بحث عن
الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود ـ رحمه الله ـ
حياته ودعوته
تأليف
وضحاء عطاالله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هاديا له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماُ كثيراً أما بعد :
إنّ الله سبحانه وتعالى جعل لهذه الأمة خاصية ليست لغيرها ، وذلك بأن جعل ريادتها وقيادتها وعزها بعلمائها ، فإذا أخفر حق العلماء وأبرز غيرهم ضلت الأمة وهلكت ، وهذا ما بينه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال ( سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) ، وقيادة غير أهل العلم لهذه الأمة هي من مؤذنات الهلاك لها ومن أشراط الساعة ، وهذا ما بينه حديث أبي هريرة عند أحمد وابن ماجة وغيرهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة ؟ قال السفيه يتكلم في أمر العامة ) ، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في البخاري وغيره عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) وإن أعظم أمر يهم هذه الأمة هو أمر دينها ، فإذا أسند أمر هذا الدين للجهال بالعلم الشرعي فإن ذلك لهو الخسران المبين.
أهمية الموضوع :
أسباب اختياره:
أهداف الموضوع :
تساؤلات الدراسة :
منهج البحث :(1/1)
تقسيمات الدراسة :
أولاً : أهمية الموضوع :
يجب علينا كما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند أبي داود وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها ( أنزلوا الناس منازلهم ) ، وبما جاء عند أحمد من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه ( ، ومن حق العالم أن يوصف بما هو أهل له من غير غلو في وصفه ولا إجحاف في حقه ، فإذا عُرفت منزلته من العلم كان حرياً بالأمة أن تعرف حقه وتنزله منزلته وتتبعه فيما أصاب فيه .
ونجد بالمقابل بأن أهل العلم حقاً لا يذكرون ولا يرفع شأنهم ولا يثنى عليهم ولا يوصفون بما هم أهل له ، لا في الإعلام ولا في غيره ، إما تورعاً من أهل العلم ، وإما غفلة من الأمة عنهم وإضاعة لحقهم ، وإما كيداً لهم ومكراً بهم ، وإما حسداً لهم من أقرانهم ، فالحق الذي يجب القول به هو أن يبرز العلماء كل بحسب علمه و بلائه لهذا الدين ، ولا يهم الأوصاف والألقاب التي تعطى لهم ولا المناصب التي يتبوءونها ، فالعلم في الصدور والفهم في العقول ، وليس العلم بالألقاب ولا غيرها ، وبهذا تهتدي الأمة ويذوب أهل الضلال بكيدهم غماً وتسلم الأمة منهم ، علماً أنه لم يظهر في الإعلام من ليس بأهل للفتوى ولم يصدر الجهال ، إلا بخطأ منا فنحن الذين لم نبرز للناس العلماء فبحث الناس عمن يفتيهم فتصدر أهل الأهواء والضلال للفتوى ، ولو أننا أبرزنا علمائنا وذكرناهم بعلمهم لما حصلت هذه الانتكاسة في المفاهيم نسأل الله العافية.
ثانياً : أسباب اختياره:(1/2)
ولقد دعاني لاختيار هذا الموضوع مما رأينا في هذه الأيام أن صفة المشيخة أعطيت لمن ليس لهم فيها نصيب ، ووصف بالمجتهد من لا يعرف صحيح الحديث من ضعيفه ، وياليت الأمر وقف عند هذا الحد ، بل إنه تعدى حتى وصِف أهل الشر من العلمانيين والحداثيين وغيرهم من أرباب العقائد الفاسدة والعقول الدنسة بأنهم رواد المجتمع وقادة الشعوب ، وهذا لعمر الله إنه لظلم لهذه الأمة أن يصدّر فيها أمثال هؤلاء ، ولقد حرص العلمانيون على تقديم من يخدم مبادئهم وذلك بإضفاء الأوصاف الضخمة والعظيمة عليه ، حتى لو كان جاهلاً بدين الله إنما همهم أن يخدمهم ، فاختلط على الناس من هم أهل العلم والفضل ، ومن هم أهل الزيف والدجل ، فظنوا أن كل من صُدّر في الإعلام ووصف بالعالم بأنه كذلك .
