<196> حبان وقال مات سنة تسعين من الهجرة وفي الجعديات عن شعبة عن سعيد الجريري سمعت غنيم بن قيس قال كنا نتواعظ في أول الإسلام بن آدم اعمل في فراغك قبل شغلك وفي شبابك لكبرك وفي صحتك لمرضك وفي دنياك لآخرتك وفي حياتك لموتك وأخرج بن سعد من طريق محمد بن الوضاح عن عاصم الأحول قال قال غنيم بن قيس اشرف علينا راكب فنعى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهضنا من الاحوية فقلنا بأبينا وأمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت الا لي الويل على محمد قد كنت في حياته بمقعد وفي أمان من عدو معتدى واخرج أبو بكر بن أبي علي هذه القصة من طريق صدقة بن عبد الله المازني عن جناح بن غنيم بن قيس عن أبيه قال اذكر موت النبي صلى الله عليه وسلم اشرف علينا رجل فقال فذكر الشعر ورواه شعبة عن عاصم الأحول عن غنيم بن قيس قال احفظ من أبي كلمات قالهن لما مات النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه أبو نعيم القسم الثالث الغين بعدها الألف غاضرة سمع عمر تقدم في الأول غالب بن بشر الأسدي أحد من انحاز عن طليحة بن خويلد حال الردة من حكماء بني أسد واشرافهم ذكره وثيمة في كتاب الردة واستدركه بن فتحون غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال التميمي الداري والد الفرزدق الشاعر لأبيه صحبة ولغالب إدراك لان الفرزدق ولد في أيام عمر وقال الشعر الجيد في أيام علي وسيأتي ذلك مع مزيد عليه في ترجمته ان شاء الله تعالى في القسم الأخير من حرف الفاء وفي التاريخ المظفري عمر غالب بن صعصعة ولقي عليا بالبصرة وادخل عليه الفرزدق وكان مشهورا بالجود فيقال ان نفرا من بني كلب تراهنوا على ان يقصدوا نفرا سموهم فمن أعطى ولم يسأل سائله من هو فهو اكرمهم فاختاروا عمرو بن السليل الشيباني وطلبة بن قيس بن عاصم وغالب بن صعصعة فاتوا عمرا وطلبة فقالا من أنتم ثم اتوا غالبا فاعطاهم ولم يسألهم فأخذ صاحب غالب الرهن وقد مضى له ذكر في ترجمة سحيم بن وثيل اليربوعي في قصة مفاخرته له في نحر الإبل في خلافة عثمان وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده وفي ترجمة هنيدة بنت صعصعة أخته الغين بعدها الراء والزاي (5/196)
<197> غرقدة غير منسوب له إدراك ذكر الطبري في تاريخه ان المسلمين حين عبروا دجلة سلموا عن آخرهم الا رجلا من بارق يدعى غرقدة زال عن ظهر فرس له شقراء فرمى القعقاع بن عمرو اليه عنان فرسه فأخذ بيده حتى عبره غزال الهمداني انشد له سيف في الردة شعرا يهجو به الأسود العنسي الكذاب ويمدح الذين قتلوه منه يا ليت شعري والتلهف حسرة ان لا اكون وليته برجالي الغرور بن النعمان بن المنذر اللخمي كان أبوه ملك الحيرة وهو مشهور واسلم الغرور ثم ارتد ثم عاد الى الإسلام قال وثيمة في كتاب الردة كان اسمه المنذر ولقبه الغرور ويقال هو اسمه وكان يقول بعد ان اسلم لست الغرور ولكني المغرور وقال سيف في الفتوح خرج الحطيم في بني قيس بن ثعلبة فجمع من ارتد وأرسل الى الغرور بن سويد بن المنذر بن أخي النعمان فقال له ان غلبت ملكتك البحرين حتى تكون كالنعمان بالحيرة الغين بعدها السين غسان بن حبيش أو حبش الأسدي هكذا أورده بن الأثير وعزاه لابن الدباغ وقد ذكره وثيمة في كتاب الردة فيمن انحاز عن طليحة مع غالب بن بشر المذكور هو وأخوه عبد الرحمن ووالدهما حبش وقد مضى خبر جبيش في ترجمته واستدركه بن فتحون الغين بعدها الطاء غطيف بن حارثة بن حسل بن مالك بن عبد سعد بن جشم بن ذبيان بن عامر بن كنانة بن حسل اليشكري أبو كاهل والد سويد بن أبي كاهل ذكره المرزباني في المعجم وقال مخضرم وأنشد له شعرا القسم الرابع الغين بعدها الراء غرفة بن مالك الأزدي أخو عبد الرحمن صحفه بعض من صنف في الصحابة من المتأخرين فذكره بالغين المعجمة وانما هو بالغين المهملة والراء ثم الواو وقد تقدم في عروة بن مالك على الصواب غرقدة والد شبيب ذكر في الصحابة ولا يصح هكذا قال بن منده وقال أبو موسى في الذيل لم يورد أبو عبد الله حديثه وأورده أبو بكر بن أبي علي من طريق زكريا بن عدي عن سلام عن (5/197)
<198> شبيب بن غرقدة عن أبيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجبى جان الا على نفسه لا يجني والد على ولده ولا ولد على والده قلت وهذا غلط نشأ عن إسقاط وذلك ان شبيب بن غرقدة اما رواه عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه فسقط سليمان من هذه الرواية فصار الضمير في قوله عن أبيه يعود على شبيب وليس كذلك وقد رواه بن ماجة من طريق زياد بن علاقة عن شبيب على الصواب وذكر المتن بهذه الألفاظ وكذا رواه الترمذي في حديث طويل وأورد أبو داود والنسائي بعض الحديث مفرقا من طريق أبي الأحوص عن زياد وأبو الأحوص المذكور هو سلام بن سليم المذكور في رواية زكريا بن عدي وذكره بن قانع في الصحابة أيضا في أول حرف الغين المعجمة واتى بغلط آخر افحش من الأول قال حدثنا علي بن محمد حدثنا مسدد حدثنا بن عيينة عن شبيب بن غرقدة ان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا ليشتري به أضحية أو قال شاة فاشترى شاتين الحديث قال بن قانع كذا قال وهو تصحيف وانما هو عن عروة لا عن غرقدة قلت وهذا الحديث في صحيح البخاري من حديث سفيان بن عيينة لكنه عن عروة بن الجعد والحديث مشهور من حديثه وقد بينت في شرح البحاري اسبب في إخراج البخاري له مع انه عن الحي ولا يعرف أحوالهم والله اعلم الغين بعدها الزاي غزية بن الحارث ذكره أبو صالح المؤذن في الصحابة وقال له صحبة سكن مصر روى عنه كعب بن علقمة حديثا طويلا كذا ذكره في كتاب من لم يرو عنه الا واحد وأخطأ فيه من وجهين أحدهما انه صحف اسمه وانما هو عرفة بالراء والفاء المفتوحتين لا غزية بكسر الزاي وتشديد التحتانية ثانيهما في ادعائه ان كعب بن علقمة تفرد بالرواية عنه وليس كذلك فقد روى عنه أيضا عبد الله بن الحارث الأزدي حديثه عنه في سنن أبي داود واما حديث كعب بن علقمة عنه فقد رواه البخاري في تاريخه عن نعيم بن حماد عن عبد الله بن المبارك عن حرملة بن عمران حدثني كعب بن علقمة ان عرفة بن الحارث الكندي وكانت له صحبة مر به نصراني فدعاه الى الإسلام فذكر النصراني النبي صلى الله عليه وسلم فتناوله فضربه عرفة فدق انفه فرفع ذلك الى عمرو بن العاص فأرسل اليه إنا قد أعطيناهم العهد فقال معاذ الله ان نعطيهم العهد على ان يظهروا شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمرو صدقت وإسناده صحيح وهو معروف رواه عبد الله بن صالح عن حرملة بن عمران أيضا أخرجه الطبراني عن مطلب عنه غزية بن سواد مذكور في حاشية الاستيعاب في باب غزية قال هو الذي اقاده النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه في كتاب الليث عن بن الهاد ذكره عبد الغني بن سعيد في المؤتلف في باب سواد وفي باب غزية قلت وهو مقلوب وانما هو سواد بن غزية وقد مر الحديث في ترجمته في حرف السين المهملة مخرجا من سيرة بن إسحاق وكتب صاحب الحاشية قصته قبالة ترجمته من الاستيعاب منسوبا الى تخريج بن إسحاق على الصواب الغين بعدها الشين (5/198)
<199> غشمير بن خرشة القارىء ذكرا بن دريد في كتاب الاشتقاق ان له صحبة قال وهو قاتل عصماء بنت مروان اليهودية التي كانت كهجو النبي صلى الله عليه وسلم واستدركه بن الأمين قال بن دريد وغشمير فعليل من الغشمرة وهو اخذك الشيء بالغلبه قلت صحفه أبو بكر ثم تكلف تفسيره وانما هو عمير لا شك فيه ولا ريب وهو عمير بن خرشة بن عدي القارىء بالهمزة كما تقدم على الصواب في ترجمته الغين بعدها الضاد غضيف بن الحارث الكندي تابعي معروف حدث عن الصحابة في السنن وقد تقدم التنبيه عليه في القسم الأول وفرق بن عبد البر بين غضيف بن الحارث الكندي هذا وبين غضيف بن الحارث الأول فأجاد لكن لم يحك خلافا في كون هذا صحابيا أم لا فلم يعمل في ذلك شيئا الغين بعدها الطاء عطيف بن أبي سفيان ذكره البغوي في الصحابة وقال بن منده ذكر في الصحابة ولا يصح عداده في التابعين ثم روى هو والبغوي من طريق بقية حدثنا معاوية بن يحيى عن سعيد بن السائب وفي رواية البغوي سليمان بن سعيد بن السائب سمعت غطيف بن أبي سفيان يذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله سلم يقول سيكون بعدي أئمة يسألونكم غير الحق فاعطوهم ما يسألونكم والله الموعد وذكره بن الجوزي في الضعفاء فيمن اختلف في صحبته وقال بن أبي حاتم في المراسيل سألت أبي وأبا زرعة عنه فقالا هو تابعي قلت ذكر بن حبان في التابعين انه مات سنة ثمان وأربعين ومائة فبهذا لا تصح له صحبة ولا إدراك وله حديث آخر مرسل رواه الحسن بن سفيان في مسنده عن الفضل بن موسى عن بن المبارك عن الحكم بن هشام عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة ماتت جمعا لم تطمث دخلت الجنة هكذا أورده أبو نعيم في ترجمة هذا وفرق البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم بين غطيف بن أبي غطيف بن أبي سفيان شيخ سعيد بن السائب وبين راوي هذا الحديث فقال غطيف بن سفيان روى عنه الحكم بن هشام لم يزد على ذلك الغين بعدها الميم والنون (5/199)
<200> غنيم بن كليب الجمحي ذكره خلف بن القاسم شيخ بن عبد البر واستدركه علي أبي علي بن السكن وكتب بخطه حاشية على كتابه قال أنبأنا أبو الطاهر محمد بن احمد بمكة حدثنا أبي حدثنا المفضل بن محمد الجندي حدثنا ثابت بن معاذ حدثنا عبد المجيد قال ذكر بن جريج عن أبي دعثم واسمه غثيم بن كليب الجمحي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في حجته ودفع من عرفة الى جمع والنار توقد بالمزدلفة وهو يرميها حتى نزل قريبا منها قلت وهو غلط من أوجه الأول انه عثيم بالعين المهملة والثاء المثلثة لا بالغين المعجمة والنون كذلك ضبطه البخاري والدارقطني وعبد الغني وغيرهم الثاني انه جهمي لا جمحي الثالث انه غنيم بن كثير بن كليب نسب في هذه الرواية الى جده الرابع انه من اتباع التابعين لا من الصحابة ولا من التابعين وانما روى عن أبيه عن جده هذا الحديث وغيره الخامس ان بن جريج ما سمع من غنيم هذا وانما روى عنه بواسطة ففي سنن أبي داود من طريق بن جريج أخبرت عن غنيم بن كثير بن كليب فذكر حديثا ووقع لنا ذلك الحديث من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن غنيم فكأنه شيخ بن جريج فيه ويجوز ان يكون بن جريج لقي غنيما وحدث عن واحد عنه الغين بعدها الميم غمر الجمحي ذكره بن شاهين في آخر حرف الغين المعجمة من كتاب الصحابة ورأيته مضبوطا بخط من كتب عنه بفتح الغين وسكون الميم واخرج من طريق بقية عن بحير بن سعد عن خالد بت سعدان عن جبير بن نفير عن عمرو الجمحي انه حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله الحديث قال بن شاهين وقال آخرون عمر بضم العين المهملة وفتح الميم قلت وهو غلط على غلط والصواب عمرو بن الحمق كما بينته فيما مضى غنمة بن عدي بن عبد مناف بن كنانة بن جهمة بن عدي بن الربعة استدركه بن الدباغ على بن عبد البر وهو خطأ نشأ عن تصحيف وانما هو عنمة بالمهملة كذلك قيده الدارقطني في المؤتلف والمختلف وذكر ان له حديثا في في المسح على الخفين نبه على ذلك بن فتحون وذكر الرشاطي في الأنساب ان بن فتحون ذكره بالغين المعجمة وتعقبه بكلام الدارقطني ويحتاج هذا الى تحرير والصواب بالعين المهملة والله اعلم الغين بعدها الياء غيلان بن جامع ذكر أبو حاتم في ترجمة غيلان بن جامع بن راشد المحاربي الكوفي القاضي المشهور ان بعضهم روى من طريقه حديثا مرسلا وفرق بينهما كأنه ظنه صحابيا آخر لكونه من رواية إسماعيل بن أبي خالد وهو تابعي وهو أكبر من المحاربي قال أبو حاتم وهو عندي واحد قلت وغيلان جل روايته عن اوساط التابعين كأبي إسحاق السبيعي ولم يدرك أحدا من الصحابة واكبر شيخ له أبو وائل بن سلمة أحد المخضرمين ثم راجعت تاريخ البخاري فعرفت انه المراد بقول أبي حاتم بعضهم لكن لم يقل البخاري غيلان بن جامع وانما قال غيلان روى عنه إسماعيل بن أبي خالد (5/200)
<201> ذكره بغير ترجمة غيلان بن جامع وغيره ممن اسمه غيلان فهو عنده آخر غير معروف حرف الفاء القسم الأول الفاء بعدها الألف فاتك بن عمرو الخطمي ذكره أبو نعيم وروى من طريق عمرو بن مالك الراسبي حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن الحليس بن عمرو عن بنت الفارعة عن جدها فاتك بن عمرو الخطمي قال عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية العين فأذن لي فيها ودعا لي بالبركة وهي من كل شيء بسم الله وبالله اعيذك بالله من شر ما ذرأ وبرأ ومن شر ما اعتريت واعتراك والله ربي شفاك واعيذك بالله من شر ملقح محيل يعني من يولد ومن لا يولد وقال أبو موسى روى إبراهيم بن محمد عن عبد العزيز عن الحليس عن أمه عن جدها حبيب بن فديك بن عمرو السلاماني انه عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره قلت فضيل أقوى من إبراهيم ويحتمل التعدد فاتك غير منسوب روى الطبراني والباوردي وابن عدي وغيرهم من طريق زيد بن الحريش عن عبيد الله بن عمر عن أيوب وعن نافع عن بن عمر قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم بسارق فقطعه وكان غريبا في شدة البرج فقام رجل يقال له فاتك فضرب عليه خيمة واوقد له نويرة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر بذلك فقال اللهم اغفر لفاتك كما آوى عبدك هذا المصاب الفاكه بن بشر بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا الفاكه بن سعد بن حبتر بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الأوسي الخطمي قال بن منده يكنى أبا عقبة له صحبة روى عنه ابنه عقبة ذكره بن الكلبي فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة وقتل بهاوله حديث في سنن بن ماجة بسند ضعيف في الغسل يوم الفطر روى عنه بن ابنه عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه والفاكه بكسر الكاف بعدها هاء اصلية قال بن سعد أنصاري صحب النبي صلى الله عليه وسلم واخرج البغوي والباوردي من طريق أبي جعفر الخطمي عن عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه الأنصاري عن جده الفاكه بن سعد وله صحبة كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل يوم الجمعة ووقع في الاستيعاب روى أبو جعفر الخطمي عن عبد الرحمن بن سعد بن الفاكه بن سعد عن أبيه عن جده فذكر الحديث وتبع في ذلك بن أبي حاتم وهو وهم في موضعين في تسمية والد (5/201)
<202> عبد الرحمن سعدا وانما هو عقبة وزيادة قوله عن أبيه في السند وكذلك أخرجه الباوردي من وجه آخر عن أبي جعفر لكن قال عن عبد الله بن عقبة عن جده بدل عبد الرحمن فقال عبد الله وحبتر بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة ثم راء ووقع في الاستيعاب جبر بفتح الجيم وموحدة ساكنة ثم راء وهو تصحيف الفاكه بن السكن بن خنساء بن كعب بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب سلمة الأنصاري السلمي قال بن الكلبي شهد ما بعد بدر من المشاهد وكان فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال ان النبي صلى الله عليه وسلم سماه المؤمن في قصة جرت له الفاكه بن عمرو الداري من رهط تميم الداري قال جعفر المستغفري له صحبة وكذا قال بن حبان وزاد بن عم تميم الداري سكن بيت جبرين من فلسطين وبها مات الفاكه بن النعمان الداري من رهط تميم الداري أيضا ذكره المستغفري وروى من طريق بن إسحاق انه من جملة البدريين الذين أوصى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره أيضا الواقدي والطبري وقال هو فاكه بن النعمان بن جبلة بن ضفارة بن ربيعة بن دارع بن عدي بن الدار وقد تقدم في ترجمة الطيب ان اسم هذا رفاعة والله اعلم فائد بن عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي بن أخي خالد بن الوليد يأتي ما يدل على ان له صحبة في ترجمة أخيه الوليد بن عمارة فائد مولى عبد الله بن سلام اخرج له المفيد بن النعمان الرافضي في مناقب على حديثا من طريق إبراهيم بن عمرو عمن حدثه عن فائد مولى عبد الله بن سلام قال نزل النبي صلى الله عليه وسلم الجحفة في غزوة الحديبية فلم يجد بها ماء فبعث سعد بن مالك فرجع بالروايا واعتذر فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا فلم يرجع حتى ملأها الفاء بعده التاء فتح غلام تميم الداري رأيته بخط الخطيب بسكون المثناة من تحت بعدها مهملة وقد تقدم في سراقة الفاء بعدها الجيم الفجيع بجيم مصغرا بن عبد الله بن جندع بضم الجيم والدال وسكون النون بينهما وآخره مهملة بن البكاء واسمه ربيعة بن عمرو بن ربيعة بن عامر بن صعصعة البكائي قال البخاري وابن السكن وابن حبان له صحبة وقال بن أبي حاتم اتى النبي صلى الله عليه وسلم كوفي وذكره بن سعد (5/202)
<203> في طبقة الفتحيين وقال البغوي سكن الكوفة وله حديث في سنن أبي داود بإسناد لا بأس به في سؤاله ما يحل من الميتة وأخرجه البخاري في التاريخ عنه والبغوي من طريقة وله حديث آخر رواه بن أبي عاصم في الوحدان من طريق أبي نعيم قال اخرج إلينا عبد الملك بن عطاء البكائي كتابا فقال اكتبوه ولم يمله علينا وزعم ان بنت الفجيع حدثته به فإذا فيه هذا كتاب من محمد النبي للفجيع ومن تبعه ومن اسلم واقام الصلاة وآتى الزكاة واطاع الله ورسوله وأعطى من المغنم خمس الله ونصر بني الله وفارق المشركين فهو آمن بأمان الله عز وجل وامان محمد ورواه بن شاهين من طريق عبد الرحيم بن زيد البارقي عن عقبة بن وهيب البكائي عن الفجيع نحوه وأشار بن الكلبي الى هذا الحديث فقال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا فهو عندهم وقد تقدم ذكره في ترجمة بشر بن معاوية البكائي في القسم الأول أيضا الفاء بعدها الدال فدفد بن خنافة البكري ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب له فقال قدم فدفد بن خنافة البكري على أبي سفيان مكة وكان فدفد فاتك بني بكر فاتفق مع أبي سفيان على قتل النبي صلى الله عليه وسلم بعشرين ناقة ودفع اليه خنجرا مسموما قال فدفد فرحت من عند أبي سفيان وانا نشوان فلما صحوت فكرت في عظيم ما اقدمت عليه فسرت حتى إذا كنت بالروحاء في ليلة مظلمة ما أرى موضع اخفاف الناقة فلاح لي وميض البرق وإذا بهاتف من جوف الوادي يقول رسول اتى من عند ذي العرش صادقا على طرق الخيرات للناس واقف فظننته بعض السيارة وقصدت الصوت فلما بلغت موضعه تسمعت فلا حس فقف شعري وعلمت انه بعض الجن فأنشأت أقول لك الخير قد اسمعتني قول هاتف ونبهت حوسا قلبه غير خائف فاجابني وكأنه تحت ناقتى لحا الله أقواما أرادوا محمدا بسوء ولا اسقاهم صوب ماطر عكوفا على الأوثان لا يتركونا وقد أم دين الله أهل البصائر فمضيت لوجهي وفي ما سمعت فأصبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله سلم في بني عبد الأشهل يتحدث وقد أخبرهم عن كل ما اتفق وقال سيطلع عليكم الآن فلا تهيجوه وكنت لا اعرفه فقلت لصبي أين هو محمد القرشي الذي قدم عليكم فنظر الى متكرها وقال ويلك ثكلتك أمك لولا انك غريب جاهل لأمرت بقتلك الا تقول أين رسول الله هو ذاك عند النخلة العوجاء عند اصحابه فائته فإنك إذا رأيته اكبرته وشهدت بتصديقه وعلمت انك لم تر قبله مثله قال فنزلت عن راحلتي ثم اتيته فأخبرني بما اتفق لي مع أبي سفيان ومع الهاتف ثم دعاني الى الإسلام فأسلمت وهو القائل (5/203)
<204> الا ابلغا صخر بن حرب رسالة بأني رأيت الحق عند بن هاشم رأيت امرأ يدعو الى البر والتقي عليما بأحكام الهدي غير ظالم فأخبرني بالغيب عما رأيته واسررته من معشر في مكاتم فديك حكى السهيلي انه كان أمير السرية التي قتل فيه أسامة بن زيد الرجل الذي أظهر الإسلام وقال غيره اسمه قليب وسيأتي فديك بن عمرو السلاماني تقدم ذكره وحديثه في ترجمة أبيه حبيب وقيل فريك بالراء بدل الدال قاله الطبري وقيل فويك بالواو قاله البغوي وأبو الفتح الأزدي وابن شاهين وجعفر المستغفري وأبو عمر بن عبد البر وغيرهم وقال بن فتحون رأيته في كتب بن أبي حاتم وابن السكن بالواو فديك الزبيدي ويقال العقيلي وهو اشبه والد بشير بن فديك وجد صالح بن بشير بن فديك تقدم ذكره وحديثه في القسم الرابع وقال البخاري فديك صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر عن الأوزاعي وعن الزبيري كلاهما عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك قال خرج فديك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم فذكر الحديث في الهجرة وذكر بن أبي حاتم نحوه وقال البغوي سكن المدينة وذكره بن حبان فقال حديثه عند ولده وقال بن السكن يقال بن فديكا وابنه بشيرا جميعا صحبا النبي صلى الله عليه وسلم الفاء بعدها الراء فرات بن ثعلبة البهراني يأتي في الثالث فرات بن حيان بن ثعلبة بن عبد العزي بن حبيب بن حية بن ربيعة بن صعب بن عجل بن لجيم الربعي اليشكري ثم العجلي حليف بني سهم ووقع في ساق نسبه عند أبي عمر سعد بدل صعب وهو وهم قال البخاري وتبعه أبو حاتم كان هاجر الى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم زاد أبو حاتم انه كوفي وقال البغوي سكن الكوفة وابتنى بها دارا وله عقب بالكوفة واقطعه أرضا بالبحرين وقال بن السكن له صحبة وذكره بن سعد في طبقة أهل الخندق وقال نزل الكوفة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان منكم رجالا نكلهم الى ايمانهم منهم فرات بن حيان أخرجه أبو داود والبخاري في التاريخ وفيه قصة وروى عنه حارثة بن مضرب وقيس بن زهير والحسن البصري وكان عينا لأبي سفيان في حروبه ثم اسلم فحسن إسلامه وقال المرزباني كان ممن هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مدحه فقبل مدحه وقال بن حبان كان من أهدى الناس بالطريق وأسند بن السكن من طريق صدقة بن أبي عمران عن أبي إسحاق عن عدي بن حاتم ان فرات بن حيان اسلم وفقه في الدين واقطعه النبي صلى الله عليه وسلم أرضا باليمامة تغل أربعة آلاف ومائتين وذكر سيف في الفتوح من طريق احمد بن فرات بن حيان قال خرج أبو هريرة وقرأت بن حيان والرجال بن عنفوة من عند النبي صلى الله (5/204)
<205> عليه وسلم فقال لضرس أحدهم في النار أعظم من أحد وان معه لقفا غادر قال فبلغنا ذلك فما آمنا حتى صنع الرجال ما صنع ثم قتل فخز أبو هريرة وفرات بن حيان ساجدين شكرا لله عز وجل قلت وكان الرجال ارتد وافتتن بمسيلمة وقتل معه كافرا وقال أبو العباس بن عقدة الحافظ حدثنا محمد بن عبد الله بن عتبة حدثنا موسى بن زياد حدثنا عبد الرحمن بن سليمان الأشهل عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي اتى النبي صلى الله عليه وسلم بفرات بن حيان يوم الخندق وكان عينا للمشركين فأمر بقتله فقال اني مسلم فقال ان منكم من اتألفهم على الإسلام وآكله الى ايمانه منهم فرات بن حيان ومضى له ذكر في ترجمة أويس القربي وله ذكر في ترجمة حنظلة بن الربيع فراس بن حابس التميمي أخو الأقرع وقيل اسم القرع أيضا فراس قال بن إسحاق في المغازي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن بن حذيفة في سرية الى بني العنبر فأصاب مهم رجلا ونساء فخرج مهم رجال من بني تميم حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الأقرع وفراس ابنا حابس فذكر القه وقال بن عبد البر عن أنس أظنه من بني العنبر قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم قلت وليس هو من بني العنبر بل قدم بسببهم كما ذكر بن إسحاق فراس هو الأقرع التميمي من بني تميم جزم بذلك المرزباني وقبله بن دريد وتقدم ذلك في الألف فراس بن عمرو الكناني ثم الليثي قال بن حبان له صحبة وقال غيره له رؤية ولأبيه صحبة وروى الباوردي وابن منده من طريق أبي يحيى التيمي وهو إسماعيل بن يحيى أحد الكذابين قال حدثني يوسف بن هارون عن أبي الطفيل ان رجلا من بني ليث يقال له فراس بن عمرو أصابه صداع شديد فذهب به أبوه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا اليه الصداع الذي به فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فراسا فأجلسه بين يديه وأخذ جلدة ما بين عينيه فمدها فنبتت في موضع أصابعه من جبين فراس شعرة فذهب عنه الصداع فلم يصدع زاد الباوردي في روايته قال أبو الطفيل فأراد ان يخرج مع الخوارج يوم حروراء فأوثقه أبوه رباطا فسقطت الشعرة التي بين عينيه ففزع لذلك واحدث توبة قال أبو الطفيل فلما تاب نبتت قال ورأيتها قد سقطت ثم رأيتها بعد نبتت ورواه بربادة محمد بن قدامة المروزي في كتاب أخبار الخوارج له من هذا الطريق فراس بن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي العبدري يكنى أبا الحارث ذكره بن إسحاق فيمن هاجر الى الحبشة وقتل يوم اليرموك شهيدا واما أبوه فقتل يوم بدر كافرا فراس الخزاعي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال هو حجازي مخضرم يعني أدرك الجاهلية والإسلام وأنشد له شعرا يدل على ان له صحبة وهو قوله إذا ما رسول الله فينا رأيتنا كلجة بحر عام فيها سريرها وان جوزيت كعب فان محمدا لها ناصر عزت وعز نصيرها (5/205)
<206> وذكر الواقدي عن حزام بن هشام الخزاعي عن أبيه ان خالد بن الوليد كان يتمثل بهذه الأبيات يوم فتح مكة لكن الواقدي عزاها لخارجة بن خويلد الكعبي وتبعه بن سعد على ذلك فراس له صحبة قاله البخاري ثم روى عن أبي صالح قال حدثني الليث حدثني جعفر عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي انه قال أخبرني بن الفراس ان الفراسي قال للنبي صلى الله عليه وسلم أأسأل يا نبي الله قال ان كنت لا بد سائلا فاسأل الصالحين هكذا رأيته في نسخة قديمة من تاريخ البخاري في حرف الفاء وكذا ذكر بن السكن ان البخاري سماه فراسا قال وقال غيره الفراسي من بني فراس بن مالك بن كنانة ولا يوقف على اسمه ومخرج حديثه عن أهل مصر وذكره البغوي وابن حبان بلفظ النسب كما هو المشهور لكن صنيعه يقتضي انه اسم بلفط النسب والمعروف انه نسبه وان اسمه لا يعرف والمعروف في الحديث عن بن الفراسي عن أبيه وقيل عن بن الفراسي فقط وهو مرسل وهو كذلك في سنن بن ماجة وستذكر في الأنساب بأتم من هذا ان شاء الله تعالى فراس غير منسوب روى أبو موسى في الذيل من طريق محمد بن معمر النجراني حدثنا أبو عامر حدثنا يحيى بن ثابت حدثتني صفية بنت بحرة قالت استوهب عمي فراس من النبي صلى الله عليه وسلم قصعة رآه يأكل فيها فأعطاه إياها قال وكان عمر إذا جاءنا قال اخرجوا الى قصعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخرجها اليه فيملأها من ماء زمزم فيشرب منها وينضحه على وجهه قلت وقد أخرجه بن منده فيمن اسمه خداش بالخاء المعجمة والدال والشين المعجمة وذكرت هناك عن بن السكن ان بعضهم قال فيه فراس كالذي هنا الفرافصة الحنفي ذكره البغوي في الصحابة وقال له صحبة وهو ختن عثمان بن عفان حدث أبو كامل الجحدري عن يزيد بن أبي خالد عن عثمان بن عبد الملك قال رأيت على الفرافصة وعلى سنين بن واقد صاحبي النبي صلى الله عليه وسلم نعلين لهما قبالان ورأيتهما يخضبان رؤوسهما بالحناء قال البغوي لا اعلم لهذا الإسناد غير هذا واخرج البغوي والباوردي وابن قانع من طريق فرات بن تمام عن هشام بن عروة عن أبيه عن فرافصة قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وان تنظف وتطيب قال البغوي هذا وهم وقد رواه زائدة وغيره عن هشام عن أبيه عن عائشة وقال الدارقطني في العلل الصواب عن هشام عن أبيه مرسل ليس فيه عائشة ولا غيرها قلت وللفرافصة قصة في تزويج عثمان ابنته نائلة بنت الفرافصة بن عمير الحنفي اليمامي روى عنه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وغيره ووثقه بن حبان فما أدري هو ذا أو غيره فرقد العجلي ويقال التميمي العنبري ذكره بن أبي حاتم قال بن جرو العنبري قال قال ذهبت بي أمي الى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح يده على وبارك على روى عنه ولده وتبعه أبو عمر بن عبد البر واخرج بن منده من طريق محمد بن محمد بن مرزوق حدثتنا دهمان بنت شهد بنت ملاس بن فرقد عن أبيها عن جدها ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى به فمسح يده عليه وسيأتي فيمن اسمها امامة من النساء ان اسم أمه امامة (5/206)
<207> فرقد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ذكره البخاري وغيره قال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال بن أبي حاتم ويذكر انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وطعم على مائدته قال البخاري حدثنا محمد بن سلام قال حدثني الحسين بن مهران الكرماني قال رأيت فرقدا صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت محمدا صلى الله عليه وسلم وطعمت معه على مائدته طعاما وقال بن منده روى عنه حديثه محمد بن سلام فذكره وقال في الترجمة فرقد أكل على مائدة رسول الله صلى الله عيه وآله وسلم وتعقبه أبو نعيم بأن الحسن هو الذي آكل على مائدة فرقد قلت وهو تعقب مردود فقد أخرجه بن السكن من وجه آخر عن محمد بن سلام عن الحسن قال وكان بيكند عن رجل من الصحابة قال اكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت عليه قلنسوة بيضاء في وسط رأسه قال وكان قد اتى على فرقد مائة وخمس سنين قال بن السكن لم يروه عن محمد بن سلام انتهى وكذا أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول فالواهم فيه أبو نعيم واخرج بن السكن من وجه آخر عن محمد بن سلام عن الحسن بن مهران قال رأيت فرقدا وعليه جماعة عظيمة وهو يحدث فرأيت يده وقد رفعها فإذا جلد عضده قد استرخى من كبره حتى كأنه منديل خلق وقال بن حبان يقال ان في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقال فرقد وليس بشيء انتهى وما أدري هل عنى هذا أو الذي قبله فروة بن خراش الأزدي ذكره الإسماعيلي في الصحابة واخرج من طريق على بن قرين أحد المتروكين قال حدثنا عبد الله بن جبير الجهضمي سمعت أبا لبيد يحدث عن فروة بن خراش الأزدي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهل اليمن أرق افئدة وهم انصار دين الله وهم الذين يحبهم الله ويحبونه فروة بن عامر ويقال بن عمرو ويقال في اسم أبيه غير ذلك يأتي في القسم الثالث فروة بن عمرو بن ودقة بن عبيد بن غانم بن بياضة الأنصاري البياضي قال بن حبان شهد بدرا والعقبة ذكره بن إسحاق وغيره فيمن شهد العقبة وبدرا وقال أبو عمر آخى النبي صلى الله عيه وآله وسلم بينه وبين عبد الله بن مخرمة العامري وروى عبد الرزاق في الركاز من مصنفه عن معمر عن حرام بن عثمان عن ابني جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث رجلا من الأنصار من بني بياضة يقال له فروة بن عمرو فيخرص ثمر أهل المدينة ومن طريق سليمان بن شبل عن رافع بن خديج ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث فروة بن عمرو يخرص النخل فإذا دخل الحائط حسب ما فيه من الاقناء ثم ضرب بعضها على بعض على ما يرى فيها فلا يخطىء أخرجه عن إبراهيم بن أبي يحيى عن إسحاق بن أبي فروة وذكر وثيمة في كتاب الردة ان فروة كان ممن قاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسين في سبيل الله وكان يتصدق في كل عام من نخله بألف وسق وكان من أصحاب علي يوم الجمل وأنشد له شعرا قاله يوم السقيفة وجزم أبو عمر بأنه البياضي الذي اخرج مالك حديثه في الموطأ من طريق أبي حازم عنه في النهى عن ان يجهر بعض على بعض بالقراءة (5/207)
<208> قال وكان بن سيرين وابن وضاح يقولان إنما سكت مالك عن اسمه لأنه كان ممن أعان على عثمان قال أبو عمر هذا لا يثبت ولا وجه لما قالاه من ذلك ولم يكن قائل هذا علم بما كان من الأنصار يوم الدار انتهى وودقه ضبطه الداني في كتاب اطراف الموطأ له بفتح الواو وسكون الدال المهملة بعدها قاف قال وهي الروضة فروة بن قيس أبو مخارق ذكره أبو موسى في الذيل واخرج من طريق أبي القاسم بن منده في كتاب المعمرين له من رواية جعفر بن الزبير أحد المتروكين عن القاسم عن أبي امامة عن فروة بن قيس أبي مخارق سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يكتب على بن آدم ذنب أربعين سنة إذا كان مسلما ثم تلا حتى إذا بلغ اشده وبلغ أربعين سنة قال أبو موسى هذا لا يثبت والآية ليس فيها دليل على ما ذكره فروة بن قيس آخر يأتي في الرابع فروة بن مالك الأشجعي روى عنه أبو إسحاق السبيعي حديثا مضطربا لا يثبت وقد قيل فيه فروة بن نوفل وهو من الخوارج خرج على المغيرة بن شعبة في صدر خلافة معاوية مع المستورد فبعث إليهم المغيرة خيلا فقتلوا سنة خمس وأربعين وقتل فروة بن معقل الأشجعي وهو من الخوارج أيضا إلا أنه اعتزلهم بالنهروان فإن كان فروة بن نوفل فلا صحبة له ولا لفاء ولا رؤية وكان يروي عن أبيه عن عائشة روى عنه أبو إسحاق وهلال بن يساف وشريك بن طارق هكذا عند بن عبد البر ونقله بن الأثير كما هو وزاد فساق بسنده الى أبي يعلى من طريق عبد العزيز بن مسلم عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي ما جاء بك قلت جئت لتعلمني كلمات إذا أخذت مضجعي اقولهن قال اقرأ قل يأيها الكافرون فإنها براءة من الشرك وقد ذكر أبو موسى هذا من مسند أبي يعلى في ترجمة فروة بن نوفل واستدركه على بن منده قال ورواه الثوري عن أبي إسحاق عن فروة عن أبيه قلت وهو عند احمد أيضا وبقية كلام أبي موسى وقيل عن شعبة عن أبي إسحاق عن رجل عن فروة عن النبي صلى الله عليه وسلم والمشهور الأول انتهى ومن الاختلاف فيه ان غندرا رواه عن شعبة عن فروة بن نوفل أو عن نوفل ولرواية التي ذكرها أبو موسى أخرجها الترمذي من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة وقد أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد من رواية زهير بن معاوية والترمذي وأحمد والنسائي أيضا من رواية إسرائيل كلاهما عن أبي إسحاق عن فروة كما قال عبد العزيز وقيل عنه عن أبي إسحاق كرواية الثوري فقيل فيه عن أبي إسحاق عن أبي فروة الأشجعي عن ظئر رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرجهما النسائي وخالف الجميع شريك بن عبد الله القاضي فقال عن أبي إسحاق عن جبلة بن حارثة أخرجه النسائي من رواية سعيد بن سليمان عنه ورواه أبو صالح الحراني عن شريك فزاد فيه رجلا قال بعد جبلة عن أخيه زيد بن حارثة ولم ار في شيء من طريق فروة بن مالك ولا بن معقل ولا افرد أبو عمر أحدا منهما بترجمة فالله اعلم وقد قال بن أبي حاتم في فروة بن نوفل لا صحبه له وقال بن حبان قيل له صحبة وساعد الحديث (5/208)
<209> المذكور من رواية عبد العزيز بن مسلم ثم قال وهم فيه عبد العزيز وكان يخطىء كثيرا فروة بن مسيك بالتصغير يقال مسيكة والأول اشهر بن الحارث بن سلمة بن الحارث بن ذويد بن مالك بن منبه بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد المرادي العطيفي أبو عمر قال البخاري له صحبة روى عنه أبو سبرة يعد في الكوفيين واصله من اليمن وقال البغوي سكن الكوفة وقال بن حبان أصله من اليمن يكنى أبا سيرة وقال أبو عمرو الشيباني وفد فروة على النبي صلى الله عيله وآله وسلم فاستعمله على مراد ومذحج كلها وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص فكان معه في بلاده حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم فارتد عمرو بن معد يكرب فيمن ارتد وقال في فروة أبياتا منها رأينا ملك فروة شر ملك وذكر البخاري أوله عن بن واقد وان ذلك سنة عشر قال أبو عمرو الشيباني وفد فروة مع مذحج فأسلموا واستعمل فروة على صدقات من اسلم وقال له ادع الناس وتألفهم فإذا رأيت الغفلة فاغتنمها واغز قال وكان سبب مفارقة فروة ملوك كندة الوقعة التي كانت في مراد وهمدان فاصابوا من مراد حتى اثخنوا فيه وكان قائد همدان الأجدع والد مسروق فلما رحل فروة قال في طريقه لما رأيت ملوك كندة اعرضت كالرجل خان الرجل عرق نسائها يممت راحلتي امام محمد أرجو فواضلها وحسن ثرائها قال فبلغنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له هل سائك ما أصاب قومك يوم الردم فقال يا رسول الله من ذا الذي يصيب قومه مثل الذي أصابهم ولا يسوءه فقال اما ان ذلك لم يزد قومك في الإسلام الا خيرا واستعمله على مراد ومذحج وزبيد كلها وذكر غيره ان وفادته كانت سنة تسع أو عشر وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه هانئ بن عروة والشعبي وأبو سبرة النخعي وغيرهم وذكره أبو إسحاق الفزاري في كتاب السير وأنشد له شعرا حسنا وقال بن سعد استعمله عمر على صدقات مذحج ثم سكن الكوفة وكان من وجوه قومه وله أحاديث منها ما روى أبو سبرة النخعي عنه قال قلت يا رسول الله الا أقاتل من ادبر من قومي الحديث وعنه انه اوصاه بالدعاء الى الإسلام وسأله عن سبأ أخرجه بن سعد وأبو داود والترمذي وابن السكن مطولا ومختصرا فروة بن معقل في بن مالك تقدم فروة بن نباتة ويقال بن نعامة يأتي في الثالث فروة بن نفاثة السلولي يأتي في قردة بالقاف والدال فروة بن النعمان ويقال عمرو بن الحارث بن النعمان بن حسان الأنصاري الخزرجي شهد أحدا وما بعدها وقتل يوم اليمامة شهيدا ذكره بن إسحاق فروة بن نوفل الأشجعي يأتي في القسم الرابع فروة أبو تميم الأسلمي جد بريدة بن سفيان يأتي ذكره في ترجمة مسعود الأسلمي وان مولاه أرسله مع النبي صلى الله عليه وسلم دليلا لما هاجر الى المدينة وتقدم في ترجمة أوس بن عبد الله بن حجر (5/209)
<210> الأسلمي انه أرسل مولاه فيحتمل التعدد فروة السامي ويقال الجهني قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وكذا قال البخاري لكنه لم يقل السامي وقال غيرهما الجهني وسيأتي كلام أبي عمر فيه في القسم الأخير الفاء بعدها الضاد فضالة بن حارثة بن سعيد بن عبد الله أخو أسماء وهند الاسلميين تقدم في ترجمة أسماء فضالة بن سعد العبدي ثم المحاربي ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من عبد القيس قال وكان من اشرافهم ذكره الرشاطي وقال لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون فضالة بن عبد الله يأتي في فضالة الليثي فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس بن صهيب بن الاصرم بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي أبو محمد قال بن السكن أمه عقبة بنت محمد بن عقبة بن الجلاح الأنصارية اسلم قديما ولم يشهد بدرا وشهد أحدا فما بعدها وشهد فتح مصر والشام قبلها ثم سكن الشام وولى الغزو وولاه معاوية قضاء دمشق بعد أبي الدرداء قاله خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه قال وكان ذلك بمشورة من أبي الدرداء روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وأبي الدرداء روى عنه ثمامة بن شفي وحبيش بن عبد الله الصنعاني وعلي بن رباح وأبو علي الجنبي ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم قال مكحول عن بن محيريز كان ممن بايع تحت الشجرة وقال بن حبان مات في خلافة معاوية وكان معاوية ممن حمل سريرة وكان معاوية استخلفه على دمشق في سفرة سافرها وأرخ المدائني وفاته سنة ثلاث وخمسين وكذا قال بن السكن وقال مات بدمشق لان معاوية كان جعله قاضيا عليها وبنى له بها دارا وقيل مات بعد ذلك وقال هارون الحمال وابن أبي حاتم مات وسط إمرة معاوية وقال أبو عمر قيل مات سنة تسع وستين والأول أصح وذكر بن الكلبي ان أباه كان شاعرا وله ذكر في حرب الأوس والخزرج وكان يسبق الخيل ويضرب الحجر بالحجر بالرحلة فيورى النار فضالة بن عدي الأنصاري الظفري جد محمد بن أنس بن فضالة ذكر بن منده في ترجمة محمد هذا ان لأنس ولفضالة صحبة واغفل ذكره هنا واستدركه أبو موسى وقد روى البغوي حديثا من طريق يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه قال وكان أبوه وجده ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم قلت ووقع له فيه وهم فإنه اخرج في ترجمته عن بن أبي سبرة عن يعقوب بن محمد الزهري عن إدريس بن محمد بن أنس بن فضالة حدثني جدي عن أبيه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم وانا بن اسبوعين الحديث وهذا خطأ نشأ عن سقط في النسب وانما هو إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة حدثني جدي وهو يونس عن أبيه وهو محمد بن أنس كما سيأتي في ترجمته على الصواب وقد ساقه البغوي على الصواب في ترجمة محمد عن هارون الحمال عن يعقوب والله الموفق فضالة بن عمير بن الملوح الليثي ذكر بن عبد البر في كتاب الدرر في السير له ان النبي صلى الله عليه وسلم مر به يوم الفتح وهو عازم على الفتك به فقال له ما كنت تحدث به نفسك قال (5/210)
<211> لا شيء كنت اذكر الله تعالى فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال استغفر الله لك ثم وضع يده على صدره قال فكان فضالة يقول والله ما رفع يده عن صدري حتى ما أجد على ظهر الأرض أحب الى منه انتهى ولم يذكره في الاستيعاب وهو على شرطه وذكره عياض في الشفاء بنحوه وأنشد الفاكهي في أخبار مكة لفضالة هذا يوم فتح مكة شعرا أنشده لما كسرت الأصنام في فتح مكة وهو لو ما رأيت محمدا وجنوده في الفتح يوم تكسر الأصنام لرأيت نور الله أصبح بينا والشرك يغشى وجهه الاظلام وذكر غيره بلفظ شهدت بدل رأيت الأولى وقبيله بدل وجنوده وساطعا بدل بينا والباقي سواء وذكر في ترجمة فضالة الليثي والد عبد الله انه قيل فيه فضالة بن عمير بن الملوح فهما عنده واحد والظاهر خلاف ذلك وقال بن بن حاتم في فضالة والد عبد الله أدرك الجاهلية روى عنه ابنه المذكور فضالة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية قال أبو جعفر الطبري شهد هو وأخوه سماك بن النعمان أحدا فضالة بن هلال المزني ذكره الدارقطني فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه قاله بن عبد البر وسيأتي ذكره في ترجمة يسار مولاه فضالة بن هند الأسلمي يعد في أهل المدينة هكذا أورده بن عبد البر وابن منده وزاد له صحبة واما البغوي فقال احسب له صحبة ثم اورد من طريق أبي نعيم عن عبد الله بن عامر عن عبد الرحمن بن حرملة عن فضالة بن هند قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فضالة بن حارثة الى قومه اسلم فقال مرهم بصيام هذا اليوم يوم عاشوراء قال أبو نعيم أخطأ عبد الله بن عامر في سنده والصواب ما روى حاتم بن إسماعيل وغيره عن عبد الرحمن بن حرملة عن يحيى بن هند بن حارثة وقال بن شاهين ذكره بن أبي خيثمة واخرج حديثه عن أبي نعيم وهو وهم ولولا اني رأيته في كتابه ما اخرجته قلت قد ذكره غيره كما ترى فضالة بن وهب هو الليثي الزهراني يأتي بعد واحد فضالة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل اليمن نقل جعفر المستغفري انه نزل الشام وان أبا بكر بن محمد بن حزم ذكره في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أبو عمر نحو ذلك وذكره محمد بن سعد عن الواقدي وقال نزل الشام فولده بها فضالة الليثي قال البغوي وقيل هو بن عبد الله وقيل بن وهب بن بجرة بن بجير بن مالك بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة وقال أبو نعيم يعرف بالزهراني وهو والد عبد الله وفرق بن عبد البر بين الليثي والزهراني فنسب هذا كذا وقال من قال فيه الزهراني فقد أخطأ فضالة الزهراني تابعي قلت وكأنه عنى البغوي فإنه قال الزهراني وهو الليثي واما بن السكن فقال فضالة بن عبد الله الليثي ويقال الزهراني له صحبة ورواية وحديثه في البصريين لم يروه غير داود بن أبي هند ووقع الزهراني في الحديث الذي رواه الليثي كما قال أبو نعيم نعم فضالة الزهراني آخر تابعي وسمى (5/211)
<212> البخاري أباه عميرا وكأنه عنى به بن الملوح وحديث الليثي في المحافظة على العصرين أخرجه أبو داود في سنته من رواية عبد الله بن فضالة عن أبيه وفي إسناد حديثه اختلاف فضالة الزهراني في الذي قبله الفضل بن ظالم بن خزيمة السنبسي قال بن الكلبي وفد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ذكره الرشاطي وذكره بن فتحون في القاف وسيأتي الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي بن عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكبر الاخوة وبه كان يكنى أبوه وأمه واسمها لبابة بنت الحارث الهلالية قال البغوي كان أسن ولد العباس وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحنينا وثبت معه يومئذ وشهد معه حجة الوداع وكان يكنى أبا العباس وأبا عبد الله ويقال كنيته أبو محمد وبه جزم بن السكن ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم اردفه في حجة الوداع وفي صحيح مسلم أن الني صلى الله عليه وسلم زوجه وامهر عنه وسمى البغوي امرأته صفية بنت مخمية بن جزء الزبيدي وفي بعض حديثه في حجة الوداع لما حجب وجهه عن الخثعمية رأيت شابا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان وحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وله أحاديث روى عنه اخواه عبد الله وقثم وابن عمه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وأبو هريرة وابن أخيه عباس بن عبيد الله بن العباس وعمير مولى أم الفضل وسليمان بن يسار والشعبي وغيرهم واخرج بن شاهين في ترجمته من رواية العباس والده عنه حديثا واخرج البغوي من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط عن عطاء عن بن عباس عن أخيه الفضل قال جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذ بيدي وقد عصب رأسه فاخذت بيده فأقبل حتى جلس على المنبر فقال ناد في الناس فصحت فيهم فاجتمعوا له فذكر الحديث وقال الواقدي مات في طاعون عمواس وتبعه الزبير وابن أبي حاتم وقال بن السكن قتل يوم اجنادين في خلافة أبي بكر وقيل باليرموك وذكر بن فتحون انه وقع في الاستيعاب قتل الفضل يوم اليمامة سنة خمس عشرة وتعقبه بأن قال لا خلاف بين اثنين ان اليمامة كانت أيام أبي بكر سنة إحدى أو اثنتي عشرة وقال بن سعد مات بناحية الأردن في خلافة عمر والأول هو المعتمد وبمقتضاه جزم البخاري فقال مات في خلافة أبي بكر فضيل بالتصغير بن عائذ والد الحسحاس قال أبو إسحاق بن ياسر في تاريخ هراة له ولاخيه صحبة وقد تقدم حديث الحسحاس في ترجمته فضيل بن النعمان الأنصاري السلمي قتل يوم خيبر ذكره بن إسحاق في المغازي في رواية يونس بن بكير وسلمة بن الفضيل وغيرهما عنه وقال محمد بن سعد كذا وجدناه في غزوة خيبر وطلبناه في نسب بني سلمة فلم نجده ولا أحسبه الا وهما وانما أراد الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان انتهى قلت والطفيل ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد خيبر الفاء بعدها اللام (5/212)
<213> الفلتان بفتحتين ومثناة فوقانيه بن عاصم الجرمي خال كليب يعد في الكوفيين قال البخاري قال عاصم بن كليب له صحبة وكذا قال بن السكن وابن أبي حاتم وابن حبان له صحبة وقال البغوي سكن المدينة وقال بن حبان عداده في الكوفيين وقال أبو عمر يقال المنقري والجرمي أصح وروى الحسن بن سفيان في مسنده عن عبد الجبار بن العلاء حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم بن كليب حدثني أبي عن الفلتان بن عاصم قال كنا قعودا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فشخص بصره الى رجل يمشي في المسجد فقال يا فلان قال لبيك يا رسول الله قال أتشهد اني رسول الله قال لا قال تقرأ التوراة قال نعم قال والإنجيل قال نعم فناشده هل تجدني في التوراة والأنجيل قال أجد نعتك تخرج من مخرجك كنا نظن انه فينا فلما خرجت نظرنا فإذا أنت لست فيه قال من أين تجد قال من أمته سبعين الفا يدخلون الجنة بغير حساب وأنتم قليل قال فاهل النبي صلى الله عليه وسلم وكبر وقال والذي نفسي بيده اني لأنا هو وان أمتي أكثر من سبعين الفا وسبعين الفا وسبعين الفا وله حديث آخر بهذا الإسناد قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان إذا نزل عليه رام بصره وقرع سمعه وقلبه مفتوحة عيناه الحديث في نزول قوله تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين الآية رواهما بن أبي شيبة وأبو يعلى في مسنديهما وابن حبان في صحيحه وروى بن منده الأول من طريق صالح بن عمر عن عاصم بن كليب عن أبيه عن خاله الفلتان نحوه قال ورواه سعد بن سلمة الأموي عن عاصم فقال عن أبيه عن جده الفلتان فوهم وله حديث ثالث أخرجه البغوي وابن السكن وابن شاهين من طريق عاصم بن كليب أيضا عن أبيه عن خاله الفلتان بن عاصم قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فيمن أتاه من الاعراب فجلسنا ننتظره فخرج وفي وجهه الغضب فجلس طويلا لا يتكلم ثم قال اني خرجت اليكم وقد بينت لي ليلة القدر وصحيح الضلالة فخرجت لابينهما لكم وابشركم بهما فلقيت بسدة المسجد رجلين متلاحيين معهما الشيطان فحجزت بينهما فانسيتها واختلست مني وسأشدو لكم منها شدوا اما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر وترا واما مسيح الضلالة فإنه رجل اجلى الجبهة ممسوح العين عريض المنخر فيه جفاء كأنه فلان بن عبد العزي وأورد له بن قانع حديثين آخرين غير هذا فليت بصيغة التصغير وآخر مثناة ذكره بن فتحون هكذا وسيأتي في القاف وآخره موحدة الفاء بعدها الواو والياء فويك تقدم في فديك فيروز الثفي ذكره بن قانع واخرج عن عبد الله بن احمد بن حنبل حدثنا إبراهيم بن الحجاج حدثنا حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الملك عن سعيد بن فيروز عن أبيه ان وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فرأيناه يصلى وعليه نعلان لهما قبالان قلت (5/213)
<214> وانا أخشى ان يكون هو الذي بعده وان قول بن قانع انه ثقفي خطأ منه فيروز الديلمي ويقال بن الديلمي يكنى أبا الضحاك ويقال أبا عبد الرحمن يماني كناني من أبناء الاساورة من فارس كان كسرى بعثهم الى قتال الحبشة وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال له الحميري لنزوله بحمير ومحالفته إياهم وروى عنه أحاديث ثم رجع الى اليمن فأعان على قتل الأسود العنسي وروى عنه أولاده الثلاثة الضحاك وعبد الله وسعيد وأبو الخير اليزني وأبو خراش الرعيني وغيرهم قال بن حبان يكنى أبا عبد الرحمن كان من أبناء فارس وقتل الأسود الكذاب وسكن مصر ومات ببيت المقدس وقال بن منده يقال انه بن أخت النجاشي ذكره أبو عمر فتناقض فيه فقال في أول الترجمة ان حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأشربة حديث صحيح وكان ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقال في آخرها الذي عندي انه لا يصح وحديثه مرسل وروايته عن رجل من الصحابة وعن يعلى بن أمية أيضا وقال الجوزجاني اختلف الناس فيه فالأكثر انه إنما قدم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعقب بأن حديثه في نسائه يدل على انه قدم قبل ذلك أخرجه أبو داود والترمذي من طريق بن فيروز الديلمي عن أبيه قال قلت يا رسول الله اني أسلمت وتحتي اختان قال طلق أيتهما شئت وفي سنده مقال فإنه من رواية بن لهيعة عن أبي وهب الجيشاني عن الضحاك بن فيروز الديلمي انه سمعه يخبر عن أبيه انه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني أسلمت وتحتي اختان الحديث وأخرجه البغوي من وجه آخر عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه فيروز قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول اله انا أصحاب اعناب الحديث وفي آخره فقلت فمن ولينا قال الله ورسوله وهذا هو حديثه في الأشربة الذي أشار اليه أبو عمر أولا وأظن الجوزجاني إنما أشار الى حديثه في انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم برأس الأسود وأخرجه من طريق ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم برأس الأسود العنسي الكذاب فان ضمرة لم يتابع عليه واخرج سيف في الفتوح من طريق بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم بشرهم بقتل الأسود العنسي قبل ان يموت وقال لهم قتله فيروز الديلمي وعند أبي داود أيضا والنسائي قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انا أصحاب كروم الحديث بطوله وقال النعمان بن الزبير عن أبي صالح الأحمسي عن مر المؤدب قال خرجت مع فيروز الى عمر فقال هذا فيروز قاتل الكذاب قال بن سعد وأبو حاتم وغيرهما مات في خلافة عثمان وقيل في خلافة معاوية باليمن سنة ثلاث وخمسين الفيل روى الطبراني في الأوسط من طريق إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه عن جده عن الفيل قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضرب بيمينه على شماله في الصلاة ثم قال لم يروه عن أبي إسحاق الا يوسف ولا عن يوسف الا إبراهيم تفرد به شريح بن سلمة ثم أعاد الحديث بهذا السند لكن قال بدل قوله عن الفيل عن شداد بن شرحبيل فلعل الفيل لقبه وفي تاريخ البخاري فيل مولى زياد بن سمية ثم أورده من طريق بن الزبير الحنظلي عن فيل مولى زياد قال ملك زياد (5/214)
<215> العراق خمس سنين ثم مات سنة ثلاث وخمسين وما أظنه الا آخر غير هذا القسم الثاني لم يذكر فيه أحد من الرجال القسم الثالث الفاء بعدها الألف فاتك بن زيد بن واهب العبسي بالموحدة اسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وثيمة في كتاب الردة كان قومه طردوه بسبب هجائه لهم فحالف مالك بن نويرة التميمي فلما ارتد مالك أتاه في ناديه فقال يا مالك ان كان النبي صلى الله عليه وسلم مات فان الله حي لا يموت في كلام كثير فقام إليه مالك بالسيف فحيل بينه وبينه فارتحل مالك الى الزبرقان بن بدر وقال فاتك في ذلك شعرا منه قلت يا مال ان ربك حي فاعبدته ودن بدين الرسول انها ردة تقود الى النار فلا تولعن بقال وقيل واستدركه بن الدباغ وابن فتحون الفاء بعدها الراء فرات بن زيد الليثي له إدراك قال الزبير بن بكار في الموفقيات حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي حدثني عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال دخل فرات بن زيد الليثي على عمر بن الخطاب وكان ذا مال كثير وكان يبخل وكان من ألباء العرب وذوي العلم والرأي فوجد عمر يعطى المهاجرين والأنصار فقال له فرات من الذي يقول الفقر يزري بالفتى في قومه والعين يغضيها الكريم على القذى والمال يبسط للئيم لسانه حتى يصير كأنه شيء يرى والمال جد بفضوله ولتعلمن ان البخيل يصير يوما للثرى قال لا أدري يا أمير المؤمنين غير اني عرفت ان أخا بني ضبيعة اشعر الناس حيث يقول وإصلاح القليل يزيد فيه ولا يبقى الكثير مع الفساد فقال عمر قول الله عز وجل ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون أفضل قال يا أمير المؤمنين ان الله (5/215)
<216> تعالى يقول ان المبذرين كانوا إخوان الشياطين قال عمر فبين ذلك قواما يا فرات اتق الله وانما لك من مالك ما أنفقت يا فرات اطعم السائل وكن سريعا الى داعي الله ان الله جواد يحيب الجود واهله وان البخل بئس شعار المسلم يا فرات أتدري من الذي يقول سأبذل مالي للعفاة فانني رأيت الغنى والفقر سيان في القبر يموت أخو الفقر القليل متاعه ولا تترك الأيام من كان ذاو فر وليس الذي جمعت عندي بنافع إذا حل بي يوما جليل من الأمر قال لا أدري يا أمير المؤمنين قال هذا شعر أخيك قسامة بن زيد قال ما علمته قال بل هو انشدنيه وعنه أخذته وان لك فيه لعبرة قال يا أمير المؤمنين وفقك الله وسددك أمرت بخير وحضضت عليه وترك فرآت كثيرا مما كان عليه فرات بن ثعلبة البهراني قال بن عمر شامي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا تصح له رؤية ثم قال قال بعضهم له صحبة وقال بعضهم حديثه مرسل روى عنه ضمرة والمهاجر ابنا حبيب وسليم بن عامر وقال بن أبي حاتم أخرجه أبي في مسند الوحدان وأخرجه أبو زرعة في مسند الشاميين ولم يذكر فيما يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لقيا ولا سماعا وقال البغوي فرأت البهراني لم ينسب ولا أدري له صحبة أم لا وقال بن منده فرات النجراني أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا تصح له رواية ثم اخرج من طريق محمد بن صدقة عن محمد بن حرب عن الزبيدي عن سليم بن عامر عن فرات النجراني ان رجلا قال يا رسول الله من أهل النار الحديث قال ورواه عبد لله بن عبد الجبار عن محمد بن حرب فزاد بعد فرات عن أبي عامر الأشعري أخرجه أبو نعيم من طريق جعفر الفريابي عن عبد الله بن عبد الجبار كذلك وقال لا يصح وانما هو تاعبي وقال قول بن منده النجراني تصحيف وانما هو البهراني قلت وكذا أخرجه البخاري من رواية الحاكم بن المبارك عن محمد بن حرب تنبيه النجراني وقع في النسخ المعتمدة من كتاب بن منده بنون وجيم والصواب بموحدة ثم مهملة فوقع فيه تصحيفان خطى وسمعى اما الخطى فهذا واما السمعى فإنه بالهاء لا بالحاء كذا نقل فرعان بن الأعرف أبو المنازل السعدي من رهط الأحنف ذكره المرزباني فقال مخضرم له مع عمر بن الخطاب حديث في عقوق ولده منازل وأنشد له في ذلك شعرا يقول فيه وما كنت أخشى ان يكون منازل عدوى وادنى شانيء انا راهبه حملت على ظهري وقربت شخصه صغيرا الى ان أمكن الطر شاربه واطعمته حتى إذا صار شيظما يكاد يساوي غارب الفحل غاربه تخون مالي ظالما ولوى يدي لوى يده الله الذي هو غالبه وأنشد أبو عبيدة البيت الأخير بلفظ تظلمني مالي كذا ولوي يدي وزاد قال فأصبح ملتوية يده فرقد مولى عمر سمع عمر قاله البخاري (5/216)
<217> الفرزدق يأتي في القسم الرابع فروخ مولى عمر روى عن عمر وروى عنه ابنه عبد الرحمن ذكره البخاري الفزع البرجمي شيخ له إدراك يروي عن المقنع السلمي حديثا رواه سيف بن سليمان البرجمي عن عصمة بن يسير عنه قال سيف بن عمر شهد الفزع الفتوح بالقادسية فروة بن عامر الجذامي أو بن عمرو وهو اشهر اسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعث اليه بإسلامه ولم ينقل انه اجتمع به وسمى أبو عمر جده الناقدة قال بن إسحاق وبعث فروة بن عمرو بن الناقدة البناني الجذامي الى النبي صلى الله عليه وسلم رسولا بإسلامه واهدى له بغلة بيضاء وكان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب وكان منزله معان وما حولها من من أرض الشام فبلغ الروم إسلامه فطلبوه فحبسوه ثم قتلوه فقال في ذلك أبياتا منها قوله ابلغ سراة المسلمين بأنني سلم لربي أعظمي وبناني وأخرج بن شاهين وابن منده قصته من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس بسند ضعيف الى الزهري فروة بن قيس الكندي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره أخرج بن منده من طريق عدي بن عدي الكندي عن جده فروة بن قيس قال زوجت غلام لي جارية في الجاهلية فولدت غلاما فخاصمه الى عمر فقال أبو العلام تزوجت أمه رشدة حتى إذا بلغ ادعى الى سيدي فقال عمر الولد للفراش قال أبو نعيم ليس في محاكمته الى عمر ما يوجب له صحبة قلت بل تحقق ادراكه فيبقى في الاحتمال فروة بن نفاثة ويقال بن نباتة ويقال بن نعامة وهو بن عامر الجذامي المذكور قبل الفاء بعدها الزاي الفزر بن مهزم بن الجون بن مخاشن بن الضيق بن مالك بن مرة بن عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفضى بن عبد القيس العبدي له إدراك فان ولده المهزم بن الفزر كان رئيس عبد القيس بالبصرة أربعين سنة وكان من اخطب الناس وقد مدحه العجاج بقوله حملت كل سؤدد وفخر تحمل المهزم بن الفزر حكاه الرشاطي الفاء بعدها الضاد فضالة بن أمية له إدراك قال البخاري روى عن أبي بكر وعمر روى شريك عن أبي هاشم عنه وهو والد المبارك بن فضالة قال فضالة كاتبني عمر فضالة بن دينار الخزاعي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أورده جعفر (5/217)
<218> المستغفري عن البردعي وان البخاري ذكره فضالة بن زيد العدواني ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين فقال زعم العمري عن عطاء بن مصعب حدثني عتبة بن أبان النميري قال قدم فضالة بن زيد العدواني على معاوية فقال له معاوية كيف أنت والنساء يا فضالة فقال يا أمير المؤمنين لا باه لي الا المنى وأخو المنى جدير بان يلحى بن حرب ويشتما وفيم تصابى الشيخ والدهر دائب بمبراته يلحو عروقا واعظما فقال له معاوية كم اتت لك من سنة يا فضالة قال عشرون ومائة سنة قال فأي الأشياء مر بك منذ كنت بها أسر وأي الأشياء كنت بوقوعه أشد اكتئابا فقال يا أمير المؤمنين لم يقطع الظهر قطع الولد شيء ولا دفع البلايا والمصائب مثل إفادة المال فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر الأسدي قال أبو الفرج الأصبهاني مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وابنه عبد الله بن فضالة هو الذي وفد على عبد الله بن الزبير وله معه قصة وهو الذي قال لعن الله ناقة حملتني إليك فقال له بن الزبير ان وراكبها وقد قيل ان الوافد على بن الزبير فضالة نفسه وقيل ان القصة كانت بين معن بن أوس وابن الزبير وان بن الزبير لما ان حرمه أرسل اليه عبد الملك بوفد فوجدوه قد مات وأورد له هجاء في عبد الله بان مطيع وأنشد له أشعارا واهاجي في ناس من بني سليم قال وكان لفضالة ولد يقال له فاتك وكان جوادا ممدحا وله يقول الأشتر وفد الوفود مسكنك أفضل وافد يا فاتك بن فضالة بن شريك الفاء بعدها النون فنج بفتح أوله وتشديد النون بعدها جيم بن دحرج ويقال يدجج بجيمين التميمي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ذكره جعفر المستغفري وغيره في الصحابة وقال أبو عمر لا تصح له صحبة وحديثه مرسل وروايته عن رجل من الصحابة وروى احمد عن عبد الرزاق عن داود بن قيس عن عبد الله بن وهب بن منبه عن أبيه حدثني فنج قال كنت اعمل في الدينباذ واعالج فيه فقدم يعلى بن أمية أميرا على اليمن ومعه رجال فجاءني رجل ممن قدم معه وانا في الزرع اصرف الماء فيه وفي كمه جوز فجلس على ساقيه وهو يكسر من ذلك الجوز ويأكل ثم أشار الى فأتيته فقال يا فارسي هلم فدنوت اليه فقال لي اتأذن لي ان اغرس من هذا الجوز على الماء فقلت ما ينفعك ذلك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله انتهى ويعلى ولى اليمن في عهد عمر وقد ذكره في الصحابة أيضا على بن سعيد العسكري وكذا يحيى بن يونس الشيرازي في كتابه المصابيح (5/218)
<219> في الصحابة ونبه جعفر المستغفري على انه صحفه فقال فتح بسكون المثناة الفوقانية بعدها حاء مهملة وانما هو بتشديد النون بعدها جيم وعداده في التابعين وقال أبو عمر ذكره قوم ممن ألف في الصحابة بالمثناة والمهملة وذكره عهد الغنى بن سعيد بالنون والجيم قلت هو الذي توارد عليه أصحاب المؤتلف الفاء بعدها الهاء فهد الحميري ذكره المدائني فيمن كتب اليه النبي صلى الله عليه وسلم من أقيال أهل اليمن ممن اسلم وفيه يقول الشاعر من أبيات الا ان خير الناس كلهم فهد وفهد المذكور ذكره بن الكلبي فقال فهد بن عريب بن ليشرح من بني مدل بن ذي رعين الذي قال فيه الشاعر الا ان خير الناس كلهم فهد وعبد كلال خير سائرهم بعد قال وهو الذي قال فيه عمرو بن معد يكرب الا عتبت على اليوم أروى لآتيها كما زعمت بفهد وما الاخلاف ما نعنى اليه ولا وأبيك لا آتيه وحدى ثم قال ومنهم عريب والحارث ابنا عبد كلال بن ليشرح الفاء بعدها الياء فيروز الوداعي مولى عمر بن عبد الله الهمداني الوادعي أدرك الجاهلية والإسلام وهو جد زكريا بن أبي زائدة بن ميمون بن فيروز وأبو زائدة اسمه كنيته ذكره أبو عمر قلت ذكر بن أبي حاتم ان اسم أبي زائدة خالد بن ميمون وكذا قال عباس الدوري عن بن ميمون وزاد بن ميمون بن فيروز وقال مسلم في شيوخ الثوري اختلف في اسم أبي زائدة فقال بعضهم اسمه بستاني وقال غيره اسمه هبيرة القسم الرابع الفاء بعدها الألف فاتك الأسدي والد خريم وقع غلطا في بعض الروايات فاخرج أبو موسى من طريق أبي الشيخ ثم من طريق الحجاج بن حمزة عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن الركين بن الربيع (5/219)
<220> عن أبيه عن يسير بن عميلة عن خريم بن فاتك عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الناس أربعة موسع عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة الحديث وقوله عن أبيه زيادة لا يحتاج إليها وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن حسين بن علي بدونها وأخرجه احمد عن معاوية بن عمرو عن زائدة بدونها وأخرجه بن حبان من رواية شيبان بن عبد الرحمن وأبو يعلى والحاكم من طرق عن الركين بن الربيع عن أبيه عن عمه عن خريم بن فاتك عن النبي صلى الله عليه وسلم والحديث حديث خريم وهو معوف به الفاء بعدها التاء والراء فتح بسكون المثناة الفوقانية بعدها مهملة تقدم صوابه في القسم الثالث فرات بن ثعلبة النجراني ذكره بن منده وقد تقدم في الأول الفراسي تقدم القول فيه في القسم الأول في فراس الفرزدق قال أبو موسى المديني أورده أبو بكر بن أبي علي واخرج من طريق أبي الدحداح عن شعيب بن عمرو عن يريد بن هارون عن جرير بن حازم عن الحسن عن صعصعة بن معاوية عن الفرزدق انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم وآله فقرأ عليه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره الى آخر السورة فقال حسبي لا أبالي الا اسمع غيرها قال أبو موسى هذا وهم ولعله أراد عن صعصعة عم الفرزدق مع ان صعصعة إنما هو عم الأحنف قلت وهو الذي لا يتجه غيره فقد أخرجه النسائي في التفسير من الكبرى من طريق جرير بن حازم عن الحسن حدثنا صعصعة عم الفرزدق قال بن الأثير صعصعة بن معاوية هذا عم الأحنف لا الفرزدق وصعصعة بن ناجية جد الفرزدق لا عمه لأنه همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية وهذا تعقب ساقط فإنهما من بني تميم جميعا والعرب تطلق على الكبير عم الصغير ويجوز ان يكون عمه من قبل أم أو من الرضاعة وقد ذكر المرزباني في معجم الشعراء ان الفرزدق قارب المائة وانه مات سنة عشر ومائة وان الرياشي روى عن سعيد بن عامر أن الفرزدق بلغ مائة وثلاثين سنة قال والأول اثبت قال روى الفرزدق انه قال خضت الهجاء في زمن عثمان قلت فهذا يدل على انه قارب المائة لأنه بين وفاته ووفاة عثمان خمس وسبعون سنة قتل عثمان في آخر خمس وثلاثين واقل ما يبلغ من يخوض الهجاء من يقارب العشرين وقال المرزباني صح انه قال الشعر أربعا وسبعين سنة لان أباه اتى الى علي فقال ان ابني شاعر وذلك في سنة ست وثلاثين وقال المرزباني وقال المرزباني كان الفرزدق منشدا جوادا فاضلا وجيها عند الخلفاء والامراء وأكثر أهل العلم يقدمونه على جرير ومن تشبيهات الفرزدق قوله والشيب ينهض في الشباب كأنه ليل يصيح بجانبيه نهار وهو القائل (5/220)
<221> تصرم عنى ود بكر بن وائل وما خلت دهري ودهم يتصرم قوارص تاتيني ويحتقرونها وقد يملأ القطر الإناء فيعمم وقال المرزباني وفد غالب على علي ومعه ابنه الفرزدق فقال له من أنت قال انا غالب بن صعصعة المجاشعي قال ذو الإبل الكثيرة قال نعم قال فما فعلت ابلك قال دعدعتها الحقوق والنوائب قال ذاك خير سبيلها فقال من هذا الفتى معك قال ابني الفرزدق وهو شاعر فقال علمه القرآن فإنه خير له من الشعر قال فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نفسه وآلى ان لا يحل نفسه حتى يحفظ القرآن فروة بن مجالد تابعي روى عنه حسان بن عطية وكان مستجاب لدعوة يعد في الابدال كذا أورده بن عبد البر وقال بن بن منده مثله وزاد فقال حديثه مرسل وهو مجهول وقال البخاري فروة روى عنه حسان بن عطية لم يزد البخاري على هذا وقال بن أبي حاتم فروة بن مجالد مولى لخم من فسلطين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وقال أبو نعيم الذي روى عنه حسان هو بن نوفل كذا قال وليس بجيد بل هو بن مجالد وهو تابعي وقد فرق البخاري بينهما فقال فروة بن مجالد مولى لخم كان يكن كفرا بالشام وكانوا لا يشكون انه من الابدال نسبه حجر بن الحارث وعاب عليه بن أبي حاتم فقال نقل بعض الناس هذا الاسم اسمين فقال أبي هما واحد فاورد حديثه بن شاهين من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن فروة بن مجالد قال قال رسول الله صلى الله عيله وآله وسلم أيما سرية رجعت وقد اخفقت فلها اجرها مرتين قال بن شاهين لا اعلم له غيره ان صح ان له صحبة وكذا أخرجه بن أبي شيبة في مصنفه عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي فروة بن مسيكة ذكره علي بن سعيد العسكري وفرق بينه وبين فروة بن مسيك الغطيفي الماضي في الأول والحديث الذي أورده معروف بابن مسيك وقد قدمنا انه يقال فيه فروة بن مسيك وفروة بن مسيكة فروة بن نفيل ذكره البغوي وأورد له من طريق أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن شريك بن طارق عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحية فاسقة والفأرة فاسقة الحديث قال بن شاهين رواه الناس عن عبد الملك عن شريك بن طارق عن فروة بن نوفل عن عائشة قلت وهو الصواب فروة بن نوفل الأشجعي ذكره بن حبان في الصحابة ثم توقف فيه وقال يقال ان له صحبة وقال أبو حاتم ليست له صحبة وانما الصحبة لأبيه نوفل وقال المرزباني في معجم الشعراء كان رئيس السراة وأنشد له شعرا في ذلك واتفق الحفاظ على ان عبد العزيز بن مسلم وهم في روايته عن أبي إسحاق حيث قال عنه عن فروة بن نوفل قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال جئت لتعلمني كلمات إذا أخذت مضجعي الحديث والمعروف عن فروة بن نوفل عن أبيه كذا رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وغيرهم وذكر النسائي الاختلاف فيه وقد بينته في فروة بن مالك في الأول وقد اخرج أبو احمد العسكري من طريق بندار عن غندر عن شعبة عن أبي أبي إسحاق (5/221)
<222> عن فروة بن نوفل انه كفل صبيا لبني هاشم فاتى النبي صلى الله عليه وسلم قلت وهذا الخبر إنما هو لنوفل الدئلي الماضي في القسم الأول فروة الجهني قال بن منده مجهول وقال أبو عمر فروة الجهني له صحبة روى عنه بشير مولى معاوية انه سمعه في عشرة من أصحاب رسول اله صلى الله عليه وسلم يقولون إذا تراءوا اللهم اجعله شهر خير وعافية كذا قال بن أبي حاتم لكن قال فروة السامي ولم يقل الجهني ولم يسق المتن وقد رد أبو عمر على نفسه في الكنى فقال أبو فروة الجهني روى عنه بشير مولى معاوية ومن قال فيه فروة فقد أخطأ وهو كما قال في الكنى واسمه حدير قلت مضى في حرف الحاء المهملة فروة غير منسوب ذكره البخاري في الصحابة وروى حديثه معاوية بن صالح عن أبي عمرو عن بشير مولى معاوية عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا ذكره بن منده وافرده بن الأثير فوهم فإنه فروة الجهني المذكرو قبل هذا كرره بلا فائدة فروة آخر أفرده بن منده بالذكر وقال فروة مجهول وروى عنه حسان بن عطية مرسلا وكذا ذكره أبو نعيم وهو وهم فإنه بن مجالد الماضي واغفله بن الأثير والذهبي الفاء بعدها الضاد ر الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي ذكره أبو موسى في الذيل وقال روى أبو مسعود الأصبهاني من طريق السري بن يحيى عن حرملة بن اسير عن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتزى في الحرب ويقول انا بن العواتك قال أبو موسى يتأمل فيه قلت الفضل بن عبد الرحمن تابعي أو من اتباع التابعي ليست له ولأبيه صحبة واسم جده العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وهذا السند مرسل أو معضل ومات الفضل هذا سنة تسع وعشرين ومائة الفضل بن يحيى بن قيوم الأزدي أورده بن منده فقال مختلف في صحبته وذكر عن موسى بن سهل الرملي قال الفضل الأزدي أبو يحيى هو بن قيوم روى عن أبيه عن جده كذا قال وهو وهم فاحش فان قيوما هو الذي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعل روى هو قيوم لا الفضل وكان بن منده توهم انه الفضل وليس كذلك وقد تعقبه أبو نعيم فأصاب فضيل بن فضالة تابعي ذكره بن قانع في الصحابة فوهم واخرج من طريق إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن فضل بن فضالة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أحب ما زرتم الله به في مساجدكم وفي قبوركم البياض قلت وفضل هذا هو زنى شامي تابعي صغير والسند الذي ذكره بن قانع مقلوب وانما هو من رواية صفوان عن فضيل بن فضالة عن خالد بن معدان مرسل وقد اخرج أبو داود في المراسيل من طريق صفوان عن فضيل هذا عن خالد بن معدان عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا غير هذا الفاء بعدها اللام فلاح مولى بعض التجار ذكر في قصة مكذوبة سلت عن نسخة تشتمل على أحاديث موضوعة منها ان أعرابيا سأل فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه فذهب الى السوق فطلب فيه (5/222)
<223> ثمانية دراهم فعرفه أبو بكر فاشتراه منه بثمانمائة فتعجب منه الدلال فقال له انه قميص النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه عبد لبعض التجار يقال له فلاح فذهب الى سيده فأخبره فذهب الى السوق فدفع في القميص ألف دينار وهذا من وضع القصاص وكذلك سائر النسخة والله المستعان الفاء بعدها الهاء فهم بن عمرو بن قيس غيلان أبو ثور الفهمي استدركه أبو موسى في الذيل ونقل عن أبي بكر بن أبي على ان بن أبي عاصم ذكر في الوحدان وهو غلط لم يتعقبه أبو موسى ونام أراد بن أبي عاصم ان أبا ثور الفهمي من ذرية فهم بن عمرو بن قيس غيلان جد القبيلة ولم يرد ان فهما اسم أبي ثور فان فهم بن عمرو كان قبل الإسلام بدهر طويل يكون بين من صحب من ذريته وبينه عدة آباء يبلغون السبعة الى العشرة وممن ينسب اليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من المشهورين في الجاهلية تأبط شرا الشاعر المشهور وبينه وبين فهم بن قيس سبعة آباء وأبو ثور صحابي معروف لا يعرف اسمه وسيأتي في الكنى حرف القاف القسم الأول القاف بعدها الألف قارب بن الأسود بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف بن أخي عروة بن مسعود قال البخاري ويقال ما رب ثم تبين الاختلاف في اسمه وفي سنده من بن عيينة وقال بن أبي حاتم قارب ونسبه يقال ان له صحبة وقال بن السكن قارب الثقفي ويقال ما رب كان عيينة يشك في اسمه وقال أبو عمر قارب بن الأسود وهو قارب بن عبد الله بن الأسود بن مسعود الثقفي جد وهب بن عبد الله بن قارب له صحبة وقال بن إسحاق في المغازي لما قتل عروة بن مسعود قدم أبو المليح بن عروة وقارب بن الأسود على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يقدم وفد ثقيف واسلما فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم توليا من شئتما فقالا نتولى الله ورسوله فلما أسلمت ثقيف ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة وأبا سفيان لهدم العزى الطاغية سأله أبو المليح بن عروة ان يقضي عن أبيه عروة دينا كان عليه فقال نعم فقال له قارب وعن الأسود فافض فقال ان الأسود مات وهو مشرك فقال قارب لكن تصل مسلما يعني نفسه إنما الدين على وأنا الذي اطلب له فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقضي دينهما من مال الطاغية وقال أبو عمر كان مع قارب راية الاحلاف لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم الطائف ثم قدم في وفد ثقيف فأسلم قلت وهذه القصة ذكرها أبو الحسن المدائني محررة فقال في قصة حنين كانت راية الاحلاف من ثقيف يوم حنين مع قارب بن الأسود فقال لقومه اعصبوا رايتكم بشجرة ليحسب من رآها انكم لم تبرحوا وانجوا على خيلكم ففعلوا فنظر بنو مالك الى الراية لا تبرح فصبروا فقتل منهم اثنان وسبعون (5/223)
<224> واستقبل سفيان بن عبد الله بن ربيعة لان اخاه كان قتل فذكر القصة وسبقت في ترجمة سفيان بن عبد الله وروى بن شاهين هذه القصة بمعناها من طريق المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان وقدم تقدم ذكر قارب في حديث ولده عبد الله بن قارب وروى الحميدي في مسنده عن سفيان حدثنا إبراهيم بن ميسرة أخبرني وهب بن عبد الله بن قارب أو مارب عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عله وآله وسلم في حجة الوداع يقول يرحم الله المحلقين وأشار بيده قال سفيان وجدت في كتابي عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله بن مارب وحفظي قارب والناس يقولون قارب كما حفظت فانا أقول مارب وقارب وقال البخاري في تاريخه قال علي بن أبي عيينة عن وهب بن عبد الله بن قارب عن أبيه عن جده فذكره قال سفيان وجدت عندي مارب فقالوا لي هو قارب قال علي قلت لسفيان هو عن أبيه عن جده قال نعم قال علي وحدثنا به مرة عن بن إبراهيم عن وهب عن أبيه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا به مرة عن وهب عن أبيه قال كنت مع أبي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قلت وهذه الطريق الأخيرة قد قدمتها في ترجمة عبد الله وفيه اختلاف آخر أورده بن منده عن بن منده عن بن الأعرابي عن الحسن بن محمد بن الصباح عن بن قتيبة عن إبراهيم عن وهب بن عبد الله بن قارب قال حججت مع أبي فذكره وأورده في ترجمة وهب وهكذا رواه أبو الحسن بن سفيان في مسنده عن إسماعيل بن عبيد الحراني عن بن عيينة قال أبو نعيم رواه الكبار من أصحاب بن عيينة عن إبراهيم عن وهب عن أبيه وهو الصواب وذكر الذهبي في التجريد ان الحميدي صحف هذا الاسم فقال ما رب بالميم قال وانما هو قارب بالقاف ولم يصب في جزمه بان الحميدي صحفه وقد بينا انه حكى ذلك عن بن عيينة وجزم الترمذي في كتاب الحج بان الحديث عن مارب بالميم والحق انه قارب بالقاف والله اعلم قارظ بن عتبة بن خالد حليف بني زهرة تزوج عبد الرحمن بن عوف ابنته علق ذلك البخاري في كتاب النكاح ونسبها الى بن سعد في ترجمة عبد الرحمن ولم يسمها وقد تقدم غير مرة انه لم يبق في حجة الوداع قرشي ولا ثقفي الا اسلم وشهدها القاسم بن أمية بن أبي الصلت الثقفي وكان أبوه يذكر النبوة والبعث فأدرك البعثة فغلت عليه الشقاء فلم يسلم بل رثى أهل بدر بالابيات المشهورة واستمر على كفره الى ان مات وكان يعتذر عن الدخول في دين الإسلام بأنه كان يقول لقومه انا النبي المبعوث قال فخشى ان يعيره بسيئات ثقيف بكونه صار يتبع غلاما من بني عبد مناف حكى ذلك عنه أبو سفيان بن حرب في قصة طويلة ذكرها أبو نعيم في دلائل النبوة وغيره ومات أمية فيما يقال سنة تسع اما ولده القاسم فذكره المرزباني في معجم الشعراء وهو على شرطهم في الصحابة لأنا قدمنا غير مرة انه لم يبق بمكة والطائف في حجة الوداع أحد من قريش وثقيف الا اسلم وشهدها حكاه بن عبد البر وغيره وأورد له ثعلب من شعره قوم إذا نزل الغريب بدارهم ردوه رب صواهل وقيان لا ينكتون الأرض عند سؤالهم كمطلب العلات بالعيدان (5/224)
<225> ورأيت له مرثية في عثمان بن عفان منها لعمري لبئس الذبح ضحيتم به حلاف رسول الله يوم الأضاحي فطيبوا نفوسا بالقصاص فإنه سيسعى به الرحمن سعى نجاح القاسم بن الربيع بن عبد شمس قيل هو اسم أبي العاص وهو مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى اسمه لقيط وقيل منهم وقيل غير ذلك القاسم بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبى أخو قيس والصلت ذكره بن إسحاق فيمن قسم له النبي صلى الله عليه وسلم القاسم مولى أبي بكر ذكره البغوي في الصحابة واخرج له من طريق مطرف عن أبي الجهم عنه حديثين ثم قال لا اعرف للقاسم غير هذا وقال بن عبد البر له صحبة ورواية ويقال فيه أبو القاسم وهو أصح وسيأتي في الكنى قاطع بن ظالم أبو صفرة يأتي في الكنى القائف بن عبيس الصباحي أخو إياس ذكره الرشاطي وغيره وان له وفادة وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى بن القائف واياسا ابنا عبيس بن أمية بن ربيعة بن عامر بن ذبيان بن الديل وكانا افوق خلق الله تعالى وأنشد للقائف إذا جئت أرضا بعد طول اجتنابها تفقدت نفسي والبلاد كما هيا فأكرم أخاك الدهر ما دمتما معا كفى بملمات الفراق تنائيا قال أبو عمرو الشيباني كان للقائف وأخيه شرف ورباط خيل القاف بعدها الباء قباث بتخفيف الموحدة وبعد الألف مثلثة والمشهور فتح أوله وقيل بالضم وبه جزم بن ماكولا قال البخاري له صحبة قال وقال بعضهم بن رسيم وهو وهم وهو بن أشيم بمعجمة وزن احمر بن عامر بن الملوح بن يعمر بفتح المثناة التحتانية أوله وهو الشداخ بمعجمتين بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة الليثي هذا هو المشهور في نسبه وقيل هو تميمي وقيل كندي وقال بن حبان يعمري ليثي من بني كنانة له صحبة وحديثه عند أهل الشام قلت اخرج حديثه الترمذي من طريق محمد بن إسحاق عن المطلب بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن جده قال ولدت انا رسول الله عام الفتح قال وسأل عثمان يعني ان عفان قباث بن أشيم أخا بني يعمر بن ليث فقال أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله أكبر مني وانا اسن منه قال أبو نعيم القائل وسأل عثمان هو قيس بن مخرمة وروى عنه أيضا أبو سعيد المقبري وأبو الحويرث وخالد بن دريك وغيرهم وقال ابن سعد شهد بدرا مع المشركين وكان له فيها ذكر ثم اسلم وشهد حنينا (5/225)
<226> وأخرجه البخاري من طريق عبد الرحمن بن زياد عن قباث بن أشيم الليثي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة رجلين يؤم أحدهما الآخر ارجى عند الله من صلاة ثمانية تترى وصلاة ثمانية يؤمهم أحدهم ارجى عند الله من صلاة مائة تترى وقال بن أبي حاتم قباث بن أشيم له صحبة وروى يونس بن سيف عن عبد الرحمن بن زياد الليثي عنه وسمعت محمد بن عوف يقول كل من روى عن يونس بن سيف فإنه يقول عن عبد الرحمن بن زياد الا الزبيدي فإنه يقول عن يونس عن عامر بن زياد عن قباث واخرج أبو نعيم في الدلائل قصة إسلامه بعد الخندق مطولة وفيها علم من اعلام النبوة وقال بن الكلبي كان صاحب المجنبة يوم اليرموك مع أبي عبيدة بن الجراح والمعروف ما اسنده البغوي ان عبد الملك بن مروان سأل قباث بن أشيم عن المسألة المذكورة وقال وصلت بي أمي على روث الفيل اعقله وبذلك جزم عبد الصمد وابن سميع وأسند سيف في الفتوح ان مروان هو الذي سأله وقال أبو نعيم أدركه أمية بن عبد شمس وقال بن عساكر شهد اليرموك وكان على كردوس ثم سكن حمص قاله عبد الصمد بن علي وابن سميع قبيصة بن الأسود بن عامر بن جوين بن عبد رضا بضم الراء ومعجمة مقصور الطائي ذكره الطبري وابن قانع وقالا وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم له ذكر في ترجمة زيد الخيل بن مهلهل الطائي وقال المرزباني يقال قبيصة بن الأسود قال أبو الفرج الأصبهاني أخبرني الكوكبي إجازة حدثني علي بن حرب انبأني هشام بن الكلبي وغيره قالا وفد زيد الخيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه وزر بن سدوس النبهاني وقبيصة بن الأسود بن عامر بن جو بن الجرمي ومالك بن حرى المعنى وقيس بن كسفة الطريفي وقيس بن خليف الطريفي وعدة من طي فاناخوا ركابهم بباب المسجد فذكر قصة طويلة وقد تقدم ذلك في ترجمة زيد الخيل موصولا من الاخبار المنثورة لا بن دريد قبيصة بن البراء قال بن منده ذكروه في الصحابة ولا يثبت وروى الطبراني من طريق نعيم بن حماد في كتاب الفتن لنعيم حدثنا بن عبد الوارث حدثنا حماد بن سلمة عن أبي خثيم عن مجاهد عن قبيصة بن البراء قال إذا خسف بأرض كذا وكذا ظهر قوم يخضبون بالسواد لا ينظر الله إليهم قال مجاهد وقد رأيت تلك الأرض التي خسف بها قبيصة بن برمة بموحدة مضمومة أوله وتردد فيه بن حبان هل هو بالموحدة أو المثلثة الأسدي قال البخاري له صحبة يعد في الكوفيين وروى أيضا عن بن مسعود وقال بن السكن يقال له صحبة وقد صحب عبد الله بن مسعود وهو معدود في الكوفيين واخرج حديثه في الأدب المفرد وله رواية أيضا عن المغيرة روى عنه ابنه يزيد وحفيدة عمر بن يزيد بن قبيصة وابن أخيه برمة بن ليث بن برمة وآخرون وذكره بن حبان في الصحابة وقال يقال له صحبة ثم ذكره في التابعين فقال روى عن المغيرة بن شعبة روى عنه سليمان البنائي وقال أبو عمر هو والد يزيد بن قبصة وقد قيل ان حديثه مرسل لأنه يروي عن بن مسعود والمغيرة وكأنه تبع أبا حاتم فان ابنه نقل عنه لا تصح له صحبة (5/226)
<227> قبيصة بن الدمون الحضرمي أخو هميل يأتي مع أخيه قبيصة بن المخارق بن عبد الله بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالي أبو بشر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ولده قطن وكنانة بن نعيم وأبو عثمان النهدي وغيرهم قال البخاري له صحبة ويقال له البجلي وقال بن أبي حاتم بصري من قيس غيلان له صحبة وقال بن حبان له صحبة سكن البصرة وقال خليفة كانت له دار بالبصرة وقال بن الكلبي كان قطن بن قبيصة شريفا وقد ولى سجستان قلت واخرج بن خزيمة من طريق قتادة عن أبي قلابة عن قبيصة البجلي قال ان الشمس انخسفت فذكر حديث النعمان بن بشير ان الله إذا تجلى لشيء من خلقه خضع له فأيهما انخسف فصلوا حتى ينجلي أو يحدث الله أمرا وقال بن خزيمة لا أدري القبيصة البجلي صحبة أم لا قلت وفي الذي وقع عنده من نسبته نظر فكأنه ظن انه آخر وليس كذلك فقد أخرجه من هذا الوجه فقال عن قبيصة بن المخارق الهلالي قال كسفت الشمس ونحن إذ ذاك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فخرج فزعا يجر ثوبه فصلى ركعتين اطالهما الحديث وأخرجه أبو داود من طريق أيوب عن أبي قلابة عن هلال بن عامر عن قبيصة الهلالي قبيصة بن والق التغلبي بمثناة فوقانية وغين معجمة ساكنة ولام مكسورة ثم موحدة ذكرا أبو جعفر الطبري ان له صحبة وشهد له عدوه شبيب الخارجي بذلك فذكر الطبري في حوادث سنة سبع وسبعين عن أبي مخنف قال لما هزم شبيب بن يزيد الخارجي الجيوش دعا الحجاج الأشراف من أهل الكوفة منهم زهرة بن حوية بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد المثناة التحتانية فاستشارهم فيمن يبعث اليه فقالوا له رأيك أفضل فقال قد بعثت الى عتاب بن ورقاء الرياحي فقال زهرة رميتهم بحجرهم والله لا يرجع إليك حتى يظفر أو يقتل وقال له قبيصة بن والق التغلبي اتى مشير عليك برأي فان يكن خطأ فبعد اجتهادي في النصيحة لأمير المؤمنين وللأمير ولعامة السلمين وان يكن صوابا فالله سددني فذكر القصة وان تميم بن الحارث قال وقف علينا عتاب بن ورقاء فقص علينا ثم جلس في القلب ومعه زهرة بن حوية وقال لقبيصة بن والق وكان معه يومئذ على بني تغلب اكفني الميسرة فقال انا شيخ كبير لا أستطيع القيام الا ان أقام فبعث عليهم نعيم بن عليم التغلبي فحمل شبيب وهو على مسناة امام الخندق ففضهم وثبت أصحاب راية قبيصة بن والق فقتلوا وانهزمت الميسرة كلها وتنادى الناس قتل قبيصة فقال شبيب يا معشر المسلمين مثل قبيصة كما قال الله تعالى واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها الآية اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم فاسلم ثم جاء يقاتلكم ثم وقف عليه فقال له ويحك لو ثبت على اسلامك الأول سعدت قبيصة بن وقاص السلمي ويقال الليثي قال البخاري له صحبة يعد في البصريين ونقل بن أبي حاتم عن أبي الوليد الطيالسي يقال ان له صحبة وكذا قال أبو داود في السنن عن احمد بن عبيد عن أبي الوليد وقال محمد بن سعد عن أبي الوليد له صحبة وقال البغوي سكن المدينة وقال الأزدي تفرد بالرواية عنه صالح بن عبيد وقال الذهبي لا يعرف الا بهذا الحديث ولم يقل فيه (5/227)
<228> سمعت فما ثبت له صحبة لجواز الإرسال انتهى وهذا لا يختص بقبيصة بل في الكتاب جمع جم بهذا الوصف ويكفينا في هذا جزم البخاري بان له صحبة فإنه ليس ممن يطلق الكلام لغير معنى قال بن أبي حاتم أدخله أبو زرعة في مسند الصحابة الذين سكنوا البصرة ولا يعرف له غير هذا الحديث الواحد الذي رواه أبو هاشم الزعفراني وقال في روايته عن صالح بن عبيد عن قبيصة بن وقاص وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قلت فذهب بحث الذهبي قبيصة المخزومي يقال هو الذي صنع المنبر ذكره بعض المغاربة كذا في التجريد وقد ذكر ذلك بن فتحون فقال ذكر عمر بن شبة عن محمد بن يحيى هو أبو غسان المدني عن سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب وذكره بن بشكوال في المبهمات قال قرأت بخط أبي مروان بن حبان قال ذكر عبد الله بن حنين الأندلسي عن عبد المطلب يعني بن عبد الله بن حنطب ان الذي عمل المنبر قبيصة المخزومي قلت وكذا ذكره الزبير بن بكار في أخبار المدينة من روايته عن محمد بن الحسن بن زبالة عن سفيان بن حمزة لكنه قدم الصاد على الباء وكذا هو في ذيل بن الاهير على الاستيعاب قبيصة السلمي أحد بني الضربان ذكر الواقدي في كتاب الردة عن عبد الله بن الحارث بن فضيل عن أبيه عن سفيان بن أبي العوجاء ان قبيصة وفد على أبي بكر فأخبره انه هو وقومه لم يرتدوا فامره ان يقاتل بقومه من ارتد من بني سليم فرجع قبيصة وجمع جمعا واوقع بجماعة ممن ارتد فلحقه قبيصة بن الحكم السلمي فطعنه بالرمح فدق صلبه فمات وقال أبو عمر قبيصة السلمي روى عنه عبيد بن طلحة فيه نظر قلت فما أدري هو هذااو غيره أو هو بن وقاص الماضي قريبا القاف بعدها التاء قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف التميمي والد الجون ذكره البغوي في الصحابة وقال لا اعلم له حديثا وقال بن سعد صحب النبي صلى الله عليه وسلم قبل الوفاة وكتب له كتابا بالشبكة موضع بالدهناء قتادة بن أبي أوفى بن موالة بن عتبة بن ملادس بن قتادة بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي والد إياس ذكره بن سعد في الصحابة وقال لا نعلم له حديثا مسندا وقال البغوي قتادة بن أبي أوفى له صحبة وكان لأبيه إياس بالبصرة ذكر بعد موت يزيد بن معاوية وهو الذي تحمل ديات القتلى بين الأزد وغيرهم في تلك الأيام وولى قضاء الري ولا اعرف لقتادة بن أبي أوفى حديثا ويقال ان أم إياس هذا أخت الأحنف بن قيس وقال بن سعد هي الفارعة بنت حميري بن عبادة بن النزال بن مرة من رهط الأحدب قتادة بن ربعي ذكره بن حبان في الصحابة في الأسماء في حرف القاف وقال له صحبة (5/228)
<229> وكان عاملا على مكة وانا أخشى ان يكون أبا قتادة لكن أبو قتادة ما ولى إمرة مكة قتادة بن عباس بموحدة ثم مهملة أو مثناة تحتانية ثم معجمة أبو هاشم الجرشي هو قتادة الرهاوي يأتي قتادة بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب العامري ثم الكلابي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قاله أبو علي الهجري في نوادره قتادة بن القائف الأسدي أسد خزيمة ذكره أبو موسى وقال مضى ذكره في ترجمة حضرمي بن عامر قتادة بن قطبة يأتي في قطبة بن قتادة قتادة بن قيس بن حبشي الصدفي عداده في الصحابة ولا يعرف له رواية شهد فتح مصر وله ذكر وخطة هكذا ذكره بن منده فقال قاله لي بن سعد بن عبد الأعلى انتهى ولم ار في تاريخ أبي سعيد قوله عداده في الصحابة وزاد ان محرس قتادة بالصدف يعرف به وجنان قتادة التي قبلي بركة المعافر تعرف بجنان الحبش قال وبه تعرف أيضا بركة الحبش كأنها نسبت اليه فقيل لها بركة بن حبشي ثم خفف قتادة بن ملحان القيسي قال البخاري وابن حبان له صحبة يعد في البصريين روى همام عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن قتادة بن ملحان عن أبيه وقال أبو الوليد وهم فيه بن سعد فقال عن عبد الملك بن المنهال عن أبيه قلت ومتن الحديث في صوم أيام البيض أخرجه أبو داود من طريق همام أيضا والبغوي واخرج بن شاهين من طريق سليمان التيمي عن حيان بن عمرو قال مسح النبي صلى الله عليه وسلم وآله وجه قتادة بن ملحان ثم كبر فبلى منه كل شيء غير وجهه قال فحضرته عند الوفاة فمرت امرأة فرأيتها في وجهه كما اراها في المرآة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عبد الملك وأبو العلاء بن الشخير ووقع في بعض الطرق عبد الملك بن قدامة بدل قتادة وفي بعضها بن المنهال والأول اصوب قتادة بن موسى الجمحي قال محمد بن سلام الجمحي أخبرني بعض أهل العلم من أهل المدينة ان قتادة هذا هجا حسان بن ثابت بأبيات ونحلها أبا سفيان بن عبد المطلب فذكرها وقال المرزباني مخضرم يعني أدرك الجاهلية والإسلام وعلى هذا فهو صحابي لما ذكر انه لم يبق في حجة الوداع من قريش أحد الا اسلم وشهدها قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأوسي ثم الظفري أخو أبي سعيد الخدري لامه أمهما أنيسة بنت قيس النجاريه مشهور يكنى أبا عمرو الأنصاري يكنونه أبا عبد الله وقيل كنيته أبو عثمان قال البخاري له صحبة وقال خليفة وابن حبان وجماعة شهد بدرا وحكى ابن شاهين عن ابن أبي داود انه أول من دخل المدينة بسورة من القرآن وهي سورة مريم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه اخوه أبو سعيد الخدري وابنه عمر بن قتادة ومحمود بن لبيد (5/229)
<230> وآخرون وأخرج البغوي وأبو يعلى عن يحيى الحماني عن بن العسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن قتادة بن النعمان انه اصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فارادوا ان يقطعوها فقالوا لا حتى نستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأمروه فقال لا ثم دعا به فوضع راحته على حدقته ثم غمزها فكان لا يدري أي عينيه ذهب ومن طريق يعقوب بن محمد لزهري عن إبراهيم بن جعفر عن أبيه عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جده انه سألت عينه على خده يوم بدر فردها فكانت أصح عينيه قال عاصم فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال تلك المكارم لا قعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد ابوالا وجاء من أوجه أخر انها اصيبت يوم أحد أخرجه الدارقطني وابن شاهين من طريق عبد الرحمن بن يحيى العذري عن مالك عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن قتادة بن النعمان انه اصيبت عينه يوم أحد فوقعت على وجنته فردها النبي صلى الله عليه وسلم فكانت أصح عينيه وأخرجه الدارقطني والبيهقي في الدلائل من طريق عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري عن قتادة ان عينه ذهبت يوم أحد فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فردها فاستقامت وساقها بن إسحاق عن عاصم بن قتادة مطولة مرسلة وذكر الواقدي انه كان معه يوم حنين وانه من ظفر واخرج احمد من طريق سعيد بن الحارث عن أبي سلمة عن أبي سعيد في قصة ساعة الجمعة قال هاجت السماء فخرج النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء فبرقت برقة فرأى قتادة بن النعمان فقال ما السرى يا قتادة قال يا رسول الله ان شاهد العشاء قليل فأحببت ان اشهدها قال فإذا صليت فأت فلما انصرف أعطاه العرجون قال خذ هذا فسيضيء لك فإذا دخلت البيت ورأيت سوادا في زاوية البيت فاضربه قبل ان يتكلم فإنه شيطان واخرج هذه القصة الطبراني من وجه آخر وقال انه كان في صورة قنفذ مات في خلافة عمر فصلى عليه ونزل في قبره وعاش خمسا وستين سنة قاله بن أبي حاتم وابن حبان وغيرهما قتادة الرهاوي والد هشام يقال انه الجرشي واسم أبيه عباس كما تقدم قال البخاري له صحبة قال وقال احمد بن أبي الطيب حدثنا قتادة بن الفضل بن عبد الله الرهاوي أخبرني أبي عن عمه هشام بن قتادة عن قتادة قال لما عقد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذت بيده فودعته فقال جعل الله التقوى زادك وغفر ذنبك ووجهك للخير حيثما تكون ورواه البغوي والطبراني من طريق علي بن بحر القطان عن قتادة بن الفضل مثله ورواه أبو بكر بن أبي خيثمة عن علي بن بحر مثله وقال أبو حاتم له صحبة وقال البغوي لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث انتهى وقد أخرجه بن شاهين والطبراني من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد عن قتادة بن الفضل بهذا الإسناد في الأمر بالغسل عند الإسلام وحلق الشعر والاختنان وعند الطبراني بهذا الإسناد حديث آخر وفي فوائد محمد بن أيوب بن الصموت المصري عن أبي أمية الطرسوسي عن احمد بن عبد الملك بالسند المذكور الى هشام بن قتادة عن قتادة بن عباس الجرشي رفعه لا يزال العبد في فسحة من الله ما لم يشرب الخمر الحديث قال بن السكن قتادة الرهاري الجرشي يقال له صحبة مخرج حديثه عن ولده وليس يروي الا من هذا الوجه (5/230)
<231> قتادة الأسدي ذكره جعفر المستغفري في الصحابة روى من طريق بن إسحاق عن أبان بن صالح الأسدي أسد خزيمة قال قلت يا رسول الله عندي ناقة اهديها قال لا تجعلها والها وفي هذا الإسناد انقطاع قتادة أخو عرفطة تقدم ذكره في أوس بن ثابت قتادة والد يزيد ذكره يحيى بن يونس الشيرازي في كتاب المصابيح في الصحابة واخرج من طريق أيوب عن أبي قلابة عن أبي هلال المزني ان يزيد بن قتادة حدث ان رجلا من أهله مات وهو على غير الإسلام قال فورثته أختي دوني وكانت على دينه وان أبي اسلم وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فمات فاحرزت ميراثه وكان نخلا ثم ان أختي أسلمت فخاصمتني في الميراث الى عثمان فحدثه عبد الله بن الأرقم ان عمر قصي ان من اسلم على ميراث قبل ان يقسم فله نصيبه فشاركتني وأخرجه المستغفري من طريق يحيى وكذا أخرجه أبو مسلم الكجي من طريق أيوب وأورده الطبراني من هذا الوجه في ترجمة مرثد بن قتادة وسمى أبا هلال حسان بن ثابت وصحبة قتادة أصرح من صحبة يزيد في هذا الحديث القاف بعدها الثاء قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم أخو عبد الله بن العباس وإخوته أمه أم الفضل قال بن السكن وغيره كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح سماعه منه قال وقال علي كان قثم أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم واخرج البغوي من طريق سماك بن حرب عن قابوس بن مخارق قال قالت أم الفضل للنبي صلى الله عليه وسلم رأيت كأن في بيتي عضوا من اعضائك قال خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما ترضعينه بلبن ابنك قثم فولدت الحسن الحديث فهذا يدل على ان الحسن أصغر من قثم وان الذي قبله يدل على ان سنه كان في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم فوق الثمان وقال أبو بكر البرديجي قيل لا صحبة له وقال بن حبان خرج مع سعيد بن عثمان بن عفان الى سمرقند فاستشهد هناك وولاه على لما استخلف مكة وعزل خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة قاله خليفة قال البخاري في التاريخ قال إسحاق عن روح عن بن جريج عن جعفر بن خالد بن سارة ان أباه أخبره ان عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال له لو رأيتني وقثم بن العباس وعبيد الله بن العباس نلعب إذ مر النبي صلى الله عليه وسلم وآله سلم على دابته فقال ارفعوا هذا الى فحملني امامه ثم قال لقثم ارفعوا هذا الى فحمله وراءه وكان عبيد الله أحب الى العباس فلم يستحي من عمه ان حمل قثما وتركه قلت لعبد الله بن جعفر فما فعل قثم قال استشهد قلت الله ورسوله اعلم بالخبر وجاءت لقثم رواية ذكرها زهير بن معاوية عن أبي إسحاق السبيعي القاف بعدها الدال (5/231)
<232> قداد بن الحدرجان بن مالك اليماني أخو جزء بن الحدرجان تقدم ذكره مع أخيه قدامة بن حاطب بن الحارث الجمحي ذكره بن قانع وأورده من طريق هشام بن زياد عن عبد الملك بن قدامة عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى على عثمان بن مظعون فكبر أربعا قدامة بن عبد الله بن عمارة بن معاوية العامري الكلابي قال البخاري وابن أبي حاتم له صحبة وقال البغوي سكن مكة وله أحاديث منها حديث يعقوب بن محمد الزهري عن عريف بن إبراهيم الثقفي قال حدثنا حميد بن كلاب سمحت عمي قدامة الكلابي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وعليه حلة حبرة قال البغوي لا اعرفه الا من هذا الوجه وقال بن السكن له صحبة ويكنى أبا عبد الله يقال اسلم قديما ولم يهاجر وكان يسكن نجدا ولقي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وذكر الحديث الذي قبله وقال لم يروه الا يعقوب بن محمد قلت وفيه تعقب على قول مسلم والحاكم والازدي وغيرهم ان ايمن تفرد بالرواية عنه ونسبه عبد الرزاق حين روى حديثه عن ايمن بن نابل عنه الى جده فقال عن قدامة بن عمار وقال أبو حاتم كان ينزل ركية من البدو قدامة بن عبد الله بن هجان ذكره عبد الصمد بن سعيد في طبقات أهل حمص وقال نزل حمص وغزا الصائفة مع مصعب بن الزبير وغيره قدامة بن عبد الله البكري قال بن حبان له صحبة عداده في أهل الكوفة وفرق بينه وبين قدامة بن عبد الله العامري ولم أره لغيره وما أظنه الا أحدا وفي التابعين قدامة بن عبد الله البكري نسبه الثوري ومن بعده الى يعلى بن عبيد وهو كوفي قدامة بن مالك بن خارجة بن عمرو بن مالك بن زيد بن سمرة بن الحكم بن سعد العشيرة وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر وكان في مائتين من العظماء وهو والد نعيم الذي كان بدلاص من صعيد مصر قاله بن يونس عن هانئ بن المنذر قال وزعم سعيد بن عفير ان الذي كان بمصر أبوه مالك وانه هو الذي شهد فتح مصر والله اعلم قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي أخو عثمان يكنى أبا عمرو كان أحد السابقين الأولين هاجر الهجرتين وشهد بدرا قال البخاري له صحبة وقال بن السكن يكنى أبا عمرو اسلم قديما وكان تحته صفية بنت الخطاب أخت عمر واخرج احمد من طريق محمد بن إسحاق حدثني عمر بن حسين مولى آل حاطب عن نافع عن بن عمر قال توفي عثمان بن مظعون وترك ابنة له من خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الاوقص السلمية وأوصى الى أخيه قدامة بن مظعون قال عبد الله وهما يعني عثمان قدامة خالاي فمضيت الى قدامة اخطب اليه ابنة عثمان بن مظعون فأجابني ودخل المغيرة بن شعبة على أمها فارغبها في المال فكان رأى الجارية مع أمها فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قدامة فسأله فقال يا رسول الله هي ابنة أخي ولم آل ان اختار لها فقال هي يتيمة (5/232)
<233> ولا تنكح الا بأذنها فانتزعها مني وزوجها المغيرة وأخرجه الدارقطني من هذا الوجه وأخرجه أيضا من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد فقال عن عبد العزيز بن المطلب عن عمر بن حسين وأخرجه أيضا من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن عمر بن حسين ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم وأخرجه بن منده من رواية بن إسحاق عن عمر فقال بن علي بن حسين وزيادة على بين عمر وحسين خطأ وأخرجه يونس بن بكير في زيادات المغازي عن بن إسحاق فلم يذكر بينه وبين نافع أحدا فكأنه سواه لمحمد بن إسحاق وهو عند الحسن بن سفيان في مسنده عن عبيد بن يعيش عن يونس بن بكير والصواب اثبات عمر بن حسين في السند واستعمل عمر قدامة على البحرين في خلافته وله معه قصة قال البخاري حدثنا أبو اليمان أنبأنا شعيب عن الزهري أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة وكان من أكبر بني عدي وكان أبوه شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم ان عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين وكان شهد بدرا وهو خال عبيد الله بن عمر وحفصة كذا اختصره البخاري لكنه موقوف وقد أخرجه عبد الرزاق بطوله قال أنبأنا معمر عن بن شهاب أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة ان عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين وهو خال حفصة وعبد الله ابني عمر فقدم الجارود سيد عبد القيس على عمر من البحرين فقال يا أمير المؤمنين ان قدامة شرب فسكر واني رأيت حدا من حدود الله حقا علي ان ارفعه إليك قال من يشهد معك قال أبو هريرة فدعا أبا هريرة فقال بم تشهد قال لم أره شرب ولكني رأيته سكران بقيء فقال لقد تنطعت في الشهادة ثم كتب الى قدامة ان يقدم عليه من البحرين فقدم فقال الجارود أقم على هذا كتاب الله فقال عمر اخصم أنت أم شهيد فقال شهيد فقال قد اديت شهادتك قال فصمت الجارود ثم غدا على عمر فقال أقم على هذا حد الله فقال عمر ما أراك الا خصما وما شهد معك الا رجل واحد فقال الجارود أنشدك الله فقال عمر لتمسكن لسانك أو لاسوءنك فقال يا عمر ما ذلك بالحق ان يشرب بن عمك الخمر وتسوءني فقال أبو هريرة يا أمير المؤمنين ان كنت تشك في شهادتنا فأرسل الى ابنة الوليد فاسألها وهي امرأة قدامة فأرسل عمر الى هند بنت الوليد ينشدها فأقامت الشهادة على زوجها فقال عمر لقدامة اني حادك فقال لو شربت كما تقول ما كان لكم ان تجدوني فقال عمر لم قال قدامة قال الله عز وجل ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية فقال عمر أخطأت التأويل أنت إذا اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله ثم اقبل عمر على الناس فقال ما ترون في جلد قدامة فقالوا لا نرة ان تجلده ما دام مريضا فسكت على ذلك أياما ثم أصبح وقد عزم على جلده فقال ما ترون في جلد قدامة فقالوا لا نرى ان تجلده ما دام وجعا فقال عمر لان يلقى الله تحت السياط أحب الي من ان ألقاه وهو في عنقي ائتوني بسوط تام فأمر به فجلد فغاضب عمر قدامة وهجرة فحج عمر وحج قدامة وهو مغاضب له فلما قفلا من حجهما ونزل عمر بالسقيا نام فلما استيقظ من نومه قال عجلوا بقدامة فوالله لقد أتاني آت في منامي فقال لي سالم قدامة فإنه أخوك عجلوا على به فلما اتوه أبي ان يأتي فأمر به عمر ان يجروه اليه فكلمه واستغفر له وأخرجها أبو علي بن السكن من طريق علي بن عاصم عن أبي ريحانة عن علقمة الخصي يقول لما قدم الجارود على عمر قال (5/233)
<234> ان قدامة شرب الخمر قال من يشهد معك قال علقمة الخصي قال فأرسل الى عمر فقال أتشهد على قدامة فقلت ان أجزت شهادة خصي قال اما أنت فانا نجيز شهادتك فقلت انا اشهد على قدامة اني رأيته تقيا الخمر قال عمر لم يقئها حتى شربها اخرجوا بن مظعون الى المطهرة فاضربوه الحد فاخرجوه فضرب الحد ووقع لنا بعلو في نسخة أبي موسى عن أبي مسلم الكجي عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن أشعث عن بن سيرين أصل هذه القصة باختصار وسندها منقطع وقال عبد الرزاق أيضا عن بن جريج عن أيوب لم يحد أحد من أهل بدر في الخمر الا قدامة بن مظعون يعني بعد النبي صلى الله عليه وسلم يقال ان قدامة مات سنة ست وثلاثين في خلافة علي وهو بن ثمان وستين سنة وحكى بن جبان فيه قولا آخر فقال يقال انه مات سنة ست وخمسين قدامة بن ملحان تقدم خبره في قتادة ويقال ان قدامة تصحيف ووقع عند النسائي بالوجهين قدامة الثقفي تقدم حديثه في حنظلة قدد بدالين وزن عمر ويقال آخره راء ويقال قدن بفتحتين ونون بن عمار بن مالك بن يقظة بن عصية بن حفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي نسبه بن الكلبي وقال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن شبة كان عاقلا جميلا ولما وفد بنو سليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح سألهم عنه فقالوا مات فترحم عليه قال وقدد الذي يقول عقدت يميني إذ أتيت محمدا بخير يد شدت بحجزة مئزر وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه فاعطيته كف امرئ غير معسر وان امرأ فارقته عند يثرب لخير نصيح من معد وحمير واخرج بن شاهين من طريق المدائني عن رجال منهم أبو معشر عن يزيد بن رومان وعن غيره لما قدم بنو سليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح بقديد وهم سبعمائة ويقال ألف فقال الناس ما قدموا الا لأجل الغنائم وفقد النبي صلى الله عليه وسلم منهم غلاما كان قد قدم قبل ذلك فقال ما فعل الغلام الحسان الطليق اللسان الصادق الإيمان قالوا ذاك قدد بن عمار توفي فترحم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه واخرج بن شاهين أيضا من طريق هشام بن الكلبي حدثني رجل من بني سليم ثم من بني الشريد قال وفد رجل منا يقال له قدد بن عمار على النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم وعاهده على ان يأتيه بألف من بني سليم على الخيل وقال في ذلك شددت يميني إذا أتيت محمدا بخير يد شدت بحجزة مئزر وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه فاعطيته كف امرئ غير معسر وان امرأ فارقته عند يثرب لخير نصيح من معد وحمير ثم اتى قومه فأخبرهم الخبر فخرج معه تسعمائة فاقبل بهم يريد النبي صلى الله عليه وسلم فنزل به الموت فاوصى الى ثلاثة رهط من قومه منهم عباس بن مرداس وأمره على ثلاثمائة والاخنس بن يزيد على (5/234)
<235> ثلاثمائة وحبان بن الحكم على ثلاثمائة وقال امضوا العهد الذي في عنقي فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بموته وخبره فقال أين تكملة الألف فقالوا خلفها بالحي مخافة حرب كانت بيننا وبين بني كنانة فقال ابعثوا إليهم فإنه لا يأتيكم العام شيء تكرهونه فاتوه بالعدة عليهم المقنع بن مالك بن أمية وفي ذلك يقول عباس بن مرداس في المقنع القائد المائة التي وفى بها تسع المئين فتم الفا افرعا قديم بالتصغير خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم المقدام بن معد يكرب فقال يا قديم صح ذلك من حديثه عند أبي داود وغيره وهي نظير قوله لاسامة يا اسيم القاف بعدها الراء قردة بن نفاثة بنون مضمومة وفاء خفيفة وبعد الألف مثلثة السلولي بن عمرو بن ثوابة بن عبد الله بن تميمة بن عمرو بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ومرة أخو عامر بن صعصعة الذي ينسب اليه بنو عامر واما بنو مرة فنسبوا الى امهم سلول بنت ذهل بن شيبان ذكره بن السكن وابن شاهين وأبو عمر في القاف وكذلك أبو الفتح الأزدي وغيره وبه جزم بن الكلبي وابن سعد وأبو حاتم السجستاني والمرزباني وغيرهم وذكره بن منده في الفاء فقال فروة والأول أقوى وعكس ذلك أبو الفتح الازدري وابن شاهين فذكراه في القاف وهو تصحيف وانما هو فروة بالفاء والواو قلت فروة الذي تقدم غير هذا ذاك جذامي وهذا سلولي فاني يجتمعان وقد عجبت من تقرير بن الأثير كلام أبي موسى مع تحققه بمعرفة الأنساب من ان فروة الذي أشار اليه لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم وانما اسلم في حياته فقتلته الروم من أجل ذلك وقد تقدم ذلك في فروة بن عامر الجذامي في القسم الثالث فان أحد ما قيل في اسم أبيه نفاثة كما تقدم في ترجمته واضحا قال أبو حاتم السجستاني في المعمرين قالوا انه عاش مائة وأربعين سنة وأدرك الإسلام فاسلم وقال بن سعد والمرزباني وفد على النبي صلى الله عليه وسلم واخرج بن شاهين وابن السكن بسند واحد الى عمر بن ثوابة بن تميمة بن قردة بن نفاثة حدثني أبي عن أبيه عن جده قردة بن نفاثة انه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعه فقال اسمع مني يا رسول الله فأنشده بان الشباب فلم احفل به بالا واقبل الشيب والإسلام اقبالا وقد أروى نديمي من مشعشعة وقد اقلب اوراكا واكفالا فالحمد لله إذ لم يأتي اجلى حتى اكتسيت من الإسلام سربالا وساق تمام القصيدة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي عرفك فضل الإسلام وجعلك من أهله قال المرزباني ويروى ان البيت الذي أوله فالحمد لله من شعر لبيد بن ربيعة وانه لم يقل في الإسلام غيره قلت يحتمل ان يكون الخاطران تواردا ويؤيده ان المنسوب للبيد حتى تسربلت (5/235)
<236> بالإسلام وقال بن عبد البر عاش قردة مائة وخمسين سنة وهو القائل أصبحت شيخا أرى الشخصين أربعة والشخص شخصين لما مسنى الكبر وكنت امشي على الساقين معتدلا فصرت أمشي على ما ينبت الشجر وكان قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة من بني سلول فأسلموا فأمره عليهم قردة بن معاوية أورده أبو موسى في الذيل وقال هو الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يأذن له في الربا ذكره بن أبي الفرج المديني مذاكرة قرط بن جرير جد جرير بن عبد الحميد المحدث المشهور شيوخ شيروخ الأئمة الستة ذكره بن شاهين وأورد له عن احمد بن محمد بن مسعدة عن احمد بن مسعود الأنطاكي عن محمد بن قدامة عن جرير بن عبد الحميد حدثني أبي عن أبيه عبد الله بن قرط عن جده قرط بن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لامتي في بكورها وأورد له حديثا آخر وليس في واحد منهما تصريح بسماعه ولا بوفادته قرط بن ربيعة الذماري ذكره أبو موسى في الذيل واخرج من طريق أبي احمد العسال عن إسحاق بن عثمان بن خرزاذ عن محمد بن يونس هو الكديمي حدثنا قدامة بن عائذ بن قرط بذمار اني سمعت أبي يحدث عن أبيه قرط بن ربيعة وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت صفه لي فقال رأيته مفلج الثنايا قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي ينظر في ترجمة ابنته فاخته زوج معاوية في كتاب النساء قرظة بفتحتين وظاء مشالة بن كعب بن ثعلبة بن عمرو بن كعب بن الاطنابة الأنصاري الخزرجي ويقال قرظة بن عمرو بن كعب بن عمرو بن عائذ بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج هكذا نسبه بن الكلبي وغيره قال البخاري له صحبة وقال البغوي سكن الكوفة وقال بن سعد أمه خليدة بنت ثابت بن سنان وهو أخو عبد الله بن أنيس لامه وشهد قرظة أحدا وما بعدها وكان ممن وجهه عمر الى الكوفة يفقه الناس وقال بن السكن يكنى أبا عمرو وقال بن أبي حاتم يقال له صحبة سكن الكوفة وابتنى بها دارا وكنيته أبو عمر ومات في خلافة علي فصلى عليه روى عنه عامر بن سعد والشعبي وسعد بن إبراهيم وروايته عنه مرسلة وقال بن حبان له صحبة سكن الكوفة وحديثه عند الشعبي وذكر في وفاته ما تقدم وفيه نظر لما ثبت في صحيح من طريق علي بن ربيعة قال أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب فقال المغيرة بن شعبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة وهذا يقتضى ان يكون قرظة مات في خلافة معاوية حين كان المغيرة على الكوفة لان المغيرة كان في مدة الاختلاف بين علي ومعاوية مقيما بالطائف فقدم بعد موت علي فولاه معاوية الكوفة بعد ان اسلم له الحسن الخلافة وبذلك جزم بن سعد وقال مات بالكوفة والمغيرة وال عليها وكذا قال بن السكن وزاد وهو (5/236)
<237> الذي قتل بن النواحة صاحب مسيلمة في ولاية بن مسعود بالكوفة وفتح الري سنة ثلاث وعشرين وأسند ما تقدم في خلافة على عن علي بن المديني ووقع التصريح بان المغيرة كان يومئذ أمير الكوفة في رواية لمسلم وفي رواية الترمذي فجاء المغيرة فصعد النبر فحمد الله واثنى عليه وقال ما بال النوح في الإسلام ثم ذكر الحديث وفي كتاب العلم من صحيح البخاري ما يدل على ان المغيرة مات وهو أمير الكوفة في خلافة معاوية قرة بن اشقر الجذامي ثم الضبابي الغفاري ذكره بن إسحاق فيمن كان مع زيد بن حارثة في غزوة بني جذام من أرض حسمي وذكره أيضا فيمن اسلم من بني الصبيب وذكر انه قائل الرهط الذين خرجوا على دحية الكلبي وكان فيهم النعمان بن أبي جعال فرماه قرة فأصاب ركبته وقال خذها وانا بن ليثي قال الرشاطي ضبط عن بن إسحاق بالضاد والزاي المعجمتين وذكره بن حبان بالضاد والراء المهملتين قرة بن الأغر في الذي بعده قرة بن إياس بن هلال بن رياب المزني جد إياس بن معاوية القاضي قال البخاري وابن السكن له صحبة روى عنه ابنه معاوية قال بن أبي حاتم ويقال له قرة بن الأغر بن رياب وذكره بن سعد في طبقة من شهد الخندق وقال أبو عمر قتل في حرب الازارقة في زمن معاوية وأرخه خليفة سنة أربع وستين فيكون معاوية المذكور هو بن يزيد بن معاوية واخرج البغوي وابن السكن من طريق عروة بن عبد الله بن قشير حدثني معاوية بن قرة عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من مزينة فبايعناه وانه لمطلق الإزار الحديث قال البغوي غريب لا اعلم رواه غير زهير عن عروة واخرج البخاري في التاريخ من طريق جرير بن حازم عن معاوية بن قرة قال خرجنا مع بن عبيس بمهملتين وموحدة مصغرا في عشرين الفا وكانت الحرورية في خمسمائة فقتل أبي فحملت على قاتل أبي فقتلته قلت وابن عبيس المذكور هو عبد الرحمن بن عبيس بن كريز بن ربيعة بن عبد شمس وكان أمير الجيش وقتل هو وأخوه مسلم في ذلك اليوم قرة بن حصين بن فضالة بن الحارث بن زهير العبسي أحد الوفد التسعة الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا قاله أبو عمر قلت وذكره الباوردي والطبراني فيمن اسمه مرة بالميم بدل القاف وقد ذكرت أسماء التسعة في ترجمة الحارث بن الربيع بن زياد قرة بن دعموص بن ربيعة بن عوف بن معاوية بن قريع بن الحارث بن نمير بن عامر العامري ثم النميري قال البخاري وابن السكن له صحبة يعد في البصريين وقال بن الكلبي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى بني هلال يدعوهم الى الإسلام فقتلوه واخرج أبو مسلم الكجي في السنن والحارث بن أبي أسامة في المسند من طريق جرير بن حازم قال رأيت في مجلس أيوب أعرابيا عليه جبة من صوف فلما رأى القوم يتحدثون قال أخبرني مولاي قرة بن دعموص قال أتيت المدينة فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قاعد وحوله اصحابه فأردت ان ادنو منه فلم استطع ان ادنو فقلت يا رسول الله استغفر (5/237)
<238> للغلام النميري قال غفر الله لك قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحاك ساعيا فجاء بابل جلة فقال اتيتهم فاخذت جلة أموالهم ارددها عليهم وخذ صدقاتهم من مواشي أموالهم وأخرجه احمد من هذا الوجه وأخرجه الباوردي من طريق عبد ربه بن خالد بن عبد الملك بن شريك النميري امام مسجد بني نمير سمعت أبي يذكر عن عائذ بن ربيعة القريعي عن عباد بن زيد عن قرة بن دعموص قال لما جاء الإسلام انطلق زيد بن معاوية وابنا أخيه قرة بن دعموص والحجاج بن فقال قرة يا رسول الله ان دية أبي عند هذا يعني زيدا فقال اكذاك يا زيد قال نعم ورواه عمر بن شبة من رواية يزيد بن عبد الملك بن شريك لم يذكره عباد زيد في السند وزاد انه كام معهم قيس بن عاصم وأبو زهير بن أسد بن جعونة ويزيد بن نمير ورواه البخاري في تاريخه من طريق فضيل بن سليمان عن عائذ بن ربيعة بن قيس حدثني جدي قرة بن دعموص فذكر بعضه وأخرجه بن منده من هذا الوجه وفيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع اعهد اليكم ان تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة أخرجه أبو نعيم من طريق دلهم بن دهثم العجلي عن عائذ بن ربيعة النميري عن قرة بن دعموص انهم وفدوا الى النبي صلى الله عليه وسلم قرة وقيس بن عاصم وأبو وهب أسد بن جعونة ومرثد بن عمرو الحديث واخرج أبو نعيم من طريق دلهم بهذا السند عن قرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم مال المسلم ودمه وقال بن حبان عداده في البصريين اتى النبي صلى الله عليه وسلم هو وعمه فسألاه عن الدية قرة بن عقبة بن قرة الأنصاري حليف بني عبد الأشهل ذكره بن شاهين وقال استشهد بأحد وكذا قال أبو عمر قرة بن أبي قرة وقع ذكره في نسخة هدبه بن خالد جمع البغوي قال البغوي حدثنا هدبة بن خالد حدثنا أبان هو بن يزيد حدثنا يحيى بن أبي كثير ان قرة بن أبي قرة حدثه انه رأى رجلا يصلى بعد العصر فزجره وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة بعد العصر قلت أظنه سقط بين يحيى وبين قرة رجل لان هذا صرح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي لا محالة وقد اغفل البغوي ذكره في معجم الصحابة وكذلك اتباعه الذين صنفوا في ذلك ذلك كابن السكن وابن شاهين وذكره الذهبي في التجريد فنقل عن تصريح قرة بالسماع فقال ما نصه قرة بن أبي قرة روى عنه يحيى بن أبي كثير فهو تابعي وانما قال ذلك لان يحيى لم يلق أحدا من الصحابة وكان كثير الإرسال والتدليس والله اعلم قرة بن هبيرة بن عامر بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثم القشيري قال البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وابن السكن وابن منده له صحبة قال أبو عمر هو جد الصمة الشاعر واحد الوجوه من الوفود وروى بن أبي عاصم وابن شاهين من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا شيخ بالساحل عن رجل من بني قشير يقال له قرة بن هبيرة انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له انه كان لنا ربات وارباب نعبدهن من دون الله فبعثك الله فدعوناهن فلم يجبن وسألناهن (5/238)
<239> فلم بعطين وجئناك فهدانا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افلح من رزق لبا فقال يا رسول الله اكسى ثوبين قد لبستهما فكساه فلما كان بالموقف من عرفات قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعد على ما قلت فأعاد عليه فقال قد افلح من رزق لبا مرتين في إسناده هذا الشيخ الذي لم يسم وقد علقه البخاري من وجه آخر عن زيد بن يزيد بن جابر أخبرني شيخ بالساحل عن رجل من بني قشير يقال له قرة بن هبيرة وقال بن أبي حاتم روى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن شيخ لقيه بالساحل عنه روى عنه سعيد بن نشيط مرسلا قلت وهذا رواه بن أبي داود والبغوي وابن شاهين من طريق الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن نشيط ان قرة بن هبيرة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاما كان في حجة الوداع ونظر اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقة قصيرة فقال يا قرة كيف قلت حيث لقيتني فذكره وزاد فيه ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص الى البحرين وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو هناك قال بن السكن روى عنه حديث مرسل من رواية أهل مصر ثم ذكره وقال في آخره ثم ذكر حديث مسيلمة الكذاب بطوله ثم قال لم يرو أحد عن قرة غير هذا قلت وقصة مسيلمة أوردها بن شاهين متصلة بالخبر المذكور وزاد قال عمرو يعني بن العاص فمررت بمسيلمة فاعطاني الأمان ثم قال ان محمدا أرسل في جسيم الأمر وارسلت في المحقرات فقلت اعرض على ما تقول فذكر كلامه وفيه فقال عمرو فقلت والله انك لتعلم انك من الكاذبين فتوعدني فقال لي قرة بن هبيرة ما فعل صاحبكم فقلت ان الله اختار له ما عنده فقال لا اصدق أحدا منكم بعد قال ثم لقيته بعد ذلك وقد امنه أبو بكر وكتب معه أن أد الصدقة فقلت له ما حملك على ما قلت قال كان لي مال وولد فتخوفت من مسيلمة وانما أردت اني لا اصدق من يقول بعده انه رسول الله وذكر المرزباني انه شهد يوم شعب جبلة قال وكان قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بسبع عشرة سنة وعاش الى ان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده حباها رسول الله إذا نزلت به فامكنها من نائل غير مفقد فأضحت بروض الخضر وهي حثيثة وقد انجحت حاجتها من محمد قلت وأورد بن شاهين هذه القصة من طريق المدائني عن رجاله وهي عند بن الكلبي مثله وذكرها بن سعد وزاد بعد البيتين عليها بني لا يردف الذم رحله تروك لأمر العاجز المتردد وذكر في كتاب الردة انه ارتد مع من ارتد من بني قشير ثم أسره خالد بن الوليد وبعث به موثقا الى أبي بكر فاعتذر عن ارتداده بأنه كان له مال وولد فخاف عليهم ولم يرتد في الباطن فاطلق ووقع عند بن حبان قرة بن هبيرة القرشي العامري له صحبة وأظن قوله القرشي تصحيفا من القشيري وقد تقدم ذلك قريبا مبسوطا وهو الجد الأعلى للصمة بن عبد الله بن الطفيل بن قرة بن هبيرة شاعر مشهور في دولة بني أمية وهو القائل وأذكر أيام الحمى ثم انثنى على كبدي من خشية ان تصدعا (5/239)
<240> فليست عشيات الحمى برواجع عليك ولكن خل عينيك تدمعا القاف بعدها الزاي قزعة بزاي وعين مهملة وفتحتين بن كعب ذكره عبدان في الصحابة ولم يورد له شيئا قاله أبو موسى قلت وانا أخشى ان يكون هو قرظة بن كعب فصحف قزمان بن الحارث حليف بني ظفر صاحب القصة يوم أحد قيل مات كافرا فان في بعض طرق قصته انه صرح بالكفر وهذا مبنى على ان القصة واحدة وقعت لواحد وقيل انها تعددت قال بن قتيبة في المعارف قتل نفسه وكان منافقا وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وذكر بن إسحاق والواقدي قصته وانه كان عزيزا في بني ظفر وكان لا يدري من أين أصله قال الواقدي وكان حافظا لبني ظفر ومحبا لهم وكان مقلا لا ولد له ولا زوجة وكان شجاعا يعرف بذلك في حروبهم التي كانت بين الأوس والخزرج فلما كان يوم أحد قاتل قتالا شديدا فقتل ستة أو سبعة حتى أصابته الجراحة فقيل له هنيئا لك بالجنة يا أبا الغيداق قال جنة من حرمل والله ما قاتلنا الا على الاحساب وقيل انه قتل نفسه وقيل بل مات من الجراح ولم يقتل نفسه وفي صحيح البخاري من رواية أبي حازم عن سهل بن سعد ان النبي صلى الله عليه وسلم التقي هو والمشركون فذكر الحديث وفيه وفي أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع شاذة ولا فاذة الا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا ما اجزأ عنا أحد كما اجزأ فلان فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما انه من أهل النار فقال رجل من القوم انا اصاحبه فخرج معه قال فجرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه الحديث وفي آخره ان الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار القاف بعدها السين قسامة بن حنظلة الطائي له وفادة وقال بن منده له ذكر في حديث طلحة قلت وأظنه والد الجرباء بنت قسامة التي تزوجها طلحة بن عبيد الله أحد العشرة فولدت له إسحاق وكانت في غاية الجمال فكانت لا تقف معها امرأة الا استقبحت فكن يتجنبن الوقوف معها فسميت الجرباء لذلك ويقال اسم أبيه رومان القاف بعدها الشين (5/240)
<241> قشير قيل هو اسم أبي إسرائيل الذي نذر ان يحج مشهور بكنيته ذكره البغوي وقال أبو علي بن السكن له صحبة حدثني محمد بن يزيد الخراساني حدثنا علي بن الحسن حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن كريب عن أبيه عن بن عباس قال نذر أبو إسرائيل قشير ان يقوم ولا يقعد ولا يستظل مولا يتكلم فاتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقعد واستظل وتكلم قال أبو علي لا يعرف الا من هذا الوجه وسيأتي في الكنى غير مسمى قشير غير منسوب قال الزبير بن بكار في أخبار المدينة حدثني محمد بن الحسن بن زبالة عن إبراهيم بن جعفر عن قشير بن عبد الله بن قشير عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان إبراهيم حرم مكة واني احرم ما بين لابتيها القاف بعدها الصاد قصيل بن ظالم بن خزيمة بن عمرو بن جرير بن مخضب بن جبير بن لبيد بن سنبس الطائي وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن الكلبي والطبراني واستدركه بن فتحون قال الرشاطي كذا ذكره في حرف القاف وبعدها صاد والذي عندي انه بالضاد المعجمة قصيبة تقدم في قبيصة وانه هو الذي عمل المنبر قصي بن عمرو وقيل بن أبي عمرو الحميري أخو الضحاك له ذكر في كتاب العلاء بن الحضرمي انه استشهد فيه تقدم ذكره في ترجمة شبيب قضاعى بن عامر وقيل بن عمرو الدئلي ويقال العذري قال سيف في الفتوح كان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على بني أسد وقال أبو عبيد القاسم بن سلام حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن بن سراقة ان خالد بن الوليد كتب لأهل دمشق هذا كتاب من خالد بن الوليد لأهل دمشق اني امنتهم على دمائهم وأموالهم وكنائسهم وفي آخره شهد أبو عبيدة وشرحبيل بن حسنة وقضاعي بن عامر وكتب سنة ثلاث عشرة وقال بن عساكر شهد فتح دمشق وكان أحد الشهود في كتاب صلحها كأنه يشير الى هذا وقال الطبراني هو أول من كتب الى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بأمر أهل الردة قضاعي بن عمرو فرق بن الأثير بينه وبين قضاعى بن عامر وقال ذكره بن الدباغ قلت وكذا بن الأمين وروى سيف بن عمر في كتاب الردة عن سعيد بن عبيد عن حريث بن المعلى ان قضاعي بن عمرو كان على بني الحارث وعن بدر بن الخليل عن عبد الرحمن بن زياد بن حدير قال رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع واستعمل على بني أسد سنان بن أبي سنان وقضاعي بن عمرو ومضى في ترجمة قضاعي بن عامر عن سيف انه قال كان قضاعي بن عمرو عامل النبي صلى الله عليه وسلم على بني أسد فهذا قد يؤخذ منه انهما واحد مع احتمال التعدد القاف بعدها الطاء (5/241)
<242> قطبة بن حريز بفتح المهملة وآخره زاي منقوطة يأتي في قطبة بن قتادة قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي يكنى أبا زيد ذكروه فيمن شهد بدرا والعقبة والمشاهد وكانت معه راية بني سلمة يوم الفتح وقال أبو حاتم الرازي له صحبة يكنى أبا زيد روى أبو الشيخ في تفسيره عن أبي يحيى الرازي عن سهل بن عثمان عن عبيدة بن حميد عن الأعمش عن أبي سفيان قال كانت الخمس من قريش تدخل من أبواب البيوت وكانت الأنصار يدخلونها من ظهورها فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان ومعه أناس من اصحابه فخرج من البستان ومعه قطبة بن عامر فقال أناس يا رسول الله ان قطبة رجل فاجر قال وما ذاك فأخبره فقال يا رسول الله انك خرجت فخرجت قال فاني احمسي قال قطبة ديني دينك قال الله وليس البر بأن تاتوا البيوت من ظهورها قال أبو الشيخ رواه غيره عن سهل بن عثمان فذكر في السند جابرا يعني وصله قلت وكذا أخرجه بن خزيمة في صحيحه والحاكم من وجهين آخرين عن الأعمش ورواه بن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس نحوه ذكره أبو نعيم وقد تقدم نحو هذه القصة لرفاعة فلعلها تعددت قال البغوي لا اعلم لقطبة بن عامر حديثا وقال بن أبي حاتم عن أبيه توفي قطبة في خلافة عمر وقال بن حبان بدري مات في خلافة عثمان قطبة بن عبد بن عمرو بن مسعود بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري ذكره بن إسحاق وغيره فيمن قتل ببئر معونة شهيدا قطبة بن قتادة بن جرير السدوسي أبو الحويصلة قال البخاري له صحبة وقال بن حبان اتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه وروى الحسن بن سفيان في مسنده عن شباب عن عون بن كهمس عن عمران بن حدير قال حدثنا رجل منا يقال له مقاتل عن قطبة بن قتادة السدوسي قال قلت يا رسول الله ابسط يدك أبايعك على نفسي وعلى ابنتي الحويصلة قال وحمل علينا خالد بن الوليد في خيله فقلنا انا مسلمون فتركنا وغزونا معه الأبلة فقسمناها بايدينا وذكره البخاري عن شباب وهو خليفة بن خياط مختصرا وأخرجه الدارقطني في المؤتلف والمختلف من طريق مالك بن عبد الواحد عن عون فقال فيه حدثنا عمران حدثني مقاتل بن معدان قال اتى قطبة بن حريز رسول الله صلى الله عيه وآله وسلم فقال أبايعك على نفسي وعلى ابنتي الحويصلة وبها كان يكنى اشهد انك رسول الله وضبط أباه بفتح المهملة وآخره زاي وضبطه بعضهم بضم الجيم وفتح الزاي بعدها مثناة تحتانية ثقيلة وقال بن أبي حاتم قطبة بن حريز اتى النبي صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا الحويصلة وهو أول من فتح الأبلة روى ذلك من طريق عون بن كهمس عن عمران بن حدير عن معاذ بن معدان ثم قال قطبة بن قتادة السدوسي روى عن رجل يقال له مقاتل كذا جعله اثنين فوهم وصحف مقاتلا فجعله معاذا وتبعه بن عبد البر في التفرقة بينهما وصحف اسم أبيه أيضا قال أبو عمر قطبة بن قتادة هو الذي استخلفه خالد بن الوليد على البصرة لما سارالى السواد (5/242)
<243> قطبة بن قتادة العذري ذكره بن إسحاق فيمن شهد مؤتة وأنشد له فيها شعرا وجوز بن الأثير ان يكون هو قطبة بن قتادة السدوسي وفيه بعد وقد قال بن إسحاق فالتقى الناس عند قرية يقال لها مؤتة وجعل المسلمون على ميمنتهم رجلا من بني عذرة يقال له قطبة بن قتادة وذكر الواقدي بسند له الى كعب بن مالك عن نفر من قومه قال لما انكشف الناس جعل قطبة بن قتادة يصيح يا قوم يقتل الرجل مقبلا خير من ان يقتل مدبرا جعل قطبة بن قتادة يصيح يا قوم يقتل الرجل مقبلا خير من ان يقتل مدبرا وأنشد له شعرا قاله يفتخر بقتله بمشهد القوم وذكر بن الكلبي هذه القصة نحو هذا لكن قال فقال قتادة بن قطبة وأنشد له الشعر المذكور قطبة بن مالك الثعلبي بمثلثة ومهملة من بني ثعلبة بن ذبيان ولذلك يقال له الذيباني وهو عم زياد بن علاقة وقال البخاري وابن أبي حاتم له صحبة وقال بن حبان هو من بني ثعلبة بن يربوع التميمي وهو عم زياد بن علاقة سكن الكوفة وقال ان السكن معدود في الكوفيين والصحيح انه ذيباني لا تميمي وذكر بن السكن عن بن عقدة انه قال هو ثعلى بضم المثلثة وفتح العين من ثعل قبيلة من طي مشهورة وقال بن السكن والناس يخالفونه ويقولون الثعلبي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زيد بن أرقم وحديثه في الصحيح صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فقرأ والنخل باسقات الحديث روى عنه بن أخيه زياد وذكر مسلم وغير واحد انه تفرد بالرواية عن قطبة لكن أفاد المزي ان الحجاج بن أيوب مولى بني ثعلبة روى عنه وظفرت له براو ثالث ذكره على بن المديني في العلل وهو عبد الملك بن عمير وهو ممن اخرج لهم مسلم في الصحابة دون البخاري قطن بن حارثة العليمي من بني عليم بن جناب بن كلب قال المرزباني في معجم الشعراء وفد مع قومه على النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم وأنشد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله رأيتك يا خير البرية كلها نبت نضارا في الارومة من كعب أغر كأن البدر سنة وجهه إذا ما بدا للناس في حلل العصب أقمت سبيل الحق بعد اعوجاجها ورشت اليتامى في السقاية والجدب قال فروى ان النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه خيرا وكتب له كتابا وقال هشام بن الكلبي حدثني أبي عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب مع قطر بن حارثة كتابا وذكره بن قتيبة في كتاب غريب الحديث من هذا الوجه وزاد فيه شهد بذلك سعد بن عبادة وعبد الله بن أنيس وغيرهما وكتب ثابت بن قيس بن شماس قال أبو عمر حديثه كثير الغريب من رواية بن شهاب عن عروة قال وابن سعد يقول حارثة بن قطن بعني بدل قطن بن حارثة قطن بن الحارث بن حزن الهلالي أخو ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تزوج العباس بن عبد المطلب ابنته الفرعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له ابنه عبيد الله وله رؤية وقد تقدم بيان ما أدرك من الحياة النبوية في ترجمته وقد اسلم الحارث والد قطن فهذا مشعر بأن لقطن صحبة وكذا اخوه السائب كما تقدم في ترجمته (5/243)
<244> قطن بن عبد العزي الخزاعي وقع ذكره عند احمد من مسند بن هريرة في حديث فيه ذكر الدجال فقال في رواية من طريق المسعودي فقال قطن يا رسول الله ايضرني شبهه قال لا أنت مسلم وهو كافر والمسعودي اختلط والمحفوظ ان القصة لعبد العزي بن قطن وهو عند البخاري وفي بعض طرقه عنده قال الزهري وهو رجل من خزاعة وفي لفظ بني المصطلق هلك في الجاهلية والمحفوظ ان الذي قال ايضرني شبهه كلثوم والمراد بالمشبهه عمرو بن لحى الخزاعي كما في كلثوم القاف بعدها العين القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي قال البخاري له صحبة وحديثه عند عبد الله بن سعيد المقبري ولا يصح ويقال القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد وكذا ذكر بن أبي حاتم عن أبيه وروى البغوي وابن شاهين والطبراني من طريق عبد الله بن سعيد بن سعيد المقبري عن أبيه عن القعقاع بن أبي حدرد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة قال الطبراني لا يروي عن القعقاع الا بهذا الإسناد تفرج به صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد وقال بن السكن ذكره بعضهم وانه من الصحابة ولم يثبت والمشهور بالصحبة والده عبد الله بن أبي حدرد قلت ولأبي عمر فيه وهم يأتي بيانه في القسم الأخير القعقاع بن عمرو التميمي أخو عاصم كان من الشجعان الفرسان قيل ان أبا بكر الصديق كان يقول لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل وله في قتال الفرس بالقادسية وغيرها بلاء عظيم ذكر ذلك سيف بن عمر في الفتوح وقال سيف عن عمرو بن تمام عن أبيه عن القعقاع بن عمرو قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعددت للجهاد قلت طاعة الله ورسوله والخيل قال تلك الغاية وأنشد سيف للقعقاع ولقد شهدت البرق برق تهامة يهدي المناقب راكبا لغبار في جند سيف الله سيف محمد والسابقين لسنة الأحرار قال سيف قالوا كتب عمر الى سعد أي فارس كان افرس في القادسية قال فكتب اليه اني لم ار مثل القعقاع بن عمرو حمل في يوم ثلاثين حملة يقتل في كل حملة بطلا وقال بن أبي حاتم قعقاع بن عمرو قال شهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه سيف بن عمر عن عمرو بن تمام عن أبيه عنه وسيف متروك فبطل الحديث وانما ذكرناه للمعرفة قلت أخرجه بن السكن من طريق إبراهيم بن سعد عن سيف بن عمر عن عمرو عن أبيه عن القعقاع بن عمرو قال شهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلينا الظهر جاء رجل حتى قام في المسجد فأخبر بعضهم ان الأنصار قد اجمعوا ان يولوا سعدا يعني بن عبادة ويتركوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوحش المهاجرون ذلك قال بن السكن سيف بن عمر ضعيف ويقال هو القعقاع بن عمرو بن معبد التميمي وقال بن (5/244)
<245> عساكر يقال ان له صحبة كان أحد فرسان العرب وشعرائهم شهد فتح دمشق وأكثر فتوح العراق وله في ذلك اشعار موافقة مشهورة وذكر سيف عن محمد وطلحة انه كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وانه كان على كردوس في فتح اليرموك وهو القائل ويدفعون قعقاعا لكل كريهة فيجيب قعقاع دعاء الهاتف في أبيات وقال غيره استمد خالد أبا بكر لما حاصر الحيرة فامده بالقعقاع بن عمرو وقال لا يهزم جيش فيه مثله وهو الذي غنم في فتح المدائن ادراع كسرى وكان فيها درع هرقل ودرع لخاقان ودرع للنعمان وسيفه وسيف كسرى فارسلها سعد الى عمر وذكر سيف بسند له عن عائشة أنه قطع مشفر الفيل الأعظم فكان هزمهم القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي قال بن حبان له صحبة قلت ثبت ذكره في صحيح البخاري من طريق بن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني تميم فقال أبو بكر أمر القعقاع بن معبد بن زرارة وقال عمر بل أمر الأقرع وهذا مما يقتضي الجزم بصحة صحبته ورواه البغوي من طريق عبد الجبار بن الورد عن بن أبي مليكة قال لما قدم وفد بني تميم قال أبو بكر استعمل القعقاع بن زرارة وقال عمر استعمل الأقرع فذكر الحديث فنسب القعقاع في هذه الرواية لجده وحكى بن التين في شرحه ان القعقاع كانت فيه رقة فلذلك اختاره أبو بكر وعند البغوي بسند صحيح عن كثير بن العباس بن عبد المطلب عن أبيه قال لما كان يوم حنين بعث النبي صلى الله عليه وسلم القعقاع يأتيه بالخبر فذكر قصة وقال هشام بن الكلبي كان يقال للقعقاع تيار الفرات لسخائه ومن ولده نعيم بن القعقاع قعين بن خالد الطريفي ذكر الرشاطي انه وفد مع زيد الخيل وغيره على النبي صلى الله عليه وسلم قال ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون قلت وقد تقدم في ترجمة زيد الخيل منقولا من الاخبار لابن دريد وقد تقدم قريبا في ترجمة قبيصة بن الأسود من رواية أبي الفرج الأصبهاني عن بن الكلبي ليس فيه لقعين ذكر القاف بعدها الفاء قفير غلام النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بن شاهين في الصحابة واخرج هو وأبو عوانة من طريق زهير بن محمد عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم غلام اسمه قفيز وأخرجه بن منده وقال تفرد به محمد بن سليمان الحراني عن زهير قلت وهو ضعيف وفي شيخه مقال وهو من زيادات أبي عوانة عن مسلم وقد ضبطه عبد الغني بن سعيد بقاف وفاء آخره زاي بوزن عظيم القاف بعدها اللام (5/245)
<246> ققليب غير منسوب ووقع ذكره في تفسير محمد بن سعيد العوفي عن أبيه عن عمه عن أبيه عن جده عطية بن سعد عن بن عباس في قوله تعالى ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا هو رجل اسمه مرداس خلى قومه هاربين من خيل بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع رجل من بني ليث يقال له قليب واستدركه أبو موسى على بن منده وابن فتحون على الاستيعاب ولكن ذكره أبو موسى بقاف أوله وموحدة آخره وابن فتحون بفاء أوله ومثناة آخره والذي يظهر ان كلا منهما تصحيف وانما هو غالب الليثي كما تقدم في ترجمته القاف بعدها الميم قمداء غير منسوب ذكره أبو الفتح الازي في الأسماء المفردة وروى من طريق البلوي عن احمد بن ثقيف عن صالح بن سماعه قال قال قمداء انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبد الحري فقال لك فيها أجر القاف بعدها النون قنان بن دارم بن أفلت بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي أحد الوفد التسعة ذكره بن الكلبي والطبري والدارقطني وغيرهم وقد تقدم ذكره في ترجمة وذكره أبوه إسماعيل الأزدي في فتوح الشام وانه شهد اليرموك وذكره بن سعد في الطبقة الرابعة وقال انه كان مع خالد بن الوليد في وقائعه بالشام كلها وذكر عبد الله بن ربيعة القدامي في فتوح الشام بسنده عن محرز بن اسيد الباهلي قال ثم ان أبا عبيدة أمر خالدا ان يسرعوا المساع فغلب عليها ونزل على بعلبك فخرج اليه رجال فأرسل إليهم فرسانا من المسلمين فواقعهم حتى ادخلوهم الحصن فطلبوا الصلح وعد من الفرسان المذكورين قنان بن دارم قنان بن سفيان ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى انه استشهد بأجنادين قنان الأسلمي ذكره عبدان المروزي في الصحابة واخرج من طريق إسماعيل بن عياش عن مطرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن يزيد بن أبي منصور عن عبد الله بن قنان الأسلمي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة المرء المسلم من سعة كأطيب مسك في بر أو بحر يوجد ريحه قنفذ بن عمير بن جدعان التيمي والد المهاجر له صحبة قاله أبو عمر قال وولاه عمر مكة ثم صرفه واستعمل نافع بن عبد الحارث (5/246)
<247> القاف بعدها الهاء قهطم التميمي الدارمي جد أبي العشراء اختلف في اسم أبي العشراء واسم أبيه وجده فالاشهر فيه أسامة بن مالك بن قهطم بكسر القاف وسكون الهاء بعدها مهملة مكسورة ثم ميم وقيل اسمه عطارد بن بلز مسعود وقيل بدل اللام في اسم والده راء مهملة وهي ساكنة كاللام وقيل مفتوحة قال أبو سهل بن زياد القطان في فوائده حدثنا الحسن بن علي بن سعيد بن شهريار الرقي حدثنا أبي حدثنا محمد بن مصعب حدثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي وهو مريض فرقاه فتفل من قرنه الى قدمه فرأيت بياض البزاق على خده قهيد بن مطرف أو بن أبي مطرف قال بن حبان وابن السكن يقال ان له صحبة زاد بن السكن وممن نزل بين السقيا والعرج وهو معدود من أهل المدينة وليس مشهورا في الصحابة وحديثه مختلف فيه ثم ذكره عنه مرفوعا وساقه من وجه آخر عن أبي هريرة وقال البغوي سكن المدينة وذكره بن سعد في طبقة أهل الخندق وقال بن أبي حاتم قهيد بن مطرف مدني ثم ذكر الاختلاف بن الحديث في ذكر أبي هريرة فيه وحكوه عنه قال البغوي لا اعرف له غير هذا الحديث ويشك في صحبته وقد أخرجه النسائي من طريق القاف بعدها الواو قوال ذكره محمد بن سعد الباوردي في الصحابة واخرج من طريق يحيى بن سعيد حدثني قوال صاحب الشجرة قال انكم لتذنبون ذنوبا هي أدق في اعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات ورواه عن وجه آخر فقال عن رجل من أصحاب الشجرة ولم يسمه واستدركه بن فتحون قلت ورأيت في الأنساب لأبي عبيدة في نسب عاملة قوال بن عمرو كان شريفا فيحتمل ان يكون هو هذا القاف بعدها الياء قياثة بكسر القاف بعدها ياء باثنتين من تحت وبعد الألف مثلثة كذا ضبطه بن عساكر وقال شهد اليرموك ثم اسند من المبتدأ لأبي حذيفة قال وشهد بن قياثة بن أسامة فقاتل قتالا شديدا فكسر في القوم ثلاثة ارماح وقطع سبعين فكان كلما كسر أو قطع رمحا ينادي من يعير سيفا أو رمحا حتى حبس نفسه وقد عاهد الله الا يبرح يقاتل حتى يظفر أو يموت قال فكان من أحسن الناس بلاء في ذلك اليوم وأنشد له شعرا قاله في ذلك (5/247)
<248> ذكر من اسمه قيس قيس بن اسلع ذكره بن أبي حاتم فقال قيس بن الأسلع روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر عنه رؤيا ولم ينسبه وزعم أبو عمر انه قيس بن سلع الأتي والله اعلم قيس بن أسماء بن حارثة تقدم ذكره في عبيد بن أسماء قيس بن بجد بن طريق بن سحمة بن عبد الله بن هلال بن خلاوة الأشجعي له ذكر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم يذكر فيه أمر بدر وجلاء بني النضير أورده بن إسحاق في المغازي يقول فيها وقد كان في بدر لعمرك عبرة لكم يا قريش والقليب الململم غداة اتى في الخزرجية عامدا اليكم مطيعا للعظيم المكرم معانا بروح القدس ينكى عدوه رسولا من الرحمن حقا بمعلم الأبيات وهو ممن اغفل بن سيد الناس وذكره في كتابه المخصوص بالصحابة الشعراء مع تحققه بمعرفة السيرة النبوية وتصنيفه فيها قيس بن البكير بن عبد ياليل الليثي تقدم نسبه في ترجمة اخويه إياس وعاقل وذكر بن الكلبي انه شهد هو وإخوته الأربعة بدرا وانفرد بن الكلبي بزيادته وذكره الرشاطي وقال لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون انتهى والمشهور انهم أربعة فقط إياس وخالد وعامر وعاقل كما تقدم ذلك في ترجمة إياس قيس بن جابر الأسدي من بني أسد بن خزيمة ذكره بن إسحاق في المهاجرين الأولين قيس بن جحدر بن ثعلبة بن عبد رضا بن مالك بن أبان بن عمرو بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي ثم الثعليى جد الطرماح الشاعر قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم والطرماح هو بن حكيم بن قيس هذا قيس بن جروة بن غنم بن وائلة بن عمرو بن عاصم الطائي قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم واستدركه بن فتحون وابن الأمين وقد تقدم في ترجمة قبيصة بن الأسود قيس بن الحارث بن حذار الأسدي وقيل الحارث بن قيس كذا جاء بالتردد والثاني اشبه لأنه قول الجمهور وجزم بالأول احمد بن إبراهيم الدورقي وجماعة وبالثاني البخاري وابن السكن وغيرهما وقال بن حبان قيس بن الحارث الأسدي له صحبة وقال بن أبي حاتم مثله قال أسلمت وعندي ثماني نسوة الحديث روى عنه حميضة بن الشمردل انتهى وقد تقدم الحديث في الحارث بن قيس قيس بن الحارث الغداني له حديث في الجهاد ذكر بن عساكر عن الحاكم انه صحابي معمر ويحتمل ان يكون هو الذي بعده فان بني غدانة بطن من تميم (5/248)
<249> قيس بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة الأنصاري عم البراء بن عازب ذكر أبو عمر قال وقتل يوم اليمامة شهيدا قلت ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن رجاله ولم يذكر أبو عمر انه قتل باليمامة وانما قيل انه استشهد بأحد وسيأتي كلامه في قيس بن محرث قيس بن الحارث بن يزيد بن شبل بن حبان ذكره بن إسحاق في وفد بني تميم وقد تقدم ذكره في ترجمة عطارد بن حاجب وذكر بن سعد عن الواقدي انه بن عم المقنع التميمي وكذا ذكره البغوي عن بن سعد ولكنه خلطه بقيس بن الحارث راوي حديث رحم الله حارس الحرس والذي عندي انه غيره قيس بن الحارث من بني تميم ذكره البغوي وأسند من طريق سعيد بن عبد الرحمن حدثني صالح بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن قيس بن الحارث انه أخبره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله حارس الحرس وهذا أظنه تابعيا وسيعاد في القسم الأخير ان شاء الله تعالى وقد روينا الحديث المذكور في مسند عمر بن عبد العزيز الذي عندي من روايته عن إسحاق بن إبراهيم عن الدراوردي عن صالح بن محمد فقال عن عمر عن عقبة بن عامر وهكذا رواه أسد بن موسى عن الدراوردي وهو المحفوظ وأورد بن عساكر الحديث المذكور في ترجمة قيس بن الحارث الغامدي المذحجي الروى عن سلمان وأبي سعيد وفيه بعد فان قيس بن الحارث هذا لم ينسب في رواية البغوي قيس بن أبي حازم زعم الزمخشري في ربيع الأبرار انه الأعرابي الذي اتى النبي صلى الله عليه وسلم وبه حمى فقال شيخ كبير به حمى تفور تزيره القبور والحديث في الصحيح ليس فيه تسميته أخرجه البخاري من حديث بن عباس وأخرجه الطبراني من حديث شرحبيل قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي فقال يا رسول الله شيخ كبير به حمى تفور وتزيره القبور فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي كفارة أو طهور فأعادها فأعادها فقال اما إذ أبيت فهو كما تقول وما قضى الله فهو كائن قال فما أمسى الا ميتا قلت وان كان ما ذكره الزمخشري ثابتا فهو غير قيس بن أبي حازم البجلي التابعي المشهور الآتي ذكره في القسم الثاني والثالث أيضا قيس بن حازم المنقري قال أبو موسى ذكره البخاري فيما قيل قيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي ذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة وكذا ذكره الواقدي قال وقدم بعد ذلك مكة وهاجر الى المدينة واخرج أبو نعيم من طريق إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال هاجر قيس بن حذافة وقيس بن عبد الله الى الحبشة الهجرة الأخيرة قيس بن الجرير بن عمرو بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن الأنصاري شهد أحدا واستشهد باليمامة قاله العدوي قال وهو أخو أبي عبيد واستدركه بن فتحون قيس بن حذيم بن جرثومه النهدي ذكر سيف والطبري ان سعد بن أبي وقاص امره على رجاله بني نهد في فتح القادسية واستدركه بن فتحون وقد تقدم مرارا انهم كانوا لا يؤمرون (5/249)
<250> في الفتوح الا الصحابة قيس بن الحسحاس ذكره البغوي في الصحابة ونقل عن البخاري انه ذكره فيهم قال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ولم يذكره قلت وقد تقدم حديثه في ترجمة أخيه عبد الله بن الخشخاش وانه بمعجمات وذكره بن شاهين بالمهملات وقال بن حبان يقال ان له صحبة قيس بن حصين بن قيس بن عمرو الجعدي المعروف بالنابغة كذا نسبه بن قانع وستأتي ترجمته في الكنى قيس بن الحصين بن يزيد بن شداد بن قنان ذي الغصة المازني وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن إسحاق وقال بن حبان والدارقطني له صحبة وهو من مذحج واخرج بن شاهين من طريق المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان ومسلمة بن علقمة عن خالد بن الحذاء عن أبي قلابة وعن أبي ريحانة وغيرهم قالوا اسلم بنو الحارث فاوفدهم خالد بن الوليد ومنهم قيس بن الحصين ذي الغصة ويزيد بن عبد المدان وعبد الله بن عبد المدان وشداد بن عبد الله وعبد الله بن قراد ويزيد بن المحجل وعمرو بن عبد الله قال وقال بعضهم لما وفدوا وشهدوا شهادة الحق قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما الذي تغلبون به الناس وتقهرونهم قالوا لم نقل فنذل ولم نكثر فنتحاسد ونتخاذل ونجتمع ولا نفترق ولا نبدأ بظلم أحد ونصبر عند البأس فقال صدقت وذكرها بن إسحاق في المغازي بغير هذا السياق كما سيأتي في ترجمة يزيد بن عبد المدان وقال بن الكلبي رأس الحصين والد قيس بني الحارث مائة سنة وكان له أربعة أولاد كان يقال لهم فوارس الارباع كانوا إذا حضر الحرب ولى كل منهم ربعها ولما وفد قيس كتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابا على قومه قيس بن خارجة ذكره البغوي والباوردي والطبراني في الصحابة وقال البغوي لا أدري له صحبة أم لا واخرج هو ومطين وغيرهما من طريق بقية عن سليم بن دالان عن الأوزاعي عن عبادة بن نمى عن قيس بن خارجة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاغلوطات قيس بن خالد الرازي قال الواقدي عقبي بدري كذا في التجريد قيس بن خرشة القيسي من بني قيس بن ثعلبة ذكره الطبراني وغير واحد في الصحابة قال أبو عمر له صحبة واخرج الحسن بن سفيان في مسنده من طريق حرملة بن عمران قال سمعت يزيد بن أبي حبيب يحدث محمد بن يزيد بن زياد الثقفي قال اصطحب قيس بن خرشة وكعب ذو الكتابين حتى إذا بلغا صفين وقف كعب ساعة فقال لا اله الا الله ليهراقن بهذه البقعة من دماء المسلمين شيء لا يهراقه ببقعة من الأرض الحديث فقال محمد بن يزيد ومن قيس بن خرشة فقال له رجل من قيس أو ما تعرفه وهو رجل من أهل بلادك قال لا قال فان قيس بن خرشة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على ما جاءك من الله وعلى ان أقول الحق فقال عسى ان يكون عليك من لا تقدر ان تقوم معه بالحق فقال قيس والله لا أبايعك على شيء الا وفيت لك به فقال النبي صلى الله (5/250)
<251> عليه وسلم إذا لا يضرك شيء قال فكان قيس يعيب زيادا وابنه عبد الله فأرسل اليه عبيد الله فقال أأنت الذي تزعم انه لن يضرك شيء قال نعم قال لتعلمن اليوم انك قد كذبت ائتوني بصاحب العذاب قال فمال قيس عند ذلك فمات رجاله ثقات لكن في السند انقطاع ورجل لم يسم وأخرجه بن عبد البر من الوجه المذكور وفي رواية فغضب قيس ثم قال وما يدريك يا أبا إسحاق هذا من الغيب الذي استأثر الله به فقال كعب ما من شيء في الأرض الا وهو مكتوب في التوراة التي انزل الله على موسى ما يكون عليه الى يوم القيامة فقال محمد بن يزيد ومن قيس فذكره وفيه فبلغ ذلك عبيد الله بن زياد فأرسل اليه فقال أنت الذي تفتري على الله وعلى رسوله قال لا والله ولكن ان شئت اخبرتك بمن يفترى قال ومن هو قال من ترك العمل بكتاب الله وسنة رسوله قال ومن ذاك قال أنت وأبوك ومن امركما وذكر بقية الحديث قيس بن الخشخاش بمعجمات تقدم بمهملات قيس بن خليفة الطرائفي وفد مع زيد الخيل مضى ذكره في ترجمة قبيصة بن الأسود قيس بن دينار قيل هو اسم جد عدي بن ثابت الراوي عن أبيه عن جده قيس بن الربيع الأنصاري ذكر المبرد في الكامل بغير إسناد انه ممن شهد بدرا فذكر ان عليا دخل على فاطمة عليها السلام فرمى إليها بسيفه فقال هاكيه حميدا فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فقال لئن كنت صدقت القتال لقد صدقه معك سماك بن خرشة وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة وقيس بن الربيع وكل هؤلاء من الأنصار انتهى والحديث أخرجه وليس فيه ذكر قيس بن الربيع قيس بن الربيع آخر ذكره أبو موسى واخرج من طريقه حديثا كأنه موضوع فذكر من طريق علي بن موسى الرضا عن آبائه واحدا بعد واحد الى علي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حي من احياء العرب يقال لهم حي ذوي الاضغان بشيء ليقسم في فقرائهم فكان فيهم شيخ أسن يقال له قيس بن الربيع فأعطوه شيئا قليلا فغضب فهجا ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم معتذرا فأنشده حي ذوي الاضغان تسب قلوبهم تحيتك الحسنى وقد يدفع النغل فان الذي يؤذيك منه سماعه وان الذي قالوا وراءك لم يقل قال فطاب قلب النبي صلى الله عليه وسلم لحسن اعتذاره وقال له يا قيس لم تقل واقبل على اصحابه فقال من لم يقبل من متنصل عذرا صادقا أو كاذبا لم يرد على الحوض قال بن الأثير من أغرب ما فيه انه جعل حي ذوي الاضغان اسم قبيلة ومعنى البيت ظاهر لا يحتاج الى شرح قلت هذا القدر هو المذكور من الخبر وهو قوله يقال لهم حي بني الاضغان وانما هذه الجملة من كلام الشيخ ناظم الأبيات فأمر من وقع منه أمر يوجب ان يحقد عليه ان يسلم على من يخشى منه ذلك ويحييه بالتحية الحسنى يزول ذلك واما أصل القصة فمحتمل وقد ذكر صاحب الجد والهزل وهو جعفر (5/251)
<252> بن شاذان ان عامر بن الأزور أخا ضرار بن الأزور لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وآله استنشده فأنشده هذه الأبيات وذكر أهل السير في وفد بني أسد بن خزيمة ان حضرمي بن عامر انشد النبي صلى الله عليه وسلم أنشده هذه الأبيات وبين البيتين المذكورين أولا وان دحسوا بالكره فاعف تكرما وان كتموا عنك الحديث فلا تسل وانشدها المرزباني للعلاء بن الحضرمي وزاد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سمعه ان من البيان لسحرا قيس بن رفاعة الرواقفي من بني واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال اسلم وكان أعور وأنشد له انا النذير لكم منى مجاهرة كي لا الام على نهى وانذار من يصل ناري بلا ذنب ولا ترة يصلي بنار كريم غير غدار قيس بن رفاعة بن لمهير بن عامر بن عائش بن نمير الأنصاري ذكره العدوي وقال كان شاعرا وأدرك الإسلام فاسلم وذكره بن الأثير فقال كان من شعراء العرب قلت يحتمل ان يكون الذي قبله واختلف في ضبط جده فقيل بنون وقيل بهاء قيس بن زيد بن حي بن امرئ القيس بن ثعلبة بن ذيبان بن عوف بن أنمار قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان سيدا وعقد له النبي صلى الله عليه وسلم لواء علي بني سعد بن مالك وكذا ذكره الطبري واستدركه بن فتحون وابن الأمين قيس بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب بن ظفر الأنصاري الظفري له صحبة قاله أبو عمر قيس بن زيد بن جبار الجذامي وهو والد نائل بن قيس الشامي ويقال له قيس الأغر ذكره بن السكن في الصحابة فقال قيس بن عامر ويقال قيس بن زيد له صحبة وقال البخاري وابن حبان قيس الجذامي رجل كانت له صحبة وساق البخاري والبغوي من طريق كثير بن مرة عن قيس الجذامي رجل كانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى الشهيد ست خصال الحديث ووقع لابن أبي حاتم قيس الجذامي ليست له صحبة روى عنه عقبة بن عامر وغيره روى عنه كثير بن مرة وغيره كذا فيه ورأيت في نسخة على قوله ليست له صحبة والله اعلم قال أبو الحسن احمد بن عمير بن جوصاء الحافظ حدثنا منصور بن الوليد بن سلمة بن يحيى أنبأنا الطفيل بن قيس الجذامي حدثني أبي عن أبيه يحيى عن أبيه أبي الطفيل عن أبيه قيس بن زيد بن جبار الجذامي انه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فولاه الرياسة على قرية وساق الى النبي صلى الله عليه وسلم صدقات بني سعد ثلاث مرات قال قيس فأجلسني النبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ومسح على رأسي ودعا لي وقال بارك الله فيك يا قيس ثم قال أنت أبو الطفيل فهلك قيس وهو بن مائة سنة ورأسه (5/252)
<253> أبيض واثر يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه اسود وكان يدعى لذلك قيسا الأغر وأخرجه بن منده عن الحسن عن احمد بن عمير عن أبيه بطوله وأخرجه أبو علي بن السكن عن بن جوصاء باختصار وقد ذكره بن سعد فقال في طبقة أهل الفتح قيس بن زيد بن جبار بن امرئ القيس بن ثعلبة بن حبيب وساق النسب الى جذام قال وكان سيدا عقد له النبي صلى الله عليه وسلم على قومه لما وفد عليه وكان ابنه نائل سيد جذام بالشام قلت والذي يظهر لي انه غير قيس الجذامي الذي اخرج له احمد والنسائي وذكره البخاري وقال بن حبان سكن الشام وحديثه عند أهلها قيس بن زيد من بني ضبيعة قتل بأحد ذكر بن إسحاق في السيرة الكبرى ان الحارث بن سويد كان منافقا وانه خرج مع المسلمين في غزوة أحد فلما التقى الناس غدا على المجذر بن زياد البلوي وقيس بن زيد أحد بني ضبيعة فقتلهما ولحق بمكة فساق قصته وكذا ذكره مكي القيرواني في تفسيره الهداية لكن بغير عزو الى بن إسحاق ولا غيره وقد انكر بن هشام في تهذيب السيرة ذكر قيس بن زيد فيمن قتله الحارث واستدل على ذلك بأن بن إسحاق لم يذكر قيس بن زيد فيمن استشهد بأحد وهو استدلال عجيب فإنه يحتمل انه سها عن ذكره فيهم أو اقتصر على من استشهد بايدي الكفار وهذا إنما قتل غرة على من يدمن يظهر الإسلام واصل قصة نزول الآية أخرجه النسائي بسند صحيح عن بن عباس لكن لم يسم فيه قيس بن زيد والله اعلم قيس بن زيد ويقال بن يزيد الجهني ذكره الطبراني في الصحابة واخرج من طريق جرير بن أيوب أحد الضعفاء عن الشعبي عن قيس بن زيد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام تطوعا غرست له نخلة في الجنة ثمرها أصغر من الرمان واشحم من التفاح الحديث قيس بن السائب بن عويمر بن عائد بن عمران بن مخزوم وقيل في نسبه عبد الله بن عمر بدل عمران قال بن حبان له صحبة أمه رائطة بنت وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وقال بن سعد أمه حسانة خزاعية قال مجاهد سمعت قيس بن السائب يقول ان شهر رمضان يفتديه الإنسان يطعم فيه كل يوم مسكينا فاطعموا عنى مسكينا كل يوم صاعا قال قيس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم شريكي في الجاهلية فكان خير شريك لا يماري ولا يشاري أخرجه البغوي والحسن بن سفيان وغيرهما من طريق محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن مجاهد وأخرجه أبو بشر الدولابي في الكنى من هذا الوجه لكنه قال أبو قيس بن بن السائب كذا عنده وقيس بن السائب أصح قال ابن أبي خيثمة واختلف أصحاب مجاهد فقال إبراهيم بن ميسرة فذكر ما تقدم وقال إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن فائد عن السائب وقال الأعمش عنه عن عبد الله بن السائب قال والصواب ما قال إبراهيم بن ميسرة وحكى بن أبي حاتم في العلل عن أبيه رواية إبراهيم بن ميسرة والأعمش قال وقال سليمان عن مجاهد كان السائب بن أبي السائب قال أبو حاتم قيس بن السائب أظنه أخا عبد الله بن السائب وعبد الله بن السائب كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حدثا قلت فما الصحيح في الشريك قال الشركة بابنه اشبه واخرج بن شاهين من طريق مسلم الأعور عن مجاهد عن (5/253)
