الترجمة الذهبية
لأعلام آل تيمية
تأليف
محمد صالح قرواش اليافعي
كتاب يترجم لكثر من 30 علماً من أعلام آل تيمية ومن أبرز هم شيخ لإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم آل تيمية وأبائة وأجدادة ومن ينتسب إلى هذا البيت الكريم رحمه أسلافه
المقدمة:
بسم الله وحده, وعز جنده, ونصر عبده, وهزم الأحزاب وحده, ولا حولا ولا قوة إلا به, اللهم علمنا بما لا نعلم, وأنفعنا بعلمنا, أنك مستجيب الداعي.
يقول العبد الفقير إلى ربه محمد صالح قرواش المنصوري الناخبي اليافعي, إن لهذا الكتاب لمنفعة كبيرة, في معفرة علماء المسلمين, ومعرفة سيرتهم, فأرجوا من قارئة إن وجد خطأ فل يعدله, وأن استفاد منه فلينشرها بالخير والصلاح.
وهذا الكتاب يترجم لأكثر 30 رجل من بيت آل تيمية, بعضهم ترجم لهم ترجمة مختصرة لا تتعدد بضع الأسطر, وبعضهم ترجم لهم ترجمة مفصلة, وأيضاً أورد جدولاً فيه بعض من آل تيمية وسنة وفاته وميلاده, وشجرة نسب آل تيمية.
ويقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب رئيسية هي:
الباب الأول: الأشخاص المترجم لهم, وهم:
1/ محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
2/ جارية بنت محمد بن الخضر
3 / الخضر بن محمد بن الخضر
4/ محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
5/ عبد الحليم بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
6/ عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
7/ إبراهيم بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
8/ عبد المحسن بن علي بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
9/ علي بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
10/ أبو القاسم بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.(1/1)
11/ عبد الأحد بن أبي القاسم بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
12/ عبد اللطيف بن أبي القاسم بن عبد الغني
13/ عبد القهار بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
14/ عبد الملك بن عبد القهار بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
15/ عبد اللطيف بن عبد الغني بن محمد: أحد أولاد سيف الدين عبد الغني بن محمد بن تيمية
16/ بدرة بنت محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
17/ عبد الله بن الخضر بن محمد: هو أبو محمد عبد الله بن الخضر بن محمد بن تيمية الحراني الحنبلي
18/ عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
19/ عبد السلام بن عبد العزيز بن عبد السلام بن تيمية الحراني
20/ عبد العزيز بن عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
21/ عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
22/ أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
23/ عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
24/ عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
25/ محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
26/ محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.(1/2)
27/ ست الدار بنت عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية.
الباب الثاني: جودلاً يبين تواريخ ولادة ووفاة بعض من تُرجم لهم.
الباب الثالث: شجرة نسب آل بن تيمية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الأول: ترجمة لبعض أعلام آل بن تيمية:
1- محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية النميري الحراني الحنبلي. أصله من مدينة حران شمال العراق, ولد وعاش وسكن ومات بحران.
جميع المترجم لهم من ولده.
أمه هي على مقيل أسمها تيمية, يكنى أبو القاسم { كنيته أبو القاسم لا تعني إن له أبن أكبر أسمه القاسم , ولكن يسمى بها نسبتاً إلى الناس العظام مثل الرسول عليه السلام أسمه محمد وكنيته أبو القاسم وهذا كذالك أسمه محمد , أو مثل أي رجل أسمه إسحاق يكنى أبو يعقوب سمي نسبتاً إلى إبراهيم " عليه السلام "}. قيل أن سبب تسميتهم با تيميه قيل أنه حج على درب تيماء ، فرأى هناك طفلة فلما رجع ، وجد امرأته قد ولدت له بنتا ، فقال : يا تيمية ! يا تيمية ! فلقب بذلك . وقيل أنه رأى فتاة جميلة بتيماء ، وعاد إلى زوجته فوجدها قد وضعت بنتا ، فقال : يا تيمية ! تشبيها لبنته بها ، فأطلق على أبنائها من بعده هذا القب.
وقيل أن أمه كانت تسمى تيمية ، وكانت واعظة , وزاهدة , فسمي نسبتاً إليها ,سمي بها وسمية ذريته من بعدة ببن تيمية , نسبتاً إليه لأن لقبته كانت تيمية.
فولد محمد بن الخضر بن علي: جارية, والخضر.
2- جارية بنت محمد بن الخضر:(1/3)
ولدت في حران , وكان أبوها عندما ولدت حاجاً في مكة. قال أبن المستوفي : كانت امرأته أمرأت محمد بن الخضر حاملا فلما كان بتيماء رأى جويرية قد خرجت من خباء فلما رجع إلى حران وجد امرأته قد وضعت جارية فلما رفعوها إليه قال ياتيمية يا تيمية يعني أنها تشبه التي رآها بتيماء فسمي بها . جدتها أسمها على ما قيل تيمية, وهي أخت أبو القاسم الخضر, وعمة فخر الدين أبو عبد الله محمد بن الخضر. وأسمها على ما أظن جارية, والله أعلم.
3- الخضر بن محمد بن الخضر:
هو أبو القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية النميري الحراني الحنبلي الزاهد . ولد في مدينة حران من العراق ولد في القرن السادس الهجري. كان زاهداً , عابداً , تقياً , من الأبدال , قرأ القرآن على أبنه محمد, ويكنى أبو القاسم. فولد الخضر بن محمد بن الخضر: القاسم, و محمد, وعبد الله.
4- محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو الخطيب فخر الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية النميري الحراني الحنبلي المقري.
ولد في مدينة حران في أواخر شهر شعبان سنة 542هـ.(1/4)
يكنى أبو عبد الله, ويلقب بفخر الدين أو فخر. قرأ القرآن الكريم وعمره عشر سنين قرأه على والده أبي القاسم , وقد سمع منه بن أخوه عبد السلام بن عبد الله , وسمع بحران من أبي النجيب السهروردي قدم عليهم. اشتغل في العلم وهو في صغره , حيث كان يتردد على فتيان بن مباح , وعلى أبن عبدوس وقيرهم . أرتحل إلى بغداد وسمع بها الحديث النبوي من , المبارك بن خضر , و أبن البطي أبي الفتح , و سعد الله بن ألدجاجي , ويحيى بن ثابت , و أبي بكر بن النقور , وجعفر بن الدامغاني وغيرهم . وتفقه ببغداد على يد , أبي الفتح بن المنى ناصح الإسلام , و ابن بكروس أحمد بن بكروس , وغيرهم . وقرأ عليه ابن الجوزي زاد المسير في التفسير , وسمع من أبن الجوزي كثير من مصنفاته وكتبه . وكان له حلقة تفسير في جامع حران يذهب إليها كل يوم, حتى فسر القرآن خمس مرات. سمع الحديث من شهدة بنت الأبري , و ابن المقرب , وابن البطي . و وقد كان ثقة , وفاضلاً , وخلوقاً , وصدوقاً , و كريماً, و خوارقاً , وعالماً , واعظاً , وشيخاً , سمع منه كثير من الناس منهم ابن نقطة , و ابن النجار . برع في الفقه, والحديث, والمذهب, و بعض الشعر,و الأدب.
وأخذ العربية من أبي محمد بن الخشاب. روى عن: أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي .
كانت أليه الخطابة بحران ثم لأهليه وذريته من بعده.
قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي في حقه :"كان ضنينا بحران متى نبغ فيها احد لا يزال وراءه حتى يخرجه منها ويبعده عنها ومات في خامس صفر من السنة المذكورة , وقال سمعته في جامع حران يوم الجمعة بعد الصلاة ينشد:
أحبابنا قد نذرت مقلتي .... لا تلتقي بالنوم أو نلتقي
رفقا بقلب مغرم واعطفو .... على سقام الجسد المغرق
كم تمطلوني بليالي اللقا .... قد ذهب العمر ولم نلتق(1/5)
وذكره أبو يوسف محاسن بن سلامة بن خليفة الحراني في كتابه " تاريخ حران " وأثنى عليه ثم قال :"توفي يوم الخميس بعد العصر عاشر صفر سنة اثنتين وعشرين وستمائة" .
وذكره أبو البركات ابن المستوفي في كتابه " تاريخ إربل " فقال: " ورد إربل حاجا في سنة أربع وستمائة وذكر فضله وقال كان يدرس التفسير في كل يوم وهو حسن القصص حلو الكلام مليح الشمائل وله القبول التام عند الخاص والعام وكان أبوه احد الأبدال والزهاد وتفقه بحران وببغداد وكان حاذقا في المناظرات صنف مختصرات في الفقه وخطبا سلك فيها مسلك ابن نباتة وكان بارعا في تفسير القرآن وجميع العلوم له فيها يد بيضاء وسمع من مشايخ الحديث ببغداد وأنشد له :
سلام عليكم مضى ما مضى.... فراقي لكم لم يكن عن رضا
سلوا الليل عني مذ غبتم.... اجفني بالنوم هل أغمضا
أأحباب قلبي وحق الذي .... بمر الفراق علينا قضى
لئن عاد عيد إجتماعي بكم .... وعوفيت من كارث أمرضا
لألتقين مطأياكم.... بخدي وافرشه في الفضا
ولو كان حبوا على جبهتي.... ولو لفح الوجه جمر الغضى
فأحيا وأنشد من فرحتي .... سلام عليكم مضى ما مضى
ثم قال : سألته عن اسم تيمية ما معناه فقال حج أبي او جدي أنا أشك أيهما قال وكانت امرأته حاملا فلما كان بتيماء رأى جويرية قد خرجت من خباء فلما رجع إلى حران وجد امرأته قد وضعت جارية فلما رفعوها إليه قال ياتيمية يا تيمية يعني أنها تشبه التي رآها بتيماء فسمي بها او كلاما هذا معناه.
{ تيماء بفتح التاء المثناة من فوقها وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الميم وبعدها همزة ممدودة وهي بليدة في بادية تبوك إذا خرج الإنسان من خيبر إليها تكون على منتصف طريق الشام وتيمية منسوبة إلى هذه البليدة وكان ينبغي ان تكون تيماوية لأن النسبة إلى تيماء تيماوي لكنه هكذا }.
له تصانيف وكتب حميدة في التفسير مثل :(1/6)
كتاب " التفسير الكبير " يتكون أكثر من ثلاثين مجلد , وله ثلاثة مصنفات في المذهب, و له ديوان خط , ومن كتبه أيضاً " الموضح في الفرائض " و رسالة في " مسألة خلود أهل البدع المحكوم بكفرهم في النار" , و " بلغة الساغب " فقه, وكتاب " ترغيب القاصد " كتاب في الفقه , و " مختصر في المذهب ", و " النظم والنثر ", و" تخليص المطلب في تخليص المذهب " وهو كتاب في الفقه , و " شرح الهداية " و " ديوان الخطب الجمعية " شعر ,و وله شعر حسن فيه , وله مصنفات في الوعظ . حدث عنه الشهاب القوصي ,وقال : قرأت عليه خطبه بحران , وحدث عن ابن الخشاب . وروى عنه ابن أخيه الإمام مجد الدين ، والجمال يحيى ابن الصيرفي ,وعبد الله بن أبي العز ، وأبو بكر بن إلياس الرسعني ، والسيف بن محفوظ ، وأبو المعالي الأبرقوهي ، والرشيد الفارقي, وجماعة. توفي في حران, توفي في صلاة العصر يوم الخميس لعشر أيام من شهر صفر وقيل أحدى عشر في سنة 622هـ, وقيل سنة 621هـ, وعمره 80 سنه.
