه ورجاله وبالفقه وكان موصوفا بالديانة والثقة والمروءة وكان محسنا إلى الرحالة لين الجانب كتب عنه الدمياطي وعز الدين الحسيني والقاضي سعد الدين الحارثي وغيرهم ولم يخلف بعده في الثغر مثله سمعت من أخويه لأمه أبي القاسم و وجهية (4/1467)
أخبرنا علي بن عبد المحسن الهاشمي في كتابه أنا منصور بن سليم الحافظ بقراءتي أنا علي بن أبي الفخار أنا أحمد بن مقرب انا طراد ثنا هلال انا الحسين بن يحيى ثنا أحمد بن المقدام ثنا خالد بن الحارث ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري أن وفد عبد قيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا يا رسول الله إنا حي من ربيعة وبيننا وبينك كفار مضر ولا نقدر عليك إلا في الشهر الحرام الحديث رواه مسلم من حديث أبي سعيد توفي في الحادي والعشرين من شوال سنة سبع وسبعين وست مائة وفيها توفي المحدث أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الغني بن النشو القرشي الدمشقي عن خمس وستين سنة والمحدث الصاحب شرف الدين إسماعيل بن أحمد بن علي الشيباني الآمدي المعروف بابن التيتي مؤلف تاريخ آمد وشيخ القراء رشيد الدين أبو بكر بن أبي الدر المكيني الدمشقي والفقيه زهير بن عمر بن زهير الحنبلي بزرع عن خمس وثمانين سنة وشيخ الحنفية قاضي القضاة شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي عن ثمان وسبعين سنة والأجل نجم الدين علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن هبة الله بن الشيرازي أحد رواة المسند عن حنبل والفخر عثمان بن محمد بن الحاجب منصور الأميني بمصر سمع أخوه من هبة الله بن طاوس وخلق والشيخ تقي الدين عمر بن يعقوب بن عثمان الإربلي الذهبي الصوفي والعلامة الأوحد أبو الحسين محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري الأندلسي قاضي غرناطة والشيخ شرف الدين نصر بن عبد المنعم بن حواري التنوخي الدمشقي الحنفي رحمة الله عليهم كتب إلى عمر بن محمد العتبي أنا بن العمادية بالأربعين البلدانية قراءة أنا أبو بكر بن علي العدل بجدة أنا محمد بن عبد العزيز الخطيب أنا الحافظ أبو محمد المصري ح وأنبأنا يحيى بن أبي منصور قالا أنا زيد بن الحسن أنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو إسحاق البرمكي أنا بن ماسي ثنا الكجي ثنا الأنصاري حدثني حميد عن أنس أن الربيع عمته لطمت جارية فكسرت سنها فأمرهم النبي صلى الله عليه و سلم بالقصاص (4/1468)
1161 - بن الساعي الإمام المؤرخ البارع تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله البغدادي خازن كتب المستنصرية وصاحب التصانيف صحب بن النجار وسمع من جماعة وذيل على الكامل لابن الأثير وعمل تاريخا لشعراء زمانه ومناقب الخلفاء وتاريخ الوزراء وتاريخ نساء الخلفاء وسيرة الخليفة الناصر وغير ذلك وكان يحصل له من الدولة ذهب جيد على عمل هذه التواليف وعمر واشتهر اسمه وعاش اثنتين وثمانين سنة ومات في رمضان سنة أربع وسبعين وست مائة وما هو من إحلاس الحديث بل عداده في الإخباريين وقد طول الظهير الكازروني ترجمته وسرد تصانيفه وهي كثيرة وذكر أنه لبس من السهروردي رحمه الله وفيها توفي المؤرخ سعد الدين بن تاج الدين عبد الله بن عمر بن علي بن الشيخ الزاهد محمد بن حمويه الحموي ثم الدمشقي الصوفي وله اثنان وثمانون عاما ومسند وقته أبو الفتح عثمان بن هبة الله بن عبد الرحمن بن مكي بن أبي الطاهر بن عوف الزهري المالكي بالإسكندرية وهو خاتمة أصحاب بن موقا والمفتي الزاهد ظهير الدين محمود بن عبيد الله بن أحمد الزنجاني الصوفي بدمشق وله سبع وسبعون سنة والمحدث الإمام مكين الدين أبو الحسن بن عبد العظيم بن أبي الحسن بن أحمد المصري المعروف بابن الحصني عن أربع وسبعين سنة رحمة الله عليهم (4/1469)
1162 - النواوي الإمام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي صاحب التصانيف النافعة مولده في المحرم سنة إحدى وثلاثين وست مائة وقدم دمشق سنة تسع وأربعين فسكن في الرواحية يتناول خبز المدرسة فحفظ التنبيه في أربعة أشهر ونصف وقرأ ربع المهذب حفظا في باقي السنة على شيخه الكمال إسحاق بن أحمد ثم حج مع أبيه وأقام بالمدينة النبوية شهرا ونصفا ومرض أكثر الطريق فذكر شيخنا أبو الحسن بن العطار أن الشيخ محي الدين ذكر له أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درسا على مشايخه شرحا وتصحيحا درسين في الوسيط ودرسا في المهذب ودرسا في الجمع بين الصحيحين ودرسا في صحيح مسلم ودرسا في اللمع لابن جني ودرسا في إصلاح المنطق ودرسا في التصريف ودرسا في أصول الفقه ودرسا في أسماء الرجال ودرسا في أصول الدين قال وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل ووضوح عبارة وظبط لغة وبارك الله تعالى في وقتي وخطر لي أن أشتغل في الطب واشتريت كتاب القانون فأظلم قلبي وبقيت أياما لا أقدر على الاشتغال فأفقت على نفسي وبعت القانون فأنار قلبي (4/1470)
قلت سمع من الرضى بن البرهان وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنصاري وزين الدين بن عبد الدائم وعماد الدين عبد الكريم بن الحرستاني وزين الدين خالد بن يوسف وتقي الدين بن أبي اليسر وجمال الدين بن الصيرفي وشمس الدين بن أبي عمر وطبقتهم وسمع الكتب الستة والمسند والموطأ وشرح السنة للبغوي وسنن الدارقطني وأشياء كثيرة وقرأ الكمال للحافظ عبد الغني علي الزين خالد وشرح في أحاديث الصحيحين على المحدث أبي إسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي وأخذ الأصول علي القاضي التفليسي وتفقه على الكمال إسحاق المغربي وشمس الدين عبد الرحمن بن نوح وعز الدين عمر بن سعد الإربلي والكمال سلار الإربلي وقرأ النحو على الشيخ أحمد المصري وغيره وقرأ علي بن مالك كتابا من تصنيفه ولازم الاشتغال والتصنيف ونشر العلم والعبادة والأوراد والصيام والذكر والصبر على العيش الخشن في المأكل والملبس ملازمة كلية لا مزيد عليها ملبسه ثوب خام وعمامته شبختانية صغيرة تخرج به جماعة من العلماء منهم الخطيب صدر الدين سليمان الجعفري وشهاب الدين أحمد بن جعوان وشهاب الدين الأربدي وعلاء الدين بن العطار وحدث عنه بن أبي الفتح والمزي وابن العطار أخبرنا علي بن إبراهيم ثنا يحيى بن شرف الفقيه أنا خالد بن يوسف ح وأجازت لي ست العرب بنت يحيى قالا أنا أبو اليمن الكندي أنا المبارك بن الحسين أنا علي بن أحمد أنا محمد بن عبد الرحمن أنا عبد الله ثنا شيبان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من طلب الشهادة صادقا من قلبه أعطيها ولو لم تصبه أخرجه مسلم عن شيبان (4/1471)
قال بن العطار ذكر لي شيخنا رحمه الله تعالى أنه كان لا يضيع له وقتالا في ليل ولا في نهار إلا في اشتغال حتى في الطرق وأنه دام على هذا ست سنين ثم أخذ في التصنيف والإفادة والنصيحة وقال الحق قلت مع ما هو عليه من المجاهدة بنفسه والعمل بدقائق الورع والمراقبة وتصفية النفس من الشوائب ومحقها من أغراضها كان حافظا للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعليله رأسا في معرفة المذهب قال شيخنا الرشيد بن المعلم عذلت الشيخ محي الدين في عدم دخوله الحمام وتضييق العيش في مأكله وملبسه وأحواله وخوفته من مرض يعطله عن الاشتغال فقال إن فلانا صام وعبد الله حتى اخضر جلده وكان يمنع من أكل الفواكه والخيار ويقول أخاف أن يرطب جسمي ويجلب النوم وكان يأكل في اليوم والليلة أكلة ويشرب شربة واحدة عند السحر قال بن العطار كلمته في الفاكهة فقال دمشق كثيرة الأوقاف وإملاك من تحت الحجر والتصرف لهم لا يجوز إلا على وجه الغبطة لهم ثم المعاملة فيها على وجه المساقاة وفيها خلاف فكيف تطيب نفسي بأكل ذلك وقد جمع بن العطار سيرته في ست كراريس فمن تصانيفه شرح صحيح مسلم ورياض الصالحين والأذكار والأربعين والإرشاد في علوم الحديث والتقريب مختصرة وكتاب المبهمات وتحرير الألفاظ للتنبيه والعمدة في تصحيح التنبيه والإيضاح في المناسك مجلد وله ثلاثة مناسك سوه والتبيان في آداب حملة القرآن وفتاواه مجموعة في مجيليد والروضة أربعة أسفار وشرح المهذب إلى باب المصراة في أربع مجلدات وشرح قطعة من البخاري وقطعة من الوسيط وعمل قطعة من الأحكام وجملة كثيرة من الأسماء واللغات ومسودة (4/1472)