<254> قيس بن السائب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الفجر إذا يغشى السماء النور والظهر إذا زالت الشمس الحديث ومسلم ضعيف وقال عبيد الله بن أبي زياد عن مجاهد عن قيس بن السائب قال كان ابواي يمخضان اللبن حتى إذا أدرك افرغا منه في صحن فيقولان اذهب بهذا الى آلهتهم قال فيأتي الكلب فيشرب اللبن ويأكل الزبد ثم يشعر برجله فيبول عليها أخرجه أبو سهل بن زياد القطان في الجزء الرابع من فوائده واخرج الطبراني من طريق يزيد بن عياض وهو واه عن عبد الملك بن عبيد عن مجاهد ان قيس بن السائب كبر حتى مرت به ستون على المائة وضعف فاطعم عنه واخرج بن سعد من طريق موسى بن أبي كثير عن مجاهد قال هذه الآية نزلت في مولاي قيس بن السائب وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين وذكر المفيد بن النعمان الرافضي في مناقب على ان قيس بن السائب المخزومي أحد الرجلين اللذين اجارتهما أم هانئ في فتح مكة قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري الخزرجي تقدم نسبه في ترجمة والده مختلف في كنيته فقيل أبو الفضل وأبو عبد الله وأبو عبد الملك وذكر بن حبان ان كنيته أبو القاسم وأمه بنت عم أبيه واسمها فكيهة بنت عبيد بن دليم وقال بن عيينة عن عمرو بن دينار كان قيس ضخما حسنا طويلا إذا ركب الحمار خطت رجلاه الأرض وقال الواقدي كان سخيا كريما داهية وأخرجه البغوي من طريق بن شهاب قال كان قيس حامل راية الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله ولم وكان من ذوي الرأي من الناس وقال بن يونس شهد فتح مصر واختط بها دارا ثم كان اميرها لعلي وفي مكارم الأخلاق للطبراني من طريق عروة بن الزبير كان قيس بن سعد بن عبادة يقول اللهم ارزقني مالا فإنه لا يصلح الفعال الا بالمال وذكر الزبير انه كان سناطا ليس في وجهه شعرة فقال ان الأنصار كانوا يقولون وددنا ان نشتري لقيس بن سعد لحية بأموالنا قال أبو عمر وكذلك كان شريح وعبد الله بن الزبير لم يكن في وجوههم شعر وفي صحيح البخاري عن أنس كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير واخرج البخاري في التاريخ من طريق خريم بن أسد قال رأيت قيس بن سعد وقد خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين وقال أبو عمر كان أحد الفضلاء الجلة من دهاة العرب من أهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والسخاء والشجاعة وكان شريف قومه غير مدافع وكان أبوه وجده كذلك وفي الصحيح عن جابر في قصة جيش العسرة انه كان في ذلك الجيش وانه كان ينحر ويطعم حتى استدان بسبب ذلك ونهاه أمير الجيش وهو أبو عبيدة وفي بعض طرقه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أجود من شيمة أهل ذلك البيت رويناه في الغيلانيات وأخرجه بن وهب من طريق بكر بن سوادة عن أبي حمزة بن جابر واخرج بن المبارك عن بن عيينة عن موسى بن أبي عيسى ان رجلا استقرض من قيس بن سعد ثلاثين الفا فلما ردها عليه أبى ان يقبلها وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح الراية من أبيه فدفعها له روى قيس بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه روى عنه أنس وثعلبة بن أبي مالك وأبو ميسرة وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعروة وآخرون وصحب قيس عليا وشهد معه مشاهده وكان قد امره (5/254)
<255> على مصر فاحتال عليه معاوية فلم ينخدع له فاحتال على أصحاب على حتى حسنوا له تولية محمد بن أبي بكر فولاه مصر وارتحل قيس فشهد مع على صفين ثم كان مع الحسن بن علي حتى صالح معاوية فرجع قيس الى المدينة فأقام بها وروى بن عيينة عن عمرو بن دينار قال قال قيس لولا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب قال خليفة وغيره مات في آخر خلافة معاوية بالمدينة وقال بن حبان كان هرب من معاوية ومات سنة خمس وثمانين في خلافة عبد الملك قال وقيل مات في آخر خلافة معاوية قلت وقول خليفة ومن وافقه هو الصواب قيس بن سعد بن عدس الجعدي هو النابغة سماه هكذا بن أبي حاتم ووقع ذلك في مسند الحسن بن سفيان حدثنا سفيان حدثنا أبو وهب الحراني حدثنا يعلى بن الأشدق حدثني قيس بن سعد بن عبد الله بن جعدة بن نابغة عن جعدة قيس بن سعد بن الأرقم بن النعمان الكندي ذكر بن الكلبي انه وفد هو وقريبه عدي بن عميرة بن زرارة بن الأرقم على النبي صلى الله عليه وسلم وان ولده كان آخر من خرج من الكوفة الى الشام غضبا من أهل الكوفة لشتمهم عثمان فاكرمه معاوية قيس بن سفيان بن الهديل تقدم ذكره في والده سفيان وفيه يقول الشاعر لما مات في خلافة أبي بكر فان يك قيس قد مضى لسبيله فقد طاف قيس بالرسول وسلما قيس بن السكن بن زعوراء وقيل بين السكن وزعوراء قيس آخر الأنصاري ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وقال بن أبي حاتم سمعت أبي يقول هو أحد من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي صحيح البخاري عن أنس في تسمية من جمع القرآن أبو زيد قال أنس هو أحد عمومتي وقد أخرجه أبو نعيم في المستخرج عن البخاري وابن حبان وابن السكن وابن منده من الوجه الذي أخرجه منه البخاري زادوا ان اسمه قيس بن السكن وكان من بني عدي بن النجار ومات ولم يدع عقبا قال أنس فورثناه وذكره موسى بن عقبة أيضا فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد وفي التابعين قيس بن السكن أبو أبي كوفي يروي عن بن مسعود والاشعث في صوم يوم عاشوراء اخرج له مسلم ومات قديما بعد السبعين من الهجرة قيس بن سلع بفتحتين الأنصاري ذكره البخاري وابن السكن وابن حبان وغيرهم في الصحابة وقال البغوي سكن المدينة وقال بن حبان دعا له النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر قال بعضهم قيس بن اسلع قال أبو عمر ليس بشيء قلت هو قول بن أبي حاتم ونبه بن فتحون على ان بن أبي حاتم ذكره في الموضعين في الألف من الياء فيمن اسمه قيس وفي السين من الياء فيمن اسمه قيس أيضا وقال في كل منهما الأنصاري وفي الثاني له صحبة ولم ينبه على انه الأول واخرج الطبراني وابن منده من طريق أبي عاصم سعد بن زياد عن نافع مولى حمنة عن قيس بن سلع الأنصاري ان إخوته شكوه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا انه يبذر ماله ويبسط فيه فقال له يا قيس ما شأن (5/255)
<256> اخوتك يشكونك قال يا رسول الله انني آخذ نصيبي من التمر فانفقه في سبيل الله وعلى من صحبني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انفق قيس ينفق الله عليك وقال الطبراني لم يروه عن قيس الا بهذا الإسناد تفرد به سعد أبو عاصم وهو عند البخاري من هذا الوجه باختصار قيس بن سلمة بن شراحيل أو شرحبيل بن الشيطان بن الحارث بن الاصهب الجعفي واستدركه بن الأثير تبعا لابن الأمين وقال قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وذكره المرزباني في معجم الشعراء وذكر في نسبه ان اسم الاصهب عوف بن كعب بن الحارث قال وكان يعرف بأمه مليكة وأنشد له يرثى اخاه سلمة بن مليكة وباكية تبكي الى بشجوها الا رب شجو لي حواليك فانظري نظرت وساقي الترب بيني وبينه فلله درى أي ساعة منظري وقد تقدم خبر جده شراحيل في ترجمة بن عمه سلمان بن ثمامة بن شراحيل ولما ذكره بن الكلبي وذكر وفاته قال هو بن مليكة بنت الحلواني الجعفية وهي أمه ولها خبر وكان عمه عبد الله بن شراحيل شاعرا قيس بن سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك الجعفي والمعروف بابن مليكة له ولأبيه صحبة ووفادة على النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن الكلبي واستدركه بن الأثير أيضا قيس بن صرمة وقيل صرمة بن قيس وقيل قيس بن مالك أبو صرمة وقيل قيس بن أنس أبو صرمة وفرق بن حبان بين قيس بن مالك وقيس بن صرمة فقال في كل منهما له صحبة وقد تقدم في صرمة بن قيس في حرف الصاد المهملة قيس بن صعصعة بن وهب بن عدي بن غانم بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي وقال العدوي شهد أحدا وهو أخو مالك بن صعصعة راوي حديث المعراج المخرج في الصحيحين عن أنس عنه قيس بن أبي صعصعة واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد العقبة وفيمن شهد بدرا وذكر أبو الأسود عن عروة ان النبي صلى الله عليه وسلم جعله يومئذ على الساقة واخرج أبو عبيد في فضائل القرآن ومحمد بن نصر المروزي في قيام الليل والطبراني وغيرهم من طريق حبان بن واسع بن حبان عن أبيه عن قيس بن أبي صعصعة انه قال يا رسول الله في كم اقرأ القرآن قال في كل خمس عشرة قال اجدني أقوى من ذلك الحديث وذكره بن أبي حاتم بهذه القصة لكن قال قيس بن صعصعة والصحيح بن أبي صعصعة وذكره بن السكن بالوجهين فقال قيس بن صعصعة ويقال بن أبي صعصعة وقال بن حبان قيس بن أبي صعصعة واسمه عمرو شهد العقبة وكان على ساقة النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن السكن روى عنه حديث تفرد به بن لهيعة (5/256)
<257> قيس بن أبي الصلت الغفاري ذكره بن سعد والطبراني وقالا كان ينزل غيقة بفتح المعجمة وسكون المثناة من تحت ثم قاف وكان إسلامه بعد انصراف المشركين من الخندق وهو الذي نزل عليه الحارث بن هشام لما فر يوم بدر فحمله قيس على بعيره حتى اوصله الى مكة ثم التقيا في الإسلام بالسقيا فحمدا لله على الهداية الى الإسلام وقالا طالما اوضعنا في الباطل في هذه الطريق واستدركه بن فتحون ووقع عند بن شاهين أبو الصلت كذا في التجريد قيس بن صيفي بن الاسلت واسم الاسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري وصيفي وهو أبو قيس بن الاسلت مشهور بكنيته فاخرج الفرياني وابن أبي حاتم من طريق عدي بن ثابت قال توفي أبو قيس بن الاسلت كان من صالحي الأنصار فخطب قيس ابنه امرأته فقالت له إنما اعدك ولدا وأنت من صالحي قومك ثم اتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فانزل الله عز وجل ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف وفي سنده قيس بن الربيع عن أشعث بن سوار وهما ضعيفان والخبر مع ذلك منقطع وقد تقدم في ترجمة حصن بن أبي قيس بن الاسلت ان القصة وقعت له مع امرأة أبيه وهي كبيشة بنت معن هكذا سمها بن الكلبي وخالفه مقاتل فجعل القصة لقيس وعند أبي الفرج الأصبهاني ما يوهم ان قيسا قتل في الجاهلية فإنه ذكر ان يزيد بن مرداس السلمي وهو أخو عباس بن مرداس قتل قيس بن أبي قيس بن الاسلت في بعض الحروب فطلب بثأره بن عمه عوف بن النعمان بن الاسلت حتى تمكن من يزيد بن مرداس فقتله وقال ولقيس يقول أبوه اقيس ان هلكت وأنت حي فلا يعدم فواضلك الفقير الأبيات ويحتمل ان يكون وقع هذا في الإسلام ومع ذلك فموت قيس قبل أبيه يمنع ما اقتضاه هذا النقل انه عاش بعد أبيه فيتعين ان يكون ولدا آخر أو أبو قيس آخر وأنشد بن الكلبي هذا البيت لأبي قيس ولكن قال في آخره العديم بدل الفقير ووقع في رواية بن جريح عن عكرمة ان القصة وقعت لأبي قيس بن الاسلت خلف على امرأة أبيه الاسلت واسمها سمرة أم عبيد الله أخرجه سيف في تفسيره من هذا الوجه وكذا أخرجه المستغفري من طريق بن جريج وقد ذكر ذلك أبو عمر في ترجمة أبي قيس ويأتي الكلام عليه في الكنى ان شاء الله تعالى قيس بن الضحاك بن جبيرة أبو جبيرة قال البغوي بلغني ان اسمه قيس بن الضحاك قيس بن طخفة ذكره البغوي في الصحابة وقال سكن المدينة وقال بن حبان له صحبة قال ويقال قيس بن طهفة روى عنه ابنه يعيش قلت وقد تقدم الاختلاف فيه في ترجمة طحفة بن قيس قيس بن طريف مدح النبي صلى الله عليه وسلم في يوم بدر كذا في التجريد وقد ذكر قصته بن هشام قال وقال قيس بن طريف الأشجعي يمدح النبي صلى الله عليه وسلم ويذكر (5/257)
<258> إجلاء بني النضير نبي تلاقيه من الله رحمة فلا تسألوه أمر غيب مرجم فقد كان في بدر لعمرى عبرة لكم يا قريش والقليب الململم رسول من الرحمن يتلو كتابه وشرعته والحق لم يتلعثم واستدركه بن فتحون قيس بن عاصم بن أسيد بن جعونة بن الحارث بن عامر بن نمير بن عامر بن صعصعة النميري قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ومسح وجهه وقال اللهم بارك عليه وعلى أصحابه وكذا ذكره أبو عبيد والطبري وقد مضى له ذكر فقي ترجمة قرة بن دعموص ويأتي له ذكر في ترجمة يزيد بن نمير قال بن الكلبي وفيه يقول الشاعر إليك بن خير الناس قيس بن عاصم جشمت عن الأمر العظيم مجاشما قيس بن عاصم بن سنان بن منقر بن خالد بن عبيد بن مقاعس واسمه الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي المنقري يكنى أبا علي وحكى بن عبد البر انه قيل في كنيته أيضا أبو طلحة وأبو قبيصة والأول اشهر وبه جزم البخاري وقال له صحبة وجزم بن أبي حاتم بأنه أبو طلحة قال بن سعد كان قد حرم الخمر في الجاهلية ثم وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم فأسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا سيد أهل الوبر وكان سيدا بوادا ثم ساق بسند حسن الى الحسن عن قيس بن عاصم قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما دنوت منه قال هذا سيد أهل الوبر فذكر الحديث وفيه فقال لقيس كيف تصنع بالمنيحه فقال قيس إني لأمنح في كل عام مائة قال فكيف تصنع بالعارية فذكر الحديث وفى آخره قال قيس لئن عشت لأدعن عدتها قليلا قال الحسن ففعل والله ثم ذكر وصيته وقال بن السكن كان عاقلا حليما يقتدى به وقال أبو عمر قيل للاحنف ممن تعلمت الحلم قال من قيس بن عاصم رايته يوما محتبيا فاتى برجل مكتوف وآخر مقتول فقيل هذا بن أخيك قتل ابنك فالتفت الى بن أخيه فقال يا بن أخي بئسما فعلت اثمت بربك وقطعت رحمك ورميت نفسك بسهمك ثم قال لابن له آخر قم يا بني فوار أخاك وحل اكتاف بن عمك وسق الى أمه مائة ناقة دية ابنها فانها غريبة وذكر الزبير في الموفقيات عن عمه عن عبد الله بن مصعب قال قال أبو بكر لقيس بن عاصم ما حملك على ان وادت وكان أول من واد فقال خشيت ان يخلف عليهن غير كفء قال فصف لنا نفسك فقال اما في الجاهلية فما هممت بملامة ولا حمت على تهمة ولم ار الا في خيل مغيرة أو نادى عشيرة أو حامي جريرة واما في الإسلام فقد قال الله تعالى فلا تزكوا أنفسكم فأعجب أبو بكر بذلك روى قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه ابناه حكيم وحصين وابن ابنه خليفة بن حصين والاحنف بن قيس ومنفعة بن التوأم وآخرون قال بن منده أنبأنا علي بن العباس العدني بها حدثنا محمد بن حماد الطهراني حدثنا عبد الرزاق أنبأنا إسرائيل حدثنا سماك بن حرب سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول وسئل عن هذه الآية وإذا الموءودة سئلت (5/258)
<259> فقال جاء قيس بن عاصم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اني وادت ثماني بنات لي في الجاهلية فقال اعتق عن كل واحدة منهن رقبة قال اني صاحب إبل قال اهد ان شئت عن كل واحدة منهن بدنة ووقع لي بعلو من حديث الطهراني وله عن النبي صلى الله عليه وسلم في السنن ومسند احمد ثلاثة أحاديث أحدها أخرجوه من طريق خليفة بن حصين عن جده قيس بن عاصم انه اسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يغتسل بماء وسدر والثاني أخرجه احمد والنسائي من طريق حكيم بن قيس عن أبيه انه قال لا تنوحوا على فان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه الحديث اختصره النسائي وأورده احمد مطولا وفيه أنه قال لبنيه اتقوا الله وسودوا أكبركم فإن القوم إذا سودوا أكبرهم احيوا ذكر أبيهم وإياكم والمسألة فانها آخر كسب الرجل فذكر بقية الوصية وهي نافعة والثالث أخرجه احمد في الحلف ونزل قيس البصرة ومات بها ولما مات رثاه عبدة بن الطيب بقوله عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء ان يترحما ويقول فيها وما كان قيس هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم تهدما قال بن حبان كان له ثلاثة وثلاثون ولدا ونقل البغوي عن بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين ان قيس بن عاصم كان يكنى أبا هراسة وذكر بن شاهين من طريق المدائني عن أبي معشر ورجاله قالوا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قيس بن عاصم ونعيم بن بدر وعمرو بن الاهتم قبل وفد بني تميم وكان النبي صلى الله عليه وسلم استبطأ قيس بن عاصم فقال له عتبة ائذن لي ان اغزوه فاقتل رجاله وأسبي نساءه فاعرض عنه وقجم قيس فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا سيد أهل الوبر ثم تقدم فاسلم فسأله النعمان بن مقرن فقال يا رسول الله ائذن لي ان يكون منزله على قال نعم فبينما هو يتمشى إذ قال أخو النعمان بئسما قال عتبة فقال له قيس وما قال فأخبره فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أمالي سبيل الى الرجوع قال لا قال لو كان لي إلى الرجوع سبيل لادخلت على عتبة ونسائه الذل قيس بن أبي العاص بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي ذكره بن سعد في الصحابة فيمن اسلم يوم الفتح قال أبو سعيد بن يونس يقال ان له صحبة وشهد حنينا وهو من مسلمة الفتح واخرج بن سعد بسند صحيح عن يزيد بن حبيب عمن أدرك ذلك قال فكتب عمر لعمرو بن العاص ان انظر من قبلك ممن بايع تحت الشجرة فافرض له مائة ديتار وأتمها لنفسك لامرتك ولخارجة بن حذيفة لشجاعته ولقيس بن أبي العاص لضيافته واخرج بن يونس من طريق بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب ان عمر كتب الى عمرو ان يولى قيسا القضاء على مصر قال يزيد فهو أول قاض في الإسلام بمصر قال بن لهيعة فقضى يسيرا ثم مات قال سعيد بن عفير اختط قيس له دارا بحذاء دار بن رمانة وذكر أبو عمر الكندي في قضاة مصر من طريق الحارث بن عثمان بن قيس بن أبي العاص ان جده قيسا مات في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين قيس بن عامر الجذامي تقدم في بن زيد قيس بن عبادة ذكره بن منده وقال روى حديثه سليمان بن عبد الرحمن عن (5/259)
<260> الوليد بن مسلم عن حفص بن غيلان عن عبيس بن ميمونة عن قيس بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قاتل نفسه قال بن منده لا تصح له صحبة وتبعه أبو نعيم قيس بن عائذ الأحمسي أبو كاهل مشهور بكنيته قال البخاري وابن أبي حاتم له صحبة وقال بن حبان كان إماما للحي وعداده في أهل الكوفة وسيأتي في الكنى قيس بن عباية بن عبيد بن الحارث الخولاني حليف بني حارثة بن الحارث بن الأوس وذكره بن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة وذكره عبد الجبار بن محمد بن مهنأ فقال شهد بدرا وهو حديث السن وشهد فتوح الشام مع أبي عبيدة وهو كهل وكان أبو عبيدة يستشيره في امره ومات في خلافة معاوية قيس بن عبد الله بن عدس الجعدي قيل هو اسم النابغة يأتي في النون قيس بن عبد الله بن قيس بن وهب بن نفير بن امرئ القيس بن معاوية الكندي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن الكلبي وتبعه الرشاطي قيس بن عبد الله الأسدي ذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر الى الحبشة وكانت ابنته آمنة ظئر أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان هو ظئر عبيد الله بن جحش زوج أم حبيبة الذي تنصر في الحبشة وقال بن سعد كان قديم الإسلام بمكة وهاجر في الثانية الى الحبشة ومعه امرأته بركة بنت يسار ولا اعلم له رواية وكذا قال بن هشام عن بن إسحاق وذكر البلاذري ان بعضهم سماه رقيشا بزيادة راء أوله وبعجمة الشين قال وهو غلط قيس بن عبد الله الهمداني قال البخاري في تاريخه روى محمد بن ربيعة عن قيس بن عبد الله انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم كذا فيه ذكرته هنا لاحتمال انه كان مميزا حين رأى وان لم يسمع قيس بن عبد العزي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال لا اله الا الله تدفع عقوبة سخط الله ما لم يقولوها ثم ينقضوا دينهم لصلاح دمائهم فإذا فعلوا ذلك قال الله لهم كذبتم أخرجه بن منده من رواية أبي سهيل نافع بن مالك عن أنس عنه وفي سنده حجاج بن نصير وهو ضعيف قيس بن عبد المنذر الأنصاري ذكره بن منده فقال قتل ببدر ونزلت فيه وفي اصحابه ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات ثم اخرج من طريق بن الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن بن عباس في قوله تعلى ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات نزلت فيمن قتل ببدر وذلك انهم كانوا يقولون لقتلى بدر مات فلان فنزلت قال وقتل يومئذ من الأنصار ثمانية فذكر منهم قيس بن عبد المنذر وقال أبو نعيم الصواب مبشر بن عبد المنذر قيس بن عبيد بن الحرير بن عبيد الأنصاري ذكره فيمن استشهد باليمامة قيس بن عبيد الأنصاري أبو بشير المازني مشهور بكنيته يأتي في الكنى (5/260)
<261> قيس بن عدي السهمي ذكره بن إسحاق في السيرة الكبرى وعبد الله بن أبي بكر بن حزم فيمن أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين في المؤلفة دون المائة وذكره الواقدي فيمن أعطاه مائة وقد سبق ذكر عدي بن قيس السهمي فما أدري اهما واحد انقلب أو اثنان قيس بن الهذيل في قيس بن سفيان قيس بن عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن مازن الأنصاري المازني وذكر الطبراني انه من هوازن حالف الأنصار وذكر سيف في الفتوح انه شهد اليرموك مع خالد بن الوليد وانه امره على الكراديس وقد تقدم مرارا انهم كانوا لا يؤمرون الا الصحابة ثم ظهر لي انه قيس بن أبي صعصعة الماضي وعمرو اسم أبي صعصعة قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري جد يحيى بن سعيد التابعي المشهور وقيل قيس بن سهل حكاه بن منده وأبو نعيم فكأنه نسب الى جده وقيل قيس بن قهد قاله مصعب الزبيري حكاه بن أبي حاتم وغيره عنه وخطأه بن أبي خيثمة واوضح ان قيس بن قهد غير قيس بن عمرو بن سهل ولذا غاير بينهما البخاري وقال قيس بن عمرو جد يحيى بن سعيد وله صحبة وسيأتي مزيد في بيان ذلك في ترجمة قيس بن قهد وعد الواقدي قيس بن عمرو بن سهل في المنافقين فلعل ذلك كان منه في أول الأمر وقد بقي في الإسلام دهرا وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه سعيد بن قيس وقيس بن أبي حازم ومحمد بن إبراهيم التيمي فاخرج احمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة من رواية سعد بن سعيد بن قيس عن محمد بن إبراهيم التيمي عن قيس بن عمرو قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلى بعد الصبح ركعتين فقال الصبح أربعا قال الترمذي لا نعرفه الا من حديث سعد بن سعيد قال بن عيينة سمع عطاء بن أبي رباح هذا الحديث من سعد بن سعيد قال الترمذي ومحمد بن إبراهيم لم يسمع من قيس قلت قد أخرج أحمد من طريق بن جريج سمعت عبد الله بن سعيد يحدث عن جده نحوه فإن كان الضمير لعبد الله فهو مرسل لأنه لم يدركه وإن كان لسعيد فيكون محمد بن إبراهيم فيه قد توبع وأخرجه بن منده من طريق أسد بن موسى عن الليث عن يحيى عن أبيه عن جده وقال غريب تفرد به أسد موصولا وقال غيره عن الليث عن يحيى عن أبيه عن جده وقال غريب تفرد به أسد موصولا وقال غيره عن الليث عن يحيى إن حديثه مرسل والله أعلم قيس بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد وزاد بن الكلبي هو وأبوه جميعا وقاله أبو عمر قال واختلف في شهود قيس بدرا وذكر بن سعد في ترجمة أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم أنها تزوجت عمرو بن قيس فولدت له قيس فهو بن خالة أنس قيس بن عمرو بن لبيد بن ثعلبة بن سنان الأنصاري ذكره العدوى وقال شهد أحدا وكذا ذكره بن القداح واستدركه بن الأمين (5/261)
<262> قيس بن عمرو بن مالك بن عميرة بن لأى الأصغر بن سلمان بن عميرة بن معاوية بن سفين الأرحبي أبو زيد ذكره الهمداني في الإكليل فيمن أسلم من همدان وحكاه قيس بن عمير قال انطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وأخذت العقد على قومي فأمرني عليهم فجئت ومعي عشرة من إخوتي وبني عمي وكان أبي أقرأنا فأمره أن يؤمنا وأخرجه بن قانع وفي سنده على بن قر بن وهو متروك قيس بن غربة بفتح المعجمة والراء بعدها موحدة ضبظه بن الأثير وقيل بكسر الزاي بعدها مثناة تحتانية ثقيلة الأحمسي وذكره بن السكن في الصحابة وقال هو والد عروة بن قيس الذي روى عنه أبو وائل وأخرج من طريق طارق بن شبيب عن قيس الذي بن غربة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في خمسمائة من أحمس وأتاه الحجاج بن ذي الأعنق الأحمسي من رهطه وأقبل جرير في مائتين من قيس فتنادوا عند النبي صلى الله عليه وسلم فبعث معهم ثلاثمائة من الأنصار وغيرهم من العرب فأوقعوا بخثعم باليمن ذكره المستغفري في الوفود فقال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فدجعا قومه إلى الإسلام قيس بن أبي غرزة بفتح المعجمة والراء ثم الزاي المنقوطة بن عمير بن وهب بن حراق بن حارثة بن غفار الغفاري وقيل الجهني أو البجلي وقال البخاري وابن أبي حاتم غفاري ويقال جهنى روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يا معشر التجار ان هذا البيع بحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة الحديث وفي أوله كنا نسمى السماسرة أخرجه البخاري في تاريخه من طريق منصور عن أبي وائل عن قيس بن أبي غرزة الغفاري فذكر الحديث وفيه فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث أخرجه أصحاب السنن من رواية أبو وائل عنه وصححه وقال بن أبي حاتم كوفي له صحبة وقال بن السكن له صحبة سكن الكوفة وذكر مسلم والازدي أنه تفرد بالرواية عنه وصححه وقال أبو عمر روى عنه الحاكم فلا أدري اسمع منه أم لا وجزم غيره بان روايته عنه مرسلة قيس بن أم عراك الارحبي من همدان ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأرسله الى قومه يدعوهم الى الإسلام ولم يزد على ذلك قيس بن غنام الأنصاري قيل هو اسم أبي محمد القائل ان الوتر واجب قيس بن غنيم كذا ترجم له البخاري فيما وقفت عليه في نسخة قديمة من التاريخ وكذا ذكره بن حبان وقال له صحبة عداد ه في أهل البصرة روى عنه ابنه انتهى وأظنه قيس أبو عصمة الآتي فتصحف أبو بائن ويحتمل ان يكون ممن وافقت كنيته اسم أبيه ثم رأيت ذلك مجزوما به في كتاب بن السكن فقال قيس بن غنيم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رويت عنه أبيات من شعر رثى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحفظ له عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية وهو معدود في البصريين ثم ساق بسنده الى غنيم بن قيس قال ما نسيت أبياتا قالهن أبي حين مات النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الأبيات وقد سبق ذكرها في ترجمة ولده غنيم بن قيس في حرف الغين وقال أبو عمر (5/262)
<263> قيس بن غنيم الأسدي والد غنيم كوفي له صحبة وفي طبقات بن سعد ما يدل على ان اسم أبيه سفيان قيس بن قارب الضبي ذكره الدارقطني في الافراد واخرج من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي امامة عن قيس بن قارب الضبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤاخذ الله بن آدم بذنب أربعين يوما لكي يستغفر الله منه إسناده ضعيف جدا وقد تقدم من وجه آخر عن جعفر فخاف في اسم الصحابي قال عن فروة بن قيس أبي مخارق قيس بن قبيصة ذكره عبدان المروزي في الصحابة واستدركه أبو موسى وساق من طريق عبد الله الألهاني عن قيس بن قبيصة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لم يوص لم يؤذن له في الكلام مع الموتى قيل يا رسول الله وهل يتكلمون قال نعم ويتزاورون سنده ضعيف قيس بن قهد بالقاف الأنصاري تقدم ذكره في قيس بن عمرو قال أبو نصر بن ماكولا له صحبة وروى عنه قيس بن أبي حازم وابنه سليم بن قيس شهد بدرا وقال بن أبي خيثمة زعم مصعب الزبيري انه جد يحيى بن سعيد وأخطأ في ذلك فانما هو جد أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري قلت وجدت لمصعب مستندا آخر أخرجه بن منده من طريق عبد الرحمن بن سعد بن أخي يحيى عن أبيه سعد عن عمه كليب عن قيس بن عمرو وهو بن قهد فذكر الحديث وعبد الرحمن ما عرفت حاله فان كان من قبله فلعله أخذه عن مصعب والا فهو شاهد له قال أبو عمر هو كما قال وقد خطأوه كلهم في ذلك وأغرب بن حبان فجمع بين الاختلاف بأنه قيس بن عمرو وقهد لقب عمرو وقد ذكر البغوي خلاف ذلك فقال اسم قهد خالد وفرق بينه وبين قيس بن عمرو وجزم بن السكن بأنه والد خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطلب وأغرب منه قول أبي نعيم هو قيس بن عمرو بن قهد بن ثعلبة ثم قال وقيل هو قيس بن سهل واخرج حديثه البخاري في تاريخه بسند جيد من طريق إبراهيم بن حميد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أخبرني قيس بن قهد ان إماما لهم اشتكى أياما قال فصلينا بصلاته جلوسا وأخرجه البغوي من هذا الوجه وقال لا اعلم روى عن قيس بن قهد غيره ولم يسنده يعني لم يرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم قيس بن قيس الأنصاري ذكره بن الكلبي فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة ذكره أبو عمر قيس بن أبي قيس بن الاسلت تقدم في بن صيفي قيس بن كعب النخعي أخو أرطاة تقدم ذكره في ترجمة الأرقم وفي ترجمة أخيه أرطاة وانه قتل شهيدا بالقادسية قيس بن أبي كعب بن الفين الأنصاري عم كعب بن مالك الشاعر ذكر بن الكلبي انه شهد بدرا قيس بن كلاب الكلابي ذكره بن قانع وغيره في الصحابة وقال أبو عمر له صحبة حديثه عند أهل مصر ووقع لنا حديثه بعلو في المعرفة لابن منده من طريق بن عبد الحكم عن (5/263)
<264> سعيد بن بشير القرشي وكان يلزم المسجد فذكر من فضله عن عبد الله بن حكيم الكناني عن قيس بن كلاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهر الثنية ينادي الناس ثلاثا ان الله حرم دماءكم واموالكم الحديث وزعم بن قانع انه والد عطية بن قيس الكلابي التابعي الشامي ولم يتابع عليه الا ان الفضل الغلابي قال في تاريخه حدثني رجل من بني عامر من أهل الشام عن عطية بن قيس وكان من التابعين ولأبيه صحبة قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لاي بن سلمان بن معاوية بن سفيان بن ارحب الارحبي ذكره الطبري وابن شاهين في الصحابة وقال هشام بن الكلبي حدثني حبان بن هانئ بن مسلم بن قيس بن عمرو بن مالك بن لاي الهمداني ثم الارحي عن اشياخهم قالوا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قيس بن مالك الارحبي وهو بمكة فذكر قصة إسلامه وضبط بن ماكولا حبان شيخ بن الكلبي بكسر المهملة وتشديد الموحدة وضبطه غيره بكسر المعجمة وتخفيف المثناة من أسفل وآخره راء وأخرج بن شاهين قصته من طريق المنذر بن محمد القابوسي حدثنا أبي وحسين بن محمد عن هشام الكلبي بسنده وفيه انه رجع الى النبي صلى الله عليه وسلم بان قومه أسلموا فقال نعم وافد القوم قيس وأشار بأصبعه اليه وكتب عهده على قومه همدان عربها ومواليها وخلائطها ان يسمعوا له ويطيعوا وان لهم ذمة الله ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة واطعم ثلاثمائة فرق جارية ابدا من مال الله عز وجل واخرج بن منده من طريق عمرو بن يحيى عن عمرو بن سلمة الهمداني حدثني أبي عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الى قيس بن مالك سلام عليكم اما بعد فاني استعملتك على قومك الحديث وهو طرف من الذي ذكره بن شاهين قيس بن مالك بن المحسر وقيل بتقديم السين وقيل بإسقاط مالك وبه جزم المرزباني وغيره من الإخباريين وقيل بن مسحل بكسر أوله وسكون ثانية وفتح الحاء المهملة بعدها لام وهو كناني ليثي ذكره بن إسحاق فيمن خرج مع زيد بن حارثة في سرية أم قرفة الفزارية وذكر بن الكلبي ان قيسا هو الذي باشر قتلها قال وقتلها قتلا شنيعا وقتل النعمان بن سعد وكان ذلك في رمضان سنة ست وذكره بن إسحاق أيضا فيمن شهد غزوة مؤتة وقال في السيرة الكبرى وامر خالد بن الوليد قيس بن مسحر اليعمري ان يعتذر مما جرى فقال أبياتا منها وجاشت الى النفس من بعد جعفر بمؤتة لكن لا ينفع النائل النيل قيس بن مالك بن أنس المازني الأنصاري قاله بن أبي حاتم قال وقيل مالك بن قيس قلت سبق في قيس بن صرمة وذكر البغوي عن موسى بن هارون الحمال قال أبو صرمة اسمه قيس بن مالك بن أنس وهو عم محمد بن حيان قيس بن محرث الأنصاري ذكره محمد بن سعد عن عبد الله بن محمد بن عمارة فيمن ثبت يوم أحد قال فلما ولى المسلمون قام فقاتلهم في طائفة من الأنصار فكان أول قتيل نظموه بالرماح بعد ان قتل منهم عدة وأورد بن شاهين ذلك في قيس بن الحارث وقد أنكره عبد الله بن محمد (5/264)
<265> بن عمارة لقيس بن الحارث واثبته لقيس بن محرث والله اعلم قيس بن المحسر في بن مالك قيس بن محصن بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وقال أبو عمر شهد بدرا وشهد أحدا قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي أبو محمد ويقال أبو السائب المكي أمه بنت عبد الله بن سبع بن مالك الغنوي وولد هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عام واحد قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة قال كنت انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم لدين روى عنه ابنه عبد الله بن قيس وقال بن السكن حجازي له صحبة وذكره محمد بن إسحاق في المؤلفة وكان ممن حسن إسلامه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث قباث بفتح القاف وتخفيف الموحدة وآخره مثلثة الذي تقدم روى عنه ابناه عبد الله ومحمد قلت وحديثه في جامع الترمذي وأخرجه البخاري في التاريخ من طريق محمد بن إسحاق عن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قال ولدت انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل زاد الترمذي قال وسأل عثمان بن عفان قباث بن أشيم فذكر الحديث وقد تقدم في قباث ويقال انه كان شديد الصفير يصفر عند البيت فيسمع صوته من حراء قيس بن مخلد بن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن مازن بن النجار الأنصاري ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا واستشهد بأحد وكذا ذكره بن إسحاق قيس بن المسحر أو بن مسحل في قيس بن مالك قيس بن معبد يأتي في يزيد بن معبد قيس بن المكشوح المرادي يأتي في القسم الثاني قال بن عبد البر قيل لا صحبة له وقيل بل له صحبة باللقاء والرؤية ومن قال لا صحبة له قال انه لم يسلم الا في أيام أبي بكر وقيل عمر قال وهو أحد الصحابة الذين شهدوا فتح نهاوند وله ذكر صالح في الفتوحات قيس بن مليكة الجعفي في بن سلمة قيس بن المنتفق تقدم في عبد الله بن المنتفق العقيلي اخرج الحسن بن سفيان من طريق محمد بن جحادة عن المغيرة اليشكري عن أبيه قال دخلت مسجد الكوفة فإذا فيه رجل يقال له قيس بن المنتفق وهو يقول وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاحمت عليه فقلت يا رسول الله الحديث قال أبو موسى اختلف في اسمه والاشهر انه لم يسم قيس بن نشبة بضم النون وسكون المعجمة بعدها موحدة السلمي يقال هو عم العباس بن مرداس أو بن عمه قال أبو الحسن المدائني وأخرجه بن شاهين من طريقه حدثنا أبو معشر عن يزيد بن رومان عن أسامة بن زيد هو الليثي عن أبيه وعن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه في آخرين (5/265)
<266> يزيد بعضهم على بعض قالوا جاء قيس بن نشبة السلمي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الخندق فقال اني رسول من ورائي من قومي وهم لي مطيعون واني سائلك عن مسائل لا يعلمها الا من يوحى اليه فسأله عن السماوات السبع وسكانها وما طعامهم وما شرابهم فذكر له السماوات السبع والملائكة وعبادتهم وذكر له الأرض وما فيها فاسلم ورجع الى قومه فقال يا بني سليم قد سمعت ترجمة الروم وفارس وأشعار العرب والكهان ومقاول حمير وما كلام محمد يشبه شيئا من كلامهم فاطيعوني في محمد فانكم أخواله فان ظفر تنتفعوا به وتسعدوا وان تكن الأخرى فان العرب لا تقدم عليكم فقد دخلت عليه وقلبي عليه افسى من الحجر فما برحت حتى لان بكلامه قال ويقال ان السائل عن ذلك هو الأصم لرعلي واسمه عباس وذكر يعقوب بن شيبة عن أبي الحسن احمد بن إبراهيم عن أبي حفص السلمي وهو من ولد الأقيصر بن قيس بن نشبة قال كان قيس قدم مكة في الجاهلية فباع ابلا له فلواه المشتري حقه فكان يقوم فيقول يا آل فهر كنت في هذا الحرم في حرمة البيت أخلاق الكرم أظلم لا يمنع منى من ظلم قال فبلغ ذلك عباس بن مرداس فكتب اليه أبياتا منها وائت البيوت وكن من أهلها مددا تلق بن حرب وتلق المرء عباسا قال فقام العباس بن عبد المطلب وأخذ له بحقه وقال انا لك جار ما دخلت مكة فكانت بينه وبين بني هاشم مودة حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فوفد عليه قيس وكان قد قرأ الكتب فذكر قصة إسلامه وأنشد في ذلك شعرا وقرأت في كتاب الفصوص لصاعد بن الحسن الرعي اللغوي نزيل الأندلس قال حدثنا أبو علي القالي عن بن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة عن شيخ من بني سليم حدثني حكيم بن عبد الله بن وهب بن عبد الله بن العباس بن مرداس السلمي قال كان قيس بن نشبة يتأله في الجاهلية وينظر في الكتب فلما سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قدم عليه فقال له أنت رسول الله قال نعم قال فانتسب له فقال أنت شريف في قومك وفي بيت النبوة فما تدعو اليه فعرض عليه أمور الإسلام وعرفه ما يأمر به وينهى عنه فقال ما أمرت الا بحسن وما نهيت الا عن قبيح فأخبرني عن كحل ما هي قال السماء قال فأخبرني عن محل ما هي قال الأرض قال فلمن هما قال لله قال ففي أيهما هو قال هو فيهما وله الأمر من قبل ومن بعد قال أنت صادق واشهد انك رسول الله فكان النبي صلى الله عليه وسلم يسميه حبر بني سليم وكان إذا افتقده يقول يا بني سليم أين حبركم فقال قيس بن نشبة تابعت دين محمد ورضيته كل الرضا لأماني ولديني ذاك امرؤ نازعته قول العد وعقدت فيه يمينه بيميني قد كنت آمله وانظر دهره فالله قدر انه يهديني أعنى بن آمنه الأمين أرجو السلامة من عذاب الهون (5/266)
<267> قال صاعد لا يعرف أهل اللغة كحل في أسماء السماء الا من هذا الحديث قلت يجوز ان تكون غير عربية فلذلك لم يذكرها أهل اللغة وعرفها النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي وقيس بن نشبة بما قرأه في الكتب وقال بن سيده حكى أبو عبيدة ان الكحل السنة الشديدة قيس بن النعمان السكوني ويقال العبسي قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وحديثه في الكوفيين رواه اياد بن لقيط عنه قال لما انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الى الغار يريد ان الهجرة مرا بعبد يرعى غنما فاستسقياه لبنا فقال ما عندي شاة تحلب فأخذ شاة فمسح ضرعها واحتلب أبو بكر فشربا فقال له العبد من أنت قال انا رسول الله فاسلم وأخرجه الطبراني وسنده صحيح وسياقه أتم وقد اخرج البخاري والحاكم في المستدرك من طريق عبيد الله بن اياد بن لقيط عن أبيه قال حدثنا قيس بن النعمان وكان قد قرأ القرآن على عهد عمر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاهديت اليه فأبي ذلك فقلت انا قوم يشق علينا ان ترد الهدية وذكره أبو علي بن السكن بنحو ما ذكره بن أبي حاتم وفرق البخاري في بعض نسخ التاريخ الكبير بين الذي روى حديث الهدية وقال فيه أبو الوليد وبين الذي روى حديث الغار وذكر كلا الحديثين من طريق أيام بن لقيط لواحد وهو واحد بلا ريب قيس بن النعمان العبدي أبو الوليد قال البغوي سكن البصرة ثم اخرج من طريق عوف الأعرابي عن زيد أبي القموص بن علي قال حدثني رجل من الوفد يحسب عوف انه قيس بن النعمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تشربوا في نقير ولا مزفت وكذا أخرجه أبو داود من هذا الوجه وقال البخاري قيس بن النعمان قال عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث سمع أبا القموص زيد بن علي قال حدثني أحد الوفد ولم يذكر المتن وادعى بن منده ان البخاري جعله والذي قبله واحدا والذي في التاريخ الكبير ما وصفت انه فرق بين الذي روى عنه اياد بن لقيط والذي روى عنه أبو القموص ولفظ بن منده قال البخاري حديثه في الكوفيين والبصريين روى عنه اياد وزيد وساق بن منده حديث أبي القموص من وجه آخر عن عبد الله بن عبد الوهاب بسنده وقال فيه انهم اهدوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من تمر فدعاهم وقال نعم الحي عبد القيس أسلموا طائعين غير موتورين انتهى وكان مستند من ظنهما واحدا ذكر الهدية في كلا الحديثين وليس بجيد لان الأول صرح بان هديته ردت بخلاف الآخر وبأن السكوني من اليمن وعبد القيس من ربيعة وقد فرق بينهما غير واحد من الأئمة وهو المعتمد قيس بن نمط بن قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن معاوية بن سفيان بن ارحب الهمداني ثم الارحبي ذكره الهمداني في انساب حمير وما قال علماء حمير خرج قيس بن نمط في الجاهلية حاجا فوقف على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو الى الإسلام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل عند قومك من منعة قال له قيس نحن امنع العرب وقد خلفت في الحي فارسا مطاعا يكنى أبا يزيد واسمه قيس بن عمرو فاكتب اليه حتى اوافيك انا وهو فذكر قصة (5/267)
<268> طويلة وقد تقدم قيس بن مالك وهو في الظاهر جد هذا وفي ثبوت ذلك بعد والذي يظهر انه واحد اختلف في اسمه ونسبه وقد قيل إن صاحب هذه القصة هو نمط بن قيس وقيل مالك بن نمط والله اعلم قيس بن هنام بنون ثقيلة ذكره العسكري في الصحابة وقيل انه المذكور في القسم الأخير وأظنه عيره قيس بن الهيثم السلمي وقيل السامي بالمهملة ذكره البخاري وقال له صحبة روى عنه عطية الدعاء وهو جد عبد القاهر بن السري وكذا قال بن أبي حاتم وقال بن منده ذكره البخاري في الوحدان من الصحابة ولم يذكر له حديثا وقال أبو نعيم ذكره أبو احمد العسال في التابعين من أهل البصرة قيس بن أبي وديعة بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سوادة بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري ويقال هو قيس بن وهرز الفارسي الأنباري حليف الأنصار ذكره الحاكم واخرج عن محمد بن العباس الضبي عن محمد بن عبد الله القيسي أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن قيس بن أبي وديعة الى آخر النسب قال وحدثنا محمد بن العباس قال سمعت أبا إسحاق احمد بن محمد يقول سمعت احمد بن محمد بن داود بن مقرن بن قيس بن أبي وديعة يقول سمعت أبي وعمي يحدثان عن جدي أخبرني أبي عن أبيه قيس بن أبي وديعة انه قدم مع العاقب من نجران في الوفد فدعاهم الى الإسلام فلم يسلم العاقب ورجع فاما قيس بن أبي وديعة فمرض فأقام بالمدينة نازلا على سعد بن عبادة فعرض عليه الإسلام فاسلم ورجع الى حضرموت وشهد قتال الأسود العنسي ثم انصرف الى المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وعداده في الأحرار الذين قاتلوا الحبشة مع سيف بن ذي يزن وكان اسم والده وهرز وأبو وديعة كنيته قال وقدم خراسان مع الحكم بن عمرو الغفاري ثم رجع ثم قدمها مع المهلب ثم استوطن بلخ وله بها اعقاب وكذلك بهران وكان من المعمرين قيس بن وهب بن وهبان بن ضباب القرشي العامري من مسلمة الفتح وهو جد عبد الواحد بن أبي سعد بن قيس أمير الرقة في زمن عبد الملك بن مروان ومات بها ورثاه عبيد الله بن قيس الرقيات وهو من رهطه بأبيات يا خير عبس بالجزيرة بعدما غبر الزمان ومات عبد الواحد ذكره الزبير قيس بن وهرز الفارسي تقدم قريبا قيس بن يزيد الجهني تقدم في قيس بن زيد قيس بن يزيد ذكره أبو إسحاق المستملي في طبقات أهل بلخ وأورد من طريق العباس بن زنباع عن أبيه عن الضحاك عن أبيه عن جده فاتك بن قيس عن أبيه قيس بن يزيد قال وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم في وادي السبع فاسلمت وبايعت وكتب لي كتابا واعطاني عصا فجاء الى (5/268)
<269> قومه فدعاهم الى الإسلام فاجتمعوا اليه على جبل يقال له سلمان قيس الأنصاري يقال هو اسم جد عدي بن ثابت وقد تقدم بيان الاختلاف فيه وبيان الصواب منه في ترجمة ثابت بن قيس في حرف الثاء المثلثة قيس التميمي ذكره البغوي في الصحابة واخرج من طريق قيس بن الربيع عن جابر الجعفي عن مغيرة بن شبل عن قيس النخعي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب اصفر قال البغوي تفرد به قيس بن الربيع قلت وهو وشيخه ضعيفان وقال بن السكن حديثه مخرج عن جابر الجعفي ولم يثبت وذكره بن عبد البر بهذا الإسناد ثم قال وفي خبر آخر عنه قال بعثني جرير وافدا الى النبي صلى الله عليه وسلم قيس الجذامي ذكره البخاري في الصحابة واخرج من طريق كثير بن مرة عن قيس الجذامي رجل كانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى الشهيد ست خصال الحديث واخرج احمد والنسائي من طريق كثير بن مرة عن قيس الجذامي عن عقبة بن عامر حديثا وقد تقدم كلام البخاري وابن أبي حاتم في قيس بن زيد الجذامي وظهر لي انه غيره وان الراوي عن عقبة اختلف في اسم أبيه فقيل عامر وقيل يزيد وقيل زيد وان بن زيد غيره كما تقدم في ترجمته قيس الجعدي هو النابغة اختلف في اسم أبيه وستأتي ترجمته في النون قيس الخزاعي أو الأسلمي أورده المستغفري وأبو موسى من طريقه فاخرج من رواية مسلم بن إبراهيم عن أم الأسود الخزاعية عن أم نائلة الخزاعية عن بردية بن الحصيب الأسلمي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله عن رجل اسمه قيس وقال لا اقرته الأرض فكان إذا دخل أرضا لم يستقر فيها قلت ليس في هذا ما يدل على انه كان مسلما قيس الغفاري أبو الصلت تقدم ذكره في الصلت قيس الكلابي والد عطية بن قيس وقع حديثه في سنن النسائي وسيأتي بيانه في القسم الرابع ان شاء الله تعالى قيس الهمداني ذكره في التجريد وعلم له علامة بقي بن مخلد قيس والد غنيم المازني أو الأسدي ذكره بن أبي حاتم وقال كوفي له صحبة روى عنه ابنه وقال أبو عمر مثله وقال البغوي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن السكن هو صحابي ولا رواية له عن النبي صلى الله عليه وسلم واخرج البخاري والبغوي من طريق عاصم الأحول عن غنيم بن قيس قال سمعت من أبي كلمات قالهن لما مات النبي صلى الله عليه وسلم وهي ألا لي الويل على محمد قد كنت في حياته بمقعد أبيت ليلى آمنا الى الغد ذكره في ترجمة قيس ووجدت في نسخة قديمة قيس بن غنيم وقد أشرت اليه فيما مضى قيس والد محمد ذكره الطبراني في الصحابة واخرج من طريق بن جريج عن (5/269)
<270> أبيه عن عثمان بن محمد بن قيس قال رأى أبي في يدي سوطا لا علاقة له فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل أحسن علاقة سوطك فان الله جميل يحب الجمال كذا أورده أبو نعيم عن الطبراني تبعه أبو موسى وظاهره ان الحديث من رواية محمد بن قيس الا ان كان اطلق على الجد أبا فيكون الحديث من رواية عثمان عن قيس ورأيت في نسخة قديمة بين عثمان ومحمد ضبة فكأنه كان عن عثمان عن محمد بن قيس عن أبيه قيس قيل هو اسم أبي محمد القائل الوتر واجب واختلف في اسمه واسم أبيه قيس قيل هو اسم أبي إسرائيل الذي حج في الشمس ماشيا وقد اختلف في اسمه وسيأتي في الكنى قيس جد محمد بن الأشعث اخرج المستغفري من طريق محمد بن تميم عن محمد بن الأشعث بن قيس عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا فيه لم يذكر الحديث قال بن الأثير أظنه الكندي قلت لو كان كذلك لم يكن له صحبة ولا رواية لأنه مات في الجاهلية ويحتمل ان يكون جد الكندي لأمه قيسبة بتحتانية مثناة ساكنة ثم مهملة مفتوحة ثم موحدة بن كلثوم بن حباشة بن هدم بن عامر بن خولى بن وائل الكندي قال بن يونس كان له قدر في الجاهلية ثم ذكر له قصة ثم ذكر انه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وانه شهد فتح مصر قال وكان اختط بعض المسجد فلما بنى الجامع سلم خطته فزيدت في المسجد وعوض عنها فأبى ان يقبل وفي ذلك يقول الشاعر لابنه عبد الرحمن وأبوك سلم داره واباحها لجباه قوم ركع وسجود قيطي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاري الأوسي نسبه بن القداح وذكره بن سعد والبغوي في الصحابة وقال الواقدي شهد أحدا هو وثلاثة من أولاده عقبة وعبد الله وعبد الرحمن وقتل يوم الجسر واستشهد قيظي بأجنادين وقال البغوي لا اعرف له حديثا قيوم الأزدي تقدم في عبد القيوم القسم الثاني في ذكر من له رؤية القاف بعدها الألف القاسم بن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكره وأول مولود له وبه كان يكنى ولد قبل البعثة ومات صغير وقيل بعد ان بلغ سن التمييز وقال الزبير ان بكار حدثني محمد بن نضلة (5/270)
<271> عن بعض المشيخة قال ولدت خديجة القاسم فعاش حتى مشى واخرج بن سعد من طريق محمد بن جبير بن مطعم مات القاسم وله سنتان وروى عن قتادة نحوه عن مجاهد عاش سبعة أيام وقال الفضل العلائي عاش سبعة عشر شهرا بعد البعثة وقد اخرج يونس بن بكير في زيادات المغازي عن أبي عبد الله الجعفي هو جابر عن محمد بن علي بن الحسين كان القاسم قد بلغ ان يركب الدابة ويسير على النجيبة فلما قبض قال العاص بن وائل لقد أصبح محمد ابتر فنزلت انا أعطيناك الكوثر عوضا عن مصيبتك يا محمد بالقاسم فهذا يدل على ان القاسم مات بعد البعثة وكذا ما أخرجه بن ماجة والطيالسي والحربي من طريق فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال لما هلك القاسم قالت خديجة يا رسول الله درت لبينه القاسم فلو كان الله ابقاه حتى يتم رضاعه قال كان تمام رضاعه في الجنة قال الحربي أرادت انها حزنت عليه حتى در لبنها عليه وفي سنن بن ماجة بعد قوله لم يستكمل رضاعه فقالت لو اعلم ذلك يا رسول الله لهون علي امره فقال ان شئت دعوت الله فاسمعك صوته فقالت بل صدق الله ورسوله وهذا ظاهر جدا في انه مات في الإسلام ولكن في السند ضعف واما قول أبي نعيم لا اعلم أحدا من متقدمينا ذكره في الصحابة فقد ذكر البخاري في التاريح الأوسط من طريق سليمان بن بلال عن هشام بن عروة ان القاسم مات قبل الإسلام لكن سيأتي في ترجمة فاطمة بنت أسد حديث ما اعفى أحد من ضغطة القبر الا فاطمة بنت أسد قيل ولا القاسم قال ولا القاسم ولا إبراهيم وكان إبراهيم اصغرهما وهذا وأثر فاطمة بنت الحسين يدل على خلاف رواية هشام بن عروة القاسم الأنصاري في الصحيحين من طريق سالم بن أبي الجعد عن جابر قال ولد لرجل ممن الأنصار غلام فسماه القاسم فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي وقد تقدم شيء من هذا في ترجمة عبد الرحمن القاف بعدها الباء قبيصه بن دؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية أبو إسحاق الخزاعي ويقال أبو سعيد مدني نزل الشام تقدم ذكر والده في حرف الذال المعجمة وذكره بن شاهين في الصحابة قال بن قانع له رؤية واخرج الحاكم أبو احمد من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم بقبيصة بن ذؤيب ليدعو له فقال هذا رجل نبيه ولد يوم الفتح وقيل يوم حنين وقال يحيى بن معين اتى به النبي صلى الله عليه وسلم لما ولد فدعا له وقال أبو عمر قيل انه ولد أول سنة من الهجرة وتعقبوه وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن عمر وعثمان وبلال وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم روى عنه ابنه إسحاق والزهري ومكحول ورجاء بن حيوة وإسماعيل بن عبد الله وغيرهم قال رجاء بن حيوة عن مكحول ما رأيت اعلم منه وقال بن سعد كان على خاتم عبد الملك بن مروان وكان أبر الناس عنده وكان ثقة مأمونا في الحديث وكان أمر البريد اليه وكان يقرأ (5/271)
<272> الكتب قبل عبد الملك ثم يخبره بما فيها واخرج البخاري انه كان يعد مع سعيد بن المسيب وعروة في العفة والنسك وقال الشعبي كان اعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت وقال عمرو بن علي الفلاس كان قبيصة معلم كتاب وكذا نقل عن يحيى بن معين وكان ذلك قبل ان يصحب عبد الملك وقال الشعبي كان من اعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت وعده أبو الزناد في فقهاء أهل المدينة اخرج بن أبي حاتم ذلك بسند صحيح وكان الزهري يقول كان من علماء هذه الأمة ومات سنة ست وثمانين وقيل قبل ذلك وقال أبو عمر الضرير مات سنة ثمان وثمانين القاف بعدها الثاء قثم بن أبي الحكم بن أبي ذئب بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس القرشي العامري بن عم المغيرة بن هشام بن أبي ذئب وأمه صفية بنت صفوان بن أمية ذكره الزبير ولم يذكروا لأبيه صحبة فكأنه مات قبل الفتح كافرا القاف بعدها الراء قرط ويقال له قريط بن أبي رمثة التميمي يأتي نسبه في ترجمة والده في الكنى وذكره أبو موسى في الذيل مستدركا على بن منده وقال هاجر مع أبيه فلما دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي رمثة ابنك هذا قال نعم اشهد به قال اما انه لا يجني عليك ولا تجني عليه ودعا بقرط فأجلسه في حجره ودعا له بالبركة ومسح على رأسه وعممه بعمامة سوداء وهو والد لاهز بن قريط أحد الرؤساء الذين كانوا مع أبي مسلم كنية لاهز أبو عمرو وكنية قريط أبو الجنوب واسم أبي رمثة يثربي بن رفاعة ولم يكن له ولد غير قريط وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له لم سميته قريطا قال لمكان القرط من الإذن ذكر ذلك كله بن شاهين وذكر عبدان بعضه قال أبو موسى وقصة أبي رمثة مع ولده مشهورة غير انه قلما يسمى ابنه وذكره أيضا بن ياسين في تاريخه قلت لكنه قال قرط بغير تصغير قال وهو والد لاهز بن قرط أحد دعاة بني العباس وذكره بن حبان في الصحابة بنحو هذه القصة مختصرا ولم يذكر عممه بعمامة سوداء ولا ما بعده بل قال له من النبي صلى الله عليه وسلم رؤية وخرج أبوه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم الى البحرين مع العلاء بن الحضرمي وقريط هو الذي افتتح الايلة على عهد عمر ثم غزا خراسان مع الأحنف بن قيس ونزل مرو وعقبه بها القاف بعدها الياء قيس بن أبي حازم الأحمسي لأبيه صحبة وروى بن منده بسند واه ان لقيس رؤية والمشهور (5/272)
<273> انه من المخضرمين وسيعاد في القسم الثالث قال بن منده أنبأنا سهل بن السري النجاري حدثنا أبو هارون سهل بن شادويه وعبد الله بن عبيد الله حدثنا إبراهيم بن سعد السمرقندي حدثنا أبو مقاتل حفص بن اسلم حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال دخلت المسجد مع أبي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فلما ان خرجت قال لي يا قيس هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت بن سبع أو ثمان سنين قال بن منده لا يصح وأخرجه الخطيب في المؤتلف في ترجمة الورداني من كتابه في المؤتلف من طريق أبي سعد همام بن إدريس بن عبد العزيز عن أبيه عن حفصة بسنده وأوله كنت صبيا فأخذ أبي بيدي فذهب بي الى المسجد فخرج رجل فصعد الى المنبر فقلت لوالدي من هذا قال هذا نبي الله قال وانا إذ ذاك بن سبع أو تسع قال الخطيب لا يثبت وهذا الحديث ان كان له أصل فقد وقع فيه غلط يظهر من رواية البزار في مسنده من طريق قيس قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته حين قبض فسمعت أبا بكر يقول فكأن الرواية الأولى كان فيها فإذا أبو بكر يخطب لكن قوله بن سبع أو ثمان لا يصح فإنه جاء عن إسماعيل بسند صحيح انه كبر حتى جاوز المائة بسنتين وقد اختلفوا في وفاته على أقوال أحدها انه مات سنة بضع وتسعين فعلى هذا كان مولده قبل الهجرة بخمس سنين فيكون له عند الوفاة النبوية خمس عشرة سنة ولا يصح ما في الأثر الأول انه كان حين سمع الخطبة بن سبع أو ثمان القسم الثالث القاف بعدها الألف ص القاسم بن ينخسره بفتح المثناة من تحت وسكون النون وضم المعجمة والراء بينهما سين مهملة وآخره هاء ضبطه أبو احمد العسكري له إدراك ووفد على عمر اخرج البخاري من طريق إسماعيل بن سويد عن القاسم بن ينخسره قال قدمت على عمر فرحب بي واجلسني الى جانبه ثم تلا فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه الآية ثم قال ما زلت اظن انها فيكم يا أهل اليمن القاف بعدها الباء قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة بفتح أوله أبو العلاء الأسدي الكوفي له إدراك وصحب عمر بن الخطاب وشهد خطبته بالجابية وله معه قصة قال يعقوب بن شيبة يعد في الطبقة الأولى من فقهاء أهل الكوفة وكان أخا معاوية من الرضاعة وقال أبو عبد الله بن الأعرابي في النوادر انه كان أحد الفصحاء وهو القائل شهدت قوما رأيتهم فما رأيت رجلا اقرأ لكتاب الله ولا افقه في دين الله من عمر وصحبت طلحة فما رأيت أعطى لجزيل منه وصحبت معاوية فما رأيت أكثر حلما منه (5/273)
<274> واخرج البخاري هذا الكلام في التاريخ من طريق عبد الملك بن عمير عنه ولفظه فما رأيت أحدا اقرأ لكتاب الله ولا أحسن مدارسة وزاد وصحبت عمرو بن العاص فما رأيت أبين طرقا منه ذكره زياد والمغيرة واخرج أبو زرعة الدمشقي من طريق جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قال وفدت على معاوية فقضى حوائجي فقلت له من ترى لهذا الأمر بعدك فقال وما أنت وذاك قلت ولم اني قريب القرابة وإذ الصدر عظيم الشرف وقال معمر عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر كنت محرما فرأيت ظبيا فرميته فأصبته فمات فوقع في نفسي فاتيت عمر بن الخطاب فسألته فوجدت الى جنبه عبد الرحمن بن عوف فالتفت اليه فقال أرى شاة تكفيه قال نعم فأمرني ان اذبح شاة فذكر القصة وقد روى عن على وطلحة وابن مسعود والمغيرة بن شعبة وغيرهم روى عنه الشعبي وعبد الملك بن عمير ومحمد بن عبد الله بن قارب قال علي بن المديني عن بن عيينة اختاره أهل الكوفة وافدا على عثمان وقال خليفة بن خياط مات سنة تسع وستين من الهجرة وذكره في الطبقة الأولى من التابعين قبيصة بن مسعود بن عمر بن عامر بن عبد الله بن الحارث بن نمير العامري ثم النميري له إدراك كان ولده همام سيد قومه في زمن يزيد بن معاوية وقتل يوم مرج راهط ورثاه بن مقبل بقصيدة أولها يا جدع أنف قيس بعد همام ذكره بن الكلبي القاف بعدها التاء قتادة المدلجي له إدراك قال مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب ان رجلا من بني مدلج يقال له قتادة حذف ابنه بالسيف فاصيب ساقه فنزف دمه فمات فقدم سراقة بن جعشم على عمر فأخبره فقال اعدد لي عشرين ومائة ناقة على ماء قديد فلما قدم عمر أخذ منها مائة فاعطاها لاخي المقتول وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس للقاتل شيء وروى قصته عبد الرزاق من طريق سليمان بن يسار نحوه ولم يسمه قال ان رجلا من بني مدلج وقال فورث اخاه لأبيه وأمه ولم يورث أباه من ديته شيئا القاف بعدها الحاء قحيف بن السليك الهالكي من بني هالك بالهاء وهم من بني أسد اسلم في عهد النبي صلى الله عيله وسلم وكان مع ضرار بن الأزور وقصاعي بن عمرو وسنان بن أبي سنان يحاربون طليحة بن خويلد الأسدي لما ادعى النبوة وكان قحيف شجاعا فاتكا فامروه ان يفتك بطليحة فشهر سيفه ثم حمل على طليحة فضربه ضربة خر منها مغشيا عله وتكاثر عليه أصحاب طليحة فقتلوه فافاق طليحة (5/274)
<275> وتداوى منها واشاع بان السلاح لايحيك فيه فافتتنوا به روى ذلك سيف بن عمر في كتاب الفتوح عن بدر بن الحارث بن عثمان بن قطبة عن نفر من بني أسد أبوه أحدهم القاف بعدها الدال قدامة بن عبد الله بن منجاب له إدراك وعاش الى امرة مصعب بن الزبير القاف بعدها الراء قرثع بفتح أوله والمثلثة ثالثة بينهما راء ساكنة وآخره عين مهملة الضبي نزل الكوفة له إدراك ورواية عن عمر بن الخطاب وروى عن سلمان الفارس وأبي أيوب وأبي موسى وغيرهم روى عن علقمة بن قيس قال وكان من القراء الأولين اخرج ذلك النسائي والمسيب بن رافع وقزعة بن يحيى وغيرهم وقال الخطيب كان مخضرما أدرك الجاهلية والإسلام وقتل في خلافة عثمان شهيدا في بعض الفتوح وحديثه في الشمائل وكتب السنن الثلاث قرقرة بن زاهر التيمي له إدراك وذكره سيف والطبري فيمن التقى بسعد بن أبي وقاص فيمن وجهه إلى رستم حين رغب إليه في ذلك واستدركه بن فتحون قرة بن نصر العدوي من عدي تميم كان ممن أسره المكعبر عامل كسرى على هجر في نوبة المشقد وذلك انهم كانوا أغاروا على مال لكسرى فأمر المكعبر ان يحتال عليهم فدعاهم الى وليمة فدخل منهم خلق كثير القصر فاسرهم وقتلهم وكان ممن سلم من القتل قرة وحزن ومشجعة بنو النضر فأرسلوا مع جماعة منهم الى كسرى فاستبقاهم فجعلوا مشجعة خاطبا وحزنا ترجمانا فلما غزا المسلمون اصطخر خرجوا الى المسلمين فصاروا معهم ذكر ذلك أبو عبيد في حكاية يوم المشقر ونقل عن أبي نعامة العدوي انه أدرك مشجعة وكان إذا مر لم يخف على اهل الدور لأنه كان يسبح ويكبر بأعلى صوته وكان كثير الإحسان والبر لبني عدي قريب بن ظفر له إدراك وكان رسول سعد بن أبي وقاص الى عمر في قصة فتح نهاوند فلما وصل الى عمر تفاءل باسمه واسم أبيه وقال ظفر قريب وامر النعمان بن مقرن وكان ذلك في سنة إحدى وعشرين من الهجرة القاف بعدها السين قسامة بن أسامة الكناني له إدراك ذكره بن عساكر عن أبي حذيفة إسحاق بن بشير انه ذكره في كتاب الفتوح فيمن شهد اليرموك (5/275)
<276> قسامة بن زهير المازني له إدراك ذكر عمر بن شبة في أخبار البصرة انه كان ممن افتتح الأبلة مع عتبة بن غزوان وكان رأسا في تلك الحروب وله حديث مرسل ذكره بن شاهين في الصحابة وهو من طريق يزيد الرقاشي عن موسى بن يسار عن قسامة بن زهير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى الله على في قاتل المؤمن وروايته عن أبي موسى الأشعري وأبي هريرة عند أبي داود والنسائي والترمذي روى عنه قتادة وعمران بن حدير وهشام بن حسان وغيرهم وذكره العجلي وابن حبان في ثقات التابعين وذكره الهيثم وخليفة في تابعي أهل ابصرة وقالا مات بعد الثمانين قسامة بن زيد الليثي تقدم ذكره في ترجمة أخيه فرات بن زيد وان عمر روى عنه شعرا قاله القاف بعدها الطاء قطن بن عبد عوف الهلالي له إدراك قال بن أبي طاهر كان عبد الله بن عامر استعمله على كرمان فاعطى على جواز الوادي أربعة آلاف فأبى بن عامر ان يحسبها له فاجازها له عثمان بن عفان وفي ذلك يقول الشاعر فدى للاكرمين من بني هلال على علاتهم أهلي ومالي هم سنوا الجوائز في معد فكانت سنة إحدى الليالي قال بن دريد هذا أصل الجائزة وقال بن قتيبة استعمل عبد الله بن عامر قطنا هذا على فارس فمر به الأحنف بن قيس غازيا في جيش فوقف بهم على قنطرة فصار يعطي الرجل على قدره فلما كثروا قال اجيزوهم فكان أول من سن الجوائز قلت حاصل ما قالاه ان الجائزة مشتقة من الجواز ويعكر على الاولية المذكورة ما ثبت في الحديث الصحيح في الضيف جائزته يوم وليلة وقد اشبعت القول في ذلك في كتاب الأوائل وفتح الباري القاف بعدها اللام القلاخ العنبري الشاعر المعمر ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال مخضرم نزل البصرة قال وأظن القلاخ لقبا له وله مع معاوية خبر يذكر فيه انه ولد قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم وانه رأى أمية بن عبد شمس بعدما ذهب بصرة يقوده عبدله من أهل صفورية يقال له ذكوان فقال له معاوية ذاك ابنه أبو معيط فقال هذا شيء قلتموه أنتم وأنشد القلاخ في ذلك يسائلني معاوية بن هند لقيت أبا سلالة عبد شمس فقلت له رأيت أباك شيخا كبير السن مضروبا بطمس يقود به افيحج عبد سوء فقال بل ابنه ليزيل لبسى (5/276)
<277> قال المرزباني وعاش القلاخ حتى تزوج يحيى بن أبي حفصة مولى عثمان بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم فهجا آل قيس بن عاصم بسبب ذلك وحكى دعبل بن علي الخزاعي في أخبار شعراء البصرة قال وهرب للقلاخ العنبري عبد يقال له مقسم فتبعه يسأل عنه فنزل بقوم فسألوه عن اسمه فقال انا القلاخ جئت ابغي مقسما اقسمت لا اسأم حتى يسأما وضبطه أبو بشر الآمدي بضم القاف وتخفيف اللام وآخره معجمة وكذا قال بن ماكولا وفرق بينه وبين القلاخ بن حزن السعدي يكنى أبا خراش فقال في الأول ذكره دعبل وفي الثاني شاعر مشهور في دولة بني أمية انتهى وما ابعد ان يكونا واحدا وذكرهم الآمدي ثلاثة الثالث القلاخ المنقري القاف بعدها الياء قيسان بن سفيان له إدراك واستشهد بأجنادين قيس بن بجرة بضم الموحدة وسكون الجيم الفزاري يعرف بابن غنقل بمعجمة ثم نون ثم قاف ثم لام بوزن جعفر وهي أمه وهي من بني شمخ بن فزارة ذكره المرزباني وقال عاش في الجاهلية دهرا وفي الإسلام كثيرا وله خبر مع عامر بن الطفيل في الجاهلية ثم اسلم وهو القائل فاما تريني واحدا باد أهله توارثه م الأقربين الاباعد فان تميما قبل ان تلبد الحصى أقام زمانا وهو في الناس واحد قيس بن ثعلبة الأزدي وفد على عمر مع أبي صفرة ذكره بن الكلبي قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة السلولي والد عمرو له إدراك وكنيته أبو بكر ذكر ذلك الحاكم أبو احمد تبعا لمسلم والنسائي وله رواية عن أبي بكر الصديق وشهد فتح مصر ثم انتقل الى حمص فسكنها ذكره أبو سعيد بن يونس روى عنه سويد بن قيس التجيبي انه هاجر على عهد أبي بكر قال فنزلنا بالحرة فخرج أبو بكر فتلقانا فرأيناه مخضوب الرأس واللحية أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه وأخرجه الدارمي من طريق الحارث بن يزيد الحمصي عن عمرو بن قيس قال وفدت مع أبي الى يزيد بن معاوية حين توفي معاوية قيس بن الحارث المرادي له إدراك وقدم من اليمن في خلافة عمر بن الخطاب وتفقه الى ان صار يفتى في زمانه وقدم مع عمرو بن العاص فشهد فتح مصر قاله أبو سعيد بن يونس قيس بن أبي حازم البجلي ثم الأحمسي أبو عبد الله واسم أبي حازم حصين بن عوف ويقال عوف بن عبد الحارث ويقال عبد عوف بن الحارث بن عوف لأبي حازم صحبة واسلم قيس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر الى المدينة فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يلقاه فروى عن كبار الصحابة ويقال انه لم يرو عن العشرة جميعا غيره ويقال لم يسمع من بعضهم وروى أيضا عن بلال ومعاذ بن جبل وخالد بن الوليد وابن مسعود ومرداس الأسلمي في آخرين روى عنه من التابعين (5/277)
<278> فمن بعدهم إسماعيل بن أبي خالد والمغيرة بن شبل والحكم بن عتيبة والأعمش وبيان بن بشر وآخرون قال بن حبان في الثقات قال بن قتيبة ما بالكوفة أحد أروى عن الصحابة من قيس وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود أجود التابعين إسنادا قيس بن أبي حازم ووقع مسند البزار عن قيس قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته قد قبض فسمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه فذكر حديثا عنه وهذا يدفع قول من زعم ان له رؤية وقال بن أبي حاتم عن أبيه أدرك الجاهلية وقد اخرج أبو نعيم من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم دخلت المسجد مع أبي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فلما خرجت قال لي أبي هذا رسول الله يا قيس وكنت بن سبع أو ثمان سنين قلت لو ثبت هذا لكان قيس من الصحابة والمشهور عند الجمهور انه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخرجه الخطيب من الوجه الذي أخرجه بن منده وقال لا يثبت واخرج أبو احمد الحاكم من طريق جعفر الأحمر عن السري بن يحيى عن قيس قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فجئت وقد قبض وأبو بكر قائم على المنبر في مقامه فاطاب الثناء وأكثر البكاء واخرج بن سعد بسند صحيح عن قيس قال امنا خالد بن الوليد يوم اليرموك في ثوب واحد وخلفه الصحابة وقال يعقوب بن شيبة كان من قدماء التابعين روى عن أبي بكر فمن دونه وادركه وهو رجل كامل قال ويقال ليس أحد من التابعين جمع ان روى عن العشرة مثله الا انا لا نعلم له سماعا من عبد الرحمن ووثقه جماعة وقال يحيى بن أبي عتبة عن إسماعيل بن أبي خالد قال كبر قيس حتى جاوز المائة بسنتين كبر وخرف قال عمرو بن علي مات سنة أربع وثمانين وقال الهيثم بن عدي مات في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك ويؤيده قول خليفة وأبي عبيد مات سنة ثمان وتسعين وقد تقدم ذكره في القسم الثاني قيس بن رافع القيسي الأشجعي أبو رافع ويقال يكنى أبا عمرو نزيل مصر ذكره البغوي في الصحابة وقال يقال انه جاهلي ولم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال وقال أبو موسى في الذيل ذكره عبدان في الصحابة وقال اظن حديثه مرسلا ليس بمسند الا اني رأيت بعض أهل الحديث وضعه في المسند فذكرته ليعرف وأورد أبو داود حديثه في المراسيل وهو من رواية الحسن بن ثوبان عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ماذا في الأمرين من الشفاء الصبر والتقى وروى قيس بن رافع أيضا عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم وروى عنه أيضا يزيد بن أبي حبيب وإبراهيم بن نشيط والحارث بن يعقوب وغيرهم وذكره بن حبان في ثقات التابعين وذكر بن يونس من طريق بن ثوبان قال دخلت على قيس بن رافع وكان من أهل العلم والسير فذكر خبرا وأورده البغوي من طريق عبد الكريم بن الحارث عن قيس بن رافع قال ويل لمن دينه دنياه وهمه بطنه وفي الرواة آخر يسمى قيس بن رافع تابعي كوفي روى عن جرير روى عنه عبد الله بن الحارث وذكره بن حبان في ثقات التابعين قيس بن ربيعة بن عامر المرادي له إدراك ذكره بن يونس وقال شهد فتح مصر قيس بن سمي بن الأزهر بن عمر بن مالك بن سلمة التجيبي له إدراك وذكره بن (5/278)
<279> يونس وقال شهد فتح مصر وله رواية عن عمرو بن العاص روى عنه سويد بن قيس التجيبي وهو جد حيوة بن الرقاع بن عبد الملك بن قيس صاحب الدار بمصر وعقبه بإفريقية قيس بن سمي الكندي ويقال أبو قيس ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال انه مخضرم نزل الكوفة وأنشد له من أبيات فسبقناهم ببأس ونيل وبمجد مستطرف وفعال قيس بن صهبان الجهضمي له إدراك وكان ولده الحارث شريفا في الأزد وهو أخو المهلب لامه ذكره بن الكلبي قيس بن ظهفة من بني رقاعة بن مالك بن نهد النهدي له إدراك قال بن الكلبي كان سيدا في زمانه وتزوج بنت الأشعث بن قيس ففجرت عليه فطلقها وكان على قد ولاه الربع بالكوفة قيس بن عباد بضم أوله وتخفيف الموحدة القيسي الضبعي نزيل البصرة له إدراك ذكره بن قانع في الصحابة وأورد له حديثا مرسلا وقال بن أبي حاتم وغيره قدم المدينة في خلافة عمر فروى عنه وعن أبي ذر وعلى وأبي سعد وعمار وعبد الله بن سلام وغيرهم روى عنه ابنه عبد الله والحسن وابن سيرين وأبو مجلز وغيرهم قال بن سعد كان ثقة قليل الحديث وذكره العجلي في التابعين وقال ثقة من كبار الصالحين ووثقه النسائي وغيره وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال انه يشكري يكنى أبا عبد الله من ولد قيس بن ثعلبة من أهل البصرة واخرج يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق عمارة بن أبي حفصة عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قدمت المدينة التمس العلم والشرف فرأيت عليا وعمر قد وضع يده على منكبه وذكره خليفة وابن سعد في الطبقة الأولى وذكر أبو مخنف انه من جملة من قتلهم الحجاج ممن خرج مع بن الأشعث قيس بن عبد الله الجعدي يأتي في النابغة الجعدي في حرف النون قيس بن عبد يغوث هو بن المكشوح يأتي قريبا قيس بن عدي اللخمي له إدراك وشهد فتح مصر وكان طليعة عمرو بن العاص ذكره بن يونس قيس بن عمرو بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب العامري الكلابي ذكره المرزباني وقال انه مخضرم وجده خويلد هو الذي يقال له الصعق وهو القائل لعمر الا ابلغ أمير المؤمنين رسالة في أبيات يذم فيها العمال يقول فيها إذا التاجر الهندي جاء بفأرة من المسك اضحت في مفارقهم تجرى قيس بن عمرو بن مالك بن معاوية بن خديج بن الحماس بن ربيعة بن الحارث بن كعب الحارثي الشاعر المعروف بالنجاشي يأتي في حرف النون ان شاء الله تعالى (5/279)
<280> قيس بن عمرو العجلي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال مخضرم قيس بن فروة بن زرارة بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الاكرمين له إدراك قتل أبوه وإخوته في الجاهلية مع الأشعث بن قيس حين قتل أبوه وخرج يطلب بثأره وشهد قيس هذا فتوح العراق واستشهد ببلنجر وهو من أرض العراق بفتح الموحدة واللام وسكون النون بعدها جيم وكان أميرا لوقعة سلمان بن ربيعة الباهلي ذكره بن الكلبي قيس بن مروان الجعفي ويقال بن قيس ويقال بن أبي قيس روى عن عمر بن الخطاب حديثا في فضل عبد الله بن مسعود وعنه من سره ان يقرأ القرآن عضا كما انزل فليقرأ على بن أم عبد أخرجه النسائي روى عنه خيثمة بن عبد الرحمن قرثع الضبي وهما من أقرانه وروى من طريق إبراهيم النخعي عن علقمة عن قرثع عنه ومنهم من لم يذكر بين علقمة وعمر أحدا وهذه رواية أبي معاوية وسفيان الثوري عن الأعمش وجاء من رواية صفية عن عمارة بن عمير عن قيس بن مروان وعند احمد عن أبي معاوية أيضا عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن قيس بن مروان انه اتى عمر فقال جئت من الكوفة وتركت بها رجلا يملى المصاحف عن ظهر قلبه فغضب عمر فقال من هو قلت عبد الله بن مسعود فذكر الحديث وقال بن حبان في ثقات التابعين قيس بن مروان روى عن عمر روى عنه حبيب لم يزد على ذلك ولا ذكره البخاري في تاريخه ولا بن أبي حاتم بعده قيس بن المضارب تقدم ذكره في عبد الله بن حزن قيس بن المغفل بن عوف بن عمير العامري تقدم نسبه في ترجمة أخيه الحكم بن مغفل ولقيس إدراك واستشهد بالقادسية في زمن عمر ذكره بن الكلبي قيس بن المكشوح المرادي يكنى أبا شداد والمكشوح لقب لأبيه واختلف في اسمه ونسبه فقال بن الكلبي هو هبيرة بن عبد يغوث بن الغزيل بمعجمتين مصغرا بن بداء بن عامر بن عوبثان بن زاهر بن مراد وقال أبو عمر هو عبد يغوث بن هبيرة بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عامر بن علي بن اسلم بن احمس بن أنمار البجلي حليف مراد وقال أبو موسى في الذيل قيس بن عبد يغوث بن مكشوح وينبغي ان يكتب بن مكشوح بألف فإنه لقب لأبيه لا اسم جده قال بن الكلبي قيل له المكشوح لأنه ضرب على كشحه أو كوى واختلف في صحبته وقيل انه لم يسلم الا في خلافة أبي بكر أو عمر لكنهم ذكروا انه كان ممن أعان على قتل الأسود العنسي الذي ادعى النبوة باليمين فهذا يدل على انه اسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بقتل الأسود في الليلة التي قتل فيها وذلك قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بيسير وممن ذكر ذلك محمد بن إسحاق في السيرة وكان قيس فارسا شجاعا وهو بن أخت عمرو بن معد يكرب وكانا متباعدين وهو القائل لعمرو فلو لاقيتنى لاقيت قرنا وودعت الأحبة بالسلام وهو المراد بقول عمرو أريد حياته ويريد قتلى عذيرك من خليلك من مراد (5/280)
<281> وكان ممن ارتد عن الإسلام باليمن وقتل داذويه الفارسي كما تقدم ذلك في ترجمته وطلب فيروز ليقتله ففر منه الى خولان ثم راجع الإسلام وهاجر وشهد الفتوح وله في فتوح العراق آثار شهيرة في القادسية وفي فتح نهاوند وغيرها وتقدم له ذكر في ترجمة عمرو بن معد يكرب وذكر الواقدي بسند له أن عمر قال لفيروز يا فيروز انك ابتلى منك صدق قول فأخبرني من قتل الأسود قال انا يا أمير المؤمنين قال فمن قتل داذويه الفارسي قال قيس بن مكشوح ويقال ان عمر قال له قولا فقال يا أمير المؤمنين ما مشيت خلف ملك قط الا حدثتني نفسي بقتله فقال له عمر أكنت فاعلا قال لا قال لو قلت نعم ضربت عنقك فقال له عبد الرحمن بن عوف أكنت فاعلا قال لا ولكني استرهبه بذلك وقال أبو عمر قتل بصفين مع على وكان سبب قتله ان بجيلة قالوا له يا أبا شداد خذ رايتنا اليوم فقال غيري خير لكم قالوا ما نريد غيرك قال فوالله ان أخذتها لا انتهي بكم دون صاحب الترس المذهب وكان مع رجل على رأس معاوية فأخذا الراية وحمل حتى وصل الى صاحب الترس فاعترضه رومي لمعاوية فضرب رجله فقطعها فقتله قيس وإشرعت إليه الرماح فصرع وهذا يقوي قول من زعم انه بجلي لان أنمار من بني بجيلة ثم اتضح لي الصواب من كلام بن دريد فإنه فرق بين قيس بن المكشوح الذي قتل الأسود العنسي وبين قيس بن مكشوح البجلي الذي شهد صفين وهذا هو الصواب وجزم دعبل بن علي في طبقات الشعراء بأن له صحبه وذكر أن سعد بن أبي وقاص في فتوح العراق أمر قيس بن المكشوح وكان عمرو بن معد يكرب من جنده فغضب عمرو من ذلك قيس بن مكشوح البجلي تقدم ذكره في الذي قبله قيس بن ملجم بن عمرو بن يزيد المرادي نزيل الكوفة أخو عبد الرحمن الذي قتل عليا له إدراك وكان قد قدم المدينة هو وأخوه عبد الرحمن وعمر في عهد عمر وشهد قيس فتح مصر ذكره بن يونس وقال له ذكر قيس بن نخرة الصدفي له إدراك وشهد فتح مصر ذكره بن يونس قيس بن هبيرة المرادي ذكره بن الكلبي في فتوح الشام وانه قدم من اليمن مع قومه لما استنفروا للجهاد في خلافة الصديق قيس بن يزيد بن قيس العامري الكلابي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال انه مخضرم قيس الخارجي يقال اسم أبيه سعد له إدراك ذكر بن سعد بسند له انه قال أتيت عمر فقلت ان أهلي يريدون الهجرة فذكر قصة وذكره النسائي في الكنى فقال أبو المغيرة قيس الخارجي وله رواية عن عمر وعلي وعثمان روى عنه أبو إسحاق السبيعي وغيره وذكره بن حبان في ثقات التابعين قيس العبدي والد الأسود له إدراك ورواية وكان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الحيرة في أول فتوح العراق وذكر البخاري في تاريخه بسند صحيح عن الأسود بن قيس عن أبيه قال انهينا الى الحيرة فصالحناهم على ألف ورحل فقلت لأبي وما تصنعون بالرحل قال من أجل صاحب لنا لم (5/281)
<282> يكن له رحل وقال بن سعد له رواية عن عمر في الجمعة قيس اليربوعي والد عبد الله له إدراك قال البخاري عزا مع خالد بن الوليد روى عنه حفيده يونس بن عبد الله بن قيس وكذا ذكره بن أبي حاتم عن أبيه قيس والد غنيم تقدم في القسم الأول قيس غير منسوب في كيسان القسم الرابع فيمن ذكر غلطا مع بيانه القاف بعدها الألف قابوس بن المخارق أو بن أبي المخارق الكوفي تابعي مشهور روى عنه سماك بن حرب أحد صغار التابعين قال البخاري روى عن أبيه وعن أم الفضل وقال بن يونس قدم مصر صحبة محمد بن أبي بكر الصديق وقرأت بخط مغلطاي ان بن حزم ذكره في ترتيب مسند بقي بن مخلد وان له عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله ستة أحاديث قلت وهي مراسيل فأحدها حديث يغسل من بول الجارية وينضح من بول الغلام قيل في سنده سماك بن حرب عن قابوس ان أم الفضل سألت النبي صلى الله عليه وسلم وقيل عن قابوس عن أم الفضل وقيل عن قابوس عن أبيه ذكره الدارقطني في العلل وقال في المراسيل أصح يعني الأول ومنها حديث قال رجل يا رسول الله أتاني رجل يريد مالي قال استعن عليه بالسلطان والا فقاتل دون مالك الحديث قال الدارقطني قيل فيه عن قابوس عن أبيه وقيل عن قابوس رفعه ليس فيه عن أبيه المسند أصح قارب التميمي صوابه الثقفي وقد تقدم انه اختلف في اسمه فقيل قارب وقيل مارب قال أبو موسى ان كان هو الأول فقد تصحفت نسبته والا فيستدرك قلت هو الثقفي فالحديث حديثه فلا يستدرك القاسم بن صفوان الزهري تابعي أرسل حديثا وانما هو عنده عن أبيه كما تقدم في ترجمته في حرف الصاد القاسم أبو عبد الرحمن الشامي مولى معاوية ذكره عبدان المروزي في الصحابة وأورد من طريق يزيد بن أبي حبيب عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن ثابت عن القاسم مولى معاوية انه ضرب رجلا يوم أحد فقال خذها وانا الغلام الفارسي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك ان تقول الأنصاري وأنت منهم فان مولى القوم منهم قال بن الأثير كذا ذكره أبو موسى وظاهره انه القاسم الشامي التابعي المعروف وأظن الصواب مولى معاوية بن مالك بن عوف بطن من الأنصار لا معاوية بن أبي سفيان قلت أراد بن الأثير ان يصحح الرواية ويثبت ان القاسم صحابي وافق اسمه واسم مولاه اسم التابعي واسم مولاه وليس كما ظن وانما علة الخبر ان صحابية سقط فكأنه من رواية القاسم الشامي التابعي عن عتبة الفارسي ان كان الراوي ضبط اسم التابعي والا فقد مر في حرف العين من رواية بن (5/282)
<283> إسحاق وروى عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن عقبة مولى الأنصار عن أبيه قال شهدت أحدا مع مولاي فضربت رجلا الحديث وتابعه جرير بن حازم عن داود وفيه اختلاف آخر على داود والقاسم الشامي يكنى أبا عبد الرحمن فلعله انقلب على الراوي وفي الجملة فالراجح ان عقبة هو صحابي هذا الحديث واما القاسم فلا والله اعلم القاف بعدها الباء قباث بن رستم ذكره بعض من ألف في الصحابة وخطأه البخاري لأنه صحف اسم أبيه وصوابه أشيم بمعجمة ثم تحتانية مثناة وزن احمد وقال البغوي في ترجمة قباث بن أشيم ويقال بن رستم وقد مضى على الصواب في القسم الأول قبيصة والد وهب استدركه أبو موسى فوهم واخرج من طريق علي بن سعيد العسكري انه ذكره في الصحابة وساق من رواية عوف الأعرابي عن حبان بن مخارق عن وهب بن قبيصة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العيافة والطرق والجبت من عمل الجاهلية وهذا السند وقع فيه تحريف والصواب عن قطن بن قبيصة بن المخارق الهلالي كذا أخرجه أبو داود والنسائي والطبراني من طرق عن عوف وقد مضى على الصواب في القسم الأول ووقع في رواية الحمادين عند الطبراني كلاهما عن عوف عن حبان عن قطن بن قبيصة بن مخارق عن أبيه فذكر هذا الحديث قبيصة البجلي ذكره البغوي وابن أبي خيثمة وابن منده وبقى بن مخلد واخرجوا له من طريق عبد الوارث عن أيوب عن أبي قلابة عن قبيصة قال انكسفت الشمس فذكر الحديث وفي آخره فصلوا كأخف صلاة صليتموها من المكتوبة قال البغوي رواه عباد بن منصور عن أيوب فزاد بين أبي قلابة وقبيصة هلال بن عامر وقال عن قبيص الهلالي ولا اعلم لقبيصة الهلالي غيره وجعلوه غير قبيصة بن المخارق الهلالي وهو واحد وقد تعقبه على البغوي بن قانع وعلى أبي بكر بن أبي خيثمة بن شاهين وعلى بن منده أبو نعيم وزاد أبو نعيم بان هشاما الدستوائي تفرد بقوله البجلي وخالفه بقية الرواة فقالوا الهلالي وهو الصواب وقد أشار البخاري الى ذلك بقوله قبيصة بن المخارق الهلالي ويقال البجلي فأفصح بأنه واحد قبيصة غير منسوب ذكره بن منده واخرج من طريق محمد بن الفضل عن عطاء عن بن عباس قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخواله يقال له قبيصة فسلم عليه الحديث وتعقبه أبو نعيم بأنه قبيصة بن المخارق الهلالي كذا أخرجه الطبراني من وجه آخر عن عطاء عن بن عباس قال قدم قبيصة بن المخارق الهلالي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه ورحب به فذكر الحديث بعينه والمراد بقوله من أخواله بن عباس لان أمه هلالية وظن بن منده ان الضمير للنبي صلى الله عليه وسلم وليس أخواله من بني هلال فافرده بترجمة فلزم من هذا (5/283)
<284> ومما قبله ان الواحد صار أربعة قبيصة بن شبرمة قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فسمعته يقول أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة كذا أورده أبو موسى وعزاه لأبي بكر بن أبي على من طريق محمد بن صالح عن علي بن أبي هاشم عن نصير بن عمير بن يزيد بن قبيصة بن شبرمة سمعت شبرمة بن ليث بن حارثة انه سمع قبيصة بن شبرمة الأسدي فذكره وهذا الحديث بهذا أخرجه الطبراني من طريق على علي بن طبراخ وهو علي بن أبي هاشم بهذا السند الا انه قال قبيصة بن برمة ومضى على الصواب في الأول واخرج البخاري عن علي بن أبي هاشم بهذا السند في ترجمة قبيصة بن برمة حديثا آخر فكأن والد قبيصة لما تعرف اسمه ظن أبو بكر بن أبي علي انه آخر وليس كذلك القاف بعدها التاء قتادة الليثي ذكره بن شاهين في الصحابة من طريق عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه عن جده قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في كل تكبيرة قال بن شاهين اسم جد عبد الله بن عبيد قتادة وتعقبه أبو موسى بان جده عمير بن قتادة وهو كما قال فان عمير بن قتادة صحابي معروف تقدم ذكره وقد تقدم هذا الحديث في ترجمة عمير بن كعب من القسم الأخير من حرف العين المهملة وبينت وهم بن ماجة فيه وقد أخرجه بن السكن وأبو نعيم وغيرهما في ترجمة عمير بن قتادة والد عبيد بن عمير قتادة بن النعمان أشار بن حبان في ترجمة قتادة بن النعمان الأنصاري الصحابي المشهور الى ان بعضهم ذكر آخر يسمى قتادة بن النعمان غير الأول فقال من زعم ان قتادة بن النعمان اثنان فقد وهم وهو كما قال قتر بعد القاف مثناة فوقانية ثقيلة ضبطه بن الأمين في ذيل الاستيعاب وأبو الوليد الوقشي في حاشيته ونسباه لابن قانع والذي في النسخة المعتمدة منه قين بتحتانية ساكنة وبفتح أوله وآخره نون وسيأتي قتيلة والد المغيرة بن سعد بن الأخرم سماه عبدان وقال البخاري اسمه عبد الله وهو الصواب القاف بعدها الدال قدامة بن حاطب ذكره بن قانع في الصحابة وهو تابعي صغير نسب الى جد أبيه واسم أبيه إبراهيم بن محمد بن حاطب وأكثر رواية قدامة عن التابعين والحديث عن بن قانع من (5/284)
<285> رواية هشام بن زياد القرشي سمعت عبد الملك بن قدامة الحاطبي يحدث عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر على عثمان بن مظعون أربعا الحديث وهذا مرسل أو معضل قدامة غير منسوب ذكره بن شاهين واستدركه أبو موسى فوهم فإنه قدامة بن عبد الله العامري وقد اخرج البغوي وابن منده الحديث الذي ذكره بن شاهين هنا في ترجمة قدامة بن عبد الله وقد تقدم في القسم الأول القاف بعدها الراء قردة بن الناقرة الجذامي ذكره المرزباني في معجم الشعراء في حرف القاف وذكر له قصة تقدمت في قروة الجذامي وتعقبه الرضى الشاطبي بأنه صحف اسمه واسم أبيه وانما هو فروة بن نفاثة وهو كما قال القاف بعدها السين قس بن ساعدة بن حذافة بن زفر بن اياد بن نزار الايادي البليغ الخطيب المشهور ذكره أبو علي بن السكن وابن شاهين وعبدان المروزي وأبو موسى في الصحابة وصرح بن السكن بأنه مات قبل البعثة وذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين ونسبه كما ذكرت وقال انه عاش ثلاثمائة وثمانين سنة وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم حكمته وهو أول من آمن بالبعث من أهل الجاهلية وأول من توكأ على عصا في الخطبة وأول من قال اما بعد في قول وأول من كتب من فلان الى فلان وفي رواية بن الكلبي ان في آخر خطبته لو على الأرض دين أفضل من دين قد اظلكم زمانه وادرككم أونه انه فطوبى لمن أدركه فاتبعه وويل لمن خالفه وكانت العرب تعظمه وضربت به شعراؤها الأمثال قال الأعشى في قصيدة له واحلم من قس واجرى من الذي بذي الغيل من خفان أصبح حادرا وقال الحطيئة وأقول من قس وامضى كما مضى من الرمح ان مس النفوس نكالها وقال لبيد واخلف قسا ليتني ولعلني وأعيا على لقمان حكم التدبر وأشار بذلك الى قول قس بن ساعدة وما قد تولى فهو قد فات ذاهبا فهل ينفعني ليتني ولعلني وقال المرزباني ذكر كثير من أهل العلم انه عاش ستمائة سنة وكان خطيبا حكيما عاقلا له نباهة وفضل وأنشد المرزباني لقس بن ساعدة حكيما عاقلا له نباهة وفضل وأنشد المرزباني لقس بن ساعدة (5/285)
<286> يا ناعي الموت والاموات في جدث عليهم من بقايا بزهم فرق دعهم فان لهم يوما يصاح بهم كما ينبه من نوماته الصعق وقد افرد بعض الرواة طريق حديث قس وفيه شعره وخطبته وهو في المطولات للطبراني وغيرها وطرقه كلها ضعيفة فمنها ما أخرجه عبد الله بن احمد بن حنبل في زيادات الزهد من طريق خلف بن اعين قال لما قدم وفد بكر بن وائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم ما فعل قس بن ساعدة الايادي قالوا مات يا رسول الله قال كأني أنظر اليه في سوق عكاظ على جمل احمر الحديث وذكر الجاحظ في كتاب البيان والتبيين قسا وقومه وقال ان له ولقومه فضيلة ليست لاحد من العرب لان رسول الله صلى الله عليه وسلم روى كلامه وموقفه على جملة بعكاظ وموعظته وعجب من حسن كلامه واظهر تصويبه وهذا شرف تعجز عنه الأماني وتنقطع دونه الآمال وانما وفق الله ذلك لقس لاحتجاجه للتوحيد ولاظهاره الإخلاص وايمانه بالبعث ومن ثم كان قس خطيب العرب قاطبة ومنها ما أخرجه بن شاهين من طريق بن أبي عيينة المهلبي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال لما قدم أبو ذر على النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا ذر ما فعل قس بن ساعدة قال مات يا رسول الله قال رحم الله قسا كأني انظر اليه على جمل اورق تكلم بكلام له حلاوة لا احفظه فقال أبو بكر انا احفظه قال اذكره فذكره وفيه الشعر وفيه فقال رجل من القوم رأيت من قس عجبا كنت على جبل بالشام يقال له سمعان في ظل شجرة الى جنبها عين ماء فإذا سباع كثيرة وردت الماء لتشرب فكلما زار منها سبع على صاحبه ضربه قس بعصا وقال كف حتى يشرب الذي سبق قال فتداخلني لذلك رعب فقال لي لا تخف ليس عليك بأس القاف بعده الطاء قطبة بن جزي فرق أبو عمر بينه وبين قطبة بن قتادة وهو واحد ويكنى أبا الحويصلة وقد تقدم في الأول والراوي المذكور في الموضعين واحد وهو مقاتل بن معدان وقد بينت وهم بن أبي حاتم فيه هناك القاف بعدها العين القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي ذكره بن عبد البر وقال روى حديثين أحدهما تمعددوا واخشوشنوا والثاني مر بقوم ينتضلون فقال ارموا فان اباكم كان راميا قال أبو عمر للقعقاع صحبة ولأبيه صحبة وقد ضعف بعضهم صحبة القعقاع بان حديثه إنما يأتي من رواية عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف قلت الحديث الأول أخرجه بن أبي شيبة وغيره من طريق عبد الله بن سعيد عن أبيه عن القعقاع بن أبي حدرد وهو صحابي كما تقدم في القسم الأول واما القعقاع بن عبد الله فهو بن أخيه لا صحبة له واما الحديث الثاني فانما جاء من رواية القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه كما تقدم (5/286)
<287> في ترجمة عبد الله بن أبي حدرد في حرف العين وقد نبه على وهم أبي عمر فيه بن فتحون ونقل عن خليفه انه قال عبد الله والقعقاع ابنا أبيه حدرد ولهما صحبة وقال البخاري والقعقاع بن أبي حدرد له صحبة وحديثه عن عبد الله بن سعيد لا يصح وكذا قال بن أبي حاتم عن ايه وقالا من قال فيه القعقاع بن عبد الله فقد وهم وقال بن فتحون لو كان القعقاع بن عبد الله له صحبة لكان ينبغي لأبي عمر ان يقول له ولأبيه وجده صحبة لان أبا حدرد صحابي قلت وهو كما قال والعمدة في ان لا صحبة له ان رواية المقبري إنما هي عنه عن أبيه فالصحبة لأبيه والله اعلم القعقاع غير منسوب استدركه أبو موسى وقال له ذكر في وقعة حنين وتعقب بأنه القعقاع بن معبد بن زرارة التميمي كما مضى في الأول القاف بعدها النون قنفذ التميمي ذكره أبو موسى وقال استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن منده على جده وهو خطأ فإنه اخرج من طريق الحارث بن أبي أسامة عن الواقدي عن الوليد بن كثير عن سعيد بن أبي هند حدثني قنفذ التميمي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بين القبر والمنبر فقلت له فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة والذي في مسند الحارث حدثني قنفذ التميمي قال رأيت بن الزبير الى آخره وهو مستقيم وصحابي الحديث بن الزبير بخلاف ما يقتضيه سياق يحيى فان ظاهره ان قنفذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم وانه سأله فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا خطأ مكشوف القاف بعده الياء قيس بن تميم الطائي الكبلاني الأشج من نمط أشج العرب ومن نمط رتن الهندي قرأت في تايخ اليمن للجندي انه حدث سنة سبع عشرة وخمسمائة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي بن أبي طالب فسمع منه أبو الخير الطالقاني ومحمود بن صالح الطرازي ومحمود بن عبيد الله بن صاعد المروزي كلهم عنه قال خرجت من بلدي وكنا أربعمائة وخمسين رجلا فضللنا الطريق فلقيا رجل فصال علينا ثلاث صولات فقتل منا في كل مرة ازيد من مائة رجل فبقي منا ثلاثة وثمانون رجلا فاستأمنوه فامنهم فإذا هو علي بن أبي طالب فاتى بنا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم غنائم بدر فوهبني لعلي فلزمته ثم استأذنته في الذهاب الى أهلي فأذن لي فتوجهت ثم رجعت اليه بعد قتل عثمان فلزمت خدمته فكنت صاحب ركابه فرمحتني بغلة فسال الدم على رأسي فمسح على رأسي وهو يقول مد الله يا أشج في عمرك مدا قال فرجعت بعده الى بلدي فاشتغلت بالعبادة الى ان ملك الب أرسلان فسمع بي فأرسل إلي فرأيت عليا في النوم وهو ينهاني فهربت الى المدينة ثم الى طبرستان ثم رجعت الى كيلان ثم ساق أكثر من أربعين حديثا زعم انه سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم (5/287)
<288> قيس بن الحارث تابعي أرسل حديثا ذكره البغوي في الصحابة وهما فاخرج من طريق صالح بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن قيس بن الحارث انه أخبره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله حارس الحرس وقال أبو علي بن السكن قيس بن الحارث التميمي رجل روى عنه عمر بن عبد العزيز يقال له صحبة وليس بمشهور ثم قال لم تثبت صحبته قال وهذا الحديث روى عن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن عقبة بن عامر ولا يصح قلت مداره على صالح بن محمد وهو أبو واقد المدني أحد الضعفاء قيس بن الحارث التميمي فرق بن فتحون بينه وبين قيس بن الحارث بن يزيد التميمي وهما واحد وقد ساق نسبه بن سعد ولم يسقه بن إسحاق فظنه بن فتحون اثنين قيس بن الخطيم الأنصاري ذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة وهو وهم فقد ذكر أهل المغازي انه قدم مكة فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم الى الإسلام وتلا عليه القرآن فقال اني لاسمع كلاما عجبا فدعني انظر في امرى هذه السنة ثم اعود إليك فمات قبل الحول وهذا هو الشاعر المشهور وهو من الأوس وله في وقعة بعاث التي كانت بين الأوس والخزرج قبل الهجرة اشعار كثيرة قيس بن رافع تابعي أرسل شيئا فذكره عبدان المروزي في الصحابة وهما وقد ذكرته في القسم الثاني قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس العبسي الفارس المشهور الذي كان على يده حرب داحس والغبراء بين بني عبس وبني فزارة في الجاهلية ذكر الحسن بن عرفة في كتاب الخيل له انه عاش الى خلافة عمر فسألوه عن الخيل فقال وجدنا اصبرها في الحرب الكميت وكأنه سقط من الخبر لفظ بن وكان فيه ان عمر سأل بن قيس فقد ذكر أهل المغازي ان وفد بني عبس كان فيهم بن قيس بن زهير وسيأتي في حرف الميم في القسم الثالث ذكر حفيده مساور بن هند بن قيس بن زهير والمعروف ان قيس بن زهير مات قبل البعثة قال أبو الفرج الأصبهاني وذكر بن دريد في أماليه عن أبي حاتم عن الأصمعي قال جاور قيس بن زهير النمر بن قاسط ليقيم فيهم فاكرموه وآووه فقال اني رجل غريب حريب فانظروا لي امرأة قد ادبها الغنى واذلها الفقر ولها حسب وجمال أتزوجها فزوجوه امرأة على هذا الشرط فأقام معها حتى ولدت له وقال لهم أول ما أقام عندهم اني لا أقيم عندكم حتى اعلمكم اخلاقي اني فخور غيور آنف ولكن لا أغار حتى أرى ولا أفخر حتى ابدأ ولا آنف حتى أظلم ثم ذكر وصيته لهم عندما فارقهم وقال المرزباني كان شريفا شاعرا حازما ذا رأي وكانت عبس تصدر عن رأيه في حروبها وهو صاحب داحس فرس راهن عليها حذيفة بن بدر على فرسه الغبراء فسبقه قيس فتنازعا الى ان آل أمرهما الى القتال والحرب فقتل حذيفة بن بدر في الحرب فرثاه قيس وكان أبوه زهير أبا عشرة وعم عشرة وأخا عشرة وخال عشرة ورأس غطفان كلها في الجاهلية ولم يجمع على أحد قبله وكان والده قيس احمر اعسر أيسر بكر يكرين وهو القائل قتلت بأخوتي سادات قومي وهم كانوا الأمان على الزمان (5/288)
<289> فان أك قد شفيت بذاك قلبي فلم اقطع بهم الا بناني قيس بن زيد تابعي صغير أرسل حديثا فذكره جماعة منهم الحارث بن أبي أسامة في الصحابة وذكره بن أبي حاتم وغيره في التابعين تبعا للبخاري وقال قال أبوه مجهول وذكره أبو الفتح الأزدي في الضعفاء قال الحارث حدثنا عفان حدثنا حماد عن أبي عمران الجوني عن قيس بن زيد ان النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فدخل عليها خالها قدامة وعثمان ابنا مظعون فبكت الحديث وفيه قال لي جبريل راجع حفصة فانها صوامة قوامة وانها زوجتك في الجنة وأخرجه بن أبي خيثمة في ترجمة حفصة من هذا الوجه وكذلك الحاكم في المستدرك وفي سياق المتن وهم آخر لان عثمان بن مظعون مات قبل ان يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم حفصة لأنه مات قبل أحد بلا خلاف وزوج حفصة قبل النبي صلى الله عليه وسلم مات بأحد فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أحد بلا خلاف وقال أبو حاتم أيضا قيس بن زيد هو الذي روى عن شريح القاضي يريد ما رواه صدقة بن موسى عن أبي عمران الجوني عن قيس بن زيد عن قاضي المصريين وهو شريح عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قيس بن سعد بن ثابت الأنصاري ذكره المستغفري في الصحابة وأورد من طريق عيسى بن حماد عن الليث عن عقيل عن الزهري عن ثعلبة بن أبي مالك عن قيس بن سعد بن ثابت الأنصاري وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم انه أراد الحج فرجل أحد شقي رأسه فقام غلام له فقلد هديه فنظر قيس فإذا هديه قد قلد فلم يرجل شقه الأيمن قال أبو موسى في الذيل اظن هذا قيس بن سعد بن عبادة قلت أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه من هذا الوجه قال حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عيسى بن حماد وهو عند البخاري عن بن أبي مريم عن الليث عن عقيل لكن قال ان قيس بن سعد الأنصاري وكان صابح لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الحج فرجل وكذا وقع في معجم الطبراني لم يسم جده وأخرجه أبو داود في مسند مالك من روايته عن الزهري فقال قيس ولم يسم أباه وأورده الإسماعيلي من طريق يونس عن الزهري فقال قيس بن سعد بن عبادة وأخرجه الحميدي في مسند قيس بن سعد بن عبادة وتبعه من صنف في الأطراف وكذا في رجال البخاري ويؤيده ما أخرجه البغوي في معجمه من طريق يونس بن يزيد عن الزهري قال كان قيس بن سعد بن عبادة حامل راية الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحتمل ان يكون كان في السند عن قيس بن سعد بن أبي ثابت فتصحفت أبي فصارت بن فان سعد بن عبادة يكنى أبا ثابت قيس بن شماس الأنصاري والد ثابت أورده علي بن سعيد العسكري في الصحابة وروى من طريق بن عطاء بن أبي مسلم عن أبيه عن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه قال أتيت المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فلما سلم التفت الى وانا أصلي الحديث وفيه فقلت ركعتا الفجر خرجت من منزلي ولم أكن صليتهما ولم يقل في ذلك شيئا وكذلك أخرجه بقي بن مخلد في مسنده من هذا الوجه قال أبو موسى رواه بن جريج عن عطاء عن قيس بن سهل انتهى وساق حديث قيس بن سهل (5/289)
<290> غير هذا السباق وقد مضى في ترجمته وبيان الاختلاف في اسم أبيه والغلط في هذا من رواية الجراح بن منهال راويه عن بن عطاء فإنه هالك وقيس بن شماس مات في الجاهلية فلعله كان في السند عن بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه فسقط لفظ بن وثابت بن قيس بن شماس صحابي معروف وقد مضى في موضعه وجاء عن قيس بن شماس حديث آخر يوهم صحبته أخرجه أبو داود من طريق فرج بن فضالة عن عبد الخير بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده وهذا النسب سقط منه واحد فاقتضى صحبة قيس وليس كذلك فان عبد الخير هو قيس بن ثابت بن قيس فسقط قيس الأول والحديث لثابت قيس بن شيبة استدركه الذهبي في التجريد وعزاه ليعقوب بن شيبة وهو في ذلك تابع لابن الأمين فإنه ذكره كذلك في ذيل الاستيعاب وسمى جده عامرا وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسم أبيه وانما هو نشبة بضم النون وسكون المعجمة بعدها موحدة وقد مضى في الأول على الصواب قيس بن صعصعة قال أبو عمر لا اعرف نسبه وحديثه عن بن لهيعة عن حبان بن واسع عن أبيه عنه قال قلت يا رسول الله في كم اقرأ القرآن الحديث وهذا هو قيس بن أبي صعصعة الأنصاري وقد قال أبو علي بن السكن قيس بن أبي صعصعة وقيل قيس بن صعصعة ثم ساق الحديث من طريق بن أبي مريم عن بن لهيعة وترجم بن عبد البر لقيس بن صعصعة ترجمة أخرى لكن لم يذكر فيها هذا الحديث وقد ذكره في ترجمة قيس بن أبي صعصعة بن منده وجزم بن الأثير بانهما واحد وهو كما قال قيس بن طلق بن على الحنفي اليماني تابعي مشهور أورده عبدان المروزي والمستغفري وأبو بكر بن أبي على في اصحابه قال عبدان حدثنا أبو الأشعث العجلي عن ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق قال لدغت طلق بن علي عقرب عند النبي صلى الله عليه وسلم فرقاه ومسحه وهذا إنما سمعه قيس بن طلق من أبيه وكذلك أخرجه بن حبان والحاكم واخرج المستغفري من طريق محمد بن جحادة عن محمد بن قيس عن أبيه قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبني المسجد فقال بايماني اخلط الطين قال أبو موسى والمحفوظ في هذا عن محمد بن جحادة عن قيس بن طلق عن أبيه ليس فيه محمد واخرج أبو بكر بن أبي علي من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن ملازم بن عمرو عن عجيبة بن عبد الحميد عن عمه قيس بن طلق قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء وفد عبد القيس فذكر الحديث في الأشربة وهذا سقط منه قوله عن أبيه كذلك هو عند بن أبي شيبة في مسنده ومصنفه وكذلك رواه الجواليقي وعبيد بن غنام وغيرهما عن أبي بكر وكون قيس تابعيا اشهر من ان يخفي على أحد من أهل الحديث قيس بن هباد ذكره بن قانع واخرج من طريق بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ان فلانا شهيد قال هو في النار في عباءة غلها وهذا سقط منه الصحابي وقيس بن عباد تابعي مشهور وقيل انه مخضرم كما تقدم في القسم الثالث قيس بن عبد الله أورده يحيى بن يونس الشيرازي في الصحابة وأورده من طريق (5/290)
<291> بن هبيرة عنه في صلاة العصر يوم الخندق وتعقبه المستغفري بان الحديث مرسل وقيس تابعي وهو كما قال قيس بن عدي بن سعيد بن سهم السهمي ذكره بن الجوزي في الصحابة وتعقبه مغلطاي فيما قرأت بخطه بأنه مات في الجاهلية وهو كما قال وقد تقدم ذكر حفيده قيس بن الحارث بن قيس بن عدي في القسم الأول قيس أبو الاقلح بن عصمة بن مالك بن أمية بن ضبيعة من حلفاء الأوس شهد بدرا ذكره أبو موسى في الذيل وتعقبه بن الأثير بان جده عاصم بن ثابت بن أبي الاقلح مات في الجاهلية وكذا ولده ثابت والذي صحب وشهد بدرا هو عاصم وقوله من حلفاء الأوس غلط بل هو من أنفسهم فضبيعة هو بن زيد بن مالك بطن من الأوس معروف قال ولم ينقل أبو موسى هذا عن واحد قلت بل ذكره المستغفري من مغازي بن إسحاق فاما ان يكون ثابت وعاصم سقطا من الناسخ أو حدث به بعض الرواة من حفظه فوهم قيس بن مخلد بن ثعلبة بن مازن بن النجار فرق أبو موسى بينه وبين قيس بن مخلد بن ثعلبة بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن وهو واحد وانما سقط في النسب ما بين ثعلبة وثعلبة وقد تقدم على الصواب في الأول وانه بدري قيس بن هنام ذكره العسكري في الصحابة وقال غيره هو تابعي أرسل حديثا وذكر بن أبي حاتم قيس بن عبد الله بن الحارث بن قيس قال اسلم جدي قيس بن هنام من رواية مغيرة بن مقسم عن قيس بن عبد الله وقيل في اسمه همام بميمين وقيل هيان بتحتانية وقيل هبار وقيل وهبان وحديثه عند النسائي في الأشربة من روايته عن بن عباس ويحتمل ان يكون هذا غير الذي ذكره العسكري قيس أبو إسرائيل ذكره أبو عمر فصحفه والصواب قشير قيس جد أبي هبيرة قال أبو موسى سماه بعضهم قيس والصواب عن جده شيبان وحديثه في الأذان قبل الفجر وفي ذكر السحور وقد تقدم في الأول في حرف الشين على الصواب قيس الجعدي أفرده الذهبي في التجريد بالذكر وعزاه لمسند بقي بن مخلد وهذا هو النابغة الجعدي وقد ذكر في قيس بن عبد الله بن عدس قيس أبو جبيرة هو بن الضحاك تقدم وهم من أفرده قيس والد عطية الكلابي التابعي نبهت على وهم بن قانع فيه في قيس بن كلاب في الأول ووقع في النسائي في حديث طخفة بن قيس في النوم على الوجه لما اورد الاختلاف فيه على الأوزاعي وغيره ففي بعض طرقه رواه قيس بن إسماعيل عن الأوزاعي عن يحيى عن محمد بن إبراهيم حدثني عطية بن قيس (5/291)
<292> قيصر قال النووي في مختصر المبهمات هو أبو إسرائيل وكأنه تصحف في النسخة والذي في أصله من مبهمات الخطيب قشير بالشين المعجمة مصغرا القيسي استدركه أبو موسى في الأسماء فوهم وحقه ان يذكر في المبهمات فيمن ذكر بنسبه ولم يسم وسيأتي وحديثه في النسائي قين الأشجعي تابعي من أصحاب عبد الله بن مسعود جرت بينه وبين أبي هريرة قصة فذكره بن منده في الصحابة واخرج من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة ان قينا الأشجعي قال فكيف نصنع بالمهراس وهذا الحديث معروف من رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم من النوم فليفرغ على يديه الماء قبل ان يدخلها في الإناء فقال له قين الأشجعي فإذا جئنا مهراسكم هذا فكيف نصنع وروى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة الحديث المرفوع قال الأعمش فذكرته لإبراهيم فقال قال أصحاب عبد الله بن مسعود فكيف يصنع أبو هريرة بالمهراس قين غير منسوب ذكره بن قانع فوهم وانما هو أبو القين كما سيأتي على الصواب في الكنى وذكره بن الأمين في ذيل الاستيعاب وآخره عنده راء لا نون ونسبه لابن قانع وبالنون هو ورأيته في حاشية الاستيعاب منسوبا الى أبي الوليد الوقشي مضبوطا بقاف ومثناة فوقانية مشددة وآخره راء والأول المعتمد الصواب والله اعلم حرف الكاف القسم الأول الكاف بعدها الباء كباثة بموحدة خفيفة وبعد الألف مثلثة بن أوس بن قيظي الأنصاري الحارثي أخو عرابة ضبطه الدارقطني وذكره بن شاهين في الصحابة وقال شهد أحدا وذكره بن أبي حاتم مع من اسمه كنانة بنونين قال ويقال له صحبة كبير بموحدة الأزدي أبو أمية والد جنادة له ذكر في ترجمة ولده جنادة وضبطه الدارقطني بالموحدة وسيأتي في الكنى كبيس بموحدة ومهملة مصغرا بن هوذة السدوسي اخرج بن شاهين وابن منده من طريق سيف بن عمر عن عبد الله بن شبرمة عن اياد بن لقيط عن كبيس بن هوذة أحد بني الحارث بن سدوس انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه وكتب له كتابا قال بن منده غريب عن حديث بن شبرمة (5/292)
<293> لم يثبته الا من هذا الوجه وجدته في نسخة من معجم بن شاهين قديمة بنون بدل الموحدة الكاف بعدها الثاء كثير بمثلثة بن زياد بن شاس بن ربيعة بن رباح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة الفزاري ذكره بن الكلبي فقال صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد القادسية وكذا ذكره الطبري واستدركه بن فتحون كثير بن السائب القرظي ذكره بن شاهين وابن منده وأبو نعيم في الصحابة واخرجوا من طرق منها عن حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن كثير بن السائب قال عرضنا يوم قريظة فمن كان محتلما أو نبتت له عانة قتل ومن لا ترك وهذا سند حسن ووقع عند بن منده يوم حنين وخطأه أبو نعيم وهو كما قال وقد اخرج النسائي الحديث من طريق أسد بن موسى عن حماد فزاد في السند بعد كثير بن السائب حدثني أبناء قريظة انهم عرضوا فان كان أسد حفظه لم يدل على صحبة كثير لكن حجاج احفظ من أسد ويحتمل ان يكون أيضا ممن عرض ولكنه حفظ الحديث عن قومه لصغره وجرى بن أبي حاتم على هذا فقال كثير بن السائب روى عن أبناء قريظة روى عنه عمارة وذكر بن حبان في ثقات التابعين كثير بن السائب قال روى عن محمود بن لبيد روى عنه عمارة بن خزيمة وعروة بن الزبير والله اعلم كثير بن سعد الجذامي ثم العبدي من بني عبد الله بن غطفان أورده عبدان المروزي في الصحابة واخرج من طريق الربيع بن موسى سمعت جدي الحكم بن محرز بن رفيد يحدث عن أبيه عن جده عباد بن عمرو بن شيبان عن كثير بن سعد العبدي من غطفان جذام انه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فاقطعه عميق من كورة بيت جبرين قال عبدان هذا إسناده مجهول واستدركه أبو موسى كثير بن شهاب بن الحصين بن يزيد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب أبو عبد الرحمن المازني نزيل الكوفة ويقال انه الذي قتل الجالينوس يوم القادسية قال بن عساكر يقال ان له صحبة وقال بن سعد قتل جده الحصين في الردة فقتل ابنه شهاب قاتل أبيه وساد كثير بن شهاب مذحج وروى عن عمر قال بن عبد البر في صحبته نظر وقال بن الكلبي كان كثير بن شهاب موصوفا بالبخل الشديد وقد رأس حتى كان سيد مذحج بالكوفة وولى لمعاوية الري وغيرها وقال المرزباني في ترجمة عبد الله بن الحجاج بن محصن كان شاعرا فاتكا ممن شرب فضربه كثير بن شهاب وهو على الري في الخمر فجاء ليلا فضربه على وجهه ضربة أثرت فيه وذلك بالكوفة وهرب فطلبه عبد الملك بن مروان فقال في ذلك شعرا وامنه عبد الملك بعد ذلك وقال العجلي كوفي تابعي ثقة وقال البخاري سمع عمر لم يزد وقال بن أبي حاتم عن أبيه تابعي وقال أبو زرعة كان ممن فتح قزوين (5/293)
<294> واخرج بن عساكر من طريق جرير عن حمزة الزيات قال كتب عمر الى كثير بن شهاب مر من قبلك فليأكلوا الخبز الفطير بالجبن فإنه ابقى في البطن قلت ومما يقوي ان له صحبة ما تقدم انهم ما كانوا يؤمرون الا الصحابة وكتاب عمر اليه بهذا يدل على انه كان أميرا وروينا في الجعديات للبغوي عن علي بن الجعد عن شعبة عن أبي إسحاق سمعت قرظة بن أرطاة يحدث عن كثير بن شهاب سألت عمر عن الجبن فقال ان الجبن يصنع من اللبن واللبأ فكلوا واذكروا اسم الله ولا يغرنكم أعداؤه كثير بن شهاب آخر ذكره بن منده وخلطه بن الأثير بالذي قبله وليس بجيد لان بن منده اخرج من طريق احمد بن عمار بن خالد عن عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا أبي فيما أروي عن الأعمش عن عثمان بن قيس عن أبيه عن عدي بن حاتم عن كثير بن شهاب في الرجل الذي لطم الرجل فقالوا يا رسول الله يكون علينا ولاة لا نسألك عن طاعة من أصلح واتقى بل عن غيره قال اسمعوا واطيعوا قال أبو نعيم لم يحفظه احمد بن عمار ثم ساقه من طريق الحسن بن سفيان عن إبراهيم أبي بكر بن أبي شيبة عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن عثمان بن قيس عن عدي بن حاتم قال قلنا يا رسول الله فذكره فلم يذكر فيه الأعمش ولا كثير بن شهاب ثم ساقه الطبراني عن علي بن عبد العزيز وأبي زرعة الدمشقي كلاهما عن عمر بن حفص كذلك فهؤلاء ثلاثة خالفوا احمد بن عمار فلم يذكروا في السند الأعمش ولا كثير بن شهاب فهو على الاحتمال وهو غير المازني لان المازني مختلف في صحبته هذا ان كان الراوي حفظه صحابي جزما والله اعلم كثير بن عبد الله ذكره البخاري هكذا قال أبو موسى في الذيل ولم يسق له خبرا قلت أخشى بن يكون هو شيخ عقبة بن مسلم الآتي قريبا كثير بن عمرو السلمي ذكره أبو العباس السراج في تاريخه فأورد من طريق محمد بن الحسن عن أبي إسحاق انه ذكره فيمن شهد بدرا قال بن عبد البر لم أره في غير هذه الرواية ولم يذكره بن هشام ويحتمل ان يكون هو ثقف بن عمرو الماضي في المثلثة وأحد الأسمين لقب انتهى وعلى هذا فهو بفتح السين المهملة كثير خال البراء بن عازب قال البراء كان اسم خالي قليلا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وقال له يا كثير إنما نسكنا بعد الصلاة أخرجه بن منده من طريق جابر الجعفي عن الشعبي عن البراء والمحفوظ ان خال البراء هو أبو بردة بن نيار والمشهور ان اسمه هانئ وسيأتي كثير غير منسوب قال البخاري كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عقبة بن مسلم التجيبي وقال بن السكن رجل من الصحابة لم أقف له على نسب معدود في المصريين روى عنه حديث واحد ويقال انه من الأنصار وقال أبو عمر هو ازدي وقال بن يونس له صحبة واخرج الحسن بن سفيان والبغوي وابن قانع وابن منده عن طريق بن وهب سمعت حيوة بن شريح سألت عقبة بن مسلم عن الوضوء مما مست النار فقال ان كثيرا وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فوضع له طعام فأكلنا ثم أقيمت الصلاة فقمنا فصلينا ولم نتوضأ (5/294)
<295> رجاله ثقات وذكر بن يونس انه معلول كأنه أشار الى الاختلاف فيه على عقبة بن مسلم فإنه روى عنه من غير وجه عن عبد الله بن الحارث بن جزء بدل كثير وقال بن الربيع الجيزي في الصحابة المصريين كثير لهم عنه حديث واحد إن كان صحيحا وهو حديث حيوة عن عقبة بن مسلم فذكره قال والمشهور فيه عقبة بن مسلم عن عبد الله بن الحارث كثير غير منسوب آخر قال بن منده روى عنه حديث منكر من رواية حسن بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال قلت لكثير وكان من الصحابة هكذا أورده مختصرا ولم يعرفه أبو نعيم بأكثر من هذا الكاف بعدها الدال كدن بفتح أوله وثانيه وبنون كذا رأيته بخط السلفي ويقال بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء كذا رأيته بخط المنذري والأول أولى بن عبد ويقال عبيد بن كلثوم العكي ذكره بن قانع والطبراني والدولابي وغيرهم في الصحابة وأخرجوا من طريق أمية ولفاف ابني الفضل بن أبي كريم عن أبيهما عن جدهما أبي كريم بن لفاف بن كدن عن أبيه لفاف عن أبيه كدن بن عبد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن فبايعته وأسلمت كدير بالتصغير الضبي يقال هو بن قتادة روى حديثه زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن كدير الضبي انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابي فقال يا رسول الله ألا تحدثني عما يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال تقول العدل وتعطى الفضل الحديث أخرجه احمد بن منيع في مسنده والبغوي في معجمه وابن قانع عنه ورجاله رجال الصحيح الى أبي إسحاق لكن قال أبو داود في سؤالاته لأحمد قلت لأحمد كدير له صحبة قال لا قلت زهير يقول به أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال احمد إنما سمع زهير من أبي إسحاق بأخرة انتهى ورواه الطيالسي في مسنده عن شعبة عن أبي إسحاق سمعت كديرا الضبي منذ خمسين سنة قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فذكر الحديث وكذا رواه بن خزيمة من طريق الأعمش عن أبي إسحاق وتابعه فطر بن خليفة والثوري ومعمر وغيرهم من أصحاب أبي إسحاق قال بن خزيمة لست أدري سماع أبي إسحاق من كدير قلت قد صرح به شعبة عن أبي إسحاق وأخرجه بن شاهين من طريق سعيد بن عامر الضبي عن شعبة قال سمعت أبا إسحاق منذ أربعين سنة قال سمعت كديرا الضبي منذ ثلاثين سنة وقال البخاري في الضعفاء كدير الضبي روى عنه أبو إسحاق وروى عنه سماك بن سلمة وضعفه لما رواه مغيرة بن مقسم عن سماك بن سلمة قال دخلت على كدير الضبي اعوده فوجدته يصلى وهو يقول اللهم صل على النبي والوصي فقلت والله لا أعودك أبدا قال بن أبي حاتم سألت عنه أبي فقال يحول من كتاب الضعفاء وحكى عن أبيه في المراسيل انه لا صحبة له (5/295)
<296> الكاف بعدها الراء كرام الجزار صاحب الزقاق المعروف بالمدينة نزل بنو كعب بن عمرو لما هاجروا الى جانب زقاقه ذكره عمر بن شبة كرامة بن ثابت الأنصاري ذكره بن الكلبي فيمن شهد صفين مع على من الصحابة وأخرجه أبو عمر كردم بن أبي السائب الأنصاري قال البخاري وابن السكن له صحبة وقال بن حبان يقال له صحبة ثم أعاده في التابعين فقال يروي المراسيل وقال أبو عمر كردم بن أبي السنابل الأنصاري ويقال الثقفي يقال له صحبة سكن المدينة ومخرج حديثه عن أهل الكوفة وقد تعقبه بن فتحون بأنه صحفه وان كل من ألف في الصحابة قالوا فيه بن أبي السائب قال ولا اعلم لقوله ويقال الثقفي سلفا وحديثه عند البغوي وابن السكن وغيرهما وأشار اليه البخاري وهو عند العقيلي في ترجمة الحارث والد عبد الرحمن من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن أبيه عن كردم بن أبي السائب الأنصاري قال خرجت مع أبي الى المدينة وذلك أول ما ذكر قال فآوانا المبيت الى صاحب غنم فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي فقال يا عامر الوادي جارك فنادى مناد يا سرحان أرسله فإذا الحمل يشتد حتى دخل الغنم ولم تصبه كدمة فأنزل الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وأخرجه بن مردويه في التفسير من هذا الوجه واخرج له شاهدا من حديث معاوية بن قرة عن أبيه وأخرج عقبة من طريق الشعبي عن بن عباس قال كانوا في الجاهلية إذا مروا بالوادي قالوا نعوذ بعزيز هذا الوادي عن بن عباس ما يخالفه ومن حديث معاوية بن قرة عن أبيه ذهبت لاسلم حين بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم شاهدا لحديث كردم وفي آخره فحدثت النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الشيطان كردم بن سفيان بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي تقدم ذكره في ترجمة طارق بن المرقع وقال البخاري وابن السكن وابن حبان له صحبة واخرج احمد من طريق ميمونة بنت كردم عن أبيها انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نذر نذره في الجاهلية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الوثن أو لنصب قال لا ولكن لله قال اوف بنذرك وأخرجه بن أبي شيبة من هذا الوجه فقال عن ميمونة ان اباها لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي رديفه له فقال اني نذرت فذكر الحديث وأخرجه احمد والبغوي مطولا ولفظه قال اني كنت نذرت في الجاهلية ان اذبح على بوانة عدة من الغنم فذكر القصة وزاد قال كردم قال لي طارق من يعطيني رمحا بثوابه فذكر الحديث بتمامه وسأذكره في ترجمة ميمونة بنت كردم كردم بن قيس بن أبي السائب بن عمران بن ثعلبة الخشني ذكره أبو علي بن السكن وفرق بينه وبين كردم بن سفيان الثقفي وكذا فرق بينهما أبو حاتم الرازي والطبراني واخرجوا من طريق جعفر بن عمرو بن أمية الضميري عن إبراهيم بن مرو سمعت كردم بن قيس يقول خرجت انا (5/296)
<297> وابن عم لي يقال له أبو ثعلبة في يوم حار وعلي حذاء ولا حذاء عليه فقال اعطني نعليك فقلت لا الا ان تزوجني ابنتك فقال اعطني فقد زوجتكها فلما انصرفنا بعث الى بنعلي وقال لا زوجة لك عندنا فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال دعها فلا خير لك فيها فقلت نذرت لأنحرن ذودا بمكان كذا وكذا فقال أهل فيه عيد من أعياد الجاهلية أو قطيعة رحم أو ما لا يملك فقلت لا فقال ف بنذرك ثم قال لا نذر في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك الحديث وسند هذا الحديث ضعيف لأنه من رواية إسماعيل بن عياش وعبد العزيز بن عبيد الله قال بن منده أراهما واحدا يعني بن سفيان وابن قيس لان حديثهما بلفظ واحد كذا قال والمغايرة أوضح لأن القصة هنا مع طارق وفي ذلك مع أبي ثعلبة وهذا في طلب رمح وذاك في طلب نعل وهذا علق على ابنة لم توجد إذا وجدت وذاك وعده بابنة موجودة وأنكر بن الأثير على بن منده نسبه خشنيا مع تجويزه انه الثقفي قال فكيف يجتمعان وهو متجه قال ولو جعلهما ثقفيين لكان متجها على تقدير اتحاد القصتين والصواب المغايرة نسبة وقصة وقد قوى بن السكن المغايرة لاختلاف النسبين والسببين ولكن استبعاد اجتماع الثقفي والخشني غير مستبعد لاحتمال ان يكون أحدهما بالإضافة والآخر بالحلف كردمة قال البغوي له صحبة كردوس غير منسوب ذكره الحسن بن سفيان وعبدان المروزي وابن شاهين وعلى بن سعيد وغيرهم في الصحابة وأخرجوا من طريق مروان بن سالم عن بن كردوس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ومروان هذا متروك متهم بالكذب كرز بن جابر بن حسل بن الأجب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري كان من رؤساء المشركين قبل أن يسلم وأغار على سرح المدينة مرة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في طلبه حتى بلغ سفوان وفاته كرز وهذه هي غزوة بدر الأولى ثم أسلم وأخرج الطبراني من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن سلمة بن الأكوع قال لما عدا العرنيون على غلام النبي صلى الله عليه وسلم وطردوا الإبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهم خيلا من المسلمين أميرهم كرز بن جابر الفهري الحديث وموسى ضعيف ولكن تابعه يزيد بن رومان قال الواقدي حدثنا خارجة بن عبد الله عن يزيد بن رومان قال قدم نفر من عرينة ثمانية فأسلموا فاستوبئوا المدينة الحديث وفيه حتى إذا صحوا وسمنوا عدوا على اللقاح فاستاقوها فأدركهم يسار مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلهم فقطعوا يده ورجله وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه فمات فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في آثارهم عشرين فارسا واستعمل عليهم كرز بن جابر فغدوا فإذا بامرأة تحمل كتف بعير فقالت مررت بقوم قد نحروا بعيرا فاعطوني هذا وهم بتلك المفازة فساروا فوجدوهم فأسروهم الحديث وذكره موسى بن عقبة في المغازي عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة ومحمد بن إسحاق وغيرهم فيمن استشهد يوم الفتح مع من كان مع خالد بن (5/297)
<298> الوليد هو وحبيش بن خالد قال بن إسحاق شذا عن العسكر وسلكا طريقا أخرى فقتلا وكذا وقع عند البخاري من رواية هشام بن عروة عن أبيه قال وامر النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد ان يدخل من أعلى مكة فقتل من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان وهما حبيش بن الاشعر الخزاعي وكرز بن جابر الفهري كرز بن حبيش في كرز بن علقمة كرز بن زهدم الأنصاري ذكره الحافظ رشيد الدين بن العطار في حاشية المبهمات للخطيب فيما قرأت بخطه وقال هو الذي كان يصلي بقومه ويقرأ قل هو الله أحد الحديث وفيه قوله انها صفة الرحمن فأنا أحب ان أقرأ بها وذكر أنه نقل ذلك من صفة التصوف لابن طاهر ذكره عن عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده عن أبيه وقرأت بخط شيخنا الشيخ سراج الدين البلقيني ان اسم هذا كلثوم بن زهدم وقال ووهم من قال انه كلثوم بن الهدم الذي ولده بكسر الهاء وسكون الدال بعدها ميم فإنه مات قديما قبل هذه القصة فكأنه اعتمد على ما كتبه الرشيد العطار كرز بن علقمة بن هلال بن جريبة بجيم وراء ومثناة تحتية وموحدة مصغرا بن عبد نهم بن خليل بن حبشية بن سلول الخزاعي ويقال كرز بن حبيش حكاه بن السكن تبعا للبخاري وقال له صحبة قال بن السكن اسلم يوم الفتح وعمر طويلا وعمى في آخر عمره وكان ممن جدد انصاب الحرم في زمن معاوية وقال البغوي حدثني عمي عن أبي عبيدة قال كرز بن علقمة خزاعي من بني عبد نهم هو الذي قفا أثر النبي صلى الله عيله وآله وسلم وأبي بكر حين دخلا الغار وهو الذي أعاد معالم الحرم في زمن معاوية فهي الى اليوم وذكر بن الكلبي القصة فقال عمي على الناس بعض اعلام الحرم وكتب مروان الى معاوية بذلك فكتب اليه ان كان كرز حيا فسله ان يقيمك على معالم الحرم ففعل قال وهو الذي وضع للناس معالم الحرم في زمن معاوية وهي هذه المنار التي بمكة الى اليوم وقال البغوي سكن المدينة وقال بن شاهين كان ينزل عسقلان وذكر أبو سعد في شرف المصطفى ان المشركين كانوا استأجروه لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا فقفى أثره حتى انتهى الى غار ثور فرأى نسج العنكبوت على باب الغار فقال الى ههنا انتهى أثره ثم لا أدري أخذ يمينا أو شمالا أو صعد الجبل وهو الذي قال حين نظر الى أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم هذا القدم من تلك القدم التي في المقام وقال الأوزاعي عن عبد الواحد بن قيس عن عروة بن الزبير قال حدثنا كرز بن علقمة الخزاعي قال أتى أعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل للإسلام من منتهى قال نعم فمن أراد الله به خيرا من عرب أو عجم أدخله عليه ثم تقع فتن كالظلل يضرب بعضكم رقاب بعض فافضل الناس يومئذ معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره أخرجه أحمد وأخرجه عاليا عن سفيان عن الزهري عن عروة وصححه بن حبان من هذا الوجه وفي رواية لأحمد من هذا الوجه كرز بن حبيش وأخرجه الحاكم من هذا الوجه من طريق سفيان وأخرج بن عدي من طريق الأوزاعي بهذا الإسناد حديثا غريب المتن (5/298)
<299> كرز ويقال كوز بن علقمة البكري النجراني وكان في وفد نجران ذكره بن إسحاق في المغازي قال حدثني بريدة بن سفيان عن بن السلماني عن كرز بن علقمة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران سبعون راكبا منهم أربعة وعشرون رجلا من اشرافهم ومتولى أمرهم منهم ثلاثة نفر العاقب اميرهم وذو رأيهم واسمه عبد المسيح والسيد ثمالهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم واسمه الايهم وأبو حارثة بن علقمة أحد بني بكر بن وائل صاحب مدراسهم وكان أبو حارثة قد شرف فيهم وكانت ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس لما بلغهم من علمه واجتهاده في دينهم فلما وجهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجران جلس أبو حارثة على بغلة له والى جنبه أخ له يقال له كرز بن علقمة يسايره إذ عثرت بغلة أبي حارثة فقال كرز تعس الابعد يريد محمدا صلى الله عيله وآله وسلم فقال له أبو حارثة بل أنت تعست فقال له ولم يا أخي قال انه والله النبي الذي كنا ننتظر فقال له كرز فما يمنعك وأنت تعلم هذا ان تتبعه قال ما صنع بنا هؤلاء القوم شرفونا ومولونا واكرمونا وقد أبوا الا مفارقته فلو تبعته لانتزعوا منا كل ما ترى فاصر عليها اخوه كرز بن عقمة حتى اسلم بعد ذلك وهكذا وقع عند بن إسحاق كرز بالراء أوردها بن منده في ترجمة كرز بن علقمة الخزاعي وخالفه الخطيب وابن ماكولا لان صاحب القصة بكري من بني بكر بن وائل كما في سياق بن إسحاق وصوبا انه كوز بواو بدل الراء وقد وقع في طبقات بن سعد كرز بالراء كما عند بن إسحاق فذكر عن علي بن محمد القرشي وهو النوفلي قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أهل نجران فخرج إليه وفدهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم نصارى فيهم العاقب رجل من كندة وأبو الحارث بن علقمة بن ربيعة وأخوه كرز والسيد وأوس ابنا الحارث فذكر القصة وفيها فتقدمهم كرز أخو أبي الحارث بن علقمة وهو يقول إليك تعدو قلقا وضينها معترضا في بطنها جنينها مخالفا دين النصارى دينها فقدم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدم الوفد بعده وخلط بن الأثير تبعا لغيره الخزاعي والنجراني والصواب التفرقة والله اعلم كرز التميمي ذكره أبو حاتم الرازي والبغوي ومطين في الصحابة وأخرج بن شاهين وابن منده من طريق يحيى بن معين حدثنا بن مهدي عن نافع عن بن عمر حدثني رجل من ولد بديل بن ورقاء عن بنت كرز التميمي عن أبيها قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فوق هذا الجبل قائما عند الصخرة يصلي بأصحابه وخلفه صفان قد سدا ما بين الجبلين زاد مطين يوم الحديبية وأخرجه بن أبي عاصم في الآحاد والمثاني من هذا الوجه وقال العجلي في الثقات كرز التميمي تابعي ثقة وكأنه غير الذي روى عن علي وحديثه في مسند علي للنسائي وهو آخر لكن وقع في رواية النسائي التيمي بميم واحدة وذكره بن أبي حاتم مختصرا فقال كرز قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم روى عبد الله بن بديل عن بنت كرز عن أبيها (5/299)
<300> كركرة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نوبيا أهداه له هوذة بن علي الحنفي اليمامي فأعتقه ذكر ذلك أبو سعيد النيسابوري في شرف المصطفى وقال بن منده له صحبة ولا تعرف له رواية وقال الواقدي كان يمسك دابة النبي صلى الله عليه وسلم عند القتال يوم خيبر وقال البلاذري يقال انه مات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مملوك واخرج البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال كان على ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات فذكر الحديث في الترهيب من الغلول وحكى البخاري لخلاف في كافه هل هي بالفتح أو الكسر ونقل بن قرقول انه يقال بفتح الكافين وبكسرهما ومقتضاه ان فيه أربع لغات وقال النووي إنما الخلاف في الكاف الأولى واما الثانية فمكسورة جزما كريب بن أبرهة يأتي في القسم الثالث كرز بن سامة قال أبو نعيم بالتصغير أكثر وقال أبو نعيم هو من بني عامر بن لؤي قال بن السكن له صحبة واخرج من طريق الرحال بن المنذر العامري حدثنا أبي عن أبيه عن كريز بن سامة وكان قد وفد الى رسول الله صلى الله عيله وآله وسلم ان النابغة الجعدي قال أتينا رسول الله إذ قام بالهدى الأبيات فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا يفضض الله فاك قال فاتت عليه عشرون ومائة سنة كلما سقطت له سن نبتت له أخرى وأخرج أبو نعيم من هذا الوجه حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم عقد راية حمراء لبني سليم ومن هذا الوجه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ألعن بني عامر فقال اني لم ابعث لعانا قال اللهم أهدي بني عامر والرحال بمهملتين لا يعرف حاله ولا حال أبيه ولا جده وحكى بن الأثير انه وقع عبد بن منده كثير بن سلمة قلت والذي وقفت عليه فيه بن سامة الا ما ذكر أبو عمر انه أسامة بزيادة ألف كريم بن الحارث بن عمرو السهمي ذكره بن منده وقال ذكره البخاري في الصحابة وأورد له البغوي وابن قانع الحديث الذي رواه حفيده يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث عن أبيه ان جده حدثه فكأنه توهم ان الضمير ليحيى وليس كذلك بل هو لزرارة فقد أخرجه النسائي بلفظ سمعت أبي يذكر انه سمع جده وفي الطبراني عن يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث حدثني أبي عن جده وعند أبي داود عن زرارة بن كريم عن جده الحارث بن عمرو وهذا أبين في المراد ووقع عند البزار من طريق أبي عاصم حدثني يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث رجل من بني سهم حدثني أبي وجدي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت استغفر لي فقال غفر الله لكم الحديث في الفرع والعتيرة وهذا نظير رواية البغوي والصواب أن الحديث للحارث بن عمرو ولولا النقل عن البخاري ان لكريم صحبة لأوردته في القسم الأخير فليس البخاري ممن يطلق الكلام بغير تأمل وقد تقدم في الحارث بن عمرو من رواية زيد بن الحباب ما يقتضى ان الحديث لعمرو والد الحارث الكاف بعدها السين (5/300)
<301> كسد الجهني ذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة واستدركه بن فتحون عنه من طريق واقد بن عبد الله الجهني عن عمه عن جده كسد بن مالك قال نزل طلحة ومعبد بن زيد حين بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقبان عير أبي سفيان على كسد بن مالك فلما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبع خطها لكسد فقال يا رسول الله اني كبير ولكن أقطعها لابن أخي فأقطعه إياها فابتاعها منه عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بثلاثين الفا ولاها ولد علي بن أبي طالب قال بن فتحون اختصرته من حديث طويل وذكره بن منده فقال روى حديثه الواقدي عن عبد العزيز بن عمران عن واقد ان كان محفوظا وتبعه أبو نعيم قلت رواية عمرو بن شبة له من غير طريق الواقدي الكاف بعدها العين كعب بن ثعلبة من جهينة حليف بني ظفر هو الذي بعده نسب لجده وفي رواية يحيى بن سعيد الأموي عن بن إسحاق ذكره البغوي كعب بن حمان بن ثعلبة بن خرشة وقيل بن ثعلبة بن عثمان حليف بني ساعدة الجهني ويقال الغساني ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا من بنس ساعدة حليف لهم من غسان وكذا صنع بن إسحاق لكن قال حليف لهم من جهينة ووافقه بن الكلبي وأبوه ضبطه بن حبيب عن بن الكلبي بحاء مهملة مكسورة وتشديد الميم وآخره نون وضبطه الدارقطني وابن ماكولا وأبو عمر بفتح الجيم وآخره زاي منقوطة ورأيته في نسخة قديمة من معجم البغوي بتحتانيه بدل الميم وبراء غير منقوطة وقيل هو تصحيف ووقع في نسخة من المغازي رواية الأموي حليف بني طريف هو بن الخزرج بن ساعدة كعب بن حيان القرظي يأتي في بن سليم نسب لجده كعب بن الخدارية الكلابي من بني بكر بن كلاب صحابي له ذكر في حديث أبي رزين العقيلي الطويل فقد وقع في أثنائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ها ان ذين ها ان ذين يعني أبا رزين ورفيقه لمن نفر حدثت انهم من اتقى الناس لله في الدنيا والآخرة فقال له كعب بن الخدارية بضم المعجمة وتخفيف الدال أحد بني بكر بن كلاب من هم يا رسول الله قال بنو المنتفق قالها ثلاثا وسند الحديث حسن كما سأبينه في حرف اللام في ترحمة لقيط بن عامر ان شاء الله تعالى وأخرجه بن أبي خيثمة وغيره من رواية دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق عن جده عن عمه لقيط بن عامر أنه خرج وافدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم فذكر الحديث بطوله كعب بن جماز أو بن حمار تقدم كعب بن الخزرج الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج قال بن منده ذكره البخاري في الصحابة وقال في التاريخ في ترجمة محمد بن ميمون بن كعب بن الخزرج حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأنصاري حدثنا محمد بن ميمون عن أبيه عن جده قال صحبني الحكم بن أبي الحكم في غزوة تبوك وكان نعم الصاحب قال أبو حاتم محمد بن ميمون مجهول وذكره بن حبان في الثقات (5/301)
<302> كعب بن زهير بن أبي سلمة بضم أوله واسمه ربيعة بن رياح بكسرة ثم تحتانية بن قرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن لاطم بن عثمان بن مزينة المزني الشاعر المشهور صحابي معروف قال بن أي عاصم في الآحاد والمثاني حدثنا يحيى بن عمر بن جريج حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير عن أبيه عن جده قال خرج كعب وبجير حتى أتيا أبرق فقال بجير لكعب أثبت في غنمنا هنا حتى آتي هذا الرجل فاسمع ما يقول فجاء بجير رسول الله صلى الله عيله وآله وسلم فاسلم فبلغ ذلك كعبا فقال الا ابلغا عنى بجيرا رسالة على أي شيء ويب غيرك دلكا على خلق لم تلف اما ولا أبا عليه ولم تدرك عليه أخا لكا سقاك أبو بكر بكأس روية فانهلك المأمور منها وعلكا فبلغت أبياته رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من لقي كعبا فليقتله وأهدر دمه وكتب بذلك بجير اليه ويقول له النجاء ثم كتب انه لا يأتيه أحد مسلما إلا قبل منه وأسقط ما كان قبل ذلك فاسلم كعب وقدم حتى أناخ بباب المسجد قال فعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفة فتخطيت حتى جلست إليه فاسلمت ثم قلت الأمان يا رسول الله انا كعب بن زهير قال أنت الذي تقول والتفت الى أبي بكر فقال كيف قال فذكر الأبيات الثلاثة فلما قال فانهلك المأمور قلت يا رسول الله ما هكذا قلت وانما قلت المأمون قال مأمون والله وانشده القصيدة التي أولها بانت سعاد وساق القصيدة ووقعت لنا بعلو في جزء إبراهيم بن ديزيل الكبير وأخرج بن قانع من طريق الزبير بن بكار عن بعض أهل المدينة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال لما انتهى الى كعب بن زهير قتل بن خطل وكان بلغه ان النبي صلى الله عليه وسلم أوعده بما أوعد به خطل قيل لكعب ان لم تدارك نفسك قتلت فقدم المدينة فسأل عن أرق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدل على أبي بكر فأخبره خبره فمشى أبو بكر وكعب على أثره وقد التثم حتى صار بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل يبايعك فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده فمد كعب يده فبايعه وأسفر عن وجهه فأنشده قصيدته التي يقول فيها نبئت ان رسول الله اوعدني والعفو عند رسول الله مأمول وفيها إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول فكساه النبي صلى الله عليه وسلم بردة له فاشتراها معاوية من ولده فهي التي يلبسها الخلفاء في الاعياد وقال بن أبي الدنيا حدثنا احمد بن المقدام حدثنا عمر بن علي حدثنا زكريا هو بن أبي زائدة عن الشعبي قال انشد النابغة الذبياني النعمان بن المنذر تراك الأرض اما مت خفا وتحيا ما حييت بها ثقيلا فقال له النعمان هذا البيت إن لم تأت بعده ببيت يوضح معناه وإلا كان إلى الهجاء أقرب فتعسر على (5/302)
<303> النابغة النظم فقال له النعمان قد أجلتك ثلاثا فإن قلت فلك مائة من الإبل العصافير وإلا فضربه بالسيف بالغة ما بلغت فخرج النابغة وهو وجل فلقي زهير بن أبي سلمى فذكر له ذلك فقال اخرج بنا الى البرية فتبعهما كعب فرده زهير فقال له النابغة دع بن أخي يخرج معنا وأردفه فلم يحضرهما شيء فقال كعب للنابغة يا عم ما يمنعك ان تقول وذلك ان فللت العي عنها فتمنع جانبيها ان تميلا فأعجب النابغة وغدا على النعمان فأنشده فأعطاه المائة فوهبها لكعب بن زهير فأبى ان يقبلها وذكرها بن دريد في أماليه على غير هذا الوجه قال أنبأنا السكن بن سعيد حدثنا محمد بن عباد حدثنا بن الكلبي قال زار النابغة زهيرا فنحر له وأكرمه وجاء بشراب فجلسا فعرض لهما شعره فقال النابغة البيت الأول وقال بعده نزلت بمستقر العز منها ثم وقف فقال لزهير أجز فهمهم ولم يحضره شيء وكان حينئذ يلعب بالتراب مع الصبيان فأقبل فرأى كلا منهما ذقنه على صدره ففكر فقال يا ابت ما لي أراك قد اعتممت فقال تنح لا أم لك فدعاه النابغة على فخذه وانشده فقال ما يمنعك ان تقول فتمنع جانبيها ان تميلا فضمه أبوه اليه وقال ابني ورب الكعبة وقال أبو احمد العسكري وكان موت زهير قبل المبعث وقال بن إسحاق كان قدوم كعب بن زهير بعد الطائف وقال خلف الأحمر لولا قصائد لزهير ما فضلته على ابنه كعب وكان زهير وولداه بجير وكعب وولدا كعب عقبة والعوام شعراء وقال الحطيئة لكعب بن زهير أنتم أهل بيت ينظر اليكم في الشعر فاذكرني في شعرك ففعل وقال أبو عمر من جيد شعر كعب لو كنت أعجب من شيء لاعجبني سعي الفتى وهو مخبوء له القدر يسعى الفتى لامور ليس يدركها فالنفس واحدة والهم منتشر والمرء ما عاش ممدود له أمل لا تنتهي العين حتى ينتهى الأثر كعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وكذا ذكره بن إسحاق وانه استشهد بالخندق قال بن إسحاق أصابه سهم غرب فقتله وقال الواقدي قتله ضرار بن الخطاب وأورد أبو نعيم في ترجمة قصة المرأة الغفارية فأخطأ في ذلك فان ذلك آخر يقال له زيد بن كعب وقيل كعب بن زيد كعب بن زيد شيخ لجميل بن زيد وقيل زيد بن كعب وقيل عبد الله بن كعب حديثه في قصة الغفارية التي بكشحها بياض تقدم في حرف الزاي وبيان الاختلاف فيه كعب بن سليم بن أسد ويقال كعب بن حبان القرظي والد محمد كان من سبي قريظة الذين لم ينسبوا ولا نعرف له رواية قاله بن عبد البر وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال روى عن علي روى عنه ابنه وأورد بن منده في ترجمته حديثا وهم فيه وقد ذكر في ترجمة عبد الرحمن الخطمي كعب بن ضنة هو بن يسار بن ضنة نسب لجده يأتي كعب بن عاصم الأشعري قال المزني الصحيح انه غير أبي مالك الأشعري الذي يروي (5/303)
<304> عنه عبد الرحمن بن غنم فان ذلك معروف بكنيته وهذا معروف باسمه لا بكنيته انتهى وكل من صنف في الكنى كنى هذا أيضا أبا مالك منهم النسائي والدولابي وأبو احمد الحاكم وأطال أبو احمد القول فيه وقال إعتمدت في كنيته على حديث إسماعيل بن عبد الله بن خالد عن أبيه عن جده قال سمعت أبا مالك الأشعري كعب بن عاصم يقول فذكر حديثا قال البخاري له صحبة قال إسماعيل بن أويس كنيته أبو مالك وقال البغوي سكن كعب بن عاصم مصر روت عنه أم الدرداء وحديثه عند احمد والنسائي وابن ماجة وغيرهم ليس من البر الصيام في السفر ووقع عند احمد بالميم بدل لام التعريف في الثلاثة في البر وفي الصوم وفي السفر وجاء عنه حديث آخر من رواية جابر بن عبد الله عنه انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عند الجمرة أوسط أيام النحر أخرجه البغوي وقال غريب وأخرجه بن السكن كعب بن عامر السعدي له صحبة قاله جعفر المستغفري وذكره بن حبان في الصحابة فقال الساعدي وكذا أخرج الباوردي من طريق عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد صفين مع علي من الصحابة كعب بن عامر من بني ساعدة بدري كذا قال وسنده ضعيف جدا كعب بن عامر في كعب بن عمرو ضعيف جدا كعب بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن خالد بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد بن مري بن أراشة البلوي ويقال بن خالد عن عمرو بن زيد بن ليث بن سواد بن أسلم القضاعي حليف الأنصار وزعم الواقدي انه أنصاري من أنفسهم ورده كاتبه محمد بن سعد بان قال طلبت نسبه في الأنصار فلم أجده وكذا أطلق انه أنصاري البخاري وقال مدني له صحبة يكنى أبا محمد ذكره بن سعد بإسناده وقيل كنيته أبو إسحاق بابنه إسحاق وقيل أبو عبد الله روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وعن عمر وشهد عمرة الحديبية ونزلت فيه قصة الفدية وقد أخرج ذلك في الصحيحين من طرق منها رواية بن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن هجرة ان النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو محرم يوقد تحت قدر والقمل يتهافت على وجهه فقال له احلق رأسك واطعم فرقا بين ستة مساكين الحديث في بعض طرقه ما كنت اظن ان الوجع بلغ ما نرى وفيها قال كعب فكانت لي خاصة وهي لكم عامة ومن مستغرب طرق قصته ما أخرجه بن المقري في فوائده من طريق عبد الله بن سليمان الطويل عن نافع ان رجلا من الأنصار أخبره ان كعب بن عجرة من بني سالم كان أصابه في رأسه أذى فحلقه فقال للنبي صلى الله علي وآله وسلم فماذا انسك فامره ان يهدي بقرة يقلدها ثم يسوقها ثم يقفها بعرفة ثم يدفع بها مع الناس وكذلك يفعل بالهدى ويعارضه ما أخرجه البغوي من طريق أبان بن صالح عن الحسن قال قال رجل لكعب بن عجرة يا أبا محمد ما كانت فديتك قال شاة واخرج الطبراني في الأوسط من طريق ضمام بن إسماعيل عن موسى بن وردان عن كعب بن عجرة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوما فرأيته متغيرا فذهبت فإذا يهودي يسقى ابلا له فسقيت له على كل دلو بتمرة فجمعت تمرا فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم الحديث واخرج بن سعد بسند جيد عن ثابت بن عبيد ان يد كعب قطعت في بعض المغازي ثم (5/304)
<305> سكن الكوفة روى عنه بن عمر وجابر وابن عباس وطارق بن شهاب وزيد بن وهب وآخرون وروى عنه أيضا أولاده إسحاق ومحمد وعبد الملك والربيع قيل مات بالمدينة سنة إحدى وقيل ثنتين وقيل ثلاث وخمسين وله خمس وقيل سبع وسبعون سنة كعب بن عدي التنوخي مخرج حديثه عن أهل مصر روى عنه ناعم بن اجيل حديثا حسنا هكذا اختصره بن عبد البر ونسبه بن منده عن بن يونس فقال بن عدي بن عمرو بن ثعلبة بن عدي بن ملكان بن عذرة بن زيد اللات هو الذي يقال له التنوخي لان ملكان بن عوف حلفاء تنوخ وهم العباد بكسر المهملة وتخفيف الموحدة بالحيرة وهكذا قال بن يونس في تاريخ مصر قال بن السكن يقال ان له صحبة وقال البغوي وابن قانع عنه حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم أبنأنا سعيد بن جبير بن عفير حدثني عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي التنوخي عن عمرو بن الحارث عن ناعم بن اجيل بالجيم مصغرا عن كعب بن عدي قال أقبلت في وفد من أهل الحيرة الى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ثم انصرفنا الى الحيرة فلم نلبث ان جاءتنا وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتاب أصحابي وقالوا لو كان نبيا لم يمت فقلت فقد مات الأنبياء قبله فثبت على الإسلام ثم خرجت أريد المدينة فمررت براهب كنا لا نقطع أمرا دونه فعجت اليه فقلت أخبرني عن أمر اردته لقح في صدري منه شيء قال ائت باسمك من الأشياء فأتيته بكعب قال القه في هذا الشعر لشعر أخرجه فألقيت الكعب فيه فإذا بصفة النبي صلى الله عليه وسلم كما رأيته وإذا موته في الحين الذي مات فيه فاشتدت بصيرتي في ايماني فقدمت على أبي بكر فاعلمته واقمت عنده ووجهني الى المقوقس ورجعت ثم وجهني عمر أيضا فقدمت عليه بكتباه بعد وقعة اليرموك ولم اعلم بها فقال لي علمت ان الروم قتلت العرب وهزمتهم قلت لا قالا ولم قلت لان الله وعد نبيه ليظهره على الدين كله وليس يخلف الميعاد قال فان العرب قتلت الروم والله قتلة عاد وان نبيكم قد صدق ثم سألني عن وجوه الصحابة فاهدي لهم وقلت له ان العباس عمه حي فتصله قال كعب وكنت شريكا لعمر بن الخطاب فلما فرض الديوان فرض لي في بني عدي بن كعب وقال البغوي لا اعلم لكعب بن عدي غيره وهكذا أخرجه بن قانع عن البغوي ولكنه اقتصر منه الى قوله مات الأنبياء قبله وابن شاهين عن أبيه عن أبي الأحوص بطوله وأبو نعيم عن أبي العباس الصرصري عن البغوي بطوله وأخرجه بن السكن بطوله عن شيخ آخر عن أبي الأحوص ومن رواية عبد الله بن سعيد بن عفير عن أبيه بطوله وزاد فيه فالقيت الكعب فيه فصحف فيه وقال فيها وكنت شريكا لعمر في البز قال بن السكن رواه غيره سعد فادخل بين عمرو بن حريث وناعم يزيد بن أبي حبيب قلت أخرجها بن يونس في تاريخ مصر من طريق إبراهيم بن أبي داود البرلسي انه قرأ في كتاب عمرو بن الحارث بخطه حدثني يزيد بن أبي حبيب أن ناعما حدثه عن كعب بن عدي قال كان أبي اسقف الحيرة فلما بعث محمد قال هل لكم ان يذهب نفر منكم الى هذا الرجل فتسمعوا من قوله لا يموت غدا فتقولوا لو انا سمعنا من قوله وقد كان علي حق فاختاروا أربعة فبعثوهم فقلت لأبي انا انطلق معهم قال ما تصنع قلت انظر فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا نجلس اليه (5/305)
<306> إذا صلى الصبح فنسمع كلامه والقرآن ولا ينكرنا أحد فلم نلبث الا يسيرا حتى مات فقال لاربعة لو كان امره حقا لم يمت انطلقوا فقلت كما أنتم حتى تعلموا من يقوم مكانه فينقطع هذا الأمر أم يتم فذهبوا ومكثت انا لا مسلما ولا نصرانيا فلما بعث أبو بكر جيشا الى اليمامة ذهبت معهم فلما فرغوا مررت براهب فذكر قصة معه وقال فيها فوقع في قلبي الإيمان فآمنت حينئذ فمررت على الحيرة فعيروني فقدمت على عمر وقد مات أبو بكر فبعثني الى المقوقس فذكر نحوه ثم اخرج بن يونس رواية سعيد بن عفير وقال الصواب ما في الكتاب لم يسمعه عمرو بن ناعم قلت اعتمد بن يونس على ما في هذه الرواية فقال في أول الترجمة كان أحد وفد أهل الحيرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسلم واسلم زمن أبي بكر وكان شريك عمر في الجاهلية في تجارة البز وقدم الإسكندرية سنة خمس عشرة رسولا من عمر الى المقوقس وشهد فتح مصر واختط بها وكان ولده بمصر يأخذون العطاء في بني عدي بن كعب حتى نقلهم أمير مصر في زمن يزيد بن عبد الملك الى ديوان قضاعة وولده بمصر من عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي وله بمصر حديث فذكره وتبع بن يونس أبو عبد الله بن منده وأخرج الحديث عن بن يونس من طريق يزيد بن أبي حبيب المذكورة وقال قال بن يونس هكذا وجدته في الدرج والرق القديم الذي حدثني به محمد بن موسى عن بن أبي داود عن كتاب عمرو بن الحارث قال بن منده غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه وكان سياق سند سعيد بن عفير بعلو من روايته عن احمد القاري عن عبيد الله بن سعيد عن أبيه ولم يسق المتن بلى قرنه برواية يزيد بن أبي حبيب وبينهما من المخالفة ان في رواية سعيد بن عفير انه اسلم عند النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية يزيد بن أبي حبيب انه لم يسلم الى في عهد أبي بكر ويمكن الجمع بين الروايتين بأنه ليس في رواية يزيد بن أبي حبيب انه لم يسلم بل سكت عن ذلك وذكر انه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم أقام لا مسلما ولا نصرانيا وفي رواية سعيد التصريح بإسلامه عند النبي صلى الله عليه وسلم وذكر بعد ذلك انه ازداد يقينا في ايمانه فيحمل على انه بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقع له تردد فصار في حكم من رجع عن الإسلام فلما شاهد نصرة المسلمين مرة بعد مرة رجح عنده الإسلام وعاوده اليقين فعلى هذا يعد في الصحابة لأنه لو تخللت له ردة صريحة ثم عاد استمر له اسم الصحبة كالأشعث بن قيس وغيره ممن ارتد وعاد وقد كنت اعتمدت على قول بن يونس وكتبته في المخضرمين ثم رجح عندي ما في رواية بن عفير فحولته الى هذا القسم الأول وبالله التوفيق وأورد بن منده في ترجمته قصة له تتضمن رواية أبي ثور الفهمي عنه أخرجها من طريق بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن شريح عن يزيد بن عمرو عن أبي ثور الفهمي قال كعب العبادي عقيدا لعمر بن الخطاب في الجاهلية فقدم الإسكندرية فوافق لهم عيدا يكون على رأس مائة سنة فهم مجتمعون فحضر معهم حتى إذا فرغوا قام فيهم من يناديهم أيها الناس أيكم أدرك عيدنا الماضي فيخبرنا أيهما أفضل فلم يجبه أحد حتى ردد فيهم فقال اعلموا أنه ليس أحد يدرك عيدنا المقبل مما لم يدرك هذا العيد من شهد العيد الماضي قال بن يونس وكان هذا العيد عندهم معروفا بالإسكندرية الى بعد الثلاثمائة ووقع لصاحب أسد الغابة في ترجمته وكان أحد وفد الحيرة الى رسول الله (5/306)
<307> صلى الله عليه وسلم زمن أبي بكر وكان شريك النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وقدم الإسكندرية سنة خمس عشرة رسولا لعمر الى المقوقس وشهد فتح مصر وهذا نقله من كلام بن منده ولكن ليس عند بن منده الا ما عند غيره ممن ترجم له وهو انه كان شريكا لعمر بن الخطاب وقد وقع ذلك في رواية أبي ثور الفهمي أيضا كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري روى حديثه عبد الله بن وهب عن مسلمة بن علي عن سعيد بن عبد العزيز عن رجل من قريش ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حاصر خيبر جاع بعض الناس فافتتحوا حصنا من حصونها فأخذ بعض المسلمين جراب شحم فبصر به صاحب المغانم وهو كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري فأخذه منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم خل بينه وبين جرابه فذهب به الى اصحابه وفي سنده مع انقطاعه ضعف وقد وقع في الصحيح عن عبد الله بن مغفل قصة له في جراب شحم أخذه يوم خيبر فكأنه المراد بقوله في هذه الرواية بعض المسلمين وذكر أبو عمر في العبادلة عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف كان على المغانم ببدر والذي يظهر انه غير هذا كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم الأنصاري أبو اليسر بفتح التحتانية باثنتين والمهملة مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى كعب بن عمرو بن عبيد بن الحارث بن كعب بن معاوية بن مالك بن النجار الأنصاري شهد أحدا وما بعدها واستشهد باليمامة ذكره العدوي واستدركه بن فتحون وابن الأثير كعب بن عمرو بن مصرف اليامي بتحتانية باثنتين جد بن مصرف وقيل هو عمرو بن كعب بن مصرف حديثه عند أبي داود ويأتي المبهمات كعب بن عمرو أبو شريح الخزاعي قيل هو اسم خويلد بن عمرو وخويلد أشهر يأتي في الكنى كعب بن عمرو أبو زعنة الشاعر يأتي في الكنى واختلف في اسمه فقيل كعب وقيل عبد الله وقيل عامر بن كعب وقيل كعب بن عامر وذكر فيمن شهد صفين مع على والسند بذلك ضعيف كعب بن عمير الغفاري قال أبو عمر من كبار الصحابة أمره النبي صلى الله عليه وسلم على سرية فقتل ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة قالا بعث النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير الغفاري نحو ذات أطلاح من البلقاء فاصيب كعب ومن معه وذكره بن سعد في الطبقة الثالثة وان قصته كانت في ربيع الأول سنة ثمان وفيه فقتل أصحابه جميعا وتحامل هو حتى بلغ المدينة كذا قال وقد ساق شيخه الواقدي القصة ولكن فيها فتحامل رجل جريج في القتلى لما برد الليل فنحا وهكذا ذكره بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر وان كعب بن عمير قتل يومئذ كعب بن عياض الأشعري ذكره البخاري وقال له صحبة عداده في أهل الشام وقال بن السكن له صحبة وقال مسلم تفرد عنه جبير بن نفير بالرواية وتبعه بن السكن والازدي وأفاد بن عبد (5/307)
<308> البر أن جابر بن عبد الله روى عنه وقال البغوي ماله غير حديث واحد وهو الذي أخرجه له الترمذي والنسائي في قنية المال وقد أخرج له بن قانع وابن السكن آخر وهو حديث القصاص ثلاثة من رواية جبير بن نفير أيضا عنه وأخرج له الدارمي ثالثا وهو لو كان لابن آدم واديان من مال وكأنها من رواية عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عنه وأخرج له الدارقطني رابعا من رواية خالد بن معد ان عنه وهو منقطع وأخرجه بن أبي داود وابن شاهين من طريق معاوية بن صالح أيضا لكن عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عنه وصرح في رواية البخاري عن أبي صالح أيضا لكن عن معاوية أبي صالح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو عمر حديثه في قنية المال صحيح وقد روى عنه جابر وقيل أن أم الدرداء روت عنه انتهى وفي قوله جابر نظر وانما روى جابر عن كعب بن عاصم وكذا رواية أم الدرداء إنما هي عن كعب بن عاصم كعب بن عيينة بن عائشة التميمي تقدم ذكر أبيه في العين قال الحاكم في تاريخه كعب بن عيينة صحابي ذكر سلمويه بن صالح انه ورد خراسان مع عبد الله بن عامر وله عقب بمرو واستدركه يحيى بن عبد الوهاب بن عبد الله على كتاب جده في الصحابة كعب بن فهز القرشي ذكر وثيمة انه كان رسول أبي بكر الصديق الى خالد بن الوليد بعد فتح اليمامة انتهى وقد تقدم انه لم يبق قرشي في ذلك العصر الا اسلم وشهد حجة الوداع كعب بن قطبة ذكره الطبراني في المعجم الكبير ولم يذكر له شيئا وقال أبو احمد العسكري احسب خبره مرسلا قلت كأنه وقع له بالعنعنة لكن وقع عند غيره بالتصريح وقال بن منده له ذكر في حديث أبي رزين العقيلي كذا قال بن الأمين ووهم فان كلام بن منده هذا إنما قاله في كعب بن الخدارية كما مضى وأورد الطبراني في الأوسط في ترجمة احمد بن زهير التستري بسنده الى علي بن ربيعة عن كعب بن قطبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان كذبا على ليس ككذب على أحد الحديث وسنده صحيح الا انه اختلف في صحابيه فرواه إسحاق الأزرق عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة هكذا وخالفه أبو نعيم فقال عن سعيد عن علي بن ربيعة عن المغيرة بن شعبة أخرجه البخاري في الأدب عن أبي نعيم والطبراني في ترجمة المغيرة بن شعبة عن علي بن عبد العزيز عن أبي نعيم وفيه قصة النوح على قرظة بن كعب وكذا أخرجه مسلم والترمذي من طرق عن سعيد بن عبيد وأخرجه بن قانع من طريق إسحاق الأزرق عن شيخ الطبراني فقال كعب بن علقمة وهو وهم ولعل سبب الوهم ذكر قرظة بن كعب فلعله صحف وقلب والله اعلم كعب الأعور بن مالك بن عمرو بن عون بن عامر بن ذيبان بن الدئل بن صباح بضم المهملة وتخفيف الموحدة العبدي الصباحي ذكر الرشاطي عن أبي عمرو الشيباني انه كان من فرسان عبد القيس واشرافهم ووفد مع أشج عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم واستدركه بن الأمين كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بكسر اللام بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة أبو عبد الله الأنصاري السلمي بفتحتين ويقال أبو بشير ويقال أبو (5/308)
<309> عبد الرحمن قال البغوي حدثنا عبد الله بن احمد حدثني أبي حدثنا هارون عن إسماعيل من ولد كعب بن مالك قال كانت كنية كعب بن مالك في الجاهلية أبا بشير فكناه النبي صلى الله عليه وسلم أبا عبد الله ولم يكن لمالك ولد غير كعب الشاعر المشهور وشهد العقبة وبايع بها وتخلف عن بدر وشهد أحدا وما بعدها وتخلف في تبوك وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم وقد ساق قصة في ذلك سياقا حسنا وهو في الصحيحين وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن اسيد بن حضير روى عنه أولاده عبد الله وعبد الرحمن وعبيد الله ومعبد ومحمد وابن ابنه عبد الرحمن بن عبد الله وروى عنه أيضا بن عباس وجابر وأبو امامة الباهلي وعمر بن الحكم وعمر بن كثير بن افلح وغيرهم وقال بن سيرين قال كعب بن مالك بيتين كان سبب إسلام دوس وهما قضينا من تهامة كل وتر وخيبر ثم اغمدنا السيوفا تخبرنا ولو نطقت لقالت قواطعهن دوسا أو ثقيفا فلما بلغ ذلك دوسا قالوا خذوا لانفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف قال بن حبان مات أيام قتل علي بن أبي طالب وقال بن أبي حاتم عن أبيه ذهب بصره في خلافة معاوية واقتصر البخاري في ذكر وفاته على انه رثى عثمان ولم نجد له في حرب علي ومعاوية خبرا وقال البغوي بلغني انه مات بالشام في خلافة معاوية وقد اخرج أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الاغاني بسند شامي فيه ضعف وانقطاع ان حسان بن ثابت وكعب بن مالك والنعمان بن بشير دخلوا على علي فناظروه في شأن عثمان وانشده كعب شعرا في رثاء عثمان ثم خرجوا من عنده فتوجهوا الى معاوية فأكرمهم كعب بن مرة البهزي ويقال مرة بن كعب البهزي السلمي بضم المهملة سكن البصرة ثم الأردن وقال بن السكن الأكثر يقولون كعب بن مرة وكذا قال أبو عمر قال البغوي روى أحاديث ثم اخرج من طريق سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط قال قلت لكعب بن مرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يا كعب قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال يا رسول الله استسق الله لمضر قال فرفع يديه وقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا الحديث وفيه فاتوه فشكوا اليه المطر فقالوا انهدمت البيوت الحديث ويقال هما اثنان الذي سكن البصرة وروى عنه أهلها والذي سكن الشام روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو الأشعث الصنعاني وشرحبيل بن السمط ويقال عن سالم بن أبي الجعد ان شرحبيل قال يا كعب بن مرة حدثنا واحذر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة أخرجه الترمذي بهذا وأورده بن ماجة مطولا وفي بعض طرقه النسائي وفي بعضها كعب بن مرة ولم يشك وكذا عند بن قانع على ثلاثة أوجه لكنه عدده بحسبها كعب بن يسار بن ضنة بمعجمة ونون ثقيلة بن ربيعة بن قزعة بن عبد الله بن مخزوم بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي بن بنت خالد بن سنان العبسي الذي يقال انه كان نبيا وانما نسب لجده قال بن يونس هو صحابي شهد فتح مصر واختط بها ويقال انه ولى القضاء بها واخرج من طريق (5/309)
<310> الضحاك بن شرحبيل ان عمار بن سعد التجيبي أخبرهم ان عمر بن الخطاب كتب الى عمرو بن العاص ان يجعل كعب بن ضنة على القضاء فأرسل اليه عمرو فقال كعب لا والله لا ينجيه الله من الجاهلية ثم يعود فيها ابدا بعد إذ نجاه الله منها فتركه عمرو وروى أبو عمر الكندي في قضاة مصر من طريق عبد الرحمن بن السائب بن عيينة بن السائب بن كعب بن ضنة قال قضى جدي بمصر شهرين ثم ورد كتاب عمر بصرفه ومن طريق بن لهيعة عن الحارث بن يزيد ان كعبا ولى القضاء يسيرا حتى اعفاه عمر بن الخطاب كعب الأقطع رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قطعت يده يوم اليمامة ذكره بن يونس واخرج من طريق عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة ان زياد بن نافع حدثه عن كعب وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قطعت يده يوم اليمامة ان صلاة الخوف بكل طائفة ركعة وسجدتان اظن في إسناده انقطاعا فقد علقه البخاري من طريق زياد بن نافع عن أبي موسى الغافقي عن جابر بن عبد الله وقال البخاري في التاريخ كعب قطعت يده يوم غزوة اليمامة له صحبة روى عنه زياد بن نافع كعب غير منسوب ذكر بن منده من طريق عبد ربه بن عطاء عن بن القري قال كنت جالس عند علقمة بن نضلة فقال أخبرني كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أمير عشرة الا يؤتى به يوم القيامة مغلولا حتى يكون الله يرحمه أو يقضي فيه غير ذلك الكاف بعدها اللام كلاب بن أمية بن الاسكر الجندعي تقدم ذكره في ترجمة والده ونقل أبو موسى عن عبد الله انه سمى جده الأشكر بمعجمة وقيل بمهملة وزيادة نون ذاك تصحيف واضح ونقل المستغفري عن البردعي عن البخاري انه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا هارون وقال أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين نزل البصرة واليه تنسب مربعة كلاب واخرج بن قانع من طريق خليد بن دعلج عن سعيد بن عبد الرحمن عن كلاب بن أمية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يغفر لمن استغفر الا لبغى بفرجها والعشار وفي هذا السند ضعف وقد أخرجه بن عساكر من الوجه الذي أخرجه منه بن قانع فقال فيه فقال له عثمان بن أبي العاص ما جاء بك قال استعملت على العشور بالأبلة فقال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم في ترجمة أمية بن الاسكر أيضا ان كلاب بن أمية روى هذا الحديث عن عثمان بن أبي العاص وكذا ذكر الحاكم أبو احمد ان كلابا روى عن عثمان واخرج أيضا من طريق علي بن زيد بن جدعان عن الحسن قال بعث زياد كلاب بن أمية الليثي على الأبلة فمر به عثمان بن أبي العاص فقال يا أبا هارون فذكر الحديث ولم يسقه أبو احمد وهو عند احمد وأبي يعلى من هذا الوجه وتمامه ما يجلسك ها هنا فذكر له فقال المكس من بين عمله فقال الا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان داود كان يوقظ أهله في ساعة من الليل يقول يا آل داود قوموا فصلوا فان هذه الساعة يستجاب (5/310)