فولد محمد بن الخضر بن محمد: عبد الله, و عبد الحليم, وعبد الغني, وبدرة.
5- عبد الحليم بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو أبو محمد عبد الحليم بن نقيب حران تقي الدين محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني الحنبلي .
ولد في حران سنة 573هـ , ولد وعمر والده 31 سنة .
رحل إلى بغداد وسمع فيها من أبن الجوزي , و أبن المعطوس , وابن كلب , وغيرهم , وقعد ببغداد زماناً طويل.
كان على مذهب الإمام أحمد بن حنبل وقرأ ببغداد الفقه الحنبلي .
وأتقن عدة علوم مثل: الحساب, و الخلافة, و الهندسة, والأصول, و العلوم القديمة, و الفلسفة. سمع من عدة علماء ومنهم الحافظ ضياء الدين, وله عدة مؤلفات وكتب مثل كتاب " الذخيرة ".
توفي في حران, توفي لست أيام من شهر شوال في سنة 603هـ وعمره 30 سنة.
فولد عبد الحليم بن محمد بن الخضر: محمد.(1/7)
6- عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
وهو سيف الدين أبو محمد عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية النميري الحراني الحنبلي الخطيب و ابن الخطيب وأبو الخطيب.
ولد في حران , في ثاني صفر سنة 581هـ , ولد وعمر والده 39 سنة.
كنيته أبو محمد , ولقبة سيف الدين أبو محمد عبد الغني . وهو خطيب حران وابن خطيبها , سمع بحران من والده محمد ومن عبد القادر الرهاوي.
رحل إلى بغداد سنة 603هـ وعمره 22 سنة , رحل هو وأبن عمه عبد السلام بن عبد الله , وسمع في بغداد من ابن طبرزد , ومن ابن سكينة أحمد , وأبن الأخضر ومن العلماء , وأخذ الفقه من غلام بن المنى . ذكر عبد الغني قال مات الوالد في الصلاة فإني ذكرته بصلاة العصر وأخذته إلى صدري فكبر وجعل يحرك حاجبه وشفتيه بالصلاة حتى شخص بصره رحمه الله.
وقد ذكر عبد الغني لوالده مناقب صالحة رؤية له بعد وفاته وهي كثيرة جدا جمعها في جزء واحد.
وتوفي والده محمد بن الخضر وعمر ابنه عبد الغني واحد وأربعون سنة. جلس ببغداد فترة ثم عاد إلى حران مسقط رأسه ولما رجع قام مقام أبيه فكان يخطب, ويعظ, ويدرس, ويعلم, ويلقي التفسير في جامع حران على الكرسي, وقد خطب بعد أبية, وخطب بعده ابنه عبد القاهر. قال فيه ابن حمدان كان سيف الدين " خطيباً, فصيحاً, رئيساً, ثابتاً, رزين العقل". مؤلفات أبو محمد عبد الغني له مؤلفات منها: "تصنيف الزوايد على تفسير الوالد " وهو كتاب في التفسير , ومن كتبة " إهداء القر إلى ساكني الترب ".
توفي عبد الغني بن محمد بن الخضر في حران, في سابع عشر من شهر محرم في سنة 639هـ وعمره 58 سنه. فولد عبد الغني بن محمد بن الخضر: محمد, علي, أبو القاسم, عبد القاهر, عبد اللطيف.
فولد محمد بن عبد الغني بن محمد: إبراهيم, علي.(1/8)
7- إبراهيم بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو أمين الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن تيمية النميري الحراني الحنبلي.
ولد ونشأ في مدينة حران , وله ثلاثة أجداد يسمون باسم محمد.
سمع منه أحمد بن علي بن محمد بن علي بن ضرغام بن علي بن عبد الكافي القرشي التميمي , وسمع مكارم الأخلاق للخرائطي على زين الدين أبوبكر محمد بن أبي طاهر إسماعيل الأنماطي .
توفي في مدينة حران في أوائل القرن السابع الهجري أو في أواخر القرن السادس الهجري.
علي بن محمد بن عبد الغني: فولد علي بن محمد بن عبد الغني: عبد المحسن.
8- عبد المحسن بن علي بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو أمين الدين عبد المحسن بن علي بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن تيمية الحراني الحنبلي التاجر
ولد ونشأ في حران.
سمع من النجيب الحراني بعض الحلية وبعض المشيحة و الموافقات , وقرأ عليه ألخرقي بحران .
وحدث عن العلماء والناس , وكان يجلس مع الشهود .
توفي لست أيام خلون من شهر ربيع الأول سنة 730هـ.
9- علي بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
وهو أبو الحسن علاء الدين علي بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيميه النميري الشروطي الحراني الحنبلي الشاهد .
ولد في حران, سنة 619هـ, ولد وعمر والده يرحمه الله 38 سنة.
لقبه علاء الدين, وكنيته أبو الحسن, سكن مصر وحدث فيها.
سمع من الموفق عبد اللطيف , و أبي الحسن بن روزبه , وغيرهم .
حدث عنه الموفق عبد اللطيف , وابن روزبه , وجلس في مجلس الشهود .
روى عن: أبو الفضل معالي بن سلامة بن صدقة الحراني , وأبو محمد عبد اللطيف بن يسف الموصلي البغدادي , و أبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة .(1/9)
قال أبو حجر العسقلاني : " كان عاقلاً مرضي الطريقة ".
توفي في مصر, توفي في سابع عشري من شهر ربيع الأخر سنة 701هـ وعمر 82 سنة.
فولد علي بن عبد الغني بن محمد: عبد الرحمن.
10- عبد الرحمن بن علي بن عبد الغني:
هو أبو القاسم جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيميه النميري الحراني الحنبلي .
يكنى أبو القاسم, ويلقب بجمال الدين.
كان من بيت علم, فقد أشتهر آبائه وأعمامه وأقربائه بالعلم والمعرفة والدين والفقه والحديث.
توفي في أوائل سنة 701هـ, توفي قبل والده بقليل فشق عليه والده وتألم ومات بعده بقليل.
فولد عبد الرحمن بن علي بن عبد الغني: القاسم.
أبي القاسم بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن تيمية:
هو شمس الدين أبي القاسم بن عبد الغني بن محمد بن الخضر الحراني .
ولد بحران, وهو أحد أولاد خطيب حران عبد الغني. حدث عن جده الإمام فخر الدين في مسند " ألحميدي ", وسمع من ابن روزبة , والموفق عبد اللطيف , وسمع منه أبو الحجاج يوسف بن إبراهيم الكلاعي الإشبيلي .
كتب عنه : ابن الخباز , وابن أبي الفتح , و الطلبة .
توفي في دمشق, توفي في جماد الأول سنة 676هـ, ودفن في مقابر الصوفية بدمشق.
فولد أبي القاسم بن عبد الغني بن محمد: القاسم, وعبد الأحد, وعبد اللطيف.
11- عبد الأحد بن أبي القاسم بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو شرف الدين أبو البركات عبد الأحد بن أبي القاسم بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية النميري الحراني الحنبلي التاجر .
ولد في مدينة حران سنة 630هـ.(1/10)
روى عن العلماء فروى وحدث عن , أبن رواحه عز الدين عبد الله بن الحسين الخزرجي , والمرجا بن شقيرة , وأبن اللتى حضورا , وأبي الفتح بن البطي ,وعن جماعه من العلماء . كان : صالحاً, تقياً, عادلاً, تاجراً, راوياً , محدثاً .
يكنى أبو البركات , ويلقب بشرف الدين بن تيمية , ويلقب أحياناً بالشرف عبد الأحد.
كان له حانوت في البر ثم أنقطع .
سمع منه كمال الدين أحمد بن عمر بن أحمد بن أحمد بن مهدي المدلجي , و خليل بن كيكلدي العلائي , و محيي الدين عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الصمد المقريزي البعلبكي سمع منه بدمشق. وأجاز لشمس الدين محمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض الحنبلي.
روى عن أبو العزائم وأبو الفضل عيسى بن سلامة بن سالم بن ثابت الحراني , و أبو المنجى عبد الله بن عمر بن علي بن عمر بن زيد الشيخ المعروف بابن اللتى. قال الذهبي فيه: " كان من خيارات عِبَاد الله ".
توفي في دمشق في بلاد الشام, توفي شهر شوال سنة 712هـ وعمره 82 سنه.
12- عبد اللطيف بن أبي القاسم بن عبد الغني:
هو البدر عبد اللطيف بن أبي القاسم بن عبد الغني بن تيمية الحراني. ولد في حران سنة 645هـ, وعمر أخوه عبد الأحد 15 سنه.
يلقب بالبدر, أو بدر الدين عبد اللطيف.
كان أحد الذين أشتغلوا في التجارة من بني تيمية.
13- عبد القهار بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن تيمية:
هو فخر الدين أبو الفرج عبد القاهر بن سيف الدين عبد الغني بن فخر الدين محمد بن الخضر بن تيمية النميري الحراني الدمشقي الحنبلي خطيب حران.
ولد في مدينة حران في العراق في سنة 612هـ, ولد وعمر والده يرحمه الله 31 عاماً.
سمع بحران من والده ومن جده محمد , وسمع ببغداد من بن اللتي ومن بعض علماء بغداد .
وخطب بجامع حران في حران خطب به مدة, خطب, وعلَّم, ودرّس.(1/11)
قال الذهبي في كتابه " تاريخ الإسلام " كان: " ديناً, و عالماً, وفاضلاً, و جليلاً ".
حدَّث في مدينة دمشق في الشام لما كان يسكن هناك , وحدّث عن القزويني. توفي في مدينة دمشق في خانقاه القصر, توفي في 11 من شهر شوال سنة 671هـ, ودفن في 12 شهر شوال في اليوم التالي, دفن في مقابر الصوفية بدمشق, مات وعمره 59 عاماً.
فولد عبد القاهر بن عبد الغني بن محمد: عبد الملك.
14- عبد الملك بن عبد القهار بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو نجم الدين عبد الملك بن عبد القاهر بن عبد الغني بن تيمية الحراني .
ولد في مدينة حران, ولد في شهر ربيع الأول من سنة 646هـ.
سمع من علي بن عبد الدائم, ومن ابن أبي اليسر, ومن آخرين.
سمع منه :البرزالي , وسمع منه الذهبي .
وأجاز لا المؤتمن بن القميرة , وأبو نصر الأعز بن افضائل بن العليق , وغيرهم . وأجاز لهُ : أبو النصر عبد العزيز بن يحيى بن أبي بكر الربعي الفرسي.
لقبتة نجم الدين , ويلقب بالنجم عبد الملك .
توفي في شهر ذو القعدة في سنة 720هـ, وعمره 74 سنه.
15- عبد اللطيف بن عبد الغني بن محمد: أحد أولاد سيف الدين عبد الغني بن محمد بن تيمية .
فولد عبد اللطيف بن عبد الغني بن محمد: جويرية.
جويرية بنت عبد اللطيف بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هي بنت عبد اللطيف بن سيف الدين بن محمد بن الخضر بن تيمية الحرانية الحنبلية النميرية .
تكنى أم خلف زين النساء .
تزوجه أبوبكر بن قاسم بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن ترجم بن علي بن عمر الكناني الرحبى.
ذكرها أبو حجر العسقلاني في كتابة " الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة " في الجزاء الأول منه , وذكرها أبوبكر بن الكويك في مشيخته.
16- بدرة بنت محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:(1/12)
وهي بدرة بنت فخر الدين خطيب حران محمد بن الخضر بن تيمية الحراني النميري الحنبلي . ولدت في حران, وهي أحد بنات فخر الدين محمد بن الخضر رحمه الله .