في طبقات الفقهاء ومن التحقيق في الفقه إلى باب صلاة المسافر وكان لا يقبل من أحد شيئا إلا في النادر ممن لا يشتغل عليه أهدى له فقير إبريقا فقبله وعزم عليه الشيخ برهان الدين الإسكندراني أن يفطر عنده فقال احضر الطعام إلى هنا ونفطر جملة فأكل من ذلك وكان لونين وربما جمع الشيخ بعض الأوقات بين إدامين وكان يواجه الملوك والظلمة بالإنكار ويكتب إليهم ويخوفهم بالله تعالى كتب مرة من عبد الله يحيى النواوي سلام الله ورحمته وبركاته على المولى المحسن ملك الأمراء بدر الدين أدام الله الخيرات وتولاه بالحسنات وبلغه من خيرات الدنيا والآخرة كل آماله وبارك له في جميع أحواله آمين وينهى إلى العلوم الشريفة أن أهل الشام في ضيق وضعف حال بسبب قلة الأمطار وذكر فصلا طويلا وفي طي ذلك ورقة إلى الملك الظاهر فرد جوابها ردا عنيفا مؤلما فتنكدت خواطر الجماعة وله غير رسالة إلى الملك الظاهر في الأمر بالمعروف وكان شيخنا بن فرح يشرح على الشيخ في الحديث فقال نوبة الشيخ محي الدين قد صار إلى ثلاث مراتب كل مرتبة لو كانت لشخص لشدت إليه الرحال العلم والزهد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سافر الشيخ فزار بيت المقدس وعاد إلى نوى فمرض عند والده فحضرته المنية فانتقل إلى رحمة الله في الرابع والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وست مائة وقبره ظاهر يزار أرخه الشيخ قطب الدين اليونيني وقال كان أوحد زمانه في العلم والورع والعبادة والتقلل وخشونة العيش واقف الملك الظاهر بدار العدل غير مرة فحك عن الملك الظاهر أنه قال أنا افزع منه ولي مشيخة دار الحديث قلت وليها سنة خمس وستين بعد أبي شامة إلى أن مات وقال الشيخ شمس الدين بن الفخر الحنبلي كان إماما بارعا حافظا متقنا أتقن علوما جمة وصنف التصانيف الجمة وكان شديد الورع والزهد تاركا لجميع الرغائب من المأكول إلا ما يأتيه به أبوه من كعك وتين وكان يلبس الثياب الردثة المرقعة ولا يدخل الحمام وترك الفواكه جميعا ولم يتناول من الجهات درهما رحمه الله تعالى وفيها توفي شيخ القراء كمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس التيمي الإسكندراني الدمشقي عن ثمانين سنة والإمام المسند زكي الدين زكي بن حسن بن عمر البيلقاني المتكلم باليمن وشيخ الأئمة المقرئ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش البغدادي الحنبلي والواعظ البارع نجم الدين علي بن علي بن اسفنديار بن موفق الدين البغدادي بدمشق عاش ستين سنة والشيخ شمس الدين قاضي القضاة أبو بكر محمد بن العماد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي بمصر عن أربع وسبعين سنة رحمة الله عليهم (4/1473)
1163 - المحب الإمام المحدث المفتي فقيه الحرم محب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري ثم المكي الشافعي مصنف الأحكام الكبرى ولد سنة خمس عشرة وسمع من أبي الحسن بن المقير وابن الجميزي وشعيب الزعفراني وعبد الرحمن بن أبي حرمي وجماعة وتفقه ودرس وأفتى وصنف وكان شيخ الشافعية ومحدث الحجاز روى عنه الدمياطي من نظمه وأبو الحسن بن العطار وأبو محمد بن البرزالي وآخرون وكان إماما صالحا زاهد كبير الشأن روى عنه أيضا ولده قاضي مكة جمال الدين محمد وحفيده الإمام مجد الدين قاضي مكة وكتب إلي بمروياته توفي في جمادي الآخرة سنة أربع وسبعين وست مائة وفيها توفي الإمام الكبير عز الدين أحمد بن إبراهيم بن عمر المصطفوي الفاروثي بواسط وشيخ الشافعية شرف الدين أحمد بن أحمد المقدسي خطيب دمشق والصدر المؤرخ عز الدين محفوظ بن معتوق بن البزودي عن بضع وستين سنة وشيخ منين أبو الرجال بن مرىء الزاهد والمسند أبو الفهم بن أحمد السلمي والصدر نجم الدين أبو بكر محمد بن عياش التميمي الجوهري ودفن بمدرسته رحمة الله عليهم أنبأنا أحمد بن عبد الله الفقيه أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن بختيار بن المندائي بالمسجد الحرام أنا الحسن بن علي بن السوادي أنا الطريثيثي إجازة أنا داعي بن مهدي إجازة أنا عبد الرحمن بن محمد الإستراباذي أنا أبو أحمد القطان ثنا جعفر بن أحمد بن بيان ثنا عثمان بن عيسى الطباع ثنا طلحة بن زيد عن زرارة بن أعين عن جابر الجعفي عن محمد بن علي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل الطين يورث النفاق هذا الحديث ليس بصحيح يشبه أن يكون موضوعا تداوله قوم ليسوا بثقات (4/1474)
1164 - الأبيوردي الإمام المحدث الحافظ المفيد زين الدين أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي بكر الأبيوردي الصوفي الشافعي نزيل القاهرة ولد سنة إحدى وست مائة ظنا وطلب الحديث في كهولته فسمع من كريمة الزبيرية والسخاوي والضياء الحافظ وطبقتهم وأصحاب السلفي وابن عساكر ثم نزل إلى أصحاب البوصيري والخشوعي ثم نزل إلى تصحاب بن باقا وابن الزبيدي وكتب الكثير وتعب وسود المعجم وقلما روى عوضه الله بالعفو والمغفرة قال الشريف في الوفيات كان حريصا على التحصيل صابرا على كلف الإستفادة سمعت منه وكان من أهل الدين والصلاح والعفاف وله فهم وفيه تيقظ خرج معجمه ووقف أجزاءه وكتبه وتوفي في حادي عشر جمادي الأولى سنة سبع وستين وست مائة قلت روى عنه الدمياطي بيتين من نظمه وقال توفي بخانقاه سعيد السعداء وفيها توفي الإمام الزاهد تقي الدين أحمد بن عبد الواحد بن مري الحوراني بالمدينة النبوية عن أربع وثمانين سنة والمسند زين الدين إسماعيل بن عبد القوي بن عزون الأنصاري والإمام مجد الدين عبد المجيد بن أبي الفرج الروذراوري اللغوي بدمشق وشيخ الصعيد الإمام مجد الدين علي بن وهب بن مطيع القشيري المالكي بن دقيق العيد عن خمس وثمانين سنة وشيخ الشافعية بمصر نصير الدين أبو البركات المبارك بن يحيى بن الطباخ المصري عن ثمانين سنة ومدرس الحنبلية بدمشق الشيخ تاج الدين مظفر بن عبد الكريم بن نجم بن الحنبلي رحمة الله عليهم أجمعين (4/1475)
1165 - الإسعردي الإمام المحدث الحافظ مفيد القاهرة تقي الدين أبو القاسم عبيد بن محمد بن عباس بن محمد مولده باسعرد سنة اثنتين وعشرين وست مائة وتحول إلى مصر مع والده فسمع من علي بن مختار العامري والحسن بن دينار الصائغ ويوسف بن المجتلي وابن المقير وابن رواح وعدة وهبة الله بن محمد بن المقدسي وحمزة الغزال والسبط بالإسكندرية والرشيد بن مسلمة وطائفة بدمشق كتب الكثير وبرع في التخريج وأسماء الرجال والعالي والموافقة وانتخب لجماعة طالعت من عمله مشيخة القاضي بن الخويي وانتخبت من ذلك أشياء مفيدة وكان ثقة صالحا كان شيخنا بن الظاهري يثني عليه ويقدمه على سائر الطلبة سمع منه بن الظاهري وابنه عثمان والحارثي وابنه الإمام شمس الدين والمزي والحلبي والبرزالي واليعمري وابن سامة توفي في شعبان سنة اثنتين وتسعين وست مائة وله سبعون سنة وفيها توفي المسند كمال الدين أحمد بن محمد عبد القادر بن النصبي الحلبي بها وشيخ القراء جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن داود بن ظافر العسقلاني الفاضلي بدمشق عن سبعين سنة والإمام القدوة مسند الوقت تقي الدين إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي الصالحي الحنبلي والشيخ الزاهد إبراهيم بن الشيخ عبد الله بن يونس الأرمني ثم الصالحي والصاحب المنشيء محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر الجذامي الكاتب وشيخ القراء بالثغر مكين الدين أبو محمد عبد الله بن منصور بن علي اللخمي المعروف بالأسمر وراوي جامع أبي عيسى أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ترجم بن حازم المازني المصري وله تسعون عاما والقاضي عز الدين أبو الفتح عمر بن محمد بن الشيخ الأستاذ أبي محمد بن علوان الأسدي الحلبي وله إحدى وسبعون سنة والمعمر ناصر الدين علي بن محمود بن قرقين ببعلبك عن اثنتين وتسعين سنة والمسند سيف الدين علي بن الرضي عبد الرحمن بن محمد الحنبلي الصالحي عن خمس وسبعين سنة (4/1476)
1166 - الدمياطي شيخنا الإمام العلامة الحافظ الحجة الفقيه النسابة شيخ المحدثين شرف الدين (4/1477)
أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن التوني الدمياطي الشافعي صاحب التصانيف مولده في آخره سنة ثلاث عشرة وست مائة وتفقه بدمياط وبرع ثم طلب الحديث فارتحل إلى الإسكندرية فسمع بها من علي بن زيد النسارسي وظافر بن شحم ومنصور بن الدباغ وعدة وبمصر من بن المقير وعلي بن مختار ويوسف بن المجتلي وطبقتهم وببغداد من أبي نصر بن العليق وإبراهيم بن الخير وخلق وبحلب من أبي القاسم بن رواحة وطائفة وحمل عن بن خليل حمل دابة كتبا وأجزاءا وسمع بحماة من صفية القرشية وبماردين من عبد الخالق النشتبري وبحران من عيسى الحناط وكتب العالي والنازل وجمع فأوعى وسكن دمشق فأكثر بها عن بن مسلمة وغيره ومعجم شيوخه يبلغون ألفا وثلاث مائة إنسان وكان صادقا حافظا متقنا جيد العربية غزير اللغة واسع الفقه رأسا في علم النسب دينا كيسا متواضعا بساما محببا إلى الطلبة مليح الصورة نقي الشيبة كبير القدر سمعت منه عدة أجزاء منها السراجيات الخمسة وكتاب الخيل له وكتاب الصلاة الوسطى له سمعت أبا الحجاج الحافظ وما رأيت أحدا أحفظ منه لهذا الشأن يقول ما رأيت في الحديث احفظ من الدمياطي وقد حدثنا أبو الحسين اليونيني في مشيخته عن الدمياطي وقاضي القضاة علم الدين بن الأخنائي وقاضي القضاة علاء الدين علي القونوي والمحدث أبو الثناء المنبجي وممن يروي عنه الإمام أبو حيان الأندلسي والإمام أبو الفتح اليعمري والإمام علم الدين البرزالي والإمام قطب الدين عبد الكريم والإمام فخر الدين النويري والإمام تقي الدين السبكي رحمة الله عليهم أجمعين توفي فجأة بعد أن قرئ عليه الحديث فأصعد إلى بيته مغشيا عليه فتوفي في ذي القعدة سنة خمس وسبع مائة وكانت جنازته مشهودة ومن علومه القراءات السبع تلا بها على الكمال العباسي الضرير وفيها توفي مفتي البلاد الحلبية قاضي القضاة شمس الدين محمد بن محمد بن بهرام الدمشقي الشافعي عن ثمانين سنة ومسند الإسكندرية المعمر المقرئ الأوحد شرف الدين أبو الحسين يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن الصواف الجذامي المالكي في شعبان عن ست وتسعين سنة وشيخ القراء بحماة بدر الدين محمد بن أيوب التأذفي الحلبي الحنفي صاحب أبي عبد الله الفاسي عن سبع وسبعين سنة وخطيب دمشق ومحدثها ونحويها ومقرئها شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفراوي الشافعي عن خمس وسبعين سنة ومحدث حمص القاضي بدر الدين محمد بن مسعود بن أيوب الحلبي التوزي ومسندة مصر أم عبد الله زينب بنت سليمان بن إبراهيم بن رحمة الإسعردية عن بضع وثمانين سنة أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ أنا علي بن أبي الفتح وعلي بن أبي الفضائل وأبو القاسم بن أبي علي وابن أبي حمزة وأبو محمد بن أبي المنصور قالوا أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا القاسم بن الفضل أنا علي بن محمد الفقيه أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني ثنا محمد بن مسلم بن وارة حدثني عاصم بن يزيد العمري ثنا عبد الله بن عبد العزيز سمعت بن شهاب يحدث عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تحضر الملائكة من اللهو شيئا إلا ثلاثة لهو الرجل مع امرأته وإجراء الخيل والنضال عبد الله هو الليثي مدني ضعفه أبو حاتم (4/1478)
1167 - بن الظاهري شيخنا الإمام المحدث الحافظ الزاهد مفيد الجماعة جمال الدين أبو العباس (4/1479)
أحمد بن محمد بن عبد الله بن قيماز الحلبي مولى الملك الظاهر غازي بن يوسف مولده في شوال سنة ست وعشرين وست مائة بحلب سمع من بن اللتي والإربلي وكريمة وابن رواحة وابن يعيش وصفية الحموية والضياء المقدسي وشعيب الزعفراني ويوسف الساوي والنشتبري وخلق كثير بحلب ودمشق والحرمين ومصر وماردين وحران والإسكندرية وحمص وجمع اربعي البلدان وكتب شيئا كثيرا وخرج لجماعة كثيرة سمع أولاده منه وأصحابه وله إجازة من زكريا العلبي وابن روزبه وإسماعيل بن باتكين وطبقتهم وكن ثقة خيرا حافظا سهل العبارة مليح الإنتخاب خبيرا بالموافقات والمصافحات لا يلحق في جودة الانتقاء وقد تفقه لأبي حنيفة وتلا بالسبع وكان ذا وقار وسكينة وشكل تام ونفس زكية وكرم وحياء وتعفف وانقطاع قل من رأيت مثله ما اشتغل بغير الحديث إلى أن مات وشيوخه يبلغون سبع مائة شيخ نزلت عليه بزاويته بالمفس واكثرت عنه وانتفعت بأجزائه أحسن الله إليه سمع منه الحافظ علم الدين ازيد من مائتي جزء وأخذ عنه المزي والحلبي واليعمري والرحالون توفي في السادس والعشرين من ربيع الأول سنة ست وتسعين وست مائة وكان قد جاءته ضربة سيف على عنقه في كائنة حلب ووقع بين القتلى ثم سلم فكان في عنقه ميلة منها رحمة الله تعالى وفيها توفي المسند زين الدين أحمد بن عبد الكريم بن غازى الأعلاقي بمصر عن ست وثمانين سنة والعلامة ضياء الدين جعفر بن محمد بن عبد الرحيم الحسيني الشافعي المصري عن ثمان وسبعين سنة والقاضي تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان المعري ثم البعلي الشافعي شيخنا عن ثلاث وتسعين سنة والمحدث الإمام عفيف الدين بن عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري بالمدينة وقاضي القضاة عز الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي الحنبلي بمصر عن خمس وستين سنة والمحدث الإمام ضياء الدين بن عيسى بن يحيى بن أحمد الأنصاري السبتي الصوفي بالقاهرة عن ثلاث وثمانين سنة والإمام شمس الدين محمد بن حازم بن حامد المقدسي الصالحي الحنبلي عن ست وسبعين سنة ومفتي مكة أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم الأموي الشافعي عن ثلاث وستين سنة والفقيه محي الدين يحيى بن محمد بن عبد الصمد بن العدل السلمي الزبداني المقدسي بها وله أربع وستون سنة والعدل بدر الدين يوسف بن عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي ثم الصالحي عن سبع وسبعين سنة والمعمر أبو تغلب بن أحمد بن أبي تغلب الفاروثي التاجر بدمشق عن إحدى وتسعين سنة قرأت على أحمد بن محمد الحافظ أنا عبد الله بن الحسين أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا الحسن بن أحمد أنا أحمد بن عبد الله الحافظ أنا محمد بن يعقوب الأصم في كتابه ثنا عباس الدوري ثنا الأسود بن عامر ثنا هريم بن سفيان عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال كانت الحربة تركز مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في أسفاره فتجعل بين يديه يصلي إليها (4/1480)
1168 - بن دقيق العيد الإمام الفقيه المجتهد المحدث الحافظ العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المنفلوطي الصعيدي المالكي والشافعي صاحب التصانيف ولد في شعبان سنة خمس وعشرين وست مائة بقرب ينبع من الحجاز سمع من بن المقير لكنه شك في كيفية الأخذ وحدث (4/1481)
عن بن الجميزي وسبط السلفي والحافظ زكي الدين وجماعة قليلة وبدمشق من بن عبد الدائم وأبي البقاء خالد بن يوسف وخرج لنفسه أربعين تساعية وصنف شرح العمدة وكتاب الإلمام وعمل كتاب الإمام في الأحكام ولو كمل تصنيفه وتبييضه لجاء في خمسة عشر مجلدا وعمل كتابا في علوم الحديث وكان من أذكياء زمانه واسع العلم كثير الكتب مديما للسهر مكبا على الاشتغال ساكنا وقورا ورعا قل أن ترى العيون مثله سمعت من لفظه عشرين حديثا وأملى علينا حديثا وله يد طولى في الأصول والمعقول وخبرة بعلل المنقول ولي قضاء الديار المصرية سنوات إلى أن مات وكان في أمر الطهارة والمياه في نهاية الوسوسة رضي الله عنه روى عنه قاضي القضاة علاء الدين القونوي وقاض القضاة علم الدين بن الأخنائي والحافظ قطب الدين الحلبي وطائفة سواهم وتخرج به أئمة قال الحافظ قطب الدين الحلبي كان الشيخ تقي الدين إمام أهل زمانه وممن فاق بالعلم والزهد على أقرانه عارفا بالمذهبين إماما في الأصلين حافظا متقنا في الحديث وعلومه ويضرب به المثل في ذلك وكان آية في الحفظ والإتقان والتحري شديد الخوف دائم الذكر لا ينام الليل إلا قليلا ويقطعه فيما بين مطالعة وتلاوة وذكر وتهجد حتى صار السهر له عادة وأوقاته كلها معمورة لم ير في عصره مثله صنف كتبا جليلة كمل تسويد كتاب الإمام وبيض منه قطعة وشرح مقدمة المطرزي في أصول الفقه وله الأربعون في الرواية عن رب العالمين والأربعون لم يذكر فيها إلا عن عالم وشرح بعض الإلمام شرحا عظيما وشرح بعض مختصر بن الحاجب في الفقه لمالك لم أر في كتب الفقه مثله (4/1482)