<311> فيها الا لساحر أو عشار قال فدعا أمية بسفينة فركبها ثم رجع الى زياد فقال ابعث على عملك من شئت وذكر صاحب التاريخ المظفري ان كلاب بن أمية هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبوه شعرا يتشوق اليه فامره النبي صلى الله عليه وسلم ببر أبيه ويقال ان عمر لما سمع أبيات أمية التي أولها لمن شيخان قد شدوا كلابا رق لامية وأورد كلابا فنهشته افعى فمات وقد تقدم في ترجمة أبيه ان كلابا كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وقيل ان كلابا لما أبطأ على أبيه اهتر أبوه أي خرف فاقدمه عمر فقدم قبل ان يعرف به أمية فامره عمر بحلب ناقة وان يسقيها أمية فلما شرب قال اني لاشم رائحة يدي كلاب فبكى عمر فقال هذا كلاب فضمه إليك كلاب الجهني يأتي في كليب كلاب مولى العباس بن عبد المطلب ذكر بن سعد واخرج بسند فيه الواقدي عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة يخطب الى جذع في المسجد قائما فقال ان القيام قد شق على فقال له تميم الداري الا اعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام فشاور النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين في ذلك فرأوا ان يتخذه فقال العباس بن عبد المطلب ان لي غلاما يقال له كلاب اعمل الناس فقال مره أن يعمله فأرسله الى أثلة بالغابة فقطعها وعمل منها درجتين مقعدا ثم جاء فوضعه في موضعه اليوم فقام عليه وقال منبري على ترعة من ترع الجنة كلاح هو ذئيب بن شعثم كان يسمى بذلك فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم في ذؤيب كلثوم بن الحصين أبو رهم الغفاري مشهور بكنيته يأتي في الكنى قال البخاري له صحبة كلثوم بن قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري أخو الضحاك بن قيس وهو الأكبر ذكره الزبير بن بكار وقال ولى ولده سويد إمرة دمشق كلثوم بن الهدم بكسر الهاء وسكون الدال بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ذكر موسى بن عقبة وغيره من أهل المغازي ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه بقباء أول ما قدم المدينة وقال بعضهم نزل على سعد بن خيثمة وقال الواقدي كان نزوله على كلثوم وكان يتحدث في بيت سعد بن خيثمة لان منزله كان منزل العرب وذكر الطبري وابن قتيبة أنه أول من مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثم مات بعده اسعد بن زرارة وله ذكر في ترجمة غلامه نجيح كلثوم الخزاعي ذكره مطين في الوحدان وروى هو وابن ماجة من طريق جامع بن شداد عن كلثوم الخزاعي قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله كيف لي إذا (5/311)
<312> أحسنت ان اعلم اني أحسنت الحديث وكذا هو في مسند أبي بكر بن أبي شيبة ولم يسم أبوه عند واحد منهم وقال المزي في الأطراف كلثوم بن المصطلق مختلف في صحبته فذكر حديث بن ماجة وقال قبل ذلك في مسند بن مسعود كلثوم بن المصطلق وله صحبة عن بن مسعود فذكر حديثا من رواية الزبير بن عدي عنه عن بن مسعود ويقال انه نسب الى جده الأعلى وانه كلثوم بن علقمة بن ناجية بن الحارث بن المصطلق وعلى هذا فهو تابعي وقيل هو كلثوم بن عامر بن الحارث بن أبي ضرار بن المصطلق بن أخي جويرية أم المؤمنين وله رواية عن جويرية وهو تابعي أيضا ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في التابعين ومقتضى صنيع بن أبي شيبة ومطين انه كلثوم آخر وكذا فرق بينهما البخاري كلدة بن حنبل ويقال بن عبد الله بن الحنبل وعند بن قانع كلدة بن قيس بن حنبل الأسلمي ويقال الغساني حليف بني جمح وهو أخو صفوان بن أمية لامه ويقال بن أخيه وقال بن الكلبي كان هو وأخوه عبد الرحمن بن حنبل ممن سقط من اليمن الى مكة وقال بن إسحاق هو الذي قال يوم حنين لما شهدها مع أخيه صفوان ووقعت هزيمة المسلمين بطل السحر فزجره صفوان في قصة مشهورة ثم اسلم كلدة بعد ذلك واقام بمكة صفوان قال البخاري وله صحبة وقال بن الكلبي كان مولى لعمر بن حبيب الجمحي ثم انتسب في بني جمح فقيل بن حنبل بن مالك ويقال مليك بن عاتقة بن محمد بن كلدة انتهى وقد اخرج أصحاب السنن الثلاثة من طريق بن جريج أخبرني عمرو بن أبي سفيان ان عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره عن كلدة بن الحنبل ان صفوان بن أمية بعثه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن وجداية وضغابيس والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة قال فدخلت فلم اسلم قال ارجع فقل السلام عليكم وذلك بعدما اسلم صفوان قال عمرو فأخبرني صفوان بهذا عن كلدة بن الحنبل ولم يقل سمعته منه لفظ أبي داود في رواية يحيى بن حبيب عنده أمية بن صفوان وفيه ان كلدة بن الحنبل أخبره وقال الترمذي حسن غريب لا نعرفه الا من حديث بن جريج كليب بن أبرهة الأصبحي قال بن حبان يقال ان له صحبة كذا قرأته بخط الصدر البكري ويحتمل ان يكون اخاه والمعروف كريب كما تقدم كليب بن إساف الجهني قال بن شاهين سمعت بن أبي داود يقول شهد أحدا وهو أخو خالد كليب بن إساف بن عبيد بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج قال العدوي وابن سعد والطبري شهد أحدا وهو أخو حبيب بن إساف ويقال فيه وفي الذي قبله بن يساف بتحتانية بدل الهمزة كليب بن أسد بن كليب الحضرمي الشاعر قال بن سعد حدثنا هشام بن محمد حدثني عمرو بن حزم بن مهاجر الكندي قال كانت امرأة في حضرموت يقال لها تهناة بنت كليب صنعت لرسول الله صلى الله كسوة ثم دعت ابنها كليب بن أسد بن كليب فقالت انطلق بهذه الكسوة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فأسمل فدعا له وقال يخاطبه (5/312)
<313> أنت النبي الذي كنا نخبره وبشرتنا به الأحبار والرسل من دين مرهوب يهوى في عذافرة اكيد يا خير من يحفى وينتعل شهرين أعملها نصا على وجل أرجو بذاك ثواب الله يا رجل كليب بن البكير الليثي أخو إياس وإخوته وقال بن عبد البر كليب قتله أبو لؤلؤة لما قتل عمر قلت سمى أباه بن أبي شيبة في روايته عن محمد بن بشر عن محمد بن عمرو بن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب في أشياخ قالوا رأى عمر في المنام ان ديكا نقده الحديث بطوله وفيه فطعن أبو لؤلؤة كليب بن بكير فاجهز عليه وذكر قصة قتله أيضا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال طعن أبو لؤلؤة اثنى عشر رجلا فمات منهم ستة منهم عمر وكليب ولم ينسبه وعن معمر عن أيوب عن نافع نحوه ورويناه في جزء أبي الجهم عن الليث عن نافع عن بن عمر بينا كليب يتوضأ عند المسجد إذ جاء أبو لؤلؤة قاتل عمر فبقر بطنه قال نافع قتل مع عمر سبة نفر كليب بن تميم هو بن نسر بن تميم نسب لجده وأبوه بنون ومهملة كما سيأتي الأنصاري أحد بني الحارث بن الخزرج قال الواقدي حليف لهم قال العدوي شهد أحدا وما بعدها وقيل اسم جده عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج وذكره بن إسحاق فيمن استشهد باليمامة وضبط أبوه في الاستيعاب بكسر الموحدة وسكون المعجمة تعقبه بن الأثير بأنه بالنون وبالمهملة وهو كما قال كليب بن حزن بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل العقيلي وقيل اسم أبيه جزي وصححه بن شاهين وقال قال بن أبي داود له صحبة ووقع في الاستيعاب بن جرز بضم الجيم وسكون الراء ثم زاي وهو تصحيف أيضا وعند بن حبان كليب بن حزم له صحبة عنده بالميم بدل النون واخرج البغوي وابن قانع وابن شاهين وابن منده من طريق يعلى بن الأشدق عن كليب بن حزن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهربوا من النار جهدكم واطلبوا الجنة جهدكم الحديث ويعلى متروك قال بن شاهين قال الأنباري يعني أحد مشيخته فيه كليب بن حزن والصواب عندي بن جزي يعني بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها ياء آخر الحروف وهذا الذي صوبه مخالف لما رواه غيره فان الذين اخرجوا هذا الحديث غيره وقع عندهم بفتح الحاء وسكون الزاي بعدها نون كليب بن عهمة من بني ظفر بن الحارث بن بهثة بن سليم قال الفاكهي في كتاب مكة بن حرب بن أمية ومرداس بن أبي عامر السلمي قرية بناحية الرجيع فذكر قصتهما في قتلهما الحسين وفي موتهما قال ففرقها الناس وخربت فلما كان زمن عمر وثب عليها كليب بن عهمة فخاصمه فيها العباس بن مرداس فقال كليب فيه عباس مالك كل يوم ظالما والظلم انكد وجهه ملعون كليب بن نسر بن تميم تقدم في بن تميم كليب بن يساف الجهني تقدم في بن إساف كليب بن يساف الأنصاري تقدم أيضا (5/313)
<314> كليب الجرمي يأتي في القسم الرابع كليب الجهني حديثه عند أبي داود من طريق بن أبي جريج أخبرت عن غنيم بن كليب عن أبيه عن جده وقد أخرجه بن منده من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن غنيم بن كليب عن أبيه عن جده وإبراهيم ضعيف وقال بن أبي حاتم في ترجمة كثير بن كليب روى عن أبيه غنيم سمعت أبي يقول ذلك وقد أخرجه بن قانع من طريق إبراهيم فقال كلاب وهو شيخ بن جريج فيه اتهمه لشدة ضعفه ولكليب حديثان آخران بهذا الإسناد من رواية الواقدي عنه يأتي أحدهما في ترجمة أبي كليب في الكنى في القسم الأخير منه ان شاء الله تعالى وأخرجه بن قانع هنا كليب الحنفي روى كليب بن منفعة عن أبيه عن جده حديثا في البر وأخرجه أبو داود والبخاري في التاريخ فقال عن جده لم يقل عن أبيه ولم يسم الجد وسماه بن منده من طريق يحيى الحماني كليبا واستغربه بن نعيم وقال بن أبي خيثمة لا يعرف اسمه كليب غير منسوب ذكره أبو موسى في الذيل ونقل عن أبي بكر بن أبي على انه اخرج من طريق صخر بن عكرمة عن كليب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذنب خير للمؤمن من العجب ما خلى الله بين المؤمن وبين ذنب ابدا الكاف بعدها النون كناز بن الحصين الغنوي أبو مرثد بمثلثة وزن جعفر صحابي مشهور بكنيته يأتي في الكنى كنانة بن عبد ياليل يأتي في القسم الأخير كنانة بن عدي بن ربيعة بن عبد العزي بن عبد شمس بن أخي أبي العاص بن الربيع ذكره أبو عمر قلت هو بن عم أبي العاص بعث أبو العاص معه زينب زوجته فعرض له هبار بن الأسود ونافع بن عبد قيس وسيأتي ذلك في ترجمة هبار الكاف بعدها الهاء كهاس الأوسي ذكر وثيمة في كتاب الردة انه شهد اليمامة وابلى بها بلاء حسنا كهمس الهلالي قال البخاري له صحبة وأورد هو والطيالسي وسمويه في فوائده من طريق معاوية بن قرة عن كهمس الهلالي قال أسلمت فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بإسلامي ومكثت حولا ثم جئته وقد ضمرت ونحل جسمي فخفض في الطرف ثم رفعه فقلت ما افطرت بعدك فقال ومن أمرك ان تعذب نفسك صم شهر الصبر ومن كل شهر يوما الحديث طوله الطيالسي (5/314)
<315> أخرجه بن قانع من طريقه وسيأتي في ترجمة أبي سلمة في الكنى كهيل الأزدي وكانت له صحبة قال أصيب الناس يوم أحد وكثرت فيهم الجراحات فاتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال انطلق فقم على الطريق فلا يمر بك جريج إلا قلت بسم الله ثم تفلت في جرحه الحديث أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده من رواية علقمة بن عبد الله عن القاسم بن محمد عنه الكاف بعدها الواو كور بن علقمة تقدم في كرز بالراء كوكب رجل من الأنصار ينسب اليه حش كوكب الذي دفن فيه عثمان استدركه الذهبي في التجريد ولم يذكر ما يدل على صحبته الكاف بعدها الياء كيسان بن جرير مولى خالد بن عبد الله بن أسيد الأموي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة في الثوب الواحد روى عنه ابنه عبد الرحمن أخرجه بن ماجة بسند حسن وقال بن منده كيسان بن عبد الله ويقال بن بشر عداده في أهل الحجاز روى عنه ابناه عبد الرحمن ونافع هكذا خلطه بن منده بكيسان بن عبد الله بن طارق وغاير بينهما البخاري والبغوي والطبراني وصوب ذلك أبو نعيم وابن عساكر وهو الصواب قال أحمد حدثنا يونس بن محمد حدثنا عمر بن كثير المكي سألت عبد الرحمن بن كيسان مولى خالد بن اسيد فقلت الا تخبرني عن أبيك قال حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من المطابخ حتى اتى البئر وهو متزر بإزار وليس عليه رداء فرأى عند البئر عبيدا يصلون فحل الإزار وتوشح به فصلى ركعتين لا أدري الظهر أو العصر وأخرجه بن ماجة وابن أبي خيثمة من وجه آخر عن عبد الرحمن بمعناه وأخرجه البغوي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن يونس مثله وعن عمرو الناقد عن حماد بن خالد الخياط عن عمر بن كثير عن عبد الله بن كيسان عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند البئر العليا بئر بن مطيع بالأبطح ملتفا في ثوب الظهر أو العصر صلها ركعتين وأخرجه أحمد عن حماد نحوه قال بن شاهين كيسان أحسبه مولى بني مازن بن النجار ثم ساق هذا الحديث من ثلاثة أوجه عن عمر بن كثير ومن طريق معروف بن مشكان عن عبد الرحمن بن كيسان وهي التي أخرجها بن ماجة ولقد أخطأ في حسابه لأن من يقتل بأحد أدرك ابنه الرواية عنه فشاركه في الصحبة وليس كذلك ثم أن الأئمة غايروا بينهما بأن المازني من الأنصار أو حليفهم كما سيأتي وهذا من موالي آل اسيد من بني أمية (5/315)
<316> كيسان بن عبد الله بن طارق نسبه البخاري ومن تبعه وقال بن السكن سكن الطائف روى عنه ابنه نافع روى أحمد والبغوي والروياني من طريق بن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن الحارثي عن نافع بن كيسان الدمشقي ان أباه كيسان أخبره انه كان يتجر في الخمر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فقال يا رسول الله اني قد جئت بشراب جيد فقال يا كيسان انه قد حرمت بعدك قال فأذهب فأبيعها قال إنها حرمت وحرم ثمنها تابعه سليمان الخولاني عن أيوب عن نافع بن كيسان وأخرجه أبو نعيم من طريق يحيى بن أبي كثير عن إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن عبد الله الطائفي عن نافع وأخرجه بن السكن من طريق عامر بن يحيى المعافري أن رجلا حدثه أن كيسان حدثه أن رجلين فذكر قصة فيها هذا وأخرج البخاري وابن السكن والطبراني وابن منده من طريق ربيعة بن ربيعة عن نافع بن كيسان عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق وكذا أخرجه الربعي في فضائل الشام وتمام في فوائده من طريق هشام بن خالد عن الوليد بن مسلم عن ربيعة ورجاله ثقات قيل في هذا عن نافع بن كيسان ليس فيه عن أبيه وسيأتي في النون ورأيت في بعض نسخ البخاري التفرقة بين كيسان راوي حديث نزول عيسى وبين كيسان راوي تحريم الخمر ونقل بن أبي حاتم عن أبيه أن من قال في الحديث في نزول عيسى عن نافع بن كيسان عن أبيه خطأ وانما هو عن نافع بن كيسان عن النبي صلى الله عليه وسلم كيسان مولى عتاب بن اسيد الأموي ذكر في ترجمة مولاه عتاب وقد استشكل أبو نعيم ذكره بأنه لا يلزم من كونه مولى عتاب أن يكون له صحبة قلت أعتمد من أورده على قول عتاب ما أصبت في عملي يعني استعمال النبي صلى الله عليه وسلم إياه على مكة إلا ثوبا كسوته مولاي كيسان فان ذلك يقتضي أن كيسان كان في أيام عمله وقد حج النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وحجوا كلهم معه ولم يبق بمكة قرشي ولا أحد من مواليهم الا أسلم ورأى النبي صلى الله عليه وسلم وقد كررت هذا في عدة تراجم كيسان مولى النبي صلى الله عليه وسلم يأتي في مهران ويقال له هرمز أيضا كيسان مولى النبي صلى الله عليه وسلم آخر وقد مضى في ذكوان كيسان مولى الأنصار يأتي في آخر من اسمه كيسان كيسان رجل من قريش ولده بدمشق من مهاجرة اليمن ذكره أبو الحسن بن سميع وعبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة وقال أبو زرعة الدمشقي في طبقة الصحابة كيسان من قريش له بالشام حديث وقد أورد بن عساكر هذا الكلام في ترجمة كيسان والد نافع والذي يظهر انه غيره ويؤيد ذلك قول بن السكن الذي مضى أن والد نافع سكن الطائف كيسان الهذلي أبو طريف مشهور بكنيته يأتي في الكنى سماه بن قانع كيسان مولى بني مازن بن النجار ذكره بن إسحاق فيمن استشهد يوم أحد وقال (5/316)
<317> أبو عمر كيسان الأنصاري مولى لبني عدي بن النجار ذكر فيمن قتل بأحد شهيدا وقد قيل انه من بني مازن بن النجار وقيل مولاهم قال ويحتمل ان يكونا اثنين القسم الثاني من حرف الكاف فيمن له رؤية الكاف بعدها الثاء كثير بن الصلت بن معد يكرب بن وليعة الكندي يكنى أبا عبد الله حليف قريش وعدادهم في بني جمح ثم تحولوا الى العباس وقد تقدم نسبه في أخيه زبيد قال بن سعد وفد عمومته الى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا ثم رجعوا الى اليمن فارتدوا فقتلوا يوم النحر ثم هاجر كثير وزبيد وعبد الرحمن بنو الصلت إلى المدينة قال بن سعد ولد كثير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان له شرف وحال جميلة وكذا جزم البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان والعسكري وابن منده بأنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أورده بن حبان في التابعين وقال البخاري أدرك عثمان وقال بن أبي حاتم عن أبيه روى عن أبي بكر الصديق وأخرج بن سعد بسند صحيح الى نافع قال كان اسم كثير بن الصلت قليلا فسماه عمر كثيرا ووصله أبو عوانة في صحيحه من وجه آخر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمرو فيه فسماه النبي صلى الله عليه وسلم واستغربه بن منده وفي سنده راو ضعيف والأول أصح ولكن للموصول شاهد ذكره الفاكهي من رواية ميمون بن الحكم عن محمد بن جعشم عن بن جريج ولهذا ساغ ذكره في هذا القسم فكأنه كان ولد قبل أن يهاجر أبوه وهاجر به معه ثم رجع الى بلده ثم هاجر كثير وروى كثير بن الصلت أيضا عن أبي بكر وعمر وزيد بن ثابت وغيرهم روى عنه يونس بن جبير وأبو علقمة وحديثه في النسائي وله ذكر في الصحيح في حديث أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الأضحى الحديث وفيه حتى كان مروان بن الحكم فخرجت حتى أتينا المصلى فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن فذكر القصة وقال محمد بن سلام الجمحي في طبقات الشعراء في ترجمة الشماخ اختصم الشماخ وزوجته الى كثير بن الصلت وكان عثمان اقعده للنظر بين الناس وهو من كندة وعداده في بني جمح ثم تحولوا الى بني العباس فذكر القصة كثير بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى أبا تمام وأمه رومية ويقال حميرية قال أبو علي بن السكن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير ولم يصح سماعه منه ذكره بن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة وقال لم يبلغنا انه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا كذا قال وقد ذكره الخطابي في كتاب من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وقال قالوا رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج أبو علي (5/317)
<318> بن السكن وابن منده من طريق صباح بن يحيى عن يزيد بن أبي زياد عن العباس بن كثير بن العباس عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمعنا انا وعبد الله وقثم وآخر فيفرج بين يديه ويقول من سبق فله كذا الحديث وخالفه جرير بن عبد الحميد فقال عن يزيد بن عبد الله بن الحارث قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا أولاد العباس ويقول من سبق فله كذا وهذا أقوى من رواية صباح وقال غيره ولد سنة عشر من الهجرة ولا يثبت وقال الدارقطني في كتاب الاخوة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مراسيل وروى كثير أيضا عن أبي بكر وعمر وعثمان والحجاج بن عمرو بن غزية الأنصاري روى عنه الزهري والأعرج وغيرهما قال يعقوب بن شيبة يعد في أهل المدينة ممن ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال مصعب الزبيري كان فقيها فاضلا ولا عقب له وقال بن حبان مات بالمدينة في خلافة عبد الملك الكاف بعدها النون كنانة بن العباس بن مرداس السلمي قال بن منده في التاريخ له رؤية ولم يذكره في معرفة الصحابة وقال البخاري روى عن أبيه روى عنه ابنه وذكره بن حبان في الثقات ثم غفل فذكره في الضعفاء وقال لا أدري التخليط منه أو من ولده وحديثه عن أبيه في الدعاء عشية عرفة ثم صبيحة مزدلفة وفيه غفران حميع ذنوب الحاج حتى التبعات قال البخاري لم يصح حديثه كندير بن سعيد بن حيوة ذكره بن أبي حاتم وذكر انه قال حججت في الجاهلية فإذا أنا برجل يطوف بالبيت الحديث وهم في ذلك وهما شنيعا فإنه أسقط منه ذكر والده سعيد وقد ذكره في سعيد بن كندير على الصواب وقال بن منده قيل له رؤية وأخرج له الحديث المذكور وسقط منه ذكر أبيه أيضا والحديث لأبيه كما تقدم وذكره بن حبان في ثقات التابعين القسم الثالث في المخضرمين الكاف بعدها الثاء كثير بن عبد الله بن مالك بن هبيرة بن صخر بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة يعرف بابن الغريزة النهشلي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال شاعر مخضرم بقي الى امره الحجاج وهو الذي يقول في قصيدة يرثى بها عثمان بن عفان لعمر أبيك فلا تجز عن لقد ذهب الخير إلا قليلا وقد فتن الناس عن دينهم وخلى بن عفان شرا طويلا وأول القصيدة (5/318)
<319> نأتك امامه نأيا طويلا وحملك الحب عبئا ثقيلا وقال أبو الفرج الأصبهاني كان شاعرا مخضرما أدرك الجاهلية والإسلام وغزا الطالقان في عهد عمر مع العباس بن مرداس وأخيه وأنشد له في ذلك أبياتا منها سقى مزن السحاب إذا استهلت مصارع فتية بالجوزجاني يقول فيها ولم أدلج لأطرق عرس جاري ولم أجعل على قومي لساني ولكني إذا ما هايجوني منيع الجار مرتفع المكان كثير بن قليب الصدفي الأعرج له إدراك ذكره بن يونس وقال شهد فتح مصر كثير بن مرة الحضرمي نزيل حمص له إدراك ذكره أبو زرعة في الطبقة العليا التي تلي الصحابة وقال البخاري كثير بن مرة أبو شجرة الحضرمي سمع معاذا وله حديث مرفوع أرسله فذكره عبدان المروزي في الصحابة لذلك قال أبو موسى لم يذكره فيهم غيره وهو تابعي وكذا ذكره في التابعين خليفة وابن خياط وابن سميع وابن سعد وابن حبان وغيرهم وقال العسكري ذكره بن أبي خيثمة فيمن يعرف من الصحابة بكنيته قلت وكذا ذكره البغوي في الكنى ولكنه سماه فقال كثير بن مرة ثم قال يشك في صحبته وكان قديما ثم ذكر له حديثا من طريق أبي الزاهرية عن أبي شجرة ولم ينسبه ولم يسمه وسيأتي بيانه في الكنى ان شاء الله تعالى وفي نسخة نصر بن علقمة بن محفوظ عن بن عائذ قال قال كثير بن مرة وكان يرمي بالفقه لمعاذ ونحن بالجابية من المؤمنون فقال معاذ أمبرسم أنت ان كنت لاظنك أفقه مما أنت هم الذين أسلموا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وصاموا وروى كثير أيضا عن عمرو بن عبادة وعوف بن مالك وغيرهم روى عنه شريع بن عبيد وخالد بن معدان ومكحول وآخرون وقال الليث عن يزيد بن أبي حبيب قال كتب عبد العزيز بن مروان الى كثير بن مرة وكان قد أدرك سبعين بدريا ووثقه بن سعد والعجلي والنسائي وغيرهم واخرج له أصحاب السنن والبخاري في خبر القراءة خلف الامام وذكره فيمن مات في العشر الثامن من الهجرة الكاف بعدها الراء كردوس بن عمرو ويقال بن هانئ ذكره البخاري من طريق شعبة مختصرا فقال كردوس بن هانئ قال لي سليمان عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن كردوس بن عمرو وكان يقرأ الكتب وذكره بن أبي داود في الصحابة وروى من طريق كردوس بن عمرو قال لما أنزل الله عز وجل ان الله ليبتلى العبد وهو يحبه ليسمع صوته وأخرجه أبو نعيم من طريق زائدة عن منصور عن شقيق عن كردوس قال كنت أجد في الإنجيل إذ كنت اقرؤه ان الله ليصيب العبد بالأمر يكرهه وانه ليحبه لينظر كيف تضرعه اليه وليس في هذا ما يثبت صحبته لكن فيه ما يشعر بان له ادراكا ويقال ان (5/319)
<320> عليا اقطع كردوس بن هانئ الأرض المعروفة بالكردوسية من السواد ويقال انه منسوب الى هذا وخلطه أبو نعيم بكردوس الذي روى حديثه مروان بن سالم عن بن كردوس عن أبيه وفرق بينهما أبو موسى فأصاب وأنكر عليه بن الأثير فلم يصب فإنهما متغايران كرز بن أبي حبة بن الاسحم بن عائد بن ثعلبة بن قرة بن حبيش بن عمرو العذري له إدراك وهو جد هدبة بن الخشرم وزيادة بن زيد ولدى كرز وكان بين هدبة وابن عمه زيادة شيء فقتله هدبة عمدا فحبسه معاوية سبع سنين حتى بلغ المسور بن زيادة فطلب القود من سعيد بن العاص فسلمه له فقتله بالحرة ولهدبة في ذلك اشعار وقصة مذكورة في كامل المبرد وغيره كريب بن أبرهة بن الصباح بن مرثد بن يكنف الأصبحي أبو رشدين قال بن عساكر يكنى أبا رشدين وأبا راشد يقال له صحبة وذكر البغوي في الصحابة من طريق علي الجهضمي عن حريز بن عثمان عن سعيد بن مرة عن حوشب عن كريب بن أبرهة الأصبحي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي ريحانة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعينه وأورده بن عساكر من طريق البغوي وقال فيه ثلاثة أوهام أحدها قوله سعيد بن مرة والصواب سعيد بن مرثد ثانيها قوله عن حوشب وانما هو عبد الرحمن بن حوشب والثالث انه اسقط منه بين كريب وابن حوشب رجلا وهو ثوبان بن شهر وقد أخرجه يعقوب بن سفيان عن أبي اليمان وعلي بن عياش كلاهما عن حريز بن عثمان على الصواب ولفظه عن سعيد بن مرثد عبد الرحمن سمعت بن حوشب يحدث عن ثوبان بن شهر سمعت كريب بن أبرهة وكان جالسا مع عبد الملك في سطح بدير مران فذكر الكبر فقال كريب سمعت أبا ريحانة يقول لا يدخل الجنة شيء من الكبر فقال قائل يا رسول الله أني أحب ان اتجمل بعلاق سوطي وشسع نعلى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان ذلك ليس بالكبر ان الله جميل يحب الجمال إنما الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعينه ثم قال بن عساكر في قوله في السند عن كريب بن أبرهة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نظر فقد رويناه من طرق ليس في شيء منها هذه الزيادة وقد ذكره في التابعين البخاري والعجلي وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم ونقل أبو موسى عن جعفر المستغفري قال لم يثبت صحبته غير أبي حاتم كذا قال وما رأينا في كتاب أبيه شيئا من ذلك وروى كريب أيضا عن أبي الدرداء ومرة بن كعب وكعب الأحبار روى عنه ثوبان بن شهر وسليم بن عتر والهيثم بن خالد وغيرهم وقال بن يونس شهد فتح مصر واختط بالجيزة ولم يزل قصره بها الى بعد الثلثمائة وولى كريب لعبد العزيز رائطة الإسكندرية وكان شريفا في أيامه بمصر ومن طريق يعقوب بن عبد الله بن الأشج قدمت مصر في أيام عبد العزيز بن مروان فرأيت كريب بن أبرهة قد خرج من عنده وتحت ركابه خمسمائة نفس من حمير يسعون وذكره بن الكلبي فقال كريب بن أبرهة والد رشدين كان سيد حمير بالشام زمن معاوية وشهد صفين وأدرك الحجاج وهو شيخ كبير وقال أبو عمر في صحبته نظر ولم نجد روايته الا عن الصحابة مع انه روى عنه كبار التابعين من الشاميين منهم كعب الأحبار وسليم بن عامر ومرة بن كعب وغيرهم كذا قال قال بن يونس ومات (5/320)
<321> كريب سنة خمس وسبعين وذكر يعقوب بن سفيان عن يحيى بن بكير قال اظن انه مات سنة ثمان وخمسين قلت ذكرته في هذا القسم لان بن الكلبي وصفه بأنه أدرك الحجاج وهو شيخ كبير والحجاج عاش بعده ثلاث عشرة سنة أو ست عشرة فيكون له بهذا الاعتبار إدراك ثم وجدت في تاريخ بن عساكر ما يدل على ذلك وساق بسند له الى يزيد بن أبي حبيب ان عبد العزيز بن مروان قال لكريب اشهدت خطبة عمر بالجابية قال نعم كريب بن الصباح الحميري قتل يوم صفين مع معاوية قاله عمرو بن شمر قرأته بخط الذهبي وهو نقله عن بن عساكر فذكر من كتاب صفين لإبراهيم بن ديزيل فأخرج من طريق عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن صعصعة بن صوحان ان كريب بن الصباح طلب البراز يوم صفين وكان أشد الناس بالشام بأسا فبرز اليه ثلاثة واحد بعد واحد فقتلهم فبرز إليه علي فقتله قلت وليس في قصته ما يدل على ان له صحبة ولا إدراك فذكرته في هذا القسم للاحتمال الكاف بعدها العين كعب بن جعيل بن قمير بن عجرة بن ثعلبة بن عوف بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب التغلبي الشاعر المشهور استدركه بن فتحون وزعم ان البغوي ذكره في الصحابة وذكر له قصة جرت له مع معاوية في سؤاله إياه عن خالد بن الوليد قلت وقد ذكرها الزبير عن عمه مصعب قال زعموا ان معاوية قال لكعب بن جعيل ليس للشاعر عهد قد كان عبد الرحمن لك صديقا فلما مات نسيته فقال ما فعلت ثم أنشده ما رثاه به وقال بن عساكر كانت له مدائح في عبد الرحمن بن خالد وبقى حتى وفد على الوليد بن عبد الملك وهو كان شاعر أهل الشام كما ان النجاشي الحارثي شاعر أهل الكوفة ولهما مراجعات بصفين قلت ولم أره في النسخة التي عندي من معجم البغوي ثم وجدت في نسخة من كتاب بن فتحون ذكره مطين في الصحابة وذكر قصته مع معاوية ولم يزد الخطيب وابن ماكولا وغيرهما في التعريف به على انه كان في زمن معاوية وقد ذكره محمد بن سلام في الطبقة الثالثة من شعراء الإسلام ولا يبعد ان يكون له إدراك وقال المرزباني في معجم الشعراء كان شاعرا مفلقا في أول الإسلام وهو شاعر أهل الشام وشهد صفين مع معاوية وهو القائل ندمت على شتمي العشيرة بعدما مضى واستتبت للرواة مذاهبه فأصبحت لا اسطيع رد الذي مضى كمالا يرد الدر في الضرع حالبه كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي جد توبة بن الحمير بن كعب الشاعر المشهور له إدراك وأخبار توبة مع ليلى الاخيلية مشهورة في زمن عبد الملك بن مروان كعب بن ربيعة السعدي الشاعر المشهور وهو المخبل يأتي في الميم (5/321)
<322> كعب بن سور بضم المهملة وسكون الواو بن بكر بن عبيد بن ثعلبة بن سليم بن ذهل بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس الأزدي قال بن أبي حاتم ولاه عمر قضاء البصرة بعد بن أبي مريم وقال البخاري قتل يوم الجمل وقال بن حبان هو أول قاض بالبصرة وقال بن منده يقال انه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن أبي حاتم عن أبي زرعة ليست له صحبة وقال أبو عمر كان مسلما في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره وهو معدود في كبار التابعين وبعثه عمر قاضيا على البصرة لخبر عجيب مشهور جرى له معه في امرأة شكت زوجها الى عمر فقالت ان زوجي يقوم الليل ويصوم النهار وانا أكره ان اشكوه إليك وهو يعمل بطاعة الله فكأن عمر لم يفهم عنها وكعب بن سور جالس معه فأخبره انها تشكو انها ليس لها من زوجها نصيب فأمره عمر بن الخطاب ان يقضي بينهما فقضى للمرأة بيوم من أربعة أيام أو ليلة من أربع ليال فسأله عمر عن ذلك فنزع بان الله تعالى أحل له أربع نسوة لا زيادة فلها ليلة من أربع ليال فأعجب ذلك عمر فاستقضاه هذا معنى الخبر وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه من طريق محمد بن سيرين ورواه الشعبي أيضا انتهى وأخرجه الزبير بن بكار في الموفقيات من طريق محمد بن معن وأورده بن دريد في الاخبار المنثورة عن أبي حاتم السجستاني عن أبي عبيدة وله طرق وقال بن أبي حاتم روى عنه يزيد بن عبد الله بن الشخير وغيره وشهد كعب بن سور الجمل مع عائشة فلما اجتمع الناس خرج وبيده مصحف فنشره وجال بين الصفين يناشد الناس في ترك القتال فأتاه سهم غرب فقتل وكانت وقعة الجمل في جمادي سنة ست وثلاثين كعب بن عاصم الصدفي قال بن يونس شهد فتح مصر ذكروه في كتبهم يعني في فتح مصر كعب بن عبد الله بن عمرو بن سعد بن صريم له إدراك وقتل ولده عبد الله بن كعب مع علي وكان معه اللواء ذكره بن الكلبي وأخوه خالد بن عبد الله بن عمرو شاعر جاهلي ذكره بن الكلبي أيضا وفي تاريخ البخاري كعب بن عبد الله العبدي يعد في الكوفيين ورأى عليا يمسح على جوربيه ثم ساقه من طريق الثوري عن الزبرقان عنه فكأنه هذا كعب بن ماتع بكسر المثناة من فوق الحميري أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار وقال البخاري ويقال له كعب الحبر يكنى أبا إسحاق من آل ذي رعين أو من ذي الكلاع وقد اخرج الطبراني من طريق يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عوف بن مالك انه دخل المسجد يتوكأ على ذي الكلاع وكعب يقص على الناس فقال عوف لذي الكلاع الا تنهى بن أخيك هذا عما يفعل فذكر الحديث الآتي وكعب أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وآله رجلا وأسلم في خلافة أبي بكر أو عمر وقيل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والراجح ان إسلامه كان في خلافة عمر فقد اخرج بن سعد من طريق علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال قال العباس لكعب ما منعك ان تسلم عي عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حتى أسلمت في خلافة عمر قال ان أبي كتب كتابا وحكى الرشاطي عن كعب الأحبار قال لما قدم على اليمن اتيته فسألته عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني فتبسمت فسألني فقلت من موافقة ما عندنا واسلمت وصدقت به ودعوت من قبلي الى الإسلام فاقمت على إسلامي (5/322)
<323> الى ان هاجرت في زمن عمر ويا ليتني تقدمت في الهجرة وروى الواقدي في السير رواية محمد بن شجاع الثلجي عنه عن إسحاق بن عبد الله بن نسطاس عن عمرو بن عبد الله قال قال كعب لما قدم على اليمن فذكر نحوه واتم منه وقال أبو مسهر الذي حدثني به غير واحد ان كعبا كان مسكنه في اليمن فذكر نحوه فقدم على أبي بكر ثم اتى الشام فمات به وذكر سيف بأسانيده انه اسلم في زمن عمر سنة اثنتي عشرة واخرج بن سعد بسند حسن عن سعيد بن المسيب قال قال العباس لكعب ما منعك ان تسلم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر قال ان أبي كان كتب لي كتابا من التوراة فقال اعمل بهذا وختم على سائر كتبه وأخذ على بحق الوالد على الولد الا افض الختم عنها فلما رأيت ظهور الإسلام قلت لعل أبي غيب عنى علما ففتحتها فإذا صفة محمد وامته فجئت الآن مسلما وروينا ما في المجالسة بسند حسن عن عبد الله بن غيلان حدثني العبد الصالح كعب الأحبار واخرج بن أبي خيثمة بسند حسن عن القاسم بن كثير عن رجل من اصحابه قال كان كعب يقص فبلغه حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يقص الا أمير أو مأمور أو محتال فترك القصص حتى أمره معاوية فصار يقص بعد ذلك روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن عمر وصهيب وعائشة روى عنه من الصحابة بن عمر وأبو هريرة وابن عباس وابن الزبير ومعاوية ومن كبار التابعين أبو رافع الصائغ ومالك بن عامر وسعيد بن المسيب وابن امرأته تبيع الحميري وممن بعدهم عطاء وعبد الله بن ضميرة السلولي وعبد الله بن رباح الأنصاري وآخرون قال بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام وكان على دين اليهود فأسلم وقدم المدينة ثم خرج الى الشام فسكن حمص قالوا ذكر أبو الدرداء كعبا فقال ان عند بن الحميرية لعلما كثيرا وعند بن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال قال معاوية الا ان أبا الدرداء أحد الحكماء الا ان كعب الأحبار أحد العلماء ان كان عنده لعلم كالبحار وان كنا فيه لمفرطين وقال عبد الله بن الزبير لما اتى برأس المختار ما وقع في سلطاني شيء الا أخبرني به كعب الا انه ذكر لي انه يقتلني رجل من ثقيف وهذه رأسه بين يدي وما درى أن الحجاج خبيء له أخرجه الفاكهي وغيره واخرج الطبراني من طريق الأزرق بن قيس عن عوف بن مالك انه اتى على كعب وهو يقص فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يقص على الناس الا أمير أو مأمور أو متكلف فأمسك عن القصص حتى امره به معاوية وقال حميد بن عبد الرحمن بن عوف سمعت معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة وذكر كعبا فقال ان كان لمن اصدق هؤلاء المحدثين عن أهل الكتاب وان كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب أخرجه البخاري وأوله بعضهم بأن مراده بالكذب عدم وقوع ما يخبر به انه سيقع لا انه هو يكذب واخرج بن أبي خيثمة بسند حسن عن قتادة قال بلغ حذيفة ان كعبا يقول ان السماء تدور على قطب كالرحى فقال كذب كعب ان الله يقول ان الله يمسك السماوات والأرض ان تزولا ووقع ذكره في عدة مواضع في الصحيح منها عند مسلم في حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أدى العبد حق الله وحق مواليه كان له اجران قال أبو هريرة فحدثت به كعبا فقال ليس عليه حساب ولا على مؤمن مزهد واخرج بن أبي الدنيا من طريق أسامة بن زيد عن أبي معن قال لقى عبد الله بن سلام كعبا عند عمر فقال (5/323)
<324> يا كعب من العلماء قال الذين يعملون بالعلم قال فما يذهب العلم من قلوب العلماء قال الطمع وشره النفس وتطلب الحاجات الى الناس قال صدقت واخرج بن عساكر من مسند محمد بن هارون الروياني من طريق بن لهيعة عن أبي الأسود ان رأس الجالوت قال لهم ان كل ما تذكرون عن كعب بما يكون انه يكون ان كان قال لكم انه مكتوب في التوراة فقد كذبكم إنما التوراة ككتابكم الا ان كتابكم جامع يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض وفي التوراة يسبح لله الطير والشجر وكذا وكذا وانما الذي يحدث به كعب عما يكون من كتب أنبياء بني إسرائيل واصحابهم كما تحدثون أنتم عن نبيكم وعن اصحابه قال بن سعد مات بحمص سنة اثنتين وثلاثين وفيها أرخه غير واحد وقال بن حبان في الثقات مات سنة أربع وثلاثين وقيل سنة اثنتين وقد بلغ مائة وأربع سنين وقال البخاري قال حسن يعني بن رافع عن ضمرة هو بن ربيعة وابن عياش هو إسماعيل لسنة بقيت من خلافة عثمان قلت وهو يوافق بن حبان لان قتل عثمان في آخر سنة خمس وثلاثين وقال بن سعد مات سنة اثنتين وثلاثين بحمص الكاف بعدها اللام والميم كلح الضبي له إدراك وشهد الفتوح في العراق وهو الذي حمى الجسر حتى عقد هو والمثنى بن حارثة وعاصم بن عمرو ومذعور العجلي ذكره سيف بن عمر الكميت بن ثعلبة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأزدي قال أبو عبيدة الكميت الشعراء ثلاثة أولهم هذا وهو مخضرم كذا ذكره المرزباني وقال انه جد الذي بعده والثالث الكميت بن زيد وهو أكثرهم شعرا واشهرهم ذكرا وهو من شعراء الدولة الاموية ومات سنة اثنتين وعشرين ومائة الكميت بن معروف بن الكميت بن ثعلبة الفقعسي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال المخضرم يكنى أبا أيوب وهو القائل في قصة سالم بن دارة فلا تكثروا فيها اللجاج فأنه محا السيف ما قال بن دارة اجمعا وذكر انها تنسب لجده والأول اثبت وأنشد له ولا اجعل المعروف حل اليه ولا عدة للناظر المتغيب واونس من بعض الاخلا ملالة الدنو فاستبطيهم بالتحبب كميل بن حبان بن سلمة تقدم ذكر أبيه في القسم الأول من الحاء واما هو فسيأتي (5/324)
<325> بيان انه من أهل هذا القسم في ترجمة أبي يزيد اللقيطي من الكنى ان شاء الله تعالى كميل بن زياد بن نهيك ويقال بن عبد الله النخعي التابعي الشهير له إدراك قال بن أبي خيثمة وخليفة بن خياط مات سنة اثنتين وثمانين من الهجرة زاد بن أبي خيثمة وهو بن سبعين سنة بتقديم السين فيكون قد أدرك من الحياة النبوية ثماني عشرة سنة وروى عن عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم روى عنه عبد الرحمن بن عابس وأبو إسحاق السبيعي والأعمش وغيرهم قال بن سعد شهد صفين مع علي وكان شريفا مطاعا ثقة قليل الحديث ووثقه بن معين وجماعة وقال بن عمار كان من رؤساء الشيعة واخرج بن أبي الدنيا من طريق الأعمش قال دخل الهيثم بن الأسود على الحجاج فقال له ما فعل كميل بن زياد قال شيخ كبير في البيت قال فأين هو قال ذلك شيخ كبير خرف فدعاه فقال له أنت صاحب عثمان قال ما صنعت بعثمان لطمني فطلبت القصاص فأقادني فعفوت قال فأمر الحجاج بقتله وقال جرير عن مغيرة طلب الحجاج كميل بن زياد فهرب منه فحرم قومه عطاءهم فلما رأى كميل ذلك قال انا شيخ كبير قد نفد عمرى لا ينبغي ان احرم قومي عطاءهم فخرج الى الحجاج فلما رآه قال له لقد أحببت ان أجد عليك جميلا فقال له كميل انه ما بقي من عمري الا القليل فاقض ما أنت قاض فان الموعد الله وقد أخبرني أمير المؤمنين على انك قاتلي قال بلى قد كنت فيمن قتل عثمان اضربوا عنقه فضربت عنقه الكاف بعدها النون والهاء والواو كنانة بن بشر بن غياث بن عوف بن حارثة بن قتيرة بن حارثة بن تجيب التجيبي قال بن يونس شهد فتح مصر وقتل بفلسطين سنة ست وثلاثين وكان ممن قتل عثمان وانما ذكرته لان الذهبي ذكر عبد الرحمن بن ملجم لان له ادراكا وينبغي ان ينزه عنهما كتاب الصحابة وقتيرة في نسبه بقاف ومثناة بوزن عظيمة وتجيب بضم أوله وإلى كنانة أشار الوليد بن عقبة بقوله في مرثية عثمان الا ان خير الناس بعد ثلاثة قتيل التجيبي الذي جاء من مصر كهمس الهلالي له إدراك وسماع من عمر روى عنه معاوية بن قرة الكواء اليشكري والد عبد الله صاحب علي له إدراك ذكر البلاذري من طريق عوانة بن الحكم ان سمية والدة زياد كانت من أهل زندورد عن عمل كسكر تسمى ياميح فسرقها الكواء اليشكري وسماها سمية فكانت عنده مدة ثم انه سقى بطنه فخرج الى الطائف فأتى الحارث بن كلدة طبيب العرب فداواه فبريء فوهب له سمية فذكر القصة وكان هذا في الجاهلية فوقع الحارث على سمية (5/325)
<326> فولدت له ثم زوجها مولاه عبيدا فولدت له على فراشه زيادا سنة الهجرة وسيأتي بيان ذلك في ترجمة سمية ان شاء الله تعالى الكاف بعدها الياء كيسان العنزي تقدم في عباد بن ربيعة كيسان أبو سعيد المقبري المدني وهو أبو سعيد صاحب العباس مولى أم شريك له إدراك وكان على عهد عمر رجلا فجعله على حفر القبور بالمدينة وقد روى عن أبي هريرة وأبي شريح وأبي سعيد وعقبه بن عامر وغيرهم ولكنه لم يكثر وجل حديثه عند ولده سعيد روى عنه ولده سعيد وحفيده عبد الله وعمرو بن أبي عمرو وغيرهم وحكى بن الأمين في ذيل الاستيعاب عن الواقدي انه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة وقال مات في خلافة الوليد بن عبد الملك وقيل سنة مائة وقال الطحاوي مات سنة مائة وخمس وعشرين وهذا وهم منه فانما هي سنة وفاة ولده سعيد وبنى الطحاوي على ذلك روايته عن أبي رافع والحسن بن علي وقد صرح أبو داود في روايته عن أبي رافع بالسماع فبطل البناء المذكور ووثقه النسائي واحتج به الجماعة وفرق بن حبان بين أبي سعيد مولى أم شريك وهو المقبري وأبي سعيد صاحب العباس وقال أبو أحمد الحاكم أنبأنا البغوي حدثنا بشر أي بن الوليد حدثنا عبد العزيز بن الماجشون عن أبي صخر عن أبي سعيد المقبري قال أتيت عمر بن الخطاب بمائي درهم فقلت يا أمير المؤمنين هذه زكاة مالي قال وقد عففت يا كيسان قلت نعم قال اذهب بها أنت فاقسمها قال الحاكم قيل له المقبري لأنه كان يحفر مقبرة بني دينار وقيل كان نازلا بقرب المقبرة قلت وثبت في صحيح البخاري انه كان ينزل المقابر واخرج البيهقي في المعرفة من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه قال اشترتني امرأة فكاتبتني على أربعين الفا فأديت إليها عامة ذلك ثم حملت ما بقي إليها فقالت لا والله حتى آخذه شهرا بشهر وسنة بسنة فذكرت ذلك لعمر فقال ارفعه الى بيت المال ثم قال ان هذا مالك وقد عتق أبو سعيد فان شئت فخذي وان شئت فخذي شهرا بشهر أو سنة بسنة قال فأرسلت فاخذته من بيت المال كيسان غير منسوب يأتي في الكنى إذا ذكر أبوه أبو كيسان القسم الرابع الكاف بعدها الثاء كثير الأنصاري سكن البصرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم رأيته كان إذا صلى المكتوبة انصرف عن يساره روى عنه ابنه جعفر بن كثير وقد قيل ان حديثه مرسل قاله بن (5/326)
<327> عبد البر وقال بن عبد البر كثير الهاشمي ثم اخرج من طريق بكر بن كليب الليثي عن جعفر بن كثير الهاشمي عن أبيه فذكر الحديث بعينه وكذا صنع أبو نعيم وجزم بأنه كثير بن العباس بن عبد المطلب وهو وهم منه ومن بن منده حيث قال الهاشمي وانما هو سهمي واما قول أبي عمر انه أنصاري فأبعد في الوهم واما قوله قيل ان حديثه مرسل فكان ينبغي ان يجزم بذلك قال بن أبي حاتم جعفر بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي روى عن أبيه روى عنه بكر بن كليب سمعت أبي يقول ذلك قلت فتبين انه تابعي حديثه مرسل فان كثير بن المطلب السهمي تابعي معروف حديثه عند أبي داود والنسائي وليس لكثير بن العباس ولد يسمى جعفرا فان الزبير لم يذكر له ولدا سوى يحيى وقال قد انقرض ولد كثير بن العباس كثير الهاشمي أفرده بن الأثير عن الأنصاري ولو تأمل لعرف من الحديث المذكور في الترجمتين ان راويهما واحد وانما وقع الاختلاف في نسبته كثير بن عبيد التيمي مولى أبي بكر الصديق أبو سعيد رضيع عائشة روى عن عائشة وأبي هريرة وغيرهما ذكره البخاري وابن حبان وغيرهما في التابعين واستدركه بن فتحون ظنا منه ان الموصوف بكونه رضيع عائشة وليس كما ظن وانما الموصوف بذلك والده عبيد وقد مضى ذكره كثير بن قيس أورده بن قانع في الصحابة فوهم وهما قبيحا فأورد من طريق عاصم بن رجاء عن داود بن جميل عن كثير بن قيس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا للعلم سهل الله له طريقا الى الجنة أخرجه عن محمد بن يونس عن عبد الله بن داود عن عاصم وهذا سقط منه الصحابي فقد أخرجه أبو داود عن مسدد والدارمي وابن ماجة عن نصر بن علي كلاهما عن عبد الله بن داود بهذا السند الى كثير عن أبي الدرداء قال سمعت وهكذا أخرجه بن حبان من رواية عبد الأعلى بن حماد عن عبد الله بن داود وتابعه إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء وفي هذا السند اختلاف ليس هذا موضع ذكره والوهم فيه من بن قانع لا من شيخه محمد بن يونس فقد وقع لنا بعلو من حديثه على الصواب في ترجمة حديث كردمة ذكره البغوي في الصحابة مفردا عن كردم بن سفيان وهما واحد فأورد البغوي من طريق عبد الحميد بن جعفر عن عمرو بن شعيب عن بنت كردمة عن أبيها انه قال يا رسول الله اني نذرت ان انحر ثلاثا من الإبل الحديث أخرجه عن علي بن مسلم عن أبي بكر الحنفي عن عبد الحميد وهو وهم فقد أخرجه بن السكن من طريق بندار عن أبي بكر الحنفي بهذا السند فقال عن ميمونة بنت كردم بن سفيان عن أبيها وأخرجه احمد في ترجمة كردم بن سفيان وهو الصواب الكاف بعدها الراء كردوس بن قيس أورده بن شاهين في الصحابة وهو خطأ نشأ عن سقط حرف واحد (5/327)
<328> فاخرج من طريق وهب بن جرير عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن كردوس رجل من الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لان اجلس هذا المجلس أحب الي من ان اعتق أربع رقاب وهذا الحديث رواه علي بن الجعد وغيره عن شعبة فقال عن كردوس عن رجل فسقط من مسند بن شاهين عن قبل قوله رجل وأخرجه احمد عن أبي النضر عن شعبة عن عبد الملك عن كردوس بن قيس وكان قاضي العامة بالكوفة قال أخبرني رجل فقال وذكر كردوسا في التابعين بن أبي حاتم وابن حبان وغيرهما كردوس أورده جماعة في الصحابة وافرده أبو موسى عن الذي قبله يعني كردوس بن عمرو كذا قرأت بخط الذهبي في التجريد كرز بن أسامة ذكره أبو عمر فيمن اسمه كرز بضم الكاف من غير تصغير ثم ذكره في افراد حرف الكاف فقال كريز بالتصغير بن سامة بغير ألف في أول اسم أبيه على الصواب كما تقدم في الأول كرز بن وبرة الحارثي العابد من اتباع التابعين أرسل شيئا فذكره عبدان المروزي في الصحابة واعترف بان لا صحبة له حكاه أبو موسى في الذيل وقال بن أبي حاتم روى عن نعيم بن أبي هند روى عنه الثوري وغيره وذكره بن حبان في الثقات وقال كان من العباد قدم مكة فاتعب من بها من العابدين وكان إذا دعا أجيب وكانت السحاب تظله وكان بن شبرمة كثير المدح له قلت وله أخبار في ذلك عند أبي نعيم في الحلية وهو المراد بقول الشاعر لو شئت كنت ككرز في تعبده أو كابن طارق حول البيت والحرم قد حال دون لذيذ العيش حالهما وبالغا في طلاب الفوز والكرم وذكر القطب اليوسفي في ذيل المرآة ان كرزا سأل الله تعالى ان يعلمه الاسم الأعظم على ان يسأل به شيئا من الدنيا فأعطاه فسأل الله أن يقويه على تلاوة القرآن فكان يختمه في اليوم والليلة ثلاث مرات كرز ذكره أبو عمر فقال رجل روى عنه عبد الله بن الوليد نم قال كرز آخر فذكر الذي روت عنه ابنته ثم قال لا أدري أهو الذي روى عنه عبد الله بن الوليد أو غيره انتهى وتعقبه بعض من ذيل عليه فذكر ان الذي روى عنه بن الوليد هو كرز بن وبرة وان الذي روى عنه عبيد الله مصغرا بن الوليد وهو الوصافي وكرز بن وبرة تابعي معروف كما تقدم قريبا والوصافي معروف بالرواية عنه ذكر ذلك البخاري واما الذي روت عنه ابنته فآخر صرح بأنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم كريب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره عبدان المروزي في الصحابة وهو خطأ نشأ عن تصحيف وانما هو حريث أبو سلمى الراعي وقد مضى في الحاء المهملة ويأتي في الكنى ان شاء الله تعالى كريم بن جزي ذكره بن أبي داود في الصحابة قال أبو نعيم هو تصحيف وصوابه (5/328)
<329> خزيمة بن جزي وقد مضى في الخاء المعجمة على الصواب الكاف بعدها العين كعب بن أبي حزة بفتح الحاء المهملة وتشديد الزاي بعدها تاء تأنيث كذا ضبطه الشيخ تاج الدين الفاكهي في شرح العمدة وزعم انه هو الذي صلى العشاء مع معاذ ثم انصرف وقد وهم فيه فان الحديث في سنن أبي داود وسماه حزم بن أبي كعب فانقلب على التاج وتحرف ولم يشعر وما اكتفى بذلك حتى ضبطه بالحروف وهذا شأن من يأخذ الحديث من الصحف نبه على ذلك شيخنا سراج الدين بن الملقن في شرح العمدة كعب بن علقمة استدركه بن فتحون وعزاه لابن قانع وابن قانع أخرجه من طريق إسحاق الأزرق عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة عن كعب بن علقمة حديث من كذب علي وهو تغيير في اسم أبيه وانما هو كعب بن قطبة وقد أخرجه الطبراني على الصواب كما تقدم في القسم الأول ولم ينبه بن فتحون على ذلك في أوهام بن قانع كعب بن عياض المازني قال أبو موسى في الذيل أورده جعفر المستغفري وأورد من طريق الحارث بن عبد الله بن كعب المازني عن بن عباس عن جابر أخبرني كعب بن عياض قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسط أيام الأضحى عند الجمرة قلت فيه خطأ في موضعين أحدهما قوله المازني وليس كعب مازنيا وكأنه لما رأى في اسم جد الحارث راوي الحديث كعبا وهو مازني ظنه صاحب الترجمة ثانيهما قوله بن عياض وانما هو بن عاصم أورده البغوي وابن السكن في ترجمة كعب بن عاصم وكذا أخرجه الطبراني في أثناء أحاديث كعب بن عاصم الأشعري فذكر بهذا الإسناد حديثا طويلا فيه هذا القدر وقد بينت في ترجمة كعب بن عياض الأشعري ان مسلم جزم بأن جبير بن نفير تفرد بالرواية عنه فثبت انه كعب بن عاصم والله اعلم كعب بن مالك الأشعري أبو مالك وقع ذكره في الكنى لمسلم فيما نقله بن عساكر في ترجمة أبي مالك في الكنى في تاريخه والمعروف كعب بن عاصم كما مضى في ترجمته وأسند من طريق حرير بن عثمان عن حبيب بن عبيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم صل على عبيد أبي مالك الأشعري واجعله فوق كثير من خلقك قال بن عساكر هذا وهم والمحفوظ ان هذا الدعاء لعبيد أبي عامر الأشعري قلت وهو عم أبي موسى وقد تقدم كعب بن مرة صحابي نزل البصرة روى عنه البصريون حكى بن السكن ان بعضهم أفرده عن كعب بن مرة البهزي وهو وهم بأن البهزري نزل الشام ونزل البصرة وروى عنه أهلها وقد أفرده بن قانع فقال كعب بن مرة ولم ينسبه ثم ساق من طريق ورقاء عن منصور عن سالم هو بن أبي الجعد عن كعب بن مرة في الصلاة جوف الليل ثم قال بعد ترجمة كعب بن مرة أو مرة بن كعب ولم (5/329)
<330> ينسبه أيضا واخرج من طريق عمر بن مرة عن سالم بن أبي الجعد ان شرحبيل بن السمط قال لكعب بن مرة أو مرة بن كعب حدثنا فذكر هذا الحديث لعقبة مطولا كعب الأنصاري استدركه أبو موسى وعزاه لابن شاهين عن أبي داود وقال بن شاهين حدثنا عبد الله بن سليمان حدثنا على بن حرب حدثنا بن نمير هو عبد الله حدثنا حجاج هو بن أرطاة عن نافع عن كعب الأنصاري قال عبد الله بن سليمان وليس بكعب بن مالك انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جارية له ذبحت بمروة فقال لا بأس به قلت قول عبد الله بن سليمان وليس بكعب بن مالك مردود فقد رواه احمد بن حنبل ومسدد في مسنديهما عن أبي معاوية عن حجاج عن نافع عن بن كعب بن مالك عن أبيه زاد فيه عن بن كعب ونسبه كعب بن مالك وكذا وقع الحديث في صحيح البخاري من رواية عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن بن كعب بن مالك عن أبيه وفيه اختلاف على نافع وليس هذا موضع ذكره والغرض رد التفرقة والله المستعان الكاف بعدها اللام كلاب بن عبد الله غير منسوب استدركه أبو موسى وأورد فيه من طريق عيسى بن موسى غنجار عن أبي حمزة السكري عن يزيد بن أبي خالد عن زيد الجزري هو بن أبي أنيسة عن شرحبيل بن سعد المدني عن كلاب بن عبد الله قال صنع أبو الهيثم بن التيهان طعاما فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا معه فأكلنا وشربنا فقال اثيبوا أخاكم قالوا يا رسول الله بأي شيء يثيبه قال ادعوا الله له بالبركة فان الرجل إذا أكل طعامه وشرب شرابه ودعى له بالبركة فذاك ثوابه منهم قلت أصل هذا الحديث أخرجه بن حبان من طريق أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن شرحبيل عن جابر بن عبد الله وكذا أخرجه البخاري في الأدب المفرد من طريق عمارة بن غزية عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله لكن ليس عندهما قصة أبي الهيثم وأخرجه أبو داود من رواية عمارة بن غزية عن رجل من قومه عن جابر كذلك ونبه على ان الرجل المبهم هو شرحبيل بن سعد فذكرته في هذا القسم من أجل الاحتمال وإلا فالغالب على الظن ان قوله كلاب تغيير من بعض رواته وانما هو جابر والله أعلم كلثوم بن علقمة بن ناجية بن الحارث بن المصطلق الخزاعي تابعي معروف ذكره أبو عمر وقال لا تصح له صحبة وحديثه مرسل وذكره بن منده ولم ينبه على ما فيه من وهم ونبه على ذلك أبو نعيم وقد تقدم في كلثوم بن المصطلق كلفة بن ثعلبة استدركه بن فتحون وقال ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا قلت وهو خطأ نشأ عن تغيير وكلفة إنما هو جد بعض من شهد بدرا والذي في كتاب موسى بن عقبة هكذا وسالم بن عمير بن كلفة بن ثعلبة فكأن النسخة التي وقعت لابن خلفون وقع فيها وبدل (5/330)
<331> بن فصارت وسالم بن عمير وكلفة بن ثعلبة وقد ذكر بن عبد البر نسب سالم بن عمير على الصواب فقال سالم بن عمير بن كلفة بن ثعلبة وقد نبه على وهم بن فتحون فيه الشيخ أبو الوليد كليب بن شهاب الجرمي والد عاصم قال أبو عمر له ولأبيه صحبة روى حديثه قطبة بن العلاء بن منهال عن أبيه عاصم بن كليب عن أبيه انه خرج مع أبيه الى جنازة شهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وأخرجه بن أبي خيثمة والبغوي وابن قانع عنه وابن السكن وابن شاهين والطبراني من طريق قطبة وفو غلط نشأ عن سقط وذلك ان زائدة روى هذا الحديث عن عاصم بن كليب فقال عن أبيه عن رجل من الأنصار قال خرجت مع أبي فذكر الحديث وجزم أبو حاتم الرازي والبخاري وغير واحد بان كليبا تابعي وكذا ذكره أبو زرعة وابن سعد وابن حبان في ثقات التابعين وروى عن كليب أيضا إبراهيم بن مهاجر وذكره أبو داود فقال كان من أفضل أهل الكوفة الكاف بعدها النون كنانة بن أوس بن قيظي الأنصاري استدركه بن فتحون على الاستيعاب والذهبي على أسد الغابة وصحفاه وانما هو بالموحدة ثم المثلثة وقد ذكر في الاستيعاب وأسد الغابة على الصواب وتقدم في أول حرف الكاف من القسم الأول كنانة بن عبد ياليل الثقفي كان رئيس ثقيف في زمانه قال أبو عمر كان من اشراف ثقيف الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حصار الطائف فأسلموا وكذا ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وغير واحد وذكر المدائني ان وفد ثقيف أسلموا إلا كنانة فإنه قال لا يرثنى رجل من قريش وخرج الى نجران ثم توجه الى الروم فمات بها كافرا ويقوى كلام المدائني ما حكاه بن عبد البر في ترجمة حنظلة بن أبي عامر الراهب ان أبا عامر لما أقام بأرض الروم مرغما للمسلمين وتنصر فمات عند هرقل فاختصم في ميراثه علقمة بن علاثة العامري وكنانة بن عبد ياليل الثقفي الى هرقل فدفعه لكنانة لكونه من أهل المدر كأبي عامر وكانت وفاة أبي عامر سنة عشر وهلك بعد قدوم ثقيف ورجوعهم الى بلادهم والله أعلم كدير بن سعد بن حيوة ذكره بن أبي حاتم وقد أوضحت وهمه فيه في القسم الثاني والله اعلم(5/331)
<2> حرف اللام القسم الأول اللام بعدها الألف لاحب بن مالك بن سعد الله من بني جعيل ثم من بن صخر ذكره بن عبد الحكم في الصحابة الذين نزلوا مصر ونقل عن سعيد بن عفير انه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصابة من قومه فانتسبوا الى جعل وصخر فقال لا صخر ولا جعل أنتم بنو عبد الله وقال بن يونس لاحب بن مالك البلوى صحابي شهد فتح مصر ولا تعلم له رواية ذكروه في كتبهم لاحق بن ضميرة الباهلي اخرج أبو موسى من طريق أبي الشيخ بسند له فيه مجاهيل الى سليم أبي عامر سمعت لاحق بن ضميرة الباهلي قال وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن الرجل يلتمس الأجر والذكر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا شيء له ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا يبتغي به وجهه لاحق بن مالك أبو عقيل المليلي بلامين مصغرا ذكره أبو موسى في الذيل واخرج من طريق الأصمعي عن هريم بن الصقر عن بلال بن الاسعر عن المسور بن مخرمة عن أبي عقيل لاحق بن مالك انه قال لعمر أنبأنا أبو عقيل أحد بني مليل لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ردهة بني جعل فآمنت به وسقاني شربة فذكر القصة وفيها انه مات قبل ان يرجع عمر من الحج فأمر بأهله فحملوه معه فلم يزل ينفق عليهم حتى قبض ومن طريق الأصمعي أيضا بهذا الإسناد قال أبو عقيل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تكذبوا على فأنه من يكذب على يلج النار لاحق بن معد بن ذهل ذكره أبو موسى أيضا في الذيل واخرج من طريق أبي العتاهية الشاعر واسمه إسماعيل بن القاسم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن عاصم بن الحدثان انه سمعه يقول قحطت البادية في زمن هشام بن عبد الملك فقدمت وفود العرب فجلس هشام لرؤسائهم فدخلوا وفيهم درواس بن حبيب بن درواس بن لاحق بن معد وهو غلام له ذؤابة عليه شملتان وله (6/2)
<3> أربع عشرة سنة فقال اشهد بالله لقد سمعت أبا حبيب بن درواس يحدث عن أبيه عن جده لاحق بن معد بن ذهل انه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وان الوالي من الرعية كالروح من الجسد لا حياة له الا معها وذكر قصة طويلة وفي السند مجاهيل وأورده بن عساكر في كتاب مناقب الشبان من طريق محمد بن احمد بن رجاء حدثني يزيد بن عبد الله حدثنا الأصمعي به بطوله لكنه قال درياس ورأيته بخط شيخ شيخنا الحافظ العلائي بباء موحدة من تحت لاشر بن جرثومة يقال هو أبو ثعلبة الخشني سماه مسلم وستأتي ترجمته في الكنى اللام بعدها الباء لبدة بن عامر بن خثعم ذكر سيف في الفتوح ان أبا عبيدة وجهه قائدا على خيل بعد وقعة اليرموك من مرج الصفر وأورده بن عساكر فقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قلت وقد تقدم غير مرة انهم ما كانوا إذ ذاك يؤمرون الا الصحابة لبدة بن قيس بن النعمان بن حسان بن عبيد الخزرجي شهد بدرا قاله بن الكلبي واستدركه بن الأثير لبيبة الأنصاري ذكره الطبراني وغيره وقال أبو عمر هو أبو لبيبة وقال بن حبان في ترجمة حفيده محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة كان اسم عبد الرحمن لبيبة وأبا لبيبة فلذلك يقال تارة لبيبة وتارة أبو لبيبة واخرج البيهقي من طريق أسد بن موسى عن حاتم بن إسماعيل عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن جده قال دعا سعد بن أبي وقاص فقال يا رب ان لي بنين صغار فأخر عنى الموت حتى يبلغوا فعاش بعدها عشرين سنة واخرج بن قانع من طريق محمد بن شرحبيل عن بن جريج عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صام الغلام ثلاثة أيام متتابعات فقد وجب عليه صوم شهر رمضان لبي بن لبا الأول بموحدة مصغر وأبوه بموحدة خفيفة وزن عصا قال البخاري له صحبة روى عنه أبو بلج الصغير وقال أبو حاتم الرازي كان يكون بواسط وقال هو وأبو حاتم بن حبان يقال ان له صحبة وقال بن السكن لم نجد له سماعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم واخرج البخاري وابن أبي خيثمة والبغوي وابن السكن من طريق محمد بن يزيد الواسطي عن أبي يلج عن لبى بن لبا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأيته وعليه مطرف خز احمر سبق فرس له فجلله ببرد عدنى اختصره البخاري وقال بن فتحون ضبطناه عن الفقيه أبي علي لبا بوزن عصا وضبطناه عن الاستيعاب بضم اللام وتشديد الموحدة ورأيته بخط بن مفرج مثله وكذلك في لبى انتهى وتبع بن الدباغ أبا علي وكذا بن الصلاح في علوم الحديث وخالف الجميع بن قانع فجعله مع أبي بن كعب وقد أشرت الى وهمه في ذلك (6/3)
<4> في حرف الألف لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن صعصعة الكلابي الجعفري أبو عقيل الشاعر المشهور قال المرزباني في معجمه كان فارسا شجاعا شاعرا سخيا قال الشعر في الجاهلية دهرا ثم اسلم ولما كتب عمر الى عامله بالكوفة سل لبيدا والاغلب العجلي ما احدثا من الشعر في الإسلام فقال لبيد ابدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران فزاد عمر في عطائه قال ويقال انه ما قال في الإسلام الا بيتا واحدا ما عاتب المرء اللبيب كنفسه والمرء يصلحه الجليس الصالح ويقال بل قوله الحمد لله إذ لم يأتني أجلي حتى لبست من الإسلام سربالا ولما اسلم رجع الى بلاد قومه ثم نزل الكوفة حتى مات في سنة إحدى وأربعين لما دخل معاوية الكوفة إذ صالح الحسن بن علي ونحوه قال العسكري ودخل بنوه البادية قال وكان عمره مائة وخمسا وأربعين سنة منها خمس وخمسون في الإسلام وتسعون في الجاهلية قلت المدة التي ذكرها في الإسلام وهم والصواب ثلاثون وزيادة سنة أو سنتين إلا ان يكون ذلك مبنيا على ان سنة وفاته كانت سنة نيف وستين وهو أحد الأقوال وقال أبو عمر البيت الذي أوله الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ليس للبيد بل هو لقردة بن نفاثة وهو القائل القصيدة المشهورة التي أولها الا كل شيء ما خلا الله باطل وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد فذكر هذا الشطر قال أبو عمر في هذه القصيدة ما يدل على انه قاله في الإسلام وذلك قوله وكل امرئ يوما سيعلم سعيه إذا كشفت عند الإله المحاصل قلت ولم يتعين ما قال بل فيه دلالة على أنه كان يؤمن بالبعث مثل غيره من عقلاء الجاهلية كقس بن ساعدة وزيد بن عمر وكيف يخفي على أبي عمر انه قالها قبل ان يسلم مع القصة المشهورة في السيرة لعثمان بن مظعون مع لبيد لما انشد قريشا هذه القصيدة بعينها فلما قال الا كل شيء قال له عثمان صدقت فلما قال وكل نعيم لا محالة زائل قال له عثمان كذبت نعيم الجنة لا يزول فغضب لبيد وكادت قريش تضرب سيفهم على وجهه إنما كان هذا قبل ان يسلم لبيد نعم ويحتمل ان يكون زاد هذا البيت بخصوصه بعد ان اسلم ويكون مراد من قال انه لم ينظم شعرا منذ اسلم يريد شعرا كاملا لا تكميلا لقصيدة سبق نظمه لها وبالله التوفيق وقال أبو حاتم السجستاني في المعمرين عن اشياخه قالوا عاش لبيد مائة وعشرين سنة وأدرك الإسلام فاسلم قال وسمعت الأصمعي يقول كتب معاوية الى زياد ان اجعل أعطيات الناس في ألفين وكان عطاء لبيد الفين وخمسمائة فقال له زياد أبا عقيل هذان الخراجان فما بال هذه العلاوة قال الحق الخراجين بالعلاوة فإنك لا تلبث الا قليلا حتى يصير لك الخراجان والعلاوة قال فأكملها له زياد ولم يكملها لغيره فما أخذ لبيد عطاء آخر حتى مات وحكى الرياشي وهو في ديوان شعره من غير رواية أبي سعيد السكري قال لما اشتد الجدب على مضر بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وفد عليه وفد قيس (6/4)
<5> وفيهم لبيد فأنشده اتيناك يا خير البرية كلها لترحمنا مما لقينا من الأزل اتيناك والعذراء تدمي لبانها وقد ذهلت أم الصبي عن الطفل فان تدع بالسقيا وبالعفو ترسل السماء والأمر يبقى على الأصل والقى تكنيه الشجاع استكانة من الجوع صمتا لا يمر ولا يحلى وفي الصحيحين عن أبي هيريرة مرفوعا اصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد الا كل شيء ما خلا الله باطل ووقع في معجم الشعراء للمرزباني ان النبي صلى الله عليه وسلم قالها على المنبر وقال المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان وغيره قالوا وفد من بني كلاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر رجلا منهم لبيد بن ربيعة وقال بن أبي خيثمة اسلم لبيد وحسن إسلامه وقال هشام بن الكلبي وغيره عاش مائة وثلاثين سنة وفي حكاية الشعبي مع عبد الملك بن مروان انه عاش مائة وأربعين وقال البخاري قال الأويسي عن مالك عاش لبيد مائة وستين سنة واخرج بن منده وسعدان بن نصر في الثاني من فوائده من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة انها قالت رحم الله لبيدا حيث يقول ذهب الذين يعاش في اكنافهم وبقيت في خلف كجلد الاجرب قالت عائشة فكيف لو أدرك زماننا هذا قال عروة رحم الله عائشة كيف لو أدركت زماننا هذا قال هشام رحم الله عروة كيف لو أدرك زماننا واتصلت السلسة هكذا الى سعدان والى بن منده وقال المبرد لما اسلم لبيد نذر الا تهب الصبا الا اطعم وكان امتنع من قول الشعر فهبت الصبا وهو مملق فقال لابنته قولي شعرا وذلك في إمرة الوليد بن عقبة على الكوفة فقالت إذا هبت رياح أبي عقيل دعونا عند هبها الوليدا الأبيات والقصة ومما يستجاد من شعره قوله واكذب النفس إذا حدثتها ان صدق النفس يزري بالامل قال المرزباني سمع الفرزدق رجلا ينشد قول لبيد وجلا السيول عن الطول كأنها زبر تجد متونها اقلامها فنزل عن بغلته وسجد فقيل له ما هذا فقال انا اعرف سجدة الشعر كما يعرفون سجدة القرآن قلت وعامر بن مالك جده ان كان هو أبو براء ملاعب الأسنة فليذكر لبيد فيمن صحب هو وأبوه وجده فتقدم في حرف العين عامر بن مالك وما قيل فيه وتقدم في حرف الراء ربيعة بن عامر وما قيل فيه الا انني لم ار من صرح بصحبة ربيعة لكنه أدرك العصر النبوي وراسله حسان بن ثابت فالله اعلم قال البخاري قال الأويسي حدثنا مالك قال عاش لبيد بن ربيعة مائة وستين سنة لبيد بن سهل بن الحارث بن عروة بن رزاح بن ظفر الأنصاري تقدم ذكره في حديث قتادة بن النعمان في ترجمة رفاعة بن زيد وقال بن عبد البر لا أدري هو من أنفسهم أو حليف لهم (6/5)
<6> انتهى وقد نسبه بن الكلبي الى القبيلة كما ترى لكن قال العدوي انه وهم من بن الكلبي وانما هو أبو لبيد بن سهل رجل من بني الحارث بن مازن بن سعد العشيرة من حلفاء الأنصار لبيد بن عطارد بن حاجب التميمي تقدم ذكر أبيه قال بن عبد البر كان أحد الوفد القادمين على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني تميم وأحد وجوههم أسلم سنة تسع ولا أعلم له خبرا غير ذلك قلت اخرج إبراهيم الحربي في غريب الحديث من طريق بن إسحاق حدثني محمد بن خالد عن حفص بن عبيد الله بن أنس حدثنا أنس ان عمر قال للبيد بن عطارد في خبر كان له معه لا أم لك فقال بلى والله معمة مخولة وذكر الآمدي في كتاب الشعراء ان لبيد بن عطارد بن حاجب أدرك الجاهلية وأنشد له في ذلك شعرا وقال بن عساكر كان من وجوه أهل الكوفة ولم يذكر ان له صحبة لبيد بن عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي ومنهم من اسقط عقبة من نسبه هو والد محمود بن لبيد قال أبو عمر له صحبة لبيد ربه بن بعكك يقال هو اسم أبي السنابل وستأتي ترجمته في الكنى اللام بعدها الجيم اللجلاج بن حكيم السلمي أخو الجحاف ذكره بن منده وقال له صحبة عداده في أهل الجزيرة وأورد له حديثا أخبر به بينته في ترجمة زيد بن حارثة في حرف الزاي ويأتي في أبي خالد السلمي في الكنى اللجلاج الغطفاني اخرج أبو العباس السراج في تاريخه والخطيب في المتفق من شيخه يعقوب بن سفيان في ترجمة شيخه محمد بن أبي أسامة الحلبي عن قيس سمعت عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه عن جده قال ما ملأت بطني منذ أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكان عاش مائة وعشرين سنة خمسين في الجاهلية وسبعين في الإسلام وذكر العسكري عكس ذلك انه وفد وهو بن سبعين وعاش بعد ذلك خمسين وقال أبو الحسن بن سميع اللجلاج والد العلاء غطفاني اللجلاج العامري والد خالد قال البخاري له صحبة وأورد في التاريخ والسياق له وفي الأدب المفرد وأبو داود والنسائي في الكبرى من طريق محمد بن عبد الله الشعيثي عن سلمة بن عبد الله الجهني عن خالد بن اللجلاج عن أبيه قال كنا غلمانا نعمل في السوق فاتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل فرجم فجاء رجل فسألنا ان ندله على مكانه فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا ان هذا يسألنا عن ذلك الخبيث الذي رجم اليوم فقال لا تقولوا خبيث فوالله لهو اطيب عند الله من المسك طوله بعضهم واختصره بعضهم وأخرجه أبو داود والنسائي من وجه آخر مطولا عن خالد بن اللجلاج قال بن سميع هو مولى بني زهرة مات بدمشق وعن بن معين لجلاج والد خالد ولجلاج والد العلاء واحد (6/6)
<7> وعلى ذلك مشى المزي في الأطراف فقال لجلاج والد العلاء ثم ساق حديث خالد بن اللجلاج عن أبيه وقال في التهذيب روى أيضا عن معاذ وروى عنه أيضا أبو الورد بن ثمامة قلت يقوى قول بن سميع قول العامري انه كان غلاما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقول والد العلاء انه كان بن خمسين أو أكثر فافترقا وقال بن حبان في ثقات التابعين اللجلاج صاحب معاذ بن جبل ولم ينسبه وقال قبل ذلك في الصحابة اللجلاج العامري مولى لبني زهرة له صحبة سكن الشام حديثه عند ابنيه العلاء وخالد ومات وهو بن مائة وعشرين سنة فمشى على انه واحد وهذا السن إنما ينطبق على والد العلاء فهو الذي عاش هذا القدر كما تقدم في الحديث الذي أخرجه السراج اللام بعدها الحاء والصاد لحقم الجني أحد جن نصيبين تقدم ذكره في الأرقم لصيب بن خيثم بن حرملة قال بن يونس شهد فتح مصر ولا تعرف له رواية ونقل بن منده هذا عن بن يونس وزاد له ذكر في الصحابة وهذه الزيادة ما رأيتها في كتاب بن يونس اللام بعدها القاف لقمان بن شبة بن معيط أبو الحصين العبسي أحد الوفد من عبس وكانوا تسعة سماهم أبو جعفر الطبري تقدمت أسماؤهم في ترجمة الحارث بن الربيع بن زياد وذكر لقمان هناك بكنيته و لقيط بن أرطاة السكوني قال بن منده عداده في أهل الشام وقال بن أبي حاتم روى حديثه مسلمة بن علي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن عائذ عن لقيط بن أرطاة قال قتلت تسعة وتسعين من المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أخرجه الباوردي والطبراني وغيرهما من طريق هشام بن عمار عنه ومسلمة ضعيف وروى الطبراني وغيره من طريق نصر بن خزيمة عن أبيه عن نصر بن علقمة بهذا الإسناد الى لقيط قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ورجلاي معوجتان لا تمسان الأرض فدعا لي النبي صلى الله عليه وسلم فمشيت على الأرض لقيط بن الربيع العبشمي يقال هو اسم أبي العاص صهر النبي صلى الله عليه وسلم على زينب مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى لقيط بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن (6/7)
<8> صعصعة العامري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عاصم قرأت على فاطمة بنت المنجا عن سليمان بن حمزة وانبأنا أبو هريرة بن الذهبي إجازة أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي كلاهما عن محمد بن عبد الواحد المديني أنبأنا إسماعيل بن علي الحماني أبو مسلم الأديب أنبأنا أبو بكر بن المقري حدثنا مأمون بن هارون حدثنا حسين بن عيسى البسطامي حدثنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن أبي هاشم واسمه إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أسبغ الوضوء وخلل الأصابع وبالغ في الاستنشاق الا ان تكون صائما هذا حديث صحيح أخرجه احمد عن شيخ عن سفيان فوافقناه في شيخ شيخه بعلو وأخرجه الترمذي عن قتيبة والنسائي عن إسحاق بن إبراهيم كلاهما عن وكيع والنسائي أيضا عن محمد بن رافع عن يحيى بن آدم وعن محمد بن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدي ثلاثتهم عن سفيان الثوري فوقع لنا عاليا بدرجتين وأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة من رواية يحيى بن سليم عن إسماعيل بن كثير طوله بعضهم وفيه كنت وافد بني المنتفق وفيه قصة طويلة جرت له مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع عائشة وأخرجه بطوله بن حبان في صحيحه لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر العامري أبو رزين العقيلي وافد بني المنتفق روى عنه بن أخيه وكيع بن عدس وعبد الله بن حاجب وعمرو بن أوس الثقفي ذهب علي بن المديني وخليفة بن خياط وابن أبي خيثمة ومحمد بن سعد ومسلم والبغوي والدارمي والباوردي وابن قانع وغيرهم الى انه غير لقيط بن صبرة المذكور قبله وقال بن معين انهما واحد وان من قال لقيط بن عامر نسبه لجده وانما هو لقيط بن صبرة والذي في جامع الأصول لقيط بن عامر بن صبرة وضبطه قتيبة ونسبه من بني عامر وحكاه الأثرم عن احمد ومال اليه البخاري وجزم به بن حبان وابن السكن وعبد الغني بن سعيد في إيضاح الاشكال وقال قيل انه غيره وليس بصحيح وكذا قال بن عبد البر وقال في مقابلة ليس بشيء وتناقض فيه المزي فجزم في الأطراف بانهما اثنان وفي التهذيب بانهما واحد والراجح في نظري انهما اثنان لان لقيط بن عامر معروف بكنيته ولقيط بن صبرة لم يذكر كنيته الا ما شذ به بن شاهين فقال أبو رزين العقيلي أيضا والرواة عن أبي رزين جماعة ولقيط بن صبرة لا يعرف له راو الا ابنه عاصم وانما قوى كونهما واحدا عند من جزم به لأنه وقع في صفة كل واحد منهما انه وافد بني المنتفق وليس بواضح لأنه يحتمل ان يكون كل منهما كان رأسا ومن حديثه ما أخرجه عبد الله بن احمد بن حنبل في زوائد المسند وأبو حفص بن شاهين والطبراني من طريق عبد الرحمن بن عياش الأنصاري ثم السمعي عن دلهم بن الأسود عن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي عن أبيه عن عمه لقيط بن عامر انه خرج وافدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق قال فقدمنا المدينة انسلاخ رجب الحديث بطوله في صفة البعث يوم القيامة في نحو ورقتين وهو الذي وقع فيه لعمرو وفيه ذكر كعب بن الخدارية وغير ذلك ومنه ما أخرجه في العتيرة في رجب واخرج البخاري في تاريخه من طريق شعبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين العقيلي رفعه مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل الا طيبا وتقدم له ذكر في ترجمة كعب (6/8)
<9> بن الخدارية وسيأتي فيمن كنيته أبو رزين في الكنى وأغرب بن شاهين فقال يكنى أبا مصعب لقيط بن عباد السامي بالمهملة قال بن ماكولا له وقادة لقيط بن عبد القيس الفزاري حليف بني ظفر من الأنصار ذكره سيف بن عمر في الفتوح وقال انه كان أميرا على بعض الكراديس يوم اليرموك لقيط بن عدي اللخمي جد سويد بن حبان قال بن يونس شهد فتح مصر وكان صاحب كمين عمرو بن العاص ذكره ذلك سعيد بن عفير وذكر بن منده عن بن يونس انه قال له ذكر في الصحابة ولا يعرف له مستند وعداده في أهل مصر لقيط بن عصر البلوي هو النعمان بن عصر يأتي في حرف النون لقيم الدجاج ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان وقال انه مدح النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة خيبر بشعر منه رميت نطاة من الرسول بفيلق شهباء ذات مناكب وفقار قال فوهب له النبي صلى الله عليه وسلم دجاج خيبر عن آخرها فمن حينئذ قيل لقيم الدجاج ذكر ذلك أبو عمرو الشيباني والمدائني عن صالح بن كيسان قلت قصته مذكور في السيرة لابن إسحاق لكنه قال بن لقيم فيحتمل ان يكون وافق اسمه اسم أبيه اللام بعدها الميم والهاء لميس أبو سلمى من اعراب البصرة روى حديثه عمرو بن جبلة ذكره بن منده مختصرا لهيب بالتصغير بن مالك اللهبي قاله بن منده وحكى فيه أبو عمر لهب مكبرا وبه جزم الرشاطي قال بن منده له خبر رواه عبد الله بن محمد العدوي بإسناد لا يثبت وقال أبو عمر روى خبرا عجيبا في الكهانة واعلام النبوة وأورد العقيلي حديثه قال أخبرنا عبد الله بن احمد البلوي أخبرني عمارة بن زيد حدثني عبد الله بن العلاء عن أبي الشعشاع زنباع بن الشعشاع حدثني أبي عن لهيب بن مالك اللهبي قال حضرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عنده الكهانة قال فقلت له بابي أنت وامي ونحن أول من عرف حراسة السماء وخبر الشياطين ومنعهم استراق السمع عند قذف النجوم وذلك انا اجتمعنا الى كاهن لنا يقال له خطر بن مالك وكان شيخا كبيرا قد اتت عليه مائتا سنة وثمانون سنة وكان من اعلم كهاننا فقلنا له يا خطر هل عندك علم من هذه النجوم التي يرمى بها فانا قد فزعنا (6/9)
<10> وخفنا سوء عاقبتنا فقال عودوا الى السحر ائتوني بسحر أخبركم الخبر ألخير أم ضرر أم لا من أم حذر قال فأتيناه في وجه السحر فإذا هو قائم شاخص نحو السماء فناديناه يا خطر يا خطر فأومأ إلينا ان امسكوا فانقض نجم عظيم من السماء فصرخ الكاهن رافعا صوته أصابه أصابه خامره عقابه عاجله عذابه احرقه شهابه زايله جوابه الأبيات وذكر بقية رجزه وسجعه ومن جملته اقسمت بالكعبة والاركان قد منع السمع عتاة الجان بثاقب بكف ذي سلطان من أجل مبعوث عظيم الشأن يبعث بالتنزيل والفرقان وفيه قال فقلنا له ويحك يا خطر انك لتذكر أمرا عظيما فماذا ترى لقومك قال أرى لقومي ما أرى لنفسي ان يتبعوا خير بني الإنس شهابه مثل شعاع الشمس فذكر القصة وفي آخرها فما أفاق خطر الا بعد ثلاثة وهو يقول لا اله الا الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد نطق عن مثل نبوة وانه ليبعث يوم القيامة امة وحده وأخرجه أبو سعد في شرف المصطفى من هذا الوجه قال أبو عمر إسناده ضعيف لو كان فيه حكم لما ذكرته لان رواته مجهولون وعمارة بن زيد اتهموه بوضع الحديث ولكنه في علم من اعلام النبوة والاصول لا تدفعه بل تشهد له وتصححه قلت يستفاد من هذا انه تجوز رواية الحديث الموضوع ان كان بهذين الشرطين الا يكون فيه حكم وان تشهد له الأصول وهو خلاف ما نقلوه من الاتفاق على عدم جواز ذلك ويمكن ان يقال ذكر هذا الشرط من جملة البيان اللام بعدها الياء ليث الله هو حمزة بن عبد المطلب وقع ذلك في شعر أبي سنان بن حريث كما سيأتي في الكنى والمشهور انه أسد الله ليث بن جثامة الكناني الليثي أخو الصعب بن جثامة تقدم نسبه في أخيه قال المرزباني في معجم الشعراء مخضرم وقرأت بخط العلامة رضى الدين الشاطبي في هامش الترجمة انه قرأ في انساب مصر ليحيى بن ثوبان اليشكري ما نصه وولد جثامة بن قيس صعبا وليثا ومحلما وأمهم فاختة بنت حرب أخت أبي سفيان شهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقعة خيبر (6/10)
<11> ليث هو أحد ما قيل في اسم أبي هند الداري وتأتي ترجمته في الكنى ليشرح بكسر أوله وسكون التحتانية وفتح المعجمة والراء وآخره حاء مهملة بن لحى بن مخمر أبو مخمر الرعيني قال بن يونس شهد فتح مصر ولا يعرف له رواية ونقل بن منده عن بن يونس وأنه قال له ذكر في الصحابة القسم الثاني لم يذكر فيه أحد القسم الثالث اللام بعدها الهمزة والباء لام بن زنار بن غطيف الطائي أخو عدي بن حاتم لأمه يأتي ذكره في ترجمة أخيه ملحان بن زنار لبدة بن كعب أبو تريس بمثناة من فوق ثم راء وآخره مهملة بوزن عظيم عداده في أهل مصر ذكره بن منده واخرج من طريق يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن مجمع بن كعب عن أبي تريس لبدة بن كعب قال حججت في الجاهلية حجة ثم حججت الثانية وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم وما رأيت احلى من الدم أكلته في الجاهلية وصليت خلف عمر فقرأ سورة الحج فسجد سجدتين قلت وما رأيته في تاريخ بن يونس وذكر سيف في الفتوح انه كان مع أبي عبيدة بن الجراح في وقعة فحل بعد وقعة اليرموك اللام بعدها الجيم والقاف والهاء اللجلاج بن الحصين الذيباني أحد بني ثعلبة قال الآمدي كان أحد الفرسان في الجاهلية وأدرك الإسلام اللجلاج صاحب معاذ تقدم في الأول (6/11)
<12> لقس بن سلمان مولى كعب بن عجرة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه مولاه ذكره بن منده قلت وحديثه عنه في معجم الطبراني لقيط بن ناشرة له إدراك ذكره بن يونس وقال قديم له ذكر في الاخبار وشهد فتح مصر لقيم بالتصغير بن سرح التنوخي له إدراك ذكره بن يونس وقال شهد فتح مصر لهب بن الخندق قال أبو موسى في الذيل ذكره عبدان المروزي واخرج من طريق العوام بن حوشب عن لهب بن الخندق رجل منهم وكان جاهليا قال قال عوف بن مالك في الجاهلية الجهلاء لان اموت عطشا أحب الى من ان اموت مخلافا لوعد قلت وقد اخرج بن منده هذا الأثر من هذا الوجه ولم يقل في لهب بن الخندق انه كان جاهليا وفي روايته عوف بن النعمان كما تقدم في ترجمة عوف بن النعمان وقد ذكر لهبا في التابعين البخاري وغيره لهيعة بن مخمر بن نعيم بن سلامة اليحصبي من الأفنوس بطن بن يحصب له إدراك قال بن يونس شهد فتح مصر القسم الرابع اللام بعدها الباء والقاف لبيد بن زياد استدركه بن الأمين على الاستيعاب وعزاه لمسند الجوهري وانه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في رفع العلم وتبعه بن بشكوال والذهبي وهو مقلوب وانما هو زياد بن لبيد المقدم ذكره في حرف الزاي والحديث حديثه وقد وقع مقلوبا في رواية النسائي أيضا في حديث عوف بن مالك لبيد جد يحيى بن عبد الرحمن روى عن أبيه عن جده رفعه إذا صام الغلام ثلاثة أيام فقوي عليه أمر بصوم رمضان أخرجه أبو موسى وقال كذا ذكره عبدان وهو وهم وانما هو لييبة الذي تقدم في القسم الأول (6/12)
<13> لقيط السدوسي والد اياد ذكره بعضهم وهو وهم قال اسلم في تاريخ واسط حدثنا جابر بن الكندي وأحمد بن سهل بن علي قالا حدثنا أبو سفيان الحميري عن الضحاك بن حميدة عن غيلان بن جامع عن اياد بن لقيط عن أبيه قال كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ كتفيه أو منكبيه قال أبو محمد بن سفيان الحافظ الراوي عن اسلم كذا وقع وانما هو اياد بن لقيط عن أبي رمثة قلت وسيأتي بيان ذلك في الكنى اللام بعدها الهاء والياء لهيعة الحضرمي ذكره أبو موسى في الذيل وقال يقال ان أبا زرعة الرازي ذكره في الصحابة وروى من طريق محمد بن عبيد الله التميمي عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نام يوما وعنده بعض نسائه فذكر حديثا وهذا مرسل ولهيعة معروف في التابعين ذكره فيهم البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وابن يونس وذكر رواية محمد بن عبد الله التميمي عنه وقال انه مات سنة مائة وتكلم فيه الأزدي ووثقه بن حبان ليث بن معاذ ذكره بعضهم ولا يصح وانما هو تابعي أرسل حديثا قال الفاكهي في كتاب مكة حدثني عبد الله بن عمر يعني بن أبان حدثنا سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج عن بن كثير عن ليث بن معاذ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا البيت خامس عشر بيتا سبعة منها في السماء الى العرش وسبعة منها الى تخوم الأرض السفلي واعلاها الذي يلي العرش البيت المعمور ولكل بيت منها حرمة هذا البيت لو سقط منها بيت لسقط بعضها على بعض لكل بيت منها من يعمره كما يعمر هذا البيت آخر حرف اللام حرف الميم القسم الأول الميم بعدها الألف مأبور بموحدة خفيفة مضمومة واو ساكنة ثم راء مهملة القبطي الخصبي قريب مارية يأتي في ترجمة مارية وصفه بأنه شيخ كبير لأنه اخوها قلت ولا ينافي ذلك نعته في الروايات بأنه قريبها أو نسيبها أو بن عمها لاحتمال انه أخوها لأمها والله أعلم وهو قريب مارية أم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم معها من مصر قال حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك ان رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه (6/13)
<14> وسلم لعلي اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركى يتبرد فيها فقال له علي اخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف عنه علي ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انه لمجبوب ما له ذكر أخرجه مسلم ولم يسمه وسماه أبو بكر بن أبي خيثمة عن مصعب الزبيري مأبورا ولفظه ثم ولدت مارية التي اهداها المقوقس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولده إبراهيم وكان أهدى معها أختها سيرين وخصيا يقال له مابور وقد جاء ذكره في عدة أخبار غير مسمى منها ما أخرجه بن عبد الحكم في فتوح مصر بسنده عن عبد الله بن عمرو قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبطية أم ولده إبراهيم فوجد عندها نسيبا لها قدم معها من مصر وكان كثيرا ما يدخل عليها فوقع في نفسه شيء فرجع فلقيه عمر فعرف ذلك في وجهه فسأله فأخبره فأخذ عمر السيف ثم دخل على مارية وقريبها عندها فأهوى اليه بالسيف فلما رأى ذلك كشف عن نفسه وكان مجبوبا ليس بين رجليه شيء فلما رآه عمر رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان جبرائيل أتاني فأخبرني ان الله تعالى قد برأها وقريبها وان في بطنها غلاما منى وأنه أشبه الناس بي وأنه أمرني أن أسميه إبراهيم وكناني أبا إبراهيم وفي سنده بن لهيعة وشك بعض رواته في شيخه وفي سنده بن لهيعة وشك بعض رواته في شيخه واخرج بن عبد الحكم أيضا من طريق يزيد بن أبي حبيب عن الزهري عن أنس لبعضه شاهدا بدون قصة الخصى لكن قال في آخره ويقال ان المقوقس كان بعث معها بخصى فكان يأوي إليها ثم وجدت الحديث في المعجم الكبير للطبراني من الوجه الذي أخرجه منه بن أبي خيثمة وفيه من الزيادة بعد قوله أم إبراهيم وهي حامل بإبراهيم فوجد عندها نسيبا لها كان قدم معها من مصر فأسلم وحسن إسلامه وكان يدخل على أم إبراهيم فرضي لمكانه منها ان يجب نفسه فقطع ما بين رجليه حتى لم يبق له قليل ولا كثير الحديث هذا لا ينافي ما تقدم انه خصى اهداه المقوقس لاحتمال انه كان فاقد الخصيتين فقط مع بقاء الآلة ثم لما جب ذكره صار ممسوحا ويجمع بين قصتي عمر وعلي باحتمال ان يكون مضى عمر إليها سابقا عقب خروج النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه مجبوبا اطمأن قلبه وتشاغل بأمر ما وان يكون إرسال علي تراخي قليلا بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم الى مكانه ولم يسمع بعد بقصة عمر فلما جاء على وجد الخصى قد خرج من عندها الى النخل يتبرد في الماء فوجده ويكون أخبار عمر وعلي معا أو أحدهما بعد الآخر ثم نزل جبرائيل بما هو آكد من ذلك واخرج بن شاهين من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت أهديت مارية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عم لها فذكر الحديث الى ان قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ليقتله فإذا هو ممسوح وسليمان ضعيف وسيأتي في ترجمة مارية شيء من أخبار هذا الخصى وقال الواقدي حدثنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال بعث المقوقس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية واختها سيرين وبألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا لينا وبغلته الدلدل وحماره عفير ويقال يعفور ومعهم خصي يقال له مأبور ويقال هابور بهاء بدل الميم وبغير راء في آخره الحديث وفيه فأقام الخصي على دينه الى ان اسلم بعد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم (6/14)
<15> ماتع ذكر الواقدي انه مولى فاختة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وانه كان هو وهيت في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وانه قال لعائشة لما سمعها تطلب امرأة تخطبها لعبد الرحمن بن أبي بكر أخيها عليك بفلانة فانها تقبل بأربع وتدبر بثمان فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فنفاه الى الحمى فاستمر على ذلك الى خلافة عمر قلت وذكر بن إسحاق في المغازي عن محمد بن إبراهيم التيمي انه هو الذي قال في بنت غيلان تقبل بأربع وتدبر بثمان والمعروف ان الذي قال ذلك هو هيت وهو في صحيح البخاري عن بن جريج كما سيأتي في ترجمته وذكر بن وهب في جامعه عن الحارث بن عبد الرحمن عن بن أبي ذئب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ان مخنثين كانا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لأحدهما هيت وللآخر ماتع فهلك ماتع وبقي هيت بعد قال بن وهب وحدثني من سمع أبا معشر يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر به فضرب فذكر الحديث وسيأتي في ترجمة هيت مارب روى حديث الدعاء للمحلقين فيما جزم به الترمذي في جامعه وقد تقدمت الإشارة اليه في قارب في حرف القاف وان بن عيينة كان يقوله بالميم أو القاف لأنه وجده في كتابه بالميم وفي حفظه بالقاف قال والناس يقولونه بالقاف فكان يحدث به على الشك مازن بن خيثمة السكوني الكندي قال بن عساكر في ترجمة حفيده عمرو بن قيس له صحبة وذكر بن أبي حاتم في ترجمة عمرو بن قيس انه روى عن جده مازن انه وفد الحديث وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق صفوان بن عمرو عن عمرو بن قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة ان جده مازن بن خيثمة وهبيل بن كعب أحد بني مازن بعثهما معاذ بن جبل وافدين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم نزول السكاسك والسكون فقاتل حتى أسلموا فآخى بين السكاسك والسكون كذا قرأته بخط الخطيب في المؤتلف بكسر الزاي وتشديد الميم وآخره نون وأخرجه بن السكن في ترجمة هبيل بن كعب فقال أحد بني زميل وقال لم أجد لمازن وهبيل ذكرا إلا في هذه الحديث ذكره بالميم بعدها لام وأخرجه بن قانع من هذا الوجه لكنه صحف هبيل فقال حبيل بالحاء المهملة بدل الهاء كما سيأتي مازن بن الغضوبة بن عراب بن بشر بن خطامه بن سعد بن ثعلبة بن نصر بن سعد بن أسودان نبهان بن عمرو بن الغوث بن طي الطائي ثم النبهاني ثم الخطامي أمه زينب بنت عبد الله ذكره بن السكن وغيره في الصحابة وقال بن حبان يقال ان له صحبة واخرج الطبراني والفاكهي في كتاب مكة (6/15)
<16> والبيهقي في الدلائل وابن السكن وابن قانع كلهم من طريق هشام بن الكلبي عن أبيه قال حدثني عبد الله العماني قال قال مازن بن الغضوبة فذكر حديثا طويلا فيه فكسرت الأصنام وقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فاذهب الله عنه كل ما يجد قال وحججت حججا وحفظت شطر القرآن وحصنت أربع حرائر ووهب لي حبان بن مازن وفيه انه انشد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك رسول الله خبت مطيتي تجوب الفيافي من عمان الى العرج لتشفع لي يا خير من وطيء الحصا فيغفر لي ذنبي وارجع بالفلج وذكره الرشاطي في الخطامي في الخاء المعجمة وله حديث آخر أخرجه بن السكن ومحمد بن خلف المعروف بوكيع في نوادر الاخبار وابن منده وأبو نعيم من طريق الحسن بن كثير عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه سمعت مازن بن الغضوبة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليكم بالصدق فإنه يهدي الى الجنة قال بن منده غريب لا يعرف الا بهذا الإسناد ماشي بمعجمة ذكر أبو بكر بن دريد انه أحد جن نصيبين الذين سمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم ببطن نخلة ماعز بن مالك الأسلمي قال بن حبان له صحبة وهو الذي رجم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثبت ذكره في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد وغيرهما وجاء ذكره في حديث أبي بكر الصديق وأبي ذر وجابر بن سمرة وبريدة بن الحصيب وابن العباس ونعيم بن هزال وأبي سعيد الخدري ونصر الأسلمي وأبي برزة سماه بعضهم وابهمه بعضهم وفي بعض طرقه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد تاب توبة لو تابها طائفة من أمتي لاجزأت عنهم وفي صحيح أبي عوانة وابن حبان وغيرهما من طريق أبي الزبير عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رجم ماعز بن مالك قال لقد رأيته يتحضحض في انهار الجنة ويقال ان اسمه عريب وماعز لقب وسيأتي ذلك في ترجمة أبي الفيل في الكنى وفي حديث بريدة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال استغفروا لماعز ماعز بن مجالد بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء البكائي ذكر بن الكلبي في النسب انه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون قلت ولفظ بن الكلبي في الجمهرة صحب النبي صلى الله عليه وسلم ومضى له ذكر في بشر بن معاوية بن ثور (6/16)
<17> ماعز غير منسوب قال أبو عمر لا أقف على نسبه وله حديث في مسند احمد وغيره ونسبه بن منده فقال التميمي سكن البصرة واخرج احمد والبخاري في التاريخ من طريق أبي مسعود الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن ماعز ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الأعمال أفضل قال الإيمان بالله وحده ثم الجهاد ثم حجة مبرورة يفضل الأعمال كما بين مطلع الشمس ومغربها رواه ثقات أورده البخاري من وجه آخر والبغوي من وجهين عن الجريري عن حبان بن عمير عن ماعز ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل فذكر نحوه فكأن للجريري فيه شيخين ماعز آخر أفرده البخاري والبغوي عن الذي قبله وترجم له ماعز والد عبد الله وجوز بن منده ان يكونا واحدا وأورده من طريق الهنيد بن القاسم عن الجعيد بن عبد الرحمن ان عبد الله بن ماعز حدثه ان ماعزا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فكتب له كتابا ان ماعزا اسلم آخر قومه وانه لا تجني عليه الا يده انتهى وقيل عن عبد الله بن ماعزا عن أبيه وقد تقدم بيانه في ترجمة عبد الله بن ماعز ذكر من اسمه مالك مالك بن احمر سكن الشام قاله البغوي وقال بن شاهين مالك بن احمر الجذامي العوفي واخرج من طريق يزيد بن عبد ربه عن الوليد بن مسلم حدثني سعيد بن منصور بن محرز بن مالك بن احمر الجذامي عن أبيه مالك بن احمر العوفي انه لما بلغهم مقدم النبي صلى الله عليه وسلم تبوك وفد اليه مالك بن احمر فأسلم وسأله ان يكتب له كتابا يدعوه الى الإسلام فكتب له في رقعة من أدم قال الوليد فسألت سعيد بن منصور ان يقرئني الكتاب فذكر كبره وضعف بصره وقال ألق أيوب بن محرز فسل عنه فلقيه فاخرج له رقعة من آدم عرضها أربعة أصابع وطولها قدر شبر وقد انماح ما فيه فقرأ على أيوب بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد بن عبد الله رسول الله الى بن احمر ومن اتبعه من المسلمين أمان لهم ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وادوا الخمس من المغنم وخالفوا المشركين وكذا أخرجه البغوي من طريق هارون بن عمر المخزومي الدمشقي عن الوليد وقال لا اعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق صفوان بن صالح عن الوليد وساقه كله مدرجا غير مفصل كما فصله يزيد بن عبد ربه مالك بن أخامر بالمعجمة اليمامي ويقال بن اخيمر بالتصغير ويقال بالمهملة مع التصغير ذكره البخاري والبغوي وابن شاهين من طريق موسى بن يعقوب الربعي عن أبي رزين الباهلي عن مالك بن أخامر وفي رواية البغوي وابن شاهين بن احيمر لكن بالمهملة عند البغوي وبالمعجمة عند بن شاهين انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لا يقبل من الصقور يوم القيامة صرفا ولا عدلا فقلنا (6/17)
<18> يا رسول الله وما الصقور قال الذي يدخل على أهله الرجال ورجع بن حبان ان أباه اخيمر ومن قال فيه أخامر فقد وهم مالك بن أمية بن عمرو السلمي من حلفاء بني أسد بن خزيمة شهد بدرا واستشهد باليمامة ذكره أبو عمر مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي له ولأبيه صحبة اخرج حديثه أبو نعيم من تاريخ أبي العباس السراج من طريق عبد الله بن يسار حدثنا ياسر بن عبد الله بن مالك بن أوس الأسلمي عن أبيه قال لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مروا بإبل لنا بالجحفة فقال لمن هذه الإبل قيل لرجل من اسلم فالتفت الى أبي بكر فقال سلمت ان شاء الله فأتاه أبي فحمله على جمل الحديث وقد مضى في ترجمة أوس بن عبد الله نحو هذه من طريق صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي من أهل العرج أخبره ان أباه مالك بن أوس أخبره ان أباه اوسا مر به وهو في مغازي موسى بن عقبة عن بن شهاب ان النبي صلى الله عليه وسلم لما هبط العرج في الهجرة حمله رجل من اسلم يقال له مالك بن أوس على جمل يقال له بن اللقاح وبعث معه غلاما له يدعى مغيثا فسلك به وفي أخبار المدينة للزبير بن بكار عن محمد بن الحسن بن زبالة عن صخر بن مالك بن إياس بن كعب بن مالك بن أوس الأسلمي عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمدلجة تعهن وبنى بها مسجدا مالك بن أوس بن الحدثان بن عوف النصري بكنى أبا سعيد تقدم ذكر والده قال أبو عمر زعم احمد بن صالح المصري ان له صحبة قال بن رشدين عنه وقال سلمة بن وردان رأيت جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعده منهم وذكر الواقدي عن شيوخه ان مالك بن أوس هذا ركب الخيل في الجاهلية وكذا ذكر عن الواقدي وروى أنس بن عياض عن سلمة بن وردان عن مالك بن أوس بن الحدثان قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال وجبت وجبت الحديث قال بن رشدين سألت احمد بن صالح عن هذا الحديث فقال هو صحيح قال أبو عمر لا احفظ له خبرا في صحبته أكثر مما ذكرت واما روايته عن عمر فأشهر من ان تذكر وروى عن العشرة المهاجرين وعن العباس روى عنه محمد بن جبير والزهري ومحمد بن المنكدر وجماعة منهم عكرمة بن خالد وأبو الزبير ومحمد بن عمرو بن حلحلة وتوفي سنة اثنتين وتسعين وقيل وخمسين وهو بن أربع وتسعين انتهى وقال البغوي أخبرني بن أبي خيثمة عن مصعب أو غيره قال ركب مالك بن أوس الخيل في الجاهلية وذكره بن البرقي في باب من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت له عنه رواية وذكره بن سعد في طبقة من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه ولم يحفظ عنه شيئا وذكره أيضا في الطبقة الأولى من التابعين وقال كان قديما ولكنه تأخر إسلامه ولم يبلغنا ان له رؤية ولا رواية وقال البخاري وأبو حاتم الرازي وابن حبان لا تصح له صحبة وقال البخاري أيضا قال بعضهم له صحبة وقال في التاريخ الصغير حدثني عبد الرحمن بن شيبة حدثني يونس بن يحيى بن غنام عن سلمة بن وردان رأيت مالك بن أوس وكانت له صحبة وقال بن حبان من زعم ان له صحبة فقد وهم وقال البغوي يقال انه رأى (6/18)
<19> النبي صلى الله عليه وسلم قال وأخبرني رجل من أصحاب الحديث حافظه انه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يحيى بن معين ليست له صحبة واخرج البغوي بسند حسن عن مالك بن أوس قال كنت عريفا في زمن عمر بن الخطاب وفي الصحيحين من طريق الزهري أخبرني مالك بن أوس ان عمر امره ان يقسم مالا بين قومه في قصة طويلة فيها ذكر العباس وعلي وقال بن منده ذكره بن خزيمة في الصحابة ولا يثبت ثم اخرج من طريقه عن حسين بن عيسى عن أبي ضمرة عن سلمة بن وردان عن مالك بن أوس انه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم قال بن منده هذا وهم والصواب عن أنس بن مالك وهذا الذي أشار اليه أخرجه أبو يعلى من طريق بن أبي فديك عن سلمة عن أنس وأوله من أصبح منكم صائما وآخره قال وجبت وجبت وقد اخرج إسماعيل القاضي في كتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من طريق سلمة بن وردان قال قال أنس بن مالك ومالك بن أوس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يتبرز فلم يجد أحدا يتبعه فأتبعه عمر الحديث في فضل الصلاة قال أبو احمد الحاكم سمع أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وغيرهم وكان عريف قومه في زمن عمر قال الذهلي قال يحيى بن بكير مات سنة إحدى وتسعين وقال يحيى بن حمزة مات سنة اثنتين وتسعين قلت وهو قول الجمهور مالك بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري ذكره البغوي عن بن سهل وقال شهد أحدا والخندق وما بعدهما واستشهد وهو وأخوه عمير باليمامة مالك بن إياس الأنصاري النجاري ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد واستدركه بن هشام على بن إسحاق مالك بن ايفع بن كرب الهمداني الناعطي يأتي ذكره في مالك بن نمط مالك بن بحينة قال بن عبد البر لعبد الله ولأبيه صحبة وبحينة أم مالك ومنهم من يقول انها أم ولده عبد الله قال وتوفي بن بحينة أيام معاوية انتهى ولم يصرح بالمراد ولكن إيراده إياه في ترجمة مالك قد يشعر بان مراده مالك لكنه صرح في ترجمة عبد الله بأنه مراده وهو الصواب فقد أرخه الجمهور في عمل مروان على المدينة وكان ذلك في خلافة معاوية بلا ريب وقيده بعضهم بسنة ست وخمسين ولا اعرف لمالك شيئا يتمسك به في انه صحابي الا حديثين اختلف بعض الرواة فيهما هل هما لعبد الله أو لمالك ولا ترجم البخاري ولا بن أبي حاتم ولا من تبعهما لمالك في الصحابة حتى ان بن حاتم رتب آباء من اسمه مالك على الحروف فلما ترجم حرف الباء الموحدة بيض ولم يذكر أحدا وأول من ترجم لماك بن بحينة بن شاهين فقال مالك بن بحينة ولم يزد على ذلك ولم يورد له شيئا فتبعه بن عبد البر كعادته وزاد عليه ما رأيت وها انا اذكر شبهة من ذكره في الصحابة قال بن منده مالك بن بحينة روى حديثه سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم عن مالك بن بحينة والصواب عبد الله بن مالك بن بحينة واخرج البخاري من طريق بهز بن أسد عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم عن مالك بن بجينة ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي (6/19)
<20> ركعتين وقد أقيمت الصلاة فقال اتصلي الصبح أربعا وقال بعده تابعه غندر ومعاذ عن شعبة وقال بن إسحاق عن سعد بن إبراهيم عن حفص عن عبد الله وقال حماد عن سعد عن حفص عن مالك وأخرجه مسلم عن القعنبي عن إبراهيم بن سعد عن أبيه ومن طريق أبي عوانة عن سعد كلاهما عن حفص عن بن بحينة وقال بعده قال القعنبي عبد الله بن مالك بن بحينة عن أبيه وقوله عن أبيه خطأ بحينة هي أم عبد الله قال أبو مسعود حذف مسلم في روايته عن القعنبي قوله عن أبيه أولا ثم نبه عليها ليبين خطأها وأهل العراق شعبة وحماد بن سلمة وأبو عوانة وغيرهم يقولون عن سعد عن حفص عن مالك بن بحينة وأهل الحجاز يقولون عبد الله بن مالك بن بحينة وهو الأصح قلت ورواية حماد بن سلمة في هذا وقعت لنا بعلو في المعرفة لابن منده واختلافهم موضعين أحدهما هل بحينة والدة مالك أو والدة عبد الله وهذا لا يستلزم اثبات صحبة مالك ولا نفيها والثاني هل الحديث عند حفص عن مالك بن بحينة بلا واسطة أو عن عبد الله بن مالك عن أبيه أو عن عبد الله بغير واسطة سواء نسب الى أبيه أو الى أمه أقوال أصحها الثالث وبه جزم البخاري وقال النسائي بعد ان اخرج الحديث من طريق وهب بن جرير عن شعبة وفيه عن مالك بن بحينة هذا خطأ والصواب عن عبد الله بن مالك بن بحينة وقال أبو مسعود أيضا خطأ والقعنبي حيث قال في روايته عن عبد الله بن مالك بن بحينة عن أبيه قلت لكن وقع عند بن منده ان يونس بن محمد المؤدب وافق القعنبي وكذا أخرجه أبو نعيم في المعرفة من طريق محمد بن خالد الواسطي كلاهما عن إبراهيم بن سعد ثم قال بن منده والمشهور عن عبد الله بن مالك بن بحينة انتهى وأخرجه بن ماجة عن أبي مروان العماني عن إبراهيم بن سعد فلم يقل فيه عن أبيه ووقع الاختلاف في حديث آخر هل هو عبد الله أو عن مالك ففي الصحيحين من طرق عن الأعرج عن عبد الله بن بحينة حديث السهو عن التشهد الأول منها رواية الزهري وجعفر بن ربيعة عنه وهي عند أصحاب السنن الثلاثة أيضا ومنها رواية يحيى بن سعيد الأنصاري عن الأعرج أيضا من طريق مالك عند البخاري ومن طريق حماد بن زيد وابن المبارك في آخرين كلهم عنه وعند النسائي من طريق عبد ربه بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن مالك بن بحينة قلت وكذلك اخرج الدارمي من طريق حماد بن سلمة وأبو نعيم في المعرفة من طريق حماد بن زيد كلاهما عن يحيى بن سعيد عن الأعرج عن مالك بن بحينة السكن قال النسائي هذا خطأ والصواب عن عبد الله بن مالك بحينة والله اعلم مالك بن برهة بن نهشل المجاشعي يأتي ذكره في مالك بن عمرو بن مالك بن برهة مالك بن التيهان الأنصاري أبو الهيثم مشهور بكنيته وقع مسمى في كتاب الزهد لمحمد بن فضيل وفي تفسير الهاكم التكاثر من تفسير بن مردويه وفي كتاب بن السكن وغير واحد ممن صنف في الصحابة وكذا جزم بن الكلبي وغير واحد ان اسمه مالك وفي تسمية من شهد بدرا من مغازي موسى بن عقبة وأبو الهيثم مالك بن التيهان ومضى نظيره في ترجمة أخيه عبيد بن التيهان ونقل في اسمه غير ذلك وسيأتي في الكنى مالك بن ثابت الأنصاري الأوسي من بني النبيت قال الواقدي قتل يوم بئر معونة (6/20)
<21> مالك بن ثعلبة الأنصاري قال أبو موسى وجدت على ظهر جزء من أمالي بن منده بسنده الى مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن جابر قال كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شاب يقال له مالك بن ثعلبة الأنصاري ولم يكن بالمدينة شاب أعنى منه فمر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلو هذه الآية والذين يكنزون الذهب والفضة الى قوله تعالى فذوقوا ما كنتم تكنزون فغشي على الشاب فلما أفاق قال والذي بعثك بالحق ليمسين مالك ولا يملك درهما ولا دينارا قال فتصدق بماله كله وهذا فيه ضعف وانقطاع مالك بن جبير بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن اسلم الأسلمي هو وعمه الحارث بن حبال ذكرهما الطبري ونقله بن الأثير عن بن الكلبي وهو في الجمهرة واستدركه بن فتحون مالك بن جبير بن عتيك الأنصاري من بني معاوية بن مالك بن عوف شهد بدرا قاله أبو عبيد واستدركه بن فتحون مالك بن جبير الطائي من بني معن بن عتود له وفادة ذكره الرشاطي عن بن الكلبي ولم يذكره أبو عمرو ولا بن فتحون مالك بن الجلاح مالك بن حارثة أبو أسماء بن حارثة الأسلمي ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه هند وذكر انهم سبعة شهدوا بيعة الرضوان وكذا ذكرهم أيضا البغوي والطبري وابن السكن وزاد الطبري قيل انهم كانوا ثمانية وهو أسماء وحمران وخراش وذؤيب وسلمة وفضالة ومالك وهند مالك بن الحارث القشيري العامري يأتي في مالك بن عمرو مالك بن الحارث الذهلي تقدم في خمخام ويقال هو مالك بن حملة مالك بن الحارث ذكره أبو موسى في الذيل وساق من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن مالك بن الحارث قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقمنا معه نحو عشرين ليلة وهذا حديث مالك بن الحويرث الليثي وقد اخرجوا حديثه من طريق حماد بن زيد عن أيوب فكأن الحويرث كان اسمه الحارث فلقب الحويرث بالتصغير فاشتهر بها وقد ذكر بن السكن انه اختلف في اسم أبيه كما سأذكره في مالك بن الحويرث وكذا ترجم البخاري في التاريخ مالك بن الحويرث وساق في ترجمته حديثا من رواية الحسين بن عبد الله بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده مالك بن حبيب قيل هو اسم أبي محجن الثقفي يأتي في الكنى مالك بن الحسحاس يأتي في بن الخشحاش بالمعجمات مالك بن حسل استدركه أبو علي الجياني وابن فتحون وابن الأثير على الاستيعاب وقال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في ناس من الصحابة في قصة الهجرة روى عنه عبد الله الأشعري ورأيت في نسخة قديمة من تاريخ البخاري رواية الحسين بن محمد بن الحسين البراز النيسابوري (6/21)
<22> عنه ما ذكر هنا بلا زيادة مالك بن حمرة بضم المهملة وبراء بن ايفع بن كرب الهمداني ذكره بن عبد البر وقال اسلم هو وعماه عمرو ومالك مالك بن حملة بن أبي الأسود بن حمدان بن الحارث بن سدوس بن سفيان بن ذهل بن ثعلبة الذهلي ذكره الشيرازي في الألقاب وقال لقبه خمخام قلت وقد تقدم في الخاء المعجمة مالك بن الحويرث بن أشيم بن زبالة بن خشيش بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث الليثي قال البغوي ويقال له بن الحويرثة وهو ليثي سكن البصرة وله أحاديث وقال بن السكن مالك بن الحارث وساق نسبه ثم قال ويقال مالك بن الحويرث وقال شعبة مالك بن حويرثة يكنى أبا سليمان سكن البصرة وحديثه في الصحيحين والسنن من طريق أيوب عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شيبة متقاربون فاقمنا عنده عشرين ليلة فذكر الحديث والحديث فيه وصلوا كما رأيتموني أصلي وفي الصحيحين أيضا عن أبي قلابة قال جاءنا مالك بن الحويرث فقال اني لاصلي بكم وما أريد الصلاة ولكني أريد ان اريكم كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البخاري والسنن الثلاثة من طريق أبي قلابة أيضا عن مالك بن الحويرث انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا وروى عنه أيضا نصر بن عاصم وابنه الحسن بن مالك مات بالبصرة سنة أربع وسبعين وقد وقع في الاستيعاب وتسعين بتقديم المثناة على السين والأول هو الصحيح وبه جزم بن السكن وغيره مالك بن حيدة القشيري أخو معاوية جد بهز بن حكيم أخرجه احمد من طريق أبي قزعة عن حكيم بن معاوية عن أبيه ان اخاه مالكا قال يا معاوية ان محمدا أخذ جيراني فانطلق بنا اليه فإنه عرفك ولم يعرفني وكلمك فانطلقت معه فقال ادع لي جيراني فانهم كانوا قد أسلموا فاعرض عنه ثم اطلق له جيرانه وفي الحديث قصته وأخرجه الطبراني من هذا الوجه وفي روايته فقال مالك بن حيدة يا رسول الله اني أسلمت واسلم جيراني فخل عنهم فخلى عنهم مالك بن الخشخاش العنبري تقدم في عبيد بن الحسحاس مالك بن خلف بن عمرو بن دارم بن عمر واثلة بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن اسلم بن أفضى أخو النعمان قال بن الكلبي كانا طليعين يوم أحد فاستشهد فيها ودفنا في قبر واحد وذكره الواقدي وتبعه محمد بن سعد والبغوي والمستغفري مالك بن أبي خولى بن عمرو بن جندب بن الحارث الجعفي حليف بني عدي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وقال مات في خلافة عثمان وسماه موسى بن عقبة هلالا وقال بن إسحاق بل هلال اخوه ووافقه الهثيم بن عدي على ذلك مالك بن خلف بن عوف بن دارم بن اسلم يأتي في أخيه النعمان مالك بن جبير الطائي ثم المغني وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع زيد الخيل (6/22)
<23> وقد تقدم ذكره في ترجمة منصور بن الأسود وذكره الرشاطي عن بن الكلبي وزعم ان بن فتحون اهمله وسيأتي في مالك بن عبد الله بن جبير ان بن فتحون ذكره مالك بن الدخشم بضم المهملة والمعجمة بينهما خاء معجمة ويقال بالنون بدل الميم ويقال كذلك بالتصغير من بني عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي مختلف في نسبته وشهد بدرا عند الجميع وهو الذي أسر سهيل بن عمرو يومئذ وروى بن مند ذلك من طريق الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس ثم أرسله النبي صلى الله عليه وسلم مع معن بن عدي فأحرقا مسجد الضرار وأنشد المرزباني له في أسر سهيل وسبقه الى ذلك الزبير بن بكار أسرت سهيلا ولن ابتغي اسيرا به من جميع الأمم وخندف تعلم ان الفتى سهيلا فتاها إذا تظلم وفي الصحيح عن عتبان بن مالك في حديثه الطويل في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في بيته فذكروا مالك بن الدخشم فقال بعضهم ذاك منافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم أليس يشهد ان لا اله الا الله الحديث قال أبو عمر لا يصح عنه النفاق فقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه في ذلك قال أبو عمر هذا الذي أسر الرجل الى النبي صلى الله عليه وسلم في حقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أليس يشهد ان لا اله الا الله الحديث وفيه أولئك الذين نهاني الله عن قتلهم وهذه القصة غير التي وقعت في بيت عتبان بن مالك حين صلى النبي صلى الله عليه وسلم في بيته فقال قائل ممن حضر أين مالك بن الدخشم فقال بعضهم ذاك منافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقل ذاك الحديث مالك بن رافع الزرقي أخو رفاعة بن رافع ذكره في البدريين واخرج الطبراني من رواية بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع وكان رفاعة ومالك اخوين من أهل بدر قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فذكر قصة المسيء في صلاته وهذا سند صحيح وكلام بن الأثير يوهم ان الحديث من رواية مالك والحديث إنما هو لرفاعة وقد أخرجه الدارقطني من وجه آخر عن همام وصححه غير واحد مالك بن الربيع الأنصاري من بني جحجبي ذكره عمر بن شبة وقال استشهد باليمامة مالك بن ربيعة بن قيس بن عبد شمس الأسدي يأتي في مالك بن ربيعة مالك بن ربيعة بن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي أبو اسيد مشهور بكنيته وهي بصيغة التصغير حكى البغوي فيه خلافا في فتح الهمزة قال الدوري عن بن معين الضم اصوب شهد بدرا واحدا وما بعدها وكان معه راية بني ساعدة يوم الفتح روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه أولاده حميد والزبير والمنذر ومولاه علي بن عبيد ومولاه أبو سعيد ومن الصحابة أنس وسهل بن سعد ومن التابعين أيضا عباس بن سهل وعبد الملك بن سعيد بن سويد وأبو سلمة وآخرون قال الواقدي كان قصيرا أبيض الرأس (6/23)
<24> واللحية كثير الشعر وكان قد ذهب بصره ومات سنة ستين وهو بن ثمان وقيل خمس وسبعين وقيل ثمانين وهو آخر البدريين موتا وقيل مات سنة أربعين وقيل مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين قال أبو عمر هذا خلاف متباين جدا مالك بن ربيعة بن خالد التيمي من بني تيم مرة الرباب كان أحد امراء سعد بن أبي وقاص حين توجه الى العراق في أوائل خلافة عمر وأمره سعد أيضا على سرية قبل القادسية ذكره أبو جعفر الطبري وقد تقدم انهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح الا الصحابة مالك بن ربيعة بن وهب القرشي العامري من مسلمة الفتح وهو جد والد عبد الله بن قيس بن شريح بن مالك وعبد الله هذا هو الذي يقال له بن قيس الرقيات ولمالك ولد يقال له زيد حضر وقعة الحرة فكتب الي بن أخيه عبد الله بن قيس يخبره بمصاب بني أخيه فأجابه عبد لله بأبيات مشهورة ذكرها الزبير بن بكار مالك بن ربيعة أبو مريم السلولي مشهور بكنيته قال بن معين له صحبة وقال البخاري في التاريخ له صحبة حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أوس بن عبد الله السلولي عن عمه يزيد بن أبي مريم عن أبيه مالك بن ربيعة انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر للمحلقين قلت وأخرجه احمد وابن منده وفي آخر حديثه وكان رأسي يومئذ محلوقا فما يسرني بحلق رأسي يومئذ حمر النعم واخرج النسائي من طريق عطاء بن السائب عن يزيد بن أبي مريم عن أبيه قال كنا مع النبي صل الله عليه وآله وسلم في سفر فأسرى بنا ليلة الحديث في نومهم عن صلاة الصبح وأخرجه الطحاوي أيضا وسنده حسن أيضا واخرج بن منده ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا له ان يبارك له في ولده فولد له ثمانون رجلا وذكره بن حبان في الصحابة ثم غفل فذكره في التابعين وقال يحيى بن معين شهد الشجرة مع النبي صلى الله عليه وسلم نقله عنه بن منده وهو مأخوذ من الحديث المذكور في الدعاء للمحلقين فأنه كان في عمرة الحديبية وهناك كانت بيعة الشجرة مالك بن زاهر وقيل بن أزهر قال بن حبان له صحبة وقال البخاري أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن يونس كان بمصر وقد ذكروه في كتبهم وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم اخرج من طريق عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن سعيد بن عثمان انه رأى مالك بن زاهر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينقى باطن قدمه إذا توضأ وقال بن السكن ليس له حديث مسند وانما روي فعله ثم أخرجه من طريق بن لهيعة عن بكر بن سوادة مثله وكذا ذكره محمد بن الربيع في صحابة مضر عن بن لهيعة معلقا وقال بن الأثير مالك بن ازهر وقيل بن أبي ازهر وقيل بن زاهر قال وقال أبو عمر مالك بن زاهر بتقديم الزاي على الألف لا غير ولأول أكثر قلت وتبع في ذلك أبا علي الجياني فإنه تعقب على أبي عمر قوله هو بن ازهر بل الصواب ما جزم به أبو عمر فإنه الذي جزم به بن يونس وهو اعلم الناس بالمصريين وكذلك بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر وكذلك الحافظ أبو علي بن السكن والذي تردد فيه هو بن منده فقال (6/24)
<25> بن ازهر وقيل بن أبي زاهر وتبعه بن نعيم واقتصر عليه أبو عمر مالك بن زرارة بن النباش يقال هو اسم أبي هانئ وسيأتي في الكنى مالك بن زمعة بن قيس بن عبد شمس العامري أخو سودة أم المؤمنين كان من مهاجرة الحبشة الثانية ومعه امرأته عميرة بنت السعدي بن وقدان واقام حتى قدم مع جعفر بن أبي طالب ذكره أبو عمر هكذا ولم يزد الزبير بن بكار على قوله ومالك بن زمعة هاجر إلى أرض الحبشة وذكره بن فتحون في أوهام الاستيعاب فقال ذكر بن إسحاق وموسى بن عقبة انه مالك بن ربيعة وكذا قاله المصنف في كتابه الدرر قلت سلفه في الاستيعاب اعلم الناس بنسب قريش وهو الزبير بن بكار فإنه ذكر في نسب بني عامر بن لؤي ما نصه وسودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود كانت عند السكران بن عمرو فهلك عنها مهاجرا بأرض الحبشة فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان قال ومالك بن زمعة هاجر الى أرض الحبشة وقال بعده وولد وقدان بن عبد شمس عبدا الى آخره فهذا يرجح انه بن زمعة مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة الأنصاري الخدري والد أبي سعيد مضى ذكر نسبه في ترجمة ابنه أبي سعيد سعد بن مالك شهد أحدا واستشهد بها وروى بن أبي عاصم والبغوي من طريق موسى بن محمد بن علي الأنصاري حدثتني أمي أم سعد بنت مسعود بن حمزة بن أبي سعيد انها سمعت أم عبد الرحمن بنت أبي سعيد تحدث عن أبيها قال أصيب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبله مالك بن سنان فمص الدم عن وجهه ثم ازدرده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ينظر الى من خالط دمه دمى فلينظر الى مالك بن سنان وأخرجه بن السكن من وجه آخر من رواية مصعب بن الأسقع عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي سعيد بنحوه واخرج سعيد بن منصور عن بن وهب عن عمرو بن الحارث عن عمرو بن السائب انه بلغه ان مالكا والد أبي سعيد فذكر نحوه مالك بن سنان السكسكي يأتي في بن يسار مالك بن سويد الثقفي تقدم في الشريد في الشين المعجمة مالك بن شجاع بن الحارث السدوسي تقدم ذكره في ترجمة والده شجاع في الشين المعجمة مالك بن صعصعة بن وهب بن عدي بن مالك بن غنم بن عدي بن عامر بن عدي بن النجار الأنصاري نسبه بن سعد وقيل انه من بني مازن بن النجار وجزم بذلك البغوي فقال انه من بني مازن بن النجار رهط سفيان حدث أنس بن مالك عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بقصة الإسراء وهو في الصحيحين من طريق قتادة عن أنس قال البغوي سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين واخرج حديثه في الإسراء من طريق سعيد بن قتادة ان أنس بن مالك حدثهم عن مالك بن صعصعة وكان من قومه فساق الحديث بطوله وذكر الخطيب في المبهمات انه الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم أكل تمر خيبر هكذا (6/25)
<26> مالك بن عامر بن هانئ بن خفاف الأشعري كان معمرا وله وفادة وله في ذلك قصيدة طويلة يشرح أحواله يقول فيها أتيت النبي فبايعته على نأيه غير مستنكر له فدعا لي بطول البقا وبالبضع بالطيب الأكبر ويقول فيها وعمرت حتى مللت الحياة ومات لداتي من الاشعر اتت لي سنون فافنيتها فصرت احكم للمعمر لبست شبابي فأنضيته وصرت الى غاية المكبر وأصبحت في امة واحدا أجول كالجمل الأصدر وذكر فيها ما حضره في الجاهلية ثم فتوح الإسلام كالقادسية وصفين مع على وقال في آخرها كأن الفتى لم يعش ليلة إذا صار رمسا على صوأر وطول بقاء الفتى فتنة فاطول لعمرك أو اقصر ويقال انه أول من عبر دجلة يوم المدائن وله في ذلك قصيدة رجز وكان ابنه سعد من اشراف أهل العراق ذكره المرزباني في معجم الشعراء مالك بن عبادة وقيل بن عبد الله أبو موسى الغافقي مشهور بكنيته يأتي في الكنى وله ذكر في ترجمة مالك بن عبد الله المعافري مالك بن عبادة الهمداني ذكره بن عبد البر وقال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد همدان وسيأتي مالك بن عبدة الهمداني فيحتمل ان يكونا واحدا مالك بن عبد الله بن خيبري بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن عتود الطائي ثم المغني قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وله ولدان شاعران وهما مروان وإياس وهو عم الطرماح الشاعر وهو بن عدي بن عبد الله بن خيبري وقال الطبري له وفادة ووقع عند الرشاطي مالك بن خيبري فذكر ترجمته وقال لم يذكره بن عبد البر ولا بن فتحون ووهم في ذلك فان بن فتحون ذكره وانما وهم الرشاطي لكونه نسبه الى جده ولم يمعن النظر في ذيل بن فتحون حتى يرى مالك بن خيبري فيعرف انه ذكره وانما نسبه الى جده مالك بن عبد الله الأوسي روى حديث إذا زنت الأمة وقد تقدم الكلام عليه في عبد الله بن مالك وفي شبل بن خليد مالك بن عبد الله الخزاعي ويقال الخثعمي قال البغوي خزاعي سكن الكوفة وقال البخاري له صحبة واخرج هو وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم والبغوي من طريق منصور بن حبان عن سليمان بن بشر الخزاعي عن خاله مالك بن عبد الله قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما صليت خلف امام أخف صلاة في المكتوبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم (6/26)
<27> مالك بن عبد الله بن عوف النصري بالنون في مالك بن عوف مالك بن عبد الله بن سنان بن سرح بن وهب بن الاقيصر بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك الخثعمي كان يعرف بمالك السرايا قال البخاري وابن حبان له صحبة وقال البغوي يقال له صحبة وقال العجلي تابعي ثقة وقال أبو عمر منهم من يجعل حديثه مرسلا وذكره خليفة في الصحابة فقال روى انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث الذي أخرجه احمد من طريق محمد بن عبد الله الشعيثي عن أبيه عن ليث بن المتوكل عن مالك بن عبد الله الخثعمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار قال بن منده وروى عن وكيع عن الشعبي به وزاد وكانت له صحبة وأخرجه احمد أيضا والطبراني من طريق أبي المصبح عن خالد بن عبد الله الخثعمي وفي سياقه قصة فقال بينا نحن نسير في درب إذ نادى مالك بن عبد الله الخثعمي رجلا يقود فرسه في عراض الخيل يا أبا عبد الله الا تركب قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وأخرجه البغوي من هذا الوجه وزاد فنزل مالك ونزل الناس فمشوا فما رأينا يوما أكثر ماشيا منه وسمى أبو داود الطيالسي في مسنده وعبد الله بن المبارك في كتاب الجهاد الرجل المذكور جابر بن عبد الله وهذا هو الصواب فان الحديث لجابر بن عبد الله وسمعه مالك منه ومن ترجمة مالك ما ذكر في المغازي لمحمد بن عائذ عن الوليد بن مسلم حدثني بن جابر ان مالك بن عبد الله كان يلي الصوائف حتى عرفته الروم وقال عطية بن قيس ولى مالك الصوائف زمن معاوية ثم يزيد ثم عبد الملك ولما مات كسروا على قبره أربعين لواء وكذا ذكره بن الكلبي وعن علي بن أبي جميلة قال ما ضرب ناقوس قط بليل الا ومالك قد جمع عليه ثيابه يصلي في مسجد بيته وفضائله كثيرة مالك بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي تقدم ذكر والده وانه كان اسمه عبد الحجر فغيره النبي صلى الله عليه وسلم واما ابنه فذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب النواشر انه كان في الجاهلية منازع عمرو بن معد يكرب وذكر أيضا ان بسر بن أبي أرطاة قتله لما بعثه معاوية الى اليمن ليتسمع شيعة على وقتل ابني عبيد الله بن العباس وغيرهم والقصة مشهورة وهرب عبد الرحمن بن مالك هذا من بسر الى البصرة فأقام بها وتزوج فاطمة بنت أبي صفرة أخت المهلب في قصة طويلة ومجموع ما ذكره يقتضى ان يكون مالك المذكور من أهل هذا القسم مالك بن عبد الله الأزدي ذكر الذهبي في التجريد ان له في مسند بقى بن مخلد حديثين مالك بن عبد الله أبو موسى الغافقي يأتي في مالك بن عبادة مالك بن عبد الله المعافري اليزدادي قال بن يونس ذكر فيمن شهد فتح مصر وله رواية عن أبي ذر روى عنه أبو قبيل وقال أبو عمر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تكثر همك ما قدر يكن قلت وهذا الحديث أخرجه بن أبي خيثمة وابن أبي عاصم في الوحدان والبغوي كلهم من طريق أبي مطيع معاوية بن يحيى عن سعيد بن أبي أيوب عن عياش بن عباس الغساني عن جعفر بن (6/27)
<28> عبد الله بن الحكم عن مالك بن عبد الله المعافري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي مسعود فذكره هذا سياق الحسن بن سفيان وسقط جعفر من رواية الآخرين ولفظه عندهما مر النبي صلى الله عليه وسلم يعني عليه فقال لا تكثر همك ما يقدر يكن وما ترزق يأتك وقال البغوي لم يروه غير أبي مطيع وهو متروك الحديث وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق أخرى عن الغساني فقال عن مالك بن عبادة الغافقي مالك بن عبدة الهمداني قال بن منده له ذكر في الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم الى زرعة بن سيف بن ذي يزن يوصيه بمعاذ ومالك بن عبدة وغيرهما وسيأتي سياق ذلك في مالك بن مرارة ويقال هو الذي قبله يعنى مالك بن عبادة مالك بن عتاهية بن حرب بن سعد بن معاوية بن حفص بن أسامة بن سعد بن اشرس الكندي قال البغوي سكن مصر وقال بن يونس شهد فتح مصر وجاء عنه حديثان أحدهما عند احمد من رواية بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن حسان عن مخيس بن ظبيان عن رجل من جذام عن مالك بن عتاهية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيتم عاشرا فاقتلوه أخرجه احمد عن موسى بن داود عنه والبغوي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري وغيره عن موسى وقال في آخره يعنى عشار المشركين وأخرجه بن منده من طريق مكي بن إبراهيم عن بن لهيعة فقدم مخيس في السند على عبد الرحمن وكذا أورده بن أبي خيثمة عن محمد بن معاوية عن بن لهيعة وأخرجه بن شاهين من طريق بن أبي خيثمة ومن طريق أخرى عن بن لهيعة كذلك وقال احمد في رواية بن أبي مريم عن بن لهيعة يعني بذلك الصدقة يأخذها على غير حقها واخرج يعقوب بن سفيان الحديث الأول عن بن أبي مريم عن بن لهيعة ثم اخرج عن يحيى بن بكير انه قال يقولون مالك بن عتاهية سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ريح لم يسمع منه شيئا ثانيهما أخرجه أبو نعيم من طريق بن لهيعة أيضا عن يزيد عن مخيس عن مالك بن عتاهية رفعه ان الأرض تستغفر للمصلى في السراويل ولم يذكر في السند عبد الرحمن ولا الرجل من جذام وذكره بن عبد الحكم في الصحابة الذين دخلوا مصر مالك بن عمارة بن حزم الأنصاري تقدم نسبه في ترجمة عمارة ومالك هو أخو زيد بن ثابت لأمه أمهما الثوار بنت مالك بن صرمة من بني النجار ذكر بن سعد ان عمارة استشهد باليمامة وخلف مالكا وليس له عقب مالك بن عمرو بن ثابت أبو حبه الأنصاري هكذا سماه أبو حاتم ونقل البغوي عن محمد بن علي الجوزجاني انه مالك بن عمرو بن كلدة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف وهو مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى مالك بن عمرو بن سميط أخو ثقف ومدلاج قال الواقدي أسلم مالك بن عمرو وشهد بدرا واحدا والمشاهد بعدها واستشهد باليمامة سنة اثنتي عشرة مالك بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول الأنصاري النجاري ذكر بن إسحاق انه مات (6/28)
<29> في اليوم الذي خرج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أحد فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم الجمعة مالك بن عمرو بن كلدة تقدم قريبا مالك بن عمرو بن مالك بن برهة بن نهشل التميمي ثم المجاشعي ذكره بن شاهين وفيه نظر فأخرج من طريق أبي الحسن المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان وغيره قالوا في ذكر وفد بني تميم ومن بني مجاشع مالك بن عمرو بن مالك بن برهة المجاشعي اتوا حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فصاحوا فقال ما هذا فقيل وفد بني العنبر فقال ليدخلوا وليسلموا فقالوا ننتظر سيدنا وردان بن مخرم وكان القوم قد تعجلوا وتأخر في رحالهم فجمعها فذكر القصة في مراجعة عيينة بن حصن الفزاري في أمرهم وفي طلبهم ان يرد عليهم سبيهم وكلام الأقرع بن حابس في الشفاعة فيهم وفي ذلك يقول الفرزدق وعند رسول الله قام بن حابس بخطة أسوار الى المجد حازم له اطلق الاسرى التي في قيودها مغللة اعناقها في الشكائم وفى القصة فقال مالك بن برهة يا رسول الله ألست أفضل قومي فقال إن كان لك عقل فلك فضل وان كان لك خلق فلك مروءة وان كان لك تقى فلك دين الحديث وأخرج أيضا من طريق المدائني عن أبى معشر عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة قال قال مالك بن برهة فذكر القصة الأخيرة بالحديث المرفوع مقتصرا عليها مالك بن عمرو الأسدي ذكره بن في مهاجرة الحبشه من بنى أسد بن خزيمة من بنى غنم بن دودان مالك بن عمرو بن حسان البلوى تقدم ذكره في سنبر في السين المهملة مالك بن عمرو التميمي له ذكر فيمن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم من وفد تميم ذكره بن عبد البر مختصرا ولعله المجاشعي المذكور قريبا مالك بن عمرو الثقفى ذكر وثيمه في كتاب الردة ان أبا بكر وجهه رسولا الى مسيلمة باليمامة فخطب عنده خطبة بليغة دعاه فيها الى الرجوع الى الحق فغضب منه وهم بقتله فهرب منه وأنشد له مرثية في حبيب بن زيد الأنصاري الذي قتله مسيلمة منها وقال له الكذاب تشهد انني رسول فنادي إنني لست اسمع وقد تقدم انه لم يبق عند حجة الوداع من قريش وثقيف أحد الا اسلم وشهدها فلذلك ذكرته في هذا القسم مالك بن عمرو الرواسي تقدم في عمرو بن مالك مالك بن عمرو السلمي ويقال العدواني حليف بني أسد وكانوا حلفاه بني عبد شمس ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا واستشهد باليمامة مالك بن عمرو القشيري ويقال العقيلي ويقال الكلابي ويقال ويقال الأنصاري وقيل فيه عمرو (6/29)
<30> بن مالك وقيل أبي بن مالك بن الحارث وقد ثبت في القسم الأول ان الراجح أبي بن مالك لكون ذلك من رواية قتادة وهو احفظ من رواية علي بن زيد بن جدعان فإنه اضطرب فيه في روايته عن زرارة بن أوفى عنه فاختلف عليه في اسمه ونسبه ونسبته والحديث واحد وهو في فضل من اعتق رقبة مؤمنة وفيمن ضم يتيما بين أبويه وقد جعله بعض من صنف عدة أسماء وساق في كل اسم حديثا منها وهو واحد وفرق البخاري بين مالك بن عمرو القشيري ومالك بن عمرو العقيلي وتعقبه أبو حاتم قال البغوي حدثنا جدي حدثنا أبو النضر حدثنا شعبة عن علي بن زيد عن زرارة بن أوفى عن رجل من قومه يقال له مالك أو أبو مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ضم يتيما بين مسلمين الى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ألبتة ومن أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار فأبعده الله وأيما رجل مسلم اعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار حدثنا أبو خيثمة حدثنا هشيم فذكره وقال مالك بن الحارث ثم أخرجه عن علي بن الجعد عن شعبة فقال عن قتادة عن زرارة عن أبي بن مالك فذكر حديث من أدرك والديه ومن طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن زرارة فقال عن مالك بن عمرو القشيري حديث من اعتق والله اعلم مالك بن عمرو من بني نصر ذكر بن إسحاق انه شهد في الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران هو وأبو سفيان وغيلان بن عمرو والاقرع بن حابس مالك بن عمرو العدوي حليف بني عدي بن كعب أورده البغوي وقال ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب والاموي عن بن إسحاق فيمن شهد بدرا مالك بن عمير الحنفي ذكره الحسن بن سفيان في مسنده في الوحدان والبغوي في معجمه وأخرجا من طريق الثوري عن إسماعيل بن سميع عن مالك بن عمير وكان قد أدرك الجاهلية قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني سمعت أبي يقول لك قولا قبيحا فقتلته فلم يشق عليه ذلك وجاء آخر فقال يا رسول الله اني سمعت أبي يقول لك قولا قبيحا فلم اقتله فلم يشق عليه لفظ الحسن وفي رواية البغوي فسكت عنه قال بن منده لا يعرف له رؤية ولا صحبة وقال أبو حاتم الرازي روى حديثا مرسلا كذا قال مالك بن عمير السلمي الشاعر ذكره البغوي وغيره في الصحابة واخرج هو والحسن بن سفيان والطبراني من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن واصل بن يزيد السلمي ثم الناصري حدثنا أبي وعمومتي عن جدي مالك بن عمير قال شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتح وحنينا والطائف فقلت يا رسول الله إني امرؤ شاعر فافتني في الشعر فقال لان يمتلئ ما بين لبتك الى عاتقك قيحا خير لك من ان تمتليء شعرا قلت يا رسول الله فامسح عني الخطيئة قال فمسح يده على رأسي ثم امرها على كبدي ثم على بطني حتى اني لأحتشم من مبلغ يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلقد كبر مالك حتى شاب رأسه ولحيته ثم لم يشب موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأسه ولحيته وفي رواية البغوي فان كان ولا بد لك منه فشبب بامرأتك وامدح راحلتك قال فما قلت بعد ذلك شعرا وأخرجه بن منده من (6/30)
<31> هذا الوجه مختصرا واخرج الطبراني في الأوسط من طريق سعيد بن عبيد القطان عن واصل بن يزيد به ولكن لم يقل عن جدي وانما قال عن مالك وقال لا يروي عن مالك الا بهذا الإسناد تفرد به سعيد كذا قال ورواية يعقوب ترد عليه وذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال له خبر مع النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه أشار الى هذا الحديث قال وهو القائل ومن ينتزع ما ليس من سوس نفسه فدعه ويغلبه على النفس خيمها مالك بن عميرة أبو صفوان وأبوه بفتح العين وحكى فيه البغوي عميرا مصغرا بلا هاء في آخره حديثه يشبه حديث سويد بن قيس فقيل انهما واحد اختلف في اسمه علي سماك بن حرب وقيل هما اثنان وقد تقدم بيان ذلك في سويد وأخرجه البغوي من رواية أبي داود الطيالسي عن شعبة عن سماك سمعت أبا صفوان مالك بن عمير ومن طريق شبابة عن شعبة قال مالك بن عمير به وفيه اختلاف ثالث على سماك يأتي في مخرمة مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار شهد بدرا ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا هكذا أورده أبو عمر ولم يزد ولم أجده في المغازي لموسى بن عقبة في الترجمة التي قال فيها تسمية من شهد بدرا ولفظه فيها ومن بني عبد الدار بن قصي مصعب بن عمير وسويبط بن حرملة انتهى فلو لم ينسبه الى موسى لحوزنا ان يكون غيره ذكره كابن الكلبي ولما ذكر الزبير بن بكار انساب بني عبد الدار ذكر مالكا هذا ولم يصفه بالإسلام فضلا عن شهوده بدرا ولا هو في مغازي بن إسحاق ولا الواقدي وقد طالعت غزوة بدر من مغازي موسى بن عقبة كلها فما وجدت لمالك بن عميلة فيها ذكرا مالك بن عوف بن سعد بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن أبو علي النصري وواثلة في نسبه ضبطت بالمثلثة عند أبي عمر لكنها بالمثناة التحتانية عند بن سعد قال بن إسحاق بعد ان ذكر قصة مالك بن عوف بوفد حنين كان رئيس المشركين يوم حنين ثم اسلم وكان من المؤلفة وصحب ثم شهد القادسية وفتح دمشق وقال بن إسحاق بعد ان ذكر قصة مالك بن عوف بوفد حنين وحدثني أبو وفرة قال لما انهزم المشركون لحق مالك بن عوف بالطائف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أتاني مسلما لرددت عليه أهله وماله فبلغه ذلك فلحق به وقد خرج من الجعرانة فاسلم فأعطاه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل كالمؤلفة فقال مالك بن عوف يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قصيدة ما ان رأيت ولا سمعت بواحد في الناس كلهم كمثل محمد أوفى فاعطى للجزيل لمجتدى ومتى تشأ يخبرك عما في غد وإذا الكتيبة عردت أنيابها بالسمهري وضرب كل مهند فكأنه ليث على أشباله وسط الهباءة خادر في مرصد قال واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على من اسلم من قومه ومن تلك القبائل من ثمالة وسلمة وفهم فكان يقاتل ثقيفا فلا يخرج لهم سرح الا أغار عليه حتى يصيبه وقال موسى بن عقبة في (6/31)
<32> المغازي زعموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل الى مالك بن عوف وكان قد فر الى حصن الطائف فقال ان جئتني مسلما رددت إليك أهلك ولك عندي مائة ناقة وأورد قصته الواقدي في المغازي مطولا وأبو الأسود عن عروة في مغازي بن عائذ باختصار وفي الجليس والأنيس للمعافى من طريق الحرمازي عن أبي عبيدة وفد مالك بن عوف فكان رئيس هوازن بعد إسلامه الى النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده شعرا فذكر نحو ما تقدم وزاد فقال له خيرا وكساه حلة وقال دعبل لمالك بن عوف اشعار جياد وقال أبو الحسين الرازي ان الدار المعروفة بدار بني نصر بدمشق كانت كنيسة للنصارى نزلها مالك بن عوف أول ما فتحت دمشق فعرفت به وحكى انه يقال فيه مالك بن عبد الله بن عوف والأول هو المشهور مالك بن عوف بن مالك الأشجعي تقدمت الإشارة اليه في ترجمة سالم بن عوف وأورده أبو موسى مالك بن عوف الجشمي اخرج البغوي من طريق أبي احمد الزبيري عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه مالك بن عوف فذكر حديثا والمعروف في والد أبي الأحوص انه مالك بن نضلة وسيأتي على الصواب وقد اخرج البغوي أيضا من طريق أبي الزعراء عن أبي الأحوص عن أبيه مالك بن نضلة مالك بن أبي العيزار له ذكر في حديث عائذ بن سعيد الجسري هكذا أورده بن منده ولم يقع ذكره في ترجمة عائذ بن سعيد عنده نعم هو مذكور عند إبراهيم الحربي في غريب الحديث لكن قال مالك بن أبي عيزارة بسند فيه من لا يعرف عن أم البنين بنت شراحيل عن عائذ بن سعيد الجسري قال وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقينا الضحاك بن سفيان وابن ذي اللحية الكلابي لم يؤذن لهما فقال يا مالك بن أبي عيزارة وهو أحد الوفد ان جسرا قد اتى بها فإذا دخلت لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل كذا وقل كذا فقال انا الى الإذن أحوج منى الى التلقين ثم نادى مالك ائذن لوفد جسر يا رسول الله فأذن لنا فلما دخلنا وجدنا عنده علقمة بن علاثة وكان المجلس متضايقا فقال علقمة الا ارفدك يا بن أبي عيزارة قال مالك انا الى المجلس أحوج منى الى رفدك فقام علقمة وفرش يديه ههنا اجلس بابي حتى تفرغ من كلامك فقال مالك يا رسول الله عليك بذي محسر دهرا وبهوان شهرا الى ذلك ما قد قضوا أمرا وبلغت عذرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم القضاء قضاء بن أبي عيزارة ان جسرا طلقاء الله أسلموا وحضرموا قال والحضرمة شق آذان الإبل حتى إذا غارت عليهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت ولم تهج قال إبراهيم هذا أصل في كفالة النفس مالك بن قدامة بن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بن جابر بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي ذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا وقيل بل هو بن قدامة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط وباقي النسب سواء والأول اثبت وبه جزم بن الكلبي (6/32)
<33> مالك بن قهطم التميمي والد أبي العشراء حديثه مشهور وستأتي ترجمته في المبهمات فان أبا العشراء مختلف في اسمه وفي اسم أبيه والأشهر أسامة بن مالك بن قهطم جزم بذلك احمد بن حنبل ثم قال وقيل عطارد بن برز مالك بن قيس بن ثعلبة بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن الخزرج أبو خيثمة الأنصاري مشهور بكنيته وهو الذي ذكر في حديث كعب بن مالك الطويل انه الذي تخلف في غزوة تبوك ثم لحق بهم فرأى النبي صلى الله عليه وسلم شخصه فقال كن أبا خيثمة واختلف في اسمه وسيذكر في الكنى مالك بن قيس بن نجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكلابي وفد هو وابنه عمرو بن مالك على النبي صلى الله عليه وسلم فاسلما وقد تقدم بيان ذلك في عمرو بن مالك مالك بن قيس الأنصاري أبو صرمة المازني مختلف في اسمه وهو مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى سماه بن أبي خيثمة عن احمد وابن معين مالك بن قيس مالك بن مالك الجنى له ذكر في حديث أخرجه الطبراني من رواية محمد بن خليفة الأسدي عن محمد بن أبي حي عن أبيه قال قال عمر يوما لابن عباس حدثني بحديث تعجبني به فقال حدثني خريم بن فاتك الأسدي قال خرجت في بغاء إبل لي فاصبتها بالابرق حدثان خروج النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي كما كانوا يقولون في الجاهلية فإذا هاتف يهتف بي يقول ويحك عذ بالله ذي الجلال منزل الحرام والحلال الأبيات فقلت يأيها الداعي فما تحيل ارشد عندك أم تضليل فقال هذا رسول الله ذو الخيرات جاء بياسين وحاميمات محرمات ومحللات يأمر بالصوم وبالصلاة فقلت من أنت يرحمك الله فقال انا مالك بن مالك بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جن أهل نجد فذكر قصة إسلام خريم بن فاتك وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه وأبو القاسم بن بشران من طريقه ثم من رواية بن خليفة الأسدي عن رجل من ادرعات سماه فذكره مالك بن مخلد له ذكر في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى زرعة بن سيف بن ذي يزن قاله جعفر المستغفري واستدركه أبو موسى مالك بن مرارة ويقال بن مرة ويقال بن مزرد الرهاوي قال بن الكلبي منسوب الى رهاء بن منبه بن حرب بن علة بن جلد بن مالك من بني سهم بن عبد الله قال البغوي مالك بن مرارة الرهاوي سكن الشام وضبطه عبد الغني وابن ماكولا بفتح الراء وقالا هم قبيلة من مذحج وقال الرشاطي ذكره بن دريد في (6/33)
<34> كتاب الاشتقاق الرهاوي بضم الراء كالمنسوب للبلد وقال بن عبد البر قال بعضهم فيه الرهاوي ولا يصح واخرج الطبراني من طريق خالد بن سعيد عن أبيه عن جده عمير قال جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من محمد رسول الله الى عمير ذي مران ومن اسلم من همدان سلام عليكم فاني احمد اليكم الله الذي لا اله الا هو اما بعد فإنه بلغنا اسلامكم مقدمنا من الروم فذكر بقية الكتاب وفيه وان مالك بن مرارة الرهاوي قد حفظ الغيب وادى الأمانة وبلغ الرسالة فامرك به خيرا واخرج الحسن بن سفيان في مسنده والبغوي من طريق عتبة بن أبي حكيم عن عطاء بن أبي ميسرة حدثني ثقة عن مالك بن مرارة الرهاوي بطن من اليمن انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار مثقال حبة من خردل من ايمان فقلت يا رسول الله اني لأحب ان ينقى ثوبي ويطيب طعامي وتحسن زوجتي ويجمل مركبي أفمن الكبر ذاك قال ليس ذاك بالكبر ان أعوذ بالله من البؤس والتباؤس الكبر من بطر الحق وغمص الناس زاد البغوي في روايته قال فعنه بمعنى يزدريهم واخرج بن منده بعضه من طريق عتبة عن عطاء عن مالك بن مرارة لم يذكر بينهما أحدا وقال بن عبد البر مالك بن مرارة مذكور في الحديث الذي رواه حميد بن عبد الرحمن في الكبر عن بن مسعود قلت وأشار بذلك الى ما أخرجه البغوي من طريق بن عون عن عمير بن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن عبد الله بن مسعود قال فأتيته يعني النبي صلى الله عليه وسلم وعنده مالك الرهاوي فأدركت من آخر حديثهم وهو يقول يأيها الرسول إني امرؤ قسم لي من الجمال ما قد ترى فما أحب ان أحدا فضلني بشراكين فما فوقهما أفمن البغي هو قال لا ولكن البغي من سفه الحق وغمص الناس أخرجه أبو يعلى وقال بن منده أنبأنا أبو يزن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عنبر بن عبد العزيز بن السفر عن عفير بن زرعة بن سيف بن ذي يزن قال وكتبته من كتاب آدم منه ذكر انه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم قال حدثنا عمي أبو رخى احمد بن حسن حدثنا عمي احمد بن عبد العزيز سمعت أبي وعمي يحدثان عن أبيهما عن جدهما عفير بن زرعة هذا الكتاب فذكره وفيه فإذا جاءكم رسلي فامركم بهم خيرا معاذ بن جبل وعبد الله بن زيد ومالك بن عبدة وعقبة بن مر ومالك بن مزرد واصحابهم وفيه وان مالك بن مزرد الرهاوي قد حدثني انك قد أسلمت من أول حمير وانك قاتلت المشركين فابشر بخير وآمرك بحمير خيرا فلا تحزنوا ولا تجادلوا وان مالكا قد بلغ الخبر وحفظ الغيب فآمرك به خيرا وسلام عليكم واخرج البغوي من طريق مجالد بن سعيد قال لما انصرف مالك بن مرارة الرهاوي الى قومه كتب معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اوصيكم به خيرا فإنه منظور اليه قال فجمعت له همدان ثلاث عشرة ناقة وستة وسبعين بعيرا مالك بن مرارة من بني النباش بن زرارة التميمي والد هند بن أبي هالة كذا رأيته في نسخة قديمة من معجم البغوي ونسبه الى الزبير عن المؤمل والذي ذكره الزبير ان اسم أبي هالة مالك بن زرارة بن النباش وقد تقدمت الإشارة اليه مالك بن موضحة الأنصاري قال بن حبان له صحبة قلت ويقال انه مالك بن الدخشم (6/34)
<35> نسب الى جده مالك بن مزرد في الذي قبله مالك بن مسعود بن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي بن عم أبي اسيد ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهم فيمن شهد بدرا مالك بن مشوف بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الواو بعدها فاء بن أسد بن عبد مناة بن عائذ الله بن سعد المذحجي قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأس مذحج وفيه ومن قبل عبد الله جاءت ولادة مذحج النبي صلى الله عليه وسلم مالك بن مهلهل بن ايار ويقال دثار الجني أحد من اسلم من الجن له ذكر في حديث غريب أخرجه الخرائطي في هواتف الجان من طريق سعيد بن جبير ان رجلا من بني تميم يقال له رافع بن عمير كان أهدى الناس لطريق واسراهم بليل واهجمهم على هول فكانت العرب تسميه لذلك دعموس الرمل فذكر عن بدء إسلامه قال بينا انا اسير برمل عالج ذات ليلة إذا غلبني النوم فنزلت عن راحلتي وانختها وتوسدت ذراعي وقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن ان اوذي أو اهاج فذكر قصة طويلة فيها ان أحد الجن أراد ان ينحر ناقته فخاطبه آخر يقول يا مالك بن مهلهل بن ايار مهلا فدى لك مئزري وازاري عن ناقة الانسي لا تعرض لها واختر بها ما شئت من اثواري وفي القصة انه قال له إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هله فقل اعود برب محمد ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل امرها قال فقلت ومن محمد قال نبي يثرب قال فركبت ناقتي حتى دخلت المدينة فحدثني النبي صلى الله عليه وسلم بحديثي قبل ان اذكر له شيئا منه قال سعيد فكنا نرى انه هو الذي نزل فيه وانه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن الآية مالك بن نضلة الأسلمي يقال هو اسم أبي برزة والمشهور نضلة بن مالك وسيأتي مالك بن نضلة الجشمي والد أبي الأحوص عوف اخرج حديثه البخاري في خلف افعال العباد وأصحاب السنن من طريق أبي الزهراء عن أبي الأحوص عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم رفعه الأيدي ثلاثة وسنده صحيح وله حديث آخر من رواية أبي إسحاق عنه قال البغوي سكن الكوفة وروى حديثين مالك بن نضيلة بالتصغير حليف بني عمرو بن عوف من مزينة ذكره البغوي من رواية الأموي عن بن إسحاق مالك بن نمط بن قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان الهمداني ثم الارحبي أبو ثور قال أبو عمر يقال فيه اليامي ويقال الخارفي وهو الوافد ذو المشعار ذكر حديثه أهل الغريب بطوله ورواية أهل الحديث مختصرة وهي من طريق أبي إسحاق الهمداني قلت هو في السيرة النبوية اختصار (6/35)
<36> بن هشام قال في زيادة له قدم وفد همدان فيما حدثني من أثق به عن عمرو بن عبد الله بن أذينة عن أبي إسحاق السبيعي قال قدم وفد همدان على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم مالك بن نمط أبو ثور وهو ذو المشعار ومالك بن ايفع السلماني وعميرة بن مالك الخارفي فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك وعليهم مقطعات الحبرات والعمائم العدنية على الرواحل المهربة ومالك بن نمط يرتجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إليك جاوزن سواد الريف في هبوات الصيف والخريف مخطمات بخطام الليف قال وذكروا له كلاما كثيرا فصيحا حسنا فكتب لهم كتابا واقطعهم فيه ما سألوه وامر عليهم مالك بن نمط واستعمله علي من اسلم من قومه وأمره بقتال ثقيف فكان لا يخرج لهم سرح الا أغار عليه قال وكان مالك بن نمط شاعرا محسنا وهو القائل ذكرت رسول الله في فحمة الدجى ونحن بأعلى رحرحان وصلدد حلفت برب الراقصات الى منى صوادر بالركبان من هضب قردد بان رسول الله فينا مصدق رسول اتى من عند ذي العرش مهتد وما حملت من ناقة فوق رحلها أشد على اعدائه من محمد وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه وامضي بحد المشرفي المهند قلت وسيأتي في ترجمة نمط بن قيس بن مالك انه الوافد وقيل أبوه قيس بن مالك والذي يجمع الافوال انهم وفدوا جميعا فقد ذكر الحسن بن يعقوب الهمداني في كتاب نسب همدان في هذه القصة انهم كانوا مائة وعشرين نفسا ذكره الرشاطي عنه مالك بن نميلة الأنصاري قال بن حبان له صحبة ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وفي رواية إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق أيضا انه استشهد بأحد وكذا ذكره بن هشام من زيادته على البكائي مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي يكنى أبا حنظلة ويلقب الجفول قال المرزباني كان شاعرا شريفا فارسا معدودا في فرسان بني يربوع في الجاهلية واشرافهم وكان من ارداف الملوك وكان النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على صدقات قومه فلما بلغته وفاة النبي صلى الله عليه وسلم امسك الصدقة وفرقها في قومه وقال في ذلك فقلت خذوا أموالكم غير خائف ولا ناظر فيما يجيء من الغد فان قام بالدين المحوق قائم اطعنا وقلنا الدين دين محمد ذكر ذلك بن سعد عن الواقدي بسند له منقطع فقتله ضرار بن الأزور الأسدي صبرا بأمر خالد بن الوليد بعد فراغه من قتال الردة ثم خلفه خالد على زوجته فقدم اخوه متمم بن نويرة على أبي بكر فأنشده مرثية أخيه وناشده في دمه وفي سبيهم فرد أبو بكر السبي وذكر الزبير بن بكار ان أبا بكر أمر (6/36)
<37> خالدا ان يفارق امرأة مالك المذكورة واغلظ عمر لخالد في أمر مالك واما أبو بكر فعذره وقد ذكر قصته مطولة سيف بن عمر في كتاب الردة والفتوح ومن طريقه الطبري وفيها ان خالد بن الوليد لما اتى البطاح بث السرايا فاتى بمالك ونفر من قومه فاختلفت السرية فكان أبو قتادة ممن شهد انهم أذنوا واقاموا الصلاة وصلوا فحبس يهم خالد في ليلة باردة ثم أمر مناديا فنادى ادفئوا اساركم وهي في لغة كناية عن القتل فقتلوهم وتزوج خالد بعد ذلك امرأة مالك فقال عمر لأبي بكر ان في سيف خالد رهقا فقال أبو بكر تأول فأخطأ ولا أشيم سيفا سله الله على المشركين وودى مالكا وكان خالد يقول إنما أمر بقتل مالك لأنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اخال صاحبكم الا قال كذا وكذا فقال له أو ما تعده لك صاحبا وقال الزبير بن بكار في الموفقيات حدثني محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن بن شهاب ان مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس فلما قتل أمر خالد برأسه فنصب اثفية لقدر فنضج ما فيه قبل ان يخلص الناس الى شؤون رأسه ورثاه متمم اخوه بأشعار كثيرة واسم امرأة مالك أم تميم بنت المنهال وروى ثابت بن قاسم في الدلائل ان خالدا رأى امرأة مالك وكانت فائقة في الجمال فقال مالك بعد ذلك لامرأته قتلتني يعني سأقتل من أجلك وهذا قاله ظنا فوافق انه قتل ولم يكن قتله من أجل المرأة كما ظن قال المرزباني ولمالك شعر جيد كثير منه يرثى عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي فخرت بنو أسد عقيل واحد صدقت بنو أسد عتيبة أفضل بجحوا بمقتله ولا توفي به مثنى سراتهم الذين يقتلوا مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم بن الحارث بن المخصف بن مالك بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السكون السكوني ويقال الكندي أبو سعيد قال البخاري له صحبة وقال البغوي سكن مصر وحديثه في سنن أبي داود وابن ماجة وجامع الترمذي ومستدرك الحاكم فاخرجوا من طريق بن سحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن مالك بن هبيرة وكانت له صحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين الا وجبت له الجنة قال وكان مالك بن هبيرة إذا استقبل أهل الجنازة جزأهم ثلاثة صفوف حسنة الترمذي وصححه الحاكم وقد اختلف على بن إسحاق فيه ادخل بعضهم عنه بين أبي الخير وبين مالك بن هبيرة الحارث بن مالك كذا وقع في المعرفة لان منده وذكره الترمذي وقال تفرد به إبراهيم بن سعد ورواية الجماعة أصح عندنا وقال بن يونس ولى حمص لمعاوية وروى عنه من أهلها جماعة وذكره محمد بن الربيع الجيزي فيمن شهد فتح مصر من الصحابة وعبد الصمد بن سعيد في الصحابة الذين نزلوا حمص ونقل عن محمد بن عوف ما اعلم له صحبة ولعله أراد صحبة مخصوصة والا فقد صرح بها في حديثه وهو في تجزئة الصفوف في الصلاة على الجنازة وقال أبو زرعة الدمشقي مات في زمن مروان بن الحكم مالك بن هدم بن أبي بن الحارث بن بداء التجيبي أبو عمرو ذكره بن يونس فقال شهد فتح مصر وروى عن عمر بن الخطاب واخرج يعقوب بن سفيان في تاريخه حديثا يقتضى ان له صحبة فإنه اخرج من طريق ربيعة بن لقيط عن مالك هدم قال غزونا وعلينا عمرو بن العاص وفينا عمر (6/37)
<38> بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فاصابتنا مخمصة شديدة فانطلقت التمس المعيشة فالفيت قوما يريدون ان ينحروا جزورا لهم قلت وهذا في غزوة ذات السلاسل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم امره على الجيش واستمده فامده بابي عبيدة مالك بن الوليد ذكره عبدان بن محمد المروزي في الصحابة وأبو موسى في الذيل وذكر من طريق خالد بن حميد عن مالك بن الخير ان مالك بن الوليد قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اخطو الى الامارة خطوة ولا اصيب من معاهد إبرة فما فوقها ولا ابغي على امام سوء وهو من رواية أنس بن أبي أنيسة عن بقية عن خالد المذكور وفيه من لا يعرف حاله مالك بن وهب الخزاعي ذكره أبو نعيم في الصحابة واستدركه أبو موسى وابن فتحون وحديثه عند البزار في مسنده من طريق عبد العزيز بن أبي بكر بن مالك بن وهب الخزاعي عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سليطا وسفيان بن عوف طليعة يوم الأحزاب فقتلا فدفنهما النبي صلى الله عليه وسلم في قبر واحد فهما الشهيدان القريبان قال البزار لا نعلم روى مالك بن وهب الا هذا الحديث قلت وفي سنده من لا يعرف مالك بن يخامر بتحتانية مثناة وقد تبدل همزة بعدها خاء معجمة خفيفة وكسر الميم بعدها مهملة السكسكي الألهاني الحمصي قال بن عساكر يقال له صحبة وقال أبو نعيم ذكر في الصحابة ولا يثبت وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الدين شين الدين وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا التي تلي الصحابة وصحب معاذ بن جبل وروى عنه وعن عبد الرحمن بن عوف وعبد الله السعدي وعمرو بن عوف وعبد الله بن عمرو وغيرهم روى عنه معاوية بحضرته وحديثه عنه عن معاذ في صحيح البخاري وروى عنه أيضا ابناه عبد الله وعبد الرحمن وعمير بن هانئ وجبير بن نفير وشريح بن عبيد ومكحول وآخرون وقال بن سعد كان ثقة وقال العجلي شامي تابعي ثقة وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال الهيثم مات سنة اثنتين وسبعين وقال بن أبي عاصم مات سنة سبعين مالك بن يسار السكوني ثم العوفي اخرج حديثه أبو داود والبغوي وابن أبي عاصم وابن السكن والمعمري في اليوم والليلة وابن قانع من طريق ضمضم عن شريح بن عبيد عن أبي ظبية عن أبي بحرية عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سألتم الله فاسألوه ببطون اكفكم ولا تسألوه بظهورها قال سليمان بن عبد الحميد شيخ أبي داود لمالك بن يسار عندنا صحبة وفي نسخة من السنن ما لمالك عندنا صحبة بزيادة ما النافية وقال البغوي لا اعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث ولا أدري له صحبة أولا ووقع عند بن السكن وحده مالك بن سنان السكسكي والأول أولى وقد وقع في طبقات الحمصيين لعبد الصمد بن سعيد مالك بن سنان السكوني ثم العوفي بطن من السكون روى عنه مالك بن عامر وأظنه غير هذا مالك بن أبي أمية الأزدي والد جنادة يأتي في الكنى مالك أبو السمح يأتي في الكنى (6/38)
<39> مالك الأسلمي والد ماعز مالك القشيري أفرده البغوي عن مالك بن عمرو واخرج من طريق سلمة بن علقمة عن داود بن أبي داود بن أبي هند عن أبي قزعة عن مالك القشيري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل يأتيه ذو رحمة فيسأله من فضل جعله الله عنده فيبخل عليه الا خرج له يوم القيامة شجاع اقرع ثم قال لا اعلم له صحبة أولا فلم يروه عن داود الا سلمة وهو بصري صالح الحديث مالك المري والد أبي غطفان قال بن منده ذكره البخاري في الصحابة وقال غيره اسم والد أبي غطفان طريف وقد روى بو غطفان عن أبيه مالك الهلالي والد عبد الله ذكره الحارث بن أبي أسامة في مسنده من طريق عمر بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مالك الهلالي عن أبيه قال قائل يا رسول الله ما أصحاب الأعراف قال قوم خرجوا الى الجهاد بغير اذن آبائهم فقتلوا فمنعتهم الشهادة ان يدخلوا النار ومنعتهم معصية آبائهم ان يدخلوا الجنة وفي مسند الواقدي وهو واه وقد رواه بن لهيعة عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يحيى بن سهل ان رجلا من بني هلال أخبره انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فذكر نحوه ما مر الجنى ذكره بن دريد في جملة الجن الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ماناهه الفارسي يأتي فيمن اسمه محمد الميم بعدها الباء مبارك مولى ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري تقدم ذكره في ترجمة رفيقة سعد مبرح بن شهاب بن الحارث بن ربيعة بن سحيت بن شرحبيل اليافعي ذكره بن يونس في تاريخ مصر وقال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في أربعة نفر ثم شهد فتح مصر وهو معروف في أهل مصر وليست له رواية نعلمها وخطته بالجيزة وأخوه برح بن شهاب فتح مصر أيضا وليست له صحبة وهما معروفان (6/39)
<40> المبرق الشاعر بضم الميم وسكون الموحدة وكسر الراء بعدها قاف قيل اسمه ربيعة بن ليث وقيل عبد الله بن الحارث وقد تقدم في الأسماء مبشر بن ابيرق تقدم ذكره في حديث قتادة بن النعمان المذكور في ترجمة رفاعة بن زيد مبشر بن البراء بن معرور الأنصاري قال بن الكلبي شهد بيعة الرضوان مبشر بن عبد المنذر بن زنبر بزاي ونون وموحدة وزن جعفر بن زيد بن أمية الأنصاري أخو أبي لبابة ذكره بن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا واستشهد بها وكذلك قال بن حبان انه أخو أبي لبابة وقيل ان أبا لبابة اسمه مبشر متمم بن نويرة التميمي تقدم نسبه في ترجمة أخية مالك ذكره الطبري وقال أسلم هو وأخوه مالك وبعث النبي صلى الله عليه وسلم مالكا على صدقات بني تميم وكان قد اسلم هو وأخوه متمم ومتمم صاحب المراثى الحسان في أخيه وهو صاحب البيت السائر فلما تفرقنا كأني ومالكا لطول افتراق لم نبت ليلة معا وقبله وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا وتمثلت بهما عائشة لما وقفت على قبر أخيها عبد الرحمن وقال قيل لمتمم ما بلغ من حزنك على أخيك فقال أصبت بعيني فما قطرت منها قطرة عشرين سنة فلما قتل اخى استهلت وقال المرزباني كنية متمم أبو نهشل ويقال أبو رهم ويقال أبو إبراهيم وكان أعور حسن الإسلام وأكثر شعره في مراثى أخيه وهو القائل وكل فتى في الناس بعد بن أمه كساقطة إحدى يديه من الخيل وتمثل به عمر بن عبد العزيز لما مات أخوته ويروى ان عمر قال للحطيئة هل رأيت أو سمعت بأبكى من هذا قال لا والله ما بكى بكاءه عربي قط ولا يبكيه وقال غيره كان الزبير وطلحة يسيران فعرض لهما متمم فوقف ليمضي فوقف فتعجلا فتعجل فقال ما اثقلكما فقال هباني اغدر الناس أأغدر بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هباني خفت الضلال فأحببت أن اهتدي بكما هباني خفت الوحشة فأردت أن استأنس بكما فقالا له من أنت قال متمم بن نويرة فقالا مللنا غير مملول هات أنشدنا فأنشدهما أول قصيدته العينية لعمرك ما دهري بتأبين مالك ولا جزعا مما أصاب فأوجعا أبي الصبر أيات اراها وانني أرى كل حبل دون حبلك اقطعا (6/40)
