<62> عليه وسلم فبايعته الحديث أورده بن فتحون وذكره بن الأثير أيضا بغير إسناد عبد الله بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي ذكر الزبير بن بكار أنه استشهد مع أبيه في وقعة اليرموك ومقتضى ذلك أن تكون له صحبة عبد الله بن أبي خالد بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري الخزرجي قال بن الكلبي قتل يوم الخندق وأورده بن الأثير عبد الله بن خباب بن الأرت التميمي ذكره الطبراني وغيره في الصحابة وقال عبد الرحمن بن خراش أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وروى بن منده من طريق خالد بن يزيد عن زكريا بن العلاء قال أول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير وعبد الله بن خباب وروى بن عقدة من طريق جعفر بن عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خباب عن آبائه إلى عبد الله بن خباب أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه عبد الله وقال لخباب أنت أبو عبد الله وروى الطبراني من طريق الحسن البصري أن الصرم لقى عبد الله بن خباب بالدار وهو متوجه إلى علي بالكوفة ومعه امرأته وولده فقال هذا رجل من أصحاب محمد نسأله عن حالنا وأمرنا ومخرجنا فانصرفوا إليه فسألوه فقال أما فيكم بأعيانكم فلا ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون من بعدي قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم الحديث وفيه أنهم قتلوه وقتلوا امرأته وهي حامل متم عبد الله بن خباب السلمي في عبد الرحمن ذكره هنا البغوي عبد الله بن خبيب بالمعجمة مصغرا الجهني حليف الأنصار والد معاذ وروى أبو داود وغيره من طريق بن أبي أسيد البراد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه قال خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وفيه فضل المعوذتين وقل هو الله أحد وأن من قالها حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات يكفي من كل شيء وأخرجه البخاري في التاريخ والنسائي من طريق زيد بن أسلم عن معاذ وأورده من وجهين عن معاذ بن عبد الله عن أبيه عن عقبة بن عامر وله عن عقبة طرق أخرى عند النسائي وغيره مطولا ومختصرا ولا يبعد أن يكون الحديث محفوظا من الوجهين فإنه جاء أيضا من حديث بن عابس الجهني ومن حديث جابر بن عبد الله الأنصاري ولعبد الله بن خبيب عند البغوي حديث آخر بسند ضعيف عبد الله بن خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعي والد طلحة الطلحات قال أبو عمر لا أعلم له صحبة وكان كاتبا لعمر بن الخطاب على ديوان البصرة وأمه حبيبة بنت أبي طلحة من عبد الدار وشهد وقعة الجمل مع عائشة فقتل وكان أخوه عثمان مع علي قلت ذكره بن الكلبي وسمى أمه ولم يذكر لأبويه إسلاما واستكتاب عمر له يؤذن بأن له صحبة وقد ذكر ذلك بن دريد في أماليه بسنده إلى مجالد بن سعيد عبد الله بن خمير تقدم في عبد الله بن الحمير (4/62)
<63> عبد الله بن خنيس يأتي في عبد الرحمن عبد الله بن أبي خولي ذكره بن الكلبي وغيره فيمن شهد بدرا وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة أخيه خولي عبد الله بن خيثمة الأوسي أخو سعيد بن خيثمة قال بن الجعابي شهد أحدا ووحده أبو موسى مع الذي بعده ورد ذلك بن الأثير لكن الصواب أن عبد الله ولد سعيد بن خيثمة لا أخوه قلت ويحتمل أن يكون له بن اسمه عبد الله وأخ اسمه عبد الله عبد الله بن خيثمة السالمي أبو خيثمة من بني سالم بن الخزرج له ذكر في مغازي بن إسحاق قال وقال عبد الله بن رواحة خيثمة أو بن خيثمة أخو بني سالم في الذي كان من أمر زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الشعر وصحح بن هشام أنه لأبي خيثمة لا لابن رواحة والله أعلم وقال بن حبان هو أبو خيثمة المذكور في حديث كعب بن مالك في قصة تبوك وسيأتي بقية ترجمته في أبي خيثمة في الكنى إن شاء الله تعالى عبد الله بن الديان هو بن يزيد بن قطن يأتي عبد الله بن دراج ذكره أبو بكر بن عيسى فيمن نزل حمص من الصحابة روى عنه شريح بن عبيد عبد الله بن زياد أخو المجذر بن زياد يأتي في ترجمة المجذر ويقال هو المجذر نفسه وجزم بن الكلبي أن كلا منهما يسمى عبد الله عبد الله بن ذر ذكره البغوي وابن قانع في الصحابة وقال البغوي شك في سماعه وأخرجا من طريق علي بن أبي طلحة عن عبد الله بن ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل يومين فجاءه جبرائيل فقال إن الله قد قبل مواصلتك ولا يحل لأمتك عبد الله بن ذرة بن عائذ بن طابخة بن لأي بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور المزني نسبه أبو أحمد العسكري تقدم ذكر وفادته في ترجمة خزاعي بن عبد نهم وذكره خليفة فيمن نزل البصرة وقال لا تحفظ له رواية وقال الوليد بن هشام حدثني أبي عن بن عون عن أبيه عن جده أرطبان قال كنت شماسا في بيعة فوقعت في السهم لعبد الله بن ذرة المزني روى محمد بن الحسن المخزومي في أخبار المدينة بإسناد له أن أول صلاة عيد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم وسلم فذكر الحديث قال ثم صلى الثالث عند دار عبد الله بن ذرة المزني وعن يحيى بن محمد أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى دار عبد الله بن ذرة المزني فجعل أطم بني رزيق إلى شحمة أذنه عبد الله بن ذي الرمحين هو بن أبي ربيعة يأتي عبد الله بن راشد الكندي ذكر الخطيب في ترجمة أحمد بن عمرو بن مصعب عن والد مصعب هو بشر بن فضالة بن عبد الله بن راشد أن عبد الله بن راشد جده كان أحد الوفد الذين (4/63)
<64> وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأشعث بن قيس عبد الله بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري شهد أحدا قاله البغوي وأبو عمر عبد الله بن الربيع بن قيس بن عمرو بن عباد بن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة وكذا ذكره بن إسحاق فيمن شهدها وقال وشهد العقبة عبد الله بن ربيعة بن الأغفل وقيل بن مسروح تقدم في عبد الله بن أبي بكر بن ربيعة عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي روى بن منده من طريق الفضل بن الحسن الضمري عن عبد الله بن ربيعة أن أم الحكم بنت الزبير أرسلته وهو غلام في أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد بيت أم سلمة فأمرته أن يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزع عنه رداءه فالتفت إلي فقال من أنت فأخبرته وقلت أمي أمرتني بهذا فلف رداءه ثم أعطانيه وقال مر أمك تشقه فتختمر به هي وأختها وقع لابن منده في تسمية جده المطلب والصواب عبد المطلب وذكر الزبير أن ربيعة بن الحارث تزوج أم حكيم بنت الزبير بن عبد المطلب وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب هو الذي تقدم ذكره مفصلا عبد الله بن ربيعة ذكره بن أبي عاصم في الوحدان ونسبه عقبيا وقال له حديث مسند لم يقع إلي ثم أورد من طريق أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله بن ربيعة أنه كان يؤم أصحابه في التطوع في سوى رمضان عبد الله بن ربيعة بن الأخرم تقدم في بن الأخرم والصواب أن الأخرم لقب ربيعة لا اسم أبيه عبد الله بن ربيعة النميري أبو يزيد ذكره مطين في الوحدان والباوردي وبقي بن مخلد وأبو نعيم وأوردوا من طريق عفيف بن سالم عن يزيد بن عبد الله بن ربيعة النميري عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أهل قريتين بكتابين يدعوهم إلى الإسلام فترب أحد الكتابين ولم يترب الآخر فأسلم أهل القرية التي ترب كتابهم عبد الله بن أبي ربيعة الثقفي والد سفيان روى بن منده من طريق حميد بن الأسود عن هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان بن عبد الله الثقفي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور وعن هشام عن فاطمة بنت أسماء نحوه قلت الإسناد الثاني هو المحفوظ فإن كان الأول محفوظا فيكون لوالد سفيان بن عبد الله الثقفي الصحابي المشهور صحبة وقد وقع عند النسائي في حديث سفيان المشهور في قوله قل آمنت بالله ثم استقم في بعض طرقه من طريق عبد الله بن سفيان الثقفي عن أبيه له ذكر ورواية أخرى من رواية سفيان عن أبيه فجزم المديني بأنه غلط عبد الله بن أبي ربيعة واسمه عمرو وقيل حذيفة ويلقب ذا الرمحين بن المغيرة بن عبد الله (4/64)
<65> بن عمر بن مخزوم يكنى أبا عبد الرحمن كان اسمه بجيرا بالموحدة والجيم مصغرا فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وهو أخو عياش بن أبي ربيعة لأبويه أمهما أسماء بنت مخرمة وهو والد عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة الشاعر المشهور وذكر صاحب التاريخ المظفري أنه تفضل على الزبرقان بن بدر بمائه الذي يقال له ثنيان فجلاه عنه فشكاه لعمر فقال الزبرقان ألا أمنع ما حفرت فقال عمر لئن منعت ماءك من بن السبيل لا تساكنني بنجد أبدا وولي عبد الله الجند لعمر واستمر إلى أن جاء لينصر عثمان فسقط عن راحلته بقرب مكة فمات ويقال إن عمر قال لأهل الشورى لا تختلفوا فإنكم إن اختلفتم جاءكم معاوية من الشام وعبد الله بن أبي ربيعة من اليمن فلا يريان لكم فضلا لسابقتكم وإن هذا الأمر لا يصلح للطلقاء ولا لأبناء الطلقاء فهذا يقتضي أن يكون عبد الله من مسلمة الفتح وقد جاء ذلك صريحا روى البخاري من طريق إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه عن جده عبد الله بن أبي ربيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسلفه مالا ببضعة عشر ألفا يعني لما فتح مكة فلما رجع يوم حنين قال ادعوا الى بن أبي ربيعة فقال له خذ ما أسلفت بارك الله لك في مالك وولدك إنما جزاء السلف الحمد والوفاء قال البخاري إبراهيم هذا لا أدري سمع من أبيه أو لا انتهى وأخرج هذا الحديث النسائي والبغوي وقال أبو حاتم إنه مرسل يعني عن إبراهيم وأبيه وفي الجزم بذلك نظر قال البخاري وعبد الله هو الذي بعثته قريش مع عمرو بن العاص إلى الحبشة وهو أخو أبي جهل لأمه انتهى ويقال إنه هو الذي أجارته أم هانئ وفي عبد الله يقول بن الزبعري بجير بن ذي الرمحين قرب مجلسي وراح علينا فضله غير عاتم عبد الله بن ربيعة بالتصغير والتثقيل السلمي كوفي مختلف في صحبته روى له النسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق الحكم عن أبي ليلى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوت مؤذن فجعل يقول مثل ما يقول الحديث وقال بن المبارك عن شعبة في روايته وله صحبة قال البخاري لم يتابع شعبة على ذلك قلت الحديث أخرجه أبو داود من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن ربيعة السلمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن عبيد بن خالد السلمي فذكر حديثا وقال علي بن الأقمر رأيت عبد الله بن ربيعة يمشي ويبكي ويقول شغلوني عن الصلاة وقال بن حبان له صحبة وقال في موضع آخر يقال له صحبة وقال علي بن المديني له صحبة وهو خال عمرو بن عقبة بن فرقد السلمي وأخوه عتاب بن ربيعة هو عم منصور بن المعتمر المحدث المشهور عبد الله بن رزق المخزومي ويقال الرومي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل قريش وفارس روى عنه عمران بن أبي أنس ذكره بن شاهين وابن منده من طريق معن بن عيسى عمن حدثه عن عمران وقال بن منده لا يعرف له صحبة ولا رؤية عبد الله بن رفاعة بن رافع الزرقي ذكره أحمد والباوردي والحسن بن سفيان وغيرهم في الصحابة وأخرجوا من طريق عبد الواحد عن عبد الله بن رفاعة الزرقي عن أبيه قال لما كان يوم (4/65)
<66> أحد وانكشف المشركون قال النبي صلى الله عليه وسلم استووا حتى أثني علي ربي قلت والحديث عند النسائي والطبراني من طريق أخرى عن عبد الواحد لكن قال عن عبيد بن رفاعة عن أبيه عبد الله بن رفيع السلمي ذكر أبو عمر في السيرة له أنه قاتل دريد بن الصمة وذكر في الاستيعاب أن قاتله ربيعة بن رفيع وذكر بن هشام أن قاتله عبد الله بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة بن رفيع السلمي وضبط أباه بالقاف والنون مصغرا وذكر أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عبد عمرو فغيره النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرىء القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الشاعر المشهور يكنى أبا محمد ويقال كنيته أبو رواحة ويقال أبو عمرو وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة خزرجية أيضا وليس له عقب من السابقين الأولين من الأنصار وكان أحد النقباء ليلة العقبة وشهد بدرا وما بعدها إلى أن استشهد بمؤتة روى عنه بن عباس وأسامة بن زيد وأنس بن مالك ذكر ذلك أبو نعيم وأخرج البغوي من طريق إبراهيم بن جعفر عن سليمان بن محمد عن رجل من الأنصار كان عالما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين عبد الله بن رواحة والمقداد وقد أرسل عنه جماعة من التابعين كأبي سلمة بن عبد الرحمن وعكرمة وعطاء بن يسار قال بن سعد كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي جاء ببشارة وقعت بدر إلى المدينة وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين راكبا الى أسير بن رفرام اليهودي بخيبر فقتله وبعث بعد فتح خيبر فخرص عليهم وفي فوائد أبي طاهر الذهلي من طريق بن أبي ذئب عن سهل عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل عبد الله بن رواحة في حديث طويل وفي الزهد لأحمد من طريق زياد النميري عن أنس كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحابه يقول تعال نؤمن بربنا ساعة الحديث وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله بن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة وأخرج البيهقي بسند صحيح من طريق ثابت عن أبي ليلى كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فدخل عبد الله بن رواحة فسمعه يقول أجلسوه فجلس مكانه خارجا من المسجد فلما فرغ قال له زادك الله حرصا على طواعية الله وطواعية رسوله وأخرجه من وجه آخر إلى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة والمرسل أصح سندا وقال بن سعد حدثنا عفان حدثنا حماد عن أبي عمران الجوني قال مرض عبد الله بن رواحة فأغمي عليه فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم إن كان أجله قد حضر فيسره عليه وإن لم يكن حضر أجله فاشفه فوجد خفة فقال يا رسول الله أمي تقول واجبلاه واظهراه وملك قد رفع مرزبة من حديد يقول أنت كذا هو قلت نعم فقمعني بها وفي الزهد لعبد الله بن المبارك بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال تزوج رجل امرأة عبد الله بن رواحة فسألها عن صنيعه فقالت كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين وإذا دخل بيته صلى ركعتين لا يدع ذلك قالوا وكان عبد الله أول خارج إلى الغزو وآخر قافل وقال بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وقال كان زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد الله بن رواحة فخرج (4/66)
<67> معه إلى سرية مؤتة فسمعه في الليل يقول إذا أدنيتني وحملت رحلي مسيرة أربع بعد الحساء فشأنك فانعمي وخلاك ذم ولا أرجع إلى أهلي ورائي وجاء المؤمنون وخلفوني بأرض الشام مشهور الثواء فبكى زيد فخفقه بالدرة فقال ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل فذكر القصة في صفة قتله في غزوة مؤتة بعد أن قتل جعفر وقبله زيد بن حارثة وقال بن سعد أنبأنا يزيد بن هارون أنبأنا حماد عن هشام عن أبيه لما نزلت والشعراء يتبعهم الغاوون قال عبد الله بن رواحة قد علم الله أني منهم فأنزل الله إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية وقال بن سعد حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا عمر بن أبي زائدة عن مدرك بن عمارة قال قال عبد الله بن رواحة مررت في مسجد الرسول ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أناس من الصحابة في ناحية منه فلما رأوني قالوا يا عبد الله بن رواحة فجئت فقال اجلس هاهنا فجلست بين يديه فقال كيف تقول الشعر قلت أنظر في ذلك ثم أقول قال فعليك بالمشركين ولم أكن هيأت شيئا فنظرت ثم أنشدته فذكر الأبيات فيها فثبت الله ما آتاك من حسن تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا قال فأقبل بوجهه متبسما وقال وإياك فثبتك الله ومناقبه كثيرة قال المرزباني في معجم الشعراء كان عظيم القدر في الجاهلية والإسلام وكان يناقض قيس بن الخطيم في حروبهم ومن أحسن ما مدح به النبي صلى الله عليه وسلم قوله لو لم تكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تنبيك بالخبر وأخرج أبو يعلي بسند حسن عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء وابن رواحة بين يديه وهو يقول خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تأويله ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله فقال عمر يا بن رواحة أفي حرم الله وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول هذا الشعر فقال خل عنه يا عمر فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل عبد الله بن رياب قال بن فتحون في أوهام الاستيعاب ذكر العدل أبو علي حسن بن خلف في أخبار المدينة أنه أحد السبعة أو الثمانية السابقين من الأنصار إلى الإسلام قال وأفادني الحافظ أبو الوليد أن عبد الله بن رياب قال يوم أحد لعبد الله بن أبي حين هم بالانصراف أذكركم الله في دينكم وشرطكم الذي شرطتم قلت وأغفله بن فتحون من الذيل ظنا منه أنه المذكور في الاستيعاب والحق أنه غيره لأن المذكور هناك قال فيه أبو عمر حديثه مرسل وسيأتي بيان ذلك هناك وأنه اختلف في اسم أبيه أيضا (4/67)
<68> عبد الله بن زائدة بن الأصم يقال هو بن أم مكتوم ويقال عبد الله بن عمرو ذكره البخاري عن بن إسحاق قال عبد الله بن عمرو بن شريح بن قيس بن زائدة بن الأصم من بني عامر بن لؤي وقيل اسمه هو عمرو وهو قول الأكثر ويأتي في عمرو بن أم مكتوم عبد الله بن الزبعري بكسر الزاي والموحدة وسكون المهملة بعدها راء مقصورة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي أمه عاتكة بنت عبد الله بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح كان من أشعر قريش وكان شديدا على المسلمين ثم أسلم في الفتح قال بن إسحاق لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة هرب هبيرة بن أبي وهب وعبد الله بن الزبعري إلى نجران فحدثني سعيد بن عبد الرحمن بن حسان قال رمى حسان بأبيات منها لا تعدمن رجلا أحلك بغضه نجران في عيش أجد لئيم فبلغ ذلك عبد الله فقدم فأسلم ومن شعره لما اسلم يا رسول الله إن لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور إذ أجاري الشيطان في سنن الغي ومن مال ميله مثبور جئتنا باليقين والبر والصدق وفي الصدق واليقين السرور ومن قوله من أبيات إني لمعتذر إليك من التي أسديت إذا أنا في الضلال أهيم أيام تأمرني بأغوي خطة سهم وتأمرني بها مخزوم وأمد أسباب الهوى ويقودني أمر الغواة وأمرهم مشئوم فاليوم آمن بالنبي محمد قلبي ومخطىء هذه محروم قال المرزباني يكنى أبا سعد كان شاعر قريش ثم أسلم ومدح النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بحلة وقال الزبير عندي أن شعر ضرار أقوى منه وأقل سقطا عبد الله بن زبيب بالتصغير الجندي يأتي في القسم الأخير عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي بن عم النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بن سعد في الطبقة الخامسة من الصحابة وقال أمه عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وحكى عن الواقدي قال لا نعلم له حديثا وروى الزبير من طريق حسين بن علي قال كان ممن ثبت يوم حنين العباس وعلي وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وغيرهم وكذا قال الواقدي وابن عائذ وأبو حذيفة وحكى المبرد في الكامل أن عبد الله بن الزبير أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكساه حلة وأقعده إلى جنبه وقال إنه بن أمي وكان أبوه بي برا ويقال إن الزبير بن عبد المطلب كان يرقص النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير ويقول محمد بن عبدم عشت بعيش أنعم في عز فرع أسنم قال الواقدي وغيره قتل بأجنادين سنة ثلاث عشرة قال الواقدي وكان أول قتيل من الروم المبارز لعبد الله بن الزبير فقتله عبد الله ثم برز آخر فقتله ثم وجد في المعركة قتيلا وحوله عشرة (4/68)
<69> من الروم قتلى وكان له يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم نحو ثلاثين سنة عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق ولد عام الهجرة وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وحدث عنه بجملة من الحديث وعن أبيه وعن أبي بكر وعمر وعثمان وخالته عائشة وسفيان بن أبي زهير وغيرهم وهو أحد العبادلة وأحد الشجعان من الصحابة وأحد من ولي الخلافة منهم يكنى أبا بكر ثم قيل له أبو خبيب بولده روى عنه أخوه عروة وابناه عامر وعباد وابن أخيه محمد بن عروة وأبو ذبيان خليفة بن كعب وعبيدة بن عمرو السلماني وعطاء وطاوس وعمرو بن دينار ووهب بن كيسان وابن أبي مليكة وسماك بن حرب وأبو الزبير وثابت البناني وآخرون وبويع بالخلافة سنه أربع وستين عقب موت يزيد بن معاوية ولم يتخلف عنه إلا بعض أهل الشام وهو أول مولود ولد للمهاجرين بعد الهجرة وحنكه النبي صلى الله عليه وسلم وسماه باسم جده وكناه بكنيته وزعم الواقدي أنه ولد في السنة الثانية والأصح الأول وقال الزبير بن بكار حدثني عمي قال سمعت أصحابنا يقولون ولد سنة الهجرة وأتاه النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي ولد فيه يمشي وكانت أسماء مع أبيها بالسنح فأتى به فحنكه قال الزبير والثبت عندنا أنه ولد بقباء وإنما سكن أبوه السنح لما تزوج مليكة بنت خارجة بن زيد قال الواقدي ومن تبعه ولد في شوال سنة اثنتين ووقع في الصحيح من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة ونزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل فيه فكان أول شيء دخل في جوفه ريق النبي صلى الله عليه وسلم ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له وبرك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام لفظ أحمد في مسنده وقد وقع في صحيح البخاري أن الزبير كان بالشام لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قدم المدينة لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم فكساه ثوبا أبيض وإذا كان كذلك فمتى حملت أسماء منه بعد ذلك بل الذي يدل عليه الخبر أنها حملت منه قبل أن يسافر إلى الشام فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وتبعه أصحابه أرسالا خرجت أسماء بنت أبي بكر بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم بأشهر فإن كان قدومها في شوال محفوظا فتكون سنة إحدى وقد وقع في بعض طرق الحديث أن عبد الله بن الزبير جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه وهو بن سبع سنين أو ثمان كما أخرجه بن منده من طريق عبد الله بن محمد بن عروة حدثني هشام بن عروة عن أبيه قال خرجت أسماء حين هاجرت وهي حامل قالت فنفست به فأتيته به ليحنكه فأخذه فوضعه في حجره وأتى بتمرة فمصها ثم مضغها في فيه فحنكه فكان أول شيء دخل بطنه ريق النبي صلى الله عليه وسلم ثم مسحه وسماه عبد الله ثم جاء بعد وهو بن سبع أو ثمان ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بذلك الزبير فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه وبايعه وكان أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة وكانت يهود تقول قد أخذناهم فلا يولد لهم بالمدينة ولد فكبر الصحابة حين ولد وقد قال الزبير بن بكار حدثني عمي مصعب سمعت أصحابنا يقولون ولد عبد الله بن (4/69)