تزوجه مجد الدين عبد السلام بن عبد الله أبو البركات وهوا أبن عمها عبد الله, وهي جده شيخ الإسلام أحمد بن تيمية . كنيتها أم البدر , كانت راويه فقد روه عن ضياء بن الخريف , وروت بالإجاز عن أصحاب أبي علي الحداد. سمع منها الدمياطي بإجازتها من أبي المكارم الّلّبان .
توفيه قبل زوجها بيوم واحد, فقد توفيه في تسعة وعشرين من شهر رمضان, أو ثمان وعشرين من رمضان, توفيه قبل عيد الفطر بيوم واحد, توفيه في سنة 652هـ.
17- عبد الله بن الخضر بن محمد: هو أبو محمد عبد الله بن الخضر بن محمد بن تيمية الحراني الحنبلي .
ولد في حران, لم يشتهر كثيراً كما أشتهر ابنه, وحفيده, وابن حفيده.
ويلقب عبد الله الشمس , ويكنى أبو محمد .
مات, ولم يتجاوز عمر ابنه عبد السلام الخامسة عشر.
فولد عبد الله بن الخضر بن محمد: محمد , و عبد القادر { تقريباً , قيل روى عبد القادر بن عبد الله بن تيمية , فأظنه إبن عبد الله هذا}, و عبد السلام.
18- عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو أبو البركات مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني الحنبلي المجتهد الإمام العلامة المحدث النحوي الأصولي المقرئ المفسر الفقيه الشيخ العالم المطلق . ولد بحران في الجزيرة شمال العراق سنة 590هـ .
قرأ القران في حران وحفظة وله عشر سنين, وسمع بحران من عمه فخر الدين , ومن محيي الدين عبد القادر بن أبي صالح بن عبد الله الجيلي, وسمع من حنبل المكبر .
وأخذ الفقه عند: ولده شهاب الدين عبد الحليم, و أبن تميم.(1/13)
ورحل إلى بغداد سنة 603هـ مع عبد الغني بن محمد ابن عمه , رحل وعمره 13 سنة , وسمع ببغداد من ابن سكينة أحمد , ومن ابن طبرزد , و يوسف بن كامل , و أبن الأخضر , وضياء بن الخريف, ومن أهل بغداد , وتلا على الشيخ عبد الواحد بن سلطان بالعشر .
أقام ببغداد 6 سنوات أشتغل فيها بأنواع العلوم المختلفة , ثم عاد إلى حران وأشتغل فيها معا عمه حوالي عشرة أعوام , ثم عاد إلى بغداد قبل سنة 620هـ وتزاد بها من العلوم , وتفقه بها على أبي بكر بن غنيمة , و إسماعيل الفخر , وتلا عليه الشيخ القيرواني. أتقن ألغة العربية, وأتغن وبرع في عدة من العلوم مثل: الحساب, والجبر, و المقابلة, والنحو.
العلماء والشخصيات التي حدثة عن مجد الدين أبو البركات عبد السلام , وما قاله العلماء فيه :
شهاب الدين عبد الحليم بن مجد الدين عبد السلام ابنه , والدمياطي , و أمين الدين بن شقير , و المؤذن عبد الغني بن منصور , والشيخ محمد بن القزاز, والشيخ محمد بن زباطر , و الواعظ محمد بن عبد المحسن الخراط , ومحمد بن محمد الكنجي, و أبو إسحاق الظاهري , و أحمد الدشتي, و محمد الزناطر, و إسحاق الآمدي, و نور الدين البصري , و الدواليبي أبو عبد الله .
وأجاز لـ: لتقي الدين سليمان بن حمزة الحاكم، ولزينب بنت الكمال، وأحمد بن علي الجزري , و ابن رجب الحنبلي. وهما خاتمة من روى عنه.(1/14)
قال جمال الدين بن مالك في عبد السلام : " ألين للشيخ المجد الفقه كما ألين الحديد لداود ". وقال أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام حفيده قال: أن جده ربى يتيما ,وأنه سافر مع ابن عمه إلى العراق ليخدمه ويشتغل معه وهو ابن ثلاث عشرة سنة فكان يبيت عنده فيسمعه مسائل الخلاف فيحفظه المسألة فقال الفخر إسماعيل ايش حفظ هذه الصغير فبدر وعرض ما حفظه في الحال فبهت فيه الفخر وقال لابن عمه هذا يجيء منه شيء وحرصه على الاشتغال قال فشيخه في الخلاف الفخر إسماعيل وعرض عليه مصنفه جنة الناظر وكتب له عليه عرض على الفقيه الإمام العالم أوحد الفضلاء وهو ابن ست عشرة عاما.
وقال تقي الدين أبو العباس حفيده ".كان جدنا عجبا في حفظ الأحاديث وسردها وحفظ مذاهب الناس بلا كلفة".
وقال الشيخ نجم الدين بن حمدان مؤلف كتاب "مصنف الرعاية في تراجم شيوخ حران", "صحبت المجد صحبته بعد قدومي من دمشق ولم أسمع منه شيئا وسمعت بقراءته على ابن عمه كثيرا وولى التفسير والتدريس بعد ابن عمه وكان رجلا فاضلا في مذهبه وغيره وجرى له معه مباحث كثيرة ومناظرات عديدة".
وقال الحافظ عز الدين الشريف " حدث مجد الدين بالحجاز والعراق والشام وبلده حران وصنف ودرس وكان من أعيان العلماء وأكابر الفضلاء ".
قال الذهبي : "كان الشيخ مجد الدين معدوم النظير في زمانه رأسا في الفقه وأصوله بارعا في الحديث ومعانيه له اليد الطولى في معرفة القراءات والتفسير صنف التصانيف واشتهر اسمه وبعد صيته وكان فرد زمانه في معرفة المذهب مفرط الذكاء متين الديانة كبير".
وقال حفيده عبد الرحمن بن عبد الحليم:" عن أبيه- قال: كان الجد إذا دخل الخلاء يقول لي: اقرأ في هذا الكتاب، وارفع صوتك حتى أسمع".
وانبهر علماء بغداد لذكائه وفضائله ، والتمس منه أستاذ دار الخلافة محيي الدين ابن الجوزي الإقامة عندهم ، فتعلل بالأهل والوطن .(1/15)
حج في سنة 651هـ, حج على درب العراق, وحدث في العراق, والشام, و الحجاز, و بحران. كنيته أبو البركات , ويلقب بمجد الدين , ويلق أيضاً بناصر الدين .
تزوج من بردة بنت محمد بن الخضر بن تيمية , أبنت عمه , وقد توفيه قبله بيوم واحد .
كان فقيه عصره, وأوحد زمانه, وعالم قومه, وفرد زمان في مذهب الإمام أحمد.
وقد تفقه , وبرع , وأشتغل , وعمل , ورحل , وحدث , وألف , وصنف , وخطب .
انته إليه الإمامة في الفقه, وهو شيخ الحنابلة, كان حنبلي سني المذهب.
وقد كان مجد الدين يرحمه الله: تقياً, عالماً, عابداً, صادقاً, أَمِينَاً, فاضلاً, أستاذاً, صالحاً, مفسرً, فقيهً, حنبليٍ, شيخاً, قارئً, محدثاً, إماماً, ذكياً, حافظاً, حدياً, بهيراً, عجيباً, حاذقاً, مجتهداً. حدث في الحجاز , و العراق , و الشام , و حران .
له شيوخ أجلاء, فمن شيوخه :أبوبكر بن غنيمة كان شيخه في الفقه , و أبو البقاء كان شيخه في الفرائض والنحو , و ابن سلطان شيخه في القراءات , و الفخر إسماعيل شيخه في النظر .
وصنف التصانيف , والكتب , في مجال الفقه , والتفسير , وغيرها, ومن كتبه :
كتاب" أطراف أحاديث التفسير " رتبها على ترتيب السور , و" منتهى الغاية في شرح الهداية " ,و "الأحكام الكبرى " ألفة في عدة مجلدات , و " المنتقى من أحاديث الأحكام" وهو الكتاب المشهور و " المحرر" في الفقه , و " المسودة في الأصول " و " تفسير القرآن العظيم ", و " أرجوزة" ,و" مسودة" كتاب في أصول الفقه مجلد . وقد مدحه الصرصري بقصيده هي :
وإن لنا في وقتنا وفتوره .... لإخوان صدق بغية المتوصل
يذبون عن دين الهدى ذب ناصر....شديد القوى لم يستكينوا المبطل
فمنهم بحران الفقيه النبيه ذو الفوائد.... والتصنيف في المذهب الجلي
هو المجد ذو التقوى ابن تيمية الرضا .... أبو البركات العلام الحجة الملي
محرره في الفقه حرر فقهنا .... واحكم بالأحكام علم المبجل(1/16)
جزاهم خيرا ربهم عن نبيهم.... وسنته آلوا به خير موئل
توفي في حران, توفي يوم عيد الفطر المبارك بعد صلاة الجمعة في واحد من شهر شوال سنة 652هـ, وكان عمره 62 سنه, ودفن في ظاهر حران في مقبرة الجبانة بحران , و دفن في صباح يوم السبت, وشهد جنازتة أبو الفرج عبد القاهر بن تيمية , ولم يشهد جنازته من أهل ابلد إل معذور . فولد عبد السلام بن عبد الله بن الخضر: عبد العزيز, وعبد الحليم, وست الدار. فولد عبد العزيز بن عبد السلام بن عبد الله:عبد السلام, وعبد اللطيف.
19- عبد السلام بن عبد العزيز بن عبد السلام: هو المجد عبد السلام بن عبد العزيز بن عبد السلام بن تيمية الحراني
ولد في مدينة حران, ولد في سنة 653هـ.
عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو نجم الدين عبد اللطيف بن عبد العزيز بن مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن الخضر الحراني الخطيب العدل
ولد في مدينة حران, ولد في سنة 638هـ.
روى عن جده عبد السلام, وعن ابن عبد الدايم, وعيسى بن سلامة.
وخطب في مدينة حران سنوات, ورحل من حران مع عمه وعمره 29سنه. كان : خيراً , خطيباً , عدلاً , مشكوراً , متحرزاً.
وصفه : كان أشقر , طويلاً , لم يشنة شيب .
توفي في دمشق, توفي في شهر رمضان المبارك في سنة 699هـ, ودفن في دمشق في مقابر الصوفية, دفن إلى جانب عمه شهاب الدين عبد الحليم, وعمره عندما توفي 61 سنه.
فولد عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد السلام: عبد العزيز.
20- عبد العزيز بن عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد السلام بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن تيمية الحراني الحنبلي .
ولد في حران, ولد في شهر شعبان سنة 664هـ.(1/17)
وأحضر وعمره أربع سنين على ابن عبد الدائم.
سمع من يحيى بن أبي منصور , ومن أبي بكر الهروي , ومن أحمد بن شيبان ,و إسماعيل بن العسقلاني , و أحمد بن عبد السلام بن أبي عصرون وغيرهم , وسمع في مصر بالقاهرة والإسكندرية.
قال البرزالي :" كان رجل صالح ملازماً للخير ", وذكره الذهبي في معجمه , وذكره ابن رافع .
توفي في سنة 736هـ , وعمره 72سنه.
فولد عبد العزيز بن عبد اللطيف بن عبد العزيز: محمد .
21- عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو أبو المحاسن وأبو أحمد شهاب الدين عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر تيمية النميري الحراني الحنبلي الإمام المفتي .
ولد في مدينة حران سنة 627هـ, وكان عمر والده حين ولد 37 سنه.