<41> واني متى ما ادع باسمك لا تجب وكنت جديرا ان تجيب وتسمعا تراه كنصل السيف يهتز للندى إذا لم يجد عند امرئ السوء مطمعا فان تكن الأيام فرقن بيننا فقد بان محمودا اخى حين ودعا سقى الله أرضا حلها قبر مالك ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا ووالله ما اسقى البلاد لحبها ولكنما اسقى الحبيب المودعا الميم بعدها الثاء مثعب غير منسوب ذكره مطين في الوحدان من الصحابة واخرج من طريق أشعث بن أبي الشعثاء عن مثعب قال كنت اغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم بعضهم ويفطر بعضهم لا يعيب المفطر على الصائم ولا الصائم على المفطر كذا أخرجه الطبراني وأبو نعيم وعلى بن سعيد العسكري ويحيى بن يونس الشيرازي وابن السكن في الصحابة وقال لم أقف له على نسب ولا قبيلة وقال أبو عمر مثعب السلمي ويقال المحاربي وقد قال أبو حاتم الرازي ان حمزة بن عمرو الأسلمي كان يلقب مثعبا أو كان اسمه مثعبا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مثعبا فيحتمل ان يكون هو ويكون قول أبي عمر أنه سلمي تحريفا من الأسلمي ويؤيد انه هو ان أول الحديث عند الطبراني كان غزو فلم يكن أحد من الصحابة إلا وله راحلة يعتقب عليها غيره فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ثم يقول لي اركب فأقول ان بي قوة حتى يفعل ذلك مرتين أو ثلاثا فيقول ما أنت الا مثعب فان كان لمن أحب اسمائي الى وكذلك أورد هذه الزيادة بن السكن والله اعلم المثلم بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال مخضرم ومقتضى ذلك ان تكون له صحبة لأنه لم يبق بمكة في آخر العهد النبوي قرشي الا اسلم وذكر له قصة مع أبي بن خلف المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الربعي الشيباني قال بن حبان له صحبة وقال عمر بن شبة كان المثنى بن حارثة يغير على السواد فبلغ أبا بكر خبره فقال من هذا الذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه ثم قدم على أبي بكر فقال يا خليفة رسول الله ابعثني على قومي فان فيهم اسلاما أقاتل بهم أهل فارس واقتل أهل ناحيتي من العدو ففعل فقدم المثنى العراق فقاتل واغار على أهل السواد وفارس وبعث اخاه مسعودا الى أبي بكر يسأله المدد فامده بخالد بن الوليد فكان ذلك ابتداء فتوح العراق انتهى وللمثنى أخبار كثيرة في الفتوح ساقها سيف والطبري والبلاذري وغيرهم وذكر ثابت في الدلائل ان عمر كان يسميه مؤمر نفسه وقال أبو عمر كان إسلامه وقدومه على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع ويقال سنة عشر وبعثه أبو بكر في صدر خلافته الى العراق وكان شهما شجاعا ميمون النقيبة حسن الرأي ابلى في حروب العراق بلاء لم يبلغه أحد ذكر السراج انه مات سنة أربع عشرة (6/41)
<42> قبل القادسية فلما خلت زوجته سلمى بنت جعفر خلف عليها سعد بن أبي وقاص انتهى وأورد بن منده في ترجمته شيئا يوهم قدم إسلامه وسيأتي بيان ذلك في ترجمة مقرون بن عمرو الشيباني في القسم الأخير ان شاء الله تعالى وقال المرزباني كان مخضرما وهو الذي يقول سألوا البقية والرماح تنوشهم شرقي الأسنة والنحور من الدم فتركت في نقع العجاجة منهم جزرا لساغبة ونسر قشعم الميم بعدها الجيم مجاشع بن مسعود بن ثعلبة بن وهب بن عائذ بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي قال البخاري وغيره له صحبة وله رواية في الصحيحين وغيرهما روى عنه أبو عثمان النهدي وكليب بن شهاب وأبو ساسان الرقاشي وعبد الملك بن عمير وغيرهم وله ذكر في ترجمة نصر بن حجاج قال أبو الكلبي تزوج سميلة بنت أبي حيوة بن ازيهر الدوسية فقتل عنها يوم الجمل فخلف عليها عبد الله بن عباس وله ذكر أيضا في ترجمة أبي الأعور السلمي وقال الدولابي انه غزا كابل من بلاد الهند فصالحه الاصيهد فدخل مجاشع بيت الأصنام فأخذ جوهرة من عين الصنم وقال لم آخذها الا لتعلموا انه لا يضر ولا ينفع قال خليفة بن خياط قتل يوم الجمل قبل الوقعة وبين المدائني وعمر بن شبة انه قتل في محاربة الزبير مع حكيم بن جبلة بسبب عثمان بن حنيف لأنه كان عاملا على البصرة فلما جاء الزبير ومن معه حاربه حكيم فغلبوا على البصرة واخرجوا عثمان وقبل مجاشع وأخوه مجالد وكل ذلك قبل ان يقدم على وذكر المدائني أيضا بسند له ان عمرو بن معد يكرب تحمل حمالة فاتى مجاشعا يستعينه فيها فقال ان شئت أعطيتك ذلك من مالي وان شئت حكمتك ثم أعطاه حكمه فمضى وهو يشكره وسيأتي في ترجمة عمرو ان مات قبل مجاشع والله اعلم مجاعة بن مرارة بن سلمى وقيل سليم بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة الحنفي اليمامي كان من رؤساء بني حنيفة واسلم ووفد فاخرج أبو داود عن محمد بن عيسى عن عنبسة بن عبد الواحد عن الدخيل بن إياس عن هلال بن سراج بن مجاعة عن أبيه عن جده مجاعة انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب دية أخيه قتلته بنو أسد وتميم من بني ذهل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت جاعلا لمشرك دية جعلتها لأخيه ولكن سأعطيك منه عقبى فكتب له بمائة من الإبل من أول خمس يخرج من مشركي بني ذهل فأخذ طائفة منها واسلمت بنو ذهل فطلبها مجاعة الى أبي بكر فكتب له باثنى عشر ألف صاع من صدقة اليمامة الحديث واخرج البغوي عن زياد بن أيوب عن عنبسة بن عبد الواحد عن الدخيل بن إياس عن عمه هلال بن سراج عن أبيه سراج بن مجاعة قال أعطى النبي صلى الله عليه وسلم مجاعة بن مرارة أرضا باليمامة يقال لها الفورة وكتب له بذلك كتابا وقال بن حبان في الصحابة استقطع النبي صلى الله عليه وسلم فاقطعه وكان بليغا حكيما ومن حكمه انه قال لأبي بكر الصديق إذا كان الرأي عند من لا يقبل منه والسلاح عند من لا يقاتل به والمال عند من لا ينفقه (6/42)
<43> ضاعت الأمور وكان مجاعة ممن أسر يوم اليمامة فقال سارية بن عمرو الحنفي لخالد بن الوليد ان كان لك باهل اليمامة حاجة فاستبق هذا فوجهه الى أبي بكر الصديق وفيه يقول الشاعر من بني حنيفة ومجاع اليمامة قد اتانا يخبرنا بما قال الرسول فاعطينا المقادة واستقمنا وكان المرء يسمع ما يقول وأنشد مجاعة لنفسه في ذلك من أبيات اترى خالدا يقتلنا اليوم بذنب الأصفر الكذاب لم يدع ملة النبي ولا نحن رجعنا فيها على الاعقاب وذكر الزبير ان خالدا تزوج بنت مجاعة في ذلك الوقت وذكر له وثيمة مع خالد في الردة غير هذا وذكر المرزباني انه عاش الى خلافة معاوية وأنشد له في ذلك شعرا تعذرت ما لم تجد لك علة معاوية ان الاعتذار من البخل ولا سيما ان كان من غير عسرة ولا بغضة كانت على ولا ذحل وستاتي بقية اخباره في ترجمة والده في القسم الأخير ان شاء الله تعالى مجالد بن ثور بن معاوية تقدم ذكر وفادته في ترجمة بشر بن معاوية مجالد بن مسعود السلمي أخو مجاشع المتقدم قال البخاري وابن حبان له صحبة وتقدم ذكره في حديث أخيه واخرج البغوي من طريق يونس بن عبيد عن الحسن قال أول من قص ههنا يعني بالبصرة الأسود بن سريع فارتفعت الأصوات فجاء مجالد بن مسعود السلمي فقالوا اوسعوا له فقال اني والله ما اتيتكم لاجلس اليكم ولكني رأيتكم صنعتم شيئا أنكره المسلمون فاياكم وما أنكره المسلمون وذكر البخاري عن الحسن بن رافع عن ضمرة بن ربيعة قتل مجالد يوم الجمل مجالد والد أبي عثمة سيأتي في التجيبي المجذر بن زياد بن عمرو بن أخرم بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء بن القشير بن تيم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن اراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن قران بن بلى البلوي يقال اسمه عبد الله والمجذر لقب وهو بالذال المعجمة ومعناه الغليظ الضخم تقدم له ذكر في ترجمة الحارث بن الصامت وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا واستشهد بأحد وذكر بن إسحاق في قصة بدر من طريق الزهري ومن طريق عروة وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لقى منكم أبا البختري فلا يقتله فلقيه المجذر فقال له استأسر فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن قتلك فقال وزميلي فقال المجذر لا والله فاني قاتله فقتله وزميله وأخرجه بن إسحاق في رواية إبراهيم بن سعد بسند له فيه من لم يسم عن بن عباس وزاد ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أبي البختري وعن قتل بني هاشم لأنهم اخرجوا كرها وقال موسى بن عقبة عن بن شهاب زعم ناس ان الذي قتل أبا البختري هو أبو اليسر ويأبى معظم الناس الا ان المجذر هو الذي قتله وكذا جزم به الزبير بن بكار والواقدي واخرج الحاكم من طريق محمد بن يحيى بن حبان كلهم ان المجدر هو الذي قتله وكان (6/43)
<44> المجذر في الجاهلية قتل سويد بن الصامت فلما كان يوم أحد قتل الحارث بن سويد المجذر غدرا وهرب فلجأ بمكة مرتدا ثم اسلم يوم الفتح فقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمجذر وقد تقدمت الإشارة الى ذلك في ترجمة الحارث وما فيه من النزاع وذكر بن حبان في الصحابة المجذر فقال له صحبة ولا احفظ له رواية مجذر الأنصاري آخر ذكره بن شاهين فساق من طريق أبي زكريا الخواص حدثنا رجاء بن سلمة عن شعبة عن خالد الخزاعي عن أنس قال قتل عكرمة بن أبي جهل مجذرا الأنصاري يوم الخندق فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فضحك فقالت الأنصار تضحك يا رسول الله ان قتل رجل من قومك رجلا من قومنا فقال ما ذاك اضحكني ولكنه قتله وهو معه في درجته في الجنة قلت وهذا غير الذي قبله لان ذاك قتل بأحد وقاتله الحارث بن سويد كما ترى ولم يستدركه أبو موسى وهو على شرطه أظنه الذي قبله مجذى الضمري ذكره بن السكن وغيره وقال بن حبان يقال ان له صحبة وقال أبو عمر حديثه عند محمد بن سليمان بن مسمول عن الفرج بن عطاء بن مذجى عن أبيه عن جده قلت فصحف اسمين وانما هو أبو المفرج بلفظ الكنية وزيادة ميم في أوله مع التشديد وأبوه عطى بصيغة التصغير كذلك أخرجه البخاري في التاريخ وابن أبي عاصم وابن السكن وغيرهم قال بن فتحون عرضته على الحافظ أبي علي فاستحسنه وصوبه ونبه عليه في كتابه ولفظ حديثه غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يعطى الرجل البكر والبكرين فجاءت عجوز من قريش شمطاء حدباء تدب من الكبر يمس ذنبها رأسها فسألته فاعطاها ثلاثين بكرة واخرج بن منده من طريق محمد بن سليمان بن مسمول بهذا السند حديثا آخر ومتنه غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى المصطلق فأصبنا سبايا فسألنا عن العزل فقال ان شئتم ما من نسمة كائنة الى يوم القيامة الا وهي كائنة ومحمد بن سليمان ضعيف وذكر بن قانع ان اسمه مجيد بالجيم مصغرا مجذي بن قيس الأشعري أخو أبي موسى ذكره بن فتحون في الذيل وعزاه لمغازي الأموي انه ذكر فيها عن بن إسحاق انه ممن قدم مع أبي موسى والذي أورده بن منده عن مغازي الأموي محمد بن قيس كما سيأتي في ترجمة أبي بردة بن قيس الأشعري ان أبا موسى خرج معه اخواه أبو بردة وأبو رهم فان كان مجذي محفوظا احتمل ان يكون اسم أبي رهم وسيأتي مزيد لذلك في ترجمة محمد بن قيس فقد قيل انه اسم أبي رهم وقيل ان اسمه مجيد بوزن عظيم مجزأة بن ثور بن عفير بن زهير بن عمرو بن كعب بن سدوس السدوسي قال بن منده ذكره البخاري في الصحابة ولا يثبت وروايته عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قلت هذا الإطلاق غلط وانما جاء من من رواية عبد الرحمن بن أبي بكرة قصة ذكر فيها عن مجزأة بن ثور خبرا قال بن أبي شيبة حدثنا قراد أبو نوح حدثنا عثمان بن معاوية القرشي عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال لما نزل أبو موسى بالناس على الهرمزان ومن معه بتستر قال فاقاموا سنة أو نحوها لا يخلصون اليه قال وكان (6/44)
<45> الهرمزان قتل رجلا من دهاقنتهم فانطلق اخوه حتى اتى أبا موسى فدله على عورتهم فبعث أبو موسى معه مجزأة بن ثور فدخل من القناة التي يجرى فيها النهر حتى دخل المسلمون ففتح الله عليهم والقصة طويلة ذكرت بعضها في الجبان في الجيم ذكر الطبري ان أبا موسى بعث جيشا كثيفا وامر عليهم سهل بن عدي وبعث معه البراء بن مالك ومجزأة بن ثور في جماعة من الصحابة سماهم فالتقوا فقتل الهرمزان مجزأة والبراء فذكر قصة وتقدم له ذكر في ترجمة سياه في القسم الثالث وقال البخاري في تاريخه حدثنا احمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا حميد قال قال أنس فذكر قصة الهرمزان وفيها فقال عمر يا أنس استحى قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور وتقدم في ترجمة خالد بن المعمر انه كان رئيس بكر بن وائل معه مجزأة بن ثور ولمجزأة ولد يقال له شقيق كان رئيس بكر بن وائل في خلافة عثمان ثم صرفها علي عنه الى أبي ساسان حصين بن المنذر مجزز المدلجي وهو بن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج الكناني مذكور في الصحيحين من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قال دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا تبرق اسارير وجهه فقال الم ترى ان مجزز المدلجي نظر آنفا الى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال ان بعض هذه الاقدام من بعض وفي رواية بن قتيبة مر على زيد وأسامة وقد غطيا رؤوسهما وبدت اقدامهما وذكر قاسم بن ثابت في الدلائل عن موسى بن هارون عن مصعب الزبيري انه لم يكن اسمه مجززا وانما قيل له ذلك لأنه كان إذا أسر اسيرا جز ناصيته واطلقه وذكره بن يونس في تاريخ مصر قال وذكروه في كتبهم يعنى كتب من شهد فتح مصر قال ولا اعلم له رواية قلت واغفل ذكره جمهور من صنف في الصحابة لكن ذكره أبو عمر في الاستيعاب وذكر بن الأثير ان أبا نعيم ذكره واغفله بن منده ولم يستدركه أبو موسى قلت ولم ار له ذكرا في النسخة التي من المعرفة لأبي نعيم عندي وهي متقنة ولو كان ذكره لما فات أبا موسى كعادته في اتباع أبي نعيم في ذكره كل من ذكره زائدا على بن منده ولولا ذكر بن يونس انه شهد الفتوح بعد النبي صلى الله عليه وسلم لما كان مع من ذكره في الصحابة حجة صريحة على إسلامه واحتمال ان يكون قال ما قال في حق زيد وأسامة قبل أن يسلم واعتبر قوله لعدم معرفته بالقافة لكن قرينة رضا النبي صلى الله عليه وسلم وقربه يدل على انه اعتمد خبره ولو كان كافرا لما اعتمده في حكم شرعي مجفنة بن النعمان العتكي كان شاعر الأزدي وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليهم عمرو بن العاص فلما مات وارتدت العرب فخشى عمرو بن العاص ان يرتدوا فاستأذنهم في الرجوع الى المدينة فقال له مجفنة يا عمرو ان كان النبي محمد قد اتى به الأمر الذي لا يدفع فقلوبنا قرحى وماء دموعنا جار واعناق البرية خضع يا عمرو ان حياته كوفاته فينا ونبصر ما يقول ونسمع فأقم فإنك لا تخاف رجوعنا يا عمرو ذاك هو الأعز الأمنع (6/45)
<46> ذكره وثيمة في كتاب الردة عن محمد بن إسحاق مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي له في ترجمة سعيد بن عبيد بن قيس ذكر واخرج له في السنن ثلاثة أحاديث صحح الترمذي بعضها وقال بن إسحاق في المغازي كان مجمع بن جارية بن العطاف حدثا قد جمع القرآن وكان أبوه جارية ممن اتخذ مسجد الضرار وكان مجمع يصلى بهم فيه ثم انه احرق فلما كان زمن عمر بن الخطاب كلم في مجمع ان يؤم قومه فقال لا أو ليس بإمام المنافقين في مسجد الضرار فقال والله الذي لا اله الا هو ما علمت بشيء من أمرهم فزعموا ان عمر اذن له ان يصلي بهم ويقال ان عمر بعثه الى أهل الكوفة يعلمهم القرآن فتعلم بن مسعود فعلمه القرآن مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري بن أخي الذي قبله وقال بن حبان له صحبة وقيل هما واحد وفرق بينهما بن السكن وغيره وله في مسند احمد وابن ماجة حديث حسن الإسناد مجيد في مجدي الميم بعدها الحاء محارب بن مزيدة بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن خطمة بن محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفضى بن عبد القيس العبدي ثم المحاربي قال بن الكلبي وفد هو وأبوه على النبي صلى الله عليه وسلم فاسلما وقال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون انتهى وقد ذكره الدارقطني وابن ماكولا عن بن الكلبي واستدركه بن الأثير المحتفر بن أوس بن زياد بن اسحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد المزني نسبه بن حبان في ترجمة أبيه وقال الحاكم في تاريخ نيسابور المحتفر بن أوس بن نصر بن زياد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر العباس بن مصعب انه ورد خراسان وقال احمد بن سنان استوطن مرو وذكر بشر بن المحتفر انه كان مع أبيه بخراسان في جيش عبد الرحمن بن سمرة ثم اخرج من طريق عيسى بن موسى غنجار عن عيسى بن عبيد الكندي عن الحسين بن عثمان بن بشر بن المحتفر بن أوس المزني عن أبيه عن جده المحتفر انه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وانهم نحروا البدنة عن سبعة محجن بن الأدرع الأسلمي المدني قال أبو عمر كان قديم الإسلام روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه حنظلة بن علي الأسلمي ورجاء بن أبي رجاء وعبد الله بن شقيق وتقدم له ذكر في ترجمة سكبة الأسلمي ووقع عند أبي احمد العسكري انه سلمي وتعقبوه قال أبو عمر سكن البصرة وهو الذي اختلط مسجدها وعمر طويلا انتهى وفي الصحيح من حديث سلمة بن الأكوع ارموا وانا مع بن الأدرع واخرج البخاري في الأدب المفرد والسنن لأبي داود والنسائي وصحيح بن خزيمة من طريق (6/46)
<47> عبد الله بن بريدة الأسلمي عن حنظلة بن علي عن محجن بن الأدرع قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد الحديث وذكر بن إسحاق في المغازي عن سفيان بن فروة الأسلمي عن أشياخ من قومه من الصحابة قالوا مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتناضل فبينا محجن بن الأدرع يناضل رجلا منا من اسلم قال ارموا بني إسماعيل فان اباكم كان راميا ارموا وانا مع بن الأدرع فألقى نضلة قوسه من يده وقال والله لا أرمي معه وأنت معه فإنه لا يغلب من كنت معه فقال ارموا وانا معكم كلكم قال أبو عمر يقال انه مات في آخر خلافة معاوية محجن بن أبي محجن الديلي قال أبو عمر معدود في أهل المدينة روى عنه ابنه بسر فمالك بقوله بضم الموحدة وسكون المهملة والثوري يقوله بالكسر والمعجمة كالجادة قال أبو عمر والأكثر على ما قال مالك واخرج الموطأ والبخاري في الأدب المفرد والنسائي وابن خزيمة والحاكم من رواية مالك عن زيد بن اسلم عن بسر بن محجن الدئلي عن أبيه انه كان جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن بالصلاة فقام النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع ومحجن في مجلسه الحديث ويقال ان محجنا المذكور كان في سرية زيد بن حارثة الى حسمى في جمادي الأولى سنة ست من الهجرة وجزم بذلك بن الحذاء في رجال الموطأ محدوج بمهملة ساكنة وآخره جيم بن زيد الهذلي ذكره قيس بن الربيع الكوفي في مسنده وروى عن سعد الإسكاف سمعت عطية عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي أخرجه أبو نعيم وقال مختلف في صحبته محربة بمهملة وراء وموحدة بوزن مسلمة بن الرباب الشني قال أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة عبد يغوث بن حداد يقال كان يتكهن وذكر أبو اليقظان انه تنصر في الجاهلية وان الناس سمعوا مناديا في الليل قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم خير أهل الأرض ثلاث رباب الشني وبحيرا الراهب وآخر قال وكان من ولده محربة سمى بذلك لان السلاح حربه لكثرة لبسه إياه وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأرسله الى بن الجلندي صاحب عمان وكان ابنه المثنى بن محربة صاحب المختار وجه به إلى البصرة في عسكر ليأخذها فهزمه عباد بن الحصين محررة بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغير واحد فيمن شهد بدرا وضبطه بن ماكولا بمهملات وزن محمد وذكره الدارقطني مع من اسمه بوزن مقبل كالذين يذكرون بعد هذا محرز بن اسيد بن اخشن بن رياح بن أبي خالد بن ربيعة بن زيد بن عمرو بن سلامة الباهلي له إدراك ذكره أبو بشر الدولابي في الكنى في ترجمة ولده أدهم من رواية أدهم قال أول راية دخلت حمص وركزت حول مدينتها راية ميسرة بن مسروق قال ولقد كانت لأبي امامة راية ولأبي محرز بن اسيد راية قال وكان أبي أول مسلم قتل مشركا بحمص وهو القائل في الخضاب ولما رأيت الشيب شينا لأهله تشيبت وابتعت الشباب بدرهم (6/47)
<48> وكان أدهم من الأمراء الشاميين في وقعة عين الوردة وكان هو البشير بالفتح وهو أول مولود بحمص وأول مولود فرض له بها قلت وقد تقدم انهم ما كانوا يؤمرون في الفتوح الا الصحابة فيكون محرز على هذا من أهل القسم الأول وقد أشرت اليه هناك في القسم الرابع محرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزي بن عبد شمس العبشمي قال البخاري حارثة بن محرز ولم يزد وقال الفاكهي في ولاة مكة ومنهم محرز فذكره قال وكان عاملا لعمر فيما يقال وقال البلاذري ولد حارثة بن ربيعة محرزا أو حريزا أو حرازا واستخلف عتاب بن اسيد محرزا على مكة في سفرة سافرها ومن ولده العلاء بن عبد الرحمن بن محرز كان على ربع من الكوفة أيام بن الزبير وولده بالكوفة في سكة يقال لها سكة بني محرز وقال بن عبد البر ولاه عمر مكة في أول ولاية ثم عزله وقتل في وقعة الجمل محرز بن زهير ويقال بن زهر الأسلمي ذكره البغوي في الصحابة واخرج من طريق سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن أم ولد لمحرز بن زهر رجل من اسلم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال وكنت اسمع محرزا يقول اللهم اني أعوذ بك من زمان الكذابين قال البخاري محرز بن زهير له صحبة وذكر هذا الأثر وتبعه الدارقطني وابن منده وابن عبد البر وقال أبو نعيم الصواب زهر كذا قال والخلاف في اسم أبيه من الرواة عن كثير بن زيد فقال عن سليمان بن حمزة زهر وقال عبد العزيز بن أبي حازم زهير وكذا أخرجه مصعب الزبيري عن بن أبي حازم والله اعلم محرز بن نضلة بن عبد الله بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي أبو نضلة ويعرف بالأخرم ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا وثبت ذكره في حديث سلمة بن الأكوع الطويل عند مسلم وفيه فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر فإذا أولهم الأخرم الأسدي وعلى أثره أبو قتادة قال فاخذت بعنان الخرم فقلت يا أخرم احذرهم لا يقتطعونك قبل ان تلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال يا سلمة ان كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم ان الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة قال فخليت عنه فالتقى هو وعبد الرحمن بن عيينة الفزاري فعقر بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فسقط وتحول على فرس عبد الرحمن ولحق أبو قتادة بعبد الرحمن فطعنه فقتله قلت وكان ذلك في غزوة ذي قرد محرز غير منسوب ذكره بن منده واخرج من طريق إبراهيم بن محمد بن ثابت عن عكرمة بن خالد قال جاءني محرز ذات ليلة فدعونا له بعشاء فقال هل عندك سواك فقلنا ما تصنع به هذه الساعة فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نام ليلة حتى يستن محرش بكسر الراء الثقيلة وضبطه بن ماكولا تبعا لهشام بن يوسف ويحيى بن معين ويقال بسكون الحاء المهملة وفتح الراء وصوبه بن السكن تبعا لابن المديني وهو بن سويد بن عبد الله بن مرة الخزاعي الكعبي عداده في أهل مكة وقال عمرو بن علي الفلاس انه لقى شيخا بمكة اسمه سالم فاكترى منه بعيرا الى منى فسمعه يحدث بحديث محرش فقال هو جدي وهو محرش بن عبد الله الكعبي فقلت له (6/48)
<49> ممن سمعته فقال حدثني به أبي واهلنا وحديثه عند أبي داود والنسائي وغيرهما بسند حسن ولفظه عند النسائي من رواية إسماعيل بن أبي أمية عن مزاحم بن أبي مزاحم عن أبيه عن عبد العزيز بن عبد الله بن اسيد عن محرش الكعبي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الجعرانة ليلا فنظرت الى ظهره كأنه سبيكة فضة فاعتمر واصبح بها كبائت وقال الترمذي بعد ان أخرجه من رواية بن جريج عن مزاحم بلفظ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الجعرانة ليلا معتمرا فدخل مكة ليلا فقضى عمرته ثم خرج من ليلته فأصبح بالجعرانة كبائت فلما زالت الشمس من الغد خرجت في بطن سرف حتى جامع الطريق طريق جمع ببطن سرف فمن أجل ذلك خفيت عمرته للناس قال الترمذي حسن غريب ولا نعرف لمحرش عن النبي صلى الله عليه وسلم غيره محصن بن أبي قيس بن الاسلت الأنصاري ذكره الطبري وقال بن سعد أنبأنا الواقدي عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن محصن بن قيس بن أبي الاسلت محصن بن زرارة اخرج أبو سعيد النقاش في الموضوعات من حديث بن عباس قال قال محصن بن زرارة يا رسول الله انا مؤمن حقا والحديث وهذه القصة معروفة للحارث بن مالك والتعدد محتمل فقد جاء نحو ذلك عن معاذ بن جبل أيضا محصن بن وحوح بن الاسلت بن جشم بن وائل بن زيد الأنصاري الأوسي قال بن الكلبي قتل هو وأخوه حصين بالغدير في وقعة القادسية ولا تثبت لهما صحبة محلم بن جثامة الليثي أخو الصعب بن جثامة تقدم نسبه في ترجمة أخيه وله ذكر في ترجمة عبد الله بن أبي حدرد مضى وفي ترجمة مكيتل الليثي يأتي قال بن عبد البر يقال إنه الذي قتل عامر بن الأضبط وقيل إن محلما غير الذي قتل إنه نزل حمص ومات بها أيام بن الزبير ويقال إنه الذي مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن فلفظته الأرض مرة بعد أخرى قلت جزم بالأول بن السكن محلم آخر ذكر في الذي قبله محلم أبو سكينة يأتي في الكنى بسم الله الرحمن الرحيم ذكر من اسمه محمد محمد بن الأسود بن خلف بن بياضة الخزاعي ذكره خليفة بن خياط وروى له حديث على ذروة كل بعير شيطان وقال البغوي ذكره بعض من ألف في الصحابة ولا يعلم له صحبة ولا رواية وعنى بذلك بن أبي داود وذكره في الصحابة أيضا بن منده وأبو نعيم واستدركه بن فتحون على الاستيعاب وذكره البخاري وابن حبان في التابعين ولكن ذكر البخاري في تاريخه ما يقتضى أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بالغا فأورد من طريق بن المبارك أنبأنا أبو عمر (6/49)
<50> مولى بن أمية حدثني محمد بن أبى سفيان الجمحي حدثنا عمرو بن عبد الله بن صفوان الجمحي حدثني محمد بن الأسود بن خلف بن بياضة الخزاعي قال قال لنا عمرو بن العاص يوم اليرموك فذكر قصته قال البخاري ويقال كان اليرموك سنة خمس عشرة محمد بن الأسود بن خلف بن عبد يغوث القرشي قال البغوي ذكره بعضهم في الصحابة ووجدته يروي عن أبيه وقال البخاري روى بن خيثم عن أبي الزبير عن محمد بن الأسود بن خلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في قريش انتهى وكأنه أشار إلى ما أخرجه الباوردي من هذا الوجه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر على عثمان بن عيد الله التيمي مقبلا فقال لعنه الله إنه كان يبغض قريشا وقد تقدم ذكر أبيه وروايته عنه محمد بن أنس بن فضاله بن عبيد بن يزيد بن قيس بن ضبيعة بن الأصرم بن جحجى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ذكره البخاري في الصحابة وقال قال لي يحيى بن موسى عن يعقوب بن محمد أنبأنا إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس الظفري حدثني جدي عن أبيه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا بن أسبوعين فأتى بي إليه فمسح برأسي وحج بي حجة الوداع وأنا بن عشر سنين وقال دعا لي بالبركة وقال سموه باسمي ولا تكنوه بكنيتي قال يونس ولقد عمر أبي حتى شاب كل شيء منه ومات وما شاب موضع يد النبي صلى الله عليه وسلم من رأسه وكذا أخرجه مطين عن أبي أمية الطرطوسي وعن يعقوب بن محمد هو الزهري به واختصره بن أبي حاتم فقال محمد بن أنس بن فضالة قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا بن أسبوعين وأخرجه أبو علي بن السكن مطولا من وجه آخر عن يعقوب بن محمد بهذا السند لكن قال محمد بن فضالة فنسب محمد إلى جده قال بن شاهين سمعت عبد الله بن سليمان بن الأشعث يقول محمد بن أنس بن فضالة هو الذي كان تصدق النبي صلى الله عليه وسلم بماله الذي كان في بني ظفر فأشار بذلك إلى ما أخرجه بن أبي داود وابن منده من طريق سفيان بن حمزة عن عمرو بن أبي فروة عن مشيخة أهل بيته قال قتل أنس بن فضالة يوم أحد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بمحمد بن أنس بن فضالة فتصدق عليه بعذق لا يباع ولا يوهب الحديث قال بن منده لا يروي إلا بهذا الإسناد وقال البخاري أيضا قال أبو كامل عن فضيل بن سليمان عن يونس بن محمد عن فضالة عن أبيه وكان أبوه ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وجده إن النبي النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في بني ظفر ووصله البغوي عن أبي كامل وهو فضيل بن حسين والصلت بن مسعود كلاهما عن فضيل بن سليمان بهذا وزاد فجلس على صخرة ومعه بن مسعود ومعاذ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قارئا فقرأ حتى إذا بلغ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا الآية بكى حتى اضطرب لحياه وقال رب على هؤلاء شهدت فكيف بمن لم أره وهكذا أخرجه بن شاهين عن البغوي وقال قال البغوي لا أعلم روى محمد بن فضالة غير هذا الحديث وفرق البغوي وابن شاهين وابن قانع وغيرهم بين محمد بن أنس بن فضالة وبين محمد بن فضالة والراجح أنهما واحد لكن قال بن (6/50)
<51> شاهين سمعت عبد الله بن سليمان يعني بن أبي داود ويقول شهد محمد بن أنس بن فضالة فتح مكة والمشاهد بعدها والله أعلم محمد بن بديل بن ورقاء الخزاعي تقدم نسبه في ترجمة والده وأخرج الحديث في مقدمة تاريخه من طريق الأجلح بن عبد الله سمعت زيد بن علي وعبد الله بن حسن وجعفر بن محمد يذكر كل واحد منهم عن آبائه وعمن أدرك من أهله وغيرهم أنهم سموا له من شهد مع علي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قال وعبد الله بن بديل بن ورقاء ومحمد بن بديل بن ورقاء الخزاعيان قتلا بصفين وهما رسولا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن قلت والراوي عن الأجلح غياث بن إبراهيم وهو ساقط نسب إلى وضع الحديث محمد بن بشر الأنصاري بكسر الموحدة وسكون المعجمة يأتي في الذي بعده محمد بن بشير بوزن عظيم الأنصاري ذكره البخاري في الصحابة وأخرج من طريق زخر بفتح الزاي وسكون المعجمة بن حصن حدثني جدي حميد بن منهب حدثني خريم بن حارثة بن لام الطائي قال اقتتلنا يوم الحرة فكان أول من تلقاني الشيماء بنت بقيلة الأزدية فتعلقت بها فقلت هذه وهبها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني خالد عليها بالبينة فأتيته بها وهي محمد بن سلمة ومحمد بن بشير الأنصاري فسلمها إلي وأخرجه بن منده بطوله من هذا الوجه وقال لا يعرف إلا بهذا الإسناد تفرد به زكريا بن يحيى عن زخر قلت وقد تقدم بطوله في ترجمة خريم بن أوس وأخرج البغوي وابن شاهين وابن يونس وابن منده من طريق سلمة بن شريح عن يحيى بن محمد بن بشير الأنصاري عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد الله بعبد هوانا أنفق ماله في البنيان فقال قال ولا أعلم روى محمد بن بشير غيره وأخرجه بن حبان من هذا الوجه وقال هذا مرسل وشك في صحبته بن يونس فقال يقال له صحبة وقد ذكر في أهل مصر وليس هو بالمعروف فيهم وله بمصر حديث فذكر الحديث وذكره محمد بن الربيعة الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر ولم يذكر له حديثا وذكره بن عبد البر فقال محمد بن بشير الأنصاري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه يحيى زعم بعضهم أن حديثه مرسل كذا ذكره محمد بن بشر بكسر الموحده وسكون المعجمة وتبع في ذلك بن أبي حاتم فإنه ذكره فيمن اسم أبيه بشر مع محمد بن بشر العبدي ولكن ذكره بوزن عظيم جميع من تقدم محمد بن جابر بن عراب بن عوف بن ذؤالة بن شبوة بن ثوبان بن عبس بن غالب العكي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر ذكروه في كتبهم ذكره بن يونس وأورده بن منده عنه مختصرا محمد بن الجد بن قيس الأنصاري ذكره بن القداح وقال سماه النبي صلى الله عليه وسلم محمدا وشهد معه فتح مكة حكاه بن أبي داود عنه وأخرجه بن شاهين واستدركه أبو موسى وذكر محمد بن حبيب في كتابه المحبر أنه أول من سمى محمدا في الإسلام من الأنصار وفي الإكليل (6/51)
<52> للحاكم إن معاذ بن جبل كان من بني سعد بن علي بن أسد بن ساردة إنما صار في بني سلمة لأن فلان بن محمد بن الجد بن قيس وهو من بني سلمة كان أخاه من أمه انتهى وهذا يدل على قدم زمان محمد بن الجد بن قيس فيؤيد ما قاله القداح محمد بن حارثة ذكره بن حبان في الصحابة وقال يقال إن له صحبة محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أخو عبد الله وعون ذكره بن حبان والبغوي وابن شاهين وابن حبان وغيرهم في الصحابة وقال محمد بن حبيب في المحبر هو أول من سمي محمد في الإسلام من المهاجرين وقال الدارقطني ولد بأرض الحبشة وقال بن منده وابن عبد البر ولد علي عهد النبي صلى الله عليه وسلم آله وسلم وذكر أبو عمر عن الواقدي أنه كان يكنى أبا القاسم وأنه تزوج أم كلثوم بنت علي بعد عمر قال واستشهد بتستر وقيل إنه عاش إلى أن شهد صفين مع علي قال الدارقطني في كتاب الإخوة يقال إنه قتل بصفين اعترك هو وعبيد الله بن عمر بن الخطاب فقتل كل منهما الآخر وذكر المرزباني في معجم الشعراء أنه كان مع أخيه محمد بن أبي بكر بمصر فلما قتل اختفى محمد بن جعفر فدل عليه رجل من عك ثم من غافق فهرب إلى فلسطين وجاء إلى رجل من أخواله من خثعم فمنعه من معاوية فقال في ذلك شعرا وهذا محقق يرد قول الواقدي إنه استشهد بتستر محمد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح أبو القاسم القرشي الجمحي وقيل أبو إبراهيم وقيل أبو وهب أمه أم جميل بنت المجلل العامرية يقال إنه ولد بأرض الحبشة وهاجر أبواه ومات أبوه بها فقدمت به أمه إلى المدينة مع أهل السفينين فروى عبد الله بن الحارث بن محمد بن حاطب عن أبيه عن جده قال لما قدمنا من أرض الحبشة خرجت بي أمي يعني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله هذا بن أخيك وقد أصابه هذا الحرق من النار فادع الله له الحديث ورواه أيضا عبد الرحمن بن عثمان بن محمد الحاطبي عن أبيه عن جده أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والبغوي وفيه أن أمه قالت يا رسول الله هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمع بك قالت فمسح على رأسك وتفل في فيك ودعا لك بالبركة وأخرج بن أبي خيثمة عن محمد بن سلام الجمحي قال وحدثني بعض أصحابنا قال هو أول من سمي في الإسلام محمدا ولد بأرض الحبشة وأرضعته أسماء بنت عميس مع ابنها عبد الله بن جعفر وأرضعت أم محمد عبد الله بن جعفر فكانا يتواصلان على ذلك حتى ماتا وقال بن شاهين سمعت البغوي يقول هو أول من سمي في الإسلام محمدا قال وكان يكنى أبا القاسم وجزم بن سعد بأن كنيته أبو إبراهيم وقال الهيثم مات في ولاية بشر على العراق وقال غيره سنة أربع وسبعين وأخرج من طريق أبي مالك الأشجعي قال قال لي بن حاطب خرج حاطب وجعفر إلى النجاشي فولدت أنا في تلك السفينة قلت والذي اشتهر أنه ولد بأرض الحبشة محمول على المجاز لأنه ولد قبل أن يصلوا إليها وقد روى محمد بن حاطب عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أمه وعن علي روى عنه أولاده إبراهيم وعمر والحارث وأبو بلج وأبو مالك الأشجعي وهو بن محمد وسماك بن حرب وغيرهم وقيل مات سنة ست وثمانين (6/52)
<53> محمد بن حبيب النضري بالنون ويقال المصري بكسر الميم وهو الأشهر ووقع عند أبي عمر بضم الميم وفتح الضاد المعجمة وقد قال بن منده لا يعرف في الشاميين ولا في المصريين ذكره في الصحابة وأخرج البغوي وغيره من طريق الوليد بن سليمان عن بسر بن عبيد الله عن بن محيريز عن عبد الله بن السعدي عن محمد بن حبيب قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله إن رجالا يقولون قد انقطعت الهجرة فقال لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار وقال البغوي رواه غير واحد عن بن محيريز عن عبد الله بن السعدي أن النسائي أخرجه من طريق أبي إدريس عن عبد الله بن السعدي ليس فيه محمد بن حبيب محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي أبو القاسم ولد بأرض الحبشة وكان أبوه من السابقين الأولين وهو مشهور بكنيته واختلف في اسمه كما سيأتي في الكنى وأمه سهلة بنت سهيل بن عمرو العامرية قال بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة ولد محمد بن أبي حذيفة بأرض الحبشة وكذا قال بن إسحاق والواقدي وابن سعد وذكره الواقدي فيمن كان يكنى أبا القاسم واسمه محمد من الصحابة واستشهد أبوه أبو حذيفة باليمامة فضم عثمان محمدا هذا إليه ورباه فلما كبر واستخلف عثمان استأذنه في التوجه إلى مصر فأذن له فكان من أشد الناس تأليبا عليه ذكر أبو عمر الكندي في أمراء مصر أن عبد الله بن سعد أمير مصر لعثمان كان توجه إلى عثمان لما قام الناس عليه فطلب أمراء الأمصار فتوجه إليه وذلك في رجب سنة خمس وثلاثين واستناب عقبة بن عامر وفي نسخة بن مالك فوثب محمد بن أبي حذيفة على عقبة فأخرجه من مصر وذلك في شوال منها ودعا إلى خلع عثمان وأسعر البلاد وحرض الناس على عثمان وأخرج من طريق الليث عن عبد الكريم بن الحارث الحضرمي أن بن أبي حذيفة كان يكتب الكتب على ألسنة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الطعن على عثمان كان يأخذ الرواحل فيحصرها ثم يأخذ الرجال الذين يريد أن يبعث بذلك معهم فيجعلهم على ظهور بيت في الحر فيستقبلون بوجوههم الشمس ليلوحهم تلويح المسافر ثم يأمرهم أن يخرجوا إلى طريق المدينة ثم يرسلوا رسلا يخبروا بقدومهم فيأمر بتلقيهم فإذا أتوا الناس قالوا لهم ليس عندنا خبر الخبر في الكتب فيتلقاهم بن أبي حذيفة ومعه الناس فيقول لهم الرسل عليكم بالمسجد فيقرأ عليهم الكتب من أمهات المؤمنين إنا نشكو إليكم بأهل الإسلام كذا وكذا من الطعن على عثمان فيضج أهل المسجد بالبكاء والدعاء ثم روى من طريق بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال بايع أهل مصر محمد بن أبي حذيفة بالإمارة إلا عصابة منهم معاوية بن حديج وبسر بن أرطاة فقدم عبد الله بن سعد حتى إذا بلغ القلزم وجد هناك خيلا لابن أبي حذيفة فمنعوه أن يدخل فانصرف إلى عسقلان ثم جهز بن أبي حذيفة الذين ثاروا على عثمان وحاصروه إلى أن كان من قتله ما كان فلما علم بذلك من امتنع من مبايعة بن أبي حذيفة اجتمعوا وتبايعوا على الطب بدمه فسار بهم معاوية بن حديج إلى الصعيد فأرسل إليهم بن أبي حذيفة جيشا آخر فالتقوا فقتل قائد الجيش ثم كان من مسير معاوية بن (6/53)
<54> أبي سفيان إلى مصر لما أراد المسير إلى صفين فرأى ألا يترك أهل مصر مع بن أبي حذيفة خلفه فسار إليهم في عسكر كثيف فخرج إليهم بن أبي حذيفة في أهل مصر فمنعوه من دخول الفسطاط فأرسل إليهم إنا لا نريد قتال أحد وإنما نطلب قتلة عثمان فدار الكلام بينهم في الموادعة واستخلف بن أبي حذيفة على مصر الحكم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف وخرج مع جماعة منهم عبد الرحمن بن عديس وكنانة بن بشر وأبو شمر بن أبرهة بن الصباح فلما بلغوا به غدر بهم عسكر معاوية وسجنوهم إلى أن قتلوا بعد ذلك وذكر أبو أحمد الحاكم أن محمدا بن أبي حذيفة لما ضبط مصر وأراد معاوية الخروج إلى صفين بدأ بمصر أولا فقاتله محمد بن أبي حذيفة بالعريش إلى أن تصالحا وطلب منه معاوية ناسا يكونون تحت يده رهنا ليأمن جانبهم إذا خرج إلى صفين فأخرج محمد رهنا عدتهم ثلاثون نفسا فأحيط بهم وهو فيهم فسجنوا وقال أبو أحمد الحاكم خدع معاوية محمد بن أبي حذيفة حتى خرج إلى العريش في ثلاثين نفسا فحاصره ونصب عليه المنجنيق حتى نزل على صلح فحبس ثم قتل وأخرج بن عائذ من طريق بن لهيعة عن يزيد بن حبيب قال فرقهم معاوية بصفين فسجن بن أبي حذيفة ومن معه في سجن دمشق وسجن بن عديس والباقين في سجن بعلبك وأخرج يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق بن المبارك عن حرملة بن عمران عن عبد العزيز بن عبد الملك السليحي حدثني أبي قال كنت مع عقبة بن عامر قريبا من المنبر فخرج بن أبي حذيفة فحطب الناس ثم قرأ عليهم سورة وكان قارئا فقال عقبة صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرأن القرآن ناس لا يجاوز تراقيهم فسمعه بن أبي حذيفة فقال إن كنت صادقا إنك لمتهم وأخرج البغوي من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب قال كان رجال من الصحابة يحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقتل بجبل الخليل والقطران من أصحابي أو من أمتي ناس فكان أولئك النفر الذين قتلوا مع محمد بن أبي حذيفة هناك ورواه أبو عمر الكندي من وجه آخر عن الليث قال قال محمد بن أبي حذيفة هذه الليلة التي قتل فيها عثمان فإن يكن القصاص بعثمان فسيقتل في غد فقتل في الغد وذكر خليفة بن خياط في تاريخه أن عليا لما ولي الخلافة أقر محمد بن أبي حذيفة على إمرة مصر ثم ولاها محمد بن أبي بكر واختلف في وفاته فقال بن قتيبة قتله رشدين مولى معاوية وقال بن الكلبي قتله مالك بن هبيرة السكوني محمد بن حزم الأنصاري ذكره البغوي وقال ذكره البخاري فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف وكذا قال بن شاهين لم يزد وقال أبو نعيم ذكره أبو العباس الهروي في المحمدين في الصحابة وذكر روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليكمل أمتي يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها وخيرها وقال بن منده محمد بن حزم تابعي روى عنه قتادة ولا يعرف وقال بن الأثير الذي لا يعرف محمد بن عمرو بن حزم الآتي فلعله نسب إلى جده محمد بن حطاب بن الحارث بن معمر الجمحي بن عم محمد بن حاطب تقدم نسبه قريبا قال بن عبد البر ولد أيضا بأرض الحبشة وقيل قبل الهجرة إلى أرض الحبشة فهو أسن من محمد بن حاطب كذا قال وقد تقدم أن محمد بن حاطب أول من سمي محمدا في الإسلام من المهاجرين فيكون أسن (6/54)
<55> وأخرج أحمد من طريق عثمان بن محمد عن أم محمد بن حاطب أنها لما أحضرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ابنها قالت هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمي باسمك وقد تقدم في ترجمة محمد بن حاطب وأخرج أبو الفرج الأصبهاني من وجهين عن عبد الملك بن عمير قال أتى عمر بن الخطاب بحلل فقال علي بالمحمدين فأتى بمحمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر ومحمد بن طلحة ومحمد بن عمرو بن حزم ومحمد بن حاطب وابن عمه محمد بن حطاب وكلهم سماه النبي صلى الله عليه وسلم محمدا فذكر قصته فإن كان محفوظا حمل على المجاز أي أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرهم على ذلك محمد بن خليفة بن عامر قال بن القداح شهد الفتح وكان اسمه عبد مناة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم محمدا أخرجه بن شاهين عن بن أبي داود عنه محمد بن أبي دزة الأنصاري قال بن القداح صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مكة ذكره بن شاهين أيضا عن أبي داود عنه محمد بن ركانة بن عبد يزيد المطلبي القرشي يأتي في القسم الأخير إن شاء الله تعالى محمد بن زيد قال بن منده أخرجه أبو حاتم الرازي في الوحدان وهو وهم ثم أخرج من طريقه بسند له إلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن محمد بن زيد قال أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحم صيد فأبى أن يأكله قال وهذا رواه قيس بن سعد عن عطاء عن بن عباس قلت أخرجه أبو داود والنسائي من طريق حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن عطاء عن بن عباس عن زيد بن أرقم وأكثر الطبراني من تخريج طرقه وقال بن أبي حاتم عن أبيه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر هذا الحديث روى عن عطاء بن أبي رباح وكذا قال بن عبد البر وهو على الاحتمال لجواز التعدد مع بعده بقرينة كثرة خطأ محمد بن عبد الرحمن محمد بن أبي سفيان له ذكر في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم للداريين ذكره بن منده من رواية سعيد بن زياد عن آبائه عن أبي هند الداري في قصة إسلامه وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب له الكتاب الذي طلبه وذكر فيه شهادة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومحمد بن أبي سفيان وقد تعقبه أبو نعيم بأن الصواب في هذا معاوية بن أبي سفيان لا محمد قلت هو على الاحتمال أيضا محمد بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي قال بن حبان له صحبة وقال البغوي ذكره بعض من ألف في الصحابة وأنكر عليه حكاه بن شاهين عن البغوي محمد بن سليمان بن رفاعة بن خليفة بن أبي كعب قال بن القداح شهد أحدا وحضر فتح العراق وقتل يوم صفين ذكره بن شاهين عن بن أبي داود عن بن القداح محمد بن صفوان الأنصاري من بني مالك بن الأوس ذكر ذلك العسكري وقيل فيه صفوان بن محمد والأول أصوب وأخرج أحمد وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم في صحيحيهما من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأرنبين ذبحهما بمروة على الشك وأخرجه علي بن عبد العزيز في مسنده من رواية حماد بن سلمة عن داود فقال عن محمد بن صفوان بالجزم (6/55)
<56> وكذا أخرجه البغوي من طريق شعبة ومن طريق عبدة بن سليمان وحكى بن شاهين عن البغوي أنه الراجح وقال لا أعلم لمحمد بن صفوان غيره محمد بن صيفي بن أمية بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قال بن القداح له صحبة ذكره بن شاهين عن أبي داود وقال أبو عمر لا رؤية له وفي صحبته نظر وهو سبط خديحة بنت خويلد أمه هند بنت عتيق بن عامر بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها خديجة وعابد بالموحدة والدال المهملة قلت ذكر الزبير بن بكار ما يقوي قول بن القداح فإنه لما ذكر أباه قال كان له رفاعة وبه كان يكنى وصيفي بن أمية قتل يوم بدر انتهى ومن يقتل أبوه ببدر وهي في السنة الثانية من الهجرة يكون أدرك من العهد النبوي ثمان سنين فأكثر فلا يسمى محمدا إلا وقد أسلم أبوه وأمه فلعله ولد بعد قتل أبيه وأسلمت أمه فسمته محمدا أو بعض أهله إن كانت أمه ماتت قبل تسميته محمد بن صيفي بن سهل بن الحارث الخطبي الأنصاري نسبه هشيم في روايته عن حصين عن الشعبي عنه حديثا مرفوعا في صوم يوم عاشوراء ويقال إنه نزل الكوفة وأخرج له أحمد والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة والحاكم في صحيحها من طريق حصين عن الشعبي عن محمد بن صيفي في صوم يوم عاشوراء وسنده صحيح وأخرج البغوي من طريق الأعمش وغيره عن الشعبي عن محمد بن صيفي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرنبين الحديث وقال البغوي هذا وهم والصواب محمد بن صفوان يعني كما تقدم في الذي قبله محمد بن ضمرة بن الأسود بن عباد بن غنم بن سواد ذكر بن القداح أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه محمدا وشهد فتح مكة أخرجه بن شاهين عن أبي داود عنه محمد بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي تقدم نسبه في ترجمة أبيه أحد العشرة ذكره البخاري في الصحابة وقالوا ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج البخاري والبغوي والطبراني وغيرهم من طريق هلال الوزان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نظر عمر إلى عبد الحميد يعني بن زيد بن الخطاب وكان اسمه محمدا ورجل يقول له فعل الله يا محمد وفعل فقال له عمر لا أرى محمدا يسب بك والله لا يدعى محمدا أبدا ما دمت حيا فسماه عبد الرحمن وأرسل إلى بني طلحة وهم سبعة وسيدهم وكبيرهم محمد لتغيير أسمائهم فقال له محمد أذكرك الله يا أمير المؤمنين فوالله لمحمد صلى الله عليه وسلم سماني محمدا فقال عمر قوموا فلا سبيل إلى تغيير شيء سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج بن منده من طريق يوسف بن إبراهيم الطلحي عن أبيه إبراهيم بن محمد أن طلحة قال سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابني محمدا وكناه أبا القاسم وأخرج الزبير بن بكار من طريق راشد بن حفص الزهري قال أدرك أربعة من أبناء الصحابة كل منهم يسمى محمدا ويكنى أبا القاسم بن أبي بكر وابن علي وابن سعد وابن طلحة وأخرج بن قانع وابن السكن وابن شاهين من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن ظئر محمد بن طلحة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمحمد بن طلحة حين ولد ليحنكه ويدعو له وكان يفعل ذلك بالصبيان فقال لعائشة من (6/56)
<57> هذا قالت محمد بن طلحة فقال هذا سميي هذا أبو القاسم ومن طريق محمد بن زيد بن المهاجر عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال لما ولدت حمنة بنت جحش محمد بن طلحة جاءت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه محمدا وكناه أبا سليمان وأخرجه بن منده من وجه آخر عن إبراهيم بن محمد عن طلحة عن أبيه أنه ذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد فسماه محمدا وقال هو أبو سليمان لا أجمع له بني اسمي وكنيتي وقال بن منده المشهور الأول وكان محمد كثير العبادة وكان يقال له السجاد وأخرج البغوي من طريق حصين بن عبد الرحمن عن أبي جميلة الطهوي قال لما كان يوم الجمل قال محمد بن طلحة لعائشة يا أم المؤمنين قالت كن كخير ابني آدم قال فأغمد سيفه وكان قد سله ثم قام حتى قتل قال البغوي قال غيره قتله شريع بن أوفى فمر به علي فقال هذا السجاد قتله بره بأبيه وكان ذلك في سنة ست وثلاثين واختلف في اسم قاتله وذكر البخاري في تفسير غافر تعليقا ما يقوى ما قال البغوي أن اسم قاتله شريح بن أبي أوفى يذكرني حم والرمح شاجر فهلا تلا حم قبل التقدم وهي أبيات أولها وأشعث قوام بآيات ربه قليل الأذى فيما ترى العين مسلم قال بن عبد البر وقيل اسم قاتله كعب بن مدلج وقيل شداد بن معاوية وقيل عصام بن مقشعر وقيل الأشتر وقيل عبد الله بن مكعبر وقيل غير ذلك وقد ذكرتها منسوبة لقائلها في فتح الباري محمد بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري قال بن منده له ذكر في حديث وأبوه صحابي شهير استشهد ببئر معونة وذكر بن القداح أنه شهد بيعة الرضوان وما بعدها وأورد بن منده بسند له أن بن عمر شهد جنازته فكان بين عمودي سريره وذكره بن شاهين عن بن أبي داود فيمن شهد بيعة الرضوان قلت وذلك قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ست سنين فكأنه لم يقف على كلام بن أبي داود فإن بيعة الرضوان كانت سنة الهجرة فأقل ما يكون سن من شهدها يزيد على خمس عشرة فهو صحابي لا محالة وإن لم يثبت شهود بيعة الرضوان يكون من أجل تاريخ موت والده أدرك من الحياة النبوية ست سنين أو يزيد وقال بن منده أيضا له ذكر في حديث ثم أورد من طريق عثمان بن عتبة بن عويم بن ساعدة قال كان عبد الله بن عمر شهد محمد بن عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح بين عمودي سريره كأني أنظر إلى صفرة لحيته قلت قال بن الأثير استدركه أبو موسى وقد ذكره بن منده ولا وجه لاستدراكه قلت إنما ذكره مضموما إلى خمسة كل منهم اسمه محمد ذكرهم بن شاهين فحكى أبو موسى كلامه لكنه لم ينبه على أن بن عاصم غير داخل في استدراكه محمد بن عباس بن نضلة تقدم نسبه في ترجمة أبيه قال بن القداح سماه النبي صلى الله عليه وسلم محمدا وشهد فتح مكة أخرجه بن شاهين عن بن أبي داود عنه محمد بن عبد الله بن أبي الأنصاري الخزرجي ولد رئيس الخزرج المشهور بالنفاق تقدم نسبه في ترجمة أخيه عبد الله بن عبد الله ذكره بن منده في الصحابة وأخرج من طريق راشد الحماني (6/57)
<58> عن ثابت البناني عن محمد بن عبد الله بن أبي بن سلول قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر الأنصار إن الله عز وجل قد أحسن عليكم الثناء في الطهور فكيف تصنعون قلنا يا رسول الله كان فينا أهل الكتاب فكان أحدهم إذا جاء من الغائط غسل بالماء طرفيه فغسلنا فقال وإن الله أحسن عليكم الثناء الحديث قال بن منده غريب لا يعرف إلا من حديث جعفر بن عبد الله السالمي عن الربيع بن بدر عن جعفر وأن الثلاثة ضعفاء قال وروى من حديث عبد الله بن سلام ومن حديث محمد بن عبد الله بن سلام ورجح أبو نعيم هذه الرواية فقال وهم فيه جعفر والصواب محمد بن عبد الله بن سلام قلت وهو على الاحتمال في تعدد القصة محمد بن عبد الله بن جحش الأسدي تقدم نسبه في ترجمة أبيه وهو بن أخي زينب أم المؤمنين ولأمه فاطمة بنت أبي حبيش صحبة وذكر الواقدي أنه ولد قبل الهجرة بخمس سنين وحكاه الطبري فقال فيما قيل قال البخاري له صحبة وقال بن حبان سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج الزبير بن بكار من طريق محمد بن أبي يحيى حدثني أبو كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش وكانت له صحبة فذكر الحديث في التشديد في الدين وفي فضل الجماع وأخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والبغوي وغيرهم وفي رواية بعضهم كنا جلوسا في موضع الجنائز مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرح بعضهم بقوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومداره على العلاء بن عبد الرحمن عن أبي كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش عنه وأخرج حديثه في ستر العورة أحمد والنسائي وابن ماجة وعلقه البخاري وصححه الحاكم وقال بن سعد يكنى أبا عبد الله قتل أبوه بأحد فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فاشترى له مالا بخيبر وأقطعه دارا بالمدينة وأخرج البغوي من طريق علي بن زيد عن أنس عن سعيد بن المسيب أن عمر كتب أبناء المهاجرين ممن شهد بدرا في أربعة آلاف منهم محمد بن عبد الله بن جحش محمد بن عبد الله بن أبي سعد المذحجي ثم الحكمي ذكر الزبير بن بكار أن أمه آمنة بنت عفان أخت عثمان وأمها أروى بنت كريز أسلمتا معا وسيأتي ذكرهما ولم يذكروا عبد الله في الصحابة فكأنه مات قبل الفتح فيكون ابنه من أهل هذا القسم أو الذي بعده محمد بن عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي ذكره البخاري في الصحابة وقال بن حبان يقال له صحبة وقال بن شاهين قال بن أبي داود روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا وقال بن منده رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وقال أبو عمر له رؤية ورواية محفوظة وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو بكر بن أبي شيبة وابن قانع والبغوي والطبراني وابن منده من طريق مالك بن مغول عن سيار عن شهر بن حوشب عن محمد بن عبد الله بن سلام قال قدم علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي أثنى الله عليكم فيه رجال يحبون أن يتطهروا قال نستنجي بالماء وأخرجه البغوي عن أبي هشام الرفاعي عن يحيى بن آدم عن مالك بن مغول كذلك لكن قال فيه لا أعلمه إلا عن أبيه قال أبو هشام وكتبته من أصل كتاب يحيى بن آدم ليس فيه عن أبيه وقال البغوي حدث به الفريابي عن مالك بن مغول عن سيار عن شهر عن محمد عن النبي صلى الله (6/58)
<59> عليه وسلم لم يذكر أباه وقال بن منده رواه داود بن أبي هند عن شهر مرسلا لم يذكر محمدا ولا أباه ورواه سلمة بن رجاء عن مالك بن مغول فزاد فيه عن أبيه وقال أبو زرعة الرازي الصحيح عندنا عن محمد ليس فيه عن أبيه والله أعلم محمد بن عبد الله غير منسوب ذكره الباوردي وأورد له من طريق حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن محمد بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة تأكل بشمالها فقال لا تأكلي بها ولا تشربي بها وهذا يحتمل أن يكون ولد بن سلام محمد بن عبد الله بن مجدعة الأنصاري ذكر بن القداح أنه شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها وكان في الحرس يوم بني قريظة وأورده بن شاهين عن بن أبي داود عنه محمد بن أبي عبس بن جبر الأنصاري أبوه مشهور في الصحابة وأما هو فذكره بن منده فقال ذكره بن منيع والحديث عن أبيه كذا اختصره وأشار إلى ما أخرجه البغوي من طريق محمد بن طلحة التيمي عن محمد بن أبي عبس بن جبر عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لي بابن الأشرف فقال محمد بن سلمة أنا الحديث في قصة قتل كعب بن الأشرف وأشار بن منده إلى أن الضمير في قوله عن جده لأبي عبس بن محمد فيكون الحديث لأبي عبس بن جبر لا لولده محمد ولكن قد ذكره بن شاهين عن بن أبي داود عن بن القداح أن محمدا شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها محمد بن عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي كان أبوه من السابقين وقد تقدم وهو أحد الثلاثة الذين بارزوا يوم بدر ومات من الضربة التي ضربها يومئذ فأما محمد فذكره البلاذري وغيره في أولاد عبيدة محمد بن عثمان بن بشر بن عبيد بن دهمان بن يسار بن مالك بن حطيط الثقفي ذكر الزبير بن بكار أن أمه ريحانة بنت أبي العاص بن أمية بن أخت الحكم والد مروان ولم أر لوالده ذكرا في الصحابة وكأنه مات قبل الفتح وأسلمت أمه فلذلك سمي محمدا وقد تقدم محمد بن عبد الله بن أبي سعد المذحجي وقصته تشبه هذه القصة وأم هذا خالة أم ذاك محمد بن عدي بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد المنقري ذكره بن سعد والبغوي والباوردي وابن السكن وغيرهم في الصحابة وقال بن سعد عداده في أهل الكوفة وقال بن شاهين له صحبة وأورد من طريق العلاء بن ال فضل بن أبي سوية المنقري حدثني أبي الفضل بن عبد الملك عن أبيه عبد الملك بن أبي سوية عن أبيه أبي سوية عن أبيه خليفة بن عبدة المنقري قال سألت محمد بن عدي بن ربيعة كيف سماك أبوك في الجاهلة محمدا قال أما إني سألت أبي عما سألتني عنه فقال خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم وسفيان بن مجاشع ويزيد بن عمرو بن ربيعة بن حرقوص بن مازن وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر نريد بن جفنة الغساني بالشام فلما وردنا بالشام ونزلنا على غدير وعليه سمرات وقربه قائم الديراني فقلنا لو اغتسلنا من هذا الماء وادهنا ولبسنا ثيابنا ثم أتينا صاحبنا ففعلنا فأشرف علينا الديراني فقال إن هذه للغة قوم ما هي بلغة أهل هذا البلد فقلنا نحن قوم من مضر قال من أي (6/59)
<60> المضائر قال قلنا من خندف فقال أما إنه سيبعث منكم وشيكا نبي فسارعوا إليه وخذوا حظكم منه ترشدوا فإنه خاتم النبيين فقلنا ما اسمه قال محمد فلما انصرفنا من عند بن جفنة ولد لكل واحد منا غلام فسماه محمدا لذلك وأخرجه أبو نعيم من طريق أبي بكر بن خزيمة حدثني صالح بن مسمار إملاء حدثنا العلاء بن الفضل قال أبو نعيم وحدثناه عاليا الطبراني حدثنا العلاء قلت هو في المعجم الأوسط ولم يذكره في المعجم الكبير وقد أنكر بن الأثير على بن منده إخراج محمد بن عدي في الصحابة ولا إنكار عليه لأن سياقه يقتضي أن لمحمد بن عدي صحبة بخلاف محمد بن سفيان بن مجاشع فقد أنكر أبو موسى على أبي نعيم ذكره وألزمه بذكر محمد بن أسامة ومحمد بن يزيد بن ربيعة فإنه ليس في حديث أحد منهم أنه بقي إلى العهد النبوي محمد بن عقبة بن أحيحة الأنصاري ذكر ذلك البلاذري فيمن سمي محمدا في الجاهلية وقد ذكر أبو موسى عن بعض الحفاظ أنه عده فيمن سمي محمدا قبل البعثة وقد تقدم ذكر محمد بن أحيحة فما أدري هو هذا أو عمه ثم رأيت في رجال الموطأ لأبي عبد الله محمد بن يحيى الحذاء عقب ما نقلته عنه في ترجمة أحيحة بن الجلاح قال ولأحيحة بن يسمى عقبة ولعقبة بن يسمى محمدا ولمحمد بنت هي والدة فضالة بن عبيد الصحابي المشهور ولمحمد بن يسمى المنذر استشهد يوم بئر معونة فالظاهر أن محمد بن عقبة مات قبل الإسلام فالله أعلم محمد بن علبة القرشي ذكره عبد الغني بن سعيد وقال له صحبة وضبط أباه بضم المهملة وسكون اللام بعدها موحدة وتبعه بن ماكولا وأخرج بن منده من طريق عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران عن هبيب بموحدتين مصغرا بن مغفل بضم الميم وسكون المعجمة وفاء مكسورة وبعدها لام أنه رأى محمد بن علبة القرشي يجر إزاره فنظر إليه هبيب فقال أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للأعقاب من النار وهذا الحديث صحيح السند وهبيب صحابي معروف بهذا الحديث وأخرجه أحمد من هذا الوجه لكن لفظه عن هبيب أنه رأى محمدا القرشي يجر إزاره فنظر إليه وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث كذا عنده سمعت بلفظ المثناة وله فيه قصة أخرجه بن يونس من وجه آخر عن أبي يزيد أن أبا عمران أخبره قال بعثني سلمة بن مخلد إلى صاحب الحبشة فلما حضرت بالباب وجدت هبيب بن مغفل صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ومحمد بن علبة القرشي فأذن لمحمد فقام يجر إزاره فنظر إليه هبيب فقال سمعت فذكره وهكذا أخرجه النسائي من وجه آخر عن يزيد بالحديث دون القصة ولم أر عند أحد ممن أخرجه بلفظ أما سمعت بزيادة أما التي للاستفهام وسمعت بفتح التاء وجوز بعض المؤلفين في الصحابة أنها كانت أنا بنون بدل الميم واعتمد بن منده على الرواية التي وقعت له حيث ذكر محمد بن علبة في الصحابة ولعل ذلك مستند عبد الغني بن سعيد أيضا وأخرج أبو نعيم الحديث من طريق مسند أحمد وقال ظن بعض المتأخرين أن ذكر هبيب لمحمد يقتضي صحبته ولو كان يعد من يجالس صحابيا أو يخالطه الصحابي صحابيا لكثر هذا النوع وتعقبه بن الأثر فأقام عذر بن منده قلت وأبو نعيم لم يتأمل سياق بن منده الذي يؤخذ منه أن لمحمد صحبة وتكلم (6/60)
<61> على السياق الذي وقع من مسند أحمد وهو لا يقتضي ذلك محمد بن عمرو بن العاص بن وائل القرشي السهمي تقدم نسبه في ترجمة أخيه عبد الله ووالده عمرو وذكر العدوي في الأنساب أن محمدا صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وقال بن سعد أمه بلوية وقال بن البرقي اسمها خولة بنت حمزة بن السليل وذكر بن سعد عن الواقدي بأسانيد له أن عثمان لما عزل عمرو بن العاص عن مصر قدم المدينة فجعل يطعن على عثمان فبلغ عثمان فزجره فخرج إلى أرض له بفلسطين فأقام بها إلى أن بلغه قتل عثمان ثم بلغته بيعة علي ثم بلغته وقعة الجمل ومخالفة معاوية فأراد اللحاق به لعلمه أن عليا لا يشركه في أمره فاستشار ولديه عبد الله ومحمدا فأشار عليه عبد الله بأن يتربص حتى ينظر ما يستقر عليه الحال وقال له محمد أنت فارس أبيات العرب فلا أرى أن يجتمع هذا الأمر وليس لك فيه ذكر فقال لعبد الله أشرت علي بما هو خير لي في آخرتي وقال لمحمد أشرت علي بما هو أنبه لي في دنياي ورحل إلى معاوية والقصة طويلة وفيها دلالة على نباهة محمد في ذلك الوقت عند عمرو حتى أهله للمشورة وقال الواقدي والزبير بن بكار شهد صفين مع أبيه وقاتل فيها وأبلى بلاء عظيما وهو القائل لو شهدت جمل مقامي ومشهدي بصفين يوما شاب منه الذوائب الأبيات وهي مشهورة وقيل إنها لأخيه عبد الله وقد أخرجها بن عساكر بسنده إلى الزبير ثم بسنده إلى بن شهاب أن محمد بن عمرو بن العاص شهد القتال يوم صفين فذكر قصة فيها الأبيات المذكورة وأخرجها من طريق نصر بن مزاحم عن عمر بن سعيد عن محمد بن عمرو وأخرجها من وجه آخر في ترجمة عبد الله بن عمرو محمد بن عمرو بن مغفل والد هبيب الغفاري لم يذكروه وهو على شرط من ذكر محمد بن عقبة المذكور قبل بقليل محمد بن أبي عميرة المزني ذكره البخاري وقال له صحبة يعد في الشاميين ثم أخرج من طريق بن المبارك عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن محمد بن أبي عميرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن عبدا خر على وجهه من يوم ولد إلى ان يموت هرما في طاعة الله عز وجل لحقره ذلك اليوم ولود أنه ازداد كما يزداد من الأجر والثواب وسنده قوي وأخرجه بن شاهين من طريقه لكن وقع عنده محمد بن عميرة وأخرجه بن أبي عاصم والبغوي من طريق الوليد بن مسلم عن ثور موقوفا لكن ذكر بن منده أن رواية بن أبي عاصم أراه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه بن منده من رواية محمد بن شعيب عن ثور موقوفا ومن رواية معاوية بن صالح عن بعض شيوخه عن خالد بن معدان كذلك ورواه عيسى بن يونس عن ثور كالأول وأخرجه أحمد من طريق بقية عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن عقبة بن عبد السلمي مرفوعا وأخرج بن السكن وابن شاهين بسند صحيح إلى بقية عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن بن أبي عميرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا أيها الناس ما من (6/61)
<62> نفس منفوسة تحب أن تعود إلى الدنيا ثم قال بن السكن يقال بن أبي عميرة اسمه محمد وأخرج النسائي حديثا فقال بن أبي عميرة ولم يسمه أيضا وأورده البغوي في ترجمة محمد عقب الحديث الأول وقال لا أعلمه روى غير هذين الحديثين محمد بن عياض الزهري وقع ذكره في مستدرك الحاكم فأخرج من طريق بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ليث مولى محمد بن عياض الزهري عن محمد بن عياض الزهري قال رفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صغري وعلي خرقة وقد كشفت عورتي فقال غطوا عورته فإن حرمة عورة الصغير كحرمة عورة الكبير ولا ينظر الله إلى كاشف عورته وفي السند مع بن لهيعة غيره من الضعفاء محمد بن فضالة هو أنس بن فضالة تقدم أيضا محمد بن قيس بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار القرشي العبدري ذكر بن القداح أنه كان من مهاجرة الحبشة وأخرجه بن شاهين عن بن أبي داود عن بن القداح محمد بن قيس الأشعري أخو أبي موسى الأشعري ذكره بن منده وأخرج من طريق طلحة بن يحيى حدثنا أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه قال خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر حتى جئنا إلى مكة أنا وأخوك ومعي أبو عامر بن قيس وأبو رهم ومحمد بن قيس وأبو بردة وخمسون من الأشعريين وستة من عك ثم هاجرنا في البحر حتى أتينا المدينة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للناس هجرة ولكم هجرتان قال بن منده رواه يزيد بن عبد الله بن أبي بردة عن آبائه فلم يذكر محمدا قلت ولا في روايته أنهم هاجروا إلى مكة قبل أن يهاجروا إلى المدينة ولفظه في الصحيح خرجت مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم في ثلاثة وخمسين رجلا وذكر أبو عمر في ترجمة أبي رهم أن أبا موسى هاجر هو وأخوه أبو عامر وأخوه أبو رهم وأخوه مجدي ويقال إن أبا رهم هو مجدي فاستدرك بن فتحون مجدي بن قيس ونسبه إلى ذكر بن عبد البر في ترجمة أبي رهم محمد بن قيس وإلى رواية يحيى بن طلحة بن يحيى فكأنه وقع فيها مجدي بدل محمد وأما بن حبان فجزم في كتاب الصحابة بأن اسم أبي رهم محمد بن قيس وقال بن قانع أخبرني الأشعريون الوراقون بالكوفة في نسب أبي موسى وأهله وكتبوا إلي خطوطهم أن اسم أبي رهم مجيد بتأخير الدال عن الياء وقال بن عساكر في السنن لا يحفظ أنه لأبي موسى أخ يسمى محمدا إلا في هذا الحديث ويقال إنه غير محفوظ محمد بن كعب بن مالك الأنصاري تقدم نسبه في ترجمة والده ذكره البغوي والباوردي وابن السكن وابن شاهين وابن منده وغيرهم من الصحابة وأخرجوا له طريق عكرمة بن عمار عن طارق بن عبد الرحمن سمعت عبد الله بن كعب وأخوك محمد بن كعب قعودا عند هذه السارية لسارية أشار إليها من سواري المسجد فتذكرنا الرجل يحلف على مال الآخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل حلف على مال أخيه كاذبا ليقتطعه بيمينه فقد برئت منه الذمة ووجبت له النار (6/62)
<63> فقال محمد كعب يا رسول الله وإن كان قليلا فقلب سواكا كان بين إصبعيه فقال وإن كان سواكا من أراك قال أبو نعيم ذكر كلام محمد بن كعب في هذا الحديث وهم وقد رواه الوليد بن كثير عن محمد بن كعب أنه سمع أخاه عبد الله بن كعب عن أبي أمامة قلت حديث الوليد عند مسلم في صحيحه وقد وقفت على ما يدل أن لكعب بن مالك ولدين اسم كل منهما محمد فقرأت بخط الحافظ جمال الدين المزي في تهذيب الكمال محمد بن كعب الأنصاري الأصغر روى عن أخيه عبد الله بن كعب روى عنه الوليد بن كثير وقال محمد بن كعب الأكبر مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهي فائدة جليلة ترد على أبي نعيم يقوى بها حديث عكرمة بن عمار ويستدل بها على أنه حفظ ذكر محمد بن كعب في هذا الحديث وأنه محمد آخر غير الذي روى عن عبد الله بن كعب ويستفاد منه لطيفة وهي أن عبد الله بن كعب روى عن أخيه محمد بن كعب الأكبر وروى عنه أخوه محمد بن كعب الأصغر محمد بن مخلد بن سحيم بن المستورد بن عامر بن عدي بن كعب بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الأوسي ذكر بن القداح أنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأنه هو الذي سماه محمدا وأنه شهد فتح مكة وأخرجه بن شاهين عن بن أبي داود عنه محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الخزرج بن عمرو بن مالك الأوسي الأنصاري الأوسي الحارثي أبو عبد الرحمن المدني حليف بني عبد الأشهل ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول الواقدي وهو ممن سمي في الجاهلية محمدا وقيل يكنى أبا عبد الله وأبا سعيد والأول أكثر وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث قال بن عبد البر في نسبه روى عنه ابنه محمود وذؤيب والمسور بن مخرمة وسهل بن أبي حثمة وأبو بردة بن أبي موسى وعروة والأعرج وقبيصة بن حصن وآخرون وقال بن شاهين حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث أنه شهد بدرا وصحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وأولاده جعفر وعبد الله وسعد وعبد الرحمن وعمر وقال وسمعته يقول قتله أهل الشام ثم أخرج من طريق هشام عن الحسن أن محمد بن مسلمة قال أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا فقال قاتل به المشركين ما قاتلوا فإذا رأيت أمتي يضرب بعضهم بعضا فائت به أحدا فاضرب به حتى ينكسر ثم اجلس في تأتيك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضيه ففعل قلت ورجال هذا السند ثقات إلا أن الحسن لم يسمع من محمد بن مسلمة وقال بن سعد أسلم قديما على يدي مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة وشهد المشاهد بدرا وما بعدها إلا غزوة تبوك فإنه تخلف بإذن النبي صلى الله عليه وسلم له أن يقيم بالمدينة وكان ممن ذهب إلى قتل كعب بن الأشرف وإلى بن أبي الحقيق وقال بن عبد البر كان من فضلاء الصحابة واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في بعض غزواته وكان ممن اعتزل الفتنة فلم يشهد الجمل ولا صفين وقال حذيفة في حقه إني لأعرف رجلا لا تضره الفتنة فذكره وصرح بسماع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه البغوي وغيره وقال بن الكلبي ولاه عمر على صدقات (6/63)
<64> جهينة وقال غيره كان عند عمر معدا لكشف الأمور المعضلة في البلاد وهو كان رسوله في الكشف عن سعد بن أبي وقاص حين بنى القصر بالكوفة وغير ذلك وقال بن المبارك في الزهد أنبأنا بن عيينة عن عمر بن سعيد عن عباية بن رفاعة قال بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص اتخذ قصرا وجعل عليه بابا وقال انقطع الصوت فأرسل محمد بن مسلمة وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه فقال له ائت سعدا فأحرق عليه بابه فقدم الكوفة فلما وصل إلى الباب أخرج زنده فاستورى نارا ثم أحرق الباب فأخبر سعد فخرج إليه فذكر القصة وقال بن شاهين كان من قدماء الصحابة سكن المدينة ثم سكن الربذة يعني بعد قتل عثمان قال الواقدي مات بالمدينة في صفر سنة ست وأربعين وهو بن سبع وسبعين سنة وأرخه المدائني سنة ثلاث وأربعين وقال بن أبي داود قتله أهل الشام وكذا قال يعقوب بن سفيان في تاريخه دخل عليه رجل من أهل الشام من أهل الأردن وهو في داره فقتله وقال محمد بن الربيع في صحابة مصر بعثه عمر إلى عمرو بمصر فقاسمه ماله وأسند ذلك في حديثه ثم قال مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين وله سبع وسبعون سنة وكان طويلا معتدلا أصلع محمد بن نضلة الأنصاري ذكره بن منده وأخرج من طريق وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن محمد بن إسحاق قال وممن هاجر إلى المدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم أو اليه محمد ومحرز ابنا نضلة قلت قد تقدم محرز وهو أسدي ولم أر لمحمد ذكرا إلا في هذه الطريق وكأن قوله الأنصاري وهم محمد بن هشام ذكره القاضي أبو أحمد العسال في الصحابة وأخرج حديثه بن منده من طريق بن الهاد عن صفوان بن نافع عن محمد بن هشام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثكم بينكم أمانة ولا يحل لمؤمن أن يرفع على مؤمن قبيحا قال أبو الحسن بن البراء سمعت علي بن المديني يقول محمد بن هشام هذا مجهول لا أعرفه قلت ولم أر للراوي عنه ذكرا في تاريخ البخاري فكأنه تابعي أرسل هذا الحديث محمد بن هلال بن المعلى ذكر القداح أنه شهد فتح مكة وأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه محمدا أخرجه بن شاهين عن بن أبي داود عنه محمد بن وحوح بن الأسلت تقدم نسبه في أخيه حصين ومحصن ذكر القداح أنه شهد فتح مصر وأنه حضر في فتوح العراق وأخرجه بن شاهين وابن أبي داود عن القداح وذكر بن الكلبي أن حصينا ومحصنا قتلا بالقادسية فلعل هذا أخوهما أو كان أحدهما يدعى محمدا محمد بن يفديدويه بفتح التحتانية أوله وسكون الفاء وكسر الدال بعدها تحتانية أيضا ثم دال مهملة الهروي ذكر أبو إسحاق بن ياسين في تاريخ هراة قال حدثنا إبراهيم بن علي بن بالويه حدثنا محمد بن مردان شاه الزنجاني وزعم أنه كان ثقة وكان قد أتى عليه مائة وتسع سنين قال حدثنا أحمد بن عبدة الجرجاني حدثنا يفودان بن يفديدويه الهروي قال حاربت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شركي ثم أسلمت على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماني محمدا وقال رسول الله صلى الله (6/64)
<65> عليه وسلم إذا قل الدعاء نزل البلاء وإذا جار السلطان احتبس المطر من السماء الحديث أورده أبو موسى وأخرجه المستغفري عن محمد بن إدريس الجرجاني عن الحسن بن علي عن إبراهيم بن علي عن الزنجاني عن محمد بن مردان شاه حدثنا أحمد بن عبدة الجرجاني بهذا السند رفعه العلم خليل المؤمن والعقل دليله الحديث محمد الأنصاري وقع ذكره في صحيح مسلم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وقد أوردت طرقه في ترجمة سعد الدوسي من حرف السين وأما قول الذهبي إن سند حديثه ضعيف فغير جيد محمد الدوسي تقدم بيان حاله في ترجمة سعد الدوسي وأنه يحتمل أن يكون أحد الاسمين لقبا له أو غير إلى الآخر محمد الظفري قال أبو حاتم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وجزم البخاري بأنه أنس بن فضالة محمد المزني والد مهند ذكره مطين في الصحابة وروى نصر بن مزاحم عن عمر الأعرج عن مهند بن محمد المزني عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قرض مرتين كصدقة مرة وأخرجه الباوردي عن مطين وكذلك قال أبو نعيم لا يصح له صحبة ولا رؤية فيما أرى محمد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور فيمن قدم خراسان قال أخبرني علي بن أحمد المروزي حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو وأخبرني أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن مقاتل بن محمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني أبي عن أبيه مقاتل بن محمد أن أباه محمدا كان اسمه ما ناهيه وأنه كان مجوسيا تاجرا فسمع بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخروجه فخرج بتجارة معه من مرو حتى قدم المدينة فأسلم فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمدا فرجع إلى منزله بمرو مسلما وكان يقال له مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وداره قبالة الجامع بمرو وأورده أبو موسى من طريق الحاكم محمد غير منسوب ذكره البغوي في الصحابة وابن شاهين عنه من طريق سلام بن أبي الصهباء عن ثابت قال حججت فدفعت إلى حلقه فيها رجلان أدركا النبي صلى الله عليه وسلم أحسب أن اسم أحدهما محمد وهما يتذاكران الوسواس فقالا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك محض الإيمان قال ثابت فقلت يا ليت الله اراحنا من ذاك المحض فانتهراني وقالا نحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول هكذا قال البغوي لا أعلم بهذا الإسناد غيره وهو غريب ذكر بقية حرف الميم (6/65)
<66> محمود بن الربيع بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة بن عامر بن عدي بن كعب بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي يقال إنه من بني الحارث بن الخزرج وقيل من بني سالم بن عوف ووقع عند أبي عمر بعد أن قال الأنصاري الخزرجي من بني عبد الأشهل وهو وهم لأن بني عبد الأشهل من الأوس وحكى في كنيته قولين أبو نعيم وأبو محمد والثاني أثبت والمعروف أن أبا نعيم كنية محمود بن لبيد قال البغوي سكن المدينة وروى أنه عقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مج مجة من دلو في دارهم أخرجه البخاري من طرق عن الزهري عنه وهو عند مسلم في أثناء حديث وأخرجه البغوي من طريق الأوزاعي عن الزهري عن محمود قال ما أنسى مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بئر في دارنا في وجهي ووقع في بعض طرقه وأنا بن خمس سنين قال بن حبان أكثر روايته عن الحصابة وأمه جميلة بنت أبي صعصعة قال أبو مسهر وآخرون مات محمود بن الربيع سنة تسع وتسعين وهو بن ثلاث وتسعين سنة وكذا قال بن حبان في سنة وفاته لكن قال وهو بن أربع وتسعين وكأنه مأخوذ من حديث أخرجه الطبراني من طريق محمود بن الربيع قال توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن خمس سنين محمود بن ربيعة رجل من الأنصار مخرج حديثه عن أهل مصر وخراسان في كالئ المرأة والدين الذي لا يؤدى هكذا ذكره بن عبد البر ولم يرد وهذا أظنه محمود بن الربيع فإن الدارقطني أخرج في بعض طرق حديث مكحول عن نافع عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت في القراءة خلف الإمام رواية قال الراوي فيها عن مكحول عن نافع عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت رواية أخرى عن نافع عن محمود بن ربيعة فإن يكن كذلك فهو الذي قبله كما يحتمل أن يكون غيره محمود بن عمير بن سعد الأنصاري ذكره بن شاهين وغيره في الصحابة وأورد له بمن طريق حجاج بن حجاج عن قتادة عن أبي بكر بن أنس عن محمود بن عمير بن سعد أن عتبان بن مالك أصيب بصره في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أحب أن تصلي في مسجدي فأتاه فذكروا مالك بن الدخشم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قالوا بلى قال لا يشهد بهما عبد صادقا من قلبه فيموت إلا حرم على النار رجاله ثقات قال أبو نعيم رواه سعيد بن بشير عن قتادة فزاد في آخره إن الله وعدني أن يدخل الجنة ثلاثمائة ألف من أمتي الحديث وأورده بن منده من رواية سعيد بن بشير عن قتادة بالزيادة فقط وقال تابعه الحجاج وخالفهما هشام انتهى وتقدمت رواية هشام في ترجمة عمير فإنه قال فيها عن قتادة عن أبي بكر بن أنس عن أبي بكر بن عمير عن أبيه وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن قتادة فقال عن النضر بن أنس عن أبيه عن عثمان من وجه آخر عن أبي بكر بن أنس عن محمود بن الربيع عن عتبان وفيه إن أبا بكر بن أنس قال فلقيت عتبان وهذا كله في الزيادة وأما أول الحديث فمشهور من رواية الزهري عن محمود بن الربيع عن عتبان كذلك أخرج في الصحيحين محمود بن لبيد بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي قال البخاري له صحبة ثم روى من طريق عاصم بن عمر بن قتادة عنه قال أسرع النبي صلى الله عليه (6/66)
<67> وسلم يوم مات سعد بن معاذ حتى تقطعت نعالنا وهذا ظاهره أنه حضر ذلك ويحتمل أن يكون أرسله وأراد بقوله نعالنا نعال من حضر ذلك من قومه من بني عبد الأشهل ومنهم رهط سعد بن معاذ وأخرج أمد حديثه في مسنده من طريق محمد بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة حدثني محمود بن لبيد قال أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بنا المغرب في مسجدنا فلما سلم قال اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم يعني السبحة بعد المغرب وقال بن عبد البر إن محمود بن لبيد أسن من محمود بن الربيع وذكر بن خزيمة أن محمود بن الربيع هو محمود بن لبيد وأنه محمود بن الربيع بن لبيد نسب لجده وفيه بعد ولا سيما ومحمود بن لبيد أشهلي من الأوس ومحمود بن الربيع خزرجي وذكر بن حبان محمود بن لبيد في التابعين فقال يروي المراسيل ثم قال وذكرته في الصحابة لأن له رؤية وكذا قال وقد قال لما ذكره في الصحابة لأن له رؤية وقال أكثر روايته عن الصحابة وأفاد أن أمه بنت محمد بن سلمة محمود بن مسلمة بن سلمة الأنصاري أخو محمد المذكور آنفا تقدم نسبه مع أخيه آنفا ذكروه في الصحابة واستشهد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك موسى بن عقبة في المغازي عن بن شهاب وكذلك أبو الأسود عن عروة وكذا محمد بن إسحاق وغيرهم قال محمد بن اساق أول ما فتح من حصن خيبر حصن ناعم وعنده قتل محمود بن مسلمة ألقيت عليه رحى فقتله وقال بن الكلبي رمي محمد بن مسلمة بن الحصن بحجر فندرت عيناه رماه مرحب فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أخيه فقال غدا يقتل قاتل أخيك فكان كذلك وفي مغازي بن عائذ وغيرها أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الزبير بن العوام فدع كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق إلى محمد بن مسلمة فقتله يزعمون أن كنانة قتل محمودا وقال بن سعد شهد محمود أحدا والخندق والحديبية وخيبر وقتل يومئذ شهيدا دلى عليه مرحب رحى فأصابت رأسه فهشمت البيضة رأسه وسقطت جلدة جبينه على وجهه وأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد الجلدة فرجعت كما كانت وعصبها بثوب فمكث محمود ثلاثة أيام ثم مات وقتل محمد مرحبا في ذلك اليوم الذي مات فيه محمود ووقف عليه علي بن أبي طالب بعد أن أثبته محمد وقبر محمود وعامر بن الأكوع في قبر واحد وفي زيادات المغازي ليونس بن بكير عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة أخبرني أبي قال لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر ثم عمر فلم يفتح لهما وقتل محمود بن مسلمة وهو عند أحمد عن زيد بن الحباب عن الحسين نحوه وأخرجه بن منده بعلو من طريق زيد بن الحباب محمية لفتح أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه ثم تحتانية مفتوحة بن جزء بفتح الجيم وسكون الزاي ثم همزة بن عبد يغوث الزبيدي بضم أوله حليف بني سهم من قريش كان قديم الإسلام وهاجر إلى الحبشة وكان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأخماس ثبت ذكره بذلك في صحيح مسلم من حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث أنه لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم هو والفضل بن العباس أن يستعملها على الصدقات فقال إنها أوساخ الناس ولكن ادعوا لي محمية بن جزء فأمره أن يزوج بنته الفضل بن العباس وأمره أن يصدق عنهما مهور نسائهما الحديث (6/67)
<68> بهذه القصة وفي المغازي أن النبي صلى الله عليه وسلم استوهب من أبي قتادة جارية وضيئة فوهبها لمحمية بن جزء قيل إنه شهد بدرا فيما ذكر بن الكلبي وقال الواقدي أول مشاهده المريسيع وقال أبو سعيد بن يونس شهد فتح مصر ولا أعلم له رؤية محيريز بن جنادة بن وهب الجمحي والد عبد الله استدركه الذهبي في التجريد وقال أراه من مسلمة الفتح فإن ولده عبد الله من كبار التابعين قلت وقد بينت الإشارة إليه في حديث أبي محذورة في الأذان من رواية عبد الله بن محيريز أنه كان يتيما في حجر أبي محذورة فلما أراد الخروج إلى الشام سأل أبا محذورة عن صفة الأذان الحديث أخرجه مسلم وغيره وكان عبد الله بن محيريز نزل فلسطين وأن أباه محيريزا لما مات أوصى به أبا محذورة لكن يحتمل أن يكون مات قبل أن يسلم وعبد الله موجودا أو ولد بعده فيكون عبد الله من أهل القسم الثاني وليس في ترجمته عند أحد ممن ترجمه ما يقتضي أنه ولد في العهد النبوي فتعين أن أباه تأخر بعد العهد النبوي وقد نقلنا مرارا أنه لم يبق بمكة في حجة الوداع من قريش ولا من ثقيف أحد إلا أسلم وشهدها فمقتضاه أن يكون محيريز من أهل هذا القسم محيصة بن مسعود الأنصاري الأوسي تقدم ذكره ونسبه في أخيه حويصة وكان محيصة أصغر من حويصة وأسلم قبله الميم بعدها الخاء مخارق بن عبد الله ويقال بن سليم الشيباني يكنى أبا قابوس يعد في الكوفيين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن بن مسعود وأم الفضل بنت الحارث وغيرهما روى عنه ابناه قابوس وعبد الله وحديثه عند النسائي من رواية أبي الأحوص عن سماك بن حرب عن قابوس عن أبيه وله في مسند الحسن بن سفيان من طريق أبي بكر النهشلي عن سماك عن قابوس بن أبي المخارق عن أبيه وأخرجه أبو نعيم في الكنى في أبي المخارق مخارق بن عبد الله البجلي ذكره أبو زكريا الموصلي في تاريخ الموصل واستدركه بن الأثير على من تقدمه وأخرج من رواية أبي زكريا عن المغيرة بن الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد البجلي عن أبيه عن أشياخه أن المخارق بن عبد الله جد المغيرة بن زياد شهد مع جرير بن عبد الله فتح ذي الخلصة قلت وفتح ذي الخلصة كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبه عن أشياخه أنهم قدموا من الكوفة إلى الموصل مع من قدم من بجيلة يعني فسكنوا الموصل مخارق الهلالي والد قبيصة ذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة واستدركه أبو موسى عنه أخبرني أبو إسحاق الجريري أنبأنا عبد الله بن الحسين أنبأنا إسماعيل العراقي عن شهدة أنبأنا طراد أنبأنا الغنوي أنبأنا أبو جعفر بن البختري حدثنا سليم بن أحمد بن إسحاق الوراق حدثني محمد بن عتبة السدوسي حدثنا سليم بن سليمان حدثنا سوار أبو حمزة عن حرب بن قبيصة بن المخارق الهلالي عن أبيه عن جده (6/68)
<69> أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو كاشف عن فخذه فقال وار فخذك فإنها عورة تفرد به سوار وأخرجه علي بن سعيد عن أحمد بن إسحاق فوقع لنا موافقة عالية قال العلائي في الوشي لم أجد لحرب ذكرا في الصحابة فلعل سوارا وهم فيه فقد قال الدارقطني إنه لا يتابع على حديثه لكن وثقه بن معين قال العلائي في الوشي العلم والراوي عنه ما عرفته مخاشن بالشين المعجمة الحميري حليف الأنصار ذكره بن عبد البر وقال قتل يوم اليمامة شهيدا وجزم بن فتحون بأنه مخشي بم قمير الأتي قريبا وعندي أنه يحتمل أن يكون غيره المخبل السعدي مضى في الربيع بن ربيعة وسيأتي في القسم الثالث ها هنا أيضا المختار بن حارثة الأنصاري السلمي بفتحتين ذكره أبو بكر بن أبي علي الذكواني وقال له ذكر في مغازي بن إسحاق واستدركه أبو موسى قلت وذكره عمر بن شبة فيمن شهد العقبة من بني سلمة المختار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ذكره الباوردي ونقل عنه خبر مرفوع أن النبي صلى الله عليه وسلم قطعه هو وعمرو بن سمرة في سرقة واستدركه بن فتحون وهو أخو الخيار بن عدي والد عبد الله المذكور في القسم الثاني من حرف العين المختار بن قيس ذكره أبو موسى في الذيل وقال إنه شهد في الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم للعلاء بن الحضرمي قلت وقد مضى ذكر الكتاب في شبيب بن قرة من مسند الحارث بن أبي أسامة وسنده واه مخربة بموحدة وزن ثعلبة بن بشر من بني الجعيد بن صبرة بن الدئل بن قيس بن رئاب بن زيد العبدي قال أبو عبيدة معمر بن المثنى كان شريفا في الجاهلية فارسا جوادا وانما سمي مخربة لأن السلاح خربه في الجاهلية قال وأدرك الإسلام ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد عبد القيس فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن عمان فأخبره مخربة أن له علما بذلك فقال أسلم أهل عمان طوعا حكاه الرشاطي في الأنساب وأبو الفرج الأصبهاني في الأغاني وهو غير مخربة الذي يأتي بعده قريبا مخربة بن عدي أخو حارثة بن عدي تقدم ذكر أخيه ذكره عبدان المروزي في الصحابة وذكره بن فتحون في الذيل عن مغازي بن إسحاق من رواية بن هشام والأموي عنه قال وذكره الواقدي والطبري وأسند من طريق إسحاق بن سويد عن جعفر بن عصمة بن كميل بن وبرة بن حارثة بن أمية سمعت جدي عصمة يحدث عن آبائه عن حارثة بن عدي قال كنت في الوفد أنا وأخي مخربة بن عدي الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان جيشه قد أوقع بنا فشكونا ما أصابنا فقال اذهبوا فأول ما يلقاكم من مالكم فانحروا وسموا الله عز وجل بسم الله فمن أكل فأطلقوه قال أبو موسى في الذيل ضبطه عبدان بالزاي وابن ماكولا بالراء المهملة وهو الراجح مخرش الكعبي تقدم قريبا مخرفة العبدي قال بن حبان له صحبة قلت وقد تقدم ذكره في حديث سويد بن قيس (6/69)
<70> قال جلبت أنا ومخرمة أو مخرفة العبدي فذكر الحديث أخرجه البغوي وأخرجه بن قانع من طريقه فقال عن مخرمة بالميم قال الدارقطني وهم أيوب في ذلك وقال بن السكن لم يصنع شيئا وأخرجه بن قانع أيضا من رواية سفيان عن سماك فزاد فيه بينه وبين مخرمة مليحا العنزي وفي سنده المسيب بن واضح فيه مقال مخرمة بن شريح الحضرمي تقدم في شريح الحضرمي مخرمة بن القاسم بن مخرمة بن المطلب القرشي المطلبي ذكره بن إسحاق في المغازي فقال فيمن أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم من تمر خيبر فقال وأعطي بن القاسم بن مخرمة ثلاثين وسقا ولم يسمه وسماه الزبير بن بكار قال وكانت الأوساق أربعين وسقا مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب أبو صفوان وأبو المسور الزهري أمه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهو والد المسور بن مخرمة الصحابي المشهور قال الزبير بن بكار كان من مسلمة الفتح وكانت له سن عالية وعلم بالنسب فكان يؤخذ عنه النسب وزاد بن سعد وكان عالما بأنصاب الحرم فبعثه عمر هو وسعيد بن يربوع وأزهر بن عبد عوف وحويطب بن عبد العزى فجددوها وذكر أن عثمان بعثهم أيضا وأخرج الزبير بن بكار من حديث بن عباس أن جبريل عليه السلام أرى إبراهيم عليه السلام أنصاب الحرم فنصبها ثم جددها إسماعيل ثم جددها قصي بن كلاب ثم جددها النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعث عمر الأربعة المذكورين فجددوها وفي سنده عبد العزيز بن عمران وفيه ضعف وأخرج أبو سعيد بن الأعرابي في معجمه من طريق عبد العزيز بن عمران عن أبي حويصة قال يحدث مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي وكانت والدة عبد المطلب بن هاشم قال تتابعت على قريش سنون فذكر قصة استسقاء عبد المطلب وفيه شعر رقيقة الذي أوله لشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا الأبيات وقد وقعت لنا هذه القصة في نسخة زكريا بن يحيى الطائي من روايته عن عم أبيه زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب حدثنا عمي عروة بن مضرس قال تحدث مخرمة بن نوفل فذكرها بطولها ورويناها بعلو في أمالي أبي القاسم عيسى بن علي بن الجراح وأخرج عباس الدوري في تاريخ يحيى بن معين والطبراني من طريق بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن المسور بن مخرمة عن أبي قال لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أسلم أهل مكة كلهم حتى إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقرأ السجدة فيسجدون ما يستطيع بعضهم أن يسجد من الزحام حتى قدم رؤساء قريش أبو جهل بن هشام وعمه الوليد بن المغيرة وغيرهما وكانوا بالطائف فقالوا تدعون دين آبائكم فكفروا وقال بن إسحاق في المغازي حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره قالوا وأعطى الرسول الله صلى الله عليه وسلم يعني من غنائم حنين دون المائة رجلا من قريش من المؤلفة فذكر فيهم مخرمة بن نوفل وذكر الواقدي أنه أعطاه خمسين بعيرا وذكر البخاري في الصحيح من طريق الليث عن بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة أن أباه قال له يا بني بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قدمت عليه أقبية وهو يقسمها فاذهب (6/70)
<71> بنا إليه فذهبنا فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم في منزله فقال يا بني ادع لي النبي صلى الله عليه وسلم فأعظمت ذلك وقلت أدعو لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بني إنه ليس بجبار فدعوته فخرج وعليه قباء من ديباج مزور بالذهب فقال يا مخرمة هذا خبأناه لك فأعطاه إياه وللحديث طرق عن بن أبي مليكة وفي بعضها أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما كنت أرى أن تقسم في قريش قسما فتخطئني وعند البغوي وأبي يعلى من طريق صالح بن حاتم بن وردان عن أبيه عن أيوب عن بن أبي مليكة نحو الأول وزاد قلت لحاتم ولم فعل ذلك قال كان يتقي لسانه قال الزبير بن بكار حدثني مصعب بن عثمان وغيره أن المسور بن مخرمة مر بأبيه وهو يخاصم رجلا فقال له يا أبا صفوان أنصف الناس فقال من هذا قال من ينصحك ولا يغشك قال مسور قال نعم فضرب بيده في ثوبه وقال اذهب بنا إلى مكة أريك بيت أمي وتريني بيت أمك فقال يغفر الله لك يا أبت شرفي شرفك وكانت أم المسور عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن وبه قال لما حضرت مخرمة الوفاة بكته بنته فقالت وا أبتاه كان هينا لينا فأفاق فقال من النادبة قالوا ابنتك قال تعالى ما هكذا يندب مثلي قولي وا أبتاه كان شهما شيظميا كان أبيا عصيا قال الزبير وحدثني عبد الرحمن بن عبد أن الزهري قال قال معاوية من لي بمخرمة بن نوفل ما يضمني من لسانه تنقصا فقال له عبد الرحمن بن الأزهر أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين فبلغ ذلك مخرمة فقال جعلني عبد الرحمن يتيما في حجره يزعم لمعاوية أنه يكفيه إياي فقال له بن برصاء الليثي إنه عبد الرحمن بن الأزهر فرفع عصا في يده فشجه وقال أعداؤنا في الجاهلية وحسادنا في الإسلام وأخرج البغوي من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن بن أبي مليكة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لمخرمة بن نوفل يا أبا المسور قال بن سعد وخليفة وابن البرقي وآخرون مات سنة أربع وخمسين وقال الواقدي مات سنة خمس وخمسين قالوا وعاش مائة وخمس عشرة سنة وكان أعمى وله قصة تذكر في ترجمة النعيمان مخشي بسكون الخاء بعدها شين معجمة بن حمير مصغرا بالتثقيل الأشجعي له ذكر في مغازي بن إسحاق في غزوة تبوك وفي تفسير بن الكلبي بسنده إلى بن عباس وبسند آخر إلى بن مسعود أنه ممن نزل فيه ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قال فكان ممن عفى عنه مخشي من حمير فقال يا رسول الله غير اسمي واسم أبي فسماه عبد الله بن عبد الرحمن فدعا مخشي ربه أن يقتل شهيدا حيث لا يعلم به فقتل يوم اليمامة ولم يعلم له أثر مخشي بن وبرة بن يحنس الخزاعي قال أبو عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله إلى الأبناء باليمن كذا ذكره في الميم ثم ذكر في ترجمة وبرة أنه كان الرسول مخلد بفتح أوله وسكون المعجمة بن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار الأنصاري ذكره الأموي عن بن إسحاق فيمن شهد بدرا وأخرجه البغوي عن الأموي واستدركه بن فتحون مخلد بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حزام بمهملتين بن كعب بن غنم بن عمرو بن حزم عن عمه عبد الله بن أبى بكر قال قتل يوم مؤتة من بنى كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة الأنصاري السلمي بفتحتين ذكره بن عساكر في تاريخه (6/71)
<72> وقال شهد غزوة مؤتة ثم ساق من طريق أبي بشر الدولابي بسند له إلى أبي طاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن سلمة مخلد بن عمرو بن الجموح وقال لا عقب له مخلد الغفاري ذكره البغوي وابن أبي عاصم وغيرهما وقال البغوي سكن مكة وقال البخاري له صحبة فأنكر ذلك بن أبي حاتم وقال لا صحبة له قلت وما رأيته في التاريخ إلا مع التابعين وحكى العسكري أنه ضبط بالتشديد وصوب التخفيف وأخرج بن أبي عاصم والبغوي وابن قانع من طريق عمرو بن دينار عن الحسن عن محمد بن الحنفية عن مخلد الغفاري أن ثلاثة أعبد لبني غفار شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وكان عمر يعطيهم كل سنة لكل رجل منهم ثلاثة آلاف قال عمرو بن دينار وقد رأيت مخلدا مخمر بن معاوية القشيري في ترجمة حكيم بن معاوية مخنف بن زيد النكري بالنون ذكره بن السكن وقال يقال له صحبة وهو غير معروف ثم ساق له من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال قال حدثتنا حبة بنت شماخ النكرية حدثتني سنينة بنت مخنف بن زيد النكرية عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا مخنف صل رحمك يطل عمرك وافعل المعروف يكثر خير بيتك الحديث وعبد الرحمن قال بن السكن في روايته نظر وقال غيره هو متروك وأخرجه بن شاهين من هذا الوجه لكن قال في روايته حدثتني سنينة بنت مخنف بن زيد عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا مخنف فذكره وزاد واذكر الله عند كل حجر ومدر يشهد لك يوم القيامة وسيأتي في كتاب النساء بهذا السند حديث آخر مطول يدل على صحبة سنينة المذكورة وأن اباها هذا مات في إمارة معاوية مخنف بن سليم بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة الأزدي الغامدي قال بن الكلبي هو من الأزد بالكوفة والبصرة ومن ولده أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم قال له صحبة وحديثه في كتب السنن الأربعة من طريق عبد الله بن عون عن عامر بن أبي رملة عن مخنف بن سليم قال كنا وقوفا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات فقال يا أيها الناس إن على أهل كل بيت في كل عام أضحاة وعتيرة الحديث قال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عوف قلت وأخرجه البغوي من طريق سليمان التيمي عن رجل عن أبي رملة عن مخنف بن سليم أو سليم بن مخنف لكن قال البغوي الرجل الذي لم يسم هو عندي عبد الله بن عون مخول بن يزيد السلمي ثم البهزي قال بن السكن وهو ممن سكن مكة وأخرج أبو يعلى من طريق محمد بن سليمان بن مسمول عن القاسم بن مخول البهزي أنه سمع أباه يقول نصبت حبائل لي بالأبواء فوقع فيها ظبي فانفلت مني فذهبت في أثره فوجدت رجلا قد أخذه فتنازعنا فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بيننا نصفين وقال لي أقم الصلاة وأد الزكاة وحج واعتمر وزل مع الحق حيث زال (6/72)
<73> وابن مسمول بالمهملة ضعيف وأخرجه بن السكن من طريقه وقال ليس لمخول رواية بغير هذا الإسناد مخيريق النضري الإسرائيلي من بني النضير ذكر الواقدي أنه أسلم واستشهد بأحد وقال الواقدي والبلاذري ويقال إنه من بني قينقاع ويقال من بني القطيون كان عالما وكان أوصى بأمواله للنبي صلى الله صلى الله عليه وسلم وهي سبع حوائط الميثب والصائفة والدلال وحسنى وبرقة والأعواف ومشربة أم إبراهيم فجعلها النبي صلى الله عليه وسلم صدقة قال عمر بن شبة في أخبار المدينة حدثنا محمد بن علي حدثنا عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر بن المسور عن أبي عون عن بن شهاب قال كانت صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم أموالا لمخيريق فأوصى بها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد أحدا فقتل بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخيريق سابق يهود وسلمان سابق فارس وبلال سابق الحبشة قال عبد العزيز وبلغني أنه كان من بقايا بني قينقاع وقال الزبير بن بكار في أخبار المدينة حدثنا محمد بن الحسن هو بن زبالة عن غير واحد منهم محمد بن طلحة بن عبد الحميد بن أبي عبس بن جبر وسليمان بن طالوت عن عثمان بن كعب بن محمد بن كعب أن صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أموالا لمخيريق اليهودي فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد قال لليهود ألا تنصرون محمدا والله إنكم لتعلمون أن نصرته حق عليكم فقالوا اليوم يوم السبت فقال لا سبت وأخذ سيفه ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقاتل حتى أثبتته الجراحة فلما حضره الموت قال أموالي إلى محمد يضعها حيث شاء وذكر قصة وصيته بأمواله وسماها لكن قال الميثر بدل الميثب والمعوان عوض الأعواف وزاد مشربة أم إبراهيم الذي يقال له مهروز مخيس بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح التحتانية المثناة بعدها مهملة بن حكيم العذري ذكره أبو علي الجبائي وابن فتحون في ذيل الاستيعاب عن كتاب مسانيد المقلين لأبي الطاهر الذهلي فإنه أخرج فيه من طريق يعقوب بن جبر العذري سمعت أبا هلال مبين بن قطبة بن أبي عمرة العذري يحدث عن مخيس بن حكيم أنه سمعه يقول أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة فيها ذكر أكيدر دومة الجندل وفي آخرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له بالبركة وفي سنده من لا يعرف الميم بعدها الدال مدرك بن الحارث الغامدي له صحبة عداده في الشاميين روى عنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي كذا أخرجه بن منده وأبو نعيم مختصرا وقال أبو موسى ذكره محمد بن المسيب الأرغياني عن الصحابة وذكره أبو زرعة الدمشقي فيمن نزل الشام من قبائل اليمن وكذا ذكره محمد بن سميع وقد تقدمت الإشارة إليه في الحارث بن الحارث الغامدي مدرك بن زياد ذكره بن عساكر في التاريخ وأخرج من طريق أبي عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأدمي أنبأنا أبو عطية عبد الرحيم بن محرز بن عبد الله بن محرز بن سعيد بن (6/73)
<74> حبان بن مدرك بن زياد قال ومدرك بن زياد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم مع أبي عبيدة فتوفي بدمشق بقرية يقال لها راوية وكان أول مسلم دفن بها قال بن عساكر لم أجد ذكره من غير هذا الوجه مدرك بن عوف البجلي الأحمسي ذكره جعفر المستغفري وقال له صحبة وسبقه بن حبان فذكره في الصحابة ثم ذكره في التابعين وقال أبو عمر مختلف في صحبته روى عنه قيس بن أبي حازم وسمع مدرك من عمر بن الخطاب انتهى وقد أخرج حديثه عن عمر أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي أمامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن مدرك بن عوف الأحمسي قال بينا أنا عند عمر إذ أتاه رسول النعمان بن مقرن فذكر قصة تقدمت في ترجمة عوف والد شبيل مدرك الغفاري غير منسوب ذكره البغوي وابن أبي عاصم وأخرجا من طريق كثير بن زيد عن خالد بن الطفيل بن مدرك عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى ابنته يأتي بها من مكة وبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد ورفع قال اللهم إني أعوذ بك من سخطك الحديث لفظ بن أبي عاصم أخرجه عن يعقوب بن حميد عن سفيان بن حمزة عن كثير وأما البغوي فأخرجه عن حمزة بن مالك بن حمزة بن سفيان الأسلمي قال حدثني عمي سفيان بن حمزة فذكره ولكن قال عن خالد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جده مدركا إلى ابنته يأتي بها من مكة قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد فذكره قال البغوي لا يروى عن مدرك إلا بهذا الإسناد مدعم الأسود مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مولدا من حسمى أهداه رفاعة بن زيد الجذامي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثبت ذكره في الموطأ والصحيحين من طريق سالم مولى بن مطيع عن أبي هريرة في فتح خيبر فذكر الحديث وفيه أن مدعما أصابه سهم غائر فقتله قال البلاذري يقال إنه يكنى أبا سلام ويقال إن أبا سلام غيره قال ويقال إنما أهداه فروة بن عمر الجذامي مدلاج بن عمرو الأسلمي أخو ثقف ومالك قال بن الكلبي أسلموا كلهم وشهدوا بدرا وهم من حلفاء بني عمرو بن داودان بن أسد بن خزيمة حلفاء بني عبد شمس وقال الواقدي هم سلميون قال وشهد مدلاج المشاهد كلها ومات سنة خمسين وتبعه بن عبد البر في ذلك وقال بن إسحاق هو مدلاج بن عمرو من بني سليم من بني حجر وحكى بن عبد البر أن بعضهم سماه مدلجا قال مدلج الأنصاري له ذكر في حديث أخرجه بن منده من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث غلاما من الأنصار يقال له مدلج إلى عمر يدعوه فانطلق الغلام فوجده نائما على ظهره قد أغلق الباب فدفع الغلام الباب على عمر فسلم فلم يستيقظ فرجع الغلام فلما عرف عمر بذلك وأن الغلام قد رأى منه أي رآه عريانا قال وددت والله أن الله نهى أبناءنا وخدمنا أن يدخلوا علينا في هذه الساعة إلا بإذن فانطلق إلى النبي صلى الله (6/74)
<75> عليه وسلم فوجده قد نزلت عليه هذه الآية يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم الآية فذكر بقية الحديث وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للغلام أنت ممن يلج الجنة مدلج آخر غير منسوب ذكره بن قانع وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن أبيه عن شريح بن عبيد عن مدلج قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حرس معه أصحابه ليلة في الغزو قال إذا أصبحوا قد أوجبتم وأخرجه بن منده من طريق إسماعيل أيضا ولم يفرده بترجمة بل أورده في ترجمة مدلاج بن عمرو السلمي حليف بني عبد شمس الذي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا فإنه قيل فيه مدلاج أو مدلج وكأنه تبع بن السكن فإنه قال مدلج بن عمرو السلمي ويقال مدلاج له صحبة روى عنه حديث من رواية الحمصيين ويقال مات سنة خمسين ثم ساق من طريق ضمضم عن شريح عن مدلج وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وليس فيه تسمية أبيه ولا ذكر نسبه فالذي يظهر أنه غيره مدلوك الفزاري مولاهم أبو سفيان قال بن أبي حاتم له صحبة وذكره محمد بن سعد فيمن نزل الشام من الصحابة وذكره البرديجي في الأسماء المفردة من الصحابة وتقدم له ذكر في ضمضم بن قتادة وأخرج البخاري في التاريخ وابن سعد والبغوي والطبراني من طريق مطر بن العلاء الفزاري وحدثتني عمتي آمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء وقطبة مولاة لنا قالتا سمعنا أبا سفيان زاد البغوي في روايته مدلوكا يقول ذهب بي مولاي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت فدعا لي بالبركة ومسح رأسي بيده قالت فكان مقدم رأس أبي سفيان أسود ما مسه النبي صلى الله عليه وسلم وسائره أبيض وأخرجه بن منده وأبو نعيم من وجه آخر عن مطر فقال في روايته أيضا عن مدلوك أبي سفيان فقال في السند عن آمنة بالنون ولم يشك الميم بعدها الذال المذبوب التنوخي قال في التجريد نزل حمص وذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة وأورد له حديثا من طريق ابنه مالك بن المذبوب عن أبيه وسنده منكر مذعور بن عدي العجلي شهد اليرموك بالشام وفتوح العراق وذكره سيف بن عمر بسنده قال لما قفل خالد بن الوليد من اليمامة وجه المثنى بن حارثة الشيباني ومذعور بن عدي العجلي وحرملة بن مربط وسلمى بن الفين الحنظليين وكان المثنى ومذعور قد وفدا على النبي صلى الله عليه وسلم وصحباه وكان حرملة وسلمى من المهاجرين فقدموا على أبي بكر الصديق فذكر قصة وذكره في موضع آخر فقال وكان مذعور بن عدي العجلي على كردوس باليرموك وقال سيف في موضع حدثنا خالد بن قيس العجلي عن أبيه قال لما قدم المثنى بن حارثة ومذعور على أبي بكر فاستأذناه في غزو أهل فارس (6/75)
<76> وقتالهم وأن يتأمرا على من لحق بهما من قومهما فأذن لهما وكان مذعور في أربعة آلاف من بكر بن وائل وضبيعة وعنزة فغلب على خفان والنمارق وفي ذلك يقول مذعور غلبنا على خفان بيدا مشيحة إلى النخلات السحق فوق النمارق وإنا لنرجو أن تجول خيلونا بشاطئ الفرات بالسيوف البوارق مذكور العذري ذكر الواقدي أنه كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم فأخرج في المغازي والحاكم في الإكليل من طريقه ثم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف من طريق عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يزيد أحدهما على صاحبه وعن غيرهما قالوا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدنو إلى الشام وقد ذكر له أن بدومة الجندل جمعا كثيرا وكان بها سوق عظيم وتجار فندب الناس فخرج في ألفين من المسلمين فكان يسير الليل ويكمن النهار ومعه دليل له من بني عذرة يقال له مذكور هاد خريت فلما دنا من دومة الجندل قال له الدليل يا رسول الله إن سوامهم ترعى عندك فأقم لي حتى أطلع ذلك فأقام وخرج العذري طليعة حتى وجد آثار النعم والشاء فرجع فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فسار حتى هجم على ماشيتهم فأصاب منها ما أصاب وجاءهم الخبر فتفرقوا في كل وجه فلم يجد بها أحدا فبث السرايا فوجد محمد بن مسلمة رجلا منهم فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام أياما فأسلم ورجع النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تلك الغزوة على رأس تسعة وأربعين شهرا من الهجرة الميم بعدها الراء مرارة بن ربعي بن عدي بن يزيد بن جشم ذكره بن الكلبي وقال كان أحد البكائين من الصحابة الذين نزلت فيهم تولوا وأعينهم تفيض من الدمع قال العدوي لم يذكره غيره مرارة بن الربيع الأنصاري الأوسي من بني عمرو بن عوف ويقال إن أصله من قصاعة حالف بني عمرو بن عوف صحابي مشهور شهد بدرا على الصحيح هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أخرجاه في الصحيحين من حديث كعب بن مالك في قصة توبته فقلت هل لقي أحد مثل ما لقيت قالوا هلال بن أمية ومرارة بن الربيع فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدرا وفي حديث جابر عند قوله تعالى وعلى الثلاثة الذين خلفوا قال هم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية وكلهم من الأنصار مرارة بن مربع بن قيظي الأنصاري ذكره بن السكن في ترجمة أخيه عبد الله فقال استشهد عبد الله وأخوه عبد الرحمن يوم جسر أبي عبيد ولهم أخ ثالث يقال له مرارة لا رواية له ذكره بعض أهل العلم بالنسب وقال بن عبد البر لمرارة وإخوته عبد الله وعبد الرحمن وزيد بني مربع صحبة وكان أبوهم يعد في المنافقين (6/76)
<77> مراوح المزني ذكره بن قانع في الصحابة وأورد له من طريق محمد بن الحسن بن زبالة عن عبد الله بن عمرو بن القاسم عن محمد بن هيصم بن عبيد بن مراوح عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله كذا ذكره ومقتضاه أن الضمير في قوله عن جده لهيصم لا لمحمد وأورده أيضا في ترجمة عبيد بن مراوح كما تقدم مران بن مالك الرازي ذكره بن إسحاق وقال قسم له النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر وسماه بن هشام مروان وكذا قال بن الكلبي وسماه الواقدي مرة مربع بن قيظي والد مرارة المتقدم عد في المنافقين ويقال تاب مرثد بن جابر الكندي ذكره البغوي في الصحابة وقال روى علي بن قرين عن حبيب بن مرداس البلوي سمعت غانم بن غالب القيسي يحدث عن مرثد بن جابر الكندي قال وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله الحج في كل عام فقال إن قدرتم فحجوا كل عام وأما الذي عليكم فحجة قال البغوي وعلي بن قرين شيخ كان بالجانب الشرقي ضعيف الحديث جدا مرثد بن ربيعة العبدي ذكره البغوي وقال بلغني عن الشاذكوني عن أبي قتيبة عن المعلى بن يزيد عن بكر بن مرثد بن ربيعة سمعت مرثدا يقول سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الخيل فيها شيء فقال لا إلا ما كان منها للتجارة قال البغوي ما بلغني إلا من هذا الوجه والشاذكوني رماه الأئمة بالكذب مرثد بن زيد الغطفاني ذكره بن فتحون في ذيل الاستيعاب ونقل عن مقاتل بن حيان أنه الذي نزل فيه إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية لأنه كان ولي مال بن أخيه فأكله قلت وذكره الواقدي عن مقاتل المذكور ولفظه نزلت في رجل من غطفان يقال له مرثد بن زيد ولي مال بن أخيه وهو يتيم صغير الحديث مرثد بن الصلت الجعفي ذكره البغوي وأخرج من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال سمعت عبد الرحمن بن مرثد الجعفي يحدث عن أبيه مرثد بن الصلت قال وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن مس الذكر فقال إنما هو بضعة منك قال البغوي هذا حديث منكر وعبد الرحمن بن عمرو ضعيف الحديث جدا قلت وقد تابعه ضعيف مثله فأخرجه بن قانع ويحيى بن يونس الشيرازي من طريق علي بن قرين عن حبيب بن موسى عن عبد الرحمن بن مرثد عن أبيه نحوه وأخرجه أبو موسى في الذيل مرثد بن ظبيان بن سلمة بن لوذان بن عوف بن سدوس الشيباني ثم السدوسي ذكره بن السكن في الصحابة وأخرج له من طريق عمر بن أحيحة حدثني بجير بن حاجب بن يونس بن شهاب بن زهير بن مذعور بن ظبيان بن سلمة حدثني أبي عن أبيه عن جده أن مرثد بن ظبيان هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد معه يوم حنين وكتب معه كتابا إلى بكر بن وائل وكساه حلتين فلم يوجد أحد يقرؤه إلا رجل من بني ضبيعة فسموا بني الكاتب قال بن السكن وهو غير معروف (6/77)
<78> في الصحابة قلت وقد أخرج أحمد والبغوي من طريق قتادة عن مضارب بن حرب العجلي قال حدث مرثد بن ظبيان قال جاءنا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فما وجدنا من يقرؤه حتى قرأه رجل من بني ضبيعة من محمد رسول الله إلى بكر بن وائل أسلموا تسلموا فإنهم ليسمون بني الكاتب وذكره بن السكن معلقا وقال هو مرسل انتهى وأخرج خليفة بن خياط في تاريخه وقال عن محمد بن سواء عن قرة بن خالد عن مضارب أن النبي صلى الله عليه وسلم وهب سبي بكر بن وائل لمرثد بن ظبيان وهكذا أخرجه البغوي بلاغا عن خليفة مرثد بن عامر التغلبي أبو الكنود ذكره البغوي وقال روى حديثه علي بن قرين أحد الضعفاء عن الصلت بن سعيد المازني عن بكير بن مسمار الرياحي بالتحتانية والمهملة سمعت أبا الكنود مرثد بن عامر التغلبي يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم وتوكلوا على الله وتوجهوا مرثد بن عدي الطائي ذكره البغوي أيضا وقال روى حديثه علي بن قرين عن عبد الواحد بن زيد بن أعين حدثنا الصلت بن سعيد بن مقرن العبدي عن مرثد بن عدي الطائي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ربيعة خير أهل المشرق وخيرهم عبد القيس قال البغوي هذه الأحاديث لا تعرف ولا أصول لها وأخرجه بن قانع من طريق علي بن قرين أيضا مرثد بن عياض في عياض بن مرثد مرثد بن أبي مرثد الغنوي صحابي وأبوه صحابي واسمه كناز بنون ثقيلة وزاي بن الحصين وهما ممن شهد بدرا وتقدم أبوه وأخرج أصحاب السنن من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن مرثد بن أبي مرثد الغنوي كان يحمل الأسرى فذكر الحديث في نزول قوله تعالى الزاني لا ينكح إلا زانية الآية قال بن إسحاق استشهد مرثد في صفر سنة ثلاث في غزاة الرجيع وجاءت عنه رواية عند أحمد بن سنان القطان في مسنده والبغوي والحاكم في مستدركه والطبراني في الأوسط من طريق القاسم بن أبي عبد الرحمن السامي عن مرثد بن أبي مرثد وكان بدريا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سركم أن تقبل منكم صلاتكم فليؤمكم خياركم وفي رواية الطبراني فليؤمكم علماؤكم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم قال بن عبد البر قال القاسم السامي في حديثه حدثني أبو مرثد وهو وهم لأن من يقتل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدركه القاسم وإنما هو مرسل قلت الوهم ممن قال عن القاسم حدثني مرثد وإنما الصواب أنه قال عن مرثد كذا عند جمهور من أخرج الحديث المذكور بالعنعنة والله تعالى أعلم مرثد بن وداعة أبو قتيلة بقاف ومثناة مصغرا الحمصي قال البخاري له صحبة وأخرج عن طريق حريز بن عثمان عن حمير بن يزيد الرحبي أنه سمعه يقول رأيت أبا قتيلة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وربما قتل البرغوث وهو في الصلاة وأنكر أبو حاتم على البخاري قوله إن له صحبة وحجة البخاري واضحة وذكره بن حبان في الصحابة ثم ذكره في التابعين وله عند أبي داود (6/78)
<79> والبغوي من رواية خالد بن معدان عنه عن عبد الله بن حواله حديث في فضل الشام وذكره في الصحابة جماعة منهم مطين والطبراني في الكنى وأورد له من رواية خالد بن معدان عنه حديثا آخر مرحب أو أبو مرحب أخرج حديثه أبو داود من طريق الشعبي عنه على الشك وقال بن السكن يقال هو أبو مرحب سويد بن قيس مرداس بن عبد الرحمن يأتي في مرداس السلمي مرداس بن عبد سعد السعدي ذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق يحيى بن عبد الله بن عبد بن سعد قال قدم رجل من بني عبد بن سعد يقال له مرداس فأسلم وانصرف فلقيته خيل النبي صلى الله عليه وسلم فقتلته يعني خطأ ظنوه كافرا فذكر القصة وفي سنده مقال مرداس بن عروة العامري ذكره بن السكن في الصحابة وقال معدود في الكوفيين ونسبه البغوي وابن حبان ثقفيا قال بن حبان له صحبة وأخرج البخاري وابن السكن والبيهقي من طريق الوليد بن أبي ثور عن زياد بن علاقة عن مرداس بن عروة قال رمى رجل من الحي أخا له فقتله ففر فوجدناه عند أبي بكر فانطلقنا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأقادنا تابعه محمد بن جابر عن زياد أخرجه البغوي وأبو نعيم من طريق مسدد عنه مرداس بن عقفان بضم أوله وسكون القاف بعدها فاء بن سعيم بن قريط بن جناب بن الحارث بن خزيمة بن عدي بن جندب العنبري بن عمرو بن تميم التميمي العنبري ذكره بن السكن وقال مخرج حديثه عن محمد بن موسى الهاشمي عن محمد بن عيسى بن ميفعة وقال بن عبد البر مرداس بن عقفان التميمي هو مرداس بن أبي مرداس له صحبة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لي بالبركة روى عنه ابنه بكر مرداس بن عمرو يأتي في بن نهيك مرداس بن قيس الدوسي ذكره أبو موسى في الذيل وأورد من طريق بن الخرائطي في كتاب الهواتف من طريق عيسى بن يزيد عن صالح بن كيسان عمن حدثه عن مرداس بن قيس الدوسي قال حضرت النبي صلى الله عليه وسلم وذكرت عنده الكهانة وما كان من تغيرها عند مخرجه فقلت يا رسول الله عندنا شيء من ذلك أخبرك به فذكر قصة طويلة منها أن كاهنهم كان يصيب كثيرا ثم أخطأ مرة بعد مرة ثم قال لهم يا معشر دوس حرست السماء وخرج حبر الأنبياء وإنه مات عقب ذلك وعيسى أظنه بن دأب وهو كذاب وفي السند عبد الله بن محمد البلوي أيضا مرداس بن مالك الأسلمي يأتي في أواخر من اسمه مرداس مرداس بن مالك الغنوي ذكره بن شاهين وأورد من طريق المنذر بن محمد عن الحسين بن محمد عن أبيه عن حمزة بن عبد الله بن يزيد الغنوي عن أبيه عن مرداس بن مالك الغنوي أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه ودعا له بخير وكتب له كتابا وولاه صدقة قومه (6/79)
<80> مرداس بن أبي مرداس هو بن عقفان تقدم مرداس بن مروان بن الجذع بن يزيد بن الحارث بن حرام بن كعب بن غنم الأنصاري الخزرجي قال بن الكلبي أسلم هو وأبوه وشهد الحديبية وبايع تحت الشجرة وكذا ذكره العدوي واستدركه أبو علي الغساني وغيره على الاستيعاب مرداس بن مويلك بن رباح بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب بن حلان بن عشم بن عني بن أعصر الغنوي ذكره بن الكلبي وقال وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهدى له فرسا وصحبه قلت فرق الطبري وغيره بين هذا وبين مرداس بن مالك وجعلهما بن الأثير واحدا والراجح التفرقة مرداس بن نهيك الضمري وقيل بن عمرو وقيل إنه أسلمي وقيل غطفاني والأول أرجح ذكره بن عبد البر وغيره وقال أبو عمر في تفسير السدي وفي تفسير بن جريج عن عكرمة وفي تفسير سعيد بن أبي عروبة عن قتادة وقال غيرهم أيضا لم يختلفوا في أن المقتول في قصة نهيك الذي ألقى السلام وقال إني مؤمن أنه رجل يسمى مرداسا واختلفوا في قاتله وفي أمير تلك السرية اختلافا كثيرا قلت سيأتي في حرف النون أنه سمي في سير الواقدي نهيك بن مرداس ومضى في حرف العين أنه عامر بن الأضبط وقد تقدم في ترجمة محلم بن حثامة وقرأت بخط الخطيب أبي بكر البغدادي في ترجمة محمد بن أسامة من المتفق من مغازي بن إسحاق في رواية يونس بن بكير بسنده إلى أسامة قال أدركته أنا ورجل من الأنصار الحديث قال الخطيب المدرك نهيك بن سنان وفيه غير ذلك من الاختلاف والذي في رواية غيره من المغازي حدثني شيخ من أسلم عن رجال من قومه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الكلبي كلب ليث في سرية إلى أرض بني ضمرة وبها مرداس بن نهيك حليف لهم من بني الحرقة فقتله أسامة فحدثني بن لابن أسامة بن زيد عن أبيه عن جده أسامة قال أدركته أنا ورجل من الأنصار فلما شهرنا عليه السلاح قال أشهد أن لا إله إلا الله فلم ننزع عنه السلاح حتى قتلناه فذكر الحديث وفي تفسير الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال نزل في مرداس الأسلمي قوله تعالى ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا كذا قال الأسلمي ورواه مقاتل بن حيان في تفسيره عن الضحاك عن أبي عباس نحوه وروى أبو نعيم من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه عن عطية عن أبي سعيد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى أناس من بني ضمرة فلقوا رجلا يقال له مرداس ومعه غنيمة وأخرج عبد بن حميد من طريق قتادة قال نزلت هذه الآية فيما ذكر لنا في مرداس لرجل من غطفان بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا عليهم غالب الليثي ففر أهل مرداس في الجبل وصبحته الخيل وكان قال لأهله إني مسلم ولا أتبعكم فلقيه المسلمون فقتلوه وأخذوا ما كان معه فنزلت وإن ثبت الاختلاف في تسمية من باشر القتل مع الاختلاف في المقتول احتمل تعدد القصة مرداس أو بن مرداس شهد بيعة الرضوان ذكره أبو نعيم وأخرجه من طريق شعبة عن سليمان بن عبد الرحمن عن راشد بن سيار قال أشهد على خمسة نفر ممن بايع تحت الشجرة منهم مرداس (6/80)
<81> أو بن مرداس أنهم كانوا يصلون قبل المغرب رجاله إلى راشد ثقات وراشد ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال إنه مولى عبد الله بن أبي أوفى وكذا ترجم له الخطيب في المؤتلف فيمن اسمه سيار بتقديم السين وتشديد المثناة من تحت فقال راشد بن سيار مملوك عبد الله بن أبي أوفى مرداس بن مالك الأسلمي شهد بيعة الرضوان أيضا وقال بن قانع اسم أبيه عبد الرحمن قال مسلم والأوزاعي وغيرهما تفرد بالرواية عنه قيس بن أبي حازم وزعم آخرون منهم المزي أن زياد بن علاقة روى أيضا عنه وليس كذلك فإن شيخ زياد بن علاقة غيره وهو مرداس بن عروة المتقدم وحديث مرداس الأسلمي في صحيح البخاري وهو حديث يذهب الصالحون الحديث وقال بن السكن زعم بعض أهل الحديث أن مرداس بن عروة هو الأسلمي اختلف في اسم أبيه قال والصحيح أنه غيره مرداس الضمري تقدم في بن نهيك مرداس المعلم ذكره أبو زيد الدوسي في كتاب الأسرار بغير سند فقال مر النبي صلى الله عليه وسلم بمرداس المعلم فقال إياك والخبز المرقق والشرط على كتاب الله تعالى وهذا لم أقف له على إسناد إلى الآن مرزبان بن النعمان بن امرئ القيس بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكندي قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشعث بن قيس وكذا ذكره الطبري مرزوق الثقفي مولاهم ذكره الواقدي في جملة العبيد الذين نزلوا على النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف فأسلموا فأعتقهم وعدتهم بضعة عشر رجلا فكان مرزوق هذا مولى عثمان مرزوق الصيقل قال العسكري وغيره له صحبة وقال بن حبان يقال إن له صحبة وقال بن عبد البر في إسناد حديثه لين وأخرج البغوي والطبراني من طريق محمد بن حمير قال حدثنا أبو الحكم حدثني مرزوق الصيف أنه صقل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الفقار وكانت له قبيعة من فضة وحلق في قيده وبكرة في وسطه من فضة قلت وليس في هذا ما يدل على صحبته وإنما ذكرته لاحتمال أن يكون عند من جزم بصحبته مستند آخر مرضى بن مقرن المزني أحد الإخوة ذكره بن فتحون ونقل عن الطبري قال كتب سراقة بن عمرو عهدا لأهل الباب شهد فيه عبد الرحمن بن ربيعة وسلمان بن ربيعة وبكر بن عبد الله وكتب مرضى بن مقرن مرة بن الحارث بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي حليف آل عمرو بن عوف من الأنصار قال الطبري شهد أحدا وزعم بن الكلبي أنه شهد بدرا مرة بن حبيب الفهري هو بن عمرو بن حبيب يأتي مرة بن سراقة الأنصاري ذكر أبو عمر أنه استشهد بحنين وتعقبه بن الأثير بأن الذي ذكروا أنه شهد حنينا عروة بن مرة قلت ولا مانع من الجمع مرة بن شراحيل في شراحيل بن مرة (6/81)
<82> مرة بن عمرو بن حبيب بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري من مسلمة الفتح أخرج البخاري حديثه في الأدب المفرد والبغوي من رواية أبي عيينة عن صفوان بن سليم عن أنيسة عن أم سعيد بنت مرة الفهرية عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة كهاتين وأخرجه أبو يعلى من طريق يزيد بن زريع عن محمد بن عمرو عن صفوان ولم تذكر أنيسة وقال عن أم سعيد بنت مرة بن عمرو الجمحية عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر عن محمد بن عمرو مثله لكن قال عن أم سعيد بنت عمرو بن مرة الجمحية قدم عمرا على مرة وأخرجه مطين عن هارون بن إسحاق عن المحاربي عن محمد بن عمرو مثله لكن لم يذكر مرة وقال قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرجه الباوردي عن مطين وابن منده عنه وسيأتي في أسماء النساء ذكر اختلاف آخر على محمد بن عمرو وكلام بن السكن على ذلك في أسيرة وله ذكر في ترجمة مرة الهمداني في القسم الرابع وقال أبو عمر في ترجمة أم سعيد من كنى النساء أم سعيد بنت عمرو ويقال عمير الجمحية روى عنها صفوان بن سليم في كافل اليتيم واختلف على صفوان في إسناده قلت ولولا اتحاد المخرج لجوزت أن تكون أم سعيد بنت مرة الفهرية غير أم سعيد بنت عمرو أو عمير الجمحية مرة بن عمرو العقيلي ذكره الإسماعيلي وأخرج من طريق علي بن قرين عن خشرم بن الحسن العقيلي سمعت عقيل بن طريف العقيلي يحدث عن مرة بن عمرو العقيلي قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ بالحمد لله رب العالمين مرة بن كعب البهزي يقال هو كعب بن مرة الماضي في الكاف روى أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث أن خطباء قاموا بالشام فيهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام آخرهم رجل يقال له مرة بن كعب فقال لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت سمعته يقول وذكر الفتن فقربها فمر رجل مقنع بثوب فقال هذا يومئذ على الهدى فقمت فأخذت بمنكبيه فإذا هو عثمان هذه رواية عبد الوهاب الثقفي عن أيوب وكذا قال سليمان بن حرب عن حماد عن أيوب رواه أبو الربيع عن حماد بن زيد فقال عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل ولم يسمه وقال إسحاق بن أبي إسرائيل عن حماد عن أيوب عن أبي قلابة أظنه عن أبي الأشعث رواه أبو هلال الراسبي عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن مرة البهزي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون فتن كصياصي البقر فمر بنا رجل مقنع فقال هذا وأصحابه على الحق فإذا هو عثمان رواه كهمس عن عبد الله بن شقيق فأدخل بينه وبين مرة هرم بن الحارث وأسامة بن خريم أخرجها كلها البغوي ورواية عبد الوهاب الثقفي أخرجها الترمذي وقال حسن صحيح وأخرج أحمد عن بن علية عن أيوب مثله ورواية أبي هلال وكهمس أخرجها أحمد فلم يختلف على أبي قلابة أنه مرة بن كعب وأخرج أصل الحديث أحمد أيضا من طريق جبير بن نفير قال كنا معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان فقام كعب بن مرة فقال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ مر عثمان مرجلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتخرجن (6/82)
<83> فتن من تحت قدمي هذا يومئذ ومن اتبعه على الهدى وقد تقدم في ترجمة كعب بن مرة حديث آخر قيل فيه كعب بن مرة أو مرة بن كعب فقيل هما واحد واختلف فيه بالتقديم والتأخير وقيل هما اثنان والعلم عند الله تعالى مرة بن مالك تقدم في أخيه عبد الرحمن بن مالك مرة بن أبي مرة ذكره بن منده وهو الذي بعده مرة بن وهب بن جابر بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي والد يعلى ذكره البغوي وغيره وأخرجوا من طريق عبيد الله بن أبي زياد عن أم يحيى بنت يعلى عن أبيها قالت جئت بأبي يوم الفتح فقلت يا رسول الله هذا أبي يبايعك على الهجرة قال لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وله في بن ماجة حديث آخر اختلف في إسناده على الأعمش مرة بن أبي عزة بن عمرو بن عمير بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي قتل أبوه بحمراء الأسد بعد أحد ولمرة هذا عقب بالمدينة ذكره الزبير مرة غير منسوب مضى في حرب ويأتي في يعيش مروان بن الجذع تقدم نسبه في والده مرداس قال بن الكلبي أسلم وهو شيخ كبير هو وابنه وشهد الحديبية وكان مروان أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهمان خيبر مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي بن عم عثمان رضي الله عنه يأتي في القسم الثاني مروان بن قيس الأسدي ويقال السلمي قال البخاري له صحبة روى عنه ابنه وأخرج هو والبغوي والطبراني من طريق يحيى بن سعيد الأموي حدثنا عمران بن يحيى الأسدي سمعت عمي وكان قد أخر الرعية عن أهله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبي قد توفي وجعل عليه أن يمشي إلى مكة وأن ينحر بدنة فمات ولم يترك مالا فهل يقضي عنه أن يمشى عنه وأن أنحر عنه من مالي قال نعم اقض عنه وانحر عنه أرأيت لو كان على أبيك دين لرجل فقضيت عنه من مالك أليس يرجع الرجل راضيا فالله أحق أن يرضى قال البغوي ولا أعلم بهذا الإسناد إلا هذا مروان بن قيس الأسلمي قال بن حبان يقال إن له صحبة وزعم أبو نعيم وابن عبد البر أنه الذي قبله والذي يظهر لي أنه غيره وأخرج بن منده من طريق أبي عبد الرحيم حدثني رجل من ثقيف عن جشم بن مروان عن أبيه مروان بن قيس من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل سكران يقال له نعيمان فأمر به فضرب فأتي به مرة أخرى سكران فأمر به فضرب ثم أتي به الثالثة فأمر به فضرب ثم أتي به الرابعة وعنده عمر فقال عمر ما تنتظر به يا رسول الله هي الرابعة اضرب عنقه فقال رجل عند ذلك لقد رأيته يوم بدر يقاتل قتالا شديدا وقال آخر لقد رأيت له يوم بدر موقفا حسنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيف وقد شهد بدرا مروان بن قيس الدوسي آخر له ذكر ووفادة وذكر أبو بكر بن دريد في كتاب الأخبار (6/83)
<84> المنثورة من طريق محمد بن عباد عن بن الكلبي عن أبيه قال كان مروان بن قيس الدوسي خرج يريد الهجرة فمر بإبل لثقيف فأطردها واتبعوه فأدركوه فأخذوا له ارمأتين والإبل التي أخذها وأخذوا إبلا له فلما أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من حنين إلى الطائف شكا إليه مروان فقال له خذ أول غلامين تلقاهما من هوازن فأغار مروان فأخذ فتيين من بني عامر أحدهما أبي بن مالك بن معاوية بن سلمة بن قشير القشيري والآخر حيدة الجرشي فأتى بهما النبي صلى الله عليه وسلم فانتسبهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما هذا فإن أخاه يزعم أنه فتى أهل المشرق كيف قال يا أبا بكر فقال يا رسول الله قال ما إن يعود امرؤ عن خليقته حتى تعود جبال الحرة السود وأما هذا فإنه من قوم صليب عودهم اشدد يدك بهما حتى تؤدي إليك ثقيف يعني مالك فقال أبي يا محمد ألست تزعم أنك خرجت تضرب رقاب الناس على الحق قال بلى قال فأنت أولى بثقيف مني شاركتهم في الدار والمال والنساء فقال بل أنت أحدهم في العصب وحليفهم بالله ما دام الطائف مكانه حتى تزول الجبال ولن تزول الجبال ما دامت السماوات والأرض فانصرف مروان فقال النبي صلى الله عليه وسلم أحسن إليهما فقصر في أمرهما فشكيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بلالا أن يقوم بنفقتهما فجاءه الضحاك بن سفيان أحد بني بكر بن كلاب فقال يا رسول الله ائذن لي أن أدخل إلى الطائف فإذن له فكلمهم في أهل مروان وما له فوهبوا ذلك له فخرج به إلى مروان فأطلق مروان الغلامين ثم إن الضحاك عتب على أبي بن مالك في شيء بعد ذلك فقال يعاتبه أتنسى بلائي يا أبي بن مالك غداة الرسول معرض عنك أشوس يقودك مروان بن قيس بحبله ذليلا كما قيد الرفيع المخيس ذكر هذه القصة عمر بن شبة في أخبار المدينة أيضا بطولها قلت وأخو أبي بن مالك الذي أشير إليه بأنه يقول إنه فتى أهل المشرق اسمه نهيك بن مالك ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه جاهلي وكان يلقب منهب الرزق قال وكان قد قدم مكة بطعام ومتاع للتجارة فرآهم مجهودين فأنهب العير بما عليها قال وعاتبه خاله في إنهاب ماله بعكاظ فقال يا خال ذرني ومالي ما فعلت به وما يصيبك منه إنني مودي إن نهيكا أبي إن خلائقه حتى تبيد جبال الحرة السود فلن أطيعك إلا أن تخلدني فانظر بكيدك هل تسطيع تخليدي الحمد لا يشترى إلا له ثمن ولن أعيش بمال غير محمود مرى بالتصغير بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر هو خدرة الأنصاري الخدري عم أبي سعيد ذكره العدوي وقال شهد أحدا وقال الواقدي شهد أحدا وبيعة الرضوان وغاب عن خيبر فأسهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وله ذكر في ترجمة سمرة بن جندب فإنه كان تزوج أمه فكان سمرة في حجره فلما استصغر سمرة يوم أحد كلم مري بن سنان النبي صلى الله عليه وسلم فيه فأجازه واستدرك بن فتحون (6/84)
<85> الميم بعدها ا مزرد بن ضرار بن سنان بن عمرو بن جحاش بن بجالة الغطفاني الثعلبي وقيل في سياق نسبه غير ذلك يقال اسمه يزيد ومزرد لقب بذلك لقوله فقلت تزردها عبيد فإنني لزرد الشيوخ في الشباب مزرد وهو أخ للشماخ الشاعر المشهور وقد تقدم بعض خبره في ترجمة الشماخ وقال أبو عمر قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشد له أبياتا منها تعلم رسول الله لم أر مثلهم أحن على الأدنى وأقرب للفضل تعلم رسول الله أنا كأننا أفأنا بأنمار ثعالب ذي غسل وأنمار رهطه وكان يهجوهم وذكره العسكري في باب من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم من الشعراء وحكى بعضهم أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده شعرا وقال المرزباني كان يكنى ابا ضرار وقيل أبا الحسن وهو أسن من الشماخ وله أشعار شهيرة وكان هجاء حلف ألا ينزل به ضيف إلا هجاه ولا يتنكب بيته ولا بيت ابنه إلا هجاه ثم أدرك الإسلام فأسلم وهو القائل صحا القلب عن سلمى ومل العواذل يقول فيها وقد علموا في سالف الدهر أنني ممن إذا جد الجراء ونابل زعيم لمن فارقته بأرابد يعان بها الساري وتحدى الرواحل وأنشد بن السكيت لمزرد من أبيات تبرأت من شتم الرجال بتوبة إلى الله مني لا ينادي وليدها وذكر بن سعد بسند ضعيف عن عائشة أنها قالت من صاحب هذه الأبيات تعني التي في عمر لما مات جزى الله خيرا من أمير وباركت يد الله في ذاك الأديم الممزق قالوا مزرد فسألت من مزرد فحلف بالله أنه لم يشهد الموسم تلك السنة ومنهم من نسب هذه الأبيات التي قبلها للشماخ مزيدة بن جابر العبدي العصري كذا سمي بن منده أباه وسماه بن الكلبي مالكا ونسبه فقال بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن حطمة بن محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس وهو جد هود بن عبد الله المصري لأمه وهذا هو المعتمد والذي ذكره بن منده وهم فإن مزيدة بن جابر العبدي كان قاضي الخوارج في زمان قطري بن الفجاءة في زمن بني أمية حكى عبد الله بن عياش المنتوف الأخباري ولمزيدة جد هود حديث عند الترمذي وغيره وتقدم له ذكر في ترجمة صحار بن العباس وذكر البغوي أن البخاري قال مزيدة العصري له صحبة مزيدة بن حوالة تقدم في زائدة مزيدة بن مالك في الذي قبله بواحد (6/85)
<86> الميم بعدها السين مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس القرشي العامري استشهده أبوه باليمامة ولابنه نوفل بن مساحق رواية وهو معدود في كبار التابعين روى عن عمر بن الخطاب وغيره وأخرج أبو بكر بن المقري في فوائده عن أحمد بن محمد بن الفضل عن نصر بن علي عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن أبيه عن جده قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية قال إن رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا الحديث وفيه قصة الرجل الذي قتله المسلمون فماتت المرأة حزنا عليه وكانا متحابين وهذا الحديث يعرف من رواية عبد الملك بن نوفل عن بن عصام عن أبيه وقد مضى في ترجمة عصام وذكره أبو موسى وأشار إلى أن هذه الرواية شاذة ولكن يحتمل إن كان راويها حفظها أن يكون لسفيان فيه إسنادان ويؤيده أن في آخر هذه الرواية زيادة وهي إن في الحب شعلة مسافع الدئلي ذكره البخاري في الصحابة وأخرج الطبراني وابن منده وابن عدي في ترجمة مالك بن الكامل من طريق عبد الرحمن بن سعد المؤذن عن مالك بن عبيدة بن مسافع الدئلي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا عباد لله ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا وعبيدة ضبطه الخطيب وابن ماكولا بفتح أوله وخفي اسمه على بن عبد البر فكناه أبا عبيدة وترجمه في الكنى وسيأتى وله شاهد عند أبي يعلى عن أبي هريرة مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي قال أبو عمر له صحبة ولا أعرف له رواية وقال الزبير بن بكار كان شاعرا فتعرض لحسان فقال فيه أبياتا من جملتها يا آل تيم الا تنهون جاهلكم قبل القذاف بصم كالجلاميد وقال المرزباني شاعر معروف هجا حسان بن ثابت فقال حسان من أبيات فذكر البيت وبعده ولكن سأصرفها عنكم وأعدلها لطلحة بن عبيد الله ذي الجود وهو في ديوان حسان لأبي سعيد السكري مساور بن هند بن قيس بن زهير العبسي يأتي في القسم الثالث المستنير بن أبي صعصعة الخزاعي تقدم ذكره في ترجمة شبيب بن قرة وأنه كان أحد الشهود في عهد العلاء بن الحضرمي واستدركه بن فتحون وأبو موسى المستورد بن حيلان العبدي له ذكر في حديث أخرجه الطبراني من رواية عنبسة بن أبي صغيرة عن الأوزاعي عن سليمان بن حبيب سمعت أبي أمامة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون بينكم وبين الروم أربع مدن تقوم الرابعة على رجل ملك هرقل يدوم سبع سنين فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن حيلان يا رسول الله من إمام الناس يومئذ قال من ولدي بن أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود عليه عبائتان قطوانيتان كأنه من رجلا بني إسرائيل يملك عشرين سنة يستخرج الكنوز وبفتح مدائن الشرك (6/86)
<87> المستورد بن شداد بن عمرو بن حسل بن الأحب بن حبيب بن عمرو بن سفيان بن محارب بن فهر القرشي الفهري المكي نزيل الكوفة له وأبيه صحبة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه أنه روى عن قيس بن أبي حازم ووقاص بن ربيعة أبو عبد الرحمن الحبلي وعبد الرحمن بن جبير ومعبد بن خالد وآخرون وحديثه في الصحيح والترمذي وغيرهما من طريق قيس بن أبي حازم عنه حديثه ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع وله عدة أحاديث عند مسلم وفي السنن وعلق له البخاري حديثا في الحوض وصله مسلم قال محمد بن الربيع الجيزي له في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر شهد فتح مصر واختط بها ولأهل مصر عنه أحاديث ولم يرو عنه إلا أهل مصر فيما أعلم إلا قيس بن أبي حازم فإن له عنه رواية وقيل إن أبا إسحاق السبيعي روى عنه أيضا قال بن يونس توفي بالإسكندرية سنة خمس وأربعين من الهجرة المستورد بن عصمة وقع له ذكر في حديث أخرجه عبد الرزاق عن بن عيينة عن أبي سعيد عن نصر بن عاصم أنه قال لعلي لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر المستورد بن منهال بن قنفذ بن عصية بن هصيص بن حيي بن وائل بن جشم بن مالك بن كعب بن القين القصاعي قال بن الكلبي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال الطبراني مسروح بن سندر الخصبي مولى زنباع الجذامي قال بن يونس له صحبة يكنى أبا الأسود وقدم مصر بكتاب عمر بعد الفتح وفيه الوصاة به فأقطع منية وتوفي بها في أيام إمرة عبد العزيز بن مروان ثم أخرج من طريق سعيد بن عفير حدثني أبو نعيم سماك بن نعيم عن جده لأمه عثمان بن سويد بن سندر الجروي قال بن يونس هو جد عثمان لأمه وإنه أدرك مسروح بن سندر وكان داهيا منكرا وكان له مال كثير وعمر حتى زمان عبد الملك قال وكان ربما تغدى معي بموضع من قرية عثمان بن سويد يقال لها سليم وكان لابن سندر إلى جانبها قرية يقال لها قلوب قطيعة وتقدم له ذكر في ترجمة سندر وتوفي بمصر في أيام عبد العزيز بن مروان قال ويقال سندر وابن سندر أثبت قلت يريد في هذه القصة المخصوصة وهي قدومه مصر وأما القصة مع زنباع في كونه خصاه فإنما وقع ذلك لسندر نفسه كما تقدم في ترجمته مسروح ولد ثويبة التي أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم وله ذكر في ترجمة ثويبة حرف الثاء المثلثة من النساء مسروق بن وائل الحضرمي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد حضرموت فأسلم كذا ذكره أبو عمر مختصرا وقد ذكره بن السكن وذكر تبيين طريق بقية عن سليمان بن عمرو الأنصاري عن الضحاك بن النعمان بن سعيد أن مسروق بن وائل قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحو الحديث الآتي في مسعود بن وائل فكأنه اختلف في اسمه على سليمان بن عمرو مسروق العكي ذكره بن عساكر وقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا (6/87)
<88> أع لم له رواية ولا رؤية ثم ذكر أنه شهد اليرموك أميرا على بعض الكراديس ومن طريق سيف قال كان مسروق بن فلان على كردوس وقال سيف في الفتوح أيضا عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قالا وبعث أبو عبيدة مسروقا وعلقمة بن حكيم فكانا بين دمشق وفلسطين وذكر أيضا أنه توجه مع الطاهر بن أبي هالة لقتال من ارتد بعد النبي صلى الله عليه وسلم من عك والأشعريين ثم توجه أميرا على عك وشهد فتوح العراق أيضا وله أيام مشهورة وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في تلك الحروب إلا الصحابة وذكر بن سعد من طريق بن أبي عون قال أرسل علي بن أبي طالب جرير بن عبد الله إلى معاوية يدعوه إلى بيعته فكلمه جرير وحضه على الدخول فيما دخل فيه المسلمون وكان عند معاوية يومئذ وجوه أهل الشام ذو الكلاع وشرحبيل بن السمط ومسروق العكي وغيرهم فتكلموا بكلام شديد وردوا أشد الرد وتهددوا معاوية إن هو أجاب إلى ذلك وترك الطلب بدم عثمان فذكر القصة مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلبي كان اسمه عوفا وأما مسطح فهو لقبه وأمه بنت خالة أبي بكر أسلمت وأسلم أبوها قديما وكان أبو بكر يمونه لقرابته منه فلما خاض مع أهل الإفك في أمر عائشة حلف أبو بكر ألا ينفعه فنزلت ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى الآية فعاد أبو بكر إلى الإنفاق عليه ثبت ذلك في الصحيحين في حديث عائشة الطويل في الإفك وفي الخبر الذي أخرجه أبو داود من وجه آخر عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جلد الذين قذفوا عائشة وعده منهم ومات مسطح سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان ويقال عاش إلى خلافة علي وشهد معه صفين ومات في تلك السنة سنة سبع وثلاثين مسعود بن الأسود بن حارثة بمهملة ومثلثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بفتح أوله بن عويج كذلك بن عدي بن كعب القرشي العدوي المعروف بابن العجماء وهي أمه وهي بنت عامر بن الفضل السلولي ويقال له بن الأعجم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة المرأة التي سرقت وفيه فجئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمناه وقلنا نحن نفديها فقال تطهر خير لها الحديث وعنه ابنته عائشة في بن ماجة والبغوي بسند حسن وأشار إليه الترمذي في الترجمة لكن قال بن الأعجم قال أبو عمر كان هو وأخوه مطيع من السبعين اللذين هاجروا وشهدوا بيعة الرضوان وقال البغوي سكن المدينة وقال بن حبان سكن مصر وهو وهم مسعود بن الأعجم هو بن العجماء فإن مسعود بن الأسود الذي سكن مصر آخر غير هذا المذكور قبله مسعود بن أمية بن خلف الجمحي قتل أبوه يوم بدر ولولده عامر بن مسعود رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم والأكثرون قالوا إن حديثه مرسل فتكون الصحبة لأبيه وكان من مسلمة الفتح أو مات على كفره قبيل الفتح وولد له عامر قبل الفتح بقليل فلذلك لم يثبت له صحبة السماع من النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان معدودا في الصحابة لأن له رؤية وذكر الزبير أن مسعودا هذا كان زوج هند بنت أبي بن خلف بنت عمه (6/88)
<89> مسعود بن أوس بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي فيمن شهد بدرا ذكره البغوي مختصرا قال بن عبد البر أدخل الواقدي وابن عمارة بين أوس وأصرم زيدا آخر وقال بن يونس في تاريخه شهد بدرا وفتح مصر وله بمصر حديث وأخرج حديثه الطبراني من طريق بن لهيعة عن يزيد بن عمرو المعافري عن مولى لرفيع بن ثابت أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اشترى جارية بربرية بمائتي دينار فبعث بها إلى مسعود بن أوس وكان بدريا فوهب له الجارية فلما جاءته قال هذه من المجوس الذين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم قال فحدثت بهذا الحديث رجلا فحدثني أن يحيى بن سعيد حدثه أن عماله بالمغرب وكان بدريا فذكره وقال أبو عمر هو أبو محمد الذي زعم أن الوتر واجب فكذبه عبادة وذكر بن الكبي أنه شهد صفين مع علي وقال بن عبد البر لم يذكره بن إسحاق في البدريين كذا قال فوهم وقد ذكره فيمن شهدها من بني زيد بن ثعلبة وقال جعفر المستغفري أبو محمد الذي كذبه عبادة في وجوب الوتر اسمه مسعود بن زيد بن سبيع كذا قال وسيأتي مسعود بن خالد بن عبد العزى بن سلامة الخزاعي مضى ذكر والده وأخرج الطبراني من طريق أبي مالك بن أبي فارة الخزاعي حدثني أبي عن أبيه الوليد عن جده مسعود قال بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني شاه فرد إلينا شطرها فرجعت إلي أم خناس يعني زوجته فقلت يا أم خناس ما هذا اللحم قالت رده إلينا خليلك من الشاة التي بعثت بها إليه فقلت مالك لا تطعمين عيالك منه غدوة قالت هذا سؤرهم وكلهم قد أطعمته وكانوا قبل ذلك يذبحون الشاة والشاتين والثلاثة فلا تجزئ عنهم قلت تقدم في ترجمة بن عبد العزى حديث آخر بهذا الإسناد مسعود بن حراش بن جحش بن عمرو بن معاذ العبسي بالموحدة أخو ربعي قال البخاري له صحبة وأنكر ذلك أبو حاتم وقال العسكري قال غير أبي حاتم قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا ذكره في التابعين بن حبان وجماعة وقال بن السكن لم أجد ما يدل على صحبته ثم روى من طريق عقبة بن عمار العبسي عن مسعود بن حراش أن عمر قال لبني عبس أي الخيل وجدتم أصبر في حربكم قالوا الكميت وأخرج البخاري في التاريخ من طريق طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن مسعود بن حراش قال بينا نحن نطوف بين الصفا والمرة إذ أناس كثير يتبعون فتى شابا موثقا بيده في عنقه قلت ما شأنه قالوا هذا طلحة بين عبيد الله صبأ وامرأة وراءه تدمدم وتسبه قلت من هذه قالوا الصعبة بنت الحضرمي أمه قال طلحة وأخبرني عيسى بن طلحة وغيره أن عثمان بن عبيد الله هو الذي قرن طلحة مع أبي بكر ليحبسه عن الصلاة فسميا لذلك القرينين قلت إن كان هذا معتمد من أثبت صحبته فلا حجة فيه لأنه لم يذكر في القصة أنه أسلم حينئذ والله أعلم مسعود بن ربيعة بن عمرو بن سعد بن عبد العزى بن محلم بن غالب بن عائذة بن بيثع بن مليح بن الهون وهو القارة بن خزيمة بن مدركة القاري ويقال مسعود بن عامر بن ر بيعة بن عمير بن سعد بن محلم بن غالب وهذا قول بن الكلبي وأفاد أن من ذريته محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود (6/89)
<90> الذي رد على مروان بن الحكم قوله قال أبو عمر أسلم قديما قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وهاجر إلى المدينة وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبيد بن التيهان وذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وكذا قال بن الكلبي وسمى أبو معشر أباه الربيع أخرجه البغوي وقال أبو معشر وغيره توفي سنة ثلاثين وقد نيف على الستين وقال بن الكلبي يقال لآل مسعود بنو القارئ وهم حلفاء بني زهرة بالمدينة مسعود بن رخيلة بالخاء المعجمة مصغرا بن عائذ بن مالك بن حبيب بن نبيح بن ثعلبة بن قنفد بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع الأشجعي كان قائد أشجع يوم الأحزاب ثم أسلم فحسن إسلامه ذكره الطبري وروى عمر بن شبه بسند له عن بن شهاب عن عروة قال وفدت أشجع في سبعمائة يقودهم مسعود بن رخيلة فنزلوا بشعبهم واتخذت أشجع في محلها مسجدا مسعود بن زرارة الأنصاري أخو سعد بن زرارة ذكره العدوي وقال شهد أحدا مسعود بن زيد بن سبيع الأنصاري قال بن حبان له صحبة وهو أبو محمد الذي قال إن الوتر واجب وقد تقدم في مسعود بن أوس وهذا أقوى وقال البغوي مسعود بن زيد أبو محمد الأنصاري شهد بدرا وهو صاحب حديث الوتر ثم ساقه من طرق في بعضها عن المجدعي رجل من بني مدلج قال قلت لعبادة إن أبا محمد شيخ من الأنصار وفي ترجمة أخرى عن رجل من بني كنانة أن رجلا من الأنصار كان بالشام يكنى أبا محمد وكانت له صحبة مسعود بن سعد ويقال بن عبد سعد ويقال بن عبد مسعود والأول قول بن إسحاق والثاني قول موسى بن عقبة والثالث قول الواقدي واتفقوا في بقية نسبه فقالوا بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الحارثي ذكره بن إسحاق وأبو معشر وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وأخرجه البغوي مختصرا مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وكذا بن إسحاق وقال أبو نعيم قال بن عمارة استشهد بخيبر وخالفه الواقدي فقال قتل يوم بئر معونة وأخرجه البغوي مختصرا وكرره أبو عمر فذكره مطولا ومختصرا مسعود بن سعد الجذامي رسول فروة بن عمرو الجذامي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الواقدي وساق بن سعد عنه عن معمر وغيره عن الزهري عن عبيد الله عن بن عباس وساق من طريق أخرى عن أربعة من الصحابة قالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست أرسل رسله إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام فذكر القصة وفيها فكان فروة عاملا لقيصر على عمان من البلقاء فكتب فروة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه وأرسل إليه بهدية مع رجل من قومه يقال له مسعود بن سعد فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه وقبل هديته وأجاز رسوله بخمسمائة درهم (6/90)
<91> مسعود بن سنان بن الأسود الأنصاري حليف بني سلمة تقدم ذكره في ترجمة أسود بن خزاعي وأنه كان فيمن قتل بن أبي الحقيق وأخرج بن منده من طريق أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علي بن أبي طالب على بعث وقال امض ولا تلتفت ولا تقاتلهم حتى يقاتلوك ودفع لواء إلى مسعود بن سنان الأسلمي ونسبه غيره سلميا وقال أبو عمر شهد أحدا واستشهد يوم اليمامة وفرق بن الأثير بين الأول وبين الذي قتل باليمامة والذي يظهر أنهما واحد فإن بن إسحاق ذكر فيمن استشهد باليمامة من الأنصار مسعود بن سنان فكأنه أسلمي حالف بني سلمة مسعود بن سنان ذكر في الذي قبله مسعود بن سويد بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي قال الزبير بن بكار كان من السبعين الذين هاجروا إلى المدينة من بني عدي بن كعب واستشهد بمؤتة وليس له عقب وبنحوه ذكره بن سعد في الطبقة الثانية مسعود بن الضحاك بن عدي بن أراش بن حرملة بن لخم اللخمي وقد ينسب مسعود إلى جده وسمي أبو عمر جده حرملة كأنه نسب أباه إلى جده الأعلى وقال زعم أهله وولده أن له صحبة وروى الحديث عن جماعة من ولده انتهى وقال الطبراني حدثنا أبو مسعود عبد الرحمن بن المثنى بن المطاع بن عيسى بن المطاع بن زيادة بن مسعود بن الضحاك بن عدي بن أوس بن حرملة بن لخم حدثني أبي عن أبيه عن جده المطاع عن أبيه زيادة عن جده مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه مطاعا وقال له أنت مطاع في قومك امض إلى أصحابك وحمله على فرس أبلق وأعطاه الراية وقال من دخل تحت رايتي هذه فقد أمن من العذاب رواه عبد السلام بن المثنى بن المطاع عن أبيه عن جده مثله لكن قال زائدة بدل زيادة مسعود بن عبدة بن مظهر بضم الميم وسكون المعجمة وكسر الهاء قال الطبري شهد أحدا هو وابنه نيار بن مسعود واستدركه بن فتحون وأبو موسى مسعود بن عمرو القارئ بالتشديد بغير همزة من القارة كان على المغانم يوم حنين فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة وكذا أورده أبو عمر مختصرا والذي في جمهرة بن الكلبي عمرو بن القاري واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على المغانم يوم حنين مسعود بن عمرو روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في كراهة السؤال روى عنه سعيد بن يزيد تفرد بحديثه محمد بن جامع العطار وهو متروك كذا أورده بن عبد البر وأقره بن الأثير وزاد وله حديث آخر رواه عنه الحسن في النهي عن قتل الحيات قلت ودعواه تفرد محمد بن جامع به ليس بصحيح فقد أخرجه البغوي وابن السكن والطبراني وابن منده وأبو نعيم وغيرهم من طرق ليس فيها محمد بن جامع لكن كلها تدور على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الكريم عن سعيد بن يزيد عن مسعود بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال العبد يسأل وهو غني حتى (6/91)
<92> يخلق وجهه فما يكون له عند الله وجه وأما الحديث الآخر فأخره بن منده من طريق معتمر عن أبي خلدة عن الحسن بن مسعود بن عمرو وفي سنده جعفر بن عبد الواحد الهاشمي وهو متروك قد اتهم بوضع الحديث لكن المتن له أصل من غير هذه الطريق وذكر البغوي أنه مسعود بن عمرو بن ربيعة بن عمرو القارئ حليف بني زهرة ثم أسند ذلك من طريق محمد بن فليح عن موسى بن عقبة مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي كأنه الذي وهم أبو عمر أنه القارئ ذكر الثعلبي في تفسيره عن مقاتل أنه نزل فيه يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين وكان له ولإخوته ربا عند بني المغيرة بن عبد الله فلما أسلموا طالبوهم فقالوا ما نعطي الربا في الإسلام واختصموا إلى عتاب بن أسيد فكتب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت وقد تقدم في ترجمة حبيب بن عمرو وإخوته وأخرج بن أبي حاتم وابن مردويه من طريق بن عباس أن قوله تعالى وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم نزلت في رجل من ثقيف ورجل من قريش والثقفي هو مسعود بن عمرو وفي ترجمة عروة بن عمير الثقفي شيء من هذا مسعود بن عبيدة يأتي بعد اثنين في غلام فروة مسعود بن وائل ويقال بن مسروق أخرج بن منده من طريق عتبة بن أبي عتبة عن سليمان بن عمرو عن الضحاك بن النعمان بن سعد أن مسعود بن وائل قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه فقال يا رسول الله إني أحب أن تبعث إلى قومي رجلا يدعوهم إلى الإسلام عسى الله أن يهديهم بك فقال لمعاوية اكتب له فقال يا رسول الله كيف أكتب له قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فذكر الحديث مسعود بن يزيد بن سبيع بن خنساء ويقال سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة مسعود غلام فروة يقال اسم أبيه هنيدة قال بن حبان مسعود بن هنيدة الأسلمي له صحبة وذكر الواقدي عن بن أبي سبرة عن الحارث بن فضلي حدثني مسعود بن هنيدة عن أبهي قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت جئت لأسلم عليك فقد أعتقني أبو تميم أوس بن حجر قال بارك الله عليك أين تركت أهلك قلت بموضعهم والناس صالحون وقد كثر الإسلام حولنا قال وأعطاني عشرة من الإبل فرجعت إلى أهلي فنحن منها بخير وبهذا الإسناد ذكر الواقدي قصة للمريسيع قال بن سعد مسعود مولى تميم بن حجر أبي أوس كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم وقد حفظ عنه في المريسيع أسلم قديما حين مر بهم في الهجرة وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم حين أعتق عشرا من الإبل وأخرج البغوي وابن منده من طريق بريدة بن سفيان بن فروة عن غلام لجده يقال له مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وإلى جنبه أبو بكر فجئت أصلي فدفع النبي صلى الله عليه وسلم في صدر أبي بكر فقمنا خلفه رواه أبو كريب وغيره عن زيد أتم منه قلت وهو عند مطين وابن السكن والطبراني وغيرهم وفي أوله مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر فقال أبو بكر (6/92)
<93> يا مسعود قل لأبي تميم يبعث معنا دليلا قال فقلت له فبعثني وبعث معي بوطب من لبن فجعلت أتخلل بهم الجبال والأودية وكنت قد عرفت الإسلام فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وقد مضى له ذكر في ترجمة أبي تميم أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي ويأتي له ذكر في ترجمة هشام بن صبابة مسعود غير منسوب قال بن أبي شيبة حدثنا يزيد هو بن هارون حدثنا حماد هو بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له مسعود وكان نماما فلما كان يوم الخندق بعثه أهل قريظة إلى أبي سفيان أن ابعث إلينا رجالا حتى نقاتل محمدا مما يلي المدينة وتقاتله أنت مما يلي الخندق فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن يقاتل من جهتين فقال يا مسعود نحن بعثنا إلى بني قريظة أن يرسلوا إلى أبي سفيان فيرسل إليهم رجالا فإذا أتوهم مكنوا منهم فقتلناهم فلم يتمالك مسعود لما سمع ذلك أن أتى أبا سفيان فأخبره فقال صدق والله محمد ما كذب قط فلم يرسل إلى بني قريظة أحدا قلت وفي هذه القصة شبه بقصة نعيم بن مسعود الأشجعي فالله تعالى أعلم مسعود جد أبي العشراء تقدم في قهطم مسلم بن أسلم بن بجرة الأنصاري الخزرجي وربما نسب إلى جده أخرج الطبراني من طريق بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن مسلم بن بجرة أخي بلحرث بن الخزرج وكان شيخا كبيرا قد حدث نفسه قال إن كان ليدخل المدينة فيقضي حاجته بالسوق ثم يرجع إلى أهله فلا يضع رداءه إذا رجع إلى المدينة حتى يركع ركعتين ثم يقول إن رسول صلى الله عليه وسلم قال لنا من هبط منكم فلا يرجع إلى أهله حتى يركع ركعتين في هذا المسجد وأخرج هذا الحديث بن منده من هذا الوجه لكنه سماه محمدا فقال عن محمد بن أسلم بن بجرة وقال غريب لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه ولمسلم بن أسلم حديث آخر أخرجه بن أبي عاصم عن هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن عبد الله هو بن أبي فروة عن إبراهيم بن محمد بن مسلم بن بجرة الأنصاري عن أبيه عن جده مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله على أسارى بني قريظة ينظر إلى فرج الغلام فإن رآه قد أنبت ضرب عنقه وهذا أخرجه الطبراني عن أحمد بن المعلى عن هشام لكن قال في مسنده عن إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بجرة عن أبيه عن جده وقد تقدم في حرف الألف مسلم بن الحارث بن بدل ويقال الحارث بن مسلم التميمي قال البغوي سكن الشام وقال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان إن له صحبة زاد البخاري والد الحارث وصحح البخاري والترمذي وغير واحد أن اسم الصحابي مسلم واسم التابعي ولده الحارث والاختلاف فيه على الوليد بن مسلم فقال جماعة عنه عن عبد الرحمن بن حسان عن الحارث بن مسلم عن أبيه وقال هشام بن عمار وغيره عنه عن عبد الرحمن عن مسلم بن الحارث والراجح الأول لأن محمد بن شعيب بن سابور رواه عن عبد الرحمن كذلك وكذا قال صدقة بن خالد عن عبد الرحمن في حديث آخر أخرجه البخاري في التاريخ عن الحكم بن موسى عن صدقة ولفظه عن الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له (6/93)
