<324> قال وفي رواية عمي مصعب وارم بنفس عنهم ضياقه وفي شعرها اشعار بأنها أسلمت ولما مات الوليد قالت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي ابنه عمه يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرة قد كان غيثا في السنين ورحمة فينا منيرة ضخم الدسيعة ماجدا يسمو الى طلب الوتيرة مثل الوليد بن الوليد أبي الوليد كفى العشيرة وهكذا ذكر الزبير بن بكار عن محمد بن الضحاك الحرامي عن أبيه مثله وقال بدل قوله ورحمة فينا منيرة وجعفرا عدقا وميره وفي رواية وجعفرا خضلا وفي الكامل لابن عدي من طريق كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت أن أم سلمة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ان الوليد بن الوليد مات فكيف أبكي عليه قال قولي فذكر الشعر وهذا باطل وكأنه انقلب على الراوي وأخرج الطبراني من طريق عبد العزيز بن عمران عن إسماعيل بن أيوب المخزومي أن الوليد بن الوليد بن المغيرة كان محبوسا بمكة فلما أراد أن يهاجر باع مالا له بالطائف ثم وجد غفلة من القوم فخرج هو وعياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام مشاة يخافون الطلب فسعوا حتى تعبوا وقصر الوليد فقال يا قدمي ألحقاني بالقوم ولا تعداني كسلا بعد اليوم فلما كان عند الأحراس نكب فقال هل أنت الا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله حسرت وأنا ميت فكفني في فضل ثوبك واجعله مما يلي جلدك ومات فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه ودخل الى أم سلمة وبين يديها صبي وهي تقول ابك الوليد بن الوليد بن المغيرة فقال ان كدتم تتخذون الوليد حنانا فسماه عبد الله وذكر قصته هذه مصعب الزبيري بغير إسناد وسيأتي في ترجمة الوليد بن المغيرة شيء من ذلك وقد أخرج له أحمد في مسنده حديثا من رواية محمد بن يحيى بن حبان عنه أنه قال يا رسول الله اني أجد وحشة في منامي فقال إذا اضطجعت للنوم فقل بسم الله أعوذ بكلمات الله من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون فإنه لا يضرك الحديث وهو منقطع لأن محمد بن يحيى لم يدركه وقد أخرجه أبو داود من رواية بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان الوليد بن الوليد يفزع في منامه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث الوليد بن يزيد بن ربيعة بن عبد شمس القرشي العبشمي ذكره البلاذري وأن ولده عبد الله بن الوليد شهد الجمل مع عائشة الواو بعدها الهاء وهبان بن صيفي الغفاري تقدم في أهبان وهب بن الأسود تقدم في الأسود بن وهب وهب بن أمية بن أبي الصلت الثقفي ذكر بن الكلبي ما يدل على إسلامه في العهد النبوي (6/324)
<325> فنقل أن رجلا من ثقيف مات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عن غير ولد فاختصموا في ميراثه فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم ميراثه لوهب بن أمية بن أبي الصلت بن ربيعة بن عوف الثقفي وتزوج عبد الله بن صفوان الأكبر بن أمية بن خلف الجمحي حقه بنت وهب بن أمية بن أبي الصلت فولدت له صفوان بن عبد الله بن صفوان وهب بن حذيفة بن عباد بن خلاد الغفاري ويقال المزني ويقال الثقفي حجازي له حديث أخرجه الترمذي وغيره من طريق واسع بن حبان عنه رفعه إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع فهو أحق به وصححه الترمذي وذكره بن سعد في طبقة أهل الخندق ونقل عن الواقدي أنه كان من أهل الصفة وعاش الى خلافة معاوية وهب بن حمزة قال بن السكن يقال ان له صحبة وفي إسناد حديثه نظر ثم أخرج من طريق يوسف بن صهيب عن ركين عن وهب بن حمزة قال سافرت مع علي فرأيت منه جفاء فقلت لئن رجعت لأشكونه فرجعت فذكرت عليا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنلت منه فقال لا تقولن هذا لعلي فإنه وليكم بعدي وتردد أبو نعيم في أبيه هل هو بالمهملة ثم الزاي أو الجيم والراء وهب بن خنبش بمعجمة ثم نون ثم موحدة وزن جعفر حديثه عند الشعبي فقال بيان وفراس وجابر وغيرهم عن الشعبي عنه هكذا وقال داود الأودي عن الشعبي هرم بدل وهب والأول المشهور وهب بن خويلد بن ظويلم بن عوف بن عبدة الثقفي ذكره وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأسدي من مسلمة الفتح وكان من أجواد قريش وله حديث في سنن أبي داود أخرجه من طريق محمد بن إسحاق حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن أبيه وأمه زينب بنت أبي سلمة كلاهما عن أم سلمة قالت كانت ليلتي التي يصير الي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مساء يوم النحر فكان عندي فدخل علي وهب بن زمعة ورجل من آل أبي أمية متقمصين فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أفضتما الحديث وذكر الزبير بن بكار من طريق يحيى بن مقداد بن يعقوب الزمعي عن عمه موسى بن يعقوب قال لما اجتمع الناس على معاوية خرج اليه عبد الله الأصغر بن وهب بن زمعة طالبا بدم أخيه عبد الله الأكبر وكان قتل يوم الدار فأعطاه معاوية الدية وقال قتل في فتنة واختلاط وهب بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر القرشي العامري أخو عمرو قاله أبو عمر وذكر موسى بن عقبة أنه شهد هو وأخوه عمرو بدرا وتعقبه بن فتحون بأنه لا ذكر له في مغازي موسى بن عقبة وانما ذكر (6/325)
<326> وهب بن سعد بن أبي سرح قلت هو غيره وذكر الهيثم بن عدي في مهاجرة الحبشة قال البلاذري ليس ذلك بثبت ولكنه شهد بدرا وكان أبو معشر يقول الذي هاجر الى الحبشة أخوه معمر وقال الواقدي لم يهاجر الى الحبشة وانما شهد بدرا الذي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق والكلبي عمرو بن أبي سرح وهب بن سعد بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر الفهري أخو عبد الله بن سعد ذكره بن منده وابن حبان وقالا لا نعرف له رواية وذكره محمد بن سعد في الطبقات وقال شهد بدرا في قول موسى بن عقبة وأبي معشر والواقدي قال وآخى رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سويد بن عمرو وقتلا يوم مؤتة قال وشهد وهب بن سعد أحدا والخندق والحديبية وخيبر وكان لما قتل بن أربعين سنة ثم روى بن منده عن عاصم بن عمر قال نزل وهب بن سعد لما هاجر على كلثوم بن الهدم وهب بن السماع العوفي ذكره بن عبد البر وقال له خبر في أعلام النبوة من حديث بن عباس قلت ذكر أبو سعد في شرف المصطفى بسند واه عن بن عباس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في مسجده وحوله أصحابه إذ أقبل أعرابي طويل القامة على ناقة عيطاء فتخطى الناس حتى وقف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم واندفع يتكلم فارتج عليه مرارا الى أن سكن روعه فأنشد أبياتا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت وهب بن السماع قال أنا وهب بن السماع العوفي الدفاع الشديد المناع قال أنت الذي ذهب جل قومك في الغارات فذكر له أشياء من أحواله فقال لا أثر بعد عين أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أنك رسول الله ثم ذكر قصته مع صنمه وقوله له يا وهب بن مالك لا تجزع قد جاء ما ليس يدفع فذكر الأبيات قال وأسلم وحسن إسلامه وهب بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح قال الزبير بن بكار قتل يوم مؤتة ذكر ذلك بعدأن ذكر عبد الله بن سعد بن أبي سرح وأولاده ثم قال ومن ولد أبي سرح وهب بن عبد الله ذكره وتعقبه بن عساكر بأن الذي قتل بمؤتة وهب بن سعد قلت يحتمل أن يكونا قتلا معا وأن يكون سمى باسم عمه وهب وهب بن عبد الله بن قارب قال بن حبان له صحبة قال أبو نعيم الصحبة والرؤية لقارب وولده عبد الله وأما وهب فانما روى عن أبيه قال حججت مع أبي وهب بن عبد الله بن مسلم بن جنادة بن حبيب بن سواءة السوائي بضم السين المهملة وتخفيف الواو والمد بن عامر بن صعصعة أبو جحيفة السوائي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في أواخر عمره وحفظ عنه ثم صحب عليا بعده وولاه شرطة الكوفة لما ولى الخلافة وفي الصحيح عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه وأمر لنا بثلاثة عشر قلوصا فمات قبل أن نقبضها وكان علي يسميه وهب الخير روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي والبراء بن عازب روى عنه ابنه وعون والشعبي وأبو إسحاق السبيعي وسلمة بن كهيل وإسماعيل بن أبي خالد وعلي بن الأرقم والحكم بن عيينة وغيرهم قال الواقدي مات في ولاية بشر على العراق وقال بن حبان سنة أربع وستين وهب بن عبد الله بن محصن الأسدي أبو سنان مشهور بكنيته قال بن حبان له صحبة ويأتي في الكنى ويقال اسمه عبد الله بن وهب ويقال هو وهب بن محصن وبالأول جزم مسلم (6/326)
<327> وهب بن عثمان بن أبي طلحة العبدري قتل أبوه يوم أحد مشركا وتزوج هو بنت عبد بن زمعة وله منها عبد الرحمن وله أيضا شيبة وعبد الله وذكره الزبير بن بكار قال وتزوج أم جميل بنت شيبة بن ربيعة وهب بن عمر الأسدي ذكره يونس بن بكير في المغازي فيمن هاجر في أول الهجرة وجوز أبو نعيم أن يكون ثقف بن عمرو ويحتمل أن يكون أخاه وهب بن عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي وقع ذكره في الموطأ عن بن شهاب أنه بلغه أن نساء كن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أسلمن بأرضهن وهن غير مهاجرات وأزواجهن كفار منهن ابنة الوليد بن المغيرة وكانت تحت صفوان بن أمية أسلمت يوم الفتح وهرب زوجها صفوان بن أمية فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم اليه بن عمه وهب بن عمير فدعاه الى الإسلام فذكر الحديث والمعروف أن هذه لقصة كانت لأبيه عمير بن وهب كذا ذكره موسى بن عقب وغيره من أهل المغازي وذكره أبو سعيد بن يونس وقال شهد فتح مصر وكانت دار بني جمح بركة يجتمع فيها الماء فقال عمر بن العاص خطوا لابن عمتي الى جنبي يريد وهب بن عمير فردمت البركة وخطت فيه دار بني جمح قال وولى وهب بن عمير بحر مصر في غزوة عمورية سنة ثلاث وعشرين وذكره البخاري في الصحابة ولم يورد له شيئا وقال أبو بكر بن دريد في الأخبار المنثورة كان وهب بن عمير من أحفظ الناس فكانت قريش تقول له قلبان من شدة حفظه فأنزل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه فلما كان يوم بدر أقبل منهزما ونعلاه واحدة في يده والأخرى في رجله فقالوا ما فعل الناس قال هزموا قالوا فأين نعلاك قال في رجلي قالوا فما في يدك قال ما شعرت فعلموا أن ليس له قلبان وذكر الثعلبي هذه القصة لجميل بن معمر وأن الذي تلقاه فسأله أبو سفيان وأسنده بن الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن بن عباس لكن قال جميل بن أسد وهب بن قابس أو قابوس المزني ذكره بن السكن في الصحابة وأخرج من طريق محمد بن طلحة عن محمد بن الحصين بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبيه عن جده قال لقي رجل من مزينة يقال له وهب بن قابس بالعرج فأسلم وبايعه ثم أقام في أهله حتى إذا كان يوم أحد خرج بحبل فيه غنم حتى قدم المدينة فوجدها خلوا فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل انه يقاتل قريبا بأحد فرمى بحبله وتوجه اليه بأحد فطلعت الخيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يوزع عنا الخيل جعله الله رفيقي في الجنة فتقدم وهب فضرب بسيفه حتى صنع ذلك ثلاث مرات فقتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه حتى نفرغ له فلما فرغ التمس فلم يوجد فقال عمر ما من الناس أحد أحب الي أن ألقى الله بعمله من وهب بن قابس وذكره الواقدي بمعناه وقد تقدم في ترجمة الحارث بن عقبة بن قابش وقرأت في كتاب الفصوص لصاعد اللغوي قال كان عمر يقول ان أحب هذه الأمة الي أن ألقى الله بصحيفته للمزني وهب بن قابس فذكر قصته مختصرا وهب بن قيس بن أبان الثقفي تقدم ذكره في ترجمة أخيه سفيان بن قيس (6/327)
<328> وهب بن كلدة من بني عبد الله بن غطفان ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وهب بن مالك بن سواد بن جذيمة بن دارع بن عدي بن تميم الدار الداري من رهط تميم ذكره بن إسحاق فيمن قدم مع تميم الداري فأسلم وهب بن محصن الأسدي هو وهب بن عبد الله بن محصن المتقدم نسبه بعضهم لجده وهب غير منسوب ذكره المستغفري وقال أحسب أن له صحبة وهب آخر غير منسوب ذكره البغوي وأخرج من طريق مجالد عن الشعبي عن وهب قال جاء أعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة فسأله رداءه فأعطاه إياه فذهب به ثم قال ان المسألة لا تحل الا من فقر مدقع أو من غرم مفظع الحديث وهيب بالتصغير بن الأسود تقدم في وهب وهيب بن السماع تقدم في وهب الأنصاري القسم الثاني بعدها اللام الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري قال بن سعد ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبيه وعن أبي اليسر الأنصاري وغيرهما روى عنه ابنه عبادة ومحمد بن يحيى بن حبان وعطاء وسليمان بن حبيب وعمارة بن عمير وغيرهم قال بن سعد مات في خلافة عبد الملك وكان ثقة قليل الحديث قلت وجاءت رواية توهم أن له صحبة فعند أحمد من طريق سيار عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبادة بن الوليد عن أبيه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره الحديث وهذا الحديث إنما هو لعبادة والده فلعل مراده بقوله عن أبيه عن جده وقد أخرجه الموطأ والشيخان وأحمد أيضا والنسائي من طرق عن يحيى بن سعيد وغيره عن عبادة بن الوليد عن أبيه عن عبادة وأخرج الترمذي من طريق عبد الواحد بن سليم قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح فقال عطاء لقيت الوليد بن عبادة بن الصامت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما كانت وصية أبيك عند الموت ذكر حديثا فان قرئ صاحب بالنصب نعتا للوليد اقتضى أن يكون صحابيا وان قرئ بالجر نعتا لعبادة فلا اشكال الوليد بن عدي الأصغر بن الخيار بن عدي بن نوفل القرشي النوفلي مات أبوه كافرا وللوليد هذا ولد يقال له عمارة كان شاعر أهله وذكره الزبير بن بكار في كتاب النسب الوليد بن الوليد بن الوليد بن المغيرة تقدم ذكره فيمن اسمه عبد الله (6/328)
<329> الوليد بن يزيد بن عدي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس ذكره بن الكلبي وقال قتل ولده عبد الله مع عائشة يوم الجمل وكان عبد الله يعرف بابن الدارية القسم الثالث بعدها الراء ورد بن منظور بن سيار بن ثعلبة بن نبهان بن لأم الطائي له إدراك وولده جهم كان ممن خفر الرواحي وهي إبل كانت تعلف بالكوفة وتحمل للبحار في زمن الحجاج فأغار عليها شبيب بن عمرو بن كريب في قصة تقدمت الإشارة إليها في عمرو بن كريب ذكرها بن الكلبي الواو بعدها العين وعوعة بن سعيد بن قرط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب له إدراك وولده مربع كان يساعد جريرا فتهدده الفرزدق فقال زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع ذكره بن الكلبي الواو بعدها الفاء واللام وفاء بن الأشعر التميمي يعرف بابن لسان الحمرة كان مشهورا بالفصاحة وكنيته أبو كلاب مذكور في المعمرين وهو الذي قال لمعاوية لما سأله عن علمه أخذته بلسان سئول وقلب عقول الوليد بن محصن الدريكي بالتصغير ذكر وثيمة في الردة أنه كان له رأي وعقل وأنه خطب خطبة بليغة نهى فيها ملوك كندة من الردة فلم يقبلوا منه واستخفوا به وطردوه الواو بعدها الهاء (6/329)
<330> وهب بن الأسود لقي عمر روى عنه بن أبي مليكة ذكره البخاري وهب بن أكيدر دومة ذكر بن عساكر في ترجمة عمرو بن حيي بن وهب بن أكيدر من طريق عمرو بن محمد بن الحسن عن عمرو بن يحيى بن وهب عن أبيه عن جده قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم الى أبي ولم يكن معه خاتمه فختمه بطينة وهب بن خالد بن عامر بن غاضرة السعدي مولى عبيد والد أبي وجزة الشاعر مخضرم قال محمد بن سلام الجمحي عن يونس بن عبيد كان عبيد والد أبي وجزة سبى فباعوه بسوق ذي المجاز في الجاهلية فاشتراه وهب بن خالد فأقام عنده زمانا يرعى ابله ثم ان عبيدا ضرب ضرع ناقة لمولاه فأدماها فلطم وهب وجهه فغضب وسار الى عمر مستعديا عليه فقال يا أمير المؤمنين أنا رجل من ظفر أصابني سبى في الجاهلية وأنا معروف النسب ولا رق على عربي في الإسلام فحضر مولاه فقال يا أمير المؤمنين ان غلامي كان يقوم على مالي فأساء فضربته فوالله ما أعلم أني ضربته قط غيرها وان الرجل ليضرب ابنه أشد منها فكيف بعبده وأنا أشهدك أنه حر لوجه الله فقال عمر قد امتن عليك وقطع عنك مؤنة السب فان أحببت فأقم معه فان له عليك منة وان أحببت فالحق بقومك فأقام معه ثم تزوج بزينب بنت عرفطة المزنية فولدت له أبا وجزة وأخاه وقد روى أبو وجزة عن أبيه عن عمر قصة استسقائه في عام الردة القسم الرابع بعدها الألف وادع ذكره في التجريد وعزاه لابن قانع وانما هو الوازع بالزاي وقد تقدم واسع بن حبان ذكره البغوي وأخرج له من طريق حبان بن واسع بن حبان عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه بماء غير فضل يديه وهذا خطأ نشأ عن سقط وذلك أن مسلما أخرجه من هذا الوجه فقال عن حبان بن واسع عن أبيه عن عبد الله بن زيد أخرجه مطولا وأخرجه أبو داود والترمذي مختصرا وقد تقدم في ترجمة واسع بن حبان في الأول واصلة بن حبان تقدم في وائلة وأن بعضهم صحفه واقد بن عبد الله اليربوعي قال بن الأمين فرق بن منده بينه وبين واقد بن عبد الله الحنظلي وهما واحد واقد غير منسوب قال بن منده ذكره أبو مسعود عن شبابة عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن جعفر عن عبد الله بن واقد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (6/330)
<331> لا تمنعوا النساء المساجد قال أبو مسعود هو عندي وهم وانما هو واقد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قلت وهو كما قال وائل القيل أفرده بن شاهين بالذكر وأخرج من طريق بن إسحاق عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل القيل قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يمينه على شماله في الصلاة قال أبو موسى في الذيل هو وائل بن حجر لا شك فيه قلت وقد أخرجه أبو داود من رواية عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر الواو بعدها الراء وردان بن إسماعيل التميمي ذكره بن منده ولكن أورد الحديث الذي تقدم في وردان بن محرز وقال فيه يقال له وردان بن محرز وقد عاب أبو نعيم ذلك وزر بن سدوس بن جابر ويقال وزر بن جابر بن سدوس تقدم في الأول النقل أنه تنصر ومات نصرانيا الواو بعدها السين واللام وسيم الهجري أورده بن قانع وانما هو رسيم أوله راء وقد تقدم على الصواب الوليد بن أبي مالك قال البرقاني روى عن النبي صلى الله عليه وسلم فسألت عنه الدارقطني فقال هو شامي تابعي لا بأس به الوليد بن مسافع من بني عامر بن لؤي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة وهو خطأ روى عنه موسى بن هاشم الوليد بن أبي الوليد ذكره بن أبي خيثمة فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم وساق من طريق بن لهيعة عن الوليد بن أبي الوليد رأى شعرا من شعر رسول صلى الله عليه وسلم مصبوغا بالحناء وليس بشديد الحمرة وكان يغسله بالماء ثم يشربه قلت وهذا من أعجب (6/331)
<332> ما وقع وهبه خفي عليه أنه لا يلزم من رؤيته شعر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون رآه وهو حي أفما درى أن بن لهيعة لم يدرك أحدا من الصحابة وقد تبعه بن شاهين وزاد الوهم وهما فإنه ترجم للوليد بن الوليد بن المغيرة ثم أخرج هذا بعينه من طريق بن أبي خيثمة فلم يذكر مستنده في تسمية أبيه وجده الوليد الجرشي ذكره الذهبي في التجريد وقال نزل بأعمال حمص وشهد مرج راهط ولا صحبة له هذا جميع ما قال وإذا كان كذلك فلم ذكره الواو بعدها الهاء وهب بن الحارث تقدم وجه الصواب فيه في حارثة بن وهب وهب بن قطن ذكره بن السكن وقال روى حديثه يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن زربى عن محمد بن يزيد عنه وانما رواه محمد بن يزيد عن أيوب بن قطن عن أبي بن عمارة كما مضى في حرف الألف وهب الجيشاني قال المستغفري ذكره يحيى بن يونس وقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في النبيذ وعنه عمرو بن شعيب قال وهو وهم وانما هو أبو وهب انتهى وهو كما قال وهيب بن الأسود تقدم في وهب بن الأسود حرف الياء آخر الحروف الأول الياء بعدها الألف ياسر العنسي بالنون حليف آل مخزوم قدم من اليمن فحالف أبا حذيفة بن المغيرة فزوجه أمة له يقال سمية فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة ثم كان عمار وأبوه ممن سبق الى الإسلام فأخرج أبو أحمد الحاكم من طريق عقيل عن الزهري عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذون في الله تعالى فقال لهم صبرا يا آل ياسر صبرا يا آل ياسر فان موعدكم الجنة وأخرج أحمد في الزهد من طريق يوسف بن ماهك نحوه مرسلا وأخرج الحارث في مسنده والحاكم أبو أحمد وابن منده من طريق الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن عثمان وهو منقطع وأخرجه الحاكم والطبراني في الأوسط من رواية أبي الزبير عن جابر مرفوعا ورواه بن الكلبي في التفسير عن أبي (6/332)
<333> صالح عن بن عباس نحوه وزاد عبد الله بن ياسر وزاد فطعن أبو جهل سمية في قبلها فماتت ومات ياسر في العذاب ورمى عبد الله فسقط ياسر بن سويد الجهني ذكره بن حبان وابن السكن والطبراني في الصحابة حديثه عند أولاده قال بن أبي حاتم عبد الله بن داود بن دلهاث بن مسرع بن ياسر روى عن أبيه عن جده عن أبيه ولم يذكر فيه جرحا وأخرج بن السكن والطبراني من طريق عبد الله بن داود بهذا السند الى مسرع بن ياسر أن أباه ياسر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في سرية فجاءت به أمه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر يده عليه وقال اللهم أكثر رجالهم وأقل آثامهم ولا تحوجهم وقال سميه مسرعا فقد أسرع في الإسلام ياسر أبو الربداء البلوي مولى الربداء بنت عمرو بن عمارة بن عطية البلوية قال بن يونس شهد فتح مصر وله صحبة وكان ولده بمصر ثم أورد من طريق سعيد بن عفير قال كان أبو الربداء ياسر عبدا لامرأة من بلى يقال لها الربداء فزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يرعى غنم مولاته وله فيها شاتان فاستسقاه النبي صلى الله عليه وسلم فحلب له شاتية ثم أراح وقد حفلتا فأخبر مولاته فأعتقته فاكتنى بأبي الربداء وأخرج أبو بشر الدولابي وابن منده من طريق بن وهب عن بن لهيعة عن بن هبيرة عن أبي سليمان مولى أم سلمة أن أبا الربداء حدثه أن رجلا منهم شرب فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فضربه ثم عاد فشرب الثانية فأتى به فضربه ثم عاد فشرب الثالثة فأتى به لا أدري في الثالثة أو الرابعة فأمر به فحمل على العجل فوضع عليها فضرب عنقه وذكره الدولابي بالميم والدال المهملة قال عبد الغني بن سعيد هو تصحيف وانما هو بالموحدة والذال المعجمة قلت وأخرجه البغوي في الكنى بالميم والمهملة وقال سكن مصر وساق الحديث من طريق بن لهيعة وقال في سياقه عن أبي سلمان في رواية وفي أخرى عن أبي سليمان وقال في المتن فأتى به فيما أرى في الثالثة أو في الرابعة فأمر به فحمل على العجل فضربت عنقه يامين بن عمير بن كعب أبو كعب النضيري ذكره أبو عمر فقال كان من كبار الصحابة أسلم فأحرز ماله ولم يحرز ماله من بني النضير غيره وغير أبي سعيد بن عمرو بن وهب فأحرزا أموالهما قاله بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وقال بن إسحاق أيضا بلغني أن يامين بن كعب لقي أبا ليلى عبد الرحمن بن كعب وعبد الله بن مغفل وهما يبكيان فقالا لم نجد عند النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملنا عليه فأعطاهما ناضحا وقال بن إسحاق حدثني بعض آل يامين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليامين ألم تر الى بن عمك عمرو بن جحاش وما هم به من قتلى يعني في قصة بني النضير وكان أراد أن يلقي على النبي صلى الله عليه وسلم رحى فيقتله فأنذره جبريل فقام من مكانه ذلك فجعل يامين لرجل جعلا على أن يقتل عمرو بن جحاش فقتله يامين بن يامين الإسرائيلي ذكره بن فتحون في ذيله على الاستيعاب ونقل عن الماوردي أن عبد الله بن سلام لما أسلم قال يامين بن يامين أنا أشهد بمثل ما شهد فنزلت هذه الآية وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله وله ذكر أيضا في سلمة بن سلام وله سبب في نزول قوله تعالى يا أيها (6/333)
<334> الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله من رواية بن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس في سعد بن شعبة الياء بعدها الثاء يثربي البلوي والد أبي رمثة رفاعة بن يثربي ذكره الطبراني وأخرج أبو داود والطبراني من طريق سفيان الثوري عن اياد بن لقيط السدوسي سمعت أبا رمثة يقول جئت مع أبي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابنك هذا قال نعم قال أتحبه أما انه لا يجني عليك ولا تجني عليه الياء بعدها الحاء يحموم الكندي مولى الأشعث بن قيس كان مع الأشعث لما أسلم فذكر الرشاطي أن الهمداني ذكر في نسب اليمن أن الشعبي ذكر عن رجل من قريش قال كنا جلوسا عند باب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل وفد كندة فاستشرف الناس قال فما رأيت أحسن هيئة منهم فلما دخل رجل متوسط منهم يضرب شعره منكبه فقلت من هذا قالوا الأشعث بن قيس قال فقلت الحمد لله يا أشعث الذي نصر دينه وأعز نبيه وأدخلك وقومك في هذا الدين كارهين قال فوثب الي عبد حبشي يقال له يحموم فأقسم ليضربني ووثب عليه جماعة دوني وثار جماعة من الأنصار فصاح الأشعث به كف فكف عني ثم استزارني الأشعث فوهب لي الغلام وشيئا من فضة ومن غنم فقبلت ذلك ورددت عليه الغلام قال فمكثوا أياما بالمدينة ينحرون الجزر ويطعمون الناس يحنس النبال ذكره بن إسحاق فيمن نزل الى النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف لما حاصرهم فأسلم ثم أسلم سيده فرد ولاءه اليه وكان عبدا لآل يسار بن مالك من ثقيف وذكر الواقدي أنه كان مولى يسار بن مالك نفسه يحنس بن وبرة الأزدي ذكره الأموي عن بن الكلبي وأنه كان ممن احتال في قتل الأسود العنسي مع امرأة الأسود وكانت من أقاربه وقد تقدم ذكر وبرة بن يحنس فلعله ولده أو انقلب أورده بن فتحون في الذيل يحيى بن أسعد بن زرارة الأنصاري مات أبوه في السنة الأولى من الهجرة وقال بن حبان له صحبة وقال بن منده مختلف في صحبته وذكره في الصحابة بن أبي عاصم والبغوي وآخرون وأخرجوا من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة قال وما كان فينا رجل يشبهه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كوى أسعد بن زرارة الحديث يحيى بن أسيد بن حضير الأنصاري ذكر بن القداح أنه شهد الحديبية مع أبيه وقال أبو عمر كان في سن من يحفظ ولا أعلم له رواية وبه كان يكنى أبوه وثبت ذكره في صحيح مسلم من (6/334)
<335> طريق عبد الله بن حبان عن أبي سعيد الخدري أن أسيد بن حضير بينما هو يقرأ إذ جالت فرسه قال فخشيت أن تطأ يحيى يعني ولده يحيى بن حكيم بن حزام القرشي الأسدي ذكره بن عبد البر فقال أسلم حكيم بن حزام وأولاده هشام وخالد ويحيى وعبيد الله يوم الفتح وصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم يحيى بن الحنظلية قال بن منده له ذكر في المغازي وذكره البغوي في الصحابة وأورد له من طريق يزيد بن أبي مريم عن أبيه عن يحيى بن الحنظلية وكان ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان تحت الشجرة وكان عقيما لا يولد له فقال والذي نفسي بيده لأن يولد لي في الإسلام فأحتسبه أحب إلي من الدنيا وما فيها وسنده ضعيف يحيى بن سعد بن زرارة الأنصاري أورده بن منده في ترجمة عمه أسعد بن زرارة وأخرج من طريق بشر بن عمه عن شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عن عمه يحيى بن سعد قال سمعت عمي أسعد بن زرارة وهو جد محمد بن عبد الرحمن من قبل أمه أنه كان أخذه وجع في حلقه يقال له الذبحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبلغن من أبي أمامة عذرا فكواه بيده الحديث قلت كانت وفاة أسعد في السنة الأولى من الهجرة فإذا كان يحيى بحيث يصح له منه السماع فهو صحابي لا محالة لكن رواه مسدد في مسنده عن يحيى القطان عن شعبة عن محمد بن عبد الرحمن عن يحيى عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد الحديث ولم يقل سمعت أسعد فالله أعلم يحيى بن عبد الرحمن الأنصاري ذكره أبو موسى في الذيل وأورد له من طريق هشام بن حسان عن محمد بن عبد الرحمن عن يحيى بن عبد الرحمن الأنصاري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب عليا محياه ومماته كتب له الأمن والأمان الحديث وفي السند أحمد بن محمد غلام خليل معروف بوضع الحديث يحيى بن عمير بن الحارث بن زائدة بن كندة بن ثعلبة بن الحارث الأنصاري قال بن حبان له صحبة وقد تقدم ذكر أبيه يحيى بن نفير بنون وفاء مصغرا وقيل بغين معجمة بدل الفاء قاله صاحب تاريخ حمص وحكى الأول بن أبي حاتم عن بعضهم وأنه اسم أبي زهير النميري قال ولم يعرف ذلك أبي ويقال اسمه فلان بن شرحبيل وهو مشهور بكنيته ويأتي في الكنى الياء بعدها الراء يربوع بن عمرو بن كعب بن عبس بن حرام بن حبيب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ذكر العدوي والطبراني أنه شهد أحدا والمشاهد بعدها ولا عقب له واستدركه بن فتحون يربوع والد الجعد قال بن منده روى عنه ابنه الجعد حديثا منكرا من رواية عبد الله (6/335)
<336> بن محمد يعني البلوي الياء بعدها الزاي يزيد بن الأخنس السلمي تقدم ذكره في ترجمة والده وله ذكر في ترجمة أبي الأعور السلمي في الكنى وأخرج الطبراني من طريق بقية عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن يزيد بن الأخنس أنه لما أسلم أسلم معه جميع أهله الا امرأة واحدة فأنزل الله تعالى على رسوله ولا تمسكوا بعصم الكوافر وله ذكر في حديث أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب فقال يزيد بن الأخنس والله ما أولئك يا رسول الله في أمتك الا كالذباب الأصهب في الذباب وفي لفظ كالذباب الأزرق وأخرجه أحمد وسنده صحيح يزيد بن أسد بن كرز بضم الكاف وسكون الراء بعدها زاي البجلي جد خالد بن عبد الله القسري الأمير ذكره بن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة وقال كان ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقال البخاري سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو حاتم الرازي وأبو عبد الله المقدمي وابن حبان له صحبة وقد تقدم ذكر أبيه أسد في حرف الألف وروينا في مسند عبد بن حميد من طريق سيار بن أبي الحكم عن خالد بن عبد الله القسري عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا يزيد بن أسد أحب للناس ما تحب لنفسك صححه الحاكم وقال يحيى بن معين أهل خالد ينكرون أن يكون لجد خالد صحبة وقد كتب هشام بن عبد الملك الى خالد يمتن عليه بما أسدى اليه من الولاية كتابا طويلا وفيه وهذا جدك يزيد بن أسد كان مع معاوية بصفين وعرض دونه دمه ودينه فما اصطنع عنده ولا أولاه ما اصطنع إليك أمير المؤمنين وقال أبو الفرج الأصبهاني خرج يزيد بن أسد في أيام عمر في بعوث المسلمين الى الشام فكان بها وكان مطاعا في أهل اليمن عظيم الشأن وجهه معاوية لنصرة عثمان في أربعة آلاف فجاء الى المدينة فوجد عثمان قد قتل فلم يحدث شيئا وشهد صفين مع معاوية ولم يكن لعبد الله بن يزيد نباهة كأبيه وقال المبرد كان عبد الله بن يزيد في الثقات من عقلاء الرجال قال له عبد الملك بن مروان ما مالك قال شيئان لا عيلة علي معهما الرضا عن الله تعالى والغنى عن الناس وذكر بن حبان عبد الله بن يزيد في الثقات وقال بن سعد لم ينزل يزيد بن الأسود الكوفة ولا اختط بها وإنما اختط بها خالد وقال بن المبارك في الزهد أنبأنا أبو بكر بن عياش قال دخل عبد الله بن يزيد بن أسد على معاوية وهو في مرضه الذي مات فيه فرأى منه جزعا فقال يا أمير المؤمنين ما يجزعك ان مت فالى الجنة وان عشت فقد علمت حاجة الناس إليك فقال رحم الله أباك انه كان لنا لناصحا نهاني عن قتل بن الأدبر يعني حجر بن عدي يزيد بن الأسود ويقال بن أبي الأسود العامري ويقال الخزاعي حليف قريش قال بن سعد مدني وقال خليفة سكن الطائف روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى خلفه فكان إذا انصرف انحرف روى عنه جابر بن يزيد ولده وحديثه في السنن الثلاثة بهذا وغيره وصححه الترمذي (6/336)
<337> يزيد بن الأسود بن سلمة بن حجر بن وهب الكندي قال بن الكلبي وفد به أبوه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فدعا له استدركه بن فتحون يزيد بن أسيد بكسر المهملة بعدها تحتانية بن ساعدة الأنصاري قال بن سعد شهد مع أبيه وعمه أبي خيثمة أحدا وكذا ذكره أبو عمر يزيد بن أنيس بن عبد الله بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن سيبان بن محارب بن فهر القرشي المحاربي أبو عبد الرحمن مشهور بكنيته قال بن يونس صحابي شهد فتح مصر واختط بها وله بها عقب ولا رواية له بمصر وروى عنه من أهل الكوفة أبو همام وأخرج أحمد من طريق أبي همام عبد الله بن سيار عن أبي عبد الرحمن الفهري قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين فسرنا في يوم قائظ شديد الحر فنزلنا تحت ظلال الشجر فذكر حديثا طويلا وقيل اسمه عبد وقيل كردوس وقيل الحارث يزيد بن أوس أخو شداد بن أوس مات في خلافة معاوية كذا ذكره صاحب التاريخ المظفري يزيد بن برذع بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري شهد أحدا قاله أبو عمر يزيد بن بهرام ذكره بن حبان في الصحابة وقال يقال انه اسم المقعد الذي مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بتبوك يزيد بن تميم مولى أبي ربية كذا ذكره يحيى بن يونس في الصحابة وأورد له من طريق زهير بن معاوية عن عثمان بن حكيم أخبرني يزيد بن تميم مولى أبي ربيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة فقام رجل من أصحابه فقال يا رسول الله ألا تخبرنا بهما فعاد في القول وفيه من وقاه الله شر ما بين رجليه وشر ما بين لحييه وجوز أن يكون مرسلا وقد أخرج نحوه الموطأ عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلا وأصله موصول في البخاري من حديث سهل بن سعد يزيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري أخو زيد بن ثابت الفرضي قال خليفة شهد بدرا وأنكره غيره وقالوا انه استشهد باليمامة وذكره البخاري في صحيحه في رواية معلقة عن خارجة بن زيد بن ثابت في الجنائز وأخرج النسائي من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن عمه في القيام للجنازة وعند النسائي وابن ماجة من هذا الوجه حديث آخر وإذا مات باليمامة فرواية خارجة عنه مرسلة والله أعلم يزيد بن ثابت الأنصاري من بني دينار بن النجار أخو خزيمة بن ثابت ذكره بن حبان في الصحابة يزيد بن ثعلبة الأنصاري قال بن حبان له صحبة يزيد بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك البلوي أبو عبد الرحمن حليف بني سالم بن عوف بن الخزرج ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة الثانية وقال الطبري (6/337)
<338> شهد العقبتين وجده الأعلى عمارة بفتح أوله والتشديد وجده خزمة بفتح المعجمتين ضبطه الدارقطني وقاله بن إسحاق وابن الكلبي بسكون الزاي يزيد بن جارية بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري أبو عبد الرحمن ذكره بن سعد وغيره في الصحابة وقال بن منده يزيد بن جارية وقيل زيد جعلهما واحدا والصواب أنهما أخوان وفرق الدارقطني بين يزيد بن جارية بن مجمع وبين يزيد الذي اختلف في اسمه فقيل يزيد وقيل زيد بن جارية فقال في كل منهما له صحبة والثاني روى عن معاوية روى عنه الحكم بن مينا وتعقبه الخطيب وصوب بن ماكولا كلام الدارقطني وقال لا أدري من أي حصل للخطيب القطع بذلك قلت ورواية يزيد عن الحكم في كتاب فضائل الأنصار لأبي داود وفي سنن النسائي ومن حديث يزيد بن جارية بن مجمع ما أخرجه البغوي وابن شاهي وابن السكن وابن منده والأزرق والأزدي وغيرهم من طريق الثوري عن عاصم بن عبد الله عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية عن أبيه قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال أرقاءكم أرقاءكم أطعموهم مما تأكلون الحديث وفي آخره فان لم تغفروا فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم ووقع عند بن أبي خيثمة من روايته عن أبيه عن عبدلرحمن بن مهدي عن سفيان فذكره بلفظ عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه ووقع عنده غير مذكور الجد فظنه يزيد بن ركانة فترجم له به فوهم أشار الى ذلك بن عبد البر وقال بن السكن حدثنا هارون بن عيسى حدثنا أبو داود قلت لأحمد يزيد له صحبة قال لا أدري وهو أخو مجمع قلت إنما توقف فيه لأنه وقع في روايته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الرواية التي فيها خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فمقتضاها اثبات صحبته ومن حديثه أيضا ما أخرج بن منده من طريق يزيد بن هارون عن مجمع بن يحيى حدثنا عمي خالد بن يزيد بن جارية عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الشح من أدى الزكاة الحديث ومن هذا الوجه الى مجمع بن يحيى حدثنا سويد بن عامر عن يزيد بن جارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلوا أرحامكم ولو بالسلام وأخرج يونس بن بكير في زيادات المغازي عن إبراهيم بن إسماعيل عن مجمع عن جده يزيد بن جارية قال بعنا سهامنا بخيبر بحلة حلة ورواه عبيد بن يعيش عن يونس فقال زيد قال أبو عمر الأول أصح يزيد بن جارية ويقال زيد تقدم في الذي قبله يزيد بن الجراح هو بن عبد الله الجراح يأتي يزيد بن جمرة بن عوف تقدم ذكره مع والده في حرف الجيم يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الحارث بن الخزرج ويعرف بابن فسحم الأنصاري الخزرجي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وكذا بن إسحاق وقال بن حبان استشهد ببدر ألقى تمرات في يده وقاتل حت قتل وذكر بن هشام وابن الكلبي أن فسحم اسم أمه وهي من بني القين وحكى بن عبد البر انه لقبه هو وقيل ان (6/338)
<339> النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين ذي الشمالين يزيد بن حاطب ذكره أبو موسى في الذيل وقال ذكره جعفر المستغفري وأنه استشهد بأحد قلت ولعله زيد بن حاطب الذي تقدم في الزاي يزيد بن حجر تقدم في عمرو بن سعد يزيد بن حرام يأتي في بن خدام يزيد بن حصين بن نمير مصري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في سبأ روى عنه علي بن رباح كذا ذكره بن أبي حاتم وقوله مصري وهم وانما كان يقال دخل مصر مع بن مروان بن الحكم فسمع منه علي بن رباح بها وأخرج البغوي وابن السكن والطبراني وغيرهم من طريق بن وهب عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن يزيد بن حصين بن نمير أن رجلا قال يا رسول الله أرأيت سبأ رجلا كان أو امرأة قال رجل ولد عشرة الحديث وقد قيل ان يزيدا هذا هو ولد الأمير الذي كان من قبل يزيد بن معاوية في وقعة الحرة وحصار مكة وسيأتي في القسم الأخير فيكون حديثه هذا مرسلا والذي يظهر لي أنه غيره فان علي بن رباح من أقران حصين بن نمير والد يزيد الأمير المذكور والله سبحانه وتعالى أعلم يزيد بن حكيم ويقال يزيد أبو حكيم روى حديثه أبو داود الطيالسي عن همام عن عطاء بن السائب عن حكيم بن يزيد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض وإذا استشار أحدكم أخاه فلينصحه وكذا قال علي بن الجعد وأبو سلمة التبوذكي عن حماد بن سلمة عن عطاء قلت وقد ذكرت بيان الاختلاف فيه في الكنى يزيد بن حويرث الأنصاري قال أبو عمر ذكره بن الكلبي فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة يزيد بن خارجة الأنصاري قال بن حبان له صحبة يزيد بن خالد الجرمي ذكره الطبراني في الصحابة ولم يرو له شيئا يزيد بن خالد العصري ذكره أبو موسى في الذيل وعزاه لابن مردويه وابن مردويه أورده في طريق حديث من كذب علي من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن خالد حدثني أبي عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وعبد الرحمن متروك الحديث يزيد بن خدارة في الذي بعده يزيد بن خدام بن سبيع بموحدة مصغرا بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا واختلفت النسخ في مغازي موسى بن عقبة ففي بعضها كذلك وفي بعضها حرام وفي بعضها خدارة يزيد بن حوط في حوط بن زيد (6/339)
<340> يزيد بن رقيش بن رئاب بن يعمر الأسدي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وقال بن حبان يقال ان له صحبة وقال أبو عمر من قال فيه انه أربد بن رقيش فقد أخطأ يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبي قال أبو عمر له ولأبيه صحبة ورواية روى عنه ابناه علي وعبد الرحمن وأبو جعفر الباقر وأخرج بن قانع من طريق يريد بن أبي صالح عن علي بن يزيد بن ركانة أن أباه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ركانة بأعلى مكة فقال يا ركانة أسلم فأبى فقال أرأيت ان دعوت هذه الشجرة لشجرة قائمة فأجابتني تجيبني الى الإسلام قال نعم فذكر الحديث وقد تقدم في ترجمة ركانة أنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم وقصة الصراع مشهورة لركانة لكن جاء من وجه آخر أنه يزيد بن ركانة فأخرج الخطيب في المؤتلف من طريق أحمد بن عتاب العسكري حدثنا حفص بن عمر حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال جاء يزيد بن ركانة الى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ثلاثمائة من الغنم فقال يا محمد هل لك أن تصارعني قال وما تجعل لي ان صرعتك قال مائة من الغنم فصارعه فصرعه ثم قال هل لك في العود فقال ما تجعل لي قال مائة أخرى فصارعه فصرعه وذكر الثالثة فقال يا محمد ما وضع جنبي في الأرض أحد قبلك وما كان أحد أبعض الي منك وأنا أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله فقام عنه ورد عليه غنمه وأخرج بن قانع أيضا والطبراني من طريق حسين بن زيد بن علي عن بن عمه جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن يزيد بن ركانة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى على الميت كبر ثم قال اللهم عبدك وابن عبدك احتاج الى رحمتك وأنت غني عن عذابه ان كان محسنا فزد في إحسانه وان كان مسيئا فتجاوز عنه ويدعو بما شاء أن يدعو وأخرج أبو يعلى والبغوي وابن شاهي وابن منده في ترجمته من طريق الزبير بن سعيد عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده قال طلقت امرأتي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم البتة وصاحب هذه القصة هو أبوه ركانة فان الضمير في قوله يعود على علي لا على عبد الله ويدل على ذلك رواية الشافعي من طريق نافع بن عجير عن ركانة بن عبد يزيد أن ركانة طلق امرأته وهكذا أخرجه أبو داود وغيره يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي أمه قريبة بنت أبي أمية أخت أم سلمة وكان من السابقين هاجر الى أرض الحبشة قاله بن الكلبي وقال بن سعد بل هو من مسلمة الفتح وقال الزبير كان من أشراف قريش وكانت اليه المشورة في الجاهلية وذكره معروف بن خربوذ فيمن انتهت اليه رياسة قريش في الجاهلية ووصلت في الإسلام وذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن استشهد يوم حنين وقال الزبير بن بكار قتل بالطائف وقد تقدم في زيد بن زمعة أنه قتل بحنين وجوزت أن يكونا أخوين والله أعلم يزيد بن أبي زياد ويقال يزيد بن زياد الأسلمي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه يزيد بن أبي حبيب قاله بن يونس وقال بن منده لا نعرف له حديثا مسندا وأخرج نعيم بن حماد في كتاب الفتن من طريق أبي قبيل يزيد بن زياد الأسلمي وكان من الصحابة (6/340)
<341> فذكر أثرا موقوفا يزيد بن زيد بن حصين الخطمي قال الدارقطني لعبد الله ولأبيه صحبة وقال الطبري شهد أحدا وذكره في الصحابة العسكري وغيره يزيد بن السائب والد السائب بن يزيد له صحبة وقال الترمذي وغيره وهو الذي بعده يزيد بن سعيد بن ثمامة بن الأسود بن عبد الله بن الحارث بن الولادة الكندي والد السائب بن يزيد المعروف بابن أخت النمر حليف بني أمية بن عبد شمس وقيل هو يزيد بن عبد الله بن سعيد ثمامة بن شيطان بن الحارث بن عمرو بن معاوية الكندي قال الزهري عن سعيد بن المسيب قال ما اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم قاضيا ولا أبو بكر ولا عمر حتى كان في وسط خلافة عمر فإنه قال ليزيد بن أخت النمر أكفني بعض الأمر يعني صغائرها وقال بن سعد استعمله عمر على السوق وأخرج البخاري في الصحيح من حديث السائب بن يزيد قال حج أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بن ست وهو عند بن شاهين بلفظ حج بي أبي وأخرج أبو داود من طريق حفص بن هاشم بن عتبة عن السائب بن يزيد عن أبيه رفعه في مسح الوجه في الدعاء وفي المسند بن لهيعة واختلف عليه في مسنده وأخرج أبو داود أيضا والبخاري في الأدب المفرد والترمذي وحسنه من طريق عبد الله بن السائب عن أبيه عن جده حديثا آخر ولا يأخذن أحدكم متاع أخي لاعبا ولا جادا الحديث يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي أمير الشام وأخو الخليفة معاوية كان من فضلاء الصحابة من مسلمة الفتح واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات بني فراس وكانوا أخواله قاله بن بكار وقال أبو عمر كان أفضل أولاد أبي سفيان وكان يقال له يزيد الخير وأمه أم الحكم زينب بنت نوفل بن خلف من بني كنانة يكنى أبا خالد وأمره أبو بكر الصديق لما قفل من الحج سنة اثنتي عشرة أحد أمراء الأجناد وأمره عمر على فلسطين ثم على دمشق لما مات معاذ بن جبل وكان استخلفه فأقره عمر قال بن مبارك في الزهد أنبأنا معمر عن بن طاوس عن أبيه قال رأى عمر يزيد بن أبي سفيان كاشفا عن بطنه فرأى جلدة رقيقة فرفع عليه الدرة وقال أجلدة كافر وقال أيضا أنبأنا إسماعيل بن عياش حدثني يحيى الطويل عن نافع سمعت بن عمر قال بلغ عمر بن الخطاب أن يزيد بن أبي سفيان يأكل ألوان الطعام فذكر قصة له معه وفيها يا يزيد أطعام بعد طعام والذي نفسي بيده لئن خالفتم عن سننهم ليخالفن بكم عن طريقتهم قال بن صاعد تفرد به بن المبارك قلت وإسماعيل ضعيف في غير أهل الشام روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر الصديق روى عنه أبو عبد الله الأشعري وعياض الأشعري وعبادة بن أبي أمية ولم يعقب من بيت أبي سفيان ولدا يقال انه مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وقال الوليد بن مسلم بل تأخر موته الى سنة تسع عشرة بعد أن افتتح قيسارية يزيد بن السكن ذكره البخاري في الصحابة وقال بن حبان له صحبة وقال أبو عمر هو أخو زياد بن السكن روى قصة استشهاد أخيه (6/341)
<342> يزيد بن السكن والد أسماء واسم جده رافع بن امرئ القيس بن زيد بن الأشهل الأنصاري الأشهلي ذكره بن سعد وقال استشهد هو وابنه عامر يوم أحد وكانت ابنته أسماء من المبايعات وقتل ابنه عمرو يوم الحرة يزيد بن سلمة بن يزيد بن مشجعة الجعفي له وفادة ونزل الكوفة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه علقمة بن وائل ويزيد بن مرة وسعيد بن أشوع أخرج الترمذي وغيره من طريق سعيد بن مسروق عن سعيد بن عمرو بن أشوع قال قال يزيد بن سلمة الجعفي يا رسول الله اني قد سمعت منك حديثا كثيرا أخاف أن ينسيني آخره أوله فحدثني بكلمة تكون جماعا قال اتق الله فيما تعلم وقال بعده ليس إسناده بمتصل لم يدرك بن أشوع عندي يزيد بن سلمة انتهى وأفرد البغوي يزيد بن سلمة هذا الجعفي الذي روى عنه علقمة بن وائل ولكن وقع وصفه بالجعفي في رواية الترمذي هذا وهو منقطع كما قال يزيد بن سلمة الضمري ذكره البغوي وغيره في الصحابة وقال أبو عمر نزل البصرة روى عنه ابنه عبد الحميد وفيه نظر وأخرج البغوي وابن قانع والمستغفري وغيرهم من طريق عثمان البتي عن عبد الحميد بن يزيد الضمري عن أبيه يزيد بن سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب وفرشة السبع وأن يوطن الرجل مكانه في الصلاة كما يوطن البعير ووقع في رواية يزيد بن زريع عن عثمان في نسب الأنصار قال بن الأثير قول الجماعة الضمري أصح وأورد بن منده هذا الحديث في ترجمة الذي قبله فوهم يزيد بن سنان ذكره بن أبي حاتم في الصحابة وقال أبو عمر سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تحلفوا بالكعبة وأخرج البغوي من طريق يحيى بن معين أنه سئل عن حديث يزيد بن سنان قلت يا رسول الله فقال يحيى أهل بيته يقولون لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وأخرج البغوي من طريق عبد الرحمن بن يحيى بن جابر عن أبيه سمعت يزيد بن سنان يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا وأبيك حتى نهى عن ذلك وقال لا تحلفوا بالكعبة وروى أوله بن منده من طريق محفوظ بن علقمة عن أبيه عن بن عائذ قال قال يزيد بن سنان فذكره قال بن منده في إسناد حديثه نظر وقال أبو نعيم مختلف في صحبته يزيد بن سويد الصدفي له صحبة وشهد فتح مصر قاله بن يونس قال وذكروه في كتبهم يزيد بن سيف بن حارثة التميمي اليربوعي قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وكذا قال بن حبان وقال أبو عمر يزيد بن سيف ويقال بن يوسف التميمي اليربوعي روى في العريف حديثه عند ولده وأخرج البغوي وابن السكن والطبراني وابن قانع من طريق مودود بن الحارث بن ضريب بن يزيد بن سيف بن حارثة حدثنا أبي عن جد أبيه يزيد بن سيف قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني رجل من بني تميم ذهب مالي كله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عندي مال ثم قال لي ألا أعرفك على قومك قلت لا قال أما ان العريف يدفع في النار دفعا ووقع (6/342)
<343> في رواية بن قانع يزيد بن حارثة نسبه لجده يزيد بن شجرة بن أبي شجرة الرهاوي مختلف في صحبته قال عباس الدوري عن بن معين له صحبة وكذا قال البخاري وقال بن حبان يقال له صحبة وكذا قال بن أبي حاتم وقال بن منده قال بعضهم له صحبة ولا يثبت وقال أبو زرعة ليست له صحبة صحيحة ومن يقول له صحبة مخطئ وقال يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن يزيد بن شجرة وله صحبة وهو خطأ قاله أبو حاتم وقال أبو زرعة عن بن فضيل عن يزيد مثله ثم قال أخطأ بن فضيل عن يزيد وقال أبو عمر روى عن مجاهد حديثا واحدا في الجهاد مضطرب الإسناد قلت وحديث بن فضيل رويناه في مكارم الأخلاق للخرائطي عن علي بن حرب عنه ولفظه قام يزيد بن شجرة في أصحابه فقال يأيها الناس انها قد أصبحت عليكم وأمست من بين أخضر وأصفر وأحمر وفي البيوت ما فيها فإذا لقيتم العدو غدا فقدما قدما فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما تقدم رجل خطوة الا أطلع عليه الحور العين الحديث وكذا أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل قال البغوي رواه حصين عن مجاهد عن يزيد بن شجرة موقوفا وهو الصواب قلت ورويناه في الغيلانيات قال حدثنا محمد يونس حدثنا يحيى بن كثير حدثنا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن يزيد بن شجرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر بعض الحديث ومحمد بن يونس الكديمي ضعيف والمحفوظ عن الأعمش موقوفا وأخرجه البغوي أيضا من طريق خالد الواسطي عن يزيد مرفوعا وأبو نعيم من طريق مسعود بن سعد عن يزيد كذلك وقال في رواية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رواه عبد الله بن المبارك في الزهد عن زائدة عن منصور بن مجاهد موقوفا وكذا أخرجه بن منده من طريق الأعمش عن مجاهد وأخرجه البيهقي من طريق شعبة قال كتب الي منصور وقرأته عليه عن مجاهد فذكره مطولا موقوفا ولفظه عن يزيد بن شجرة وكان من رها وكان معاوية يستعمله على الجيوش فخطبنا يوما فحمد الله وأثى عليه وفيه اختلاف آخر على يزيد بن شجرة كما تقدم في ترجمة خدار من طريق الزهري عن يزيد بن شجرة عن خدار مرفوعا وجاء عن يزيد بن شجرة حديث آخر أخرجه بن منده بسند ضعيف من رواية خالد بن العلاء عن مجاهد عنه وقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال الناس خيرا وأثنوا عليه خيرا فجاء جبرائيل فقال ان الرجل ليس كما ذكروا ولكن أنتم شهداء الله في الأرض وقد غفر له مالا يعلمون وقال غريب وفي مسنده ضعيفان وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من أهل الشام مع بعض الصحابة وقال مات سنة ثمان وخمسين في أواخر خلافة معاوية وفيها أرخه الواقدي وأبو عبيد وخليفة وقال كان معاوية أمره على مكة سنة تسع وثلاثين فنازع قثم بن العباس وكان عليها من قبل على فسفر بينهما أبو سعيد فاصطلحا على أن شيبة الحجبي يقيم للناس الحج لتك السنة وذكر المفضل الغلابي نحوه يزيد بن شراحيل تقدم في حرف الزاي في زيد يزيد بن شريح له صحبة روى في الميسر قاله أبو عمر وقال البغوي يشك في صحبته وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن يزيد بن شريح عن (6/343)
<344> النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة في الميسر القمار والضرب بالكعاب والتصفير بالحمام وهذا أخرجه أبو داود في المراسيل من رواية بن عياش فيزيد بن شريح ليس بصحابي عنده وفي التابعين يزيد بن شريح الحمصي من صغار التابعين يروي عن صغار الصحابة كأبي أمامة وكبار التابعين مثل كعب الأحبار وابن حي فان كان هو صاحب الحديث فليس بصحابي جزما وان كان غيره فهو على الاحتمال يزيد بن شيبان الأزدي ويقال الديلي خال عمرو بن عبد الله بن صفوان الجمحي قال بن أبي حاتم له صحبة روى عمر وعنه قال أتانا بن مربع ونحن بعرفة قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليكم يقول قفوا على مشاعركم الحديث والله أعلم يزيد بن الصلت وقع حديثه في كامل بن عدي في ترجمة محمد بن حمران من روايته عن عطية بن يزيد بن الصلت عن أبيه قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطى الفارس سهمين والراجل سهما رواه بن حمران عن سليمان الشاذكوني وهو واهي الحديث وبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيت سيفين للمسلمين سلا فالزم بيتك يزيد بن ضرار أخو الشماخ تقدم ذكره في مزرد يزيد بن ضمرة بن العيص بن منقذ بن وهب الخزاعي ذكر الطبري عن بن الكلبي أنه شهد حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستدركه بن فتحون قلت وهو في الجمهرة وساق نسبه فقال وهب بن بداء بن غاضرة بن حبشية بن كعب يزيد بن طعمة بن جارية بن لوذان الأنصاري الخطمي ذكره بن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة مع علي قاله أبو عمر يزيد بن طلحة مضى في طلحة بن زيد يزيد بن ظبيان السدوسي تقدم ذكر وفادته في ترجمة الخمخام يزيد بن عامر بن الأسود بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة أبو حاجر السوائي قال أبو حاتم له صحبة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أخرجه أبو داود من طريق نوح بن صعصعة عنه ثم أخرجه الطبراني من هذا الوجه وكان شهد حنينا مع المشركين ثم أسلم يزيد بن عامر بن حديدة بن غنم بن سواد بن كعب بن سلمة الأنصاري أبو المنذر الخزرجي ذكره بن إسحاق في أهل العقبة قال أبو عمر لم يختلف في ذلك وذكره بن إسحاق أيضا في البدريين يزيد بن عباية بن بجير بن خالد بن خلاس بن مرة بن زيد بن مالك بن جنادة بن معن الباهلي ذكره أبو عمر مختصرا وقال بن منده روى حديثه إبراهيم بن المستمر عن زياد بن قريع بن يزيد بن عباية عن أبيه عن جده يزيد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح على رأسه وأتاه بصدقته وقد تقدم ذكر عباية في حرف العين يزيد بن عبد الله البجلي روى عنه ابنه حميد بن يزيد في فضل جرير مخرج حديثه (6/344)
<345> عن ولده ذكره أبو عمر مختصرا يزيد بن عبد الله بن الجراح الفهري أخو أبي عبيدة أحد العشرة تقدم نسبه في عامر قال بن حبان له صحبة وتبعه المستغفري وكذا قال بن منده وزاد ولا نعرف له حديثا مسندا وقد روى قيس بن الربيع عن عبد الملك بن المغيرة عن فيروز بن بادي عن أبيه عن يزيد بن الجراح أنه تزوج عندهم باليمن نصرانية وكأنه هذا نسب الى جده يزيد بن عبد الله الكندي ذكره بن منده فقال روى حديثه يحيى بن يزيد النوفلي عن أبيه عن يزيد بن خصيفة بن يزيد بن عبد الله الكندي عن أبيه عن جده قلت والنوفلي ضعيف يزيد بن عبد المدان بن الديان بن قطن بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو الحارثي يكنى أبا المنذر واسم أبيه عمرو واسم جده يزيد وعبد المدان والديان لقبان قال بن سعد كان شعرا وقال بن إسحاق في المغازي ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في شهر ربيع الآخر أو جمادى الآولى من سنة عشر الى بني الحارث بن كعب فذكر الحديث في اسلامهم وكتاب خالد الى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وجوابه أن يقبل ومعه وفدهم فأقبل ومعه قيس بن الحصين ذو الغصة ومعه يزيد بن عبد المدان ويزيد بن المحجل وعبد الله بن قريط وشداد بن عبد الله وعمرو بن عمرو السبائي فلما قدموا قال من هؤلاء فذكر الحديث وقد أسندها الواقدي من طريق عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث وزاد فيهم عبد الله بن المدان وقال في عبد الله بن قريط عبد الله بن قراد وفي عمرو بن عمرو عمرو بن عبد الله والباقي سواء وتقدم لهم ذكر أيضا في ترجمة قيس بن الحصين يزيد بن عتر يأتي في يزيد بن عمرو يزيد بن عمرو النميري ويقال يزيد بن المعتمر أخرج الدولابي من طريق دلهم بن دهثم العجلي عن عائذ بن ربيعة حدثني قرة بن دعموص وقيس بن عاصم وأبو زهير بن معاوية ويزيد بن عمرو والحارث بن شريح قالوا وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا اعهد إلينا قال تقيمون الصلاة وتعطون الزكاة وتحجون البيت وتصومون رمضان وان فيه ليلة خير من ألف شهر وذكر الحديث وأخرجه أبو عمر من هذا الوجه لكن قال في الترجمة يزيد بن عمرو التميمي ويقال النميري وفد مع قيس بن عاصم وكأنه لما رأى معهم قيس بن عاصم ظنه التميمي وليس كذلك بل هو آخر نميري كما سبق في ترجمته وأخرج الباوردي من هذا الوجه عن عائذ بن ربيعة عن عباد بن زيد عن قرة بن دعموص ويزيد بن المعتمر فذكر نحوه وبه جزم الرشاطي لكن حكى أنه قيل فيه يزيد بن عمرو قلت ويحتمل أن يكونا اثنين وقال المستغفري يزيد بن عتر النميري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكذا استدركه بن فتحون وفي استدراكه نظر فان أبا عمر ذكره لكن قال يزيد بن عمرو يزيد بن عمرو بن حديدة الأنصاري الخزرجي أبو قطبة ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة (6/345)
<346> يزيد بن عميرة تقدم ذكره في ترجمة شبيب بن قرة وقيل هو زيد بن عمير يزيد بن قتادة قال أبو عمر روى عنه حسان بن بلال في صحبته نظر وذكره الطبراني وأبو نعيم واستدركه أبو موسى وليس في سياق حديثه تصريح صحبته لكن يؤخذ ذلك بالتأمل وقد تقدم ذكره في ترجمة قتادة بن زيد يزيد بن قنافة بقاف ونون وفاء هو اسم الهلب الذي تقدم في الهاء يزيد بن قيس بن خارجة بن جذيمة الداري من رهط تميم ذكره بن إسحاق فيمن أوصى له النبي صلى الله عليه وسلم بجاد مائة وسق من تمر خيبر وقال الطبري وفد فأسلم وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم له بسهم من خيبر انتهى وقد تقدم ذكره عند الواقدي في ترجمة نعيم بن أوس وفي ترجمة الطيب بن عبد الله الداري يزيد بن قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري ولد الشاعر المشهور وبه كان يكنى قال العدوي شهد أحدا وجرح يومئذ اثنتي عشرة جراحة وسماه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ حاسرا وقال أبو عمر تبعا لابن الكلبي شهد المشاهد واستشهد يوم جسر أبي عبيد يزيد بن قيس بن هانئ بن حجر بن شرحبيل بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وذكره في الصحابة بن سعد والطبري واستدركه بن فتحون وابن الأثير ولكن وقع عند بن سعد والطبري وابن فتحون كيس بكاف بدل القاف وبالتشديد ورأيته في نسخة متقنة من الجمهرة بالكاف وسكون الياء يزيد بن قيس يأتي في ترجمة يزيد بن وقش يزيد بن قيس أخو سعيد ذكره جعفر المستغفري وقاله انه من المهاجرين الأولين واستدركه أبو موسى يزيد بن كعابة وقع في التجريد في حرف الزاي زيد بن كعابة والصواب يزيد يزيد بن كعب بن عمرو الأنصاري ذكره العدوي وقال صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وأخوه حبيب واستشهد يزيد وأخوه يوم الحرة واستدركه بن فتحون يزيد بن كعب البهزي في زيد في الزاي يزيد بن كعب هو بن أبي اليسر يأتي يزيد بن كيس في يزيد بن قيس يزيد بن مالك بن عبد الله الجعفي قال بن حبان له صحبة وقال غيره هو أبو سبرة الآتي في الكنى يزيد بن المحجل الحارثي تقدم في يزيد بن عبد المدان وفي قيس بن الحصين يزيد بن مربع ذكره بن منده ووقع في الخبر بن مربع بغير تسمية وقيل اسمه (6/346)
<347> زيد وقيل عبد الله وقد مدح الشماخ بن ضرار يزيد بن زيد بن مربع بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم الأوسي فكأنه هذا يزيد بن مسافع بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الدار القرشي العبدري قتل أبوه يوم أحد كافرا ذكره الزبير بن بكار والبلاذري وقالا انه قتل يوم الحرة وكأنه من مسلمة الفتح والا فأقل ما أدرك من الحياة النبوية ست سنين ونصفا فهو من أهل هذا القسم وأمه خزرجية قاله الزبير يزيد بن معاوية بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي أبو حنظلة ذكره البلاذري فيمن هاجر الى الحبشة في المرة الثانية واستشهد يوم خيبر ويقال بالطائف يزيد بن معاوية البكائي قال بن حبان والمستغفري له صحبة واستدركه أبو موسى وغفل بن حبان فأعاد في التابعين يزيد بن معبد اليمامي قال بن أبي حاتم له وفادة روى عنه ابنه معبد وقال أبو عمر نحوه وزاد أنه ربعي قيسي وقال بن منده ليزيد وقيس ابني معبد صحبة وأخرج حديثه بن قانع والطبراني وابن شاهي من طريق أيوب بن عتبة عن معبد بن يزيد عن أبيه يزيد بن معبد قال وفدت الى النبي صلى الله عليه وسلم فسألني عن اليمامة فيمن العدد من أهلها فأردت أن أقول في بني عبد الله بن الدؤل فخفت أن أكذبه فقلت فيهم في بني عتبة فقال صدقت ولا تنافي بين قولهم ربعي وحلفي ودؤلي فان الدؤل بطن من بني حنيفة وحنيفة قبيلة من ربيعة وأما قول أبي عمر انه قيسي فأنكره عليه أهل النسب وقالوا الصواب أنه حنفي وأخرج بن أبي عاصم من طريق رباط بن عبد الحميد عن هانئ بن يزيد عن أبيه أن أخاه قيس بن معبد وجارية بن ظهر اقتتلا في مرعى كان بينهما فضربه قيس ضربة أبان يده وضربه جارية ضربة فاختصما فيها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له هب لي يدك فأبى فقال لي هب لي ضربة أخيك قلت هي لك يا رسول الله فدعا لي بالرزق والولد وقضى لجارية بن ظفر بدية يده في مال كان لقيس بن معبد يزيد بن المعتمر تقدم في يزيد بن عمرو يزيد بن المنذر بن سرح بمهملات بن خناس بضم الخاء المعجمة وتخفيف النون بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة وكذا يزيد بن أبي منصور قال المستغفري قال بعضهم له صحبة وفيه اختلاف ثم أخرج من طريق الليث عن دويد بن نافع عن يزيد بن أبي منصور وكان له صحبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجدة تعترى خيار أمتي ثم قال اختلف فيه على الليث قلت رواه عبد الرحمن بن أبان عن الليث لكن قال عن دويد عن أبي منصور وكانت له صحبة أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن أبي الربيع الزهراني عنه وأخرجه عن قتيبة عن الليث لكن لم يقل وكانت له صحبة وتابعه يونس بن محمد وعلي بن غراب وغيرهما وسيأتي مزيد لذلك في ترجمة أبي منصور في الكنى ان شاء الله تعالى قلت وفي التابعين يزيد بن أبي منصور ذكره بن يونس فقال بصرى سكن مصر ثم إفريقية ثم رجع الى البصرة وروى عن أنس وزاد (6/347)
<348> بن أبي حاتم يروى عن ذي اللحية الكلابي وذكره بن حبان في الثقات لكن في أتباع التابعين يزيد بن مهار خسرو اليمامي فارسي الأصل ذكره بن السكن وغيره في الصحابة وأخرج من طريق الوليد بن يزيد بن معلى بن عباس بن يزيد بن شرحبيل بن يزيد بن مهار خسرو عن أبيه معلى عن أبيه عباس عن أبيه يزيد عن أبيه شرحبيل عن أبيه يزيد أن الأبناء وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثياب الديباج وحلق الذهب ودخل عليه يزيد في ثياب بياض فقال مالكم لا تشبهون بهذا الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة وعلقه بن منده فقال روى الوليد بن يزيد فذكره بسنده لكن اختصره قال عن أبيه عن يزيد أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بياض فسماه زاهدا وكذا صنع أبو نعيم يزيد بن نبيشة بنون وموحدة ثم معجمة مصغرا القرشي العامري ذكره بن عساكر فقال قيل ان له صحبة وشهد فتح دمشق ثم أخرج من طريق هشام بن عمار حدثنا الهيثم بن عمران حدثني محدث قال دخل يزيد بن نبيشة على معاوية وقد سود لحيته فقال من أنت قال عاملك يزيد بن نبيشة قال لا تدخل علي حتى تهود لحيتك كما كانت وذكر أبو الحسين الرازي والد تمام فيما حكاه عن شيوخه الدمشقيين دار نبيشة التي في سوق الريحان هي ليزيد بن نبيشة أمير معاوية على دمشق وهو أحد الشهود في عهد دمشق حين فتحت وهو صحابي قرشي من بني عامر بن لؤي له صحبة وهو الذي حجبه معاوية حين سود لحيته يزيد بن نعامة قال البخاري وابن حبان له صحبة وقال أبو حاتم الرازي لا صحبة له وحديثه مرسل وقال البغوي لا نعرف له سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم ونقل الترمذي في العلل عن البخاري أن حديثه مرسل وقال البغوي اختلف في صحبته غير أن أبا بكر بن أبي شيبة أخرج حديثه في مسنده قلت وفي الرواة يزيد بن نعامة الضبي تابعي يروى عن أنس يزيد بن النعمان بن عمرو بن عرفجة بن العاتك بن امرئ القيس بن ذهل بن معاوية الكندي قال بن الكلبي وفد هو وأخواه حجر وعلس على النبي صلى الله عليه وسلم يزيد بن نعيم ذكره الطبراني ولم يخرج حديثه فان كان هو الذي جده هزال فهو تابعي يزيد بن نويرة بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاري شهد أحدا وقاتل يوم النهروان قاله بن عبد البر وأخرج الخطيب في تاريخه من طريق إسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسماعيل المدني قال كان أول قتيل قتل من أصحاب علي يوم النهروان رجل من الأنصار يقال له يزيد بن نويرة شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة مرتين مرة بأحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاز التل فله الجنة فأخذ يزيد سيفه فضرب حتى جاز التل فقال بن عم له يا رسول الله أتجعل لي ما جعلت لابن عمي قال نعم فقاتل حتى جاز التل ثم أقبلا يختلفان في قتيل قتلاه فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاكما قد وجبت له الجنة ولك يا يزيد على صاحبك درجة وأخرج بن عقدة بسند له ضعيف أنه قتل مع علي بن أبي طالب يوم النهروان (6/348)
<349> يزيد بن وقش حليف بني عبد شمس ذكر بن إسحاق أنه استشهد باليمامة هذه رواية الأموي عن بن إسحاق واستدركه بن فتحون وقال بعضهم فيه يزيد بن قيس وقال الواقدي أخذ الراية باليمامة بعد سالم مولى أبي حذيفة فقتل يزيد بن يحنس الكوفي أبو الحسن ذكره بن عساكر وقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعلم له رؤية وقال سيف في الفتوح انه شهد اليرموك وكان أميرا على بعض الكراديس قلت وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح الا الصحابة يزيد بن أبي اليسر بفتح التحتانية والمهملة واسم أبي اليسر كعب بن عمرو ذكره بن سعد وقال انه كزوج أم سعيد كبشة بنت ثابت بن عتيك وكانت صحابية من المبايعات فولدت له أولاده سعيدا وعروة وسيأتي ذلك في النساء يزيد والد معن فرق البغوي وابن شاهين بينه وبين يزيد بن الأخنس يزيد مولى سليم بن عمرو ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد من بني سواد من الأنصار يوم أحد واستدركه بن فتحون وقد ذكره بن عبد البر في ترجمة عنترة تبعا لابن إسحاق يزيد أبو عمر ذكره الطبراني وأخرج من رواية خطاب بن القاسم عن بن إسحاق عن عمر بن يزيد عن أبيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من أحد يقتل عصفورا الا عج يوم القيامة فقال يا رب هذا قتلني عبثا فلا هو انتفع بقتلي ولا هو تركني أعيش في أرضك يزيد والد الغضبان له حديث رواه عن أبيه كذا في التجريد يزيد غير منسوب ذكره بن منده وقال له ذكر في حديث سراج بن مجاعة وأشار بذلك الى ما أخرجه الطبراني وغيره من طريق هلال بن سراج بن مجاعة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه أرضا باليمن وكتب له كتابا من محمد رسول الله لمجاعة بن مرارة من بني سليم اني أعطيتك أرض كذا وكذا فمن حاجه فيها فليأتني وكتب يزيد قلت يحتمل أن يكون يزيد بن أبي سفيان فإنه كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم يزيد الكرخي تقدم في بن حكيم الياء بعدها السين يسار بن أزيهر الجهني قال بن السكن يعد في المدنيين وذكر أبو عمر أنه أحد ما قيل في أبي الغادية ورده بن فتحون وأخرج بن السكن وابن منده من طريق محمد بن الحسن وهو بن زبالة عن صيفي بن نافع عن عمرة بنت يسار بن أزيهر الجهني عن أبيها قال مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وكساني بردين وأعطاني سيفا قالت فما شاب رأس أبي حتى لقي الله عز وجل يسار بن الأطول الجهني أبو سعيد سماه الحاكم أبو احمد في ترجمة أخيه أبي مطرف سعدا (6/349)
<350> وأخرج من طريق واصل بن عبد الله بن بدر بن واصل بن عبد الله بن سعد بن الأطول الجهني قال سعد بن الأطول وكان أخوه يسار بن الأطول يعني الذي مات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى وقال أبو عمر في ترجمة سعد بن الأطول مات أخوه يسار بن الأطول على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والحديث عند بن ماجة والحاكم من طريق حماد بن سلمة أنبأنا أبو جعفر عبد الملك عن أبي نضرة عن سعد بن الأطول أن أخاه مات وخلف ثلاثمائة درهم وعيالا قال فأردت أن أنفقها على عيال له فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان أخاك محبوس بدينه فاقض عنه قال فقضيت عنه الحديث أغفله بن عبد البر مع ذكره له في ترجمة سعد واستدركه بن فتحون يسار بن بلال يقال هو اسم أبي ليلى الأنصاري يسار بن سبع أبو الغادية الجهني ويقال المزني يأتي في الكنى يسار بن سويد الجهني والد مسلم بن يسار البصري ذكره بن السكن وغيره في الصحابة وأخرج سمويه في فوائده وابن السكن والخطيب في المتفق وابن منده من طريق أبي الهيثم بن قيس عن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين وفي الصرف وغير ذلك عدة أحاديث وقال موسى بن هارون الحمال الحافظ قال سئل قرة بن حبيب هل رأى يسار النبي صلى الله عليه وسلم قال اختلفوا قال أبو موسى وفي هذا السند وهم والصواب ما رواه قتادة عن مسلم بن يسار عن أبي الأشعث عن قتادة في الصرف قلت وكذا رواه سلمة بن علقمة ومحمد بن سيرين عن مسلم بن يسار يسار بن عبد بن عامر بن نعيم بن ملاحق بن جذيمة بن دهمان بن سعد بن مالك بن ثور بن طابخة بن لحيان بن هذيل أبو عزة الهذلي مشهور بكنيته نسبه أبو علي بن السكن وغيره وقال سكن البصرة وله بها دار قال وجاء عنه حديث وسمى فيه يسار بن عمرو وأنه من أصحاب الشجرة ثم ساق الحديث كذلك وسيأتي ذلك في الكنى يسار بن مالك الثقفي تقدم في ترجمة مولاه يحنس يسار غلام بريدة له ذكر في المدنيين كذا ذكره بن منده مختصرا وأخرج عمر بن شبة من طريق عبد العزيز بن عمران عن يحيى بن أفلح مولى بني ضمرة سمعت بريدة بن الحصيب الأسلمي يخبر أنه بعث غلامه يسارا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين مرا عليه في هجرتهما قال فلما حضرت الصلاة استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة وقام أبو بكر عن يمينه فقمت عن يساره فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر أبي بكر فأخره وأخرني فصففنا وراءه وصلينا قال عمر بن شبة عبد العزيز كثير الغلط يسار الحبشي الراعي سماه أبو نعيم وذكر الواقدي من طريق يعقوب بن عتبة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن جمعا من غطفان من بني ثعلبة بن سعد بالكدر فلما بلغ الوادي وجد الرعاء وفيهم غلام يقال له يسار فسأله فقال لا علم لي الا أن الناس ارتفعوا الى المياه فانصرف رسول (6/350)
<351> الله صلى الله عليه وسلم وقد ظفر بالنعم فلما صلى الصبح إذا هو بيسار يصلي فأمر بقسمة الغنائم فقالوا ان أقوى لنا أن نسوقها جميعا فان فينا من يضعف عن سوق حظه الذي له وقالوا يا رسول الله ان كان أعجبك العبد الذي رأيته يصلي فنحن نعطيكه من سهمك قال طبتم به نفسا قالوا نعم قال فقبله فأعتقه وذكر أبو عمر عن بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه أسلم ورد ذلك بن الأثير فان أسلم استشهد بخيبر كما مضى في ترجمته يسار الخفاف ذكره أبو موسى في الذيل وقال ذكر يوسف بن فورك المستملي في كتاب الجنائز له من طريق حفص بن عبد الرحمن الهلالي حدثني أبي قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فانتهى الى دار قد حفتها الملائكة فدخلها فإذا النور ساطع فنظر فإذا رجل قائم يصلي فإذا النور من فيه الى السماء فخفف الرجل الصلاة فقال من أنت قال مملوك بني فلان قال ما اسمك قال يسار قال ما عملك قال خفاف فلما أصبح سأل عنه فقالوا ما تصنع به قال أعتقه قالوا أفلا تولينا أجره قال بلى فأعتقوه قال فخرج ليلة فانتهى الى الدار فلم ير الملائكة ففتح فدخل فإذا هو ساجد قد قضى عليه فنزل عليه جبريل فقال يا محمد قد كفيناك غسله فكفنوه وأحسنوا كفنه يسار الراعي آخر هو الذي قتله العرنيون ثبت ذكره في الصحيحين غير مسمى من حديث أنس وسمى في حديث سلمة بن الأكوع أخرجه الطبراني من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن سلمة قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم غلام يقال له يسار فنظر اليه يحسن الصلاة فأعتقه وبعثه في لقاح له بالحرة فأظهر قوم من عرينة الإسلام وجاءوا وهم مرضى وقد عظمت بطونهم فبعث بهم الى يسار فكانوا يشربون ألبان الإبل ثم عدوا على يسار فقتلوه وجعلوا الشوك في عينيه الحديث ويحتمل أن يكون هو الذي ذكر قبل بترجمة ولكن قالوا في ذلك حبشي وفي هذا نوبي فالله أعلم يسار أبو هند الحجام مولى بني بياضة يأتي في الكنى يسار مولى بني سليم بن عمرو ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم أحد واستدركه بن فتحون يسار أبو فكيهة مولى صفوان ذكره بن إسحاق فيمن نزل فيه قوله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي وهو مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى ويقال اسمه أفلح يسار غير منسوب قال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا جسر بن فرقد حدثنا سليط بن عبد الله بن يسار قال بايع جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يسار أبو بزة مولى عبد الله بن السائب المخزومي قال بن قانع سماه البخاري وهو جد البزي القارئ وسيأتي في الكنى يسار مولى عثمان الثقفي ذكره بن فتحون وقال كان ممن هبط الى النبي صلى الله عليه وسلم من حصن بالطائف فأسلم فأعتقه ذكره الواقدي (6/351)
<352> يسار مولى آل عمر بن عمير الثقفي ذكره المستغفري فيمن خرج من عبيد الطائف فأعتقه قال وتزوج بعد ذلك في بني عقيل وعمل للحجاج ورزق أكثر من تسعين ولدا قلت ويحتمل أن يكون الذي قبله يسار مولى فضالة بن هلال خلطه بن منده بوالد مسلم وفرق بينهما أبو عمر فقال بايع هو ومولاه النبي صلى الله عليه وسلم وكأن هذا هو الصواب لأن هذا نسبوه مزنيا فأخرج أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن موسى عن عبد الله بن مسلم بن يسار المزني عن أبيه عن جده قال خرجت مع مولاي فضالة بن هلال في حجة الوداع يسير بن جابر العتكي ذكره بن شاهين هنا وقد تقدم في الموحدة يسير بن الحارث العبسي تقدم في الباء الموحدة يسير بالتصغير هو بن عروة تقدم في أسير بالألف يسير بن عمرو بن سيار بن درمكة وهي أم سيار وهي ابنة عبد الله بن سعيد بن مرة بن ذهل بن شيبان وأما أبو يسار فهو من بني مزيد بن الأعجم بن سعد بن مرة ذكره بن الكلبي وقال انه صحب النبي صلى الله عليه وسلم ويقال فيه أسير بالهمزة وخلطه بعضهم بأسير بن عمرو الياء بعدها العين يعفر ويقال يعفور بن عريب بن عبد كلال الرعيني القتباني ذكره بن يونس وقال زعموا أنه شهد فتح مصر وقال في ترجمة بحر بموحدة ومهملة مضمومتين يعفر له وفادة يعقوب بن الحصين قال بن السكن روي عنه حديث ليس بمشهور وساق بن أبي خيثمة والبغوي وابن قانع وابن شاهين وابن السكن وغيرهم من رواية عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن يعقوب بن الحصين قال كأني أنظر الى خد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسلم عن يمينه وعن شماله ويجهر بالتسليم وذكر أبو عمر أنه تفرد به بن مجاهد وهو ضعيف وأخرجه بقي بن مخلد يعقوب بن زمعة الأسدي ذكر في حديث عبد الله بن عمرو بسند منقطع قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض هذا الوادي نريد أن نصلي قد قام وقمنا إذ خرج حمار من شعب أبي دب فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكبر وأجاز اليه يعقوب بن زمعة أخو بني أسد حتى رده أخرجه أحمد عن عبد الرازق عن بن جريج أخبرني عمرو بن شعيب عن عبد الله بن عمرو بهذا وأخرجه بن أبي عمر عن هشام بن سليمان عن بن جريج به يعقوب القبطي مولى بني فهر ذكره بن يونس وقال كان ممن بعثه المقوقس مع مارية فيقال ان له صحبة وقيل انه لما أسلم تولى بني فهر رأيت في كتاب سعيد بن عفير حدثني رشدين بن سعد عن حيوة عن بكر بن عمرو عن إبراهيم بن مسلم بن يعقوب الفهري عن أبيه عن جده أنه رأى (6/352)
<353> النبي صلى الله عليه وسلم وصلى معه الصبح فما سمعت شيئا قط أحسن من قراءته قال بن يونس لم أجد هذا الحديث في غير كتاب بن عفير أخرجه لي حسين بن زيد عن أسد بن سعيد عن كثير بن عفير يعقوب القبطي آخر أعتقه مولاه عن دبر فباعه النبي صلى الله عليه وسلم ليوفي به دينه وقعت تسميته في رواية لمسلم من طريق أبي الزبير عن جابر أن أبا مذكور الأنصاري اشترى يعقوب القبطي ثم أعتقه عن دبر منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أله مال غيره قالوا لا فباعه من نعيم بن عبد الله الحديث وهو في الصحيحين ورواية الليث عن أبي الزبير عن أشيم يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث التميمي الحنظلي حليف قريش وهو الذي يقال له يعلى بن منية بضم الميم وسكون النون وهي أمه وقيل هي أم أبيه جزم بذلك الدارقطني وقال هي منية بنت الحارث بن جابر والدة أمية والد يعلى ووالدة العوام والد الزبير فهي جدة الزبير ويعلى وله رواية وذكر وكنيته أبو خلف ويقال أبو خالد ويقال أبو صفوان قال المدائني عن سلمة بن محارب عن عوف الأعرابي قال استعمل أبو بكر يعلى على حلوان في الردة ثم عمل لعمر على بعض اليمن فحمى لنفسه حمى فعزله ثم عمل لعثمان على صنعاء اليمن وحج سنة قتل عثمان فخرج مع عائشة في وقعة الجمل ثم شهد صفين مع علي ويقال انه قتل بها نقله بن عساكر عن أبي حسان الزيادي واستبعده ويدل على تأخر موته أن النسائي أخرج من طريق عطاء عن يعلى بن أمية قال دخلت على عتبة بن أبي سفيان وهو في الموت فحدثني عن أم حبيبة وقد ذكر خليفة وغيره أن عتبة مات سنة سبع وأربعين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وعتبة بن أبي سفيان روى عنه أولاده صفوان وعثمان ومحمد وعبد الرحمن وابن ابنه صفوان بن عبد الله بن يعلى وعطاء ومجاهد وغيرهم قال بن سعد شهد حنينا والطائف وتبوك وقال أبو أحمد الحاكم كان عامل عمر على نجران يعلى بن جارية الثقفي حليف بني زهرة بن كلاب ذكره أبو عمر عن أبي معشر وأنه استشهد باليمامة قال وسماه محمد بن إسحاق حيي بن جارية فالله أعلم يعلى بن سيابة هو بن مرة وفرق بينهما أبو حاتم وابن قانع والطبراني وقال بن حبان من قال في يعلى بن مرة يعلى بن سيابة فقدوهم ثم قال يعلى بن سيابة يقال ان له صحبة يعلى بن مرة بن وهب بن جابر بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي أبو المرازم بفتح الميم والراء وكسر الزاي المنقوطة بعد الألف وهو يعلى بن سيابة وسيابة أمه قال يحيى بن معين شهد خيبر وبيعة الشجرة والفتح وهوازن والطائف قال أبو عمر كان من أفاضل الصحابة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وعن علي روى عنه ابناه عبد الله وعثمان وروى عنه أيضا راشد بن سعد جد سعيد بن راشد وعبد الله بن حفص بن نهيك وآخرون قال بن سعد أمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقطع أعناب ثقيف فقطعها يعلى العامري فرق الطبراني وابن شاهين والعسكري وأبو عمر بينه وبين يعلى بن مرة (6/353)
<354> الثقفي وقيل هما واحد اختلف في نسبه ويؤيده أن الحديث واحد وقد وقع في رواية بن قانع والطبراني فيه يعلى بن مرة وذكر أبو عمر أنه اختلف في يعلى بن مرة فقيل الثقفي وقيل العامري فالله أعلم يعمر أحد بني سعد بن هذيم والد أبي خزامة سماه بعضهم في رواية وأكثر ما يجئ مبهما قال البغوي حدثنا إبراهيم بن هانئ حدثنا عثمان بن صالح وأصبغ قالا حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بن شهاب أخبرهم أن خزامة بن يعمر حدثه عن أبيه أنه قال يا رسول الله أرأيت رقى نسترقي به الحديث يعيش ذو الغرة الجهني له حديث في الوضوء من لحوم الإبل ذكره الترمذي ولم يسمه وسماه بن السكن من طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن يعيش الجهني ويعرف بذي الغرة أن أعرابيا قال أتوضأ من لحوم الإبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم وكذا سماه بن شاهين من هذا الوجه وسياقه أتم يعيش بن طخفة الغفاري قال بن سعد شامي مخرج حديثه عن المصريين ثم ساق من طريق بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بن جبير عن يعيش الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بناقة فقال من يحلبها فقام رجل فقال له ما اسمك قال مرة قال اقعد ثم قام آخر فقال ما اسمك قال جمرة قال اقعد فقام آخر فقال ما اسمك قال يعيش قال احلب وأخرجه بن قانع من وجه آخر عن بن لهيعة فقال في السند عن يعيش الأنصاري وله طرق في ترجمة حرب في حرف الحاء المهملة مخرجة من الموطأ وأخرجه البزار من حديث بريدة مطولا ويعيش هذا غير يعيش بن طخفة الذي روى عن أبيه وروى عنه يحيى بن أبي كثير يعيش مولى بني عامر بن لؤي ذكره أبو إسحاق بن الأمين في ذيله على الاستيعاب وقال ذكره العثماني في الصحابة يعيش غلام بني المغيرة ذكره المستغفري وساق من طريق وكيع حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عكرمة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرئ غلاما لبني المغيرة أعجميا قال وكيع قال سفيان أراه يقال له يعيش فنزلت ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر الآية وينظر في يحنس فلعله هو الياء بعدها الغين يغوث بفتح أوله وضم الغين المعجمة وآخره مثلثة جاء ذكره في خبر أظنه مصنوعا قرأت في كتاب طبقات الامامية لابن أبي طى يفودان بن يفديدويه ذكره المستغفري في الصحابة وقد مضى ذكره فيمن اسمه محمد (6/354)
<355> الياء بعدها الميم والنون اليمان بن جابر والد حذيفة تقدم في الحاء المهملة أن اسمه حسل ولقبه اليمان وقيل ان اليمان لقب جد حذيفة يناق بفتح أوله وتشديد النون ذكره بن مهده وقال روى حديثه علي بن حجر عن عمر بن هارون عن عبد العزيز بن عمر عن الحسن بن مسلم عن جده يناق قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقام حين زاغت الشمس فوعظ الناس يناق العماني ذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج الدارقطني في غرائب مالك في آخر ترجمة نافع مولى بن عمر من طريق عبد الرحمن بن خالد بن نجيح عن حبيب كاتب مالك قال قدم على مالك قوم من أهل عمان وكان فيهم رجل يقال له صدقة بن عطية بن حماس بن نجبة بن حمار بن يناق وكان يكرمه فقيل لمالك ان عنده عدة أحاديث يحدث بها فأمرني مالك أن أكتب عنه هذا الحديث وأعرضه عليه فأملى علي قال حدثني أبي عطية سمعت جدي نجبة بن حمار يحدث عن جده يناق قال كنت أرعى ابلا لأهلي ببادية لنا في الطائف فجاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لم تسلموا فأدوا الجزية فذكر حديثا طويلا وفي آخره أنه وفد على عمر فوجده قد طعن فشهد مؤتة ودفنه وقد تقدم أنه لم يبق بمكة والطائف في زمن حجة الوداع الا من شهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم ينة الجهني ذكره بن السكن هنا وقد تقدم في الموحدة ينة الحمراوي ذكره بن يونس وقال شهد فتح مصر وكان عريف الحمراء وكان في شرف العطاء بمصر وهو والد عبد الرحمن بن ينة قاله سعيد بن عفير قلت وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح الا الصحابة الياء بعدها الواو يوسف بن عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وحفظ عنه وحديثه عنه في سنن أبي داود وجامع الترمذي من طريق يزيد بن الأعور قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع تمرة على كسرة وقال هذه إدام هذه وعند الترمذي من وجه آخر عنه قال سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسف روى يوسف أيضا عن أبيه وعثمان (6/355)
<356> وعمر وعلي وغيرهم ونقل بن أبي حاتم أنه قال لأبيه ذكر البخاري أن ليوسف صحبة فقال أبي لا له رؤية انتهى وكلام البخاري أصح وقد قال البغوي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن سعد في الطبقة الخامسة من الصحابة وذكره جماعة ممن ألف في الصحابة وقال خليفة بن خياط توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز قال أبو أحمد الحاكم كناه الواقدي أبا يعقوب يوسف بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي مات أبوه كافرا بعد فتح مكة وأمه أم هانئ وقد تقدم في ترجمة أخيه هانئ أنه وأخويه أدركوا عهد النبي صلى الله عليه وسلم يونس بن شداد الأزدي ذكره بن أبي حاتم وقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية سعيد بن بشير بسنده وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند من رواية سعيد عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي الشعثاء عن يونس بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم أيام التشريق يونس بن عبيد بن أسد بن علاج الثقفي أخو صفية بنت عبيد مولاة سمية أم زياد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قضى أن الولد للفراش لما حضر استلحاق زياد فأنكر ذلك وقال له معاوية لتنتهين أو لأطيرن بك طيرة بطيئا وقوعها فقال له يونس هل الا الى الله ثم أقع قال نعم واستغفر الله وسكت حكاه الرشاطي القسم الثاني بعدها الحاء يحيى بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي له رؤية كإخوته واستشهد ثابت باليمامة يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان الزرقي قال أبو عمر أحاديثه عند إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن جده أنه كان أتي به النبي صلى الله عليه وسلم يوم ولد فحنكه بتمرة وقال لأسمينه باسم لم يسم به أحد بعد يحيى بن زكريا فسماه يحيى قال شيخ شيوخنا الحافظ صلاح الدين العلائي لم أجد لهذا سندا قلت قد ذكره بن منده لكنه أرسله فساق من طريق حبان بن هلال عن همام عن إسحاق حدثني يحيى بن خلاد أنه قال لما ولدت أتى بي أبي فذكره ونسبه أبو عمر كنديا فوهم ورده بن فتحون فأصاب الياء بعدها الزاي (6/356)
<357> يزيد بن الأصم وهو عمرو بن عبيد بن معاوية بن عبادة بن البكاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة والأصم لقب وأم يزيد برزة بنت الحارث الهلالية أخت ميمونة أم المؤمنين قيل انه ولد في زمن للنبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ذكره بن منده وقال أبو نعيم لا يصح له صحبة وروى عن خالته ميمونة وعن عائشة وأبي هريرة وسعد بن أبي وقاص ومعاوية وابن عباس وغيرهم روى عنه ابنا أخيه عبد الله وعبيد الله ابنا عبد الله بن الأصم والزهري وأبو فرارة العبسي والسبيعي والقتباني وميمون بن مهران وجعفر بن برقان وآخرون قال بن سعد قال بن الكلبي سمى النبي صلى الله عليه وسلم الأصم عبد الرحمن قال بن سعد وكان يزيد كثير الحديث مات سنة ثلاث أو أربع ومائة ويقال مات سنة إحدى ومائة وذكر الواقدي أنه عاش ثلاثا وسبعين سنة قلت فان صح هذا فلا رؤية له لأنه يكون قد ولد بعد الوفاة النبوية بنحو عشرين سنة يريد بن أمية الدؤلي أبو سنان الدؤلي روى عن علي وأبي واقد الليثي وابن عباس روى عنه نافع والزهري وزيد بن أسلم ذكره أبو عمر في الصحابة مختصرا وقال ولد عام أحد في حين الوقعة قال أبو حاتم ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أخذه عن الواقدي ولا يثبت الياء بعدها العين يعلى بن حمزة بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي بن عم النبي صلى الله عليه وسلم قال الزبير لم يعقب حمزة الا من يعلى فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه لكنهم ماتوا ولم يعقبوا وانقطع نسل حمزة بن عبد المطلب وقال بن سعد ولد لحمزة يعلى وبه كان يكنى وعمارة ويكنى به أيضا وعامر تزوج وأمه أم يعلى أوسية من الأنصار وأم عمارة خولة بنت قيس وسمى أولاد يعلى وهم عمارة والفضل والزبير وعقيل ومحمد درجوا القسم الثالث بعدها الحاء يحمد الخولاني يأتي ذكره في ترجمة يزيد بن يحمد يحنس مولى صهيب بن سنان له إدراك تقدم في ترجمة صهيب في قصة صهيب مع عمر يحيى بن يعمر الرعيني قال بن يونس شهد فتح مصر وكان رأسا في الطلب بدم عثمان (6/357)
<358> الياء بعدها الراء يرفأ حاجب عمر أدرك الجاهلية وحج مع عمر في خلافة أبي بكر وروى بن المبارك في الزهد بسند له شامي عن بن عمر بلغ عمر عن يزيد أبي سفيان أنه كان يأكل ألوان الطعام فقال لمولى له يقال له يرفأ إذا علمت أنه قد حضر طعامه فأعلمني فذكر قصة قال بن صاعد غريب لم يروه الا بن المبارك وقال سعيد بن منصور حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن البراء قال قال لي عمر اني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة ولي اليتيم ان احتجت أخذت منه وان أيسرت رددته وان استغنيت استعففت وذكر أبو مخنف الأزدي أن عمر لما استخلف كتب الى أبي عبيدة مع يرفأ فخرج حتى أتى أبا عبيدة فذكر قصة وليرفأ ذكر في الصحيحين في قصة منازعة العباس وعلي في صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ذكر في حديث أخرجه بن أبي شيبة من طريق الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال جئت الى عمر وهو يصلى فجعلني عن يمينه فجاء يرفا فجعلنا خلفه يريم بن عامر بن سعد بن ذهل بن الأحد بن سهل الرعيني له إدراك قال بن يونس شهد فتح مصر هو وأخوه عقبة يريم بن معديكرب بن أبرهة بن الصباح الأصبحي له إدراك وله ولد اسمه النضر قال بن الكلبي كان سيد حمير بالشام في زمانه وأمه بنت معبد بن العباس بن عبد المطلب الياء بعدها الزاي يزداد الفارسي تقدم في أزداد في الألف يزيد بن أحمد المرادي ثم الزرقي قال بن الكلبي شهد فتح مصر يزيد بن الأسود الغساني من بني ثعلبة بن كعب بن عمرو ذكره بن الكلبي في أول نسب قحطان وكان يكنى أبا النحس وهو الذي دخل الروم مع جبلة بن الأيهم أيام اليرموك ثم رجع مسلما بمن معه من غسان ولهم شرف بالشام يزيد بن الأسود الحرشي أبو الأسود قال بن أبي حاتم جاهلي وقال مسلم كان قديما قال أبو عمر أدرك الجاهلية وعداده في الشاميين وقال بن منده ذكر في الصحابة ولا يثبت ثم أخرج من طريق يونس بن ميسرة قال قلت ليزيد بن الأسود يا أبا الأسود كم أتى عليك قال أدركت العزى تعبد في قومي وأخرجه البخاري عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس وذكره بن سعد في الطبقة الأولى وقال بن حبان في الثقات كان من العباد الخشن وأخرج أبو زرعة الدمشقي ويعقوب بن سفيان في تاريخيهما بسند صحيح عن سليم بن عامر أن الناس قحطوا بدمشق فخرج معاوية يستسقي بيزيد (6/358)
<359> بن الأسود فسقوا قال أبو زرعة حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود قم يا بكاء وبه أن عبد الملك لما خرج الى مصعب بن الزبير رحل معه يزيد بن ألأسود وأخرج بن أبي الدنيا من طريق هشام بن الغار قال قال لي حبان بن النضر قال لي واثلة بن الأسقع قدمني الى يزيد بن الأسود فدخل عليه وهو مقبل فنادوه ان هذا واثلة أخوك فمد يده فجعل يمس بها فجعلت كفه في كفي فجعل يمرها على صدره مرة وعلى وجهه لموضع كف واثلة من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصة ويغلب على ظني أنه غير الذي قبله يزيد بن أنيس الهدلي له إدراك قال كنا نقوم في المسجد في عهد عمر رواه عنه مسلم بن جندب أخرجه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد يزيد بن بشر الضبعي تقدم في بشير بن يزيد يزيد بن الحارث الشيباني له إدراك وشهد اليمامة وقال في ذلك تدور رحانا حول راية عامر يرانا بالأبطح المتلاحق يلوذ بنا ركنا معد ويتقي بنا غمرات الموت أهل المشارق ونزل البصرة بعد ذلك ذكره المرزباني يزيد بن حذيفة الأسدي ذكره وثيمة في كتاب الردة فيمن ثبت على إسلامه هو وابنه زفر وكان من أشراف بني أسد فالتحق بخالد بن الوليد قال وأرسل الى بني أسد يحذرهم بأبيات منها بني أسد ما في طليحة خصلة يطاع بها يا قوم في حي فقعس يزيد بن حمزة المازني تقدم في الحارث بن عوف يزيد بن ذي الآخرة اليماني ذكر وثيمة في كتاب الردة أنه كان ممن قال في قتل الأسود العنسي بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وفي ذلك يقول بعد قتل الأسود لعمرك انا يوم عبدان عصبة يمانية الأحساب غير لئام غداة جدعنا في عنيس بضربة أبان بها المكشوح رأس همام يزيد بن رئاب الأسلمي قال بن يونس شهد هو وأخوه فتح مصر يزيد بن السجوح التجيبي العامري ذكر بن يونس أنه شهد فتح مصر وولى غزو البحر وهو صاحب المسجد الذي في زقاق الطحاوي بالمصوصة يزيد بن شريك بن طارق التيمي الكوفي الفقيه والد إبراهيم سكن الكوفة روى عن عمر وعلي وأبو ذر وابن مسعود وحذيفة وغيرهم روى عنه ابنه إبراهيم وإبراهيم النخعي وجواب التيمي والحكم بن عيينة وآخرون قال بن سعد كان عريف قومه وقال أبو موسى يقال أدرك الجاهلية يزيد بن ضرار الأسدي تقدم في الشماخ وأنه المعروف بمزرد أبو ضرار ويقال أبو الحسن أخو الشماخ وكان الأسن قال المرزباني أدرك الإسلام فأسلم وقال في قصيدته التي أولها صحا القلب عن سلمى وقل العواذل (6/359)
<360> ويقول فيها وقد علموا في سالف الدهر أنني معن إذا جد الجراء وهازل زعيم لمن قاذفته بأوابد يغنى بها الساري وتحدى الرواحل فمن ترمه منها ببيت يلح به كشامة وجه ليس للشام غاسل يزيد بن عبد الله الأصرم بن شعبة بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال العامري ثم الهلالي يلتقي مع ميمونة أم المؤمنين في الهزم وهو بضم الهاء بعدها زاي له إدراك ولابنه عبد الله بن يزيد ذكر في زمن بني مروان ووفد حفيده عاصم بن عبد الله بن يزيد على أسد بن عبد الله القسري بخراسان فحبسه فقال حباك خليلك القسري قبرا لبئس على الصداقة ما حباكا في أبيات ذكره بن الكلبي سكن حمص يزيد بن عمرو الرياحي بتحتانية الشاعر يعرف بالأخوص بالخاء المعجمة ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال انه مخضرم وله مع عيينة بن مرداس المعروف بابن فسوة الشاعر قصة وسماه أبو بشر الآمدي زيدا يزيد بن عميرة الزبيدي ويقال الكندي ويقال الكلبي سكن حمص قال بن سميع أدرك الجاهلية وقال بن سعد لقي أبا بكر وعمر وصحب معاذ بن جبل وروى عن معاذ وابن مسعود وغيرهما روى عنه أبو إدريس الخولاني وعطية بن قيس وأبو قلابة ومعبد الجهني ذكره بن سميع فيمن أدرك الجاهلية من أصحاب معاذ وقال العجلي من كبار التابعين وقال أبو مسهر كان رأس أصحاب معاذ مالك بن هبيرة وكان يزيد بن عميرة من رءوسهم يزيد بن قيس بن تمام بن مسعود بن كعب بن علوى بن عليان بن أرحب بن عامر بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان الهمداني ثم الأرحبي له إدراك وكان رئيسا كبيرا فيهم قال مجالد بن سعيد لما سار سعيد بن العاص حين كان أمير الكوفة لعثمان فثار عليه أهل الكوفة فتوجه الى عثمان فاجتمع قراء الكوفة فأمروا عليهم يزيد بن قيس هذا ثم كان مع علي في حروبه وولاه شرطته ثم ولاه بعد ذلك أصبهان والري وهمدان وإياه عني القائل بعد ذلك يخاطب معاوية من أبيات معاوى ان لا تسرع السير نحونا فبايع عليا أو يزيد اليمانيا قال بن الكلبي اسم هذا الذي قال الشعر ثمامة يزيد بن قيس بن عبد الله بن قيس بن عبد الله بن معاوية بن الشيطان بن بكر بن عوف بن النخع النخعي له إدراك وكان ولده عبد الله بن يزيد من أصحاب علي ومات بالكوفة فصلى عليه علي ذكره هشام بن الكلبي يزيد بن قيصم البهزي له إدراك قال بن يونس شهد فتح مصر وذكروه في كتبهم يزيد بن بن قنان من بني مالك بن سعد ذكر سيف في الفتوح أن عكرمة بعثه في كندة (6/360)
<361> لما فرق أصحابه فيهم أيام الردة وذكره الطبري واستدركه بن فتحون والله أعلم يزيد بن قيس بن يزيد بن الصعق وهو لقب واسمه عمرو بن الحارث بن خويلد بن نوفل بن عمرو بن كلاب بن ربيعة الكلابي وقيل ان الصعق لقب خويلد ذكر المزرباني جده يزيد بن الصعق وأنشد له هجوا في بني تميم وأنه كان في زمن النعمان بن المنذر وأما يزيد بن قيس فكنيته أبو المختار ذكره أيضا المرزباني في معجم الشعراء وذكر أنه نظم قصيدة يشكو العمال بالبصرة قالوا الى عمر فأجابه عنها خالد بن غلاب وذكرها المدائني عن علي بن حماد وسحيم بن حفص وغيرهما قالوا قال أبو المختار يزيد بن قيس بن الصعق كلمة رفع فيها على عمال الأهواز وغيرهم الى عمر بن الخطاب وهي أبلغ أمير المؤمنين رسالة فأنت أمين الله في النهي والأمر وأنت أمين الله فينا ومن يكن أمينا لرب العرش يسلم له صدري فلا تدعن أهل الرساتيق والقرى يسيغون مال الله في الأدم الوفر فأرسل الى الحجاج فاعرف حسابه وأرسل الى جزء وأرسل الى بشر ولا تنسين النافعين كلاهما ولا بن غلاب من سراة بني نصر وما عاصم منها بصغر عناية وذاك الذي في السوق مولى بني بدر وأرسل الى النعمان فاعرف حسابه وصهر بني غزوان اني لذو خبر وشبلا فسله المال وابن محرش فقد كان في أهل الرساتيق ذا ذكر فقاسمهم نفسي فداؤك انهم سيرضون ان قاسمتهم منك بالشطر ولا تدعوني للشهادة انني أغيب ولكني أرى عجب الدهر نؤوب إذا آبوا ونغزو إذا غزوا فان لهم وفرا ولسنا ذوي وفر اقتصر المزرباني على بعضها وزاد في آخرها البيت الثالث إذا التاجر الهندي جاء بفأرة من المسك راحت في مفارقهم تجري قال فقاسم عمر هؤلاء القوم فأخذ شطر أموالهم حتى أخذ نعلا وترك نعلا وكان فيهم أبو بكرة فقال اني لم آل لك شيئا فقال أخوك على بيت المال وعشور الأبلة فهو يعطيك المال تتجر به فأخذ منه عشرة آلاف ويقال قاسمه فأخذ شطر ماله قال والحجاج الذي ذكره هو بن عتيك الثقفي وكان على الفرات وجزء بن معاوية عم الأحنف وكان على سرف وبشر بن المحبوب كان على جندي سابور والنافعان أبو بكر نفيع ونافع بن الحارث بن خلدة أخوه وابن غلاب خالد بن الحارث من بني دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن كان على بيت المال بأصبهان وعاصم بن قيس بن الصلت كان على مناذر والذي على السوق سمرة بن جندب كان على سوق الأهواز والنعمان بن عدي بن نضلة ويقال نضيلة بن عبد العزى بن حرثان أحد بني عدي بن كعب كان على كور دجلة وهو الذي قال من مبلغ الحسناء أن حليلها الأبيات وصهر بني غزوان مجاشع بن سعد السلمي كانت عنده ابنة عتبة بن غزوان وكان على صدقات البصرة وشبل بن معبد البجلي الأحمسي كان على قبض المغانم وابن محرش أبو مريم الحنفي كان على رامهرمز وكان على جسر الفرات قال المرزباني فأجابه خالد بن غلاب (6/361)
<362> أبلغ أبا المختار عني رسالة ولم أك ذا قربى إليك ولا صهر وما كان مالي من ولاية خربة فتجعلني ممن يؤلف في الشعر ومن هذه القصيدة مقاديم في دار الحفاظ مطاعم مطاعين يوم البؤس بالأسل السمر وسابغة تنسى السنان فضولها أكفكفها عني بأبيض ذي أثر يزيد بن محمد في زيد بن محمد يزيد بن مر علي بن عبد ود بن أمد بن كعب الصائد بن شرحبيل بن عمرو بن جشم بن صائد الهمداني ثم الصائدي وكان ولده محمد من أصحاب بن حنيفة وشهد مع المختار بن أبي عبيدة مشاهده ذكر ذلك بن الكلبي يزيد بن معاوية بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الرؤاسي أبو داود الشاعر ذكره المرزباني وقال مخضرم وأنشد له من أبيات تواصل أحيانا وتصرم تارة وشر الأخلاء الخليل الممزج وذكره بن الكلبي فلم يزد على وصفه بالشاعر يزيد بن مغفل بن عوف بن عمير بن كلب العامري تقدم نسبه في ترجمة أخيه زهير ولهما إدراك واستشهدا جميعا بالقادسية ذكر ذلك بن الكلبي وذكر المرزباني في معجم الشعراء يزيد بن مغفل الكوفي وأنشد له قوله وهو يقاتل مع الحسين بن علي وقتل حينئذ ان تنكروني فأنا بن المغفل شاك لدى الهيجاء غير أعزل وفي يميني نصف سيف معصل أعلو به الفارس وسط القسطل فاما أن يكونا اثنين أو أحد القولين في مكان قتله خطأ يزيد بن ملجم المرادي أخو عبد الرحمن له إدراك قال بن يونس شهد فتح مصر يزيد بن ناجية اللخمي من بني بحر بن سوادة كان شريف فيهم وله إدراك قال بن يونس شهد فتح مصر وله رواية عن أبي ذر وروى عنه يزيد بن عمرو المعافري يزيد بن نعيم بن شجرة بن يزيد التجيبي ثم الأيدعاني له إدراك قال بن يونس شهد فتح مصر وكان من الفرسان المعدودين يزيد بن يحمد الهمداني والد عبد خير ذكره أبو عمر في ترجمة ولده وأورد من رواية عبد الملك بن سلع قال قلت لعبد خير يا أبا عمارة لقد كبرت فكم أتى عليك قال عشرون ومائة سنة قلت فهل تذكر من أمر الجاهلية شيئا قال نعم أذكر أن أمي طبخت قدرا فقلت أطعمينا فقالت حتى يجيء أبوك فجاء أبي فقال أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن لحوم الميتة فكفأناها وهكذا أورده البخاري في تاريخه وأبو يعلى من رواية عبد الملك قال بن فتحون وأورده أبو عمر في ترجمة ولده عبد خير وهو على شرطه ولم يفرده قلت لكن قال يزيد بن محمد فحرفه وانما هو يحمد بضم أوله (6/362)
<363> وسكون الحاء المهملة وكسر الميم وقد قيل انه عبد خير بن يحمد ويحتمل أن يكون من قال ذلك نسبه الى جده الياء بعدها السين يسار والد الحسن بن أبي الحسن البصري له إدراك قال الخطيب من طريق أبي العيناء عن بن عائشة كان يسار من أهل ميسان فسبي فصار الى بعض الأنصار فهو مولى الأنصار وولد له الحسن في أواخر خلافة عمر يسار المطلبي مولى قيس بن مخرمة وهو جد محمد بن يسار صاحب المغازي أخرج أبو بكر بن المقرئ في فوائده من طريق محمد بن إسحاق حدثني صالح بن كيسان أن خالد بن الوليد سار حتى نزل على عين التمر فقتل وسبى وكان فيمن سبى سيرين أبو عمرة وعبد مولى بلقين وحمران بن أبان وأفلح مولى أبي أيوب ويسار مولى لقيس بن مخرمة وكان ذلك سنة إحدى عشرة من الهجرة في أول خلافة أبي بكر يسار بن نمير خازن عمر له إدراك ورواية عن عمر روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة وغيره وأخرج بن سعد في ترجمة عمر من الطبقات من رواية أبي عاصم الغطفاني عن يسار بن نمير قال ما نخلت لعمر الدقيق قط الا وأنا له عاص وروينا في جزء عباس الترقفي من طريق غيلان بن جرير عن أبي إسحاق عن يسار بن نمير مولى عمر قال كان عمر إذا بال قال ناولني شيئا فأناوله العود أو الحجر أو يأتي الى الحائط وأخرج البلاذري من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بردة حدثني يسار بن نمير قال قال لي عمر كم أنفقنا في حجتنا فذكر قصة يسير بن عمرو تقدم في أسير في الألف الياء بعدها العين يعقوب بن عمرو له إدراك استشهد بأجنادين في خلافة أبي بكر رأيت ذلك في تاريخ المظفري ثم وجدته في فتوح الشام للأزدي ومضى له ذكر في ترجمة والده عمرو بن ضريس قال أبو إسماعيل الأزدي شهد وقعة أجنادين وقتل يومئذ سبعة من المشركين وأصابته طعنة فمكث أربعة أيام أو خمسة ثم انتقضت فاستأذن أبا عبيدة في الرجوع الى أهله فأذن له فمات عندهم يعفور بن حسان الذهلي له إدراك وشهد فتح القادسية ووصفه سعد لعمر فقال ألم أر رجلا مثل يعفور انه قد جاء في يوم بخمسة فوارس يختل الرجل منهم حتى يرميه ثم يغلبه على غاية حتى يأتي به مسلما (6/363)
<364> يعلى بن عميرة بن يعمر بن حارثة بن العبيد بن العمير بن سلامة بن زوى بن مالك بن نهد النهدي له إدراك وشهد فتوح العراق مع سعد بالقادسية ثم شهد صفين مع علي وكان معه لواء بني نهد ذكره بن الكلبي الياء بعدها النون يناق بفتح أوله وتشديد النون وبعد الألف قاف العماني بضم وتخفيف له إدراك أورد حديثه الدارقطني في غرائب مالك من طريق عبد الرحمن بن خالد بن نجيح عن حبيب كاتب مالك قال قدم على مالك قوم من أهل عمان حجاجا وكان فيهم رجل يقال له صدقة بن عطية بن حماس بن نجبة بن حمار بن يناق وكان مالك يكرمه ويرفع مجلسه فأمرني مالك أن أكتب منه حديثا يحدث به وأن أعرضه عليه فأملى علي قال حدثني أبي عطية بن حماس قال سمعت جدي نجبة بن حمار يحدث عن جده يناق قال كنت أرعى ابلا لأهلي في بادية لنا فجاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسلموا فأبى قومي فأرسل إليهم من صالحيهم ثم جاءتنا وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمل قومي الى أبي بكر ما كانوا يحملونه فسألت قومي أن يحملوني معهم الى عمر فأبوا حتى غلبني بعضهم على إبل لي فخرجت على راحلة لي نحو المدينة فذكر قصة طويلة فيها قتل عمر قال فدخلت المدينة فذكر اجتماعه بهم في داره وهو في الموت الحديث بطوله قال حبيب فجئت الى مالك فقرأه وقال حدثني نحو هذا نافع عن بن عمر قال ثم جاء الشيخ الى مالك فأكرمه فحدث في مجلسه بالحديث ثم حدثهم بقصة اختلاف علي مع بن عمر في أم كلثوم بنت علي بن نعيم حتى اتفقوا على أنها تقيم عند حفصة بنت عمر الى آخره قال الدارقطني تفرد به حبيب عن صدقة وعن مالك وقال بعد ذلك حبيب ضعيف عند أهل الحديث القسم الرابع ذكر في كتب الصحابة غلطا الياء بعدها الحاء يحيى بن سعيد بن العاص تابعي وسط وقال أبو موسى في الذيل ذكر أبو داود في السنن عن الشعبي عن مالك عن يحيى بن سعيد يعني الأنصاري عن القاسم بن محمد وسليمان بن يسار أنهما سمعاهما يقولان ان يحيى بن سعيد بن العاص طلق بنت عبد الرحمن ألبتة فانتقلها عبد الرحمن فأرسلت عائشة الى مروان وهو أمير المدينة فقالت أتقوا الله وردوا المرأة الى بيتها الحديث قال بن الأثير يحيى هذا هو أخو عمرو بن سعيد الأشدق وليست لهما صحبة ولا إدراك فان أباهما سعيد بن العاص ولد (6/364)
<365> سنة الهجرة وليس يحيى أكبر ولده فمن كل وجه لا صحبة له فكيف اشتبه هذا على أبي موسى انتهى والحديث عند البخاري أيضا عن إسماعيل عن مالك وفيه طلق بنت عبد الرحمن بن الحكم وأخرجه من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال قال عروة لعائشة ألم ترى الى فلانة بنت الحكم طلقها زوجها ألبتة فخرجت فقالت بئسما صنعت فكأنها نسبت في هذه الرواية الى جدها ولم يسم زوجها وهو يحيى بن سعيد المذكور وكان يحيى يحيى بن صيفي تابعي صغير أرسل شيئا فذكره يحيى بن يونس في الصحابة وأخرج من طريق إبراهيم بن يزيد هو الخوري عن يحيى بن صيفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة المرء أن يشبهه ولده قال المستغفري بعد ذكره في الصحابة هذا مرسل ولا يعرف ليحيى صحبة قلت وله خبر آخر مرسل أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في معجمه من رواية السائب بن عمر المخزومي عن يحيى بن صيفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزلفت اليه يد كان عليه من الحق أن يجزى بها فان لم يفعل فليظهر الثناء فان لم يفعل فقد كفر النعمة وجوز بعضهم أن يكون هو يحيى بن عبد الله بن صيفي المخرج له في الصحيح من روايته عن أبي سعيد مولى بن عباس عنه وكأنه نسبه في هذين الحديثين الصحيحين لجده قال بن سعد كان ثقة وله أحاديث وذكره بن حبان في ثقات أتباع التابعين يحيى بن عبد الرحمن ذكره بن قانع في الصحابة وأورد له من طريق شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عمه يحيى بن عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة وقد أخطأ وانما هو عن عمه يحيى بن أسعد بن زرارة كما تقدم يحيى بن أبي كريم تابعي أرسل شيئا فذكره بعضهم في الصحابة وقال أبو حمد العسكري روايته مرسلة يحيى بن هانئ بن عروة المرادي تابعي صغير أرسل شيئا فذكره بن شاهين في الصحابة وأورده من طريق بن الكلبي حدثنا أبو كبران المرادي عن يحيى بن هانئ بن عروة المرادي قال وفد فروة بن مسيك على النبي صلى الله عليه وسلم مفارقا ملوك كندة فذكر الحديث قلت وأبوه هانئ بن عروة معدود في المخضرمين وقد مضى في حرف الهاء وليحيى رواية عن أنس ونعيم بن دجاجة وأبي حذيفة وغيرهم روى عنه شعبة والثوري وشريك وأبو بكر بن عياش وغيرهم قال أبو حاتم الرازي ثقة صالح من سادات أهل الكوفة وذكره بن حبان في في ثقات أتباع التابعين وقال يحيى بن بكير عن شعبة كان سيد أهل الكوفة في زمانه ووثقه النسائي وغيره وحديثه في السنن الثلاثة الياء بعدها الزاي يزيد بن أبي أوفى صوابه زيد أوله زاي كما تقدم في حرف الزاي يزيد بن جارية ذكره بن قانع واستدركه بن الدباغ على بن عبد البر فوهم فان (6/365)
<366> بن عبد البر ذكره على الصواب فقال يزيد بن سيف أو يوسف ولم يسم جده فظن بن الدباغ أنه لم يذكره وأن بن قانع نسبه لجده وقد نسبه على الصواب البغوي وابن السكن والطبراني وساقوا حديثه كما تقدم يزيد بن جارية بن عامر بن العطاف ذكره بن شاهين وذكر فبله يزيد بن جارية بن مجمع بن العطاف وهما واحد وهو بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف كما تقدم في الأول يزيد بن جارية آخر يأتي قريبا في يزيد بن خارجة بن عامر يزيد بن حصين بن نمير السكوني الحمصي من صغار التابعين مات في خلافة يزيد بن عبد الملك سنة ثلاث ومائة وكان سليمان بن عبد الملك ولاه حمص ثم ولاه عمر بن عبد العزيز وكان شهد مع مروان بن الحكم دخوله مصر وأبوه حصين بن نمير وهو الذي استخلفه مسلم بن عقبة المري بعد وقعة الحرة على العسكر الذي غزا به المدينة النبوية في خلافة يزيد بن معاوية فغزا حصين مكة وحاصر بن الزبير حتى بلغهم وفاة يزيد بن معاوية وليست لحصين صحبة فضلا عن ولده وانما التبس على من ذكره في الصحابة بآخر وافقه في اسمه واسم أبيه كما تقدم في الأول يزيد بن حنظلة جاء ذكره في حديث إبراهيم بن عبد الأعلى عن جدته عن أبيها يزيد بن حنظلة قال خرجنا ومعنا وائل بن حجر فأخذه عدو له فتحرج القوم أن يحلفوا فحلف بالله أنه أخي الحديث أخرجه البغوي عن هارون الحمال عن يزيد بن هارون عنه قال هارون يزيد وقال مرة أخرى سويد بن حنظلة وكان يشك فيه قلت رواه أحمد في مسنده عن يزيد فقال عن سويد لم يشك فيه وكذا قال البغوي رواه غير يزيد عن إسرائيل قلت هو عند أبي داود وابن ماجة وغيرهما من طرق عن إسرائيل كذلك وذكر يزيد فيه وهم يزيد بن خارجة الأنصاري استدركه بن فتحون وعزاه للبغوي وهو وهم نشأ عن تصحيف قال البغوي حدثنا سويد بن معاوية عن عثمان بن حكيم عن خالد بن سلمة عن موسى بن طلحة عن يزيد بن خارجة الخزرجي سألت النبي صلى الله عليه وسلم كيف نصلى عليك الحديث والصواب زيد أوله زاي وقد أخرجه البغوي هناك من وجهين عن عثمان وكذا هو عن أحمد والنسائي من طريق عيسى بن يونس عن عثمان وأخرجه بن أبي عاصم من طريق عيسى لكن قال خارجة بن زيد وهو مقلوب وقد وهم فيه سويد وهما آخر فأخرجه أبو نعيم من طريق مطين عنه قال يزيد بن حارثة حرف اسم أبيه والصواب خارجة والله أعلم يزيد بن خمير العرني نزل حمص في امارة معاوية كذا ذكره بن شاهين فوهم فإنه تابعي معروف أكبر شيخ له أبو الدرداء وقد ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم في التابعين يزيد بن سلمة ذكره البغوي وأورد من طريق سعيد بن مسروق عن بن أشوع عن يزيد بن سلمة قال قلت يا رسول الله اني سمعت منك حديثا كثيرا وأخاف أن أنساه الحديث قال (6/366)
<367> البغوي أظنه غير الجعفي قلت فقد أخرجه بن منده من طريق بن أشوع فقال عن يزيد بن سلمة الجعفي وأخرجه الترمذي كذلك وتقدم على الصواب في القسم الأول يزيد بن صحار ذكره أبو بكر بن أبي علي وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش عن بن خثيم عن جعفر بن يزيد بن صحار العبدي عن أبيه رفعه لا يشرب في الخزف والجر والنقير قلت صحفه بعض الرواة عن إسماعيل وانما هو زيد أوله زاي وقد أورده بن منده من وجه آخر عن إسماعيل فقال عن جعفر بن زيد عن أبيه على الصواب يزيد بن طلحة بن ركانة قال المستغفري ذكره يحيى بن يونس الشيرازي في الصحابة وأورد له من طريق مالك عن سلمة بن صفوان عنه رفعه لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياة قال المستغفري هذا مرسل ويزيد هذا هو أخو محمد بن طلحة بن ركانة تابعي معروف وقال بن أبي حاتم روى عن أبيه ومحمد بن الحنفية وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال روى عن أبي هريرة ومات في أول خلافة هشام بن عبد الملك وذكر بن عبد البر أن جمهور الرواة عن مالك قالوا هكذا وقال وكيع وحده عن يزيد بن طلحة عن أبيه زاد فيه عن أبيه وقال ورواه يحيى بن يحيى الليثي كالجمهور فقال زيد بدل يزيد وقال بن عبد البر يكون على قول وكيع الحديث مسندا كذا قال ولم يذكر طلحة في الاستيعاب وعليه فيه تعقيب آخر فان الذي أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريق وكيع قال عن مالك عن سلمة عن يزيد بن ركانة عن أبيه فعلى هذا الصحبة لركانة قال الدارقطني ورواه علي بن زيد الصدائي عن مالك كذلك لكن قال يزيد بن طلحة بن ركانة يزيد بن عبد الله بن ركانة بن المطلب المطلبي ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أرسله أخرجه البيهقي في الدعوات من طريق إبراهيم بن المنذر عن الحسن بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن عبد الله بن ركانة بن المطلب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم اليه الجنازة ليصلي عليها قال اللهم عبدك وابن عبدك احتاج الى رحمتك الحديث يزيد بن عبد الله بن الشخير أبو العلاء أحد كبار التابعين ذكر أبو موسى في الذيل أن يحيى بن عبد الوهاب بن منده استدركه على جده وأورد من طريق هشيم عن يونس بن عبيد عن يزيد بن عبد الله بن الشخير وأظنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يبتلي العبد فيما أعطاه فان رضي بارك له وان لم يرض لم يبارك له انتهى وقول من قال أظنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم غلط فان البخاري روى في تاريخه من طريقه أنه ولد قبل الحسن بعشر سنين وكان مولد الحسن في أواخر خلافة عمر فيكون مولد يزيد في خلافة أبي بكر يزيد بن عبد الرحمن ذكره أبو نعيم وأخرجه من طريق عاصم بن عبد الله عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه رفعه قال أرقاكم أرقاءكم الحديث قال أبو نعيم يقال انه يزيد بن جارية قال بن الأثير هو هو بلا شبهة وقد تقدم الحديث المذكور في ترجمته يزيد بن عبد المزني حجازي استدركه أبو موسى وأخرج بن ماجة من طريق (6/367)
<368> أيوب بن موسى عنه رفعه يعق عن الغلام ويزيد هذا تابعي قال البخاري إنما روى هذا الحديث عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم تثبت صحبة أبيه أيضا يزيد بن عبيد السلمي أبو وجزة ذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق بن أبي ذئب عن عبد الله بن محمد بن عمر بن حاطب عن أبي وجزة يزيد بن عبيد قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أتاه وفد بني فزارة فيهم خارجة بن حصين والحارث بن قيس وهو أصغرهم فنزلوا في دار رملة بنت الحارث وهذا مرسل وأبو وجزة تابعي مشهور بالسعدي وقد أخرج هذا الحديث الواقدي في المغازي من هذا الوجه فقال في سياقه عن أبي وجزة السعدي وقد حكى المزرباني عن المبرد أن أبا وجزة سلمي الأصل وانما قيل له السعدي لأنه نزل في بني سعد قلت والحديث المذكور من مراسيله وحديث أبي وجزة هذا في السنن عن عمر بن أبي سلمة المخزومي ربيب النبي صلى الله عليه وسلم وكان شاعرا مشهورا سكن المدينة ومات بها سنة ثلاثين ومائة يزيد بن عمر عده المستغفري في الصحابة استدركه بن فتحون وقد ذكره أبو عمر لكن قال يزيد بن عمرو وقد بينت الخلاف فيه في القسم الأول يزيد بن عمرو ذكره المستغفري في الصحابة وأخرج من طريق أيوب عن ميمون بن مهران قال كتب الي بن عمر سل يزيد بن عمرو عن نكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة فسألته فقال نكحها حلال قلت ويزيد هذا هو يزيد بن الأصم وقد ذكره بن منده وقد تقدم ذكره في القسم الثاني يزيد بن كعب قيل هو اسم البهزي المذكور في حديث عمير بن سلمة الضمري الماضي في ترجمته ذكره بن عبد البر والصواب زيد كما تقدم ذكره الدارقطني وغيره يزيد بن محمد والد عبد خير كذا ذكره بن فتحون وابن الأمين والذهبي والصواب يزيد بن يحمد بضم الياء التحتانية أوله وسكون الحاء وكسر الميم يزيد بن المزين بن قيس بن عدي بن أمية الأنصاري الخزرجي قال أبو عمر سماه الواقدي وسماه الجمهور زيدا وهو الصواب يزيد بن معبد القيسي الزبعي اليمامي وهم من جعله غير يزيد بن معبد الحنفي الدؤلي بل هو واحد يزيد بن المعتمر النميري استدركه بن فتحون فوهم فإنه يزيد بن نمير الذي ذكره أبو عمر يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي تابعي مشهور أرسل حديثا فاستدركه الأشيري وتبعه بن الأثير فوهم والحديث أورد له من مسند بقي بن مخلد معروف من روايته عن أبيه ويزيد قد ذكره البخاري ومسلم وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم من التابعين يزيد بن نمران الشامي ذكره بن شاهين في الصحابة فوهم وانما روايته عن المقعد عن (6/368)
<369> الذي مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بتبوك وقال بن أبي حاتم يزيد بن نمران قال رأيت رجلا بتبوك مقعدا له صحبة فكأن بن شاهين ظن أن الضمير في قوله له صحبة ليزيد وانما هو للرجل المقعد يزيد أبو عبد الله تقدم أنه تصحيف يزيد والد عبد الله الخطمي روى حديث إنما الرقوب وفيه نظر كذا أورده بن منده وابن الأثير فوهم لأنهم قد ذكروه وهو يزيد بن حصين يزيد أبو هانئ الحنفي استدركه أبو موسى وأخرج من طريق هانئ بن يزيد عن أبيه أن أخاه بشر بن معبد وحارثة بن ظفر اقتتلا فوهم في استدراكه فإنه يزيد بن معبد الذي ذكره بن منده يزيد العقيلي أرسل حديثا فذكره المستغفري في الصحابة وقال لا أعرف له صحبة قلت جزم بن أبي حاتم بأن حديثه مرسل رواه بقية عن نافع بن يزيد عن نافع بن سليمان عن يزيد العقيلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون في أمتي قوم يسد الله بهم الثغور الحديث يزيد والد حكيم روى حديثه حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن حكيم بن يزيد عن أبيه والصواب عن حكيم بن أبي يزيد كما سيأتي في الكنى الياء بعدها السين يسار بن نمير أبو ليلى مولى بني عمرو بن عوف ذكره بن الفرضي في المؤتلف واستدركه بن الأثير وتبعه في التجريد وهو أبو ليلى والد عبد الرحمن ووهم من فرق بينهما فقد ذكر أبو عمر الاختلاف في اسمه ومن جملة ما قيل فيه يسر بن نمير وهو قول البخاري والعقيلي كما تقدم يسر بضم أوله ثم سكون المهملة بن عبد الله أحد الكذابين الذين ادعوا الصحبة زعم حسين بن خارجة أنه لقيه بمصر وذكر له أن عمره ثلاثمائة سنة وأخرج بن عساكر في السباعيات من طريق حسين بن خارجة عنه عدة أحاديث وقال الذهبي في الميزان الإسناد اليه ظلمات وهو المذكور في بيتي السلفي المشهورين في أولهما حديث بن نسطور ويسر ونعيم هو يسر هذا وسيأتي ذكر نعيم بعد هذا بقليل اليسع بن المغيرة المخزومي تابعي صغير معروف أخرج الحاكم حديثه في مستدركه رواه من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن محمد بن طلحة التيمي عن عبد الرحمن بن بي بكر بن المغيرة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوق برجل يبيع طعاما بسعر هو أرخص من سعر السوق الحديث فظن الحاكم أنه صحابي وانما هو تابعي وقد أخرج أبو داود حديثه في المراسيل من طريق الزبير بن سعيد عن اليسع بن المغيرة قال شكا خالد بن الوليد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيق منزله فقال اتسع في البكاء وقد وصله الطبراني في رواية اليسع المذكور عن أبيه عن خالد بن الوليد ولليسع أيضا رواية عن عطاء بن أبي رباح ومحمد بن سيرين وغيرهما وقال فيه أبو حاتم الرازي (6/369)
<370> ليس بالقوي وذكره بن أبي حاتم وابن حبان في ثقات التابعين يسير بالتصغير بن العنبس الأنصاري استدركه بن الأثير فوهم وانما هو بالنون وقد تقدم على الصواب يسير بن يزيد الأنصاري أخرج البيهقي في الشعب من طريق محمد بن إسحاق البلخي عن عمرو بن قيس عن أبيه عن جده عن خالد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحرم الأحمق ثم نقل البيهقي عن شيخه الحاكم أن اسم جد قيس يسير بن يزيد الأنصاري وأن أسانيده عزيزة وأنكر البيهقي على شيخه ذلك وقال ليس في الصحابة أحد اسمه يسير بن يزيد وانما هو يسير بن عمرو تابعي مخضرم ثم أخرج الحديث المذكور من طريق يعقوب بن سفيان عن أبي سعيد الأشج عن عمرو بن قيس به ولم يرفعه وقال الموقوف أصح انتهى وقد تقدم يسير بن عمرو في القسم الثالث وقد تبدل أوله همزة ومضت الإشارة الى ذلك في حرف الألف الياء بعدها العين يعقوب بن أوس الثقفي تابعي معروف قيل اسمه عقبة ذكره بن أبي خيثمة في الصحابة وهو وهم قال البغوي حدثنا أبو حيثمة حدثنا بن علية عن خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة عن يعقوب بن أوس رجل من الصحابة أو عن رجل من الصحابة رفعه في دية شبه العمد قال البغوي هكذا عندنا عن أبي خيثمة بالشك وحدثناه أحمد بن أبي خيثمة عن أبيه لم يقل أو عن رجل من الصحابة قلت قال بن أبي خيثمة بعد تخريجه ليست ليعقوب صحبة وانما رواه عن عبد الله بن عمرو والحديث عند أبي داود من رواية حماد بن يزيد ووهيب بن خالد كلاهما عن خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فذكر حديثا وفيه فقال ألا ان دية الخطأ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها وأخرجه النسائي من طريق حماد بن زيد فقال عن عقبة بن أوس عن رجل من الصحابة ومن طريق بن أبي عدي عن خالد عن القاسم عن عقبة بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره مرسلا من طريق بشر بن المفضل ويزيد بن زريع كلاهما عن خالد مثل رواية وهيب لكن لم يسم الصحابي وسمى شيخ القاسم يعقوب وذكر أبو داود فيه اختلافا آخر على القاسم بن ربيعة هل هو عبد الله بن عمرو أو بن عمر إذ ليس بين القاسم وبينه أحد يعلى بن حازم الثقفي حليف بني زهرة استشهد باليمامة كذا وقع في التجريد وهو وهم صحف اسم أبيه وانما هو بن جارية بالجيم وقد تقدم يعلى بن صفوان بن أمية استدركه بن فتحون وعزاه ليحيى بن سعيد الأموي في المغازي قال أنبأنا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد قال جاء يعلى بن صفوان بن أمية بابنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم (6/370)
<371> بعد فتح مكة ليبايعه على الهجرة وهكذا أخرجه بن قانع من طريق يزيد بن أبي زياد وهو مقلوب وهم فيه بعض رواته والصواب عن مجاهد عن صفوان بن يعلى بن أمية أن يعلى جاء بابنه نبه عليه بن فتحون وصفوان بن يعلى بن أمية تابعي معروف يعلى بن طلق ذكره بن قانع وهو وهم وانما هو علي بن طلق فان بن قانع أخرج بسند له عن جعفر بن عوف عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن يعلى بن طلق رفعه ان الرجل ليصلي وما فاته من وقتها أفضل من أهله وماله يعلى غير منسوب ذكره بن قانع وأخرج من طريق الوليد بن مسلم عن سفيان عن عمرو بن يعلى عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي يدي خاتم من ذهب فقال أتؤدي زكاة هذا قلت أفيه زكاة يا رسول الله قال جمرة غليظة قلت يعلى هذا هو بن مرة كما جزم به الطبراني لما أخرج هذا الحديث والصواب أن الراوي عنه عمر بضم العين وهو منسوب لجده فإنه عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة مشهور له أحاديث عن أبيه عن جده وقد تقدم بعض الكلام على هذا المتن في رباح الثقفي في حرف الراء يعلى غير منسوب آخر رواه بن فتحون في الذيل وعزاه لتخريج يحيى بن يحيى التميمي عن عمرو بن عثمان عن أبيه عن يعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى الى مضيق هو وأصحابه فتقدم فصلى بهم على راحلته يومي إيماء السجود أخفض من الركوع قلت ويعلى هذا أيضا بن مرة وقد أخرجه الترمذي من طريق شبابة بن سوار عن عمر بن الرماح عن كعب بن زياد عن عمر بن عثمان بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده فذكر الحديث وقال غريب تفرد به عمر بن الرماح وأخرجه الدارقطني من طريق محمد بن عبد الرحمن بن غزوان عن بن الرماح بهذا السند فقال يعلى بن أمية ورجح شيخنا في شرح الترمذي رواية شبابة وعلى كل تقدير فيعلى هذا ليس آخر الياء بعدها الواو يوسف الأنصاري ذكره بن قانع وأخرج من طريق محمد بن معاوية الهلالي عن خالد بن عمرو الأموي عن يوسف بن سهل الأنصاري عن أبيه عن جده قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال يا أيها الناس ان أبا بكر لم يسؤني قط فاعرفوا له ذلك الحديث قال شيخ شيوخنا العلائي هذا وهم والصواب عن سهل بن يوسف بن سهل عن أبيه عن جده واسم جده سهل بن حنيف وقد رواه بن قانع في وضع آخر من طريق محمد بن يونس عن خالد بن عمرو على الصواب قال العلائي وهذا أشبه قلت وأخرجه بن عساكر من طريق محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي عن علي بن عبد الحميد عن محمد بن معاوية النيسابوري وهو الهلالي كما تقدم ورواه زكريا بن يحيى عن سليمان بن داود عن خالد بن عمر عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك عن أبيه عن جده كذلك رواه (6/371)
<372> الزعفراني عن زكريا ووقع لنا في الخلعيات من طريق أبي سعيد بن الأعرابي عن الزعفراني يونس الأنصاري أبو محمد يعد من أهل المدينة قاله بن منده وذكره بن شاهين وأخرج هو وابن منده وأبو نعيم من طريق بن أبي فديك عن إدريس بن محمد بن يونس الظفري عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال جزوا الشوارب قال شيخ شيوخنا العلائي هذا وهم والصواب إدريس بن محمد بن يونس بن أنس بن فضالة عن أبيه عن جده يونس عن أبيه محمد بن أنس بن فضالة قال وقد أخرجه بن منده على الصواب في ترجمة محمد بن أنس كما مضى في القسم الأول قلت وسيأتي في أواخر الكنى أن بن أبي عاصم عقد لأبي يونس هذا ترجمة وأخرج من هذا الطريق عن إدريس بن محمد بن يونس عن جده يونس عن أبيه أنه حضر حجة الوداع وهو بن عشرين سنة وهذا مما يقوي اعتراض العلائي والله أعلم قال مؤلفه رضي الله عنه انتهت كتابتي مع ما في الهوامش في ثالث ذي الحجة عام سبعة وأربعين وكان الابتداء في جمعه في سنة تسع وثمانمائة فقارب الأربعين لكن كانت الكتابة فيه بالتراخي وكتبته في المسودات ثلاث مرات من أجل الترتيب الذي اخترعته وهذه المرة الثالثة وقد خرجت النسخة مسودة أيضا لكثرة الإلحاق ولم يحصل اليأس من الحاق أسماء أخرى والله المستعان وقد ميزت بالحمرة أولا ثم بالصفرة ثم بصورة خالصة ثم بصورة ما يخالطها وكل ذلك قبل كتابة فصل المبهم من الرجال والنساء هذا لفظ المصنف ومن خطه نقل والحمد لله رب العالمين حمدا لا نهاية له وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا آمين(6/372)
<2> بسم الله الرحمن الرحيم باب الكنى حرف الهمزة القسم الأول أبو أمية الفزاري لم يسم ولم ينسب قال أبو نعيم ويحيى بن معين له صحبة وأخرج أحمد والبغوي من طريق أبي جعفر الفراء سمعت أبا أمية قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم وسنده قوي وأخرجه سمويه في فوائده وأبو علي بن السكن وآخرون في الصحابة من هذا الوجه قال البغوي لم ينسب ولم يرو إلا هذا الحديث تفرد أبو جعفر بالرواية عنه وأبو جعفر ثقة والأكثر على أنه بالمد وكسر الميم بعدها نون وذكر بن عبد البر أن أبا أحمد الحاكم ذكره في الكنى بالضم وفتح الميم وتشديد الياء الأخيرة قال ولم يصنع شيئا قلت ذكره أبو أحمد في موضعين الأول كالثاني ولم يقل الفزاري بل قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم ثم ساق حديثه المذكور والثاني في الأفراد من حرف الألف وقال الفزاري وزعم بن الأثير أن أبا عمرو ذكره في موضعين ولم أره فيه إلا كما ذكرت وتردد فيه بن شاهين وحكى بن منده فيه الاختلاف وصوب أنه بالمد والنون وقال بن فتحون رأيته في أصل بن مؤرج من كتاب بن السكن أمنة بفتح الألف والميم بغير مد قلت وقوله بغير مد إن أراد زيادة الألف فهو كذلك لكنه ليس نصا في ترك المد أبو أمية آخر يأتي فيمن كنيته أبو آمنة أبو إبراهيم مولى أم سلمة ذكره الحسن بن سفيان في مسنده وأخرج من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إبراهيم قال كنت عبدا لأم سلمة فكنت أبيت على فراش النبي صلى الله عليه وسلم وأتوضأ من محضنته وأخرجه أبو نعيم من طريقه وأبو موسى كذلك وسنده قوي وأخرجه الباوردي أتم منه وبعده فلما بلغت مبالغ الرجال أعتقتني ثم قالت كنت حيث لا أراك ولو كان في شيء من طرقه التصريح أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكنه على الاحتمال (7/2)
<3> أبو إبراهيم غير منسوب ذكره الطبراني والعثماني في الصحابة وأخرجا من طريق جرير بن حازم عن أبي إبراهيم قال لقيته بمكة سنة أربع ومائة وكانت له صحبة فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت ألا أتهب هبة إلا من أربعة قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي وفي سنده محمد بن يونس الكديمي وهو ضعيف وقد تفرد به ولعله الذي بعهده أبو إبراهيم الحجبي من بني شيبة ذكره بن منده وأورد من طريق سعيد بن ميسرة عن إبراهيم بن أبي إبراهيم الحجبي عن أبيه قال أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام أن بن لي بيتا قال الذهبي في صحبته نظر وهو كما قال فليس في الخبر ما يدل على ذلك وسعيد ضعيف مع ذلك أبو أبي بن امرأة عبادة بن الصامت هو عبد الله بن عمرو بن قيس بن زيد الأنصاري وقيل عبد الله بن أبي وقيل بن كعب وأمه أم حرام وهو بن أخت عبادة وقيل بن أخيه وذكر بن حبان أن اسمه شمعون وخطأ أبو عمر قول من قال إنه عبد الله بن أبي قال إنما هو عبد الله أبو أبي قال يحيى بن منده هو آخر من مات من الصحابة بفلسطين تقدم في العبادلة واختلف في اسم أبيه وأخرج حديثه البغوي وغيره من طريق إبراهيم بن أبي عبلة أبو أبي ذكر الذهبي عن مسند بقي بن مخلد أن له فيه حديثين عنه أنه كان ممن صلى إلى القبلتين وحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عليكم بالسني والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام وما أظنه إلا الذي قبله أبو أثيلة بمثلثة مصغرا وهو راشد الأسلمي تقدم في الأسماء وحكى أبو عمر أنه أبو واثلة بغير تصغير ووقع عند بن الأثير أبو أثيلة بن راشد وهو وهم إنما راشد اسم ولده أبو أثيلة آخر ذكره بن الجوزي في التنقيح ووصفه بأنه مولى النبي صلى الله عليه وسلم أبو أحمد بن جحش الأسدي أخو أم المؤمنين زينب اسمه عبد بغير إضافة وقيل عبد الله حكى عن بن كثير وقالوا إنه وهم اتفقوا على أنه كان من السابقين الأولين وقيل إنه هاجر إلى الحبشة ثم قدم مهاجرا إلى المدينة وأنكر البلاذري هجرته إلى الحبشة وقال لم يهاجر إلى الحبشة قال وإنما هو أخو عبيد الله الذي تنصر بها وقال بن إسحاق وكان أول من قدم المدينة من المهاجرين بعد أبي سلمة عامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش احتمل بأهله وأخيه عبد الله وكان أبو أحمد ضريرا يطوف بمكة أعلاها وأسفلها بغير قائد وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب وشهد بدرا والمشاهد وكان يدور مكة بغير قائد وفي ذلك يقول حبذا مكة من وادي بها أهلي وعوادي بها ترسخ أوتادي بها أمشي بلا هادي وأنشده البلاذري بزيادة أبي في أول كل قسم بعد الأول فتصير الأربعة مخزومة وذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال أنشد النبي صلى الله عليه وسلم (7/3)
<4> لقد حلفت على الصفا أم أحمد ومروة بالله برت يمينها لنحن الألى كنا بها ثم لم نزل بمكة حتى كاد عنا سمينها إلى الله نغدو بين مثنى وموحد ودين رسول الله والحق دينها وجزم بن الأثير بأنه مات بعد أخته زينب بنت جحش وفيه نظر فقد قيل إنه الذي مات فبلغ أخته موته فدعت بطيب فمسته ووقع في الصحيحين من طريق زينب بنت أم سلمة قال دخلت على زينب بن جحش حين توفي أخوها فدعت بطيب فمسته ثم قالت مالي بالطيب من حاجة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلى على زوج الحديث ويقوي أن المراد بهذا أبو أحمد أن كل من أخويها عبد الله وعبيد الله مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أما عبد الله المكبر فاستشهد بأحد وأما أخوها عبيد الله المصغر فمات نصرانيا بأرض الحبشة وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان بعده أبو أحمد بن قيس بن لوذان الأنصاري أخو سليم قال العدوي لهما صحبة وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر مع عمار بن ياسر إلى الكوفة أبو أحيحة بمهملتين مصغرا القرشي وقع ذكره في فتوح الشام لابن إسحاق رواية يونس بن بكير عنه قال وقال أبو أحيحة القرشي في مسير خالد بن الوليد إلى دمشق من السماوة بدلالة رافع الطائي لله در خالد أنى اهتدى والعين منه قد تغشاها القذى معصوبة كأنها ملئت ثرى فهو يرى بقلبه ما لا نرى قلب حفيظ وفؤادي قد وعى إلى آخر الأبيات قال بن عساكر وشهد أبو أحيحة هذا فتح دمشق مع خالد وقد رويت هذه الأبيات للقعقاع بن عمرو التميمي قلت تقدم أنه لم يبق في حجة الوداع قرشي إلا من شهدها مسلما فيكون هذا صحابيا أبو أحزم بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك الأنصاري أخو سهل اسمه الحارث تقدم في الأسماء أبو الأخرم استدركه بن فتحون وقال ذكره الطبري من طريق شعبة عن أبي المهاجر عن رجل من أهل الكوفة يقال له الأخرم عن أبيه قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبقر في الأهل والمال قيل له وما التبقر قال الكثرة قلت في نسبه اختلاف ذكرت بعضه في سعد بن الأخرم أبو الأخنس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي أبو عبد الله وخنيس قال أبو عمر لا يوقف له على الاسم وفي صحبته نظر قال الزبير بن بكار العقب في حذافة لأبي الأخنس ولم يبق منهم يعني في وقته إلا ولد عبد الله بن محمد بن ذؤيب بن عمامة بن أبي الأخنس بن حذافة أبو أذينة بمعجمة ونون مصغرا قال البغوي من أهل مصر روى عنه النبي صلى الله (7/4)
<5> عليه وسلم حديثا ولا أدري له صحبة أم لا وقال بن السكن أبو أذينة الصدفي له صحبة وحديثه في أهل مصر وأخرج من طريق محمد بن بكار بن بلال عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن أبي أذينة الصدفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية إذا اتقين الله وشر نسائكم المترجلات المختلعات من المنافقات لا يدخل منهن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم وحكى أبو عمر أنه يقال فيه العبدي وهو غلط وقال أبو أرطاة الأحمسي رسول جرير هو حصين بن ربيعة تقدم في الأسماء أبو الأرقم القرشي والد الأرقم ذكره بن أبي خيثمة والطبري في الصحابة وقال أبو علي الجياني ذكره مسلم في كتاب الإخوة والأخوات في باب من سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وكانت له ولوالده صحبة أبو الأرقم والأرقم بن أبي الأرقم انتهى وهذا الأرقم غير الأرقم المخزومي الذي تقدم في الأسماء وهو الذي يأتى ذكره في السيرة قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم فإن اسم والده عبد مناف وليست له صحبة جزما كما قال بن عبد البر في ترجمة الدوسي أبو أروى الدوسي لا يعرف اسمه ولا نسبه قال بن السكن له صحبة وكان ينزل ذا الحليفة وأخرج هو والحاكم من طريق عاصم بن عمر العمري عن سهيل بن أبي صالح عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي أروى الدوسي قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فاطلع أبو بكر وعمر فقال الحمد لله الذي أيدني بكما وسنده ضعيف وله حديث آخر أخرجه أحمد والبغوي من طريق أبي واقد الليثي واسمه صالح بن محمد بن زائدة عن أبي أروى الدوسي قال كنت أصلي مع مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر ثم آتى الصخرة قبل غروب الشمس وأخرجه بن مندة وأبو نعيم بلفظ ثم أتى ذا الحليفة ماشيا ولم تغب الشمس وأخرجه بن أبي خيثمة من هذا الوجه وعنده عن أبي واقد حدثنا أبو أروى وقال سألت يحيى بن معين عنه فكتب بخطه عن أبي واقد ضعيف وذكر الواقدي أنه شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة قرقرة الكدر قال بن السكن وأبو عمر مات في آخر خلافة معاوية وكان عثمانيا أبو الأزور ضرار بن الخطاب تقدم أبو الأزور ضرار بن الأزور تقدم أبو الأزور الأحمري ذكره بن منده وأخرج من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عمر بن أبي سفيان عن أبيه عن أبي الأزور الأحمري أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمرة في رمضان تعدل حجة أبو الأزور آخر خلطه أبو عمر بالذي قبله والصواب التفرقة قال عبد الرزاق في مصنفه عن بن جريج أخبرت أن أبا عبيدة بالشام يعني لما كان أميرا عليها وجد أبا جندل بن سهيل وضرار بن الخطاب وأبا الأزور وهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد شربوا الخمر فقال أبو جندل ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات الآيات (7/5)
<6> فكتب أبو عبيدة إلى عمر يخبره بأن أبا جندل خصمني بهذه الآيات فكتب عمر إليه الذي زين لأبي جهل الخطيئة ومن له الخصومة فاحددهم فقال أبو الأزور إن كنتم تحدوننا فدعونا نلقى العدو غدا فإن قتلنا فذاك وإن رجعنا إليكم فحدونا فلقوا العدو فاستشهدوا أبو الأزور وأحد الآخران انتهى ودليل التفرقة أن الأحمري تأخر حتى روى عنه أبو سفيان الثقفي وأبو سفيان لم يدرك خلافة عمر أبو الأزهر الأنماري ويقال أبو زهير أخرج حديثه أبو داود في السنن بسند جيد شامي وحكى الاختلاف في اسمه ثم أخرج من طريق ربيعة بن يزيد الدمشقي حدثني أبو الأزهر الأنماري وواثلة بنت الأسقع صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من طلب علما فأدركه كتب له كفلان من الأجر الحديث وأخرج أبو داود من طريق يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن خالد كان إذا أخذ مضجعه قال بسم الله وضعت جنبي الحديث وقال بعده رواه أبو همام الأهوازي عن ثور فقال أبو زهير انتهى قلت وقد تابع أبا همام على قوله صدقة بن عبد الله فقال بن أبي حاتم سمعت أبا زرعة وذكر له أبو زهير الأنماري فقال لا يسمى وهو صحابي روى ثلاثة أحاديث وقلت لأبي إن رجلا سماه يحيى بن نفير فلم يعرف ذلك قلت له حديث في التأمين رواه عند أبو المصبح القرشي وممن روى عنه أيضا كثير بن مرة وشريح بن عبيد وقال البغوي أبو الأزهر الأنماري لم ينسب ولا أدري له صحبة أم لا أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص تقدم أبو إسرائيل الأنصاري أو القرشي العامري ذكره البغوي وغيره في الصحابة وقال أبو عمر قيل اسمه يسير بتحتانية ومهملة مصغرا وأورده بن السكن والباوردي في حرف القاف في قشير بقاف ومعجمة وقال أحمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا بن جريج أخبرنا بن طاوس عن أبيه عن أبي إسرائيل قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وأبو إسرائيل يصلي فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم هو ذا يا رسول الله لا يقعد ولا يكلم الناس ولا يستظل يريد الصيام فقال ليقعد وليتكلم وليستظل وليصم وذكره البغوي وأبو نعيم من طريق ليث بن أبي سليم عن طاوس عن أبي إسرائيل قال رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم في الشمس فقال ما له قالوا نذر فذكر نحوه وأصله في الصحيحين من حديث بن عباس قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا في الشمس الحديث وذكره البغوي أيضا من طريق محمد بن كريب عن كريب عن بن عباس قال نذر أبو إسرائيل قشير أن يقوم قال فذكر الحديث وفي البخاري من طريق عكرمة عن بن عباس أنه أبو إسرائيل ولم يسم في رواية الأكثر وكذا أخرجه مالك عن حميد بن قيس وثور مرسلا غير مسمى وأخرجه الخطيب في المبهمات من طريق جرير بن حازم عن أيوب عن مجاهد عن بن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة فنظر إلى رجل من قريش من بني عامر بن لؤي يقال له أبو إسرائيل فذكره قال عبد الغني في المبهمات ليس في الصحابة من يكنى أبا إسرائيل غيره وقد تقدم في الأسماء أن اسمه قشير بمعجمة مصغرا أخرجه بن السكن وصحفه أبو عمر فقال قيسر قدم الياء وسكنها وأهمل السين وفتحها وذكر الزبير بن بكار في (7/6)
<7> نسب قريش أن برة بنت عامر بن الحارث بن السباق بن عبد الدار كانت من المهاجرات وكان تزوجها أبو إسرائيل الفهري فولدت له إسرائيل قبل يوم الجمل فلعل أبا إسرائيل هو هذا ويتأيد بقول عبد الغني ليس في الصحابة من يكنى أبا إسرائيل غيره أبو أسماء السكوني غضيف بن الحارث تقدم في الأسماء أبو أسماء الشامي أخرج أبو أحمد الحاكم من طريق أحمد بن يوسف بن أبي أسماء سمعت جدي أبا أسماء بن علي بن أبي أسماء عن أبيه عن جده أبي أسماء قال وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته وصافحني فآليت على نفسي ألا أصافح أحدا بعد فكان لا يصافح أحدا وفرق بينه وبين غضيف وأخرجه بن منده من طريق أحمد بن يوسف المذكور وفي سنده من لا يعرف أبو أسماء المزني أحد من أسلم من مزينة على يدي خزاعي بن عبد نهم وشهد فتح مكة وقد تقدم ذلك في ترجمة خزاعي بن عمرو وأغفله في التجريد تبعا لأصله أبو أسماء بن عمرو الجذامي ذكره الواقدي في وقد جذام الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرون إيقاع زيد بن حارثة بهم بعد إسلامهم فأطلق لهم سبيهم ورد لهم ما أخذ منهم أبو الأسود الجذامي آخر هو عبد الله بن سندر تقدم أبو الأسود عبد الرحمن بن يعمر تقدم أبو الأسود الكندي هو المقداد بن الأسود الصحابي المشهور تقدم أبو الأسود بن يزيد بن معد يكرب بن سلمة بن مالك بن الحارث بن معاوية الاكرمين الكندي ذكر الطبري عن بن الكلبي أنه كان شريفا وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم واستدركه أبو علي الجياني في ذيله على الاستيعاب أبو الأسود السلمي يأتي في القسم الأخير أبو الأسود القرشي ويقال المالكي ذكر بن أبي حاتم في الجرح والتعديل في ترجمة عبد الله بن الأسود القرشي أنه روى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما عدل وال تجر أبدا روى بن وهب عن خالد بن عمير عنه واستدركه بن فتحون على الاستيعاب وأخرج أبو أحمد الحاكم من طريق بقية عن خالد بن حميد أنه حدثه أبو الأسود المالكي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عد وال تجر في رعيته أبو الأسود النهدي ذكره الباوردي في الصحابة وأخرج من طريق يونس بن بكير عن عنبسة بن الأزهر عن أبي الأسود النهدي وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال بكيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى الغر وقد دميت أصبعه فقال هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت قلت في سنده نظر قيل اسمه عبد الله أبو أسيد بن ثابت الأنصاري الزرقي المدني روى حديثه في فضل الزيت الدارمي والترمذي (7/7)
<8> والنسائي والحاكم من طريق عبد الله بن عيسى عن رجل من أهل الشام يقال له عطاء وفي رواية النسائي حدثني عطاء رجل كان يكون بالساحل عن أبي أسيد بن ثابت به وقال أبو حاتم يحتمل أن يكون هو عبد الله بن ثابت خادم النبي صلى الله عليه وسلم الذي روى الشعبي عنه أن عمر جاء بصحيفة وضبطه الدارقطني بفتح أوله وحكى الضم وزيفه وفيه رد على من خلطه بالساعدي فقد أدخل حديثه المذكور أحمد وغيره في سند أبي أسيد الساعدي ووقع عند أبي عمر أبو أسيد ثابت الأنصاري حديثه كلوا الزيت فأسقط اسمه فقرأت بخط الدمياطي قال بن أبي حاتم روى عطاء الشامي عن أبي أسيد عبد الله بن ثابت وسماه أبو عمر ثابتا ولم ينبه عليه بن فتحون أبو أسيد بن ثابت الأنصاري آخر لكنه بصيغة التصغير اسمه عبد الله تقدم في الأسماء وفي سند حديثه جابر الجعفي أبو أسيد بن جعونة له وفادة ذكره بن بشكوال وكذا في التجريد ولم أره في ذيل بن بشكوال وفي الاستيعاب أبو زهير بن أسيد بن جعونة فليحرر أبو أسيد بن علي بن مالك الأنصاري ذكره أبو العباس السراج في الصحابة حكاه بن منده وأخرج من طريق بسطام عن الحسن البصري عن أبي اسيد بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيت البناء قد بلغ سلعا فأتمر بالشام فإن لم تستطع فاسمع وأطع والحديث الذي ذكره السراج أخرجه عنه أبو أحمد في الكنى من طريق زهير بن عباد عن سعيد عن قتادة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا أسيد بن علي إلى امرأة من بني عامر بن صعصعة يخطبها عليه ولم يكن رآها فأنكحه إياها أبو أسيد قبل أن يراها النبي صلى الله عليه وسلم وقد تعقبه أبو عمر في التمهيد فقال وهم الحاكم فيه وإنما هذه القصة لأبي أسيد الساعدي كذا قال وفيه نظر لاختلاف سياق القصتين أبو أسيد الساعدي اسمه مالك بن ربيعة تقدم في الأسماء أبو أسيرة بن الحارث بن علقمة ذكره الواقدي فيمن استشهد بأحد وأسند من طريق الحارث بن عبد الله بن كعب بن مالك قال حدثني من نظر إلى أبي أسيرة بن الحارث بن علقمة ولقي أحد بني أبي عزيز فاختلفا ضربات كل ذلك يروغ أحدهما من صاحبه فنظرت إليهما كأنهما سبعان ضاريان ثم تعانقا فعلاه أبو أسيرة فذبحه كما تذبح الشاة فطعن خالد بن الوليد أبا سيرة من خلفه فوقع أبو اسيرة ميتا قال بن ماكولا كذا كناه الواقدي وكناه غيره أبا هبيرة قلت الغير المذكور هو بن إسحاق وقال أبو عمر ذكره الواقدي فيمن قتل يوم أحد وقال فيه أبو هبيرة مرة وأبو أسيرة أخرى وقال أيضا قيل إن أبا أسيرة غلط فيه الواقدي وإنما هو أبو هبيرة ووقع عند موسى بن عقبة أيضا أبو أسيرة ووافق بن القداح أنه بن الحارث بن علقمة وقال خالد بن إلياس اسم أبي هبيرة الحارث بن علقمة وكناه بن عائذ أبا سبرة أبو الأشعث أورده بن الأثير عن بن الدباغ وكذا استدركه بن فتحون وعزاه (7/8)
<9> للبزار وكذا ذكره الذهبي في التجريد عن البزار ولم يقع في البزار بلفظ الكنية وإنما الذي فيه من طريق سليمان بن عبد الله عن محمد بن الأشعث بن قيس عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذهب يذهب البؤس والكسوة تظهر الغنى والإحسان إلى الخادم يكبت العدو وفي سنده من لا يعرف أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي أحد العشرة تقدم أبو الأعور بن ظالم بن عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن تميم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي شهد بدرا وأحدا وسماه بن إسحاق كعب بن الحارث وقال العدوي اسمه الحارث بن ظالم وقال موسى بن عقبة أبو الأعور بن الحارث أبو الأعور السلمي هو عمرو بن سفيان تقدم وقد قال أبو حاتم لا صحبة له أبو الأعور الجرمي ذكره بن أبي خيثمة وأخرج من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن جبير أن رجلا من جرم يقال له أبو الأعور أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك السلام ورحمة الله كيف أنت يا أبا الأعور أخرجه بن منده من هذا الوجه وأخرجه البغوي عن أبي خيثمة أبو أمامة أسعد بن زرارة الأنصاري الخزرجي أحد النقباء تقدم أبو أمامة بن ثعلبة الأنصاري ثم الحارثي اسمه عند الأكثر إياس وقيل اسمه عبد الله وبه جزم أحمد بن حنبل وقيل ثعلبة بن سهيل وقيل بن عبد الرحمن قال أبو عمر اسمه إياس وقيل ثعلبة وقيل سهل ولا يصح غير إياس وهو بن أخت أبي بردة بن نيار روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها عند مسلم وأصحاب السنن روى عنه ابنه عبد الله وعبد الله بن عطية بن عبد الله بن أنيس الجهني وقال أبو أحمد الحاكم خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم فرده من أجل أمه فلما رجع وجدها ماتت فصلى عليها ثم أخرجه من طريق عبد الله بن المسيب عن جده عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة أبو أمامة الباهلي اسمه صدى بن عجلان تقدم أبو أمامة بن سهل الأنصاري ثم البياضي قال الواقدي له صحبة وذكره خليفة والبغوي في الصحابة وأورد من طريق محمد بن إسحاق عن معبد بن مالك عن أخيه عبد الله بن كعب عن أبي أمامة بن سهل أحد بني بياضة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يقطع رجل حق مسلم بيمينه إلا حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار سنده قوي إلا أن مسلما والبغوي أيضا أخرجاه من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن معبد عن أخيه فقال عن أبي أمامة بن ثعلبة وهو المحفوظ أبو أمامة الأنصاري غير منسوب ولا مسمى فرق بن منده بينه وبين الباهلي فقال روى غسان بن عوف عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فذكر الحديث كذا ذكره وقد أخرجه (7/9)
<10> أبو داود من هذا الوجه فقال فيه فرأى رجلا من الأنصار جالسا في غير وقت الصلاة فقال يا رسول الله هموم لزمتني وديون فقال ألا أعلمك حديثا إذا قلته قضى الله دينك قال قلت بلى يا رسول الله فذكر الحديث وقال في آخره فقلتها فقضى الله ديني وظاهر سياقه في أوله أنه من حديث أبي سعيد وآخره أنه من رواية أبي أمامة هذا وقد أخل المزني بترجمته في التهذيب وفي الأطراف واستدركته عليه فيهما وأغفله أبو أحمد الحاكم في الكنى ويجوز أنه أبو أمامة بن ثعلبة الحارثي لكن أفرده بن مندة وتبعه أبو نعيم أبو أميمة بالتصغير الجشمي بضم الجيم وفتح المعجمة قال أبو عمر ذكره بعض من ألف في الصحابة وذكر له من طريق الليث عن معاوية بن صالح عن عصام بن يحيى عنه حديثا في الصيام مثل حديث أنس بن مالك القشيري الكعبي إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة قال والحديث مضطرب وقد قيل فيه أبو أمية وقيل فيه أبو تميمة ولا يصح شيء من ذلك قلت أخرجه بن أبي خيثمة عن قتيبة عن الليث بهذا السند لكن سقط بين عصام والصحابي رجلان وقد ترجم له بن مندة أبو أمية الضمري وساقه من طرق الليث فذكرهما وهما أبو قلابة الجرمي عن عبيد الله بن زياد لكن قال عن أبي أمية أخي بني جعدة ثم أخرجه من طريق أخرى كرواية قتيبة لكن قال عن أبي أمية وكذا أخرجه الطبراني في مسند الشاميين في ترجمة معاوية بن صالح وكذا الدولابي في الكنى من طريق عبد الله بن صالح عن معاوية لكن قال عن أبي أمية الجعدي وكذا أفرده البغوي في ترجمة أنس بن مالك القشيري عن إبراهيم بن هانئ عن عبد الله بن صالح فكأنه عنده هو وليس ذلك ببعيد وقد أورده بعضهم في ترجمة عمرو بن أمية الضمري وهو يكنى أبا أمية أيضا فمن قال الضمري أراده ومن قال القشيري أراد أنس بن مالك وهو الكعبي فإن قشيرا الذي ينسب إليه القشيريون هو قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ومن قال الجعدي نسبه إلى عمه فإن جعدة هو بن كعب أخو قشير بن كعب وأما الضمري فلا يجتمع معهم إلا في مضر بن نزار بن صعصعة جد القشيريين والجعديين هو بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن غيلان بن مضر وضمرة هو بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر أبو أمية الدوسي ثم الزهراني وقبل الأزدي ثم الصقبي بفتح المهملة وسكون القاف بعدها موحدة نسبة إلى صقب بن دهمان بن نصر بن الحارث كان زوج أم قحافة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق قبل الأشعث بن قيس وله منها بنت تسمى أميمة تزوجها عبد الله بن الزبير ذكر ذلك بن الكلبي وابن دريد وعلى هذا فهو من شرط القسم لأن في السيرة الشامية أن أم قحافة كانت في فتح مكة صغيرة فعلى هذا لا يزوجها أبوها بعد الفتح إلا بمسلم ومن صاهر من المسلمين الصديق لقي النبي صلى الله عليه وسلم لا محالة أبو أمية إنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فلما أراد أن يرجع قال له ألا تنتظر الغداء قال بن أبي حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وضع عن المسافر الصيام ونصف الصلاة وأخرجه البغوي وقال يقال إنه عمرو بن أمية الضمري قال ويقال أبو أمية (7/10)
<11> أبو أمية الأزدي والد جنادة قال البخاري وأبو حاتم الرازي له صحبة وقد بينت في ترجمة جنادة أن اسم والد هذا مالك وأن من قال اسمه كثير خلطه بغيره وممن جزم بأن اسمه مالك خليفة بن خياط أبو أمية بن عمرو بن وهب بن معتب الثقفي تقدم تحقيقه في عمرو بن أمية بن وهب أبو أمية الجمحي هو صفوان بن أمية بن خلف تقدم أبو أمية هو عمير بن وهب تقدم أبو أمية الجمحي آخر قال أبو عمر ذكره بعضهم في الصحابة وفيه نظر روى أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الساعة فقال إن من أشراطها أن يلتمس العلم عند الأصاغر وقال أبو موسى ذكره أبو مسعود في الصحابة وقال روى عنه بكر بن سوادة فذكر هذا الحديث ولم يسق إسناده وهو عند الطبراني من طريق بن لهيعة عن بكر بمعناه أبو أمية الجمحي آخر يأتي بيانه في أبي غليظ في الغين المعجمة أبو أمية الجعدي تقدم في أبي أميمة وكذلك الجشمي أبو أمية الضمري عمرو بن أمية تقدم أبو أمية الفزاري هو أبو أمية المذكور في أول حرف الألف أبو أمية القشيري والكعبي تقدم أبو أمية المخزومي قال بن السكن معدود في أهل المدينة ثم أخرج حديثه من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبي المنذر مولى أبي ذر الغفاري عن أبي أمية المخزومي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بسارق اعترف اعترافا لم يوجد معه متاع فقال ما إخالك سرقت قال بلى فأعادها الحديث وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة والدارمي وغيرهم من هذا الوجه وحكى أبو داود أنه وقع في رواية همام عن إسحاق عن أبي المنذر عن أبي أمية رجل من الأنصار والأول أكثر قال بن السكن تفرد به حماد عن إسحاق قلت ورواية همام التي أشار إليها أبو داود ترد عليه وقد وصلها الدولابي من طريقه أبو أناس بن زنيم الليثي أو الدؤلي بن أخي سارية بن زنيم ذكره أبو عمر فقال كان شاعرا وهو من أشرافهم وهو القائل من قصيدة فما حملت من ناقة فوق رحلها أبر وأوفى ذمة من محمد قال وله ولد اسمه أنس أبي أناس استخلفه الحكم بن عمرو على خراسان حين حضرته الوفاة قلت وأناس بضم الهمزة وتخفيف النون والقصيدة المذكورة اختلف في قائلها فقيل هذا وقيل أنس بن زنيم وقيل سارية وقيل أسيد بن أبي أناس والقصيدة المذكورة أنشدها محمد بن إسحاق لأيمن بن زنيم أبو إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد بن ربيعة بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي حليف بني نوفل بن عبد مناف قدم أبوه وهو بفتح المهملة وزاءين منقوطتين مكة فحالفهم وتزوج منهم (7/11)
<12> فاختة بنت عمرو بن نوفل فأولدها أبا إهاب فتزوج عقبة بن عامر بنته أم يحيى بنت أبي إهاب فجاءت أمة سوداء فقالت أرضعتكما الحديث في الصحيح ذكره جعفر المستغفري في الصحابة وقال إنه روى عنه حديث نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأكل أحدنا وهو متكئ وأخرج الفاكهي في كتاب مكة من طريق سفيان أنه سمع بعض أهل مكة يذكر أن أبا إهاب المذكور أول من صلي عليه في المسجد الحرام لما مات أبو أوس الثقفي هو حذيفة بن أوس تقدم أبو أوس جابر بن طارق بن أبي طارق الأحمسي والد طارق ويقال جابر بن عوف ينسب إلى جده لأن اسم أبي طارق عوف تقدم في الأسماء أبو أوفى الأسلمي والد عبد الله اسمه علقمة تقدم في الأسماء أبو إياس الساعدي ذكره الطبري ولم يخرج له شيئا وذكره المستغفري وساق بسنده إلى عبد العزيز بن أبان عن صالح بن حسان عن سعيد بن المسيب عن أبي إياس الساعدي قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال قل قلت ما أقول قال قل قل هو الله أحد ثم قال قل قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم قال يا أبا إياس ما قرأ الناس بمثلهن وكذا أخرجه الحارث بن أبي أسامة عن عبد العزيز بن أبان وعبد العزيز متروك وذكره بن أبي عاصم في الوحدان فقال أبو إياس بن سهل من بني ساعدة ثم أخرج عن أبي شيبة عن مصعب بن المقدام عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم أنه جلس إلى بن أبي إياس بن سهل الأنصاري فقال أقبل علي فأقبلت عليه فقال ألا أحدثك عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأن أصلي حتى تطلع الشمس أحب إلي من شد على جياد الخيل في سبيل الله الحديث كذا قال وأظنه غير الأول واسم هذا سهل جزما وإنما قيل فيه أبو إياس لأن اسم ابنه إياس أبو إياس الليثي ذكره بن عساكر في حرف الألف والياء الأخيرة من تاريخه فقال قيل له صحبة وشهد خطبة عمر بالجابية ثم ساق من طريق عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي إياس الليثي ثم الأشجعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بينما هو عند عمر بالجابية زمان قدمها عمر جاء رجل فقال إن امرأتي زنت فذكر قصة قال بن عساكر قال غيره عن أبي زائدة الليثي وهو الصواب قلت وهو محتمل ويحتمل أن يكون هو أبا أناس الذي تقدم بالنون أبو أيمن الأنصاري مولى عمرو بن الجموح ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بن كليب مشهور بكنيته واسمه تقدم أبو أيوب جارية بن قدامة التميمي تقدم في الأسماء وهو باسمه أشهر أبو أيوب اليمامي ذكره المستغفري وحكى خليفة أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم (7/12)
<13> أبو أيوب آخر ذكره العثماني في الصحابة وأخرج من طريق عاصم بن علي عن أبيه عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن جده أبي أيوب أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم عظني وأوجز بن فتحون أبو أيوب الأزدي سيأتي ذكره في القسم الرابع إن شاء الله تعالى أبو أيوب المالكي ذكر سيف في الفتوح أن عمرو بن العاص أمره على جيش في قتال الروم وذكره الطبري من طريقه واستدركه بن فتحون القسم الثاني من حرف الألف أبو إدريس الخولاني عائذ الله بن عبيد الله تقدم أبو إسحاق قبيصة بن ذؤيب الخزاعي تقدم أيضا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري تقدم أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري اسمه أسعد تقدم أبو أمية بن الأخنس بن شهاب بن شريق الثقفي مختلف في صحبة أبيه وروى هو عن عمر قال الثوري عن عمرو بن عبد الرحمن السهمي عن أبي سلمة بن سفيان المخزومي عن أبي أمية بن الأخنس الثقفي قال كنت عند عمر فأتاه رجل فقال إن ابني شج شجة موضحة القسم الثالث أبو إسحاق كعب بن ماتع المعروف بكعب الأحبار تقدم في الأسماء أبو الأسود يزيد بن الأسود الجرشي تقدم أبو الأسود الدئلي ظالم بن عمرو تقدم أبو الأسود الهزاني من عنزة ذكره وثيمة في الردة وقال إنه كان نازلا في بني حنيفة فلما قتل مسيلمة حبيب بن عبد الله رسول أبي بكر الصديق انكر أبو الأسود ذلك وقال إن قتل الرسول من حادث الدهر عظيم في سالف الأيام بئس من كان من حنيفة إن كان مضى أو بقي على الإسلام وأظهر أبو الأسود إسلامه حينئذ استدركه بن فتحون أبو أمية الأسدي والد قتادة اسمه كبير بموحدة بوزن عظيم تقدم في الأسماء أبو أمية الشعباني اسمه يحمد بضم الياء الأخيرة وسكون المهملة وكسر الميم وقيل عبد الله بن آخامر استدركه يحيى بن عبد الوهاب على جده أبي عبد الله بن منده وساق من طريق عبد الملك بن يسار (7/13)