ثالثاً : أهداف الموضوع :
وينبغي أن يشار في هذا المقام إلى أن من حق شيخنا الجليل رحمة الله أن تبرز مآثره وأن تبسط سيرته حتى يستفيد منها الناس ، ولكي يقتدي بهم من بعده ، ولأجل أن يُعرف ويحفظ فضله ، وإن الله لحافظٌ دينه ومعلٍ لكلمته ، والموفق من استعمله الله في بلاغ دينه والعمل بعلمه وتعليمه ودعوة الناس إليه .(1/3)
وان كثير من العلماء على منزلة رفيعة من العلم والفهم سواءً بمجالات العلم كلها أو بعضها ، ولو عرف الناس منزلة علمه لكان ذلك حافزاً لهم أن يرحلوا إليه ، ويلتفوا حوله ليسمعوا منه ويسألوه ، وذلك خير لهم من سؤال الجهال الذين لن يهدوهم إلا إلى الهلاك ، ولقد رأيت سبباً أعتبره خطأً منهجياً تسببنا فيه وأضعنا به حقوق العلماء ، وهذا السبب هو أننا لا نعرّف بعلمائنا ولا نثبت حقوقهم ومنزلتهم من العلم إلا بعد موتهم ، وهذا وإن كان دافعه عدم فتنة العالم أو تقليد الناس للأحياء والافتتان بهم ، إلا أن هذا ليس عذراً بأن يغفل حق العلماء في حياتهم ، لأننا نطلب من الناس أن يأخذوا العلم عن الأحياء ويقتدوا بهم فيما أصابوا فيه ، ولقد سمعت كثيراً من طلبة العلم ومن الناس أيضاً الذين قالوا بعد وفاة عالم من العلماء ،
ياليتنا كنا طلبنا العلم عنده أو سمعنا منه ورحلنا إليه ، ومنشأ ذلك الندم أن تراجم هؤلاء الأعلام لم تكتب إلا بعد وفاتهم ولم تظهر منزلتهم في العلم إلا بعدما ذهبوا ، فندم الناس على تفريطهم في مثل هذه العلوم ، فحرصت على البدأ بترجمة بعض علمائنا الأحياء ، ليعرفهم الناس وليقتدوا بهم فيما أصابوا فيه ، وليترك الناس بعض من لقبوا بألقاب ليس لهم منها إلا الأسماء .
راجياً من الله أن تكون هذه خطوة أولى يتابعني فيها بعض طلبة العلم ليظهروا فيها علم أهل الفضل والصلاح ، فإنا قد سئمنا من إصدار الألقاب على بعض من لا يستحقونها ، وسئمنا من تصدر الجهال ، وهذا راجع فيما أظن إلى ضعفنا في التعريف بعلمائنا .(1/4)
فجنس المدح لا حرج فيه إذا كان بحقه لأن الرسول أذن في المدح كما جاء في الصحيحين عن ابن أبي بكرة عن أبيه قال ( أثنى رجل على رجل عند النبي فقال ويلك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك مرارا ثم قال من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه ) ، فلم ينه الرسول عن المدح ولكن جعل لهذا المدح ضوابطا ً .
وإن أحق الناس بالمدح هم العلماء لا سيما إذا تسبب ذلك المدح بحب الناس لهم والاقتداء بهم ونشر علمهم وكبت أهل الأهواء والبدع ، فكما قال ابن حجر أنه ربما كان مستحباً ، فقد يكون أيضاً واجباً إذا تعذر نشر العلم إلا بمدح أهله بما فيهم ، والعلماء من أكثر الناس أمناً على أنفسهم من المدح ، فعلمهم حصن لهم من الاغترار بما يمدحون به .
رابعاً : تساؤلات الدراسة :
ما نسبه ؟
متى ولد ؟
أين نشأته ؟
ما هي صفاته ؟
أين تعلم ؟
ما هي أعماله ؟
من هم شيوخه ؟
من هم تلاميذه ؟
ما هي مؤلفاته ؟
أين توفي ؟
ما هي إسهاماته الدعوية في مجال التعليم ؟
ما هي إسهاماته الدعوية في مجال الإفتاء ؟
ما هي إسهاماته الدعوية في مجال الخطابة ؟
ما هي إسهاماته الدعوية في مجال المحاضرات ؟
ما هي إسهاماته الدعوية في مجال كتابة الرسائل والمؤلفات ؟
ما هي إسهاماته الدعوية خارج المملكة ؟
خامساً : منهج البحث :
منهج الدراسة هو المنهج الاستقرائي .
سادساً : تقسيمات الدراسة :
المبحث الأول : حياه الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود
ـ رحمه الله ـ
المطلب الأول : نسبه .
المطلب الثاني : مولده .
المطلب الثالث : نشأته .
المطلب الرابع : صفاته .
المطلب الخامس : دراسته .
المطلب السادس : أعماله .
المطلب السابع : شيوخه .
المطلب الثامن : تلاميذه .
المطلب التاسع : مؤلفاته .
المطلب العاشر : وفاته .
المبحث الثاني : دعوة الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود
ـ رحمه الله ـ(1/5)
المطلب الأول : دعوه في مجال التعليم .
المطلب الثاني : دعوته في مجال الإفتاء .
المطلب الثالث : دعوته في مجال الخطابة .