<94> كتابا بالوصاة إلى من يعرفه من ولاة الأمر قال الدارقطني مات في خلافة عثمان مسلم بن الحارث الخزاعي ثم المصطلقي ذكره البغوي وغيره في الصحابة وروى هو والطبراني وابن السكن وابن شاهين وابن الأعرابي وابن منده من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن يزيد بن عمرو بن مسلم حدثني أبي قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده منشد قول سويد بن عامر المصطلقي لا تأمنن وإن أمسيت في حرم إن المنايا بجنبي كل إنسان فكل ذي صاحب يوما يفارقه وكل زاد وإن أبقيته فاني الأبيات وفي قول مسلم ما رأيت مشركا خيرا من سويد بن عامر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو أدرك هذا الإسلام لأسلم لم يقل بن السكن في روايته مسلم بن الحارث وأنما قال مسلم بن أبي مسلم وأشار إلى يعقوب بن محمد تفرد به قلت وقع لنا بعلو في الثقفيات من حديثه مسلم بن خيشنة بفتح المعجمة وسكون المثناة التحتانية وفتح الشين وتشديد النون الكناني أخو أبي قرصافة ذكره بن أبي داود وابن السكن والطبراني وغيرهم في الصحابة وأخرجوا من طريق زياد بن سيار عن عزة بنت عياض بن أبي قرصافة عن جدها أبي قرصافة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لك عقب قلت أخ لي قال فجيء به فرفقت بأخي وكان غلاما صغيرا حتى جاء معي فلما دنا من النبي صلى الله عليه وسلم هرب فأخذته فضممت يديه ورجليه ثم أحضرته فأسلم وبايعه وسماه مسلما وكان اسمه مقسما فقلت مسلم معك يا رسول الله مسلم بن رياح بكسر الراء وبالمثناة التحتانية الثقفي ذكره بن خزيمة في الصحابة وأخرج من طريق عبد الجبار بن العباس عن عون بن جحيفة عن مسلم بن أبي رياح أنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يؤذن قال الله أكبر الله أكبر فقال كلمة الحق فقال أشهد أن لا إله إلا الله قال كلمة الإخلاص فقال أشهد أن محمدا رسول الله قال خرج صاحبها من النار وذكره البغوي فقال لا أدري له صحبة أم لا ورأيته في غير موضع بفتح الراء وتخفيف الموحدة مسلم بن سبع أبو الغادية سماه بن حبان والمستغفري والمحفوظ أن اسمه يسار بالتحتانية المثناة مسلم بن شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الدار بن قصي العبدري الحجبي ذكره بن شاهين في الصحابة وقال سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول عثمان صحابي وشيبة صحابي ومسلم صحابي كلهم حجبة البيت ثم روى من طريق عبد الحكيم بن منصور عن عبد الملك بن عمير عن مسلم بن شيبة خازن البيت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ القوم مقاعدهم فإن دعا رجل أخاه وقد أوسع له في مجلسه فليجلس فإنما هي كرامة وإن لم يوسع له فلينظر أوسع البقعة مكانها فليجلس فيه هكذا قال عبد الحكيم وقال سفيان بن عبد الرحمن وغيره عن عبد الملك عن مصعب بن شيبة وأخرجه الخطيب في الجامع من طريق عبد الله بن عمر الرقي عن عبد الملك كذلك (6/94)
<95> مسلم بن عبد الله تقدم فيمن اسمه شهاب مسلم بن عبد الرحمن قال البخاري وأبو حاتم له صحبة ونسبه أبو علي بن السكن عامريا وأخرج هو والطبراني ومن قبلها البخاري من رواية عباد بن كثير الرملي عن شميسة بنت نبهان عن مولاها مسلم بن عبد الرحمن قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع الناس على الصفا بعد الفتح فجاءته امرأة يدها كيد الرجل فلم يبايعها حتى غيرت بصفرة أو حمرة وجاء رجل وعليه خاتم من حديد فقال ما طهر الله كفا عليها خاتم من حديد قال بن حبان ما أرى له حديثا محفوظا مسلم بن عبد الرحمن الأزدي تقدم في شيطان بن عبد الله في الشين المعجمة مسلم بن عبيد الله القرشي وقيل عبيد الله بن مسلم وقيل إنه مسلم بن مسلم حديثه في صيام الدهر يدور على هارون بن سلمان الفراء أخرجه أبو داود والترمذي من طريق عبيد الله بن مسلم القرشي عن أبيه قال سألت أو سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام الدهر فقال إن لأهلك عليك حقا فصم رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس فإذا أنت قد صمت الدهر وأفطرت وقال البخاري قال أبو نعيم عن هارون فذكره وأخرجه النسائي عن أحمد بن يحيى عن أبي نعيم به وعن إبراهيم بن يعقوب عن أبي نعيم عن هارون عن مسلم عن أبيه كذا قال وأشار الترمذي إلى هذه الرواية فقال روى بعضهم عن هارون به وقد وافق زيد بن الحباب عبيد الله بن موسى وأخرجه النسائي من طريقه وصوب غير واحد أن اسم الصحابي مسلم وقال البغوي سكن الكوفة مسلم بن عبيس بموحدة ومهملة مصغرا بن كريز بن حبيب بن عبد شمس مسلم بن عقبة الأشجعي ذكره بن عساكر في تاريخه وساق بسنده من طريق إبراهيم بن أبي أمية وقال سمعت نوح بن أبي حبيب يقول فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشجع مسلم بن عقبة مسلم بن عقرب ذكره بن قانع في الصحابة وقال بن أبي حاتم روى حديثه شعيب بن حبان بن شعيب عن زيد بن أبي معاذ عن بكر بن وائل عنه ولم يذكر فيه كلاما لغيره وأخرجه بن قانع من هذا الوجه ولفظه عن مسلم بن عقرب وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على مملوكه ليضربنه فإن كفارته أن يدعه وله مع ذلك خير وقال أبو أحمد العسكري حديثه مرسل ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم وذكره البخاري في التابعين مسلم بن العلاء بن الحضرمي تقدم ذكر أبيه في العين وأخرج الطبراني من طريق زكريا بن طلحة بن مسلم بن العلاء بن الحضرمي عن أبيه عن جده مسلم قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم فيما عهد إلى العلاء بن الحضرمي لما وجهه إلى البحرين فقال ولا يحل لأحد جهل الفرض والسنن ويحل له ما سوى ذلك قال وقد كتب للعلاء سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب وأخرجه أبو سليمان بن زبر من هذا الوجه لكن قال عن جده العلاء وأخرجه بن منده كالطبراني وزاد وكان اسم مسلم العاص فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما وهذا يضعف رواية أبي سليمان ومدار هذا الحديث على عمر (6/95)
<96> بن إبراهيم وهو ساقط مسلم بن عمرو بن أبي عقرب خويلد بن خالد له صحبة هكذا قال بن حبان وقال البغوي مسلم بن عمرو أبو عقرب والد أبي نوفل بن أبي عقرب سكن البصرة ثم ساق من طريق الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن عقرب عن أبيه في قصة بن أبي لهب وقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم سلط عليه كلبك وفيه إن الأسد أخذه من بين رفقته وعند غيره أبو نوفل بن أبي عقرب فما أدري أهو هو أو غيره وقد تقدم مسلم بن عقرب قريبا فلعل هذا النسب لجده وحذفت الأداة ثم رأيت في تاريخ البخاري قال مسلم بن عقرب أبو نوفل العريحي الطائي قال علي قال بعضهم الكناني ثم قال ويقال مسلم بن عمرو بن أبي عقرب فهو عنده واحدا وسأذكر الخلاف في اسم أبي عقرب في الكنى إن شاء الله تعالى وقد ذكرت أكثره فيما تقدم قبل هذا من الأسماء بعون الله تعالى مسلم بن عمير الثقفي أخرج الطبراني من طريق عمرو بن النعمان الباهلي عن مزاحم بن عبد العزيز الثقفي حدثنا مسلم بن عمير قال أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة خضراء فيها كافور فقسمة بين المهاجرين والأنصار وقال يا أم مسلم انتبذي لنا فيها مسلم بن عياض بن رغب بن حبيب المحاربي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال يقال له بن الراسبية شهد أبوه القادسية وهو القائل وزوجتها من جند سعد فأصبحت يطيف بها ولدان بكر بن وائل من أبيات وسعد يعني به بن أبي وقاص وكان مسلم شاعرا أيضا وهو القائل بني عمنا لا تظلمونا فإننا إذا ما ظلمنا لا نقر المظالما فإن تدعوا فيما مضى أو تبخلوا مكارمنا نخلف سواها مكارما وفدنا فبايعنا الرسول عليكم وسسنا الأمور واحتملنا العظائما وهذا يشعر بأن له ولأبيه عياض صحبة وقد أشرت إليه في حرف العين مسلم غير منسوب والد ريطة روت عنه بنته أنه قال شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حنينا فقال لي ما اسمك قلت غراب قال أنت مسلم قال بن السكن لم يرو غيره وأخرجه البخاري في الأدب المفرد وفي التاريخ الكبير ولفظ البغوي من طريق عبد الله بن الحارث بن أبزى حدثتني أمي عن أبيها أنه شهد مغانم حنين واسمه غراب فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مسلما قال البغوي سكن مكة واسم ابنته ريطة وقال أبو عمر مسلم والد صفية ذكره الطبراني في الصحابة ولم يخرج له شيئا مسلم والد عباد ذكر بن منده من طريق يعقوب القمي عن عنبسة بن سعيد الرازي عن أبي ليلى عن عباد بن مسلم عن أبيه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي وقد لزم رجلا في المسجد فذكر الحديث كذا أورده مختصرا مسلم والد عوسجة قال بن حبان له صحبة وقال البغوي أحسبه كان بالكوفة حدثنا (6/96)
<97> هارون بن عبد الله حدثنا مهدي بن حفص حدثنا أبو الأحوص عن سليمان بن قرم عن عوسجة عن أبيه مسلم قال سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يمسح على الخفين قال البغوي لم يسنده غير مهدي وهو خطأ وأخرجه بن أبي خيثمة عن مهدي وابن السكن من طريقه قال البغوي الصواب عن عوسجة عن عبد الله بن مسعود موقوفا وقال بن السكن الصواب من فعل عبد الله وقد رواه عنه مهدي عن أبي الأحوص فقال عن سليمان عن عوسجة عن أبيه قال سافرت مع عبد الله بن مسعود قلت وقد أخرجه الطبراني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن محمد بن جعفر الوركاني عن أبي الأحوص مثل ما روى مهدي مرفوعا ولفظه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال ثم توضأ وسمح على خفيه مسلم يقال هو اسم أبي الغادية الجهني حكاه البغوي وسيأتي في الكنى ذكر من اسمه مسلمة مفتوح الأول بزيادة هاء مسلمة بن أسلم بن حريش بمهملة أوله وآخره معجمة بوزن عظيم بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصاري ذكره بن عبد البر وقال قتل يوم جسر أبي عبيد مسلمة بن قيس الأنصاري ذكره بن منده وقال عداده في أهل المدينة وأخرج من طريق حبيب بن أبي حبيب عن إبراهيم بن الحصين عن أبيه عن جده عن مسلمة بن قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استشرت جبريل في اليمين مع الشاهد مسلمة بن مالك بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك الفهري والد حبيب بن مسلمة ذكره المستغفري في الصحابة وأخرج من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن بن جريج عن بن أبي مليكة أن حبيب بن مسلمة الفهري جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأدركه أبوه فقال يا نبي الله إن ابني يدي ورجلي فقال ارجع معه وأخرجه البغوي في ترجمة حبيب الفهري من طريق داود العطار عن بن جريج ولم يقع في روايته حبي بن مسلمة ففرق بين حبيب بن مسلمة وحبيب الفهري كما بينت ذلك في حرف الحاء وقد أخرجه أبو نعيم من طريق أبي عاصم وحجاج بن محمد كلاهما عن بن جريج وقال فيه حبيب بن مسلمة مسلمة بن مخلد بن الصامت بن نيار بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الخزرجي ويقال زرقي يكنى أبا سعيد ذكره بن السكن وأبو نعيم وغيرهما في الصحابة قال بن السكن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث لا يذكر في شيء منها سماعا كذا قال وقد أخرج أبو نعيم من طريق بن عون عن مكحول قال ركب عقبة بن عامر إلى مسلمة وهو أمير على مصر فقال له تذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم من أخيه سبة فسترها ستره الله بها من النار يوم القيامة قال نعم قال فلهذا آخيتك وأخرج أبو نعيم أيضا من طريق وكيع عن موسى بن علي عن أبيه عن مسلمة بن مخلد قال ولدت حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وقبض (6/97)
<98> النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن عشر سنين وكذا رواه أحمد ومع ذلك قال ليست لمسلمة صحبة فلعله أراد الصحبة الخاصة وأخرجه بن الربيع الجيزي من وجهين أحدهما قال فيه مثل هذا والآخر قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن أربع سنين ومات وأنا بن أربع عشرة سنة وزاد ولأهل مصر عنه حديثان أحدهما أغروا النساء يلزمن الحجال ولم يصرح فيه بالسماع والثاني أنه ولد سنة الهجرة قال محمد بن الربيع ولي إمرة مصر وهو أول من جمعت له مصر والمغرب وذلك في خلافة معاوية وصدر من خلافة يزيد بن معاوية وتوفي بمصر سنة اثنتين وستين وقال بن الربيع ولي إمرة مصر ليزيد بن معاوية ومات بها وهذا قول بن حبان وابن البرقي وقال الواقدي رجع إلى المدينة ومات بها وذلك سنة اثنتين وستين وقال بن السكن هو أول من جعل على أهل مصر بنيان المنار ومخلد أبو بضم الميم وفتح الخاء العجمة وتشديد اللام وأخرج محمد بن الربيع من طريق ضمام بن إسماعيل عن أبي قبيل قال بعث إلى حنظلة يعني أمير مصر فقال شيخ لو كان في جسدك للسوط موضع لضربتك فقال له أبو قبيل ولم ذاك قال صرت كاهنا تقول الآخر فالآخر شر فقال له أبو قبيل ليس أنا الذي قلت هذا إنما سمعته من مسلمة بن مخلد وقد قال وكان زاد في بعث البحر فكره الجند ذلك وهو على أعوادك هذه يقول يا أهل مصر ما نقمتم مني والله لقد زدت مددكم وعددكم وقوتكم على عدوكم اعلموا أني خير ممن بعدي والآخر فالآخر شر وفي لفظ والذي نفسي بيده لا يأتينكم زمان إلا الآخر فالآخر شر فمن استطاع منكم أن يتخذ نفقا في الأرض فليفعل مسلمة يقال إنه اسم عبد الرحمن بن المنهال واختلف في اسم ولد عبد الرحمن فقيل مسلمة وقيل غير ذلك وسيأتي بيانه في المبهمات مسلية بن هزان ويقال بن حدان الحداني ذكره الرشاطي وقال له ذكر في خبر عبد الله بن علس ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح ومدحه بشعر منه حلفت برب الراقصات إلى منى طوالع من بين القصيمة بالركب بأن رسول الله فينا محمد له الرأس والقدموس من سلفي كعب أتانا ببرهان من الله قابس أضاء به الرحمن من ظلمة الكرب أعز به الأنصار لما تقارنت صدور العوالي في الحنادس والضرب وكذا أورد له المرزباني في هذه الأبيات المسور بن عمرو غير منسوب شهد في أمان أهل نجران الذي كتب لهم أبو بكر الصديق عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ذلك سيف عن طلحة الأعلم عن عكرمة واستدركه بن فتحون المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري قال مصعب الزبيري يكنى أبا عبد الرحمن وأمه عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن ممن أسملت وهاجرت قال يحيى بن بكير وكان مولده بعد الهجرة بسنتين وقدم المدينة في ذي الحجة بعد الفتح (6/98)
<99> سنة ثمان وهو غلام أيفع بن ست سنين قال البغوي حفظ من النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث أخرجه البغوي وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة علي بنت أبي جهل في الصحيحين وغيرهما ووقع في بعض طرقه عند مسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا محتلم وهذا يدل على أنه ولد قبل الهجرة ولكنهم أطبقوا على أنه ولد بعدها وقد تأول بعضهم أن قوله محتلم من الحلم بالكسر لا من الحلم بالضم يريد أنه كان عاقلا ضابطا لما يتحمله وقال مصعب كان يلزم عمر بن الخطاب وقال الزبير كان من أهل الفضل والدين وأخرج البغوي من طريق أم بكر بنت المسور عن أبيها قال مر بي يهودي والنبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ وأنا خلفه فرفع ثوبه فإذا خاتم النبوة في ظهره فقال لي اليهودي ارفع رداءه عن ظهره فذهب أفعل فنضج في وجهي كفا من ماء ومن طريق عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل عن المسور أقبلت بحجر أحمله ثقيل وعلي إزار خفيف فانحل فلم أستطع أن أضع الحجر حتى بلغت به موضعة فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم ارجع إلى ثوبك فخذه ولا تمشوا عراة وروى المسور أيضا عن الخلفاء الأربعة وعمرو بن عوف القرشي والمغيرة وغيرهم روى عنه أيضا سعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وعوف بن الطفيل وعروة وآخرون وكان مع خاله عبد الرحمن بن عوف ليالي الشورى وحفظ عنه أشياء ثم كان مع بن الزبير فلما كان الحصار الأول أصابه حجر من حجارة المنجنيق فمات وكذا قال يحيى بن بكير وزاد أصابه وهو يصلي فأقام خمسة أيام ومات يوم أتى نعي يزيد بن معاوية سنة أربع وستين وكذا أخرجه أبو مسهر ونقل الطبري عن بن معين أنه مات سنة ثلاث وسبعين وتعقبه بأنه غلط لأنهم اتفقوا على أنه مات في حصار بن الزبير أصابه حجر من المنجنيق والمراد به الحصار الأول من الجيش الذي أرسله يزيد بن معاوية وكان ذلك سنة أربع أو خمس وستين وأما سنة ثلاث وسبعين فكان الحصار من الحجاج وفيه قتل بن الزبير ولم يبق المسور إلى هذا الزمان مسور بن فلان والد عبد الله ذكره أبو نعيم وأخرج من طريق أشهب بن عبد العزيز عن بن لهيعة عن بن محيريز عن عبد الله بن المسور عن أبيه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم وجب عليكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما لم تخافوا أن يؤتى إليكم مثل الذي نهيتم عنه فإذا خفتم ذلك فقد حل لكم الصمت قال أبو نعيم كذا قال ولا نعرف لابن لهيعة عن بن محيريز شيئا مسور بضم أوله وفتح السن وتشديد الواو ضبطه عبد الغني بن سعيد وابن ماكولا وأورده البخاري مع المسور بن مخرمة فاقتضى أنه مثله وهو بن يزيد الأسدي ثم المالكي قال البغوي من بني مالك روى حديثه يحيى بن كثير عنه قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة فترك شيئا فقيل له لما سلم قال فهلا أذكرتنيها قال كنت أراها نسخت أخرجه أبو داود في السنن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن محزوم القرشي المخزومي والد سعيد له ولأبيه حزن صحبة وله حديث في الصحيحين من طريق طارق بن عبد الرحمن قال انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون قلت ما هذا المسجد قالوا هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان فلقيت سعيد بن المسيب فأخبرني فقال سعيد حدثني أبي أنه كان ممن بايع رسول (6/99)
<100> الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة فلما خرجنا من العام المقبل أتيناها فلم نقدر عليها قال سعيد إن أصحاب محمد لم يعلموها فعلمتموها أنتم فأنتم أعلم وقد تقدم ذكره في حديث والده حزن بن أبي وهب وللمسيب حديث آخر في الصحيحين وغيرهما في قصة وفاة أبي طالب وفي كل ذلك رد لقول مصعب الزبيري لا يختلف أصحابنا أن المسيب وأباه من مسلمة الفتح وقد رد كلامه بذلك أبو أحمد العسكري وقد شهد المسيب فتوح الشام ولم يتحرر لي متى مات المسيب بن أبي السائب بن عبد الله بن عابد بموحدة بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أخو السائب ذكره الزبير بن بكار ونقل عن أبي معشر أنه أسلم وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية وكان ابنه عبد الله ممن قاتل يوم الدار المسيب بن عمرو ذكره أبو موسى في الذيل وحكى عن مقاتل بن سليمان أنه ذكره في تفسير سورة والعاديات وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه في سرية إلى حي من بني كنانة وأمره عليهم وكان أحد النقباء فغابت السرية ولم يأت خبرها فقال المنافقون قتلوا جميعا فنزلت والعاديات ضبحا الميم بعدها الشين مشرح بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح الراء بعدها مهملة الأشعري قال البغوي ذكره البخاري في الصحابة وأخرج بن أبي عاصم وابن السكن وغيرهما من طريق سلمة بن وهرام حدثتني ميل بنت مشرح الأشعرية أن أباها مشرحا وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قص أظفاره فجمعها ثم دقتها ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سنده محمد بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف جدا وأخرجه البيهقي في أواخر الباب الأربعين من شعب الإيمان من هذا الوجه وقال بن السكن لم يرو عنه غيره مشمرج بضم أوله وفتح الشين المعجمة وسكون الميم وكسر الراء بعدها جيم بن خالد السعدي جد علي بن جحر المحدث المشهور قال بن حبان له صحبة وأخرج بن السكن عن الحسين بن إسماعيل الفارسي عن حاتم بن عبد الله بن عبدة عن علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مشمرج حدثنا أبي عن أبيه إياس عن جده المشمرج قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد عبد القيس فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم هل فيكم غيركم قالوا لا غير بن أختنا قال بن أخت القوم منهم ثم كساه رسول الله صلى الله عليه وسلم بردا وأقطعه ركى ماء بالبادية وكتب له بها كتابا الميم بعدها الصاد مصعب بن شيبة بن عثمان الحجبي تقدم ذكره في مسلم بن شيبة (6/100)
<101> مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب العبدري أحد السابقين إلى الإسلام يكنى أبا عبد الله قال أبو عمر أسلم قديما والنبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه فعلمه عثمان بن طلحة فأعلم أهله فأوثقوه فلم يزل محبوسا إلى أن هرب مع من هاجر إلى الحبشة ثم رجع إلى مكة فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا ثم شهد أحدا ومعه اللواء فاستشهد وذكر محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن بعض آل سعد عن بن أبي وقاص قال كان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة وأجوده حلة مع أبويه وأخرج الترمذي بسند فيه ضعف عن علي قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير فبكى للذي كان فيه من النعمة ولما صار إليه وفي الصحيح عن حبان أن مصعبا لم يترك إلا ثوبا فكان إذا غطوا رأسه خرجت رجلاه وإذا غطوا رجليه خرج رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوا على رجله شيئا من الإذخر وقال بن إسحاق في المغازي عن يزيد بن أبي حبيب لما انصرف الناس عن القعبة بعث النبي صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير يفقههم وكان مصعب هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى ثم رجع إلى مكة ثم هاجر إلى المدينة وفي صحيح البخاري عن البراء أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم الحديث وزاد أبو داود من هذا الوجه الهجرة الأولى مصعب بن امرأة الجلاس تقدم في عمير بن سعد مصعب الأسلمي ذكره البغوي والطبراني وأخرج من طريق جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن مصعب الأسلمي قال انطلق غلام منا حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أسألك أن تجعلني ممن تشفع له فقال أعني بكثرة السجود وأخرجه البزار عن طالوت بن عباد عن جرير فقال عن عبد الملك كان بالمدينة غلام يكنى أبا مصعب فذكر الحديث مطولا وقال لا نعلمه إلا من هذا الوجه قال العسكري وهو مرسل قلت رواية البزار ظاهرة الإرسال لكن فيها أبو مصعب وأما رواية غيره فالوصل فيها ظاهر لكن عبد الملك كان يدلس الميم بعدها الضاد مضارب بن زيد البجلي له إدراك ذكره سيف وأنه كان من قواد المثنى بن حارثة وأمرائه على مقدمته لما سار إلى محاربة أهل العراق وذلك سنة ثلاث عشرة ثم شهد بعد ذلك القادسية مضرح في مطرح مضرس بن سفيان بن خفاجة بن النابغة بن عتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصري بالنون قال بن الكلبي شهد حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم مضرس بن عمرو الثعلبي ذكره أبو عمرو الشيباني في أنساب غني وقال صحب النبي صلى (6/101)
<102> الله عليه وسلم مضطجع بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب القرشي المطلبي أخو مسطح ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا المضطجع آخر يأتي في المنبعث الميم بعدها الطاء مطاع اللخمي تقدم في مسعود بن الضحاك مطرح بن جندلة ويقال بن جدالة السلمي روى أبو موسى في الذيل من طريق زيد القمي عن محمد بن سيرين عن بن عباس أن رجلا من بني سليم من الأعراب اسمه مطرح بن جندلة سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما فضل أمتك على أمة نوح قال كفضل الله على جميع الخلائق الحديث وأخرجه بن النقاش في الموضوعات وذكر في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه مطرح بن الإسلام وأخرج إسماعيل بن أبي زياد السامي في تفسير ليث بن أبي سليم عن الضحاك عن بن عباس نحوه إلا أنه قال مطرح بن جدالة وبهذا ذكره بن منده مطرف بن بهصل بن كعب بن قثع بن دلف بن هيصم بن عبد الله بن حرماز بن مالك بن مازن بن عمرو بن تميم التميمي المازني تقدم ذكره في ترجمة الأعشى وسيأتي في ترجمة نضلة بن بهصل إن شاء الله تعالى مطرف بن خالد بن نضلة الباهلي ذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة وقال أسلم وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابا وقال الرشاطي مطرف الكاهلي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح فكتب له كتابا فيه فرائض الصدقات كذا ذكره بالكاف وقال بن شاهين مطرف بن الكاهن الباهلي من بني فريص ثم ساق حديثه فقال حدثنا عمرو بن مالك أخبرني المنذر حدثنا الحسين بن محمد بن علي حدثنا علي بن محمد المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان عن محمد بن إسحاق عن شيوخه قالوا وفد مطرف بن الكاهن الباهلي أحد بني فريص على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح فقال يا رسول الله سلمنا للإسلام وشهدنا دين الله في سماواته وأنه لا إله غيره وصدقناك وآمنا بكل ما قلت فاكتب لنا كتابا فكتب له من محمد رسول الله لمطرف بن الكاهن ولمن سكن بيته من باهلة إن من أحيا أرضا مواتا فيها مراح الأنعام فهي له وعليه في كل ثلاثين من البقر فارض وفي كل أرعين من الغنم عتود وفي كل خمسين من الإبل مسنة الحديث وفيه فانصرف مطرف وهو يقول حلفت برب الراقصات عشية على كل حرف من سديس وبازل في أبيات يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مما يقوي أنه من باهلة قال أبو عبيد البكري في معجم ما استعجم قال يعقوب بيشة واد يصب من جبل تهامة وفي بعضها لبني هلال وبعضها لسلول وهذا (6/102)
<103> يقوي أنه باهلي مطرف بن عبد الله بن الأعلم بن عمرو بن ربيعة العقيلي ذكره بن سعد والرشاطي في وفد بني عقيل قال بن سعد حدثنا هشام بن محمد بن السائب يعني الكلبي حدثنا رجل من بني عقيل عن أشياخ قومه قالوا وقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني عقيل ربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل ومطرف بن عبد الله بن الأعلم بن عمرو بن عقيل وأنس بن المنتفق بن عامر بن عقيل فبايعوا وأسلموا وبايعوه على من وراءهم من قومهم وأعطاهم العقيق وهي أرض في بلادهم فيها عيون ونخل وكتب لهم بذلك كتابا وفيه ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وسمعوا أطاعوا ولم يعلمه حقا مثله قالوا وكان الكتاب في يد مطرف مطرف بن الكاهن في مطرف بن خالد مطر بن الزاع ويقال بن فيل يأتي في ترجمته مطرب بن عكامس السلمي يعد في الكوفيين قال بن حبان له صحبة وقال الطبراني اختلف في صحبته وقال عثمان الدارمي سألت يحيى بن معين عن مطر ألقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا أعلمه وما يروى عنه إلا هذا الحديث وقال بن أبي حاتم سئل بن معين أله صحبة فقال لا وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه هل له صحبة فقال لا يعرف قلت فله رواية قال لا أدري وقال البرديجي لم يرو عنه إلا أبو إسحاق ولا تصح له صحبة وقال أبو احمد العسكري قال بعضهم ليست له صحبة وبعضهم يدخله في الصحابة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة وأخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والترمذي وقال حسن غريب ولا يعرف لمطر غير هذا الحديث وصححه الحاكم مطر بن هلال الغنوي ويقال مطر بن فيل وقال بن حبان مطر بن الزراع له صحبة وأخرج البغوي من طريق يحيى بن حماد عن مطر بن عبد الرحمن الأنق حدثتني امرأة من عبد القيس يقال لها أم أبان بنت الوازع بن الزراع أن جدها الزراع خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشج عبد القيس قالت فخرج جدي بابن له مصاب وبأخ له من أمه من غيره ليس من عبد القيس اسمه مطر بن فيل العنزي فقال له الأشج خرجت معنا وافدا برجل مجنون وآخر ليس منا قال أما المجنون فيدعو له النبي صلى الله عليه وسلم عسى أن يعافيه الله وأما العنزي فأخي لأمي لا أصبر عنه فذكر الحديث بطوله وأخرجه بن منده من طريق موسى بن إسماعيل عن مطر لكن قال مطر بن هلال وأخرجه البزار من طريق أبي داود الطيالسي عن مطر بسنده إلى الزراع أنه خرج وافدا ومعه الأشج وخرج بان له مجنون يقال له مطر وابن أخ له الحديث وقد مضى له ذكر في ترجمة صحار بن العباس وفي ترجمة جهم بن قثم مطر الليثي في مكيتل مطر العنزي حليف عبد القيس أخو عقبة بن جروة تقدم ذكره في ترجمة صحار بن العباس (6/103)
<104> وقيل هو مطر بن فيل المذكور قبله مطعم بن عبيدة البلوي ذكره بن يونس وقال صحابي روى عنه ربيعة بن لقيط وأخرج بن منده حديثه من طريق بن لهيعة عن إسحاق بن ربيعة بن لقيط عن أبيه قال خرجت إلى عبد الله بن عمرو في الفتنة فلقيت على بابه مطعم بن عبيدة البلوي فقال عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسمع وأطيع وإن كان علي أسود مجدع الأطراف قال بن منده حديث غريب مطعم آخر تقدم له ذكر في حارثة المطلب بن أزهر بن عبد عوف الزهري بن عم عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة قال فمات بها فورثه ابنه عبد الله فيقال إنه أول وارث في الإسلام وقال الواقدي هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية فولد له بها عبد الله وقال بن الكلبي هاجر هو وولده عبد الله فماتا جميعا بأرض الحبشة وكانت مع المطلب امرأته رملة بنت أبي عوف بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم السهمي المطلب بن أبي البختري بن الحارث بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي قتل أبوه كافرا يوم بدر وعاش هو بعد ذلك وهو أخو الأسود المتقدم في الألف ذكره الزبير بن بكار وقال كان عظيم الجثة وكذلك أخوه المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد الله بن مخزوم أبو عبد الله بن حنطب ذكره بن إسحاق فيمن أسر يوم بدر ثم أسلم وقد تقدم له حديث في ترجمة عبد الله بن حنطب اختلف في سنده المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم تقدم في عبد المطلب قال البغوي المطلب بن ربيعة ويقال عبد المطلب بن ربيعة وأخرج له بن شاهين من طريق صباح بن يحيى عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عنه رفعه من آذى العباس فقد آذاني المطلب بن أبي وداعة الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم القرشي السهمي ذكره بن سعد في مسلمة الفتح وقال الواقدي نزل المدينة وله بها دار وبقي دهرا وقال بن الكلبي كان لدة النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو عبيد له صحبة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه في مسند أحمد بسند صحيح إلى عكرمة بن خالد عن المطلب بن أبي وداعة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد في النجم الحديث وفي آخره قال المطلب فلا أدع السجود فيها أبدا هذه رواية عبد الرزاق عن معمر وأدخل رباح بن زيد عن معمر بين عكرمة بن خالد والمطلب جعفر بن المطلب وأخرج البغوي من طريق عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة قال جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه قد سمع شيئا فذكر الحديث وفيه إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم قبيلة وفي المغازي لابن إسحاق إن أبا وداعة أسر يوم بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن له ابنا كيسا تاجرا ذا مال كأنكم به قد جاء في فداء أبيه فكان كذلك وروى أيضا عن حفصة أم المؤمنين وحديثه عنها في صحيح مسلم من رواية الزهري عن السائب بن يزيد عن المطلب عن حفصة في (6/104)
<105> صلاة السبحة قاعدا روى عنه أولاده جعفر وكثير وعبد الرحمن وحفيده أبو سفيان بن عبد الرحمن وأخرج البغوي وابن شاهين من طريق عكرمة بن خالد عن جعفر بن المطلب بن أبي وداعة عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بمكة والنجم يعني فسجد فيها وقال وأنا يومئذ كافر فلم أسجد فلا أسمعها من أحد إلا سجدت فيها المطلب السلمي له ذكر في غزوة بئر معونة فروى بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو الساعدي وبعث معه المطلب السلمي ليدلهم على الطريق فذكر القصة وأخرجه الطبراني من طريقه مطيع بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي قال الزبير بن بكار أوصى إلى الزبير بن العوام ثم ساق من طريق هشام بن عروة أن مطيع بن الأسود قال سمعت عمر يقول من عهد إلى الزبير بن العوام فإن الزبير عمود من عمد الإسلام ووالده الأسود هو الذي عارض عثمان بن الحويرث عند قيصر لما طلب منه أن يملكه على أهل مكة وقصته مشهورة ذكرها الزبير وغيره مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي كان اسمه العاصي فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مطيعا وهو والد عبد الله المتقدم ذكره في حرف العين قال بن سعد أسلم يوم الفتح وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه في صحيح مسلم روى عنه ابنه عبد الله وعيسى بن طلحة التيمي قال مصعب الزبيري مات في خلافة عثمان بالمدينة وحكى بن البرقي عن بعضهم أنه قتل بالجمل مطيع بن ذي من بني بكر بن كلاب الكلابي ذكره الفاكهي في كتاب مكة وروى عن ميمون بن الحكم عن محمد بن جعشم عن بن جريج قال سماه النبي صلى الله عليه وسلم مطيعا وكان اسمه العاصي والذي يظهر أنه الذي بعده وأن ذي تصحفت من ذي اللحية لكن النسخة من كتاب الفاكهي متقنة والتعدد محتمل مطيع بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب أخو ذي اللحية الكلابي ذكره بن الكلابي والطبراني والدارقطني فيمن له وفادة وله حديث في مسند بقي بن مخلد قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن اسمه فقال العاصي فقال أنت مطيع مطية بن مالك ذكره الطبري في الصحابة واستدركه بن فتحون وأنا أخشى أن يكون هو قطبة المضاي في حرف القاف فتصحفت القاف إلى الميم وتصحفت الموحدة بالباء فالله أعلم الميم بعدها الظاء مظهر بن رافع بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي عم رافع بن خديج (6/105)
<106> ضبطه بن ماكولا بضم الميم وفتح الظاء وتشديد الهاء المكسورة وقال له ولأخيه ظهير بالتصغير صحبة ورواية روى عنهما بن أخيهما رافع قلت ورواية رافع عن عميه في الصحيح بالإبهام وسمي ظهيرا في رواية ويقال اسم الآخر مهير بالميم مصغر أيضا ومظهر ذكره الواقدي فيمن شهد أحدا وعاش إلى خلافة عمر فقتله أعلاج من عبيدة بخيبر وكان أقامهم يعملون له في أرضه فحملهم اليهود على ذلك ذكر من اسمه معاذ معاذ بن أنس الجهني حليف الأنصار قال أبو سعيد بن يونس صحابي كان بمصر والشام قد ذكر فيهما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وله رواية عن أبي الدرداء وكعب الأحبار روى عنه ابنه سهل بن معاذ وحده وذكر أبو أحمد العسكري ما يدل على أنه بقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان وكأنه أشار إلى ما أخرج البغوي من طريق فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ قال غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك وعلينا عبد الله بن عبد الملك فقام أبي في الناس فذكر قصة فيها أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدى بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن عدي بن نابي بن تميم بن كعب بن سلمة أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي الإمام المقدم في علم الحلال والحرام قال أبو إدريس الخولاني كان أبيض وضيء الوجه براق الثنايا أكحل العينين وقال كعب بن مالك كان شابا جميلا سمحا من خير شباب قومه وقال الواقدي كان من أجمل الرجال وشهد المشاهد كلها وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه بن عباس وابن عمر وابن عدي وابن أبي أوفى الأشعري وعبد الرحمن بن سمرة وجابر بن أنس وآخرون من كبار التابعين وشهد بدرا وهو بن إحدى وعشرين سنة وأمره النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن والحديث بذلك في الصحيح من رواية بن عباس عنه وذكر سيف في الفتوح بسند له عن عبيد بن صخر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن إني قد عرفت بلاءك في الدين والذي قد ركبك من الدين وقد طيبت لك الهدية فإن أهدي لك شيء فاقبل قال فرجع حين رجع بثلاثين رأسا أهديت له قال بهذا الأسناد إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما ودعه حفظك الله من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك وأدرأ عنك شرور الإنس والجن وفي سنن أبي داود عن معاذ بن جبل قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم إني لأحبك الحديث في القول بعد كل صلاة وعده أنس بن مالك فيمن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصحيح وفيه عن عبد الله بن عمرو رفعه اقرءوا القرآن من أربعة فذكره فيهم وقال الشعبي عن مسروق كنا عند بن مسعود فقرأ إن معاذا كان أمة قانتا لله فقال فروة بن نوفل نسيت فقال ما نسيت إنا كنا نشبهه بإبراهيم عليه السلام وقال أبو نعيم في الحلية إمام الفقهاء (6/106)
<107> وكنز العلماء شهد العقبة وبدرا والمشاهد وكان من أفضل شباب الأنصار حلما وحياء وسخاء وكان جميلا وسيما روى عنه من الصحابة عمر وأبو قتادة وعبد الرحمن بن سمرة وغيرهم وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر والزهري عن بن كعب بن مالك كان معاذ شابا جميلا سمحا لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه وقال الأعمش عن أبي سفيان حدثني أشياخ منا فذكر قصة فيها فقال عمر عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ ولولا معاذ لهلك عمر أخرجه محمد بن مخلد العطار في فوائده وفي حديث أبي قلابة عن أنس عند الترمذي وغيره في ذكر بعض الصحابة مرفوعا وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وفي مرسل أبي عون الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي معاذ يوم القيامة أمام الناس برتوة أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه وأورده بن عساكر من طريق عن محمد بن الخطاب والرتوة بفتح الراء المهملة وسكون المثناة وفتح الواو وفي طبقات بن سعد من طريق منقطع أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن لما بعث معاذا إني بعثت لكم خير أهلي ومناقبه كثيرة جدا وقدم من اليمن في خلافة أبي بكر وكانت وفاته بالطاعون في الشام سنة سبع عشرة أو التي بعدها وهو قول الأكثر وعاش أربعا وثلاثين سنة وقيل غير ذلك معاذ بن الحارث بن الأرقم بن عوف بن وهب بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي يكنى أبا حليمة وهو بها أشهر وكان يقال له القاري ساق نسبه محمد بن سعد ويقال إن كنيته أبو الحارث وأبو حليمة لقب قال أبو عمر شهد الخندق وقيل لم يدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم إلا ست سنين وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى أيضا عن أبي بكر وعمر وعثمان روى عنه نافع مولى بن عمر وعمران بن أبي أنس وسعيد المقبري وأبو الوليد البصري وقال بن عون كان أبو حليمة يقنت في رمضان وهذا أرسله بن عون عنه فإنه لم يدركه وقال البخاري يعد في أهل المدينة وشهد الجسر مع أبي عبيدة ولما فروا قال لهم عمر أنا فئتكم وأخرج البزار وابن منده من طريق ربيعة بن عثمان عن عمران بن أبي أنس سمعت معاذ بن الحارث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول منبري على ترعة من ترع الجنة قال بن سعد وأبو أحمد الحاكم قتل يوم الحرة وقال أبو حاتم الرازي يقال إنه قتل بالحرة وقال بن حبان عاش تسعا وستين سنة قلت كانت الحرة سنة ثلاث وستين فعلى هذا يكون ما تقدم ذكره من عمره صحيحا وهو الذي أقامه عمر يصلي التراويح في شهر رمضان معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي المعروف بابن عفراء وقيل بحذف الحارث الثاني في نسبه وعفراء أمه عرف بها شهد العقبة الأولى مع الستة الذين هم أول من لقي النبي صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج وشهد بدرا وشرك في قتل أبي جهل وعاش بعد ذلك وقيل بل جرح ببدر فمات من جراحته وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في السنن للنسائي وغيره من طريق نصر بن عبد الرحمن القرشي واختلف في إسناده على علي بن نصر وهو عند البغوي بسند صحيح عن نصر عن معاذ عن رجل من قريش قال رأيت (6/107)
<108> معاذ بن عفراء يطوف بالبيت فطاف ولم يصل بعد الصبح أو العصر فقلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الصلاة بعد الصبح الحديث وعند البغوي من طريق أبي نصر سليمان بن زياد عن معاذ بن عفراء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت ربي الحديث معاذ بن الحارث بن سراقة الأنصاري السلمي بفتح السين ذكره بن سعد في الصحابة وكانت عنده الرباب بنت البراء بن معرور فولدت له سعد بن معاذ قلت وليس سعد هذا الصحابي المشهور رئيس الأوس وإنما وافقه في اسمه واسم أبيه وصاحب الترجمة خزرجي فافترقا معاذ بن رباح بن عمرو بن عبد الله بن أنمار بن مالك بن يسار بن حطيط بن جشم الثقفي يكنى أبا زهير وهو بها أشهر واختلف في اسمه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن رفاعة الأنصاري الزرقي ذكره الواقدي وقال شهد غزوة بني قريظة مع النبي صلى الله عليه وسلم على فرس قلت وفي التابعين معاذ بن رفاعة آخر يروي عن أبيه وجابر وخولة روى عنه عبد الله بن محمد بن عقيل معاذ بن زرارة بن عمرو بن عدي بن الحارث من بني ظفر قال أبو عمر شهد أحدا هو وولداه أبو نملة وأبو درة معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ الأنصاري وقع بالشك في صحيح البخاري والموطأ عن مالك عن نافع عن رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنما بسلع الحديث أورده البخاري في كتاب الذبائح عقب رواية نافع عن بن كعب بن مالك عن أخيه أن جارية لهم وذكره بن منده وأبو نعيم وابن فتحون في الصحابة و معاذ بن الصمة بن عمرو بن الجموح الأنصاري قال العدوي شهد أحدا وما بعدها وقتل يوم الحرة وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أن معاذ بن الصمة شهد بدرا هو وأخوه خراش فيحرر هل هو أو غيره معاذ بن عبد الله بن حنطب ذكره الطبري واستدركه بن فتحون معاذ بن عبد الله التيمي قال بن حبان يقال له صحبة معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي ذكره بن السكن في ترجمة والده وقال لهما صحبة وذكره بن فتحون في الصحابة وعزاه لخليفة وقال البخاري سمع أباه وروى عنه الزهري يعد في أهل الحجاز وقال بعضهم سمع معاذ عمر بن الخطاب ولا يصح وهو أخو عثمان وكذا قال أبو حاتم الرازي ولا يصح سماعه عن عمر انتهى وإذا لم يصح سماعه من عمر فكيف يدرك العصر النبوي وروايته قلت وحديثه في الصحيحين عن حمران مولى عثمان عن عثمان وكذا في النسائي ففي البخاري من طريق محمد بن إبراهيم التيمي وعند مسلم والنسائي من طريق نافع بن جبير وغيرهم كلهم عن معاذ بن عبد الرحمن عن حمران وذكره بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة وابن حبان في ثقات التابعين (6/108)
<109> معاذ بن عثمان أو عثمان بن معاذ روى حديثه الحميدي في مسنده عن بن عيينة كذا على الشك ورجح أنه معاذ وقد تقدم سياقه فيمن اسمه عثمان معاذ بن عفراء هو بن الحارث تقدم معاذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي قال البخاري له صحبة وقد تقدم ذكر أبيه أيضا وشهد معاذ هذا العقبة وبدرا وهو أحد من قتل أبا جهل وقال بن إسحاق في المغازي حدثني ثور عن عكرمة عن بن عباس قال قال معاذ بن عمرو بن الجموح سمعت القوم يقولون أبو الحكم لا يخلص إليه فجعلته من شأني فصمدت نحوه فحملت عليه فضربته ضربة فأطنت قدمه وذكر بن إسحاق أيضا فيما أخرجه بن أبي خيثمة عن يوسف بن بهلول عن عبد الله بن إدريس عنه عن عبد الملك بن أبي بكر ورجل آخر معه كلاهما عن عكرمة عن بن عباس عن معاذ بن عفراء أنه قال سمعت القوم وهم في مثل الحرجة وأبو جهل فيهم وهم يقولون أبو الحكم لا يخلص إليه فلما سمعتها جعلته من شأني فقصدت نحوه فلما أمكنني حملت عليه فذكر نحوه ويمكن الجمع بأن كلا منهما ضربه وأصح من ذلك ما في الصحيحين من حديث عبد الرحمن بن عوف في قصة أبي جهل فضربه ابنا عفراء حتى برد وهما معاذ ومعوذ وفي المغازي أيضا أن عكرمة بن أبي جهل ضرب معاذ بن عمرو فقطع يده فبقيت معلقة حتى تمطى عليها فألقاها وقاتل بقية يومه ثم بقي بعد ذلك دهرا حتى مات في زمن عثمان قاله البخاري وغيره معاذ بن عمرو بن قيس بن عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عدي بن عوف بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي ذكر البغوي عن بن القداح أنه شهد أحدا وما بعدها واستشهد باليمامة معاذ بن ماعص ويقال بن معاص ويقال بن ناعص بالنون بن ميسرة بن خلدة بن عامر بن زريق أخو عباد الأنصاري الزرقي قال بن إسحاق وموسى بن عقبة شهد معاذ بدرا وروى الواقدي عن يونس بن محمد الظفري عن معاذ بن رفاعة أن معاذ بن ماعص جرح ببدر فمات من جرحه قال الواقدي والثبت أنه شهد بدرا وأحدا واستشهد يوم بئر معونة وذكر بن منده من طريق إبراهيم بن المنذر عن محمد بن طلحة التيمي أن معاذ بن ماعص كان من جملة الذين خرجوا في طلب الذين ساقوا لفاح رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عيينة بن حصن وكان أميرهم سعيد بن زيد وكذا أخرج الواقدي من طريق أبي بكر بن أبي الجهم نحو ذلك ووقع في مغازي موسى بن عقبة أنه استشهد يوم مؤتة وفي نسخة منها أن الذي استشهد فيها أخوه عباد معاذ بن محمود بن عمرو بن محصن الأنصاري أبو الحارث إمام مسجد المدينة حكى بن أبي حاتم عن أبيه أنه أم بمسجد المدينة ثلاثين سنة ومات سنة أربع وخمسين قال الذهبي ومقتضى ذلك أن يكون صحابيا وهو كما قال معاذ الأنصاري حكى أبو عمر أنه أبو زيد الذي جمع القرآن وهو بكنيته أشهر واختلف في اسمه اختلافا كثيرا (6/109)
<110> معان بن عمرو النهراني ذكره أبو الفتح الأزدي في الأسماء المفردة من الصحابة واستدركه أبو موسى وقال بن الأثير لا أدري هل آخره زاي أو نون معافى بن زيد الجرشي ذكره بن منده من طريق عبد العزيز بن قيس عن حميد عن أنس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل من تهامة يقال له معافى بن زيد الجرشي فقال ما تقول في النبيذ الحديث ذكر من اسمه معاوية معاوية بن أنس السلمي ذكره سيف في الفتوح عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد وأنه كان ممن حارب الأسود العنسي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم معاوية بن ثور بن عبادة بن البكاء العامري البكائي تقدم ذكره في ترجمة ابنه بشر بن معاوية وله ذكر في ترجمة عبد عمرو بن كعب وجده عبادة ضبطه العقيلي بكسر العين قاله أبو عمرو ذكره بن منده بالسند المضاي في ترجمة بشر قال وكتب النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية كتابا ووهب له من صدقة عليه معونة له ولما رجع معاوية إلى منزله قال إنما أنا هامة اليوم أو غد ولي مال كثير وإنما لي ابنان فرجع فقال يا رسول الله خذها مني فضعها حيث ترى من مكايدة العدو فإني موسر فقال أصبت يا معاوية فقبلها منه قال بن الكلبي وقد فخر محمد بن بشر بن معاوية بما صنع جده فقال وأبي الذي مسح النبي برأسه ودعا له بالخير والبركات أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزا عفرا ثواجل لسن باللجبات يملأن رفد الحي كل عشية ويعود ذاك الملء بالغدوات بوركن من منح وبورك مانح وعليه مني ما بقيت صلاتي وله ذكر في ترجمة الفجيع المامري وأخوه عبد الله بن ثور تقدم معاوية بن جاهمة بن العباس بن مرداس السلمي ذكره البغوي وغيره في الصحابة وقد ذكرت الاختلاف في إسناد الحديث المروي عنه في ترجمة جاهمة في حرف الجيم معاوية بن الحارث بن المطلب بن عبد المطلب ذكره بن إسحاق في السيرة الكبرى وساق قصته الفاكهي في كتاب مكة من طريقه قال كان معاوية بن الحارث بن المطلب يتقلد السيف ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم صل فو الله لا يتعرض لك أحد إلا ضربت عنقه قال فلما مات قال فيه أبو طالب فأبكى معاوي لا معاوي مثله نعم الفتى في العرف لا في المنكر قلت ولم أره في أنساب الزبير بل ذكر إخوته عبيدة والطفيل والحصين وذكر أن عبيدة وإخوته أسلموا وأظنه لكونه لم يعقب خفي أمره (6/110)
<111> معاوية بن حديج بمهملة ثم جيم مصغرا بن جفنة من تجيب أبو نعيم ويقال أبو عبد الرحمن السكوني وقال البخاري خولاني نسبه الزهري يعد في المصريين وقال البغوي كان عامل معاوية على مصر قلت إنما أمره معاوية على الجيش الذي جهزه إلى مصر وبها محمد بن أبي بكر الصديق فلما قتلوه بايعوا لمعاوية ثم ولي إمرة مصر ليزيد وذكره بن سعد فيمن ولي مصر من الصحابة وقال بن يونس يكنى أبا نعيم وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر ثم كان الوافد على عمر بفتح الإسكندرية ذهبت عينه في غزوة النوبة مع بن أبي سرح وإلى غزو المغرب مرارا آخرها سنة خمسين ومات سنة اثنتين وخمسين وأخرج له أبو داود والنسائي حديثا في السهو في الصلاة والنسائي حديثا في التداوي بالحجامة والعسل والبغوي حديثا قال فيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها وأخرج أحمد الأحاديث الثلاثة وكلها من طريق يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عنه وقد أخرج أيضا من طريق ثابت البناني عن صالح بن حجير عنه حديثا مرفوعا في دفن الميت ومن طريق بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عنه قال هاجرنا على عهد أبي بكر فبينا نحن عنده فذكر قصة زمزم قال الأثرم عن أحمد ليست له صحبة وذكره يعقوب بن سفيان وابن حبان في التابعين لكن بن حبان ذكره في الصحابة أيضا قال البخاري مات قبل أبي عمرو معاوية بن حزن القشيري قرأت بخط الخطيب في كتاب المؤتلف في ترجمة عقيل بالتصغير وبوزن عظيم قال في الثاني وعبد الرحمن بن محمد بن عقيل النيسابوري ثم ساق من طريقه عن أبي حامد الحسنوي عن أحمد بن يونس عن عمر بن عبد الله عن سفيان بن حسين عن داود الوراق عن سعيد بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن حزن القشيري قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وقفت عليه قال أما إني قد سألت الله أن يعينني عليكم وذكر الحديث بطوله كذا بخطه معاوية بن حزن مجودة وعمل على حزن ضبة وأنا أظن أنه بن حيدة الذي بعد هذا فكتبته هنا على الاحتمال ونبهت عليه في القسم الأخير معاوية بن الحكم السلمي قال أبو عمر كان يسكن بني سليم وينزل المدينة قال البخاري له صحبة يعد في أهل الحجاز وقال البغوي سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا قلت ثبت ذكره وحديثه في صحيح مسلم من طريق عطاء بن يسار عنه قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من القوم في صلاته فقلت يرحمك الله الحديث وفيه إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس قال البغوي الحديث طويل فيه قصص الصلاة وقد روى الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن معاوية بن الحكم قصة الطيرة والكهانة ثم أخرجه من طريق أبي أويس عن الزهري وروى مالك من طريق عطاء بن يسار قصة في الجارية التي لطمها لكنه سماه عمر بن الحكم وخالف فيه أكثر الناس وأخرج البغوي من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن أسد بن موسى عن ضفار بن حميد عن كثير بن معاوية بن الحكم السلمي عن أبيه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم (6/111)
<112> فأنزى أخي علي بن الحكم فرسا له خندقا فذكر الحديث كما تقدم في ترجمة علي بن الحكم من حرف العين وقال بن عبد البر أحسن الناس لحديث معاوية بن الحكم سياقه يحيى بن أبي كثير وأما غيره فقطعه أحاديث قلت لكن قصة أخيه علي لم تدخل في رواية يحيى معاوية بن حيدة بن معاوية بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري جد بهز بن حكيم قال البغوي نزل البصرة وقال بن الكلبي أخبرني أبي أنه أدرك بخراسان ومات بها وقال بن سعد له وفادة وصحبة وقال البخاري سمع النبي صلى الله عليه وسلم وزعم الحاكم أن ابنه تفرد بالرواية عنه لكن وجدت رواية لعروة بن رويم اللخمي عنه وكذا ذكر المزي أن حميدا اليزني روى عنه وقد مضى له ذكر في ترجمة والده حيدة وعلق له البخاري في الطهارة وفي النكاح وقال في الغسل قال بهز بن حكيم عن أبيه عن جده وأخرج له أصحاب السنن وصحح حديثه وأخرج البغوي عن الزبير بن بكار عن عبد المجيد بن أبي رواد عن معمر عن الزهري حدثني رجل من بني قشير يقال له بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في كل خمس ذود سائمة الصدقة قال البغوي تفرد به الزهري وأظنه من رواية معمر عن بهز بن حكيم معاوية بن أبي ربيعة الجرمي ذكره محمد بن المعلى الأزدي في كتاب الترخيص فأسند إلى أبي بكر بن دريد بسند له إلى بن الكلبي عن أبي بشر الجرمي عن أشياخه أن بني عقيل وبني جرم وبني جعدة اختصموا في ماء فقضى به النبي صلى الله عليه وسلم لجرم فقال شاعر منهم يقال له معاوية بن أبي ربيعة وإني أخو جرم كما قد علمتم إذا جمعت عند النبي المجامع فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه فإني بما قال النبي لمانع في أبيات معاوية بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي بن أبي سلمة بن عبد الأسد مات أبوه كافرا وقتل عمه مع النبي صلى الله عليه وسلم وأما هو فذكره الزبير بن بكار معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي أمير المؤمنين ولد قبل البعثة بخمس سنين وقيل بسبع وقيل بثلاث عشرة والأول أشهر وحكى الواقدي أنه أسلم بعد الحديبية وكتم إسلامه حتى أظهره عام الفتح فإنه كان في عمرة القطاء مسلما وهذا يعارضه ما ثبت في الصحيح عن سعد بن أبي وقاص أنه قال في العمرة في أشهر الحج فعلناها وهذا يومئذ كافر ويحتمل إن ثبت الأول أن يكون سعد أطلق ذلك بحسب ما استصحب من حاله ولم يطلع على أنه كان أسلم لإخفائه لإسلامه وقد أخرج أحمد من طريق محمد بن علي بن الحسين عن بن عباس أن معاوية قال قصرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المروة وأصل الحديث في البخاري من طريق طاوس عن بن عباس بلفظ قصرت بمشقص ولم يذكر المروة وذكر المروة يعين أنه كان معتمرا لأنه كان في حجة الوداع حلق بمنى كما ثبت في الصحيحين عن أنس وأخرج البغوي من طريق محمد بن سلام الجمحي عن أبان بن عثمان كان معاوية بمنى وهو غلام مع أمه إذ عثر فقالت قم لا رفعك الله فقال لها (6/112)
<113> أعرابي لم تقولين له هذا والله إني لأراه سيسود قومه فقالت لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه قال أبو نعيم كان من الكتبة الحسبة الفصحاء حليما وقورا وعن خالد بن معدان كان طويلا أبيض أجلح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له وولاه عمر الشام بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان وأقره عثمان ثم استمر فلم يبايع عليا ثم حاربه واستقل بالشام ثم أضاف إليها مصر ثم تسمى بالخلافة بعد الحكمين ثم استقل لما صالح الحسن واجتمع عليه الناس فسمي ذلك العام عام الجماعة وأخرج البغوي من طريق مبارك بن فضالة عن أبيه عن علي بن عبد الله عن عبد الملك بن مروان قال عاش بن هند يعني معاوية عشرين سنة أميرا وعشرين سنة خليفة وجزم به محمد بن إسحاق وفيه تجوز لأنه لم يكمل في الخلافة عشرين إن كان أولها قتل علي وإن كان أولها تسليم الحسن بن علي فهي تسع عشرة سنة إلا يسيرا وفي صحيح البخاري عن عكرمة قلت لابن عباس إن معاوية أوتر بركعة فقال إنه فقيه وفي رواية إنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكى بن سعد أنه كان يقول لقد أسلمت قبل عمرة القضية ولكني كنت أخاف أن أخرج إلى المدينة لأن أمي كانت تقول إن خرجت قطعنا عنك القوت وأخرج بن شاهين عن بن أبي داود بسنده إلى معاوية حديث الخير عادة والشر لجاجة وقال قال بن أبي داود لم يحدث به عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا معاوية وفي مسند أبي يعلى عن سويد بن شعبة عن عمرو بن يحيى بن سعيد عن جده سعيد هو بن عمرو بن سعيد بن العاص عن معاوية قال ابتعت رسول صلى الله عليه وسلم بوضوء فلما توضأ نظر إلي فقال يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل فما زلت أظن أني مبتلى بعمل سويد فيه مقال وقد أخرجه البيهقي في الدلائل من وجه آخر وفي تاريخ البخاري عن معمر عن همام بن منبه قال قال بن عباس ما رأيت أحدا أحلى للملك من معاوية وقال البغوي حدثنا عمي عن الزبير حدثني محمد بن علي قال كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال هذا كسرى العرب وذكر بن سعد عن المدائني قال نظر أبو سفيان إلى معاوية وهو غلام فقال إن ابني هذا لعظيم الرأس وإنه لخليق أن يسود قومه فقالت هند قومه فقط ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة وقال المدائني كان زيد بن ثابت يكتب الوحي وكان معاوية يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فيما بينه وبين العرب وفي مسند أحمد وأصله في مسلم عن بن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ادع لي معاوية وكان كاتبه وقد روى معاوية أيضا عن أبي بكر وعمر وعثمان وأخته أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان وروى عنه من الصحابة بن عباس وجرير البجلي ومعاوية بن حديج والسائب بن يزيد وعبد الله بن الزبير والنعمان بن بشير وغيرهم ومن كبار التابعين مروان بن الحكم وعبد الله بن الحارث بن نوفل وقيس بن أبي حازم وسعيد بن المسيب وأبو إدريس الخولاني وممن بعدهم عيسى بن طلحة ومحمد بن جبير بن مطعم وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وأبو مجلز وجبير بن نفير وحمران مولى عثمان وعبد الله بن محيريز وعلقمة بن وقاص وعمير بن هاني وهمام بن منبه وأبو العريان النخعي ومطرف بن عبد الله بن الشخير وآخرون وقال بن المبارك في كتاب الزهد أخبرنا بن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن أسلم مولى عمر قال قدم علينا معاوية وهو أبض الناس وأجملهم فخرج إلى الحج مع عمر بن الخطاب وكان عمر ينظر إليه فيتعجب منه ثم يضع أصبعه على جبينه ثم يرفعها عن مثل الشراك فيقول بخ (6/113)
<114> بخ إذا نحن خير الناس أن جمع لنا خير الدنيا والآخرة فقال معاوية يا أمير المؤمنين سأحدثك إنا بأرض الحمامات والريف فقال عمر سأحدثك ما بك إلطافك نفسك بأطيب الطعام وتصبحك حتى تضرب الشمس متنيك وذوو الحاجات وراء الباب قال حتى جئنا ذا طوى فأخرج معاوية حلة فلبسها فوجد عمر منها ريحا كأنه ريح طيب فقال يعمد أحدكم فيخرج حاجا تفلا حتى إذا جاء أعظم بلدان الله حرمة أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما فقال له معاوية إنما لبستهما لأدخل على عشيرتي يا عمر والله لقد بلغني أذاك ها هنا وبالشام فالله يعلم أن لقد عرفت الحياء في عمر فنزع معاوية الثوبين وليس ثوبيه اللذين أحرم فيهما وهذا سند قوي وأخرج بن سعد عن أحمد بن محمد الأزرقي عن عمرو بن يحيى بن سعيد عن جده قال دخل معاوية على عمر بن الخطاب وعليه حلة خضراء فنظر إليه الصحابة فلما رأى ذلك عمر قام ومعه الدرة فجعل ضربا بمعاوية ومعاوية يقول الله الله يا أمير المؤمنين فيم فيم فلم يكلمه حتى رجع فجلس في مجلسه فقالوا له لم ضربت الفتى وما في قومك مثله فقال ما رأيت إلا خيرا وما بلغني إلا خير ولكني رأيته وأشار بيده يعني إلى فوق فأردت أن أضع منه وقال بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن عباد حدثنا سفيان عن شيخ قال قال عمر إياكم والفرقة بعدي فإن فعلتم فاعلموا أن معاوية بالشام فإذا وكلتم إلى رأيكم كيف يستبزها منكم مات معاوية في رجب سنة ستين على الصحيح معاوية بن سويد بن مقرن المزني أبو سويد الكوفي تقدم ذكر والده في حرف السين المهملة ويأتي في النعمان بن مقرن وهو مشهور في التابعين وحديثه عن أبيه وعن البراء بن عازب في صحيح مسلم وغيره وقد ذكره أبو يعلى والحسن بن سفيان والبغوي وابن السكن في الصحابة وأخرجوا من طريق أبي زبيد عن مطرف عن الشعبي عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما وأخرج البغوي أيضا من طريق مطرف عن أبي السفر عن معاوية بن سويد قال كنا بني مقرن لنا غلام فلطمه بعضنا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه فأعتقه فقيل يا رسول الله إنه ليس لهم خادم غيره فقال فليخدمهم حتى يستغنوا وكذا أخرجه النسائي من هذا الوجه وهذا الحديث أخرجه مسلم وأصحاب السنن من رواية هلال بن يساف ومن رواية سلمة بن كهيل وغيرهما كلهم عنه عن أبيه قال كنا بني مقرن فذكر القصة الحديث فكأنه وقع في الرواية المذكورة تقصير من بعض الرواة وقد أخرجه النسائي على الاختلاف ولم ينبه على ذلك كعادته وإنما ذكر اختلافا على مطرف في الواسطة بينه وبين معاوية بن سويد فيه وقال إن قول من قال عن أبي السفر أشبه بالصواب قال بن أبي حاتم الرازي حديثه مرسل وقال أبو أحمد العسكري ليسوا يصححون سماعه وروايته مرسلة وذكره بن حبان والعجلي في ثقات التابعين روى عنه أيضا سلمة بن كهيل وعمرو بن مرة وأشعث بن أبي الشعثاء وغيرهم معاوية بن صعصعة التميمي أحد وفد بني تيمي الذين نادوا من وراء الحجرات ذكره أبو عمر وقال لا أعرف له روايته كذا قال والمعروف صعصعة بن مقرن والله أعلم معاوية بن عبادة بن عقيل والد كعب الأخيل بن الرحال له وفادة ذكره في التجريد (6/114)
<115> معاوية بن عبد الله غير منسوب ذكره البغوي والإسماعيلي في الصحابة وأخرجا من طريق جعفر بن ربيعة عن الأعرج أن معاوية بن عبد الله حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب حم التي فيها الدخان واستدركه بن فتحون معاوية بن عروة الدئلي والد نوفل يأتي في آخر من اسمه معاوية معاوية بن عفيف المزني ذكره بن عساكر في تاريخه وأورد عن أبي الحسن الرازي والد تمام قال قال بعضهم الدار التي في الدجاجية في غزو سقيفة جناح دار أبي قحافة ومعاوية ابني عفيف المزني ولهما صحبة معاوية بن عمرو أخو ذي الكلاع قلا الرشاطي كان في السكون وهاجر إلى المدينة فتفقه ثم رجع إلى قومه وذكر وثيمة في الردة أنه قام إلى ملوك كندة حين اجتمعوا على الردة وانتزعوا من زياد بن لبيد ناقة من الصدقة فقال معاوية يا معشر كندة إن لم أكن شريككم في الخطيئة فأنا شريككم في المصيبة ردوا زيادا إلى عمله واكتبوا إلى أبي بكر بعذركم وإلا سفكت والله الدماء على الردة فلم يقبلوا فتولى عنهم مغضبا وأنشد له في ذلك أبياتا حسنة واستدركه بن فتحون معاوية بن عمرو الدئلي ويقال معاوية بن عروة تقدم التنبيه عليه قبل بترجمة معاوية بن قرمل بفتح القاف والميم بينهما راء ساكنة وقيل بكسر أوله وثالثة المحاربي قال أبو عمر مذكور في الصحابة وقال بن السكن وابن منده يقال له صحبة وأخرجا من طريق يعلى بن الحارث سمعت المورع بن حبان المحاربي يحدث عن معاوية بن قرمل المحاربي قال كنت مع خالد بن الوليد حين غزا الشام فخرجنا فرفع لنا دير فأتيناه فقلنا السلام عليكم فخرج إلينا قس فقال من أصحاب هذه الكلمة الطيبة الحديث وكان أصحاب معاوية بن قرمل يزعمون أن له صحبة وقال بن السكن وروى أبو العلاء عن معاوية بن قرمل قال قدمت المدينة في خلافة عمر فلا أدري أهو هذا أم غيره قلت ذكره البخاري وابن حبان وغيرهما في التابعين ولم يحكوا في اسم أبيه خلافا أنه بالحاء المهملة بخلاف هذا فإنه بالقاف وسيأتي في القسم الثالث أنه حنفي وهذا محاربي معاوية بن محصن بن علس بمهملتين وفتحات الكندي يكنى أبا شجرة قال بن الكلبي له صحبة واستدركه بن الأثير معاوية بن مرداس بن أبي عامر بن سنان بن حارثة بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم السلمي ذكره بن الكلبي وغيره ففي الأخبار المنثورة لأبي بكر بن دريد بسنده عن بن الكلبي عن أبي مسكين قال نزل دريد بن الصمة الجشمي بعمرو بن الحارث بن الشريد فرأى أخته خنساء واسمها تماضر وهي تهنأ بعيرا لها ثم نضت ثيابها فاغتسلت ودريد ينظر فرأى شيئا أعجبه فذكر القصة وأنه خطبها فامتنعت وتزوجت بعد ذلك عبد الله بن رواحة بن عصية السلمي فولدت له أبا شجرة ثم خلف عليها مرداس بن أبي عامر فولدت له معاوية ويزيد وحربا وعميرة فهلك معاوية أيام عمر بالمدينة فقال عمر حين بلغه موته هلك الحلاحل بن مرداس أما والله لو عاش لأكرمته انتهى وقد ذكروا خنساء في (6/115)
<116> الصحابة وأنها شهدت القادسية ومعها أربع بنين لها فاستشهدوا وورثتهم معاوية بن معاوية المزني ذكره البغوي وجماعة وقالوا مات على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وردت قصته من حديث أبي أمامة وأنس مسندة ومن طريق سعيد بن المسيب والحسن البصري مرسلة فأخرج الطبراني ومحمد بن أيوب بن الضريس في فضائل القرآن وسمويه في فوائده وابن منده والبيهقي في الدلائل كلهم من طريق محبوب بن هلال عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك قال نزل جبرائيل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد مات معاوية بن معاوية المزني أتحب أن تصلي عليه قال نعم فضرب بجناحيه فلم يبق أكمة ولا شجرة إلا قد تضعضعت فرفع سريره حتى نظر إليه فصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة كل صف سبعون ألف ملك فقال يا جبرائيل بم نال معاوية هذه المنزلة قال بحب قل هو الله أحد وقراءته إياها جاثيا وذاهبا وقائما وقاعدا وعلى كل حال وأول حديث بن الضريس كان النبي صلى الله عليه وسلم بالشام ومحبوب قال أبو حاتم ليس بالمشهور وذكره بن حبان في الثقات وأخرجه بن سنجر في مسنده وابن الأعرابي وابن عبد البر ورويناه بعلو في فوائد حاجب الطوسي كلهم من طريق يزيد بن هارون أنبأنا العلامة أبو محمد الثقفي سمعت أنس بن مالك يقول غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فطلعت الشمس يوما بنور وشعاع وضياء لم نره قبل ذلك فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم من شأنها إذ أتاه جبريل فقال مات معاوية بن معاوية الليثي فبعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه قال بم ذاك قال بكثرة تلاوته قل هو الله أحد فذكر نحوه وفيه فهل لك أن تصلي عليه فأقبض لك الأرض قال نعم فصلى عليه والعلاء أبو محمد هو بن زيد الثقفي واه وأخطأ في قوله الليثي وله طريق ثالثة عن أنس ذكرها بن منده من رواية أبي عتاب في الدلائل عن يحيى بن أبي محمد عنه قال ورواه نوح بن عمرو عن بقية عن محمد بن زياد عن أبي أمامة نحوه قلت وأخرجه أبو أحمد الحاكم في فوائده والطبراني في مسند الشاميين والخلال في فضائل قل هو الله أحد وابن عبد البر جميعا من طريق نوح فذكر نحوه وفيه فوضع جبرائيل جناحه الأيمن على الجبال فتواضعت حتى نظرنا إلى المدينة قال بن حبان في ترجمة العلاء الثقفي من الضعفاء بعد أن ذكر له هذا الحديث سرقه شيخ من أهل الشام فرواه عن بقية فذكره قلت فما أدري عنى نوحا أو غيره فإنه لم يذكر نوحا في الضعفاء وأما طريق سعيد بن المسيب المرسلة فرويناها في فضائل القرآن لابن الضريس من طريق على بن زيد بن جدعان عنه وأما طريق الحسن البصري فأخرجها البغوي وابن منده من طريق صدقة بن أبي سهل عن يونس بن عبيد عن الحسن عن معاوية بن معاوية المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان غازيا بتبوك فأتاه جبريل فقال يا محمد هل لك في جنازة معاوية بن معاوية المزني فذكر الحديث وهذا مرسل وليس المراد بقوله عن أداة الرواية وإنما تقدم الكلام أن الحسن أخبر عن قصة معاوية المزني قال بن عبد البر أسانيد هذا الحديث ليست بالقوية ولو أنها في الأحكام لم يكن في شيء منها حجة ومعاوية بن مقرن المزني معروف هو وإخوته وأما معاوية بن معاوية فلا أعرفه قلت قد يحتج به من يجيز الصلاة على الغائب ويدفعه ما ورد أنه رفعت الحجب حتى شهد جنازته فهذا يتعلق بالأحكام والله أعلم (6/116)
<117> معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية الأموي بن عم مروان بن الحكم وهو والد عائشة أم عبد الملك بن مروان وأمه بسرة بنت صفوان صحابية معروفة ومات أبوه في الجاهلية واستدركه بن فتحون معاوية بن مقرن المزني تقدم كلام بن عبد البر في ترجمة معاوية وذكره بن شاهين وأورد في ترجمته حديثا أوله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشا أوصى أميرهم الحديث واستدركه بن فتحون معاوية بن نفيع ذكره بن منده وقال روى حديثه محمد بن جابر عن أشعث بن أبي الشعثاء عن الصلت البكري عن معاوية بن نقيع وكان له صحبة قال قال أقبلنا إليه في يوم عيد في السواد فصلى بنا معاوية الثقفي من الأحلاف ذكر الطبري أنه كان على بني عقيل إذ أعانوا فيروز الديلمي على استنقاذ عياله من أهل الردة صدر أيام أبي بكر الصديق وكذا ذكر سيف وقال إنه استنقذهم من قيس بن عبد يغوث قبل قتل الأسود العنسي ونسبه عقيليا وكأنه من عقيل ثقيف وقد تقدم التنبيه على أن من كان شهد الحروب في أيام أبي بكر وما قاربها من قريش وثقيف يكون معدودا في الصحابة لأنهم شهدوا حجة الوداع معاوية العذري ذكر سيف في كتاب الردة أن أبا بكر الصديق كتب إليه يأمره بالجد في قتال أهل الردة وقد ذكرنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك الزمان إلا الصحابة معاوية الليثي ذكره البخاري وغيره في الصحابة قال بن منده عداده في أهل البصرة وأخرج البخاري وابن أبي خيثمة والبغوي والطبراني وغيرهم من طريق عمران القطان عن قتادة عن نصر بن عاصم عن معاوية الليثي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح الناس مجدبين فيأتيهم الله برزق من عنده فيصبحون مشركين يقولون مطرنا بنوء كذا وأخرجه الطيالسي في مسنده عنه وقال أبو عمر يضطربون في إسناده وجعل البخاري معاوية بن حيدة ومعاوية الليثي واحدا وقد أنكره أبو حاتم قلت الموجود في نسخ تاريخ البخاري التفرقة وما وقفت على وجه الاضطراب الذي ادعاه أبو عمر معاوية الهذلي ذكره البخاري في الصحابة وقال بن منده عداده في أهل حمص وأخرج البغوي وجعفر الفريابي في كتاب صفة المنافق وابن منده من طريق حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن معاوية الهذلي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المنافق ليصوم فيكذبه الله ويصلي فيكذبه الله ويتصدق فيكذبه الله ويقوم فيكذبه الله ويقاتل فيكذبه الله ويقتل فيجعله الله من أهل النار ووقع في رواية جعفر من طريق يزيد بن هارون عن حريز رفع الحديث والمحفوظ أنه موقوف كذا قال بشر بن بكر وعلي بن عياش وأبو اليمان وغيرهم عن حريز وهو بفتح المهملة وآخره زاي معاوية والد نوفل ذكره الطبري وأخرج من طريق بن أبي سبرة عن محمد بن عبد الرحمن عن نوفل بن معاوية عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يوتر أحدكم أهله خير له من أن تفوته صلاة العصر وكذا أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن بن أبي سبرة وهو ضعيف (6/117)
<118> والمحفوظ في هذا ما أخرجه النسائي من طريق جعفر بن ربيعة ويزيد بن أبي حبيب فرقهما عن عراك بن مالك أنه سمع نوفل بن معاوية يحدث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله ونوفل المذكور يأتي نسبه في النون فإن كان بن أبي سبرة حفظه احتمل أن يكون لكل من نوفل وولده صحبة معبد بن أكثم الخزاعي تقدم ذكره في ترجمة أكثم بن أبي الجون من حرف الألف قال بن الكلبي كانت أم معبد التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة تحت أكثم بن أبي الجون فولدت له معبدا ونصرة وبنتا يقال لها خلدية معبد بن أمية بن خلف الجمحي تقدم ذكره في ترجمة أخيه سلمة معبد بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى ذكره الزبير بن بكار وقال قتل ولده عبد الله بن معبد يوم الجمل وهو لناجية بنت حكيم بن حزام قلت وحميد والد معبد مات قبل الإسلام ومقتضى ذلك أن يكون لمعبد صحبة على ما تقرر أن من عرف من أهل مكة والطائف أنه كان في العهد النبوي إلى خلافة أبي بكر فما بعدها فإنه يعد في الصحابة لأنهم شهدوا حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم معبد بن خالد الجهني أبو روعة قال الواقدي أسلم قديما وكان أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يوم فتح مكة وكان يلزم البادية مات سنة اثنتين وسبعين وهو بن بضع وثمانين سنة وقال بن أبي حاتم وأبو أحمد الحاكم وابن حبان له صحبة وله رواية عن أبي بكر وعمر قال أبو عمر هو غير معبد الذي تكلم في القدر وقيل هو هو قلت هذا الثاني باطل فإن القدري وافق هذا الصحابي في اسم أبيه ونسبه واختلف في اسم أبيه فقيل خالد مثل الصحابي وقيل عبد الله بن عويم وقيل عبد بن عكيم ومن ثم زعم بعضهم أنه ولد الذي روى حديث لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب وحكى البخاري في التاريخ الصغير أنه معبد بن عبد الرحمن فالله أعلم معبد بن زهير ذكره بن فتحون في التنبيه على أوهام الاستيعاب ونقل عن مغازي الأموي عن بن إسحاق أنه ذكره فيمن استشهد باليمامة ولم يذكره بن فتحون في الذيل وهو على شرطه معبد بن عباد بن قشير بن العدم بن سالم بن مالك بن سالم المعروف بالحبلي بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري ذكره بن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا وهو أبو حميضة مشهور بكنيته وهو بمهملة ومعجمة مصغر كذا ضبطه الأكثر وذكره أبو عمر تبعا للواقدي بخاء معجمة وصاد مهملة بوزن عجيبة ونقل عن أبي معشر أنه ذكره بعين ثم صاد مهملتين مصغرا وخطأه في ذلك وسمى بن القداح أباه عمارة ووهمه بن ماكولا معبد بن عبد سعد بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاري الحارثي ذكره بن عبد البر وقال شهد أحدا هو وابنه تميم بن معبد معبد بن عمرو التميمي تقدم في سعيد بن عمرو (6/118)
<119> معبد بن عمرو حليف قريش ذكر عبد الله بن محمد القدامي وأبو مخنف أنه استشهد بفحل في خلافة أبي بكر الصديق معبد بن عمرو التميمي قال بن عساكر ذكر أبو مخنف أنه استشهد بفحل وكذا قال القدامى وقال غيرهما استشهد بأجنادين وقال بن إسحاق في مهاجرة الحبشة معبد بن عمرو التميمي وقال أبو الأسود عن عروة استشهد بأجنادين تميم بن الحارث وأخ له من أمه يقال له معبد بن عمرو التميمي معبد بن عمرو الأنصاري ذكر الواقدي أن أبا سفيان بن حرب كان قد حلف ألا يمس رأسه ماء حتى يأخذ بثأره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فخرج في مائتي راكب فلقي رجلا من الأنصار يقال له معبد بن عمرو ومعه أجير له فقتلهما فرأى أن يمينه قد انحلت فرجع وقد ذكر بن إسحاق القصة لكنه قال وحليف له ولم يسمهما معبد بن عوسجة بن حرملة بن سبرة بن خديج بن مالك الجهني والد سبرة تقدم ذكره في ترجمة سبرة بن أبي سبرة وأن بن قانع زعم أن أبا سبرة المذكور هنا هو معبد هذا وذكر الذهبي أن أبا سبرة هو جد عيسى بن سبرة بن أبي سبرة الراوي عن أبيه عن جده وقال غيره إنه الجعفي وهو الأظهر معبد بن قيس العبدي يأتي في بن وهب معبد بن قيس ذكره أبو علي بن السكن في الصحابة وقال ذكره أحمد بن سنان الواسطي في مسنده وأخرج من رواية سماك بن حرب عن معبد بن قيس قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تزوجت فقال هل من لهو معبد بن قيس بن صخر ويقال بن صيفي بن صخر بن حرام بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وكذا ذكره بن إسحاق وغيره معبد بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي ذكره بن عبد البر وقال شهد أحدا معبد بن مسعود السلمي أخو مجالد ومجاشع قال البخاري والبزار وابن حبان له صحبة وأخرج البغوي والإسماعيلي من طريق زهير بن معاوية عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال حدثني مجاشع بن مسعود قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بأخي معبد بعد الفتح لنبايعه على الهجرة فقال ذهب أهل الهجرة بما فيها فقلت على أي شيء نبايعك يا رسول الله قال على الإيمان والجهاد قال فلقيت معبدا بعد وكان أكبر فسألته فقال صدق مجاشع ورجاله ثقات وهو عند البخاري من رواية الأكثر عن الفربري عنه قال كذلك إلا الكشميهني فعنده فلقينا أبا معبد وقد أخرجه أبو عوانة والجوزقي والطبراني من طرق عن زهير كالأكثر وكذا لأبي عوانة من رواية عمر بن أبي قيس عن عاصم لكنه لم يسم معبدا وأخرجه البخاري من طريق خالد الحذاء عن أبي عثمان فسماه مجالدا ومن طريق فضيل بن (6/119)
<120> سليمان عن عاصم انطلقت بأبي معبد ويحتمل أن يكون لمجاشع أخوان مجالد ومعبد فالذي جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو معبد والذي لقيه أبو عثمان بعد هو مجالد وكنيته أبو معبد وفي رواية علي بن مسهر وعاصم الأحول وعند مسلم ما قد يرشد إلى ذلك والله أعلم معبد بن أبي معبد الخزاعي ذكره بن منده وأخرج من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن عبد الرحمن بن عقبة عن أبيه عن جابر قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مهاجرين مرا بخيمة أم معبد فبعث النبي صلى الله عليه وسلم معبدا وكان صغيرا فقال ادع هذه الشاة ثم قال يا غلام هات قربة فأرسلت أم معبدا أن لا لبن فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم هات فمسح ظهرها فاجترت ثم حلب فشرب وسقى أبا بكر وعامرا ومعبدا ثم رد الشاة وذكر سيف في الفتوح والطبري من طريق أن المثنى بن حارثة لما توجه خالد بن الوليد إلى الشام قاسمه العساكر فكان معبد بن أبي معبد ممن بقي مع المثنى بن حارثة من الصحابة وقال أبو عبيد البكري في الكلام على ضجنان في غزوة ذات الرقاع يشير إلى ناقته وقد نفرت من رفقتي محمد وعجوة من يثرب كالعنجد وجعلت ماء قديد موعدي وماء ضجنان لها ضحى الغد قلت ومعبد هذا غير ولد أم معبد فإن في السيرة النبوية إن معبدا الخزاعي هو الذي ثبط أبا سفيان عن الرجوع إلى أحد ليستأصل المسلمين بزعمه وأنشد له في ذلك شعرا فإن معبدا بن أم معبد يصغر عن ذلك معبد بن المقداد بن الأسود يأتي نسبه في ترجمة والده وتأتي ترجمته في القسم الثاني معبد بن ميسرة السلمي ذكره بن عبد البر وقال فيه نظر معبد بن نباتة في بن منقذ معبد بن هوذة بن قيس بن عبادة بن دهيم بن عطية بن زيد بن قيس بن عامر بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي روى حديثه أبو داود من طريق عبد الرحمن بن النعمان بن معبد عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالإثمد المروح عند النوم وقال ليتقه الصائم قال أبو داود قال لي يحيى بن معين هو حديث منكر وأورده البغوي في الكنى فقال أبو النعمان الأنصاري جد عبد الرحمن بن النعمان ولم ينبه على أن اسمه معبد وقيل إن الضمير في قوله عن جده يعود لعبد الرحمن فتكون الصحبة لهودة والله اعلم معبد بن وهب العبدي العصري ذكره بن أبي حاتم وغيره في الصحابة وأخرج البغوي من طريق طالب بن حجير عن هود العصري عن معبد بن وهب بن عبد القيس أنه شهد بدرا فقاتل بسيفين فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا لهف نفسي على فتيان عبد القيس أما إنهم أسد الله في أرضه وأخرجه بن السكن من هذا الوجه فقال عن رجل من عبد القيس كان حجاجا يعني كثير الحج في الجاهلية يقال له معبد بن وهب أنه تزوج امرأة من قريش يقال لها هويرة بنت زمعة أخت سودة أم المؤمنين وأنه شهد بدرا فذكره إلا أن عنده فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا فقالوا معبد بن (6/120)
<121> قيس فلعل قيسا من أجداده وأخرجه أيضا أبو يعلى الموصلي وأبو جعفر الطبري وابن قانع وابن شاهين والمستغفري كلهم من رواية محمد بن صدران عن طالب وجوز بن منده أنه معبد بن قيس الأنصاري الذي مضى قريبا وليس كما ظن معبد بن فلان الجذامي ذكره الطبراني وغيره في الصحابة وأخرج الأموي في المغازي عن بن إسحاق من رواية عمير بن معبد بن فلان الجذامي عن أبيه قال وفد رفاعة بن زيد الجذامي على نبي الله صلى الله عليه وسلم فكتب له كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى رفاعة بن زيد إني بعثته إلى قومه عامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله ورسوله فذكر قصة طويلة وفيها أن حيان بن ملة كان صحب دحية الكلبي لما مضى بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر فلما رجع تعرض له الهنيد بن العريض الجذامي وأبوه فأخذوا ما معه فانتصر له النعمان بن أبي جعال في نفر منهم فاستنقذوا ما في أيديهم فردوه إلى دحية وساعده حيان بن ملة وكان قد تعلم منه أم القرآن فكان ذاك الذي هاج بسببه ذهاب زيد بن حارثة إلى بني جذام فقتلوا الهنيد وأباه وذكر القصة بطولها الطبراني ورويناها بعلو في أمالي المحاملي وتقدم منها في ترجمة حيان بن ملة معبد الخزاعي أفرده أبو عمر عن معبد بن أبي معبد المتقدم وهما واحد فإن القصة واحدة معبد الخزاعي ذكره أبو عمر فقال هو الذي رد أبا سفيان يوم أحد عن الرجوع إلى المدينة وهذه القصة ذكرها أبو إسحاق فقال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن معبدا الخزاعي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد يعني لما رجع أبو سفيان ومن معه عن أحد فوصلوا الروحاء فندموا على الرجوع وقالوا أصبنا قادتهم ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم فرأى أبو سفيان معبدا الخزاعي وكان معبد قبل ذلك لقي النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن انصرف من أحد فعزاه فيمن أصيب من أصحابه وهو يومئذ مشرك فلقي بعد ذلك أبا سفيان فقال له ما وراك يا معبد قال رأيت محمدا قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثلهم يتحرقون عليكم تحرقا وقد اجتمع معه من كان تخلف ولهم عليكم من الحنق مالا رأيت مثله قال ويلك انظر ما تقول فقال والله ما أرى أن تركب حتى ترى نواصي الخيل ولقد حملني ما رأيت منهم على أن قلت أبياتا في ذلك فأنشد كادت تهد من الأصوات راحلتي إذ سألت الأرض بالجرد الأماثيل فذكر الأبيات فانتهى عزم أبي سفيان عن الذي عزم عليه من الكرة إلى المدينة ورجع ممن معه قلت وزعم بعضهم أن معبدا هذا هو ولد أم معبد الخزاعية التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة والذي يظهر لي أنه غيره وقد تقدم في ترجمة أنه كان في الهجرة صغيرا وأحد كانت بعد الهجرة بثلاث سنين أو زيادة فيبعد أن يكون في ذلك السن صار رئيس قومه حتى ينسب إليه ما ذكر وفي قصة أم معبد ما يشعر بأن زوجها أبا معبد لم يكن بتلك المنزلة وستأتي ترجمته في الكنى وعندي أن صاحب القصة مع أبي سفيان هو صاحب الأبيات الدالية التي تقدمت في معبد بن أبي معبد والعلم عند الله تعالى معتب بضم أوله وفتح المهملة وكسر المثناة المشددة بعدها موحدة بن الحمراء هو بن (6/121)
<122> عوف يأتي والحمراء أمه معتب بن عبيد ويقال عبدة بن إياس البلوي ثم الظفري حليف بني ظفر من الأنصار ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وقال بن سعد من لم يعرف نسبه في بني ظفر قال إنه بلوي وقال غيره هو أخو عبد الله بن طارق بن عمرو بن مالك لأمه وقيل إن جده إياس بن تميم بن شعبة بن سعد الله بن فران من بلي وقيل وفي اسم جده سويد بن هيثم بن ظفر ونقل أبو عمر عن بن عمارة أنه ذكر بالغين المعجمة المكسورة وآخره مثلثة ووافقه بن سعد معتب بن عمرو الأسلمي أبو مروان مشهور بكنيته واختلف في اسمه فقيل كما هنا وقيل بسكون العين المهملة وكسر المثناة وقيل كضبط بن عمارة في الذي قبله قال الواقدي حدثنا سعد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جده معتب الأسلمي قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ماعز بن مالك فذكر قصة رجمه وفيها فقال نكحتها حتى غاب ذلك منك فيها كما يغيب المرود في المكحلة وكما يغيب الرشاء في البئر قال نعم وجاء عنه حديث آخر يأتي في ترجمة أبي معتب في الكنى إن شاء الله تعالى معتب بن عوف المعروف بابن الحمراء الخزاعي ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وفيمن شهد بدرا قال بن البرقي يقال له بن الحمراء ويقال له هيعانة معتب بن قشير بقاف ومعجمة مصغرا بن مليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس الأنصاري الأوسي ذكره فيمن شهد العقبة وقيل إنه كان منافقا وإنه الذي قال يوم أحد لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا وقيل إنه تاب وقد ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الزبير بن بكار أنه شهد هو وأخوه حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكانا ممن ثبت وأقاما بمكة وأخرج بن سعد بسند له إلى العباس بن الفضل قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في الفتح قال لي يا عباس أين ابنا أخيك عتبة ومعتب لأراهما فقلت تنحيا مع من تنحى من مشركي قريش قال اذهب فائتني بهما قال فركبت إلى عرفة فأتيتهما فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو كما فركبا معي سريعين فدعاهما إلى الإسلام فأسلما وبايعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني استوهبت ابني عمي هذين من ربي فوهبهما لي وأخرج الطبراني من وجه آخر إلى علي أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوم الفتح بين عتبة ومعتب يقول للناس هذان أخواي وابنا عمي فرحا بإسلامهما استوهبتهما من الله فوهبهما لي ويجمع بأنه دخل المسجد بينهما بعد أن أحضرهما العباس معتكد بن مهلهل بن دثار الجني وكان ممن أسلم من الجن وله قصة أوردها الخرائطي في كتاب الهواتف وقد ذكرتها في ترجمة رافع بن عمير معتمر الكناني والد حنش بفتح المهملة والنون بعدها معجمة ذكره بن السكن (6/122)
<123> والطبراني في الصحابة وأخرجا من طريق صالح بن عمر الواسطي عن إسماعيل بن أبي خالد عن حنش بن المعتمر عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على جنازة فجاءت امرأة بمجمر تريد الجنازة فصاح بها حتى دخلت في آجام المدينة قال بن السكن لم أجد لمعتمر غير هذا وليس بمعروف في الصحابة معدان بن ربيعة بن سلمة بن أبي الخير بن وهب بن معاوية الأكرمين الكندي وقال بن الكلبي له وفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعه بن سعد والطبري معدان أبو الخير هو الجفشيش تقدم في الجيم معدان الكلاعي والد خالد ذكره أبو علي بن السكن وابن قانع في الصحابة وقال بن السكن يقال له صحبة وأخرجا من طريق بن عجلان عن أبان بن صالح عن خالد بن معدان عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله رفيق يحب الرفق الحديث قال بن السكن لم أجده إلا من هذا الوجه ولم يذكر رؤية ولا سماعا قلت وقد أخرجه الطبراني من طريق بن جريج عن زياد عن خالد بن معدان عن أبيه معد بن ذهل له وفادة روى عنه ابنه لاحق واستدركه يحيى بن منده قاله أبو موسى قال ولم يخرج له حديثا معد يكرب بن الحارث بن شرحبيل بن الحارث الكندي قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم معد يكرب بن رفاعة أبو رمثة معروف بكنيته يأتي في الكنى معد يكرب بن شراحيل بن شيطان بن خديج بن امرئ القيس بن الحارث بن معاوية الكندي قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان محفوظ فهو عم الذي قبله بترجمة لكن لم أر الأول في الجمهرة معد يكرب بن قيس الكندي يقال إن اسمه الأشعث والأشعث لقب معد يكرب الهمداني ذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة وأخرج له من طريق الفضل بن العلاء الكوفي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معد يكرب وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحشة يجدها إذا دخل منزله فأمره أن يتخذ زوجا من حمام ففعل فذهب الوحشة وأخرج الحسن بن سفيان والمستغفري من طريقه وعلي بن سعيد العسكري كلهم من رواية عمر بن موسى عن خالد بن معدان عن معد يكرب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق أو طلق ثم استثنى فله ثنياه قال أبو أحمد العسكري لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان بعضهم أخرج حديثه من المسند قلت وهذا أعجب وهو يقول في روايته وكان من الصحابة وقد فرق بن الأثير بين راويي هذين الحديثين وهما عندي واحد لاتحاد الراوي عنهما وليس في قوله الهمداني ما يمنع أنه راوي الحديث فنسب مرة إلى مكانه ومرة إلى قبيلته مع أن السندين ضعيفين ووقع في ثقات التابعين عند بن حبان معد يكرب الهمداني ورى عن بن مسعود (6/123)
<124> وخباب وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وهو غيرهما ووجدت في المؤتلف للخطيب ما يقتضي أن الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي غير الذي روى عنه خالد بن معدان فأخرج من طريق وكيع عن أبيه عن أبي إسحاق عن معد يكرب قال أتينا عبد الله بن مسعود فسألناه أن يقرأ لنا طسم المبين يعني الشعراء فدلهم على خباب الحديث فهذا هو الذي ذكره بن حبان ولم يصرح بصحبته ونسبه الخطيب مشرقيا وذكر أنه روى أيضا عن علي من رواية أبي إسحاق عنه وتبع في ذلك يعقوب بن شيبة وزاد أنه نسب إلى مشرق موضع باليمن مكسور الميم وثقه يعقوب وذكر أن له عن عبد الله حديثا آخر وعن علي حديثا موقوفا ثم قال الخطيب في الرواة معد يكرب المشرقي آخر أكبر من هذا روى عن أبي بكر الصديق وأشار إلى أن بعضهم خلطه بهذا فوهم وسيأتي في آخر القسم الثالث معرض بن علاط السلمي أخو الحجاج قال أبو عمر وذكر أهل السير والأخبار أنه قتل يوم الجمل فرثاه أخوه الحجاج وقد تقدم ذلك في ترجمة الحجاج وأبى ذلك الدارقطني فقال إن المقتول يوم الجمل معرض بن الحجاج بن علاط وإن الذي رثاه أخوه نصر بن الحجاج ومعرض بضم أوله وفتح المهملة وكسر الراء الثقيلة ثم ضاد معجمة معرض بن معيقيب اليمامي جاء عنه حديث في المعجزات تفرد به ولده عنه قال بن السكن له حديث في أعلام النبوة لم أجده إلا عند الكديمي عن شيخ مجهول فلم أتشاغل بتخريجه وأخرجه بن قانع عن الكديمي عن شاصويه بن عبيد أنبأنا معرض بن عبد الله بن معرض بن معيقيب عن أبيه عن جده معرض بن معيقيب قال حججت حجة الوداع فدخلت مكة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن وجهه القمر وسمعت منه عجبا جاءه رجل من أهل اليمامة بصبي قد لف في خرقة بيضاء فقال له من أنا قال أنت رسول الله قال صدقت بارك الله فيك ثم لم يتكلم الغلام بعدها حتى شب قال معرض فكنا نسميه مبارك اليمامة وذكره البيهقي من طريق الكديمي ومعرض وشيخه مجهولان وكذلك شاصويه واستنكروه على الكديمي لكن ذكر أبو الحسن العتيقي في فوائده قال سمعت أبا عبد الله العجلي مستملي بن شاهين يقول سمعت بعض شيوخنا يقول لما أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس وقالوا هذا كذب من هو شاصويه فلما كان بعد مدة جاء قوم من الرحالة ممن جاء من عدن فقالوا دخلنا قرية يقال لها الحردة فلقينا بها شيخا فسألناه هل عندك شيء من الحديث قال نعم فقلنا ما اسمك فقال محمد بن شاصويه وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه وأخرجه أبو الحسين بن جميع في معجمه عن العباس بن محمد بن شاصويه بن عبيد عن أبيه عن جده وأخرجه الخطيب عن الصوري عن بن جميع وكذا أخرجه البيهقي من طريقه وأخرجه الحاكم في الإكليل من وجه آخر عن العباس بن محمد بن شاصويه معروف غير منسوب ذكره بن شاهين وأخرج من طريق شيبة بن زيد عن عكرمة عن بن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقال ما اسمك قال نكرة قال بل أنت معروف (6/124)
<125> معقل بن خويلد بن وائلة بن عمرو بن عبد ياليل الهذلي قال الرشاطي كان شاعرا وكان أبوه رفيق عبد المطلب إلى أبرهة قلت ذكر ذلك بن إسحاق وذكره بن قانع في الصحابة وأخرج هو وابن منده من طريق بن أبي ذئب عن عبد الله بن يزيد الهذلي قال كان بين أبي سفيان وبين معقل بن خويلد وكان معقل وجيها فيهم في سلب رجل من قريش فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معقل بن خويلد اتق معارضة قريش قلت وذكره المرزباني في معجم الشعراء فقال مخضرم وكان سيد قومه فجاء إلى خالد بن زهير بن أخت أبي ذؤيب الهذلي امرأة وابنتها في الجاهلية فهجاه معقل فأجابه خالد فأصلح بينهما أبو ذؤيب وأنشد ما تقاولوه في ذلك معقل بن سنان بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان الأشجعي ذكر بن الكلبي وأبو عبيد أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأقطعه قطيعة قال البغوي عن هارون الحمال قتل أبو سنان معقل بن سنان الأشجعي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين واختلف في كنيته فقيل أبو محمد أو أبو عبد الرحمن أو أبو زيد أو أبو عيسى أو أبو سنان وهو روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه مسروق وجماعة من التابعين منهم الشعبي والحسن البصري يقال إن روايتهم عنه مرسلة وقال العسكري نزل الكوفة وكان موصوفا بالجمال وقدم المدينة في خلافة عمر فقيل فيه وكان جميلا أعوذ برب الناس من شر معقل إذا معقل راح البقيع مرجلا فبلغ ذلك عمر فنفاه إلى البصرة وذكر المدائني بسنده أن عمر سمع امرأة تنشد البيت وفي مغازي الواقدي أنه كان معه راية أشجع يوم حنين ومع نعيم بن مسعود راية أخرى وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعث أشجع إلى المدينة لغزو مكة وذكر الواقدي من طريق زياد بن عثمان الأشجعي قال كان معقل حامل لواء قومه يوم الفتح وبقي إلى أن بعثه الوليد بن عتبة ببيعة أهل المدينة ليزيد بن معاوية فلقي مسلم بن عقبة المري فأنس به وحارثه فقال له إني قدمت على هذا الرجل فوجدته يشرب الخمر وينكح الحرام فلم يدع شيئا حتى قال فيه ثم قال لمسلم اكتم علي قال أفعل ولكن على عهد الله وميثاقه لا تمكنني يداي ولي عليك قدرة إلا ضربت الذي فيه عيناك فلما قدم مسلم في وقعة الحرة أتي به فأمر فضربت عنقه صبرا وفي ذلك يقول الشاعر ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها وأشجع تبكي معقل بن سنان ويقال إن الذي باشر قتله نوفل بن مساحق بأمر مسلم بن عقبة حكاه بن إسحاق معقل بن أم معقل مذكور في ترجمة أبي معقل في حديث عمرة في رمضان تعدل حجة أخرجه بن منده من طريق هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير حدثنا معقل بن أم معقل الأسدية قال أرادت أمي الحج وكان جملها أعجف فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال اعتمري في رمضان فإن عمرة في رمضان كحجة وأخرج عبد الرزاق عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن معقل بن أبي معقل عن أم معقل قال رسول الله صلى الله عليه (6/125)
<126> وسلم عمرة في رمضان تعدل حجة معقل بن أبي معقل ويقال بن أم معقل وهو معقل بن الهيثم ويقال بن أبي الهيثم الأسدي من حلفائهم وقال بن سعد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أبو زيد مولى بني ثعلبة وأبو سلمة بن عبد الرحمن ولم يسمه وقال الدارقطني الصحيح أنه معقل بن أبي الهيثم وقال الترمذي والعسكري معقل بن أبي معقل هو معقل بن أبي الهيثم قلت وله في السنن حديثان ويقال مات في خلافة معاوية معقل بن مقرن المزني أبو عمرة قال بن حبان له صحبة وقال البغوي سكن الكوفة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وقال الواقدي وابن نمير كان بنو مقرن سبعة كلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر ليس ذلك لأحد من العرب غيرهم كذا قال وقد ذكر هو في ترجمة هند بن حارثة الأسلمي ما ينقض ذلك وأخرج الطبري من طريق البختري عن المختار بن عبد الرحمن بن معقل بن مقرن أن ولد مقرن كانوا عشرة نزلت فيهم ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر الآية وأخرج البغوي من طريق أبي إسحاق السبيعي عن همام بن الحارث قصة لمعقل بن مقرن مع أبي مسعود معقل بن المنذر بن سرح بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم الأنصاري السلمي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا معقل بن الهيثم أو أبو الهيثم تقدم في معقل بن أبي معقل وقال بن شاهين حدثنا بن صاعد حدثنا محمد بن يعقوب الزبيري حدثنا محمد بن فليح عن عمرو بن يحيى عن معقل بن أبي الهيثم الأسدي حليف لهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث معقل بن يسار بن عبد الله بن معبر بن حراق بن أبي بن كعب بن عبد ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو المزني ومزينة هي والدة عثمان بن عمرو ونسبوا إليها ومعقل يكنى أبا علي وقيل كنيته أبو عبد الله وقيل أبو يسار أسلم قبل الحديبية وشهد بيعة الرضوان قال البغوي هو الذي حفر نهر معقل بالبصرة بأمر عمر فنسب إليه ونزل البصرة وبنى بها دارا ومات بها في خلافة معاوية وأسند من طريق يونس بن عبيد قال ما كان ها هنا يعني بالبصرة أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أهنأ من معقل بن يسار وأخرج أحمد من طريق معاوية بن قرة عن معقل بن يسار حرمت الخمر ونحن نشرب الفصيح فجعلت أشرب وأقول هذا آخر العهد بالخمر وأخرج البغوي من طريق أبي الأشهب عن الحسن قال عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار في مرضه الذي توفي فيه فذكر الحديث الذي ذم الإمام الذي يغش رعيته وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن النعمان بن مقرن روى عنه عمران بن حصين وعمرو بن ميمون الأودي وأبو عثمان النهدي والحسن البصري وآخرون قال العجلي يكنى أبا علي ولا يعلم في الصحابة من يكنى أبا علي غيره كذا قال وتعقب بأن قيس بن عاصم يكنى أبا علي وكذا طلق بن علي وسكن معقل البصرة وحديثه في الصحيحين والسنن الأربعة ومات في آخر خلافة معاوية وقيل عاش إلى إمرة يزيد وذكره البخاري في الأوسط في فضل من مات ما بين (6/126)
<127> الستين إلى السبعين معلى بن لوذان بن زيد بن حارثة بن ثعلبة بن عدي بن مالك الأنصاري الخزرجي ذكر بن الأثير أن بن الكلبي ذكره ولم يصرح بمتعلق الذكر ليعلم هل يدل على الصحبة أم لا معمر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي ذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة معمر بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي أخو حاطب قال بن إسحاق أسلم قديما قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم فيمن شهد بدرا ويقال إنه والد جميل بن معمر الذي قيل فيه وكيف ثرائي بالمدينة بعد ما قضى وترا منها جميل بن معمر وقيل جميل ولد الفهري الذي قبله ومات الجمحي في خلافة عمر معمر بن حبيب بن عبيد بن الحارث الأنصاري ذكره الواقدي فيمن شهد بدرا وأخرجه من طريق عائشة بنت قدامة بن مظعون قالت قال صفوان بن أمية لأبي أنت المبتلى بأبي يوم بدر قال والله ما فعلت ولو فعلت ما اعتذرت من قتل مشرك قال فمن هو قال رأيت فتية من الأنصار أقبلوا إليه منهم معمر بن حبيب بن عبيد بن الحارث يرفع سيفه ويضعه فذكر قصة معمر بن حزم بن يزيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري جد أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن حزم قاضي المدينة قالوا وهو أخو عمرو بن حزم الصحابي المشهور وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر مع أبي موسى إلى البصرة وقال بن السكن له صحبة ولأخويه عمر وعمارة ولا رواية لمعمر هذا وذكر بن سعد أنه شهد بيعة الرضوان وما بعدها ونقل ذلك البغوي عن محمد بن سعد وقال أحسبه أصغر من عمرو بن حزم معمر بن رئاب بن حذيفة الجمحي يأتي ذكره في وائل بن رئاب قال بن عساكر معمر بن رئاب بن حذيفة بن مهشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي ويقال اسم أبيه رائم ويقال عتاب شهد فتح دمشق وبعلبك وكان ممن كتب في كتاب الصلح قال عمرو بن شعيب تزوج رئاب بن حذيفة فذكر القصة التي ستأتي في ترجمة وائل ومقتضى هذا أن يكون معمر وإخوته صحابة لأنهم من قريش وكانوا في زمن فتح الشام رجالا معمر بن ربيعة بن هلال بن مالك الفهري ذكره الواقدي وأبو معشر فيمن شهد بدرا وقال بن سعد مات سنة ثلاثين وكانت عنده أخت أبي عبيدة بن الجراح معمر بن عبد الله بن أبي تقدم في محمد معمر بن عبد الله بن نضلة بن نافع بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي القرشي العدوي أسلم قديما وهاجر الهجرتين وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر روى عنه سعيد بن المسيب وبشر بن سعيد وعبد الرحمن بن جبير وعبد الرحمن بن عقبة مولاه وأخرج أحمد والحاكم من طريق أبي كثير مولى (6/127)
<128> بن جحش عن محمد بن جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على معمر وفخذه مكشوفة فقال غط فخذك فإنها عورة وصححه الحاكم وأخرجه بن قانع من وجه آخر عن الأعرج عن معمر بن عبد الله بن نضلة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو كاشف عن فخذه فذكر الحديث وقال بن سعد كان قديم الإسلام ولكنه هاجر إلى الحبشة ثم رجع إلى مكة فأقام بها ثم قدم المدينة بعد ذلك وأخرج مسلم والبغوي وأصحاب السنن إلا النسائي من طريق سعيد بن المسيب عن معمر بن عبد الله ومنهم من زاد فيه بن عبد الله بن نضلة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحتكر إلا خاطئ زاد بعضهم قيل لسعيد إنك تحتكر قال بن أبي معمر كان يحتكر وأخرج مسلم من طريق بشر بن سعيد عن معمر بن عبد الله قال كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول الطعام بالطعام مثلا بمثل الحديث وقال الزبير أخبرني محمد بن يحيى أخبرني محمد بن طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع معمر بن عبد الله داره التي بالسوق وهي التي يجلس إليها عامل السوق قلت ويحتمل أن يكون هذا هو الذي بعده معمر بن عبد الله بن عامر بن إياس بن الظرب بن الحارث بن فهر القرشي الفهري ذكره عمر بن شبة في الصحابة وقال استوطن المدينة واتخذها دارا واستدركه بن فتحون وقد أشرب إليه في الذي قبله والله أعلم معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي أسلم يوم الفتح هو وابنه عبد الله ذكره أبو عمر معمر بن نضلة قال يعقوب بن محمد الزهري حدثني محمد بن إبراهيم مولى بني زهرة عن بن لهيعة حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن مولى معمر بن نضلة قال قمت على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي موسى لأحلق رأسه فقال يا معمر مكنك رسول الله صلى الله عليه وسلم من شحمة أذنيه قلت ذاك من منن الله علي قال أجل فحلقت رأسه وهذا الحديث أخرجه البغوي في ترجمة معمر بن عبد الله بن نضلة فكأنه يقول إنه في هذه الرواية نسب إلى جده وأخرج من وجه آخر عن بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن جبير عن معمر بن عبد الله العدوي قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أوذن الناس بمنى ألا يصوم أحد أيام التشريق فهذا يقوي أنه واحد معمر غير منسوب أخرج حديثه أبو داود الطيالسي في مسنده وابن قانع في الصحابة من رواية مجالد عن الشعبي عن معمر وفي رواية الطيالسي حدثني معمر قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول انظروا قريشا واسمعوا قولهم ودعوا فعلهم والمحفوظ في هذا المتن عن الشعبي عن عامر بن شهر كذلك أخرجه أحمد وغيره من طريق الشعبي معن بن الأخنس السلمي ذكرت ما قيل فيه في ترجمة ثور بن معن معن بن حرملة بن جعشم الهذلي ذكره بن يونس قال ويقال حرملة بن معن والأول أصح وهو رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر معن بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي حليف الأنصار وهو أخو عاصم بن عدي (6/128)
<129> المتقدم ذكره بن إسحاق فيمن شهد أحدا وجرى ذكره في حديث عمر الطويل في شأن السقيفة وفيه لما توجه مع أبي بكر وأبي عبيدة قال فلقينا رجلان صالحان قال الزهري قال عروة أحدهما عويم بن ساعدة زاد البرقاني في روايته والآخر معن بن عدي فبلغنا أن الناس بكوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا والله لوددنا أنا متنا قبله فإنا نخشى أن نفتن بعده فقال معن بن عدي لكني والله لا أحب أني مت قبله لأصدقه ميتا كما صدقته حيا فقتل معن بن عدي يوم اليمامة شهيدا وهذا هو المحفوظ عن الزهري عن عروة مرسلا وقد وصله سعيد بن هاشم المخزومي عن مالك عن الزهري فقال عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أخرجه بن أبي خيثمة عنه وسعيد ضعيف والمحفوظ مرسل عروة وذكره الواقدي في كتاب الردة أنه كان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردة وأنه وجهه طليعة إلى اليمامة في مائتي فارس معن بن فضالة بن عبيد بن ناقد الأنصاري قال بن الكلبي له صحبة وولي اليمن لمعاوية وقد تقدم ذكر والده فضالة بن عبيد في حرف الفاء والله أعلم معن بن نضلة بن عمرو الغفاري ذكره البغوي في الصحابة وذكره بن حبان في التابعين وسيأتي حديثه في ترجمة والده نضلة بن عمرو معن بن يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرة بن زعب بن مالك بن عريف بن عصبة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي ثبت ذكره في صحيح البخاري من طريق أبي الجويرية الجرمي عن معن بن يزيد قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي وخاصمت إليه فأفلجني وخطب علي وأنكحني وذكر بن يونس أنه دخل مصر وروى عنه أبو الجويرية الجرمي وسهيل بن ذراع وعتبة بن رافع وكان ينزل الكوفة ودخل مصر ثم سكن دمشق وشهد وقعة مرج راهط مع الضحاك بن قيس في سنة أربع وخمسين ويقال إنه كان مع معاوية في حروبه وأخرج من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب قال شهد معن بن يزيد وأبوه وجده بدرا كذا قال ولم يتابع عليه قال بن عساكر شهد فتح دمشق وكان له مكان عند عمر بن الخطاب وقال خليفة بن خياط يكنى أبا يزيد وسكن الكوفة وذكره أبو زرعة الدمشقي فيمن سكن الشام وقتل بمرج راهط وذكر محمد بن سلام الجمحي أن معن بن يزيد قال لمعاوية ما ولدت قرشية من قرشي شرا منك قال لم قال لأنك عودت الناس عادة يعني في الحلم وكأني بهم وقد طلبوها من غيرك فإذا هم صرعى في الطرق فقال ويحك لقد كنت إليها قتيلا معوذ بن الحارث الأنصاري وهو بن عفراء ثبت ذكره في صحيح البخاري من رواية صالح بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه في قصة بدر في قتل أي جهل وفيه فضربه ابنا عفراء حتى برد وهما معوذ ومعاذ وقد تقدم في ترجمة أخيه وقال أبو مسلم الكجي في كتاب السنن حدثنا أبو عمر هو الحرضي قال أصيب معوذ بن الحارث بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وقال بن عبد البر كان ممن قتل أبا جهل ثم قاتل بعد ذلك حتى استشهد معوذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي ذكره موسى بن عقبة فيمن (6/129)
<130> شهد بدرا وكذا ذكره أبو معشر والواقدي ولم يذكره بن إسحاق قاله أبو عمر قلت تقدم ذكر أخيه معاذ بن عمرو الجموح ومضى ذكر والدهما عمرو معيقيب بقاف مكسورة وبعدها مثناة تحتانية وآخره موحدة مصغر قال بن شاهين ويقال معيقب بغير الياء الثانية بن أبي فاطمة الدوسي حليفه بني أمية أسلم قديما وشهد المشاهد وكان مجذوما قاله بن شاهين ونقل عن بن أبي داود أنه من ذي أصبح ويقال إنه من بني سدوس وشهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها وقال بن سعد معيقيب بن أبي فاطمة حليف بني عبد شمس أسلم بمكة ويقال كان من مهاجرة الحبشة وكان على بيت المال لعمر بن الخطاب ثم كان على خاتم عثمان بن عفان ومات في خلافته وقيل عاش إلى بعد الأربعين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه ابناه محمد والحارث وابن ابنه إياس بن الحاث وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال أبو عمر كان به داء الجذام وقيل البرص فعولج بأمر عمر بن الخطاب حتى وقف معيقيب بن معرض اليمامي تقدم في معرض الميم بعدها الغين مغفل بن ضرار الغطفاني هو الشماخ الشاعر تقدم في حرف الشين المعجمة مغفل بن عبد نهم بن عفيف المزني والد عبد الله بن مغفل الصحابي المشهور وهو عم عبد اله ذي النجادين ومات عام الفتح قبل دخولهم مكة ذكر ذلك أبو جعفر الطبري مغلس البكري ذكره بن منده وأخرج من طريق ركينة بنت مغلس عن أبيها انه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وفي سنده عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو واه مغيث بن عبيد البلوي تقدم في معتب بالعين المهملة ثم المثناة المكسورة مغيث بن عمرو السلمي تقدم في معتب بالعين المهملة مغيث الغنوي ذكره بن السكن وقال روى حديثه عبد الله بن محمد بن يزيد بن البراء الغنوي عن أبيه عن جده عن أبيه مغيث قال أمرني النبي صلى الله عليه وسلم فحلبت له ناقة فاستسقاني مسكين فأدركتني الرحمة له فسقيته ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بما بقي فشرب وسقى أصحابه وقال بن منده مغيث وقيل معتب يعني بالمهملة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض البعوث روى حديثه محمد بن يزيد الغنوي عن أبيه عن جده عن الحارث بن عبيد عن جده مغيث هذا كذا قال في نسبه وسنده ولم يذكر البراء مغيث زوج بريرة وهو مولى أبي أحمد بن جحش الأسدي ثبت ذكره في صحيح البخاري من طريق خالد الحداء عن عكرمة أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن (6/130)
<131> بغض بريرة مغيثا الحديث وأخرج البغوي مثله من طريق قتادة عن عكرمة وجاءت تسميته من حديث عائشة فأخرج الترمذي من طريق سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أنها أرادت أن تشتري بريرة وكان اسم زوجها مغيثا وكان مولى فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختارت فراقه وكان يحبها وكان يمشي في طرق المدينة وهو يبكي واستشفع إليها برسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أتأمر قال لا بل أشفع قالت لا أريده وسيأتي شرح هذه القصة في ترجمة بريرة إن شاء الله تعالى مغيث مولى مالك بن أوس الأسلمي تقدم مع مولاه مغيث الأسلمي آخر يكنى أبا مروان يأتي حديثه في الكنى المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة تقدم نسبه مع أبيه ذكره أبو عمر في الصحابة وفي الموفقيات للزبير بن بكار أن المغيرة بن الأخنس هجا الزبير بن العوام فوثب عليه المنذر بن الزبير فضرب رجله فبلغ بذلك عثمان فغضب وقام خطيبا فذكر قصة وقال المرزباني في معجم الشعراء قتل يوم الدار مع عثمان وهو القائل لا عهد لي بغارة مثل السيل لا ينتهي عدادها حتى الليل المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب هو أبو سفيان الهاشمي يأتي في الكنى فإنه مشهور بكنيته المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب قال أبو عمر له صحبة وهو أخو أبي سفيان بن الحارث على الصحيح وقيل إن أبا سفيان هو المغيرة ولا يصح وتعقب بن الأثير هذا بأن أصحاب الأنساب كالزبير وابن الكلبي وغيرهما جزموا بأن أبا سفيان اسمه المغيرة ولم يذكروا له أخا يسمى المغيرة ولا يكنى أبا سفيان وكذا جزم البغوي بأن أبا سفيان اسمه المغيرة بن الحارث والله أعلم المغيرة بن رويبة ذكره بن قانع وأخرج من طريق سلمة بن صالح عن أبي إسحاق عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطح ركعتين واستدركه بن فتحون وقال يحتمل أن يكون هو أخا عمارة بن رويبة المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معقب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس الثقفي أبو عيسى أو أبو محمد وقال الطبري يكنى أبا عبد الله قال وكان ضخم القامة عبل الذراعين بعيد ما بين المنكبين أصهب الشعر جعده وكان لا يفرقه أسلم قبل عمرة الحديبية وشهدها وبيعة الرضوان وله فيها ذكر وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أولاده عروة وعقار وحمزة ومولاه وزاد وابن عم أبيه حسن بن حبة ومن الصحابة المسور بن مخرمة ومن المخضرمين فمن بعدهم قيس بن أبي حازم ومسروق وقبيصة بن ذؤيب ونافع بن جبير وبكر بن عبد الله المزني والأسود بن هلال وزياد بن علاقة وآخرون قال بن سعد كان يقال له مغيرة الرأي وشهد اليمامة وفتوح الشام والعراق وقال الشعبي كان من دهاة العرب وكذا ذكره الزهري وقال قبيصة بن جابر صحبت المغيرة فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بالمكر لخرج المغيرة من أبوابها كلها وولاه عمر البصرة ففتح ميسان (6/131)
<132> وهمذان وعدة بلاد إلى أن عزله لما شهد عليه أبو بكر ومن معه قال البغوي كان أول من وضع ديوان البصرة وقال بن حبان كان أول من سلم عليه بالإمرة ثم ولاه عمر الكوفة وأقره عثمان ثم عزله فلما قتل عثمان اعتزل القتال إلى أن حضر مع الحكمين ثم بايع معاوية بعد أن اجتمع الناس عليه ثم ولاه بعد ذلك الكوفة فاستمر على إمرتها حتى مات سنة خمسين عند الأكثر ونقل فيه الخطيب الإجماع وقيل مات قبل بسنة وقيل بعدها بسنة وقال الطبري كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجا ولا يلتبس عليه أمران إلا ظهر الرأي في أحدهما وقال الطبري أيضا كان مع أبي سفيان في هدم طاغية ثقيف بالطائف وبعثه أبو بكر الصديق إلى أهل النجير وأصيبت عينه باليرموك ثم كان رسول سعد إلى رستم وفي صحيح البخاري في قصة النعمان بن مقرن في قتال الفرس أنه كان رسول النعمان إلى امرئ القيس وشهد تلك الفتوح وتقدم له ذكر في ترجمة عبد الله بن بديل بن ورقاء وقال البغوي حدثني حمزة بن مالك الأسلمي حدثني عمي شيبان بن حمزة عن دويد عن المطلب بن حنطب قال قال المغيرة أنا أول من رشا في الإسلام جئت إلى يرفأ حاجب عمر وكنت أجالسه فقلت له خذ هذه العمامة فالبسها فإن عندي أختها فكان يأنس بي ويأذن لي أن أجلس من داخل الباب فكنت آتي فأجلس في القائلة فيمر المار فيقول إن للمغيرة عند عمر منزلة إنه ليدخل عليه في ساعة لا يدخل فيها أحد وذكر البغوي من طريق زيد بن أسلم أن المغيرة استأذن على عمر فقال أبو عيسى قال من أبو عيسى قال المغيرة بن شعبة قال فهل لعيسى من أب فشهد له بعض الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكنيه بها فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم غفر له وإنا لا ندري ما يفعل بنا وكناه أبا عبد الله وأخرج البغوي من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال استعمل عمر المغيرة على البحرين فكرهوه وشكوا منه فعزله فخافوا أن يعيده عليهم فجمعوا مائة ألف فأحضرها الدهقان إلى عمر فقال إن المغيرة اختان هذه فأودعها عندي فدعاه فسأله فقال كذب إنما كانت مائتي ألف فقال وما حملك على ذلك قال كثرة العيال فسقط في يد الدهقان فحلف وأكد الأيمان أنه لم يودع عنده قليلا ولا كثيرا فقال عمر للمغيرة ما حمل على هذا قال إنه افترى علي فأردت أن أخزيه وأخرج بن شاهين من طريق كثير بن زيد عن المطلب هو بن حنطب عن المغيرة قال كنت آتي فأجلس على باب عمر أنتظر الإذن على عمر فقلت ليرفأ حاجب عمر خذ هذه العمامة فالبسها فإن عندي أختها فكان يأذن لي أن أقعد من داخل الباب فمن رآني قال إنه ليدخل على عمر في ساعة لا يدخل غيره وقال بن سعد كان رجلا طوالا مصاب العين أصيبت عينه باليرموك أصهب الشعر أقلص الشفتين ضخم الهامة عبل الذراعين عريض المنكبين وكان يقال له مغيرة الرأي وقال البخاري في التاريخ قال أبو نعيم عن زكريا عن الشعبي انكسفت الشمس في زمن المغيرة بن شعبة يوم الأربعاء في رجب سنة تسع وخمسين فقام المغيرة وأنا شاهد فذكر القصة كذا قال والصواب سنة تسع وأربعين المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي قال أبو عمر ولد قبل الهجرة وقيل ولد بعدها بأربع سنين وذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق علي بن عيسى الهاشمي عن سليمان بن نوفل عن عبد الملك بن نوفل بن المغيرة بن نوفل عن أبيه عن جده المغيرة (6/132)
<133> قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يحمد عدلا ولم يذم جورا فقد بارز الله بالمحاربة وقال بن شاهين غريب ولا أعلم للمغيرة غيره وجزم أبو أحمد العسكري بأن هذا الحديث مرسل وذكر بن حبان المغيرة هذا في ثقات التابعين والراجح ما قاله أبو عمر والحديث ليس بثابت والمغيرة هذا كان قاضيا بالمدينة في خلافة عثمان ثم كان مع علي في حروبه وهو الذي طرح على بن ملجم القطيفة لما ضرب عليا فأمسكه وضرب به الأرض ونزع منه سيفه وسجنه حتى مات على منزلته وقال الزبير بن بكار وخطب معاوية أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بعد قتل علي فجعلت أمرها للمغيرة بن نوفل فتوثق منها ثم زوجها نفسه فماتت عنده المغيرة المخزومي مات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تحته بنت عائذ بن نعيم بن عبد الله النحام العدوية فأتت أمها تستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل شكوى عين ابنتها وهل يجوز لها أن تكحلها والحديث في الصحيحين من حديث أم سلمة إلا أن الزوج لم يسم ولا المرأة المستفتية ولا ابنتها وسماها بن وهب في موطئه قال أنبأنا بن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن زينب بنت أبي أسامة أن أمها أخبرتها بذلك وأخرجه إسماعيل القاضي في أحكام القرآن عن أبي ثابت عن بن وهب به واستدركه بن فتحون المغترب هو الأسود بن ربيعة تقدم الميم بعدها القاف المقداد بن الأسود الكندي هو بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهراني وقيل الحضرمي قال بن الكلبي كان عمرو بن ثعلبة أصاب دما في قومه فلحق بحضرموت فحالف كندة فكان يقال له الكندي وتزوج هناك امرأة فولدت له المقداد فلما كبر المقداد وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري وكتب إلى أبيه فقدم عليه فتبنى الأسود المقداد فصار يقال المقداد بن الأسود وغلبت عليه واشتهر بذلك فلما نزلت ادعوهم لآبائهم قيل له المقداد بن عمرو واشتهرت شهرته بابن الأسود وكان المقداد يكنى أبا الأسود وقيل كنيته أبو عمر وقيل أبو سعيد وأسلم قديما وتزوج ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد بعدها وكان فارسا يوم بدر حتى إنه لم يثبت أنه كان فيها على فرس غيره وقال زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود أول من أظهر إسلامه سبعة فذكر فيهم وقال مخارق بن طارق عن بن مسعود شهدت مع المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به وذكر البغوي من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر أول من قاتل على فرس في سبيل الله المقداد بن الأسود ومن طريق موسى بن يعقوب الزمعي عن عمته قريبة عن عمتها كريمة بنت المقداد عن أبيها شهدت بدرا على فرس لي يقال (6/133)
<134> لها سبحة ومن طريق يعقوب بن سليمان عن ثابت البناني قال كان المقداد وعبد الرحمن بن عوف جالسين فقال له مالك ألا تتزوج قال زوجني ابنتك فغضب عبد الرحمن وأغلظ له فشكا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أنا أزوجك فزوجه بنت عمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب وعن المدائني قال كان المقداد طويلا آدم كثير الشعر أعين مقرونا يصفر لحيته وأخرج يعقوب بن سفيان وابن شاهين من طريقه بسنده إلى كريمة زوج المقداد كان المقداد عظيم البطن وكان له غلام رومي فقال له أشق بطنك فأخرج من شحمه حتى تلطف فشق بطنه ثم خاطه فمات المقداد وهرب الغلام وقال أبو ربيعة الإيادي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم علي والمقداد وأبو ذر وسلمان أخرجه الترمذي وابن ماجة وسنده حسن وروى المقداد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه علي وأنس وعبيد الله بن عن بن الخيار وهمام بن الحارث وعبد الرحمن بن أبي ليلى وآخرون اتفقوا على أنه مات سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان قيل وهو بن سبعين سنة المقداد بن معد يكرب بن عمرو بن يزيد بن معد يكرب يكنى أبا كريمة وقيل كنيته أبو يحيى صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث وعن خالد بن الوليد ومعاذ وأبي أيوب ونزل حمص وروى عنه ابنه يحيى وحفيده صالح بن يحيى وخالد بن معدان وحبيب بن عبيد ويحيى بن جابر الطائي والشعبي وشريح بن عبيد وعبد الرحمن بن أبي عوف وآخرون ذكره بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الشام وقال مات سنة سبع وثمانين وهو بن إحدى وتسعين سنة وقال عثمان مات سنة ثلاث وقيل سنة ست وأخرج البغوي من طريق أبي يحيى سليم الكلاعي قال قلنا للمقدام بن معد يكرب يا أبا كريمة إن الناس يزعمون أنك لم تر النبي صلى الله عليه وسلم قال بلى والله لقد رأيته ولقد أخذ بشحمة أذني وإني لأمشي مع عم لي ثم قال لعمي أترى إنه يذكره وسمعته يقول يحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني يوم القيامة أبناء ثلاثين سنة المؤمنون منهم في خلق آدم الحديث ومن طريق الشعبي عن المقدام أبي كريمة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية عن أبي كريمة الشامي مقسم بن بجرة بضم الموحدة وسكون الجيم بن حارثة بن قنيرة بقاف ومثناة مصغرا الكندي ثم التجيبي النخعي ذكره أبو سعيد بن يونس وقال أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبايع معاذا باليمن ويقال إن له صحبة وشهد فتح مصر وكان قاتل أهل الردة مع زياد بن لبيد وروى عن علي بن أبي طالب ثم أخرج من طريق علي بن رباح قال كنا في غزوة البحرين وعلينا فضالة بن عبيد فجعلت أدعو على العدو اللهم أهلكهم واستأصل شأفتهم فضرب مقسم بن بجرة على منكبي وقال ويحك يا أحمق قل اللهم انصرنا عليهم فلولا هؤلاء ما أعطينا عطاء مقسم الفارسي ذكره الطبراني في الصحابة واستدركه بن فتحون مقسم آخر تقدم في معتب المقنع بن الحصين التميمي نزيل البصرة ذكر له حديث في مسند بقي بن مخلد واستدركه الذهبي في التجريد وقيل هو المنقع بتقديم النون على القاف وسيأتي (6/134)
<135> المقنع آخر هو السلمي أحد الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني سليم وافتخر به العباس بن مرداس في قصيدته التي يقول فيها لا وفد كالوفد الألى عقدوا لنا سببا بحبل محمد لا يقطع وفد أبو قطن حزابة منهم وأبو الغيوث وواسع ومقنع واستدركه بن فتحون المقنع من بني ضرار بن غوث بن عوف بن مالك بن سلامان بن سعد هذيم ذكر بن الكلبي في ترجمة ولده طارق بن المقنع أنه رثى الحسين بن علي لما قتل قال وقد شهد بعض آبائه مع النبي صلى الله عليه وسلم مشاهده وعداده في الأنصار الميم بعدها الكاف مكحول مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره بن إسحاق في السيرة وقال وهب النبي صلى الله عليه وسلم لأخته الشيماء يعني من الرضاعة غلاما يقال له مكحول وجارية فزوجت الغلام للجارية فلم يزل فيهم من نسلهم بقية والله أعلم مكحول آخر زعم مقاتل في تفسيره أنه اسم النجاشي وجوز غيره أن يكون اسم ابنه الذي هاجر مكرز بن حفص بن الأخيف بالخاء المعجمة والياء المثناة بن علقمة بن عبد الحارث بن منقذ بن عمرو بن بغيض بن عامر بن لؤي القرشي العامري ذكره بن حبان في الصحابة وقال يقال له صحبة ولم أره لغيره وله ذكر في المغازي في عند بن إسحاق والواقدي أنه هو الذي أقبل لافتداء سهيل بن عمرو يوم بدر وذكره المرزباني في معجم الشعراء ووصفه بأنه جاهلي ومعناه أنه لم يسلم وإلا فقد ذكر هو أنه أدرك الإسلام وقدم المدينة بعد الهجرة لما أسر سهيل بن عمرو يوم بدر فافتداه وقال في ذلك بأذواد كرام سبا فتى ينال الصميم عربها لا المواليا وقلت سهيل خيرنا فاذهبوا به لأبنائه حتى تديروا الأمانيا وذكر له قصة في قتله عامر بن الملوح لما قتل عامر قتيلا من رهط مكرز وقد ذكر الزبير بن بكار قصة افتدائه سهيل بن عمرو وأنه قدم المدينة فقال اجعلوا القيد في رجلي مكان رجليه حتى يبعث إليكم بالفداء وأنشد له البيتين وله ذكر في صلح الحديبية في البخاري مكرم الغفاري أخرج بن منده من طريق عمرو بن أيوب الغفاري عن محمد بن معن عن أبيه عن جده عن نضلة بن عمرو الغفاري أن رجلا من غفار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك قال مهان قال بل أنت مكرم ووقع في رواية بن منده مهران وصوب أبو نعيم أنه مهان وهو كما قال (6/135)
<136> مكرم آخر تقدم في ترجمة سعد القرظي أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي رجلين من أسلم فقال من أنتما قالا نحن المهانان قال بل أنتما المكرمان مكرم آخر هو رفيق الذي قبله قد ذكر فيه مكنف بن زيد الخيل الطائي تقدم نسبه في ترجمة أبيه قال بن حبان كان أكبر ولد أبيه وبه كان يكنى أبوه واسلم وحسن إسلامه وشهد قتال أهل الردة مع خالد بن الوليد وقال الواقدي في المغازي كان زيد الخيل من جديلة طي وكذلك عدي بن حاتم فثبت عدي بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم على إسلامه وقال البغوي في ترجمة حريث بن زيد الخيل يقال له أيضا الحارث وكان أسلم هو وأخوه مكنف وصحبا النبي صلى الله عليه وسلم وشهدا قتال أهل الردة مع خالد بن الوليد ثم لم يفرد مكنفا بترجمة فاستدركه بن فتحون ذكره الطبري والدارقطني وذكر الواقدي في كتاب الردة أنه كان ممن ثبت على الإسلام وقاتل بني أسد لما ارتدوا مع طليحة وأنشد له في ذلك من أبيات ضلوا وغرهم طليحة بالمنى كذبا وداعي ربنا لا يكذب لما رأونا بالقضاء كتابنا يدعو إلى رب الرسول ويرغب ولو فرارا والرماح تؤزهم وبكل وجه وجهوا نترقب مكنف آخر ذكر أبو عمر عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن مكنف الحارثي أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى محيصة بن مسعود ثلاثين وسقا وذكره الحسن بن سفيان في مسنده من طريق بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر مكيتل بمثناة مصغرا وقيل مكيثر بكسر المثلثة وآخره راء الليثي قال بن إسحاق في المغازي حدثني محمد بن جعفر بن الزبير سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلمي يحدث عن عروة بن الزبير يقول حدثني أبي وجدي وكانا شهدا حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم قالا صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر يوم حنين ثم جلس إلى ظل شجرة فقام إليه الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن وعيينة يومئذ يطلب بدم عامر بن الأضبط المقتول والأقرع يدافع عن محلم بن جثامة القاتل فقام رجل يقال له مكيتل قصير مجموع فقال أسس اليوم وغير غدا إلى أن قال حتى قبلوا الدية الحديث وقد ذكر في ترجمة عامر بن الأضبط وفي رواية بن هشام عن زياد البكائي مكيثر وأخرجه البغوي أيضا من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن محمد بن جعفر وسياقه أتم الميم بعدها اللام ملاعب الأسنة وهو مالك بن عامر تقدم ملكان بن عبدة الأنصاري ذكر الواقدي والطبري وسماه بن هشام ملكو بن عبدة وذكره فيمن أطعمه النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقا (6/136)
<137> مليل بلامين مصغرا بن وبرة بن خالد بن العجلان الأنصاري ذكره بن إسحاق والواقدي وغيرهما فيمن شهد بدرا ومنهم من نسبه إلى جده وهو موسى بن عقبة الميم بعدها النون المنبعث الثقفي مولى عمر بن معتب قال بن إسحاق في السيرة حدثني رجل عن بن المنكدر قال نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان محاصرا الطائف المنبعث فأسلم وكان يسمى المضطجع فسماه المنبعث وكان من موالي آل عثمان بن عامر بن معتب المنبعث آخر جاء ذكره في حديث صحيح أخرجه أبو داود في كتاب الكنى عن محمد بن إسماعيل بن سالم عن محمد بن فضيل ووكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يقال له المضطجع فسماه المنبعث وأخرجه عن محمد بن عبد الله بن يزيد عن بن عيينة عن هاشم عن أبيه فأرسله ولم يذكر عائشة وكذا رواه بن شاهين من طريق إسماعيل بن عياش عن هشام ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير الاسم القبيح إلى الاسم الحسن فقال لرجل ما اسمك فذكره وكذا جاء عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب وعلقه أبو داود في السنن فقال في باب الأسماء من كتاب الأدب غير النبي صلى الله عليه وسلم المضطجع فسماه المنبعث قلت ويحتمل ان يكون المذكور قبله فإن هذا لم ينسب وفي الأنساب لابن الكلبي المنبعث بن عمرو بن ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب لم يصفه بغير ذلك فيحتمل أن يكون هو هذا المنتجع النجدي ذكره أبو سعيد النقاش واستدركه أبو موسى من طريق وساق بسند مجهول إلى عبد الله بن هشام عن أبي حبة الرقي عن جده المنتجع النجدي وكان من أهل نجد وكان له مائة وعشرون سنة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل إذا أصبحت فشمر ذيلك فأول شيء تلقاه فكله والثاني فادفنه الحديث وأخرج أبو الشيخ في كتاب الثواب بهذا الإسناد حديثا آخر المنتذر حكاه الرشاطي وقيل بصيغة التصغير كما سيأتي أنه عند بن منده بالوجهين المنتشر بن الأجدع الهمداني أخو مسروق قال البغوي لا أدري له صحبة أو لا وذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق موسى بن صالح عن مسعود عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن جده قال كانت بيعة النبي صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عليه إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله التي بايع الناس عليها البيعة لله والطاعة للحق وكانت بيعة أبي بكر تبايعوني ما أطعت الله وكانت بيعة عمر ومن بعده كبيعة النبي صلى الله عليه وسلم قال بن أبي حاتم قلت لأبي معشر المنتشر رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أدري المنتفق قال بن شاهين عن بن أبي داود هو أبو رزين العقيلي وتعقب بأن اسم أبي (6/137)
<138> رزين لقيط كما سيأتي في الكنى وقد جاء في حديث آخر عن المنتفق أو بن المنتفق وتقدم التنبيه عليه في عبد الله بن المنتفق منجاب بن راشد بن أصرم بن عبد الله بن زياد الضبي نزل الكوفة ذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق سيف بن عمر عن أبي خلدة وعطية عن سهم بن منجاب عن أبيه منجاب بن راشد قال قدم علينا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم عام تبوك فاستنفرنا إلى تبوك فنفرت إليه تيم والرباب وأخواتها فكنا ربع الناس وكانوا ثمانية وأربعين ألفا وقال الدارقطني نزل منجاب الكوفة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث ولا نعلم روى عنه غير ابنه سهم بن منجاب وقال أبو موسى في الذيل كان من أشراف أهل الكوفة منجاب بن راشد الناجي ذكره أبو الحسن المدائني وسيف بن عمر فيمن أمر على كور فارس في خلافة عثمان ممن لقي النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به هو وأخوه الحارث وكانا عثمانيين فهربا من علي فأما الحارث فإنه أفسد في الأرض فسير إليه علي جيشا فأوقعوا ببني ناجية وقد تقدم شيء من هذا في الحارث مندوس ويقال أبو مندوس ذكره بن قانع في الصحابة وأورد من طرق سليمان بن الأزهر بن كنانة عن أبيه عن جده عن مندوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس واستدركه بن فتحون المنذر بن الأجدع الهمداني أخو مسروق ذكره بن حبان في الصحابة وتبعه المستغفري فقالا له صحبة وأخرج بن شاهين في كتاب الجنائز من طريق هشيم عن عمر بن أبي زائدة قال مات المنذر بن الأجدع في السجن وكان قد قطعت يده ورجله في قطع الطريق فسئل الشعبي أيصلى عليه قال فإلى من تدعونه المنذر بن الأشوع العبدي ذكره الأموي في المغازي فقال قدم في وفد عبد القيس فقالوا يا رسول الله جئنا سلما غير حرب ومطيعين غير عاصين فاكتب لنا كتابا يكون في أيدينا تكرمة على سائر العرب فسر النبي صلى الله عليه وسلم بهم وأمره ونهاهم ووعظهم وكتب لهم كتابا واستدركه بن فتحون المنذر بن أبي حميضة يأتي في القسم الثالث المنذر بن رفاعة الغطفاني ذكر مقاتل بن سليمان في تفسير قوله تعالى وآتوا اليتامى أموالهم الآية أن رجلا من غطفان يقال له المنذر بن رفاعة كان عنده مال كثير ليتيم وهو بن أخيه فلما بلغ الغلام طلب ماله فمنعه فترافعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتلا عليه هذه الآية فقال أطعنا الله وأطعنا الرسول ونعوذ بالله من الحوب الكبير فدفع إليه ماله فأنفقه الفتى في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثبت الأجر وبقي الوزر فسئل عن ذلك فقال ثبت الأجر للفتى وبقي الوزر على والده وكان مشركا وذكر الكلبي القصة ولم يسمه الغطفاني ونقله الثعلبي عن الكلبي ومقاتل ولم يسمه أيضا ومن (6/138)
<139> ثم لم يذكره أحد ممن صنف في هذا الفن المنذر بن ساوى بن الأخنس بن بيان بن عمرو بن عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي وزعم غير الكلبي أنه من عبد القيس وبين الرشاطي السبب في ذلك أنه يقال له العبدي لأنه من ولد عبد الله بن دارم فظن بعض الناس أنه من عبد القيس تقدم ذكره في ترجمة رافع العبدي وأنه كان في الوفد ولم يثبت ذلك الأكثر بل قالوا لم يكن في الوفد وإنما كتب معهم بإسلامه وكان عامل البحرين وكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم مع العلاء بن الحضرمي قبل الفتح فأسلم ذكره بن إسحاق وغير واحد وزاد الواقدي ثم استقدم النبي صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي فاستخلف المنذر بن ساوي مكانه وأخرج الطبراني من طريق أبي مجلز عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوي من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم له ذمة الله ورسوله وروى بن منده من طريق مبشر بن عبيد عن زيد بن أسلم عن المنذر بن ساوي أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه أن افرض على كل رجل ليس له أرض أربعة دراهم وعباءة قال بن منده كان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على هجر وذكر أبو جعفر الطبراني أن المنذر هذا مات بالقرب من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وحضره عمرو بن العاص فقال له كم جعل النبي صلى الله عليه وسلم للميت من ماله عند الموت قال الثلث قال فما ترى أن أصنع في ثلثي قال إن شئت قسمته في سبيل الخير وإن شئت جعلت غلته تجري بعدك على من شئت قال ما أحب أن أجعل شيئا من مالي كالسائبة ولكني أقسمه قال الرشاطي لم يذكره بن عبد البر قلت هو على شرطه ولو لم يثبت أنه وفد المنذر بن سعد أبو حميد الساعدي وقيل اسمه عبد الرحمن يأتي في الكنى المنذر بن عائذ العبدي المعروف بالأشج أشج عبد القيس وقيل اسمه منقذ بن عائذ كما تقدم في ترجمة مطر بن فيل وفي ترجمة صحار بن العباس المنذر بن عبد الله بن قوال بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي ذكره بن إسحاق والواقدي فيمن استشهد بالطائف لكنه عند الواقدي المنذر بن عبد بغير إضافة وسمي أبو عمر أباه عبادا ثم أعاده في بن عبد الله وسقط قوال من نسبه عند بن منده المنذر بن عبد الله بن نوفل ذكره الواقدي فيمن استشهد بالطائف واستدركه بن فتحون المنذر بن عبد المدان له ذكر في المغازي ولا أعرف له رواية قاله بن منده المنذر بن عدي بن المنذر بن عدي بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الكندي ذكر الطبري أن له وفادة واستدركه بن فتحون المنذر بن علقمة بن كلدة بن عبد الدار بن عبد مناف العبدري قتل أبوه كافرا وولد له في الإسلام أيوب بن المنذر وقتل محمد بن أيوب بن المنذر يوم الحرة ذكره الزبير بن بكار المنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج (6/139)
<140> بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الساعدي ومنهم من أسقط حارثة من نسبه قال بن أبي خيثمة سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر يقول المنذر بن عمرو عقبي بدري نقيب استشهد يوم بئر معونة وكذا قال بن إسحاق وثبت أنه استشهد يوم بئر معونة في صحيح البخاري وسمي المنذر بن الزبير بن العوام على اسمه وكان يلقب المعنق ليموت وقال موسى بن عقبة في المغازي أنبأنا بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم أن عامر بن مالك ملاعب الأسنة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابعث معي من عندك من شئت وأنا لهم جار فبعث رهطا منهم المنذر بن عمرو وهو الذي يقال له أعنق ليموت فسمع بهم عامر بن الطفيل فاستنفر لهم بني سليم فنفر معه منهم رهط بنو عصية وبنو ذكران فكانت وقعة بئر معونة وقتل المنذر ومن معه وذكر بن إسحاق هذه القصة مطولة عن أبيه عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وغيره وأخرجها بن منده من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال ورواها سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن حميد عن أنس بطولها وقال البغوي ليست له رواية وتعقب بما أخرجه بن قانع وابن السكن والدارقطني في السنن من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده عن المنذر بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد سجدتي السهو قبل التسليم قال الدارقطني لم يرو المنذر غير هذا الحديث وعبد المهيمن ليس بالقوي قلت وفي السند غيره والله أعلم المنذر بن قدامة بن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وابن الكلبي وغيرهم فيمن شهد بدرا وذكر الواقدي أنه كان على أسارى بني قينقاع المنذر بن قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن غنم بن عدي بن النجار شهد أحدا والمشاهد واستشهد هو وأخوه سليط بن قيس يوم جسر أبي عبيد قاله العدون واستدركه بن فتحون المنذر بن كعب الدارمي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قاله أبو العباس السراج في ترجمة شيخه أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان بن عبد الله بن قيس بن عبد الله بن المنذر بن كعب بن الأسود بن عبد الله بن زيد بن عبيد الله بن دارم وكذلك نسبه الخطيب وقال سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يقوله قال وقيل إن المنذر بن كعب وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وحكى الخطيب أن جده صخرا هو بن عليم بن قيس واستدركه بن فتحون المنذر بن مالك ذكره أبو نعيم في الصحابة وقال إنه مجهول ثم أورده من طريق مسلم بن خالد عن مطرف النضري عن حميد بن هلال عن المنذر بن مالك قال قلت يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال سر إلى فقير وجهد من مقل قلت ويحتمل أن يكون هذا الحديث مرسلا والمنذر بن مالك هو أبو نضرة الغفاري وهو تابعي مشهور المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بمهملتين مصغرا بن الجلاح الأنصاري الخزرجي (6/140)
<141> يكنى أبا عبيدة ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا واستشهد ببئر معونة المنذر بن يزيد بن غانم بن حديدة الأنصاري أخو عبد الرحمن قال العدوي له صحبة واستدركه بن فتحون المنذر غير منسوب ذكره البخاري في الصحابة وقال كان يسكن البادية وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حكاه البغوي وذكره بن فتحون عن أبي جعفر الطبري نحو ذلك منسأة الجني ذكر بن دريد أنه أحد الجن الذين استمعوا القرآن من أهل نصيبين وآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بنخلة منصور بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار العبدري أخو مصعب يكنى أبا الروم وهو مشهور بكنيته ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في مهاجرة الحبشة وذكره فيمن شهد أحدا وقال الزبير بن بكار استشهد باليرموك منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة ذكر الدارقطني وعبد الغني بن سعيد في المشتبه عن المفضل الغلابي أنه قال في حديث البراء بن عازب أتيت خالي ومعه الراية فقلت إلى أين قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن أضرب عنقه قال هذا الرجل هو منظور بن زبان وحكى عمر بن شبة أن هذه الآية وهي قوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما سلف نزلت في منظور بن زبان خلف على امرأة أبيه واسمها مليكة وأن أبا بكر الصديق طلبهما لما ولي الخلافة إلى أن وجدهما بالبحرين فأقدمهما المدينة وفرق بينهما وأن عمر أراد قتل منظور فحلف بالله أنه ما علم أن الله حرم ذلك وفي ذلك يقول الوليد بن سعيد بن الحمام المري من أبيات بئس الخليفة للآباء قد علموا في الأمهات أبو زبان منظور وهذا يدل على أن منظورا لم يقتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلعل خال البراء لم يظفر به بل لما بلغه أنه قصده هرب وقال أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني كان منظور سيد قومه وهو أحد من طال حمل أمه به فولدته بعد أربع سنين فسمى منظورا لطول ما انتظروه قال وذكر الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عياش المنتوف وعن هشام بن الكلبي قال وذكر بعضه الزبير بن بكار عن عمه عن مجالد قالوا تزوج منظور بن زبان امرأة أبيه وهي مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة المزني فولدت له هاشما وعبد الجبار وخوله ولم تزل معه إلى خلافة عمر فرفع أمره إلى عمر فأحضره وسأله عما قيل فيه من شربه الخمر ونكاحه امرأة أبيه فاعترف بذلك وقال ما علمت أن هذا حرام فحبسه إلى قرب صلاة العصر ثم أحلفه أنه لم يعلم أن الله حرم ذلك فحلف فيما ذكروا أربعين يمينا ثم خلى سبيله وفرق بينه وبين مليكة وقال لوا أنك حلفت لضربت عنقك وقال بن الكلبي في روايته قال عمر أتنكح امرأة أبيك وهي أمك أوما علمت أن هذا نكاح المقت ففرق بينهما فاشتد ذلك عليه فرآها يوما تمشي في الطريق فأنشد (6/141)
<142> ألا لا أبالي اليوم ما صنع الدهر إذا منعت مني مليكة والخمر فإن تك قد أمست بعيدا مزارها فحي ابنة المري ما طلع الفجر وقال أيضا من أبيات لعمر أبي دين يفرق بيننا وبينك قسرا إنه لعظيم فبلغ ذلك عمر فطلبه ليعاقبه فهرب وتزوجها طلحة بن عبيد الله وذكر الزبير بن بكار في أخبار المدينة قال قال عمر لما فرق بين منظور ومليكة من يكفل هذه فقال عبد الرحمن بن عوف أنا فأنزلها داره فعرفت الدار بعد ذلك بها فكان يقال لها دار مليكة وذكر عمر بن شبة في أخبار المدينة أن ذلك كان في خلافة عمر كما سأذكره في ترجمة مليكة في النساء وذكر بن الكلبي في كتاب المثالب أنها كانت تكنى أم خولة وأنها كانت عند زبان فهلك عنها ولم تلد له فتزوجها ولده نكاح مقت فذكر القصة مطولة وذكر أبو موسى في ذيله في ترجمة مليكة هذه من طريق محمد بن ثور عن بن جريج عن عكرمة قال فرق الإسلام بين أربع وبين أبناء بعولتهن فذكر منهن مليكة خلف عليها منظور بعد أبيه وقال أبو الفرج أيضا خطب الحسن بن علي خولة بنت منظور هذا وأبوها غائب فجعلت أمرها بيده فتزوجها فبلغه فقال أمثلي يفتات عليه في ابنته فقدم المدينة فركز راية سوداء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبق في المدينة قيسي إلا دخل تحتها فبلغ ذلك الحسن فقال شأنك بها فأخذها وخرج فلما كان بقباء جعلت تندبه وتقول يا أبت الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة فقال تلبثي هنا فإن كان له بك حاجة فسيلحقنا قال فأقام ذلك اليوم فلحقه الحسن ومعه الحسين وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس فزوجها من الحسن ورجع بها وأظن هذه البنت هي التي ذكرت في ترجمة الفرزدق الشاعر أو هي أختها وذلك أن زوجته النوار لما فرت منه إلى بن الزبير بمكة وهو يومئذ خليفة قدم مكة فنزل على بني عبد الله بن الزبير فمدحهم وكانت النوار نزلت على بنت منظور بن زبان فقضى بن الزبير للنوار على الفرزدق في قصة مذكورة وفي ذلك يقول الفرزدق أما بنوه فلم تقبل شفاعتهم وشفعت بنت منظور بن زبانا ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا وقال المرزباني منظور مخضرم تزوج امرأة أبيه مليكة بنت خارجة ففرق بينهما عمر فذكر البيتين وذكر بن الأثير في ترجمته عن الأمير أبي نصر بن ماكولا أنه ذكر في الإكمال منظور بن زبان بن سنان الفزاري هو الذي تزوج امرأة أبيه فبعث النبي صلى الله عليه وسلم من يقتله قال بن الأثير لو لم يكن مسلما لما قتله على ذلك بل كان يقتله على الكفر انتهى وقصته مع أبي بكر وعمر ثم مع الحسن بن علي تدل على أنه عاش إلى خلافة عثمان والله أعلم منظور بن لبيد بن عقبة بن رافع الأنصاري الأشهلي أخو محمود قال العدوي شهد بيعة الرضوان واستدركه بن فتحون منقذ بن خنيس الأسدي أبو كعب مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى (6/142)
<143> منقذ بن حبان العبدي تقدم في ترجمة صحار وهو بن أخت الأشج والله أعلم منقذ بن زيد بن الحارث أورده أبو عمر عن بعض من ألف في الصحابة منقذ بن عائذ في المنذر بن عائذ منقذ بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المدني قال البخاري له صحبة وقد تقدم في ترجمة حبان بن منقذ بيان الاختلاف في سبب حديث إذا بايعت فقل لا خلابة وهل القصة لحبان بن منقذ أو لأبيه منقذ بن عمرو منقذ بن نباتة الأسدي ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني أسد بن خزيمة وذكره بن منده فيمن اسمه معبد والمعروف منقذ وصحف أبو عمر أباه فقال لبابة منقذ الأسلمي ذكره بن فتحون في الذيل عن الباوردي وأنه أورده فيمن شهد صفين من الصحابة من طريق عبيد الله بن أبي رافع والسند بذلك ضعيف منقع بن الحصين بن يزيد بن شبل بن حبان بن الحارث بن عمرو بن كعب بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي ذكره بن سعد فيمن نزل البصرة من الصحابة وأخرج البخاري وابن أبي خيثمة في تاريخهما من طريق عصمة بن بشر حدثنا الفزع عن المنقع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة إبلنا فقال اللهم لا أحل لهم أن يكذبوا علي قال المنقع فلم أحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثا نطق به كتاب أو جرت به سنة قال سيف بن هارون راويه عن عصمة أظنه الفزع شهد القادسية وأخرجه أبو علي بن السكن من هذا الوجه مطولا وزاد فيه بيان سبب الحديث المذكور وفيه إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة وأسود آخذ بركابه قد حاذى رأس النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت من الناس أطول منه المنقع بن مالك بن أمية بن عبد العزى السلمي تقدم ذكره في ترجمة بن عمار السلمي وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمره على طائفة من قومه وقد تقدم ذكر المقنع بتقديم القاف على النون وهو سلمي أيضا فلا أدري هل هما واحد اختلف في اسمه أو هما اثنان المنكدر بن عبد الله بن الهدير التميمي ذكره الطبراني وغيره في الصحابة وأخرجوا من طريق حريث بن السائب عن محمد بن المنكدر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من طاف بهذا البيت أسبوعا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة يعتقها منهال بن أوس النكري بضم النون وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره الرشاطي عن المدائني قال ولم يذكره بن عبد البر ولا بن فتحون منهال بن أبي منهال ذكره الطبري في الصحابة واستدركه بن فتحون منهال القيس تقدم ذكره في قتادة بن ملحان منيب بضم أوله وكسر النون وآخره موحدة بن عبد السلمي ذكره الخطيب وتبعه بن ماكولا واستدركه أبو موسى وأورده من طريق الأحوص بن حكيم عن عبد الله بن غابر بمعجمة (6/143)
<144> وموحدة الألهاني عن منيب بن عبد السلمي وكان من الصحابة عن أبي أمامة رفعه من صلى الصبح في مسجد جماعة ثم ثبت حتى يصلى سبحة الضحى كان له أجر حجة وعمرة منيب أبو أيوب الأزدي الغامدي قال البخاري وأبو حاتم له صحبة وقال أبو عمر عداده في أهل الشام وأخرج الطبراني من طريق عتبة بن حبان عن منيب بن مدرك بن منيب الغامدي عن أبيه عن جده قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للناس يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا فمنهم من سبه ومنهم من تفل في وجهه ومنهم من حثا عليه التراب حتى انتصف النهار فأقبلت جارية بعس من ماء فغسل وجهه ويديه فقلت من هذه قالوا هذه زينب ابنته وأخرجه البخاري من هذا الوجه مختصرا منيبق بنون وموحدة وقاف مصغرا بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب الجمحي ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد المنيذر مصغرا الأسلمي ويقال الثمالي ويقال هو المنيذر بصيغة التصغير وقيل بوزن المنتشر ذكره بن يونس وقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عبد الرحمن الحبلي وقال البغوي سكن إفريقية وروى حديثه رشدين بن سعد عن حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المنيذر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم سكن إفريقية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال إذا أصبح رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فأنا الزعيم لآخذن بيده فلأدخلنه الجنة وصله الطبراني إلى رشدين وتابعه بن وهب عن حيي ولكنه لم يسمه قال عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه بن منده وقال بن السكن المنيذر الثمالي من مذحج ويقال من كندة وله حديث واحد مخرج حديثه عند أهل مصر وأرجو ألا يكون صحيحا وليس هو المشهور ونقل الرشاطي عن عبد الملك بن حبيب قال دخل الأندلس من الصحابة المنيذر الإفريقي ولم يتابع عبد الملك على ذلك فإنه لم يتجاوز إفريقية الميم بعدها الهاء المهاجر بن أبي أمية بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم شقيقها قال الزبير شهد بدرا مع المشركين وقتل أخواه يومئذ هشام ومسعود وكان اسمه الوليد فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وولاه لما بعث العمال على صدقات صنعاء فخرج عليه الأسود العنسي ثم ولاه أبو بكر وهو الذي افتتح حصن النجير الذي تحصنت به كندة في الردة وهو زياد بن لبيد وقال المرزباني في معجم الشعراء قاتل أهل الردة وقال في ذلك أشعارا وذكر سيف في الفتوح أن المهاجر كان تخلف عن غزوة تبوك فرجع النبي صلى الله عليه وسلم وهو عاتب عليه فلم تزل أم سلمة تعتذر عنه حتى عذره وولاه وأخرج الطبراني من طريق محمد بن حجر بضم المهملة وسكون الجيم بن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن عمه سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عن أمه أم (6/144)
<145> يحيى عن وائل بن حجر قال وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحب بي وأدنى مجلسي فلما أردت الرجوع كتب ثلاث كتب كتاب خاص بي فضلني فيه على قومي بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبي أمية إن وائلا يستسعيني ونوفلا على الأقيال حيث كانوا من حضرموت الحديث المهاجر بن خلف يأتي في بن قنفذ المهاجر بن زياد الحارثي أخو الربيع ذكره بن عبد البر وقال في صحبته نظر ولا أعلم له رواية وأنه شهد فتح تستر مع أبي موسى وكان صائما فعزم عليه أبو موسى حتى أفطر ثم قاتل حتى قتل المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي كان أحد السابقين إلى الإسلام ولما هاجر أخذه المشركون فعذبوه فانفلت منهم وقدم المدينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا المهاجر حقا وقال بن سعد وأبو عبيدة السكري ولاه عثمان في خلافته شرطته وقيل كان اسمه أولا عمرا ويقال كان اسم أبيه خلفا وقنفذ لقب وقيل إنما أسلم بعد الفتح وسكن البصرة ومات بها وأخرج أبو داود والنسائي من طريق معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن قتادة عن أبي ساسان المهاجر بن قنفذ أنه أتى صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم رد عليه المهاجر مولى أم سلمة يكنى أبا حذيفة صحب النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه وشهد فتح مصر واختط بها ثم تحول إلى طحا فسكنها إلى أن مات ذكره أبو سعيد بن يونس وأخرج الحسن بن سفيان وابن السكن ومحمد بن الربيع الجيزي والطبري وابن منده من طريق بكير مولى عمرة سمعت المهاجر يقول خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم سنين فلم يقل لي لشيء صنعته لم صنعته ولا لشيء تركته لم تركته قال يحيى بن عبد الله بن بكير هو يعني بكيرا مولى عمرة جدي أخرجوه كلهم من رواية يحيى عن إبراهيم بن عبد الله التجيبي عن عمران بن عبد الله الكندي عن بكير وقال بن السكن تفرد به يحيى بن بكير وقال محمد بن الربيع لم يرو عنه غير أهل مصر المهاجر غير منسوب ذكره أبو عمر فقال رجل من الصحابة قال كان لنعل النبي صلى الله عليه وسلم قبالان لا أدري هو مولى أم سلمة أو غيره قلت بل هو غيره لجزم بن السكن وغيره أنه لم يرو عنه غير أهل مصر وهذا قد أخرج حديثه الحارث بن أبي أسامة في مسنده من طريق سهل بن حاتم قال حدثنا زياد أبو عمر قال دخلنا على شيخ يقال له مهاجر وعلي نعل لها قبالان وكنت أريد تركه لشهرته فقال لي لا تتركه فإن نعل النبي صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان مهجع بكسر أوله وسكون الهاء بعدها جيم مفتوحة ثم مهملة هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره الحاكم في صحيحه من طريق الهقل بن زياد عن الأوزاعي حدثني أبو عمار عن واثلة بن الأسقع رفعه خير السودان لقمان وبلال ومهجع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وأخشى أن يكون الذي بعده والله سبحانه وتعالى أعلم (6/145)
<146> مهجع العكي مولى عمر بن الخطاب قال بن هشام أصله من عك فأصابه سباء فمن عليه عمر فأعتقه وكان من السابقين إلى الإسلام وشهد بدرا واستشهد بها وقال موسى بن عقبة كان أول من قتل ذلك اليوم وذكر بن منده من طريق الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس أنه ممن نزل فيه قوله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي الآية مهدي عبد الرحمن ذكره بن عائذ في البكائين في غزوة تبوك نقله بن سيد الناس مهران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الثوري عن عطاء بن السائب قال أتيت أم كلثوم بنت علي بشيء من الصدقة فردتها وقالت حدثني مولى للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له مهران أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ومولى القوم منهم أخرجه أحمد والبغوي وابن شاهين من طريق الثوري وقال البخاري عن أبي نعيم عن سفيان يقال له مهران أو ميمون وقال حماد بن زيد عن عطاء كيسان أو هرمز وفي اسمه اختلاف آخر تقدم فيمن اسمه زياد مهران والد ميمون الجزري قال البغوي ذكره البخاري في الصحابة وقال سكن الشام وأخرج بن السكن من طريق عبد الرحمن بن سوار الهلالي قال كنت جالسا عند عمرو بن ميمون فقال له رجل من أهل الكوفة يا أبا عبد الله بلغني أنك تقول من لم يقرأ بأم الكتاب فصلاته خداج فقال نعم حدثني أبي ميمون عن أبيه مهران عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا قال عبد الرحمن وحدثني عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه عن جده أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا في سفرهم مع النبي صلى الله عليه وسلم يمسحون على الخفين ثلاثة أيام وإذا أقاموا في أهلهم مسحوا حتى يصلوا العشاء قال بن السكن لا يروي عن ميمون شيء إلا من هذا الوجه وأخرج الطبراني وابن منده الحديث الأول باختصار مهزم بن وهب الكندي قال العقيلي له صحبة وأخرج بن قانع من طريق سوادة بن أبي سعيد الزرقي أنه بلغه عن سعيد بن جبير عن مهزم بن وهب الكندي يقول صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فوجد من رجل ريحا فلما صلى قال يا رسول الله إنما شربت شيئا في جر فنادى بأعلى صوته يا أهل الوادي لا أحل لكم أن تنبذوا في الجر الأخضر والأبيض والأسود ولينبذ أحدكم في سقائه فإذا طاب شرب وأخرجه بن منده من هذا الوجه وقال أبو نعيم تفرد بذكره المتأخر قلت فلم يصب أبو نعيم في ذلك فقد سبقه بن قانع والعقيلي مهشم قيل هو اسم أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة العبشمي وسيأتي في الكنى مهشم قيل هو اسم أبي العاص بن الربيع العبشمي وسيأتي في الكنى مهلهل غير منسوب ذكره بن منده وأخرج من طريق عمر بن سنان حدثتنا وردة بنت ناجية عن سلمة الضبي عن مهلهل رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن يظله الله في ظله يوم القيامة فليصل رحمه ولا يبخل بالسلام وفي سنده من لا يعرف مهند الغفاري له حديث في مسند بقي بن مخلد مهير بالتصغير بن رافع الأنصاري عم رافع بن خديج ذكره الطبري والبغوي وابن السكن في الصحابة وأخرجوا من طريق سعيد بن أبي عروبة عن يعلى بن حكيم عن سليمان (6/146)
<147> بن يسار عن رافع بن خديج أن بعض عمومته زعم قتادة أن اسمه مهير قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر كان بنا رافقا واستدركه بن فتحون وفي الصحيحين رواية رافع عن عميه أحدهما ظهير بالتصغير وذكر بن عبد البر أن الآخر مظهر وقد تقدم مهين بن الهيثم بن نابي بن مجدعة الأنصاري الأوسي ذكره الأموي في المغازي عن بن إسحاق فيمن شهد العقبة قال بن فتحون رأيته في نسخة من معجم البغوي بوزن عظيم قلت وكذلك أورده المستغفري عن بن إسحاق قال بن فتحون ورأيته في نسخة من معجم البغوي قرئت على أبي در الهروي بالتصغير وآخره راء قلت الأول أصوب الميم بعدها الواو موسى بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي ذكره الطبري فيمن هاجر إلى الحبشة مع أبيه فمات بها موسى وقال أبو عمر مات بالحبشة وهو صغير موسى الأنصاري والد إبراهيم أخرج بن الجوزي في الموضوعات حرز أبي دجانة من طريقه مولة بفتحتين بن كثيف بن حمل بن خالد بن عمرو بن الضباب بن كلاب الكلابي ويقال مولى الضحاك بن سفيان الكلابي قال بن السكن له صحبة وذكره البغوي وغيره في الصحابة وأخرجوا من طريق الزبير بن بكار حدثتني ظمياء بنت عبد العزيز بن مولة قالت حدثني أبي عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن عشرين سنة فمسح يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق إليه قلوصا بن لبون ثم صحب أبا هريرة وعاش في الإسلام مائة سنة وكان يدعى ذا اللسانين من فصاحته وأخرج البغوي عن الزبير بن بكار بهذا السند قصة عامر بن الطفيل مع النبي صلى الله عليه وسلم وقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اشغل عني عامرا كيف شئت وأنى شئت واهد بني عامر فأصابت عامرا غدة كغدة البعير فذكر قصة موته وهكذا أخرجه بن شاهين عن أبي محمد بن صاعد عن الزبير مؤمل بن عمرو ذكره بن شاهين في الصحابة وأظنه المؤمل بن عمرو بن حبيب بن تيمي بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي فإن لهم عقبا منهم إياس بن المؤمل له ذكر مؤمن مونس بن فضالة بن عدي الأنصاري قال أبو عمر بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين لما جاءوا إلى أحد وشهد هو وأخوه أنس جميعا أحدا (6/147)
<148> موهب بن رباح الأشعري حليف بن زهرة ذكره الزبير بن بكار عن عمه مصعب قال قال حسان بن ثابت لموهب قد كنت أغضب أن أسب فسبني عبد المقامة موهب بن رباح فأجابه موهب بأبيات قال فيها سميتني عبد المقامة كاذبا وأنا السميدع والكمي سلاحي وأنا امرؤ م الأشعرين مقاتل وبنو لؤي أسرتي وجناحي فقال حسان بحهت بني تيم فأعصى سفيههم وزهرة لا تزداد إلا تماديا فقال عبد الرحمن بن عوف لحسان خذ مني ثمن موهب بن رباح واكفف عنه ففعل وأخرج الفاكهي من طريق الوليد بن جميع عن عبد الرحمن بن موهب هذا قصة بن جدعان موهب بن عبد الله بن خرشة الثقفي ذكره بن شاهين وأخرج من طريق أبي الحسن المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان قال كان موهب هذا في وفد ثقيف فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت موهب أبو سهل موهب النوفلي مولاهم قال الأموي في المغازي حدثنا أبي عن رجل من آل موهب مولى عقبة بن الحارث عن موهب قال كانوا جعلوني على حراسة خشبة خبيب بن عدي قال فرغب إلي أن أجنبه ما ذبح على النصب وأن أسقيه العدب وأن أعلمه إذا أرادوا قتله ففعلت فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أتيته فقال له رهط من الأنصار إنه كان قد أولى خبيبا معروفا فقلت يا رسول أتؤمنني وتؤمن من في حجرتي قال ومن هم قلت ولد الحارث بن عامر بن نوفل قال فأمنهم واستدركه بن فتحون الميم بعدها الياء ميثم غير منسوب قال أبو عمر حديثه عند زيد بن أبي أنيسة وأخرج بن أبي عاصم في الوحدان وأبو نعيم من طريقه ثم من رواية زيد بن أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبيد الله بن الحارث عن ميثم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال يغدو الملك برايته مع أول من يغدو إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخل با منزله وإن الشيطان ليغدو برايته مع أول من يغدو إلى السوق وهذا موقوف صحيح السند ثم وجدت له حديثا مرفوعا أخرجه بن منده من طريق الحارث بن حصيرة حدثني محمد بن حمير الأزدي قال إني لشاهد ميثما حين أخرجه بن زياد فقطع يديه ورجليه فقال سلوني أحدثكم فإن خليلي النبي صلى الله عليه وسلم أخبرني أنه سيقطع لساني فما كان إلا وشيكا حتى خرج شرطي فقطع لسانه ثم ظهر لي أن صاحب الحديث الثاني آخر مخضرم وأن قوله في (6/148)