<14> الثقفي حدثني أبو أمية الشعباني وكان جاهليا فذكر حديثا قلت وهذا أخرجه يعقوب بن سفيان عن سليمان بن عبد الرحمن عن مطر بن العلاء عن عبد الملك بن يسار وقال بعد قوله جاهليا حدثني معاذ بن جبل رفعه ثلاثون خلافة ونبوة وثلاثون خلافة وملك وثلاثون ملك وتجبر وما وراء ذلك لا خير فيه قلت قال أبو حاتم الرازي أدرك الجاهلية وقال أبو موسى في الذيل أبو أمية الشعباني يروي عن أبي ثعلبة الخشني قلت وله رواية عن معاذ بن جبل وحديثه مخرج في السنن وفي كتاب خلق أفعال العباد للبخاري من طريق عمرو بن حارثة عنه عن أبي ثعلبة وروى عنه أيضا عبد الملك بن سفيان الثقفي وعبد السلام بن مكلبة وذكره بن حبان في ثقات التابعين أبو أمية سويد بن غفلة الجعفي تقدم في الأسماء أبو أمية العدوي مولى عمر له إدراك أخرج بن أبي شيبة من طريق بن عباس قال كاتب عمر عبدا له يكنى أبا أمية فجاء بنجمه حين حل وكان أول نجم في الإسلام ولم أقف على اسم أبي أمية هذا أبو أمية الكندي شريح بن الحارث الكندي قاضي الكوفة تقدم القسم الرابع آبي اللحم الغفاري ذكره بن عبد البر في الكنى في حرف الهمزة قبل ترجمة أبي الأعور وبعد ترجمة أبي أحمد بن جحش وقال ما نصه تقدم ذكره في العبادلة وليست هذه بكنية له ولكنها صارت له كالكنية وقيل إنما قيل له ذلك لأنه كان لا يأكل اللحم ورأيت حاشية على الاستيعاب بخط بن دحية فيما أظن ما نصه يا ليت شعري إذا علم أنها ليست كنية فلم أدخله في الكنى ولم قال إنها صارت له كالكنية ولم يقل إنها صارت له كاللقب اللهم إلا أن يظن أن من رأى الألف والياء والباء يظن أنها كنية فيشتبه عنده بالكنية في حالة الخفض فناهيك جهلا ترتفع عنه رتبة البادي في العلم فضلا عن هذا الشيخ انتهى وقد سبق أبا عمر إلى جعلها كنية الترمذي في الجزء الصغير الذي له في الصحابة فقال في الكنى منه أبو اللحم له صحبة وكذا صنع الحافظ أبو أحمد الحاكم في الكنى في الأفراد من حرف الهمزة ووقع لابن منده فيه وهم آخر وكل ذلك خطأ وجعله في حرف الهمزة على تقدير أن يكون كنية خطأ آخر وإنما حقه أن يكون في اللام لأن الألف والباء إن كانت أداة الكنية فالاعتبار في ترتيب الحروف بما بعدها وقد مشى على ذلك الدولابي وابن السكن وابن منده فذكروه في حرف اللام من الكنى وأنكر ذلك أبو نعيم على بن منده فأصاب أبو الأسود التميمي استدركه أبو موسى وعزاه لجعفر المستغفري فأخرج من طريق عبد الرزاق عن معمر حدثني شيخ من تميم عن شيخ منهم يقال له أبو الأسود أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اليمين الفاجرة تعقر الرحم ولا أعلمه إلا قال تدع الديار بلاقع وهذا وقع فيه تصحيف والصواب أبو سود بضم المهملة وسكون الواو وليس في أوله ألف كذا أخرجه أحمد من طريق بن المبارك عن معمر وسيأتي أبو الأسود الدوسي قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال يزيد بن هارون ووهم فيه يحيى بن معين وقال الصواب عن أبي إسحاق عن أبي هريرة ذكره بن فتحون قلت والحديث المذكور من طريق يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار عن أبي إسحاق عن أبي هريرة كذا رواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب وكذا قال غيره عن بن إسحاق أبو الأسود الديلي ذكره بن شاهين في الصحابة وأورد من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن محمد بن خلف بن الأسود أن أبا الأسود أخبره أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس يوم الفتح الحديث وهو وهم نشأ عن سقط والصواب أن أباه الأسود حدثه وهو الأسود بن خلف (7/14)
<15> وقد تقدم الحديث في ترجمته في الهمزة من الأسماء أبو الأسود عبد الرحمن بن يعمر الدئلي تقدم في الأسماء وحديثه الحج عرفة أورده بن شاهين في ترجمة ظالم أبي الأسود وهو خطأ نشأ عن سوء فهم وهذه الكنية والنسبة مشتركة بين عبد الرحمن وظالم والصحبة والحديث لعبد الرحمن لا لظالم وقد تقدم ذكر ظالم في القسم الثالث أبو الأسود السلمي روى حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في التعوذ من الهدم والتردي قال المزي في التهذيب كذا وقع في رواية بن السكن عن النسائي وهو وهم والصواب عن أبي اليسر بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحت والسين المهملة بعدها كذا أخرجه الحاكم من الوجه الذي أخرجه النسائي وهو الصواب أبو أمامة له ذكر في ترجمة عبد الله بن أسعد بن زرارة ولم يصب من زعم أنه غير أسعد بن زرارة أبو أمية التغلبي ترجم له أحمد في مسنده واستدركه أبو موسى ووقع لي حديثه بعلو في جزء هلال الحفار قال حدثنا محمد بن السدي حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن جندب بن هلال عن أبي أمية رجل من بني تغلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس على المسلمين عشور إنما العشور على اليهود والنصارى قال أبو موسى كذا وقع في هذه الرواية جندب بن هلال ورواه شريح بن يونس عن جرير فقال عن حرب بن عبيد الله عن أبيه عن جده أبي أمية ولم يسمه وأخرجه أبو داود فقال عن حرب عن جده أبي أمه عن أبيه نحوه وجرير وأبو الأحوص حملا عن عطاء بعد اختلاطه ورواه الثوري وهو قديم السماع من عطاء عن رجل من بكر بن وائل عن خاله قال قلت يا رسول الله وقال وكيع عن سفيان بهذا السند مرسلا إن أباه أخبره أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه أبو داود وأخرج أيضا من طريق وكيع عن الثوري عن عطاء عن حرب مرسلا ومن طريق أبي حمزة اليشكري عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله الثقفي أن أباه أخبره أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اختلاف شديد ويتحصل منه أن رواية جرير غلط وأنه من قوله عن جده أبي أمه إلى أبي أمية والصواب الأول أبو أنس الأنصاري ذكره الدولابي في الكنى في فضل الصحابة رضي الله عنهم ولم يذكر له حديثا وأخرج له بن مندة من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن مالك بن حمزة بن أبي أنس عن أبيه عن جده قال وهو خطأ والصواب عن إبراهيم عن مالك بن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه عن جده وقد أخرجه البخاري بمعناه من رواية حمزة بن أبي أسيد وكذا أخرج أبو داود من طريق حمزة بن أبي أسيد عن أبيه عن جده حديثا غير هذا أبو أوس تميم بن حجر كذا قاله البغوي وقال غيره أبو تميم أوس بن حجر وهو الصواب أبو أيوب غير منسوب استدركه أبو موسى وعزاه لأبي بكر بن أبي علي وأخرج من (7/15)
<16> طريق عبد الرحمن بن أبي زياد الإفريقي عن أبيه عن أبي أيوب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن للمسلم على المسلم ست خصال من المعروف فذكر الحديث قلت أورده إسحاق بن راهويه في مسند أبي أيوب الأنصاري وكذا أخرجه البخاري في الأدب المفرد من طريق الإفريقي عن أبيه عن أبي أيوب الأنصاري وفي الحديث قصة للراوي كانت سببا لرواية أبي أيوب الحديث المذكور أبو أيوب الأزدي قال الحاكم في المستدرك صحابي من الزهاد ثم ساق من طريق أبي إسحاق الفزاري عن إبراهيم بن كثير عن عمارة بن غزية قال دخل أبو أيوب الأزدي على معاوية فرأى منه جفوة فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأنه سنرى أثرة بعده قال فما أمركم قال اصبروا قال فاصبروا قال الحاكم هذا مرسل لأن عمارة لم يدرك أبا أيوب وقد جاء هذا الحديث من وجه آخر عن أبي أيوب الأنصاري قلت لعل بعض الرواة نسب أبا أيوب الأنصاري أزديا لأن الأنصار من الأزد وفي التابعين أبو أيوب الأزدي آخر يقال له المراغي يروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره وقد جاءت عنه رواية مرسلة والله أعلم حرف الباء الموحدة القسم الأول أبو بجير غير منسوب ذكره بن مندة وأخرج من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن عبد الله بن بجير عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القرآن كلام ربي الحديث وسنده ضعيف أبو البجير استدركه بن الأمين وعزاه لابن الفرضي في المؤتلف ولعله بن البجير الآتي في المبهمات أبو بجيلة ذكره الذهبي في التجريد وعزاه لبقى بن مخلد وأنا أخشى أن يكون بالنون والمعجمة وسيأتي أبو بحر ذكره الدولابي في الكنى وأخرج من طريق عبد الله بن عمرو بن علقمة عن أبي بحر البكراوي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن الله وجهه وحسن موضعه ولم يشنه والده كان من خالصة الله يوم القيامة قلت وأخشى أن يكون هذا الحديث مرسلا أبو بحينة ذكره الذهبي في التجريد وعزاه لبقى بن مخلد وأنا أظن أنه بن بحينة وهو عبد الله المتقدم أبو البداح بن عاصم الأنصاري ذكر إسماعيل بن إسحاق القاضي في أحكام القرآن (7/16)
<17> أنه زوج أخت معقل بن يسار التي نزل بسببها فلا تعضلوهن وساق من طريق بن جريج أخبرني عبد الله بن معقل أن جمل بنت يسار أخت معقل بن يسار كانت تحت أبي البداح بن عاصم فطلقها فانقضت عدتها فخطبها وهذا سند صحيح وإن كان ظاهره الإرسال فإن ثبت فهو غير أبي البداح بن عاصم بن عدي الآتي في القسم الرابع أبو البراد غلام تميم الداري ذكره المستغفري في الصحابة وأخرج من طريق محمد بن الحسن بن قتيبة عن سعيد بن زياد بفتح الزاي وتشديد التحتانية بن فائد بالفاء عن أبيه عن جده عن أبي هند قال حمل تميم الداري معه من الشام إلى المدينة قناديل وزيتا ومقطا فلما انتهى إلى المدينة وافق ذلك يوم الجمعة فأمر غلاما له يقال له أبو البراد فقام فشد المقط وهو بضم الميم وسكون القاف وهو الحبل وعلق القناديل وصب فيها الماء والزيت وجعل فيها الفتل فلما غربت الشمس أسرجها فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فإذا هو يزهر فقال من فعل هذا قالوا تميم يا رسول الله قال نورت الإسلام نور الله عليك في الدنيا والآخرة أما إنه لو كانت لي ابنة لزوجتكها فقال نوفل بن الحارث بن عبد المطلب لي ابنة يا رسول الله تسمى أم المغيرة بنت نوفل فافعل فيها ما أردت فأنكحه إياها على المكان وسنده ضعيف أبو بردة بن سعد بن حزابة بن جعيد بن وهيب بن عمرو بن عائذ بن عمر بن مخزوم ذكره الزبير بن بكار وذكر أن ابنه عبد الرحمن قتل يوم الجمل وكان مع عائشة رضي الله عنها أبو بردة بن قيس الأشعري أخو أبو موسى مشهور بكنيته كأخيه قال البغوي سكن الكوفة وروى حديثه أحمد والحاكم من طريق عاصم الأحول عن كريب بن الحارث بن أبي موسى عن عمه أبي بردة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون وله ذكر في حديث آخر من طريق يزيد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى عن جده عن أبي موسى قال خرجنا من اليمن في بضع وخمسين رجلا من قومنا ونحن ثلاثة أخوة أبو موسى وأبو بردة وأبو رهم فأخرجتنا سفينتنا الى النجاشي وأخرجه البغوي من هذا الوجه ثم أخرجه من وجه آخر عن كريب بن الحارث عن أبي بردة بن قيس قال قلت لأبي موسى في طاعون وقع اخرج بنا الى دابق مال فقال الى الله تبارك وتعالى آبق لا إلى دابق أبو بردة بن نيار الأنصاري خال البراء بن عازب اسمه هانئ تقدم في حرف الهاء وقيل اسمه مالك بن هبيرة وقيل الحارث بن عمرو كذا ذكر المزي عن بن معين وخطأه بن عبد الهادي فقال إنما قاله بن معين في بن أبي موسى قلت قد وقع في حديث البراء لقيت خالي الحارث بن عمرو وقد وصف أبو بردة بن نيار بأنه خال البراء فهذا شبهة من قال اسمه الحارث ولعله خال آخر للبراء والله أعلم والأول أصح وقيل إنه عم البراء والأول أشهر وشهد أبو بردة بدرا وما بعدها وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه البراء بن عازب وجابر بن عبد الله وابنه عبد الرحمن بن (7/17)
<18> جابر وكعب بن عمير بن عقبة بن نيار ونصر بن يسار وكان سبب من سماه الحارث بن عمرو قول البراء لقيت خالي الحارث بن عمرو ولكن يحتمل أن يكون له خال آخر وهو الأشبه ونقل المزي عن عباس الدوري عن بن معين أنه حكى أن اسم أبي بردة بن نيار الحارث وتعقب بأن بن معين إنما قال ذلك في أبي بردة بن أبي موسى قال أبو عمر مات في أول خلافة معاوية بعد أن شهد مع علي رضي الله عنه حروبه كلها ثم قيل إنه مات سنة إحدى وقيل اثنتين وقيل خمس وأربعين أبو بردة خال جميع بن عمير روى شريك عن وائل بن داود عن جميع عن خاله أبي بردة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل كسب الرجل ولده وكل بيع مبرور أخرجه البغوي عن يحيى الحماني عن شريك وتابعه غير واحد عن شريك وقال الثوري عن وائل عن سعيد بن عمير عن عمه أخرجه بن منده قلت سعيد بن عمير هو بن عتبة بن نيار فعمه هو أبو بردة بن نيار بخلاف جميع فما أدري أهو واحد اختلف في اسمه أو هما اثنان أبو بردة الأسلمي ذكره الثعلبي في التفسير قال دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأبى ثم كلمه ابناه في ذلك فأجاب إليه وأسلم وعند الطبراني بسند جيد عن بن عباس قال كان أبو بردة الأسلمي كاهنا يقضي بين اليهود فذكر القصة في نزول قوله تعالى ألم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت الآية أبو بردة الظفري الأنصاري الأوسي ذكره بن سعد فيمن نزل مصر وقال أبو نعيم يعد في الكوفيين وعند أحمد والبغوي من طريق عبد الله بن معتب بن أبي بردة الظفري عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد بعده أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة وغيرهما من طريق بن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي صخر وأخرجه بن منده من طريق نافع بن يزيد عن أبي صخر تنبيه عبد الله بن معتب بضم الميم وفتح المهملة وتشديد المثناة المكسورة ثم موحدة للأكثر وذكره أبو عمر بكسر المعجمة وسكون التحتية ثم مثلثة وقال بن فتحون رأيته في أصل بن مفرح من كتاب البزار ومعتب مثله لكن بمهملة وموحدة واتفق البزار وابن السكن والباوردي وغيرهم أنه عبد الله مكبرا ووقع عند أبي عمر عبيد الله مصغرا أبو برزة الأسلمي مشهور واسمه نضلة بن عبيد على الصحيح وقيل بن عبد الله وقيل بن عائذ وقيل عبد الله بن نضلة نقله الواقدي عن أصله وقيل بالتصغير وقال الهيثم بن عدي خالد بن نضلة تقدم في النون أبو برقان السعدي عم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة قال أبو موسى ذكره المستغفري ونقل عن محمد بن معن عن عيسى بن يزيد قال دخل أبو برقان عم النبي صلى الله عليه وسلم من بني سعد بن بكر قال يا محمد لقد جئت وما فتى من قومك أحب إليهم ولا أحسن ثناء منك وإنهم يتقممون فقال يا أبا برقان هل تعرف الحيرة قلت نعم قال فإن طالت بك حياة لتسمعنها يرد الوارد من غير خفير قال لا أدري ما تقول غير أني ما أتيتك من ثنية كذا إلا بخفير فقال رسول الله صلى (7/18)
<19> الله عليه وسلم لآخذن بيدك يوم القيامة ولأذكرنك ذاك قال فكان عثمان بن عفان يقول يا أبا برقان ما كان ليأخذك إلا وأنت رجل صالح قال أبو برقان قدمت الحيرة فوجدتها على ما وصفت لي قلت عيسى بن يزيد هو المعروف بابن دأب الأخباري وقد كذبوه وقد صحفت هذه الكنية كما سيأتي في الثاء المثلثة أبو بريدة عمرو بن سلمة الجرمي تقدم في الأسماء أبو بزة المكي المخزومي مولاهم ذكره بن قانع ونقل عن البخاري أن اسمه يسار وقال بن قانع وأبو الشيخ جميعا حدثنا أبو خبيب بمعجمة وموحدتين مصغرا البرتي بكسر الموحدة وسكون الراء بعدها مثناة حدثنا أحمد بن أبي بزة وهو بن محمد بن القاسم بن أبي بزة حدثني أبي عن جدي عن أبي بزة قال دخلت مع مولاي عبد الله بن السائب على النبي صلى الله عليه وسلم فقبلت يده ورأسه ورجله وأخرجه أبو بكر بن المقري في جزء الرخصة في تقبيل اليد عن أبي الشيخ واستدركه أبو موسى أبو بشار أو يسار بالمهملة يأتي في حرف الياء الأخيرة من الكنى أبو البشر بفتحتين بن الحارث العبدري من بني عبد الدار قال محمد بن وضاح هو الشاب الذي خطب سبيعة الأسلمية لما وضعت حملها فحطت إليه فدخل عليها أبو السنابل فقال لست بناكح حتى تمضي أربعة أشهر وعشرا واستدركه بن الدباغ وابن فتحون أبو بشر الأنصاري ذكره بن أبي خيثمة وأخرج من طريق مخرمة بن بكير عن أبيه عن سعيد بن نافع قال رآني أبو البشر الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي حين طلعت الشمس فعاب علي ذلك وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصلوا حتى ترتفع فإنها إنما تطلع بين قرني شيطان وغاير بن أبي خيثمة بينه وبين أبي بشر الأنصاري الآتي المخرج حديثه في الصحيحين فهذا أوله كسرة ثم سكون والآتي فتحة ثم كسرة ووحد بينهما بن عبد البر وقال هو الذي روى عمارة بن غزية عنه حديث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها قال ومن حديثه الحمى من فيح جهنم والراجح التفرقة أبو بشر الخثعمي له في مسند بقي بن مخلد حديث أبو بشر البراء بن معرور سيد الأنصار تقدم في الأسماء أبو بشر السلمي استدركه أبو موسى في الذيل وقال ذكره أبو بكر بن علي وغيره في الصحابة وأخرجوا من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي بشر السلمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يفرج الله كربته ويعطيه سؤله فلينظر معسرا أو ليذر له قال أبو موسى لعله أبو اليسر بفتح التحتانية والمهملة واسمه كعب بن عمرو لأن هذا المتن مشهور عنه قلت لكن مخرج الحديثين مختلف وإذا تعددت المخارج كان قرينة على تعدد الراوي بخلاف ما إذا اتحدت ولا مانع أن يروي الحكم عن صحابيين وقرينة اختلاف السياقين أيضا ترشد إلى التعدد والله أعلم (7/19)
<20> أبو بشير الأنصاري الساعدي ويقال المازني ويقال الحارثي مخرج حديثه في الصحيحين من طريق عباد بن تميم عنه ومتن الحديث لا تبقين في رقبة بغير قلادة وروى عنه أيضا ضمرة بن سعيد وسعيد بن نافع ذكره أبو أحمد الحاكم فيمن لا يعرف اسمه وقيل اسمه قيس بن عبيد بن الحرير بمهملتين مصغر ضبطه الطبري وغيره ووقع عند أبي عمر الحارث وهو عبيد بن الحارث بن عمرو بن الجعد قاله محمد بن سعد ونقل عن الواقدي أنه شهد أحدا وهو غلام وأورده بن سعد في طبقة من شهد الخندق وقد ذكره البغوي فقال أبو بشير الأنصاري سكن المدينة وساق حديثه من هذا الوجه قال خليفة مات أبو بشير بعد الحرة وكان عمر طويلا وقيل مات سنة أربعين وهو ساعدي ويقال مازني ويقال حارثي وروى عنه أيضا ضمرة بن سعيد وسعيد بن نافع ويقال إن شيخ هذا الأخير آخر يكنى أبا بشر بكسر الموحدة وسكون المعجمة قاله بن أبي خيثمة أبو بشير الأنصاري آخر هو الحارث بن خزمة تقدم في الأسماء أبو بشير غير منسوب آخر استدركه بن فتحون وعزاه للطبري وساق روايته من طريق شعبة عن حبيب مولى الأنصار سمعت بن أبي بشر وابن أبي بشير يحدثان عن أبيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء قلت وقد تقدم أن أبا عمر جزم بأن هذا هو الذي قبله فلا يستدرك عليه مع احتمال الغيرية وذكره البغوي في ترجمة أبي جندل بن سهيل أبو البشير الأنصاري يقال إنه كنية كعب بن مالك ذكره بن ماكولا أبو البشير كالذي قبله بزيادة الألف واللام أوله من موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه أبو موسى وعزاه لجعفر المستغفري أبو البشير المعاوي ذكره البزار واستدركه بن الأمين أبو بصرة الغفاري بن بصرة بن أبي بصرة بن وقاص بن حبيب بن غفار وقيل بن حاجب بن غفار روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو هريرة وأبو تميم الجيشاني وعبد الله بن هبيرة وعبيد بن جبر وأبو الخير اليزني وغيرهم وأخرج حديثه مسلم والنسائي من طريق بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن جبر بن نعيم عن عبد الله بن هبيرة عن أبي تميم الجيشاني عن أبي بصرة الغفاري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر الحديث وفيه ولا صلاة بعد حتى يرى الشاهد والشاهد النجم وأخرج النسائي من طريق كليب بن ذهل عن عبيد بن جبر قال كنت مع أبي بصرة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في سفر رمضان فذكر الفطر في السفر قال بن يونس شهد فتح مصر واختط بها ومات بها ودفن في مقبرتها وقال أبو عمر كان يسكن الحجاز ثم تحول الى مصر ويقال إن عزة صاحبة كثير من ذريته والى ذلك أشار كثير بقوله في شعره الحاحبية وأنكر ذلك بن الأثير فقال ليس في نسب عزة لأبي بصرة ذكر أبو بصرة الغفاري جد الذي قبله تقدم في ترجمة حفيده أن له ولأبيه وجده صحبة (7/20)
<21> أبو بصير بن أسيد بن جارية الثقفي اسمه عتبة تقدم وقيل إن اسمه عبيد حكاه بن عبد البر والأول هو المشهور أبو بصير آخر يأتي في الغين المعجمة في ترجمة أبي غسل أبو بصيرة قال أبو عمر ذكره سيف بن عمر فيمن شهد اليمامة من الأنصار أبو بكر الصديق بن أبي قحافة اسمه عبد الله وقيل عتيق بن عثمان تقدم أبو بكر بن شعوب الليثي اسمه شداد وقيل الأسود وقيل هو شداد بن الأسود وأما شعوب فهي أمه باتفاق وهو الذي يقول فيه أبو سفيان بن حرب لما دافع عنه يوم أحد ولو شئت نجتني كميت طمرة ولم أحمل النعماء لابن شعوب وله أخ اسمه جعونة تقدم في الجيم وحكى الجرمي في النوادر المجموعة ومن خطه نقلت بسند صحيح عن أبي عبيدة فيمن كان ينسب الى أمه أبو بكر بن شعوب نسب الى أمه وأبوه هو من بني ليث بن بكر بن كنانة وهو الذي يقول فذكر الأبيات في رثاء قتلى بدر من المشركين قال ثم أسلم بن شعوب بعد وقال المرزباني أمه شعوب خزاعية وقال غيره كنانية ووقع في البخاري أنها كلبية فأخرج من طريق يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر تزوج امرأة من كلب يقال لها أم بكر فلما هاجر أبو بكر طلقها فتزوجها بن عمها هذا الشاعر الذي قال هذه القصيدة يرثي كفار قريش وماذا بالقليب قليب بدر الأبيات وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق أحمد بن صالح عن وهب عن بن يونس فلم يقل من كلب بل زاد فيه ان عائشة رضي الله عنها كانت تقول ما قال أبو بكر شعرا في جاهلية ولا إسلام وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تدعو على من يقول إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال هذه القصيدة ثم تقول والله ما قال أبو بكر بيت شعر في الجاهلية ولا في الإسلام ولكن تزوج امرأة من بني كنانة ثم بنى عوف فلما هاجر طلقها فتزوجها بن عمها هذا الشاعر فقال هذه القصيدة يرثي كفار قريش الذين قتلوا ببدر فتحامى الناس أبا بكر من أجل المرأة التي طلقها وإنما هو أبو بكر بن شعوب قلت وكانت عائشة أشارت الى الحديث الذي أخرجه الفاكهي في كتاب مكة عن يحيى بن جعفر عن علي بن عاصم عن عوف بن أبي جميلة عن أبي القموص قال شرب أبو بكر الخمر في الجاهلية فأنشأ يقول فذكر الأبيات فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يجر إزاره حتى دخل فتلقاه عمر وكان مع أبي بكر فلما نظر الى وجهه محمرا قال نعوذ بالله من غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يلج لنا رأسا أبدا فكان أول من حرمها على نفسه واعتمد نفطويه على هذه الرواية فقال شرب أبو بكر الخمر قبل أن تحرم ورثى قتلى بدر من المشركين وأما ما أخرج البزار عن أبي كريب وجنادة عن يونس بن بكير عن مطر بن ميمون حدثنا أنس بن مالك قال كنت ساقي القوم وفيهم رجل يقال له أبو بكر من بني كنانة فلما شرب قال (7/21)
<22> تحيى أم بكر بالسلام وهل لي بعد قومك من سلام يحدثنا الرسول بأن سنحيى وكيف حياة أصداء وهام قال فنزل تحريم الخمر فذكر الحديث وفيه كسر الآنية وإهراق ما فيها قال بن فتحون وهذا البيت لأبي بكر شداد بن الأسود بن شعوب من جملة قصيدة رثى بها أهل بدر فلعل أبا بكر الكناني تمثل بها في حال شربه قلت خفي على بن فتحون أن أبا بكر بن شعوب هو أبو بكر الكناني وظن أن الكناني مسلم وأن بن شعوب لم يسلم فلذلك استدركه وقد ذكر بن هشام في زيادات السيرة أن بن شعوب المذكور كان أسلم ثم ارتد والله أعلم أبو بكرة الثقفي نفيع بن الحارث تقدم أبو البنات بموحدة ثم نون خفيفة يأتي في أبي سفيان أبو بهيسة بالتصغير الفزاري ذكره أبو بشر الدولابي في الكنى وأورد له من طريق كهمس عن يسار بن منظور عن أبي بهيسة أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأدخل يده في قميصه فمس الخاتم هكذا أورده وهو عند أبي داود والنسائي من هذا الوجه لكن قال عن بهيسة عن أبيها أنه استأذن وأخرجه بن منده لكن قال عن يسار عن أبيه عن بهيسة قالت استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم يدخل يده بينه وبين ثيابه الحديث وذكر ان عبد البر أن اسم والد بهيسة عمير وقد تقدم في العين أبو بهية بفتح أوله البكري اسمه عبد الله بن حرب تقدم القسم الثاني لم يذكر فيه أحد من الرجال القسم الثالث أبو بحرية بفتح أوله وسكون المهملة وكسر الراء وتشديد التحتانية التراغمي مشهور بكنيته واسمه عبد الله بن قيس تقدم في الأسماء ومما يؤيد إدراكه الجاهلية ما أخرجه بن المبارك في كتاب الجهاد من طريق أبي بكر بن عبد الله بن حويطب عن أبي بحرية قال أما إني في أول جيش أو سرية دخلت أرض الروم وغلبنا بن عمك عبد الله بن السعدي وفي زمن عمر قال قدامنا ثقالنا ويؤخذ منه أن ذلك كان سنة ثلاث عشرة من الهجرة أبو بسرة الجهني قال شهدت عمر بالجابية أتى برجل شرب الطلاء فسكر فجلده الحد ذكره بن عساكر أبو بصيرة اليشكري له إدراك ذكر أبو الفرج الأصبهاني أن مسيلمة الكذاب أتى بأبي بصيرة اليشكري فمسح وجهه فعمى وعاش أبو بصيرة المذكور الى إمارة خالد القشيري على العراق (7/22)
<23> أبو بكر العنسي قال دخلت حير الصدقة مع عمر روى عنه عمر بن نافع النعيمي القسم الرابع أبو بجيلة وأبو البجير وأبو بحينة تقدموا في الأول وحقهم أن يذكروا في المبهمات أبو البداح بن عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي حليف الأنصار قال أبو عمر اختلف فيه فقيل الصحبة لأبيه وهو من التابعين وقيل له صحبة وهو الذي توفي عن سبعية الأسلمية وخطبها أبو السنابل بن بعكك ذكره بن جريج وغيره وهو الصحيح في أن له صحبة والأكثر يذكرونه في الصحابة انتهى وعليه مؤاخذات الأولى أن مالكا أخرج في الموطأ عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن جزم عن أبيه عن أبي البداح حديثا وهذا يدل على تأخر أبي البداح عن عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم لم يدرك العصر النبوي وقد روى أيضا عن أبي البداح أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وابنه عبد الملك وغير واحد وأرخ جماعة وفاته سنة سبع عشرة ومائة وقال الواقدي مات سنة عشر ومائة وله أربع وثمانون سنة فعلى هذا يكون مولده سنة ست وعشرين بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمس عشرة سنة وهذا كله يدفع أن يكون له صحبة ويدفع قول بن منده أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى بن عاصم هذا عن أبيه وحديثه عنه في السنن روى عنه ابنه عاصم وغيره وقال بن سعد عن الواقدي أبو البداح لقب وكنيته أبو عمرو قال وكان ثقة قليل الحديث قال بن فتحون قول أبي عمر توفي عن سبيعة وهم إنما كان أبو البداح زوجا لجمل بنت يسار أخت معقل بن يسار قلت فذكر القصة المتقدمة لأبي البداح في القسم الأول وهو غير هذا قطعا فالتبس عليه كما التبس على غيره والذي يظهر من قول من ذكر أن له صحبة ينطبق على أبي البداح الذي قيل له إنه كان زوج أخت معقل بن يسار فلعله الذي قيل له إنه مات في العصر النبوي وخلف زوجته حاملا لكن المعروف أن اسم زوج سبيعة إنما هو سعد بن خولة وهو الذي ثبت في الصحيح أنه كان زوج سبيعة فتوفي عنها وهي حامل والله سبحانه وتعالى أعلم أبو بردة الأنصاري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في التعزير روى عنه جابر بن عبد الله أخرج حديثه النسائي قاله أبو عمر مغايرا بينه وبين أبي بردة بن نيار خال البراء بن عازب وجزم بأنه خال البراء وقال بن أبي خيثمة في الذي روى عنه جابر لا أدري هو الظفري أو غيره وسبب ذلك أنه وقع في روايته عن أبي بردة الظفري قال أبو عمر هو غير الذي روى عنه جابر هو أبو بردة بن نيار أبو بردة آخر غاير من جمع مسند الطيالسي بينه وبين أبي بردة بن نيار قال أبو داود الطيالسي حدثنا سلام بن سليم هو أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بردة وليس بابن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اشربوا في الظروف ولا (7/23)
<24> تشربوا مسكرا وأخرجه النسائي عن هناد بن السري عن أبي الأحوص فقال في روايته عن أبي بردة بن نيار وقال النسائي بعده غلط فيه أبو الأحوص لا نعلم أحدا من أصحاب سماك تابعه عليه انتهى وقد أخرجه الدارقطني من رواية يحيى بن يحيى عن محمد بن جابر عن سماك لكن قال عن القاسم عن أبي بردة عن أبيه قال الدارقطني وهم أبو الأحوص في إسناده ومتنه ورواية محمد بن جابر هذه هي الصواب قلت فعلى هذا وقع لأبي الأحوص فيه تصحيف أبو بكر بن حفص ذكره أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في الصحابة وأورد له من طريق حماد بن سلمة عن علي كأنه بن زيد بن جدعان عن أبي العالية عن أبي بكر بن حفص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبد الله بن رواحة يعوده الحديث في ذكر الشهداء قال أبو موسى ورواه شعبة عن أبي بكر بن حفص عن أبي مصبح عن عبادة بن الصامت قلت وأبو بكر بن حفص المذكور هو بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص قتل المختار حفصا وأباه وأبو بكر بن حفص من وسط التابعين أبو بلال بن سعد استدركه بن فتحون وعزاه للطبراني وليست هذه كنيته وإنما المراد والد بلال بن سعد فالمترجم له سعد وهو والد بلال وسعد هو بن تميم السكوني كما تقدم في الأسماء وبلال تابعي مشهور والله أعلم حرف التاء المثناة القسم الأول أبو تجراة بكسر المثناة وسكون الجيم مولى شيبة بن عثمان الحجبي بالحلف لابنته برة صحبة وكذا لبنته حبيبة ذكر الزبير ما يدل على أنه من أهل هذا القسم فأخرج من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز قال خرج شيبة بن عثمان إلى معاوية ومعه حليفه أبو تجراة في إمرة سعد بن طلحة بن أبي طلحة فقال شيبة يروح أبا تجراة من بل أهله بمكة يظعن وهو للظل آلف ويصب عن حر هواجر والسرى ويبدي القناع وهو أشعث صائف وقال شيبة أيضا وهاجرة قنعت رأسي نحوها أخاف على سعد هوان المضاجع قلت وفي بقاء أبي تجراة الى خلافة معاوية دلالة على أنه من أهل هذا القسم لأنه لم يبق بمكة في حجة الوداع من أهلها إلا من شهدها وهذا كان من أهلها وذكره عمر بن شبة في حلفاء بني نوفل قال (7/24)
<25> وهو أخو أبي فكيهة بن يسار أبو تحيى بكسر المثناة وسكون المهملة وفتح التحتانية الأولى شيخ من الأنصار ثبت ذكره في حديث صحيح أخرجه أبو يعلى وابن خزيمة وغيرهما من طريق الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد عن سمرة بن جندب قال بينا أنا غلام من الأنصار نرمي غرضا لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلعت الشمس فكانت في عين الناظر قدر رمح أو رمحين من الأفق اسودت حتى آضت كأنها تنومة الحديث وفيه خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في الكسوف وفيها ذكر الدجال وأنه ممسوح العين اليسري كأنها عين أبي تحيى شيخ بينه وبين حجرة عائشة والحديث في السنن الأربعة مختصر أبو تميم روى حديثه حفيده عمرو بن تميم بن أبي تميم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ما أصميت ودع ما أنميت أبو تميمة غير منسوب ذكره بن منده فقال سمع النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه الحسن وأبو السليل وأخرج أبو نعيم من طريق إسحاق بن نجيح عن عطاء الخراساني عن الحسن سمعت أبا تميمة وكان ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أبواب القسط فقال إنصاف الناس من نفسك وبذل السلام للعالم وذكر الله الحديث وإسحاق واه وأورده أبو نعيم في ترجمته من رواية أبي إسحاق عن أبي تميمة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أو قال له قائل إلام تدعو قال أدعو إلى الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشف عنك وهذا الحديث معروف لأبي تميمة الهجيمي الآتي ذكره في القسم الرابع وقال بن عبد البر أبو تميمة ذكره العقيلي في الصحابة وأخرج له من طريق أبي عبيد الله سمعت أبا تميمة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يتخذوا الأمانة مغنما والزكاة مغرما والخلافة ملكا الحديث وقال هذا إسناد لا يصح القسم الثاني خال القسم الثالث أبو تميم الجيشاني اسمه عبد الله بن مالك تقدم وذكره أبو بشر الدولابي في باب الصحابة ومن له إدراك من كتاب الكنى القسم الرابع أبو تمام الثقفي ذكره أبو موسى وهو خطأ نشأ عن تغيير وإنما هو أبو عامر الثقفي (7/25)
<26> كما سيأتي في العين أبو تميمة الهجيمي تابعي معروف اسمه طريف بن مجالد وقد تقدم له ذكر في القسم الأول حرف الثاء المثلثة القسم الأول أبو ثابت سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي سيد الخزرج تقدم أبو ثابت سهل بن حنيف الأنصاري تقدم أبو ثابت أسيد بن ظهير الأنصاري تقدم أبو ثابت بن عبد بن عمرو بن قيظي بن عمرو بن يزيد بن جشم الأنصاري الحارثي قال أبو عمر شهد أحدا ويقال إنه جد عدي بن ثابت وليس بشيء قلت قائل ذلك هو الدولابي وقال الطبراني أبو ثابت الأنصاري جد عدي بن ثابت ولم يذكره أباه ولا من فوقه أبو ثابت بن يعلى الثقفي ذكره الطبري في الصحابة واستدركه بن فتحون أبو ثابت القرشي جار الوحي ذكره بن منده وأخرج حديثه البزار وغيره من طريق عبد الله بن رجاء الحمصي عن شرحبيل بن الحكم عن حكيم بن عمير أبي راشد الحبراني حدثني أبو ثابت شيخ من قريش كان يدعى جار الوحي بيته عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يوحى إليه فيه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العتمة فناداه جبريل كما حدثناه النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن شئت أتيتك وإن شئت جئتني فقال جبريل أنا آتيك فجاءه جبريل فانصدع له الجدار حتى دخل فأخذ بيده فانطلق به حتى حمله على دابة كالبغلة الحديث في الإسراء إلى بيت المقدس ورؤية الأنبياء وغير ذلك قال البزار بعد تخريجه وقال بن منده غريب تفرد به عبد الله بن رجاء الحمصي وقال أبو نعيم رواه أبو حاتم الرازي عن إسحاق يعني بن زريق عن عبد الله بن رجاء أبو ثروان السعدي تقدم في الموحدة أبو برقان فكأن أحدهما تصحيف من الآخر أبو ثروان بن عبد العزى السعدي عم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ذكره بن سعد في الطبقات في ترجمة حليمة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم فقال حدثنا محمد بن عمر هو الواقدي عن معمر عن الزهري وعن عبد الله بن جعفر وابن أبي سبرة وغيرهم قالوا قدم وفد هوازن على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجعرانة بعد ما قسم الغنائم وفي الوفد عم النبي صلى الله عليه (7/26)
<27> وسلم أبو ثروان فقال يا رسول الله إنما في هذه الحظائر من كان يكفيك من عماتك وخالاتك وأخواتك وقد حضناك في حجورنا وأرضعناك بثدينا وقد رأيتك مرضعا فما رأيت مرضعا خيرا منك ورأيت فطيما فما رأيت فطيما خيرا منك ثم رأيتك شابا فما رأيت شابا خيرا منك ولقد تكاملت فيك خصال الخير ونحن مع ذلك أهلك وعشيرتك فامنن علينا من الله عليك قال وقدم عليهم وفد هوازن بإسلامهم فكان رأس القوم والمتكلم أبا صرد زهير بن صرد فذكر قصته قلت تقدم ذكر هذا العم في حرف الباء الموحدة وأن أبا موسى تبع المستغفري في أنه أبو برقان بموحدة وقاف والذي ذكره الواقدي أولى وأنه بمثلثة وراء وقد ذكره في موضع آخر فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الشيماء أخته من الرضاعة عمن بقى منهم فأخبرت ببقاء عمها وأختها وأخيها وقد مضى أن أخاها عبد الله بن الحارث وأما أختها فاسمه أنيسة وسيأتي ذكرها في كتاب النساء إن شاء الله تعالى أبو ثروان الراعي التميمي ذكره الدولابي في الكنى وأخرج عن أحمد بن داود المكي عن إبراهيم بن زكريا عن عبد الملك بن هارون بن عنترة حدثني أبي سمعت أبا ثروان يقول كنت أرعى لبني عمرو بن تميم في إبلهم فهرب النبي صلى الله عليه وسلم من قريش فجاء حتى دخل في إبلي فنفرت الإبل فإذا هو جالس فقلت من أنت فقد نفرت إبلي قال أردت أن أستأنس إليك وإلى إبلك فقلت من أنت قال ما يضرك ألا تسألني قلت إني أراك الذي خرجت نبيا قال أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قلت أخرج من إبلي فلا يبارك الله في إبل أنت فيها فقال اللهم أطل شقاءه وبقاءه قال هارون فأدركته شيخا كبيرا يتمنى الموت فقال له القوم ما نراك يا أبا ثروان إلا هالكا دعا عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كلا إني أتيته بعدما ظهر الإسلام فأسلمت واستغفر لي ولكن دعوته الأولى سبقت وتابعه محمد بن سليمان الساعدي عن عبد الملك وعبد الملك متروك أبو ثرية بوزن عطية وقيل مصغر سبرة بن معبد الجهني تقدم أبو ثعلبة الأشجعي قال البخاري له صحبة ذكره عنه الحاكم أبو أحمد وغيره وقال في ترجمة الراوي عنه لا أعرفه ولا أعرف أبا ثعلبة وقال البغوي سكن المدينة وأخرج حديثه أحمد والبغوي وابن منده من طريق بن جريج عن بن الزبير عن عمر بن نبهان عن أبي ثعلبة الأشجعي قال قلت يا رسول الله مات لي ولدان في الإسلام فقال من مات له ولدان في الإسلام دخل الجنة بفضل رحمته إياهما وزاد في رواية البغوي قال فلقيني أبو هريرة فقال أنت الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولدين ما قال قلت نعم قال لئن كان قاله لي أحب إلى من كذا قال بن منده مشهور عن بن جريج وقال أبو حاتم لا أعرفهما وقوله وذكر الدارقطني أن بعضهم رواه عن بن جريج فقال الخشني وأن بعضهم قال عن أبي هريرة بدل أبي ثعلبة والصواب الأول قلت وقع الأول عند الخطيب في المتفق من رواية الأنصاري عن بن جريج والثاني عند أحمد في مسنده عن حماد بن مسعدة عن بن جريج لكن أخرجه بن منده عن عبد الرحمن بن يحيى عن أبي مسعود الرازي عن حماد بن مسعدة فقال عن أبي ثعلبة وقد بين البغوي سبب ذكر أبي هريرة فيه (7/27)
<28> أبو ثعلبة الثقفي بن عم كردم بن سفيان تقدم في كردم بن سفيان ولحديثه طريق آخر أخرجه الدارقطني من طريق خالد بن معدان عن أبي ثعلبة قال قال لي عم لي اعمل عملا حتى أزوجك ابنتي فقلت إن تزوجتها فهي طالق ثلاثا وفيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا طلاق إلا بعد نكاح قال فتزوجتها فولدت لي سعدا وسعيدا وفي سنده على بن قرين وهو واه وفي سياق قصته مغايرة أبو ثعلبة الحنفي ذكره قاسم بن ثابت في الدلائل من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أن أبا ثعلبة الحنفي كان يقول إني لأرجو ألا يخنقني الله بالموت كما يخنقكم قال فبينما هو في صرحة داره إذ قال هذا رسول الله يا عبد الرحمن لأخ له توفي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتى مسجد بيته فخر ساجدا فقبض وقد أخرجه أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي ثعلبة الخشني ولعل أحد الموضعين تصحيف أبو ثعلبة الخشني صحابي مشهور معروف بكنيته واختلف في اسمه اختلافا كثيرا وكذا في اسم أبيه فقيل جرهم بضم الجيم والهاء بينهما راء ساكنة قاله أحمد ومسلم وابن زنجويه وهارون الحمال وابن سعد عن أصحابه وقيل جرثم مثله لكن بدل الهاء مثلثة وقيل جرهوم كالأول لكن بزيادة واو وقيل جرثوم كالثاني بزيادة واو أيضا وقيل جرثومة مثله لكن بزيادة هاء في آخره وقيل زيد وقيل عمر وقيل سق وقيل لاسق بزيادة لام أوله وقيل لاسر براء بدل القاف وقيل لاس بغير راء وقيل لا شوم بضم المعجمة بعدها واو ثم ميم وقيل مثله لكن بزيادة هاء في آخره وقيل الأشق بفتح الهمزة وتخفيف اللام وقيل الأشر مثله لكن بدل القاف راء ومنهم من أشبع الشين بوزن ألاحين وقيل ناشر بنون وشين معجمة ثم راء وقيل ناشب بموحدة بدل الراء وقيل غرنوق واختلف في اسم أبيه فقيل عمرو وقيل قيس وقيل ناسم وقيل لاسم وقيل لاسر وقيل ناشب وقيل ناشر وقيل جرهم وقيل جرهوم وقيل حمير وقيل جرثوم وقيل بزيادة هاء وقيل جلهم وقيل عبد الكريم كذا في كتاب بن سعد واسم جده لم أقف عليه والله أعلم وهو منسوب إلى بني خشين واسمه وائل بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وقال بن الكلبي هو من ولد ليوان بن مر بن خشين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث منها في الصحيحين من طريق ربيعة بن يزيد قلت يا رسول الله إنا بأرض قوم من أهل الكتاب نأكل في آنيتهم وأرض صيد أصيد بقوسي وأصيد بكلبي المعلم وبكلبي الذي ليس بمعلم فأخبرني بالذي يحل لنا من ذلك الحديث وسكن أبو ثعلبة الشام وقيل حمص روى عنه أبو إدريس الخولاني وأبو أمية الشعباني وأبو أسماء الرحبي وسعيد بن المسيب وجبير بن نفير وأبو قلابة ومكحول وآخرون ومنهم من لم يدركه قال بن البرقي تبعا لابن الكلبي كان ممن بايع تحت الشجرة وضرب له بسهمه في خيبر وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومه فأسلموا وأخرج بن سعد بسند له إلى محجن بن وهب قال قدم أبو ثعلبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز إلى خيبر فأسلم وخرج معه فشهدها ثم قدم بعد ذلك سبعة نفر من قومه فأسلموا ونزلوا عليه قال أبو الحسن بن سميع بلغني أنه كان أقدم إسلاما من أبي هريرة وعاش بعد النبي صلى الله (7/28)
<29> عليه وسلم ولم يقاتل بصفين مع أحد الفريقين ومات في أول خلافة معاوية كذا قال والمعروف خلافه وقال أبو علي الخولاني كان ينزل داريا وأخرج بن عساكر في ترجمته من طريق محفوظ بن علقمة عن بن عائذ قال قال ناشرة بن سمي ما رأينا أصدق حديثا من أبي ثعلبة لقد صدقنا حديثه في أفنية الأودية قال علي وكان لا يأتي عليه ليلة إلا خرج ينظر إلى الأسماء فينظر كيف هي ثم يرجع فيسجد وعن أبي الزاهرية قال قال أبو ثعلبة إني لأرجو الله ألا يخنقني كما أراكم تخنقون عند الموت قال فبينما هو يصلي في جوف اليل قبض وهو ساجد فرأت ابنته في النوم أن أباها قد مات فاستيقظت فزعة فنادت أين أبي فقيل لها في مصلاه فنادته فلم يجبها فأتته فوجدته ساجدا فأنبهته فحركته فسقط ميتا قال أبو عبيد وابن سعد وخليفة بن خياط وهارون الحمال وأبو حسان الزيادي مات سنة خمس وسبعين أبو ثمامة الكناني آخر من كان ينسأ بالحرم في الجاهلية اسمه جنادة تقدم في حرف الجيم وقيل اسمه أمية أبو ثور الفهمي قال أبو زرعة الرازي له صحبة ولا أعرف اسمه وقال البغوي سكن مصر وقال أبو أحمد الحاكم لا أعرف اسمه ولا سياق نسبه قلت أخرج حديثه أحمد والبغوي وابن السكن وغيرهم من طريق بن لهيعة عن يزيد بن عمرو عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بثوب من معافر فقال أبو سفيان لعن الله هذا الثوب ولعن من يعمله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنهم فإنهم مني وأنا منهم ولأبي ثور رواية أيضا عن عثمان ذكرها أبو ثور محمد بن معد يكرب الزبيدي تقدم في الأسماء القسم الثاني خال القسم الثالث أبو ثعلبة القرظي له إدراك وسمع من عمر روى عنه الزهري ذكره أبو أحمد في الكنى من طريق عبد الرحمن بن يحيى العدوي عن يونس الديلي عن الزهري عن أبي ثعلبة القرظي سمعت عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحترقون فإذا صلوا الصبح غسلت ما كان قبلها الحديث قال أبو أحمد هذا حديث منكر وذكر أبي ثعلبة فيه غير محفوظ وعبد الرحمن بن يحيى ليس ممن يعتمد على روايته والمعروف ثعلبة بن أبي مالك القرظي قلت لا يبعد احتمال أن يكون غيره القسم الرابع (7/29)
<30> أبو ثعلبة الأنصاري ذكره بن منده وأخرج من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن مالك بن ثعلبة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في وادي مهزور أن الماء يحبس إلى الكعبين الحديث هذا خطأ وهو مقلوب الأسماء والصواب ثعلبة بن أبي مالك كما مضى في الأسماء في القسم الرابع وهو قرظي من حلفاء الأنصاري ولم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم بينهما رجل لم يسم وهو عند أبي داود على الصواب حرف الجيم القسم الأول أبو جابر الأنصاري عبد الله بن عمرو بن حرام تقدم في الأسماء أبو جابر الصدفي ذكره الطبراني فيمن أبهم اسمه واستدركه أبو موسى في الكنى من طريقه عن الأعمش عن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا الحديث والراوي له عن الأعمش حسين بن علي الكندي لا أعرفه ولا أعرف حال جابر والد قيس أبو جابر اليمامي سيار بن طلق تقدم في الأسماء أبو جارية الأنصاري حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال القرآن كله صواب وروى حديثه حرب بن ثابت عن إسحاق بن جارية عن أبيه عن جده ذكره بن منده هكذا الدارقطني في المؤتلف رواية جارية بن إسحاق عن أبيه عن جده أبي الجارية في الصلاة على النجاشي وتبعه بن ماكولا أبو جبير نفير بن مالك الكندي ويقال الحضرمي تقدم في الأسماء أبو جبيرة بفتح أوله بن الضحاك بن خليفة الأنصاري الأشهلي لا يعرف اسمه قال أبو أحمد الحاكم وابن منده هو أخو ثابت بن الضحاك قال أبو أحمد وتبعه بن عبد البر قال بعضهم له صحبة وقال بعضهم لا صحبة له روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث روى عنه ابنه محمود وقيس بن أبي حازم وشبل بن عوف وعامر الشعبي قال بن أبي حاتم عن أبيه لا أعلم له صحبة قلت أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن وصححه الحاكم وحسنه الترمذي ولفظه فينا نزلت هذه الآية ولا تنابزوا بالألقاب أبو جبيرة بن الحصين بن النعمان بن سنان بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري (7/30)
<31> الأشهلي مذكور في الصحابة قاله أبو عمر قلت تقدم ذكره في أسلم وسماه أبو عبيد القاسم بن سلام كذلك أبو جحش الليثي أخرج حديثه أبو الشيخ في كتاب العظمة والحاكم في المستدرك من طريق عبد الملك بن قدامة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن بن عمر قال جاء عمر والصلاة قائمة وثلاثة نفر جلوس أحدهم أبو جحش الليثي فقال قوموا فصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام اثنان وأما أبو جحش فقال لا أقوم حتى يأتيني أقوى مني ذراعين فيصرعني حتى يدمي وجهي في التراب ففعل به عمر فذكر الحديث في صفة عباد الملائكة ولفظه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجلس يغني الرب عن صلاة أبي جحش إن لله في سماء الدنيا ملائكة خشوعا لا يرفعون رءوسهم حتى تقوم الساعة وفي الحديث أيضا إن رضا عمر رحمة وأخرجه أبو نعيم من طريقه وقال الحاكم على شرط البخاري ورده الذهبي بأنه غريب منكر وليس على شرطه قلت وليس في سنده إلا عبد الملك بن قدامة الجمحي وهو مختلف فيه وثقه بن معين والعجلي وضعفه أبو حاتم والنسائي وقال البخاري يعرف وينكر أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي تقدم في الأسماء أبو الجراح الأشجعي ويقال الجراح قال أبو موسى في الذيل ذكره خليفة بن خياط بلفظ الكنية قلت تقدم في الأسماء أبو جرول زهير بن صرد الجشمي تقدم في الأسماء جرول آخر هو هند بن الصامت تقدم أبو جري بالتصغير هو جابر بن سليم أو سليم بن جابر الهجيمي تقدم ورجح البخاري الأول أبو الجعال الجذامي ذكره الأموي في المغازي عن بن إسحاق فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من ضمام يطلبون سبيهم الذين سباهم زيد بن حارثة وأنشد له في ذلك شعرا أبو الجعد أفلح أخو أبي القعيس والد عائشة رضي الله عنها من الرضاعة تقدم كناه أبا الجعد بن جريج في روايته عن عطاء عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أبو الجعد الضمري قال البخاري لا أعرف اسمه ولا أعرف له إلا هذا الحديث يعني الذي أخرجه له أصحاب السنن والبغوي وصححه بن خزيمة وابن حبان وغيرهما وهو من الترهيب من ترك صلاة الجمعة الحديث ووقع في بعض طرقه وكانت له صحبة وسماع غيره أدرع وقيل جنادة وقيل عمرو بن بكر يروي عن سلمان الفارسي أيضا روى عنه عبيدة بن سفيان الحضرمي وكان على قومه في غزوة الفتح قاله بن سعد وقال بن البرقي قتل مع عائشة رضي الله عنها في وقعة الجمل وقال البغوي سكن المدينة وكانت له دار في بني ضمرة وعزاه لابن سعد وزاد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه يحشر قومه لغزو الفتح وبعثه أيضا إلى قومه حين أراد الخروج إلى تبوك يستنفر قومه فخرج إليهم (7/31)
<32> إلى الساحل فنفروا معه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبو الجعيجعة صاحب الرقيق ذكره بن منده وأخرج من طريق أبي مقاتل حفص بن مسلم عن عبد الله بن عوف عن الحسن أن رجلا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيع الرقيق يقال له أبو الجعيجعة قال فذكر الحديث أبو جمعة الأنصاري ويقال الكناني ويقال القاري بتشديد الياء مشهور بكنيته مختلف في اسمه قيل اسمه جندب بن سبع وقيل بن سباع وقيل بن وهب وقيل اسمه جنبد بتقديم النون على الموحدة وقيل حبيب بمهملة مفتوحة وموحدة وهو أرجح الأقوال ذكره محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين شهدوا فتح مصر وقال بن سعد وكان بالشام ثم تحول إلى مصر وأخرج الطبراني ما يدل على أنه أسلم أيام الحديبية فأخرج من طريق حجر أبي خلف عن عبد الله بن عوف عن أبي جمعة جنبد بن سبع الأنصاري قال قاتلت النبي صلى الله عليه وسلم أول النهار كافرا وقاتلت معه آخر النهار مسلما وكنا ثلاثة رجال وتسع نسوة وفينا نزلت ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات قلت وقوله الأنصاري لا يصح لأن الأنصار حينئذ لم يبق منهم من يقاتل المسلمين مع قريش وقد أخرج الطبراني أيضا من طريق صالح بن جبير عن أبي جمعة الكناني حديثا فهذا أشبه ويحتمل أن يكون أنصاريا بالحلف فقد روينا في الأربعين للنسفي التي وقعت لنا من حديث السلفي متصلة بالسماع من رواية معاوية بن صالح عن صالح بن جبير قال قدم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت المقدس ليصلي فيه ومعنا رجاء بن حيوة يومئذ فلما انصرف خرجنا معه لنشيعه فلما أردنا الانصراف قال إن لكم جائزة وحقا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلنا هات يرحمك الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا معاذ عاشر عشرة فقلنا يا رسول الله هل من قول أعظم أجرا منا آمنا بك واتبعناك قال ما يمنعكم ورسول الله بين أظهركم ويأتيكم الوحي من السماء الحديث وله شاهد من طريق أسيد بن عبد الرحمن عن صالح بن جبير بغير إسناده أخرجه أحمد والدارمي وصححه الحاكم وأخرج حديثه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد واختلف فيه على الأوزاعي فقال الأكثر عنه عن أسيد عن خالد بن دريك عن بن محيريز قال قلت لأبي جمعة قال تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح الحديث وقال بن شماسة عن الأوزاعي عن أسيد عن صالح بن محمد حدثني أبو جمعة وروى عنه أيضا مولاه ولم يسم وصالح بن جبير وعبد الله بن محيريز هو عبد الله بن عوف الرملي وذكره البخاري في فضل من مات بين السبعين إلى الثمانين وأغرب بن حبان فقال في ثقات التابعين أبو جمعة حبيب بن سباع روى عن جماعة من الصحابة أبو جميلة السلمي اسمه سنين بمهملة ونونين مصغرا ذكر البخاري في تصحيحه تعليقا أنه شهد فتح مكة وذكر قصته مع عمر في المنبوذ وأن عريفه شهد عند عمر أنه رجل صالح ووصله مالك وقد تقدمت ترجمته في حرف السين المهملة في الأسماء وقال بعضهم أنه ضمري وسمي بن حبان أباه واقدا وقيل اسم أبيه فرقد وله رواية أيضا عن أبي بكر وعمر روى عنه الزهري أنه أدرك النبي صلى الله (7/32)
<33> عليه وسلم وحج معه وخرج معه عام الفتح وقال بن سعد له أحاديث وذكره في الطبقة الأولى من التابعين وكذا قال العجلي إنه تابعي ثقة وفرق البغوي بينه وبين سنين بن واقد كما تقدم في الأسماء أبو جندب العتقي بضم المهملة وفتح المثناة ثم قاف قال أبو سعيد بن يونس شهد فتح مصر وله صحبة وليس له حديث أبو جندب الفزاري ذكره مطين والباوردي في الصحابة وأخرجا من طريق النضر بن منصور عن سهل الفزاري عن جندب الفزاري عن أبيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي أصحابه لم يصافحهم وزاد الباوردي في بعض مغازيه فلقينا قوم قد فاتتهم الصلاة وقال بن أبي حاتم عن أبيه رواته مجهولون وذكره أبو نعيم وأبو موسى من طريق مطين واستدركه بن فتحون أبو جندل بن سهيل بن عمرو القرشي العامري تقدم نسبه في ترجمة والده قيل اسمه عبد الله وكان من السابقين إلى الإسلام وممن عذب بسبب إسلامه ثبت ذكره في صحيح البخاري في قصة الحديبية من طريق معمر عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم فذكر القصة قال وجاء أبو جندل بن سهيل يرسف في قيوده فقال يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون إلى ما لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا وكان مجيئه قبل فراغ الكتاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجزه لي فامتنع وقال هذا ما أقاضيك عليه فقال إنا لم نقض الكتاب بعد قال فوالله لا أصالحك على شيء أبدا فأخذ سهيل بن عمر وأبوه فرجع به فذكر قصة إسلامه ولحاقه بأبي بصير بساحل البحر وانضم إليهما جماعة لا يدعون لقريش شيئا إلا أخذوه حتى بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يضمهم إليه وأورده البغوي من طريق عبد الرزاق مطولا وقد ساقها بن إسحاق عن الزهري مطولة وثبت ذكره في الصحيح في حديث سهل بن سعد أيضا أنه قال يوم صفين أيها الناس اتهموا رأيكم لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته يعني في أمر أبي جندل وذكره أهل المغازي فيمن شهد بدرا وكان أقبل مع المشركين فانحاز إلى المسلمين ثم أسر بعد ذلك وعذب ليرجع عن دينه ثم لما كان في فتح مكة كان هو الذي استأمن لأبيه ذكر ذلك الواقدي من حديث سهيل قال لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أغلقت بابي وأرسلت ابني عبد الله أن اطلب لي جوارا من محمد فذكر الحديث في تأمينه إياه واستشهد أبو جندل باليمامة وهو بن ثمان وثلاثين سنة قاله خليفة وابن إسحاق وأبو معشر وغيرهم أبو جنيد مصغرا بن جندع من عمرو بن مازن ذكره بن منده وأخرج من طريق البلوي عن عمارة بن زيد عن عبد الله بن العلاء عن الزهري سمعت سعيد بن حبان يذكر عن أبي عنفوانة البارقي سمعت أبا جنيد بن جندع المازني يقول قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين غداة هوازن فذكر الحديث والبلوي متروك أبو جنيدة الفهري ذكره مطين في الصحابة والطبراني عنه وأبو نعيم عنه وأخرج من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن أبي جنيدة الفهري عن أبيه عن جده قال قال رسول الله (7/33)
<34> صلى الله عليه وسلم من سقى عطشان فأرواه فتحت له أبواب الجنة الحديث وأخرجه أبو نعيم وأبو موسى هذه رواية مطين عن محمد بن علي الملطي وقال جابر بن كردي عن يزيد بن هارون عن إسحاق بن خليدة بخاء معجمة ولام ودال ووافقه داود بن الجراح عن أبي غسان عن إسحاق لكن قال بن خليد بلا هاء قال أبو موسى ورواه أبو الشيخ من طريق أخرى فقال بن خليدة عن أبيه عن حذيفة أبو جهاد الأنصاري السلمي قال أبو نعيم يعد في المصريين وأخرج من طريق بن وهب عن سعيد بن عبد الرحمن حدثني رجل من الأنصار من بني سلمة عن أبيه عن جده أبي جهاد وكان أبو جهاد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ابنه يا أبتاه رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه والله لو رأيته لفعلت وفعلت فقال له أبوه اتق الله وسدد فوالذي نفسي بيده لقد رأيتنا معه ليلة الخندق وهو يقول من يذهب فيأتينا بخبرهم جعله الله رفيقي يوم القيامة فما قام من الناس أحد من صميم ما بهم من الجوع والقر حتى نادى في الثالثة يا حذيفة وأخرجه الدولابي من هذا الوجه أبو الجهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي قال البخاري وجماعة اسمه عامر وقيل اسمه عبيد بالضم قاله الزبير بن بكار وابن سعد وقالا إنه من مسلمة الفتح وقال البغوي عن مصعب كان من معمري قريش ومن مشيختهم وحكى بن منده أن أبا عاصم فرق بين أبي جهم بن حذيفة وعبيد بن حذيفة قال الزبير كان من مشيخة قريش وهو أحد الأربعة الذين كانت قريش تأخذ عنهم النسب قال وقال عمي كان من المعمرين حضر بناء الكعبة مرتين حين بنتها قريش وحين بناها بن الزبير وهو أحد الأربعة الذين تولوا دفن عثمان وأخرج البغوي من طريق حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما أصيب عثمان أرادوا الصلاة عليه فمنعوا فقال أبو الجهم دعوه فقد صلى الله عليه وسلم ورسوله وأخرج بن أبي عاصم في كتاب الحكماء من طريق عبد الله بن الوليد عن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي الجهم قال سمعت أبا الجهم يقول لقد تركت الخمر في الجاهلية وما تركتها إلا خشية على عقلي وما فيها من الفساد وثبت ذكره في الصحيحين من طريق عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت صلى النبي صلى الله عليه وسلم في خميصة لها أعلام فقال اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانية أبي جهم فإنما ألهتني آنفا علن صلاتي وذكر الزبير من وجه آخر مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بخميصتين سوداوين فلبس إحداهما وبعث الأخرى إلى أبي جهم ثم إنه أرسل إلى أبي جهم في تلك الخميصة وبعث إليه التي لبسها هو ولبس هو التي كانت عند أبي جهم بعد أن لبسها أبو جهم لبسات وثبت ذكره في حديث فاطمة بنت قيس لما قالت إن معاوية وأبا جهم خطباني أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وقالوا إنه كان ضرا بالنساء وقال بن سعد كان شديد العارضة وكان عمر يمنعه حتى كف من لسانه وتقدمت له قصة أخرى في ترجمة خالد بن البرصاء وأخرج بن المبارك في الزهد من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين حدثني بن سابط وغيره أن أبا جهم بن حذيفة قال انطلقت يوم اليرموك أطلب بن عمي ومعي شنة من ماء فذكر القصة قال بن سعد مات في آخر خلافة معاوية قلت وما تقدم عن الزبير أنه حضر بناء الكعبة إن ثبت يدل على أنه تأخر (7/34)
<35> إلى أول خلافة بن الزبير ويؤيده ما رواه بن أخي الأصمعي في النوادر عن عمه عن عيسى بن عمر قال وفد أبو جهم على معاوية ثم على يزيد ثم ذكر قصة له مع بن الزبير أبو الجهيم بن الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن عامر بن مالك بن النجار الأنصاري وقيل في نسبه غير ذلك فقيل اسمه عبد الله وقيل اسمه الحارث بن الصمة ورجحه بن أبي حاتم ثم ترجمه بن أبي حاتم أيضا عبد الله بن جهيم أبو جهيم جعله اثنين وقال بن منده أبو جهيم بن الحارث ويقال عبد الله بن جهيم بن الحارث بن الصمة فجعل الحارث بن الصمة جده وما أظنه إلا وهما وتبعه بن الأثير ونسبه إلى الاستيعاب أيضا وحديث أبي جهيم بن الحارث في الصحيحين وغيرهما من رواية عن مالك عن أبي النضر عن بشر بن سعيد أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم يسأله ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي ماذا عليه الحديث وقد رواه بن عيينة عن أبي النضر عن بشر قال أرسلني أبو جهيم عبد الله بن جهيم إلى زيد بن خالد وهو مقلوب أخرجه بن ماجة وأخرجه مسلم معلقا ووصله البخاري وأبو داود والنسائي من طريق الأعرج عن عمير مولى بن عباس قال أقبلت أنا وعبد الله بن يسار حتى دخلنا على أبي جهيم فقال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه الحديث في التيمم قبل رد السلام ورواه بن لهيعة عن عبد الله بن يسار عن أبي جهيم أخرجه أحمد ولأبي جهيم حديث آخر أخرجه أحمد والبغوي من طريق يزيد بن خصيفة عن مسلم بن سعيد مولى بن الحضرمي عن أبي جهيم الأنصاري أن رجلين اختلفا في آية الحديث وفيه إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف وروى عنه أيضا بشر بن سعيد وأخوه مسلم بن سعيد ويقال بن أخت أبي بن كعب أبو جهيمة عبد الله بن جهيم مر ذكره في الذي قبله وتقدم في العبادلة أبو جهينة بالنون بدل الميم الأنصاري ذكره الثعلبي في تفسير قوله تعالى ويل للمطففين فأخرج من طريق السدي أنه كان له مكيالان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر فنزلت ويل للمطففين واستدركه بن فتحون أبو الجون هو قتادة بن الأعور تقدم في القاف ذكره البغوي أبو جبيش بن ذي اللحية العامري الكلابي ذكره سيف في الفتوح وقال استعمله خالد بن الوليد على هوازن فيمن استعمله من كماة الصحابة عند دخول العراق واستدركه بن فتحون القسم الثاني أبو جعفر الأنصاري غير منسوب جاء عنه ما يدل على أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأقل أحواله أن يكون من أهل هذا القسم فأخرج بن أبي شيبة من طريق ثابت بن عبيد عن أبي جعفر الأنصاري قال رأيت أبا بكر الصديق ورأسه ولحيته كأنهما جمر الغضا وبه أنه شهد قتل (7/35)
<36> عثمان فذكر قصته وقد فرق أبو أحمد الحاكم بين هذا وبين أبي جعفر الأنصاري الذي روى عن أبي هريرة وهو الظاهر القسم الثالث أبو جامع بن مخارق بن عبد الله بن شداد الهلالي تقدم نسبه في ترجمة أخيه قبيصة في الأسماء ولهذا أدرك ولما مات رثاه بن همام السلولي قاله بن الكلبي أبو جبر أحد من استشهد يوم جسر أبو عبيد الثقفي في فتوح العراق وقع ذكره في قصيدة لأبي محجن الثقفي رثى فيها من استشهد يومئذ يقول فيها وأضحى أبو جبر خليا بيوته وقد كان يغشاها الضعاف الأرامل أبو الجعد الغطفاني والد سالم قال البخاري وغيره اسمه رافع وقال البغوي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قلت حديثه عن عبد الله بن مسعود عند مسلم في كتاب التوبة في أواخر الصحيح وله أيضا رواية عن علي بن أبي طالب روى عنه ابنه سالم بن أبي الجعد والشعبي وذكر الحسن بن سفيان في مسنده عنه حديثا مرسلا قال حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا الحارث بن النعمان عن أبي هريرة الحمصي حدثني علي بن أبي طلحة عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البر لا يبلى والإثم لا ينسى والذنب لا يفنى قلت والحارث بن النعمان ضعيف وشيخه ما عرفته وقد أخرج المتن أبو نعيم من طريق مكرم بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الملك عن نافع عن بن عمر به وأتم منه ومحمد بن عبد الملك كذبوه أبو الجعيد له إدراك وله ذكر في وقعة اليرموك فذكر محمد بن عائذ عن الوليد قال أخبرني شيخ من بني أبي الجعيد عن أبيه أبي الجعيد أنه أشار على المسلمين ببيات الروم فقبلوا منه فبيتوهم فذكر القصة وفيها أنه وقع في الوادي ثمانون ألفا لا يعرف الآخر ما لقي الأول أبو الجلندي الأزدي له إدراك وقدم على عمر فقال له أعرابي ممن أنت قال أنا ممن أنعم الله عليه بالإسلام وكان معه أبو صفرة والد المهلب ذكره بن الكلبي أبو جمعة بن خالد بن عبيد بن ميسر بن رباح بن سالم بن غاضرة بن حبيشة بن كعب الخزاعي له إدراك وهو جد كثير بن عبد الرحمن الخزاعي الشاعر المشهور من قبل أمه ذكره بن الكلبي أبو جندل بن سهيل شامي له إدراك وسمع من بلال ذكره الحاكم أبو أحمد وفرق بينه وبين أبي جندل بن سهيل بن عمرو الماضي ذكره في الأول وأخرج من طريق عبد الله بن عبيد الكلاعي عن مكحول عن الحارث بن معاوية الكندي وأبي جندل بن سهيل قالا سألنا بلالا مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثه قال الحاكم قال فيه بعض الرواة عن أبي جندل بن سهيل (7/36)
<37> بن عمرو من بني عامر بن لؤي وهو وهم لأن أبا جندل العامري استشهد باليمامة ولم يدركه مكحول ولا روى هو عن بلال وذكر بن عساكر نحو ما ذكر الحاكم أبو أحمد أن الزبير بن بكار فرق بينهما أيضا والرواية التي في هذه القصة فيها أبو جندل بن سهيل بن عمرو وأخرجها تمام في فوائده أبو جندلة زوج أمامة له إدراك وقع ذكره في حديث عبد الله بن قرط الثمالي أمير حمص لعمر أخرج أبو الشيخ في كتاب النكاح من طريق مسكين بن ميمون المؤذن عن عروة بن رويم أن عبد الله بن قرط الثمالي كان يعس بحمص ذات ليلة وكان عاملا لعمر فمرت به عروس وهم يوقدون النيران بين يديها فضربهم بدرته حتى تفرقوا عن عروسهم فلما أصبح قعد على منبره فحمد الله وأثنى عليه فقال إن أبا جندلة نكح أمامة فصنع لها حثيات من طعام فرحم الله أبا جندلة وصلى على أمامة ولعن الله عروسكم البارحة أوقدوا النيران وتشبهوا بالكفرة والله مطفىء نورهم قال وعبد الله بن قرط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبو جهراء مخضرم يأتي ذكره في المبهمات والمشهور أنه بن جهراء وقيل اسمه عبد الله أبو جهراء آخر له إدراك وكان عمر يأتمنه يأتي ذكره في ترجمة أبي محجن الثقفي في القسم الأول القسم الرابع أبو جبير الكندي فرق بن الأثير بينه وبين والد جبير بن نفير وتبعه الذهبي فقال أبو جبير الكندي له حديث في الوضوء رواه عنه جبير بن نفير وقال أيضا أبو جبير الحضرمي له حديث وفيه وفادته وهما واحد فإن الحديث المذكور أخرجه الحاكم أبو أحمد في الكنى وابن حبان في صحيحه من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أبا جبير قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثه وفيه ذكر الوضوء وأنه بدأ بفيه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تبدأ بفيك وقد مضى في نفير في حرف النون من الأسماء أبو الجدعاء ذكره الطبري والدولابي في الصحابة وأخرجا من طريق خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي الجدعاء مرفوعا يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم استدركه بن فتحون وهو خطأ نشأ عن حذف وإنما هو عن بن أبي الجدعاء فسقط لفظ بن وحديثه على الصواب في جامع الترمذي وغيره أبو جرير يأتي في الحاء المهملة على الصواب أبو جسرة ذكره أبو بكر بن أبي علي واستدركه أبو موسى وأخرج من طريق أبي بكر بن أبي عاصم ثم من رواية داود بن مساور عن معقل بن همام سمعت أبا جسرة يقول وفدنا إلى (7/37)
<38> رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهانا عن الدباء والحنتم والمزفت وهو خطأ نشأ عن تصحيف وإنما هو أبو الخير بخاء معجمة ثم تحتانية وهو الصباحي من عبد القيس وسيأتي على الصواب أبو جمعة روى عنه عبد الله بن عوف الرملي حديثا وغاير الدولابي في الكنى بينه وبين أبي جمعة بن سبع وهما واحد والحديث الذي ذكره معروف بالأول أبو الجمل بفتحتين ذكره بن عبد البر في آخر حرف الجيم من الكنى وحكاه عن عباس الدوري عن يحيى بن معين قال أبو الجمل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه هلال بن الحارث كاد يكون بحمص وقد رأيت بها غلاما من ولده قاله يحيى وقد تعقب بن فتحون وغيره ذلك وقالوا لا خلاف بين أهل العلم أن هلال بن الحارث يكنى أبا الحمراء بالمهملة والراء والمد وليس في الصحابة من يكنى أبا الجمل والوهم فيه من أبي عمر لا من عباس والموجود في تاريخ بن معين رواية عباس بالمهملة والراء وهكذا رواه أبو بشر الدولابي ومحمد بن مخلد وأحمد بن شاهين والد أبي حفص وأبو سعيد بن الأعرابي وغيرهم كلهم عن عباس الدوري وقد ذكره أبو عمر على الصواب في الحاء المهملة فقال أبو الحمراء اسمه هلال وله فيه وهم آخر فإنه قال في الأسماء هلال بن الحمراء فجعل كنيته اسم أبيه أبو جهيمة ذكره الذهبي في التجريد وعزاه لأبي موسى فإنه أخرج من طريق محمد بن الحسن بن النقاش المقري قال حدثنا الحسين بن إدريس حدثنا خالد بن هياج حدثنا أبي حدثنا سفيان هو الثوري عن منصور عن فضيل بن عمرو عن أبي العالية عن أبي جهيمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مجلسه بأخرة سبحانك اللهم وبحمدك الحديث قال أبو موسى رواه الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب ورواه جرير عن فضيل بن عمرو عن زياد بن الحصين عن معاوية قلت كذا فيه وإنما هو عن أبي العالية لا عن معاوية فقد ذكر بن أبي حاتم في العلل عن أبيه أن زياد بن الحصين رواه عن أبي العالية مرسلا وزياد بن الحصين يكنى أبا جهيمة وهو الذي روى هذا الحديث عن أبي العالية وقوله في الأول عن أبي العالية عن أبي بن كعب خطأ وإنما هو عن أبي العالية عن رافع بن خديج كما أخرجه الحاكم في المستدرك وذكر رافع بن خديج فيه مع ذلك خطأ والصواب مرسل كما قال بن أبي حاتم عن أبيه وقد رواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن الثوري بالسند الأول لكن لم يجاوز به أبا العالية وأبو نعيم من المتقنين بخلاف غيره وبالله التوفيق حرف الحاء المهملة القسم الأول (7/38)
<39> أبو حابس الجهني ذكره الطبري في الصحابة واستدركه بن فتحون أبو حاتم المزني حجازي قال الترمذي وابن حبان وابن السكن له صحبة وزاد الترمذي بعد أن أخرج حديثه وهو في تزويج الأكفاء إذا جاءكم من ترضون دينه الحديث لا أعرف له غيره وأورد أبو داود حديثه في المراسيل فهو عنده تابعي ونقل بن أبي حاتم عن أبي زرعة قال لا أعرف له صحبة ولا أعرف له إلا هذا الحديث وزعم بن قانع أن اسمه عقيل بن مقرن وقد بينت وهمه في ترجمة عقيل المذكور روى عنه محمد وسعيد ابنا عبيد أبو حاجب الأنصاري ذكره الدولابي في الصحابة من كتاب الكنى ولم يذكر له حديثا أبو الحارث بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي هو نوفل أبو الحارث بن الحارث الكندي هو غرفة نزل مصر أبو الحارث بن الحنظلية أخو سهيل هو سعد الأنصاري أبو الحارث هو عبد الله بن السائب المخزومي أبو الحارث هو عياش بن أبي ربيعة المخزومي تقدموا كلهم في الأسماء أبو الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد الأنصاري الزرقي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا أبو الحارث الأزدي ذكره بن أبي عاصم وتبعه أبو بكر بن أبي علي وروى من طريق سليمان بن عبيد عن القاسم بن يحيى عنه في هذه الآية ولقد رآه نزلة أخرى فقالوا يا رسول الله ما رأيت قال رأيت فراشا من ذهب كهيئة الضباب أبو حازم الأحمسي هو صخر بن عيلة تقدم في الأسماء أبو حازم البجلي والد قيس وقيل اسمه عوف وقيل عبد عوف أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود وصححه وابن خزيمة وابن حبان والحاكم كلهم من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبيه أنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقام في الشمس فأمر به فتحول الى الظل قال محمد بن سعد قتل أبو حازم بصفين أبو حازم البجلي آخر ذكره أبو نعيم في الصحابة وأخرج من طريق قيس بن الربيع عن أبان بن عبد الله البجلي عن كريمة بنت أبي حازم عن أبيه قال اختصم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان في ولد فقضى به لأحدهما أبو حازم الأنصاري من بني بياضة ذكره البغوي وغيره في الصحابة وأخرج هو وإسحاق بن راهويه في مسنده والحسن بن سفيان وغيرهم عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي وأخرج البغوي وأبو داود في المراسيل من طريق شمر بن عطية عن أبي حازم قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم نطع يستظل به من الغنيمة فذكر الحديث وأخرج (7/39)
<40> النسائي حديثه الأول من طرق قال في بعضها عن أبي حازم مولى الأنصار وفي بعضها مولى الغفارين وفي بعضها عن أبي حازم التمار عن البياضي والرجل الذي من بني بياضة اسمه عبد الله بن جابر وقيل فروة بن عمرو وأما التمار فهو تابعي مولى أبي رهم الغفاري وقال الآجري قلت لأبي داود أبو حازم حدث عنه محمد بن إبراهيم قال هو الرجل الذي من بني بياضة وقيل إنهما اثنان التمار هو مولى أبي رهم الغفاري وإن البياضي هو مولى الأنصاري والله أعلم أبو حاضر غير منسوب ذكره البغوي وابن الجارود والباوردي وابن حبان في الصحابة وقال الذهلي لا أدري له صحبة أم لا وقال البغوي لم ينسب وقال بن مندة له ذكر في الصحابة وأخرج هو والبغوي من طريق شعبة عن خالد الحذاء عن أبي هنيدة عن أبي حاضر قال ألا أعلمك كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنازة اللهم نحن عبادك وأنت خلقتنا وأنت ربنا وإليك معادنا وفي رواية البغوي أنه صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة ثم قال ألا أخبركم فذكره وقال فيه أنت خلقتنا ونحن عبادك والباقي مثله أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري أخو سهيل بن عمرو من السابقين إلى الإسلام ذكره بن إسحاق فيمن هاجر الى الحبشة أبو حامد يأتي في أبي حماد أبو حبة البدري وقع ذكره في الصحيح من رواية الزهري عن أنس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبي حبة البدري عقب حديث الزهري عن أنس عن أبي ذر في الإسراء وروى عنه أيضا عمار بن أبي عمار وحديثه عنه في مسند بن أبي شيبة وأحمد وصححه الحاكم وصرح بسماعه عنه وعلي هذا فهو غير الذي ذكر بن إسحاق أنه استشهد بأحد وله في الطبراني حديث آخر من رواية عبد الله بن عمرو بن عثمان عنه وسنده قوي إلا أن عبد الله بن عمرو بن عثمان لم يدركه وقال أبو حاتم اسمه عامر بن عبد عمرو بن عمير بن ثابت وقال أبو عمر يقال بالموحدة وبالنون وبالياء والصواب بالموحدة وقيل اسمه عامر وقيل مالك وبالنون ذكره موسى بن عقبة وابن أبي خيثمة وأنكر الواقدي أن يكون في البدريين من يكنى أبا حبة بالموحدة وقد ذكر بن إسحاق في البدريين أبا حبة من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف وكان أخا سعد بن خيثمة لأمه ووافقه أبو معشر وقال بن سعد لم نجد في نسب الأنصار في ولد عمرو بن عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة أحدا يقال له أبو حبة وقال الواقدي في الأنصار من يكنى أبا حبة اثنان أحدهما أبو حبة بن غزية بن عمرو المازني من بني مازن بن النجار لم يشهد بدرا والآخر أبو حبة بن عبد عمرو شهد صفين مع علي وليس هو من أهل بدر وجزم عبد الله بن محمد بن عمارة أن الذي شهد بدرا يكنى أبا حنة بالنون بدل الموحدة قال واسمه ثابت بن النعمان بن أمية أخو أبي الصباح لأمه ونقل العسكري عن الجهمي قال أبو حبة الأنصاري اثنان أحدهما عمرو بن غزية وهو الأكبر والآخر يزيد بن غزية وهو الأصغر وقال وابن الكلبي يقوله بالنون (7/40)
<41> أبو حبة بن غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني قال موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما شهدا أحدا واستشهد باليمامة وادعى الطبري أن اسمه زيد وقد خلطه غير واحد بالذي قبله وفرق بينهما غير واحد قال أبو عمر هذا خزرجي وذاك أوسي وهذا لم يشهد بدرا وذاك شهدها والله أعلم أبو حبيب العنبري جد الهرماس بن حبيب ذكره الدولابي في الكنى وسماه إسحاق بن راهويه ثعلبة وقد تقدم في الأسماء أبو حبيب بن زيد بن الحباب بن أنس بن زيد بن عبيد الأنصاري الخزرجي يجتمع مع أبي بن كعب في عبيد قال بن الكلبي شهد بدرا وقال أبو عمر ذكر في الصحابة ولا أعرفه أبو حبيب الفهري تقدم ذكره في ولده حبيب في الأسماء أبو حبيب روى عنه بن الشاعر وهو مجهول كذا في التجريد أبو حبيبة بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة الأنصاري استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن منده على جده وقال إنه ممن شهد أحدا أبو حثمة الأنصاري والد سهل اسمه عبد الله ويقال عامر بن ساعدة بن عامر بن عدي الحارثي تقدم نسبه في ترجمة ولده قال البخاري في التاريخ قال لي إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن صدقة حدثني محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا حثمة خارصا وأخرجه الدارقطني من طريق أخرى عن محمد بن صدقة فزاد في آخره فجاء رجل فقال يا رسول الله إن أبا حثمة زاد علي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بن عمك يشكوك فقال يا رسول الله لقد تركت له خرفة أهله وذكر الواقدي عن محمد بن يحيى بن سهل عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد من رجل يدلنا على الطريق يخرجنا على القوم من قرب فقال أبو حثمة أنا فكان دليله حتى أخرجه على القوم وقال الواقدي كان أبو بكر وعمر وعثمان يبعثونه على الخرص ومات في أول ولاية معاوية وقد ذكر بن إسحاق في السيرة هذه القصة لكن قال في صاحبها إنه أبو خيثمة بمعجمة ثم مثناة تحتانية ثم فوقانية وذكر اليعمري أنه وهم وأن الصواب أنه أبو حثمة والد سهل ولم يأت على الجزم بذلك دليل الا قول بن عبد البر ليس في الصحابة أبو حثمة سوى الجعفي والسالمي وفي هذا الحصر نظر أبو حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر القرشي العدوي أخو أبي جهم قال بن السكن له صحبة وهو من مسلمة الفتح أبو الحجاج الثمالي اسمه عبد الله بن عبد بن عامر وقيل جعد بن عبد تقدم في الأسماء أبو الحجاج الأسلمي والد الحجاج بن الحجاج تقدم في الأسماء ذكره البغوي وقال سكن المدينة أبو حدرد الأسلمي والد عبد الله تقدم حديثه في ترجمة ولده وقد تقدم في حرف النون من (7/41)
<42> الأسماء في ترجمة ناجية وله حديثه آخر عند البخاري في الأدب المفرد وقيل اسمه سلامة بن عمير بن أبي سلامة بن سعد بن مسآب بكسر الميم وسكون المهملة بعدها همزة ممدودة وآخره موحدة ضبطه أبو علي الجياني وقيل اسمه عبد مكبر بغير إضافة قاله أحمد وقيل عبيد مصغر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عم حمل بن بشر بن حدرد ومحمد بن إبراهيم التيمي ذكره العسكري ووقع في تهذيب المزي أن بن سعد أرخ وفاته سنة إحدى وسبعين وتعقبه مغلطاي بأن بن سعد إنما ترجم عبد الله بن أبي حدرد وساق نسبه ثم أرخه وزاد وهو بن إحدى وثمانين وكذا أرخه خليفة ويحيى بن بكير وغيرهما أبو حدرد آخر هو الحكم بن حزم الكلفي تقدم في الأسماء أبو حدرد آخر اسمه البراء ذكره بن عبد البر وقال لا أعرفه أبو حدرد يأتي في أبي حديرة أبو حذافة السهمي هو عبد الله بن حذافة بن قيس تقدم أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي قال معاوية اسمه مهشم وقيل هشيم وقيل هاشم وقيل قيس كان من السابقين إلى الإسلام وهاجر الهجرتين وصلى الى القبلتين قال بن إسحاق أسلم بعد ثلاثة وأربعين إنسانا وتقدم له ذكر في ترجمة سالم مولى أبي حذيفة وثبت ذكره في الصحيحين في قصة سالم من طريق الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن أبا حذيفة بن عتبة كان ممن شهد بدرا يكنى سالما قالوا كان طوالا حسن الوجه استشهد يوم اليمامة وهو بن ست وخمسين سنة أبو حذيفة الثقفي من ولد غياث بن مالك شهد بيعة الرضوان قاله المدائني استدركه بن فتحون أبو حرب بن خويلد بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي قال بن الكلبي كان فارسا في الجاهلية ثم أسلم ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم وسأل أن قومه لا يعشروا ولا يحشروا فأجابه الى ذلك وفي شرح السيرة للقطب أنه عرض عليه الإسلام فأبى ثم أسلم بعد ذلك أبو حريز روى عنه أبو ليلى تقدم بيانه في حريز في الأسماء أبو حريزة بزيادة هاء في آخره قاله المستغفري له صحبة وذكره البخاري في الكنى المفردة وأورد له من طريق هشيم عن أبي إسحاق الكوفي وهو الشيباني عن أبي حريزة قال قال عبد الله بن سلام يا رسول الله نجدك في الكتب قائما عند العرش محمرة وجنتاك خجلا مما أحدثت أمتك من بعدك وأورد أبو أحمد الحاكم هذا الحديث في ترجمة أبي حريز الذي قبل هذا والراجح أنه غيره أبو حريش شهد ماعز بن مالك تقدم ذكره في ترجمة حريش ولده أبو حسان جد صالح بن حسان قال بن مندة له صحبة روى حديثه مجالد عن صالح (7/42)
<43> بن حسان عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم أبو حسان ويقال أبو حسن ويقال أبو حسين مولى بني نوفل قال عبد بن حميد حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن بن المنكدر حدثني أبو حسان مولى بني نوفل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر وأخرج بن مندة من طريق عباس الدوري عن يعقوب بهذا السند فقال حدثني أبو حسين مولى بني نوفل وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن بن عباس فقال حدثنا أبو حسن وقد روى الزهري عن أبي حسن مولى بني نوفل عن بن عباس حديثا ونوفل منسوب إلى ولائه هو بن الحارث بن عبد المطلب فإنه مولى بني عبد الله بن الحارث بن نوفل فإن يكن كذلك فهو تابعي ويحتمل أن يكون منسوبا لنوفل بن عبد مناف ففيهم جد عثمان بن سعيد بن أبي حسين أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي تقدم في الأسماء أبو حسن الأنصاري ثم المازني جد يحيى بن عمارة بن أبي حسن مشهور بكنيته واسمه تميم بن عمرو وقيل بن عبد عمرو وقيل بن عبد قيس بن مخرمة بن الحارث بن ثعلبة بن مازن قال بن سكن بدري له صحبة وساق من طريق حسين بن عبد الله الهاشمي حدثنا عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن عن أبيه عن جده أبي حسن وكان عقبيا بدريا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا ومعه نفر من أصحابه فقام رجل ونسي نعليه فأخذهما آخر فوضعهما تحته فجاء الرجل فقال نعلى فقال القوم ما رأيناهما فقال الرجل أنا أخذتهما وكنت ألعب فقال النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بروعة المؤمن قالها ثلاثا وأخرج عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق الدراوردي حدثني عمرو بن يحيى عن يحيى بن عمارة عن أبيه قال دخلت الأسواق فأخذت دبسيين وأمهما ترشرس عليهما فدخل على أبو حسن فضربني وقال ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتي المدينة وأخرجه الطبراني من طريق محمد بن فليح عن عمرو بن يحيى أخصر من هذا وقال فيه إذا دخل أبو حسن صاحب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث قال الذهبي بقي إلى زمن علي بن أبي طالب أبو الحسن رافع بن عمرو الطائي تقدم في الأسماء أبو حسن مولى بني نوفل تقدم في أبي حسان أبو حسين بالتصغير تقدم فيه أيضا أبو الحشر بفتح أوله وسكون المعجمة بعدها راء ذكر قصة لأبي بكر الصديق مع صهيب أخرجها بن أبي شيبة من طريق أبي الضحى عن مسروق قال مر صهيب بأبي بكر فأعرض عنه فقال مالك أعرضت عني أبلغك شيء تكرهه قال لا والله إلا رؤيا رأيتها لك كرهتها قال وما رأيت قال رأيت يدك مغلولة الى عنقك على باب رجل من الأنصار يقال له أبو الحشر فقال أبو بكر نعم ما رأيت جمع لي ديني الى يوم الحشر أبو حصيرة ذكر بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه من تمر خيبر واختلف (7/43)
<44> في ضبطه فقيل بكسر الصاد المهملة وقيل بالضاد المعجمة أبو حصين العبسي اسمه لقمان تقدم في الأسماء أبو حصين السدوسي ذكره بن منده وقال روى حديثه نعيم عن عمه عن أبيه أبو حصين السلمي ذكره البغوي وذكر أن الواقدي أخرج عن عن عبد الله بن يحيى عن عمر بن الحكم عن جابر قال قدم أبو حصين السلمي بذهب من معدن فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكر حديثا طويلا أبو حصين الأنصاري السالمي وقع ذكره في كتاب أحكام القرآن لإسماعيل القاضي من طريق أسباط بن نصر عن السدي أسنده الى رجل من قومه أن أبا الحصين كان له ابنان فقدم تجار من الشام الى المدينة فتنصرا ولحقا معهم بالشام فأتى أبو الحصين النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال لا إكراه في الدين ولم يؤمر يومئذ بقتال فوجد أبو الحصين في نفسه فنزلت فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك الآية وهكذا أخرجه الطبري من طريق أسباط عن السدي وذكر المزي في ترجمة جعفر بن محمد أن أبا داود أخرجه في كتاب الناسخ والمنسوخ عن جعفر بن محمد عن عمرو بن حماد عن أسباط بن نصر فذكر نحوه لكن قال نزلت في رجل من الأنصار يقال له الحصين وأخرج الطبري أيضا من طريق محمد بن إسحاق صاحب المغازي عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن أبي عباس قال نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار يقال له الحصين من بني سالم بن عوف الحديث قلت وفي الرواة الحصين بن محمد السالمي سمع منه الزهري ووصفه بأنه من سراة الأنصار وحديثه عنه في الصحيح ولم يذكر من حدث به وذكر بن أبي حاتم أن روايته له إنما هي عن عتبان بن مالك وكذا ذكره بن حبان في ثقات التابعين فلا يفسر به هذا الصحابي وإن اشتركا في أنهما من الأنصار من بني سالم وقد تقدم الكلام فيه فيمن اسمه حصين من الأسماء بأبسط من هذا أبو حفص عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه تقدم أبو حفص بن عمرو بن المغيرة المخزومي زوج فاطمة بنت قيس وقيل أبو عمرو بن حفص بن المغيرة وسيأتي في العين أبو الحكم رافع بن سنان تقدم أبو الحكم بن سفيان الثقفي تقدم في الحكم بن سفيان أبو الحكم بن حبيب بن ربيعة بن عمرو بن عمير الثقفي ذكره المدائني في من استشهد مع أبي عبيد يوم الجسر ويقال لذلك اليوم يوم جسر الناطف قال المدائني أصيب يومئذ من ثقيف ثلاثمائة رجل مع أمير الجيش أبي عبيد كان منهم ثمانون رجلا قد خضبوا الشيب فذكره واستدركه بن فتحون أبو حكيم القشيري جد بهز بن حكيم هو معاوية بن حيدة تقدم أبو حكيم بن مقرن المزني أحد الإخوة اسمه عقيل تقدم (7/44)
<45> أبو حكيم الكناني جد القعقاع بن حكيم ذكره البغوي في الصحابة وساق من طريق بن سمعان عن المقبري عن القعقاع بن حكيم عن جده وكان في حجر عائشة رضي الله عنها قال فقلت لها سلي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في النعلين وهو يطأ بهما على الآثار فقال إن التراب لهما طهور قال البغوي لم أجده إلا عند بن سمعان وهو واهي الحديث أبو حكيم يزيد ويقال حكيم أبو يزيد حديثه في النصيحة تقدم في الأسماء أبو حكيم المزني قال الباوردي له صحبة وحديثه عند الحمصيين وأخرج هو وابن السكن والطبراني من طريق ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد قال زعم أبو حكيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو لم ينزل على أمتي إلا سورة الكهف لكفاهم وله ذكر في أثر موقوف أخرجه عبد الرزاق من طريق عبد الله بن مرداس قال جاءني رجل يسألني فقلت عليك بعبد الله بن مسعود أو بأبي حكيم المزني فذكر قصة في صيام الجنب وأخرجه الطبراني أيضا وهذا يدل على أنه كان مشهورا بالفتيا أبو حكيم ويقال أبو حكيمة عمرو بن ثعلبة تقدم في الأسماء أبو حلوة مولى العباس بن عبد المطلب ذكره الفاكهي في كتاب مكة من طريق بن جريج قال جاء مولى العباس الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنا أبو مرة مولى العباس قال بل أنت أبو حلوة أبو حليمة باللام اسمه معاذ بن الحارث الأنصاري القاري تقدم ذكره أبو حماد الأنصاري ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا وذكره أبو موسى وساق من طريق أبي الشيخ حديثا من رواية بن لهيعة عن واهب بن عبد الله عن عقبة بن عامر وأبي حماد أو أبي حامد الأنصاري صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من وجد مؤمنا على خطيئة فسترها كانت له كموؤدة أحياها قلت أبو حماد كنيته عقبة بن عامر فلولا قوله صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتثنية لجاز أن الواو سقطت أبو حماد عقبة بن عامر الجهني مشهور تقدم أبو حمامة ذكره البغوي في الصحابة وقال رأيت بعض من ألف في الصحابة ذكره ولا أعرف له اسما ولا سمعت له خبرا انتهى وقد ذكره بن الجارود في الصحابة أيضا وأخرج له من طريق بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن الحارث بن أبي بكر عن أبيه عن حمامة عن أبيه حديثا أبو الحمراء مولى النبي صلى الله عليه وسلم اسمه هلال بن الحارث ويقال بن ظفر نقله بن عيسى في تاريخ حمص تقدم في الأسماء قال البخاري يقال له صحبة ولا يصح حديثه أبو الحمراء آخر شهد بدرا وأحدا ويقال له مولى عفراء ويقال مولى الحارث بن رفاعة أبو حمزة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهور تقدم في الأسماء أبو حمزة الأنصاري الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم ابنك حمزة تقدم في (7/45)
<46> حمزة من القسم الثاني من الحاء المهملة أبو حميد الساعدي الصحابي المشهور اسمه عبد الرحمن بن سعد ويقال عبد الرحمن بن عمرو بن سعد وقيل المنذر بن سعد بن المنذر وقيل اسم جده مالك وقيل هو عمرو بن سعد بن المنذر بن سعد بن خالد بن ثعلبة بن عمرو ويقال إنه عم سهل بن سعد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث وله ذكر معه في الصحيحين روى عنه ولد ولده سعيد بن المنذر بن أبي حميد وجابر الصحابي وعباس بن سهل بن سعد وعبد الملك بن سعيد بن سويد وعمرو بن سليم وعروة ومحمد بن عمرو بن عطاء وغيرهم قال خليفة وابن سعد وغيرهما شهد أحدا وما بعده وقال الواقدي توفي في آخر خلافة معاوية أو أول خلافة يزيد بن معاوية أبو حميد أو أبو حميدة على الشك ذكره البلاذري في الصحابة وأخرج حديثه الإمام أحمد في مسنده في تضاعيف حديث أبي حميد الساعدي قال أحمد حدثنا حسن بن موسى وأبو كامل قالا حدثنا زهير عن عبد الله بن عيسى عن موسى بن عبد بن يزيد عن أبي حميد أو أبي حميدة شك زهير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها الحديث واستدركه بن فتحون والظاهر أنه غير الساعدي إذ لو كان هو لم يشك زهير بن معاوية فيه أبو حميضة الأنصاري السالمي اسمه معبد بن عباد تقدم أبو حميضة المزني ذكره بن السكن والعثماني وغيرهما في الصحابة وقال بن حبان له صحبة وأخرج بن السكن والطبراني في مسند الشاميين من طريق نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن بن عائذ عن غضيف بن الحارث حدثني أبو حميضة المزني قال حضرنا طعاما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشتغل بحديث رجل أو أمرأة فجعلنا نأكل ونقصر في الأكل فأقبل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فأكل معنا ثم قال كلوا كما يأكل المؤمنون فأخذ لقمة عظيمة ثم قال هكذا لقما خمسا أو ستا إن كان مع ذلك شيء وإلا شرب وقام قال بن السكن لم أجد له من الرواية إلا هذا أبو حنش ذكره بن سعد في الصحابة وقال قيل له لا تسأل الإمارة كذا في التجريد أبو حنة بالنون كذا يقوله الواقدي وقد مضى قبل أبو حنة الأنصاري أخو أبي حبة بن غزية بالموحدة ذكره بن أبي خيثمة ونقلته من خط مغلطاي أبو حنة آخر يقال اسمه مالك بن عامر أو بن عمير تقدم أبو حوالة الأزدي اسمه عبد الله بن حوالة تقدم أبو حيان تقدم في ترجمة حيان غير منسوب من حرف الحاء المهملة من الأسماء أبو حيوة الكندي أو الحضرمي جد رجاء بن حيوة ذكره أبو نعيم وأسند عن الطبراني بسند له عن خارجة بن مصعب عن رجاء بن حيوة عن أبيه عن جده أن جارية مرت على النبي صلى الله عليه وسلم وهي تحج فقال لمن هذه قالوا لفلان قال أيطؤها قالوا نعم قال وكيف يصنع بولده (7/46)
<47> أيدعيه وليس به بولد أو يستعبده وهو يعدو في سمعه وبصره ولقد هممت أن ألعنه لعنة تدخل معه في قبره أبو حية التميمي اسمه حابس تقدم في الأسماء القسم الثاني خال القسم الثالث أبو حديرة الأجذمي ويقال الجذامي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد خطبة عمر بالجابية ذكره بن عساكر وأخرج قصته من طريق يعقوب بن سفيان عن سعيد بن عقبة عن بن لهيعة عن يزيد بن حبيب أن أبا الخير حدثه أن عبد العزيز بن نبهان سأل كريب بن أبرهة أحضرت خطبة عمر قال لا قال فبعث إلى سفيان بن وهب فقال قال عمر فحمد الله وأثنى عليه وقال إني أقسم هذا المال على من أفاء الله عليه بالعدل إلا هذين الحيين من لخم وجذام فقام إليه أبو حديرة فقال أنشدك الله في العدل يا عمر فقال القصة وأخرجها مسدد في مسنده الكبير وأبو عبيد في الأطول من رواية عبد الحميد بن جعفر عن يزيد عن سفيان بن وهب نحوه أبو الحصين الحنفي كان ممن ثبت على الإسلام وفيه يقول بن المطرح الحنفي يخاطب أبا بكر الصديق رضي الله عنه لسنا نغرك من حنيفة إنهم والراقصات إلى منى كفار غيري وغير أبي الحصين عامر وابن السفين قد نشا أبرار ذكره وثيمة في كتاب الردة واستدركه بن فتحون أبو حناءة بفتح أوله والنون والمد وهمزة قبل الهاء بن أبي أزيهر الدوسي له إدراك وكان قتل أبي ازيهر بعد وقعه بدر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولأبي حناءة هذا بنت تسمى سمية تزوجها مجاشع بن مسعود وهي صاحبة القصة مع نصر بن حجاج القسم الرابع أبو حبيب العنبري ذكره الذهبي في التجريد وغاير بينه وبين جد الهرماس وهما واحد وقد عزاه في كل من الترجمتين لتخريج أبي موسى ولم أره في الذيل إلا موضع واحد أبو حبيش الغفاري استدركه أبو موسى وإنما هو بالخاء المعجمة والنون كما سيأتي بيانه وقد ذكره بن منده على الصواب (7/47)
<48> أبو حزامة السعدي ذكره بن منده في الحاء المهملة والصواب بالمعجمة وسيأتي أبو الحسن الراعي ذكره الذهبي في التجريد فقال كذاب ادعى الصحبة ولا وجود له تفرد منه علي بن عون شيخ روى عنه صدر الدين بن حمويه الجويني والمؤيد محمد بن علي الحلبي فهو كذاب وقال في الميزان أبو الحسن بن نوفل الراعي قال حملت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة انشق القمر قال علي بن عون لقيته بتركسان بعد الستمائة أبو حسنة الخزاعي ذكره بعضهم في الصحابة وهو خطأ نشأ عن تصحيف وأسند من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا حسنة الخزاعي صاحب البدن أخبره أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما يعطب من البدن قال الحافظ صالح جزرة صحفه أبو ضمرة تصحيفا عجيبا وذلك أنه كان فيه أن ناجية الخزاعي فزيدت ألف قبل ناجية ومدت الجيم فصارت أبا حسنة وقد تقدم الحديث على الصواب في الأسماء في حرف النون أبو حفصة ذكره المستغفري في الصحابة وهو خطأ نشأ عن تصحيف وانقلاب فإنه أورد من طريق شعبة عن المغيرة بن عبد الله قال جلست إلى أبي حفصة فذكر حديث الرقوب والصواب أبو خصفة بفتح المعجمة وتقديم الصاد على الفاء وفتحها وسيأتي في الخاء المعجمة إن شاء الله تعالى أبو حكيم بن أبي يزيد الكرخي ذكره البغوي وقال لا أعلم روى حديثه إلا عطاء بن السائب ثم أورد من طريق حماد بن يزيد عن أبيه قلت وكنية هذا الصحابي أبو يزيد وسيأتي واضحا في حرف الياء الأخيرة ولا يلزم من أن ابنه يسمى حكيما أن يكنى هو أبا حكيم ولم يقع في رواية البغوي ولا غيره إلا مكنى أبا يزيد فذكره في حرف الحاء من الكنى وهم أبو الحيسر بفتح أوله وسكون التحتانية بعدها مهملة مفتوحة ثم راء اسمه أنس بن رافع تقدم في الأسماء أبو حيوة الصنابحي قال أبو موسى أورده أبو بكر بن أبي علي وأورد له حديثا فصحف الأسم والنسبة معا وقال وإنما هو أبو خيرة بخاء معجمة ثم راء والصباحي بموحدة بعد الصاد وبلا موحدة بعد الألف وسيأتي في الخاء المعجمة على الصواب أبو حية النميري ذكره الذهبي في التجريد وقال اسمه الهيثم بن الربيع قال بن ناصر له صحبة انتهى ولا أعرف له في ذلك سلفا بل لا صحبة لأبي حية ولا رؤية ولا إدراك قال المرزباني في معجم الشعراء وكانت بأبي حية لوثة واختلاط كان ينزل البصرة وهو شاعر راجز مقصد كان أبو عمرو بن العلاء يقدمه وأدرك أيام هشام بن عبد الملك وبقي إلى أيام المنصور ثم المهدي ورثي المنصور لما مات وهو القائل ألا حي من أهل الحبيب المغانيا لبس البلي لما لبسن اللياليا إذا ما تقاضى المرء يوم وليلة تقاضاه شيء لا يمل التقاضيا وعده محمد بن سلام الجمحي في طبقات الشعراء في طبقة بشار بن برد ودونه وقال أبو الفرح الأصبهاني أبو (7/48)
<49> حية الهيثم بن ربيع بن زرارة بن كثير بن جناب بن كعب بن مالك بن عامر بن نمير بن عامر بن صعصعة النميري شاعر مجيد متقدم من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية وكان فصيحا راجزا مقصدا من ساكني البصرة وكان أهوج جبانا بخيلا كذابا معروفا بجميع ذلك قلت لعل مستند من عدة في الصحابة قول من وصفه بأنه مخضرم وهو مستند باطل فإن المخضرم الذي يذكره بعضهم في الصحابة هو الذي أدرك الجاهلية والإسلام والمخضرم أيضا من أدرك الدولتين الأموية والعباسية فأبو حية من القسم الثاني لا من القسم الأول وقال أبو بكر بن أبي خيثمة حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال كان لأبي حية سيف يسميه لعاب المنية لا فرق بينه وبين الخشبة وكان أجبن الناس فحدثني جار له قال دخل بيته ليلة كلب فسمع حسه فظنه لصا فأشرفت عليه وقد انتضى سيفه لعاب المنية وهو يقول أيها المغتر بنا والمجتري علينا بئس والله ما اخترت لنفسك خير قليل وسيف صقيل اخرج بالعوف عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك يقول هذا كله وهو واقف في وسط الدار فبينما هو كذلك إذ خرج الكلب فقال الحمد لله الذي مسخك كلبا وكفانا حربا وقال أبو محمد بن قتيبة كان أبو حية النميري من أكذب الناس فحدث يوما أنه يخرج الى الصحراء فيدعو الغربان فتقع حوله فيأخذ منها ما شاء فقيل له يا أبا حية أرأيت إن أخرجناك الى الصحراء يوما فدعوت الغربان فلم تأت ماذا نصنع بك قال أبعدها الله إذا قال وحدث يوما قال عن لي ظبي فرميته فراغ عن سهمي فعارضه السهم فراغه فعارضه فما زال والله يروغ ويعارضه حتى صرعه وأسندها المبرد عن بن أبي جبيرة قال كان أبو حية النميري أكذب الناس وكان يروي عن الفرزدق فسمعته يوما يقول عن لي ظبي فرميته فراغ فذكر نحوه وقال الرقاشي عن الأصمعي وفد أبو حية النميري على أبي جعفر المنصور وقد امتدحه وهجا بني حسن فوصله بشيء دون ما أمل فصار الى الحيرة فشرب عند خمارة واشترى منها شنة فذكر له معها قصة قبيحة وقال بن قتيبة لقي بن مناذر أبا حية النميري فقال له أنشدني بعض شعرك فأنشده فقال ما هذا أهذا شعر فقال أبو حية وأي عيب فيه ما فيه عيب إلا أنك سمعته وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي أبو حية النميري شاعر إسلامي أدرك أواخر دولة بني أمية وأول دولة بني العباس ومات في آخر خلافة المنصور قلت وما تقدم عن المرزباني أنه رثى المنصور يقتضي أنه عاش الى خلافة المهدي كما قال وحكى المرزباني أن سلمة بن عياش العامري الشاعر قال لأبي حية النميري أتدري ما يقول الناس قال وما يقولون قال يزعمون أني أشعر منك فقال إنا لله هلك الناس وذكرها المرزباني أيضا فقال حدث من غير وجه عن سلمة بن عياش العامري من شعراء البصرة محمد بن سليمان بن علي قال قلت لأبي حية فذكر مثله قلت وكانت إمارة محمد بن سليمان من قبل المهدي فمن بعده وذلك في عشر السنين ومائة وبعد ذلك فهذه أقوال الأخباريين تظافرت على أن أبا حية لا صحبة له ولا إدراك فهو المعتمد والله أعلم حرف الخاء المعجمة القسم الأول (7/49)
<50> أبو خارجة عمرو بن قيس الخزرجي البدري تقدم في الأسماء أبو خالد حكيم بن حزام الأسدي أبو خالد يزيد بن أبي سفيان الأموي تقدما أبو خالد غير منسوب ذكره أبو أحمد الحاكم عن البخاري وكذا المستغفري وقال صحابي وحديثه عند الأعمش عن مالك بن الحارث عن أبي خالد وكانت له صحبة قال وفدنا على عمر بن الخطاب ففضل أهل الشام في الجائزة علينا أخرجه بن أبي شيبة واستدركه أبو موسى أبو خالد الحارث بن قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جثم الأنصاري الزرقي ذكره بن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا والعقبة وغير ذلك من المشاهد وذكر الواقدي من طريق ضمرة بن سعيد أن أبا خالد الزرقي جرح باليمامة جراحات فانتقضت عليه في خلافة عمر فمات أبو خالد الحارثي من بني الحارث بن سعد ذكره بن شاهين في الصحابة وساق من طريق إبراهيم بن بكير البلوي عن بثير بموحدة ثم مثلثة مصغرا بن أبي قسيمة السلامي بتشديد اللام أخبرني أبو خالد الحارثي من بني الحارث بن سعد قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا فوجدته يتجهز الى تبوك فخرجنا معه حتى جئنا الحجر من أرض ثمود فنهانا أن ندخل بيوتهم وأن ننتفع بشيء من مياههم فذكر الحديث بطوله وفيه أنه أتى الى الحي بعد أن صلى الظهر مهجرا فوجد أصحابه عنده فقال ما زلتم تبكونه بعد وكان ماؤه نزرا لا يملأ الإداوة قال نسمي ذلك المكان تبوكا ثم استخرج مشقصا من كنانته فقال انزل فاغرسه وسم الله فنزل فغرسه فجاش عليه الماء وفي هذه القصة قال إبراهيم بن بكير جاءنا أبو عقال رجل من جذام كان يقال إنه من الأبدال فقال دلوني على هذه البركة التي جاء إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حسى لا يملأ الإداوة فدعا الله فبجسها فخرجنا به حتى وقف عليها فقال نعم هي هي والله إن ماء أنبطه جبرائيل وبرك فيه محمد صلى الله عليه وسلم لعظيم البركة قال فلم تزل على ذلك حتى بعث عمر بن الخطاب بن عريض اليهودي فطواها قلت وفي سند هذا الحديث من لا نعرفه أبو خالد السلمي جد محمد بن خالد أورده البغوي في الكنى وأورد من طريق أبي المليح عن محمد بن خالد السلمي عن جده وكانت له صحبة فذكر حديثا وقيل اسمه زيد وقد تقدم بيان ذلك في الأسماء وسماه بن منده اللجلاج كما تقدم ولم أره في شيء من الروايات سمي في غير ما ذكرت أبو خالد الكندي جد خالد بن معدان كذا أورده الحسن السمرقندي في الصحابة ولم يخرج له شيئا قاله أبو موسى أبو خالد القرشي المخزومي والد خالد روى ابنه خالد بن أبي خالد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطاعون ذكره في التجريد وقال له شيء أبو خداش اللخمي له صحبة عداده في أهل الشام روى عنه عبد الله بن محيريز قوله (7/50)
<51> هكذا ذكره بن منده مختصرا وأورده بن السكن من طريق ثور بن يزيد عن عبد الله بن محيريز عن أبي خداش رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول المسلمون شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار وسيأتي في القسم الأخير ما قد يقدح في ثبوت هذه اللفظة وهي قوله رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو خراش بالراء هو حدرد بن أبي حدرد الأسلمي تقدم في الأسماء أبو خراش السلمي ذكره البغوي في الصحابة وأخرج بن المقري عن حيوة عن الوليد بن أبي الوليد أن عمران بن أبي أنس حدثه عن أبي خراش السلمي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه كذا وقع عنده السلمي وإنما هو الأسلمي كذا رواه بن وهب عن حيوة ويقال إنه حدرد بن أبي حدرد المذكور قبله أبو الخريف بن ساعدة تقدم في صيفي في الصاد المهملة أبو خزاعة نزل حمص حديثه عند كثير بن مرة ذكره في التجريد أبو خزامة أحد بني الحارث بن سعد هذيم العذري حديثه عند الزهري عن بن أبي خزامة عن أبيه واسم أبي خزامة يعمر سماه مسلم وغيره قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت رقي نرقى بها وأدوية نتداوى بها الحديث ووقع في الكنى لمسلم أبو خزامة بن يعمر وكذا قال يعقوب بن سفيان وقواه البيهقي وسماه من طريق أخرى زيد بن الحارث وقال أبو عمر ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أخطأ فيه راوية عن الزهري وهو تابعي كأنه جنح الى تقوية قول من قال عن أبي خزامة عن أبيه قال بن فتحون أخرج حديثه الباوردي والطبري من طريق بن قتيبة كما قال مسلم وكذا أخرجه الطبراني أيضا من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري وقيل عن الزهري عن أبي خزامة عن أبيه ورجحها بن عبد البر وستأتي الإشارة إليها في المبهمات وقد تقدم في الأسماء في خزامة وفي الحارث بن سعد وفي سعد هذيم بيان خطأ جميع من سماه كذلك أبو خزامة رفاعة بن عرابة الجهني كناه خليفة بن خياط وقد تقدم في الأسماء أبو خزامة بن أوس بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم الأنصاري ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وذكره بن حبان في الصحابة لكن وجدته في النسخة التي بخط الحافظ أبي علي العسكري بياء بدل الألف قال أبو خزيمة وما أظنه إلا من فساد النسخة التي نقل منها أبو خزيمة بن يربوع بن عمرو الأنصاري ذكر العدوي أنه شهد أحدا وقيل يربوع اسمه وقد تقدم في الأسماء أبو خصفة بفتحات روى علي بن عبد الله المديني وعبدة بن عبد الله الصفار وغيرهما عن وهب بن جرير عن شعبة عن ميسرة بن عبد الله الجعفي قال جلست الى أبي خصفة فقال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما الصعلوك قلنا الذي لا مال له قال الصعلوك الذي له المال لم يقدم منه شيئا قالها ثلاثا وفي رواية عنده السؤال عن الرقوب وغير ذلك (7/51)
<52> أبو خصيفة بالتصغير ذكره الطبراني في الصحابة وأخرج من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي عن يزيد بن خصيفة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التمسوا الخير عند حسان الوجوه وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خرج أحدكم من بيته فليقل لا حول ولا قوة إلا بالله قلت ويزيد ضعيف وقال العلائي شيخ شيوخنا في كتاب الوشى إن كان يزيد بن خصيفة هذا هو يزيد بن عبد الله بن خصيفة الثقة المشهور الراوي عن السائب بن يزيد فلا أعرف لأبيه ذكرا في أسماء الرواة ولا لجده خصيفة ذكرا في الصحابة إن كان غيره فلا أعرفه ولا أباه ولا جده قلت هو المشهور فقد ذكر المزي في التهذيب يزيد بن عبد الملك في الرواة عنه وذكر أن اسم والد خصيفة عبد الله بن يزيد وقيل هو خصيفة بن يزيد وعلي هذا فصحابي هذا الحديث هو خصيفة وقد ذكر المزي في ترجمة يزيد بن عبد الله بن خصيفة أن اسم والد خصيفة يزيد وقيل عبد الله بن يزيد بن سعيد بن ثمامة الكندي أبو الخطاب قال أبو عمر له صحبة ولا يوقف له على اسم روى عنه حديث واحد في الوتر من رواية أبي ثوير بن أبي فاختة وتعقبه بن فتحون بأن الصواب روى عنه ثوير وقال البغوي سكن الكوفة وقال أبو أحمد الحاكم ذكره إبراهيم بن عبد الله الخزاعي فيمن غلبت عليهم الكنى من الصحابة وأخرج بن السكن وابن أبي خيثمة والبغوي وعبد الله بن أحمد في كتاب السنة له والطبراني من طريق إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة سمعت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له أبو الخطاب وسئل عن الوتر فقال أحب الي أن أوتر إذ أصلي الى نصف الليل إن الله يهبط الى السماء الدنيا في الساعة السابعة فيقول هل من داع الحديث وفي آخره فإذا طلع الفجر ارتفع وفي رواية أبي أحمد الزبيري عن الطبراني أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوتر ولم يرفعه غيره أبو خلاد هو السائب بن خلاد تقدم في الأسماء أبو خلاد الرعيني هو عبد الرحمن بن زهير تقدم أبو خلاد غير منسوب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدا في الدنيا الحديث وعنه أبو فروة الجزري وقيل بينهما أبو مريم ثم قال البخاري هذا أولى وأخرجه البزار من طريق أبي فروة عن أبي خلاد وكانت له صحبة قال إنما أدخلناه في المسند لقوله وكانت له صحبة مع أنه لم يقل رأيت ولا سمعت انتهى وقد أخرجه بن أبي عاصم من هذا الوجه فقال في سياقه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم لكن وقع عنده عن أبي خالد والصواب عن أبي خلاد بتقديم اللام الثقيلة وزعم بن مندة أنه الذي قبله فأخرجه بن ماجة وقال يقال اسمه عبد الرحمن بن زهير أبو خلف خادم النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له الزمخشري في ربيع الأبرار حديثا مرفوعا إذا مدح المنافق اهتز العرش وغضب الرب ذكره بغير إسناد وأظنه سقط منه ذكر أنس أبو خليد الفهري ويقال أبو خليدة ويقال أبو جنيدة تقدم في الجيم (7/52)
<53> أبو خميصة هو معبد بن عباد بن قشير الأنصاري تقدم في الأسماء أبو خناس خالد بن عبد العزيز الخزاعي تقدم في الأسماء أبو خنيس الغفاري لا يعرف اسمه قال بن السكن مخرج حديثه عن أهل بيته حديثه عند أبي بكر بن عمرو بن عبد الرحمن كذا ذكره عمرو بفتح العين والصواب عمر بضمها وهو بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر من شيوخ مالك وبين أبي بكر وبين أبي خنيس راو آخر وقال الحاكم أبو أحمد له صحبة وأخرج من طريق الذهلي عن عبد الله بن رجاء عن سعيد بن سلمة عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة أنه سمع أبو خنيس الغفاري يقول خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة تهامة حتى إذا كنا بعسفان جاءه أصحابه فقال يا رسول الله جهدنا الجوع فائذن لنا في الظهر نأكله الحديث في إشارة عمر بجمع الأزواد ووقوع البركة ثم ارتحلوا فأمطروا ونزلوا فشربوا من ماء السماء وهم بالكراع فخطبهم فأقبل ثلاثة نفر فجلس اثنان وذهب الثالث معرضا فقال ألا أخبركم عن النفر الثلاثة الحديث قال الذهلي أبو بكر هذا هو بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر من شيوخ مالك قلت كذا نسبه بن أبي عاصم والدولابي في روايتيهما عن شيخين آخرين عن عبد الله بن رجاء وسند الحديث حسن وقد سمعناه بعلو في الثاني من أمالي المحاملي رواية الأصبهانيين وشاهده في الصحيحين وله شاهد آخر عنه عند الحاكم عن أنس أبو خيثمة الجعفي هو عبد الرحمن بن أبي سبرة تقدم أبو خيثمة الأنصاري السالمي وقع ذكره في حديث كعب بن مالك الطويل في قصة توبته وفيه فلما كان بتبوك إذا شخص يزول به السراب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كن أبا خيثمة فإذا هو أبو خيثمة وقد قال الواقدي إن اسم أبي خيثمة هذا عبد الله بن خيثمة وإنه شهد أحدا وبقي الى خلافة يزيد بن معاوية أبو خيثمة الأنصاري آخر اسمه مالك بن قيس قيل هو أحد من تصدق بصاع فلمزه المنافقون وذكر بن الكلبي أنه السالمي الذي قبله وأن اسمه مالك بن قيس لا عبد الله بن خيثمة فالله أعلم أبو خيثمة الحارثي تقدم التنبيه عليه في الحاء المهملة ومن قال إن الصواب إنه أبو حتمة بمهملة ثم مثناة فوقية إن الأمر فيه على الاحتمال والله أعلم أبو الخير الكندي هو الجفشيش تقدم في الأسماء أبو خيرة العبدي ثم الصباحي نسبة الى صباح بضم المهملة وتخفيف الموحدة وآخره جاء مهملة بن لكيز بن أفصي بطن من عبد القيس أخرج البخاري في التاريخ مختصرا وخليفة والدولابي والطبراني وأبو أحمد الحاكم من طريق داود بن المساور عن مقاتل بن همام عن أبي خيرة الصباحي قال كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس فزودنا الأراك نستاك به فقلنا يا رسول الله عندنا الجريد ولكن نقبل كرامتك وعطيتك فقال اللهم اغفر لعبد القيس أسلموا طائعين غير مكرهين (7/53)
<54> إذ قعد قوم لم يسلموا إلا حرابا موتورين لفظ الطبراني وفي رواية الدولابي كنا أربعين رجلا وأخرجه الخطيب في المؤتلف وقال لا أعلم أحدا سماه أبو خيرة آخر غير منسوب أفرده الأشيري عن الصباحي وذكر له حديثا وقد أخرجه الطبراني لكن أورده في ترجمة الصباحي وعندي أنه غيره قال عبد الله بن هشام بن حسان بن يزيد بن أبي خيرة حدثنا أبي عن أبيه عن أبي خيرة قال كانت لي إبل أحمل عليها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وشهدت خيبر أو قال حنينا فكنا نحمل لهم الماء على إبلنا الحديث وفيه فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة ودعا لولدي القسم الثاني خال القسم الثالث أبو خراش الهذلي هو خويلد بن مرة تقدم في الأسماء أبو خرقاء العامري له إدراك فذكر أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة ذي الرمة الشاعر من طريق محمد بن الحجاج التميمي قال حججت فلما صرت بمران جئت الى خرقاء صاحبة ذي الرمة فسلمت عليها فانتسبت لها فقالت أنت بن الحجاج بن عمرو بن زيد قلت نعم قالت رحم الله أباك عاجلته المنية من أين أقبلت فقلت حججت قالت إن حجك ناقص أما سمعت قول عمك ذي الرمة تمام الحج أن تقف المطايا على خرقاء واضعة اللثام قال وكانت قاعدة بفناء البيت كأنها قائمة من طولها بيضاء شهلاء ضخمة فسألتها عن سنها فقالت لا أدري إلا أني أدركت شمر بن ذي الجوشن حين قتل الحسين وأنا جارية صغيرة وكان أبي قد أدرك الجاهلية وحمل فيها حملات أبو الخيبري أدرك الجاهلية وروى عنه محرز مولى أبي هريرة قصة جرت له مع رفقة له عند قبر حاتم الطائي رويناها في مكارم الأخلاق للخرائطي من طريق هشام بن الكلبي عن أبي مسكين عن جعفر بن محمد بن الوليد مولى أبي عذرة عن محرز بن أبي هريرة قال مر نفر عبد القيس بقبر حاتم فنزلوا قريبا منه فقام إليه بعضهم فضرب قبره برجله وهو يقول أقر فلما ناموا قام الرجل المذكور فزعا فقال رأيت حاتما الطائي فأنشدني أبا الخيبري وأنت امرؤ ظلوم العشيرة شتامها أتيت بصحبك تبغي القرى لدى حفرة صخب هامها وتبغي لي الذنب عند المبيت وعندك طي وأنعامها (7/54)
<55> فإنا سنشبع أضيافنا وتأتي المطي فنعتامها فإذا ناقته قد عقرت فنحروها وقالوا لقد قرانا حاتم حيا وميتا فلما أصبحوا أردفوا صاحبهم فإذا برجل ينوه بهم وهو راكب على جمل يقود آخر فقال أيكم أبو الخيبري فقال أنا قال إن حاتما أتاني في النوم فأخبرني أنه قرى أصحابك ناقتك وأمرني أن أحملك فهذا جمل فاركبه وذكرها أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة حاتم الطائي من الوجه المذكور وساقه من طريق هشام بن الكلبي حدثنا أبو مسكين عن جعفر بن محمد بن الوليد عن أبيه والوليد جده مولى أبي هريرة سمعت محرز بن أبي هريرة يقول كان رجل يقال له أبو الخيبري مر في نفر من قومه بقبر حاتم فبات أبو الخيبري ليلته ينادي به أقرأ ضيافك فذكره وفيه فساروا ما شاء الله ثم نظروا الى راكب فإذا هو عدي بن حاتم فقال إن حاتما جاءني في النوم وأنه قرى راحلتك وقال في ذلك أبياتا رددها علي حتى حفظتها منه فذكرها وفيه وقد أمرني أن أحملك على بعير فركبه وذهبوا القسم الرابع أبو خالد الكندي استدركه أبو موسى وقال ذكره أبو بكر بن أبي علي وأورده من طريق أبي فروة سمعت أبا مريم سمعت أبا خالد الكندي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيتم الرجل قد أعطى الزهادة في الدنيا الحديث وهذا حديث أبي خلاد الرعيني فوقع الوهم في كنيته ونسبه أبو خداش له صحبة روى عنه أبو عثمان قال كنا في غزوة فنزل الناس منزلا فقطعوا الطريق ونصبوا الحبال على العلاء فلما رأى ما صنعوا قال سبحان الله لقد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات فسمعته يقول المسلمون شركاء في ثلاث الماء والنار والكلأ هكذا ذكر بن منده وأما أبو عمر فقال أبو خداش الشرعبي هو حبان بن زيد شامي لا يصح له صحبة وذكره بعضهم في الصحابة وأشار الى الحديث وساق قال ورواه يزيد بن هارون وغيره عن حريز بن عثمان عن أبي خداش وسماه بعضهم حبان بن زيد الشرعبي وزاد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال وهذا هو الصحيح لا قول من قال عن أبي خداش عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى أبو خداش هذا عن عمرو بن العاص قلت وقد رواه أبو اليمان عن حريز بن عثمان عن حبان يكنى أبا خداش أن شيخا من شرعب نزل بأرض الروم فذكر الحديث وهذا موافق لقول بن عبد البر وقد عاب بن الأثير على بن مندة جعله هذا رجلين أحدهما السلمي وهو الذي مضى في القسم الأول والثاني الشرعبي قال وحد أبو عمر بين الذي روى عنه أبو عثمان والذي روى عنه بن محيريز وهو الصواب وفرق بينهما بن منده ومن تبعه فقال جعل الأول شيخا من شرعب والآخر لخميا ولو عرف أن شرعب بطن من لخم لفعل كما فعل أبو عمر قلت (7/55)
<56> لم يغاير بينهما من أجل شرعب ولخم وإنما غاير بينهما لأن الشرعبي ظهر من الروايات الأخرى أنه حبان بن زيد وهو بكسر أوله وتشديد الموحدة شامي تابعي معروف لا صحبة له وإنما روى عن بعض الصحابة وأرسل شيئا فهو غير الصحابي الذي يقال له أبو خالد السلمي وإنما اتحد الحديث الذي روياه وقد رواه عمرو بن علي الفلاس عن يحيى القطان عن ثور بن زيد عن حريز عن أبي خداش عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو قال ثلاث غزوات قال عمرو بن علي فسألت عنه معاذ بن معاذ فحدثني به عن حريز بن عثمان عن حبان بن زيد الشرعبي عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمرو علينا يزيد بن هارون فحدثنا به عن حريز أخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق الفلاس ثم أخرجه من طريق إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن حريز عن أبي خداش عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أبو داود في السنن عاليا عن علي بن الجعد عن حريز عن حبان عن رجل من قرن وعن مسدد عن عيسى بن يونس عن حريز عن أبي خداش عن رجل من المهاجرين فوضح بهذا أن أبا خداش اسمه حبان بن زيد الشرعبي وهو تابعي لا صحابي وأنه حدث به عن صحابي غير مسمى واختلف في نسبته فقيل شرعبي وقيل قرني وقيل غير ذلك أبو خداش الشرعبي حبان بن زيد ذكره بعضهم في الصحابة وهو شامي ولا يصح له صحبة قاله بن عبد البر وهو كما قال أبو خراش الرعيني قال الذهبي أورد له بقي بن مخلد حديثا قلت وذكره بن منده في الصحابة وهو خطأ فإنه أخرج من طريق أبي نعيم عن عبد السلام بن حرب عن إسحاق بن أبي فروة عن أبي الخير عن أبي خراش الرعيني قال أسلمت وعندي أختان فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال طلق أيتهما شئت قلت وقع في السند نقص وتحريف فقد أخرجه بن أبي شيبة عن عبد السلام بن حرب على الصواب فقال عن إسحاق عن أبي وهب الجيشاني عن أبي خراش عن الديلمي وهو فيروز والحديث معروف به والقصة مشهورة له وقد أخرجه بن ماجة في السنن عن أبي بكر بن أبي شيبة بهذا وأخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق الحسين بن سنان الحراني عن عبد السلام بن حرب فسقط من سند بن منده أبو وهب وأثبت أبا الخير عوض الجيشاني وسقط منه أيضا الصحابي وأورد بن منده في ترجمة الرعيني رواية عمران بن عبد الله عن أبي خراش عن فضالة بن عبيد وهو وهم أيضا فقد فرق البخاري وأبو أحمد الحاكم بين الراوي عن فضالة فلم يقولا إنه رعيني وبين الرعيني ويؤيده قول بن يونس في تاريخ مصر لا يعرف لأبي خراش ولا لعمران الراوي عنه غير هذا الحديث أبو خلف خادم النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الزمخشري في ربيع الأبرار عن أبي خلف خادم النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا مدح الفاسق اهتز العرش وغضب الرب وهكذا وقع عنده بغير إسناد وقد سقط منه أنس والحديث المذكور عند أبي على من طريق واهية عن أبي خلف الأعمى عن أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم (7/56)
<57> وأخرج بن ماجة لأبي خلف عن أنس حديثا آخر حرف الدال المهملة القسم الأول أبو داود الأنصاري المازني قيل اسمه عمرو وقيل عمير قال الدولابي سمعت بن البرقي يقول اسمه عمير بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وحكى العسكري في التصحيف أن الجهني كان يقول إنه أبو داود بتقديم الهمزة على الألف وصححه بن الدباغ وكذا أبو علي الغساني في أوهام بن عبد البر ورده بن فتحون فإن مسلما والنسائي والطبري وابن الجارود وابن السكن وأبا أحمد كنوه كلهم أبا داود بتقديم الألف على الواو قلت هو المشهور وبه جزم بن إسحاق وخليفة وبه جاءت الرواية في الحديث المروي عنه وذكر بن إسحاق وغيره أنه شهد بدرا وما بعدها وأخرج أحمد من طريق بن إسحاق عن أبيه عن رجل من بني مازن عن أبي داود قصة شهوده بدرا وأخرج الدولابي من طريق جعفر بن حمزة بن أبي داود المازني عن أبيه عن جده وكان من أصحاب بدر قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى مسجد ذي الحليفة فصلى أربع ركعات ثم أهل بالحج الحديث وذكر بن سعد عن الواقدي بسند له عن أم عمارة أن أبا داود المازني وسليط بن عمرو ذهبا يريدان أن يحضرا بيعة العقبة فوجدوهم قد بايعوا فبايعا بعد ذلك أسعد بن زرارة وكان رأس النقباء ليلة العقبة أبو دجانة الأنصاري اسمه سماك بن خرشة وقيل بن أوس بن خرشة متفق على شهوده بدرا وقال علي إنه استشهد باليمامة وأسند بن إسحاق من طريق يزيد بن السكن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما التحم القتال ذب عنه مصعب بن عمير يعني يوم أحد حتى قتل وأبو دجانة سماك بن خرشة حتى كثرت فيه الجراحة وقيل إنه ممن شارك في قتل مسيلمة وثبت ذكره في الصحيح لمسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال من يأخذ هذا السيف بحقه فأخذه أبو دجانة ففلق به هام المشركين وأخرج الدولابي في الكنى من طريق عبيد الله بن الوازع عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال الزبير بن العوام عرض النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد سيفا فقال من يأخذ هذا السيف بحقه فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال أنا فما حقه قال لا تقتل به مسلما ولا تفر به من كافر أبو الدحداح الأنصاري حليف لهم قال أبو عمر لم أقف على اسمه ولا نسبه أكثر من أنه من الأنصار حليف لهم وقال البغوي أبو الدحداح الأنصاري ولم يزد وروى أحمد والبغوي (7/57)
<58> والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال يا رسول إن لفلان نخلة وأنا أقيم حائطي بها فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطى بها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعطه إياها بنخلة في الجنة فأبى قال فأتاه أبو الدحداح فقال له بعني نخلتك بحائطي قال ففعل فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ابتعت النخلة بحائطى فاجعلها له فقد أعطيتكها فقال كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة قالها مرارا قال فأتى امرأته فقال يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فإني قد بعته بنخلة في الجنة فقالت ربح البيع أو كلمة تشبهها وقد وقع لنا بعلو في مسند عبد بن حميد من حديث جابر بن سمرة صلى النبي صلى الله عليه وسلم على أبي الدحداح ثم أتى بغرس الحديث وفي آخره كم من عذق لأبي الدحداح أخرجه هكذا عن حجاج بن محمد عن شعبة عن سماك عنه وأخرجه أيضا عن محمد بن جعفر عن شعبة فقال عن أبي الدحداح وأخرجه مسلم عن بندار عن محمد بن جعفر فقال عن أبي الدحداح وأخرج بن منده من طريق عبد الله بن الحارث عن بن مسعود لما نزلت من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له فقال أبو الدحداح يا رسول الله والله يريد منا القرض قال نعم الحديث وفيه ذكر ما تصدق به وروى من طريق عقيل عن بن شهاب مرسلا بمعناه وقد تقدم في ترجمة ثابت بن الدحداح أنه يكنى أبا الدحداح وأنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فبنى أبو عمر على أنه هذا والحق أنه غيره وذكر بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان قال هلك أبو الدحداح وكان أتيا فيهم يعني الأنصار فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عاصم بن عدي فقال هل كان له فيكم نسب فقال لا فأعطى ميراثه بن أخيه أبا لبابة بن عبد المنذر وهذا ينبغي أن يكون لثابت فقد تقدم في ترجمته أنه جرح بأحد فقيل مات بها وقيل عاش ثم اتنقضت فمات بعد ذلك بمدة وهو الراجح وأما صاحب الترجمة فعاش الى زمن معاوية فأخرج أبو نعيم من طريق فضيل بن عياض عن سفيان عن عوف بن أبي جحيفة عن أبيه أن أبا الدحداح قال لمعاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كانت الدنيا همته حرم الله عليه جواري فإني بعثت بخراب الدنيا ولم أبعث بعمارتها قلت ولا يصح سنده الى فضيل فقد أخرجه الطبراني أتم من هذا عن جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان عن فضيل وجبرون واهي الحديث أبو الدحداح ويقال أبو الدحداحة اسمه ثابت تقدم في الأسماء وزعم مقاتل بن سليمان أن اسمه عمر أبو الدرداء الأنصاري واسمه عويمر تقدم وقيل اسمه عامر وعويمر لقب أبو درة البلوي ذكره بن يونس وقال له صحبة وشهد فتح مصر ولا تعرف له رواية وقال علي بن قديد رأيت على باب داره هذه دار أبي درة البلوي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الدنيا غير منسوب ذكره مطين في الصحابة وأخرج عن محمد بن إسماعيل عن هشام بن عمار عن صدقة بن خالد عن عمر بن قيس عن عطاء عن أبي الدنيا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من أتى الجمعة فليغتسل قال هشام بن عمار أبو الدنيا هذا معروف من أصحاب النبي صلى الله (7/58)
<59> عليه وسلم وكذا أخرجه البغوي عن هشام وأخرج بن مندة من طريق الوليد بن مسلم عن عمر بن قيس لكن قال في المتن غسل الجمعة واجب على كل محتلم وقال أبو نعيم هذا هو الصواب واللفظ الأول خطأ وقال الدارقطني في العلل رواه محمد بن بكر البرساني عن عمر بن عطاء عن أبي الدرداء وقال صدقة بن خالد عن عمر عن عطاء عن أبي الدنيا وهو تصحيف كذا قال وقال أبو بشر الدولابي في الكنى غلط فيه هشام بن عمار وأخرج الخطيب في الكفاية من طريق أحمد بن علي الأبار قال قلت لهشام بن عمار حدثك صدقة بن خالد فساق الحديث فقال نعم قال الأبار رأيته في حديث أهل حمص عن عمر بن قيس عن عطاء عن أبي الدرداء وأظنه التزق في كتابه فصار عن أبي الدنيا أي التزقت الراء في الدال انتهى وطريق الوليد بن مسلم المذكورة ترد على هؤلاء ويبقى الجزم بكونه تصحيفا القسم الثاني لم يذكر فيه أحد من الرجال القسم الثالث أبو الدهماء البناني أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد على عمر فسأله أن يرد بني بنانة في قريش وكانوا نأوا عنهم الى بني شيبان وكان أبو الدهماء سيدهم فقال له عمر ما أعرف هذا فأخبره عثمان بصحة قولهم فقال لهم ارجعوا الي من قابل فقتل سيدهم بن الدهماء فلما كان في خلافة عثمان أتوه فأثبتهم في قريش فلما قتل عثمان ردوا الى بني شيبان وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن حسان ضرب التجيبي المضلل ضربة ردت بنانة في بني شيبان يعني حيث قتل عثمان ذكر ذلك كله البلاذري وذكر الزبير بن بكار بعضه وقال في روايته إن عثمان قال رأيت أبي يسلم عليهم فسألته عنهم فقال هؤلاء قومنا شدوا عنا من بني لؤي بن غالب القسم الرابع أبو الدرداء غير منسوب قد أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة فوهم فأخرج بن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب من طريقه بسنده الى أبي الدرداء الرهاوي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احذروا الدنيا فإنها أسحر من هارون وماروت الحديث قال البيهقي قال بعضهم عن أبي الدرداء الرهاوي عن رجل من الصحابة وقال الذهبي لا ندري من أبو الدرداء والخبر منكر لا أصل له أبو الديلمي ذكره البغوي وأظن أن الصواب بن الديلمي وهو فيروز الماضي في الفاء قال البغوي شامي لم ينسب ثم ساق من طريق عروة بن رويم عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الديلمي (7/59)
<60> قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أفضل العبادة حسن الظن بالله قال يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي حرف الذال المعجمة القسم الأول أبو ذباب المذحجي من سعد العشيرة قال أبو عمر له في إسلامه خبر ظريف حسن وكان شاعرا وهو والد عبد الله بن أبي ذباب وذكره أبو موسى في الذيل فقال ذكره الحسن بن أحمد السمرقندي في الصحابة وقال أبو ذباب السعدي لم يزد وأورد أبو موسى من طريق عمارة بن زيد حدثني بكر بن خارجة حدثني أبي عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الله بن أبي ذباب عن أبيه قال كنت امرأ مولعا بالصيد فذكر قصة الى أن قال وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته يوم جمعة فكنت أستقبل منبره فصعد يخطب فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه إني لرسول الله إليكم بالآيات البينات وإن أسفل منبري هذا لرجل من سعد العشيرة قدم يريد الإسلام ولم أره قط ولم يرني إلا في ساعتي هذه وسيحدثكم بعد أن أصلي عجبا قال فصلى وقد مليت منه عجبا فلما صلى قال لي ادن يا أخا سعد العشيرة حدثنا خبرك وخبر صافي وقراط يعني كلبه وصنمه قال فقمت على قدمي فحدثته حديثي حتى أتيت على آخره فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه للسرور مذهب فدعاني الى الإسلام وقرأ علي القرآن فأسلمت الحديث وكذا أخرجه أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى مطولا وفي آخره ثم استأذنته في القدوم على قومي فأتيتهم ورغبتهم في الإسلام فأسلموا فأتيت بهم النبي صلى الله عليه وسلم وفي ذلك أقول تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى وخلفت قراطا بدار هوان فمن مبلغ سعد العشيرة أنني شريت الذي يبقى بما هو فان أبو ذباب آخر ذكره الفاكهي من طريق محمد بن يعقوب بن عتبة عن أبيه عن الحارث بن أبي ذباب عن أبيه العباس أنشد النبي صلى الله عليه وسلم قول قصي بن كلاب أنا بن العاصمين بني لؤي بمكة مولدي وبها ربيت لي البطحاء قد علمت معد وبرزتها رضيت بها رضيت فلست بغالب إن لم تأمل بها أولاد قيذر والنبيت أبو ذر الغفاري الزاهد المشهور الصادق اللهجة مختلف في اسمه واسم أبيه والمشهور أنه جندب بن جنادة بن سكن وقيل بن عبد الله وقيل اسمه بربر وقيل بالتصغير والاختلاف في أبيه كذلك (7/60)
<61> إلا في السكن قيل يزيد وعرفة وقيل اسمه هو السكن بن جنادة بن قيس بن بن عمرو بن مليل بلامين مصغرا بن صعير بمهملتين مصغرا بن حرام بمهملتين بن غفار وقيل اسم جده سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار واسم أمه رملة بنت الوقيعة غفارية أيضا ويقال إنه أخو عمرو بن عبسة لأمه وقع في رواية لابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر يا جنيدب بالتصغير وهذا الاختلاف في اسمه واسم أبيه أسنده كله بن عساكر إلى قائليه وقال هو إن بريرا تصحيف بريق وكذا زيد ويزيد وعرفة وكان من السابقين إلى الإسلام وقصة إسلامه في الصحيحين على صفتين بينهما اختلاف ظاهر فعند البخاري من طريق أبي حمزة عن بن عباس قال لما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء واسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الأخ حتى قدم وسمع من قوله ثم رجع إلى أبا ذر فقال له رأيته يأمر بمكارم الأخلاق ويقول كلاما ما هو بالشعر فقال ما شفيتني مما أردت فتزود وحمل شنة فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعرفه وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل فاضطج فرآه علي فعرف أنه غريب فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد وظل ذلك اليوم ولا يرى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى فعاد إلى مضجعه فمر به علي فقال أما آن للرجل أن يعرف منزله فأقامه فذهب به معه لا يسأل أحدهما صاحبه عن شيء حتى كان اليوم الثالث فعل مثل ذلك فأقامه فقال ألا تحدثني ما الذي أقدمك قال إن أعطيتني عهدا وميثاقا أن ترشدني فعلت ففعل فأخبره فقال إنه حق وإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئا أخافه عليك قمت كأني أريق الماء فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه وسمع من قوله فأسلم مكانه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري فقال والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقام القوم إليه فضربوه حتى أضجعوه وأتى العباس فأكب عليه وقال ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار وأنه من طريق تجارتكم إلى الشام فأنقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكب العباس عليه وعند مسلم من طريق عبد الله بن الصامت عن أبي ذر في قصة إسلامه وفي أوله صليت قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم حيث وجهني الله وكنا نزلا مع أمنا على خال لنا فأتاه رجل فقال له إن أنيسا يخلفك في أهلك فبلغ أخي فقال والله لا أساكنك فارتحلنا فانطلق أخي فأتى مكة ثم قال لي أتيت مكة فرأيت رجلا يسميه الناس الصابىء هو أشبه الناس بك قال فأتيت مكة فرأيت رجلا فقلت أين الصابىء فرفع صوته علي فقال صابىء صابىء فرماني الناس حتى كأني نصب أحمر فاختبأت بين الكعبة وبين أستارها ولبثت فيها بين خمس عشرة من يوم وليلة ما لي طعام ولا شراب إلا ماء زمزم قال ولقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وقد دخلا المسجد فوالله إني لأول الناس حياة بتحية الإسلام فقلت السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك السلام ورحمة الله من أنت فقلت رجل من بني غفار فقال صاحبه ائذن لي يا رسول الله في ضيافته (7/61)
<62> الليلة فانطلق بي إلى دار في أسفل مكة فقبض لي قبضات من زبيب قال فقدمت على أخي فأخبرته أني أسلمت قال فإني على دينك فانطلقنا إلى أمنا فقالت فإني على دينكما قال وأتيت قومي فدعوتهم فتبعني بعضهم وروينا في قصة إسلامه خبرا ثالثا تقدمت الإشارة إليه في ترجمة أخيه أنيس ويقال إن إسلامه كان بعد أربعة وانصرف إلى بلاد قومه فأقام بها حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ومضت بدر وأحد ولم تتهيأ له الهجرة إلا بعد ذلك وكان طويلا أسمر اللون نحيفا وقال أبو قلابة عن رجل من بني عامر دخلت مسجد منى فإذا شيخ معروق آدم عليه حلة قطرى فعرفت أنه أبو ذر بالنعت وفي مسند يعقوب بن شيبة من رواية سلمة بن الأكوع أن أبا ذر كان طويلا وأخرج الطبراني من حديث أبي الدرداء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدىء أبا ذر إذا حضر ويتفقده إذا غاب وأخرج أحمد من طريق عراك بن مالك قال قال أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته فيها وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد نشب فيها بشيء غيري رجاله ثقات إلا أن عراك بن مالك عن أبي ذر منقطع وقد أخرج أبو يعلى معناه من وجه آخر عن أبي ذر متصلا لكن سنده ضعيف قال الإمام أحمد في كتاب الزهد حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو سمعت عراك بن مالك يقول قال أبو ذر إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وذلك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته فيها وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد نشب فيها بشيء غيري وهكذا أورده في المسند وأظنه منقطعا لأن عراكا لم يسمع من أبي ذر روى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أنس وابن عباس وأبو إدريس الخولاني وزيد بن وهب الجهني والأحنف بن قيس وجبير بن نفير وعبد الرحمن بن تميم وسعيد بن المسيب وخالد بن وهبان بن خالة أبي ذر ويقال بن أهبان وقيل بن أخيه وامرأة أبي ذر وعبد الله بن الصامت وخرشة بن الحر وزيد بن ظبيان وأبو أسماء الرحبي وأبو عثمان النهدي وأبو الأسود الدؤلي والمعرور بن سويد ويزيد بن شريك وأبو مراوح الغفاري وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الرحمن بن حجيرة وعبد الرحمن بن شماسة وعطاء بن يسار وآخرون قال أبو إسحاق السبيعي عن هانئ بن هانئ عن علي أبو ذر وعاء ملىء علما ثم أوكىء عليه أخرجه أبو داود بسند جيد وأخرجه أبو داود أيضا وأحمد عن عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر وفي الباب عن علي وأبي الدرداء وأبي هريرة وجابر وأبي ذر طرقها بن عساكر في ترجمته وقال الآجري عن أبي داود لم يشهد بدرا ولكن عمر ألحقه بهم وكان يوازي بن مسعود في العلم وفي السيرة النبوية لابن إسحاق بسند ضعيف عن بن مسعود قال كان لا يزال يتخلف الرجل في تبوك فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه فإن يكن فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه فتلوم أبو ذر على بعيره فأبطأ عليه فأخذ متاعه على ظهره ثم خرج ماشيا فنظر ناظر من المسلمين فقال إن هذا الرجل يمشي على الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن أبا ذر فلما تأملت القوم قالوا يا رسول الله هو والله أبو ذر فقال يرحم الله أبا ذر يعيش وحده ويموت وحده ويحشر وحده فذكر قصة موته وفي وكانت (7/62)
<63> وفاته بالربذة سنة إحدى وثلاثين وقيل في التي بعدها وعليه الأكثر ويقال إنه صلى عليه عبد الله بن مسعود في قصة رويت بسند لا بأس به وقال المدائني إنه صلى عليه بن مسعود بالربذة ثم قدم المدينة فمات بعده بقليل أبو ذر آخر ذكر الذهبي في التجريد أن له عند بقي بن مخلد حديثا ويحتمل أن يكون الذي بعده أبو ذرة بن معاذ بن زرارة الأنصاري الظفري يقال اسمه الحارث قال الطبري شهد هو وأبوه وأخوه وأبو نملة أحدا قلت وهو أخو أبي نملة شقيقه ذكره أبو أحمد الحاكم وسيأتي نسبه في ترجمة أبي نملة أبو ذرة الحرمازي ذكره الدولابي واسمه نضلة بن طريف بن نهصل وقد تقدم في الأسماء القسم الثاني خال القسم الثالث أبو ذؤيب الهذلي الشاعر المشهور اسمه خويلد بن خالد بن محرث بمهملة وراء ثقيلة مكسورة ومثلثة بن ربيد براء مهملة وموحدة مصغرا بن مخزوم بن صاهلة ويقال اسمه خالد بن خويلد وباقي النسب سواء يجتمع مع بن مسعود في مخزوم وبقية نسبه في ترجمة بن مسعود وذكر محمد بن سلام الجمحي في طبقات الشعراء عن يونس بن عبيد عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال قلت لعمر بن معاذ من أشعر الناس فذكر قصة فيها وأبو ذؤيب خويلد بن خالد مات في مغزى له نحو المغرب فدلاه عبد الله بن الزبير في حفرته قال أبو عمر وسئل حسان بن ثابت من أشعر الناس قال رجلا أو قبيلة قالوا قبيلة قال هذيل قال بن سلام فأقول إن أشعر هذيل أبو ذؤيب وقال عمر بن شيبة كان مقدما على جميع شعراء هذيل بقصيدته يقول فيها (7/63)
<64> والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع وقال المرزباني كان فصيحا كثير الغريب متمكنا في الشعر وعاش في الجاهلية دهرا وأدرك الإسلام فأسلم وعامة ما قال من الشعر في إسلامه وكان أصاب الطاعون خمسة من أولاده فماتوا في عام واحد وكانوا رجالا ولهم بأس ونجدة فقال في قصيدته التي أولها أمن المنون وريبها تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع ويقول فيها وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع وإذا المنية أنشبت أظفارها ألقيت كل تميمة لا تنفع والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع وأخرج بن منده من طريق البلوي عن عمارة بن زيد عن إبراهيم بن سعد حدثنا أبو الآكام الهذلي عن الهرماس بن صعصعة الهذلي عن أبيه حدثني أبو ذؤيب الشاعر قال قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج وإذا أهلوا جميعا بالإحرام فقلت مه فقالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر بن عبد البر أن بن إسحاق روى هذا الخبر عن أبي الآكام وأوله بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليل فاستشعرت حربا وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف يقول خطب أجل أناخ بالإسلام بين النخيل ومعقل الآطام قضى النبي محمد فعيوننا تذري الدموع عليه بالتسجام قال فوثبت من نومي فزعا إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحا يقع في العرب وعلمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات فركبت ناقتي فسرت فذكر قصته وفيه أنه وجد النبي صلى الله عليه وسلم ميتا ولم يغسل بعد وقد خلا به أهله وذكر شهوده سقيفة بني ساعدة وسماعه خطبة أبي بكر وساق قصيدة له رثى بها النبي صلى الله عليه وسلم كسفت لمصرعه النجوم وبدرها وتزعزعت آطام بطن الأبطح قال ثم انصرف أبو ذؤيب إلى باديته فأقام حتى توفي في خلافة عثمان بطريق مكة وقال غيره مات في طريق إفريقية في زمن عثمان وكان غزاها ورافق بن الزبير وقيل مات غازيا بأرض الروم وقال المرزباني هلك بإفريقية في زمن عثمان ويقال إنه هلك في طريق مصر فتولاه بن الزبير وقال بن البرقي حدث معروف بن خربوذ أخبرني أبو الطفيل أن عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم زعم أن في بعض الكتب أن شر الأرضين أم صبار حرة بني سليم وأن ألأم القبائل محارب خصفة وأن أشعر الناس أبو ذؤيب وقال حدث أبو الحارث عبد الله بن عبد الرحمن بن سفيان الهذلي عن أبيه أن أبا ذؤيب جاء إلى عمر في خلافته فقال يا أمير المؤمنين أي العمل أفضل قال الإيمان بالله قال قد فعلت فأي العمل بعده أفضل قال الجهاد في سبيل الله قال ذلك كان علي ولا أرجو جنة لا أخشى نارا فتوجه من تلقاء فوره غازيا هو وابنه وابن أخيه أبو عبيد حتى أدركه الموت في بلاد الروم والجيش يساقون في أرض عاقة فقال لابنه وابن أخيه إنكما لا تتركان علي جميعا فاقترعا فصارت القرعة لأبي عبيد فأقام عليه حتى واراه القسم الرابع خال حرف الراء (7/64)
<65> القسم الأول أبو راشد الأزدي هو عبد الرحمن بن عبيد مضى في الأسماء أبو راشد آخر يأتي في أبي مليكة أبو رافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال اسمه إبراهيم ويقال أسلم وقيل سنان وقيل يسار وقيل صالح وقيل عبد الرحمن وقيل قزمان وقيل يزيد وقيل ثابت وقيل هرمز قال بن عبد البر أشهر ما قيل في اسمه أسلم وقال يحيى بن معين اسمه إبراهيم وقال مصعب الزبيري اسمه إبراهيم ولقبه برية وهو تصغير إبراهيم ونقل بن شاهين عن أبي داود أنه كان اسمه قزمان فسمى بعده إبراهيم وقيل أسلم وزاد بن حبان وقيل يسار وقيل هرمز وقيل كان مولى العباس بن عبد المطلب فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه لما بشره بإسلام العباس بن عبد المطلب والمحفوظ أنه أسلم لما بشر العباس بأن النبي صلى الله عليه وسلم انتصر على أهل أخيه وذلك في قصة جرت وكان إسلامه قبل بدر ولم يشهدها وشهد أحدا وما بعدها وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عبد الله بن مسعود روى عنه أولاده رافع والحسن وعبيد الله والمغيرة وأحفاده الحسن وصالح وعبيد الله أولاد علي بن أبي رافع والفضل بن عبيد الله بن أبي رافع وأبو سعيد المقبري وسليمان بن يسار وعطاء بن يسار وعمرو بن الشريد وأبو غطفان بن ظريف وسعيد بن أبي سعيد مولى أبي حزم وحصين والد داود وشرحبيل بن سعد وآخرون قال الواقدي مات أبو رافع بالمدينة قبل عثمان بيسير أو بعده وقال بن حبان مات في خلافة علي بن أبي طالب أبو رافع الأنصاري وقع ذكره في حديث المخابرة عند أبي داود من طريق مجاهد عن بن رافع بن خديج عن أبيه قال جاءنا أبو رافع فذكر الحديث ويحتمل أن يكون الذي بعده أبو رافع ظهير بن رافع بن خديج تقدم في الأسماء أبو رافع الحكم بن عمرو الغفاري تقدم في الأسماء أبو رافع الغفاري أخرج له بقي بن مخلد حديثا ويحتمل أن يكون الذي قبله أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم آخر غير القبطي ذكره مصعب الزبيري فقال كان أبو رافع عبدا لأبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية فأعتق كل من بنيه نصيبه منه إلا خالد بن سعيد فإنه وهب نصيبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه فكان يقول أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ولي عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية المدينة أيام معاوية دعا ابنا لأبي رافع فقال مولى من أنت فقال مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربه مائة سوط ثم تركه ثم دعاه فقال مولى من أنت فقال مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربه مائة سوط حتى ضربه خمسمائة سوط ذكر ذلك المبرد في الكامل واقتضى سياقه أنه أبو رافع الماضي وجرى على ذلك بن عبد البر (7/65)
<66> وأورد القصة في ترجمة أبي رافع القبطي والد عبد الله بن أبي رافع كاتب علي وهو غلط بين لأن أبا رافع والد عبيد الله كان للعباس بن عبد المطلب فأعتقه قال أبو عمر هذه قصة لا تثبت من جهة النقل وفيها اضطراب كثير وقد روى عن عمرو بن دينار وجرير بن أبي حازم وأيوب أن الذي تمسك بنصيبه من أبي رافع هو خالد وحده وفي رواية أخرى انه كان لأبي أحيحة إلا سهما واحدا فأعتق بنوه أنصباءهم فاشترى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك السهم فأعتقه قلت قد ذكر أبو سعيد بن الأعرابي هذه القصة في معجمه من طريق جرير بن حازم عن حماد بن موسى رجل من أهل المدينة أن عثمان بن البهي بن أبي رافع حدثه قال كان أبو أحيحة جدي ترك ميراثا فخرج يوم بدر مع بنيه فأعتق ثلاثة منهم أنصباءهم وهم سعيد وعبيد الله والعاصي فقتلوا ثلاثتهم يوم بدر كفارا فأعتق ذلك بنو سعيد أنصباءهم غير خالد بن سعيد لأنه كان غضب على أبي رافع بسبب أم ولد لأبي أحيحة أراد أن يتزوجها فنهاه خالد فعصاه فاحتمل عليه فلما أسلم أبو رافع وهاجر كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالدا في أمره فأبى أن يعتق أو يهب أو يبيع ثم ندم بعد ذلك فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتق صلى الله عليه وسلم نصيبه فكان أبو رافع يقول أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ولي عمرو بن سعيد بن العاص المدينة أرسل إلى البهي بن أبي رافع فقال له من مولاك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربه مائة سوط ثم قال له من مولاك فقال مثلها حتى ضربه خمسمائة سوط فلما خاف أن يموت قال أنا مولاكم فلما قتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد بن العاص مدحه البهي بن أبي رافع وهجا عمرو بن سعيد فهذا يبين أن صاحب هذه القصة غير أبي رافع والد عبد الله بن أبي رافع إذ ليس في ولده أحد يسمى البهي أبو رائطة يأتي في أبي ريطة أبو الرباب يأتي في الرباب من كتاب النساء أبو الربذاء بموحدة ثم معجمة ويقال بالميم ثم بالمهملة يأتي أبو ربعي عمرو بن الأهتم التميمي تقدم أبو الربيع عبد الله بن ثابت الأنصاري تقدم ذكره في حديث جابر بن عتيك أبو ربيعة غير منسوب ذكره أبو زكريا بن مندة مستدركا على جده ولم يخرج له شيئا قاله أبو موسى أبو رحيمة غير منسوب بالحاء المهملة أو المعجمة ذكره أبو نعيم وأخرج من طريق روح بن جناح عن عطاء بن نافع عن الحسن عن أبي رحيمة قال حجمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني درهما وفي سنده ضعيف أبو رداد الليثي قال أبو أحمد الحاكم وابن حبان له صحبة روى حديثه الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية عن الزهري عن أبي سلمة عن رداد الليثي أخرجها أبو رداد ولفظه إن ردادا أخبره عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول الله (7/66)
<67> صلى الله عليه وسلم يقول قال الله أنا الرحمن خلقت الرحم وكذا قال بن حبان في ثقات التابعين ورداد الليثي ثم ساق من طريق معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن رداد عن عبد الرحمن بن عوف قال وما أحسب معمرا حفظه انتهى قلت تابعه بن عيينة عن الزهري عن الترمذي وقال قال البخاري في حديث معمر خطأ وأخرجه البخاري في الأدب المفرد من طريق بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي الرداد الليثي عن النبي صلى الله عليه وسلم وتابعه شعيب عن الزهري وقال أبو حاتم الرازي المعروف في هذا رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن ولأبي الرداد فيه قصة وهي اشتكى أبو الرداد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف فقال خيرهم وأوصلهم أبو محمد فقال عبد الرحمن فذكر الحديث أبو الردين غير منسوب ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا وقال بن مندة له ذكر في الصحابة ولم يثبت وأخرج حديثه الحارث بن أبي أسامة والطبراني في مسند الشاميين من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن عن أبي الردين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم يجتمعون يتلون كتاب الله ويتعاطونه بينهم إلا كانوا أضياف الله وإلا حفت بهم الملائكة حتى يفرغوا أبو رزين غير منسوب لم يرو عنه إلا ابنه عبد الله وهما مجهولان حديثه في الصيد يتوارى قاله أبو عمر أبو رزين آخر يقال إنه كان من أهل الصفة روينا حديثه في الخلعيات من طريق عمرو بن بكر السكسكي عن محمد بن زيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أهل الصفة يكنى أبا رزين يا أبا رزين إذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله لأنك لا تزال في صلاة ما ذكرت ربك يا أبا رزين إذا أقبل الناس على الجهاد فأحببت أن يكون لك مثل أجورهم فالزم المسجد تؤذن فيه ولا تأخذ على أذانك أجرا وسنده ضعيف ووقع ذكره في حديث آخر ذكره العقيلي في الضعفاء في ترجمة محمد بن الأشعث أحد المجهولين فذكر من طريقه عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال أبو رزين يا رسول الله إن طريقي على الموتى فهل من كلام أتكلم به إذا مررت عليهم قال قل السلام عليكم يا أهل القبور من المسلمين أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع وإنا إن شاء الله بكم لاحقون فقال أبو رزين يا رسول الله يسمعون قال يسمعون ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا قال يا أبا رزين ألا ترضى أن يرد عليك بعددهم من الملائكة قال العقيلي لا يعرف إلا بهذا الإسناد وهو غير محفوظ وأصل السلام المذكور على القبور يروى بإسناد صالح غير هذا أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر تقدم في الأسماء أبو رعلة القشيري يأتي في أم رعلة في النساء أبو رفاعة العدوي تميم بن أسد بفتحتين كذا سماه البخاري وقيل بن أسيد بالفتح وكسر السين وقيل بالضم مصغر قيل اسمه عبد الله الحارث قاله خليفة وغيره روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه حميد بن هلال وصلة بن أشيم العدويان البصريان وحديثه في صحيح مسلم من حديث حميد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة في نزوله عن المنبر لأجله وتحديثه قال (7/67)
<68> لما قال له رجل غريب يسأل عن دينه فأقبل عليه ونزل فقعد على كرسي قوائمه من حديد قال وجعل يعلمني مما علمه الله الحديث وروى الحاكم من طريق مصعب الزبيري أن أبا رفاعة العدوي له صحبة واسمه عبد الله بن الحارث بن أسيد بن عدي بن مالك بن تميم بن الدؤل بن حسل بن عدي بن عبد مناة غزا سجستان مع عبد الرحمن بن سمرة فقام في آخر الليل فسقط فمات قال بن عبد البر كان من فضلاء الصحابة بالبصرة قتل بكابل سنة أربع وأربعين وقال خليفة فتح بن عامر كابل سنة أربع وأربعين فقتل فيها أبو قتادة العدوي ويقال بل الذي قيل فيها أبو رفاعة العدوي وقال عدي بن غنام قبر أبي رفاعة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم والأسود بن كلثوم ببيهق وكذا قال مسلم إن قبر أبي رفاعة ببيهق أبو رقاد بتخفيف القاف خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت وقد تقدم في ذلك في ترجمة زيد من طريق الواقدي أبو رقية بضم أوله وبقاف مصغرا تميم بن أوس الداري تقدم في الأسماء أبو رمثة بكسر أوله وسكون الميم ثم مثلثة البلوي قال الترمذي له صحبة سكن مصر ومات بإفريقية وأمرهم أن يسووا قبره حديثه عند أهل مصر كذا أورده أبو عمر وفرق بينه وبين أبي رمثة التميمي الذي بعده وخالفه المزي فقال في ترجمة الذي بعده التيمي ويقال البلوي أبو رمثة التيمي من تيم الرباب وقال التيمي اسمه رفاعة بن يثربي وقيل يثربي بن عوف وقيل يثربي بن رفاعة وبه جزم الطبراني وقيل اسمه حيان بتحتانية مثناة وبه جزم غير واحد وقيل حبيب بن حيان وقيل حسحاس روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه إياد بن لقيط وثابت بن منقذ روى له أصحاب السنن الثلاثة وصحح حديثه بن خزيمة وابن حبان والحاكم أبو الرمداء البلوي ويقال بالموحدة بدل الميم ثم المعجمة تقدم في الأسماء وأن اسمه ياسر أبو رهم الغفاري اسمه كلثوم بن حصين بن خالد بن المعيسر بن زيد بن العميس بن أحمس بن غفار وقيل بن حصين بن عبيد بن خلف بن حماس بن غفار الغفاري مشهور باسمه وكنيته كان ممن بايع تحت الشجرة واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوة الفتح قال بن إسحاق في المغازي حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس بذلك روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا في غزوة تبوك ومنهم من اختصره روى عنه بن أخيه ومولاه أبو حازم التمار وأخرج أحمد والبغوي وغيرهما من طريق معمر عن الزهري أخبرني بن أخي أبي رهم أنه سمع أبا رهم يقول غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فذكر الحديث وقال بن سعد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم يستنفر قومه إلى تبوك وحدث في كتاب الأدب المفرد للبخاري وفي صحيح بن حبان ومعجم الطبراني وذكر أبو عروبة أنه رمى بسهم في نحره يوم أحد فبصق فيه النبي صلى الله عليه وسلم فبرأ أبو رهم بن قيس الأشعري أخو أبي موسى تقدم ذكر حديثه في ترجمة أخيه أبي بردة (7/68)
<69> بن قيس وهو في الطاعون وإسناده صحيح ورأيت في التاريخ للمظفري نقلا عن بن قتيبة قال كان أبو رهم يتسرع في الفتن وكان أخوه أبو موسى ينهى عنها فذكر قصة قال وقيل إن أبا رهم هذا لا يعرف قلت ولعله هذا ثم وجدت في مسند أحمد في أثناء سند أبي موسى من طريق قتادة حدثنا الحسن أن أبا موسى كان له أخ يقال له أبو رهم يتسرع في الفتن فذكر له أبو موسى حديث ما من مسلمين التقيا بسيفهما فقتل أحدهما الآخر إلا دخلا النار أبو رهم آخر اسمه مجدي بن قيس تقدم أبو رهم الأرحبي تقدم في مطعم في الأسماء وذكره البغوي ونقل عن أبي عبيد قال أبو رهم الشاعر هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن مائة وخمس سنين وهو من بني أرحب من همدان أبو رهم يقال هو السمعي وعندي أنه غير أحزاب قال بن سعد كوفي نزل الشام وهو من الصحابة ولم ينسبه ولم يسمه وأخرج بن أبي خيثمة من طريق بقية عن خالد بن حميد حدثني عمر بن سعيد اللخمي عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي رهم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عصى إمامه ذهب أجره أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده عن بقية والحسن بن سفيان عن إسحاق وأخرج الدولابي من طريق ثور بن يزيد عن يزيد بم مرثد عن أبي رهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رجع أحدكم من سفره فليرجع بهدية إلى أهله وإن لم يجد إلا أن يكون في مخلاته حجر أو حزمة حطب فإن ذلك يعجبهم فهذه الأحاديث الثلاثة تصرح بصحبة أبي رهم وقد أخرج بن ماجة الأول من وجه آخر عن يزيد بن أبي حبيب فقال عن أبي الخير عن أبي رهم السمعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى تجمع بينهما وأخرجه الطبراني كذلك وزاد في المتن وإن أعظم الخطايا من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق الحديث فإن لم يكن بعض الرواة أخطأ في قوله السمعي وإلا فهذا صحابي يقال له السمعي وليس هو أحزاب بن أسيد لأن أحزابا لا صحبة له فلا يمنع أن يتفق اثنان في الكنية والنسبة أبو رهيمة بالتصغير السمعي ذكره المستغفري والبردعي واستدركه أبو موسى وقد ذكره بن مندة في ترجمة أبي نخيلة اللهبي ويأتي ذلك في حرف النون فإن أبا موسى أورده من طريق بن مندة وجوز أن يكون هو الذي قبل هذا وهو محتمل أبو الروم بن عمير بن هاشم بن عبد الدار بن عبد مناف بن قصي العبدري أخو مصعب قال البلاذري كان اسمه عبد مناف فتركه لما أسلم وهو من السابقين الأوليين هاجر إلى الحبشة ثم قدم فشهد أحدا وقال بن الكلبي قدم قبل خيبر فشهدها وقال الواقدي ليس متفقا على هجرته إلى الحبشة وقد نفاها الهيثم بن عدي وغيره أبو رومي ذكره يعقوب بن سفيان وأخرج من طريق عمرو بن مالك النكري عن أبي الحوراء عن بن عباس قال كان أبو رومي من شر أهل زمانه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لئن (7/69)
<70> رأيت أبا رومي لأضربن عنقه فلما أصبح غدا نحو النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو مع أصحابه يحدثهم فلما رآه من بعيد قال مرحبا بأبي رومي وأخذ يوسع فقال له يا أبا رومي ما عملت البارحة قال ما عسى أن أعمل يا رسول الله أنا شر أهل الأرض قال أبشر فإن الله جعل مكسبك إلى الجنة فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء أبو رويحة الثمالي الفزعي بفتح الفاء والزاي المنقوطة اسمه ربيعة بن السكن تقدم في الأسماء وقال أبو موسى أبو رويحة الفزعي من خثعم قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يواخي بين الناس قاله المستغفري أبو رويحة الخثعمي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين بلال المؤذن ويقال اسمه عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي وأبو رويحة لم يسند عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ثم ساق من طريق محمد بن إسحاق قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فكان بلال مولى أبي بكر مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو رويحة عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي أخوين فلما دون عمر الديوان بالشام قال لبلال إلى من تجعل ديوانك قال مع أبي رويحة لا أفارقه أبدا للأخوة المذكورة فضمه إليه وضم ديوان الحبشة إلى خثعم لمكان بلال فهم مع خثعم بالشام إلى اليوم وقال أبو أحمد الحاكم له صحبة ولست أقف على اسمه قال أبو موسى وقد ذكره أبو عبد الله بن مندة في الكنى وليس فيما عندنا من كتابه في الصحابة ثم ساق من طريق أبي أحمد الحاكم قال حدثنا أبو الحسن محمد بن العيص الغساني حدثنا إبراهيم بن محمد بن سليمان عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال لما رجع عمر من فتح بيت المقدس وسار إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام ففعل فقال وأخي أبو رويحة آخى بيننا النبي صلى الله عليه وسلم فنزل داريا في بني خولان فأقبل هو وأخوه إلى حي من خولان فقال أتيناكم خاطبين قد كنا كافرين فهدانا الله عز وجل ومملوكين فأعتقنا الله عز وجل وفقيرين فأغنانا الله عز وجل فإن تزوجونا فالحمد لله وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله فزوجوهما وقال أبو عمر روى عن أبي رويحة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فعقد لي لواء وقال اخرج فناد من دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن قلت وهذا تقدم في ترجمة ربيعة بن السكن وفرق أبو موسى بين الفزعي والخثعمي وتعقبه بن الأثير بأن الفزع بطن من خثعم وهو الفزع بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل وهو خثعم وفاته أن الأول اسمه ربيعة بن السكن وأخو بلال اسمه عبد الله بن عبد الرحمن وقد ذكرت في ترجمته ما يدل على أنه غير من آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين بلال وقد أورد بن عساكر حديث الفزعي في ترجمة الخثعمي فكأنهما عنده واحد والله أعلم أبو رثاب تقدم في الذال المعجمة أنه قيل في أبي ذئاب أبو رئاب أبو ريحانة الأزدي ويقال الأنصاري اسمه شمعون تقدم في الشين المعجمة من الأسماء أبو ريحانة القرشي تقدم حديثه في ترجمة عقبة بن مالك الجهني في الأسماء أبو ريطة المذحجي ذكره الدولابي والطبراني وابن مندة وأخرجوا من طريق (7/70)
<71> عبد الله بن أحمد اليحصبي عن علي بن أبي علي عن الشعبي عن أبي ريطة بن كرامة المذحجي قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقوم سفر لا يصحبنكم خلال من هذه النعم ولا يردن سائلا ولا يصحبن أحد منكم ضالة إن كنتم تريدون الربح والسلام الحديث ووقع في رواية الطبراني عن أبي ريطة عبد الله بن كرامة وأخرج المستغفري من طريق عمر بن صبيح عن أبي حريز قاضي سجستان عن الشعبي عن أبي ريطة المذحجي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بينما هو جالس ذات ليلة بين المغرب والعشاء إذ مرت به رفقة تسير سيرا حثيثا فذكر الحديث وذكره البغوي فقال أبو ريطة ولم يخرج له شيئا أبو ريطة آخر غير منسوب ذكره أبو نعيم وأخرج من طريق الحسن بن سفيان قال حدثنا نصر بن علي حدثتني أم يونس بنت يقظان المجاشعية حدثتني ريطة وكان أبوها من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن ألطع قصعة أحب إلي من أن أتصدق بمثلها طعاما واستدركه أبو موسى أبو ريمة بكسر أوله وسكون التحتانية المثناة بعدها ميم ذكره بن حبان في الصحابة ولم يسمه ولم يعرف من حاله بشيء وأخرج بن مندة وأبو نعيم من طريق المنهال بن خليفة عن الأزرق بن قيس قال صلى بنا إمام يكنى أبا ريمة فسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خديه ثم قال صليت بكم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وذكر بن مندة أن شعبة رواه عن الأزرق بن قيس بن عبد الله بن رياح عن رجل من الصحابة ولم يسمه وذكر المزي في الأطراف أن أبا داود أخرجه من هذا الوجه ولم أقف على ذلك في شيء من نسخ السنن منها نسخة بخط أبي الفضل بن طاهر والنسخة المنقولة من خط الخطيب وقد قابلها عليها جماعة من الحفاظ وهي في غاية الإتقان واتفقت على أن الصحابي أبو رمثة بتقديم الميم وسكونها على المثلثة وكذا أورد الطبراني هذا الحديث في مسند أبي رمثة من معجمه وكذا رأيته في مستدرك الحاكم والله أعلم القسم الثاني خال القسم الثالث أبو رافع الصائغ اسمه نفيع وهو مدني نزل البصرة وهو مولى بنت النجار وقيل بنت عمه ذكره بن سعد في الطبقة الأولي من أهل البصرة وقال خرج قديما من المدينة وهو ثقة وأخرج الحاكم أبو أحمد في الكنى من طريق مرحوم العطار عن ثابت البناني عن أبي رافع أنه أكل لحم سبع في الجاهلية قلت أكثر عن أبي هريرة وروى أيضا عن الخلفاء الأربعة وابن مسعود وزيد بن ثابت (7/71)
<72> وأبي بن كعب وأبي موسى وغيرهم روى عنه بن عبد الرحمن وثابت البناني وبكر المزني وقتادة وسليمان التيمي وآخرون قال العجلي ثقة من كبار التابعين ورجح الطبراني أن اسمه كنيته ووثقه وقال أبو عمر مشهور من علماء التابعين أدرك الجاهلية وأخرج إبراهيم الحربي في غريب الحديث بسند جيد عن أبي رافع قال كان عمر يمازحني يقول أكذب الناس الصائغ يقول اليوم غدا أبو رجاء العطاردي قيل اسمه عمران بن ملحان وقيل بن تيم وقيل بن عبد الله ويقال اسمه عطارد قال بن قتيبة ولد قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة وعاش إلى خلافة هشام بن عبد الملك كذا رأيته في التاريخ المظفري وقال أشعث بن سوار بلغ سبعا وعشرين ومائة سنة وفي صحيح البخاري من طريق لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم فررنا إلى النار إلى مسيلمة وقال أبو حاتم جاهلي أسلم بعد فتح مكة وعاش مائة وعشرين سنة وقال البخاري يقال مات قبل الحسن وكانت وفاة الحسن سنة عشرة وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر وعلي وعمران بن حصين وسمرة بن جندب وابن عباس وعائشة وغيرهم روى عنه أيوب وجرير بن حازم وعوف الأعرابي ومهدي بن ميمون وعمران القصير وأبو الأشهب والجعد أبو عثمان وآخرون قال بن سعد كان له علم وقرآن ورواية وهو ثقة وأم قومه أربعين سنة وتوفى في خلافة عمر بن عبد العزيز قال وقال الواقدي مات سنة سبع عشرة وهو وهم وقال الذهلي مات قبل الحسن أظنه سنة سبع ومائة ووثقه أيضا يحيى بن معين وأبو زرعة وابن عبد البر وزاد كانت فيه غفلة أبو رزين الأسدي مسعود بن مالك تابعي مختلف في إدراكه وسيأتي في القسم الذي بعده أبو الرقاد اسمه شويس بمعجمة ثم مهملة مصغرا أبو رمح الخزاعي ذكره دعبل بن علي في طبقات الشعراء في أهل الحجاز وقال مخضرم وهو الذي رثى الحسين بن علي بتلك الأبيات السائرة مررت على أبيات آل محمد فلم أرها كعهدها يوم حلت فلا يبعد الله البيوت وأهلها وإن أصبحت من أهلها قد تخلت أبو رهم السمعي ويقال له الظهري اسمه أحزاب بن أسيد تقدم في الأسماء القسم الرابع أبو رزين مسعود بن مالك الأسدي مولاهم وقيل مولى علي اسمه عبيد نزل الكوفة وروى عن بن أم مكتوم وعلي بن أبي طالب وأبو موسى الأشعري وأبي هريرة وغيرهم وعنه ابنه عبد الله وإسماعيل بن أبي خالد وعطاء بن السائب والأعمش ومنصور وموسى بن أبي عائشة ومغيرة بن مقسم وآخرون قال أبو حاتم يقال إنه شهد صفين مع علي وذكره البخاري في الطهارة من صحيحه تعليقا (7/72)