<70> الزبير سنة الهجرة وأما ما رواه البغوي في الجعديات من طريق إسماعيل عن أبي إسحاق عمن حدثه عن أبي بكر أنه طاف بعبد الله بن الزبير في خرقة وهو أول مولود ولد في الإسلام فقد ذكر بن سعد أن الواقدي أنكره وقال هذا غلط بين فلا اختلاف بين المسلمين إنه أول مولود ولد بعد الهجرة ومكة يومئذ حرب لم يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ ولا أحد من المسلمين قلت يحتمل أن يكون المراد بقوله طاف به من مكان إلى مكان وإلا فالذي قاله الواقدي متجه ولم يدخل أبو بكر مكة من حين هاجر إلا مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية ولم يكن بن الزبير معه وفي الرسالة للشافعي إن عبد الله بن الزبير كان له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين وقد حفظ عنه وقال الدينوري في المجالسة حدثنا إبراهيم بن يزيد حدثنا أبو غسان حدثنا محمد بن يحيى أخبرني مصعب بن عثمان قال قال عبد الله بن الزبير هاجرت وأنا في بطن أمي وأخرج الزبير من طريق مسلم بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كلم في غلمة من قريش ترعرعوا عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير وعمرو بن أبي سلمة فقيل لو بايعتهم فتصيبهم بركتك ويكون لهم ذكر فأتى بهم إليه فكأنهم تكعكعوا فاقتحم عبد الله بن الزبير أولهم فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إنه بن أبيه ومن طريق عبد الله بن مصعب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع أبناء المهاجرين والأنصار الذين ولدوا في الإسلام حتى ترعرعوا فوقفوا بين يديه فبايعهم وجلس لهم فجمع منهم بن الزبير وأخرج البخاري في ترجمة عبد الله بن معاوية عن عاصي بن الزبير إنه روي عن هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير قال لابنه عبد الله أنت أشبه الناس بأبي بكر وأخرج أبو يعلى والبيهقي في الدلائل من طريق هنيد بن القاسم سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فلم فرغ قال يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد فلما برز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمد إلى الدم فشربه فلم رجع قال يا عبد الله ما صنعت بالدم قال جعلته في أخفى مكان علمت أنه يخفي عن الناس قال لعلك شربته قال نعم قال ولم شربت الدم ويل للناس منك وويل لك من الناس قال أبو موسى قال أبو عاصم فكانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدم وله شاهد من طريق كيسان مولى بن الزبير عن سلمان الفارسي رويناه في جزء الغطريف وزاد في آخره لا تمسك النار إلا تحلة القسم وأخرج عن أسماء بنت أبي بكر في معجم البغوي وفي البخاري عن بن عباس أنه وصف بن الزبير فقال عفيف الإسلام قارىء القرآن أبوه حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه بنت الصديق وجدته صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمة أبيه خديجة بنت خويلد وقال بن أبي خيثمة حدثنا أحمد بن يونس حدثنا الزنجي بن خالد عن عمرو بن دينار قال ما رأيت مصليا أحسن صلاة من ابن الزبير وأخرج أبو نعيم بسند صحيح عن مجاهد كان بن الزبير إذا قام للصلاة كأنه عمود وقال بن سعد حدثنا روح حدثنا حسين الشهيد عن بن أبي مليكة كان بن الزبير يواصل سبعة أيام ثم يصبح اليوم الثامن وهو إلينا وأخرج البغوي من طريق ميمون بن مهران رأيت بن الزبير واصل (4/70)
<71> من الجمعة إلى الجمعة وأخرج بن أبي الدنيا من طريق ليث عن مجاهد ما كان باب من العبادة إلا تكلفه بن الزبير ولقد جاء سيل بالبيت فرأيت بن الزبير يطوف سباحة وشهد بن زبير اليرموك مع أبيه الزبير وشهد فتح إفريقية وكان البشير بالفتح إلى عثمان ذكره الزبير وابن عائذ واقتص الزبير قصة الفتح وأن الفتح كان على يديه وشهد الدار وكان يقاتل عن عثمان ثم شهد الجمل مع عائشة وكان على الرجالة قال الزبير حدثني يحيى بن معين عن هشام بن يوسف عن معمر أخبرني هشام بن عروة قال أخذ عبد الله بن الزبير من وسط القتلى يوم الجمل وفيه بضع وأربعون جراحة فأعطت عائشة البشير الذي بشرها بأنه لم يمت عشرة آلاف ثم اعتزل بن الزبير حروب علي ومعاوية ثم بايع لمعاوية فلما أراد أن يبايع ليزيد امتنع وتحول إلى مكة وعاد بالحرم فأرسل إليه يزيد سليمان أن يبايع له فأبى ولقب نفسه عائذ الله فلما كانت وقعة الحرة وفتك أهل الشام بأهل المدينة ثم تحولوا إلى مكة فقاتلوا بن الزبير واحترقت الكعبة أيام ذلك الحصار ففجعهم الخبر بموت يزيد بن معاوية فتوادعوا ورجع أهل الشام وبايع الناس عبد الله بن الزبير بالخلافة وأرسل إلى أهل الأمصار يبايعهم إلا بعض أهل الشام فسار مروان فغلب على بقية الشام ثم على مصر ثم مات فقام عبد الملك بن مروان فغلب على العراق وقتل مصعب بن الزبير ثم جهز الحجاج إلى بن الزبير فقاتله إلى أن قتل بن الزبير في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين من الهجرة وهذا هو المحفوظ وهو قول الجمهور وعند البغوي عن بن وهب عن مالك أنه قتل على رأس اثنتين وستين وكأنه أراد بعد انقضائها عبد الله بن زغب الإيادي قال أبو زرعة الدمشقي وابن ماكولا له صحبة وقال العسكري خرجه بعضهم في المسند وقال أبو نعيم مختلف فيه وقال بن منده لا يصح ثم أخرج من طريق محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ عن عبد الله بن زغب الإيادي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وأخرجه الطبراني من هذا الوجه وجاء عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة قس بن ساعدة وله رواية عن عبد الله بن حوالة في سنن أبي داود عبد الله بن زمعة بن أسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي بن أخت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم واسم أمه قريبة بنت أبي أمية ووقع في الكاشف أنه أخو سودة أم المؤمنين وهو وهم يظهر صوابه من سياق نسبها قال البغوي كان يسكن المدينة روى أحاديث وله في الصحيح حديث يشتمل على ثلاثة أحكام إحدها في قصة ناقة ثمود والآخر في النهي عن الضحك من الضرطة والثالث عن جلد المرأة وربما فرقها بعض الرواة وله عند أبي داود أنه قال لعمر صل بالناس في مرض النبي صلى الله عليه وسلم لما لم يحضر أبو بكر ويقال أنه كان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم يقال قتل يوم الدار سنة خمس وثلاثين وبه جزم أبو حسان الزيادي وجزم بن حبان بأنه قتل يوم الحرة وبه جزم الكلبي قال أبو عمر المقتول بالحرة ابنه يزيد وكان له في الهجرة خمس سنين قاله بن حبان ومات أبوه قبل الهجرة كافرا عبد الله بن زمل الجهني ذكره بن السكن وقال روى عنه حديث الدنيا سبعة آلاف (4/71)
<72> سنة بإسناد مجهول وليس بمعروف في الصحابة ثم ساق الحديث وفي إسناده ضعيف قال وروى عنه بهذا الإسناد أحاديث مناكير قلت وجميعها جاء عنه ضمن حديث واحد أخرجه بطوله الطبراني في المعجم الكبير وأخرج بعضه بن السني في عمل اليوم والليلة ولم أره مسمى في أكثر الكتب ويقال اسمه الضحاك ويقال عبد الرحمن والصواب الأول والضحاك غلط فإن الضحاك بن زمل آخر من أتباع التابعين وقال أبو حاتم عن أبيه الضحاك بن زمل بن عمرو السكسكي روى عنه أبيه روى عنه الهيثم بن عدي وذكر بن قتيبة في غريبه هذا الحديث بطوله ولم يسمه أيضا وقال بن حبان عبد الله بن زمل له صحبة لكن لا اعتمد على إسناده خبره قلت تفرد برواية حديثه سليمان بن عطاء القرشي الحراني عن مسلم بن عبد الله الجهني عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد الله بن ثعلبة بن زيد من بني جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري رائي الأذان كذا نسبه أبو عمر فزاد في نسبه ثعلبة والمعروف إسقاطه بدري عقبي قال الترمذي لا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا يصح إلا هذا الحديث الواحد وقال بن عدي لا نعرف له شيئا يصح غيره وأطلق غير واحد أنه ليس له غيره وهو خطأ فقد جاءت عنه عدة أحاديث ستة أو سبعة جمعتها في جزء مفرد وجزم البغوي بأن ما له غير حديث الأذان وحديثه عند الترمذي من رواية ابنه محمد بن عبد الله وصححه وفي النسائي له حديث أنه تصدق على أبويه ثم توضأ وقد أخرج البخاري في التاريخ من طريق يحيى بن أبي كثير إن أبا سلمة حدثه أن محمد بن عبد الله بن زيد حدثه أن أباه شهد النبي صلى الله عليه وسلم عند المنحر وقد قسم النبي صلى الله عليه وسلم الضحايا فأعطاه من شعره الحديث قال المدائني عن كثير بن زيد عن المطلب بن حنطب عن محمد بن عبد الله بن زيد مات أبي سنة اثنتين وثلاثين وهو بن أربع وستين وصلى عليه عثمان وقال الحاكم الصحيح أنه قتل بأحد فالروايات كلها منقطعة انتهى وخالف ذلك في المستدرك وفي الحلية في ترجمة عمر بن عبد العزيز بسند صحيح عن عبد الله العمري قال دخلت ابنة عبد الله بن زيد بن ثعلبة على عمر بن عبد العزيز فقالت أنا ابنة عبد الله بن زيد شهد أبي بدرا وقتل بأحد فقال سليني ما شئت فأعطاها عبد الله بن زيد بن صفوان بن صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة الضبي ذكر الدارقطني في المؤتلف من طريق سيف بن عمر بسنده إلى بلال بن أبي بلال الضبي عن أبيه قال وفد عبد الحارث بن زيد الضبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فانتسب له فدعاه فأسلم وقال أنت عبد الله لا عبد الحارث وذكره بن الكلبي والطبري قال الرشاطي سماه أبو عمر عبد الله بن الحارث فوهم وسبق بيان ذلك في عبد الله بن الحارث ويأتي في الأخير عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن الأنصاري المازني أبو محمد اختلف في شهوده بدرا وبه جزم أبو أحمد الحاكم وابن منده وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال بن عبد البر شهد أحدا وغيرها ولم يشهد بدرا وروى عن النبي صلى الله عليه (4/72)
<73> وسلم حديث الوضوء وعدة أحاديث روى عنه بن أخيه عباد بن تميم ويحيى بن عمارة وواسع بن حبان وأخرون وكان مسيلمة قتل حبيب بن زيد أخاه فلما غزا الناس اليمامة شارك عبد الله بن زيد وحشي بن حرب في قتل مسيلمة وأخرج البخاري من طريق عمرو بن يحيى المازني عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد قال لما كان زمن الحرة أتاه آت فقال له إن بن حنظلة يبايع الناس على الموت فقال لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين عبد الله بن زيد بن عمرو بن مازن الأنصاري ذكره بن منده وأخرج من طريق يونس بن بكير عن بن إسحاق أنه كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم وتعقبه أبو نعيم بأن الذي كان على الثقل عبد الله بن كعب بن عمرو بن غنم بن مازن فأسقط من النسب من بين عمرو ومازن وغير كعبا فصيره زيدا وقوله على الثقل ذكره بالمثلثة والقاف وإنما هو بالنون والفاء قال بن الأثير لا لوم على بن منده فإنه نقل ما سمع قلت ولا مانع عن تعدد القصة والحكم عليه بالتصحيف فيه صعوبة لأن صورة الكلمتين محتملة عبد الله بن زيد الضمري ذكره المدائني في كتاب رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك وقد تقدم إسناده في ترجمة شيبان بن عمرو فقال وأتى الحارث بن أبي شمر شجاع بن وهب قال ويقال إنه كان على يد عبد الله بن زيد الضمري وتقدم في ترجمة الحارث بن عبد كلال إن من جملة الرسل إليه وإلى من معه عبد الله بن زيد فما أدري أهو هذا أو غيره عبد الله بن زيد غير منسوب ذكره الباوردي في الصحابة وأخرج من طريق محمد بن كعب أنه سأل عبد الرحمن ما سمعت من أبيك قال سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل الذي يلعب بالنرد ثم يقوم يصلي مثل الذي يتوضأ بقيح ودم قال عبد الله بن الحكم سمعت بعض أصحابنا يقول هو عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد عبد الله بن زبيب الجندي يأتي في القسم الرابع عبد الله بن سابط بن أبي خميصة بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي قال بن حبان له صحبة وهو والد عبد الرحمن بن سابط وقال البغوي هو أبو عبد الرحمن وقال أبو عمر هو معروف النسب مذكور في الصحابة قال وزعم بعض أهل العلم إن عبد الله هذا وأخاه عبد الرحمن كانا صغيرين لا صحبة لهما وقال مصعب الزبيري والزبير بن بكار كان لسابط من الولد عبد الرحمن وعبد الله وربيعة وموسى وفراس وعبيد الله وإسحاق والحارث أمهم أم موسى بنت الأعور وهو خلف بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح وجزم البغوي بأن الراوي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط وأن الصحبة لعبد الله وأورد في ترجمته الحديث الذي تقدم في ترجمة سابط قلت وافقه بن شاهين إلا أنه قلبه عبد الله بن ساعدة الأنصاري قيل هو اسم أبي خيثمة عبد الله بن ساعدة بن عائش بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي أخو عويم بن ساعدة قال بن الكلبي ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه (4/73)
<74> وسلم وروى البغوي والبزار في مسنده من طريق مسلم بن جندب عن عبد الله بن ساعدة آخى عويم بن ساعدة الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له غنم فلينأ بها عن المدينة فإنها أقل أرض الله مطرا وسنده ضعيف قال بن منده مات سنة مائة قلت وهو غلط فإن الذي مات سنة مائة آخر اسمه عبد الله بن ساعدة الهذلي ذكره بن شاهين عبد الله بن سالم ذكره بن منده وقال روى حديثه هشام بن عمار من طريق عبادة بن نسي عنه قال قلت يا رسول الله نجد في كتابنا أمة حمادين فذكر الحديث بطوله كذا قال عبد الله بن السائب بن أبي حبيش بالمهملة والموحدة والمعجمة مصغرا بن المطلب بن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي بن عمة النبي صلى الله عليه وسلم عاتكة وهو بن أخي فاطمة بنت أبي حبيش قال أبو موسى ذكره بعض مشايخنا في الصحابة قال بن الأثير ويبعد أن يكون له صحبة قلت لم يبين وجه البعد بل لا بعد في ذلك فإن عاتكة قديمة الموت فكيف لا يكون لولدها صحبة وقد ذكره العسكري في الصحابة ولم يتردد عبد الله بن السائب بن صيفي بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي قال البخاري أبو عبد الرحمن بن أبي السائب كناه الضحاك بن مخلد تقدم في ذكر صيفي إنه أبو السائب ومضى له ذكر معه وكان عبد الله من قراء القرآن أخذ عنه مجاهد ووهم بن منده فقال القارى من القارة هذا بعد أن قال فيه المخزومي والوهم في قوله من القارة إنما هو القارىء بالهمزة فقد وصفوه بأنه كان قارىء أهل مكة وقد روى له مسلم حديثا من رواية محمد بن عباد بن جعفر عنه إنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم في الفتح قرأ في صلاة الصبح سورة المؤمنين الحديث وعلقه البخاري لعبد الله بن السائب وأسنده في التاريخ وأسند البخاري بسند صحيح من طريق بن أبي مليكة رأيت عبد الله بن عباس وقف على قبر عبد الله بن السائب قال البغوي قال أبو عبيد كان يسكن مكة وأخرج له أبو داود والنسائي من رواية عطاء عنه شهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم الحديث وحديث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين الركنين ربنا أتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة الآية وأخرج البغوي في ترجمته من طريق أبي عبيدة بن معين عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد الله بن السائب قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة لأبايعه فقلت أتعرفني قال نعم ألم تكن شريكا لي مرة الحديث والمحفوظ أن هذا لأبيه السائب ولعبد الله بن السائب ذكر في ترجمة أبي برزة في الكنى ومات عبد الله بن السائب في مكة في إمارة بن الزبير وصلى عليه بن عباس عبد الله بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي قال بن الكلبي له صحبة وقال أبو عبيد صحب النبي صلى الله عليه وسلم قلت وهو أخو شافع بن السائب جد الإمام الشافعي وقد تقدم ذكر شافع وأبيه عبد الله بن سباع بن عبد العزي الخزاعي قتل أبوه بأحد كافرا ثبت ذلك في حديث وحشي في قصة قتل حمزة قال فقال حمزة لسباع هلم يا بن مقطعة البظور فقتله وعاش عبد الله (4/74)
<75> إلى خلافة بني مروان وهو جد طريح بن إسماعيل لأمه ذكر ذلك بن الكلبي وهذا يقتضي أن يكون له صحبة لأنه من أهل الحجاز ولم يبق منهم بعد الفتح إلا من أسلم وشهد حجة الوداع عبد الله بن سبرة الجهني ذكره البخاري في التاريخ قال بن السكن يقال له صحبة وقال بن أبي حاتم عن أبيه بصري وروى أبو يعلى وبقى بن مخلد والبخاري في التاريخ وابن حبان والطبراني وابن منده من طريق عبد الله بن نسيب عن سلمة عن عبد الله بن سبرة عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أنهاكم عن ثلاث عن قيل وقال الحديث قال البغوي لا أعرف له غيره وقال الطبراني في الأوسط لا يروى عن عبد الله بن سبرة إلا بهذا الإسناد وقال بن السكن تفرد به معتمر وفي إسناده نظر عبد الله بن سبرة الهمداني ذكره بن أبي خيثمة في الصحابة وقال البغوي أحسبه سكن مصر أو الشام ولا أدري له صحبة أم لا وروى بن أبي خيثمة من طريق محمد بن مهاجر عن محمد بن سعد عن عبد الله بن سبرة الهمداني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد تصيبه زمانة إلا كانت كفارة لذنوبه وكان عمله بعد فضلا قال أبو نعيم عندي إنه الذي قبله قلت لم يصب في ذلك فإن جهينة وهمدان لا يجتمعان ولا سيما ومخرج الحديثين مختلف وقد قال بن عبد البر يقال إنه عبدي من عبد القيس عبد الله بن سبرة القرشي قال بن حبان له صحبة قلت يحتمل أن يكون أحد الذين قبله فلا تنافي بين نسبهما وبين القرشي لاحتمال أن يكون حالف قريشا عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي من رهط عمر وهو أخو عمرو بن سراقة أمهما أمة بنت عبد الله بن عمير بن أهيب بن حذافة بن جمح وقال بن إسحاق والزبير وخليفة شهد بدرا واختلف على موسى بن عقبة في شهوده بدرا وقال بن حبان له صحبة وقال بن سعد وأبو معشر لم يشهد بدرا وزاد بن سعد شهد أحدا وما بعدها وليست له رواية ولا عقب وقال الزبير ولد سراقة عبد الله وزينب شقيقان وعمرو بن سراقة أمه أمة شهد عمرو وعبد الله بدرا وليس لعمرو عقب وولد لعبد الله عبد الله أمه أميمة بنت الحارث بن عمرو بن المؤمل وذكر من ذرية عبد الله بن سراقة عمرو بن عبد الله وأخاه زيدا وأيوب بن عبد الرحمن بن عثمان وقال كان من وجوه قريش ونزل عبد الله بن سراقة لما هاجر على رفاعة بن عبد المنذر وأورد بن منده في ترجمته حديثا من طريق شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي عن عبد الله بن الحارث عن رجل من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في السحور بركة وقال بعده رواه خالد الحذاء عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن سراقة موقوفا ثم قال بن منده روى عمران القطان عن قتادة عن عقبة بن وساج عن عبد الله بن سراقة مرفوعا تسحروا ولو بالماء وتعقبه أبو نعيم بأن رواية عمران بهذا الإسناد إنما هي عن عبد الله بن عمرو لا عبد الله بن سراقة ثم ساقه كذلك والله أعلم عبد الله بن سرجس بفتح المهملة وسكون الراء وكسر الجيم وبعدها مهملة المزني حليف (4/75)
<76> بني مخزوم قال البخاري وابن حبان له صحبة ونزل البصرة وله عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عند مسلم وغيره وروى أيضا عن عمرو وأبي هريرة وروى عنه قتادة وعاصم الأحول وعثمان بن حكيم ومسلم بن أبي مريم وغيرهم وأورد البخاري وابن حبان الذي روى عن أبي هريرة ومن روى عنه عثمان بن حكيم فذكراه في التابعين وقال شعبة عن عاصم الأحول قال رأى عبد الله بن سرجس النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن له صحبة قال أبو عمر أراد الصحبة الخاصة وإلا فهو صحابي صحيح السماع من حديثه عند مسلم وغيره رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزا ولحما ورأيت الخاتم الحديث وفيه فقلت استغفر لي يا رسول الله عبد الله بن سعد بن أوس تقدم في عبد الله بن حق عبد الله بن سعد بن جابر بن عمير بن بشير بن بشير بن عويمر بن الحارث بن كثير بن صدقة بن مظة بن سلهم السلهمي من مذحج ذكره بن الكلبي ولرشاطي وأنه سكن مكة حالف قريشا وتزوج أمنة بنت عفان أخت عثمان فولدت له ابنه محمدا وولده بالمدينة وكانت تحته أخت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أيضا عبد الله بن سعد بن خولي مولى حاطب بن أبي بلتعة استشهد أبوه بأحد وبقي هو إلى أن فرض له عمر في الأنصار ذكره البلاذري وذكر ذلك أبو عمر أيضا في ترجمة أبيه واستدركه بن فتحون عبد الله بن سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك الأنصاري الأوسي تقدم نسبه مع أبيه قال بن عبد البر روى بن المبارك عن رباح بن أبي معروف عن المغيرة بن الحكم سألت عبد الله بن سعد بن خيثمة أشهدت أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم والعقبة وأنا رديف أبي قال ورواه بشر بن السري عن رباح به لكن قال بدرا بدل أحد وقد رواه أبو عاصم وأبو داود الطيالسي في أخرين عن رباح كما قال بشر بل رواه البخاري في تاريخه من طريق بن المبارك كذلك وهو الموجود في الروايات في هذا الحديث عند البغوي وابن السكن والطبراني وغيرهم من طرق عن رباح ومن ثم قال البخاري شهد بدرا والعقبة وقال بن أبي داود ليس في الدنيا عقبي بن عقبي سوى هذا وجابر وقال بن أبي حاتم عن أبيه وابن حبان له صحبة وقال البغوي بلغني أن الواقدي أنكر أن يكون شهد بدرا وأحدا وقال إنما شهد الحديبية وخيبر ولم يزد بن الكلبي في ترجمته على قوله بايع بيعة الرضوان وقال الواقدي عاش عبد الله هذا إلى ان اجتمع الناس على عبد الملك وحكى بن شاهين أنه استشهد باليمامة عبد الله بن سعد بن زرارة تقدم في عبد الله بن أسعد عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بالمهملة مصغرا بن حذافة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري وأدخل بعضهم بين حذافة ومالك نصرا والأول أشهر يكنى أبا يحيى وكان أخا عثمان من الرضاعة وكانت أمه أشعرية قاله الزبير بن بكار وقال بن سعد أمها (4/76)
<77> مهابة بنت جابر قال بن حبان كان أبوه من المنافقين الكفار هكذا قال ولم أره لغيره وروى الحاكم من طريق السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة أمن النبي صلى الله عليه وسلم الناس كلهم إلا أربعة نفر وإمرأتين عكرمة وابن خطل ومقيس بن صبابة وابن أبي سرح فذكر الحديث قال فأما عبد الله فاختبأ عند عثمان فجاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبايع الناس فقال يا رسول الله بايع عبد الله فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على اصحابه فقال ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن مبايعته فيقتله ومن طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس قال كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل يعني يوم الفتح فاستجار له عثمان فأجاره النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أبو داود وروى بن سعد من طريق بن المسيب قال كان رجل من الأنصار نذر إن رأى بن أبي سرح أن يقتله فذكر نحوا من حديث مصعب بن سعد عن أبيه وروى الدارقطني من حديث سعيد بن يربوع المخزومي نحو ذلك من طريق الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أنس بمعناه أوردها بن عساكر من حديث عفان أيضا وأفاد سبط بن الجوزي في مرآة الزمان أن الأنصاري الذي قال هلا أو مات إلينا هو عباد بن بشر قال وقيل أن الذي قال ذلك هو عمر وقال بن يونس شهد فتح مصر واختط بها وكان صاحب الميمنة في الحرب مع عمرو بن العاص في فتح مصر وله مواقف محمودة في الفتوح وأمره عثمان على مصر ولما وقعت الفتنة سكن عسقلان ولم يبايع لأحد ومات بها سنة ست وثلاثين وقيل كان قد سار من مصر إلى عثمان واستخلف السائب بن هشام بن عمير فبلغه قتله فرجع فغلب على مصر محمد بن أبي حذيفة فمنعه من دخولها فمضى إلى عسقلان وقيل إلى الرملة وقيل بل شهد صفين وعاش إلى سنة سبع وخمسين وذكره بن منده قال البغوي له عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد وحرفة ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن منده وذكره بن سعد في تسمية من نزل مصر من الصحابة وهو الذي افتتح إفريقية زمن عثمان وولي مصر بعد ذلك وكانت ولايته مصر سنة خمس وعشرين وكان فتح إفريقية من أعظم الفتوح بلغ سهم الفارس فيه ثلاثة آلاف دينار وذلك سنة ثمان وما الأساود فكان فتحها سنة إحدى وثلاثين بالنوبة وهو هادنهم الهدنة الباقية بعده وقال خليفة سنة سبع وعشرين عزل عمرو عن مصر وولي عبد الله بن سعد فغزا إفريقية ومعه العبادلة وأرخ الليث عزل عمرو سنة خمس وعشرين وغزا إفريقية سنة سبع وعشرين وغزا الأساود سنة إحدى وثلاثين وذات الصواري سنة أربع وثلاثين وقال بن البرقي في تاريخه حدثنا أبو صالح عن الليث قال كان بن أبي سرح على الصعيد في زمن عمر ثم ضم إليه عثمان مصر كلها وكان محمودا في ولايته وغزا ثلاث غزوات إفريقية وذات الصواري والأساود وروى البغوي بإسناد صحيح عن يزيد بن أبي حبيب قال خرج بن أبي سرح إلى الرملة فلما كان عند الصبح قال اللهم اجعل آخر عملي الصبح فتوضأ ثم صلى فسلم عن يمينه ثم ذهب يسلم عن يساره فقبض الله روحه يرحمه الله وذكره البخاري من هذا الوجه وأخرج السراج عن عبد العزيز بن عمران قال مات بن أبي سرح (4/77)
<78> سنة تسع وخمسين في آخر سني معاوية عبد الله بن سعد بن سفيان بن خالد بن عبيد الشاعر بن سالم بن مالك بن سالم بن عوف الأنصاري قال بن القداح شهد أحدا وما بعدها وتوفي منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك وزعم بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم كفنه في قميصه استدركه أبو علي الجياني وتبعه بن فتحون وابن الأثير وابن الأمين وذكره المرزباني في ترجمة جد جده عبيد بن سالم الشاعر لكنه سمى جده مري بدل سفيان فالله أعلم عبد الله بن سعد بن مرى أفرده الذهبي وعزاه لابن القداح والظاهر إنهما واحد اختلف في اسم جده عبد الله بن سعد بن معاذ الأشهلي بن سيد الأوس ذكر العدوي في النسب أن له صحبة ولا عقب له واستدركه الجياني وتبعه بن فتحون وابن الأثير عبد الله بن سعد الأزدي يأتي في الأنصاري عبد الله بن سعد الأسلمي قال الواقدي حدثنا هشام عن عاصم الأسلمي عن عبد الله بن سعد الأسلمي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار ذكره أبو عمر عبد الله بن سعد الأنصاري ويقال القرشي ويقال الأزدي وهو عم حزام بن حكيم ويقال هو عبد الله بن خالد بن سعد سكن دمشق روى عنه حزام وخالد بن معدان وقال أبو حاتم وابن حبان له صحبة وروى أحمد وابن خزيمة والبخاري في تاريخه وأبو داود من طريق العلاء بن الحارث عن حزام بن حكيم عن عمه عبد الله بن سعد قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يوجب الغسل الحديث وفيه كل فحل يمذى وفي سؤاله عن الصلاة في البيت وغير ذلك ومنهم من يقطع هذا الحديث قال البغوي لا أعلم له غيره وأورد البخاري في ترجمته من طريق خالد بن معدان عن عبد الله بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله أمدني بفارس وأمدني بحمير كذا صنع بن أبي حاتم وأبو زرعة الدمشقي وعبد الصمد بن سعيد وابن منده وابن سميع وقال بن عبد البر ان الشيخ خالد بن معدان أزدي وعم حزام بن حكيم أنصاري وغاير بينهما والذي يظهر أنهما واحد ووقع في الوحدان لابن أبي عاصم من طريق العلاء بن الحارث عن حزام بن حكيم بن خالد بن سعد عن عمه فذكر حديث العسل وترجم عبد الله بن خالد بن سعد الفهري وذكر بن سميع إنه من بني أمية وذكره أبو أحمد العسكري في بني تميم فالله أعلم عبد الله بن السعدي واسم السعدي وقدان وقيل قدامة وقيل عمرو بن وقدان وقيل له السعدي لأنه كان استرضع في بني سعد بن بكر وذلك هو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري أبو محمد قال البخاري قال وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج حديثه هو وأبو حاتم وابن حبان من طريق عبد الله بن محيريز عن عبد الله بن السعدي (4/78)