<149> هذه الرواية خليلي يريد علي بن أبي طالب وكان من عادته إذا ذكره أن يصلي عليه وسأبين ذلك في القسم الثاني ميسرة بن مسروق العبسي من بني هدم بن عوذ بن قطيعة بن عبس العبسي أحد الوفد من بعس الذين مضت أسماؤهم في ترجمة الربيع بن زياد وشهد ميسرة حجة الوداع وقال للنبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي استنقذني به من النار وأخرج الواقدي في كتاب الردة من طريق أسلم مولى عمر قال حدثني ميسرة بن مسروق قال قدمت بصدقة قومي طائعين وما جاءنا أحد حتى دخلت بها على أبي بكر فجزاني وقومي خيرا وعقد لنا وأوصى بنا خالد بن الوليد فكان إذا زحف الزحوف أخذ اللواء فقاتل به وشهدنا معه اليمامة وفتح الشام وقال أبو إسماعيل الأزدي في فتوح الشام حدثني يحيى بن هانئ بن عروة المرادي كان لميسرة بن مسروق صحبة وصلاح قال ولما مات قيس عقد النبي صلى الله عليه وسلم لميسرة بن مسروق قال وحدثني النضر بن صالح عن سالم بن ربيعة قال حمل ميسرة ونحن معه يومئذ في الخيل في وقعة فحل فصرعت فرسه فقتل يومئذ جماعة وأحاطوا بنا إلى أن جاء أصحابنا فانقشعوا عنا ثم شهد فتح حمص واليرموك فأراد أن يبارز روميا فقال له خالد إن هذا شاب وأنت شيخ كبير وما أحب أن تخرج إليه فقف في كتيبته فإنه حسن البلاء عظيم الغناء وقال بن الأعرابي في نوادره حدثت عن الواقدي أن ميسرة بن مسروق أول من أطلع درب الروم من المسلمين ميسرة يقال هو اسم أبي طيبة الحجام وسيأتي في الكنى ميسرة الفجر صحابي ذكره البخاري والبغوي وابن السكن وغيرهم في الصحابة وأخرجوا من طريق بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد وهذا سند قوي لكن اختلف فيه على بديل بن ميسرة فرواه منصور بن سعيد عنه هكذا وخالفه حماد بن زيد فرواه عن بديل عن عبد الله بن شقيق قال قيل يا رسول الله لم يذكر ميسرة وكذا رواه حماد عن والده وعن خالد الحذاء كلاهما عن عبد الله بن شقيق أخرجه البغوي وكذا رواه حماد بن سلمة عن خالد عن عبد الله بن شقيق قال قلت يا رسول الله أخرجه البغوي أيضا وأخرجه من طريق أخرى عن حماد فقال عبد الله بن شقيق عن رجل قال قلت يا رسول الله وأخرجه أحمد من هذا الوجه وسنده صحيح وقد قيل إنه عبد الله بن أبي الجدعاء الماضي في العبادلة وميسرة لقب ميسرة غلام خديجة ذكر في السيرة وكان رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في تجارة خديحة قبل أن يتزوجها وحكى بعض أدلة نبوته وترجم له بن عساكر ولم أقف على رواية صريحة بأنه بقي إلى البعثة فكتبته على الاحتمال ميمون بن سنباذ العقيلي يكنى أبا المغيرة قال بن السكن أصله من اليمن وحديثه في البصريين وقال البخاري له صحبة وأخرج هو وعبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق هارون بن دينار أبي المغيرة العجلي البصري قال حدثني أبي قال كنت على باب الحسن فخرج رجل من أصحابه (6/149)
<150> فقال لي يا أبا المغيرة ميمون بن سنباذ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قوام أمتي بشرارها وأخرجه بن السكن من رواية يحيى بن راشد عن هارون بن دينار العجلي حدثني أبي كنت عند الحسن فلما خرجت من عنده لقيني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ميمون بن سنباذ فقال يا أبا المغيرة فذكره وأخرجه بن منده من هذا الوجه وقال في سياقه عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أبو نعيم عن طريق خليفة بن خياط عن معتمر بن سليمان عن أبيه قال كنا على باب الحسن فخرج علينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ميمون بن سنباذ فذكر الحديث بلفظ ملاك هذه الأمة بشرارها وهذه طريق أخرى من رواية هارون بن دينار وقد استنكره وقال هارون وأبوه مجهولان وأخرجه بن عدي في الكامل من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه عن ميمون بن سنباذ فهذه طريق ثالثة والله الموفق وقال أبو عمر ليس إسناد حديثه بالقائم وقد أنكر بعضهم صحبته يشير إلى ما ذكره بن أبي حاتم عن أبيه قال ليست له صحبة وتبعه أبو أحمد العسكري وزاد أدخله بعضهم في السند ميمون مولى النبي صلى الله عليه وسلم تقدم في مهران ميمون غير منسوب ذكره أبو نعيم وأخرج من طريق أشعث بن سوار عن محمد بن سيرين عن ميمون قال استقطعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا بالشام قبل أن تفتح فأعطانيها ففتحها عمر في زمانه فأتيه فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني أرضا من كذا إلى كذا قال فجعل عمر ثلثا لابن السبيل وثلثا لعمارتها وثلثا لنا ميمون بن يامين الإسرائيلي ذكره المستغفري واستدركه أبو موسى وابن فتحون وأخرج عبد بن حميد في تفسيره بسند قوي إلى جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال كان ميمون بن يامين الحبر وكان رأس اليهود من المدينة فأسلم وقال يا رسول الله ابعث إليهم فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم فأرسل إليهم فجاءوا فحكمهم فرضوا بميمون وأثنوا عليه خيرا فأخرجه إليهم فبهتوه وسبوه فأنزل الله تعالى قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم الآية مينا مولى العباس أحد من قيل إنه عمل المنبر حكاه الزكي المنذري وغيره القسم الثاني من له رؤية الميم بعدها الحاء المحسن بتشديد السين المهملة بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي سبط النبي (6/150)
<151> صلى الله عليه وسلم استدركه بن فتحون على بن عبد البر وقال أراه مات صغيرا واستدركه أبو موسى على بن منده وأخرج من مسند أحمد ثم من طريق هانئ بن هانئ عن علي قال لما ولد الحسن سميته حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلنا حربا قال بل هو حسن فلما ولد الحسين فذكر مثله وقال بل هو حسين فلما ولد الثالث قال مثله وقال بل هو محسن ثم قال سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر إسناده صحيح محمد بن أبي بن كعب الأنصاري يكنى أبا معاذ تقدم نسبه في ترجمة والده قال بن سعد وابن أبي حاتم والجعابي ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمه أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو السدوسي وروى عن أبيه وأمه وعن عمر وعثمان وغيرهم روى عنه ابنه معاذ وبشر بن سعيد الحضرمي والحضرمي بن لاحق قال بن سعد كان ثقة قليل الحديث وقال الواقدي قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين والله أعلم محمد بن اسلم بن بجرة الأنصاري الخزرجي قال بن شاهين سكن المدينة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره محمد بن إسماعيل البخاري وقال بن منده له رؤية ولأبيه صحبة ثم أورد في ترجمته حديثا يقتضي أن يكون له صحبة وقد بينت جهة الوهم فيه في ترجمة مسلم بن أسلم بن بجرة في القسم الأول وقال المرزباني في معجم الشعراء محمد بن أسلم الأنصاري قال يوم الحرة وإن تقتلونا يوم حرة واقم فنحن على الإسلام أول من قتل ونحن تركناكم ببدر أذلة وابنا بأسلاب لنا منكم تبل وفي الاستيعاب محمد بن أسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه مرسل قال بن الأثير أظنه هذا قلت وليس كما ظن فقد فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وقد تقدم في القسم الأول محمد بن إياس بن البكير الليثي المدني تقدم نسبه في ذكر والده وأنه شهد بدرا وذكر بن منده محمدا هذا فقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا تصح له صحبة وذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه من حلفاء بني عدي بن كعب وأنشد له في ذلك مرثية في زيد بن عمر بن الخطاب لما قتل في حرب كانت بين بني عدي بن كعب بالمدينة يقول ألا يا ليت أمي لم تلدني ولم أك في الغواية بالمطيع ولم أر مصرع بن الخير زيد وهدته هنا لك من صريع وذكره بن سعد في التابعين وقال أمه الربيع بالتشديد بنت معوذ الأنصارية الصحابية المعروفة وقد علق له البخاري في الصحيح شيئا وروى هو عن عائشة وأبي هريرة وابن عمر وابن عباس وغيرهم روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن ونافع وغيرهم محمد بن أبي بكر الصديق تقدم نسبه في ترجمة والده عبد الله بن عثمان وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية ولدته في طريق المدينة إلى مكة في حجة الوداع كما ثبت عند مسلم في حديث جابر الطويل ونشأ محمد في حجر علي لأنه كان تزوج أمه وروى عن أبيه مرسلا وعن أمه وغيرها قليلا روى (6/151)
<152> عنه ابنه القاسم بن محمد وحديثه عنه عند النسائي وغيره من رواية يحيى بن سعيد عن القاسم عن أبيه عن أبي بكر وشهد محمد مع الجمل وصفين ثم أرسله إلى مصر أميرا فدخلها في شهر رمضان سنة سبع وثلاثين فولى إمارتها لعلي ثم جهز معاوية عمرو بن العاص في عسكر إلى مصر فقاتلهم محمد وانهزم ثم قتل في صفر سنة ثمان حكاه بن يونس وقال إنه اختفى لما انهزم في بيت امرأة فأخذ من بيتها فقتل وقال بن عبد البر كان علي يثني عليه ويفضله وكانت له عبادة واجتهاد ولما بلغ عائشة قتله حزنت عليه جدا وتولت تربية ولده القاسم فنشأ في حجرها فكان من أفضل أهل زمانه وأخرج البغوي في ترجمته من طريق عبد العزيز بن رفيع عن محمد بن أبي بكر قال أظلمت ليلة وكان لها ريح ومطر فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذنين أن ينادوا صلوا في رحالكم ثم قال لا أحسبه محمد بن الصديق محمد بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري تقدم نسبه في ترجمة أبيه وأمه جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول التي اختلعت من ثابت وأتى به النبي صلى الله عليه وسلم لما ولد فحنكه أورده في الصحابة على قاعدتهم فيمن له رؤية فأخرج البغوي وابن أبي داود وابن شاهين من طريق زيد بن الحباب حدثنا أبو ثابت من ولد ثابت بن قيس بن شماس عن إسماعيل بن محمد بن ثابت عن أبيه أن أباه ثابتا فارق جميلة بنت عبد الله بن أبي وهي حامل بمحمد فلما وضعته حلفت أن لا تلبنه بلبنها فجاء به ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبزق في فيه وسماه محمدا وقال اذهب به فإن الله رازقه قال فتلقتني امرأة من العرب تسأل عن ثابت بن قيس فقلت أنا ثابت بن قيس ما تريدين قالت رأيت في ليلتي هذه أني أرضع ابنا يقال له محمد قال فهذا ابني فأخذته وإن ضرعها ليعصر من لبنها من ثديها لفظ البغوي وقال بن منده غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب ولا يصح لمحمد بن ثابت صحبة وأخرج الحديث البيهقي من وجه آخر عن زيد بن الحباب وسمى أبا ثابت زيد بن إسحاق بن إسماعيل بن محمد بن ثابت وقد سبق لمحمد ذكر في ترجمة أخيه عبد الله بن ثابت وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه وسالم مولى أبي حذيفة روى عنه ابناه إسماعيل ويوسف والزهري وغيرهم ذكره بن سعد في الطبقة الأولى وقال هو أخو عبد الله بن حنظلة لأمه وقتل يوم الحرة هو وأولاده عبد الله وسليمان ويحيى وقال خليفة قتل هو وأخواه عبد الله ويحيى يوم الحرة محمد بن أبي الجهم بن حذيفة العدوي يأتي نسبه في ترجمة والده قال بن عبد البر ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قلت وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة وأن أمه خولة بنت القعقاع بن معبد التميمية وقد مضى ذكر القعقاع وأنه كان من رؤساء بني تميم وإلى محمد أشار عمر بن عبد المنذر الحنظلي بقوله في قصة جرت نحن ولدنا من قريش خيارها أبا الحكم المطعام وابن أبي الجهم وكان موسى بن طلحة أخا محمد هذا لأمه وذكر الزبير أن محمدا هذا شهد الحرة فقتله مسلم بن عقبة بعد ذلك صبرا وكان قبل ذلك وفد على يزيد فأجاره فلما خرج أهل المدينة على يزيد شهد محمد عليه أنه يشرب الخمر وغير ذلك فقال له مسلم بن عقبة والله لا يشهد شهادة زور بعدها فقتله وكذا ذكر يعقوب (6/152)
<153> بن سفيان في تاريخه عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن الضحاك عن مالك وزاد وكانت الحرة سنة ثلاث وستين وقتل يومئذ من حملة القرآن سبعمائة نفس وقال أبو معشر كانت الحرة في ذي الحجة من السنة وذكر الزبير بن بكار من طريق بن شهاب أن محمدا لما قتل أحضر إلى والده ميتا محمد بن خثيم أبو يزيد المحاربي قال البخاري والبغوي وابن شاهين وغيرهم ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال روى عن عمار بن ياسر روى عنه محمد بن كعب القرظي محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي يكنى أبا حمزة كما ذكره الحاكم أبو أحمد ذكره بن شاهين في الصحابة وعزاه لابن سعد وابن سعد إنما ذكره في التابعين وقال بن منده وممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له رؤية ولا سماع فذكره وقال العسكري ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا قال الجعابي قلت وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال البخاري في التاريخ سمع عمر محمد بن السعدي يأتي في محمد بن عطية محمد بن عامر هو بن أبي الجهم تقدم وقال البخاري في تاريخه سمع عمر محمد بن عبد الله بن رواحة الأنصاري تقدم نسبه في ترجمة والده واستشهد أبوه في غزوة مؤتة في أواخر العهد النبوي ولم أر له ترجمة ولا رأيت في ترجمة أبيه أن له ولدا يسمى محمدا وإنما نقلته من كتاب الخزرج للحافظ شرف الدين الدمياطي وأنه ساق نسب شيخه عبد الله بن الحسين بن رواحة إلى محمد بن عبد الله بن رواحة وفي ثبوت ذلك نظر محمد بن عبد الله بن زيد ذكره بن منده وقال يقال إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكره قبله البغوي فقال رأيت في كتاب بعض من ألف في الصحابة تسمية نفر لا أعلم أحدا منهم سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ولا ولد في عهده منهم هذا ولما ذكره بن الأثير زاد في نسبه بعد زيد عبد ربه صاحب الأذان فإن يكن هو فله رواية عن أبيه وأبي مسعود الأنصاري البدري روى عنه ابنه عبد الله بن محمد ومحمد بن جعفر بن الزبير ونعيم المجمر وذكره بن حبان في ثقات التابعين محمد بن عبد الله بن سعد بن جابر بن عمير بن بشير بن بشر من ولد سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة الحكمي تزوج أخت عثمان بن عفان فولدت له محمدا هذا وكان أبوه مات قبل الفتح كافرا وهو حمل فلذلك سمي محمدا وذكر البلاذري في الأنساب أن لمحمد هذا أولادا بالبصرة محمد بن عبد الله بن عثمان التيمي أبو القاسم بن أبي بكر الصديق تقدم في محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان التيمي أبو عتيق بن أخي الذي قبله قال بن شاهين كان أسن من عمه وقال موسى بن عقبة له رؤية وقال بن حبان رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومحمد ومن فوقه أربعة في نسق رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وهم محمد وعبد الرحمن وأبو (6/153)
<154> بكر وأبو قحافة قال موسى بن عقبة ليس هذا لأحد من هذه الأمة إلا لهم قلت وتلقاه عنه جماعة واستدرك بعضهم عليه عبد الله بن الزبير فإنه هو وأمه أسماء بنت أبي بكر وجدها وأباه أربعة في نسق وقد يلحق بذلك بن أسامة بن زيد بن حارثة الثلاثة في تراجمهم وأما بن أسامة فلم يسم وذكر الواقدي أن أسامة زوجه النبي صلى الله عليه وسلم وولد له في عهده محمد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ذكره يعقوب بن شيبة في ترجمة والده وأنه كان يكنى به وأنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واستدركه بن فتحون وذكر هبة الله المفسر في تفسيره بغير إسناد أن محمدا هذا دعا قوما فأطعمهم وسقاهم فحضرت المغرب فقدموا رجلا يقال له بن جعونة فصلى بهم فقرأ قل يا أيها الكافرون فذكر الحديث في نزول لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى وهو من تخاليط هبة الله فإن القصة معروفة لعبد الرحمن بن عوف فلعلها وقعت له من رواية محمد بن عبد الرحمن عن أبيه فسقط قوله عن أبيه محمد بن عبيد هو بن أبي الجهم تقدم محمد بن عطية السعدي والد عروة أمير اليمن لعمر بن عبد العزيز ذكره البغوي وغيره في الصحابة واستبعد ذلك لما رواه الحاكم في المستدرك من طريق عروة بن عطية السعدي عن أبيه عن جده قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من بني سعد بن بكر وأنا أصغر القوم فذكر حديثا في وفادتهم فإذا كان في سنة الوفود موصوفا بصغر السن فكيف يكون له بن يصحب وهذا الاستبعاد ليس بواضح في نفي إمكان صحبته بل يحتمل أن يكون له مع الصفة المذكورة ولد صغير فيكون من أهل هذا القسم فذكرته هنا لهذا الاحتمال وأشرت إليه في القسم الأخير وقد ذكره الطبري في الصحابة وقال بن عساكر يقال إن له صحبة والصحبة لأبيه وقد كنت ذكرته في القسم الرابع ثم نقلته إلى هنا لهذا الاحتمال وقال بن حبان في ثقات التابعين محمد بن عطية قيل إن له صحبة والصحيح أن الصحبة لأبيه وأخرج البغوي من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن محمد بن خراشه عن عروة بن محمد السعدي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديث إن من أشراط الساعة أن يخرب العامر ويعمر الخراب الحديث ومن طريق أبي المغيرة الأوزاعي حدثنا محمد بن خراشة حدثني محمد بن عروة بن السعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه قال البغوي والصواب عندي رواية الوليد وهو عروة بن محمد بن عطية السعدي عن أبيه ولا أحسب لمحمد صحبة فكأن محمد بن عروة مقلوب من عروة بن محمد وقد أخرج بن منده من طريق يحيى البابلتي ورواد بن الجراح كلاهما عن الأوزاعي مثل رواية الوليد وقالا في السند عن عروة بن محمد بن عطية وكذا رواه يحيى بن حمزة عن الأوزاعي لكن قال عن عروة عن أبيه عن جده ولم يسمهما وجزم البخاري بأن هذه الرواية عن محمد مرسلة وقال بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال يقولون عن أبيه ولا يذكرون جده فقال الحديث عن أبيه وليس بمسند وجاء بهذا الإسناد حديث آخر أخرجه بن منده من طريق سلمة بن علي عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن عروة بن محمد السعدي عن أبيه أن رجلا من الأنصار أتى رسول (6/154)
<155> الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا وذكر أبو الحسن بن سميع محمد بن عطية في طبقات الحمصيين في الطبقة الثالثة من التابعين وعاش محمد بن عطية حتى ولي عمر بن عبد العزيز ولده عروة إمرة اليمن وهو حي أخرج ذلك بن أبي الدنيا من طريق بن المبارك عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي فذكر موعظة محمد بن عطية لولده عروة لما ولي إمرة اليمن وذلك على رأس المائة ويؤخذ منه أن محمدا ناهز التسعين والموعظة المذكورة سمعناها في كتاب الزهد لابن المبارك وفيها إذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك وإلى الأرض أسفل منك فأعظم فالقها وقد تقدمت روايته في ترجمة والده عطية من رواية أبي وائل العاص عن عروة بن محمد أن رجلا أغضبه فقام وتوضأ ثم قال حدثني أبي عن جدي مرفوعا أن الغضب من الشيطان أخرجه أحمد وأبو داود ولمحمد عن أبيه حديث آخر ذكرته في تجربة عطية أيضا وسيأتي مزيد من أمر الحديث الذي من رواية محمد بن خراشة في ترجمة محمد بن حبيب في القسم الرابع إن شاء الله تعالى محمد بن عمارة بن حزم الأنصاري بن عم الذي بعده ذكره بن شاهين عن بن أبي داود عن القداح وأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه لما ولد محمدا قلت وفي الرواة شيخ آخر يقال له محمد بن عمارة ولكنه بن عمرو بن حزم بن أخي الذي بعده وهو من شيوخ مالك محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري تقدم نسبه في ترجمة والده يكنى أبا عبد الملك وقيل كنيته أبو سليمان ذكره بن شاهين عن بن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه محمدا وتقدم له ذكر في ترجمة محمد بن حطاب الجمحي وقال الواقدي ولد سنة عشر من الهجرة بنجران حيث كان أبوه عاملا بها وكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يأمره أن يسميه محمدا ويكنيه أبا عبد الملك وهذا الذي قاله الواقدي هو المشهور ومقتضاه أن لا صحبة له ولا رؤية فإن أباه لم يقدم به المدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد قيل إنه ولد قبل الوفاة النبوية بسنتين وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج البغوي في ترجمته من طريق قيس مولى سودة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من عاد مريضا لا يزال يخوض في الرحمة الحديث وهذا من مسند عمرو بن حزم فالضمير في قوله عن جده يعود على أبي بكر لا على عبد الله وروى محمد عن أبيه وعن عمرو بن العاص روى عنه ابنه أبو بكر وعمر بن كثير بن أفلح وثقه النسائي وابن سعد وذكره بن حبان في الثقات وقال كان أمير الأنصار يوم الحرة وقال بن سعد قتل يوم الحرة وكان مقدما على الخزرج كما كان عبد الله بن حنظلة مقدما على الأوس فلما قتلا انهزم أهل المدينة فأوقع بهم أهل الشام فأبادوهم وقصة الحرة مشهورة والله أعلم محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي ذكره العسكري وقال لحق النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن أبي داود والباوردي في الصحابة وجزم البغوي وابن منده وغيرهما بأن حديثه مرسل وروى أيضا عن أبيه وعمر وروى أيضا عن أمه وعن عائشة وروى عنه ابناه الحكم وأبو بكر ومحمد بن عجلان ومحمد بن إسحاق وابن جريج وعمر بن كثير بن أفلح وغيرهم (6/155)
<156> محمد بن المنذر بن عتبة بن أحيحة بن الجلاح يأتي ذكره في ترجمة محمد بن أحيحة في القسم الرابع محمد بن نبيط بن جابر ذكره بن شاهين في الصحابة عن أبي داود عن أبي اقداح وقال حنكه النبي صلى الله عليه وسلم وسماه محمدا محمد بن النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار كان يلقب المرتفع وله أخوان عطاء ونافع وعمه النضر هو الذي قتل صبرا فرثته أخته بالأبيات القافية المشهورة محمد الكناني قال أبو حاتم الرازي رأى النبي صلى الله عليه وسلم الميم بعدها الخاء مخارق بن شهاب بن قيس التميمي من بني جندب بن العنبر بن تميم ذكره المرزباني ونقل عن دعبل أنه شاعر إسلامي وأبوه أيضا شاعر ويقال إنه مازني وكانت بكر بن وائل أغارت في الجاهلية على بني ضبة فاستاقت إبلا لها فاستنجدوا مخارق بن شهاب فاستصرخ قومه فلحق به وردان من بني عدي بن حنطب بن العنبر بن تميم فقاتلهم حتى استنقذ الإبل وقال حميت خزاعيا وأفناء بارق ووردان يحمي عن عدي بن جندب ستعرفها ولدان ولدان ضبة كلها بأعيانها مردودة لم تغيب قلت ولوردان وأخيه حيدة صحبة وقد تقدم حيدة في الحاء المهملة ويأتي في وردان المختار بن أبي عبيد يأتي في القسم الرابع الميم بعدها الراء مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي أبو عبد الملك وهو بن عم عثمان وكاتبه في خلافته يقال ولد بعد الهجرة بسنتين وقيل بأربع وقال بن شاهين مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن ثمان سنين فيكون مولده بعد الهجرة بسنتين قال وسمعت بن داود يقول ولد عام أحد يعني سنة ثلاث وقال بن أبي داود وقد كان في الفتح مميزا وفي حجة الوداع ولكن لا يدرى أسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا أم لا وقال بن طاهر ولد هو والمسور بن مخرمة بعد الهجرة بسنتين لا خلاف في ذلك كذا قال وهو مردود والخلاف ثابت وقصة إسلام أبيه ثابتة في الفتح لو ثبت أن في ذلك السنة مولده لكان حينئذ مميزا فيكون من شرط القسم الأول لكن لم أر من جزم بصحبته فكأنه لم يكن حينئذ مميزا ومن بعد الفتح أخرج أبوه إلى الطائف وهو معه فلم يثبت له أزيد من الرؤية وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن غير واحد من الصحابة (6/156)
<157> منهم عمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث ويسرة بنت صفوان وقرنه البخاري بالمسور بن مخرمة في روايته عن الزهري عن عروة عنهما في قصة صلح الحديبية وفي بعض طرقه عنده أنهما رويا ذلك عن بعض الصحابة وفي أكثرها أرسلا الحديث روى عنه سهل بن سعد وهو أكبر منه سنا وقدرا لأنه من الصحابة وروى عنه من التابعين ابنه عبد الملك وعلي بن الحسين وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وغيرهم وكان يعد في الفقهاء وأنكر بعضهم أن يكون له رواية منهم البخاري وقيل إن أمه لما ولد أرسلت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحنكه وهذا مشكل على ما ذكروه في سنة مولده لأنه إن كان قبل الهجرة فلم يتكن أمه أسلمت وإن كان بعدها فإنها لم تهاجر به والنبي صلى الله عليه وسلم إنما دخل مكة بعد الهجرة عام القضية وذلك سنة سبع ثم في الفتح سنة ثمان فإن كان ولد حينئذ بعد إسلام أبويه استقام لكن يعكر على من زعم أنه كان له عند الوفاة النبوية ست سنين أو ثمان أو أكثر وكان مع أبيه بالطائف إلى أن اذن عثمان للحكم في الرجوع إلى المدينة فرجع مع أبيه ثم كان من أسباب قتل عثمان ثم شهد الجمل مع عائشة ثم صفين مع معاوية ثم ولي إمرة المدينة لمعاوية ثم لم يزل بها إلى أن أخرجهم بن الزبير في أوائل إمرة يزيد بن معاوية فكان ذلك من أسباب وقعة الحرة وبقي بالشام إلى أن مات معاوية بن يزيد بن معاوية فبايعه بعض أهل الشام في قصة طويلة ثم كانت الوقعة بينه وبين الضحاك بن قيس وكان أميرا لابن الزبير فانتصر مروان وقتل الضحاك واستوثق له ملك الشام ثم توجه إلى مصر فاستولى عليها ثم بغته الموت فعهد إلى ولده عبد الملك فكانت مدته في الخلافة قدر نصف سنة ومات في شهر رمضان سنة خمس وستين قال بن طاهر هو أول من ضرب الدنانير الشامية التي يباع الدينار منها بخمسين وكتب عليها قل هو الله أحد الميم بعدها السين مسرع بن ياسر بن سويد الجهني يأتي ذكره في ترجمة والده في الياء آخر الحروف مسعود بن الحكم بن الربيع بن عامر بن خالد بن غانم بن زريق الأنصاري الزرقي أبو هارون ذكره بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة وحكى عن الواقدي أنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتبعه بن حبان وأبو أحمد الحاكم وابن عبد البر وقال بن أبي خيثمة بلغني أنه ولد في أيام النبي صلى الله عليه وسلم وحكاه عنه البغوي وذكره العسكري في فضل من ولد في العهد النبوي وأسند أبو أحمد عن خليفة أنه يكنى أبا هارون وله رواية في الصحيح وغيره عن أمه وعن عمر وعثمان وعلي وغيرهم وروى عنه أولاده إسماعيل وعيسى ويوسف وقيس ونافع بن جبير بن مطعم وسليمان بن يسار وابن المنكدر وغيرهم قال الواقدي كان سريا ثقة وقال أبو عمر يعد في جلة التابعين (6/157)
<158> مسلم بن أمية بن خلف الجمحي ذكره بن الكلبي في قصة ركانة مسلم بن قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي كان أبوه يكنى أبا عمرو وكان شديدا على المسلمين وتزوج بنت عتبة بن ربيعة فولدت له فاختة التي تزوجها معاوية ومات أبوها كافرا قبل الفتح وعاش ولده مسلم حتى قتل يوم الجمل ذكره الباوردي مسهر بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي عده أبو بكر بن دريد في أولاد العباس واستدركه بن فتحون ولعله ولد بعد تمام الميم بعدها الطاء مطرف بن عبد الله بن الشخير تقدم نسبه في ترجمة والده وهو التابعي المشهور قال بن حبان في ثقات التابعين ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان من عباد أهل البصرة وزهادهم وقال الذهبي في التجريد تابعي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له بن سعد مناقب كثيرة وقال كان ثقة له فضل وورع وعقل وأدب وقال أحمد في الزهد حدثنا أبو النضر حدثنا سليمان بن المغيرة وكان مطرف إذا دخل منزله سبحت معه ابنة ابنته وقال غيره كان يركب الخيل ويلبس المطارف ويغشى السلطان ولكنه على جانب كبير من الصلابة في الدين وقال يزيد بن عبد الله بن الشخير أخوه أنا أكبر من الحسن بعشر سنين وأخي مطرف أكبر بعشر سنين كذا قال وهذا لو كان ثابتا وروينا في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا بسند جيد عن حميد بن هلال كان بين مطرف ورجل شيء فقال له مطرف إن كنت كاذبا فعجل الله حينك فسقط مكانه ميتا ومن شدة خوفه ما رواه يعقوب بن سفيان عنه بسند صحيح قال لو أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يخبرني أنا من أهل الجنة أو من أهل النار أو أصير ترابا لاخترت أن أصير ترابا وروى مطرف عن أبيه وعثمان وعلي وعمار وعائشة وغيرهم روى عنه أخوه أبو العلاء يزيد وحميد بن هلال وغيلان بن جرير وثابت البناني وقتادة وآخرون ومناقبه كثيرة قال العجلي ثقة من كبار التابعين مات في إمارة الحجاج بعد الطاعون الذي كان سنة سبع وثمانين مطهر ولد سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ذكره بن ظفر الحموي في كتاب البشر بخير البشر لما عد أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة وقال وبعض الناس يسميه الطاهر وهو سهو فإن الطاهر هو بن أبي هالة وهو من خديجة أيضا ولم يذكر مستنده فيما زعم وما المانع أن تكون خديجة سمت أحد أولادها من النبي صلى الله عليه وسلم ولد لها من غيره وذلك موجود في العرب كثيرا وسبقه إلى ذلك غيره وفي تاريخ بن البرقي ولدت خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم القاسم وعبد الله والطيب والطاهر والمطهر ويقال إن الطيب هو الطاهر وهو عبد الله ويقال إن الطيب والمطيب ولدا في بطن وإن الطاهر والمطهر ولدا في بطن وقد تقدم ذكر الطاهر زيادة على هذا (6/158)
<159> المطيب بن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في الذي قبله الميم بعدها العين معبد بن زهير بن أبي أمية بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي بن أخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر له رؤية ولا صحبة له وقتل يوم الجمل وقال الزبير أمه زينب بنت أصرم بن الحارث بن السباق بن عبد الدار معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي أحد الإخوة قال بن عبد البر ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه واستشهد بإفريقية في خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين وقيل استشهد بها بعد ذلك في خلافة معاوية وذكر الدارقطني في كتاب الإخوة أن عليا ولاه مكة معبد بن عبد الله بن النحام العدوي ذكره بن البرقي في ترجمة والده معبد بن المقداد بن الأسود الكندي تقدم نسبه في ترجمة والده وكان يكنى به وأخرج الدولابي في الكنى من طريق منصور عن هلال بن يساف قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليها المقداد فلما رجع قال له كيف رأيت الإمارة يا أبا معبد قال خرجت يا رسول الله وأنا أراهم كالعبيد لي قال كذلك الإمارة يا أبا معبد إلا من وقاه الله شرها قال لا جرم والذي بعثك بالحق نبيا لا أتأمر على رجلين معمر بن عبد الله بن أبي بن سلول الخزرجي تقدم نسبه في ترجمة أخيه عبد الله ومات أبوه في السنة التاسعة ولمعمر هذا ولد تزوج زينب بنت عمر بن الخطاب فيما ذكره الزيبر بن بكار فأقل أحوال معمر هذا أن تكون له رؤية الميم بعدها الغين المغيرة بن هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري وهشام يكنى أبا ذئب وهو جد الفقيه المشهور محمد بن عبد الرحمن ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وله رواية عن عمر وغيره وذكره بن حبان في ثقات التابعين الميم بعدها النون المنذر بن أبي أسيد الساعدي واسم أبي أسيد وهو بالتصغير مالك بن ربيعة تقدم نسبه في ترجمة والده قال بن حبان يقال ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح قلت وقع ذكره (6/159)
<160> في الصحيحين من حديث سهل بن سعد قال أتى المنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد فوضعه على فخذه وأبو أسيد جالس فلها النبي صلى الله عليه وسلم فأمر أبو أسيد بابنه فحمل فأقلبوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين الصبي فقال أبو أسيد قلبناه يا رسول الله قال ما اسمه قال فلان قال لا ولكن سمه المنذر وله رواية عن أبيه في الصحيح أيضا وعلق البخاري في الصلاة وقال أبو أسيد طولت بنا يا بني روى عنه الزبير بن المنذر وعبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة المنذر بن الجارود واسمه بشر بن عمرو بن حبيش بن المعلى بن يزيد بن حارثة بن معاوية العبدي وأمه أمامة بنت النعمان قال بن عساكر ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولأبيه صحبة وقتل شهيدا في عهد عمر وأمر علي المنذر على أصطخر وقال يعقوب بن سفيان وكان شهد الجمل مع علي وولاه عبيد الله بن زياد في إمرة يزيد بن معاوية الهند فمات هناك في آخر سنة إحدى وستين أو في أول سنة اثنتين ذكر ذلك بن سعد وذكر أنه عاش ستين سنة وقال خليفة ولاه بن زياد السند سنة اثنتين وستين فمات بها والله أعلم الميم بعدها الهاء المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي تقدم نسبه في ترجمة والده قال خليفة وابن سعد والزبير بن بكار أمه أسماء بنت أنس بن مدرك الخثعمية وقال أبو عمر كان غلاما على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وشهد صفين مع علي وشهد قبلها الجمل ففقئت فيها عينه وقال بن عساكر أدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكان مع علي وقال أبو حذيفة البخاري في الفتوح لم ينج من بني المغيرة في طاعون عمواس إلا المهاجر وعبد الله بن أبي عمرو بن حفص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وفي ذلك يقول المهاجر بن خالد أفنى بني ريطة فرسانهم عشرون لم يعصب لهم شارب ومن بني أعمامهم مثلهم من مثل هذا يعجب العاجب طعن وطاعون مناياهم ذلك ما خط لنا الكاتب قال وريطة التي أشار إليها هي زوج المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخروم وهي بنت سعيد بالتصغير بن سهم ولدت من المغيرة عشرة رجال وقال سيف بن عمر في الفتوح عن مجالد عن الشعبي خرج الحارث بن هشام في سبعين من أهل بيته لم يرجع منهم إلا أربعة فذكر الأبيات وذكر الدولابي في الكنى من طريق الحسن بن عثمان قال وممن قتل بصفين مع أصحاب علي المهاجر بن خالد بن الوليد وكذا قال يعقوب بن شيبة في مسنده وأنشد له الزبير بن بكار من قوله رب ليل ناعم أحييته في عفاف عند فنا الحشى ونهار قد لهونا بالتي لا ترى شبها لها فيمن مشى (6/160)
<161> ذاك إذ نحن وسلمى جيرة نصل الحبل ونعصي من وشى المهلب بن أبي صغرة الأزدي يأتي ذكره في القسم الأخير موسى بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي قال أبو عمر له رؤية ولا نعلم له رواية أورده في ترجمة والده ولم يفرده واستدركه بن فتحون موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي تقدم نسبه في ترجمة والده يكنى أبا عيسى وقيل كنيته أبو محمد ونزل الكوفة وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة قال بن عساكر ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فسماه وأخرج البخاري في التاريخ الصغير من طريق العقدي عن إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة قال صحبت عثمان اثنتي عشرة سنة ولموسى رواية في الصحيح والسنن عن أبيه وعثمان وعلى والزبير وأبي ذر وأبي أيوب وغيرهم روى عنه ابنه عمران وحفيده سليمان بن عيسى وابن أخيه إسحاق بن يحيى وابن أخيه الآخر موسى بن إسحاق وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وسماك بن حرب وآخرون قال الزير كان من وجوه آل طلحة وقال العجلي تابعي ثقة وكان خيارا وقال أبو حاتم كان يقال له في زمنه المهدي وكان أفضل ولد طلحة بعد محمد ويقال إنه تحول من الكوفة إلى البصرة لما غلب المختار على الكوفة وقال عبد الملك بن عمير كان فصحاء الناس يعني في عصرهم أربعة فعد منهم موسى بن طلحة قال بن أبي شيبة وابن أبي عاصم مات سنة ست ومائة وقال الهيثم بن عدي وابن سعد مات سنة ثلاث وقال أبو نعيم وأحمد مات سنة أربع القسم الثالث من كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويمكنه أن يسمع منه ولم ينقل أنه سمع منه سواء كان رجلا أو مراهقا أو مميزا الميم بعدها الألف مالك بن الأغر بن عمرو التجيبي من بني حلاوة قال بن يونس شهد فتح مصر ثم ولى الإمرة على غزو المغرب سنة سبع وخمسين قلت قدمت أنهم كانوا لا يؤمرون في زمن الفتوح إلا من كان صحابيا لكن إنما فعلوا ذلك في فتوح العراق فلذلك أذكر أمثال هذا في هذا القسم مالك بن حبيب له إدراك وذكر سيف في الفتوح أن عمر كتب إلى سعد بن أبي وقاص أن يجعل مالك بن حبيب على إحدى مجنبتي العسكر مع عمر بن مالك الزهري وعلى المجنبة الأخرى ربعي بن عامر واستدركه بن فتحون مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن مالك بن النخع النخعي المعروف بالأشتر له إدراك قال وكان رئيس قومه وذكر البخاري أنه شهد خطبة عمر بالجابية وذكر (6/161)
<162> بن حبان في ثقات التابعين أنه شهد اليرموك فذهبت عينه قال وكان رئيس قومه وقد روى عن عمر وخالد بن الويد وأبي ذر وعلي وصحبه وشهد معه الجمل وله فيها آثار وكذلك في صفين وولاه على مصر بعد صرف قيس بن سعد بن عبادة عنها فلما وصل إلى القلزم شرب شربة عسل فمات فقيل إنها كانت مسمومة وكان ذلك سنة ثمان وثلاثين بعد أن شهد مع علي الجمل ثم صفين وأبدى يومئذ عن شجاعة مفرطة روى عنه ابنه إبراهيم وأبو حسان الأعرج وكنانة مولى صفية وعبد الرحمن بن يزيد النخعي وعلقمة وغيرهم وذكر بن سعد في الطبقة الأولى من التابعين بالكوفة فقال وكان ممن ألب على عثمان وشهد حصره وله في ذلك أخبار وقال المرزباني في معجم الشعراء كان سبب تلقبه بالأشتر أنه ضربه رجل يوم اليرموك على رأسه فسالت الجراحة قيحا إلى عينه فشترتها وهو القائل بقيت وفري وانحرفت عن العلا ولقيت أضيافي بوجه عبوس إن لم أشن على بن هند غارة لم تخل يوما من ذهاب نفوس قال بعض المتأخرين من أهل الأدب لو قال إن لم أشن على بن حرب غارة كان أنسب قلت كلا بل بينهما فرق كبير نعم هو أنسب من جهة مراعاة النظير وبطرائق المتأخرين وأما فحول الشعراء فإنهم لا يعتنون بذلك بل نسبة خصمه إلى أمه أبلغ في نكايته وكان للأشتر مواقف في فتوح الشام مذكورة ذكرها سيف بن عمر وأبو حذيفة وغيرهما في مصنفاتهم في ذلك مالك بن حري بن ضمرة بن جابر النهشلي يأتي في ترجمة أخيه نهشل مالك بن الحارث الهذلي أحد بني كاهل ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال مخضرم بعني أدرك الجاهلية والإسلام مالك بن الحارث بن عمرو بن عبد الله بن يعمر بن الشداخ الهذلي له إدراك وهو جد عروة بن أذينة بن أبي سعد مالك قاله بن الكبي قلت يحتمل أن يكون الذي قبله مالك بن حنطب بن عبد شمس بن سعد بن أبي غنم بن حبيب بن جبير بن عدي بن سلول الخزاعي له إدراك وذكر بن الكبي أن ابنه مالك بن عمير يكنى أبا رمح وقال إنه رثى الحسين بن علي لم قتل مالك بن ذي المشعار بن أيفع بن زبيب بن شارحيل بن ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم بن ضرار بن نوف بن همدان الهمداني له إدراك وكان لابنه عميرة ذكر بالشام والحارث بن عميرة مدحه الأعشى الهمداني وهو الذي قتل صالح بن مسروح الحروري وقيس بن عمر أخوه كان له بلاء عظيم في قتال قطري الخارجي ذكر كل ذلك بن الكبي وقد تقدم ذو المشعار حمرة بن أيفع في حرف الحاء مالك بن ربينة بن مالك بن سبيعة بن ربيعة بن سبيع الجرمي له إدراك وولده أوس بن مالك كان شريفا وهو الذي قضى دين بن الغريزة النهشلي في قصة ذكرها بن الكبي وابن الغريزة اسمه كثير بن عبد الله مالك بن أبي سلسلة الأزدي أحد الأبطال له إدراك وشهد فتح مصر مع عمرو وكان أول (6/162)
<163> الناس في صعود الحصن مالك بن شراحيل بن عمرو بن عدي بن كريب بن أسلم بن قيس بن عداس بن نصر بن منصور بن عمرو بن ربيعة بن قيس بن بشير بن سعدي بن حاشد بن جشم بن همدان الهمداني حليف خولان ولذلك يعرف بالخولاني له إدراك وشهد فتح مصر واختط بها وكان من جلساء عمر بن الخطاب ثم عمر حتى جمع له عبد العزيز بن مروان بين القضاء والقصص بمصر لما كان أميرها وذلك في سنة ثلاث وثمانين وصرف عنها في صفر سنة أربع وثمانين فكانت ولايته سنة واحدة وشهرا وكان رئيس الجيش الذي أخرجه عبد العزيز لقتال عبد الله بن الزبير بمكة وذلك سنة ثلاث وسبعين وله مسجد بمصر يقال له مسجد مالك خولان يعرف به ومن ولده منتصر بن عبد الله بن عمرو بن مالك بن شراحيل الخولاني ويقال إن الحجاج بن يوسف بناه له بأمر عبد الملك وكان عبد العزيز يبعث إليه كل سنة يحلل وكذلك الحجاج كان يبعث إليه بحلل وثلاثة آلاف قال أبو عمر الكندي في كتاب قضاة مصر حدثني بن قديد قال دخل علي عبد العزيز بن مروان عبيد الله بن سعيد السعيدي وعنده مالك بن شراحيل فقال عبد العزيز لمالك أوسع لعمك ففعل ثم دخل آخر فقال له مثل ذلك فقال أيها الأمير أكثرت من قولك عمك لقد رعيت الإبل قبل أن يجتمع أبواه مالك بن صحار مالك بن ضمرة الضمري له إدراك وأخرج بن أبي شيبة من طريق حنبل بن المصبح قال أوصى مالك بن ضمرة بسلاحه للمجاهدين من بني ضمرة الا يقاتل به أهل نبوة فقال له أخوه يا أخي عند الموت تقول هو ذاك قال فلما كان أمر الحسين بن علي جاء رجل من البعث الذين سيرهم إليه عبيد الله بن زياد إلى موسى بن مالك فقال أعرني رمح أبيك فناوله فقالت له امرأة من أهله يا موسى أما تذكر وصية أبيك قال فطلبه حتى أخذ منه الرمح فكسره قلت وقد وصف مالك هذا بسعة العلم فروى المحاملي في أماليه من رواية البغداديين عنه عن أحمد بن محمد التبعي بسند له إلى أبي ذر قال ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا مما صبه جبرائيل وميكائيل في صدره إلا قد صبه في صدري ولا تركت شيئا صبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدري إلا قد صببته في صدر مالك بن ضمرة مالك بن الطفيل بن حنتف بن أوس بن حيي بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن أيوب بن معن بن عتود الطائي له إدراك وكان ولده بهدل رئيس بني معن لما التقوا مع طليعة نجدة الحنفي بالآخر ذكره بن الكلبي مالك بن عامر أبو عطية الوداعي تابعي من أهل الكوفة قيل إنه أدرك الجاهلية واستدركه أبو موسى قلت أبو عطية الوداعي تابعي كبير ثقة مشهور بكنيته اختلف في اسم أبيه فقيل هكذا وقيل عمرو بن جندب وقيل هما اثنان وسيأتي في الكنى مالك بن عبد الله الكندي كان أحد من ثبت على إسلامه حين ارتد قومه فخطبهم وخوفهم وأنشدهم أبياتا ذكرها وثيمة في كتاب الردة وكان عابدا لسنا فأطاعوه ثم غلب عليهم الشقاء فارتدوا وطردوه (6/163)
<164> فلحق بزيادة بن لبيد والمسلمين مالك بن عامر بن عمرون بن عمر بن ذيبان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر البجلي ثم القسري له إدراك وهو والد أبي أراكة صاحب الدار بالكوفة التي يقال لها دار أبي أراكة ولأبي أراكة فيها قصة مع علي ذكره بن الكلبي مالك بن عياض مولى عمر هو الذي يقال له مالك الدار له إدراك وسمع من أبي بكر الصديق وروى عن الشيخين ومعاذ وأبي عبيدة روى عنه أبو صالح السمان وابناه عون وعبد الله ابنا مالك وأخرج البخاري في التاريخ من طريق أبي صالح ذكوان عن مالك الدار أن عمر قال في قحوط المطر يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه وأخرجه بن أبي خيثمة من هذا الوجه مطولا قال أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق الله لأمتك فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له ائت عمر فقل له إنكم مستسقون فعليك الكفين قال فبكى عمر وقال يا رب ما آلوا إلا ما عجزت عنه وروينا في فوائد داود بن عمرو الضبي جمع البغوي من طريق عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي عن مالك الدار قال دعاني عمر بن الخطاب يوما فإذا عنده صرة من ذهب فيها أربعمائة دينار فقال اذهب بهذه إلى أبي عبيدة فذكر قصته وذكر بن سعد في الطبقة الأولى من التابعين في أهل المدينة قال روى عن أبي بكر وعمر وكان معروفا وقال أبو عبيدة ولاه عمر كيلة عيال عمر فلما قدم عثمان ولاه القسم فسمى مالك الدار وقال إسماعيل القاضي عن علي بن المديني كان مالك الدار خازنا لعمر مالك بن قدامة بن مالك بن خارجة بن عمرو بن مالك بن زيد بن مرة بن سلهم السلهمي له إدراك وشهد هو وأبوه فتح مصر وسكن أبوه دلاص من صعيد مصر ذكره سعيد بن عفير وحكاه بن يونس عن هانئ بن المنذر مالك بن مالك بن جعشم المدلجي بن أخي سراقة أخرج البخاري من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم هذا عن أبيه عن سراقة قصة الهجرة ولم ارهم ذكروا مالك بن جعشم فكأنه مات في الجاهلية فيكون لولده مالك إدراك إن لم يكن له صحبة مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب بن قلع واسمه علقمة بن عمرو أبو غسان الرافعي له إدراك قال بن عساكر ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان سيد ربيعة في زمانه مقدما رئيسا وفيه يقول حصين بن المنذر حياء أبي غسان خير لقومه لمن كان قد قاسى الأمور وجربا ومات سنة ثلاث أو أربع وسبعين مالك بن ناعمة الصدفي يكنى أبا ناعمة ذكره بن يونس وقال كان من أصحاب عمر وهو صاحب الفرس المشهرو الذي يقال له أشقر صدق وشهد فتح مصر وذكر بن عفير عن أشياخ مصر أن مالك بن ناعمة كان من أمداد أهل المين وكان معه أم الأشقر وكان يعقر عليها الوحش في طريقه (6/164)
<165> فخرج عليها من بعض الأودية فحل طريل أهلب لم ير مثله فنزا عليها فبادر مالك ليطرده عنها فلم يلحقه حتى نزل وقدم مالك الشام فأقام في محاربة الروم حتى وضعت فرسه فسماه الأشقر وذلك في يوم هزيمتهم وهو في الطلب فلم يزل يركض مع أمه يومه ما يلويه حتى منعه الليل من الطلب ثم دخل معه مصر لما فتحت فسبق به الناس مالك بن يزيد ذكره سيف في الفتوح والردة مع من توجه مع خالد بن الوليد إلى العراق سنة اثنتي عشرة وهو أحد شهوده في عقود بينه وبين قوم من الفرس الميم بعدها الثاء المثنى بن لاحق العجلي له إدراك وقال الطبري كان أشد الناس على النصارى من بني بكر بن وائل حين توجه خالد بن الوليد إليهم سنة اثنتي عشرة فكان هو وفرات بن حيان ومذعور بن عدي وسعيد بن مرة مع خالد بن الوليد في تلك الحرب واستدركه بن فتحون الميم بعدها الجيم مجاهد بن جبر مولى ابنة غزوان أخت عتبة بن غزوان الصحابي البدري المشهور كان عتبة من السابقين الأولين وكان أبو هريرة أجيرا عند أخته المذكورة وقضية ذلك أن يكون لمجاهد هذا صحبة وقد ذكره بن يونس في تاريخ مصر وقال له ذكر في الأخبار وشهد فتح مصر واختط بها وولي الخراج في إمرة عمرو بن العاص أما مجاهد بن جبر المكي التابعي المشهور فهو مولى بني مخزوم ويقال له بن جبير أيضا بالتصغير الميم بعدها الحاء محارب بن قيس بن عدس بن ربيعة بن جعدة العامري ثم الجعدي له إدراك وفيه يقول النابغة الجعدي يرثيه الم تعلمي أني رزئت محاربا كريما أبيا لا يمل التصافيا فتى كملت أعراقه غير أنه جواد فلا يبقى من المال باقيا محاضر بن عامر بن سلمة الخولاني له إدراك قال بن يونس شهد فتح مصر وذكره سعيد بن عفير في خولان محرز بن أسيد الباهلي له إدراك وذكر أبو إسماعيل الأزدي أنه شهد حصار دمشق في خلافة أبي بكر ونقل عن عمرو بن مالك عن أدهم بن محرز بن أسيد الباهلي عن أبيه قال افتتحنا دمشق (6/165)
<166> سنة أربع عشرة في خلافة عمر قال وقال قرة بن لقيط عن أدهم بن محرز أول راية دخلت أرض حمص راية مسروق بن ميسرة قال وكان أبي يقول أنا أول رجل قتل رجلا من المشركين بحمص قال أدهم وإني لأول مولود بحمص وأول من فرض له بها وبيدي كتف وأنا أختلف إلى الكتاب وأخرج بن عساكر من طريق محمد بن إبراهيم بن مهدي عن عمرو بن مالك القيني عن أدهم بن محرز عن أبيه قال افتتحنا دمشق في رجب سنة أربع عشرة ومن طريق خليفة بن خياط قال في رجب سنة ثمان وسبعين غزا محرز بن أبي محرز أرض الروم وفتح أرحله محرز بن حريش بن صليع له إدراك وذكر أبو إسماعيل الأزدي في فتح الشام أنه قال لخالد بن الوليد لما أراد أن يسلك المفازة من العراق إلى الشام اجعل كوكب الصبح على جانبك الأيمن ثم أمه حتى تصبح فجرب ذلك فوجد حقا محرز بن قتادة بن مسلمة الحنفي ذكره وثيمة في الردة وقال كان ممن ثبت على إسلامه وكان يوصي بني حنيفة بالتمسك الإسلام وينهاهم عن اتباع مسليمة وأنشد له في ذلك شعرا وخطبة يقول فيها سبحان الله ما أعجب أمرك أدخلكم في الدين نبي واخرجكم منه كذاب والله لو كان فلان وفلان أحياء ما تلعب بكم الأخيفش الكذاب والله ما أصبتم به دنيا ولا آخرة وإني لأخاف عليكم العذاب قال فقاموا إليه ثم قالوا نهبك لأبيك فإنه كان سيدا فينا فاعتزلهم محرز بن القصاب مولى بني عدي أحد بني ملكان له إدراك وروينا في جزء بكر بن بكار قال حدثنا إسحاق بن عثمان أبو يعقوب الكلابي قال حدثتني أم موسى بنت محرز عن أبيه محرز القصاب وكان ممن سبي في الجاهلية فذكر الحديث وأورده البخاري من هذا الوجه عن أبي موسى الأشعري أنه قال لا يذبح للمسلمين إلا من يقرأ أم الكتاب فلم يقرأ إلا محرز القصاب فكان يذبح وحده المحرق له ذكر في ترجمة يحيى بن حرف الياء آخر الحروف محقبة بن النعمان العتكي الأزدي ذكره عمر بن شبة في أخبار البصرة فيمن شهد فتح تستر مع أبي موسى قال وكان شاعر الأزد في وقته وأنشد يخاطب عمرو بن العاص لما خاف على نفسه أيام الردة يشجعه ويؤمنه فمنه يا عمرو إن كان النبي محمد أودي به الأمر الذي لا يدفع فلقد أصبنا بالنبي وأنفنا والراقصات إلى الثنية أجدع وقلوبنا قرحى وماء عيوننا جار وأعناق البرية خضع فأقم فإنك لا تخاف وجارنا يا عمرو ذاك هو الأعز الأمنع قلت وفات المرزباني ذكر هذا مع وصفه بأنه كان شاعر الأزد محمد بن الحارث بن حديج بمهملة ثم جيم مصغرا بن حويص الحارثي ذكره أبو حاتم السجستاني في النوادر ونقل عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال قدم المعرم الحارثي على عمر يريد الإسلام ومعه رجال من قومه منهم الربيع بن زياد بن أنس بن الديان ومحمد بن الحارث بن حديج وهو أحد من (6/166)
<167> سمي محمدا في الجاهلية فذكر القصة الآتي ذكرها في المعرم محمية بن زنيم له إدراك ذكر سيف في الفتوح أنه كان بريد عمر إلى أمراء الأجناد بالشام بموت أبي بكر الصديق وفيه عزل خالد وتولية أبي عبيدة وقال سيف عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قالا قدم البريد من المدينة فأخذته الخيول باليرموك وسألوه عن الخبر فلم يخبرهم إلا بالسلامة وأخبرهم عن الإمداد فأبلغوه خالد بن الوليد فسأله فأخبر بالذي قدم فيه فقال أحسنت وخاف أن ينتشر أمر الجند فوقف معه الرسول وهو محمية بن زنيم فذكر القصة الميم بعدها الخاء مخرم بن شريح بن مخرم بن زياد بن الحارث بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي قال هشام بن الكلبي سمعت بني الحارث بن كعب يقولون إن مخرم بغداد سميت به لأنها كانت إقطاعا له أيام نزل العرب العراق في عهد عمر قلت وإنما يقطع من يكون رجلا وذكر المرزباني في معجم الشعراء مخرم بن حزن بن زياد بن الحارث وساق هذا النسب وقال جاهلي يعرف بأمه يقال له بن فكهة وأنشد له في وقعة لبني بكر بن وائل مع بني سليم شعرا فكأنه عم هذا المخبل السعدي تقدم في الربيع بن ربيعة وأن الراحج أنه مخضرم وفي الشعراء أيضا المخبل العبدي اسمه كعب بن عبد الله العبسي متأخر عن هذا ذكر له أبو الفرج في الأغاني ووكيع في غرر الأخبار قصة طويلة مع زوجته أم عمرو وأختها سلا وإياهما عنى بقوله في الأبيات المشهورة من الناس إنسانان ديني عليهما مليان لو شاءا لقد قضياني خليلي أما أم عمرو فمنهما وأما عن الأخرى فلا تسلاني وفي الشعراء أيضا المخبل الثمالي ذكره الآمدي وأنشد له أبياتا يقول فيها إنه أدرك عمرو بن هند وإن أباه واسمه شرحبيل بن حمل أدرك جذيمة الوضاح مخيس غير منسوب ذكره يحيى بن يونس الشيرازي وجعفر المستغفري في الصحابة وأخرجا من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن مخيس أبي غنيم قال سمعت صريف المساحي بالليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدفن أورده أبو موسى في الذيل وضبطه بالخاء المعجمة والياء آخر الحروف والسين المهملة ثم قال وجدته في الكتاب بالحاء المهملة والباء الموحدة ولعل الصواب ما ذكره قال والخبر معروف من رواية غنيم بن قيس عن أبيه فلعل الاسم تحرف قلت وعلى كل تقدير فلا دليل في ذلك على صحبته بل على إدراكه مخيمس بزيادة ميم مصغرا النميري هو بن حابس بن معاوية ذكره أبو إسماعيل الأزدي في الفتوح وأنه شهد اليرموك (6/167)
<168> الميم بعدها الدال مدرك العبقسي يأتي ذكره في ترجمة مرة الأسدي حرار بن سلامة العجلي الشاعر ذكره أبو بشر الآمدي وقال إنه مخضرم جاهلي إسلامي وذكره المرزباني في معجم الشعراء ولم يقل إنه أسلم بل أنشد له في يوم ذي قار أسرنا منهم تسعين كهلا نقودهم على وضح الطريق وجالوا كالبغال فأسلمونا إلى خيل مسومة ونوق وضبطه بكسر أوله والتخفيف مران بضم أوله والتشديد وآخره نون بن ذي عمير بن أبي إمران الهمداني نسبه صاحب الإكليل ذكره وثيمة في الردة وأنه كان من ملوك همدان وأسلم فيمن أسلم منهم ونقل عن بن إسحاق أن أهل اليمن لما سمعوا بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم سفهاء همدان بما كرهه حلماؤهم فقام عبد الله بن مالك الأرحبي فذكر كلامه قال ثم قام مران فقال يا معشر همدان إنكم لم تقاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقاتلكم فأصبتم بذلك الحظ ولبستم به العافية ولم يعمكم بلعنة تفضح أوائلكم وتقطع دابركم وقد سبقكم قوم إلى الإسلام وسبقتم قوما فإن تمسكتم لحقتم من سبقكم وإن أضعتموه لحقكم من سبقتموه فأجابوه إلى ما أحب وأنشد له أبياتا رثى فيها النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيها إن حزني على الرسول طويل ذاك مني على الرسول قليل بكت الأرض والسماء عليه وبكاه خديمه جبريل مرباع بن أبضعة الكندي تقدم ذكره في ترجمة عبد الله بن يزيد بن قيس وأنه رثاه لما قتل في زمن أبي بكر الصديق مرثد بن حيي بن موهب بن مخمر بن محيريز بن زكير بن ذهل بن الأخنس بن حصين بن سهل بن ذهل بن منبه الرعيني ذكر بن يونس عن هانئ بن المنذر أن هذا شهد فتح مصر هو وإخوته زرارة وشفي وخيثمة فيمن شهدها من رعين قال بن يونس ما علمت لهم حديثا مرثد بن عثعث بن عتيك البلوي له إدراك قال بن يونس شهد فتح مصر وذكروه في كتبهم مرثد بن قيس بن مشجعة الجعفي له إدراك ذكر هشام بن الكلبي عن جرير بن عمرو بن كريب بن سلمة بن يزيد الجعفي قال شهد عبيد الله بن الحر الجعفي القادسية مع خاليه مرثد وزهير ابني قيس بن مشجعة الجعفيين وقد تقدم في حرف الألف النقل عن بن الكلبي أن الإخوة الثلاثة (6/168)
<169> شهدوا القادسية مرثد بن نجبة بفتح النون والجيم ثم موحدة الفزاري أخو المسيب ذكره بن عساكر وقال له إدراك ولأخيه صحبة وكان من أصحاب خالد بن الوليد وشهد معه الحيرة وفتح دمشق وقيل إنه قتل على سورها وقيل إنه شهد أيضا اليرموك مرثد بن أبي يزيد الخولاني ثم البقري بضم الموحدة وفتح القاف من الأهواز قبيلة من خولان ذكره بن يونس وقال كان من أصحاب عمر بن الخطاب وشهد فتح مصر قال وذكره سعيد بن عفير في كتابه قلت ويحتمل أن يكون هو الذي بعده مرثد الخولاني له إدراك وذكر فيمن شهد اليرموك ذكر ذلك أبو مخنف في فتوح الشام له وساق بسند له إلى راشد بن عبد الرحمن الأزدي قال صلى بنا أبو عبيدة بن الجراح ثم أقبل على الناس بوجهه فقال يا أيها الناس أبشروا فإني رأيت رؤيا فقال مرثد الخولاني وأنا أيضا رأيت رؤيا وهي بشرى فيما أرى رأيت أنا تواقفنا فصب الله عليهم طيرا بيضا عظاما لها مخاليب تنقض من السماء فإذا حاذت الرجل منهم ضربته وكذا ذكره أبو حذيفة في المبتدأ والفتوح عن سعيد بن عبد العزيزي عن قدماء أهل الشام عمن شهدها وذكر بن عساكر هذه القصة في ترجمة مرثد الخولاني وفيه نظر لأن بن سمي يصغر عن ذلك وأكثر ما وصف بإدراك علي ومعاوية وقد فرق بن سميع بين مرثد بن يحيى ومرثد بن الخولاني فذكر الخولاني فيمن أدرك الجاهلية وابن سمي في الطبقة الخامسة وقال أدرك عثمان وعليا وأرخ خليفة وفاة بن سمي سنة خمس وعشرين ومائة وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه حدثنا أبو اليمان حدثنا جرير قال رأيت مرثد بن عثمان وكان قد أدرك عليا مر الإيادي ذكره بن دريد عن بن أخي الأصمعي عن عمه عن أبي عمرو بن العلاء عن هجاس بن مر الإيادي عن أبيه وكان قد أدرك الجاهلية قال جلس أبو داود الإيادي الشاعر وزوجته وابنه فذكر قصة فيها أشعار مركبود الفارسي أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع من أسلم من أهل اليمن ذكره الواقدي والطبري وأن ابنه عطاء كان من أول من جمع القرآن باليمن واستدركه بن فتحون وسيأتي ذكره في النعمان بن بزرج مرة بن خالد بن عامر بن قنان بن عمرو بن قيس بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤي له إدراك وولده مجفر هو الذي ذهب برأس الحسين بن علي إلى يزيد بن معاوية ذكره الزبير بن بكار مرة بن صابر أو صابىء اليشكري ذكره وثيمة فقال كان أبوه سيد بني يشكر وثبت مرة على إسلامه حين ارتد قومه وخاطب مسيلمة بخطاب طويل ينكر عليه دعواه النبوة وخاطب أهل اليمامة بخطاب بليغ فردوه عليه ففارقهم وكتب إلى خالد أبياتا منها يا بن الوليد بن المغيرة إنني أبرأ إليك من الجحود الكافر (6/169)
<170> أعني مسيلمة الكذوب فإنه والله أشأم صحبة من قاشر في أبيات ثم لحق بخالد فكان معه مرة بن ليشرح المعافري له إدراك وشهد فتح مصر وله رواية عن عمر روى عنه أبو قبيل المعافري ذكره بن يونس مرة بن همدان له إدراك ذكره أبو نعيم في تاريخ أصبهان وقال كان مع أبي موسى فوقع في سهم عجلان جد عصام بن يزيد الذي لقبه خير فأسلم وسكن الكوفة ثم رجع إلى أصبهان مرة بن واقع الفزاري ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال مخضرم وكان يهاجي سالم بن دارة وأنشد له في امرأة من بني بدر كانت عنده فطلقها أبياتا قالها وبسببها وقع بينه وبين سالم مرة الأسدي ذكره الزبير بن بكار في ترجمة خالد بن الوليد قال وجدت بخط الضحاك بن عثمان أن بني أسد لما انهزموا نادى منادي خالد من أسلم على ماء ونصب عليه مسجدا فهو له فابتدر بنو أسد جرثم وهو أفضل مياههم فقال في ذلك مرة الأسدي ليهنىء مدركا أن قد تركنا له ما بين جرثم والقباب إذا حالت جبال البشر دوني ومات الضغن وانقطع الجناب فبلغ ذلك مدركا وهو العنقسي فقال ليس يهنيني ولكن يجدع أنفي مري بصيغة التصغير بن أوس بن حارثة بن لام الطائي له إدراك وقد استعمل الوليد بن عقبة لما كان أمير الكوفة في خلافة عثمان ولده الربيع بن مري على صدقات الجزيرة مري بكسر أوله مخففا الرومي يقال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ولكنه سمع كلام رسوله وآمن ذكر محمد بن عائذ في المغازي بسند فيه إرسال أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث شجاع بن وهب إلى الحارث بن أبي شمر وهو بغوطة دمشق فخرج من المدينة في ذي الحجة سنت ست فذكر القصة وفيها قال شجاع فجعل حاجبه يسألني عن النبي صلى الله عليه وسلم وما يدعو إليه وكان روميا اسمه مري فكنت أحدثه عن صفته فيرق حتى يغلبه البكاء ويقول إني قرأت الإنجيل فأجد صفة هذا الني صلى الله عليه وسلم بعينه فكنت أحسبه يخرج بالشام واراه قد خرج بأرض القرظ فأنا أومن به وأصدقه وأنا أخاف أن يقتلني الحارث قال فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بما قال وأبلغته السلام مري فقال صدق مرير الإيادي بوزن عظيم أدرك الجاهلية وعاش بعد ذلك وقد سمع أبو عمرو بن العلاء من ولده هجاس ذكر أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة أبي داود الإيادي من الأغاني وكذلك صاعد في كتاب القصوص من طريق الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن هجاس بن مرير عن أبيه قال كان أدرك الجاهلية وقال بينا أبو داود الإيادي وابنه وابنة له على بيت لهم إذ خرج ثور من الأكمة فانبرى بين يده فقال وبدت له أذن توجس حرة وأحم وائد (6/170)
<171> وقوائم عوج لها من خلفها زمع زوائد ثم قال لسانه عون القوافي فذكر القصة الميم بعدها الزاي والسين مزرد بن ضرار أخو الشماخ الشاعر المشهور تقدم مع أخيه مسافع بن عبد الله بن مسافع قال بن عساكر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح دمشق وكان من قواد اليمن ثم أسند من الفتوح لسيف بسنده وقال وبقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان من قواد اليمن عدد منهم مسافع بن عبد الله بن مسافع مسافع بن عقبة بن شريح بن يربوع الغطفاني وكان شريح يلقب دارة القمر لحسنه ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال مسافع مخضرم وهو والد سالم بن دارة الشاعر المشهور قال ولما حبس عثمان سالما لكونه هجا بني فرارة مات سالم في الحبس فقال مسافع في ذلك جزاني الله من عثمان إني إذا أدعو على خصم جزاني وقد تقدم في ترجمة سالم بن دارة سبب حبسه وموته مسافع بن النعمان التيمي ثم الربعي له إدراك ذكره سيف في الفتوح مساور بن هند بن قيس بن زهير بن حذيمة العبسي كان جده قيس مشهورا في الجاهلية ولا سيما في حرب داحس والغبراء ذكر الأصمعي ما يدل على أن له إدراكا فحكى عن أبي طفيلة قال وكان نحو أبي عمرو بن العلاء في السن قال حدثني من رأى مساور بن هند ولد في حرب داحس قبل الإسلام بخمسين عاما وذكره المرزباني في معجم الشعراء وذكر له قصة مع عبد الملك وفي حكاية الأصمعي أنه لما عمر صغرت عيناه وعظمت أذناه فجعلوه في بيت صغير ووكلوا به امرأة فرأى ذات يوم غفلة فخرج فجلس في وسط البيت وكوم كومة من تراب ثم أخذ بعرتين فقال هذه فلانة وهذه فلانة لفرسين كان يعرفهما ثم أرسلهما من رأس الكوم ثم نظر فقال سبقت فلانة ثم أحس بالمرأة فقام فهرب وقال الأصمعي وبلغني أنه أتي به الحجاج فقال له ما كنت تصنع بقول الشعر قال كنت أسقي به الماء وأرعى به الكلأ وقال المرزباني كان أعور وهو من المتقدمين في الإسلام وهو وأبوه وجده أشراف من بني عبس شعراء فرسان وهو القائل جزى الله خيرا علايا من عشيرة إذا حدثان الدهر نابت نوائبه إذا أخذت بزل المخاض سلاحها تجرد فيهم متلف المال كاتبه (6/171)
<172> قال يقال أخذت الإبل سلاحها إذا استحسنها صاحبها فلم يذبحها المستظل بن حصن البارقي أبو المثنى ذكره أبو موسى في الذيل هو تابعي قيل إنه أدرك الجاهلية وذكره بن حبان في الثقات روى عن عمر بن الخطاب وغيره روى عنه شبيب بن غرقدة المستوعز بعين مهملة ثم زاي بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي أبو بيهس واسمه عمرو والمستوعز لقب قال المفضل الضبي كان عمر زمانا طويلا وكان من فرسان العرب في الجاهلية وقال المرزباني يقال إنه عاش في أيام معاوية ويقال عاش ثلاثمائة وعشرين سنة ويقال مات في صدر الإسلام وقال الأصمعي قال أبو عمرو بن العلاء عاش المتوعز ثلاثمائة سنة وعشرين سنة وذكر أبو جعفر في زيادات كتاب المجاز لأبي عبيدة عن الأصمعي قيل للاصمعي من أين أوتي هذا قال من قبل أخواله وأخرج أبو علي بن السكن من طريق الأصمعي سمعت عقبة بن رؤبة بن العجاج يقول مر المتوعز بن ربيعة بعطاظ يقوده بن ابنه فقال له رجل أحسن إليه فطالما حملك فقال من ظننته قال أبا أو جدك قال فإنه بن ابني فقال لو كنت المستوعز ما زدت قال فأنا المستوعز وقال أبو حاتم السجستاني عاش ثلاثمائة سنة وثلاثين سنة حتى أدرك الإسلام فأمر بهدم البيت الذي كانت ربيعة تعظمه في الجاهلية وهو القائل يشكو من طول عمره ولقد سئمت من الحياة وطولها وعمرت من عدد السنين مئينا مائة أنت من بعدها مائتان لي وازددت من عدد الشهور سنينا هل ما بقي إلا كما قد فاتني يوم يمر وليلة تحدونا قال وبين المستوعز وبين مضر بن نزار تسعة آباء وبين عمرو بن قمئة وبين نزار عشرون أبا قلت فشارك عمرو بن قمئة في ذلك من كبار الصحابة مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله الهمداني ثم الوادعي أبو عائشة له إدراك وقدم من اليمن بعد النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبي بكر وعمر وعلي ومعاذ وابن مسعود وعائشة وأمها أم رومان وجماعة وروى عنه بن أخيه محمد بن المنتشر بن الأجدع وأبو الضحى والشعبي والنخعي والسبيعي وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن مرة وآخرون قال الأجري عن أبي داود كان عمرو بن معد يكرب الكندي خاله وكان أفرس فرسان اليمن أبوه قال علي بن المديني صلى خلف أبي بكر وحدث عن عمر وعلي ولم يحدث عن عثمان قال ولا قدم عليه من أصحاب عبد الله بن مسعود أحدا وقال عثمان الدارمي قلت لابن معين مسروق عن عائشة أحب إليك أو عروة عنها فلم يخبر وقال الشعبي ما رأيت أطلب للعلم منه وقال عبد الملك بن أبجر عن الشعبي كان أعلم بالفتوى من شريح وكان شريح أبصر بالقضاء منه وقال شعبة عن أبي إسحاق حج مسروق فلم ينم إلا ساجدا وقال مجالد عن الشعبي عن مسروق قال لي عمر ما اسمك قلت مسروق بن الأجدع قال الأجدع شيطان أنت بن عبد الرحمن وقال العجلي كوفي تابعي ثقة أحد أصحاب عبد الله الذين كانوا يقرءون عليه ويفتون وقال أبو نعيم مات سنة اثنتين وستين وأرخه غيره سنة ثلاث وستين وهو قول الجمهور وقال هارون بن حاتم عن الفضل بن عمرو (6/172)
<173> عاش ثلاثا وستين سنة كذا قال ولعلها سبعين لما تقدم من قول بن المديني أنه صلى خلف أبي بكر رضي الله عنه مسروق بن أوس بن مسروق التميمي ثم الحنظلي ويقال أوس بن مسروق والأول الصواب له إدراك وغزا في خلافة عمر بن الخطاب وحدث عن أبي موسى الأشعري أنه سمعه يحدث بحديث الأصابع سواء عشر عشر من الإبل وذكره بن حبان في ثقات التابعين مسروق بن حجر بن سعيد الكندي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه مخضرم وأنشد له من أبيات ألا من مبلغ عني شعيبا أكل الدهر عزكم جديد مسروق بن ذي الحارث الهمداني ثم الأرحبي ذكره وثيمة في كتاب الردة فقال لما بلغ بن ذي المشعار الهمداني وكان ملك ناحيته أن قومه لما هموا بالردة قام فيهم خطيبا فحرضهم على الثبات على الإسلام فقام إليه مسروق بن ذي الحارث الأرحبي فقال أيها الملك إنه لا يبلغ عنك قريشا إلا رجل من قومك مثلي فابعثني إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل فقال يا خليفة رسول الله إن بعدي أقواما أسلموا لله لا للناس وأطال في خطبته وأنشد أبياتا منها كل أمر وإن تعاظم مني الصبر عليه سوى النبي رقيق أيها القائم المعصب بالأمر لأنت المصدق الصديق إن ذا الأمر فيكم فخذوه ثم قودوا إلى النجاة وسوقوا مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمي بن جندل بن نهشل بن دارم التميمي الدارمي له إدراك وهو والد ليلى امرأة علي ذكره الزبير بن بكار وهشام بن الكلبي وقالا إنها والدة أبي بكر وعبد الله ابني علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مسعود بن معتب التجيبي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال مخضرم وأنشد له ومتى أدع في تجيب تجبني أسد غيل ودار عون كثير وهم الموت لا يغازون حيا حيث كانوا هناك إلا أبيروا مسعود الثقفي أدرك الجاهلية ذكره أبو موسى مختصرا مسفع بفاء مهملة بن باكورا بموحدة أوله ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام وقال كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم مع جرير بن عبد الله البجلي مسلم بن عقبة بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف المري أبو عقبة الأمير من قبل يزيد بن معاوية على الجيش الذين غزوا المدينة يوم الحرة ذكره بن عساكر وقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد صفين مع معاوية وكان على الرجالة وعمدته في إدراكه أنه استند إلى ما أخرجه محمد بن سعد في الطبقات عن الواقدي بأسانيده قال لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل المدينة أخرجوا عامله من المدينة وخلعوه وجه إليهم عسكرا أمر عليهم مسلم بن عقبة المري وهو (6/173)
<174> يومئذ شيخ بن بضع وتسعين سنة فهذا يدل على أنه كان في العهد النبوي كهلا وقد أفحش مسلم القول والفعل بأهل المدينة وأسرف في قتل الكبير والصغير حتى سموه مسرفا وأباح المدينة ثلاثة أيام لذلك والعسكر ينهبون ويقتلون ويفجرون ثم رفع القتل وبايع من بقي على أنهم عبيد ليزيد بن معاوية وتوجه بالعسكر إلى مكة ليحارب بن الزبير لتخلفه عن البيعة ليزيد فعوجل بالموت فمات بالطريق وذاك سنة ثلاث وستين واستمر الجيش إلى مكة فحاصروا بن الزبير ونصبوا المنجنيق على أبي قبيس فجاءهم الخبر بموت يزيد بن معاوية وانصرفوا وكفى الله المؤمنين القتال والقصة معروفة في التواريخ ولولا ذكر بن عساكر لما ذكرته كما تقدم في الاعتذار عن ذكر مثل هذا في ترجمة عبد الرحمن بن ملجم مسلم بن هانئ أخو شريح بن هانئ تقدم ذكره في ترجمة شريح وسماه بن قانع مسلمة بزيادة هاء والمعروف باسقاطها وضم أوله وكسر اللام والله أعلم مسلم الخزاعي له إدراك وسمع من معاذ بن جبل وأبي الدرداء ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا التي تلي طبقة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مسمع بكسر أوله وسكون المهملة وفتح الميم ذكر أبو جعفر الطبري أنه كان مع العلاء بن الحضرمي في قتال الردة واستعان به في كثير من ذلك وكان من أهل النكاية في أهل الردة واستدركه بن فتحون ولم أستبعد أنه والد مالك بن مسمع رئيس بكر بن وائل بالبصرة في صدر الإسلام في الدولة الأموية المسور بكسر أوله وسكون ثانيه بن عمرو له إدراك ذكر أبو جعفر الطبري أن أهل نجران لما بلغهم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كتبوا إلى أبي بكر يسألونه في تجديد العهد الذي كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فأجابهم وكتب لهم عهدا جديدا وشهد فيه المسور بن عمرو المسور بضم أوله وتشديد الواو المفتوحة وهو بن يزيد الجذامي ذكره أبو سعيد بن يونس وقال شهد فتح مصر وذكره سعيد بن عفير في أشراف جذام وأورده بن منده في الصحابة ولم يزد على ما قال بن يونس بل ساق سنده إلى سعيد بن عفير بما ذكره وفي الجملة هو من أهل هذا القسم مسهر بن خالد بن جندب بن منقذ بن حر بن نكرة العبدي النكري له إدراك وكان ابنه قيس مع الحسين بن علي لما قتل بالطف سنة ستين مسهر بن النعمان بن عمرو بن ربيعة بن تيم بن الحارث بن مالك بن عبيد بن جزيمة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن عائذة قريش وعدادهم في بني ربيعة بن ذهل بن شيبان وقيل هو مسهر بن عمرو بن عثمان بن ربيعة بن عائذة ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه مخضرم وأنشد له في ذلك لكل أناس سلم يرتقى به وليس إلينا في السلالم مطلع وينفر منا كل وحش وينتمي إلى وحشنا وحش البلاد فيرتع قال وكان يقال له مقاس العائذي المسيب بن نجبة بفتح النون والجيم بعدها موحدة بن ربيعة بن رباح بن عوف بن هلال (6/174)
<175> بن شمخ بن فرارة الفزاري له إدراك وقد شهد القادسية وفتوح العراق فيما ذكر بن سعد وله رواية عن حذيفة وعلي روى عنه أبو إسحاق السبيعي وعبيد المكتب وأبو إدريس المرهبي وذكره العسكري فقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وليست له صحبة قلت وروايته عن علي في الترمذي وقال بن سعد كان مع علي في مشاهده وقتل يوم عين الوردة مع النواس وقال بن أبي حاتم عن أبيه قتل مع سليمان بن صرد في طلب دم الحسين سنة خمس وستين قلت وكان سبب ذلك أن يزيد بن معاوية لما مات وتفرقت الآراء وغلب كل واحد على ناحية اجتمع نفر من أهل الكوفة وندموا على سكوتهم عن نصر الحسين بن علي فقالوا ما ينمحي عنا هذا الذنب إلا ببذل أنفسنا في طلب ثأره فخرجوا في جيش كثير إلى جهة الشام فجهز إليهم مروان أول ما غلب على الشام جيشا عليهم عبيد الله بن زياد فقتلوا ثم جهز المختار لما غلب على الكوفة جيشا بعدهم فقتلوا عبيد الله بن زياد وهزموا من معه والقصة مشهورة في التواريخ المسيب بن نجبة آخر قال بن عساكر له إدراك ذكره عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامى في فتوح الشام وقال حدثني الحارث بن كعب عن قيس بن أبي حازم قال كان المسيب ممن خرج مع خالد بن الويد وكانوا مع بجيلة وأكثرهم من أحمس نحو مائتي رجل ومن طي نحو مائة وخمسين رجلا ومن ذيبان نحو مائتي رجل فيهم المسيب بن نجبة ومن المهاجرين والأنصار نحو ثلاثمائة فجعل خالد على شطر خيله المسيب وعلى الشطر الآخر رجلا من بني بكر بن وائل قلت أورد بن عساكر هذه القصة في ترجمة المسيب بن نجبة الفزاري والذي يغلب على ظني أنه غيره وأنه أرسل الميم بعدها الشين مشجعة بن نضر البغوي له إدراك تقدم ذكره في أخيه قرة بن نضر مشرح بن عبد كلال الجميري أخو الحارث أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو الحسن المدائني كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وإلى أخويه الحارث ونعيم سلم أنتم ما آمنتم بالله ورسوله وأن الله وحده لا شريك له وبعث بكتابه مع عياش بن أبي ربيعة فآمنوا به فأخذ فضلهم الثلاثة الذين كانوا إذا يحضرونها سجدوا وكانت من الإبل فأخرجها بالسوق مشعار بن ذي المشعار الهمداني ذكره وثيمة بن الفرات في كتاب الردة وقال كان من سادات همدان وكان على ناحيته فلما هم قومه بالردة قام فيهم خطيبا وكان متألها فنهاهم عن الردة وقال في ذلك أبياتا وقد تقدم له ذكر في مسروق بن ذي الحارث في هذا القسم الميم بعدها الضاد مضرس بن أنس بن خراش بن خالد المحاربي له إدراك وشهد فتوح العراق واستشهد (6/175)
<176> بالمدائن ذكره بن الكلبي ثم البلاذري مضرس بن عبيد بن حيي بن ربيعة بن سعد بن مالك التميمي مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وكان ابنه توبة بن مضرس في زمن معاوية ومن بعده وكان شاعرا فاتكا ذكره بن سعيد اليشكري في كتابه أخبار اللصوص من العرب وأشعارهم الميم بعدها الطاء مطرف بن مالك أبو الرباب لا أعلم له رؤية وشهد فتح تستر مع أبي موسى روى عنه زرارة بن أبي أوفى خبره في ذلك ذكره أبو عمر هكذا مختصرا ونسبه خليفة بن خياط فقال بن مالك بن قشير بن كعب كذا في تاريخ بن عساكر وليس بجيد ولعله كان فيه من بني قشير بن كعب فإن بين مالك وقشير بن كعب اثنين أو ثلاثة وقد وقفت على قصته في تاريخ بن أبي خيثمة قال حدثنا هدبة وقال أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه حدثنا عفان وفي كتاب الشريعة لأبي بكر بن أبي داود قال حدثنا الدقيقي حدثنا عفان قالا حدثنا همام عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن مطرف بن مالك قال شهدت فتح تستر مع الأشعري فأصبنا ذانبال في السوق وأصبنا معه ربطتين من كتان وأصبنا معه ربعة فيها كتاب وكان أول من وقع عليه رجل من بلعنبر يقال له حرقوص وكان معنا أجير نصراني يقال له نعيم فقال تبيعوني هذه الربعة وما فيها فكره الأشعري ومن عنده من الصحابة بيع ذلك الكتاب فبعناه الربعة بدرهمين ووهبناه الكتاب فكتب الأشعري إلى عمر فكتب إليه إن نبي الله دعا الله أن لا يليه إلا المسلمون فصلى عليه ودفنه قال مطرف بن مالك ثم بدا لي أن أزور بيت المقدس فذكر قصة سأذكرها في نعيم في حرف النون إن شاء الله تعالى وأورد بن أبي داود أيضا من طريق هشام عن محمد بن سيرين عن أبي الرباب كنت خامس خمسة فيمن ولي قبض تستر فجاء إنسان فقال أتبيعوني ما معي بعشرين درهما ومعه شيء تحت ردائه قلنا نعم إن لم يكن ذهبا أو فضة أو كتاب الله فإنه كتاب الله ولكنكم لا تقرءونه وأنا أقرؤه فأخرج جونة فيها كتاب من التوراة فوهبناه له وأخذنا الجونة فألقيناها في القميص فابتاعها منا بدرهمين ولمطرف رواية عن أبي الدرداء أخرجها عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن أيوب عن محمد عنه قال دخلنا على أبي الدرداء فذكر حديثا في تكفير الوصب والخطأ عن المؤمن قال البخاري مطرف بن مالك أبو الرباب القشيري شهد فتح تستر مع الأشعري روى عنه زرارة بن أبي أوفى ومحمد بن سيريرن وقد ذكرنا روايته عن أبي الدرداء وله أيضا عن معقل بن يسار وكعب الأحبار روى عنه أيضا أبو عثمان النهدي وقال النسائي في الكنى بصري ثقة مطير بن الأشيم بن قيس الأسدي له إدراك وهو عم عبد الله بن الزبير الأسدي الشاعر وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء من أبيات يرثي بها علقمة بن وهب بن قيس بن عمه أتاني النعي فكذبته لصدق الحديث وما أكذب (6/176)
<177> الميم بعدها العين معاذ بن يزيد بن الصعق العامري ذكره وثيمة في كتاب الردة وأنه كان له في قومه شأن قال فجمعهم حين عزموا على الردة وخطبهم خطبة طويلة يحرضهم على الرجوع للإسلام ويقبح عليهم الردة فقال يا معشر هوازن إنكم عثرتم في الإسلام خمس عثرات والله لترجعن إلى ما خرجتم منه أو لتؤخذن أخذة أهل بدر فلم يقبلوا فارتحل بأهله وبمن أطاعه وقال في ذلك بني عامر أين أين الفرار من الله والله لا يغلب منعتم فرائض أموالكم وترك صلاتكم أعجب وكذبتم الحق فيما أتى وإن المكذب للأكذب معاوية بن الجون الكندي ذكر وثيمة في كتاب الردة أنه كان خطيب قومه في الجاهلية وأنه حذرهم من الردة فلم يقبلوا منه معاوية بن الحارث بن ثعلبة النخعي جد حفص بن غياث بن طلق الكوفي وقع في ترجمة حفص بن غياث عند بن خلفون أن جده معاوية هذا شهد القادسية ووقع في الأربعين للجوزقي ما يؤيد ذلك معاوية بن حرمل الحنفي صهر مسيلمة الكذاب له إدراك وكان مع مسيلمة في الردة ثم قدم على عمر تائبا فأخرج البغوي من طريق الجريري عن أبي العلاء عن معاوية بن حرمل قدمت على عمر فقلت يا أمير المؤمنين تائب من قبل أن يقدر علي فقال من أنت فقلت معاوية بن حرمل ختن مسيلمة قال اذهب فانزل على خير أهل المدينة قال فنزلت على تيمم الداري فبينا نحن نتحدث إذ خرجت نار بالحرة فجاء عمر إلى تميم فقل يا تميم أخرج فقال وما أنا وما تخشى أن يبلغ من أمري فصغر نفسه ثم قام فحاشها حتى أدخلها الباب الذي خرجت منه ثم اقتحم في أثرها ثم خرج فلم تضره معاوية بن عمران بن ضمضم الحردي له إدراك وشهد فتح مصر قاله بن يونس والله أعلم معاوية العقيلي له إدراك ذكره سيف في الفتوح وأنه الذي استنقذ عيال فيروز الديلمي وغيره من الأبناء لما غلب عليهم قيس بن مكشوح ونفاهم من اليمن فاستنصر فيروز ببني عقيل وعليهم رجل يقال له معاوية فاعترضوا لخيل قيس فهزموهم واستنقذوا العيال فمدح فيروز معاوية المذكور وبني عقيل بأبيات معاوية غير منسوب حكى الرافعي أنه قيل إنه المذكور في حديث فاطمة بنت قيس قالت إن معاوية وأبا جهم خطباني فقال النبي صلى الله عليه وسلم معاوية صعلوك لا مال له الحديث ليس هو معاوية بن أبي سفيان الذي ولي الخلافة بل هو آخر قال النووي وهذا غلط صريح فقد وقع في صحيح مسلم في هذا الحديث معاوية بن أبي سفيان والله أعلم معاوية بن جعفر بن قرط بن عبد يغوث بن كعب النخعي ذكره المرزباني في معجم (6/177)
<178> الشعراء وقال إنه مخضرم وأنشد له من أبيات لنحن تركنا في مجر جيادنا سنانا وأعيانا عليه مدامع وقال غيره كان يعرف بابن دارة معبد بن مرة العجلي ذكره سيف والطبري فيمن اختاره سعد بن أبي وقاص في جملة من يوثق بدينه ورأيه ووجههم دعاة إلى رستم قبل وقعة القادسية قالوا وكان معبد من دهاة العرب معدان الثعلبي له إدراك وأسلم في عهد عمر بعد أن أسلمت امرأته قبله فاعيدت إليه لكونه أسلم قبل انقضاء عدتها وله قصة في ذلك مع الزبير بن العوام ذكرها الزبير بن بكار عن عمه معدان بن جواس بالجيم بن فروة بن سلمة بن المنذر بن المضرب بن معاوية بن عامر بن سلمة بن شكامة بن شيب بن السكون السكوني كان أبوه شاعرا ولم يذكر في الصحابة فكأنه مات قبل ان يسلم وأما ولده فله إدراك وهو الذي تحمل دم الربيع بن زياد الكلبي المعروف بفارس العرادة وهو من بني عدي بن حبان فقتله بنو أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان وهم أخوال معدان في خلافة عثمان فقام معدان حتي تحمل بدمه وأنشد تداركت أخوالي من الموت بعدما تشاءوا ودقوا بينهم عطر منشم ذكره بن الكلبي وقال تشاءوا بفتح الهمزة أي تسارعوا ومنشم بنون ومعجمه كانت عطارة قلت وأخذ هذا البيت من قصيدة زهير بن أبي سلمى التي مدح بها هرم بن سنان وأخاه فقال فيها تداركتما عبسا وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم معد يكرب المشرقي له إدراك وسمع من أبي بكر الصديق ذكره يعقوب بن قتيبة في مسند الصديق من مسنده الكبير قال يعقوب بن شيبة حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن أبيه عن أبي الضحي قال استنشد أبو بكر رضي الله عنه معد يكرب ثم قال له إنك أول من استنشدته في الإسلام وأخرجه الخطيب من طريق يعقوب بن شيبة ونقل عنه أن له حديثا آخر في التلبية قال الخطيب راوي حديث التلبية إنما هو عمرو بن معد يكرب الفارس المشهور وهو كما قال معدي بن أبي حميضة الوادعي يأتي نسبة في ترجمة أخيه المنذر له إدراك كأخيه وكان له ولد اسمه عبد الملك كان يشبه كسري فكانت الأعاجم تعظمه وتخبره بأنه يشبه كسري ذكر ذلك بن الكلبي معرم الحارثي ذكره العسكري وقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقدم المدينة إلا في خلافة عمر معضد بن يزيد العجلي أبو يزيد الكوفي ذكره أبو موسي في الذيل وقال قيل إنه أدرك الجاهلية قلت ذكره أبو نعيم في الحلية قبل مرة بن شراحيل بواحد وبعد عمرو بن ميمون الأودي بواحد وكلاهما من أهل هذا القسم وقال لا اعرف له سندا متصلا أورد من الزهد لأحمد بسند صحيح عن علقمة أنه أصاب بردة فيها من دم معضد فغسله فبقي أثره فكان يصلي فيها ويقول إنه ليزيده إلي حبا أن دم معضد فيه ومن طريق عبد الرحمن بن يزيد النخعي بسند صحيح أيضا قال خرجت في جيش فيهم (6/178)
<179> علقمة ويزيد بن معاوية النخعي وعمرو بن عتبة ومعضد فخرج عمرو بن عتبة وعليه جبة فقال ما أحسن الدم يتحادر علي هذه فأصابه حجر فشجه فتحدر عليها الدم ثم مات منها وخرج معضد فأصابه حجر فشجه فجعل يلمسها بيده ويقول إنها لصغيرة وإن الله يبارك في الصغير فمات منها فدفناه معقل بن الأعشى بن النباش كان يعرف بأبيض الركبان له إدراك وله مشاهد مشهورة في قتال الفرس وكان مع خالد بن الوليد من سنة اثنتي عشرة وما بعدها استدركه بن فتحون معقل بن خداج الطائي له إدراك ذكره وثيمة وقال شهد اليمامة مع خالد بن الوليد وأبلى يومئذ بلاء حسنا واستشهد هناك واستدركه بن فتحون معقل بن ضرار هو الشماخ تقدم في الشين المعجمة معقل بن قيس الرياحي بالتحتانية المثناة له إدراك قال بن عساكر اوفده عمار بن ياسر على عمر بفتح تستر ووجهه علي بني ناجية حين ارتدوا وذكره يعقوب بن سفيان في أمراء على يوم الجمل وقال الهيثم بن عدي كان صاحب شرطة علي وذكر خليفة بن خياط أن المستورد بن علقة اليربوعي الخارجي بارزه لما خرج بعد علي فقتل كل منهما الآخر وكان ذلك سنة اثنتين وأربعين في خلافة معاوية ذكره الطبري وأرخه أبو عبيدة سنة تسع وثلاثين في خلافة علي معمر بن كلاب الزماني ذكره وثيمة في الردة وقال كان ممن وعظ مسيلمة وبني حنيفة ونهاهم عن الردة قال وكان جارا لثمامة بن أثال فلما عصوه تحول إلى المدينة فمنعه ثمامة حتى رده وشهد قتال اليمامة مع خالد واستدركه أبو علي الغساني وهو بتشديد الميم معن بن أوس بن نصر بن زيادة بن أسعد بن سحيم بن ربيعة بن عداء بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عداء بن عثمان بن عمرو بن أد بن بن طابخة وأم عثمان اسمها مزينة بنت كلب بن وبرة غلبة عليهم فنسبوا إليها المزني الشاعر المشهور ذكره أبو الفرج الأصبهاني فقال شاعر مجيد فحل من مخضرمي الجاهلية والإسلام فإنه مدح عبد الله بن جحش وغيره وفد على عمر مستعينا به على أمره وخاطبه بقصيدته التي أولها تأوبه طيف بذات الحوائم فنام رفيقاه وليس بنائم قال ثم عمر بعد ذلك إلى زمان بن الزبير وهو الذي قال لابن الزبير لعن الله ناقة حملتني إليك فقال إن وراكبها قال وكان معاوية يقول فضل المزنيون الشعراء في الجاهلية والإسلام وهو صاحب القصيدة المعروفة بلامية العجم التي أولها لعمري لا أدري وإني لأوجل على أينا تغدو المنية أول يقول فيها إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته على طرف الهجران إن كان يعقل ويقول فيها إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكن لشيء إليه آخر الدهر تعدل وقال المرزباني كان رضيع عبد الله بن الربيع وكان مصاحبا له وكف في أواخر عمره قال بن عساكر كان (6/179)
<180> معاوية يفضله ويقول كان أشعر أهل الجاهلية زهير بن أبي سلمى وأشعر أهل الإسلام ابنه كعب ومعن بن أوس معن بن حاجر كان هو وأخوه طريفة مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردة وذكر له سيف في الفتوح في ذلك أخبارا معية بصيغة التصغير أو بفتح أوله وكسر ثانيه بن الحمام المري بالراء المهملة هو أخو حصين بن الحمام تقدم ذكره مع أخيه وأنشد له المرزباني يرثي أخاه من أبيات ومن لا ينادي بالهضيمة جاره إذا أسلم الجار الأليف المواكل فمن وبمن يستدفع الضر بعده وقد صممت فينا الخطوب النوازل قلت ذكرته لأن أخاه إن كان مات قبل الوفاة النبوية فجائز أن يكون معية أسلم وجائز ألا يكون أسلم ومات على كفره لكن تقدم في الحصين أنه كان له بن اسمه باسم أخيه معية وبه كان يكنى فتكون الترجمة له وإن كان موت الحصين بعد الوفاة النبوية فأخواه من أهل هذا القسم والله أعلم الميم بعدها العين المغيرة بن أبي صفرة الأزدي ذكر أبو علي بن السكن في الصحابة في ترجمة أبي صفرة والده ما يدل على إدراكه فقال وسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ولده فقال هم ثمانية عشر ذكرا وولدت لي بأخرة بنت سميتها صفرة فقال أنت أبو صفرة وقال أبو عمر في ترجمة أبي صفرة إنه وفد على أبي بكر وعمر ومعه عشرة من ولده أصغرهم المهلب وقال الطبري لما ولي زياد الحكم بن عمرو خراسان ولي المهلب الحرب وولي أخاه أمر العسكر ففتح الله عليهم واستدركه بن فتحون المغيرة بن عبد الله بن المعرض بن عمرو بن أسد بن خزيمة المعروف بالأقيشر ويكنى أبا المعرض قال أبو الفرج الأصبهاني كان أبعد بني أسد بن خزيمة نسبا وعمر عمرا طويلا في الجاهلية وهو الذي يقول في الإسلام في مسجد سماك بن خرشة الأسدي غضبت دودان من مسجدنا وبه يعرفهم كل أحد لو هدمنا غدوة بنيانه لانمحت أسماؤهم طول الأمد قال وقالوا إنه كان عنينا ووصف نفسه بضد ذلك حيث يقول في وصف الإير ويوهم أنه يصف الفرس ولقد أروح بمشرف ذي ميعة عند المكر وماؤه يتفصد مرح يطير من المراح لعابه ويكاد جلد أديمه يتقدد الميم بعدها القاف والكاف (6/180)
<181> المقوقس يأتي في القسم الذي بعده مكحول قيل هو اسم النجاشي ملك الحبشة ذكر ذلك في نوادر التفسير لمقاتل بن سليمان مكلبة بن حنظلة بن جوية له إدراك ذكره محمد بن خالد الدمشقي في كتاب فتوح الشام وأورد بسند فيه من لم يسم عنه قال إني والله لفى الميسرة يوم اليرموك إذ مر بنا رجال من الروم على خيل من خيول العرب لا يشبهون الروم فما أنسى قول قائل منهم النجاء الحقوا بوادي القرى ويثرب ثم يرتجز أكل حين منكم مغير يحل في البلقاء والسدير هيهات يأتي ذلك الأمير والملك المتوج المحبور قال فأحمل عليه فلم أزل حتى أقتله الميم بعدها اللام ملحان بن زنار بن غطيف بن حارثة بن سعيد بن حشرج الطائي أخو عدي بن حاتم لأبيه ويجتمع معه في الحشرج وأمهما النوار بنت رملة البحترية له إدراك وذكره عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامى في الفتوح وقال حدثني سعيد بن مجاهد أن ملحان بن زنار أتى أبا بكر في جماعة من طي خمسمائة أو ستمائة فقال إنا أتيناك رغبة في الجهاد وحرصا على الخير فقال له أبو بكر الحق بأبي عبيدة فقد رضيت لك صحبته فلحق به وشهد معه المواطن وقال بن سعيد كان لعدي بن حاتم إخوة من أمه أشراف منهم قبيعس مات في الجاهلية ولأم استخلفه على علي المدائن لما توجه إلى صفين وحليس وملحان وشهد ملحان صفين مع معاوية مليل بالتصغير بن ضمرة الغفاري له إدراك وشهد فتح مصر قاله بن يونس مليح بن عوف السلمي له إدراك وكان دليلا في زمن عمر وقد أخرج بن سعد في الطبقات من طريق حبيب بن عمرو عن مليح بن عوف السلمي قال بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص صنع بابا من خشب على داره وحصن على قصره حصنا من قصب قال فأمرني عمر بالمسير مع محمد بن مسلمة وكنت دليلا بالبلاد فذكر القصة في عزل سعد عن الكوفة الميم بعدها النون (6/181)
<182> منازل بضم أوله ورد ذكره في خبر ضعيف يدل على أن له إدراكا وروينا في فوائد عمر بن محمد الجمحي عن علي بن عبد العزيز عن خلف بن يحيى قاضي الري عن أبي مطيع الخراساني عن منصور بن عبد الرحمن الغداني عن الشعبي قال نظر عمر بن الخطاب إلى رجل ملوي اليد فقال له ما بال يدك ملوية قال إن أبي كان مشركان وكان كثير المال فسألته شيئا من ماله فامتنع فلويت يده وانتزعت من ماله ما أردت فدعا علي في شعر قاله جرت رحم بيني وبين منازل سواء كما يستنجز الدين طالبه وربيت حتى صار جعدا شمردلا إذا قام اراني غارب الفحل غاربه وقد كنت آتيه إذا جاع أو بكى من الزاد عندي حلوه وأطايبه فلما رآني أبصر الشخص أشخصا قريبا ولا البعد الظنون أقاربه تهصمني مالي كذا ولوى يدي لوى يده الله الذي هو غالبه قال فأصبحت يا أمير المؤمنين ملوى اليد فقال عمر الله أكبر هذا دعاء آبائكم في الجاهلية فكيف في الإسلام في سنده ضعف وانقطاع وقد ذكر أبو عبيد في المجاز في البيت الأخير بلفظ تظلمني بدل تهضمني وقال الأثرم رواية أبي عبيد هو منازل بن أبي منازل فرعان بن الأعرف التميمي وذكر المرزباني في معجم الشعراء هذه القصة في ترجمة قرعان فقال له مع عمر بن الخطاب حديث في عقوق ولده منازل وقوله فيه فذكر البيت الأول جرت رحم وزاد وما كنت أخشى أن يكون منازل عدوي وأدنى شانيء أنا راهبه حملت على ظهري وقربت صاحبي صغيرا إلى أن أمكن الطر شاربه وأنشده وأطعمته بلفظ وربيت حتى صار جعدا شمردلا إذا قام اراني غارب الفحل غاربه وأنشد الأخير تخون مالي ظالما والباقي سواء وقال أبو عبيدة في المجاز تظلمني مالي معناه تنقصني قال الشاعر وأنشد البيت الأول وبعده تظلمني مالي كذا ولوى يدي إلى آخره وقال الأثرم الراوي عن أبي عبيدة هو فرعان قاله في ولده منازل انتهى وأورده المرزباني في ترجمة منازل في قصة منازل بن أبي منازل السعدي واسم أبي منازل فرعان بن الأعرف أحد بني النزال من بني تميم رهط الأحنف بن قيس يقول في ولده خليج بن منازل وعقه فقدمه إلى إبراهيم بن عربي وإلى اليمامة من قبل مروان بن الحكم يعني حين كان خليفة تظلمني مالي خليج وعقني على حين صارت كالحني عظامي وكيف أرجي العطف منه وأمه حرامية ما غرنى بحرام تخيرتها فازددتها لتزيدني وما نقص ما يزداد غير غرام لعمري قد ربيته فرحا به فلا يفرحن بعدي امرؤ بغلام قلت فكأنه عوقب عن عقوق أبيه بعقوق ولده وعن لي يده بأن أصبحت يده ملوية وكانت قصة منازل مع أبيه في الجاهلية كما دل عليه الخبر الأول وقصة خليج مع أبيه وسط المائة الأولى لأن مروان (6/182)
<183> ولي الخلافة سنة أربع وستين المنذر بن حرملة في حرملة بن المنذر المنذر بن حسان بن ضرار الضبي ذكره سيف في الفتوح فقال أرسله عمر مع قوم من بني ضبة إلى المثنى بن حارثة الشيباني مددا وذلك في سنة ثلاث عشرة وذكره وثيمة في الردة فيمن ثبت على إسلامه وذكر الفاكهي في كتاب مكة أنه هو الذي قتل مهران أمير الفرس بالقادسية قال وكان المنذر قد انتهت إليه رياسة بني ضبة وكانت قبله في قبيصة بن ضرار وكان على بني ضبة يوم الكلاب فلما مات قبيصة صارت إلى المنذر المنذر بن أبي حميضة الوداعي الهمداني له إدراك هو أول من جعل سهم البراذين دون سهم العراب فبلغ عمر فأعجبه وقال فضلت الوداعي أمه ذكر ذلك الشافعي في الأم عن بن عيينة عن الأسود بن قيس عن علي بن الأرقم قال أغارت الخيل بالشام فأدركت الخيل من يومها وأدركت البراذين ضحى وكان على الخيل يومئذ المنذر بن أبي قبيصة الهمداني ففضل الخيل وقال لا أجعل من أدرك كمن لم يدرك فبلغ ذلك عمر فقال فضلت الوداعي أمه لقد أذكرت به امضوها على ما قال قال الشافعي لو كنا نثبت مثل هذا ما خالفناه يعني أن سنده منقطع وذكر هذه القصة أبو بكر بن دريد في كتاب الخيل له وزاد لقد أذكرني أمرا كنت أنسيته وذكر بن الكبي هذه القصة بعد أن نسبه فقال بن أبي حميضة بن عمرو بن الدهن بن صخر بن معاوية بن مر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وداعة ثم ذكر أنه أول من أسهم للفرس سهمين وللبرذون سهما فقال عمر ويل الوداعي لقد أذكرت به أمه وأدار ما صنع قلت وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة وهذا يحتمل أن يدخل في ذلك المنذر بن رومانس الكلبي هو بن وبرة يأتي في رومانس أمه المنذر بن ساري بفتح الواو مقصورا تقدم ذكره في القسم الأول المنذر بن وبرة الكلبي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال مخضرم يقول لما فتحت الحيرة ما فلاحي بعد الألى ملكوا الحيرة ما إن أرى لهم من باق ولهم ما سقى الفرات إلى دجلة يحيا لهم من الآفاق منصور بن سحيم بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الأسدي الفقعسي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه مخضرم المنهال التميمي من رهط مالك بن نويرة له إدراك ذكره الزبير بن بكار في الموفقيات عن حبيب بن زيد الطائي أو غيره قال مر المنهال على أشلاء مالك بن نويرة هو ورجل من قومه حين قتله خالد بن الوليد فأخرج من خريطة له ثوبا فكفنه فيه ودفنه وفي ذلك يقول متمم لقد غيب المنهال تحت ردائه فتى غير مبطان العشيات أروعا وقال المفضل الضبي لم يكفنه المنهال ولكنه مر على جسده وهو ملقى بعد أن قتل فألقى عليه رداءه وكذلك (6/183)
<184> (6/184)
<185> كانوا يفعلون بالقتيل يسترونه قلت والأول أولى لقوله فيه ثم دفنه الميم بعدها الهاء مهلهل بن زيد الخيل الطائي لم يذكروه في الوفد وذكر سيف في الفتوح أنه أرسل إلى ضرار بن الأزور في حال محاربة طليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة إن طليحة دهمكم فأعلمني فإن معي حد العرب ونحن بالإكثار بجبال فيد وهذا يدل على أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فإن قصة طليحة كانت في خلافة أبي بكر وأبوه زيد الخيل صحابي معروف الميم بعدها الياء ميثم التمار الأسدي نزل الكوفة وله بها ذرية ذكره المؤيد بن النعمان الرافضي في مناقب علي رضي الله عنه وقال كان ميثم التمار عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه علي منها وأعتقه وقال له ما اسمك قال سالم قال أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اسمك الذي سماك به أبواك في العجم ميثم قال صدق الله ورسوله وأمير المؤمنين والله إنه لاسمي قال فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله صلى الله عليه وسلم ودع سالما فرجع ميثم واكتنى بأبي سالم فقال علي ذات يوم إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفوك دما فتخضب لحيتك وتصلب على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة وأنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على دذعها فأراه إياها وكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول بوركت من نخلة لك خلقت ولي غذيت فلم يزل يتعاهدها حتى قطعت ثم كان يلقى عمرو بن حريث فيقول له إني مجاورك فأحسن جواري فيقول له عمرو أتريد أن تشتري دار بن مسعود أو دار بن حكيم وهو لا يعلم ما يريد ثم حج في السنة التي قتل فيها فدخل غلام أم سلمة أم المؤمنين فقالت له من أنت قال أنا ميثم فقالت والله لربما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك ويوصي بك عليا فسألها عن الحسين فقالت هو في حائط له فقال أخبريه أني قد أحببت السلام عليه فلم أجده ونحن ملتقون عند رب العرش إن شاء الله تعالى فدعت أم سلمة بطيب فطيبت به لحيته فقالت له أما إنها ستخضب بدم فقدم الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد فأدخل عليه فقال له هذا كان آثر الناس عند علي قال ويحكم هذا الأعجمي فقيل له نعم فقال له أين ربك قال بالمرصاد للظلمة وأنت منهم قال إنك على أعجميتك لتبلغ الذي تريد أخبرني ما الذي أخبرك صاحبك أني فاعل بك قال أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة قال لنخالفنه قال كيف تخالفه والله ما أخبرني إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبرائيل عن الله ولقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه وأني أول خلق الله ألجم في الإسلام فحبسه وحبس معه المختار بن عبيد فقال ميثم للمختار إنك ستفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين فتقتل هذا الذي يريد أن يقتلك فلما أراد عبيد الله أن يقتل المختار وصل بريد من يزيد يأمره بتخلية سبيله فخلاه وأمر بميثم أن يصلب فلما رفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو قد كان والله يقول لي إني مجاورك فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم فقيل لابن زياد قد فضحكم هذا العبد قال ألجموه فكان أول من ألجم في الإسلام فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة فكبر ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما وكان ذلك قبل مقدم الحسين العراق بعشرة أيام قلت ويأتي له حديث عن علي في ترجمة أبي طالب بن عبد المطلب في الكنى وتقدم لميثم هذا ذكر في ترجمة ميثم آخر في القسم الأول منه فليراجع منه ميمون بن حريز بفتح أوله وكسر الراء وآخره زاي منقوطة بن حجر بن زرعة بن عمرو بن يزيد بن عمرو بن ذي شمر الحميري له إدراك ذكر الرشاطي في كتاب الأنساب ما يدل على ذلك وذكره حفيده محمد بن أبان بن ميمون وقال إنه ولد في خلافة معاوية سنة خمسين من الهجرة وعاش مائة وخمسة وسبعين عاما قال وكان فصيحا شجاعا كريما حسن الجوار شديد العارضة وأنشد له ولقد علمت قضاعة أنني جريء لدى الكرات لا أتدرع أخوض برمحي غمر كل كتيبة إذا الخيل من وقع القنا تتقلع القسم الرابع فيمن ذكر في الصحابة غلطا ممن أول اسمه ميم الميم بعدها الألف مالك بن أبي ثعلبة القرظي ذكره يحيى بن يونس الشيرازي في الصحابة وتبعه جعفر المستغفري وتبعه أبو موسى في الذيل قال جعفر أورد له حديثا بن إسحاق عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في سيل مهزور أن الماء يحبس إلى الكعبين ثم يرسل الأعلى إلى الأسفل وهذا مرسل لأن بن إسحاق لم يلق أحدا من الصحابة إنما روى عن التابعين فمن دونهم أخرجه البغوي على الصواب من طريق محمد بن إسحاق عن مالك بن أبي ثعلبة عن أبيه وقد تقدمت الإشارة إليه في ترجمة ثعلبة وأن له رواية ولا صحبة له لكن أخرجه بن ماجة من طريق محمد بن عقبة بن أبي مالك عن عمه ثعلبة بن أبي مالك وقد قضى أبو حاتم بإرسال رواية ثعلبة بن أبي مالك فصار مالك بن أبي ثعلبة مالك بن الحارث صوابه الحارث بن مالك وهم فيه البغوي قال بن منده ولم أر هذا في معجم البغوي مالك بن الحارث آخر ذكره أبو موسى في الذيل وقد نبهت عليه في القسم الأول مالك بن الحسن أورده أبو موسى عن جعفر المستغفري قال كذا أخرجه يحيى بن يونس ولا أحسب له صحبة ثم روى من طريق الحلواني عن عمران بن أبان عن مالك بن الحسن بن مالك حدثني (6/185)
<186> أبي عن جدي أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فأتاه جبرائيل فقال يا محمد قل آمين فقال آمين قلت مالك بن الحسن من أتباع التابعين ومالك جده هو بن الحارث كذلك أخرج الحديث بن حبان في صحيحه وأخرج البغوي في ترجمة مالك بن الحويرث الليثي حديثا آخر من هذا الوجه متنه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما فقال حدثنا محمد بن أشكاب حدثنا عمران بن أبان حدثنا مالك بن الحويرث فذكره فكأن الحويرث والد مالك كان يقال له الحارث مالك بن ذي حماية ذكره يحيى بن يونس في الصحابة وحكاه عنه جعفر المستغفري وتعقبه بأن الحديث مرسل وهو رواية أبي بكر بن أبي مريم عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قفل من بعض أسفاره فقال أسرعوا الحديث قال جعفر المستغفري وإنما يروي مالك هذا عن عائشة وهو مالك بن يزيد بن ذي حماية وقال بن ماكولا في الإكمال أبو شرحبيل مالك بن ذي حماية يحدث عن معاوية روى عنه صفوان بن عمرو وذكره في التابعين البخاري وابن أبي حاتم والدارقطني وغيرهم مالك بن صرمة صوابه صرمة بن مالك وهو أبو قيس وسيأتي في الكنى وتقدم في الصاد على الصواب مالك بن عقبة ذكره يحيى بن يونس أيضا وقال روى عنه بشر بن عاصم واستدركه أبو موسى وقال قيل الصحيح عقبة بن مالك انتهى وهذا هو الصواب فكأنه انقلب في رواية وقعت ليحيى بن يونس مالك بن عمرو الرؤاسي روى عنه طارق بن علقمة ذكره بن عبد البر وقال أظنه الكلابي الذي روى عنه زرارة بن أوفى لأن رؤاسا هو بن كلاب قلت وليس كما ظن فإن الذي روى عنه زرارة بن أوفى اختلف فيه على علي بن زيد بن جدعان راويه عن زرارة اختلافا كثيرا بينته في ترجمة أبي بن مالك من القسم الأول وأما هذا فتقدم بيان الاختلاف فيه في عمرو بن مالك مالك بن عمرو بن مالك بن برهة المجاشعي تقدمت الإشارة إليه في القسم الأول في مالك بن برهة جده وكذا قاله مالك بن عمير بن مالك بن برهة له وفادة في بني العنبر وكذا ذكره الذهبي في التجريد وهذا هو الذي قبله ويحتمل أن بعض الرواة سمى أباه عميرا تصغيرا من عمرو مالك بن قهطم روى عنه زياد بن علاقة كذا أورده بن عبد البر فوهم وإنما هو قطبة بن مالك وهو الذي روى عنه زياد وهو عمه كما تقدم على الصواب مالك بن قهطم ذكره بن شاهين في الصحابة وقال هو أبو العشراء الدارمي ووهم في ذلك وإنما هو اسم والد أبي العشراء فإن الراجح اسم أبي العشراء أنه أسامة بن مالك بن قهطم مالك بن كعب الأنصاري قال لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من طلب الأحزاب ونزل المدينة ونزع لامته واستجمر واغتسل جاءه جبريل الحديث أخرجه بن منده من طريق مرزوق بن أبي الهذيل عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عمه مالك بن كعب قال بن منده كذا (6/186)
<187> قال والصواب عن عمه عن كعب بن مالك قلت الحديث مخرج في السيرة الكبرى لابن إسحاق رواية يونس بن بكير عن الزهري ولم يذكر فوقه أحدا مالك بن نمير تابعي ذكره أبو بكر بن أبي علي في الصحابة وأخرج عن بن المقري عن أبي يعلى من أبي الربيع عن محمد بن عبد الله عن عصام بن قدامة عن مالك بن نمير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة وضع يده اليمنى على فخذه الحديث قال أبو موسى رويناه من طريق إبراهيم بن منصور عن بن المقري بهذا السند فقال عن مالك بن نمير عن أبيه قلت الحديث المذكور معروف لنمير أخرجه أبو داود والنسائي من طريق مالك بن نمير عن أبيه فكأن قوله عن أبيه سقطت من الرواية فظن مالكا صحابيا وليس كذلك بل هو تابعي مجهول الحال مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي أبو وقاص قال أبو موسى في الذيل أورده عبدان في الصحابة وقال هو ممن خرج إلى الحبشة ولم تعلم له رواية لأنه مات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو موسى لا نعلم أحدا تابع عبدان على ذلك قلت وقفت على شبهته في ذلك وسأذكره في الكنى إن شاء الله تعالى مالك الرؤاسي روى بن منده وأبو نعيم من طريق سفيان بن وكيع عن أبيه عن طارق بن علقمة وعن عمرو بن مالك الرؤاسي عن أبيه أنه أغار هو وقوم من بني كلاب على قوم من بني أسد الحديث كذا قال سفيان بن وكيع وقوله عن أبيه زيادة موهومة وقد تقدم الحديث بهذا السند في ترجمة عمرو بن مالك على الصواب مالك والد صفوان استدركه الذهبي على من تقدمه وهو وهم فإنهم ذكروه وهو مالك بن عميرة مالك والد عبد الله أورده عبدان وأسند من طريق الحسن بن يحيى عن الزهري عن عبد الله بن مالك عن أبيه حديث لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وقال الصواب عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قلت المحفوظ عن الزهري في هذا إنما هو عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبي هريرة وهو كذلك عند البخاري نعم أخرج الخطيب في التاريخ من طريق يونس عن الزهري عن عبد الله بن مالك عن أبيه أنه تقاضى بن أبي حدرد دينا الحديث كذا أورده من رواية الحسن بن مكرم عن عثمان بن عمرو عنه وبين أنه وهم والصواب عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه فكأنه نسب في تلك الرواية إلى جده كما وقع في الحديث الذي قبله وهو على الصواب عند البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة من طريق عثمان بن عمر الميم بعدها الباء المبتدر الإفريقي ذكره بن السكن بالموحدة ثم المثناة وهو تصحيف وإنما هو المنيذر بنون (6/187)
<188> ثم معجمة بصيغة التصغير الميم بعدها الجيم مجاشع بن سليم وهو مجاشع بن مسعود من بني سليم غاير بينهما بن منده فوهم نبه على ذلك أبو موسى فأجاد الميم بعدها الحاء محراب بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل الكاهلي قال المرزباني كان شريفا شاعرا مخضرما وهو الذي يقول نحن منعناها من العباهلة أدعو بني عمرو وأدعو صاهله محرز بن زهير الأسلمي قال أبو موسى فرق جعفر المستغفري بينه وبين محرز بن دهر وهما واحد قلت وهو كما قال محزبة بهملة ساكنة ثم زاي منقوطة ثم موحدة له حديث في السواك عند النوم روى عنه عكرمة بن خالد كذا استدركه الذهبي في التجريد ثم قال عداده في التابعين محصن الأنصاري ذكره المستغفري وقال له حديثان روى عنه ابنه سلمة قلت الحديثان لعبد الله بن محصن والد سلمة لكنه نسب في رواية المستغفري لجده فقيل سملة بن محصن فصار الحديث لمحصن وإنما هو لعبد الله بن محصن والحديث عند الترمذي على الصواب محمد بن أحيحة بمهملتين مصغرا بن الجلاح بضم الجيم وتخفيف اللام الأنصاري ذكره عبدان في الصحابة وقال بلغني أنه أول من سمي محمدا وأظنه أحد الأربعة الذين سموا قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم وأبوه كان زوج سلمي أم عبد المطلب قال بن الأثير من يكون أبوه زوج أم عبد المطلب مع طول عمر عبد المطلب كيف يكون ابنه مع النبي صلى الله عليه وسلم هذا بعيد ولعله محمد بن المنذر بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح الذي ذكروا أباه فيمن شهد بدرا قلت لم يقله بن الأثير بغير استبعاد طول العمر وفيما جوز نظر لأنهم لم يذكروا للمنذر ولدا اسمه محمد وما ظنه عبدان ليس بجيد فقد سماهم بن خزيمة في روايته كما بينت ذلك في ترجمة محمد بن عدي في القسم الأول وليس فيهم محمد بن المنذر وقد ذكر السهيلي في الروض أنه لا يعرف في العرب من سمي محمدا قبل النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة فذكر فيهم محمد بن أحيحة ومعه محمد بن سفيان بن مجاشع ومحمد بن حمران وسبقه إلى هذا الحصر الحسن بن خالويه في كتاب ليس وقد تعقبه مغلطاي فأبلغ محمد بن أسامة بن مالك بن جندب بن العنبر بن تميم ألزم أبو موسى أبا نعيم أن يذكره لأنه (6/188)
<189> ذكر محمد بن سفيان بن مجاشع وهو في معناه قلت وكل منهما له صحبة له لأنه مات قبل البعثة بدهر وقد تقدم في محمد بن عدي بيان ذلك محمد بن أسلم ذكره بن عبد البر وجزم البخاري وابن أبي حاتم بأن حديثه مرسل محمد بن إسماعيل الأنصاري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءني جبريل وقال إن الله أرسلني إليك كذا ذكره بن منده من طريق محمد بن أبي حميد عن بن المنكدر عنه ثم قال رواه محمد بن إسماعيل بن ثابت بن قيس بن شماس وتعقبه أبو نعيم بأن الحديث من رواية إسماعيل فكيف يترجم لمحمد بن إسماعيل ويحتمل أن يكون مراد بن منده أنه انقلب على محمد بن أبي حميد وأن الصواب إسماعيل بن محمد فيكون الحديث من رواية محمد بن ثابت بن قيس وقد تقدم ذكره فيمن له رؤية وعلى التقديرين فلا صحبة لمحمد بن إسماعيل محمد بن الأشعث بن قيس الكندي تقدم نسبه في ترجمة والده وذكر بن منده أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن بن زبالة كان المحمدون الذين يكنون أبا القاسم أربعة محمد بن علي بن أبي طالب ومحمد بن طلحة ومحمد بن سعد ومحمد بن الأشعث قال أبو نعيم لا يصح لمحمد بن الأشعث صحبة قلت ولا رؤية لأن أمه أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر وإنما تزوجها الأشعث في خلافة أبي بكر لما قدم بعد أن ارتد وأتي به من اليمن إلى المدينة أسيرا فمن عليه أبو بكر فتزوج أخت أبي بكر الصديق في قصة مشهورة ولمحمد رواية في السنن عن عائشة وروى عنه الشعبي وغيرهم قال خليفة بن خياط أمه أم فروة بنت أبي قحافة قتل سنة سبع وستين بالكوفة أيام المختار وكذا قال بن سعد وزاد وكان يكنى أبا القاسم لكن سمي أمه قريبة وتكنى أم فروة وسيأتي ذكرها في النساء إن شاء الله تعالى وكأن شبهة بن منده ما رواه مالك عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار أن محمد بن الأشعث أخبره أن عمة له يهودية توفيت وأنه سأل عمر من يرثها فقال يرثها أهل دينها ثم سأل عثمان فقال له أتراني نسيت ما قال لك عمر يرثها أهل دينها فإن قضية من يتأهل أن يسأل عمر إدراكه العصر النبوي ولكن الحفاظ حكموا على هذه الرواية بالوهم وقد رواها حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد فلم يذكر أن محمد بن الأشعث سأل وإنما قال في رواية فلم يورثه عمر منها قلت وفي هذه الرواية أيضا وهم من جهة أن عمة محمد تكون أخت أبيه الأشعث ووارثها لو كانت مسلمة إنما هو أبوه الأشعث وقد كان موجودا إذ ذاك لأنه إنما مات في خلافة معاوية والصواب ما رواه داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق أن الأشعث بن قيس قدم المدينة وافدا على عمر وقد ماتت عمته وكانت غير مسلمة فقال له عمر لا يتوارث أهل ملتين قال بن عساكر حديث مالك وهم ومحمد إنما ولد بعد أبي بكر في خلافته وذكر الزبير بن بكار في تسمية أولاد علي أن مصعب بن الزبير لما غزا المختار بعث على مقدمته محمد بن الأشعث وعبيد الله بن علي بن أبي طالب فقتلا وكان ذلك في سنة سبع وستين محمد بن أنس الأنصاري الظفري المدني له صحبة روى عنه يونس ذكره بن أبي حاتم وقال سمعت أبي يقول ذلك وفرق بينه وبين محمد بن أنس بن فضالة فوهم فإنهما واحد وقد مضى في (6/189)
<190> محمد بن أنس بن فضالة أن ابنه يونس بن محمد روى عنه محمد بن البراء الكناني ثم الليثي العتواري بالمهملة ثم المثناة الساكنة ذكره أبو موسى ونقل عن بعض الحفاظ أنه ممن سمي محمدا في الجاهلية وضبط البلاذري أباه بتشديد الراء بلا ألف وهو بن طريف بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناه ونسبه أبو الخطاب إلى جده الأعلى فقال فيمن سمي محمدا في الجاهلية محمد بن عتوارة الليثي فنسبه إلى جده وذكر محمد بن حبيب محمد بن البراء البكري فيمن سمي محمدا قبل الإسلام محمد بن أبي برزة ذكره عبدان في الصحابة وهو خطأ منه وإنما الرواية عن محمد بن أبي برزة فأورد عبدان من طريق عبد القدوس بن شعيب بن الحبحاب عن محمد بن خالد بن عنمة عن إبراهيم بن سعد عن عبد الله بن عامر عن رجل يقال له محمد بن أبي برزة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام في السفر ثم أورده من طريق إبراهيم بن راشد عن محمد بن خالد به فقال عن رجل يقال له محمد فالظاهر أن التصحيف فيه من راويه وقد أخرجه أبو موسى من طريق عبد الله بن ناجية عن بن أبي سمية عن محمد بن خالد بن عنمة مثل رواية إبراهيم بن راشد وبين أن الصحابي فيه هو أبو برزة وقد تقدم أبو برزة والله أعلم محمد بن ثوبان ذكره بعضهم في الصحابة وأنكر ذلك أبو حاتم بن حبان وسأذكر إيضاح شأنه في محمد بن عبد الرحمن قريبا محمد بن جزء الزبيدي ذكر بن فتحون في الذيل وعزاه لمحمد بن الربيع الجيزي أنه ذكره في الصحابة اللذين دخلوا مصر وهو خطأ نشأ عن تغيير في اسمه وإنما هو حمية بفتح الميم وسكون المهملة وكسر الميم الثانية وتخفيف التحتانية فهو الذي ذكره محمد بن الربيع ولم يذكر محمد بن جزء فكأن النسخة التي نقل منها بن فتحون كانت محرفة وقد مضى محمية في بابه في الأول محمد بن أبي الجهم ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في المقلين من الصحابة وأورده أبو نعيم وقال لا أراه صحيحا قلت بل هو من أتباع التابعين روى حديثا فأرسله فغلط بعض رواته في لفظ متنه قال محمد بن عثمان حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا بن وهب عن عبد الله بن لهيعة عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن أبي الجهم أن النبي صلى الله عليه وسلم استأجره يرعى غنما له أو في بعض أعماله فجاءه رجل فرآه كاشفا عن عورته فقال من لم يستحي من الله في العلانية لم يستحي منه في السر أعطوه حقه وجوز بن الأثير أن يكون هو محمد بن أبي الجهم بن حذيفة وليس كما ظن فقد قال بن منده إن أبا موسى ذكر محمد بن أبي الجهم بن حذيفة في الصحابة وذكر محمد بن أبي الجهم هذا في تاريخه ولم ينسب أباه لحذيفة وقال روى عن مسروق روى عنه سعيد بن أبي هلال وساق حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم استأجر رجلا يرعى له غنما فوقع الوهم في رواية محمد بن عثمان حيث جاء فيها إنه استأجره وكان ظاهره أنه الراعي فهو صحابي وليس كذلك بل هو الراوي والراعي لم يسم (6/190)
<191> محمد بن حبيب القرشي الذي يقال له بن السعدي ذكره بن شاهين هكذا ثم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين كذا سمعت عبد الله بن سليمان يقوله عن بن القداح ثم أخرج من طريق محمد بن خراشة عن عروة بن محمد السعدي عن أبيه رفعه إن من أشراط الساعة أن يخرب العامر ويعمر الخراب ومحمد هذا هو محمد بن عروة بن عطية السعدي لا تعلق له بمحمد بن حبيب وقد اختلف على محمد بن خراشة فقيل فيه عنه هكذا وقيل عنه عن محمد بن عروة عن أبيه وهو الصواب وهو عروة بن عطية كما تقدم في حروف العين ثم أخرج بن شاهين من طريق أيوب بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عروة بن سعد السعدي حدثني أبي قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من بني سعد بن بكر وكنت أصغر القوم فذكر القصة وفيه حديث ما أغناك الله فلا تسأل الناس فإن اليد العليا هي المنطية وإن اليد السفلى هي المنطاة وإن مال الله مسئول ومنطي قال فكلمني بلغتنا انتهى وهذا الحديث إنما هو لعطية كما قدمته في ترجمته سقط منه قوله عن جده وقد ثبت فيما أخرجه الحاكم وغيره من طريق عروة بن محمد بن عطية السعدي عن أبيه عن جده وأشرت إلى ذلك في ترجمة محمد بن عطية السعدي من القسم الثاني محمد بن أبي حدرد الأسلمي ذكره بن منده وقال مختلف في حديثه ولا تصح له صحبة وساق من طريق عبيد بن هشام عن عبيد الله بن عمرو عن يحيى بن سعيد عن محمد بن أبي حدرد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في نكاح فقال كم فقال مائتا درهم فقال لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم كذا أورده وهو خطأ نشأ عن تصحيف والصواب عن محمد عن بن أبي حدرد واسمه عبد الله ومحمد هذا هو بن إبراهيم التيمي كما تقدم على الصواب في ترجمته محمد بن حرماز بن مالك التيمي ذكره أبو موسى وقال ذكر بعض الحفاظ أنه أحد من سمي محمدا في الجاهلية قبل البعثة ولا يلزم من ذلك إدراكه الإسلام انتهى وقد استدركه أبو الخطاب بن دحية على شيخه السهيلي لكن قال بدل التميمي اليعمري محمد بن حمران بن أبي حمران الجعفي المعروف بالشويعر ذكر أبو موسى أيضا عن بعض الحفاظ أنه أحد من سمي محمدا في الجاهلية وقال المرزباني في معجم الشعراء هو أحد من سمي محمدا في الجاهلية وله يقول امرؤ القيس الشاعر المشهور بلغا عني الشويعر أنني عمد عين حللتهن حريما وأنشد له المرزباني بلغ بني حمران أني عن عداوتكم عني في بحرة متقبضا كتقبض السبع الرمي وقد مضى له ذكر في محمد بن أحيحة ويأتي في محمد بن سفيان محمد بن حميد بن عبد الرحمن الغفاري ذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة وأخرج من طريق عبد الواحد يعني بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم سمعت الغفاري محمد بن حميد (6/191)
<192> بن عبد الرحمن يقول كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقلت لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث في صلاة الليل وأخرجه أيضا من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن حميد بن عبد الرحمن عن الغفاري قال أبو موسى رواه جماعة منهم أحمد بن حنبل عن إبراهيم بن سعد عن أبيه سعد بن إبراهيم قال كنت جالسا مع حميد بن عبد الرحمن إذ عرض لنا شيخ من بني غفار وهذا هو الصواب وفي رواية عبد الواحد تخبيط والصواب عن سعد بن إبراهيم سمعت الغفاري وأنا مع حميد بن عبد الرحمن لا ذكر لمحمد فيه وللحديث عن حميد بن عبد الرحمن وهو بن عوف عم سعد بن إبراهيم طريق أخرى أخرجها النسائي من طريق الزهري عنه أن رجلا من الصحابة أخبره ومن طريق سعيد بن أبي هلال عن الأعرج عن حميد بن عبد الرحمن عن رجل من الأنصار ولا منافاة بين قوله من بني غفار وقوله من الأنصار فلعله كان من بني غفار فحالف الأنصار أو أطلق عليه أنصاريا بالمعنى الأعم محمد بن حويطب القرشي حديثه عند خصيف الجزري كذا أورده بن عبد البر وقد صرح البخاري بأن حديثه مرسل فقال محمد بن حويطب عن النبي صلى الله عليه وسلم قاله عتاب يعني بن بشير عن خصيف مرسل وكذا قال بن أبي حاتم ونقل عن أبيه أنه قال لا أعرفه وذكره العسكري في فضائل من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ثم إن خصيفا لم يلق أحدا من الصحابة إلا أنه قيل إنه رأى أنسا فقط وجل روايته عن التابعين كمجاهد وسعيد بن جبير محمد بن خزاعي بن علقمة من بني ذكوان بطن من سليم أحد من سمي محمدا في الجاهلية وذكر الطبري في التاريخ أن أبرهة الحبشي توجه وأمره على قبائل مضر وأمره أن يدعو الناس إلى زيارة القليس وهو البيت الذي بناه باليمن يضاهى به الكعبة فسار حتى صار ببعض أرض بني كنانة فرماه عروة بن عياض بسهم فقتله وهرب أخوه قيس بن خزاعي فلحق بأبرهة فأخبره فحلف ليغزون بني كنانة ويهدم الكعبة فكان من أمر الفيل ما كان وكذا ساقه عبد بن حميد في تفسيره من طريق محمد بن إسحاق وأخرج بن سعد عن النوفلي عن سلمة بن الفضل عن بن إسحاق قال إنما سمي محمد بن خزاعي محمدا طمعا في النبوة فأتى أبرهة فكان معه على دينه حتى مات وكان لما توجه قال فيه أخوه قيس بن خزاعي فذلكم ذو التاج منا محمد ورايته في حومة الموت تخفق محمد بن خولي مضى في محمد بن أحيحة محمد بن رافع ذكر أبو موسى في الذيل عن عبدان أنه ذكره ثم قال لا أدري له صحبة أم لا فقد رأيت من أصحاب الحديث من أدخله في المسند وهو من طريق إسرائيل عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن إسحاق بن الحكم عن محمد بن رافع قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا إلى قوم فطمس عليهم النخل قلت جزم البخاري بأنه مرسل فقال محمد بن رافع بن خديج الأنصاري روى إسحاق بن الحكم عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا محمد بن ركانة بن عبد يزيد بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي لأبيه صحبة وأما (6/192)
<193> هو فأرسل شيئا ذكره البغوي في الصحابة فقال حدثنا داود بن رشيد حدثنا محمد بن ربيعة عن أبيه عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة عن أبيه أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم قال وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فرق ما بيننا وبين أهل الكتاب العمائم على القلانس وأخرجه بن شاهين عن البغوي وقال بن منده ذكره البغوي في الصحابة وهو تابعي واستدركه بن فتحون وقال حديث المصارعة مشهور عن ركانة وكذا الحديث الذي في العمائم وكأن محمدا أرسله أو أسقط من السند عن أبيه قلت الاحتمال الثاني أقرب وهو الموجود في غير هذه الرواية كذا أخرجه أبو داود رسول الله محمد بن ربيعة بهذا الإسناد لكن قال بعد المصارعة قال ركانة وسمعت عن قتيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم فظهر من ذلك أن محمدا أرسل حديث المصارعة وأسند حديث العمامة عن أبيه فسقط من رواية داود بن رشيد قال ركانة سمعت فصار ظاهر روايته أن القائل سمعت هو محمد فلو كان كذلك لكان صحابيا بلا ريب ولقد أشرت إليه في القسم الأول لهذا الاحتمال لكن جزم بن حيان بأنه تابعي لما ذكره في الثقات ثم قال لا أعتمد على إسناد خبره وقال البخاري لا يعرف سماع بعضهم من بعض محمد بن زهير بن أبي حسل ذكره أبو نعيم في الصحابة وأخرج له من مسند الحسن بن سفيان حديثا وذكره عبدان في الصحابة وقال لا أدري له صحبة أم لا إلا أني رأيته في مسند بعض أصحابنا قال أبو نعيم ولا أراه يصح قلت جزم العسكري بأن حديثه مرسل محمد بن سعيد تابعي أرسل حديثا فذكره بن منده في الصحابة وقال إنه مجهول ونقل أبو نعيم عن أبي أحمد الغسال أن حديثه مرسل وهو ما رواه بن أبي زائدة عن أبي يعقوب الثقفي عن خالد بن أبي خالد قال بايعت محمد بن سعد سلعة فقال هلم أماسحك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البركة في المماسحة قال بن منده هذا حديث غريب وقد روى من غير هذه الطريق عن محمد بن مسلمة محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي الدارمي المجاشعي ذكره أبو نعيم في الصحابة ثم أخرج من طريق محمد بن سليمان الهروي أنه قال في كتابه دلائل النبوة إن هؤلاء المحمدين سماهم آباؤهم في الجاهلية لما أخبرهم الراهب بقرب مبعث نبي اسمه محمد وهم محمد بن عدي بن ربيعة ومحمد بن أحيحة بن الجلاح ومحمد بن حمران بن مالك الجعفي ومحمد بن خزاعي بن علقمة وتعقبه أبو موسى على أبي نعيم إخراجه محمد بن سفيان هذا وتركه بقية الأربعة إذ لا مزية له عليهم بل اشتركوا في أنه لا يعرف بقاء أحدهم إلى عهد النبوة فكيف بإسلامهم وصحبتهم إلا محمد بن عدي لما تقدم في ترجمته في القسم الأول ونقل بن سعد في الترجمة النبوية عن قتادة بن السكن العرني قال كان في بني تميم سفيان بن مجاشع أتى أسقفا فقال له إنه يكون ببلاد العرب نبي اسمه محمد فولد له ولد فسماه محمدا وروينا في الجزء الحادي عشر من المجالسة للدينوري حدثنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن عمرو حدثنا العلاء بن الفضل حدثنا أبي عن أبيه عبد الملك بن أبي سوية عن أبي سوية عن أبيه خليفة بن عبدة المنقري سألت محمد بن عدي بن مبدأه بن جشم كيف سماك أبوك محمدا فقال أما إني قد سألت كما سألتني عنه فقال خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم وسفيان بن مجاشع بن دارم ويزيد بن عمرو بن ربيعة وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر نريد بن جفنة الغساني (6/193)
<194> فلما قدمنا الشام نزلنا على عدير فيه شجيرات وقربه قائم لديراني فأشرف علينا فقال إن هذه اللغة ما هي لأهل هذا البلد قال قلنا نعم نحن قوم من مضر فقال أما إنه سيبعث وشيكا نبي فسارعوا إليه وخذوا بحظكم منه ترشدوا فإنه خاتم النبيين واسمه محمد فلما انصرفنا من عند أبي جفنة وصرنا إلى أهلينا ولد لكل رجل منا غلام فسماه محمدا تأميلا أن يكون ابنه ذلك النبي المبعوث وقال بن الأثير إخراج محمد بن سفيان لا وجه له لأن من عاصر الني صلى الله عليه وسلم من ذريته بينهم وبينه عدة آباء منهم الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان ومنهم بن عمه صعصعة بن ناجية بن عقال جد الفرزدق الشاعر ولم يذكر أحد منهم حابسا ولا ناجية في الصحابة فضلا عن عقال فضلا عن محمد بن سفيان محمد بن سهل بن أبي خيثمة الأنصاري المدني قال أبو موسى في الذيل ذكره بعض الحفاظ ثم أخرج من طريق شعبة عن واقد بن محمد سمعت صفوان بن سليم يحدث عن محمد بن سهل بن أبي خيثمة أو عن سهل بن أبي خيثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم في سترة المصلي قلت هو مرسل أو منقطع لأنه إن كان المحفوظ عن محمد بن سهل فهو مرسل لأنه تابعي لم يولد إلا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات كان سن سهل بن أبي خيثمة ثماني سنين وإن كان عن سهل فهو منقطع لأن صفوان لم يسمع من سهل وعلى تقدير ذلك فلا يدخل بهذا السند في ذلك والله أعلم محمد بن شرحبيل من بني عبد الدار ذكره بن منده وقال أورد له البخاري في الوحدان ولا يعرف له صحبة وإنما روايته عن أبي هريرة وروى عنه يزيد بن عبد الله بن قسيط ويزيد بن خصيفة وغيرهما ثم أورد بن منده من طريق عبد الله بن موسى التيمي عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه قال أخذت قبضة من تراب قبر سعد بن معاذ فوجدت منه ريح المسك وقال أبو نعيم هو محمود بن شرحبيل كذا رواه محمد بن عمرو عن محمد بن المنكدر قلت ليس في الأمر الذي ذكره ما يتمسك بكونه صحابيا لأن شم تراب القبر يتأتى لمن تراخى زمانه بعد الصحابة ومن بعدهم وفي التابعين محمد بن ثابت بن شرحبيل من بني عبد الدار فلعله هذا نسب لجده وفيهم آخر روى عن قيس بن سعد بن عبادة وقيل فيه عمرو بن شرحبيل قال البخاري لم يصح إسناده محمد بن الشريد بن سويد الثقفي ذكره بن منده وأخرج من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن محمد بن الشريد جاء بجارية سوداء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أمي جعلت عليها عتق رقبة الحديث رواه بن منده وابن السكن والباوردي من طريق محمد بن يحيى القطيعي عن زياد بن الربيع عنه هكذا وأخرجه بن شاهين في كتاب الجنائز عن بن صاعد عن القطيعي لكنه قال في روايته جاء محمد بن الشريد أو الشريد بجارية كذا عنده على الشك وأخرجه أبو نعيم من رواية إبراهيم بن حرب العسكري عن القطيعي مثله إلا أنه قال إن عمرو بن الشريد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصوب هذا الطريق وكل ذلك غير محفوظ والمحفوظ ما أخرجه أبو داود والنسائي وصححه بن حبان من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو فقال عن أبي سلمة عن الشريدين أوس (6/194)
<195> أن أمه أوصته أن يعتق عنها رقبة قال بن السكن محمد بن الشريد ليس بمعروف في الصحابة ولم أر له ذكرا إلا في هذه الرواية محمد بن أبي عائشة مولى بني أمية قال بن حبان روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة خلف الإمام وعنه أبو قلابة لا يصح له سماع ولا رؤية قلت ذكر البخاري حديثه من طريق أيوب عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا قال أيوب قلت لأبي قلابة من حدثك قال محمد بن أبي عائشة مولى لبني أمية خرج معهم إلى الشام قال البخاري ورواه حماد عن أيوب عن أبي قلابة مرسلا ورواه عبيد الله بن عمرو عن أيوب فقال عن أبي قلابة عن أنس قلت ومحمد بن أبي عائشة تابعي معروف روى عن أبي هريرة وجابر وغيرهما من الصحابة أيضا روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن وهو من أقرانه وحبان بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وآخرون ووثقه بن معين وغيره وأخرج له مسلم حديثا واحدا في الدعاء بعد التشهد محمد بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي ذكره بن قانع في الصحابة وأخرج من طريق أحمد بن مصعب عن عمر بن إبراهيم عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن جده محمد بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي قال قلت يا رسول الله إنا نسمع منك شيئا لا نستطيع نرويه كما نسمعه قال إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلالا وأصبتم المعنى فلا بأس وعمر مذكور بوضع الحديث وقد اضطرب في تسمية آبائه في هذا الحديث فأخرجه بن منده من طريق عمر بن إبراهيم فقال عن محمد بن سليم بن أكيمة وأورده في حرف السين في سليم ليس في آخر الاسم ألف ولا نون ثم أورده من طريق أخرى عن عمر فقال عن محمد بن إسحاق بن عبد الله بن سليم وزاد في النسب عبد الله فأورده كذلك في حرف العين وهذا يمكن الجمع بينه وبين الذي قبله بأن يكون الضمير في قوله عن جده يعود على إسحاق فيكون سليم هو الصحابي وأورده أبو موسى في الذيل من طريق عبدان المروزي ثم من روايته عن عمر بن إبراهيم الهاشمي عن محمد بن إسحاق بن أكيمة وأورده كذلك في الألف وكذا أخرجه بن مردويه في كتاب العلم من الطريق التي أوردها عبدان وكذا أخرج بن السكن بهذا السند حديثا آخر في ترجمة أكيمة وجاء فيه اختلاف آخر من غير رواية عمر بن إبراهيم فأخرجه الطبراني من طريق يعقوب بن عبد الله بن سليم بن أكيمة عن أبيه عن جده أورده في سليم من حرف السين ورواه الطبراني من طريق الوليد بن سلمة عن إسحاق بن يعقوب بن عبد الله بن أكيمة عن أبيه عن جده وكل هذه الطرق لا توافق رواية بن قانع بوجه من الوجوه والذي أظنه أنه وقع فيه تقديم وتأخير وأنه كان عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن سليم بن أكيمة عن أبيه عن جده فتقدم قوله عن أبيه عن جده على قوله بن عبد الله بن سليم فخرج منه هذا الوهم والله أعلم محمد بن عبد الرحمن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره مطين وعبدان المرزوي والباوردي في الصحابة وأخرجوا من طريق يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن يزيد بن أبي جعفر عن محمد بن عبد الرحمن مولى (6/195)
<196> رسول الله صلى الله عليه وسلم من كشف عورة امرأة فقد وجب عليه صداقها أورده أبو نعيم من طريق مطين وقال ليس إسناده عندي بمتصل واراه محمد بن عبد الرحمن بن السلماني وتعقبه أبو موسى بأنه ليس كما ظن واستدركه بن فتحون على الاستيعاب ويحيى بن عبد الوهاب بن منده على جده وذكره أبو موسى في الذيل وبين أنه تابعي واعتذر عن إيراده بأنه خشي أن يغتر أحد بما وقع في كتب المذكورين فيظن أنه أغفله فذكره وبين أمره ثم أخرجه من وجه آخر عن يحيى بن أيوب بهذا السند فقال عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال وكذلك أخرجه أبو نعيم في جمعه حديث صفوان بن سليم على الصواب قال أبو موسى واخرج أيضا عبدان عن قتيبة عن الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر فقال عن محمد بن ثوبان نسبه إلى جده وكذلك أخرجه أبو داود في المراسيل عن قتيبة انتهى وقال بن حبان في كتاب الثقات محمد بن ثوبان شيخ يروي المراسيل فذكر الحديث المذكور ثم قال ورواه الليث فذكر سنده ثم قال ومن زعم أن له صحبة فقد وهم ثم ذكره محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان في ترجمة أخرى فلم يصب قال أبو موسى إنما أوردناه لئلا يقع لمن يظن أنا أغفلناه محمد بن عتوارة بالمهملة وسكون المثناة من فوق الكناني ثم الليثي أحد من سمي محمدا في الجاهلية ذكره أبو موسى وقال لا يدل ذلك عليه فقد تقدمت الإشارة إليه في ترجمة محمد بن أحيحة بن الجلاح محمد بن عروة بن عطية السعدي ذكره البغوي في أثناء ترجمة محمد بن عطية وقد بينت وجه الغلط في القسم الثاني في ترجمة محمد بن عطية والله أعلم محمد بن عطية السعدي تقدم في القسم الثاني محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح فيمن مضى في القسم الأول محمد بن عمرو بن علقمة ذكر الذهبي في التجريد أن له في مسند بقي بن مخلد حديثا وهذا هو الليثي الذي يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وطبقته ليس له صحبة ولا لوالده وقد وقع لبقي في مسنده أنظار ذلك يخرج الحديث من رواية التابعين كبيرا كان أو صغيرا وكذلك من رواية من لم يعد في التابعين كبيرا كان أو صغيرا وكذلك من رواية من لم يعد في التابعين كمحمد بن عمرو هذا ولا يبين ذلك ثم وجدت في بعض النسخ من جزء الصحابة الذين أخرج لهم بقي بن مخلد ترتيب بن حزم محمد بن عمرو بن علبة بعد اللام باء غير مضبوطة بدل القاف والميم فالله أعلم محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب التميمي قال بن منده ذكر في الصحابة ولا يعرف له صحبة ولا رؤية قلت حديثه الذي أشار إليه جزم البخاري بأنه مرسل وهو ما رواه حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في نفر من أصحابه فأتاه جبريل فنكت في ظهره قال فذهب بي إلى شجرة فيها مثل وكرى الطائر فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فسار بنا حتى ملأت الأفق فلو بسطت يدي إلى السماء لملتها ثم دلى حيث يهبط النور فوقع جبرائيل مغشيا عليه الحديث أخرجه بن المبارك في كتاب الزهد عن حماد وتابعه الحسن (6/196)
<197> بن سفيان عن إبراهيم بن حجر عن حماد وكذلك يزيد بن هارون عن حماد فزاد فيه بعد محمد بن عطارد عن أبيه وكذا جزم بن أبي حاتم عن أبيه وكذلك العسكري وابن حبان بأنه مرسل قلت وكان محمد هذا من أشراف الكوفة وله مع الحجاج وغيره من أمرائها أخبار وفيه يقول الشاعر علمت معد والقبائل كلها أن الجواد محمد بن عطارد وذكر خليفة بن خياط أنه كان أحد أمراء علي بصفين وذكر بن مسروق أنه وفد على عبد الملك بن مروان فأنزله في مسماره وقد تقدم ذكر جده عطارد بن حاجب في حرف العين وأما أبوه فلا أدري هل له إدراك أم لا فإني لم أجد أحدا ممن صنف في الصحابة ذكره وأخلق به أن يكون أدرك العهد النبوي محمد بن فضالة فرق البغوي وابن قانع وابن حبان وابن شاهين بينه وبين محمد بن أنس بن فضالة وأبى ذلك الطبراني وابن منده ومن تبعهما فذكروا الحديثين في ترجمة واحدة عندهم أن من قال محمد بن فضالة نسبه إلى جده وهو الصواب كما أوضحته في القسم الأول والله أعلم محمد بن أبي كريمة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في السواك وعنه إبراهيم بن حجر استدركه بن فتحون ونقل عن أبي زرعة الرازي أنه أدخله في مسند الشاميين وقد ذكره البخاري وجزم بأن حديثه مرسل وتبعه بن أبي حاتم وأبو أحمد العسكري ت محمد بن كعب القرظي حليف الأنصار تابعي مشهور قال الترمذي في جامعه سمعت قتيبة بن سعيد يقول بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك حكى أبو عبيد الآجري عن أبي داود عن قتيبة وهو وهم من قتيبة وإنما ورد ذلك في حق كعب والد محمد وقد ذكر البخاري في ترجمة محمد بن كعب أن أباه كان ممن لم ينسب فلم يقتل مع بني قريظة لما قتلوا بحكم سعد بن معاذ وأخرج بن أبي خيثمة في تاريخه من طريق موسى بن عقبة قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج من الكاهنين رجل يكون أعلم الناس بكتاب الله قال فكان الناس يقولون هو محمد بن كعب لأن أباه من قريظة وأمه من بني النضير وهما أعني بني قريظة والنضير المراد بالكاهنين وحديث محمد بن كعب عن الصحابة في الصحيح وهو مترجم في التهذيب وجاءت عنه رواية عن بن مسعود واستبعدها بن عساكر وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة قال يعقوب بن شيبة يعد في الطبقة الثالثة ممن روى عن أبي هريرة ونحوه ولم يسمع من العباس لأن العباس مات في خلافة عثمان ولد محمد بن كعب في آخر خلافة علي سنة أربعين وكانت وفاته سنة ثمان ومائة وقيل بعد ذلك حتى قيل إنه مات سنة عشرين فعلى هذا فيقطع بأنه لم يولد إلا بعد النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن محمود ذكره عبدان في الصحابة وقال سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخرج من وجهين عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن محمود قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمى يتوضأ فلما غسل يديه ووجهه جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول له اغسل باطن (6/197)
<198> قدميك وهذا ليس فيه ما يدل على ما زعمه عبدان أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكره البخاري ومن تابعه في التابعين وقالوا إن حديثه مرسل واختلفوا في نسبه فقيل هو محمد بن محمود بن عبد الله بن مسلمة بن أخي محمد بن مسلمة وقيل حفيده وقد ذكر بن منده في تاريخه محمد بن محمود بن محمد بن مسلمة روى عن أبيه عدي روى عنه ابنه سليمان قال وروى يحيى بن سعيد عن سعيد عن محمد بن محمود وسيأتي في ترجمة أبي نصر الثقفي في الكنى مزيد كلام على هذا إن شاء الله تعالى محمد بن اليحمد بضم الياء المثناة من تحت وسكون المهملة وكسر الميم تقدم ذكره في ترجمة محمد بن البراء محمد بن يزيد بن عمرو بن ربيعة بن حرقوص بن مازن بن عمرو بن تميم التميمي المازني ذكره أبو موسى وتقدم التنبيه عليه في محمد بن عدي في القسم الأول والله أعلم محمد الأسدي ذكره محمد بن سعد فيمن سمي محمدا في الجاهلية محمد الفقيمي ذكره محمد بن سعد فيمن سمي محمدا في الجاهلية محمد الكناني ذكره بعضهم في الصحابة ولم يثبت وحديثه مرسل روى عنه عيسى بن عبيد الكناني قاله أبو أحمد العسكري محمد أبو سليمان المدني ذكره بن منده في الصحابة وقال ذكره جماعة في الصحابة وهو وهم منهم ثم أخرج من طريق أبي الفضل أحمد بن الحسين اللهبي عن عاصم بن سويد عن سليم بن محمد الكرماني عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ فأحسن وضوءه ثم خرج إلى مسجد قباء لا يخرجه إلا الصلاة فقد انقلب بأجر عمرة قال بن منده الصواب عن محمد بن سليمان الكرماني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه انتهى والحديث المذكور عند بن ماجة وصححه الحاكم من طريق حاتم بن إسماعيل وعيسى بن يونس كلاهما عن محمد بن سليمان على الصواب وكذا أخرجه النسائي بنحوه من رواية مجمع بن يعقوب عن محمد بن سليمان فكأن اسم الراوي انقلب على أبي الفضل وسقط اسم شيخه فتركب منه صحابي لا وجود له محمود بن عمرو ذكره أبو موسى عن عبدان محمول الأنصاري تابعي أرسل حديثا فذكره المستغفري في الصحابة نقلا عن يحيى بن يونس الشيرازي واستدركه أبو موسى وأورد من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن صفوان بن سليم عن محمول الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف بالشرك والإثم فقد أشرك الميم بعدها الخاء المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي يأتي نسبه في ترجمة والده في الكنى ذكره بن عبد البر فقال يكنى أبا إسحاق ولم يكن بالمختار كان أبوه من جلة الصحابة ويأتي في الكنى وولد المختار عام الهجرة وليست له صحبة ولا رؤية وأخباره غير مرضية حكاها عنه ثقات مثل الشعبي وغيره وكان قد طلب الإمارة وغلب على الكوفة حتى قلته مصعب بن الزبير بالكوفة سنة سبع وستين وكان قبل ذلك معدودا في أهل الفضل والخير إلى أن فارق بن الزبير وكان يتزين بطلب دم الحسين ويسر طلب الدنيا (6/198)
<199> فيأتي بالكذب والجنون وكانت إمارته ستة عشر شهرا قال وروى موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة عن مغيرة عن ثابت بن هرمز قال حمل المختار مالا من المدائن من عند عمه إلى علي فأخرج كيسا فيه خمسة عشر درهما فقال هذا من أجور المومسات فقال له علي ويلك مالي وللمومسات ثم قام وعليه مقطعة حمراء فلما سلم قال علي ما له قاتله الله لو شق عن قلبه الآن لوجد ملآن من حب اللات والعزى قال ويقال إنه كان في أول أمره خارجيا ثم صار زيديا ثم صار رافضيا وقتل المختار محمد بن عمار بن ياسر ظلما لأنه سأله أن يحدث عن أبيه بحديث كذب فلم يفعل فقتله وهذا ما ذكره أبو عمر في ترجمته وجزم بأن أباه كان صحابيا وأنه ولد سنة الهجرة وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق بمكة ولا الطائف أحد من قريش وثقيف إلا شهد حجة الوداع فمن ثم يكون المختار من هذا القسم إا أن أخباره رديئة وقد زاد بن الأثير في ترجمته على ما ذكره بن عبد البر قليلا من ذلك قوله كان بين المختار والشعبي ما يوجب ألا يسمع كلام أحدهما في الآخر أدرج بن الأثير هذا القدر في كلام بن عبد البر وليس هو فيه ولا هو بصحيح فإن الشعبي لم ينفرد بما حكاه عن المختار والشعبي مجمع على ثقته والمختار بالعكس قد شهد عليه بدعوى النبوة والكذب الصريح جماعة من أهل البيت ومما ورد في ذلك ما أخرجه أحمد في مسند عمرو بن الحمق من طريق السدي عن رفاعة القتباني قال دخلت على المختار فألقلى إلي وسادة وقال لولا أن أخي جبرائيل قام عن هذه وأشار إلى أخرى عنده لألقيتها لك قال فأردت أن أضرب عنقه فذكر قصة وحديثا لعمرو بن الحمق وقال بن حبان في ترجمته صفية بنت أبي عبيد في الثقات هي أخت المختار المتنبي بالعراق وأقوى ما ورد في ذمه ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون في ثقيف كذاب ومبير فشهدت أسماء أن الكذاب هو المختار المذكور قال بن الأثير وكان المختار قد خرج يطلب بثأر الحسين فاجتمع عليه بشر كثير من الشيعة بالكوفة فغلب عليها وتطلب قتلة الحسين فقتلهم قتل شمر بن ذي الجوشن الذي باشر قتل الحسين وخولي بن يزيد الذي سار برأسه إلى الكوفة وعمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الجيش الذي حاربوا الحسين حتى قتلوه وقتل معه ولده حفصا وأرسل إبراهيم بن الأشتر في عسكر كثيف فلقي عبيد الله بن زياد الذي كان جهز الجيش إلى الحسين فحاربوه فقتل عبيد الله بن زياد في تلك الواقعة قال بن الأثير فلذلك أحب المختار كثير من المسلمين فإنه أبلى في ذلك بلاء حسنا قال وكان يرسل المال إلى بن عمر وهو صهره زوج أخته صفية بنت أبي عبيد وإلى بن عباس وإلى بن الحنفية فيقبلونه ثم سار إيه مصعب من البصرة فقتل المختار انتهى وكان أول أمر المختار أن بن الزبير أرسله إلى الكوفة ليؤكد له أمر بيعته وولي عبد الله بن مطيع إمرة الكوفة فأظهر المختار أن بن الزبير دعا في السر للطلب بدم الحسين ثم أراد تأكيد أمره فادعى أن محمد بن الحنفية هو المهدي الذي سيخرج في آخر الزمان وأنه أمره أن يدعو الناس إلى بيعته وزور على لسانه كتابا فدخل في طاعته جمع جم فتقوى بهم وتتبع قتلة الحسين فقتلهم فقوي أمره بمن يحب أهل البيت ثم وقع بين بن الزبير وابن الحنفية وابن العباس ما وقع لكونهما امتنعا من المبايعة فحصرهما ومن كان من جهتهما في الشعب فبلغ المختار فأرسل عسكرا كثيفا وأمر عليهم أبا عبد الله الجدلي فهجموا مكة وأخرجوهما من (6/199)
<200> الشعب فلحقا بالطائف فشكر الناس للمختار ذلك وفي ذلك يقول المختار أنشد له المرزباني تسربلت من همدان درعا حصينة ترد العوالي بالأنوف الرواغم همو نصروا آل الرسول محمد وقد أجحفت بالناس إحدى العظائم وفوا حين أعطوا عهدهم لإمامهم وكفوا عن الإسلام سيف المظالم وذكر بن سعد عن الواقدي بأسانيده أن أبا عبيد والد المختار قدم من الطائف في زمن عمر حين ندب الناس إلى العرق فخرج أبو عبيدة فاستشهد يوم الجسر وبقي ولده بالمدينة وتزوج بن عمر صفية بنت أبي عبيد واقام المختار بالمدينة منقطعا إلى بني هاشم ثم كان مع علي بالعراق وسكن البصرة بعد علي وله قصة مع الحسن بن علي لما ولي الخلافة ووشى إلى عبيد الله بن زياد عنه أنه ينكر قتل الحسين ونحو ذلك فأمر بجلده وحبسه حتى أرسل بن عمر يشفع فيه فنفاه إلى الطائف فأقام بها حتى مات يزيد بن معاوية وقام بن الزبير في طلب الخلافة فحضر إليه وعاضده وناصحه حتى استأذنه في التوجه للكوفة ليصعد عبد الله بن مطيع في الدعاء إلى طاعته فوثق به ووصى عليه وكان منه ما كان ثم قوى مصعب بن الزبير أمير البصرة عن أخيه عبد الله بن الزبير على المختار بكثير من أهل الكوفة ممن كان دخل في طاعة المختار ورجع عنه لما تبين له من تخليطه وأكاذيبه وقد ذكر محمد بن سعد في ترجمة محمد بن الحنفية من ذلك أشياء فلما التقى المختار ومصعب خذل المختار أولئك الذين كانوا معه فحوصر المختار في القصر إلى أن قتل هو ومن معه ثم لما انقضى أمر المختار سار عبد الملك بن مروان بعد قليل بجيوش الشام إلى مصعب بن الزبير فقتل واستولى عبد الملك على البصرة ثم على الكوفة وذكر عبد الملك بن عمر أنه رأى عبيد الله بن زياد وقد أتى برأس الحسين ثم رأى المختار وقد أتى برأس عبيد الله بن زياد ثم رأى مصعب بن الزبير وقد أتى برأس المختار ثم رأى عبد الملك وقد أتى برأس مصعب الميم بعدها الدال مدرك بن عمارة روى أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه فقبض يده عنه لخلوق رآه فيها وذكره بن عبد البر فقال في حديثه اضطراب وفي صحبته نظر فإن كان جد عقبة بن أبي معيط فلا صحبة له ولا لقاء ولا رؤية وإن كان الحديث عن أبيه فلا يصح أيضا انتهى وذكر بن قانع في الصحابة فقال مدرك بن عمارة وأورده من طريق بن أبي زائدة عنه قال مررت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم في ناحية هكذا عنده الميم بعدها الذال والراء (6/200)
<201> مذكور القبطي ذكره المستغفري وأخرج من حديث جابر قال أعتق رجل من الأنصار غلاما له عن دبر يسمى مذكورا الحديث وهذا وهم من محاضر راويه عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن عطاء عنه والحديث معروف عن جابر لكن اسم العبد يعقوب والذي دبره هو أبو مذكور فانقلب وتحرف مرارة بن سلمى اليمامي الحنفي تقدم نسبه في ترجمة ولده مجاعة قال بن منده له ولولده مجاعة وفادة ثم أورد من طريق بن أبي عاصم قال حدثنا الجراح بن مخلد حدثنا يحيى بن راشد حدثنا الحارث بن مرة الحنفي عن سراج بن مجاعة بن مرارة عن مرارة عن أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقطعني وكتب لي كتابا الحديث وأخرجه أبو نعيم من طريق بن أبي عاصم وأشار إلى أنه خطأ ولم يبين وجه الوهم فيه وبيانه أنه سقط اسم شيخ الحارث بن مرة وهو هلال بن سراج بن مجاعة بن مرارة ومدار الحديث على سراج بن مجاعة وجده مرارة فخرج منه أن القصة لمرارة وليس كذلك وقد أخرج البغوي عن زياد بن أيوب عن عنبسة بن عبد الواحد عن الدخيل بن إياس عن عمه هلال بن سراج بن مجاعة عن أبيه سراج قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم مجاعة بن مرارة أرضا الحديث مر ذو الكلاع أورده بن قانع وأخرج من طريق أبي الأشهب عبد الملك بن عمير عن أبي روح مر ذي الكلاع قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فقرأ بسورة الروم فتردد في آية الحديث قال بن قانع كذا قال ورواه زائدة عن عبد الملك عن شبيب أبي روح قلت وقع في الرواية الأولى تصحيف والصواب من بكسر الميم بعدها نون ساكنة وأما قوله مر بضم الميم وتشديد الراء فهو تصحيف وقد تقدم القول فيه في حرف الشين المعجمة مرثد بن طبيان العبدي ذكره بن قانع هكذا فيه تخليط فإنه أورد من طريق طالب بن حجير عن هود بن عبد الله سمعت مرثدا العبدي يقول كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أشج عبد القيس الحديث وهو غلط نشأ عن تصحيف وإنما هو مزيدة وهو جد هود بن عبد الله لأمه وقد تقدم على الصواب في القسم الأول وفي الصحابة مرثد بن ظبيان أيضا وهو السدوسي تقدم قريبا مرداس العنبري هو بن عقفان الذي تقدم جعله الذهبي اثنين وهو واحد والله أعلم مرة بن حبيب الفهري روت عنه بنته أم سعد حديثا ذكره الذهبي أيضا فغاير بينه وبين مرة بن عمرو حبيب الذي تقدم في الأول وهو واحد وإنما نسب إلى جده مرة بن مالك الداري كذا وقع في رواية الواقدي وسماه غيره مران وقد تقدم (6/201)
<202> وهو الصواب مرة بن مربع ذكره أبو عمر كذا في التجريد والذي في الاستيعاب مرارة كما تقدم وهو الصواب مرة الهمداني أخرج البغوي من طرق محمد بن جحادة عن محمد بن عجلان عن بنت مرة الهمداني عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كافل اليتيم له أو لغيره إذا اتقى معي في الجنة كهاتين يعني المسبحة والوسطى وقد تقدم في مرة بن عمرو بن حبيب الفهري من بني محارب بن فهر من طريق صفوان بن سليم وغيره عن أم سعد بنت مرة الفهري عن أبيها وهو المحفوظ والله أعلم مربح بن ياسر الجهني كذا ذكره بن منده والصواب مسروح بن ياسر كما تقدم في الأول الميم بعدها السين المستورد بن سلامة بن عمرو الفهري صحابي شهد فتح مصر واختط بها قاله بن يونس قال وتوفي بالإسكندرية سنة خمس وأربعين روى عنه علي بن رباح وورقاء بن شريح هكذا أورده الذهبي في التجريد وعلم له علامات بقي بن مخلد بحديث واحد ثم قال بعده المستورد بن شداد بن عمرو الفهري صحابي نزل الكوفة ثم مصر روى عنه جماعة وهذان واحد وقع في اسم أبيه تغيير والصواب كما في الثاني شداد وكذا هو في كتاب بن يونس مسعدة صاحب الجيوش كذا نسبه الذهبي في التجريد لمسند بقي بن مخلد والصواب بن مسعدة وقد ذكروا أن اسمه عبد الله وقد تقدم في الأول مسعود بن أوس فرق أبو نعيم بينه وبين مسعود بن أوس بن أصرم واستدركه يحيى بن عبد الوهاب بن منده على جده وتعقبه أبو موسى في الذيل فأجاد فإنه واحد وقد ذكره بن منده كما تقدم مسعود بن خلدة بن عامر بن مخلد بن زريق الأنصاري الزرقي ذكره جعفر المستغفري وحرف اسم والده وإنما هو مسعود بن خالد كما تقدم على الصواب مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة هو الذي قبله وإنما وقع في نسبه تحريف كرره أبو عمر بلا فائدة مسعود بن سنان السلمي فرق بن الأثير بينه وبين مسعود بن سنان الأسلمي وهو واحد كما بينته في الأول مسعود بن عبد سعد بن عامر هو مسعود بن سعد بن عامر جعله أبو عمر اثنين وهو واحد واختلف في تسمية أبيه مسعود بن عدي اللخمي غاير بن منده بينه وبين مسعود بن الضحاك بن عدي نسبه بن منده إلى جده فاستدركه أبو موسى وهو واحد (6/202)
<203> مسعود بن عمار بن ربيعة القاري غاير الذهبي بينه وبين مسعود بن ربيعة بن عمرو وهو واحد اختلف في اسم أبيه والثاني هو الأصح وقد نسبه أبو عمر إلى جده فقال هو مسعود بن عمرو القاري ويحتمل أن يكون الثاني عم الأول وقد تقدم في الأول مسعود بن قيس بن خلدة بن مخلد الزرقي ذكره أبو عمر فقال شهد بدرا كذا قال بن الكلبي وفيه نظر قلت مسعود بن سعد بن قيس إلى آخر النسب سقط ذكر أبيه فنسب إلى جده فأشكل أمره مسلم بن السائب بن خباب مختلف في صحبة أبيه وأما هو فأرسل شيئا وذكره البغوي في الصحابة وقال لا أحسب له صحبة قال وقد قيل إنه روى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى وله رواية أيضا عن أمه وعن أم رافع وحديثه المذكور أخرجه النسائي والبغوي وغيرهما من رواية سليمان بن يسار عنه قال قالوا يا رسول الله كيف نستغفر فذكر الحديث ووقع في رواية النسائي عن سليمان عن مسلم بن السائب عن خباب بن الأرت وقوله بن الأرت خطأ والصواب حذفه ويكون الحديث لخباب جد مسلم وإليه أشار البغوي وقال أبو حاتم الرازي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وهو من التابعين وأدخله بعضهم في الحصابة ظنا منهم أن له صحبة وليس كذلك وقال أبو أحمد العسكري حديثه مرسل وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال يروي المراسيل وكذا ذكره البخاري وغير واحد في التابعين مسلم بن سليم ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أرسله قال بن أبي حاتم عن أبيه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وكذا قال العسكري مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن مسلم بن شهاب الزهري والد الإمام بن شهاب الزهري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي قصة أبي رغال فذكره بعضهم في الصحابة وجزم غير واحد بأنه لا صحبة له ولا رؤية وقال البخاري وأبو حاتم حديثه مرسل وكذا قال أبو أحمد العسكري مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر استدركه أبو موسى وقال هو والد حبيب بن مسلمة وعزاه للمستغفري والصواب أنه مسلمة بن مالك كما تقدم في القسم الأول سقط بينه وبين شيبان ستة آباء وهو مسلمة بن مالك بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب مسلمة بن عبد الله العدوي تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة أورده العسكري وقال حديثه مرسل المسيس بن صعصعة أحد من شهد في عهد العلاء بن الحضرمي استدركه بن فتحون والذهبي وهو خطأ نشأ عن تصحيف وتغيير وإنما هو المستنير بن أبي صعصعة وقد تقدم علي الصواب في الأول الميم بعدها الصاد (6/203)
<204> مصرف بن كعب بن عمرو اليامي ذكره بن أبي حاتم وقال له صحبة كذا نقله عنه بن فتحون وهو وهم ولفظة بن أبي حاتم مصرف بن كعب بن عمرو روى عن أبيه قال بعضهم له صحبة فالضمير في قوله له يعود على أبيه وهو كعب وقد تقدم بيان الاختلاف فيه في كعب بن عمرو وفي عمرو بن كعب والرواية جاءت من طريق ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم فالجد هو الذي قيل إن له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم واختلف في اسمه وأما مصرف فليس بصحابي جزما مصدق النبي ذكره البغوي في حرف الميم من الصحابة وأورد من طريق سويد بن عفلة قال أتانا مصدق النبي فقال فذكر الحديث وكأنه توهم أنه علم وأما النبي فكأنه لم يضبطه فيجوز أن يكون صفة أو نسبا وليس كذلك وإنما هو اسم فاعل من الصدقة والنبي بالنون والموحدة مضاف وهذا محله في المبهمات الميم بعدها الضاد مضارب العجلي ذكره يحيى بن يونس الشيرازي في الصحابة وتعقبه جعفر بأنه تابعي وحديثه مرسل ورواه قرة عن قتادة في قصة مرثد بن ظبيان فروى عنه عن مرثد وروى عنه مرسلا وقد روى مضارب وهو بن حرب العجلي رواية عن علي وغيره الميم بعدها العين معاذ الأسدي والد بشر تقدم في ترجمة أبيه وهو مختلق معاذ بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم ذكره البغوي عن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه عن بن إسحاق أنه ذكره فيمن شهد بدرا واستدركه بن فتحون وهو وهم نشأ عن سقط وهو معاذ بن رفاعة بن الحارث بن سواد فسقط من النسب رجلان وقد تقدم على الصواب في الأول وهو المعروف بابن عفراء معاذ بن رباح ذكره بعضهم في الصحابة والصحبة إنما هي لولده أبي زهير بن معاذ وسيأتي في الكنى معاذ بن زهرة ذكره يحيى بن يونس الشيرازي في الصحابة وهو تابعي أرسل حديثا أخرجه أبو داود في المراسيل وقال جعفر المستغفري وهم من زعم أن له صحبة وقال البخاري عن يحيى بن معين حديثه مرسل وقد ذكره البغوي في الصحابة ولكنه قال لا أدري له صحبة أم لا معاذ بن سعوة استدركه الذهبي في التجريد وقال له حديث في المنتقى من حديث المخلص قلت هو من رواية عبد الحكيم بن أبي المخارق عن سنان بن سلمة عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه (6/204)
<205> وسلم من عطب له هدي فلينحره الحديث واختلف فيه على عبد الكريم مع ضعفه فقيل عنه عن سنان بن سلمة عن سلمة بن المحبق عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل عن عبد الكريم عن معاذ بن سعوة عن سنان بن سلمة عن سلمة بن المحبق وقد ذكره البخاري في التابعين وقال حديثه مرسل معاذ بن معدان روى عمران بن حدير عنه أن قطبة بن جرير أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه قال أبو عمر قيل إن حديثه مرسل قلت أخذ تسميته من بن أبي حاتم وإنما هو مقاتل بن معدان وقد سماه على الصواب في ترجمة قطبة في موضعين ومقاتل تابعي باتفاق وقطبة هو أبو الحويصلة تقدم في القاف في الأول معاوية بن ثعلبة الحماني تابعي أرسل حديثا فذكره الإسماعيلي في الصحابة وقال لا أدري له صحبة أو لا وأخرج من طريق عامر بن السمط عن أبي الجحاف عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي من أحبك فقد أحبنى الحديث أورده أبو موسى وقد ذكر البخاري هذا الحديث من هذا الوجه من رواية معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر وكذا ذكره أبو حاتم وغيرهما معاوية بن حزن كذا رأيته بخط الخطيب في المؤتلف وعلي حزن ضبة وأظنه تصحف حزن من حيدة وتقدم في القسم الأول معاوية بن درهم تقدمت الإشارة إليه في القسم الأول معاوية بن ربيعة الجشمي تقدم ذكره في عبد الله بن أبي بكر بن ربيعة معاوية بن زهرة ذكره بعضهم وحديثه مرسل قاله العسكري كذا قرأت بخط مغلطاي وأخشى أن يكون معاذ بن زهرة الماضي قريبا معاوية بن عبادة بن عقيل والد كعب الأخيل بن الرجال له وفادة كذا في التجريد وهو غلط نشأ عن سقط وإنما الوفادة لولده هبيرة بن معاوية كما سيأتي في ترجمته في حرف الهاء وأما معاوية فكان يقال له فارس الهزار والهزار فرسه وكان مشهورا في الجاهلية وقد ذكر بن الكلبي أنه هو الذي طعن زهير بن جذيمة رئيس بني عبس في الجاهلية وابنه عامر كان له ذكر في الجاهلية ويقال له بن المفاضة وله ذكر يأتي في ترجمة أخيه هبيرة قلت وكعب المعروف بالأخيل جد قبيلة مشهورة منها ليلى الأخيلية الشاعرة في زمن عبد الملك بن مروان وهي ليلى بنت عبد الله بن معاذ بن شداد بن كعب معاوية بن عبد الله بن أبي أحمد أورده بن أبي علي في الصحابة وهو وهم نشأ عن حذف فإنه أورد من طريق عبد الرحمن بن الحارث عن عاصم بن عبيد الله عنه قال رأيت حمنة هي بنت جحش تسقي العطشى وتداوي الجرحى يوم أحد وهذا الحديث إنما رواه معاوية بهذا عن أنس كذا ذكره البخاري وأبو حاتم وغيرهما وذكر أن أبا ضمرة روى عنه وأبو ضمرة لقي بعض التابعين وجده أبو أحمد صحابي مشهور وأبو عبد الله بن أبي أحمد له رؤية وظن الذهبي أنه آخر فقال معاوية بن عبد الله بن أحمد شهد أحدا وما أدري مؤمنا أم كافرا كذا قال وحمنة هي عمة أبيه معاوية بن معبد أورده بن قانع في الصحابة وهو وهم فأورد من طريق عاصم بن (6/205)
<206> سويد عن عبد الرحمن عن جده معاوية بن معبد قال كعب بن مالك زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب الغلاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم شكر الله قولك معبد بن خالد الجهني تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة وقيل هو معبد الجهني الذي كان أول من تكلم في القدر بالبصرة وكان في عصر الصحابة ولا صحبة له فاختلف في اسم أبيه كما تقدم في القسم الأول والله أعلم معبد بن صبيح ذكره أبو نعيم وأورده من طريق إسحاق بن إبراهيم عن سعد بن الصلت عن أبي حنيفة عن منصور بن زادان عن الحسن عن معبد أن النبي صلى الله عليه وسلم بينا هو في صلاته إذ أقبل أعمى فوقع في زبية الحديث وفيه من كان منكم قهقه فليعد الوضوء والصلاة قال أبو نعيم رواه أسد بن عمرو عن أبي حنيفة فقال معبد بن صبيح ورواه مكي بن إبراهيم عن أبي حنيفة فقال معبد بن أبي معبد وساقه أبو موسى هكذا من غير زيادة وأنكر بن الأثير على أبي موسى استدراكه وقال قد أخرج بن منده معبد بن أم معبد وذكر له حديث الضحك في الصلاة فليس لاستدراك أبي موسى له وجه قلت راوي حديث القهقهة قيل هو معبدالجهني الذي كان يتكلم في القدر وقد ذكر في الذي قبله وقيل هو معبد بن أم معبد التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة وهذا لا يصح لأن راوي حديث القهقهة جهني وولد أم معبد خزاعي وقد ذكرت ترجمته في القسم الأول وإنما أتى من الاشتراك في الاسم وكنية الأب معبد أبو زهير النمري هكذا ذكره بن عبد البر وخالف ذلك في الكنى فسماه يحيى وهو الصواب الذي جزم به غيره كما سيأتي معد يكرب روى عنه خالد بن معدان حديثا أورده أبو موسى في الذيل ففرق بن الأثير بينه وبين معد يكرب الهمداني الذي ذكره أبو أحمد العسكري فقال لا أدري أهما واحد أو اثنان قلت الراوي من الطريقين خالد بن معدان فهو دليل الاتحاد معروف الثقفي ترجم له بن قانع فوهم لأنه صفة لا اسم قال حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا أبي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا همام عن قتادة عن الحسن عن عبد الله بن عثمان الثقفي عن رجل من ثقيف يقال له معروف وأثنى عليه خيرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليمة حق الحديث ثم رواه من طريق حجاج عن همام فقال فيه عن زهير بن عثمان الأعور قال بن قانع شك فيه قتادة كذا قال وقد أخرج الحديث عن بهز بن أحمد عن همام عن قتادة عن الحسن عن عبد الله بن عثمان عن رجل أعور من ثقيف قال قتادة وكان يقال له معروفا أي يثني عليه خيرا فقد فسر بهز مراد قتادة بقوله يقال له معروفا ويؤيده تسميته في رواية حجاج بن المنهال زهير بن عثمان وكذا سماه عبد الصمد بن عبد الوارث عن همام أخرجه أحمد أيضا وقال الدارمي في مسنده أنبأنا عفان حدثنا همام فذكره بلفظ أزال الإشكال من أصله فقال عن رجل من ثقيف أعور يقال له معروفا أي يثني عليه خيرا إن لم يكن (6/206)
<207> اسمه زهير بن عثمان فلا أدري ما اسمه وكذا هو عند أبي داود والنسائي عن محمد بن المثنى عن عفان وتقدم في حرف الزاي في القسم الأول والله أعلم معلى بن إسماعيل ذكره بعضهم من أجل حديث أرسله رواه عمارة بن غزية وغيره عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البخاري هو مرسل معمر والد أبي خزيمة ذكره بعضهم من أجل حديث أرسله أورده أبو موسى في الذيل ونقله عن تاريخ يعقوب بن سفيان وإنما هو يعمر أوله مثناة تحتانية وسيأتي في موضعه وتقدم ذكر الاختلاف فيه في الحارث بن سعد وفي سعد بن هذيم من هذا القسم معمر المدني مر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو كاشف فخذه وفرق أبو موسى تبعا لابن شاهين بينه وبين معمر بن عبد الله بن نضلة وهو واحد كما أوضحته في القسم الأول معمر الأنصاري ذكره بن شاهين في الصحابة وهو وهم فاخرج من طريق روح عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن معمر الأنصاري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم علما مما ينفع الله به في الآخرة لا يتعلمه إلا للدنيا حرم الله عليه أن يجد عرف الجنة قال أبو موسى أظنه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر فلعله تصحف قلت وهو كما ظن لأن هذا المتن معروف من رواية أبي طوالة واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر رواه عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة أخرجه أبو داود والنسائي من طريق فليح بن سليمان عنه وأخرجه الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل من هذا فلعل عبد العزيز أرسله وتصحف بن معمر فصار عن معمر فنشأ اسم صحابي لا وجود له والله المستعان معمر بن بريك بموحدة ومهملة وكان مصغر ذكره الذهبي في الميزان وتردد في ضبطه ولم يذكره في تجريد الصحابة وهو على شرطه فإنه ذكر من أنظاره جماعة ولفظه في الميزان معمر أو معمر بن بريك رأيت ورقة فيها أحاديث سئلت عن صحتها فأجبت ببطلانها وأنها كذب واضح وفيها أنبأنا أحمد بن إبراهيم السامي أنبأنا عبد الله بن إسحاق السنجاري أنبأنا عبد الله بن موسى السنجاري سمعت علي بن إسماعيل السنجاري يقول بسنجار في سنة سبع وعشرين وستمائة سمعت معمر بن بريك يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يشيب المرء ويشب منه خصلتان الحرص والأمل وبه أربعة يصلبون على شفير جهنم الجائر في حكمه وباغض آل محمد الحديث قال الشيباني وأنبأنا عبد المحمود المؤدب بسنجار أنبأنا الصدر عن عبد الوهاب سمعت علي بن إسماعيل السنجاري يقول سمعت معمر بن بريك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شم الورد ولم يصل علي فقد جفاني قال الذهبي فهذا من نمط رتن الهندي فقبح الله من يكذب معمر بضم أوله والتشديد شخص اختلق اسمه بعض الكذابين من المغاربة أخبرنا الكمال أبو البركات بن أبي يزيد المكناسي إجازة مكاتبة قال صافحني والدي وقد عاش مائة قال صافحني الشيخ أبو الحسن على الحطاب بالحاء المهملة بمدينة تونس وعاش مائة وثلاثين سنة قال صافحني الشيخ أبو عبد الله (6/207)