<73> من فعله وأسند له في الأدب المفرد وأخرج له مسلم والأربعة من روايته عن الصحابة وذكره بن شاهين في الصحابة وتعقبه أبو موسى وقال لا صحبة له ولا إدراك ثم ساق من طريق عاصم بن أبي وائل قال ألا يعجب من أبي رزين قد هرم وإنما كان غلاما على عهد عمر وأنا رجل وقال غيره كان أكبر من أبي وائل وكان عالما فهما كذا وقع بخط المزي في التهذيب وتعقبه مغلطاي بأن قوله فهما بالفاء غلط وإنما هو بالباء المكسورة كذا ذكره البخاري في التاريخ عن يحيى القطان عن أبي بكر قال كان أبو رزين أكبر من أبي قال يحيى وكان عالما بهما ووثقه أبو زرعة والعجلي وغيرهما قلت وله رواية عن معاذ بن جبل وهي مرسلة وأنكر أبو الحسن بن القطان أن يكون أدرك بن أم مكتوم وقال شعبة فيما حكاه بن أبي حاتم عنه في المراسيل لم يسمع من بن مسعود قيل قتله عبيد الله بن زياد بعد سنة ستين وقيل عاش إلى الجماجم بعد سنة ثمانين وأرخه بن قانع سنة خمس وتسعين أبو رهم الأنماري ذكره أبو بكر بن أبي علي في الصحابة وأخرج عن أبي بكر بن أبي عاصم بسنده إلى ثور بن زيد عن خالد بن معدان عن أبي رهم الأنماري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قال بسم الله اللهم اغفر لي ذنبي وأخسىء شيطاني وفك رهاني الحديث استدركه أبو موسى وهو خطأ نشأ عن تحريف وتصحيف وإنما هو أبو زهير الأنماري كذا أخرجه بن أبي عاصم وهو على الصواب في كتاب الدعاء له وكذا أخرجه الطبراني أبو رهم الظهري أورده أبو بكر بن أبي علي واستدركه أبو موسى فأخطأ فإنه هو السمعي واسمه أحزاب وليست له صحبة وقد ذكره بن أبي عاصم عن محمد بن مصفى عن يحيى بن سعيد العطار أن أبا رهم الظهري كان في مائتين من العطاء بحمص وكان شيخا كبيرا يخضب بالصفرة وكان له بن اسمه عمارة أصيب مع يزيد بن المهلب أبو رهيمة الشجاعي استدركه أبو موسى وعزاه لجعفر المستغفري وهو خطأ فإن الشجاعي تصحيف من السماعي والحديث الذي ذكره المستغفري من طريق سليمان بن داود بإسناد له كذا قال هو الحديث الذي تقدم في الأول من طريق سليمان بن داود المكي تبعا له أبو ريحانة عبد الله بن مطر ذكره أبو نعيم وهو خطأ فإن أبا ريحانة الصحابي اسمه شمعون وأما عبد الله بن مطر فهو تابعي يروي عن سفينة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو ريطة المذحجي فرق أبو موسى بينه وبين أبي رائطة وهو واحد والحديث الواحد قال بعضهم فيه عن أبي رائطة وقال بعضهم عن أبي ريطة كما أوضحت ذلك في القسم الأول أبو ريمة تقدم القول فيه في القسم الأول حرف الزاي المنقوطة القسم الأول (7/73)
<74> أبو زرارة الأنصاري ذكره بن أبي خيثمة في الصحابة وقال أبو عمر فيه نظر وقال البغوي لم يسم ولا أدري له صحبة أم لا وأخرج هو وابن أبي خيثمة من طريق أبان العطار عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي زرارة الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع النداء ثلاثا فلم يجب كتب من المنافقين وأخرجه عن شيخ آخر عن أبان مرسلا وجوز بعضهم أن يكون أبو زرارة هو عبد الرحمن بن سعد بن زرارة وقد تقدم ذكره في القسم الثاني من حرف العين أبو زرارة النخعي له وفادة قال بن الكلبي حكاه بن الأثير عن بن الدباغ قال والذي في الجمهرة زرارة اسم لا كنية قلت وهو كما قال وقد تقدم في الأسماء وإنما ذكرته للاحتمال أبو الزعراء ذكره بن منده وقال عداده في أهل مصر وذكر من طريق عبد الله بن جنادة المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي الزعراء قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر له فغشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على ظهر فسمعته يقول غير الدجال أخوف على أمتي الحديث وبه الأئمة المضلون وذكره محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذي دخلوا مصر وقال لهم عنه حديث واحد ثم ساقه من الوجه المذكور أبو زعنة الشاعر مختلف في اسمه فقيل عامر بن كعب بن عمرو بن خديج وقيل عبد الله بن عمرو وقيل كعب بن عمرو قال الطبري شهد بدرا ذكر ذلك أبو عمر قلت ذكر بن إسحاق أنه شهد أحدا فقال قال أبو زعنة بن عبد الله بن عمرو بن عتبة أحد بني جشم بن الخزرج يوم أحد أنا أبو زعنة يعدوني الهرم لم يمنع المخزاة إلا بالألم يحمي الديار خزرجي من جشم قلت وهو بفتح أوله والنون بينهما عين مهملة أبو زمعة البلوي سماه العسكري عبيدا بالتصغير بن أرقم وعند أبي موسى بغير تصغير ولا اسم أب ذكره البغوي وابن السكن وغيرهما في الصحابة وأخرجوا من طريق بن لهيعة عن عبيد الله بن المغيرة عن أبي قيس مولى بني جمح سمعت أبا زمعة البلوي وكان من أصحاب الشجرة ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم أتى يوما الى الفسطاط فقام في الرحبة وقد بلغه عن عبد الله بن عمرو بعض التشديد فقال لا تشددوا على الناس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قتل رجل من بني إسرائيل تسعا وتسعين نفسا الحديث بطوله وروايته في معجم البغوي في آخر حرف القاف وما عرفت ما سبب ذلك ثم رأيت في نسخة أخرى يقال اسمه عبيد بن آدم أبو الزهراء البلوي صحابي شهد فتح مصر ذكره بن منده عن بن يونس وأظنه تصحيفا وإنما هو أبو الزعراء فليس في تاريخ مصر لابن يونس غير أبي الزعراء وكذا وقع في الصحابة الذين دخلوا مصر لابن الربيع الجيزي أبو الزهراء القشيري يأتي في القسم الثالث ويمكن أن يكون من أهل هذا القسم لأن في ترجمته أنه ممن أمره يزيد بن أبي سفيان في بعض فتوح الشام وقد تقدم غير مرة أنهم لم يكونوا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة وقد قرن في هذه القصة بدحية بن خليفة (7/74)
<75> أبو زهير بن أسيد بن جعونة تقدم في ترجمة قرة بن دعموص أبو زهير الأنماري تقدم فيمن اسمه أبو الأزهر أبو زهير الثقفي قال بن حبان في الصحابة كان في الوفد قال البغوي سكن الطائف وقال بن ماكولا وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وفرق أبو أحمد في الكنى بين أبي زهير بن معاذ وبين أبي زهير الثقفي فقال في الثقفي اسمه عمار بن حميد وهو والد أبي بكر بن أبي زهير وحديث أبي زهير عند أحمد وابن ماجة والدارقطني في الأفراد بسند حسن غريب من طريق نافع بن عمر الجمحي عن أمية بن صفوان عن أبي بكر بن أبي زهير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنباوة من أرض الطائف فقال يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار قالوا بم يا رسول الله قال بالثناء الحسن والثناء السيء أنتم شهداء بعضكم على بعض قال الدارقطني تفرد به أمية بن صفوان عن أبي بكر وتفرد به نافع بن عمر عن أمية وأورد الحاكم أبو أحمد من طريق سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن عمار بن حميد عن أبيه حديثا وهذا سند صحيح وتقدم حديث معاذ في الأسماء وحكى المزي أنه قيل إنه عمارة بن رويبة أبو زهير بن معاذ بن رياح الثقفي قال الحسين بن محمد القباني له صحبة وقيل معاذ اسمه قال الحاكم أبو أحمد ذكر إبراهيم الحربي أن أبا زهير بن معاذ ممن غلبت عليه كنيته من الصحابة وأورد له حديث إذا سميتم فعبدوا وهذا الحديث أخرجه الطبراني في ترجمة معاذ الثقفي وقد ذكرت ما فيه هناك وأورده المزي في ترجمة أبي زهير الثقفي فقال وقيل أبو زهير بن معاذ أبو زهير النميري قيل هو أبو زهير الأنماري الذي يقال له أبو زهر والراجح أنه غيره أخرج بن منده من طريق صبح بن مخرمة حدثني أبو مصبح المقري قال كنا نجلس الى أبي زهير النميري وكان من الصحابة فيتحدث بأحسن الحديث وإذا دعا الرجل منا قال اختمها بآمين فإن آمين في الدعاء مثل الطابع على الصحيفة قال أبو زهير وأخبركم عن ذلك خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نمشي ذات ليلة فأقمنا على رجل في خيمة قد ألحف في المسألة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع منه فقال أوجب إن ختم فقال له رجل من القوم بأي شيء يختم قال بآمين فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب فانصرف الرجل الذي سمعه فأتى الرجل فقال اختم بآمين يا فلان في كل شيء وأبشر ثم قال وهذا حديث غريب تفرد به الفريابي عن صبح وأخرج البغوي والطبراني في مسند الشاميين من طريق ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد الحضرمي عن أبي زهير النميري وكانت له صحبة قال قال رسول صلى الله عليه وسلم لا تقاتلوا الجراد فإنه جند من جند الله الأعظم قال البغوي سكن الشام وقد تقدم في يحيى بن نفير شيء من هذا ويحتمل أن يكون هو أبا زهير بن جعونة المتقدم ذكره فإنه نميري أبو الزوائد اليماني ذكره مطين والدولابي في الكنى من الصحابة وأورد الفاكهي وجعفر الفريابي في كتاب النكاح بسند صحيح من إبراهيم بن ميسرة قال قال لي طاوس ونحن نطوف لتنكحن أو لأقولن لك ما قال عمر لأبي الزوائد ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور وأخرج الطبراني من طريق (7/75)
<76> زياد بن نصر عن سليم بن مطين عن أبيه عن أبي الزوائد قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فذكر حديثا طويلا أخرج أبو داود بعضه من هذا الوجه وتقدمت الإشارة اليه في حرف الذال المعجمة فإن منهم من قال إن أبا الزوائد هو ذو الزوائد ممن ذكره في الكنى البخاري وذكر بهذا الإسناد طرفا من هذا الحديث أبو زياد مولى بني جمح روى عن أبي بكر الصديق وعنه خالد بن معدان كذا في التجريد وكأنه عنده مخضرم وقد وجدت له حديثا مرفوعا أخرجه الطبراني في مسند الشاميين من طريق سفيان بن حبيب عن ثور بن زيد عن خالد بن معدان عن أبي زياد قال ما نسيت أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى وضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة أبو زياد الأنصاري تقدم في زرارة في الأسماء أبو زيد الذي جمع القرآن وقع في حديث أنس في صحيح البخاري غير مسمى وقال أنس هو أحد عمومتي واختلفوا في اسمه فقيل أوس وقيل ثابت بن زيد وقيل معاذ وقيل سعد بن عبيد وقيل قيس بن السكن وهذا هو الراجح كما بينته في حرف القاف أبو زيد بن أخطب اسمه عمرو بن أخطب بن رفاعة بن محمود بن بشر بن عبد الله بن الضيف بن أحمر بن عدي بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأنصاري الخزرجي أبو زيد مشهور بكنيته وهو جد عزرة بن ثابت لأمه أخرج الترمذي من طريق أبي عاصم عن عزرة عن علباء بن أحمر عن أبي زيد بن أخطب قال مسح النبي صلى الله عليه وسلم يده على وجهي ودعا لي وفي رواية أحمد في هذا الحديث وحده زادني جمالا قال فأخبرني غير واحد إنه بلغ بضعا ومائة سنة أسود الرأس واللحية وفي رواية لأحمد من وجه آخر عن أبي نهيك حدثني أبو زيد قال استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء فأتيته بقدح فيه ماء فكانت فيه شعرة فأخذتها فقال اللهم جمله قال فرأيته بن أربع وتسعين ليس في لحيته شعرة بيضاء وصححه بن حبان والحاكم وعند مسلم من هذا الوجه عن أبي بكر صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر الحديث وفي الشمائل للترمذي من الطريق المذكورة عن أبي زيد قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا زيد ادن مني امسح ظهري فمسحت ظهره فوضعت أصابعي على الخاتم الحديث وصححه بن حبان والحاكم أبو زيد الضحاك اسمه ثابت أبو زيد بن عبيد اسمه سعد أبو زيد بن عمرو بن حديدة اسمه قطبة أبو زيد بن غرزة اسمه عمرو تقدموا في الأسماء وكلهم من الأنصار أبو زيد الأنصاري الخزرجي جد أبي زيد النحوي البصري قال الحاكم أبو أحمد له صحبة والنحوي اسمه سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد وقال الواقدي هو غير الذي جمع القرآن فقد تقدم أنه لا عقب له (7/76)
<77> أبو زيد بن عمرو الجذامي ذكره بن إسحاق في وفد جذام أبو زيد الأرحبي اسمه عمرو بن مالك تقدم في الأسماء أبو زيد الأنصاري آخر ذكره البغوي وأخرج من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي الخليل عن أبي زيد الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعني في الخوارج يدعون الى الله وليسوا من الله في شيء من قاتلهم كان أوفى بالله منهم أبو زيد الأنصاري آخر ذكر بن الكلبي أنه استشهد بأحد واستدركه بن فتحون أبو زيد غير منسوب ذكره البغوي وأخرج من طريق شعبة عن غنم بن حويص سمعت أبا زيد يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة غزوة وأخرجه أحمد بن حنبل في مسند أبي زيد بن أخطب الأنصاري لكنه وقع في روايته عن شعبة عن تميم سمعت أبا زيد يقول فذكره ولم ينسبه أبو زيد قالت فاطمة بنت قيس في حديثها الطويل في نفقة البائن وسكناها فشرفني الله بأبي زيد يعني أسامة بن زيد وهي كنيته أخرجه مسلم من طريق أبي بكر بن أبي الجهم عن فاطمة أبو زيد الجرمي قال أبو أحمد له صحبة وفي إسناده مقال قال البغوي لا أدري له صحبة أم لا قلت وأخرج حديثه البغوي والطبراني من طريق عبيد بن إسحاق العطار أحد الضعفاء عن مسكين بن دينار عن مجاهد سمعت أبا زيد الجرمي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن خمر وعبيد ضعيف جدا وقد خولف قال الدارقطني في العلل رواه يزيد بن أبي زياد عن مجاهد فقال عن أبي سعيد الخدري وقال عبد الكريم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو أبو زيد الغافقي ذكره بن منده وقال عداده في أهل مصر ثم أورد من طريق عمرو بن شراحيل المعافري عن أبي زيد الغافقي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوكة ثلاثة أراك فإن لم يكن أراك فعنم فإن لم يكن عنم فبطم قال أبو وهب الغافقي راوية عن عمرو بن شراحيل العنم الزيتون وقال بن منده غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه أبو زيد سمع النبي صلى الله عليه وسلم وعنه الحسن البصري وجوز بن منده أن عمرو بن أخطب أبو زيد غير منسوب أخرج الطبراني في الأوسط من طريق الحسن بن دينار عن يزيد الرشك قال سمعت أبا زيد وكانت له صحبة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن فقام فاستمعها حتى ختمها فقال ما في القرآن مثلها قيل يجوز أنه عمرو بن أخطب أيضا أبو زيد غير منسوب أيضا أخرج حديثه أبو مسلم الكجي في كتاب السنن له من طريق حماد عن سعيد بن قطن عن أبي زيد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال يمسح (7/77)
<78> المسافر على الخفين ثلاثة أيام ولياليهن والمقيم يوما وليلة أبو زينب بن عوف الأنصاري قال أبو موسى ذكره أبو العباس بن عقدة في كتاب الموالاة من طريق علي بن الحسن العبدي عن سعد هو الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة قال نشد على الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير ما قال إلا قام فقام بضعة عشر رجلا منهم أبو أيوب وأبو زينب بن عوف فقالوا نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأخذ بيدك يوم غدير فرفعها فقال ألستم تشهدون أني قد بلغت قالوا نشهد قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه وفي سنده غير واحد من المنسوبين الى الرفض القسم الثاني أبو زرعة بن زنباع هو روح الجذامي تقدم في الأسماء القسم الثالث أبو زبيد الطائي الشاعر المشهور له إدراك واختلف في إسلامه واسمه حرملة بن منذر ويقال المنذر بن حرملة بن معد يكرب بن حنظلة بن النعمان بن حية بتحتانية مثناة بن سعد بن الغوث بن الحارث بن ربيعة بن مالك بن هنى بن عمرو بن الغوث بن طى الطائي قال الطبري كان أبو زبيد في الجاهلية مقيما عند أخواله بني تغلب بالجزيرة وكان في الإسلام منقطعا الى الوليد بن عقبة بن أبي معيط في ولايته الجزيرة وفي ولايته الكوفة ولم يزل به الوليد حتى أسلم وحسن إسلامه وكان أبو مورع وأصحابه يضعون على الوليد العيون فقيل لهم هذا الوليد الآن يشرب الخمر مع أبي زبيد فاقتحموا عليه في نفر فأدخل شيئا كان بين يديه تحت سريره فهجموا على السرير فاستخرجوا من تحته طبقا فيه بعار من عنب فخجلوا وقال بن قتيبة لم يسلم أبو زبيد ومات على نصرانيته وقال المرزباني كان نصرانيا وهو أحد المعمرين يقال عاش مائة وخمسين سنة وأدرك الإسلام فلم يسلم واستعمله عمر بن الخطاب على صدقات قومه ولم يستعمل نصرانيا غيره وبقي الى أيام معاوية وكان ينادم الوليد بن عقبة بن أبي معيط بالكوفة فلما شهد على الوليد بأنه شرب الخمر وصرف عن إمرة الكوفة قال أبو زبيد فلعمر الإله لو كان للسيف نصال وللسان مقال ما نفى بيتك الصفا ولا أتوه ولا حال دونك الإسعال قال ورثى علي بن أبي طالب لما مات ولم يذكر منها المرزباني شيئا وذكر أبو الفرج الأصبهاني منها ونقله عن المبرد إن الكرام على ما كان من خلق رهط امرئ جامع للدين مختار (7/78)
<79> طب بصير بأصناف الرجال ولم يعدل بخير رسول الله أخيار الى آخر الأبيات وقال الأصبهاني كان طول أبي زبيد ثلاثة عشرة شبرا وكان أعور أخوه من خاصة ملوك العجم ولما مات دفن الى قبر الوليد بن عقبة فمر بهما أشجع السلمي فقال مررت على عظام أبي زبيد وقد لاحت ببلقعة صلود وكان له الوليد نديم صدق فنادم قبره قبر الوليد قال وكان أبو زبيد مغري بوصف الأسد في شعره وله في ذلك خبر مع عثمان وقد قيل إن قومه قالوا إنا نخاف أن تسبنا العرب بوصفك الأسد فترك وصفه وقال المرزباني بقي الى أيام معاوية ومات الوليد قبله فمر بقبره فقال يا صاحب القبر السلام على من حال دون لقائه القبر يا هاجري إذ جئت زائره ما كان من عاداتك الهجر أبو الزبير مؤذن ببيت المقدس له إدراك وكان يؤذن في زمن عمر فأخرج أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق مرحوم بن عبد العزيز العطار عن أبيه عن أبي الزبير مؤذن بيت المقدس قال جاءنا عمر بن الخطاب فقال إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحدم أبو الزهراء القشيري ذكره بن عساكر في الكنى فقال هو ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح دمشق وولي صلح أهل الثنية وحوران من قبل يزيد بن أبي سفيان في خلافة عمر ثم ساق من طريق سيف بن عمر في الفتوح قال وبعث يزيد بن أبي سفيان دحية بن خليفة الكلبي في خيل بعد فتح دمشق الى تدمر وأبا الزهراء الى الثنية وحوران يصالحونها على دمشق ووليا القيام على فتح ما بعثا اليه وكان أخو أبي الزهراء قد أصيبت رجله بدمشق يوم فتح دمشق فلما هاجى بنو قشير بني جعدة فخروا بذلك فأجابهم نابغة بني جعدة فذكر الشعر ثم قال سيف في قصة من شرب الخمر بدمشق وحدهم عمر وقال أبو الزهراء القشيري في ذلك صبري ولم أجزع وقد مات إخوتي ولست على الصهباء يوما بصابر رماها أمير المؤمنين بحتفها فخلانها يبكون حول المعاصر أبو زياد مولى آل دراج الجمحيين له إدراك أخرج مسدد في مسنده الكبير بسند صحيح عن خالد بن معدان عن أبي زياد مولى آل دراج قال لم أنس أن أبا بكر الصديق كان إذا قام إلى الصلاة أخذ بكفه اليمنى على الذراع اليسرى لازقا بالكوع وجوز بن عساكر أن يكون مولى ربيعة بن دراج ولم يسق نسب ربيعة هذا قلت وقد ذكرت ربيعة بن دراج وسقت نسبه في القسم الأول من حرف الراء أبو زيد قيس بن عمرو الهمداني تقدم في الأسماء (7/79)
<80> القسم الرابع أبو زرعة الفزعي ذكره أبو موسى في الذيل وقال أخرجه بن طرخان في الصحابة وأورد له من طريق يحيى بن الأصبع بن مهران عن حرام بن عبد الرحمن عن أبي زرعة الفزعي أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد لواء الحديث وهذا خطأ نشأ عن تصحيف والصواب أبو رويحة براء مهملة مصغرا وقد تقدم في الراء بيان ضبط نسبه وأنها بفتح الفاء والزاي وأن اسمه عبد الله بن عبد الرحمن أبو زرعة مولى المقداد بن الأسود قال أبو عمر اسمه عبد الرحمن وهو تابعي وحديثه مرسل قال البخاري حديثه منقطع قلت ما عرفت سلف أبي عمر في ذكره في الصحابة وقد روى عنه أبو هلال الراسبي الذي يروي عن قتادة وطبقته أبو زيد عامر بن حديدة ذكره أبو عمر فيمن يكنى أبا زيد من الأنصار وإنما هو أبو زيد قطبة بن عامر بن حديدة أبو زيد الأنصاري غاير البغوي بينه وبين أبي زيد عمرو بن أخطب جد عروة بن ثابت فأخرج في ترجمة هذا حديث تميم بن حويص سمعت أبا زيد يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة غزوة وفي ترجمة جد عزرة حديث صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فخطب حتى الظهر الحديث وقد أخرج أحمد الحديثين في مسند أبي زيد عمرو بن أخطب أبو زبيد بن الصلت ذكره بن منده وأراد والد زبيد فالترجمة حينئذ للصلت بن معد يكرب الكندي فكان ينبغي إذ عبر عنه بأداة الكنية أن يقول أبو زبيد الصلت ولكن كثر استعمال بن منده هذا كما بينته مرارا حرف السين المهملة القسم الأول أبو سالم الحنفي ثم السحيمي ذكره بن السكن في الصحابة وأخرج من طريق محمد بن جابر اليمامي عن عبد الله بن بدر السحيمي عن أم سالم عن زوجها أبي سالم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل لبني فلان ثلاث مرات أبو السائب عثمان بن مظعون الجمحي مشهور باسمه من السابقين الأولين تقدم في الأسماء أبو السائب يزيد بن أخت النمر تقدم في الأسماء أبو السائب الأنصاري ويقال الثقفي والد كردم تقدم في ترجمة ولده (7/80)
<81> أبو السائب الثقفي اسمه مالك وقيل زيد وقيل يزيد تقدم في الميم أبو السائب مذكور في الصحابة ولا أعرفه قاله أبو عمر وفي سند بقي بن مخلد حديثان لأبي السائب غير منسوب فكأنه أحد هؤلاء أبو السائب مولى غيلان بن سلمة الثقفي استدركه أبو علي الجياني من طريق يزيد بن أبي حبيب عن عروة بن سلمة أن أبا السائب مولى غيلان أخبره أبو السائب رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره بن منده وقال عداده في أهل المدينة ثم أسند من طريق عياش بن عباس عن بكير بن الأشج عن علي بن يحيى عن أبي السائب رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فلما قضى صلاته قال له ارجع فصل ثلاث مرات الحديث وتعقبه أبو نعيم بأن المحفوظ رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وداود بن قيس ومحمد بن غيلان وغيرهم كلهم عن علي بن يحيى عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع انتهى ولا يمتنع أن يكون لعلي بن يحيى فيه شيخان أبو سبرة الجعفي هو يزيد بن مالك سماه محمد بن عبد الله بن نمير وتقدم حديثه في ترجمة ولده عبد الرحمن بن أبي سبرة أبو سبرة بن الحارث وقيل أبو هبيرة بالهاء بدل السين وتقدم في حرف الألف ذكره وقول من قال إنه أبو أسيرة أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزي بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري أحد السابقين إلى الإسلام وهاجر الى الحبشة في الثانية ومعه أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو شهد بدرا في قول جميعهم وأمه برة بنت عبد المطلب عمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أخو أبي سلمة بن عبد الأسد لأمه وذكر الزبير بن بكار أنه أقام بمكة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن مات في خلافة عثمان قال الزبير لا نعلم أحدا من أهل بدر رجع الى مكة فسكنها غيره أبو سبرة غير منسوب ذكر بن منده وأخرج من طريق يوسف بن السفر قال قال الأوزاعي حدثني قزعة قال قدم علينا أبو سبرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له حدثني رحمك الله بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعته يقول من صلى الصبح فهو في ذمة الله فاتقوا الله أن يطلبكم بشيء من ذمته أبو سبرة الجهني هو معبد بن عوسجة تقدم أبو سبرة جد عيسى بن سبرة تقدم في حبان في الحاء المهملة قال البغوي أظنه سكن المدينة ثم ساق حديثه من طريق بن أنيس عن عيسى بن سبرة عن أبيه عن جده أبو السبع بن عبد قيس الأنصاري شهد بدرا واسمه ذكوان تقدم أبو سروعة النوفلي هو عقبة بن عامر عند الأكثر وقد تقدم في الأسماء وقيل هو أخوه واسمه الحارث قاله العدوي وذكر أنه أسلم يوم الفتح وكذا قال الزبير وغيره واختلف في سنه فبالفتح عند الأكثر وقيل بالكسر والراء الساكنة وزعم الحميدي أنه رآه بخط الدارقطني مضموم العين (7/81)
<82> ولعلها كانت علامة الإهمال فظنها ضمة أبو سريحة بمهملتين بوزن عظيمة هو حذيفة بن أسيد بفتح الهمزة تقدم أبو سعاد الجهني قيل اسمه جابر بن أسامة وقد تقدم في الأسماء وأن بن ماكولا سماه وقيل هو الذي بعده أبو سعاد الحمصي أخرج أبو زرعة في كتاب الزهد من طريق حريز بن عثمان عن بن أبي عوف قال مر أبو الدرداء بأبي سعاد وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبو سعاد يقول سبحان الله لا يبيع شيئا ولا يشتري فقال أبو الدرداء أخزن في دنياه ضيع في آخرته فرق أبو عمر بينه وبين الجهني وقال هذا نزل حمص وذكر له هذا الحديث أبو سعدان شامي غير مسمى ولا منسوب ذكره أبو عمر فقال روى عنه مكحول حديثا مرفوعا في الهجرة وقال الذهبي سنده لين أبو سعد الأنصاري ثم الحارثي محيصة بن مسعود أبو سعد عياض بن زهير الفهري أبو سعد عياض بن زهير الفهري أبو سعد سلمة بن أسلم بن حريش تقدموا في الأسماء أبو سعد الخير ويقال أبو سعيد الخير قال بن السكن له صحبة ويقال اسمه عمرو وقال أبو أحمد الحاكم لا أعرف اسمه ولا نسبه وذكر أنه أبو سعيد الأنماري وليس كذلك فإن لهذا حديثين غير الحديث الذي اختلف فيه في الأنماري بل هو أبو سعد أو أبو سعيد فأخرج الترمذي في العلل المفردة وابن أبي داود في الصحابة وأبو أحمد الحاكم عنه من طريق أخرى كلهم من طريق أبي فروة الرهاوي عن معقل الكندي عن عبادة بن نسي عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لم يكتب الصيام في الليل فمن صام فقد تعني ولا أجر له وأخرجه الدولابي في الكنى من وجه آخر عن أبي فروة فقال عن أبي سعد الخير الأنصاري وفي رواية الحاكم أبي أحمد عن أبي سعد الخير وأخرجه بن منده وقال غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقال الترمذي سألت محمدا يعني البخاري عنه فقال لا أرى عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير وأخرج الدولابي في الكنى من طريق فراس الشعباني أنهم كانوا في غزاة القسطنطينية زمن معاوية قال وعلينا يزيد بن شجرة فبينا نحن عنده إذ مر أبو سعد الخير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصة فقال أبو سعد الخير وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول توضؤوا مما مست النار الحديث وأخرجه الحاكم أبو أحمد من هذا (7/82)
<83> الوجه فقال أبو سعيد بزيادة ياء وأخرجه بن منده من وجه آخر على الوجهين وقال في سياقه شهدت أبا سعد الخير قال وقال مرة أبو سعيد الخير قال والأكثر قالوا أبو سعد يعني بسكون العين ولم يشكوا أبو سعد الأنصاري الزرقي قال سعيد بن عبد العزيز وأبو أحمد الحاكم له صحبة وأخرج بن ماجة من طريق يونس بن ميسرة قال خرجنا مع أبي سعد الزرقي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى شراء الضحايا فذكر الحديث وتردد بن أبي حاتم عن أبيه في صحبته ووقع في رواية الطبراني من طريق يونس المذكور خرجت مع أبي سعد الخير فإن كان محفوظا فهو الذي قبله وسيأتي له ذكر في ترجمة أبو سعيد زوج أسماء بنت يزيد أبو سعد الأنماري ويقال أبو سعيد يأتي أبو سعد الساعدي ذكره بن أبي داود وتبعه بن شاهين في الصحابة وأخرج عنه من طريق أبي عمرو الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني قرة بن أبي قرة قال رأى أبو سعد الساعدي رجلا يصلي بعد العصر فقال له لا تصل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تصلوا بعد صلاة العصر وصوب الدارقطني في العلل أنه أبو أسيد الساعدي وأن بن أبي داود وهم فيه أبو سعد بن فضالة الأنصاري ويقال بن أبي فضالة ويقال أبو سعيد بن فضالة بن أبي فضالة ذكره بن سعد في طبقة أهل الخندق وقال بن السكن لا يعرف وأخرج الترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم من طريق عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن مينا عن أبي فضالة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علي بن المديني سنده صالح وقع عند الأكثر بسكون العين وبه جزم أبو أحمد الحاكم وقال له صحبة لا أحفظ له اسما ولا نسبا وفي بن ماجة بالوجهين وفي الترمذي بزيادة الياء وقال الذهبي في التجريد أبو سعد بن أبي فضالة له حديث متصل في الكنى لأبي أحمد ثم قال أبو سعيد بن فضالة ويقال أبو سعد أخرج له الترمذي في الرياء كذا وجعله اثنين مع أن الحديث الذي أخرجه الحاكم أبو أحمد هو الذي أخرجه الترمذي بعينه ورأيته في الترمذي كما في الكنى للحاكم أبو سعد بسكون العين وكذا ذكره البغوي في الكنى فقال أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري سكن المدينة ثم ساق حديثه بسنده الى زياد بن نيار عن أبي سعيد بن أبي فضالة وكان من الصحابة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك وكذا أخرجه بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين عن محمد بن أبي بكر عن عبد الحميد ووقع في الفوائد للصولي عن يحيى بن معين بهذا السند عن أبي سعيد بن فضالة بن أبي فضالة قال بن عساكر وهو وهم والصواب الأول وكذا أخرجه أحمد عن محمد أبي بكر وله رواية عن سهيل بن عمرو أيضا أخرجها بن سعد أبو سعد بن وهب النضري بفتح الضاد المعجمة من بني النضير إخوة قريظة قال بن إسحاق في المغازي لم يسلم من بني النضير سوى الرجلين يامين بن عمرو بن كعب وأبي سعد بن وهب فأحرزا أموالهما وأخرج له بن سعد حديثا عن الواقدي بسند له إلى أسامة بن أبي سعد بن وهب (7/83)
<84> النضري عن أبيه قال شهدت رسول الله الله عليه وسلم يقضي في سيل مهروز أن يحبس الأعلى عن الأسفل حتى يبلغ الكعبين ثم يرسل ووقع في كلام أبي عمر أنه نزل الى النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة وهو خطأ تعقبه الرشاطي فإن قصة بني النضير متقدمة على قصة بني قريظة بمدة طويلة أبو سعد الأنصاري روى حديثه بن أبي فديك عن يحيى بن أبي خالد عن أبي سعد كذا قال أبو عمر مختصرا وقال بن منده رواه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن يحيى بن أبي خالد عن بن أبي سعد الأنصاري عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الندم توبة قلت وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق بن أبي فديك بهذا السند بلفظ التائب من الذنب كمن لا ذنب له والندم توبة وجزم أبو نعيم بأنه النضري المذكور قبله وليس بجيد وجزم أبو بكر بأنه الذي روى حديث خير الأضحية الكبش الأدغم وليس بجيد أيضا أبو سعد بن أوس بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي الأنصاري الأوسي ذكره الطبري في الذيل وقال توفي سنة أربع وتسعين ويقال اسمه الحارث ذكر من يكنى أبا سعيد بزيادة ياء أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان أبو سعيد العبشمي عبد الرحمن بن سمرة أبو سعيد السعيدي خالد بن أبي أحيحة سعد بن العاص أبو سعيد الأنصاري يزيد بن ثابت بن وديعة أبو سعيد المخزومي المسيب بن حزن بن أبي وهب أبو سعيد المخزومي عمر بن حريث أبو سعيد كاتب الوحي زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي أبو سعيد رافع بن المعلى بدري استشهد بها تقدموا في الأسماء ويقال اسم أبي سعيد بن المعلى الحارس بن أوس بن العلي ويقال الحارس بن نفيع وقيل بل هذا اسم الذي بعده أبو سعيد بن المعلي الأنصاري آخر أخرج له البخاري من رواية حفص بن عاصم عنه وروى عنه عبيد بن حنين أيضا قال أبو عمر من قال فيه رافع بن المعلي فقد وهم لأنه قتل ببدر وهذا أصح ما قيل فيه الحارث بن نفيع بن المعلى وأرخوا وفاته سنة أربع وسبعين وقيل سنة ثلاث قالوا وعاش أربعا وستين سنة قلت وهو خطأ فإنه يستلزم أن تكون قصته مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وسياق الحديث يأبى ذلك فإن في حديثه الذي في الصحيح كنت أصلي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فلم آته حتى فرغت من صلاتي الحديث وله حديث آخر أوله كنا نغدو الى السوق قال أبو عمر أمه أميمة بنت قرط بن خنساء من بني سلمة (7/84)
<85> أبو سعيد الأنصاري زوج أسماء بنت يزيد بن السكن يقال اسمه سعيد بن عمارة ويقال عمارة بن سعيد ويقال عامر بن مسعود وهي الحاكم أبو أحمد القول الأخير وقال عامر بن مسعود تابعي آخر يكنى أبا سعيد وأخرج بن منده من طريق محمد بن المهاجر بن زياد عن أبيه أن أبا سعيد الأنصاري مر بمروان بن الحكم يوم الدار وهو صريع فقال لو أعلم يا بن الزرقاء أنه أنت لأجهزت عليك فحقدها عليه عبد الملك بن مروان فلما استخلف أتى به فقال احفظ فيها وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وماذا قال قال اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم فتركه قال وكان أبو سعيد زوج أسماء بنت يزيد بن السكن ويقال إنه أبو سعيد الزرقي الآتي وبه جزم المزي وجزم بن مندة بالمغايرة بينهما ولعله أصوب أبو سعيد سعد بن عامر بن مسعود الزرقي ذكره بن السكن وأخرج من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال أرسل عبد الملك بن مروان الى أبي سعيد سعد بن عامر بن مسعود الزرقي ويقال إنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الهدى وحدث عن عائشة رضي الله عنها وأخرج النسائي من طريق شعبة عن أبي العيص عن عبد الله بن مرة عن أبي سعيد الزرقي الحديث في العزل روى عنه عبد الله بن مرة ويونس بن ميسرة ومكحول الشامي قال سعيد بن عبد العزيز له صحبة وقيل إنه الذي يقال له أبو سعد الخير أبو سعيد الأنماري ويقال أبو سعد قال خليفة هو من أنمار مذحج قال أبو أحمد لست أحفظ له اسما ولا نسبا وحديثه في أهل الشام ثم أورد من طريق مروان بن محمد عن معاوية بن سلام أخي زيد بن سلام أنه سمع جده أبا سلام الخشني قال حدثني عبد الله بن عامر اليحصبي سمعت قيس بن حجر يحدث عن عبد الملك بن مروان قال حدثني أبو سعيد الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفا ويحثي له بكفيه ثلاث حثيات قال قيس فأخذت بتلابيب أبي سعيد فقلت أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاه قلبي ففعل ذلك ثلاثا قال أبو سعيد فحسبت ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو أربعمائة ألف ألف وتسعون ألف ألف فقال الله أكبر إن هذا لمستوعب مهاجرينا ونستعين بشيء من أعرابنا قلت سنده صحيح وكلهم من رجال الصحيح إلا قيس بن حجر وهو شامي ثقة ولكن أخرجه الحاكم أبو أحمد أيضا من طريق أبي توبة عن معاوية بن سلام فقال إن قيس بن حجر الكندي حدث الوليد بن عبد الملك أن أبا سعيد الخير حدثه وأخرجه الطبراني من طريق أبي توبة عن معاوية فقال إن أبا سعيد الأنماري وقيل قيس بن الحارث وأخرجه أيضا من وجه آخر عن الزبيدي عن عبد الله بن عامر فقال عن قيس بن الحارث إن أبا سعيد الخير الأنصاري حدثه فذكر طرفا منه فمن هذا الاختلاف يتوقف في الجزم بصحة هذا السند وجزم الخطيب في المؤتلف وتبعه بن ماكولا بأنه أبو سعد الخير واسمه بجير بموحدة ثم مهملة بوزن عظيم وسلف الخطيب في ذلك أبو الحسن بن سميع في طبقات الحمصيين فإنه ذكره كذلك فيمن سكن الشام من الصحابة وساق حديثه بن جوصا كذلك أبو سعيد غير منسوب أفرده الحاكم عن الذي قبله فأخرج من طريق الوليد بن مسلم حدثنا (7/85)
<86> بن جابر حدثنا الحارث بن محمد الأشعري عن رجل يكنى أبا سعيد قال قدمت من العالية إلى المدينة فما بلغتها حتى أصابني جهد فبينا أنا أمشي في سوق من أسواق المدينة إذ سمعت رجلا يقول لصاحبها أشعرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قرى الليلة فلما سمعت بالقرى وبي ما بي من الجهد أتيته فقلت يا رسول الله أقريت الليلة قال أجل قلت وما ذاك قال طعام في صحنه قلت فما صنع فضلة قال رفع قلت يا رسول الله في أول أمتك تكون أم في آخرها قال في أولها ويلحقوني أفنادا يعني يلحق بعضهم بعضا وأخرجه بن مندة من وجه آخر عن بن جابر ولم يسق لفظه ورجاله ثقات أبو سعيد بن زيد كذا وقع في المسند رواية القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل من طريق جابر الجعفي عن الشعبي قال أشهد على أبي سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام ورواه الطبراني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل بهذا السند فقال أشهد على أبي سعيد الخدري قال بن الأثير وكأنه أصح قلت وليس كذلك بل ما ظنه وهما فقد رواه البغوي عن عبد الله بن أحمد كما وقع عند القطيعي ثم وجدت في مسند سعيد بن زيد أحد العشرة في مسند البزار ما نصه حدثنا أبو سعيد وقيل أبو سعد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم البر والصلة وحسن الجوار عمارة الديار وزيادة في الأعمار روى عنه أبو مليكة قاله أبو عمر قال وفيه نظر أبو سعيد العبسي ذكر الواقدي عن النضر بن سعيد العبسي عن أبيه عن جده قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار بني عبس عشرة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة أرضعتهما حليمة السعدية قال بن المبارك وإبراهيم بن المنذر وغيرهما اسمه المغيرة وقيل اسمه كنيته والمغيرة أخوه وكان ممن يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضي له ذكر مع عبد الله بن أبي أمية وأخرجه الحاكم أبو أحمد من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة قال حلقه الحلاق بمنى وفي رأسه ثؤلول فقطعه فمات قال فيرون أنه مات شهيدا هذا مرسل رجاله ثقات وكان أبو سفيان ممن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويهجوه ويؤذي المسلمين وإلى ذلك أشار حسان بن ثابت في قصيدته المشهورة هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء ويقال إن عليا علمه لما جاء ليسلم أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فيقول تالله لقد آثرك الله علينا الآية ففعل فأجابه لاتثريب عليكم الآية فأنشده أبو سفيان لعمرك إني يوم أحمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد فكالمدلج الحيران أظلم ليله فهذا أواني حين أهدى فأهتدي الأبيات وأسلم أبو سفيان في الفتح لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى مكة فأسلم شهد حنينا فكان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج مسلم من طريق كثير بن العباس بن عبد (7/86)
<87> المطلب عن أبيه قصة حنين قال فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو الكفار وأنا آخذ بلجامها أكفها وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركابه فقال يا عباس ناد يا أصحاب الشجرة الحديث وأخرجه الدولابي من حديث أبي سفيان بن الحارث بسند منقطع ويقال إنه لم يرفع رأسه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حياء منه وذكر محمد بن إسحاق له قصيدة رثى بها النبي صلى الله عليه وسلم لما مات يقول فيها لقد عظمت مصيبتنا وجلت عشية قيل قد مات الرسول وقد أسند عنه حديث أخرجه الدارقطني في كتاب الإخوة وابن قانع من طريق سماك بن حرب سمعت شيخا في عسكر مدرك بن المهلب بسجستان يحدث عن أبي سفيان بن الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقدس الله أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه من القوي وسنده صحيح لولا هذا الشيخ الذي لم يسم وأنشد له أبو الحسن مما قاله يوم حنين إن بن عم المرء من أعمامه بني أبيه قوة من قدامه فإن هذا اليوم من أيامه يقاتل الحرمي عن إحرامه يقاتل المسلم عن إسلامه الأبيات وذكر عمر بن شبة في أخبار المدينة عن عبد العزيز بن عمران قال بلغني أن عقيل بن أبي طالب رأى أبا سفيان يجول بين المقابر فقال يا بن عمي ما لي أراك هنا قال أطلب موضع قبري فأدخله داره وأمر بأن يحفر في قاعها قبرا ففعل فقعد عليه أبو سفيان ساعة ثم انصرف فلم يلبث إلا يومين حتى مات فدفن فيه ويقال إنه مات سنة خمس عشرة في خلافة عمر فصلى عليه ويقال سنة عشرين ذكره الدارقطني في كتاب الإخوة ووقع عند البغوي في ترجمته أنه أخرج من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم الأعور قال أول من بايع تحت الشجرة أبو سفيان بن الحارث ولم يصب في ذلك فقد أخرجه غيره من هذا الوجه فقال أبو سنان بن وهب وهو الصواب وهو المستفيض عند أهل المغازي كلهم واسم أبي سنان عبد الله وقد تقدم في العبادلة وتأتي قصته قريبا في أبي سنان أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس مشهور باسمه وكنيته ويكنى أبا حنظلة تقدم في الأسماء أبو سفيان سراقة بن مالك مشهور باسمه أبو سفيان مدلوك تقدما في الأسماء أبو سفيان بن الحارث لم يسم ولم ينسب رفيق بريدة ذكر بن إسحاق أنه استشهد بأحد أورده المستغفري من طريقه واستدركه أبو موسى ولعله الذي بعده أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف الأنصاري الأوسي ذكر العدوي أنه استشهد بأحد وذكر بن الكلبي أنه شهد بدرا وقال البلاذري كان يقال له أبو البنات فلما كان بأحد قال أقاتل ثم أرجع إلى بناتي فلما انهزم المسلمون قال اللهم إني لا أريد أن أرجع إلى بناتي ولكن أريد أن أقتل في سبيلك فقتل فأثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أبو سفيان غير منسوب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عمرة في رمضان تعدل حجة روى عنه ابنه عبد الله ذكره أبو عمر فقال إسناده مدني أبو سفيان بن حويطب بن عبد العزي القرشي العامري قال أبو عمر أسلم مع أبيه يوم الفتح (7/87)
<88> وقتل هو يوم الجمل أبو سفيان بن أبي وداعة السهمي اسمه عبد الله تقدم أبو سفيان السدوسي قال بن مندة روى أبو موسى محمد بن المثنى عن عمرو بن سفيان عن أبيه عن جده قال أصبحت مشركا وأمسيت مسلما أبو سفيان بن محصن الأسدي وقع في نسخة أحمد بن خازم بالمعجمتين رواية عبد الله بن لهيعة عنه عن صالح مولى التوأمة عن عدي مولى أم قيس بنت محصن عن أبي سفيان بن محصن قال رمينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ثم لبست القميص فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلبس قميصا بعد هذا اليوم حتى تفيض أخرجه بن مندة ورواه إبراهيم بن أبي علي عن صالح عن عدي عن أبي سفيان أخرجه أبو نعيم ورجحه بناء منه على أنه أبو سنان بن وهب بن محصن وفيه نظر لأن أبا سنان قيل أنه مات في حصار قريظة وذلك قبل حجة الوداع بمدة طويلة فالظاهر أن الأول أولى فكأنه عمه ولا مانع أن يرويا جميعا قصة واحدة أبو سفيان القرشي أحد عمال عمر تقدم ذكره في أوس بن خالد بن يزيد الطائي وأنه قتل في عهد عمر رضي الله عنه وقد تقدم أنه لم يبق في حجة الوداع قرشي إلا أسلم وشهدها أبو سفيان بن وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي ذكره بن حبان في الصحابة وأنه شهد بدرا وتبعه المستغفري ويحتمل أن يكون هو أبا سنان بن وهب بن محصن وقع في اسمه تصحيف وفي نسبه تغيير وإلا فهو آخر من أقاربهم أبو سكينة مصغرا وقيل بفتح أوله ذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة وقال اسمه محلم بن سوار وقال البغوي سكن الشام وقال بن مندة لا يثبت ثم ساق حديثه من طريق يزيد بن ربيعة عن بلال بن سعد سمعت أبا سكينة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا في فضل العتق ومن هذا الوجه أخرجه بن الجارود والباوردي وابن السكن ويزيد ضعيف وقد جاء عنه من طرق عن أبي توبة عن يزيد ليس فيها أنه من الصحابة منها عند البغوي عن زهير بن محمد عن أبي توبة وذكره أبو عمر بوزن طريقة وزاد أوله الألف واللام فقال أبو السكينة قال بن فتحون تبع في ذلك أبا أحمد الحاكم أبو سلافة هو الذي بعده أبو سلالة بضم أوله ولامين الأولى خفيفة الأسلمي ويقال أبو سلافة بالفاء بدل اللام وقيل بالميم بدلها قال أبو عمر تبعا لأبي حاتم حديثه عند حكام بن سلم عن عنبسة بن سعيد عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عبد الله عنه وهذا مأخوذ من كلام البخاري في الكنى المفردة فقال قال حكام عن عنبسة بن سعيد عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عبد الله عن أبي سلالة الأسلمي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم سيكون عليكم أئمة يحدثونكم فيكذبونكم وأورده أبو أحمد الحاكم من طريق (7/88)
<89> البخاري ووصله بن منده من طريق أبي حاتم الرازي عن يوسف بن موسى عن حكام وكذا أخرجه بن الجارود عن أبي حاتم الرازي لكن نسبه سلميا قال أبو موسى قال بن منده مرة أخرى أبو سلامة وقال الطبراني أبو سلام وتعلق به أبو موسى فاستدركه قلت جزم البغوي وأبو علي بن السكن بأنه أبو سلامة وقال بن السكن له صحبة ثم ساق بن السكن من طريق عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه قال نزل بنا أبو سلامة السلمي فأضفناه شهرين فحدثنا أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون عليكم أمراء أرزاقكم بأيديهم فيمنعونكم منها حتى تصدقوهم بكذبهم وتعينوهم على ظلمهم فأعطوهم الحق ما قبلوه منكم فإن غادروه فقاتلوهم فمن قتل على ذلك فهو شهيد وأورده البغوي عن أبي بكر بن أبي شيبة عن شريك عن منصور عن عبيد الله بن علي عن أبي سلامة السلامي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى امرأ بأمه الحديث ورأيته في نسخة معتمدة من كتاب بن السكن بالفاء بدل الميم والسلمي بدل الأسلمي وفي نسخة من البغوي السلامي وممن ذكر أنه أبو سلالة بلامين أبو عبيد الله المرزباني في كتاب السيرة العادلة وممن نسبه سلميا الباوردي فالله أعلم أبو سلامة السلامي ذكر في الذي قبله أبو سلام بفتح أوله وتشديد اللام خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو أحمد الحاكم عداده في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله صحبة وذكره خليفة بن خياط في تسمية الصحابة من موالي بني هاشم وساق الحاكم من طريق مسعر حدثني أبو عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي رضيت بالله ربا الحديث وفيه إلا كان حقا على الله أن يرضيه وأخرجه بن أبي شيبة عن محمد بن بشر عن مسعر هكذا وأخرجه البغوي عن أبي بكر وقد أخرجه أبو داود والنسائي من طريق شعبة عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام أنه كان في مسجد حمص فمر به رجل فقالوا هذا خدم النبي صلى الله عليه وسلم فقام اليه فقال حدثني فذكر هذا الحديث نحوه وأخرجه النسائي والبغوي أيضا من طريق هشيم عن أبي عقيل هاشم بن بلال قال حدثنا سابق بن ناجية عن أبي سلام قال مر بنا رجل أشعث فقيل هذا قد خدم النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم فقلت له حدثني عنه بحديث لم يتداوله بينك وبينه أحد قال سمعته يقول من قال حين يصبح الحديث وعلى هذا فأبو سلام رواه عن الخادم والخادم مبهم وقد أخرجه أبو داود في العلم من طريق شعبة حديثا آخر قال فيه عن شعبة بهذا السند عن أبي سلام عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع في هذا السند خطأ آخر بينته في ترجمة سابق من حرف السين من القسم الأخير وحديث شعبة في هذا هو المحفوظ وأبو سلام المذكور هو ممطور الحبشي وهو تابعي وإنما لم أذكر هذه الترجمة في القسم الأخير لعد خليفة في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سلام فلعله آخر لم يرو شيئا بخلاف صاحب الترجمة (7/89)
<90> أبو سلامة الثقفي ذكر في الصحابة قيل اسمه عروة هكذا أورده بن عبد البر أبو سلامة السلمي ويقال الحبيبي اسمه خداش ولا يعرف إلا بحديث واحد أوصى امرأ بأمه الحديث قاله أبو عمر قلت روى الحديث أحمد وابن ماجة وغيرهما من طريق منصور عن عبيد بن على عن أبى سلامه وقد أشرت إلى ذلك في حرف الخاء المعجمه وأخرجه الدولابي من طريق شيبان عن منصور فزاد بين عبيد وأبى سلامه عرفطه السلمي أبو سلمة بن سفيان بن عبد الأسد بن أخي الذي بعده مات أبوه كافرا قبل بدر كما تقدم في ترجمة أخيه الأسود وأم هذا أم جميل بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية وله عقب منهم محمد بن عبد الرحمن بن أبي سلمة بن سفيان المعروف بالأوقص قاضي المدينة في زمن موسى الهادي ثم ولي قضاء بغداد بعد الرشيد ذكره الزبير بن بكار أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي أحد السابقين الى الإسلام اسمه عبد الله وتقدم في الأسماء أبو سلمة غير منسوب قال أبو أحمد الحاكم له صحبة وأثنى عليه في خلافته لما شكته اليه امرأته فأخرج أبو بكر بن أبي عاصم وأبو أحمد الحاكم من وجهين عن حماد بن زيد عن معاوية بن قرة المزني قال أتيت المدينة في زمن الأقط والسمن والأعراب يأتون بالبر فإذا رجل طامح بصره ينظر الى الناس فظننت أنه غريب فدنوت فسلمت عليه فرد علي السلام وقال لي من أهل هذه البلدة أنت قلت نعم وجلست معه فقلت من أنت قال من بني هلال واسمي كهمس ثم قال لي ألا أحدثك حديثا شهدته من عمر بن الخطاب فقلت بلى فقال بينما نحن جلوس عنده إذ جاءته امرأة فجلست اليه فقالت يا أمير المؤمنين إن زوجي كثر شره وقل خيره فقال لها ومن زوجك قالت أبو سلمة قال إن ذلك لرجل له صحبة وإنه لرجل صدق ثم قال عمر لرجل عنده جالس أليس كذلك قال لا نعرفه يا أمير المؤمنين إلا بما قلت فذكر الحديث وقد تقدم بعضه في ترجمة كهمس أبو سلمة غير منسوب آخر ذكره الحاكم أبو أحمد مغايرا للذي قبله وساق من طريق أحمد بن عبد الله بن حكيم قال قال إبراهيم الخزاعي أبو سلمة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الشيطان لا ينجو مني صاحب المال الحديث أبو سلمة جد عبد الحميد بن سلمة ذكره البغوي في الكنى وأخرج هو وابن ماجة من طريق عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده أن أبويه اختصما الى النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما مسلم والآخر كافر فخيره فتوجه الى المسلم الحديث وقد تقدم موضحا في سلمة من حرف السين المهملة ووقع عند البغوي من وجه آخر عن عثمان البتي عن عبد الحميد بن أبي سلمة عن أبيه عن جده فترجم لوالد أبي سلمة وليس بجيد فإن المحفوظ فيها عبد الحميد بن سلمة وفي قول من قال عبد الحميد بن أبي سلمة بزيادة أبي غلط محض أبو سلمي الراعي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال اسمه حريث وقع مسمى عند بن منده وغيره تقدم في الأسماء ووقع حديثه عند البغوي بعلو غير مسمى ولا مكنى ثم أخرجه (7/90)
<91> من طريق أبي سلام الأسود قال حدثنا أبو سلمى أبو سلمى غير منسوب ذكره بن أبي حاتم قال قلت لأبي روى السري بن يحيى قال قال أبو سلمى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الغداة إذا الشمس كورت فقال قلت لحسان بن عبد الله لقي السري هذا الشيخ فقال نعم وهكذا ذكره أبو عمر نقلا من كتاب بن أبي حاتم وقد ذكره أبو أحمد الحاكم فقال أبو سليمان أو أبو سلمى ثم قال أبو سليمان أو أبو سلمى في هذا الحديث وهم ولست أدري ممن جاء ولا أعرف للسرى بن يحيى سماعا ولا رواية عن أحد الصحابة وقد روى هذا الحديث أبو الوليد الطيالسي حدثنا السري بن يحيى حدثنا أبو سليم العنزي حدثني رجل من عنزة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم بهذا أخبرنيه إبراهيم بن محمد الفرائضي حدثنا سليم بن سيف حدثنا أبو الوليد فذكره وهو الصواب ويقال إن أول هذا مضموم بخلاف الذي قبله أبو سليط الأنصاري البدري يقال اسمه أسير وقيل بزيادة هاء في آخره ويقال أسيد وقيل أنس وقيل أنيس مصغرا وقيل سبرة مشهور بكنيته مذكور في البدريين بها وله رواية أخرجها أحمد والبغوي من طريق بن إسحاق حدثني عبد الله بن عمرو بن ضمرة الفزاري عن عبد الله بن أبي سليط عن أبيه قال أتانا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الحمر الإنسية والقدور تفور فكفأناها على وجوهها أبو سليمان خالد بن الوليد المخزومي سيف الله أبو سليمان مالك بن الحويرث الليثي تقدما في الأسماء أبو السمح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال إن اسمه أبو ذر وقال البغوي خادم النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه محل بن خليفة قال أبو زرعة لا أعرف اسمه ولا أعرف له غير حديث واحد وأخرج حديثه بن خزيمة وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبغوي من طريق يحيى بن الوليد حدثنا محل بن خليفة حدثني أبو السمح قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا أراد أن يغتسل قال ولني قفاك قال البزار لا نعلم حديث أبي السمح بغير هذا الطريق قال أبو عمر يقال إنه قتل فلا يدري أين مات أبو السمح شرحبيل بن السمط الكندي تقدم في الأسماء أبو السنابل بن بعكك بموحدة ثم مهملة ثم كافين بوزن جعفر بن الحارث بن عميلة بفتح أوله بن السباق بن عبد الدار القرشي العبدري اسمه صبة بموحدة وقيل بنون وقيل عمرو وقيل عامر وقيل أصرم وقيل لبيد ربه بالإضافة قال البغوي سكن الكوفة وقال البخاري لا أعلم أنه عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه الأسود بن يزيد النخعي وزفر بن أوس بن الحدثان النصري وقال بن سعد وغيره أقام بمكة حتى مات وهو من مسلمة الفتح وأخرج حديثه الترمذي والنسائي وابن ماجة كلهم من رواية منصور عن إبراهيم عن الأسود في قصة سبيعة قال الترمذي لا نعرف للأسود سماعا من أبي السنابل وثبت ذكره في الصحيحين أيضا في (7/91)
<92> قصة سبيعة الأسلمية لما مات زوجها فوضعت حملها وتهيأت للخطاب فأنكر عليها وقال حتى تعتدي أربعة أشهر وعشرا فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعلمها أن قد حللت وهذا يدل على أن أبا السنابل كان فقيها وإلا لكان يقع عليه الإنكار في الإفتاء بغير علم ولكن عذره أنه تمسك بالعموم وقد خصت الحامل إذا وضعت من ذلك العموم ووقع عند البغوي من طريق مغيرة عن إبراهيم عن الأسود عن أبي السنابل أن سبيعة وضعت بعد وفاة زوجها ببضع وعشرين ليلة فتزينت وتعرضت للتزويج فقال لها أبو السنابل لا سبيل لك إلى ذلك فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال بلى ولو رغم أنف أبي السنابل وذكر بن سعد أنه كان ممن خطب سبيعة وذكر بن البرقي أنه تزوجها بعد ذلك وأولدها سنابل بن أبي السنابل أبو سنان بن وهب اسمه عبد الله ويقال وهب بن عبيد الله الأسدي قال موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا أبو سنان بن وهب الأسدي ولم يسمه وقال الشعبي كان أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة أبو سنان بن وهب ولم يسمه أخرجه عمر بن شبة قالوا وهو غير أبي سنان بن محصن أخي عكاشة وأم قيس لأن بن محصن مات والنبي صلى الله عليه وسلم محاصر بني قريظة وكان ذلك قبل بيعة الرضوان تحت الشجرة وأخرج الحاكم أبو أحمد من طريق عاصم الأحول عن الشعبي قال أتاني عامري وأسدي يعني كانا متفاخرين فقلت كان لبني أسد ست خصال ما كانت لحي من العرب كان أول من بايع بيعة الرضوان أبو سنان عبد الله بن وهب الأسدي قال يا رسول الله ابسط يدك أبايعك قال على ماذا قال على ما في نفسك وما في نفسي قال فتح وشهادة قال نعم فبايعه قال فخرج الناس يبايعون على بيعة أبي سنان وأخرجه الحسن بن علي الحلواني ومحمد بن إسحاق السراج من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب فذكر القصة وأخرجه بن منده من طريق عاصم عن زر بن حبيش قال أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب ووقع للبغوي فيه تصحيف مضى في ترجمة أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وأخرج من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين قال أبو سنان الأسدي اسمه وهب بن عبد الله وزعم الواقدي أن الذي وقع له ذلك سنان بن أبي سنان بن محصن بن أخي عكاشة قال وأما أبو سنان فمات في حصار بني قريظة فالله أعلم أبو سنان بن محصن أخو عكاشة ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وهو عندي غير أبي سفيان بن محصن كما بينته قبل وأن أبا سنان مات في حصار بني قريظة وأبو سفيان حضر حجة الوداع وقد بينت أنه غير الذي قبله أيضا وأن كلام الواقدي يخالف ذلك أبو سنان الأنصاري زوج أم سنان ثبت ذكره في الصحيحين من طريق عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان ما منعك أن تكوني حججت معنا قالت ناضحان كانا لأبي فلان تعني زوجها حج هو وابنه على أحدهما وكان الآخر يسقي أرضا قال فعمرة في رمضان تعدل حجة وفي لفظ فإذا جاء رمضان فاعتمري ولمسلم فعمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي (7/92)
<93> أبو سنان الأشجعي في ترجمة الجراح الأشجعي ويقال إنه معقل بن سنان والراجح أنه غيره أبو سنان بن صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا واستشهد في الخندق أبو سنان العبدي ثم الصباحي بضم المهملة وتخفيف الموحدة قال أبو عبيدة معمر بن المثنى كان في الوفد ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه بيده فعمر حتى بلغ تسعين سنة وهو مؤذن مسجد بني صباح وكان وجهه يتلألأ لمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم له وكان شريفا وجيها أبو سنان بن حريث المخزومي ذكره الزبير بن بكار في ترجمة شماس بن عثمان المخزومي فقال لما مات عثمان بن شماس قالت بنت حريث المخزومية المخزومية وكأنها كانت زوجته يا عين جودي بدمع غير إبساس وابكي رزية عثمان بن شماس صعب البديهة ميمون نقيبته حمال ألوية ركاب أفراس غريب مريع إذا ما أزمة أزمت يبري السهام ويبري قبة الراس قد قلت لما أتوا ينعونه جزعا أودى الجواد فأردى المطعم الكاسي قال وكان استشهد يوم أحد قال فأجابها أخوها أبو سنان بن حريث اقنى حياءك في ستر وفي خفر فإنما كان عثمان من الناس لا تقتلي النفس إن حانت منيته في طاعة الله يوم الروع والباس قد مات حمزة ليث الله فاصطبري قد ذاق ما ذاق عثمان بن شماس أبو سهل بريدة بن الحصيب الأسلمي تقدم في الأسماء أبو سهل غير منسوب قال أبو عمر ذكر في الصحابة ولا أعرفه قلت ذكر في التجريد أنه له في مسند بقي بن مخلد حديثا أبو سهلة السائب بن خلاد تقدم في الأسماء أبو سود بضم أوله وسكون الواو التميمي يقال إنه جد وكيع بن أبي سود الذي ثار بخراسان وقيل اسمه حسان بن قيس قاله بن قانع وفيه نظر فقد قال بن الكلبي في نسب بني تميم فمن بني غدانة بن يربوع بن حنظلة وكيع بن أبي سود وهو وكيع بن حسان بن قيس بن أبي سود بن كلب بن عوف بن نابل بن عوف بن غدانة وهو الذي قتل قتيبة بن مسلم أمير خراسان وذلك في خلافة سليمان بن عبد الملك انتهى فظهر أن حسان والد وكيع وأن أبا سود جد حسان وهذا هو المعتمد وأخرجه أحمد من طريق بن المبارك عن معمر عن شيخ من بني تميم عن أبي سود قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اليمين الفاجرة التي يقتطع بها الرجل مال المسلم تعقم الرحم وأخرجه الحسن بن سفيان والبغوي وابن منده من طريق بن المبارك به وأخرجه أبو علي بن السكن من طريق عبد الرزاق عن معمر به وقال بن دريد كان أبو سود جد وكيع مجوسيا وكذا قال بن الكلبي في كتاب المثالب قال أبو عمر هذا غير بعيد لأن ديار بني تميم كانت مجاورة لديار الفرس قلت ويؤيده ما في قصة حاجب والد عطارد بل في نسب أبي سود هذا ما يدل على ذلك فإن بابك من أسماء العجم فلعله الذي تمجس فتبعه (7/93)
<94> أبناؤه وتصريح أبي سود بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عنه بعد ذلك وحمل التابعين لحديثه يدل على إسلامه وصحبته وقد حكى أبو أحمد الحاكم عن البخاري أنه قال هذا الحديث مرسل فيحتمل أن يريد بإرساله الذي لم يسم في السند وهو عند كثير من المحدثين مرسل أنه في حكمه ويحتمل أن يكون وقع له بالعنعنة فلم يثبت عنده صحبته قال البغوي لا أعلم لأبي سود إلا هذا الحديث ولا أعلم رواه غير معمر أبو سويد الأنصاري ويقال الجهني تقدم في ترجمة سويد الجهني في الأسماء أبو سويد ذكره البغوي وأبو علي بن السكن في الصحابة وأبو بشر الدولابي في الكنى وغيرهم من طريق هشام بن سعد عن حاتم بن أبي نصر عن عبادة بن نسي عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى أبا سويد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على المتسحرين هكذا وقع عند من صنف في الصحابة سويد آخره دال مصغر وضبطه أصحاب المؤتلف والمختلف الدارقطني ومن تبعه بفتح أوله وكسر الواو وتشديد المثناة التحتانية بعدها هاء فالله أعلم أبو سيارة المتعي بضم الميم وفتح المثناة الفوقانية قال البغوي سكن الشام قيل اسمه عمرو وقيل عمير بن الأعلم وقيل اسمه الحارث بن مسلم وقيل عامر بن هلال ذكره بن السكن وغيره في الصحابة وأخرج حديثه أحمد والبغوي وابن ماجة وغيرهم من طريق سليمان بن موسى عن أبي سيارة المتعى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعشور نحل لي الحديث وسليمان لم يدرك أحدا من الصحابة فهذا لسند منقطع وقد ظن بعض الناس أنه أبو سيارة الذي كان يفيض بالناس من عرفات في الجاهلية وليس كذلك فقد ذكر الفاكهي أن أبا سيارة كان قبل أن يغلب قصي على مكة فهذا يدل على تقدم عصره على زمن البعثة ويؤيد التفرقة بينهما أن هذا متعي وذاك عدواني ويقال عامري من بني عامر بن لؤي واسم هذا عمرو أو عمير أو عامر واسم ذاك عميلة مصغرا بن الأعزل بن خالد بن سعد بن الحارث بن قابس بن زيد بن عدوان العدواني ويقال كان من بني عبد بن بغيض بن عامر بن لؤي وكان بحيز بقيس من عرفة لأنهم كانوا أخواله حكاه الزبير بن بكار وذكر أيضا عن محمد بن الحسن المخزومي أن أبا سيارة كان يفيض على حمار وأن حماره عمر أربعين سنة من غير مرض حتى ضربوا به المثل فقالوا أصح من عير أبي سيارة ويقال إن الذي كان يفيض مات قبل البعثة وأنه غير المتعى الذي سأل عن عشور النحل والله أعلم أبو سيف القين بفتح القاف وسكون المثناة التحتانية بعدها نون وهو الحداد كان من الأنصار وهو زوج أم سيف مرضعة إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم ثبت ذكره في الصحيحين من طريق ثابت عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم ودفعته الى أم سيف امرأة قين بالمدينة يقال له أبو سيف قال فانطلق اليه فانتهينا الى أبي سيف وهو ينفخ في كيره وقد امتلأ البيت دخانا فأسرعت الى أبي سيف فقلت أمسك يا أبا سيف جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك فذكر الحديث هذا لفظ مسلم وفي رواية البخاري ودخلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم فأخذه فقبله الحديث وقد تقدم (7/94)
<95> في ترجمة البراء بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع إبراهيم ولده الى أم بردة بنت المنذر زوج البراء بن أوس ترضعه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي اليه فيزوره ويقيل عندها أخرجه الواقدي فإن كان ثابتا احتمل أن تكون أم بردة أرضعته ثم تحول الى أم سيف وإلا فالذي في الصحيح هو المعتمد أبو سيلان بكسر المهملة بعدها مثناة تحتانية ذكره بن حبان في الصحابة في الكنى من حرف السين وقال يقال إن له صحبة وقد تقدم في العبادلة عبد الله بن سيلان فيحتمل أن تكون هذه كنيته القسم الثاني أبو سعد مالك بن أوس بن الحدثان النصري بالنون تقدم في الأسماء أبو سعد أو أبو سعيد بن الحارث بن هشام المخزومي ذكر أبو الفرج الأصبهاني أن خالد بن العاص بن هشام تزوج بنته فاطمة وأولدها الحارث بن خالد الذي ولي إمرة مكة والعاص بن هشام قتل ببدر فلولده صحبة والحارث بن هشام صحابي مشهور استشهد في خلافة عمر فكأن أبا سعد كان في العهد النبوي صغيرا وقد ذكر الزبير بن بكار أن صخرة بنت أبي جهل بن هشام كانت تحت أبي سعيد هذا وولدت له القسم الثالث أبو ساسان حضين بالضاد المعجمة مصغرا بن المنذر الرقاشي تقدم في الأسماء عده الحاكم فيمن سمع من العشرة أبو سجيف بالجيم بن قيس بن الحارث بن عباس له إدراك وشهد اليرموك في خلافة أبي بكر ثم شهد فتح مصر وسكنها ولما قدم مروان بن الحكم مصر بعد أن ولي الخلافة وقاتله أهلها وكانوا قد بايعوا لابن الزبير كان هذا من المعدود في منعه وكان من الفرسان فلما غلب مروان هرب أبو سجيف هذا الى طرابلس فسكنها الى أن مات أبو سعيد المقبري اسمه كيسان تقدم في الأسماء أبو سعيد مولى أبو أسيد بالتصغير الساعدي ذكره بن منده في الصحابة ولم يذكر ما يدل على صحبته لكن ثبت أنه أدرك أبا بكر الصديق رضي الله عنه فيكون من أهل هذا القسم قال بن منده روى عنه أبو نضرة العبدي قصة مقتل عثمان بطولها وهو كما قال وقد رويناها من هذا الوجه وليس فيها ما يدل على صحبته أبو سلمة تميم بن حذلم تقدم في الأسماء (7/95)
<96> أبو السمال الأسدي تقدم في سمعان بن هبيرة أبو سويد العبدي له إدراك ذكره البخاري في الكنى وتبعه الحاكم أبو أحمد وذكره من طريق وكيع عن بركة بن يعلى التيمي عن أبي سويد العبدي قال كنا بباب عمر فذكر قصة ورواه أبو عقيل عن بكرة عن أبي سويد العبدي قال أتينا بن عمر فجلسنا ببابه فذكر قصة وحديثا أخرجه أحمد ووكيع أحفظ من أبي عقيل والله أعلم القسم الرابع أبو سبرة النخعي صوابه الجعفي الماضي في القسم الأول صحفه بن منده أبو سعد الأعمى تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة قال الحميدي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن أبي سعيد الأعمى قال سفيان وحدثنا بن عطاء عن أبيه عن أبي سعد الأعمى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم باع حرا في دين وذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى فيمن لا يعرفه اسمه وقال إنه يروي عن أبي هريرة أبو سعيد بن وهب القرظي كذا ذكره بن الأثير فوهم في الكنية وإنما هو أبو سعد بسكون العين كما تقدم وهو النضري بفتح الضاد المعجمة من بني النضير لا من بني قريظة أبو سعيد غير منسوب روى عنه مكحول أخرجه بن عبد البر مختصرا كذا ذكره بن الأثير والذي في الاستيعاب أبو سعدان كما تقدم أبو سفينة الحارث بن عمرو السهمي كذا وقع في الكمال لعبدالغني وأقره المزي والصواب أبو مسقبة وسيأتي في الميم أبو سلام الأسلمي أفرده أبو موسى فوهم كما نبهت عليه أبو سلمة الأنصاري جد عبد الحميد بن سلمة خيره النبي صلى الله عليه وسلم بين أبويه اسمه رافع كذا قال أبو موسى والصواب أن جد عبد الحميد اسمه سلمة وأنه في الرواية لجده وهو عبد الحميد بن زيد بن سلمة وأما رافع جد عبد الحميد فإنه غير هذا وهو عبد الحميد بن جعفر أبو سلمة الخدري ذكره بعضهم في الصحابة وهو خطأ نشأ عن سقط والصواب عن أبي سلمة وهو بن عبد الرحمن عن الخدري وهو أبو سعيد فسقطت عن من السند فالله أعلم أبو سليمان من آل جبير بن مطعم ذكره البغوي في الصحابة وقال سكن المدينة وهو غلط في ظنه أنه له صحبه فإنه أخرج من رواية زهير بن محمد عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عثمان بن أبي سليمان عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في المغرب بالطور وقال بن السكن الصواب ما رواه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام عن عبد الله بن أبي بكر عن عثمان بن أبي سليمان عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه وقال ورواه بن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن جبير قال الدارقطني إن كان زهير أراد بقوله عن أبيه أباه الأدنى فهو وهم لأن أبا سليمان هو بن جبير بن مطعم ولا صحبة له وإن كان أراد أباه الأعلى فهو نظير رواية بن جريج والصواب رواية سعيد بن سلمة والله أعلم (7/96)
<97> أبو سهلة مولى عثمان ويقال أبو شهلة بالمعجمة يقال إن له صحبة روى عنه قيس بن أبي حازم كذا في التجريد ولم ينبه على كونه تابعيا وإنما روى عن عثمان مولاه وعن عائشة حديثا في فضائل عثمان فأرسله بعضهم كما أورده أبو أحمد الحاكم في ترجمته فقد أخرج الترمذي وابن ماجة حديثه المذكور من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عنه عن عائشة وذكره في التابعين البخاري وابن حبان والعجلي وغيرهم وذكر الدارقطني أن محمد بن بشر قاله في روايته عن إسماعيل بن أبي خالد بالشين المعجمة والصواب بالمهملة حرف الشين المعجمة القسم الأول أبو شاه اليماني يقال إنه كلبي ويقال إنه فارسي من الأبناء الذين قدموا اليمن في نصرة سيف بن ذي يزن كذا رأيت بخط السلفي وقيل إن هاءه أصلية وهو بالفارسي معناه الملك قال ومن ظن أنه باسم أحد الشياه فقد وهم انتهى وقد ثبت ذكره في الصحيحين في حديث أبي هريرة في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقام رجل يقال له أبو شاه فقال اكتبوا لي يا رسول الله فقال اكتبوا لأبي شاه يعني الخطبة المذكورة أبو شباث بتخفيف الموحدة وآخره مثلثة اسمه خديج بن سلامة تقدم أبو شبيب غير منسوب ولا مسمى ذكر في التجريد وأن له في مسند بقي بن مخلد حديثا واحدا أبو شجرة السلمي تقدم في عمرو بن عبد العزى ويقال اسمه سليم بن عبد العزى وأمه الخنساء الشاعرة وكان يسكن البادية ذكر الزبير بن بكار في ترجمة خالد بن الوليد قال وقال أبو شجرة بن عبد العزى السلمي في قتال خالد أهل الردة ولو سألت سلمى غداة مرامر كما كنت عنها سائلا لو نأيتها وكان الطعان في لؤي بن غالب غداة الجواء حاجة فقضيتها قال وقال أيضا ورويت رمحي من كتيبة خالد وإني لأرجو بعدها أن أعمرا في أبيات قلت وإلى هذا البيت قصته مع عمر ذكرها المبرد في الكامل قال أتى أبو شجرة عمر يستحمله فقال له من أنت قال أنا أبو شجرة السلمي فقال يا عدو نفسه ألست القائل فذكر البيت ثم انحنى عليه بالدرة فهرب وركب ناقته وهو يقول (7/97)
<98> قد ضن عنا أبو حفص بنائله وكل مختبط يوما له ورق وإنما ذكرته في هذا القسم لأن الخنساء أسلمت هي وأولادها كما سأبينه في ترجمتها وقال المرزباني يقال اسمه عمرو ويقال عبد الله بن عبد العزى بن قطن بن رياح بن عصر بن معيص بن خفاف بن امرئ القيس بن بهز بن سليم ويقال هو عمرو بن الحارث بن عبد العزى مخضرم كثير الشعر وله مع عمر خبر مشهور يعني خبره معه الماضي وله من أبيات في العباس بن مرداس يقول فيها وعباس يدب لي المنايا وما أذنبت إلا ذنب صخر وبقية خبره في عمرو بن عبد العزى من كتاب الردة للواقدي أبو شجرة الكندي اسمه معاوية بن محصن تقدم أبو شجرة الرهاوي يزيد بن شجرة تقدم أبو شراك الفهري من بني ضبة بن الحارث بن فهر ذكره الواقدي وأبو معشر في أهل بدر وأن اسمه عمرو بن أبي عمرو وجوز محمد بن سعد أنه عمرو بن الحارث الذي تقدم أن موسى بن عقبة ذكره وقال الواقدي مات أبو شراك سنة ست وثلاثين أبو شريح الخزاعي ثم الكعبي خويلد بن عمرو وقيل عمرو بن خويلد وقيل هانئ وقيل كعب بن عمرو وقيل عبد الرحمن والأول أشهر وبكعب جزم بن نمير وأبو خيثمة وتردد هارون الحمال في خويلد وكعب وقال الطبري هو خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزى بن معاوية من بني عدي بن عمرو بن ربيعة أسلم قبل الفتح وكان معه لواء خزاعة يوم الفتح روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وروى أيضا عن بن مسعود رضي الله عنه روى عنه نافع بن جبير بن مطعم وأبو سعيد المقبري وابنه سعيد بن أبي سعيد وفضيل والد الحارث وسفيان بن أبي العوجاء قال بن سعد مات بالمدينة سنة ثمان وستين ذكره في طبقات الخندقيين وقال أسلم قبل الفتح وكذا قال غير واحد في تاريخ موته وله قصة مع عمرو بن سعيد الأشدق لما كان أمير المدينة ليزيد بن معاوية ففي الصحيحين أن أبا شريح قال لعمرو وهو يجهز البعث إلى مكة ائذن لي أيها الأمير أن أحدثك فذكر حديث لا يحل أن يسفك بها دما يعني بمكة الحديث وفيه قوله عمرو بن سعيد إن الحرم لا يعيذ عاصيا قال الطبري مات بالمدينة سنة ثمان وستين أبو شريح الحارثي اسمه هانئ بن يزيد تقدم في الأسماء وأن النبي صلى الله عليه وسلم كناه بأكبر أولاده أبو شريح الأنصاري قال أبو عمر لست أعرفه بغير كنيته وذكره هكذا ذكروه في الصحابة قلت وفي كتاب المستغفري أبو شريح غير منسوب ولم ينسبه أنصاريا فما أدري أهما واحد أو اثنان ثم بان لي أن الذي ذكره المستغفري هو أبو شريح الخزاعي فإنه ذكر له أنهم قالوا هو الخزاعي وذكر أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن أعتى الناس على الله رجل قتل غير قاتله انتهى وهذا من حديث أبي شريح الخزاعي وأورده عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي شريح في مسند أبي شريح الخزاعي (7/98)
<99> أبو شعيب اللحام من الأنصار وقع ذكره في الصحيح من حديث أبي مسعود البدري قال جاء رجل من الأنصاري يكنى أبا شعيب فقال لغلام له لحام اصنع لي طعاما يكفي خمسة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع لنا في الجزء التاسع من أمالي المحاملي وفي كتاب البغوي وابن السكن وابن منده من طريق عبد الله بن نمير عن الأعمش عن وائل عن أبي مسعود عن رجل من الأنصار يكنى أبا شعيب قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت في وجهه الجوع فذكر الحديث قال بن منده رواه الثوري وشعبة والعباس فلم يقولوا عن أبي شعيب قالوا إن رجلا يقال له أبو شعيب ثم ساقه من طريق زهير بن معاوية وعمار بن زريق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن رجلا يقال له أبو شعيب فذكر الحديث أبو شقرة التميمي روى عنه مخلد بن عقبة ذكره أبو عمر مختصرا قال أبو موسى استدركه يحيى بن منده على جده وساق حديثه وقد ذكره جده إلا انه لم يذكر حديثه وأخرجه أبو نعيم من طريق الحسن بن سفيان ثم من رواية حماد بن يزيد المنقري حدثني مخلد بن عقبة عن أبي شقرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الفيء عن رءوسهن مثل أسنمة البعير فأعلموهن أنهن لا يقبل لهن صلاة قال بعض رواته والفيء الفرع أبو شماس بن عمرو الجذامي ذكره بن إسحاق في وفد جذام الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام قومهم وطلب رد سبيهم الذين سباهم زيد بن حارثة أبو شمر الضبابي هو ذو الجوشن تقدم أبو شمر بن أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح الحميري ثم الأبرهي ذكر الرشاطي عن الهمداني في أنساب حمير أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقتل مع علي بصفين قال الرشاطي لم يذكره بن عبد البر ولا بن فتحون وقال بن منده أبو شمر بن أبرهة بن الصباح الأصبحي يقال له صحبة ويجد ذكره في الاخبار قلت وذكر غيرهما أنه وفد في عهد عمر فتزوج بنت أبي موسى الأشعري ويحتمل أن يكون وفد أولا ثم رجع إلى بلاده ثم وفد لما استنفرهم عمر إلى الجهاد ثم وجدته في تاريخ دمشق فقال أبو شمر بن أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن شيبة بن مرة ثم قال أخو كريب بن أبرهة ثم قال هو مصري ثم قال وقيل إنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ساق من طرق عن بن وهب عن بن لهيعة عن الحارث بن يزيد أن عبد الله بن سعد غزا الأساود سنة إحدى وثلاثين فأصيب عين معاوية بن خديج وأبي شمر بن أبرهة وجندل بن شريح فسموا رماة الخندق ومن طريق يحيى بن بكير عن الليث أنه كان من جملة الذين خرجوا من بن أبي حذيفة إلى معاوية في الرهن ثم كسروا السجن وخرجوا وامتنع أبو شمر فقال لا أدخله أسيرا وأخرج منه آبقا فأقام ثم وجدت له ذكرا في مقدمة كتاب الأنساب للسمعاني من طريق بن لهيعة عن عبد الله بن راشد عن ربيعة بن قيس سمع عليا يقول ثلاث قبائل يقولون انهم من العرب وهم أقدم من العرب جرهم وهم بقية عاد وثقيف وهم بقية ثمود وأقبل أبو شمر بن أبرهة فقال وقوم هذا وهم بقية تبع (7/99)
<100> أبو الشموس البلوي قال بن السكن له صحبة ورواية ولا يوقف على اسمه وقال البغوي سكن الشام وقال بن حبان يقال له صحبة قلت قد علق له البخاري حديثا ووصله في كتاب الكنى المفردة ووقع لنا بعلو في المعجم الكبير للطبراني بسند فيه ضعف وهو من طريق سليمان بن مطير عن أبيه عن أبي الشموس البلوي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أصحابه عن بتر الحجر الحديث قال البغوي وليس لأبي الشموس غير هذا الحديث وفي إسناده ضعف أبو شميلة الشنئي بفتح المعجمة والنون بعدها همزة بغير مد ذكره أبو سعيد عن الأعرابي والمستغفري وغيرهما في الصحابة وأوردوا من طريق محمد بن إسحاق عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس قال كان أبو شميلة رجل من شنوءة غلب عليه الخمر وفي لفظ أتى بأبي شميلة سكران وكان قد تتابع فيها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب فضرب بها وجهه وقال اضربوه فضربوه بالثياب والنعال والأيدي والمتيخ أي العصي الخفيفة أو الجريدة الرطبة وهي بكسر الميم وسكون المثناة التحتانية ثم مثناة فوقانية مفتوحة ثم معجمة واستدركه بن فتحون أبو شهم يأتي في القسم الثالث أبو شهم صاحب الجبيذة تصغير جبذة بجيم وموحدة ساكنة ثم ذال معجمة لا يعرف اسمه ولا نسبه وقال البغوي سكن الكوفة وذكر بن السكن أن اسمه زيد أو يزيد بن أبي شيبة وأخرج حديثه النسائي والبغوي من طريق يزيد بن عطاء عن بيان عن قيس بن أبي حازم عن أبي شهم وكان رجلا بطالا فمرت به جارية فأهوى بيده إلى خاصرتها قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم الغد وهو يبايع الناس فقبض يده وقال أصاحب الجبيذة أمس فقلت لا أعود يا رسول الله قال فنعم إذا فبايعه إسناده قوي ويقال اسم أبي شهم عبيد بن كعب وفي التابعين أبو شهم يروي عن عمر روى عنه إسماعيل بن أبي خالد ذكره أبو أحمد في الكنى بعد الصحابة أبو شيبة الأنصاري الخدري قال أبو زرعة له صحبة ولا يعرف اسمه وقال بن السكن له حديث واحد ولا يعرف اسمه وقال البغوي كان بالروم وقال بن سعد في الطبقة الثالثة من الأنصار أبو شيبة الخدري لم يسم لنا ولم نجد اسمه ولا نسبه في كتاب الأنصاري وقال بن منده عداده في أهل الحجاز وقال الطبراني هو أخو أبي سعيد وأخرج حديثه بن السكن والطبراني والبغوي والدولابي وابن منده من طريق يونس بن الحارث قال حدثني شرس بمعجمة ثم مهملة بينهما راء ساكنة عن أبيه قال خرجت مع معاوية في غزوة القسطنطينية فلما وصلنا ونحن نزول إذا رجل يهتف أقبلنا عليه فقال أنا أبو شيبة الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه دخل الجنة كذا قال والصواب يزيد بن معاوية ولم يذكر الطبراني القصة ولا قال في السند عن أبيه وحكى أبو أحمد الحاكم فيه الوجهين وتبعه أبو عمر وأخرج بن عائذ والدولابي وابن منده من طريق سليمان بن موسى الكوفي عن يونس بن الحارث سمعت شرسا يحدث عن أبيه قال توفي أبو شيبة الخدري ونحن على حصار القسطنطينية إذ هتف أبو شيبة فقال يأيها الناس فأقبلت إليه في ناس كثير فإذا (7/100)
<101> هو مقنع على رأسه فقال من عرفني فأنا أبو شيبة الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة فاعملوا ولا تتكلوا ومات فدفناه مكانه قال أبو حاتم الرازي شرس وأبوه مجهولان أبو شيبة آخر غير منسوب ذكر الدارقطني في العلل أن حماد بن سلمة روى عن عبد الملك بن عمير عن أبي شيبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى أحدكم إلى القوم يوسع له أخوه فليقعد الحديث وفيه ثلاث تصفين لك ود أخيك قال ورواه أبو المطرف بن أبي الوزير عن موسى بن عبد الملك بن عمير عن أبيه عن شيبة بن عثمان عن عمه فإنه كان حفظه فقد جوده أبو شيخ بن أبي ثابت الأنصاري الخزرجي بن أخي حسان بن ثابت ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وأحدا واستشهد ببئر معونة ومات أبوه أبي في الجاهلية وقال الواقدي وابن الكلبي هو أبي بن ثابت أخو حسان كنيته أبو شيخ ووافق بن إسحاق موسى بن عقبة فقال في البدريين وأبو شيخ بن أبي بن ثابت ووافق بن الكلبي في أنه أخو أبي حسان يحيى بن سعيد الأموي عن بن إسحاق القسم الثاني أبو شحمة بن عمر بن الخطاب جاء في خبر واه أن أباه جلده في الزنا فمات ذكره الجوذقاني فإن ثبت فهو من أهل هذا القسم القسم الثالث أبو شجرة كثير بن مرة تقدم في الأسماء أبو شداد العماني أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ كتابه عليه وعاش مائة وعشرين سنة ذكر البخاري وابن أبي خيثمة وسمويه في فوائده وابن السكن وغيرهم من طريق أبي حمزة عبد العزيز بن زياد الحنظلي حدثني أبو شداد رجل من أهل ذمار قرية من قرى عمان قال جاءنا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم في قطعة من أدم من محمد رسول الله إلى أهل عمان سلام أما بعد فأقروا بشهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأدوا الزكاة وخطوا المساجد وكذا وكذا وإلا غزوتكم قال أبو شداد فلم نجد أحدا يقرأ علينا ذلك الكتاب حتى وجدنا غلاما فقرأ علينا قلت فمن كان يومئذ على عمان قال أسوار من أساورة كسرى وأخرج مطين من طريق أبي حمزة الحنظلي هذا قال رأيت رجلا بعمان يكنى أبا شداد بلغ عشرين ومائة سنة وقال أبو عمر أبو شداد العماني الذماري وتعقب بأن ذمار من صنعاء لا من عمان وعمان بضم أوله والتخفيف من عمل البحرين وذمار قرية منها يقال بالميم والموحدة قاله الرشاطي ويحتمل إن كان أبو عمر حفظه أن يكون (7/101)
<102> أصله من ذمار وسكن عمان وكذا تعقب بن فتحون في أوهام الاستيعاب قول أبي عمر الذماري وقوله في الراوي عنه عبد العزيز بن شداد وإنما هو بن زياد أبو شداد آخر شامي قال الدولابي اسمه سالم وقال بن منده هو سالم بن سالم العبسي الحمصي وأخرج أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق معن بن عيسى عن معاوية بن صالح عن أبي شداد وكان قد عقل متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره ولم يسمع منه شيئا قال دخلت على أبي أمامة وهو يشرب طلاء قد ذهب ثلثاه وبقي ثلثه وأخرجه الدولابي وابن منده من هذا الوجه عن رجل يقال له أبو شداد روى عن أبي أمامة روى عنه معاوية بن صالح أبو شراحيل أو أبو شرحبيل هو ذو الكلاع الحميري تقدم في الأسماء أبو شريك ذكره المستغفري في الصحابة وأخرج من طريق بن إسحاق أن عمر أعطاه أرضا أبو شعيب غير منسوب له إدراك وشهد مع عمر فتح بيت المقدس أخرج أحمد من طريق حماد بن سلمة عن أبي سنان عن عبيد بن آدم وأبي مريم وأبي شعيب أن عمر بن الخطاب كان بالجابية فذكر فتح بيت المقدس قال أبو سنان عن عبيد سمعت عمر يقول لكعب أين ترى أن أصلي الحديث وقول عمر أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه يعقوب بن شيبة من هذا الوجه أتم منه قال كان عمر بالجابية فقدم خالد بن الوليد إلى بيت المقدس فذكر القصة في قوله إنما يفتحها عمر بعد فتح قيسارية إلى أن قال فشاور عمر الناس فقال إنهم أصحاب كتاب وعندهم علم فذهبوا إلى قيسارية ففتحوها وجاءوا إلى بيت المقدس فصالحهم فصلى عند كنيسة مريم ثم بزق في أحد قميصيه فقيل له ابزق فيها فإنها يشرك فيها بالله فقال إن كان يشرك فيها بالله فإنه يذكر الله فيها كثيرا ثم قال لقد كان عمر غنيا أن يصلي عند وادي جهنم وقال في قصة الصلاة أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به فتقدم إلى القبلة فصلى وخلط بن عساكر ترجمة هذا بترجمة أبي شعيب الحضرمي الذي روى عن أبي أيوب في الاستنجاء وروى عنه عثمان بن أبي شوكة والذي يظهر لي أنه غيره فإن الحاكم أبا أحمد حكى في الحضرمي أنه يقال له أبو الأشعث أبو شمر بن قيس بن فهر بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي قال بن الكلبي كان شاعرا شريفا في الجاهلية والإسلام أبو شهاب الهذلي والد أبي ذؤيب غزا مع أبيه في خلافة عمر ذكره بن مرزوق في أشعار الهذليين أبو شهم التيمي من تيم الرباب جاهلي أدرك الإسلام ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في خبر الكلاب الأول فقال كان أبو شهم هو ربب الرباب قبل الإسلام وعاش إلا خلافة عثمان بن عفان أبو شيبان له إدراك ذكره بن أبي شيبة من طريق معن بن عبد الرحمن قال غزا رجل نحو الشام يقال له شيبان وله أب شيخ كبير فقال أبوه في ذلك (7/102)
<103> أشيبان ما يدريك أن رب ليلة غبقتك فيها والغبوق حبيب أأمهلتني حتى إذا ما تركتني أرى الشخص كالشخصين وهو قريب أشيبان إن تأت الجيوش تجدهم يقاسون أياما بهن خطوب قال فبلغ ذلك عمر فرده أبو شييم المري ذكره الواقدي عن شيوخه قالوا كان أبو شييم المزني قد أسلم فحسن إسلامه يحدث ويقول لما نفرنا مع عيينة بن حصن يعني في الأحزاب رجع بنا فلما كان دون خيبر رأى مناما فقدم فوجد النبي صلى الله عليه وسلم قد فتح خيبر فقال يا محمد أعطني مما غنمت من حلفائي فإني انصرفت عنك وعن قتالك فلم يعطه شيئا فانصرف فلقيه الحارث بن عوف فقال له ألم أقل لك والله ليظهرن محمد على ما بين المشرق والمغرب القسم الرابع أبو شبل غير منسوب ذكره الدولابي في الصحابة وهو وهم وإنما الحديث عند واصل بن مروزق عن رجل من بني مخزوم يكنى أبا شبل عن جده وكان من الصحابة وسيأتي بيانه في المبهمات أبو شجرة شيخ لأبي الزاهرية ذكره الدولابي والمستغفري في الصحابة واستدركه أبو سي ونبه على أنه وهم وجوز بعضهم أنه يزيد بن شجرة فإنه يكنى أبا شجرة وهو مختلف في صحبته لكن فرق أبو أحمد الحاكم بين أبي شجرة يزيد بن شجرة وبين أبي شجرة شيخ أبي الزاهرية وهو الصواب فيما أرى وقد تقدم في كثير بن مرة أن البغوي أورد في ترجمة من طريق أبي الزاهرية عن أبي شجرة حديثا وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أقيموا الصفوف الحديث وفيه ومن وصل صفا وصله الله والذي يظهر أنه آخر غير كثير بن مرة والعلم عند الله أبو شريح غير منسوب له حديث في مسند بقي بن مخلد قال في التجريد لعله هانئ بن يزيد قلت بل هو أبو شريح الخزاعي فالحديث حديثه أبو شريح المصري أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة فأخرج الساعدي من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن محمد الأنصاري عن أبي شريح المصري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن سلام المؤمن إذا كان عدة في سبيل الله يوزن كل يوم مع صالح عمله أبو شمير ذكره البغوي وقال إنه وهم قال حدثنا محمد بن علي حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن جابر بن ربيعة عن مجمع بن عتاب عن أبيه عن شمير قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إن لي أبا شيخا كبيرا وإخوة أذهب إليهم لعلهم أن يسلموا فآتيك بهم فقال إن هم أسلموا فهو خير لهم وإن أبوا فالإسلام واسع أو عريض قال البغوي أحسب محمد بن علي وهم فيه وقد حدثناه أبو خيثمة (7/103)
<104> عن أبي نعيم عن مجمع بن عتاب بن شمير عن أبيه يعني فتكون الصحبة لعتاب بن شمير أبو شهلة تقدم في حرف السين المهملة حرف الصاد المهملة القسم الأول أبو صالح حمزة بن عمر الأسلمي تقدم أبو صبرة ذكر في التجريد أن له في مسند بقي بن مخلد حديثا أبو صخر العقيلي ذكره البخاري ومسلم وابن حبان وغيرهم في الصحابة قيل اسمه عبد الله بن قدامة حكاه بن عبد البر وأخرج بن خزيمة في صحيحه والحسن بن سفيان في مسنده من طريق سالم بن نوح عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن أبي صخر رجل من بني عقيل وربما قال عبد الله بن قدامة قال قدمت المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجارة لي فبعتها فقلت لو ألممت برسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلت نحوه فتلقاني في بعض طرق المدينة وهو بين أبي بكر وعمر فجئت حتى كنت من خلفهم فمر يهودي ناشر التوراة يقرؤها يعزي نفسه على بن له ثقيل في الموت قال فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم وملت معه فقال يا يهودي أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى وأنشدك بالذي فلق البحر لبني إسرائيل فعظم عليه هل تجدني وصفتي ومخرجي في كتابك فقال برأسه أي لا قال فقال ابنه وهو في الموت والذي أنزل التوراة على موسى إنه ليجد صفتك وبعثك ومخرجك في كتابه وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيموا اليهودي عن أخيكم فوليه رسول الله وغسله وكفنه وصلى عليه وقال بن سعد حدثنا علي بن محمد المدائني عن الصلت بن دينار عن عبد الله بن شقيق نحوه ورواه عبد الوهاب بن عطاء عن الجريري فقال عن عبد الله بن قدامة عن رجل أعرابي وقال إسماعيل بن علية عن الجريري عن أبي صخر عن رجل من الأعراب أخرجه أحمد عن بن علية أبو صرمة بن أبي قيس الأنصاري المازني قيل اسمه قيس بن مالك وقيل مالك بن قيس وقيل بن أبي قيس وقيل بن أسعد وقال بن البرقي هو قيس بن صرمة بن أبي صرمة بن مالك بن عدي بن النجار وكذا نسبه بن قانع والدمياطي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في العزل وعن أبي أيوب وغيره روى عنه عبد الله بن محيريز ولؤلؤة مولاة الأنصار ومحمد بن قيس وزياد بن نعيم وذكر العسكري في الرواة عنه محمد بن يحيى بن حبان والمحفوظ أن بينهما واسطة وقد ذكر البغوي حديثه من طريق يحيى بن سعيد عنه فأثبت الواسطة لؤلؤة ومن وجه آخر عنه بحذفها وقال أبو عمر لم يختلف (7/104)
<105> في شهوده بدرا وتعقب بأن بن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي لم يذكروه فيهم وحديثه عند الترمذي والنسائي وذكره محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين نزلوا مصر فقال ذكر يحيى بن عثمان أنه شهد فتح مصر وذكر أحمد بن يحيى بن الوزير أنه قدم على عقبة بن عامر وأخرج من طريق زياد بن أيوب قال كنا مع أبي أيوب في البحر ومعنا أبو صرمة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث ويقال هو أبو صرمة الذي نزلت فيه وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر الآية أبو صعير العذري تقدم الاختلاف فيه في ثعلبة بن صعير قال البغوي سكن المدينة أبو صفرة عسعس بن سلامة تقدم في الأسماء أبو صفرة الأزدي والد المهلب الأمير المشهور مختلف في صحبته وفي اسمه قيل اسمه ظالم بن سارق وقيل بن سراق وقيل قاطع بن سارق بن ظالم وقيل غالب بن سراق ونسبه بن الكلبي فقال ظالم بن سارق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأزد وزعم بعضهم أن أصلهم من العجم وأنهم انتسبوا في الأزد وذكره بن السكن في الصحابة وأخرج من طريق محمد بن عبد بن حميد قال حدثنا محمد بن غالب بن عبد الرحمن بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة حدثني أبي عن آبائه أن أبا صفرة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يبايعه وعليه حلة صفراء يسحبها خلفه دراعة وله طول وجثة وجمال وفصاحة لسان فلما رآه أعجبه ما رأى من جماله فقال له من أنت قال أنا قاطع بن سارق بن ظالم بن عمر بن شهاب بن الهلقام بن الجلند بن السلم الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا أنا الملك بن الملك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت أبو صفرة دع عنك سارقا وظالما فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله حقا حقا يا رسول الله إن لي ثمانية عشر ذكرا ورزقت بنتا سميتها صفرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فأنت أبو صفرة وقال الواقدي في كتاب الردة قالوا وفد الأزد من دبا مقرين بالإسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فبعث عليهم حذيفة بن اليمان الأزدي مصدقا وكتب له فرائض صدقاتهم فذكر الحديث في الردة وقتال عكرمة إياهم وغلبته وعليهم إرسال سبيهم إلى أبي بكر مع حذيفة المذكور قال فحدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال لما قدم سبي أهل دبار وفيهم أبو صفرة غلام لم يبلغ الحلم فأنزلهم لهم أبو بكر في دار رملة بنت الحارث وهو يريد أن يقتل المقاتلة فقال له عمر يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم مؤمنون إنما شحوا على أموالهم فقال انطلقوا إلى أي البلاد شئتم فأنتم قوم أحرار فخرجوا فنزلوا البصرة فكان أبو صفرة والد المهلب فيمن نزل البصرة وقال أبو عمر كان أبو صفرة مسلما على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفد عليه ووفد علي عمر في عشرة من ولده وذكر عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان قال وفد أبو صفرة على عمر بن الخطاب ومعه عشرة من ولده المهلب أصغرهم فجعل عمر ينظر إليهم ويتوسم ثم قال لأبي صفرة هذا سيد ولدك وهو يومئذ أصغرهم وقال عمر بن شبة في أخبار البصرة أوفد عثمان بن أبي العاص وهو أمير البصرة أبا صفرة في رجال من الأزد على عمر فسألهم عن أسمائهم وسأل أبا صفرة فقال أنا ظالم بن سارق (7/105)
<106> وكان أبيض الرأس واللحية فأتاه وقد اختضب فقال أنت أبو صفرة فغلبت عليه الكنية قلت فهذا معارض لرواية الواقدي أنه كان لما وفد غلاما لم يبلغ الحلم وقال الأصمعي في ديوان زياد الأعجم إن أبا صفرة سأل عثمان بن أبي العاص أن يقطعه فأقطعه خططا بالمهالبة فقيل له إن هذا الرجل أقلف فدعا به فقال ويحك أما تطهرت قال والله يا أمير المؤمنين إني لأفعل ذلك خمس مرات في اليوم قال إنما سألتك عن الختان فقال والله أعز الله الأمير ما عرفت ذلك فأمره فاختتن قال وفي ذلك يقول زياد بن الأعجم اختتن القوم بعد ما شمطوا واستعربوا بعد إذ هم عجم وقال أبو الفرج في الأغاني في ترجمة أبي عيينة المهلبي اسم أبي صفرة سارق وقيل غالب وقال بن قتيبة المهلب من أزد عمان من قرية يقال لها دبا أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد ونزل على حكم حذيفة فبعثه إلى أبي بكر فأعتقه وقد وقع لنا عن أبي صفرة حديث مسند أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق زياد بن عبد الله القرشي دخلت على هند بنت المهلب بن أبي صفرة وهي امرأة الحجاج وبيدها مغزل تغزل به فقلت لها تغزلين وأنت امرأة أمير فقالت إن أبي يحدث عن جدي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أطولكن طاقا أعظمكن أجرا قال الطبراني لم يسند أبو صفرة غير هذا واسمه سارق بن ظالم ولا يروى عنه إلا بهذا الإسناد تفرد به يزيد بن مروان بن زياد قلت ويزيد متروك والحديث الذي أورده بن السكن يعكر عليه أبو صفوان عبد الله بن بشر المازني وأبو صفوان مالك بن عميرة وأبو صفوان مخرمة بن نوفل والد المسور تقدموا في الأسماء أبو صفوان أو بن صفوان في المبهمات أبو صفية مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخاري عداده في المهاجرين وأخرجه من طريق المعلى بن عبد الرحمن سمعت يونس بن عبيد يقول لأمه ماذا رأيت أبا صفية يصنع قالت رأيت أبا صفية وكان من المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسبح بالنوى تابعه عبد الواحد بن زيد عن يونس بن عبيد عن أمه قالت رأيت أبا صفية رجلا من المهاجرين يسبح بالنوى أخرجه البغوي وأخرج من وجه آخر عن أبي بن كعب عن أبي صفية مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يوضع له نطع ويؤتى بحصى فيسبح به إلى نصف النهار فإذا صلى الأولى ورجع أتى به فيسبح حتى يمسي أبو صميمة ويقال بالمعجمة ذكره المستغفري ههنا بالمهملة وسيجيء في الضاد المعجمة أبو صهيب ذكره الحاكم أبو أحمد فقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه هلال أظنه بن يساف قال عبد الرزاق عن معمر عن هلال (7/106)
<107> القسم الثاني خال القسم الثالث أبو صحار السعدي كان رجلا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وشهد حنينا مع المشركين ثم أسلم ذكره أبو عبد الله بن الأعرابي في كتاب النوادر وقال قال السروجي قال أبو صحار السعدي سعد أبي بكر بن هوازن وقالت له زوجته أبتع لنا عهنا رخيصا فقال لهما كما أنت حتى تكون الجبال عهنا كما قال أخو قريش فتأخذي عهنا رخيصا قال ودعاه قومه إلى الإسلام بعد ان ظهر الإسلام فأبي وقال في يوم حنين ألا هل أتاك إن غلبت قريش هوازن والخطوب لها شروط وقد تقدمت هذه الأبيات وجوابها في ترجمة بن وهب الأسدي قال ثم أسلم أبو صحار بعد ذلك وحسن إسلامه وجاور عبيد الله بن العباس بالبقيع وذكر له معه خبرا وأنشد له فيه مدحا وذكر قصته أيضا أبو عبد الله بن خالويه في كتابه القسم الرابع أبو صالح مولى أم هانئ تابعي شهير وهم بعض الرواة في حديث من طريقة فأخرجه الحسن بن سفيان في مسنده وذكره من طريقة أبو نعيم في الصحابة وهو وهم فأخرج الحسن من طريق رزين عن ثابت عن أبي ثابت عن أبي صالح مولى أم هانئ أنها أعتقته قال وكنت أدخل عليها في كل شهر وكل شهرين دخلة فدخلت عليها يوما إذ دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا بن عم كبرت وثقلت وضعف عملي فهل من مخرج فقال أبشري يا بوان خير كثير احمدي الله مائة مرة تكون عدل مائة رقبة وكبري مائة تكون عدل مائة فرس مسرجة ملجمة في سبيل الله وسبحي مائة تكون عدل مائة بدنة مقلدة مثقلة وهللي مائة لا يلحقك ذنب إلا الشرك هكذا قال رزين وهو ضعيف والصواب إذ دخل عليها علي فقالت يا بن أم وأبو صالح مولى أم هانئ مشهور في التابعين لا يخفى ذلك على من له أدنى معرفة أبو الصباح بن النعمان صحفه بعضهم والصواب بالضاد المعجمة كما سيأتي بعد هذا حرف الضاد المعجمة القسم الأول (7/107)
<108> أبو الضبيب البلوي ويقال أبو الضبيس يأتي أبو الضبيس الجهني قال بن منده سمعت بن يونس يذكر عن الواقدي أنه صحابي ذكر فيمن نزل الإسكندرية وعن الواقدي أنه من أصحاب الشجرة وتوفي في آخر خلافة معاوية وذكره الواقدي في جملة من خرج وراء العرنيين أبو الضبيس البلوي ذكره محمد بن الربيع الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة وذكر الواقدي من طريق محمد بن سعد مولى بن مخزوم عن رويفع بن ثابت البلوي قال قدم وفد قومي في شهر ربيع الأول سنة تسع فبلغني قدومهم فأنزلتهم علي فدخلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الشيخ منهم يقال أبو الضبيس يا رسول الله إني رجل أرغب في الضيافة فهل لي من أجر في ذلك قال نعم وكل معروف إلى غنى أو فقير صدقة أبو الضحاك عمر بن حزم بن زيد الأنصاري أبو الضحاك فيروز الديلمي تقدما أبو الضحاك الأنصاري ذكره الحسن بن سفيان في مسنده وأخرج من طريق إبراهيم بن قيس بن أوس الأنصاري عن أبي الضحاك الأنصاري قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر جعل عليا مقدمته فقال له إن جبريل يحبك قال وقد بلغت إلى أن يحبني جبريل قال نعم ومن هو خير من جبريل الله يحبك أبو ضمرة بن العيص ذكره الاختلاف في اسمه في جندع بن ضمرة من الأسماء وكلام أبو ضميرة الحميري والد ضميرة ذكره بن منده في الكنى وسبقه البغوي من قبله محمد بن سعد ووصفوه بأنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قيل إن اسمه سعد وقيل روح وقد تقدم خبره في الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم لآل ضميرة في ترجمة ضميرة وقال مصعب الزبيري كانت لأبي ضميرة دار بالعقيق وقال بن الكلبي هو غير أبي ضميرة مولى على وقال بن سعد والبلاذري وفد حسين بن عبد الله بن ضميرة على المهدي بالكتاب فوضعه على عينيه وأعطاه ثلاثمائة دينار وكان خرج في سفر ومعه قومه ومعهم هذا الكتاب فعرض لهم اللصوص فاخذوا ما معهم فاخرجوا الكتاب وأعلموهم بما فيه فردوا عليهم ما أخذوا منهم ولم يعترضوا لهم ذكره البغوي عن محمد بن سعد عن إسماعيل بن أبي أويس أبو ضميمة مصغرا ذكره بن منده وأخرج من طريق عطاء الخراساني عن الحسن هو البصري سمعت أبا ضميمة وكان ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أبواب القسط فقال إنصاف الناس من نفسك وبذل السلام للعالم قلت قال عطاء فيه ضعف والراوي عنه لهذا الحديث اتهموه بالكذب وهو إسحاق بن نجيح وقد رواه أبو نعيم من وجه آخر عن علي بن حجر رواية عن إسحاق فقال عن أبي تميمة بالمثناة المفتوحة فالله أعلم (7/108)
<109> القسم الثاني خال وكذا القسم الثالث القسم الرابع أبو ضمضم غير مسمى ولا منسوب ذكره أبو عمر في حاشية كتاب بن السكن فقرأت بخطه أبو ضمضم غير منسوب روى ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا تحبون أن تكونوا كأبي ضمضم قالوا يا رسول الله ومن أبو ضمضم قال إن أبا ضمضم كان إذا أصبح قال اللهم إني قد تصدقت بعرضي على من ظلمني قال فأوجب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد غفر له وذكره في الصحابة فقال روى عنه الحسن وقتادة أنه قال اللهم إني قد تصدقت بعرضي على عبادك قال وروى بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال إن رجلا من المسلمين قال فذكر مثله قال أبو عمر أظنه أبا ضمضم المذكور قلت تبع في ذلك كله الحاكم أبا أحمد فإنه أخرج الحديث من طريق حماد بن زيد عن هشام عن الحسن وعن أبي العوام عن قتادة قالا قال أبو ضمرة اللهم فذكره ثم ساق حديث أبي هريرة من طريق سعيد بن عبد الرحمن عن سفيان وهو كذلك في جامع سفيان وأخرجه بن السني في عمل اليوم والليلة من طريق شعيب بن بيان عن عمران القطان عن قتادة عن أنس مرفوعا وقد تعقب بن فتحون قول بن عبد البر روى عنه الحسن وقتادة فقال هذا وهم لا خفاء فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه عن أبي ضمضم فلا يعرفونه حتى يقولوا من أبو ضمضم وأبو عمر يقول روى عنه الحسن وقتادة وقد أخرجه البزار والساجي من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم عن محمد بن عبد الله العمي عن ثابت عن أنس الحديث وفيه قالوا وما أبو ضمضم قال إن أبا ضمضم كان إذا أصبح قال اللهم الحديث وفي رواية البزار من الزيادة كان رجلا صلبا قال بن فتحون فالرجل لم يكن من هذه الأمة وإنما كان قبلها فأخبرهم بحاله تحريضا على أن يعملوا بعمله وما توهماه من أن الصحابي في حديث أبي هريرة هو أبو ضمضم خطأ بل هو علبة بن زيد الأنصاري كما تقدم في حرف العين المهملة ولولا ما جاء من التصريح بأن ضمضم كان فيمن كان قبلها لجوزت أن يكون علبة يكنى أبا ضمضم لكن منع من ذلك ما أخرجه أبو داود عن موسى بن إسماعيل وأبو بكر الخطيب في كتاب الموضح من طريق روح بن عبادة كلاهما عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن عجلان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبي ضمضم قالوا ومن أبو ضمضم يا رسول الله قال رجل ممن كان قبلكم الحديث قال أبو داود رواه أبو النضر عن محمد بن عبد الله العمي عن ثابت عن أنس ورواية حماد أصح وأخرجه من طريق محمد بن ثور عن معمر عن قتادة موقوفا انتهى وأسنده البخاري في تاريخه والبزار والساجي من طريق أبي النضر وأشار البزار إلى أن محمد بن عبد الله تفرد به وأخرجه البخاري في تاريخه والعقيلي في الضعفاء (7/109)
<110> حرف الطاء المهملة القسم الأول أبو طخفة تقدم في طخفة أبو طريف الهذلي ذكره البغوي ومطين وابن حبان وابن السكن وغيرهم في الصحابة وشهد حصار الطائف قال بن قانع اسمه كيسان وقال أبو عمر اسمه سنان روى حديثه أحمد والحسن بن سفيان وغيرهما من طريق زكريا بن إسحاق عن الوليد بن عبد الله بن أبي شميلة وفي رواية البغوي أبو شميرة براء بدل اللام حدثني أبو طريف أنه كان شاهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحاصر أهل الطائف قال وكان يصلي بنا صلاة المغرب حتى لو أن إنسان رمى بنبله أبعد مواقع نبله وصححه بن خزيمة أبو طريف عدي بن حاتم الطائي تقدم أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش ويقال جهيش بن جدي بن سعد بن ليث بن بكر عبد مناة بن علي بن كنانة الكناني ثم الليثي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو شاب وحفظ عنه أحاديث قال بن عدي له صحبة وروى أيضا عن أبي بكر وعمر وعلي ومعاذ وحذيفة وابن مسعود وابن عباس ونافع بن عبد الحارث وزيد بن أرقم وغيرهم روى عنه الزهري وأبو الزبير وقتادة وعبد العزيز بن رفيع وعكرمة بن خالد وعمرو بن دينار ويزيد بن أبي حبيب ومعروف بن خربوذ وآخرون قال مسلم مات سنة مائة وهو آخر من مات من الصحابة وقال بن البرقي مات سنة اثنتين ومائة وهو مشهور باسمه وكنيته جميعا وعن مبارك بن فضالة مات سنة سبع ومائة وقال وهب بن جرير بن حازم عن أبيه كنت بمكة سنة عشر ومائة فرأيت جنازة فسألت عنها فقيل لي أبو الطفيل وقال بن السكن جاءت عنه روايات ثابتة أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأما سماعه منه صلى الله عليه وسلم فلم يثبت وذكر بن سعد عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي الطفيل قال كنت أطلب النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يطلبه وهو في الغار الحديث وهو ضعيف لأنهم لا يختلفون أن أبا الطفيل لم يكن ولد في تلك الليلة قلت وأظن أن هذا من رواية أبي الطفيل عن أبيه وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه أبو الطفيل مكي ثقة وذكره البخاري في التاريخ الصغير عن أبي الطفيل قال أدركت ثمان سنين من حياة النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر كان يعترف بفضل أبي بكر وعمر لكنه يقدم عليا أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري النجاري مشهور باسمه وكنيته وهو القائل أنا أبو طلحة واسمي زيد وكل يوم في جرابي صيد تقدم في الإسماء (7/110)
<111> أبو طلحة الأنصاري آخر ذكره الخطيب في المبهمات وأنه الذي ضيف الرجل فآثره بطعامه ونزلت فيه ويؤثرون على أنفسهم الآية وذكر أنه غير أبي طلحة زوج أم سليم ونسبه أنه وقع في الرواية التي أخرجها مسلم فقال رجل من الأنصار يقال له أبو طلحة فكأنه استبعد أن يكون أبو هريرة لا يعرف أبو طلحة زوج أم سليم حتى يعبر عنه بهذه العبارة وقد جزم غيره بأنه هو ولا مانع أن تكون هذه القصة في أوائل ما قدم أبو هريرة المدينة قبل أن يعرف غالب أهلها أبو طلحة درع الخولاني قال الطبراني مختلف في صحبته وأورد له من طريق حماد بن سلمة عن أبي سنان عن أبي طلحة الخولاني واسمه درع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون جنود أربعة فعليكم بالشام الحديث وقال بن يونس شهد فتح مصر أبو طليق بوزن عظيم وقيل طلق بسكون اللام ذكره البغوي وابن السكن وغيرهما في الصحابة وأخرجوا من طريق المختار بن فلفل قال حدثني طلق بن حبيب البصري أن أبا طليق حدثه أن امرأته أم طليق أتته فقالت له حضر الحج يا أبا طليق وكان له جمل وناقة يحج على الناقة ويغزو على الجمل فسألته أن يعطيها الجمل فتحج عليه فقال ألم تعلمي أني حبسته في سبيل الله فقالت إن الحج من سبيل الله فأعطنيه يرحمك الله فامتنع قالت فأعطني الناقة وحج أنت على الجمل قال لا أوثرك على نفسي قالت فأعطني من نفقتك قال ما عندي فضل عني وعن عيالي ما أخرج به وما أتركه لكم قالت إنك لو أعطيتني أخلفها الله عليك قال فلما أبيت عليها قالت فإذا لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام وأخبره بالذي قلت لك قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأته منا السلام وأخبرته بالذي قالت فقال صدقت أم طليق لو أعطيتها الجمل لكان في سبيل الله ولو أعطيتها الناقة لكانت وكنت في سبيل الله ولو أعطيتها من نفقتك لأخلفها الله عليك قال فإنها تسألك ما يعدل الحج قال عمرة في رمضان لفظ حفص بن غياث عند أبي بشر الدولابي وأخرجه بن أبي شيبة وابن السكن وابن منده من طريق عبد الرحيم بن سليمان عن المختار وسنده جيد أبو طويل الكندي شطب الممدود تقدم في الأسماء أبو طيبة الحجام مولى الأنصار من بني حارثة وقيل من بني بياضة يقال اسمه دينار حكاه بن عبد البر ولا يصح فقد ذكر الحاكم أبو أحمد أن دينار الحجام آخر تابعي وأخرج بن منده حديثا لدينار الحجام عن أبي طيبة ويقال اسمه ميسرة ذكره البغوي في معجم الصحابة عن أحمد بن عبيد أبي طيبة أنه سأله عن اسم جده أبي طيبة فقال ميسرة ويقال اسمه نافع قال العسكري قيل اسمه نافع ولا يصح ولا يعرف اسمه قلت كذا قال ووقع مسمى كذلك في مسند محيصة بن مسعود من مسند أحمد ثم من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أبي عفير الأنصاري عن محمد بن سهل بن أبي خيثمة عن محيصة أنه كان له غلام حجام يقال له نافع أبو طيبة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن خراجه فقال أعلفه الناضح الحديث وقد أخرجه أحمد وغيره من حديث الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عفير الأنصاري عن محمد بن سهل بن أبي خيثمة عن محيصة بن مسعود أنه كان له غلام حجام يقال له نافع أبو طيبة وقد ثبت ذكره في الصحيحين أنه حجم النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس وجابر وغيرهما وأخرج (7/111)
<112> بن أبي خيثمة بسند ضعيف عن جابر قال خرج علينا أبو طيبة لثمان عشرة خلون من رمضان فقال له أين كنت قال حجمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج بن السكن بسند آخر ضعيف من حديث بن عباس كنا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فخرج علينا أبو طيبة بشيء يحمله في ثوبه فقلنا ما هذا معك يا أبا طيبة قال حجمت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني أجري القسم الثاني لم يذكر فيه أحد من الرجال القسم الثالث أبو الطفيل سهيل بن عوف أبو الطمحان القيني اسمه حنظلة تقدم في الأسماء القسم الرابع أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي عم رسول الله صلى الله عليه وسلم شقيق أبيه أمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية اشتهر بكنيته واسمه عبد مناف على المشهور وقيل عمران وقال الحاكم أكثر المتقدمين على أن اسمه كنيته ولد قبل النبي بخمس وثلاثين سنة ولما مات عبد المطلب أوصى بمحمد صلى الله عليه وسلم الى أبي طالب فكفله وأحسن تربيته وسافر به صحبته إلى الشام وهو شاب ولما بعث قام في نصرته وذب عنه من عاداه ومدحه عدة مدائح منها قوله لما استسقى أهل مكة فسقوا وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل ومنها قوله من قصيدة وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد قال بن عيينة عن علي بن زيد ما سمعت أحسن من هذا البيت وأخرج أحمد من طريق حبة العرني قال رأيت عليا ضحك على المنبر حتى بدت نواجذه ثم تذكر قول أبي طالب وقد ظهر علينا وأنا أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ببطن نخلة فقال له ماذا يصنعان فدعاه إلى الإسلام فقال ما بالذي تقول من بأس ولكن والله لا يعلوني استى أبدا وأخرج البخاري في التاريخ من طريق طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة عن عقيل بن أبي طالب قال قالت قريش لأبي طالب إن بن أخيك هذا قد آذانا فذكر القصة فقال يا عقيل ائتني بمحمد قال فجئت به في الظهيرة فقال إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم فانته عن أذاهم فقال أترون هذه الشمس فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك فقال أبو طالب والله ما كذب بن أخي (7/112)
<113> قط وقال عبد الرزاق حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع بن عباس في قوله تعالى وهم ينهون عنه وينأون عنه قال نزلت في أبي طالب كان ينهى عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم وينأى عما جاء به وأخرج بن عدي من طريق الهيثم البكاء عن ثابت عن أنس قال مرض أبو طالب فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا بن أخي ادع ربك الذي بعثك يعافني فقال اللهم اشف عمي فقام كأنما نشط من عقال فقال يا بن أخي إن ربك ليطيعك فقال وأنت يا عماه لو أطعته ليطيعنك وفي زيادات يونس بن بكير في المغازي عن يونس بن عمرو عن أبي السفر قال بعث أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أطعمني من عنب جنتك فقال أبو بكر إن الله حرمها على الكافرين وذكر جمع من الرافضة أنه مات مسلما وتمسكوا بما نسب إليه من قوله ودعوتني وعلمت أنك صادق ولقد صدقت فكنت قبل أمينا ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا قال بن عساكر في صدر ترجمته قيل إنه أسلم ولا يصح إسلامه ولقد وقفت على تصنيف لبعض الشيعة أثبت فيه إسلام أبي طالب منها ما أخرجه من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن العباس بن عبد الله بن سعيد بن عباس عن بعض أهله عن بن عباس قال لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طالب في مرضه قال له يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أستحل بها لك الشفاعة يوم القيامة قال يا بن أخي والله لولا أن تكون سبة علي وعلى أهلي من بعدي يرون أني قلتها جزعا عند الموت لقلتها لا اقولها إلا لأسرك بها فلما ثقل أبو طالب رؤي يحرك شفتيه فأصغى إليه العباس فسمع قوله فرفع رأسه عنه فقال قد قال والله الكلمة التي سأله عنها ومن طريق إسحاق بن عيسى الهاشمي عن أبيه سمعت المهاجر مولى بني نفيل يقول سمعت أبا رافع يقول سمعت أبا طالب يقول سمعت بن أخي محمد بن عبد الله يقول إن ربه بعثه بصلة الأرحام وأن يعبد الله وحده لا يعبد معه غيره ومحمد الصدوق الأمين ومن طريق بن المبارك عن صفوان بن عمرو عن أبي عامر الهوزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معارضا جنازة أبي طالب وهو يقول وصلتك رحم ومن طريق عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن علي أنه لما أسلم قال له أبو طالب الزم بن عمك ومن طريق أبي عبيدة معمر بن المثنى عن رؤبة بن العجاج عن أبيه عن عمران بن حصين أن أبا طالب قال لجعفر بن أبي طالب لما أسلم قبل جناح بن عمك فصلى جعفر مع النبي صلى الله عليه وسلم ومن طريق محمد بن زكريا الغلابي عن العباس بن بكار عن أبي بكر الهذلي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال جاء أبو بكر بأبي قحافة وهو شيخ قد عمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تركت الشيخ حتى آتيه قال أردت أن يأجره الله والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي ألتمس بذلك قرة عينك وأسانيد هذه الأحاديث واهية وليس المراد بقوله في الحديث الأخير إثبات إسلام أبي طالب فقد أخرج عمر بن شبة في كتاب مكة وأبو يعلى وأبو بشر سمويه في فوائده كلهم من طريق محمد بن سلمة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أنس في قصة إسلام أبي قحافة قال فلما مد يده يبايعه بكى أبو بكر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك قال لأن تكون يد عمك مكان يده ويسلم ويقر الله عينك أحب إلي من أين يكون وسنده (7/113)
<114> صحيح وأخرجه الحاكم من هذا الوجه وقال صحيح على شرط الشيخين وعلى تقدير ثوبتها فقد عارضها ما هو أصح منها أما الأول ففي الصحيحين من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله فقال له أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا به حتى قال آخر ما قال هو على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فنزلت ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين الآية ونزلت إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء فهذا هو الصحيح برد الرواية التي ذكرها بن إسحاق إذ لو كان قال كلمة التوحيد ما نهى الله تعالى نبيه عن الاستغفار له وهذا الجواب أولى من قول من أجاب بأن العباس ما أدى هذه الشهادة وهو مسلم وإنما ذكرها قبل أن يسلم فلا يعتد بها وقد أجاب الرافضي المذكور عن قوله وهو على ملة عبد المطلب بأن عبد المطلب مات على الإسلام واستدل بأثر مقطوع عن جعفر الصادق وسأذكره بعد ولا حجة فيه لانقطاعه وضعف رجاله وأما الثاني وفيه شهادة أبي طالب بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم فالجواب عنه وعما ورد من شعر أبي طالب في ذلك أنه نظير ما حكى الله تعالى عن كفار قريش وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فكان كفرهم عنادا ومنشؤه من الأنفة والكبر وإلى ذلك أشار أبو طالب قوله لولا أن تعيرني قريش وأما الثالث وهو أثر الهوزني فهو مرسل ومع ذلك فليس في قوله وصلتك رحم ما يدل على إسلامه بل فيه ما يدل على عدمه وهو معارضته لجنازته ولو كان أسلم لمشى معه وصلى عليه وقد ورد ما هو أصح منه وهو ما أخرجه أبو داود والنسائي وصححه بن خزيمة من طريق ناجية بن كعب عن علي قال لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن عمك الضال قد مات فقال لي اذهب فواره ولا تحدثني شيئا حتى تأتين ففعلت ثم جئت فدعا لي بدعوات وقد أخرجه الرافضي المذكور من وجه آخر عن ناجية بن كعب عن علي بدون قوله الضال وأما الرابع والخامس وهو أمر أبي طالب ولديه باتبعاه فتركه ذلك هو من جملة العناد وهو أيضا من حسن نصرته له وذبه عنه ومعاداته قومه بسببه وأما قول أبي بكر فمراده لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي أي لو أسلم ويبين ذلك ما أخرجه أبو قرة موسى بن طارق عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال جاء أبو بكر بأبي قحافة يقوده يوم فتح مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تركت الشيخ حتى نأتيه قال أبو بكر أردت أن يأجره الله والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب لو كان أسلم مني بأبي وذكر بن إسحاق أن عمر لما عارض العباس في أبي سفيان لما أقبل به ليلة الفتح فقال له العباس لو كان من بني عدي ما أحببت أن يقتل فقال عمر إنا بإسلامك إذا أسلمت أفرح مني بإسلام الخطاب يعني لو كان أسلم ثم ذكر الرافضي من طريق راشد الحماني قال سئل أبو عبد الله يعني جعفر بن محمد الصادق من أهل الجنة فقال الأنبياء في الجنة والصالحون في الجنة والأسباط في الجنة وأجل العالمين مجدا محمد صلى الله عليه وسلم يقدم آدم فمن بعده من آبائه وهذه الأصناف يحدثون به ويحشر عبد المطلب به نور الأنبياء وجمال الملوك ويحشر (7/114)
<115> أبو طالب في زمرته فإذا ساروا بحضرة الحساب وتبوأ أهل الجنة منازلهم ودحر أهل النار ارتفع شهاب عظيم لا يشك من رآه أنه غيم من النار فيحضر كل من عرف ربه من جميع الملل ولم يعرف نبيه ومن حشر أمة وحده والشيخ الفاني والطفل فيقال لهم إن الجبار تبارك وتعالى يأمركم أن تدخلوا هذه النار فكل من اقتحمها خلص إلى أعلى الجنة ومن كع عنها غشيته أخرجه عن أبي بشر أحمد بن إبراهيم بن يعلى بن أسد عن أبي صالح الحمادي عن أبيه عن جده سمعت راشد الحماني فذكره وهذه سلسلة شيعية غلاة في رفضهم والحديث الأخير ورد من عدة طرق في حق الشيخ الهرم ومن مات في الفترة ومن ولد أكمه أعمى أصم ومن ولد مجنونا أو طرأ عليه الجنون قبل أن يبلغ ونحو ذلك وأن كلا منهم يدلي بحجة ويقول لو عقلت أو ذكرت لآمنت فترفع لهم نار ويقال لهم ادخلوها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن امتنع أدخلها كرها هذا معنى ما ورد من ذلك وقد جمعت طرقه في جزء مفرد ونحن نرجو أن يدخل عبد المطلب وآل بيته في جملة من يدخلها طائعا فينجو لكن ورد في أبي طالب ما يدفع ذلك وهو ما تقدم من آية براءة وما ورد في الصحيح عن العباس بن عبد المطلب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما أغنيت عن عمك أبي طالب فإنه كان يحوطك ويغضب لك فقال هو في ضحضاح من النار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل فهذا شأن من مات على الكفر فلو كان مات على التوحيد لنجا من النار أصلا والأحاديث الصحيحة والأخبار المتكاثرة طافحة بذلك وقد فخر المنصور على محمد بن عبد الله بن الحسن لما خرج بالمدينة وكاتبه المكاتبات المشهورة ومنها في كتاب المنصور وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم وله أربعة أعمام فآمن به اثنان أحدهما أبي وكفر به اثنان أحدهما أبوك ومن شعر عبد الله بن المعتز يخاطب الفاطميين وأنتم بنو بنته دوننا ونحن بنو عمه المسلم وأخرج الرافضي أيضا في تصنيفه قصة وفاة أبي طالب من طريق علي بن محمد بن متيم سمعت أبي يقول سمعت جدي يقول سمعت علي بن أبي طالب يقول تبع أبو طالب عبد المطلب في كل أحواله حتى خرج من الدنيا وهو على ملته وأوصاني أن أدفنه في قبره فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اذهب فواره وأتيته لما أنزل به فغسلته وكفنته وحملته إلى الحجون فنبشت عن قبر عبد المطلب فوجدته متوجها إلى القبلة فدفنته معه قال متيم ما عبد علي ولا أحد من آبائه إلا الله إلى أن ماتوا أخرجه عن أبي بشر المتقدم ذكره عن أبي بردة السلمي عن الحسن بن ما شاء الله عن أبيه عن علي بن محمد بن متيم وهذه سلسلة شيعية من الغلاة في الرفض فلا يفرح به وقد عارضه ما هو أصح منه مما تقدم فهو المعتمد ثم استدل الرافضي بقول الله تعالى فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون قال وقد عزره أبو طالب بما اشتهر وعلم ونابذ قريشا وعاداهم بسببه مما لا يدفعه أحد من نقلة الأخبار فيكون من المفلحين انتهى وهذا مبلغهم من العلم وإنا نسلم أنه نصره وبالغ في ذلك لكنه لم يتبع النور الذي أنزل معه وهو الكتاب العزيز الداعي إلى التوحيد ولا يحصل الفلاح إلا بحصول ما رتب عليه من الصفات كلها قال المرزباني مات أبو طالب في السنة العاشرة من المبعث وكان له يوم مات بضع (7/115)
<116> وثمانون سنة وذكر بن سعد عن الواقدي أنه مات في نصف شوال منها وقد وقعت لنا رواية أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الخطيب في كتاب رواية الآباء عن الأبناء من طريق أحمد بن الحسن المعروف بدبيس حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم العلوي حدثني عم أبي الحسين بن محمد عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي قال سمعت أبا طالب يقول حدثني محمد بن أخي وكان والله صدوقا قال قلت له بم بعثت يا محمد قال بصلة الأرحام وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة قال الخطيب لم أكتبه بهذا الإسناد إلا عن هذا الشيخ ودبيس المقرىء صاحب غرائب وكثير الرواية للمناكير وقال الخطيب أيضا أخبرنا أبو نعيم حدثنا محمد بن فارس بن حمدان حدثنا علي بن السراج البرقعيدي حدثنا جعفر بن عبد الواحد القاص قال قال لنا محمد بن عباد عن إسحاق بن عيسى عن مهاجر مولى بني نوفل سمعت أبا رافع أنه سمع أبا طالب يقول حدثني محمد أن الله أمره بصلة الأرحام وأن يعبد الله وحده ولا يعبد معه أحد ومحمد عندي الصدوق الأمين قال الخطيب لا يثبت هذا الحديث أهل العلم بالنقل وفي إسناده غير واحد من المجهولين وجعفر ذاهب الحديث وقال بن سعد في الطبقات أخبرنا إسحاق الأزرق حدثنا عبد الله بن عون عن عمرو بن سعيد أن أبا طالب قال كنت بذي المجاز مع بن أخي فأدركني العطش فشكوت إليه ولا أرى عنده شيئا قال فثنى وركه ثم نزل فأهوى بعصاه إلى الأرض فإذا بالماء فقال اشرب يا عم فشربت ومما لم يذكره الرافضي من الأحاديث الواردة في هذا الباب ما أخرجه تمام الرازي في فوائده من طريق الوليد بن مسلم عن عبد الله بن عمر رفعه أنه إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأمي وعمي أبي طالب وأخ لي كان في الجاهلية وقال تمام الوليد منكر الحديث قال بن عساكر والصحيح ما أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده أبو طالب فقال ينفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه أبو طرفة الكندي تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم بسببه في الصحابة فأورده المستغفري من طريق بقية حدثني الوليد بن كامل عن أبي طرفة الكندي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غلبت صحته مرضه فلا يتداوى أبو طريف مولى عبد الرحمن بن طريف تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة بسببه أخرج أبو داود في كتاب القدر من طريق عمر بن عبد الله مولى عفرة عن أبي طريف قال بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني سألت ربي للاهين من ذريه البشر حرف الظاء المشالة القسم الأول (7/116)
<117> أبو ظبيان اسمه عبد الله بن الحارث بن كبير بالموحدة الغامدي تقدم في الأسماء أبو ظبية بتقديم الموحدة الساكنة على الياء الأخيرة صاحب منحة النبي صلى الله عليه وسلم قال بن مندة روى حديثه أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي سلام عنه ورواه غيره يعني عن عبد الرحمن فقال عن أبي سلمى ووصله أبو أحمد الحاكم من طريق أبي أسامة ولفظه عن أبي سلام مولى قريش قال أتيت الكوفة فجلست يوم الجمعة في مجلس عظيم فأقبل رجل فسلم على القوم فقال أنا أبو ظبية صاحب منحة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخبرني أني سأفتقر بعده وكنت في العطاء فخاف على المغيرة بن شعبة فأنا أسأل فيكم من الجمعة إلى الجمعة فقال له القوم حدثنا يا أبا ظبية بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والمؤمن يموت له الولد الصالح فيحتسبه قال رواه الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبد الله بن العلاء بن زبر قال حدثنا أبو سلام حدثني أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولقيته بالكوفة في مسجدها فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أما إنك ستبقى بعدي حتى تسأل فذكر الحديث نحوه ورواية الوليد أرجح لأن عبد الرحمن بن يزيد الذي يروي عنه أبو أسامة ضعيف وهو شامي قدم الكوفة فحدثهم فسألوه عن اسمه فقال عبد الرحمن بن يزيد فظنوه بن جابر وهو ثقة فحدثوا عنه ونسبوه إلى جابر وقع هذا لجماعة من الكوفيين منهم أبو أسامة وليس هو بن جابر وإنما هو بن تميم وافق اسمه واسم ابنه اسم بن جابر واسم ولده وتوافقا في النسبة أيضا ولم يدخل عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الكوفة وإذا تقرر ذلك فقول عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الثقة عن أبي سلمى الراعي أصح من قول عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الضعيف عن أبي ظبية وقد وافق عبد الله بن العلاء بن زبر وهو من الثقات عبد الرحمن بن يزيد بن جابر على قوله وإنما ذكرته في هذا القسم للإحتمال القسم الثاني خال القسم الثالث أبو ظبية الكلاعي ذكره أبو بشر الدولابي في الصحابة لأن له إدراكا وأخرج من طريق أبي المغيرة عن صفوان بن عمرو عن غيلان بن معشر عن أبي ظبية السلفي بضم المهملة وفتح اللام بعدها فاء وهو الكلاعي قال خطبنا عمر بالجابية يوم جمعة فقرأ إذا السماء انشقت فنزل عن المنبر فسجد وسجد الناس معه وهكذا أخرجه أحمد عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ورجاله ثقات لكن وقع عند أحمد بالمهملة وتأخير الموحدة وأشار إلى أنه تصحيف والصواب بالمعجمة وتقديم الموحدة وحكى غيره فيه الوجهين وبالمعجمة ذكره مسلم والأكثر وقال عباس بن محمد الدوري سمعت (7/117)
<118> بن معين يقول أبو ظبية الكلاعي صاحب معاذ بن جبل وقال بن خراش أرجو أن يكون سمع من معاذ وأخرج أبو يعلى من طريق الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب قال دخلت المسجد فإذا أبو أمامة جالس فجلست إليه فجاء شيخ يقال له أبو ظبية وكانوا لا يعدلون به رجلا إلا رجلا صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى أبو ظبية أيضا عن عمر بن الخطاب وشهد خطبته بالجابية وعن معاذ والمقداد وعمرو بن العاص وولده عبد الله بن عمرو وعمرو بن عبسة وغيرهم روى عنه من التابعين ثابت البناني وشهر بن حوشب وشريح بن عبيد وغيرهم وحديثه عن الصحابة عند أبي داود والنسائي وابن ماجة وفي الأدب المفرد للبخاري قال بن أبي حاتم سألت أبا زرعة عن اسم أبي ظبية فقال لا أعرف أحدا يسميه وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا من تابعي أهل دمشق القسم الرابع خال حرف العين المهملة القسم الأول أبو عازب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جد الملائكة في طاعة الله بالعقل وجد المؤمنون من بني آدم في طاعة الله على قدر عقولهم فأعملهم بطاعة الله أوفرهم عقلا أخرجه البغوي من طريق ميسرة بن عبد ربه أحد المتروكين عن حنظلة بن وداعة عن أبيه عن أبي عازب أبو العاص بن الربيع بن عبد العزي بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي أمه هالة بنت خويلد وكان يلقب جرو البطحاء وقال الزبير بن بكار كان يقال له الأمين واختلف في اسمه فقيل لقيط قاله مصعب الزبيري وعمرو بن علي الفلاس والعلائي والحاكم أبو أحمد وآخرون ورجحه البلاذري ويقال الزبير حكاه الزبير عن عثمان بن الضحاك ويقال هشيم حكاه بن عبد البر ويقال مهشم بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الشين المعجمة وقيل بضم أوله وفتح ثانيه وكسر الشين الثقيلة حكاه الزبير والبغوي وحكى بن مندة وتبعه أبو نعيم أنه قيل اسمه ياسر وأظنه محرفا من ياسم وكان قبل البعثة فيما قاله الزبير عن عمه مصعب وزعمه بعض أهل العلم مواخيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يكثر غشاءه في منزله وزوجه ابنته زينب أكبر بناته وهي من خالته خديجة ثم لم يتفق أنه أسلم إلا بعد الهجرة وقال بن إسحاق كان من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة وأخرج الحاكم أبو أحمد بسند صحيح عن الشعبي قال كانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبي العاص بن الربيع فهاجرت وأبو العاص على دينه فاتفق أن خرج إلى الشام في تجارة فلما كان بقرب المدينة أراد بعض المسلمين أن يخرجوا إليه (7/118)
<119> فيأخذوا ما معه ويقتلوه فبلغ ذلك زينب فقالت يا رسول الله أليس عقد المسلمين وعهدهم واحدا قال نعم قالت فاشهد أني أجرت أبا العاص فلما رأى ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا إليه عزلا بغير سلاح فقالوا له يا أبا العاص إنك في شرف من قريش وأنت بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره فهل لك أن تسلم فتغتنم ما معك من أموال أهل مكة قال بئسما أمرتموني به أن أنسخ ديني بغدرة فمضى حتى قدم مكة فدفع إلى كل ذي حق حقه ثم قام فقال يا أهل مكة أوفت ذمتي قالوا اللهم نعم فقال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم قدم المدينة مهاجرا فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته بالنكاح الأول هذا مع صحة سنده إلى الشعبي مرسل وهو شاذ خالفه ما هو أثبت منه ففي المغازي لابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال للمسلمين إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها قلادتها ففعلوا وساق بن إسحاق قصته أطول من هذا وأنه شهد بدرا مع المشركين وأسر فيمن أسر ففادته زينب فاشترط عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسلها إلى المدينة ففعل ذلك ثم قدم في عير لقريش فأسره المسلمون وأخذوا ما معه فأجارته زينب فرجع الى مكة فأدى الودائع الى أهلها ثم هاجر الى المدينة مسلما فرد النبي صلى الله عليه وسلم اليه ابنته ويمكن الجمع بين الروايتين وذكر بن إسحاق أن الذي أسره يوم بدر عبد الله بن جبير بن النعمان وحكى الواقدي أن الذي أسره خراش بن الصمة قال فقدم في فدائه أخوه عمرو بن الربيع وذكر موسى بن عقبة أن الذي أسره يعني في المرة الثانية هو أبو بصير الثقفي ومن معه من المسلمين لما أقاموا بالساحل يقطعون الطريق على تجار قريش في مدة الهدنة بين الحديبية والفتح وذكر بن المقرى في فوائده من طريق إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان أحسبه عن الزهري قال أبو العاص بن الربيع الذي بدا فيه الجوار في ركب قريش الذين كانوا مع أبي جندل بن سهيل وأبي بصير بن عتبة بن أسيد فأتى به أسيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن زينب أجارت أبا العاص في ماله ومتاعه فخرج فأدى إليهم كل شيء كان لهم وكانت استأذنت أبا العاص أن تخرج إلى المدينة فأذن لها ثم خرج هو إلى الشام فلما خرجت تبعها هشام بن الأسود ومن تبعه حتى ردوها الى بيتها فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من حملها إلى المدينة ثم لحق بها أبو العاص في المدينة قبل الفتح بيسير قال وسار مع علي الى اليمن فاستخلفه علي على اليمن لما رجع ثم كان أبو العاص مع علي يوم بويع أبو بكر وحكى أبو أحمد الحاكم أنه أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر ثم رجع الى مكة وزاد بن سعد أنه لم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشهدا وأسند البيهقي بسند قوي عن عبد الله البهي عن زينب قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إن أبا العاص إن قرب فابن عم وإن بعد فأبوا ولد وإني قد أجرته قال وقيل عن البهي إن زينب قالت وهو مرسل وقد أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم رد على أبي العاص بنته زينب بالنكاح الأول وكأنه منتزع من القصة المذكورة قال الترمذي في حديث بن عباس ليس (7/119)
<120> بإسناده بأس ولكن لا يعرف وجهه قال وسمعت عبد بن حميد يقول سمعت يزيد بن هارون يقول وذكر هذين الحديثين فقال حديث بن عباس أجود إسنادا والعمل على حديث عمرو بن شعيب وأخرج الترمدي وابن ماجة من طريق حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم رد زينب على أبي العاص بمهر جديد وثبت في الصحيحين من حديث المسور بن مخرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فذكر أبا العاص بن الربيع فأثنى عليه في مصاهرته خيرا وقال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وقال الواقدي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ذممنا صهر أبي العاص وفي الصحيحين إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب ابنته من أبي العاص بن الربيع وأخرج الحاكم أبو أحمد بسند صحيح عن قتادة أن عليا تزوج أمامة هذه بعد موت خالتها فاطمة وقال بن منده روى عنه بن عباس وعبد الله بن عمرو قال إبراهيم بن المنذر مات أبو العاص بن الربيع في خلافة أبي بكر في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة وفيها أرخه بن سعد وابن إسحاق وأنه أوصى الى الزبير بن العوام وكذا أرخه غير واحد وشذ أبو عبيد فقال مات سنة ثلاث عشرة وأغرب منه قول بن منده إنه قتل يوم اليمامة أبو العاكية بن عبيد الأزدي ويقال عليكة بلام بدل الألف يأتي أبو العالية المزني لا يعرف اسمه ولا سياق نسبه ولا ذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى وأخرج حديثه الطبراني في مسند الشاميين من طريق أبي معيد بالتصغير واسمه حفص بن غيلان عن حبان بن حجر عن أبي العالية المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون بعدي فتن شداد خير الناس فيها المسلمون من أهل البوادي لا يفتدون من دماء الناس ولا أموالهم أبو عامر الأشعري عم أبي موسى اسمه عبيد بن سليم بن حضار وباقي نسبه مضى في عبد الله بن قيس ذكره بن قتيبة فيمن هاجر الى الحبشة فكأنه قدم قديما فأسلم وذكر أنه كان عمى ثم أبصر وثبت ذكره في الصحيحين في قصة حنين وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على سرية ففي البخاري ومسلم من طريق أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش الى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريدا فذكر الحديث وفيه فرمى أبو عامر في ركبته فرماه رجل من بني جشم بسهم فأشار فقال إن ذاك قاتلي قال فقصدت له فلحقته فلما رآني ولى فقلت ألا تستحي ألا تثبت فالتقيت أنا وهو فقتلته ثم رجعت الى أبي عامر فقلت قد قتل الله صاحبك قال فانزع هذا السهم فنزعته فنزى منه الماء فقال يا بن أخي انطلق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام وقل له يقول لك استغفر لي الحديث وفيه فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم رفع يديه فقال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر أبو عامر الأشعري آخر روى البخاري وغيره من طريق عبد الرحمن بن غنم عنه حديث المعازف فوقع في رواية البخاري حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري والله ما كذبني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون في أمتي قوم يستحلون الخز أو الحرير والمعازف الحديث كذا فيه بالشك وأخرجه بن حبان في صحيحه من الوجه الذي أخرجه منه البخاري فقال حدثني أبو عامر وأبو مالك الأشعري قالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكراه فإن كان محفوظا فأبو عامر هذا غير عم أبي موسى وكأنه والد عامر الذي روى عنه ابنه عامر حديث نعم الحي الأشعريون (7/120)
<121> الحديث وأخرجه الترمذي وروى أحمد من طريق بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عامر أو أبي عامر أو أبي مالك الأشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم بينا هو جالس في مجلس معه أصحابه جاءه جبريل في غير صورته فحبسه رجل من المسلمين الحديث وفيه السؤال عن الإسلام وأخرجه بن منده وأبو نعيم من هذا الوجه لكن وقع عندهما عن أبي عامر أو أبي مالك حسب وأخرج بن ماجة من وجه آخر عن شهر بن حوشب عن أبي مالك الأشعري حديثا آخر ليس فيه ذكر أبي عامر أبو عامر الأشعري والد عامر ذكر في الذي قبله واختلف في اسمه فقيل عبد الله بن هانئ وجزم البخاري بأنه عبيد بن وهب وقيل عبد الله بن عمار وقيل عبيد الله بالتصغير وقيل بالتصغير بغير إضافة وقيل اسم أبيه وهب أخرج حديثه الترمذي من طريق عبد الله بن معاذ عن نمير بن أوس عن مالك بن مسروح عن عامر بن أبي عامر الأشعري عن أبيه وقال غريب وأخرجه البغوي من هذا الوجه وذكره خليفة بن خياط فيمن نزل الشام من الصحابة من قبائل اليمن وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان أبو عامر آخر غير منسوب راوي حديث مجيء جبريل وسؤاله عن الإسلام وذكر في ترجمة أبي عامر وأبي مالك قريبا أبو عامر الأشعري أخو أبي موسى قيل اسمه هانئ بن قيس وقيل عبد الرحمن وقيل عباد وقيل عبيد حكاه أبو عمر أبو عامر الثقفي ذكر محمد بن الحسن الشيباني في كتاب الآثار عن أبي جحيفة عن محمد بن قيس أن رجلا يكنى أبا عامر كان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام راوية خمر الحديث أخرجه المستغفري من طريق أبي جحيفة ووقع من وجه آخر عند بن السكن من طريق زيد بن أبي أنيسة وعن أبي بكر بن حفص عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن رجل من ثقيف يقال له أبو عامر أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم راوية خمر فقال يا أبا عامر إنها قد حرمت بعدك قال يا رسول الله بعها قال إن الذي حرم شربها حرم بيعها وهذا أخرجه الطبراني في الأوسط من هذا الوجه لكن قال إن رجلا من ثقيف يكنى أبا تمام بمثناة وميم ثقيلة وآخره ميم وقد صحفه أبو موسى كما سيأتي في آخر الحروف أبو عامر السكوني ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا وذكره بن منده وأخرج من رواية بن لهيعة عن بن أنعم عن عتبة بن تميم عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم سمعت أبا عامر السكوني يقول قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ما تمام البر قال تعمل في العلانية عمل السر قال بن منده وروى إسماعيل بن عياش عن حبيب بن صالح عن بن غنم عن أبي عامر حديثا ولم ينسبه وأراه هذا أبو عامر آخر غير منسوب ذكره بن منده وأخرج من طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر عن أبي عامر قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الشام فذكر الحديث كذا فيه ولعله والد عامر أبو عامر آخر غير منسوب ذكره مطين في الصحابة وقال روى عنه أهل الكوفة (7/121)
<122> وأخرج الطبراني من طريق مالك بن مغول عن علي بن مدرك عن أبي عامر أنه كان فيهم شيء فاحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما حبسك قال ذكرت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يضركم من ضل من الكفار إذا اهتديتم أبو عائشة والد محمد التابعي المشهور ذكره الدولابي في الصحابة ولم يخرج له شيئا أبو عبادة الأنصاري اسمه سعيد بن عثمان تقدم في الأسماء قال البغوي لم ينسب أي لم يذكر نسبه الى قبيلة معينة من الأنصار أبو العباس عبد الله بن العباس الهاشمي وأخوه معبد بن العباس وسهل بن سعد الساعدي تقدموا في الأسماء ذكر من كنيته أبو عبد الله أيضا ممن عرف اسمه واشتهر به أبو عبد الله الأرقم بن أبي الأرقم والأسود بن سريع التميمي وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجابر بن سمرة السوائي وجبار بن صخر والجد بن قيس الأنصاريان وجعفر بن أبي طالب الهاشمي وحذيفة بن اليمان العبسي وحرملة بن عمرو المدلجي والحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي والزبير بن العوام الأسدي وزياد بن لبيد الأنصاري وسلمان الفارسي وشرحبيل بن حسنة وطارق بن شهاب وعامر بن ربيعة وعبيد بن خالد وعبيد بن مروان وعتبة بن فرقد وعتبة بن مسعود الهذلي وعمرو بن العاص السهمي وعمرو بن عوف المزني وعباس بن أبي ربيعة المخزومي ومحمد بن عبد الله بن جحش ونافع بن الحارث الثقفي أخو أبي بكرة والنعمان بن بشير الأنصاري تقدموا كلهم في الأسماء أبو عبد الله الأشعري وقع ذكره في حديث أنس من مسند عبد بن حميد عن يزيد بن هارون عن حميد عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم عليكم قوم هم أرق أفئدة الأشعريون فيهم أبو عبد الله وهو يرتجزون يقولون غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه هكذا أخرجه أحمد بن منيع عن يزيد بن هارون وقال غيره عن حميد فيهم أبو موسى والله أعلم أبو عبد الله الخطمي جد مليح بن عبد الله يقال اسمه حصين كما تقدم حكايته في الأسماء روى مليح عن أبيه عن جده وسيأتي ذكر حديثه في المبهمات أبو عبد الله الأسلمي هو أبو حدرد والد عبد الله بن أبي حدرد تقدم في الحاء المهملة أبو عبد الله القيني بفتح القاف وسكون التحتانية المثناة بعدها نون ذكر بن منده عن أبي سعيد بن يونس أن له صحبة وروى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي وقيل إن شيخ الحبلى يكنى أبا عبد الرحمن وأخرج الطبراني من طريق بن لهيعة عن بكر بن سوادة عن الحبلي عن أبي عبد الرحمن القيني أن سرقا اشترى من رجل قد قرأ سورة البقرة بزا قدم به فتقاضاه فتغيب منه ثم ظفر به فأتى به النبي صلى الله (7/122)
<123> عليه وسلم فقال له بع سرقا قال فانطلقت به فساومني به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ثم بدا لي فأعتقته ويحتمل أن يكون واحدا أبو عبد الله المخزومي ذكره بن منده وأخرج من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن أبي عبد الله المخزومي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تغبر قدما عبد في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار وخالد ضعيف أبو عبد الله رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذكره البخاري وقال روى عنه يحيى البكاء قال وكان بن عمر يقول خذوا عنه وأخرج بن منده من طريق حماد بن سلمة عن يحيى البكاء مثله ويحيى البكاء ضعيف قال بن حزم زعم الطحاوي أنه نافع أخو أبي بكرة قال ووهم في ذلك بل لعله الأسود بن سريع أو عتبة بن غزوان أو عتبة بن فرقد قلت ولا أظنه أيضا أصاب أما عتبة بن غزوان فإنه قديم الموت لم يدركه يحيى البكاء أصلا وكذا الأسود بن سريع لم يدركه وأما عتبة بن فرقد فعبسي والذي يمكن أن يكون أدركه ممن تقدم ذكره جابر بن سمرة والنعمان بن بشير ثم وجدت في معجم البغوي أبو عبد الله غير منسوب ثم ساق من طريق عطاء بن السائب عن عرفجة قال كنا عند عتبة بن فرقد وهو يحدثنا عن رمضان إذ جاء رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت فقال يا أبا عبد الله حدثنا عن رمضان فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر الحديث ثم ساقه من وجه آخر عن عطاء عن عرفجة أن رجلا من الصحابة حدث عن عتبة نحوه أبو عبد الله غير منسوب ذكره البلاذري وأورد هو وأحمد في مسنده من طريق حماد عن الجريري عن أبي نضرة قال مرض رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه أصحابه يعودونه فبكى فقالوا له يا أبا عبد الله ما يبكيك ألم يقول رسول الله خذ من شأنك ثم اصبر حتى تلقاني قال بلى ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبض الله قبضة بيمينه فقال هؤلاء للجنة ولا أبالي وقبض قبضة بيده الأخرى فقال هؤلاء للنار ولا أبالي لفظ الباوردي زاد أحمد في آخره فلا أدري في أي القبضتين أنا سنده صحيح أبو عبد الله غير منسوب آخر روى حديثه الحسن بن سفيان في مسنده من طريق الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة حدثني أبو عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس مطية الرجل زعموا وسنده صحيح متصل أمن فيه من تدليس الوليد وتسويته وقد أخرجه أبو داود في السنن من طريق وكيع عن الأوزاعي فقال فيه عن أبي قلابة قال قال أبو مسعود لأبي عبد الله أو قال أبو عبد الله لأبي مسعود ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا الحديث قال أبو داود أبو عبد الله هذا هو حذيفة بن اليمان كذا قال وفيه نظر لأن أبا قلابة لم يدرك حذيفة وقد صرح في رواية الوليد بأن أبا عبد الله حدثه والوليد أعرف بحديث الأوزاعي من وكيع وقال بن منده أبو عبد الله هذا هو الذي روى عنه أبو نضرة قلت وهو محتمل أبو عبد الله غير منسوب أظنه أحد الذين قبله ويجوز أن يكون هو عتبة بن فرقد وأخرج (7/123)
<124> النسائي من طريق شعبة عن عطاء بن السائب عن عرفجة يعني بن عبد الله الثقفي قال كنت في بيت عتبة بن فرقد فأردت أن أحدث بحديث وكان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالحديث مني فحدث الرجل عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في فضل رمضان ورواه الثوري عن عطاء عن عرفجة عن عتبة عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه محمد بن فضيل عن عطاء مثله لكن قال إن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث عنه عتبة بن فرقد ورواه بن عيينة عن عطاء عن عرفجة عن عتبة بن فرقد نفسه قال النسائي حديث شعبة أولى بالصواب من حديث بن عيينة قلت ويؤيد قوله ان إبراهيم بن طهمان رواه عن عطاء بن السائب عن عرفجة قال كنت عند عتبة فدخل رجل من الصحابة فأمسكه عتبة حين رآه فقال عتبة يا فلان حدثنا فذكره أخرجه الحارث بن أبي أسامة قال أبو نعيم رواه عبد السلام بن حرب وغيره عن عطاء على الإيهام قلت ورواه حماد بن سلمة عن عطاء عن عرفجة قال كنت عند عتبة بن فرقد وهو يحدثنا عن شهر رمضان إذ دخل رجل من الصحابة فسكت عتبة ثم قال يا أبا عبد الله حدثنا عن شهر رمضان فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شهر رمضان شهر مبارك تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم أخرجه بن منده وقبله الباوردي أبو عبد الله آخر غير منسوب روى عنه أبو مصبح المقرئي في فضل المشي في سبيل الله وفيه قصة لمالك بن عبد الله الخثعمي وقد ذكرت في ترجمة مالك أنه جابر بن عبد الله الأنصاري ذكر من كنيته أبو عبد الرحمن ممن عرف اسمه واشتهر به أبو عبد الرحمن بلال بن الحارث المزني وبلال بن رباح المؤذن وبشر بن أرطاة أو بن أبي أرطاة العامري والحارث بن هشام المخزومي وزيد بن خالد الجهني وزيد بن الخطاب العدوي والسائب بن خباب وشرحبيل الجعفي والضحاك بن قيس الفهري وعبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري وعبد الله بن السائب وعبد الله بن عامر وعبد الله بن عتيبة بن مسعود وعبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو في قول وعبد الله بن مسعود وعويم بن ساعدة والمسور بن مخرمة الزهري ومعاوية بن حديج الكندي ومعاوية بن أبي سفيان الأموي تقدموا كلهم في الأسماء أبو عبد الرحمن الأنصاري الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم سم ابنك عبد الرحمن بعد أن كان سماه القاسم فسماه عبد الرحمن ثبت ذلك في الصحيحين أبو عبد الرحمن الجهني نزيل مصر قال البغوي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين وسكن مصر وروى عنه أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني قلت أحدهما عند أحمد وابن ماجة والطحاوي من رواية محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني راكب غدا إلى اليهود فلا تبدءوهم بالسلام الحديث وخالفه بن لهيعة وعبد الحميد بن جعفر فروياه عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي نضرة الغفاري أخرجه أحمد والنسائي والطحاوي من رواية عبد الحميد زاد أحمد والطحاوي ومن رواية بن لهيعة وقد قيل عن محمد بن (7/124)
<125> إسحاق كرواية عبد الحميد بن جعفر أخرجه الطحاوي بغير رواية عبد الله بن عمر الرقي عن بن إسحاق ورويناه في المختارة للضياء من طريق محمد بن سلمة عن بن إسحاق أخرجه من معجم الطبراني عقب رواية عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب وثانيهما أخرجه البغوي من طريق بن إسحاق أيضا بهذا السند في قصة الراكبين المذحجين اللذين بايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكره في الصحابة البخاري والترمذي والبغوي والدولابي والعسكري وابن يونس والباوردي وغيرهم وذكره بن سعد في طبقة من شهد الخندق وانفرد أبو الفتح الأزدي فحكى أن اسمه زيد وقرأت بخط الحافظ عماد الدين بن كثير أنه قيل هو عقبة بن عامر الصحابي المشهور أبو عبد الرحمن الخطمي ذكره البخاري والطبراني وغيرهما في الصحابة وأخرج البخاري عن مكي بن إبراهيم عن الجعيد بن عبد الرحمن عن موسى بن عبد الرحمن الخطمي أنه سمع محمد بن كعب القرظي يسأل عبد الرحمن ما سمعت من أبيك فقال سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل الذي يلعب بالنرد كالذي يتوضأ بالدم وأخرجه الطبراني من طريق حاتم بن إسماعيل عن الجعيد به ولفظه يسأل أباه عبد الرحمن أخبرني ما سمعت أباك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الميسر فقال عبد الرحمن سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لعب بالميسر ثم قام يصلي فمثله كمثل الذي يتوضأ بالقيح ودم الخنزير أفتقول إن الله يقبل له صلاة قال أبو نعيم رواه غيره فلم يذكر فيه أباه أبو عبد الرحمن الفهري مختلف في اسمه فقيل يزيد بن أنيس وقيل كرز بن ثعلبة وقيل اسمه عبيد وقيل الحارث ذكره بن يونس فيمن شهد فتح مصر وأخرج حديثه أبو داود والبغوي ووقع لنا بعلو في مسند الدارمي من طريق يعلى بن عطاء عن أبي همام عبد الله بن يسار عنه أنه شهد حنينا وقال أبو عمر هو الذي سأل بن عباس عن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة قلت وقد فرق بينهما بن مندة وهو الذي يظهر رجحانه فقد صرح غير واحد بأن عبد الله بن يسار تفرد بالرواية عن أبي عبد الرحمن الفهري وكأن أبا عمر لما رأى أن الفهري والقرشي نسبة واحدة ظنهما واحدا أبو عبد الرحمن القرشي عم محمد بن عبد الرحمن بن السائب قال بن مندة ذكر في الصحابة ولا يثبت روى محمد بن عبد الرحمن بن السائب عن أبي عبد الرحمن القرشي أن بن عباس سأله عن الموضع الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم نزل فيه للصلاة يعني عند الكعبة فقال نعم عند الشقة الثالثة تجاه الكعبة مما يلي باب بني شيبة يقوم فيه للصلاة فقال له أثبته قال نعم قد أثبته أبو عبد الرحمن القيني تقدم ذكره فيمن كنيته أبو عبد الله وقيل هو غيره وذكر بن الكلبي أنه كان يقال له ذو الشوكة لأنه كانت له شوكة إذا قاتل لا يفارقها قال وكان جسيما وشهد فتوح الشام فقاتل مع أبي عبيدة يوم أجنادين فقتل ثمانية من الروم فقال أبو عبيدة ينوه به افعل كفعل الضخم من قضاعة بطاعة الله ونعم الطاعة (7/125)
<126> وذكر خليفة وغيره أن معاوية ولاه غزو الروم فغزا أنطاكية من سنة خمس وأربعين إلى سنة ثمان وأربعين أبو عبد الرحمن المخزومي ذكره الطبراني وأخرج من رواية عثمان بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده أن سعيدا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصية فقال له الربع وأظنه سعيد بن يربوع فإن أبا داود أخرج من طريق زيد بن الحباب عن عمر بن عثمان بن سعيد المخزومي حدثني جدي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة أربعة لا أؤمنهم في حل ولا حرم الحديث أبو عبد الرحمن المذحجي روى حديثه عياض بن عبد الرحمن المذحجي عن أبيه عن جده قاله بن مندة أبو عبد الرحمن النخعي له ذكر كذا في التجريد أبو عبد الرحمن حاضن عائشة ذكره الدولابي ومطين وابن السكن وأخرج من طريق علي بن هاشم عن عبد الملك بن أبي عبد الله قاضي الري عن عباد عن أبي عبد الرحمن حاضن عائشة قال قلنا له ألا تذكر لنا من فضائل علي بن أبي طالب قال هي أكثر من أن تحصر قلنا فاذكر لنا بعضها قال أفعل استأذن علي على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في البيت فسمعته يقول إنك لأول من ينفض التراب عن رأسه يوم القيامة قلت وعباد من غلاة الرافضة وعلي بن هاشم شيعي وأخرجه مطين والدولابي من طريق علي بن هاشم عن عبد الملك عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن يحيى بن أبي محمد عن أبي عبد الرحمن حاضن عائشة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب بعضه على علي وبعضه على عائشة وفي لفظ نصفه على النبي صلى الله عليه وسلم ونصفه على عائشة أبو عبد العزيز ذكره بن أبي عاصم في الصحابة وروى من طريق بقية عن عبد الغفور الأنصاري عن عبد العزيز عن أبيه وكانت له صحبة فذكر حديثا تقدم فيمن اسمه سعيد وأخرجه الطبري في تفسير سورة الأعراف عن عبد الغفار بن عبد العزيز الأنصاري عن عبد العزيز الشامي عن أبيه وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يحمد الله على ما عمل من عمل صالح وحمد نفسه قل شكره وحبط عمله ومن زعم أن الله جعل للعباد من الأمر شيئا فقد كفر بما أنزل الله على أنبيائه لقوله تعالى ألا له الخلق والأمر أبو عبد الملك قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي تقدم في الأسماء أبو عبد الملك الحكم بن أبي العاص الثقفي أخو عثمان تقدم أيضا أبو عبد يسوع حديثه في الدلائل للبيهقي من زيادات يونس بن بكير في مغازي بن إسحاق يأتي في المبهمات أبو عبدة أحد رسل النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن ذكره المدائني وقد تقدم ذكره في ترجمة الحارث بن عبد كلال أبو عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي قيل كان اسمه في الجاهلية عبد العزي وقيل معبد فسماه (7/126)
<127> النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن قال بن الكلبي هو أحد من قتل كعب بن الأشرف وأورد ذلك بن منده بسنده الى محمد بن طلحة التيمي عن عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن أبي عبس بن جبر عن أبيه عن جده قال كان كعب بن الأشرف يقول الشعر ويخذل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في قصة قتله وذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا وقيل كان عمره يومئذ ثمانيا وأربعين سنة وكان هو وأبو بردة يكسران أصنام بني حارثة حين أسلما وقال الزبير بن بكار في الموفقيات حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبس بن جبر بعد ما ذهب بصره عصا فقال تنور بهذه فكانت تضىء له ما بين وقال المدائني مات سنة أربع وثلاثين وهو بن سبعين سنة وصلى عليه عثمان وحديثه عند البخاري من طريق عباية بن رفاعة عنه في فضل المشي في سبيل الله وذكر في الكنى من طريق بن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة أن عثمان عاد أبا عبس وكان بدريا وروى عنه أيضا ولده زيد وحفيده أبو عبس بن محمد بن أبي عبس وقال بن سعد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين خنيس بن حذافة أبو عبس بن عامر بن عدي بن سواد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي ذكر بن الكلبي انه شهد بدرا أبو عبيد الله جد حرب بن عبيد الله قال أبو عمر له صحبة ولا أحفظ له خبرا قلت أخرج أبو داود في كتاب الخراج من طريق عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله الثقفي عن جده قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت فعلمني الإسلام وعلمني كيف آخذ الصدقة الحديث وذكر فيه اختلافا على عطاء بن السائب ففي رواية عبد السلام بن حرب عنه عن حرب بن عبيد الله عن جده ولم يسمه من طريق أبي الأحوص عن عطاء عن حرب عن جده أبي أمه ومن طريق الثوري عن عطاء عن حرب مرسلا وفي رواية عن عطاء عن رجل من بكر بن وائل عن خاله قال قلت يا رسول الله أعشر قومي وفيه اختلاف آخر ويقال إن اسم جده حرب بن عبيد الله أبو عبيد غير منسوب روى عنه خالد بن معدان يأتي في القسم الرابع أبو عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي صاحب المنبر الذي استشهد في جماعة من المسلمين في قتال الفرس فيقال قتل يوم جسر أبو عبيد وهو والد المختار بن أبي عبيد الذي غلب على الكوفة في خلافة عبد الله بن الزبير سنة ثلاث عشرة وقال أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال كان أبو عبيد بن مسعود الثقفي عبر الفرات الى نهروان فقطعوا الجسر خلفه فقتل وقتل أصحابه وقال البلاذري يقال إن الفيل برك على أبي عبيد فمات تحته فأخذ الراية أخوه الحكم فقتل فأخذها جبر بن أبي عبيد فقتل أبو عبيد الزرقي ويقال أبو عبد الله مختلف في صحبته ذكره البغوي وأخرج من طريق بن القاري حدثني بن أبي عبيد الزرقي أنه خرج مع أبيه فلما كان من الليل إذ هو برجل على (7/127)
<128> الطريق قال فعرسنا عنده قال فلما طلع الفجر قال مالك وللوحدة أما سمعت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني لم أسافر إنما خرجت من هذا الماء الى هذا الماء قال ممن أنت قال من الأنصار قال أبشر قال فإني لست منهم إنما أنا من مواليهم قال فأنت منهم فذكر الحديث بطوله وفيه قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للأنصار وفيه قوله حلفاؤنا منا وموالينا منا وذكره بن منده مختصرا وأخرج أبو داود في فضائل الأنصار من طريق بن أبي عبيد الزرقي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر للأنصار الحديث مختصرا أبو عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لا يعرف اسمه وأخرج حديثه الترمذي في الشمائل والدارمي من طريق شهر بن حوشب عنه قال طبخت للنبي صلى الله عليه وسلم قدرا وكان يعجبه الذراع الحديث ورجاله رجال الصحيح إلا شهر بن حوشب قال البغوي له صحبة حدثني عباس عن يحيى بن معين قال أبو عبيد الذي روى عنه شهر هو من الصحابة أبو عبيد مولى رفاعة بن رافع ذكره الدولابي والطبراني وأوردا من طريق عبد الله بن معقل عن أبي مسلم عن أبي عبيد مولى رفاعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ملعون من سأل بوجه الله ملعون من سئل بوجه الله فمنع أبو عبيدة قيل هي كنية أبي محجن الثقفي وأبو محجن اسمه سمي بلفظ الكنية أبو عبيدة بن الجراح الفهري أمين هذه الأمة وأحد العشرة من من السابقين اسمه عامر بن عبد الله الجراح اشتهر بكنيته والنسبة الى جده تقدم أبو عبيدة بن عمرو بن محصن بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري ذكره أبو عمر مختصرا وقال إنه ممن استشهد ببئر معونة أبو عبيدة بن عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي استشهد بأجنادين مع خالد بن الوليد وأمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة ذكره الزبير بن بكار وقد ذكرت قصة والده عمارة في ترجمة أخيه الوليد بن عمارة أبو عبيدة مولى أبي راشد الأزدي تقدم في عبدالقيوم وكناه بن السكن والباوردي والحاكم أبو أحمد أبا عبيد بلا هاء أبو عبيدة الديلي ذكره أبو عمر فقال يقال له صحبة ولا أحفظ له خبرا وذكره بن أبي عاصم في الوحدان وذكره بن منده في مسافع وتقدم هناك أبو عتاب الأشجعي ذكره بن منده وقال روى أبو مالك الأشجعي عن عبد الرحيم بن نوفل عن أبيه وعن عتاب الأشجعي عن أبيه في قراءة قل يا أيها الكافرون عند النوم قال أبو نعيم الصحيح في هذا رواية أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه قال بن الأثير لكن بن منده معذور لأنه لو أهمله لاستدركوه عليه وإن كان بعض الرواة شذ بروايته قلت وهو كذلك ويحتمل أن (7/128)