<79> قال وفدت مع قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا من أحدثهم سنا فخلفوني في رحالهم وقضوا حوائجهم فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت حاجتي قال وما حاجتك فذكر حديث لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو واختلف فيه على بن محيريز كما سيأتي في ترجمة محمد بن حبيب وأخرجه النسائي بنحوه من طريق أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن وقدان السعدي وفي رواية له عن عبد الله بن السعدي قال أبو زرعة الدمشقي هذا الحديث عن عبد الله بن السعدي حديث صحيح متقن رواه الاثبات عنه ونزل عبد الله بن السعدي الأردن وقال البغوي سكن المدينة يعني أولا وروى عن عمر بن الخطاب حديث العمالة وهو في الصحيح وفي رواية لمسلم بن الساعدي روى عنه حويطب بن عبد العزي وآخرون وقال بن حبان مات في خلافة عمر قال بن عساكر لا أراه محفوظا وقد قال الواقدي إنه مات سنة سبع وخمسين عبد الله بن سعيد بن ثابت بن جذع الأنصاري ذكره الطبري وقال استشهد أبوه بالطائف وحضر هو الفتوح وقاتل فيها واستدركه بن فتحون عبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية بن بشر بن عبد شمس القرشي الأموي تقدم فيمن اسمه الحكم استشهد بمؤتة وقيل باليمامة عبد الله بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي بن أخي أبي سلمة وأمه بنت عبد بن أبي قيس بن عبد الله بن بني عامر بن لؤي ذكره موسى بن عقبة في مهاجرة الحبشة وأنه استشهد يوم اليرموك وكذا ذكره بن إسحاق وأبو الأسود عن عروة وقال الزبير والذي قتل باليرموك أخوه عبيد الله بالتصغير وقال بن سعد في عبد الله بن سفيان كان قديم الإسلام وهاجرالى الحبشة الهجرة الثانية في قول جميعهم وذكر البغوي وابن أبي حاتم وابن منده في ترجمته حديث لا صام من صام الابد وسيأتي القول فيه بعد ترجمة عبد الله بن سفيان الأزدي نزيل حمص ذكره البخاري وابن السكن في الصحابة قال أبو حاتم وابن حبان له صحبة وروى الطبراني من طريق عثامة بن قيس عن عبد الله بن سفيان الأزدي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يصوم يوما في سبيل الله إلا باعده الله عن النار مقدار مائة عام فقال عثامة بن قيس لقد ظننت أنه قال مائتي عام فقال عبد الله بن سفيان لا أحدثكم إلا بما سمعت لست أحدثكم بما يحدثون وذكر بن فتحون أن بن مفرج ضبطه عبد الله بن شقير بالشين المعجمة والقاف مصغرا قلت رأيته بخط بن مفرج في الصحابة لابن السكن كذلك وهو تصحيف لا شك فيه عبد الله بن سفيان غير منسوب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الأبد روى عنه عمرو بن دينار ذكره بن أبي حاتم هكذا غير منسوب وروى البغوي والحسن بن سفيان وابن منده من هذا الوجه حديث لا صام من صام الأبد وروى بن أبي شيبة والطبراني من هذا الوجه حديث إن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم وروى بن أبي عاصم من طريق (4/79)
<80> مجاهد عن عبد الله بن سفيان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل أن تزول الشمس أربع ركعات ويقول إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء الحديث وحديث عمرو بن دينار أورده البغوي وطائفة في ترجمة المخزومي وفيه نظر لأن عمرو بن دينار لم يدركه وأخرجه البغوي أيضا من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن رجل عن عبد الله بن سفيان والذي يظهر أن هذا مكي لرواية مجاهد عنه والذي قبله شامي قديم والله أعلم عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أبو الهياج أمه فقمة بنت همام بن الأرقم الأسدية ترجم له بن أبي حاتم وذكره البغوي في الصحابة وأورد له من طريق سماك بن حرب سمعت عبد الله بن أبي سفيان وكان كثيرا ما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها من قويها وهو غير معنعن وأورد من وجه آخر عن سماك عن عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث وروى الطبراني من طريق سماك عن عبد الله بن أبي سفيان قال جاء يهودي يتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم فأغلظ له فهم به أصحابه فذكر الحديث الأول قال البخاري في تاريخه روى عنه سماك مرسل وذكر الواقدي في مقتل الحسين أن أبا الهياج قتل معه قال وكان شاعرا وقال الحميدي عن بن عيينة عن عمر وقال خلف أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث على أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بعد على وذكر عبيد بن علي أن عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بلغه أن عمرو بن العاص يعيب بني هاشم ويتنقصهم وكان يكنى أبا الهياج فقدم على معاوية فحكى له قصة طويلة جرت له مع عمرو بن العاص فتهيأ عمرو للجواب فنهاه معاوية وأمره بالصبر ورأيت له رواية عن عمه علي في قصة جرت بين عبد الله هذا وقنبر مولى علي من رواية قرة العين بنت خوات الضبية عن عبد الله هذا أوردها الخطيب في المؤتلف وقال بن عساكر ورد عبد الله هذا المدائن مع علي ولم يذكره الخطيب وقصة وروده في مسند مسدد وذكره الجعابي في كتاب من حدث هو وأبوه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن منده لا يصح له صحبة ولا رؤية عبد الله بن سلام بن الحارث أبو يوسف من ذرية يوسف النبي عليه السلام حليف القوافل من الخزرج الإسرائيلي ثم الأنصاري كان حليفا لهم وكان من بني قينقاع يقال كان اسمه الحصين فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وجزم بذلك الطبري وابن سعد وأخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه عن أبي اليمان عن شعيب عن عبد العزيز قال كان اسم عبد الله بن سلام الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله روى عنه ابناه يوسف ومحمد ومن الصحابة فمن بعدهم أبو هريرة وعبد الله بن معقل وأنيس وعبد الله بن حنظلة وخرشة بن الحر وقيس بن عباد وأبو سلمة بن عبد الرحمن وآخرون أسلم أول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وقيل تأخر إسلامه إلى سنة ثمان قال قيس بن الربيع عن عاصم عن الشعبي قال أسلم عبد الله بن سلام قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين أخرجه بن البرقي وهذا مرسل وقيس ضعيف وقد أخرج أحمد وأصحاب السنن من طريق زرارة بن أبي أوفى عن عبد الله بن سلام قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كنت ممن انجفل فلما تبينت وجهه عرفت (4/80)
<81> أن وجهه ليس بوجه كذاب فسمعته يقول أفشوا السلام وأطعموا الطعام الحديث وفي البخاري من طريق حميد بن أنس أن عبد الله بن سلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة فقال إني سائلك عن ثلاث خصال لا يعلمها إلا نبي الحديث وفيه قصته مع اليهود وأنهم قوم بهت ومن طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فاستشرفوا ينظرون إليه فسمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله فعجل وجاء فسمع من نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنك رسول الله حقا وأنك جئت بحق ولقد علمت أني سيدهم وأعلمهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي الحديث وفي الصحيح عن سعد بن أبي وقاص قال ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الارض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وفي التاريخ الصغير للبخاري بسند جيد عن يزيد بن عميرة قال حضرت معاذا الوفاة فقيل له أوصنا فقال التمسوا العلم عند أبي الدرداء وسلمان وابن مسعود وعبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه عاشر عشرة في الجنة وأخرجه الترمذي عن معاذ مختصرا وأخرج البغوي في المعجم بسند جيد عن عبد الله بن معقل قال نهى عبد الله بن سلام عليا عن خروجه إلى العراق وقال الزم منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن تركته لا نراه أبدا فقال علي إنه رجل صالح منا وأخرج بن عساكر بسند جيد عن أبي بردة بن أبي موسى أتيت المدينة فإذا عبد الله بن سلام جالس في حلقة متخشعا عليه سيما الخير وروى الزبيدي من طريق بن أخي عبد الله بن سلام قال لما أريد عثمان جاء عبد الله بن سلام فقال جئت لأنصرك فخرج عبد الله فقال إنه كان اسمي في الجاهلية فلانا فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ونزلت في آيات من كتاب الله ونزل في وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ونزل في قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال الطبري مات في قول جميعهم بالمدينة سنة ثلاث وأربعين قلت وفيها أرخه الهيثم بن عدي وابن سعد وأبو عبيد والبغوي وأبو أحمد العسكري وآخرون عبد الله بن سلامة بن عمير الأسلمي قيل هو اسم أبي حدرد عبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي بن الجد بن حارثة بن ضبيعة البلوي الأنصاري بالحلف أبو محمد أمه أنيسة بنت عدي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وذكره بن إسحاق فيهم وفيمن استشهد بأحد وروى بن أبي خيثمة والطبري من طريق سعيد بن عثمان البلوي عن جدته أنيسة بنت عدي أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابني عبد الله بن سلمة وكان بدريا قتل يوم أحد أحببت أن أنقله فآنس بقربه فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم في نقله فعدلته بالمجذر بن زياد على ناضح له في عباءة فمرت بهما فعجب لهما الناس وكان عبد الله ثقيلا جسيما وكان المجذر قليل اللحم فقال النبي صلى الله عليه وسلم سوى ما بينهما عملهما وعبد الله بن سلمة هو الذي يقول (4/81)
<82> أنا الذي يقال أصلي من بليى أطعن بالصعدة حتى تنثني ولا يرى مجذرا يفري فريي إسناده حسن وسلمة والد عبد الله ضبطه الدارقطني بالكسر عبد الله بن أبي سليط كان أبوه بدريا في صحبة عبد الله نظر وهو مدني روى في النهي عن لحوم الحمر الأهلية ذكره أبو عمر قلت وذكره بن حبان في الصحابة ثم في التابعين وقال له صحبة فيما يزعمون عبد الله بن سليم أو سليمان بن أكيمة في السين المهملة عبد الله بن سنان بن نبيشة المزني والد علقمة وقيل عبد الله بن عمرو بن سنان قال خليفة له صحبة وسيأتي نسبته إلى مزينة قال وله دار بالبصرة ومات في خلافة معاوية قال وهو غير عبد الله والد بكر وكذا قال الآجري عن أبي داود وليس علقمة وبكر أخوين وخالفه البخاري فقال هما أخوان وتبعه بن حبان ويؤيد قول أبي داود أن والد بكر قيل فيه عبد الله بن عمرو بن هلال وفي أبي داود والترمذي من رواية علقمة بن عبد الله بن سنان حديثان وأخرج له أبو نعيم في المعرفة ثالثا عبد الله بن سندر الجذامي قال بن أبي حاتم يكنى أبا الأسود وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم غفار عفر الله لها وقال إنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وروى حديثا آخر في قصة أبيه قلت المعروف أن الصحبة لسندر وكذلك الحديث المذكور كما تقدم في السين لكن إذا خصي سندر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم اقتضى أن يكون لابنه عبد الله صحبة أو رؤية وقيل إن اسمه عبد الرحمن كما سيأتي ووجدت له في كتاب مصر ما يدل على أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كبيرا فذكر الليث بن سعد قال لم يبلغنا أن عمر أقطع أحدا من الناس شيئا إلا بن سندر فإنه أقطعه من الأرض منية الأصبغ فلم تزل له حتى مات فاشتراها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان من ورثته ليس بمصر قطعة أفضل منها ولا أقدم وسيأتي مزيد في ذلك في مسروح في حرف الميم عبد الله بن سهل بن رافع الأنصاري ثم الأشهلي من بني زعوراء وقيل إنه غساني حالف بني عبد الأشهل ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في البدريين وهو أخو رافع بن سهل في قول بن الأثير وفيه نظر لاختلاف النسبين ويقال إن عبد الله بن سهل هذا قتل يوم الخندق عبد الله بن سهل بن زيد الأنصاري الحارثي له ذكر في حديث سهل بن أبي خيثمة أنه قتل بخيبر فجاء أخوه عبد الرحمن بن سهل يتكلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم كبر كبر الحديث بطوله في القسامة أخرجه الشيخان والموطأ وغيرهم ووقع في رواية بن إسحاق أنه خرج مع أصحابه إلى خيبر يمتارون تمرا فوجد في عين قد كسرت عنقه ثم طرح فيها عبد الله بن سهل بن بشير يأتي في القسم الثالث عبد الله بن سهيل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه كذا ذكره بن أبي حاتم وبيض له ولعله الذي بعده (4/82)
<83> عبد الله بن سهيل بن عمرو أبو سهيل أمه فاخته بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف قال بن منده لا نعرف له رواية وذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة وروى بن منده في مغازي بن عائذ بسنده إلى بن عباس قال وممن هاجر إلى الحبشة عبد الله بن سهيل بن عمرو وقال البلاذري هو مجمع عليه وقال الواقدي أخذه أبوه بعد أن رجع من الحبشة ففتنه عن دينه فأظهر الرجوع وخرج معهم إلى بدر ففر إلى المسلمين وكان أحد الشهود بعد ذلك في صلح الحديبية وكان أسن من أخيه أبي جندل وهو الذي أخذ الأمان لأبيه يوم الفتح وكان سهيل يقول بعد ذلك قد جعل الله لابني في الإسلام خيرا كثيرا واستشهد عبد الله هذا باليمامة ويقال جواثا من البحرين وله ثمان وثمانون سنة روى البغوي عن بن شهاب وعن بن إسحاق قصة فراره من أبيه يوم بدر وكان مع أبيه فتركه وانتقل إلى المسلمين فاستمر معهم عبد الله بن سهيل من مهاجرة الحبشة ذكره ذكره بن منده وقال يقال إنه غير الأول ثم أسند من طريق مغازي بن عائذ بسنده إلى بن عباس قال وممن هاجر إلى الحبشة عبد الله بن سهيل عبد الله بن سويد الأنصاري الحارثي قال البخاري وابن أبي حاتم وابن السكن وابن حبان له صحبة وروى بن منده من طريق عقيل عن الزهري عن ثعلبة بن أبي مالك أنه سأل عبد الله بن سويد الحارثي عن العورات الثلاث قال بن منده ورواه بن إسحاق وقرة عن الزهري عن ثعلبة أنه سأل عبد الله بن سويد وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قلت لكن عند البغوي وابن السكن وابن قانع من طريق قرة عن الزهري سويد بخلاف عبد الله والأول أصح قال البغوي يقال إن الثاني وهم ثم رواه من وجه آخر عن قرة على الصواب وقال بن السكن رأيته في روايات أصحاب بن وهب موقوفا ورفعه بعضهم ولا أدري من أخطأ فيه وقال أبو أحمد العسكري هو بن أخي أم حميد زوج أبي حميد الساعدي وله عنها رواية ولم يصحح بعضهم صحبته قلت ما عرفت من ذكر بن أخي حميد في الصحابة قال البخاري في التاريخ عبد الله بن سويد الأنصاري عن عمته أم حميد وعنه داود بن قيس وكذا ذكره بن أبي حاتم وابن حبان في التابعين عبد الله بن سيدان المطرودي بكسر الميم وسكون الطاء من بني مطرود فخذ من بني سليم قال بن حبان يقال له صحبة ونزل الربذة وقال بن شاهين وابن سعد ذكروا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال البخاري لا يتابع عليه يعني حديثه عن أبي بكر في صلاة الجمعة قبل نصف النهار وقال بن عدي له حديث واحد وهو شبه المجهول وأعاده بن حبان في التابعين فقال روى عن أبي ذر وحذيفة روى عنه ميمون بن مهران وغيره كذا قال البخاري عبد الله بن سيلان سماه البغوي ومن تبعه لم يأت في الروايات إلا مبهما فروى بن أبي عاصم والبغوي وغيرهما من طريق قيس بن أبي حازم حدثني أبي سيلان أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ورفع بصره إلى السماء سبحان الله يرسل عليكم الفتن إرسال القطر إسناده صحيح عبد الله بن شبل بن عمرو الأنصاري ذكره بن أبي حاتم في الوحجان وذكره (4/83)
<84> البغوي وابن السكن أنه أخو عبد الرحمن بن شبل ومخرج حديثه عن الشاميين وروى أبو عروبة وابن أبي عاصم والبغوي من طريق شريح بن عبيد قال قال يزيد بن حمير عن عبد الله بن شبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم العن فلانا واجعل قلبه قلب سوء واملأ جوفه من رضف جهنم وقال بن عيسى فيمن نزل حمص من الصحابة وكان أحد النقباء وقال بن أبي حاتم عبد الله بن شبل وكان أحد النقباء روى عنه أبو راشد الحبراني ويزيد بن حمير عبد الله بن شبيل بالتصغير الأحمسي ذكره أبو عمر فقال في صحبته نظر قال وقدم أذربيجان سنة ثمان وعشرين غازيا في خلافة عثمان فأعطوه الصلح وذكره الطبري وقال كان على مقدمة الوليد بن عقبة لما غزا أذربيجان فأغار على أهل موقان ففتح وغنم فطلب أهل أذربيجان الصلح قلت وقد تقدم غيره مرة أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة عبد الله بن الشخير بكسر المعجمتين الثانية ثقيلة بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بفتح المهملة وكسر الراء وآخره معجمة بن كعب بن ربيعة بن عامر العامري ثم الحرشي عبد الله بن أبي شديدة بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك الثقفي الطائفي ذكره البخاري فيمن بعد الصحابة وروى بن قانع من طريق محمد بن سعد الطائفي أخبرني أخي المغيرة بن سعد عن عبد الله بن أبي شديدة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قطع سدرة إلا من حرث بني الله له بيتا في النار وكذا وقع عند بن السكن بلا هاء لكن لم أر عنده ولا عند غيره التصريح بسمعت إلا في رواية بن قانع قال بن السكن لم يثبت إسناده ورواه بن منده وفيه قصة وقال أبو نعيم لا تصح له صحبة وقال البخاري حديثه مرسل وقال بن أبي حاتم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا في السدر وروى عنه مغيرة بن سعد الهذلي وسألت أبي عنه فقال مجهول عبد الله بن شرحبيل يقال إنه والد علقمة قاله البغوي وقد تقدم في عبد الله بن سنان وكذا سمى أباه يحيى بن يونس الشيرازي وقال بن منده ذكر في الصحابة وعداده في التابعين عبد الله بن شريح يقال إنه بن أم مكتوم قال البغوي في معجمه حدثني الزعفراني حدثنا حجاج قال قال بن جريج أخبرني عبد الكريم أنه سمع مقسما يحدث عن بن عباس قال عبد الله بن شريح أو شريح بن مالك بن ربيعة هو بن أم مكتوم الأعمى قال البغوي وقال أبو موسى هارون بن عبد الله ويقال عمرو بن أم مكتوم ويقال عبد الله بن شريح قلت وستأتي ترجمته فيمن اسمه عمرو إن شاء الله تعالى عبد الله بن شريك بن أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي شهد أحدا مع أبيه شريك وليس هو أبا الخير عبد الله بن شعيب قرأت بخط مغلطاي قال أخرج بن أبي العوام في مناقب أبي حنيفة من طريق أبي أسامة عنه عن رشدين عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن شعيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الأعمال العج والثج (4/84)
<85> عبد الله بن شفي بن رقي الرعيني ثم العتكي قال بن يونس له وفادة ثم رجع إلى اليمن فقاتل أهل الردة فقتل أخوه جرادة بن شفي ثم شهد عبد الله فتح مصر ذكره هشام بن المنذر أخرجه أبو موسى عبد الله بن شقير في عبد الله بن سفيان عبد الله بن شمر ويقال بن شمران الخولاني قال بن يونس هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم معروف من أهل مصر شهد فتح مصر وقال أبو نعيم عداده في التابعين عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري جد الفقيه بن شهاب الزهري من قبل أبيه وشهاب اسم جده وهو محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب وله جد آخر من قبل أبيه يقال له عبد الله بن شهاب أيضا أخو هذا وهما أخوان اسم كل واحد منهما عبد الله فأما جده من قبل أمه فشهد أحدا مع الكفار ويقال هو الذي شج وجه النبي صلى الله عليه وسلم ثم أسلم بعد ذلك ومات بمكة قاله أبو عمر تبعا للزبير بن بكار وسيأتي في ترجمة ابنه عبيد الله له حديث يمكن أن يكون من رواية عبد الله إن صح وقد رويناه من طريق يعيش بن الجهم حدثنا داود بن سليمان الحديثي عن الزهري عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بدا شيب الرجل في عارضيه فذلك من همه وإذا بدا في مقدمه فذاك من كرمه وإذا بدا في قفاه فذاك من لؤمه وإذا بدا في شاربه فذاك من فسقه وهذا متن منكر جدا وإسناده مجهول وذكر البلاذري أنه مات في أيام عثمان عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن زهرة بن كلاب الزهري وهو الذي قبله وهو جد الزهري من قبل أمه وكان من السابقين ذكره الزهري والزبير وغيرهما فيمن هاجر إلى الحبشة ومات بمكة قبل هجرة المدينة وكذا قال الطبري وقال بن سعد والزبير كان اسمه عبد الجان فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله زاد بن سعد وليس له حديث وزعم السهيلي أنه مات بمكة بعد الفتح ولعل مستنده ما ذكره الوقاصي عن الزهري أن عبد الله بن شهاب قدم مع جعفر في السفينة لكن الوقاصي ضعيف وروى البخاري في تاريخه الأوسط من طريق يونس عن بن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وعروة قالوا ممن أقام بالحبشة عبد الله بن شهاب عبد الله بن شهاب كان اسمه عبد الجان فغيره النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن الشياب تفرد بن أبي داود بتسميته ولا يأتي في الروايات إلا مبهما وأخرج حديثه بن أبي عاصم وابن منده وغيرهما من طريق خالد بن معدان عن بن أبي بلال قال قال بن الشياب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم الشعب آخر الصحابة ليس بينه وبين العدو غير حمزة يقاتل العدو فرصده وحشي فقتله الحديث عبد الله بن أبي شيخ المحاربي قال بن السكن يقال له صحبة وفي إسناده نظر قلت تفرد بتسميته أيضا بن أبي داود ولا يأتي في الروايات إلا مبهما روى بن السكن وابن شاهين والباوردي (4/85)
<86> وغيرهم من طريق قيس بن الربيع عن امرئ القيس عن عاصم بن بحير عن بن أبي شيخ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم فقال يا معشر محارب نصركم الله ولا تسقوني حلب امرأة قال بن أبي داود لم يرو غيره عبد الله بن الصدفي ذكر الرشاطي في الأنساب أن له وفادة عبد الله بن صرد الجشمي ذكر وثيمة في الردة أنه كان زوج المرأة التي أسرها عيينة بن حصن فقدم زوجها عبد الله بن صرد في فدائها فأبي عيينة أن يفاديها فأتى عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن عيينة أبي أن يفادي بامرأتي وعلام يمسكها فوالله ما ثديها بناهد ولا بطنها بوالد ولا فوها ببارد قلت أحسبه أخا زهير بن صرد الماضي في حرف الزاي عبد الله بن صعصعة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي شهد أحدا وما بعدها وقتل يوم الجسر ذكره العدوي واستدركه بن فتحون وابن الأثير عبد الله بن صفوان بن قدامة التميمي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه وهو أخو عبد الرحمن بن صفوان الآتي عبد الله بن صفوان في محمد بن صفوان عبد الله بن صفوان الخزاعي قال أبو عمر ذكره بعضهم في الرواة وقال له صحبة وهو عندي مجهول قلت كأنه عني البخاري فإنه قال عبد الله بن صفوان الخزاعي له صحبة وتبعه بن أبي حاتم وذكره بن السكن أيضا ومثل هذا لا يقال بأنه مجهول كيف وقد روى بن منده عن طريق حماد بن سلمة حدثنا بن سنان عن يعلى بن شداد أن عبد الله بن صفوان وكانت له صحبة أوصى أن يشق مما يلي الأرض من أكفانه وأن يهال عليه التراب هيلا وسيأتي له ذكر في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الرحمن عبد الله بن صفوان غير منسوب ذكره العسكري في الصحابة وساق من طريق إبراهيم بن طهمان عن رجل عن عبد الرحمن بن أسود عن أبيه عن عبد الله بن صفوان قال ذهب النبي صلى الله عليه وسلم يوما لحاجته فقال إئتني بشيء استنجي به قلت والذي يظهر أنه وقع في تسمية أبيه خطأ فإن الحديث من هذا الوجه معروف بابن مسعود أخرجه البخاري وغيره من رواية زهير بن معاوية وشريك وغيرهما عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن أبي مسعود إلا أنه يحتمل التعدد على بعد عبد الله بن صوريا ويقال بن صور الإسرائيلي وكان من أحبار اليهود يقال أنه أسلم وذكر الثعلبي عن الضحاك أن قوله تعالى الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته نزلت في عبد الله بن سلام وعبد الله بن صوريا وغيرهما وذكر السهيلي عن النقاش أنه أسلم وخبره في قصة الزانيين والرجم مشهور من حديث بن عمر في الصحيحين وغيرهما ولكن ليس فيه ما يدل على أنه أسلم وقد ذكر مكي في تفسيره أن قوله تعالى يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر نزلت في عبد الله بن صوريا (4/86)