المطلب الرابع : دعوته في مجال المحاضرات .
المطلب الخامس : دعوته في مجال كتابة الرسائل والمؤلفات .
المطلب السادس : دعوته خارج المملكة .
المبحث الأول : حياة الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود
ـ رحمه الله ـ
نسبه .
مولده .
نشأته .
صفاته .
أسلوبه .
دراسته .
أعماله .
شيوخه .
تلاميذه .
مؤلفاته .
وفاته .
بعد ما انتهيت من كتابه المقدمة وأوضحت أهمية الموضوع وأسباب اختياري له ، سوف أتطرق إلى حيات العلامة من نشأته وحتى مماته رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، وفيما يلي نفصل كل من نقاط المبحث الأول على حده :
أولاً : نسبه :
الشيخ العلامة عبد الله بن حسن بن محمد بن حسن بن عبد الله القعود .
ثانياً : مولده :
ولد في ليلة 17 - عام 1343 هـ ببلدة الحريق الواقعة بوادي نعام أحد أودية اليمامة .
ثالثاً : نشأته :
نشأ الشيخ في بلدة الحريق بين أبوين كريمين ببيت ثراء وفضل , فوالده أثناء نشأته أحد أثرياء البلد, وتعلم مبادئ الكتابة والقراءة من المصحف لدى محمد بن سعد آل سليمان, وذلك في آخر العقد الأول من عمره وأول الثاني , وقرأ القرآن بعد ذلك عن ظهر قلب ، وبعض مختصرات شيخ الإسلام ابن تيمية , والإمام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله ، على قاضي بلدته آنذاك الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم آل عبداللطيف رحمه الله .
رابعاً : صفاته :
لقد كان الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود لمن عرفه فريداً من نوعه متميزاً في قول كلمة الحق لا يخاف في الله لومة لائم متميزاً في علمه وفتاويه جمع بين الأصالة والمعاصرة وتميز باهتمامه بالشباب ورحابة صدره لأسئلتهم ومناقشاتهم وهو متفرد على كثير من العلماء بأخوته للجميع ومحبته للصغير والكبير وتواضعه الجم الذي ساعده على أن يسكن القلوب ويتربع عليها .(1/6)
وقد عُرف عن الشيخ رحمه الله تواضعه ولطفه ورفقه وحرصه على مخالطة الناس ومن لطفه وتواضعه ورفقه ما كان يلاحظ من وقوفه للناس عند باب الجامع بعد خطبة وصلاة الجمعة ، يجيب عن أسئلتهم ويحل إشكالاتهم ، ولا يستطيل وقوفه في حر الصيف أو برد الشتاء . وكانت الابتسامة لا تغادر محياه ، وكان لطيف المعشر قريب النفس ، تكسوه مهابة العالم في حديثه وشخصيته وسمته ، غير أن سماحته وتواضعه تقربه منهم ، فكان رحمه الله رقيق القلب سريع البكاء ، يبكي في الصلاة ولدى خطابته في النفس .
وكان ورعاً زهدا ، وعرف عنه انصرافه عن الدنيا وعدم مزاحمة الناس على ما في أيديهم ، وفي تطلبه للحق والوقوف عنده ، وفي بذله نفسه للناس ، كان الشيخ في لبسه وهندامه نضراً مرتباً ، غالب لباسه البياض ، ومع حسن لبسه وجمال منظره إلا أنه ما كان يتكلف ولا يبالغ في هندامه .
خامساً : دراسته :
وفي شبابة قويت رغبته في تحصيل العلم فرحل في 27 - 1367 هـ مفارقاً ذلك البيت الغني بأنواع الأموال ، وتوجه إلى حيث يقيم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ في الدلم بمنطقة الخرج, ولازمه أربع سنوات ، ما عدا فترات الإجازات ونحوها, فكان يعود فيها إلى والديه اللذين يتعاهدانه أثناء تلك الفترة بما يحتاجه من مال ـ جزاهما الله عنه وعن العلم خيرا.
وقد سمع على الشيخ ابن باز أشياء كثيرة من أمهات الكتب وغيرها من كتب الحديث والفقه , ومن المعروف لدى طلاب الشيخ ابن باز أن الشيخ ابن قعود حرر على إحدى نسخ بلوغ المرام فوائد نفيسة لدى دراسته عليه في الدلم ، وقد صورها البعض واستفادوا منها ، وحفظ الشيخ ابن قعود أثناء وجوده لدى الشيخ ابن باز مختصرات كثيرة منها بلوغ المرام, وكان ميالاً كثيراً للأخذ بالدليل ـ أي: لمسلك أهل الحديث ـ .(1/7)
ولما فتح المعهد العلمي في الرياض في مطلع عام 1371 هـ الذي هو نواة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، التحق به وتخرج في كلية الشريعة في عام 1377 هـ .