<208> محمد الصقلي وعاش مائة وستين سنة قال صافحني أبو عبد الله معمر وكان عمره أربعمائة سنة قال صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لي فقال عمرك الله يا معمر ثلاث مرات قلت وهذا من جنس رتن وقيس بن تميم وأبي الخطاب ومكلبة ونسطور وقد بسطت ترجمة المعمر بالتشديد في لسان الميزان فلم أر الإطالة بذكر هنا وقد وجدت للمعمر بالتشديد في لسان الميزان فلم أر الإطالة يذكر هنا وقد وجدت للمعمر خبرا آخر ذكرته في حرف العين في عمار وقصته تشبه قصة رتن الهندي وكان في زمانه ذكر أبو الحسن بن أبي نصر البجاني أنه رآه في بلدة تسمى قطنة من آخر بلاد الترك ووجدت له خبرا آخر ذكرته في حرف الجيم في جبير بن الحارث وأنه كان بعد الستمائة أيضا ورواه الناصر لدين الله العباسي وأنه كان في الصيد فاستجرهم الصيد في طلب الصيد حتى وقفوا على قرية زعم أهلها أنهم كلهم من ذرية المعمر أيضا وقد استوعبت تراجم هؤلاء في كتاب المعمرين وبالله التوفيق معن بن يزيد الخفاجي وخفاجة من عقيل له صحبة ذكره أبو نعيم وقد ذكرت ما قيل فيه في القسم الأول معن بن زائدة ذكر أبو الحسن بن القصار المالكي أن عمر رفع إليه كتاب زوره عليه معن بن زائدة ونقش مثل خاتمه فجلده مائة ثم سجنه فشفع له قوم فقال ذكرتني الطعن وكنت ناسيا ثم جلده مائة أخرى ثم جلده مائة ثالثة وذلك بمحضر من العلماء ولم ينكر عليه أحد فكان ذلك إجماعا قلت الشأن في ثبوت ذلك فإن ثبت فيحتمل أن يكون فعل ذلك بطريق الاجتهاد فلم ينكره لأن مجتهدا لا يكون حجة على مجتهد فلا يلزم أن يكونوا قائلين بجواز ذلك فأين الإجماع هذا من حيث الحكم وأما إدراك معن العصر النبوي فواضح فلو ثبت لذكرته في القسم الثالث لكن معن بن زائدة لم يدرك ذلك الزمان وإنما كان في آخر دولة بني أمية وأول دولة بني العباس وولي إمرة اليمن وله أخبار شهيرة في الشجاعة والكرم ويحتمل أن يكون محفوظا ويكون ممن وافق اسم هذا واسم أبيه على بعد في ذلك معيقيب بن معرض اليمامي روى حديثه شاصويه بن عبيد عن معرض بن عبد الله بن معيقيب عن أبيه عن جده قال حججت حجة الوداع الحديث ذكره بن منده قال أبو نعيم هذا وهم وإنما هو معرض بن معيقيب يعني انقلب وقد مضى على الصواب الميم بعدها الغين المغيرة بن الحارث بن هشام المخزومي ذكره أبو نعيم وقال مختلف في صحبته ذكره الحضرمي يعني محمد بن عبد الله المعروف بمطين في الوحدان وأخرج عن هارون بن إسحاق عن قدامة بن محمد عن مغيرة بن المغيرة بن الحارث بن هشام عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكفي المؤمن المواقعة في الشهر قلت سقط بين المغيرة والحارث عبد الرحمن كذلك ذكره البخاري في تاريخه في ترجمة حفيده فقال مغيرة بن يحيى بن مغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث (6/208)
<209> روى قدامة بن محمد المدني عنه عن أبيه عن جده مرسلا قلت وعبد الرحمن بن الحارث له رؤية وهو والد أبي بكر أحد فقهاء المدينة والمغيرة هذا هو اخوه وكان مولده في خلافة معاوية ولم يدرك العصر النبوي قطعا المغيرة بن سلمان الخزاعي تابعي أرسل حديثا فذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق حميد الطويل عنه أن رجلين اختصما في شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل لكما في الشطر وأومأ بيده رواه البغوي بسند صحيح إلى حميد وقد ذكر بن أبي حاتم المغيرة المذكور في التابعين وقال روى عن بن عمر وكذا ذكره بن حبان في الثقات وروايته عن بن عمر عند النسائي المغيرة بن فلان أو فلان بن المغيرة المخزومي من بني مخزوم أخرج بن سعد في الطبقات عن أبي نعيم عن سعيد بن يزيد الأحمسي عن الشعبي حدثتني فاطمة بنت قيس أنها كانت تحت المغيرة بن فلان أو فلان بن المغيرة من بني مخزوم فذكر الحديث قلت وكأن راويه لم يحفظ اسمه فنسبه إلى جده الأعلى وتردد مع ذلك فقلبه فقال المغيرة بن فلان وكلاهما خطأ وإنما هو أبو عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وقيل هو أبو حفص بن عمرو بن عمرو بن المغيرة وسيأتي في الكنى المغيرة بن عتبة بمثناة ثم موحدة بن النحاس بنون ومهملة تابعي أرسل حديثا فذكره بن فتحون في ذيل الاستيعاب ونقل عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن يعلى بن يحيى المحاربي عن أبيه عن المغيرة بن عتبة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار وعلي رديفه فقال قل اللهم اغفر لي وارحمني اللهم تب علي لعلك تصيبك إحداهن قال بن فتحون وذكر سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد استعمل عتبة والد المغيرة هذا فيمن استعمل من كماة الصحابة على اللهازم من بكر بن وائل يعني فإذا كان أبو من الصحابة جاز أن يكون هو كذلك وهو كما قال لكن الواقع خلاف ذلك فإنه مذكور في طبقة صغار التابعين ممن روى عن كبار التابعين كموسى بن طلحة وكناه بذلك بن أبي حاتم وغيره الميم بعدها الفاء المفروق بن عمرو تقدم في القسم الثالث مفضل بن أبي الهيثم التغلبي أورده بن قانع وقال حدثنا بشر بن موسى حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن يحيى عن أبي زائدة مولى التغلبيين عن مفضل بن أبي الهيثم حليف لهم قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستقبل القبلة بغائط وبول قال بن قانع كذا قال بشر وهو عندي خطأ والصواب معقل وهو كما قال الميم بعدها القاف (6/209)
<210> المقطم بن المقدام الصحابي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلف أحد عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا رواه الطبراني هكذا أورده الشيخ محي الدين النووي في كتاب الأذكار له ووقفت على ذلك في عدة نسخ حتى في النسخة التي بخطه مضبوطا بضم الميم وفتح القاف وتشديد الطاء المهملة وقد تعقبه الحافظ زين الدين بن رجب الحنبلي فقرأت بخطه ما نصه هكذا قرأت بخط النووي وقد وقع له فيه تصحيف عجيب لأن الذي في المناسك للطبراني عن المطعم بن المقدام الصنعاني فجعل المطعم المقطم والصنعاني الصحابي والمطعم بن المقدام من أتباع التابعين يروي عن مجاهد وسعيد بن جبير ونحوهما مشهور أرسل هذا الحديث فهو معضل فقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن المطعم بن المقدام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني وهو كما قال بن رجب وللمطعم رواية في سنن أبي داود والنسائي عن جماعة من التابعين منهم مجاهد وهو من شيوخ الأوزاعي وأبي إسحاق الفزاري ووثقه جماعة نعم ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال روى عن محمد بن مسلمة كذا قال وما أظن ذلك إلا وهما وأرسل عن محمد بن مسلمة ثم رأيت في تاريخ بن عساكر أنه روى عن أبي هريرة ومحمد بن مسلمة مرسلا ثم عد في شيوخه جماعة من التابعين وذكر في الرواة عنه إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة ونحوهما وأخرج الحديث الذي في الأذكار من طريق الوليد بن مسلم سمعت الأوزاعي يقول حدثني الثقة المطعم بن المقدام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما حين يريد سفرا ثم أخرج من طريق الوليد أيضا يقول سمعت الأوزاعي يقول ما أصيب أهل دين بأعظم من مصيبتهم بالمطعم بن المقدام الصنعاني ومن الرواية عنه ما رواه يحيى بن حمزة الدمشقي عنه وهو من طبقة الوليد بن مسلم عنه عن الحسن أن معاوية سأل سهل بن الحنظلية فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخيل معقود في نواصيها الخير الحديث قال بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال هذا عندي وهم فقد رواه أبو إسحاق الفزاري عن المطعم عن الحسن بن الحر عن يعلى بن شداد عن سهل قال أبو حاتم والمطعم عن الحسن البصري لا يصلح والحسن بن سهل بن الحنظلية لا يجيء المقعد أورده المستغفري في الأسماء فأخرج الحديث الذي أورده أبو داود من طريق يزيد بن نمران قال رأيت بتبوك رجلا مقدعا فقال مررت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على حمار الحديث قلت وهو وهم وإنما هي صفة ومحله أن يذكر في المبهمات المقنع في المنقع المقوقس هو لقب واسمه جريج بن مينا بن قرقب ومنهم من لم يذكر مينا كما جزم به أبو عمر الكندي في أمراء مصر فقال المقوقس بن قرقوب أمير القبط بمصر من قبل ملك الروم وذكره بن منده في الصحابة فقال مقوقس صاحب الإسكندرية روى عنه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ثم ساق من طريق حسين بن حسن الأسواري حدثنا مندل بن علي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن (6/210)
<211> عبيد الله حدثني المقوقس قال أهديت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قدح قوارير وكان يشرب فيه قال ورواه إسماعيل بن عمرو عن مندل بإسناده فقال عن بن عباس قال إلى المقوقس أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم انتهى وأخرجه أبو نعيم كذلك وأخرجه بن قانع قبلهما لكنه لم يقل صاحب الإسكندرية وساق الحديث من طريق الحسين بن الحسن وقد أنكر بن الأثير ذكره فقال لا مدخل له في الصحابة فإنه لم يسلم وما زال نصرانيا ومنه فتح المسلمون مصر في خلافة عمر فلا وجه لذكره ولهما أمثال هذا قلت لولا قول بن منده صاحب الإسكندرية لاحتمل أن يكون ظنه غيره كما هو ظاهر صنيع بن قانع وإن كان لم يصب بذكره في الصحابة وإهداء المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبوله هديته مشهور عند أهل السير والفتوح قال أبو القاسم بن عبد الحكم في فتوح مصر حدثنا هشام بن إسحاق وغيره قالوا لما كانت سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع من الحديبية بعث إلى الملوك فبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس فلما انتهى إلى الإسكندرية وجده في مجلس مشرف على البحر فركب البحر فلما حاذى مجلسه أشار بالكتاب بين إصبعيه فلما رآه أمر به فأوصل إليه فلما قرأه قال ما منعه إن كان نبيا أن يدعو علي فيسلط علي فقال له حاطب ما منع عيسى أن يدعو على من أراده بالسوء قال فوجم لها ثم قال له أعد فأعاد ثم قال له حاطب إنه كان قبلك رجل زعم أنه الرب الأعلى فانتقم الله منه فاعتبر به وإن لك دينا لن تدعه إلى إلى دين هو خير منه وهو الإسلام وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارته بمحمد ولسنا ننهاك عن دين عيسى بل نأمرك به فقرأ الكتاب فإذا فيه من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى فذكر مثل الكتاب إلى هرقل فلما فرغ أخذه فجعله في حق من عاج وختم عليه ثم ساق من طريق أبان بن صالح قال أرسل المقوقس إلى حاطب فقال أسالك عن ثلاث فقال لا تسألني عن شيء إلا صدقتك قال إلام يدعو محمد قلت إلى أن يعبد الله وحده ويأمر بالصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة ويأمر بصيام رمضان وحج البيت والوفاء بالعهد وينهى عن أكل الميتة والدم إلى أن قال صفه لي قال فوصفته فأوجزت قال قد بقيت أشياء لم تذكرها في عينيه حمرة قلما تفارقه وبين كتفيه خاتم النبوة يركب الحمار ويلبس الشملة ويجتزئ بالتمرات والكسر ولا يبالي من لاقى من عم ولا بن عم قال هذه صفته وقد كنت أظن أن مخرجه بالشام وهناك كانت تخرج الأنبياء من قبله فأراه قد خرج في أرض العرب في أرض جهد وبؤس والقبط لا تطاوعني في اتباعه وسيظهر على البلاد وينزل أصحابه من بعده بساحتنا هذه حتى يظهروا على ما ها هنا وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفا ولا أحب أن يعلم بمحادثتي إياك أحد قال أبو القاسم وحدثنا هشام بن إسحاق وغيره قال ثم دعا كاتبا يكتب بالعربية فكتب لمحمد بن عبد الله من المقوقس سلام أما بعد فقد قرأت كتابك وذكر نحو ما ذكر لحاطب وزاد وقد أكرمت رسولك وأهديت إليك بغلة لتركبها وبجاريتين لهما مكان في القبط وبكسوة والسلام وقال أبو القاسم أيضا حدثنا هانئ بن المتوكل حدثنا بن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب أن المقوقس لما أتاه الكتاب ضمه إلى صدره وقال هذا زمان يخرج فيه النبي الذي نجد نعته في كتاب الله وإنا نجد من نعمته أنه لا يجمع بين أختين وأنه يقبل الهدية (6/211)
<212> ولا يقبل الصدقة وأن جلساءه المساكين ثم دعا رجلا عاقلا ثم لم يدع بمصر أحسن ولا أجمل من مارية وأختها فبعث بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث بغلة شهباء وحمارا أشهب وثيابا من قباطى مصر وعسلا من عسل بنها وبعث إليه بمال وصدقة وأمر رسوله أن ينظر من جلساؤه وينظر إلى ظهره هل يرى شامة كبيرة ذات شعرات ففعل ذلك فقدم الأختين والدا بتين والعسل والثياب وأعلمه أن ذلك كله هدية فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدية ولما نظر إلى مارية وأختها أعجبتاه وكره أن يجمع بينهما فذكر القصة وسيأتي في ترجمة مارية إن شاء الله تعالى قال وكانت البغلة والحمار أحب دوابه إليه وسمى البغلة دلدل وسمى الحمار يعفور وأعجبه العسل فدعا في عسل بنها بالبركة وبقيت تلك الثياب حتى كفن في بعضها وكذا قال والصحيح ما في الصحيح في حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كفن في ثياب يمانية وذكر الواقدي حدثنا محمد بن يعقوب الثقفي عن أبيه قال حدثنا عبد الملك بن عيسى وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفيان وغيرهم كل حدثني بطائفة من الحديث عن المغيرة بن شعبة في قصة خروجهم من الطائف إلى المقوقس بأنهم لما دخلوا على المقوقس قال لهم كيف خلصتم إلى ومحمد وأصحابه بيني وبينكم قالوا لصقنا بالبحر قال فكيف صنعتم فيما دعاكم إليه قالوا ما تبعه منا رجل واحد قال فكيف صنع قومه قالوا تبعه أحداثهم وقد لاقاه من خالفه في مواطن كثيرة قال فإلى ماذا يدعو قالوا إلى أن نعبد الله وحده ونخلع ما كان يعبد آباؤنا ويدعو إلى الصلاة والزكاة ويأمر بصلة الرحم ووفاء العهد وتحريم الزنا والربا والخمر فقال المقوقس هذا نبي مرسل إلى الناس كافة ولو أصاب القبط والروم لاتبعوه وقد أمرهم بذلك عيسى وهذا الذي تصفون منه بعث به الأنبياء من قبله وستكون له العاقبة حتى لا ينازعه أحد ويظهر دينه إلى منتهى الخف والحافر فقالوا لو دخل الناس كلهم معه ما دخلنا معه فأنغص المقوقس رأسه وقال أنت في اللعب ثم سألهم عن نحو ما وقع لهم في قصة هرقل وفي آخره فما فعلت يهود يثرب قلنا خالفوه فأوقع بهم قال هم قوم حسد أما إنهم يعرفون من أمره مثل ما نعرف فذكر قصة المغيرة فيما فعله برفقته ثم إسلامه بطولها وقد ذكر بن عبد الحكم في فتوح مصر عن عثمان بن صالح عن بن لهيعة عن عبد الله بن أبي جعفر وغيره في حصار عمرو بن العاص القبط في الحصن إلى أن قال فلما خاف المقوقس على نفسه ومن تبعه فحينئذ سأل عمرو بن العاص الصلح ودعاه إليه فذكر القصة ومن طريق خالد بن مرثد عن جماعة من التابعين أن المقوقس سبح هو وخواص القبط إلى الجزيرة واستخلف الأعيرج على الحصن ثم ذكر عن المقوقس استمراره على الصلح مع المسلمين لما نقض الروم العهد إلى غير ذلك مما يدل على أنه تمادي على النصرانية إلى أن مات وقصته في ذلك شبيهة بقصة هرقل كما سيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى المقوقس في معجم بن قانع ولعله الأول قاله الذهبي في التجريد فوهم ولو راجع الحديث الذي ذكره بن منده وأبو نعيم لتحقق أنه واحد فإنهم جميعا أخرجوا حديثا من طريقه بسند واحد (6/212)
<213> الميم بعدها الكاف مكلبة بن ملكان الخوارزمي شخص كذاب أو لا وجود له زعم أن له صحبة فأخرج له الخطيب وأبو إسحاق المستملي والمستغفري من طريق المظفر بن عاصم بن أبي الأغر العجلي ويكنى أبا القاسم وكان قدومه من سامرا إلى خوارزم في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة أحد الكذابين وزعم أنه لقي مكلبة بن ملكان فحدثه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا وعشرين غزوة ومع سراياه وذكر قصة المستملي عن الحارث بن أحمد بن الحارث البلخي أنه سمع المظفر ببغداد يقول سمعت مكلبة بخراسان قال في رواية المستملي وكان خوارزم يومئذ يسمى فرجسيد فذكر نحوه قال بن الأثير وكان ترك هذا أصلح وقال الذهبي بعد إيراده هذا هو الكذاب قال بن الجوزي في ترجمة المظفر زعم أنه لقي بعض الصحابة فكذب قلت وللمظفر أيضا خبر عن مكلبة يأتي في المبهمات في ترجمة بن فلان إن شاء الله تعالى مكيث الجهني أورده أبو بكر بن أبي علي الذكواني من طريق عبد الرزاق عن معمر عن عثمان بن زفر عن رافع بن مكيث عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البر زيادة في العمر أخرجه أبو موسى وقال وإنما رواه عبد الرزاق بهذا الإسناد عن بعض بني رافع عن أبيه والحديث لرافع وهو الصواب قلت وكذا هو في مصنف عبد الرزاق وكذا أخرجه بن شاهين عن أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي عن زهير بن محمد عن عبد الرزاق الميم بعدها اللام ملحان القيسي ذكره أبو عمر فقال هو والد عبد الملك ويقال هو والد قتادة بن ملحان القيسي يختلفون فيه له حديث واحد في صيام البيض وحديثه عند شعبة عن أنس بن سيرين واختلف فيه على شعبة وعلى أنس بن سيرين أيضا فقال أبو الوليد عن شعبة عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن ملحان عن أبيه وقال يزيد بن هارون عن شعبة عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن المنهال عن أبيه قال يحيى بن معين هذا خطأ والصواب بن ملحان كما قال الطيالسي وغيره وقد روى هذا الحديث همام عن أنس بن سيرين قال حدثني عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيس عن أبيه قال أبو عمر هذا خطأ والصواب ما قال شعبة وليس همام ممن يعارض به شعبة انتهى والذي أطلق غيره من الأئمة أن رواية همام هي الصواب وأن ملحان أصح من منهال وأن زيادة قتادة في النسب لابد منها ورواية همام عند أبي داود والنسائي وابن ماجة من رواية شعبة وأخرجه النسائي من طريق خالد بن الحارث عن شعبة عن أنس بن سيرين عن رجل يقال له عبد الملك عن أبيه ولم يسمه وأخرجه أيضا من رواية عبد (6/213)
<214> الله بن المبارك عن شعبة فقال عن أنس عن عبد الملك بن المنهال عن أبيه قال كان قتادة يكنى أبا المنهال فقد اتحدت رواية شعبة مع رواية همام وقد وافق هشام الدستوائي هماما رواه روح بن عبادة عن هشام وهمام جميعا عن أنس عن عبد الملك بن قتادة عن أبيه أخرجه الحارث بن أبي أسامة عنه فظهر أن رواية همام هي الصواب وأن صحابي الحديث قتادة بن ملحان لا المنهال وأن والد عبد الملك هو قتادة وأن من قال فيه بن المنهال أو بن ملحان نسبه إلى جده ملفع بن الحصين التميمي السعدي له حديث ليس إسناده بالقوي قاله أبو عمر قلت وهو تصحيف وإنما هو المنقع بالنون والقاف وقد تقدم في موضعه ملقام بن التلب ذكره بن قانع وأورد له من طريق غالب بن حجيرة حدثتني أم عبد الله بنت ملقام عن أبيها قال أصاب الناس سنة جدبة وكان عندي طعام فاستقرضه النبي صلى الله عليه وسلم مني قلت سقط من السند الصحابي وهو والد الملقام كذلك أخرجه الطبراني من هذا الوجه فقال عن أبيها عن أبيه ملقام وذكره البخاري وغيره في التابعين مليكة ذكر بعض شيوخي أنه اسم الرجل الذي صلى خلف معاذ وانصرف لما طول معاذ فيما قيل ولم يذكر لذلك مستندا مليل آخره لام مصغر بن عبد الكريم بن خالد بن العجلان الأنصاري ذكره أبو موسى في الذيل فوهم فقد ذكره بن منده فقال مليل بن وبرة بن عبد الكريم ومضى في الأول على الصواب الميم بعدها النون منبه بنون وموحدة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذي أحرم بعمرة وعليه جبة وهو متخلق هكذا أورده بن عبد البر وتعقبه بن فتحون فقال هذا وهم ظاهر والحديث في الصحيحين ليعلى بن أمية وهو بن منية بسكون النون بعدها تحتانية مثناة وهي أمه أو جدته وأمية أبوه وقد ذكره أبو عمر على الصواب في يعلى المنتذر بوزن المنكدر ذكره جعفر المستغفري عن يحيى بن يونس الشيرازي واستدركه أبو موسى على بن منده وقد ذكره بن منده بصيغة التصغير وهو المعروف فقال المنذر ويقال المنيذر فذكر حديثه وقد سبق في مكانه المنذر بن أبي راشد ذكره بن فتحون في الذيل وعزاه للطبراني وساق من طريق صالح بن كيسان عن الزبير بن المنذر بن أبي راشد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بسوق المدينة فقال هذه سوقكم فلا تنتقصوها ولا تأخذوا لها أجرا قلت وقوله بن أبي راشد فيه تغيير وإنما هو بن أبي أسيد وقد ذكر البخاري الزبير بن المنذر بن أبي أسيد وتقدم المنذر بن أبي أسيد في القسم الثاني فيمن له رؤية وروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم في حكم المرسل (6/214)
<215> المنذر بن عباد بن قوال ذكره بن عبد البر وقد تقدم في المنذر بن عبد الله المنذر بن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي شهد بدرا هكذا أورده أبو عمر بعد ترجمة المنذر بن قدامة الأنصاري من بني غنم بن السلم بن مالك بن الأوس وذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين وغفل عن أنه شخص واحد وهو المنذر بن قدامة بن عرفجة سقط قدامة بين المنذر وعرفجة من بعض النسخ فظنه آخر منفعة رجل مذكور في الصحابة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه كليب بن منفعة ذكره أبو عمر هكذا والذي أورده بن قانع من طريق ضمضم بن عمرو الحنفي عن كليب بن منفعة قال فيه عن أبيه عن جده قلت يا رسول الله من أبر قال أمك وأباك الحديث وأخرجه البغوي من طريق الحارث بن مرة عن كليب بن منفعة قال أتى جدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال من أبر الحديث وأخرجه أبو داود فقال عن كليب بن منفعة عن جده ولم يسمه وسماه بن منده كليبا تقدم في الكاف ولم أر في شيء من طرقه لمنفعة رواية الميم بعدها الهاء مهاجر بن مسعود ذكر في الصحابة وهو وهم فأخرج بن أبي خيثمة من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي قال كان مهاجر بن مسعود بحمص فحدره عمر إلى الكوفة قلت ظن الذي أثبت الصحبة لمهاجر أن الرواية بكسر الجيم وأنه اسم الصحابي وليس كذلك إنما أخبر الشعبي أن عبد الله بن مسعود في زمن الفتوح هاجر إلى أرض الشام ونزل حمص ثم رده عمر إلى الكوفة فهاجر فعل وهو بفتح الجيم وابن مسعود هو عبد الله وهو المخبر عنه بأنه هاجر ومن ثم أخرج بن أبي خيثمة هذا الأثر في ترجمة عبد الله بن مسعود مهاجر الكلاعي حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل وهو تابعي كذا استدركه الذهبي في التجريد وأشار إلى ما أخرجه بن قانع من طريق عاصم بن مهاجر الكلاعي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخط الحسن يزيد الحق وضوحا قال بن قانع لست أعرف له صحبة مهدي الجزري تابعي معروف أرسل حديثا فذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة وذكره أبو موسى في الذيل من طريقه وأخرج من طريق الوليد بن الفضل عن سليمان بن المغيرة عن مبذول بن عمرو عن مهدي الجزري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يعذرون بسوء الخلق المريض والمسافر والصائم مهران تابعي أرسل حديثا فذكره جعفر المستغفري في الصحابة وتبعه أبو موسى فأخرج من طريقه ثم من رواية عبد الصمد بن الفضل عن مكي بن إبراهيم عن بن جريج أخبرني محمد (6/215)
<216> بن مهران أنه سمع أباه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يا معشر التجار إني أرمي بها بين أكتافكم لا تلقوا الركبان لا يبع حاضر لباد ومحمد بن مهران ذكره بن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات وقال شيخ يروي المراسيل روى عنه بن جريج المهلب بن أبي صفرة الأزدي يكنى أبا سعيد تقدم له ذكر في ترجمة والده في حرف الظاء المعجمة وذكر نسبه هناك وذكر أيضا في ترجمة حذيفة بن اليمان الأزدي في حرف الحاء المهملة فقال ولد عام الفتح في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور في باب الصحابة الذين دخلوها وسيأتي في ترجمة أبي صفرة رواية المهلب قال سمعت أبي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطولكن طاقا أعظمكن أجرا الحديث وقال محمد بن قدامة الجوهري في كتاب الخوارج ولد المهلب عام الفتح وقال الحاكم ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإن أباه وفد على أبي بكر ومعه عشرة من أولاده وكان المهلب أصغرهم فنظر إليه عمر فقال لأبي صفرة هذا سيدهم وأشار إلى المهلب فذكره وقول الحاكم في مولده يعارضه ما تقدم في ترجمة حذيفة بن اليمان الأزدي إن أبا صفرة كان في خلافة أبي بكر غلاما لم يحتلم فكيف يولد له قبل ذلك بأربع سنين وقد وافق الحاكم على ذلك من أرخ وفاته سنة ثلاث وثمانين وأنه مات وهو بن ست وسبعين سنة وذكر بن سعد أن أبا صفرة كان ممن ارتد ثم راجع الإسلام ووفد على عمر وأورده في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة وقال العسكري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وإنما قدم هو وأبوه المدينة في زمن عمر قلت الأثر الأول أخرجه عبد الرزاق في مصنفه قال وفد أبو صفرة على عمر في عشرة من ولده أصغرهم المهلب فقال له عمر هذا سيد ولدك وقد أخرج أصحاب السنن من رواية المهلب عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن يبيتوكم فليكن شعاركم حم لا ينصرون وليس له في السنن غيره وأخرج له أحمد من روايته عن سمرة بن جندب حديثا روى أيضا عن بن عمر وابن عمرو والبراء يروي عنه سماك بن حرب وأبو إسحاق السبيعي وعمر بن سيف وقال بن قتيبة كان أشجع الناس وحمى البصرة من الخوارج بعد أن جلا عنها أهلها ولم يكن يعاب إلا بالكذب قلت وذكر المبرد أنه كان يفعل ذلك في حروبه وقال أبو عمر هو ثقة وأما من عابه بالكذب فلا وجه له لأنه كان يحتاج لذلك في الحرب يخادع الخوارج فكانوا يصفونه لذلك بالكذب غيظا منهم عليه وقال بن عبد البر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وروى محمد بن قدامة في أخبرا الخوراج عن حفص بن عمر عن شعبة عن أبي إسحاق عن مهلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان بين أحدكم وبين القبلة قيد مؤخرة الرحل لم يقطع صلاته شيء وقال أبو إسحاق السبيعي ما رأيت أميرا خيرا من المهلب وقال محمد بن قدامة في كتاب أخبر الخوارج ذكر الكوفيون عن أبي إسحاق عن أصحابه قال لم يل المهلب ولاية قط نظرا له إنما كان يولى لحاجتهم إليه قال أبو إسحاق صدقوا أول من عقد له لواء علي بن أبي طالب حين انهزمت الأزد يوم الجمل وكان المهلب ولي قتال الخوارج الأزارقة بعد أن كانوا هزموا العساكر وغلبوا على البلاد وشرطوا له أن كل بلد أجلي عنه الخوارج كان له التصرف في خراجها تلك السنة فحاربهم عدة سنين إلى أن يسر الله بتفريق (6/216)
<217> كلمتهم على يده بعد تسع سنين وعاش إلى أن مات سنة اثنتين وثمانين وقيل مات سنة ثلاث وله ست وسبعون سنة المهلب غير منسوب ذكره بن شاهين وأود من طريق مسدد حدثنا محمد بن عيينة حدثنا ذكوان مولى لنا قال كان شعار المهلب حم لا ينصرون وقال المهلب وكان شعار رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وهذا هو المهلب بن أبي صفرة وهو مرسل كما بينته في ترجمة الذي قبله الميم بعدها الواو موسى بن شيبة ذكره العسكري في الصحابة وقال روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة وكذا وصف أبو حاتم روايته بالإرسال موسى الأنصاري شخص كذاب أو اختلقه بعض الكذابين قال أبو الفرج بن الجوزي في الموضوعات بعد أن ساق حرز أبي دجانة من طريق محمد بن أدهم القرشي عن إبراهيم بن موسى الأنصاري عن أبيه بطوله هذا حديث موضوع وإسناده منقطع وليس في الصحابة من اسمه موسى وأكثر رجاله مجاهيل مويك أبو حبيب السلاماني ترجم له بن شاهين وذكره في حرف الميم فصحفه فإن أوله فاء بلا خلاف وإنما اختلفوا في الواو وأخرجه البغوي عن عثمان بن أبي شيبة بسنده وقد أخرجه البغوي وغيره في حرف الفاء بالسند الذي أخرجه بن شاهين وتقدم هناك فيمن اسمه فديك بفاء ودال ثم كاف مصغرا الميم بعدها الياء مينا بن أبي مينا الجزار مولى عبد الرحمن بن عوف روى عن مولاه وعن عثمان وعلي وابن مسعود وأبي هريرة وعائشة روى عنه همام والد عبد الرزاق قال أبو حاتم الرازي منكر الحديث وروى أحاديث مناكير في الصحابة لا يعبأ بحديثه كان يكذب وقال عباس الدوري عن بن معين ليس بثقة وكذا قال النسائي وقال الجوزجاني أنكر الأئمة حديثه لسوء مذهبه وقال يعقوب بن سفيان كان غير ثقة ولا مأمون وقال أبو زرعة ليس بقوي وقال الترمذي والعقيلي روى مناكير زاد العقيلي لا يتابع على شيء من حديثه وقال بن عدي يتبين على حديثه أنه كان يغلو في التشيع وأغرب الحاكم فأخرج في مناقب فاطمة من طريق عبد الرزاق حدثني أبي عن أبيه عن مينا بن أبي مينا مولى عبد الرحمن بن عوف قال خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها الحديث قال الحاكم إسحاق وأبوه وجده ثقات ومينا أدرك النبي (6/217)
<218> صلى الله عليه وسلم وسمع منه وهذا المتن شاذ قلت في كلامه مناقشات الأولى قوله حدثني أبي عن أبيه فيه زيادة راو وإنما روى عبد الرزاق عن أبيه عن مينا ليس بين والد عبد الرزاق وبين مينا واسطة الثانية جد عبد الرزاق مما يستغرب فإنه لا ذكر له ولا رواية الثالثة قوله إن مينا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه مردود لأن مينا أخبر عن نفسه أنه ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه احتلم حين بويع لعثمان وذلك في آخر سنة ثلاث وعشرين من الهجرة فيكون مولد مينا في آخر العصر النبوي الرابعة إنما رواه مينا عن مولاه عبد الرحمن بن عوف كذا أخرجه بن عدي في الكامل من رواية الحسن بن علي بن عيسى بن أبي عبد الغني عن عبد الرزاق فالحديث لعبد الرحمن لا لمينا الخامسة قوله وهذا المتن شاذ إن أراد أنه تفرد به من غير أن يوجد شيء يوافقه لم يصلح له الحكم بأنه صحيح وليس بشاذ وإن أراد أنه شاذ مع ثقة رجاله فيحتمل مطابقة واختصارا حرف النون القسم الأول النون بعدها الألف النابغة الجعدي الشاعر المشهور المعمر اختلف في اسمه فقيل هو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة وقيل بدل عدس وحوح وجعدة هو بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وقيل اسم النابغة عبد الله وقيل حنان بن قيس بن عمرو بن عدس وقيل حبان بن قيس بن عبد الله بن قيس وقيل بتقديم قيس على عبد الله وبه جزم القحذمي وأبو الفرج الأصبهاني وبالأول جزم بن الكلبي وأبو حاتم السجستاني وأبو عبيدة ومحمد بن سلام الجمحي وغيرهم وحكاه البغوي عنه وحكى أبو الفرج الأصبهاني أنه غلط لأنه كان له أخ اسمه وحوح بن قيس قتل في الجاهلية فرثاه النابغة قلت ويحتمل أن يكون وحوح أخاه لأمه وقد أخرج الحسن بن سفيان في مسنده عن أبي وهب الوليد بن عبد الملك عن يعلى بن الأشدق حدثني قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة نابغة بني جعدة فذكر حديثا قال أبو الفرج أقام مدة لا يقول الشعر ثم قال فقيل نبغ وقيل كان يقول الشعر ثم تركه في الجاهلية ثم عاد إليه بعد أن أسلم فقيل نبغ وقال القحذمي كان النابغة قديما شاعرا مغلقا طويل العمر في الجاهلية وفي الإسلام قال وكان أسن من النابغة الذبياني ومن شعره الدال على طول عمره ألا زعمت بنو أسد بأني أبو ولد كبير السن فاني (6/218)
<219> فمن يك سائلا عني فإني من الفتيان أيام الختان أنت مائة لعام ولدت فيه وعشر بعد ذاك وحجتان وقد أبقت صروف الدهر مني كما أبقت من السيف اليماني وقال أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين عاش مائتي سنة وهو القائل قال أمامة كم عمرت زمانة وذبحت من عتر على الأوثان ولقد شهدت عكاظ قبل محلها فيها وكنت أعد م الفتيان والمنذر بن محرق في ملكه وشهدت يوم هجائن النعمان وعمرت حتى جاء أحمد بالهدى وقوارع تتلى من القرآن ولبست من الإسلام ثوبا واسعا من سيب لا حرم ولا منان قال بن عبد البر استدلوا بهذا على أنه كان أسن من النابغة الذبياني لأنه ذكر أنه شهد المنذر بن محرق والنابغة الذبياني إنما أدرك النعمان بن المنذر وتقدمت وفاة النابغة الذبياني قبله بمدة ولذلك كان يظن أن النابغة الذبياني أكبر من الجعدى وذكر عمر بن شبعة عن أشياخه أنه عمر مائة وثمانين سنة وأنه أنشد عمر بن الخطاب لبست أناسا فأفنيتهم وأفنت بعد أناس أناسا ثلاثة أهلين أفنيتهم وكان الإله هو المستآسا فقال له عمر كم لبثت مع كل أهل قال ستين سنة وقال بن قتيبة عمر بعد ذلك إلى زمن بن الزبير ومات بأصبهان وله مائتان وعشرون سنة وذكر المرزباني نحوه إلا قدر عمره وزاد أنه كان من أصحاب علي وله مع معاوية أخبار وعن الأصمعي أنه عاش مائتين وثلاثين سنة وروينا في كتاب الحاكم من طريق النضر بن شميل أنه سئل عن أكبر شيخ لقيه المنتجع الأعرابي قال قلت له من أكبر من لقيت قال النابغة الجعدي قال قلت له كم عشت في الجاهلية قال دارين قال النضر يعني مائتي سنة وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى كان النابغة ممن فكر في الجاهلية وأنكر الخمر والسكر وهجر الأزلام واجتنب الأوثان وذكر دين إبراهيم وهو القائل القصيدة التي فيها الحمد لله لا شريك له من لم يقلها فنفسه ظلما قال أبو عمر في هذه القصيدة ضروب من التوحيد والإقرار بالبعث والجزاء والجنة والنار على نحو شعر أمية بن أبي الصلت وقد قيل إنها لأمية لكن صححها حماد الراوية ويونس بن حبيب ومحمد بن سلام الجمحي وعلي بن سليمان الأخفش للنابغة قرأت على علي بن محمد الدمشقي بالقاهرة عن سليمان بن حمزة أنبأنا علي بن الحسين شفاها أنبأنا أبو القاسم بن البناء كتابة أنبأنا أبو النصر الطوسي أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا داود بن رشيد حدثنا يعلى بن الأشدق قال سمعت النابغة الجعدي يقول أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا (6/219)
<220> فقال أين المظهر يا أبا ليلى قلت الجنة قال أجل إن شاء الله تعالى ثم قال ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضض الله فاك مرتين وهكذا أخرجه البزار والحسن بن سفيان في مسنديهما وأبو نعيم في تاريخ أصبهان والشيرازي في الألقاب كلهم من رواية يعلى بن الأشدق قال وهو ساقط الحديث قال أبو نعيم رواه عن يعلى جماعة منهم هاشم بن القاسم الحراني وأبو بكر الباهلي وعروة العرقى لكنه توبع فقد وقعت لنا قصة في غريب الحديث للخطابي وفي كتاب العلم للمرهبي وغيرهما من طريق مهاجر بن سليم عن عبد الله بن جراد سمعت نابغة بني جعدة يقول أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم قولي علونا السماء البيت فغضب وقال أين المظهر يا أبا ليلى قلت الجنة قال أجل إن شاء الله ثم قال أنشدني من قولك فأنشدته البيتين ولا خير في حلم فقال لي أجدت لا يفضض الله فاك فرأيت أسنانه كالبرد المنهل لما انفصمت له سن ولا انفلتت ورويناه في المؤتلف والمختلف للدارقطني وفي الصحابة لابن الكسن وفي غيرهما من طريق الرحال بن المنذر حدثني أبي عن أبيه كرز بن أسامة وكانت له وفادة مع النابغة الجعدي فذكرها بنحوه ورويناها في الأربعين البلدانية للسلفي من طريق أبي عمرو بن العلاء عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه سمعت النابغة يقول أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشدته قولي أتيت رسول الله البيت وبعده بلغنا السماء فقال إلى أين يا أبا ليلى قال إلى الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله فلما أنشدته ولا خير في جهل البيت ولا خير في حلم البيت فقال لي صدقت لا يفضض الله فاك فبقي عمره أحسن الناس ثغرا كلما سقطت سن عادت أخرى وكان معمرا ورويناه في مسند الحارث بن أبي أسامة من طريق الحسن بن عبيد الله العنبري قال حدثني من سمع النابغة الجعدي يقول أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشدته وإنا لقوم ما نعود خيلنا إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا وننكر يوم الروع ألوان خيلنا من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا وليس بمعروف لنا أن نردها صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا بلغنا السماء البيت وبقية القصيدة نحوه ورويناها مسلسلة بالشعراء من رواية دعبل بن علي الشاعر عن أبي نواس عن والبة بن الحباب عن الفرزدق عن الطرماح عن النابغة وهي في كتاب الشعراء لأبي زرعة الرازي المتأخر وقد طولت ترجمته في كتاب من جاوز المائة مما دار بينه وبين من هاجاه من الماجريات كليلي الأخيلية صاحبة توبة وأوس المزني وغيرهما وذكر أبو نعيم في تاريخ أصبهان أنه قيس بن عبد الله وأنه مات بأصبهان قال وكان معاوية سيره إليها مع الحارث بن عبد الله بن عبد عوف بن أصرم وكان ولي أصبهان من قبل على ثم أسند من طريق الأصمعي عن هانئ بن عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن صفوان قال عاش النابغة مائة وعشرين سنة قال بن عبد البر قصيدة النابغة مطوله نحو مائتي بيت أولها خليلي غضا ساعة وتهجرا ولوما على ما أحدث الدهر أو ذرا (6/220)
<221> يقول فيها أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلو كتاب كالمجرة نيرا ومنها وجاهدت حتى ما أحسن ومن معي سهيلا إذا ما لاح ثم تحورا أقيم على التقوى وأرضى بفعلها وكنت من النار المخوفة أحذرا قال وما أظنه إلا أنشدها النبي صلى الله عليه وسلم كلها ثم أورد أبو عمر بإسناده إلى أبي الفرج الرياشي منها أربعة وعشرين بينا وذكر عمر بن شبة عن مسلمة بن محارب أن النابغة الجعدي دخل على علي فذكر قصة وذكر أبو نعيم في تاريخ أصبهان وأخرج بن أبي خيثمة في تاريخه عن الزبير بن بكار وحدثني أخي هارون بن أبي بكر عن يحيى بن أبي قتيلة عن سليمان بن محمد بن يحيى بن عروة عن أبيه عن عمه عبد الله بن عروة قال ألحت السنة على نابغة بني جعدة فدخل على بن الزبير في المسجد الحرام فأنشده حكيت لنا الصديق لما وليتنا وعثمان والفاروق فارتاح معدم وسويت بين الناس في الحق فاستووا فعاد صباحا حالك الليل مظلم أتاك أبو ليلى تجوب به الدجى دجى الليل جواب الفلاة عرمرم لتجبر منه جانبا دعدعت به صروف الليالي والزمان المصمم فقال بن الزبير هون عليك يا أبا ليلى فإن الشعر أيسر وسائلك عندنا لك في مال الله حقان حق لرؤيتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحق لشركتك أهل الإسلام في فيئهم ثم أخذ بيده فدخل به دار النعم وأعطاه سبع قلائص وحملا وخيلا وأوقر الركاب برا وتمرا وثيابا فجعل النابغة يستعجل ويأكل الحب صرفا فقال بن الزبير ويح أبي ليلى لقد بلغ به الجهد فقال النابغة أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما وليت قريش فعدلت واسترحمت فرحمت وحدثت فصدقت ووعدت خيرا فأنجرت فأنا والنبيون وأطر التابعين وقد وقع لنا عاليا من حديث بن الزبير موافقة قرأت على فاطمة بنت محمد بن المنجي بدمشق عن سليمان بن حمزة أنبأنا محمود بن إبراهيم في كتابه أنبأنا مسعود بن الحسن أنبأنا أبو بكر السمسار أنبأنا أبو إسحاق بن خرشة أنبأنا أبو الحسن المخزومي حدثنا الزبير بن بكار به بتمامه وأخرجه بن جرير في تاريخه عن بن أبي خيثمة وأخرجه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني عن بن جرير وأخرجه بن أبي عمر في مسنده عن هارون وأخرجه بن السكن عن محمد بن إبراهيم الأنماطي والطبراني في الصغير عن حسين بن الفهم وأبو الفرج الأصبهاني عن حرمي بن العلاء ثلاثتهم عن الزبير فوقع لنا بدلا عاليا وأخرج أبو نعيم عن الطبراني طرفا منه نابل بموحدة الحبشي والد أيمن قال أبو أحمد العسال له صحبة وقال أبو عمر لم أر حديثا يدل على لقائه وأخرج أبو موسى في الذيل من طريق أبي الشيخ حدثنا محمد بن زكريا حدثنا بكار السيريني حدثنا أيمن بن نابل عن أبيه أن رجلا كالأعرابي أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقتين فعوضه فلم يرض مرتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت ألا أتهب إلا من قرشي (6/221)
<222> أو أنصاري أو ثقفي قال أبو موسى رواه جماعة عن بكار قلت وهو ضعيف ناجية بن الأعجم الأسلمي ذكره بن سعد في الصحابة وقال لا عقب له وأخرج عن الواقدي عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه حدثني أربعة عشر رجلا من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن ناجية بن الأعجم هو الذي نزل في القليب القليل الماء يوم الحديبية بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه إياه من كنانته وأمره أن يغور الماء بسهمه وأن يصب فيها ماء توضأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل قال وقيل إن النازل ناجية بن جندب كما سيأتي في ترجمته وقال العطوي عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لواءين يوم الفتح أعطى أحدهما ناجية بن الأعجم والآخر بريدة بن الخصيب وذكره بن أبي حاتم وحكى عن أبيه أنه قال لا أعرفه وقال بن شاهين في الصحابة مات بالمدينة في آخر خلافة معاوي ناجية بن جندب بن عمير بن يعمر بن دارم بن وائلة بن سهم بن مازن بن سلامان بن أسلم الأسلمي قال بن إسحاق حدثني بعض أهل العلم عن رجال من أسلم أن الذي نزل في القليب بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية بن جندب الأسلمي صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وزعم بعض أهل العلم أن البراء بن عازب كان يقول أنا الذي نزلت قال بن إسحاق وزعمت أسلم أن جارية من الأنصار أقبلت بدلوها وناجية في القليب يميح على الناس فقالت يا أيها المائح دلوي دونكا إني رأيت الناس يحمدونكا قال فأجابها قد أقبلت جارية يمانيه أني أنا المائح واسمي ناجيه وقال سعيد بن عفير كان اسمه ذكوان فسماه النبي صلى الله عليه وسلم ناجية حين نجا من قريش وذكر بن أبي حاتم عن أبيه أن ناجية صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات بالمدينة في خلافة معاوية وأخرج الحسن بن أبي سفيان في مسنده من طريق موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عمرو بن أسلم عن ناجية بن جندب قال كنا بالغميم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر قريش أنها بعثت خالد بن الوليد جريدة خيل يتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره رسول الله أن يلقاه وكان بهم رحيما فقال من برجل يعدلنا عن الطريق فقلت أنا بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال فأخذت بهم في طريق قد كان بها فدافد وعقاب فاستوت لي الأرض حتى أنزلته على الحديبية وهي تنزح قال فألقى فيها سهما أو سهمين من كنانته ثم بصق فيها ثم دعا بها فعادت عيونها حتى أني أقول لو شئنا لاغترفنا قداحنا ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن منده وكذا أخرجه بن السكن والطبراني من طريق موسى بن عبيدة وهو عندهم بالشك ناجية بن جندب أو جندب بن ناجية وموسى ضعيف ولناجية بن جندب حديث آخر أخرجه بن منده من طريق مجزأة بن زاهر عن أبيه عن ناجية بن جندب قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم حين صد الهدى قلت يا رسول الله ابعث معي بالهدي حتى أنحره في الحرم قال وكيف تصنع قال قلت آخذ في أودية لا يقدرون علي قال فدفعه إلي فنحرته في الحرم قال بن منده تفرد (6/222)
<223> به مخول بن إبراهيم عن إسرائيل عنه ورواه عنه أبو حاتم الرازي وغيره كذا قال وقد أخرجه النسائي من طريق عبيد الله بن موسى عن إسرائيل مثله وأخرجه أبو نعيم من طريق محمد بن عمرو بن محمد المنقري عن إسرائيل لكن قال فيه عن ناجية عن أبيه وكذا أخرجه الطحاوي من طريق مخول ناجية بن عمرو الحضرمي ذكره بن أبي عاصم في الوجدان وأخرج هو وابن قانع والطبراني من طريق سلمة بن رجاء عن عائذ بن شريح أنه سمع أنس بن مالك وشعيب بن عمرو وناجية بن عمرو ويقولون رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضب بالحناء وذكره البغوي في أثناء ترجمة ناجية الأسلمي فوهم والله أعلم ناجية بن عمرو الخزاعي ذكره بن عقدة في كتاب الموالاة وأخرج من طريق عمرو بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فلما قدم علي الكوفة نشد الناس فانتشدنا له بضعة عشر رجلا منهم أبو أيوب وناجية بن عمرو الخزاعي أورده أبو موسى في ترجمة الحضرمي الذي قبله ولا أراه إلا غيره ناجية بن كعب الخزاعي فرق بينه وبين الذي قبله بن شاهين وغيره وقال مالك في الموطأ عن هشام بن عروة عن أبيه إن ناجية صاحب هدي النبي صلى الله عليه وسلم سأله كيف يصنع بما عطب من البدن فأمره أن ينحر كل بدنة عطبت ثم يلقى نعلها في دمها ويخلي بينها وبين الناس الحديث وكذا رواه شعيب بن إسحاق وحماد بن سلمة وأبو خالد الأحمر وقال وكيع عن هشام عن أبيه عن ناجية أخرجه أحمد وتابع وكيعا بن عيينة وعبدة وجعفر بن عون وروح بن القاسم وغيرهم عن هشام وأخرجه بن خزيمة من طريق عبد الرحيم بن سليمان عنه بلفظ حدثني ناجية واختلف في وصله وإرساله علي أبي معاوية ووهب بن خالد وغيرهما ولم يسم أحد منهم والد ناجية لكن قال بعضهم الخزاعي وبعضهم الأسلمي ولا يبعد التعدد فقد ثبت من حديث بن عباس أن دؤيبا الخزاعي حدثه أنه كان مع البدن أيضا وأخرج بن أبي شيبة من طريق عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ناجية الخزاعي عينا في فتح مكة وقد جزم أبو الفتح الأزدي وأبو صالح المؤذن بأن عروة تفرد بالرواية عن ناجية الخزاعي فهذا يدل علي أنه غير الأسلمي ناجية الطفاوي قال بن منده له ذكر في الصحابة وكان يكتب المصاحف وأخرج من طريق فروة بن حبيب حدثنا البراء بن عازب عن واصل قال أدركت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له ناجية الطفاوي قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات وأخرج الطبراني من طريق فروة بن حبيب بهذا السند قال كان ناجية يكتب المصاحف فأتته امرأة فذكر قصة طويلة ناسج الحضرمي ذكره أبو الفتح الأزدي في مفردات الصحابة وذكره البخاري فقال ناسج عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه شرحبيل بن شفعة وأخرج بن شاهين من طريق (6/223)
<224> الوليد بن مسلم عن حريز بن عثمان عن شرحبيل بن شفعة عن ناسج الحضرمي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجلين يتبايعان شاة يتحالفان ثم مر بالشاة قد اشتراها الرجل فقال أوجب أحدهما وقال بن أبي حاتم وأخرج البخاري ناسج الحضرمي فغيره أبي وقال إنما هو عبد الله بن ناسج قلت وقد تقدم في العبادلة ناعم بن أجيل بجيم مصغرا الهمداني مولى أم سلمة قال المستغفري روى البردعي بسند له مجهول عن الليث أنه من الصحابة وأخرج بن يونس من طريق بن لهيعة قال كان ناعم من أهل بيت شرف من بيوت همدان فأصابهم سباء في الجاهلية فصار إلى أم سلمة فأعتقته قال بن يونس وكان ناعم أحد الفقهاء الذين أدركهم يزيد بن أبي حبيب قال أبو النضر الأسود بن عبد الجبار بلغني أنه مات سنة ثمانين وهكذا ذكره أبو عمر الكندي في الموالي من أهل مصر وذكره بن حبان في الثقات التابعين وقال سبي في الجاهلية فأعتقته أم سلمة قلت وظاهر هذا أن يكون صحابيا فذكرته في هذا القسم للاحتمال وقد وثقه بن سعد ويعقوب بن سفيان والنسائي ناعم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره العسكري في الصحابة وقال لا أعلم له حديثا مسندا وأخرج من طريق كعب بن علقمة حدثني ناعم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شهدت عليا خطب على بعير فتقدم ثم نزل فدعا بكبش أقرن فذبحه فقال هذا عن علي وآل علي واستدركه بن فتحون وقال ذكر الطبراني في تهذيب الآثار من طريق كعب بن علقمة هذه القصة قال بن فتحون وقد ذكر البخاري ناعم بن أجيل فلعله هو قلت وقد ذكر بن يونس في ترجمة ناعم بن أجيل أنه روى عن علي وعثمان وغيرهما من الصحابة وذكر في الرواة عنه كعب بن علقمة فهما واحد ولعل من وصفه بأنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم تجوز في ذلك لكونه مولى زوجه نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي كان قديم الإسلام واستشهد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم ذكر أبيه في الموحدة وأخيه عبد الله في العبادلة وقال بن إسحاق حدثني أبي عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن بن هشام وعبد الله بن أبي بكر وغيرهما قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو إلى أهل نجد في سبعين رجلا من خيار المسلمين منهم الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان وفروة بن أسماء ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي فقتلوا فقال بن رواحة ينعى نافعا رحم الله نافع بن بديل رحمة المبتغي ثواب الجهاد صابرا صادق الحديث إذا ما أكثر القوم قال قول السداد وأوردها أبو سعيد السكري في ديوان حسان بن ثابت وزاد فيها بيتا ثالثا والبعث المذكور كان إلى بئر معونة وصرح غير واحد منهم بن الكبي في الجمهرة نافعا استشهد ببئر معونة نافع بن الحارث الخزاعي في نافع بن عبد الحارث نافع بن الحارث بن كندة الثقفي أخو أبي بكر لأمه قال أبو عمر روى عن بن (6/224)
<225> عباس أنه كان ممن نزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف وأمه سمية مولاة الحارث قال بن سعد ادعاه الحارث واعترف أنه ولده فثبت نسبه أنه منه وهو أول من أقتنى الخيل بالبصرة وهو أحد الشهود على المغيرة وكان سأل عمر بن الخطاب أن يقطعه قطيعة بالبصرة فكتب إلى أبي موسى أن يقطعه عشرة أجربة ليس فيها حق لمسلم ولا لمعاهد ففعل وأخرج بن أبي شيبة من طريق محمد بن عبيد الله الثقفي قال أتى رجل من ثقيف يقال له نافع أبو عبد الله عمر وكان أول من اقتنى إبلا بالبصرة فقال يا أمير المؤمنين إن قبلنا أرضا ليست من أرض الخراج ولا تضر بأحد فأقطعنيها أتخذها قضاء لخيلي قال فكتب عمر إلى أبي موسى إن كان كما قال فأعطها إياه وذكر بن سعد في ترجمته حديثا سأذكره بعد في أواخر من اسمه نافع نافع بن زيد الحميري ذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق زكريا بن يحيى بن سعيد الحميري عن إياس بن عمرو الحميري أن نافع بن زيد الحميري قدم وافدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من حمير فقالوا أتيناك لنتفقه في الدين ونسأل عن أول هذا الأمر قال كان الله ليس شيء غيره وكان عرشه على الماء ثم خلق القلم فقال اكتب ما هو كائن ثم خلق السماوات والأرض وما فيهن واستوى على عرشه فيه عدة مجاهيل نافع بن سليمان العبدي يقال إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه وهو صغير روى حديثه إسحاق بن راهويه في مسنده وقال أخبرني سليمان بن نافع العبدي بحلب قال قال لي أبي وفد المنذر بن ساوي من البحرين ومعه أناس وأنا غلام أعقل أمسك جمالهم فذهبوا بسلاحهم فسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم ووضع المنذر سلاحه ولبس ثيابا كانت معه ومسح لحيته يدهن فأتى نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنا مع الجمال أنظر إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال المنذر قال لي النبي صلى الله عليه وسلم رأيت منك ما لم أر من أصحابك فقلت أشيء جبلت عليه أو أحدثته قال لا بل جبلت عليه فلما أسلموا قال النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت عبد القيس طوعا وأسلمت الناس كرها قال سليمان وعاش أبي مائة وعشرين سنة وأخرجه الطبراني وابن قانع جميعا عن موسى بن هارون عن إسحاق قال موسى ليس عند إسحاق أعلى من هذا وأخرجه بن بشران في أماليه عن دعلج عن موسى وسليمان ذكره بن أبي حاتم عن أبيه ولم يذكر فيه جرحا والقصة التي ذكرها للمنذر بن ساوي معروفة للأشج واسمه المنذر بن عائذ وأظن سليمان وهم في ذكر سن أبيه لأنه لو كان غلاما سنة الوفود وعاش هذا القدر لبقي إلى سنة عشرين ومائة وهو باطل فعله قال عاش مائة وعشرا لأن أبا الطفيل آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم موتا وأكثر ما قيل في سنة وفاته سنة عشر ومائة وقد ثبت في الصحيحين أنه قال صلى الله عليه وسلم في آخر عمره لا يبقى بعد مائة من تلك الليلة على وجه الأرض أحد وأراد بذلك انخرام قرنه فكان كذلك نافع بن سهل الأنصاي الأشهلي ذكره عمر بن شبة في الصحابة وقال استشهد باليمامة واستدركه بن فتحون (6/225)
<226> نافع بن ظريب بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف النوفلي قال العدوي هو من مسلمة الفتح وهو الذي كتب المصحف لعمر قال الزبير بن بكار ولد ظريب نافعا وأمه صفية بنت عبد الله بن بجاد الكنانية وهو والد أم قتال أم محمد بن جبير بن مطعم وأمها عتبة بنت أبي إهاب التي تزوجها عقبة بن الحارث ثم فارقها من أجل قول المرأة السوداء إني أرضعتكما ففارقها عقبة فتزوجها نافع هذا وقال هشام بن الكلبي كان يكتب المصاحف لعمر بن الخطاب وقال البلاذري كتب المصاحف لعثمان وقيل لعمر نافع بن عبد الحارث بن حبالة بن عمير بن عبشان الخزاعي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو الطفيل وغيره وقال البخاري يقال إن له صحبة وذكره بن سعد في الصحابة في طبقة من أسلم في الفتح وقال بن عبد البر كان من كبار الصحابة وفضلائهم ويقال إنه أسلم يوم الفتح فأقام بمكة ولم يهاجر فأنكر الواقدي أن تكون له صحبة وذكره في الصحابة بن حبان والعسكري وآخرون وحديثه في السنن ومسند أحمد من سعادة المرء الجار الصالح ووقع في رواية إبراهيم الحربي نافع بن الحارث بإسقاط عبد والصواب إثباته وأمره عمر على مكة قال البخاري في صحيحه اشترى نافع بن عبد الحارث لعمر من صفوان بن أمية دار السجن بمكة نافع بن عبد عمرو بن عبد الله بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن أخي معمر بن نضلة ذكر الزبير أن ولده عبد الله قتل يوم الحرة ومقتضاه أن يكون أبوه من مسلمة الفتح نافع بن عبد القيس الفهري أخو العاص بن وائل لأمه كان مع عمرو بن العاص في فتح مصر فيما ذكره بن عبد الحكم في الفتوح وبعثه عمرو إلى برقة وهو على شرط أبي عمر بمقتضى ما نقل أنه لم يبق بعد الفتح من قريش إلا من شهد حجة الوداع وهذا قرشي وقد بقي إلى خلافة عثمان فهو على الشرط والله أعلم نافع بن عتبة بن أبي وقاص بن زهرة بن كلاب بن أخي سعد كان من مسلمة الفتح روى جابر بن سمرة وهو بن عمته عنه كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه في صحيح مسلم نافع بن عجير بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف القرشي بن أخي ركانة ذكره البغوي في الصحابة وأخرج من طريق محمد بن علي بن شافع عن عبد الله بن علي بن السائب عن نافع بن عجير بن عبد يزيد أنه طلق امرأته هشيمة البتة ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والله ما أردت بها إلا واحدة الحديث قال البغوي ليس بهذا الإسناد إلا هذا الحديث قلت أخرجه عن الزعفراني عن الشافعي عن محمد وخالفه الربيع فقال عن الشافعي وأخرجه أيضا من طريق الحميدي عن الشافعي بهذا السند عن نافع أن ركانة طلق امرأته شهيبة فخالف الزعفراني في صاحب القصة وفي اسم المرأة وكذا أخرجه أبو داود عن أبي ثور وابن السراج في آخرين عن الشافعي بهذا السند فقال عن نافع بن عجير بن ركانة وكذا أخرجه بن قانع من طريق إبراهيم بن محمد المدني عن عبد الله بن علي بن السائب فقال عن نافع بن عجير عن عمه وهو ركانة وجاء عن نافع بن عجير حديث آخر متنه علي صفيي وأميني أخرجه وذكره بن حبان في الصحابة (6/226)
<227> نافع بن علقمة ذكره بن شاهين في الصحابة وقال سكن الشام ولم يخرج له شيئا وذكره بن أبي حاتم فقال إنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم قال وسمعت أبي يقول لا أعلم له صحبة وأخرج أبو يعلى من طريق حسين بن واقد عن حبيب بن أبي ثابت أن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثه قال خرجت مع عمر إلى مكة فاستقبلنا أمير مكة نافع بن علقمة وسمي بعم له يقال له نافع فقال له عمر من استخلفت على مكة الحديث وهذا السند قوي إلا أن فيه غلطا في تسمية أبيه فالقصة معروفة لنافع بن عبد الحارث كما تقدم قريبا وفي أمراء مكة نافع بن علقمة آخر ليس خزاعيا ولا أدرك عمر فضلا عن أن يكون له صحبة وهو نافع بن علقمة بن صفوان بن محرث الكناني كان عبد الملك بن مروان أمره على مكة وله قصة مع أبان بن عثمان ذكرها الزبير بن بكار في الموفقيات وهو خال مروان والد عبد الملك فإن أم مروان هي أم عثمان آمنة بنت علقمة بن صفوان المذكور ولم أر لعلقمة ذكرا في الصحابة فكأنه مات قبل أن يسلم فيكون لولده نافع صحبة فإن بني كنانة كانوا بالقرب من مكة ولم يبق بالحجاز أحد إلا أسلم وشهد حجة الوداع نافع بن غيلان بن سلمة الثقفي تقدم نسبه في ترجمة أبيه ذكره أبو عمر في الصحابة وقال بن عساكر لا أدري له صحبة أو لا وذكر أنه استشهد بدومة الجندل قلت وكانت في سنة ثلاث عشرة ومقتضى ذلك أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بالغا وقد تقدم أنه لم يبق من قريش وثقيف بعد حجة الوداع أحد إلا اسلم وشهدها فهو صحابي وأبوه مشهور في الصحابة وأخرج بن أبي الدنيا من طريق يعقوب بن داود الثقفي قال استشهد نافع بن غيلان بن سلمة الثقفي مع خالد بن الوليد بدومة الجندل فقال أبوه وجزع عليه ما بال عيني لا تغمض ساعة إلا اعترتني عبرة تغشاني يا نافعا من للفوارس أحجمت عن شدة مذكورة وطعان لو أستطيع جعلت مني نافعا بين اللهاة وبين عقد لساني قال فعوتب على كثرة بكائه فقال دعوني فسينفد دمعي فقيل له بعد ذلك أين دموعك يا غيلان فقال كل شيء يبلى وهكذا أخرجها الزبير بن بكار من طريق عبد الله بن مصعب الزبيري عن أبيه وزاد بلى نافع وبليت الدموع واللحاق به قريب نافع بن كيسان الثقفي قال بن سعد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وسكن دمشق وأخرج أبو نعيم في الصحابة من طريق صدقة عن سليمان بن داود عن أيوب بن نافع بن كيسان عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ستشرب أمتي من بعدي الخمر يسمونها بغير اسمها يكون عونهم على شربها أمراءهم وأخرج بن عائذ عن الوليد بن مسلم عمن سمع عبد الرحمن بن ربيعة عن عبد الرحمن بن أيوب بن نافع عن كيسان عن أبيه عن جده نافع بن كيسان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه ينزل عيسى بن مريم عند باب دمشق الشرقي أخرجه تمام في فوائده من طريق بن عائذ وتابعه محمد بن وهب بن عطية عن عبد الرحمن بن زمعه مثله أخرجه بن شاهين (6/227)
<228> من طريقه وأخرج أيضا من طريق موسى بن عامر عن الويد ذاكرت شيخا من شيوخ دمشق فقال سمعت عبد الرحمن بن ربيعة يحدث عن عبد الرحمن بن أيوب مثله وأخرجه بن قانع من وجه آخر عن الوليد أخبرني شيخ من شيوخ قريش سمعت عبد الرحمن به وكذا رواه صفوان بن صالح عن الوليد واختلف على الوليد فقال هشام بن عمار عنه عن أبي ربيعة عن نافع بن كيسان عن أبيه وكذا قال هشام بن خالد كما تقدم في ترجمة كيسان وقال صفوان وموسى بن عامر كذلك نافع بن مسعود الغفاري ذكره بن السكن في الصحابة وأخرج من طريق جرير بن أيوب عن الشعبي عن نافع بن مسعود الغفاري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا في فضل رمضان قال وقال بعضهم عن جرير بن أيوب عن الشعبي عن أبي مسعود الغفاري نافع الجرشي ذكره جعفر المستغفري في الصحابة وأخرج من طريق عبد الرحمن بن بشير الدمشقي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن كعب عن نافع الجرشي أنه حدثه أنه حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم وكان كاهن في رأس جبل فدعوه فقالوا له انظر لنا في شأن هذا الرجل فنزل إليهم فاتكأ على قوسه ورفع طرفه إلى السماء ثم طفق ينزو ويقول إن الله أكرم محمدا واصطفاه وبعثه إليكم أيها الناس وذكر القصة وعبد الرحمن هذا ذكر أبو حاتم أنه روى عن بن إسحاق مناكير وقد قال البخاري في تاريخ نافع الجرشي قال الزهري عن بن كعب مولى عثمان عنه ولم يصفه بصحبة ولا بغيرها وظهر من سياقه أن بن كعب ليس هو عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري وإنما هو آخر مولى عثمان وكذا أورده الخطيب في المشتبه من طريق عبد الرحمن وقالوا في سياقه عن عبد الله بن كعب مولى عثمان حدثني نافع الجرشي نافع الحبشي تقدم ذكره في ترجمة أبرهة وأنه أحد النفر الثمانية الذين قدموا من الحبشة فأسلموا نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة ذكر أسلم بن سهل في تاريخ واسط من طريق يزيد بن هارون عن عبد الملك بن حسين عن يوسف بن ميمون عن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى وآله وسلم يقول لا يدخل الجنة شيخ زان ولا مستكبر ولا منان على الله بعمله أخرجه البخاري ومطين والحسن بن سفيان والبغوي وابن أبي داود وابن السكن وابن شاهين الطبراني وابن منده من طريق أبي سعيد الأشج عن عقبة بن خالد عن الصباح بن يحيى عن خالد بن أبي أمية فذكر الحديث مثله لكن فيه تقديم وتأخير قال البغوي ولا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث وأخرجه بن قانع من وجه آخر عن الصباح بن يحيى عن خالد بن أمية قال رأيت نافعا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعته يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا نافع إنك سيصيبك بعدي خصاصة فاذكر شأنك للناس يرحموك قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة شيخ زان الحديث وزاد ولا مدمن خمر ولا عاق لوالديه ولم يذكر قوله ولا منان على الله بعمله (6/228)
<229> نافع الرؤاسي جد علقمة تقدم ذكره في ترجمة عمرو بن مالك الرؤاسي نافع أبو طيبة الحجام يأتي في الكنى سماه محمد بن سهل بن أبي خيثمة في حديث عن محيصة بن مسعود أنه كان له غلام حجام يقال له نافع أبو طيبة فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن خراجه فقال لا تقربه فردد عليه فقال اعلف به الناضح واجعله في كرشه أخرجه بن السكن وابن قانع من رواية الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عفير الأنصاري عن محمد بن سهل وسيأتي مزيد لذلك في الكنى نافع مولى غيلان بن سلمة الثقفي أخرج البزار والبغوي من طريق بن لهيعة عن يزيد بن عروة عن غيلان بن سلمة أن نافعا كان عبدا لغيلان بن سلمة ففر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيلان مشرك ثم أسلم غيلان فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاءه لغيلان وروى بن سعد نافع غير منسوب ذكره البغوي في أثناء ترجمة نافع بن الحارث بن كندة والذي يظهر أنه غيره فقد قال بن سعد حدثنا خلف بن خليفة عن أبان بن بشير عن شيخ من أهل البصرة قال حدثنا نافع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في زهاء أربعمائة رجل فنزلنا على غير ماء فكأنه اشتد على الناس غذ أقبلت عنز تمشي حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحلبها فأروى الجند وروى وقال يا نافع املكها وما أراك تملكها قال فأخذت عودا فركزته في الأرض وربطت الشاة واستوثقت منها ونمت وناموا فلما استيقظت إذا الحبل محلول وإذ لا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الذي جاء بها هو الذي ذهب بها وأورده الحاكم أبو أحمد في الكنى في ترجمة أبي الفضل غير مسمى فساقه من طريق خلف بن خليفة عن أبان المكتب عن أبي الفضل عن رجل كان يسمى نافعا كان يجيء إلى واسط وعمر طويلا حتى كان زمن الحجاج ويحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث واحد فذكر الحديث وأخرجه الطبراني في نافع غير منسوب قال حدثنا أسلم بن سهل عن عمر بن السكن عن خلف مثله وقال أسلم في تاريخ واسط اسم أبي الفضل شيخ أبان يوسف بن ميمون ولم يصب في ذلك لأنه ظن أنه نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سبق وهو غيره وقد فرق بينهما غير واحد منهم الحاكم أبو أحمد كما ذكرت واختلف على خلف بن خليفة في الحديث المذكور فرواه أبو كريب عنه فلم يذكر أبان في السند ورواه عصمة بن سليمان عن خلف فقال عن أبي هاشم الرماني عن نافع وكانت له صحبة أخرجه بن السكن وابن قانع من طريقه وكذا قال بن شاهين وقال كانت له صحبة نامية بن صفاره الضبعي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع رفاعة بن زيد بسبب ما صنعه زيد بن حارثة بجذام بعد إسلامهم سماه الأموي في روايته عن بن إسحاق واستدركه بن فتحون النون بعدها الباء (6/229)
<230> نباش بن زرارة قال بن منده له ذكر في المغازي صحب النبي صلى الله عليه وسلم كذا ذكره مختصرا وقال أبو موسى نباش بن زرارة التميمي أبو هالة أورده المستغفري في باب النون من الصحابة وتعقبه بن الأثير فساق نسبه فقال بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم أبو هالة التميمي ثم قال قال مصعب الزبيري هو حليف بني عبد الدار قال بن الأثير استدركه أبو موسى علي بن منده وقد ذكره بن منده فلا وجه لاستدراكه ثم إنه لا صحبة له فإنه كان قبل النبوة لأنه كان زوج خديجة قبل النبي صلى الله عليه وسلم فولد لها منه أبو هالة ولا صحبة لزرارة ولا لابنه انتهى فأما تعقبه على أبي موسى فموجه لكونه كنى نباشا وقال إنه تميمي وأما تعقبه على بن منده ففيه نظر لأنه لم يسق نسبه فاحتمل أن يكون آخر ومن ثم استدركه أبو موسى وأسند إلى ذكر المستغفري ومستند المستغفري في ذكره ما ساقه من طريق مصعب الزبيري أنه قال نباش بن زرارة التميمي أبو هالة حليف بني عبد الدار وهو والد هند بنت خديجة انتهى ملخصا وليس في هذا ما يدل على صحبته لأنه يتكلم على الأنساب من حيث هي لا من جهة خصوص الصحابة نبتل بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب النسب مقرونا بأخيه أبو سفيان وقد ذكره بن الكلبي ثم البلاذري في المنافقين فيحتمل أن يكون أبو عبيد اطلع على أنه تاب وذكر محمد بن إسحاق في السيرة النبوية أنه الذي نزل فيه ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن أورد ذلك قي قصة وقد ذكرها السدي مطولة لكنه لم يسم فيهم نبهان الأنصاري والد أسعد ذكره بن السكن في الصحابة وقال مخرج حديثه عن الكوفيين ولم نجده إلا من هذا الوجه ثم ساق من طريق عمرو بن شمر عن محمد بن سوقة أنه سمع رجلا من الأنصار يقال له أسعد بن نبهان يقول حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يؤذن بليل لصلاة العشاء فلم يقل شيئا إلا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله وهكذا أخرجه الدارقطني في المؤتلف وهو عنده بنون ثم موحدة وأخرجه بن قانع وابن منده من وجه آخر عن عمرو بن شمر وهو عندهما بمثناة فوقانية ثم تحتانية ثقيلة والأول أصوب وعمرو بن شمر متروك نبهان التمار ذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره عن الضحاك عن بن عباس في قوله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم الآية قال هو نبهان التمار أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع منه تمرا فضرب عجيزتها فقالت والله ما حفظت غيبة أخيك ولا نلت حاجتك فسقط في يده فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعلمه فقال له إياك أن تكون امرأة غاز فذهب يبكي ثلاثة أيام يصوم النهار ويقوم الليل فأنزل الله عز وجل في اليوم الرابع هذه الآية فأرسل إليه فأخبره فحمد الله وأثنى عليه وشكره وقال يا رسول الله هذه توبتي فكيف لي بأن يقبل شكري فأنزل الله عز وجل أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات وهكذا أخرجه عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره عن موسى بن عبد الرحمن عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس (6/230)
<231> مطولا ومقاتل متروك والضحاك لم يسمع من بن عباس وعبد الغني وموسى هالكان وأورد هذه القصة الثعلبي والمهدوي ومكي والماوردي في تفسيرهم بغير سند لكن ذكر قتادة بعض هذا مختصرا وورد تسمية صاحب القصة في نزول الآية الثانية لأبي اليسر وغيره نبهان غير منسوب قال وثيمة في آخر كتاب الردة حدثنا إسماعيل بن علية عن ميمون أبي حمزة عن إبراهيم هو النخعي أن نبهان ارتد عن الإسلام فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فاستتابه فتاب فخلى سبيله ثم إرتد عن الإسلام فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فاستتابه فتاب فخلى سبيله فقال في الثالثة أو في الرابعة اللهم أمكني من نبهان في عنقه حبل أنوف فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم في عنقه حبل أنوف فأمر بقتله فلما انطلق به ليقتل عاج برأسه إلى الذي انطلق به فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال لك قال قال إني مسلم أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله قال خل سبيله وله طريق أخرى موصولة لكن سندها ضعيف جدا فأخرج الطبراني في الأوسط في ترجمة محمد بن المرزباني عن محمد بن مقاتل الرازي عن حكام بن سلم عن طعمة بن عمرو عن أبان عن أنس أن نبهان ارتد ثلاث مرات فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أمكني من نبهان في عنقه حبل أسود فالتفت فإذا هو نبهان قد أخذ وجعلوا في عنقه حبلا أسود فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف بيمينه والحبل بشماله ليقتله فقال رجل من الأنصار يا رسول الله لو أمطت عنك قال فدفع السيف إلى رجل فقال اذهب فاضرب عنقه قال فانطلق به فضحك نبهان وقال أتقتلون رجلا يشهد أن لا أله إلا الله وأن محمدا رسول الله فخلى عنه وقال لم يرو هذا الحديث عن طعمة إلا حكام بن سلم نبهان آخر غير منسوب نزل حمص ذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج له عن إبراهيم بن عبد الله الزبيبي بمعجمة مفتوحة وموحدتين حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا بن جريج حدثني أبو الزبير عن عمر بن نبهان عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات له ثلاث ولدان في الإسلام أدخله الله الجنة بفضل رحمته قال فلقيني أبو هريرة فقال أنت الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولدان ما قال قلت نعم قال لي لأن يكون قال لي أحب إلي مما أغلقت عليه حمص خالفه غيره عن بن جريج فقال عمر بن نبهان عن أبي ثعلبة الأشجعي وسيأتي في ترجمته نبيشة الخير الهذلي هو بن عمرو بن عوف وقيل بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن الحارث بن نصر بن حصين وقيل في نسبه غير ذلك وهو بن عم سلمة بن المحبق الهذلي يكنى أبا طريف روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أيام التشريق أيام أكل وشرب وهو في صحيح مسلم وله حديث في استغفار القصة للذي يلحسها أخرجه الترمذي وآخر في العتيرة وآخر في الادخار من لحوم الأضحية بعد ثلاث كلاهما عند أصحاب السنن إلا الترمذي روى عنه أبو المليح الهذلي وأم عاصم جدة المعلى بن أسد قال أبو عمر سكن البصرة ويقال إنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أسارى فقال يا رسول الله إما أن تفاديهم وإما أن تمن عليهم فقال أمرت بخير أنت نبيشة الخير نبيشة آخر هو الذي ورد أنه لبى عنه أخوه فقيل له لب عن نفسك ثم عن نبيشة (6/231)
<232> والمشهور أن اسم ذلك شبرمة وذكر الحديث بلفظ نبيشة الدارقطني وغيره وسنده ضعيف نبيط بن جابر بن مالك بن عدي بن زيد بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري ذكره البغوي وقال ليس له حديث ثم قال بن سعد شهد أحدا وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم الفريعة بنت أسعد بن زرارة وكانت من المبايعات فولدت له عبد الملك وعبد الله ومحمدا وإبراهيم وزينب وكانت زينب تحت أنس بن مالك وخبط فيه بن أبي حاتم فقال في ترجمة نبيط بن شريط وهو نبيط بن جابر من بني مالك بن النجار زوجه النبي صلى الله عليه وسلم الفريعة وهذا من العجب فإن بن نبيط الأشجعي معروف النسب لا يجتمع نسبه مع نسب مالك بن النجار أصلا نبيط بن شريط بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي نزل الكوفة وقع ذكره في حديث والده شريط وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن سالم بن عبيد روى عنه ابنه سلمة ونعيم بن أبي هند وأبو مالك الأشجعي قال بن أبي حاتم له صحبة وبقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم زمانا نبيه بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي أخو أبي جهم بن حذيفة ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه وقال لا أعلم له رؤية نبيه بن صواب الجهني وأبوه بضم المهملة بعدها همزة يكنى أبا عبد الرحمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر وكان أحد الأربعة الذين أقاموا قبلة مصر ذكره بن يونس وأخرج من طريق الهيثم بن عدي عن عبد الرحمن بن زياد عن يزيد بن أبي حبيب عن نبيه بن صواب وكانت له صحبة قال قدم رجل من حمير على النبي صلى الله عليه وسلم فأقام عنده ثم مات فقال اطلبوا له وارثا مسلما فلم يوجد فقال ادفعوا ميراثه لرجل من قضاعة فدفع إلى عبد الله بن أنيس وكان أقعدهم يومئذ في النسب قال بن يونس هذا حديث منكر تفرد به الهيثم وكان غير موثوق به وقد روى عبد الرحمن عن يزيد غير هذا الحديث انتهى ورواه بن منده عن بن يونس دون كلامه عليه وأخرجه بن سعد عن الهيثم عن عبد الرحمن بن زياد وزاد في نسبه فقال أين أعم عن يزيد حدثني من سمع نبيه بن صواب وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وأخرج الحربي من طريق يسار بن عبد الرحمن الصدفي عن نبيه بن صواب عن عمر أنه سجد في الحج سجدتين وأخرج بن يونس من طريق شجرة بن عبد الله أنه سمع أبا عبد الرحمن النهدي يقول إنه سجد مع عمر في سورة الحج سجدتين قال الخطيب في الموضح أبو عبد الرحمن هو نبيه بن صواب ولهم شيخ آخر يقال له نبيه بن صواب يأتي ذكره في القسم الثالث نبيه بن عثمان بن ربيعة بن وهب بن حذيفة بن جمح القرشي الجمحي ذكره الواقدي فيمن هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية قال وكان قديم الإسلام انتهى ولم يذكره بن إسحاق ولا موسى بن عقبة ولا أبو معشر وذكر البلاذري أنه ركب السفينة مع جعفر بن أبي طالب نبيه بن وهب بن عثمان بن أبي طلحة العبدري ينظر في ترجمة والده نبيه غير منسوب قال أبو عمر لا أعرفه بأكثر من أنه ذكر في موالي النبي صلى الله (6/232)
<233> عليه وسلم وأن النبي صلى الله عليه وسلم اشتراه فأعتقه انتهى وذكره صاحب الجمهرة وقال إنه كان من مولدي السراة واختلف في ضبطه فقيل بالتصغير وقيل بوزن عظيم النون بعدها الجيم النجف بن أبي صفرة الأزدي ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه وهو أخو المهلب الأمير المشهور استدركه بن فتحون نجيح غلام كلثوم بن الهدم ذكره عمر بن شبة في الصحابة وأخرج من طريق عبد العزيزي بن عمران عن محمد بن عمرو بن مسلم عن أبيه عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية أن النبي صلى الله عليه وسلم عليه وآله وسلم لما نزل على كلثوم بن هدم نادى كلثوم غلامه نجيحا فتفاءل النبي صلى الله عليه وسلم باسمه وقال أنجحت يا أبا بكر وكذا أخرج هذه القصة أبو سعيد النيسابوري في شرف المصطفى ورواها محمد بن الحسن المخزومي في أخبار المدينة عن محمد بن عبد الرحمن عن إسحاق بن إبراهيم بن حارثة عن أبيه النون بعدها الحاء والذال النحام العدوي هو نعيم بن عبد الله يأتي في نعيم نذير الغساني أبو مريم مشهور بكنيته روى الطبراني من طريق بقية حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني عن أبيه عن جده قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفع إلي اللواء ورميت بين يديه بالجندل فأعجبه ذلك ودعا لي وقال أبو حاتم الرازي سألت بعض الشاميين عن اسم أبي مريم فقال نذير وقيل اسمه بكير بموحدة وكاف مصغرا كما تقدم وسيأتي ذكره في الكنى إن شاء الله تعالى نذير السدوسي هو بن الخصاصية كان يسمى أولا نذيرا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا النون بعدها الزاء النزال بن سبرة بفتح المهملة وسكون الموحدة الهذلي الكوفي قال أبو مسعود الدمشقي (6/233)
<234> في الأطراف وتبعه الحميدي ثم بن عساكر والمزي له صحبة قال المزي مختلف في صحبته والمعروف أنه مخضرم كما سيأتي في الثالث وقد جزم مسلم وابن سعد والدارقطني والحاكم بأنه تابعي كما سيأتي مبسوطا والله أعلم نزيل بزاي ولام المنهالي تقدم ذكره في بزيل بموحدة وزاي وضبطه بالنون والزاي الأمير بن ماكولا النون بعدها السين نسطاس مولى سعد بن عبادة الخزرجي وقع ذكره في كتاب الأسخياء للدارقطني فأخرج من طريق بن وهب عن الليث بن سعد عن يحيى بن عبد العزيزي قال كان سعد بن عبادة يغزو سنة ويغزو ابنه قيس بن سعد سنة فغزا سعد مع الناس فنزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ضيوف كثير مسلمون فبلغ ذلك سعدا وهو في ذلك الجيش فقال إن يك قيس ابني فسيقول يا نسطاس هات المفاتيح أخرج لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فيقول نسطاس هات من أبيك كتابا فيدق أنفه ويأخذ المفاتيح ويخرج لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فكان الأمر كذلك وأخذ قيس لرسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وسق نسطاس مولى صفوان بن أمية الجمحي شهد أحدا مع المشركين ثم أسلم وحسن إسلامه فكان يحدث عن يوم أحد قال كنت ممن تخلف في العسكر ولم يقاتل يومئذ عبد إلا وحشي وصؤاب غلام بني عبد الدار قال فاقتتلوا ساعة فأقبل أصحابنا منهزمين فدخل أصحاب محمد عسكرنا ونحن في رحالنا فكنت فيمن أسر فانتهب العسكر أقبح نهب فنحن على ما نحن عليه إذ نظرت إلى الخيل مقبلة فذكر قصة ذكر ذلك الواقدي وفيها ولقد رأيت رجلا من المسلمين ضم صفوان بن أمية إليه حتى ظننت أنه سيموت حتى أدركته وبه رمق فوجأته بخنجر معي فوقع فسألت بعد ذلك عنه فقيل رجل من بني ساعدة ثم هداني الله بعد إلى الإسلام وذكر بن إسحاق أن نسطاسا المذكور هو الذي تولى قتل زيد بن الدثنة رفيق خبيب بن عدي نسير بالتصغير بن العنبس بن زيد بن عامر الأنصاري الظفري ذكره أبو سعد في شرف المصطفى وتقدم في الموحدة وذكر الاختلاف فيه ويزاد هنا أن الخطيب ذكره في المؤتلف بالنون وساق نسبه من عند بن عمارة بن القداح فقال ولد عنبس بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس نسير بن عنبس له صحبة وشهد مشاهد كثيرة وكان يقال لعنبس والده فارس الحواء واستشهد نسير يوم جسر أبي عبيد واستشهد ولد ولده عبد الله بن سهل بن نسير بالقادسية قلت وقد ذكرت ولد ولده عبد الله فيما مضى نسير بن يحيى الأنصاري مولى عثمان بن حنيف سيأتي في الثالث (6/234)
<235> النون بعدها الشين والصاد نشيد بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي أبو غليظ مشهور بكنيته مختلف في اسمه وسيأتي في الكنى نصر بن الحارث بن عبد رزاح بن كعب الأنصاري الظفري شهد بدار في قول الجميع فذكره هشام بن الكلبي وأبو معشر وابن عمارة والواقدي بصاد مهملة وذكره بن القداح لضاد معجمة وصوبه بن ماكولا تبعا للخطيب وذكره بن إسحاق بنون مضمومة بعدها ميم وذكر بن سعد أنه من غلط الرواة عنه وقد تقدم ذكر ولده الحارث بن النضر في حرف الحاء المهملة نصر بن حزن بفتح المهملة وسكون الزاي تقدم في عبدة بن حزن نصر بن دهر بن الأخرم بن مالك الأسلمي تقدم ذكر والده في الأول قال البخاري له صحبة وقال البغوي سكن المدينة وله حديثان وأخرج له النسائي من رواية ابنه أبي الهيثم عنه في قصة ماعز حديثا بسند جيد وله حديث في قصة عامر بن الأكوع يوم خيبر أخرجه بن أبي عاصم وقال بن عبد البر يروي عبد الله بن الهيثم بن نصر أحاديث انفرد بها عنه نصر بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب العدوي ذكره الزبير بن بكار في النسب وقال هلك هو وولده في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة من الهجرة نصر بن وهب الخزاعي ذكره بن السكن وابن قانع في الصحابة وأخرجا من طريق عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح الهذلي حدثني نصر بن وهب الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا بغير سرج موكف عليه قطيفة وأردف معاذ بن جبل فقال هل تدري ما حق الله على العباد الحديث وأخرجه بن منده وأبو نعيم من هذا الوجه نصر السلمي ذكر له بن حزم في الوحدان من مسند بقي بن مخلد حديثا ويحتمل أن يكون هو نصر بن دهر المقدم ذكره نصرة بن أكثم بزيادة هاء في آخره تقدم ذكره والخلاف في أول حرف منه في أول الباء الموحدة نصيب الغنوي مولاهم ذكره أبو نعيم في حديث من طريق أبي سفيان الغنوي حدثنا أحمد بن الحارث حدثتنا نادية بنت الجعد عن سراء بنت نبهان وكانت ربة بيت في الجاهلية قالت سأل نصيب مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحيات ما نقتل منها قال اقتلوا ما ظهر منها فإن من قتلها قتل كافرا وإن من قتلته كان شهيدا نصير مصغر ذكره مطين وأخرج من طريق ثور بن زيد عن سليم عن نصير نهى رسول (6/235)
<236> الله صلى الله عليه وسلم عن قسمة الضرار قال البغوي لا أعلم له صحبة أم لا النون بعدها الضاد النضر بن الحارث بن علقمة بن كندة بن عبد الدار القرشي العبدري قال بن أبي حاتم النضر بن الحارث ويقال نضير من مسلمة الفتح وليست له رواية وكذا أخرج بن مندة من طريق المثنى بن الحارث بن أبي زائدة عن بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل من الطائف نزل الجعرانة وأعطى النضر بن الحارث مائة من الإبل وقد أنكر بن الأثير على من ترجم للنضير بن الحارث وقال النضر قتل كافرا بإجماع أهل السير وتعقب لاحتمال أن يكون له أخ سمي باسمه أو أحدهما بزيادة تحتانية ولهما أخ آخر اسمه الحارث سمي باسم أبيه ذكره زياد البكائي عن بن إسحاق تقدم ذكره ومما يتمسك به من ذكره أن موسى بن عقبة ذكر أن النضير بن الحارث بزيادة التحتانية من مهاجرة الحبشة وصاحب الترجمة ذكروا أنه من مسلمة الفتح وسيأتي مزيد لهذا في ترجمة النضير إن شاء الله تعالى وقد ذكره البلاذري عن الهيثم بن عدي قال هاجر النضير بن الحارث إلى الحبشة ثم قدم مكة فارتد ثم أسلم يوم الفتح أو بعده واستشهد باليرموك فعلى هذا يحصل الجمع وأنه واحد والله أعلم النضر بن سلمة الهذلي ذكره بن منده وأخرج من طريق سلمة بن سلمة بن نجب عن أبيه أنه سمع أبا عبد الله القراظ يحدث عن النضر بن سلمة الهذلي ذكر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو يعلم الناس ما في شهود العتمة والصبح لأتوهما ولو على الركب نضرة بن أكثم بن أبي الجون الخزاعي ذكره بن الكلبي وقال هو أخو معبد وأمهما أم معبد بنت خالد التي نزل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر وهو غير بصرة بن أكثم الماضي في الموحدة وإن كان أبو عمر خلطهما والذي أظنه أن الذي بالموحدة ثم المهملة أنصاري نضرة بن خديج الجشمي ووقع ذكره في رواية سعيد بن عبد الرحمن عن سفيان بن عيينة في جامعه عن أبي الزعراء عن أبي الأحوص واسمه عوف بن مالك بن نضلة أن أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال مرة عن أبي الأحوص عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصعد في النظر وطأطا فقال أرب إبل أم رب غنم الحديث وهذا الحديث معروف بوالد أبي الأحوص وهو مالك بن نضلة وحديثه عند البخاري في الأدب من طريق أبي الأحوص وكذا هو عند أصحاب السنن الأربعة وكذا أخرجه أحمد عن سفيان نضلة بن طريف بن نهصل الحرمازي ذكره بن أبي عاصم والبغوي وابن السكن وأخرجوا من طريق الجنيد بن أمين بن ذروة بن نضلة بن طريف بن نهصل الحرمازي عن أبيه عن جده نضلة وفي رواية البغوي حدثني أبي أمين حدثني أبي ذروة عن أبي نضلة عن رجل منهم يقال له (6/236)
<237> الأعشى واسمه عبد الله بن الأعور كانت عنده امرأة منهم يقال لها معاذة فخرج يمتار لأهله من هجر فهربت امرأته من بعده ونشزت عليه فعادت برجل منهم يقال له مطرف بن نهصل فأتاه فقال يا بن عم عندك امرأتي فادفعها إلي فقال ليست عندي ولو كانت عندي ما دفعتها إليك وكان مطرف أعز منه فخرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعاذ به وأنشأ يقول يا ملك الناس وديان العرب إليك أشكو ذرية من الذرب كالذئبة السغباء في ظل السرب خرجت أبغيها الطعام في رجب فنزعتني بنزاع وحرب أخلفت العهد ولطت بالذنب ووردتني بين عصب ينتسب وهن شر غالب لمن غلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهن شر غالب لمن غلب فكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى مطرف بن نهصل انظر امرأة هذا معاذة فادفعها إليه فلما قرئ عليه الكتاب قال يا معاذة هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك فأنا دافعك إليه فقالت خذ لي عليه العهد والميثاق وذمة نبيه أن لا يعاقبني فيما صنعت فأخذ لها ذلك عليه ودفعها إليه فقال ذلك لعمرك ما حبي معاذة بالذي يغيره الواشي ولا قدم العهد نضلة بن عبيد الأسلمي أبو برزة مشهور بكنيته يأتي في الكنى وقال بن دريد نضلة بن عبد الله هو الذي قتل هلال بن خطل فلعله كان اسمه عبد الله يقال له عبيد وقال بن شاهين أبو برزة نضلة بن عبيد ثم ساق من طريق أحمد بن سيار المروزي أبو برزة اسمه عبد الله بن نضلة بن عبيد بن الحارث بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن جذيمة بن مالك بن سلامان بن أسمل بن أقصى نزل مرو ومات بها ودفن في مقبرة كلاباذ وولده بمرو وقيل مات بالبصرة وقيل مات بمفازة سجستان وهراة وفي تاريخ نيسابور للحاكم يقال اسمه نضلة بن عبيد ثم ساق بسنده إلى العباس بن مصعب قال حدثني محمد بن مالك بن يزيد بن أبي برزة الأسلمي قال كان اسم أبي برزة الأسلمي نضلة بن نيار فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وقال نيار شيطان وهو نيار بن حبال بن ربيعة فساق نسبه كما تقدم لكن زاد بين دعبل وأنس عبدان انتهى ثم نقل بن شاهين عن أبي نعيم أنه نضلة بن عبد الله وعن أحمد وعن بن معين نضلة بن عبيد وهو قول الأكثر ونقل بن سعد عن الهيثم بن عدي أنه خالد بن نضلة وعن الواقدي قال ولده يقولون اسمه عبد الله بن نضلة وهو مشهور بكنيته قال أبو عمر وكان إسلامه قديما وشهد فتح خيبر وفتح مكة وحنينا وروى عنه أنه قال قتلت بن حطل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر روى عنه ابنه المغيرة وابنة ابنه منية بنت عبيد بن أبي برزة وأبو عثمان النهدي وأبو العالية وأبو الوازع وأبو الوضيء وأبو المنهال سيار بن سلامة والأزرق بن قيس وأبو طالوت بن عبد السلام بن أبي حازم وأبوه وآخرون وقال بن سعد كان من ساكني المدينة ثم نزل البصرة وغزا خراسان وقال غيره شهد مع علي قتل الخوراج بالنهروان وغزا خراسان بعد ذلك ويقال إنه شهد صفين والنهروان مع علي روى ذلك من طريق ثعلبة بن أبي برزة عن (6/237)
<238> أبيه وقال بن الكلبي نزل البصرة وله بها دار ثم سار إلى خراسان فنزل مروة ثم عاد إلى البصرة وقال خليفة مات بخراسان سنة أربع وستين بعد ما أخرجه بن زياد من البصرة وقال غيره مات في خلافة معاوي قلت وجزم الحاكم أبو أحمد بالأول وقال بن حبان قيل إنه بقي إلى خلافة عبد الملك وبه جزم البخاري في التاريخ الأوسط في فضل من مات بين الستين إلى السبعين قلت ويؤيده ما جزم به محمد بن قدامة وغيره أنه مات في سنة خمس وستين وكانت ولاية عبد الملك فإن يزيد مات في أوائل سنة أربع وولي ابنه معاوية أياما يسيرة ثم قامت الفتنة إلى أن استقل ابنه الزبير بالحجاز والعراق وخراسان ومروان بالشام ثم توجه إلى مصر فغلب عليها وعاش قليلا ومات في رمضان منها وقد أخرج البخاري في صحيحه أنه عاب على مروان وابن الزبير والقراء بالبصرة لما وقع الاختلاف بعد موت يزيد بن معاوية فقال في قصة ذكرها حاصلها أن الجميع إنما يقاتلون على الدنيا وفي صحيح البخاري أنه شهد قتال الخوارج بالأهواز زاد الإسماعيلي في مستخرجه مع المهلب بن أبي صفرة انتهى كان ذلك في ولاية بشر بن مروان على البصرة من قبل أخيه عبد الملك نضلة بن عمرو بن أهبان بن حلان بن جعاف بن حبيب بن غفار الغفاري تقدم له حديث في ترجمة مكرم الغفاري وقال بن السكن له صحبة وأخرج أحمد والبغوي وثابت في الدلائل وابن قانع من طريق بن يونس محمد بن معن بن نضلة بن عمرو وأخبرني جدي عن أبيه نضر بن نضلة أن نضلة لقي النبي صلى الله عليه وسلم بمرس فهجم عليه شوائل فحلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء فشرب وشرب نضلة إنائه فقال يا رسول الله إني كنت أشرب السبعة فلا أمتلئ فقال إن المؤمن يشرب في معي واحد الحديث وفي رواية له سمعت جدي حدثني نضلة بن عمرو قال أقبلت مع لقاح لي فذكر نحوه نضلة الأنصاري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه سعيد بن المسيب ذكره أبو عمر مختصرا وسبقه بن أبي حاتم وزاد إن حديثه في امرأة تزوجها وتردد فيه بن قانع فقال نضلة أو نضرة نضلة الأنصاري آخر تقدم ذكره في ترجمة جعفر بن نضلة النضير بن الحارث بن علقمة بن كندة العبدري ذكره موسى بن عقبة في مهاجرة الحبشة وأنه استشهد باليرموك وأما بن إسحاق فقال في المغازي حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره قالوا وكان ممن أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من المؤلفة يوم حنين النضير بن الحارث مائة بعير وكذا قال بن سعد وابن شاهين وقال بن ماكولا يكنى أبا الحارث وكان من حكماء قريش ويقال له الرهين وهو أخو النضر بن الحارث الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله بالصفراء بعد قفوله من بدر فقال بن عبد البر أمر له النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين بمائة من الإبل فأتاه رجل من بني الدئل يبشره بها فقال والله ما طلبتها فأخذها وأعطى الدئلي منها عشرة وقال والله ما أحب أن أرتشي على الإسلام ثم خرج إلى المدينة فسكنها ثم خرج إلى الشام مهاجرا وشهد (6/238)
<239> اليرموك وقتل بها وكذا قال موسى بن عقبة والزبير بن بكار وابن الكلبي إنه استشهد باليرموك والقصة التي ذكرها بن عبد البر أخرجها الواقدي في المغازي مطولة ثم قال أنبأنا إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال كان النضير بن الحارث من أعلم الناس وكان يقول الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام ومن علينا بمحمد ولم نمت على ما مات عليه الآباء لقد كنت أوضع من قريش في كل وجهة حتى كان عام الفتح وخرج إلى حنين فخرجنا معه ونحن نريد إن كانت دبرة على محمد أن نعين عليه فلم يمكنا ذلك فلما صار بالجعرانة فوالله إني لعلي ما أنا عليه إن شعرت إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقاني بفرحة فقال النضير قلت لبيك قال هذا خير مما أردت يوم حنين قال فأقبلت إليه سريعا فقال قد آن لك أن تبصر ما أنت فيه فقلت قد أرى فقال اللهم زده ثباتا قال فوالذي بعثه بالحق لكان قلبي حجرا ثباتا في الدين ونصرة في الحق ثم رجعت إلى منزلي فلم أشعر إلا برجل من بني الدئل يقول يا أبا الحارث قد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمائة بعير فأجزني منها فإن علي دين قال فأردت ألا آخذها وقلت ما هذا منه إلا تألف ما أريد أن أرتشي على الإسلام ثم قلت والله ما طلبتها ولا سألتها فقبضتها وأعطيت الدئلي منها عشرا وللنضير هذا ولد يقال له المرتفع ومرتفع لقب واسمه محمد وإليه ينسب البئر الذي يقال له بئر بن المرتفع بمكة النون بعدها الظاء نظير المزني ذكره أبو موسى في الذيل من طريق أبي إسحاق المستملي ثم من طريق محمد بن إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن سلمة عن بن شهاب عن إسماعيل بن أبي حكيم عن نظير المزني أو المدني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله إذا سمع قراءة لم يكن الذين كفروا يقول أبشر عبدي فو عزتي لا أنساك على حال من أحوال الدنيا والآخرة قال المستملي ذكر لابن طرخان فلم يعرفه وقال الحديث أكثر من أن يحصى انتهى وعبد الله بن سلمة واهي الحديث النون بعدها العين نعامة الضبي والد يزيد قال الدارقطني ذكره أبو بشر المروزي من طريق حبان العبدري عن يزيد بن نعامة الضبي عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرب إليه الطعام قال سبحانك ما أحسن ما ابتليتنا سبحانك ما أكثر ما أعطيتنا سبحانك ما أعظم ما عافيتنا استدركه أبو موسى نعم بضم أوله غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه فسماه عبد الله تقدم النعمان بن الأسود الكندي هو بن أي الجون يأتي النعمان بن أشيم الأشجعي أبو هند والد نعيم بن أبي هند مشهور بكنيته قال خليفة بن خياط اسمه رافع بن أشيم يعد في الكوفيين يقال له نعمان مولى أشجع وقال البخاري وأبو حاتم (6/239)
<240> وابن السكن وأبو عمر له صحبة نزل الكوفة وأورد البخاري وابن منده من طريق الربيع بن النعمان مولى بني نصر أخبرني نعيم بن أبي هند قال علز أبي عند الموت فاشتد نزعه فقال أي بني إني أخاف أن يكون قد بقي لي أثر فحول فراشي إلى زاوية من البيت فحولناه فقضى قال وكان أبي قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج له بن السكن من طريق سلمة بن نبيط حدثني أبو نعيم بن أبي هند قال حججت مع أبي وعمي فقال لي ترى صاحب الجمل الأحمر يخطب ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ذكره في ترجمة أبي هند بناء على أن المراد بأبي نعيم هو أبو هند وهو خطأ نشأ عن تصحيف وتغيير والصواب عن سلمة حدثني أبي أو نعيم بن أبي هند عنه قال حججت فذكر الحديث والضمير في قوله عنه لوالد سلمة فصاحب الحديث هو نبيط بن شريط لا والد أبي نعيم وأورد بن منده الحديث من طريق سلمة قال حدثني أبي أبو نعيم بن أبي هند عن أبيه فذكره فقوله عن أبيه يريد والد سلمة لا والد نعيم نبه على ذلك أبو نعيم وأخرج من طريق سلمة حدثني أبي أو نعيم عن أبي قال حججت فهذا هو الصواب النعمان بن أوس المعافري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قاله أبو علي الهجري ونقلته من خط مغلطاي النعمان بن بزرج اليماني قال بن حبان يقال له صحبة قلت وهو معروف في المخضرمين وسيأتي في الثالث النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصاري الخزرجي تقدم تمام نسبه في ترجمة والده في حرف الباء الموحدة يكنى أبا عبد الله وهو مشهور له ولأبيه صحبة قال الواقدي كان ألو مولود في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهرا وعن بن الزبير كان النعمان بن بشير أكبر مني بستة أشهر وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن خالد بن عبد الله بن رواحة وعمر وعائشة روى عنه ابنه محمد ومولاه سالم وعروة والشعبي والسبيعي وأبو قلابة وخيثمة بن عبد الرحمن وسماك بن حرب وآخرون وقال أبو مسهر عن شعبة بن عبد العزيز كان قاضي دمشق بعد فضالة بن عبيد وقال سماك بن حرب استعمله معاوية على الكوفة وكان من أخطب من سمعت وقال الهيثم نقله معاوية من إمرة الكوفة الى إمرة حمص وضم الكوفة إلى عبيد الله بن زياد وكان بالشام لما مات يزيد بن معاوية ولما استخلف معاوية بن يزيد ومات عن قرب دعا النعمان الى بن الزبير ثم دعا الى نفسه فواقعه مروان بن الحكم بعد أن واقع الضحاك بن قيس فقتل النعمان بن بشير وذلك في سنة خمس وستين النعمان بن بيبا بموحدتين بينهما تحتانية ساكنة الضبيبي بفتح المعجمة وكسر الموحدة ذكره المستغفري وأورده من طريق سعد بن عبد الله بن حارثة بن خليفة عن أبيه عن جده عن النعمان بن بيبا قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من بني الضيب فسألناه فقضى حوائجنا فذكر الحديث وإسناده مجهول النعمان بن ثابت بن النعمان أبو الضياح مشهور بكنيته وسيأتي ويقال اسمه عمير (6/240)
<241> النعمان بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر بن الجلاح بن عوف بن بكر بن عذرة العذري ذكره الطبري وقال وفد هو وأخوه عبد عمرو على النبي صلى الله عليه وسلم واسم عبد عمرو بكر وكان النعمان رئيسا في الجاهلية وهو الذي أسر بشير بن أبي حازم وأهداه الى أوس بن حارثة الطائي لكونه هجا أوسا وأمه والقصة مشهورة وقد مدح النابغة الذبياني النعمان المذكور النعمان بن جزء بن النعمان بن قيس بن مالك بن سعد بن ذهل بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد المرادي ثم الغطيفي ذكره بن يونس وقال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر ولا يعلم له رواية وله أخ يقال له هانئ شهد فتح مصر ولهما جميعا صحبة النعمان بن أبي جعال الضبيبي من رهط رفاعة بن زيد ذكره بن إسحاق فيمن أسلم منهم ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن غزاهم زيد بن حارثة حين غزا بني جذام من أرض حسمى النعمان بن أبي الجون وهو الأسود بن شراحيل بن حجر بن معاوية الكندي ذكره الطبري عن الواقدي وقال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما وقال أزوجك أجمل أيم في العرب يريد أخته أسماء وساق الحديث في تزويجها ثم فراقها وأخرج قصته الحاكم من طريق الواقدي عن محمد بن يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن أبي عوف قال قدم النعمان بن أبي الجون فذكره وزاد وكان ينزل هو وأبوه مما يلي الشربة قال وكانت أسماء تحت بن عم لها هلك عنها وقد رغبت فيك وخطبت إليك قال فتزوجها على اثنتي عشرة أوقية ونش فقال يا رسول الله لا تقصر بها في المهر فقال ما أصدقت أحدا من نسائي ولا أصدقت أحدا من بناتي فوق هذا فقال النعمان فيك الأسوة يا لاسول الله فابعث إلى أهلك فبعث معه أبا أسيد الساعدي فلما قدر عليها جلست في بيتها فأذنت له أن يدخل فقال أبو أسيد أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم لا يراهن أحد من الرجال فقالت أرشدني قال لا تكلمي أحدا من الرجال إلا ذا محرم منك قال أبو أسيد فتحملت معي في محفة فقدمت بها المدينة فأنزلتها في بني ساعدة فدخل عليها نساء الحي فرحين بها وكانت من أجمل النساء فدخل عليها داخل من النساء فقالت لها إنك من الملوك وإن كنت تريدين أن تحظى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعيذي منه الحديث النعمان بن حارثة الأنصاري يقال إنه شهد العقبة الأولى فأخرج بن منده وأبو نعيم من طريق محمد بن إبراهيم بن يسار عن أبي إسحاق السبيعي عن الشعبي وعن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن عمر عن عقيل بن أبي طالب وعن بن أخي الزهري عن الزهري قالوا لما أشتد المشركون على النبي صلى الله عليه وسلم فلقي الستة من الأنصار بمنى عند جمرة العقبة قال النعمان بن حارثة أبايعك على الاقدام في أمر الله وان شئت والله يا رسول الله ملنا على أهل منى بأسيافنا هذه فقال لم أومر بذلك انتهى وفي السند من لا يعرف ولم يذكر بن إسحاق ولا موسى بن عقبة النعمان هذا النعمان بن أبي خذمة بن النعمان بن أمية بن البرك بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا وذكره بن سعد عن الواقدي وأبي (6/241)
<242> معشر فقال النعمان بن خذمة أبو خذمة بالخاء المعجمة وعن أبي عمارة بالحاء المهملة قال وقد نظرنا في نسب الأنصار فلم نجد من يكنى هذا قلت ذكره بن الكلبي كما قال بن عمارة ولم يذكر كنيته وقال شهد بدرا النعمان ومالك ابنا خلف بن دارم بن أسلم بن أفصى الخزاعي ذكرهما بن سعد والبغوي عنه وقالا كانا طليعتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقتلا شهيدين فدفنا في قبر واحد النعمان بن رازية براء ثم زاي مكسورة بعدها تحتانية الأزدي ثم اللهبي عريف الأزد وصاحب رايتهم قال البخاري سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن منده ذكره البخاري في الوحدان من الصحابة وقال بن أبي حاتم وابن حبان له صحبة وذكره أحمد بن محمد بن عيسى فيمن نزل حمص من الصحابة وأخرج بن قانع وابن السكن من طريق محمد بن الوليد الزبيدي عن محمد بن صالح بن شريح عن أبيه أنه سمع عريف الأزد يقال له النعمان بن الرازية قال قلت يا رسول الله انا كنا نعتاف في الجاهلية وقد جاء الله بالإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفى الإسلام صدقها فلا يمنعن أحدكم من سفره لفظ بن السكن ولفظ بن قانع فقال فهي في الإسلام أصدق الى آخره والأول أقرب الى الصواب قال بن السكن لم أجد له عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث قلت وهو يرد على قول بن أبي حاتم الرازي لم يرو عنه العلم وذكر الواقدي في في المغازي عن أبي معشر وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد التوجه الى الطائف بعد حنين أرسل إلى الطفيل بن عمرو الدوسي وأمره أن يهدم صنم عمرو بن جممة ويستمد قومه فوافاه بالطائف ومعه أربعمائة رجل فقال الطفيل من كان يحملها في الجاهلية النعمان بن الرازية اللهبي النعمان بن ربعي يقال هو اسم أبي قتادة بن ربعي الأنصاري والمشهور أن اسمه الحارث وسيأتي في الكنى النعمان بن زيد بن أكال تقدم ذكره في ترجمة ولده سعد وأن بن الكلبي ذكر أن القصة المذكورة لسعد إنما هي للنعمان النعمان بن سنان الأنصاري مولى بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في البدريين وليست له رواية النعمان بن سفيان بن خالد بن عوف من بني سهم ذكره بن سعد عن الواقدي انه أحد الثلاثة الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثار المشركين في غزوة حمراء الأسد وتقدم سليط بن سفيان وكأنه أخو هذا وتقدم النعمان بن خلف بن عون قريبا النعمان بن شريك الشيباني تقدم ذكره في ترجمة مفروق بن عمر وجزم الذهبي في التجريد بأن له وفادة وأما أبو نعيم فأثبت الصحبة للنعمان ونفاها عن مفروق النعمان بن عبد عمرو بن مسعود بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري الخزرجي قال بن حبان له صحبة وذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا واستشهد بأحد وكذا قال بن الكلبي وتقدم ذكر أخيه الضحاك (6/242)
<243> النعمان بن عبيد ويقال لعبيد مقرن بن أوس بن مالك الأنصاري ذكره بن القداح في نسب الأنصار وقال إنه استشهد باليمامة النعمان بن عجلان بن النعمان بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي قال أبو عمر كان لسان الأنصار وشاعرهم وهو الذي خلف على خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطلب بعد قتله وهو القائل يفخر بقومه من أبيات فقل لقريش نحن أصحاب مكة ويوم حنين والفوارس في بدر نصرنا وأوينا النبي ولم نخف صروف الليالي والعظيم من الأمر وقلنا لقوم هاجروا مرحبا بكم وأهلا وسهلا قد أمنتم من الفقر نقاسمكم أموالنا وديارنا كقسمة أيسار الجزور على الشطر وأخرج بان السكن وابن منده من طريق يزيد بن هارون عن عيسى بن ميمون عن محمد بن كعب عن النعمان بن عجلان قال دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أوعك فقال كيف نجدك يا نعمان قلت أجدني أوعك فقال اللهم شفاء عاجلا الحديث قال بن السكن لم أجد عنه حديثا غير هذا وأظنه مرسلا قلت وعيسى ضعيف جدا وذكر المبرد أن علي بن بي طالت استعمل النعمان هذا على البخرين فجعل يعطى كل من جاءه من بني زريق فقال فيه الشاعر وهو أبو الأسود الدئلي أرى فتنة قد ألهت الناس عنكم فندلا زريق المال ندل الثعالب فان بن عجلان الذي قد علمتم يبدد مال الله فعل المناهب النعمان بن عدي بن نصلة العدوي تقدم ذكره في ترجمة أبيه عدي وأنه من مهاجرة الحبشة وولى عمر النعمان هذا ميسان وهو القائل الأبيات المشهورة فمن مبلغ الحسناء أن حليلها بميسان يسقى في زجاج وحنتم إذا شئت غنتني دهاقين قرية وصناجة تجذو على كل منسم إذا كنت ندمانى فبالأكبر اسقني ولا تسقني بالأصغر المتثلم لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا في الجوسق المتهدم فبلغ عمر فكتب إليه قد بلغني شعرك وقد والله ساءني وعزله فلما قدم قال والله ما كان من ذلك شيء وإنما هو فضل شعر قلته فقال عمر اني لأظنك صادقا ولكن والله لا تعمل لي عملا قال الزبير بن بكار عن عمه مصعب خطب بن عمر الى نعيم بن النحام بنته فقال لا أدع لحمي يرمى إن لي بن أخ مضعوف لا يزوجه أحد ممن قرت عينه وكان هوى أمها عاتكة بنت حذيفة بن غانم مع بن عمر فزوج نعيم النعمان بن عدي وكان يتيما في حجره فقال النبي صلى الله عليه وسلم وآمروا النساء في أولادهن فقال نعيم ما بها إلا ما دفع لها بن عمر فهو لها من مالي النعمان بن عصر بن الربيع بن الحارث بن أديم بن أمية البلوي حليف بني معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف من الأنصار ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا فقال ومن بني معاوية النعمان (6/243)
<244> البلوي حليف لهم وسمى أباه بن عقبة وأبو معشر وغيرهما وأختلفوا في ضبطه فقال الأكثر بفتحتين وقال الواقدي بكسر ثم سكون وذكر بن ماكولا أنه استشهد في الردة قتله طليحة بن خويلد الأسدي النعمان بن عمرو بن إنسان بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة الأنصاري شهد أحدا وكانت معه راية المسلمين قاله بن الكلبي وحكاه الرشاطي وقال لم يذكره بن عبد البر ولا بن فتحون النعمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وفي الاشتقاق لابن دريد أنه شهد بدرا واستشهد بأحد لكن ذكره بالتصغير فقال نعيمان بن عمرو ولم ينسبه فظن بعضهم أنه النعيمان صاحب المزاح وليس كذلك كما سيأتي في ترجمته النعمان بن عمرو بن عمير اليماني ذكره بن عساكر في ذيل مبهمات لتعريف والأعلام مضموما إلى مسعود وابن عبد ياليل وغيرهما من أولاد عمرو بن عمير بن عوف الثقفي في قصة نزول قوله تعالى يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ونسبه إلى تفسير سنيد وأنه ذكره معهم وسيأتي في آخر من اسمه هلال شيء من ذكر هذه القسة وتقدم أيضا شيء من هذا في مسعود بن عمرو النعمان بن عمرو بن مقرن ذكره البغوي في الصحابة وأخرج من طريق جرير عن منصور عن أبي خالد الوالبي عن النعمان بن عمرو بن مقرن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وأخرجه بن شاهين من طريق زياد البكائي عن منصور عن أبي خالد عن النعمان بن مقرن والأول أصح وأخرج بن شاهين من طريق يحيى بن عطية عن أبيه عن عمرو بن النعمان بن مقرن قال قدم رجال من مزينة فاعتلوا على النبي صلى الله عليه وسلم أنهم لا أموال لهم يتصدقون منها وقدم النعمان بن مقرن بغنم يسوقها الى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت فيه ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله الآية وعمرو بن النعمان بن عم صاحب الترجمة ويقال هو هو انقلب على الراوي ويقال إن حديث النعمان هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل النعمان بن عوف بن النعمان الشيباني ذكره سيف في الفتوح وأن خالد بن الوليد وقد على أبي بكر بخمس السبى وأن المثنى بن حارثة أمره على إحدى المجنبتين في فتح العراق وذكره الطبري في تاريخه وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة النعمان بن أبي فاطمة الأنصاري ذكره بن السكن والطبري من طريق أبي إسماعيل القناد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن النعمان بن أبي فاطمة أنه اشترى كبشا أعين أقرن وأن النبي صلى الله عليه وسلم رآه فقال كأن هذا الكبش الذي ذبح إبراهيم فعمد رجل من الأنصار فاشترى كبشا بهذه الصفة فأخذه فضحى وقد رواه عبد الرزاق عن معمر عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن (6/244)
<245> ثوبان قال مر النعمان بن أبي فطيمة على النبي صلى الله عليه وسلم بكبش أعين الحديث وسمي الذي اشتراه معاذ بن عفراء النعمان بن قرقل بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عمر بن عوف ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن استشهد بأحد وكان شهد بدرا وقال بن حبان له صحبة وأخرج البغوي من طريق خالد بن مالك الجعدي قال وجدت في كتاب أبي أن النعمان بن قوقل الأنصاري قال أقسمت عليك يا رب لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في خضر الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيته يطأ فيها وما به من عرج وأخرج بن قانع وابن منده من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الحسن بن الحسن عن أبي ثابت بن شداد بن أوس قال قال النعمان بن قوقل فذكر نحوه قال بن منده يروى هذا الحديث لعمرو بن الجموح وأخرج مسلم من طريق شيبان بن عبد الرحمن عن الأعمش عن أبي سفيان وأبي صالح عن جابر نحو حديث قبله متنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم النعمان بن فقال فال يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال أدخل الجنة قال نعم وتابعه أبو حمزة عن الأعمش أخرجه بن منده وأخرجه من وجه آخر عن أبي حمزة فقال عن أبي سفيان عن جابر وعن أبي صالح عن أبي سعيد وأخرجه الطبراني في مسند النعمان بن قوقل من طريق جابر بن نوح عن الأعمش فقال عن أبي صالح عن النعمان أنه جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه وهو مرسل ولعل أبا صالح أراد عن قصة النعمان ولم يرد الرواية عنه وانما الرواية عنه عن جابر وقد رواه عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش فقال عن أبي صالح وأبي سفيان عن جابر عن النعمان أخرجه بن منده أيضا وقد رواه موسى بن داود عن بن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن النعمان جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم ورواه يزيد بن جعدبة عن أبي الزبير فقال عن جابر أخبرني النعمان أخرجه بن قانع وابن منده من طريقه وابن جعدبة وله ذكر في حديث أبي هريرة عند البخاري أخرجه من طريق عنبسة بن سعيد عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فتح خيبر فقلت يا رسول الله أسهم لي فقال أبان بن سعيد بن العاص لا تعطه فقلت هذا قاتل بن قوقل ويقال ان قوقلا لقب واسمه ثعلبة أو مالك بن ثعلبة وقد غاير أبو عمر بين النعمان بن قوقل والنعمان بن مالك بن ثعلبة تعقبه بن الأثير النعمان بن قوقل آخر فرق أبو حاتم بينه وبين الذي قبله وقال في هذا انه نزل الكوفة وروى عنه بلال بن حيي وأخرجه البخاري من طريق حبيب بن سليم عن بلال عن النعمان بن قوقل قال قلت يا رسول الله ما أتعلم من القرآن شيئا إلا انفلت مني فوالذي أنزل عليك الكتاب ما من شيء أحب إلي من الله ورسوله قال يا بن قوقل المرء مع من أحب وله ما احتسب وأخرج الطبراني في ترجمة الذي قبله من طريق منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال جاء النعمان بن قوقل يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فأمره أن يصلي ركعتين يتجوز فيهما وأخرجه بن شاهين من طريق هدبة بن المنهال عن الأعمش كذلك وعندي أنه بهذا أليق (6/245)
<246> النعمان بن قيس الحضرمي قال بن عبد البر له صحبة وقال بن منده أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وحدث عنه قال البخاري روى عبيد الله بن اياد بن لقيط عن شرحبيل عن أبيه عنه أنه ختم القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو حاتم حديثه مرسل النعمان بن مالك بن ثعلبة بن دعد بن فهر بن ثعلبة بن عثمان بن عمرو بن عوف بن الخزرج قال أبو عمر شهد بدرا واحدا وقتل بها في قول الواقدي وأما بن القداح فقال ان الذي شهد بدرا وقتل بأحد هو النعمان الأعرج وذكر السدي أن النعمان بن مالك قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجه الى أحد والله يا رسول الله لأدخلن الجنة فقال له بم قال بأني أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله وأني لا أفر من الزحف فقال صدقت فقتل يومئذ وقد تعقب بن الأثير هذا بأن النعمان الأعرج هو بن قوقل وأن مالك بن ثعلبة لقبه قوقل وما قاله أبو عمر محتمل وقد ترجم البخاري النعمان بن قوقل ثم قال النعمان بن مالك ولم يسق له شيئا وذكر الواقدي ان النعمان بن مالك وقف مع عمرو بن الجموح بأحد النعمان بن مقرن بن عائذ المزني أخو سويد وإخوته وللنعمان ذكر كثير في فتوح العراق وهو الذي قدم بشيرا على عمر بفتح القادسية وهو الذي فتح أصبهان واستشهد بنهاوند وقصته في ذلك في البخاري مختصرة وعند الإسماعيلي مطولة وأخرجه أحمد من طريق سالم بن أبي الجعد عن النعمان بن مقرن قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعمائة من مزينة ورجاله ثقات لكنه منقطع فإن النعمان استشهد في خلافة عمر فلم يدركه سالم وروى عنه ابنه معاوية ومسلم بن الهيضم وجبير بن حية وغيرهم قال بن عبد البر سكن البصرة ثم تحول إلى الكوفة وكان معه لواء مزينة يوم الفتح وكان موته سنة إحدى وعشرين ذكر ذلك بن سعد النعمان بن مقرن تقدم في النعمان بن عمر بن مقرن النعمان بن مورق الهمداني ذكره الرشاطي في الأنساب وقال سيد شريف له وفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستدركه بن الأمين النعمان بن ناقد الأنصاري أخو عبيد بن نافذ ذكره بن شاهين عن بن أبي داود وقال هو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأورد له من كلامه دخول الحمام بغير إزار حرام النعمان بن نضيلة الأنصاري بضاد معجمة مصغرا ذكره دعبل بن علي في طبقات الشعراء وقال ولاه عمر فشرب الخمر وقال من مبلغ الحسناء أن حليلها بميسان يسقى في زجاج وحنتم لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا في الجوسق المتهدم فقال عمر لما بلغه أي والله وعزله قلت وهذا الشعر لغيره فليحرر النعمان بن هلال المزني وقع ذكره في كتاب الزهد لمحمد بن فضيل قال حدثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن النعمان بن هلال المزني قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم (6/246)
<247> في أربعمائة من مزينة الحديث وهذا يعرف بالنعمان بن مقرن كما نبهت عليه في ترجمته النعمان بن يزيد بن شرحبيل بن امرئ القيس بن عمرو بن حجر الكندي خال الأشعث بن قيس قال بن الكلبي له وفادة وكذا ذكر الطبري وكان يلقب ذا العرف وذكر بن الكلبي أنه لقب جده امرئ القيس النعيت الخزاعي الشاعر اسمه أسد ويقال أسيد بفتح أوله وزن عظيم ولقبه النعيت بنون ومهملة وآخره مثناة بوزن عظيم أيضا وهو بن يعمر بن وهيب بن أصرم بن عبد الله بن قم بن حبشية بن سلول بن كعب السلولي ذكره أبو بشر الآمدي والمرزباني في معجم الشعراء وأنشد له أبياتا قالها في فتح مكة يذكر من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخلف بمكة من خزاعة لما خرج عن مكة في الفتح منها خطونا وراء المسلمين بجحفل ذوي عضد من خيلنا ورماح على كل ورهاء القتال طمرة إذا كان يوم ذو وغى وشياح نقلته من خط الخطيب في المؤتلف ورجح أنه أسيد بفتح أوله نعيم بن أثاثة بن عبد المطلب القرشي ذكره الأموي في المغازي فيمن أقطع له النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر فقال أقطع لنعيم ولأخيه هند ثلاثين وسقا ولأخيهما مسطح خمسين نعيم بن أوس الداري أخو تميم قال أبو عمر يقال أنه وفد مع أخيه وقال بن منده له ذكر في حديث وقد أورده الواقدي في المغازي من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال قدم وفد الداريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك وهم عشرة هانئ بن حبيب والفاكه بن النعمان وجبلة بن مالك وعروة بن مالك وقيس بن مالك وأخوه مرة وأبو هند وأخوه الطيب وتميم بن أوس وأخوه نعيم ويزيد بن قيس فسمى النبي صلى الله عليه وسلم الطيب عبد الله وسمى عروة عبد الرحمن وقد تقدم ذكر ذلك من وجه آخر في الطيب ويأتي لهانئ في ترجمته خبر نعيم بن أوس الرهاوي يقال إن له صحبة نعيم بن بدر التميمي ذكر في ترجمة عطارد فيمن قدم من وفد بني تميم وذكره بن حبيب عن بن الكلبي وذكره الأموي عن بن إسحاق فيهم وكذا ذكره السدي في تفسيره عن أبي مالك عن بن عباس في تفسيره سورة الحجرات وله ذكر في آخر ترجمة قيس بن عاصم وقال أبو موسى أظنه عيينة بن بدر ورد بأن عيينة فزاري وهو منسوب إلى جده وإنما هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر وإسلامه كان قبل قدوم وفد بني تميم بل كان النبي صلى الله عليه وسلم أرسله إلى بني العنبر من تميم في سرية فأغار عليهم فكان ذلك سبب قدوم وفدهم والله أعلم نعيم بن حمار وقيل بن خمار بالمعجمة وقيل بن همار يأتي نعيم بن حيان التجيبي له وفادة وذكره بن ماكولا عن الحضرمي نعيم بن زيد ويقال بن يزيد التميمي تقدم ذكره في ترجمة الحتات بن عمرو وقد ذكره (6/247)
<248> أبو عمر في ترجمة الحتات ولم يفرده بترجمة وسمى أباه يزيد نعيم بن سعيد التميمي ذكره بن سعد فيمن قدم في وفد تميم على النبي صلى الله عليه وسلم نعيم بن سلام ويقال بن سلامة السلمي له ذكر في حديث أخرجه البزار من طريق زيد بن الحباب عن حميد مولى بن علقمة عن عطاء عن أبي هريرة قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأبو بكر وعمر ومعاذ وابن مسعود ونعيم بن سلام إذ قدم بريد على النبي صلى الله علي وآله وسلم من بعث بعثه فقال أبو بكر يا رسول الله ما رأيت نعيما أسرع إيابا ولا أكثر مغنما من هؤلاء قال يا أبا بكر ألا أدلك على ما هو أسرع إيابا وأكثر مغنما من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس وقع لنا بعلو في المعرفة لابن منده ورواه أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك عن نعيم بن سلامة رجل من بني سليم وكان قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عبد بن عوف بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي المعروف بالنحام قيل له ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم وأخرج بن قتيبة في الغريب من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قال خرجنا في سرية زيد بن حارثة التي أصاب فيها بني فزارة فأتينا القوم خلوفا فقاتل نعيم بن النحام العدوي يومئذ قتالا شديدا والنحمة هي السعلة التي تكون في آخر النحنحة الممدود آخرها قال خليفة أمه فاختة بنت حرب بن عبد شمس وهي عدوية أيضا من رهط عمرو قال البخاري له صحبة وقال مصعب الزبيري كان إسلامه قبل عمر ولكنه لم يهاجر إلا قبيل فتح مكة وذلك لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم فلما أراد أن يهاجر قال له قومه أقم ودن بأي دين شئت وكان بيت بنى عدي بيته في الجاهلية حتى تحول في الإسلام لعمر في بني رزاح وقال الزبير ذكروا أنه لما قدم المدينة قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا نعيم إن قومك كانوا خيرا لك من قومي قال بل قومك خير يا رسول الله قال إن قومي أخرجوني وإن قومك أقروك فقال نعيم يا رسول الله إن قومك أخرجوك إلى الهجرة وإن قومي حبسوني عنها وقال الواقدي حدثني يعقوب بن عمرو عن نافع العدوي عن أبي بكر بن أبي الجهم قال أسلم نعيم بعد عشرة وكان يكتم إسلامه وقال بن أبي خيثمة أسلم بعد ثمانية وثلاثين إنسانا وأخرج أحمد من طريق محمد بن يحيى بن حبان عن نعيم بن النحام قال نودي بالصبح وأنا في مرط امرأتي في يوم بارد فقلت ليت المنادى قال من قعد فلا حرج فإذا هو يقوله أخرجه من طريق إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عنه ورواية إسماعيل عن المدنيين ضعيفة وقد خالفه إبراهيم بن طهمان وسليمان بن بلال فروياه عن يحيى عن محمد بن إبراهيم عن نعيم وكذا قال الأوزاعي عن يحيى بن سعيد أخرجه بن قانع وأخرجه أحمد أيضا من طريق معمر عن عبيد الله بن عمر عن شيخ سماه عن نعيم وأخرج بن قانع من طريق عمر بن نافع عن نافع عن بن عمر قال قال نعيم بن النحام وكان من بني عدي بن كعب سمعت منادي النبي صلى الله عليه وسلم في غداة باردة وأنا مضطجع فقلت ليته قال ومن قعد فلا حرج قال فقال ومن قعد فلا حرج وقد مضى له ذكر في حرف الصاد المهملة في صالح وهو اسم نعيم وذكر موسى بن عقبة في المغازي (6/248)
<249> عن الزهري أن نعيما استشهد بأجنادين في خلافة عمر وكذا قال بن إسحاق ومصعب الزبيري وأبو الأسود وعروة وسيف في الفتوح وأبو سليمان بن زير قال الواقدي كانت أجنادين قبل اليرموك سنة خمس عشرة وقال بن البرقي يقول بعض أهل النسب إنه قتل يوم مؤتة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال بن الكلبي وأما ما ذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة عن أبي عبيد المدني قال ابتاع مروان من النحام داره بثلثمائة ألف درهم فأدخلها في داره فهو محمول على أن المراد به إبراهيم بن نعيم المذكور فإنه كان يقال له أيضا النحام نعيم بن عمرو بن مالك الجذامي والد حزابة ذكره العسكري في الصحابة وقال له وفادة نعيم بن قعنب بن عتاب بن الحارث بن عمرو بن همام بن رياح بن يربوع ذكره بن منده وقال ذكره بن خزيمة في الصحابة وأخرج هو وابن قانع من طريق حمران بن نعيم بن قعنب عن أبيه نعيم بن قعنب أنه وفد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقته وصدقة أهل بيته فأعجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح وجهه وذكر بن حبان في الثقات نعيم بن قعنب الرياحي روى عن أبي ذر روى عنه أبو العلاء بن الشخير انتهى وهذه الرواية عند النسائي ولفظه لقيت أبا ذر فقلت له اني كنت وأدت في الجاهلية فهل لي من توبة فقال عفا الله عما كان في الشرك فالظاهر أنه هو وذكره بن ماكولا في ترجمة الأسود الشاعر وكان شريفا كريما وذكر له قصة في زمن الحجاج وهو بن قرة بن نعيم المذكور نعيم بن مسعو بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع يكنى أبا سلمة الأشجعي صحابي مشهور له ذكر في البخاري أسلم ليالي الخندق وهو الذي أوقع الخلف بين الحيين قريظة وغطفان في وقعة الخندق فخالف بعضهم بعضا ورحلوا عن المدينة وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ولداه سلمة وزينب وله حديث عند أحمد وغيره ومن طريق بن إسحاق حدثني سعد بن طارق عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرسولي مسيلمة لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما قتل نعيم في أول خلافة علي قبل قدومه البصرة في وقعة الجمل وقيل مات في خلافة عثمان والله أعلم نعيم مسعود الدهماني ذكره بن دريد وأن له وفادة قال الرشاطي ليس في نسب نعيم الأشجعي أحد اسمه دهمان يعني فهو غيره نعيم بن مسعود صحابي آخر ولم يذكروه وهو في المراسيل لأبي داود فأخرج من طريق خلف بن خليفة عن أبيه أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع نعيم بن مسعود في القير ونزع الأخلة بفيه وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن خلف سمعت أبي يقول أظنه سمعه من مولاه ومولاه معقل بن يسار قلت وقع لي هذا عاليا في جزء طلحة بن الصقر وهذا غير الأشجعي فان الأشجعي عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم نعيم بن مقرن المزني أخو النعمان قال أبو عمر هو وإخوته من جلة الصحابة وهو (6/249)
<250> الذي خلف أخاه لما استشهد بنهاوند وأخذ الراية فدفعها الى حذيفة ثم كانت فتوح فارس على يده نعيم بن هزال الأسلمي مختلف في صحبته قال بن حبان له صحبة وأخرج أبو داود والحاكم حديثه وذكره بن السكن في الصحابة ثم قال يقال ليست له صحبة والصحبة لأبيه وصوب ذلك بن عبد البر وسيأتي بيان الاختلاف في سند حديثه في ترجمة هزال نعيم بن همار ويقال بن هبار ويقال بن هدار ويقال بن حمار ويقال بن خمار وهمار أصح نعيم البياضي ذكره بن فتحون في الذيل وأخرج من طريق أبي بكر محمد بن عبد الله بن عتاب عن أبي اليسر محمد بن نعيم بن محمد بن عبد الله بن عمار بن نعيم البياضي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا وقد ذكر الخطيب في تاريخه محمد بن نعيم المذكور وأن لنعيم والد عمران صحبة نعيم الغفاري بن عم أبي ذر له صحبة ذكره يونس بن بكير في زيادات المغازي وأخرجه الحاكم من طريق يونس عن يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال انطلق أبو ذر ونعيم بن عم أبي ذر وأنا معهم يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستتر بالجبل فقال به أبو ذر يا محمد أتيناك لنسمع ما تقول قال أقول لا اله الا الله محمد رسول الله فآمن به أبو ذر وصاحبه نعيمان بالتصغير بن رفاعة يأتي في الذي بعده النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري ووقع عند بن أبي حاتم نعيمان بن رفاعة من بني تميم بن مالك بن النجار وله صحبة مات في زمن معاوية قلت فنسبه لجده وصحف غنم بن مالك فقال تميم بن مالك وقال بن الكلبي أمه فطيمة الكاهنة وفي مسند محمد بن هارون الروياني حدثنا خالد بن يوسف حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال مات عبد الرحمن بن عوف عن أربع نسوة أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وأخت نعيمان قلت فما أدري هو ذا أم غيره قال البخاري وأبو حاتم وغيرهما له صحبة وذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب الزهري وأبو الأسود عن عروة وغيرهما فيمن شهد بدرا وذكر بن إسحاق انه شهد العقبة الأخيرة وقال بن سعد شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها وأخرج البخاري في تاريخه من طريق وهيب عن أيوب عن بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بالنعيمان أو بن النعيمان كذا بالشك والراجح النعيمان بلا شك وفي لفظ لأحمد وكنت فيمن ضربه وقال فيه أتى بالنعيمان ولم يشك ورواه بالشك أيضا محمد بن سعد من طريق معمر عن زيد بن أسلم مرسلا وقال بن عبد البر إن صاحب هذه القصة هو بن النعيمان وفيه نظر وقد تقدم في ترجمة مروان بن قيس السلمي أن صاحب القصة النعيمان وكذا ذكره الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح من طريق أبي طوالة عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال كان بالمدينة رجل يقال له النعيمان يصيب من الشراب فذكر نحوه وبه أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال للنعيمان لعنك الله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله وقد بينت في فتح الباري أن قائل (6/250)
<251> ذلك عمير لكنه قاله لعبد الله الذي كان يلقب حمارا فهو يقوى قول من زعم أنه بن النعيمان فيكون ذلك وقع للنعيمان وابنه ومن يشابه أباه فما ظلم قال الزبير وكان لا يدخل المدينة طرفة إلا اشترى منها ثم جاء بها الى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول ها أهديته لك فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها أحضره الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أعط هذا ثمن متاعه فيقول أو لم تهده لي فيقول انه والله لم يكن عندي ثمنه ولقد أحببت أن تأكله فيضحك وبأمر لصاحبه بثمنه وأخرج الزبير قصة البعير بسياق آخر من طريق ربيعة بن عثمان قال دخل أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم وأناخ ناقته بفنائه فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري لو عقرتها فأكلناها فإنا قد قرمنا الى اللحم ففعل فخرج الأعرابي وصاح واعقراه يا محمد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال من فعل هذا فقالوا النعيمان فاتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد فأشار رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث هو فقال ما حملك على ما صنعت قال الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك قال فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك ثم غرمها للأعرابي وقال الزبير أيضا حدثني عمي عن جدي قال كان مخرمة بن نوفل قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة فقام في المسجد يريد أن يبول فصاح به الناس المسجد المسجد فأخذ نعيمان بن عمرو بيده وتنحى به ثم أجلسه في ناحية أخرى فقال له بل هاهنا قال فصاح به الناس فقال ويحكم فمن أتى به الى هذا الموضع قالوا نعيمان قال أما إن لله علي ان ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت فبلغ ذلك نعيمان فمكث ما شاء الله ثم أتاه يوما وعثمان قائم يصلي في ناحية المسجد فقال لمخرمة هل لك في نعيمان قال نعم قال فأخذ بيده حتى أوقفه على عثمان وكان إذا صلى لا يلتفت فقال دونك هذا نعيمان فجمع يده بعصاه فضرب عثمان فشجه فصاحوا به ضربت أمير المؤمنين فذكر بقية القصة وقال الزبير حدثني علي بن صالح عن جدي عبدان بن مصعب قال لقي نعيمان أبا سفيان بن الحارث فقال له يا عدو الله أنت الذي تهجو سيد الأنصار نعيمان بن عمرو فاعتذر إليه فلما ولى قيل لأبي سفيان إن نعيمان هو الذي قال لك ذلك فعجب منه وقصته مع سويط بن حرملة تقدمت في ترجمة سويط وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلوا بماء وكان النعيمان بن عمرو يقول لأهل الماء يكون كذا وكذا فيأتونه باللبن والطعام فيرسله الى أصحابه فبلغ أبا بكر خبره فقال أراني آكل من كهانة النعيمان منذ اليوم فاستقاء ما في بطنه قلت وقد استقاء أبو بكر ما أكل من جهة كهانة عبد كان يخدمه أخرجها البخاري وهي غير هذه القصة فإن فيها أنه قال كنت تكهنت لهم في الجاهلية قال محمد بن سعد بقي النعيمان حتى توفي في خلافة معاوية نعيمان بن عمرو آخر ذكره بن دريد في الاشتقاق وقال شهد بدرا واستشهد بأحد وهذا غير الذي قبله لأنه سبق في أخباره قصته مع مخرمة في زمن عثمان وجزم بن سعد بأنه بقي الى زمن معاوية ولعله النعمان بن عمرو بغير تصغير وقد مضى له ذكر (6/251)
<252> النون بعدها الفاء نفادة يأتي في نقادة بالقاف نفير بن مالك بن عامر الحضرمي والد جبير يكنى أبا جبير أخرج النسائي في الكنى عن طريق صفوان بن عمرو حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن جده وكان يكنى أبا جبير وقال أبو حاتم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو أحمد الحاكم وعبد الغني بن سعيد له صحبة وقال البخاري يعد في الشاميين وذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة وكذا ذكره أبو بكر البغدادي في تاريخ حمص وزاد عبد الصمد وهو الذي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بالكندية ليتزوجها وأخرج أبو أحمد الحاكم في الكنى وابن حبان في صحيحه من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه أن أبا جبير قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوئه فقال توضأ يا أبا جبير فبدأ بفيه فقال لا تبدأ بفيك فذكر الحديث في صفة الوضوء وأخرج أبو نعيم من طريق عبد الله بن عبد الجبار عن جميع بن ثوب حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال طوبى لمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآني وللطبراني من طريق حريز بن عثمان عن عبد الرحمن عن أبيه عن جده في بني العباس وأخرج الطبراني والحاكم من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن جده في الدجال ان يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه الحديث وهو عند مسلم من رواية جبير بن نفير عن النواس بن سمعان فإن كان محفوظا فيكون عند جبير بن نفير عن شيخين نفير بن مجيب الثمالي قال بن حبان يقال ان له صحبة ويقال اسمه سفيان تقدم في السين نفيع بن الحارث ويقال بن مسروح وبه جزم بن سعد وأخرج أبو أحمد من طريق أبي عثمان النهدي عن أبي بكر أنه قال أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أبى الناس إلا أن ينسبوني فأنا نفيع بن مسروح وقيل اسمه مسروح وبه جزم بن إسحاق مشهور بكنيته وكان من فضلاء الصحابة وسكن البصرة وأنجب أولادا لهم شهرة وكان تدلى إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف ببكرة فاشتهر بأبي بكرة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أولاده نفيع بن المعلى بن لوذان الأنصاري الخزرجي له ولأبيه صحبة ويقال اسم أبيه الحارث وبه جزم بن الأمين في ذيل الاستيعاب وقال بن الكلبي هو أول قتيل في الإسلام من الأنصار وذلك أن رجلا من مزينة كان من حلفاء الأوس مر به وهو يبيع فقتله من أجل ما كان بين الأوس والخزرج من الحروب قبل الإسلام النون بعدها القاف (6/252)
<253> نقادة بالقاف الأسدي ويقال الأسلمي بن عبد الله وقيل بن خلف قيل بن سعر وقيل بن مالك قال البخاري له صحبة وهو معدود في أهل الحجاز سكن البادية وقال العسكري يكنى أبا بهيشة نزل البصرة وله حديث في مسند أحمد والسنن لابن ماجة من طريق ولده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الى رجل يستمنحه ناقة الحديث وله آخر في معجم بن قانع روى عنه ولداه سعر وهو بالراء ووقع في الاستيعاب بالدال وقال بن الأثير وليس بشيء وأخوه ولم يسم وزيد بن أسلم والبراء السليطي نقب بن فروة ذكره أبو نعيم وغيره بالنون وضبطه بن ماكولا بالمثلثة وقد تقدم هناك نقيدة بن عمرو الخزاعي الكعبي قال بن منده ذكر في الصحابة ولا يثبت وروايته عن عمر بن الخطاب روى عنه حزام بن هشام نقير بالقاف مصغرا والد أبي السليل تقدم ذكره في ترجمة أوس بن حوشب النون بعدها الكاف النكاس غير منسوب قال الذهبي في التجريد له في مسند بقي بن مخلد ثلاثة أحاديث ولا أعرفه نكرة غير منسوب تقدم في معروف النون بعدها الميم نمر الخزاعي له في مسند بقي حديث واستدركه بن فتحون وعزاه لأبي جعفر الطبري قلت ولا أستبعد أن يكون هو نمير الخزاعي بالتصغير وسيأتي في ترجمته النمر بن تولب بن زهير بن أقيش بن عبد كعب بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناف بن أد العكلي وعكل أولاد عوف وحضنتهم أمة فنسبوا إليها كذا نسبه أبو عمر وقال الرشاطي لم يذكر بن الكلبي ولا أبو عبيدة في نسبه زهيرا وهو كما قاله وحكى المرزباني في نسبه بعد الحارث قولا آخر قال بن عدي بن عبد مناف حذف وائلا وقيسا وأبدل عوفا بعدي وقال محمد بن سلام الجمحي ذكر خلاد بن فروة عن أبيه والجريري عن أبي العلاء قال كنا بالمربد فأتى أعرابي ومعه قطعة أديم فقال انظروا ما فيها الحديث وفيه فسألناه عنه فقيل هذا النمر بن تولب أخرجه بن قانع والطبراني عن أبي خليفة عنه وهذا الحديث عند أحمد وأبي داود والنسائي من طريق الجريري عن أبي العلاء عن رجل عن موسى وفي الطبراني من طريق عوف عن يزيد بن الشخير حدثنا رجل من عكل وقال المرزباني كان شاعرا فصيحا وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابا ونزل البصرة بعد ذلك وكان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيس لجودة شعره وكثرة أمثاله وكان (6/253)
<254> جوادا وعمر طويلا حتى أنكر عقله فيقال انه عمر مائتي سنة وهو القائل يحب الفتى طول السلامة جاهدا فكيف يرى طول السلامة يفعل وفرق بن حزم في الجمهرة بين النمر بن تولب بن أقيش العكلي فساق نسبه وأثبت صحبته وبين النمر بن تولب الشاعر فنسبه في النمر بن قاسط وقال انه الذي عاش حتى خرف ويؤيده أن بن قتيبة حكى أن النمر بن تولب الشاعر لما خرف كان هجيراه اقروا الضيف أصبحوا الراكب انحروا وان عمر بن الخطاب ذكره بذلك فترحم عليه فدل ذلك على ان الذي تأخر الى أن لقيه أبو العلاء ومن في طبقته غيره وجرى المزي في الأطراف على ما عليه الأكثر فترجم النمر بن تولب الشاعر ثم قال يأتي في المبهمات في ترجمة يزيد بن عبد الله بن الشخير وذكر بن قتيبة أيضا أن النمر بن تولب الشاعر كان له بن يسمى ربيعة هاجر الى الكوفة يعني في عهد عمر ومن شعر النمر بن تولب الدال على صحبته يا قوم اني رجل عندي خبر لله من آياته هذا القمر والشمس والشعرى وآيات أخر ومنها يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم انا أتيناك وقد طال السفر أقود خيلا رجعا فيها ضرر ومن محاسن شعره يود الفتى طول السلامة جاهدا فكيف يرى طول السلامة يفعل يرد الفتى بعد اعتدال وصحة ينوء إذا رام القيام ويحمل ومنها لا تغضبن على امرئ في ماله وعلى كرائم صلب مالك فاغضب وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى والى الذي يعطي الرغائب فارغب نمط بن قبس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأى بن سلمان بن معاوية بن سفيان بن أرحب الهمداني الأرحبي وقيل هو قيس بن مالك بن نمط وذكره الرشاطي عن الهمداني وقال الطبري وفد قيس بن مالك وقيل ان الوافد نمط بن قيس بن مالك وبه جزم بن الكلبي وساق نسبه وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أطعمه طعمة تجري على ولده باليمن الى اليوم قلت وتقدم ذكر مالك بن وقش وكأن الجميع وفدوا فقد حكى الهمداني أن وفد أرحب كانوا مائة وعشرين نفسا نمير بن الحارث الظفري تقدم في نصر نمير بن الحارث السهمي تقدم في تميم نمير بن خرشة بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن حطيط بن جشم بن ثقيف الثقفي نسبه بن حبان وقال أبو عمر هو حليف لهم من بني الحارث بن كعب ذكره الطبراني في في الصحابة ولم يخرج له حديثا وقال بن منده ذكره البخاري في الصحابة وأخرج البغوي وابن السكن وأبو نعيم من طريق عبد العزيز بن القاسم بن عامر بن نمير بن خرشة عن جده عن نمير بن خرشة وكان أحد (6/254)
<255> الوفد الأول من ثقيف قال أدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة فاستبشر الناس بقدومنا الحديث ولم يسم البغوي جد عبد العزيز وذكر في سياق الحديث اشتراطهم ما اشترطوه نمير بن أبي نمير الخزاعي ويقال الأزدي يكنى أبا مالك بولده مالك له حديث لم يروه غير عصام بن قدامة عن مالك عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة واضعا يده اليمنى على فخذه اليسرى هكذا ذكره بن عبد البر وأخرج الحديث أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه قال أبو عمر سكن البصرة وله حديث نميلة بن عبد الله بن فقيم بن حزن بن سيار بن عبد الله بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث الليثي ويقال له الكلبي نسبة لجده الأعلى وحيث يطلق الكلبي فإنما يراد به من كان من بني كلب بن وبرة قال بن إسحاق هو الذي قتل مقيس بن صبابة يوم الفتح وكان النبي صلى الله عليه وسلم أهدر دمه في قصة مشهورة وذكر بن هشام في زياداته في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على خيبر وقال بن إسحاق في السيرة حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال قتل مقيس بن صبابة يوم الفتح وكان النبي صلى الله عليه وسلم أهدر دمه لأن هشام بن صبابة كان رجلا من الأنصار قتله خطأ فأمر النبي صلى الله عليه وسلم لمقيس بدية أخيه فأخذها ثم رصد قاتل هشام حتى قتله وارتد فلما كان يوم الفتح قتل مقيسا نميلة رجل من قومه وفي ذلك تقول أخت مقيس لعمري لقد أخزى نميلة قومه ففجع أضياف الشتاء بمقيس في أبيات نميلة بن عبد الله الأنصاري ذكر الفاكهي في كتاب مكة بسند له عن بن عباس كان يذكر ان عمر استعمل أبا عبيد الثقفى على الجيش في فتوح العراق ومعه نميلة بن عبد الله الأنصاري نميلة غير منسوب ذكره البغوي وأورد له من طريق بقية حدثنا العجلان الأنصاري حدثني من سمع نميلة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن أم سلمة كتبت الى أهل العراق أن الله عز وجل برئ وبرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن بايع وفارق فلا تفارقوا والسلام وقد أورد بن منده هذا الحديث في ترجمة نميلة الكلبي والذي يظهر لي أنه غيره نميلة آخر ذكره المستغفري وأخرج من طريق قزعة عن عبد الملك بن عبيد عن مضر عن نميلة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول الإيمان ها هنا والنفاق ها هنا وأشار إلى صدره الحديث وفي سنده من لا يعرف والله أعلم النون بعدها الهاء نهار العبدي ذكره محمد بن الحسن النقاش في تفسيره بغير إسناد قال قال نهار العبدي جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي الناس أكرم حسبا قال يوسف صديق الله بن يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله قلت وليس في هذا ما يدل على صحبته (6/255)
<256> لكن أخرج بن مردويه في تفسيره من طريق يوسف بن أسباط عن الثوري عن ثور بن يزيد عن نهار وكانت له صحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إسحاق ذبيح الله قال أبو موسى في الذيل هذا مختصر من الذي ذكره النقاش قلت وظن الحافظ عبد الغني في كتاب الكمال أن نهارا هذا هو العبدي الذي أخرج له في سنن بن ماجة من روايته عن أبي سعيد فذكر في الرواة عنه ثور بن يزيد وتعقبه المزي فأصاب فقد فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم فشيخ ثور شامي وهو راوي هذا الحديث والراوي عن أبي سعيد بصري والعمدة في ذكره في الصحابة ما وقع في سياقه أن له صحبة نهشل بن عمرو بن عبد الله بن وهب بن سعد بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي ثم المحاربي ذكره الطبري في الصحابة واستدركه بن فتحون وذكره الزبير بن بكار في كتاب النسب وقال إنه كان من عظماء قريش ولم يصرح بأن له صحبة وقال ان أولاده الأربعة هم عبد الله وعبد الرحمن ونضلة وصالح قتلوا يوم الحرة في خلافة يزيد بن معاوية نهير بن الهيثم الأنصاري تقدم في الموحدة وأورده أبو عمر في الموضعين نهيك بن أساف تقدم في أساف بن نهيك وقد تبدل همزته ياء تحتانية نهيك بن أوس بن خزمة بن عدي بن أبي غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي من القوافل يكنى أبا عمر شهد أحدا وما بعدها ذكر ذلك بن الكلبي والطبري وغيرهما وكان هو البشير بفتح خيبر ثم كان رسول أبي بكر الى زياد بن لبيد باليمن وبعث معه زياد بالسبى وبالأشعث بن قيس أسيرا ذكر ذلك الواقدي عن بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين نهيك بن التيهان الأنصاري أخو أبي الهيثم يأتي ذكر نسبه في الكنى ذكره الأموي عن بن إسحاق فيمن شهد بدرا واستدركه بن فتحون نهيك بن صريم السكوني قال بن حبان له صحبة وذكره أبو زرعة الدمشقي فيمن نزل الشام من الصحابة من أهل اليمن وذكره عبد الصمد فيمن نزل حمص من الصحابة وأخرج الطبراني وابن منده من طريق محمد بن أبان عن يزيد بن يزيد بن جابر عن بسر بن سعيد عن أبي إدريس الخولاني عن نهيك بن صريم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقاتلن المشركين حتى تقاتل بقيتكم على نهر الأردن الدجال أنتم شرقية وهم غربية قال ولا أعلم أين الأردن يومئذ من الأرض وذكره البغوي من هذا الوجه فقال عن بن صريم ولم يسمه وصريم حكى فيه بن أبي حاتم فتح أوله وبالتصغير وقال في نسبه السكوني أو اليشكري نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق العامري ثم العقيلي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع لقيط بن عامر وأخرج حديثه بن أبي خيثمة وعبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق عن جده عن عمه لقيط بن عامر قال دلهم وحدثني أبو الأسود عن عبد الله بن عاصم بن لقيط أن لقيط بن عامر خرج وافدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك قال فقدمنا على رسول الله صلى الله (6/256)
<257> عليه وسلم لانسلاخ رجب فأتيناه حين انصرف من صلاة الغداة فجلس الناس وقمت أنا وصاحبي فذكر الحديث بطوله نهيك بن قصي بن عوف بن جابر بن عبد نهم بن عبد العزى بن تميمة بن عمرو بن مرة بن عامر بن صعصعة العامري السلولي قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكذا ذكره الطبري نهيك بن مساحق يأتي في آخر القسم الرابع النون بعدها الواو النواس بن سمعان بن خالد بن عمرو بن قرط بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب العامري الكلابي له ولأبيه صحبة وحديثه عند مسلم في صحيحه نوبة الأسود مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيف في أول كتاب الردة والفتوح حدثنا سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند عن شقيق بن سلمة عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دخل أبو بكر في الصلاة فأجد عبد لنا أسود يقال له نوبة وبريرة يهاديانه بينهما أنظر الى قدميه يخطان المسجد حتى انتهيا فأجلساه في الصف وقد أورد أبو موسى هذه القصة في أسماء النساء نوبة وأورد من طريق عبد الغني بن سعيد فساق القصة من طريق زائدة عن عاصم عن أبي وائل وهو شقيق بن سلمة عن مسروق عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين نوبة وبريرة الحديث وليس في هذا السياق أن نوبة أمة وأخرج من طريق يعقوب بن سفيان ثم من رواية سليمان التيمي عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن عائشة قالت أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أفاق جاء نوبة وبريرة فاحتملتاه فذكر الحديث ووقع في حديث سالم بن عبيد الأشجعي في هذه القصة فدعا بريرة خادما كانت لهم وانسانا آخر معها فذكر الحديث وفيه فانطلقا فذهبا به فهذا يدل على أنه رجل إذ لو كان أمة لقال فانطلقتا فذهبتا والعلم عند الله تعالى نوح بن مخلد الضبعي جد أبي جمرة نصر بن عمران أخرج بن قانع والطبراني وابن منده من طريق سعيد بن نوح الضبعي عن أحمد بن الأشعث وخالد بن مخلد الضبعيين عن حرب بن حصن الضبعي عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي أن جده نوح بن مخلد الضبعي أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فسأله ممن أنت فقال أنا من بني ضبيعة بن ربيعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ربيعة عبد القيس ثم الحي الذي أنت منهم قال بن منده غريب تفرد به سعيد بن نوح والله أعلم نوفل بن ثعلبة بن عبد الله بن ثعلبة بن نضلة بن مالك بن العلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري هكذا نسبه بن عبد البر وأما بن إسحاق فقال (6/257)
<258> نوفل بن ثعلبة شهد بدرا واستشهد بأحد نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن حبان له صحبة وقال الزبير بن بكار كان أسن من أسلم من بني هاشم حتى من عميه حمزة والعباس وقال بن إسحاق أسر نوفل يوم بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس فاد نفسك وابني أخيك نوفلا وعقيلا ولما أسلم آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين العباس وأخرج بن سعد من طريق إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه قال لما أسر نوفل يوم بدر قال له النبي صلى الله عليه وسلم أفد نفسك برماحك التي بجدة فقال والله ما علم أحد أن لي بجدة رماحا بعد الله غيري أشهد أنك رسول الله ففدى نفسه بها وكانت ألف رمح وأخرج بن منده من طريق حبيش وهو ضعيف عن عكرمة عن بن عباس قال بعث نوفل بن الحارث ابنيه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انطلقا الى عمكما لعله يستعملكما على الصدقات الحديث وأخرج الحاكم في المستدرك من طريق إسحاق السبيعي عن سعيد بن الحارث عن جده نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أنه استعان برسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحه امرأة فذكر الحديث وأخرج بن قانع وابن السكن من طريق سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث عن أبيه عن جده عن نوفل بن الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا في مرابض الغنم وامسحوا عنها الرغام في هذا السند ضعف وقد تقدم في ترجمة المغيرة بن نوفل وقد قال الدارقطني في كتاب الاخوة مات نوفل بن الحارث في خلافة عمر لسنتين مضتا منها بالمدينة ولم يسند شيئا وقال بن عبد البر مات في أيام عمر فمشى في جنازته نوفل بن طلحة الأنصاري ذكر في شهود عهد العلاء بن الحضرمي وقد مضى نوفل بن عبد الله بن نضلة الأنصاري ذكره بن الأثير وأظنه صحف جده وانما هو ثعلبة وقد مضى فليحرر نوفل بن عدي بن نوفل بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي بن أخي ورقة بن نوفل ذكره البلاذري وقال قتل ابنه يوم الحرة سنة أربع وستين واسمه عبيد الله بالتصغير نوفل بن عدي بن أبي حبيش الأسدي أسد خزيمة ذكره عمر بن شبة في الصحابة واستدركه بن فتحون وهو بن أخي فاطمة بنت أبي حبيش نوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني ثم الديلي نسبه بن الكلبي قال بن شاهين أسلم في الفتح وحج مع أبي بكر سنة تسع ومع النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر وكان قد بلغ المائة وقال أبو عمر كان ممن عاش في الجاهلية ستين وفي الإسلام ستين وفي كتاب مكة الفاكهي من طريق أبي بكر بن أبي سبرة عن موسى بن سعد عن نوفل بن معاوية الدئلي قال رأيت المقام في عهد عبد المطلب ملصقا بالبيت مثل المهاة قال أبو أحمد العسكري كان أبوه يوم الفجار رئيس الدئل وله في ذلك قصة وأسلم ولده نوفل وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة ثم نزل المدينة ومات بها روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه (6/258)
<259> عراك بن مالك وعبد الرحمن بن مطيع وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وحديثه في البخاري ومسلم والنسائي وقال الواقدي وأبو حاتم الرازي وابن شاهين وأبو عمر وأبو حاتم وابن حبان مات في خلافة يزيد بن معاوية نوفل بن فروة الأشجعي والد فروة وعبد الرحمن وسحيم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أولاده وأخرج أصحاب السنن وأحمد بن حبان والحاكم من طريق أبي إسحاق السبيعي عن فروة بن نوفل عن أبيه مرفوعا في فضل قل يأيها الكافرون وزعم بن عبد البر بأنه حديث مضطرب وليس كما قال بل الرواية التي فيها عن أبيه أرجح وهي الموصولة رواته ثقات فلا يضره مخالفة من أرسله وشرط الاضطراب أن تتساوى الوجوه في الاختلاف وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف وقد أخرجه بن أبي شيبة من طريق أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه فذكره نومان خاطب به النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان في قصة ذكرها مسلم من طريق يزيد بن شريك عن حذيفة في قصة الأحزاب قال حذيفة فلما رجعت نمت حتى أصبحت فقال لي قم يا نومان نويرة غير منسوب ذكر أبو موسى في الذيل عن المستغفري بسنده الى عمر بن هارون البلخي حدثنا مغلس بن عقدة عن خاله مقاتل بن حيان عن قتادة عن نويرة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على أمتي أربعين حديثا في دينها حشر يوم القيامة مع العلماء النون بعدها الياء نيار بن ظالم بن عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري ذكره الطبري وقال شهد أحدا ذكر ذلك أبو غسان المدني نيار بن عياض الأسلمي ذكره الطبري وقال كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ممن كلم عثمان في حصره وناشده الله وقتله بعض أتباع عثمان قالوا وهذا أول مقتول في ذلك الوقت قلت وقد ذكر ذلك بن الكلبي في قصة الشورى فذكر قصة الحصار قال فقام نيار بن عياض بن أسلم وكان شيخا كبيرا فنادى عثمان فأشرف عليه فبينما هو كذلك إذ رماه رجل بسهم فنادى الناس أقدنا بنيار فذكر القصة نيار بن مكرم الأسلمي قال البخاري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عثمان وقال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وكذا قال بن حبان له صحبة ثم أعاده في التابعين وقد أخرج الترمذي في صحيحه وابن خزيمة حديثه في مراهنة أبي بكر الصديق مع قريش في غلبة الروم ووقع في سياقه عند بن قانع بسنده الى عروة عن نيار بن مكرم وكانت له صحبة ورجال السند ثقات وله حديث آخر (6/259)
<260> وقال أبو عمر هو أحد الأربعة الذين دفنوا عثمان وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من التابعين وأنكر أن يكون له صحبة وقال سمع من أبي بكر الصديق القسم الثاني بعدها الراء النزال بن سبرة يأتي في الثالث النون بعدها الصاد نصر بن حجاج بن علاط السلمي من أولاد الصحابة وقد تقدم ذكر والده وله مع عمر قصة وكان في زمانه رجلا فدل ذلك على أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر بن فتحون في ذيل الاستيعاب سبب ذلك وقال ذكر قصته قتادة فساقها مختصرة ولم يذكر من أخرجها من المصنفين وقد أخرج بن سعد والخرائطي بسند صحيح عن عبد الله بن بريدة قال بينما عمر بن الخطاب يعس ذات ليلة في خلافته فإذا امرأة تقول هل من سبيل إلى خمر فأشربها أو من سبيل الى نصر بن حجاج فلما أصبح سأل عنه فأرسل إليه فإذا هو من أحسن الناس شعرا وأصبحهم وجها فأمره عمر أن يطم شعره ففعل فخرجت جبهته فازداد حسنا فأمره أن يعتم فازداد حسنا فقال عمر لا والذي نفسي بيده لا تجامعني ببلد فأمر له بما يصلحه وصيره إلى البصرة زاد الخرائطي بسند لين من طريق محمد بن سيرين أنه لما دخل البصرة كان يدخل على مجاشع بن مسعود لكونه من قومه ولمجاشع امرأة جميلة يقال لها الخضراء فكان يتحدث مع مجاشع فكتب نصر في الأرض إني أحبك حبا لو كان فوقك لأظلك أو كان تحتك لأقلك وكانت المرأة تقرأ ومجاشع لا يقرأ فرأت المرأة الكتابة فقالت وأنا فعلم مجاشع أن هذا الكلام جواب فدعا بإناء فكبه على الكتابة ودعا كاتبا فقرأه فعلم نصر بذلك فاستحيا وانقطع في منزله فضنى حتى صار كالفرخ فبلغ ذلك مجاشعا فعلم سبب ذلك فقال لامرأته إذهبي فأسنديه إلى صدرك وأطعميه الطعام فعزم عليها ففعلت فتحامل نصر قليلا وخرج من البصرة وذكر الهيثم بن عدي أن مجاشعا كان خليفة أبي موسى ان أبا موسى لما علم بقصته أمره أن يخرج إلى فارس فخرج إليها وعليها عثمان بن أبي العاص فجرت له قصة مع دهقانه فقال له اخرج عنا فقال والله لئن فعلتم هذا بي لألحقن بأرض الشرك فكتب بذلك إلى عمر فكتب احلقوا شعره وشمروا قميصه وألزموه المسجد النون بعدها الضاد (6/260)
<261> النضر بن أنس بن النضر الأنصاري الخزرجي بن عم أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم استشهد أبوه بأحد وقد تقدم ذكره وثبت ذكر هذا في أثر أخرجه بن أبي شيبة عن زيد بن الحباب عن أبي معشر عن عمر مولى عفرة وغيره قال فذكر قصة فيها أن عمر دون الديوان وفرض للمسلمين وفضل المهاجرين السابقين قال فمر به النضر فقال افرضوا له في ألفين فقال له طلحة جئتك بمثله ففرضت له في ثمانمائة يعني ولده عثمان وفرضت له ألفين قال إن أبا هذا الفتى لقيني يوم أحد فقال ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما أراه إلا قد قتل قال فسل سيفه وكسر غمده وقال إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل فان الله حي لا يموت فقاتل حتى قتل نضلة بن نهشل الفهري ذكر في ترجمة أبيه نهشل النضير بن النضر بن الحارث العبدري ذكره المستغفري ونقل عن أبي إسحاق أنه من أبناء مهاجرة الحبشة وأورده أبو موسى في الذيل وتعقبه بن الأثير بأن النضر بن الحارث قتل بعد بدر كافرا فكيف يكون من مهاجرة الحبشة والذي عندي أن النضير هذا هو بن أخي النضر المقتول لا ولده كما تقدم في القسم الأول وأنه هاجر الى الحبشة النون بعدها العين النعمان بن الأشعث بن قيس الكندي ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبشر به أبوه وهو عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال والله لجفنة من ثريد أطعمها قومي أسر الي منه القسم الثالث في المخضرمين بعدها الألف نابل أبو نباتة الأعرجي له إدراك وشهد الفتوح بالعراق وقتل شهربا من فرسان الفرس مبارزة ونفل سلبه وسواريه فكان من أول من سور بالعراق ذكروه في الفتوح ناجد بن هشام الأزدي له إدراك وشهد فتح مصر روى عنه أبو قبيل المعافري قاله أبو سعيد بن يونس ناشرة بن سمى اليزني قال بن عساكر أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم وصلى خلف معاذ باليمن وشهد خطبة عمر بالجابية وحكى بن يونس عنه قال كنت أتبع معاذ بن جبل أتعلم منه القرآن حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن انتهى وروى أيضا عن أبي بن كعب وأبي (6/261)
<262> ثعلبة الخشني وحديثه عنه وعن عمر في سنن النسائي بسند قوي روى عنه علي بن رباح وعبد الرحمن بن عائذ وسكن الشام ثم نزل مصر ومات بها قال العجلي مصري تابعي ثقة وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال عداده في أهل الشام ناشرة المزني أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وله ذكر في قتال سجاح بنت الحارث التميمية التي ادعت النبوة ذكره سيف والطبري نافع بن الأسود بن قطنة بن مالك التميمي ثم الأسيدي بالتشديد من بني أسيد بن عمرو بن تميم قال المرزباني مخضرم يكنى أبا نجيد يقول لما قتل عبد الله بن المنذر بن الحلاحل التميمي باليمامة مع خالد بن الوليد فذكر المرثية وقد ذكرت منها في ترجمة عبد الله المذكور وقال الدارقطني في المؤتلف أبو محمد نافع بن الأسود شهد فتوح العراق وهو القائل قومي أسيد ان سألت ومعدني فلقد علمت معادن الأحساب يقول فيها ما كان بعدك في الناس من رجل ولا يوازيه في نعمى وارصاد وأنشد المرزباني ألا رب نهب قد حويت وغارة شهدت على عبل أسيل المقلد وقرن تركت الطير تحجل حوله فقرعته ضربا بعضب المهند وأنشد سيف في الفتوح أشعارا كثيرة يفتخر فيها بقوله ويذكر مشاهده في فتح الشام والعراق فمنها قوله وقال العصاة من معد وغيرها تميمك أكفاء الملوك الأعاظم وهم أهل عز ثابت وأرومة وهم من معد في الذرى والغلاصم وهم يضمنون المال للجار ما ثرى وهم يطعمون الدهر ضربة لازم كذلك كان الله شرف فرسانها في الزمان الأول المتقادم وحين أتى الإسلام كانوا أئمة ونادوا معدا كلها بالجرائم إلى هجرة كانت سناء ورفعة لباقيهم فيهم وخير مراغم فجاءت بهم في الكتائب نصرة فكانوا حماة الناس عند العظائم فصفوا لأهل الشرك ثم تكبكبوا وطاروا عليهم بالسيوف الصوارم لدى غدوة حتى تولوا تسوقهم سيوف تميم كالليوث الضراغم نافع بن لقيط بن حبيب بن خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان الأسدي الفقعسي ويقال له نويفع قال أبو الفضل بن أبي طاهر في كتاب الشعراء شاعر جاهلي وقال المرزباني كان أحد رجالات العرب شعرا ونجدة وله قصة مع الحجاج يقول فيها لو كنت في العنقاء أو في عماية ظننتك إلا أن تصد تراني تضيق بي الأرض الفضاء لخوفه وأن كنت قد طوفت كل مكان ويؤخذ من قول بن أبي طاهر أنه جاهلي ومن كونه أدرك الحجاج أنه من أهل هذا القسم وأنشد (6/262)
<263> المرزباني قوله بعد ما أسن يسعى الفتى لينال أقصى سعيه أيهات حالت دون ذاك خطوب وإذا صدقت النفس لم تزل لها أملا وتأمل ما اشتهى المكذوب نباتة بن يزيد النخعي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وغزا في خلافة عمر ذكر أبو بكر بن دريد في الأخبار المنثورة من طريق بن الكلبي عن أبيه عن مسلمة بن عبد الله بن شريك النخعي وكان قد أدرك معاوية قال كان فنا رجل يقال له نباتة بن يزيد النخعي خرج في زمن عمر بن الخطاب غازيا في نفر من الحي حتى إذا كانوا بموضع ذكره نفق حماره فوثب رجل من الحي يقال له علان بن رهيل من النخع فأخذ قلادته فقالوا له هل لك أن نحملك معنا قال لا إذهبوا ودعوني فلما أدبروا عنه قام فتوضأ ثم ركع ركعتين ثم قال اللهم انك تعلم أني أسلمت طائعا وقد خرجت مجاهدا أريد وجهك فأحي لي حماري ولا تجعل لأحد على منة ثم سجد ورفع رأسه فإذا هو بحماره قائم فقام فأوكفه ثم لحق بأصحابه وقد ذكر هشام بن الكلبي هذه القصة في نسب النخع وقال في آخرها حتى غزوا قزوين ثم رجع فباعه بعد في الكوفة نبيه بن صواب ينظر من النجاشي ملك الحبشة اسمه أصحمة تقدم في حرف الألف النجاشي الشاعر الحارثي اسمه قيس بن عمرو بن مالك بن معاوية بن خديج بن حماس بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب يكنى أبا الحارث وأبا مخاشن له إدراك وكان في عسكر علي بصفين ووفد على عمر بن الخطاب ولازم علي بن أبي طالب وكان يمدحه فجلده في الخمر ففر إلى معاوية يدل على إنه عمر طويلا أن معاوية سأله من أعز العرب قال رجل مررت به يقسم الغنائم على باب بيته بين الحليفين أسد وغطفان قال من هو قال حصين بن حذيفة بن بدر انتهى وحصين هو والد عيينة الذي كان رئيس غطفان يوم الأحزاب ومات أبوه قبل البعثة أو بعدها بيسير وقيل اسم النجاشي سمعان وترجمه بن العديم في تاريخ حلب في حرف النون فقال نجاشي بن الحارث بن كعب الحارثي ذكر أبو أحمد العسكري في ربيع الآداب أن النجاشي الشاعر مر بأبي سماك الأسدي في رمضان فدعاه الى الشرب فأجابه فبلغ عليا فهرب أبو سماك وأخذ النجاشي فجلده علي فطرح عليه هند بن عاصم نفسه ورمى عليه جماعة من وجوه الكوفة أربعين مطرفا وجعل بعضهم يقول هذا من قدر الله فقال النجاشي ضربوني ثم قالوا (6/263)