<129> يكون للحديث إسنادان بصحابيين أبو عثمان الأنصاري أخرج بن السكن والطبراني من طريق بن أبي الزناد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي عثمان الأنصاري قال دق علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الباب وقد ألممت بالمرأة الحديث في الماء من الماء وقيل عن أبي الزناد عن أبي سلمة عن عتبان بن مالك وهو أشهر ويحتمل التعدد أبو عثمان الحجبي هو شيبة بن عثمان تقدم في الأسماء أبو عثمان البكالي بكسر الموحدة وتخفيف الكاف اسمه عمرو بن عبد الله تقدم أبو عديسة ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا أبو عدي اسمه طليب بن عمير بن وهب بدري تقدم في الأسماء أبو عذرة بضم أوله وسكون الذال المعجمة يأتي في القسم الثالث أبو عرس بضم أوله وسكون ثانية قال أبو عمر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من كانت له ابنتان فأطعمهما الحديث قال جاء من وجه ضعيف مجهول كذا ذكره مختصرا وساقه الحاكم أبو أحمد من طريق إسحاق بن إدريس عن عبد الله بن سليمان عن حرملة عن عتبة بن عامر أو عامر بن عتبة عن أبي عرس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له ابنتان فأطعمهما وسقاهما وكساهما من جدته فصبر عليهما كن له حجابا من النار ومن كانت له ثلاث فصبر عليهن فذكر مثله وزاد ولم يكن عليه صدقة ولا جهاد أبو العريان المحاربي أورد حديثه البغوي والطبراني وغيرهما من طريق أبي خلدة خالد بن دينار عن محمد بن سيرين أنه سئل عن السهو في الصلاة فقال حدثني أبو العريان أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صلى يوما ودخل البيت وكان في القوم رجل طويل اليدين الحديث وذكره أبو عمر فقال روى عنه محمد بن سيرين مثل حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين فقيل إنه أبو هريرة وأبو العريان غلط من أبي خلدة وقيل إنه أبو العريان الهيثم بن الأسود النخعي ثم ساق شيئا من أخبار أبي العريان النخعي وهو خطأ فإن أبا العريان النخعي لا صحبة له ولا يثبت إدراكه إلا على بعد كما تقدم في ترجمته أبو عريب المليكي تقدم في عريب أبو عريض قال أبو عمر ذكره أبو حاتم الرازي عن محمد بن دينار الخراساني عن عبد الله بن المطلب عن محمد بن جابر الحنفي عن أبي مالك الأشجعي عن أبي عريض وكان دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل خيبر قال أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا منكرا انتهى وهذا الحديث ساقه الحاكم أبو أحمد في الكنى عن محمد بن المسيب عن أبي حاتم وتعقبه قال قلت يا رسول الله أخاف ألا أعطي ما تقول قال بلى سوف تعطاها قلت ومن يعطينيها يا رسول الله قال أبو بكر فلقيت عليا فأخبرته فقال ارجع إليه فقل له من يعطينيها بعد أبي بكر قال عمر قال فبعد عمر قال عثمان فلما رأى ذلك سكت ووجه ضعفه أن محمد بن جابر الحنفي والراوي عنه ضعيفان لكن (7/129)
<130> رواه يعقوب بن عبد الرحمن الحنفي عن محمد بن جابر أخرجه أبو موسى من طريق عبد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي عن علي بن الأزهر بن سراج عن أحمد بن عبد المؤمن النصري عن يعقوب ولفظه كان لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم آجال فأتيته أتقاضاها فأعطاني وبقيت لي بقية فقلت يا رسول الله أرأيت إن لم أجدك قال فأت أبا بكر فلقيني علي فقال ارجع فسله إن لم أجد أبا بكر قال فأت عمر فلقيني علي فقال قل له فإن لم أجد عمر قال فأت عثمان أبو عزة الهذلي اسمه يسار بن عبد وقيل بن عبد الله وقيل بن عمرو حكى الأقوال الثلاثة أبو أحمد الحاكم والأول أكثر وبه جزم البخاري وقد تقدم في الأسماء ذكر من قال إنه بن عمرو وذكر أبو أحمد العسكري أنه عبد الله بالإضافة ونقله أبو أحمد الحاكم عن أبي نعيم الفضل بن دكين وقيل إنه مطر بن عكامس لأن الحديث الذي روي لأبي عزة ومطر واحد وهذا ليس بشيء لأن في بعض طرق حديث أبي عزة تسميته يسارا كما تقدم في الأسماء وقد أخرج حديثه وسماه الترمذي في جامعه من طريق أيوب عن أبي المليح بن أسامة عن أبي عزة رفعه إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة قال الترمذي أبو عزة ما له صحبة واسمه يسار بن عبد وأخرج الحاكم أبو أحمد من طريق عبد الله بن أبي حميد عن أبي المليح حدثنا أبو عزة يسار بن عمرو وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه خمس لا يعلمها إلا الله أبو عزيز بن عبد الرحمن اسمه أبيض تقدم في الأسماء أبو عزيز بن جندب بن النعمان قال أبو عمر مذكور في الصحابة ولا يعرف وقيل هو جندب بن النعمان كذا قال والراجح أنه جندب وأبو عزيز كنيته كما تقدم في الأسماء أبو عزيز بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار العبدري قال أبو عمر اسمه زرارة وله صحبة وسماع من النبي صلى الله عليه وسلم واتفق أهل المغازي على أنه أسر يوم بدر مع من أسر من المشركين قال بن إسحاق فحدثني نبيه بن وهب قال سمعت من يذكر عن أبي عزيز قال كنت في الأساري يوم بدر فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استوصوا بالأساري خيرا فقال بن منده لما ترجم له في الصحابة روى عنه نبيه بن وهب ولا يعرف له سند ثم ساق بسنده الى خليفة بن خياط أنه ذكره في الصحابة وتعقبه أبو نعيم فقال لا أعلم له إسلاما وقال الزبير بن بكار وابن الكلبي وأبو عبيد والبلاذري والدارقطني إن أبا عزيز قتل يوم أحد كافرا ورد ذلك أبو عمر بأن بن إسحاق عد من قتل من الكفار من بني عبد الدار أحد عشر رجلا ليس فيهم أبو عزيز وإنما فيهم أبو يزيد بن عمير وفات خليفة خياط ذكره في الصحابة أبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهور بكنيته وقد تقدم ذكر من قال في أحمر إنه اسمه وذكر من قال إنه سفينة مولى أم سلمة والراجح أنه غيره وأخرج حديثه أحمد والحارث بن أبي أسامة والطبراني والحاكم أبو أحمد من طريق يزيد بن هارون عن مسلم بن عبيد عنه في الحمى والطاعون ووقع عند الحاكم عن مسلم بن عبيدة عن أبي بصير بإثبات الهاء في عبيدة دون (7/130)
<131> بصير والأول الصواب وأخرج له بن منده حديثا آخر من رواية حشرج بن نباتة عن أبي بصيرة وإسناده حسن أبو عسيم آخره ميم قيل هو الذي قبله وغاير بينهما البغوي والحاكم أبو أحمد وقال البغوي لا أدري له صحبة أم لا وأخرجا من طريق حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن أبي عسيم قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا كيف نصلي عليه قال ادخلوا عليه من هذا الباب أرسالا أرسالا فصلوا واخرجوا من الباب الآخر فلما وضعوه في لحده قال المغيرة إنه قد بقي من قبل قدمه شيء لم يصلح قالوا فادخل فأصلحه قال فدخل فمس قدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أهيلوا علي التراب فأهالوا عليه حتى بلغ أنصاف ساقيه ثم خرج فقال أنا أحدثكم عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا أخرجه أبو مسلم الكجي من طريق حماد وأخرجه بن منده في ترجمة عسيب ووقع عنده بالموحدة أبو عصيب أورد البغوي في ترجمة أبي عسيب الماضي قبل حديثا من طريق حشرج بن نباتة حدثني أبو بصير عن أبي عصيب قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني فخرجت إليه ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج إليه ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه ثم انطلق يمشي ونحن معه حتى دخل حائطا لبعض الأنصار فقال لصاحبه أطعمنا بسرا فجاء بعذق فوضعه فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم دعا بماء فشرب ثم قال إنكم لمسئولون عن هذا يوم القيامة فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة قال نعم إلا من ثلاث خرقة يواري الرجل بها عورته وكسرة يسد بها الرجل جوعته وجحر يدخل فيه من الحر والبرد وأفردته عن أبي عسيب لاحتمال أن يكون غيره أبو العصير ذكر صاحب الفردوس أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم أرني الدنيا كما تريها صالح عبادك ولم يخرج له ولده سندا أبو عطية البكري ذكره بن منده وأخرج من طريق يحيى بن عمر حدثنا مسلم عن عبد الله أبو فاطمة الأزدي سمعت أبا عطية البكري يقول انطلق بي أهلي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام شاب قال أبو فاطمة رأيت أبا عطية يجمع بسجستان وكان نزل خارجا من المدينة على نحو ميل ورأيت أبا عطية أبيض الرأس واللحية ورأيته يعتم بعمامة بيضاء أبو عطية المزني روى حديثه بكر بن سوادة عن عبد الرحمن بن عطية عن أبيه عن جده عداده في أهل مصر قاله بن منده عن بن يونس أبو عطية غير منسوب ذكره الطبراني وغيره في الصحابة وأخرج البغوي وأبو أحمد الحاكم من طريق إسماعيل بن عياش والطبراني من طريق بقية كلاهما عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي عطية أن رجلا توفى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم يا رسول الله لا تصل عليه فقال هل رآه أحد منكم على شيء من عمل الخير فقال رجل حرس معنا ليلة كذا وكذا قال (7/131)
<132> فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مشى إلى قبره ثم حثا عليه ويقول إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار وأنا أشهد أنك من أهل الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر إنك لا تسأل عن أعمال الناس وإنما تسأل عن الغيبة لفظ إسماعيل وعند أبي أحمد من رواية البغوي وإنما تسأل عن الفطرة وفي رواية بقية في أوله قال أبو عطية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس فحدث أن رجلا توفى فقال هل رآه أحد وفيه فقال رجل حرست معه ليلة في سبيل الله وفي آخره ثم قال لعمر بن الخطاب لا تسأل عن أعمال الناس ولكن تسأل عن الفطرة زاد في رواية البغوي يعني الإسلام وأخرجه أبو نعيم من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة وخلط أبو عمر ترجمته بترجمة أبي عطية الوادعي وقال قيل اسم أبي عطية مالك بن أبي عامر وتعقبه أبو الوليد بن الدباغ بأن أبا عطية صاحب الترجمة لم ينسب وقد أفرده أبو أحمد الحاكم عن الواقدي وذكر الاختلاف في اسم الوادعي وذكر هذا فيمن لا يعرف اسمه قلت وهو كما قال قال أبو أحمد أبو عطية ان رجلا توفي روى عنه خالد بن معدان وهو خليق أن يكون عداده في الصحابة قلت ووقع في كلام بن عساكر أنه أبو عطية المذبوح وقد أخرج الحاكم أبو أحمد المذبوح أيضا ترجمته فيمن لا يعرف اسمه فقال روى أبو بكر بن أبي مريم عن حماد بن سعد عنه هكذا ذكر محمد بن إسماعيل قلت وكأن بن عساكر لما رأى رواية أبي بكر بن أبي مريم عن المذبوح وهو شامي وخالد بن معدان شامي أيضا ظن أنه هو والذي يظهر لي أنه غيره كما صنع أبو أحمد والله أعلم أبو عطية آخر غير منسوب ذكره بن السكن في الصحابة وقال له حديث مختلف فيه ثم أخرج من طريق عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن أبي الأسود عن أبي عطية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة في رمضان تعدل حجة قال بن السكن لم يرو غيره وجوز غيره أن يكون الوادعي فإن يكن هو فالحديث مرسل أبو عفير ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا أبو عقبة الفارسي مولى الأنصاري اسمه رشيد تقدم روى أبو داود من طريق أبي إسحاق عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن أبي عقبة الفارسي قال شهدت يوم أحد فضربت رجلا فقلت خذها وأنا الغلام الفارسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا قلت وأنا الغلام الأنصاري هذا وفي المغازي لابن إسحاق قال فيه عبد الرحمن بن أبي عقبة عن أبيه أبو عقبة أهبان بن أوس الأسلمي تقدم في الأسماء أبو عقبة روى له بقي بن مخلد في مسنده حديثا ذكره في التجريد فلعله أبو عقبة الفارسي المنبه عليه في عقبة في الأسماء وقد ترجم له البغوي فقال أبو عقبة الفارسي وساق من طريق داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن أبي عقبة عن أبي عقبة وكان مولى من أهل فارس قال شهدت يوم أحد فذكره أبو عقرب البكري من بني عريج بمهملة وجيم مصغرا بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وقيل فيه ليثي وهو غلط مختلف في اسمه فقيل خالد بن بجير وقيل عويج بفتح أوله وبالواو بن خالد وقيل (7/132)
<133> عريج كاسم جده الأعلى بن خويلد وقيل معاوية بن خويلد وقيل بل معاوية اسم ولده أبي نوفل الراوي عنه وقيل اسم الراوي عنه معاوية بن مسلم فعلى هذا اسمه هو مسلم وقيل بن عقرب فعلى هذا أبو عقرب جده وقيل اسم أبي نوفل عمرو وقال بن سعد كان من أهل مكة ثم سكن البصرة ويقال إنه كان من الأجواد وحديثه عند النسائي من طريق الأسود بن سنان عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم وسنده حسن وأخرج الحاكم من وجه آخر عن الأسود بن سنان عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه قصة لهب بن أبي لهب ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكله السبع أبو عقيل الأنصاري صاحب الصاع ثبت ذكره في الصحيح من حديث بن مسعود قال لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل فتصدق أبو عقيل بنصف صاع وجاء إنسان بأكثر من ذلك فقال المنافقون إن الله لغني عن صدقة هذا الحديث وسماه قتادة في تفسير الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات حثحاث بمهملتين مفتوحتين ومثلثتين الأولى ساكنة أخرجه الطبري وغيره وفيه جاء عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله وأقبل رجل من فقراء المسلمين من الأنصار يقال له الحثحاث أبو عقيل فقال يا رسول الله بت أجر الجرير على صاعين من تمر فأما صاع فأمسكته لعيالي وأما صاع فها هو هذا فقال المنافقون إن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل وأخرجه بن أبي شيبة والطبراني أيضا والطبري والباوردي من طريق موسى بن عبيدة عن خالد بن يسار عن بن أبي عقيل عن أبيه أنه بات يجر الجرير فذكر الحديث وموسى ضعيف لكنه يتقوى بمرسل قتادة وذكره بن منده من طريق سعيد بن عثمان البغوي عن جدته بنت عدي أن أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون أنه خرج بابنته عميرة وبزكاته صاع تمر الحديث وحكى أبو عمر عن بن الكلبي أن اسمه عبد الرحمن بن بيحان من بني أسد وقيل اسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن ثعلبة بن بيجان ويحتمل التعدد ولا سيما أنه في قصة ذاك نصف صاع وفي قصة ذا صاع ووقع لأبي خيثمة نحو ذلك ذكره كعب بن مالك في حديثه الطويل في توبته وهو في صحيح مسلم أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامري الشاعر المشهور تقدم وفيه قول بنته تخاطب الوليد بن عقبة إذا هبت رياح أبي عقيل دعونا عند هبتها الوليدا أبو عقيل البلوي حليف الأوس من بني جحجبي ثم من بني عمرو بن عوف ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا قيل اسمه عبد الله بن عبد الرحمن وقيل عبد الرحمن بن عبد الله أبو عقيل الأحمدي ذكره البغوي وقال مدني ثم ساق من طريق بن أبي حبيبة عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبي عقيل الأحمدي أنه قال وعدت امرأتي حجة ثم بدا لي الغزو فشق عليها فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في ملأ من الناس فقال مرها أن تعتمر في رمضان فإنها تعدل حجة وسيأتي في النساء في أم عقيل (7/133)
<134> أبو عقيل المليلي بلامين قيل اسمه لاحق بن مالك تقدم أبو عقيل الجعدي روى عنه أسلم مولى عمر قال شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شربة من سويق وأعطاني آخرها ذكره أبو عمر مختصرا وجعله بن الأثير والذي قبله واحدا ولكن مدار حديث المليلي على المسور بن مخرمة وهذا قد قال أبو عمر إنه من أسلم مولى عمر فالله أعلم أبو عقيل جد عدي بن عدي ذكره أبو عمر فقال قيل له صحبة ولا أحفظ له خبرا أبو عقيل يأتي في أم عقيل أبو العكر بن أم شريك التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم قيل اسمه مسلم بن سلمى كذا أورده أبو عمر مختصرا وقوله بن أم شريك عجيب وإنما هو زوج أم شريك وسيأتي بيان ذلك واضحا في ترجمة أم شريك وكذا قول من قال إنها أم شريك بنت أبي العكر وهو في رواية صحيحة وكأنه انقلب على أبي عمر لكن يلزم منه أن تكون الترجمة لولد أم شريك وليس كذلك بل هو لزوجها وقد أخرج بن سعد عن محمد بن عمر الواقدي عن الوليد بن مسلم عن منير بن عبد الله الدوسي قال أسلم زوج أم شريك وهي غزية بنت جابر الدوسية من الأزد وهو أبو العكر فخرج مهاجرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي هريرة ومع دوس حين هاجروا قالت أم شريك فجاءني أهل أبي العكر فقالوا لعلك على دينه قلت إي والله إني لعلي دينه قالوا لا جرم والله لنعذبنك عذابا شديدا فارتحلوا بنا من دارنا ونحن كنا بذي الخلصة وهو من صنعاء فساروا يريدون منزلا وحملوني على جمل ثقال شر ركابهم وأغلظه يطعموني الخبز بالعسل ولا يسوقني قطرة من ماء حتى إذا انتصف النهار وسخنت الشمس ونحن قائظون نزلوا فضربوا أخبيتهم وتركوني في الشمس حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري فعلوا بي ذلك ثلاثة أيام فقالوا لي في اليوم الثالث اتركي ما أنت عليه قالت فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة فأشير بأصبعي إلى السماء بالتوحيد قالت فوالله إني لعلي ذلك وقد بلغني الجهد إذ وجدت برد دلو على صدري فأخذته فشربت منه نفسا واحدا ثم انتزع مني فذهبت أنظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض فلم أقدر عليه تم تدلى إلى ثانية فشربت منه نفسا ثم رفع فذهبت أنظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض ثم تدلى إلى ثالثة فشربت حتى رويت وأهرقت على رأسي ووجهي وثيابي فخرجوا فنظروا فقالوا من أين لك هذا يا عدوة الله قالت فقلت لهم إن عدو الله غيري من خالف دينه فأما قولكم من أين لك هذا فهو من عند الله رزقا رزقنيه الله قالت فانطلقوا سراعا إلى قربهم وأداويهم فوجدوها موكوءة لم تحل فقالوا نشهد أن ربك هو ربنا وأن الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الذي شرع الإسلام فأسلموا وهاجروا جميعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا يعرفون فضلي عليهم وما صنع الله لي وهي التي وهبت نفسها للنبي فعرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم وكانت جميلة وقد أسنت فقالت إني أهب نفسي لك وأتصدق بها عليك فقبلها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير قالت أم شريك فأنا تلك فسماني الله مؤمنة فقال وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي الآية فلما نزلت الآية قالت عائشة إن الله ليسرع لك في هواك (7/134)
<135> قلت إذا ثبت هذا فلعل أبا العكر مات أو طلقها والذي يغلب على الظن أن التي وهبت نفسها هي أم شريك أخرى كما سيأتي في كنى النساء إن شاء الله تعالى وقد رويت قصتها في الدلو من وجه آخر سيأتي في ترجمتها أبو العلاء الأنصاري يقال شهد أحدا أخرج الطبراني من طريق الواقدي عن أيوب بن العلاء الأنصاري عن أبيه عن جده قال رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعين وأخرجه من وجه آخر فقال أيوب بن النعمان وأخرجه أبو موسى من الوجهين فقال تارة أبو العلا وتارة أبو النعمان أبو العلاء مولى محمد بن عبد الله بن جحش قال خليفة بن خياط وممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم من بني أسد بن خزيمة فذكر جماعة ثم قال ومحمد بن عبد الله بن جحش ومولاه أبو العلاء أبو علقمة بن الأعور السلمي ذكره بن إسحاق في المغازي في غزوة تبوك قال حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عكرمة عن بن عباس قال ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر إلا أخيرا لقد غزا غزوة تبوك فغشي حجرته من الليل أبو علقمة بن الأعور السلمي وهو سكران حتى قطع بعض عري الحجرة فقال ليقم إليه منكم رجل فيأخذ بيده حتى يرده إلى رحله واستدركه أبو موسى وغيره أبو علكثة بن عبيد الأزدي ذكره بن منده مختصرا فقال أخو أبي راشد له ذكر في حديث أخيه وقال أبو نعيم صحفه بن منده وإنما هو أبو عبيدة واسمه قيوم فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد القيوم وكناه أبا عبيدة وأقر بن الأثير أبا نعيم على ذلك فشاركه في الوهم والصواب مع بن منده فعبد القيوم مولى أبي راشد لا أخوه وأبو علكثة أخوه كما قال بن منده وكان من سروات الأزد وزعم عبدان المروزي أن اسمه الحارث أبو عليبة الحضرمي ذكره البغوي في الكنى وقد تقدم في الأسماء فإن اسمه حرملة أبو علي بن عبد الله بن الحارث بن رحضة بن عامر بن رواحة بن حجر بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري من مسلمة الفتح واستشهد باليمامة ذكره الزبير بن بكار وتبعه بن عبد البر أبو علي قيس بن عاصم التيمي المنقري وأبو علي طلق بن علي الحنفي وأبو علي معقل بن يسار المزني تقدموا في الأسماء أبو علي بن البجير أبو البحير ذكره في التجريد وعزاه بقي بن مخلد أبو عمارة البراء بن عازب وأبو عمارة خزيمة بن ثابت الأنصاريان تقدما في الأسماء أبو عمر بضم العين قدامة بن مظعون تقدم في الأسماء أبو عمر ويقال أبو عمرو بن الحباب بن المنذر ومثله قتادة بن النعمان الأنصاريان تقدما (7/135)
<136> أبو عمر مولى عمر بن الخطاب ذكره الحسن بن سفيان في الصحابة وأخرج من طريق بقية عن يحيى بن مسلم عن عكرمة وليس مولى بن عباس حدثني أبو عمر مولى عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتبعن أحدكم بصره لقمة أخيه وأخرجه أبو نعيم وتبعه أبو موسى أبو عمر الأنصاري ذكره إسحاق بن راهويه في مسنده عن الفضل بن موسى عن بشير بن سلمان عن عمر الأنصاري عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى قبل الظهر أربعا كن كعدل رقبة من بني إسماعيل وأخرجه الطبراني من طريقه وأبو نعيم عنه وأبو موسى من طريقه وأخرجه الطبراني من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين عن بشير بن سلمان عن شيخ من الأنصار عن أبيه عن أمه ولم يسمه أبو عمر بن شييم العبدي المحاربي ذكره بن الكلبي فيمن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال كان من أشراف عبد القيس قال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون أبو عمرو بفتح أوله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ذكره بن الكلبي وقال إنه كان من رؤساء أهل مصر الذين حاصروا عثمان قلت وقد تقدم ذكر أبيه بديل وأخويه عبد الله ونافع ابني بديل أبو عمرو جرير بن عبد الله تقدم أبو عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي زوج فاطمة بنت قيس وقيل هو أبو حفص بن عمرو بن المغيرة واختلف في اسمه فقيل أحمد وقيل عبد الحميد وقيل اسمه كنيته وأمه درة بنت خزاعي الثقفية وكان خرج مع علي إلى اليمن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فمات هناك ويقال بل رجع إلى أن شهد فتوح الشام ذكر ذلك على بن رباح عن ناشرة بن سمي سمعت عمر يقول إني أعتذر لكم من عزل خالد بن الوليد فقال أبو عمرو بن حفص عزلت عنا عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر القصة أخرجها النسائي وقال البغوي سكن المدينة ثم ساق من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الزبير عن عبد الحميد عن أبي عمرو وكانت تحته فاطمة بنت قيس فذكر قصتها مختصرة أبو عمرو سعد بن معاذ سيد الأوس وأبو عمرو سفيان بن عبد الله الثقفي وأبو عمرو سويد بن مقرن المزني تقدموا أبو عمرو صفوان بن بيضاء الفهري وأبو عمرو صفوان بن المعطل تقدما أبو عمرو بن عدي بن الحمراء الخزاعي تقدم ذكر أخيه عبد الله وأبو عمرو هذا من مسلمة الفتح وذكر الواقدي من طريق سلمة بن أبي عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن أبي عمرو بن عدي هذا قال رأيت سهيل بن عمرو لما جاء نعي النبي صلى الله عليه وسلم قد تقلد السيف ثم خطب خطبة أبي بكر التي خطب بها بالمدينة كأنه كان يسمعها أبو عمرو بن مغيث أخرج حديثه النسائي من وجهين عن بن إسحاق قال في أحدهما حدثني من لا أتهم عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن أبي عمرو بن مغيث وأسقط الواسطة في الطريق (7/136)
<137> الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر الحديث في الدعاء إذا أراد دخول القرية وقد روى هذا الحديث جماعة من الثقات وغيرهم عن موسى بن عقبة عن عطاء بن مروان عن أبيه عن كعب الأحبار عن صهيب وهو المحفوظ وروى عن صالح بن كيسان عن أبي مروان عن أبيه عن جده أبو عمرو عبادة بن النعمان الأنصاري تقدم في الأسماء أبو عمرو بن كعب بن مسعود الأنصاري ذكره بن إسحاق فيمن استشهد ببئر معونة لا يعرف اسمه أبو عمرو هاشم بن عتبة بن أبي وقاص تقدم أبو عمرو الأنصاري ذكره يحيى الحماني في مسنده قال حدثنا أبو إسحاق الحميسي عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض فقال رجل بخ بخ فنادى أخا له فقال يا أبا عمرو ربح البيع الجنة ورب الكعبة دون أحد قال فالتقوى فاستشهد قلت يحتمل أن يكون المقتول هو سعد بن الربيع والمقول له سعد بن معاذ فإن سعد بن الربيع استشهد بأحد وله قصة قريبة من هذا مع سعد بن معاذ أبو عمرو الأنصاري آخر ذكره الطبراني وأورد من طريق جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن محمد بن الحنفية قال رأيت أبا عمرو الأنصاري يوم صفين وكان عقبيا بدريا أحديا وهو صائما يتلوى من العطش وهو يقول لغلام له ترسني فترسه الغلام حتى نزع بسهم نزعا ضعيفا حتى رمى بثلاثة أسهم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى بسهم في سبيل الله فبلغ أو قصر كان ذلك نورا له يوم القيامة فقتل قبل غروب الشمس ووقع في رواية أخرى في هذه القصة عن أبي عمرة آخره هاء أبو عمرو الشيباني ذكره الحارث بن أبي أسامة في مسنده وأخرج من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني عن سعيد بن مسروق عن أبي عمرو الشيباني قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصاب بعضهم فرخ عصفور فجعل العصفور يقع على رحالهم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يردوا عليه فرخه ثم قال إن الله أرحم بعباده من هذا العصفور بفرخه قلت إن كان هذا محفوظا فهو غير سعد بن إياس التابعي المشهور فإنه لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم وأظن أن صحابي هذا الحديث سقط وشيخ الحارث فيه ضعف أبو عمرو النخعي أحد من وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من النخع ذكره أبو محمد بن قتيبة في غريب الحديث وذكر له رؤيا واستدركه بن الأثير عن الغساني وهذا هو زرارة بن قيس والد عمرو بن زرارة وقد تقدم ذكره وحديثه في الأسماء أبو عمرو غير منسوب ذكره الطبراني وابن منده وأخرج الطبراني من طريق بن وهب عن عمرو بن صهبان عن زامل بن عمرو عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى العبد يوم الفطر وعن يمينه أبي بن كعب فذكر حديثا وفيه أيها الناس (7/137)
<138> لا تحتكروا ولا تناجشوا الخ وأخرجه بن منده من طريق خالد بن نزار عن إبراهيم بن طهمان عن زامل بنحوه أبو عمرة الأنصاري قيل اسمه بشر وقيل بشير قال الأول أبو مسعود والثاني حفيده يحيى بن ثعلبة بن عبد الله بن أبي عمرة في رواية لابن منده وقيل اسمه ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار وقيل إن ثعلبة أخوه وبذلك جزم موسى بن عقبة وقال بن الكلبي اسمه عمرو بن محصن وساق هذا النسب وقال في موضع آخر اسمه بشير بن عمرو وكان زوج بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم المقوم بن عبد المطلب وأخرج بن منده من طريق يونس بن بكير عن المسعودي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه عن جده أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر أو يوم أحد ومعه إخوة له فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل سهما سهما وأعطى الفارس سهمين وأخرجه أبو داود من طريق أبي عبد الرحمن المقري عن المسعودي فقال عن أبي عمرة عن أبيه عن جده ومن طريق أمية بن خالد عن المسعودي عن رجل من آل أبي عمرة عن أبيه عن جده حكاه بن منده وقال مالك في الموطأ من رواية عن مالك بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عمرو بن عثمان عن أبي عمرة عن زيد بن خالد الجهني وخالفه الأكثر فقالوا بهذا السند عن بن أبي عمرة عن زيد في حديث خير الشهداء وقد رواه بن جريج عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن عمرو عن عبد الرحمن أبي عمرة أبو عمرة الأنصاري آخر أخرجه أبو أحمد الحاكم وأخرج هو والمستغفري والطبراني من طريق الدراوردي عن أبي طوالة عن أيوب بن بشر قال اشتكى رجل منا يقال له أبو عمرة فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداه فقال له أهله هذا رسول الله فقال دعوه لو استطاع لأجابني قال فصرخ النساء فأسكتهن الرجال فقال دعوهن فإذا وجب فلا تبكين باكية قال بن عبد البر إن كان مات في هذا الوقت فهو غير أبي عمرة والد عبد الرحمن أبو عمرة بن سكن الأنصاري قال الزبير بن بكار في أخبار المدينة حدثنا محمد بن الحسن عن موسى بن بشير عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة قال أصيب أبو عمرة بن سكن بأحد فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبر فكان أول من دفن في مقبرة بني حرام أبو عمير مسعود بن ربيعة القاري حليف بني زهرة تقدم في الأسماء أبو عميرة الأزدي ذكر المستغفري عن يحيى بن بكير أنه ذكره فيمن ورد مصر من الصحابة واستدركه أبو موسى أبو عميلة يأتي في القسم الرابع أبو عنبة الخولاني صحابي مشهور بكنيته مختلف في اسمه فقيل عبد الله بن عنبة وقيل عمارة وذكره خليفة والبغوي وابن سعد وغيرهم في الصحابة وقال البغوي سكن الشام وذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة وقال أحمد بن محمد بن عيسى في رجل حمص أدرك الجاهلية وعاش (7/138)
<139> إلى خلافة عبد الملك وكان ممن أسلم على يد معاذ والنبي صلى الله عليه وسلم حي وكان أعمى وأورد أيضا من طريق أبي الزاهرية عن أبي عنبة وكان من الصحابة فذكر حديثا في قراءة الجمعة يوم الجمعة وكان أعمى وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وغيره روى عنه بكر بن زرعة وأبو الزاهرية وشرحبيل بن سعد ولقمان بن عامر وآخرون وقد أخرج البغوي وابن ماجة من طريق الجراح بن مليح عن بكر بن زرعة سمعت أبا عنبة الخولاني وكان قد صلى القبلتين مع النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وفي رواية البغوي سمعت أبا عنبة وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصلى معه القبلتين كلتيهما وهو ممن أكل الدم في الجاهلية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم بطاعته وأخرجه البغوي من طريق بقية عن بكر بن زرعة عن شريح بن مسروق عن أبي عنبة الخولاني قال ما فتق في الإسلام فتق فسد ولكن الله يغرس في الإسلام غرسا يعملون بطاعته وكان أبو عنبة جاهليا من أصحاب معاذ أسلم وأخرج أحمد عن شريح بن نعمان عن بقية عن محمد بن زياد حدثني أبو عنبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرا عسله قال أي يفتح له عملا صالحا قبل موته ثم يقبض عليه قال شريح له صحبة وقال أهل الشام لا صحبة له وإنما هو مددي من أمداد أهل اليمن واليرموك وقال بن أبي حاتم عن أبيه ليست له صحبة وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا التي تلي الصحابة وأخرجه بن عائذ والبخاري في التاريخ من طريق طليق بن شهر عن أبي عنبة الخولاني قال حضرت عمر بالجابية فذكر قصة وذكره بن سعد في الصحابة الذين نزلوا الشام وذكره خليفة في الصحابة وذكره في الطبقة الثالثة من أهل الشام وقال مات سنة ثمان عشرة ومائة وقول بن عيسى المتقدم أشبه والله أعلم وروى بن المبارك في الزهد من طريق محمد بن زياد أن أبا عنبة كان في مجلس خولان فخرج عبد الله بن عبد الملك هاربا من الطاعون فذكر قصة في إنكار أبي عنبة ذلك وقال كانوا إذا نزل الطاعون لم يبرحوا أبو عوسجة الضبي ذكره الحاكم أبو أحمد في الكنى وأخرج هو والبغوي والدارقطني في الأفراد من طريق محمد بن إسحاق الصغاني عن مهدي بن حفص عن أبي الأحوص عن سليمان بن قرم عن عوسجة عن أبيه قال سافرت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يمسح على الخفين وأخرجه البخاري من هذا الوجه ووقع لنا بعلو في فوائد أبي العباس الأصم قال البغوي قال محمد بن إسحاق الصغاني هذا خطأ وإنما هو سافر مع علي أبو العوجاء يأتي في بن أبي العوجاء في المبهمات أبو عوف سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري تقدم أبو عويمر الأسلمي ذكر المستغفري من طريق أبي أويس عن أبي الزناد عن أبي عويمر الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يشار إلى البرق أبو عياش بالشين المعجمة الزرقي الأنصاري اسمه زيد بن الصامت ويقال بن النعمان ويقال اسمه عبيد بن معاوية وقيل عبد الرحمن بن معاوية بن الصامت روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف (7/139)
<140> أخرج حديثه أبو داود والنسائي بسند جيد من طريق شعبة عن منصور عن مجاهد عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان وعلى المشركين خالد بن الوليد وقال بن سعد شهد أحدا وما بعدها ويقال إنه عاش إلى خلافة معاوية أبو عياش وقيل بن عائش وقيل بن أبي عياش روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال إذا أصبح لا إله إلا الله الحديث من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عنه أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجة وفي بعض طرقه عن سهيل بن أبي صالح عن بن أبي عياش ووقع في بعض طرقه عن أبي عياش الزرقي فقيل هو الذي قبله وعلى ذلك جرى أبو أحمد الحاكم والذي يظهر أنه غيره ووقع في الكنى لأبي بشر الدولابي أبو عياش الزرقي روى عنه زيد بن أسلم حديث من قال إذا أصبح الخ أبو عيسى المغيرة بن شعبة الثقفي الصحابي المشهور تقدم القسم الثاني أبو عاصم عبيد بن عمير الليثي أبو عائشة عبد الله بن فضالة الليثي أبو عبد الله كثير بن الصلت أبو عبد الرحمن السائب بن لبابة أبو عبد الملك محمد بن عمرو بن حزم أبو عبد الملك مروان بن الحكم أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أبو عثمان عتبة بن أبي سفيان تقدموا كلهم في الأسماء أبو عثمان بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أمه بنت أبي الحيسر وهي التي تزوجها عبد الرحمن بن عوف أول ما هاجر وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع فلما تزوجها قال له أولم ولو بشاة وخبره بذلك في الصحيح فذكر الزبير بن بكار في أولاد عبد الرحمن منها أبو عثمان وكأنه مات صغيرا ولم يعقب أبو عمير بن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري صاحب القصة التي فيها يا أبا عمير ما فعل النغير وهي في الصحيحين من طريق أبي التياح عن أنس قيل اسمه حفص ومات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم من طريق ثابت عن أنس أن ابنا لأبي طلحة مات فذكر قصة موته وأنها قالت لأبي طلحة هو أسكن ما كان وباتت معه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لهما بالبركة فأتت بعبد الله بن أبي طلحة وقد مضى ذكر أبي عمير في الحاء المهملة (7/140)
<141> القسم الثالث أبو العالية الرياحي بكسر الراء بعدها تحتانية مثناة خفيفة مولاهم اسمه رفيع بفاء ثم مهملة مصغرا بن مهران أدرك الجاهلية ويقال إنه قدم في خلافة أبي بكر ودخل عليه فذكر البخاري في تاريخه من طريق مسلم بن قتيبة عن أبي خلدة قال سألت أبا العالية هل رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قال أسلمت في عامين من بعد موته وأخرج الحاكم من طريق علي بن نصر الجهني عن أبي خلدة قال سألت أبا العالية أدركت النبي صلى الله عليه وسلم قال لا جئت بعده بسنتين أو ثلاثة ورأيت في كتاب أوهام أبي نعيم في كتابه في الصحابة للحافظ عبد الغني المقدسي أن أبا نعيم ذكر أبا العالية الرياحي في الصحابة وخلط في ترجمته شيئا من ترجمة أبي العالية البراء وقد أرسل أبو العالية عن كثير من الصحابة منهم بن مسعود وأبو ذر وحذيفة وعلي وروى عن أبي موسى وأبي أيوب وثوبان ورافع بن خديج وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم روى عنه خالد الحذاء وداود بن أبي هند وابن سيرين والربيع بن أنس وبكر بن عبد الله المزني وقتادة وثابت وحميد بن هلال ومنصور بن زاذان وآخرون ويقال إنه دخل على أبي بكر وصلى خلف عمر قال بن أبي داود ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية وبعده سعيد بن جبير وقال النضر بن شميل عن شعبة عن عاصم قلت لأبي العالية من أكبر من رأيت قال أبو أيوب وقال العجلي تابعي ثقة من كبار التابعين قال أبو خلدة مات سنة تسعين وقيل سنة ثلاث وتسعين وقال المدائني سنة ست وتسعين وقال أبو عمر الضرير مات سنة ثمان وتسعين وبه جزم بن حبان أبو عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بفتح الغين وسكون التحتانية المثناة الأصبحي ذكره الذهبي في التجريد وقال لم أر من ذكره في الصحابة وقد كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لابنه مالك رواية عن عثمان وغيره أبو عائشة مسروق بن الأجدع الهمداني الفقيه الكوفي تقدم في الأسماء أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عسيلة تقدم في الأسماء أبو عبد الله الجدلي اسمه عبد بن عبد ذكره بن الكلبي أبو عبد الله قيس بن أبي حازم الأحمسي أبو عبد الله بن ميمون الأزدي تقدما في الأسماء أبو عبد الله الأشعري غزا في عهد أبي بكر وعمر وروى عن خالد بن الوليد وأمراء الأجناد ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وعن شرحبيل بن حسنة وأبي الدرداء روى عنه أبو صالح الأشعري وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر وزيد بن واقد ويزيد بن أبي مريم وذكره بن سميع في الطبقة الأولى وقال أبو زرعة الدمشقي لا أعرف اسمه ولم أجد أحدا سماه وذكره بن حبان في ثقات التابعين أبو عبد الله القيسي له إدراك وغزا في خلافة عمر مع عتبة بن غزوان اصطخر ففتحوها (7/141)
<142> ثم نفلوا فكتب عمر إلى عتبة أن يجعله في سبعين من العطاء وعياله في عشرة ذكره هشام بن عمار في فوائده رواية محمد بن خريم عن الهيثم بن عمران بهذا وهو جده الأعلى أبو عبد الرحمن حجر بن الأدبر تقدم في الأسماء أبو عبد الرحمن غير منسوب سمع أبو بكر قوله روى عنه عمرو بن دينار ذكره البخاري في الكنى وتبعه أبو أحمد الحاكم ولا يعرف اسمه أبو عثمان الأصبحي اعتمر في الجاهلية وروى عنه أبو قبيل المعافري ذكره بن منده وابن يونس أبو عثمان الصنعاني اسمه شراحيل بن مرثد قاتل أهل الردة في زمن أبي بكر تقدم أبو عثمان النهدي عبد الرحمن بن معقل تقدم في الأسماء أبو عذبة له إدراك ونزل حمص في خلافة عمر فأخرج يعقوب بن سفيان عن أبي اليمان عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن أبي عذبة الحمصي قال قدمت على عمر رابع أربعة من الشام ونحن حجاج فبينا نحن عنده فذكر قصة لأهل العراق فقال عمر اللهم عجل لهم الغلام الثقفي لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم وذكره بن سعد في تابعي أهل الشام بهذا الخبر أبو عذرة بضم أوله وسكون المعجمة ذكره بن أبي خيثمة في الصحابة وتبعه مسلم في الكنى وعد في الأوهام نعم له إدراك ولا صحبة له قاله البخاري والدولابي والحاكم أبو أحمد روى عن عائشة أخرج حديثه أبو داود والترمذي وابن ماجة من رواية عبد الله بن شداد الواسطي الأعرج عن أبي عذرة وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة فذكر حديثا في دخول الحمام قال أبو زرعة لا أعرف أحدا سماه وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال يقال له صحبة أبو العريان الهيثم بن الأسود النخعي تقدم في الأسماء أبو عطية الوادعي غزا في عهد عمر ثم كان من أصحاب بن مسعود واختلف في اسمه فقيل مالك بن عامر أو بن أبي عامر وقيل مالك بن حمزة أو بن أبي حمزة وقيل عمرو بن جندب أو بن أبي جندب وقيل هما اثنان وجاء عنه أنه قال جاءنا كتاب عمر بن الخطاب وروى عن بن مسعود وأبي موسى وغيرهما روى عنه أبو إسحاق السبيعي وعمارة بن عمير ومحمد بن سيرين وخيثمة بن عبد الرحمن والأعمش وآخرون وشهد مع على مشاهده وقال أبو داود في رواية أخرى مات في خلافة عبد الملك وقد خلط أبو عمر بترجمة أبي عطية الذي روى عنه خالد بن معدان والصواب التفرقة بينهما أبو عكرمة صعصعة بن صوحان العبدي تقدم في الأسماء أبو العلاء قبيصة بن جابر الأسدي تقدم أبو عمرو الأسود بن يزيد النخعي وعبد الله بن قيس السلماني وسعد بن إياس الشيباني تقدموا في الإسماء أبو عمرو الحميري ثم السيباني بالمهملة ثم الموحدة والد أبي زرعة ذكره يحيى بن عمرو (7/142)
<143> الفلسطيني يقال اسمه زرعة ذكره بن جوصا عن بن سميع في الطبقة الأولى بعد الصحابة ممن أدرك الجاهلية وسمع من عمر وأبي الدرداء وعقبة بن عامر روى عنه ابنه وعمرو بن عبد الملك الفلسطيني وقال أبو زرعة في الطبقة الأولى من التابعين أبو عمرو واسمه زرعة سمع عمر ونزل الرملة وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر أبو عميلة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ونقلت عنه قصة في فتح خيبر ذكرها الواقدي في المغازي من طريق عيسى بن عميلة عن أبيه عن جده قال إني بوادي بني جمح ما شعرت إلا ببنى سعد يحملون الظعن هرابا فلقيت رأسهم وبر بن عليم فسألته فقال دهمتنا جموع محمد بما لا طاقة لنا به قبل أن نأخذ الأهبة وقد أوقع بقريظة وهو سائر إلى هؤلاء بخيبر قلت فرواية ولده عميلة عنه في الإسلام تدل على أنه أسلم لكن لم أر من صرح بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أسلم أبو العنبس حجر بن العنبس الكوفي تقدم في الأسماء أبو العيال بن أبي عتبة الهذلي من بني ضباعة بن سعد بن هذيل وهو أخو عبد بن وجزة الهذلي لأمه ذكره بن عساكر فقال مخضرم أدرك الجاهلية وأسلم وغزا في خلافة عمر فدخل مصر ثم عمر إلى خلافة معاوية وغزا مع يزيد بن معاوية الروم وكتب إلى معاوية قصيدة قالها في تلك الواقعة منها أبلغ معاوية بن صخر أنه يهوي إليه الفرند الأعجل أنى لقينا بعدكم في غزونا من جانب الأبراج بوما ينسل أمرا تضيق به الصدور ودونه مهج النفوس وليس عنه معدل وحكى في ضبط والده خلافا هل بعد النون موحدة أو مثناة القسم الرابع أبو عامر الأنصاري روى عنه فرات البهراني أنه سأل عن أهل النار وأورده بن منده مختصرا وهو وهم وإنما هو أبو عامر الأشعري وقد تقدم الحديث في ترجمة فرات من القسم الثالث أبو عامر الثقفي روى عنه محمد بن قيس ذكره بن منده وأخرج من طريق الوليد بن مسلم عن أبي جابر عن محمد بن قيس عمن حدثه حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول الخضرة في النوم الجنة والسفينة نجاة والمرأة خير والحمل حزن واللبن الفطرة وأكره الغل والقيد ثبات في الدين قال بن منده كذا رواه دحيم عن الوليد وقال غيره عن رجل يكنى أبا عامر انتهى وقد تقدم في ترجمة أبي عامر الثقفي في القسم الأول كذلك لكن ذلك حديث آخر وقد استدركه أبو موسى على بن منده والحق أن أبا عامر الثقفي واحد وحديث الخضرة في المنام إنما هو عن رجل منهم أبو عامر الأنصاري والد حنظلة غسيل الملائكة ذكره أبو موسى متعلقا بما ذكر الدارقطني في المؤتلف بإسناد كوفي ضعيف إلى الأجلح عن الشعبي عن بن عباس قال بعثت الأوس أبا قيس بن الأسلت وأبا عامر والد غسيل الملائكة وبعثت الخزرج أسعد بن زرارة ومعاذ بن عفراء فدخلوا المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا أول من لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من (7/143)
<144> الأنصار وهذه رواية شاذة في أن أبا عامر كان مع الذين قدموا من الأنصاري في القدمة الأولى وعلى تقدير أن يكون الراوي حفظ منهم فليس في حكايته ما يدل على أنه أسلم ولم يعده أحد فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم وعلى تقدير أن يوجد ذلك فكأنه ارتد فإن مباينته للمسلمين ومظاهرته للمشركين عليهم وحضوره معهم بعض الحروب حتى أراد ابنه حنظلة أن يثور إليه ثم قيامه في كيده الإسلام مشهور في السير والمغازي وهو الذي بني أهل النفاق مسجدا الضرار لأجله فنزلت فيه وإرصادا لمن حارب الله ورسوله أبو عائشة غير منسوب ذكره أبو نعيم في الصحابة وتبعه أبو موسى في الذيل وأخرجا من طريق الحسن بن سفيان قال حدثنا إسحاق بن بهلول بن حسان حدثنا أبو داود الحفري حدثنا بدر بن عثمان عن عبد الله بن مروان قال حدثني أبو عائشة وكان رجل صدق قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال رأيت قبل الغداة كأنما أعطيت المقاليد والموازين الحديث وفيه فوضعت في إحدى الكفتين ووضعت أمتي في الأخرى فوزنت بهم فرجحتهم وهكذا أخرجه يعقوب بن شيبة في مسنده للعلل عن إسحاق بن بهلول سواء أورده عنه بن فتحون في كتابه أوهام بن عبد البر ولم ينقل كلام يعقوب ولا الموضع الذي أخرجه فيه والأخلق أن يكون في مسند بن عمر وهذا وقع فيه وهم صعب فإنه سقط منه الصحابي فصار ظاهره أن الصحبة لأبي عائشة وليس كذلك فقد ذكره البخاري في الكنى المفردة فقال قال أبو داود الحفري بهذا السند سواء وبعد قوله رجل صدق عن بن عمر قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بعينه وتبعه أبو أحمد الحاكم في الكنى فقال أبو عائشة وكان رجل صدق روى عنه عبد الله بن عمر روى عنه عبد الله بن مروان وكذا قال بن حبان في ثقات التابعين في آخره أبو عائشة روى عن بن عمر روى عنه عبد الله بن مروان وقد مشى هذا الوهم على بن الأثير وعلى الذهبي وعلى من تبعهما أبو عائشة آخر ذكره البغوي وابن أبي عاصم في الوحدان وجوز أبو موسى أن يكون الذي قبله وتبع في ذلك أبا نعيم فإنه أورد حديثه في ترجمة الذي قبله وهو غيره وأخرج حديثه من طريق يحيى بن سعد عن خالد بن معدان عنه أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا حدثنا عن تفسير أبواب من التوراة لا يعلمها إلا نبي قال وما هن فذكر الحديث وزاد البغوي فسألوه عن ملك الموت فقال هو بن آدم الذي قتل أخاه وقد غاير بينهما أبو أحمد الحاكم فقال في هذا أبو عائشة مولى سعيد بن العاص روى عن أبي موسى الأشعري وحذيفة روى عنه مكحول وخالد بن معدان وهو تابعي قلت وروايته عن حذيفة وأبي موسى في سنن أبي داود في تكبيرات العيد أبو عبد الله الخطمي له حديث غريب كذا في التجريد وهذا هو أبو عبد الله السعدي الذي ذكره بعده سواء فقال روى حديثه مليح بن عبد الله الخ كرره وهما والذي في أصله أبو عبد الله الخطمي حجازي من الأنصار روى حديثه بن فديك عن عمر بن محمد عن مليح بن عبد الله الخ ولم يزد على ذلك فأصاب ولما كان الذهبي رآه في موضع السعدي بدل الخطمي ظنه آخر أبو عبد الله غير منسوب صحب النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى (7/144)
<145> الله عليه وسلم في فضل المشي في سبيل الله وعنه أبو مصبح المقرائي وقد تقدم في ترجمة مالك بن عبد الله الخثعمي أنه جابر بن عبد الله الأنصاري ولم ينبه بن الأثير على ذلك ولا الذهبي أبو عبد الرحمن الأشعري وقيل الأشجعي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الإيمان أخرجه بن منده وأبو نعيم وقال بن منده الصواب عن أبي مالك الأشعري كذا اختصره بن الأثير وقوله وقيل الأشجعي ليس عند بن منده ولا أبي نعيم وإنما ذكر بن منده أن يحيى بن ميمون روى عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن أبي عبد الرحمن الأشعري فذكر الحديث قال ورواه أبان العطار عن يحيى فقال عن أبي مالك وهو الصواب وتبعه أبو نعيم قلت ورواية أبان التي صوبها بن منده أخرجها مسلم أبو عبد الرحمن الصنابحي ذكره البغوي في الصحابة وقال سكن المدينة ثم ساق له من طريق الصلت بن بهرام عن الحارث بن وهب عن أبي عبد الرحمن الصنابحي رفعه لا تزال أمتي في مسكة ما لم يعملوا بثلاث ما لم يؤخروا المغرب مضاهاة لليهود الحديث وهذا هو الصنابح بن الأعسر إن ثبت أنه يكنى أبا عبد الرحمن وإلا فهو وهم وقد قال بن الأثير عبد الرحمن الصنابحي روى عنه الحارث بن وهب ويقال إنه الذي روى عنه عطاء بن يسار في النهي عن تأخير صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم وأبو عبد الله الصنابحي آخر لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال والذي روى عنه الحارث بن وهب هو الصنابح بن الأعسر والحديث المذكور في صلاة المغرب حديثه وأما قوله إن أبا عبد الله الصنابحي آخر لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم فليس كما قال لما بينته في ترجمة عبد الله الصنابحي في العبادلة وهو عبد الله اسم لا كنية والذي يتحصل من كلام أهل العلم بغير وهم أن الصنابحة ثلاثة عبد الله الذي روى عنه عطاء بن يسار وهو مختلف في صحبته ومن قال إنه أبو عبد الله فقد وهم ولعله الذي يكنى عبد الرحمن والصنابح اسم لا نسب بن الأعسر وهو صحابي بلا خلاف ومن قال فيه الصنابحي فقد وهم وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي يكنى أبا عبد الله وهو مخضرم ليست له صحبة بل قدم المدينة عقب موت النبي صلى الله عليه وسلم فصلى خلف أبي بكر الصديق ومن سماه عبد الله فقد وهم أبو عبيد ذكره البغوي في الصحابة وقال لا أدري له صحبة أم لا ثم أخرج من طريق بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي عبيد رفعه إن قلب بن آدم مثل العصفور يتقلب في اليوم سبع مرات انتهى والصواب في هذا السند أبو عبيدة بزيادة هاء وهو بن الجراح كذا أخرجه بن أبي الدنيا والحاكم والبيهقي في الشعب من هذا الوجه وهو منقطع السند لأن خالد بن معدان لم يلحق أبا عبيدة بن الجراح أبو عثمان بن سنة بفتح المهملة وتشديد النون الخزاعي الكعبي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة وقال بن أبي عاصم في كتاب الجهاد بعد أن أخرج من طريقة حديثا في قصة الطائف أرسله يحسب كثير من الناس الخ أن أبا عثمان بن سنة له صحبة وليس كذلك وهو جليل من التابعين انتهى وأورده بن منده من طريق الربيع بن سليمان عن بن وهب عن يونس عن الزهري عنه في ليلة (7/145)
<146> الجن وقد رواه حرملة عن بن وهب فزاد بعد أبي عثمان عن بن مسعود أخرجه أبو نعيم وصوبه قال وكذلك رواه الليث عن يونس قلت وكذا هو عند النسائي عن أبي الطاهر بن الحسن عن بن وهب وروى أبو عثمان أيضا عن علي وابن مسعود وغيرهما روى عنه الزهري وقال أبو زرعة لا أعرف اسمه وقال يونس عن الزهري حدثني أبو عثمان بن سنة وكان من أهل دمشق فلحق بعلي فيمن خرج إليه من أهل الشام وكان يحضر مجلسه وحديثه وقع في نسخة حرملة بن يحيى عن بن وهب وعن براء بن المقري في حديث بن مسعود عثمان بن سنة الخزاعي وكان من أهل الشام وقال بن المقري كان في الأصل عثمان فأصلح أبا عثمان وهو الصواب أبو العشراء الدارمي ذكره بن الأثير قال وذكره بعضهم في الصحابة ولا يصح والصحبة لأبيه قلت حديثه في السنن من طريق حماد بن سلمة عن أبي العشراء بن أبيه واختلف في اسمه واسم أبيه وسأوضحه في المبهمات ولم يسم بن الأثير من ذكره في الصحابة وهو بن شاهين ذكره في مالك بن قهطم ولم يقف له على رواية إلا عن أبيه وقد أفرد تمام الرازي حديثه بالتصنيف وجميع ما ذكره غرائب أكثرها مختلف إلا الحديث الذي في السنن وآخر في المسند أبو عصيمة الأنصاري ذكره أبو معشر فيمن شهد بدرا وتعقبه أبو عمر فقال هذا تصحيف وإنما هو أبو حميضة كما تقدم في الحاء إما بالمهملة والضاد المعجمة مع التصغير وإما بالمعجمة والصاد المهملة بلا تصغير أبو عقيل بن عبد الله بن ثعلبة بن بيحان البلوي من حلفاء الأوس شهد بدرا ذكره المستغفري كذا ذكره الذهبي وكان ذكره قبل ذلك أبو عقيل البلوي اسمه عبد الرحمن بن عبد الله حليف بني جحجبي شهد بدرا فوهم في جعله اثنين فإن بني جحجبي من الأوس ولم يذكر بن الأثير غير واحد فقال أبو عقيل واسمه عبد الرحمن بن عبد الله البلوي ثم الأوسي حليف بني جحجبي بن ثعلبة بن عمرو بن عوف قلت وعمرو بن عوف هو بن مالك بن الأوس أبو العلاء العامري ذكره الباوردي في الصحابة وأورد من طريق الأسود بن شيبان عن أبي بكر بن سماعه عن أبي العلاء قال وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني عامر فقالوا يا رسول الله أنت سيدنا وذو الطول علينا فقال مه مه قولوا بقولكم ولا يستجرئنكم الشيطان فإنما السيد الله قال بن منده كذا رواه الأسود وخالفه غيره وقال أبو نعيم الصواب عن أبي العلاء عن أبيه وأبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير وأبوه هو الصحابي وهو الوافد وقد رواه قتادة عن غيلان بن جرير عن أبي العلاء عن أبيه ورواه أبو نضرة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه والحديث حديثه قلت وكذا أخرجه أبو داود من رواية أبي سلمة شعيب بن مهدي عن أبي نضرة عن مطرف قال قال أبي انطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبو عليط الجمحي بمهملتين والصواب أبو غليظ بمعجمتين يأتي ذكره في المعجمة أبو عمرو بن حماس بكسر المهملة والتخفيف وآخره مهملة تابعي معروف أرسل حديثا (7/146)
<147> فذكره بن منده في الصحابة وقال عداده في أهل الحجاز وله ذكر في الصحابة وأخرج من طريق بن أبي ذئب عن الحارث بن الحكم عن أبي عمرو بن حماس عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس للنساء سواء الطريق وقد تقدم ذكر حماس فيمن ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وله قصة مع عمر قال خليفة مات أبو عمرو بن حماس سنة تسع وثلاثين ومائة وقال الواقدي لم أسمع له باسم أبو عيسى الأنصاري الحارثي مدني شهد بدرا ذكره أبو عمر تبعا لأبي أحمد الحاكم وأبو أحمد نقل عن البخاري أنه قال قال بن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة أن عثمان عاد أبا عيسى وكان بدريا ومات في خلافة عثمان انتهى وهذا خطأ نشأ عن تصحيف والذي في كتاب البخاري أبو عبس بفتح العين وسكون الموحدة بعدها سين وهو بن جبر وقد تقدمت ترجمته في القسم الأول وهو معروف في البدريين وقد ذكر أبو عمر في ترجمته أنه مات سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان وصلى عليه عثمان حرف الغين المعجمة القسم الأول أبو الغادية الجهني اسمه يسار بتحتانية ومهملة خفيفة بن سبع بفتح المهملة وضم الموحدة قال خليفة سكن الشام وروى أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن دماءكم وأموالكم حرام وقال الدوري عن بن معين أبو الغادية الجهني قاتل عمار له صحبة وفرق بينه وبين أبي الغادية المزني فقال في المزني روى عنه عبد الملك بن عمير وقال البغوي أبو غادية الجهني يقال اسمه يسار سكن الشام وقال البخاري الجهني له صحبة وزاد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وتبعه أبو حاتم وقال روى عنه كلثوم بن جبر وقال بن سميع يقال له صحبة وحدث عن عثمان وقال الحاكم أبو أحمد كما قال البخاري وزاد وهو قاتل عمار بن ياسر وقال مسلم في الكنى أبو الغادية يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة وقال البخاري وأبو زرعة الدمشقي جميعا عن دحيم اسم أبي الغادية الجهني يسار بن سبع ونسبوه كلهم جهنيا وكذا الدارقطني والعسكري وابن ماكولا وقال يعقوب بن شيبة في مسند عمار حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا ربيعة بن كلثوم بن جبر حدثنا أبي قال كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر فقال الآذن هذا أبو الغادية الجهني فقال أدخلوه فدخل رجل عليه مقطعات فإذا رجل ضرب من الرجال كأنه ليس من رجال هذه الأمة فلما أن قعد قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بيمينك قال نعم قال وخطبنا يوم العقبة فقال يا أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام الحديث وقال في خبره وكنا نعد عمار بن ياسر فينا حنانا فوالله إني لفي مسجد قباء إذ هو يقول إن معقلا فعل كذا يعني عثمان (7/147)
<148> قال فوالله لو وجدت عليه أعوانا وطئته حتى أقتله فلما أن كان يوم صفين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلا حتى إذا كان بين الصفين طعن الرجل في ركبته بالرمح وعثر فانكفأ المغفر عنه فضربه فإذا رأسه قال فكانوا يتعجبون منه أنه سمع إن دماءكم وأموالكم حرام ثم يقتل عمارا وأخرجه أحمد وابن سعد عن عفان زاد أحمد عن عبد الصمد بن عبد الوارث كلاهما عن ربيعة وفي رواية عفان سمعت عمارا يقع في عثمان بالمدينة فتوعدته بالقتل فقلت لئن أمكنني الله منك لأفعلن فلما كان يوم صفين جعل يحمل على الناس فقيل هذا عمار فطعنته في ركبته فوقع فقتلته فأخبر عمرو بن العاص فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قاتل عمار وسالبه في النار فقيل لعمرو فكيف تقاتله فقال إنما قال قاتله وسالبه وأخرج بن أبي الدنيا عن محمد بن أبي معشر عن أبيه قال بينما الحجاج جالس إذ أقبل رجل يقارب الخطا فلما رآه الحجاج قال مرحبا بأبي غادية وأجلسه على سريره وقال أنت قتلت بن سمية قال نعم قال كيف صنعت قال فعلت كذا وكذا حتى قتلته فقال الحجاج يا أهل الشام من سره أن ينظر إلى رجل طويل الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا ثم ساره أبو الغادية فسأله شيئا فأبى عليه فقال أبو الغادية نوطيء لهم الدنيا ثم يسألهم منها فلا يعطوننا ويزعم أني طويل الباع يوم القيامة أجل والله إن من ضرسه مثل أحد وفخذه مثل ورقان ومجلسه ما بين المدينة والربذة لعظيم الباع يوم القيامة قلت وهذا منقطع وأبو معشر فيه تشيع مع ضعفه وفي هذه الزيادة تشنيع صعب والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين وللمجتهد المخطيء أجر وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس فثبوته للصحابة بالطريق الأولى أبو الغادية المزني فرق غير واحد بينه وبين الجهني وخالفهم بن سعد فقال فيمن نزل البصرة من الصحابة أبو الغادية المزني قاتل عمار وقال مسلم في الكنى أبو الغادية المزني يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة وقال النسائي مثله إلا قوله وله صحبة وقال بن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات أبو الغادية المزني يسار بن سبع يروي المراسيل قلت وتسميته بذلك غلط إنما هو اسمه الجهني وأخرج تمام في فوائده من طريق مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية حدثني أبي عن أبيه عن جده سعد عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة من الصحابة فمرت به جنازة فسأل عنها فقالوا من مزينة فما جلس مليا حتى مرت به الثانية فقال ممن قالوا من مزينة فما جلس مليا حتى مرت به الثالثة فقال ممن قالوا من مزينة فقال سيري مزينة لا يدرك الدجال منك أحد الحديث قال بن عساكر بعد تخريجه غريب لم أكتبه إلا من هذا الوجه والراجح أن المزني غير الجهني لكن من قال إن المزني هو قاتل عمار فقد وهم أبو الغادية غير مسمى ولا منسوب ذكره بن السكن وقال بن عبد البر في ترجمة أم الغادية جاء ذكره من وجه مجهول ولم يترجمه أبو عمر في الكنى فاستدركه بن فتحون قلت والحديث المشار إليه أخرجه أبو نعيم أيضا من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن العاص بن عمرو الطفاوي قال خرج أبو الغادية وحبيب بن الحارث وأم الغادية مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا فقالت المرأة يا رسول الله أوصني قال إياك وما يسوء الأذن وسيأتي له طريق أخرى في كنى النساء وأورد أبو موسى هذا الحديث في ترجمة المزني وأورد أبو موسى أيضا في ترجمة المزني حديث سيكون (7/148)
<149> بعدي فتن شداد خير الناس فيها مسلموا أهل البوادي الذين لا يتندون من دماء الناس وأموالهم شيئا وهذا أورده الطبراني في مسند يسار بن سبع وجزم بن الأثير بأن هذا الحديث للجهني لأنه في معنى الحديث الذي أوردناه من طريق كلثوم بن جبر عنه وفي الجزم بذلك نظر أبو غاضرة الفقيمي اسمه عروة تقدم في الأسماء أبو غزوان له ذكر في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أخرجه الطبراني من طريق بن وهب حدثني حي بن عبد الرحمن عن أبي عبد الرحمن الحلبي عن عبد الله بن عمرو قال جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم سبعة رجال فأخذ كل رجل من أصحابه رجلا وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسمك قال أبو غزوان قال فحلب له سبع شياه فشرب لبنها كله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل لك يا أبا غزوان أن تسلم قال نعم فأسلم فمسح النبي صلى الله عليه وسلم صدره فلما أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها فقال مالك يا أبا غزوان قال والذي بعثك بالحق لقد رويت قال إنك امرؤ لك سبع أمعاء وليس لك اليوم إلا معي واحد أبو غزوان آخر ذكر بن سعد أنه سمع بعضهم يكنى عتبة بن غزوان أبا غزوان والمعروف أن كنيته أبو عبد الله أبو غزية الأنصاري روى عن رسول صلى الله عليه وسلم في النهي عن الجمع بين اسمه وكنيته من رواية يزيد بن ربيعة عن غزية بن أبي غزية الأنصاري عن أبيه ذكره أبو عمر مختصرا وساق بن منده الحديث من طريق أبي حاتم الرازي عن أبي توبة عن ربيعة وله حديث آخر أورده مطين من طريق جابر الجعفي عن يزيد بن مرة عن أبي غزية الأنصاري قال كان رجل يقرأ فجاءت مثل الظلة فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أما إنك لو ثبت لرأيت منها عجبا أخرجه أبو نعيم ويحتمل أن يكون غير الذي قبله أبو غسيل الأعمى ويقال له أبو بصير ذكر الثعلبي في التفسير من طريق حميد الطويل قال أبصر النبي صلى الله عليه وسلم أعمى يتوضأ فقال له بطن القدم فجعل يغسل تحت قدمه حتى سمي أبا غسيل وأخرج الخطيب في التاريخ من طريق أبي معاوية عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن محمود بن محمد بن سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل مصاب البصر يتوضأ فقال باطن رجلك باطن رجلك يا أبا بصير فسمي أبا بصير وذكر أبو موسى في الذيل أن بن منده ذكره في تاريخه محمد بن محمود بن محمد بن سلمة وأخرج أبو موسى من طريقين عن يحيى بن سعيد قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمى يتوضأ فقال اغسل باطن قدميك فجعل يغسل باطن قدميه ولم يذكر بقية الحديث أبو غطيف تقدم في عطيف في الأسماء واختلف فيه أبو غليظ بمعجمة بن أمية بن خلف الجمحي وقيل هو بن مسعود بن أمية بن خلف واختلف في اسم أبي غليظ فقيل عنبسة وقيل نشيط وهو الجد الأعلى لعبد الله بن معاوية الجمحي شيخ (7/149)
<150> الترمذي وأخرج الخطيب في ترجمة إسماعيل بن إسحاق الرقي من تاريخه عن أبي العباس بن نجيح وهو عندي في فوائد بن نجيح بعلو قال حدثنا إسماعيل حدثنا عبد الله بن معاوية سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جده عن أبي غليظ بن أمية بن خلف قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى يدي صرد فقال إن هذا أول طير صام يوم عاشوراء قال إسماعيل وكان عبد الله بن معاوية من ولد أبي غليظ ذكره بالمعجمتين في هذه الرواية وأخرجه من وجه آخر عن إسماعيل بن إسحاق فقال أبو عليط بمهملتين ثم أخرجه من وجه ثالث عن عبد الله بن معاوية قال سمعت أبي أنه سمع أباه يحدث عن جده عن أبي أمية عنبسة بن أمية بن خلف والأول هو المعتمد وقد أخرجه بن قانع فقال في كتابه عن عبد بن معاوية فذكر كالأول لكنه أورده في ترجمة سلمة بن أمية بن خلف ظنا منه أنها كنيته وليس كما ظن البغوي أبو غنيم اسمه قيس تقدم أبو الغوث بن الحصين الخثعمي رجل من الفرع بضم الفاء والراء بعدها مهملة مكان معروف بنواحي المدينة ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا وأخرج بن ماجة من حديثه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحج عن الميت روى عنه عطاء الخراساني ولم يسمع منه قال وكان ينزل العرج وهو من نواحي الفرع القسم الثاني خال وكذا القسم الثالث القسم الرابع أبو غليظ يروي عنه حديث فيه من يجهل ولفظه عجيب واسمه سلمة بن الحارث كذا في التجريد وليس هو عند بن الأثير ولا ذكره في الأسماء والله المستعان حرف الفاء القسم الأول أبو فاطمة الأزدي وقيل الدوسي ويقال الليثي ذكره بن يونس في تاريخ مصر فقال الدوسي صحابي شهد فتح مصر وذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لا يعرف اسمه وقال ذكره أبو زرعة (7/150)
<151> والبغوي وابن سميع فيمن نزل الشام من الصحابة وذكره بن الربيع الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة وقال بن البرقي كان بمصر وله ثلاثة أحاديث وقال مسلم في الكنى وتبعه أبو أحمد له صحبة وقال الفضل الغلابي قبره بالشام إلى جانب قبر فضالة بن عبيد وفرق الحاكم أبو أحمد بين أبي فاطمة الليثي فقال مصري وبين أبي فاطمة الأزدي فقال يقال شامي والله أعلم وقال المزي في التهذيب اختلف في اسمه فقيل أنيس وقيل عبد الله بن أنيس روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه كثير بن قليب وكثير بن مرة وأبو عبد الرحمن الحبلي وأرسل عنه مسلم بن عبد الله الجهني وحديثه عن دوس بسند حسن وأخرج بن المبارك في الزهد من طريق الحارث بن يزيد عن كثير الأعرج قال كنا بذي الصواري ومعنا أبو فاطمة الأزدي وكان قد اسودت جبهته وركبتاه من كثرة السجود أبو فاطمة الأنصاري ذكره بن شاهين في الصحابة وأورد له من وجه ضعيف عن أبان بن أبي عياش أحد المتروكين عن أنس أن أبا فاطمة الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليك بالصوم فإنه لا مثل له وهذا يحتمل أن يكون الأزدي لأن الأنصاري من الأزد وذكر الصوم أيضا وقع في بعض طرق حديث الأزدي لكن مخرج الحديث مختلف أبو فاطمة الليثي أفرده الحاكم أبو أحمد عن الدوسي ونقل ذلك عن البخاري واستدركه الذهبي وقد قالوا في ترجمته الدوسي ويقال الليثي فهو محتمل أبو فاطمة الضمري قال البخاري قال بن أبي أويس حدثني أخي عن حماد أبي حميد عن مسلم بن عقيل مولى الزرقيين دخلت على عبيد الله بن أبي إياس بن فاطمة الضمري فقال يا أبا عقيل حدثني أبي عن جدي قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيكم يحب أن يصح فلا يسقم الحديث وفيه إن الله ليبتلي المؤمن وما يبتليه إلا لكرامته عليه أو لأن له منزلة عنده ما يبلغه تلك المنزلة إلا ببلائه له وأورده في ترجمة أبي عقيل المذكور ولم يزد على ذلك ووقع لي بعلو في المعرفة لابن مندة من طريق أبي عامر العقدي عن محمد بن أبي حميد وهو حماد عن مسلم عن عبد الله بن أبي إياس عن أبيه عن جده قال بن مندة رواه رشدين بن سعد عن زهرة بن معبد عن عبد الله قلت لكن سمى أباه أنسا بدل إياس كذا قال وقد ساقه الحاكم أبو أحمد من طريق رشدين فقال إياس فلعل الوهم من النسخة أبو فراس الأسلمي ربيعة بن كعب من خدام النبي صلى الله عليه وسلم تقدم في الأسماء أبو فراس الأسلمي آخر لا يعرف اسمه فرقهما البخاري وتبعه الحاكم أبو أحمد فذكر البخاري عن أبي عبد الصمد العمي عن أبي عمران الجوني عن أبي فراس رجل من أسلم قال قال رجل يا رسول الله ما الإسلام الحديث قال أبو عمر تبعا للحاكم الأقوى أنهما اثنان لأن أبا فراس عداده في أهل البصرة روى عنه أبو عمران الجوني وربيعة بن كعب عداده في أهل المدينة نزل على زيد بن الدثنة إلى أن مات بعد الحرة زاد الحاكم أبو أحمد وحديث كل منهما على حدة ورواية هذا غير رواية هذا وقوى غيره ذلك بأنه اشتهر أن ربيعة بن كعب ما روى عنه إلا أبو سلمة عبد الرحمن لكن رأيت في مستدرك الحاكم من طريق مبارك بن فضالة عن أبي عمران الجوني حدثني ربيعة بن كعب (7/151)
<152> الأسلمي قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فهذا هو حديث ربيعة الذي أخرجوه له وإن كان مبارك بن فضالة حفظه فهو الأول تأخر حتى لقيه أبو عمران الجوني فسماه تارة وكناه أخرى وأخلق به أن يكون وهما نعم وجدت لأبي فراس الأسلمي ذكرا في حديث آخر بسند أخرجه البغوي فقال أبو فراس الأسلمي سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ثم أخرج من طريق بن لهيعة عن محمد بن عبد الله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي فراس الأسلمي قال كان فتى منا يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخف له في حوائجه فخلا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال سلني أعطك فقال ادع الله أن يجعلني معك يوم القيامة قال فأعني بكثرة السجود وهذا يشبه حديث ربيعة بن كعب فكأنه الفتى المذكور في هذه الرواية وبها يظهر أن أبا فراس غير ربيعة بن كعب أبو فروة مولى الحارث بن هشام يأتي في القاف قالوا فيه أبو قرة أبو فروة الأشجعي هو نوفل والد فروة تقدم في الأسماء وقع في الكنى في مسند الحارث أبو فريعة السلمي قال أبو عمر له صحبة وشهد حنينا ولا أعلم له رواية انتهى وقد ساق بن مندة من طريق أحفاده بسند إليه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افترق الناس عنه يوم حنين وصبرت معه بنو سليم لا ينسى الله لكم هذا اليوم يا بني سليم قال واسم أبي فريعة كنيته أبو فسيلة بكسر المهملة وزن عظيمة هو واثلة بن الأسقع تقدم أخرج حديثه البغوي وابن ماجة من طريق عباد بن كثير الفلسطيني عن امرأة منهم يقال لها فسيلة سمعت أبي يقول سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أمن العصبية أن يحب الرجل قومه قال لا ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم وأخرجه أبو داود من طريق سلمة بنت بسر عن بنت واثلة بن الأسقع عن أبيها قالت يا رسول الله ما العصبية قال أن تعين قومك على الظلم فجزم بن عساكر ومن تبعه بأن فسيلة هي بنت واثلة المبهمة في هذه الرواية أبو فضالة الأنصاري ذكره أحمد والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما وابن أبي خيثمة والبغوي في الصحابة وأسد بن موسى في فضائل الصحابة وذكره البخاري في الكنى مختصرا قال حدثنا موسى حدثنا محمد بن راشد حدثنا بن عقيل عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري وقتل أبو فضالة بصفين مع علي وكان من أهل بدر وأخرجه بن أبي خيثمة عن عارم عن بن راشد فقال عنه عن فضالة أن عليا قال أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم أني لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه من هذه قال فضالة فصحبه أبي إلى صفين وقتل معه وكان أبو فضالة من أهل بدر وساقه أحمد مطولا زاد فيه قصة لأبي فضالة مع علي حضرها فضالة وكذلك أخرجه البغوي عن شيبان بن فروخ عن محمد بن راشد بطوله أبو الفضل العباس بن عبد المطلب الهاشمي عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو فورة حدير الأسلمي تقدما في الأسماء أبو فكيهة الجهمي مولى صفوان بن أمية وقيل مولى بني عبد الدار ويقال أصله من الأزد (7/152)
<153> أسلم قديما فربط أمية بن خلف في رجله حبلا فجره حتى ألقاه في الرمضاء وجعل يخنقه فجاء أخوه أبي بن خلف فقال زده فلم يزل على ذلك حتى ظن أنه مات فمر أبو بكر الصديق فاشتراه وأعتقه واسمه يسار وقد تقدم في التحتانية وقيل اسمه أفلح بن يسار وقال عمر بن شبة قيل كان ينسب إلى الأشعريين أبو الفيل الخزاعي ذكره مطين وابن السكن وغيرهما وأوردوا من طريق سماك بن حرب حدثني عبد الله بن جبير الخزاعي عن أبي الفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوه يعني ماعز بن مالك حين رجم قال البغوي ليس له غيره ولم يحدث به غير سماك بن حرب ووقع في رواية بن السكن لا تسبوه يعني عريب بن مالك وفي حاشية الكتاب عريب اسمه وماعز لقبه القسم الثاني لم يذكر فيه أحد من الرجال القسم الثالث أبو فالج الأنماري ذكره بن أبي حاتم فقال ليست له صحبة وذكره الحاكم أبو أحمد وقال أكل الدم في الجاهلية وأدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم وقدم حمص أول ما فتحت وصحب معاذ بن جبل ذكر ذلك كله بقية عن محمد بن زياد وقال أدرك رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورجالا ممن أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم حي وأكل الدم في الجاهلية روى عنه محمد بن زياد الألهاني ومروان بن رؤية وقال البخاري قال أبو اليمان حدثنا صفوان بن عمرو عن مروان بن رؤية عن أبي فالج قال قدمت حمص أول ما فتحت وأخرج أحمد من طريق شرحبيل بن مسلم قال رأيت اثنين أكلا الدم في الجاهلية وهما أبو عنبة الخولاني وأبو فالج الأنماري وذكره أبو زرعة في الطبقة العليا بعد الصحابة وقال صحب معاذا وذكره أبو عيسى في الحمصيين فيمن صحب أبو عبيدة ومعاذا وحضر خطبة عمر بالجابية سنة ست عشرة أبو فراس النهدي له إدراك وله قصة مع عمر عند أبي داود وذكر إسحاق بن راهويه أنه الربيع بن زياد الحارثي ورد ذلك البخاري وقال خليفة كنية الربيع بن زياد أبو عبد الرحمن ويمكن أن يكون له كنيتان أبو فرقد له إدراك وشهد فتح الأهواز سنة ثمان عشرة قال بن أبي شيبة حدثنا ريحان بن سعيد حدثنا مروان حدثني أبو فرقد قال كنا مع أبي موسى يوم فتحنا سوق الأهواز فسعى رجل من المشركين فقال له رجل من المسلمين تترس فقال أبو موسى هذا أمان فخلي سبيله القسم الرابع (7/153)
<154> أبو فاختة تابعي معروف في التابعين أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة وقال بن مندة ذكر في الصحابة ولا يثبت وأورد من طريق هشام بن محمد بن عمارة عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي فاختة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار عليا الحديث انتهى وذكره العجلي وابن حبان وغيرهما في ثقات التابعين وهو متجه واسمه سعيد بن علاقة وقد أخرج الحديث المذكور أبو داود الطيالسي عن عمرو بن ثابت عن أبيه فقال عن أبي فاختة عن علي قال زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبات عندنا الحديث أبو فاطمة الضمري ذكره بن مندة فأخرج في ترجمته حديثا لأبي فاطمة الأزدي مخرجهما واحد فكأن بعض الرواة غلط في نسبه ويحتمل أن يكون الليثي القدم في الأول لأن ليثا وضمرة من بني كنانة كما أن دوسا والأنصار من الأزد أبو الفحم بن عمرو ذكره أبو موسى عن المستغفري وأنه حكى عن أبي علي بسمرقند عن أبي الفحم بن عمرو أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم عند أحجار الزيت قلت وهو تغيير فاحش وإنما هو عن عمير مولى آبي اللحم فحرف عميرا فجعله عمرا وأخره عن موضعه وغير مولى فجعله ابنا وغير آبي وهو اسم فاعل فجعله أداة كنية وغير اللام فجعلها فاء والحديث معروف لعمير وبالله التوفيق حرف القاف القسم الأول أبو قابوس اسمه مخارق تقدم ويقال أبو مخارق أبو القاسم الأنصاري قال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع فنادى رجل يا أبا القاسم فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لم أعنك وإنما عنيت فلانا فقال سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي أخرجه البخاري ولم أعرف اسم هذا الرجل ولا نسبه أبو القاسم مولى أبي بكر الصديق شهد خيبر ويقال اسمه القاسم أخرج بن أبي خيثمة من طريق مطرف عن أبي الجهم عن أبي القاسم مولى أبي بكر الصديق قال لما فتحت خيبر أكلنا من الثوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها من فيه وأخرج مطين والبغوي والدولابي من وجه آخر عن مطرف عن أبي الجهم عن أبي القاسم مولى أبي بكر الصديق قال ضرب رجل أخاه بالسيف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى له أن يموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أردت قتله قال نعم يا رسول الله قال انطلق فعش ما شئت لفظ بن أبي خيثمة وعند الآخرين فعش ما استطعت (7/154)
<155> أبو القاسم محمد بن حاطب الجمحي وأبو القاسم محمد بن طلحة بن عبيد الله تقدما في الأسماء أبو القاسم غير مسمى ولا منسوب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه بكرة بن سوادة ذكره المستغفري واستدركه أبو موسى وذكره أبو عمر فقال لا أدري أهو مولى أبي بكر أو مولى زينب بنت جحش أو هو مولى غيرهما قلت ولم يذكر مولى زينب أبو قبيصة ذؤيب الخزاعي ذكره الحاكم أبو أحمد وأبو قبيصة هلب ذكره الدولابي وقد تقدما في الأسماء أبو قتادة بن ربعي الأنصاري المشهور أن اسمه الحارث وجزم الواقدي وابن القداح وابن الكلبي بأن اسمه النعمان وقيل اسمه عمرو وأبوه ربعي هو بن بلدمة بن خناس بضم المعجمة وتخفيف النون وآخره مهملة بن عبيد بن غنم بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي وأمه كبشة بنت مطهر بن حرام بن سواد بن غنم اختلف في شهوده بدرا فلم يذكره موسى بن عقبة ولا بن إسحاق واتفقوا على أنه شهد أحدا وما بعدها وكان يقال له فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبت ذلك في صحيح مسلم في حديث سلمة بن الأكوع الطويل الذي فيه قصة ذي قرد وغيرها وأخرج الواقدي من طريق يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قرد فنظر إلي فقال اللهم بارك في شعره وبشره وقال أفلح وجهه فقلت ووجهك يا رسول الله قال ما هذا الذي بوجهك قلت سهم رميت به قال ادن فدنوت فبصق عليه فما ضرب علي قط ولا فاح ذكره في حديث طويل وقال سلمة بن الأكوع في حديثه الطويل الذي أخرجه مسلم خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالنا سلمة بن الأكوع ووقعت هذه القصة بعلو في المعرفه لابن مندة ووقعت لنا من حديث أبي قتادة نفسه في آخر المعجم الصغير للطبراني وكان يقال له فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى أيضا عن معاذ وعمر روى عنه ابناه ثابت وعبد الله ومولاه أبو محمد نافع الأقرع وأنس وجابر وعبد الله بن رباح وسعيد بن كعب بن مالك وعطاء بن يسار وآخرون قال بن سعد شهد أحدا وما بعدها وقال أبو أحمد الحاكم يقال كان بدريا وقال إياس بن سلمة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير فرساننا أبو قتادة وقال أبو نضرة عن أبي سعيد أخبرني من هو خير مني أبو قتادة ومن لطيف الرواية عن أبي قتادة ما قرئ على فاطمة بنت محمد الصالحية ونحن نسمع عن أبي نصير بن الشيرازي أخبرنا عبد الحميد بن عبدالرشيد في كتابه أخبرنا الحافظ أبو العلاء العطار أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم أخبرنا الطبراني حدثتنا عبدة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن أبي قتادة حدثني أبي عبد الرحمن عن أبيه مصعب عن أبيه ثابت عن أبيه عبد الله عن أبيه أبي قتادة أنه حرس النبي صلى الله عليه وسلم ليلة بدر فقال اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة وبه عن أبي قتادة قال انحاز المشركون على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركتهم فقتلت مسعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآني أفلح الوجه قال الطبراني لم يروه عن أبي قتادة إلا ولده ولا سمعناها (7/155)
<156> إلا من عنده وكانت امرأة فصيحة عاقلة متدينة قلت الحديث الأول جاء عن أبي قتادة في قصة طويلة من رواية عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره إذ مال عن راحلته قال فدعمته فاستيقظ فذكر الحديث وفيه حفظك الله كما حفظت نبيه أخرجه مسلم مطولا وفيه نومهم عن الصلاة وفيه ليس التفريط في النوم وفي آخره إن ساقي القوم آخرهم شربا وقوله في رواية عبدة ليلة بدر غلط فإنه لم يشهد بدرا والحديث الثاني قد تقدمت الإشارة إليه وكانت وفاة أبي قتادة بالكوفة في خلافة علي ويقال إنه كبر عليه ستا وقال إنه بدري وقال الحسن بن عثمان مات سنة أربعين وكان شهد مع علي مشاهده وقال خليفة ولاه علي مكة ثم ولاها قثم بن العباس وقال الواقدي مات بالمدينة سنة أربع وخمسين وله اثنتان وسبعون سنة ويقال بن سبعين قال ولا أعلم بين علمائنا اختلافا في ذلك وروى أهل الكوفة أنه مات بالكوفة وعلي بها سنة ثمان وثلاثين وذكره البخاري في الأوسط فيمن مات بين الخمسين والستين وساق بإسناد له أن مروان لما كان واليا على المدينة من قبل معاوية أرسل إلى أبي قتادة ليريه مواقف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فانطلق معه فأراه ويدل على تأخره أيضا ما أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل أن معاوية لما قدم المدينة تلقاه الناس فقال لأبي قتادة تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار أبو قتادة السدوسي له في مسند بقي بن مخلد حديث كذا في التجريد أبو قتيلة بالتصغير اسمه مرثد بن وداعة الحمصي تقدم في الأسماء وأخرج حديثه بن أبي خيثمة والبغوي في الكنى أبو قحافة عثمان بن عامر التيمي والد أبي بكر الصديق تقدم في الأسماء أبو قحافة بن عفيف المري ذكره بن عساكر في تاريخه وقال يقال إن له صحبة سكن دمشق قال وذكر أبو الحسين الرازي والد تمام عن بعضهم أن الدار التي بسويقة جناح دار أبي قحافة ومعاوية ابني عفيف ولهما صحبة أبو قدامة الأنصاري ذكره أبو العباس بن عقدة في كتاب الموالاة الذي جمع فيه طرق الحديث من كنت مولاه فعلي مولاه فأخرج فيه من طريق محمد بن كثير عن فطر عن أبي الطفيل قال كنا عند علي فقال أنشد الله من شهد يوم غدير خم فقام سبعة عشر رجلا منهم أبو قدامة الأنصاري فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك واستدركه أبو موسى وسيأتي في الذي بعده ما يؤخذ منه اسم أبيه وتمام نسبه أبو قدامة بن الحارث من بني عبد مناة بن كنانة ويقال من بني عبد بن كنانة بغير إضافة ذكره بن الدباغ عن العدوي وقال إنه شهد أحدا ذكره مستدركا على بن عبد البر وتبعه بن الأثير وزاد بن الدباغ عن العدوي أنه كان بن خمس بأحد وبقي حتى قتل مع علي بصفين وقد انقرض عقبه قال ويقال هو أبو قدامة بن سهل بن الحارث بن جعدبة بن ثعلبة بن سالم بن مالك بن واقف وهو سالم قلت هذا الثاني من الأنصار لا يجتمع مع بني كنانة فهو غيره ولعله المذكور قبله (7/156)
<157> أبو قراد السلمي ذكره بن أبي عاصم وابن السكن وقال مخرج حديثه عن أهل البصرة وأخرجا من طريق أبي جعفر الخطمي عن عبد الرحمن بن الحارث عن أبي قراد السلمي قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بطهور فغمس يده فيه فتوضأ فتتبعناه فحسوناه فلما فرغ قال ما حملكم على ما صنعتم قلنا حب الله ورسوله قال فإن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا جوار من جاوركم ومداره على عبد الله بن قيس وهو ضعيف وقد خالفه ضعيف آخر وهو الحسن بن أبي جعفر فرواه عن أبي جعفر الخطمي عن الحارث بن فضيل عن عبد الرحمن بن أبي قراد فأحد الطريقين وهم وأخلق أن تكون هذه أولى وقد نبهت عليه في عبد الرحمن أبو قرصافة اسمه جندرة بفتح الجيم وسكون النون الكناني تقدم في الأسماء أبو قرة مولى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ويقال أبو فروة بفتح الفاء وسكون الراء بعدها واو قال أبو عمر كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الواقدي عنه أنه قال قسم أبو بكر الصديق قسما فقسم لي كما قسم لمولاي أورده أبو عمر في حرف الفاء وأورده أبو أحمد الحاكم في حرف القاف وهو أولى أبو قرة بن معاوية بن وهب بن قيس بن حجر الكندي ذكره بن الكلبي وقال وكان شريفا وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر بن سعد أن ابنه عمرو بن قرة ولي قضاء الكوفة بعد شريح أبو قريع ذكره بن مندة وقال روى حديثه طالب بن قريع عن أبيه عن جده قال كنت تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته أبو القصم بعد القاف صاد مهملة اكتنى بها علي رضي الله عنه يوم أحد عند القتال ذكره بن إسحاق أبو قطبة بن عمرو أو عامر بن حديدة الأنصاري اسمه يزيد أبو قطن بفتحتين هو قبيصة بن المخارق الهلالي تقدما في الأسماء أبو القلب ذكر في التجريد أن بقي بن مخلد أخرج له في مسنده حديثا أبو القمراء ذكره بن مندة وأخرج من طريق أبي عبد الرحمن قال حدثنا شريك كأنه بن أبي نمر عن أبي القمراء قال كنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقا نتحدث إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فنظر إلى الحلق ثم جلس إلى أصحاب القرآن فقال بهذا المجلس أمرت أبو القنشر هو حبان بن أبحر تقدم في الأسماء ذكر كنيته أبو أحمد بفتح القاف وسكون النون ثم شين معجمة مكسورة ثم راء وكأنه أصوب أبو قيس صرمة بن أبي قيس أو بن أبي أنس أو غير ذلك تقدم مستوعبا في حرف الصاد أبو قيس بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي كان من السابقين الى (7/157)
<158> الإسلام ومن مهاجرة الحبشة شهد أحدا وما بعدها وهو أخو عبد الله بن الحارث ذكر كل ذلك محمد بن إسحاق ونقل أبو عمر عن محمد بن إسحاق أن اسمه عبد الله بن الحارث وتعقبه بن الأثير بأن نسخ المغازي عن بن إسحاق متفقة على أن عبد الله أخوه واسمه كنيته وذكر موسى بن عقبة فيمن هاجر الى الحبشة وذكر بن إسحاق أيضا أنه استشهد باليمامة وكذا ذكر الزبير بن بكار أبو قيس بن عمرو بن عبد ود بن عبد أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر القرشي العامري كان أبوه فارس قريش في زمانه وهو الذي بارزه علي يوم الخندق فقتله علي وذكر الزبير لأبي قيس هذا بنتا لم يبق من نسل عمرو بن عبد ود أحد إلا من نسلها أبو قيس الجهني شهد الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكن البادية وبقي إلى آخر خلافة معاوية ذكر ذلك الواقدي أبو قيس بن المعلي بن لوذان بن حارثة الأنصاري الخزرجي ذكر بن الكلبي أنه شهد بدرا واستدركه بن الأثير أبو قيس بن الأسلت واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس الأوسي مختلف في اسمه فقيل صيفي وقيل الحارث وقيل عبد الله وقيل صرمة واختلف في إسلامه فقال أبو عبيد القاسم بن سلام في ترجمة ولده عقبة بن أبي قيس له ولأبيه صحبة وقال عبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح كان يعدل بقيس بن الخطيم في الشجاعة والشعر وكان يحض قومه على الإسلام ويقول استبقوا إلى هذا الرجل وذلك بعد أن اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وسمع كلامه وكان قبل ذلك في الجاهلية يتأله ويدعى الحنيف وذكر بن سعد عن الواقدي بأسانيد عديدة قالوا لم يكن أحد من الأوس والخزرج أوصف لدين الحنيفية ولا أكثر مساءلة عنها من أبي قيس بن الأسلت وكان يسأل من اليهود عن دينهم فكان يقاربهم ثم خرج الى الشام فنزل على آل جفنة فأكرموه ووصلوه وسأل الرهبان والأحبار فدعوه الى دينهم فامتنع فقال له راهب منهم يا أبا قيس إن كنت تريد دين الحنيفية فهو من حيث خرجت وهو دين إبراهيم ثم خرج إلى مكة معتمرا فبلغ زيد عمرو بن نفيل فكلمه فكان يقول ليس أحد على دين إبراهيم إلا أنا وزيد بن عمرو وكان يذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يهاجر الى يثرب وشهد وقعة بعاث وكانت قبل الهجرة بخمس سنين فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جاء إليه فقال إلام تدعو فذكر له شرائع الإسلام فقال ما أحسن هذا وأجمله فلقيه عبد الله بن أبي بن سلول فقال لقد لذت من حزبنا كل ملاذ تارة تحالف قريشا وتارة تتبع محمدا فقال لا جرم لا تبعته إلا آخر الناس فزعموا أنه لما حضره الموت أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم يقول له قل لا إله إلا الله أشفع لك بها فسمع يقول ذلك وفي لفظ كانوا يقولون فقد سمع يوحد عند الموت وحكى أبو عمر هذه القصة الأخيرة فقال إنه لما سمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحسن هذا أنظر في أمري وأعود إليك فلقيه عبد الله بن أبي فقال له أهو الذي كانت أحبار يهود تخبرنا عنه فقال له عبد الله كرهت حرب الخزرج فقال والله لا أسلم إلى سنة فمات قبل أن يحول الحول على رأس (7/158)
<159> عشرة أشهر من الهجرة وقال أبو عمر في إسلامه نظر وقد جاء عن بن إسحاق أنه هرب إلى مكة فأقام بها مع قريش إلى عام الفتح ومن محاسن شعره قوله في صفة امرأة وتكرمها جاراتها فيزرنها وتعتل من إتيانهن فتعتذر ومنها قوله وذكر أبو موسى عن المستغفري أنه ذكر أبا قيس بن الأسلت هذا ونقل عن بن جريج عن عكرمة قال نزلت فيه وفي امرأة كبشة بنت معن بن عاصم لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها كذا نقل والمنقول عن بن جريج عند الطبري وغيره إنما هو قوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الآية قال نزلت في كبشة بنت معن بن عاصم توفي عنها زوجها أبو قيس بن الأسلت فجنح عليها ابنه فنزلت فيهما وعن عدي بن ثابت قال لما مات أبو قيس بن الأسلت خطب ابنه امرأته فانطلقت الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أبا قيس قد هلك وإن ابنه من خيار الحي قد خطبني فسكت فنزلت الآية قال فهي أول امرأة حرمت على بن زوجها أخرجه سنيد بن داود في تفسيره عن أشعث بن سوار عن عدي بهذا قال بن الأثير أخرج أبو عمر هذه القصة في هذه الترجمة وأفردها أبو نعيم فأخرجها في ترجمة أبي قيس الأنصاري ولم يذكر بن الأسلت واستدرك أبو موسى الترجمتين فذكر ما نقله عن المتسغفري وقال بن الأثير ما حاصله إن القصة واحدة قلت والمنقول في تفسير سنيد عن حجاج عن بن جريج ما تقدم من نزول ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء في أبي قيس بن الأسلت وامرأته وابنه من غيرها وقد جاء ذلك من رواية أخرى مبينة في أسباب النزول أبو قيس الأنصاري لم يسم ولا أبوه ومات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أخرج حديثه الطبراني من طريق قيس بن الربيع عن أشعث بن سوار عن عدي بن ثابت عن رجل من الأنصار قال توفي أبو قيس وكان من صالحي الأنصار فخطب ابنه امرأته فقالت إنما أعدك ولدا وأنت من صالحي قومك ولكن آتى النبي صلى الله عليه وسلم فأستأمره فأتته فذكرت له ذلك فقال فارجعي الى بيتك ونزلت ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء وقد تقدم أن سنيدا أخرجه عن هشيم عن أشعث فقال عن عدي مرسلا وقال لما مات أبو قيس بن الأسلت الخ وقيل إن قوله الأسلت وهم من بعض رواته ويؤيده ما تقدم في حرف القاف أن قيس بن الأسلت مات في الجاهلية فكأن قيس بن أبي قيس الذي وقعت له هذه القصة آخر ووقع الغلط في تسميته قيسا كما سبقت اليه الإشارة هناك أبو القين الحضرمي له رؤية روى عنه سعيد بن جمهان أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه شيء من تمر في حديث ذكره وقيل إنه أبو قين نصر بن دهر كذا ذكره أبو عمر مختصرا وأخرجه الدولابي والبغوي وابن السكن وابن عدي في الكامل من طريق يحيى بن حماد عن حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم على حمار ومعه شيء من تمر فقام النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ منه شيئا ينثره بين أصحابه فانبطح عليه وبكى فقال زادك الله شحا فكان لا ينفك منه شيء وفي رواية بن عدي بهذا السند الى سعيد بن جمهان أن عم أبي القين ركب حمارا وبين يديه شيء من تمر فقام عم أبي القين ليأخذ منه شيئا فانبطح فذكره وأخرجه بن منده من طريق هدبة عن حماد فقال (7/159)
<160> عن سعيد بن جمهان عن أبيه أن مولاه أبا القين الأسلمي مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فقام اليه عمه فذكره وقال في آخره فكان من أشح الناس وأنكر بن منده زيادة قوله عن أبيه وأن الناس رووه عن سعيد بن جمهان عن أبي القين وقال البغوي أبو القين سكن البصرة ولم يحدث بغير هذا الحديث ولا رواه عن سعيد بن جمهان ولم أر من نسبه حضرميا كما قال أبو عمر فالله أعلم أبو القين الخزاعي روى أسيد بن عامر عن أبيه أنه قال وقف علينا النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بن منده مختصرا وأفرده عن شيخ سعيد بن جمهان ويحتمل أن يكون هو آخر فإن أسلم أخو خزاعة والصحيح في الأول أنه أسلمي القسم الثاني أبو القاسم محمد بن الأشعث بن قيس ومحمد بن أبي بكر الصديق تقدما في الأسماء أبو قيس يسير بن عمرو ذكره بن منده القسم الثالث أبو قتادة المدلجي له إدراك وقصة مع عمر ذكر بن أبي شيبة من طريق عمرو بن شعيب أن أبا قتادة المدلجي قتل ابنه قتادة في عهد عمر تقدم في قتادة من وجه آخر أبو قدامة غير منسوب ذكر بن عيسى في رجال حمص في أصحاب أبي عبيدة ومعاذ الذين حضروا خطبة عمر بالجابية في سنة ست عشرة أبو قرعان الكندي له إدراك وذكره وثيمة فيمن ثبت على الإسلام في الردة أبو قيس بن شمر الكندي ذكره دعبل بن علي في طبقات الشعراء وقال مخضرم وأنشد له شعرا وسطا القسم الرابع أبو قيس بن السائب المخزومي ذكره الدولابي في الكنى والصواب قيس بن السائب كما تقدم في القاف من الأسماء أبو قيس ذكره بن منده فقال روى عمرو بن قيس عن أبيه عن جده أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من خطوة أحب الى الله من خطوة إلى صلاة قال بن منده وهو بشير بن عمر قلت له رؤية ولا صحبة له (7/160)
<161> حرف الكاف القسم الأول أبو كامل الأحمسي اسمه قيس بن عائذ وقيل عبد الله بن مالك روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى حديثه إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم عيد على ناقة وحبشي يمسك بخطامها الحديث وجاء هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن عائذ بلا واسطة وقال البغوي لا أعلم له غيرة وفي كنى الدولابي من وجه آخر عن إسماعيل قال رأيت أبا كاهل وكان إمامنا وهلك أيام المختار وفي رواية البخاري قال إسماعيل وكان أبو كاهل إمام الحي أبو كاهل آخر غير منسوب ذكره بن السكن في الصحابة وقال هو غير الأحمسي وكذا فرق بينهما أبو أحمد الحاكم وغيره وقال لا يروي حديثه من وجه يعتمد قال أبو عمر ذكر له حديث طويل منكر فلم اذكره وقد ساقه أبو أحمد والعقيلي في الضعفاء وابن السكن كلهم من طريق الفضل بن عطاء عن الفضل بن شعيب عن أبي منظور عن أبي معاذ عن أبي كاهل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم يا أبا كاهل أنه من ستر عورته من الله سرا وعلانية كان حقا على الله أن يستر عورته يوم القيامة اقتصر بن السكن على هذا القدر وقال إسناده مجهول وأوله عند أبي أحمد إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ألا أخبرك بقضاء قضاه الله على نفسه قال قلت بلى يا رسول الله قال من لي أن أبقى أخبرك به كله أحيا الله قلبك فلا يميته حتى يميت بدنك ثم ذكره بطوله وهو يشتمل على ثلاث عشرة خصلة يقول في كلها اعلمن يا أبا كاهل منها أنه من صلى علي كل يوم ثلاث مرار وكل ليلة ثلاث مرار حبا أو شوقا الي كان حقا على الله أن يغفر له ذنوبه ذلك اليوم وتلك الليلة قال العقيلي في الفضل بن عطاء نظر وأما الطبراني فجعلهما واحد وكذلك أبو أحمد العسال أبو كبشة الأنماري المذحجي مختلف في اسمه فقال بن حبان في ترجمة عبد الله بن أبي كبشة من الثقات اسم أبي كبشة الأنماري سعيد بن عمر وقال غيره نزل الشام واسمه عمرو بن سعيد وقيل عمير بضم العين وقيل بفتح الياء آخر الحروف والزاي المنقوطة قرأته بخط الخطيب في المؤتلف نقلا عن دحيم وقيل عامر وقيل سليم وقال أبو أحمد الحاكم له صحبة وجزم بأنه عمير بن سعد وكذا جزم به الترمذي وحكى الخلاف في اسمه البخاري فيمن اسمه عمرو وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق المسعودي عن إسماعيل بن أوسط عن محمد بن أبي كبشة عن أبيه قال لما كان في غزوة تبوك تسارع القوم الى الحجر فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعيره وهو يقول علام تدخلون على قوم غضب الله عليهم الحديث وروى أبو كبشة أيضا عن أبي بكر الصديق روى عنه ابناه عبد الله ومحمد وسالم بن أبي الجعد وأبو عامر الهوزني وأبو البحتري الطائي وثابت بن ثوبان وعبد الله بن بسر (7/161)
<162> الحبراني وأزهر بن سعيد الحرازي وغيرهم قال الآجري عن أبي داود أبو كبشة الأنماري له صحبة وأبو كبشة البلوي ليست له صحبة أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مختلف في اسمه أيضا قال خليفة اسمه سليم وقال بن حبان أوس وقيل سلمة وقال العسكري قيل أوس ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وقال أبو أحمد الحاكم كان من مولدي أرض أوس ومات أول يوم استخلف عمر وكذا ذكر بن سعد وفاته وقال كان يوم الثلاثاء من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة أبو كبشة حاضن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كانت قريش تنسبه اليه فتقول قال بن أبي كبشة قيل هو الحارث بن عبد العزي السعدي زوج حليمة تقدم في الأسماء وذكر بن الكلبي في كتاب الدقائق عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حدثني حاضني أبو كبشة أنهم لما أرادوا دفن سلول بن حبشية وكان سيدا معظما حفروا له فوقعوا على باب مغلق ففتحوه فإذا سرير عليه رجل وعليه حلل وعند رأسه كتاب أنا أبو شمر ذو النون مأوى المساكين ومستعاذ الغارمين أخذني الموت غصبا وقد أعيا ذلك الجبابرة قبلي قال النبي صلى الله عليه وسلم وأبو شمر هو سيف بن ذي يزن ويقال إن أبا كبشة الذي كان ينسب إليه هو جده من قبل جدة أبيه وهو والد سلمى الأنصارية الخزرجية والدة عبد المطلب وهو بن عمرو بن زيد بن لبيد الخزرجي ووقع في الاستيعاب بدل لبيد أسد وهو تغيير أبو كبير بالموحدة الهذلي ذكره أبو موسى وقال ذكر عن أبي اليقظان أنه أسلم ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحل لي الزنا قال أتحب أن يؤتى إليك مثل ذلك قال لا قال فارض لأخيك ما ترضى لنفسك قال فادع الله أن يذهبه عني أبو كثير بالمثلثة مولى تميم الداري ذكره الدولابي وأخرج من طريق عتبة بن عبد الملك بن أبي كثير وكان قد عاش مائة سنة عمن حدثه عن عبد الملك أبيه عن أبي كثير قال قدمت مع تميم الداري الى النبي صلى الله عليه وسلم وكنت حمالا له وأخرج الحسن بن رشيق في فوائده من طريق عتبة هذا بهذا الإسناد قال كنت مع تميم في مركب البحر فكسر بنا فخرجنا على دابة لا نعرف رأسها من ذنبها فقلنا ما أنت قالت أنا الجساسة فذكر قصة الدجال باختصار وفيها فقال لتميم ائته وآمن به قال فادع الدابة فقال احملي هؤلاء إلى فلسطين إلى قرية يقال لها بيت عينون قال أبو كثير فكنت مع تميم أنا وأخو هند وأخوه نعيم أبو كريمة هو المقدام بن معد يكرب تقدم أبو كعب الأسدي تقدم ذكره في ترجمة زر بن حبيش في القسم الثالث من حرف الزاي أبو كعب غير منسوب قال الفاكهي في كتاب مكة حدثنا أبو الحسن حامد بن أبي عاصم حدثنا عبد الرحمن بن العلاء المكي في إسناد ذكره قال كان أبو كعب رجلا يحيض كما تحيض المرأة فنذر لئن عافاه الله ليحجن وليعتمرن فعافاه الله من ذلك فكان يحج كل عام فأنشد في ذلك شعرا فقال (7/162)
<163> له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل جملك يا أبا كعب فقال شرد والذي بعثك بالحق منذ أسلمت أبو كعب الحارثي يقال له ذو الإداوة ذكر الرشاطي عن بن شق الليل الطليطلي أن له صحبة وذكر معمر في جامعه بسنده إليه قال خرجت في طلب إبل لي فتزودت لبنا في إداوة ثم قلت ما أنصفت أين الوضوء فأهرقت اللبن وملأت الإداوة ماء فقلت هذا وضوء وشراب فكنت إذا أردت أن أتوضأ صببت من الإدواة ماء وإذا أردت أن أشرب شربت لبنا فمكثت بذلك ثلاثا فقالت له أسماء النجرانية أحليبا أم قطينا فقال إنك لبطالة كان يعصم من الجوع ويروي من الظمأ أبو كلاب بن أبي صعصعة واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول الأنصاري المازني قال أبو عمر استشهد يوم مؤتة ولعله الذي بعده وقد وحدهما بن عساكر ونقل في كتاب الكنى من روايته الى أبي طاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر عن عمه عبد الله بن أبي بكر قال وقتل بمؤتة من بني مازن بن النجار أبو كليب وجابر ابنا عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وقال عبد الله بن عمارة بن القداح قاله في نسب الأنصار فمن ولد عوف قيس بن أبي صعصعة وأخوه أبو كلاب شهدا أحدا والمشاهد بعدها حتى استشهدا بمؤتة وكذا ذكر بن سعد أنهما استشهدا بمؤتة أبو كليب بن عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول الأنصاري أخو جابر شقيقه ذكر بن هشام في زيادات السيرة أنهما استشهدا بمؤتة قال بن هشام ويقال أبو كلاب أبو كليب آخر قال أبو عمر ذكره بعضهم في الصحابة ولا أعرفه قلت يحتمل أن يكون أراد هذا ويحتمل أن يكون جد عاصم بن كليب فإن لعاصم رواية عن أبيه عن جده أبو الكنود سعد بن مالك بن الأقيصر تقدم في الأسماء أبو كيسان هو مولى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الدولابي في الكنى القسم الثاني أبو كثير بالمثلثة هو زبيد بتحتانيتين مثناتين مصغرا بن الصلت تقدم القسم الثالث أبو كبير أفلح مولى أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري تقدم في الأسماء أبو الكنود الأزدي الكوفي مخضرم اسمه عبد الله بن عامر وقيل بن عمران وقيل بن عويمر وقيل بن سعد وقيل اسمه عمرو بن حبشي قال أبو موسى في الذيل أدرك الجاهلية وأورد له حديثا مرسلا من طريق هنيدة بن خالد عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال (7/163)
<164> يا رسول الله أعطني سيفان فذكر الحديث وذكره بن حبان في ثقات التابعين وله رواية عن خباب بن الأرت عن بن ماجة روى عنه أبو إسحاق السبيعي وقيس بن وهب وإسماعيل بن أبي خالد وأبو سعد الأزدي أبو كيسان غير منسوب ذكر عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن أيوب عن عدي بن عدي عن أبيه أو عمه أن مملوكا يقال له كيسان سمى نفسه قيسا وانتفى من أبيه وادعى الى مولى أبيه ولحق بالكوفة فركب أبوه الى عمر فأخبره فقال انطلق فاقرن ابنك الى بعيرك ثم اضرب ابنك سوطا وبعيرك سوطا حتى تأتي به أهلك أبو كيسبة بسكون التحتانية بعدها مهملة ثم موحدة تقدم في عبد الله بن كيسبة روى قصته مع عمر بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن أبي كيسبة قال إني لأرجز في عرض هذه الحائط أقول أقسم بالله أبو حفص عمر الأبيات قال فما راعني إلا وهو خلف ظهري فقال أقسمت عليك هل علمت بمكاني فقلت لا والله يا أمير المؤمنين ما علمت بمكانك فقال وأنا أقسم لأحملنك القسم الرابع أبو كبير بالموحدة وقيل أبو كبير بزيادة هاء وقيل أبو كثير بمثلثة بلا هاء هو مولى محمد بن جحش ذكره بن منده بسبب حديث وهم بعض رواته بإسقاط صحابية فأخرج من طريق مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي كبير وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بمعمر وفخذه مكشوفة فقال الفخذ عورة قال بن منده أخطأ من قال فيه إنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وإنما روى عن مولاه محمد بن عبد الله بن جحش وله صحبة قلت أخرج حديثه هذا أحمد والبخاري في التاريخ والنسائي كلهم من طريق العلاء عن أبيه عن أبي كثير عن محمد بن جحش وهو محمد بن عبد الله بن جحش وقد بينته في التعليق ووهم العسكري فزعم أن أبا كبير ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإنما ذكروا هذه الصفة لمولاه محمد بن عبد الله بن جحش فإنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صغيرا أبو كرز ذكره بعضهم في الصحابة روى عنه أحمد بن حنبل وهو خطأ نشأ عن سوء فهم فروى الخطيب في المؤتلف من طريق إسحاق بن موسى عن أبي داود السجستاني سمعت أحمد بن حنبل وذكر أبا كرز يحدث عنه نافع فقال هذا في الصحابة ثم بين المراد بذلك فنقل عن الجعابي فقال أبو كرز هذا اسمه عبد الله بن كرز وأصله من الموصل وكان ببغداد ينزل في الموضع المعروف بدور الصحابة وكانوا من صحابة المنصور فأقطعهم ذلك الموضع وكان يروي عن نافع فظن الذي نقل هذا أن المراد بالصحابة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وليس كذلك أبو كليب الجهني جد عثيم بن كليب ذكره أبو نعيم وأورد من طريق الواقدي عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم دفع من عرفة بعد أن غابت (7/164)
<165> الشمس قال أبو موسى أورده أبو نعيم على ظاهر الإسناد وعثيم نسب الى جده وإنما هو عثيم بن كثير بن كليب والصحبة لجده كليب قلت وروايته عنه في سنن أبي داود وقد تقدم في الأسماء حرف اللام القسم الأول أبو لاس بالمهملة الخزاعي مختلف في اسمه فقيل عبد الله وقيل زياد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحمل على إبل الصدقة في الحج روى عنه عمر بن الحكم بن ثوبان وذكر البخاري حديثه في الصحيح تعليقا وقد بينته في تعليق التعليق قال البغوي ويقال أبو لاس سكن المدينة وأخرج هو وغيره من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي سهل الخزاعي قال حملنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبل من إبل الصدقة الحديث أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري مختلف في اسمه قال موسى بن عقبة اسمه بشير بمعجمة وزن عظيم وكذا قال أبو الأسود عن عروة وقيل بالمهملة أوله ثم تحتانية ثانية وقال بن إسحاق اسمه رفاعة وكذا قال بن نمير وغيره وذكر صاحب الكشاف وغيره أن اسمه مروان قال بن إسحاق زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم رد أبا لبابة والحارث بن حاطب بعد أن خرجا معه الى بدر فأمر أبا لبابة على المدينة وضرب لهما بسهميهما وأجرهما مع أصحاب بدر وكذلك ذكره موسى بن عقبة في البدريين وقالوا كان أحد النقباء ليلة العقبة ونسبوه بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس ويقال إن رفاعة ومعشرا أخوان لأبي لبابة وكانت راية بني عمرو بن عوف يوم الفتح معه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ولداه السائب وعبد الرحمن وعبد الله بن عمر بن الخطاب وولده سالم بن عبد الله ونافع مولاه وعبد الله بن كعب بن مالك وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبيد الله بن أبي يزيد وغيرهم يقال مات في خلافة علي وقال خليفة مات بعد مقتل عثمان ويقال عاش الى بعد الخمسين أبو لبابة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره محمد بن حبيب في كتابه المحبر وذكر البلاذري أنه كان من بني قريظة وأنه كان مكاتبا فعجز فابتاعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه قال وهو الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب اليه غفرت ذنوبه ولو كان فر من الزحف وهو والد يسار بن زيد بن المنذر قلت المعروف أن الذي روى الحديث المذكور هو زيد بن بولا وقد تقدم في ترجمته أنه كان نوبيا من سبي بني ثعلبة فهو غير هذا (7/165)
<166> أبو لبابة الأسلمي قال الحاكم أبو أحمد له صحبة وأخرج البزار في مسنده من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم بن عبد الملك بن ميسرة عن أبي مالك قال حدثنا أبو لبابة الأسلمي أن ناقة من بلاده سرقت فوجدها عند رجل من الأنصار قال فقلت له ناقتي أقيم عليها البينة فأقمت البينة وأقام البينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه اشتراها بثماني عشرة شاة من مشرك من أهل الطائف فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ما شئت يا أبا لبابة إن شئت دفعت اليه ثماني عشرة شاة وأخذت الراحلة وإن شئت خليت عنها قال فقلت له ما عندي ما أعطيه اليوم ولكن يؤخر ثمنه الى صرام النخل قال فقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شاة بثلاثين صاعا من تمر الى صرام النخل قلت وأبو مريم فيه ضعف وهو من رواية علي بن ثابت عنه وفيه ضعف أبو لبيبة الأشهلي أخرج أبو يعلى في مسنده من طريق وكيع عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده أحاديث منها من استحل بدرهم في النكاح فقد استحل قال وبهذا الإسناد عدة أحاديث ولم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن وأخرج الزبير في كتاب النسب والطبراني من طريق حاتم بن إسماعيل عن يحيى بن عبد الرحمن بهذا السند والذي نفسي بيده إنه لمكتوب عند الله في السماء السابعة حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وأخرج أبو نعيم من طريق بن أبي فديك عن يحيى بن عبد الرحمن بهذا السند من منع يتيمه النكاح فزنى فالإثم بينهما وأخرج بن أبي الدنيا في كتاب القبور من وجه آخر عن يحيى بن عبد الرحمن بهذا السند إن أهل القبور يتعارفون وفيه إن أم بشر بنت البراء بن معرور جزعت عليه جزعا شديدا الحديث وقد تقدم فيمن اسمه عبد الرحمن قول الباوردي إنه يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة وإن الصحبة لعبد الرحمن بن أبي لبيبة فالله أعلم أبو لجأ هو خريم بن أوس الطائي تقدم في الأسماء أبو لقيط مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عبدا حبشيا أو نوبيا بقي الى زمن عمر قال أبو عمر ذكره بعضهم في الموالي ولا أعرفه قلت ذكره محمد بن حبيب في كتاب المحبر وقال جعفر المستغفري كان عند الديوان في خلافة عمر أبو ليلى عبد الرحمن بن عمرو بن كعب تقدم أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن قيل اسمه بلال وقيل بليل بالتصغير وقيل داود بن بلال وقيل أوس وقيل يسار وقيل اليسر وقيل اسمه كنيته وقال الكلبي أبو ليلى بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلال بن الحريش بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس وقال غيره شهد أحدا وما بعدها ثم سكن الكوفة وكان مع علي في حروبه وقيل إنه قتل بصفين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ولده عبد الرحمن وحده ووقع عند الدولابي أنه روى عنه أيضا عامر بن لدين قاضي دمشق وليس كما قال فإن شيخ عامر هو أبو ليلى الأشعري وحديثه في السنن فمنه عند أبي داود من رواية ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه صليت الى جنب النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة تطوع فسمعته يقول أعوذ بالله من النار الحديث وعند بن ماجة والبغوي من (7/166)
<167> رواية بن حبان عن عبد الرحمن عن أبيه كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أعرابي فقال له إن لي أخا وجعا قال وما وجعه قال به لمم الحديث وعند البغوي من طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن جده قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجيء بالحسن فبال عليه الحديث وعند الدارمي والحاكم من طريق قيس بن مسلم عن بن أبي ليلى عن أبيه شهدت فتح خيبر فانهزم المشركون فوقعنا في رحالهم أبو ليلى هو النابغة الجعدي تقدم أبو ليلى كنى بها بعضهم عثمان بن عفان رضي الله عنه وقيل إنه المراد بقول الشاعر إني أرى فتنة تغلى مراجلها والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا أبو ليلى الخزاعي ذكره بن حبان في الصحابة وتبعه جعفر المستغفري ثم أبو موسى أبو ليلى الأشعري ذكره الطبراني في الصحابة وأخرج من طريق أبي عمر القيسي عن سليمان بن حبيب عن عامر بن لدين الأشعري عن أبي ليلى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمسكوا بطاعة ائمتكم لا تخالفوهم فإن طاعتهم طاعة الله وإن معصيتهم معصية الله الحديث وفيه من ولي من أموركم شيئا فعمل بغير طاعة الله فعليه لعنة الله قال أبو نعيم أظن أبا عمر القيسي محمد بن سعيد المصلوب قلت ويؤيده أن أبا أحمد الحاكم أخرج هذا الحديث من طريق محمد بن أبي قيس عن سليمان بن حبيب وكذا أخرجه البغوي ومحمد بن أبي قيس هو محمد بن سعيد المصلوب وهو متروك ووقع في رواية أبي أحمد حدثنا أبو ليلى الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو ليلى صاحب النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت حديثه ذكره البخاري في الكنى المجردة قاله أبو أحمد ويجوز أن يكون هو الذي قبله أبو ليلى الغفاري ذكره أبو أحمد وابن منده وغيرهما وأخرجوا من طريق إسحاق بن بشر الأسدي أحد المتروكين عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون من بعدي فتنة فإذا كان ذلك فألزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين القسم الثاني خال القسم الثالث أبو ليلى عبد الله بن يزيد بن أصرم بن سعيد بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة الهذلي تقدم في الأسماء (7/167)
<168> القسم الرابع آبي اللحم الغفاري ذكره الدولابي وابن السكن في حرف اللام من كنى الصحابة وتبعهما بن منده وأنكر ذلك أبو نعيم فأصاب قال أبي اسم فاعل من الإباء كما تقدم وليست أداة كنية وإنما لقب بذلك لأنه كان لا يأكل اللحم كما تقدم في ترجمته في أول حرف الألف قال بن الأثير بعد حكاية قول أبي نعيم ذكره المعافري وتوهم أنه كنيته وهو لقب لا ريب في أنه ليس بكنية وإن ذكره في الكنى وهم قلت لكن إفراد بن منده بالوهم فيه ليس بإنصاف فإنه قلد بن السكن وابن السكن عمدة فاللوم عليه فيه أشد منه على بن منده حرف الميم القسم الأول أبو مالك الأشعري الحارث بن الحارث مشهور باسمه وكنيته معا أبو مالك الأشعري كعب بن عاصم مشهور باسمه وربما كنى تقدما في الأسماء قال البغوي يقال له أبو مالك أبو مالك الأشعري آخر مشهور بكنيته مختلف في اسمه قيل اسمه عمرو وقيل عبيد قال سعيد البرذعي سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول أبو مالك الأشعري اسمه عمرو رواه الحاكم أبو أحمد وزاد غيره هو عمرو بن الحارث بن هانئ وقال غيره هو الذي روى عنه عبد الرحمن بن غنم حديث المعازف أبو مالك الأنصاري رافع بن مالك أبو مالك الحنظلي شريك بن طارق أبو مالك العامري أبي بن مالك أبو مالك الفزاري عيينة بن حصن أبو مالك الخثعمي عبد الله تقدموا في الأسماء أبو مالك الجعدي ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا أبو مالك الأشجعي لا يعرف اسمه قال الحاكم أبو أحمد حديثه في الحجاز وليس هو الكوفي يعني سعد بن طارق التابعي وقال أبو عمر اسمه عمرو بن الحارث بن هانئ ورد عليه بأن هذا قيل في أبي مالك الأشعري أبو مالك الأسلمي ذكره أبو بكر بن أبي علي وأورد من طريق بن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي مالك الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم رد ماعزا ثلاث مرات فلما جاء في الرابعة أمر به فرجم استدركه أبو موسى وذكر بن حزم هذا الحديث فقال أبو مالك لا أعرفه قلت وهو عند النسائي من طريق سلمة بن كهيل عن أبي مالك عن رجل من الصحابة (7/168)
<169> أبو مالك القرظي والد ثعلبة ذكره الواقدي وقال إنه قدم من اليمن وهو على دين اليهودية فتزوج امرأة من قريظة فانتسب فيهم وهو من كندة وقيل اسمه عبد الله وذكر الحاكم أبو أحمد عن البخاري قال قال إبراهيم بن المنذر حدثني إسحاق بن جعفر عمن سمع عبد الله بن جعفر عن يزيد بن الهاد عن ثعلبة بن أبي مالك أن عمر دعا الأجناد فدعا أبا مالك ورواه الواقدي عن عثمان بن الضحاك عن بن الهاد عن ثعلبة أن عمر سأل أبا مالك وكان من علماء اليهود عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة فقال صفته في كتاب بني هارون الذي لم يبدل ولم يغير أحمد من ولد إسماعيل يأتي بدين الحنيفية دين إبراهيم يأتزر على وسطه ويغسل أطرافه وهو آخر الأنبياء فذكر الحديث بطوله أبو مالك النخعي قال بن السكن يقال له صحبة وأورد من طريق صفوان بن عمر عن شريح بن عبيد أن أبا مالك النخعي لما حضرته الوفاة قال يا معشر النخع ليبلغ الشاهد منكم الغائب إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حلوة الدنيا مرة الآخر ومرة الدنيا حلوة الآخرة أبو مالك العبدي أخرج حديثه أبو جعفر الطبري من طريق داود بن أبي هند عن أبي قزعة سويد بن حجير عن رجل في تفسير قوله تعالى سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة الحديث ومن طريق أخرى عن أبي قزعة مرسلا ومن طريق أخرى عن داود عن أبي قزعة عن أبي مالك العبدي به وأخرجه الثعلبي من هذا الوجه لكن قال عن رجل من قيس وأبو قزعة تابعي بصري مشهور لكنه كان يرسل عن الصحابة فهو على الاحتمال أبو مالك غير منسوب ذكره بن منده وقال نزل مصر مجهول ثم أورد من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك عن أبيه وهو ضعيف عن أبي مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بلغ في الإسلام ثمانين سنة حرم الله عليه النار وكان في الدرجات العلاء أبو مالك غير منسوب ذكره بن منده فقال روى عنه سنان بن سعد قاله لي أبو سعيد بن يونس ثم أورد بن منده من طريق بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أبي مالك قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين فقال هم خدام أهل الجنة قال أبو نعيم المعروف عن يزيد عن سنان عن أنس بن مالك قلت وهو كذلك ولكن قول أبي سعيد بن يونس لا يرد بهذا لأن هذا الحديث لم يتعين أنه مراد أبي سعيد بن يونس أبو مالك غير منسوب ذكره المستغفري في الصحابة وأخرج من طريق هشام بن الغاز بن ربيعة عن أبيه عن جده أنه قال يا أهل دمشق ليكونن فيكم الخسف والمسخ والقذف قالوا وما يدريك يا ربيعة قال هذا أبو مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلوه وكان قد نزل عليه فأتوه فقالوا ما يقول ربيعة قال سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في أمتي فذكره واستدركه ولا يبعد أنه هو أبو مالك الأشعري أبو المجبر بالجيم أو المهملة قال يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده حدثنا مبارك بن سعيد الثوري عن جليد الثوري عن أبي المجبر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عال ابنتين أو ابنين (7/169)
<170> أو عمتين أو جدتين فهو معي في الجنة كهاتين وضم رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه السبابة والتي جنبها فإن كن ثلاثا فهو مفرح وإن كن أربعا أو خمسا فيا عباد الله أدركوه أقرضوه ضاربوه وأخرجه مطين في الصحابة عن الحماني والطبراني عن مطين وأبو موسى من طريقه وأخرج من طريق الحسن بن عرفة عن المبارك بهذا السند حديثا آخر أبو مجزأة الأسلمي هو أزهر والد مجزأة مشهور باسمه وتقدم ووقع في مسند بقي بكنيته أبو مجيبة بضم أوله وكسر الجيم وبموحدة ذكره بن حبان في الصحابة وقال أبو عمر لا أعرفه وقال البغوي أبو مجيبة أو عمها سكن البصرة قلت هو والد مجيبة الباهلي أو الباهلية وقع عند بن ماجة عن مجيبة الباهلي عن أبيه وعند بن أبي داود مجيبة الباهلية عن أبيها وأفاد البغوي أن اسم والد مجيبة عبد الله بن الحارث والصواب أن مجيبة امرأة فقد وقع عند سعيد بن منصور عن بن علية عن الجريري عن أبي سليل عن مجيبة الباهلية عجوز من قومها أبو محجن الثقفي الشاعر المشهور مختلف في اسمه فقيل هو عمرو بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف وقيل اسمه كنيته وكنيته أبو عبيد وقيل اسمه مالك وقيل اسمه عبد الله وأمه كنود بنت عبد الله بن عبد شمس قال أبو أحمد الحاكم له صحبة قال ويخيل إلي أنه صاحب سعد بن أبي وقاص الذي أتى به إليه وهو سكران فإن يكن هو فإن اسمه مالك ثم ساق من طريق أبي سعد البقال عن أبي محجن قال أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أخاف على أمتي من بعيد ثلاثة تكذيب بالقدر وتصديق بالنجوم وذكر الثالثة وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه فقال في الثالثة وحيف الأئمة وأبو سعد ضعيف ولم يدرك أبا محجن وقال أبو أحمد الحاكم الدليل على أن اسمه مالك ما حدثنا أبو العباس الثقفي حدثنا زياد بن أيوب حدثنا أبو معاوية حدثنا عمرو بن المهاجر عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم القادسية أتى سعد بأبي محجن وهو سكران من الخمر فأمر به فقيد وكان بسعد جراحة فاستعمل على الخيل خالد بن عرفطة وصعد سعد فوق البيت لينظر ما يصنع الناس فجعل أبو محجن يتمثل كفى حزنا أن ترتدى الخيل بالقنا وأترك مشدودا علي وثاقيا ثم قال لامرأة سعد وهي بنت خصفة ويلك خليني فلك الله علي إن سلمت أن أجيء حتى أضع رجلي في القيد وإن قتلت استرحتم مني فخلته ووثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء ثم أخذ الرمح وانطلق حتى أتى الناس فجعل لا يحمل في ناحية إلا هزمهم الله فجعل الناس يقولون هذا ملك وسعد ينظر فجعل يقول الضبر ضبر البلقاء والطفر طفر أبي محجن وأبو محجن في القيد فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد فأخبرت بنت خصفة سعدا بالذي كان من أمره فقال لا والله لا أحد اليوم رجلا أبلى الله المسلمين على يديه ما أبلاهم قال فخلى سبيله فقال أبو محجن لقد كنت أشربها إذ كان يقام علي الحد أطهر منها فأما إذا بهرجتني فوالله لا أشربها أبدا قلت استدل أبو أحمد رحمه الله بأن اسمه مالك بما وقع في هذه القصة من قول الناس هذا ملك وليس هذا نصا فيما أراد بل الظاهر أنهم ظنوه ملكا من الملائكة ويؤيد هذا الظاهر أن أبا بكر بن أبي شيبة أخرج هذه القصة عن أبي معاوية بهذا السند وفيها أنهم ظنوه ملكا من (7/170)
<171> الملائكة وقوله في القصة الضبر ضبر البلقاء هو بالضاد المعجمة والباء الموحدة عدو الفرس ومن قال بالصاد المهملة فقد صحف نبه على ذلك بن فتحون في أوهام الاستيعاب واسم امرأة سعد المذكورة سلمى ذكر ذلك سيف في الفتوح وسماها أبو عمر أيضا وساق القصة مطولة وزاد في الشعر أبياتا أخرى وفي القصة فقاتل قتالا عظيما وكان يكبر ويحمل فلا يقف بين يديه أحد وكان يقصف الناس قصفا منكرا فعجب الناس منه وهم لا يعرفونه وأخرج عبد الرزاق بسند صحيح عن بن سيرين كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون فذكر القصة بنحو ما تقدم لكن لم يذكر قول المسلمين هذا ملك بل فيه إن سعدا قال لولا أني تركت أبا محجن في القيد لظننتها بعض شمائله وقال في آخر القصة فقال لا أجلدك في الخمر أبدا فقال أبو محجن وأنا والله لا أشربها أبدا قد كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم فلم يشربها بعد وذكر المدائني عن إبراهيم بن حكيم عن عاصم بن عروة أن عمر غرب أبا محجن وكان يدمن الخمر فأمر أبا جهراء البصري ورجلا آخر أن يحملاه في البحر فيقال إنه هرب منهما وأتى العراق أيام القادسية وذكر أبو عمر نحوه وزاد أن عمر كتب إلى سعد بأن يحبسه فحبسه وذكر بن الأعرابي عن بن دأب أن أبا محجن هوى امرأة من الأنصار يقال لها شموس فحاول النظر إليها فلم يقدر فآجر نفسه من بناء يبني بيتا بجانب منزلها فأشرف عليها من كوة فأنشد ولقد نظرت إلى الشموس ودونها حرج من الرحمن غير قليل فاستعدى زوجها عمر فنفاه وبعث معه رجلا يقال له أبو جهراء كان أبو بكر يستعين به فذكر القصة وفيها أن أبا جهراء رأى من أبي محجن سيف فهرب منه إلى عمر فكتب عمر إلى سعد يأمره بسجنه فسجنه فذكر قصته في القتل في القادسية وقال عبد الرزاق عن بن جريج بلغني أن عمر بن الخطاب حد أبا محجن بن حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي في الخمر سبع مرات وقيل دخل أبو محجن على عمر فظنه قد شرب فقال استنكهوه فقال أبو محجن هذا التجسس الذي نهيت عنه فتركه وذكر بن الأعرابي عن الفضل الضبي قال قال أبو محجن في تركه شرب الخمر رأيت الخمر صالحة وفيها مناقب تهلك الرجل الحليما فلا والله اشربها حياتي ولا أشفى بها أبدا سقيما وذكر بن الكلبي عن عوانة قال دخل عبيد بن أبي محجن على عبد الملك بن مروان فقال أبوك الذي يقول إذا مت فادفني إلى جنب كرمة تروي عظامي بعد موتي عروقها فذكر قصته وأوردها بن الأثير بلفظ قيل إن ابنا لأبي محجن دخل على معاوية فقال له أبوك الذي يقول فذكر البيت وبعده ولا تدفنني بالفلاة فإنني أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها قال لو شئت لقلت أحسن من هذا من شعره قال وما ذاك قال قوله لا تسأل الناس عن مالي وكثرته وسائل الناس عن حزمي وعن خلقي (7/171)
<172> اليوم أعلم أني من سراتهم إذا تطيش يد الرعديدة الفرق قد أركب الهول مسدولا عساكره وأكتم السر فيه ضربة العنق أعطى السنان غداة الروع حصته وعامل الرمح أرويه من العلق عف المطالب عما لست نائله وإن طلبت شديد الحقد والحنق قد يعسر المرء حينا وهو ذو كرم وقد يسوم سواء العاجز الحمق سيكثر المال يوما بعد قلته ويكتسى العود بعد اليبس بالورق فقال معاوية لئن كنا أسأنا القول لنحسنن الفعل وأجزل صلته وقد عاب بن فتحون أبا عمر على ما ذكره في قصة أبي محجن إنه كان منهمكا في الشراب فقال كان يكفيه ذكر حده عليه والسكوت عنه أليق والأولى في أمره ما أخرجه سيف في الفتوح أن امرأة سعد سألته فيم حبس فقال والله ما حبست على حرام أكلته ولا شربته ولكني كنت صاحب شراب في الجاهلية فند كثيرا على لساني وصفها فحبسني بذلك فأعلمت بذلك سعدا فقال اذهب فما أنا بمؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله قلت سيف ضعيف والروايات التي ذكرناها أقوى وأشهر وأنكر بن فتحون قول من روى أن سعدا أبطل عنه الحد وقال لا يظن هذا بسعد ثم قال لكن له وجه حسن ولم يذكر وكأنه أراد أن سعدا أراد بقوله لا يجلده في الخمر بشرط أضمره وهو إن ثبت عليه أنه شربها فوفقه الله أن تاب توبة نصوحا فلم يعد إليها كما في بقية القصة قال قيل إن أبا محجن مات بأذربيجان وقيل بجرجان أبو محذورة المؤذن اسمه أوس ويقال سمرة بن معير بكسر أوله وسكون المهملة وفتح التحتانية المثناة وهذا هو المشهور وحكى بن عبد البر أن بعضهم ضبطه بفتح العين وتشديد التحتانية المثناة بعدها نون بن ربيعة بن معير بن عريج بن سعد بن جمح قال البلاذري الأثبت أنه أوس وجزم بن حزم في كتاب النسب بأن سمرة أخوه وخالف أبو اليقظان في ذلك فجزم بأن أوس بن معير قتل يوم بدر كافرا وأن اسم أبي محذورة سلمان بن سمرة وقيل سلمة بن معير وقيل اسم أبي محذورة معير بن محيريز وحكى الطبري أن اسم أخيه الذي قتل ببدر أنيس وقال أبو عمر اتفق الزبير وعمه وابن إسحاق والمسيبي على أن اسم أبي محذورة أوس وهم أعلم بأنساب قريش ومن قال إن اسمه سلمة فقد أخطأ وروى أبو محذورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه علمه الأذان وقصته بذلك في صحيح مسلم وغيره وفي رواية همام عن بن جريج أن تعليمه إياه كان بالجعرانة وقال بن الكلبي لم يهاجر أبو محذورة بل أقام بمكة إلى أن مات بعد موت سمرة بن جندب وقال غيره مات سنة تسع وخمسين وقيل سنة تسع وسبعين أبو محصن الأشعري هو عكاشة بن محصن تقدم في الأسماء أبو محمد الأنصاري ذكره مالك في الموطأ من طريق عبد الله بن محيريز عن المذحجي أن رجلا كان بالشام يكنى أبا محمد كانت له صحبة قال الوتر واجب وذكر له قصة مع عبادة بن الصامت وأخرجه أبو داود وغيره من طريق مالك قيل اسمه مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم وقيل مسعود بن زيد بن سبيع وقيل اسمه قيس بن عامر بن عبد بن الحارث الخولاني حليف بني حارثة من الأوس وقيل مسعود (7/172)
<173> بن يزيد عداده في الشاميين وسكن داريا وقيل اسمه سعد بن أوس وقيل قيس بن عباية وقال بن يونس شهد فتح مصر وقال بن سعد مات في خلافة عمر وزعم بن الكلبي أنه شهد مع علي صفين وفي كتاب قيام الليل لمحمد بن نصر من طريق عبد الله بن محيريز عن أبي رفيع قال تذاكرنا الوتر فقال رجل من الأنصار يكنى أبا محمد من الصحابة أبو محمد طلحة بن عبيد الله التيمي وعبد الرحمن بن عوف الزهري وجبير بن مطعم وعبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه صاحب الأذان وعبد الله بن زيد بن عاصم راوي حديث الوضوء وعبد الله بن بحينة الأزدي وحاطب بن أبي بلتعة وثابت بن قيس بن شماس الأنصاري وكعب بن عجرة البلوي وحمزة بن عمرو الأسلمي وفضالة بن عبيد الأنصاري وحويطب بن عبد العزى القرشي وعبد الله بن أبي حدرد الأسلمي وعبد الرحمن بن يزيد بن حارثة وعبد الله بن مخرمة العامري والأشعث بن قيس الكندي ومحمود بن الربيع الأنصاري وعبد الله بن عمرو بن العاص في قول تقدموا كلهم في الأسماء أبو محرث اسمه خالد تقدم أبو مخارق والد قابوس ذكر في قابوس في القاف أبو مخشي الطائي حليف بني أسد كان من المهاجرين الأولين وممن شهد بدرا ويقال إن اسمه سويد بن مخشي ذكره بن سعد عن أبي حبيبة ويقال بن عدي ذكره عن أبي معشر ويقال زيد بن مخشي ويقال بن حمير أبو مخشي آخر فرق عبد الله بن محمد بن عمارة بينه وبين الذي قبله فقال في الأول اسمه زيد بن حمير شهد بدرا لا شك فيه وقال في الثاني اسمه سويد بن مخشي شهد أحدا ولم يشهد بدرا حكاه بن سعد وجزم بن سعد بأن زيد بن حمير يكنى أبا مخشي وقد تقدمت ترجمته في حرف القاف أبو مدينة الدارمي عبد الله بن محصن تقدم في الأسماء أبو مذكر الراقي له ذكر في حديث ضعيف أخرجه الترمذي الحكيم في نوادر الأصول في الأصل الثالث والثمانين من طريق العرزمي أحد الضعفاء عن أبي الزبير عن جابر قال كان بالمدينة رجل يكنى أبا مذكر يرقي من العقرب فينفع الله بذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا مذكر ما رقيتك هذه أعرضها علي فقال شجنة قرنية ملحة بحر قفطا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بأس بهذا وهذه مواثيق أخذها سليمان بن داود على الهوام قال الحكيم ذكر لنا أنها بلغة حمير ثم أسند من طريق مغيرة عن إبراهيم عن الأسود قال كلمات بالحميرية أبو مذكور الأنصاري ثبت ذكره في حديث بيع المدبر أخرجه مسلم من طريق أيوب عن أبي الزبير عن جابر وجاء في سائر الروايات غير مسمى أبو المرازم يعلى بن مرة الثقفي تقدم أبو مرازم آخر ذكره الدولابي في الكنى ولم يذكر له اسما أبو مراوح الليثي قال أبو داود له صحبة وذكره بن منده وعزاه لأبي داود وسماه (7/173)
<174> واقد بن أبي واقد وهو غير أبي مراوح الغفاري فيرد على المزي حيث قال في ترجمة الغفاري الليثي فجعلهما واحدا أبو مرثد الغنوي كناز بن الحصين ويقال حصين بن كناز وقيل اسمه أيمن قال البغوي كناز بن الحصين ويقال بن حصن والمشهور الأول وحكى بن أبي خيثمة عن أبيه وعن أحمد بن حنبل الثاني قال البغوي وفي كتاب بن إسحاق كناز بن حصن بن يربوع بن عمرو بن خرشة بن سعد بن طريف بن جلان بن غنم بن غني بن يعصر بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر أبو مرثد الغنوي سكن الشام وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وقال الزهري أبو مرثد وابنه مرثد حليفان لحمزة وحديثه عند مسلم والبغوي وغيرهما من طريق بشر بن عبيد الله عن واثلة بن الأسقع أنه سمعه يقول وهو في المقبرة سمعت أبا مرثد الغنوي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها أبو مرحب سويد بن قيس وأبو مرحب محمد بن صفوان تقدما أبو مرحب آخر تقدم في مرحب أبو مرة الطائفي ذكره مطين في الصحابة وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه مكحول قال البغوي سكن الطائف ثم أخرج هو وأحمد والنسائي من طريق سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي مرة الطائفي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قال الله يعجز بن آدم أن يصلي أول النهار أربع ركعات أكفه آخره قال البغوي لا أعلمه إلا من رواية سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قلت هذه رواية يحيى بن إسحاق عن سعيد عن مكحول عن كثير بن مرة عن نعيم بن همام وهو المحفوظ أخرجه النسائي أبو مرة بن عروة بن مسعود الثقفي قال أبو عمر له ولأبيه صحبة وقال أيضا ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال الواقدي خرج أبو مرة وأبو المليح ابنا عروة بن مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعلماه بقتل أبيهما وأسلما ولأبي مرة بنت اسمها ليلى تزوجها الحسن بن علي وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب وفيها يقول الحارث بخالد المخزومي أطافت بنا شمس النهار ومن رأى من الناس شمسا في المساء تطوف أبو أمها أوفى قريش بذمة وأعمامها إما سألت ثقيف أبو مرة غير منسوب ذكره الدولابي في الكنى من طريق أبي حمزة السكري عن جابر هو بن يزيد الجعفي أحد الضعفاء عن يزيد بن مرة عن جده قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحك وضع يده على فمه أبو مرة مولى العباس تقدم في أبي حلوة أبو مروان الأسلمي اسمه معتب بن عمرو وقيل سعد وقيل عبد الرحمن بن مصعب روى عن عمر وعلي وأبي ذر وأبي معتب بن عمر وكعب الأحبار وغيرهم وقيل إن له صحبة ذكره (7/174)
<175> في الصحابة وسماه معتب بن عمرو كما تقدم في حرف الميم وله قصة مع عمر قال بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن عيسى بن حفص عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه خرجنا مع عمر نستسقي فذكر بعضه أبو مريم الجهني عمرو بن مرة تقدم في الأسماء أبو مريم الجهني آخر ويحتمل أن يكون الأول ذكره الزبير بن بكار في أخبار المدينة من طريق خارجة بن رافع الجهني قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود رجلا من أصحابه من جهينة من بني الربعة يقال له أبو مريم فعاده بين منزل بني قيس العطار الذي فيه الأراكة وبين منزلهم الآخر الذي في دور الأنصار فصلى في ذلك المنزل فقال نفر من جهينة لأبي مريم لو لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته أن يخط لنا مسجدا فلحقه فقال ما لك يا أبا مريم قال لو خططت لقومي مسجدا قال فجاء فخط لهم مسجدهم في بني جهينة أبو مريم السلولي هو مالك بن ربيعة تقدم في الأسماء أبو مريم الكندي ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا وذكره بن السكن في الصحابة وقال أبو أحمد الحاكم له صحبة وحديثه في أهل الشام وليس هو الغساني ثم ساق من طريق إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن جحر بن مالك عن أبي مريم الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى بضب وهو يسير فوضعه على بسطة الرحل فنحزه بقضيب كان معه فتناول الضب القضيب بيده فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا إن هذا وأشباهه كانوا أمما من الأمم فعصوا الله فجعلهم خشاشا من خشاش الأرض إسناده ضعيف أبو مريم الغساني جد أبي بكر بن أبي مريم وقال بن السكوني أبو مريم الأزدي وأخرج هو وأبو أحمد الحاكم وابن منده من طريق بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنه ولدت لي الليلة جارية قال والليلة أنزلت علي سورة مريم فسمها مريم فكان يكنى أبا مريم أبو مريم الفلسطيني الأزدي ذكره الطبري وأخرج من طريق الوليد بن مسلم عن يزيد بن أبي مريم عن القاسم بن مخرمة عن أبي مريم الفلسطيني وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال البغوي أبو مريم سكن فلسطين وفد على النبي صلى الله عليه وسلم يقال له عمرو بن مرة الجهني وأخرج أبو داود في كتاب الخراج من السنن والترمذي من طريق يحيى بن حمزة عن يزيد بهذا الإسناد فقالا عن أبي مريم الأزدي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولي من أمور الناس شيئا فاحتجب عن خلتهم وحاجتهم احتجب الله عن خلته وحاجته وفاقته قال فجعل معاوية رجلا على الحوائج الناس وأخرجه البغوي من طريق الوليد بن مسلم عن يزيد وأخرج بن أبي عاصم وسمويه والطبراني في مسند الشاميين من طريق صدقة بن خالد عن يزيد عن رجل من أهل فلسطين يكنى أبا مريم وفي رواية الطبراني عن رجل من بني الأزد وترجم له بن أبي عاصم أبو مريم السكوني وأظن قوله السكوني وهما وذكر الترمذي عن البخاري أن صاحب هذا الحديث هو عمرو بن مرة الجهني (7/175)
<176> وأورد الترمذي من طريق علي بن الحكم عن الحسن قال قال عمرو بن مرة لمعاوية إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغلق بابه فذكر الحديث بنحوه وقال غريب ويروي من غير وجه عن عمرو بن مرة وذكر البخاري أنه عمرو بن مرة الجهني وكأنه سلف البغوي في ذلك وفيه نظر فإن سند الحديثين مختلف وكذا سياق المتن وقد جزم غير واحد بأنه غيره وقال بن عساكر أبو مريم الأزدي من الصحابة قدم دمشق على معاوية وروى حديثا واحدا وساقه من طريق محمد بن شعيب بن سابور عن أبي المعطل مولى بني كلاب وكان قد أدرك معاوية قال قدم رجل من الصحابة يقال له أبو مريم غازيا فذكر قصته مع معاوية وزاد فقال معاوية ادعوا لي سعدا يعني حاجبه فقال اللهم إني أخلع هذا من عنقي وأجعله في عنق سعد من جاء يستأذن علي فائذن له يقضي الله على لساني ما شاء وأخرجه في ترجمة أبي المعطل من طريق الطبراني في الأوسط عن إبراهيم بن دحيم عن أبيه عن محمد بن شعيب وقال في آخره كان أبو المعطل من الثقات قال بن عساكر فرق بن سميع بين أبي مريم هذا وبين عمرو بن مرة وأما قول بن أبي عاصم إنه سكوني فلا يثبت وأبو مريم السكوني آخر تابعي معروف يروي عن ثوبان وعنه عبادة بن نسي ذكره البخاري وغيره وهذا قد صرح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم أبو المساكين هو جعفر بن أبي طالب كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يلازمهم أبو مسعود البدري هو عقبة بن عمرو معروف باسمه وكنيته تقدم أبو مسعود بن مسعود الغفاري اسمه عبد الله وقيل عروة ولا يجيء في الرواية إلا غير مسمى يأتي في بن مسعود في المبهمات أبو مسلم أهبان بن صيفي الغفاري أبو مسلم إياس بن سلمة الأسلمي تقدما في الأسماء أبو مسلم الجليلي بالجيم ويقال الجلولي بالواو يأتي في القسم الثالث أبو مسلم الخزاعي ذكره الدولابي في الكنى وقال له صحبة أبو مسلم المرادي سكن مصر ذكره بن يونس في تاريخها وقال له صحبة وكان على شرطة مصر لعمرو بن العاص وقال البغوي وابن السكن له صحبة وأوردا من طريق سويد بن أبي حاتم عن عبد الله بن عياش عن عمرو بن يزيد عن أبي مسلم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال أحية والدتك فتبرها قال ليس لي والدة قال فأطعم الطعام وأطب الكلام قال البغوي لم يثبت أبو مصبح الهرمي مولى صفوان بن المعطل قال أبو علي الهجري في النوادر له صحبة أبو مصرف روى طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده مختلف في اسم جده قيل كعب وقيل عمرو ذكره البغوي في الكنى أبو مصعب الأسلمي تقدم في مصعب (7/176)
<177> أبو مطرف سليمان بن صرد الخزاعي تقدم أبو معاذ رفاعة بن رافع الأنصاري تقدم أبو معاوية الدئلي نوفل بن معاوية تقدم أبو معبد بن حزن بن أبي وهب المخزومي عم سعيد بن المسيب له ولأخيه المسيب صحبة وذكره الزبير بن بكار في كتاب النسب أبو معبد الخزاعي زوج أم معبد ذكره بن الأثير وقال تقدم في حبيش والذي تقدم في حبيش إنما وصف بأنه أخو أم معبد وأما زوجها فلم يسم وقد ترجم بن منده لمعبد بن أبي معبد ولم يسم أباه وأورد قصة أم معبد من روايته وأخرج البخاري في التاريخ وابن خزيمة في صحيحه والبغوي قصة أم معبد من طريق الحر بن الصباح النخعي عن أبي معبد الخزاعي قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن أريقط الليثي فمروا بخيمة أم معبد وفي آخره عند البغوي قال عبد الملك بلغني أن أم معبد هاجرت وأسلمت قال البخاري هذا مرسل وأبو معبد مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم أبو معتب بن عمرو الأسلمي والد أبي مروان المتقدم قريبا ذكره بن منده وقال ذكره أبو حاتم في الصحابة ولا يثبت ثم أورد من طريق بن إسحاق حدثني من لا أتهمه عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن أبي معتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أشرف على خيبر قال لأصحابه وأنا فيهم قفوا ندعو الله اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين وما أقللن ورب الشياطين وما أظللن الحديث وذكر الواقدي في الردة عن صدقة بن عتبة الأسلمي عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جده أبي معتب قال كنت فيمن صالح أهل البحرين فصالح الأشعث زياد بن لبيد على أن يؤمن سبعين رجلا منهم واختلف في ضبطه فقيل بالمهملة والمثناة الثقيلة وآخره موحدة وقيل بالمعجمة المكسورة وآخره مثلثة وبالأول جزم بن عبد البر تبعا للواقدي وبالثاني بن ماكولا تبعا للطبري أبو معدان جد خالد بن معدان ذكره الدولابي في الكنى وذكره غيره في المبهمات أبو معقل الأسدي ويقال الأنصاري اسمه الهيثم كما تقدم التنبيه عليه في حرف الهاء ويقال إنه أنصاري حالف بني أسد ويقال بل هو أسدي حالف الأنصار وهو الهيثم بن نهيك بن إساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة ويقال إنه شهد أحدا ويقال إنه مات في حجة الوداع قال بن منده له صحبة روى حديثه الأعمش عن عمارة بن عمير وجامع بن شداد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عنه أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أم معقل جعلت عليه حجة الحديث هذه رواية النسائي وأخرجه أبو داود من طريق الأعمش وزاد محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوة أحد رواة السنن عن النسائي قال أبو معقل اسمه الهيثم وأخرجه بن منده من طريق أبي عوانة عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال أخبرني رسول مروان الذي أرسله إلى أم معقل قال تهيأ أبو معقل حاجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أم معقل قد علمت أن علي حجة وأن لأبي (7/177)
<178> معقل بكرا قال أبو معقل صدقت جعلته في سبيل الله قال فلتحج عليه فإنه في سبيل الله فأعطاها البكر فقالت يا رسول الله إني قد كبرت وسقمت فهل من عمل يجزي عني من حجتي قال عمرة في رمضان تعدل حجة وأخرجه بن منده عاليا من رواية محاضر بن الموزع عن الأعمش فقال فيه جاء معقل أو أبو معقل وأخرجه النسائي من طريق الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن امرأة من بني أسد يقال لها أم معقل به وأخرج الترمذي حديث عمرة في رمضان تعدل حجة من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود عن بن أبي معقل عن أم معقل وأخرجه بن ماجة من طريق أبي شيبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن أبي معقل وأبو شيبة ضعيف لكن تابعه شريك عن أبي إسحاق أخرجه بن السكن من طريقه وأبو نعيم من طريق مطين عن شيخ له عن شريك قال بن منده ورواية إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود عن أبي معقل عن أم معقل ورواه غيره عن أبي إسحاق عن عيسى بن معقل عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن جدته أم معقل ورواه موسى بن عقبة عن عيسى بن معقل عن جدته ولم يذكر يوسف ورواه مسلم بن خالد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أم معقل ورواه إبراهيم بن محمد عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن الحارث بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه عن أم معقل وله طريق أخرى من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن معقل عن أمه تقدمت في ترجمة معقل بن أم معقل في أسماء الرجال أبو معقل غير منسوب ذكر إبراهيم بن عبد الله الخزاعي في الكنى أنه هو الذي روى حديث النهى عن استقبال القبلتين حكى ذلك الحاكم أبو أحمد والحديث المذكور عند أبي داود وغيره من حديث معقل بن أبي معقل وقد تقدم بيانه في الأسماء هل هو ولد أبي معقل الذي ذكره قبله أو آخره أبو معقل بن نهيك بن إساف الأنصاري تقدم ذكره في ترجمة ابنه عبد الله بن أبي معقل وقال أبو عمر يقال أنه أبو معقل الأسدي الذي روى حديث عمرة في رمضان يعني الذي يسمى الهيثم وغاير غيره بينهما أبو معلق الأنصاري استدركه أبو موسى وأخرج من طريق بن الكلبي عن الحسن عن أبي بن كعب أن رجلا كان يكنى أبا معلق الأنصاري خرج في سفرة من أسفاره فذكر قصة له مع اللص الذي أراد قتله قال أبو موسى أوردته بتمامه في كتاب الوظائف قلت ورويناه في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا قال حدثنا عيسى بن عبد الله النهمي أخبرني فهر بن زياد الأسدي عن موسى بن وردان عن الكلبي وليس بصاحب التفسير عن الحسن عن أنس بن مالك قال كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى أبا معلق وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره وكان له نسك وورع فخرج مرة فلقيه لص متقنع في السلاح فقال ضع متاعك فإني قاتلك قال شأنك بالمال قال لست أريد إلا دمك قال فذرني أصل قال صل ما بدا لك فتوضأ ثم صلى فكان من دعائه يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعالا لما يريد أسألك بعزتك التي لا ترام وملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص يا مغيث أغثني قالها ثلاثا فإذا هو بفارس بيده حربة رافعها بين أذنى فرسه فطعن اللص فقتله ثم أقبل (7/178)
<179> على التاجر فقال من أنت فقد أغاثني الله بك قال إني ملك من أهل السماء الرابعة لما دعوت سمعت لأبواب السماء قعقعة ثم دعوت ثانيا فسمعت لأهل السماء ضجة ثم دعوت ثالثا فقيل دعاء مكروب فسألت الله أن يوليني قتله ثم قال أبشر وأعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب أبو المعلى بن لوذان الأنصاري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوما فقال إن رجلا خيره الله الحديث أخرجه الترمذي وأحمد وأبو يعلى والبغوي من طريق أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن بن أبي المعلى رجل من الأنصار قال أبو عمر لا يعرف اسمه عند أكثر العلماء وقيل اسمه زيد بن المعلى وقال البغوي سكن الكوفة وأخرجه أحمد وأبو يعلى في مسند أبي سعيد المعلى وذكر بن عساكر أنه خطأ قلت واختلف فيه على عبد الملك فرواه عبيد الله بن عمرو عنه عن أبي المعلى عن أبيه وهذا عكس ما رواه أبو عوانة أخرجه الطبراني وقال غيرهما عن عبد الملك عن بن المعلى عن أبيه وهذا كرواية أبي عوانة لكنه سقطت منه أداة الكنية والله أعلم أبو المعلى السلمي يقال هو جد أبي الأسد السلمي له حديث في الأضحية ذكره أبو موسى عن الحسن بن أحمد السمرقندي أبو معمر غير منسوب ذكره بن منده وأورد من طريق المعلى الواسطي عن عبد الحميد بن جعفر عن أبي جعفر عن أبي معمر قال كنا نسمر عند آل محمد قال وهذا إسناد مجهول قلت وليس فيه ما يدل على الصحبة أبو معن هو يزيد بن الأخنس السلمي تقدم أبو معن آخر قال مسلم له صحبة وأخرجه مطين في الصحابة وأخرج له من طريق أبي حمزة السكري عن عاصم بن كليب حدثنا سهيل بن ذراع أنه سمع أبا معن يقول تكلم متكلم منا فأبلغ فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن من البيان لسحرا وأخرجه بن شاهين من طريق أبي عوانة عن عاصم بن كليب حدثني سهيل بن ذراع سمعت أبا معن يزيد بن معن أو معن بن يزيد يقول فذكره أبو مغيث الجهني استدركه أبو موسى وقال ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة ثم ساق من طريقه عن جنادة عن يحيى بن العلاء عن معمر عن عثمان بن واقد عن مغيث الجهني عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البر زيادة في العمر وفي سنده غير واحد من الضعفاء أبو مغيث الأسلمي تقدم أبو مكرم الأسلمي هو نيار بن مكرم ذكره أبو موسى ولعله كان في الرواية عن بن مكرم فتحرفت فصارت عن أبي مكرم أبو مكعت بضم ثم سكون ثم مهملة مكسورة ثم مثناة الأسدي الفقعسي تقدم ذكره (7/179)
<180> مع حضرمي بن عامر وتقدم أن اسمه عرفطة بن نضلة وقيل اسمه الحارث بن عمرو بن الأشتر بن ثعلبة بن حجوان بن فقعس حكاه بن ماكولا وضبطه بن ماكولا تبعا للدارقطني بضم الميم وإسكان الكاف ثم المهملة ثم مثناة وذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة وأسند بن منده من طريق المفضل الضبي عن جدته أم أبيه امرأة من بني أسد عن أبي مكعت الأسدي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته يقول أبو مكعت صادقا عليك السلام أبا القاسم سلام الإله وريحانه وروح المصلين والصائم فقال صلى الله عليه وسلم يا أبا مكعت عليك السلام تحية الموتى وأورد بن قانع من طريق سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت حدثنا أبي قال قدم وفد بني أسد على النبي صلى الله عليه وسلم فيهم عرفطة بن نضلة أخو خالد بن نضلة ويكنى أبا مكعت فلما وقف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر البيتين لكن قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك السلام وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه فقال أبو مصعب ثم قال صحف فيه المتأخر يعني بن منده فقال أبو مكعت قلت أبو نعيم لا يزال ينسب بن منده إلى الغلط فيصيب في ذلك تارة ويخطيء تارة ولو سلم من التحامل عليه لكان غالب ما يتعقبه به صوابا وليست له موافقة في هذا أبو مكنف بكسر أوله وفتح النون اسمه عبد رضا تقدم وأنه شهد فتح مصر أبو ملقام هو التلب العنبري تقدم أبو المليح بن عروة بن مسعود بن معتب الثقفي قال بن حبان له صحبة وذكر بن إسحاق أنه قدم بعد قتل أبيه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له وال من شئت قال أتولى الله ورسوله الحديث وتقدم شيء من ذلك في ترجمة قارب في القاف من الأسماء ومليح مصغرا أبو المليح الهدادي بالتخفيف ذكره بن منده وأورد له من طريق الوليد بن يزيد الهدادي عن أبي عبد الدائم عن أبي المليح الهدادي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انقطع شسعه فمشى في نعل واحدة وأخرجه أبو مسلم الكجي وأبو أحمد الحاكم من طريق الوليد بن يزيد لكن لم يقع عندهما الهدادي ويحتمل أن يكون الهدادي تصحيفا وإنما هو الهذلي وأبو المليح هو بن أسامة الهذلي تابعي لأبيه صحبة فالله أعلم أبو المليح الهذلي جرى ذكره في قصة المرأتين اللتين ضربت إحداهما الأخرى فأسقطت الحديث والمرأتان كانتا تحت حمل بن النابغة الهذلي أخرجه بن منده من طريق الحسن بن عمارة عن الحكم بن عيينة عن أبي المليح الهذلي قال أتى المغيرة بن شعبة في امرأة ضربت جنينا فقال أبو المليح ضربت امرأة منا امرأة فأتى وليا النبي صلى الله عليه وسلم فقال فيه غرة الحديث وأبو المليح هذا ممن حضر القصة وليس هو أبو المليح بن أسامة التابعي المشهور وقد ظنهما بن الأثير واحدا فأورد في هذه الترجمة حديث شعبة عن يزيد الرشك عن أبي المليح عن النبي صلى الله عليه وسلم في جلود (7/180)
<181> السباع وأخرجه الترمذي هكذا مرسلا من طريق شعبة ثم قال وقد روى عنه عن أبي مليح عن أبيه وهو أصح واختصره بن الأثير فقال روى عنه الحكم والصواب عنه عن أبيه وأبو المليح تابعي قلت بل الصواب ما قدمت أنهما اثنان أبو مليكة الذماري قال أبو عمر قيل له صحبة وذكره البخاري في الكنى وأورد له من طريق راشد بن سعد عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يستكمل العبد الإيمان كله حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه حكاه الحاكم أبو أحمد في الكنى وقال روى عنه ابنه أيضا أبو مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي تقدم في الأسماء أبو مليكة الكندي ويقال البلوي ذكره بن منده ونقل عن أبي سعيد بن يونس أن له صحبة وللمصريين عنه حديثان أو ثلاثة وقاله أبو عبد الله محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين نزلوا مصر منها ما أخرجه من طريق علي بن رباح عنه أنه قال لأبي راشد الذي كان بفلسطين كيف بك يا أبا راشد إذا وليك ولاة إن عصيتهم دخلت النار وإن أطعتهم دخلت النار أبو مليكة عبد الله الأنصاري الخزرجي له ذكر في قصة أولاد أبيرق في نزول قوله تعالى ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرمي به بريئا فقد احتمل بهتانا الآية وأخرجه المستغفري من طريق بن جريج فذكر القصة وفيها فرمى بالدرع في دار أبي مليكة الخزرجي أبو مليك سليك بن الأغر مذكور في الصحابة كذا ذكره بن عبد البر مختصرا وأنا أخشى أن يكون هو الذي بعده وقع فيه تصحيف وتحريف وجوز بن فتحون أن يكون هو الذي بعده أبو مليل بلامين بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد الأنصاري ذكره بن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا وزعم بن الكلبي أنه ممن قال يوم الخندق إن بيوتنا عورة وذكره أبو عمر أيضا وقال بن فتحون إنهما واحد أبو المنتفق عبد الله بن المنتفق العامري تقدم أبو المنتفق ويقال بن المنتفق أخرج الطبراني من طريق عبد الله بن عون عن محمد بن جحادة عن زميل له عن أبيه وكان يكنى أبا المنتفق قال أتيت مكة فسألت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا بعرفة فأتيته فذهبت أدنو منه فقلت نبئني بما ينجيني من عذاب الله ويدخلني الجنة فقال اعبد الله لا تشرك به شيئا الحديث وفيه فانظر ما تحب الناس أن يأتوه إليك فافعله بهم قال الطبراني اضطرب بن عون في إسناده ولم يضبطه عن محمد بن جحادة وضبطه همام ثم أخرجه من طريق همام عن محمد بن جحادة عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه قال قدمت الكوفة ودخلت المسجد فإذا رجل من قيس يقال له بن المنتفق فسمعته يقول وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبته بمكة فقيل لي هو بمنى الحديث أبو المنذر يزيد بن عامر بن حديدة الأنصاري ثم السلمي بفتحتين تقدم في الأسماء أبو المنذر الجهني ذكره بن منده وأخرج من طريق عبد الرحمن بن محمد العرزمي عن (7/181)
<182> أبيه عن بن أبي المجالد عن زيد بن وهب عن أبي المنذر الجهني قال قلت يا نبي الله علمني أفضل الكلام قال قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير إليه المصير وهو على كل شيء قدير مائة مرة كل يوم فأنت أفضل الناس عملا الحديث وفيه ولا تنسين الاستغفار في صلاتك فإنها ممحاة للخطايا أبو المنذر غير منسوب ذكره مطين في الصحابة وأخرج عن محمد بن حرب الواسطي عن حماد بن خالد عن هشام بن سعد عن يزيد بن ثعلب عن أبي المنذر أن النبي صلى الله عليه وسلم حثى في قبره ثلاث حثيات وأخرجه الطبراني مطولا عن عمرو بن أبي الطاهر بن السرح عن أبيه عن عبد الله بن نافع عن هشام بن سعد أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن فلانا هلك فصل عليه فقال عمر إنه فاجر فلا تصل عليه فقال الرجل يا رسول الله أرأيت الليلة التي صبحت فيها في الحرس فإنه كان فيهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اتبعته حتى إذا جاء قبره قعد حتى إذا فرغ منه حثى عليه ثلاث حثيات وقال يثني عليه الناس شرا وأثني عليه خيرا فقال عمر وما ذاك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعنا عنك يا عمر من جاهد في سبيل الله وجبت له الجنة قال أبو موسى في الذيل تقدم هذا المتن من حديث أبي عطية قلت وحديث أبي المنذر أخرجه أبو داود في كتاب المراسيل عن أحمد بن منيع عن حماد بن خالد كرواية بن نافع ولم يذكره أبو أحمد في الكنى وأما حديث أبي عطية فقد تقدم كما قال أبو موسى في ترجمته وذكره الحاكم أبو أحمد وقال أخلق بهذا أن يكون صحابيا لكن مخرج الحديثين مختلف وإن تقاربا في سياق المتن أبو منصور الفارسي ذكره الدولابي في الصحابة وذكره الحسن بن سفيان في مسنده من طريق الليث عن دويد بن نافع قلت لأبي منصور يا أبا منصور لولا حدة فيك قال ما يسرني بحدتي كذا وكذا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحدة تعتري خيار أمتي وأخرجه الحسن بن سفيان أيضا عن أبي الربيع الزهراني عن عبد الرحمن بن أبان عن الليث عن دويد عن أبي منصور وكانت له صحبة وكذا أخرجه البغوي عن زياد بن أيوب عن عبد الرحمن وقال لا أعلم لأبي منصور غير هذا وهو ممن سكن مصر وقال البخاري حديثه مرسل وقال أبو عمر يقال إن حديثه مرسل وليست له صحبة قال ورواه يونس بن محمد بن علي بن غراب وغير واحد عن الليث لم يقل أحد منهم وكانت له صحبة إلا عبد الرحمن بن أبان قلت سيأتي له ذكر في حرف الياء الأخيرة في ترجمة يزيد بن أبي منصور أبو منظور غير منسوب جاء ذكره في خبر واه أورده أبو موسى من طريق أبي حذيفة عبد الله بن حبيب الهذلي عن أبي عبد الله السلمي عن أبي منظور قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم أظنه خيبر أصاب حمارا أسود فكلمه فتكلم فقال ما اسمك قال يزيد بن شهاب فذكر الحديث بطوله وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه يعفورا قال أبو موسى بعد تخريجه هذا حديث منكر جدا إسنادا ومتنا لا أحل لأحد أن يرويه عني إلا مع كلامي عليه وهو في كتاب تركة النبي صلى الله عليه وسلم تخريج أبي طاهر المخلص أبو منفعة بالفاء الحنفي تقدم في حرف الكاف فيمن اسمه كليب وقال البغوي أبو منفعة من بني حنيفة سكن البصرة وأورد حديثه من طريق الحارث بن مرة عن كليب بن منفعة قال أتى جدي (7/182)
<183> النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية له عن الحارث عن كليب عن جده قال قلت يا رسول الله من أبر الحديث أبو منقعة بالقاف الأنماري ذكره أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في كتاب الصحابة الذين نزلوا حمص فقال وممن نزلها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو منقعة الأنماري قال أبو عمر اسمه نصر بن الحارث كذا قال وإنما قال بن عيسى إن اسمه بكر وكذا قال الدارقطني وغيره وتقدم في الموحدة وزعم بن الأثير أنه الذي قبله وليس كما قال أبو المنهال غير منسوب ذكره أبو بشر الدولابي في الصحابة ولم يخرج له شيئا أبو المنيب الكلبي ذكره البخاري في الكنى وأخرج له من طريق بقية بن الوليد عن مسلمة بن زياد قالت رأيت أربعة نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم روح بن يسار وأبو منيب الكلبي يلبسون العمائم ويرخون من خلفهم وثيابهم إلى الكعبين وأخرجه بن منده من طريق بقية قال حدثني مسلمة بن زياد أبو المهاجر غير منسوب ذكره الدولابي في الكنى وأورد من طريق عيينة بن سعيد عن مهاجر بن المنيب عن أبيه أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أدخل في صلاتي فلا أدري انصرفت عن شفع أو عن وتر أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس مشهور بكنيته واسمه جميعا لكن كنيته أكثر تقدم أبو موسى الأنصاري ذكره بن منده وأخرج من طريق الدارمي عن محمد بن يزيد البزار عن السري بن عبد الله السلمي عن حاتم بن ربيعة وعبد الله بن عبد الله هو أبو أوس كلاهما عن نافع بن سهيل بن مالك حدثنا أبو موسى الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من خيار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال إنا لقاعدون عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن رحى الإيمان دائرة فدوروا مع رحى القرآن حيث دار الحديث قال عبيد الله بن واصل الراوي له عن الدارمي ذكرته لمحمد بن إسماعيل البخاري فأنكره ولم يعرف أبا موسى الأنصاري ولا حاتم بن ربيعة قلت وقد أخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن محمد بن يزيد لكن قال عن جابر بن ربيعة عن أبي أنس وقال بدل نافع بن سهيل محمد بن نافع بن عبد الحارث فالله أعلم وذكر بن منده أن محمد بن إسماعيل الجعفري رواه عن محمد بن جعفر عن مالك عن عمه أبي سهيل قال حدثنا أنس بن مالك قال فيحتمل أن يكون بعض الرواة كني أنس بن مالك أبا موسى بابنه موسى قلت ورواية أبي نعيم تدفع هذا الاحتمال وفي السند إلى مالك من لا يوثق به أبو موسى الحكمي ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا وأبو نعيم في الصحابة وقال ذكره البخاري في الكنى ولا أدري له صحبة وأخرج بن منده من طريق الحسن بن حبيب عن ندبة عن الحجاج بن فرافصة عن عمرو بن أبي سفيان قال كنا عند مروان فجاءه أبو موسى الحكمي فقال له هل كان للقدر ذكر في (7/183)
<184> عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال هذه الأمة متمسكة بما هي فيه ما لم تكذب بالقدر وصنيع أبي أحمد يدل على أنه عنده تابعي فإنه ذكره فيمن لا يعرف اسمه بعد ذكر تابعي من التابعين أبو موسى الغافقي مالك بن عبادة ويقال مالك بن عبد الله ذكره بن أبي عاصم وغيره في الصحابة وأخرجوا من طريق عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون أنه حدثه أن وداعة الحميري حدثه أنه كان يجتنب مالك بن عبادة الغافقي وعقبة بن عامر يقص فقال مالك بن عبادة إن صاحبكم هذا غافل أو هالك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا في حجة الوداع فقال عليكم بالقرآن من افترى علي فليتبوأ مقعده من النار والسياق للحاكم أبي أحمد وأخرجه أحمد من طريق الليث عن عمرو عن يحيى بن ميمون أن أبا موسى الغافقي سمع عقبة بن عامر يحدث على المنبر أحاديث فقال عن أبي موسى الغافقي إن صاحبكم لحافظ أو هالك فذكر الحديث وذكره محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذي نزلوا مصر وتقدم له حديث في مالك بن عبد الله المعافري أبو المؤمل ذكره محمد بن عبد الواحد السفاقسي المعروف بابن البنين شارح البخاري في كتاب المكاتبة فقال قيل أول من كوتب في الإسلام أبو المؤمل فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعينوا أبا المؤمل فأعين فقضى كتابته وفضلت عنده فضله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنفقها في سبيل الله أبو مويهبه ويقال أبو موهبه وأبو مهوبه وهو قول الواقدي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البلاذري كان من مولدي مزينه وشهد غزوه المريسيع وكان ممن يقود لعائشه جملها روى عنه عبد الله بن عمرو بن العاص وهو من أقرانه وأخرج حديثه أحمد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه والدارمي وخليفة بن خياط عن سليمان كلاهما عن محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن عمرو بن ربيعه العقيلي وفي روايه الدارمي حدثنا عبد الله بن عمر بن على بن عدى عن عبيد بن حنين وفى روايه الدارمي أيضا عن عبيد مولى أبي الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أهبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا مويهبه إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فخرجت فذكر حديثا طويلا وفيه فلما أصبح بدا به وجعه الذي قبضه الله فيه صلى الله عليه وسلم وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق فقال عن عبد الله بن عمر بن حفص عن عبيد بن حنين به وقوله بن عمر بن حفص وهم قال أبو نعيم رواه عامه أصحاب بن إسحاق هكذا وخالفهم محمد بن مسلمه فقال عن بن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو فكأن لابن إسحاق فيه شيخين إن كان محفوظا وأخرجه الحاكم في المستدرك من رواية يونس بن بكير فقال عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن ربيعة فكأنه نسبه لجده الأعلى عن عبيد بن أبي الحكم كذا فيه والصواب عن عبيد مولى أبي الحكم كما تقدم وأخرجه أحمد أيضا من طريق أبي يعلى بن عطاء عن عبيد بن حنين عن أبي مويهبة نفسه ليس بينهما عبد الله (7/184)