سادساً : أعماله :
ففي عام 1375 هـ عين مدرساً بالمعاهد, وفي 1379 هـ انتقل إلى وزارة المعارف وعمل بها مفتشا للمواد الدينية بالمرحلة الثانوية, وفي 1385 هـ انتقل إلى ديوان المظالم , وعمل به عضواً قضائياً شرعياً, وفي 1 / 4 / 1397 هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء وعمل بها عضواً في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المنبثقة من هيئة كبار العلماء , بجانب عضويته في هيئة كبار العلماء , وفي 1 / 1 / 1406 هـ خرج للتقاعد .
وتعاون مع جامعة الملك سعود بإلقاء المحاضرات لطلاب الدراسات العليا بقسم الثقافة الإسلامية .
وأما في مجال الإمامة والخطابة : فقد عُين إماماً وخطيباً بجامع المشيقيق بالرياض منذ - 1378هـ
وفي - 1391 هـ عين خطيباً لجامع الملك عبدالعزيز ( المربع ) واستمر فيه على مدى ثمانية وعشرين عاماً ، حتى وقت إعادة بناء منطقة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي وترميم الجامع عام 1418هـ .
سابعاً : شيوخه :
وكان من مشايخه في الدراسة النظامية المذكورة : الشيخ عبد العزيز بن باز, والشيخ عبدالرزاق عفيفي, والشيخ محمد الأمين الشنقيطي, والشيخ عبد الرحمن الإفريقي .
وفي طفولته : الشيخ محمد بن سعد آل سليمان الذي تعلم عنده مبادىء الكتابة والقراءة من المصحف ، وقاضي بلدته آنذاك الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم آل عبداللطيف رحمهم الله جميعاً .
ثامناً : تلاميذه :
سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة ، ومعالي الشيخ صالح
آل الشيخ ( وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف ) ، ومن مصر محمد حسين يعقوب ،(1/8)
د. عبد الله بن عبد المحسن التويجري ( كلية أصول الدين بجامعة الإمام ) ، د. حمد بن عبد المحسن التويجري ( أستاذ مساعد بكلية اللغة العربية جامعة الإمام ) ، د. عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر ، الشيخ سلطان بن عبد المحسن الخميس ، د. بدر بن ناصر البدر، الشيخ سعد بن محمد المهنا ( قاضي ) ، علي بن إبراهيم اليحيى ( مشرف على مناهج المواد الشرعية بوزارة المعارف ) ، عبد الله بن سليمان المهنا ، ناصر بن عبد المحسن العنيق ، ماجد بن محمد الحربي ،
الشيخ سعد بن مطر العتيبي ، الشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم ، د. م. حبيب بن مصطفى زين العابدين ( وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان ) ، الشيخ خالد بن عبدالرحمن الشايع ، الشيخ محمد العريفي وغيرهم كثير .
تاسعاً : مؤلفاته :
للشيخ ابن قعود رحمه الله عدد من المؤلفات منها : مجموعة خطب صدرت في أربعة أجزاء في أزمان متفاوتة باسم ( أحاديث الجمعة ) , وله تعليق على بعض مقررات الحديث والفقه في المرحلة الثانوية والمتوسطة إبان عمله مفتشاً بوزارة المعارف .
إضافة لبعض الرسائل المختصرة مثل اثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ووصايا للدعاة ، ووصايا لطلبة العلم ، والفتنة والمخرج منها،
الوسط المطلوب ، إلى خطباء الجمعة ، رسالة في تحرير مسألة رفع الإزار إلى نصف الساق ، رسالة في صفة قنوت النوازل ، رسالة إلى العلماء بعنوان : إلى الموقعين عن رب العالمين ، الدعوات الإصلاحية وأثرها في المجتمع .
مجموع رسائل ومقالات الشيخ عبد الله بن قعود، جمعها ورتبها أحد تلاميذ الشيخ : عبد الله بن سليمان المهنا ، جزاه الله خيرا ، مسألة في رمي الجمرات .
ومئات الفتاوى التي اشترك في الإجابة عنها مع أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
عاشراً : وفاته :(1/9)
قبل وفاته ببضع سنين حلَّ بالشيخ مرضٌ تمادى به ، حتى ألزمه بيته ، فانعزل عن الناس وخاصةً بعد توالى الفتن والأحداث الجسام ، وكان ازدياد مرض الشيخ بعد أن بلغه خبر وفاة شيخه العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله ، حيث كان صدمه بالغة له أثرت فيه وفي صحته تأثيراً بالغاً .
ففي صباح يوم - - من - عام 1426هـ ودَّعت الدنيا بمدينة الرياض أحد أئمة العلماء وأعلامها النبلاء ،
وهو الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود ، عن عمر يناهز الثالثة والثمانين.