<87> وهذا إن صح أنه أسلم لا ينافيه لكن في التاريخ المظفري عن مكي أنه قال ارتد بن صوريا بعد أن أسلم فالله أعلم ثم وجدت ذلك في السيرة لابن إسحاق فإنه قال في الفصل المتعلق باليهود بعد الهجرة وما أنزلت بسبب ذلك من الآيات فقال ما نصه واجتمع أحبارهم في بيت المدراس فأتوا برجل وامرأة زنيا بعد إحصانهما فقالوا حكموا فيهما محمدا فذكر القصة مطولة وفيها فأخرجوا له عبد الله بن صوريا فخلا به فناشده هل تعلم أن الله حكم فيمن زنا بعد إحصانه بالرجم في التوراة قال اللهم نعم أما والله يا أبا القاسم إنهم ليعرفون أنك نبي مرسل ولكنهم يحسدونك قال فخرج فأمر بهما فرجما ثم جحد بن صوريا بعد ذلك نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون الآية وهو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما للرجل وما للمرأة من الولد فقال للمرأة اللحم والدم والظفر والشعر وللرجل العظم والعصب والعروق فقال صدقت عبد الله بن صيفي بن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن سري بن أنيف الأنصاري ذكر بن الكلبي والطبري أنه من قضاعة ثم من بني أراش بن عامر وكان حليفا لبني عمرو بن عوف وذكر البغوي وابن شاهين أنه شهد الحديبية وبايع تحت الشجرة وهو بن عم طلحة بن البراء بن عمير بن وبرة عبد الله بن ضمار بن مالك هو العلاء بن الحضرمي قال بن السكن العلاء لقب واسمه عبد الله عبد الله بن ضمرة بن مالك بن سلمة بن عبد العزي البجلي روى بن شاهين وابن السكن وابن منده وأبو سعد في شرف المصطفى كلهم من طريق صابر بن سالم بن حميد بن يزيد بن عبد الله بن ضمرة حدثني أبي عن أبيه حدثني يزيد حدثتني أختي أم القصاف بنت عبد الله حدثني أبي أنه بينما هو قاعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه إذ قال لهم سيطلع عليكم من هذه الثنية خير ذي يمن فإذا هم بجرير بن عبد الله فذكر الحديث وفيه إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وكلهم سواء إلا أن بن السكن سقط من روايته حدثتني أختي جبلة من رواية يزيد عن أبيه وزاد بن شاهين قال صابر وحدثني يزيد بن تيهان حدثني أبي تيهان بن يزيد حدثني أبي يزيد بن عبد الله حدثتني أختي حدثني أبي عبد الله البجلي بنحوه وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى أبو أحمد صابر بن سالم بن حميد بن يزيد بن عبد الله بن ضمرة بن مالك البجلي وقال بن منده عبد الله بن ضمرة بن مالك البجلي عداده في أهل البصرة وإسناده مجهول وكذا أخرجه الحكيم الترمذي عن صابر نفسه وسياق المتن عنده أتم وكذلك أخرجه أبو نعيم من طريق صابر مطولا وذكره بن عبد البر مختصرا فقال عبد الله بن ضمرة البجلي مخرج حديثه عن قوم من ولده في فضل جرير البجلي ومن ولده صابر بن سالم أبو أحمد المحدث وساق نسبه كما تقدم وقيل هو عبد الله بن يزيد بن ضمرة نسب كذلك ذكره بن قانع وقال حدثنا يموت بن المزرع وأحمد بن حموية بتستر قال أنبأنا صابر بن سالم فساقه مثل الأول إلا أنه قال حدثتني أختي أم الفضل بنت عبد الله أنه كان قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث كذا وقع عنده أم الفضل والصواب أم القصاف كما تقدم وكذا وقع عنده عبد الله بن يزيد فالله أعلم (4/87)
<88> عبد الله بن أبي ضمرة هو عبد الله بن أنيس الجهني أفرده البغوي واستدركه بن فتحون ونبه على أنه بن أنيس والد موسى فأجاد عبد الله بن طارق بن عمرو بن مالك البلوي حليف بني ظفر من الأنصار وكان أخا معتب بن عبيد لأمه ذكره موسى بن عقبة وأبو الأسود عن عروة في أهل بدر وذكروه في الستة الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى عضل والقارة فقتل منهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح سنة ثلاث من الهجرة وفرق بن سعد بن البلوي والظفري وقال إنهما إخوان لأم ورثاهم حسان وذكر أسماءهم في أبياته الثانية عبد الله بن الطفيل بن عبد الله بن الحارث بن سخبرة الأزدي ذكره بن حبان والباوردي في الصحابة وقد مضى ذكر أبيه وأنه أخو عائشة لأمها وفي صحيح البخاري ما يقتضي أن عبد الله هذا كان رجلا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ففي غزوة الرجيع من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في حديث الهجرة وفيه وكانت لأبي بكر منحة وكان عامر بن فهيرة غلاما لعبد الله بن الطفيل بن سخبرة أخي عائشة لأمها يروح بها ويغدو عليهم ويصبح فيدلج إليها ثم يسرح فلا يفطن به أحد عبد الله بن طهفة في طهفة عبد الله بن عامر بن أنيس بن المنتفق بن عامر العامري وقيل عبد الله بن أنيس بحذف عامر روى الحسن بن سفيان في مسنده حدثنا أبو وهب الحراني حدثنا يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن عامر بن أنيس قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشره بإسلام قومي قال فصافحه النبي صلى الله عليه وسلم وحياه وقال أنت الوافد المبارك كذا أخرجه وقال الخطيب في المتفق أنبأنا محمد بن أبي نصر حدثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان بهذا السند فقال عن عبد الله بن أنيس ذكره في ترجمة عبد الله بن أنيس من المتفق عبد الله بن عامر البلوي حليف بني ساعدة من الأنصار ذكره أبو عمر مختصرا وقال شهد بدرا قلت ولعله عبد الله بن طارق الماضي قريبا عبد الله بن عامر السلماني من بني سلمان بن معمر ذكر الرشاطي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون عبد الله بن عامر بن لويم يأتي في عبد الله بن عمرو عبد الله بن عامر ذكره البغوي غير منسوب وأخرج من طريق عثمان بن عبد الله التيمي قال مطرنا في زمان أبان بن عثمان بالمدينة فصلى بنا العيد في المسجد ثم قال لعبد الله بن عامر قم فأخبر الناس بما حدثتني فقال عبد الله بن عامر مطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة عيد فصلى عمر بالناس في المسجد ثم قال أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج بالناس إلى المصلى من شعبة فلما أن كان هذا المطر فالمسجد أرفق بهم قلت أظن في قوله في عهد النبي صلى (4/88)
<89> الله عليه وسلم غلطا والصواب في عهد عمر فإنما في سياقه يدل على ذلك وأظن عبد الله بن عامر هذا هو بن ربيعة الأتي في الثالث عبد الله بن عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر العنزي بسكون النون حليف بني عدي ثم الخطاب والد عمر وأبوه من كبار الصحابة تقدم ذكره ذكر الزبير أنه استشهد بالطائف وهو عبد الله بن عامر الأكبر وأما الأصغر فله رؤية وسيأتي وأمهما ليلى بنت أبي حثمة بن عبد الله بن عويج قال الواقدي قتل الأكبر بالطائف وروى عباس الدوري في تاريخه عن يحيى بن معين قال في رواية أبي معشر قال قتل عبد الله بن عامر بن ربيعة بالطائف أصابته رمية وولد لأمه آخر فسماه أبوه عبد الله يعني على اسمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأمه أبشري بعبد الله خلف عن عبد الله قلت وهذا لا يصح لما سأذكره في ترجمة أخيه أنه حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا وهو غلام والطائف كانت في آخر سنة ثمان من الهجرة فمن يولد بعدها إنما يدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم سنتين فقط ومثله لا يقال له غلام إنما يقال له طفل عبد الله بن عامر بن ربيعة أخو الذي قبله وهو الأصغر يكنى أبا محمد ذكره الترمذي في الصحابة وقال رآى النبي صلى الله عليه وسلم وما سمع منه حرفا وإنما روايته عن الصحابة وقال أبو حاتم الرازي رآى النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أمه وهو صغير وقال أبو زرعة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن حبان لما ذكره في الصحابة أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم في بيتهم وهو غلام وأشاروا كلهم إلى الحديث الذي أخرجه أحمد والبخاري في التاريخ وابن سعد والطبراني والذهلي من طريق محمد بن عجلان عن زياد مولى عبد الله بن عامر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمي وأنا غلام فأدبرت خارجا فنادتني أمي يا عبد الله تعال أعطك هاك فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما تعطينه قالت أعطيه تمرا قال أما أنك لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة ورواية البخاري مختصرة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بيتنا وأنا صبي ونقل بن سعد عن الواقدي أنه قال ما أراه محفوظا مع أنه نقل عنه أن عبد الله يكون بن خمس سنين عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال بن منده كان بن خمس وقيل أربع وأسند البخاري من طريق شعيب عن الزهري أخبرني عبد الله بن عامر وكان أكبر بني عدي وذكره في التابعين العجلي فقال من كبار التابعين وقال بن معين لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ونقل عن الدوري عن أبي معشر ما تقدم في ترجمة أخيه الذي قبله ولا أرى ذلك يفسد ما قال بن حبان جل روايته عن الصحابة قلت روى عن أبيه وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وحارثة بن النعمان وعائشة وجابر روى عنه الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري وعاصم بن عبيد الله ومحمد بن زيد بن المهاجر وعبد الرحمن بن القاسم وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وآخرون وكان لعبد الله بن عامر شعر فمنه ما رثى به زيد بن الخطاب وكان قد خرج بقتلى بين فريقين من بني عدي ووقع بينهم منازعة وأحد الفريقين من آل أبي حذيفة وآلاخر من آل مطيع بن الأسود فقتل زيد بن الخطاب بينهم فقال عبد الله بن عامر يرثيه (4/89)
<90> إن عديا ليلة البقيع تكشفوا عن رجل صريع مقاتل في الحسب الرفيع أدركه شؤم بني مطيع وقال الزهري في روايته عنه أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة وكان من أكبر بني عدي يعني بالحلف قال الهيثم بن عدي مات سنة بضع وثمانين وقال الطبري في الذيل مات سنة خمس وثمانين عبد الله بن عائذ بن قرط ويقال بن قريط تقدم في عائذ بن قرط عبد الله بن عائذ الثمالي ذكره بن حبان في التابعين لكن قال يقال له صحبة وخلط أبو أحمد العسكري ترجمته بترجمة عبد الله بن عبد فوهم وكذا من تبعه عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو العباس بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية ولد وبنو هاشم بالشعب قبل الهجرة بثلاث وقيل بخمس والأول أثبت وهو يقارب ما في الصحيحين عنه أقبلت وأنا راكب على حمار أتان وأن يومئذ قد ناهزت سن الاحتلام والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بمنى إلى غير جدار الحديث وفي الصحيح عن بن عباس قبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ختين وفي رواية وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك وفي طريق أخرى قبض وأنا بن عشر سنين وهذا محمول على إلغاء الكسر روى الترمذي من طريق ليث عن أبي جهضم عن بن عباس أنه رآى جبرائيل عليه السلام مرتين وفي الصحيح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ضمه إليه وقال اللهم علمه الحكمة وكان يقال له حبر العرب ويقال إن الذي لقبه بذلك جرجير ملك المغرب وكان قد غزا مع عبد الله بن أبي سرح إفريقية فتكلم مع جرجير فقال له ما ينبغي إلا أن تكون حبر العرب ذكر ذلك بن دريد في الأخبار المنثورة له وقال الواقدي لا خلاف عند أئمتنا أنه ولد بالشعب حين حصرت قريش بني هاشم وإنه كان له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة وروى أبو الحسن المدائني عن سحيم بن حفص عن أبي بكرة قال قدم علينا بن عباس البصرة وما في العرب مثله جسما وعلما وثيابا وجمالا وكمالا وأخرج الطبراني من طريق بن أبي الزناد عن أبيه عن النعمان أن حسان بن ثابت قال كانت لنا عند عثمان أو غيره من الأمراء حاجة فطلبناها إليه جماعة من الصحابة منهم بن عباس وكانت حاجة صعبة شديدة فاعتل علينا فراجعوه إلى أن عذروه وقاموا إلا بن عباس فلم يزل يراجعه بكلام جامع حتى سد عليه كل حاجة فلم يرى بدا من أن يقضي حاجتنا فخرجنا من عنده وأنا آخذ بيد بن عباس فمررنا على أولئك الذين كانوا عذروا وضعفوا فقلت كان عبد الله أولاكم به قالوا أجل فقلت امدحه إذا قال لم يترك مقالا لقائل بملتقطات لا ترى بينها فصلا كفى وشفى ما في الصدور ولم يدع لذي اربة في القول جدا ولا هزلا سموت إلى العليا بغير مشقة فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا قال بن يونس غزا إفريقية مع عبد الله بن سعد سنة سبع وعشرين وقال بن منده كان أبيض طويلا (4/90)
<91> مشربا صفرة جسيما وسيما صبيح الوجه له وفرة يخضب بالحناء وقال محمد بن عثمان بن أبي خيثمة في تاريخه حدثنا أبيه حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق رأيت بن عباس رجلا جسيما قد شاب مقدم رأسه وله جمة وقال أبو عوانة عن أبي حمزة كان بن عباس إذا قعد أخذ مقعد رجلين وفي معجم البغوي من طريق داود بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن بن عمر أنه كان يقرب بن عباس ويقول إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاك فمسح رأسك وتفل في فيك وقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ورواه بن خثيم عن سعيد بن جبير عن بن عباس بالمرفوع نحوه وفي فوائد أبي الطاهر الذهلي من طريق سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن بن عباس أنه سكب للنبي صلى الله عليه وسلم وضوءا عند خالته ميمونة فلما فرغ قال من وضع هذا فقالت بن عباس فقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل وفي مسند أحمد من طريق حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار أن كريب أخبره أن بن عباس قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فجرني حتى جعلني حذاءه فلما أقبل على صلاته خنست فلما انصرف قال لي ما شأنك فقلت يا رسول الله أو ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله فدعا لي أن يزيدني الله علما وفهما وقال بن سعد حدثنا الأنصاري حدثنا إسماعيل بن مسلم حدثني عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح على ناصيتي وقال اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب وقال بن سعد حدثنا محمد بن عبيد حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن شعيب بن يسار عن عكرمة قال أرسل العباس عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق ثم جاء فقال رأيت عنده رجلا لا أدري ليت من هو فجاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قال عبد الله فدعاه فأجلسه في حجره ومسح رأسه ودعا له بالعلم وروى الزبير بن بكار من طريق داود عن عطاء عن زيد بن أسلم عن بن عمر دعا النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس فقال اللهم بارك فيه وانشر منه وروى بن سعد من طريق يسر بن سعيد عن محمد بن أبي بن كعب عن أبيه أنه سمعه يقول وكان عنده بن عباس فقام قال هذا يكون حبر هذه الأمة أوتي عقلا وجسما ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفقه في الدين وقال بن سعد حدثنا بن نمير عن زكريا بن عامر هو الشعبي قال دخل العباس على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ابنه عبد الله لقد رأيت عنده رجلا فقال ذاك جبرائيل وقال الدارمي والحارث في مسنديهما جميعا حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن بن عباس قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير قال فقال واعجبا لك أترى الناس يفتقرون إليك قال فترك ذلك وأقبلت أسأل فإن كان ليبلغني الحديث عن رجل فأتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه تسفى الريح علي من التراب فيخرج فيراني فيقول يا بن عم رسول الله ما جاء بك هلا أرسلت إلي فأتيك فأقول لا أنا أحق أن آتيك فأسأله عن الحديث فعاش الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي ليسألوني فقال هذا الفتى كان أعقل مني وقال محمد بن هارون الروياني في مسنده حدثنا محمد بن زياد حدثنا فضيل بن عياض عن فائد (4/91)
<92> عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع كان بن عباس يأتي أبا رافع فيقول ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم يوم كذا ومع بن عباس ما يكتب ما يقول وأخرج البغوي من طريق عمرو بن علقمة عن أبي سلمة قال وجدت علم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحي من الأنصار إن كنت لأقيل بباب أحدهم ولو شئت أن يؤذن لي عليه لأذن لكن أبتغي بذلك طيب نفسه وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري قال قال المهاجرون لعمر ألا تدعوا أبناءنا كما تدعو بن عباس قال ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول وفي تاريخ يعقوب بن سفيان من طريق يزيد بن الأصم عن بن عباس قال قدم على عمر رجل فسأله عن الناس فقال قرأ منهم القرآن كذا وكذا فقال بن عباس ما أحب أن يسأل عن آي القرآن قال فزبرني عمر فانطلقت إلى منزلي فقلت ما أراني إلا قد سقطت من نفسه فبينا أنا كذلك إذا جاءني رجل فقال أجب فأخذ بيدي ثم خلا بي فقال ما كرهت مما قال الرجل فقلت يا أمير المؤمنين إن كنت أسأت فاستغفر الله قال لتحدثني قلت إنهم متى تنازعوا اختلفوا ومتى اختلفوا اقتتلوا قال لله أبوك لقد كنت أكتمها الناس وفي المجالسة من طريق المدائني قال علي في بن عباس إنا لننظر إلى الغيث من ستر رقيق لعقله وفطنته ومن طريق بن المبارك عن داود وهو بن أبي هند عن الشعبي قال ركب زيد بن ثابت فأخذ بن عباس بركابه فقال لا تفعل يا بن عم رسول الله فقال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا فقبل زيد بن ثابت يده وقال هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا وأخرج يعقوب بن سفيان عن سليمان بن حرب عن جرير بن حازم عن أيوب مثل ما أخرج أحمد عن إسماعيل عن أيوب عن عكرمة أن عليا حرق ناسا فبلغ بن عباس فقال لم أكن لأحرقهم الحديث زاد سليمان فبلغ عليا قوله فقال ويح بن أم الفضل إنه لغواص وقال أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم هو أبو الضحى عن مسروق قال قال عبد الله هو بن مسعود أما إن بن عباس لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد زاد جعفر بن عوف عن الأعمش وكان يقول نعم ترجمان القرآن بن عباس أخرجهما البيهقي وأخرجه يعقوب بن سفيان عن إسماعيل بن الخليل عن علي بن مسهر عن الأعمش كرواية أبي معاوية وزاد قال الأعمش وسمعتهم يتحدثون عن عبد الله قال ولنعم ترجمان القرآن بن عباس وأخرج بن سعد بسند حسن عن سلمة بن كهيل قال قال عبد الله نعم ترجمان القرآن بن عباس وفي تاريخ محمد بن عثمان بن أبي شيبة وأبي زرعة الدمشقي جميعا من طريق عمير بن بشر الخثعمي عمن سأل بن عمر عن شيء فقال سل بن عباس فإنه أعلم من بقي بما أنزل الله على محمد وأخرجه بن أبي خيثمة من وجه آخر عن بن عمر لكن فيه جابر الجعفي وأخرج أبو نعيم من طريق حمزة بن أبي محمد عن عبد الله بن دينار أن رجلا سأل بن عمر عن قوله تعالى كانتا رتقا ففتقناهما فقال اذهب إلى ذلك الشيخ فسله ثم تعال فأخبرني فذهب إلى بن عباس فسأله فقال كانت السماوات رتقاء لا تمطر والأرض رتقاء لا تنبت ففتق هذه بالمطر وهذه بالنبات فرجع الرجل فأخبر بن عمر فقال لقد أوتي بن عباس علما صدقا هكذا لقد كنت أقول ما يعجبني جرأة بن عباس على تفسير القرآن فالآن قد علمت أنه قد أوتي علما وأخرج بن سعد بسند صحيح عن يحيى بن سعيد الأنصاري لما مات زيد بن ثابت قال أبو هريرة مات حبر هذه (4/92)
<93> الأمة ولعل الله أن يجعل في بن عباس خلفا وقال عمرو بن حبشي سألت بن عمر عن آية فقال انطلق إلى بن عباس فاسأله فإنه أعلم من بقي بما أنزل الله تعالى على محمد وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق بن إسحاق عن عبد الله بن شبيب قال قالت عائشة هو أعلم الناس بالحج وفي فوائد بن المقرىء من طريق بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عمر كان يأخذ بقول بن عباس في العضل قال وعمر عمرا وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق بن أبي الزناد عن هشام بن عروة سألت أبي عن بن عباس فقال ما رأيت مثل بن عباس قط وفي معجم البغوي من طريق عبد الجبار بن الورد عن عطاء ما رأيت قط أكرم من مجلس بن عباس أكثر فقها وأعظم خشية إن أصحاب الفقه عنده وأصحاب القرآن عنده وأصحاب الشعر عنده يصدرهم كلهم من واد واسع وعند بن سعد من طريق ليث بن أبي سليم عن طاوس رأيت سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تدارءوا في أمر صاروا إلى قول بن عباس وعند البغوي من وجه آخر عن طاوس أدركت خمسين أو سبعين من الصحابة إذا سئلوا عن شيء فخالفوا بن عباس لا يقومون حتى يقولوا هو كما قلت أو صدقت وفي تاريخ عباس الدوري عن بن معين عن بن عيينة عن بن أبي نجيح ما رأيت مثل بن عباس قط ولقد مات يوم مات وإنه لحبر هذه الأمة وأخرجه بن سعد عن أبي نعيم ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة عن سعيد بن عمرو وأخرجه يعقوب بن سفيان عن الحميدي كلهم عن سفيان ومن طريق أبي أمامة عن الأعمش عن مجاهد كان بن عباس يسمى البحر لكثرة علمه وفي الجعديات عن شعبة بن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد سألت البحر عن لحوم الحمر وكان يسمى بن عباس البحر الحديث وأصله في البخاري وأخرج بن سعد بسند صحيح عن ميمون بن مهران قال لو أتيت ابن عباس بصحيفة فيها ستون حديثا لرجعت ولم تسأله عنها وسمعتها يسأله الناس فيكفونك وفي أمالي الصولي من طريق شريك عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق كنت إذا رأيت بن عباس قلت أجمل الناس فإذا نطق قلت أفصح الناس فإذا تحدث قلت أعلم الناس وقال يعقوب بن سفيان حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال قرأ بن عباس سورة النور فجعل يفسرها فقال رجل لو سمعت هذا الديلم لأسلمت وفي رواية أبي العباس السراج من طريق أبي معاوية عن الأعمش بهذا السند خطب بن عباس وهو على الموسم فجعل يقرأ ويفسر فجعلت أقول لو سمعته فارس والروم لأسلمت وزاد بن أبي شيبة من طريق عاصم عن أبي وائل سنة قتل عثمان وكان أمره على الحج تلك السنة وزاد قال أبو وائل قال رجل إني لأشتهي أن أقبل رأسه يعني من حلاوة كلامه وقال سعيد بن منصور حدثنا سفيان عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير كنت أسمع الحديث من بن عباس فلو يأذن لي لقبلت رأسه وعند الدارمي وابن سعد بسند صحيح عن عبيد الله بن أبي يزيد كان بن عباس إذا سئل فإن كان في القرآن أخبر به فإن لم يكن وكان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر به فإن لم يكن وكان عن أبي بكر وعمر أخبر به فإن لم يكن قال برأيه وفي رواية بن سعد اجتهد رأيه وعند البيهقي من طريق كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة قال شتم رجل بن عباس فقال إنك لتشتمني وفي ثلاث إني (4/93)
<94> لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأحبه ولعلي لا أقاضي إليه أبدا وإني لأسمع بالغيث يصيب البلاد من بلدان المسلمين فأفرح به وما لي بها سائمة ولا راعية وإني لآتي على آية من كتاب الله تعالى فوددت أن المسلمين كلهم يعلمون منها مثل ما أعلم وقال يعقوب بن سفيان حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال سنة قتل عثمان حج بالناس عبد الله بن عباس بأمر عثمان وعن يحيى بن بكير عن الليث سنة خمس وثلاثين وذكر خليفة أن عليا ولاه البصرة وكان على الميسرة يوم صفين واستخلف أبا الأسود على الصلاة وزيادا على الخراج وكان استكتبه فلم يزل بن عباس على البصرة حتى قتل علي فاستخلف على البصرة عبد الله بن الحارث ومضى إلى الحجاز وأخرج الزبير بسند له أن بن عباس كان يغشى الناس في رمضان وهو أمير البصرة فما ينقضي الشهر حتى يفقههم قال وحدثني محمد بن سلام قال سعى ساع إلى بن عباس برجل فقال إن شئت نظرنا فإن كنت كاذبا عاقبناك وإن كنت صادقا نفيناك وإن شئت أقلتك قال هذه وفي كتاب الجليس للمعافى من طريق بن عائشة عن أبيه نظر الحطيئة إلى ابن عباس في مجلس عمر وقد فرع بكلامه فقال من هذا الذي نزل عن القوم بسنه وعلاهم في قوله قالوا هذا بن عباس فأنشأ يقول إني وجدت بيان المرء نافلة يهدي له ووجدت العي كالصمم المرء يبلى ويبقى الكلم سائرة وقد يلام الفتى يوما ولم يلم وقال الزبير بن بكار حدثت عن عمرو بن دينار قال لما مات عبد الله بن العباس قال مات رباني هذه الأمة وساق بسند له إلى موسى بن عقبة عن مجاهد عن بن عباس مات بالطائف فصلي عليه بن الحنفية فجاء طائر أبيض فدخل في أكفانه فما خرج منها فلما سوى عليه التراب قال بن الحنفية مات والله اليوم حبر هذه الأمة وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق عبد الله بن يامين أخبرني أبي أنه لما مر بجنازة عبد الله بن عباس جاء طائر أبيض يقال له الغرنوق فدخل في النعش فلم ير بعد وأخرج بن سعد من طريق يعلى بن عطاء عن بجير بن عبد الله قال لما خرج نعش بن عباس جاء طائر أبيض عظيم من قبل وج حتى خالط أكفانه فلم يدر أين ذهب فكانوا يرون أنه علمه وروينا في جزء الحسن بن عرفة حدثنا مروان بن شجاع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال مات بن عباس بالطائف فشهدت جنازته فجاء طائر أبيض لم ير على خلقته فدخل في نعشه ولم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك إلى آخر السورة وفي وفاته أقوال سنة خمس وستين وقيل سبع وقيل ثمان وهو الصحيح في قول الجمهور وقال المدائني عن حفص بن ميمون عن أبيه توفي عبد الله بن عباس في الطائف فجاء طائر أبيض فدخل بين النعش والسرير فلما وضع في قبره سمعنا تاليا يتلو يا أيتها النفس المطمئنة الآية واتفقوا على أنه مات بالطائف سنة ثمان وستين واختلفوا في سنه فقيل بن إحدى وسبعين وقيل بن اثنتين وقيل بن أربع والأول هو الأقوى عبد الله بن عباس بن علقمة ذكر الزبير بن بكار له قصة مع معاوية في ترجمة عثمان بن الحويرث قد يؤخذ منها أن له صحبة (4/94)