<185> بن عمرو وقد سمعناه في الحلية من طريق سموية عن شيخ له عن محمد بن مسلمة قلت والعقيلي منسوب إلى العقيلات وهم بطن من بني عبد شمس قال البغوي وقع في رواية بعضهم في هذا السند عن عبيد بن حنين بمهملة ونونين وبه جزم بن عبد البر وهو تصحيف وإنما هو عبيد بن جبير بجيم وموحدة ونبه على ذلك بن فتحون وهو عقيلي عبشمي القسم الثاني أبو محمد عبد الله بن ثعلبة وعبد الله بن عامر بن ربيعة وعبد الله بن نوفل بن الحارث بن هشام وعبد الرحمن بن عبد القارىء وعبيد الله مصغرا بن العباس بن عبد المطلب تقدموا في الأسماء أبو مراوح الغفاري مولاهم يقال اسمه سعد ذكر أبو أحمد الحاكم أنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وروى عن أبي ذر وأبي واقد الليثي وحمزة بن عمرو الأسلمي روى عنه عروة وزيد بن أسلم وروى عنه عمران بن أبي أنس ومنهم من أدخل بينهما سليمان بن يسار قال العجلي مدني تابعي ثقة وقد تقدم في القسم الأول ما جاء في أبي مراوح الليثي القسم الثالث أبو محرز البكري ذكره البخاري في مفاريد الكنى وقال أدرك الجاهلية وروى عنه ابنه عبد الله أبو محمد الفقعسي الراجز أنشد له الزبير بن بكار شعرا قاله لما هزم خالد بن الوليد بني أسد بالبطاح مع طليحة بن خويلد في الردة يقول فيه سبقنا إليه يوم بويع خالد وجفر البطاح فوق أرجائه الدم خططنا بأطراف الرماح ركيها وأرجاءها والماء حال مسدم أبو مخشي النميري استدركه بن فتحون وقال ذكر وثيمة في الردة ما يدل على أن له إدراكا فأخرج من طريق المضارب بن عبد الله قال كان أبو مخشي النميري مع أبي عبيدة بن الجراح بالشام ففقده أصحابه أياما يسألون عنه ولا يخبرون وكان شجاعا ويذكرون من فضله فبينما هم جلوس قد يئسوا منه وظنوا أنه قد اغتيل إذ طلع عليهم ومعه ورقتان لم ير الناس مثلهما ولا أعرض ولا أطول ولا أطيب ريحا ولا أشد خضرة ولا أبهى منظرا فسألوه فأخبرهم أنه سقط في جب وأنه مشى فيه فانتهى إلى روضة لم ير قط أحسن منها فأقام فيها أياما إذ أتاه آت فأخرجه منها قال وكنت قد قطعت هاتين الورقتين من سدرة جلست تحتها فبعثه أبو عبيدة إلى عمر فسأل كعبا فقال نجد في الكتب أن رجلا من هذه الأمة يدخل الجنة في الدنيا بعد فتح الروم قال بن فتحون ذكر هذه القصة غير واحد لم يقل إنه أبو (7/185)
<186> مخشي إلا وثيمة قلت أبو مرثد الخولاني له إدراك ذكر أبو إسماعيل الأزدي عن الصعب بن زهير عن المهاجر بن صيفي عن راشد بن عبد الرحمن عنه أنه رأى رؤيا فيها بشرى للمسلمين وهو باليرموك أبو مريم زر بن حبيش الأزدي تقدم في الأسماء أبو مريم الحنفي اليمامي ذكره الدولابي في الصحابة وقيل اسمه إياس بن صبيح وكان من أصحاب مسيلمة الكذاب فأسلم وولي بعد ذلك قضاء البصرة وذكر عمر بن شبة أن فتح رامهرمز كان على يديه وقد تقدم في الأسماء أبو مريم الخصي له إدراك ذكره بن مندة وأخرج من طريق الأوزاعي عن سليمان بن موسى قال قلت لطاوس إن أبا مريم الخصي أخبرني وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحلني على غير خصي أبو مريم الكندي اسمه عبيد له إدراك وصلى مع عمر ببيت المقدس فأخرج بن مندة من طريق عثمان بن عطاء الخراساني عن زياد بن أبي سودة عن أبي مريم قال دخلت مع عمر بن الخطاب محراب داود فقرأ سورة ص وسجد وأخرجه سيف في الفتوح عن الربيع بن النعمان عن أبي مريم مولى سلامة قال شهدت إيلياء مع عمر فمضى حتى دخل المسجد فانتهى إلى محراب داود فقرأ سجدة ص فسجد وسجدنا معه وقال البخاري أبو مريم روى عن عمر روى عنه زياد بن أبي سودة حديثه في الشاميين أبو مسافع غير منسوب أدرك الجاهلية وغزا في خلافة عمر أورده الحاكم أبو أحمد وساق من طريق أبي إسحاق عن أبي الصلت وأبي مسافع قالا بعث إلينا عمر بن الخطاب ونحن بنهاوند أن أقيموا الصلاة لوقتها وإذا لقيتم العدو فلا تفروا وإذا غنمتم فلا تغلوا أبو مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب وسمى بن السكن أباه مسلما تقدم في الأسماء أبو مسلم الجليلي بالجيم ويقال الجلولي قال بن عساكر والأول أصح أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم وأسلم في عهد معاوية وقيل في عهد أبي بكر وقيل في عهد عمر قال البخاري كان مثل كعب الأحبار وكان يكنى أبا السموأل فأسلم في عهد أبي بكر فكناه أبا مسلم قال البخاري ويروى عن أذرع الخولاني أنه أسلم بعد أبي بكر وأخرج البغوي من طريق أبي قلابة أن أبا مسلم الجليلي أسلم في عهد معاوية فقال له أبو مسلم الخولاني ما منعك أن تسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وبذلك ذكره بن مندة فقال أسلم في عهد معاوية وأخرج عبد بن حميد في تفسيره وتمام في فوائده من طريق صالح المزي عن أبي عبد الله الشامي عن مكحول عن أبي مسلم الخولاني أنه لقي أبا مسلم الجلولي وكان مترهبا فنزل عن صومعته في عهد عمر بن الخطاب فأسلم فقال له ما أنزلك من صومعتك تركت الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عهد أبي بكر فما حملك على الإسلام اليوم قال يا أبا مسلم إني قرأت في كتاب الله أن هذه الأمة تصنف يوم القيامة على ثلاثة أصناف صنف يدخلون الجنة بغير حساب وصنف يحاسبهم الله حسابا يسيرا وصنف يؤخذ بهم ما شاء الله ثم يتجاوز الله عنهم (7/186)
<187> فنظرت فإذا الصنف الأول قد مضى فرجوت أن أكون من الثاني وألا يخطئني الثالث فأسلمت وصالح ضعيف وقد أخرجه بن عساكر من وجه آخر عن سعيد الجريري عن عقبة بن وساج قال كان لأبي مسلم الخولاني جار يهودي يكنى أبا مسلم فكان يقول له أسلم تسلم فيقول إني على دين فمر به فرآه يصلي فسأله فقال قرأت في التوراة التي لم تبدل أن هذه الأمة فذكر نحوه وقال في الصنف الثالث أوزارهم على ظهورهم فتقول الملائكة هؤلاء عبادك كانوا يوحدونك فيقول خذوا أوزارهم فضعوها على المشركين فيدخلون الجنة وقال بن السكن أدرك الجاهلية وقال بعضهم له صحبة ثم أخرج من طريق معاوية بن يحيى الصدفي عن يحيى بن جابر عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي مسلم الجليلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذراري المشركين تحت عرش الرحمن بأسمائهم ما تبلغ ثلاث عشرة قلت وهذا مرسل لأن الذين صرحوا بإسلامه بعد النبي صلى الله عليه وسلم أتقن وأحفظ وهذا لم يصرح بسماعه قال بن سميع كان قد بعث كعبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يدركه وقال العجلي شامي تابعي ثقة أبو مشجعة بن ربعي الجهني له إدراك وشهد خطبة عمر بالجابية وحدث بها عنه مطولة أخرجها بن عساكر من طريق محمد بن سليمان بن عطاء عن أبيه عن مسلم بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة وأخرج أبو زرعة الدمشقي عن يحيى بن صالح عن سليمان بن عطاء عن مسلم عن عمه قال عدنا مع عثمان مريضا فذكر حديثا وله رواية أيضا عن أبي الدرداء وسلمان وغيرهم وما عرفت له راويا غير بن أخيه والراوي عنه سليمان ضعيف أبو معبد الجهني عبد الله بن عكيم تقدم في الأسماء أبو مفرز التميمي له إدراك ذكره سيف بن عمر في الفتوح في قصة وفاة أبي ذر عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن كعب فقال في آخر القصة إن عدة الذين حضروا وفاة أبي ذر مع بن مسعود ثلاثة عشر نفسا منهم أبو مفرز التميمي وذكره سيف أيضا في قصة الذين شربوا الخمر في عهد عمر فحدهم قال وقال أبو مفرز في ذلك صبرنا وكان الصبر منا سجية ليالي ظفرنا بالقرى والمعاصر ولم يستفه فيما هنا جبلة كما سفهت بالشام خل العشائر أبو المقشعر بضم الميم وسكون القاف وفتح المعجمة وكسر المهملة وتشديد الراء أبو المهلب الجرمي عم أبي قلابة له إدراك ذكره بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة وقال كان ثقة قليل الحديث وله رواية عن عمر قال واختلف في اسمه فقيل عمرو بن معاوية بن زيد وجزم بذلك بن حبان في الثقات وقيل معاوية بن عمرو بن زيد وصححه بن عبد البر وقيل عبد الرحمن بن عمرو وقيل بن معاوية وقيل اسمه النضر وروى أيضا عن أبي بن كعب وعثمان وغيرهما روى عنه محمد بن سيرين وغيره (7/187)
<188> أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل تقدم في الأسماء القسم الرابع أبو مالك الغفاري تابعي معروف اسمه غزوان أرسل حديثا فذكره العسكري في الصحابة وأخرج من طريق حصير بن عبد الرحمن عن أبي مالك الغفاري قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة فكان يجاء بسبعة معه فلم يزل كذلك حتى صلى على جماعتهم استدركه بن الأثير على من تقدمه ولم يتفطن لعلته وأما الذهبي فقال لعله تابعي أرسل أبو مالك الدمشقي قال الحاكم أبو أحمد قال البخاري حديثه مرسل وكذا قال العسكري وقال بن مندة ذكر في الصحابة ولا يثبت روى معاوية بن صالح عن عبد الله بن دينار عنه وذكره أبو عمر لكنه قال النخعي وقال إنه تابعي أرسل قيل إن له صحبة والصحيح أن حديثه مرسل ولا صحبة له روى معاوية بن صالح عن عبد الله بن دينار عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسخط لأبويه والذي يؤم قوما وهم له كارهون والمرأة تصلي بغير خمار لا تقبل لهم صلاة قلت وقد تقدم أبو مالك النخعي في القسم الأول وأن بن السكن ذكره وأخرج له حديثا وأنه صرح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم فذهل أبو عمر عنه واقتصر على ذكر هذا أو ظنهما واحدا وهو بعيد لكن يظهر أنه آخر والله سبحانه وتعالى أعلم أبو مبتذر يأتي في الذي بعده أبو المبتذل استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة على جده وتبعه أبو موسى وأورد من طريق أحمد بن سليمان عن رشدين بن سعد عن يحيى بن عبد الله المعافري عن أبي المبتذل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يكون بإفريقية فذكر الحديث في القول إذا أصبح رضيت بالله ربا قال أبو موسى رواه أحمد بن الطيب عن رشدين فقال أبو المبتذر أو المبتذل وقال يحيى بن غيلان عن المبتذر أو المبتذل وأورده أبو عبد الله بن مندة في الأسماء قلت وهو كما قال ورواية أحمد بن سليمان تصحيف وقد رأيته بخط الحافظ إبراهيم الصريفيني مضبوطا الذي آخره لام بفتح المثناة الفوقانية ثم الموحدة وتشديد المعجمة المكسورة وأما رواية أحمد الطيب فبسكون الموحدة وتخفيف المعجمة وبدل اللام راء أو بالنون بدل الموحدة وأما رواية يحيى فكرواية الطيب الأولى أو بالنون والتصغير والصواب من الجميع أنه اسمه بغير أداة كنية وأنه بالتصغير كما تقدم في أواخر حرف النون من الأسماء أبو المتوكل صحابي له قصة ذكرها أبو جعفر النحاس وتبعه المهدوي وغيره فقال القرطبي في تفسيره سورة الحشر من تفسيره وذكر المهدوي عن أبي هريرة أن قوله تعالى ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة نزلت ثابت بن قيس رجل من الأنصار يقال له أبو المتوكل نزل به ثابت فلم يكن عند أبي المتوكل إلا قوته وقوة صبيانه فقال لامراته أطفئي السراج ونومي الصبية (7/188)
<189> وقدم ما كان عنده إلى ضيفه قال وذكر النحاس عن أبي هريرة قال نزل برجل من الأنصار يقال له أبو المتوكل ثابت بن قيس ضعيف ولم يكن عنده شيء فذكر نحوه وقال بن عساكر في الذيل على التعريف للسهيلي قيل إن هذه الآية نزلت في أبي المتوكل الناجي نزل على ثابت بن قيس حكاه المهدوي قال وقيل إن فاعلها ثابت بن قيس حكاه يحيى بن سلام انتهى وكل ذلك خبط يؤذن بضعف معرفتهم بالرجال فأبو المتوكل الناجي تابعي من وسط التابعين حديثه عن أبي سعيد ونحوه مخرج في الكتب الستة ولم يدرك أكابر الصحابة فضلا عن أن يكون له صحبة وراوي القصة لا هو الضيف ولا المضيف فإنهما صحابيان وقد ورد ذلك واضحا فيما أخرجه عبد الله بن المبارك في البر والصلة وفي كتاب الزهد وأخرجه بن أبي الدنيا في كتاب قرى الضيف من طريقه قال عن إسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل الناجي أن رجلا من المسلمين نزل بالنبي صلى الله عليه وسلم فلبث ثلاثة أيام لم يأكل ففطن له ثابت بن قيس فذكر القصة فتبين أن أبا المتوكل راوي الحديث وقد أرسله وأن الضيف لا يعرف اسمه وأن المضيف ثابت بن قيس وكنيته أبو محمد لا أبو المتوكل والله المستعان أبو محرز بن زاهر ذكره أبو عمر مختصرا ولا أعرف له خبرا ولم أدر لا له أثرا قلت وهو خطأ نشأ عن تصحيف وإنما هو أبو مجزأة زاهر وهو الأسلمي وكذا ترجم له الدولابي فقال أبو مجزأة زاهر الأسلمي فتصحف على بن عبد البر ولم يعرف من حاله شيئا فقال ما قال أبو محمد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه مرسل روى عنه شعيب قال أبو أحمد الحاكم ذكره البخاري في الكنى أبو مخارق روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه الأعمش ذكر في الصحابة ولا يصح وذكره البخاري وقال حديثه مرسل قلت لعله والد قابوس أبو مرحب مجهول كذا ذكره الذهبي في الكنى وهو أحد الرجلين أبو مسعود بن عمرو بن ثعلبة ذكره أبو بكر بن علي وتبعه أبو موسى في الذيل فوهم في استدراكه فإنه أبو مسعود البدري المقدم ذكره واسمه عقبة بن عمرو أبو مسلم الأشعري ذكره بن مندة وأورد من طريق عثمان بن أبي العاتكة أحد الضعفاء عن معاوية بن حاتم الطائي عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مسلم الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون قوم يستحلون الخمر باسم يسمونها بغير اسمها الحديث قال وكذا قال ورواه غيره عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري قلت وهو الصواب أخطأ فيه عثمان وساقه أبو نعيم على الصواب من طريق معاوية بن صالح عن حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري فظهر أن عثمان خبط في سنده أيضا وأن قوله معاوية بن حاتم غلط وإنما هو معاوية عن حاتم معاوية هو بن حريث والله أعلم أبو مصعب الأسدي تقدم في أبي مكعت أبو مصعب الأنصاري آخر تابعي أرسل حديثا ذكره أبو نعيم في الصحابة وقال (7/189)
<190> مختلف فيه فأورد من طريق عبد الحميد بن جعفر سمعت أبا مصعب يقول اطلبوا الخير عند حسان الوجوه أبو معن صاحب الإسكندرية تابعي أرسل حديثا ذكره المستغفري في الصحابة وتبعه أبو موسى من طريق سعيد بن العلاء حدثني الحسين بن إدريس شيخ طالوت بن عباد حدثنا العباس بن طلحة القرشي حدثنا أبو معن صاحب الإسكندرية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمال البر كلها مع الجهاد في سبيل الله كبصقة في بحر جرار وبهذا الإسناد كل نعيم مسئول عنه إلا النعيم في سبيل الله قال المستغفري مع براءتي إلى الله من عهدة إسناده وهذا الرجل اسمه عبد الواحد بن أبي موسى ذكره بن يونس في تاريخ مصر وقال إنه أدرك عمر بن عبد العزيز روى عنه الليث بن سعد وغيره وذكر أبو أحمد الحاكم في الكنى أنه روى عن عبد الله بن عمر أبو معمر الأشج ذكر في التجريد وقال ورد أنه صحابي وذلك إفك قلت ورد ذلك في بعض طرق حديث أبي الدنيا الأشج أبو ملحة بكسر أوله وسكون اللام بعدها مهملة ذكره أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الفقيه الشافعي صاحب التهذيب في الفقه وشرح السنة في الحديث والمعالم في التفسير والمصابيح في المتون فقال في المصابيح عن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا الحديث رواه زيد بن ملحة عن أبيه عن جده وقال في شرح السنة له ويروى عن زيد بن ملحة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وهو وهم نشأ عن سقط من السند لم يتيقظ له وذلك أن الحديث في الترمذي من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة عن أبيه عن جده فكأن النسخة التي وقعت عند البغوي من الترمذي كان فيها عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن زيد بن ملحة عن أبيه عن جده وهو تصحيف وإنما هو بن زيد فزيد هو والد عوف وعوف والد عمرو وعمرو هو جد كثير وصحابي الحديث هو عمرو بن عوف وهو مشهور في الصحابة وترجمة كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف في سنن أبي داود وجامع الترمذي وغيرهما وملحة المذكور يقال فيه مليحة بالتصغير وهو بن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أوس بن طابخة وقد أخرج البخاري في تاريخه عن إسماعيل بن أبي أويس بهذا السند حديثا وبين فيه أن الصحابي هو عمرو بن عوف قال عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عمرو بن عوف قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث أبو المنذر تقدم أبو المهلب ذكره مطين وغيره في الصحابة وهو خطأ نشأ عن تحريف وإنما هو أبو المطلب بتشديد الطاء وتخفيف اللام المكسورة فأخرج أبو نعيم من طريقه عن ضرار بن صرد عن بن أبي فديك عن عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده في القول لأبي بكر وعمر إنهما السمع والبصر قال كذا في كتابي والصواب عبد العزيز بن المطلب ولعله كان يكنى أبا المهلب وهو تصحيف انتهى والثاني هو المجزوم به وقد تقدم الحديث بعينه في ترجمة عبد الله بن حنطب من رواية (7/190)
<191> قتيبة عن بن أبي فديك وذكرت هناك الاختلاف في سنده وفي صحبة عبد الله وفي نسب عبد العزيز وسبق أنه المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب وأن الصحبة للمطلب الأعلى أبو ميسرة مولى العباس بن عبد المطلب ذكره المستغفري في الصحابة وتبعه أبو موسى وأورد من طريق محمد بن أحمد بن سعيد البزار الطوسي المعروف بأبي كساء عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان عن عبيدة بن أبي قرة عن الليث بن سعد عن أبي قبيل عن أبي ميسرة مولى العباس بن عبد المطلب قال بت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عباس انظر هل ترى في السماء شيئا قلت نعم أرى الثريا قال أما إنه يملك هذه الأمة بعددها من صلبك قلت وهذا الحديث معروف بعبيد بن أبي قرة تفرد بروايته عن الليث وسقط من السند العباس بن عبد المطلب فصار ظاهره أن الصحابي هو أبو ميسرة وليس كذلك فقد أخرجه أحمد في مسنده عن عبيد بن أبي قرة وكذلك أخرجه أبو حاتم الرازي عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان شيخ أبي كساء عن عبيد وأخرجه البخاري في الكنى عن عبد الله بن محمد الجعفي والحاكم أبو أحمد من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري والحاكم في المستدرك من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي وابن أبي داود من طريق حجاج بن الشاعر كلهم عن عبيد قال بن أبي حاتم عن أبيه لم يرو هذا الحديث عن الليث الا عبيد بن أبي قرة وكان احمد يضن به قال وكان أبي يستحسن هذا الحديث ويسر به حيث وجده عند يحيى القطان وقال بن أبي داود سمع أحمد بن أبي صالح هذا الحديث من أبي عن حجاج واتفقت هذه الطرق كلها في سياق السند على أنه عن أبي ميسرة عن العباس بن عبد المطلب فظهر أن الصواب إثباته وقد ذكرت حال عبيد بن أبي قرة في لسان الميزان وقد ذكر أحمد بن حنبل في العلل حديثا من طريق زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة حديثا فظن بعضهم أنه صاحب الترجمة وليس كذلك وإنما هو عمرو بن شرحبيل الماضي في الثالث وهو مرسل أيضا والله أعلم حرف النون القسم الأول أبو نافع اسمه كيسان بن عبد الله بن طارق أبو نافع اسمه طارق بن علقمة تقدما أبو نائلة الأنصاري اسمه سلكان بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي أخو سلمة بن سلامة بن وقش وقيل اسمه سعد وقيل سعد أخوه وقيل سلكان لقب واسمه سعد وهو مشهور بكنيته ثبت ذكره في الصحيح في قصة قتل كعب بن الأشرف وشهد (7/191)
<192> أحدا وغيرها وكان شاعرا ومن الرماة المذكورين وأخرج السراج في تاريخه من طريق عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن جبر عن أبيه عن جده قال كان كعب بن الأشرف اليهودي يقول الشعر ويخذل عن النبي صلى الله عليه وسلم ويخرج في الناس وفي قبائل العرب من غطفان في ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لي بابن الأشرف فقال محمد بن مسلمة الحارثي يا رسول الله أتحب أن أقتله فصمت فحدث محمد بن سعد بن عبادة فقال امض على بركة الله تعالى واذهب معك بابن أخي الحارث بن أوس بن معاذ وأبي عبس بن جبر وعباد بن بشر وأبي نائلة سلكان بن وقش الأشهلي قال فلقيتهم فذكرت ذلك لهم فأجابوني إلا سلكان بن وقش فقال لا أحب أنا أفعل ذلك حتى أشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكر ذلك له فقال له امض مع أصحابك قال فخرجنا اليه فساق القصة في قتله وأنشد عباد بن بشر في ذلك صرخت له فلم يعرض لصوتي وأوفى طالعا من فوق خدر فعدت له فقال من المنادي فقلت أخوك عباد بن بشر وهذي درعنا رهنا فخذها لشهر إن وفت أو نصف شهر فأقبل نحونا يسعى سريعا وقال لنا لقد جئتم لأمر فشد بسيفه صلتا عليه فقطره أبو عبس بن جبر وكان الله سادسنا فأبنا بأنعم نعمة وأعز نصر وجاء برأسه نفر كرام هم ناهيك من صدق وبر أورده الحاكم عن السراج عن محمد بن عباد عن محمد بن طلحة عن عبد المجيد وقال رواه إبراهيم بن المنذر عن محمد بن طلحة فقال عن عبد المجيد عن محمد بن أبي عبس عن أبيه عن جده قال والأول هو الصواب أبو نبقة بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي من مسلمة الفتح قال أبو عمر ذكره بعضهم في الصحابة وهو عندي مجهول كذا قال وقد ذكره الطبري وذكر بن إسحاق ان النبي صلى الله عليه وسلم أطعمه من خيبر خمسين وسقا ذكر ذلك المستغفري بسنده الى بن إسحاق وتبعه أبو موسى في الذيل وقد ذكره أعلم الناس بنسب قريش الزبير بن بكار قال ولد علقمة بن المطلب أبا نبقة واسمه عبد الله وأمه أم عمرو الخزاعية وكان له من الولد العلاء وهذيم قتلا باليمامة ولا عقب لهما وذكر أبو الوليد الفرضي أن من ولده محمد بن العلاء بن الحسين بن أبي نبقة النبقي المكي قال بن الأثير فكل هذا يدل على أن الرجل ليس بمجهول في نفسه ولا نسبه أبو النجم غير منسوب ذكره أبو نعيم قال ذكره الحسين بن سفيان حديثه عند بن لهيعة عن كعب بن علقمة أنه سمع أبا النجم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في بني أمية رجل أخنس واستدركه أبو موسى بهذا أبو نجيح عمرو بن عبسة السلمي تقدم في الأسماء (7/192)
<193> أبو نجيح العبسي أورده بن منده قلت ذكره البخاري في الكنى المجردة وأفرده عن عمرو بن عبسة لكنه قال العبسي بمهملة ثم موحدة وقال روى ربيعة بن لقيط عن رجل عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حكاه الحاكم أبو أحمد وأشار إلى أنه عمرو بن عبسة وسأوضحه في القسم الرابع أبو نجيح السلمي روى حديثه بن جريج عن ميمون عن أبي المغلس عنه قاله أبو نعيم ثم ساق من طريق عبد الرزاق عن بن جريج أخبرني أبو المغلس أن أبا نجيح أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان موسرا فلم ينكح فليس مني ومن طريق محمد بن ثابت العقدي عن هارون بن رئاب عن أبي نجيح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مسكين مسكين رجل ليست له امرأة الحديث قال بن الأثير وهو عمرو بن عنبسة فإنه سلمي وحديثه في النكاح مشهور وقال الذهبي بل هو العرباض بن سارية قلت وجزم به الحاكم أبو أحمد وجزم البغوي بأنه ليس سلميا وقال يشك في صحبته أبو نجيح العرباض بن سارية السلمي أخرج البخاري بسند شامي عن العرباض بن سارية قال لولا أن يقول الناس فعل أبي نجيح لألحقت مالي سبله أبو نجيح والد عبد الله اسمه يسار أبو نجيد بجيم مصغرا هو عمران بن حصين تقدما أبو نحيلة بمهملة مصغرا كذا عند الدارقطني وغيره ورايته في نسخة معتمدة من الكنى لأبي أحمد بفتح أوله والمعجمة وذكره عبد الغني بالتصغير والحاء المهملة وبالمهملة جزم إبراهيم الحربي وزاد هو رجل صالح من بجيلة حكاه الدارقطني عن يحيى بن معين وعن علي بن المديني أن سفيان بن عيينة قال إن أبا نخيلة له صحبة قال وهو بالخاء المعجمة البجلي ذكره الطبراني وغيره وقال بن المديني والبخاري وأبو أحمد الحاكم له صحبة روى حديثه الثوري عن منصور عن أبي وائل عن أبي نخيلة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه رمى بسهم فقيل له انتزعه فقال اللهم أنقص من الوجع ولا تنقص من الأجر وقيل له ادع الله فقال اللهم اجعلني من المقربين واجعل أمي من الحور العين ووقع لنا بعلو عند بن منده لكن قال في أوله خرج غازيا فرمى بحجر فقال اللهم أنقص من الوجع والباقي سواء ونقل أبو عمر عن علي بن المديني أنه قال قيل فيه أبو نخيلة يعني بالمعجمة والمعروف بالمهملة قال وله رواية عن جرير البجلي قلت هي عند البخاري في الأدب المفرد والنسائي وغيرهما وقال أبو حاتم الرازي ليست له صحبة أبو نخيلة اللهبي بمعجمة مصغرا ذكره بن منده وأخرج له من طريق سليمان بن داود المكي من أهل تبالة قال حدثنا محمد بن عثمان الطائفي الثقفي حدثني عبد الله بن عقيل بن يزيد بن راشد عن أبيه قال خرجنا الى المسلم بن حذيفة العامري فأخبرنا أن أبا رهيمة السمعي وأبا نخيلة اللهبي قالا أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبر من العقيق فكتب لنا كتابا وقال فيه من وجد شيئا فهو له والخمس من الركاز والزكاة من كل أربعين دينارا دينار قال سليمان يعني من وجد شيئا من المعادن فليس فيه زكاة حتى يبلغ أربعين دينارا في رواته من لا يعرف إلا أنه من رواية أبي حاتم الرازي عن سليمان واللهبي رأيته مجودا (7/193)
<194> عند الصريفيني بكسر اللام وسكون الهاء أبو نضرة أحد الذين شهدوا فتح خيبرا جرى له ذكر هناك ولا أعرفه إلا بذاك قاله أبو عمر قال بن الأثير قد ذكر بن هشام فيمن قطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر أبا نضرة بالضاد المعجمة وآخره هاء فلا أعلم أهو ذا أم لا وقال بن فتحون في أوهام الاستيعاب أراه هو أبو نضرة بالضاد المعجمة في الذي قبله أبو نضير قيل هي كنية عبد الله بن عمرو بن العاص حكاه الحاكم أبو أحمد وأورد بسند صحيح الى أبي عبد الرحمن الحبلي يقول سألت عبد الله بن عمرو وقيل له يا أبا نضير أبو نضير بفتح أوله وكسر الضاد المعجمة بن التيهان الأنصاري الأوسي أخو أبي الهيثم ذكر أبو عمر عن الطبري أنه شهد أحدا أبو النعمان بشير بن سعد الأنصاري تقدم في الأسماء أبو النعمان الأزدي جد الطبراني وهو جد أيوب بن النعمان ويقال أيوب بن العلاء تقدم في حرف العين فيمن كنيته أبو العلاء ذكره أبو موسى عن الطبراني وقرأت بخط أبي إسحاق الصريفيني قال روى علي بن حرب عن أبي معاوية حدثنا أبو عرفجة القابسي عن أبي النعمان الأزدي أن رجلا خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أصدقها قال ما عندي شيء قال أما تحسن سورة من القرآن فأصدقها السورة ولا تكون لأحد بعدك مهرا ثم رأيته في كتاب أبي علي بن السكن ساقه بسنده الى يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن أبي معاوية وقال هذه الزيادة لا تحفظ إلا في هذه الرواية أبو النعمان آخر غير منسوب ذكره مطين ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة وأخرجه أبو نعيم عنهما وتبعه أبو موسى وحديثه في مسند يحيى بن عبد الحميد عن قيس بن الربيع عن جابر هو الجعفي عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص عن أبي النعمان أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على امرأة نفساء وابنها من الزنا وقد نسبه بن الكلبي أنصاريا فقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على امرأة ماتت في نفاسها وابنها معها وقال لم يروه غير جابر بن يزيد الجعفي وليس يثبت أبو النعمان بن أبي النعمان عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري ذكره البغوي في الكنى وذكر له الحديث الآتي في ترجمة معبد بن هوذة ولم ينبه على أن اسمه معبد أبو نعيم محمود بن الربيع الأنصاري ذكره أبو أحمد الحاكم وتقدم أبو نمر الكناني جد شريك بن عبد الله بن أبي نمر ذكره بن سعد في مسلمة واستدركه الذهبي قلت وذكره أبو علي بن السكن في الصحابة وأغفله بن عبد البر وابن فتحون مع استمدادهما كثيرا من كتاب بن السكن وأورد بن السكن من طريق محمد بن طلحة التيمي حدثني عبد الحكم بن سفيان بن أبي نمر عن عمه عن أبيه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغزاه ومعه عائشة فمر بجانب العقيق فقال يا عائشة هذا المنزل لولا كثرة الهوام قال بن السكن عبد الحكم هذا هو بن أخي شريك بن أبي نمر وقرأت في أخبار المدينة لعمر بن شبة أن أبا نمر بن عويف من بني الحارث بن عبد مناة (7/194)
<195> بن كنانة قدم المدينة فنزل على بني ليث بن بكر فاختط داره في بني أخرم بن ليث فعرفت بدار أبي نمر أبو نملة الأنصاري اسمه عمار بن معاذ بن زرارة بن عمرو بن غنم بن عدي بن الحارث بن مرة بن ظفر الأنصاري الظفري شهد بدرا مع أبيه وشهد أحدا وما بعدها وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان وقتل له ابنان يوم الحرة عبد الله ومحمد حديثه عند بن شهاب في أهل الكتاب من رواية نملة بن أبي نملة عن أبيه ذكره هكذا بن عبد البر وسبقه الى أكثره أبو علي بن السكن وأبو أحمد الحاكم وزاد وله أخ يكنى أبا ذر أمهما أم زرارة بنت الحارث وقال أبو بشر الدولابي إنه عمارة بن معاذ وقال بن البرقي هو معاذ بن زرارة قال بن منده أبو نملة الأنصاري له صحبة ثم ساق حديثه عاليا من رواية معمر ويونس كلاهما عن الزهري بن أبي نملة عن أبيه انهم بينا هم جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ مرت جنازة فقال له رجل من اليهود هل تكلم هذه الجنازة يا محمد قال لا أدري قال فإنها تتكلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وأخرجه بن السكن والحارث بن أبي أسامة من طريق يونس وزاد في آخره وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فإن يك حقا فلم تكذبوهم وإن كان باطلا لم تصدقوهم وأخرج حديثه أبو داود وقال البغوي أبو نملة سكن المدينة وساق حديثه ووجدت لنملة بن أبي نملة عن أبيه حديثا أخرجه بن سعد وأبو نعيم في الدلائل من طريق محمد بن صالح عن عاصم بن عمرو بن قتادة عن نملة بن أبي نملة عن أبيه قال كانت يهود بني قريظة يدرسون ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبهم ويعلمونه الولدان بصفته واسمه ومهاجرته إلينا فلما ظهر حسدوا وبغوا وقالوا ليس به أبو نملة آخر ذكره الدولابي وقال هو غير الأنصاري أبو نهيك الأنصاري الأشهلي ذكره أبو عمر فقال لا أعرف له خبرا ولا رواية إلا أنه بعثه أبو بكر الصديق إلى خالد بن الوليد مع سلمة بن سلامة بن وقش يأمره أن يقتل من بني حنيفة كل من أنبت فوجداه قد صالح مجاعة بن مرارة أبو نيزر بكسر أوله وسكون التحتانية المثناة وفتح الزاي المنقوطة بعدها مهملة ذكره الذهبي مستدركا وقال يقال إنه ولد النجاشي جاء وأسلم وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم في مؤنته قلت وقرأت قصته في كتاب الكامل لأبي العباس المبرد وهي في ربعه الأخير قال حدثنا أبو محلم محمد بن هشام بإسناد ذكره أن أبا نيزر كان من أبناء بعض ملوك الأعاجم فرغب في الإسلام صغيرا فأسلم عند النبي صلى الله عليه وسلم فكان معه في مؤنته ثم كان مع فاطمة ثم مع ولدها وكان يقوم بضيعتي علي اللتين في البقيع تسمى إحداهما البغيبغة والأخرى عين أبي نيزر فذكر أن عليا أتاه فأطعمه طعاما فيه قرع صنعه له بإهالة فأكل وشرب من الماء فذكر قصة أنه كتب بتحبيس الضيعتين فذكر صفة شرطه ومنه أنه وقفهما على فقراء المدينة وابن السبيل إلا أن يحتاج الحسن أو الحسين فهما طلق وفي آخر الخبر إن الحسين احتاج لأجل دين عليه فبلغ ذلك معاوية فدفع له في عين أبي نيزر مائة ألف فأبى أن يبيعها (7/195)
<196> وأمضى وقفها القسم الثاني لم يذكر فيه أحد من الرجال القسم الثالث أبو نجيح المكي والد عبد الله بن أبي نجيح اسمه يسار تقدم أبو النعمان حجر بن عمرو أبو النعمان غير منسوب له إدراك قال ثور عن خالد بن معدان إن أبا النعمان حدثه قال حججت في ولاية فذكر قصة ذكره البخاري وتبعه أبو أحمد الحاكم أبو نخيلة بخاء معجمة مصغرا العكلي له إدراك ذكره الآمدي في الشعراء وأنشد له هجاء في سجاح التي ادعت أنها نبيه ثم خدعها مسيلمة الكذاب فتزوجها وسلمت له الأمر أبو نمر بن عويف ذكر في أبي نمر جد شريك بن عبد الله بن أبي نمر القسم الرابع أبو نجيح العبسي ذكره أبو عمر فقال له حديث واحد في النكاح من رواية يزيد بن أبي حبيب عن حبيب بن لقيط عنه ذكره البخاري في الكنى المجردة وهو عندهم عمرو بن عبسة قلت اختصره من كلام الحاكم أبي أحمد دون قوله حديث واحد في النكاح ولكن لفظه أبو نجيح العبسي عن النبي صلى الله عليه وسلم روى ربيعة بن لقيط عن رجل عن أبي نجيح ثم أسند الى محمد بن إسماعيل يعني البخاري أنه ذكره هكذا في الكنى المجردة قال أبو أحمد وهي كنية عمرو بن عبسة كما أخرجه بالإسناد الى يزيد بن أبي حبيب وكان قد أخرج في ترجمة عمرو بن عبسة من طريق بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب حدثني ربيعة بن لقيط عن رجل من قيس يقال له أبو نجيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما ألا أخبركم بخير القبائل قلنا بلى يا رسول الله قال السكون سكون كندة الحديث قال بن لهيعة فحدثت به ثور بن يزيد قال أبو نجيح هو عمرو بن عبسة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الذي جزم به أبو أحمد محتمل ويحتمل أيضا أن يكون غيره إذ لا يلزم من كونه من رواية يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط أن يكون أبو نجيح العبسي هو عمرو بن عبسة وقد صرح في الحديث الذي ساقه أنه رجل من قيس وكذا ترجم له بن منده فقال أبو نجيح القيسي روى حديثه ربيعة بن لقيط عن رجل عنه ولا يثبت وعلى أبي عمر اعتراض في قوله له حديث واحد في النكاح من (7/196)
<197> رواية يزيد عن ربيعة فإن الحديث الذي ورد عن أبي نجيح في النكاح ليس من رواة يزيد عن ربيعة كما قدمته في القسم الأول وقدمت أن أبا احمد الحاكم قال إنه العرباض بن سارية وهو محتمل كما أن هذا يحتمل أيضا أن يكون غير عمرو بن عبسة ولكن شهادة ثور أنه هو تقتضي المصير اليه واستشكل بن الأثير قوله العبسي لأن عمرو بن عبسة سلمي وصوب قول بن منده أنه قيسي لأن سليما من قيس وهو كذلك لكن يحتمل أن الراوي نسبه الى والده عبسة ويكون أبو نصر الهلالي أرسل شيئا روى عنه قتادة عند النسائي وقد أرسل شيئا ذكره بعضهم في الصحابة وقال بن منده لا يعرف اسمه قلت وأظن أنه حميد بن هلال أبو النضر السلمي روى حديثه المعافى بن عمران الظهري عن مالك بن أنس فقال في حديثه عن أبي النضر والصواب بن النضر هكذا في الموطأ أورده بن منده هكذا وتبعه أبو نعيم وقال بن الأثير قد رواه بن أبي عاصم عن يعقوب بن حميد عن عبد الله بن نافع عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبي النضر فيمن مات له ثلاثة من الولد يعني فلم يتفرد المعافى انتهى وأبو النضر هذا هو حرف الهاء القسم الأول أبو هارون كلاب بن أمية الليثي تقدم في الأسماء أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي يكنى أبا سفيان العبشمي أخو أبي حذيفة بن عتبة لأبيه وأخو مصعب بن عمير العبدري لأمه أمهما خناس بنت مالك العامري من قريش اختلف في اسمه فقيل مهشم وقيل خالد وبه جزم النسائي وقيل اسمه كنيته وبه جزم محمد بن عثمان بن أبي شيبة وقيل هشيم وقيل هشام وقيل شيبة قال بن السكن أسلم يوم فتح مكة ونزل الشام الى أن مات في خلافة عثمان قال بن منده روى عنه أبو هريرة وسمرة بن سهم وأبو وائل وقال بن منده الصحيح أن أبا وائل روى عن سمرة عنه قلت وروى حديثه الترمذي وغيره بسند صحيح من طريق منصور الأعمش عن أبي وائل قال جاء معاوية الى أبي هاشم بن عتبة وهو مريض يعوده فقال يا خال ما يبكيك أوجع يشئزك أو حرص على الدنيا قال لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد الي عهدا لم آخذ به قال أما يكفيك من الدنيا خادم ومركب في سبيل الله فأجدني قد جمعت وأخرجه البغوي وابن السكن من طريق مغيرة عن أبي وائل عن سمرة بن سهم رجل من قومه قال نزلت على أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة فأتاه معاوية يعوده فبكى أبو هاشم فذكره وزاد بعد قوله على الدنيا فقد ذهب صفوها وقال فيه عهدا وددت أني كنت تبعته قال إنك لعلك أن تدرك أموالا تقسم بين أقوام وإنما يكفيك فذكره (7/197)
<198> وقد روى أبو هريرة عن أبي هاشم هذا حديثا أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي والبغوي والحاكم أبو أحمد من طريق كهيل بن حرملة قال قدم أبو هريرة دمشق فنزل على أبي كلثوم الدوسي فأتيناه فتذاكرنا الصلاة الوسطي فاختلفنا فيها فقال أبو هريرة اختلفنا فيها كما اختلفتم ونحن بفناء بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفينا الرجل الصالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة فقام فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان جريئا عليه ثم خرج إلينا فأخبرنا أنها العصر وذكر أبو الحصين الرازي أن داره كانت من سوق النحاسين الى سوق الحدادين وقال بن سعد أسلم في الفتح وخرج الى الشام فلم يزل بها حتى مات وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق بن إسحاق قال صالح أبو هاشم بن عتبة من أهل أنطاكية في مقبره مصربن وغيرهما في سنة إحدى وعشرين وقال بن البرقي ذهبت عينه يوم اليرموك ومات في زمن معاوية وذكر خليفة أن معاوية استعمله على الجزيرة وقال أبو زرعة الدمشقي عن أبي مسهر قديم الموت وقد تقدم له ذكر في ترجمة أبي عبد الله صحابي غير منسوب أبو هالة التميمي هو النباش بن زرارة ذكره أبو أحمد في الكنى عن يحيى بن معين أبو هانئ جد عبد الرحمن بن أبي مالك ذكره أبو عمر فقال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه ودعا له بالبركة وأنزله على يزيد بن أبي سفيان روى حديثه عبد الرحمن بن أبي مالك عن أبيه عن جده أبي هانئ أبو هبيرة عائذ بن عمرو المزني ممن بايع تحت الشجرة تقدم في الأسماء كناه علي بن المديني وأسند ذلك أبو أحمد الحاكم عنه أبو هبيرة بن الحارث بن علقمة بن عمرو بن كعب بن مالك بن مبذول الأنصاري الخزرجي النجاري ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد وقد تقدم ذكره في حرف الألف لأن الواقدي وغيره قالوا فيه أبو أسيرة وقال أبو عمر أبو هبيرة اسمه كينته وهو أخو أبي أسيرة كذا قال أبو هبيرة الأنصاري غير منسوب أورده أبو يعلى في مسنده من طريق مخرمة بن بكير عن أبيه عن سعيد بن نافع قال رآني أبو هبيرة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي الضحى حين طلعت الشمس فعاب علي ذلك ونهاني ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تصلوا حتى ترتفع الشمس فإنها تطلع بين قرني شيطان خلطه بن الأثير بالذي قبله ثم قال سعيد تابعي لم يدرك من يقتل بأحد فإن كان غيره وإلا فهو منقطع انتهى وكيف يحتمل أن يكون منقطعا وهو يصرح بأنه رآه فتعين الاحتمال الأول أبو هدم الحضرمي أخو العلاء ذكره الدارقطني كذا في التجريد أبو هدمة الأنصاري ذكره أبو موسى في الذيل فقال ذكره المستغفري وقال روى عنه ابنه محمد من حديث بن أخي الزهري عن عمه ووقع عندنا من حديث أبي حاتم الرازي قال المستغفري قاله لي البردعي أبو هذيل غير منسوب ذكره أبو موسى أيضا وقال ذكره أبو بكر بن أبي علي (7/198)
<199> وساق من طريق أبي الأشعث عن عبد الله بن خداش عن أوسط عن أبي الهذيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأكل الرجل من أضحيته أبو هراسة هو قيس بن عاصم ذكره البغوي عن بن أبي خيثمة عن بن معين أبو هريرة بن عامر بن عبد ذي الشري بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب الدوسي هكذا سماه ونسبه بن الكلبي ومن تبعه كأبي وقواه أبو أحمد الدمياطي وقال بن إسحاق كان وسيطا في دوس وأخرج الدولابي من طريق بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال اسم أبي هريرة عبد نهم بن عامر وهو دوسي حليف لأبي بكر الصديق وخالف بن البرقي في نسبه فقال هو بن عامر بن عبد شمس بن عبد الساطع بن قيس بن مالك بن ذي الأسلم بن الأحمس بن معاوية بن المسلم بن الحارث بن دهمان بن سليم بن فهم بن عامر بن دوس قال ويقال هو بن عتبة بن عمرو بن عيسى بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن عمرو بن فهم بن دوس وقال أبو علي بن السكن اختلف في اسمه فقال أهل النسب اسمه عمير بن عامر وقال بن إسحاق قال لي بعض أصحابنا عن أبي هريرة كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن وكنيت أبا هريرة لأني وجدت هرة فحملتها في كمي فقيل لي أبو هريرة وهكذا أخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق يونس بن بكير عن بن إسحاق وأخرجه بن منده من هذا الوجه مطولا وأخرج الترمذي بسند حسن عن عبيد الله بن أبي رافع قال قلت لأبي هريرة لم كنيت بأبي هريرة قال كنت أرعى غنم أهلي وكانت لي هرة صغيرة فكنت أضعها بالليل في شجرة وإذا كان النهار ذهبت بها معي فلعبت بها فكنوني أبا هريرة انتهى وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا هر وأخرج البغوي من طريق إبراهيم بن الفضل المخزومي وهو ضعيف قال كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس وكنيته أبو الأسود فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وكناه أبا هريرة وأخرج بن خزيمة بسند قوي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عبد شمس من الأزد ثم من دوس وأخرج الدولابي بسند حسن عن أسامة بن زيد الليثي عن عبيد الله بن أبي رافع والمقبري قالا كان اسم أبي هريرة عبد شمس بن عامر بن عبد الشري والشري اسم صنم لدوس فلما أسلم سمي بعبد الله بن عامر وقال عبد الله بن إدريس عن شعبة كان اسم أبي هريرة عبد شمس وكذا قال يحيى بن معين وأحمد بن صالح المصري وهارون بن حاتم وكذا قال أبو زرعة عن أبي مسهر وقال أبو نعيم الفضل بن دكين مثله وزاد ويقال عبد عمرو وقال مرة أخرى أبو هريرة سكين ويقال عامر بن عبد غنم وكذا قال إسماعيل بن أبي أويس وجدت في كتاب أبي كان اسم أبي هريرة عبد شمس واسمه في الإسلام عبد الله وعن أبي نمير مثله وذكر الترمذي عن البخاري مثله وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه أبو هريرة عبد شمس ويقال عبد نهم ويقال عبد غنم ويقال سكين ويقال عبد الله بن عامر أخرجه البغوي عن صالح وكذا قال الأحوص بن المفضل العلائي عن أبيه وكذا حكاه يعقوب بن سفيان في تاريخه وذكر بن أبي شيبة مثله وزاد ويقال عبد الرحمن بن صخر وذكر البغوي (7/199)
<200> عن عبد الله بن أحمد قال سمعت شيخا لنا كبيرا يقول اسم أبي هريرة سكين بن دومة وهذا حكاه الحسن بن سفيان بسنده عن أبي عمر الضرير وزاد ويقال عبد عمرو بن غنم وقال عمرو بن علي الفلاس عن سفيان بن حسين عن الزهري عن المحرر بن أبي هريرة كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم أخرجه أسلم بن سهل في تاريخه وأخرجه البغوي عن المقدمي عن عمه سفيان ولفظه كان اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن غنم كذا في رواية عيسى بن علي عن البغوي وأخرجه بن أبي الدنيا من طريق المقدمي مثل ما قال عمرو بن علي وكذا هو في الذهليات عن عمر بن بكار عن عمرو بن علي المقدسي وقال بن خزيمة قال الذهلي هذا أوضح الروايات عندنا على القلب قال بن خزيمة وإسناد محمد بن عمرو عن أبي سلمة أحسن من سفيان بن حسين عن الزهري عن المحرر إلا أن يكون كان له اسمان قبل إسلامه وأما بعد إسلامه فلا أحسب اسمه استمر قلت أنكر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم غير اسمه فسماه عبد الرحمن كما نقل أحمد بن حنبل عن أبي عبيدة الحداد وأخرج أبو محمد بن زيد عن الأصمعي أن اسمه عبد عمرو بن عبد غنم ويقال عمرو بن عبد غنم وجزم بالأول النسائي وقال البغوي حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة واسمه عبد الرحمن بن صخر قلت وأبو إسماعيل صاحب غرائب مع أن قوله واسمه عبد الرحمن بن صخر يحتمل أن يكون من كلام أبي صالح أو من كلام من بعده وأخلق به أن يكون أبو إسماعيل الذي تفرد به والمحفوظ في هذا قول محمد بن إسحاق وأخرج أبو نعيم من طريق إسحاق بن راهويه قال أبو هريرة مختلف في اسمه فقيل سكين بن مل وقيل بن هانئ وقال بعضهم عمر بن عبد شمس وقيل بن عبد نهم وقال عباس الدوري عن أبي بكر بن أبي الأسود سكين بن جابر وأخرج أبو أحمد الحاكم بسند صحيح عن صالح بن كيسان قال اسمه عامر ومثله حكاه الهيثم بن عدي عن بن عباس وهو المسوق وزاد انه بن عبد شمس بن عبد غنم بن عبد ذي الشري وقال أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز هو عامر بن عبد شمس وقيل عبد غنم وقيل سكين بن عامر وقال خليفة اختلف في اسمه فقيل عمير بن عامر وقيل سكين بن دومة ويقال عبد عمرو بن عبد غنم وقيل عبد الله بن عامر وقيل برير أو يزيد بن عشرقة وقال الفلاس اختلفوا في اسمه والذي صح أنه عبد عمرو بن عبد غنم ويقال سكين وقال البغوي حدثنا محمد بن حميد حدثنا أبو نميلة حدثنا محمد بن عبيد الله قال اسمه سعد بن الحارث قال البغوي وبلغني أن اسمه عبد ياليل وقال بن سعد عن الواقدي كان اسمه عبد شمس فسمى في الإسلام عبد الله ونقل عن الهيثم مثله وزاد البغوي عن الواقدي ويقال إنه عبد الله بن عائذ وقال بن البرقي اسمه عبد الرحمن ويقال عبد شمس ويقال عبد غنم ويقال عبد الله ويقال بل هو عبد نهم وقيل عبد تيم وحكى بن منده في أسمائه عبد بغير إضافة وفي اسم أبيه عبد غنم وحكى أبو نعيم فيه عبد العزى وسكن بفتحتين قال النووي في مواضع من كتبه اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الأصح من ثلاثين قولا وقال القطب الحلبي اجتمع في اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولا مذكورة في الكنى للحاكم وفي الاستيعاب وفي تاريخ بن عساكر قلت وجه تكثره أنه يجتمع في اسمه خاصة عشرة أقوال مثلا وفي اسم أبيه نحوها ثم تركبت ولكن لا يوجد جميع ذلك منقولا فمجموع ما قيل (7/200)
<201> في اسمه وحده نحو من عشرين قولا عبد شمس وعبد نهم وعبد تيم وعبد غنم وعبد العزى وعبد ياليل وهذه لا جائز أن تبقى بعد أن أسلم كما أشار إليه بن خزيمة وقيل فيه أيضا عبيد بغير إضافة وعبيد الله بالإضافة وسكين بالتصغير وسكن بفتحتين وعمرو بفتح العين وعمير بالتصغير وعامر وقيل برير وقيل بر وقيل يزيد وقيل سعد وقيل سعيد وقيل عبد الله وقيل عبد الرحمن وجميعها محتمل في الجاهلية والإسلام إلا الأخير فإنه إسلامي جزما والذي اجتمع في اسم أبيه خمسة عشر قولا فقيل عائذ وقيل عامر وقيل عمرو وقيل عمير وقيل غنم وقيل دومة وقيل هانئ وقيل مل وقيل عبد نهم وقيل عبد غنم وقيل عبد شمس وقيل عبد عمرو وقيل الحارث وقيل عشرقة وقيل صخر فهذا معنى قول من قال اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من ثلاثين قولا فأما مع التركيب بطريق التجويز فيزيد على ذلك نحو مائتين وسبعة وأربعين من ضرب تسعة عشر في ثلاثة عشر وأما مع التنصيص فلا يزيد على العشرين فإن الاسم الواحد من أسمائه يركب مع ثلاثة أو أربعة من أسماء الأب إلى أن يأتي العد عليهما فيخلص للمغايرة مع التركيب عدد أسمائه خاصة وهي تسعة عشر مع أن بعضها وقع فيه تصحيف أو تحريف مثل بر وبرير ويزيد فإنه لم يرد شيئا منها إلا مع عشرقة والظاهر أنه تغيير من بعض الرواة وكذا سكن وسكين والظاهر أنه يرجع إلى واحد وكذا سعد وسعيد مع أنهما أيضا لم يردا إلا مع الحارث وبعضها انقلب اسم مع أبيه كما تقدم في قوله من قال عبد عمرو بن عبد غنم وقيل عن غنم بن عبد عمرو فعند التأمل لا تبلغ الأقوال عشرة خالصة ومزجها من جهة صحة النقل إلى ثلاثة عمير وعبد الله وعبد الرحمن الأولان محتملان في الجاهلية والإسلام وعبد الرحمن في الإسلام خاصة كما تقدم قال بن أبي داود كنت أجمع سند أبي هريرة فرأيته في النوم وأنا بأصبهان فقال لي أنا أول صاحب حدثت في الدنيا وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثا وذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقي بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر وحدث أبو هريرة أيضا عن أبي بكر وعمر والفضل بن العباس وأبي بن كعب وأسامة بن زيد وعائشة وبصرة الغفاري وكعب الأحبار روى عنه ولده المحرر بمهملات ومن الصحابة بن عمر وابن عباس وجابر وأنس وواثلة بن الأسقع ومن كبار التابعين مروان بن الحكم وقبيصة بن ذؤيب وعبد الله بن ثعلبة وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وسلمان الإغر والإغر أبو مسلم وشريح بن هانئ وخباب صاحب المقصورة وأبو سعيد المقبري وسليمان بن يسار وسنان بن أبي سنان وعبد الله بن شقيق وعبد الرحمن بن أبي عمرة وعراك بن مالك وأبو رزين الأسدي وعبد الله بن قارظ وبسر بن سعيد وبشير بن نهيك وبعجة الجهني وحنظلة الأسلمي وثابت بن عياض وحفص بن عاصم بن عمرو وسالم بن عبد الله بن عمر وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن بن عوف وحميد بن عبد الرحمن الحميري وخلاس بن عمرو وزرارة بن أبي أوفى وسالم أبو الغيث وسالم مولى شداد وعامر بن سعد بن أبي وقاص وسعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص وأبو الحباب سعيد بن يسار وعبد الله بن الحارث البصري ومحمد بن سيرين وسعيد بن مرجانة والأعرج وهو عبد الرحمن بن هرمز والمقعد وهو عبد الرحمن بن سعيد ويقال له الأعرج أيضا وعبد الرحمن بن أبي نعيم وعبد الرحمن بن يعقوب والد العلاء (7/201)
<202> وأبو صالح السمان وعبيدة بن سفيان وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وعطاء بن مينا وعطاء بن أبي رباح وعطاء بن يزيد الليثي وعطاء بن يسار وعبيد بن حنين وعجلان والد محمد وعبيد الله بن أبي رافع وعنبسة بن سعيد بن العاص وعمرو بن الحكم أبو السائب مولى بن زهرة وموسى بن يسار ونافع بن جبير بن مطعم وعبد الله بن رباح وعبد الرحمن بن مهران وعمرو بن أبي سفيان ومحمد بن زياد الجمحي وعيسى بن طلحة ومحمد بن قيس بن مخرمة ومحمد بن عباد بن جعفر ومحمد بن أبي عائشة والهيثم بن أبي سنان وأبو حازم الأشجعي وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأبو الشعثاء المحاربي ويزيد بن الأصم ونعيم المجمر ومحمد بن المنكدر وهمام بن منبه وأبو عثمان الطنبذي وأبو قيس مولى أبي هريرة وآخرون كثيرون قال البخاري روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم وكان أحفظ من روى الحديث في عصره قال وكيع في نسخته حدثنا الأعمش عن أبي صالح قال كان أبو هريرة أحفظ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأخرجه البغوي من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش بلفظ ما كان أفضلهم ولكنه كان أحفظ وأخرج بن أبي خيثمة من طريق سعيد بن أبي الحسن قال لم يكن أحد من الصحابة أكثر حديثا من أبي هريرة وقال الربيع قال الشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره وقال أبو الزعيزعة كاتب مروان أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه وكان أجلسني خلف السرير أكتب ما يحدث به حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن أنظر فما غير حرفا عن حرف وفي صحيح البخاري من طريق وهب بن منبه عن أخيه همام عن أبي هريرة قال لم يكن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني إلا عبد الله بن عمر فإنه كان يكتب ولا أكتب وقال الحاكم أبو أحمد بعد أن حكى الاختلاف في اسمه ببعض ما تقدم كان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وألزمهم له صحبة على شبع بطنه فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات ولذلك كثر حديثه وقد أخرج البخاري في الصحيح من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك قال لقد ظننت ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث وأخرج أحمد من حديث أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره وقال أبو نعيم كان أحفظ الصحابة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له بأن يحببه إلى المؤمنين وكان إسلامه بين الحديبية وخيبر قدم المدينة مهاجر وسكن الصفة وقال أبو معشر المدائني عن محمد بن قيس قال كان أبو هريرة يقول لا تكنوني أبا هريرة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كناني أبا هر والذكر خير من الأنثى وأخرجه البغوي بسند حسن عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة وقال عبد الرحمن بن أبي لبيبة أتيت أبا هريرة وهو آدم بعيد ما بين المنكبين ذو ضفيرتين أفرق الثنيتين وأخرج بن سعد من طريق قرة بن خالد قلت لمحمد بن سيرين أكان أبو هريرة مخشوشنا قال لا كان لينا قلت فما كان لونه قال أبيض وكان يخضب وكان يلبس ثوبين ممشقين وتمخط يوما فقال بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان وقال أبو هلال عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة فيقال مجنون وما بي (7/202)
<203> جنون زاد يزيد بن إبراهيم عن محمد عنه وما بي إلا الجوع ولهذا الحديث طرق في الصحيح وغيره وفيها سؤال أبي بكر ثم عمر عن آية وقال لعل أن يسبقني فيفتح علي الآية ولا يفعل وقال داود بن عبد الله عن حميد الحميري صحبت رجلا صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين كما صحبه أبو هريرة وقال بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم نزل علينا أبو هريرة بالكوفة واجتمعت أحمس فجاءوا ليسلموا عليه فقال مرحبا صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم أكن أحرص على أن أعي الحديث منى فيهن وقال البخاري حدثنا أبو نعيم حدثنا عمر بن ذر حدثنا مجاهد عن أبي هريرة قال والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد على الأرض بكبدي من الجوع وأشد الحجر على بطني فذكر قصة القدح واللبن وقال أحمد حدثنا عبد الرحمن هو بن مهدي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني أبو كثير حدثني أبو هريرة قال أما والله ما خلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني قال وما علمك بذلك يا أبا هريرة قال إن أمي كانت مشركة وإني كنت أدعوها إلا الإسلام وكانت تأبى علي فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فذكرت له فقال اللهم اهد أم أبي هريرة فخرجت عدوا فإذا بالباب مجاف وسمعت حصحصة الماء ثم فتحت الباب فقالت أشهد ان لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله فرجعت وأنا أبكي من الفرح فقلت يا رسول الله ادع الله أن يحببني وأمي إلى المؤمنين فدعا له وقال الجريري عن أبي بصرة عن رجل من الطفاوة قال نزلت على أبي هريرة قال ولم أدرك من الصحابة رجلا أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه وقال عمرو بن علي الفلاس كان مقدمه عام خيبر وكانت في المحرم سنة سبع وفي الصحيح عن الأعرج قال قال أبو هريرة إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموعد إني كنت أمرأ مسكينا أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني وكان المهاجرين يشغلهم الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فحضرت من النبي صلى الله عليه وسلم مجلسا فقال من يبسط رداءه حتى أقضى مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه مني فبسطت بردة علي حتى قضى حديثه ثم قبضتها إلي فوالذي نفسي بيده ما نسيت شيئا سمعته منه بعد وأخرجه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي من طريق الزهري عن الأعرج ومن طريق الزهري أيضا عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة يزيد بعضهم على بعض وأخرجه البخاري وغيره من طريق سعيد المقبري عنه مختصرا قلت يا رسول الله إني لأسمع منك حديثا كثيرا أنساه فقال ابسط رداءك فبسطته ثم قال ضمه إلى صدرك فضممته فما أنسيت حديثا بعد وأخرج أبو يعلى من طريق الوليد بن جميع عن أبي الطفيل عن أبي هريرة قال شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ فقال افتح كساءك فذكر نحوه وأخرج أبو نعيم من طريق عبد الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا تسألني عن هذه الغنائم قلت أسألك أن تعلمني مما علمك الله قال فنزع نمرة على ظهري ووسطها بيني وبينه فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال اجمعها فصرها إليك فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني وقد تقدمت طرق هذا الحديث الصحيحة وله طرق أخرى منها عند أبي يعلى من طريق يونس بن عبيد (7/203)
<204> عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يأخذ مني كلمة أو كلمتين أو ثلاثا فيصرهن في ثوبه فيتعلمهن ويعلمهن قال فنشرت ثوبي وهو يحدث ثم ضممته فأرجو الا أكون نسيت حديثا مما قال وأخرجه أحمد من طريق المبارك بن فضالة عن الحسن نحوه وفيه فقلت أنا فقال ابسط ثوبك وفي آخره فأرجو ألا أكون نسيت حديثا سمعته منه بعد ذلك وأخرج بن عساكر من طريق شعبة عن سماك بن حرب عن أبي الربيع عن أبي هريرة كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فبسطت ثوبي ثم جمعته فما نسيت شيئا بعد هذا مختصر مما قبله ووقع لي بيان ما كان حدث به النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة إن ثبت الخبر فأخرج أبو يعلى من طريق أبي سلمة جاء أبو هريرة فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في شكواه يعوده فأذن له فدخل فسلم وهو قائم والنبي صلى الله عليه وسلم متساند إلى صدر علي ويده على صدره ضامة إليه والنبي صلى الله عليه وسلم باسط رجليه فقال ادن يا أبا هريرة فدنا ثم قال ادن يا أبا هريرة ثم قال ادن يا أبا هريرة فدنا حتى مست أطراف أصابع أبي هريرة أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له اجلس فجلس فقال له أدن مني طرف ثوبك فمد أبو هريرة ثوبه فأمسك بيده ففتحه وأدناه من النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أوصيك يا أبا هريرة بخصال لا تدعهن ما بقيت قال أوصني ما شئت فقال له عليك بالغسل يوم الجمعة والبكور إليها ولا تلغ ولا تله وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر فإنه صيام الدهر وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما وإن صليت الليل كله فإن فيها الرغائب قالها ثلاثا ثم قال ضم إليك ثوبك فضم ثوبه إلى صدره فقال يا رسول الله بأبي وأمي أسر هذا أو أعلنه قال أعلنه يا أبا هريرة قالها ثلاثا والحديث المذكور من علامات النبوة فإن أبا هريرة كان أحفظ الناس للأحاديث النبوية في عصره وقال طلحة بن عبيد الله لا أشك أن أبا هريرة سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع وقال بن عمر أبو هريرة خير مني وأعلم بما يحدث وأخرج النسائي بسند جيد في العلم من كتاب السنن أن رجلا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله فقال له زيد عليك بأبي هريرة فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو الله ونذكره إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا فقال عودوا للذي كنتم فيه قال زيد فدعوت أنا وصاحبي فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعائنا ودعا أبو هريرة فقال إني أسألك ما سأل صاحبك وأسألك علما لا ينسى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمين فقلنا يا رسول الله ونحن نسألك علما لا ينسى فقال سبقكم بها الغلام الدوسي وأخرج الترمذي من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إني أسمع منك أشياء لا أحفظها قال ابسط رداءك فبسطته فحدث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به وسنده صحيح وأصله عند البخاري بلفظ فما نسيت شيئا سمعته بعد وأخرج الترمذي أيضا عن عمر أنه قال لأبي هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه وأخرج بن سعد من طريق سالم مولى بني نصر سمعت أبا هريرة يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بن العلاء الحضرمي فأوصاه بي خيرا فقال لي ما تحب قلت أؤذن لك ولا تسبقني بآمين وأخرجه البخاري من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته (7/204)
<205> وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم وعند أحمد من طريق يزيد بن الأصم عن أبي هريرة وقيل له أكثرت فقال لو حدثتكم بما سمعت لرميتموني بالقشع أي الجلود وفي الصحيح عن نافع قال قيل بن عمر حديث أبي هريرة إن من اتبع جنازة فصلى عليها فله قيراط الحديث فقال أكثر علينا أبو هريرة فسأل عائشة فصدقته فقال لقد فرطنا في قراريط كثيرة وأخرج البغوي بسند جيد عن الوليد بن عبد الرحمن عن بن عمر أنه قال لأبي هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمنا بحديثه وأخرج بن سعد بسند جيد عن سعد بن عمر بن سعيد بن العاص قال قالت عائشة لأبي هريرة إنك لتحدث بشيء ما سمعته قال يا أمه طلبتها وشغلك عنها المكحلة والمرآة وما كان يشغله عنها شيء والأخبار في ذلك كثيرة وأخرج البيهقي في المدخل من طريق بكر بن عبد الله بن أبي رافع عن أبي هريرة قال لقى كعبا فجعل يحدثه ويسأله فقال كعب ما رأيت رجلا لم يقرأ التوراة أعلم بما في التوراة من أبي هريرة وأخرج أحمد من طريق عاصم بن كليب عن أبيه سمعت أبا هريرة يبتدىء حديثه بأن يقول قال رسول الله الصادق المصدوق أبو القاسم صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وأخرج مسدد في مسنده من رواية معاذ بن المثنى عنه عن خالد عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال بلغ عمر حديثي فقال لي كنت معنا يوم كنا في بيت فلان قلت نعم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ من كذب علي الحديث قال اذهب الآن فحدث وأخرج مسدد من طريق عاصم بن محمد بن يزيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال بن عمر إذا سمع أبا هريرة يتكلم قال إنا نعرف ما نقول ولكنا نجبن ويجتريء وروينا في فوائد المزكى تخريج الدارقطني من طريق عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه فقال له مروان أما يكفي أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع قال لا فبلغ ذلك بن عمر فقال أكثر أبو هريرة فقيل لابن عمر هل تنكر شيئا مما يقول قال لا ولكنه أجرأ وجبنا فبلغ ذلك أبا هريرة فقال ما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا وقد أخرج أبو داود الحديث المرفوع وأخرج بن سعد من طريق الوليد بن رباح سمعت أبا هريرة يقول لمروان حين أرادوا أن يدفنوا الحسن عند جده تدخل فيما لا يعنيك وكان الأمير يومئذ غيره ولكنك تريد رضا الغائب فغضب مروان وقال إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة الحديث وإنما قدم قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير فقال أبو هريرة قدمت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخير وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين فأقمت معه حتى مات أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأغزو معه وأحج فكنت أعلم الناس بحديثه وقد والله سبقني قوم بصحبته فكانوا يعرفون لزومي له فيسألونني عن حديثه منهم عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير ولا والله لا يخفى علي كل حديث كان بالمدينة وكل من كانت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة ومن أخرجه من المدينة أن يساكنه قال فوالله ما زال مروان بعد ذلك كافا عنه وأخرج بن أبي خيثمة من طريق بن إسحاق عن عمر أو عثمان بن عروة عن أبيه قال أبي أدنني من هذا اليماني يعني أبا هريرة فإنه يكثر فأدنيته فجعل يحدث والزبير يقول صدق كذب فقلت ما هذا قال صدق أنه سمع هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن منها ما وضعه في غير موضعه وتقدم قول طلحة قد سمعنا (7/205)
<206> كما سمع ولكنه حفظ ونسينا وفي فوائد تمام من طريق أشعث بن سليم عن أبيه سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة فسألته فقال إن أبا هريرة سمع وأخرج أحمد في الزهد بسند صحيح عن أبي عثمان النهدي قال تضيفت أبا هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل أثلاثا يصلي هذا ثم يوقظ هذا وأخرج بن سعد بسند صحيح عن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة يقول أسبح بقدر ذنبي وفي الحلية من تاريخ أبي العباس السراج بسند صحيح عن مضارب بن حزن كنت أسير من الليل فإذا رجل يكبر فلحقته فقلت ما هذا قال أكثر شكر الله علي أن كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان لنفقة رحلي وطعام بطني فإذا ركبوا سبقت بهم وإذا نزلوا خدمتهم فزوجنيها الله فأنا أركب وإذا نزلت خدمت وأخرجه بن خزيمة من هذا الوجه وزاد وكانت إذا أتت على مكان سهل نزلت فقالت لا أريم حتى تجعلي لي في عصيدة فها أنا ذا أتيت على نحو من مكانها قلت لا أريم حتى تجعل لي عصيدة وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن بن سيرين أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين فقدم بعشرة آلالف فقال له عمر استأثرت بهذه الأموال فمن أين لك قال خيل نتجت وأعطية تتابعت وخراج رقيق لي فنظر فوجدها كما قال ثم دعاه ليستعمله فأبى فقال لقد طلب العمل من كان خيرا منك قال ومن قال يوسف قال إن يوسف نبي الله بن نبي الله وأنا أبو هريرة بن أميمة وأخشى ثلاثا أن أقول بغير علم أو أقضي بغير حكم ويضرب ظهري ويشتم عرضي وينزع مالي وأخرج بن أبي الدنيا في كتاب المزاح والزبير بن بكار فيه من طريق بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة أن رجلا قال له إني أصبحت صائما فجئت أبي فوجدت عنده خبزا ولحما فأكلت حتى شبعت ونسيت أني صائم فقال أبو هريرة الله أطعمك قال فخرجت حتى أتيت فلانا فوجدت عنده لقحة تحلب فشربت من لبنها حتى رويت قال الله سقاك قال ثم رجعت إلى أهلي وثقلت فلما استيقظت دعوت بماء فشربته فقال يا بن أخي أنت لم تعود الصيام وأخرج بن أبي الدنيا في المحتضرين بسند صحيح عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال دخلت على أبي هريرة وهو شديد الوجع فاحتضنته فقلت اللهم اشف أبا هريرة فقال اللهم لا ترجعها قالها مرتين ثم قال إن استطعت أن تموت فمت والله الذي نفس أبي هريرة بيده ليأتين على الناس زمان يمر الرجل على قبر أخيه فيتمنى أنه صاحبه قلت وقد جاء هذا الحديث مرفوعا عن أبي هريرة عن عمير بن هانئ قال كان أبو هريرة يقول تشبثوا بصدغي معاوية اللهم لا تدركني سنة ستين وأخرج أحمد والنسائي بسند صحيح عن عبد الرحمن بن مهران عن أبي هريرة أنه قال حين حضره الموت لا تضربوا على فسطاطا ولا تتبعوني بمجمرة وأسرعوا بي وأخرج أبو القاسم بن الجراح في أماليه من طريق عثمان الغطفاني عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال إذا مت فلا تنوحوا علي ولا تتبعوني بمجمرة وأسرعوا بي وأخرج البغوي من وجه آخر عن أبي هريرة أنه لما حضرته الوفاة بكى فسئل فقال من قلة الزاد وشدة المفازة وأخرج بن أبي الدنيا من طريق مالك عن سعيد المقبري قال دخل مروان على أبي هريرة في شكواه الذي مات فيها فقال شفاك الله فقال أبو هريرة اللهم إني أحب لقاءك فأحبب لقائي فما بلغ مروان بعين وسط السوق حتى مات وقال بن سعد عن الواقدي حدثني ثابت بن قيس عن ثابت بن مسحل قال صلى الوليد بن عقبة بن أبي سفيان على أبي هريرة بعد أن صلي بالناس العصر وفي القوم بن عمر وأبو سعيد الخدري قال وكتب الوليد (7/206)
<207> إلى معاوية يخبره بموته فكتب إليه أنظر من ترك فادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم وأحسن جوارهم فإنه كان ممن نصر عثمان يوم الدار قال أبو سليمان بن زبر في تاريخه عاش أبو هريرة ثمانيا وسبعين سنة قلت وكأنه مأخوذ من الأثر المتقدم عنه أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بن ثلاثين سنة وأزيد من ذلك وكانت وفاته بقصره بالعقيق فحمل إلى المدينة قال هشام بن عروة وخليفة وجماعة توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين وقال الهيثم بن عدي وأبو معشر وضمرة بن ربيعة مات سنة ثمان وخمسين وقال الواقدي وأبو عبيد وغيرهما مات سنة تسع وخمسين وزاد الواقدي وصلى على عائشة في رمضان سنة ثمان وعلى أم سلمة في شوال سنة تسع ثم توفي بعد ذلك قلت وهذا الذي قاله في أم سلمة وهل منه وإن تابعه عليه جماعة فقد ثبت في الصحيح ما يدل على أن أم سلمة عاشت إلى خلافة يزيد بن معاوية كما سيأتي في ترجمتها والمعتمد في وفاة أبي هريرة قول هشام بن عروة وقد تردد البخاري فيه فقال مات سنة سبع وخمسين أبو هلال الكلبي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم روى حديثه علقمة بن هلال عن جده وقيل عن أبيه عن جده كذا أخرجه بن منده مختصرا وقال أبو نعيم أبو هلال التيمي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه عند أولاده ثم ساق حديثه عن الطبراني من طريق الوليد بن مسلم حدثني من سمع علقمة بن هلال من بني تيم الله يحدث عن أبيه عن جده أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجل من قومه وهو بالمدينة بعد مهاجرته إليها قال فوافيناه يضرب أعناق أساري على ماء قليل فقتل عليه حتى سفح الدم الماء قال صفوان الراوي عن الوليد سفح معناه غطى وقال أبو موسى استدركه يحيى بن منده على جده فقال أبو هلال التيمي وقد ذكره جده لكن لم يسند عنه شيئا قال بن الأثير التيمي والكلبي واحد لأن تيم الله بطن كبير من كلب وهو تيم اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة أبو هند والد نعيم بن أبي هند الأشجعي تقدم في النعمان بن أشيم أبو هند الحجام مولى بني بياضة قال بن السكن يقال اسمه عبد الله وقال ابن منده يقال اسمه يسار ويقال سالم قال وقال بن إسحاق هو مولى فروة بن عمرو البياضي من الأنصاري وروى عنه بن عباس وجابر وأبو هريرة ووقع في موطأ بن وهب حجم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو هند يسار وقال بن إسحاق في المغازي أيضا لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجوعه من بدر إلى عرق الظبية استقبله أبو هند مولى فروة بن عمرو البياضي بحيس أي بزق مملوء حيسا وكان قد تخلف عن بدر وشهد المشاهد بعدها وأخرج بن منده من طريق شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال كان جابر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم على كاهله من أجل الشاة التي أكلها حجمه أبو هند مولى بني بياضة بالقرن وأخرج أبو نعيم من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ من وجع كان به قال إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة كذا قال حماد بن سلمة وخالفه الدراوردي فرواه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هند قال حجمت رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليافوخ فقال إن كان في شيء من الدواء خير فهو في هذه الحجامة يا بني بياضة أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه أخرجه بن جريج والحاكم أبو أحمد (7/207)
<208> عنه وذكر الحاكم في الإكليل أنه حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الجعرانة وأخرج بن السكن والطبراني من طريق الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا هند مولى بني بياضة كان حجاما يحجم النبي صلى الله عليه وسلم فقال من سره أن ينظر إلى من صور الله الإيمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند وقال أنكحوه وأنكحوا إليه وسنده إلى الزهري ضعيف وأخرجه الحاكم أبو أحمد مختصرا وزاد ونزلت يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وذكر الواقدي في كتاب الردة عن زرعة بن عبد الله بن زياد بن لبيد أن أبا بكر الصديق أرسل أبا هند مولى بني بياضة إلى زياد بن لبيد عامل كندة وحضرموت يخبره باستخلافه بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو هند الداري من بني الدار بن هانئ بن حبيب مشهور بكنيته واختلف في اسمه فقيل برير ويقال بر بن عبد الله بن ربيع بن دراع بن عدي بن الدار بن عم تميم الداري وقال بن حبان الصحيح ان اسمه بر بن بر وقال برير وقيل برين ورأيت في رجال الموطأ لابن الحذاء الأندلسي في ترجمة تميم الداري وقيل إن أبا هند ليس أخا تميم فإن أبا هند هو الليث بن عبد الله بن رزين كذا في نسخة معتمدة وما أدري هل هو هذا أو لا وقال أبو عمر كان يقال إنه أخوه وليس شقيقة وإنما هو أخوه لأمه وابن عمه قال أبو نعيم هو أخو تميم قدم مع تميم ومن معها على النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه أن يقطعهم أرضا بالشام فكتب لهما بها فلما كان زمن أبي بكر أتوه بذلك الكتاب فكتب لهم إلى أبي عبيدة بإنفاذه قلت والكتاب المذكور مشهور بيد ذرية تميم وقد كتبت في شأنه جزءا سميته البناء الجليل بحكم بلد الخليل قال أبو عمر يعد في أهل الشام ومخرج حديثه عن ولده قلت أخرج أبو نعيم وغيره من رواية زياد بن فائد بن زياد عن أبيه عن جده زياد بن أبي هند الداري عن أبيه هند سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يعني عن ربه من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليلتمس ربا سوائي وزياد بفتح الزاي المنقوطة وتشديد التحتانية المثناة وكذا جده وفائد بالفاء هو وولده ضعيفان وقد جاء عنهما عدة أحاديث مناكير وأخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده من طريق مكحول سمعت أبا هند الداري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام بأخيه مقام رياء وسمعة راءي الله تعالى به يوم القيامة وسمع به أبو هند مولى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره محمد بن حبيب في كتاب المحبر أبو هنيدة وائل بن حجر الحضرمي تقدم في الأسماء أخرج أبو أحمد في الكنى من طريق محمد بن حجر سمعت أبي أو عمي يقول أهل بيتي يقولون وائل بن حجر يعني أبا هنيدة وأنشد محمد بن حجر قول الشاعر إن الأغر أبا هنيدة ودني بوسائل وقضاء بيت واسع أبو هود سعيد بن يربوع المخزومي تقدم في الأسماء أبو الهيثم العباس بن مرداس كناه البخاري في الكنى المجردة قاله أبو أحمد وقد تقدم ذكره في الأسماء (7/208)
<209> أبو الهيثم بن التيهان بفتح المثناة الفوقانية مع كسر الياء بن مالك بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء الأنصاري الأوسي وزعوراء أخو عبد الأشهل ويقال التيهان لقب واسمه مالك وهو مشهور بكنتيه وقد وقع في مصنف عبد الرزاق أن اسمه عبد الله قال بن إسحاق فيمن شهد بدرا أبو الهيثم واسمه مالك وأخوه عتيك ابنا التيهان وقال في بيعة العقبة وكان نقيب بني عبد الأشهل أسيد بن حضير وأبو الهيثم بن التيهان وقال بن السكن ذكر بن إسحاق أن أبا الهيثم من بلي من بني عمرو بن الحاف بن قضاعة حالف بن عبد الأشهل وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن مظعون وشهد المشاهد كلها وكذا قال موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا والعقبة وكان أول من بايع قال بن السكن روى أبو هريرة قصة أبي الهيثم بن التيهان حين رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وكذلك روى عن عكرمة عن بن عباس هذه القصة مطولة وقد اختصر بعضهم منها حديث المستشار مؤتمن فأسنده عن أبي الهيثم وجاء عنه حديث آخر ثم ساقه من طريق أيوب بن خالد عن أبي أمامة بن سهل عن مالك بن التيهان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال السلام عليكم كتب له عشر حسنات ومن قال السلام عليكم ورحمة الله كتب له عشرون حسنة ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب له ثلاثون حسنة وقال الروايات عن أبي الهيثم كلها فيها نظر وليست تأتي من وجه يثبت وذلك لتقدم موته فقيل مات سنة عشرين ويقال قتل بصفين سنة سبع وثلاثين انتهى ونقل أبو عمر عن الأصمعي قال سألت قوم أبي الهيثم فقالوا مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قال وهذا لم يتابع عليه قائله قال وقيل إنه توفى سنة إحدى وعشرين وقيل شهد صفين مع علي وهو الأكثر وقيل إنه قتل بها وهذا ساقه أبو بشر الدولابي من طريق صالح بن الوجيه وقال ممن قتل بصفين أبو الهيثم بن التيهان وعبد الرحمن بن بديل آخرون ثم أسند أبو عمر من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين قال أصيب أبو الهيثم مع علي بصفين وقال أبو أحمد الحاكم قيل مات على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقيل مات سنة عشرين وقيل سنة إحدى وعشرين وقيل شهد صفين وكأن الأصوب قول من قال سنة عشرين أو إحدى وعشرين انتهى وقال الواقدي لم أر من يعرف ذلك ولا يثبته يعني أنه قتل بصفين والقول بأنه مات سنة عشرين نقله بن أبي خيثمة عن صالح بن كيسان عن الزهري وأنشده أبو الربيع بن سالم الكلاعي لأبي الهيثم في النبي صلى الله عليه وسلم بمرثية يقول فيها لقد جدعت آذاننا وأنوفنا غداة فجعنا بالنبي محمد أبو الهيثم آخر أفرده أبو موسى في الذيل عن بن التيهان فأصاب وساق من طريق الطبراني بسنده إلى الوليد بن مسلم عن بن لهيعة عن بكر بن سوادة حدثني أبو الهيثم قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أتوضأ فقال بطن القدم يا أبا الهيثم وأورده بعض أصحاب المسانيد في مسند أبي الهيثم بن التيهان وليس بجيد لأن بكر بن سوادة لم يدركه وأفرده أبو موسى عن بن التيهان لأن بكر بن سوادة لم يلق بن التيهان فتبين أن غيره أبو الهيثم بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي وقع ذكره في (7/209)
<210> حديث يدل على أن له صحبة فقرأت في كتاب السنة لأبي الحسن بن السري خالد ولد بن السني حدثنا محمد بن صالح حدثني مروان بن ضرار الفزاري حدثني عبد الرحمن بن الحكم بن البراء بن قبيصة الثقفي حدثنا أبي عن عامر بن الأسود عن عبد الله بن الغسيل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر العباس فقال يا عم أتبعني بنيك فقال له أبو الهيثم بن عتبة بن أبي لهب يا عم أنظرني حتى أجيئك فلم يأتهم فانطلق بستة من بنيه فذكر كقصة أبو الهيثم من الجن ذكر الشبلي في آكام المرجان قال دخل رجل المدينة فأخبر عن أبي موسى الأشعري بخبر فشاع ذلك ولم يعرف الرجل فبلغ ذلك عمر فقال هذا أبو الهيثم بريد المسلمين من الجن وسيأتي بريد المسلمين من الإنس فجاءه بعدها بأيام أبو هيصم المزني وقع ذكره في أخبار المدينة لابن زبالة قال الزبير بن بكار حدثنا محمد بن الحسن عن عبد الله بن عمر عن محمد بن هيصم المزني عن أبيه قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي فقال إني مستعملك على هذا الوادي فمن جاءك من هاهنا وها هنا فامنعه فقال إني رجل ليس لي إلا بنات وليس معي أحد يعاونني فقال إن الله سيرزقك ولدا ويجعل لك أولياء قال فعمل عليه وكان له بعد ذلك ولد فلم يزل الولاة يولون عليه وبه إلى محمد بن هيصم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف على وسط البقيع فصلى فيه القسم الثاني أبو هارون مسعود بن الحكم الزرقي تقدم في الأسماء القسم الثالث أبو هاشم بن مسعود بن سنان بن أبي حارثة المزي له إدراك ومن ذريته إبراهيم بن محمد بن زياد بن سويد بن أبي هاشم وهو القائل مهما فعلت فليس عندك من حاليك إلا دون ما عندي القسم الرابع أبو هاشم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعي أرسل حديثا فذكره أبو موسى في الذيل على المعرفة فأخرج من طريق أبي نعيم أظنه في كتابه في فضائل الصحابة من طريق يحيى بن يعلى عن أبي عبد الرحمن حلو بن السري الأزدي حدثنا أبو هاشم مولى رسول الله صلى الله عليه (7/210)
<211> وسلم قال كانت أمي أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعتق أبي وأمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى المسجد فوجد عليا وفاطمة مضطجعين قد غشيتهما الشمس فقام عند رؤوسهما وعليه كساء خيبري فمده دونهم ثم قال قوما أحب باد وحاضر ثلاث مرات ومن طريق عبد الله بن موسى حدثنا حلو الأزدي عن أبي هاشم عن أبيه وكان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج غازيا فذكر الحديث مطولا قال أبو موسى فعلى هذا فالحديث لوالد أبي هاشم وقد جاء عن يحيى بن يعلى فقال عن حلو عن أبي هاشم عن أبيه أبو هاشم بن نافع اسمه عمر روى عنه ابنه عبد الله قال مسلم وقال البخاري نافع مولى بني هاشم سمع عمر قاله الحكم بن عيينة عن بن قانع عن أبيه ذكره هكذا أبو أحمد الحاكم ثم قال والقلب إلى قول محمد بن إسماعيل أميل قلت فكأنه رأى أن قول مسلم أبو هاشم تصحيف من قول بني هاشم فلو كان كما عند مسلم لكان من أهل القسم الثالث والله أعلم أبو هند الأنصاري أفرده بن منده عن البياضي وهما واحد قال بن منده روى حجاج عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر فوهم فيه ورواه أصحاب أبي الزبير عن أبي الزبير عن جابر أن أبا حميد أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح وهو الصواب فجنح بن منده إلى أنه تصحيف من أبي حميد وأما بن السكن فأورده في ترجمة أبي هند البياضي فأصاب ونبه مع ذلك على أن المحفوظ أن الحديث عن أبي حميد فعلى التقديرين فعده زائدا غلط وساقه بن السكن من رواية زياد بن أيوب عن حجاج ثم قال يقال هو خطأ لأن زكريا بن إسحاق رواه عن أبي الزبير عن جابر عن أبي حميد وكذا رواه الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أبي حميد أبو هند البجلي شامي تابعي أرسل شيئا فذكره العسكري في الصحابي وقال عبد الحق في الأحكام ليس بمشهور روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف وحديثه عند أبي داود والنسائي حرف الواو القسم الأول أبو واثلة الهذلي قال بن عساكر له صحبة وشهد فتوح الشام وأخرج له أحمد في مسنده من طريق بن إسحاق حدثني أبان بن صالح عن شهر بن حوشب عن رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه وشهد طاعون عمواس قال لما اشتد الوجع قام أبو عبيدة فذكر الخبر في وفاته ثم وفاة معاذ بن جبل ووصله ابنه عبد الرحمن ثم قام عمرو بن العاص فقال تفرقوا من هذا الوجع في الجبال فقال له أبو واثلة الهذلي كذبت والله لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت شر من حماري (7/211)
<212> هذا قال والله ما أرد عليك ما تقول ثم خرج وخرج الناس وتفرقوا ورفعه الله عنهم قال بن عساكر لا أعرفه إلا من هذه الرواية وقد رويت هذه القصة من وجه آخر عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم ونسب الكلام المذكور فيها بمعناه لشرحبيل بن حسنة فلعل من رد على عمرو في ذلك متعدد والله أعلم أبو واقد الليثي مختلف في اسمه قيل الحارث بن مالك وقيل بن عوف وقيل عوف بن الحارث بن أسيد بن جابر بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة كان حليف بن أسد قال البخاري وابن حبان والباوردي وأبو أحمد الحاكم شهد بدرا وقال أبو عمر قيل شهد بدرا ولا يثبت وقال بن سعد أسلم قديما وكان يحمل لواء بني ليث وضمرة وسعد بن بكر يوم الفتح وحنين وفي غزوة تبوك يستنفر بني ليث وكان خرج إلى مكة فجاور بها سنة فمات وقال في موضع آخر دفن في مقبرة المهاجرين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعن عمر وأسماء بنت أبي بكر روى عنه ابناه عبد الملك وواقد وأبو سعيد الخدري وعطاء بن يسار وعروة وآخرون وقال أبو عمر كان قديم الإسلام وكان معه لواء بني ليث وضمرة وسعد بن بكر يوم الفتح وقيل إنه من مسلمة الفتح والأول أصح يعد في أهل المدينة وقد أنكر أبو نعيم على من قال إنه شهد بدرا وقال بل أسلم عام الفتح أو قبل الفتح وقد شهد على نفسه أنه كان بحنين قال ونحن حديثوا عهد بكفر انتهى وقد نص الزهري على أنه أسلم يوم الفتح وأسند ذلك عن سنان بن أبي سنان الدؤلي أخرجه بن منده بسند صحيح إلى الزهري ومستند من قال أنه شهد بدرا ما أورده يونس بن بكير في مغازي بن إسحاق عنه عن أبيه عن رجال من بني مازن عن أبي واقد قال إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه بسيفي فوقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أن غيري قد قتله ويعارض قول من قال إنه شهد بدرا ما ذكره الواقدي أنه مات زمن ثمان وستين وله خمس وسبعون فإنه يقتضي أنه ولد بعد وقعة بدر وقيل مات بن خمس وسبعين سنة فعلى هذا يكون في وقعة بدر بن اثنتي عشرة سنة وعلى هذا ينطبق قول أبي حسان الزيادي إنه ولد في السنة التي ولد فيها بن عباس ووافق أبو عمر على ما قال الواقدي ثم قال وقيل مات سنة خمس وثمانين وبهذا الأخير جزم البغوي وآخرون ونقل البخاري أنه مات في خلافة معاوية وأخرج البخاري بسند حسن عن إسحاق مولى محمد بن زياد أنه سمع أبا واقد يقول رأيت الرجل من العدو يوم اليرموك يسقط فيموت وأخرجه خليفة من هذا الوجه فقال إسحاق مولى زائدة وزاد في آخره حتى قلت في نفسي لو أن أضرب أحدهم بطرف ردائي مات قال بن عساكر في مسند بن إسحاق من لا يعرف والصحيح ما قال الزهري عن سنان والقصة التي ذكرها بن إسحاق إنما كانت لأبي واقد يوم اليرموك كما تقدم أبو واقد مولى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بن منده فقال روى عنه زاذان بن عمر ثم ساق من طريق الهيثم بن جماز عن الحارث بن عتبان عن زاذان عنه رفعه فقال من أطاع الله فقد ذكر الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن الحديث أبو واقد جوز الذهبي أن يكون الذي جزم البخاري وغيره بأنه شهد بدرا آخر غير الليثي (7/212)
<213> أبو واقد النميري ذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق أبي خيثم عن نافع بن سرجس عن أبي واقد النميري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة على الناس وأدومها على نفسه أبو وحوح الأنصاري ذكره البغوي وأخرج من طريق بن لهيعة عن الحارث بن يعقوب عن أبي شعيب مولى أبي وحوح قال غسلنا ميتا فدخل علينا أبو وحوح الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وقد لفت إبطه فجعل يباينه ويقول والله ما نحن بأنجاس أحياء ولا أموات والله إني خشيت أن تكون سنة أبو وداعة السهمي اسمه الحارث بن سبرة أسلم هو وابنه المطلب في الفتح قال بن عبد البر وأسند بن منده من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عطاء المكي عن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن أبي وداعة السهمي عن أبيه عن جده قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في باب بني سهم والناس يصلون بصلاته قال كذا قال وإنما هو عن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن المطلب بن أبي وداعة أبو وديعة ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا أبو الورد المازني ذكره أبو عمر فقال قيل اسمه حرب له صحبة سكن مصر وله عندهم حديث واحد إياكم والسرية التي إن لقيت فرت وإن غنمت غلت ويروى عنه مرفوعا وهو عند أبي لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن لهيعة بن عتبة عنه قلت أخرجه بن ماجة والبغوي وتقدم ذكره في عبيد بن قيس وبيان الاختلاف في اسمه أبو الورد بن قيس بن قهد الأنصاري قال بن الكلبي شهد مع علي صفين خلطه أبو عمر بالذي قبله والذي يظهر لي أنه غيره أبو الورد غير منسوب قال بن منده روى حبيب بن الشهيد عن محمد بن سيرين أن أبا أيوب الأنصاري قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بابن عم لي ورجل أحمر يبايعه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا الورد وأخرج هو وعبدان من طريق جبارة بن المغلس عن بن المبارك عن حميد الطويل عن بن أبي الدرداء عن أبيه قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أحمر فقال أنت أبو الورد وأظنه الذي ذكره أبو أيوب أبو الوصل استدركه أبو موسى وقال ذكره بن منده في تاريخه في ترجمة بعض أحفاده وأغفله في الصحابة وأخرج من طريق أحمد بن رشدين عن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن واصل بن إسحاق بن عبد الله بن يزيد بن قسيط بن أبي الوصل صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عن آبائه أن أبا الوصل غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذكره في ترجمة إبراهيم بن إسماعيل أبو الوقاص غير منسوب ذكره المستغفري واستدركه أبو موسى من طريقه ثم من رواية صالح بن سليمان عن غياث بن عبد الحميد عن مطر عن الحسن عن أبي وقاص صاحب النبي صلى الله (7/213)
<214> عليه وسلم قال سهام المؤذنين عند الله يوم القيامة كسهام المجاهدين وهم فيما بين الأذان والإقامة كالمتشحط بدمه في سبيل الله عز وجل قال عمر لو كنت مؤذنا لكمل أمري وذكر فيه عن عمر شيئا مرفوعا وفيه إن الله حرم لحوم المؤذنين على النار وهو يشعر أن عمر حضر القصة فقال ذلك فيكون الحديث عن هذا الصحابي مرفوعا وهذا هو الظاهر فإن مثل هذا لا يقال بالرأي ويحتمل أن يكون حدث به عمر فحدث عمر بما سمع ثم أورده من وجه آخر عن صالح بن سليمان قال بنحوه وزاد وقال عبد الله بن مسعود ما باليت ألا أحج ولا أعتمر ولا أجاهد وقالت عائشة ولهم هذه الآية ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا الآية قلت وصالح بن سليمان هذا ضعيف وشيخه غياث بكسر المعجمة ثم تحتانية خفيفة ثم مثلثة ذكره الذهبي في الميزان وقال له حديث منكر ما أظن له غيره فذكره قلت وليس كما ظن فهذا آخر وقد أورد الخطيب في المؤتلف ترجمة غياث من رواية يعقوب بن سفيان عن صالح فذكر الحديث الأول موقوفا ثم قال فذكر حديثا طويلا ولم يصله في رواية بالصحبة أبو الوليد حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي وسهل بن حنيف الأنصاري وعبادة بن الصامت وعتبة بن عبد السلمي تقدموا أبو وهب الجشمي أخرج له أبو داود والنسائي من طريق محمد بن مهاجر عن عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخيل وفيه امسحوا بنواصيها وبهذا الإسناد رفعه عليكم بكل كميت أغر محجل الحديث قال البغوي سكن الشام وله حديثان فأخرج حديث الخيل وحديث تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن الحديث وذكره بن السكن وغير واحد في الصحابة وقال أبو أحمد في الكنى له صحبة وحديثه في أهل اليمامة وأخرج من طريق أبي زرعة الرازي عن محمد بن رافع عن هشام بن سعيد عن محمد بن مهاجر الحديثين في الخيل والحديث في الأسماء مساقا واحدا وقال في أوله أيضا وكانت له صحبة وادعى أبو حاتم الرازي فيما حكاه عنه ابنه في العلل أن هذا الجشمي هو الكلاعي التابعي المعروف وأن بعض الرواة وهم في قوله الجشمي وفي قوله وكانت له صحبة وزعم بن القطان الفاسي أن بن أبي حاتم وهم في خلطه ترجمة الجشمي بالكلاعي وكنت أظن أنه كما قال حتى راجعت كتاب العلل فوجدته ذكره في كتاب العين ونقل عن أبيه أنه نقب عن هذا الحديث حتى ظهر له أنه عن أبي وهب الكلاعي وأنه مرسل وأن بعض الرواة وهم في نسبته جشميا وفي قوله إن له صحبة وبين ذلك بيانا شافيا أبو وهب صفوان بن أمية الجمحي وشجاع بن وهب الأسدي والوليد بن عقبة الأسدي ومجزأة بن ثور تقدموا في الأسماء أبو وهب الجيشاني هو ديلم بن هوشع تقدم شرح حاله في الدال في الأسماء بما يغني عن الإعادة أبو وهب الأنصاري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في القول إذا أخذ مضجعه من رواية خالد بن معدان قال الذهبي أخرجه السلفي فيما انتخبه من الفوائد لابن الطيوري قال وسنده (7/214)
<215> قوي ولعله مرسل أبو وهب الكلبي ذكره بن مندة وأخرج من طريق سعد بن الصلت عن إبراهيم بن محمد الأسلمي عن يحيى بن وهب الكلبي عن أبيه عن جده قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لآل أكيدر كتابا فيه أمان لهم من الظلم ولم يكن يومئذ معه خاتم فختمه لهم بظفره قال وذكره الواقدي عن إسحاق بن حبان عن يحيى بن وهب وادعى أبو نعيم أنه عبد الملك صاحب دومة الجندل وفيه نظر وقد رده بن الأثير وأظن قوله هو الصواب القسم الثاني أبو الوليد عبد الله بن عبد الله بن الهاد تقدم في الأسماء القسم الثالث أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي تقدم في الأسماء أبو وجزة السعدي له إدراك قال بن عساكر أظنه جد أبي وجزة الشاعر الذي روى عنه هشام بن عروة وقدم الشام مع عمر ثم ساق من طريق أبي رجاء التميمي عن السائب بن يزيد المخزومي قال لما أتى عمر الشام نهى الناس أن يمدحوا خالد بن الوليد فدخل أبو وجزة السعدي وخالد عند عمر فقال أههنا خالد فحسر خالد اللثام عنه فقال له أبو وجزة والله إنك لأصبحهم خدا وأكرمهم جدا وأوسعهم مجدا وأبسطهم رفدا قال ثم رآه عمر بالمدينة فقال ألم أنه عن مدح خالد عندي فقال أبو وجزة من أعطانا مدحناه ومن حرمنا سببناه كما يسب العبد سيده فقال عمر يا أبا وجزة وكيف يسب العبد سيده قال من حيث لا يعلم ولا يسمع يا أمير المؤمنين وجوز بن عساكر أن يكون هذا هو الحارث بن أبي وجزة الذي تقدم ذكره في القسم الأول من حرف الحاء وليس بجيد لأن ذاك قرشي وهذا سعدي وسياق القصتين مختلف جدا والله أعلم القسم الرابع أبو وديعة غير منسوب استدركه أبو موسى وقال أورده محمد بن المسيب وجعفر المستغفري في الصحابة وأخرج من طريقهما من رواية بشر بن الوليد عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي وديعة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة كغسله من الجنابة ومس من طيب أو من دهن كان عنده ولبس أحسن ما كان عنده من الثياب (7/215)
<216> ثم لم يفرق بين اثنين وأنصت إلى الإمام إذا جاء غفر له ما بين الجمعتين قلت وقول الراوي في السند صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم فإن أبا وديعة هذا تابعي معروف واسمه عبد الله بن وديعة أخرج حديثه البخاري من طريق بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن سلمان وقد رواه يحيى بن القطان عن محمد بن عجلان عن سعيد فقال عن أبي ذر بدل سلمان أخرجه بن ماجة وقد أقره بن الأثير فلم يتنبه لعلته وأعجب منه الذهبي فإنه قال في التجريد وأورده المستغفري في الصحابة بإسناد مقارب بين يعني ما أخرجه موسى قلت وأبو معشر هو نجيح المدني ضعيف وسنده مقارب كما قال لو لم يخالف لكن مع المخالفة إنما يقال له إنه منكر وقد غلط في إسقاط الصحابي وتبقية وصفه والله المستعان حرف الياء آخر الحروف القسم الأول أبو يحيى صهيب بن سنان الرومي وأبو يحيى عبد الله بن أنيس الجهني وأبو يحيى سنان جد يحيى بن عباد تقدموا في الأسماء أبو يحيى أسيد بن حضير الأنصاري ويقال كنيته أبو عتيك تقدم أبو يحيى المقدام بن معد يكرب الكندي ويقال كنيته أبو كريمة أبو يحيى خريم بن فاتك الأسدي ويقال كنيته أبو أيمن أبو يحيى خباب بن الأرت التميمي ويقال كنيته أبو عبد الله أبو يحيى سهل بن أبي حثمة الأنصاري ويقال كنيته أبو محمد أبو يحيى عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف الأنصاري البدري قال الحاكم أبو أحمد قال الواقدي سمعت بعض الأنصار يقول كنيته أبو يحيى كلهم تقدموا في الأسماء أبو يحيى الأنصاري من بني حارثة ذكره بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن أنس قال كان أبعد الناس من المسجد رجلان من الأنصار أبو لبابة وأبو يحيى من بني حارثة فقال أخرجه الطبراني في ترجمة أبو لبابة أبو يحيى الأنصاري قال البغوي لا أدري له صحبة أم لا ثم أورد من طريق الليث عن عبد الله بن يحيى الأنصاري عن أبيه عن جده أن جدته أتت النبي صلى الله عليه وسلم بحلى لها وفيه لا يجوز لامرأة في مالها أمر إلا بإذن زوجها أبو يربوع سعيد بن يربوع تقدم في الأسماء ذكره أبو أحمد (7/216)
<217> أبو يزيد عقيل بن أبي طالب الهاشمي أبو يزيد سهل بن عمرو العامري أبو يزيد السائب بن يزيد بن أخت النمر أبو يزيد أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي أبو يزيد معن بن يزيد الأخنس الأسلمي تقدموا في الأسماء أبو يزيد معقل بن سنان الأشجعي ويقال كنيته أبو محمد ويقال أبو عبد الرحمن تقدم أبو يزيد حارثة بن قدامة بن مالك التميمي السعدي ويقال كنيته أبو أيوب تقدم أبو يزيد بن عمرو الجذامي ذكره الواقدي فيمن أسلم من جذام واستدركه أبو علي الجياني وابن الدباغ وقد تقدم في حرف الزاي من الكنى أبو زيد الجذامي فلا أدري أهو هذا أو آخر أبو يزيد والد حكيم له حديث اختلف فيه على عطاء بن السائب قال الدوري عن بن معين روى عطاء بن السائب عن حكيم بن أبي يزيد الكرخي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له كانت لأبيه صحبة قال لا أدري قلت أما بيان الاختلاف فيه فقال جرير عن عطاء عن حكيم بن أبي يزيد الكرخي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوا الناس يصيب بعضهم من بعض فإذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له وذكره البخاري تعليقا ووصله أبو أحمد وكذا قال عبد الوارث بن سعيد عن عطاء وكذا قال حماد بن زيد وإسماعيل بن علية عن عطاء أخرجهما بن السكن وأخرج رواية بن علية الحسن بن سفيان وقال وهيب بن خالد عن عطاء عن حكيم بن أبي يزيد اتبعته في حاجة فحدثني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه بن أبي خيثمة وقال البخاري في الكنى أبو يزيد ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه ووصله في التاريخ عن مسدد عن أبي عوانة وكذا أخرجه أحمد من رواية أبي عوانة ووافقه همام بن يحيى عند الطيالسي قلت ويحتمل إن كان محفوظا أن من قال بن أبي يزيد نسبه لجده فقد ذكر بن مندة أن صدقة رواه عن عطاء بن يزيد عن حكيم بن يزيد عن أبيه عن جده وترجم له بن مندة أبو يزيد جد حكيم ويكون الجد أبهم في رواية أبي عوانة والإضطراب فيه من عطاء بن السائب فإنه كان اختلط وقد قيل إن حماد بن سلمة ممن سمع منه قبل الاختلاط والله أعلم وحماد يقول فيه عن عطاء عن حكيم بن يزيد عن أبيه وتابعه همام كما تقدم في حرف الياء آخر الأسماء والأكثر قالوا بن أبي يزيد والله أعلم قال أبو عمر الذي أقول إن الصواب قول الثلاثة وهيب وجرير بن حازم وإسماعيل بن علية وإن أبا عوانة وهم فيه انتهى وقد ذكرت من وصلها إلا أن قوله جرير بن حازم غلط والصواب جرير بن عبد الحميد فإنه ذكر أنه من رواية أبي خيثمة وأبو خيثمة إنما أخرجه عن أبيه عن جرير وكذا وصله الحاكم أبو أحمد من رواية محمد بن قدامة عن جرير وابن قدامة وأبو خيثمة لم يدركا جرير بن حازم وقد زدت عليه عبد الوارث وحماد بن زيد وقد خالفهم حماد بن سلمة فقال عن عطاء بن السائب (7/217)
<218> عن حكيم بن يزيد عن أبيه أبو يزيد اللقيطي له ذكر في حديث حزابة بن نعيم تقدم في الأسماء أبو يزيد النميري يأتي في القسم الأخير أبو اليسر بفتحتين الأنصاري اسمه كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وقيل كعب بن عمرو بن تميم بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي بفتحتين مشهور باسمه وكنيته شهد العقبة وبدرا وله فيها آثار كثيرة وهو الذي أسر العباس قال بن إسحاق شهد بدرا والمشاهد وقال البخاري له صحبة وشهد بدرا وقال المدائني كان قصيرا دحداحا عظيم البطن ومات بالمدينة سنة خمس وخمسين وقال بن إسحاق وكان من آخر من مات من الصحابة كأنه يعني أهل بدر روى عنه عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت وحديثه مطول وأخرجه مسلم أبو اليسع ذكره بن مندة فقال سأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل هو بعرفات روى حديثه محمد بن خالد عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي عثمان النهدي بطوله وقال أبو عمر حديثه عند عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح بن أبي أسامة عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما الذي يدخلني الجنة الحديث أبو يعقوب يوسف بن عبد الله بن سلام له ولأبيه صحبة تقدم في الأسماء أبو يعلى حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وأبو يعلى شداد بن أوس الأنصاري تقدما في الأسماء أبو اليقظان غير منسوب قال الحاكم أبو أحمد قال محمد بن إسماعيل له صحبة وقال بن مندة ذكره البخاري فيمن صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر له حديثا وقال بن أبي حاتم ذكر له أبو زرعة الرازي في المسند هذا الحديث الواحد في مسند المصريين من طريق بن وهب عن عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن أبي حسانة أنه سمع أبا اليقظان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول أبشروا فوالله لأنتم أشد حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يروه من عامة من رآه قال أبو عمر مذكور في الصحابة فيمن سكن مصر قلت ما ذكره محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر أبو اليقظان عمار بن ياسر العبسي مشهور باسمه تقدم أبو اليمان بشر أو بشير بن عقربة أو بن عقرب الجهني تقدم في الموحدة أبو يوسف عبد الله بن سلام مشهور باسمه تقدم في الأسماء أبو يونس الظفري ذكره بن أبي حاتم في الوحدان وأخرج عن دحيم عن بن أبي فديك عن إدريس بن محمد بن يونس الظفري عن جده الظفري عن جده يونس عن أبيه أنه حضر مع رسول الله (7/218)
<219> صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وهو بن عشرين سنة وله رواية قلت اسمه محمد بن أنس بن فضالة له ولأبيه ولجده صحبة وقد تقدموا القسم الثاني أبو يحيى عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة تقدم في الأسماء القسم الثالث أبو يحيى غير مسمى ولا منسوب وقع ذكره في قصة أخرجها الخطيب في ترجمة يحيى بن أبي يحيى المذكور من طريق رقبة بن مصقلة عن سماك بن حرب حدثني يحيى بن أبي يحيى عن أبيه قال إني لأسير على فرس لي في الجاهلية إذا أنا بطرفة يعني بن العبد الشاعر المشهور فذكر خبرا فيه أنه أخرج له لسانه فإذا هو أسود كأنه لسان ظبي أبو يزيد السعدي هو المخبل بمعجمة وموحدة تقدم القسم الرابع أبو يحيى رجل من قيس روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ألا أخبركم بخير قبائل العرب الحديث وفيه ذكر السكاسك والسكون وغيرهما روى حديثه بن لهيعة عن مرثد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط عن رجل من بني أود عن رجل من قيس يقال له أبو يحيى أخرجه البغوي في معجمه وأورده بن عساكر في التبيين من طريقه وقال إنه مرسل أبو يزيد النميري ذكره أبو عمر فقال له صحبة روى أيوب السختياني عنه أنه قال أممت قومي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بن سبع سنين قال بن الأثير قوله النميري ليس بشيء وأنا أظن أنه الجرمي عمرو بن سلمة وهو يكنى أبا بريد بضم أوله وبالموحدة مصغرا فهو الذي أم قومه وهو بن ست أو سبع سنين ويروي عنه أيوب وأبو قلابة وغيرهما انتهى ملخصا وأقره الذهبي وذكره بن فتحون في أوهام الاستيعاب فقال وهم فيه في موضعين في قوله النميري وإنما هو الجرمي وفي تكنيته بالزاي وإنما هو بالموحدة ثم الراء وقد ذكره أبو عمر في بابه على الصواب قلت ويحتمل على بعد أنه آخر أبو يزيد بن أبي مريم استدركه الذهبي وذكر أن له في مسند بقي بن مخلد حديثا وقد وهم في استدراكه فإن هذا هو أبو مريم السلولي وهو والد يزيد واسمه مالك بن ربيعة كما تقدم (7/219)
<220> في الأسماء وأخرج حديثه أحمد والبخاري في التاريخ والنسائي من طريق يزيد بن أبي مريم عن أبيه ولو كان من له ولد وكنى بغيره واشتهر بذلك يكنى بالولد الآخر لكان كل أحد كنى بعدد أولاده فإن فيهم من كان له من الولد العشرة إلى العشرين إلى الثلاثين ولو ترجم أحد لأبي بكر الصديق مثلا في الكنى أبو محمد بن أبي بكر لاستسمج لأن المتبادر من مثل هذا أن الترجمة لأبي محمد لا لوالده وكذا القول في غيره كعثمان لو ترجم له أبو عمرو بن عثمان لكان في غاية الركاكة وهذا بين لا خفاء به والله المستعان(7/220)
<2> كتاب النساء على الترتيب السابق في الرجال حرف الألف القسم الأول آسية بنت الحارث السعدية أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ذكرها أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى آسية بنت الفرج الجرهمية ذكرها بن مندة وأورد من طريق أيوب بن محمد الوزان عن يعلى بن الأشدق قال جاءت آسية بنت الفرج امرأة من جرهم وكان مسكنها الحجون بمكة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني قد أخطأت على نفسي وزنيت فطهرني فقال هل ولدت قالت لا قال فما بقي عليك من ولادتك فأخبرته بنحو شهر فقال لست بمطهرك حتى تلدي قال فولدت فأتته فأخبرته فذكر الحديث بطوله كذا في الأصل ولم يخرجه بن مندة آمنة بنت الأرقم روى أبو السائب المخزومي عن جدته آمنة بنت الأرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعها بئرا ببطن العقيق فكانت تسمى بئر آمنة وبرك لها فيها وكانت من المهاجرات ذكرها بن الدباغ مستدركا على الاستيعاب آمنة بنت حرملة والدة الوليد بن الوليد بن المغيرة ويقال اسمها عاتكة ذكر في ترجمة ولدها ما يدل على أن لها صحبة آمنة بنت أبي الحكم أو بنت الحكم الغفارية تأتي في القسم الأخير آمنة بنت خلف الأسلمية ذكرها أبو موسى في الذيل وأخرج من وجهين واهيين إلى المبارك بن فضالة عن الحسن أن آمنة بنت خلف الأسلمية جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما أصابت الفاحشة فقالت يا رسول الله إني امرأة محصنة وزوجي غائب وإني أصبت الفاحشة فطهرني وذكر قصة طويلة ودعا كثيرا لها حين رجمت نحوا من ورقتين كذا في الأصل (8/2)
<3> آمنة بنت أبي الخيار زوج مطيع بن الأسود وهي والدة عبد الله بن مطيع وقيل هي أميمة بميمين مصغرة آمنة بنت قيس بن عبد الله بن رئاب بن يعمر بنت عم أم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية من بني غنم بن دودان ذكر بن إسحاق أنها كانت هي وأبوها بالحبشة مع أم حبيبة بنت أبي سفيان وكان مع أبيها امرأته بركة بنت يسار وكانا ظئرى عبد الله بن جحش وذكرها بن إسحاق في السيرة النبوية وأخرجها المستغفري من طريقه استدركها أبو موسى وقال بن سعد أسلمت قديما بمكة وهاجرت مع أهل بيتها الى المدينة آمنة بنت سعد بن وهب امرأة أبي سفيان ذكرها أبو عمر آمنة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية ذكرها بن إسحاق في غزوة الطائف وهي أميمة بالتصغير وستأتي آمنة بنت أبي الصلت الغفارية أو بنت الصلت تأتي في القسم الأخير آمنة بنت عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموية أخت أمير المؤمنين عثمان قال أبو موسى أسلمت يوم الفتح وكانت عند سعد حليف بني مخزوم وكانت من النسوة اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع هند امرأة أبي سفيان على ألا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ذكر ذلك بن إسحاق في المغازي وذكر بن الكلبي أنها كانت في الجاهلية ماشطة وأنها تزوجت الحكم بن كيسان مولى بني مخزوم وتقدم لذلك طريق في ترجمة الحكم بن كيسان وهو أقوى من قول أبي موسى كانت عند سعد آمنة بنت عمرو بن حرب بن أمية الأموية بنت عم معاوية وتزوجها أبو حذيفة بن عتبة فولدت له عاصما ذكره بن سعد آمنة بنت غفار قال الذهبي في مبهمات النووي إنها امرأة بن عمر التي طلقها فأمر برجعتها قلت سماها بن لهيعة عن عبد الرحمن الأعرج آمنة بنت عفان وقال المرأة التي طلقها بن عمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة بنت عفان ذكره بن سعد عن الحسن بن موسى عن بن لهيعة ورويناه فيما جمع من حديث قتيبة من رواية سعيد العيار بسنده عن قتيبة عن بن لهيعة وفي رواية قتيبة بنت غفار بكسر المعجمة وتخفيف الفاء ثم راء وفي النسخة التي من الطبقات بفتح المهملة وتشديد الفاء وبعد الألف نون آمنة بنت قرط بن خنساء بن سنان الأنصارية يأتي نسبها في ترجمة أختها أمامة قال بن سعد أمهما مارية بنت القين بن كعب بن سواد وتزوج آمنة هذه أوس بن المعلي بن لوذان فولدت له أبا سعيد فأسلمت آمنة وبايعت آمنة بنت محسن ذكر السهيلي أنه اسم أم قيس بنت محصن أخت عكاشة بن محصن الأسدي آمنة بنت نعيم النحام ستأتي في أمة آمنة أو عاتكة والدة الوليد بن المغيرة تقدم في ترجمته ما يدل على إسلامها أبرهة الحبشية من خدم النجاشي كانت عند أم حبيبة لما زوجها النجاشي للنبي صلى الله (8/3)
<4> عليه وسلم ذكرها الواقدي وأورد بن سعد قصتها في ترجمة أم حبيبة عن عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد عن أم حبيبة أثيلة بنت الحارث بن ثعلبة بن حرام بن صخر بن أمية بن حرام بن ثابت النجار الأنصاري لها صحبة ذكره بن سعد في المبايعات وقال أمها فاطمة بنت زيد مناة بن عمرو بن مازن الغسانية أثيلة بنت راشد الهذلية تقدم ذكرها في ترجمة عامر بن مرقش أثيلة الخزاعية جدة أيوب بن عبد الله بن زهير الأسدي ذكر لها الفاكهي في كتاب مكة خبرا من طريق بن جريج عن بن أبي حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب الى سهيل بن عمرو إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن أو نهارا فلا تمسين حتى تبعث الي مزادتين من ماء زمزم قال فاستعانت امرأته الخزاعية جدة أيوب فأدلجناهما فلم تصبحا حتى فرغتا من مزادتين فجعلتاهما في كرين فبعث بهما على بعير من ليلتهما وأخرجه عمر بن شبة كذلك أثيمة المخزومية جدة عطاف ذكرها بن عبد البر وقيل هي أروى التي ستأتي إدام بنت الجموح الأنصارية أخت عمرو بن الجموح سيد الخزرج ذكرها بن سعد إدام بنت قرط بن خنساء الأنصارية من المبايعات ذكرها بن سعد أروة بنت الحارث بن كلدة الثقفي زوج عتبة بن غزوان ذكرها البلاذري وغيره وقالوا إنها كانت مع عتبة بالبصرة وهو أمير عليها ومن أجلها قدم أبو بكرة وأخويه من أمه نافع وزياد أرنب بنت عفيف بن أبي العاص بن عبد شمس أمها النابغة والدة عمرو بن العاص فكأن عمرا أخوها لأمها ذكرها الزبير بن بكار ثم الطبري أرنب المدنية المغنية روينا في الجزء الثالث من أمالي المحاملي رواية الأصبهانيين من طريق بن جريج أخبرني أبو الأصبع أن جميلة المغنية أخبرته أنها سألت جابر بن عبد الله عن الغناء فقال نكح بعض الأنصار بعض أهل عائشة فأهدتها الى قباء فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أهديت عروسك قالت نعم قال فأرسلت معها بغناء فإن الأنصار يحبونه قالت لا قال فأدركيها بأرنب امرأة كانت تغني بالمدينة أروى بنت أنيس ذكرها بن منده ولها ذكر في الوضوء من جامع الترمذي كذا في التجريد ولم يذكر بن منده اسم أبيها بل أروى حسب وأما الترمذي فقال عقب حديث بردة في الوضوء من مس الذكر وقد ذكر جماعة منهم أروى هذه وأخرج بن السكن والدارقطني في العلل من طريق عثمان بن اليمان سمعت هشام بن زياد هو أبو المقدام عن هشام بن عروة عن أبيه عن أروى بنت أنيس فذكر الحديث مرفوعا في الوضوء من مس الذكر قال بن السكن لا يثبت ولم يحدث به غير هشام بن عروة هكذا عن أبي المقدام وهو بصري ضعيف وقال بن منده روى عن أبي المقدام بهذا السند لكن قال عن أبي أروى وهو الصواب أروى بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية والدة المطلب بن أبي وداعة السهمي ذكرها بن سعد في الصحابيات في باب بنات عم النبي صلى الله عليه وسلم وقال أمها غزية بنت قيس بن طريف (8/4)
<5> من بني الحارث بن فهر بن مالك قال وولدت لأبي وداعة المطلب وأبا سفيان وأم جميل وأم حكيم والربعة أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ذكرها الدارقطني في كتاب الإخوة وقال تزوجها حبان بن منقذ الأنصاري فولدت له ولدا ويقال بل اسمها هند انتهى وقال بن منده أروى حديثها عطاف بن خالد عن أمه عن أمها وهي أروى وقال عبد القدوس بن إبراهيم عن عطاف عن أمه عن أمها أثيمة جدة عطاف أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهي صبية أروى بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموية أخت الحكم والد مروان وهي عمة عثمان بن عفان ذكرها المستغفري وساق بسنده من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق أنه ذكرها في النسوة اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح أروى بنت عبد المطلب بن هاشم الهاشمية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر كانت تحت عمير بن وهب بن عبد بن قصي فولدت له طليبا ثم خلف عليه كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فولدت له أروى وحكى أبو عمر عن محمد بن إسحاق أنه لم يسلم من عمات النبي صلى الله عليه وسلم إلا صفية وتعقبه بقصة أروى وذكرها العقيلي في الصحابة وأسند عن الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال لما أسلم طليب بن عمير دخل على أمه أروى بنت عبد المطلب فقال لها قد أسلمت وتبعت محمدا فذكر قصة فيها وما يمنعك أن تسلمي فقد أسلم أخوك حمزة فقالت أنظر ما يصنع أخواي قال قلت فإني أسألك بالله إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته قالت فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم كانت بعد تعضد النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره وقال بن سعد أسلمت وهاجرت الى المدينة وأخرج عن الواقدي بسند له الى برة بنت أبي تجراة قالت عرض أبو جهل وعدة معه للنبي صلى الله عليه وسلم فآذوه فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه فشجه فأخذوه فقام أبو لهب في نصرته وبلغ أروى فقال ان خير أيامه يوم نصر بن خاله فقيل لأبي لهب إن أروى صبت فدخل عليها يعاتبها فقالت قم دون بن أخيك فإنه إن يظهر كنت بالخيار وإلا كنت قد أعذرت في بن أخيك فقال أبو لهب ولنا طاقة بالعرب قاطبة إنه جاء بدين محدث قال بن سعد ويقال إن أروى قالت إن طليبا نصر بن خاله واساه في ذي دمه وماله وذكر محمد بن سعد أن أروى هذه رثت النبي صلى الله عليه وسلم وأنشد لها من أبيات ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برا ولم تك جافيا كأن على قلبي لذكر محمد وما جمعت بعد النبي المجاويا أروى بنت عميس ذكرها بن الأثير في آخر ترجمة أروى بنت كريز أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس العبشمية والدة عثمان بن عفان أمها البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها بن أبي عاصم في الوحدان وأخرج هو والحاكم من طريق فيها ضعف عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس (8/5)
<6> قال أسلمت أم عثمان وأم طلحة وأم عمار وأم أبي بكر وأم الزبير وأم عبد الرحمن بن عوف قال بن مندة ماتت في خلافة عثمان بن عفان ولا يعرف لها حديث قال بن سعد تزوجها عفان بن أبي العاص فولدت له عثمان وآمنة ثم تزوجها عقبة بن أبي معيط فولدت له الوليد وعمارة وخالدا وأم كلثوم وأم حكيم وهندا وأسلمت أروى وهاجرت بعد ابنتها أم كلثوم وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تزل بالمدينة حتى ماتت وقرأت بخط البجيري توفيت أم عثمان ولها تسعون سنة فحمل عثمان سريرها وصلى عليها وأخرج بن سعد بسند فيه الواقدي الى عبد الله بن حنظلة بن الراهب شهدت أم عثمان يوم ماتت فدفنها ابنها بالبقيع ورجع وقد صلى الناس فصلى وحده وصليت الى جنبه فسمعته وهو ساجد يقول اللهم ارحم أمي اللهم اغفر لأمي وذلك في خلافته ومن طريق عيسى بن طلحة رأيت عثمان حمل سرير أمه بين العمودين من دار غطيش فلم يزل حتى وضعها بموضع الجنائز قال ورأيته بعد أن دفنها قائما على قبرها يدعو لها أروى بنت المقوم بن عبد المطلب الهاشمية ابنة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت زوج بن عمها أبي سفيان بن الحارث ذكرها الزبير وذكر أنها ولدت بنات وقال بن سعد تزوجها أبو مسروح الحارث بن يعمر بن حبان بن عمير من بني سعد بن بكر بن هوازن وكان حليف العباس بن عبد المطلب فولدت له عبد الله بن أبي مسروح أزدة بنت الحارث بن كلدة الثقفية زوج عتبة بن غزوان أمير البصرة وكانت صحبته لما قدم البصرة ومصرها وبسببها قدم البصرة إخوتها من أمها أبو بكرة ونافع وزياد بن عبيد الذي صار بعد ذلك يقال له زياد بن أبي سفيان وأم الجميع سمية مولاة الحارث بن كلدة ذكر ذلك البلاذري وقد قدمنا أنه لم يبق في حجة الوداع أحد من قريش وثقيف إلا أسلم وشهدها إزمة بكسر أوله وسكون المعجمة ذكرها أبو موسى المديني في ذيل العرنيين للهروي من جمعه أن المراد بقولهم في المثل اشتدي إزمة تنفرجي امرأة اسمها إزمة أخذها الطلق فقيل لها ذلك أي تصبري يا إزمة حتى تنفرجي عن قريب بالوضع نقلت ذلك من خط مغلطاي في حاشية أسد الغابة وراجعت الذيل فلم أر فيه التصريح بما يدل على صحبتها فإنه قال فيه عقب هذا ذكره بعض الجهال وهذا باطل وزاد بعضهم أن الذي قال لها ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم أسماء بنت عميس بن مدرك الخثعمية زوج خالد بن الوليد وأم أولاده المهاجر وعبد الله وعبد الرحمن وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة والدها أنس بن مدرك أسماء بنت أبي بكر الصديق تأتي في أسماء بنت عبد الله بن عثمان أسماء بنت الحارث امرأة خطاب بن الحارث الجمحي ذكرها بن إسحاق فيمن أسلم من أهل مكة فقال لما ذكرهم وخطاب وامرأته أسماء بنت الحارث ذكر ذلك أبو نعيم من طريق إبراهيم بن يوسف عن زياد البكائي عنه أسماء بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية لها ولأبيها صحبة وأخرج حديثها (8/6)
<7> الدارقطني في العلل من رواية حفص بن غياث عن أبي حرملة عن أبي فقال عن رباح بن عبد الرحمن حدثتني جدتي أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة لمن لا وضوء له الحديث وأخرجه البيهقي وقال جدته أسماء بنت سعيد بن زيد أسماء بنت سلامة ويقال سلمة بن مخربة بمعجمة وموحدة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم التيمية الدارمية ذكرها بن إسحاق فيمن أسلم بمكة فقال وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي وامرأته أسماء بنت سلامة وقال أبو عمر أسماء بنت سلمة ويقال سلامة بنت مخربة كانت من المهاجرات هاجرت مع زوجها الى الحبشة وولدت بها عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ثم هاجرت الى المدينة وتكنى أم الجلاس روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها ابنها عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قلت وخلط بن منده ترجمتها بترجمة عمتها أسماء بنت مخربة وسأبين ذلك في ترجمة عمتها إن شاء الله تعالى أسماء بنت سمي ذكرها مسدد في مسنده وقال حدثنا يحيى القطان عن أبي مسكين سمعت أبا محلم يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرت أسماء بنت سمي أي أزواجك تختارين قالت أختار فلانا المتوفى عنها وكان أحسنهم خلقا وقد كان قتل عنها اثنان هذا مرسل حسن الإسناد فيضم هذا الخبر الى ذكر من حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة والمشهور أن ذلك من خصائص تميم الداري وقد وقع مثله لجماعة غيره أسماء بنت شكل بمعجمة وفتحتين وآخره لام ثبت ذكرها في صحيح مسلم في كتاب الحيض من طريق عائشة قالت دخلت أسماء بنت شكل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له يا رسول الله كيف تغتسل إحدانا إذا طهرت من الحيض الحديث وذكرها أبو موسى في الذيل من طريق المستغفري بسنده الى أبي بكر بن أبي شيبة شيخ مسلم فيه وقال أبو علي الجياني فيما ذيل به على الاستيعاب لا أدري أهي إحدى من ذكره أبو عمر أو بعض الرواة غلط في شكل وإنما هي أسماء بنت يزيد بن السكن الآتي ذكرها سقط ذكر أبيها وصحف اسم جدها ونسبت اليه وسبقه الى ذلك الخطيب أبو بكر الحافظ ويؤيده أنه ليس في الأنصار من اسمه شكل فقد ثبت في صحيح البخاري في هذه القصة أن التي سألت امرأة من الأنصار وتبعه أبو الفتح بن سيد الناس على ذلك وفيه نظر أسماء بنت عبد الله بن عثمان التيمية والدة عبد الله بن الزبير بن العوم التيمية وهي بنت أبي بكر الصديق وأمها قتلة أو قتيلة بنت عبد العزي قرشية من بني عامر بن لؤي أسلمت قديما بمكة قال بن إسحاق بعد سبعة عشر نفسا وتزوجها الزبير بن العوام وهاجرت وهي حامل منه بولده عبد الله فوضعته بقباء وعاشت الى أن ولي ابنها الخلافة ثم الى أن قتلت وماتت بعده بقليل وكانت تلقب ذات النطاقين قال أبو عمر سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها هيأت له لما أراد الهجرة سفرة فاحتاجت الى ما تشدها به فشقت خمارها نصفين فشدت بنصفه السفرة واتخذت النصف الآخر منطقا قال كذا ذكر بن إسحاق وغيره قلت وأصل القصة في صحيح مسلم دون التصريح برفع ذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أسند ذلك أبو عمر من طريق أبي نوفل بن أبي عقرب وأنها قالت للحجاج كان لي نطاق اغطي به طعام (8/7)
<8> رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق لا بد للنساء منه وقال بن سعد أخبرنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه وفاطمة بنت المنذر عن أسماء قال صنعت سفرة للنبي صلى الله عليه وسلم في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر الى المدينة فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به فقلت لأبي بكر ما أجد إلا نطاقي قال شقيه باثنين فاربطي بواحد منهما السقاء وبالآخر السفرة وسنده صحيح وبهذا السند عن عروة عن أسماء قالت تزوجني الزبير وما له في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه قالت فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى لناضحه وكنت أنقل النوى من أرض الزبير الحديث وفيه حتى أرسل إلى أبو بكر بعد ذلك خادما فكفتني سياسة الفرس قال وقال الزبير بن بكار في هذه القصة قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة فقيل لها ذات النطاقين روت أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث وهي في الصحيحين والسنن روى عنها ابناها عبد الله وعروة وأحفادها عباد بن عبد الله وعبد الله بن عروة وفاطمة بنت المنذر بن الزبير وعباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير ومولاها عبد الله بن كيسان وابن عباس وصفية بنت شيبة وابن أبي مليكة ووهب بن كيسان وغيرهم وأخرج بن السكن من طريق أبي المحياة يحيى بن يعلى التيمي عن أبيه قال دخلت مكة بعد أن قتل بن الزبير فرأيته مصلوبا ورأيت أمه أسماء عجوزا طوالة مكفوفة فدخلت حتى وقفت على الحجاج فقالت أما آن لهذا الراكب أن ينزل قال المنافق قالت لا والله ما كان منافقا وقد كان صواما قواما قال اذهبي فإنك عجوز قد خرفت فقالت لا والله ما خرفت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج في ثقيف كذاب ومبير فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فأنت هو فقال الحجاج منه المنافقون وأخرج بن سعد بسند حسن عن بن أبي مليكة كانت تصدع فتضع يدها على رأسها وتقول بذنبي وما يغفر الله أكثر وقال هشام بن عروة عن أبيه بلغت أسماء مائة سنة لم يسقط لها سن ولم ينكر لها عقل وقال أبو نعيم الأصبهاني ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة وعاشت الى أوائل سنة أربع وعشرين قيل عاشت بعد ابنها عشرين يوما وقيل غير ذلك أسماء بنت عبد الله بن مسافع بن ربيعة والدة قيس بن مخربة ذكرت في شعر حسان بن ثابت أسماء بنت عدي بن عمرو تأتي في التي بعدها أسماء بنت عمر بن عدي بن نابي بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصارية السلمية أم معاذ بن جبل وكنيتها أم منيع ذكر بن إسحاق بسند صحيح عن كعب بن مالك أنها كانت مع من شهد العقبة مع السبعين هي ونسيبة بنت كعب وقال في التجريد وقيل هي أسماء بنت عدي بن عمرو أسماء بنت عمرو بن مخربة تأتي في أسماء بنت مخربة أسماء بنت عميس بن معد بوزن سعد أوله ميم قيده بن حبيب ووقع في الاستيعاب معد بفتح العين وتعقب بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن غانم بن معاوية بن زيد الخثعمية وقيل عميس هو بن النعمان بن كعب والباقي سواء كانت أخت ميمونة بنت الحارث (8/8)
<9> زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمها وأخت جماعة من الصحابيات لأب أو أم أو لأب وأم يقال إن عدتهن تسع وقيل عشر لأم وست لأم وأب وأمها خولة بنت عوف بن زهير ووقع عند أبي عمر هند بدل خولة قال أبو عمر كانت من المهاجرات الى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فولدت له هناك أولاده فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمدا ثم تزوجها علي فيقال ولدت له ابنه عونا قال أبو عمر تفرد بذلك بن الكلبي كذا قال وقد ذكر بن سعد عن الواقدي أنها ولدت لعلي عونا ويحيى وقال بن سعد عن الواقدي عن محمد بن صالح عن يزيد بن رومان أسلمت أسماء قبل دخول دار الأرقم وبايعت ثم هاجرت مع جعفر الى الحبشة فولدت له هناك عبد الله ومحمدا وعونا ثم تزوجها أبو بكر بعد قتل جعفر وذكرها بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم زوج أبا بكر أسماء بنت عميس يوم حنين أخرجه عمر بن شبة في كتاب مكة وهو مرسل جيد الإسناد روى أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها ابنها عبد الله بن جعفر وحفيدها القاسم بن محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عباس وهو بن أختها لبابة بنت الحارث وابن أختها الأخرى عبد الله بن شداد بن الهاد وحفيدتها أم عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وآخرون وكان عمر يسألها عن تفسير المنام ونقل عنها أشياء من ذلك ومن غيره ووقع في البخاري في باب هجرة الحبشة من طريق أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه وأسماء فذكر حديثا وأسماء هي صاحبة هذه الترجمة ويقال إنها لما بلغها قتل ولدها محمد بمصر قامت الى مسجد بيتها وكظمت غيظها حتى شخب ثدياها دما وفي الصحيح عن أبي بردة عن أسماء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها لكم هجرتان وللناس هجرة واحدة وأخرجه بن سعد من مرسل الشعبي قالت أسماء يا رسول الله إن رجالا يفخرون علينا ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين فقال بل لكم هجرتان ثم ذكر من عدة أوجه أن أبا بكر الصديق أوصى أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس وأخرجه بن السكن بسند صحيح عن الشعبي قال تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل منهما أنا أكرم منك وأبي خير من أبيك فقال لها علي اقضي بينهما فقالت ما رأيت شابا خيرا من جعفر ولا كهلا خيرا من أبي بكر فقال لها علي فما أبقيت لنا أسماء بنت قرط بن خنساء بن سنان الأنصارية زوج الفضل بن النعمان ذكرها بن سعد في المبايعات أسماء بنت كعب في أسماء بنت النعمان أسماء بنت محرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ذكرها بن سعد وقال أمها أم سهل بنت أبي خارجة تزوجها أبو بشير بن عبيد فولدت له بشيرا والجعد ذكرها بن ماكولا من التجريد أسماء بنت مخربة تقدم نسبها في أسماء بن سلامة بن مخربة ذكر البلاذري عن أبي عبيدة معمر بن المنثى قدم هشام بن المغيرة نجران فرأى أسماء بنت مخربة ويقال بنت عمرو بن مخربة بن (8/9)
<10> جندل بن أبي أبير بن نهشل بن دارم فأعجبته فتزوجها وحملها الى مكة فولدت له أبا جهل والحارث ثم مات فتزوجها عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة فولدت له عياشا فكان أخا أبي جهل والحارث لأمهما وقال بن سعد ولدت له أيضا عبد الله وأم حجير قال البلاذري وقال محمد بن سعد إنها ماتت كافرة قبل أن يهاجر ابنها عياش الى المدينة ويقال إنها أسلمت وأدركت خلافة عمر وذلك أثبت ثم ساق من طريق الواقدي عن عبد الحميد بن جعفر عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار عن الربيع بنت معوذ قالت دخلت في نسوة من الأنصار على أسماء بنت مخربة أم أبي جهل في خلافة عمر بن الخطاب وكان ابنها عياش بن عبد الله بن أبي ربيعة يبعث إليها من اليمن بعطر فكانت تبيعه الى الأعطية فقالت لي أنت بنت قاتل سيده قلت لا ولكنني بنت قاتل عبده قالت حرام علي أن أبيعك من عطري شيئا قلت وحرام علي أن أشتري منه شيئا فما وجدت لعطرتنا غير عطرك وفي لفظ فوالله ما هو بطيب عرف ووالله ما بي ما شممت عطرا كان أطيب منه ولكني غضبت فقلت وهي القائلة لما طافت عريانة اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله كم من لبيب عاقل يضله وناظر ينظر ما أعله ويقال فيها نزلت خذوا زينتكم عند كل مسجد وفي صحيح مسلم وقال أبو عمر في ترجمة بنت أخيها أسماء بنت سلامة هي أم عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وأم عياش اسمها أيضا أسماء بنت مخربة وهي أم أبي جهل والحارث بن هشام وهي عمة أسماء بنت مخربة وهي أم الجلاس والدة عياش وعبد الله ابني أبي ربيعة روى عنها عبد الله بن عياش والربيع بنت معوذ ثم ساق من طريق إسحاق بن محمد القروي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن أخيه عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قالت دخل النبي صلى الله عليه وسلم بعض بيوت بني أبي ربيعة إما لعيادة مريض أو لغير ذلك فقالت أسماء التميمية وكانت تكنى أم الجلاس وهي أم عياش بن أبي ربيعة يا رسول الله ألا توصيني فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أم الجلاس ائتي الى أخيك ما تحبين أن يأتي إليك وأحبي لأخيك ما تحبين أن يحبك ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي من ولد عياش وكانت أم الجلاس ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مرضا بالصبي أو علة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرقي الصبي ويتفل عليه وجعل الصبي يتفل على النبي صلى الله عليه وسلم كما يتفل النبي صلى الله عليه وسلم فجعل بعض أهل البيت ينهى الصبي فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم قلت وبيان الخلط أنه جمع بين قصتي الربيع بنت معوذ وعبد الله بن عياش وقصة الربيع إنما وقعت لها مع أسماء بنت مخربة هذه وهي المختلف في صحبتها وقصة عبد الله بن عياش هي التي تضمنها هذا الحديث وهي والدته المتفق على صحبتها وقد فرق الزبير بن بكار بن المرأتين فقال لما ذكر الحارث بنت هشام وأخوه لأبيه وأمه عمرو وهو أبو جهل وأمهما أسماء بنت مخربة وأخواهما لأمهمها عبد الله بن عبد الله بن أبي ربيعة وعياش بن عبد الله بن أبي ربيعة وذكر قصة هجرته ويمين أمه وعوده الى مكة وقال لما ذكر عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وأمه أسماء بنت سلامة بن مخربة قلت والقصة التي أشار إليها ذكرها (8/10)
<11> بن إسحاق أسماء بنت مرثد من بني حارثة ذكرها أبو عمر وقال لا يصح حديثها انفرد به حرام بن عثمان وهو ضعيف عند جميعهم ووصله إسماعيل بن إسحاق القاضي في أحكامه من طريق الدراوردي وابن منده من طريق إبراهيم بن طهمان كلاهما عن حرام بن عثمان عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر وأبي عتيق بن عبد الله عن جابر بن عبد الله جاءت أسماء بنت مرثد أخت بني حارثة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني تحدث لي حيضة أمكث ثلاثا أو أربعا بعد أن أطهر ثم ترجع فتحرم علي الصلاة فقال إذا رأيت ذلك فامكثي ثلاثا ثم تطهري وصلي قلت وذكر بن سعد في الطبقات أسماء بنت مرثدة بزيادة هاء بن جبير بن مالك بن حويرثة بن خارجة وقال أمها سلامة بنت مسعود وقال تزوجها الضحاك بن خليفة فولدت له ثابت وأبا بكر وأبا حسن وعمر وثبيتة وبكرة وحمادة وصفية وتزوج محمد بن سلمة ثبيتة قال وأسلمت أسماء وبايعت قلت يظهر لي أنها التي ذكرت في حديث جابر ويحتمل أن تكون غيرها أسماء بنت النعمان بن الحارث بن شراحيل وقيل بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحيل الكندية قال أبو عمر أجمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها واختلفوا في قصة فراقها الى أن قال قال قتادة هي أسماء بنت النعمان من بني الحارث لما أدخلت عليه دعاها فقالت تعال أنت وأبت أن تجىء قال قتادة وقيل إنها قالت له أعوذ بالله منك فقال قد عذت بمعاذ وهذا باطل إنما قالت هذا امرأة أخرى من بني سليم وقال أبو عبيدة كلتاهما عاذتا بالله منه وقال غيره المستعيذة امرأة من بين العنبر من سبى ذات الشقوق وكانت جميلة فخاف نساؤه أن تغلبهن عليه وقال عبد الله بن محمد بن عقيل الكندية هي الشقية التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفارقها ويردها إلى قومها ففعل فردها مع أبي أسيد وقال آخرون كانت أسماء بنت النعمان الكندية من أجمل النساء فخاف نساؤه أن تغلبهن عليه فقلن لها إنه يحب إذا دنا منك أن تقولي أعوذ بالله منك ففعلت وكانت تسمى نفسها شقية وزاد الجرجاني فخلف عليها المهاجر بن أبي أمية المخزومي ثم قيس بن مكشوح المرادي قال أبو عمر سماها بعضهم أميمة بنت النعمان وبعضهم أمامة والاختلاف في الكندية كثير جدا والإضطراب فيها وفي صواحبها اللاتي لم يدخل بهن كثير قلت ونسبها محمد بن حبيب في فصل النساء اللاتي لم يدخل بهن صلى الله عليه وسلم مثل القول الثاني المذكور أولا وقال كانت من أجمل النساء وأشبهن وذكر قصة النساء معها وفراقها وأن المهاجر تزوجها ثم قيس بن مكشوح ثم قال والجونية امرأة من كندة أيضا أحضرها أبو أسيد الساعدي فتولت عائشة وحفصة أمرها فقالت لها إحداهما إنه يعجبه إذا دخلت عليه المرأة أن تقول أعوذ بالله منك القصة قلت والذي في صحيح البخاري في الجونية من طريق الأوزاعي سألت الزهري أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استعاذت منه قال أخبرني عروة عن عائشة أن ابنة الجون لما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا منها قالت أعوذ بالله منك قال لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك وأخرج من طريق حمزة بن أبي أسيد عن أبي سيد قال خرجنا مع رسول صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال لها الشوط فقال (8/11)
<12> اجلسوا هاهنا فدخل وقد أتى بالجونية فأنزلت في بيت على ومعها دايتها فلما دخل عليها قال هبي لي نفسك قال قالت هل تهب الملكة نفسها للسوقة قال فاهوى بيده ليضعها عليها لتسكن قالت أعوذ بالله منك قال لقد عذت بمعاذ ثم أخرج الحديث وأخرج بن سعد من طرق عدة كلها عن الواقدي أن الجونية استعاذت من النبي صلى الله عليه وسلم واختلف هل هي بنت النعمان أو أخته وسماها عن عبد الله بن جعفر المخزومي أمية وأخرج بن سعد عن هشام بن محمد وهو بن الكلبي عن بن الغسيل الذي أخرجه البخاري وزاد فيه فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة اخضبيها وأنا أمشطها ففعلتها ثم قالت لها إحداهما إنه يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول أعوذ بالله منك فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مد يده إليها فقالت أعوذ بالله منك فقال بكمه على وجهه وقال عدت معاذا ثلاث مرات ثم خرج على فقال يا أبا أسيد الحقها بأهلها ومتعها برازقيتين يعني كرباسين فكانت تقول ادعوني الشقية ومن طريق عمر بن الحكم عن أبي أسيد في هذه القصة فقلت يا رسول الله قد جئتك بأهلك فخرج يمشي وأنا معه فلما أتاها أقعى وأهوى ليقبلها وكان يفعل ذلك إذا اختلى النساء فقالت أعوذ بالله منك الحديث وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف ومن طريق عباس بن سهل عن أبي أسيد قال لما طلعت بها على قومها تصايحوا وقالوا إنك لغير مباركة لقد جعلتنا في العرب شهرة فما دهاك قالت خدعت فقالت لأبي أسيد ما أصنع قال أقيمي في بيتك واحتجبي إلا من ذي رحم محرم ولا يطمع فيك أحد فأقامت كذلك حتى توفيت في خلافة عثمان وعن بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان وكانت من أجمل أهل زمانها وأشبهن فقالت عائشة قد وضع يده في العراب يوشك أن يصرفن وجهه عنا وكان خطبها حين وفد أبوها عليه في وفد كندة فلما رآها نساؤه حسدنها فقلن لها إن أردت أن تخظي عنده القصة وبه إلى بن عباس قال خلف على أسماء بنت النعمان المهاجر بن أبي أمية فأراد عمر أن يعاقبها فقالت والله ما ضرب على حجاب ولا سميت بأم المؤمنين فكف عنها وعن الواقدي قد بلغني أن عكرمة بن أبي جهل تزوجها في زمن الردة وليس ذلك بثبت وقد ساق بن سعد قصة الجونية ومن طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى لم يستعذ منه غير الجونية عن الواقدي بسنده مطولة وتقدم نقلها في ترجمة النعمان بن أبي الجون وفي آخرها إن ذلك كان في ربيع الأول سنة تسع من الهجرة أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث الأنصارية الأوسية ثم الأشهلية قال أبو علي بن السكن هي بنت عم معاذ بن جبل وكانت تكنى أم سلمة وكانت يقال له خطيبة النساء روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث وعن أبي داود بسند حسن عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقتلن أولادكن سرا فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه روى عنه بن أخيها محمود بن عمرو الأنصاري ومهاجر بن أبي مسلم مولاها وشهر بن حوشب قال بن السكن هو أروى الناس عنها وبعض أحاديثها عند أحمد وابن سعد أنها بايعت النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة وفيه إني لا أصافح النساء وقال الترمذي بعد أن أخرج من طريق يزيد بن عبد الله الشيباني سمعت شهر بن حوشب يقول حدثتنا أم سلمة الأنصارية قالت قالت امرأة من (8/12)
<13> النسوة تعني اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا العذر الذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه قال لا بنحوه الحديث قال عبد بن حميد أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن شهدت اليرموك وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها وعاشت بعد ذلك دهرا أسماء الأنصارية والدة مسعود بن الحكم قال بن السكن اسمها أسماء وقال غيره هي حبيبة بنت شريق وستأتي في الكنى أسيرة بالتصغير الأنصارية ويقال يسيرة بالياء آخر الحروف ذكرها أبو عمر مختصرا وأعادها في الياء ولم ينبه بن الأثير على أنهما واحد ولا الذهبي أسيرة بنت عمرو الجمحية أم سعد ذكرها بن السكن وستأتي في الكنى أمامة بنت بشر بن وقش الأنصارية أخت عباد بن بشر أسلمت وبايعت قاله بن سعد عن الواقدي قال وأمها فاطمة بنت بشر بن عدي الخزرجية وزوجها محمود بن مسلمة ويقال إنها والدة علي بن أسد بن عبيدة بن سعيد أمامة بنت الحارث بن عوف قيل هي البرصاء والدة شبيب بن البرصاء وقيل اسمها قرصافة أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب الهاشمية قال أبو جعفر بن حبيب في كتابه المحبر لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمرة القضية أخذ معه أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب فلما قدمت أمامة المذكورة طفقت تسأل عن قبر أبيها فبلغ ذلك حسان بن ثابت فقال تسائل عن قرم هجان سميدع لدى البأس مغوار الصباح جسور فقلت لها إن الشهادة راحة ورضوان رب يا أمام غفور دعاه إله الخلق ذو العرش دعوة إلى جنة فيها رضا وسرور في أبيات وكذا سماها بن الكلبي أمامة وسماها الواقدي عمارة وثبت ذكرها في الصحيحين من حديث البراء فذكر في قصة عمرة القضاء فلما خرجوا تبعتهم بنت حمزة تنادي يا بن عم فقال علي لفاطمة دونك ابنة عم أبيك فاختصم فيها علي وجعفر وزيد بن حارثة الحديث وفيه قول جعفر عندي خالتها وقول النبي صلى الله عليه وسلم الخالة بمنزلة الأم وكانت اسمها سلمى بنت عميس وكانت أختها أسماء بنت جعفر بن أبي طالب وأخرج بن السكن هذه القصة من طريق أبي إسحاق عن هبيرة بن مريم وهانئ بن هانئ جميعا عن علي فذكر قصة عمرة القضاء قال فتبعتهم بنت حمزة فقال على لفاطمة دونك ابنة عم أبيك الحديث وذكر الخطيب في المبهمات أيضا أن اسمها أمامة وزاد ثم زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلمة بن أم سلمة وقال حين زوجها منه هل جزيت سلمة وذلك أن سلمة هو الذي كان زوج أم سلمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأورد ذلك أبو موسى في الذيل من جهه الخطيب فقط وقد تقدم تزويجها من سلمة في ترجمة سلمة ولكن لم يسم في ذلك الخبر وحكى بن السكن أنه قيل إن اسمها فاطمة أمامة بنت خديج الأنصارية أخت رافع بن خديج أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله (8/13)
<14> عليه وسلم وتزوجت أسيد بن ظهير فولدت له ثابتا ومحمدا وأم كلثوم وأم الحسن ذكرها بن سعد قال وأمها حليمة بنت عروة بن مسعود بن عامر البياضية أمامة بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم تأتي في أميمة أمامة بنت سفيان تأتي في أميمة أمامة بنت سماك بن عتيك الأوسية الأشهلية والدة الحارث بن أوس بن معاذ استدركها بن الأثير عن بن حبيب وقال بن سعد إن أم الحارث هي أختها هند بنت سماك وأما أمامة فكانت زوج شريك بن أنس بن رافع بن أمريء القيس فولدت له عبد الله وأم صخر وأم سليمان وحبيبة قال وأسلمت وبايعت أمامة بنت الصامت الأنصارية أخت عبادة بن الصامت أسلمت وبايعت قاله محمد بن سعد أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية وهي من زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الزبير في كتاب النسب كانت زينب تحت أبي العاص فولدت له أمامة وعليا وثبت ذكرها في الصحيحين من حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحمل أمامة بنت زينب على عاتقه فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها أخرجاه من رواية مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير وأخرجه بن سعد من رواية الليث عن سعيد المقبري عن عمرو بن سليم أنه سمع أبا قتادة يقول بينا نحن على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خرج يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صبية فصلى وهي على عاتقه إذا قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها وأخرج من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له هدية فيها قلادة من جزع فقال لأدفعنها إلى أحب أهلي إلى فقالت النساء ذهبت بها ابنة أبي قحافة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة بنت زينت فأعلقها في عنقها وأخرجه بن سعد من رواية حماد بن زيد عن علي بن زيد مرسلا وقال فيه لأعطينها أرحمكن وقال فيه فدعا ابنة أبي العاص من زينت فعقدها بيده وزاد وكان على عينها غمص فمسحه بيده وأخرج أحمد من طريق بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة أن النجاشي أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حلية فيها خاتم من ذهب فصه حبشي فأعطاه أمامة قال أبو عمر تزوجها على بن أبي طالب بعد فاطمة زوجها منه الزبير بن العوام وكان أبوها قد أوصى بها إلى الزبير فلما قتل علي فآمت منه أمامة قالت أم الهيثم النخعية أشاب ذوائبي وأذل ركني أمامة حين فارقت القرينا تطيف به لحاجتها إليه فلما استيأست رفعت رنينا قال وكان علي قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث أن يتزوج أمامة بنت أبي العاص فتزوجها المغيرة فولدت له يحيى وبه كان يكنى وهلكت عند المغيرة وقد قيل إنها لم تلد لعلي ولا للمغيرة كذلك وقال الزبير ليس لزينب عقب وقال عمر بن شبه حدثنا علي بن محمد النوفلي عن أبيه أنه حدثه عن أهله أن عليا لما حضرته الوفاة (8/14)
<15> قال لأمامة بنت العاص إني لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية بعد موتي يعني معاوية فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيرا فلما انقضت عدتها كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه وبذل لها مائة ألف دينار فأرسلت إلى المغيرة إن هذا قد أرسل يخطبني فإن كان لك بنا حاجة فأقبل فخطبها إلى الحسن فزوجها منه قلت النوفلي ضعيف جدا مع انقطاع الإسناد والراوي مجهول فيه لكن قال أبو عمر روى هيثم عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال كانت أمامة عند علي فذكر معي ما تقدم سواء كذا قال وأخرجه بن سعد عن الواقدي بمعناه وقال بن سعد أخبرنا بن أبي فديك عن بن أبي ذئب أن أمامة بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل إن معاوية خطبني فقال لها أتتزوجين بن آكلة الأكباد فلو جعلت ذلك إلي قالت نعم قال قد تزوجتك قال بن أبي ذئب فجاز نكاحه وقد قال الدارقطني في كتاب الأخوة تزوجها بعد علي المغيرة بن نوفل وقيل بل تزوجها بعده أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب أمامة بنت عبد المطلب لها ذكر في حديث ضعيف كذا في التجريد وهي أميمة الآتي ذكرها نسبت إلى جد أبيها وهي بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وقال بن فتحون ذكر أبو عمر في ترجمة عباد بن شيبان إسلام أمامة بنت عبد المطلب قلت لفظ بن عبد البر قال عباد بن شيبان خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمامة بنت عبد المطلب فأنكحني ولم يشهد وسبقه إلى ذلك البغوي فأخرج هذا الخبر من حديث عباد بن شيبان قال بن فتحون لم يذكرها أبو عمر فلو صح الخبر لكان إهماله إياها من العجب العجيب أمامة بنت عثمان بن خالدة الأنصارية الزرقية ذكرها بن سعد أمامة بنت عصام بن عامر الأنصارية البياضية قال بن سعد أسلمت وبايعت أمامة بن قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصارية السلمية قال بن سعد هي زوج يزيد بن قيظي وكان من رهطها وأسلمت وبايعت أمامة بنت قريبة بن عجلان بن غنم بن عامر بن بيضاة الأنصارية البياضية ذكرها بن الأثير وقال استدرك على أبي عمر أمامة بنت محرث بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة ذكرها بن سعد وقال أمها سلمى بنت أبي الدحداحة بن تميم تزوجها الربيع بن طفيل بن مالك بن خنساء ثم خلف عليها الضحاك بن حرثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد من بني سلمة قال واسلمت أمامة وبايعت أمامة المريدية ذكر لها بن هشام في زيادات السير النبوية شعرا في قصة قتل أبي عفك بفتح المهملة والفاء الخفيفة المنافق وكان قد أظهر نفاقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن لي بهذا الخبيث فخرج سالم بن عمير أحد بني عمر بن عوف فقتله فقالت أمامة المريدية في ذلك تكذب دين الله والمرء أحمدا لعمر الذي أمناك أن بئس ما يمنى حباك حنيف آخر الدهر طعنة أبا عفك خذها على كبر السن (8/15)
<16> واستدركها بن فتحون أمامة غير منسوبة حديثها في أواخر سنن سعيد بن منصور ولها ذكر في ترجمة أبي جندل من كتاب الكنى أمامة أم فرقد العجلي ذهبت بابنها فرقد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت له ذوائب فمسحها وبرك عليها ذكرها أبو عمر في ترجمة ولدها أمة الله بنت عبد شمس بن عبد ياليل الليثية والدة عبد الله بن هشام بن زهرة القرشي التيمي ذكر خليفة بن خياط أنها ذهبت بابنها وهو صغير إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه وأصل القصة عند الحاكم في المستدرك لكن في صحيح البخاري أن اسمها زينب بنت حميد أمة بنت أبي الحكم أو بنت الحكم تأتي في القسم الأخير أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس تكنى أم خالد وهي مشهورة بكنيتها قدمت مع والدها من الحبشة وكان هاجر إليها وكانت ولدت له فيها من أميمة ويقال همينة بنت خلف الخزاعية وقال بن سعد كان خالد بن سعيد قد هاجر إلى الحبشة ومعه امرأته همينة بنت خلف فولدت له هناك أمة بنت خالد وقدموا في السفينتين وقد بلغت أمة وعقلت ثم أخرج بسند فيه الواقدي عنها قالت سمعت النجاشي يقول لأصحاب السفينتين أقرئوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام قالت أمة فكنت فيمن أقرأه السلام من النجاشي قلت قوله إنها بلغت بالحبشة يرده قوله في الرواية التي في الصحيح ائتوني بأم خالد فأتى بي أحمل فألبسنيها يعني الخميصة نعم قد حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها سعيد بن عمر والأشدق بن سعيد بن العاص وهي بنت عم جده وموسى وإبراهيم بن عقبة المدنيان وتزوجها الزبير بن العوام فهي وهي أم ولديه خالد وعمرو حديثها في صحيح البخاري في قول النبي صلى الله عليه وسلم لما كساها الحلة سنة سنية أي حسنة وقولها لها أبلى وأخلقي حتى ذكر أي ذكر دهرا طويلا وفي بعض طرقه عند البخاري في الجهاد قال أبو عبد الله لم تعش امرأة ما عاشت هذه أمة بنت خليد بن عدي بن عمرو بن مالك بن العجلان الأنصارية ذكرها بن الأثير هكذا وتبعه الذهبي وقال مجهولة أمة بنت سعد بن أبي سرح أخت عبد الله أمير مصر لها ذكر في أخبار المدينة لعمر بن شبة فيمن اتخذ بالمدينة دارا أمة بنت أبي الصلت أو بن أبي الصلت تأتي في القسم الأخير أمة بنت نعيم النحام هي المرأة التي خطبها بن عمر إلى نعيم فزوجها من النعمان بن نضلة وكان في حجره سماها الزبير في كتاب النسب امة الفارسية أخرج بن منده في تاريخ أصبهان من طريق المبارك بن سعيد الثوري عن عبيد المكتب قال قال سلمان الفارسي لما قدمت المدينة رأيت أصبهانية كانت أسلمت قبلي فسألتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي التي دلتني عليه قال أبو موسى رواه عبد الله بن عبد العزيز (8/16)
<17> عن أبي الطفيل عن سلمان نحوه وقال مكة بدل المدينة ولم يسم المرأة والأولى أولى وروى عن أبي الطفيل أيضا فقال المدينة أميمة بنت بجاد بن عبد الله بن عمير بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية ويقال أميمة بنت عبد الله بن نجاد الخ تأتي في أميمة بنت رقيقة أميمة بنت بشر من بني عمرو بن عوف كانت تحت حسان بن الدحداحة فنفرت منه وهو كافر يومئذ فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سهل بن حنيف فولدت له ولده عبد الله وفيها نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية ذكره بن وهب عن بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أنه بلغه ذلك أسنده بن منده واستبعده بن الأثير بأن بني عمرو بن عوف من أهل المدينة والآية إنما نزلت في المهاجرات فلعل زوجها كان من غير الأنصار فنقلها إلى مكة مثلا فكان حكمها حكم المهاجرات أميمة بنت بشير بن سعد الأنصارية ثم الخزرجية أخت النعمان بن بشير لأبويه ذكرها بن سعد وقال أسلمت وبايعت ويقال لها أبيه بموحدة وتشديد أميمة بنت الحارث امرأة عبد الرحمن بن الزبير طلقها ثلاثا فتزوجها رفاعة ثم طلقها رفاعة فقالت يا رسول الله إن رفاعة طلقني أفأتزوج عبد الرحمن قال هل جامعك قالت ما معه إلا مثل هدبة الثوب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك أخرجه بن منده من طريق محمد بن مروان السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قلت ومحمد بن مروان كذبوه وشيخه اعترف بالكذب وأصل القصة في الصحيحين بغير هذا السياق ولم يسم المرأة فيهما وسيأتي أن اسمها سهيمة وقيل غير ذلك أميمة بنت أبي حثمة واسمه عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة الساعدية أخت جميلة وعميرة ذكرها بن سعد في الصحابيات وقال أمها حجة بنت عمير بن عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم قال وتزوجها هلال بن الحارث بن ربيعة بن منقذ ثم خلف عليها أبو سندر بن الحصين بن بجاد وأسلمت وبايعت أميمة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن سبيع الخزاعي عمة طلحة الطلحات الجواد المشهور كانت زوج خالد بن سعيد بن العاص فأسلمت قديما وهاجرت معه إلى الحبشة ويقال اسمها أمينة بالنون بدل الميم ويقال همينة بالهاء بدل الألف فولدت له أم خالد بنت خالد فسماها آمنة واشتهرت بكنيتها أميمة بنت الخطاب أخت عمر يأتي ذكرها في فاطمة أميمة بنت أبي الخيار زوج مطيع بن الأسود العدوي ذكرها في التجريد أميمة بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ويقال اسمها أمامة فكأن من صغرها لقبها وقال في التجريد لها صحبة أميمة بنت رقيقة بقافين مصغرة هي بنت بجاد تقدمت وأمها رقيقة بنت خويلد بن أسد (8/17)
<18> أخت خديجة روت عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها محمد بن المنكدر وبنتها حكيمة بالتصغير بنت رقيقة قال أبو عمر كانت من المبايعات وقال هي خالة فاطمة الزهراء أورده بن الأثير بأنها بنت خالتها فإن خويلدا والد خديجة هو والد رقيقة لا أميمة قلت هذا يصح على قول من قال إنها رقيقة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى قال بن سعد وقال مصعب الزبيري إنها رقيقة بنت أسد بن عبد العزى ومن ثم قال المستغفري هي عمة خديجة بنت خويلد وحديثها في الترمذي وغيره من طريق بن عيينة عن محمد بن المنكدر أنه سمع أميمة بنت رقيقة تقول بايعت النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فقال لنا فيما استطعن وأطقتن قلنا الله ورسوله أرحم منا بأنفسنا وأخرجه مالك مطولا عن بن المنكدر وصححه بن حبان من طريقه ولفظه أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة يبايعنه فقلنا يا رسول الله على ألا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما استطعتن وأطقتن فقلنا الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله فقال إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة وأخرجه الدارقطني من وجه آخر عن بن المنكدر وقال بن سعد اغتربت أميمة بزوجها حبيب بن كعب بن عتير الثقفي فولدت له قال أبو أحمد العسال لا أعلم روى عنها إلا بن المنكدر قال مصعب الزبيري هي عمة محمد بن المنكدر كأنه عني أنها من رهطه قال ونقلها معاوية إلى الشام وبني لها دارا وكذا قال الزبير بن بكار وزاد كان لها بدمشق دار وموالي ثم أسند من طريق ثابت بن عبد الله بن الزبير أن ابنة رقيقة دخلت على معاوية في مرضه الذي مات فيه أميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف وهي أخت مخرمة بن نوفل لأمه وأمهما رقيقة صاحبة الرؤيا في استسقاء عبد المطلب فرق أبو نعيم تبعا للطبراني بينهما وبين التي قبلها وأخرج في ترجمة هذه حديث بن جريج عن حكيمة بنت أميمة عن أمها أميمة بنت رقيقة قالت كان للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان يبول فيه قال واسم والد حكيمة حكيم ولم يرو عن حكيمة إلا بن جريج قلت سيأتي قريبا أن والد هذه أنصاري وهو مما يؤيد قول من فرق بينهما وأما بن السكن فجعلهما واحدة أميمة بنت سفيان بن وهب بن الأشيم من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة الكنانية زوج أبي سفيان بن حرب أسلمت بعد الفتح وبايعت ذكر ذلك بن سعد وقال إنها أم عبد الله قال ويقال كان إسلامها بعد الفتح أميمة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية زوج صفوان بن أمية يأتي ذكرها في عاتكة بنت الوليد بن المغيرة أميمة بنت شراحيل هي ابنة النعمان بن شراحيل تأتي أميمة بنت صبيح أو صفيح بموحدة أو فاء مصغرا بن الحارث والدة أبي هريرة اختلف في اسمها فجاء عن أبي هريرة أنه بن أميمة وترجم الطبراني في النساء ميمونة بنت صبيح أم أبي هريرة (8/18)
<19> وساق قصة إسلامها لكن لم تقع مسماة في روايته وأما أبوها فقال أبو محمد بن قتيبة كان سعيد بن صبيح خال أبي هريرة من أشد الناس وأما تسميتها أميمة فرويناه في جزء إسحاق بن إبراهيم بن شاذان وأخرجه أبو موسى في الذيل من طريقه قال أخبرنا سعد بن الصلت حدثنا يحيى بن العلاء عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له فقال أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك قال من قال يوسف بن يعقوب عليهما السلام فقال أبو هريرة يوسف نبي بن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة أخشى ثلاثا واثنين فقال عمر ألا قلت خمسا قال أخشى أن أقول بغير علم أو أقضى بغير حق وأن يضرب ظهري ويشتم عرضي وينزع مالي قلت سنده ضعيف جدا ولكن أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن أيوب فقوي وكان عمر استعمل أبا هريرة على البحرين وأما قصة إسلام أم أبي هريرة فأخرجها أحمد في مسنده عن عبد الرحمن هو وابن مهدي عن عكرمة بن عمار حدثني أبو كثير حدثني أبو هريرة قال ما خلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني قالت وما علمك بذلك يا أبا هريرة قال إن أمي كانت مشركة وإني كنت أدعوها إلى الإسلام فتأبى على فدعوتها يوما ح وأخرج مسلم من طريق يونس بن محمد عن عكرمة بن عمار عن أبي كثير يزيد بن عبد الرحمن حدثني أبو هريرة قال كنت أدعوا أمي الى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي وإني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال اللهم اهد أم أبي هريرة فخرجت مستبشرا بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جئت قصدت إلى الباب فإذا هو مجاف فسمعت أمي حس قدمي فقالت مكانك يا أبا هريرة وسمعت حصحصة الماء قال ولبست درعها وأعجلت عن خمارها ففتحت الباب وقالت يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فحمد الله وقال خيرا وقد مضى شيء من هذا في ترجمة أبي هريرة أميمة بنت عبد الله بن بجاد بن عمير بن الحارث بن خارجة بن سعد بن تيم بن مرة هي بنت رقيقة تقدمت نسبها أبو علي بن السكن أميمة بنت عبد الله بن ساعدة تقدمت في أميمة بنت أبي حثمة أميمة بنت عبد المطلب هي بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب نسبت لجدها الأعلى تقدمت أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلف في إسلامها فنفاه محمد بن إسحاق ولم يذكرها غير محمد بن سعد فقال في باب عمومة النبي صلى الله عليه وسلم من طبقات النساء أمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وتزوجها في الجاهلية حجير بن رئاب الأسدي حليف حرب بن أمية فولدت له عبد الله وعبيد الله وأبا أحمد وزينب وحمنة وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقا من تمر (8/19)
<20> خيبر قلت فعلى هذا كانت لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنتها زينب موجودة أميمة بنت عدي بن قيس بن حذافة السهمي والدة أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال الزبير بن بكار تزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهو قضية وقول موسى بن عقبة إن أبا عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر له رواية وعدهم أربعة في نسق ذكروا في الصحابة ورأوا النبي صلى الله عليه وسلم وهم محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة فقد تقدم بيان ذلك في ترجمة أبي عتيق في المحمدين من أسماء الرجال أميمة بنت عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم الأنصارية ذكرها بن سعد في المبايعات وقال أمها أم عمير بنت عمرو الحنظلية وتزوجت سهل بن عتيك أميمة بنت عمرو بن سهل بن معبد بن مخرمة الأنصارية الأشهلية قال بن سعد أسلمت وبايعت في رواية الواقدي أميمة بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية ذكرها بن سعد وقال أسلمت وبايعت بعد الهجرة وشهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وذكر حديثها في الحيض وسأذكر ما وقع من الاختلاف فيها في القسم الرابع أميمة بنت قيس بن عبد الله الأسدية ذكرها في التجريد وهي التي كانت مع أم حبيبة بأرض الحبشة وكان أبواها ظئرين لأم حبيبة وبنو أسد كانوا حلفاء بني أمية في الجاهلية أميمة بنت النجار الأنصارية ذكرها العقيلي في الصحابة وأخرج لها من طريق بن جريج عن حكيمة بنت أبي حكيم عن أمها أميمة أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن لهن عصائب فيها الورس والزعفران يغطين بها أسافل رءوسهن قبل أن يحرمن ثم يحرمن كذلك قال أبو عمر أظن هذا الحديث لأميمة بنت رقيقة راوية حديث القدح من عيدان قلت وهو بعيد وقد ذكرها بن سعد في النسوة اللاتي روين عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يروين عنه وساق هذا الحديث من طريق بن جريج أميمة بنت النعمان بن الحارث الكندية تقدم ذكرها فيمن اسمها أسماء أميمة بنت النعمان بن شراحيل الجونية ذكرها البخاري في كتاب النكاح تعليقا من طريق حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه ومن طريق عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه قالا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أميمة بنت النعمان بن شراحيل فلما أدخلت عليه بسط يده إليها فكأنها كرهت ذلك فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رزاقيين وأخرجه موصولا من وجه آخر فقال حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبي أسيد قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط وقد أتى بالجونية فنزلت في بيت في نخل أميمة بنت النعمان بن شراحيل ومعها دايتها حاضنة لها فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قال لها هبي لي نفسك فقالت وهل تهب الملكة نفسها للسوقة قال فأهوى ليضع يده عليها لتسكن (8/20)