عزل نفسه من القضاء غير مرة ثم يسأل ويعاد وبلغني أن السلطان حسام الدين لما طلع إليه الشيخ قام للقيه وخرج عن مرتبته وكان كثير الشفقة على المشتغلين كثير البر لهم سمع بن الجميزي وابن رواح وأحمد بن محمد بن الحباب والسبط أتيته بجزء سمعه من بن رواح والطبقة بخطه فقال حتى انظر ثم عدت إليه فقال هو بخطي محقق ولكن ما احقق السماع له ولا اذكره إلى أن قال قطب الدين وبلغني أن جده لأمه الشيخ الإمام المحقق تقي الدين بن المقترح وكان يشدد في الطهارة ويبالغ توفي في صفر سنة اثنتين وسبع مائة وفيها توفي مفتي نابلس شيخنا فخر الدين علي بن عبد الرحمن بن عبد المنعم النابلسي الحنبلي والمسند عبد الحميد بن أحمد بن خولان البناء بزملكا عن بضع وثمانين سنة والمسند شرف الدين بقية السلف أبو حفص عمر بن محمد بن عمر بن خواجا إمام الفارسي ثم الدمشقي وله تسع وثمانون سنة والمسند الأمين بدر الدين أبو علي الحسن بن علي بن أبي بكر بن يونس بن الخلال الدمشقي وله ثلاث وسبعون سنة وشهر والمحدث العلامة نجم الدين موسى بن إبراهيم بن يحيى الصفراوي الصالحي الحنبلي شيخ العالمية وشيخ القراء الخطيب برهان الدين إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم الجذامي الإسكندراني الشافعي بدمشق والمسند المقرئ شمس الدين بن محمد بن قايماز مولى بشر الطحان الدمشقي عن ثلاث وثمانين سنة ومسند بلاد المغرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي القرطبي الأديب عن تسع وتسعين سنة حدثنا محمد بن علي الحافظ قال قرأت على أبي الحسن علي بن هبة الله الشافعي أن أبا طاهر السلفي أخبرهم أنا القاسم بن الفضل أنا علي بن محمد أنا إسماعيل الصفار أنا محمد بن عبد الملك أنا يزيد بن هارون أنا عاصم قال سألت أنسا أحرم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة قال نعم هي حرام حرمها الله ورسوله لا يختلي خلاها فمن لم يعمل بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أخرجاه من طرق عن عاصم الأحول (4/1483)
1169 - بن الزبير الإمام الحافظ العلامة شيخ القراء والمحدثين بالأندلس أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن محمد بن إبراهيم بن زبير بن عاصم الثقفي العاصمي الغرناطي النحوي ولد سنة سبع وعشرين وست مائة وجمع بالسبع على أبي الحسن علي بن محمد الشاري صاحب لابن عبيد الله الحجري وعلي أبي الوليد إسماعيل بن يحيى الأزدي العطار صاحب محمد بن حسنون الحميري وسمع في سنة خمس وأربعين وبعدها من سعيد بن محمد الحفار وأبي زكريا يحيى بن أبي الغصن وإسحاق بن إبراهيم بن عامر الطوسي بفتح الطاء ومحمد بن عبد الرحمن بن جوير البلنسي وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الكماد وخلق كثير وسمع السنن الكبير للنسائي من أبي الحسن الشاري بسماعه لجميعه من أبي محمد بن عبيد الله وعني بهذا الشأن ونظر في الرجال وخرج وألف وعمل تاريخا للأندلسيين ذيل به على الصلة لابن بشكوال وأفاد الناس في القراءات عللها ومعرفة طرقها وأحكم العربية وتصدر مدة وتخرج به الأصحاب أخذ عنه الإمام أبو حيان النحوي وأبو القاسم محمد بن محمد بن سهل وأبو عبد الله محمد بن القاسم بن رمان وأبو عبد الله بن المرابط النازل ببيت المقدس وصاحبنا أبو القاسم بن عمران الحضرمي السبتي وعدة ورأيت إجازته بالسبع لابن سهل وقد صدرها بخطبة فائقة الحسن من انشائه توفي سنة ثمان وسبع مائة بغرناطة وفيها توفي بقية المسندين أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين السلمي بن الموازيني بدمشق عن أربع وتسعين سنة والمعمرة المسندة أم عبد الله فاطمة بنت سليمان بن عبد الكريم الأنصاري المقرئ بدمشق وقد اشرفت على التسعين والمسند جمال الدين أحمد بن إسماعيل بن عبد القوي بن عزون بمصر له سماع في سنة خمس وعشرين وست مائة ومسند العراق شيخ المستنصرية شرف الدين إسماعيل بن علي بن الطبال الأزجي وله سبع وثمانون سنة ونصف والمسند جمال الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد بن حمزة بن الحبوبي الثعلبي بمصر والإمام محدث القاهرة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن سامة الطائي المقدسي الحنبلي كهلا وشيخ القراء جمال الدين إبراهيم بن غالي البدوي الحميري بدمشق عن نحو من ستين سنة والمسند شهاب بن علي المحسني صاحب بن رواح والمسند فخر الدين يوسف بن أحمد بن عيسى المشهدي الصوفي كهلا بمصر وأم عمر خديجة بنت عمر بن أحمد بن أبي جرادة بحماة عن بضع وثمانين سنة وقد قل من يعتني بالآثار ومعرفتها في هذا الوقت في مشارق الأرض ومغاربها على رأس السبع مائة أما المشرق وأقاليمه فغلق الباب وانقطع الخطاب والله المستعان وأما المغرب وما بقي من جزيرة الأندلس فيندر من يعتني بالرواية كما ينبغي فضلا عن الدراية (4/1484)
تمت الطبقة العشرون (4/1485)
( الطبقة الحادية والعشرون )
وفيها ثمانية أسماء النواوي
النواوي شيخ الإسلام محي الدين هو سيد أهل هذه الطبقة وإنما ذكرته في الطبقة العشرين لتقدم موته رحمة الله تعالى عليه
1170 - بن فرح شيخنا الإمام العالم الحافظ الزاهد شيخ المحدثين شهاب الدين أبو العباس أحمد بن فرح بن أحمد اللخمي الإشبيلي الشافعي نزيل دمشق ولد سنة أربع وعشرين وست مائة وأسرته الفرنج ثم نجاه الله وحج وسمع بمصر من شيخ الشيوخ عبد العزيز الأنصاري والإمام عز الدين بن عبد السلام وطبقتهما وبدمشق من بن عبد الدائم والكرماني وفراس العسقلاني وابن أبي اليسر وخلق سواهم وعني بهذا الشأن ثم أقبل على تقييد الألفاظ وفهم المتون ومذاهب العلماء وكانت له حلقة اقراء للحديث وفنونه حضرت مجالسه ونعم الشيخ كان علما وفضلا ووقارا وديانة واستحضارا واستبحارا وثقة وصدقا وتعففا وقصدا تخرج به جماعة وكتب الكثير من الفقه والحديث وانتقل إلى رحمة الله تعالى حميدا مفيدا بمنزلة في تربة أم الصالح مبطونا في جمادي الآخرة سنة تسع وتسعين الملقبة سنة قازان إذ أخذ الشام وفيها توفي خلق عظيم بدمشق منهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد القوي المقدسي الحنبلي النحوي عن سبعين سنة والمقريء الزاهد الشيخ عبد الرحمن (4/1486)
بن عبد الله بن أبي الحسن بن المقير شهيدا بوقعة قازان بوادي الخزندار وقد جاوز السبعين والشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز اليونيني شهيدا بالصالحية عن نيف وثمانين سنة والمعمر أمير الحاج عماد الدين يوسف بن أبي نصر الشقاري الدمشقي المدفون بالنيرب عن تسعين سنة ومفتي الحنابلة الشيخ التقي عبد الله بن محمد بن جبارة المرداوي بالصالحية وهدية بنت عبد الحميد بن محمد بن سعد وإبراهيم بن عنبر المارداتي الأسمر وأبو حامد بن محمد الحراني مؤذن مسجد جراح والأمير التواشي المعمر حسام الدين بلال المغيثي الأسود وقاض القضاة الشامية امام الدين عمر بن عبد الرحمن القزويني الشافعي بمصر وقد انجفل إليها وعدم بعد الوقعة قاضي القضاة حسام الدين الحسن بن أحمد الرازي ثم الرومي الحنفي ومات الشيخ عبد الدائم بن أحمد بن ربح المجحي الصالحي والإخوان علي وعمر ابنا زين الدين أحمد بن عبد الدائم وعبد الرحمن بن عمر بن صومع الديرقانوني والشيخ أحمد بن زيد الحمال الصالحي والعماد عبدالولي بن علي السماقي ومسند الشام شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر عن خمس وثمانين سنة والمؤدب الصالح عيسى بن بركة بن والي الصالحي والشيخ أحمد بن نوال الرصافي والشيخ علي بن مطر بن ربح المجحي البقلي والمعمرة صفية بنت عبد الرحمن بن عمرو المناوي الفراء وزوجها وابن عمها المعمر إبراهيم بن أبي الحسن بن عمرو الفراء والشيخ أحمد بن محمد بن المجاهد يروي عن بن صصري وخديجة بنت تقي الدين محمد بن محمود بن المراتبي والشمس محمد بن مظفر بن قايماز السقطي والمسند أبو العباس أحمد بن سليمان بن أحمد الحراني ثم الصالحي راوي الصحيح عن بن روزبه والإمام عز الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد الحق بن خلف المعدل والخطيب (4/1487)