<95> عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي من السابقين الأوليين إلى الإسلام قال بن إسحاق أسلم بعد عشرة أنفس وكان أخا النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة كما ثبت في الصحيحين وتزوج أم سلمة ثم صارت بعده إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان بن عمة النبي صلى الله عليه وسلم أمه برة بنت عبد المطلب وهو مشهور بكنيته أكثر من اسمه ومات بالمدينة بعد أن رجعوا من بدر كذا قال بن منده وقال بن إسحاق بعد أحد وهو الصحيح وروى بن أبي عاصم في الأوائل من حديث بن عباس أول من يعطى كتابه بيمينه أبو سلمة بن عبد الأسد وأول من يعطى كتابه بشماله أخوه سفيان بن عبد الأسد وقال أبو نعيم كان أول من هاجر إلى المدينة زاد بن منده وإلى الحبشة وذكره موسى بن عقبة وغيره من أصحاب المغازي فيمن هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة وفيمن شهد بدرا وأخرج البغوي بسند صحيح إلى قبيصة بن ذؤيب أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى أبا سلمة يعوده وهو بن عمته وأول من هاجر بظعينته إلى أرض الحبشة ثم إلى المدينة وأخرج البغوي من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت حدثني بن أم سلمة أن أبا سلمة جاء إلى أم سلمة فقال لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا أحب إلي من كذا وكذا سمعته يقول لا يصيب أحدا مصيبة فيسترجع عند الله ثم يقول اللهم عندك احتسبت مصيبتي هذه اللهم اخلفني فيها إلا أعطاه الله قالت أم سلمة فلما أصيب أبو سلمة قلت ولم تطب نفسي أن أقول اللهم أخلفني منها ثم قلت من خير من أبي سلمة أليس أليس ثم قلت ذلك فلما إنقضت عدتها أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجته وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن عمر بن أبي سلمة عن أمه أم سلمة عن أبي سلمة قال الترمذي حسن غريب ولفظه إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إن لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك احتسبت مصيبتي الحديث ولم يذكر ما في أخره وفي رواية النسائي وهي عند أبي داود والبغوي عن حماد عن ثابت عن أبي بكر عن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة وليس فيه عن أبي سلمة وأخرجه بن ماجة من رواية عبد الملك بن قدامة الجمحي عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة عن أبي سلمة فذكر نحو الأول وفيه فلما توفي أبو سلمة ذكرت الذي كان حدثني فقلت فلما أردت أن أقول اللهم عضني خيرا منها قلت في نفسي أعاض خيرا من أبي سلمة ثم قلتها فعاضني الله محمدا صلى الله عليه وسلم قال البغوي قال أبو بكر بن زنجويه توفي أبو سلمة في سنة أربع من الهجرة بعد منصرفه من أحد انتقض به جرح كان أصابه بأحد فمات منه فشهده رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا قال بن سعد إنه شهد بدرا وأحدا فجرح بها ثم بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على سرية إلى بني أسد في صفر سنة أربع ثم رجع فانتقض جرحه فمات في جمادى الآخرة وبهذا قال الجمهور كإبن أبي خيثمة ويعقوب بن سفيان وابن البرقي والطبري وأخرون وأرخه بن عبد البر في جمادى الآخرة سنة ثلاث والراجح الأول عبد الله بن عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي وهو بن أبي بن سلول وكانت سلول امرأة من خزاعة وكان أبوه (4/95)
<96> رأس المنافقين وكان اسم هذا الحباب بضم المهملة والموحدتين وبه يكنى أبوه فسماه النبي صلى الله عليه وسلم وشهد عبد الله هذا بدرا وأحدا والمشاهد قال بن أبي حاتم له صحبة روت عنه عائشة وذكره بن شهاب وعروة وغيرهما فمن شهد بدرا وقال بن حبان لم يشهدها ويقال أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل أبيه فقال بل أحسن صحبته وروى ذلك بن منده من طريق محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبي هريرة بهذا وفيه قصة وروى الطبراني من طريق عروة عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أنه استأذن نحوه فقال لا تقتل أباك وفي الصحيحين والترمذي عن أبن عمر لما مات عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعطي قميصك أكفنه فيه الحديث وروى أبو نعيم وابن السكن من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أنه ندرت ثنيته فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب وهذا المراد بقول بن أبي حاتم روت عنه عائشة لكن أخرجه البغوي من طريق أخرى عن هشام بن عروة يقال فيه إن عبد الله أصيبت أنفه لم يذكر فيه عائشة ووهم بن منده فقال أصيبت أنفه وذكره بن عبد البر فيمن كتب للنبي صلى الله عليه وسلم واستشهد عبد الله باليمامة في قتال الردة سنة اثنتي عشرة عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي تقدم نسبه في ترجمة أبيه قال أبو حاتم له صحبة وقال الطبري أسلم مع أبيه وقال بن حبان قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ثمان سنين وقال الواقدي حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أعاده بن حبان في التابعين وفيهم ذكره البخاري وذكر له رواية عن عمر من رواية سليمان بن يسار عنه وعن أم سلمة من رواية محمد بن ثوبان عنه وقال الطبري أسلم عبد الله مع أبيه وذكره في الصحابة الباوردي وابن زبر وابن قانع وغيرهما وروى أحمد من طريق بن إسحاق حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في ثوب واحد متوشحا به ما عليه غيره وأخرجه أيضا هو والطبراني من طريق أبي الزناد عن عروة أخبرني عبد الله بن أبي أمية فيحتمل أن يكون نسب إلى جده وإلا فعبد الله بن أبي أمية لم يدركه عروة لأنه استشهد بالطائف وقد اختلف فيه على هشام ففي الصحيح عنه عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة ورجح هذه أبو حاتم وأبو زرعة وأن رواية بن إسحاق وهم وقال بن عبد البر قال مسلم روى عروة عن عبد الله بن أبي أمية فذكر هذا الحديث قال وذلك غلط إنما روى عروة عن عبد الله بن أبي أمية انتهى وقال بن فتحون نسبة مسلم إلى الغلط في هذه لا تتجه مع وجود الرواية بذلك قلت قد ذكرت في ترجمة عبد الله بن أبي أمية ما يحتمل أن يكون لأم سلمة أخوان كل منهما اسمه عبد الله فالله أعلم عبد الله بن عبد الله بن ثابت بن قيس الأنصاري في ترجمة عبد الله بن ثابت عبد الله بن عبد الله بن سراقة يأتي في القسم الأخير عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأموي الأنصاري ذكره أبو الشيخ في تاريخه قال و (4/96)
<97> قال أهل التاريخ كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي كتب الصلح بينهم وبين أهل حي وذكر عن محمد بن عاصم بإسناده قصة إمرته وقدومه أصبهان قلت وله ذكر في الردة لسيف بن عمر قال وكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص أن سرح عبد الله بن عبد الله بن عتبان إلى أهل نصيبين وكان شجاعا بطلا من أشراف الصحابة ووجوه الأنصار حليفا لبني الحبلي من الأنصار وقد استخلفه سعد لما رحل إلى عمر فلما عزل عمر سعدا أقر عبد الله على عمله ثم ولي عوضه زياد بن حنظلة فاستعفى فولى عمار بن ياسر وعقد عمر لعبد الله بن عبد الله على أصبهان فدخلها وعلى مقدمته عبد الله بن ورقاء الرياحي فقتل مقدم الفرس ثم صالحهم وسيأتي عبد الله بن عتبان وكأنه والد هذا فالله أعلم عبد الله بن عبد الله بن عثمان بن عامر هو بن أبي بكر الصديق تقدم في بن أبي بكر عبد الله بن عبد الله بن مالك ذكره أبو الفتح الأزدي في كتاب من وافق اسمه اسم أبيه وقال له صحبة وقد تقدم عبد الله بن عبد الله بن أبي بن مالك فلعل اسم جده سقط ذكره وغاير بينهما بن حبان في الصحابة عبد الله بن عبد الله بن هلال يأتي قريبا عبد الله بن عبد الله هو الأعشى المازني تقدم في بن الأعور عبد الله بن عبد الخالق يأتي في عبيد الله مصغرا عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري ذكره الطبري والباوردي وأبو يعلى في الصحابة وأوردوا له من طريق الخطاب بن سعيد عن سليمان بن محمد بن إبراهيم الأنصاري عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير المال النخل الحديث عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري ما أدري هو شيخ سليمان أو غيره روى حديثه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني المشهور الضعف عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المطعون شهيد وصاحب الهدم شهيد الحديث ذكره إسحاق بن إبراهيم وروى شاذان في فوائده عن سعد بن الصلت عن بن أبي يحيى والنسخة عند أبي عبد الله بن منده مروية لنا من طريقه بعلو إليه عن محمد عن إسحاق ولم يذكره في معرفة الصحابة ولا استدركه أبو موسى وذكره شيخ شيوخنا صلاح الدين العلائي في الوشي ولم يذكر لإبراهيم ترجمة ولا لأبيه ولا لجده هذا عبد الله بن عبد الرحمن أبو رويحة الخثعمي مشهور بكنيته يأتي عبد الله بن عبد الرحمن هو المخشي بن حمير يأتي بيان ذلك في حرف الميم عبد الله بن عبد العزي السلمي أبو سخبرة يأتي في الكنى عبد الله بن عبد الغافر وقيل عبيد بن عبد الغافر مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم روى أبو موسى من طريق علي بن محمد المنجوراني عن حماد عن ثابت عن عبد الله بن عبد الغافر وكان مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحابي فأمسكوا (4/97)
<98> الحديث وفي إسناده محمد بن علي الحناحاني ذكره الحاكم فقال أكثر أحاديثه مناكير وأخرجه بن منده من غير طريقه مختصرا لكنه قال عبيد بن عبد الغافر عبد الله بن عبد المدان واسمه عمرو بن الديان واسمه يزيد بن قطن بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي قال بن حبان له صحبة وقال بن سعد والطبري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن الكلبي كان اسمه عبد الحجر فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وذكر وثيمة أنه قام في قومه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فنهاهم عن الردة ويقال إنه عاش إلى خلافة علي فقتله بسر بن أبي أرطاة لما غزا اليمن من قبل معاوية وذكره المرزباني وقال كان هو وابنه مالك بن عبد الله صديقين لعبد الله بن جعفر وكان عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب لما صاهر عبد الله على ابنته واستعانه على اليمن لما أمره علي عليها ولما بلغه مسير بسر بن أبي أرطاة من قبل معاوية إلى اليمن خرج عنها عبيد الله واستخلف صهره هذا فقدم بسر فقتل عبد الله وابنه مالكا وولدي عبد الله بن العباس بن أخت مالك فلما بلغ ذلك عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال يرثيهم من أبيات يقول فيها ولولا أن تعنفني قريش بكيت على بني عبد المدان فإنهم أشد الناس فجعا وكلهم لبيت المجد باني لهم أبوان قد علمت يمان على آبائهم متقدمان وكذا ذكر بن الكلبي أن بسرا قتل مالكا وأباه عبد الله عبد الله بن عبد المدان أخو الذي قبله وكان الأكبر فرق بينهما بن الكلبي وقال في هذا كان شاعرا رئيسا وسيأتي له ذكر في قيس بن الحصين عبد الله بن عبد الملك الغفاري هو آبي اللحم تقدم وسمي المرزباني والده عبد ملك بفتح الميم وسكون اللام ليس أوله ألف ولام وقد تقدمت الإشارة إليه في حرف الهمزة وقال المرزباني كان شاعرا جاهليا فكأنه لم يستحضر أن له صحبة وإلا لكان يقول إنه مخضرم كعادته فيمن أدرك الجاهلية والإسلام من الشعراء عبد الله بن عبد مناف بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي أبو يحيى ذكره عروة وابن شهاب وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وأحدا عبد الله بن عبد نهم بن عفيف بن سحيم بن عدي بن ثعلبة بن سعد المزني يقال كان اسمه عبد العزي فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وهو عم عبد الله بن مغفل بن عبد نهم المزني وقال ابن حبان له صحبة وقال بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم التيمي قال كان عبد الله رجلا من مزينة وهو ذو البجادين يتيما في حجر عمه وكان محسنا له فبلغ عمه أنه أسلم فنزع منه كل شيء أعطاه حتى جرده من ثوبه فأتى أمه فقطعت له بجادا لها باثنتين فاتزر نصفا وارتدى نصفا ثم أصبح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت عبد الله ذو البجادين فالتزم بابي فالتزم بابه وكان يرفع صوته بالذكر فقال عمر أمراء هو قال بل هو أحد الأواهين قال التيمي وكان بن مسعود يحدث قال قمت في جوف الليل (4/98)
<99> في غزوة تبوك فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وإذا عبد الله ذو البجادين قد مات فإذا هم قد حفروا له ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته فلما دفناه قال اللهم إني أمسيت عنه راضيا فأرض عنه رواه البغوي بطوله من هذا الوجه ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا وهو كذلك في السيرة النبوية وأخرجه بن منده من طريق سعد بن الصلت عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال فذكره ومن طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده نحوه وأخرج أحمد وجعفر بن محمد الفريابي في كتاب الذكر من طريق بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين إنه أواه وذلك أنه كان يكثر ذكر الله بالقرآن والدعاء ويرفع صوته وروى عمر بن شبة من طريق عبد العزيز بن عمران قال لم ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبر أحد إلا خمسة منهم عبد الله المزني ذو البجادين قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر وعرت عليه الطريق فأبصره ذو البجادين فقال لأبيه دعني أدله على الطريق فأبى ونزع ثيابه عنه وتركه عريانا فاتخذ بجادا من شعر وطرحه على عورته ثم لحقهم فأخذ بزمام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وأنشأ يرتجز هذا أبو القاسم فاستقيمي تعرضي مدارجا وسومي تعرض الجوزاء في النجوم عبد الله بن عبد بن هلال الأنصاري من أهل قباء قال بن أبي حاتم روى عنه مولاه بشر قال أبو نعيم يقال عبد الله بن عبد الله بن هلال وقال بن حبان عبد الله بن عبد هلال له صحبة وقال البغوي والباوردي عبد الله بن هلال وروى الطبراني من طريق زيد بن الحباب عن بشير بن عمران حدثني مولاي عبد الله بن عبد هلال قال ما أنسى حين ذهب بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع الله له وبارك عليه قال فما أنسى برد يد رسول الله صلى الله عليه وسلم على يافوخي قال فكان يقوم الليل ويصوم النهار وهو أبيض الرأس واللحية تفرد زيد بن الحباب بالرواية عن بشير بن عمران ووقع في نسخة من الطبراني بشير بن مروان وهو وهم عبد الله بن عبد ويقال بن عابد ويقال عبد بن عبد الثمالي أبو الحجاج وثمالة بطن من الأزد نزل حمص ذكره بن سميع في الطبقة الثانية وقال أبو زرعة الدمشقي وابن السكن له صحبة وقال بن السكن معروف بكنيته وقال بن حبان يقال له صحبة وروى بن منده من طريق عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن عبد الله بن عبد الثمالي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو حلفت لبررت إنه لا يدخل الجنة قبل الأول من أمتي إلا إبراهيم وإسماعيل ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى بن مريم قال أبو زرعة الدمشقي قال إسماعيل بن عياش في حديثه عبد الله بن عابد قلت وكذا قال بن حبان قال وقال أبو اليمان عبد الله بن عبيد وهو الصواب وذكره بن أبي حاتم في الموضعين وهما واحد عبد الله بن عبيس الأنصاري الخزرجي ويقال بن عبيس بالتصغير قال الزهري شهد بدرا (4/99)
<100> وكذا قال يونس بن بكير عن بن إسحاق عبد الله الأقمر بن عبيد ويقال بن عامر بن حذيفة بن غانم هو عبد الله بن أبي الجهم قال الزبير بن بكار أمه أم كلثوم بنت جرول والدة عبيد الله بن عمر بن الخطاب وأسلم عبد الله يوم الفتح مع أبيه واستشهد بأجنادين بالشام كذا ذكره بن سعد والبغوي عبد الله بن عبيد بن عدي يأتي في عبد الله بن عمير عبد الله بن عتبان الأنصاري من بني أسد بن خزيمة حليف بني الحبل من الأنصار ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة عبد الله بن عتبان الأنصاري ذكره البغوي وابن قانع وأوردا من طريق المطلب بن عبد الله عن بن عتبان قال قلت يا رسول الله إني كنت مع أهلي فلما سمعت صوتك أعجلت فاغتسلت فقال إنما الماء من الماء أورده أبو موسى من طريقه وقال قيل كان صاحب هذه القصة عتبان قلت هو في مسند أحمد في ترجمة عتبان إلا أن في إسناده عن عتبان أو بن عتبان وقد أخرجه البغوي وابن قانع عن عبد الله بن حنبل بإسناده فأسقطا قوله عتبان وسمياه عبد الله فالله أعلم قال البغوي لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث عبد الله بن عتبة الذكواني أبو قيس قال بن حبان عبد الله بن عتبة الأنصاري له صحبة وروى بن أبي خيثمة والبغوي وابن شاهين من طريق سالم بن عبد الله قال خرجنا مع عبد الله بن عتبة وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أرض له برئم وريم من قريب ثلاثين ميلا من المدينة فقص ووقع للبغوي أنه عبد الله بن عتبة بن مسعود فإن كان محفوظا فالحديث لغير صاحب الترجمة عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي بن أخي عبد الله بن مسعود أبو عبد الرحمن ويقال أبو عبيد الله بالتصغير كان صغيرا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد حفظ عنه يسيرا قال أبو عمر ذكره العقيلي في الصحابة وغلط إنما هو تابعي قلت المعروف أن أباه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن البرقي فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت عنه رواية ولم يزد البخاري في ترجمته على قوله سمع عمر يروى عنه حميد بن عبد الرحمن وذكره بن سعد فيمن ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم روى بسند صحيح إلى الزهري أن عمر استعمله على السوق انتهى ولهذا ذكرته في هذا القسم لأن عمر لا يستعمل صغيرا لأنه مات بعد النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة سنة وتسعة أشهر فأقل ما يكون عبد الله أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ست سنين فكأن هذا عمدة العقيلي في ذكره في الصحابة وقد اتفقوا على ثقته وروى عن عمه وعمر وعمار وغيرهم روى عنه ابناه عبيد الله وهو الفقيه المشهور وعوف والشعبي وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وأبو إسحاق السبيعي ومحمد بن سيرين وآخرون وقال بن سعد كان رفيعا أي رفيع القدر كثير الحديث والفتيا فقيها وقال بن حبان في الثقات كان يؤم الناس بالكوفة ومات في ولاية بشر بن مروان على العراق سنة أربع وسبعين وقيل سنة ثلاث (4/100)
<101> عبد الله بن عتبة الأنصاري أحد من توجه إلى قتل بن أبي الحقيق وقع ذلك في حديث البراء عند البخاري وسيأتي في عبد الله بن عتيك عبد الله بن عتيق بن عثمان وهو عبد الله بن أبي بكر الصديق تقدم قريبا عبد الله بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مري بن كعب بن غنم بن سلمة بن الخزرج الأنصاري كذا نسبه بن الكلبي وخليفة وابن حبيب وهو أخو جبر بن عتيك وأما بن إسحاق فيما ذكره البخاري عن سلمة عنه وتبعه بن منده فقال هو أخو جابر بن عتيك وتبعه أبو نعيم قيل وفيه نظر لأن جابرا هو بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية من الأوس لكن قال البخاري في التاريخ عن عبد الله بن عتيك من بني مالك بن معاوية بن عوف قال أبو عمر لا يختلفون أنه شهد أحدا وما بعدها وأظنه شهد بدرا وزعم بن أبي داود أن جابرا وجبرا أخوان وأن عبد الله استشهد باليمامة وأما بن الكلبي فقال شهد صفين وروى أحمد والبخاري في التاريخ وابن أبي خيثمة وابن شاهين والطبراني من طريق بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله بن عتيك عن أبيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خرج مجاهدا في سبيل الله فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله وروى الحسن بن سفيان من طريق الزبيدي عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن عبد الله بن عتيك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه وأصحابه لقتل بن أبي الحقيق نهى عن قتل النساء والصبيان قال بن أبي حاتم تفرد به الزبيدي وأما بن عيينة فقال عن الزهري عن بن كعب بن مالك عن عمه وقال يونس وابن مجمع عن أبيه وروى بن منده من طريق عبد الله بن كعب بن مالك عن عبد الله بن عتيك قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن قتل بن أبي الحقيق وهو على المنبر فلما رآنا قال أفلحت الوجوه وروى البخاري من طريق أبي إسحاق عن البراء قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا من الأنصار إلى أبي رافع وأمر عليهم عبد الله بن عتيك فذكر القصة ورواه من وجه آخر عن أبي إسحاق عن البراء قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة في ناس معهم فذكر القصة قال البغوي بلغني أن عبد الله بن عتيك قتل يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التميمي أبو بكر الصديق بن أبي قحافة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر ابنة عم أبيه ولد بعد الفيل بسنتين وستة أشهر أخرج بن البرقي من حديث عائشة تذاكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ميلادهما عندي فكان النبي صلى الله عليه وسلم أكبر وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وسبق إلى الإيمان به واستمر معه طول إقامته بمكة ورافقه في الهجرة وفي الغار وفي المشاهد كلها إلى أن مات وكانت الراية معه يوم تبوك وحج في الناس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع واستقر خليفة في الأرض بعده ولقبه المسلمون خليفة رسول الله وقد أسلم أبوه وروى عن النبي صلى الله عليه (4/101)
<102> وسلم وروى عنه عمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وابن عمر وابن عمرو وابن عباس وحذيفة وزيد بن ثابت وعقبة بن عامر ومعقل بن يسار وأنس وأبو هريرة وأبو أمامة وأبو برزة وأبو موسى وابنتاه عائشة وأسماء وغيرهم من الصحابة وروى عنه من كبار التابعين الصنابحي ومرة بن شراحيل الطيب وأوسط البجلي وقيس بن أبي حازم وسويد بن غفلة وآخرون قال سعيد بن منصور حدثني صالح بن موسى حدثنا معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت اسم أبي بكر الذي سماه به أهله عبد الله ولكن غلب عليه اسم عتيق وفي المعرفة لابن منده كان أبيض نحيفا خفيف العارضين معروق الوجه ناتىء الجبهة يخضب بالحناء والكتم وقد ذكر بن سعد عن الواقدي وأسنده الزبير بن بكار عنه بسند له إلى عائشة وأخرج بن أبي الدنيا عن الزهري كان أبيض لطيفا جعدا مشرف الوركين وأخرج أبو يعلى عن سويد بن غفلة عن صالح بن موسى بهذا السند إلى عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بفناء البيت إذ جاء أبو بكر فقال النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبي بكر فغلب عليه اسم عتيق وأخرج بن منده من طريق عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن أبيه قال سألت عائشة عن اسم أبي بكر فقالت عبد الله فقلت إن الناس يقولون عتيق قالت إن أبا قحافة كان له ثلاثة أولاد فسمى واحدا عتيقا والثاني معتقا والثالث عتيقا أي بالتصغير وفي السند بن لهيعة وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن محمد بن سيرين قال كان اسم أبي بكر عتيق بن عثمان وأخرج بن سعد وابن أبي الدنيا من طريق بن أبي مليكة كان اسم أبي بكر عبد الله وإنما كان عتيق لقبا وفي المعرفة لأبي نعيم من طريق الليث سمي أبو بكر عتيقا لجماله وذكر عباس الدوري عن يحيى بن جعفر نحوه وفي تاريخ الفضل بن دكين سمي عتيقا لأنه قديم في الخير وقال الفلاس في تاريخه سمي عتيقا لعتاقة وجهه وأخرج الدولابي في الكنى وابن منده من طريق عيسى بن موسى بن طلحة عن أبيه عن جده كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد فلما ولدته استقبلت به البيت فقالت اللهم إن هذا عتيقك من الموت فهبه لي وقال مصعب الزبيري سمي عتيقا لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به قال بن إسحاق كان أنسب العرب وقال العجلي كان أعلم قريش بأنسابها وقال بن إسحاق في السيرة الكبرى كان أبو بكر رجلا مؤلفا لقومه محببا سهلا وكان أنسب قريش لقريش وأعلمهم مما كان منها من خير أو شر وكان تاجرا ذا خلق ومعروف وكانوا يألفونه لعلمه وتجاربه وحسن مجالسته فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به فأسلم على يديه عثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وفي تاريخ محمد بن عثمان بن شيبة عن سالم بن أبي الجعد قلت لمحمد بن الحنفية لأي شيء قدم أبو بكر حتى لا يذكر فيهم غيره قال لأنه كان أفضلهم إسلاما حين أسلم فلم يزل كذلك حتى قبضه الله وأخرج أبو داود في الزهد بسند صحيح عن هشام بن عروة أخبرني أبي قال أسلم أبو بكر وله أربعون ألف درهم قال عروة وأخبرتني عائشة أنه مات وما ترك دينارا ولا درهما وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام عن أبيه أسلم أبو بكر وله أربعون ألفا فأنفقها في سبيل الله وأعتق سبعة كلهم يعذب في الله أعتق بلالا وعامر بن فهيرة وزنيرة والنهدية وابنتها وجارية (4/102)