<21> فقالت أعوذ بالله منك فقال لقد عذت بمعاذ ثم خرج فقال يا أبا أسيد اكسها رزاقيين وألحقها بأهلها ورجح البيهقي أنها المستعيذة بهذا الحديث الصحيح وقد تقدم في أسماء بنت النعمان بن الجون شبيه بقصتها فالله أعلم أميمة بنت أبي الهيثم بن التيهان الأنصارية تقدم ذكر والدها وقد ذكرها أبو جعفر بن حبيب فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم من نساء الأنصار وقال بن سعد أمها مليكة بنت سهل أسلمت وبايعت في رواية محمد بن عمر أميمة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديثها عند أهل الشام قلت أخرجه محمد بن نصر في كتاب تعظيم قدر الصلاة وأبو علي بن السكن والحسن بن سفيان في مسنده وغيرهم وأشار إليه الترمذي في كتاب السير وهو من طريق أبي فروة يزيد بن يسار الرهاوي حدثني أبو يحيى الكلاعي هو سليم بن عامر عن جبير بن نفير عن أميمة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت توضيء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفرغ على يديه الماء إذ دخل عليه رجل فقال يا رسول الله إني أريد اللحوق بأهلي فأوصني فقال لا تشرك بالله وإن قطعت أو حرقت الحديث بتمامه قال بن السكن رواه سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أم أيمن نحوه ثم أسنده تاما في ترجمة أم أيمن وقال هو مرسل لأن مكحولا لم يدرك أم أيمن قلت وهو عندنا بعلو في مسند عبد بن حميد أميمة مولاة عبد الله بن أبي بن سلول ثبت ذكرها في صحيح مسلم من طريق أبي سفيان عن جابر أن جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة وكان يريدهما على الزنا فشكتا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إلى قوله غفور رحيم أميمة والدة أبي هريرة ويقال اسمها ميمونة ذكرها أبو موسى من طريق يحيى بن العلاء عن أيوب عن بن سيرين عن أبي هريرة أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له فقال أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك قال من ذاك قال يوسف بن يعقوب قال يوسف نبي بن نبي وأنا أبو هريرة أبن أميمة فذكر القصة وأخرج الحاكم في تفسير يوسف من مستدركه من طريق عن ورويناه في الجزء التاسع من فوائد أبي يعلى بن الصابوني من تجزئة عشرة من طريق أمينة بنون بدل الميم ويقال همينة بهاء بدل الهمزة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع الخزاعية عمة طلحة بن عبد الله بن خلف المعروف بطلحة الطلحات ذكرها بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة من المسلمين مع زوجها خالد بن سعيد بن العاص فولدت له هناك سعيد وأم خالد واسمها أمة بغير إضافة أمية ويقال اسمها همية بالهاء بدل الهمزة بنت أبي سفيان بن حرب الأموية زوج حويطب بن عبد العزى وصفوان بن أمية ذكرها بن سعد وقال أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية قال وذكر السهيلي أن أمية غير أمينة وأن الأولى ولدت لعروة بن مسعود ويقال اسمها ميمونة وولدت لصفوان ابنه عبد الرحمن أمية بنت قيس الخزرجية ذكرها أبو موسى كذا في التجريد ولم أرها في كتاب أبي (8/21)
<22> موسى وإنما ترجم آمنة بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية وسأذكرها في القسم الرابع إن شاء الله تعالى أمية بنت أبي الصلت الغفارية تأتي في القسم الأخير في ترجمة أمامة بنت أبي الحكم أمية بنت أبي قيس الغفارية لها ذكر في ترجمة صفية بنت حي عند بن سعد قال أخبرنا الواقدي حدثنا محمد بن موسى عن عمارة بن المهاجر عن أمية بنت أبي قيس الغفارية قالت أنبأتنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية بنت حيي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول ما بلغت سبع عشرة سنة فذكر القصة أنيسة بنت ثعلبة بن زيد بن قيس الأنصارية الخزرجية من بني الحارث بن الخزرج قال بن حبيب لها صحبة واستتدركها بن الأثير أنيسة بنت أبي حبيبة بن صعصعة الأنصارية والدة قتادة بن النعمان وأبي سعيد سعد بن مالك الخدري ذكرها بن حبيب فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنيسة بنت خبيب بمعجمة وموحدتين مصغرا بن يساف بن عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصارية روت عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها بن أخيها خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف قال بن سعد أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وحجت معه وقال بن حبان لها صحبة وقال بن السكن وأبو عمر تعد في أهل البصرة قلت حديثها عند أحمد والنسائي وابن خزيمة ووقع لنا بعلو في مسند الطيالسي وهو كان بلال وابن أم مكتوم يؤذنان للنبي صلى الله عليه وسلم الحديث وفي بعض طرقه إذا أذن أبن أم مكتوم فكلوا واشربوا وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا فإن كانت المرأة منا ليبقى من سحورها عندها شيء فتقول لبلال أمهل حتى أفرغ من سحوري وأخرج بن سعد بسند صحيح عن خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة قالت كن جواري الحي ينتهبن بغنمهن إلى أبي بكر الصديق فيقول لهن أتحببن أن أحلب لكم حلب بن عفراء ووقع في تهذيب الكمال يقال لها صحبة وقد ذكرها في الصحابة عامة من صنف فيهم أنيسة بنت رافع بن المعلى بن لوذان الأنصارية من بني بياضة بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن حبيب واستدركها بن الأثير أنيسة بنت رهم ويقال رقيم الأنصارية من بني خطمة بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن حبيب واستدركها بن الأثير أنيسة بنت ساعدة من بني عمرو بن عوف بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن حبيب واستدركها بن الأثير وقال الذهبي هي أخت عويم بن ساعدة وهؤلاء النسوة اللاتي استدركهن بن الأثير عن بن حبيب ذكرهن بن سعد في الطبقات ومنها أخذ بن حبيب فكأن بن الأثير ما اطلع طبقات بن سعد قلت وهو كما قال فقد أخل من الطبقات بالرجال ناس كثير فمن الله علي بإلحاقهم وألحق الذهبي من النساء كثيرا كما قاله في آخر مختصره أنيسة بنت أبي طلحة بن عصمة بن زيد الأنصارية من بني خطمة بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن حبيب واستدركها بن الأثير (8/22)
<23> أنيسة بنت عبد الله بن عمرو الأنصارية البياضية ذكرها بن سعد واستدركها الذهبي أنيسة بنت عدي الأنصارية امرأة من بلى لها حلف في الأنصار قاله أبو عمر قال ولها صحبة روى عنها سعيد بن عثمان البلوي وهي جدته وهي والدة عبد الله بن سلمة العجلاني المقتول بأحد وقال بن منده أنيسة بنت عدي الأنصارية استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في نقل ابنها عبد الله بن سلمة البدري حين قتل بأحد روى حديثها عيسى بن يونس عن سعيد بن عثمان عن جدته أنيسة قلت وأسند حديثها أبو بكر بن أبي عاصم وأبو زرعة الرازي وأبو علي بن السكن وغيرهم من رواية عيسى بن يونس ولفظه انها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن عبد الله بن سلمة وكان بدريا قتل يوم أحد فأحببت أن أنقله إلي فآنس بقربه فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم في نقله فعدلته بالمجذر بن زياد على ناضح لها في عباءة فمرت بهما فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فقال سوى بينهما عملهما وكان المجذر حفيف اللحم وكان عبد الله جسيما ثقيلا أنيسة بنت عدي بن نضلة القرشية العدوية أخت النعمان بن عدي ذكرها الزبير بن بكار مع أخيها النعمان وقد تقدم ذكر النعمان في مكانه أنيسة بنت عروة بن مسعود بن سنان بن عامر بن أمية الأنصارية من بني بياضة بايعت النبي صلى الله عليه (8/23)
<24> وسلم قاله بن حبيب واستدركها بن الأثير أنيسة بنت عمرو بن عنمة بفتح المهملة والنون هي أخت ثعلبة بن عمرو شقيقته أمهما جهير بنت القين بن كعب من بني سلمة الأنصارية من بني سواد لها صحبة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن حبيب واستدركها بن الأثير أنيسة بنت عمرو بن قيس بن مالك بن عدي بن النجار أخت أبي سليط أسيرة بن عمر وأمهما أمية بنت أوس بن عجرة تزوجها النعمان فولدت له قتادة وأم سهل ثم خلف عليها مالك بن سنان فولدت له أبا سعيد أنيسة بنت عنمة كالذي قبلها بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد ذكرها بن سعد وقال تزوجها عبد الله بن عمرو بن حزام وأخرج من طريق شريك عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله قال أصيب أبي وخالي يوم أحد فجاءت أمي بهما وقد عرضتهما على ناقة فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ادفنوا القتلى في مصارعهم فردا وأخرجه الترمذي من طريق شعبة عن الأسود عنه فقال جاءت عمتي ويحتمل إن كان محفوظا أن تكون كل منهما شاركت في ذلك أنيسة بنت قيس الخزرجية كذا في التجريد ذكرها بن حبيب أنيسة بنت معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة بن مخلد الأنصارية الزرقية أخت أبي عبادة ذكرها بن حبيب واستدركها بن الأثير أنيسة بنت هلال بن المعلى بن لوذان الأنصارية من بني بياضة بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن حبيب واستدركها بن الأثير القسم الثاني آمنة بنت العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية ذكرها الدارقطني في الإخوة وقال تزوجها العباس بن عتبة بن أبي لهب فولدت له الفضل بن العباس الشاعر المشهور أسماء بنت زيد بن الخطاب العدوية قال بن منده لها رؤية روى حديثها محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن عمر عنها قلت وليس فيه ما يدل على ما ادعاه من الرؤية فإن الحديث أن أسماء بنت زيد حدثت عبد الله بن عمر عن عبد الله بن حنظلة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة فشق عليه فأمر بالسواك الحديث أخرجه أبو داود نعم يدل على أنها من أهل هذا القسم أن والدها استشهد باليمامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم بقليل وكانت دواعي الصحابة متوفرة على إحضار أولادهم إن ولدوا ليبرك عليهم النبي صلى الله عليه وسلم أمة الله بنت أبي بكرة الثقفي قال أبو عمر مذكورة في الصحابة روى عنها عطاء بن أبي ميمونة تعد في أهل البصرة وقال الذهبي في التجريد هي بايعت قلت لا يبعد أن تكون من أهل هذا القسم أمة الله بنت حمزة بن عبد المطلب تكنى أم الفضل قيل هي أمامة الماضية وقيل أختها فإن كانت غيرها فلعلها ماتت صغيرة فإني لم أجد لها ذكرا في كتاب النسب فذكرتها في هذا القسم القسم الثالث أمامة بنت الأشج العبدي كانت زوج بن أخيه عمرو بن عبد قيس فلما جاء عمرو من عند النبي صلى الله عليه وسلم مسلما أسلمت امرأته وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة صحار بن العباس أمامة بنت الحطيئة الشاعر ذكر لها محمد بن سلام الجمحي عن يونس بن عبيد قصة تدل على أنها كانت مع أبويها في الجاهلية وفي ذلك يقول وقد سرق له بعيره ونحن ثلاثة وثلاث ذود فقد جار الزمان على عيالي أنيسة النخعية ذكرت قدوم معاذ بن جبل عليهم اليمن رسولا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت قال لنا معاذ أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم صلوا خمسا وصوموا شهر رمضان وحجوا البيت لمن استطاع إليه سبيلا قالت وهو يومئذ بن ثمان عشرة سنة كذا ذكرها أبو عمر قال بن الأثير في قدر عمره نظر فإن إرساله كان سنة تسع ولزم أن يكون أسلم وهو بن تسع وليس كذلك وإنما بايع وهو رجل قلت الصواب بن ثمان وعشرين سنة وقد ورد في سن معاذ (8/24)
<25> من وجه آخر القسم الرابع آمنة بنت قيس بن عبد الله امرأة من بني أسد بن خزيمة كانت هي وأبوها بالحبشة مع أم حبيبة ذكرها المستغفري عن بن إسحاق واستدركها أبو موسى قال بن الأثير أظنها آمنة بنت رقيش براء غير منقوطة أوله وشين معجمة وقد تقدمت وقد ذكر أبو موسى الترجمتين وعزاهما لابن إسحاق ظنا منه أنهما اثنتان قلت وهو كما ظن بن الأثير أسماء بنت الصلت انفرد قتادة بتسميتها وإنما هي سنا بنت أسماء كما ستأتي في السين المهملة أسماء مغنية عائشة هي أسماء بنت يزيد بن السكن أفردها أبو موسى وقد أخرج أحمد من وجه آخر عن أسماء بنت يزيد انها هي أسماء بنت يزيد الأنصارية من بني عبد الأشهل أفردها بن منده عن بنت يزيد بن السكن وهما واحدة فإن بنت يزيد بن السكن من بني عبد الأشهل كما أوضحته في ترجمتها أمامة بنت الحارث بن حزن الهلالية أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها أبو عمر لكن قال كذا قال بعض الرواة فأوهم وصحف ولا أعلم لميمونة أختا من أب ولا من أم اسمها أمامة وإنما أخواتها من أبيها لبابة الكبري زوج العباس ولبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة وثلاث أخوات من أمها تمام ست ذكرن في مواضعهن من الكتاب أمامة بنت أبي الحكم الغفارية ويقال آمنة روى عنها ابنها حكيم كذا في التجريد ولم أر في أصوله إلا أمة بنت أبي الحكم كذا في أسد الغابة نقلا عن بن عبد البر وأبي موسى فأما أبو عمر فإنه قال أمة بنت أبي الحكم الغفارية ويقال أمية روى عنه ابنها سليمان بن سحيم حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم في القدر وأما أبو موسى فقال عن المستغفري مثل ما في الترجمة لكن لم يقل ويقال أمية وزاد قال الخطيب أمية بنت أبي الصلت يعني بضم الهمزة وبالياء مصغرا قال وقال أبو عبد الله يعني بن منده في التاريخ آمنة بنت أبي الصلت يعني بالمد والنون وكذا قال عبد الغني يعني في المشتبه قال وخالفهم الطبراني وغيره فجعلوها فيمن لم يسم ثم ساق الحديث من رواية الطبراني عن حجاج بن عمران السدوسي عن يحيى بن خلف عن عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق عن سليمان بن سحيم عن أمه بنت أبي الحكم الغفارية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيتباعد عنها أبعد من صنعاء قلت وهذا الحديث هو الذي أشار إليه أبو عمر أنه في القدر ولكنه تبين من كلام أبي موسى أن أبا عمر حرف لفظ أمه فقرأه أمة بفتحتين مخففا يظنه اسما وإنما هو صفة وهو بضم أوله وتشديد الميم قال سليمان قال حدثتني أمي ثم نسبها إلى أبيها ولم يسمها وسيأتي عن الواقدي أنها أم علي واقتضى كلام أبي موسى أن بنت أبي الحكم وبنت أبي الصلت واحدة وقد ظهر من رواية (8/25)
<26> غير عبد الأعلى أن في قوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما وأنه سقطت من السند الصحابية بعد بنت أبي الحكم وقد تيقظ أبو موسى لذلك فذكر أن أبا داود أخرج من طريق بن إسحاق عن سليمان بن سحيم عن أمه بنت أبي الصلت عن امرأة من غفار حديثا آخر وهذه المرأة الغفارية ذكره السهيلي أن اسمها ليلى وأنها امرأة أبي ذر الغفاري وسيأتي في حرف اللام أن أبا عمر ترجم لليلى الغفارية وذكر السهيلي أيضا عن أبي الوليد أن اسم أبي الصلت الحكم وكأنه بعض الرواة قلب فقال بنت أبي الحكم وهو الصلت قلت فعلى هذا النسب للرواية عن ليلى الغفارية لها صحبة سواء كان اسمها أمة أو أمية أو أمامة أو آمنة وسواء كان أبوها الحكم أو الصلت أو أبا الحكم أو أبا الصلت فكأن بعض الرواة وهم في إسقاط الصحابية فصار سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم منسوبا للتابعية غلطا وإنما قلت ذلك لأنه مخرج الحديث واحدة وقد ذكرت أميمة بنت قيس بن أبي الصلت وحديثها في قصة أخرى وإن كان في سنده سليمان بن سحيم وذكرت أيضا أمية بنت أبي قيس وحديثها في قصة أخرى وليس في السند مع ذلك سليمان بن سحيم فاحتمال التعدد في هاتين قرب بخلاف من تقدم ذكرها والعلم عند الله تعالى أميمة بنت خلف الخزاعية عمة طلحة بن عبد الله بن خلف المعروف بطلحة الطلحات ذكرها أبو عمر فيمن اسمها أميمة فصحف وكذا ذكرها بن منده لكن قال أميمة بنت خالد فصحف اسم أبيها أيضا والصواب أمينة بنون بدل الميم الثانية وقيل فيها همينة بهاء بدل الهمزة وقد مضت على الصواب أميمة بنت خالد الخزاعية كذا سمي بن منده أباها قال بن الأثير وهم فيه والصواب خلف كما تقدم أنيسة بنت كعب أم عمارة قالت ما لنا لا نذكر بخير فأنزل الله تعالى إن المسلمين والمسلمات الآية هكذا اسماها أبو الوفاء البغدادي في التفسير عن مقاتل وهو وهم وإنما هي نسيبة أولها نون وموحدة مصغرة قاله أبو موسى قلت والحديث مشهور لأم عمارة حرف الباء الموحدة القسم الأول بادية بنت غيلان بن سلمة الثقفي هي التي قال هيت المخنث إنها تقبل بأربع وتدبر بثمان والخبر في الصحيح ولم تسم فيه ولما أسلم أبوها أسلمت وروت فأخرج بن منده من طريق أحمد بن خالد الوهبي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن القاسم بن محمد قال كانت بادية بنت غيلان الثقفية في حديث عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بالغسل عند كل صلاة في الاستحاضة وأخرجه أبو نعيم (8/26)
<27> من طريق الطبراني ثم من طريق عمرو بن هاشم عن بن إسحاق بهذا إلى عائشة أن ابنة غيلان قالت يا رسول الله إني لا أقدر على الطهر أفأترك الصلاة فقال ليست تلك بالحيضة الحديث قال أبو نعيم لم تسم في هذه الرواية وسماها بن منده من طريق أحمد بن خالد الوهبي انتهى وحكى بن منده في ضبطها وجهين بالموحدة وبالنون بدلها وقال إنه وهم وحكى غيره فيها بالموحدة أولها ثم بنون بعد الدال بثينة بنت النعمان بن خلف بن عمرو بن أمية بن بياضة الأنصارية من بني بياضة ذكرها بن سعد في المبايعات فقال أسلمت وبايعت وتزوجها محمد بن عمرو بن حزم بعد ذلك وأمها حبيبة بنت قيس بحينة بمهملة ونون مصغرا بنت الحارث ذكرها بن إسحاق فيمن قسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقا وأخرجها المستغفري وأبو موسى وقال بن الأثير هي والدة عبد الله بن بحينة وقد ذكر ذلك بن سعد وأفرد لها ترجمة وقال اسمها عبدة بنت الحارث وهو الأرت بن المطلب تزوجها مالك الأزدي حليفا لهم فولدت له عبد الله بن بحينة ولهما صحبة وأسلمت أمها وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطعمها من خيبر ثلاثين وسقا برزة بنت الحارث الهلالية والدة يزيد بن الأصم وأمها بنت عامر بن معتب الثقفي يأتي ذكرها في ترجمة شقيقتها عزة بن الحارث برزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي امرأة صفوان بن أمية أسلمت معه وهي أم ابنه عبد الله بن صفوان وكان عند صفوان لما اسلم ست نسوة وسيأتي بيان ذلك في عاتكة بنت الوليد البرصاء جدة عبد الرحمن هي كبشة ستأتي في الكاف البرصاء والدة شبيب بن البرصاء هي التي خطبها النبي صلى الله عليه وسلم من أبيها فقال إن بها بياضا ولم يكن بها فرجع فوجدها برصت اسمها أمامة وقيل قرصافة بركة أم أيمن تأتي في الكنى بركة الحبشية كانت مع أم حبيبة بنت أبي سفيان تخدمها هناك ثم قدمت معها وهي التي شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء في حديث أميمة بنت رقيقة وخلطها أبو عمر بأم أيمن فأخرج في ترجمتها من طريق بن جريج أخبرتني حكيمة بنت أميمة عن أمها أميمة بنت رقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ويوضع تحت السرير فجاء ليلة فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لأمراة يقال لها بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة البول الذي كان في هذا القدح ما فعل قالت شربته يا رسول الله وقال عبد الرزاق في مصنفه عن بن جريج أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان يوضع تحت سريره فجاء فاراده فإذا القدح ليس فيه شيء فقال كان يقال لها بركة كانت خادمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة أين البول قال أبو عمر أظن بركة هذه هي أم أيمن انتهى وحمله على ذلك ما ذكر هو في صدر بكرة أم أيمن أنها هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة والمدينة وفي كون أم أيمن هاجرت إلى أرض الحبشة نظر (8/27)
<28> فإنها كانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم وزوجها مولاه زيد بن حارثة وزيد لم يهاجر إلى الحبشة ولا أحد ممن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذاك فظهر أن هذه الحبشية غير أم أيمن وإن وافقتها في الاسم وسيأتي في ترجمة أم أيمن ما ذكره بن السكن أن كلا منهما كانت تكنى أم أيمن وتسمى بكرة ويتأيد ذلك بأن قصة البول وردت من طريق أخرى مروية لأم أيمن كما سأذكره في ترجمتها إن شاء الله تعالى بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن حرب هاجرت إلى الحبشة مع زوجها قيس بن عبد الله الأسدي ذكر ذلك بن هشام عن بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وكذلك بن سعد وقد تقدم ذلك في ترجمة قيس بن عبد الله وجوز بعض المغاربة أنها بركة الحبشية المذكورة قبل هذه وليس كما ظن فإن بكرة بنت يسار من حلفاء بني عبد الدار وهي أخت أبي تجراة وأصلهم من كنده وليست حبشية وإن اشتركتا في كونهما في أرض الحبشة مع المهاجرين برة بنت أبي تجراة بن أبي فكيهة واسمه يسار قال بن سعد يقول إنهم من الأزد ثم حالفوا بني عبد الدار وقال بن سعد كان أبوها يسار يكنى أبا فكيهة وسيأتي ذكر فكيهة وقيل كانوا فيما ذكر الزبير بن بكار من كندة حالفوا بني عبد الدار بمكة وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم روت عنها صفية بنت شيبة في السعي روت عنها عميرة بنت عبد الله بن كعب بن مالك قي قصة إرضاع ثويبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه قصة طليب بن عمير في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وسبق في ترجمة أروى بنت عبد المطلب أخرجه الواقدي وأخرج أيضا من طريق صفية بنت شيبة عنها غيره واختلف في صفية على حديث السعي فرواه عن برة أخرجه بن منده وغيره ورواه عطاء بن أبي رباح عن صفية عن حبيبة وستأتي في حرف الحاء برة بنت الحارث الهلالية هي ميمونة أم المؤمنين كان اسمها أولا برة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوجها رواه بن أبي خيثمة بأسانيد جياد برة بنت الحارث المصطلقية هي جويرية أم المؤمنين كان اسمها أولا برة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوجها جاء ذلك عن بن عباس وقتادة وأخرجه مسلم من طريق أخرى برة بنت سفيان السلمية أخت أبي الأعور السلمي تزوجها الحارث بن طلحة فقتل يوم أحد كافرا فتزوجها عبد الله بن عمر فولدت له ولديه عبد الله وصفية وغيرهما وعاشت بعده ذكر ذلك الزبير بن بكار برة بنت أبي سلمة بن عبد الأسد هي زينب ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اسمها برة فغير النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوج أمها فسماها زينب وستأتي ترجمتها في حرف الزاي إن شاء الله تعالى برة بنت عامر بن الحارث بن السباق بن عبد الدار بن قصي القرشية العبدرية قال أبو عمر كانت تحت أبي إسرائيل من بني الحارث الذي جاء في قصته الحديث في النذر فولدت له إسرائيل (8/28)
<29> فقتل يوم الجمل وكانت برة بنت عامر من المهاجرات برة غير منسوبة قال الطبراني في الأوسط حدثنا محمد بن العباس المؤدب حدثنا عبيد بن إسحاق العطار حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن عقيل حدثني أبي عبد الله وكنت أدعو جدي أبي حدثنا جابر بن عبد الله قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خادمة تخدمه يقال لها برة فلقيها رجل فقال لها يا برة غطي سيقانك فإن محمدا لن يغني عنك من الله شيئا فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فخرج يجر رداءه محمرة وجنتاه الحديث وعبيد وشيخه متروكان والله أعلم بروع بنت واشق الرؤاسية الكلابية أو الأشجعية زوج هلال بن مرة لها ذكر في حديث معقل الأشجعي وغيره وأخرج حديثه بن أبي عاصم من روايتها فساق من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن بروع بنت واشق أنها نكحت رجلا وفوضت الله فتوفي قبل أن يجامعها فقضى لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بصداق نسائها وحديث معقل مخرج في السنن وأكثر النسائي من تخريج طرقه وبيان الاختلاف من رواته في قصة عبد الله بن مسعدة وعند أحمد من طريق زائدة عن منصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود الحديث وفيه فقام رجل من أشجع أراه سلمة بن يزيد فقال تزوج رجل منا امرأة من بني رؤاس يقال لها بروع الحديث بريدة بنت بشر بن الحارث بن عمرو بن حارثة كانت عند عباد بن سهل بن إساف فولدت له إبراهيم بن عباد ذكرها محمد بن حبيب فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم بريرة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن المنذر بن ثعلبة عن عبد الله بن بريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل دعا جارية له يقال لها بريرة بالسواك ويحتمل أن تكون هي التي بعدها ونسبت إلى ولاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مجازا بريرة مولاة عائشة قيل كانت مولاة لقوم من الأنصار وقيل لآل عتبة بن أبي إسرائيل وقيل لبني هلال وقيل لآل أبي أحمد بن جحش وفي هذا القول نظر فقد تقدم في ترجمة زوجها معتب أنه هو الذي كان مولى أبي أحمد بن جحش والثاني خطأ فإن مولى عتبة سأل عائشة عن حكم هذه المسألة فذكرت له قصة بريرة أخرجه بن سعد وأصله عند البخاري فاشترتها عائشة فأعتقتها وكانت تخدم عائشة قبل أن تشتريها وقصتها في ذلك في الصحيحين وفيهما عن عائشة كانت في بريرة ثلاث سنن الحديث وفيه الولاء لمن أعتق وقد جمع بعض الأئمة فوائد هذا الحديث فزادت على ثلاثمائة ولخصتها في فتح الباري وأخرج النسائي من طريق يزيد بن رومان عن عروة عن بريرة قالت كان في ثلاث سنن الحديث ورجاله موثقون لكن قال النسائي إنه خطأ يعني والصواب عروة عن عائشة وذكرها أبو عمر من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه أن عبد الملك بن مروان قال كنت أجالس بريرة بالمدينة فكانت تقول لي يا عبد الملك إني أرى فيك خصالا وإنك لخليق أن تلي هذا الأمر فإن وليته فاحذر الدماء فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليدفع عن باب الجنة بعد أن يظهر إليه بملء محجمة (8/29)
<30> من دم يريقه من مسلم بغير حق بريعة بنت أبي حارثة بن أوس بن الدخيش الأنصارية من بني عوف الخزرج ذكرها بن حبيب فيمن بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم استدركها بن الأثير بريعة بنت أبي خارجة بن أوس ذكرها بن سعد كذا في التجريد وأنا أظن أنها والتي قبلها واحدة وقع في اسمها واسم أبيها تصحيف فليحرر بسرة بنت صفوان بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية بنت أخي ورقة بن نوفل وقيل بنت صفوان بن أمية بن محرث من بني مالك بن كنانة قال بن الأثير الأول أصح وأمها سالمة بنت أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وكانت أخت عقبة بن أبي معيط لأمه وكانت بسرة زوج المغيرة بن أبي العاص فولدت له عائشة فتزوجها مروان بن الحكم فولدت له عبد الملك كذا قاله وهو غلط فإن أم عبد الملك بنت معاوية أخي المغيرة قاله الزبير بن بكار وهو أعرف بنسب قومه روت بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها مروان بن الحكم وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وأم كلثوم بنت عقبة ومحمد بن عبد الرحمن قال الشافعي لها سابقة قديمة وهجرة وقال بن حبان كانت من المهاجرات وقال مصعب كانت من المبايعات وأخرج إسحاق في مسنده من طريق عمرو بن شعيب قال كنت عند سعيد بن المسيب فقال إن بسرة بنت صفوان وهي إحدى خالاتي فذكر الحديث في مس الذكر وذكر بن الكلبي أنها كانت ماشطة تقين النساء بمكة بسرة بنت غزوان التي كان أبو هريرة أجيرها ثم تزوجها وما رأيت أحدا ذكرها كذا في التجريد قلت هي أخت عتبة بن غزوان المازني الصحابي المشهور أمير البصرة وقصة أبي هريرة معها صحيحة وكانت قد استأجرته في العهد النبوي ثم تزوجها بعد ذلك لما كان مروان يستخلفه في إمرة المدينة بشرة بكسر أوله وبمعجمة بنت مليل بلامين مصغرا بن وبرة الأنصارية أخت حبيبة الآتية ذكرها بن سعد بشيرة بمعجمة بوزن عظمية بنت الحارث بن عبد رزاح بن ظفر الأنصارية الظفرية ذكرها بن حبيب فيمن بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيرة بنت ثابت بن النعمان بن الحارث الأنصارية ذكرها بن سعد في المبايعات بشيرة بنت النعمان بن الحارث الأنصارية ذكرها بن سعد في المبايعات أيضا البغوم بفتح أوله وضم المعجمة بنت المعذل واسمه خالد بن عمرو بن سفيان بن الحارث بن زبان بن عبد ياليل الكنانية من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة امرأة صفوان بن أمية بن خلف الجمحي وهي أم أولاده عبد الله الأصغر وصفوان وعمرو أسلمت يوم الفتح قاله الواقدي واستدركها بن الأثير على أبي علي الجياني قلت أسند الواقدي ذلك من طريق موسى بن عقبة عن أبي حبيب مولى الزبير عن بن الزبير قال أسلمت البغوم بنت المعذل الكنانية امرأة صفوان بن أمية وهرب صفوان حتى أتى السفينة فذكر قصة خوفه ثم إسلامه بعد وقعة حنين وقال بن سعد أسلمت وبايعت في حجة الوداع (8/30)
<31> وقيل أسلمت يوم الفتح ثم أسند ذلك عن الواقدي بقيرة امرأة القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي ذكرها بن أبي خيثمة وقال لا أدري أسلمية هي أم لا وأخرج أحمد في المسند من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي سمعت بقيرة امرأة القعقاع أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا هؤلاء إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريبا فقد أظلت الساعة وأخرجه بن السكن من هذا الوجه وقال لم يرو عن بقيرة غير هذا الحديث بهذا الإسناد بقيلة زوج سماك الخيبري تقدم ذكرها في ترجمته بهيسة بنت عامر بن خالدة بن عامر بن مخلد الأنصارية الزرقية ذكرها بن سعد في المبايعات بهيسة الفزارية قال بن حبان لها صحبة وقد تقدم بيان الاختلاف في الحديث الذي روته في الكنى في ترجمة والدها وهو أبو بهيسة ولا قول بن حبان بأن لها صحبة لما كان في الخبر ما يدل على صحبتها لان سياق بن منده أن أباها استأذن وسياق أبي داود والنسائي عن أبيها أنه استأذن وهو المعتمد بهية بالتشديد مصغرة ويقال بهيمة بالميم بنت بسر المازنية قال أبو زرعة الدمشقي قال لي دحيم أهل بيت أربعة صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم بسر وابناه عبد الله وعطية وأختها الصماء وقال الدارقطني الصماء اسمها بهيمة ذكرها أبو عمر وقال روت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث النهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة رواه عنها أخوها عبد الله ثم أسند عن أبي زرعة الدمشقي من وجهين عنه عن يحيى بن صالح عن محمد بن القاسم الطائي أخت عبد الله بن بسر اسمها في إحدى الطريقين بهيمة والأخرى بهية قلت خرج حديثها النسائي وأمعن في بيان اختلاف الرواة في مسنده وفي جميعها تسميها الصماء وفي بعض طرقه عن عمته وفي بعضها عن خالته ولم يسمها ووقع عند بعضهم أن اسمها جهيمة أو هجيمة وهو خطأ بهية بنت عبد الله البكرية من بكر بن وائل وفدت مع أبيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت فبايع الرجال وصافحهم وبايع النساء ولم يصافحهن قالت فنظر إلي فدعاني ومسح برأسي ودعا لي ولوالدي فولد لها ستون ولدا أربعون رجلا وعشرون امرأة هكذا ذكر أبو عمر بغير إسناد وقد اسنده الباوردي من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحمد المتروكين عن حبة بنت شماخ حدثتني بهبة بنت عبد الله البكرية قالت وفدت مع أبي فذكره وزاد في آخره واستشهد منهم عشرون وأخرجه بن منده عن الباوردي البيضاء الفهرية والدة سهيل وصفوان ابني بيضاء اسمها دعد كما ستأتي في الدال المهملة القسم الثاني (8/31)
<32> بركة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها بعض من جمع رجال العمدة للحافظ عبد الغني فأورد في أول الكتاب شيئا من الترجمة النبوية ثم قال فولدت له خديجة القاسم ثم بركة ثم زينب ثم رقية ثم فاطمة ثم أم كلثوم ثم قال وذكر مثله بن سعد لكنه لم يذكر بركة وهذا الذي ذكره لم ينسبه لأحد ولا هو مذكور عند أحد من المشهورين في كتبهم المشهورة وبالله التوفيق ويحتمل أن يذكر فيه بهية البكرية وبهية الفزارية القسم الثالث خال ويحتمل أن يذكر فيه برزة بنت رافع قال بن سعد في ترجمة زينب بنت جحش أخبرنا يزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء عن محمد بن عمرو حدثني يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن رافع عن برزة بنت رافع عن عبد الله بن رافع قال لما خرج العطاء أرسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها فلما أدخل عليها قالت غفر الله لعمر غيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني قالوا هذا كله لك قالت سبحان الله واستترت منه بثوب وقالت ضعوه واطرحوا عليه ثوبا ثم قالت لي أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من أهل رحمها وأيتامها حتى بقيت منه بقية تحت الثوب فقالت لها برزة غفر الله لك يا أم المؤمنين والله لقد كان لنا في هذا حق قالت فلكم ما تحت الثوب قالت فوجدنا ما تحته خمسة وثمانين درهما ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا فماتت القسم الرابع بثينة بمثلثة ونون مصغرا بنت الضحاك أوردها أبو نعيم في الموحدة وتعقبه أبو موسى أن الأكثر ذكروها بمثلثة أولها كما سيأتي وقال بن الأثير تبعا لأبي موسى ليس في الحديث ذكر لصحبتها قلت لكن جزم أبو عمر بأن لها رؤية كما سيأتي بيانه في المثلثة بجيدة بجيم مصغرة قال أبو عمر ذكر بن أبي خيثمة بسنده عن بن أبي ذئب عن المقبري عن عبد الرحمن بن بجيدة عن أمه بجيدة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعل في يد السائل ولو ظلفا محرقا كذا قال وإنما هي أم بجيدة انتهى والصواب عن عبد الرحمن بن أم بجيدة عن أم بجيدة كما سيأتي على الصواب في الكنى بديلة بنت مسلم وقيل أسلم روى جعفر بن محمود بن محمد بن سلمة عن بديلة جدته أم أبيه قالت جاءنا عباد بن بشر فقال إن القبلة قد حولت ذكره الواقدي هكذا أوردها بن منده وقد حرف اسمها وستأتي في تويلة بمثناة واو وقيل أول اسمها نون بركة بنت النبي صلى الله عليه وسلم تقدمت في القسم الثاني ثم ظهر لي أنه غلط نشأ (8/32)
<33> عن تحريف وذلك أن بركة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت تربي أولاده من خديجة فلما ولدت القاسم خدمته بركة فكأنه كان في الذي نقل منه هذا المصنف كذلك فتحرفت عليه الكلمة حتى ظنها شقيقته بركة فالله أعلم حرف التاء المثناة القسم الأول تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة الكلبية تقدم نسبها في ترجمة والدها في حرف الألف من القسم الثالث وقيل هي تماضر بنت زبان بن الأصبغ وذكر بن سعد عن الواقدي حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الرحمن بن عوف إلى بني كلب فقال إن استجابوا لك فتزوج ابنة ملكهم أو سيدهم فلما قدم عبد الرحمن دعاهم إلى الإسلام فاستجابوا وأقام من أقام منهم على إعطاء الجزية فتزوج عبد الرحمن بن عوف تماضر بنت الأصبغ بن عمرو ملكهم ثم قدم بها المدينة وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وأخرج بن سعد عن حماد بن زيد عن أيوب عن سعد بن إبراهيم قال أم أبي سلمة بن عبد الرحمن تماضر بنت الأصبغ ومن طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن جدته تماضر بنت زبان بن الأصبغ أنها حين طلقها الزبير يعني بعد موت عبد الرحمن بن عوف وكان أقام عندها سبعا ثم لم يلبث أن طلقها فكانت تقول للنساء إذا تزوجت إحداكن فلا يغرنك السبع بعد ما صنع بي الزبير قال محمد بن عمر هي أول كلبية نكحها قرشي ولم تلد لعبد الرحمن غير أبي سلمة وقال محمد بن سعد أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال كان في تماضر سوء خلق وكانت على تطليقتين فلما مرض عبد الرحمن جرى بينه وبينها شيء فقال لها والله لئن سألتني لأطلقنك فقالت والله لأسألنك فقال إما لا فأعلميني إذا حضت وطهرت فلما حاضت وطهرت أرسلت إليه تعلمه قال فمر رسولها ببعض أهله فقال أين تذهب قال أرسلتني تماضر إلى عبد الرحمن أعلمه أنها قد حاضت ثم طهرت قال ارجع إليها فقل لها لا تفعلي فوالله ما كان ليرد قسمه فقالت أنا والله لا أرد قسمي قال فأعلمه فطلقها وعن بن نمير عن محمد بن إسحاق عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن أم كلثوم جدته قالت لما طلق عبد الرحمن امرأته الكلبية تماضر متعها بجارية سوادء وعن محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن الزهري عن طلحة بن عبد الله أن عثمان ورث تماضر بنت الأصبغ من عبد الرحمن وكان طلقها في مرضه تطليقة وكانت آخر طلاقها ومن طريق أيوب عن نافع وسعد بن إبراهيم أنه طلقها ثلاثا فورثها عثمان منه بعد انقضاء العدة (8/33)
<34> تماضر بنت عمرو بن الشريد السلمية هي الخنساء الشاعرة تأتي في حرف الخاء المعجمة تماضر العبدرية الشيبية من بني شيبة بن عثمان تعد في أهل مكة روت عنها صفية بنت شيبة حديث السعي قاله أبو عمر وأخرج حديثها بن أبي عاصم والعقيلي وابن منده من طريق المثنى بن عمرو روت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسعى بين الصفا والمروة وهو يقول يا أيها الناس إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا قال بن منده رواه عطاء عن صفية عن حبيبة قلت وستأتي في حبيبة بنت أبي تجراة إن شاء الله تعالى تميمة بنت أبي سفيان بن قيس الأشهلية وذكرها بن سعد وابن حبيب فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم من النساء وسيأتي لها ذكر في ترجمة ليلى بنت الخطيم تميمة بنت وهب لا أعلم لها غير قصتها مع رفاعة من سموأل حديث العسيلة من رواية مالك في الموطأ كذا قال بن عبد البر وقال بن منده تميمة بنت أبي عبيد امرأة رفاعة القرظي ثم ساق حديثها من طريق سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أمراة رفاعة القرظي كانت تحت عبد الرحمن بن الزبير ولم يسمها وسماها قتادة ثم ساق من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن تميمة بنت أبي عبيد القرظية كانت تحت رفاعة أو رافع القرظي فطلقها فذكر القصة وأما رواية مالك التي أشار إليها أبو عمر فقال عن المسور بن رافعة عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير أن رفاعة بن سموأل طلق امرأته تميمة بنت وهب فذكر الحديث وقد تقدم الكلام عليه في ترجمة رفاعة وخالف محمد بن إسحاق فرواه عن هشام بن عروة عن أبيه فقلبه قال كانت امرأة من بني قريظة يقال لها تميمة تحت عبد الرحمن بن الزبير فطلقها فتزوجها رفاعة ثم طلقها فأرادت أن ترجع إلى عبد الرحمن لحديث أخرجه أبو نعيم وقيل اسمها سهيمة كما ستأتي وقيل عائشة وتقدم في رفاعة تهنأة بهمزة مفتوحة بعد النون بنت كليب الحضرمية تقدم ذكرها في ترجمة ولدها كليب بن أسد التوأمة بوزن التي قبلها بنت أمية بن خلف الجمحية هي مولاة صالح بن أبي صالح مولى التوأمة قيل لها ذلك لأنها ولدت مع أخت لها في بطن قال الباوردي حدثنا مطين قال سمعت عبد الله بن الحكم بن أبي زياد يقول صالح مولى التوأمة بنت أمية بن خلف الجمحية بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن سعد أمها ليلى بنت حبيب التميمية اغتربت التوأمة عند عاصم بن الجعد الفزاري ثم أخرج بسند جيد لكن فيه الواقدي ثم عن سليمان بن يسار أن التوأمة طلقت ألبته فسألت عمر فجعلهما واحدة تويلة بالتصغير بنت أسلم روى حديثها الطبراني من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن سلمة عن أبيه عن جدته أم أبيه تويلة بنت أسلم وهي من المبايعات قالت بينا أنا في بني حارثة فقال عباد بن بشر بن قيظي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلوا السجدتين الباقيتين (8/34)
<35> نحو الكعبة وذكر أبو عمر فيه أن الصلاة كانت الظهر وقيل فيها تولة بغير تصفير وقيل أولها نون وستأتي القسم الثاني خال وكذا الثالث والرابع حرف الثاء المثلثة القسم الأول ثبيتة بمثلثة ثم موحدة ثم مثناة مصغرة بنت الربيع بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصارية والدة أبي قيس بن جبر بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن حبيب وقال بن سعد أمها سهلة بنت امرئ القيس بن كعب وتزوجها أوس بن قيظي فولدت له عرابة وعبد الله وكباثة ثبيتة بنت سليط بن قيس بن عمرو بن عبيد الأنصارية النجارية ذكرها بن سعد في المبايعات وقال أمها سخيلة بنت الصمة وهي والدة عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة وأخت قتيلة وميمونة ثبيتة بنت النعمان بن عمرو بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة الأنصارية البياضية قال بن سعد أسلمت وبايعت ولها ولأبيها ولجدها صحبة ثبيتة بنت النعمان الأنصارية من بني جحجبي قال بن حبيب أسلمت وبايعت وخلطها بالتي قبلها وبنو جحجبي ليسوا من بني بياضة ثبيتة بنت يعار بمثناة تحتانية بعدها مهملة خفيفة بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصارية الأوسية امرأة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة وهي التي أعتقت سالما مولى أبي حذيفة وقد تقدم ذكرها في ترجمته سماها مصعب الزبيري وجماعة وسماها موسى بن عقبة عن بن شهاب الزهري سلمى وكذا قال بن إسحاق في رواية وسماها أبو طوالة عمرة وأما أبوها ففي قول موسى بن عقبة بالمثناة الفوقانية وصوب إبراهيم بن المنذر الأول حكى جميع ذلك أبو عمر وقد تقدم في تسميتها قولان آخران ليلى وفاطمة قال أبو عمر كانت من المهاجرات الأول ومن فضلاء نساء الصحابة قلت في قوله إنها من المهاجرات نظر لأن نسبها في الأنصار وفي قوله إنها امرأة أبي حذيفة نظر آخر فقد تقدم في ترجمة أبي حذيفة أن اسم امرأته التي أمرت بأن ترضعه وهي كبيرة سهلة بنت سهل الأنصارية إلا أن يقال كانت له امرأتان التي أعتقت سالما والتي أمرت أن ترضعه فيحتمل على بعد (8/35)
<36> والعلم عند الله تعالى ثويبة التي أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم وهي مولاة أبي لهب ذكرها بن مندة وقال اختلف في إسلامها وقال أبو نعيم لا أعلم أحدا أثبت إسلامها انتهى وفي باب من أرضع النبي صلى الله عليه وسلم من طبقات بن سعد ما يدل على أنها لم تسلم ولكن لا يدفع قول بن مندة بهذا وأخرج بن سعد من طريق برة بنت أبي تجراة أن أول من أرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثويبة بلبن بن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة وأرضعت قبله حمزة وبعده أبا سلمة بن عبد الأسد وقال بن سعد أخبرنا الواقدي عن غير واحد من أهل العلم قالوا كانت ثويبة مرضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلها وهو بمكة وكانت خديجة تكرمها وهي على ملك أبي لهب وسألته أن يبيعها لها فامتنع فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها أبو لهب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليها بصلة وبكسوة حتى جاء الخبر أنها ماتت سنة سبع مرجعه من خيبر ومات ابنها مسروح قبلها قلت ولم أقف في شيء من الطرق على إسلام ابنها مسروح وهو محتمل القسم الثاني ثبيتة بنت الضحاك بن خليفة قال أبو عمر ولدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال علي بن المديني فيما نقله عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي هي أخت أبي جبيرة وثابت ابني الضحاك الأنصاريين قال أبو عمر ذكرها بالنون بدل الموحدة وتفرد بذلك قلت وذكرها أبو نعيم في الباء الموحدة وقبل الهاء نون وحكى أبو موسى أنه اتبع في ذلك بن مندة في التاريخ ولم يذكرها في الصحابة والمشهور أنها بالمثلثة قاله أبو موسى وروى محمد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة قال كنت جالسا عند محمد بن سلمة وهو على إجار له يطارد ثبيتة بنت الضحاك فجعل ينظر إليها فقلت سبحان الله تفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها قلت أخرجه الترمذي وأمعن أبو موسى في تخريج طرقه وبيان الاختلاف فيه ورجح ما ذكره هاهنا وقال أبو موسى في الذيل ذكرت في حديث لمحمد بن سلمة وليس فيه ذكر لصحبتها قلت ذكرتها هاهنا معتمدا على قول أبي عمر القسم الثالث خال وكذا القسم الرابع (8/36)
<37> حرف الجيم القسم الأول جثامة بمثلثة ثقيلة غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمها وسماها حسانة تأتي في الحاء المهملة إن شاء الله تعالى جذامة بنت جندل ذكرها بن إسحاق فيمن هاجر من نساء بني تميم بن دودان بن أسد بن خزيمة من أهل مكة حلفاء بني عبد شمس وذكر الطبري في الذيل أنها هي بنت وهب الآتي ذكرها فإن المجدمين هم العرب قالوا هي بنت وهب وقال بن سعد أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى المدينة وكانت تحت أنيس بن قتادة الأنصاري الأوسي وهو بدري استشهد بأحد وتبعه بن عبد البر وقيل التي كانت تحت أنيس بن قتادة خنساء بنت خذام ولا مانع أن يكونا جميعا زوجتيه جدامة بنت الحارث أخت حليمة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم لقبها الشيماء لا تعرف لها رواية ذكرها بن مندة وتعقبه بن الأثير بأن الشيماء بنت حليمة لا أختها كما سيأتي عند ذكرها فهي أخت النبي صلى الله عليه وسلم لا خالته قلت إن كان ما ذكره بن مندة محفوظا احتمل أن تكون بنت حليمة سميت باسم خالتها ولقبت لقبها على أنهم لم يتفقوا على أن اسم الشيماء جدامة بالجيم والميم بل جزم أبو عمر بأنها حذافة بالمهملة والفاء وجزم بن سعد بالأول جدامة بنت وهب الأسدية ويقال بالخاء المعجمة روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في رضاع الحامل روت عنها أم المؤمنين عائشة أخرج حديثها في الموطأ ولفظه عن جدامة الأسدية أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لقد هممت أن أنهى عن الغيلة الحديث وفي بعض طرقه عند مسلم عن جدامة بنت وهب أخت عكاشة بن وهب قال حضرت عند النبي صلى الله عليه وسلم في أناس وهو يقول فذكر الحديث وفيه ذكر العزل وأنه الوأد الخفي وأورده بن مندة بلفظ الموطأ في جدامة بنت جندل الجرباء بنت قسامة بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك أخت حنظلة قال الزبير بن بكار قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فتزوجت طلحة بن عبيد الله فهي والدة أم إسحاق بنت طلحة وسيأتي لها ذكر في ترجمة أختها زينب جعدة بنت عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية استدركها أبو علي الجياني على أبي عمر فنقل عن العدوي في نسب الأنصار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي إلى منزلها ويأكل عندها قال وهي أم حارثة بن النعمان وأخيه الحارث بن الحباب بن الأرقم وأخوها عمرو بن (8/37)
<38> عبيد بن ثعلبة له صحبة جعدة بنت عبيد بن ثعلبة بن سواد بن غنم بن حارثة الأنصارية بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن حبيب واستدركها بن الأثير قلت وقد ذكرها بن سعد فقال أمها الرعاة بنت عدي بن سواد ثم تزوجها النعمان بن نفيع فولدت له حارثة الصحابي المشهور ثم خلف عليها الحباب بن الأرقم فولدت له الحارث وأسلمت جعدة وبايعت جليلة بنت عبد الجليل ذكرها أبو سعيد النيسابوري في كتاب شرف المصطفى وأورد من حديث قالت قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنا حفرنا ركية فإذا فيها دواب وهوام فدفع إليها إداوة من ماء وقال صبوه فيها قالت فصببناه فيها فمتن وذهبن كلهن وفي سنده مقال جمانة بضم أوله وتخفيف الميم وبعد الألف نون بنت أبي طالب قال أبو أحمد العسكري هي أم عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وكذا قال الدارقطني في كتاب الأخوة تزوجها أبو سفيان بن الحارث فولدت له عبد الله ولم يسند شيئا وقال الزبير بن بكار هي أخت أم هانئ وذكرها بن إسحاق فيمن قسم له النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقا وأخرج الفاكهي في كتاب مكة من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم قال أدركت عطاء ومجاهدا وابن كثير وأناسا إذا كان ليلة سبع وعشرين من رمضان خرجوا في التنعيم واعتمروا من خيمة جمانة وهي بنت أبي طالب وذكرها بن سعد في ترجمة أمها فاطمة بنت أسد وأفردها في باب بنات عم النبي صلى الله عليه وسلم وقال ولدت لأبي سفيان بن الحارث ابنه جعفر بن أبي سفيان وأطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقا جمرة بنت الحارث بن عوف هي البرصاء تقدمت جمرة بنت عبد الله التميمية اليربوعية من بني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم قال بن مندة عدادها في الكوفيين لها ولأبيها صحبة وأخرج حديثها الحسن بن سفيان وأبو يعلى في مسنديهما من طريق عطوان بن مشكان وهو بمهملتين مفتوحتين وقيل بضم أوله وسكون ثانيه وأبوه بضم الميم وسكون المعجمة عن جمرة بنت عبد الله اليربوعية قالت ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أدع الله لبنتي هذه بالبركة قالت فأجلسني في حجره ثم وضع يده على رأسي فدعا لي بالبركة وقد تقدم ذكرها في ترجمة أبيها في أواخر العبادلة وقال أبو عمر مختلف في حديثها ولا يصح من جهة الإسناد كذا قال وليس فيه إلا عطوان وقد قال فيه بن معين لا بأس به جمرة بنت قحافة الكندية قال بن مندة عدادها في الكوفيين روى عنها شبيب بن غرقدة وقال أبو عمر روت عنها ابنتها أم كلثوم إن صح حديثها ذاك لأنه لا يعبأ بإسناده فأما حديث شبيب عنها فأخرجه الطبراني وغيره من طريق بشر بن الوليد حدثنا الحسن بن قارب عن شبيب بن غرقدة حدثتني جمرة بنت قحافة قالت كنت مع أم سلمة في حجة الوداع فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا أمتاه هل بلغتكم فقال بني لها يا أمة ما له يدعو أمه فقالت يا بني إنما يدعو أمته وهو يقول ألا إن (8/38)
<39> أعراضكم وأموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وأما رواية بنتها أم كلثوم فإنها لا تحضرني الآن وقد اختصر بن الأثير حديث أبي عمر في رواية أم كلثوم فصار قوله إسناد حديثها لا يعبأ به يتناول حديث شبيب خاصة وليس كذلك جمرة بنت النعمان العدوية حديثها عند الواقدي عن شعيب بن ميمون المخزومي عن أبي مرابة البلوي عن جمرة بنت النعمان وكانت لها صحبة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفن الشعر والدم أخرجه أبو نعيم بسند واه واستدركه أبو موسى جمل بضم أوله وسكون الميم وقيل بصيغة التصغير بن يسار المزنية أخت معقل بن يسار يقال هي التي عضلها أخوها لما طلقها زوجها ثم أراد أن يعيدها فمنعه أخرج حديثها البخاري من طريق إبراهيم بن طهمان عن يونس بن عبيد عن الحسن قال في هذه الآية حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه قال كنت زوجت أختا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها فقلت له زوجتك وأكرمتك وأفرشتك فطلقتها ثم جئت تخطبها لا والله لا تعود إليها أبدا قال وكان رجلا لا بأس به وكانت المرأة لا تكره أن ترجع إليه فأنزل الله هذه الآية فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن فقلت الآن أفعل يا رسول الله فزوجها إياه ولم يقع تسميتها في الصحيح وأخرج الطبري من طريق بن جريج أن اسمها جميلة وقال الكلبي اسمها جميل وضبطها بن ماكولا بالتصغير وقال الثعلبي اسمها جميلة ويقال اسمها ليلى جميل بالتصغير في التي قبلها جميلة بنت أبي الخزرجية أخت عبد الله بن أبي بن سلول قال بن مندة وكانت تحت ثابت بن قيس بن شماس روى عنها بن عباس وعبد الله بن رباح ثم ساق من طريق همام عن قتادة عن عكرمة مرسلا ومن طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس موصولا أن جميلة بنت أبي بن سلول أتت النبي صلى الله عليه وسلم تريد الخلع فقال لها ما أصدقك قالت حديقة قال فردي عليه حديقته ومن طريق خالد الحذاء عن عكرمة عن بن عباس أن امرأة ثابت بن قيس وهي جميلة بنت أبي قالت يا رسول الله لا أنا ولا ثابت فذكر الحديث في خلعها منه قال وروى عن أيوب عن عكرمة متصلا والصواب عنه وعن قتادة مرسلا وكذا رواه الحسين بن واقد عن ثابت عن عكرمة ووصله محمد بن حميد عن يحيى بن واضح عن الحسين فذكر بن عباس فيه ووصل أبو نعيم طريق سعيد الموصلة ولفظ المتن أن جميلة بنت أبي قالت يا رسول الله لا أعيب على ثابت في دين ولا خلق ولكني أكره الكفر بعد الإسلام وإني لا أطيقه بغضا فقال أتردين عليه حديقته قال قالت نعم فأمره أن يأخذها منها ورواية حفص بن عمر الضرير عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني وأيوب كلاهما عن عكرمة عن بن عباس أن جميلة بنت أبي بن سلول أتت النبي صلى الله عليه وسلم قالت فذكر نحوه وأسنده من طريق محمد بن خالد بن عبد الله الطحان عن أبيه عن أبي الجليل عن جميلة بنت أبي بن سلول أنها كانت تحت ثابت بن قيس قلت ورواية بن حميد التي أشار إليها بن مندة أخرجها بن أبي خيثمة والطبراني (8/39)
<40> عنه ولفظ المتن أنها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس فنشزت عليه فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جميلة ما كرهت من ثابت فقالت والله ما كرهت منه شيئا إلا دمامته فقال لها أتردين عليه حديقته قالت نعم ففرق بينهما ورواية بن عباس عنها أخرجها الطبري من طريق بن جرير عن عكرمة عن بن عباس قال أول خلع كان في الإسلام أخت عبد الله بن أبي أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت فذكر القصة قال أبو عمر كناها سعيد بن المسيب أم جميل وكانت قبل ثابت عند حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة ثم تزوجها بعد ثابت مالك بن الدخشم ثم تزوجها بعده خبيب بن إساف قال أبو عمر روى البصريون أنها جميلة يعني التي اختلعت من ثابت وروى أهل المدينة أنها حبيبة بنت سهل قلت وسيأتي قول من قال إنها جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول قريبا إن شاء الله تعالى جميلة بنت أوس المرية لها حديث ولأبيها صحبة من التجريد قلت ذكرها أبو علي الغساني في ذيله على الاستيعاب وقال ذكر حديثها في ترجمة أوس والدها وكان ذكره من عند بن قانع وابن قانع صحف نسب أوس فقال له بالزاي والنون وإنما هو بالراء بلا إعجام ثم بالهمزة كما تقدم بيانه في أوس وتقدم الحديث من روايتها لكن فيه عن أم جميل وكأنها كنيتها واسمها جميلة وستأتي في الكنى جميلة بنت أبي الأفلح أخت عاصم زوج عمر تكنى أم عاصم كان اسمها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة قاله أبو عمر قال تزوجها عمر سنة سبع فولدت له عاصم بن عمر ثم طلقها فتزوجها يزيد بن حارث فولدت له عبد الرحمن بن يزيد فهو أخو عاصم بن عمر لأمه وهي التي أتى فيها الحديث في الموطأ وغيره أن عمر ركب إلى قباء فوجد ابنه عاصما يلعب وقد تقدم ذلك في ترجمة عاصم في القسم الثاني من حرف العين وأسند بن مندة من طريق هشام بن حسان عن واصل بن أبي شيبة قال كان اسم امرأة عمر عاصية فأسلمت فأتت عمر فقالت قد كرهت اسمي فسمني فقال أنت جميلة فغضبت وقالت ما وجدت اسما تسميني به إلا اسم أمة فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني كرهت اسمي فقال أنت جميلة فغضبت يعني وذكرت قول عمر فقال أما علمت أن الله عند لسان عمر وقلبه ثم ساق من طريق حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية فقال أنت جميلة قلت وأخرجه بن أبي شيبة عن بشر بن السري عن حماد ولفظه أن أمة لعمر كان يقال لها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة وأخرجه بن أبي عمر عن بشر بن السري بسند آخر فقال عن حماد عن ثابت عن أنس أراه أن أمة لعمر كان لها اسم من أسماء العجم فسماها عمر جميلة فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنت جميلة فقال لها عمر خذيها على رغم أنفك وقال بن سعد في باب ما بايع النبي صلى الله عليه وسلم من النساء أول كتاب طبقات النساء أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي حبيبة عن عاصم بن عمر عن قتادة قال أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ وهي كبشة بنت رافع بن عبيد وأم عامر بنت يزيد بن السكن ومن بني ظفر ليلى بنت الخطيم ومن بني عمرو بن عوف ليلى ومريم وتميمة بنات أبي سفيان الذي يقال له أبو البنات وقتل بأحد والشموس بنت أبي عامر الراهب (8/40)
<41> وابنتها جميلة بنت ثابت بن أبي الأفلح وظبية بنت النعمان بن ثابت بن أبي الأفلح قلت لعله سقط منه شيء قبل قوله فأتت وهو ثم سألته امرأته أن يغير اسمها فسماها جميلة وغضبت كما في رواية واصل المبدوء بها فبذلك ينتظم الكلام ويعرف سبب غضبها من تسميتها جميلة ويستفاد منه صحابية أخرى وهي أمة عمر وأخرج بن سعد بسند فيه الواقدي من حديث جابر عن عمر قال قلت يا رسول الله قد صكت جميلة بنت ثابت صكة ألصقت خدها بالأرض لأنها سألتني ما لا أقدر عليه جميلة بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة المخزومية روت عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها زوجها أخرج حديثها بن مندة من طريق سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن زوج بنت أبي جهل عن بنت أبي جهل واسمها جميلة قالت مر بنا النبي صلى الله عليه وسلم فاستسقى فاسقيته وقال خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم وأخرجه بن أبي عاصم من هذا الوجه وزاد فقمت الى كوز فسقيته وسأله رجل عليه ثوبان أصفران فقال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم وقيل إنها التي خطبها علي والمحفوظ أنها جويرية جميلة بنت زيد أخت علبة بن زيد بن صيفي بن عمرو بن جشم بن حارثة الأنصارية بايعت النبي صلى الله عليه وسلم جميلة بنت سعد بن الربيع الأنصاري الليثي استشهد بأحد تقدم نسبها لها صحبة روت عن أبيها روى عنها ثابت بن عبيد الأنصاري أن أباها وعمها قتلا يوم أحد فدفنا في قبر واحد قاله أبو عمر قال وتزوج جميلة هذه زيد بن ثابت قاله بن سعد وزاد ولدت له خارجة ويحيى وإسماعيل وسليمان وكانت تكنى أم سعد وأخرج بن منده من طريق مسعر عن ثابت بن عبيد قال دخلت على بنت سعد بن الربيع يعني جميلة وهي امرأة زيد بن ثابت فقربت الى رطبا وتمرا فقلت لها أرى هذه ورثته عن أبيك فقالت وما ورثت من أبي شيئا قتل أبي قبل أن تنزل الفرائض وقال بن سعد لم يكن سعد ولدها وقتل أبوها وهي حمل ثم أسند عن الواقدي عن أبي الزناد أن أباها استشهد وهي حمل جميلة بنت سنان بن ثعلبة بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصارية ذكرها بن حبيب فيمن بايعن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن سعد أمها خولة بنت المنذر بن عمرو بن حزام الأنصارية الخزرجية أسلمت وبايعت وهي أم ثابت بن عبيد السهام بن سليم الأنصاري من بني خارجة جميلة بنت صيفي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة أسلمت وبايعت قاله بن سعد وأمها النوار بنت قيس بن لوذان بن ثعلبة وهي أخت علبة بنت زيد بن عمرو بن زيد بن جشم وتزوجت جميلة عتيك بن قيس بن هيشة الأوسي من بني عمرو بن عوف جميلة بنت أبي صعصعة واسمه عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار ذكرها بن سعد في المبايعات وقال تزوجها عبادة بن الصامت فولدت له الوليد ثم تزوجت الربيع بن سراقة وولدت له عبد الله ومحمدا وبثينة ثم تزوجها كلدة بن أبي خالد بن قيس بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق قال وأمها أنيسة بنت عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول (8/41)
<42> جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول ذكر بن سعد أن حنظلة بن أبي عامر تزوجها فقتل عنها يوم أحد ثم تزوجها ثابت بن قيس فمات عنها ثم خلف عليها مالك بن الدخشم ثم خلف عليها خبيب بن إساف كذا ذكر بن منده وقوله في ثابت بن قيس مات عنها وهم لم يقله بن سعد فإن ثابت بن قيس استشهد باليمامة وخبيب بن إساف الذي قال إنه خلف عليها بعده عاش إلى خلافة عمر كما تقدم في ترجمته فهذا متدافع وقد راجعت طبقات بن سعد فقال ما ملخصه تزوجها حنظلة بن الراهب فقتل عنها يوم أحد وهو غسيل الملائكة فولدت له عبد الله بن حنظلة ثم تزوجها ثابت بن قيس بن شماس فولدت له محمدا ثم خلف عليها مالك بن الدخشم ثم خلف عليها خبيب بن إساف ثم قال أسلمت جميلة وبايعت وهي أخت عبد الله بن عبد الله لأبويه وقتل ابناها عبد الله ومحمد يوم الحرة انتهى وقد تشاغل بن الأثير بالطعن فيما نقله بن منده فقال ذكر في ترجمة جميلة بنت أبي أنها اختلعت من ثابت بن قيس وقال في هذه إنها كانت زوج حنظلة ولم يقله في التي قبلها وقال إن ثابتا مات عنها فكأنه ظنهما اثنتين حيث رأى تلك جميلة بنت أبي وهذه جميلة بنت عبد الله بن أبي والأول هو الصحيح والثاني وهم وليس بشيء ولو نظر فيهما لعلم أنهما واحدة وسبقه الى زعم أنهما واحدة أبو نعيم فقال خالف الجماعة فأفردها عن المختلعة واهما فيها وقال بن الأثير الحق مع أبي نعيم انتهى وقد أغفل ما وقع لابن منده من الوهم الذي نبهت عليه وهو وارد عليه وادعى أنه وهم في جعلهما اثنتين وليس كما ظن هو وأبو نعيم بل الصواب أنهما اثنتان وأن ثابت بن قيس تزوج عمتها فاختلعت منه ثم تزوج هذه ففارقها ولم يقل أحد في الكبرى إنها تزوجت حنظلة ولا مالكا ولا حبيبا وقد أفرد بن سعد هذه والتي جزمنا بأنها وهم والحق معه ولو عكس بن الأثير فاستدل على أنهما واحدة وأن من قال جميلة بنت أبي نسبها الى جدها لكان متجها والله يهدي من يشاء جميلة بنت عبد الله بن حنظلة الأنصارية من بني الحبلي ذكرها بن حبيب فيمن بايعن النبي صلى الله عليه وسلم جميلة بنت عبد العزي بن قطن الخزاعية من بني المصطلق كانت من المبايعات وهي زوج عبد الرحمن بن العوام أخي الزبير أم بنيه لا يعرف لها رواية قاله أبو عمر قلت كذا سماها بن الأثير بعد بنت عبد الله وعمر فاقتضى أنها عنده بوزن عظيمة وليس كذلك وإنما هي جميلة بالتصغير وقبل الهاء نون كذا هي في نسخة من الاستيعاب مجودة وكذا في كتاب النسب للزبير بن بكار في نسخة معتمدة وفي أخرى بالحاء المهملة جميلة بنت عمر بن الخطاب تقدم ذكرها في جميلة بنت ثابت جميلة بنت عمرو بن هشام بن المغيرة هي بنت أبي جهل تقدمت جميلة أو خويلة أو خولة امرأة أوس بن الصامت التي ظاهر منها ذكرها بن منده ونسبه أبو نعيم الى التصحيف وليس كما زعم فقد وقع تسميتها كذلك في حديث عائشة من مسند أحمد لكن المعروف أنها خولة فلعل جميلة لقب وسيأتي بيان ذلك في حرف الخاء المعجمة إن (8/42)
<43> شاء الله تعالى جميلة بنت يسار تقدم في جمل جميمة بالتصغير بنت حمام بن الجموح الأنصارية من بني الحبلي ذكرها بن حبيب فيما بايعن النبي صلى الله عليه وسلم جميمة بنت صيفي بن صخر بن خنساء الأنصارية ذكرها بن حبيب فيما بايعن النبي صلى الله عليه وسلم واستدركها أبو علي الغساني على بن عبد البر جمينة بالنون قيل إنها بنت عبد العزي تقدمت في جميلة جهدمة امرأة بشير بن الخصاصية السدوسي الصحابي المشهور كانت من بني شيبان روت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أو ثلاثة قاله أبو عمر قلت أسند بن منده لها حديثين من طريق أبي عتاب الكلبي عن إياد بن لقيط عنها قلت كان اسم بشير رحما فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا والآخر من هذا الوجه قالت ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج الى الصلاة وهو ينفض رأسه وجبينة من ردع الحناء وأخرجه الترمذي في الشمائل ويقال كان اسمها هذا فغيره النبي صلى الله عليه وسلم فسماها ليلى وذكرها بن حبان في الصحابة فقال يقال لها صحبة ثم ذكرها في ثقات التابعين جويرية بنت أبي جهل التي خطبها علي بن أبي طالب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا فترك علي الخطبة فتزوجها عتاب بن أسيد أمير مكة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له عبد الرحمن فقتل يوم الجمل ذكرها بن منده وقال غيره اسمها جميلة كما تقدم وقصتها في الصحيحين من حديث المسور بن مخرمة من غير أن تسمى جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة وهو المصطلق بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو الخزاعية المصطلقية لما غزا النبي صلى الله عليه وسلم بني المصطلق غزوة المريسيع في سنة خمس أو ست وسباهم وقعت جويرية وكانت تحت مسافع بن صفوان المصطلقي في سهم ثابت بن قيس قال بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عمه عروة بن الزبير عن خالته عائشة قالت لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها قالت عائشة فوالله ما هي إلا أن رأيتها فكرهتها وقلت يرى منها ما قد رأيت فلما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلايا ما لم يخف عليك وقد كاتبت على نفسي فأعني على كتابتي فقال أو خير من ذلك أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك فقالت نعم ففعل ذلك فبلغ الناس أنه قد تزوجها فقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق فلقد (8/43)
<44> أعتق الله بها مائة أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها وأخرج بن سعد عن الواقدي بسند له عن عائشة نحوه لكن سمي زوجها صفوان بن مالك ومن طريق شعبة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن بن عباس قال كان اسم جويرية برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية وأخرج الترمذي من طريق شعبة بهذا الإسناد الى بن عباس عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليها وهي في مسجدها ثم مر عليها قريبا من نصف النهار فقال ما زلت على ذلك قالت نعم قال ألا أعلمك كلمات تقولينهن سبحان الله عدد خلقه الحديث ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن منده وسنده صحيح ومن مرسل أبي قلابة قال سبى النبي صلى الله عليه وسلم جويرية يعني وتزوجها فجاءها أبوها فقال إن بنتي لا يسبى مثلها فخل سبيلها فقال أرأيت إن خيرتها أليس قد أحسنت قال بلى فأتاها أبوها فذكر لها ذلك فقالت اخترت الله ورسوله وسنده صحيح وروت جويرية عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنها بن عباس وجابر وابن عمر وعبيد بن السباق والطفيل بن أخيها وغيرهم وذكر بن إسحاق أن زوجها الأول كان يقال له بن ذي الشقر وسماه الواقدي مسافع بن صفوان بن ذي الشقر بن أبي السرح وقتل يوم المريسيع وفي صحيح البخاري عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم جمعة وهي صائمة فقال أصمت أمس قالت لا قال فتصومين غدا قالت لا قال فأفطري وعند مسلم من طريق الزهري عن عبيد بن السباق عن جويرية بنت الحارث قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل من طعام الحديث وفي صحيح مسلم كان اسمها برة فسماها النبي صلى الله عليه وسلم جويرية كره أن يقال خرج من عند برة قيل ماتت سنة خمسين من الهجرة وقيل بقيت الى ربيع الأول سنة ست وخمسين قاله الواقدي قال وصلى عليها مروان وقيل عاشت خمسا وستين سنة جويرية وقع عند بن بطال في شرحه أنها المرأة التي استعار خبيب بن عدي منها الموسى والحديث في صحيح البخاري غير مسماة جويرية بنت المجلل امرأة حاطب بن الحارث الجمحي تكنى أم جميل وهي مشهورة بكنيتها واختلف في اسمها قاله أبو عمر القسم الثاني جمانة بنت الحسن بن حبة ولدت في العهد النبوي وتزوجها حذيفة بن اليمان ذكرها بن سعد فيمن لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم جميلة بنت عمر بن الخطاب كان اسمها عاصية فسماها جميلة أخرج بن أبي شيبة عن الحسن بن موسى عن حماد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن ابنة لعمر كان يقال لها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة واستدركها أبو علي الغساني على الاستيعاب وتعقبه بن (8/44)
<45> الأثير بأن هذه القصة إنما وردت لامرأة عمر لا لابنته كما تقدم وكان قد ذكر في ترجمة جميلة بنت ثابت امرأة عمر ما نصه روى حماد بن سلمة بهذا الإسناد أنها يعني جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح كان اسمها عاصية فلما أسلمت سماها جميلة كذا أورده وإنما نقله من كتاب بن منده ولفظه من طريق حجاج بن منهال عن حماد أن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية فقال أنت جميلة ولم يصفها بأنها امرأة عمر ولا ابنته ولكن ذكر قبل ذلك من مرسل واصل بن أبي عيينة ما يتعلق بامرأة عمر كما تقدم في ترجمتها فصرف عند نقله بالمعنى فما طبق المفصل ولا مانع أن يغير اسم المرأة والبنت ولكن ساق أبو علي الغساني الحديث من طريق أبي مسلم الكجي عن حجاج بن منهال ولفظه كانت أم عاصم تسمى عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة فهذا يدل على أن المراد امرأة عمر جويرية بنت أبي سفيان بن حرب شقيقة معاوية ذكرها بن سعد وقال تزوجها السائب بن أبي حبيب الأسدي القسم الثالث جسرة بنت دجاجة تابعية معروفة روت عن أبي ذر وعلي وعائشة وأم سلمة وهي معدودة في أهل الكوفة روى عنها قدامة بن عبد الله العامري وأفلت بن خليفة وممدوح الهذلي قال العجلي ثقة وورد ما يدل على أن لها إدراكا فأخرج بن منده من طريق عثام بن علي عن قدامة عن جسرة قالت أتانا آت يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فأشرف على الجبل فقال يا أهل الوادي انحرف الدين ثلاث مرات مات نبيكم الذي تزعمون فإذا هو شيطان فحسبنا فوجدناه مات ذلك اليوم وذكرها بن منده في الصحابة ولم يذكر سوى هذا الأثر وأخرجه عن أبي علي بن السكن بسنده الى عثام وهو بمهملة ومثلثة ثقيلة وليس صريحا في إدراكها لاحتمال أن تكون أرادت بقولها أتانا آت من قومها وتكون نقلت عنهم ولم تدرك هي ذلك ولم يذكرها بن السكن في الصحابة وحديثها عن الصحابة في السنن لأبي داود والنسائي وغيرهما جمرة امرأة عيينة بن حصن الفزاري مذكورة في خبر قيس بن أبي حازم المرسل في قصة عيينة في أواخر من آخر سعيد بن منصور القسم الرابع جارية بنت عمرو بن المؤمل كانت ممن يعذب في الله فاشتراها أبو بكر ذكرها بن سعد بعد أميمة بنت رقيقة وقيل بريرة مولاة عائشة فقال وليست هي بنت عمرو إنما كانت أمة لآل عمرو فلعله كان فيه جارية بيت بفتح الموحدة وسكون التحتانية وهذا اللفظ يطلق على آل الرجل وعلى (8/45)
<46> زوجته فالمراد هنا الأول والمعروف فيها جارية بني عمرو بن المؤمل أو جارية بن عمرو بن المؤمل وقد ظنها بعضهم رجلا وصحف فقال حارثة بالمهملة والمثلثة وبالله التوفيق جميلة بنت المصفح أدركت النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها فضيل بن مرزوق ذكرها أبو عمر قلت حكى غيره في اسم أبيها المصبح بالموحدة عوض الفاء ولم أر لها رواية عن صحابي وإنما أخرج لها النسائي في مسند على حديثا ولها حديث آخر عن حاطب عن أبي ذر ولم أقف على ما يدل على إدراكها جميلة بنت عبد العزي تقدم التنبيه عليها في القسم الأول جويرية بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم قال الذهبي في آخر حرف الجيم من النساء جويرية التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم لقد قلت بعدك أربع كلمات الحديث أخرجه مسلم قال بن حبان في الأنواع هي ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال وإنما هي أم المؤمنين وقد رواه بن عباس عنها قلت قد ذكرته في ترجمة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث من سياق الترمذي ولفظ مسلم من طريق سفيان هو بن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن بن عباس عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة الحديث وفي رواية مسعر عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي رشدين وهو كريب مثله لكن قال مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الغداة أو بعد ما صلى وكذا هو عند بن ماجة من طريق مسعر وعند الترمذي والنسائي من طريق شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بمثل سفيان وفيه عن بن عباس عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليها وهي تسبح وفي مسند الحسن بن سفيان عن قتيبة عن سفيان بن عيينة بسند مسلم عن بن عباس قال قالت جويرية بنت الحارث خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في مصلاي فرجع حين تعالى النهار الحديث قال أبو نعيم في مستخرجه بعد أن أخرجه كان في أوله قصة فتركتها قلت وقد ذكرها أبو عوانة في صحيحه عن شعيب بن عمرو عن سفيان فساق بسنده الى بن عباس قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند جويرية وكان اسمها برة فحوله جويرية وكره أن يقال خرج من عند برة فخرج وهي في مصلاها فذكر الحديث فيستفاد من هذه الزيادة أنها جويرية بنت الحارث الخزاعية زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأن مسلما قد أخرج هذه القطعة من الحديث من رواية سفيان بن عيينة بهذا السند الى بن عباس وكذلك أخرجه محمد بن سعد في ترجمة جويرية أم المؤمنين عن سفيان بن عيينة وأخرجه أيضا من طريق سفيان الثوري عن محمد بن عبد الرحمن مثل سياق بن عيينة فقال في أوله كان اسم جويرية برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية قال فصلى الفجر ثم خرج من عندها حتى ارتفع الضحى ثم جاء وهي في مصلاها الحديث فعرف من هذا أنها أم المؤمنين وبالله التوفيق (8/46)
<47> حرف الحاء المهملة القسم الأول حبانة بكسر أوله وتشديد الموحدة وبعد الألف نون بنت سليم بن ضبع أم عامر هي مشهورة بكنيتها سماها بن سعد وستأتي في الكنى حبتة بفتح أولها وسكون الموحدة بعدها مثناة من فوق بنت جبير أخت خوات بن جبير تقدم نسبها في أخيها ذكرها بن سعد وقال أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم حبتة أم سعد بن عمير ذكرت في ترجمة ولدها حبة بفتح أولها وزن برة بنت عمرو بن حصن الأنصارية ذكرها بن سعد في المبايعات حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة تقدم نسبها في الألف هي زوجة سهل بن حنيف والدة أبي أمامة أسعد قال إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن محمد بن عمارة حدثتني أمي حبيبة وخالتي كبشة أختا فريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة فذكر حديثا وروى عبد الله بن إدريس الدوري عن محمد بن عمارة عن زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك قال أوصى أبو أمامة أسعد بن زرارة بأمي وخالتي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عليه حلى من ذهب ولؤلؤ يقال له الرعاث فحلاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك الرعاث قالت زينب فأدركت بعض ذلك الحلى عند أهلي وأخرجه بن السكن من رواية بن إدريس وقال بن سعد أسلمت حبيبة وبايعت وتزوجها سهل بن حنيف فولدت له أبا أمامة أسعد فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم أبيها وكناها بكنيته وأمها عميرة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث حبيبة بنت أبي تجراة العبدرية ثم الشيبية روى حديثها الشافعي عن عبد الله بن المؤمل وابن سعد عن معاذ بن هانئ ومحمد بن سنجر عن أبي نعيم وابن أبي خيثمة عن شريح بن النعمان كلهم عن بن المؤمل عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن عن عطاء بن أبي رباح حدثتني صفية بنت شيبة عن امرأة يقال لها حبيبة بنت أبي تجراة قالت دخلنا دار أبي حسين في نسوة من قريش والنبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت حتى أن ثوبه ليدور وهو يقول لأصحابه اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي لفظ معاذ وأخرجه الطحاوي من طريق معاذ وقد وقع لنا بعلو في المعرفة لابن منده من طريقه قال أبو عمر قيل اسمها حبيبة بفتح أوله وقيل بالتصغير وقال غيره تجراة ضبطها الدارقطني بفتح المثناة من فوق ثم قال أبو عمر اختلف في صحابيتها بهذا الحديث على صفية بنت شيبة وقد ذكرت ذلك في التمهيد قلت وقد تقدم من وجه آخر عن صفية عن برة وقيل عن تملك وقيل عن أم ولد لشيبة وقيل عن صفية (8/47)
<48> بلا واسطة وقد استوعب أبو نعيم بيان طرقة ومنها من طريق جسرة بنت محمد بن سباع عن حبيبة بنت أبي تجراة كذلك وأخرجه النسائي وابن ماجة من طريق بديل بن ميسرة عن مغيرة بن حكيم عن صفية بنت شيبة عن امرأة وفي رواية بن ماجة عن أم ولد لشيبة وقد تقدم سند حديث تملك في المثناة حبيبة بنت جحش ذكرها بن سعد وقال هي أم حبيب وهي شقيقة زينب أيضا وهي المستحاضة قال بعض المحدثين يقلب اسمها فيقول أم حبيبة ثم أخرج من طريق بن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت سبع سنين وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف قال الواقدي وذكرها بن عبد البر وقال قاله قوم وأن كنيتها حبيب يعني بلا هاء قال والأشهر أنها أم حبيبة كذا قال واستدركها في الكنى حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان هي حبيبة بنت رملة بنت أبي سفيان بن صخر تأتي قريبا واسم أبيها عبد الله بن جحش وأمها أم المؤمنين حبيبة بنت الحصين بن عبد الله بن أنس بن أمية بن زيد بن دارم زوج السائب بن أبي السائب ذكرها الزبير بن بكار وهي والدة عبد الله بن السائب بن أبي السائب ولعبد الله ولأبويه صحبة حبيبة بنت خارجة بن زيد أو بنت زيد بن خارجة الخزرجية زوج أبي بكر الصديق ووالدة أم كلثوم ابنته التي مات أبو بكر وهي حامل بها فقال ذو بطن بنت خارجة ما أظنها إلا أنثي فكان كذلك وفي قصة الوفاة النبوية من رواية عروة عن عائشة استأذن أبو بكر لما رأى من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي بيت خارجة فأذن له وقال بن سعد حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر أمهما هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم أسلمت وبايعت قال وخلف على حبيبة بعد أبي بكر إساف بن عتبة بن عمرو حبيبة بنت زيد بن أبي زهير في ترجمة والدها حبيبة بنت أبي سفيان قال أبو عمر قاله أبان بن صمعة سمع محمد بن سيرين يقول حدثتني حبيبة بنت أبي سفيان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيمن مات له ثلاثة من الولد لم يرو عنها غير محمد بن سيرين ولا تعرف لأبي سفيان ابنة يقال لها حبيبة والذي أظن أنها حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان التي روى حديثها الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عنها عن ابنها عن زينب بنت جحش في ردم يأجوج ومأجوج وأبوها عبيد الله بن جحش مات بأرض الحبشة وذكرها موسى بن عقبة فيمن هاجر الى الحبشة قال وتنصر أبوها هناك انتهى وليس كما ظن بل هذه حبيبة بنت أبي سفيان أخرى كانت تخدم عائشة وليس أبوها أبا سفيان هو بن حرب والد أم حبيبة أم المؤمنين بل هو أبو سفيان آخر لا يعرف نسبه وقد أخرج حديثها بن منده بعلو من طريق النضر بن شميل عن أبان بن صمعة سمعت بن سيرين يقول حدثتني حبيبة أنها كانت في بيت عائشة قاعدة (8/48)
<49> فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أطفال إلا أدخلهما الله الجنة وقال رواه الأنصاري وغيره وأخرجه الحسن بن سفيان في مسنده من طريق سهل بن يوسف عن أبان مطولا وقال في آخره ألا قيل ادخلوا الجنة فيقولون حتى يدخلها أبوانا فيقال في الثالثة أو الرابعة ادخلوا أنتم وآباؤكم قال فقالت لي عائشة أسمعت قلت نعم قالت فاحفظي إذا حبيبة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية أخت رعينة شقيقتها أمهما عمرة بنت مسعود التي اختلعت من ثابت بن قيس فيما روى أهل المدينة وروت عنها عمرة وجائز أن تكون هي وجميلة بنت أبي بن سلول اختلعتا من ثابت جميعا قلت ووقع لنا حديثها بعلو في مسند الدارمي عن يزيد بن هارون وفي المعرفة لابن منده من طريقه وهو عند بن سعد عن يزيد عن يحيى بن سعيد أن عمرة بنت عبد الرحمن أخبرته أن حبيبة بنت سهل تزوجها ثابت بن قيس وذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان هم أن يتزوجها وكانت جارية وأن ثابتا ضربهما وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فرأى إنسانا فقال من هذا قالت أنا حبيبة بنت سهل قال ما شأنك قالت لا أنا ولا ثابت فأتى ثابت النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خذ منها وخل سبيلها فقالت يا رسول الله عندي والله كل شيء أعطانيه فأخذ منها وقعدت في أهلها وهو في الموطأ عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة ومنهم من أرسله وعند بن أبي عاصم من طريق حماد بن زيد كلاهما عن يحيى بن سعيد مطولا وفيه وهي إحدى عماتي وفيه ثم ذكر غيره الأنصار فكره أن يسوءهم في نسائهم وفيه إن ثابتا خطبها فتزوجها وكان في خلقه شدة فضربها وما ذكره أبو عمر من تعدد المختلعات من ثابت ليس ببعيد لاختلاف السبب المذكور وقد أخرج بن سعد من طريق حماد بن زيد عن يحيى كانت حبيبة بنت سهل تحت ثابت بن قيس بن شماس الحديث وفيه فردت عليه حديقته وفيه وكان ذلك أول خلع في الإسلام وفيه فتزوجها أبي بن كعب بعد ثابت وقال بن سعد حدثنا الأنصاري حدثنا أبان بن صمعة سمعت محمد بن سيرين ودخل علينا فقال حدثتني حبيبة بنت سهل أنها كانت في بيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أطفال لم يبلغوا الحنث إلا جىء بهم يوم القيامة حتى يوقفوا على باب الجنة فيقال لهم ادخلوا الجنة فيقولون حتى يدخل أبوانا قال بن سيرين فلا أدري في الثانية أو الثالثة فيقال ادخلوا أنتم وآباؤكم فقالت عائشة للمرأة أسمعت فقالت نعم قال بن سعد هكذا رواه بن سيرين فلم ينسبها فلا أدري أهي بنت سهل بن ثعلبة أو أخرى حبيبة بنت سهل روى أبان بن صمعة عن محمد بن سيرين أن حبيبة بنت سهل حدثته فذكر ما تقدم في الترجمة التي قبلها وجوز بن سعد أن تكون أخرى حبيبة بنت شريق بفتح المعجمة وقيل بنت أبي شريق الأنصارية وقيل الهذلية هي جدة عيسى بن مسعود بن الحكم وروى هو عنها قاله بن عبد البر وقال بن منده روت عن بديل بن ورقاء روى حديثها صالح بن كيسان عن عيسى بن مسعود عن جدته حبيبة ثم ساقه من طريق سعيد (8/49)
<50> بن سلمة عن صالح عن عيسى الزرقي عن جدته أنها كانت مع أمها بنت العجفاء في أيام الحج بمنى فجاءهم بديل بن ورقاء على راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان صائما فليفطر فإنها أيام أكل وشرب وأخرج النسائي حديثها من جهة مسعود بن الحكم عن أمه ولم يسمها ولكن عنده عن علي بن أبي طالب لا عن بديل فيحتمل التعدد وذكرها بن حبان في ثقات التابعين وستأتي في الكنى ويقال اسمها أسماء كما تقدم وقد وقع مثل ذلك لعمرو بن سليم عن أمه أنها رأت عليا ينادي بذلك فهذه قرينة تقوي التعدد حبيبة بنت شريك بن أنس بن رافع الأشهلية تقدم ذكرها في أمها أمامة بنت سماك حبيبة بنت الضحاك بن سفيان كانت زوج العباس بن مرداس حين أسلم ذكرها أبو عبيدة معمر بن المثنى حبيبة بنت أبي عامر الراهب أخت حنظلة غسيل الملائكة ذكرها بن سعد في المبايعات حبيبة بنت عبد الله بن حجير الأسدية بنت أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان تقدمت الإشارة إليها في حبيبة بنت أم حبيبة قاله بن إسحاق وموسى بن عقبة هاجرت مع أمها الى الحبشة ورجعت معها الى المدينة وحكى بن إسحاق قولا أنها ولدت بأرض الحبشة حبيبة بنت عمرو بن حصن من بني عامر بن زريق أسلمت وبايعت لا تعرف لها رواية قاله بن منجه عن محمد بن سعد حبيبة بنت قيس بن زيد بن عامر بن سواد الأنصاري من بني ظفر بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها بن الأثير حبيبة بنت مسعود بن خالد من بني عامر بن زريق بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعرف لها رواية قاله بن منده أيضا عن محمد بن سعد حبيبة بنت معتب بن عبيد بن سواد بن الهيثم بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت عند بشر بن الحارث فولدت له بريرة حبيبة بنت مليل بلامين مصغرا بن وبرة بن خالد بن العجلان من بني عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصارية بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها فروة بن عمرو بن ورقة بن عبيد بن عامر بن بياضة فولدت له عبد الرحمن بن فروة أسنده بن منده عن بن سعد أيضا حبيبة بنت نبيه بن الحجاج السهمية زوج المطلب بن أبي وداعة والدة حبيبة بنت المطلب وتزوجت حبيبة عبد الرحمن بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وهو أخو عبد الله الذي يقال له ببة أمير البصرة وقتل نبيه والد حبيبة كافرا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك كله الزبير بن بكار (8/50)
<51> حذافة بنت الحارث السعدية أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع هي التي يقال لها الشيماء تأتي في الشين المعجمة وقيل اسمها جدامة بالجيم والميم كما تقدم حريملة بنت عبد بن الأسود بن جذيمة بن قيس بن بياض بن سبيع الخزاعية ماتت بأرض الحبشة كذا ذكرها الطبري وأوردها بن عبد البر وقال بن سعد حرملة بغير تصغير أسلمت قديما وهاجرت الى الحبشة مع زوجها جهم بن قيس فولدت له عبد الله وعمرا وحرملة فكانت تكنى أم حرملة فهلكت هناك حرملة بغير تصغير بنت عبيد بن ثعلبة بن سواد بن غنم الأنصارية من بني مالك بن الخزرج ذكرها بن حبيب فيمن بايع وقال الطبراني في المعجم الكبير نحو ذلك حزمة بسكون الزاي المنقوطة بنت قيس الفهرية أخت فاطمة تقدم نسبها في ترجمة أخيها الضحاك بن قيس ووقع ذكرها في حديث أخيها الضحاك بن قيس ووقع ذكرها في حديث أختها فاطمة بنت قيس من مسند أحمد وكان سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل تزوجها فولدت له حسانة المزنية كان اسمها جثامة أسند قصتها أبو عمر من طريق صالح بن رستم عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها من أنت فقالت أنا جثامة المزنية قال كيف حالكم كيف أنت بعدنا قالت بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله فلما خرجت قلت يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال فقال إنها كانت تأتينا أيام خديجة وإن حسن العهد من الإيمان قال أبو عمر هذا أصح من رواية من روى ذلك في ترجمة الحولاء بنت تويت قلت سيأتي بيان ذلك في الحولاء غير منسوبة حسنة والدة شرحبيل بن حسنة قال العجلي لها صحبة وقال بن سعد هاجرت مع أبيها إلى أرض الحبشة ذكر إبراهيم بن سعد فيمن هاجر إلى الحبشة من بني جمح معمر بن حبيب ومعه ابناه خالد وجنادة وامرأته حسنة هي أمهما وأخوهما لأمهما شرحبيل بن حسنة حسانة في جثامة حفصة بنت حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد الأنصارية أخت الحارث بن حاطب بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن حبيب حفصة بنت عمر بن الخطاب أمير المؤمنين هي أم المؤمنين تقدم نسبها في ذكر أبيها وأمها زينب بنت مظعون وكانت قبل أن يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم عند خنيس بن حذافة وكان ممن شهد بدرا ومات بالمدينة فانقضت عدتها فعرضها عمر على أبي بكر فسكت فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أريد أن أتزوج اليوم فذكر ذلك عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة فلقي أبو بكر عمر فقال لا تجد علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر حفصة فلم أكن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لتزوجتها وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بعد عائشة أخرجه بن سعد وهذا لفظه في بعض طرقه وأصله في الصحيح (8/51)
<52> من طريق الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن بن عمر قال أبو عبيدة سنة اثنتين من الهجرة وقال غيره سنة ثلاثا وهو الراجح لأن زوجها قتل بأحد سنة ثلاثا وقيل إنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين أخرجه بن سعد بسند فيه الواقدي روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر روى عنها أخوها عبد الله وابنه حمزة وزوجته صفية بنت أبي عبيد ومن الصحابة فمن بعدهم حارثة بن وهب والمطلب بن أبي وداعة وأم مبشر الأنصارية وعبد الرحمن بن الحارث بن هاشم وعبد الله بن صفوان أبن أمية وآخرون قال أبو عمر طلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم تطليقة ثم ارتجعها وذلك أن جبريل قال له أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة أخرجه بن سعد من طريق أبي عمران الجوني عن قيس بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وهو مرسل وأخرج عن عثمان بن أبي شيبة عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم أمر أن يراجعها روى موسى بن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر قال طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر فبلغ ذلك عمر فحثى التراب على رأسه وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها فنزل جبريل من الغد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر أخرجه وفي رواية أبي صالح دخل عمر على حفصة وهي تبكي فقال لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلقك إنه كان قد طلقك مرة ثم راجعك من أجلى فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا أخرجه أبو يعلى قال أبو عمر أوصى عمر إلى حفصة وأوصت حفصة إلى أخيها عبد الله بما أوصى به إليها عمر بصدقة تصدقت بها بالغابة وأخرج بن سعد من طريق عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أوصى عمر إلى حفصة وأخرج بسند صحيح عن نافع قال ما ماتت حفصة حتى ما تفطر وبسند فيه الواقدي إلى أبي سعيد المقبري ورأيت مروان بن أبي هريرة وأبي سعيد أمام جنازة حفصة ورأيت مروان حمل بين عمودي سريرها من عند دار آل حزم إلى دار المغيرة وحمل أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها قيل ماتت لما بايع الحسن معاوية وذلك في جمادي الأولى سنة إحدى وأربعين وقيل بل بقيت إلى سنة خمس وأربعين وقيل ماتت سنة سبع وعشرين حكاه أبو بشر الدولابي وهو غلط وكأنه قائله أسنده إلى ما رواه بن وهب عن مالك أنه قال ماتت حفصة عام فتحت إفريقية ومراده فتحها الثاني الذي كان على يد معاوية بن خديج وهو في سنة خمس وأربعين وأما الأول الذي كان في عهد عثمان فهو الذي كان في سنة سبع وعشرين فلا والله أعلم حفصة أو حقة بقاف بنت عمرو قال أبو عمرو كانت قد صلت إلى القبلتين روى عنها أبو مجلز أنها كانت تلبس المعصفر في الإحرام قلت أسنده بن منده من طريق شريك عن عاصم عن أبي مجلز عن حقة بنت عمرو وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وصلت معه إلى القبلتين وكانت إذا أرادت أن تحرم قربت منها فلبست من ثيابها ما شاءت وفيها المعصفر حكيمة بالتصغير بنت غيلان الثقفية أمرأة يعلى بن مرة ما أدري أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم أو لا قاله أبو عمر قال ولها رواية عن زوجها قلت حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي ذؤيب واسمه عبد (8/52)
<53> الله بن الحارث بن شجنة بكسر المعجمة وسكون الجيم بعدها نون بن رزام بكسر المهملة ثم المنقوطة بن ناضرة بن سعد بن بكر بن هوازن قال أبو عمر أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم ورأت له برهانا تركنا ذكره لشهرته وروى زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال جاءت حليمة ابنة عبد الله أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام إليها وبسط لها رادءه فجلست عليه وروى عنها عبد الله بن جعفر قلت حديثه عنها بقصة إرضاعها أخرجه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه وصرح فيه بالتحديث بين عبد الله وحليمة ووقع في السيرة الكبرى لابن إسحاق بسنده إلى عبد الله بن جعفر قال حدثت عن حليمة والنسب الذي ساقه ذكره بن إسحاق في أول السيرة النبوية وفيه ثم التمس له الرضعاء واسترضع له من حليمة فساق نسبها وأخرج أبو داود وأبو يعلى وغيرهما من طريق عمارة بن ثوبان عن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالجعرانة يقسم لحما فأقبلت امرأة بدوية فلما دنت من النبي صلى الله عليه وسلم بسط لها رداءه فجلست عليه فقلت من هذه قالوا هذه أمه التي أرضعته ونسبها بن منده إلى جدها فقال حليمة بنت الحارث السعدية وساق الحديث من طريق نوح بن أبي مريم عن بن إسحاق بسنده فقال فيه عن عبد الله بن جعفر عن حليمة بنت الحارث السعدية حليمة بنت عروة بن مسعود الثقفي ذكرها في التجريد وأبوها مات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فإن كانت حينئذ صغيرة فلتحول إلى القسم الثاني حمامة ذكرها أبو عمر فيمن كان يعذب في الله فاشتراها أبو بكر فأعتقها ولم يفرد لها ترجمة في الاستيعاب واستدركها بن الدباغ قلت واستدركها أيضا أبو علي الغساني وقال إنها أم بلال المؤذن وإن أبا عمر ذكرها في كتاب الدرر في المغازي والسير حمامة المغنية من جواري الأنصار ذكرت في حديث عائشة لما دخل أبو بكر عليها في يوم عيد وعندها جاريتان تغنيان سمى منهما حمامة وفي رواية فليح لابن أبي الدنيا عن هشام عن أبيه عن عائشة وأصل الحديث في الصحيحين من هذا الوجه لكن لم تسم فيه واحدة منهما وأوضحتها في فتح الباري حمنة بنت جحش الأسدية أخت أم المؤمنين زينب وإخوتها تقدم نسبها في عبد الله بن جحش وكانت زوج مصعب بن عمير فقتل عنها يوم أحد فتزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له محمدا وعمران وأمهما وأم أختها زينب أميمة بنت عبد المطلب قال أبو عمر كانت من المبايعات وشهدت أحدا فكانت تسقى العطشى وتحمل الجرحى وتداويهم وكانت تستحاض كما أخرجه أبو داود والترمذي من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن إبراهيم بن محمد طلحة عن عمه عمران بن طلحة عن أمه حمنة بنت جحش فذكر حديث الاستحاضة وروى عاصم الأحول عن عكرمة عن حمنة أنها استحيضت وخالفه أبو إسحاق الشيباني وأبو بشر عن عكرمة قال كانت أم حبيبة تستحاض فجمع بعضهم الاختلاف بأن كلا منهما كانت تستحاض وكانت حبيبة أم حبيبة أو أم حبيب تحت عبد الرحمن بن عوف وقد قيل (8/53)
<54> إن زينت أيضا كانت من المستحيضات حتى قيل إن بنات جحش كلهن كن ابتلين بذلك وأنكر الواقدي أم تكون حمنة استحيضت أصلا والعلم عند الله تعالى وقال بن سعد أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقا وهي والدة محمد بن طلحة المعروف بالسجاد حمنة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية سماها بن عائشة فيما أخرجه الطبراني من طريقه عن حماد عن هشام عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم حبيبة أنها قالت يا رسول الله هل لك في حمنة بنت أبي سفيان قال أصنع ماذا قالت تنكحها قال لا تحل لي الحديث واستدركها أبو موسى وقال رواها غير واحد عن هشام فلم يسموها ومنهم من سماها درة والله أعلم حميدة بالتصغير مولاة أسماء بنت أبي بكر وهي والدة أشعب الطامع قيل كانت تدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تحرش بينهن فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتعزيرها وقيل دعا عليها فماتت وهذا لا يصح لأن أشعب ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم بمدة فلعلها أصابها بدعائه مرض اتصل بها إلى أن ماتت بعده بمدة حميمة بالتصغير أيضا وبدل الدال ميم بنت صيفي بن صخر من بني كعب بن سلمة زوج البراء بن معرور ذكرها بن سعد في المبايعات حميمة بنت الحمام بن الجموح أخت عمرو بن الحمام ذكرها بن سعد واستدركها الذهبي في الحاء المهملة وقد ذكرها بن الأثير في الجيم فليحرر حمينة بنون بدل الميم بنت أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار كانت زوج خلف بن أسد بن عاصم بن بياضة الخزاعي فمات فخلف عليها ولده الأسود بن خلف ففرق الإسلام بينهما كذا أخرجه المستغفري من طريق محمد بن ثور عن بن جريج عن عكرمة لما نزل قوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ففرق الإسلام بين أربع نسوة وبين أبناء بعولتهن منهن حمينة هذه واستدركها أبو موسى حمينة بنت عبد العزى وقيل البجيم وقيل باللام بدل النون مع الجيم تقدمت الحنفاء بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة ذكرها بن سعد في المبايعات وزعم بن حزم أنها هي التي خطبها على حواء بنت رافع بن أمريء القيس الأشهلية ذكرها بن منده ونقل عن محمد بن سعد أنه ذكرها في المبايعات قلت وابن سعد ذكرها عن الواقدي وقال لم يجد في نسب الأنصار لرافع إلا بنتا واحدة وهي الصعبة وأمها خزيمة بنت عدي النجارية وهي أخت أبي الحيسر حواء بنت يزيد بن السكن قال بن سعد أخبرنا محمد بن عمر يعني الواقدي حدثني أسامة بن زيد عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى بن أبي أحمد سمعت أم عامر الأشهلية تقول جئت أنا وليلى بنت الخطيم وحواء بنت يزيد بن السكن بن كرز بن زعوراء فدخلنا عليه أي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن متلفعات بمروطنا بين المغرب والعشاء فقال ما حاجتكن فقلنا جئنا لنبايعك (8/54)
<55> على الإسلام الحديث وسبق لها ذكر في ترجمة جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح وذكر بن سعد قصتها مطولة كما ذكرها مصعب وأتم منه حواء بنت يزيد بن سنان بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصارية ذكرها أبو عمر فقال قال مصعب الزبيري أسلمت وكانت تكتم زوجها قيس بن الخطيم الشاعر إسلامها فلما قدم قيس مكة حين خرجوا يطلبون الحلف من قريش عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فاستنظره قيس حتى يقدم المدينة فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجتنب زوجته حواء بنت يزيد وأوصاه بها خيرا وقال له إنها قد أسلمت فقيل قيس وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وفي الأديعج قال أبو عمر أنكرت هذه القصة على مصعب وقال منكرها إن صاحبها قيس بن شماس وأما قيس بن الخطيم فقتل قبل الهجرة والقول عندنا قول مصعب وقيس بن شماس اسن من قيس بن الخطيم ولم يدرك الإسلام إنما أدركه ولده ثابت بن قيس انتهى وقد وافق مصعب العدوي فقال حواء بنت يزيد بن سنان بنكرز بن زعوراء بن عبد الأشهل زوج قيس بن الخطيم ولدت له ابنه ثابت بن قيس وقال محمد بن سلام الجمحي صاحب طبقات الشعراء أسلمت امرأة قيس بن الخطيم وكان يقال لها حواء وكان يصدها عن الإسلام ويعبث بها وهي ساجدة فيقلبها على رأسها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة يخبر عن أمر الأنصار فأخبر بإسلامها وبما تلقى من قيس فلما كان الموسم أتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن امراتك قد أسلمت وإنك تؤذيها فأحب أنك لا تتعرض لها وسبق إلى ذلك محمد بن إسحاق فذكره في السيرة النبوية قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة نحو هذا وزاد وكان سعد بن معاذ خال حواء لأن أمها عقرب بنت معاذ فأسلمت حواء فحسن إسلامها وكان زوجها قيس على كفره فكان يدخل عليها فيراها تصلي فيأخذ ثيابها فيضعها على رأسها ويقول إنك لتدنين دينا لا يدري ما هو وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاه بها نحو ما تقدم فهذا كله يقوى كلام مصعب ويحمل على أن قيسا قتل في تلك السنة فإن الأنصار اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات بعقبة مني ففي الأولى كانوا قليلا جدا ورجعوا مسلمين يختفون بإسلامهم فأسلم جماعة من أكرمهم خفية ثم في السنة الثانية بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة وهي الأولى وكانوا اثنى عشر رجلا ورجعوا فانتشر الإسلام وكثر بالمدينة ثم بايعوا البيعة الثانية وهم اثنان وسبعون رجلا وامرأتان فكأن إسلام حواء هذه كان بين الأولى والثانية ووصية قيس في الثانية فقتل بين الثانية والثالثة والله أعلم ووقع لابن منده في هذه والتي قبلها وهم فإنه قال حواء بنت زيد بن السكن الأشهلية امرأة قيس بن الخطيم يقال لها أم بجيد ثم ساق حديث أم بجيد المذكورة في التي بعد هذه وفيه تخليط فإن أم بجيد اسم والدها زيد بغير ياء قبل الزاي وجدها السكن وأما امرأة قيس فاسم والدها يزيد بزيادة الياء واسم جدها سنان حواء أم بجيد بموحدة وجيم مصغرا روى حديثها مالك عن زيد بن أسلم عن أم بجيد الأنصارية عن جدته عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعته يقول ردوا السائل ولو بظلف محرق (8/55)
<56> هكذا أخرجه أحمد في مسنده عن روح بن عبادة بن مالك وترجم لها حواء جدة عمرو بن معاذ ورواه أصحاب الموطأ فيه عن مالك عن زيد بلفظ يا نساء المؤمنات لا تحقرن إحداكن لجارتها ولو بكراع محرق ورواه مالك أيضا عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ عن جدته حواء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة وأخرجه من طريق سعيد المقبري عن عبد الرحمن بن بجيد الأنصاري عن جدته مثله ولها حديث آخر أخرجه البزار وأبو نعيم من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسعد عن بن بجيد عن جدته حواء وكانت من المبايعات قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أسفروا بالصبح فإنه أعظم للأجر قال البزار تفرد به إسحاق الحنفي عن هشام بن سعد وأخرجه سعيد بن منصور في السنن وابن أبي خيثمة عنه عن حفصة بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ الأنصاري عن جدته حواء فذكر مثل الأول وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده من طريق حفص قال أبو عمر قلبه حفص بن ميسرة وهو عند بن وهب عنه وقال بن منده رواه الليث وابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أم بجيد ورواه الأوزاعي عن المطلب بن عبد الله عن بن بجيد عن جدته وكذا قال الثوري عن منصور بن حبان عن بن بجيد قلت ووصل أبو نعيم رواية الليث ولفظه حدثني سعيد المقبري عن عبد الرحمن بن بجيد أحد بني حارثة أن جدته حدثته وهي أم بجيد وكانت ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن المسكين ليقوم على بابي فلا أجد له شيئا أعطيه فقال لها إن لم تجدي له شيئا تعطينه إياه إلا ظلفا محرقا فادفعيه إليه في يده هكذا أخرجه بن سعد عن أبي الوليد عن الليث قال أبو نعيم ورواه حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن المقبري مثله قلت أخرجه بن سعد عن عقال عنه قال ورواه الثوري عن منصور بن حبان فقال عن بن بجيد عن جدته قال أبو عمر يقال إن اسم أم بجيد حواء الحولاء بنت تويت بمثناتين مصغرا بن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية ذكرها بن سعد وقال أسلمت وبايعت وثبت في الصحيحين وغيرهما في حديث الزهري عن عروة عن عائشة أن الحولاء بنت تويت مرت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هذه الحولاء بنت تويت يزعمون أنها لا تنام الليل فقام النبي صلى الله عليه وسلم خذوا من العمل ما تطيقون الحديث وللحديث طرق بألفاظ ولم تسم في أكثرها ووقع عند أحمد عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري الحولاء العطارة استدركها أبو موسى وأخرج من طريق أبي الشيخ بسنده إلى زياد الثقفي عن أنس بن مالك قال كان بالمدينة أمراة عطارة تسمى الحولاء بنت تويت فجاءت حتى دخلت على عائشة فقالت يا أم المؤمنين إني لأتطيب كل ليلة وأتزين كأني عروس أزف فأجيء حتى أدخل في لحاف زوجي أبتغي بذلك مرضاة ربي فيحول وجهه عني فأستقبله فيعرض عني ولا أراه إلا قد أبغضني فقالت لها عائشة لا تبرحي حتى يجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء قال إني لأجد ريح الحولاء فهل أتتكم وهل ابتعتم منها شيئا قالت عائشة لا ولكن جاءت تشكو زوجها فقال لها مالك يا حولاء فذكرت (8/56)
<57> له ما ذكرت لعائشة فقال اذهبي أيتها المرأة فاسمعي وأطيعي لزوجك قالت يا رسول الله فما لي من الأجر فذكر الحديث في حق الزوج على المرأة والمرأة على الزوج وما لها في الحمل والولادة والفطام بطوله قلت وسند هذا الحديث واه جدا وقد ذكره البزار وقال زياد الثقفي راويه بصري متروك الحديث الحولاء أخرى لم تنسب أخرج أبو عمر من طريق الكديمي عن أبي عاصم عن صالح بن رستم عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت استأذنت الحولاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها وأقبل عليها فقال كيف أنت فقلت أتقبل على هذه هذا الإقبال قال أنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من الإيمان قال أبو عمر بعد أن أورده في ترجمة الحولاء بنت تويت هكذا رواه الكديمي والصواب أن هذه القصة لحسانة المدنية كما تقدم قلت لا يمتنع احتمال التعدد كما لا يمتنع احتمال أن تكون حسانة اسمها والحولاء وصفها أو لقبها وقد اعترف أبو عمر بأن الكديمي لم يقل بنت تويت وإذا كانت كذلك فلم يصب من أورد هذه القصة في ترجمة الحولاء بنت تويت ثم اعترض وإنما هي أخرى إن ثبت السند والعلم عند الله تعالى الحولاء امرأة عثمان بن مظعون ذكرها بن منده مختصرا فقال لها ذكر في حديث ولا يعرف لها رواية قلت ويحتمل أن تكون هي العطارة إن كانت قصتها محفوظة فإن عثمان بن مظعون كان مشهورا بالإعراض عن النساء كما هو مذكور في ترجمته الحويصلة بنت قطبة ذكر أبو عمر في ترجمة قطبة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أبايعك على نفسي وعلى الحويصلة أوردها بن الأثير وقال الذهبي لها ذكر في حديث عجيب القسم الثاني خال القسم الثالث حية بمهملة ومثناة تحتانية ثقيلة بنت أبي حية ضبطها بن ماكولا ذكرها بن منده وقال روى أزهر بن سعد وابن علية عن عبد الله بن عون عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير عن حية بنت أبي حية قالت دخل علي رجل فقلت من أنت قال أبو بكر الصديق قلت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم فذكر قصة شبيهة بقصة زينب بنت جابر الأحمسية مع أبي بكر ويحتمل التعدد والله أعلم القسم الرابع (8/57)
<58> حبشية بالضم وسكون الموحدة بعدها معجمة ثم تحتانية ثم مثناة ثقيلة الخزاعية العدوية عدي خزاعة زوج سفيان بن يعمر بن حبيب البياضي من مهاجرة الحبشة أخرجها بن منده هكذا من رواية بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال أبو نعيم كذا ذكر وهو تصحيف وإنما هي حسنة بفتح المهملتين ثم نون كما ذكر بن إسحاق وغيره على الصواب وكذا قوله البياضي غلط وإنما هو الجمحي قلت وهو كما قال أبو نعيم حليسة الأنصارية التي كانت اشترت سلمان سماها بن منده في ترجمة سلمان قرأت ذلك بخط مغلطاي في حاشية أسد الغابة في حرف الحاء المهملة بعد ذكر حليمة السعدية وهو وهم نشأ عن تصحيف وإنما هي بالخاء المعجمة كما ذكرها أبو موسى في الذيل وستأتي حمنة بنت أبي سلمة قيل هي المذكورة في حديث أم حبيبة حين عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج أختها ففي الحديث إنك تريد بنت أبي سلمة قرأته في شرح البخاري للشيخ برهان الدين الحلبي الذي لخصه من شرح شيخنا بن الملقن وعزا ذلك لأبي موسى والذي في ذيل أبي موسى حمنة بنت أبي سفيان لا بنت أبي سلمة والصحيح مع ذلك غيره كما أوضحته في فتح الباري حمنة بفتح أوله وسكون الميم بنت أوس المزنية مرت في جميلة استدركها الذهبي في التجريد ولم يبين من الذي سماها حمنة وقد ذكرت في جميلة بالجيم من سماها كذلك وأن بن قانع قال إنها أم جميل حواء جدة عمرو بن معاذ الأنصارية فرق بن سعد بينها وبين حواء أم بجيد وهما واحدة فأخرج من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ عن جدته حواء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ردوا السائل ولو بظلف محرق وقد تقدم في حواء أم بجيد من طريق مالك عن زيد لكن خالف في لفظ المتن فالله أعلم حرف الخاء المعجمة القسم الأول خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة القرشية الزهرية قال بن حبيب كانت امرأة صالحة من المهاجرات ووقع ذكرها في حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فرأى عندها امرأة فقال من هذه قالت إحدى خالاتك خالدة بنت الأسود الحديث رويناه في جزء بن نجيب من طريق جبارة بن المغلس عن بن المبارك عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عنها موصولا وجبارة ضعيف وتابعه معاوية بن حفص عن بن المبارك (8/58)
<59> لكن قال عن عبيد الله عن أم خالد بنت الأسود أخرجه بن أبي عاصم فإن كان محفوظا فلعلها كانت كنيتها وخالدة اسمها أخرجه المستغفري من طريق أبي عمير الجرمي عن معمر عن الزهري عن عبيد الله مرسلا قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم منزله فرأى عند عائشة امرأة فقال من هذه المرأة يا عائشة قالت هذه إحدى خالاتك فقال إن خالاتي بهذه البلدة لغرائب فقالت هذه خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث فقال سبحان الله الذي يخرج الحي من الميت فرآها مثقلة قال أبو موسى رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري مرسلا وقال رأى امرأة حسنة الهيئة وقال كانت مؤمنة وكان أبوها كافرا ولم يذكر اسمها ولا كنيتها وهذا أصح طرقه قلت وأخرجه الواقدي عن معمر بطوله مرسلا وعن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي سلمة عن عائشة موصولا قال مثله خالدة بنت أنس الأنصارية الساعدية أم بني حزم حديثها في الرقية قاله أبو عمر قلت أخرج حديثها بن أبي شيبة عن بن إدريس عن محمد بن عمارة عن أبي بكر بن محمد يعني بن عمرو بن حزم أن خالدة بنت أنس أم بني حزم الساعدية جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه الرقي فأمرها بها وأخرجه بن ماجة عن أبي بكر والطبراني وابن منده من طريقه خالدة أو خلدة بنت الحارث عمة عبد الله بن سلام ذكر محمد بن إسحاق في قصة عن عبد الله بن سلام أنها أسلمت وحسن إسلامها أوردها الإمام إسماعيل بن محمد في تفسير قوله تعالى ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ذكر ذلك أبو موسى قلت وهو قصور منه فقد استدركها أبو علي الغساني فقال ذكر بن هشام عن بن إسحاق أنها أسلمت بإسلام عبد الله بن سلام ثم راجعت السيرة مختصر بن هشام ففيها عن بن إسحاق حدثني بعض أهل عبد الله بن سلام عن إسلامه حين أسلم وذكره بن إسحاق في الكبرى عن عبد الله بن أبي حزم عن يحيى بن عبد الله عن رجل من آل عبد الله بن سلام قال كان من حديث عبد الله حين أسلم قال لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت صفته واسمه وزمانه الذي كنا نتوكفه فلما قدم المدينة أخبر رجل بقدومه وأنا على رأس نخلة لي فكبرت فقالت لي عمتي خالدة بنت الحارث وهي جالسة تحتي والله لو كنت سمعت بقدوم موسى بن عمران ما زدت فقلت لها أي عمة هو والله أخو موسى بعث به فقالت أي بن أخي أهو النبي الذي كنا نخبر أنه يبعث في نفس الساعة قال نعم قالت فذاك إذا قال فأسلمت ورجعت إلى أهل بيتي فأسلموا وفي آخر الحديث وأسلمت عمتي خالدة بنت الحارث خالدة بنت عبد العزى عم النبي صلى الله عليه وسلم أبي لهب تزوجها عثمان بن أبي العاص الثقفي فولدت له قاله بن سعد قلت وذكرها الدارقطني في كتاب الإخوة وقال لا رؤية لها خالدة بنت أبي لهب بن عبد المطلب هي التي قبلها خالدة بنت عمرو بن ورقة من بني بياضة ذكرها بن سعد في المبايعات خدامة بنت جندل تقدمت الإشارة إليها في حرف الجيم خدامة بنت وهب الأسدية تقدمت في جدامة في حرف الجيم وقيل هما واحدة (8/59)
<60> خديجة بنت الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطلبية أسلمت وبايعت وأطعمها النبي صلى الله عليه وسلم وأختها هندا مائة وسق بخيبر ذكرهما بن سعد خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأول من صدقت ببعثته مطلقا قال الزبير بن بكار كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة وأمها فاطمة بنت زائدة قرشية من بني عامر بن لؤي وكانت عند أبي هالة بن زرارة بن النباش بن عدي التميمي أولا ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ثم خلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا قول بن عبد البر ونسبه للأكثر وعن قتادة عكس هذا إن أول أزواجها عتيق ثم أبو هالة ووافقه بن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه وهكذا في كتاب النسب للزبير بن بكار لكن حكى القول الأخير أيضا عن بعض الناس وكان تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة وقيل أكثر من ذلك وكانت موسرة وكان سبب رغبتها فيه ما حكاه لها غلامها ميسرة مما شاهده من علامات النبوة قبل البعثة ومما سمعته من بحيرا الراهب في حقه لما سافر معه ميسرة في تجارة خديجة وولدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاده كلهم إلا إبراهيم وقد ذكرت في ترجمة كل منهم ما يليق به وقد ذكرت عائشة في حديث بدء الوحي ما صنعته خديجة من تقوية قلب النبي صلى الله عليه وسلم لتلقى ما أنزل الله عليه فقال لها لقد خشيت على نفسي فقالت كلا والله لا يخزيك الله أبدا وذكرت خصاله الحميدة وتوجهت به إلى ورقه وهو في الصحيح وقد ذكره بن إسحاق فقال وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدق بما جاء به فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه فيرجع إليها إلا تثبته وتهون عليه أمر الناس وعند أبي نعيم في الدلائل بسند ضعيف عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا معها إذا رأى شخصا بين السماء والأرض فقالت له خديجة ادن مني فدنا منها فقالت تراه قال نعم قال أدخل رأسك تحت درعي ففعل فقالت تراه قال لا قالت أبشر هذا ملك إذ لو كان شيطانا لما استحيا ثم رآه بأجياد فنزل إليه وبسط له بساطا وبحث في الأرض فنبع الماء فعلمه جبريل كيف يتوضأ فتوضأ وصلى ركعتين نحو الكعبة وبشره بنبوته وعلمه اقرأ باسم ربك ثم انصرف فلم يمر على شجر ولا حجر إلا قال سلام عليك يا رسول الله فجاء إلى خديجة فأخبرها فقالت أرني كيف أراك فأراها فتوضأت كما توضأ ثم صلت معه وقالت أشهد أنك رسول الله قلت وهذا أصرح ما وقفت عليه في نسبتها إلى الإسلام قال بن سعد كانت ذكرت لورقة بن عمها فلم يقدر فتزوجها أبو هالة ثم عتيق بن عائذ ثم أسند عن الواقدي بسند له عن عائشة قال كانت خديجة تكنى أم هند وعن حكيم بن حزام أنها كانت أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بخمس عشرة سنة وروى عن المدائني بسند له عن بن عباس أن نساء أهل مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية فتمثل لهن رجل فلما قرب نادى بأعلى صوته يا نساء مكة إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد فمن استطاع منكن أن تكون زوجا له فلتفعل فحصبنه إلا خديجة فإنها عضت على قوله ولم تعرض له وأسند أيضا عن الواقدي من حديث نفيسة أخت يعلى بن أمية قالت كانت خديجة ذات (8/60)
<61> شرف وجمال فذكر قصة إرسالها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه في التجارة لها إلى سوق بصري فربح ضعف ما كان غيره يربح قالت نفيسة فأرسلتني خديجة إليه دسيسا أعرض عليه نكاحها فقبل وتزوجها وهو بن خمس وعشرين سنة فولدت له القاسم وعبد الله وهو الطيب وهو الطاهر سمي بذلك لأنها ولدته في الإسلام وبناته الأربع وكان من ولدته ستة وكانت قابلتها سلمى مولاة صفية وكانت تسترضع لولدها وتعد ذلك قبل أن تلد ثم أسند عن عائشة أن الذي زوجها عمها عمرو لأن أباها كان مات في الجاهلية قال الواقدي هذا المجمع عليه عندنا وأسند من طرق أنها حين ترويجها به كانت بنت أربعين سنة وقد أسند الواقدي قصة تزويج خديجة من طريق أم سعد بنت سعد بن الربيع عن نفيسة بنت منية أخت يعلى قال كانت خديجة امرأة شريفة جلدة كثيرة المال ولما تأيمت كان كل شريف من قريش يتمنى أن يتزوجها فلما أن سافر النبي صلى الله عليه وسلم في تجارتها ورجع ربح وافر رغبت فيه فأرسلتني دسيسا إليه فقلت له ما يمنعك أن تزوج فقال ما في يدي شيء فقلت فإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والكفاءة قال ومن قلت خديجة فأجاب وفي الصحيحين عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب وعند مسلم من رواية عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن علي أنه سمعه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير نسائها خديجة بنت خويلد وخير نسائها مريم بنت عمران وعنده من حديث أبي زرعة سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فقال يا رسول الله هذه خديجة أتتك ومعها إناء فيه طعام وشراب فإذا هي أتتك فقرأ عليها من ربها السلام ومني الحديث قال بن سعد حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا جاءت خولة بنت حكيم فقالت يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة قال أجل كانت أم العيال وربة البيت الحديث وسنده قوي مع إرساله وقال أيضا أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن عبد الله بن عمير قال وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى خشي عليه حتى تزوج عائشة ومن مزايا خديجة أنها ما زالت تعظم النبي صلى الله عليه وسلم وتصدق حديثه قبل البعثة وبعدها وقالت له لما أرادت أن يتوجه في تجارتها إنه دعاني إلى البعث إليك وذكر أيضا إنها قالت لما خطبها إني قد رغبت فيك لحسن خلقك وصدق حديثك ومن طواعيتها له قبل البعثة أنها رأت ميله إلى زيد بن حارثة بعد أن صار في ملكها فوهبته له صلى الله عليه وسلم فكانت هي السبب فيما امتاز به زيد من السبق إلى الإسلام حتى قيل إنه أول من أسلم مطلقا وأخرج بن السني بسند له عن خديجة أنها خرجت تلتمس رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة ومعها غذاؤه فلقيها جبريل في صورة رجل فسألها عن النبي صلى الله عليه وسلم فهابته وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يغتاله فلما ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال لها هو جبريل وقد أمرني أن أقرأ عليك السلام وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب وأخرجه النسائي والحاكم من حديث أنس جاء جبريل إلى النبي صلى الله (8/61)
<62> عليه وسلم فقال إن الله يقرأ على خديجة السلام فقالت إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله وفي صحيح البخاري عن علي رفعه خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة ويفسر المراد به ما أخرجه بن عبد البر في ترجمة فاطمة عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد فاطمة وهي وجعة فقال كيف تجدينك يا بنية قالت إني لوجعة وإنه ليزيد ما بي مالي طعام آكله فقال يا بنية ألا ترضين أنك سيدة نساء العالمين قالت يا أبت فأين مريم بنت عمران قال تلك سيدة نساء عالمها فعلى هذا مريم خير نساء الأمة الماضية وخديجة خير نساء الأمة الكائنة ويحمل قصة فاطمة إن ثبتت على أحد أمرين إما التفرقة بين السيادة والخيرية وإما أن يكون ذلك بالنسبة إلى من وجد من النساء حين ذكر قصة فاطمة وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة ما لم يثن على غيرها وذلك في حديث عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها فذكرها يوما من الأيام فأخذتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزا قد أبدلك الله خيرا منها فغضب ثم قال لا والله ما أبدلني الله خيرا منها آمنت إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء قالت عائشة فقلت في نفسي لا أذكرها بعدها بسبة أبدا أخرجه أبو عمر أيضا رويناه في كتاب الذرية الطاهرة للدولابي من طريق وائل بن أبي داود عن عبد الله البهي عن عائشة وفي الصحيح عن عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة يقول أرسلوا إلى أصدقاء خديجة فقال فذكرت له يوما فقال إني لأحب حبيبها قال بن إسحاق كانت وفاة خديجة وأبي طالب في عام واحد وكانت خديجة وزيد صدقا على الإسلام وكان يسكن إليها وقال غيره ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح وقيل بأربع وقيل بخمس وقالت عائشة ماتت قبل أن تفرض الصلاة يعني قبل أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وسلم ويقال كان موتها في رمضان وقال الواقدي توفيت لعشر خلون من رمضان وهي بنت خمس وستين سنة ثم أسند من حديث حكيم بن حزام أنها توفيت سنة عشر من البعثة بعد خروج بني هاشم من الشعب ودفنت بالحجون ونزل النبي صلى الله عليه وسلم في حفرتها ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز خديجة بنت الزبير بن العوام أمها أسماء بنت أبي بكر الصديق عدها الزبير بن بكار في أولاد الزبير بن العوام فقال وخديجة الكبرى قلت وذكرها الطبراني في ترجمة أمها بما يدل على تقدم ولادتها قبل الأحزاب فتكون أدركت من حياة النبي صلى الله عليه وسلم خمس سنين أو أكثر أخرجه من طريق بن لهيعة عن أبي الأسود عن جابر بن عبد الله بن الزبير عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت كنت مرة في أرض أقطعها النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة والزبير في أرض بني النضير فخرج الزبير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنا جار من اليهود فذبح شاة فطبخت فوجدت ريحها فدخلني ما لم يدخلني من شيء قط وأنا حامل بابنتي خديجة فلم أصبر فانطلقت فدخلت على امرأة اليهودي أقتبس منها نارا لعلها تطعمني وما بي من حاجة إلى النار فلما شممت الريح ورأيته ازددت شرها فأطفأته ثم جئت ثانيا أقتبس ثم ثالثة ثم قعدت أبكي وأدعوا الله فجاء زوج اليهودية فقال أدخل عليكم أحد (8/62)
<63> قالت العربية تقتبس نارا قال فلا آكل منها أبدا أو ترسلي إليها منها فأرسل إلي بقدحة يعني غرفة فلم يكن شيء في الأرض أعجب إلي من تلك الأكلة وقال بن سعد ولدت أسماء للزبير عبد الله وعروة والمنذر وعاصما والمهاجر وخديجة الكبرى وأم الحسن وعائشة قلت واسن أولادها الذكور عبد الله والنساء خديجة خديجة بنت عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب المطلبية ذكرها بن سعد في ترجمة والدها واستشهد أبوها قرب بدر فعاش قليلا ومات وهو راجع إلى المدينة بالصفراء خرفاء المرأة السوداء التي كانت تقم المسجد النبوي لها ذكر من رواية حماد بن زيد عن ثابت عن أنس هكذا أوردها بن منده وتبعه أبو نعيم خرقاء روى عنها أبو السفر سعيد بن يحمد ذكرها بن السكن وليس في حديثها ما يدل على صحبتها ولا على رؤيتها قاله أبو عمر قلت لفظ بن السكن الخرقاء روى عنها أبو السفر لم يثبت من رواية أهل الكوفة ثم ساقه من طريق على بن مجاهد عن حجاج بن أرطاة عن أبي السفر عن الخرقاء قال وكانت امرأة حبشية تلقط النوي وتميط الأذى عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها كفلان من الأجر ثم قال لا أعلم من رواه غير حجاج هذا مشعر بأنها التي قبلها خرقاء امرأة من الجن ذكرت في خبر العباس بن عبد الله البرقعي في قصة وقعت لبعض السلف وهو عمر بن عبد العزيز قرأت على أحمد بن عبد القادر بن الفخر أن أحمد بن علي الهكاري أخبرهم عن المبارك الخواص أخبرنا الحسين بن علي السري أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا إسماعيل الصفار حدثنا عباس البرقعي حدثنا محمد بن فضيل وليس بابن غزوان حدثنا العباس بن أبي راشد عن أبيه قال نزل بنا عمر بن عبد العزيز فلما رحل قال لي مولاي اركب معه فشيعه قال فركبت فمررنا بواد فإذا نحن بحية ميتة مطروحة على الطريق فنزل عمر فنحاها وواراها ثم ركب فبينا نحن نسير إذا هاتف يهتف وهو يقول يا خرقاء يا خرقاء فالتفتنا يمينا وشمالا فلم نر أحدا فقال له عمر أنشدك الله أيها الهاتف إن كنت ممن يظهر إلا ظهرت لنا وإن كنت ممن لم يظهر أخبرنا عن الخرقاء قال هي الحية التي لقيتم بمكان كذا وكذا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها يوما يا خرقاء تموتين بفلاة من الأرض يدفنك خير مؤمن من أهل الأرض فقال له عمر أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا فتعجب عمر وانصرفنا وأوردها الخطيب في ترجمة عباد بن راشد من كتاب المتفق من طريق محمد بن جعفر الظفري حدثنا نصر بن داود حدثنا محمد بن فضيل قرأ شريح بن يونس بمكة حدثنا عباد بن راشد من أهل ذي المروة عن أبيه قال زار عمر بن عبد العزيز مولاي فلما أراد الرجوع قال لي مولاي شيعه فذكر نحوه وفي آخره فقال أنا من السبعة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الوادي وفيه فقال لي يا راشد لا تخبرن بهذا أحدا حتى أموت وأوردها أبو نعيم الحلية في آخر ترجمة عمر بن عبد العزيز وأنه وجد حية ميتة فلفها في خرقة فدفنها فسمع قائلا يقول هذه خرقاء نحوه (8/63)
<64> خرنيق بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر النون بعدها مثناة تحتانية ثم قاف بنت الحصين الخزاعية أخت عمران أسلمت وبايعت وروت قاله بن سعد وأسند في ترجمة جويرية بنت الحارث عنها عن عمران بن حصين قال افتدى يوم المريسيع نساء بني المصطلق وكان يتعاقلون في الجاهلية خرنق كالتي قبلها لكن بغير ياء قبل القاف بنت خليفة الكلبية أخت دحية ذكرها بن سعد عن هشام بن الكلبي عن شرقي بن قطامي حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج خولة بنت الهذيل وأمها بنت خليفة بن فروة أخت دحية وكانت خالتها شراف بنت خليفة هي التي ربتها فماتت في الطريق قبل أن تصل وذكرها المفضل بن غسان العلائي في تاريخه كما سيأتي في خولة بنت الهذيل خزيمة بنت جهم بن قيس العبدرية هاجرت مع أبيها وأمها خولة بنت الأسود أم حرملة إلى أرض الحبشة قاله أبو عمر خضرة خادم النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها بن سعد وأسند عن الواقدي من حديث سلمى أم رافع بسنده إليها قالت كان خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخضرة ورضوى وميمونة بنت سعد أعتقهن كلهن وذكرها البلاذري أيضا ولها ذكر في تفسير سورة التحريم من كتاب بن مردويه خلدة بنت الحارث تقدمت في خالدة خليدة بنت ثابت بن سنان الأنصارية ذكرها بن سعد خليدة بنت الحباب بن سعد بن معاذ الأنصارية من بني ظفر بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن حبيب ومن قبله بن سعد خليدة بنت قعنب الضبية ذكرها بن أبي عاصم وأخرج من طريق حميد بن حماد بن أبي الحوراء عن ثعلب بنت الرباب عن خالتها خليدة بنت قعنب أنها كانت في النسوة اللاتي أتين رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعنه فأتته امرأة في يدها سوار من ذهب فأبى أن يبايعها فخرجت من الزحام فرمت بالسوار ثم جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعها قالت فخرجت فطلبت السوار فإذا هو قد ذهب به خليسة بنت قيس بن ثابت بن خالد الأشجعية من بني دهمان كانت زوج البراء بن معرور بايعت ولها رواية وهي أم بشر بن البراء قاله بن سعد وأخرج من رواية أم بشر بن البراء بن معرور أحاديث خليسة جارية حفصة بنت عمر أم المؤمنين روت حديثها عليكة بنت الكميت عن جدتها عن خليسة أن عائشة وحفصة كانتا جالستين تتحدثان فأقبلت سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إحداهما للأخرى أما ترين سودة ما أحسن حالها لنفسدن عليها وكانت من أحسنهن من شئت فنكحت أبا لبابة ومن طريق معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الحجبي قال كانت امرأة يقال لها خنساء بنت خذام تحت (8/64)
<65> حالا كانت تعمل الأديم الطائفي فلما دنت منهما قالتا لها يا سودة أما شعرت قالت وما ذاك قالت خرج الأعور ففزعت وذهبت حتى دخلت خيمة لهم يوقدون فيها فأتتا النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأتاه استضحكتا وجعلتا لا تستطيعان أن تكلماه حتى أومأتا فذهب حتى قام على باب الخيمة فقالت سودة يا نبي الله خرج الأعور الدجال فقال لا فخرجت تنفض عنها نسج العنكبوت خليسة مولاة سلمان الفارسي يقال إنها هي التي كاتبت سلمان ذكر ذلك بن منده في قصة إسلام سلمان في بعض طرقه من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن سلمان الفارسي قال فيها فمر بي أعرابي من كلب فاحتملني حتى أتي يثرب فاشترتني امرأة يقال لها خليسة بنت فلان حليف لبني النجار بثلثمائة درهم فمكثت معها ستة عشر شهرا حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتيته فذكر إسلامه قال فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب يقول لها إما أن تعتقي سلمان وإما أن أعتقه وكانت قد أسلمت فقالت قل للنبي صلى الله عليه وسلم ما شئت فقالت أعتقته قال فغرس لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة سنبلة الحديث أخرجه أبو موسى في الأحاديث الطوال خناس في اللتين بعدها بنت خذام الشاعرة خنساء بنت خذام بن خالد الأنصارية من بني عمرو بن عوف ثبت حديثها في الموطأ عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن ومجمع أبي زيد بن حارثة عن خنساء أن أباها زوجها وفي بنت فكرهت ذلك فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحها ورواه الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم فخالف في السند والمتن قال عن عبد الله بن يزيد بن وديعة عن خنساء بنت خذام أنها كانت يومئذ بكرا كذا قال بن عبد البر وقال بن منده رواه بن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم فوافق مالكا ورواه يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عبد الرحمن ومجمع مرسلا ومتصلا انتهى وأخرج من طريق محمد بن إسحاق عن حجاج بن السائب عن أبيه عن جدته خنساء بنت خذام بن خالد وكانت قد تأيمت من رجل فزوجها أبوها من رجل من بني عمرو بن عوف وأنها خطبت إلى أبي لبابة بن عبد المنذر فارتفع شأنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أباها يلحقها بهواها فتزوجت أبا لبابة فهي والدة ولده السائب ووقع لنا هذا بعلو في المعرفة لابن منده أخرجه أحمد ووقع في رواية خناس بضم أوله مخففا وأخرج بن منده من طريق إسحاق بن يونس المستملي عن هشيم عن عمرو بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن خنساء بنت خذام أنكحها أبوها رجلا وكانت ملكت أمرها وأنها كرهت ذلك فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أمرك بيدك فخطبها أبو لبابة فولدت له السائب قال بن منده رواه غيره عن هشيم عن عمر بن أبي سلمة مرسلا وكذا قال أبو عوانة عن عمر وأخرجه بن سعد عن وكيع عن الثوري عن أبي الحويرث عن نافع بن جبير قال تأيمت خنساء بنت خذام من زوجها فزوجها أبوها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أبي تفوت على فزوجني ولم يشعرني قال لا نكاح له انكحي(8/65)
<66> أنيس بن قتادة الأنصاري فقتل عنها بأحد فزوجها أبوها رجلا فقالت يا رسول الله إن عم ولدي أحد إلي فجعل أمرها إليها خنساء بنت رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة عمة جابر بن عبد الله بن رئاب كانت من المبايعات ذكرها بن سعد وقال أمها إدام بنت حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها عامر بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد ثم النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد خنساء بنت عمرو بن الشريد بن ثعلبة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية الشاعرة المشهورة اسمها تماضر بمثناة فوقانية أوله وضاد معجمة وفي ذلك يقول دريد بن الصمة حين رآها تهنأ إبلا لها ثم تجردت واغتسلت فأعجبته فخطبها فأبت فقال فيها حيوا تماضر واربعوا صحبي وقفوا فإن وقوفكم حسبي ما إن رأيت ولا سمعت به كاليوم طالي أينق جرب متبذلا تبدو محاسنه يضع الهناء مواضع النقب أخناس قد هام الفؤاد بكم واعتاده داء من الحب فبلغتها خطبته فقالت لا أدع بني عمي الطوال مثل عوالي الرماح وأتزوج شيخا فلما بلغه ذلك قال من أبيات وقاك الله يا ابنة آل عمرو من الفتيان أمثالي ونفسي وقالت إنه شيخ كبير وهل خبرتها أني بن أمس وقد علم المراضع في جمادي إذا استعجلن عن حز بنهس إلى أن قال وأني لا أبيت بغير نحر وأبدأ بالأرامل حين أمسي وأني لا يهر الكلب ضيفي ولا جاري يبيت خبيث نفس فأجابته بأبيات قال أبو عمر قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستنشدها ويعجبه شعرها وكانت تنشده وهو يقول هيه يا خناس ويومىء بيده قالوا وكانت الخنساء تقول في أول أمرها البيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها شقيقها معاوية بن عمرو وقتل أخوها لأبيها صخر وكان أحبهما إليها لأنه كان حليما جوادا محبوبا في العشيرة كان غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي طعنة مرض منها حولا ثم مات فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر فمن قولها في صخر أعيني جوادا ولا تجمدا ألا تبكيان لصخر الندى ألا تبكيان الجريء الجميل ألا تبكيان الفتى السيدا طويل النجاد عظيم الرماد ساد عشيرته أمردا ومن قولها فيه وإن صخرا لمولانا وسيدنا وإن صخرا إذا نشتو لنحار أشم أبلج يأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار (8/66)
<67> قال وأجمع أهل العلم بالشعر أن لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها وذكر الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي وهو المعروف بابن زبالة أحد المتروكين عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن أبي وجزة عن أبيه قال حضرت الخنساء بنت عمرو السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال فذكر موعظتها لهم وتحريضهم على القتال وعدم الفرار وفيها إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين وإنكم لبنوا أب واحد وأم واحدة ما هجنت آباءكم ولا فضحت أخوالكم فلما أصبحوا باشروا القتال واحدا بعد واحد حتى قتلوا وكان منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزا فأنشد الأول يا إخوتي إن العجوز الناصحه قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه بمقالة ذات بيان واضحه وإنما تلقون عند الصائحه من آل ساسان كلابا نابحه وأنشد الثاني إن العجوز ذات حزم وجلد قد أمرتنا بالسداد والرشد نصيحة منها وبرا بالولد فباكروا الحرب حماة في العدد وأنشد الثالث والله لا نعصي العجوز حرفا نصحا وبرا صادقا ولطفا فبادروا الحرب الضروس زحفا حتى تلفوا آل كسرى لفا وأنشد الرابع لست لخنساء ولا للأخرم ولا لعمرو ذي السناء الأقدم إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم ماض على الهول خضم حضرمي وكل من الأسانيد أطول من هذا قال فبلغها الخبر فقالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته قالوا وكان عمر بن الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض قلت ومن شعرها في أخيها ألا يا صخر لا أنساك حتى أفارق مهجتي ويشق رمسي يذكرني طلوع الشمس صخرا وأبكيه لكل غروب شمس ولولا كثرة الباكين حولي على أخوانهم لقتلت نفسي ومن شعرها فيه ألا يا صخر إن أبكيت عيني فقد أضحكتني دهرا طويلا ذكرتك في نساء معولات وكنت أحق من أبدى العويلا دفعت بك الجليل وأنت حي ومن ذا يدفع الخطب الجليلا إذا قبح البكاء على قتيل رأيت بكاءك الحسن الجميلا ويقال إنها دخلت على عائشة وعليها صدار من شعر فقالت لها يا خنساء هذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقالت ما علمت ولكن هذا له قصة زوجني أبي رجلا مبذرا فأذهب ماله فأتيت إلى صخر (8/67)
<68> فقسم ماله شطرين فأعطاني شطرا خيارا ثم فعل زوجي ذلك مرة أخرى فقسم أخي ماله شطرين فأعطاني خيرهما فقالت له امرأته أما ترضي أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار فقال والله لا أمنحها شرارها وهي التي أرحض عني عارها ولو هلكت خرقت خمارها واتخذت من شعر صدارها خولة بنت الأسود الخزاعية تأتي في أم حرملة في الكنى إن شاء الله تعالى خولة بنت إياس بن جعفر الحنفية والدة محمد بن علي بن أبي طالب رآها النبي صلى الله عليه وسلم في منزله فضحك ثم قال يا علي أما إنك تتزوجها من بعدي وستلد لك غلاما فسمه باسمي وكنه بكنيتي وأنحله رويناه في فوائد أبي الحسن أحمد بن عثمان الأدمي من طريق إبراهيم بن عمر بن كيسان عن أبي جبير عن أبيه قنبر حاجب علي قال رآني علي فذكره وسنده ضعيف وثبوت صحبتها مع ذلك يتوقف على أنها كانت حينئذ مسلمة خولة بنت ثابت بن المنذر بن عمرو بن حرام الأنصارية أخت حسان بن ثابت روى إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن الأصمعي لها شعرا ذكره في كتاب الأغاني ونقله عنه أبو الفرج الأصبهاني بسنده إليه خولة بنت ثامر قال علي بن المديني هي بنت قيس بن قهد بالقاف وثامر لقب وحكى ذلك أبو عمر أيضا ويقال هما ثنتان نعم الحديث الذي روى عن خولة بنت ثامر جاء عن خولة بنت قيس قال أبو عمر روى عنها النعمان بن أبي عياش فذكر الحديث ولم يسلق سنده وأسنده بن منده من وجهين عن أبي الأسود يتيم عروة عن النعمان أنه سمع خولة بنت ثامر الأنصارية تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الدنيا خضرة حلوة وإن رجالا يخوضون في مال الله ومال رسوله بغير حق لهم النار يوم القيامة وأخرجه الترمذي من طريق سعيد المقبري عن أبي الوليد سمعت خولة بنت قيس فذكر نحوه وأخرجه البخاري عن المقبري عن سعيد بن أبي أيوب عن أبي الأسود فقال عن خولة الأنصارية ولفظه إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق لهم النار كذا أخرجه بن أبي عاصم في الآحاد عن يعقوب بن حميد عن المقبري لم يسم أباها أيضا والله أعلم خولة بنت ثعلبة هكذا يقول الأكثر ونسبها بن الكلبي في تفسيره فقال بنت ثعلبة بن مالك بن الدخشم خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف ويقال خولة بنت حكيم ذكرها أبو عمر بن خليد بن دعلج عن قتادة ويقال بنت دليج ذكره بن منده ويقال خويلة بالتصغير بنت خويلد آخره دال أخرجه بن منده من طريق أبي حمزة الثمالي عن عكرمة عن بن عباس وقيل بنت الصامت أخرجه يحيى الحماني في مسنده من طريق أبي إسحاق السبيعي عن يزيد بن زيد عنها قال محمد بن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه وأخرجه أحمد عن يعقوب وسعد ابني إبراهيم بن سعد عن أمهما واللفظ له عن بن إسحاق عن معمر بن عبد الله بن حنظلة عن يوسف (8/68)
<69> بن عبد الله بن سلام عن خولة وفي رواية إبراهيم خويلة امرأة أوس بن الصامت أخي عبادة قالت في والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله عز وجل صدر سورة المجادلة قالت كنت عنده وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه وضجر قالت فدخل علي يوما فراجعته بشيء فغضب وقال أنت علي كظهر أمي ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ثم دخل علي فإذا هو يريدني قال فقلت كلا والذي نفسي بيده لا تخلص إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا قالت فواثبني فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني ثم خرجت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه فجعلت أشكوا إليه ما ألقى من سوء خلقه قالت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا خويلة بن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه قالت فوالله ما برحت حتى نزل في القرآن فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه ثم سري عنه فقال يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك ثم قرأ علي قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشكتي إلى الله إلى قوله وللكافرين عذاب أليم قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مريه فليعتق رقبة قالت فقلت والله يا رسول الله ما عنده ما يعتق قال فليصم شهرين متتابعين قالت فقلت والله إنه لشيخ كبير ما به من طاقة قال فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر قالت فقلت يا رسول الله ما ذاك عنده قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا سنعينك بعذق من تمر قالت فقلت يا رسول الله وأنا سأعينه بعذق آخر فقال قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه ثم استوصي بابن عمك خيرا قالت ففعلت وفي رواية محمد بن سلمة عن إسحاق خولة بنت مالك بن ثعلبة أخرجه بن مندة وكذا أخرجه من طريق جعفر بن الحارث عن بن إسحاق وكذا رواه زكريا بن أبي زائدة عن بن إسحاق أخرجه الحسن بن سفيان وقال أبو عمر روينا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس فمر بعجوز فاستوقفته فوقف فجعل يحدثها وتحدثه فقال له رجل يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز فقال ويلك أتدري من هي هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله فيها قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما الآيات والله لو أنها وقفت إلى الليل ما فارقتها إلا للصلاة ثم أرجع إليها قال وقد روى خليد بن دعلج عن قتادة قال خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي فإذا بامرأة برزة على ظهر الطريق فسلم عليها عمر فردت عليه السلام فقالت هيها يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ تروع الصبيان بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشي الفوت فقال الجارود قد أكثرت على أمير المؤمنين أيتها المرأة فقال عمر دعها أما تعرفها هذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات فعمر أحق والله أن يسمع لها قال أبو عمر هكذا في الخبر خولة بنت حكيم امرأة عبادة وهو وهم يعني في اسم أبيها وزوجها وخليد ضعيف سيء الحفظ خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلمية امرأة عثمان بن مظعون يقال كنيتها أم شريك ويقال لها خويلة بالتصغير (8/69)
<70> قاله أبو عمر قال وكانت صالحة فاضلة روت عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها سعد بن أبي وقاص وسعيد بن المسيب وبشر بن سعيد وعروة وأرسل عنها عمر بن عبد العزيز فأخرج الحميدي في مسنده عن عمر بن عبد العزيز زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فذكر حديثا وأخرج السراج في تاريخه من طريق حجاج بن أرطاة عن الربيع بن مالك عن خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون وقال هشام بن عروة عن أبيه كانت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم علقه البخاري ووصله أبو نعيم من طريق أبي سعيد مولى بني هشام عن أبيه عن عائشة وأخرجه الطبراني من طريق يعقوب عن محمد عن هشام عن أبيه عن خولة بنت حكيم أنها كانت من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر هي التي قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إن فتح الله عليك الطائف فأعطني حلى بادية بنت غيلان أبي سلامة أو حلى الفارعة بنت عقيل وكانت من أحلى نساء ثقيف فقال وإن كان لم يؤذن لي في ثقيف يا خويلة فذكرت ذلك لعمر فقال يا رسول الله أما أذن لك في ثقيف قال لا وأخرج بن مندة من طريق الزهري كانت عائشة تحدث أن خولة بنت حكيم زوج عثمان بن مظعون دخلت عليها وهي بذة الهيئة فقالت إن عثمان لا يريد النساء الحديث هذه رواية أبي اليمان عن شعيب ووصله غيره عن الزهري عن عروة عن عائشة ولا يثبت ولكن أخرجه أحمد من طريق بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت دخلت علي خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أبذ هيئة خويلة فقلت امرأة لا زوج لها تصوم النهار وتقوم الليل فهي طمرور لا زوج لها الحديث في إنكاره على عثمان ولخولة امرأة عثمان بن مظعون ذكر في ترجمة قدامة بن مظعون وقال هشام بن الكلبي كانت ممن وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وكان عثمان بن مظعون مات عنها خولة بنت حكيم الأنصارية فرق الطبراني بينها وبين التي قبلها فأخرج من طريق شعبة عن عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب عن خولة بنت حكيم قالت سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله المرأة ترى في المنام ما يرى الرجل قال إذا رأت ذلك فلتغتسل قلت قد وقع في بعض الأخبار أن أم عطية كانت تسمى خولة وهو فيما أخرجه أبو نعيم ومن طريق عباد بن العوام عن حجاج بن أرطاة حدثني الربيع بن مالك عن أم عطية وكانت تسمى خولة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامة الحديث وأم عطية إن كانت الأنصارية فالمشهور أن اسمها نسيبة بنون ومهملة وموحدة مصغر ويحتمل أن يكون لها اسمان أو أحدهما لقب لكن هذا المتن ثبت من هذا الوجه أخرجه أحمد وفيه عن خولة امرأة عثمان يعني بن مظعون فظهر بهذا أن خولة امرأة عثمان كانت تكنى أم عطية وليست أنصارية بل هي سلمية كما تقدم فالأنصارية غيرها خولة بنت خولى بن عبد الله الأنصارية أخت أوس بن خولى تقدم نسبها مع أخيها ذكرها بن سعد في المبايعات (8/70)
<71> خولة بنت دليج تقدم بيان ذلك في خولة بنت ثعلبة كذلك خولة بنت خويلد قيل هي المجادلة تقدم بيان ذلك في خولة بنت ثعلبة كذلك خولة بنت الصامت تقدمت في خولة بنت ثعلبة كذلك خولة بنت عاصم امرأة بلال بن أمية هي التي قذفا ففرق بينهما النبي صلى الله عليه وسلم يعني باللعان لها ذكر ولا يعرف لها رواية قاله بن مندة خولة بنت عبد الله الأنصارية قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الناس دثار والأنصار شعار وفي إسناد حديثها مقال كذا قال أبو عمر مختصرا قال بن مندة عدادها في البصريين ثم ساق من رواية عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين عن سكينة بنت منيع عن أمها رقية بنت سعد عن جدتها خولة بنت عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكره وزاد اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار قالت سكينة فأرجو أن أكون أدركتني دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم خولة بنت عبيد بن ثعلبة الأنصارية ثم النجارية من المبايعات ذكرها بن سعد وقال أمها الرعاة بنت عدي بن سواد تزوجها صامت بن زيد بن خلدة فولدت له معاوية خولة بنت عقبة بن رافع الأشهلية أخت أم الحكم وأم سعد وهما عمتا محمود بن لبيد أسلمت وبايعت ذكرها بن سعد وقال أمها سلمى بنت عمرو الساعدية قال وتزوجها الحارث بن الصمة الأنصاري النجاري فولدت له سعدا ثم خلف عليها عبد الله بن قتادة فولدت له عمرا خولة بنت عمرو تأتي في القسم الرابع خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة التميمية تقدم ذكر والدها وكانت هي تحت أبي الجهم بن حذيفة فولدت له محمدا وتقدم أيضا وعاشت خولة إلى خلافة معاوية ولها قصة مع أم ولد أبي الجهم ذكرها المدائني وغيره خولة بنت قيس بن السكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار قال بن سعد تزوجها هشام بن عامر بن أمية بن زيد من بني مالك بن عدي بن النجار وأسلمت وبايعت وأمها أم خولة بنت سفيان بن قيس بن زعوراء خولة بنت قيس بن قهد بالقاف بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية الخزرجية ثم النجارية أم محمد يقال هي زوج حمزة بن عبد المطلب ثم قيل غيرها قال محمود بن لبيد عن خولة بنت قيس بن قهد وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب أنها قالت دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عمه يعني حمزة فصنعت شيئا فأكلوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بكفارات الخطايا قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة أخرجه بن مندة بعلو وأخرج أيضا من طريق قيس بن النعمان بن رفاعة سمعت معاذ بن رفاعة بن رافع يحدث عن خولة بنت قيس بن قهد قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فصنعت له حريرة فلما (8/71)
<72> قدمتها إليه وضع يده فيها فوجد حرها فقبضها ثم قال يا خولة لا نصبر على حر ولا نصبر على برد وقال بن سعد أمها الفريعة بنت زرارة أخت أسعد بن زرارة قال وخلف عليها بعد حمزة بن عبد المطلب حنظلة بن النعمان بن عمرو بن مالك بن عامر بن العجلان وأخرج أبو نعيم من طريق أبي معشر عن سعيد المقبري عن عبيد سنوطي قال دخلت على خولة بنت قيس التي كانت عند حمزة فتزوجها النعمان بن عجلان بعد حمزة فقلت يا أم محمد انظري ما تحدثينني فإن الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بغير ثبت شديد فقالت بئس مالي أن أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمعته وأكذب عليه سمعته يقول الدنيا حلوة خضرة من يأخذ منها ما يحل له يبارك له فيه ورب متخوض في مال الله الحديث خولة بنت قيس أم صبية بصاد مهملة ثم موحدة مصغرة مع التثقيل أخرج الطبراني من طريق خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهني عن سالم بن سرح مولى أم صبية بنت قيس وهي خولة بنت قيس وهي جدة خارجة بن الحارث أنه سمعها تقول اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن خارجة بن الحارث وزعم بن مندة أن أم صبية هي خولة بنت قيس بن قهد ورد عليه أبو نعيم فأصاب وقد فرق بينهما بن سعد وغيره خولة بنت مالك بن بشر الأنصارية الزرقية ذكرها بن سعد في المبايعات خولة بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار مرضعة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم أم بردة مشهورة بكنيتها ذكرها العدوي خولة بنت الهذيل بن قبيصة بن هبيرة بن الحارث بن حبيب بن حرفة بضم المهملة وسكون الراء بعدها فاء بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب التغلبية يقال تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فماتت في الطريق قبل أن تصل إليه قاله أبو عمر عن الجرجاني النسابة قلت وقد ذكرها المفضل بن غسان الغلابي في تاريخه عن علي بن صالح عن علي بن مجاهد قال وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم خولة بنت الهذيل وأمها خرنق بنت خليفة أخت دحية الكلبي فحملت إليه من الشام فماتت في الطريق فنكح خالتها شراف أخت دحية بن خليفة فحملت إليها فماتت في الطريق أيضا وقد مضى مثل ذلك في ترجمة خرنق قريبا عن بن سعد خولة بنت يسار لها ذكر في حديث أبي هريرة أخرجه بن وهب عن بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة أن خولة بنت يسار قالت يا رسول الله إن أثر الدم لا يخرج من ثوبي فقال لا يضرك ذكره بن مندة ووصله أبو نعيم وسيأتي لها ذكر في التي بعدها خولة بنت اليمان أخت حذيفة روى أبو سلمة بن عبد الرحمن عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا خير في جماعة النساء إلا عند ميت فإنهن إذا اجتمعن قلن وقلن الحديث ذكرها أبو عمر مختصرة وأسنده بن مندة من طريق الصلت بن مسعود عن علي بن ثابت عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة فذكره سواء وأخرج بن مندة أيضا من طريق بن حفص عن علي بن ثابت عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن خولة بنت يسار قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم (8/72)
<73> فقلت إني امرأة أحيض وليس عندي غير ثوب واحد فلا أدري كيف أصنع يا رسول الله قال إذا تطهرت فاغسلي ثوبك ثم صلي عليه قلت يا رسول الله إني أرى أثر الدم فيه فقال اغسليه ولايضرك أثره قال أبو عمر أخشى أن تكون هي خولة بنت اليمان لأن إسناد حديثهما واحد قلت لا يلزم من كون الإسناد إليهما واحدا مع اختلاف المتن أن تكونا واحدة فقد ذكر بن مندة أن امرأة ربعي بن حراش روت عن خولة بنت اليمان ووصله أبو مسلم الكجي وأبو نعيم من طريقه من رواية أبي عوانة عن منصور عن ربعي عن امرأته عن أخت حذيفة قالت قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر النساء أما لكن في الفضة ما تحلين به الحديث في الزجر عن التحلي بالذهب خولة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر روى حديثها حفص بن سعيد عن أبيه عنها في تفسير والضحى وليس إسناد حديثها مما يحتج به قلت أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة والطبراني من طريق أبي نعيم عن حفصة ولفظه عن أمها وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جروا دخل البيت فدخل تحت السرير ومكث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا لا ينزل عليه الوحي فقال يا خولة ما حدث في بيت رسول الله جبريل لا يأتيني فقلت والله ما علمت فأخذ برده فلبسه وخرج فقلت لو هيأت البيت فكنسته فإذا بجرو ميت فأخذته فألقيته فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته وكان إذا أتاه الوحي أخذته الرعدة فقال يا خولة دثريني فأنزل الله تعالى والضحى والليل إذا سجى السورة خولة غير منسوبة أفردها الطبراني وقال أبو نعيم أظنها امرأة حمزة أخرج بن أبي عاصم والحسن بن سفيان والطبراني من طريق بقية عن سليمان بن عبد الرحمن بن أبي الجون عن أبي سعيد بن العاص عن معاوية بن إسحاق عن خولة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها من قويها حقه غير متعتع ومن انصرف عن غريمه وهو راضي عنه صلت عليه دواب الأرض ونون البحار ومن انصرف عن غريمه وهو ساخط كتب عليه كل يوم وليلة وجمعة وشهر وسنة ظلم خولة بنت الأسود وخويلة بنت ثعلبة وخويلة بنت حكيم وخويلة بنت خويلد وخويلة بنت قيس تقدمن خيرة بنت أبي أمية بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط الأنصارية من بني غنم بن السلم زوج مكنف بن محيصة بن مسعود الأنصاري قال بن سعد أسلمت وبايعت خيرة بنت أبي حدرد أم الدرداء الكبرى سماها أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فيما رواه بن أبي خيثمة عنهما وقالا اسم أبي حدرد عبد وقال أم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة وقال غيرهما جهيمة وقال أبو عمر كانت أم الدرداء الكبرى من فضلى النساء وعقلائهن وذوات الرأي فيهن مع العبادة والنسك توفيت قبل أبي الدرداء وذلك بالشام في خلافة عثمان وكانت حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زوجها روى عنها جماعة من التابعين منهم ميمون بن مهران وصفوان بن عبد الله وزيد بن أسلم قال وأم الدرداء الصغرى لا أعلم لها خبرا يدل على صحبة ولا رؤية ومن خبرها أن معاوية خطبها (8/73)
<74> بعد أبي الدرداء فأبت أن تتزوجه قلت وروى ذلك أبو الزاهرية عن جبير بن نفير عن أم الدرداء أنها قالت لأبي الدرداء إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوني وإني أخطبك إلى نفسك في الآخرة قال فلا تنكحي بعدي فخطبها معاوية فأخبرته بالذي كان فقال لها عليك بالصيام ولها ترجمة حافلة في تاريخ بن عساكر والذي ذكر أبو عمر أنهم رووا عن أم الدرداء الكبرى وهم إنما هم من الرواة عن الصغرى إلا ميمون بن مهران فإنه أدركها وروى عنها وبذلك جزم المزي وغيره وقال بن مندة خيرة أم الدرداء وقيل اسمها هجيمة وتعقبه بن الأثير وقال علي بن المديني كان لأبي الدرداء امرأتان كلتاهما يقال لهما أم الدرداء إحداهما رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهي خيرة بنت أبي حدرد والثانية تزوجها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهي هجيمة الوصابية قال أبو مسهر هما واحدة ووهم في ذلك وقال بن ماكولا أم الدرداء الكبرى لها صحبة وماتت قبل أبي الدرداء والصغرى هي التي خطبها معاوية وأورد بن مندة لأم الدرداء حديثا مرفوعا من طريق شريك عن خلف بن حوشب عن ميمون بن مهران قال قلت لأم الدرداء سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قالت نعم دخلت عليه وهو جالس في المسجد فسمعته يقول ما يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن وأخرج الطبراني من طريق زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أنه سمع أم الدرداء تقول خرجت من الحمام فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من أين أقبلت يا أم الدرداء قلت من الحمام قال ما منكن امرأة تضع ثيابها في غير بيت إحدى أمهاتها أو زوج إلا كانت هاتكة كل ستر بينها وبين الله وسنده ضعيف جدا خيرة بنت قيس الفهرية أخت فاطمة زوج سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة لها حديث في مسند الشاميين للطبراني خيرة امرأة كعب بن مالك الأنصاري شاعر النبي صلى الله عليه وسلم ويقال بالحاء غير معجمة وحديثها عند الليث من رواية بن وهب عنه بإسناد ضعيف لا تقوم به حجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجوز لامرأة في مالها أمر إلا بإذن زوجها قاله أبو عمر هكذا وقد وصله بن ماجة وابن مندة من هذا الوجه عن الليث عن رجل من ولد كعب بن مالك يقال له عبد الله بن يحيى عن أبيه عن جده أن جدته خيرة امرأة كعب بن مالك أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إني تصدقت بهذا الحلى فذكر الحديث وفيه فهل استأذنت كعبا فقالت نعم قال بن مندة ورواه يحيى بن عبد الله بن كعب عن أمه بنت عبد الله بن أنس عن أمها فاضلة الأنصارية وستأتي القسم الثاني خديجة بنت الزبير بن العوام تقدم ذكرها في القسم الأول ويغلب على الظن أنها من أهل هذا القسم وأنها كانت في العهد النبوي صغيرة (8/74)
<75> القسم الثالث خولة الحنفية والدة محمد بن علي بن أبي طالب تقدم ذكرها في القسم الأول وإن لم يثبت أنها كانت حين قيل لعلي ذلك مسلمة وإلا فهي من أهل هذا القسم خولة بنت الهذيل تقدمت في الأول وظاهر قصتها أنها لم تلق النبي صلى الله عليه وسلم فتكون من أهل هذا القسم القسم الرابع خولة بنت عمرو ذكرها بن مندة وأورد من طريق عبد الملك بن يحيى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ابتاع النبي صلى الله عليه وسلم جزورا من أعرابي فبعث إلى خولة بنت عمرو يستسلفها ثم قال رواه مرجي بن رجاء وغيره عن هشام فقالوا في حديثهم بعث إلى خولة بنت حكيم وهذا أصح قلت الحديث مشهور لخولة بنت حكيم وبنت عمرو وهم ويحتمل أن تتعدد القصة وقد أشرت إلى ذلك في القسم الأول حرف الدال المهملة القسم الأول دبية بضم أولها وسكون الموحدة بعدها مثناة تحتانية هي بنت خالد بن النعمان بن خنساء من بني غنم بن مالك بن النجار ورأيتها بخط معتمد بتشديد الموحدة والياء جميعا تكنى أم سماك أسلمت وبايعت ذكرها بن سعد وقال أمها إدام بنت عمرو بن معاوية تزوجها يزيد بن ثابت بن الضحاك فولدت له عمارة دجاجة بنت أسماء والدة عبد الله بن عامر بن كرز ذكر عمر بن شبة أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد عند عمير خمس نسوة فطلق منهن دجاجة بنت أسماء فخلف عليها عامر بن كرز فولدت له عبد الله بن عامر درة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموية أخت أم حبيبة التي قالت عنها للنبي صلى الله عليه وسلم انكح أختي بنت أبي سفيان وردت تسميتها في (8/75)
<76> بعض طريق الحديث المذكور عند أبي موسى وأخرج من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان عن هشام بن عروة عن زينب بنت أبي سلمة قالت قالت أم حبيبة للنبي صلى الله عليه وسلم هل لك في درة بنت أبي سفيان الحديث وقيل اسمها عزة قال أبو عمر هو الأشهر وقيل اسمها حمنة كما تقدم درة بنت أبي سلمة بن عبد الأسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم المخزومية هي التي قالت لها أم حبيبة في القصة التي قبل هذه إنا قد تحدثنا أنك ناكح درة بنت أبي سلمة فقال إنها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي لأنها ابنه أخي من الرضاعة وردت تسميتها في بعض طرق الحديث المذكور عند البخاري من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن مالك عن زينب بنت أبي سلمة أن أم حبيبة قالت يا رسول الله إنا قد تحدثنا أنك ناكح درة بنت أبي سلمة الحديث وذكرها الزبير بن بكار في كتاب النسب في أولاد أبي سلمة بن عبد الأسد درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف الهاشمية ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت وهاجرت وكانت عند الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فولدت له عقبة والوليد وغيرهما كذا قال بن عبد البر وقال بن سعد تزوجها الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي فولدت له الوليد وأبا الحسن وأسلم ثم قتل يوم بدر كافرا فخلف عليها دحية بن خليفة الكلبي وروى بن أبي عاصم والطبراني وابن مندة من طريق عبد الرحمن بن بشر وهو ضعيف عن محمد بن إسحاق عن نافع وزيد بن أسلم عن بن عمر وعن سعيد المقبري وابن المنكدر عن أبي هريرة وعن عمار بن ياسر قالوا قدمت درة بنت أبي لهب المدينة مهاجرة فنزلت في دار رافع بن المعلى فقال لها نسوة من بني زريق أنت ابنة أبي لهب الذي يقول الله له تبت يدا أبي لهب فما تغني عنك هجرتك فأتت درة النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال اجلسي ثم صلى بالناس الظهر وجلس على المنبر ساعة ثم قال أيها الناس ما لي أوذى في أهلي فو الله إن شفاعتي لتنال قرابتي حتى ان صداء وحكما وسلهبا لتنالها يوم القيامة وأخرج بن منده من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو واه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن سبيعة بنت أبي لهب جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن الناس يصيحون بي ويقولون إني ابنة حطب النار فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغضب شديد الغضب فقال ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي ألا ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ثم قال رواه محمد بن إسحاق وغيره عن المقبري فقالوا قدمت درة بنت أبي لهب فذكر نحوه قال أبو نعيم الصواب درة قلت يحتمل أن يكون لها اسمان أو أحدهما لقب أو تعددت القصة لامرأتين وأخرج الدارقطني في كتاب الإخوة وابن عدي في الكامل وابن منده من طريق علي بن أبي علي اللهبي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عن درة بنت أبي لهب قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤذي حيي بميت وفي رواية بن منده من طريق سماك بن حرب عن زوج درة بنت أبي لهب قال قام رجل فقال يا رسول الله أي الناس خير قال خير الناس أقرأهم وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم فذكر بطوله أورده في أوائل مسند (8/76)
<77> عائشة وذكر البلاذري أن زيد بن حارثة تزوجها ولعل ذلك قبل أن يتزوجها الحارث بن نوفل وقيل تزوجها دحية الكلبي فأخرج بن منده من طريق محمد بن سلمة عن بن إسحاق عن محمد بن عمرو عن عطاء عن علي بن الحسين عن درة بنت أبي لهب وكانت تحت دحية بن خليفة وكانت تطعم الناس فدخل عليه ليلة نفر من المنافقين فقال بعضهم إنما مثل محمد كمثل عذق نبت في فناء فسمعته درة بنت أبي لهب فانطلقت إلى أم سلمة فذكرت لها ذلك وذلك قبل أن ينزل في الحجاب فذكر نحو الحديث بن إسحاق مطولا دعد بنت عامر وقيل بنت عبيد بن دهمان وهي أم رومان والدة عائشة تأتي في الكنى (8/77)