هو شهاب الدين , و أبن مجد الدين , وأبو تقي الدين , وهو من أسره أشتهرة بالعلم والفقه والدين .
سمع بحران من والده مجد الدين عبد السلام .
رحل إلى حلب وهو في صغره وسمع فيها من ابن رواحه , وابن اللتي , و يوسف بن خليل ,و يعيش النحوي , وسمع من :حامد بن أميري , علي بن أبي الفتح الكناري , و أبي الحجاج بن خليل وعيسى الخياط وغيرهم.
وقد أرتحل من مدينة حران إلى مدينة دمشق هو وأهلة وأقربائه في سنة 667هـ وكان عمره 40 سنة , فسكن هو وأهله في دمشق حتى مات فيها, وكان سبب رحيلهم بسب هولاكو وجنده الذين أبادوا العباد وأخذوا البلاد وقتلوا الأولاد ونقضوا الأعهاد .
وأشتهر بعدة علوم مثل: الهيئة, والفرائض وقد كانت له يد طولى في الفرائض , والحساب و الفنون, والمذهب. كان: متواضعاً, جواداً, إماماً, و خطيباً, كريماً, حسن الأخلاق, و من حسنات العصر, وكان من أعيان الحنابلة , وكان موطأ الأكناف , وديِناً , خيراً .(1/18)
ألف, وصنف, ودرَّس, و أفتى, و خطب, و صار شيخ حران بعد أبيه, وصار مفتي البلد بعد أبيه, وصار خطيب البلد بعد أبيه, وحاكمها بعد أبيه, وشيخها بعد أبيه.
تفقه على والده مجد الدين, وتفقه عليه ولداه أبو العباس و أبو محمد, وقرأ المذهب على والده المجد حتى أتقنه.
وقد حدث عنه ولده تقي الدين على المنبر.
روى عن شمس الدين أبو الرضا حامد بن أبي العميد بن أميري القزويني .
وكان من أنجم الهدى وإنما اختفى بين نور القمر وضوء الشمس .
قال البرزالي فيه : " كان من أعيان الحنابلة باشر بدمشق مشيخة دار الحديث السكرية بالقصاعين وبها كان يسكن وكان له كرسي بالجامع يتكلم عليه أيام الجمع من حفظه ولما توفي خلفه فيهما ولده أبو العباس وله تعاليق وفوائد ومصنف في علوم عدة ".
توفي في مدينة دمشق في بلاد الشام, وقد توفي في يوم الأحد سلخ شهر ذي الحجة سنة 682هـ , ودفن في اليوم الثاني من وفاته في يوم الاثنين في سفح جبل قاسيون في دمشق في مقابر الصوفية , وعمره 55 سنه.
فولد عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله: أحمد, وعبد الرحمن, وعبد الله.
22- شيخ الإسلام, وغرة الأيام, ومفتي الديار, وبحر من الأحبار, ومفتي الأمة, وإمام الأئمة, العالم الزاهد العابد التقي الورع, عالم الزمان, وحافظ القرآن, أبي المحاسن والمكارم أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
وهو أبو العباس تقي الدين الإمام الحافظ المحدث الشيخ شيخ الإسلام الناقد المفسر الغواص في معاني القرآن المؤرخ العابد الزاهد الأمر بالمعروف والناهي عن المنكر المجاهد أحمد بن شهاب الدين عبد الحليم بن مجد الدين عبد السلام بن أبو محمد عبد الله بن أبو القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية النميري الحراني الأصل الدمشقي الحنبلي.(1/19)
قال الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي: "هو الشيخ الإمام الرباني إمام الأئمة، ومفتي الأمة، وبحر العلوم، سيد الحفاظ، وفارس المعاني والألفاظ، فريد العصر وقريع الدهر، شيخ الإسلام، وعلامة الزمان ترجمان القرآن، علم الزهاد، أوحد العباد وقامع المبتدعين وآخر المجتهدين، تقي الدين أبو العباس، أحمد بن الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أبي المحاسن، عبد الحليم بن الشيخ الإمام العلامة، شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات، عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله ابن تيمية الحراني، نزيل دمشق، صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها".(1/20)
وقال الإمام الذهبي فيه :"كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك رأساً في معرفة الكتاب والسنة، والاختلاف، بحراً في النقليات، هو في زمانه فريد عصره علماً وزهداً وشجاعة وسخاء وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وكثرة التصانيف وقرأ وحصل وبرع في الحديث والفقه وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة وتقدم في علم الأصول وجميع علوم الإسلام: أصولها وفروعها، ودقها وجلها سوى علم القراءات فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه، وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق، وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا وسرد وأُبلسوا واستغنى وأفلسوا وإن سمي المتكلمون فهو فردهم، وإليه مرجعهم، وإن لاح ابن سيناء يقدم الفلاسفة فلَّهم وتيَّسهم وهتك أستارهم وكشف عوراهم وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة، وهو أعظم من أن يصفه كلمي أو ينبه على شأوه قلمي، فإن سيرته وعلومه ومعارفه ومحنه وتنقلاته تحتمل أن توضع في مجلدتين وهو بشر من البشر له ذنوب فالله يغفر له ويسكنه أعلى الجنة فإنه كان رباني الأمة فريد الزمان وحامل لواء الشريعة وصاحب معضلات المسلمين، وكان رأسا في العلم يبالغ في إطراء قيامه في الحق، والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبالغة ما رأيتها ولا شاهدتها من أحد، ولا لحظتها من فقيه ".
ولد في بلده حران وهي بلدة تقع في الشمال الشرقي من بلاد الشام بين نهر دجلة والفرات في جزيرة ابن عمرو, ولد في يوم الاثنين لعشر أيام خلون من شهر ربيع الأول سنة 661هـ, وكان عمر والده34 سنه.
وأمه هي تيمية , وقد كانت واعضة وعابدة , وقد قيل أنه نسب إليها .(1/21)
أكبر أخوته من حيث السن , وأشهرهم من حيث العلم , وأتقاهم من حيث العابدة , وأحفظهم لكتاب الله ورسوله. هو تقي الدين, و أبوه هو شهاب الدين, وجده مجد الدين, وأخوته شرف الدين, و زين الدين, وابن عمه نجم الدين , نشأ في بيت علم وفقه ودين فقد أشتهر آبائه وأعمامه و أخوته وكثير من أفراد أسرته بذالك وتقدم ذكرهم ومابقي سنذكره أن شاء الله.
لما دخل هولاكو مع المغول بلاد الإسلام رحل هو ووالده وأهلة إلى دمشق في سنة 667هـ , وكان عمره ست سنين , وقيل سبع , فنشأ فيها خير أنشاء, وتلقى على أبيه وعلماء عصره العلوم الدينية. كنيته أبو العباس, ولقبه تقي الدين, ولقبة المشهور عند جميع المسلمين شيخ الإسلام وقد سماه بشيخ الإسلام 87 من أئمة الإسلام والمسلمين. أشتهر بالعلوم مثل: الفقه, والحديث, والتفسير, واللغة, و العقيدة, والشعر, والأصول, والحساب, والفرائض, والجبر, و المقابلة, والكلام, والفلسفة, والعقيدة, والآداب, والمنطق. قرأ القرآن في صغرة فختمه وهو صغير , وختمه غير مرة وهو كبير , وحفظة وهو صغير.
أخذ الفقه والأصول من والده , وأبن المنجا , و شمس الدين بن ابي عمر , وقرأ العربية على ابن عبد القوي, وقد أتقن العربية أصولاً وفروعاً وتعليلاً و أختلافاً .
سمع المسند , و والكتب الستة , وصحيح البخاري ومسلم ومسند أحمد وجامع الترمذي و سنن أبي داوود وسسن أبن ماجة وسنن الدارقطني وسنن النسائي , و معجم الطبراني الكبير , وقرأ كتاب ابن سيبويه , وقرأ كتب التفسير . وقرأ ما لا يحصى ويعد من الكتب قرأها بنفسه, وقرأ المصنفات والمجلدات والأجزاء.
أنتهت إليه الأمامه في العلم والعمل , وكان من مذهبه التوفيق بين المعقول والمنقول , والإطالة على مذاهب السلف والخلف.
وقد خطب, وأفتى, ودرَّس , وعمل, وألف, وصنّف, وجاهد, وأم, و فاق الأقران , و تمهر , وتفقه , ونظر في علم العلل والرجال , و تقدم , وتميز ,.(1/22)
وقد مده الله بكثرة الكتب , وسرعة الحفظ ,وقوة الإدراك , و الفهم , والتعمق والتأمل , والصدق والإخلاص ,وبطء النسيان , حتى قال غير واحد من الناس أنه لم يكن يحفظ شيء فينساه .
عرف بالصبر وقوة الاحتمال في سبيل الله ، وكان ذا فراسة وكان مستجاب الدعوة ، وله كرامات مشهودة . كان: كريماً, سخياً, ورعاً, زاهداً, متواضعاً, صابراً , خلوقاً , فاضلاً , مجاهداً , صابراً , فصيحاً , وكثير العبادة , ويؤثر الفقراء والمساكين والمحتاجين على نفسه في الطعام واللباس, وقوة الاحتمال في سبيل الله ورسوله . حضّ على جهاد المغول وحرّض الأمراء على قتالهم، وكان له دور بارز في انتصار المسلمين في معركة شقحب التي وقعة سنة 702هـ وانتصر فيها المسلمون أنتصاراً عظيماً , وكان يقول ابن تيمية يقول للأمراء و الناس آنذاك إنكم في هذه المرة منصورون.
فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله.
فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً.
وكان يتأول في ذلك أشياء من كتاب الله، منها: قول الله تعالى : (( ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)) سورة الحج رقم الآية 60. أنكر على فقراء الأحمدية دخولهم في النيران المشتعلة وأكلهم الحيّات ولبسهم الأطواق الحديدية في أعناقهم ووضعهم السلاسل في أعناقهم والأساور الحديدية في أيديهم ولفّهم شعورهم وتلبيدها. اقتلع الصخرة بمسجد النارنج التي كان يتبرك بها الناس على أنها الأثر لقدم النبي صلى الله عليه وسلم وقد أنكر عليه الناس ما فعله.
كان جريئا فيما يعتقد أنه الحق. توفي والده وعمره أحدى و عشرين سنه, فقام بوظائفه بعده مده, وتأهل للخطبة و التدريس وعمره سبع عشر سنة, وجلس مكان والده في الجامع على المنبر لتفسير القرآن.(1/23)
وهو مجدد ومحيي المائة السنة التي عاش فيها, قال الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ((أن الله يبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها )) وهو مجدد القرن السادس الهجري أو السابع .
قال عماد الدين الواسطي في حق الشيخ ابن تيمية : " فوالله ثم والله ثم والله لم ير تحت أديم السماء مثل شيخكم ابن تيمية علما وعملا وحالا وخلقا واتباعا وكرما وحلما وقياما في حق الله عند انتهاك حرماته أصدق الناس عقدا وأصحهم علما وعزما وأنفذهم وأعلاهم في انتصار الحق وقيامه همة وأسخاهم كفا وأكملهم اتباعا لنبيه محمد ما رأينا في عصرنا هذا من تستجلي النبوة المحمدية وسننها من أقواله وأفعاله إلا هذا الرجل يشهد القلب الصحيح إن هذا هو الأتباع حقيقة ".
وفد سئل الشيخ تقي الدين بن دقيق بعد اجتماعه بأبن تيمية سئل كيف رأئيته فقال :" رأيت رجلا سائر العلوم بين عينيه يأخذ ما شاء منها ويترك ما شاء فقيل له فلم لا تتناظرا قال لأنه يحب الكلام وأحب السكوت ".