الكبير موفق الدين أبو المعالي محمد بن محمد بن الفضل بن حبيش النهراني الحموي وقد قارب الثمانين ومسندة بعلبك زينب بنت عمر بن كندي الدمشقية والمحدث اللغوي كمال الدين عبد الله بن علي بن كبار الكركي نقيب السبع والمحدث مقدم الجيوش علم الدين سنجر التركي الدواداري في عشر الثمانين بحصن الأكراد والأجل مؤيد الدين علي بن إبراهيم بن يحيى بن خطيب عقربا وعماد الدين إبراهيم بن القاضي نجم الدين أحمد بن محمد بن خلف الصالحي الماسح وموفق الدين محمد بن يوسف المقدسي الحنبلي الشاهد والعلامة النجم أحمد بن مكي البعلبكي الشيعي والكاتبة العاملة امة العزيز خديجة بنت يوسف بن غنيمة البغدادي والإمام شمس الدين محمد بن سليمان بن حمائل بن غانم المقدسي مدرس العصرونية والمفتي شهاب الدين أحمد بن محمد بن جعوان الشافعي كهلا والبدر حسن بن علي بن يوسف بن هود الأندلسي الزاهد الإتحادي في عشر السبعين والعدل شرف الدين عبد العزيز بن عبد الرحمن بن هلال الأزدي والشيخ محي الدين أبو بكر بن عبد الله بن عمر بن خطيب بيت الآبار والمفتي شمس الدين محمد بن الشيخ الفخر البعلبكي والمعمر الشريف شمس الدين محمد بن هاشم بن البهاء عبد القادر بن عقيل العباسي عن أربع وتسعين سنة والطيب نجم الدين أحمد بن أبي بكر بن محمد بن حمزة الهمذاني ثم الدمشقي بن الحنبلي ومدرس القليجية الشيخ بهاء الدين أيوب بن أبي بكر بن النحاس الحنفي عن نيف وثمانين سنة والمفتي جمال الدين عبد الرحيم بن عمر بن عثمان الشيباني الباجربقي الشافعي والد الشيخ الضال وكبير العدول بهاء الدين محمد بن يوسف بن الحافظ البرزالي عن ثلاث وستين سنة وشيخ الأدباء جمال الدين عمر بن إبراهيم بن حسين بن العقيمي عن أربع وتسعين سنة والمحدث (4/1488)
تقي الدين محمد بن سعيد المدني الأسمر بالقاهرة وشيخنا الحسام آقوش الأفتخاري وزين الدين محمد بن عبد الغني بن عبد الكافي بن الحرستاني الذهبي المعروف بالنحوي وقد نيف على السبعين لأنه حضر على بن صباح والقاضي عز الدين عبد العزيز بن قاضي القضاة محي الدين بن الزكي مدرس العزيزية كهلا والمفتي الكبير شمس الدين محمد بن الصدر سليمان بن أبي العز الحنفي وقد تاب عن والده في الحكم وكان من أبناء التسعين والشيخ الجمال عبيد الله بن الجمال أبي حمزة أحمد بن عمر المقدسي العلاف والمسند البقية شمس الدين محمد بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي الصالحي ومات بتدمر القاضي أبو طالب محمد بن الحسن بن علي بن إسماعيل الغساني التدمري عن سبع وثمانين سنة ومات بتونس شيخ الوقت أبو محمد عبد الله بن محمد المرجاني الواعظ ومات بمصر المشايخ المسندون الصدر زين الدين محمد بن عبد الوهاب بن الحباب السعدي والشمس محمد بن مكي بن أبي الذكر القرشي الرقام والمعمر وهبان بن محفوظ الجزري المؤذن وأبو السعود محمد بن عبد الكريم بن عبد القوي المنذري وشيخنا المحدث بقية السلف شرف الدين حسن بن علي بن عيسى اللخمي المصري بن الصيرفي ومات بسبتة المغرب العلامة شيخ الأدب أبو الحكم مالك بن عبد الرحمن بن علي بن المرحل المالقي وله خمس وتسعون سنة ومات بالقيروان صاحب تاريخها الإمام المحدث المعمر أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن علي الأنصاري الأسيدي عن أربع وتسعين سنة فالذين ضبطنا وفاتهم في هذه السنة سنة قازان ملك التتار وأثبتهم في تاريخي الكبير مائة ونيف وتسعون نفسا ولا نظير لذلك في تاريخي الكبير أخبرنا أحمد بن فرح الفقيه أنا عبد العزيز بن محمد وأحمد بن عبد الدائم وعبد اللطيف بن الصيقل قالوا ثنا عبد المنعم بن كليب أنا علي بن بيان أنا محمد بن محمد نا إسماعيل بن محمد الصفار أنا الحسن بن عرفة أنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه و سلم في هذه الآية قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنها كائنة ولم يأت تأويلها أخرجه الترمذي عن بن عرفة (4/1489)
1171 - علي بن عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الفقيه الحافظ مفيد الطلبة نجم الدين أبو الحسن بن القاضي الخطيب جمال الدين الربعي الدمشقي الشافعي أحد من عنى بهذا الشأن وكتب الكثير وخرج وعلق وكان من الأذكياء المعدودين سمع من بن عبد الدائم وعمر الكرماني وأصحاب الخشوعي ثم من بن طبرزد ثم بن ملاعب ثم بن اللتي وكتب العالي والنازل وكان صحيح القراءة مليح الكتابة سريع القلم مات شابا طربا وفي قلبه حسرة من الرحلة إلى مصر عوضه الله بالمغفرة مات في ربيع الآخرة سنة اثنتين وسبعين وست مائة وله ست وعشرون سنة ولو عاش لما تقدمه أحد وفيها مات زعيم القراء جمال الدين أحمد بن علي المحلي الضرير بالقاهرة كهلا وكبير الرؤساء مؤيد الدين أسعد بن مظفر بن أسعد بن حمزة بن أسعد بن القلانسي التميمي الدمشقي عن أربع وسبعين سنة وكبير المحدثين ومسندهم الإمام تقي الدين إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي الدمشقي عن ثلاث وثمانين سنة وكبير الأمراء الأتابك المستعرب فارس الدين اقطاي الصالحي وقد نيف على السبعين بمصر وكبير المشايخ الإتحادية صدر الدين محمد بن إسحاق بن محمد القونوي بالروم وكبير الفلاسفة خواجا نصير الدين محمد بن محمد حسن الطوسي صاحب الرصد وكبير المسندين نجيب الدين عبد اللطيف بن عبد المنعم بن الصيقل الحراني بمصر عن بضع وثمانين سنة والمسند كمال الدين عبد العزيز بن عبد المنعم بن خطيب الشام أبي البركات بن عبد الحارثي وكبير الأصوليه القاضي كمال الدين عمر بن بندار بن عمر التفليسي الشافعي بمصر عن سبعين سنة وكبير الفقراء القدوة عبد الله بن الشيخ غانم بن علي شيخ الأرض المقدسة وخاتمة أصحاب البوصيري أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن علان الأنصاري المصري وكبير الزهاد أبو عبد الله محمد بن سليمان بن محمد المعافري الشاطبي شيخ الإسكندرية وكبير النحاة العلامة القدوة حجة المغرب جمال الدين محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الطآئي الأندلسي الجياني الشافعي بدمشق عن نيف وسبعين سنة وكبير ملوك الإسلام صاحب الأندلس السلطان المجاهد أبو عبد الله محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر وكانت أيامه ثلاثا وأربعين سنة والمسند سيف الدين يحيى بن الناصح عبد الرحمن بن نجم بن الحنبلي الدمشقي (4/1490)
1172 - بن جعوان الإمام الحافظ المتقن النحوي شمس الدين محمد بن محمد بن عباس بن أبي بكر بن جعوان بن عبد الله الأنصاري الدمشقي الشافعي أحد من برع في العربية علي بن مالك ثم عني بالحديث سمع من بن عبد الدائم وابن أبي اليسر ومحمد النشي وأحمد بن أبي الخير ويحيى بن الصيرفي وطبقتهم وبمصر عن عامر القلعي والعز بن الصيقل وطائفة وكتب وانتخب وقد قرأ المسند على (4/1491)
أبي الغنائم بن علان قراءة عذبة فصيحة لم يأخذوا عليه فيها لحنة واحدة إلا أن يكون سبق لسان وكان مليح الشكل حسن البزة كيس العشرة ثبتا فيما يقوله كتب عنه آحاد الطلبة توفي قبيل الكهولة في سادس عشر جمادي الأولى سنة اثنتين وثمانين وست مائة وفيها توفي الإمام شيخ الإسلام شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلي عن خمس وثمانين سنة والمسند إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد العسقلاني الصالحي أحد رواة المسند والمحدث الإمام جمال الدين عبد الله بن يحيى بن أبي بكر بن يوسف بن حيون الغساني الجزائري وشيخ القراء العماد الموصلي وأبو الحسن علي بن يعقوب بن أبي زهران الشافعي عن نيف وستين سنة والمسند محي الدين أبو الخطاب عمر بن محمد بن العلامة أبي سعد بن أبي عصرون التميمي الدمشقي عن ثلاث وثمانين سنة وأشهر والمفتي شمس الدين محمد بن أحمد بن نعمة بن المقدسي مدرس الشامية والمسند شرف الدين محمد بن عبد المنعم بن عمر بن القواس الطائي الدمشقي والصدر عماد الدين محمد بن القاضي شمس الدين محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن مميل بن الشيرازي الدمشقي صاحب الخط البديع والمحدث الرحال شمس الدين محمد بن محمد بن حسين بن عبدك الكنجي الصوفي ببيت المقدس والرشيد محمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان العامري الدمشقي والرئيس محي الدين يحيى بن علي بن محمد بن سعيد التميمي بن القلانسي عن ست وستين سنة ومقريء العراق أبو إسحاق إبراهيم بن جامع القفصي الضرير عن ست وسبعين سنة والفقيه عباس بن عمر بن عبدان البعلي الحنبلي بالعقيبة رحمة الله عليهم (4/1492)