وتناقل الناس الخبر آسفين حزينين ، يعزي بعضهم بعضاً ، ويسألون الله له المغفرة ، وأن يخلف على الأمة فيه خيراً .
وتوافد الناس للصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض عقيب صلاة العصر ، حيث امتلأ هذا الجامع الكبير بالتمام وزيادة ، وتقدم المسلمين أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز ، وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز ، وعدد كبير من الأمراء والعلماء وطلبة العلم ، وأمَّ الناس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة .
ثم وُوري الشيخ ابن قعود الثرى في مقبرة العود وسط مدينة الرياض التي اكتظت الطرقات المؤدية إليها بالسيارات والمشاة ، فقد شيعه عدد كبير من الناس ، فيهم الأمراء والعلماء والمسئولون وطلابة وغيرهم من محبي الشيخ رحمه الله .
المبحث الثاني : دعوة الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود
ـ رحمه الله ـ
...
دعوته في مجال التعليم .
دعوته في مجال الإفتاء .
دعوته في مجال الخطابة .
دعوته في مجال المحاضرات .
دعوته في مجال كتابة الرسائل والمؤلفات .
دعوته خارج المملكة .(1/10)
برع الشيخ رحمه الله في دعوته بعدت مجالات بل كان مميزاً في مجال التعليم ومجال الخطابة حيث تميزت خطبة بالمعالجة العميقة لقضايا الحياة والعقيدة ، وأسهم إسهامات مفيدة في مجال البحوث والإفتاء حيث كان عضواً في اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء ، وله مشاركات ونشاطات علمية وثقافية بارزه ، وفي هذا المبحث أتطرق اللي عدة مجالات دعوية للشيخ رحمه الله .
أولاً : دعوته في مجال التعليم : (( الشيخ سعد بن مطر العتيبي ))**
ثم شاء الله عز وجل أن نقترب من الشيخ أكثر ، إذ كنت أتصل به كثيراً لأعرض عليه بعض ما يشكل عليَّ من المسائل أثناء الدراسة ، ولا سيما فيما يتعلق بالتخصص ( السياسة الشرعية ) ، والشيخ على علم بهذا الفنّ ، بل قد مارس بعض مجالاته عملياً أثناء عمله في ديوان المظالم ، وكنت أجد أجوبة تدلّ على عمق علمي ، يستند فيها الشيخ إلى النصّ ويرعى فيها المقصد .. ولمّا رأيت من الشيخ انشراحاً ، عزمت وبعض زملائي على أنّ نتقدم إلى الشيخ بطلب دروس خاصّة في فنّ السياسة الشرعية ، فوجدنا منه ترحيباً عجيباً ، ولم نلبث أن حدّدنا الوقت والكتب ، وبدأنا القراءة على الشيخ .. فأنهينا عليه - بحمد الله – كتاب السياسة الشرعية ، للإمام أبي العبّاس ابن تيمية ، وكتاب : مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية ، لأبي عبد الله البعلي ، والاختيارات الفقهية من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ، لأبي الحسن البعلي ، وكتاب : الطرق الحكمية ، للعلامة ابن قيم الجوزية ، وكتباً أخرى موسمية ، وبعض البحوث العلمية ، إضافة إلى بعض الكتب التي بدأناها ولم ننهها ، بسبب اشتداد المرض عليه رحمه الله ، ورفع الله درجته وأجزل الله مثوبته .(1/11)
كان هذا الدرس خاصّاً ، فلم يكن يحضره سوى بعض الزملاء – ومنهم الآن القضاة والأساتذة الأكاديميون ، و والله لقد كنّا نجد الشيخ – أحياناً - واقفاً الباب ينتظرنا ! ويصرح لنا بمدى اهتمامه وحبه لهذا الدرس !.. ومع ما يستفاد منه من التواضع والسمت الحسن ، كان مما يميز درس الشيخ – رحمه الله ورفع درجته وأجزل الله مثوبته – استحضاره السوابقَ القضائية والتاريخية ، مما له صلة بموضوع كثير من الدروس .. وهذا في حد ذاته ، مطلب أندر من الكبريت الأحمر كما يقال ..
وفي ظلال هذه الجلسات العلمية التي تعقد في مكتبة الشيخ المنزلية ، كان المجال خصباً للتعرّف على منهج الشيخ في البحث والترجيح ، والتطبيق الفقهي على الوقائع .
وحكى لنا – رحمه الله - بدايات اعتماده للأخذ بفقه أهل الحديث ، قائلاً : كنت أتردد على ورّاق بحي البطحاء بالرياض ، فوقع نظري ذات مرّة على كتاب : نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ، للعلامة الشوكاني ، فلمّا تصفحته ، أُعجبت به كثيراً ، فاشتريته واقتنيته ، ومن ثمّ تأثرت بمنهجه في الاستدلال .