سمع من علماء دمشق فسمع من : ابن عبد الدائم , والمجد بن عساكر , ويحيى بن الصيرفي , و القاسم الأريلي , و شمس الدين بن أبي عمر , و ابن أبي اليسر , والمسلم أبن علان . بعض أحكامه وأقواله في مواضيع مختلفة من الفقه وغيرها:
يجوز التيمم بخشية فوات الوقت في حق غير المعذور كمن أخر الصلاة عمدا حتى تضايق وقتها وكذا من خشي فوات الجمعة والعيدين وهو محدث.
قال أن المسح على الخفين لا يتوقت مع الحاجة كالمسافر على البريد ونحوه وفعل ذلك في ذهابه إلى الديار المصرية على خيل البريد ويتوقت مع إمكان النزع وتيسره .
قال أن المرأة إذا لم يمكنها الاغتسال في البيت وشق عليها النزول إلى الحمام وتكرره أنها تتيمم وتصلي.
قال أن لا حد لأقل الحيض ولا لأكثره ولا لأقل الطهر بين الحيضتين ولا لسن الإياس وأن ذلك يرجع إلى ما تعرفه كل امرأة من نفسها(1/24)
قال أن تارك الصلاة عمدا لا يجب عليه القضاء ولا يشرع له بل يكثر من النوافل وأن القصر يجوز في قصير السفر وطويله كما هو مذهب الظاهرية
وقال باستبراء المختلعة بحيضة , وكذلك الموطوءة بشبهة , والمطلقة آخر ثلاث تطليقات. 7- أباح وطء الوثنيات بملك اليمين, و أجاز طواف الحائض ولا شيء عليها إذا لم يمكنها أن تطوف طاهرا.
وقال بجواز بيع الأصل بالعصير كالزيتون بالزيت والسمسم بالسيرج والقول بجواز بيع ما يتخذ من الفضة للتحلي وغيره كالخاتم ونحوه بالفضة متفاضلا وجعل الزايد من الثمن في مقابلة الصنعة.
وقال بالتكفير في الحلف بالطلاق وأن الطلاق الثلاث لا يقع إلا واحدة وأن الطلاق المحرم لا يقع وله في ذلك مؤلفات كثيرة لا تنحصر ولا تنضبط, وقد جرى بسبب هذه الفتوه أعتراضات و أنتقاد.
قال أنه لا يصح الاستغاثة بأحد من الخلق ولا بمحمد سيد الخلق وإنما يُستغاث بالله وحده, ونادى بذلك في جموع حاشدة.
شيوخه:
بلغ عدد شيوخ الشيخ مائتين شيخ منهم : والده عبد الحليم بن عبد السلام , و زين الدين بن المنجا , و المجد بن عساكر , و أبو العباس أحمد بن عبد الدائم , و ابن أبي اليسر , و شمس الدين عبد الرحمن المقدسي , وابن الظاهري أبو العباس الحلبي الحنفي. ََ تلامذت شيخ الإسلام أحمد بن تيمية :
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الزرعي أبن القيم الجوزي توفي 751هـ.
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الهادي توفي 744هـ.
أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي توفي 742هـ .
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي توفي 748هـ .
أبو الفتح محمد بن محمد اليعمري المصري توفي 734هـ.
علم الدين القاسم بن محمد الرازلي توفي 739هـ .
إسماعيل بن عمر بن كثير.
أبو العباس أحمد بن الحسن .
زين الدين عمر ابن الوردي.(1/25)
أبو عبد الله محمد بن مفلح. َ حدث عن الإمام تقي الدين أحمد أبن تيمية خلق فمنهم:الذهبي , و البرزالي , و أبو الفتح اليعمري , و ابن كثير , و محمد بن مفلح , وخلق.
عبادته:
يقول عنه ابن عبد الهادي: " والأحوال التي عاش فيها شيخ الإسلام ابن تيميه تشهد بأنه كان متحلياً باليقين والمشاهدة التي بعثت فيه صفة الافتقار والاضطرار والعبودية والإنابة وقد روي أنه إذا أشكلت عليه مسألة أو صعب فهم آية التجأ إلى جامع في مكان موحش ووضع جبهته على التراب و ردد قوله : يا معلم إبراهيم فهمني ". ويقول الذهبي: " لم أر مثله في ابتهاله واستغاثته وكثرة توجهه " و يقول ابن تيمية " إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تشكل علىّ فاستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر وينجلي إشكال ما أشكل " . ََ زهده وتواضعه :(1/26)
ومع عبادته ومكانته العلمية كان متواضعاً هاضماً لنفسه منكراً لذاته يقول ابن القيم " كان كثيراً ما يقول ما لي شيء ولا مني شيء ولا فيّ شيء " وان مدحه أحد في وجهه قال " والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت وما أسلمت بعد إسلاما جيداً " . َ وكان ينشد : أنا المكدي وابن المكدي .......... وهكذا كان أبي و جدي َ ويقول ابن القيم :" سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه – يقول: َ العارف لا يرى له على أحد حقاً ، ولا يشهد له على غيره فضلاً ولذلك لا يعاتب ولا يطالب ولا يضارب ". كما كان شيخ الإسلام ابن تيمية زاهداً في الدنيا مقبلاً على الآخرة يقول زميله في الدراسة ومعاصره الشيخ علم الدين البرزالي " و جرى على طريقة واحدة من اختيار الفقر و التقلل من الدنيا ورد ما يفتح عليه ". و رُوِى أن الملك الناصر قال له ذات مرة: " سمعت أن الناس أطاعوك وأنت تفكر في الحصول على الملك، فرد عليه الشيخ قائلاً بصوت عالٍ سمعه الناس الحاضرون كلهم: " أنا أفعل ذلك ؟ والله إن ملكك و ملك المغل لا يساوي عندي فلساً ". َ ويقول عنه الحافظ ابن فضل الله: " كان يتصدق حتى إذا لم يجد شيئاً نزع بعض ثيابه فيصل به الفقراء ".
ثناء الناس على أبن تيمية شيخ الإسلام وتقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمة :
أثنى عليه خلق كثير منهم : عماد الدين الواسطي , و تاج الدين عبد الرحمن الفزاري , وأبو الفتح , و أبن دقيق , والزملكاني , و ألمزي , و البرزالي , و الإمام الذهبي , وأبي حيان.
وقد ثنى عليه أبن الزملكاني ثنائاً عظيماً ومن ذالك الثناء :
ماذا يقول الواصفون له ..... وصفاته جلت عن الحصر
هو حجة لله باهرة..... هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية للخلق ظاهرة ..... أنوارها أربت على الفجر
وللشيخ أثير الدين أبي حيان النحوي لما دخل الشيخ مصر واجتمع به فأنشد أبو حيان قائلاً:
لما رأينا تقي الدين لاح لنا .... داع إلى الله فردا ما له وزر(1/27)
على محياه من سيما الأولى صحبوا .... خير البرية نور دونه القمر
حبر تسربل منه دهره حبرا ..... بحر تقاذف من أمواجه الدرر
قام ابن تيمية في نصر شرعتنا .... مقام سيد تيم إذ عصت مضر
فأظهر الدين إذ آثاره درست.... وأخمد الشرك إذ طارت له شرر
يا من تحدث عن علم الكتاب أصخ.... هذا الإمام الذي قد كان ينظر
مؤلفات شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية :
لم يقدر أحد من تلامذته وحبيه من أحصاء كتبه , قال تلميذه إبن اقيم الجوزي :" أما بعد: فإن جماعة من محبي السنة والعلم سألني أن أذكر له ما ألفه الشيخ الإمامالعلامة الحافظ أوحد زمانه، تقي الدين أبوالعباس أحمد ابن تيمية - رضي الله عنه - فذكرت لهم أني عجزت عن حصرها وتعدادها لوجوه أبديتها لبعضهم .. ".
ومؤلفاته تنحصر في: التفسير, و الفقه, و العقيدة, و القواعد, و الفتاوى, و القصائد, والوصايا, و الأصول, والرسائل, والتوحيد.
وبلغ عدد مصنفاته في التفسير 92 كتاب ما بين قاعدة ورسالة.
وبلغ عدد مصنفاته في الفقه 55 كتاب ما بين قاعدة ورسالة و كتاب .
وبلف عدد مصنفاته في الفتاوى و القواعد 145 مابين كتاب وقاعدة و رسالة.
وبلغ عدد مصنفاته في الأصول مبتدئاً أو مجيباً لمعترضاً أو سائلاً 20 ما بين كتاب و رسالة وقاعدة .
وبلغ عدد مصنفاته في الوصايا والأجازات و الرسائل 22 مصنف.
ويكون مجموع المصنفات 334 مصنف, ذكرهم أبن القيم الجوزي . وقد قيل إن للإمام تقي الدين ما يقارب من 500 كتاب ومصنف ومجلد. مؤلفاتة في التفسير :
رساالة في مناهج التفسير وكيف يكون .
تفسير المعوذتين.
تفسير سورة الأخلاص ويضم مجلد .
جواب أهل العلم والايمان بتحقيق ما أخبر به رسول الرحمن من أن ((قُل هو الله أحد)) تعدل ثلث القران.
الكلام على قوله عز وجل (( الرحمن على العرش استوى)) .
التفسير من مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابنتيمية.
دقائق التفسير.(1/28)
رسالة في قوله تعالى (( واستعينوا بالصبر والصلاة )).
مؤلفاته في الفقه :
رسالة القياس.
رسالة الحسبة.
حقيقة الصيام.
العقود.
الأمر بالمعروف.
المظالم المشتركة.
القواعد.
الفرقان المبين بين الطلاق واليمين.
الصارم المسلول على شاتم الرسول مجلد.
الفتاوي.
أحكام الطلاق.
شرح العمدة في الفقه.
لمحة المختطف بين الطلاق والحلف.
مؤلفاته في العقيدة :
الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
فتوى أبن تيمية عن كتاب فصوص الحكم.
المسائل الجزرية
المسائل المفردة
رفع الملام عن الأئمة الأعلام
الرد عن المنطقيين.
ابطال أقوال الفلاسفة بأثبات الجواهر العقلية
الجمع بين العقل و النقل ويضم سبعة مجلدات.
بين الفرقة الناجية
مناهج السنة النبوية
السؤال عن العرش
معارج الوصول .
معتقدات أهل الضلال
بيان الهدى من الضلال
نقض المنطق
التوسل والوسيلة.
الواسطة بين الحق والخلق
شرح حديث النزول
معتقدات أهل الضلال
الجواب الصحيح.
رسالة مراتب الادارة
العقيدة الواسطية
أقتضاء السراط المستقيم
الأيمان
الأستقامة
شرح العقيدة الأصفهانية مجلدان .
رسائله:
الرسالة القبرصية أرسلها إلى ملك قبرص سرجوان , 20 صفحة.
الرسالة الحموية.
الرسالة التدمرية.
رسالة من ابن تيمية إلى الملك الناصر, 6 صفح.
رسالة في علم الباطن والظاهر, 14 صفحة.
رسالة ايضاح الدلالة في عموم الرسالة
الرساله الاكمليه.
الرسالة العرشية.
رسالة الى اهل البحرين في رؤية الكفار ربهم.
رسالة في أمراض القلوب وشفاؤها.
رسالة أبن تيمية إلى والده, يتعذر فيها عن أقامته بمصر, لأنه يرى ذالك أمراً ضرورياً لتعليم الناس, 4صفح.
رسالة في قنوت الأشياء.
رسالة في قصة شعيب.