1173 - بن الفوطي العالم البارع المتفنن المحدث المفيد مؤرخ الآفاق مفخر أهل العراق كمال الدين أبو الفضائل عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الشيباني بن الفوطي نسبة إلى جد أبيه لأمه ويعرف أيضا بابن الصابوني ينتسب إلى الأمير معن بن زائدة وأصله مروزي مولده في المحرم سنة اثنتين وأربعين وست مائة ببغداد وأسر في الوقعة وهو حدث ثم صار إلى أستاذه ومعلمه خواجا نصير الطوسي في سنة ستين وست مائة فأخذ عنه علوم الأوائل ومهر على غيره في الأدب ومهر في التاريخ والشعر وأيام الناس وله النظم والنثر والباع الأطول في ترصيع تراجم الناس وله ذكاء مفرط وخط منسوب رشيق وفضائل كثرة سمع الكثير وعني بهذا الشأن وكتب وجمع وآفاد فلعل أن يكفر به عنه كتب من التواريخ مالا يوصف ومصنفاته وقر بعير خزن كتب الرصد بضع عشرة سنة فظفر بكتب نفيسة وحصل من التواريخ مالا مزيد عليه ثم سكن بعد مراغة بغداد وولي خزن كتب المستنصرية فبقي عليها واليا إلى أن مات وليس في البلاد أكثر من كتب هاتين الخزانتين وعمل تاريخا كبيرا لم يبيضه ثم عمل آخر دونه في خمسين مجلدا سماه مجمع الآداب في معجم الأسماء على معجم الألقاب وألف كتاب درر الأصداف في غرر الأوصاف وهو كبير جدا ذكر أنه جمعه من ألف كتاب مصنف من التواريخ والدواوين والأنساب والمجاميع عشرون مجلدا بيض منها خمسة وكتاب المؤتلف والمختلف رتبه مجدولا وله كتاب التواريخ على الحوادث وكتاب حوادث المائة السابعة وإلي أن مات وكتاب الدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة في عدة مجلدات (4/1493)
وقال مشايخي يبلغون خمس مائة شيخ منهم الصاحب محي الدين يوسف بن الجوزي قلت وسمع بمراغة من مبارك بن الخليفة المستعصم في سنة ست وستين وست مائة وسمع ببغداد من محمد بن أبي الدثنة وطبقته وكان يترخص في إثبات ما يرصعه ويبالغ في تقريض المغول وأعوانهم وبعض الفضلاء تكلم في عدالته وكان ربما يشرب المسكر وحدثني صاحبنا عفيف الدين بن المطري أنه بلغه أن بن الفوطي كان يخل بالصلوات ويدخل في بلايا وهو في الجملة أخباري علامة ما هو بدون الفرج الأصفهاني وبينهما اشتراك وخصوص وكان ظريفا متواضعا حسن الأخلاق الله يسامحه مات في المحرم سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة ببغداد عن إحدى وثمانين سنة كتب إلينا بمروياته وفيها توفي قاضي القضاة نجم الدين أحمد بن محمد بن سالم بن الحافظ أبي المواهب بن صصري التغلبي الدمشقي الشافعي عن ثمان وستين سنة والمحدث الإمام اللغوي صفي الدين محمود بن أبي بكر محمد بن حامد الأرموي القرافي الصوفي بدمشق عن ست وسبعين سنة والمعمر علي بن شهاب أحمد بن عسكر القصيري ثم الصالحي الحمال عن بضع وثمانين سنة والشيخ محمد بن أحمد بن سلامة الموصلي ثم الصالحي القصاص ومسند الوقت بهاء الدين القاسم بن مظفر بن محمود بن تاج الأمناء بن عساكر الدمشقي الطبيب عن أربع وتسعين سنة ومسند الشام شمس الدين أبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن الشيرازي المزني في خمس وتسعين سنة والمعمر تاج الدين أحمد بن علي بن وهب القشيري بن دقيق العيد بقوص وقد سمع بإفادة أخيه كثيرا من بن الجميزي وعاش سبعا وثمانين سنة (4/1494)
1174 - الحارثي الشيخ الإمام الفقيه الحافظ المتقن مفيد الطلبة قاضي القضاة سعد الدين أبو محمد مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد الحارثي العراقي المصري الحنبلي ولد سنة اثنتين وخمسين وست مائة ونشأ في طلب العلم وسمع من بن البرهان والنجيب الحراني وابن علاق وخلق وبالثغر من عثمان بن عوف وابن الفرات وبدمشق من أحمد بن أبي الخير وأبي زكريا بن الصيرفي طبقتهما وكتب الكثير وحصل الأصول وتقدم في هذا الشأن وخرج لجماعة وتكلم على الحديث ورجاله وعلى التراجم فأحسن وشفي وخطه قوي حلو معروف شحذت منه مجلس التميمي فما سمح به وكان عارفا بمذهبه ثقة متقنا صينا مليح الشكل فصيح العبارة وافر التجمل كبير القدر حج غير مرة وشرح بعض السنن لأبي داود ودرس بأماكن وولي القضاء سنتين ونصفا وانتقل إلى الله في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وسبع مائة وفيها مات المعمر الزاهد شيخنا عمر بن عبدالبصير السهمي القوصي عن ست وتسعين سنة والمسند فخر الدين إسماعيل بن نصر الله بن تاج الأمناء بن عساكر الدمشقي عن اثنتين وثمانين سنة والمسندة أم محمد فاطمة بنت إبراهيم بن محمود بن جوهر البعلبكية عن ست وثمانين سنة وقاضي حماة عز الدين عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحنفي بن العديم عن ثمان وسبعين سنة وشيخنا القدوة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي نصر بن الدباهي عن أربع وسبعين سنة بدمشق وشيخنا العارف الإمام عماد الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الواسطي بن شيخ الحراميين والمسند العدل عماد الدين أبو المعالي بن المحدث ضياء الدين علي بن محمد النابلسي عن ثلاث وسبعين سنة والزاهد أبو البركات شعبان بن أبي بكر بن عمر الإربلي شيخ مقصورة الحلبيين عن سبع وثمانين سنة والمنشيء الفاضلي جمال الدين محمد بن الجلال مكرم بن علي الأنصاري المصري عن اثنتين وثمانين سنة والأديب المحدث الفقيه رشيد الدين رشيد بن كامل بن رشيد الحرشي الرقي الشافعي وله ست وثمانون سنة رحمة الله عليهم أخبرنا مسعود بن أحمد الحافظ أنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب أنا علي بن أحمد أنا محمد بن محمد أنا إسماعيل بن محمد ثنا بن عرفة ثنا إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قالا لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئا من القرآن أخرجه الترمذي عن الحسن بن عرفة (4/1495)
1175 - بن تيمية الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد الفقيه المجتهد المفسر البارع شيخ الإسلام علم الزهاد نادرة العصر تقي الدين أبو العباس أحمد بن المفتي شهاب الدين عبد الحليم بن الإمام المجتهد شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الحراني أحد الأعلام ولد في ربيع الأول سنة إحدى وستين وست مائة وقدم مع أهله سنة سبع فسمع من بن عبد الدائم وابن أبي اليسر والكمال بن عبد وابن الصيرفي وابن أبي الخير وخلق كثير وعني بالحديث ونسخ الأجزاء ودار على الشيوخ وخرج وانتقي وبرع في الرجال وعلل الحديث وفقهه وفي علوم الإسلام وعلم الكلام وغير ذلك وكان من بحور العلم ومن الأذكياء المعدودين والزهاد الأفراد (4/1496)
والشجعان الكبار والكرماء الأجواد أثنى عليه الموافق والمخالف وسارت بتصانيفه الركبان لعلها ثلاث مائة مجلد حدث بدمشق ومصر والثغر وقد امتحن وأوذى مرات وحبس بقلعة مصر والقاهرة والإسكندرية وبقلعة دمشق مرتين وبها توفي في العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبع مائة في قاعة معتقلا ثم جهز وأخرج إلى جامع البلد فشهده أمم لا يحصون فخزروا بستين ألفا ودفن وإلى جنب أخيه الإمام شرف الدين عبد الله بمقابر الصوفية رحمهما الله تعالى ورئيت له منامات حسنة ورثي بعدة قصائد وقد انفرد بفتاوي نيل من عرضه لأجلها وهي مغمورة في بحر علمه فالله تعالى يسامحه ويرضى عنه فما رأيت مثله وكل أحد من الأمة فيؤخذ من قوله ويترك فكان ماذا أخبرنا أحمد بن عبد الحليم الحافظ غير مرة ومحمد بن أحمد بن عثمان وابن فرح وابن أبي الفتح وخلق قالوا أنا أحمد بن عبد الدائم أنا عبد المنعم بن كليب ح وأنبأنا أحمد بن سلامة عن بن كليب أنا علي بن بيان أنا محمد بن محمد أنا إسماعيل بن الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن بن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتنتهبه فيخر بين يديك مشويا وفيها توفي مسند الإسكندرية الإمام أبو إسحاق عز الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني الغرافي وله تسعون سنة ومسند العراق شيخ المستنصرية الواعظ عفيف الدين محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن الأزجي الحنبلي بن الدواليبي عن تسعين سنة أو نحوها وقاضي القضاة شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الحسن بن الحريري الأنصاري الدمشقي الحنفي بمصر والقاضي العدل جمال الدين يوسف بن مظفر بن أحمد بن قاضي حران بدمشق عن اثنتين وثمانين سنة ومفتي العراق العلامة الكبير جمال الدين عبد الله بن محمد بن علي بن حماد بن ثابت بن العاقولي الشافعي مدرس المستنصرية عن تسعين سنة وثلاثة أشهر أفتي منها إحدى وسبعين سنة والفقيه المعمر جمال الدين أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر الصالحي الحنبلي عن تسع وثمانين سنة رحمة الله عليهم (4/1497)