<78> القسم الثاني خال وكذا القسم الثالث القسم الرابع دقرة أم ولد لأذينة ذكرها الطبراني وقال يقال لها صحبة ولم يورد لها شيئا قلت هي تابعية من الطبقة الأولى ضبطت بالقاف وهي بنت غالب الراسبية بصرية والدة عبد الرحمن بن أذينة أخرج لها النسائي من روايتها عن عائشة في العدة وذكرها بن حبان في ثقات التابعين روى عنها محمد بن سيرين وبديل بن ميسرة ولها عن عائشة حديث في التصليب في الثوب ووهم فيها بن أبي حاتم فظنها رجلا فقال دقرة روى عن عائشة وعنه بديل بن ميسرة قال المزي في التهذيب وهم في ذلك حرف الذال المعجمة وهذا الحرف في الاستيعاب خال من النساء القسم الأول ذرة غير منسوبة لها حديث عند أبي النضر هاشم بن القاسم عن أبي جعفر الرازي عن الليث عن بن المنكدر عن ذرة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم له أو لغيرة كهاتين في الجنة وأشار بأصبعيه والساعي على الأرملة والمسكين كالغازي في سبيل الله تعالى وكالقائم الصائم الذي لا يفتر أخرجه بن منده القسم الثاني خال وكذا القسم الثالث والقسم الرابع حرف الراء القسم الأول رابعة بنت ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الأنصارية من بني خطمة ذكرها بن حبيب فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم رابطة بنت الحارث بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية زوج الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ذكرها بن إسحاق فيمن هاجر الى أرض الحبشة وقيل اسمها ربطة بغير ألف وبه جزم بن سعد وأبو عمر وقال أمها زينب بنت عبد الله بن ساعدة الخزاعية وهي أخت صبيحة بنت الحارث واسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت الى الحبشة فولدت له هناك موسى وعائشة فمات موسى بالحبشة وهلكت ربطة في الطريق وهي راجعة رابطة بنت حسان بن عنزة بن ثامر من سبي هوازن وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب فعلمها شيئا من القرآن ذكرها بن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه رابطة بنت سفيان بن الحارث الخزاعية زوج قدامة بن مظعون يأتي ذكرها في ترجمة ابنتها عائشة بنت قدامة بن مظعون رابطة بنت عبد الله امرأة عبد الله بن مسعود تأتي في ريطة رابطة بنت كرامة المذحجية أخرج الطبراني في الكبير من طريق علي بن أبي علي عن الشعبي عن رابطة بنت كرامة قالت كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقوم سفر لا يصحبنكم من هذا النعم الضوال ولا يضمن أحد منكم ضالة ولا تردون سائلا إن كنت تريدون الربح والسلامة الحديث الرباب بنت البراء بن معرور ذكرها في التجريد مجردة وكأن مستند ذلك ما اشتهر أنه مات أبوها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في أوائل الهجرة فتكون من هذا القسم الرباب بنت حارثة بن سنان الأنصارية في التجريد أيضا وهي عند الواقدي الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل الأنصارية والدة حذيفة بن اليمان ذكرها بن سعد وابن (8/78)
<79> حبيب فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء وقال بن سعد ولدت لليمان حذيفة وسعدا وصفوان ومدلجا وليلى الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصارية الأشهلية والدة معاذ بن زرارة الظفري ذكرها بن حبيب أيضا وقال بن سعد هي عمة سعد بن معاذ وكان تزوجها زرارة بن عمرو بن عدي الأوسي فولدت له معاذا وخلف عليها المعرور بن صخر فولدت له الرباب وأسلمت الرباب وبايعت الرباب غير منسوبة ذكرها محمود بن أحمد الفريابي في كتاب خالصة الحقائق وأنها كانت زوجا لرجل يقال له عمرو فتعاهدا أيهما مات قبل الآخر لا يتزوج الذي يبقى حتى يموت فمات فأقامت مدة فزوجها أبوها فرأت في تلك الليلة عمرا أنشدها أبياتا فأصحبت مذعورة وقصت على النبي صلى الله عليه وسلم القصة فأمرها أن تستأنس بالوحدة حتى تموت وأمر زوجها بفراقها ففعل ذلك قلت وهي حكاية مشهورة لغير هذين حتى الشعر المذكور في هذه القصة ولكن الزوج اسمه مالك بن نصر وكان في إمارة قتيبة بن مسلم على خراسان وذلك في أواخر المائة الأولى من الهجرة الربذاء بنت عمرو بن عمارة بن عطية البلوية تقدم ذكرها في ترجمة مولاها ياسر في الياء آخر الحروف وذكرت هناك ضبط اسمها ربيحة بالتصغير والمهملة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها بن سعد الربيع بالتصغير المثقل بنت حارثة بن سنان أخت الرباب الماضية قريبا ذكرها الواقدي أيضا الربيع بنت الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان ذكرها بن سعد في المبايعات الربيع بنت معوذ بن عفراء بن حرام بن جندب الأنصارية النجارية من بني عدي بن النجار تزوجها إياس بن البكير الليثي فولدت له محمدا لها رؤية تقدم نسبها في ترجمة ولدها قال بن أبي خيثمة عن أبيه كانت من المبايعات بيعة الشجرة وقال أبو عمر كانت ربما غزت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بن سعد أمها أم يزيد بنت قيس بن زعوراء روت عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها ابنتها عائشة بنت أنس بن مالك وسليمان بن يسار وأبو سلمة بن عبد الرحمن ونافع مولى بن عمر وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت وخالد بن ذكوان وعبد الله بن محمد بن عقيل وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر روى البخاري والترمذي وغيرهما من طريق خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل علي غداة بني بي فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما في غد فقال لها دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين وأخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة عدة أحاديث من رواية بن عقيل عنها في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم منها كان يأتينا فقال اسكبي لي وضوءا الحديث وأخرج بن منده من طريق أسامة بن زيد الليثي عن أبي عبيدة بن محمد (8/79)
<80> قال قلت للربيع بنت معوذ صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا بني لو رأيته لرأيت الشمس طالعة وأخرج البخاري والنسائي وأبو مسلم الكجي من طريق بشر بن المفضل عن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة لفظ أبي مسلم وفي رواية البخاري نسقي الماء ونداوي الجرحى الحديث وأخرج بن سعد من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ قالت قلت لزوجي أختلع منك بجميع ما أملك قال نعم فدفعت إليه كل شيء غير درعي فخاصمني الى عثمان فقال له شرطه فدفعته إليه وأخرجه من وجه آخر أتم منه وقال فيه الشرط أملك فخذ كل شيء حتى عقاص رأسها قال وكان ذلك في حصار عثمان يعني سنة خمس وثلاثين الربيع بنت النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصارية أخت أنس بن النضر وعمة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم نسبها عند ذكره وهي من بني عدي بن النجار وهي والدة حارثة بن سراقة الماضي ذكره أيضا وفيه قولها أخبرني عن حارثة فإن يكن في الجنة صبرت واحتسبت وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم إنه أصاب الفردوس الحديث وفي صحيح البخاري عن أنس أن الربيع بنت النضر عمته لطمت إنسانا فطلبوا العفو فأبوا فطلبوا الأرش فأبوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب الله القصاص فقال أنس بن النضر أيكسر سن الربيع لا والذي بعثك بالحق لا يكسر سنها فرضوا بالأرش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرة منهم أنس بن النضر وأما ما وقع في صحيح مسلم من وجه آخر عن أنس أن أخت الربيع جرحت إنسانا فذكره وفيه فقالت أم الربيع يا رسول الله أيقتص من فلانة فتلك قصة أخرى إن كان الراوي حفظ وإلا فهو وهم من بعض رواته ويستفاد إن كان محفوظا أن لوالدة الربيع صحبة ولأنس عنها رواية في صحيح مسلم في قصة قتل أخيها أنس بن النضر لما استشهد بأحد قال أنس فقالت أخته الربيع عمتي بنت النضر ما عرفت إلا أخي ببنانه وهذا صريح من روايته عن عمته وقد أخل صاحب الأطراف فلم يترجم للربيع بنت النضر وهو عند البخاري من وجه آخر عن أنس بلفظ ما عرفته إلا أخته رجاء الغنوية روى بن سيرين عن امرأة يقال لها رجاء أنها قالت كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة بابن لها فقالت يا رسول الله ادع الله لي فيه بالبركة فإنه توفي لي ثلاثة فقال لها منذ أسلمت قالت نعم فقال جنة حصينة قالت فقال لي رجل عنده اسمعي ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه أحمد عن عبد الرزاق عن هشام عنه ورجاله ثقات ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن منده وذكرها أبو موسى في الراء وفي الزاي ومع الإهمال هل هي بتخفيف الجيم أو بتثقيلها رحيلة لها ذكر في كتاب الإكليل للحاكم رزينة مولاة صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي أيضا خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر حديثها عند البصريين في يوم عاشوراء قلت أخرجه بن أبي عاصم وابن منده من طريق عليلة بمهملة مصغرة بنت الكميت حدثتني أمي أمينة عن أمة الله بنت رزينة (8/80)
<81> قالت سألت أمي رزينة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في صوم عاشوراء قالت إنه كان ليصومه ويأمرنا بصيامه لفظ بن منده وأخرجه أبو مسلم الكجي وأبو نعيم من طريقه عن مسلم بن إبراهيم عن عليلة مطولا ولفظه حدثتنا عليلة بنت الكميت العتكية سمعت أمي أمينة أنها أتت واسط فلقيت مولاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لها أمة الله وكانت أمها خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لها رزينة فقالت لها أما سمعت أمك تذكر في صوم عاشوراء شيئا قالت نعم حدثتني أمي رزينة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إن كان ليدعو صبيانه وصبيان فاطمة المراضع في ذلك اليوم فيتفل في أفواههم ويقول لأمهاتهم لا ترضعوهم الى الليل ورزينة ضبطت بفتح أولها وقيل بالتصغير وحكى أبو موسى أنه قيل فيها بتقديم الزاي على الراء وأخرج أبو يعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوج صفية أمر ببرها خادما وهي رزينة رضوى بنت كعب ذكرها أبو موسى في الذيل وأخرج من طريق رواد بن الجراح عن أبيه عن سعيد بن بشير عن قتادة عن رضوى بنت كعب قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحائض تحيض فقال لا بأس بذلك ورواد وشيخه ضعيفان وقال في التجريد كأنها تابعية أرسلت كذا قال وهو عجب مع قولها سألت رضوى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم ذكرها في الخاء المعجمة في خضرة وقال أبو موسى ذكرها المستغفري ولم يورد لها شيئا رغينة بمعجمة مصغرة وقيل أولها زاي بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ذكرها بن سعد في المبايعات وقال أمها عمرة بنت مسعود بن قيس تزوجها رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وهي أخت حبيبة بنت سهل التي تقدم ذكرها رفاعة بنت ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة من بني خطمة الأنصارية ذكرها بن حبيب فيمن بايعن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال بن سعد رفيدة الأنصارية أو الأسلمية ذكرها بن إسحاق في قصة سعد بن معاذ لما أصابه بالخندق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده من قريب وكانت امرأة تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين وقال البخاري في الأدب المفرد حدثنا أبو نعيم حدثنا بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال ولما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فقيل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة وكانت تداوي الجرحى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول كيف أمسيت وإذا أصبح قال كيف أصبحت فيخبره وأورده في التاريخ بقصة وفاة سعد وسنده صحيح وأورده المستغفري من طريق البخاري وأبو موسى من طريق المستغفري رقيقة بقافين مصغرة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية بنت (8/81)
<82> عم العباس وإخوته من بني عبد المطلب وهي والدة مخرمة بن نوفل والد المسور ذكرها الطبراني والمستغفري في الصحابة وقال أبو عمر وما أراها أدركت وعمدة من ذكرها ما أخرجوه من طريق حميد بن منهب عن عروة بن مضرس عن مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة قال وكانت لدة عبد المطلب بن هاشم قالت تتابعت على قريش سنون أمحلت الضرع وأدقت العظم الحديث بطوله في استسقاء عبد المطلب لقريش ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام قد أيفع وفيه أنهم سقوا وإن شيوخ قريش كعبدالله بن جدعان وحرب بن أمية قالوا لعبد المطلب لما سقوا على يديه هنيئا لك أبا البطحاء وفيه شعر رقيقة المذكورة أوله بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر قال أبو موسى بعد إيراده هذا حديث حسن قال وقد ذكرها بن سعد في المسلمات المهاجرات وقال أمها هالة بنت كلدة بن عبد الدار ثم أخرج عن الواقدي عن عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور عن أبيها عن مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة قالت لكأني أنظر الى عمي شيبة تعني عبد المطلب بن عبد مناف فكنت أول من سبق اليه فالتزمته وخبرت به أهلنا وهي أسن يومئذ من عبد المطلب وقد أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلمت وكانت أشد الناس على ولدها مخرمة يعني لكونه لم يسلم وبهذا السند عن أمها ان رقيقة وهي أم مخرمة بن نوفل حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن قريشا قد اجتمعت تريد بياتك الليلة قال المسور فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فراشه وبات عليه علي رقيقة الثقفية قال أبو عمر أسلمت حين خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى الطائف بعد موت أبي طالب وخديجة حديثها عند عبد ربه بن الحكم عن أميمة بنت رقيقة قلت أخرجه بن أبي عاصم من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد ربه ولفظه عن أمها قالت لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم يبتغي النصر بالطائف دخل علي فأخرجت له شرابا من سويق فقال يا رقيقة لا تعبد طاغيتهم ولا تصلي إليها قالت إذا يقتلوني قال فإذا صليت فوليها ظهرك ثم خرج من عندي رقية بقاف واحدة وبالتشديد بنت ثابت بن خالد من بني مالك بن النجار الأنصارية ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال بن سعد ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت رقية بنت زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخت أمانة ذكرها البلاذري وتقدم ذكرها في ترجمة زيد وأن أمها أم كلثوم بنت عتبة وذكر بن سعد من مسند خالد بن نمير قال لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فخمشت بنت زيد في وجهه فبكى حتى انتحب رقية بنت كعب الأسلمية روى سفيان بن حمزة عن أشياخه عنها قيل لها صحبة ذكرها أبو نصر بن ماكولا (8/82)
<83> رقية بنت سيد البشر صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية هي زوج عثمان بن عفان وأم ابنه عبد الله قال أبو عمر لا أعرف خلافا أن زينب أكبر بنات النبي صلى الله عليه وسلم واختلف في رقية وفاطمة وأم كلثوم والأكثر أنهن على هذا الترتيب ونقل أبو عمر عن الجرجاني أنه صح أن رقية أصغرهن وقيل كانت فاطمة أصغرهن وكانت رقية أولا عند عتبة بن أبي لهب فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبو لهب ابنه بطلاقها فتزوجها عثمان وقال بن هشام تزوج عثمان رقية وهاجر بها الى الحبشة فولدت له عبد الله هناك فكان يكنى به وقال أبو عمر قال قتادة لم تلد له قال وهو غلط لم يقله غيره ولعله أراد أختها أم كلثوم فإن عثمان تزوجها بعد رقية فماتت أيضا عنده ولم تلد له قاله بن شهاب والجمهور وسيأتي لتزويج رقية ذكر في ترجمة سعدي أم عثمان حماتها وقال بن سعد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها وتزوجها عتبه بن أبي لهب قبل النبوة فلما بعث قال أبو لهب رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها ولم يكن دخل بها فتزوجها عثمان فأسقطت منه سقطا ثم ولدت له بعد ذلك ولدا فسماه عبد الله وبه كان يكنى ونقره ديك فمات فلم تلد له بعد ذلك وأخرج بن سعد من طريق علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال لما ماتت رقية قال النبي صلى الله عليه وسلم ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون فبكت النساء على رقية فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم مهما يكن من العين ومن القلب فمن الله والرحمة مهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان فقعدت فاطمة على شفير القبر تبكي فجعل يمسح عن عينها بطرف ثوبه قال الواقدي هذا وهم ولعلها غيرها من بناته لأن الثبت أن رقية ماتت ببدر أو يحمل على أنه أتى قبرها بعد أن جاء من بدر وأخرج بن منده بسند واه عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت كنت أحمل الطعام الى أبي وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغار فاستأذنه عثمان في الهجرة فأذن له في الهجرة الى الحبشة فحملت الطعام فقال لي ما فعل عثمان ورقية قلت قد سارا فالتفت الى أبي بكر فقال والذي نفسي بيده إنه أول من هاجر بعد إبراهيم ولوط قلت وفي هذا السياق من النكارة أن هجرة عثمان الى الحبشة كانت حين هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا باطل إلا إن كان المراد بالغار غير الذي كانا فيه لما هاجرا الى المدينة والذي عليه أهل السير أن عثمان رجع مكة من الحبشة مع الى من رجع ثم هاجر بأهله الى المدينة ومرضت بالمدينة لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى بدر فتخلف عليها عثمان عن بدر فماتت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بوقعة بدر وقيل وصل لما دفنت وروى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال ما ماتت رقية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل القبر رجل قارف فلم يدخل عثمان قال أبو عمر هذا خطأ من حماد إنما كان ذلك في أم كلثوم وقد روى بن المبارك عن يونس عن الزهري قال تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية وكانت قد أصابها الحصبة فماتت وجاء زيد بشيرا بوقعة بدر قال وعثمان على قبر رقية ومن طريق قتادة عن النضر بن أنس عن أبيه خرج عثمان برقية الى الحبشة مهاجرا فاحتبس خبرهما فأتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فأخبرته أنها رأتهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم قبحهما الله إن عثمان أول من هاجر بأهله يعني من هذه الأمة وذكر السراج في (8/83)
<84> تاريخه من طريق هشام بن عروة عن أبيه قال تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا فقال يا أسامة ما هذا فنظروا فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء بشيرا بقتل المشركين يوم بدر رقية مولاة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرت حتى جعلها الحسين بن علي مقيمة عند قبر سيدتها فاطمة لأنه لم يكن بقي من يعرف القبر غيرها قاله عمر بن شبة في أخبار المدينة رملة بنت الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن زيد الأنصارية النجارية ذكرها بن حبيب في المبايعات وذكر بن إسحاق في السيرة النبوية أن بني قريظة لما حكم فيهم سعد بن معاذ حبسوا في دار رملة بنت الحارث امرأة من الأنصار من بني النجار قلت وتكرر ذكرها في السيرة وأما الواقدي فيقول رملة بنت الحدث بفتح الدال المهملة بغير ألف قبلها وقال بن سعد رملة بنت الحارث وهو الحارث بن ثعلبة بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار تكنى أم ثابت وأمها كبشة بنت ثابت بن النعمان بن حرام وزوجها معاذ بن الحارث بن رفاعة رملة بنت الخطات تأتي في فاطمة بنت الخطاب رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية زوج النبي صلى الله عليه وسلم تكنى أم حبيبة وهي بها أشهر من اسمها وقيل بل اسمها هند ورملة أصح أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما تزوجها حليفهم عبيد الله بالتصغير بن جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي من بني أسد بن خزيمة فأسلما ثم هاجرا الى الحبشة فولدت له حبيبة فبها كانت تكنى وقيل إنما ولدتها بمكة وهاجرت وهي حامل بها الى الحبشة وقيل ولدتها بالحبشة وتزوج حبيبة داود بن عروة بن مسعود ولما تنصر زوجها عبيد الله بن جحش وارتد عن الإسلام فارقها فأخرج بن سعد من طريق إسماعيل بن عمرو بن سعيد الأموي قال قالت أم حبيبة رأيت في المنام كأن زوجي عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة ففزعت فأصبحت فإذا به قد تنصر فأخبرته بالمنام فلم يحفل به وأكب على الخمر حتى مات فأتاني آت في نومي فقال يا أم المؤمنين ففزعت فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن فإذا هي جارية له يقال لها أبرهة فقالت إن الملك يقول لك وكلي من يزوجك فأرسلت الى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته فأعطيت أبرهة سوارين من فضة فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم قال أما بعد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الي أن أزوجه أم حبيبة فأجبت وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار ثم سكب الدنانير فخطب خالد فقال قد أجبت الى ما دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة وقبض الدنانير وعمل لهم النجاشي طعاما فأكلوا قالت أم حبيبة فلما وصل الي المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارا قالت فردتها علي وقالت إن الملك عزم على بذلك وردت على ما كنت أعطيتها أولا ثم جاءتني من الغد بعود وورس وعنبر وزباد كثير فقدمت به معي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى بن سعد أن ذلك كان سنة سبع وقيل كان (8/84)
<85> سنة ست والأول أشهر ومن طريق الزهري أن الرسول الى النجاشي بعث بها مع شرحبيل بن حسنة ومن طريق أخرى أن الرسول الى النجاشي بذلك كان عمرو بن أمية الضمري وحكى بن عبد البر أن الذي عقد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عليها عثمان بن عفان ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون قال لما بلغ أبا سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم نكح ابنته قال هو الفحل لا يقدع أنفه وذكر الزبير بن بكار بسند له عن إسماعيل بن عمرو بن أمية عن أم حبيبة نحو ما تقدم وقيل نزلت في ذلك عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة وهذا بعيد فإن ثبت فيكون العقد عليها كان قبل الهجرة الى المدينة أو يكون عثمان جدده بعد أن قدمت المدينة وعلى ذلك يحمل قول من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما تزوجها بعد أن قدمت المدينة روى ذلك عن قتادة قال وعمل لهم عثمان وليمة لحم وكذا حكى عن عقيل عن الزهري وفيما ذكر عن قتادة رد على دعوى بن حزم الإجماع على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما تزوج أم حبيبة وهي بالحبشة وقد تبعه على ذلك جماعة أخرهم أبو الحسن بن الأثير في أسد الغابة فقال لا اختلاف بين أهل السير في ذلك إلا ما وقع عند مسلم أن أبا سفيان لما أسلم طلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه إياها فأجابه الى ذلك وهو وهم من بعض الرواة وفي جزمه بكونه وهما نظر فقد أجاب بعض الأئمة باحتمال أن يكون أبو سفيان أراد تجديد العقد نعم لا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم دخل على أم حبيبة قبل إسلام أبي سفيان وقال بن سعد أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال قدم أبو سفيان المدينة فأراد أن يزيد في الهدنة فدخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته دونه فقال يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه قالت بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت امرؤ نجس مشرك فقال لقد أصابك بعدي شر أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون قال لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي صلى الله عليه وسلم ابنته قال ذلك الفحل لا يقدع أنفه روت أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وعن زينب بنت جحش أم المؤمنين روت عنها بنتها حبيبة وأخواها معاوية وعتبة وابن أخيها عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان وأبو سفيان بن سعيد بن المغيرة بن الأخنس الثقفي وهو بن أختها ومولياها سالم بن سوال وأبو الجراح وصفية بنت شيبة وزينب بنت أم سلمة وعروة بن الزبير وأبو صالح السمان وآخرون وأخرج بن سعد من طريق عوف بن الحارث عن عائشة قالت دعتني أم حبيبة عند موتها فقالت قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر فتحللينني من ذلك فحللتها واستغفرت لها فقالت لي سررتني سرك الله وأرسلت الى أم سلمة بمثل ذلك وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين جزم بذلك بن سعد وأبو عبيد وقال بن حبان وابن قانع سنة اثنتين وقال بن أبي خيثمة سنة تسع وخمسين وهو بعيد والله أعلم رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية قتل أبوها يوم بدر كافرا ذكرها أبو عمر فقال كانت من المهاجرات هاجرت مع زوجها عثمان بن عفان وفي ذلك تقول لها بنت عمها هند (8/85)
<86> بنت عتبة لحى الرحمن صائبة بوج ومكة عند أطراف الحجون تدين لمعشر قتلوا أباها أقتل أبيك جاءك باليقين قال أبو عمر في قول بن الأثير هاجرت مع زوجها عثمان إنما هاجر بزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولو لم يقل هاجرت مع زوجها عثمان لأمكن أن يقال هاجرت فتزوجها عثمان بعد ذلك قلت أظن قوله هاجرت مع زوجها عثمان أي إلى المدينة لا إلى الحبشة فلعل عثمان تزوجها في عمرة القضية وهاجرت معه حينئذ فأما قبل ذلك إلى الحبشة ثم إلى المدينة في أول الهجرة فلم تكن له زوجة إلا رقية فكأنه تزوجها بعد رقية أو بعد أم كلثوم ويحتمل أن يكون الصواب أن زوجها عثمان غير بن عفان ولعله عثمان بن أبي العاص الثقفي بقرينة قولها بوج ووج هي الطائف وعثمان بن أبي العاص من أهل الطائف بخلاف بن عفان ثم رأيت في طبقات بن سعد تزوجها عثمان بن عفان فولدت له عائشة وأم أبان وأم عمرو وقال أبو الزناد مولاها أسلمت وبايعت وأنشد الزبير من قول هند يعيب عليها إسلامها وعيرها بقتل أبيها يوم بدر فذكر البيتين قال وأمها أم شريك بنت وقدان بن عبد شمس بن عبد ود من بني عامر بن لؤي وكذا قال بن سعد لكن قال أم شريك رملة بنت عبد الله بن أبي بن سلول ذكرها بن حبيب في المبايعات رملة بنت أبي عوف بن صبرة بن سعيد بن سعد بن سهم زوج المطلب بن أزهر بن عوف الزهري ذكرها بن إسحاق في تسمية من أسلم من أهل مكة وهاجر إلى الحبشة قال وولدت للمطلب بن أزهر بن عوف الزهري هناك عبد الله بن المطلب قال ويقال إنه أول من ورث أباه في الإسلام وذكرها أبو عمر في ترجمة زوجها وقال بن سعد أسلمت بمكة قديما قبل دار الأرقم وبايعت وهاجرت رملة بنت الوقيعة بن حرام بن غفار بن مليل بلامين مصغر قال خاشمة بن خياط هي أم أبي ذر الغفاري سماها غير واحد وثبت ذكرها في قصة إسلام أبي ذر ولم تسم فيه وقيل إنها أم عمر بن عبسة السلمي أيضا رميثة بمثلثة مصغرة بنت عمرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف قال بن سعد أسلمت وبايعت وقال البخاري روى عنها القعقاع بن حكيم وقال أبو عمر هي جدة عاصم بن قتادة روى عنها قلت كذا قال والذي يظهر لي أنها غيرها وجدة عاصم هي التي بعدها وأما هي فلها حديث في ترجمة محمد بن محمد التمار من المعجم الأوسط رميثة الأنصارية جدة عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري التابعي المشهور أخرج الترمذي من طريق يوسف الماجشون عن أبيه عن عاصم بن عمر عن جدته رميثة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أشاء أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربه لفعلت يقول لسعد بن (8/86)
<87> معاذ يوم مات اهتز له عرش الرحمن وروى بن المنكدر عن بن رميثة عنها عن عائشة حديثا في صلاة الضحى الرميصاء أو الغميصاء لقب أم سليم والدة أنس وزوج أبي طلحة تأتي في ترجمتها مبسوطة في الكنى قال عبد العزيز بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريت أني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وقال بن سعد أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حميد عن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فسمعت مشية بين يدي فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان ومن طريق حماد عن ثابت عن أنس نحوه لكن قال الرميضاء أوردهما في ترجمة أم سليم الرميصاء أخرى قال أحمد في مسنده حدثنا هشيم حدثنا يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن العباس قال جاءت الرميصاء أو الغميصاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها وتزعم أنه لا يصل إليها فما كان إلا يسير حتى جاء زوجها فزعم أنها كاذبة ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لك ذلك حتى تذوقي عسيلة رجل آخر غيره روضة وصيفة كانت لامرأة من أهل المدينة أسلمت هي ومولاتها عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم هكذا ذكرها أبو عمر مختصرا وأخرج حديثهما بن منده من طريق عبد الجليل بن الحارث حدثتني ثبيتة بنت عميا قالت حدثتني روضة قالت كنت وصيفة لامرأة من أهل المدينة فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة قالت لي مولاتي يا روضة قومي على الباب فإذا مر هذا الرجل فأعلميني فقمت على باب الدار فإذا هو قد مر ومعه نفر من أصحابه فأخذت بطرف ردائه فبش في وجهي فقلت لمولاتي قد جاء هذا الرجل فخرجت مولاتي وكان زوجها في الدار فعرض عليهم الإسلام فأسلموا وأخرج النسائي في الكنى عن أبي صالح عبد الجليل بن الحارث بن عبد الله بن النضر حدثتني ثبيتة بنت الأسود حدثتني روضة به وفي رواية فتبسم في وجهي فأخذت بطرف ثوبه روضة أخرى كانت مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها محمد بن هارون الروياني في مسنده من طريق سفيان الثوري عن رجل عن كريب عن بن عباس قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم جارية اسمها روضة فذكر حديثا طويلا وذكرها بن سعد والبلاذري في موالي النبي صلى الله عليه وسلم روضة أخرى ذكرها الطبري في تفسير سورة النور عند قوله تعالى لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تسأنسوا وتسلموا على أهلها فأخرج من طريق هشيم أخبرنا منصور عن بن سيرين ويونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد الثقفي أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أألج فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأمة له يقال لها روضة قومي إلى هذا فعلميه فإنه لا يحسن يستأذن فقولي له يقول السلام عليكم أأدخل فسمعها الرجل فقالها فقال ادخل ريحانة بنت شمعون بن زيد وقيل زيد بن عمرو بن قنافة بالقاف أو خنافة بالخاء المعجمة (8/87)
<88> من بني النضير وقال بن إسحاق من بني عمر بن قريظة وقال بن سعد ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن شمعون بن زيد من بني النضير وكانت متزوجة رجلا من بين قريظة يقال له الحكم ثم روى ذلك عن الواقدي قال بن إسحاق في الكبرى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سباها فأبت إلا اليهودية فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة فبشره وعرض عليها أن يعتقها ويتزوجها ويضرب عليها الحجاب فقالت يا رسول الله بل تتركني في ملكك فهو أخف علي وعليك فتركها وماتت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة عشر وقيل لما رجع من حجة الوداع وأخرج بن سعد عن الواقدي بسند له عن عمر بن الحكم قال كانت ريحانة عند زوج لها يحبها وكانت ذات جمال فلما سبيت بنو قريظة عرضت السبي على النبي صلى الله عليه وسلم فعزلها ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت قيس حتى قتل الأسرى وفرق السبي فدخل إليها فأختبأت منه حياء قالت فدعاني فأجلسني بين يديه وخيرني فاخترت الله ورسوله فأعتقني وتزوج بي فلم تزل عنده حتى ماتت وكان يستكثر منها ويعطيها ما تسأله وماتت مرجعه من الحج ودفنها بالبقيع وقال بن سعد أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني صالح بن جعفر عن محمد بن كعب قال كانت ريحانة مما أفاء الله على رسوله وكانت جميلة وسيمة فلما قتل زوجها وقعت في السبي فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختارت الإسلام فأعتقها وتزوجها وضرب عليها الحجاب فغارت عليه غيرة شديدة فطلقها فشق عليها وأكثرت البكاء فراجعها فكانت عنده حتى ماتت قبل وفاته وأخرج من طريق الزهري أنه لما طلقها كانت في أهلها فقالت لا يراني أحد بعده قال الواقدي وهذا وهم فإنها توفيت عنده وذكر محمد بن الحسن في أخبار المدينة عن الدراوردي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في منزل من دار قيس بن قهد وكانت ريحانة القرظية زوج النبي صلى الله عليه وسلم تسكنه وقال أبو موسى ذكرها بن منده في ترجمة مارية ولم يفردها بترجمة وقيل اسمها ربيجة بالتصغير قلت بل أفردها فإنه قال ما هذا نصه بعد ذكره الأزواج الحرائر وسبي جويرية في غزوة المريسيع وهي ابنة الحارث بن أبي ضرار وسبي صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير وكانت مما أفاء الله عليه فقسم لهما واستسرى جاريته القبطية فولدت له إبراهيم واستسرى ريحانة من بني قريظة ثم أعتقها فلحقت بأهلها واحتجبت وهي عند أهلها وهذه فائدة جليلة أغفلها بن الأثير وأخرج بن سعد عن الواقدي من عدة طرق أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها وضرب عليها الحجاب ثم قال وهذا الأثر عند أهل العلم وسمعت من يروي أنه كان يطؤها بملك اليمين وأورد بن سعد من طريق أيوب بن بشر المعافري أنها خيرت فقالت يا رسول الله أكون في ملكك فهو أخف علي وعليك فكانت في ملكه يطؤها إلى أن ماتت ريطة بنت أبي أمية بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومية أخت أم سلمة كانت زوج صهيب بن سنان ذكرها البلاذري ريطة بنت الحارث التيمية هاجرت مع زوجها الحارث بن خالد التيمي إلى الحبشة فولدت (8/88)
<89> له تقدمت في رائطة ريطة بنت حبان تقدمت أيضا في رائطة وأن بن إسحاق ذكرها في المغازي في سبي هوازن قال أما علي فأعف صاحبته وعلمها شيئا من القرآن ريطة بنت أبي رهم القرشية التيمية يقال هو اسم أم مسطح ريطة بنت سفيان زوج قدامة بن مظعون تقدمت في رائطة ريطة بنت أبي طالب بن عبد المطلب أخت أم هانئ ذكرها بن سعد في ترجمة أمها فاطمة بنت أسد ويقال كانت تكنى أم طالب وتأتي في الكنى ريطة بنت عبد الله بن معاوية الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود ويقال اسمها رائطة ويقال بل اسمها زينب فرائطة لقب وقيل هما اثنتان روى حديثها بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن عبد الله الثقفي عن أخته رائطة وقيل عن عروة عن ريطة بغير واسطة ولفظه عند بن أبي عاصم عن رائطة امرأة عبد الله بن مسعود وأم ولده وكانت صناعا وليس لعبد الله بن مسعود مال وكانت تنفق عليه وعلى ولده الحديث وقد ورد نحو هذه القصة لزينب امرأة عبد الله وهي في الصحيح وستأتي ريطة بنت عبد الله بن الحارث بن المطلب المطلبية ذكرها بن سعد في ترجمة والدها وكان موته سنة اثنتين من الهجرة ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمية والدة عبد الله بن عمرو بن العاص أسلمت وبايعت لها ذكر وليست لها رواية قاله بن منده وذكر بن سعد من طريق أبي حبيبة مولى الزبير بسند فيه الواقدي أنها أسلمت يوم الفتح وبايعت ونسبه لعبد الله بن الزبير القسم الثاني ريطة بنت أبي جندب يأتي ذكرها في ترجمة أمها هند بنت أمامة القسم الثالث ريحانة بنت معد يكرب الزبيدية أخت عمرو بن معد يكرب الفارس المشهور لها إدراك وكان أخوها يتغزل فيها وهي المرادة بقوله في أول قصيدته المشهورة أمن ريحانة الداعي السميع يؤرقني وأصحابي هجوع وقيل بل كان يتغزل بأم دريد بن الصمة وهي ريحانة امرأة أخرى سباها الصمة الجشمي في الجاهلية وكان لها ذكر فولدت له دريد بن الصمة الفارس المشهور وماتت في الجاهلية وقتل ولدها دريد يوم حنين على المشهور وأما ريحانة أخت عمرو فإنها سبيت في الردة ففداها خالد بن سعيد بن العاصي وردها إلى (8/89)
<90> أخيها عمرو فأهدى له الصمصامة فلهذا صارت في بني أمية ذكر ذلك أبو الفرج الأصبهاني ريحانة أخرى لها إدراك روى عنها عامر بن عبد الله بن الزبير قال سعيد بن منصور حدثنا عبد العزيز بن محمد هو الدراوردي عن محمد بن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن ريحانة قالت جئت عمر فقلت أألج فقال لي إذا جئت فقولي السلام عليكم فإن قالوا وعليكم السلام فقولي أأدخل القسم الرابع رميثة بنت حكيم بايعت وأرسلت حديثا فذكرها بعضهم في الصحابة وذكرها أبو موسى في الذيل وقال روى الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب حديثا لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مرسل إنما هي تابعية تروي عن عائشة حرف الزاي المنقوطة القسم الأول زائدة مولاة عمر بن الخطاب وقع ذكرها في كتاب شرف المصطفى لأبي سعد النيسابوري وأورد حديثها أبو موسى في الذيل فسماها زيدة وكذا أوردها المستغفري فأخرجا من طريق الفضل بن يزيد بن الفضل عن بشر بن بكر عن الأوزاعي عن واصل زاد في رواية المستغفري مولى أبي عتبة عن أبي نجيح وأيضا في رواية المستغفري أم يحيى قالت قالت عائشة كنت قاعدة عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت زيدة جارية عمر بن الخطاب وكانت من المجتهدات في العبادة وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فقالت كنت عجنت لأهلي فخرجت لأحتطب فإذا برجل نقى الثياب طيب الريح كأن وجهه دارة القمر على فرس أغر محجل فقال هل أنت مبلغة عني ما أقول قلت نعم إن شاء الله قال إذا لقيت محمدا فقولي له إن الخضر يقرئك السلام ويقول لك ما فرحت بمبعث نبي ما فرحت بمبعثك لأن الله أعطاك الأمة المرحومة والدعوة المقبولة وأعطاك نهرا في الجنة الحديث ووقع في رواية أبي سعد أن اسمها زائدة وأن الذي لقيها رضوان خازن الجنة قال أبو موسى واصل مولى أبي عتبة لا سماع له عن أم يحيى وقال الذهبي في الذيل أظنه موضوعا قلت وهو كما ظن زجاء تقدمت في الراء المهملة زرينة تقدمت في الراء أيضا زغيبة تقدمت أيضا في الراء (8/90)
<91> زغيبة بنت زرارة الأنصارية أخت أسعد بن زرارة أمها سعاد بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وكانت من المبايعات زنيرة بكسر أولها وتشديد النون المكسورة بعدها تحتانية مثناة ساكنة الرومية ووقع في الاستيعاب زنبرة بنون وموحدة وزن عنبرة وتعقبه بن فتحون وحكى عن مغازي الأموي بزاي ونون مصغرة كانت من السابقات إلى الإسلام وممن يعذب في الله وكان أبو جهل يعذبها وهي مذكورة في السبعة الذين اشتراهم أبو بكر الصديق وأنقذهم من التعذيب وقد ذكروا في ترجمة أم عيسى وأخرج الواقدي من حديث حسان بن ثابت قال حججت والنبي صلى الله عليه وسلم يدعوا الناس إلى الإسلام وأصحابه يعذبون فوقفت على عمرو يعذب جارية بني عمرو بن المؤمل ثم يثب على زنيرة فيفعل بها ذلك وأخرج الفاكهي عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقري وابن منده من وجه آخر عن بن المقري عن بن عيينة عن سعد بن إبراهيم قال كانت زنيرة رومية فأسلمت فذهب بصرها فقال المشركون أعمتها اللات والعزى فقالت إني كفرت باللات والعزى فرد الله إليها بصرها وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من رواية زياد البكائي عن حميد عن أنس قال قالت لي أم هانئ بنت أبي طالب أعتق أبو بكر زنيرة فأصيب بصرها حين أعتقها فقالت قريش ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى فقالت كذبوا وبيت الله ما يغني اللات والعزى ولا ينفعان فرد الله إليها بصرها ذكر من اسمها زينب زينب بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشية الهاشمية هي أكبر بناته وأول من تزوج منهن ولدت قبل البعثة بمدة قيل إنها عشر سنين واختلف هل القاسم قبلها أو بعدها وتزوجها بن خالتها أبو العاص بن الربيع العبشمي وأمه هالة بنت خويلد أخرج بن سعد بسند صحيح عن الشعبي قال هاجرت زينب مع أبيها وأبى زوجها أبو العاص أن يسلم فلم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما وعن الواقدي بسند له عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أن أبا العاص شهد مع المشركين بدرا فأسر فقدم أخوه عمرو في فدائه وأرسلت معه زينب قلادة من جزع كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفها ورق لها وذكر خديجة فترحم عليها وكلم الناس فأطلقوه ورد عليها القلادة وأخذ على أبي العاص أن يخلي سبيلها ففعل قال الواقدي هذا أثبت عندنا ويتأيد هذا بما ذكر بن إسحاق عن يزيد بن رومان قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فنادت زينب إني أجرت أبا العاص بن الربيع فقال بعد أن انصرف هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال والذي نفس محمد بيده ما علمت شيئا مما كان حتى سمعت وإنه يجير على المسلمين أدناهم وذكر الواقدي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي قال خرج أبو العاص في عير لقريش فبعث النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب فلقوا العير بناحية العيص في جمادي الأولى (8/91)
<92> سنة ست فأخذوا ما فيها وأسروا ناسا منهم أبو العاص فدخل على زينب فأجارته فذكر نحو هذه القصة وزاد وقد أجرنا من أجارت فسألته زينب أن يرد عليه ما أخذ عنه ففعل وأمرها ألا يقربها ومضى أبو العاص إلى مكة فأدى الحقوق لأهلها ورجع فأسلم في المحرم سنة سبع فرد عليه زينب بالنكاح الأول ومن طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن زينب توفيت في أول سنة ثمان من الهجرة وأخرج مسلم في الصحيح من طريق أبي معاوية عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا واجعلن في الآخرة كافورا الحديث وهو في الصحيحين من طريق أخرى بدون تسمية زينب وسيأتي في أم كلثوم أن أم عطية حضرت غسلها أيضا وكانت زينب ولدت من أبي العاص عليا مات وقد ناهز الاحتلام ومات في حياته وأمامة عاشت حتى تزوجها علي بعد فاطمة وقد تقدم ذكرها في الهمزة وقد مضى لها ذكر في ترجمة زوجها أبي العاص بن الربيع وكانت وفاته بعدها بقليل زينب بنت أصرم بن الحارث بن السباق بن عبد الدار القرشية العبدرية كانت زوج زهير بن أبي أمية أخي أم سلمة أم المؤمنين فولدت له معبدا وعبد الله ذكر ذلك الزبير بن بكار زينب بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة الأنصارية تقدم نسبها في ترجمة ولدها ذكرها أبو موسى في الذيل وسيأتي ذكرها في ترجمة زينب بنت جابر في القسم الثالث زينب بنت ثابت بن قيس بن شماس الأنصارية تقدم نسبها في ترجمة والدها ذكرها بن حبيب فيمن بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش الأسدية أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد الله وأمها أمية عمة النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث وقيل سنة خمس ونزلت بسببها آية الحجاب وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة وفيها نزلت فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها وكان زيد يدعى بن محمد فلما نزلت ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم امرأته بعده انتفى ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من أن الذي يتبنى غيره يصير ابنه بحيث يتوارثان إلى غير ذلك وقد وصفت عائشة زينب بالوصف الجميل في قصة الإفك وأن الله عصمها بالورع قالت وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بأنها بنت عمته وبأن الله زوجها له وهن زوجهن أولياؤهن وفي خبر تزويجها عند بن سعد من طريق الواقدي بسند مرسل فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث عند عائشة إذ أخذته غشية فسرى عنه وهو يتبسم ويقول من يذهب إلى زينب يبشرها وتلا وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله الآية قالت عائشة فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها وأخرى هي أعظم وأشرف ما صنع لها زوجها الله من السماء وقلت هي تفخر علينا بهذا وبسند ضعيف عن بن عباس لما أخبرت زينب بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم لها سجدت ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون قالت زينب يا رسول الله إني والله (8/92)
<93> ما أنا كإحدى نسائك ليست امرأة من نسائك إلا زوجها أبوها أو أخوها أو أهلها غيري زوجنيك الله من السماء ومن حديث أم سلمة بسند موصول فيه الواقدي أنها ذكرت زينب فترحمت عليها وذكرت ما كان يكون بينها وبين عائشة فذكرت نحو هذا قالت أم سلمة وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم معجبة وكان يستكثر منها وكانت صالحة صوامة قوامة صناعا تصدق بذلك كله على المساكين وذكر أبو عمر كان اسمها برة فلما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها زينب روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنها بن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش وأم حبيبة بنت أبي سفيان وزينب بنت أبي سلمة ولهم صحبة وكلثوم بنت المصطلق ومذكور مولاها وغيرهم قال الواقدي ماتت سنة عشرين وأخرج الطبراني من طريق الشعبي أن عبد الرحمن بن أبزى أخبره أنه صلى مع عمر على زينب بنت جحش وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم ماتت بعده وفي الصحيحين واللفظ لمسلم من طريق عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا قال فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا قالت وكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق ومن طريق يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة نحو المرفوع قالت عائشة فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش وكانت امرأة قصيرة ولم تكن بأطولنا فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد طول اليد بالصدقة وكانت زينب امرأة صناع اليدين فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله وروينا في القطعيات من طريق شهر بن حوشب عن عبد الله بن شداد عن ميمونة بنت الحارث قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ما أفاء الله عليه في رهط من المهاجرين فتكلمت زينب بنت جحش فانتهرها عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خل عنها يا عمر فإنها أواهة وأخرج بن سعد بسند فيه الواقدي عن القاسم بن محمد قال قالت زينب حين حضرتها الوفاة إني قد أعددت كفني وإن عمر سيبعث إلي بكفن فتصدقوا بأحدهما وإن استطعتم أن تتصدقوا بحقوي فافعلوا ومن وجه آخر عن عمرة قالت بعث عمر بخمسة أثواب يتخيرها ثوبا ثوبا من الحراني فكفنت منها وتصدقت عنها أختها حمنة بكفنها الذي كانت أعدته قالت عمرة فسمعت عائشة تقول لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل وأخرج بسند فيه الواقدي عن محمد بن كعب كان عطاء زينب بنت جحش اثنى عشر ألفا لم تأخذه إلا عاما واحدا فجعلت تقول اللهم لا يدركني هذا المال من قابل فإنه فتنة ثم قسمته في أهل رحمها وفي أهل الحاجة فبلغ عمر فقال هذه امرأة يراد بها خير فوقف عليها وأرسل بسلام وقال بلغني ما فرقت فأرسل بألف درهم تستبقيها فسلكت به ذلك المسلك وتقدم في ترجمة برة بنت رافع في القسم الرابع من حرف الباء الموحدة نحو هذه القصة مطولا قال الواقدي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت خمس وثلاثين سنة وماتت سنة عشرين وهي بنت خمسين ونقل عن عمر بن عثمان الحجبي أنها عاشت ثلاثا وخمسين زينب بنت جحش زعم يونس بن مغيث في شرحه على الموطأ أنه اسم حمنة بنت جحش (8/93)
<94> وأن حمنة لقب وكذا زعم أنه اسم أم حبيبة أو أم حبيب قال وكان اسم كل من بنات جحش زينب زينب بنت الحارث بن سلام الإسرائيلية ذكر معمر في جامعه عن الزهري أنها اليهودية التي كانت دست الشاة المسمومة للنبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت فتركها النبي صلى الله عليه وسلم انتهى وقال غيره إنه قتلها وقيل إنما قتلها قصاصا لبشر بن البراء لأنه كان أكل معه من الشاة فمات بعد حول زينب بنت الحارث بن عامر بن نوفل القرشية أخت عقبة بن الحارث الصحابي المشهور وقع في الأطراف أنها التي استعار منها خبيب بن عدي الموسى لما كان في أسر قريش والقصة عند البخاري بلفظ فاستعار من بنت الحارث زينب بنت أبي حازم ذكرها بن الفرضي كذا في التجريد زينب بنت الحباب بن الحارث بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصارية من بني مازن ذكرها بن حبيب فيمن بايعن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال بن سعد وزاد تزوجها قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة فولدت له سعيدا زينب بنت حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي والدة عبد الله بن هشام ثبت ذكرها في الصحيح وفي مسند أحمد وغيره من طريق سعيد بن أيوب عن أبي عقيل زهرة بن معبد عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذهبت به أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير فمسح رأسه ودعا له ووقع عند بن منده أنها جدة عبد الله بن هشام وتعقبه بن الأثير وقال هي أم عبد الله بن هشام زينب بنت حنظلة بن قسامة بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طي قال أبو عمر كانت قدمت هي وأبوها وعمتها الجرباء بنت قسامة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوج زينب أسامة بن زيد ثم طلقها فلما حلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتزوج زينب بنت حنظلة وأنا صهره قلت ذكر ذلك الزبير بن بكار في كتاب النسب وفي طريف بن مالك يقول امرؤ القيس الشاعر المشهور وقد نزل به لعمري لنعم المرء يعشو لضوئه طريف بن مال ليلة الريح والخصر زينب بنت خباب بن الأرت التميمية تقدم نسبها في ترجمة والدها في الخاء المعجمة ذكرها المستغفري فقال سماها البخاري فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأسند من طريق الأعمش عن أبي إسحاق وهو السبيعي عن عبد الرحمن القابسي عن زينب بنت خباب قالت خرج خباب في سرية فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهدنا حتى يحلب عنزا لنا في جفنة لنا زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت يقال لها أم المساكين لأنها كانت تطعمهم وتتصدق عليهم وكانت تحت عبد الله بن جحش فاستشهد بأحد فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم (8/94)
<95> وقيل كانت تحت الطفيل بن الحارث بن المطلب ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث وكانت أخت ميمونة بنت الحارث لأمها وكان دخوله صلى الله عليه وسلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة وماتت قال بن الأثير ذكر ذلك بن منده في ترجمتها حديث أولكن لحاقا بي أطولكن يدا الحديث وقد تقدم في ترجمة زينب بنت جحش وهو بها أليق لأن المراد بلحوقهن به موتهن بعده وهذه ماتت في حياته وهو تعقب قوي وقال بن الكلبي كانت عند الطفيل بن الحارث فطلقها فخلف عليها أخوه فقتل عنها ببدر فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع قلت ذكر بن سعد في ترجمة أم سلمة بسند منقطع عنها في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم لها قال قالت فتزوجني فنقلني إلى بيت زينب بنت خزيمة أم المساكين بعد أن ماتت وذكر الواقدي أن عمرها كان ثلاثين سنة وأخرج بن سعد في ترجمتها عن إسماعيل بن أبي أويس عن عبد العزيز بن محمد عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن الهلالية التي كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت لها خادم سوداء فقالت يا رسول الله أردت أن أعتق هذه فقال لها ألا تفدين بها بني أخيك أو بني أختك من رعاية الغنم قلت وهذا خطأ فإن صاحب هذه القصة هي ميمونة بنت الحارث وهي هلالية وفي الصحيح نحو هذا من حديثها وقد ذكر بن سعد نحوه في ترجمة ميمونة من وجه آخر زينب بنت خناس بضم المعجمة وتخفيف النون ثم مهملة ذكرها بن إسحاق فيمن أعطى النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه من سبي هوازن وأنه أعطاها لعثمان فلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم برد السبي ردها عثمان إلى أهلها فرجعت إلى زوجها قال بن إسحاق فحدثني أبو وجزة أن بن عمها وهو زوجها قدم بها المدينة في أيام عمر فلقيها عثمان فلما رأى زوجها قال لها ويحك هذا كان أحب إليك مني قالت نعم زوجي وابن عمي زينب بنت أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت رأيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتت بابنيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شكواه التي توفى فيها فقلت يا رسول الله هذان ابناك فورثهما فقال أما حسن فإن له هيبتي وسوددي وأما حسين فإن له جودي وجرأتي أخرجه بن منده من رواية إبراهيم بن حمزة الزبيري عن إبراهيم بن حسن بن علي الرافعي عن أبيه عن جدته زينب وإبراهيم ضعيف وأخرجه أبو نعيم من طريق يعقوب بن حميد عن إبراهيم الرافعي وقال في رواية حدثتني بنت أبي رافع عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أتت قال وهذا هو الصواب قلت الزبيري أحفظ من بن حميد وإن كانت زينب أدركت فاطمة حتى سمعت منها فقد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم لأن فاطمة لم تبق بعده إلا قليلا زينب بنت زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخت أسامة أخرج البلاذري من طريق حماد بن زيد عن خالد بن سلمة قال لما أصيب زيد بن حارثة أتى النبي صلى الله عليه وسلم داره فجهشت زينب بنت زيد في وجهه بالبكاء فبكى (8/95)
<96> زينب بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموية أخت أم المؤمنين أم حبيبة كانت زوج عروة بن مسعود الثقفي قال بن منده روى عنها علقمة بن عبد الله ثم ساق من طريق النضر بن محمد المروزي عن أبي إسحاق سليمان الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي عن عروة بن مسعود الثقفي أنه أسلم وعنده نسوة منهن أربع من قريش فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يختار منهن أربعا وكان من الأربع اللاتي اختار زينب بنت أبي سفيان القرشية وأخرجه أبو نعيم من طريق ورقاء عن سليمان ولفظه قال أسلمت وتحتي عشر نسوة أربع من قريش إحداهن بنت أبي سفيان الحديث قال رواه يحيى بن العلاء عن الشيباني مثله ولم يسمها أيضا زينب بنت أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن عمرو بن مخزوم المخزومية ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمها أم سلمة بنت أبي أمية يقال ولدت بأرض الحبشة وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم أمها وهي ترضعها وفي مسند البزار ما يدل على أن أم سلمة وضعتها بعد قتل أبي سلمة فخلت فخطبها النبي صلى الله عليه وسلم فتزوجها وكانت ترضع زينب وقصتها في ذلك مطولة وكان اسمها برة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم أسنده بن أبي خيثمة من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عنها وذكر مثله في زينب بنت جحش وأصله في مسلم في حق زينب هذه وفي حق جويرية بنت الحارث وقد حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وروت عنه وعن أزواجه أمها وعائشة وأم حبيبة وغيرهن روى عنها ابنها أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة ومحمد بن عطاء وعراك بن مالك وحميد بن نافع وعروة بن الزبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن وزين العابدين على بن الحسين وآخرون قال بن سعد كانت أسماء بنت أبي بكر أرضعتها فكانت أخت أولاد الزبير وقال بكر بن عبد الله المزني أخبرني أبو رافع يعني الصائغ قال كنت إذا ذكرت امرأة فقيهة بالمدينة ذكرت زينب بنت أبي سلمة وقال سليمان التيمي عن أبي رافع غضبت على امرأتي فقالت زينب بنت أبي سلمة وهي يومئذ أفقه امرأة بالمدينة فذكر قصة وذكرها العجلي في ثقات التابعين كأنه كان يشترط للصحبة البلوغ وأظن أنها لم تحفظ وروينا في القطعيات من طريق عطاف بن خالد عن أمه عن زينب بنت أبي سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يغتسل تقول أمي ادخلي عليه فإذا دخلت نضح في وجهي من الماء ويقول ارجعي قالت فرأيت زينب وهي عجوز كبيرة ما نقص من وجهها شيء وفي رواية ذكرها أبو عمر فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت وعمرت وذكرها بن سعد فيمن لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا وروى عن أزواجه زينب بنت سويد بن الصامت الأنصارية تقدم نسبها في ترجمة والدها كانت زوج سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة فولدت له عاتكة ذكرها الزبير بن بكار في نسبة قريش زينب بنت سهل بن مصعب بن قيس الأنصارية الخزرجية ثم من بني الحبلى ذكرها بن حبيب في المبايعات زينب بنت صيفي بن صخر بن خنساء الأنصارية بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن حبيب (8/96)
<97> زينب بنت عامر وقيل بنت عبد الكنانية هي أم رومان تأتي في الكنى زينب بنت عبد الله بن أبي بن سلول كانت زوج ثابت بن قيس بن شماس فاختلعت منه كذا وقع في السنن للدارقطني وقد تقدم في حرف الجيم أن اسمها جميلة زينب بنت عبد الله وقيل بنت معاوية امرأة عبد الله بن مسعود تأتي ويقال بنت أبي معاوية وبه حزم بن السكن قال بن فتحون لعل اسمه عبد الله وكنيته أبو معاوية وحكى أبو عمر أيضا في اسمها ريطة كما تقدم زينب بنت عثمان بن مظعون الجمحية قال خطبها بن عمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخطبها المغيرة فمال عمها قدامة لابن عمر لأنه بن أخت زينب بنت مظعون ومالت أم زينب بنت عثمان للمغيرة في قصة مذكورة قلت ذكر ذلك بن سعد عن إسماعيل بن أبي أويس عن عبد العزيز بن المطلب عن عمر بن حسين عن نافع قال تزوج بن عمر زينب بنت عثمان بن مظعون بعد وفاة أبيها زوجه إياها عمها قدامة فأرغبهم المغيرة بن شعبة في الصداق فقالت أم الجارية للجارية لا تجيزي وأعلمت ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأمها فرد نكاحها فنكحها المغيرة بن شعبة زينب بنت العوام بن خويلد بن أسد القرشية الأسدية أخت الزبير بن العوام قال الزبير بن بكار هي أم خالد ويحيى وشيبة وعبد الله وفاختة بنت حكيم بن حرام أسلمت وبقيت إلى أن قتل ابنها عبد الله بن حكيم بن حرام يوم الجمل فرثته وذكرت أخاها بأبيات منها قتلتم حواري النبي وصهره وصاحبه فاستبشروا بجحيم وقد هدني قتل بن عفان قبله وجادت عليه عبرتي بسجوم أعيني جودا بالدموع وأفرغا على رجل طلق اليدين كريم وقد كان عبد الله يدعى بحارث وذي خلة منا وحمل يتيم فكيف بنا أم كيف بالدين بعدما أصيب بن أروى وابن أم حكيم زينب بنت قيس بن شماس الأنصارية مضى نسبها في ترجمة أخيها ثابت بن قيس بن الخطيم قال بن سعد أسلمت وبايعت وأمها خولة بنت عمرو بن قيس الخزرجية وتزوجت خبيب بن يساف فولدت له أنيسة زينب بنت قيس بن مخرمة بن عبد مناف القرشية المطلبية أخرج الطبراني وابن منده من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أبيه قال كاتبتني زينب بنت قيس بن مخرمة بعشرة آلاف فتركت لي ألفا وكانت زينب قد صلت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت كعب بن عجرة صحابية تزوجها أبو سعيد الخدري كذا في التجريد من زياداته وكان سلفه فيه أبو إسحاق بن الأمين فإنه ذكرها في ذيله على الاستيعاب وكذا ذكرها بن فتحون وذكرها غيرهما في التابعين وروايتها عن زوجها أبي سعيد وأخته الفريعة في السنن الأربعة ومسند أحمد روى عنها ابنا أخويها سعد بن إسحاق وسليمان بن محمد ابنا كعب بن عجرة وذكرها بن (8/97)
<98> حبان في الثقات زينب بنت كلثوم الحميرية ذكرت في ترجمة عكاف وقيل كريمة وستأتي زينب بنت مالك بن سنان الخدرية أخت أبي سعيد تقدم نسبها في والدها ذكرها أبو موسى في الذيل وقال روى أبو ضمرة عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب عن أبي سعيد وأخته زينب عن النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المرض قال ورواه يحيى بن سعيد القطان عن سعد بن إسحاق فلم يذكر مع أبي سعيد أحدا زينب بنت مصعب بن عمير العبدرية تقدم نسبها عند والدها ذكرها بن الأثير فقال استشهد أبوها بأحد فيكون لها صحبة وهو استنباط صحيح فإنها عاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرا وذكر الزبير بن بكار أن أباها لم يعقب إلا منها وأمها حمنة بنت جحش تزوجها طلحة بعد مصعب وتزوج زينب عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي بن أخي أم سلمة فولدت له زينب بنت مظعون بن حبيب الجمحية تقدم نسبها عند ذكر أخويها عثمان وقدامة قال أبو عمر هي زوجة عمر بن الخطاب ووالدة ولديه عبد الله وحفصة ذكر الزبير أنها كانت من المهاجرات وأخشى أن يكون وهما لأنه قد قيل إنها ماتت بمكة قبل الهجرة قلت بل الوهم ممن قال ذلك فقد ثبت عن عمر أنه قال في حق ولده عبد الله هاجر به أبواه أخرجه البخاري من طريق نافع عن بن عمر عن عمر لما فضل أسامة على عبد الله بن عمر في القسم وقد تعقب بن فتحون كلام أبي عمر بهذا وذكرها أبو موسى في الذيل بهذا الخبر زينب بنت معاوية وقيل بنت أبي معاوية وبهذا الأخير جزم أبو عمر ثم نسبها فقال بنت معاوية بن عتاب بن الأسعد بن عامرة بن حطيط بن جشم بن ثقيف وهي ابنة أبي معاوية الثقفية روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زوجها بن مسعود وعن عمر روى عنها ابنها أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود وابن أخيها ولم يسم عمرو بن الحارث بن أبي ضرار وبسر بن سعيد وعبيد بن السباق وغيرهم فرق غير واحد بينها وبين رائطة المقدم ذكرها أخرج حديثها في الصحيحين واللفظ لمسلم من طريق الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عمرو بن الحارث عن زينب امرأة عبد الله قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن قالت فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار حاجتها كحاجتي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة فخرج علينا بلال فقلنا أين رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزي الصدقة عنهما على أزواجهما وأيتام في حجورهما ولا تخبره من نحن فدخل بلال فسأله فقال من هما قال امرأة من الأنصار وزينب قال أي الزيانب قال امرأة عبد الله فقال لهما أجران أجره القرابة وأجر الصدقة وقال أبو عمر روى علقمة عن عبد الله أن زينب الأنصارية امرأة أبي مسعود وزينب الثقفية امرأة بن مسعود أتتا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسألانه النفقة على أزواجهما الحديث وقال بسر بن سعيد أخبرتني زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها إذا خرجت إلى العشاء الآخرة فلا (8/98)
<99> تمسي طيبا أخرجه بن سعد زينب الأنصارية امرأة أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري تقدم ذكرها في زينب بنت معاوية زينب الأسدية مكية حديثها عند مجاهد عنها أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أبي مات وترك جارية فولدت له غلاما وإنا كنا نتهمها فقال إئتوني به فأتوه به فنظر إليه فقال أما الميراث فله وأما أنت فاحتجبي منه هكذا ذكرها أبو عمر بغير مستند وقد أسنده الطبراني من طريق عنبسة بن سعيد عن زكريا بن خالد عن أبي الزبير عن مجاهد عن زينب الأسدية أنها قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن أبي مات الحديث زينب الأنصارية غير منسوبة جاء أنها كانت تغني بالمدينة فأخرج بن طاهر في كتاب الصفوة من طريق المحاملي حدثنا الزبير بن خالد حدثنا صفوان بن هبيرة عن بن جريج أخبرني أبو الأصبع أن جميلة أخبرته أنها سألت جابر بن عبد الله عن الغناء فقال نكح بعض الأنصار بعض أهل عائشة فأهدتها إلى قباء فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت عروسك قالت نعم قالت فأرسلت معها بغناء فإن الأنصار يحبونه قالت لا قال فأدركيها بزينب امرأة كانت تغني بالمدينة زينب التميمية حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كره أن يفضل الذكور على البنات في العطية ذكرها أبو عمر مختصرا زينب الطائية ذكرها بن فتحون في ذيل الاستيعاب مختصرا زينب غير منسوبة كانت تخدم أم سليم امرأة أبي طلحة جاء عنها حديث في المعجزات أخرجه الطبراني من طريق محمد بن زياد البرجمي حدثنا أبو طلال عن أنس عن أمه قالت كانت لي شاة فجعلت من سمنها في عكة فبعث بها مع زينب فقلت يا زينب أبلغني هذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبلغته فقال أفرغوا لها عكتها ففرغت فجاءت فعلقت العكة فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر سمنا فقالت يا زينب ألست أمرتك أن تبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتدم بها قالت قد فعلت فإن لم تصدقيني فتعالي معي فذهبت معها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال قد جاءت بها فقلت والذي بعثك بالهدى ودين الحق إنها ممتلئة سمنا يقطر فقال أتعجبين يا أم سليم إن الله أطعمك قلت وسيأتي شبيه بهذه القصة في ترجمة أم مالك الأنصارية وفي حفظي أن قوله زينب تصحيف وإنما هي ربيبة بمهملة وموحدتين الأولى مكسورة بينهما تحتانية وآخره هاء تأنيث فليحرر هذا إن شاء الله تعالى القسم الثاني زينب بنت الحارث بن خالد التميمية هاجرت هي وأختاها عائشة وفاطمة وأمهم رائطة (8/99)
<100> بنت الحارث بن جبيلة فلما رجعوا من الحبشة هلكت زينب وأخواها موسى وعائشة من ماء شربوه في الطريق ولم يبق من ولد رائطة إلا فاطمة ذكر ذلك بن إسحاق وقيل إن رائطة هاجرت بزينب زينب بنت أبي رافع تقدمت في القسم الأول زينب بنت الزبير بن العوام بن خويلد الأسدية أمها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكان تزويج الزبير لأمها بعد الهجرة وتفارقا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ولدت قال بن سعد أخبرنا يزيد بن هارون عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال كانت أم كلثوم بنت عقبة تحت الزبير وكان فيه شدة على النساء وكانت له كارهة فكانت تسأله الطلاق فيأبى عليها حتى ضربها الطلق وهو لا يعلم فألحت عليه وهو يتوضأ للصلاة فطلقها تطليقة ثم خرجت فوضعت فأدركه إنسان من أهلها فأخبره أنها قد وضعت فقال خدعتني خدعها الله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال قد سبق فيها كتاب الله فاخطبها فقال لا ترجع أبدا وقد تقدم في ترجمة أم كلثوم أن بن إسحاق سمى بنتها من الزبير زينب زينب بنت على بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمية سبطة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمها فاطمة الزهراء قال بن الأثير إنها ولدت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عاقلة لبيبة جزلة زوجها أبوها بن أخيه عبد الله بن جعفر فولدت له أولادا وكانت مع أخيها لما قتل فحملت إلى دمشق وحضرت عند يزيد بن معاوية وكلامها ليزيد بن معاوية حين طلب الشامي أختها فاطمة مشهور يدل على عقل وقوة جنان زينب بنت عمر بن الخطاب القرشية قال الزبير بن بكار في كتاب النسب أمها فكيهة أم ولد وهي أخت عبد الرحمن بن عمر الأصغر والد المختار القسم الثالث زرعة بنت محرش بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الراء بعدها معجمة وأبوها أحد ملوك حمير الأربعة الذين كانوا أسلموا ثم ارتدوا فقتلوا على الكفر لما قاتل الصحابة أهل الردة فتزوج عبد الله بن عباس بعد ذلك زرعة هذه فولدت له عليا والد الخلفاء وإخوته العباس والفضل ومحمد وعبد الرحمن ولبابة زينب بنت جابر الأحمسية ذكرها أبو موسى في الذيل وقال كانت في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وحديثها عن أبي بكر الصديق روى عنها عبد الله بن جابر الأحمسي وهي عمته كذا قال أبو عبد الله يعني بن منده في التاريخ وقيل هي بنت المهاجر بن جابر ويشبه أن تكون بنت نبيط بن جابر امرأة أنس بن مالك لأنها من أحمس فيما قيل أنتهي كلامه وتعقبه بن الأثير بأن بن منده ذكرها في المعرفة فقال زينب بنت جابر الأحمسية وروى لها حديث محمد بن عمارة عن زينب بنت نبيط بن جابر فليس لاستدراكه وجه قلت بل له وجه وجيه وذلك أن الجزم بان زينب بنت جابر (8/100)
<101> الأحمسية هي زينب بنت نبيط بن جابر ليس بجيد والذي يظهر أنهما اثنتان أما زينب بنت جابر الأحمسية التي روت عن أبي بكر الصديق فهي من المخضرمات وليست لها رواية مرفوعة وأما زينب بنت نبيط بن جابر فهي من المبايعات وليست أحمسية بل أنصارية خزرجية تقدم ذكر أبيها في حرف النون وتزوج أنس بن مالك زينب بنت أسعد بن زرارة فولدت له زينب هذه فما أتى الوهم إلا من وصف بن منده لها بأنها أحمسية وقد نسبها بن سعد فقال في طبقات التابعيات اللاتي روين عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ونحوهن زينب بنت نبيط بن جابر بن مالك بن عدي بن زيد بن مناة بن ثعلبة بن عمرو بن مالك بن النجار زوج أنس بن مالك ثم ساق الخبر عن عبد الله بن إدريس بسنده الآتي وقد ذكرها بعضهم في الصحابة فقال أبو علي بن السكن زينب بنت نبيط بن جابر الأنصارية امرأة أنس بن مالك روى عنها حديث مرسل ويقال إنها أدركت زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تحفظ عنه شيئا انتهى وحديثها الذي رواه عنها محمد بن عمارة يدل على أنها ولدت بعد النبي صلى الله عليه وسلم فإن أمها كانت تحت حجر النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بها وبإخوتها أبوهم أبو أمامة أسعد بن زرارة وقد ساق ذلك بن السكن من طريق أبي كريب عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمارة عن زينب بنت نبيط بن جابر امرأة أنس بن مالك قالت أوصى أبو أمامة أسعد بن زرارة بأمي وخالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عليه حلى من ذهب ولؤلؤ يقال له الرعاث فحلاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الرعاث قالت زينب فأدركت بعض ذلك الحلى عند أهلي قلت وقد ذكرها أبو عمر فاختصر كلام بن السكن فأجحف جدا فقال زينب بنت نبيط بن جابر الأنصارية مدنية روى عنها حديث واحد وقيل إنه مرسل وفيه نظر انتهى وأخرج بن منده الحديث من وجه آخر عن بن إدريس مختصرا ولفظه أوصى أبو أمامة بأمي وخالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه حلي من ذهب ولؤلؤ يقال له الرعاث قالت فحلاني من الرعاث كذا أورده وهو وهم والصواب ما تقدم وهو فحلاهن وأورده بن منده أيضا من طريق عبد الله بن جعفر عن محمد بن عمارة فقال عن زينب بنت نبيط عن أمها قالت كنت أنا وأختان لي في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يحلينا من الذهب والفضة انتهى وهذا يبين قول بن السكن إن الرواية التي ذكرها مرسلة وإن الحديث عنها إنما هو عن أمها وبه يصح اللفظ الذي أورده بن منده وينتفي عنه الوهم وهو قولها فحلاني فكأنه سقط من روايتها قولها قالت أمي فحلاني وقال أبو نعيم بعد أن أخرجه من طريق يحيى الحماني عن عبد الله بن إدريس نحو رواية أبي كريب رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي إدريس مثله ورواه محمد بن عمرو بن علقمة عن محمد بن عمارة عن زينب بنت نبيط قالت حدثتني أمي وخالتي أن النبي صلى الله عليه وسلم حلاهن رعاثا من ذهب وأمها حبيبة وخالتها كبشة وأبوهما أبو أمامة أسعد بن زرارة وأمهما الفريعة فقد تحرر من هذا كله أن قول بن منده إن زينب بن نبيط أحمسية وهم بل هي أنصارية وإنها لا صحبة لها ولا رؤية وإنما تروى عن أمها وأن قول أبي موسى في الأحمسية ويشبه أن تكون هي بنت نبيط بن جابر خطأ وسببه جزم بن منده بأنها أحمسية وسأذكر بقية ترجمة زينب بنت نبيط في القسم الرابع (8/101)
<102> إن شاء الله تعالى وأما الأحمسية فحديثها عند البخاري من طريق قيس بن أبي حازم قال دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب فرآها لا تتكلم فذكرها مختصرة ولم يسم أباها وأورد الخطيب من طريق كريم بن الحارث عن سلمى بنت جابر الأحمسية قالت استشهد زوجي فأتيت بن مسعود فذكرت لها معه قصة فقالوا له ما رأيناك فعلت بامرأة ما فعلت بهذه فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول أمتي لحوقا بي امرأة من أحمس انتهى فما أدري هل هي هذه اختلف في اسمها أو أخرى وترجم لها بن سعد زينب بنت المهاجر الأحمسية وأورد لها عن أبي أسامة عن مجالد عن عبد الله بن جابر الأحمسي عن عمته زينب بنت المهاجر قالت خرجت حاجة ومعي امرأة فضربت على فسطاطا ونذرت ألا أتكلم فجاء رجل فوقف على باب الخيمة فقال السلام عليكم فردت عليه صاحبتي فقال ما شأن صاحبتك لم ترد علي قالت إنها مصمتة إنها نذرت ألا تتكلم فقال تكلمي إنما هذا من فعل الجاهلية فقالت فقلت من أنت يرحمك الله قال امرؤ من المهاجرين فقلت من أي المهاجرين قال من قريش قلت من أي قريش قال إنك لسئول أنا أبو بكر قلت يا خليفة رسول الله إنا كنا حديثي عهد بجاهلية لا يأمن بعضنا بعضا وقد جاء الله من الأمر بما ترى فحتى متى يدوم قال ما صلحت أئمتكم قلت ومن الأئمة قال أليس في قومك أشراف يطاعون قلت بلى قال أولئك الأئمة زينب بنت أبي حازم أخت قيس بن أبي حازم ذكرها بن الفرضي القسم الرابع زينب الأحمسية ذكرها أبو سعيد بن الأعرابي وأبو محمد بن حزم في كتاب حجة الوداع من طريقه بسند له عن زينب الأحمسية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها في امرأة حجت معها مصمتة قولي لها تتكلم فإنه لا حج لمن لا يتكلم وقد طعن فيه بن القطان أن في سنده مجهولين وفي سياقه غلط والصواب ما تقدم في القسم قبله أن القصة جرت لزينب مع أبي بكر الصديق والمخاطبة بينهما باللفظ الذي تقدم لا ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فيه ولا لامرأة أخرى زينب بنت نبيط بن جابر الأنصارية تقدم ذكر من خلطها بزينب بنت جابر الأحمسية وأنه وهم وأن بن سعد ذكرها في المبايعات وأن بن حبان ذكرها في ثقات التابعين هو الصواب ولها رواية عن أمها بنت أسعد بن زرارة وعن وزجها أنس بن مالك وعن جابر بن عبد الله وضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب وغيرهم روى عنها حميد الطويل وكثير بن زيد الأسلمي ومحمد بن عمارة بن عمرو بن حزم وعبد الله بن تمام وغيرهم حرف السين المهملة (8/102)
<103> القسم الأول سارة مولاة عمرو بن هاشم بن المطلب التي كان معها كتاب حاطب أمنها النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح كذا في التجريد سارية الجمحية ذكرها الديلمي في الفردوس ثلاثة لقيتهم المهيمص والجعدر والكاهن قلت ولم يخرجه ولده ولا وقفت له على إسناد سائبة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في اللقطة روى عنها طارق بن عبد الرحمن في تاريخ النساء كذا في الذيل لأبي موسى سبا بنت سفيان ويقال بنت الصلت الكلابية تأتي في سنا بالنون سبيعة بنت الحارث الأسلمية ثبت ذكرها في الصحيحين وفي الموطأ أنها ولدت بعد وفاة زوجها فانقضت عدتها قال بن عبد البر روى عنها فقهاء المدينة وفقهاء الكوفة والقصة مطولة بألفاظ مختلفة منها في الموطأ من طريق عبد ربه بن سعيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال سئل عبد الله بن عباس وأبو هريرة عن المرأة الحامل يتوفى عنها زوجها فقال بن عباس آخر الأجلين وقال أبو هريرة إذا ولدت فقد حلت فدخل أبو سلمة بن عبد الرحمن على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت أم سلمة ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بنصف شهر فخطبها رجلان أحدهما شاب والآخر كهل فخطبت إلى الشاب فقال الشيخ لم تحلي بعد وكان أهلها غيبا ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثره بها فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد حللت فانكحي من شئت وأخرجه بن مندة من طريق يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار عن أبي سلمة قال كنت مع بن عباس وأبي هريرة فاختلفا في المتوفى عنها زوجها فذكر الحديث وأخرجه بن مندة من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن سبيعة بنت الحارث قالت توفى زوجي سعد بن خولة وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال لي أبو السنابل بن بعكك لعلك تريدين أن تتزوجي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد حللت فانكحي وأخرجه بن مندة من طريق الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي سلمة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة وزيادة زينب بنت أبي سلمة فيه شاذة وأخرجها البخاري من طريق يزيد بن أبي حبيب عن كتاب بن شهاب وأخرجه تعليقا ووصله مسلم وأبو داود والنسائي من طريق يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أن أباه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم يأمره أن يدخل على سبيعة فكتب يخبر أن سبيعة أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة فذكر الحديث وقد تقدم لها ذكر في ترجمة سعد بن خولة وفي ترجمة أبي السنابل ويروي عن سبيعة أيضا عبد الله بن عمر على خلف فيه وزفر بن أوس بن الحدثان وعمر بن عبد الله بن الأرقم ومسروق بن الأجدع وعمرو بن عتبة بن فرقد وآخرون سبيعة بنت حبيب الضبعية قالت إن رجلا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل أني أحبه في الله لها ذكر في حديث حماد بن سلمة عن ثابت قاله بن مندة وقال أبو عمر بصرية (8/103)
<104> روى عنها ثابت البناني حديثها في المتحابين فكأنه أشار إلى هذا سبيعة بنت أبي لهب تقدم ذكرها في درة في حرف الدال سبيعة الأسلمية التي روى عنها بن عمر ذكرها العقيلي وقال هي غير بنت الحارث زوج سعد بن خولة ورده بن عبد البر فقال لا يصح ذلك عندي قلت وأخرج حديث بن عمر المذكور بن مندة في ترجمة سبيعة بنت الحارث وهو في مسند يحيى الحماني عن الدراوردي عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن عكرمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن سبيعة الأسلمية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه لن يموت بها أحد إلا كنت له شفيعا يوم القيامة وانتصر بن فتحون للعقيلي فقال ذكر الفاكهي أن سبيعة بنت الحارث أول امرأة أسلمت بعد صلح الحديبية إثر العقد وطى الكتاب ولم تخف فنزلت آية الإمتحان فامتحنها النبي صلى الله عليه وسلم ورد على زوجها مهر مثلها وتزوجها عمر قال بن فتحون فابن عمر إنما يروي عن سبيعة يعني امرأة أبيه قال ويؤيد ذلك أن هبة الله في الناسخ والمنسوخ ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انصرف من الحديبية لحقت به سبيعة بنت الحارث امرأة من قريش فبان أنها غير الأسلمية سبيعة القرشية ذكرها بن مندة وأخرج من طريق عمر بن قيس المكي عن عطاء عن عبيد بن عمر قال حدثتني عائشة قالت سمعت سبيعة القرشية قالت يا رسول الله إني زنيت فأقم علي حد الله قال اذهبي حتى تضعي ما في بطنك فلما وضعت أتته ولو تركت ما سأل عنها فقال اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته أتته فقالت من لهذا الصبي فقال رجل من الأنصار أنا فقال اذهبوا بها فارجموها قلت سنده ضعيف وأخلق بها إن ثبت خبرها أن تكون هي التي قبلها سخترة بوزن عنترة بنت تميم الأسدية ذكرها بن إسحاق في المغازي فيمن هاجر من بني تميم بن دودان بن أسد بن خزيمة واستدركها أبو علي الغساني سخطى بنت أسود بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم ذكرها بن سعد في المبايعات وقال أمها حميمة بنت عبيد بن أبي بكر بن القين بن كعب تزوجها ماعص بن قيس بن خلدة ثم خلف عليها عبيد بن المعلى بن لوذان سخطى بنت قيس بن أبي كعب بن القين الأنصارية السلمية أخت سهل بن قيس شقيقته أمها نائلة بنت سلامة بن وقش ذكرها بن سعد في المبايعات وقال تزوجها الحارث بن سراقة بن خنساء بن سنان سخيلة بخاء معجمة مصغر بنت عبيدة بن الحارث زوج عمرو بن أمية الضمري استدركها بن الدباغ على أبي عمر فأخرج من مسند علي بن عبد العزيز عن القعنبي عن حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن عمرو عن الزبرقان بن عبد الله عن أبيه عن عمرو بن أمية قال مر علي عثمان أو عبد الرحمن بن عوف بمرط فاستغلاه فاشتراه عمرو بن أمية فقال له عثمان أو عبد الرحمن ما فعل المرط قال تصدقت به على سخيلة بنت عبيدة فقال أو كل ما فعلت إلى أهلك صدقة فقال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه (8/104)
<105> وسلم يقول ذلك فذكر ما قال عمرو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدق وذكرها بن سعد في ترجمة والدها وكانت وفاته في سنة اثنتين من الهجرة سدرة مولاة ضباعة بنت الزبير روى أبو الربيع بن سالم في المعجزات من طريق كريمة بنت المقداد عن أمها ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب أنها أرسلت مولاتها سدرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقعبة صغيرة فيها طعام فوجدته سدرة في بيت أم سلمة الحديث ولها ذكر في مغازي الواقدي في وفد نجران سدوس بنت بطنة بن عبد عمرو بن مسعود من بني دينار بن النجار ذكرها بن حبيب في المبايعات سدوس بنت خالد تأتي في سندوس سديسة الأنصارية ويقال مولاة حفصة بنت عمر ضبطت عند الأكثر بفتح السين وذكر بن فتحون في أنه رآها بخط بن مفرج بالتصغير روى بن مندة من طريق إسحاق بن يسار عن الفضل بن موفق عن إسرائيل عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة مولاة حفصة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه قال بن مندة روى عن سالم عن سديسة عن حفصة وكذا أخرج الطبراني في الأوسط من طريق عبد الرحمن بن الفضل بن موفق حدثني أبي حدثنا إسرائيل عن النعمان عن الأوزاعي به فقال فيه عن سديسة عن حفصة وسياقه أتم منه وقال بعده ولم يروه عن الأوزاعي إلا النعمان وهو أبو حنيفة ولا رواه عن أبي حنيفة إلا إسرائيل تفرد به الفضل وأخرجه بن السكن من طريق عبد الرحمن بن الفضل بن موفق عن أبيه عن إسرائيل بهذا السند فقال في سياقه إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورواه أحمد بن يونس السلمي عن الفضل بن موفق فقال في سياقه عن سديسة عن حفصة وهذا الذي أشار إليه بن مندة سرا بتشديد الراء مقصورة ضبطها الأمير قال وتقال بالمد بنت نبهان بن عمرو الغنوية قال بن حبان لها صحبة وأخرج حديثها أبو داود وغيره من طريق أبي عاصم عن ربيعة بن عبد الرحمن الغنوي عن سرا بنت نبهان وكانت ربة بيت في الجاهلية قالت خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم الرءوس فقال أي يوم هذا قلنا الله ورسوله أعلم قال أليس أوسط أيام التشريق الحديث وفي آخره فلما قدم المدينة لم يلبث إلا قليلا حتى مات وقال أبو عمر روت عنها أيضا ساكنة بنت الجعد وأخرج بن سعد عن أحمد بن الحارث الغساني عن ساكنة بنت الجعد عنها حديثا وقال روت أحاديث بهذا الإسناد سعاد بنت رافع بن أبي عمر بن عائذ بن ثعلبة الأنصارية من بني مالك بن النجار تكنى أم سلمة ذكرها بن سعد هي وأختها كبشة في المبايعات وقال تزوجها أسلم بن حريش بن عدي بن سهل بن ثعلبة فولدت له سلمة سعاد بنت سلمة بن زهير بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصارية (8/105)
<106> ذكرها بن سعد في المبايعات وقال هي التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يبايعها لما في بطنها وكانت حاملا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أنت حرة من الحرائر قال وأمها أم قيس بنت حرام بن لوذان وتزوجها حسنة بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد سعدى بنت أوس الخطمية بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأختاها كبشة وليلى ذكره بن سعد سعدى بنت عمرو المرية زوج طلحة بن عبيد الله كذا قال أبو عمر لكن قال بن مندة سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة وهذا أولى روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زوجها وعمر روى عنها ابنها يحيى وابن ابنها طلحة بن يحيى ومحمد بن عمران الطلحي أخرج حديثها أبو يعلى من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن يحيى بن طلحة عن أمه سعدى المرية قال مر عمر بطلحة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهو مكتئب فقال ما لك أأساءتك امرأة بن عمك قال لا ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا كانت نورا في صحيفته وإن جسده وروحه ليجدان لها روحا عند الموت قال عمر أنا أعلمها هي التي أراد تعليمها عمه ولو علم شيئا أنجى له منها لأمره وقد خالف بن حبان فذكرها في ثقات التابعين ومن يسمع من عمر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأيام وهي زوج طلحة فهي صحابية لا محالة سعدى بنت كرز بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية خالة عثمان بن عفان أمير المؤمنين ذكر أبو سعد النيسابوري في كتاب شرف المصطفى من طريق محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وهو الملقب بالديباج عن أبيه عن جده قال كان إسلام عثمان أنه قال كنت بفناء الكعبة إذ أتينا فقيل لنا إن محمدا قد أنكح عتبة بن أبي لهب رقية ابنته وكانت ذات جمال بارع وكان عثمان مشتهرا بالنساء وكان وضيئا حسنا جميلا أبيض مشربا صفرة جعد الشعر له جمة أسفل من أذنيه جذل الساقين طويل الذراعين أقنى بين القنا قال عثمان فلما سمعت ذلك دخلتني حسرة ألا أكون سبقت إليها فلم ألبث أن انصرفت إلى منزلي فأصبت خالتي قاعدة مع أهلي قال وأمه أروى بنت كريز وأمها البيضاء بنت عبد المطلب وخالته التي أصابها عند أهله سعدى بنت كرز وكانت قد طرقت وتكهنت لقومها قال فلما رأتني قالت أبشر وحييت ثلاثا وترا ثم ثلاثا وثلاثا أخرى ثم بأخرى كي تتم عشرا لقيت خيرا ووقيت شرا نكحت والله حصانا زهرا وأنت بكر ولقيت بكرا قال فعجبت من قولها وقلت يا خالة ما تقولين فقالت عثمان يا عثمان يا عثمان لك الجمال ولك الشان هذا نبي معه البرهان أرسله بحقه الديان وجاء التنزيل والفرقان فاتبعه لا تغيا بك الأوثان فقالت إن محمد بن عبد الله رسول الله جاء إليه يدعوه إلى الله مصباحه مصباح وقوله (8/106)
<107> صلاح ودينه فلاح وأمره نجاح لقرنه نطاح ذلت له البطاح ما ينفع الصياح لو وقع الرماح وسلت الصفاح ومدت الرماح ثم انصرفت ووقع كلامها في قلبي وبقيت مفكرا فيه وكان لي مجلس من أبي بكر الصديق فأتيته بعد يوم الإثنين فأصبته في مجلسه ولا أحد عنده فجلست إليه فرآني متفكرا فسألني عن أمري وكان رجلا رقيقا فأخبرته بما سمعت من خالتي فقال لي ويحك يا عثمان والله إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل هذه الأوثان التي يعبدها قومك أليست حجارة صما لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع قلت بلى والله إنها لكذلك قال والله لقد صدقتك خالتك هذا محمد بن عبد الله قد بعثه الله برسالته إلى جميع خلقه فهل لك أن تأتيه وتسمع منه فقلت نعم فوالله ما كان بأسرع من أن مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي بن أبي طالب يحمل ثوبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه أبو بكر قام إليه فساره في أذنه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد ثم أقبل علي فقال يا عثمان أجب الله إلى جنته فإني رسول الله إليك وإلى جميع خلقه قال فوالله ما تمالكت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ثم لم ألبث أن تزوجت رقية وكان يقال أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وزوجها عثمان وفي إسلام عثمان تقول خالته سعدى هدى الله عثمان الصفى بقوله فأرشده والله يهدي إلى الحق فتابع بالرأي السديد محمدا وكان بن أروى لا يصد عن الحق وأنكحه المبعوث إحدى بناته فكان كبدر مازج الشمس في الأفق فداؤك يا بن الهاشميين مهجتي فأنت أمين الله أرسلت في الخلق سعدى غير منسوبة ذكرها بن مندة فقال روى حديثها عبد الواحد بن زياد عن أبي بكر بن عبد الله عن جدته سعدى أو أسماء أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ضباعة فقال حجي واشترطي أن تحلي حيث حبست ووصله الطبراني من طريق عبد الواحد به سعيدة بنت بشر بن عبيدة الأنصارية ذكرها بن سعد في المبايعات سعيدة بنت رفاعة بن عمرو بن عبيد بن أمية الأنصارية الأشهلية ذكرها بن حبان في المبايعات سعيدة بنت عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصارية الخزرجية زوج أبي اليسر كعب بن عمرو بن عبادة بن عمر بن سواد بن غنم قال بن سعد تزوجها كعب بن عمرو ثم خلف عليها كعب بن زيد بن قيس بن مالك فولدت له عبد الله وجميلة وهي أخت النعمان والضحاك ابني عبد عمرو شقيقتهما وكنيتها أم الرياع براء ومثناة تحتانية ثقيلة وآخره عين مهملة وأمها سميراء بنت قيس بن كعب بن عبد الأشهل ووجدتها مضبوطة التصغير سعيدة غير منسوبة زوج أبي صيفي الراهب كانت من الأنصار كان أبو صيفي خرج من المدينة مغاضبا لأهلها لما دخلوا في الإسلام فأقام بمكة حينا فخرجت امرأته سعيدة مهاجرة إلى المدينة في أيام الهدنة فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردها إليهم لما كانوا شرطوه أن يرد إليهم من (8/107)
<108> أتاه منهم فقال كان الشرط في الرجال دون النساء فأنزل الله تعالى آية الإمتحان ذكر ذلك مقاتل بن حيان في تفسيره أخرجها أبو موسى سعيرة بالتصغير ضبطها المستغفري وأخرج من طريق عطاء الخراساني عن عطاء بن أبي رباح عن بن عباس أنه قال له ألا أريك امرأة من أهل الجنة فأراني حبشية صفراء عظيمة قال هذه سعيرة الأسدية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن بي هذه تعني الريح فادع الله أن يشفيني مما بي فقال إن شئت دعوت الله أن يعافيك مما بك ويثبت لك حسناتك وسيئاتك وإن شئت فاصبري ولك الجنة فاختارت الصبر والجنة وأخرج قصتها أبو موسى من طريق المستغفري ثم من رواية محمد بن إسحاق بن خزيمة عن المقدام بن داود عن علي بن معبد عن بشر بن ميمون عن عطاء الخراساني به قال بشر وفي سعيرة هذه نزلت ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا كانت تجمع الصوف والشعر والليف فتغزل كبة عظيمة فإذا ثقلت عليها نقضتها فقال يا معشر قريش لا تكونوا مثل سعيرة فتنقضوا أيمانكم بعد توكيدها ثم قال بن خزيمة أنا أبرأ إلى الله تعالى عن عهدة هذا الإسناد قال المستغفري في كتابه سعيرة بالشين المعجمة والصحيح بالمهملة قلت ذكرها بن مندة بالشين المعجمة والقاف وأورد حديثها من هذا الطريق زيد بن أبي زيد عن بشر بن ميمون وتبعه أبو نعيم سفانة بنت حاتم الطائي تقدم نسبها في ترجمة أخيها عدي بن حاتم ذكرها محمد بن إسحاق في المغازي قال أصابت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة حاتم في سبايا طي فقدمت بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت في حظيرة بباب المسجد فمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه وكانت امرأة جزلة فقالت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فقال ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال الفار من الله ورسوله ومضى حتى مر ثلاثا قالت فأشار إلي رجل من خلفه أن قومي فكلميه قالت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال قد فعلت فلا تعجلي حتى تجدي ثقة يبلغك بلادك ثم آذنيني فسألت عن الرجل الذي أشار إلي فقيل علي بن أبي طالب وقد ركب من بلى فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قدم رهط من قومي قالت وكساني رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملني وأعطاني نفقة فخرجت حتى قدمت على أخي فقال ما ترين في هذا الرجل فقلت أرى أن نلحق به قال بن الأثير كذا رواه يونس ولم يسم سفانة وسماها غيره ورواه عبد العزيز بن أبي رواد بنحوه وزاد وكانت أسلمت وحسن إسلامها أخرجه أبو نعيم من طريقه وأخرج قصتها الطبراني وسماها وأوردها الخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسياقه أتم وفي سنده من لا يعرف سكينة بنت أبي وقاص الزهري أخت سعد ذكرها أبو عروبة في الصحابة وأخرج هو والفاكهي من كتاب مكة من طريق هاشم بن هاشم عن أم الحكم سكينة بنت أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الجهاد فقلت يا رسول الله ما جهادنا قال جهادكن الحج سكينة غير منسوية روى عنها مولاها أبو صالح قال بن مندة روى حديثها سليمان (8/108)
<109> بن عبد الرحمن عن الحكم بن يعلى عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح ووصل أبو نعيم هذا السند ولم يسق المتن أيضا سلاف الأنصارية والدة البراء بن معرور لها ذكر في أخبار المدينة للزبير بن بكار من روايته عن محمد بن الحسن المخزومي عن عبد العزيز بن محمد عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن مشيخته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي السلاف أم البراء بن معرور في المسجد الذي يقال له مسجد الحرمة دبر الفريضة وصلى فيها مرارا سلافة بنت البراء بن معرور الأنصارية زوج أبي قتادة بن ربعي قيل هي أم بشر بن البراء سلافة بنت سعد الأنصارية والدة عثمان بن طلحة لها ذكرى في مغازي الواقدي في فتح مكة قال الواقدي حدثنا معاذ بن محمد عن عاصم بن عمر عن علقمة بن وقاص الليثي قصة دخول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتح وفيه فصلى ثم جلس في المسجد ثم أرسل بلالا إلى عثمان بن طلحة يطلب منه مفتاح الكعبة فطلبه عثمان من أمه سلافة بنت سعد الأنصارية الأوسية فنازعته طويلا ثم أعطته له فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلمت سلافة بعد سلامة بنت الحر الفزارية وقيل الأزدية وقيل الجعفية أخرج حديثها بن سعد وابن أبي عاصم من طريق أم غراب مولاة لبني فزارة عن مولاة لهم يقال لها عقيلة عن سلامة بنت الحر أخت خرشة بن الحر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي على الناس زمان يقومون ساعة لا يجدون إماما يصلي بهم وذكرها أبو عمر فقال وحديثها عند نساء أهل الكوفة منه هذا ومنه يكون في ثقيف كذاب ومبير ومنه حديث أم داود الراسبية قالت سمعت سلامة بنت حر أخت خرشة بن الحر تقول فذكر الحديث الآتي في سلامة الضبية وإذا كانت أخت خرشة تبين أنها فزارية سلامة بنت سعيد بن الشهيد من بني عمرو بن عوف ذكرها بن حبان في المبايعات سلامة بنت مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة أخت حويصة ومحيصة ذكرها بن سعد في المبايعات وقال أمها أدام بنت الجموح تزوجها مرثدة بن غنم بن مالك بن جويرية بن حارثة سلامة بنت معقل الخزاعية بالولاء وقيل القيسية وقيل إنها أنصارية روى حديثها محمد بن إسحاق عن خطاب بن صالح عن أمه حدثتني سلامة بنت معقل امرأة من خارجة قيس بن غيلان قالت قدم بي عمي في الجاهلية فباعني من الحباب بن عمر الحديث المتقدم في ترجمة الحباب بن عمرو في الحاء المهملة قلت وفي تاريخ البخاري نقل الخلاف في ضبط والدها هو بالعين المهملة والقاف أو بالمعجمة والفاء الثقيلة ذكره يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن بن إسحاق بالغين المعجمة وعن محمد بن سلمة ويونس بن بكير بالعين المهملة واسم خارجة الذي نسبت إليه هذه المرأة عوف بن بكر بن يشكر بن عدنان بن الحارث بن عمرو بن قيس بن غيلان وأم خارجة هي التي يضرب بها المثل فيقال أسرع (8/109)
<110> من نكاح أم خارجة تزوجت نيفا وأربعين رجلا وولدت في عامة قبائل العرب وكانت تكثر الإختلاع من الرجال ثم لا تلبث أن تتزوج حتى كان يقال إن الرجل إذا أتاها قال لها خطب فتقول نكح فيدخل بها سلامة بنت وهب هي أم أسيد سلامة الضبية روت عنها أم داود الراسبية حديثها عند عبد الله بن داود المزني هكذا عند أبي عمر قلت وأخرج بن مندة سلامة الضبية وساق من طريق عبد الله بن داود ولفظه مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدء الإسلام وأنا أرعى غنما لأهلي فقال لي يا سلامة بم تشهدين قلت أشهد أن لا إله إلا الله ثم أشهد أن محمدا رسول الله فتبسم والله ضاحكا وجزم أبو نعيم بأنها بنت الحر وأن بني ضبة من بني فزارة سلمى بنت أسلم بن الحريش بن عدي بن مجدعة الأنصارية أخت سلمة بن أسلم بن الحريش تكنى أم عبد الله تزوجها نهيك بن إساف قال بن سعد أسلمت وبايعت وتزوجت نهيك بن إساف بن عدي الأنصاري الأوسي سلمى بنت حمزة بن عبد المطلب روى حديثها تمام عن قتادة عنها أن مولاها مات وترك ابنته فورث النبي صلى الله عليه وسلم ابنته النصف وورث يعلى النصف وهو بن سلمى كذا أخرجه أحمد في المسند وكذا رواه جرير بن حازم عن عبد الله بن شداد قال كانت بنت حمزة أعتقت غلاما على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فمات وترك مالا فورث النبي صلى الله عليه وسلم بنت الميت النصف وبنت حمزة النصف وسيأتي لذلك ذكر في ترجمة سلمى بنت عميس قريبا سلمى بنت حفصة زوج المثنى بن حارثة الشيباني الفارس المشهور في فتوح العراق تزوجها سعد بن أبي وقاص بعد موت المثنى وشهدت معه القتال في القادسية وغيرها فاتفق أنه طلع بجسده طلوع منعه من الركوب فاشتد القتال يوما فأشرفت سلمى من القصر فقالت وامثناه ولا مثنى اليوم للخيل فلطمها سعد وقال أين المثنى فقالت أغيرة وجبنا فقال سعد ما يعذرني أحد إذا لم تعذريني وأنت ترين ما بي وقد تقدم لها ذكر في ترجمة أبي محجن الثقفي لما أطلقته ثم عاد بعد أن هزم الفرس ووفى لها بما عاهدها عليه من رجوعه الى قيده وزوجها صحابي كما تقدم في ترجمته ويحتمل ألا تكون هاجرت معه فذكرها احتمالا وسأعيدها في القسم الثالث سلمى بنت أبي ذؤيب السعدية أخت حليمة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم يقال إنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وقال لها مرحبا بأمي ذكرها أبو موسى في الذيل عن المستغفري بغير سند سلمى بنت أبي رهم القرشية التيمية يقال هو اسم أم مسطح تأتي في الكنى سلمى بنت زيد بن تيم بن أمية بن بياضة بن خفاف بن سعد بن مرة بن مالك بن الأوس الأنصارية وهي من الجعادرة وعدادهم في بني عبد الأشهل ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال بن سعد تزوجها عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد الخزرجي أسلمت سلمى وبايعت (8/110)
<111> سلمى بنت صخر التميمية والدة أبي بكر الصديق تكنى أم الخير تأتي في الكنى فهي بكنيتها أشهر سلمى بنت عمرو بن حبيش بن لوذان بن عبد ود أخت المنذر بن عبد الأنصاري الساعدي استدركها بن الأثير ولم ينسبها لأحد من المخرجين سلمى بنت عميس الخثعمية أخت أسماء تقدم نسبها في ترجمة أختها وهي إحدى الأخوات اللاتي قال فيهن النبي صلى الله عليه وسلم الأخوات مؤمنات قاله بن عبد البر وقال كانت تحت حمزة فولدت له أمة الله بنت حمزة ثم خلف عليها بعد قتل حمزة شداد بن الهاد الليثي فولدت له عبد الله وعبد الرحمن قال وقد قيل إن التي كانت تحت حمزة أسماء بنت عميس فخلف عليها شداد والأصح الأول قلت وأخرج بن منده من طريق عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب وأبي فزارة جميعا عن عبد الله بن شداد قال كانت بنت حمزة أختي من أمي وكانت أمنا سلمى بنت عميس وفي الصحيحين من حديث البراء في قصة بنت حمزة لما اختصم فيها علي وجعفر وزيد بن حارثة فقال جعفر أنا أحق بها وخالتها تحتي وقال بن سعد زوجها حمزة وكانت أسلمت قديما مع أختها أسماء فولدت لحمزة ابنته عمارة وهي التي اختصم فيها علي وجعفر وزيد بن حارثة ثم بانت سلمى من حمزة فتزوجها شداد فولدت له عبد الله فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لجعفر وقال الخالة بمنزلة الأم وكانت أسماء تحت جعفر فتعين أن أمها سلمى وقد بالغ بن الأثير في الرد على من زعم أن أسماء كانت تحت حمزة سلمى بنت قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصارية النجارية تكنى أم المنذر وهي بكنيتها أشهر وهي أخت سليط بن قيس وأخرج بن إسحاق في المغازي حدثني سليط بن أيوب بن الحكم عن أبيه عن جدته سلمى بنت قيس أم المنذر إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم وقد صلت معه الى القبلتين قالت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم فيمن بايعه من النساء على أن لا يشركن بالله شيئا الحديث وفيه ولا نغش أزواجنا فبايعناه فلما انصرفنا قلت لامرأه ممن معي ارجعي فاسأليه ما غش أزواجنا فسألته فقال تأخذ ماله فتحابى به غيره وأخرج بن سعد عن يعلى ومحمد ابني عبيد عن بن إسحاق عن رجل من الأنصار عن أمه سلمى بنت قيس وفي آخره فقال أي تحابين أو تهادين بماله غيره وأخرجه بن منده بعلو من طريق يونس بن بكير عن بن إسحاق وأبو نعيم من وجه آخر عن بن إسحاق وأخرج بن منده في ترجمتها من طريق أيوب بن الحكم عن جدته سلمى حديثا هو وهم فإن سلمى جدة أيوب هي أم رافع امرأة أبي رافع وستأتي سلمى بنت مالك بن حذيفة بن بدر الفزارية أم قرفة الصغرى هي بنت عم عيينة بن حصن كانت تشبه في العز بجدتها أم قرفة الكبرى التي قتلها زيد بن حارثة لما سبى بني فزارة وكانت سلمى سبيت فأعتقها عائشة ودخل النبي صلى الله عليه وسلم وهي عندها فقال إن إحداكن تستنبح كلاب (8/111)
<112> الحوأب قالوا وكان يعلق في بيت أم قرفة خمسون سيفا لخمسين رجلا كلهم لها محرم فما أدري هذه أو أم قرفة الكبرى سلمى بنت محرز بن عامر الأنصارية من بني عدي بن النجار ذكرها بن حبيب فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم سلمى بنت نصر المحاربية قال الطبراني يقال لها صحبة ثم ساق من طريق محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن سلمى بنت نصر المحاربية قالت سألت عائشة عن عتاقة ولد الزنا فقالت أعتقيه سلمى بنت يعار بالمثناة التحتانية ويقال بالفوقانية والعين المهملة أخت ثبيتة الماضية في الثناء المثلثة ذكرها بن الأثير وبيض فقال في التجريد مجهولة ولم يصب بل هي معروفة وقد تقدم ذكرها في سالم مولى أبي حذيفة وإنما هي التي أعتقته أو أختها ثبيتة سلمى الأنصارية غير منسوبة روى حديثها محمد بن إسحاق عن رجل من الأنصار عن أمة سلمى قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبايعه في نسوة من الأنصار فكان فيما أخذ علينا ألا نغش أزواجنا ذكرها بن منده من طريق بن إسحاق وجوز أن تكون هي بنت قيس التي مضت قريبا فإن الحديث واحد لكن في بنت قيس إن الراوي عنها سليط بن أيوب عن أبيه عن جدته وههنا رجل من الأنصار عن أمه سلمى الأودية حديثها عند أهل الكوفة أخرجه أبو عمر مختصرا سلمى أم رافع امرأة أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم يقال إنها مولاة صفية بنت عبد المطلب ويقال لها أيضا مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وخادم النبي صلى الله عليه وسلم وقرأت بخط أبي يعقوب البختري في المجموعة الأدبية له إن المرأة التي قالت لحمزة لما رجع من الصيد لو رأيت ما فعل أبو جهل بابن أخيك حتى غضب حمزة ومضى الى أبي جهل فضرب رأسه بالقوس وانجر ذلك الى إسلام حمزة هي سلمى مولاة صفية بنت عبد المطلب وفي الترمذي من طريق فائد مولى أبي رافع عن علي بن عبيد الله بن أبي رافع عن جدته وكانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم قالت ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وسلم قرحة إلا أمرني أن أضع عليها الحناء وفي المسند من طريق بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءت سلمى امرأة أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم تستأديه على أبي رافع وقالت إنه يضربني فقال مالك ولها قال إنها تؤذيني يا رسول الله قال بم آذيته يا سلمى قالت ما آذيته بشيء ولكنه أحدث وهو يصلي فقلت يا أبا رافع إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم ريح أن يتوضأ فقام يضربني فجعل يضحك ويقول يا أبا رافع لم تأمرك إلا بخير وأخرج بن منده من طريق الليث عن زيد بن أسلم عن عبيد الله بن وهب عن أم رافع أنها قالت يا رسول الله أخبرني بشيء أفتتح به صلاتي قال إذا قمت الى الصلاة فكبري سرا الحديث رواه عطاف بن خالد عن زيد عن أم رافع ولم يذكر بينهما واحدا سلمى أم مسطح مذكورة في حديث الإفك المشهور وهي معروفة بكنيتها أكثر (8/112)
<113> من اسمها وستأتي في الكنى سلمى غير منسوبة مولاة حكيم بن أمية بن الأوقص السلمي ذكر هشام بن الكلبي في كتاب المثالب أن سلمة بن أمية بن خلف استمتع منها فولدت له ثم جحدة فبلغ ذلك عمر فنهى عن المتعة سلمى غير منسوبة وقع ذكرها فيما رواه محمد بن عقبة عن وهب بن عبد الله بن كعب عن سلمى قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الله عز وجل أربعة آلاف نبي في حديث طويل ذكره بن منده سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقع ذكرها في ترجمة زينب بنت جحش من طبقات بن سعد في خبر رواه عن الواقدي عن عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن يحيى بن حبان فذكر قصة تزويج زينب بطولها وفي آخرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يذهب الى زينب يبشرها أن الله زوجنيها قالت فخرجت سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتد فحدثتها بذلك فأعطتها أرضا وأظنها أم رافع امرأة أبي رافع المتقدمة سلمى مولاة صفية ذكر الواقدي أنها كنت قابلة خديجة عند ولادتها أولادها من النبي صلى الله عليه وسلم سمراء بنت قيس الأنصارية قال بن منده لها ذكر في حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف في حديث الواقدي وقال أبو عمر سميراء بالتصغير بنت قيس الأنصارية مدنية روى عنها أبو أمامة بن سهل وكذا ذكرها بن سعد بالتصغير ونسبها فقال بنت قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار تزوجها عبد عمرو بن عبد الأشهل فولدت له النعمان والضحاك وقطبة وأم الرياع وهم صحابة ثم خلف عليها عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن مبذول فولدت له ثم خلف عليها الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار فولدت له سلمى وهم صحابة أيضا سمراء بنت نهيك تأتي في القسم الثالث سميراء بنت قيس تقدمت قريبا سميرة القرشية جرى لها ذكر في الفتوح لما فتحت همذان سنة إحدى وعشرين ازدحموا على ثنية فمروا على جبل مشرف فقال رجل من قريش كأنه من سميرة وهي امرأة من المهاجرين كان لها سن مشرفة على أسنانها فشبه الجبل بسن سميرة سميكة بنت جبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم الأنصارية من المبايعات قاله بن سعد عن الواقدي قال وأمها أم الحارث بنت مالك بن خنساء بن سنان تزوجها النعمان بن جبير بن أمية سمية بنت خباط بمعجمة مضمومة وموحدة ثقيلة ويقال بمثناة تحتانية وعند الفاكهي (8/113)
<114> سمية بنت خبط بفتح أوله بغير ألف مولاة أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم والدة عمار بن ياسر كانت سابعة سبعة في الإسلام عذبها أبو جهل وطعنها في قبلها فماتت فكانت أول شهيدة في الإسلام وكان ياسر حليفا لأبي حذيفة فزوجه سمية فولدت عمارا فأعتقه وكان ياسر وزوجته وولده منها ممن سبق إلى الإسلام قال بن إسحاق في المغازي حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها آل بني المغيرة على الإسلام وهي تأبى غيره حتى قتلوها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة فيقول صبرا يا آل ياسر موعدكم الجنة وقال مجاهد أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فمنعهما قومهما وأما الآخرون فألبسوا أدراع الحديد ثم صهروا في الشمس وجاء أبو جهل الى سمية فطعنها بحربة فقتلها أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن جرير عن منصور عن مجاهد وهو مرسل صحيح السند وقال أبو عمر قال بن قتيبة خلف على سمية بعد ياسر الأزرق غلام الحارث بن كلدة وكان روميا فولدت له سلمة فهو أخو عمار لأمه كذا قال وهو وهم فاحش فإن الأزرق إنما خلف على سمية والدة زياد فسلمة بن الأزرق أخو سمية لأمه فاشتبه على بن قتيبة وأخرج بن سعد بسند صحيح عن مجاهد قال أول شهيد في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر وكانت عجوزا كبيرة ضعيفة ولما قتل أبو جهل يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار قتل الله قاتل أمك سمية والدة زياد ذكرت في التي قبلها وكانت مولاة الحارث بن كلدة وسيأتي ذكرها في القسم الثالث سنا بفتح أوله وتخفيف النون بنت أسماء بن الصلت السلمية ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى أنها ممن تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فماتت قبل أن يدخل بها وروى ذلك عن حفص بن النضر وعبد القاهر بن السري السلميين وقال هي عمة عبد الله بن خازم بمعجمتين بن أسماء بن الصلت أمير خراسان قلت ذكر بن أبي خيثمة عن أبي عبيدة بن عبد القاهر سماها سنا كالذي ههنا وأن غيره سماها وسنا بزيادة واو في أولها وتقدم في الألف أن قتادة سماها أسماء بنت الصلت وكذا قال أحمد بن صالح المصري وقال بن إسحاق سنا بنت أسماء وقال غيره وسنا حكى ذلك أبو عمر قال ولا يثبت من ذلك شيء من حيث الإسناد إلا أن قول بن إسحاق أرجح وقال بن سعد سنا ويقال سبا بالموحدة وبالنون ونسبها بن حبيب الى جدها فساق نسبها الى بني سليم فقال سنا بنت الصلت بن حبيب بن حازم بن هلال بن حرام بن سماك بن عفيف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم وذكر أن أسماء أخوها لا أبوها وذكر أنها ماتت قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم بها وحكى الرشاطي عن بعضهم أن سبب موتها أنه لما بلغها بأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها سرت بذلك حتى ماتت من الفرح سنا بنت سفيان الكلابية يقال إنها من اللاتي تزوجهن النبي صلى الله عليه وسلم (8/114)
<115> ولم يدخل بهن ذكرها بن سعد وساق الاختلاف في اسم الكلابية وسأذكر كلامه في ذلك في أول حرف العين سنا بنت مخنف تأتي في سنينة بالتصغير سنبلة بنت ماعز أو ماعص بن قيس بن خلدة الأنصارية ثم من بني زريق ذكرها بن حبيب في المبايعات سندوس ويقال سدوس بنت خالد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن مالك الأغر قال بن سعد ذكرها الواقدي وأنها أسلمت وبايعت ولم يذكرها غيره سنية بنت الحارث روى عن بن عباس أنها كانت ممن هاجر في الهدنة فامتحنت فقالت ما جئت إلا رغبة في الإسلام سنينة بنونين مصغرة بنت مخنف بن زيد النكرية بالنون المضمومة وقيل بفتح الموحدة قال بن ماكولا لها صحبة وحديث روت عنها حبة بنت الشماخ وقد تقدم ما رواه بن شاهين وابن السكن في ترجمة مخنف وأن اسمها سنا وسماها بن شاهين في سياق آخر سنينة كالذي ههنا فأخرج من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال حدثتنا حبة بنت شماخ النكرية قالت حدثتني امرأة منا يقال لها سنينة بنت مخنف بن زيد النكرية قالت لما تسارع الى الإسلام الخ سهلة بنت سعد الساعدية أخت سهل الصحابي المشهور ذكرها بن منده وأخرج من طريق بن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن سهلة بنت سعد الساعدية أنها قالت يا رسول الله المرأة تصنع لزوجها الشيء يعطفه عليها فقال متاع في الدنيا ولا خلاق لها في الآخرة تفرد منصور بن عمار به وأيضا عن بن لهيعة سهلة بنت سهل ذكرها الطبراني وأخرج من طريق بن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن سهلة بنت سهل أنها قالت يا رسول الله أتغتسل إحدانا إذا احتلمت قال نعم إذا رأت الماء ورواه من طريق عبد الملك بن يحيى بن بكير عن أبيه عن بن لهيعة وأخرجه المستغفري من طريق محمد بن معاوية النيسابوري عن بن لهيعة فذكره وزاد فيه قلت يا رسول الله برح الخفاء ولكنه قال سهلة بنت سهيل بالتصغير وجوز أبو موسى أنها سهلة بنت سهيل بن عمرو الآتي ذكرها وهو بعيد لأنها لا رواية لها قال بن الأثير الأقرب أنها سهلة بنت سعد ويكون الراوي أخطأ في قوله بنت سهل والصواب أخت سهل لأن السند في الحديثين واحد قلت وهو محتمل واحتمال التعدد ليس ببعيد من جهة قوله تفرد به عمار فيكون تفرد بالتسمية سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشية العامرية تقدم نسبها في ترجمة والدها أسلمت قديما وهاجرت مع زوجها أبي حذيفة بن عتبة الى الحبشة فولدت له هناك محمد بن أبي حذيفة ذكر ذلك بن إسحاق وقال بن سعد أمها فاطمة بنت عبد العزي بن أبي قيس من رهط زوجها سهيل بن عمرو أسلمت قديما بمكة وبايعت ثم تزوجت شماخ بن سعيد بن قائف بن الأوقص السلمي فولدت له عامرا ثم تزوجت عبد الله بن الأسود بن عمرو من بني مالك بن حسل فولدت له سليطا ثم تزوجت عبد الرحمن بن عوف فولدت له سالما فهم إخوة محمد بن أبي حذيفة لأمه ولها ذكر في حديث عائشة أخرج أبو داود (8/115)
<116> من طريق محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن عائشة أن سهلة بنت سهيل استحيضت فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تغتسل لكل صلاة فلما جهدها ذلك أمرها أن تجمع بين الظهر والعصر بغسل الحديث وتقدم لها ذكر في ترجمة سالم مولى أبي حذيفة قال بن سعد كانت أرضعت سالما مولى أبي حذيفة فذكر القصة في رضاع الكبير ثم أخرج عن خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد حدثتني عمرة بنت عبد الرحمن أن امرأة أبي حذيفة ذكرت دخول سالم عليها فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترضعه فأرضعته وهو رجل كبير بعدما شهد بدرا ثم أخرج عن الواقدي عن محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن أبيه قال كانت تحلب في مسعط أو إناء قدر رضعته فيشربه سالم في كل يوم حتى مضت خمسة أيام فكان بعد يدخل عليها وهي حاسر رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لسهلة سهلة بنت عاصم بن عدي الأنصارية تقدم نسبها عند ذكر والدها قال أبو عمر تزوجها عبد الرحمن بن عوف ويروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أسهم لها يوم خيبر قلت وصله بن منده من طريق عبد العزيز بن عمران عن سعيد بن زياد عن حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن جدته سهلة بنت عاصم قالت ولدت يوم خيبر فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلة وقال سهل الله أمركم فضرب لي بسهم وتزوجني عبد الرحمن بن عوف يوم ولدت وهو عند الواقدي أيضا سهيمة بنت أسلم بن الحريش أخت سلمة بن أسلم شقيقته أمهما سعاد بنت رافع النجارية وزوجها محيصة بن مسعود وأسلمت سهيمة وبايعت قاله بن سعد وذكرها بن حبيب في المبايعات سهيمة بنت عمير المزنية امرأة ركانة بن عبد يزيد المطلبي وقع ذكرها في مسند الشافعي حدثنا عمي محمد بن علي عن عبد الله بن السائب عن نافع بن عجير بن عبد يزيد أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته سهيمة ألبتة ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني طلقت امرأتي سهيمة ألبتة والله ما أردت إلا واحدة فقال والله ما أردت إلا واحدة فقال ركانة والله ما أردت إلا واحدة فردها النبي صلى الله عليه وسلم وطلقها الثانية في زمن عمر والثالثة في زمن عثمان وأخرجه بن منده بعلو عن الشافعي سهيمة بنت عمير الأنصارية عمة عبد الله بن الحارث بن عمير أو عمرو أو عويمر ذكر بن منده من طريق عبد الله بن الحارث لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمتي سهيمة بنت عمير قضاء ما قضى به في امرأة من المسلمين قبلها وتقدم مزيد لذلك في عبد الله بن الحارث سهيمة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد الأنصارية الظفرية زوج جابر بن عبد الله والدة ولده عبد الرحمن ذكرها بن حبيب في المبايعات سهيمة امرأة رفاعة القرظي تقدم ذكرها في تميمة سوادة ويقال سودة بنت عاصم بن خالد بن شداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشية العدوية ويقال سوداء قال أبو عمر سوداء الأسدية وقال بعضهم بنت عاصم حديثها في الخضاب قلت أخرجه بن أبي عاصم وابن منده ومن طريق عن أبي إسحاق الأزدي عن نائلة مولاة (8/116)
<117> أبي العيزار الكوفية عن أم عاصم عن السوداء قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فقال انطلقي فاختضبي ثم تعالي حتى أبايعك سوادة ويقال سودة بنت مسرح بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الراء وقيل بالشين المعجمة والتشديد الكندية وحديثها في وقت وضع فاطمة الزهراء الحسن بن علي قلت وصله بن منده من طريق عروة بن فيروز عنها قالت كنت فيمن شهد فاطمة حين ضربها المخاض فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف هي قلت إنها لتجهد قال إذا وضعت فلا تحدثي شيئا قالت فوضعت ابنا فسررته ووضعته في خرقة صفراء فقال ائتيني به فلففته في خرقة بيضاء فتفل في فيه وسقاه من ريقه ودعا عليا فقال ما سميته فقال جعفر فقال لا ولكنه الحسن وأعادها أبو عمر في سودة فقال روى عنها حديث واحد بإسناد مجهول أنها كانت قابلة لفاطمة حين وضعت الحسن سوداء غير منسوبة ذكرها بن سعد فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج عن عبد العزيز بن الخطاب وإسماعيل بن أبان الوراق عن نائلة الكوفية عن أم عاصم عن السوداء قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبايعه فقال اختضبي قالت فاختضبت ثم جئت وبايعته سودة بنت حارثة بن النعمان الأنصارية ذكرها بن حبيب في المبايعات قلت هي امرأة عمرو بن حزم وقال بن سعد أسلمت وبايعت وتزوجها عبد الله بن أبي حرام بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار وأمها أم خالد بنت خالد بن يعيش سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس القرشية العامرية أمها الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية من بني عدي بن النجار كان تزوجها السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو فتوفي عنها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أول امرأة تزوجها بعد خديجة رواه بن إسحاق وأخرج بن سعد بسند مرسل رجاله ثقات وقد تقدم في ترجمة خديجة أن خولة بنت حكيم قالت أفلا أخطب عليك قال بلى قال فإنكن معشر النساء أرفق بذلك فخطبت عليه سودة بنت زمعة وعائشة فتزوجها فبنى بسودة بمكة وعائشة يومئذ بنت ست سنين حتى بنى بها بعد ذلك حين قدم المدينة وأخرجه بن أبي عاصم موصولا وسيأتي في ترجمة عائشة وأخرج الترمذي عن بن عباس بسند حسن أن سودة خشيت أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة ففعل فنزلت فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأخرجه بن سعد من حديث عائشة من طرق في بعضها أنه بعث إليها بطلاقها وفي بعضها أنه قال لها اعتدى والطريقان مرسلان وفيهما أنها قعدت له على طريقه فناشدته أن يراجعها وجعلت يومها وليلتها لعائشة ففعل ومن طريق معمر قال بلغني أنها كلمته فقالت ما بي على الأزواج من حرص ولكني أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجا لك وفي الصحيح عن عائشة استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبل حطمة الناس وكانت امرأة ثبطة يعني ثقيلة فأذن لها ولأن أكون استأذنته أحب الي من معروج به وصح عن عائشة قالت ما من الناس أحد أحب الي أن أكون في مسلاخه من سودة إن بها إلا حدة فيها (8/117)
<118> كانت تسرع منها الفيئة وقال بن سعد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال قالت سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم صليت خلفك الليلة فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم فضحك وكانت تضحكه بالشيء أحيانا وهذا مرسل رجاله رجال الصحيح وأخرج بن سعد بسند صحيح عن محمد بن سيرين أن عمر بعث الى سودة بغرارة من دراهم فقالت ما هذه قالوا دراهم قالت في غرارة مثل التمر ففرقتها وروى بن المبارك في الزهد من مرسل أبي الأسود يتيم عروة أن سودة قالت يا رسول الله إذا متنا صلى لنا عثمان بن مظعون حتى تأتينا أنت فقال لها يا بنت زمعة لو تعلمين علم الموت لعلمت أنه أشد مما تظنين وقال بن أبي خيثمة توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب ويقال ماتت سنة أربع وخمسين ورجحه الواقدي روى عنها بن عباس ويحيى بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة سودة بنت أبي حبيش الجهنية قال بن سعد لها ولأبيها صحبة وهجرة وأسلمت هي وبايعت بعد الهجرة ثم أسند عنها عن أم صبية الجهنية قصة لها مع عمر سودة القرشية أخرج بن منده وغيره من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن بن عباس قال أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج سودة القرشية وكان لها أولاد فقالت إنك أحب البرية الي وإن لي صبية وأكره أن يتضانوا عند رأسك فقال النبي صلى الله عليه وسلم خير نساء ركبن الإبل نساء قريش وأصله في البخاري من وجه آخر لكن لم يسمها سيرين أم ولد حسان بن ثابت ذكر إسماعيل بن أبي أويس بأسانيد في طرق حديث الإفك من طريق عروة ومن طريق عمرة وغيرهما عن عائشة في قصة الإفك وقعد صفوان بن المعطل لحسان بن ثابت بالسيف فضربه ضربة فقال صفوان لحسان حين ضربه تلق ذباب السيف مني فإنني غلام إذا هو جيت لست بشاعر فصاح حسان واستغاث الناس ففر صفوان وجاء حسان فاستعدى على صفوان فسأله النبي صلى الله عليه وسلم أن يهب له ضربة صفوان فوهبها له فعاضه منها حائطا من نخل وجارية قبطية تدعى سيرين فولدت لحسان ابنه عبد الرحمن وفي حديث بشر بن مهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أهدى أمير القبط لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاريتين أختين فأما إحداهما فتسراها فولدت له إبراهيم وأما الأخرى فأعطاها حسان بن ثابت وروى عبد الرحمن بن حسان عن أمه سيرين قالت لما احتضر إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم كنت كلما صحت أنا وأختي نهانا عن الصياح الحديث وأخرج أبو نعيم من طريق بسر بن محمد المؤدب عن أبي أويس عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسان ومعه أصحابه سماطين وجارية له يقال لها سيرين فجعل بين السماطين وهي تغنيهم فلم يأمرهم ولم ينههم رواه بن وهب عن أبي أويس مثله لكن قال وجارية طرية تغني لهم القسم الثاني خال (8/118)
<119> القسم الثالث سجاح بنت الحارث التميمية التي ادعت النبوة في الردة وتبعها قوم ثم صالحت مسيلمة وتزوجته ثم بعد قتله عادت الى الإسلام فأسلمت وعاشت الى خلافة معاوية ذكر ذلك صاحب التاريخ المظفري سعدة بنت قمامة قال أبو عمر روت عنها قدامة أنها كانت تؤم النساء وتقوم وسطهن يقال إنها أدركت النبي صلى الله عليه وسلم سلمى بنت جابر الأحمسية تقدمت في زينب سلمى بنت مالك بن حذيفة بن بدر الفزارية تقدمت في الأول سمية مولاة الحارث بن كلدة وكان يطؤها بملك اليمين فولدت له نافعا ثم نفيعا فانتفى منه لكونه رآه أسود ثم وهبها لزوجته صفية بنت أبي عبيد بن أسيد بن أبي علاج الثقفية فزوجتها عبدا لها روميا يقال له عبيد فولدت له زيادا فأعتقته صفية ذكر ذلك البلاذري عن عوانة ان الكواء اليشكري سبى سمية من الروم ثم وهبها للحارث بن كلدة فذكره فلها إدراك ولم يرد ما يدل على أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم في حالة إسلامها لكن يمكن أن تدخل في عموم قولهم إنه لم يبق في حجة الوداع أحد من قريش وثقيف إلا أسلم وشهدها القسم الرابع سلامة بنت سعد بن شهيد أم بني طلحة أوردها بن الأثير عن بن حبيب وإنما هي سلافة بفاء بدل الميم سلمى غير منسوبة روى عنها بن ابنها عبيد الله بن علي قال بن منده روى إسحاق عن فائد بن عبد الرحمن مولى عبيد الله بن علي مولاه عن جدته سلمى قالت أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فصنعنا له حريرة الحديث وتعقبه أبو نعيم بأنها هي امرأة أبي رافع وقد تقدمت وساق الحديث موصولا عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن جدته أنها أخبرته فذكره وهو كما قال سودة امرأة أبي الطفيل تابعية أرسلت حديثا فذكره أبو نعيم في الصحابة فأورد من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم قال دخلت على أبي الطفيل فوجدته طيب النفس فقلت لأغتنمن ذلك منه فقلت يا أبا الطفيل النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من هم فهم أن يخبرني بهم فقالت امرأته سودة أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما أنا بشر فمن دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة (8/119)
<120> حرف الشين المعجمة القسم الأول شراف أخت دحية بن خليفة الكلبي أخرج الطبراني وأبو نعيم عنه من طريق جابر الجعفي عن بن أبي مليكة قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني كلب فبعث عائشة تنظر إليها فذهبت ثم رجعت فقالت ما رأيت طائلا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أقد رأيت خالا عندها اقشعرت كل شعرة منك فقالت ما دونك سر أورده أبو موسى في الذيل في ترجمة شراف وقال قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها ولم يدخل بها وبذلك جزم بن عبد البر قلت وقد ورد التصريح بذكرها عند بن سعد عن هشام بن الكلبي عن شرقي بن القطامي قال لما هلكت خولة بنت الهذيل تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم شراف بنت خليفة أخت دحية ولم يدخل بها ثم أخرج أثر عائشة المذكور عن محمد بن عمر عن الثوري عن جابر الجعفي به شرفة الدار بنت الحارث بن قيس بن هيشة الأنصارية من بني معاوية ذكرها بن حبيب في المبايعات شريرة بالتصغير بنت الحارث بن عوف بن مرة ذكر سعيد بن عفير أنها زوج حارثة بن سلامة بن حارثة النخعي والدة الحكم بن حارثة وأنها بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعثاء امرأة حسان بن ثابت التي كان يشبب بها في غزل قصائده قيل هي بنت سالم الأسلمية حكى السهيلي أنها كانت زوجة له وولدت له بنتا يقال لها فراس وقيل هي بنت سلام بن مشكم أحد رؤساء اليهود بالمدينة الذي قال أبو سفيان بن حرب وقد نزل عليه في قدمة قدمها سقاني فرواني كميتا مدامة على ظمأ مني غلام بن مشكم وقال الرشاطي في أنساب الخزرج أم فراس بنت حسان بن ثابت أمها شعثاء بنت هلال الخزاعية وكذا قال بن الأعرابي في نوادره إن شعثاء خزاعية الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف بن شداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشية العدوية وقيل خالد بدل خلف وقيل صداد بدل شداد وقيل ضرار والدة سليمان بن أبي حثمة قيل اسمها ليلى قاله أحمد بن صالح المصري وقال أبو عمر قال بن سعد أمها فاطمة بنت وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران المخزومية وأسلمت الشفاء قبل الهجرة وهي من المهاجرات الأول وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل عندها في بيتها وكانت قد اتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه (8/120)
<121> فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منه مروان بن الحكم وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتابة وأقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم دارها عند الحكاكين بالمدينة فنزلتها مع ابنها سليمان وكان عمر يقدمها في الرأي ويرعاها ويفضلها وربما ولاها شيئا من أمر السوق روى عنها حفيداها أبو بكر وعثمان ابنا سليمان بن أبي حثمة انتهى كلامه روى عنها أيضا ابنها سليمان وأبو سلمة بن عبد الرحمن وحفصة أم المؤمنين ومولاها أبو إسحاق وفي المسند من طريق المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن رجل من آل أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله وكانت من المهاجرات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الأعمال فقال إيمان بالله وجهاد في سبيله وحج مبرور وأخرج بن منده حديث رقية النملة من طريق الثوري عن بن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن حفصة أن امرأة من قريش يقال لها الشفاء كانت ترقى من النملة فقال النبي صلى الله عليه وسلم علميها حفصة وذكر الاختلاف في وصله وإرساله على الثوري وأخرجه بن منده وأبو نعيم مطولا من طريق عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة عن أبيه عثمان عن الشفاء أنها كانت ترقى في الجاهلية وأنها لما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت قد بايعته بمكة قبل أن يخرج فقدمت عليه فقالت يا رسول الله إني قد كنت أرقى برقى في الجاهلية فقد أردت أن أعرضها عليك قال فاعرضيها قالت فعرضتها عليه وكانت ترقى من النملة فقال أرقي بها وعلميها حفصة إلى هنا رواية بن منده وزاد أبو نعيم باسم الله صلو صلب خير يعود من أفواهها ولا يضر أحد اكشف الباس رب الناس قال ترقى بها على عود كركم سبع مرات وتضعه مكانا نظيفا ثم تدلكه على حجر بخل خمر مصفى ثم تطليه على النملة وأخرجه أبو نعيم عن الطبراني من طريق صالح بن كيسان عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن الشفاء بنت عبد الله قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قاعدة عند حفصة فقال ما عليك أن تعلمي هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة وأخرج بن أبي عاصم وأبو نعيم من طريقه بسنده عن الزهري عن أبي سلمة عن الشفاء بنت عبد الله أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله فجعل يعتذر إلي وأنا ألومه فحضرت الصلاة فخرجت فدخلت على ابنتي وهي تحت شرحبيل بن حسنة فوجدت شرحبيل في البيت فجعلت أقول قد حضرت الصلاة وأنت في البيت وجعلت ألومه فقال يا خالتي لا تلوميني فإنه كان لنا ثوب فاستعاره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت بأبي وأمي إني كنت ألومه وهذه حاله ولا أشعر قال شرحبيل وما كان إلا درعا رقعناه وفي سنده عبد الوهاب بن الضحاك وهو واه ولها ذكر في ترجمة عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة قال الزبير هي أم عبد الرحمن بن عوف وقد هاجرت مع أختها لأمها الضيزية بنت أبي قيس بن مناف قال أبو عمر فعلى هذا عبد عوف جد عبد الرحمن لأبيه وعوف جده لأمه أخوان وهما ابنا عبد الرحمن بن الحارث بن زهرة فكأن أباه عوفا سمى باسم عمه فانظره قال بن الأثير قد ذكر بن أبي عاصم في ترجمة عبد الرحمن بن عوف أن أمه العنقاء ويقال لها الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة فعلى هذا هي بنت عم أبيه وقد تقدم في أروى بنت كريز (8/121)
<122> النقل عن بن عباس أن أم عبد الرحمن بن عوف أسلمت وقال بن سعد أم الشفاء بنت عوف سلمى بنت عامر بن بياضة بن سبيع الخزاعي وكانت الشفاء من المهاجرات قال وجاءت فيها سنة العتاقة عن الميت فإنها ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فقال عبد الرحمن يا رسول الله أعتق عن أمي قال نعم فأعتق عنها الشفاء بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف قال الزبير هاجرت مع أختها عاتكة وعاتكة هي أم المسور وقيل بل أم المسور هي الشفاء حكى ذلك أبو أحمد العسكري شقيقة بنت مالك بن قيس بن محرث بن الحارث بن ثعلبة من بني مازن بن النجار أخت الشموس ذكرها بن حبيب في المبايعات كذلك ولم يصب صاحب التجريد حيث قال إنها مجهولة فقد ذكرها أيضا بن سعد فقال أمها سهيمة بنت عويمر المازني وتزوجها الحارث بن سراقة بن الحارث بن عدي فولدت له عبد الله وأم عبيد قال وأسلمت شقيقة وبايعت الشماء بالتشديد تأتي في الشيماء الشموس بنت أبي عامر بن صيفي بن زيد بن أمية الأنصارية من بني عمرو بن عوف والدة عاصم وجميلة ابني ثابت بن أبي الأفلح ذكرها بن حبيب في المبايعات وهي أخت حنظلة بن عامر الراهب وقد تقدم لها ذكر في ترجمة جملية بنت ثابت بن أبي الأفلح الشموس بنت عمرو بن حرام بن زيد الأنصارية زوج مسعود بن أوس الظفري ذكرها بن حبيب في المبايعات الشموس بنت مالك تقدمت مع أختها شقيقة قريبا ذكرها بن حبيب وابن سعد في المبايعات وقال بن سعد هي شقيقة شقيقة الشموس بنت النعمان بن عامر بن مجمع الأنصارية مدنية روى عنها عبيد بن وديعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى مسجده كان جبرائيل يؤم الكعبة له ويقيم له قبلة المسجد ذكرها أبو عمر مختصرا ووصله بن أبي عاصم والحديث المذكور من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن عاصم بن سويد عن عتبة وأخرجه الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن محمد بن الحسن المخزومي عن عاصم مطولا وكذلك أخرجه الحسن بن سفيان وابن منده من طريق سلمة عن عاصم بن سويد لكن خالف في شيخ عاصم فقال عن أبيه عن الشموس بنت النعمان قالت كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم وأسس هذا المسجد مسجد قباء فرأيته يأخذ الصخرة أو الحجر حتى يهصره الحجر وأنا أنظر إلى بياض التراب على بطنه فيأتي الرجل فيقول يا رسول الله أعطني أكفك فيقول لا خذ حجرا مثله حتى أسسه ويقول إن جبريل يؤم الكعبة فكان يقال إنه أقوم مسجد قبلة وفي رواية محمد بن الحسن بالسند المذكور إلى عتبة أن الشموس بنت النعمان أخبرته وكانت من المبايعات فذكره وفيه فيأتي الرجل من قريش أو الأنصار وفيه فيقولون تراءى له جبريل حتى أم له القبلة قال عتبة فنحن نقول ليس قبلة أعدل منها وقد استشكل بن الأثير قوله في رواية شبابة يؤم الكعبة بأن (8/122)
<123> القبلة حينئذ كانت إلى بيت المقدس ثم حولت إلى الكعبة بعد ذلك وخطر لي في جوابه أنه أطلق الكعبة وأراد القبلة أو الكعبة على الحقيقة وإذا بين له جهتها كان إذا استدبرها استقبل بيت المقدس وتكون النكتة فيه أنه سيحول إلى الكعبة فلا يحتاج تقويم آخر فلما وقع لي سياق محمد بن الحسن رجح الاحتمال الأول الشموس الأنصارية لها قصة مع أبي محجن في خلافة عمر مقتضاها أن تكون من الشرط لان من تكون متزوجة بحيث يحتاج من رآها إلى الحيلة في التوصل إلى التملي برؤيتها بحيث يستعدي زوجها عليها أن تكون أدركت العصر النبوي وكانت القصة قبل فتح القادسية ذكرت القصة في ترجمة أبي محجن في كنى الرجال شميلة بنت الحارث بن عمرو بن حارثة بن الهيثم الأنصارية الظفرية ذكرها بن حبيب في المبايعات الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى بن رفاعة قال أبو نعيم لها ذكر وأوردها أبو سليمان يعني الطبراني ولم يورد لها حديثا وهي أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وقال أبو عمر الشيماء أو الشماء اسمها حذافة ذكر بن إسحاق من رواية يونس بن بكير وغيره عنه إن إخوة النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة عبد الله وأنيسة وحذيفة بنو الحارث وحذافة هي الشيماء غلب عليها ذلك قال وذكروا أن الشيماء كانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمها وقال بن إسحاق عن أبي وجزة السعدي إن الشيماء لما انتهت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله إني لأختك من الرضاعة قال وما علامة ذلك قالت عضة عضضتها في ظهري وأنا متوركتك فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة فبسط لها رداءه ثم قال لها هاهنا فأجلسها عليه وخيرها فقال إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة وإن أحببت أن أمتعك فارجعي إلى قومك فقالت بل تمتعني وتردني إلى قومي فمتعها وردها إلى قومها فزعم بنو سعد بن بكر أنه أعطاها غلاما يقال له مكحول وجارية فزوجت إحداهما الآخر فلم يزل فيهم من نسلهم بقية أخرجه المستغفري من طريق سلمة بن الفضل عن بن إسحاق هكذا وقال بن سعد كانت الشيماء تحضن النبي صلى الله عليه وسلم مع أمها وتوركه وقال أبو عمر أغارت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم على هوازن فأخذوها فيما أخذوا من السبي فقالت لهم أنا أخت صاحبكم فلما قدموا بها قالت يا محمد أنا أختك وعرفته بعلامة عرفها فرحب بها وبسط رداءه فأجلسها عليه ودمعت عيناه فقال لها إن أحببت أن ترجعي إلى قومك أوصلتك وإن أحببت فأقيمي مكرمة محببة فقالت بل أرجع فأسلمت وأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم نعما وشاء وثلاثة أعبد وجارية وذكر محمد بن المعلى الأزدي في كتاب الترقيص قال وقالت الشيماء ترقص النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير يا ربنا أبق لنا محمدا حتى أراه يافعا وأمردا (8/123)
<124> ثم أراه سيدا مسودا واكبت أعاديه معا والحسدا وأعطه عزا يدوم أبدا قال فكان أبو عروة الأزدي إذا أنشد هذا يقول ما أحسن ما أجاب الله دعاءها القسم الثاني خال وكذا القسم الثالث لم يذكر فيهما شيء القسم الرابع شخبرة من بني تميم بن أسد ذكرها المستغفري واستدركها أبو موسى وهو تصحيف وقد تقدمت في سخبرة في السين على الصواب الشفاء بنت عبد الرحمن الأنصارية مدنية روى عنها أبو سلمة بن عبد الرحمن ذكرها أبو عمر مختصرا وذكرها بن منده كذلك لكن لم يقل أنصارية ولا مدنية وزاد أراها الأولى يعني الشفاء بنت عبد الله بن سليمان بن أبي حثمة وهو كما ظن والحديث المشار إليه هو الذي ذكره في ترجمة الشفاء بنت عبد الله من طريق الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنها في قصة شرحبيل بن حسنة كأن بعض الرواة غلط في اسم أبيها فقال عبد الرحمن ووهم من نسبها أنصارية شقيرة الأسدية حبشية ذكرها بن منده فقال حبشية وساق الخبر الماضي في سعيرة بالمهملتين وهو الصواب أشار إلى ذلك أبو نعيم وقد سماها المستغفري فيما حكاه أبو موسى عنه في ترجمة أم زفر شكيرة بالكاف بدل القاف وصوب أنها بالقاف شمية جاء عنها خبر مرسل روى حماد عن ثابت عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ورواه مرة أخرى فأدخل بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم عائشة أخرجه أحمد في مسنده وحكى الوجهين عن عفان عن حماد في مسند عائشة شهيدة أم ورقة الأنصارية ذكرها بن منده في الأسماء الأعلام وهو وهم وإنما هو وصف وحديثها صريح في ذلك وسيأتي في الكنى فيه قول عمر لما قتلها غلامها الذي دبرته صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انطلقوا بنا نزور الشهيدة حرف الصاد المهملة القسم الأول (8/124)
<125> صخرة بنت أبي جهل واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي تزوجها أبو سعيد بن الحارث بن هشام فولدت له وتزوجها خالد بن العاص بن هشام فولدت له أم الحارث بنت خالد ذكرها الزبير بن بكار وذكر لها الفاكهي في كتاب مكة قصة وهي من أهل هذا القسم لأن أباها قتل يوم بدر فكانت هي ممن حضر يوم الفتح وهي مميزة ثم حجة الوداع وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن تزوجت وولدت الصعبة بنت جبل بن عمرو بن أوس أخت معاذ تقدم نسبها مع أخيها معاذ وذكرها بن سعد في المبايعات وقال تزوجها ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة فولدت له عبيدا الصعبة بنت الحضرمي أخت العلاء بن الحضرمي تقدم نسبها في العلاء وهي والدة طلحة بن عبيد الله أحد العشرة قال الواقدي توفيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرني بعض آل طلحة أنها أسلمت وأخرجه البخاري في التاريخ الصغير من طريق محمد بن يعقوب عن عبد الله بن رافع عن أمه قالت خرجت الصعبة بنت الحضرمي فسمعتها تقول لابنها طلحة إن عثمان قد اشتد حصره فلو كلمته حتى تردعه قلت وهذا أولى من قول الواقدي وعكس بن الأثير كعادته في تقديم أقوال أهل السير أو النسب على أصحاب الأسانيد الجياد الصعبة بنت رافع بن امرئ القيس الأنصارية الأشهلية تقدم ذكرها في حواء الصعبة بنت سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم الأنصارية ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال بن سعد أسلمت وبايعت في رواية محمد بن عمر صفية بنت بجير الهذلية روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشرب من ماء زمزم ذكرها أبو عمر مختصرة صفية بنت صفيح بن الحارث بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة الدوسية أم أبي هريرة ذكرها بن فتحون وقال سماها ونسبها الطبري والبغوي قلت وقد تقدم خبر إسلامها في أميمة في حرف الألف صفية بنت بشامة أخت الأعور من بني العنبر بن تميم ذكرها بن حبيب في المحبر ممن خطبهن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بهن قلت وأسند بن سعد عن بن عباس بسند فيه الكلبي أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها وكان أصابها سباء فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن شئت أنا وإن شئت زوجك فقالت بل زوجي فأرسلها فلعنها بنو تميم صفية بنت ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الأنصارية من بني خطمة ذكرها بن حبيب في المبايعات صفية بنت الحارث بن طلحة بن أبي طلحة العبدرية قتل أبوها يوم بدر كافرا وتزوجت هي بعد ذلك عبد الله بن خلف الخزاعي فولدت له طلحة بن عبد الله المعروف بطلحة الطلحات وأخته رملة ذكرها الزبير ومقتضى ذلك أن يكون لها صحبة لأن أهل مكة شهدوا حجة الوداع ولم يبق بمكة (8/125)
<126> حينئذ أحد إلا من كان مسلما ولصفية هذه رواية عن عائشة في السنن وكانت نزلت عليها في قصر بني خلف في وقعة الجمل روى عنها محمد بن سيرين وغيره صفية بنت الحارث بن كلدة الثقفية زوج الصحابي الشهير أمير البصرة عتبة بن غزوان ذكرها عمر بن شبة في أخبار البصرة عن أبي الحسن المدائني وقد مضى ذكرها في أختها أردة بنت الحارث بن كلدة صفية بنت حيي بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن أبي حبيب من بني النضير وهو من سبط لاوي بن يعقوب ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام كانت تحت سلام بن مشكم ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق فقتل كنانة يوم خيبر فصارت صفية مع السبي فأخذها دحية ثم استعداها النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أنس مطولا ومختصرا وقال بن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه حدثني والدي إسحاق بن يسار قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغموص حصن بن أبي الحقيق أتى بصفية بنت حيي ومعها ابنة عم لها جاء بهما بلال فمر بهما على قتلى يهود فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكت وجهها وصاحت وحثت التراب على وجهها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعزبوا هذه الشيطانة عني وأمر بصفية فجعلت خلفه وغطى عليها ثوبه فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه وقال لبلال أنزعت الرحمة من قلبك حين تمر بالمرأتين على قتلاهما وكانت صفية رأت قبل ذلك أن القمر وقع في حجرها فذكرت ذلك لأمها فلطمت وجهها وقالت إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عنه فأخبرته وأخرج بن سعد عن الواقدي بأسانيد له في قصة خيبر قال ولم يخرج من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها فحملها وراءه فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد في نفسه فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر نزل بها هناك فمشطتها أم سليم وعطرتها قالت أم سنان الأسلمية وكانت من أضوأ ما يكون من النساء فدخل على أهله فلما أصبح سألتها عما قال لها فقالت قال لي ما حملك على الإمتناع من النزول أولا فقلت خشيت عليك من قرب اليهود فزادها ذلك عنده وقال بن سعد أيضا أخبرنا عفان حدثنا حماد عن ثابت عن سمية عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر فاعتل بعير لصفية وفي إبل زينب بنت جحش فضل فقال لها إن بعيرا لصفية اعتل فلو أعطيتها بعيرا فقالت أنا أعطي تلك اليهودية فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الحجة والمحرم شهرين أو ثلاثة لا يأتيها قالت زينب حتى يئست منه وأخرج بن أبي عاصم من طريق القاسم بن عوف عن أبي برزة قال لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم خيبر كانت صفية عروسا في مجاسدها فرأت في المنام أن الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها فقصت ذلك على زوجها فقال ما تمنين إلا هذا الملك الذي نزل بنا قال فافتتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب عنق زوجها صبرا الحديث وفيه فألقى تمرا على سقيفة فقال كلوا من وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية وذكر بن سعد من طريق عطاء بن يسار قال لما (8/126)
<127> قدمت صفية من خيبر أنزلت في بيت لحارثة بن النعمان فسمع نساء الأنصار فجئن ينظرن إلى جمالها وجاءت عائشة متنقبة فلما خرجت خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أثرها فقال كيف رأيت يا عائشة قالت رأيت يهودية فقال لا تقولي ذلك فإنها أسلمت وحسن إسلامها ولها ذكر في ترجمة أم سنان الأسلمية وفي ترجمة أمية بنت أبي قيس وأخرج من طريق عبد الله بن عمر العمري قال لما اجتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية رأى عائشة منتقبة بين النساء فعرفها فأدركها فأخذ ثوبها فقال كيف رأيت يا شقيراء وأخرج بسند صحيح من مرسل سعيد بن المسيب فقال قدمت صفية وفي أذنها خوصة من ذهب فوهبت منه لفاطمة ولنساء معها وأخرج الترمذي من طريق كنانة مولى صفية أنها حدثته قالت دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام فذكرت له ذلك فقال ألا قلت وكيف تكونان خيرا مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى وكان بلغها أنهما قالتا نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها نحن أزواجه وبنات عمه وقال أبو عمر كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة روينا أن جارية لها أتت عمر فقالت إن صفية تحب السبت وتصل اليهود فبعث إليها فسألها عن ذلك فقالت أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة وأما اليهود فإن لي فيهم رحما فأنا أصلها ثم قالت للجارية ما حملك على هذا قالت الشيطان قالت اذهبي فأنت حرة وأخرج بن سعد بسند حسن عن زيد بن أسلم قال اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفى فيه واجتمع إليه نساؤه فقالت صفية بنت حيي إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي فغمزن أزواجه ببصرهن فقال مضمضن فقلن من أي شيء فقال من تغامزكن بها والله إنها لصادقة روت صفية عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها بن أخيها ومولاها كنانة ومولاها الآخر يزيد بن معتب وزين العابدين علي بن الحسين وإسحاق بن عبد الله بن الحارث بن مسلم بن صفوان قيل ماتت سنة ست وثلاثين حكاه بن حبان وجزم به بن مندة وهو غلط فإن علي بن الحسين لم يكن ولد وقد ثبت سماعه منها في الصحيحين وقال الواقدي ماتت سنة خمسين وهذا أقرب وقد أخرج بن سعد من حديث أمية بنت أبي قيس الغفارية بسند فيه الواقدي قالت أنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول ما بلغت سبع عشرة يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية وأخرج بن سعد أيضا بسند حسن عن كنانة مولى صفية قال قدمت بصفية بغلة لترد عن عثمان فلفينا الأشتر فضرب وجه البغلة فقالت ردوني لا يفضحني قال ثم وضعت حسنا بين منزلها ومنزل عثمان فكانت تنقل إليه الطعام والماء صفية بنت الخطاب أخت عمر تقدم نسبها في ترجمة عمر ذكرها الدارقطني في كتاب الأخوة وقال تزوجها سفيان بن عبد الأسد فولدت له الأسود وقد تقدم في قدامة بن مظعون أنه تزوجها واستدركها أبو علي الغساني وقال ذكرها أبو عمر في قدامة ولم يفردها صفية بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية ذكرها بن سعد فيمن أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمر خيبر من بني هاشم فكان لها أربعون وسقا وقال أمها عاتكة (8/127)
<128> بنت أبي وهب المخزومية فهي شقيقة ضباعة صفية بنت شيبة بن عثمان العبدرية تقدم نسبها في ترجمة والدها مختلف في صحبتها وأبعد من قال لا رؤية لها فقد ثبت حديثها في صحيح البخاري تعليقا قال قال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج بن مندة من طريق محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن صفية بنت شيبة قالت والله لكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الكعبة الحديث وروت أيضا عن عائشة وأم حبيبة وأم سلمة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعن أسماء بنت أبي بكر وأم عثمان بنت سفيان وعن أم ولد لشيبة وغيرهم روى عنها ابنها منصور بن صفية وهو بن عبد الرحمن الحجبي وابن أخيها عبد الحميد بن جبير بن شيبة والحسن بن مسلم وقتادة والمغيرة بن حكيم وعبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور وميمون بن مهران وآخرون وقال بن معين أدركها بن جريج ولم يسمع منها وذكرها بن حبان في ثقات التابعين صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووالدة الزبير بن العوام أحد العشرة وهي شقيقة حمزة أمها هالة بنت وهب خالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول من تزوجها الحارث بن حرب بن أمية ثم هلك فخلف عليها العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى فولدت له الزبير والسائب وأسلمت وروت وعاشت إلى خلافة عمر قاله أبو عمر قلت وهاجرت مع ولدها الزبير وأخرج بن أبي خيثمة وابن مندة من رواية أم عروة بنت جعفر بن الزبير عن أبيها عن جدتها صفية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى الخندق جعل نساء في أطم يقال له فارع وجعل معهن حسان بن ثابت قال فجاء إنسان من اليهود فرقى في الحصن حتى أطل علينا فقلت لحسان قم فاقتله فقال لو كان ذلك في كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت صفية فقمت إليه فضربته حتى قطعت رأسه وقلت لحسان قم فاطرح رأسه على اليهود وهم أسفل الحصن فقال والله ما ذاك قالت فأخذت رأسه فرميت به عليهم فقالوا قد علمنا أن هذا لم يكن ليترك أهله خلوفا ليس معهم أحد فتفرقوا وذكره بن إسحاق في رواية يونس بن بكير عن أبيه عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال كانت صفية في فارع القصة وفيها اعتجرت وأخذت عمودا ونزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته وزاد يونس عن هشام عن عروة عن أبيه عن صفية قال نحوه وزاد وهي أول امرأة قتلت رجلا من المشركين أخرجه بن سعد عن أبي أسامة عن هشام عن أبيه كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج لقتال عدوه رفع نساءه في أطم حسان لأنه كان من أحصن الآطام فتخلف حسان في الخندق فجاء يهودي فلصق بالأطم ليسمع فقالت صفية لحسان انزل إليه فاقتله فكأنه هاب ذلك فأخذت عمودا فنزلت إليه حتى فتحت الباب قليلا قليلا فحملت عليه فضربته بالعمود فقتلته ومن طريق حماد عن هشام عن أبيه أن صفية جاءت يوم أحد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوههم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا زبير المرأة قال بن سعد توفيت في خلافة عمر روت صفية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها وأخرج الطبراني من طريق حفص بن غياث عن (8/128)
<129> جعفر بن محمد عن أبيه قال لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم خرجت صفية تلمع بردائها وهي تقول قد كان بعدك أنباء وهنبثة لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب وذكر لها بن إسحاق من رواية إبراهيم بن سعد وغيره في السيرة أبياتا مرثية في النبي صلى الله عليه وسلم منها لفقد رسول الله إذ حان يومه فيا عين جودي بالدموع السواجم وفي السيرة من رواية يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة ومحمد بن يحيى وغيرهم عن قتل حمزة قال فأقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها فلقيها الزبير فقال أي أمة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي قالت ولم وقد بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله فجاء الزبير فأخبره فقال خل سبيلها فأتت إليه واستغفرت له ثم أمر به ودفن ومما رثت به صفية النبي صلى الله عليه وسلم إن يوما أتى عليك ليوم كورت شمسه وكان مضيئا صفية بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطلبية ذكرها أين سعد في ترجمة والدها وكانت وفاته في سنة اثنتين من الهجرة صفية بنت عبيد بن أسد بن أبي علاج الثقفية زوج الحارث بن كلدة تقدم في ترجمته أنه أسلم وصحب وتقدم في ترجمة سمية والدة زياد أن الحارث وهبها لصفية فزوجتها عبدها عبيدا صفية بنت عبيد بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية كانت زوج شماس بن عثمان بن الشريد ذكر ذلك البلاذري صفية بنت عطية روى عنها غياث بن عبد العزيز وهي جدته حديثها عند أبي داود من رواية أبي بحر البكراوي عنه عنها دخلت مع نسوة من عبد القيس على عائشة فسألناها عن التمر والزبيب الحديث قال البخاري رواه عبد الواحد بن واصل عن غياث عن جدته قالت ربما ألقينا في نبيذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من زبيب وقال الأول أصح صفية بنت عمر بن الخطاب القرشية العدوية ذكرها الطبراني وتبعه أبو نعيم ثم أبو موسى وأخرج من طريق محمد بن سهل الأسدي عن شريك عن عبد الكريم عن عكرمة عن بن عباس أن صفية بنت عمر بن الخطاب كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر صفية بنت عمرو بن عبد ود العامرية قتل أبوها يوم الخندق وقصة قتاله مع علي مشهورة وكانت هي زوج سهل بن عمر فولدت له ولده عمرو بن سهل فقالوا أنجبت ثم ولدت له أنس بن سهل فقالوا أجمعت ذكر ذلك هشام بن الكلبي عن أبي عوانة صفية بنت محمية بفتح أوله وسكون المهملة وكسر الميم بعدها مثناة تحتانية خفيفة هي أخت الحارث بن محمية وعمه عبد الله بن الحارث وقد تقدما وتزوجها الفضل بن العباس بن عبد المطلب قال بن الأثير لها ذكر في الحديث يعني الذي أخرجه مسلم من حديث ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب لما سأل (8/129)
<130> هو والعباس النبي صلى الله عليه وسلم العمالة فقال لمحمية وزوج ابنتك من الفضل لكن لم يسمها صفية خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنها أمة الله بنت رزينة خبرا مرفوعا في الكسوف قاله أبو عمر صفية غير منسوبة امرأة من الصحابة روى عنها إسحاق بن عبد الله بن الحارث أنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقربت إليه كتفا فأكل وصلى ولم يتوضأ هكذا ذكره أبو عمر مختصرا وصنيع المزي في التهذيب يقتضي أنها صفية بنت حيي صفية أخرى غير منسوبة امرأة من الصحابة حديثها عند أهل الكوفة روى عنها مسلم بن صفوان كذا ذكرها بن عبد البر وصفية المذكورة جزم بن مندة وتبعه أبو نعيم بأنها بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم وساق الحديث من طريق إدريس المرهبي عن سلم بن صفوان عن صفية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتهي الناس من غزو هذا البيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بأولهم وآخرهم الحديث صفية غير منسوبة أخرج أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من طريق الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن عبد الرحمن عن صفية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ماء زمزم شفاء من كل داء الحسن فيه ضعف وشيخه ما عرفته ولا أدري اسمع من صفية أم لا الصماء بنت بسر المازنية لها ولأبويها وأخيها عبد الله بن بسر صحبة روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن صوم يوم السبت وقيل هي عمة عبد الله وقيل خالته فأخرج بن منده من طريق الوليد بن مسلم وغيره عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء وأخرجه بعلو عن أبي عاصم عن ثور من طريق معاوية بن صالح عن أبي عبد الله بن بسر عن أبيه عن عمته الصماء ومن طريق فضيل بن فضالة عن عبد الله بن بسر عن خالته الصماء أخرج حديثها أصحاب السنن من طريق ثور وأكثر النسائي من تخريج طرقه وبيان اختلاف رواته ورجح دحيم الأول قال أبو زرعة الدمشقي قال لي دحيم أهل بيت أربعة صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم بسر وابناه عبد الله وعطية وأختهما الصماء الصميتة بالتصغير الليثية ويقال الدارية روى حديثها النسائي وابن أبي عاصم من طريق عقيل عن الزهري عن عبيد الله عن عبد الله بن عتبة عن صميتة وكانت في جحر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من يموت بها أشفع له واشهد له يوم القيامة قال بن منده رواه صالح عن أبي الأخضر عن الزهري فقال كانت يتيمة في حجر عائشة قلت ولا منافاة بين الروايتين فمن تكون في حجر عائشة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم تكون في حجر النبي صلى الله عليه وسلم على أن صالح بن أبي الأخضر ضعيف وقد رواه يونس عن الزهري عن عبيد الله عن صميتة امرأة من بني ليث يحدث أنها سمعت فذكره وزاد فيه قال الزهري ثم لقيت عبيد الله بن عبد الله بن عمر فسألته عن حديثها فحدثنيه (8/130)
<131> عن الصميتة هذه رواية بن وهب عن يونس وهي موافقة لرواية عقيل ورواه عتبة عن يونس فأدخل صفية بنت أبي عبيد بن عبيد الله والصميتة ورواه بن أبي ذئب عن الزهري فقال عن عبيد الله عن امرأة يتيمة عن صفية بنت أبي عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم القسم الثاني صفية بنت أبي عبيد الثقفية زوج عبد الله بن عمر بن الخطاب تقدم نسبها في ترجمة والدها ذكرها أبو عمر فقال لها رواية روى عنها مولى بن عمر كذا قال وظاهر قوله لها رواية أنها عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا بخلاف ما ذكر بن سعد فإنه أوردها فيمن لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم وروت عن أزواجه وكذا قال بن سعد أمها عليلة بنت أسيد بن أبي العاص أخت عتاب أمير مكة وقال بن منده أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وروت عن عائشة وحفصة ولا يصح لها سماع عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال الدارقطني لم تدرك النبي صلى الله عليه وسلم قاله عقب حديث أورده في كتاب الوتر من السنن من طريق عبد الله بن نافع مولى بن عمر عم أمه عن أم سلمة مرفوعا في قضاء الوتر وفي رواية عن عبد الله بن نافع عن أبيه عن صفية بنت أبي عبيد فذكره وزاد ولا يصح لنافع سماع من أم سلمة وفي السند ثلاثة من الضعفاء على الولاء وذكر الواقدي عن موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه أنها تزوجت عبد الله بن عمر في خلافة عمر فهذا يقرب قول من قال إنها ولدت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيحمل قول من نفى الإدراك على إدراك السماع فكأنها لم تميز إلا بعد الوفاة النبوية وقد حدثت عن عمر وحفصة وعائشة وأم سلمة روى عنها سالم بن زوجها ونافع مولاه وعبد الله بن دينار وموسى بن عقبة وذكرها العجلي وابن حبان في الثقات وأخرج بن سعد عن خالد بن مخلد عن عبد الله العمري عن نافع عن بن عمر أصدق عني عمر صفية أربعمائة وزدت أنا سرا منه مائتي درهم وبسند صحيح عنها أنها سمعت عمر يقرأ في صلاة الفجر سورة الكهف قال بن سعد ولدت لابن عمر واقدا وأبا بكر وأبا عبيدة وعبد الله وعمر وحفصة وسودة ثم أخرج بسند جيد عن نافع قال كانت صفية قد أسنت فكانت تطوف على راحلة وفي الصحيحين أن بن عمر رجع من حجة الوداع فقيل له إن صفية في السياق فأسرع السير وجمع جمع التأخير الحديث وهذا معناه وكان ذلك في إمارة بن الزبير القسم الثالث الصهباء بنت ربيعة بن بحير بن عبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة الثعلبية تكنى أم حبيب لها إدراك وكانت ممن سبى بعين التمر فأرسل بها خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق مع بقية السبي فصارت (8/131)