وكان رحمه الله يحتفظ بنسخة من ( بلوغ المرام ، للحافظ ابن حجر رحمه الله ) عليها تعليقات الشيخ ابن باز رحمه الله ، وتصحيحاته وتعقيباته ، وبعضها بخط الشيخ ابن باز رحمه الله ، وكان يخرجه لنا إذا ما عرض لنا حديث للشيخ ابن باز تعقيب عليه .. فقد كان يستذكر تلك الأحاديث من بين بقية الأحاديث .(1/12)
ومما يزيدك حباً للشيخ ، اهتمامه بالعلم الأصيل ، دون التعلق بالتوابع والاستكثار من الإجازات ، وما إليها ، وهي قاعدة قديمة عنده ، بل إنَّ من تطبيقاتها القديمة لديه – وقد ناقشته فيها لعدم تسليمي له بها - : أنَّه ختم القرآن على أحد القراء في المسجد النبوي ، فلما انتهى طلب منه المقريء أنّ يتبعه لداره ، ليكتب له الإجازة في قراءة حفص عن عاصم ، فأبى شيخنا ذلك ، وقد دُهش المقريء لمَّا قال له الشيخ : ما جئت للإجازة ، إنَّما جئتك لأضبط القراءة ! وإنَّما لم أسلِّم لشيخي بالامتناع عن الإجازة ، لأنَّ إجازات القرآن والقراءات ، لا زالت بعافية ولله الحمد ، فلا تُعطى إلا لمن يستحقها ، بخلاف غيرها ، وكتاب الله عز وجل ، لا يُتقنه من لم يأخذه من أفواه القراء المتقنين ..
ثانياً : دعوته في مجال الإفتاء :
والشيخ ابن قعود ـ رحمه الله ـ صاحب علم وعمل ودعوة ، فقد كان أحد أعضاء لجنة الإفتاء بالمملكة ، إلى قبيل مرضه .
وفي 1 / 4 / 1397 هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء وعمل بها عضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المنبثقة من هيئة كبار العلماء , بجانب عضويته في هيئة كبار العلماء , وفي 1 / 1 / 1406 هـ خرج للتقاعد .
سألت الجنة الدائمة للبحوث والعلمية والإفتاء : الفتوى رقم 2923 في 8 / 4 / 1400 هـ
س / هل يجوز للمرأة ان تسوق السيارة في شوارع كبيرة يختلط فيها السائقون والسائقات ؟
الجواب / لا يجوز للمرأة ان تسوق السيارة في شوارع المدن ولا اختلاطها بالسائقين لما في ذلك من كشف وجهها أو بعضه وكشف شيء من ذراعيها غالباً ، وذلك من عورتها ، لان اختلاطها بالرجال الأجانب مظنة للفتن ومثار للفساد . وصل الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنه الدائمة للبحوث والعلمية والإفتاء
عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان عبدالرزاق العفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز(1/13)
ثالثاً : دعوته في مجال الخطابة :
وفي مجال الإمامة والخطابة : فقد عُين إماماً وخطيباً بجامع المشيقيق بالرياض منذ شعبان 1378هـ , وفي المحرم 1391 هـ عين خطيباً لجامع المربع واستمر فيه على مدى ثمانية وعشرين عاماً ، حتى وقت إعادة بناء منطقة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي وترميم الجامع عام 1418هـ .
وله مجموعة خطب صدرت في أربعة أجزاء في أزمان متفاوتة باسم
( أحاديث الجمعة ) .
فقد تميزت بالمعالجات العميقة لقضايا العقيدة وللمسائل الحياتية الحادثة مع ملاحظة الاختصار والإيجاز ، وكان له رحمه الله أسلوبه المتميز في الخطابة ، الذي يلحظ معه سامعه إخلاص الشيخ لله تعالى ، وشدة نصحه للناس ، وتميزت خطبه بأنه كان يرتجلها ولا يقرأها من ورقة .
فكان جامعه متجهاً لطلاب العلم ولعدد من وجهاء الناس ، حيث يؤمونه من أنحاء شتى من مدينة الرياض ، إضافة لعامة الناس ، فكان المسجد يغص بالمصلين .
وقد كان الشيخ ابن قعود رحمه الله يُولي خُطبه اهتماماً بالغاً بالتحضير لها ، وبكيفية أدائها وإلقائها ، كما يظهر ذلك في مقدمته لكتاب الخطب ، ولذلك فكان الشيخ كثيراً ما يبكي على المنبر لشدة تأثره وعظيم نصحه .