1176 - المزي شيخنا الإمام العالم الحبر الحافظ الأوحد محدث الشام جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف القضاعي ثم الكلبي الدمشقي الشافعي ولد بظاهر حلب سنة أربع وخمسين وست مائة ونشأ بالمزة وحفظ القرآن وتفقه قليلا ثم أقبل على هذا الشأن سمع من أول شيء كتاب الحلية كله على بن أبي الخير سنة خمس وسبعين ثم أكثر عنه وسمع المسند والكتب الستة ومعجم الطبراني والأجزاء الطبرزذية والكندية وسمع صحيح مسلم من الإربلي ورحل سنة ثلاث وثمانين فسمع من العز الحراني وأبي بكر بن الأنماطي وغازي وهذه الطبقة وسمع بالحرمين وحلب وحماة وبعلبك وغير ذلك ونسخ بخطه المليح المتقن كثيرا لنفسه ولغيره ونظر في اللغة ومهر فيها وفي التصريف وقرأ العربية وأما معرفة الرجال فهو حامل لوائها والقائم بأعبائها لم تر العيون مثله عمل كتاب تهذيب الكمال في مائتي جزء وخمسين جزءا وعمل كتاب الأطراف في بضعة وثمانين جزءا وخرج لنفسه وأملي مجالس وأوضح (4/1498)
مشكلات ومعضلات ما سبق إليها في علم الحديث ورجاله وولي المشيخة بأماكن منها الدار الأشرفية وكان ثقة حجة كثير العلم حسن الأخلاق كثير السكوت قليل الكلام جدا صادق اللهجة لم تعرف له صبوة وكان يطالع وينقل الطباق إذا حدث وهو في ذلك لا يكاد يخفي عليه شيء مما يقرأ بل يرد في المتن والإسناد ردا مفيدا يتعجب منه فضلاء الجماعة وكان متواضعا حليما صبورا مقتصدا في ملبسه ومأكله كثير المشي في مصالحه ترافق هو وابن تيمية كثيرا في سماع الحديث وفي النظر في العلم وكان يقرر طريقة السلف في السنة ويعضد ذلك بمباحث نظرية وقواعد كلامية وجري بيننا مجادلات ومعارضات في ذلك تركها أسلم وأولى ومع ذلك فله عمل كثير في المعقول وما وراء ذلك بحمد الله إلا حسن إسلامه وحسبة لله مع أني لم أعلمه ألف في ذلك شيئا وقد لزم في وقت صحبة العفيف التلمساني فلما تبين له انحلاله واتحاده تبرأ منه وحط عليه وكان ذا مروءة وسماحة ويقنع باليسير باذلا لكتبه وفوائده ونفسه كثير المحاسن ولقد آذاه أبو الحسن بن العطار وسبح وما رأيته يتكلم فيه ولا فيمن آذاه والله يسمح له ويختم له بالخير ولنا آمين أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه وحدثني عنه الحافظ المجود أبو الحجاج الكلبي أن مسعود بن أبي منصور أنبأهم قال أنا أبو علي أنا أبو نعيم الحافظ ثنا بن خلاد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يوسف بن يعقوب الصفار أنا علي بن عثام عن سعير بن الخمس عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن الوسوسة فقال صريح الإيمان هذا حديث حسن صحيح غريب من الإفراد أخرجه مسلم عن الصفار فوافقناه بعلو وليس لسعير لا ولعلي ولا للصفار في صحيح مسلم سواه توفي في ثاني عشر صفر سنة اثنتين وأربعين وسبع مائة رحمه الله تعالى وإلى هنا انتهى بنا كتاب التذكرة ولعل فيمن لم نوردهم غفلة أو نسيانا من هو في رتبة المذكورين علما وحفظا وقد كنت ألفت معجما لي يختص بمن طلب هذا الشأن من شيوخي ورفاقي فاستوعبت من له أدنى عمل وبينت أحوالهم (4/1499)
( شيوخ صاحب التذكرة )
ولقد انتفعت وتخرجت بشيخنا الإمام العالم المحدث الحافظ الشهيد أبي الحسين علي بن الشيخ الفقيه ببعلبك ولزمته نيفا وسبعين يوما وأكثرت عنه وكان عارفا بقوانين الرواية حسن الدراية جيد المشاركة في الألفاظ والرجال وانتقل إلى الله تعالى في رمضان سنة إحدى وسبع مائة عن إحدى وثمانين سنة روى لنا عن بن الزبيدي وابن اللتي ومكرم وجعفر وأبي نصر بن الشيرازي وخلق وكان صاحب رحلة وأصول وأجزاء وكتب ومحاسن 2 ولزمت الشيخ الإمام المحدث مفيد الجماعة أبا الحسن علي بن مسعود بن نفيس الموصلي وسمعت منه جملة وكان دينا خيرا متصوفا متعففا قرأ ما لا يوصف كثرة وحصل أصولا كثيرة كان يجوع ويبتاعها سمع بمصر والشام وعاش سبعين سنة مات سنة أربع وسبع مائة وظهر له نصف جزء سمعه من أبي القاسم بن رواحة 3 وسمعت من مفيد الطلبة المحدث الإمام المتقن اللغوي صفي الدين محمود بن أبي بكر الأرموي ثم القرافي الصوفي قرأ الكثير على المشايخ وكان فصيحا فاضلا كتب شيئا كثيرا وعني بهذا الشأن وبرع في علم اللسان وصنف روى لنا عن النجيب الحراني والكمال بن عبد ومات في سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة عن بضع وسبعين سنة رحمه الله تعالى 4 وسمعت الصحيح بقراءة الإمام العالم الخطيب البليغ النحوي محدث الشام شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفزاري الشافعي وكان فصيحا مفوها عديم اللحن عذب القراءة له انسة بالأسماء ومعرفة بالألفاظ ويد في العربية وتواضع وكيس مات سنة خمس وسبع مائة عن خمس وسبعين سنة رحمه الله تعالى روى لنا عن السخاوي وجماعة وقرأ الكثير 5 وسمعت الكثير بقراءة الإمام العالم الحافظ مفيد الآفاق مؤرخ العصر علم الدين أبي محمد القاسم بن محمد بن يوسف بن الحافظ زكي الدين البرزالي وبفصاحته وحسن أدائه للحديث يضرب المثل مع الفضيلة والإتقان والتواضع وحسن البشر وكثرة الأصول ولد سنة خمس وستين وأجاز له بن عبد الدائم وطبقته وسمع من الشيخ شمس الدين وطبقته وله في الطلب بضع وخمسون سنة ومعجمه في مجلدات كبار توفي محرما في رابع ذي الحجة الحرام سنة تسع وثلاثين رحمه الله تعالى 6 وسمعت مع الشيخ الإمام الفقيه المحدث النحوي بقية السلف شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي الفتح البعلبكي الحنبلي وكان عالما بالفقه والنحو وله اعتناء بالمعاني وبالرجال سمع الكثير وكتب الأجزاء وخرج وأفاد روى لنا عن الفقيه اليونيني وابن عبد الدائم وطائفة توفي سنة تسع وسبع مائة بالقاهرة غريبا رحمه الله تعالى 7 وسمعت مع الإمام المحدث العابد مفيد الجماعة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن سامة وكان معنيا بهذا الشأن فصيح القراءة كثير الشيوخ واسع الرحلة خيرا متواضعا روى لنا عن بن عبد الدائم وسمع من أصحاب بن طبرزد وهلم جرا مات في سنة ثمان وسبع مائة عن ست وأربعين سنة رحمه الله تعالى 8 وسمعت بمصر وعرفة مع الشيخ الإمام العالم المقرئ الحافظ المحدث مفيد الديار المصرية وشيخها قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي ثم المصري أحد من جرد العناية ورحل وتعب وحصل وكتب وأخذ عن أصحاب بن طبرزد فمن بعدهم وصنف التصانيف وظهرت فضائله مع حسن السمت والتواضع والتدين وملازمة العلم مولده سنة أربع وتسعين وست مائة وتوفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبع مائة رحمه الله تعالى 9 وسمعت مع الشيخ العلامة الفرضي المحدث الصالح شمس الدين أبي العلاء محمود بن أبي بكر البخاري الحنفي وكان أحد من عنى بهذا الشأن ورحل وكتب وألف سمعت منه ووقف أجزاءه بالخانقاه سمع من بن أبي الدثنة وطبقته ببغداد ومن الفخر وطبقته بدمشق ومن بن خطيب المزة بمصر وسمع بالحرمين وبخارى وماردين وخراسان وكان عالما متقنا انيق الكتابة مات بماردين سنة سبع مائة عن ست وخمسين سنة رحمه الله تعالى 1 وسمعت مع الإمام المفيد المحدث العدل الكبير شمس الدين محمد بن إبراهيم غنائم المهندس الصالحي الحنفي الشروطي بن المهندس وقد سمع الكثير من أصحاب بن طبرزد وكتب العالي والنازل ثم ارتحل بأخرة إلى مصر ونسخ الكتب الكبار وانتقى على جماعة سمعنا منه مولده في سنة خمس وستين وست مائة ومات في شوال سنة ثلاث وثلاثين رحمه الله تعالى 11 وسمعت من الشيخ الإمام المحدث المفيد القريء بقية السلف شيخ الحرم فخر الدين عثمان بن محمد بن عثمان التوزري ثم المصري المالكي وكان قارىء الطلبة بمصر دهرا قرأ الكتب المطولة وحصل الأصول وتلا بالسبع على بن وثيق والكمال بن شجاع سمع من بن الجميزي والسبط فمن بعدهما حتى أنه أخذ عن ألف شيخ توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وسبع مائة بمكة عن ثلاث وثمانين سنة رحمه الله تعالى 12 وسمعت مع الشيخ العلامة المحدث الحافظ الأديب البارع فتح الدين أبي الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري الأندلسي الأصل المصري صاحب التصانيف ولد سنة إحدى وسبعين في آخرها وسمع من العز وغازي وخلائق ولحق بدمشق بن المجاور ومحمد بن مؤمن وابن الواسطي وكتب بخطه المنسوب كثيرا وهو على حاله ثبت فيما ينقله بصير بما يحرره لم أسمع منه شيئا توفي فجاءة في شعبان في حادي عشرة سنة أربع وثلاثين وسبع مائة رحمه الله تعالى 13 وسمعت الكثير مع الشيخ المحدث العالم المفيد شهاب الدين أبي العباس أحمد بن مظفر بن النابلسي سبط الحافظ زين الدين خالد مولده سنة خمس وسبعين وسمع من زينب بنت مكي والفخر البعلي وابن بلبان وابن الواسطي والتاج عبد الخالق فمن بعدهم وأفادني أشياء وكتبت عنه وشيوخه فوق السبع مائة شيخ وله حظ من زعارة ونفور من الناس والله يسامحه فعليه مأخذ لذلك لكنه متثبت متقن مات في دمشق في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وسبع مائة رحمه الله تعالى 14 وسمعت مع الشيخ الأديب العلامة البليغ المحدث المفيد علاء الدين علي بن مظفر بن إبراهيم الكندي الدمشقي كاتب بن وداعة ولد على رأس الأربعين وست مائة وتلا بالسبع على العلم أبي القاسم وسمع من بن أبي الحسن وإبراهيم بن خليل وابن عبد الدائم وخلق وكتب الأجزاء وحصل ثم تعاني الإنشاء وخدم وكان قليل الدين متهاونا بالصلاة في عقيدته مقال إلا أنه متثبت فيما ينقله علقت عنه توفي سنة ست عشرة وسبع مائة رحمه الله تعالى 15 وسمعت من الشيخ المحدث المفيد الفاضل نجم الدين إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن ركاب الأنصاري بن الخباز المؤدب المفيد أحد من أفنى عمره في الرواية والكتابة وأخذ عمن دب ودرج وحصل الأصول روى لنا عن الشيخ الضياء وعبد الحق بن خلف وخطه رديء سقيم وفهمه بطيء والله يسامحه مات سنة ثلاث وسبع مائة عن أربع وسبعين سنة 16 وسمعت من الشيخ العالم المحدث شهاب الدين أحمد بن النضر بن بناء بن الدقوقي المصري وكان ممن نسخ الكثير وعني بالسماع ولم ينجب ثنا عن بن رواح مات في سنة خمس وتسعين وست مائة وهو في عشر الثمانين رحمه الله 17 وسمعت من الشيخ الإمام المحدث المفيد بقية المشايخ ضياء الدين عيسى بن يحيى بن أحمد السبتي مات في سنة ست وتسعين عن ثلاث وثمانين سنة عني بهذا الشأن مدة مديدة وسمع بقراءته من بن المجتلي وابن الصفراوي وابن المقير وطبقتهم وليس بالمكثر ولا الماهر رحمه الله تعالى 18 وسمعت من الشيخ الإمام المحدث المفيد شرف الدين حسن بن علي بن عيسى اللخمي بن الصيرفي وكان قد طلب وحمل عن بن رواح والساوي وابن قميرة مات في أواخر سنة تسع وتسعين وست مائة 19 وسمعت من الشيخ العالم المحدث المفتي بقية السلف أبي الحسن علي بن إبراهيم بن داود بن العطار الدمشقي الشافعي صاحب الشيخ محي الدين النواوي وهو الذي استجاز لي ولأبي من بن الصيرفي وابن أبي الخير وعدة وكان صاحب معرفة حسنة وأجزاء وأصول خرجت له معجما في مجلد مات في سنة أربع وعشرين وسبع مائة عن سبعين سنة مرض بالفالج سنين رحمه الله 2 وسمعت من الفقيه البارع المحدث الأديب نجم الدين موسى بن إبراهيم الشعراوي الحنبلي الشاهد وكان قد قرأ الكتب الكبار ودار على الشيوخ ونسخ الفوائد وسمع من الحافظ الضياء وإسماعيل بن ظفر وقرأ على بن عبد الدائم وابن أبي عمر وكان صاحب نوادر ودعابة وفضائل إلا أنه كان يدمج الإسناد ويهيمنه مات سنة اثنتين وسبع مائة وله ثمان وسبعون سنة 21 وسمعت من المحدث العالم العدلي المفيد كاتب الحكم شرف الدين يعقوب بن أحمد بن الصابوني روى عن أحمد بن علي الدمشقي والنجيب وابن علاق وابن أبي الخير وخلق ونسخ الأجزاء وساد في الشروط مات بمصر في سنة عشرين وسبع مائة عن ست وسبعين سنة رحمه الله تعالى 22 وسمعت من القاضي القضاة الإمام القدوة الزاهد المحدث شمس الدين محمد بن مسلم بن مالك وسمعت بقراءة جماعة أجزاء وكان إماما في الفقه والنحو من قضاة العدل توفي في سنة ست وعشرين وسبع مائة عن خمس وستين سنة بالمدينة النبوية شرفها الله تعالى 23 وسمعت من الفقيه المحدث الزاهد البركة أبي الحسن علي بن محمد التركي الختني الشافعي وقد تفقه وسمع الكثير وكتب الأجزاء وسمع من الفخر علي وطبقته ومات كهلا سنة سبع عشرة وسبع مائة رحمه الله تعالى 24 وسمعت من الإمام المحدث الأوحد الأكمل فخر الإسلام صدر الدين إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الخراساني الجويني شيخ الصوفية قدم علينا طالب حديث وروى لنا عن رجلين من أصحاب المؤيد الطوسي وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الأجزاء حسن القراءة مليح الشكل مهيبا دينا صالحا وعلى يده أسلم غازان الملك مات سنة اثنتين وعشرين وسبع مائة وله ثمان وسبعون سنة رحمه الله تعالى 25 وسمعت من الشيخ العالم المحدث الصادق المرتضي شمس الدين محمد بن محمد بن حسن بن نباتة المصري وله عناية تامة بهذا الشأن ومعرفة كتب الأجزاء وحصل وروى عن غازي والعز الحراني وابن خطيب المزة والطبقة ومحاسنه كثيرة وتواضعه حسن وديانته متينة ولد سنة ست وستين 26 وسمعت من الإمام المحدث الصادق مفيد الجماعة محب الدين عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي الحنبلي ولد سنة اثنتين وثمانين وست مائة وسمع من بن البخاري وطبقته ثم طلب بنفسه وكتب الكثير وقرأ العالي والنازل وأفاد الخاصة والعامة وقد ألقى له المحبة في النفوس لخيره وإخلاصه وصلاحه وفضله توفي في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وسبع مائة رحمه الله تعالى 27 وسمعت من الشيخ المحدث العالم الرئيس زين الدين عمر بن حسن بن عمر بن حبيب الدمشقي نزيل حلب ومحتسبها ولد سنة ثلاث وستين وست مائة وسمع من بن بلبان وابن شبيبان وابن البخاري وفي الرحلة من بن حمدان والأبرقوهي وكان ذكيا كتب وتعب خرجت له معجما عن ازيد من خمس مائة نفس مات غريبا بمراغة في سنة ست وعشرين وسبع مائة رحمه الله 28 وسمعت من المحدث العالم فخر الدين عثمان بن بلبان المقاتلي سمع الكثير ورحل وكتب وتعب وكان مزجي البضاعة لكنه له ذكاء وفهم وعناية بالرواية مات بمصر سنة سبع عشرة وسبع مائة وله اثنتان وأربعون سنة روى عن عمر بن القواس وجماعة رحمة الله عليهم 29 وسمعت من المحدث المفتي الفاضل فخر الدين عبد الرحمن بن محمد بن الفخر البعلبكي الحنبلي سمع من بن البخاري وابن الواسطي ثم طلب بنفسه وجمع وخرج وقرأ الكثير وقرأ على كراسي عدة وكان دينا صينا عالما مات سنة اثنتين وثلاثين عن بضع وأربعين سنة رحمة الله تعالى 3 وسمعت من العلامة ذي الفنون فخر الحفاظ قاضي القضاة تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي صاحب التصانيف ولد سنة ثلاث وثمانين وست مائة وسمع من بن الصواف والدمياطي وبدمشق من أبي جعفر بن الموازيني والطبقة وكان جم الفضائل حسن الديانة صادق اللهجة قوي الذكاء من أوعية العلم مات سنة ست وخمسين وسبع مائة 31 وسمعت من الشيخ الإمام المحدث مفيد الطلبة أمين الدين محمد بن إبراهيم بن محمد الواني الدمشقي رئيس المؤذنين وابن رئيسهم سمع من بن الفراء وأبي الفضل بن عساكر وله في طلب الحديث رحلة في سنة سبع مائة مولده سنة أربع وثمانين وست مائة وتوفي سنة خمس وثلاثين وسبع مائة 32 وسمعت من الإمام المفتي المحدث صلاح الدين أبي سعيد خليل بن كيكلدي العلائي سمع من القاضي تقي الدين سليمان وطبقته فأكثر وحصل وخرج وصنف مولده سنة أربع وتسعين وست مائة وتوفي سنة إحدى وستين وسبع مائة وهو عالم بين المقدس 33 وسمعت من الإمام الفقيه المحدث الزاهد القدوة بهاء الدين أبي محمد عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن خليل المكي الشافعي قرأ الفقه والقراءات والأصول والنحو وعني بالحديث ورحل إلى مصر ودمشق وحلب سمع بيبرس العديمي والدشتي والقاضي مولده في سنة أربع وتسعين وست مائة سكن مصر وله جهات ثم تزهد وتوحد وتعبد بالثغر 34 وسمعت مع الفقيه المفتي المحدث ذي الفضائل عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الشافعي ولد بعد السبع مائة أو فيها وسمع من بن الشحنة وابن الزراد وطائفة وله عناية بالرجال والمتون والتفقه خرج وألف وناظر وصنف وفسر وتقدم 35 وسمعت مع المحدث العالم المفيد تقي الدين محمد بن شيخنا سعد الدين بن سعد سمع من القاضي وأبيه وأبي بكر بن عبد الدائم وخلق وكتب ورحل وخرج وتميز 36 وسمعت من الإمام الأوحد الحافظ ذي الفنون شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي ولد سنة خمس أو ست وسبع مائة وسمع من القاضي وابن عبد الدائم والمطعم واعتني بالرجال والعلل وبرع وجمع وتصدى للإفادة والإشتغال في القراءات والحديث والفقه والأصول والنحو وله توسع في العلوم وذهن سيال توفي في شهر جمادي الأولى سنة أربع وأربعين وسبع مائة رحمة الله عليهم أجمعين (4/1500)