رسالة في المعاني المستنبطية.
قصائده:
القصيدة التائية.
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي, وهي قصيدة تتكون من خمسة عشر بيتاً, وهي:
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي ... رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل(1/29)
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه ... لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَب ... ٌوَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ ... لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل
وأقُّول فيَّ الْقُرآن مَا جَاءت بهِ ... آياتِهُ فَهَو الْكَرِيم المُنزََّل
وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّها ... حَقاً كما نَقَلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ
وأَرُدُّ عُقْبَتَها إلى نُقَّالِها ... وأصونُها عن كُلِّ ما يُتَخَيَّلُ
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكِّتابَ وراءَهُ ... وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ
والمؤمنون يَرَوْنَ حقاً ربَّهُمْ ... وإلى السَّماءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ يَنْزِلُ
وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي ... أَرجو بأنِّي مِنْهُ رَيّاً أَنْهَلُ
وكذا الصِّراطُ يُمَدُّ فوقَ جَهَنَّمٍ ... فَمُوَحِّدٌ نَاجٍ وآخَرَ مُهْمِلُ
والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَةٍ ... وكذا التَّقِيُّ إلى الجِنَانِ سَيَدْخُلُ
ولِكُلِّ حَيٍّ عاقلٍ في قَبرِهِ ... عَمَلٌ يُقارِنُهُ هناك وَيُسْأَلُ
هذا اعتقادُ الشافِعيِّ ومالكٍ ... وأبي حنيفةَ ثم أحمدَ يَنْقِلُ
فإِنِ اتَّبَعْتَ سبيلَهُمْ فَمُوَحِّدٌ ... وإنِ ابْتَدَعْتَ فَما عَلَيْكَ مُعَوَّلًًًً
باقي كتبه المتفرقة في كلاً من الفقه, و التفسير, والتوحيد, والعقيدة ,وغيرها: كتاب الاربعين التي رواها شيخ الاسلام بالسند 10 صفح.
الاكليل في المتشابه والتأويل 10 صفح.
التبيان في نزول القرآن .
كتاب تلخيص التلبيس على أساس التقديس ويضم 12 مجلد.
كتاب مناهج الأستقامة والأعتدال خمسة مجلدات.
وكتاب الرد على النصارى 3 مجلدات.
وكتاب نكاح المحلل وإبطال الحيل مجلدان , والقاعدة المراكشية. وقد أملى في تفسير (( قول هو الله أحد )) مجدلاً كبير
وأملى في قول الله تعالى ((الرحمن على العرش استوى )) خمسة وثلاثين كراسة.(1/30)
وقد قيل أن شرع في جمع تفسير لو أتمة لبلغ عدد مجلداته خمسين مجلد.
وكتاب إقتضاء السراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم , و الكلم الطيب , و إثبات الكمال , و الرد على تأسيس التقديس , و نقض أقوال المبتدعين , و مناهج الاستقامة ,و إبطال الحيل ونكاح المحلل .
ومن كتبه يرحمه الله ويدخلة فسيح جناته:(1/31)
قاعدة في تخريب القرآن , و مسائل في الأجازة , و كتاب الدر الملتقط , تقرير مسائل التوحيد , و الأستغاثة والتوسل ,و الحسنة والسيئة 72صفحة , و سؤال وجواب أين الله 4 صفح, والمنطق 20 صفحة, و مسألة الأحرف التي أنزلها الله على آدم 23 صفحة, و قاعدة في الأموال السلطانية, و فصل في الدليل في فضل العرب, و رسالة في تحقيق التوكل, و رسالة في تحقيق مسألة علم الله , و رسالة في دخول الجنة , و رسالة في تحقيق الشكر , و رسالة في كون الرب عادلاً, و رسالة في الرد على ابن العربي , و رسالة في التوبة , و التحفة العراقية , و فصل في دين الأنبياء واحد , و رسالة في لفظ السنة في القرآن , و بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة و القرامطة والباطنية , و الرد على البكري , و بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية , و السياسة الشرعية في أصلاح الراعي والرعية, و النبوات , و أمراض القلوب وشفاؤها , و زيارة القبور والأستنجاد بالمقبور , و الزهد والورع والعبادة , و الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح, و القواعد النوارية , و مجموع الفتاوى 35 مجلد في العقيدة والمنطق والفقة وأصول الفقة و الحديث والتفسير و الآداب والتصوف , و قاعدة في المحبة , و مناهج السنة النبوية , و الفتاوي الكبرى, والرد على اليهود والنصارى 14 صفحة , و شرح حديث النزول , و الرد الأقوم على ما في فصوص الحكم ,و رسالة في الحقيقة والمجاز , و الكيلانية , و الصفدية , و جواب أهل العلم والإيمان أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن , و مسألة الأحاديث التي يرويها القصاص وغيرهم بالطرق , و رسالة في إيضاح الدلالة في عموم الرسالة , و التباين في نزول القرآن , و معارج الوصول , و الوصية الجامعة لخير الدنيا والآخرة , و قاعدة في المحبة , و الإيمان الأوسط , و حقوق آل البيت بين السنة والبدعة ,و الإيمان الكبير , و العبودية , و صحة أصول مذهب أهل المدينة, مقتل علي بن أبي طالب(1/32)
والحسين, و الواسطة بين الحق والخلق , و لامية شيخ الإسلام بن تيمية , و الجواب الباهر في زوار المقابر , و مناهج السنة النبوية في نقض دعاوى الرافظة والقدرية,فتاوى ابن تيمية , و مقدمة في أصول التفسير , و قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة, و الأختيارات الفقهية ,و رسالة في الحقيقة والمجاز , و مناهج السنة النبوية في نقض الشيعة و القدرية , و نقض أساس التقديس للرازي, ورسالة في العلو, و فضل العرب.
وهذه الكتب التي ذكرتها عددها ما بين 140 إلى 150 وفي كتب متكررة خطأً.
أنتقاداته , و أعتقالاته , وسجنه , وعمره:
كانت أول أنتقاداتاً وإنكاراً له في ربيع الأول سنة 698هـ وعمره 37 سنه ,بسبب الفتوى الحموية , وبحثوا معه , ومنع من الكلام , ثم حضر مع القاضي إمام الدين القزويني فانتصر له , ثم قال هو وأخوه جلال الدين من قال عن الشيخ تقي الدين شيئن عزرناه.
طُلب في سنة 705هـ وهي المرة الثانيه التي يطلب فيها , طُلب إلى مصر فتعصب عليه الظاهر بيبرس , فنتصر له سلار , ثم آل أمرة إن حبس في خزانة النبود مدة , ثم نقل في صفر سنة 709هـ إلى الإسكندرية وحبس فيها. ثم أفرج عنه وعاد إلى القاهرة , ثم نقل إلى الإسكندرية , ثم حضر الناصر قولان من الكرك فأطلق سراحه , ثم وصل إلى دمشق في آواخر سنة 712هـ.(1/33)
قال أبن حجر العسقلاني رحمه الله : " وكان السبب في هذه المحنة أن مرسوم السلطان ورد على النائب بامتحانه في معتقده لما وقع إليه من أمور تنكر في ذلك , فعقد له مجلس في سابع رجب وسئل عن عقيدته فأملا منها شيئا ثم احتضروا العقيدة التي تعرف بالواسطية فقرىء منها وبحثوا في مواضع ثم اجتمعوا في ثاني عشرة وقرروا الصفى الهندي يبحث معه ثم أخروه وقدموا الكمال الزملكاني ثم انفصل الأمر علي أنه شهدعلى نفسه أنه شافعي المعتقد فأشاع أتباعه أنه انتصر فغضب خصومه ورفعوا واحدا من أتباع ابن تيمية إلى الجلال القزويني نائب الحكم بالعادلية فعزره وكذا فعل الحنفي باثنين
ثم في ثاني عشرى رجب قرأ المزي فصلا من كتاب أفعال العباد للبخاري في الجامع فسمعه بعض الشافعية فغضب وقالوا نحن المقصودون بهذا ورفعوه إلى القاضي الشافعي فأمر بحبسه فبلغ ابن تيمية فتوجه إلى الحبس فأخرجه بيده فبلغ القاضي فطلع إلى القلعة فوافاه ابن تيمية فتشاجرا بحضرة النائب واشتط ابن تيمية على القاضي لكون نائبه جلال الدين آذى أصحابه في غيبة النائب فأمر النائب من ينادي أن من تكلم في العقائد فعل كذا به وقصد بذلك تسكين الفتنة ثم عقد لهم مجلس في سلخ رجب وجرمي فيه بين ابن الزملكاني وابن الوكيل مباحثة فقال ابن الزملكاني لابن الوكيل ما جرى على الشافعية قليل حتى تكون أنت رئيسهم فظن القاضي نجم الدين بن صصري أنه عناه فعزل نفسه وقام فأعانه الأمراء وولاه النائب وحكم الحنفي بصحة الولاية ونفذها المالكي فرجع إلى منزلة وعلم أن الولاية لم تصح فصمم على العزل فرسم النائب لنوابه بالمباشرة إلى أن يرد أمر السلطان ثم وصل بريدي في أواخر شعبان بعوده ثم وصل بريدي في خامس رمضان بطلب القاضي والشيخ وأن يرسلوا بصورة ما جرى للشيخ في سنة 698 ثم وصل مملوك النائب وأخبر أن الجاشنكير والقاضي المالكي قد قاما في الإنكار على الشيخ وأن الأمر اشتد بمصر على الحنابلة حتى صفع بعضهم.(1/34)
ثم توجه القاضي والشيخ إلى القاهرة ومعهما جماعة فوصلا في العشر الأخير من رمضان وعقد مجلس في ثالث عشر منه بعد صلاة الجمعة فادعى على ابن تيمية عند المالكي فقال هذا عدوي ولم يجب عن الدعوى فكرر عليه فأصر فحكم المالكي بحبسه فأقيم من المجلس في برج .
ثم بلغ المالكي أن الناس يترددون إليه فقال يجب التضييق عليه إن لم يقتل وإلا فقد ثبت كفره فنقلوه ليلة عيد الفطر إلى الجب وعاد القاضي الشافعي إلى ولايته.
ونودي بدمشق من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه وماله خصوصا الحنابلة فنودي بذلك وقرىء المرسوم وقرأها ابن الشهاب محمود في الجامع ثم جمعوا الحنابلة من الصالحية وغيرها وأشهدوا على أنفسهم على معتقد الإمام الشافعي وذكر ولد الشيخ جمال الدين ابن الظاهري في كتاب كتبه لبعض معارفه بدمشق أن جميع من بمصر من القضاة والشيوخ والفقراء والعلماء والعوام يحطون على ابن تيمية إلا الحنفي فإنه يتعصب له وإلا الشافعي فإنه ساكت عنه . وكان من أعظم القائمين عليه الشيخ نصر المنبجي لأنه كان بلغ ابن تيمية أنه يتعصب لابن العربي فكتب إليه كتابا يعاتبه على ذلك فما أعجبه لكونه بالغ في الحط على ابن العربي وتكفيره فصار هو يحط على ابن تيمية ويغرى به بيبرس الجاشنكير وكان بيبرس يفرط في محبة نصر ويعظمه وقام القاضي زين الدين ابن مخلوف قاضي المالكية مع الشيخ نصر وبالغ في أذية الحنابلة .
واتفق أن قاضي الحنابلة شرف الدين الحراني كان قليل البضاعة في العلم فبادر إلى إجابتهم في المعتقد واستكتبوه خطة بذلك.
واتفق أن قاضي الحنفية بدمشق وهو شمس الدين ابن الحريري انتصر لابن تيمية وكتب في حقه محضرا بالثناء عليه بالعلم والفهم وكتب فيه بخطه ثلاثة عشر سطرا من جملتها أنه منذ ثلاثمائة سنة ما رأى الناس مثله فبلغ ذلك ابن مخلوف فسعى في عزل ابن الحريري فعزل وقرر عوضه شمس الدين الأذرعي ثم لم يلبث الأذرعي أن عزل في السنة المقبلة.(1/35)
وتعصب سلار لابن تيمية وأحضر القضاة الثلاثة الشافعي والمالكي والحنفي وتكلم معهم في إخراجه فاتفقوا على أنهم يشترطون فيه شروطا وأن يرجع عن بعض العقيدة فأرسلوا إليه مرات فامتنع من الحضور إليهم واستمر ولم يزل ابن تيمية في الجب إلى أن شفع فيه مهنا أمير آل فضل فأخرج في ربيع الأول في الثالث وعشرين منه
وأحضر إلى القلعة ووقع البحث مع بعض الفقهاء فكتب عليه محضر بأنه قال أنا أشعري ثم وجد خطه بما نصه الذي اعتقد أن القرآن معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة وهو غير مخلوق وليس بحرف ولا صوت وأن قوله الرحمن على العرش استوى ليس على ظاهره ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلمه إلا الله والقول في النزول كالقول في الاستواء وكتبه أحمد بن تيمية ثم أشهدوا عليه أنه تاب مما ينافي ذلك مختارا وذلكفي خامس عشرى ربيع الأول سنة هـ707 وشهد عليه بذلك جمع جم من العلماء وغيرهم وسكن الجال وأفرج عنه وسكن القاهرة .
ثم اجتمع جمع من الصوفية عند تاج الدين ابن عطاء فطلعوا في العشر الأوسط من شوال الى القلعة وشكوا من ابن تيمية أنه يتكلم في حق مشايخ الطريق وأنه قال لا يستغاث بالنبي ص = فاقتضى الحال أن أمر بتسييره إلى الشام فتوجه على خيل البريد وكل ذلك والقاضي زين الدين ابن مخلوف مشتغل بنفسه بالمرض وقد أشرف على الموت وبلغه سفر ابن تيمية فراسل النائب فرده من بلبيس وادعى عليه عند ابن جماعة وشهد عليه شرف الدين ابن الصابوني وقيل إن علاء الدين القونوي أيضا شهد عليه فاعتقل بسجن بحارة الديلم في ثامن عشر شوال إلى سلخ صفر سنة 709 .(1/36)
فنقل عنه أن جماعة يترددون إليه وأنه يتكلم عليهم في نحو ما تقدم فأمر بنقله إلى الإسكندرية فنقل إليها في سلخ صفر وكان سفره صحبة أمير مقدم ولم يمكن أحدا من جهته من السفر معه وحبس ببرج شرقي ثم توجه إليه بعض أصحابه فلم يمنعوا منه فتوجهت طائفة منهم بعد طائفة وكان موضعه فسيحا فصار الناس يدخلون إليه ويقرؤن عليه ويبحثون معه قرأت ذلك في تاريخ البرزالي فلم يزل إلى أن عاد الناصر إلى السلطنة فشفع فيه عنده فأمر باحضاره فاجتمع به في ثامن عشر شوال سنة 9 فأكرمه وجمع القضاة وأصلح بينه وبين القاضي المالكي فاشترط المالكي أن لا يعود فقال له السلطان قد تاب.
وسكن القاهرة وتردد الناس إليه إلى أن توجه صحبة الناصر إلى الشام بنية الغزاة في سنة 712 هـ وذلك في شوال فوصل في مستهل ذي القعدة فكانت مدة غيبته عنها أكثر من سبع سنين وتلقاه جمع عظيم فرحا بمقدمه وكانت والدته إذ ذاك في قيد الحياة
ثم قاموا عليه في شهر رمضان سنة 719 هـ بسبب مسألة الطلاق وأكد عليه المنع من الفتيا ثم عقد له مجلس آخر في رجب سنة عشرين ثم حبس بالقلعة ثم أخرج في عاشوراء سنة 721 هـ ثم قاموا عليه مرة أخرى في شعبان سنة 726 هـ بسبب مسألة الزيارة واعتقل بالقلعة فلم يزل بها إلى أن مات في ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة سنة 728 هـ ".
قال الصلاح الصفدي كان كثيرا ما ينشد:
تموت النفوس بأوصابها ..... ولم تدر عوادها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي ..... أذاها إلى غير أحبابها
وكان ينشد كثيرا :
من لم يقد ويدس في خيشومه ..... رهج الخميس فلن يعود خميسا
وأنشد له على لسان الفقراء
والله ما فقرنا اختيار..... وإنما فقرنا اضطرار
جماعة كلنا كسالى..... وأكلنا ما له عيار
يسمع منا إذا اجتمعنا..... حقيقه كلها فشار
أما ترتيب عمره فهو على النحو التالي:
- وعمره 6 هاجر إلى دمشق مع والده وأهله.(1/37)
- وعمره 21 توفي والده عبد الحليم. 3- وعمره 67 سنه توفي بالسجن. 4- وعمره 37 كان أول إينكار له على فتاويه.
- وعمره 44 طلب مرة ثانية إلى مصر فتعصب على بيبرس , وانتصر له سلار.
- وعمره 48 نقل من القاهرة إلى الإسكندرية.
- وعمره 51 وصل إلى دمشق من مصر.
- وعمره 58 قاموا عليه على مسئلت الطلاق ومنعوه من الفتوى . 9- وعمره 60 أخرج من سجن القلعة بدمشق, وكان السبب فتوتة بالطلاق.
- وعمره 65 اعتقل بالقلعة بسبب الزيارة.
- وعمره 66 توفي أخوه شرف الدين عبد الله.
- وعمره سنتين ولد أخوه عبد الرحمن.
- وعمره خمس سنوات ولد أخوه شرف الدين عبد الله.
وفاته :
قال أبن كثير في كتابة :" ثم دخلت سنة ثمان وعشرين وسبعمائة في ذي القعدة منها كانت وفاة شيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن تيمية قدس الله روحه قال وقد اتفق موته في سحر ليلة الإثنين فذكر ذلك مؤذن القلعة على المنارة بها وتكلم بها الحراس على الأبرجة فما أصبح الناس إلا وقد تسامعوا بهذا الخطب الجسيم فبادر الناس إلى الاجتماع حول القلعة من كل مكان أمكنهم المجيء منه حتى من الغوطة والمرج ولم يطبخ أهل الأسواق شيئا ولا فتحوا كثيرا من الدكاكين التي من شأنها أن تفتح أوائل النهار على العادة وكان نائب السلطة قد ذهب يتصيد في بعض الأمكنة".(1/38)
وقال العكري في كتابه شذارات الذهب : " وكانت وفاته في سحر ليلة الإثنين عشرى ذي القعدة ذكره مؤذن القلعة على منارة الجامع وتكلم به الحرس على الأبرجة فتسامع الناس بذلك وبعضهم علم به في منامه واجتمع الناس حول القلعة حتى أهل الغوطة والمرج ولم يطبخ أهل الأسواق ولا فتحوا كثيرا من الدكاكين وفتح باب القلعة واجتمع عند الشيخ خلق كثير من أصحابه يبكون ويثنون وأخبرهم أخوه زين الدين عبد الرحمن أنه ختم هو والشيخ منذ دخلا القلعة ثمانين ختمة وشرعا في الحادية والثمانين وانتهيا إلى قوله تعالى (( إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر )) فشرع حينئذ الشيخان الصالحان عبد الله بن المحب الصالحي والزرعي الضرير وكان الشيخ يحب قراءتهما فابتدآ من سورة الرحمن حتى ختما القرآن وخرج من عند من كان حاضرا إلا من يغسله ويساعد على تغسيله وكانوا جماعة من أكابر الصالحين وأهل العلم كالمزي وغيره وما فرغ من تغسليه حتى امتلأت القلعة وما حولها بالرجال فصلى عليه بدركاة القلعة الزاهد القدوة محمد بن تمام وضج الناس حينئذ بالبكاء والثناء والدعاء بالترحم وأخرج الشيخ إلى جامع دمشق وصلوا عليه الظهر وكان يوما مشهوا لم يعهد بدمشق مثله وصرخ صارخ هكذا تكون جنايز أئمة السنة فبكى الناس بكاء كثيرا وأخرج من باب البريد واشتد الزحام وألفى الناس على نعشه مناديلهم وصار النعش على الرؤس يتقدم تارة ويتأخر أخرى وخرجت جنازته من باب الفرج وازدحم الناس على أبواب المدينة جميعا للخروج وعظم الأمر بسوق الخيل وتقدم في الصلاة عليه هناك أخوه عبد الرحمن ودفن وقت العصر أو قبلها بيسير إلى جانب أخيه شرف الدين عبد الله بمقابر الصوفية وحزر من حضر جنازته بمائتي ألف ومن النساء بخمسة عشر ألفا وختمت له ختمات كثيرة رحمه الله ورضي عنه.(1/39)
توفي في السجن في قلعة دمشق في مدينة دمشق المحروسة في بلاد الشام , توفي في سحر يوم الأثنين20 من ذوى القعدة وقيل 26 ذو القعدة سنة 728هـ 20/11/728هـ, ومرض قبل موته بضع وعشرين يوماً ولم يعلم أكثر الناس بمرضة وفوجئو بموته , وصُلَّي علية في يوم الثلاثاء في صلاة الضهر في جامع دمشق , ودفن في الساعة 4 عصرأً وقد قيل أنه كان يوماً مشهودا , حضر جنازته حوالي من 100ألف إلى 200ألف رجل , و 15 ألف امرأة, وكان عمره 67 سنه.
وقد بلغ عدد الكتب التي كتبه سيرة وأعمال أبن تيمية أحمد حوالي 68 مؤلف مستقل.
وبلغ عدد المترجمين الذين ترجموا له من القدماء والحدثاء حوالي 64 مترجم.
وقد ألف فيه مسلسلاً, في سيرته وحياته.
رحمه الله رحمتاً واسعة, وأدخله فسيح جناته.
23- عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو أبو الفرج زين الدين عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني الأصل الدمشقي أبو الفرج.
ولد في مدينة حران, ولد في سنة 663هـ, وعمر والده 36 سنه.
أخوه تقي الدين أبو العباس ويكبره أخوه بسنتين,ووالده شهاب الدين ويكبره والده بسته وثلاثين سنة , وجده مجد الدين عبد السلام ويكبره جده بثلاثه وسبعين سنة.
حضر وهو صغير بالخامس من عمره على أحمد بن عبد الدايم .
سمع من أبن أبي اليسر , والقاسم الأريلي , و القطب بن أبي عصرون , وابن أبي الخير , و ابن الصيرفي , و المجد بن عساكر الدمشقي , و الكمال, والفخر , و ابن شيبان , جمع له البرزالي 86 شيخاً.
يكنى أبو الفرج , ويلقب بزين الدين , و خير الدين .
حبس نفسه مع أخيه تقي الدين بالإسكندرية و بدمشق محبتاً له وإيثاراً لخدمته , ولازال ملازماً له يتلاون القرآن ويختمون الختمات , ويتفرقون للعبادة والتأليف ,إلى أن مات أخوه تقي الدين في السجن , فخرج منه .(1/40)
كان مشهوراً بـ: الديانة, وأداء الأمانة, وحسن الخلق والسيرة, و له فضيلة ومعرفة , وكان يتعانى التجارة.