<103> بني المؤمل وأم عبيس وفي المجالسة للدينوي من طريق الأصمعي أعتق سبعة فذكرهم لكن قال وأم عبيس وجارية بن عمرو بن المؤمل وقال مصعب الزبيري حدثنا الضحاك بن عثمان عن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه أعتق أبو بكر فذكر كالأول ولكن قال وأم عبيس وجارية بن المؤمل وأخرج من طريق أسامة بن زيد أسلم عن أبيه كان أبو بكر معروفا بالتجارة وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أربعون ألفا فكان يعتق منها ويعول المسلمين حتى قدم المدينة بخمسة آلاف وكان يفعل فيها كذلك وأخرجه بن الأعرابي بالزهد بسند آخر إلى بن عمر نحوه وأخرج الدارقطني في الافراد من طريق أبي إسحاق عن أبي يحيى قال لا أحصي كم سمعت عليا يقول على المنبر إن الله عز وجل سمى أبا بكر على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم صديقا ومناقب أبي بكر رضي الله عنه كثيرة جدا وقد أفرده جماعة بالتصنيف وترجمته في تاريخ بن عساكر قدر مجلدة ومن أعظم مناقبه قول الله تعالى إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصحابه لا تحزن إن الله معنا فإن المراد بصاحبه أبو بكر بلا نزاع إذ لا يعترض لأنه لم يتعين لأنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة عامر بن فهيرة وعبد الله بن أبي بكر وعبد الله بن أريقط الدليل لأنا نقول لم يصحبه في الغار سوى أبي بكر لأن عبد الله بن أبي بكر استمر بمكة وكذا عامر بن فهيرة وإن كان ترددهم إليهما مدة لبثهما في الغار استمرت لعبد الله من أجل الإخبار بما وقد بعدهما وعامر بسبب ما يقوم بغذائهما من الشياه والدليل لم يصحبهما إلا من الغار وكان على دين قومه مع ذلك كما في نفس الخبر وقد قيل إنه أسلم بعد ذلك وثبت في الصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وهما في الغار ما ظنك باثنين الله ثالثهما والأحاديث في كونه كان معه في الغار كثيرة شهيرة ولم يشركه في هذه المنقبة غيره وعند أحمد من طريق شهر بن حوشب عن أبي تميم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما وأخرج الطبراني من طريق الوضين بن عطاء عن قتادة بن نسي عن عبد الرحمن بن تميم عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يرسل معاذا إلى اليمن استشار فقال كل برأيه فقال إن الله يكره فوق سمائه أن يخطأ أبو بكر وعند أبي يعلى من طريق أبي صالح الحيني عن علي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ولأبي بكر مع أحدكما جبرائيل ومع الآخر ميكائيل واسرافيل ملك عظيم يشهد القتال وفي الصحيح عن عمرو بن العاص قلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها قلت ثم من فذكر رجالا وأخرج الترمذي والبغوي والبزار جميعا عن أبي سعيد الأشج عن عقبة بن خالد عن شعبة عن الجريري عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري قال قال أبو بكر ألست أول من أسلم ألست أحق بهذا الأمر ألست كذا ألست كذا رجاله ثقات لكن قال الترمذي والبزار تفرد به عقبة بن خالد ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة فلم يذكر أبا سعيد قال الترمذي وهو أصح وأخرج البغوي من طريق يوسف بن الماشجون أدركت مشيختنا بن المنكدر وربيعة وصالح بن كيسان وعثمان بن محمد لا يشكون أن أبا بكر أول القوم إسلاما وأخرج البغوي بسند جيد عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال ولينا أبو (4/103)
<104> بكر فخير خليفة أرحم بنا واحناه علينا وقال إبراهيم النخعي كان يسمى الأواه لرأفته وقال ميمون بن مهران لقد آمن أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم من زمن بحيرا الراهب واختلف بينه وبين خديجة حتى تزوجها وذلك قبل أن يولد علي وقال العسكري كانت تساق اليه الأشناق في الجاهلية وهي الديات التي يتحملها ممن يتقرب لذلك من العشيرة فكان إذا حمل شيئا من ذلك فسأل فيه قريشا مدحوه وأمضوا إليه حمالته فإن إحتملها غيره لم يصدقوه ومن أعظم مناقب أبي بكر أن بن الدغنة سيد القارة لما رد إليه جواره بمكة وصفه بنظير ما وصفت به خديجة النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث فتواردا فيهما على نعت واحد من غير أن يتواطآ على ذلك وهذا غاية في مدحه لأن صفات النبي صلى الله عليه وسلم منذ نشأ كانت أكمل الصفات وقد أطنب أبو القاسم بن عساكر في ترجمة الصديق حتى إن ترجمته في تاريخه على كبره تجيء قدر ثمن عشرة وهو مجلد من ثمانين مجلدا وذكر بن سعد من طريق الزهري أن أبا بكر والحارث بن كلدة اكلا خزيرة أهديت لأبي بكر وكان الحارث طبيبا فقال لأبي بكر أرفع يدك والله إن فيها لسم سنة فلم يزالا عليلين حتى ماتا عند انقضاء السنة في يوم واحد وكانت وفاته يوم الإثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشر من الهجرة وهو بن ثلاث وستين سنة ومن الأوهام ما أخرجه البغوي عن علي بن مسلم عن زياد البكائي عن محمد بن إسحاق قال كانت خلافة أبي بكر سنتين وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما توفي في جمادى الأولى وهذا غلط إما في المدة وإما في الشهر فمن ذلك ما أخرجه من طريق الليث قال مات أبو بكر لليلة خلت من ربيع الأول وقال البغوي حدثنا محمد بن بكار حدثنا أبو معشر عن زيد بن أسلم عن أبيه وعن عمر مولى عفرة وعن محمد بن بزيغ توفي أبو بكر لثمان بقين من جمادى الآخرة قلت وهذا يطابق المدة التي في رواية بن إسحاق ويخلص الوهم إلى الشهر عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث الثقفي زوج أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب ووالد عبد الرحمن بن أم الحكم ذكر بن سعد عبد الرحمن في الطبقه الأولى من التابعين وقال في ترجمته ان جده عثمان كان يحمل لواء المشركين يوم حنين قتله علي وأما أبوه فلم أر من ذكره وبمقتضى ما ذكروا من مولد ولده عبد الرحمن يكون لعبد الله هذا صحبة وقد ذكرنا غير مره قول من قال انه لم يبق في حجة الوداع أحد من الأوس وثقيف الا أسلم وتقدم في زهير بن عثمان الثقفي أن من الرواه من قال فيه عبد الله بن عثمان فلعله أخوه وثبت ذكر عبد الله بن عثمان هذا في صحيح البخاري في الطلاق في حديث بن عباس لما نزلت ولا تمسكوا بعصم الكوافر طلق عياض بن غنم أم الحكم بنت أبي سفيان فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي عبد الله بن عثمان الأسدي من بني أسد بن خزيمة حليف لبني عوف بن الخزرج من الأنصار ذكره البغوي فيمن استشهد باليمامة عبد الله بن عجرة السلمي يعرف بابن غنية ذكره المرزباني في معجم الشعراء له وقال هو أحد بني معيط بن عبد الله بن معطة وأنشد له ما قاله يوم فتح مكة (4/104)
<105> نصرنا رسول الله من غضب له بألف كمي لا تعد حواسره وكنا له دون الجنود بطانة يشاورنا في أمره ونشاوره دعانا فسمانا الشعار مقدما وكنا له عونا على من ينافره جزى الله خيرا من نبي محمدا وأيده بالنصر والله ناصره وذكره بن سيد الناس في شعراء الصحابة وقال صحابي ذكره المرزباني كذا قال وتبعه الذهبي والذي رأيته في معجم الشعراء للمرزباني بعد أن ذكره ونسبه قال عبد الله مخضرم فالله أعلم عبد الله بن عديس البلوي أخو عبد الرحمن بن عديس شهد فتح مصر وله بها خطة ولا يعرف له رواية ذكره بن منده عن بن يونس فقال له صحبة وذكره محمد بن الربيع في الصحابة الذين دخلوا مصر وأورد له حديثا من طريق أبي الحصين الحجري عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج أناس من أمتي يمرقون من الدين الحديث قال بن الربيع لا أعلم له غيره عبد الله بن عدي بن الحمراء القرشي الزهري ويقال إنه ثقفي حالف بني زهرة قال البخاري له صحبة يكنى أبا عمر وأبا عمرو وكان ينزل قديدا وهو من مسلمة الفتح روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل مكة روى عنه أبو سلمة ومحمد بن جبير بن مطعم وقال البغوي سكن المدينة قلت انفرد برواية حديثه الزهري واختلف عليه فيه فقال الأكثر عنه عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء وقال معمر فيه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ومرة أرسله وقال بن أخي الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن عبد الله بن عدي والمحفوظ الأول قال البغوي لا أعلم له غيره وجاء عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الخيار وهو تصحيف عبد الله بن عدي الأنصاري قال إسماعيل القاضي وليس هو بن الحمراء الذي روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن وكذا قال بن المديني وروى أحمد من طريق عطاء بن يزيد عن عبد الله بن عدي بن الخيار عن عبد الله بن عدي الأنصاري قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه إذ جاءه رجل فساره في قتل رجل من المنافقين الحديث إسناده صحيح وقد جوده معمر عن الزهري ورواه مالك والليث وابن عيينة عن الزهري فقالوا عن رجل من الأنصار ولم يسموه عبد الله بن عرابة الجهني روى بن منده من طريق موسى بن جبير عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن عبد الله بن عرابة الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح حتى إذا كنا بالكديد أتاه ناس يسألونه التسريح إلى أهلهم فأذن لهم الحديث هكذا أخرجه بن منده عن علي بن محمد عن هشام بن علي عن سعيد بن سلمة عن موسى وأخرج فيمن اسمه عبد الرحمن عن أحمد بن إبراهيم الوراق عن هشام بن علي بهذا الإسناد إلى معاذ بن عبد الله قال عن عبد الرحمن بن عرابة الجهني وله صحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أدنى أهل الجنة حظا قوم يخرجهم الله من النار فيدخلهم الجنة فيقول تمنوا الحديث (4/105)
<106> وكذا أخرجه بن السكن عن بن صاعد عن هشام والمحفوظ ما أخرجه أحمد من طريق هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن رفاعة بن عرابة الجهني فإن كان الأول محفوظا فهو أخوه وتقدم للحديث الأول وجه آخر في ترجمة عبد الله بن رفاعة بن رافع الزرقي عبد الله بن عرفجة السالمي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا من بني غنم بن سالم بن مالك بن الأوس عبد الله بن عرفطة بن عدي بن أمية بن خدرة الأنصاري ذكره عروة بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وقال بن عبد البر كان حليفا لبني الحارث بن الخزرج وكان من مهاجرة الحبشة مع جعفر بن أبي طالب قلت الذي في الحديث ونحن نحو من ثمانين رجلا فينا جعفر بن أبي طالب وعثمان بن مظعون وعبد الله بن عرفطة والذي أظنه غير صاحب الترجمة أنصاري متصل النسب وقد حكى العدوي عن القداح أن عبد الله بن عرفطة الأنصاري هو عبد الله بن عبس الذي مضى فهذا مما يقوي أنه غير الذي هاجر إلى الحبشة عبد الله بن عرفطة ينظر في الذي قبله عبد الله بن عصام الأشعري شامي روى عبد الله بن محيريز عنه أنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة العاضهة يعني الساحرة والواشرة الحديث أخره بن منده وأبو نعيم هكذا ذكره بن الأثير ولم أر له في الكتابين ذكرا ولا في تاريخ بن عساكر نعم في تاريخ بن عساكر عبد الله بن عضاه الأشعري وأبوه عضاه بضاد معجمة وآخره هاء عوض الميم وذكر أنه شهد صفين مع معاوية وكان رسول يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن الزبير في طلب البيعة له وأنه كان ممن استخلفه مسلم بن عقبة لما فرغ من وقعة الحرة وقصد مكة فأدركته الوفاة ولم يذكر من أمره غير ذلك ولا ذكر لعبد الله بن محيريز عنه رواية عبد الله بن أبي عقيل الثقفي أخو عبد الرحمن ذكره الطبري وأنه نزل الكوفة وكان أحد الأمراء الأربعة الذين توجهوا في خلافة عمر سنة إحدى وعشرين مائة للأحنف بمرو الشاهجان عبد الله بن عكبره يقال انه من أهل اليمن وروى أبو أحمد العسكري والطبراني من طريق عبد الكريم بن أبي أمية عن مجاهد عن عبد الله بن عكبره وكان له صحبه قال التخليل من السنة وأخرجه بن منده من هذا الوجه الله بن عكيم الجهني يأتي في القسم الثالث قال البخاري أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له سماع الصحيح الله بن علقمه بن خالد بن الحارث الأسلمي وهو بن أبي أوفى الصحابي المشهور عبد الله بن علقمه بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي يكنى أبا نبقه مشهور بكنيته وسيأتي (4/106)
<107> عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوى يأتي نسبه في ترجمة أخيه أبو عبد الرحمن أمه زينب بنت مظعون الجمحية ولد سنة ثلاث من المبعث النبوي فيما جزم به الزبير بن بكار قال هاجر وهو بن عشر سنين وكذا قال الواقدي حيث قال مات سنة أربع وثمانين وقال بن منده كان بن إحدى عشرة ونصف ونقل الهيثم بن عدي عن مالك أنه مات وله سبع وثمانون سنه فعلى هذا كان له في الهجره ثلاث عشرة وقد ثبت عنه أنه كان له يوم بدر ثلاث عشرة وبدر كانت في السنة الثانية وأسلم مع أبيه وهاجر وعرض على النبي صلى الله عليه وسلم ببدر فاستصغره ثم بأحد فكذلك ثم بالخندق فأجازه وهو يومئذ بن خمس عشرة سنه كما ثبت في الصحيح وأخرج البغوي في ترجمته من طريق علي بن زيد عن أنس وسعيد بن المسيب قالا شهد بن عمر بدرا ومن طريق مطرف عن بن إسحاق عن البراء عرضت أنا وابن عمر يوم بدر فردنا وحفظ وقت إسلام أبيه كما أخرج البخاري من طريق عبد الله وقال البغوي أسلم مع أبيه ولم يكن بلغ يومئذ وأخرج من طريق أبي إسحاق رأيت بن عمر في السعي بين الصفا والمروه فإذا رجل ضخم آدم وهو من المكثرين عن النبي صلى الله عليه وسلم وروي أيضا عن أبي بكر وعمر وعثمان وأبي ذر ومعاذ وعائشة وغيرهم وروى عنه من الصحابة جابر وابن عباس وغيرهما وبنوه سالم وعبد الله وحمزه وبلال وزيد وعبد الله وابن أخيه حفص بن عامر ومن كبار التابعين سعيد بن المسيب وأسلم مولى عمر وعلقمه بن وقاص وأبو عبد الرحمن النهدي ومسروق وجبير بن نفير وعبد الرحمن بن أبي ليلى في آخرين وممن بعدهم مواليهم عبد الله بن دينار ونافع وزيد وخالد بن أسلم ومن غيرهم مصعب بن سعد وموسى بن طلحة وعروه بن الزبير وبشر بن سعيد وعطاء وطارق ومجاهد وابن سيرين والحسن وصفوان بن محرز وآخرون وفي الصحيح عن سالم عن بن عمر كان من رأى رؤيا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قصها عليه فتمنيت أن أرى رؤيا وكنت غلاما شابا عزبا أنام في المسجد فرأيت في المنام كأن ملكين أتياني فذهبا بي الحديث وفي آخره فقصصتها على حفصه فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان بعد لا ينام من الليل الا القليل وفي الصحيح أيضا عن نافع عن بن عمر فرأيت في يدي سرقه من حرير فما أهوي بها الى مكان من الجنة الا طارت بي اليه فقصصتها على حفصه فقصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان أخاك أو ان عبد الله رجل صالح وفي الزهد لأحمد من طريق إبراهيم النخعي قال قال عبد الله يعني بن مسعود ان أملك شباب قريش لنفسه في الدنيا عبد الله بن عمر وأخرجه أبو الطاهر والذهلي في فوائده من طريق بن عون عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بمعناه فوصله ولفظه لقد رأيتنا ونحن متوافرون فما بيننا شاب هو أملك لنفسه من عبد الله بن عمر وأخرج أبو سعيد بن الأعرابي بسند صحيح وهو في الغيلانيات والمحامليات عن سالم بن أبي الجعد عن جابر ما منا من أحد أدرك الدنيا الا مالت به ومال بها غير عبد الله بن عمر وفي تاريخ أبي العباس السراج بسند حسن عن السدى رأيت نفرا من الصحابة كانوا يرون أنه ليس أحد فيهم على الحالة التي فارق عليها النبي صلى الله عليه وسلم الا بن عمر وفي الشعب للبيهقي عن أبي (4/107)
<108> سلمه بن عبد الرحمن قال مات بن عمر وهو مثل عمر في الفضل ومن وجه آخر عن أبي سلمه كان عمر في زمان له فيه نظراء وكان بن عمر في زمان ليس فيه نظير وفي معجم البغوي بسند حسن عن سعيد بن المسيب لو شهدت لأحد من أهل الجنة لشهدت لابن عمر ومن وجه صحيح كان بن عمر حين مات خير من بقي وقال يعقوب بن أبي سفيان حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن بن جريج عن طاوس ما رأيت رجلا أورع من بن عمر وأخرج السراج في تاريخه وأبو نعيم من طريقه بسند صحيح عن ميمون بن مهران قال مر أصحاب نجدة الحرورى بابل لابن عمر فاستاقوها فجاء الراعي فقال يا أبا عبد الرحمن احتسب الإبل وأخبره الخبر قال فكيف تركوك قال انفلت منهم لأنك أحب الي منهم فاستحلفه فحلف فقال اني أحتسبك معها فأعتقه فقيل له بعد ذلك هل لك في ناقتك الفلانية تباع في السوق فأراد أن يذهب إليها ثم قال قد كنت احتسبت الإبل فلأى معنى أطلب الناقه ومن طريق عبد الله بن أبي عثمان قال أعتق عبد الله بن عمر جارية له يقال لها رمثه كان يحبها وقال سمعت الله تعالى يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وقال بن المبارك أنبأنا عمر بن محمد بن زيد أن أباه أخبره أن عبد الله بن عمر كان له مهراس فيه ماء فيصلى ما قدر له ثم يصير الى الفراش فيغفى اغفاء الطائر ثم يقوم فيتوضأ ثم يصلي فيرجع إلى فراشه فيغفى إغفاء الطائر ثم يثب فيتوضأ ثم يصلي يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسا وأخرج البيهقي من طريق عاصم بن محمد العمري عن أبيه قال أعطي عبد الله بن جعفر في نافع لعبد الله بن عمر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار فقيل له ماذا تنظر قال فهلا ما هو خير من ذلك هو حر وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن سالم قال ما لعن بن عمر خادما قط الا واحدا فأعتقه وبه عن الزهري وأراد بن عمر أن يلعن خادما فقال اللهم الع فلم يتمها وقال انها كلمة ما أحب أن أقولها وقال بن المبارك عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن نافع ان بن عمر اشتكى فاشترى له عنقود بدرهم فأتاه مسكين فقال أعطوه إياه فخالف انسان فاشتراه منه بدرهم ثم جاء به اليه فجاءه السائل فقال أعطوه إياه فخالف انسان آخر فاشتراه بدرهم ثم أراد أن يرجع فمنع ولو علم بن عمر بذلك لما ذاقه وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر قال لو أن طعاما كثيرا كان عند بن عمر لما شبع منه بعد أن يجد له آكلا وقال الخرائطي حدثنا أحمد بن منصور حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بن مهدي عن العمري عن زيد بن أسلم قال جعل رجل يسب بن عمر وابن عمر ساكت فلما بلغ باب داره التفت اليه فقال اني وأخي عاصما لا نسب الناس وقال يعقوب بن سفيان حدثنا قبيصه حدثنا سفيان عن أبي الدارع قلت لابن عمر لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم فغضب وقال اني لاحسبك عراقيا وما يدريك علام أغلق بابي وأخرج البغوي من طريق بن القاسم عن مالك قال أقام بن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنه يقدم عليه وفود الناس وأخرجه البيهقي في المدخل من طريق إبراهيم بن ديزيل عن عتيق بن يعقوب عن مالك عن الزهري وزاد فلم يخف عليه شيء من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه وأخرجه بن منده من طريق الحسن بن جرير عن عتيق فلم يذكر الزهري وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق بن وهب عن مالك نحوه (4/108)
<109> وزاد وكان بن عمر من أئمة الدين ومن طريق حميد بن الأسود عن مالك كان امام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت وكان امام الناس عندنا بعد زيد بن عمر وأخرج البيهقي من طريق يحيى بن يحيى قلت لمالك أسمعت المشايخ يقولون من أخذ بقول بن عمر لم يدع من الاستقصاء شيئا قال نعم وأخرج بن المبارك في الزهد عن حيوة بن شريح عن عقبة بن مسلم أن بن عمر سئل عن شيء فقال لا أدري ثم قال أتريدون أن تجعلوا ظهورنا جسورا في جهنم تقولون أفتانا بهذا بن عمر وقال الزبير بن بكار وكان بن عمر يحفظ ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسأل من حضر إذا غاب عن قوله وفعله وكان يتبع آثاره في كل مسجد صلى فيه وكان يعترض براحلته في طريق رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض ناقته وكان لا يترك الحج وكان إذا وقف بعرفة يقف في الموقف الذي وقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج البغوي من طريق محمد بن بشر حدثنا خالد حدثنا سعيد وهو أخو إسحاق بن سعيد عن أبيه ما رأيت أحدا كان أشد اتقاء للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من بن عمر ومن طريق بن جريج عن مجاهد صحبت بن عمر إلى المدينة فما سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا وفي الزهد للبيهقي بسند صحيح عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر سمعت أبي يقول ما ذكر بن عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بكى ولا مر على ربعهم إلا غمض عينيه وأخرجه الدارمي من هذا الوجه في تاريخ أبي العباس السراج بسند جيد عن نافع كان بن عمر إذا قرأ هذه الآية ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله يبكي حتى يغلبه البكاء وعند بن سعد بسند صحيح قيل لنافع ما كان بن عمر يصنع في منزله قال الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهما وعند الطبراني وهو في الحلية بسند جيد عن نافع أن بن عمر كان يحيي الليل صلاة ثم يقول يا نافع أسحرنا فيقول لا فيعاود فإذا قال نعم قعد يستغفر الله حتى يصبح ومن طريق أخرى عن نافع كان بن عمر إذا فاتته صلاة العشاء في الجماعة أحيا بقية ليله وعند البيهقي إذا فاتته صلاة في جماعة صلى إلى الصلاة الأخرى وفي الزهد لابن المبارك أنبأنا عمر بن محمد بن زيد أن أباه أخبره أن بن عمر كان يصلي ما قدر له يأوي إلى فراشه فيغفي إغفاء الطائر ثم يقوم فيتوضأ ويصلي ثم يرجع فكان يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسا وفي الزهد لأحمد عن بن سيرين كان بن عمر كلما استيقظ من الليل صلى وعند بن سعد بسند جيد عن نافع أن بن عمر كان يصوم في السفر ولا يكاد يفطر في الحضر ومن طريق أخرى عن نافع أيضا قال كانت لابن عمر جارية معجبة فاشتد عجبه بها فأعتقها وزوجها مولى له فأتت منه بولد فكان بن عمر يأخذ الصبي فيقبله ثم يقول واها لريح فلانة وعند البيهقي من طريق زيد بن أسلم مر بن عمر براع فقال هل من جزرة قال ليس ههنا ربها قال تقول له إن الذئب أكلها قال فاتق الله فاشترى بن عمر الراعي والغنم وأعتقه ووهبها له قال البخاري في التاريخ حدثني الأويسي حدثني مالك أن بن عمر بلغ سبعا وثمانين سنة وقال غير مالك عاش أربعا وثمانين والأول أثبت وقال ضمرة بن ربيعة في تاريخه مات سنة اثنتين أو ثلاث وسبعين وجزم مرة بثلاث وكذا أبو نعيم ويحيى بن بكير والجمهور وزاد بعضهم في ذي الحجة وقال الفلاس مرة سنة أربع وبه جزم خليفة وسعيد بن جبير وابن زبر (4/109)
<110> ذكر من اسمه عبد الله واسم أبيه عمرو بفتح أوله وسكون الميم عبد الله بن عمرو بن بجرة بضم الموحدة وسكون الجيم بن خلف بن صداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وابن سعد وغيرهم فيمن استشهد باليمامة وقال أبو عمر أسلم يوم الفتح وقال أبو معشر هو من بيت من اليمن تبناهم بجرة المذكور فنسبوا إليه عبد الله بن عمرو بن بلبل يأتي في بن عمرو بن مليل عبد الله بن عمرو بن جحش الكناني جد أبي الطفيل عامر بن واثلة ذكره أبو علي بن السكن في الصحابة وأخرج من طريق الطفيل عن أبيه عن جده قال رأيت الحجر الأسود في الجاهلية أبيض قلت وهذا الحديث أخرجه البغوي في ترجمة واثلة فوقع عنده عن أبي الطفيل عن أبيه ولم يقل عن جده عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام الأنصاري الخزرجي السلمي والد جابر بن عبد الله الصحابي المشهور معدود في أهل العقبة وبدر وكان من النقباء واستشهد بأحد ثبت ذكره في الصحيحين من حديث ولده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدفعت عليه الباب الحديث بطوله ومن حديثه أيضا قال لما قتل أبي يوم أحد جعلت أكشف الثوب عن وجهه الحديث وفيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها وروى الترمذي من حديث جابر لقيني النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا جابر ما لي أراك منكسرا فقلت يا رسول الله قتل أبي وترك دينا وعيالا فقال ألا أخبرك ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا قال يا عبدي سلني أعطك الحديث وقال جابر حولت أبي بعد ستة أشهر فما أنكرت منه شيئا إلا شعرات من لحيته كانت مستها الأرض وروى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام كانا قد حفر السيل عن قبرهما وكانا في قبر واحد مما يلي السيل فحفر عنهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس وكان أحدهما وضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأمطيت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت وكان بين الوقتين ست وأربعون سنة وروى أبو يعلى وابن السكن من طريق حبيب بن الشهيد عن عمرو بن دينار عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جزى الله الأنصار عنا خيرا لا سيما عبد الرحمن بن عمرو بن حرام وسعد بن عبادة وأخرجه النسائي من هذا الوجه لكن لفظه لا سيما آل عمرو بن حرام عبد الله بن عمرو بن حزم الأنصاري له ذكر في المغازي ولا تعرف له رواية قاله بن منده قلت وزعم المفيد بن النعمان شيخ الرافضة في كتابه الذي جمعه في مناقب علي أن هذا كان رئيس الرماة في غزوة أحد والمعروف في الحديث الصحيح أنه غيره (4/110)