وكان الملك فيصل ـ رحمه الله ـ إبان حياته كان يصلي الجمعة في ذلك الجامع ، فيسمع خطب الشيخ ويصلي وراءه .
رابعاً : دعوته في مجال المحاضرات :
استمر رحمه الله في المشاركات في اللقاءات والنشاطات العلمية والثقافية ، وتعاون مع جامعة الملك سعود بإلقاء محاضرات لطلاب الدراسات العليا بقسم الثقافة الإسلامية ومنها ( الدعوة الإصلاحية وأثرها في المجتمع ) في الجامعة وقد حضرها حشد كبير من الأساتذة والطلاب والمهتمين ، وهكذا دروسه العلمية الأسبوعية المستمرة في المسجد والتي يؤمها كثيرٌ من طلبة العلم .
وللشيخ رحمة الله مجموعة من الحاضرات أذكر منها :(1/14)
اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ، اتقوا الفتن عباد الله ، الكذب ، الحسد ، التحذير من إيذاء المسلمين ، تربية الأولاد ، الأمانة وبر الوالدين ، قصة إبراهيم ، فضل عشر ذي الحجة ، أنواع القلوب ، التوبة ، ختم العام ، الإخلاص والمتابعة ، مراحل يوم القيامة ، الموت والحساب ، الخشوع في الصلاة ، مراقبه الله .
خامساً : دعوته في مجال كتابة الرسائل والمؤلفات :
للشيخ ابن قعود رحمه الله بعض الرسائل المختصرة ، ومئات الفتاوى التي اشترك في الإجابة عنها مع أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
ومن هذه الرسائل المختصرة : اثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ووصايا للدعاة ، ووصايا لطلبة العلم ، الوسط المطلوب ، إلى خطباء الجمعة ، رسالة في تحرير مسألة رفع الإزار إلى نصف الساق ، رسالة في صفة قنوت النوازل ، رسالة إلى العلماء بعنوان : إلى الموقعين عن رب العالمين ، الدعوات الإصلاحية وأثرها في المجتمع .
مجموع رسائل ومقالات الشيخ عبد الله بن قعود، جمعها ورتبها أحد تلاميذ الشيخ : عبد الله بن سليمان المهنا ، جزاه الله خيرا ، والفتنة والمخرج منها ، مسألة في رمي الجمرات .
سادساً : دعوته خارج المملكة :
وكان يسافر للخارج بغرض الدعوة لله تعالى والتعرف بالإسلام , وكانت اسفاره للخارج بعضها مع الشيخ عبدالعزيز بن باز والاخرى يقوم
بتمثيل الشخ ابن بار ذات مرّة اتصل بي الشيخ عبد العزيز ( يعني ابن باز - رحمه الله – وكان ابن باز حياً حين إخبارنا بالقصة ) بعد صلاة العصر ، وقال : يا شيخ عبد الله ! أريد أن تأتيني الآن ! فاتجهت إليه وأنا أُفكِّر : ماذا يريد الشيخ في هذا الوقت الذي هو وقت راحته في العادة .. ولما وصلت داره ، وجدته في انتظاري ، يترقب مجيئي إليه وبيده ظرف مغلق .. فرحب بي ثم سارَّني قائلاً : يا شيخ عبد الله ، تذْكِرتُك إلى باكستان جاهزة ، وأريد أن تسلِّم هذا الخطاب لأخينا ضياء الحق بنفسك !(1/15)
لقد كان له عناية بالحركة الإسلامية في تركيا ، وله رحلات أجنبية عديدة ـ لأمريكا ، ألمانيا ، باكستان ، الهند ـ حضر خلالها مؤتمرات دولية ولقاءات عامّة .
ووقف فيها على كثير من المواقف التي تتطلب مرونة شرعية يتقنها أيَّما إتقان ، مع ما وهبه الله عز وجل من خلق و معرفة بذوقيات التعامل الخارجي ورسمياته . حتى في طريقة أداء العبادة في بعض الأحوال : ومن ذلك أنَّه كان بصحبة أحد المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية ، فحان وقت صلاة العصر ، وكانوا في أحد المطارات الأمريكية الدولية ، فسارّة الطالب المبتعث : يا شيخ حان وقت الصلاة ، وأريد أن أرفع صوتي بالأذان ؟ فردًَّ الشيخ : لا .. ثم بدأ الشيخ مباشرة يؤذن بصوت عادي - كأنما يحدثني - ونحن نسير ، نحو الصالة الأخرى لنطير منها إلى المطار المحلي ، ثم قال لي : لا ضرورة لرفع الصوت .. الحمد لله الدين يسر .. هذا قد يضرّ ، ونحن اثنان .. أو كلاماً نحو هذا ..