توفي في دمشق, توفي لثلاث أيام مضين من شهر ذو القعدة سنة 747هـ, وعمره 84 سنة.
24- عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو أبو محمد شرف الدين عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الدمشقي الحراني الأصل الحنبلي القدوة المفتي الإمام .
ولد في حران, ولد في عاشوراء لأحدى عشر يوماً مضي من شهر محرم سنة 666هـ, وكان عمر والده 39 سنة.
أخو تقي الدين وزين الدين , وابن شهاب الدين , وحفيد مجد الدين أبو البركات والخيرات.
قدم من حران إلى دمشق رضيعاً عمره سنة.
حضر بدمشق على أبن أبي اليسر وغيرهم من علماء دمشق في ذالك العصر.
سمع ابن الصيرفي وابن علان و الزملكاني وابن أبي عمر و ابن الدرجي وغيرهم .
وسمع المسند والصحيحين و كتب السنن .
تفقه ودرس وأفتى ولم يشتغل بصتصنيف الكتب والمؤلفات.
تفقه في المذهب حتى أتغنه , وبرع في الفرائض والحساب وعلم الهيئة و العربية وله مشاركة قوية في الحديث. درس بالحنابلة مدة, وكان صاحب صدق وإخلاص قانعاً باليسير شريف النفس شجاعاً مقدماً مجاهداً ورعاً زاهداً عابداً , يخرج من بيته ليلاً ويئوي إليه نهاراً , ولا يجلس في مكان معين بحيث يقصد فيه , ولاكنه يؤوي المساجد المهجورة في خارج البلد فيختلي فيها للصلاة والعبادة و الذكر.
كان كثير العبادة والمراقبة والخوف من الله, كان ذا كرمات وكثير الصدقات, والإيثار بالذهب والفضة في حضره وسفره مع فقره وقله, وكان رفيقه في المحمل في الحج يفتش رحلة فلايجد فيها شيئاً , ثم يره يتصدق بالذهب.
حج مرات عديدة , وكانت لة يد طولى في معرفة تراجم السلف ووفياتهم في التواريخ المتقدمة والمتأخرة .(1/41)
وجلس مع أخيه تقي الدين في الديار المصرية مدة, وقد أستدعى قير مرة واحدة للمناظرة فناظر وأفهم الخصوم. وقد كان أخوه تقي الدين يكرمه ويعضمة , وكان هو وأخوه فضلاء عصرهم , ويقول بعضهم هو أقرب إلى أخيه التقي إلى طريق العلماء , وقد عقد بمباحث الفضلاء.
يكنى أبو محمد , ويلقب بشرف الدين , وابن تيمية.
سئل كمال الدين بن الزملكاني فقاله : " هو بارع في فنون عديدة من الفقه والنحو والأصول ملازم لأنواع الخير وتعليم العلم حسن العبارة قوي في دينه مليح البحث صحيح الذهن قوي الفهم".
ذكرة ابن رجب في كتابة , والذهبي في تاريخة, و أبو حجر العسقلاني في الدرر الكامنة, وأثنى عليه خلق كثير .
توفي في دمشق, توفي يوم الأربعاء لأربع عشر يوم خلون من شهر جماد الأول سنة 727هـ,قبل أخوه تقي الدين بسنه , حمل إلى القلعة فصلى عليه أخويه أحمد وعبد الرحمن بالسجن لأن التكبير عليه كان يبلغهم وصلى علي غيرهم وكان وقتاً مشهوداً وصليى عليه مرة ثانية وثالثة ورابعة , وحمل على الرؤوس والأصابع فدفن في مقابر الصوفية بدمشق.
فولد عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام, محمد, و عبد الرحمن, و زينب.
فولد محمد بن عبد الله بن عبد الحليم: محمد.
25- محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو أبو محمد ناصر الدين محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية النميري الحراني الأصل الحنبلي الدمشقي.
ولد في سنة 757هـ, يكنى أبو محمد, و يلقب بناصر الدين.
كان يشتغل بالتجارة , ثم أتصل بصاحب السر فتح الله , و بالشمس بن الصاحب . وسافر في التجارة وسافر لهما لفتح الله , و الشمس .
ولي القضاء لمدينة الإسكندرية , وقيل كان ينوب في قضائها في الأيام المؤيدية , ثم أنتقل القضاء من بعده لولده.
وكان عارف بالطب و دعاوية , وكان عارفاً بكثير من الفنون .(1/42)
كان هو و محمد بن عثمان بن عبد الله ناصر الدين المعروف بابن النيدي صديقان .
وتوفي في القاهرة في مصر, وكانت وفاته في يوم الأحد في سبع ليالي من شهر رمضان المبارك سنة 837هـ توفي هو وصديقه بن النيدي , وصلى عليهما في يوماً واحد, ودفنا في الصحراء, وكان عمره 80سنة.
فولد محمد بن محمد بن عبد الله: محمد.
26- محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
هو ناصر الدين محمد الثالث بن محمد الثاني بن محمد الأول بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية النميري الحراني الأصل ثم الدمشقي القاهري الشافعي.
ولد سنة 809هـ.
قرأ القرآن الكريم , والمنهاجين , وأخذ الفقه عن الشرف السبكي وغيره , وأخذ النحو عن الشمس الشطنوفي , وحضر دروس الشهاب الطنتدائي .
كان شافعي سني المذهب , وكان حراني الأصل , و دمشقي قاهري الموطن والمسكن , ومكي الوفاة .
اسمه محمد , وله أربعه آباء يسمون باسم محمد, وأبوه وجده كليهما أسمهما محمد.
وصفه: كان إنساناً حسناً كبير الهمة, وافر المروءة, قانعاً بما أعطاه الله.
وباسمه مرتب في الخاص صار إليه بعد أبيه, وقد تولى قضاء الإسكندرية بعد والده.
ثم لازم خدمه ابن الهمام , وحضور دروسه , فقرره في خدمه الشيخونية مع كونه لم يعهد فيها غير حنفي , ولازم الشمني وأستقر به في بعض وظائف التربة القانبيهية , وناب عن العلم البلقيني , ثم صار رسول عن الخليفة المستنجد بالله في مصر لتقليد ابن سلطان الهند بعد أبيه فمات في توجهه بمكة.
توفي في مكة المكرمة في الحجاز, توفي في ليلة الصعود في سنة 876هـ, وعمره 67 سنة.
زينب بنت عبد الله بن عبد الحليم: ولدة بدمشق, بنت أخو تقي الدين أبو العباس أحمد.
قال أبن حجر العسقلاني: "سِمعت من الحجاز وغيره , و حدثت و أجازت لي".
توفيه في سنة 799هـ.(1/43)
27- ست الدار بنت عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية:
ست الدار بنت عبد السلام بن عبد الله, هي ست الدار بنت أبو البركات شيخ الإسلام ومجد الدين عبد السلام
وهي عمه تقي الدين , وأخت شهاب الدين , وأبوها مجد الدين , ولدة بحران ثم أنتقلت إلى دمشق معا زوجها عندما هاجم هولاكو وجنده بلاد الإسلام .
هي زوجة أبو الحرم مكي بن عبد الرحمن بن غنام الحراني.
كانت محدثة , فقد حدثة عن : ابن روزبة , أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي .
روى عنها أبنا أخيها أحمد , و عبد الرحمن , والبرازالي , و ابن مسلم وجماعة من الأعيان .
توفية في دمشق , توفيت في أول ربيع الآخر في سنة 686هـ.
وصلى الله على سيدنا محمد.
الباب الثاني: جدول يبين تواريخ ولادة ووفاة بعض المترجم لهم:
أسم المترجم له ... لقبة - كنيته ... مولده ... وفاته ... مكان وفاته ... عمره
محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله تيمية ... تقي الدين ... 542هـ ... 642هـ ... حران ... 80 سنه
عبد الحليم بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن تيمية ... أبو محمد ... 573هـ ... 603هـ ... حران ... 30 سنه
عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن تيمية ... سيف الدين ... 581هـ ... 639هـ ... حران ... 58 سنه
علي بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن تيمية ... علاء الدين ... 619هـ ... 701هـ ... مصر ... 82 سنه
أبي القاسم بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن تيمية ... شمس الدين ... --- ... 676هـ ... دمشق ... ---
عبد الأحد بن أبي القاسم بن عبد الغني بن محمد بن تيمية ... شرف الدين ... 630هـ ... 712هـ ... دمشق ... 82 سنه
عبد القهار بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن تيمية ... فخر الدين ... 612هـ ... 671هـ ... دمشق ... 59 سنه
عبد الملك بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن تيمية ... نجم الدين ... 646هـ ... 720هـ ... --- ... 74 سنه
بدرة بنت محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن تيمية ... أم البدر ... --- ... 652هـ ... حران ... ---(1/44)
عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن تيمية ... مجد الدين ... 590هـ ... 652هـ ... حران ... 62 سنه
عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد السلام بن تيمية ... نجم الدين ... 638هـ ... 699هـ ... دمشق ... 61 سنه
عبد العزيز بن عبد اللطيف بن عبد العزيز بن تيمية ... عز الدين ... 664هـ ... 736هـ ... --- ... 72 سنه
عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن تيمية ... شهاب الدين ... 627هـ ... 682هـ ... دمشق ... 55 سنه
أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية ... تقي الدين ... 661هـ ... 728هـ ... دمشق ... 67 سنه
عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية ... زين الدين ... 663هـ ... 747ه ... دمشق ... 84 سنه
عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية ... شرف الدين ... 666هـ ... 727هـ ... دمشق ... 61 سنه
محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن تيمية ... ناصر الدين ... هـ ... هـ ... القاهرة ... سنه
محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن تيمية ... ناصر الدين ... 809هـ ... 876هـ ... مكة
الباب الثالث: شجرة نسب آل بن تيمية.
فهرس الكتاب
المقدمة
الباب الأول: الأشخاص المترجم لهم / ص
1/ محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص4
2/ جارية بنت محمد بن الخضر/ص4
3 / الخضر بن محمد بن الخضر / ص4
4/ محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص5
5/ عبد الحليم بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص6
6/ عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص7
7/ إبراهيم بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص7
8/ عبد المحسن بن علي بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص8
9/ علي بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص8(1/45)
10/ أبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن عبد الغني بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص8
11/ عبد الأحد بن أبي القاسم بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية./ ص9
12/ عبد اللطيف بن أبي القاسم بن عبد الغني / ص10
13/ عبد القهار بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص10
14/ عبد الملك بن عبد القهار بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص10
15/ عبد اللطيف بن عبد الغني بن محمد: أحد أولاد سيف الدين عبد الغني بن محمد بن تيمية / ص11
16/ بدرة بنت محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص11
17/ عبد الله بن الخضر بن محمد: هو أبو محمد عبد الله بن الخضر بن محمد بن تيمية الحراني الحنبلي / ص11
18/ عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية / ص11
19 / عبد السلام بن عبد العزيز بن عبد السلام: هو المجد عبد السلام بن عبد العزيز بن عبد السلام بن تيمية الحراني / ص14
20/ عبد العزيز بن عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص14
21/ عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص15
22/ أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص16
23/ عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص29
24/ عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص30(1/46)
25/ محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص31
26/ محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص31
27/ ست الدار بنت عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية. / ص32
الباب الثاني: جودلاً يبين تواريخ ولادة ووفاة بعض من تُرجم لهم. / ص33
الباب الثالث: شجرة نسب آل بن تيمية. / ص34(1/47)