<111> عبد الله بن عمرو الحضرمي حليف بني أمية وهو بن أخي العلاء بن الحضرمي قتل أبوه في السنة الأولى من الهجرة النبوية كافرا استدركه بن معوز وابن فتحون واستند لما نقله بن عبد البر والواقدي أنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت ومقتضى موت أبيه أن يكون له عند الوفاة النبوية نحو تسع سنين فهو من أهل هذا القسم عبد الله بن عمرو بن حلحلة ذكره بن منده وقال له ذكر في الصحابة وهو وهم ما لم يبين وجهه وأخرج من طريق عبد العزيز بن عبد الله عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن حلحلة عن أبيه ورافع بن خديج أنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم والسواك عبد الله بن عمرو بن خلف العدوي هكذا ذكره البغوي واسم جده بجرة بن خلف قد تقدم عبد الله بن عمرو بن زيد بن عوبثان بن عمرو بن مالك الألهاني ذكره بن الكلبي في النسب وقال وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن اسمه فقال عبد العزي فقال أنت عبد الله استدركه بن الأثير عبد الله بن عمرو بن سبيع الثعلبي ذكره عمر بن شبة في الصحابة وحكى عن الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عباس عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على بني ثعلبة وعبس وبني عبد الله بن غطفان استدركه بن الأثير عبد الله بن عمرو بن شريح هو بن أم مكتوم سماه ونسبه هكذا بن إسحاق كما تقدم في عبد الله بن زائدة عبد الله بن عمرو بن الطفيل الأزدي ثم الأوسي استهشد بأجنادين سنة ثلاث عشرة وهو حفيد الطفيل ذي النور عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي كنيته أبو محمد عند الأكثر ويقال أبو عبد الرحمن حكاه عباس عن بن معين وحكى أبو نعيم قولا أن كنيته أبو نصير أمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمي ويقال كان اسمه العاص فغيره النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحارث بن جزء أنهم حضروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال له ما اسمك قال العاص وقال لابن عمرو بن العاص ما اسمك قال العاص وقال لابن عمر ما اسمك قال العاص فقال أنتم عبيد الله فخرجنا وقد غيرت أسماؤنا وفي نسخة حرملة عن عبد الله بن وهب أخبرني الليث فذكره بلفظ توفي صاحب لنا غريب بالمدينة وكنا على قبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اسمك فقلت العاص وقال لابن عمر ما اسمك فقال العاص وقال لابن عمرو بن العاص ما اسمك فقال العاص فقال انزلوا فاقبروه فأنتم عبيد الله قال فقبرنا أخانا (4/111)
<112> وخرجنا وقد بدلت أسماؤنا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وعن عمر وأبي الدرداء ومعاذ وابن عوف وعن والده عمرو قال أبو نعيم حدث عنه من الصحابة بن عمر وأبو أمامة والمسور والسائب بن يزيد وأبو الطفيل وعدد كثير من التابعين قلت منهم سعيد بن المسيب وعروة وطاوس وعمر بن العاص وأبو العباس السائب وعطاء بن يسار وعكرمة ويوسف بن ماهك ومسروق بن الأجدع وعامر الشعبي وأبو زرعة بن عمرو وأبو عبد الرحمن البجلي وأبو أيوب المراغي وأبو الخير اليزني وآخرون قال الطبري قيل كان طوالا أحمر عظيم الساقين أبيض الرأس واللحية وعمي في آخر عمره وقال بن سعد أسلم قبل أبيه ويقال لم يكن بين مولدهما إلا اثنتا عشرة سنة أخرجه البخاري عن الشعبي وجزم بن يونس بأن بينهما عشرين سنة وقال الواقدي أسلم عبد الله قبل أبيه وفي الصحيحين قصة عبد الله بن عمرو مع النبي صلى الله عليه وسلم في نهيه عن مواظبة قيام الليل وصيام النهار وأمره بصيام يوم بعد يوم وبقراءة القرآن في كل ثلاث وهو مشهور وفي بعض طرقه أنه لما كبر كان يقول يا ليتني كنت قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى أحمد والبغوي من طريق واهب المعافري عن عبد الله بن عمرو قال رأيت فيما يرى النائم كأن في إحدى يدي عسلا وفي الأخرى سمنا وأنا ألعقهما فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال تقرأ الكتابين التوراة والقرآن وكان يقرؤهما وفي سنده بن لهيعة وفي البخاري والبغوي من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة ما أجد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب قال الواقدي مات بالشام سنة خمس وستين وهو يومئذ بن اثنتين وسبعين وقال بن البرقي وقيل مات بمكة وقيل بالطائف وقيل بمصر ودفن في داره قاله يحيى بن بكير وحكى البخاري قولا آخر إنه مات سنة تسع وستين وبالأول جزم بن يونس وقال بن أبي عاصم مات بمكة وهو بن اثنتين وسبعين وقيل مات سنة ثمان وستين وقيل تسع وستين عبد الله بن عمرو بن عوف ذكره الواقدي في الذين خرجوا إلى العرنيين الذين قتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن عويم يأتي بعد ترجمة عبد الله بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار أبو أبي بن أم حرام أمه خالة أنس بن مالك وهي امرأة عبادة بن الصامت مشهور بكنيته يأتي في الكنى روى البغوي وغيره من طريق إبراهيم بن أبي عبلة سمعت عبد الله بن أم حرام وقد صلى القبلتين جميعا يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال شداد بن عبد الرحمن كان يسكن بيت المقدس عبد الله بن عمرو بن لويم المزني يقال اسم أبيه عامر ويقال اسم جده مليل ويقال عويم قال بن أبي خيثمة وابن السكن له صحبة وقال أبو حاتم لا أعرفه وروى البخاري في التاريخ وابن منده من طريق بكر بن عبد الله المزني عن عبد الله بن عمرو بن لويم وكانت له صحبة قال ولدت امرأته فجاءت بعد عشرين ليلة قال تريدين أن تخدعيني عن ديني والله حتى يتم لك أربعون وله حديث (4/112)
<113> آخر عند أبي داود في كتاب الأطعمة بعد أن أخرج حديث غالب بن أبجر في الحمر الأهلية فقال روى هذا الحديث شعبة عن عبيد بن الحسن عن عبد الرحمن بن معقل عن عبد الرحمن بن بشر عن إياس بن مزينة أن سيد مزينة أبجر أو بن أبجر سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال وحدثنا محمد بن سليمان حدثنا أبو نعيم عن مسعر عن عبيد عن بن معقل عن رجلين من مزينة أحدهما عن الآخر عبد الله بن عمرو بن عويم والآخر غالب بن أبجر قال مسعر أرى عليا الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ومع هذا كله في رواية أبي الحسن بن العبد وأبي بكر بن داسة عن أبي داود ولم يقع في رواية اللؤلؤي إلا الطريق الأولى وهي التي اقتصر عليها المزي في الأطراف لكن قال بعدها رواه أبو أحمد الزبيري وأبو نعيم عن مسعر عن عبيد عن بن معقل ولم يسمه عن رجلين من مزينة أحدهما عبد الله بن عمرو بن بليل وقال أبو نعيم بن لويم والآخر غالب بن أبجر رواه غيرهما عن مسعر عن عبيد بن حسن عن بن معقل عن أناس من مزينة عن غالب ورواه أبو العميس عن عبد الله بن معقل عن غالب ورواه شريك عن منصور عن عبيد عن غالب بن ذريح ورواه أبو داود الطيالسي عن شعبة عن عبيد سمعت عبد الله بن معقل عن عبد الله بن بشر عن ناس من مزينة أن أبجر أو بن أبجر سأل هذه رواية يونس بن حبيب عن أبي داود ورواية أحمد بن إبراهيم عن أبي داود مثله لكن قال سمعت بن معقل ولم يسمه عن عبد الرحمن بن بشر وقال وكيع عن مسعر وشعبة جميعا عن عبيد عن عبد الرحمن بن معقل عن ناس من مزينة عن غالب بن أبجر ورواه بن منده من طريق أبي نعيم عن مسعر كذلك ورواه الطبراني عن فضيل بن محمد عن أبي نعيم لكن قال عبد الله بن عامر بن لويم ورواه البغوي والعسكري من طريق أبي أحمد الزبيري عن مسعر لكن قال عبد الله بن عمرو بن مليك ورأيت في نسخة معتمدة عتيقة من معجم البغوي بليل بفتح الموحدة وبلامين الأولى مكسورة فالله أعلم عبد الله بن عمرو بن محصن الأنصاري ذكره الباوردي في الصحابة واستدركه بن فتحون عبد الله بن عمرو بن المغيرة بن ربيعة بن عمرو بن مخزوم المخزومي أبو شهاب والد المغيرة ذكروا أن لأبيه إدراكا قال الذهبي لم يذكروه وكأنه من مسلمة الفتح وكذا قرأت في التجريد له عبد الله بن عمرو بن مليل المزني له صحبة قاله أبو عمر قلت ذكره العسكري في رواية بن أبي خيثمة في الصحابة وقال أبو حاتم لا أعرفه وقد ذكر قبل ترجمة وقيل فيه بليل بفتح الموحدة ولامين بوزن عظيم عبد الله بن عمرو بن هلال المزني قال البخاري له صحبة وهو والد علقمة وبكر كذا قال وفرق غيره بينه وبين والد علقمة ووالد بكر منهم أبو داود وبه جزم أبو صاعد فيما حكاه بن السكن وقال البغوي حدثنا علي بن الحسن حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني قال قال لي علقمة بن عبد الله المزني غسل أباك أربعة من أصحاب بدر قلت (4/113)
<114> وليس في هذا ما يثبت كون بكر أخا علقمة ولا ما يثبته وروى بن جرير من طريق أبي معشر عن محمد بن كعب وغيره في تسمية البكائين الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ليحملهم فذكر منهم عبد الله بن عمرو المزني وكذا ذكره بن مردويه من حديث مجمع بن حارثة قلت وقد تقدم أن والد علقمة هو عبد الله بن سنان فكأن صاحب هذه الترجمة هو والد بكر ومن حديث عبد الله والد علقمة ما رواه من طريق معتمر بن سليمان عن أبيه عن علقمة بن عبد الله المزني عن أبيه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسر سكة المسلمين عبد الله بن عمرو بن وقدان هو بن السعدي تقدم عبد الله بن عمرو بن وهب بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد ووقع في السيرة أنه من رهط سعد بن معاذ وهو سهو وإنما هو من رهط سعد بن عبادة وقد نبه على ذلك بن هشام وهو على الصواب عند بن سعد وغيره عبد الله بن عمرو يقال بن إدريس ولد أبي إدريس الخولاني قال البخاري له صحبة وروى حديثه إسماعيل بن عياش عن محمد بن عطية عن عبد الله بن أبي وهب عن أبي إدريس الخولاني عن أبيه وقال بن حبان عبد الله والد أبي إدريس يقال له صحبة وذكره الذهبي في عبد الله الخولاني فيمن لم يسم إلا أبوه عبد الله بن عمرو الجمحي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذ من شاربه وظفره يوم الجمعة روى عنه إبراهيم بن قدامة ذكره أبو عمر قال وفي إسناده نظر عبد الله بن عمرو الدوسي قال موسى بن عقبة عن بن شهاب قتل يوم أحد وكذا أخرجه بن زبر وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة قال قتل يوم أجنادين الطفيل بن عمرو وعبد الله بن عمرو وهما من دوس عبد الله بن عمرو أبو زعبة في الكنى عبد الله بن عمرو قيل هو اسم أبي هريرة وسماه هكذا الواقدي عبد الله بن عمرو اليشكري كان اسمه الأعرس فغيره النبي صلى الله عليه وسلم تقدم في الألف عبد الله بن عمير الأشجعي قال بن أبي حاتم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن منده عداده في أهل المدينة وروى الطبراني من طريق يحيى بن مسلم عن بن وقدان عن عبد الله بن عمير الأشجعي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا خرج عليكم خارج وأنتم مع رجل جميعا يريد أن يشق عصا المسلمين ويفرق جمعهم فاقتلوه وأخرجه بن منده من وجه آخر إلى يحيى المذكور بسنده وزاد في آخره والله ما سمعته استثني أحدا وقال هذا حديث غريب عبد الله بن عمير الخطمي كان إمام مسجد قومه قال بن أبي حاتم روى عن النبي (4/114)
<115> صلى الله عليه وسلم روى عنه عروة وروى الحسن بن سفيان والبغوي من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمير أنه كان إمام بني خطمة وهو أعمى على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعمى ورجاله ثقات لكن قال بن منده لم يتابع جرير عليه وقال أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عدي بن عمير عن أبيه وكانت له صحبة وكان يؤم قومه وهو مكفوف قلت وسيأتي بقية طرق هذا الحديث في ترجمة عمير بن عدي عبد الله بن عمير بن عدي بن أمية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج شهد بدرا في قول جميعهم قاله أبو عمر كذا نسبه وقال بن ماكولا هو عبد الله بن عمير بن حارثة بن ثعلبة بن خلاس بن أمية بن خدارة وهذا هو الصواب في نسبه وقال بن إسحاق فيمن شهد بدرا من بني خدارة عبد الله بن عمير كذا ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة في البدريين ووقع عند البغوي في معجمه أنه عبد الله بن عبيد بن عدي وكذا ذكره العدوي عن بن القداح فكأنه اختلف في اسم أبيه عبد الله بن عمير السدوسي ويقال الجرمي قال بن السكن يقال له صحبة وقال بن أبي حاتم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية أبي موسى بن المثنى عن عمرو بن سفيان السدوسي عن أبيه عن جده عبد الله السدوسي وأخرج حديثه الطبراني من طريق عبد الله بن المثنى أخي أبي موسى عن عمر بن شقيق عن عبد الله بن عمير السدوسي حدثني أبي عن جدي أنه جاء بإداوة من عند النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قال له إذا أتيت بلادك رش به تلك البقعة واتخذها مسجدا وقال في الأوسط لا يروي عن عبد الله بن عمير إلا بهذا الإسناد ووقع عند بن منده عمرو بن سفيان فصحفه وتعقبه أبو نعيم فأصاب وقد ذكره على الصواب بن أبي حاتم وابن السكن والباوردي ووقع عند بن السكن أنه جرمي وفي السند أنه سدوسي وخبط فيه بن قانع فإنه سقط عنده عبد الله من السند فصار عن عمرو بن شقيق بن عمير فترجم لعمير السدوسي فأسقط وصحف عبد الله بن عنبة أبو عنبة الخولاني سماه الطبراني يأتي في الكنى عبد الله بن عنمة المزني قال بن منده شهد فتح مصر وله ذكر في الصحابة ولا يعرف له رواية قاله لي أبو سعيد بن يونس وقال بن يونس شهد فتح الإسكندرية وله صحبة وقد روى أبو داود والنسائي من طريق عمر بن الحكم بن ثوبان عن عبد الله بن عنمة عن عمار حديثا في الصلاة فيحتمل أن يكون هذا وفي الرواة أيضا أبو لاس الخزاعي يقال اسمه عبد الله بن عنمة والحق أنه لا يعرف اسمه وفي الشعراء من له إدراك عبد الله بن عنمة الضبي قاله بن ماكولا شهد القادسية عبد الله بن عوسجة العرني ذكره أبو موسى في الذيل وقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى بني حارثة بن عمرو بن قريط يدعوهم إلى الإسلام فأخذوا الصحيفة فغسلوها ورقعوا بها أسفل دلوهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أذهب الله عقولهم فهم أهل سفه وعجلة وكلام مختلط قلت كذا ذكره بغير إسناد وسلفه فيه بن شاهين فلذلك ذكره بغير إسناد وكأنه نقله (4/115)
<116> من مغازي الواقدي فإنه كذلك ذكره بغير إسناد وتبعه بن حبان والطبري وقال كان ذلك مستهل شهر ربيع الأول سنة تسع من الهجرة قلت وتقدم له ذكر في ترجمة عبد الله بن عوف بن عبد عوف الزهري أخو عبد الرحمن قال بن شاهين أسلم يوم الفتح وقال الزبير بن بكار لم يهاجر وقال الآجري قلت لأبي داود تقادم موته قال نعم قلت رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم وذكره الطبري وابن السكن والباوردي في الصحابة وقال الواقدي أسلم بعد الفتح وسكن المدينة وذكر عمر بن شبة أنه سكن المدينة وبنى بها دار البلاط وهو والد طلحة بن عبد الله بن عوف المعروف بطلحة الجود قاله الطبري وقال الجوزجاني في تاريخه لا أعلم له حديثا وكان باقيا بعد عبد الرحمن بن عوف لما طلق تماضر بنت الاصبغ في مرض موته ثم مات قال عبد الله بن عوف أخوه لا أورثها الحديث عبد الله بن عوف العبدي قال بن شاهين كان من الوفد نزل البصرة وفي كتاب البغوي إشعار بأنه اسم الأشج العصري المشهور والمعروف أن اسم الأشج المنذر وذكر الطبري عن الواقدي أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى العلاء بن الحضرمي أن يقدم عليه من البحرين بعشرين رجلا من عبد القيس فقدم بهم ورأسهم عبد الله بن عوف الأشج انتهى وهذا يحتمل أن يكون هو الأشج المشهور ويكون اختلف في اسمه ويحتمل أن يكون غيره وكلام وثيمة يقوي هذا الاحتمال الثاني فإنه ذكر عبد الله بن عوف في ذكر ردة ربيعة وفرق بينه وبين الأشج عبد الله بن عوف ذكره بن أبي عاصم والطبراني وسيأتي في القسم الأخير فإن الذي يظهر أنه الكناني الآتي هناك عبد الله بن أبي عوف بن عويف بن مالك بن كيسان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر البجلي ذكره بن الكلبي وقال له وفادة وكان اسمه عبد شمس فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وذكره الطبري في الصحابة واستدركه بن فتحون وابن الأثير عبد الله بن عويم بن ساعدة الأنصاري سيأتي ذكر أبيه قال بن السكن له صحبة ولم يخرج حديثه وأخرجه البغوي من رواية عبد الرحمن بن مالك بن عبد الله بن عويم عن أبيه عن جده رفعه إن الله اختارني واختار لي أصحاب الحديث وفي الجرح والتعديل عبد الله بن عويم روى وبيض لشيخه والراوي عنه ولم يذكر فيه شيئا فلعله هذا عبد الله بن عياش الجهني روى له الباوردي حديثا في المعوذتين عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي كان أبوه قديم الإسلام فهاجر إلى الحبشة فولد له هذا بها وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وغيره روى عنه ابنه الحارث ونافع وسليمان بن يسار وغيرهم وذكره عروة وابن سعد فيمن ولد بأرض الحبشة وقال البغوي سكن المدينة وكان أبوه من مهاجرة الحبشة وأقام بالمدينة ومات بها ولا أعرف لعبد الله هذا حديثا مسندا قلت وروى بن عائذ في المغازي عن بن سابور عن عثمان بن (4/116)
<117> عطاء عن أبيه عن عكرمة عن بن عياش قال بن منده ولم يعرف إلا بهذا الإسناد وأنكر الواقدي وأتباعه أن يكون له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى الذهلي في الزهريات من طريق عبد الرحمن بن الحارث عن أخيه عبد الله بن الحارث المخزومي عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض بيوت آل ربيعة إما لعيادة أو لغير ذلك فقالت له أسماء بنت مخرمة التميمية وكانت تكنى أم الجلاس وهي أم أولاد عياش يا رسول الله ألا توصيني فأوصاها بوصية ثم أتى بصبي من ولد عياش ذكرت به مرضا فجعل يرقيه ويتفل عليه فجعل الصبي يفعل مثل ذلك فينهاه بعض أهل البيت فيكفهم عنه وقد أخرجه بن منده من وجه آخر بهذا الإسناد قال ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلك الجنازة إلا أنها كانت يهودية فآذاه ريح بخورها روى الحسن بن سفيان من طريق زياد مولى بن عباس عن عبد الله بن عياش حديثا في قصة موت عثمان بن مظعون وروى بن حوصا حديثا يدل على أنه أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنين وبذلك جزم بن حبان وقال مات حين جاء نعي يزيد بن معاوية سنة أربع وستين عبد الله بن عياش الأنصاري الزرقي ذكره الباوردي في الصحابة وأورد من طريقه خبرا في صفه علي موقوفا وسيأتي في عبد الله بن غنام أن بعضهم صحفه فقال عبد الله بن عياش لكن الثاني بياضي وهذا زرقي عبد الله بن عيسى له حديث في مسند بقي بن مخلد كذا أورده الذهبي في التجريد وأنا أخشى أن يكون تابعيا أرسل وقد تكرر مثل ذلك وقد تقدم عبد الله بن عبس بفتح أوله وموحدة فلو ذكروا الرواية لاحتمل أن يكون هو عبد الله بن غالب الثقفي من كبار الصحابة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية سنة اثنتين من الهجرة كذا ذكره أبو عمر مختصرا وأظنه انقلب وسيأتي في الغين المعجمة عبد الله بن الغسيل ذكره بن منده وقال إنه مجهول يعد في بادية البصرة وأورد له من طريق غريبة عن عامر بن عبد الأسود العبقسي عن عبد الله بن الغسيل قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بالعباس فقال يا عم اتبعني ببنيك فانطلق بستة من بنيه الفضل وعبيد الله وعبد الله وقثم ومعبد وعبد الرحمن فأدخلهم النبي صلى الله عليه وسلم بيتا وغطاهم بشملة سوداء مخططة بحمرة فقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي الحديث وجوز بن الأثير أن يكون هو عبد الله بن حنظلة الأنصاري فإنه يقال له بن الغسيل وابن غسيل الملائكة لكن قول بن منده إنه من بادية البصرة يدل على تغايرهما عبد الله بن غنام بن أوس بن مالك بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي قال البغوي عن أحمد بن صالح له صحبة وله حديث في سنن أبي داود والنسائي في القول عند الصباح وقد صحفه بعضهم فقال بن عباس وأخرج النسائي الاختلاف فيه وجزم أبو نعيم بأن من قال فيه بن عباس فقد صحف ويأتي في أكثر الروايات غير مسمى وسماه بعضهم عبد الرحمن وهو وهم وسيأتي التنبيه عليه (4/117)
<118> عبد الله بن فضالة المزني ذكره بن عقبة في كتاب الموالاة وابن شاهين في الصحابة وأورد من طريق إبراهيم بن جعفر عن أبيه جعفر بن عبد الله بن سلمة عن عمرو بن مرة الجهني وعبد الله بن فضالة المزني وكانت لهما صحبة عن جابر أنهم كانوا يقولون علي بن أبي طالب أول من أسلم قلت في إسناده من لا يعرف عبد الله بن قارب الثقفي يأتي ذكره في ترجمة أبيه قارب إن شاء الله تعالى قال بن حبان له صحبة وقال بن أبي حاتم روى عمر بن ذر عن محمد بن عبد الله بن قارب عن أبيه أنه كان صديقا لعمر فارتفع إليه في جارية اشتراها وأسقطت سقطا في البائع عبد الله بن قتادة بن النعمان الأنصاري الظفري يأتي نسبه في ترجمة والده ذكر بن شاهين في ترجمة قتادة بن النعمان قصة وهو الذي أصيبت عينه يوم أحد فردها النبي صلى الله عليه وسلم بعدما سقطت على وجهه فكانت أحسن عينيه إلى أن مات وابنه عبد الله بن قتادة صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها وحضر بيعة الرضوان والمشاهد وحضر فتح العراق سمعت عبد الله بن أبي داود يقول ذلك كله في مسند الأنصار قلت وذكر بن سعد في ترجمته عن عبد الله بن محمد بن عمارة أن قتادة كان يكنى أبا عمر وقال بن سعد ولد لقتادة من هند بنت أوس بن خزمة عبد الله أم عمرو وولد له من نساء بنت خنيس وقيل من عائشة بنت جرى عمرو وحفصة فكان عبد الله أكبر أولاده ولم يفرد بن هشام عبد الله هذا بترجمة ولا رأيته في كتب أحد ممن صنف في الصحابة وهو على شرطهم وبالله التوفيق عبد الله بن قداد ويقال قراد بن قريط الحارثي ثم الزيادي من بني زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن الحارث بن كعب المذحجي قدم مع خالد بن الوليد في وفد بني الحارث بن كعب فأسلموا ذكره بن إسحاق في المغازي وسماه يونس بن بكير عبد الله بن قريط ووقع عنه بن هشام بن قداد وعند الواقدي بن قراد وهو واحد وسيأتي بيان ذلك في قيس بن الحصين وقي سويد بن عبد المدان عبد الله بن قدامة العقيلي أبو صخر مشهور بكنيته يأتي عبد الله بن قدامة السعدي تقدم ذكره في عبد الله بن السعدي عبد الله بن قراد تقدم في بن قداد عبد الله بن قرط الأزدي الثمالي قال البخاري وأبو حاتم وابن حبان له صحبة فروى حديثه أبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم من طريق عبد الله بن لحي عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الأيام عند الله يوم النحر وقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنات فطفقن يزدلفن فلما وجبت جنوبها قال كلمة خفيفة لم أفهمها فسألت بعض من يليه قال قال من شاء اقتطع قال الطبراني تفرد به ثور بن زيد وروى أحمد بن حنبل بإسناد حسن أنه كان اسمه شيطانا فغيره النبي صلى الله عليه وسلم ورويناه في الذكر للفريابي من طريق عبد الرحمن بن عمرو السلمي قال كان (4/118)
<119> علينا عبد الله بن قرط صاحب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة وقال بن أبي حاتم في ترجمة صالح بن شريح كان كاتب عبد الله بن قرط وكان عبد الله بن قرط أميرا لأبي عبيدة وذكر أبو عبيدة في الفتوح أنه شهد اليرموك وأرسله يزيد بن أبي سفيان بكتابه إلى أبي بكر واستعمله أبو عبيدة على حمص في عهد عمر وسيأتي له ذكر في ترجمة أبي جندل في الكنى وكان على حمص في خلافة معاوية وفي التجريد أن الخطيب سمى أباه قرة قال بن يونس استشهد بأرض الروم سنة ست وخمسين عبد الله بن قرة بن نهيك الهذلي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق ذكره بن منده هكذا مختصرا عبد الله بن قرة في عبد الله بن قرط عبد الله بن قريط تقدم في بن قراد عبد الله بن قمامة السلمي أخو وقاص روى بن منده من طريق عتيق بن يعقوب عن عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن عمرو بن حزم أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لوقاص وعبد الله ابني قمامة بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطي محمد النبي صلى الله عليه وسلم وقاص بن قمامة وعبد الله بن قمامة السلميين من بني حارثة فذكر حديثا وحكاه أبو نعيم من رواية عتيق فقال عبد الله بن قدامة وجزم بن الأثير بأنه عبد الله بن قدامة بن السعدي وليس كذلك فيما يظهر لي لأن في سياق قصة هذا أنه سلمي من بني حارثة وابن السعدي من بني عامر بن لؤي من قريش فكيف يكونان واحدا عبد الله بن قنيع السلمي تقدم في بن رفيع عبد الله بن قيس بن خالد بن خلدة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا وذكر بن سعد عن بن عمارة أنه استشهد بأحد وأنكر ذلك الواقدي وقال بل عاش حتى مات في خلافة عثمان قلت ولعل الذي أشار إليه بن عمارة أو الواقدي عبد الله بن قيس الأنصاري الآتي بعده والله أعلم عبد الله بن قيس بن زائدة هو بن أم مكتوم وقيل اسمه عمرو وهو الأشهر سيأتي في عمرو بن أم مكتوم عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن غنم بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر أبو موسى الأشعري مشهور باسمه وكنيته معا وأمه ظبية بنت وهب بن عك أسلمت وماتت بالمدينة وكان هو سكن الرملة وحالف سعيد بن العاص ثم أسلم وهاجر إلى الحبشة وقيل بل رجع إلى بلاد قومه ولم يهاجر إلى الحبشة وهذا قول الأكثر فإن موسى بن عقبة بن إسحاق والواقدي لم يذكروه في مهاجرة الحبشة وقدم المدينة بعد فتح خيبر صادفت سفينته سفينة جعفر بن أبي طالب فقدموا جميعا واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على بعض اليمن كزبيد وعدن وأعمالهما واستعمله عمر على البصرة بعد المغيرة فافتتح الأهواز ثم أصبهان ثم استعمله (4/119)