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، وبفضله وتوفيقه تكتمل الحسنات فقد قمنا في هذا المبحث المبارك بجمع الكثير عن شيخنا الفاضل عبدالله بن قعود رحمه الله رحمة واسعة ، ورغم قلة المراجع وندرتها إلا أنني بتوفيق من الله قد ألممنا بما يتعلق بكافة المباحث ومتطلباتها والتي شاركنا فيها بعض طلاب الشيخ وبعض المقربين من الشيخ فلهم منا جزيل الشكر ومن الله عظيم الأجر .
وفي هذا المقال نوصي الجميع بمعرفة منزلة العلماء وفضائلهم وأن ندافع عنهم في حياتهم وبعد مماتهم وأن نذكر الناس بقول ابن عساكر: (( لحوم العلماء مسمومة )) ، وأن ننصح الجميع بالرجوع إلى العلماء حال الفتنة لأنهم أعلم الناس بحالها وأن لا ننجرف وراء الأفكار المنحرفة التي تهلك الأمم قبل أن تهلك النفوس .(1/16)
وقد توصلنا إلى بعض النتائج المتعلقة في موضوعنا ألا وهي أن لا نبخسهم حقوقهم ومن حقوق الشيخ علينا بعد موته ذكر فضائله وشرح سيرته العطره التي ترفع الهمم ليتسنا لطالب العلم الاقتداء بهذا العالم الفاضل والذي قضى جل وقته في طلب العلم والسعي الحثيث ورائه .
فنسأل الله تعالى أن يغفر لشيخنا عبدالله بن قعود ويرفع درجته في المهديين ، وأن يخلفه في عقبة في الغابرين ، وأن يغفر لنا وله ، وأن يفسح له في قبره وينور له فيه ، وأن يخلف على الأمة فيه خيراً .
وأخيراً ما أصبت في هذا البحث فمن الله ، وما أخطأت فيه فمن نفسي والشيطان ، والحمد لله رب العالمين .
( 1 ) جريدة الرياض اليومية الأربعاء 9 رمضان 1426هـ - 12 أكتوبر 2005م - العدد 13624 .
( 2 ) رسائل ومقالات الشيخ عبدالله بن قعود رحمة الله ـ جمع ورتب عبدالله المهنا .
( 3 ) الشبكة الإسلامية ــ تسجيلات الشبكة ــ محاضرات ــ عبدالله بن قعود رحمه الله .
( 4 ) الشيخ سعد بن مطر العتيبي ـ أحد طلاب الشيخ عبدالله بن قعود رحمة الله .
( 5 ) شريط وترجل الفارس ـ تقديم حمد الجاسر .
( 6 ) صيد الفوائد ــ التعريف بالعلماء والمشايخ والدعاة المعاصرين ــ الشيخ عبدالله بن قعود رحمة الله .
( 7 ) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ــ المجلد الأول ــ ص 8 ، 9.
( 8 ) الموقع الذهبي للإسلام ـــ تراجم للعلماء و للدعاة ــ الشيخ عبدالله بن قعود .
( 9 ) مجلة منارات ــ العدد 13 شوال 1426 هـ ــ ص 28 .
( 10 ) مجلة البحوث الإسلامية ــ العدد 24 ــ ص 74 ، 75 .
( 11 ) منتدى الأزهار ــ المنتدى الإسلامي ــ ترجمة الشيخ الكبير / عبدالله بن قعود رحمة الله .
التسلسل ... الموضوع ... الصفحة
1 ... اسم البحث ... 1
2 ... مقدمة ... 2
3 ... تمهيد ... 4
4 ... أهمية الموضوع ... 5
5 ... أسباب اختياره ... 6
6 ... أهداف الموضوع ... 7
7 ... تساؤلات الدراسة ... 10
8 ... منهج البحث ... 11(1/17)
9 ... تقسيمات الدراسة ... 11
10 ... المبحث الأول : حياه الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود ـ رحمه الله ـ ... 13
11 ... نسبه ... 14
12 ... مولده ... 14
13 ... نشأته ... 14
14 ... صفاته ... 15
15 ... دراسته ... 16
16 ... أعماله ... 17
17 ... شيوخه ... 18
18 ... تلاميذه ... 19
19 ... مؤلفاته ... 20
20 ... وفاته ... 21
21 ... المبحث الثاني : دعوة الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود ـ رحمه الله ـ ... 23
22 ... دعوه في مجال التعليم ... 24
23 ... دعوته في مجال الإفتاء ... 27
24 ... دعوته في مجال الخطابة ... 28
25 ... دعوته في مجال المحاضرات ... 30
26 ... دعوته في مجال كتابة الرسائل والمؤلفات ... 31
27 ... دعوته خارج المملكة ... 32
28 ... الخاتمة ... 34
29 ... المصادر والمراجع ... 35
30 ... الفهرس ... 36(1/18)