<264> قدر الله لهم شر القدر ثم هرب الى الشام وقال المرزباني النجاشي قدم على عهد عمر في جماعة من قومه وكان مع علي في حروبه يناضل عنه أهل الشام وذكر أن عليا جلده ثماني ثم زاده عشرين فقال له ما هذه العلاوة فقال لجرأتك على الله في شهر رمضان وصبياننا صيام فهرب إلى معاوية وهجا عليا وكان هاجى تميم بن مقبل في عهد عمر فاستعدى عليه وهو القائل في المغيرة يصفه بالقصر وأقسم لو خرت من استك بيضة لما انكسرت من قرب بعضك من بعض وذكر سيف له قصة في اليمامة وأنشد له في ذلك شعرا وذكر أحمد بن مروان الدينوري في الجزء السابع من المجالسة من طريق سماك قال هجا النجاشي واسمه قيس بن عمرو بن مالك بني العجلان فاستعدوا عليه عمر فقال ما قال فيكم فأنشدوه إذا الله جازى أهل لؤم بذمة فجازى بني العجلان رهط بن مقبل فقال ان كان مظلوما استجيب له فقالوا قبيلته لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل فقال ليت آل الخطاب كانوا كذلك فذكر القصة ورويناها في أمالي ثعلب قال قال أصحابنا استعدى تميم بن مقبل عمر على النجاشي فذكر نحوه وقد تقدمت في ترجمة تميم بن مقبل وذكر الحسن بن بشر الآمدي أن النجاشي المذكور لما مات رثاه أخوه خديج من كان يبكي هالكا فعلى فتى ثوى بلوى لحج وآبت رواحله قلت ولحج بفتح اللام وسكون المهملة بعدها جيم بلد معروف باليمن ففيه دلالة على أنه كان توجه إلى اليمن فمات بلحج وقال بن قتيبة في المعارف كان النجاشي رقيق الدين فذكر القصة في شرب الخمر في رمضان وإنما قيل له النجاشي لأنه كان يشبه لون الحبشة وحكى بن الكلبي أن جماعة من بني الحارث وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من هؤلاء الذين كأنهم من الهند نجد بن الصامت بن عابدين أسماء بن قردوس بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس الدوسي القردوسي بضم القاف له إدراك وكان لولده سعد ذكر بخراسان في خلافة بني مروان وهو الذي قتل قتيبة بن مسلم الباهلي أمير خراسان في خلافة سليمان بن عبد الملك وذكره بن الكلبي في الجمهرة كذا قال والمشهور أن قاتل قتيبة هو وكيع بن أبي الأسود ولكن جمع بن دريد في الاشتقاق القولين وذكر أن وكيعا كان الرأس في ذلك وأن نجدا باشر قتله ومعه جهم بن زحر الجعفي النخار بن أوس بن أبير بن عمرو بن عبد الحارث بن رباح بن لأى بن عبد مناف بن الحارث بن سعد بن هذيم له إدراك وكان علامة بالأنساب حتى قال بن الكلبي كان أنسب العرب وهو الذي قال لمعاوية ان العباءة لا تكلمك إنما يكلمك من فيها وذكره بن ماكولا في ترجمة أبير بالموحدة (6/264)
<265> النزال بن سبرة بفتح المهملة وسكون الموحدة الهلالي الكوفي ذكره مسلم وابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين وقال الدارقطني تابعي كبير وكذا ذكره في التابعين البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وآخرون قال بن عبد البر ذكروا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعلم له رواية إلا عن علي وابن مسعود وهو معدود في كبار التابعين وقال المزي في سند أبي مسعود النزال بن سبرة له صحبة وتبع في ذلك أبا مسعود الدمشقي وابن عساكر وقال في التهذيب مختلف في صحبته روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر فقال مرسل وعن عثمان وعلي وابن مسعود وسراقة بن مالك وغيرهم روى عنه الشعبي وعبد الملك بن ميسرة والضحاك بن مزاحم وآخرون وأخرج البخاري في التاريخ الأوسط من طريق مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا نحن وأنتم من بني عبد مناف فنحن وأنتم اليوم من بني عبد الله قال مسعر رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني عبد مناف بن قصي ونحن من بني عبد مناف بن هلال بن عامر وهذا هو الحديث الذي أشار اليه أن النزال أرسله نطاس مولى أبي بن خلف قال بن أبي خيثمة في تاريخه كان جاهليا وروى عن جابر بن عبد الله نسير بن ثور العجلي له إدراك وشهد الفتوح في عهد عمر منها القادسية وهو القائل فيها لقد علمت بالقادسية أنني صبور على اللأواء عف المكاسب نسير بن يحيى الأنصاري مولى عثمان بن حنيف له إدراك ذكره الخطيب في المؤتلف وأسند من طريق يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه أخبرني نسير بن يحيى قال قسم أبو بكر مالا فأعطاني كما أعطى مولاي عثمان بن حنيف وقال بذلك أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث نصاص ذكر وثيمة أنه كان صديق عمرو بن العاص في الفتوح واستدركه أبو إسحاق بن الأمين نصف الطريق الغساني له ذكر نصر بن نصر بن قدامة وقيل نصر بن عوف بن قدامة بن أخي صفوان بن قدامة تقدم خبره وشعره في ترجمة عمه (6/265)
<266> نصير بالتصغير بن عبد الرحمن بن يزيد والد موسى بن نصير الذي فتح بلاد المغرب تقدم ذكره في ترجمة والده عبد الرحمن بن يزيد قال الرشاطي حكى أن عبد العزيز بن مروان كان يعود نصير بن عبد الرحمن إذا مرض وكان على شرطة معاوية في خلافة عمر ثم عثمان ثم غضب عليه وولى غيره ثم أعاده بعد صفين وعمر حتى قدم مصر ومات بها قلت وذكر أبو عمر الكندي في الموالي أن مولد موسى بن نصير كان في سنة تسع عشرة من الهجرة ويقال ان أهل نصير من أراشة وسبى في خلافة أبي بكر من جبل الخليل وكان اسمه نصرا فسمى نصيرا وأعتقه بعض بني أمية النون بعدها الضاد النضر بن بشير بن عمرو المزني له إدراك ذكره الكندي وكان شهد فتح مصر واختط بها ثم ولى ابنه قضاءها في سنة اثنتين وسبعين ومات بها سنة تسع وثمانين نضلة بن خالد بن نضلة بن مهزول ذكره وثيمة في كتاب الردة وقال انه كان في أخواله من بني حنيفة فلما ارتدوا أنكر عليهم ودعاهم إلى الثبات وحذرهم العاقبة فلم يقبلوا منه فارتحل عنهم وأنشد له في ذلك شعرا نضلة بن ماعز أدرك الجاهلية روى حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عنه أنه رأى أبا ذر يصلي الضحى ذكره بن منده مختصرا وتبعه بن أبي حاتم وأبو نعيم نضلة بن عبد الله بن عمرو بن عبد بن الحرمز بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي له إدراك وذكر بن الكلبي أن ولده محمدا كان شريفا بالعراق وولاه بنو مروان ولايات النعمان بن بزرج اليماني من أهل صنعاء قال بن حبان يقال له صحبة وقال بن عساكر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه وقدم الشام في عهد عمر وأخرج بن منده من طريق محمد بن الحسن بن أنس عن سليمان بن وهب قال حدثني النعمان بن بزرج وكان قد أدرك الجاهلية قال فذكر حديثا طويلا وتعقب أبو نعيم على بن منده ذكره إياه في الصحابة وقال لا يعرف له إسلام ولم يصب في ذلك فقد ذكره في التابعين البخاري وابن أبي حاتم وكأن أبا نعيم اغتر بما ذكره الواقدي في كتاب الردة من طريق همام بن منبه قال كان أول من قدم على الأبناء بصنعاء يعني من المدنية وبر بن يحنس فنزل على بنات النعمان بن بزرج فأسلمن وصلين وبعثتا إلى أخيهما عبد الرحمن بن النعمان بن بزرج فأسلم وبعثتا إلى فيروز الديلمي فأسلم وإلى مركبود الديلمي فأسلم قال وكان أول من أخذ القرآن بصنعاء عطاء بن مركبود انتهى فتوهم أبو نعيم من هذا أن النعمان كان قد مات لكن يرده إدراك سليمان بن وهب (6/266)
<267> له وتصريحه بتحديثه إياه فلعله كان في الوقت الذي أشار اليه همام بن منبه كان غائبا عن صنعاء لأن الأسود الكذاب لما غاب على صنعاء فر غالب أهلها منه وكذلك أخرج عبيد بن محمد الكشوري في تاريخه من طريق هشام بن يوسف عن عمر بن نعيم سمعت النعمان بن بزرج وكان عاش ثلاثين في الجاهلية ومائة سنة في الإسلام وذكر أيضا أن النعمان وفد على معاوية فسأله أن يولي الضحاك بن فيروز الإمارة وقال أبو بكر بن البرقي في تاريخه مات النعمان بن بزرج في خلافة عبد الملك بن مروان النعمان بن حميد استدركه أبو موسى وقال يقال انه أدرك الجاهلية وذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في التابعين وقال روى عن عمر روى عنه سماك بن حرب النعمان بن صفوان بن عمرو بن نعيمة من أولاد سوادة بن عمرو بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل الحميري له إدراك وكان ولده السعر كثير الغزو للروم مع البطال النعمان بن محمية الخثعمي يقال له ذو الأنف ذكره أبو إسماعيل الأزدي فيمن شهد اليرموك وقال عقد أبو عبيدة له الرياسة على قومه من خثعم قال وكان ينازع هو وابن ذي السهم الرياسة قلت وقد تقدم أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمرون إلا الصحابة النعمان الرعيني قيل ذو رعين كان من ملوك اليمن وأسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر بن إسحاق أن ملوك اليمن كاتبوا النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم فقدم عليه بكتابهم وهم الحارث بن عبد كلال وأخوه نعيم والنعمان قيل ذي رعين وهمدان ومعافر وبعث اليه زرعة بن سيف بن ذي يزن مالك بن مرارة ووقع عند المستغفري أن النعمان كان الرسول بالكتاب وخطأه أبو موسى في ذلك وقد استدركه بن فتحون عن بن إسحاق وعن الطبري على الصواب نعيم بن صخر بن عدي العدوي ذكره أبو إسماعيل الأزدي في فتوح الشام وأنه استشهد بأجنادين نعيم الحبر كان نصرانيا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عمر فهو نظير كعب الأحبار وقد ذكروه وتقدم خبره في ترجمة مطرف بن مالك في القسم الثالث وذكر بن أبي خيثمة في تاريخه من طريق قتادة عن زرارة بن أوفى عن مطرف بن مالك قال شهدت فتح تستر فذكر القصة إلى أن قال قال مطرف ثم بدا لي أن آتي بيت المقدس فإذا أنا براكب فقلت أنعيما قال نعم قلت ما فعلت نصرانيتك قال تحنفت بعدك قال وسمع اليهود بقدوم نعيم وكعب بيت المقدس فاجتمعوا فقال لهم كعب هذا كتاب قديم وهو بلغتكم فاقرءوه فقرأه قارئهم فأتى على مكان منه فضرب به الأرض فغضب نعيم وأخذه وقال لا أدعكم بعدها تقرءونه فسألوه وطلبوا إليه حتى قال إني أمسكه في حجري فأمسه في حجره وقرأه قارئهم حتى أتى ذلك المكان فإذا فيه ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه الآية قال فأسلم منهم حينئذ اثنان وأربعون حبرا النون بعدها الفاء والميم (6/267)
<268> نفيع الصائغ أبو رافع مشهور بكنيته يأتي في الكنى نملة بن عامر المحاربي الجسري له إدراك وشهد الفتوح بالعراق وهو الذي ضمن لعلي بن أبي طالب طاعة قومه بني جسر لما غضب عليهم وأمر بهدم دورهم النون بعدها الهاء نهشل بن حرى بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم قال المرزباني شامي شريف مشهور مخضرم بقي إلى أيام معاوية وكان مع علي في حروبه وقتل أخوه مالك بصفين وهو يومئذ رئيس بني حنظلة وكانت رايتهم معه ورثاه نهشل بمراثي كثيرة منها قوله في قصيدة وهون وجدي عن خليلي أنني إذا شئت لاقيت امرأ مات صاحبه ومن ير بالأقوام يوما يروا به معرة يوم لا تواري كواكبه قال وأبوه شاعر شريف مذكور وجد ضمرة سيد ضخم الشرف وجد جده ضمرة شاعر شريف فارس وكان من خير بيوت بني دارم النون بعدها الواو النواح بن سلمة بن كهلة الأصغر بن عصام بن كهلة الأكبر بن وهب بن سبلان بن دينار بن موزع بن عبد الله بن ناج بن تميم بن أراشة الأراشي له إدراك وجده كهلة هو الذي مطله أبو جهل حقه فاستعدى عليه قريشا فكلموه فلم يعطه فأعاد عليهم فدلوه على النبي صلى الله عليه وسلم فمضى معه إلى أبي جهل فطرق عليه الباب فخرج اليه فقال أعط هذا حقه قال نعم الساعة ودخل فأخرج له حقه فلامته قريش فقالوا كلمناك فأبيت وشفعت محمدا فقال رأيت معه بعيرا فاغرا فاه والله لو امتنعت لأكلني ذكر ذلك بن الكلبي وقد ذكر بن إسحاق قصة الأراشي في السيرة والنواح ولد سلمة كان له ذكر في عهد بني مروان وولى هشام بن عبد الملك صفوان بن سلمة البلقاء ووليها ولده علي بن صفوان بعده في زمن السفاح وكان قد ساد قضاعة بالشام وولى الصائفة أيضا وولي البلقاء ابنه شراحيل بن علي بعده وعقد له المهدي على بعث الأردن الى إفريقية ووليه ولده الرماحس بعده خمس سنين ذكر كل ذلك بن الكلبي (6/268)
<269> القسم الرابع بعدها الألف ناجية بن خفاف العنزي أبو خفاف قال بن منده ذكر في الصحابة ولا يصح روى عنه أبو إسحاق السبيعي انتهى وهو تابعي معروف روى عن بن مسعود وعن عمار بن ياسر وغيرهما قال بن المديني لم يسمع من عمار وليس هو بالقديم وفرق البخاري ومسلم وابن أبي حاتم وغيرهم بين ناجية هذا وناجية بن كعب الأسدي ويعقوب بن شيبة سبب الوهم وهو أن أبا إسحاق روى عن ناجية عن عمار قصة التيمم فقال زائدة عن بن ناجية ولم ينسبه وقال أبو بكر بن عياش عنه عن ناجية العنزي وقال أبو الأحوص عنه عن ناجية بن خفاف وقال بن عيينة عنه عن ناجية بن كعب الأسدي قال فقال بن المديني هذا غلط وانما هو ناجية بن خفاف انتهى وذكر الخطيب أن إسرائيل والمعلى قالا عن بن إسحاق عن ناجية بن كعب وكذا قال أبو نعيم وقال بن هشام عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب قال الخطيب أظن أبا إسحاق رواه لهم عن ناجية غير منسوب فظنوه بن كعب لأنه روى عن ناجية بن كعب غير هذا من الحديث وناجية بن كعب قال فيه بن أبي خيثمة عن بن معين صالح وقال أبو حاتم شيخ ولم أر لأحد فيه مقالا الا قول الجوزجاني مذموم وأشار بذلك الى مذهبه في التشيع والله أعلم ناشرة بن سويد الجهني ذكره بن منده وقال روى عنه ابنه مريح ثم أورد من طريق عبد الله بن داود بن الدلهاب وعن آبائه حديثا وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسمه واسم ولده وذلك أن الصواب ياسر بتحتانية منقوطة باثنتين وسين مهملة بلا هاء آخره واسم ولده مسرع بسكون السين المهملة وآخره عين مهملة ويدل عليه أن في الحديث اسمه مسرع فقد أسرع الى الإسلام وممن صحفه أبو إسحاق بن الأمين فقال في آخر ذيل الاستيعاب في حرف النون ناشر بن سويد الجهني له صحبة وحديثه عند ولده انتهى وقد ذكره بن عبد البر في موضعه فقال ناشرة بزيادة الهاء نافع بن سليمان العبدي تقدم في نافع أبي سليمان وجعلهما الذهبي ترجمتين وهما واحد نافع بن صبرة مخرج حديثه عن أهل المدينة مثل حديث أبي هريرة في كفارة ما يكون في المجلس من اللغو كذا أورده بن عبد البر وهو خطأ نشأ عن تصحيف وانما هو نافع بن جبير بجيم وموحدة مصغرا وهو بن مطعم التابعي المشهور من أهل المدينة أرسل هذا الحديث ورواه عنه من أهل المدينة داود بن قيس كذلك رويناه في نسخة إسماعيل بن جعفر رواية علي بن حجر عن إسماعيل وهي في أربعة أجزاء أحاديثه مرتبة على شيوخ إسماعيل وهذا الحديث في ترجمة داود بن قيس وكذا أورده بن أبي عمر في مسنده والحميدي في النوادر وكلاهما عن سفيان بن عيينة عن داود وكذا قال محمد بن عجلان عن مسلم بن أبي حمزة عن نافع بن جبير مرسلا وأخرجه الليث بن سعد عن بن عجلان وصلح جماعة منهم أحمد بن الحسن اللهبي وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وأبو عاصم النبيل عند (6/269)
<270> بن أبي الدنيا وخالد بن يزيد العمري عن الطبراني أربعتهم عن داود بن قيس عن نافع بن جبير عن أبيه وكذا وصله جماعة عن سفيان بن عيينة عن محمد بن عجلان منهم بن أبي عمر في مسنده عنه والنسائي في اليوم والليلة وابن أبي عاصم في الدعاء والحاكم والطبراني كلهم من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان وصححه الحاكم نافع بن عمرو المزني ذكره أبو مسعود الأصبهاني في الصحابة وأورد من طريق هلال بن عامر المزني عنه أنه كان مع أبيه في حجة الوداع وهذا خطأ نشأ عن تصحيف وانما هو رافع بالراء لا بالنون كما تقدم نافع بن يزيد الثقفي صوابه رافع كما تقدم في حرف الراء أيضا النون بعدها الباء نباش بن زرارة التميمي أبو هالة زوج خديجة قبل النبي صلى الله عليه وسلم ووالد هند وخال الحسن بن علي ذكره المستغفري وتبعه أبو موسى في الذيل وهو غلط نبيشة الخير فرق البغوي بينه وبين نبيشة الهذلي وهو واحد النون بعدها الجيم نجاب بنون ثم جيم بن ثعلبة بن خزمة الأنصاري ذكر إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق أنه شهد بدرا قال الخطيب في المؤتلف هذا تصحيف وانما هو بموحدة وحاء مهملة ثقيلة وآخره مثلثة كذا ذكره الأموي عن بن إسحاق وكذا عند موسى بن عقبة وهشام بن الكلبي نجيب بن السرى وهم من ذكره في الصحابة وقال أبو حاتم الرازي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي مرسلا نجيد بن عمران بن حصين الخزاعي تقدم ذكره في الباء الموحدة النون بعدها السين نسطور الراهب ذكر بن سعد عن الواقدي أن خديجة لما فاوضت النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وقبل أن يتزوجها في تجارة الى الشام أرسلت معه غلامها ميسرة فذكر ميسرة أنهما قدما بصرى فنزلا تحت ظل شجرة فقال له نسطور الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط الا نبي ثم وقع (6/270)
<271> بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين رجل آخر ملاحاة فقال له احلف باللات والعزى فقال ما حلفت بهما قط واني لأمر بهما معرضا عنهما فقال الرجل لميسرة هذا نبي هذه الأمة قلت وقد تقدم في الباء الموحدة قصة بحيرا بنحو قصة نسطور وهي لبحيرا أشهر وقد ذكر بحيرا في الصحابة بن منده لذلك فهذا على شرطه نسطور الرومي أحد الكذابين زعم أنه عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ثلاثمائة سنة روى حديثه خطيب الموصل عبد الله بن أحمد الطوسي عن أبي المظفر ميمون بن محمود عن إبراهيم بن إسحاق المرغيناني حدثنا أبو القاسم الحكيم حدثنا نسطور الرومي فقال سقط سوط رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فنزلت ومسحته ورفعته اليه فقال لي مد الله في عمرك قال ميمون فحدثني الشريف عبد الجليل قال سمعت عمرو بن حسين الكاشغري يقول سألت بن نسطور كم عاش أبوك بعدها فقال ثلاثمائة سنة وكان عمره إذ ذاك ثلاثين سنة وقال الحسن بن الحسين الحسيني في سنة ثمان وخمسمائة حدثنا أبو جعفر عمر بن الحسن بن أبي بكر الساماني في سنة تسع وسبعين وأربعمائة أخبرني جعفر بن نسطور بقرية تدعى رأس السرى من ناحية اليمن عن أبيه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث قال عمر سألت جعفرا كم عاش أبوك قبل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثين سنة وعاش بعد دعائه ثلاثمائة سنة قال وكان جعفر مهابا له حشمة فلم أسأله عن عمره وسألت شيوخ تلك القرية فقالوا كنا نذهب الى الكتاب وهو بهذه الهيئة النون بعدها الصاد نصر بن الحارث الأنماري قال أبو عمر هو أبو منفعة ووهموه في ذلك وانما هو بكر فكأن الكاف تحرفت فصارت صورة صاد فصحفه نصير مولى معاوية وهم من ذكره في الصحابة وقال أبو حاتم الرازي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعنه سليمان بن موسى قلت وروايته في المراسيل لأبي داود وذكره بن حبان في الثقات واختلف في ضبطه فقيل بسكون الصاد المهملة وقيل بصيغة التصغير وقيل بالضاد المعجمة فيهما النون بعدها الضاد والعين نضلة أو بن نضلة ذكره بن قانع وقد ذكرت وجه الصواب فيه في طلحة بن نضلة (6/271)
<272> النعمان بن بازية اللهبي هكذا أورده بن عبد البر وعزاه لابن أبي حاتم وتعقبه بن فتحون بأنه صحف أباه وانما ذكره البخاري وابن أبي حاتم والبغوي وابن حبان وابن السكن براء مهملة وبعد الألف زاي منقوطة ثم مثناة تحتانية ثقيلة وقد تقدم في الأول على الصواب النعمان بن الزارع عريف الأزد ذكره بن عبد البر وقال لا أعرفه بأكثر مما روى عنه أنه قال يا رسول الله كنا نعتاف في الجاهلية قلت صوابه بن الرازية كذلك ذكره بن السكن فقال النعمان بن الراية الأزدي ثم اللهبي عريف الأزد وكان صاحب رايتهم ثم ساق حديثه المشار اليه بسنده اليه وقد تقدم في الأول على الصواب وهو الذي قبله واحد النعمان بن حصن بن الحارث البلوي حليف الأنصار ذكره أبو موسى في الذيل فصحف أباه وانما هو عصر بفتح المهملتين كما مضى على الصواب النعمان بن مرة الزرقي المدني ذكره بن منده وقال أخرج في الصحابة وهو تابعي روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وقال بن أبي حاتم عن أبيه حديثه مرسل وله رواية عن علي وقال العسكري لا صحبة له وذكره البخاري ومسلم في التابعين قلت وحديثه في الموطأ ما ترون في السارق والزاني والشارب الحديث أخرجه في كتاب الصلاة وليس للنعمان عنده غيره واختلف فيه على مالك وغيره وللمتن شاهد من حديث الحسن عن عمران بن حصين أخرجه البخاري في الأدب المفرد وآخر من حديث أبي سعيد الخدري أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده وآخر عن أبي هريرة بمعناه وروى النعمان هذا الحديث عن علي وجرير وأنس وروى عنه أيضا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر فذكره بن حبان في أتباع التابعين من الثقات فقال النعمان بن مرة الزرقي الأنصاري من أهل المدينة وقال روى عن سعيد بن المسيب يروى عنه محمد بن علي فكأنه لم يقع له رواية عن أحد من الصحابة النعمان بن ناقد الأنصاري قرأت بخط الخطيب أبي بكر الحافظ في المؤتلف قال عمر بن أحمد هو بن شاهين سمعت عبد الله بن سليمان يعني بن أبي داود يقول النعمان بن ناقد من الأنصار أخو أبي عبيد بن ناقد وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نعيم بن ربيعة بن كعب ذكره بن منده في الصحابة وقال روى حديثه إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن نعيم بن ربيعة كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم وتعقبه أبو نعيم بأن الصواب عن نعيم عن ربيعة انتهى وهو كما قال وانما وقع فيه تصحيف عن فصارت بن وقد أخرج الحديث المذكور أحمد في المسند من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عن نعيم وهو المجمر عن ربيعة بن كعب الأسلمي والحديث حديث ربيعة وهو مشهور عنه ويتعجب من خفاء ذلك على بن منده مع شدة حفظه وأصله في صحيح مسلم من وجه آخر عن ربيعة نعيم بن عبد الرحمن الأزدي ذكره بن منده وقال ذكر في الصحابة ولا يصح قلت ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم في التابعين وقال أبو حاتم والعسكري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ولم يلقه (6/272)
<273> النون بعدها الفاء والقاف نفيع بن الحارث بن لوذان ذكره أبو إسحاق وابن الأمين عن العدوي وهو خطأ والصواب نفيع بن المعلى نقادة بن عبد الله والد سعر بن عبد الله فرق البغوي بينه وبين نقادة الأسدي المذكور في القسم الأول وهو واحد نقيلة الأشجعي ذكره العتبي وغيره بالنون والصواب بالموحدة وقد تقدم على الصواب النون بعدها الميم نمير بن أوس الأشعري ويقال الأشجعي قاضي دمشق قال بن عبد البر ذكره في الصحابة من لم يمعن النظر ولا يصح له عندي صحبة وانما روايته عن أبي الدرداء وأم الدرداء روى عنه ابنه الوليد وأخرج أبو موسى من طريق نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الأشعري حدثني أبي عن جدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء جند من أجناد الله مجند يرد القضاء بعد أن يبرم وهذا مرسل ونمير ذكره في التابعين محمد بن سعد وغيره وقالوا انه عاش الى بعد العشرين ومائة روى عنه الأوزاعي ومحمد بن الوليد الزبيري وغيرهم وروى نمير بن أوس أيضا عن مالك بن مسروح وأبي موسى وأسند عن معاذ وعن حذيفة وروى عنه أيضا عبد الله بن العلاء بن زبر وسعيد بن عبد العزيز ويحيى بن الحارث وغيرهم قال بن حبان ولاه هشام القضاء فاستعفاه فأعفاه مات سنة خمس عشرة وقال خليفة مات سنة إحدى وعشرين وقال بن سعد مات سنة اثنتين وعشرين وكان قليل الحديث وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثالثة ومقتضاه أنه ما أدرك أبا الدرداء ولا معاذا ووجدت له حديثا ثالثا أرسله أخرجه بن عساكر في أوائل تبيين كذب المفترى من طريق هشام بن عمار عن الوليد بن سلمة حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر سمعت نمير بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأزد والأشعريون مني وأنا منهم الحديث قال بن عساكر هذا مرسل ونمير بن أوس كان قاضي دمشق انتهى وقد خالفه عبد الله بن ملاذ فقال عن تمير بن أوس عن مالك بن مسروح عن أبي عامر الأشعري وأخرجه أحمد والترمذي نمير بن عامر النميري ذكره أبو موسى في الذيل وأخرج من طريق جرير بن حازم قال رأيت في مجلس أيوب أعرابيا عليه جبة من صوف فلما رأى القوم يتحدثون قال حدثني مولاي قرة (6/273)
<274> بن دعموص قال أتيت المدينة فإذا النبي صلى الله عليه وسلم الحديث وفيه وبعث النبي صلى الله عليه وسلم الضحاك ساعيا فجاءه بألف حلة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيت هلال بن عامر ونمير بن عامر فأخذت جلة أموالهم قلت وهذا الحديث صحيح الا أن المراد بهلال بن عامر ونمير بن عامر القبيلتان المعروفتان فظن أبو موسى أنه عنى رجلين ممن وجبت عليهما الزكاة وتبع أبو موسى في ذلك بن منده فإنه ذكر هلال بن عامر بهذه القصة وعليه نبه مثل ما ذكرت عن أبي موسى نمير بن عريب بمهملتين وزن عظيم ذكره أبو موسى في الذيل وقال أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة وقال له صحبة وحديثه عند أبي إسحاق عن نمير بن عريب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة وصوب أبو موسى أن روايته إنما هي عن عامر بن مسعود وقد ذكره قبله البغوي فقال يشك في صحبته وأورد له الحديث المذكور من وجهين أحدهما من روايته عن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم والآخر بإسقاط عامر ثم قال وحدثني محمد بن علي الجوزجاني قال سألت يحيى بن معين عن نمير بن عريب فقال لا صحبة له وسألت أحمد فقال لا أدري وأخرج الترمذي الحديث المذكور من رواية نمير عن عامر بن مسعود وقال ذكره البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما في التابعين وقال أبو حاتم لا أعرفه وذكره بن حبان في ثقات أتباع التابعين لأن عامر بن مسعود مختلف في صحبته النون بعدها الهاء نهيك بن مرداس استدركه بن فتحون وذكره في مغازي الواقدي عن أفلح بن سعيد عن بشير بن محمد بن عبد الله بن زيد أن أسامة بن زيد قتل نهيك بن مرداس بعد أن أسلم فلامه بشير بن سعد لوما شديدا ثم لامه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما قالها الا متعوذا فقال فهلا شققت عن قلبه انتهى وهو خطأ فإنه مقلوب قلبه بعض الرواة وانما هو مرداس بن نهيك وقد تقدم في الميم على الصواب النون بعدها الواو نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة العامري أبو سعد ذكره أبو موسى في الذيل وذكر ان المستغفري ذكره في الصحابة وقال مات في أول زمن عبد الملك بن مروان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ساق بسنده الى البخاري قال حدثنا عبد الجبار بن سعيد بن سليمان بن نوفل بهذا قلت ظن المستغفري أن قوله صاحب النبي صلى الله عليه وسلم صفة نوفل وليست كذلك وبيان ذلك بذكر بقية كلام البخاري فإنه بعد أن ساق نسبه قال روى عن سعيد بن زيد صاحب النبي (6/274)
<275> صلى الله عليه وسلم فسقطت على المستغفري هذه الجملة فوقع الوهم ونوفل المذكور تابعي معروف أخرج له أبو داود وحديثه عن سعيد بن زيد من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق وله ترجمة في تهذيب الكمال حرف الهاء الأول الهاء بعدها الألف هاشم بن أبي حذيفة في هشام هاشم بن صبابة بضم المهملة وموحدتين الليثي أخو مقيس ويقال هشام وسيأتي هاشم بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن زهرة بن عبد مناف الزهري الشجاع المشهور المعروف بالمرقال بن أخي سعد بن أبي وقاص قال الدولابي لقب بالمرقال لأنه كان يرقل في الحرب أي يسرع من الإرقال وهو ضرب من العدو وقال بن الكلبي وابن حبان له صحبة قال وسماه بعضهم هشاما وهو وهم وأخرج مطين والبغوي وابن السكن والطبري والسراج والحاكم من طريق بشير بن أبي إسحاق عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن هاشم بن عتبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يظهر المسلمون على جزيرة العرب وعلى فارس والروم وعلى الأعور الدجال الا أن البغوي لم يسمه بل قال عن بن أخي سعد وقال الصواب عن نافع بن عتبة وقال بن السكن الحديث لنافع بن عتبة الا أن يكون نافع وهاشم سمعاه جميعا وقال أبو نعيم رواه أصحاب عبد الملك بن عمير عن جابر عن نافع بن عتبة وعد بن عساكر من رواه عن عبد الملك فقال نافع سبعة أنفس وهو عند مسلم من هذا الوجه وتابعه سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أورده بن عساكر وقال أبو أحمد الحاكم يكنى أبا عمر وعده بعضهم في الصحابة وقال الخطيب أسلم يوم الفتح وحضر مع عمه حرب الفرس بالقادسية وله بها آثار مذكورة وقال الهيثم بن عدي عقد له عمه سعد على الجيش الذي جهزه الى قتال يزد جرد ملك الفرس فكانت وقعة جلولاء وأخرج يعقوب بن شيبة من طريق حبيب بن أبي ثابت قال كانت راية علي يوم صفين مع هاشم بن عتبة وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق الزهري قال قتل عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة يوم صفين وأخرج بن السكن من طريق الأعمش عن أبي عبد الرحمن السلمي قال شهدنا صفين مع علي وقد وكلنا بفرسه رجلين فإذا كان من القوم غفلة حمل عليهم فلا يرجع حتى يخضب سيفه دما قال ورأيت هاشم بن عتبة وعمار بن ياسر يقول له يا هاشم أعور يبغي أهلي محلا قد عالج الحياة حتى ملا لا بد أن يفل أو يفلا قال ثم أخذوا في واد من أودية صفين فما رجعا حتى قتلا وأخرج عبد الرزاق عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن هاشما أنشده فذكر نحوه وقال المرزباني لما جاء قتل عثمان الى أهل الكوفة قال (6/275)
<276> هاشم لأبي موسى الأشعري تعال يا أبا موسى بايع لخير هذه الأمة علي فقال لا تعجل فوضع هاشم يده على الأخرى فقال هذه لعلي وهذه لي وقد بايعت عليا وأنشد أبايع غير مكترث عليا ولا أخشى أميرا أشعريا أبايعه وأعلم أن سأرضي بذاك الله حقا والنبيا هالة بن أبي هالة التميمي قال أبو عمر له صحبة وقال بن حبان هالة بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم له صحبة واسم أبي هالة هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غذى بن جردة بن أسيد بالتصغير مثقلا بن عمرو بن تميم وقال الزبير بن بكار اسم أبي هالة مالك بن النباش وباقي النسب سواء وقيل اسمه زرارة وغذى في نسبه ضبطه بن ماكولا بالتصغير ونقل أن الزبير ذكره كالجادة والصواب بالتصغير وأخرج الطبراني عن علي بن محمد بن عمرو بن تميم عن زيد بن هالة بن أبي هالة التميمي بمصر حدثني أبي عن أبيه تميم عن أبيه زيد بن هالة عن أبيه هالة بن أبي هالة أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو راقد فاستيقظ فضم هالة الى صدره وقال هالة هالة هالة وأخرج جعفر المستغفري من طريق مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه عن عائشة قال قدم بن لخديجة يقال له هالة والنبي صلى الله عليه وسلم قائل فسمع في قائلته هالة فانتبه فقال هالة هالة قال جعفر خالفه موسى بن إسماعيل فقال عن حماد بهذا السند قال هالة أخت خديجة قال جعفر وهو الصواب انتهى وقد ذكر هالة أخت خديجة من طريق علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة في الصحيح هامة غير منسوب يكنى أبا زهير ذكره يحيى بن يونس الشيرازي وجعفر المستغفري في الصحابة وأوردا من طريق معتمر بن سليمان قال قال أبي بلغني عن أبي عثمان يعني النهدي أن رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يقال له الهامة وكان يذكر من كثرة ماله فقال له أمالك أحب إليك أم مال مواليك فقال مالي قال كلا أبا زهير إنما لك من مالك كذا وكذا واما ما تركت فهو مال وارثك هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس ذكره جعفر المستغفري في الصحابة وقال لا يثبت إسناد خبره وأخرج عبد الله بن احمد في زيادات الزهد والعقيلي في الضعفاء وابن مردويه في التفسير من طريق أبي سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري أحد الضعفاء عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم خارجا من جبال مكة إذ أقبل شيخ متكئ على عكازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مشية جني ونغمة جني فقال أجني أنت قال نعم قال من أي الجن أنت قال أنا هامة بن هيم بن لاقيس بن إبليس قال كم أتى عليك قال أكلت عمر الدنيا وجرت توبتي على يدي نوح وكنت معه فيمن آمن وكنت مع إبراهيم ثم مع موسى وكنت مع عيسى فقال لي ان أتيت محمدا فأقرئه مني السلام يا رسول الله قد بلغت وآمنت بك قال فعلمه عشر سور من القرآن وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه إلينا وقد أخرج أبو موسى في الذيل طرقا أخرى وأخرجه أبو علي بن الأشعث أحد المتروكين في كتاب السنن له من هذا الوجه وسياقه نحو سياق أنس وزاد فيه فقال هامة هنيئا لك يا رسول الله (6/276)
<277> ما سمعت من الأمم السالفة يصلون عليك ويثنون على أمتك فعلمني وفيه قال عمر مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه إلينا وأخرجه من طريق أبي معشر عن نافع عن بن عمر عن عمر بنحوه والراوي عن أبي معشر متروك وهو إسحاق بن بشر الكاهلي وهو عند العقيلي في الضعفاء وفي الطيوريات انتخاب السلفي من روايات المبارك بن عبد الجبار الصيرفي من هذا الوجه قال العقيلي ليس له أصل ولا يحتمل أبو معشر هذا والحمل فيه على إسحاق قال بن عساكر قد تابع إسحاق بن بشير عن أبي معشر محمد بن أبي معشر عن أبيه أخرجه البيهقي في الشعب وأخرجه جعفر المستغفري وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي من طريق أبي محصن الحكم بن عمار عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال قال عمر فذكره مطولا وزاد فيه انه قال أتى علي ثمانية آلاف وأربعمائة واثنتان وعشرون سنة وانه كان يوم قتل قابيل هابيل غلاما وان عدد الجن الذين استمعوا القرآن وصلوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وسبعون ألفا وله طريق أخرى من رواية عبد الحميد بن عمر الجندي عن شبل بن الحجاج عن طاوس عن بن عباس عن عمر بطوله وأخرجه الفاكهي في كتاب مكة من طريق عزيز الجريجي عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم مختفيا في أربعين رجلا وبضع عشرة امرأة فدق الباب فقال افتحوا انها لنغمة شيطان قال ففتح له فدخل رجل قصير فقال السلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته فقال وعليك السلام ورحمة الله من أنت قال أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس قال فلا أرى بينك وبين إبليس الا اثنين قال نعم قال فمثل من أنت يوم قتل قابيل هابيل قال أنا يومئذ غلام يا رسول الله قد علوت الاكام وأمرت بالآثام وافساد الطعام وقطيعة الأرحام قال بئس الشيخ المتوسم والشاب الناشئ قال لا تقل ذاك يا رسول الله فاني كنت مع نوح وأسلمت معه ثم لم أزل معه حتى دعا على قومه فهلكوا فبكى عليهم وأبكاني معه ثم لم أزل معه حتى هلك ثم لم أزل مع الأنبياء نبيا نبيا كلهم هلك حتى كنت مع عيسى بن مريم فرفعه الله اليه وقال لي ان لقيت محمدا فأقرئه مني السلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليه السلام ورحمة الله وبركاته وعليك السلام يا همامة وفي كتاب السنن لأبي علي بن الأشعث أحد المتروكين من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هامة بن هيم بن لاقيس في الجنة هانئ بن جزء بن النعمان المرادي القطيعي تقدم في ترجمة أخيه النعمان أن له صحبة وأنه شهد فتح مصر هانئ بن الحارث بن جبلة بن حجر بن شرحبيل بن الحارث بن عدي بن ربيعة بن معاوية الكندي قال هشام بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هانئ بن حبيب الداري ذكره الواقدي فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من الداريين مع تميم الداري وتقدم ذكره في ترجمة نعيم بن أوس وقال الرشاطي قدم في وفد الداريين مع تميم الداري وأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم قباء مخوصا بالذهب فأعطاه العباس فباعه من رجل يهودي بثمانية آلاف (6/277)
<278> هانئ بن حجر بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي قال بن الكلبي وابن سعد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ومن ولد هانئ الوليد بن عدي بن هانئ قال بن الكلبي شاعر إسلامي هانئ بن عدي بن معاوية بن جبلة الكندي أخو حجر بن عدي ذكر بن الكلبي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هانئ بن عمرو أبو شريح الخزاعي سماه الطبري والمشهور ان اسمه خويلد هانئ بن فراس الأسلمي قال أبو عمر كان ممن بايع تحت الشجرة روى عنه مجزأة بن زاهر وقال بن منده هانئ بن فراس الأشجعي من أهل الكوفة اشتكى فجعل تحت ركبته وسادة رواه إسرائيل عن مجزأة بن زاهر قلت ذكر البخاري ذلك من طريق مجزأة عن أهبان بن أوس فالله أعلم هانئ بن مالك الهمداني نزيل الشام أبو مالك وجد خالد بن يزيد بن أبي مالك قال أبو حاتم له صحبة ونقل بن منده أن البخاري قال في صحبته نظر وقال بن حبان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن فأسلم ومات بدمشق سنة ثمان وستين وذكر البخاري في التاريخ والطبراني والخطيب من طريق سليمان بن عبد الرحمن عن خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن جده أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن فدعاه الى الإسلام فأسلم فمسح على رأسه ودعا له بالبركة وأنزله على يزيد بن أبي سفيان فلما جهز أبو بكر الجيش الى جهة الشام خرج معهم فلم يرجع قال الخطيب تفرد به أبو سليمان هانئ بن هانئ ذكره الذهبي في التجريد وقال ان له في مسند بقي بن مخلد أربعة أحاديث انتهى وأنا أخشى أن يكون هو هانئ بن هانئ الراوي عن علي وعمارة وسأذكره في القسم الثالث ان شاء الله تعالى هانئ بن هبيرة بن أبي وهب القرشي المخزومي مات أبوه كافرا بعد فتح مكة وهو زوج أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي وبه كانت تكنى واختلف في اسمها كما سيأتي في النساء فحكى الزبير أن أم هانئ ولدت من هبيرة هانئا ويوسف وجعدة وأخرج بن سعد أن الإسلام فرق بينها وبين هبيرة وهرب هبيرة لما فتحت مكة فمات بعد ذلك كافرا وكانت ولدت له هانئا وجعدة وعمرا ويوسف وأخرج من طريق إسماعيل السدي عن أبي صالح مولى أم هانئ قالت خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم هانئ فقالت اني مؤتمة وبني صغار فلما أدرك بنوها عرضت نفسها عليه فقال أما الآن فلا لأن الله تعالى أنزل عليه قوله اللاتي هاجرن معك ولم تكن من المهاجرات هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن ذهمان بن غنم بن دينار بن هميم بن كاهل بن ذهل بن بلى البلوي أبو بردة بن نيار حليف الأنصار خال البراء بن عازب مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى وقيل اسمه الحارث وقيل مالك والأول أشهر هانئ بن يزيد بن نهيك المذحجي ويقال النخعي والد شريح أخرج حديثه أحمد والبخاري (6/278)
<279> في الأدب المفرد وأبو داود والنسائي من طريق يريد بن المقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه عن جده عن أبيه هانئ ومنه ما أخرجه أبو داود عنه لما وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله هو الحكم فلم تكنى أبا الحكم قال لأن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين فقال ما أحسن هذا فمالك من الولد قال شريح ومسلم وعبد الله قال فمن أكبرهم قال شريح قال فأنت أبو شريح وعند بن أبي شيبة عن يزيد بن المقدام بهذا السند قلت يا رسول الله أخبرني بشيء يوجب لي الجنة قال عليك بحسن الكلام وبذل الطعام هانئ المخزومي أبو مخزوم قال بن السكن يقال انه أدرك الجاهلية وأخرج من طريق يعلى بن عمران البجلي أخبرني مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه وكان أتت عليه خمسون ومائة سنة قال لما كانت ليلة مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتج ايوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة وغاضت بحيرة ساوة الحديث قال بن الأثير وذكره في الصحابة أبو الوليد بن الدباغ مستدركا على بن عبد البر وليس في هذا الحديث ما يدل على صحبته قلت إذا كان مخزوميا لم يبق من قريش بعد الفتح من عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم الا شهد حجة الوداع الهاء بعدها الباء هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي أمه فاختة بنت عامر بن قرظة القشيرية وأخواه لأمه حزن وهبيرة ابنا أبي وهب المخزوميان ذكر بن إسحاق في المغازي عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار عن أبي إسحاق الدوسي عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا أنا فيهم ثم قال لنا ان ظفرتم بهبار بن الأسود وبنافع بن قيس فحرقوهما بالنار حتى إذا كان الغد بعث إلينا فقال لنا اني كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين ان أخذتموهما ثم رأيت انه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار الا الله وأخرجه بن السكن من طريق بن إسحاق وقال هكذا رواه بن إسحاق ورواه الليث عن يزيد فلم يذكر أبا إسحاق الدوسي فيه وهو مجهول قلت وطريق الليث أخرجها البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وليس فيها تسمية هبار ولا رفيقه وتابعه عمرو بن الحارث عن بكير علقه البخاري ووصله النسائي وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من طريق عبد الله بن المبارك عن بن لهيعة عن بكير وسماهما لكن قال نافع بن عبد عمرو وكان السبب في الأمر بتحريقه ما ذكره بن إسحاق في السيرة أن هبار بن الأسود نخس زينب ابنة رسول صلى الله عليه وسلم لما أرسلها زوجها أبو العاص بن الربيع الى المدينة فأسقطت والقصة بذلك مشهورة في السيرة وأخرج علي بن حرب في فوائده وثابت بن قيس في الدلائل وأبو الدحداح الدمشقي في فوائده أيضا كلهم من طريق بن أبي نجيح أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فقال ان أصبتم (6/279)
<280> هبار بن الأسود فاجعلوه بين حزمتين وحرقوه فلم تصبه السرية وأصابه الإسلام فهاجر الى المدينة وكان رجلا سبابا فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم ان هبارا يسب ولا يسب فأتاه فقام عليه فقال له سب من سبك فكفوا عنه وهذا مرسل وفيه وهم في قوله هاجر الى المدينة فإنه إنما أسلم بالجعرانة وذلك بعد فتح مكة ولا هجرة بعد الفتح والصواب ما قال الزبير بن بكار ان هبارا لما أسلم وقدم المدينة جعلوا يسبونه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سب من سبك فانتهوا عنه وأخرج بن شاهين من طريق عقيل عن بن شهاب نحوه مرسلا وأما صفة إسلامه فأخرجها الواقدي من طريق سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفة من الجعرانة فاطلع هبار بن الأسود من باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله هبار بن ألأسود قال قد رأيته فأراد رجل من القوم أن يقوم اليه فأشار النبي صلى الله عليه وسلم اليه أن اجلس فوقف هبار فقال السلام عليك يا نبي الله أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ولقد هربت منك في البلاد وأردت اللحاق بالأعاجم ثم ذكرت عائدتك وصلتك وصفحك عمن جهل عليك وكنا يا نبي الله أهل شرك فهدانا الله بك وأنقذنا من الهلكة فاصفح عن جهلي وعما كان يبلغك عني فاني مقر بسوء فعلي معترف بذنبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عفوت عنك وقد أحسن الله إليك حيث هداك الى الإسلام والإسلام يجب ما قبله وأخرج الطبراني من طريق أبي معشر عن يحيى بن عبد الملك بن هبار بن الأسود عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بدار هبار بن الأسود فسمع صوت غناء فقال ما هذا فقيل تزويج فجعل يقول هذا النكاح لا السفاح وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده من طريق عبد الله بن أبي عبد الله بن هبار بن الأسود عن أبيه عن جده نحوه وفي كل من الإسنادين ضعيف قال أبو نعيم اسم أبي عبد الله بن هبار عبد الرحمن قلت أخرجه البغوي من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن هبار به لكن في سنده على بن قرين وقد نسبوه لوضع الحديث لكن أخرج الخطيب في المؤتلف من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت ووقع لنا بعلو في فوائد بن أبي ثابت هذا من روايته بسنده الى احمد بن سلمة الحراني عن عبد الله بن هبار عن أبيه قال زوج هبار ابنته فضرب في عرسها بالدف الحديث وأخرج الإسماعيلي في معجم الصحابة والخطيب في المؤتلف من طريقه ونقلته من خطه قال أخبرني محمد بن طاهر بن أبي الدميك حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي حدثنا هشيم أخبرني أبو جعفر عن يحيى بن عبد الملك بن هبار عن أبيه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدار علي بن هبار فذكر الحديث كما تقدم في ترجمة علي بن هبار وهبار ذكر في قصة أخرى ذكرها بن منده من طريق عبد الرحمن بن المغيرة عن أبي الزناد وابن قانع من طريق داود بن إبراهيم عن حماد بن سلمة كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن هبار بن الأسود في قصة عتبة بن أبي لهب مع الأسد وقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم سلط عليه كلبا من كلابك وقول هبار انه رأى الأسد يشم النيام واحدا واحدا حتى انتهى الى عتبة فأخذه وله قصة مع عمر فأخرج البخاري في التاريخ من طريق موسى بن عقبة عن سليمان بن يسار عن هبار بن الأسود أنه حدثه أنه فاته الحج فقال له عمر طف بالبيت (6/280)
<281> وبين الصفا والمروة وهكذا أخرجه البيهقي من هذا الوجه وهو في الموطأ عن نافع عن سليمان بن يسار أن هبار بن ألأسود حج من الشام وهكذا أخرجه سعيد بن أبي عروة في كتاب المناسك عن أيوب عن نافع فذكره مطولا وقد تقدم ذكر ولده علي بن هبار في حرف العين المهملة وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء يخاطب تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي في الجاهلية تويت ألم تعلم وعلمك ضائر بأنك عبد للئام خدين وأنك إذ ترجو صلاحي ورجعتي إليك لساهي العين جدغبين أترجو مساماتي بأبياتك التي جعلت أراها دون كل قرين هبار بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي بن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة ومحمد بن إسحاق فيمن هاجر الى الحبشة واستشهد بأجنادين وهكذا قال أبو حذيفة في المبتدأ وعبد الله بن محمد القدامى في الفتوح ومحمد بن سعد أنه استشهد بأجنادين وقال سيف بن عمر استشهد باليرموك وقال الزبير بن بكار وابن سعد أيضا استشهد بمؤتة هبار بن صيفى ذكر في الصحابة وفيه نظر قاله أبو عمر قلت ولم أره لغيره هبار بن أبي العاص بن نوفل بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي قتل أبوه يوم بدر كافرا فهو من مسلمة الفتح وله ولد يقال له عمر كان بالشام ومن ذريته خالد بن يزيد بن عمر قتل في أول دولة بني العباس مع من قتل من بني أمية بالشام هبار بن وهب بن حذافة ذكره بن إسحاق فيمن هاجر الى الحبشة حكى ذلك البلاذري هبيب بموحدتين مصغرا بن مغفل بضم أوله وسكون الغين المعجمة وكسر الفاء بعدها لام ويقال إن مغفلا جد أبيه نسب اليه قاله أبو نعيم وقال هو بن عمر بن مغفل بن الواقعة بن حرام بن غفار الغفاري نسبه بن يونس وقال شهد فتح مصر قلت وله حديث صحيح السند في الإزار تقدم في ترحمة محمد بن علبة وهو عند أحمد وغيره وذكر بن يونس أنه اعتزل في الفتنة بعد قتل عثمان في واد بين مربوط والفيوم فصار ذلك يعرف به ويقال له وادي هبيب هبيرة بن سبل بفتح المهملة والموحدة بعدها لام ضبطه الخطيب عن خط بن الفرات وأما الدارقطني فذكره في الجادة بكسر المعجمة وسكون الموحدة وكذا رأيته في كتاب مكة للفاكهي في نسخة معتمدة بن العجلان بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي نسبه بن الكلبي وأخرج بن سعد والبغوي عنه من طريق بن جريج قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الطائف عام الفتح استخلف هبيرة بن سبل الثقفي فلما رجع من الطائف استعمل عتاب بن أسيد على مكة وعلى الحج وكذا أخرجه الخطيب من طريق إسحاق بن إبراهيم بن حاتم عن الكلبي وقال عبد الرزاق عن بن جريج حدثنا أن أول من صلى بمكة جماعة بعد الفتح هبيرة بن سبل بن عجلان أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلى بالناس وهو رجل من ثقيف جاء الى النبي صلى الله (6/281)
<282> عليه وسلم وهو بالحديبية وكذا أخرجه الفاكهي وأبو عروبة في الأوائل من طريق بن جريج هبيرة بن المفاضة العامري ذكره وثيمة عن بن إسحاق في الردة وقال انه أرسل الى بني سليم يأمرهم بالثبات على الإسلام حين ارتدت العرب هبيل بموحدة مصغرا بن كعب أحد بني مازن تقدم ذكره في ترجمة مازن بن خيثمة والله أعلم هبيل بن وبرة الأنصاري تقدم ذكره في ترجمة أخيه عصمة الهاء بعدها الدال هداج الحنفي يعد في المدنيين أخرج البغوي وابن السكن وابن منده من طريق أبي عمار هاشم بن غطفان عن عبد الله بن هداج عن أبيه هداج وكان هداج أدرك الجاهلية قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد صفر لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم خضاب الإسلام الحديث هدار الكناني قال أبو عمر له صحبة وقال بن منده يعد في الحمصيين وقال عبد الغني بن سعيد في تاريخ حمص حدثنا محمد بن عوف وكتبه عنه أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا سفيان مولى العباس عن الهدار الكناني أنه رأى العباس واسرافه في خبز السميذ فقال لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز بر حتى فارق الدنيا وأخرجه بن منده عن خيثمة عن محمد بن عوف وقال غريب وأخرجه بن السكن من رواية محمد بن عوف وعبدة عن سفيان عن هدار صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لا يروى عن هدار شيء الا من هذا الوجه وكذا رواه بن قانع من رواية محمد بن عوف وأخرجه أبو الفضل بن طاهر في فوائده من وجه آخر عن محمد بن عوف ولفظه سمعت الهدار وكان من الصحابة وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن محمد بن عوف وفيه سمعت الهدار الكناني يعاتب العباس في أكل خبز السميذ هدم بن مسعود بن بجاد بن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي أحد الوفد التسعة تقدم ذكرهم في ترجمة بشر بن الحارث ذكره الطبري وابن الكلبي وقال الرشاطي لم يذكره بن عبد البر ولا بن فتحون وضبطه بن ماكولا بكسر أوله وسكون ثانيه والله أعلم هدم المخنث يأتي ذكره مع هيت هديم بن عبد الله بن علقمة بن المطلب الكلبي قال بن عبد البر وابن ماكولا استشهد باليمامة لكن ذكره بن عبد البر بالراء الهاء بعدها الراء (6/282)
<283> هرماس بن زياد الباهلي روى حديثه أبو داود وغيره بإسناد صحيح وهو أحد بني سهم بن عمرو بن رهط أبي أمامة الباهلي كان له بن عم يقال له حبيب بن وائل وقد وسع عليه في المال فقال فيه أبو شحمة الباهلي اني وان كان حبيب أوسعا ولم أرد على الكفاة قنعا آكل ما آكل حتى أشبعا وأشرب البارد حتى أنقعا فقال الهرماس يجيبه عن حبيب كن كحبيب ثم دعه أو دعا وارق على ظلعك أن تكعكعا في أبيات هرماس بن زياد العنبري تقدم ذكره في ثعلبة هرم بن حيان العبدي قال بن عبد البر هو من صغار الصحابة وقال خليفة عن الوليد بن هشام عن أبيه عن جده بعث عثمان بن أبي العاص هرم بن حيان العبدي الى قلعة بجرة فافتتحها عنوة وذلك سنة ست وعشرين وقيل سنة ثمان عشرة وكان أيام عمر على ما تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح الا الصحابة وفي الزهد لأحمد أنه كان يصحب حممة الدوسي وحممة مات في خلافة عثمان وفي مسند الدرامي من طريق أبي عمران الجرني إياكم والعالم الفاسق فبلغ عمر فكتب اليه ما أردت قال ما أردت الا الخير يكون امام عالم فيتكلم بالعلم ويعمل بالفسق فيشتبه على الناس وفيه عن الحسن أنه لما مات دفن في يوم صائف فجاءت سحابة فرشت قبره وما حوله وقال بن حبان أدرك عمر وولى الولايات في خلافته وفي الحلية لأبي نعيم قصة له مع أويس القرني وفيها من طريق أخرج البخاري في تاريخه من طريق الأعمش حدثنا عامر حدثني أبو زيد بن خليفة أنه لقي رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هرم بن حيان بن عبد القيس فقال أمن أهل الكوفة أنت قال نعم قال تسألني وفيكم عبد الله بن مسعود وعده بن أبي حاتم في الزهاد الثمانية من كبار التابعين وقال العسكري كان من خيار التابعين وقال بن سعد ثقة له فضل وكان على عبد القيس في الفتوح وقال بن أبي شيبة حدثنا خلف عن أصبغ الوراق عن أبي نضرة أن عمر بعث هرم بن حيان على الخيل فكتب الى عمر انه لا طاقة لي بالرعية هرم بن خنبش يأتي ذكره في ترجمة وهب بن خنبش في الواو هرمز مولى النبي صلى الله عليه وسلم تقدم في كيسان هرمز بن ماهان الفارسي ذكره أبو موسى في الذيل من طريق أحمد بن محمد بن سعد عن أبيه عن جده عن هرمز بن ماهان رجل من الفرس قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت على يديه فجعلني في جيش خالد بن الوليد فقلت يا رسول الله مر لي بصدقة فقال ان الصدقة لا تحل لي ولا لأحد من أهل بيتي ثم أمر لي بدينار وقال بن الأثير يشبه أن يكون هو الذي قبله وكأنه استند الى ما أخرجه البغوي من طريق أبي يزيد بن أبي زياد عن معاوية بن قرة قال شهد بدرا عشرون مملوكا منهم مملوك للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له هرمز فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم وقال ان الله أعتقك وان مولى القوم منهم وانا أهل بيت لا نأكل الصدقة فلا تأكلها ولكن في خبر الفارسي أنه متأخر (6/283)
<284> الإسلام لأن إسلام خالد بن الوليد كان سنة سبع وبدر قبلها بمدة طويلة ويمكن الجمع بأن قوله فجعلني في جيش خالد كان متراخيا عن إسلامه وان كان معطوفا بالفاء والله أعلم هرم أو هرمى بن عبد الله الأنصاري من بني عمرو بن عوف وهو أحد البكائين الذين نزلت فيهم تولوا وأعينهم تفيض من الدمع قاله بن عبد البر تبعا للدولابي وتعقبه الرشاطي وغيره فقالوا ليس هو من بني عمرو بن عوف وانما هو من بني مالك بن الأوس واسمه هرمى وهو هرمى بن عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن مجدعة بن عامر بن كعب بن واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس وهكذا نسبه بن الكلبي وابن سعد وغيرهما وقال بن سعد كان قديم الإسلام وهو أحد البكائين وزاد بن ماكولا شهد الخندق والمشاهد بعدها وهو غير هرمى بن عبد الله الراوي عن خزيمة بن ثابت قال بن الأثير كأن بن ماكولا جعلهما واحدا وهو ذهول منه واعتذر بن الأثير عن قول بن عبد البر انه من بني عمرو بن أوس بأن بني واقف كانوا حلفاء بني عمرو في الجاهلية وهو اعتذار حسن هرم آخر ذكر في هبيب هريم في هديم المطلبي الهاء بعدها الزاي هزال بن يزيد بن ذئاب بن كليب بن عامر بن جذيمة بن مازن الأسلمي قال بن حبان له صحبة وحديثه عند النسائي من رواية ابنه نعيم بن هزال ان هزالا كانت له جارية وأن ماعزا وقع عليها فقال له هزال انطلق فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعسى أن ينزل فيك قرآن فانطلق فأخبره فأمر به فرجم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهزال يا هزال لو سترته بثوبك لكان خيرا لك وأخرج الحاكم في المستدرك من طريق شعبة عن بن المنكدر عن بن هزال عن أبيه نحوه هزال صاحب الشجرة روى عنه معاوية بن قرة أنه قال انكم تأتون ذنوبا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات هزان بن عمرو بن قربوس بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري ذكره بن فتحون فيمن شهد بدرا هزان الرهاوي ذكره بن شاهين في الصحابة وقد تقدم في ترجمة عمرو بن سبيع الهزهاز بن عمرو العجلي ذكر الطبري أن أبا عبيدة أمره بأمر عمر على إحدى المجنبتين لما أرسل الخيل الى العراق فقدموا في اليوم الثاني من أيام القادسية على سعد بن أبي وقاس واستدركه بن فتحون وقد تقدم أنهم كانو لا يؤمرون في الفتوح الا الصحابة (6/284)
<285> الهاء بعدها الشين من اسمه هشام هشام بن البختري المخزومي مولاهم ذكره المرزباني في معجم الشعراء قلت وله مرثية في خالد بن الوليد لما مات في خلافة عمر رواها المعافى النهرواني في كتاب الجليس من طريق أبي علي الحرمازي قال دخل هشام بن البختري في أناس من بني مخزوم على عمر فقال له يا هشام أنشدني شعرك في خالد بن الوليد فأنشده فقال له قصرت في البكاء على أبي سليمان انه كان ليحب أن يذل الشرك وأهله وان الشامت لمتعرض لمقت الله وما عند الله خير له مما كان فيه هشام بن حبيب الداري ذكره الطبري فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من الداريين واستدركه بن فتحون هشام بن حبيش بن خالد المخزومي قال بن حبان له صحبة وقال البخاري سمع عمر وأخرج يحيى بن يونس الشيرازي من طريق حرام بن هشام بن حبيش قال سمعت أبي يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى سحابا بالبادية فقال هذا مما يستهل بنصر بني كعب وقد صح أن أباه قتل يوم الفتح وقد تقدم لهذا الحديث طريق في ترجمة أسيد بن أبي إياس هشام بن حبيش السلمي له في مسند بقي بن مخلد حديث واحد ذكره في التجريد هشام بن أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي ذكره بن إسحاق والزبير بن بكار فيمن هاجر الى الحبشة وسماه الواقدي هاشما ولم يذكره أبو معشر ولا موسى بن عقبة هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبدالعرى بن قصي القرشي الأسدي وهم بن منده فنسبه مخزوميا ثبت ذكره في الصحيح من رواية الزهري عن عروة عن المسور وعبد الرحمن بن عبد القارىء عن عمر سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه أنه أحضره لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقرأهما فصوبهما وقال نزل القرآن على سبعة أحرف الحديث بطوله قال بن سعد كان مهيبا وقال الزهري كان يأمر بالمعروف في رجال معه وقال مصعب الزبيري كان له فضل وقال بن وهب عن مالك لم يكن يتخذ أخلاء ولا له ولد وقد روى عنه أيضا جبير بن نفير وقتادة السلمي وغيرهما ومات قبل أبيه بمدة طويلة قال أبو نعيم استشهد بأجنادين هشام بن صبابة بضم المهملة وموحدتين الأولى خفيفة بن حزن بن سيار بن عبد الله بن كليب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة نسبه بن الكلبي وقال أبو سعيد السكري هو هشام بن حزن وأمه صبابة بنت مقيس بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم وهو بضم المهملة وموحدتين عند أكثر أهل اللغة وقال بن دريد بالضاد المعجمة قال بن إسحاق في المغازي حدثني عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم أن هشاما قاتل يوم المريسيع مع المسلمين حتى أمعن وكان قد أسلم فلقيه رجل من بني عوف بن الخزرج فظنه مشركا فقتله وفي تفسير سعيد بن جبير الذي رواه بن لهيعة عن (6/285)
<286> عطاء بن دينار عنه وكذا في تفسير بن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس في قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا قال نزلت في مقيس بن صبابة وكان قد أسلم هو وأخوه هشام فوجد مقيس أخاه قتيلا فشكا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له بالدية فأخذها ثم عدا على قاتل أخيه فقتله وارتد وأقام بمكة وقال في ذلك أبياتا وسمى الواقدي بسند له قاتله أوسا وسماه هو هاشما وكذا وقع عن بن شاهين من طريق محمد بن يزيد عن رجاله والأول أرجح هشام بن العاصي بن وائل السهمي تقدم نسبه في أخيه عمرو قال بن حبان كان يكنى أبا العاص فكناه النبي صلى الله عليه وسلم أبا مطيع وقال بن سعد أمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة وكذا قال بن السكن كان قديم الإسلام هاجر الى الحبشة وأخرج بن السكن بسند صحيح عن بن إسحاق عن نافع عن بن عمر عن عمر قال اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص حين أردنا أن نهاجر وأينا تخلف عن الصبح فقد حبس فلينطلق غيره قال فأصبحت أنا وعياش وحبس هشام وفتن فافتتن الحديث وأخرج النسائي والحاكم من طريق محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا ابنا العاص مؤمنان هشام وعمرو ورويناه في أمالي المحاملي من طريق عمرو بن دينار عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمر نحوه وأخرج البغوي من طريق أبي حازم عن سلمة بن دينار عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال جئنا فإذا أناس يتراجعون في القرآن فاعتزلناهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلف الحجرة يسمع كلامهم فخرج مغضبا حتى وقف عليهم فقال بهذا ضلت الأمم قبلكم وان القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض إنما أنزل يصدق بعضه بعضا ثم التفت الي والى أخي فغبطنا أنفسنا أن لا يكون رآنا معهم رواه سويد بن سعيد عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه وقال الواقدي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية في رمضان قبل الفتح وقال بن المبارك في الزهد عن جرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال مر عمرو بن العاص بنفر من قريش فذكروا هشاما فقالوا أيهما أفضل فقال عمرو شهدت أنا وهشام اليرموك فكلنا نسأل الله الشهادة فلما أصبحنا حرمتها ورزقها وكذا قال بن سعد وابن أبي حاتم وأبو زرعة الدمشقي وذكره موسى بن عقبة وأبو الأسود عن عروة وابن إسحاق وأبو عبيد ومصعب والزبير وآخرون فيمن استشهد بأجنادين وقال الواقدي عن مخرمة بن بكير عن أم بكر بنت المسور قالت كان هشام رجلا صالحا فرأى من بعض المسلمين بأجنادين بعض النكوص فألقى المفقر عن وجهه وجعل يتقدم في نحر العدو ويصيح يا معشر المسلمين الي الي أنا هشام بن العاص أمن الجنة تفرون حتى قتل ومن طريق خالد بن معدان لما انهزمت الروم بأجنادين انتهوا الى موضع لا يعبره الا انسان واحد فجعلت الروم تقاتل عليه فقاتل هشام حتى قتل ووقع على تلك الثلمة فسدها فما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يدوسوه فقال عمرو أيها الناس ان الله قد استشهده ورفع روحه إنما هي جثة ثم أوطأه وتبعه الناس حتى تقطع ثم جمعه عمرو بعد ذلك وحمله في نطع فواراه هشام بن العاص الأموي أخرج البيهقي في الدلائل من طريق شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة الباهلي عن هشام بن العاص الأموي قال بعثت أنا ورجل من قريش الى هرقل ندعوه الى الإسلام (6/286)
<287> فنزلنا على جبلة فدعوناه الى الإسلام فإذا عليه ثياب سواد فسأله عن ذلك قال حلفت ألا أنزعها حتى أخرجكم من الشام قال فقلنا له والله لنأخذن مجلسك هذا ولنأخذن منك الملك الأعظم أخبرنا بهذا نبينا قال لستم بهم ثم ذكر قصة دخولهم على هرقل واستخلائهم فأخرج لهم ربعة فيها صفات الأنبياء الى أن أخرج لهم صورة محمد صلى الله عليه وسلم فإذا هي بيضاء فقال أتعرفون هذا قال فبكينا وقلنا نعم فقام قائما ثم جلس فقال والله انه لهذا قلنا نعم قال فأمسك ثم قال اما انه كان آخر البيوت ولكني عجلته لأنظر ما عندكم ثم قال لو طابت نفسي بالخروج من ملكي لوددت أني كنت عبدا لأسدكم في ملكه حتى أموت قال فلما رجعنا حدثنا أبا بكر فبكى ثم قال لو أراد الله به خيرا لفعل ثم قال أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم واليهود يعرفون نعت النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم في ترجمة عدي بن كعب نحو هذه القصة لكن فيها أنه هشام بن العاص السهمي والله أعلم هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن أخي أبي جهل قتل أبوه ببدر يقال قتله عمر قال أبو عمر هو الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فكشف عن ظهره ووضع يده على خاتم النبوة فأزال يده ثم ضرب صدره ثلاثا فقال اللهم أذهب عنه الغل والحسد ثلاثا انتهى وهذا نقله من كتاب الزبير بن بكار فإنه أخرجه في كتابه عن محمد بن يحيى عن بن أبي رزين المخزومي مولاهم عن الأوقص عن حماد بن سلمة قال لما كان يوم الفتح جاء هشام بن العاص فذكره وقال في آخره وكان الأوقص يقول نحن أقل أصحابنا حسدا ثم من طريق بن شهاب قال عمر لسعيد بن العاص الأموي ما قتلت أباك إنما قتلت خالي العاص بن هشام هشام بن عامر بن أمية الأنصاري تقدم ذكره ونسبه في ترجمة والده روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه عند مسلم روى عنه سعيد بن جبير وحميد بن هلال وآخرون وأخرج بن المبارك في الزهد من طريق جعفر بن زيد قال خرجنا في غزوة الى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم فذكر قصة فيها فحمل هو وهشام بن عامر فصنعا بهم طعنا وضربا وقتلا قال فقال العدو رجلان من العرب صنعا بنا هذا فكيف لو قاتلونا يعني فانهزموا قال فقيل لأبي هريرة ان هشام بن عامر ألقى بيده الى التهلكة فقال أبو هريرة لا ولكنه التمس هذه الآية ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ويقال كان اسمه شهابا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأله وسلم هشاما وكان نزل البصرة وعاش الى زمن زياد هشام بن عتبة بن ربيعة يقال هو اسم أبي حذيفة وسيأتي في الكنى هشام بن عقبة بن أبي معيط الأموي قتل أبوه يوم بدر كافرا وهو من مسلمة الفتح وحفيده هشام بن معاوية بن هشام كان عامل عمر بن عبد العزيز على قنسرين هشام بن عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي ذكر أبو حذيفة البخاري في المبتدأ انه استشهد بوقعة فحل باليرموك سنة ثلاث عشرة قلت وأبوه هو الذي كان مع عمرو بن العاص بالحبشة فأغرى به النجاشي حتى أمر أن ينفخ في احليله فهام مع الوحش الى أن مات في خلافة عمر وكان توجه الى الحبشة وولده هذا فهو من مسلمة الفتح ولم يذكروه وهو (6/287)
<288> من شرطنا وستأتي القصة في ترجمة الوليد بن عمارة هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بالتصغير بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري ذكره بن إسحاق في المؤلفة ممن أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم دون المائة من غنائم حنين وهو الذي كان قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم في الشعب وكان كثير التردد لهم في تلك الأيام استدركه بن فتحون فقال ذكره خليفة بن خياط فقال ان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه خمسين من الإبل وقد ذكر بن إسحاق قصته في نقض الصحيفة ومخاطرته في ذلك بنفسه رحمه الله هشام بن فديك له في مسند بقي بن مخلد ذكره في التجريد هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي أخو خالد قال أبو عمر ذكر في المؤتلفة قلوبهم وأخرج عبد الرزاق من طريق سعيد بن المسيب قال لما مات أبو بكر بكوا عليه فقال عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الميت يعذب ببكاء الحي فأبوا الا أن يبكوا فقال لهشام بن الوليد قم فأخرج النساء فقالت عائشة أخرج عليك فقال عمر ادخل فقد أذنت لك فقالت عائشة أمخرجي أنت يا بني قال أمالك فقد أذنت فجعل يخرجهن امرأة أمرأة حتى خرجت أم فروة بنت أبي قحافة وأخرجه بن سعد من وجه آخر وفيه فنهاهن عمر عن النوح فأبين فقال لهشام بن الوليد أخرج الى ابنة أبي قحافة يعني عمة عائشة فذكر القصة وهي عند البخاري معلقة باختصار وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء من أبيات يخاطب فيها عثمان بن عفان لساني طويل فاحترس من شذاته عليك وسيفي من لساني أطول هشام غير منسوب أخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق سعد بن هشام عن عائشة قالت ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له شهاب فقال أنت هشام استدركه أبو موسى وقال يمكن أن يكون هو هشام بن عامر يعني والد سعد ثم ساق من طريق عيسى بن موسى غنجار عن أبي أمية عن زينب بنت سعد عن أبيها أن جدها وهو هشام بن عامر أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكتل من تمر فقال ما اسمك قال اسمي شهاب قال ان شهابا اسم من أسماء جهنم أنت هشام قلت أبو أمية هو عبد الكريم بن أبي المخارق ويحتمل أن يكون الذي في رواية عائشة غير هذا وقد تقدم في مسلم بن عبد الله أنه كان اسمه شهابا فغيره النبي صلى الله عليه وسلم هشام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم روى حديثه الطبراني ومطين وابن قانع وابن منده وغيرهم من طريق الثوري عن عبد الكريم الجزري عن أبي الزبير عن هشام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان امرأتي لا ترد يد لامس قال طلقها قال انها تعجبني قال فاستمتع بها ورواه عبد الله بن عمر الرقي عن عبد الكريم عن أبي الزبير عن جابر فكأنه سلك الجادة وذكر أبو عمر أن بعضهم ذكر أن هشاما المذكور هو السائل (6/288)
<289> هشيم يقال هو اسم أبي العاص بن الربيع ذكره أبو موسى الهاء بعدها اللام هلال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن واقف الأنصاري الواقفي شهد بدرا وما بعدها وقد تقدم خبره في ترجمة مرارة بن الربيع وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم وتقدم له ذكر أيضا في ترجمة شريك بن سحماء وله ذكر في الصحيحين من رواية سعيد بن جبير عن بن عمر وأخرج بن شاهين من طريق عطاء بن عجلان عن مكحول عن عكرمة بن هلال بن أمية أنه أتى عمر فذكر قصة اللعان مطولة وهذا لو ثبت لدل على أن هلال بن أمية عاش الى خلافة معاوية حتى أدرك عكرمة الرواية عنه ولكن عطاء بن عجلان متروك ويحتمل أيضا أن يكون عكرمة أرسل الحديث عنه هلال بن أمية الخزاعي الكعبي له ذكر في حديث عمران بن حصين أخرجه البيهقي في الخلافيات من طريق بن وهب عن يزيد بن عياض عن عبد الملك بن عتيق عن خرينق بنت حصين عن أخيها عمران أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألم تر الى ما صنع صاحبكم هلال بن أمية لو قتلت مؤمنا بكافر لقتلته فدوه قال فوديناه وبنو مدلج وكانوا حلفاء بني كعب في الجاهلية ورويناه بعلو في الجزء الثالث من عوالي أبي علي بن خزيمة وفيه لما كان يوم الفتح قتل هلال بن أمية رجلا من هذيل الحديث قال البيهقي ورواه الواقدي من وجه آخر عن عبد الملك لكن قال خراش بن أمية قلت وهو الذي ذكره بن إسحاق والله أعلم هلال بن أبي خولى بن عمرو بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف الجعفي قال بن الكلبي شهد هو وأخواه خولى وعبد الله بدرا وكذا ذكره موسى بن عقبة في البدريين ولم يذكره بن إسحاق هلال بن الحارث أبو الحمراء مولى النبي صلى الله عليه وسلم مشهور بكنيته ويأتي في الكنى هلال بن سعد ذكره جعفر المستغفري وغيره في الصحابة وله ذكر في حديث أورده عبد الرزاق في مصنفه عن بن جريج أخبرني صالح بن دينار أن عمر بن عبد العزيز كتب الى عامله في العسل فجمع أهل العسل فشهدوا أن هلال بن سعد جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسل فقال ما هذا فقال هدية فأكل النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاءه مرة أخرى فقال صدقة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذها ورفعها ولم يذكر عند ذلك عاشوراء ولا نسف عشور الا أنه أخذها فكتب بذلك الى عمر بن عبد العزيز قال فكنا نأخذ ما أعطونا من شيء لا نسأل عاشوراء ولا شيئا فما أعطونا أخذنا ورواه بن المبارك عن بن جريج مختصرا (6/289)
<290> هلال بن سليم في ترجمة هلال بن أبي هلال هلال بن عمرو بن عمير الثقفي يأتي في آخر من اسمه هلال هلال بن مرة الأشجعي له ذكر في حديث صحيح أخرجه الحارث بن أبي أسامة والطبراني والطحاوي وابن منده من رواية سعيد عن قتادة عن خداش بن عمرو وأبي حسان كلاهما عن عبد الله بن عتبة أن بن مسعود أتى في امرأة فذكر قصة بروع بنت واشق وفيها فقام رهط من أشجع فيهم الجراح بن سنان وأبو سنان فقالوا نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فينا في بروع بنت واشق وكان زوجها هلال بن مرة مثل ما قضيت ووقع عند الطحاوي هلال بن مروان ولم يسم الحارث أباه قال بن فتحون ذكر الحديث جماعة منهم مسلم بن الحجاج دون تسمية هلال قلت ووهل في نسبته لمسلم فان الحديث في السنن كما تقدم في ترجمة الجراح هلال بن مروان الأشجعي في ترجمة الذي قبله هلال بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة الأنصاري أحد بني جشم بن الخزرج ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا واستشهد بها وكذلك ذكر بن حبان وغيره هلال الأسلمي له حديث في الأضاحي أخرجه أحمد وابن ماجة بسند حسن قال بن حبان له صحبة وترجم له بن منده هلال بن أبي هلال وابن قانع هلال بن مسلم هلال أحد بني متعان له حديث في العسل فرق أبو موسى بينه وبين هلال بن سعد وقال صاحب التجريد قيل انهما واحد ذكر أبو داود من طريق عمرو بن الحارث عن أبيه عن جده قال جاء هلال أحد بني متعان الى النبي صلى الله عليه وسلم بعشور نحل له وسأله أن يحمي له واديا يقال له سلبة فحمى له ذلك الوادي فلما ولي عمر كتب اليه سفيان بن وهب يسأله عن ذلك فكتب اليه ان أدي إليك ما كان يؤدى الى النبي صلى الله عليه وسلم فاحم له وأكرمه والا فهو ذباب غيث يأكله من شاء قلت وهذه القصة مغايرة القصة هلال بن سعد من عدة أوجه فالظاهر المغايرة هلال مولى المغيرة بن شعبة ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في أهل الصفة وقال بن بشكوال له ذكر في كتاب اليقين لزهير بن عباد وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق عطاء الخراساني عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخلن من هذا الباب رجل ينظر الله اليه قال فدخل هلال فقال له صل علي يا هلال وقال له ما أحبك الى الله عز وجل وأكرمك عليه وسنده ضعيف ومنقطع وقد أغفله أبو نعيم في معرفة الصحابة واستدركه أبو موسى على بن منده وأخرجه أحمد بن منصور بن يوسف المذكور من حديث أبي هريرة مطولا جدا قاله أبو موسى وأخرج أبو نعيم في الحلية أيضا في ترجمة أويس القرني من طريق الضحاك عن أبي هريرة نحوه لكن لم يسم هلالا وجاء ذكره في حديث لأبي الدرداء لكن لم ينسبه للمغيرة ذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول في الأصل الخامس والعشرين بعد المائة من طريق يحيى بن أبي طلحة عن أبي الدرداء قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فقال يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة وقام رسول الله صلى (6/290)
<291> الله عليه وسلم الى الصلاة فخرجت من ذلك الباب فلم أر أحدا فعدت ودخلت وقعدت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما انك لست به يا أبا الدرداء ثم جاء رجل حبشي فدخل من ذلك الباب عليه حبة من صوف فيها رقاع من أدم رامقا بطرفه الى السماء حتى قام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال له كيف أنت يا هلال قال بخير يا رسول الله قال ادع لنا يا هلال واستغفر لنا قال رضي الله عنك وغفر لك يا رسول الله فذكر حديثا طويلا هلال الثقفي روى بن جريج من طريق عكرمة في قوله تعالى اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا نزلت في بني عمرو بن عمير قال فأسلم مسعود وعبد ياليل وحبيب بن ربيعة وهلال وهم الذين كان لهم الربا على بني المغيرة قلت وهذا أخرجه الطبري من تفسير سنيد من روايته عن حجاج بن محمد عن بن جريج عن عكرمة وساقه قبل ذلك عن بن جريج قال كانت ثقيف قد صالحت النبي صلى الله عليه وسلم على أن لهم ربا على الناس فهو لهم وما كان للناس عليهم فهو موضوع فلما كان الفتح استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة عتاب بن أسيد وكانت معاملة ثقيف مع بني المغيرة فأتى بنو عمرو بن عمير يطلبون رباهم من بني المغيرة فأبوا أن يعطوهم فارتفعوا الى عتاب فكتب عتاب الى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا الآية قال بن جريج قال عكرمة ويزعمون أنهم مسعود وعبد ياليل وحبيب وربيعة بنو عمرو بن عمير فهم الذين كان لهم الربا فأسلم فذكر الخمسة قلت وزاد هذا الأخير وهو هلال فاحتمل أن يكون أخا للأربعة واحتمل أن يكون ليس أخاهم ولكنه من ثقيف وفي ذكر مصالحة ثقيف قبل قوله فلما كان الفتح نظر ذكرت توجيهه في أسباب النزول الهلب الطائي قال بن دريد أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أفرع فمسح رأسه فنبت شعره فسمى الهلب قال بن دريد وكان أقرع فصار أفرع يعني كان بالقاف فصار بالفاء والأهلب الكثير الشعر والهلب بضم أوله وسكون ثانيه وضبطه بن ناصر بفتح أوله وكسر ثانيه قلت وهو يزيد بن قنافة وقيل بن يزيد بن عدي بن قنانة وكذا قال بن الكلبي لكن سماه سلامة وقال بن الكلبي وقيه يقول الشاعر كان وما في رأسه شعرة فأصبح الأقرع وافي الشكير روى الهلب عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه قبيصة وحديثه في أبي داود والترمذي وغيرهما وذكره بن سعد في طبقة مسلمة الفتح هلواب تقدم ذكره في أسمر بن ساعدة الهاء بعدها الميم همام بن الحارث بن ضمرة قال أبو عمر شهد بدرا ولا أعلم له رواية (6/291)
<292> همام بن ربيعة العصري ذكره الرشاطي فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من عبد قيس قال وكان من سادتهم وفرسانهم ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى قلت وقد تقدم ذكره في ترجمة صحار بن العباس همام بن زيد بن وابصة الوابصي ذكره الحاكم فيمن دخل نيسابور من الصحابة وقال هو من الصحابة الواردين مع عبد الله بن عامر واستوطن نيسابور ومات بها وله بها عقب ثم نقل من طريق سهل بن عمار قال حضرت جدي عبد الله بن محمد ودخل عليه يحيى بن يحيى وبشر بن القاسم والحسين بن الوليد عوادا فسألوه عن سنه ومن أدرك من الناس فأخبرهم أنه أدرك شيخا يقال له همام بن زيد الوابصي قال سمعته يقول كساني النبي صلى الله عليه وسلم بردة وذكر قصة فقال يحيى بن يحيى انا نرجو أن نكون ممن قال النبي صلى الله عليه وسلم طوبى لمن رآني ولمن رأى من رآني قال الحاكم قال أبو الطيب الكرابيسي كان إبراهيم بن أبي طالب يذكر حال همام بن زيد ويوثق عبد الله بن محمد ومن طريق أخرى عن سهل بن عمار حدثنا جدي رأيت همام بن زيد بن وابصة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسكن برجان فكان إذا دخل البلد لا يمر بكبير ولا صغير الا قصدوه وسلموا عليه فذكر القصة وأورد الخطيب في ترجمة محمد بن محمد بن يحيى من وجه آخر عن سهل بن عمار حدثنا جدي عبد الله بن محمد كان همام بن وابص إذا دخل الكوفة سلم على كل من مر به من رجل أو امرأة أو صبي ويقول أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نفشي السلام قال سهل فحدثت به يحيى بن يحيى فجاء هو والحسين بن الوليد وبشر بن القاسم فذاكروا جدي هذا الحديث حتى سمعوه منه وقال يحيى بن يحيى أو بشر دخلنا في حديث طوبى لم رأى من رآني كذا قال همام بن وابص كأنه نسبه الى جده وترجمه بغير هذا همام بن عروة بن مسعود الثقفي تقدم نسبه في ترجمة أبيه قال بن السكن يقال له صحبة روى حديثه محمد بن إسحاق الثقفي عن شداد بن قارع الثقفي عن يعقوب بن زيد بن همام بن عروة عن أبيه عن جده قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بناحية الطائف وقد رششنا عليه النبال وهو يقول بيده هكذا يمينا وشمالا قلت وعروة بن مسعود أسلم بعد وقعة الطائف وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأسلم وحسن إسلامه ثم رجع الى الطائف فدعاهم الى الإسلام فقتلوه فأولاده على هذا صحبتهم ممكنة وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق بمكة والطائف أحد من قريش وثقيف في حجة الوداع الا كان أسلم وشهدها وحكى البلاذري أن الفارعة بنت همام هذا كانت زوج يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن عمرو بن مسعود الثقفي فولدت له الحجاج بن يوسف الأمير المشهور همام بن مالك بن همام بن معاوية العبدي قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه عبيدة همام بن معاوية بن شبابة من وفد عبد القيس ذكره بن سعد همام بن نفيل السعدي ذكره أبو علي بن السكن وأورد له من طريق عاصمة بنت (6/292)
<293> عاصم بن همام السعدي حدثني أبي عن أبيه همام بن نفيل قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله حفرنا بئرا فخرجت مالحة قال فدفع الي إداوة فيها ماء فقال صبه فيها ففعلت فعذبت همام بن وابصة في همام بن زيد هميل بن الدمون بن عبيد بن مالك الثقفي بايع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه قبيصة ذكره بن ماكولا وذكره أبو الحسن المدائني في كتاب أخبار ثقيف وقال انه حضرمي حالف ثقيفا هو وأخوه وسكن الطائف ثم وقع لأخيه قبيصة مع بني مالك حادث فأرادوا قتله فهرب منهم هو وأخوه والشريد بن سويد فأسلموا وذلك قبل إسلام ثقيف وقدوم وفدهم الهاء بعدها النون هناد هند بن أسماء بن حارثة الأسلمي تقدم نسبه في ترجمة أبيه أسماء قال البخاري له صبة وقال بن السكن له صحبة ومات في خلافة معاوية وأخرج أحمد من طريق بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمي عن أبيه بعثني النبي صلى الله عليه وسلم الى قومي من أسلم فقال مر قومك أن يصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء فمن وجدته منهم قد أكل في أول يومه فليصم آخره وزعم بن الكلبي أن المأمور بذلك هند بن حارثة عم هذا وتبعه أبو عمر هند بن حارثة الأسلمي عم الذي قبله قال بن حبان له صحبة وأخرج بن قانع من طريق عبد الرحمن بن حرملة عن يحيى بن هند بن حارثة عن أبيه وكان من أصحاب الحديبية وأخوه أسماء بن حارثة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بنفر من أسلم يرمون قال ارموا بني إسماعيل فان أباكم كان راميا وزعم بن أبي حاتم أن هند بن أسماء بن حارثة نسب لجده وحكى البغوي أنه شهد بيعة الرضوان مع اخوة له سبعة وهم هند وأسماء وخراش وذؤيب وسلمة وفضالة ومالك وحمران قال ولم يشهدها اخوة في عددهم كذا قال وقد أوردوا عليه أولاد مقرن وعن أبي هريرة ما كنت أرى هندا وأسماء الا خادمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من طول لزومهما إياه وقال أبو عمر ما روى عن هند هذا الحديث الا ابنه حبيب وقال هو والد يحيى الذي يروى عنه عبد الرحمن بن حرملة قلت ووهم في ذلك فليس حبيب أخا ليحيى بل هند والد يحيى بن عم حبيب هند بن الصامت بن عبد الله بن الصامت بن سدوس الجشمي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يعتم تحت الحنك قال وهي عمة جبرائيل ذكره أبو علي الهجري في نوادره وقال هي العمة الجرولية وكان هند ويكنى أبا جرول وقال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون واستدركه بن بشكوال هند بن أبي هالة التميمي ربيب النبي صلى الله عليه وسلم أمه خديجة زوج النبي صلى (6/293)
<294> الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه الحسن بن علي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه الترمذي والبغوي والطبراني وغيرهم من طرق عن الحسن بن علي ووقع لنا بعلو في مشيخه أبي علي بن شاذان من طريق أهل البيت وأخرجه البغوي أيضا وأخرجه بن منده من طريق يعقوب التيمي عن بن عباس أنه قال لهند بن أبي هالة صف لي النبي صلى الله عليه وسلم قال البغوي عن عمه عن أبي عبيد اسم أبي هالة زوج خديجة قبل النبي صلى الله عليه وسلم النباش بن زرارة وابنه هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غذى بن جردة بن أسيد بن عمرو بن تميم حليف بني عبد الدار وقيل هو زرارة بن النباش قال الزبير اسمه مالك بن النباش بن زرارة وقال أبو محمد بن حزم اسم أبي هالة هند بن زرارة بن النباش ووجدت له سلفا قال بن أبي خيثمة حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا زهير بن العلاء حدثنا سعيد قال قتادة قال أبو هالة هند بن زرارة بن النباش ورأيت في معجم الشعراء للمرزباني أن زرارة بن النباش رثى كفار بدر ولم يذكر له إسلام وأخرج بن السكن وابن قانع من طريق سيف بن عمر عن عبد الله بن محمد عن هند بن هند بن أبي هالة عن أبيه قال قلت يا رسول الله ما حملك على أن نزعت ابنتك عن عتيبة يعني بن أبي لهب حتى حرشته عليك قال ان الله أبى لي أن أتزوج أو أزوج الا الى أهل الجنة قال الزبير بن بكار قتل هند مع علي يوم الجمل وكا قال الدارقطني في كتاب الاخوة وقال أبو عمر كان فصيحا بليغا وصف النبي صلى الله عليه وسلم فأحسن وأتقن هند بن هند بن أبي هالة ولد الذي قبله وعلى قول قتادة ومن تبعه يكون هند بن أبي هند ثلاثة في نسق ذكره بن منده وأورد من طريق حسان بن عبد الله الواسطي عن السرى بن يحيى عن مالك بن دينار حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم أبي مروان فجعل يغمز النبي صلى الله عليه وسلم ويشير بأصبعه حتى التفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اجعل له وزغا يعني ارتعاشا قال فرجف مكانه وهكذا أخرجه بن أبي حاتم الرازي وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد من هذا الوجه ومالك بن دينار لم يدرك هند بن أبي هالة وانما أدرك ابنه فكأنه نسبه لجده وقد ذكر بن أبي حاتم عن أبيه أن رواية هند بن هند عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة وجرى أبو عمر على ظاهره فذكر هذا الحديث لهند بن أبي هالة وأخرج الزبير بن بكار والدولابي من طريق محمد بن الحجاج عن رجل من بني تميم قال رأيت هند بن هند بن أبي هالة وعليه حلة خضراء فمات في الطاعون فخرجوا به بين أربعة لشغل الناس بموتاهم فصاحت امرأة واهند بن هنداه وابن ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فازدحم الناس على جنازته وتركوا موتاهم هنيدة بن خالد الخزاعي قال بن حبان وأبو عمر له صحبة وقال بن منده عداده في صحابة الكوفة قال وقال أبو إسحاق كانت أمه تحت عمر بن الخطاب وقال أبو نعيم مختلف في صحبته وساق من طريق شعبة عن أبي إسحاق سمعت هنيدة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأخذ (6/294)
<295> هذا السيف بحقه فأخذه رجل من القوم فقال أنا الذي عاهدني خليلي الأبيات قال وقاتل به حتى قتل وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى من هذا الوجه دون قوله في آخره فقاتل حتى قتل وقد أخرجه بن منده من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن هنيدة بن خالد الخزاعي نحوه وقال في آخره فلم يزل يمضي قدما حتى تعادوا عليه فقتلوه وقصته تشبه قصة أبي دجانة الصحابي المشهور لكن أبو دجانة لم يقتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم وقال بن حبان في الثقات في التابعين هنيدة بن خالد الخزاعي روى عن علي وحفصة بنت عمر كانت أمه تحت عمر روى عنه عدي بن ثابت وغيره واختلف في كلامه فيه وفي التهذيب الهاء بعدها الواو هود ويقال هوذة بن أحمر الحارثي ذكره أبو موسى في الذيل فقال هود بن أحمر وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في بني سدوس استدركه أبو زكريا بن منده على جده قلت وذكره الشيرازي في الألقاب وأورد من طريق نمير بن حاجب بن نوبة بن شهاب بن زهير الذهلي حدثني أبي عن أبيه عن جده شهاب بن زهير قال هاجر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة من بكر بن وائل وأربعة من بني سدوس وواحد من عجل فأما السدوسيون فذكرهم الى أن قال وهوذة بن أحمر الحارثي قال وأما العجلي فهو فرات بن حيان هوذة بن الحارث بن عجرة بن عبد الله بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي ذكره الطبري وابن شاهين في الصحابة قالا أسلم هوذة بن الحارث وشهد فتح مكة وهو القائل لعمر في مخاصمة له لقد دار هذا الأمر في غير أهله فأبصر ولي الأمر أين تريد وقال المرزباني هوذة يعرف بابن الحمامة حضر العطاء في أيام عمر فدعى قبله أناس من قومه فقال البيت المذكور لكن في آخره أمين الله كيف يذود أيدعى جثيم والشريد امامنا ويدعى رياح قبلنا وطرود فان كان هذا في الكتاب فهم إذا ملوك بني حر ونحن عبيد قال فدعاه عمر بن الخطاب فأعطاه وهكذا ذكر في قصة البلاذري هوذة بن خالد بن ربيعة العامري ذكره بن سعد في وفد بني عامر وقال أسلمو هو وأبوه خالد وابن أخيه هوذة بن خالد الكناني ذكره أبو موسى في الذيل وقال روى حديثه أبو الزبير عن جابر في قصة مع معاوية هوذة بن عرفطة الحميري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر (6/295)
<296> ولا أعرف له رواية قاله سعيد بن يونس هوذة بن عمرو بن يزيد بن عمرو بن رياح بن عوف بن عمرو بن الهون الجرمي قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكذا ذكره الطبري وأورده بن ماكولا في ترجمة رياح بكسر الراء بعدها مثناة تحتانية وقال ذكر ذلك بن حبيب هوذة الأنصاري ذكره الطبراني في الصحابة ولم يخرج له شيئا قلت لعله والد معبد بن هوذة فقد تقدم في ترجمته قول من قال ان الحديث لهوذة والد معبد هوذة غير منسوب قال البغوي ذكره بن سعد وقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ولم يذكره وترجم له الطبراني ولم يذكر الحديث قلت ويحتمل أن يكون هو الذي قبله الهاء بعدها الياء هياج بن محارب العامري ذكره بن السكن وابن قانع وساق بن قانع من طريق خلدة بنت العرباض عن الهياج بن الهياج بن محارب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة وقال بن السكن روى عنه حديث بإسناد مجهول قلت فيه جعفر بن عبد الواحد الهاشمي وقد نسبوه لوضع الحديث هيبان بفتح أوله وسكون ثانيه ثم موحدة الأسلمي ويقال هيفان بالفاء بدل الباء أورد بن منده من طريق يزيد بن أبي منصور عن عبد الله بن الهيبان عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة المرء المسلم من سعة كأطيب مسك يوجد ريحه من مسيرة جواز يوم وصدقة من جهد وفاقة كأطيب مسك في بر أو بحر يوجد ريحه من مسيرة سنة هيت المخنث وقع ذكره في صحيح البخاري من طريق سفيان بن عتبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي مخنث فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية أن فتح الله عليكم الطائف فعليك بابنة غيلان فانها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل عليكم هذا قال سفيان قال بن جريج اسم المخنث هيت والحديث عند مسلم وأبي داود والنسائي دون تسميته وقد أخرج عبد الملك بن حبيب في الواضحة عن حبيب كاتب مالك قال قلت لمالك ان سفيان زاد في حديث بنت غيلان أن مخنثا يقال له هيت فقال مالك صدق وهو كذلك وكان النبي صلى الله عليه وسلم غربه الى الحمى قال أبو عمر في التمهيد هذا غير معروف عن سفيان وانما ذكره سفيان عن بن جريج وأخرج الجوزجاني في تاريخه من طريق الأوزاعي عن الزهري عن علي بن حسين كان مخنث يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يقال له هيت وكذا أخرجه أبو يعلى من طريق يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة فذكر أصل القصة وفيها ان هيتا كان يدخل وهو في الصحيح من طريق معمر عن الزهري دون تسميته وأخرج المستغفري من طريق (6/296)
<297> داود بن بكر عن بن المنكدر أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى هيتا في كلمتين تكلم بهما تشبه كلام النساء قال لعبد الرحمن بن أبي بكر إذا فتحتم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان فانها تقبل بأربع وتدبر بثمان فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تدخلوهم بيوتكم الحديث وأخرج بن أبي شيبة وأحمد بن إبراهيم الدورقي في مسنديهما من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الكريم عن مجاهد عن عامر بن سعد بن مالك عن أبيه أنه خطب امرأة بمكة فقال من يخبرني عنها فقال رجل مخنث يقال له هيت أنا أنعتها لك هي إذا أقبلت أقبلت تمشي على اثنتين وإذا أدبرت ولت تمشي على أربع فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أرى الا منكرا وما أراه الا يعرف النساء وكان يدخل على سودة فنهاها أن يدخل عليها فلما قدم المدينة نفاه فكان كذلك الى إمرة عمر فجهد فكان يرخص له أن يدخل المدينة فيتصدق عليه يوم الجمعة وذكر بن وهب في جامعه عمن سمع أبا معشر قال أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرب الى عير جبل بالمدينة عند ذي الحليفة فشفع له ناس من الصحابة فقالوا انه يموت جوعا فأذن له يدخل كل جمعة فيستطعم ثم يلحق بمكانه فلم يزل هناك حتى مات وقد تقدم في ترجمة مانع شيء من خبره وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي كان بالمدينة ثلاثة من المخنثين يدخلون في النساء فلا يحجبون هيت وهدم ومانع الهيثم الأسدي ويقال الأنصاري أبو معقل معروف بكنيته سماه محمد بن عبد الله بن زكريا الأنصاري وقال أبو نعيم قيل اسمه الهيثم وسيأتي في الكنى الهيثم بن دهر روى بن سعد عن الواقدي بسنده عن المنذر بن جهم عن الهيثم بن دهر قال رأيت شيب النبي صلى الله عليه وسلم في عنفقته وناصيته فحزرته ثلاثين شعرة عددا وعند الطبري أنه الذي بعده بواحد وأنه نسب لجده الهيثم بن ضرار قال بن أبي خيثمة يقال هو اسم الشماخ والمعروف فيه أن اسمه معقل قاله أبو الفرج الأصفهاني الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي ذكره الواقدي فيمن خدم النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج بسند له عنه قال خدمت النبي صلى الله عليه وسلم ولزمت بابه في قوم محاويج فكنت أتيه بالماء من بئر أبي الهيثم بن التيهان وكان ماؤها طيبا ولقد دخل يوما صائفا على أبي الهيثم ومعه أبو بكر فذكر قصة الهيثم والد قيس ذكره محمد بن سلام الجمحي وابن قانع مختصرا من طريق عبد القاهر بن السرى بن قيس بن الهيثم قال استعمل يعني النبي صلى الله عليه وسلم جدي الهيثم على صدقات قومه فأداها الى أبي بكر فوفى وكان الزبرقان ممن وفى فقال أبو بكر الصديق وفى بها الزبرقان تكرما ووفى بها الهيثم تحرجا أو قال تبرعا قال عبد القاهر فقلت له من حدثك ففكر ساعة وقال حميد عن الحسن قال بن الأثير هذا هو بن قيس بن الصلت بن حبيب السلمي وهو عم عبد الله بن حازم أمير خراسان هيدان بن سيج العبسي ذكره الجاحظ في البيان وذكر أن النبي صلى الله عليه (6/297)
<298> وسلم قال للنابغة لا يفضض الله فاك وقال لهيدان بن سيج رب خطيب من عبس وقال لحسان بن ثابت فذكر كرسيجا ولم يتحرر لي ضبط والده الهيكل بن جابر ذكره أبو موسى في الذيل وأخرج من طريق حماد بن عمرو النصيبي عن العطاف بن الحسن عن الهيكل بن جابر قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت إذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول بحرمة هذا البيت الا غفرت لي فانتهره النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة طويلة وفيها ان البخل كفر والكفر في النار ولو صمت وصليت خلف المقام والركن ألف عام ثم بكيت حتى تجري من دموعك الأنهار وتنبت الأشجار ثم مت وأنت لئيم الا كبك الله على وجهك في النار وحماد مذكور بوضع الحديث القسم الثاني بعدها الراء هرمى بن عبد الله ويقال بن عتبة ويقال بن عمرو الأنصاري الخطمي ويقال الواقفي ذكره أبو موسى في الذيل وأخرج من طريق بن إسحاق حدثني ثمامة بن قيس بن رفاعة عن هرمى بن عبد الله رجل من قومه كان ولد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى أصحابه وهم متوافرون قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدرك الجمعة ثم لم يأتها كان في التي بعدها أثقل الحديث ولهرمى هذا رواية عن خزيمة بن ثابت عند النسائي وفي سنده اختلاف وقيل فيه عبد الله بن هرمى وهو مقلوب أشار الى ذلك البخاري في تاريخه الهاء بعدها اللام هلال بن عامر النميري هو بن سحيم لأبيه صحبة وله رؤية قاله بن منده وأورد في ترجمته من طريق وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن قبيصة في كسوف الشمس قاله بن منده وقال غيره عن هلال بن عامر يعني أن أبا قلابة رواه عن هلال بن عامر عن قبيصة لا أن هلال بن عامر هو صحابته وقد أخرجه أبو داود من رواية عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن هلال أن قبيصة حدثه والطبراني من طريق أنيس بن سوار عن أيوب نحوه (6/298)
<299> القسم الثالث بعدها الألف هاشم بن حرملة المري من فرسان الجاهلية أدرك الإسلام وعاش الى خلافة عمر وقرأت في التاريخ المظفري أن عمر قال لرجل من بني مرة ان شئتم أن ترجعوا الى نسبكم يعني في قريش وكان منهم الحارث بن عوف وحصين بن الحمام وهرم وخارجة ولدا سنان وهاشم بن حرملة وهاشم هو الذي مدحه عامر الجعفي بقوله أحيا أباه هاشم بن حرملة يوم الهباءات ويوم اليعمله فلم يعجبه فزاد فيها ترى الملوك حوله مغربله يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له فأعجبه وأثابه هانئ بن عروة بن الفضفاض بن نمران بن عمرو بن قماس بن عبد يغوث المرادي ثم الغطيفي مخضرم سكن الكوفة وكان من خواص علي ولما بايع أهل الكوفة مسلم بن عقيل بن أبي طالب للحسين بن علي نزل على هانئ المذكور فلما قدم عبيد الله بن زياد قتل مسلم بن عقيل وقتل هانئ بن عروة وذكر بن سعد بأسانيده الى الشعبي وغيره أن مسلما قدم الكوفة مستخفيا والنعمان بن بشير أمير الكوفة فبلغ يزيد بن معاوية مسير الحسين بن علي قاصدا الكوفة فخشي أن النعمان لا يقاومه فكتب الى عبد الله بن زياد وهو أمير البصرة يضم اليه إمرة الكوفة فقدمها وصحبته شريك بن الأعور الحارثي فنزل شريك على هانئ بن عروة وتمارض فعاده عبيد الله بن زياد فأرادوا الفتك به ففطن ورجع مسرعا واستدعى بهانئ بن عروة فأدخل عليه القصر وهو بن بضع وتسعين سنة فعاتبه ثم طعنه بالحربة وحز رأسه ورمى به من أعلى القصر والقصة مشهورة في جزء مقتل الحسين والغرض منها قوله انه جاوز التسعين فيكون أدرك من الحياة النبوية فوق الأربعين فهو من أهل هذا القسم وقد مضى ذكر أبيه عروة في القسم الثالث أيضا هانئ بن معاوية الصدفي له إدراك وشهد فتح مصر وحج مع عثمان وروى عن عثمان بن حنيف ذكره بن يونس الهاء بعدها الباء هبيرة بن أسعد بن كهلان السبائي له إدراك وشهد فتح مصر ذكره بن يونس وقال ان في برقة بقية من ولده هبيرة بن أخنس بن كور بن مولة بن همام بن ضب بن كعب بن مالك بن ثعلبة بن دودان (6/299)
<300> بن أسد بن خزيمة الأسدي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال انه مخضرم يقول فزعت إليهم دعوة يال مالك وقد جعلت دودان قوم تسود هبيرة بن خالد بن مسلم بن الحارث بن مخصف بن حاج وهو مالك بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السكون السكوني له إدراك وابنه مالك كان شريفا أميرا عند معاوية وله معه قصة في قتل حجر بن عدي ذكره بن الكلبي وقد مضى له ذكر في ترجمة محمد بن أبي حذيفة هبيرة بن مفاضة العامري ذكر وثيمة في كتاب الردة أنه أرسل الى بني سليم يأمرهم بالثبات على الإسلام حين ارتدت العرب ذكر المرزباني في معجم الشعراء هبيرة بن عامر بن ربيعة بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة هو الذي يقال له هبيرة بن المفاضة والمفاضة أمه وهي من بني أسد وأورد له شيئا من شعره هبيرة بن النعمان بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة بن بداء بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفى بن سعد العشيرة الجعفي له إدراك وكان من أمراء علي وشهد معه صفين واستعمله على المدائن وكان شريفا قاله بن الكلبي الهاء بعدها الجيم هجاس الايادي قال أبو الفرج الأصبهاني أدرك الجاهلية وأنشد عنه داود الايادي شعرا هجالة بن أفلح بن قيس بن عرعرة الغافقي أدرك الجاهلية وشهد فتح مصر هو وابناه عبد الله وعبد الرحمن ومات قديما بعد فتح مصر بقليل ذكره بن يونس الهاء بعدها الدال هديل بن هبيرة الثعلبي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال مخضرم هديل الكاهلي ذكره سيف في الفتوح والطبري في التاريخ وأن خالد بن الوليد أوفده على أبي بكر الصديق بفتح الحيرة هديم الثعلبي تقدم ذكره في أديم الهاء بعدها الراء هرم بن حيان العبدي المشهور أنه من كبار التابعين وقد تقدم ذكره في الأول (6/300)
<301> هرم بن سنان المزي ذكر في ترجمة هاشم بن حرملة وهرم هذا هو الذي أصلح بين بني عبس وبني فزارة بعد أن كادوا يتفانون في الحرب التي كانت بينهم بسبب داحس والغبراء وهو الذي عناه زهير بن أبي سلمى الشاعر المشهور والد كعب بن زهير بقوله فيه وفي رفيقه تداركتما عبسا وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم ولزهير فيه غرر المدائح قال بن الكلبي حدثني أبي قال عاش هرم حتى أدرك عمر فقال له أي الرجلين كنت مفضلا عامر بن الطفيل أو علقمة بن علاثة فقال لو قلت ذاك لعادت جذعة قال عمر نعم مستودع السر أنت يا هرم هرم بن قطبة بن سنان الفزاري أدرك الجاهلية وأسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وثبت في الردة وذكر وثيمة أنه دعا عيينة بن حصن الى الثبات على الإسلام وقال له اذكر عواقب البغي يوم الهباءة ولجاج الرهان يوم قيس وهزيمتك يوم الأحزاب في موعظة طويلة فلم يقبل منه ففارقه وقال فيه شعرا وكان هرم بن قطبة يقضي بين العرب في الجاهلية وقد تنافر اليه عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة فاستخفى منهما ذكر ذلك أبو عبيدة في كتاب الديباج وقال أسلم هرم بن قطبة وقال عمر في خلافته لمن كنت حاكما بينهما لو حكمت فقال أعفني فوالله لو أظهرت هذا لعادت الحكومة جذعة فقال صدقت والله وبهذا العقل أحكمت وروى هذه القصة أبو الحسين الرازي والد تمام في فوائده من طريق الشافعي قال حدثني غير واحد فذكرها وقال الجاحظ في كتاب البيان أول ما رآه عمر أراد أن يكشفه يستثير ما عنده لأنه كان دميم الخلقة ملتفا في بت في ناحية البيت فلما أجابه بهذا الحديث أعجب به وأورد قصة المنافرة مطولة بن دريد في أماليه من طريق بن الكلبي عن أبيه عن أبي مسكين عن أشياخهم الهرمزان الفارسي كان من ملوك فارس وأسر في فتوح العراق وأسلم على يد عمر ثم كان مقيما عنده بالمدينة واستشاره في قتال الفرس وقال القاضي إسماعيل بن إسحاق حدنثا يحيى بن عبد الحميد حدثنا عباد بن العوام عن حصين عن عبد الله بن شداد قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم الى الهرمزان من محمد رسول الله اني أدعوك الى الإسلام أسلم تسلم الحديث وقال الشافعي أنبأنا الثقفي وابن أبي شيبة حدثنا مروان بن معاوية كلاهما عن حميد عن أنس حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر فقدم به عليه فاستفخمه فقال له تكلم لا بأس وكان ذلك تأمينا من عمر هكذا جاء مختصرا ورواها على بن حجر في فوائد إسماعيل بن جعفر مطولة قال عن حميد عن أنس بعثني أبو موسى بالهرمزان الى عمر وكان نزل على حكمه فجعل عمر يكلمه فجعل لا يرجع اليه الكلام فقال له تكلم فقال له أكلام حي أم كلام ميت قال تكلم لا بأس عليك قال كنا وأنتم يا معشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم نستعبدكم فلما كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان فذكر قصته معه في تأمينه قال فأسلم الهرمزان وفرض له عمر وقال يحيى بن آدم في كتاب الخراج عن الحسن بن صالح عن إسماعيل بن أبي خالد قال فرض عمر للهرمزان في ألفين وقال علي بن عاصم عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن أنس قدم الهرمزان على عمر فذكر قصة أماناه فقال عمر أخرجوه عني سيروه في البحر ثم قال كلاما فسألت عنه فقيل لي انه قال اللهم اكسر (6/301)
<302> به فأنزل في سفينة فسارت غير بعيد ففتحت ألواحها فوقعت في البحر فذكرت قوله اكسر به ولم يقل غرقه فطمعت في النجاة فسبحت فنجوت فأسلمت وروى الحميدي في النوادر عن سفيان عن عمرو بن دينار عن بن شهاب عن عبد الله بن خليفة رأيت الهرمزان مع عمر رافعا يديه يدعو ويهلل وأخرج الكرابيسي في أدب القضاء بسند صحيح الى سعيد بن المسيب أن عبد الرحمن بن أبي بكر قال لما قتل عمر اني مررت بالهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجى فلما رأوني ثاروا فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه فانظروا الى الخنجر الذي قتل به عمر فإذا هو الذي وصفه فانطلق عبيد الله بن عمر فأخذ سيفه حين سمع ذلك من عبد الرحمن فأتى الهرمزاني فقتله وقتل جفينة وقتل بنت أبي لؤلؤة صغيرة وأراد قتل كل سبي بالمدينة فمنعوه فلما استخلف عثمان قال له عمرو بن العاص ان هذا الأمر كان وليس لك على الناس سلطان فذهب دم الهرمزان هدرا هريم بن جواس التميمي أحد بني عامر من بني كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم له إدراك وهو مخضرم وكان يهاجي الأغلب العجلي الراجز الماضي ذكره في حرف الألف في القسم الأول ذكره المرزباني في معجم الشعراء وذكر أنه وافقه بسوق عكاظ فقال له قبحت من سالفة ومن قفا عبد إذا ما رسب القوم طفا فما صفا عدوكم ولا صفا كما شرار البقل أطراف السفا فقال له من أنت ويلك قال أنا غلام من بني مقاعس الضاربين فلك الفوارس الأبيات هزال التميمي له إدراك وله قصة ذكرها المرزباني قال خطب هزال التميمي والمخبل السعدي الشاعر الى الزبرقان ابنته فأجاب هزالا وترك المخبل فغضب وكان هزال قتل جارية للزبرقان قال فهجا المخبل الزبرقان وعيره بذلك في أبيات هزال بن الحارث بن الصعب بن مخرم الخولاني أدرك الجاهلية وشهد فتح مصر وكان عريفا على قومه لما دخلوا مصر ذكره بن يونس هزيل بن شرحبيل الأزدي الكوفي ذكره أبو موسى في الذيل وقال يقال انه أدرك الجاهلية وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من التابعين ووثقه قلت وله رواية عن أبي ذر وابن مسعود وعثمان وعلي وطلحة وسعد بن أبي وقاص وقيس بن عسد بن عبادة وغيرهم من كبار الصحابة روى عنه الشعبي وأبو إسحاق وطلحة بن مصرف وعمرو بن مرة وآخرون ووثقه الدارقطني وقال العجلي يعد من أصحاب عبد الله بن مسعود (6/302)
<303> الهاء بعدها اللام هلال بن علفة بضم المهملة وتشديد اللام بعدها فاء هلال بن وكيع بن بشر بن عمرو بن عدس بن دارم ذكره أبو عمر في الصحابة ولم يذكر مستندا وقال انه قتل يوم الجمل وقد تقدم في ترجمة زيد بن جبلة أن هلال بن وكيع وفد على عمر فدل على أنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم فهو من أهل هذا القسم الهاء بعدها الميم همدان الصنعاني بريد أهل اليمن الى عمر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر قوله المصلون أحق بالسواري من المتحدثين إليها أخرجه الحميدي في النوادر وابن أبي شيبة جميعا عن وكيع عن ربيعة بن عثمان عن إدريس الصنعاني عن همدان الهملع بن أعفر التميمي من بني الهجيم قال المرزباني في معجم الشعراء مخضرم نزل البصرة وخطب اليه الزبير بن العوام ابنته فرده وقال أبياتا منها واني لسمح البيع ان صفقت بها يميني وأهدت للحواري زينبا الهاء بعدها النون هند بن عمرو الجملي بفتح الجيم المرادي أدرك الجاهلية وولاه عمر على نصارى بني تغلب سنة سبع عشرة وكان قاتل هند بن عبد الله بن يثربي الضبي وفي ذلك يقول ان تقتلوني فأنا بن يثربي قاتل عليا وهند الجملي وقتل يوم الجمل مع علي واستدركه بن فتحون هنى بالتصغير مولى عمر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم واستعمله عمر على الحمى والرواية بذلك في صحيح البخاري وأخرج بن سعد عن الواقدي عن عمرو بن عمير بن هنى عن أبيه عن جده قال لم يحم أبو بكر شيئا من الأرض الا البقيع فلما كان عمر وكثر الناس استعملني على حمى الريذة وأخرج بن سعد أيضا عن خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد سمعت رجلا من الأنصار يحدث أبي عن هنى مولى عمر أنه كان بصفين فذكر قصة قتل عمار وذكر له قصة في ذلك مع عمرو بن العاص الهاء بعدها الواو هوذة بن الحارث بن عجرة بن عبد الله بن يقظة السلمي ويعرف بابن الحمامة وهي أمه له إدراك ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال حضر العطاء في أيام عمر بن الخطاب فدعا أناسا قبله (6/303)
<304> من قومه فقال لقد دار هذا الأمر في غير أهله فأبصر أمين الله كيف يذود أيدعى خثيم والشريد أمامنا ويدعى رباح قبلنا وطرود فان كان هذا في الكتاب فهم إذا ملوك بني حر ونحن عبيد قال فدعا به عمر فأعطاه قلت والأربعة المذكورون من الصحابة فيما أحسب والشريد هو بن السلمي صحابي مشهور وكأنهم قدموا على هوذة لصحبتهم وكان هو عند نفسه مقدما عليهم قبل الإسلام كما وقع ذلك للحارث بن هشام ومن معه لما رأوا صهيبا وأمثاله يؤذن لهم قبلهم على عمر هوذة بن عبد الله بن الطفيل استشهد بأجنادين ذكره في التاريخ المظفري هوذة غير منسوب ذكره بن عساكر في تاريخه فقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد بدرا مع المشركين ثم أسلم بعد ووفد على معاوية في خلافته وأورد له بن منده من طريق رحمة بن عصمة عن مجالد عن الشعبي قال وفد على معاوية رجل يقال له هوذة فقال له معاوية أشهدت بدرا قال نعم يا أمير المؤمنين علي لا لي وكأني أرى بريق سيوفهم كأنها شعاع الشمس خلل السحاب قال فابن كم كنت قال أنا يومئذ قمد ممدود مثل صفا الجلمود القصة قال أبو نعيم لا تصح له صحبة لأنه أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم الهاء بعدها الياء الهيثم بن الأسود بن قيس بن معاوية بن سفيان النخعي يكنى أبا العريان جوز أبو عمر أنه الذي روى عنه حديث السهو وذكره بن الكلبي عن عوانة وذكر له قصة مع المغيرة بن شعبة لما كان أمير البصرة في خلافة عمر فدل على أن له ادراكا قال بن الكلبي كان من رجال مذحج وقتل أبوه يوم القادسية وقال المرزباني في معجم الشعراء كان أبو العريان أحد من شهد على حجر بن عدي وبقي حتى علت سنه ذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى وساق من طريق عبد الملك بن عمير قال عاد عمرو بن حريث أبا العريان فقال كيف تجدك قال أجدني قد أبيض مني ما كنت أحب أن يسود واسود مني ما كنت أحب أن يبيض وأنشده اسمع أنبيك بآيات الكبر تقارب الخطو وسوء في البصر وقلة الطعم إذا الزاد حضر وكثرة النسيان لما يدكر وأما تجويز أبي عمر أنه الذي روى عنه محمد بن سيرين حديث السهو فيأتي بيان ذلك في الكنى الهيثم الحنفي ذكره وثيمة في كتاب الردة وذكر له شعرا يدل على أنه استمر على الإسلام وذكر سيف في الفتوح أن أبا بكر كتب الى خالد وقد جعلت بينك وبين الناس شعارا وهو الأذان فمن أعلنه فدعه ومن لم يعلنه فاعزه وفي ذلك يقول رجل من بني حنيفة يقال له الهيثم وكان جيش خالد بن الوليد أسروه (6/304)
<305> أترى خالدا يقتلنا اليوم بذنب الأصيغر الكذاب لم ندع ملة النبي ولا نحن رجعنا منها على الأعقاب في أبيات فبلغ ذلك خالدا فأطلقه فلما انحدر من الثنية صرعته دابة فقتلته الهيثم بن مالك التنوخي من بني ساعدة له إدراك قال أبو سعيد بن يونس شهد فتح مصر وذكروه في كتبهم القسم الرابع بعدها الألف الهاد ذكر الذهبي في التجريد أن له في مسند بقي بن مخلد حديثا وهذا خطأ وانما الحديث عن ابنه شداد بن الهاد الليثي الهاء بعدها الجيم الهجنع بن عبد الله بن جندع بن البكاء بن عامر بن صعصعة العامري ذكره بن قانع في الصحابة فأخطأ في ذلك خطأ فاحشا وأورد من طريق عقبة بن وهب بن عقبة عن أبيه أن الهجنع قال يا رسول الله ما يحل لنا من الميتة الحديث وقوله الهجنع تصحيف وانما هو الفجيع بفاء وبعد الجيم تحتانية ساكنة وقد تقدم في حرف الفاء على الصواب والحديث عند أبي داود وقد أخرجه الخطيب في المؤتلف من الطريق التي أخرجها بن قانع فقال عن الهجنع بن عبد الله فذكره وقال كذا وقع والصواب الفجيع بن عبد الله الهجنع بن قيس الحارثي ذكره أبو موسى في الذيل وقال أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة وساق من طريق هشيم عن يحيى بن عبد الرحمن عن هجنع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر الى عيسى بن مريم فلينظر الى أبي ذر انتهى وأورده بن عساكر في ترجمة أبي ذر من طريق هشيم وقال هذا مرسل قلت وأخرج الطبراني الحديث المذكور من رواية إبراهيم الهجري عن عبد الله بن مسعود وقال أبو حاتم الرازي روى الهجنع عن علي مرسلا وذكره بن حبان في أتباع التابعين وقال روى عن إبراهيم النخعي وذكره بن يونس في تاريخ مصر وقال انه يروى عن حذيفة وانه كان ينزل الأشمونين قال وأحسبه ناقلة من الكوفة ثم أخرج من طريق بن وهب عن عبد الرحمن بن رزين أن الهجنع بن قيس حدثه أن رجلا قال يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا قال ما أشبع جوفك وستر عورتك (6/305)
<306> الهاء بعدها الدال هديل ذكره أبو موسى في الذيل وأخرج من طريق بن أبي الدنيا بسنده الى أبي السوداء عن أبي سابط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو ترك شيء لشيء لترك لهديل لأبويه قلت توهم أبو موسى ان الهديل هذا اسم رجل وليس كذلك وانما هو اسم جنس وهو بفتح الهاء بوزن عظيم الفرخ الصغير الذكر من الحمام والمراد بذكره هنا ضرب المثل قال ذو الرمة الشاعر قلت أتبكي ذات طوق تذكرت هديلا وقد أودى الهديل قديما الهاء بعدها الراء هرماس بن حبيب العنبري قال بن حبان له صحبة هكذا أورده عقب هرماس بن زياد وهو خطأ فان البخاري ذكر عقب ترجمة هرماس بن زياد هرماس بن حبيب لكن قال روى عن أبيه عن جده روى عنه النضر بن شميل وهذا هو الصواب وهرماس بن حبيب من أتباع التابعين اختلف في اسم جده هرم بن مسعدة من بني عدي بن بجاد ذكره بن شاهين عن بن الكلبي وصحف اسمه واسم أبيه وانما هو هدم بالدال بن مسعدة أحد الوفد التسعة من بني عبس كذا ذكره بن الكلبي على الصواب وتبعه الرشاطي وغيره وقد تقدم في الأول الهاء بعدها الزاي هزال بن مرة الأشجعي ذكره الأزرقي في الصحابة قاله أبو عمر قلت وهو خطأ نشأ عن تصحيف وانما هو هلال بن مرة كما مضى في الأول هشام بن عتبة بن أبي وقاص تقدم أن الصواب هاشم كما مضى في الأول هشام بن قتادة الرهاوي ذكره البغوي ويحيى بن يونس وأبو نعيم تبعا لغلط وقع لبعض الرواة في إسقاط ذكر أبيه من السند قال البغوي حدثنا أبو بكر بن زنجويه حدثنا علي بن بحر حدثنا قتادة بن الفضيل بن عبد الله بن قتادة حدثنا أبي حدثنا عمي هشام بن قتادة قال لما عقد لي النبي صلى (6/306)
<307> الله عليه وسلم على قومي أخذت بيده فودعته قال أبو موسى في الذيل رواه غيره عن علي بن بحر يعني بهذا السند الى هشام بن قتادة فقال عن أبيه قال لما عقد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وهذا هو الصواب فقد أخرجه أحمد بن أبي خيثمة عن علي بن بحر كذلك وكذا أخرجه البخاري عن أحمد بن أبي طالب عن قتادة بن الفضل وكذا هو في الطبراني من وجه آخر عن علي بن بحر وذكر البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم هشام بن قتادة في التابعين هشام بن المغيرة بن العاص ذكره يحيى بن يونس والمستغفري في الصحابة وتبعهما أبو موسى في الذيل وأخرجوا من طريق أبي غسان عن بن أبي حازم عن أبيه عن عمرو بن هشام عن جديه عمرو وهشام قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما نزل القرآن يصدق بعضه بعضا الحديث وقوله في السند عن عمرو بن هشام غلط وانما هو عمرو بن شعيب وجداه عمرو وهشام هما ابنا العاص بن وائل وذكر المغيرة بن هشام والعاصي في الترجمة زيادة لا حاجة إليها وقد مضى الحديث في ترجمة هشام بن العاص من رواية سويد بن سعيد عن بن أبي حازم عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كنت أنا وأخي هشام بباب حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فذكر القصة الهاء بعدها اللام هلال بن الحارث أبو الحمل مشهور بكنيته هكذا أورده بن عبد البر ثم أعاده في الكنى ونسبه العباس بن محمد عن بن معين وصحفه في الموضعين تصحيفا شنيعا وانما هو أبو الحمراء بفتح المهملة وسكون الميم بعدها راء ثم ألف وقد تعقبه عليه أصحابه وأتباعهم والأمر فيه أشهر من ذلك وبالله التوفيق هلال بن الحكم ذكره المستغفري وأورد من طريق علي بن سلمة عن عبد الملك بن عمرو عن فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن هلال بن الحكم قال لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم علمت أمورا من أمور الإسلام فكان فما علمت أن أشمت من عطس إذا حمد الله تعالى الحديث وفيه قصة في تشميت العاطس وهو يصلي قال أبو موسى في الذيل هذا الحديث يعرف بمعاوية بن الحكم الا أن هذا الراوي وهم فيه قلت ولم يعينه وهو علي بن سلمة فقد أخرجه أبو داود عن محمد بن يونس النسائي عن عبد الملك بن عمرو بهذا السند فقال عن معاوية بن الحكم وهو عند مسلم والنسائي من طريق يحيى بن أبي كثير عن هلال بن علي كذلك هلال بن ربيعة ذكره بن منده وأخرج من طريق عبد الرحمن بن بشير عن بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن هلال بن ربيعة قال أصبت سيف بن عائذ المخزومي فألقيته في النفل فرآه الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فأعطاه إياه قال أبو نعيم صوابه مالك بن ربيعة وهو أبو أسيد الساعدي ثم ساقه من طريق إبراهيم بن سعد عن إسحاق كذلك قلت ليت بن منده سكت على ذلك مع سعة اطلاعه (6/307)
<308> هلال بن عامر ذكره بن منده في الصحابة ووهم فيه وهما فاحشا فإنه ظنه صحابيا وانما هو اسم قبيلة معروفة نسبوا الى جدهم هلال بن عامر وقد تقدم بيان ذلك في نمير بن عامر من حرف النون هلال بن عامر المزني آخر ذكره جعفر المستغفري ووهم فيه فإنه تابعي فأورد من طريق عبدة عن محمد بن عبيد الطنافسي سمعت شيخا من بني فزارة يحدث عن هلال بن عامر المزني وغيره قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة شهباء أو على بعير الحديث قلت تبعه أبو موسى في الذيل وانما رواه هلال بن عامر عن أبيه عن رافع بن عمر وأخرجه أحمد عن محمد بن عبيد كذلك عن أبي معاوية عن هلال بن عامر عن أبيه وأبو داود والنسائي من طريق مروان بن معاوية عن هلال عن رافع وتابع أبا معاوية يعلى بن عبيد ويحيى القطان وغيرهما وهي الراجحة الهاء بعدها الميم همام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج أبو موسى من طريق جعفر المستغفري عن البردعي أن أبا الزبير روى عن همام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال يا رسول الله ان امرأتي لا ترد يد لامس الحديث وهو تصحيف وانما هو هشام كما تقدم في الأول الهاء بعدها النون هناد وجدته في جزء أبي إسحاق بن أبي ثابت بسنده الى العرزمي وهو محمد بن عبيد العرزمي عن عبيد الله بن عبيد الله بن هناد عن أبيه قال زوج هناد ابنته فضرب عليها بالغربال الحديث وهو تصحيف وانما هو هبار بموحدة وآخره وقد تقدم على الصواب في الأول هنيدة بن مغفل الغفاري ذكره بن حبان في الصحابة فقال له صحبة سكن مصر وأحسبه هبيب بن مغفل قلت هو كما ظن وكأنه وجده في موضع على الصواب فذكره ثم وجده في آخر على الخطأ فذكره احتياطيا وهو واحد بلا ريب وأبوه مغفل بضم أوله وسكون المعجمة وكسر الفاء الهاء بعدها الواو هوذة بن قيس بن عبادة بن دهيم الأنصاري ذكره بن شاهين وابن منده ووهما فيه وانما الصحبة لولده معبد فأخرج بن شاهين من طريق صالح بن زريق عن علي بن ثابت عن عبد الرحمن (6/308)
<309> بن معبد بن هوذة عن أبيه عن جده وأخرج بن منده من طريق النفيلي عن علي بن ثابت عن عبد الرحمن بن النعمان بن هوذة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالأثمد المروح وقال ليتقه الصائم والصواب ما أخرجه أحمد وأبو داود وابن قانع من طرق عن علي بن ثابت عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة عن أبيه عن جده فسقط من الرواية الأولى في نسب الراوي النعمان ومن الثانية معبد نبه عليه العلائي فالصحبة لمعبد بن هوذة وقد اغتر بن الأثير بما ذكره بن منده فأخرج الحديث في هده الترجمة من مسند أحمد وساقه على سياق بن منده فوهم وانما هو في المسند بإثبات النعمان في السند هوذة العصري ذكره بن قانع فوهم فيه وهما ظاهرا فإنه أورد في ترجمته حديثا من طريق هوذة العصري عن جده فما أدري كيف غفل حتى جعل هوذة صحابيا وانما الصحبة لجده وهو جده لأمه واسمه مرثد بن جابر كما تقدم في حرف الميم الهاء بعدها الياء الهيثم بن الربيع أبو حية النميري يأتي في الكنى الهيثم بن مالك الطائي تابعي من أهل الشام أرسل حديثا فظنه بعضهم صحابيا فأورد إبراهيم الحربي من طريق صفوان بن عمرو عن الهيثم بن مالك قال جاءت امرأة الى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها فقال أتريدين أن تزوجي ذا جمة فينشأ على كل خصلة منها شيطان وهذا مرسل صحيح السند وأخرج البيهقي من طريق الهيثم بن مالك أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فبكى رجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو شهدكم اليوم كل مؤمن عليه من الذنوب كأمثال الجبال الرواسي لغفر لهم ببكاء هذا الرجل وذلك ان الملائكة لما يبكي تدعو وتقول اللهم شفع البكائين فيمن لم يبك وذكره البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما في التابعين والله أعلم حرف الواو الأول الواو بعدها الألف وابصة بن معبد بن عتبة بن الحارث بن مالك بن الحارث بن قيس بن كعب بن سعيد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي وقال أبو حاتم هو وابصة بن عبيدة ومعبد لقب أبو سالم ويقال (6/309)
<310> أبو الشعثاء يقال أبو سعيد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن بن مسعود وأم قيس بنت محصن وغيرهم روى عنه ولداه سالم وعمر وزر بن حبيش وشداد مولى عياض وراشد بن سعد وزياد بن أبي الجعد وغيرهم ونزل الجزيرة فروى أبو علي الحراني في تاريخ الرقة من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي حدثني أبو عبد الله الرقي وكان من أعوان عمر بن عبد العزيز قال بعث معي عمر بمال وكتب الى وابصة يبعث معي بشرط يكفون الناس عني وقال لا تفرقه الا على نهر جار فاني أخاف أن يعطشوا قال أبو علي ولا أظن هذا الا وهما لأن وابصة ما عاش الى خلافة عمر بن عبد العزيز انتهى وهو كما ظن وقال لعله كان في الأصل ان بن وابصة وابصة بن خالد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي ذكره هشام بن الكلبي في المؤلفة قلوبهم وهو في أواخر كتابه في المثالب واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر من بني ليث بن عبد مناة ويقال بن الأسقع بن عبد الله بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث وصحح بن أبي خيثمة أنه واثلة بن عبد الله بن الأصقع كان ينسب الى جده ويقال الأسقع لقب واسمه عبد الله قال الواقدي يكنى أبا قرصافة وقال غيره يكنى أبا الأسقع ويقال أبو محمد ويقال أبو الخطاب ويقال أبو شداد ووهم البخاري في ذلك أسلم قبل تبوك وشهدها وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي مرثد وأبي هريرة وأم سلمة وعنه ابنته فسيلة ويقال خصيلة وأبو إدريس الخولاني وشداد أبو عمار وبشر بن عبيد الله ومكحول ومعروف أبو الخطاب وآخرون قال بن سعد كان من أهل الصفة ثم نزل الشام قال أبو حاتم شهد فتح دمشق وحمص وغيرهما قال بن سميع ماتت في خلافة عبد الملك وأرخه إسماعيل بن عياش عن سعيد بن خالد سنة ثلاث وثماني وزاد أنه كان حينئذ بن مائة وخمس وستين سنة وقال أبو مسهر وغيره مات سنة خمس وثماني وفيها أرخه الواقدي وزاد وهو بن ثمان وسبعين سنة وهو آخر من مات بدمشق من الصحابة واثلة بن الخطاب القرشي قال أبو الحصين الرازي والد تمام صحابي من رهط عمر ذكر ذلك بن عساكر عنه عن شيوخه الدمشقيين بأسانيدهم أن الدار المعروفة بدار واثلة في رحبة حمام خالد دار واثلة بن الخطاب العدوي عدي قريش فذكره وترجم له أبو القاسم البغوي ولم يذكر له شيئا وذكره يحيى بن يونس الشيرازي وجعفر المستغفري وأوردا من طريق إسماعيل بن عياش عن مجاهد بن فرقد الصنعاني عن واثلة بن الخطاب القرشي قال دخل رجل المسجد فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم تزحزح له فقال يا رسول الله ان في المكان سعة فقال ان للمسلم على المسلم إذا رآه ان يتزحزح له قال أبو موسى سماه زفر بن هبيرة عن إسماعيل عن مجاهد بن رومي بن فرقد كذا أخرجه بن قانع وأخرجه أبو بكر بن أبي علي في الصحابة وأورد حديثه من طريق قتيبة بن مهران عن إسماعيل فقال عن مجاهد بن فرقد عن واثلة بن الخطاب قال أبو موسى وأظنه صحفه قلت إنما صحف والد الصحابي المشهور وأما والد مجاهد فأصاب فيه فقد قال هناد بن السرى عن إسماعيل عن مجاهد بن فرقد وأخرجه البيهقي في الأدب من طريق الفريابي حدثنا مجاهد أبو الأسود عن واثلة بن الخطاب (6/310)
<311> واثلة بن عبد الله بن عمرو الليثي والد أبي الطفيل عامر تقدم نسبه في ترجمة ولده عامر في حرف العين وذكره البغوي وأورد له من طريق عمر بن يوسف الثقفي عن أبي الطفيل عن أبيه أو جده قال رأيت الحجر الأسود أبيض وكان أهل الجاهلية إذا نحروا بدنهم لطخوه بالفرث والدم قال أبو موسى بعد تخريجه هذا حديث عجيب وازع قال أبو نصر بن ماكولا قيل له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه ذريح كذا استدركه بن الأثير مختصرا وقد ذكره الخطيب في المؤتلف من طريق أبي نجبة بفتح النون والجيم والموحدة السكوني عن عمر بن عبد العزيز عن أبي الوازع ذريح بن الوازع عن أبيه وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النظر الى المصحف عبادة قلت ولهذا المتن طريق أخرى أوردها أبو نعيم من حديث عائشة بسند واه ولفظه كتاب الله بدل المصحف وازع العبدي والد أم أبان تقدم بيان الاختلاف في حديثه في ترجمة أبيه الوازع وقد ذكره في الصحابة أحمد وابن قانع وأبو بكر بن أبي علي وآخرون وازم بن زر الكلبي ذكره يحيى بن يونس والمستغفري وأوردا من طريق محمد بن يزيد بن زبان بن واسع بن علي بن وازم بن زر الكلبي وكان الوازم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وسماه بن منده ودان كما سيأتي وذكره بن ماكولا واسع بن حبان بن منقذ الأنصاري قال العدوي شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها وقتل يوم الحرة قلت وهذا غير الراوي فيما أظن لأنه مشهور في التابعين وحديثه في صحيح مسلم وقد فرق بينهما بن فتحون في ذيل الاستيعاب واسع السلمي أحد الوفود من بني سليم ذكره العباس بن مرداس في الأبيات التي تقدمت في ترجمة المقنع واقد بن الحارث أبو الحارث قال البغوي قال محمد بن إسماعيل له صحبة وقال بن منده أنصاري عداده في أهل مصر وقال بن المبارك في الزهد حدثنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن عبد الكريم بن الحارث عن قيس بن رافع قال اجتمع ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند بن عباس فتذاكروا الخير فرقوا وواقد بن الحارث ساكت فقالوا ألا تتكلم فلعمري ما أنت بأصغرنا سنا فقال اسمع القول فالقول قول خائف وأنظر الفعل فالفعل فعل آمن واقد بن سهل الأنصاري الأشهلي ذكره الأموي في المغازي عن أبي إسحاق فيمن استشهد باليمامة واقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظلي اليربوعي حليف بني عدي بن كعب قال موسى بن عقبة في المغازي واقد ويقال وقدان شهد بدرا وكذا ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وقال بن إسحاق في المغازي حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش الى (6/311)
<312> نخلة فذكر القصة وفيها فلما رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبد الله وكان قد حلق رأسه فلما رأوه قالوا عمار ليس عليكم منه بأس فأتمر بهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمع القوم على قتالهم فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله فنزلت يسألونك عن الشهر الحرام الآية وأخرج أبو نعيم هذه القصة من طريق أبي سعد البقال عن عكرمة عن أبن عباس مطولة وكذا أخرجها الطبري من طريق أسباط بن نصر عن السدى وقال أبو عبيدة كانت بنو يربوع تفتخر بأن منهم أول من قتل قتيلا بالإسلام من المشركين وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب سقينا من بن الحضرمي رماحنا بنخلة لما أوقد الحرب واقد وقال عبد العزيز بن المختار عن علي بن يزيد عن سعيد بن المسيب قال قال لي بن عمير سميت ابني سالما بسالم مولى أبي حذيفة وسميت ابني واقدا بواقد بن عبد الله اليربوعي وقال بن أبي حاتم عن أبيه مات واقد هذا في أول خلافة عمر واقد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره الحسن بن سفيان في مسنده والطبراني في معجمه وأخرجا من طريق زاذان عن واقد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطاع الله فقد ذكر الله وان قلت صلاته وصيامه الحديث واقد الليثي يكنى أبا مراوح ذكر بن منده عن أبي داود أن له صحبة وأخرج من طريق ربيعة بن عثمان عن زيد بن أسلم عن أسلم عن واقد أبي مراوح الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل انا أنزلنا المال لاقام الصلاة وايتاء الزكاة وائل بن حجر بضم المهملة وسكون الجيم بن ربيعة بن وائل بن يعمر ويقال بن حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن النعمان بن ربيعة بن الحارث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن شرحبيل بن مالك بن مرة بن حمير بن زيد الحضرمي كان أبوه من أقيال اليمن ووفد هو على النبي صلى الله عليه وسلم واستقطعه أرضا فأقطعه إياها وبعث معه معاوية ليتسلمها في قصة له معه معروفة قال بن سعد نزل الكوفة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابناه علقمة وعبد الجبار وزوجه أم يحيى ومولى لهم وكليب بن شهاب وحجر بن عنبس وآخرون ومات وائل في خلافة معاوية وقال أبو نعيم أصعده النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وأقطعه وكتب له عهدا وقال هذا وائل سيد الأقيال ثم نزل وائل الكوفة وعقبه بها وقال بن حبان كان بقية أولاد الملوك بحضرموت وبشر به النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته وأقطعه أرضا وبعث معه معاوية فقال له أردفني فقال لست من أرداف الملوك فلما استخلف معاوية قصده فتلقاه وأكرمه قال وائل فوددت لو كنت حملته بين يدي وائل بن أفلح يقال انها لقب أبي القيس أخرج بن خزيمة في صحيحه وابن منده من طريقه ثم من رواية يحيى بن أبي كثير عن عكرمة أن أبا قعيس وائل بن أفلح استأذن على عائشة الحديث وأخرج بن منده أيضا من رواية أبي حريز عن الحكم بن عيينة أن عراك بن مالك حدثه أن أفلح دخل على عائشة فاحتجبت منه وكانت امرأة وائل أبي القعيس قد أرضعت عائشة قال بن منده (6/312)
<313> رواه شعبة وغيره عن الحكم عن عراك عن عروة عن عائشة أن أفلح أبا القعيس جاء يستأذن على عائشة الحديث قال وهذا هو الصواب قلت الذي يصح من رواية شعبة وغيره أن أفلح أخ لأبي القعيس فأبو القعيس ان كان اسمه وائلا صحت هذه الترجمة وائل بن رئاب بن حذيفة بن مهشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي له ولأخويه معمر وحبيب صحبة وقد أغفلهم أكثر من صنف في الصحابة وثبت ذكرهم في خبر قوي أخرجه الفاكهي ويعقوب بن شيبة والدارقطني وغيرهم من طريق حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال تزوج رئاب بن حذيفة السهمي أم وائل بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذيفة بن جمح فولدت له ثلاثة أولاد وائلا ومعمرا وحبيبا وماتت أمهم فورثها بنوها رباعها ومواليها قال فخرج بهم عمرو أي بن العاص الى الشام فماتوا أي الثلاثة في طاعون عمواس فورثهم عمرو بن العاص وكان عصبتهم قال فلما رجع جاء بنو معمر وبنو حبيب يخاصمونه في ولاء مواليهما فقال عمر لأقضين بينكم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أحرز الولد فهو العصبة من كان قال فقضى لنا به عمر وكتب لنا به كتابا وفيه شهادة عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت وآخر قال فكنا على ذلك حتى استخلف عبد الملك بن مروان فتوفي مولى لنا وترك ألف دينار فخاصمونا الى هشام بن إسماعيل فرفعنا الى عبد الملك فأتيته بكتاب عمر فقال ما كنت أرى بلغ بأهل المدينة أن يشكوا في هذا القضاء ولم تقع تسميتهم في رواية يعقوب بن شيبة وكذا أخرجه أبو داود من طريق حسين المعلم ولم يسمهم ووقع في آخره عنده قال عبد الملك هذا من القضاء الذي ما كنت أراه ولم يذكر ما بعده والصواب إثباته وتقديره ما كنت أراه ينسى الواو بعدها الباء وبر بن مشهر الحنفي قال البخاري وابن السكن وابن حبان له صحبة وأخرج هو وابن أبي عاصم وابن السكن والطبراني من طريق حاجب بن قدامة عن عيسى بن خيثم عن وبر بن مشهر الحنفي انه أخبره أن مسيلمة بعثه هو وابن النواحة وابن الشعاف الحنفي حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وبر وهما كانا أسن مني فتشهدا ثم شهدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رسول الله وأن مسيلمة من بعده قال فأقبل علي فقال بم نشهد يا غلام فقال أشهد بما شهدت به وأكذب بما كذبت به قال فاني أشهد عدد تراب الدهناء أن مسيلمة كذاب قال وبر شهدت بما شهدت به فأمر بهما فأخرجا وأقام وبر بن مشعر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلم القرآن حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع صاحباه وبر بن يحنس الكلبي قال بن حبان يقال له صحبة وقال الواقدي وفي سنة عشر قدم وبر بن يحنس على الأبناء عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزل على بنات النعمان بن بزرج فأسلمن وبعث الى فيروز الديلمي فأسلم والى مركبود فأسلم وكان ابنه عطاء أول من جمع القرآن يعني باليمن (6/313)
<314> وقال بن فتحون ذكره الواقدي فيمن أسلم من أهل سبأ وأخرج بن السكن وابن منده من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري عن سليمان بن وهب عن النعمان بن بزرج أن وبر بن يحنس قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدمت صنعاء فأت مسجدها الذي بحيال الضبيل جبل بصنعاء فصل فيه زاد بن السكن في روايته فلما قتل الأسود الكذاب قال وبر هذا الموضع الذي أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أصنع فيه المسجد قال بن منده تفرد به الذماري وبرة بن سنان الجهني ذكره أبو العباس الضرير في مقامات التنزيل ويقال انه الذي نازع جعالا الغفاري أجير عمر بن الخطاب في حوضه ونزل فيهما يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى الآية وبرة بن قيس الخزرجي ذكر الرشاطي في الأنساب في ترجمة الأشعثي ان الأشعث بن قيس لما خرج من عند أبي بكر بعد أن زوجه أخته سل سيفه فلم يبق في السوق ذات أربع من بعير وفرس وبغل وشاة وثور الا عقرها فقيل لأبي بكر انه ارتد فقال انظروا أين هو فإذا هو في غرفة من غرف الأنصار والناس مجتمعون اليه وهو يقول هذه وليمتي ولو كنت ببلادي لأولمت مثل ما يولم مثلي فيأخذ كل واحد مما وجد واغدوا تجدوا الأثمان فلم يبق دار من دور المدينة الا ودخله من اللحم فكان ذلك اليوم قد شبه بيوم الأضحى وفي ذلك يقول وبرة بن قيس الخزرجي لقد أولم الكندي يوم ملاكه وليمة حمال لثقل الجرائم لقد سل سيفا كان مذ كان مغمدا لدى الحرب منها في الطلا والجماجم فأغمده في كل بكر وسابح وعير وبغل في الحشا والقوائم فقل للفتى البكري اما لقيته ذهبت بأسنى مجد أولاد آدم قلت القصة مشهورة الا هذه الأبيات وظاهرها يدل على أن قائلها شاهد القصة فعلى هذا يكون صحابيا لأنه خزرجي من الأنصار ولا يعرف في الأنصار من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مسلما الا وهو من الصحابة وبرة بن يحنس الخزاعي ذكره أبو عمر فقال انه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الذين قتلوا الأسود العنسي وهو غير يحنس بن وبرة السبائي الذي تقدم في القسم الأول وقال سيف في الفتوح حدثنا الضحاك بن يربوع عن أبيه عن ماهان عن بن عباس قال قاتل النبي صلى الله عليه وسلم الأسود ومسيلمة وطليحة وأشياعهم بالرسل فبعث وبرة بن يحنس الى فيروز ويحنس الديلميين وجز بن غالب بن عمرو أبو قيلة وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن الكلبي (6/314)
<315> واستدركه بن فتحون وحشي بن حرب الحبشي مولى بني نوفل قيل كان مولى طعيمة بن عدي وقيل مولى أخيه مطعم وهو قاتل حمزة قتله يوم أحد وقصة قتله له ساقها البخاري في صحيحه مطولة فيها قصة إسلامه وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغيب وجهه عنه وكان قدومه عليه مع وفد أهل الطائف وذكر في آخرها أنه شارك في قتل مسيلمة يكنى أبا سلمة وقيل أبا حرب وشهد وحشي اليرموك ثم سكن حمص ومات بها روى عنه ابنه حرب وعبد الله بن عدي بن الخيار وجعفر بن عمرو الضمري وعاش وحشي الى خلافة عثمان وحوح بن الأسلت وهو عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك الأنصاري أخو أبي قيس وقال عبد الله بن محمد بن عمارة له صحبة وشهد الخندق وما بعدها وحوح بن ثابت الأنصاري أخو خزيمة ذي الشهادتين ذكره الطبري في الصحابة الواو بعدها الدال وداعة بن حرام الأنصاري ذكره المستغفري وأخرج من طريق بن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس فيمن تخلف عن تبوك فربط نفسه هو وأبو لبابة الى سارية في المسجد وداعة بن أبي زيد الأنصاري ذكره بن الكلبي فيمن شهد صفين مع علي من الأنصار وقال ان أباه قتل يوم أحد وداعة بن أبي وداعة السهمي ذكره بن الكلبي أيضا وأخرج بن منده من طريق الكلبي عن أبي صالح عن وداعة السهمي قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في يوم حار فطاف بالبيت ثم قال هل من شراب الحديث ودان بن زر الكلبي تقدم في وازم ودقة بن إياس بن عمرو الأنصاري من بني لوذان بن غنم ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا واختلف في ضبطه فقيل بالفاء وقيل بالقاف والأكثر على أنه بالدال وذكره بن هشام بالراء كذا هو في بعص النسخ من كتاب موسى بن عقبة وديعة بن خذام تقدم في خذام بن وديعة قال البخاري في تاريخه حدثنا عبيد بن يعيش حدثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الله بن وديعة بن خذام أتى الى عمر بن الخطاب بميراث سالم مولى أبي حذيفة فدعا وديعة فقال أنتم أحق بولاء سالم قال كانت صاحبتنا أعتقته سائبه لا نريده فجعله عمر في بيت المال وديعة بن عمر بن يسار بن عوفى بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني حليف بني سواد بن مالك بن غنم ذكره موسى بن عقبة وابن (6/315)
<316> إسحاق فيمن شهد بدرا وقال بن الكلبي شهد بدرا وهو حليف لبني النجار وديعة بن عمرو قال بن حبان يقال له صحبة ويحتمل أن يكون الذي قبله والذي يظهر أنه غيره الواو بعدها الراء ورد بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلمي البجلي بسكون الجيم كان على ميمنة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ذكره أبو عمر ورد بن عمرو بن مرداس أحد بني سعد هديم ذكر الطبري أنه قتل مع زيد بن حارثة في بعض سراياه الى وادي القرى ورد بن قتادة من بني مداس بن عبد الله بن دبيان بن الحارث بن سعد هديم قال بن الكلبي هو الذي ربط أم قرفة الفزارية بين فرسين فشقها نصفين وكان ذلك بأمر زيد بن حارثة لما غزا بني فزارة وأسر أم قرفة قال بن الكلبي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لقوم من بني فزارة كتابا في عسيب في قطيعة وادي القرى فأخذ ورد العسيب فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعوا أسد الهومات وواديه وعوض الفزاري سواه وقد تقدمت هذه القصة في ترجمة سمعان في السين المهملة وأنه أسلم بعد ذلك وغزا مع زيد بن حارثة فاستشهد قلت ويحتمل أن يكون هو الذي بعده ورد بن مداس العذري ذكره المدائني كما مضى في ترجمة سمعان ثم ظهر لي أنه الذي قبله نسب لجده فقد ذكر الأموي في المغازي عن بن إسحاق أنه أصيب مع زيد بن حارثة وردان بن مخرم العنبري تقدم ذكره في ذكر أخيه حيدة وفي ربيعة بن رفيع وردان بن مخرم التميمي العنبري ذكره بن شاهين وأورد من طريق أبي الحسن المدائني عن رجاله بأسانيد متعددة قالوا لما أصاب عيينة بن حصن بني العنبر قدم وفدهم فصاحوا فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ما هذا الصعق قيل وفد بني العنبر فقال ليدخلوا وليسكنوا فقيل ذلك لهم فقالوا ننتظر سيدنا وردان بن مخرم وكان القوم تعجلوا وأقام هو في رحالهم يجمعها فقيل لرسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ان وردان لم يكذب قط وهو الذي ينتظرون فلما جاء قال له أنت سيد قومك فأخبرني عنهم قال ما كانوا بالمسلمين المقبلين ولا بالمشركين المدبرين فقال ميزهم لي قال فجعل يميز الشباب جانبا فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل حقا ورحما يا بني تميم أهب لكم ثلثا وأعتق ثلثا وآخذ ثلثا فتنازع عيينة والأقرع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدى أربعمائة فليذهب وردان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره أبو نعيم في الصحابة وأخرج من طريق الحسن بن عمارة عن بن الأصبهاني عن عكرمة عن بن عباس قال وقع وردان مولى النبي صلى الله عليه وسلم (6/316)
<317> من عذق نخلة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا رجلا من أرضه فأعطوه ميراثه فوجدوا رجلا فأعطوه وأورده أبو موسى في الذيل وقال انه في كتاب أبي عيسى الترمذي عن بن الأصبهاني عن مجاهد بن وردان قلت هو عنده وعند بقية أصحاب السنن من حديث سفيان الثوري عن بن الأصبهاني عن مجاهد بن وردان عن عروة عن عائشة الا أنهم لم يسموا المولى المذكور وردان جد الفرات بن يزيد بن وردان ذكره بن إسحاق فيمن نزل الى النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف وكذا ذكره الواقدي وأن النبي صلى الله عليه وسلم أسلمه الى أبان بن سعيد بن العاص ليمونه ويعلمه القرآن وقال أبو سعيد النيسابوري سباه النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف فأعتقه وردان الجني ذكره بن مردويه في تفسير سورة الجن من طريق المستمر بن الريان عن أبي الجوزاء عن بن مسعود قال انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن حتى أتى الحجون فخط علي خطا ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه فقال سيد لهم يقال له وردان ألا أرحلهم عنك يا رسول الله قال لن يجيرني من الله أحد ورقة بن إياس تقدم في ودقة ورقة بن حابس التميمي أخو الأقرع ذكره الحاكم فيمن قدم نيسابور من الصحابة فقال ومنهم الأقرع بن حابس وورقة بن حابس التميميان ثم ساق من طريق العباس بن مصعب قال وممن قدم مرو من الصحابة الأقرع وورقة ووردان مع الأحنف وقال أحمد بن سنان عن المدائني كان الأقرع وأخوه من المؤلفة ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي بن عم خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الطبري والبغوي وابن قانع وابن السكن وغيرهم في الصحابة وأوردوا كلهم من طريق روح بن مسافر أحد الضعفاء عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن ورقة بن نوفل قال قلت يا محمد كيف يأتيك الذي يأتيك قال يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ وباطن قدميه أخضر قال بن عساكر لم يسمع بن عباس من ورقة ولا أعرف أحدا قال انه أسلم وقد غاير الطبري بين صاحب هذا الحديث وبين ورقة بن نوفل الأسدي لكن القصة مغايرة لقصة ورقة التي في الصحيحين من طريق الزهري عن عروة عن عائشة أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث في مجيء جبريل بحراء وفيه فانطلقت به خديجة الى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن عم خديجة وكان تنصر في الجاهلية الحديث وفيه فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك وفي أخره ولم ينشب ورقة أن توفى فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته ولكنه مات قبل أن يدعو بحيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الى الإسلام فيكون مثل بحيرا وفي اثبات الصحبة له نظر لكن في زيادات المغازي من رواية يونس بن بكير عن بن إسحاق قال يونس بن بكير عن يونس بن عمرو وهو بن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه عن جده عن أبي (6/317)
<318> ميسرة واسمه عمرو بن شرحبيل وهو من كبار التابعين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة اني إذا خلوت وحدي سمعت نداء فقد والله خشيت على نفسي فقالت معاذ الله ما كان الله ليفعل بك فوالله انك لتؤدي الأمانة الحديث فقال له ورقة أبشر ثم أبشر فأنا أشهد أنك الذي بشر به بن مريم وانك على مثل ناموس موسى وانك نبي مرسل وانك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا وان يدركني ذلك لأجاهدن معك فلما توفي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيت القس في الجنة عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي وصدقني وقد أخرجه البيهقي في الدلائل من هذا الوجه وقال هذا منقطع قلت يعضده ما أخرجه الزبير بن بكار حدثنا عثمان عن الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عروة بن الزبير قال كان بلال لجارية من بني جمح وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك فيقول أحد أحد فيمر به ورقة وهو على تلك الحال فيقول أحد أحد يا بلال والله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا وهذا مرسل جيد يدل على ان ورقة عاش الى أن دعا النبي صلى الله عليه وسلم الى الإسلام حتى أسلم بلال والجمع بين هذا وبين حديث عائشة أن يحمل قوله ولم ينشب ورقة أن توفى أي قبل أن يشتهر الإسلام ويؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد لكن يعكر على ذلك ما أخرجه محمد بن عائذ في المغازي من طريق عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن عكرمة عن بن عباس في قصة ابتداء الوحي وفيها قصة خديجة مع ورقة بنحو حديث عائشة وفي آخرها لئن كان هو ثم أظهر دعاءه وأنا حي لأبلين الله من نفسي في طاعة رسوله وحسن مؤازرته فمات ورقة على نصرانيته كذا قال لكن عثمان ضعيف قال الزبير كان ورقة قد كره عبادة الأوثان وطلب الدين في الآفاق وقرأ الكتب وكانت خديجة تسأله عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم فيقول لها ما أراه الا نبي هذه الأمة الذي بشر به موسى وعيسى وفي المغازي الكبير لابن إسحاق وساقه الحاكم من طريقه قال حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن العلاء بن حارثة الثقفي وكان راعيه قال قال ورقة بن نوفل فيما كانت خديجة ذكرت له من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يا للرجال وصرف الدهر والقدر الأبيات وفيها هذي خديجة تأتيني لأخبرها وما لنا بخفي الغيب من خبر بأن أحمد يأتيه فيخبره جبريل أنك مبعوث الى البشر فقلت عل الذي ترجين ينجزه له الإله فرجى الخير وانتظري وأخرج بن عدي في الكامل من طريق إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن الشعبي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم رأيت ورقة في بطنان الجنة عليه السندس قال بن عدي تفرد به إسماعيل عن أبيه قلت قد أخرجه بن السكن من طريق يحيى بن سعيد الأموي عن مجالد لكني لفظه رأيت ورقة على نهر من أنهار الجنة لأنه كان يقول ديني دين زيد والهي اله زيد وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من هذا الوجه وأخرج البزار من طريق أبي معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ان النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن سب ورقة وهو في زيادات المغازي ليونس بن بكير أخرجه عن هشام بن (6/318)
<319> عروة عن أبيه قال ساب أخ لورقة رجلا فتناول الرجل ورقة فسبه فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل علمت أني رأيت لورقة جنة أو جنتين فنهى عن سبه وأخرجه البزار من طرق أبي أسامة عن هشام مرسلا وأخرج أحمد من طريق بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة أن خديجة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل فقال قد رأيته فرأيت عليه ثيابا بيضا فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بيض ورقة بن نوفل الدبلي أو الأنصاري تقدم ذكره في ترجمة الذي قبله الواو بعدها الزاي وزر بن سدوس الطائي ذكره بن قانع في الصحابة وأخرج من طريق هشام بن الكلبي عن عبيد الله بن عبد الله النبهاني عن أبيه عن جده قال وقدم زيد الخيل الطائي على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه وزر بن سدوس وقبيصة بن ألأسود وغيرهم فأناخوا ركائبهم فذكر القصة وقد تقدمت في ترجمة قبيصة وقال الرشاطي هو وزر بن جابر بن بن سدوس نسب لجده وسدوس هو بن أصمع بن أبي بن عبد الله بن ربيعة بن سعد بن ثروان بن نبهان قال بن الكلبي كان يلقب الأسد الرهيص وهو الذي قتل عنترة العبسي قال ووفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زيد الخيل قلت هو في كتاب أبي الفرج الأصبهاني في ترجمة زيد الخيل أن وزر بن سدوس لحق بالشام وحلق رأسه وتنصر ومات على ذلك والله أعلم الواو بعدها العين وعلة بن يزيد عداده في أعراب البصرة روى بن السكن وابن شاهين وابن منده من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة حدثتنا فاطمة بنت محمد بن الجلاس العقيلية قالت دخلت على امرأة من الحي يقال لها أم يزيد بنت وعلة بن يزيد فحدثتنا عن أبيها أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر بقاف وقل هو الله أحد زاد بن منده وأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بصوم عاشوراء الواو بعدها الفاء وفاء بن عدي بن الربيع بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي أمه وأم أخيه أبي العاص هالة بنت خويلد أخت خديجة ذكره البلاذري (6/319)
<320> وفرة بن نافر البعاثي له ذكر في حديث تفرد به روح بن زنباع قاله جعفر المستغفري الواو بعدها القاف وقاص بن حاجب بن غفار جد أبي بصرة حميل بن بصرة بن وقاص الوقاصي قال القضاعي في الخطط دار الكلاب هي دار أبي بصرة وهو وأبوه وجده صحابة وقاص بن قمامة من بني حارثة له ذكر في حديث عمرو بن حزم قاله أبو موسى وقاص بن مجزز المدلجي قال بن هشام ذكر غير واحد من أهل العلم أنه قتل في غزوة ذي قرد وأما بن إسحاق فقال لم يقتل يومئذ غير محرز بن نضلة الواو بعدها الكاف وكيع بن عدس بن زرارة التميمي تقدم ذكره في ترجمة أكثم بن صيفي وذكر أبو حاتم السجستاني في المعمرين أنه هو وحاجب لما بلغهما خروج أكثم الى النبي صلى الله عليه وسلم خرجا في أثره فلما مرا بقبره أقاما عليه ونحرا عليه جزورا ثم قدما على أصحابهما فقال لهما ما قال لكم أكثم قالوا أمرنا بالإسلام فأسلمنا معهم وتقدم في ترجمة صفوان بن أسيد أنه لما قتل جاء حاجب ووكيع ابنا زرارة بقاتله الى النبي صلى الله عليه وسلم فتحاكموا فيه فكأن وكيعا نسب لجده أو هو غيره وفي التابعين وكيع بن عدس ويقال فيه بالحاء المهملة أوله وهو عقيل بن أخي لقيط بن عامر وقد مضى ذكره معه والصحابي تميمي والتابعي عقيلي تشاركا في الاسم واسم الأب وكيع بن مالك التميمي ذكر سيف أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله هو ومالك بن نويرة على صدقات بني حنظلة وبني يربوع وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما كذلك ثم كان موافقا لسجاح التي ادعت النبوة فلما فض الله جمعها استقبل خالد بن الوليد بصدقات قومه واعتذر اليه وأسلم وحسن إسلامه وكذا ذكره الطبري وذكر سيف أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث وكيعا الدارمي مع صلصل بن شرحبيل الى عمرو بن المحجوب ليتعاونوا على من ارتد فيجوز أن يكون غيره وقد تقدم ذكره في ترجمة صلصل الواو بعدها اللام الوليد بن أبي أمية المخزومي أخو أم سلمة بنت أبي أمية أم المؤمنين تقدم ذكره في ترجمة المهاجر وكان اسمه الوليد بن أبي أمية فغيره النبي صلى الله عليه وسلم حين أسلم قاله بن عبد البر وقد ذكر ذلك الزبير بن بكار قال حدثنا محمد بن سلام الجمحي حدثنا حماد بن سلمة وابن جعدبة وبين سياقيهما اختلاف قالا جميعا دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سلمة وعندها رجل فقال من هذا قالت أخي الوليد قدم مهاجرا فقال هذا المهاجر فقالت يا رسول الله هو الوليد فأعاد فأعادت فقال انكم (6/320)
<321> تريدون أن تتخذوا الوليد حنانا انه يكون في أمتي فرعون يقال له الوليد الوليد بن جابر بن ظالم بن حارثة بن عباس بن أبي حارثة بن عتود بن بحتر الطائي البحتري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا فهو عندهم قاله أبو عمر الوليد بن الحارث بن عامر بن نوفل النوفلي أخو عقبة بن الحارث الصحابي المشهور قيل أخو منذر وميمونة بنت الوليد هذا هي زوج عبيد الله بالتصغير بن عبد الله بن أبي مليكة ووالده عبد الله بن أبي مليكة التابعي المشهور وقد ذكرنا أباه عبد الله في الصحابة فان كان الوليد جده لأمه عاش الى فتح مكة فهو من هذا القسم وان كان مات قبل ذلك فلبنته ميمونة رؤية وسأذكرها في حرف الميم من النساء ان شاء الله تعالى الوليد بن زفر المزني ذكره بن شاهين وأخرج من طريق هشام بن الكلبي عن رجل من جهينة عن رجل من بني مرة بن عوف قال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم الوليد بن زفر فعقد له امرأته فبكت فنهض بن عم له يقال له سارية بن أوفى فأخذ نحو النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بصعدة فعقد له ثم سار الى بني مرة فعرض عليهم الإسلام فأبطئوا عنه فوضع فيهم السيف فلما أسرف في القتل أسلموا وأسلم من حولهم من قيس ثم سار الى النبي صلى الله عليه وسلم في ألف فارس الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي يكنى أبا عبد الرحمن كان من أشراف قريش قال الزبير بن بكار أمه قيلة بنت جحش بن ربيعة من بني عامر بن لؤي وقال بن إسحاق في المغازي استشهد باليمامة وكان عثمان تزوج بنته فاطمة فولدت له سعيدا الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي أخو عثمان بن عفان لأمه أمهما أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وأمها البيضاء بنت عبد المطلب يكنى أبا وهب قتل أبوه بعد الفراغ من غزوة بدر صبرا وكان شديدا على المسلمين كثير الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ممن أسر ببدر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله فقال يا محمد من للصبية قال النار وأسلم الوليد وأخوه عمارة يوم الفتح ويقال انه نزل فيه يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا الآية قال بن عبد البر لا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن انها نزلت فيه وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقا الى بني المصطلق فعاد فأخبر عنهم أنهم ارتدوا ومنعوا الصدقة وكانوا خرجوا يتلقونه وعليهم السلاح فظن أنهم خرجوا يقاتلونه فرجع فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فأخبره بأنهم على الإسلام فنزلت هذه الآية قلت هذه القصة أخرجها عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة الى بني المصطلق فتلقوه فعرفهم فرجع فقال ارتدوا فبعث رسول الله إليهم خالد بن الوليد فلما دنا منهم بعث عيونا ليلا فإذا هم ينادون بالصلاة ويصلون فأتاهم خالد فلم ير منهم الا طاعة وخيرا فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فنزلت هذه الآية وأخرجه عبد بن (6/321)
<322> حميد عن يونس بن محمد عن شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة نحوه ومن طريق الحكم بن أبان عن عكرمة نحوه ومن طريق بن أبي نجيح عن مجاهد كذلك وأخرجها الطبراني موصولة عن الحارث بن أبي ضرار المصطلقي مطولة وفي السند من لا يعرف ويعارض ذلك ما أخرجه أبو داود في السنن من طريق ثابت بن الحجاج عن أبي موسى عبد الله الهمداني عن الوليد بن عقبة قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح على رءوسهم فأتى بي اليه وأنا مخلق فلم يمسني من أجل الخلوق قال بن عبد البر أبو موسى مجهول ومن يكون صبيا يوم الفتح لا يبعثه النبي صلى الله عليه وسلم مصدقا بعد الفتح بقليل وقد ذكر الزبير وغيره من أهل العلم بالسير أن أم كلثوم بنت عقبة لما خرجت الى النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرة في الهدنة سنة سبع خرج أخواها الوليد وعمارة ليرداها فمن يكون صبيا يوم الفتح كيف يكون ممن خرج ليرد أخته قبل الفتح قلت ومما يؤيد أنه كان في الفتح رجلا أنه كان قدم في فداء بن عم أبيه الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية وكان أسر يوم بدر فافتداه بأربعة آلاف حكاه أصحاب المغازي ونشأ الوليد بعد ذلك في كنف عثمان الى أن استخلف فولاه الكوفة بعد عزل سعد بن أبي وقاص واستعظم الناس ذلك وكان الوليد شجاعا شعرا جوادا قال مصعب الزبيري وكان من رجال قريش وسراتهم وقصة صلاته بالناس الصبح أربعا وهو سكران مشهورة مخرجة وقصة عزله بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مشهورة أيضا مخرجة في الصحيحين وعزله عثمان بعد جلده عن الكوفة وولاها سعيد بن العاص ويقال ان بعض أهل الكوفة تعصبوا عليه فشهدوا عليه بغير الحق حكاه الطبري واستنكره بن عبد البر ولما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة فلم يشهد مع علي ولا مع غيره ولكنه كان يحرض معاوية على قتال علي بكتبه وبشعره ومن ذلك ما كتب به الى معاوية لما أرسل اليه علي جريرا يأمره بأن يدخل في الطاعة ويأخذ البيعة على أهل الشام فبلغ ذلك الوليد فكتب اليه من أبيات أتاك كتاب من علي بخطه هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه فان كنت تنوي أن تجيب كتابه فقبح ممليه وقبح كاتبه وكتب اليه أيضا من أبيات وانك والكتاب الى علي كدابغة وقد حلم الأديم وهو القائل في مقتل عثمان ألا ان خير الناس بعد ثلاثة قتيل التجيبي الذي جاء من مصر ومالي لا أبكي وتبكي قرابتي وقد حجبت عنا فضول أبي عمرو وأقام بالرقة الى ان مات روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث المقدم ذكره وروى عن عثمان وغيره روى عنه حارثة بن مضرب والشعبي وأبو موسى الهمداني وغيرهم قال خليفة كانت ولاية الوليد الكوفة سنة خمس وعشرين وكان في سنة ثمان وعشرين غزا أذربيجان وهو أمير القوم وعزل سنة تسع وعشرين وقال أبو عروبة الحراني مات في خلافة معاوية (6/322)
<323> الوليد بن عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي ولد قبل الهجرة قال بن عبد البر استشهد مع خالد بن الوليد بالبطاح سنة إحدى عشرة وقال غيره أمه بنت بلعاء بن قيس الكناني وكان أبوه عمارة سافر مع عمرو بن العاص من عند قريش الى النجاشي لما هاجر المسلمون اليه ليردهم إليهم وترك عمارة أهله وولده بمكة منهم الوليد وأبو عبيدة وعبد الرحمن وهشام وقد تقدم ذكرهم في مواضعهم وقد ذكر الزبير قصة عمارة ملخصها أنه استهوى جارية لعمرو بن العاص فاطلع على ذلك فغضب وحقد عليه فلما استقر عند النجاشي استهوى عمارة زوجة النجاشي وكان عمارة جميلا فهويته وواصلته فاطلع عمرو على ذلك فأخبر به النجاشي فلم يزل حتى علم حقيقة ذلك فأمر السواحر فنفخن في احليله فذهب مع الوحش فلم يزل مستوحشا حتى خرج اليه عبد الله بن أبي ربيعة في خلافة عمر فرصده على الماء فأخذه فجعل يصيح أرسلني فاني أموت أن امسكتني فمات في يده قال الزبير وحدثني عبد الله بن يزيد الهذلي أخبرني عبد الله بن محمد بن عمران الطلحي قال لما رأى عمارة عبد الله ومن معه جعل يصيح يا مغيرة يا مغيرة الوليد بن القاسم ذكره الوليد بن الدباغ مستدركا على الاستيعاب وأخرج من طريق أبي أحزد العسكري ثم من طريق المعلى بن زياد عن الوليد بن القاسم وكان له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس القوم قوم يستحلون الحرمات بالشبهات والشهوات الحديث الوليد بن قيس ذكره بن السكن وقال لم يثبت حديثه وأخرجه الحسن بن سفيان في مسنده والطبراني في الكبير من طريق عبد الملك بن حسن النخعي عن وهيب بن عقبة عن الوليد بن قيس قال كان في برص فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأت منه عبد الملك هو أبو مالك ضعيف جدا الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أخو خالد بن الوليد كان حضر بدرا مع المشركين فأسر فافتداه أخواه هشام وخالد وكان هشام شقيقه أمهما آمنة أو عاتكة بنت حرملة فلما افتدى أسلم وعاتبوه في ذلك فقال أجبت فقال كرهت أن يظنوا بي أني جزعت من الأسر ذكر الواقدي بأسانيده ولما أسلم حبسه أخواله فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت كما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم أنج الوليد بن الوليد والمستضعفين من المؤمنين ثم أفلت من أسرهم ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية ويقال انه مشى على رجليه لما هرب وطلبوه فلم يدركوه ويقال انه مات ببشر أبي عتبة قبل أن يدخل المدينة ويقال ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اعتمر خرج خالد من مكة حتى لا يرى المسلمين دخلوا مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم للوليد بن الوليد لو أتانا خالد لأكرمناه وما مثله سقط عليه الإسلام في عقد فكتب الوليد بذلك الى خالد فكان ذلك سبب هجرته حكاه الواقدي أيضا وذكر الزبير بن بكار عن محمد بن الضحاك عن أبيه لما هاجر الوليد بن الوليد قالت أمه هاجر الوليد ربع المسافة فاشتر منها جملا وناقه واسم بنفس نحوهم تواقه (6/323)