<132> إلى علي فأولدها عمر الأكبر ورقية القسم الرابع صفية غير منسوبة روى عنها إسحاق بن عبد الله صفية غير منسوبة روى عنها مسلم بن صفوان تقدمتا في القسم الأول وذكرنا قول من قال في كل منهما إنها صفية بنت حيي فأما التي روى عنها مسلم بن صفوان فيغلب على الظن أنها صفية بنت حيي وأما الأخرى فعلى الاحتمال والله أعلم بسم الله الرحمن الرحيم القسم الأول حرف الضاد المعجمة ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب الهاشمية بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم زوج المقداد بن الأسود فولدت له عبد الله وكريمة قال الزبير لم يكن للزبير بن عبد المطلب عقب إلا من ضباعة وأختها أم الحكم وكذا قاله بن سعد قال وأمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم قتل ابنها عبد الله يوم الجمل مع عائشة وروت ضباعة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زوجها المقداد روى عنها بن عباس وعائشة وبنتها كريمة بنت المقداد وابن المسيب وعروة والأعرج وغيرهم وحديثها في الاشتراط في الحج عند أبي داود والنسائي وأخرجه الترمذي من حديث بن عباس أن ضباعة بنت الزبير أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أني أريد الحج افأشترط قال نعم قالت كيف أقول قال قولي لبيك اللهم لبيك وتحللي من الأرض حيث حبست قال بن منده مشهور عن عكرمة ورواه عبد الكريم حدثني من سمع بن عباس يقول حدثتني ضباعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تشترط في إحرامها قال ورواه عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ضباعة بالاشتراط رواه الزهري وهشام عنه ثم ساقه من طريق حجاج بن نصر عن هشام عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لضباعة حجي واشترطي ثم ساق من طريق موسى بن خلف عن قتادة عن إسحاق بن عبد الله الهاشمي عن أم عطية عن أختها ضباعة أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتفا ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ قال ورواه همام عن قتادة عن إسحاق بن عبد الله عن جدته أم حكيم عن أختها ضباعة وهو أرجح من رواية موسى بن خلف وقد أغتر أبو عمر برواية موسى بن خلف فترجم لضباعة بنت الحارث الأنصارية أخت أم عطية بناء على أن أم عطية هي (8/132)
<133> الأنصارية وقد أشار بن الأثير إلى أنه وهم في ذلك ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير بن كعب بن بيعة بن عامر بن صعصعة ذكرها أبو نعيم وأخرج من طريق عبد الله بن الأجلح عن الكلبي أخبرني عبد الرحمن العامري عن أشياخ من قومه قالوا أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بعكاظ فدعانا إلى نصرته ومنعته فأجبناه إذ جاء بيحرة بن فراس القشيري فغمز شاكلة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمصت به فألقته وعندنا يومئذ ضباعة بنت عامر بن قرط وكانت من النسوة اللاتي أسلمن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة جاءت زائرة بني عمها فقالت يا آل عامر ولا عامر لي يصنع هذا برسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم ولا يمنعه أحد منكم فقام ثلاثة من بني عمها بيحرة فأخذ كل رجل منهم رجلا فجلد به الأرض ثم جلس على صدره ثم علا وجهه لطما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك على هؤلاء فأسلموا وقتلوا شهداء وهذا مع انقطاعه ضعيف وقد وجدت لضباعة هذه خبرا آخر ذكره هشام بن الكلبي في الأنساب عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال كانت ضباعة القشيرية تحت هوذة بن علي الحنفي فمات فورثته من ماله فخطبها بن عم لها وخطبها عبد الله بن جدعان فرغب أبوها في المال فزوجها من بن جدعان ولما حملت إليه تبعها بن عمها فقال يا ضباعة الرجال البخر أحب إليك أم الرجال الذين يطعنون السور قالت لا بل الرجال الذين يطعنون السور فقدمت على عبد الله بن جدعان قأقامت عنده ورغب فيها هشام بن المغيرة وكان من رجال قريش فقال لضباعة أرضيت لجمالك وهيئتك بهذا الشيخ اللئيم سليه الطلاق حتى أتزوجك فسألت بن جدعان الطلاق فقال بلغني أن هشاما قد رغب فيك ولست مطلقا حتى تحلفي لي إنك إن تزوجت أن تنحري مائة ناقة سود الحدق بين إساف ونائلة وأن تغزلي خيطا يمد بين أخشبي مكة وأن تطوفي بالبيت عريانة فقالت دعني أنظر في أمري فتركها فأتاها هشام فأخبرته فقال أما نحر مائة ناقة فهو أهون علي من ناقة أنحرها عنك وأما الغزل فأنا آمر نساء بني المغيرة يغزلن لك وأما طوافك بالبيت عريانة فأنا أسأل قريشا أن يخلو لك البيت ساعة فسليه الطلاق فسألته فطلقها وحلفت له فتزوجها هشام فولدت له سلمة فكان من خيار المسلمين ووفى لها هشام بما قال قال بن عباس فأخبرني المطلب بن أبي وداعة السهمي وكان ولده رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما أخلت قريش لضباعة البيت خرجت أنا ومحمد ونحن غلامان فاستصغرونا فلم نمنع فنظرنا إليها لما جاءت فجعلت تخلع ثوبا ثوبا وهي تقول اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله حتى نزعت ثيابها ثم نشرت شعرها فغطى بطنها وظهرها حتى صار في خلخالها فما استبان من جسدها شيء وأقبلت تطوف وهي تقول هذا الشعر فلما مات هشام بن المغيرة وأسلمت هي وهاجرت خطبها النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابنها سلمة فقال يا رسول الله ما عنك مدفع فأستأمرها قال نعم فأتاها فقالت إنا لله أفي رسول الله تستأمرني أنا أسعى لأن أحشر في أزواجه أرجع إليه فقل له نعم قبل أن يبدو له فرجع سلمة فقال له فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا وكان قد قيل له بعد أن ولي (8/133)
<134> سلمة إن ضباعة ليست كما عهدت قد كثرت غضون وجهها وسقطت أسنانها من فمها وذكر بن سعد بعض هذا في ترجمتها عن هشام بن الكلبي وعنه بهذا السند كانت ضباعة من أجمل نساء العرب وأعظمهن خلقة وكانت إذا جلست أخذت من الأرض شيئا كثيرا وكانت تغطي جسدها بشعرها ضباعة بنت عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك الأنصارية من بني النجار ذكرها بن سعد في المبايعات وقال أمها عمرة بنت هزال بن عمرو بن قربوس وكان زوجها عبيد بن عمير بن وهب ضبيعة بنت حذيم السهمية والده عبد الله بن حذافة في الصحيح ما يدل على صحبتها ففي كتاب الفضائل من صحيح مسلم أنها قالت لولدها منكرة عليه حيث قال من أبي قالت أبوك حذافة لو أن أمك تدنست بشيء من أمر الجاهلية الحديث ضمرة زوج أبي قيس بن الأسلت ذكرها الطبري فيمن نزلت فيه ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الضيزنة بنت أبي قيس أسلمت وهاجرت وقد تقدم ذكرها في الشفاء بنت عوف القسم الثاني والقسم الثالث لم يذكر فيهما أحد الرابع ضباعة بنت الحارث الأنصارية أخت أم عطية ذكرها أبو عمر بالحديث الذي قدمت ذكره في الأول في ترجمة ضباعة بنت الزبير الضحاك بنت مسعود أخت حويصة ذكرها بن منده فوهم وتعقبه أبو نعيم بأنها أم الضحاك كما ستأتي على الصواب في الكنى حرف الطاء المهملة الأول الطاهرة بنت خويلد أخت خديجة أخت خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها الزبير بن بكار طرية مولاة حسان بن ثابت تقدم ذكرها في سيرين في السين المهملة طعيمة لها ذكر وليس لها حديث ذكرها بن منده هكذا (8/134)
<135> طيبة أم أبي موسى الأشعري تأتي في الظاء المعجمة طيبة بنت النعمان تأتي في الظاء المعجمة القسم الثاني خال الثالث طليحة بنت عبد الله ذكر أبو عمر عن الليث عن الزهري أنها كانت عند رشيد الثقفي فطلقها فنكحت في عدتها قلت وهذه لها إدراك طفية بمهملة وفاء ساكنة بنت وهب أم أبي موسى الأشعري ذكرها الطبراني وقال أسلمت وماتت بالمدينة وذكر المتسغفري عن بن قتيبة أنه قال أسلمت وهاجرت والذي ذكره هشام بن الكلبي وأبو أحمد العسكري أنها ظبية بمعجمة ثم موحدة كما ستأتي قريبا طعيمة بنت جر استدركها في التجريد وهي التي تقدمت في طعيمة بالتصغير بنت جريج فسقط بعض أسم والدها حرف الظاء المشالة الأول ظبية بنت البراء بن معرور امرأة أبي قتادة الأنصاري روى حديثها مصعب بن ثابت بن عبد الله بن أبي قتادة عن جده عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لظبية بنت البراء بن معرور امرأة أبي قتادة ليس عليكن جمعة ولا جهاد فقالت علمني يا رسول الله تسبيح الجهاد فقال قولي سبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد ظبية بنت النعمان بن ثابت بن أبي الأفلح تقدم ذكرها في عمتها جميلة بنت ثابت ظبية بنت وهب من بني عك أسلمت وماتت بالمدينة قاله هشام بن الكلبي وقال أبو أحمد العسكري هي أم أبي موسى الأشعري قلت الذي قاله العسكري صرح به بن الكلبي أيضا في أول نسب الأشعريين في الجمهرة لما ذكر أبو موسى الأشعري وبذلك جزم الواقدي ظمياء بنت أشرس التميمية من بني بهدلة بن عوف بن سعد بن زيد مناة بن تميم صحابية (8/135)
<136> وقع ذكرها في حديث طويل أخرجه الفاكهي في كتاب مكة قال حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي رزين حدثنا حجاج بن محمد عن حفص بن عبد الرحمن الأموي قال زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل المدينة وأسلموا جعلوا يأتونه من مياههم ومنازلهم فبعث بنو سعد بن زيد مناة بن تميم امرأة من بني بهدلة بن عوف يقال لها ظمياء بنت أشرس في ماء بالدور وكانت عبد القيس قد ادعته في الجاهلية حتى كان بينهم قتال وبعثت عبد القيس وافدا لهم أخد بني الحارث فسار حتى نزل ماء بالجرف فوجد عليه امرأة قد قطع بها وهي وافدة بني سعد فسألها العبدي ما بالها فقالت أردت هذا النبي النازل يثرب فقطع بن دونه فتذمم الرجل منها وقال إن معنا فصلا فحمل حملها ولم يسألها عما جاءت به حتى دفعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدمت المرأة فقالت يا رسول الله بعثني إليك بنو بهدلة بن عوف فذكر مثل القصة التي وقعت لأبي الحارث بن حسان مع المرأة وقالت إن تمكن عبد القيس من الدور تهلك مضر فقال العبدي أعوذ بالله أن أكون كوافد عاد فذكر القصة بطولها القسم الثاني والقسم الثالث والقسم الرابع لم يذكر فيها أحد العين المهملة القسم الأول عاتكة بنت أبي أزيهر بن أنيس بن الحمق بن مالك الدوسي قتل أبوها ببدر كافرا ثم تزوجها أبو سفيان بن حرب فهي والدة ولديه محمد وعنبسة عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموية أخت عتاب بن أسيد أمير مكة قال بن إسحاق أسلمت يوم الفتح وقال أبو عمر لها صحبة ولا أعلمها روت شيئا وذكر الزبير بن بكار في كتاب النسب عن محمد بن سلام قال أرسل عمر بن الخطاب إلى الشفاء بنت عبد الله العدوية أن أغدى علي قالت فغدوت عليه فوجدت عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص ببابه فدخلنا فتحدثنا ساعة فدعا بنمط فأعطاها إياه ودعا بنمط دونه فأعطانيه قالت فقالت يا عمر أنا قبلها إسلاما وأنا بنت عمك دونها وأرسلت إلي وأتت من قبل نفسها قال ما كنت رفعت ذلك إلا لك فلما اجتمعتما تذكرت أنها أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك عاتكة بنت خالد الخزاعية أم معبد هي بكنيتها أشهر وستأتي في الكنى عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل العدوية أخت سعيد بن زيد أحد العشرة تقدم (8/136)
<137> نسبها في ترجمة والدها وأمها أم كريز بنت عبد الله بن عمار بن مالك الحضرمية أخرج أبو نعيم من حديث عائشة أن عاتكة كانت زوج عبد الله بن أبي بكر الصديق وقال أبو عمر كانت من المهاجرات تزوجها عبد الله بن أبي بكر الصديق وكانت حسناء جميلة فأولع بها وشغلته عن مغازيه فأمره أبوه بطلاقها فقال يقولون طلقها وخيم مكانها مقيما تمنى النفس أحلام نائم وإن فراقي أهل بيت جمعتهم على كثرة مني لإحدى العظائم ثم عزم عليه أبوه حتى طلقها فتبعتها نفسه فسمعه أبوه يوما يقول ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها ولا مثلها من غير جرم تطلق فرق له أبوه وأذن له فارتجعها ثم لما كان حصار الطائف أصابه سهم فكان فيه هلاكه فمات بالمدينة فرثته بأبيات منها فآليت لا تنفك عيني حزينة عليك ولا ينفك جلدي أغبرا ثم تزوجها زيد بن الخطاب على ما قيل فاستشهد باليمامة ثم تزوجها عمر فجرت لها قصة مع علي في تذكيرها بقولها فآليت لا تنفك عيني حزينة ثم استشهد عمر فرثته بالأبيات المشهورة وأخرج بن سعد بسند حسن عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب كانت عاتكة تحب عبد الله بن أبي بكر فجعل لها طائفة من ماله على ألا تتزوج بعده ومات فأرسل عمر إلى عاتكة أن قد حرمت ما أحل الله لك فردى إلى أهله المال الذي أخذته ففعلت فخطبها عمر فنكحها ويقال إن عليا خطبها فقالت أني لأضن بك عن القتل ويقال إن عبد الله بن الزبير صالحها على ميراثها من الزبير بثمانين ألفا وذكر أبو عمر في التمهيد أن عمر لما خطبها شرطت عليه ألا يضربها ولا يمنعها من الحق ولا من الصلاة في المسجد النبوي ثم شرطت ذلك على الزبير فتحيل عليها أن كمن لها لما خرجت إلى صلاة العشاء فلما مرت به ضرب عليى عجيزتها فلما رجعت قالت إنا لله فسد الناس فلم تخرج بعد قلت أخرج بن منده من طريق أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن سالم أن عاتكة بنت زيد كانت تحت عمر فكانت تكثر الاختلاف إلى المسجد النبوي وكان عمر يكره ذلك فقيل لها في ذلك فقالت ما كنت بتاركته إلا أن يمنعني فكأنه كره أن يمنعها فتزوجها رجل بعد عمر فكان يمنعها قلت لسالم من هو قال الزبير بن العوام عاتكة بنت أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمية كانت زوج معتب بن أبي لهب فولدت له خالدة فتزوجها عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الملقب بببة ذكرها الزبير بن بكار وذكر بن سعد في ترجمة أم عمرو بنت المقوم بن عبد المطلب أن أبا سفيان بن الحارث تزوجها فولدت له عاتكة عاتكة بنت أبي الصلت الثقفية أخت أمية ذكرها السهيلي في مبهمات القرآن في أواخر تفسير سورة الأعراف عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة النبي صلى الله عليه وسلم كانت زوج أبي أمية بن المغيرة والد أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورزقت منه عبد الله وقريبة وغيرهما قال أبو عمر (8/137)
<138> اختلف في إسلامها والأكثر يأبون ذلك وفي ترجمة أروى ذكرها العقيلي في الصحابة وكذلك ذكر عاتكة وأما بن إسحاق فذكر أنه لم يسلم من عماته صلى الله عليه وسلم إلا صفية وذكرها بن فتحون في ذيل الاستيعاب واستدل على إسلامها بشعر لها تمدح فيه النبي صلى الله عليه وسلم وتصفه بالنبوة وقال الدارقطني في كتاب الإخوة لها شعر تذكر فيه تصديقها ولا رواية لها وقال بن منده بعد ذكرها في الصحابة روت عنهما أم كلثوم بنت عقبة ثم ساق من طريق محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أم كلثوم بنت عقبة عن عاتكة بنت عبد المطلب قصة المنام الذي رأته في وقعة بدر مختصرا وقد أورده بن إسحاق في السيرة النبوية من رواية يونس بن بكير عنه قال حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن بن عباس ويزيد بن رومان بن عروة قالا رأت عاتكة بنت عبد المطلب فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم بن عمرو بخبر أبي سفيان بثلاث ليال قالت رأيت رجلا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح فقال انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث فذكرت المنام وفيه ثم أخذ صخرة فأرسلها من رأس الجبل فأقبلت تهوى حتى ارفضت فما بقيت دار ولا بنية إلا دخل فيها بعضها وفي هذه القصة إنكار أبي جهل على العباس قوله متى حدثت فيكم هذه النبية وإرادة العباس أن يشاتمه واشتغال أبي جهل عنه لمجيء ضمضم بن عمرو يستنفر قريشا لصد المسلمين عن عيرهم التي كانت صحبة أبي سفيان فتجهزوا وخرجوا إلى بدر فصدق الله رؤيا عاتكة وذكر الزبير بن بكار أنها شقيقة أبي طالب وعبد الله وقال بن سعد أسلمت عاتكة بمكة وهاجرت إلى المدينة وهي صاحبة الرؤيا المشهورة في قصة بدر عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن أحد العشرة تقدم نسبها في ترجمة أخيها قال بن سعد أختها الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة تزوجها مخرمة بن نوفل فولدت له المسور وصفوان الأكبر والصلت الأكبر وأم صفوان وأسلمت عاتكة بنت عوف وأختها الشفاء بنت عوف وبايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر كانت هي وأختها الشفاء من المهاجرات كذا قال وتقدم بيانها في حرف الشين المعجمة عاتكة بنت نعيم الأنصارية قال أبو عمر حديثها عن أبي لهيعة عن أبي الأسود عن حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة عن عاتكة بنت نعيم أخت عبد الله بن نعيم أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن ابنتها توفي زوجها فحدث عليه فرمدت رمدا شديدا وخشيت على بصرها أفتكتحل قال لا إنما هي أربعة أشهر وعشر فقد كانت المرأة منكن تحد سنة ثم تخرج فترمى بالبعرة على رأس الحول قلت وصله بن منده من طريق عثمان بن صالح عن بن لهيعة مثله لكن أدخل بين زينب بنت أبي سلمة وعاتكة أم سلمة ولم ينسب عاتكة أنصارية ونسبها أبو نعيم عدوية وهو الصواب وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن بن لهيعة فذكر بدل حميد بن نافع القاسم بن محمد وأشار أبو نعيم إلى تصويبه ووقع في سياقه عن أم سلمة أن بنت نعيم بن عبد الله العدوي أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث (8/138)
<139> عاتكة بنت الوليد بن المغيرة المخزومية أخت خالد بن الوليد كانت زوج صفوان بن أمية ذكرها المستغفري في الصحابة وأسند عن محمد بن ثور عن بن جريج قال جاء الإسلام وعند أبي سفيان بن حرب ست نسوة وعند صفوان بن أمية ست أم وهب بنت أبي أمية بن قيس من العياطلة وفاختة بنت الأسود بن المطلب وأميمة بنت أبي سفيان بن حرب وعاتكة بنت المغيرة وبرزة بنت مسعود بن عمرو وبنت ملاعب الأسنة عامر بن مالك فطلق أم وهب وكانت قد أسنت وفرق الإسلام بينه وبين فاختة بنت الأسود وكان أبوه تزوجها فخلف هو عليها ثم طلق عاتكة في خلافة عمر بن الخطاب عاصية مرت في جميلة في الجيم العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب الكلابية تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت عنده ما شاء الله ثم طلقها كذا قاله أبو عمر فمقتضاه أن تكون ممن دخل بهن وقال بن منده لما ذكر الأزواج وطلق العالية بنت ظبيان وبلغنا أنها تزوجت قبل أن يحرم الله النساء فنكحت بن عم لها من قومها وولدت فيهم قلت وهذا أخرجه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن الزهري أن العالية بنت ظبيان التي طلقها وتزوجت وكان يقال لها أم المساكين فتزوجت قبل أن يحرم على الناس نكاح أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أبو نعيم من طريق الليث عن عقيل عن الزهري نحوه دون قوله وكان يقال لها أم المساكين ومن طريق معمر عن يحيى بن أبي كثير قال نكح رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني ربيعة يقال لها العالية بنت ظبيان وطلقها حين أدخلت عليه عائشة بنت أبي بكر الصديق تقدم نسبها في ترجمة والدها عبد الله بن عثمان رضي الله عنهم وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست وقيل سبع ويجمع بأنها كانت أكملت السادسة ودخلت في السابعة ودخل بها وهي بنت تسع وكان دخوله بها في شوال في السنة الأولى كما أخرجه بن سعد عن الواقدي عن أبي الرجال عن أبيه عن أمه عمرة عنها قالت أعرس بن على رأس ثمانية أشهر وقيل في السنة الثانية من الهجرة وقال الزبير بن بكار تزوجها بعد موت خديجة قيل بثلاث سنين قال أبو عمر كانت تذكر لجبير بن مطعم وتسمى له قلت أخرجه بن سعد من حديث بن عباس بسند فيه الكلبي وأخرجه أيضا عن بن نمير عن الأجلح عن بن أبي مليكة قال قال أبو بكر كنت أعطيتها مطعما لابنه جبير فدعني حتى أسألها منهم فاستلبثها وفي الصحيح من رواية أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين وبني بن وأنا بنت تسع وقبض وأنا بنت ثمان عشرة سنة وأخرج بن أبي عاصم من طريق يحيى القطان عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة قالت لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة أي رسول الله ألا تزوج قال من قالت إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا قال فمن البكر قالت بنت أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي (8/139)
<140> بكر قال ومن الثيب قالت سودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك قال فاذهبي فاذكريهما علي فجاءت فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رومان فقالت ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة قالت وما ذاك قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة قالت وددت انتظري أبا بكر فجاء أبو بكر فذكرت له فقال وهل تصلح له وهي بنت أخيه فرجعت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال قولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تحل لي فجاء فأنكحه وهي يومئذ بنت ست سنين ثم ذكر قصة سودة وفي الصحيح أيضا لم ينكح بكرا غيرها وهو متفق عليه بين أهل النقل وكانت تكنى أم عبد الله فقيل إنها ولدت من النبي صلى الله عليه وسلم ولدا فمات طفلا ولم يثبت هذا وقيل كناها بابن أختها عبد الله بن الزبير وهذا الثاني ورد عنها من طرق منها عند بن سعد عن يزيد بن هارون عن حماد عن هشام بن عروة عن عباد بن حمزة عن عائشة قال الشعبي كان مسروق إذا حدث عن عائشة قال حدثتني الصادقة ابنة الصديق حبيبة حبيب الله وقال أبو الضحى عن مسروق رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض وقال عطاء بن أبي رباح كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة وقال هشام بن عروة عن أبيه ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة وقال أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما وقال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل وأسند الزبير بن بكار عن أبي الزناد قال ما رأيت أحدا أروى لشعر من عروة فقيل له ما أرواك فقال ما روايتي في رواية عائشة ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا وفي الصحيح عن أبي موسى الأشعري مرفوعا فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وفي الصحيح من طريق حماد عن هشام بن عروة عن أبيه كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فذكر الحديث وفيه فقال في الثالثة لا تؤذوني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها وأخرج الترمذي من طريق الثوري عن أبي إسحاق عن عمرو بن غالب أن رجلا نال من عائشة عند عمار بن ياسر فقال أعزب مقبوحا أتؤذي محبوبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرجه بن سعد من وجه آخر عن أبي إسحاق عن حميد بن عريب نحوه وقال مقبوحا منبوحا وزاد أنها لزوجته في الجنة وعن مرسل مسلم البطين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة زوجتي في الجنة ومن طريق أبي محمد مولى الغفاريين أن عائشة قالت يا رسول الله من أزواجك في الجنة قال أنت منهن ومن طريق أبي إسحاق عن سفيان بن سعد قال زاد عمر عائشة على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ألفين وقال أنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صحيح البخاري من طريق بن عون عن القاسم بن محمد أن عائشة اشتكت فجاء بن عباس فقال يا أم المؤمنين تقدميني على فرط صدق الحديث وقال بن سعد أخبرنا هشام هو بن عبد الملك الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عائشة قالت أعطيت خلالا ما أعطيتها امرأة ملكني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع وأتاه الملك بصورتي في كفه لينظر إليها وبني بن لتسع ورأيت جبرائيل وكنت أحب نسائه إليه ومرضته (8/140)
<141> فقبض ولم يشهده غيري والملائكة وأورد من وجه آخر فيه عيسى بن ميمون وهو واه قالت عائشة فضلت بعشر فذكرت مجيء جبريل بصورتها قالت ولم ينكح بكرا غيري ولا امرأة أبواها مهاجران غيري وأنزل الله براءتي من السماء وكان ينزل عليه الوحي وهو معي وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه وقبض بين سحري ونحري في بيتي وفي ليلتي ودفن في بيتي وأخرج بن سعد من طريق أم درة قالت أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة فقلت لها أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت لو كنت أذكرتني لفعلت روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير الطيب وروت أيضا عن أبيها وعن عمر وفاطمة وسعد بن أبي وقاص وأسيد بن حضير وجذامة بنت وهب وحمزة بنت عمرو وروى عنها من الصحابة عمر وابنه عبد الله وأبو هريرة وأبو موسى وزيد بن خالد وابن عباس وربيعة بن عمرو الجرشي والسائب بن يزيد وصفية بنت شيبة وعبد الله بن عامر بن ربيعة وعبد الله بن الحارث بن نوفل وغيرهم ومن آل بيتها أختها أم كلثوم وأخوها من الرضاعة عوف بن الحارث وابن أخيها القاسم وعبد الله بن محمد بن أبي بكر وبنت أخيها الآخر حفصة وأسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وحفيده عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن وابنا أختها عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أسماء بنت أبي بكر وحفيدا أسماء عباد وحبيب ولدا عبد الله بن الزبير وحفيد عبد الله عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير وبنت أختها عائشة بنت طلحة من أم كلثوم بنت أبي بكر ومواليها أبو عمر وذكوان وأبو يونس وابن فروخ ومن كبار التابعين سعيد بن المسيب وعمرو بن ميمون وعلقمة بن قيس ومسروق وعبد الله بن حكيم والأسود بن يزيد وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو وائل وآخرون كثيرون ماتت سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان عند الأكثر وقيل سنة سبع ذكره علي بن المديني عن بن عيينة عن هشام بن عروة ودفنت بالبقيع عائشة بنت جرير بن عمرو بن رزاح الأنصارية من بني سلمة ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال كانت زوج أبي المنذر يزيد بن عامر بن حديدة عاشه بنت سعد بن أبي وقاص الزهرية تقدم نسبها في ترجمة والدها ثبت في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما عاده وهو مريض بمكة في عام الفتح أو في حجة الوداع ولا يرثني إلا ابنة لي فقال النووي في المبهمات اسمها عائشة وتعقبه في التجريد بأن عائشة بنت سعد تابعية تأخرت حتى لقيها مالك وهو تعقب غير مرض فإن عائشة التي ذكرها سعد هي الكبرى وأما التي أدركها مالك فهي الصغرى ولا يدرك مالك ولا أحد من أهل العلم طبقة عائشة بنت سعد الكبرى والصغرى إنما ولدت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بدهر ولا ترجموها بأنها أدركت شيئا من أمهات المؤمنين عائشة بنت أبي سفيان بن الحارث بن زيد الأنصارية من بني عبد الأشهل ذكرها بن حبيب في المبايعات (8/141)
<142> عائشة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس قتل أبوها ببدر ولها ذكر وهي مولاة أبي الزناد الفقيه المدني عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك النضرية تقدم ذكرها في ترجمة زوجها رفاعة قاله أبو موسى عائشة بنت عمير بن الحارث بن ثعلبة الأنصارية من بني حرام ذكرها بن حبيب في المبايعات عائشة بنت قدامة بن مظعون القرشية الجمحية تقدم نسبها في ترجمة عمها عثمان بن مظعون قال أبو عمر من المبايعات تعد من أهل المدينة قلت إنما هي مكية والبيعة المذكورة كانت بمكة وقد روى حديثها أحمد من طريق عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب حدثني أبي عن أمه عائشة بنت قدامة قالت كنت مع أمي رائطة بنت سفيان والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء يقول أبايعكن على ألا تشركن بالله شيئا الحديث وفيه ولا تعصينني في معروف فأطرقن فقال قلن نعم فيما استعطتن فكن يقلن وأقول معهن وأمي تلقنني فكنت أقول كما يقلن ورويناه بعلو في المعرفة لابن منده من وجه آخر عن عبد الرحمن بن عثمان وقال فيه مع أمي رائطة بنت سفيان امرأة من خزاعة وأخرج أبو نعيم من وجه آخر بهذا السند حديثين عن عائشة بنت قدامة تقول في كل منهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يرد على بن سعد في ذكره لها فيمن لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ووقع عنده أمها فاطمة بنت سفيان ولعله من النسخة والصواب رائطة بنت سفيان بن الحارث بن أمية بن الفضل بن منقذ خزاعية قال وتزوج عائشة إبراهيم بن محمد بن حاطب فولدت له عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية والدة عبد الملك بن مروان قتل أبوها يوم أحد كافرا وأمها فاطمة بنت عامر الجمحي قال بن إسحاق لما توجه النبي صلى الله عليه وسلم بمن معه بعد وقعة أحد إلى حمراء الأسد خشية من رجوع أبي سفيان ومن معه إليهم وجد هناك أبا عزة الجمحي ومعاوية بن المغيرة المذكور فأمر عاصم بن ثابت بقتل أبي عزة واستأمن عثمان بن عفان لمعاوية فشرط ألا يوجد بعد ثلاث فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك زيد بن حارثة وعمار بن ياسر فقال لهما ستجدانه بمكان كذا قتيلا قلت فأدركت عائشة هذه من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى وآله وسلم نحو سبع سنين وقد تقدم أنه لم يبق بمكة في حجة الوداع أحد من قريش إلا أسلم وشهدها عبادة بنت أبي نائلة بن سلامة بن وقش الأنصارية تقدم نسبها في ترجمة والدها وذكرها بن حبيب في المبايعات عتبة بنت زرارة بن عدس الأنصارية ذكرها بن حبيب في المبايعات عجلة بنت عجلان الليثية من بني ليث بن سعد بن بكر بن عبد مناة بن كنانة والدة ركانة (8/142)
<143> بن عبد يزيد وإخوته وهي التي طلقها أبو ركانة وردها النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم إليه تقدم ذكر ذلك في عبد يزيد العجماء الأنصارية خالة أبي أمامة بن سهل بن حنيف روى أبو أمامة عن خالته العجماء قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة بما قضيا من اللذة أخرجه الطبراني وابن منده عدية بنت سعد بن خليفة بن أشرف الأنصارية من بني الحارث بن الخزرج بن ساعدة ذكرها بن حبيب في المبايعات عزة بنت الحارث الهلالية أخت ميمونة ذكرها أبو عمر مختصرا وقال لم أر من ذكرها في الصحابة قلت بل ذكرها بن سعد في الغرائب من النساء الصحابيات مع أخواتها لأمها وزعم أنها أخت ميمونة أم المؤمنين وأنها تزوجت عبد الله بن مالك بن الهزم فولدت له زيادا وعبد الرحمن وبرزة فولدت برزة الأصم والد يزيد وقيل هي والدة يزيد بن الأصم قال وقيل إن برزة أخت عزة لأمها قال ويقال إن عزة كانت عند رجل من بني كلاب فولدت فيهم عزة بنت خابل بالخاء المعجمة والباء الموحدة الخزاعية ذكرها أبو عمر بالكاف بدل الخاء المعجمة وبالميم بدل الموحدة والصواب الأول وأخرج بن أبي عاصم والطبراني في الأوسط من طريق موسى بن يعقوب عن عطاء بن مسعود الكعبي عن عمته عزة بنت خابل أنها خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه على ألا تشرك بالله شيئا ولا تسرق ولا تزني ولا تؤذي فتئد أو تخفي قالت عزة وقد عرفت الوأد وهو قتل الولد وأما الخفي فلم أعرفه ولم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وقد وقع في نفسي أنه إفساد الولد فوالله لا أفسد لي ولدا أبدا قال أبو عمر روى عنها حديث واحد ليس إسناده بالقائم عزة بنت أبي سفيان بن حرب الأموية أخت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثبت أنها هي التي عرضتها على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها فقال أنها لا تحل لي قالت فإنا نتحدث إنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة قال أنها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي أنها ابنة أخي من الرضاعة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن وقعت تسميتها عزة في رواية الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن الزهري عن زينب بنت أبي سلمة عن أم حبيبة عند مسلم والنسائي وقد تقدم ذكر من سماها درة في حرف الدال ولعل أحد الاسمين كان لقبا لها والمحفوظ درة اسم بنت أبي سلمة وقعت تسميتها في الصحيح أيضا عزة بنت أبي لهب بن عبد المطلب الهاشمية ذكرها الدارقطني في كتاب الإخوة وقال لا رواية لها قال بن سعد تزوجها أوفى بن حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي فولدت عبيدة وسعيدا وإبراهيم بني أوفى عزة الأشجعية مولاة أبي حازم التي أعتقته قال أبو عمر حديثها عند أشعث بن سوار (8/143)
<144> عن منصور عن أبي حازم الأشجعي عن مولاته عزة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويلكن من الأحمرين الذهب والزعفران عزيزة بنت أبي تجراة العبدرية أخت برة ذكرها البلاذري وأخرج عن بن سعد والوليد بن صالح جميعا عن الواقدي عن عميرة بنت عبد الله بن كعب عن عزيزة بنت أبي تجرة قالت كانت قريش لا تنكر صلاة الضحى وكان المسلمون قبل أن تفرض الصلوات الخمس يصلون الضحى والعصر وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا صلوا آخر النهار تفرقوا في الشعاب فصلوها فرادى عصماء بنت الحارث الهلالية هي أم خالد بن الوليد ويقال لها لبابة الصغرى ذكر ذلك بن الكلبي وستأتي في اللام إن شاء الله تعالى عصمة بنت حبان بن صخر بن خنساء الأنصارية من بني حرام ذكرها بن حبيب في المبايعات عصيمة بالتصغير بنت أبي الأقلح ذكرها بن سعد في المبايعات عفراء بنت السكن بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر من بني الخزرج هي أم سعد بن زرارة ذكرها بن حبيب في المبايعات عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن سواد بن غنم ويقال ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ذكرها بن حبيب في المبايعات وهي والدة معاذ ومعوذ وعوف بني الحارث يقال لكل منهم بن عفراء وقال بن سعد أمها الرعاة بنت عدي بن معاذ تزوجها الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد فولدت له قال بن الكلبي قتل معاذ ومعوذ فجاءت أمهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله هذا سر بني عوف بن الحارث فقال لا قال بن الأثير لم يوافق بن الكلبي على قوله إن معاذا قتل ببدر قلت وعفراء هذه لها خصيصة لا توجد لغيرها وهي أنها تزوجت بعد الحارث البكير بن يا ليل الليثي فولدت له أربعة إياسا وعاقلا وخالدا وعامرا وكلهم شهدوا بدرا وكذلك إخوتهم لأمهم بنو الحارث فانتظم من هذا أنها امرأة صحابية لها سبعة أولاد شهدوا كلهم بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم عقرب بنت السكن بن رافع ذكرها بن سعد في المبايعات فما أدري هل هي عفراء تصحفت أو هي أختها عقرب بنت سلامة بن وقش ذكرها بن سعد في المبايعات وقال أمها سهيمة بنت عبد الله الواقفية وتزوجت رافع بن يزيد الأشهلي فولدت له أسيدا عقرب بنت معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال كانت زوج قيس بن الخطيم وهي والدة يزيد بن قيس وأخيه ثابت بن قيس وقال بن سعد هي شقيقة سعد بن معاذ أسلمت وبايعت وكانت تزوجت يزيد بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل فولدت له رافعا وحواء ثم خلف عليها قيس بن الخطيم فولدت له ثابتا ويزيد وبه كان يكنى واستشهد يوم الجسر عقيلة بنت عتيك بن الحارث العتوارية قال أبو عمر كانت من المهاجرات المبايعات مدنية (8/144)
<145> حديثها عند موسى بن عقبة قلت أخرجه الطبراني من طريق بكار بن عبد الله بن عبيدة الريدي عن عمه موسى بن عبيدة حدثني زيد بن عبد الرحمن بن أبي سلامة عن أمه حجة بنت قريط عن أمها عقيلة بنت عتيك بن الحارث قالت جئت أنا وأمي بريرة بنت الحارث العتوارية في نساء من المهاجرات فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو ضارب عليه قبة بالأبطح فأخذ علينا ألا نشرك بالله شيئا ولا نسرق الحديث وفيه فبسطنا أيدينا فقال أني لا أمس أيدي النساء فاستغفر لنا فكانت تلك بيعتنا وأخرجه الطبراني أيضا من طريق زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة وقال في رواية عنه زيد بن عبد الله وفي قوله في الحديث ضارب عليه قبة بالأبطح ما يدل على أن ذلك كان بمكة قال أبو موسى في الذيل ذكرها البخاري والطبراني بالعين المهملة والقاف وذكرها بن مندة بالغين والفاء قلت وصوب أبو نعيم أنها بالمهملة وكذا الخطيب في المؤتلف وأخرج حديثها من طريق زيد بن الحباب كذلك وقال في روايته اجتمعت أنا وأمي فروة بالفاء والراء الساكنة بعدها واو وهذا وهم عكناء بنون أو مثلثة بنت أبي صفرة الأسدية أخت المهلب قال بن منده أخبرنا محمد بن محمد بن يعقوب حدثنا بن صاعد حدثنا محمد بن يحيى الأزدي حدثنا هشام بن سفيان حدثنا عبيد الله بن عبد الله عن أبي الشعثاء قال قالت عكناء أو عكثاء بنت أبي صفرة أخت المهلب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصوم عاشوراء يوم العاشر سألته عن أبي الشعثاء فقال هو شيخ مجهول وليس هو جابر بن زيد قلت وأبو الشعثاء هذا أغفله أبو أحمد الحاكم في الكنى وذكر بن حبان في الثقات هشام بن سفيان فقال في الطبقة الرابعة هشام بن سفيان المروزي يروي عن عبيد الله بن عبد الله العتكي عن أبي بريدة ولم يذكر روايته عن أبي الشعثاء ولا عرج على ذكر أبي الشعثاء في كنى التابعين علية بالتصغير بنت شريح الحضرمي أخت السائب بن يزيد لأمه وهي أخت مخرمة بن شريح الذي ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذلك رجل لا يتوسد القرآن عمارة بنت حباشة بن جبير ذكرها بن سعد في المبايعات عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب مرت في ترجمة سلمى بنت عميس عمارة بنت أبي أيوب خالد بن زيد الأنصارية ذكرها بن حبيب فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم من النساء وكذا بن سعد وقال تزوجها صفوان بن أوس بن جابر بن قرط من بني معاوية بن مالك بن النجار فولدت له خالد بن صفوان عمرة بنت البرصاء هي بنت الحارث تأتي عمرة بنت الحارث أبي ضرار الخزاعية المصطلقية أخت أم المؤمنين جويرية روى عن محمد بن عمرو بن أبي ضرار عن عمته عمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا خضرة حلوة فمن أصاب منها من شيء من حله بورك له فيه ورب متخوض في مال الله ومال رسوله له النار يوم القيامة أخرجه بن أبي عاصم وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد وابن منده من رواية خالد بن سلمة عن محمد بن عمرو بن الحارث عمرة بنت الحارث بن أبي عوف أخت قرصافة ذكرها المرزباني مع أختها وأمها (8/145)
<146> البرصاء اسمها أمامة فيما قيل عمرة بنت حارثة بن النعمان الأنصارية من بني مالك بن النجار قال بن سعد تزوجها قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة من بني عمرو بن عوف وأسلمت وبايعت عمرة بنت حرام بفتحتين وقيل بنت حزم بسكون الزاي الأنصارية زوج سعد بن الربيع ذكرت في حديث جابر أخرجه بن أبي عاصم والطبراني وغيره من طريق يحيى بن أيوب عن محمد بن ثابت البناني عن محمد بن المنكدر عن جابر عن عمرة بنت حزم أنها جعلت النبي صلى الله عليه وسلم في صور نخل كنسته ورشته وذبحت له شاة فأكل منها وتوضأ فصلى الظهر ثم قدمت له من لحمها فأكل وصلى العصر ولم يتوضأ فوقع عند الطبراني بنت حرام وعند غيره بنت حزم وبه جزم أبو عمر فذكره مختصرا عمررة بنت حزم الأنصارية روى عنها جابر في ترك الوضوء مما مست النار وقال بن منده رواه عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر فلم يسمها وذكرها بن سعد في المبايعات فقال عمرة بنت حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار قال وهي أخت عمرو بن حزم وأخويه عمارة ومعمر شقيقتهم وأمهم خالدة بنت أبي أنس عمرة بنت الربيع بن النعمان بن يساف الأنصارية من بني مالك بن النجار ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال اسمها عميرة عمرة بنت رواحة الأنصارية تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد الله بن رواحة هي امرأة بشير بن سعد والد النعمان وهي التي سألت بشيرا أن يخص ابنها منه بعطية دون إخوته فرد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك والحديث في الصحيحين وهي التي شبب بها قيس بن الخطيم في قصيدته التي يقول فيها وعمرة من سروات النساء تنفح بالمسك أردانها ويقال إن قيس بن الخطيم تزوجها فلما تغزل حسان في عمرة أخت قيس تغزل قيس في هذه ويقال بل اسم أخت قيس ليلى وهو أصوب ويقال التي تغزل فيها حسان عمرة بنت الصامت بن خالد بن عطية وكان طلقها ثم أتبعها نفسه ذكره الزبير بن بكار عن عمه مصعب وفي مسند الطيالسي عن شعبة عن محمد بن النعمان عن طلحة اليامي عن امرأة من عبد القيس عن أخت عبد الله بن رواحة قالت وجب الخروج على كل ذات نطاق عمرة بنت سعد بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وقيل بنت سعد بن قيس قال أبو موسى هي والدة سعد بن عبادة وقال غيره هي بنت مسعود وستأتي عمرة بنت سعد بن مالك بن خالد الساعدي أخت سهل بن سعد تأتي في عميرة بالتصغير (8/146)
<147> عمرة بنت السعدي بن وقدان بن عبد شمس العامرية تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد الله بن السعدي ذكرها بن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة فقال ومالك بن قيس بن ربيعة ومعه امرأته عمرة بنت السعدي وقيل اسمها عميرة عمرة بنت عويم ذكرها المستغفري عن البخاري واستدركها أبو موسى عمرة بنت قيس بن عمرو الأنصارية ذكرها بن حبيب في المبايعات وهي والدة أبي شيخ بن ثابت أخي حسان كذا قال بن حبيب وخالفه بن سعد فقال اسم والدها مسعود كما سيأتي عمرة بنت مرثد أخت أسماء ذكرها بن حبيب في المبايعات عمرة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر الأنصارية ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال هي والدة عبد الله بن محمد بن سلمة عمرة بنت مسعود بن الحارث بن رفاعة الأنصارية من بني النجار ذكرها بن حبيب في المبايعات عمرة بنت مسعود بن زرارة بن عدي الأنصارية من بني مالك بن النجار ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال بن سعد هي ابنة أخي سعد بن زرارة وأمها مخزومية تزوجها علقمة بن عمرو بن يغوث بن مالك بن مبذول وأسلمت عمرة وبايعت عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار والدة سعد بن عبادة ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم سنة خمس قال بن سعد ماتت والنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة دومة الجندل في شهر ربيع الأول فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أتى قبرها فصلى عليها قلت وثبت أنها لما ماتت سأل ولدها النبي صلى الله عليه وسلم عن الصدقة عنها عمرة بنت مسعود الصغرى خالة سعد بن عبادة كانت زوج أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم فولدت له أبا محمد واسمه مسعود بن أوس ثم تزوجها سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد فولدت له عمرا ورغيبة أسلمت وبايعت عمرة بنت مسعود بن قيس الأنصارية أخت اللتين قبلها قال بن سعد كن خمس أخوات اسم كل منهن عمرة أسلمن وبايعن وهذه هي الثالثة أمها عميرة بنت عمرو بن حرام بن زيد مناة تزوجها ثابت بن المنذر بن حرام والد حسان وإخوته فولدت له أبا شيخ بن ثابت واسمه أبي وقد شهد بدرا أسلمت وبايعت عمرة بنت مسعود بن قيس الرابعة شقيقة التي قبلها تزوجها زيد بن مالك بن عبد ود بن كعب بن عبد الأشهل فولدت له سعدا وثابتا (8/147)
<148> عمرة بنت مسعود بن قيس الخامسة شقيقة اللتين قبلها وهي والدة قيس بن عمرو من بني النجار عمرة بنت معاوية الكندية ذكرها أبو نعيم فيمن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بها وأخرج من طريق محمد بن إسحاق عن حكيم بن حكيم عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه قال وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة بنت معاوية من كندة وأخرج من طريق مجالد عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من كندة فجئ بها بعد ما مات النبي صلى الله عليه وسلم عمرة بنت هزال بن عمرو بن أوس الأنصارية من بني عمرو بن عوف بن الخزرج ذكرها بن حبيب في المبايعات عمرة بنت يزيد الكلابية ذكرها بن إسحاق في رواية يونس بن بكير فيمن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم وتزوج عمرة بنت يزيد إحدى نساء بني أبي بكر بن كلاب ثم من بني الوحيد وكانت تزوجت الفضل بن العباس بن عبد المطلب فطلقها ثم طلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخل بها وقيل في نسبها عمرة بنت يزيد بن عبيد بن أوس بن كلاب عمرة بنت يزيد بن الجون يقال تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغه أن بها برصا فطلقها ولم يدخل بها وقيل أنها استعاذت منه فقال لقد عذت بمعاذ فطلقها ثم أمر أسامة بن زيد فمتعها بثلاثة أثواب رواه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عمرة بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس الأشهلية ذكرها بن حبيب في المبايعات عمرة بنت يسار بن أزيهر ذكرها أبو موسى في الذيل عن المستغفري وأنه قال لها صحبة عمرة بنت يعار يقال هي التي أعتقت سالما مولى أبي حذيفة والمشهور أن اسمها ثبيتة بمثلثة ثم بموحدة ثم مثناة مصغرا عمرة الأشهلية ذكرها بن منده وأخرج من طريق يوسف بن نافع عن عبيدة الراعي عن عمرة الأشهلية قالت أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى في مسجدنا الظهر والعصر وكان صائما فلما غربت الشمس وأذن المؤذن أتوه بفطرة شواء كتف وذراع فجعل ينهشهما بأسنانه ثم أقام المؤذن فمسح يده بخرقة ثم قام فصلى ولم يمس ماء وقد تقدم في ترك الوضوء مما مست النار حديث لعمرة بنت حزم فلعلها هي والذي يظهر من سياق الحديثين التعدد عميرة بالتصغير بنت ثابت بن النعمان الظفرية ذكرها بن سعد في المبايعات عميرة بنت جبير بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة السلمية ذكرها بن سعد وقال تزوجها كعب بن مالك فولدت له عبد الله وفضالة ووهبا ومعبدا وخولة وسعاد وبايعت عميرة وصلت القبلتين وجاء عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عميرة بنت الحارث بن عبد رزاح الظفرية (8/148)
<149> عميرة بنت أبي الحكم رافع بن سنان روى حديثها بكر بن بكار عن عبد الحميد بن جعفر حدثني أبي وغير واحد من قومنا أن أبا الحكم أسلم ولم تسلم امرأته فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أبا الحكم أخذ ابنتي ومنعنيها فأمر أبا الحكم فجلس ناحية وأمر المرأة فجلست ناحية ووضع الجارية بينهما ثم قال ادعواها فدعواها فمالت إلى أمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى وآله وسلم اللهم اهدها فمالت إلى أبيها فأخذها واسمها عميرة أخرجه أبو نعيم وأبو موسى من طريقه وأخرجه الدارقطني من طريق أخرى عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جده وأخرجه النسائي وابن ماجة من طريق أخرى عن عثمان البتي فقال عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده ومنهم من أرسله وقال أبو موسى روى من غير طريق نحو هذا ولم يسم البنت عميرة بنت خماشة أو حباشة الأنصارية من بني خطمة ذكرها بن حبيب في المبايعات عميرة بنت أبي خيثمة تأتي في عبد الله بن سماعه وهي أخت أميمة بنت أبي خيثمة الماضية في حرف الهمزة قال بن سعد أسلمت وبايعت وتزوجها يزيد بن أسيد بن ساعدة وهو بن عمها ثم خلف عليها يزيد بن يربوع بن زيد الظفري عميرة بنت الربيع بن إساف تقدمت في عمرة عميرة بنت سعد بن مالك الساعدية أخت سهل بن سعد وهي والدة رفاعة بن مبشر بن أبيرق الظفري ذكرها في التجريد عميرة بنت سعد بن عامر بن عدي بن جشم الأنصارية ذكرها بن سعد في المبايعات وقال تزوجها كباثة بن أوس بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم عميرة بنت السعدي تقدمت في عمرة عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون قال بن منده أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو عمر كان سهل قد خرج بابنته عميرة وبصاع من تمر فقال يا رسول الله إن لي إليك حاجة قال وما هي قال تدعو الله لي ولابنتي وتمسح رأسها فإنه ليس لي ولد غيرها قالت عميرة فوضع كفه علي فأقسم بالله لكان برد كف رسول الله صلى الله عليه وسلم على كبدي بعد قلت أخرجه بن منده من طريق عيسى بن يونس عن سعيد بن عثمان البلوي عن جدته عميرة بنت سهل حدثتها أن أباها خرج بزكاته صاعين من تمر وبابنته عميرة حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فصب الصاعين فذكر بقية الحديث مثله عميرة بنت سهيل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية ذكرها بن سعد في المبايعات وقال أمها أميمة بنت عمرو بن الحارث بن وقش الساعدية وتزوجها أبو أمامة أسعد بن زرارة فولدت له بناته الفريعة وكبشة وحبيبة وكلهن مبايعات عميرة بنت ظهير بن رافع بن عدي الأنصارية من بني جشم تقدم نسبها في ترجمة أبيها ذكرها بن سعد وابن حبيب في المبايعات وقال بن سعد أمها فاطمة بنت بشر بن عدي زوج (8/149)
<150> مربع بن قيظي عميرة بنت عبد سعد بن عامر بن عدي ذكرها بن سعد وابن حبيب في المبايعات عميرة بنت عبيد بن معروف أو مطروف بن الحارث بن زيد بن عبيد الأنصارية من بني عمرو بن عوف ذكرها بن حبيب في المبايعات عميرة بنت عقبة بن أحيحة الأنصارية من بني جحجي ذكرها بن حبيب في المبايعات عميرة بنت عمير بن ساعدة بن عائش الأنصارية ذكرها بن حبيب في المبايعات عميرة بنت قرط بن خنساء بن سنان من بني حرام ذكرها بن حبيب في المبايعات عميرة بنت قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن الحارث بن سليط بن قيس الأنصارية ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال بن سعد ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت ورأيتها في النسخة المعتمدة بفتح أوله عميرة بنت قيس بن أبي كعب الأنصارية من بني سواد ذكرها بن حبيب في المبايعات وهي أخت سهل بن قيس المقتول بأحد شهيدا عميرة بنت كلثوم بن الهدم الأنصارية تقدم نسبها في ترجمة والدها ذكرها بن سعد وابن حبيب في المبايعات عميرة بنت محمد بن سلمة الأنصارية تقدم ذكرها في ترجمة والدها حكى القرطبي في التفسير أنه نزل فيها الرجال قوامون على النساء إلى قوله عليا كبيرا ثم وجدته في تفسير الثعلبي من طريق بن الكلبي قال لطم سعد بن الربيع زوجته فشكته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال القصاص فنزلت وقد ذكرت في سبب النزول قولين آخرين فيما نزلت الآية فيهما والكلبي واه عميرة بنت مرثد بن جبير بن مالك الأنصارية أخت أسماء قال بن سعد أسلمت وبايعت وأمها سلامة بنت مسعود بن كعب تزوجها سويد بن النعمان عميرة بنت مسعود الأنصارية ذكرها أبو نعيم وأبو موسى من طريقه ثم من طريق أبي عروبة الحراني حدثنا هلال بن بشر حدثنا إسحاق بن إدريس حدثنا إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة أن جدته عميرة بنت مسعود حدثته أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأخوتها وهن خمس فبايعنه فوجدنه وهو يأكل قديدا فمضغ لهن قديدة ثم ناولهن فقسمنها بينهن فمضغت كل واحدة منهن قطعة فلقين الله عز وجل ما وجدن في أفواههن خلوفا ولا اشتكين من أفواههن شيئا عميرة بنت معاذ الأنصارية زوج روح بن ثابت كاتب النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها عميرة بنت معوذ بن عفراء أخت الربيع ذكرها بن سعد في المبايعات تقدم نسبها وتسمية أبيها في ترجمة الربيع قال بن سعد تزوجها أبو حسن بن عبد عمرو المازني فولدت له عمارة وعمرا وسرية عميرة بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأشهلية (8/150)
<151> ذكرها بن سعد وقال أسلمت وبايعت وأمها أم سعد بنت حرام بن مسعود وتزوجت منظور بن لبيد بن عقبة فولدت له الحارث وعثيرة عنبة غير منسوبة ذكرها أبو نعيم وأخرج عن أبي بكر المقرئ عن محمد بن قارن عن أبي زرعة عن غسان بن الفضل حدثنا صبيح بن سعيد النجاشي سنة ثمانين ومائة وزعم أنه بلغ ستا وخمسين ومائة سمعت أمي تقول إنها كان اسمها عنبة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنقودة وأخرجه الخطيب في المؤتلف من وجه آخر عن محمد بن قارن وصبيح المذكور كذبه يحيى بن معين عنقودة في التي قبلها عنقودة أخرى جارية عائشة أوردها أبو موسى في الذيل عن المستغفري وقال في إسناد حديثها نظر وساق من طريق يزيد بن قيس بن الجراح عن فليح عن علي بن حميد عن أبيه حميد بن حوشب عن الحسن عن علي قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث معاذا إلى اليمن قال من ينتدب إلى اليمن قال أبو بكر أنا فسكت ثم قال من ينتدب إلى اليمن فقال معاذ أنا قال أنت لها وهي لك فتجهز وشيعه وقال أوصيك يا معاذ بتقوى الله عز وجل وحسن العمل ولين الكلام وصدق الحديث وأداء الأمانة يا معاذ يسر ولا تعسر فذكر حديثا طويلا في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى وآله وسلم وعود معاذ من اليمن ودخوله المدينة وإتيانه منزل النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ليلا وأنه طرق الباب فقالت عائشة من هذا الذي يطرق بابنا ليلا فقال أنا معاذ فقالت يا عنقودة افتحي الباب فذكر الحديث بطوله في الوفاة النبوية قال أبو موسى قد أمليته في الطوالات من حديث بن عمر لكن سميت جارية عائشة فيه غفيرة بمعجمة وفاء مصغرة قال في التجريد ذكرت في حديث منكر ولعلها الأولى قلت لا أشك أنه موضوع ففيه ألفاظ ركيكة منسوبة لمعاذ وعمار وعائشة وفاطمة والحسين وفيه أن معاذا سأل عائشة كيف وجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وجعه ووفاته فقالت يا معاذ ما شهدته عند وفاته ولكن دونك هذه فاطمة ابنته فاسألها وفيه أن معاذا كان سمع هاتفا في الليل يقول يا معاذ كيف يهنؤك المنام ومحمد الحبيب بين أطباق التراب فوضع معاذ يده على رأسه وتردد في سكك صنعاء ويقول يا أهل اليمن ذروني لا حاجة لي في جواركم فشر الأيام نزلت في جواركم وفارقت محمدا حبيبي ثم أصبح فشد على راحتله وأقسم ألا ينزل عنها حتى يقدم المدينة إلا لميقات صلاة العوراء بنت أبي جهل هي التي خطبها علي قال الحكيم الترمذي ووقع لنا في الجزء الثاني من حديث أبي روق الهمداني وقد تقدم أن اسمها جويرية فلعل العوراء لقبها عويش خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم عائشة أم المؤمنين أورده الطبراني في العشرة من طريق مسلم بن يسار قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة فقال يا عويش مالي أراك أشرق وجهك الحديث عويمرة بنت عويم بن ساعد الأنصارية ذكرها بن حبيب في المبايعات عيساء بنت الحارث الأنصارية زوج أنس بن فضالة ذكرها بن سعد كذا ذكرها (8/151)
<152> في التجريد بعد عويمرة فكأنها بالمثناة التحتانية بعد العين وهي بالمدينة والله أعلم القسم الثاني خال لكن يمكن أن يذكر فيه عائشة بنت سعد وعائشة بنت شيبة وعائشة بنت معاوية وعبيدة بنت صعصعة بن ناجية التميمية عمة الفرزدق وهي أم حزرة زوج الزبرقان بن بدر لها ذكر في ترجمة الحطيئة في كتاب أبي الفرج وأنها هي التي أمر الزبرقان الحطيئة أن ينزل عندها إلى أن يرجع من سفره فقصرت به فكان ذلك سبب هجاء الحطيئة الزبرقان بن بدر الثالث عمرة بنت دريد بن الصمة قالت ترثي أباها وكان ربيعة بن رفيع المعروف بابن الدغنة قتله جزى عنا الإله بني سليم بما فعلوا وأعقبهم عقاق وأسقانا إذا قدنا إليهم دماء خيارهم عند التلاق القسم الرابع عائشة بنت عجرة حرف الغين المعجمة الأول غاثنة بمثلثة بعد الألف وقبل النون وقيل أنها مثناة تحتانية قال بن منده روى بن وهب عن عثمان عن عطاء الخراساني عن أبيه أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أمي ماتت وعليها نذر أن تمشي إلى الكعبة فقال أقضي عنها عزيلة بالتصغير ويقال غزية بالتشديد بدل اللام ويقال بفتح أوله مع التشديد بلا لام هي أم شريك مشهورة بكنيتها وستأتي في الكنى وأخرج بن سعد عن الواقدي من مرسل بن يسار قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكندية وخطب في العامريات ووهبت له أم شريك (8/152)
<153> غزية بنت جابر نفسها قالت أزواجه لئن تزوج الغرائب لا تبقى له فينا حاجة الحديث غفيرة بفاء مصغرة بنت رباح بفتح الراء والموحدة أخت بلال المؤذن وأخيه خالد ذكرها المستغفري وقال هم أخوان وأخت قاله البخاري ووقع في الطحاوي في أثناء إسناد عن عمير مولى غفيرة بنت رباح أخت بلال غفيرة تقدم في عنقودة عفيلة مثلها لكن بلام بدل الراء تقدمت في العين المهملة العميصاء بنت ملحان الأنصارية قيل هي أم سليم والدة أنس وهي مشهورة بكنيتها قال أحمد في مسنده حدثنا يحيى هو القطان حدثنا حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت ما هذا فقال العميصاء بنت ملحان قلت وقد تقدم من وجه آخر عن أنس في حرف الراء العميصاء أو الرميصاء زوج عمرو بن حزم أخرج أبو نعيم من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن عمرو بن حزم طلق العميصاء فنكحها رجل فطلقها قبل أن يمسها فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلى زوجها الأول فقال حتى يذوق الآخر من عسيلتها الحديث قال أبو موسى هي غير أم سليم وقد روى بن عباس الحديث فقال العميصاء أو الرميصاء ولم يسم زوجها وأورد بن منده الحديث في ترجمة أم سليم قال بن الأثير والصواب مع أبي موسى قلت تقدم حديث بن عباس في حرف الراء غنية بنت أبي إهاب هي أم يحيى التي تزوجها عقبة بن الحارث النوفلي فقالت له جارية سوداء قد أرضعتكما تأتي في الكنى القسم الثاني والثالث والرابع لم يذكر فيها أحد الفاء القسم الأول فاختة بنت الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي القرشية الأسدية كانت تحت صفوان بن أمية بن خلف الجمحي خلف عليها بعد أبيه ففرق الإسلام بينهما أخرجه المستغفري من طريق (8/153)
<154> محمد بن ثور عن بن جريج قال فرق الإسلام بين أربع وبين أبناء بعولتهن فذكرها فاختة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الأنصارية زوج أبي بكر الصديق سماها الدارقطني في كتاب الإخوة وأنها المراد بقول أبي بكر لعائشة عند موته ذو بطن ابنة خارجة وقيل اسمها حبيبة فاختة بنت أبي أحيحة سعد بن العاص بن أمية امرأة أبي العاص بن الربيع تزوجها بعد زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم وولدت له منها بنته مريم ذكرها الزبير فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية أم هانئ أخت علي وهي بكنيتها أشهر وقيل اسمها هند والأول أشهر فاختة بنت قرظة بن عبد عمروة بن نوفل بن عبد مناف القرشية النوفلية زوج معاوية بن أبي سفيان لم يذكروا والدها في الصحابة فإن كان مات في الجاهلية فكمن وقع له ذكر في العصر النبوي فما قرب منه من أولاده له صحبة وقد ذكر الزبير بن بكار في النسب أن معاوية تزوج كنود بنت قرظة المذكورة ثم تزوج أختها فاختة ووقع في ترجمة معاوية لأبيها قرظة أخبار منها غزت معه غزوة قبرس وذكر ذلك في الصحيح في خبر أم حرام خالة أنس فما أدري أي الأختين هي فاختة بنت عمرو والزهرية خالة النبي صلى الله عليه وسلم أخرج الطبراني من طريق عبد الرحمن بن عثمان الوقاصي عن بن المنكدر عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهبت خالتي فاختة بنت عمرو غلاما وأمرتها ألا تجعله جازرا ولا صائغا ولا حجاما والوقاصي ضعيف فاختة بنت غروان أخت عتبة تقدم نسبها في ترجمته وكانت من المهاجرات فاختة بنت الوليد بن المغيرة المخزومية أخت خالد بن الوليد تقدم نسبها في ترجمته وكانت زوج صفوان بن أمية أسلمت يوم الفتح وبايعت قال أبو عمر أسلمت قبل إسلام زوجها بشهر قاله داود بن الحصين وقال بن منده لها ذكر وليس لها حديث وأخرج أبو نعيم من طريق إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق عن عبد العزيز بن عبد الرحمن الإمامي عن الزهري قال كانت فاختة بنت الوليد عند صفوان بن أمية وأم حكيم بنت الحارث عند عكرمة فأسلمتا يوم الفتح فارعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة الأنصارية تقدم نسبها في ترجمة أبيها وقيل اسمها فريعة وقد تقدم ذكرها في ترجمة ابنتها زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك قال أبو عمر كان أبو أمامة أوصى ببناته فارعة وحبيبة وكبشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فزوج النبي صلى الله عليه وسلم الفارعة نبيط بن جابر من بني مالك بن النجار وأخرج بن منده من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم أنه سمع زينب بنت نبيط امرأة أنس تحدث عن أمها فريعة بنت أبي أمامة قالت جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم رعاث من ذهب فحلى أختي حبيبة وكبشة منها فلم يؤخذ منها صدقة وقال بن سعد أمها عميرة بنت سهل وكانت الفريعة أكبر بنات أسعد بن زرارة فلما بلغت خطبها نبيط بن جابر فلما كانت الليلة التي زفت فيها قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم (8/154)
<155> قولوا أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم فولدت لنبيط عبد الملك فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرك فيه وكانت الفريعة من المبايعات وأخرج بن الأثير من طريق المعافى بن عمران أنه روى في تاريخه عن أبي عقيل صاحب نهية عن نهية عن عائشة قالت أهدينا يتيمة من الأنصار فلما رجعنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلتم قلنا سلمنا وانصرفنا قال إن الأنصار قوم يعجبهم الغزل ألا قلت يا عائشة أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم قلت وهذه اليتيمة هي الفارعة بنت أسعد بن زرارة فارعة بنت ثابت بن المنذر بن حرام الأنصارية من بني النجار أخت حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أبو الحسن المدائني أن طوسا غني عبد الله بن جعفر بشعر فقال لمن هذا الشعر قال لفارعة أخت حسان في عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قلت مات والدها في الجاهلية وعبد الرحمن بن الحارث كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صغيرا كما تقدم في ترجمته فلا يتأنى أن يقال فيه الشعر إلا بعد أن يبلغ فتكون الفارعة من هذا القسم فارعة بنت زرارة بن عدس بن حرام الأنصارية من بني مالك بن النجار قاله أبو موسى في الذيل كذا قال بن الأثير ولم أرها في الذيل الذي بخط الصريفيني ولعلها التي قبلها بواحدة نسبت إلى جدها ثم ظهر لي انها عمتها قال بن سعد الفارعة وهي الفريعة بنت زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار أخت أبي أمامة أسعد بن زرارة شقيقته تزوجها قيس بن قهد بن قيس بن ثعلبة وأسلمت وبايعت فارعة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية الأموية ذكرها المستغفري وأخرج من طريق يونس بن بكير عن بن إسحاق قال كان أول من خرج إلى الحبشة مهاجرا عبد الله بن جحش حليف بني عبد شمس احتمل بأهله وأخيه وهو أبو أحمد وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب الفارعة بنت أبي الصلت أخت أمية بن أبي الصلت الشاعر المشهور قال أبو عمر قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح الطائف وكانت ذات لب وعفاف وجمال وكان يعجب بها وقال لها يوما هل تحفظين من شعر أخيك شيئا فأخبرته خبره وما رأت منه وقصت قصته في شق جوفه وإخراج قلبه ورده مكانه وهو نائم وأنشدته شعره الذي أوله باتت همومي تسري طوارقها أكف عيني والدمع سابقها ما رغب النفس في الحياة وإن تحيا قليلا فالموت لاحقها نحو ثلاثة عشر بيتا يقول فيها يوشك من فر من منيته يوما على غرة يوافقها من لم يمت عبطة يمت هرما للموت كأس والمرء ذائقها وإنه قال عنده المعاينة كل عيش وإن تطاول يوما صائر مرة إلى أن يزولا ليتني كنت قبل ما قد بدالي في قلال الجبال أرعى الوعولا (8/155)
<156> فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مثل أخيك كمثل الذي آتيناه آياتنا منها الآية قال أبو عمر اختصرته واقتصرت منه على النكت ثم ساق سنده إلى وثيمة بن موسى عن سلمة بن الفضل عن بن إسحاق عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب قال قدمت الفارعة قال فذكره بثمامه قلت وأخرج القصة أبو نعيم من طريق ثعلب عن بن الأعرابي قال قال بن إسحاق بهذا السند نحوه وأخرجها بن أبي عاصم وابن منده من طريق إبراهيم بن محمد بن يحيى السجزي عن أبيه عن بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس أن فارعة بنت أبي الصلت الثقفي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألها عن قصة أبيها وأخيها فقالت قدم أخي من سفر فأتانا فنام على سريري فأقبل طائران فسقط أحدهما على صدره فشق ما بين صدره إلى ستهه قال فذكر قصة موته بطولها قلت وفي السندين إلى بن إسحاق ضعف وأخرج القصة الفاكهي في كتاب مكة من طريق الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس مطولة وقد نقلها الثعلبي في تفسيره وفيها أنها أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم عدة قصائد من شعره يصرح فيها بالإيمان والبعث منها قوله من قصيدة يوقف الناس للحساب جميعا فشقي معذب وسعيد ومنها من قصيدة لك الحمد والنعماء والفضل ربنا ولا شيء أعلى منك جدا وأمجد مليك على عرش السماء مهيمن لعزته تعنو الوجوه وتسجد ومنها من قصيدة يوم نأتي الرحمن وهو رحيم إنه كان وعده مأتيا إن أؤاخذ بما اجترمت فإني سوف ألقي من العذاب قويا رب إن تعف فالمعافاة ظني أو تعاقب فلم تعاقب بريا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم آمن شعره وكفر قلبه فنزلت واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها الآية فارعة بنت عبد الرحمن الخثعمية لها ذكر في الصحابة روى عنها السري بن عبد الرحمن كذا في الاستيعاب فارعة بنت عتبة بن عبد شمس العبشمية أخت هند وخالة معاوية كانت زوج حبيب بن عمرو بن حممة الدوسي ذكرها البلاذري فارعة بنت مالك بن سنان الخدرية تأتي في الفريعة فارعة الجنية ذكرها حمزة بن يوسف الجرجاني في تاريخ جرجان قال أخبرنا أبو أحمد بن عدي حدثنا عبد المؤمن بن أحمد حدثنا جعفر بن الحكم حدثنا لهيعة بن عبد الله بن لهيعة عن أبيه عن أبي الزبير عن جابر أن امرأة من الجن كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم في نساء من قومها فأبطأت عليه مرة ثم جاءت فقال ما أبطأك قالت موت ميت لنا بأرض الهند فذهبت في تعزيته (8/156)
<157> فرأيت إبليس في طريقي قائما يصلي على صخرة فقلت ما حملك على أن أضللت آدم قال دعي عنك هذا قلت تصلي وأنت أنت قال نعم يا فارعة بنت العبد الصالح أني لأرجو من ربي إذا أبر قسمه أن يغفر لي وفي سنده من لا يعرف وأورده بن الجوزي في الموضوعات فاضلة امرأة عبد الله بن أنيس مختلف في اسمها تقدم ذكرها كذا عند بن منده وقال أبو عمر فاضلة الأنصارية زوج عبد الله بن أنيس الجهني حديثها عند أهل المدينة قالت خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم فحثنا على الصدقة قلت أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده من طريق موسى بن عبيدة الربذي أحد الضعفاء عن أخيه محمد بن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيدة عن يحيى بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أمه وهي بنت عبد الله بن أنيس الجهني عن أمها فاضلة الأنصارية قالت خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على الصدقة فبعثت إليه بحلي لي وقلت هو صدقة لله عز وجل فرده وقال أني لا أقبل صدقة من امرأة إلا بإذن زوجها فبعثت إليه به مع زوجي فقال هو لها يا رسول الله ورثته من أبيها فقبله فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية صلى الله على أبيها وآله وسلم ورضي عنها كانت تكنى أم أبيها بكسر الموحدة بعدها تحتانية سكانة ونقل بن فتحون عن بعضهم بسكون الموحدة بعدها نون وهو تصحيف وتلقب الزهراء روت عن أبيها روى عنها ابناها وأبوهما وعائشة وأم سلمة وسلمى أم رافع وأنس وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها قال عبد الرزاق عن بن جريج قال لي غير واحد كانت فاطمة أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه وقال أبو عمر اختلفوا أيتهن أصغر والذي يسكن إليه اليقين أن أكبرهن زينب ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة وقد تقدم شيء من هذا في ترجمة رقية واختلف في سنة مولدها فروى الواقدي عن طريق أبي جعفر الباقر قال قال العباس ولدت فاطمة والكعبة تبنى والنبي صلى الله عليه وسلم بن خمس وثلاثين سنة وبهذا جزم المدائني ونقل أبو عمر عن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين وتزوجها على أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر وقيل غير ذلك وانقطع نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من فاطمة ذكر بن إسحاق في المغازي الكبرى حدثني بن أبي نجيح عن علي أنه خطب فاطمة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل عندك من شيء قلت لا قال فما فعلت الدرع التي أصبتها يعني من مغانم بدر وقال بن سعد أخبرنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان هو بن بلال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه أصدق على فاطمة درعا من حديد وعن حازم عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي حين زوجه فاطمة أعطها درعك الحطمية هذا مرسل صحيح الإسناد وعن يزيد بن هارون عن جرير بن حازم عن أيوب أتم منه وأخرج أحمد في مسنده من طريق بن أبي نجيح عن أبيه عن رجل سمع عليا يقول أردت أن أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فقلت (8/157)
<158> والله مالي من شيء ثم ذكرت صبيته وعائدته فخطبتها إليه فقال وهل عندك شيء فقلت لا قال فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا قلت هو عندي قال فأعطها إياها وله شاهد عند أبي داود من حديث بن عباس وأخرج بن سعد عن الواقدي من طريق أبي جعفر قال نزل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب فلما تزوج على فاطمة قال له التمس منزلا فأصابه مستأخرا فبنى بها فيه فجاء إليها فقالت له كلم حارثة بن النعمان فقال قد تحول حارثة حتى استحييت منه فبلغ حارثة فجاء فقال يا رسول الله والله الذي تأخذ أحب إلي من الذي تدع فقال صدقت بارك الله فيك فتحول حارثة من بيت له فسكنه علي بفاطمة ومن طريق عمر بن علي قال تزوج علي فاطمة في رجب سنة مقدمهم المدينة وبني بها مرجعه من بدر ولها يومئذ ثمان عشرة سنة وفي الصحيح عن علي قصة الشارفين لما ذبحهما حمزة وكان علي أراد أن يبني بفاطمة فهذا يدفع قول من زعم أن تزويجه بها كان بعد أحد فإن حمزة قتل بأحد قال يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن عمرو بن دينار قالت عائشة ما رأيت قط أحدا أفضل من فاطمة غير أبيها أخرجه الطبراني في ترجمة إبراهيم بن هاشم من المعجم الأوسط وسنده صحيح على شرط الشيخين إلى عمر وقال عكرمة عن بن عباس خط النبي صلى الله عليه وسلم أربعة خطوط فقال أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ومريم وآسية وقال أبو يزيد المدائني عن أبي هريرة مرفوعا خير نساء العالمين أربع مريم وآسية وخديجة وفاطمة وقال الشعبي عن جابر حسبك من نساء العالمين أربع فذكرهن وقال عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا سيدة نساء أهل الجنة فاطمة إلا ما كان من مريم وفي الصحيحين عن المسور بن مخرمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما رابها وعن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن علي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة إن الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك وأخرج الدولابي في الذرية الطاهرة بسند جيد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بني علي بفاطمة لا تحدث شيئا حتى تلقاني فدعا بماء فتوضأ منه ثم أفرغه عليهما وقال اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما وقالت أم سلمة في بيتي نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت الآية قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال هؤلاء أهل بيتي الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم وقال مسروق عن عائشة أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه ثم أسر إليها حديثا فبكت ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم أقرب فرحا من حزن فسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره فلما قبض سألتها فأخبرتني أنه قال إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين وما أراه إلا قد حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحوقا بن ونعم السلف أنا لك فبكيت فقال ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين فضحكت أخرجاه وقالت أم سلمة جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها عنه فقالت أخبرني أنه مقبوض في هذه السنة فبكيت فقال أما يسرك أن تكوني سيدة نساء (8/158)
<159> أهل الجنة إلا مريم فضحكت أخرجه أبو يعلى وأخرج بن أبي عاصم عن عبد الله بن عمرو بن سالم المفلوج بمسند من أهل البيت عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك وأخرج الترمذي من حديث زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علي وفاطمة والحسن والحسين أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم ونقل أبو عمر في قصة وفاتها أن فاطمة أوصت عليا أن يغسلها هو وأسماء بنت عميس واستبعده بن فتحون فإن أسماء كانت حينئذ زوج أبي بكر الصديق قال فكيف تنكشف بحضرة علي في غسل فاطمة وهو محل الاستبعاد وقد وقع عند أحمد أنها اغتسلت قبل موتها بقليل وأوصت ألا تكشف ويكتفي بذلك في غسلها واستبعد هذا أيضا وقد ثبت في الصحيح عن عائشة أن فاطمة عاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر وقال الواقدي وهو ثبت وروى الحميدي عن سفيان عن عمرو بن دينار أنها بقيت بعده ثلاثة أشهر وقال غيره بعده أربعة أشهر وقيل شهرين وعند الدولابي في الذرية الطاهرة بقيت بعده خمسة وتسعين يوما وعن عبد الله بن الحارث بقيت بعده ثمانية أشهر وأخرج بن سعد وأحمد بن حنبل من حديث أم رافع قال مرضت فاطمة فلما كان اليوم الذي توفيت قالت لي يا أمة اسكبي لي غسلا فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل ثم لبست ثيابا لها جددا ثم قالت اجعلي فراشي وسط البيت فاضطجعت عليه واستقبلت القبلة وقالت يا أمة أني مقبوضة الساعة وقد اغتسلت فلا يكشفن لي أحد كنفا فماتت فجاء علي فأخبرته فاحتملها ودفنها بغسلها ذلك وأخرج بن سعد من طريق محمد بن موسى أن عليا غسل فاطمة ومن طريق عبيد الله بن أبي بكر عن عمرة قالت صلى العباس على فاطمة ونزل هو وعلي والفضل بن عباس في حفرتها وروى الواقدي عن طريق الشعبي قال صلى أبو بكر على فاطمة وهذا فيه ضعف وانقطاع وقد روى بعض المتروكين عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه نحوه ووهاه الدارقطني وابن عدي قال بن سعد أخبرنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف ورحاءين وسقاءين قال فقال علي لفاطمة يوما لقد سنوت حتى اشتكيت صدري وقد جاء الله بسبي فاذهبي فاستخدمي فقالت وأنا والله قد طحنت حتى تجلت يداي فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما جاء بك أي بنية فقالت جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأله ورجعت فأتياه جميعا فذكر له علي حالهما قال لا والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكن أبيع وأنعق عليهم أثمانهم فرجعا فأتاهما وقد دخلا قطيفتهما إذا غطيا رؤوسهما بدت أقدامهما وإذا غطيا أقدامهما انكشفت رؤوسهما فثارا فقال مكانكما ألا أخبركما بخير مما سألتماني فقالا بلى فقال كلمات علمن بهن جبريل تسبحان في دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين وأحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين قال علي فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن وقال له بن الكواء ولا ليلة صفين فقال قاتلكم الله يا أهل الطروق ولا ليلة صفين وقال أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير بن حازم حدثنا عمرو بن سعيد قال كان في علي شدة على فاطمة فقالت والله لأشكونك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت وانطلق علي في أثرها (8/159)
<160> فكلمته فقال أي بنية اسمعي واستمعي واعقلي إنه لا امرأة لامرأة تأتي هوى زوجها وهو ساكت قال علي فكففت عما كنت أصنع وقلت والله لا آتي شيئا تكرهينه أبدا أخبرنا عبيد الله بن موسى حدثنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال كان بين علي وفاطمة كلام فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل حتى أصلح بينهما ثم خرج قال فقيل له دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك فقال وما يمنعني وقد أصلحت بين أحب اثنين إلي وأخرج الواقدي بسند له عن أبي جعفر قال دخل العباس على علي وفاطمة وهي تقول أنا أسن منك فقال العباس ولدت فاطمة وقريش تبني الكعبة وولد علي قبلها بسنوات وقال الواقدي توفيت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة ومن طريق عمرة صلى العباس على فاطمة ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل ومن طريق علي بن الحسين أن عليا صلى عليها ودفنها بليل بعد هدأه وذكر عن بن عباس أنه سأله فأخبره بذلك وقال الواقدي قلت لعبد الرحمن بن أبي الموالي إن الناس يقولون إن قبر فاطمة بالبقيع فقال ما دفنت إلا في زاوية في دار عقيل وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية والدة علي وإخوته قيل أنها توفيت قبل الهجرة والصحيح أنها هاجرت وماتت بالمدينة وبه جزم الشعبي قال أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة وأخرج بن أبي عاصم من طريق عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن فاطمة بنت أسد في قميصه وقال لم نلق بعد أبي طالب أبر بن منها وقال الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي قلت لأمي أكفى فاطمة سقاية الماء والذهاب في الحاجة وتكفيك الطحن والعجن وقال الزبير بن بكار هي أول هاشمية ولدت خليفة ثم بعدها فاطمة الزهراء وسيأتي لها ذكر في فاطمة بنت حمزة يدل على أنها ماتت بالمدينة قال بن سعد كانت امرأة صالحة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل في بيتها فاطمة بنت أبي الأسد وقيل بنت الأسود بن عبد الأسد قال أبو عمر هي التي قطعها النبي صلى الله عليه وسلم في السرقة وقال لأسامة بن زيد لما شفع فيها أتشفع في حد من حدود الله روى حديثها حبيب بن أبي ثابت وسماها قلت وأخرج عبد الغني بن سعيد في المبهمات من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن عمار الدهني عن أبي وائل قال سرقت فاطمة بنت أبي الأسد بنت أخي أبي سلمة فأشفقت قريش بأن تقطع فكلموا أسامة الحديث وقال بن سعد فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد أسلمت وبايعت وهي التي سرقت فقطع النبي صلى الله عليه وسلم يدها أخبرنا بن نمير عن الأجلح عن حبيب بن أبي ثابت يرفع الحديث أن فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حليا فاستشفعوا على النبي صلى الله عليه وسلم بغير واحد وكلموا أسامة بن زيد ليكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يشفعه فلما أقبل أسامة ورآه النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تكلمني يا أسامة فإن الحدود إذا انتهت إلي فليس لها مترك ولو كانت بنت محمد فاطمة بنت محمد لقطعتها قال بن سعد وفي رواية أهل المدينة وغيرهم من أهل مكة أن التي سرقت فقطع رسول الله صلى (8/160)
<161> الله عليه وسلم يدها أم عمرو بنت سفيان بن عبد الأسد فاطمة بنت جنيد بن عمرو بن عبد شمس بن عمرو زوج العباس بن عبد المطلب ووالدة الحارث ولده ذكرها الزبير بن بكار فاطمة بنت الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية تقدم ذكرها في ترجمة أمها رائطة فاطمة بنت أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزي بن قصي القرشية الأسدية ثبت ذكرها في الصحيحين من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله أني امرأة استحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة قال لا إنما ذلك عرق وليست الحيضة الحديث ورواه المنذر بن المغيرة عن عروة أن فاطمة بنت أبي حبيش وفي لفظ عن فاطمة وفي لفظ حدثتني فاطمة حديثه أخرجه أبو داود والنسائي والأول هو المشهور فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية أمها سلمى بنت عميس قال بن السكن تكني أم الفضل وقال الدارقطني في كتاب الإخوة يقال لها أم أبيها زوجها النبي صلى الله عليه وسلم سلمة بنت أبي سلمة بن عبد الأسد وأخرج بن أبي عاصم من طريق أبي فاختة عن جعدة بن هبيرة عن علي قال أهدى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة إستبرق فقال اجعلها خمرا بين الفواطم فشققتها أربعة أخمرة خمارا لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وخمارا لفاطمة بنت أسد وخمارا لفاطمة بنت حمزة ولم يذكر الرابعة قلت ولعلها امرأة عقيل الآتية قريبا فاطمة بنت الخطاب بن نفيل القرشية العدوية أخت عمر تقدم نسبها في ترجمة أخيها أسلمت قديما مع زوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وحكى الدارقطني في كتاب الإخوة أن اسمها أميمة قال وولدت لسعد بن زيد ابنه عبد الرحمن وقال أبو عمر خبرها في إسلام عمر خبر عجيب قلت أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه وأبو نعيم في طريقه ومن طريق إسحاق بن عبد الله عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس قال سألت عمر عن إسلامه قال خرجت بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام فإذا فلان بن فلان المخزومي فقلت له أرغبت عن دين آبائك إلى دين محمد قال قد فعل ذلك من هو أعظم عليك حقا مني قال قلت ومن هو قال أختك وختنك قال فانطلقت فوجدت الباب مغلقا وسمعت همهمة قال ففتح لي الباب فدخلت فقلت ما هذا الذي أسمع قالت ما سمعت شيئا فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأسها فقالت قد كان ذلك رغم أنفك قال فاستحييت حين رأيت الدم وقلت أروني الكتاب فذكر القصة بطولها وروى الواقدي عن فاطمة بنت مسلم الأشجعية عن فاطمة الخزاعية عن فاطمة بنت الخطاب أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال أمتي بخير ما لم يظهر فيهم حب الدنيا في علماء فساق وقراء جهال وجبابرة فإذا ظهرت خشيت أن يعمهم الله بعقاب وسيأتي في الكنى أن الزبير قال إن والدة عبد الرحمن الأكبر بن سعيد بن زيد هي أم جميل بنت الخطاب فكأن اسمها فاطمة ولقبها أميمة وكنيتها أم جميل وقال بن سعد وقد في كتاب النسب أن التي تزوجها بها سعيد (8/161)
<162> بن زيد بن عمرو بن نفيل رملة وهي أم جميل بنت الخطاب فاطمة بنت سودة بن أبي ضبيس بضاد معجمة وموحدة ثم مهملة مصغر الجهينة ذكرها بن حبيب في المبايعات فاطمة بنت شريح الكلابية نقل بن بشكوال عن أبي عبيدة أنه ذكرها في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت شريك بن سحماء لها ذكر في ترجمة والدها فاطمة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية تزوجها عقيل بن أبي طالب ذكر بن هشام أن عقيلا دخل عليها يوم حنين بعد الوقعة فقالت له ماذا غنمت فناولها إبرة فإذا منادي النبي صلى الله عليه وسلم أن أدوا الخياط والمخيط فأخذ الإبرة منها فألقها في المغانم وذكر الواقدي هذا لفاطمة بنت الوليد بن عتبة وقيل اسم امرأة عقيل فاطمة بنت عتبة أخت هند جاء ذلك عن بن أبي مليكة فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث بن حمل بن شق بن رقبة بن مخدج الكنانية امرأة عمرو بن أبي أحيحة سعيد بن العاص ذكرها بن إسحاق في تسمية من هاجر من بني أمية إلى الحبشة فقال وعمرو بن سعيد ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية وماتت بها ونسبها بن سعد وقال أسلمت بمكة قديما فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابية ذكرها أبو عمر فقال قال بن إسحاق تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة ابنته زنيب وخيرها حين أنزلت آية التخيير فاختارت الدنيا ففارقها فكانت بعد ذلك تلتقط البعر وتقول أنا الشقية اخترت الدنيا قال أبو عمر هذا عندنا غير صحيح لأن بن شهاب يروي عن أبي سلمة وعروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خير أزواجه بدأ بها فاختارت الله ورسوله قال وتتابع أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهن على ذلك وقال قتادة وعكرمة كان عنده حين أخبرهن تسع نسوة وهن اللاتي توفي عنهن وكذا قال جماعة إن التي كانت تقول أنا الشقية هي التي استعاذت واختلف في المستعيذة اختلافا كثيرا ولا يصح فيها شيء وقد قيل إن الضحاك بن سفيان عرض عليه ابنته فاطمة وقال أنها لم تصدع قط فقال لا حاجة لي بها وقد قيل إنه تزوجها سنة ثمان انتهى كلام بن عبد البر ويحتاج كلامه إلى شرح وعليه في بعضه مؤاخذات أما حديث بن شهاب بما ذكر فهو في الصحيح لكن آخره وأبي سائر وأما قول قتادة فأخرجه وأما قول عكرمة فأخرجه وأما قوله وهن اللاتي توفي عنهن ففيه نظر لأن آية التخيير كانت وتزوج بعد ذلك وأما الذي قال إن التي كانت تقول أنا الشقية هي المستعيذة فهو قول حكاه الواقدي عن بن مناح قال استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم وهذا لا يبطل قول بن إسحاق إن الكلابية اختارت وكانت تقول أنا الشقية لأن الجمع ممكن وأما قوله اختلف في المستعيذة اختلافا كثيرا فهو حق فقال بن سعد اختلف علينا في الكلابية اختلف علينا في اسمها فقيل فاطمة بنت الضحاك بن سفيان وقيل عمرة بنت يزيد بن عبيد وقيل سنا بنت سفيان بن عوف ثم قيل هي واحدة اختلف في اسمها وقيل ثلاث ثم أسند عن الواقدي عن بن أخي الزهري عن الزهري قال هي فاطمة بنت الضحاك دخل عليها فاستعاذت منه فطلقها فكانت تلقط البعر وتقول أنا الشقية وأسنده بالسند المذكور عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت تزوج (8/162)
<163> رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم الكلابية فلما دخلت عليه فدنا منها قالت أعوذ بالله منك فقال لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون عن أم مناح بتشديد النون وبالمهملة قالت كانت التي استعاذت قد ولهت وذهب عقلها وكانت تقول إذا استأذنت على أمهات المؤمنين أنا الشقية وتقول إنما خدعت ومن طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده كان دخل بها ولكنه لما خير نساءه اختارت قومها ففارقها فكانت تلقط البعر وتقول أنا الشقية وقيل إن المستعيذة سنا بنت النعمان بن أبي الجرن أسنده بن سعد عن الواقدي عن محمد بن يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن أبي عون وقيل أسماء بنت النعمان بن أبي الجون أسنده عن الواقدي عن عمرو بن صالح عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن هشام بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس ومن طريق أبي أسيد الساعدي كالقصة التي في الصحيح وفي آخرها فكانت تقول ادعوني الشقية ومن وجه آخر عن أبي أسيد أن المستعيذة توفيت في خلافة عثمان وأما قوله ولا يصح منها شيء فعجيب فقد ثبتت قصتها في الصحيح من حديث أبي أسيد الساعدي إلا أن كان مراده بنفي الصحة الجزم بالكلابية دون غيرها فهو ممكن على بعده وأما قوله إن الضحاك بن سفيان عرض عليه ابنته وقال أنها لم تصدع فأخرجه في الصحيح وأما قوله وقد قيل إنه تزوجها سنة ثمان فالظاهر أن الضمير لصاحبه الترجمة ومقتضاه أنه تقدم قول يخالفه ولم يتقدم إلا قوله في أول الترجمة إنه تزوجها بعد وفاة ابنته زينب وقد أسند بن سعد عن الواقدي عن إبراهيم بن وثيمة عن أبي وجزة قال تزوج النبي صلى الله عليه وسلم الكلابية في ذي القعدة سنة ثمان منصرفه من الجعرانة وعن إسماعيل بن مصعب عن شيخ من رهطها أنها توفيت سنة ستين فاطمة بنت أبي طالب قيل هي أم هانئ وستأتي في الكنى ذكرها أبو نعيم فاطمة بنت عامر بن حذيم القرشية الجمحية أخت سعيد بن عامر الصحابي المشهور كانت زوج المغيرة بن أبي العاص عم عثمان بن عفان فولدت له عائشة التي تزوجها مروان فولدت له عبد الملك ذكر ذلك الزبير بن بكار فاطمة بنت عبد الله والدة عثمان بن أبي العاص الثقفي ذكرها أبو عمر فقال شهدت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم حين وضعته أمه آمنة وكان ذلك ليلا قالت فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول ليقعن علي قلت أسند ذلك أبو عمر فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية أخت هند أم معاوية روت عنها أم محمد بن عجلان وهي مولاتها قاله أبو عمر قلت أسنده بن منده من طريق أبي بكر بن عياش عن محمد بن عجلان عن أمه عن فاطمة قالت قلت يا رسول الله ما كان على ظهر الأرض خباء أحب إلي أن يذلهم الله من أهل خبائك الحديث قال ورواه بن أبي أويس عن أبيه عن بن عجلان وزاد شيئا فيه والطبراني من طريق يعقوب بن محمد عن أبي بكر بن أويس عن أبي أيوب مولى القاسم عن بن عجلان عن أبيه عن فاطمة بنت عتبة أن أبا حذيفة بن عتبة ذهب بها وبأختها فبايعتا النبي صلى الله عليه وسلم فلما اشترط قالت له هند هل تعلم في نساء قومك من هذه المنهيات شيئا فقال بايعيه فهكذا الشرط (8/163)
<164> قال بن سعد تزوجها قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف فولدت له الوليد وهشاما ومسلما وعتبة وأبي بن قرظة وآمنه بنت قرظة وفاختة التي تزوجها معاوية ثم أسلمت وبايعت فتزوجها أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وأخرج بن سعد بسند صحيح عن بن أبي مليكة قال تزوج عقيل بن أبي طالب فاطمة بنت عتبة بن ربيعة فكانت تقول له إذا دخل أي عتبة بن ربيعة فقال لها يوما وقد أضجرته عن يسارك إذا دخلت النار فقالت لا يجمع رأسي ورأسك بيت وأتت عثمان فبعث معها بن عباس ومعاوية فوعداها فلما حضر وجداهما مصطلحين وأخرجه موصولا عن بن عباس باختصار وفي سنده الواقدي فاطمة بنت علقمة بن عبد الله بن أبي قيس أم قهطم العامرية هاجرت مع زوجها سليط بن عمرو إلى الحبشة فولدت له سليط بن سليط كذا سماها وكناها بن سعد قال وأمها عاتكة بنت أسعد بن عامر بن بياضه الخزاعية وقال كانت قديما بمكة وبايعت وتقدم في ترجمة والدها أنها أم معظم فذلك كنيتها فاطمة بنت عمرو بن حرام الأنصارية عمة جابر تقدم نسبها مع أخيها عمرو بن حرام ثبت ذكرها في الحديث الصحيح من رواية شعبة عن بن المنكدر عن جابر قال لما قتل أبي جعلت أكشف التراب عن وجهه والقوم ينهونني فجعلت عمتي فاطمة بنت عمرو تبكيه الحديث وهذا لفظ رواية الطيالسي عن شعبة فاطمة بنت عمرو بن حزم ذكرها أبو موسى في الذيل ونقل عن المستغفري أنه قال لها صحبة وجوز أبو موسى أنها التي قبلها فاطمة بنت قيس بن خالد القرشية الفهرية أخت الضحاك بن قيس تقدم نسبها في ترجمته وكانت أسن منه قال أبو عمر كانت من المهاجرات الأول وكانت ذات جمال وعقل وكانت عند أبي بكر بن حفص المخزومي فطلقها فتزوجت بعده أسامة بن زيد قلت وخبرها بذلك في الصحيح لما طلبت النفقة من وكيل زوجها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعتدى عند أم شريك ثم قال عند بن أم مكتوم فلما خطبت أشار عليها بأسامة بن زيد وهي قصة مشهورة وهي التي روت قصة الجساسة بطولها فانفردت بها مطولة رواها عنها الشعبي لما قدمت الكوفة على أخيها وهو أميرها وقد وقفت على بعضها من حديث جابر وغيره وقيل أنها أكبر من الضحاك بعشر سنين قاله أبو عمر قال وفي بيتها اجتمع أهل الشورى لما قتل عمر قال بن سعد أمها أميمة بنت ربيعة من بني كنانة فاطمة بنت قيس قيل هي بنت أبي حبيش وإن اسم أبي حبيش قيس فاطمة بنت المجلل بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية تكنى أم جميل وهي بها أشهر قال بن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره في مهاجرة الحبشة هاجر حاطب بن الحارث ومعه امرأته فاطمة بنت المجلل فتوفي زوجها هناك وقدمت المدينة هي وابناها مع أهل السفينتين فروى عبد الله بن الحارث بن محمد بن حاطب عن أبيه عن جده قال لما قدمنا من أرض الحبشة خرجت بن أمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث (8/164)
<165> المتقدم في محمد بن حاطب فاطمة بنت منقذ بن عمرو بن خنساء بن مبذول الأنصارية من بني مازن بن النجار ذكرها بن حبيب في المبايعات وكذا ذكرها بن سعد وقال أنها أم ولد وتزوجها داود بن أبي داود بن عامر بن مالك بن خنساء فولدت له فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن الوليد بن المغيرة المخزومية قتل أبوها باليمامة وأمها أم حكيم بنت أبي جهل وتزوج فاطمة المذكورة عثمان بن عفان فولدت له سعيدا والوليد ويقال إن اسمها أسماء فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية قتل أبوها ببدر كافرا وتقدم ذكر عمتها فاطمة بنت عتبة وكانت هذه من المهاجرات الفاضلات زوجها عمها أبو حذيفة بن عقبة سالما الذي يقال له مولى أبو حذيفة فاستشهد باليمامة قال أبو عمر فخلف عليها الحارث بن هشام كذا قال وفيه نظر بينه بن الأثير وصوب أن زوج الحارث بن هشام هي المكذورة بعد هذه وهو كما قال فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشية المخزومية أخت خالد بن الوليد قال بن سعد أمها حنتمة بمهملة مفتوحة ونون ساكنة ثم مثناة من فوق مفتوحة بنت عبد الله بن عمرو بن كعب الكنانية أسلمت يوم الفتح وبايعت وهي زوج الحارث بن هشام وهي والدة عبد الرحمن وأم حكيم ابني الحارث قال أبو عمر ويقال إن عمر تزوجها بعد الحارث وفيه نظر قلت وترجم لها بن منده فاطمة بنت الوليد القرشية وأورد لها حديث الإزار وقد أخرجه العقيلي من طريق عبد السلام بن حرب عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن إبراهيم بن العباس بن الحارث عن أبي بكر بن الحارث عن فاطمة بنت الوليد أم أبي بكر أنها كانت بالشام تلبس الجباب من ثياب الخز ثم تأتزر فقيل لها ما يغنيك عن هذا الإزار فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم يأمر بالإزار قال بن الأثير قوله أم أبي بكر يعني بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فهي أم أبيه وهي جدة أبي بكر وهو كما قال فقد قال بن عساكر فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد لها صحبة وخرجت مع زوجها الحارث إلى الشام واستشارها خالد أخوها في بعض أمره روت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا رواه عنها بن ابنها أبو بكر بن عبد الرحمن فذكر حديث الإزار فاطمة بنت يعار قيل هو اسم مولاة سالم مولى أبي حذيفة فاطمة بنت اليمان العبسية أخت حذيفة تقدم نسبها في ترجمة حذيفة روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها دخلت عليه تعوده في نسوة فإذا سقاء معلق يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حر الحمى وفيه إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم روى عنها بن أخيها أبو عبيدة بن حذيفة أخرج حديثها النسائي وابن سعد بسند قوي ورويناه بعلو في المعرفة لابن منده وفي جزء بن مسعود بن الفرات وقال بن سعد أسلمت وبايعت وقال منصور عن ربعي بن حراش قلت لمجاهد حدثني ربعي عن امرأة عن أخت حذيفة وكانت له أخوات أدركن النبي صلى الله عليه وسلم فقال مجاهد قد أدركتهن (8/165)
<166> الحديث في دم التحلي بالذهب فرتني بفتح الفاء وسكون الراء وفتح المثناة الفوقانية بعدها نون إحدى القينتين اللتين كان بن خطل يعلمهما الغناء بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم وأصحابه فكانتا ممن أهدر دمهما يوم الفتح فأسلمت هذه فتركت وقتلت الأخرى قاله السهيلي الفرعة بنت مالك الخدرية تأتي في الفريعة فروة بنت الحارث العتوارية والدة عقيلة تقدمت في عقيلة قرأتها بالفاء والراء الساكنة بخط الخطيب فريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة الأنصارية تقدمت في رفاعة فريعة بنت الحباب بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الجراح الأنصارية من بني الأبجر ذكرها بن حبيب في المبايعات فريعة بنت خالد بن خنيس بن لودان الأنصارية والدة حسان بن ثابت وإليها كان ينسب فيقال قال بن الفريعة ونسب هو نفسه إليها في قوله أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كووا وابن الفريعة أضحى بيصة البلد وذكرها بن سعد في المبايعات وقيل اسم والدها عمرو فريعة بنت زرارة تقدمت في رفاعة فريعة بنت عمرو بن خنيس بن لوذان أخت المنذر بن عمرو تقدم نسبها مع أختها وأخوها من مشاهير الصحابة فريعة بنت عمرو بن لوذان والدة حسان وقيل بنت خالد تقدمت فريعة بنت قيس الأنصارية من بني جحجبي ذكرها بن إسحاق فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم فريعة بنت مالك بن الدحشم من بني عوف بن الخزرج تقدم نسبها في ترجمة والدها ذكرها بن حبيب في المبايعات فريعة بنت مالك بن سنان الخدرية أخت أبي سعيد تقدم نسبها في ترجمة أخيها كذا عند الأكثر ووقع في سنن النسائي في سياق حديثها الفارعة وعند الطحاوي الفرعة وأمها حبيبة بنت عبد الله بن أبي ومدار حديثها على سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا فقتل فذكر الحديث وفيه امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله وفيه فلما كان عثمان بن عفان أرسل إلي يسألني فأخبرته فاتبعه وقضى به رواه مالك في الموطأ عن سعد بن إسحاق ورواه الناس بن مالك عن شيخه الزهري قال بن منده أخبرنا محمد بن محمد بن يعقوب النيسابوري حدثنا محمد بن سليمان بن (8/166)
<167> الحارث حدثنا أحمد بن عبد الله النساج حدثنا أحمد بن سيف بن سعيد حدثني أبي عن يونس بن يزيد عن بن شهاب حدثني من يقال له مالك بن أنس فذكره فريعة بنت معوذ بن عفراء الأنصارية أخت الربيع تقدم نسبها في أبيها قال أبو عمر لها صحبة حديثها في الرخصة في الغناء وضرب الدف في العرس من حديث أهل البصرة وقال بن منده روى حديثها خالد بن دينار عن أمه عنها أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فريعة بنت وهب الزهرية رفعها النبي صلى الله عليه وسلم بيده وقال من أراد أن ينظر إلي خالة رسول الله فلينظر إلى هذه ذكره أبو موسى في الذيل عن المستغفري وقال لم يزد على هذا قلت وقد تقدم شيء من هذا في فاختة بنت عمرو فسحم بفاء ومهملة مضمومتين بينهما سين مهملة ساكنة بنت أوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث الأنصارية تقدم ذكر نسبها في والدها قال بن حبيب بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وهي من بني الحبلي فضة النوبية جارية فاطمة الزهراء أخرج أبو موسى في الذيل والثعلبي في تفسير سورة هل أتى من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي بن عم الأحنف عن أحمد بن حماد المروزي عن محبوب بن حميد وسأله روح بن عبادة عن القاسم بن بهرام عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن بن عباس في قوله تعالى يوفون بالنذر الآية قال مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما صلى الله عليه وسلم وعادهما عامة العرب فقالوا لأبيهما لو نذرت فقال علي إن عوفيا صيام ثلاثة أيام شكرا وقالت فاطمة كذلك وقالت جارية يقال لها فضة النوبية فذكر حديثا طويلا قال الذهبي كأنه موضوع وليس ما قاله ببعيد وذكر بن صخر في فوائده وابن بشكوال في كتاب المستغيثين من طريقه بسند له من طريق الحسين بن العلاء عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخدم فاطمة ابنته جارية اسمها فضة النوبية وكانت تشاطرها الخدمة فعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء تدعو به فقالت لها فاطمة أتعجنين أو تخبزين فقالت بل أعجن يا سيدتي وأحتطب فذهبت واحتطبت وبيدها حزمة وأرادت حملها فعجزت فدعت بالدعاء الذي علمها وهو يا واحد ليس كمثله أحد تميت كل أحد وتفنى كل أحد وأنت على عرشك واحد ولا تأخذه سنة ولا نوم فجاء أعرابي كأنه من أزد شنوءة فحمل الحزمة إلى باب فاطمة فكيهة بنت السكن الأنصارية من بني سواد ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال بن سعد ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت وقال بن السكن أسماء بنت يزيد بن السكن تكنى أم عامر ويقال إن اسم أم عامر فكيهة فكيهة بنت عبيد بن دليم الأنصارية من بني دليم وهي والدة قيس بن سعد بن عبادة ربيب عم والدها ذكرها بن حبيب في المبايعات فكيهة بنت المطلب بن خلدة بن مخلد الأنصارية من بني زريق ذكرها بن حبيب في المبايعات (8/167)
<168> فكيهة بنت يزيد بن السكن أم عامر تأتي في الكنى فكيهة بنت يسار امرأة حصاب بن الحارث الجمحي ذكرها بن إسحاق فيمن أسلم قديما من المهاجرات وأخرج ذلك محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه وأبو نعيم من طريقه من رواية زياد البكائي عن بن إسحاق وقال بن سعد أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت الهجرتين القسم الثاني فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم مات أبوها شهيدا باليمامة وأمها أم حكيم بنت أبي جهل وتزوجها عثمان بن عفان فولدت له سعيدا والوليد ذكرها الزبير بن بكار القسم الثالث خال الرابع فروة ظئر النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أويت إلى فراشك فاقرئي قل يأيها الكافرون فإنها براءة من الشرك ذكرها أبو أحمد العسكري هكذا استدركها بن الأثير وأقره الذهبي وهو خطأ نشأ عن تحريف وإنما هو قال بغير تاء تأنيث فإن هذا معروف لفروة بن نوفل وهو رجل من التابعين غلط بعض الرواة عن بن إسحاق فقال عن فروة بن نوفل أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت والصواب ما رواه غيره فقال عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل الديلمي عن أبيه فذكره وقد بينته في القسم الرابع من حرف الفاء فريعة أم إبراهيم بن نبيط لها صحبة ذكرها بن الأمين في ذيله على الاستيعاب كذا في التجريد واستدراكها وهم فإن أبا عمر ذكر في الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة أن النبي صلى الله عليه وسلم زوجها نبيط بن جابر وقد ذكرت في الفارعة رواية من سماها الفريعة والإيراد في هذا على الذهبي أشد منه على بن الأمين وبالله التوفيق حرف القاف الأول (8/168)
<169> قبيسة بنت صيفي بن صخر بن خنساء زوج بشر بن البراء بن معرور ذكرها هكذا في التجريد وقد تقدم في الزاي زينب صيفي ولعلها أختها قنلة بفتح أوله وسكون المثناة الفوقانية وقيل بالتصغير بنت عبد العزي بن سعد بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية والدة أسماء بنت أبي بكر وشقيقها عبد الله كذا نسبها الزبير وغيره وقال أبو موسى في الذيل قتيلة بنت سعد بن عامر بن لؤي كذا اختصر النسب وحذف منه جماعة ثم قال أوردها المستغفري في الصحابيات وقال تأجر إسلامها وسماها الحاكم أبو أحمد في الكنى وحديثها عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر الصديق قالت قدمت على أمي وهي مشركة في عهد قريش ومدتهم فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أصلها الحديث وهو في الصحيح وفي بعض طرقه وهي راغبة قال أبو موسى ليس في شيء من الروايات ذكر إسلامها وقولها راغبة ليست تريد في الإسلام بل في الصلة ولو كانت مسلمة لما احتاجت أسماء أن تستأذن في صلتها إلا أن تكون أسلمت بعد ذلك قلت إن كانت عاشت إلى الفتح فالظاهر أنها أسلمت قتيلة بنت صيفي ويقال الأنصارية قال أبو عمر كانت من المهاجرات الأول روى عنها عبد الله بن يسار ولم أر من نسبها أنصارية وقوله من المهاجرات يأبى ذلك وقد أخرج حديثها بن سعد وأشار إلى أنها ليس لها غيره والطبراني من طريق مسعر عن سعيد بن خالد الجدلي عن عبد الله بن يسار عن قتيلة امرأة من جهينة قالت جاء يهودي وفي رواية بن سعد حبر من الأحبار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولوا ما شاء الله ثم شئت وأخرجه النسائي وسنده صحيح وأخرجه بن منده من طريق المسعودي عن سعيد عن بن يسار عن قتيلة بنت صيفي الجهينة قتيلة بنت العرباض من بني مالك بن حسل لها ذكر أخرجها بن منده مختصرا وتبعه أبو نعيم قتيلة بنت عمرو بن هلال الكنانية بايعت النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قاله بن حبيب وابن سعد قتيلة بنت النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشية كانت زوج عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر فهي أم علي بن عبد الله وإخوته الوليد ومحمد وأم الحكم قال أبو عمر قال الواقدي هي التي قالت الأبيات القافية في رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قتل أباها النضر بن الحارث يوم بدر يا راكبا إن الأثيل مظنة من صبح خامسة وأنت موفق أبلغ به ميتا فإن تحية ما إن تزال بها النجائب تخفق مني إليه وعبرة مسفوحة جادت لمائحها وأخرى تخنق هل يسمعن النضر إن نادبته بل كيف يسمع ميت لا ينطق (8/169)
<170> ظلت سيوف بني أبيه تنوشه لله أرحام هناك تشقق قسرا يقاد إلى المنية متعبا رسف المقيد وهو عان موثق أمحمد ولدتك خير نجيبة في قومها والفحل فحل معرق ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى وهو المغيظ المحنق فالنضر أقرب إن تركت قرابة وأحقهم إن كان عتق يعتق فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بكى حتى اخضلت لحيته وقال لو بلغني شعرها قبل أن أقتله ما قتلته قال أبو عمر هذا لفظ عبد الله بن إدريس وفي رواية الزبير بن بكار فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دمعت عيناه وقال لأبي بكر يا أبا بكر لو سمنت شعرها لم أقتل أباها وقال الزبير سمعت بعض أهل العلم يغمز هذه الأبيات ويقول أنها مصنوعة قلت ولم أر التصريح بإسلامها لكن إن كانت عاشت إلى الفتح فهي من جملة الصحابيات ورأيت في آخر كتاب البيان للجاحظ أن اسمها ليلى وذكر أنها جذبت رداء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف وأنشدته الأبيات المذكورة قرصافة بنت الحارث بن عوف يقال هو اسم البرصاء وخبرها في ترجمة والدها المذكور قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان الأنصارية من بني عوف بن الخزرج والدة عبادة بن الصامت ذكرها بن الأثير قريبة بفتح أوله ويقال بالتصغير بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية أخت أم سلمة تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد الله قالت أم سلمة لما وضعت زينب جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبني فذكرت قصة تزويجها ودخوله عليها واشتغالها برضاع زينب حتى جاء يوما فلم يرها فقال أين زينب فقالت قريبة ووافقها عبدها أخذها عمار بن ياسر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا آتيكم الليلة فدخل على أم سلمة وقال البلاذري تزوجها معاوية بن أبي سفيان لما أسلم وقال بن سعد هي قريبة الصغرى أمها عاتكة بنت عتبة بن ربيعة قال وتزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر فولدت له عبد الله وأم حكيم وحفصة ثم ساق بسند صحيح إلى بن أبي مليكة قال تزوج عبد الرحمن قريبة أخت أم سلمة وكان في خلفه شدة فقالت له يوما أما والله لقد حذرتك قال فأمرك بيدك قالت لا أختار على بن الصديق أحدا فأقام عليها قلت وكانت موصوفة بالجمال فقد وقع عند عمر بن شبة في كتاب مكة عن يعقوب بن القاسم الطلحي عن يحيى بن عبد الله بن أبي الحارث الزمعي قال لما فتحت مكة قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن عبادة لما قال ما رأينا من نساء قريش ما كان يذكر من جمالهن هل رأيت بنات أبي أمية بن المغيرة هل رأيت قريبة الحديث قريبة بنت زيد بن عبد ربه الأنصارية من بني جشم ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال بن سعد هي أخت عبد الله بن زيد الذي أرى النداء قريبة بنت أبي سفيان بن حرب الأموية أخت معاوية ذكرها صاحب التاريخ المظفري قال خطبها أربعة عشر رجلا من أهل بدر فأبت وتزوجت عقيل بن أبي طالب وقالت كان مع الأحبة (8/170)
<171> يوم بدر تعني أباه وأخاه حنظلة وجدها عتبة وأخاه شيبة ومن كان معه من المشركين يوم بدر قريبة بنت أبي قحافة أخت الصديق ذكرها بن سعد وذكر أن قيس بن سعد بن عبادة تزوجها فلم تلد له شيئا وهي شقيقة أم فروة قريرة بنت الحارث العتوارية تقدم ذكرها في ترجمة بنتها عقيلة العتوارية في حرف العين المهملة قسرة بنت رؤاس الكندية ذكرها أبو نعيم وأخرج لها من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين قال حدثتنا ميسرة بنت حبشي الطائية عن قتيلة بنت عبد الله عن قسرة الكندية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيا قسرة اذكري الله عند الخطيئة يذكرك عند المغفرة وأطيعي زوجك يكفك شر الدنيا والآخرة وبري والديك يكثر خير بيتك قال أبو عمر بكسر القاف وسكون المهملة وقال غيره بالشين المعجمة وقيل بفتح القاف مع إهمال السين القصواء جدة القاسم بن غنام لها حديث في مسند بن سنجر كذا في التجريد قفيرة بقاف ثم فاء مصغرة الهلالية ويقال لها مليكة قال أبو علي الغساني في ذيله على الاستيعاب ذكرها مسلم في الوحدان وقال زوج عبد الله بن أبي حدرد ولم يرو عنها إلا الأعرج قهطم بنت علقمة بن عبد الله بن أبي قيس امرأة سليط بن عمرو ذكر بن إسحاق أنها هاجرت هي وزوجها إلى الحبشة ثم رجعا إلى المدينة مع أهل السفينتين قيلة بنت مخرمة التميمية ثم من بني العنبر ومنهم من نسبها غنوية فصحف هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع حريث بن حسان وافد بني بكر بن وائل روى حديثها عبد الله بن حسان العنبري عن جدتيه صفية ودحيبة ابنتي عليبة وكانت ربيبتي قيلة وكانت قيلة جدة أبيها أنها قالت قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث بطوله أخرجه الطبراني مطولا وأخرج البخاري في الأدب المفرد طرفا منه وأبو داود طرفا منه أيضا والترمذي من أول المرفوع إلى قوله يتعاونان قال فذكر الحديث بطوله وقال لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن حسان قال أبو عمر هو حديث طويل فصيح حسن وقد شرحه أهل العلم بالغريب وقال أبو علي بن السكن روى عنها حديث طويل فيه كلام فصيح وساقه من طريق عن عبد الله بن حسان مختصرا وقال لم يروه غير عبد الله بن حسان وقال فيه إن أم قيلة صفية بنت صيفي أخت أكثم بن صيفي قلت ساقه الطبراني وابن منده بطوله وهذا لفظ بن منده من طرق ثلاثة عن عبد الله بن حسان بهذا السند أنها أخبرتهما أنها كانت تحت حبيب بن أزهر أحد بن جناب فولدت النساء ثم توفي فانتزع بناتها منها ثوب بن أزهر وهو عمهن فخرجت تبتغي الصحبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام أي إسلام قومها فبكت جويرية منهن هي أصغرهن حديباء كانت قد أخذتها الفرصة عليها مسح من صوف فاحتملتها معها فبينما هما ترتكان الجمل إذا انتفجت الأرنب فقالت الحديباء الفصية لا والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا ثم لم لما سنح الثعلب سمته اسما غير الثعلب فقالت فيه ما قالت في الأرنب فبينما هما ترتكان (8/171)
<172> الجمل إذ بكر وأخذته رعدة فقالت الحديباء أدركتك والأمانة أخذة أثوب قال فقلت واضطررت إليها ويحك فما أصنع قالت قلبي ثيابك ظهورها لبطونها وتدحرجي ظهرك لبطنك وقلبي أحلاس جملك ثم جعلت سبيجها فقلبتها ثم تدحرجت ظهرها لبطنها ففعلت ما أمرتني به فانتقض الجمل فقام فناخ وبال فقالت أعيدي عليه أذانك ففعلت ثم خبا يرتد فإذا أثوب يسعى على آثارنا بالسيف صلتا فوألنا إلى حواء ضخم فداره حيث ألقى الجمل إلى رواق البيت الأوسط وكان جملا ذلولا ثم اقتحم داخله فأدركني أثوب بالسيف فأصابت ظبته طائفة من فرويته فقال ألقى إلي ابنة أخي يا دفار فرمت بها إليه فجعلها على منكبه فذهب بها فكنت أعلم به من أهل البيت فمضيت إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا عندها ذات ليلة من الليالي تحسب أني نائمة إذ جاء زوجها من السامر فقال وأبيك لقد وجدت لفيلة صاحب صدق فقالت أختي من هو فقال هو حريث بن حسان الشيباني وافد بكر بن وائل فقالت أختي الويل لي لا تخبر بهذا أختي فتذهب مع أخي بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها ليس معها من قومها رجل قال لا ذكرته لها قالت وأنا غير ذاكرة لهذا فغدوت وشددت على جمل وسمعت قائلا يقول فنشدت عنه فوجدته غير بعيد وسألته الصحبة فقال نعم وكرامة وركابه مناخة عنده فخرجنا معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس صلاة الغداة قد أقيمت حين شق الفجر والنجوم شابكة في السماء والرجال لا تكاد تعارف مع ظلمة الليل فصففت مع الرجال وأنا امرأة حديثه عهد بالجاهلية فقال لي الرجل الذي يليني من الصف امرأة أنت أم رجل فقلت لا بل امرأة فقال إنك كدت تفتنيني فصلى وراءك في النساء فإذا صف من النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حيث دخلت فكنت معهن فلما طلعت الشمس دنوت فكنت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الناس فلما ارتفعت الشمس جاء رجل فقال السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك السلام ورحمة الله وعليه أسمال مليتين قد كانت مزعفرتين وقد نقضتا وبيده عسيب نخلة قفر غير خوصتين من أعلاه وهو قاعد القرفصاء فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق فقال لي جليسه يا رسول الله أرعدت المسكينة فقال بيده ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره يا مسكينة عليك السكينة فلما قالها أذهب الله ما كان في قلبي من الرعب وتقدم صاحبي فبايعه على الإسلام وعلى قومه ثم قال يا رسول الله اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا إلا مسافر أو مجاوز فقال اكتب له يا غلام بالدهناء فلما رأيته قد أمر له بها شخص بن وهي وطني وداري فقلت يا رسول الله إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك إنما هي الدهناء مقيد الجمل ومرعي الغنم ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك فقال أمسك يا غلام صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان فلما رأى حريث أنه قد حيل دون كتابه ضرب بيديه إحداهما على الأخرى ثم قال كنت أنا وأنت كما قال حتفها ضائن تحمل بأظلافها فقلت أنا والله ما علمت إن كنت لدليلا في الظلماء جوادا أبدى الرجل عفيفا عن الرفيقة حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لا تلمني أن أسأل (8/172)
<173> حظي إذا سألت حظك فقال وما حظك في الدهناء لا أبا لك فقلت مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك فقال لا جرم أني أشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لك لا أزال أخا ما حييت إذا أثنيت على هذا عنده فقلت أما إذ بدأتها فلن أضيعها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيلام أهل ود أن يفصل الخطة أو ينتظر من وراء الحجزة قالت فبكيت فقلت والله يا رسول الله لقد كنت ولد حرام فقاتل معك يوم الربذة ثم ذهب يمتري من خيبر فأصابته حماها فمات فقال والذي نفسي بيده لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك أتغلب إحداهن أن تصاحب صويحبة في الدنيا معروفا فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به استرجع ثم قال رب أنسني ما أمضيت وأعني على ما أبقيت فوالذي نفس محمد بيده إن إحدا كن لتبكي فتستعيذ إليه صويحبة فيا عباد الله لا تعذبوا إخوانكم ثم كتب لها في قطعة أديم أحمر لقيلة والنسوة بنات قيلة بأن لا يظلمن حقا ولا يكرهن على منكر وكل مؤمن مسلم لهن نصير حسن ولا يسأن قيلة الأنمارية يقال لها أم بني أنمار وأخت بني أنمار وقال الطبري العقيلية وقال بن أبي خيثمة الأنصارية أخت بني أنمار لها صحبة وأخرج حديثها هو وابن ماجة من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المروة يحل من عمرة له فقلت أني امرأة أشتري وأبيع فأستام أكثر مما أريد ثم أنقص الحديث وفيه لا تفعلي وأخرجه بن سعد من طريق بن خثيم مطولا وأخرجه بن السكن ووقع في روايته أن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال إنه سمع قيلة وقال الفاكهي دار أم أنمار بمكة وكانت برزة من النساء بأخرة قيلة الخزاعية أم سباع بن عبد العزي بن عمرو بن نضلة من حلفاء بني زهرة ذكرها بن عبد البر وقال فيها نظر القسم الثاني خال الثالث قيلة بنت قيس بن معد يكرب الكندية أخت الأشعث بن قيس قاله أبو عمر ويقال قيلة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر ومات ولم تك قدمت عليه ولا رآها ولا دخل بها وقيل كان تزويجه إياها قبل وفاته بشهرين وقيل تزوجها في مرض موته وقيل أوصى أن تخبر فإن شاءت ضربه عليها الحجاب وتحرم على المؤمنين وإن شاءت فلتنكح من شاءت فاختارت النكاح فتزوجتها عكرمة بحضرموت فبلغ أبا بكر فقال لقد هممت أن أحرق عليهما بيتهما فقال له عمر ما هي من أمهات المؤمنين ولا دخل بها ولا ضرب عليها الحجاب وقال بعضهم مات قبل خروجها من اليمن فحلف عليها عكرمة وقيل أنها ارتدت فاحتج عمر على أبي بكر بأنها ليست من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بارتدادها ف (8/173)
<174> قال ولم تلد لعكرمة والاختلاف فيها كثير جدا انتهى كلام بن عبد البر وأخرج أبو نعيم من طريق إسحاق بن حبيب الشهيدي عن عبد الأعلى عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج قيلة أخت الأشعث ومات قبل أن يخبرها وهذا موصول قوي الإسناد أيضا وأخرجه أيضا من طريق عبد الوهاب الثقفي عن داود عن الشعبي مرسلا ولفظه قتيلة بنت الأشعث ومات فتزوجها عكرمة فشق على أبي بكر فذكر كلام عمر المتقدم وفي آخره فاطمأن أبو بكر وسكن القسم الرابع قريبة بنت الحارث العتوارية أخرج حديثها بن منده من طريق حفص بن عمر عن بكار بن عبد العزيز عن موسى بن عبيدة حدثنا يزيد بن عبد الرحمن عن أمه حجة بنت قرط عن أمها عقيلة بنت عبيد بن الحارث قال جئت أنا وأمي قريبة بنت الحارث العتوارية كذا عنده والصواب قريرة براء بدل الموحدة كما تقدم في عقيلة في حرف العين قال أبو نعيم ترجم بن منده قريبة وساق الحديث فقال في روايته قريرة وكذا ساقه الطبراني وغيره قلت هو الصواب حرف الكاف الأول كبشة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة تقدم نسبها في ترجمة أبيها وأوصى بها أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتزوجها عبد الله بن أبي حبيبة من بني الأغر بن زيد بن العطاف وكانت أصغر بنات أسعد وكانت من المبايعات وقد تقدم ذكرها في ترجمة أختها حبيبة كبشة بنت أوس بن شريق الأنصارية من بن خطمة وهي أم خزيمة بن ثابت ذكرها بن حبيب في المبايعات كبشة بنت ثابت بن حارثة بن الجلاس بضم الجيم مخففة الأنصارية من بني جدارة ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال بن سعد اسم أمها سلامة كبشة بنت ثابت بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول تكنى أم سعيد ذكرها بن سعد في المبايعات وقال أمها معاذة بنت أنس بن قيس بن عبيد وتزوجها يزيد بن أبي اليسر كعب بن عمرو فولدت له سعيدا وعبد الرحمن وأم كثير (8/174)
<175> كبشة بنت ثابت بن المنذر بن حرام أخت حسان لأبيه من بني مالك بن النجار وأخرج حديثها الترمذي وأبو يعلى من طريق يزيد بن يزيد بن جابر عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جدته كبشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب من في قربة قائما معلقة فقمت الى فمها فقطعته كذا في خبرها فيه ذكر أبيها ولا نسب ونسبها أبو عروبة كما ذكرت ورواه عبد العزيز بن الحصين عن يزيد عن عبد الرحمن فقال عن جدته البرصاء أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب وهو قائم أخرجه بن منده وكأنه لقيها ورواه بن وهب عن بن لهيعة عن يزيد فقال عن جدته كلثم وستأتي وقال بن سعد أمها سخطى بنت حارثة بن لوذان تزوجها عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك فولدت له ثعلبة وأبا عمرو وأبا حبيبة ثم تزوجها الحارث بن ثعلبة فولدت له أم ثابت رملة ثم تزوجها حارثة بن النعمان كبشة بنت حاطب بن قيس بن هيشة من بني معاوية ذكرها بن حبيب في المبايعات كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر وهو خدرة الأنصارية الخدرية والدة سعد بن معاذ عاشت حتى مات وندبته بقولها ويل أم سعد سعدا صرامة وجدا ذكر ذلك بن إسحاق في قصة موت سعد قال فذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل نادبة تكذب إلا نادبة سعد كبشة بنت عبد عمرو بن عبيد بن قميئة بن عامر بن الخزرج الأنصارية من بني ساعدة ذكرها بن حبيب في المبايعات كبشة بنت الفاكه بن قيس الأنصارية الزرقية ذكرها بن سعد في المبايعات كبشة بنت فروة بن عمرو بن فروة الأنصارية من بني بياضة ذكرها بن حبيب في المبايعات كبشة بنت كعب بن مالك الأنصارية زوج عبد الله بن أبي قتادة قال بن حبان لها صحبة وتبعه المستغفري وحديثها عن أبي قتادة في سؤر الهر في الموطأ والسنن الأربعة وقال بن سعد تزوجها ثابت بن أبي قتادة فولدت له أمها صفية من أهل اليمن كبشة بنت مالك بن سنان أخت أبي سعد هي الفريعة تقدمت كبشة بنت مالك بن قيس في كبيشة تأتي كبشة بنت معد يكرب عمة الأشعث بن قيس وهي والدة معاوية بن حديج الصحابي المعروف روى قصتها الدارقطني من طريق ولدها معاوية أنه قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي أمي كبشة بنت معد يكرب عمة الأشعث فقالت يا رسول الله أني آليت أن أطوف بالبيت حبوا فقال طوفي على رجليك سبعين سبعا عن يديك وسبعا عن رجليك وسنده ضعيف استدركها بن الدباغ وغيره على الاستيعاب (8/175)
<176> كبشة بنت معن بن عاصم الأنصارية كانت زوج أبي قيس بن الأسلت ويقال لها كبيشة قال بن جريج عن عكرمة نزلت فيها فيها لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها أخرجه أبو موسى عن المستغفري ثم من طريق أبي ثور عن بن جريج وذكرته في الأنساب من عدة طرق كبشة بنت واقد بن عمرو بن عامر بن زيد مناة وعمرو هو بن الإطنابة من بني الحارث بن الخزرج ذكرها بن حبيب في المبايعات وهي أم عبد الله بن رواحة وكذا ذكرها بن سعد ويقال فيها كبيشة بالتصغير وزاد ولما مات رواحة خلف عليها قيس بن شماس فولدت له ثابتا كبيرة وقيل بالمثلثة بدل الموحدة ذكرها بن منده بالمثلثة وتبعه أبو نعيم وذكرها أبو موسى في الذيل بالموحدة تبعا لابن ماكولا قلت وسبق بن ماكولا الخطيب فقال كبيرة بالباء المعجمة بواحدة هو اسم كبيرة بنت أبي سفيان لها صحبة ورواية ثم ساق من طريق محمد بن سليمان بن مسمول عن يحيى بن أبي روقة بن سعيد عن أبيه قال حدثتني مولاتي كييرة بنت أبي سفيان وكانت قد أدركت الجاهلية وكانت من المبايعات قالت قلت يا رسول الله أني وأدت أربع بنين لي في الجاهلية قال اعتقي أربع رقاب فأعتقت أبا سعيد وابنه ميسرة وأم ميسرة قال الخطيب لم يذكر الرابع ولعله راوي هذا الحديث يعني أبا روقة انتهى وقال بن الأثير تبعا لسلفه أنها خزاعية وقيل ثقفية ومنهم من قال كبيرة بنت أبي سفيان وأورد لها بالإسناد المذكور حديثا آخر دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين كبشية بنت مالك بن قيس الأنصارية من بني مازن ذكرها بن حبيب في المبايعات وهي الشموس وذكرها بن سعد بغير تصغير وقال أمها سهيمة بنت عويمر بن أسعر تزوجها ثعلبة بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول ثم خلف عليها الحباب بن عمرو بن مبذل فولدت له زينب كبيشة بنت معن بن عاصم تقدمت في كبشة بغير تصغير كثيرة بالمثلثة بنت أبي سفيان تقدمت في كبيرة بالموحدة كحيلة لها ذكر في حديث لأبي أمامة في المعجم الكبير للطبراني كريمة بنت أبي حدرد الأسلمية يقال لها صحبة ذكرها بن حبان ثم المستغفري وقيل هي أم الدرداء الكبرى وليست هي انتهى والمعروف في أم الدرداء الكبرى أن اسمها خيرة كما تقدم في حرف الخاء المعجمة كريمة بنت كلثوم الحميرية تقدم ذكرها في ترجمة عكاف بن وداعة وقيل هي زينب بنت كلثوم كعيبة بالتصغير بنت سعيد الأسلمية ذكر أبو عمر عن الواقدي أنها شهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسهم لها سهم رجل وقال بن سعد هي التي كانت تكون في المسجد لها خيمة تداوي المرضى والجرحى وكان سعد بن معاذ حين رمى عندها تداوي جرحه حتى مات كلبة بنت يثربي لها صحبة كذا في التجريد بلا زيادة وأنا أظنها التي بعدها ثم وجدت ذلك صريحا في كلام إبراهيم الحربي وسمي أباها كما سماها غيره (8/176)
<177> كلثم ويقال كليبة بالتصغير بنت برثن بضم الموحدة ثم المثلثة بينهما راء وآخرها نون من بني العنبر بن تميم هي والدة زينب بن ثعلبة أخرج الطبراني في الكبير من طريق زينب بن ثعلبة قال دعتني أم كليبة بنت برثن العنبرية فقالت يا ابني إن هذا أخذ زربيتي التي كنت ألبس فلقيت الرجل فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن هذا أخذ زربية أمي فقال ردها عليه ذكرها أبو نعيم وهذا مختصر من حديث طويل قال أبو نعيم ويقال اسمها كليم كلثم بنت محرز النجارية أخت أسماء التي تقدمت ذكرها بن سعد في المبايعات كلثم جدة عبد الرحمن بن أبي عمرة تقدمت في كبشة كنود بنت قرظة في فاحتة بنت قرظة كنود أم سارة تقدمت في سارة كويسة يتيمة كانت في حجر النبي صلى الله عليه وسلم قاله كليب بن عيسى عن زجلة عنها كذا في التجريد وقد أجحف في الاختصار وزجلة بضم الزاي المنقوطة وسكون الجيم بعدها لام امرأة من أهل الشام روت عن أم الدرداء وغيرها وأخرج الخطيب في المؤتلف من طريق الهيثم بن خارجة عن كليب بن عيسى بن أبي حجر الثقفي سمعت زجلة مولاة معاوية تقول أدركت يتامى كن في حجر لنبي صلى الله عليه وسلم إحداهن تسمى كويسة فذكرت قصة إن النساء لا يتبعن الجنازة إلا إن كانت امرأة نفساء أو مبطونة فتخرج امرأة مما بها إلى المصلي فإذا وضعت الجنازة وضعت يدها تنظر هل خرج منها شيء وهم ينظرونها حتى إذا توارت قالوا للإمام كبر كيسة بتشديد المثناة التحتانية بعدها مهملة بنت الحارث بن كريز بن عبد شمس كانت زوج مسيلمة الكذاب ثم خلف عليها عبد الله بن عامر الأكبر ذكرها الزبير بن بكار وضبطها القسم الثاني كبيشة بنت حكيم الثقفية جدة أم الحكم بنت يحيى بن عقبة روت أم الحكم عنها أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها هكذا بن منده ونقله أبو نعيم فقال لم يزد عليه يعني لم يسق حديثها القسم الثالث كبشة بنت مكشوح المرادية أخت قيس الفارس المشهور ذكرها بن شاهين في ترجمة أبان بن سعيد بن العاص وأنها كانت موصوفة بالجمال فزوجها أخوها قيس بن أبان لما ولي إمرة اليمن في خلافة أبي بكر الصديق أورد ذلك من طريق سليمان الأنباري عن النعمان بن بزرج (8/177)
<178> في خبر طويل القسم الرابع كبشة بنت برثن وقيل يثربي العنبرية ذكرها أبو عمر في حديث زينب بنت ثعلبة كذا في التجريد وهو تصحيف وإنما هي كليبة بالتصغير كما تقدم قريبا في كلثم حرف اللام الأول لبابة بنت أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة ذكرها بن سعد في المبايعات وقال هي أخت سلمة شقيقته وتزوجها زيد بن سعد بن زيد الأشهلي لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية أم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب ووالدة أولاده الفضل وعبد الله وغيرهما وهي لبابة الكبرى مشهورة بكنيتها ومعروفة باسمها وستأتي في الكنى وأنها خولة بنت عوف القرشية لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية أخت التي قبلها وهي لبابة الصغرى وأنها تلقب العصماء وأمها فاختة بنت عامر الثقفية وهي والدة خالد بن الوليد الصحابي المشهور قال أبو عمر في إسلامها وصحبتها نظر وأقره بن الأثير وهو عجيب وكأنه استبعده من جهة تقدم وفاة زوجها الوليد أخبرني ان تكون ماتت معه أبو بعده بقليل وليس ذلك بلازم فقد ثبت أنها عاشت بعد وفاة ولدها خالد ولها في ذلك قصة فذكر أبو حذيفة في المبتدإ والفتوح عن محمد بن إسحاق قال لما مات خالد بن الوليد خرج عمر في جنازته فإذا أمه تندبه وتقول أنت خير من ألف ألف من القوم إذا ما كنت في وجوه الرجال قال فقال عمر صدقت وإن كان لكذلك وقال سيف بن عمر في الردة والفتوح بسند له ذكر فيه قصة عزل خالد وإقامته بالمدينة قال فلما رأى عمر أنه قد زال ما كان يخشاه من افتتان الناس به عزم على أن يوليه بعد أن يرجع من الحج فخرج معه خالد بن الوليد فاستسقى خارجا من المدينة فقال احذروني إلى مهاجري فقدمت به أمه المدينة ومرضته حتى ثقل فلقى عمر لاق وهو راجع من الحج فقال له ما الخبر فقال خالد لما به فطوى عمر ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى فرق عليه واسترجع فلما جهز بكته البواكي قيل له ألا تنهاهن فقال وما على نساء قريش أن تبكين أبا سليمان (8/178)
<179> ما لم يكن نقع أو لقلقة فلما أخرج بجنازته إذا امرأة محرمة تبكيه وتقول أنت خير من ألف ألف البيت المتقدم وبعده أشجاع فأنت أشجع من ليث صهر بن جهم أبي أشبال أجواد فأنت أجود من سيل أتى يستقل بين الجبال فقال عمر من هذه فقيل أمه فقال أمه والإله ثلاثا وهل قامت النساء عن مثل خالد وهذا وإن كان من رواية أبي حذيفة وهو ضعيف وكذلك سيف لكن قد ذكر بن سعد وهو ثقة عن كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم قال لما توفي خالد بن الوليد بكت عليه أمه فقال عمر يا أم خالد أخالدا أو أجره ترزئين عزمت عليك إلا تثبت حتى تسود يداك من الخضاب وهذا مسند صحيح وعلق البخاري قول عمر في النقع واللقلقة في البكاء على خالد لكن لم يسم أمه ومجموع ذلك يفيد أنها عاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم أفيظن بها أنها استمرت على الكفر من بعد الفتح إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم هذا بعيد عادة بل يبطله ما تقدم أنه لم يبق بالحرمين ولا الطائف أحد في حجة الوداع إلا أسلم وشهدها لبابة بنت أبي لبابة الأنصارية أدركت النبي صلى الله عليه وسلم ولها ذكر كذا ذكرها بن منده مختصرا وساق أبو نعيم قصتها من طريق موسى بن عبيدة الربذي أحد الضعفاء عن سعيد بن جبير مولى أبي لبابة ويعقوب بن زيد عن لبابة قالت كنت أنا صاحبته فكان يقول شدى وثاق عدو الله الذي خان الله ورسوله ومر به أخوه فقال يا أخي هلم إلي فقال لا والله لا أكلمك حتى يرضى الله عنك ورسوله فسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو في المسجد وأخبره بخبره فقال لو جاءني لكان فيه أمر فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم الآية والآية الأخرى وآخرون مرجون لأمر الله لبنى بنت ثابت بن المنذر بن حرام الأنصارية الخزرجية أخت حسان الشاعر المشهور ذكر بن سعد أنها بايعت النبي صلى الله عليه وسلم هي وأختها كبشة وكانت لبني شقيقة أوس بن ثابت لبنى بنت الخطيم الأنصارية الأوسية أخت قيس بن الخطيم الشاعر كانت عند عبد قيس بن زيد بن عامر الظفري وذكرها بن حبيب في المبايعات وقال بن سعد أمها أم قيس قريبة بنت قيس بن قريم بن أمية بن سنان السلمية وقال بن سعد أمها أم قيس قريبة بنت قيس بن قريم بن أمية بن سنان السلمية تزوجها عبد الله بن نهيك بن إساف فولدت له وأسلمت لبني وبايعت وسيأتي ذكر أختها ليلى لبنى بنت قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصارية ذكرها بن سعد في المبايعات لبيبة جارية بني المؤمل بن حبيب بن تميم بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب كانت أحد من يعذب من المستضعفين فاشتراها أبو بكر الصديق في سبعة سيأتي ذكرهم في أم عبيس (8/179)
<180> ووردت في غالب الروايات غير مسماة وسماها البلاذري عن أبي البختري لبيس بنت عمرو بن حرام الأنصارية ذكرها بن حبيب في المبايعات وقال أمها أم قراد بنت موهبة بن عدي بن مجدعة بن حازم تزوجها أبو ثابت بن عبد بن عبد عمرو بن قيظي ثم تزوجها قيس بن قيس بن لوذان لبيسة بنت عمرو الأنصارية أم عمارة ذكرها الطبراني في حرف اللام وبه جزم بن نقطة والمشهور أنها بالنون بدل اللام وهي مشهورة بكنيتها وستأتي ويقال أنها لبيسة غير نسيبة وأنها بنت حرب والله أعلم لهية بمثناة تحتانية مثقلة جارية عمر بن الخطاب وأم ولده وكانت تخدم ابنته حفصة وقال بن ماكولا هي أم عبد الرحمن بن عمر الذي يكنى أبا شحمة وقيل أنها نهية بالنون بدل اللام وذكرها المستغفري وقال لها صحبة وأورد من طريق إبراهيم بن موسى بن تيم قال حدثني عمي زكريا بن يحيى قال حدثني بن أخي بن شهاب عن عمه قال حدثني رجال من هل العلم أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت لهية أم ولد عمر في يومها الذي يدور إليها فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إنه خرج من عندي فاحتبس عني فانظري عند أي نسائه فانطلقت لهية فوجدته عند صفية فرجعت إلى حفصة فأخبرتها فطفقت حفصة تقول خلا بيهودية ثم أمرت لهية أن ترجع إلى صفية حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندها فتخبرها بالذي قالت حفصة فقالت صفية والله أني لابنة هارون وإن عمي لموسى وإن زوجي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعرف لأحد أن يكون أفضل مني فدخل وصفية تبكي فقال لها في ذلك فأخبرته بالذي بلغتها لهية عن حفصة وبالذي قالت لها فصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأت حفصة ذلك قالت والله لا أوذي صفية أبدا ليلى بنت الإطنابة بن منصور بن معيص بمهملتين الأنصارية من بني الحبلي ذكرها بن حبيب في المبايعات ليلى بنت بلال أبو بليل الأنصارية أخت أبي ليلى وهي عمة عبد الرحمن بن أبي ليلى قال أبو عمر بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وروت عنه ليلى بنت ثابت بن المنذر بن عمرو بن حرام أخت حسان ذكرها بن حبيب أيضا ليلى بنت أبي خثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن بن عويج بن كعب بن لؤي القرشية العدوية أخت سليمان وكانت زوج عامر بن ربيعة العنبري فولدت له عبد الله وقال بن سعد أسلمت قديما وبايعت وكانت من المهاجرات الأول هاجرت الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة يقال أنها أول ظعينة دخلت المدينة في الهجرة ويقال أم سلمة وذكر بن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه عن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أمه ليلى قالت كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة جاءني عمر وأنا على بعيري فقال إلى أين أم عبد الله فقلت آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله قال صحبكم الله (8/180)
<181> ثم ذهب فجاءني زوجي عامر بن ربيعة فقال لما أخبرته خبرهم ترجين أن يسلم فذكر القصة وروى الليث بن سعد عن محمد بن عجلان أن رجلا من موالي عبد الله بن عامر حدثه عن عبد الله بن عامر قال دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت هاك تعال أعطيك شيئا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا أردت أن تعطيه فقالت أعطيه تمرا فقال أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة رواه السراج عن قتيبة عنه وتابع الليث حيوة بن شريح ويحيى بن أيوب وحاتم بن إسماعيل وعن يحيى بن أيوب مولى زياد وهو عند بن منده من طريقه ليلى بنت حكيم الأنصارية الأوسية قال أبو عمر ذكرها أبو أحمد بن صالح المصري في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ولم يذكرها غيره وجرز بن الأثير أن تكون هي التي بعدها لأن الحكيم يشبه بالخطيم ليلى بنت الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصارية الأوسية ثم الظفرية استدركها أبو علي الجياني على الاستيعاب وقال ذكرها بن أبي خيثمة وقال أقبلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أنا ليلى بنت الخطيم جئتك أعرض نفسي عليك فتزوجني قال قد فعلت ورجعت إلى قومها فقالوا بئس ما صنعت أنت امرأة غيري وهو صاحب نساء ارجعي فاستقيليه فرجعت فقالت أقلني فقال قد فعلت قلت ذكر ذلك بن سعد عن بن عباس بسند فيه الكلبي فذكروا أتم منه وأوله أقبلت ليلى بنت الخطيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مول ظهره الشمس فضربت على منكبه فقال من هذا أكله الأسد وكان كثيرا ما يقولها وفي آخره فقال قد أقلتك قال وتزوجها مسعود بن أوس بن سواد بن ظفر فولدت له فبينا هي في حائط من حيطان المدينة تغتسل إذ وثب عليها ذئب فأكل بعضها فأدركت فماتت ثم أسند عن الواقدي عن محمد بن صالح بن دينار عن عاصم بن عمر بن قتادة قال كانت ليلى بنت الخطيم وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فقبلها وكانت تركب بعولتها ركوبا منكرا وكانت سيئة الخلق فذكر نحو القصة دون ما في آخرها وقال في روايته فقالت إنك نبي الله وقد أحل الله لك النساء وأنا امرأة طويلة اللسان لا صبر لي على الضرائر واستقالته ومن طريق بن أبي عون أن ليلى وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ووهبن نساء أنفسهن فلم يسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل منهن أحدا قال وأمها مشرفة الدار بنت هيشة بن الحارث وأخرج بن سعد عن الواقدي حسبته عن عاصم بن عمر بن قتادة قال أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ وهي كبشة بنت أبي رافع بن عبيد ومن بني ظفر ليلى بنت الخطيم ومن بني عمرو بن عوف ليلى ومريم وسهيمة بنات أبي سفيان الليثي يقال له أبو البنات الحديث وذكر بن سعد أيضا أن مسعود بن أوس تزوجها في الجاهلية فولدت له عمرة وعميرة وكان يقال لها أكلة الأسد وكانت أول امرأة بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابنتاها وابنتان لابنتها ووهبت نفسها له ثم استقاله بنو ظفر فأقالها ليلى بنت رافع بن عمرو الأنصارية والدة أبي عبس بن حرب ذكرها بن سعد في المبايعات وقال أمها أم البراء بنت سلمة بن عرفطة (8/181)
<182> ليلى بنت ربعي بن عامر بن خالدة الأنصارية من بني بياصة ذكرها بن حبيب في المبايعات ليلى بنت رئاب بن حنيف الأنصارية من بني عوف بن الخزرج ذكرها بن حبيب أيضا وكانت زوج عتبان بن مالك ليلى بنت أبي سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد بن أمية الأنصارية الأشهلية ذكرها بن حبيب في المبايعات وقد تقدم لها ذكر في ترجمة ليلى بنت الخطيم قريبا ليلى بنت سماك بن ثابت بن سفيان بن عدي بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر ذكر بن سعد عن الواقدي أنه قال أسلمت وبايعت قال ولم يذكرها غيره قلت ستأتي في ترجمة أم ثابت بنت قيس بن شماس أخت قيس أنها ولدت من ثابت بن سفيان ولده سماكا فعلى هذا تكون ليلى وأبوها سماك وأمه وأم ثابت ثلاثة من الصحابة في نق ليلى بنت سماك بن ثابت بن سنان بن جشم بن عمرو بن امرئ القيس الأنصارية من بني الحارث بن الخزرج ذكرها بن حبيب أيضا ليلى بنت طباة بن معيص الأنصارية ذكرها بن سعد كذا في التجريد وقال أخشى أن تكون ليلى بنت الإطنابة المكذورة أول من اسمها ليلى ليلى بنت عبادة الأنصارية الساعدية أخت عبادة بن عبادة ذكرها بن حبيب في المبايعات ليلى بنت عبد الله العدوية هي الشفاء تقدمت سماها المستغفري عن بن حبان ليلى بنت عطارد بن حاجب التميمية زوج عبد الله بن أبي ربيعة الصحابي ووالدة عبد الرحمن ذكرها الزبير بن بكار ليلى بنت قانف الثقفية أخرج حديثها أحمد وأبو داود من طريق محمد بن إسحاق عن نوح بن حكيم الثقفي عن رجل من ولد عروة بن مسعود يقال له داود ولدته أم حبيبة بنت أبي سفيان عن ليلى بنت قانف بقاف ثم فاء ذكر أنها قالت كنت ممن شهد غسل أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم فأول ما أعطاني من كفنها الحقو ثم الدرع ثم الخمار ثم الملحفة ثم أدرجت في الآخر إدراجا الحديث قلت وداود المذكور هو بن عاصم بن عروة بن مسعود ليلى بنت النضر العبدرية تقدمت في قتيلة في حرف القاف ليلى بنت نهيك بن إساف بن عدي بن زيد بن جشم الأنصارية ذكرها بن حبيب في المبايعات وهي أخت البراء وقال بن سعد تزوجها سهل بن الربيع بن عمرو بن عدي وأمها أم عبد الله بن أسلم بن حريش بن مجدعة ليلى بنت يسار أحد ما قيل في اسم أخت معقل بن يسار التي نزلت فيها فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن سماها السهيلي في مبهمات القرآن وتبعه المنذري والراجح أن اسمها جميل كما تقدم في حرف الجيم ليلى السدوسية امرأة بشير بن الخصاصية يقال لها الجهدمة ويقال هي غيرها وقد تقدم بيان ذلك في الجهدمة ليلى بنت يعار أحد ما قيل في التي أعتقت سالما مولى أبي حذيفة (8/182)
<183> ليلى الغفارية قال أبو عمر كانت تخرج مع النبي صلى عليه وآله وسلم في مغازيه تداوي الجرحى وتقوم على المرضى حديثها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة هذا على أول الناس إيمانا روى عنها محمد بن القاسم الطائي قلت أما الخبر الأول فتقدم التنبيه عليه في القسم الأخير من حرف الألف في أمامة بنت أبي الحكم وقد أخرجه العقيلي في ترجمة موسى بن القاسم من الضعفاء وابن منده من رواية علي بن هاشم بن البريد حدثني أبي حدثنا موسى بن القاسم حدثتني ليلى الغفارية قالت كنت أغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم فأداوي الجرحى وأقوم على المرضى فلما خرج علي إلى البصرة خرجت معه فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة في علي قالت نعم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معي وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا فقلت أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا فقال النبي صلى عليه وآله وسلم يا عائشة دعي لي أخي فإنه أول الناس إسلاما وآخر الناس بن عهدا وأول الناس لي لقيا يوم القيامة قال العقيلي لا يعرف إلا لموسى بن القاسم قال النجاري لا يتابع عليه انتهى وفي سنده عبد السلام بن صالح أبو الصلت وقد كذبوه وأما الخبر الأخير فقال في التجريد هو باطل قلت ومحمد القاسم هو الطايسكاني لا الطائي وهو متروك وهو غير موسى بن القاسم وقد جاء نحوه لمعاذة ففي تفسير بن مردويه وأخرجه أبو موسى من طريقه ثم من رواية يعلى بن عبيد عن حارثة بن أبي الرجال عن عمرة قالت قالت معاذة الغفارية كنت أنيسا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج معه في الأسفار أقوم على المرضى وأداوي الجرحى فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت عائشة وعلي خارج من عندها فسمعته يقول لعائشة إن هذا أحب الرجال لي وأكرمهم علي فاعرفي لي حقه وأكرمي مثواه الحديث وفيه النظر إلى علي عبادة قلت وحارثة ضعيف وهذا هو الحديث الذي أشار إليه أبو عمر ليلى عمة عبد الرحمن بن أبي ليلى في ليلى بنت بلال وقد تقدم في ترجمة أبي ليلى أنه اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا والأقرب أن اسم أبيه بلال أو بليل ليلى مولاة عائشة قال أبو عمر حديثها ليس بالقائم الإسناد روى عنها أبو عبد الله المدني وهو مجهول قلت أسنده المستغفري من طريق عبد الكريم الجرار عن أبي عبد الله المدني عن حاجبة عائشة ومولاتها قالت يا رسول الله إنك تخرج من الخلاء فأدخل في أثرك فلا أرى شيئا إلا أني أجد رائحة المسك فقال إنا معاشر الأنبياء تبنت أجسادنا على أرواح أهل الجنة فما خرج منا من نتن ابتلعته الأرض ليلى روى عنها حبيب بن زيد خرج حديثها أبو يعلى من التجريد لينة حديثها في جزء بن ديزيل الصغير لينة صاحبة مكان قباء أخرج عمر بن شبة في أخبار المدينة بسند صحيح إلى عروة قال كان موضع مسجدا قباء لامرأة يقال لها لينة كانت تربط حمارا لها فابتنى فيه سعد بن خيثمة مسجدا فقال أهل مسجد الضرار أنحن نصلي في مربط حمار لينة لا لعمر الله لكنا نبني مسجدا فنصلي فيه إلى أن يجيء (8/183)
<184> أبو عامر فيؤمنا فيه فأنزل الله تعالى والذين اتخذوا مسجدا ضرارا الآية القسم الثاني خال الثالث ليلى بنت الجودي بن عدي بن عمرو بن أبي عمرو الغساني زوج عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق لها إدراك وكان رآها في الجاهلية فأحبها فلما افتتحت دمشق صارت إليه فشغف بها في قصة طويلة ذكرها الزبير بن بكار في ترجمته فقال كان قدم دمشق في تجارة فرآها على طنفسة حولها ولائد فلما غزوا الشام كتب عمر لهم أني غنمت عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي فلما سبوها أعطوها له فقدم بها المدينة فقالت عائشة فشغف بها فكنت ألومه فيقول يا أختيه دعيني فكأني أرشف من ثناياها حب الرمان ثم تمادى الزمان فكنت أكلمه فيها فكان إحسانه إليها أن ردها إلى أهلها فكنت أقول له لقد أحببتها فأفرطت وأبغضتها فأفرطت وفيها يقول عبد الرحمن الأبيات المشهورة تذكرت ليلى والسمارة بيننا فما لابنة الجودي ليلى وماليا كذا في خبر الزبير وفي رواية عمر بن شبة عن الصلت بن مسعود عن أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح عن بن المبارك عن مصعب بن ثابت عن عروة بن الزبير أن أبا بكر هو الذي نفله إياها ورويناه في آخر الجزء التاسع من أمالي المحاملي رواية أهل بغداد عنه بسند له إلى بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الرحمن بن أبي بكر قدم دمشق في أول الإسلام في أواخر أيام أبيه فنظر إلى ليلى بنت الجودي فلم ير أجمل منها فقال فيها تذكرت ليلى الأبيات فكتب عمر إلى عامله إن فتح الله عليكم دمشق فأسلموا ابنة الجودي لعبد الرحمن فأسلموها له فقدم بها فأنزلها على نسائه فذكر الخبر وفيه قوله فكأني أرشف من ثناياها حب الرمان قالت فعمل لها شيء حتى سقطت أسنانها فهجرها ثم ردها إلى أهلها وهذا آخر شيء في الجزء المذكور وهو آخر مجلس أملاه المحاملي ليلى بنت حابس التميمية أخت الأقرع بن حابس الصحابي المشهور هي أم غالب بن صعصعة بن معاوية والد الفرزدق الشاعر المشهور لها إدراك وقد ذكرها الفرزدق في مرثية أبيه حيث يقول أبي الصبر إن لا أرى البدر طالعا ولا الشمس إلا أذكرتني بغالب شبيهين كانا لابن ليلى ومن يكن شبيه بن ليلى يلج ضوء الكواكب القسم الرابع (8/184)
<185> ليلى بنت حكيم تقدم كلام بن الأثير أنه جوز أنها بنت الخطيم فصحفت والذي يظهر أنها هي والله أعلم حرف الميم الأول الماردة لها ذكر في حديث حكيم بن حزام من مسند أبي يعلى وقيل المرادية مارية القبطية أم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر بن سعد من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال بعث المقوقس صاحب الإسكندرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع من الهجرة بمارية وأختها سيرين وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا لينا وبغلته الدلدل وحماره عفيرا ويقال يعفور ومع ذلك خصي يقال له مأبور شيخ كبير كان أخا مارية وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مارية بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العالية في المال الذي صار يقال له سرية أم إبراهيم وكان يختلف إليها هناك وكان يطؤها بملك اليمن وضرب عليها مع ذلك الحجاب فحملت منه ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان ومن طريق عمرة عن عائشة قالت ما عزت علي امرأة إلا دون ما عزت علي مارية وذلك أنها كانت جميلة جعدة فأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا فكان عامة الليل والنهار عندها حتى فزعنا لها فجزعت فحولها إلى العالية وكان يختلف إليها هناك فكان ذلك أشد علينا وفي السند عن الواقدي قال وقال الواقدي كانت مارية ممن حفر كورة الصفا وقال البلاذري كانت أم مارية رومية وكانت مارية بيضاء جعدة جميلة وأخرج البزار بسند حسن عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال أهدي أمير القبط إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريتين وبغلة فكان يركب البغلة بالمدينة واتخذ إحدى الجاريتين لنفسه وقد تقدم لها ذكر في ترجمة إبراهيم ولدها وفي ترجمة مأبور الخصي وفي ترجمة صالح وقال الواقدي حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان أبو بكر ينفق على مارية حتى مات ثم عمر حتى توفيت في خلافته قال الواقدي ماتت في المحرم سنة ست عشرة فكان عمر يحشر الناس لشهودها وصلى عليها بالبقيع وقال بن منده ماتت مارية بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين مارية خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر تكنى أم الرباب حديثها عند (8/185)
<186> أهل البصرة أنها تطأطأت للنبي صلى الله عليه وسلم حين صعد حائطا ليلة فر من المشركين قلت أخرجه بن منده من طريق يعلى بن أسد عن عبد الله بن حبيب عن أم سليمان عن أمها عن جدتها مارية قالت تطأطأت للنبي صلى الله عليه وسلم فذكره وترجم لها مارية جارية النبي صلى الله عليه وسلم قلت وسيأتي قريبا أن اسم أمها مرضية وأنها صحابية وأما أم سليمان فما عرفت اسمها مارية خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر لها حديث واحد من حديث أهل الكوفة رواه أبو بكر بن عياش عن المثنى بن صالح عن جدته مارية قالت صافحت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أر كفا ألين من كفه قال أبو عمر في التي قبلها لا أدري أهي هذه أم لا قلت وأخذ ذلك من كلام بن السكن برمته وقال بن السكن مارية مولاة النبي صلى الله عليه وسلم روي عنها حديث مخرج عن أهل الكوفة لا أعلم رواه غير بن عباس ثم ساقه من طريقين عنه ثم قال روي عن مارية حديث آخر مخرجه عن البصريين ولست أدري أهي التي روي حديثها أبو بكر أو غيرها ثم ساق من طريق يعلى بن أسد عن محمد بن حمران عن عبد الله بن حبيب عن أم سليمان عن أمها عن جدتها مارية قالت تطأطأت للنبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد حائطا ليلة فر من المشركين وقال أبو نعيم أفردها بن منده وهما عندي واحدة قلت وصله بن منده من وجهين عن أبي بكر بن عياش أحدهما كما قال أبو عمر عن المثنى بن صالح عن جدته والآخر عن أبي بكر قال حدثنا والله محمد بن المثنى بن صالح عن جدته والله أعلم قال أبو عمر المثنى بن صالح هو بن مهران مولى عمرو بن حريث كذا قال مارية أو ماوية بواو بدل الراء مع تشديد المثناة التحتانية اختلف فيه الرواة عن بن إسحاق فقال يونس بن بكير وغيره عنه ماوية بالواو فذكر قصة خبيب بن عدي لما أسره المشركون من بئر معونة وصفدوه ليقتلوه قال بن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مارية مولاة حجير بن أبي إهاب قالت حبس خبيب بمكة في بيتي فلقد اطلعت عليه يوما وإن في يده لقطفا من عنب أعظم من رأسه يأكل منه وما في الأرض يومئذ حبة عنب قلت وهذا ذكره البخاري في الصحيح في قصة قتل خبيب لكن ليس في روايته أعظم من رأسه وقال في روايته وما بمكة يومئذ وهو المراد فكأنه أطلق الأرض وأراد أرض مكة وذكر أبو عمر عن العقيلي بسنده إلى عبد الله بن إدريس الأودي عن محمد بن إسحاق حدثني بن أبي نجيح أنه حدث عن مارية مولاة حجير كذا ذكرها بالراء والتخفيف وكان خبيب بن عدي حين حبس في بيتها فكانت تحدث بعد أن أسلمت قالت والله إنه لمحبوس في بيتي مغلق دونه إذا طلعت من خلل الباب وفي يده قطف من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه وما أعلم في الأرض حبة عنب فلما حضره القتل قال يا مارية التمسي لي حديدة أتطهر بها قالت فأعطيت الموسى غلاما منا وأمرته أن يدخل بها عليه فما هو إلا أن ولي داخلا عليه فقلت أصاب الرجل ثأره يقتل هذا الغلام بهذه الحديدة ليكون رجل برجل فلما الله انتهى إليه الغلام أخذ الحديدة وقال لعمري ما خافت أمك غدري حين أرسلت إلي بهذه الحديدة يعني معك ثم خلى سبيله وهذه القصة عند البخاري أيضا وفيها بعض مغايرة وذكره بن سعد عن الواقدي عن رجاله من أهل العلم وفيها أنهم حبسوه عندها حتى يخرج الشهر الحرام فيقتلوه وكانت تحدث بقصته بعد وأسلمت وحسن (8/186)
<187> إسلامها وفيها وكان يتهجد بالقرآن فإذا سمعه النساء بكين ورققن عليه فقلت له هل لك من حاجة قال لا إلا أن تسقيني العذيب ولا تطعميني ما ذبح على النصب وتخبريني إذا أرادوا قتلي فلما أرادوا قتله أخبرته فوالله ما أكثرت بذلك وقال ابعثي لي حديدة أستصلح بها فبعثت إليه بموسى مع ابني أبي حسين وكانت أرضعته ولم يكن ابنها ولادة فذكرت نحو ما تقدم وفيه ما كنت لأقتله ولا يستحل في ديننا الغدر محبة بنت الربيع بن عمرو بن أبي زهير الأنصارية من بني الحارث بن الخزرج ذكرها بن سعد وابن حبيب فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم وهي أخت سعد بن الربيع تزوجها أبو الدرداء عامر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي فولدت له بلالا وأمها هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم محجنة وقيل أم محجن امرأة سوداء كانت تقم المسجد وقع ذكرها في الصحيح بغير تسمية وسماها يحيى بن أبي أنيسة وهو متروك عن علقمة بن مرثد عن رجل من أهل المدينة قال كانت امرأة من أهل المدينة يقال لها محجنة تقم المسجد فتفقدها النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر أنها قد ماتت فقال ألا آذنتموني بها فخرج فصلى عليها وكبر أربعا قال يحيى وحدثنا الزهري عن أبي أمامة بن سهل عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ومن طريق عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبر حديث عهد بدفن فقال متى دفن هذا فقيل هذه أم محجن التي كانت مولعة بلفظ القذى من المسجد فقال أفلا آذنتموني قالوا كنت نائما فكرهنا أن نوقظك الحديث محياة بنت خالد بن سنان العبسي ذكرها أبو موسى في الذيل وساق من طريق محمد بن عمر الرازي الحافظ عن عمرو بن إسحاق بن العلاء عن إبراهيم بن العلاء حدثنا أبو محمد القرشي الهاشمي عن هشام بن عروة عن بن عمارة عن أبيه عمارة بن حزن بن شيطان بقصة خالد بن سنان قال فلما بعث الله محمدا أتته محياة بنت خالد فانتسبت له فبسط لها رداءه وأجلسها عليه وقال ابنة أخي نبي ضيعه قومه ووردت تسميتها أيضا فيما ذكره بن الكلبي قال قال أبي وأخبرني بن أبي عمارة قال أتانا خالد بن سنان فقال يا معشر بني عبس إن الله أمرني بإطفاء هذه النار قال أبي فكان أبي هو الذي ذهب معه فذكر القصة مطولة وفي آخر الحديث قال هشام بن محمد فقدمت المحياة بنت خالد بن سنان على النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنة أخي نبي ضيعه قومه وقد ذكرت في ترجمة خالد بن سنان لقصته في طفي النار طرقا كثيرة محياة بنت أبي نائلة سلكان بن سلامة بن وقش الأشهلية ذكرها بن سعد وقال أسلمت وبايعت في رواية بن عمارة وقال الواقدي هي عبادة التي تقدمت في حرف العين وتشديد الباء مرضية ذكرها بن أبي عاصم في كتاب الوحدان وأسند عن أبي حفص الصيرفي عن محمد بن راشد عن محمد بن حمران عن عبد الله بن خبيب عن أم سليمان عن أمها مرضية قالت أراكم تنكرون شيئا رأيته يصنع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الميت يتبع بالمجمر مريم بنت إياس الأنصارية مدنية روى عنها عمرو بن يحيى المازني كذا قال أبو عمر (8/187)
<188> أنها أنصارية وليس كذلك بل هي ليثية وهي بنت إياس بن البكير تقدم نسبها في ترجمة والدها وهم أهل بيت صحابة شهد أبوها وأعمامها بدرا وهم من حلفاء بني عدي ورواية عمرو بن يحيى المازني عنها عند أحمد والنسائي بسند صحيح عنها عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وصرح في المسند بأنها بنت إياس بن البكير مريم بنت أبي سفيان الأنصارية الدوسية من بني عمرو بن عوف تقدم ذكرها في ترجمة ليلى بنت الخطيم وأبو سفيان والدها كان يقال له أبو البنات واستشهد بأحد مريم بنت عثمان الأنصارية لعلها المعالية لها ذكر في كتاب المدينة لمحمد بن الحسن بن زبالة قال عن محمد بن فضالة عن عبد الحميد بن جعفر قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبته حين حاصر بني قريظة على بئر أبي وصلى في المسجد وربط دابته بالسدرة التي في دار مريم بنت عثمان مريم المغالية من بني مغالة بفتح الميم والمعجمة الخفيفة بطن من الأنصار كانت زوج ثابت بن قيس بن شماس روى حديثها يونس بن بكير في المغازي والحسن بن سفيان من طريقه عن بن إسحاق عن قتادة بن الوليد عن عبادة بن الصامت عن الربيع بنت معوذ أنها اختلعت من زوجها فأمرها عثمان أن تستبرىء رحمها بحيضة واحدة قالت الربيع وإنما أخذ عثمان ذلك عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمريم المعالية حين افتدت من زوجها مسرة كان اسمها غيرة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرة لها ذكر في حديث رواه زيد بن أبي أنيسة عن الزهري مرسلا قاله بن منده مسكة ويقال مسيكة بالتصغير جارية عبد الله بن أبي بن سلول تأتي في معاذة رقيقتها مطيعة بنت النعمان بن مالك الأنصارية من بني عمرو بن عوف كان اسمها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعة قاله بن حبيب معاذة بنت عبد الله بن عمرو بن مرة بن قيس بن عدي بن أمية بن خلاوة الأنصارية قال بن سعد ذكر الواقدي أنها أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذة زوج الأعشى المازنية تقدم ذكرها في ترجمة الأعشى المازني معاذة زوج شجاع بن الحارث السدوسي تقدم ذكرها في شجاع معاذة جارية عبد الله بن أبي بن سلول رقيقة مسيكة جارية عبد الله بن أبي ثبت ذكر مسيكة في صحيح مسلم وغيره من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال كانت جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة فأكرهها على البغاء فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فشكت له فأنزل الله تعالى ولا تكرهوا فتيانكم على البغاء إن أردن تحصنا الآية ووقع لنا بعلو في المعرفة من طريق أبي معاوية عن الأعمش ولفظه أما أميمة ومسيكة جاريتا عبد الله بن أبي جاءتا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكتا عبد الله بن أبي فنزلت فيهما ولا تكرهوا فتيانكم على البغاء وثبت ذكر معاذة في مرسل الشعبي قال التي اختلعت من زوجها وتزوجها خولة أمها معاذة التي نزلت فيها ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن (8/188)
<189> تحصنا أخرجه عمر بن شبة بسند صحيح إلى الشعبي وأخرج أبو موسى من طريق آدم بن أبي إياس عن الليث عن عقيل عن بن شهاب حدثني محمد بن ثابت أخو بني الحارث بن الخزرج في قوله تعالى ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء نزلت في معاذة جارية عبد الله بن أبي بن سلول وذلك أنه كان عندهم أسيرا فكان عبد الله بن أبي يضربها لتمكنه من نفسها رجاء أن تحبل منه فيأخذ في ذلك فداء وهو العرض الذي قال الله تعالى لتبتغوا عرض الحياة الدنيا وكانت الجارية تأبى عليه وكانت مسلمة فأنزل الله فيها الآية فنهاهم عن ذلك فيها وذكره أبو عمر من طريق إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن الزهري قال كانت معاذة مولاة عبد الله بن أبي امرأة مسلمة فاضلة وكانت تأبى عليه ما يدعوها إليه انتهى وعند أبي عمر أنهما واحدة واختلف في اسمها فقال قال الزهري معاذة وقال الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مسيكة قال والصحيح ما قاله بن شهاب إن شاء الله قال وقد روى أبو صالح عن بن عباس القصة وسمي الجارية مسيكة فوافق الأعمش قلت لا ترجيح مع إمكان الجمع وقد دل أثر الشعبي على التعدد وظاهر الآية من قوله تعالى فتياتكم يشعر بأنها أزيد من واحدة ثم قال بن إسحاق متصلا بأثر الزهري وبلغني ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة النساء فتزوجها سهل بن قزظة أخو بني عمرو بن الحارث فولدت له عبد الله بن سهل وأم سعيد بنت سهل ثم هلك عنها أو فارقها فتزوجها الحمير بن عدي القاري أخو بني حنظلة فولدت له توأما الحارث وعديا وأم سعد ثم فارقها فتزوجها عامر بن عدي من بني خطمة فولدت له أم حبيب بنت عامر وهي معاذة بنت عبد الله بن جرير الضرير بضاد معجمة مصغرا بن أمية بن خدارة بن الحارث بن الخزرج تنبيه ظن بن الأثير أن القائل وبلغني هو الزهري ثم قال قول الزهري في نسبها ما ذكر يدل على أن الأنصار كان يسبي بعضهم بضعا في الجاهلية فكانت معاذة وهي من الخزرج أمة لعبد الله بن أبي قلت وفيما قاله نظر لأنه لم يتعين ذلك في السبي مع احتمال أن يكون والد معاذة تزوج أمة رقيقة لعبد الله أو بغي بها فجاءت بمعاذة فكانت رقيقة لعبد الله وقد دل الأثر على أن عبد الله إذ أمر معاذة أن تمكن الأسير من نفسها أنه أراد أن تحمل من الأسير فيصير الولد رقيقا فيفديه أبوه ولا يلزم من ذلك ما ذكر من أنهم كان يسبي بعضهم بعضا معاذة الغفارية تقدمت في ليلى مليكة بنت أبي أمية لها ذكر في طبقات النساء من طبقات بن سعد وأن عمر طلقها لما نزلت ولا تمسكوا بعصم الكوافر فتزوجها معاوية وهي والدة عبيد الله بالتصغير بن عمر بن الخطاب مليكة بنت ثابت بن الفاكه ذكرها بن سعد في المبايعات مليكة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الأنصارية تقدمت في حبيبة مليكة بنت خارجة بن سنان تأتي في القسم الثالث مليكة بنت داود ذكرها بن يشكوال في المزدوجات ولم يصح وستأتي مليكة بنت كعب فليحرر ذلك مليكة بنت سهل بن زيد بن عمرو بن عامر بن جشم الأنصارية امرأة أبي الهيثم بن (8/189)