<120> عثمان على الكوفة ثم كان أحد الحكمين بصفين ثم اعتزل الفريقين وأخرج بن سعد والطبري من طريق عبد الله بن بريدة أنه وصف أبا موسى فقال كان خفيف الجسم قصيرا ثطا وروى أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الخلفاء الأربعة ومعاذ وابن مسعود وأبي بن كعب وعمار روى عنه أولاده موسى وإبراهيم وأبو بردة وأبو بكر وامرأته أم عبد الله ومن الصحابة أبو سعيد وأنس وطارق بن شهاب ومن كبار التابعين فيمن بعدهم زيد بن وهب وأبو عبد الرحمن السلمي وعبيد بن عمير وقيس بن أبي حازم وأبو الأسود وسعيد بن المسيب وزر بن حبيش وأبو عثمان النهدي وأبو رافع الصائغ وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود وربعي بن حراش وحطان الرقاشي وأبو وائل وصفوان بن محرز وآخرون قال مجاهد عن الشعبي كتب عمر في وصيته لا يقر لي عامل أكثر من سنة وأقروا الأشعري أربع سنين وكان حسن الصوت بالقرآن وفي الصحيح المرفوع لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود وقال أبو عثمان النهدي ما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا ناي أحسن من صوت أبي موسى بالقرآن وكان عمر إذا رآه قال ذكرنا ربنا يا أبا موسى وفي رواية شوقنا إلى ربنا فيقرأ عنده وكان أبو موسى هو الذي فقه أهل البصرة وأقرأهم وقال الشعبي انتهى العلم إلى ستة فذكره فيهم وذكره البخاري من طريق الشعبي بلفظ العلماء وقال بن المدائني قضاة الأمة أربعة عمر وعلي وأبو موسى وزيد بن ثابت وأخرج البخاري من طريق أبي التياح عن الحسن قال ما أتاها يعني البصرة راكب خير لأهلها منه يعني من أبي موسى وقال البغوي حدثنا علي بن مسلم حدثنا أبو داود حدثنا حماد عن ثابت عن أنس كان لأبي موسى سراويل يلبسه بالليل مخافة أن ينكشف صحيح وقال أصحاب الفتوح كان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على زبيد وعدن وغيرهما من اليمن وسواحلها ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وشهد فتوح الشام ووفاة أبي عبيدة واستعمله عمر على إمرة البصرة بعد أن عزل المغيرة وهو الذي افتتح الأهواز وأصبهان وأقره عثمان على عمله قليلا ثم صرفه واستعمل عبد الله بن عامر فسكن الكوفة وتفقه به أهلها حتى استعمله عثمان عليهم بعد عزل سعيد بن العاص قال البغوي بلغني أن أبا موسى مات سنة اثنتين وقيل أربع وأربعين وهو بن نيف وستين قلت بالأول جزم بن نمير وغيره وبالثاني أبو نعيم وغيره وقال أبو بكر بن أبي شيبة عاش ثلاثا وستين وقال الهيثم وغيره مات سنة خمسين زاد خليفة ويقال سنة إحدى وقال المدائني سنة ثلاث وخمسين واختلفوا هل مات بالكوفة أو بمكة عبد الله بن قيس بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي من بني سلمة ذكره بن إسحاق في البدريين ولم يذكره موسى بن عقبة وذكروه كلهم فيمن شهد أحدا وهو أخو معبد بن قيس الآتي عبد الله بن قيس بن صرمة بن أبي أنس الأنصاري من بني عدي بن النجار استشهد يوم بئر معونة قال العدوي واستدركه أبو علي الغساني وقال بن سعد شهد أحدا وكذا ذكره البغوي والطبراني واستدركه بن فتحون عبد الله بن قيس بن عدي بن الجعدي قيل هو اسم النابغة (4/120)
<121> عبد الله بن قيس الأسلمي قال البخاري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكره البغوي وأبو نعيم وغيرهما في الصحابة وأخرجوا له من طريق محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن أبي معاوية الأسلمي عن عبد الله بن قيس الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع من رجل من بني غفار سهما من خيبر ببعير وقال له اعلم أن الذي أخذت منك خير من الذي أعطيتك وأن الذي تعطيني خير من الذي تأخذ مني فإن شئت فخذ وإن شئت فاترك قال قد رضيت يا رسول الله قال البغوي لا أعلم له غيره وقال بن أبي حاتم عن أبيه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وهو مجهول ولا أعلم له صحبة يعني من غير هذه الطريق عبد الله بن قيس الأنصاري يقال استشهد بأحد وقد تقدم في ترجمة عبد الله بن قيس بن خالد وروى عبد عن حميد في مسنده من طريق أبي عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه سمع بن عباس يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ما على الأرض رجل يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر إلا جعله الله في النار فلما سمع عبد الله بن قيس الأنصاري ذلك بكى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لم تبكي قال من كلمتك قال فإنك من أهل الجنة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا فغزا فقتل فيهم شهيدا ورواه الحسن الحلواني من هذا الوجه وقال أبو عبيد الله المذكور هو موسى الجهني أخرجه بن منده من طريقه ورجاله ثقات وجوز أبو موسى أن يكون هو الذي جده خالد وفيه بعد لأن في سياق خبره أنه قتل في بعث من البعوث وغزوة حنين لا يقال إنها من البعوث فالله أعلم عبد الله بن قيس الخزاعي ذكره بن عاصم وغيره وأخرجوا من طريق ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن عبد الله بن قيس الخزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من راءى بأمر يريد به سمعة فإنه في مقت من الله حتى يجلس وله طريق أخرى عند الطبراني من رواية يزيد بن عياض عن الأعرج عن عبد الله بن قيس الخزاعي وجوز بن عبد البر بأنه الأسلمي والذي يظهر أنه غيره وقد فرق بن أبي حاتم عن أبيه بينهما عبد الله بن قيس الصباحي ذكر الرشاطي عن أبي عبيدة بن المثنى أنه أحد الوفد الذين وفدوا من عبد القيس مع الأشج وذكر وثيمة عن بن إسحاق أنه دل المسلمين على عورة أهل الحصن بالبحرين وساق القصة وأنشد له شعرا منه لا توعدونا بمغرور وأسرته من يلقنا يلق منا سنة الحطم عبد الله بن قيس القيني ذكر بن يونس أنه شهد فتح مصر وله صحبة ولا تعرف له رواية ومات سنة تسع وأربعين عبد الله بن قيس من بني رياب يعرف بابن العوراء ذكره بن إسحاق في المغازي وقال لما استحر القتل في بني نصر بن رياب زعموا أن عبد الله بن قيس وهو الذي يقال له بن العوراء قال يا رسول الله هلكت بنو رياب فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم اجبر مصيبتهم (4/121)
<122> عبد الله بن قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصاري ذكره أبو عمر فقال شهد أحدا وقتل يوم جسر أبي عبيد هو وأخواه عقبة وعباد عبد الله بن كامل بن حبيب السلمي شاعر شهد وقعة مرج الصفر وكذا ذكره الذهبي في التجريد واستدركه على بن الأثير وذكره المرزباني فقال إنه مخضرم ويأتي في الثالث عبد الله بن كثير المازني ذكره بن عساكر في تاريخه فقال حكى عبد الله بن سعد القطربلي عن الواقدي أنه من الصحابة وأنه شهد فتح قبرس مع معاوية بن أبي سفيان سنة ثلاث وثلاثين قال بن عساكر لم أجده عند غيره عبد الله بن كرامة أبو رائطة يأتي في الكنى عبد الله بن أبي كرب بن الأسود بن شجرة بن معاوية بن ربيعة بن وهب بن ربيعة بن معاوية الكندي ذكر بن شاهين أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم أورده مختصرا وقال بن الأثير يكنى أبا لينة قال وهو والد عياض بن أبي لينة صاحب علي وقد ذكره الطبري واستدركه بن فتحون عبد الله بن كرز الليثي وقع ذكره في حديث لعائشة أورده جعفر الفريابي في كتاب الكنى له وابن أبي عاصم في الوحدان وابن شاهين وابن منده في الصحابة وابن أبي الدنيا في الكفالة والرامهرمزي في الأمثال كلهم من طريق محمد بن عبد العزيز الزهري عن بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه إنما مثل أحدكم ومثل ماله ومثل عمله ومثل أهله كمثل رجل له ثلاثة إخوة فقال لأخيه الذي هو ماله حين حضره الموت قد نزل بي ما ترى فماذا عندك قال مالك عندي غنى ولا نفع إلا ما دمت حيا فإن فارقتني ذهب بي إلى غيرك فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي أخ ترونه قالوا ما نرى طائلا قال ثم التفت لأخيه الذي هو أهله فذكر نحوه فقال أقوم عليك فأمرضك فإذا مت غسلتك وكفنتك وحملتك ودفنتك ثم أرجع فأخبر عنك من سأل قال فأي أخ هذا قالوا ما نرى طائلا ثم قال لأخيه الذي هو عمله نحوه فقال أتبعك إلى قبرك وأقيم معك وأونس وحشتك وأقعد في كفنك فلا أفارقك فأي أخ هذا قالوا خير أخ قال فقام عبد الله بن كرز الليثي فقال أي رسول الله أتأذن لي أن أقول على هذا شعرا قال نعم قال فبات ليلته وغدا فقام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني ومالي والذي قدمت يدي كراع إليه صحبة ثم قائل لأصحابه إذ هم ثلاثة إخوة أعينوا على أمري الذي بي نازل الأبيات قال فما بقي عند النبي صلى الله عليه وسلم ذو عين تطرف إلا دمعت عيناه عبد الله بن كعب بن عبادة بن البكاء العامري ثم البكائي يأتي في عبد عمرو فإن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسمه عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار (4/122)
<123> الأنصاري قال الطبري وغيره كان على ثقل غنائم بدر وذكره موسى بن عقبة أيضا في البدريين وروى بن السكن من طريق يعقوب بن محمد المدني حدثتني كرامة بنت الحسن بن جعفر بن الحارث بن عبد الله بن كعب المازني وكان عبد الله بن كعب على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن الكلبي له ولأخيه أبي ليلى عبد الرحمن بن كعب بن عمرو صحبة عبد الله بن كعب بن زيد بن عاصم من بني مازن بن النجار قال بن إسحاق كان على الثقل الذي أصابه المسلمون يوم بدر وقال الواقدي مات في زمن عثمان بن عفان سنة ثلاث وثلاثين وكنيته أبو الحارث وتبع الواقدي المدائني وابن أبي خيثمة والعسكري وغيرهم وأسقط بن سعد زيدا من نسبه وتبعه المدائني والبغوي وغيرهما وأما بن الكلبي فجعل الكنية والوظيفة والوفاة للذي قبله عبد الله بن كعب الحميري الأزدي عداده في أهل الشام توفي سنة ثمان وخمسين ذكره بن منده هكذا ولم أر له ذكرا في تاريخ بن عساكر عبد الله بن كعب المرادي قتل يوم صفين وكان من أعيان أصحاب علي ذكره أبو عمر مختصرا عبد الله بن كعب الأنصاري يقال هو اسم أبي أي بن أم حرام عبد الله بن كليب بن ربيعة الخولاني كان اسمه ذؤيبا فغيره النبي صلى الله عليه وسلم تقدم في الذال عبد الله بن لبيد بن ثعلبة الأنصاري البياضي أخو زياد ذكر بن القداح أنه شهد أحدا وما بعدها واستدركه الغساني وابن فتحون عبد الله بن اللتبية بن ثعلبة الأزدي مذكور في حديث أبي حميد الساعدي في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على الصدقات يدعى بن اللتبية الحديث بطوله وإنما يأتي في أكثر الروايات غير مسمى وسماه بن سعد والبغوي وابن أبي حاتم والطبراني وابن حبان والباوردي وغير واجد عبد الله عبد الله بن أبي ليلى الأنصاري ذكره بن السكن في الصحابة وقال روى عنه حديث عند الكوفيين في إسناده نظر ثم ساق من طريق أحمد بن محمد بن حماد بن عبد الرحمن أخبرني أبي عن أبيه عبد الرحمن قال كنت من سبي عين التمر فاشتراني عبد الله بن أبي ليلى فأعتقني وسماني عبد الرحمن قال وسمعت عبد الله بن أبي ليلى يقول تلقيت النبي صلى الله عليه وسلم حين هبط من الثنية على بعير والناس حوله وتوفي وأنا يافع استدركه بن فتحون وابن الأثير عبد الله بن ماعز التميمي ذكره في الصحابة البغوي وقال بن منده عداده في أهل البصرة وروى هو وسمويه من طريق هنيد أن عبد الله بن ماعز حدثه أن ماعزا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه وقال إن ماعزا أسلم آخر قومه وإنه لا يجني عليه إلا يده فبايعه على ذلك وأورده بن منده بلفظ آخر بهذا السند إلى هنيد عن عبد الله بن ماعز حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه (4/123)
<124> وسلم فقال إن ماعزا أخذ ماله وإنه لاعبا ثم بايعه على ذلك وقال غريب لا نعرفه من هذا الوجه كذا أورد المتن وأظن أن فيه تصحيفا وذكر البغوي أن البخاري ذكره في الصحابة وأخرج له الحديث المذكور والذي رأيته أنا أن البخاري ذكره في التابعين من تاريخه ولم يزد على قوله روى عنه هنيد بن القاسم وقال بن أبي حاتم روى حديثا وليس هو بالمشهور عبد الله بن ماعز بن مالك الأسلمي الذي رجم أبوه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أبو عمر في ترجمة ماعز أن ابنه عبد الله روى عنه فإن يكن كذلك فهو من الصحابة ولكن أخشى أن يكون التبس عليه بالذي قبله عبد الله بن ماعز بن مجالد بن ثور البكائي تقدم ذكره في ترجمة بشر بن معاوية البكائي عبد الله بن مالك بن أبي أسيد بن رفاعة الأسلمي بن عم أبي أوفى والد عبد الله بن أبي أوفى بن الحارث بن أبي أسيد قال بن الكلبي له صحبة وتبعه أبو أحمد العسكري واستدركه الغساني وابن فتحون وقد ذكر بن الكلبي أيضا عبد الله بن أبي أسيد قلت فكأنه عم هذا عبد الله بن مالك بن القشب واسم القشب هو بكسر القاف وسكون المعجمة ثم الموحدة جندب بن نضلة بن عبد الله بن رافع بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن كعب بن عبد الله بن نصر بن الأزد أبو محمد الأزدي ويقال له أيضا الأسدي بالسين قال البخاري أمه مجيبة بنت الحارث بن عبد المطلب وقال بن سعد حالف مالك بن القشب المطلب بن عبد مناف وتزوج بحينة بنت الحارث بن عبد المطلب فولدت له عبد الله وهي بالموحدة والمهملة ثم النون مصغر وقيل إنها أم أبيه مالك وصحح أبو عمر الأول وهو قول الجمهور وقال البخاري قال بعضهم مالك بن بحينة والأول أصوب وقال إن قول من قال عن مالك بن بحينة خطأ وكان حليف بني المطلب بن عبد مناف له صحبة وروى عنه علي بن عبد الله قلت وله أحاديث في الصحيح والسنن من رواية الأعرج ومحمد بن يحيى بن حبان وحفص بن عاصم عنه قال بن سعد أسلم قديما وكان ناسكا فاضلا يصوم الدهر وكان ينزل ببطن رئم على ثلاثين ميلا من المدينة ومات به في إمارة مروان الأخيرة على المدينة وأرخه بن زبر سنة ست وخمسين عبد الله بن مالك أبو كاهل مشهور بكنيته يأتي وقيل اسمه قيس سماه بن شاهين وابن السكن عبد الله عبد الله بن مالك الأنصاري الأوسي حجازي قال البخاري وابن حبان له صحبة روى أحمد والنسائي من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن شبل عنه إذا زنت الأمة فاجلدوها الحديث وإسناده صحيح وزعم بن عبد البر أن الصواب فيه مالك بن عبد الله وسيأتي بيان ذلك في الميم وقد نبه البخاري في التاريخ من طريق الزبيدي وابن أخي الزهري وغيرهما عن الزهري فقالوا عبد الله وأورده من رواية عقيل على الوجهين وفي رواية يونس كذلك ثم قال والصحيح شبل (4/124)
<125> بن خليد عن عبد الله بن مالك عبد الله بن مالك الغافقي أبو موسى سكن مصر روى حديثه بن لهيعة عن عبد الله بن سليمان عن ثعلبة بن بن أبي الكنود عن عبد الله بن مالك الغافقي قال أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طعاما ثم قال لي استر علي حتى أغتسل فقلت أكنت جنبا قال نعم إذا توضأت أكلت وشربت أخرجه البغوي والدارقطني والطبري والبيهقي وابن منده ووقع في رواية الأخيرين أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر البيهقي أن الواقدي رواه أيضا عن عبد الله بن سليمان به ولأبي موسى الغافقي رواية عن جابر وغيره ويقال إن اسم أبي موسى مالك بن عبد الله فعلى هذا فهو غير صاحب الحديث المذكور عبد الله بن مالك بن أبي القين الخزرجي أخو كعب بن مالك الشاعر قال بن منده له ذكر في حديث بن أخيه عبد الله بن كعب ولا يعرف له رواية عبد الله بن مالك بن المعتم العبسي ذكر الطبري والباوردي أنه أحد التسعة الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم من عبس وذكر أبو عبيدة أنه كان على إحدى المجنبتين يوم القادسية وقد تقدم في ترجمة الحارث بن الربيع بن زياد العبسي شرح وفادة التسعة المذكورين وقال بن منده عقد له النبي صلى الله عليه وسلم لواء أبيض وله ذكر بالقادسية ولا يعرف له رواية عبد الله بن مالك غير منسوب ذكره بن أبي عاصم في الوحدان وساق من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وذكر بن أبي حاتم أن الزهري روى عن شداد بن الحارث بن الهاد عن عبد الله بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة فقالت نزلنا دارا ونحن كثير عددنا فلم يبق منا أحد فقال ألا تركتموها ذميمة فما أدري أهما واحد أم اثنان عبد الله بن مالك الأرحبي ذكر وثيمة في الردة أن له صحبة وأنشد له شعرا في ذلك قال قال بن إسحاق لما همت همدان بالردة قام فيهم عبد الله بن مالك الأرحبي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له هجرة وفضل في دينه فاجتمعت إليه همدان فقال يا معشر همدان إنكم لم تعبدوا محمدا إنما عبدتم رب محمد وهو الحي الذي لا يموت غير أنكم أطعتم رسوله بطاعة الله واعلموا أنه استنقذكم من النار ولم يكن الله ليجمع أصحابه على ضلالة وذكر له خطبة طويلة يقول فيها لعمري لئن مات النبي محمد لما مات يا بن القيل رب محمد دعاه إليه ربه فأجابه فيا خير غوري ويا خير منجد عبد الله بن مبشر السعدي ذكر وثيمة في الردة عن بن إسحاق أنه فارق هوازن لما أرادوا أن يرتدوا وثبت على إسلامه وقال في ذلك واستدركه أبو علي الغساني عبد الله بن محصن الأنصاري ذكره الطبري واستدركه بن فتحون وذكر بن حبان أن اسمه أبو عمر (4/125)
<126> عبد الله بن محمد بن مسلمة الأنصاري يأتي نسبه في ترجمة أبيه ذكره بن أبي داود وابن شاهين في الصحابة عنه وقال له صحبة وشهد فتح مكة والمشاهد بعدها عبد الله بن مخرمة بن عبد العزي بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري أبو محمد وأمه بهنانة بنت صفوان بن أمية بن محرب الكنانية ذكره بن إسحاق فيمن هاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب ثم هاجر إلى المدينة واستشهد يوم اليمامة وله ثلاثون سنة وذكر البغوي وابن أبي حاتم من طريق بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن عبد الله بن مخرمة دعا الله أن لا يميته حتى يقع في كل مفصل منه ضربة في سبيل الله فجرى له ذلك يوم اليمامة واستشهد وروى بن أبي شيبة والبخاري في تاريخه من طريق بن عمر قال أتيت على عبد الله بن مخرمة صريعا يوم اليمامة فقال يا عبد الله هل أفطر الصائم قلت نعم قال فاجعل لي في هذا المجن ماء فإلي أن أتيته به وجدته قد قضى وأخرجه بن المبارك في الجهاد من وجه آخر عن بن عمر أتم منه ذكر عمر بن شبة عن أبي غسان المدني أن عبد الله بن مخرمة العامري بني داره التي بالبلاط قبالة دار عبد الله بن عوف وذكره بن إسحاق في البدريين وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين فروة بن عمرو البياضي عبد الله بن مخمر يأتي بيانه في عبد الله بن محمد في القسم الأخير عبد الله بن المدني ذكره الرشاطي في الأنساب وقال له وفادة على النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مربع يأتي في المبهمات ويقال اسمه زيد عبد الله بن مربع بن قيظي بن عمرو بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث الأنصاري الحارثي قال أبو عمر شهد أحد والمشاهد بعدها واستشهد يوم جسر أبي عبيد هو وأخوه عبد الرحمن وكان أبوهما مربع منافقا وروى الواقدي من طريق عبد الرحمن بن بحينة الحارثي سمعت عبد الله بن مربع بن قيظي الحارثي يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول حين رأى البيت وانتهى إلى زمزم فأمر بدلو فنزع له ولم ينزع هو وقال لولا أن تغلبوا لنزعت معكم وأخرجه بن السكن من هذا الوجه وقال تفرد به الواقدي وفرق أبو عمر بينه وبين الذي قبله وكلام البغوي يقتضي أنهما واحد عبد الله بن أبي مرداس بن عمر بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي ذكره الزبيري وقال مات بالشام عبد الله بن مرقع في عبد الرحمن عبد الله بن المزين أخو زيد ذكره موسى بن عقبة في البدريين وقال الطبري لم يذكره بن إسحاق عبد الله بن مسافع بن طلحة بن أبي طلحة القرشي العبدري قتل أبوه يوم أحد وعاش هو إلى أن قتل يوم الجمل مع عائشة ذكره الزبير بن بكار قال وأمه سلمى بنت قطن من بكر بن وائل (4/126)
<127> عبد الله بن أبي سبقة ويقال سقبة الباهلي ذكره البغوي وغيره في الصحابة وأوردوا من طريق سعيد بن أبي حبان الباهلي حدثنا شبل بن نعيم الباهلي حدثنا عبد الله بن أبي سقبة الباهلي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف على بعيره وكأن رجله في غرزة لحماره فاحتضنتها فقرعني بالسوط فقلت يا رسول الله القصاص فناولني السوط فقبلت ساقه ورجله ورواه بن منده من هذا الوجه وزاد في حجة الوداع وقال غريب ووقع في روايته سعيد بن أبي حبان وصوب أبو نعيم الأول وحكى بن قانع أنه قيل فيه عبد الله بن أبي سقبة عبد الله بن المستورد قال البغوي يزعمون أن له صحبة وقال بن أبي حاتم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه موسى بن وردان وفي إسناده بن لهيعة وساق البغوي حديثه عبد الله بن أبي مرة بن عوف بن السباق بن عبد الدار القرشي العبدري من مسلمة الفتح واستشهد يوم الدار مع عثمان ذكره البلاذري وكذا ذكره الزبير وأنه ممن بقي من بني السباق بن عبد الدار وكانوا قد بغوا بمكة فأهلكوا إلا قليلا منهم وذكر أبو عمر أنه عبد الله بن أبي ميسرة وعزاه إلى العدوي وقال في صحبته نظر عبد الله بن أبي مسروح بن عمرو من بني سعد بن بكر وأمه بنت المقوم بن عبد المطلب وتزوج عبد الله بنتا للعباس بن عبد المطلب ذكره الفاكهي وقال بن الكلبي في أنساب بني سعد منهم أبو مسروح واسمه الحارث بن يعمر بن حيان بن عميرة بن ملان كان حليف العباس بن عبد المطلب وزوجه العباس أيضا ابنته صفية وقال بن اليقظان والزبير إن عبد الله بن أبي مسروح ولدت له صفية بنت العباس بن عبد المطلب ولده محمدا وأنشد المرزباني في معجم الشعراء لعبد الله بن أبي مسروح شعرا رثى به عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب يقول فيه لقد أردت كتائب أهل حمص بعبد الله طرفا غير وغل شجاع الحرب إن وجدت وقودا وللحاد بن جبر كل رحل في أبيات وقال بن سعد زوجته أروى بنت المقوم ولدت له عبد الله بن أبي مسروح وذكره في ترجمة أروى عبد الله بن مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذافة بن بدر الفزاري ويقال بن مسعدة بن مسعود بن قيس هكذا نسبه بن عبد البر وكذا قال بن حبان في الصحابة عبد الله بن مسعدة بن مسعود الفزاري صاحب الجيوش لم يزد في ترجمته على ذلك والأول نقله الطبري عن بن إسحاق ويقال كان مسعدة صاحب الجيوش قيل له ذلك لأنه كان يؤمر على الجيوش في غزو الروم أيام معاوية وهو من صغار الصحابة ذكره البغوي وغيره في الصحابة وأخرجوا من طريق بن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن بن مسعدة صاحب الجيوش قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود قلت فيه انقطاع بين عثمان وابن مسعدة وأخرج الطبراني في الأوسط من طريق بن جريج بهذا الإسناد حديثا آخر لكن نقل فيه عن بن مسعدة سمعت وقال اسم بن مسعدة عبد الله وقال محمد بن الحكم الأنصاري عن عوانة قال حدثني خديج خصى لمعاوية قال (4/127)
<128> قال لي معاوية ادع لي عبد الله بن مسعدة الفزاري فدعوته وكان آدم شديد الأدمة فقال دونك هذه الجارية لجارية رومية بيض بها ولدك وكان عبد الله في سبي بني فزارة فوهبه النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة فأعتقته وكان صغيرا فتربى عندها ثم كان عند علي ثم كان بعد ذلك عند معاوية وصار أشد الناس على علي ثم كان على جند دمشق بعد الحرة وبقي إلى خلافة مروان وحكى خليفة عن بن الكلبي أنه غزا الروم سنة تسع وأربعين وحكى عبد الله بن سعد القطربلي عن الواقدي عن مشيخة من أهل الشام قالوا كان سفيان بن عوف قد اتخذ من كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية فسمى من جند دمشق عبد الله بن مسعدة الفزاري وحكى الواقدي عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال لقد رأيتني يوما من أيام الحصين بن نمير يعني حين حاصرهم بمكة أيام يزيد بن معاوية قال فخرجت لنا كتيبة فيها عبد الله بن مسعدة فخرج إليه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فضربه ضربة جرحه فلم يخرج لنا بعد وذكر الطبري عن بن إسحاق في سرية زيد بن حارثة إلى بني فزارة قال وأسروا عبد الله بن مسعدة وأخته وقتل أبوهما مسعدة يومئذ وأسرت أمهما أم قرفة فصارت أخته في سهم سلمة بن الأكوع ثم استوهبها النبي صلى الله عليه وسلم منه فأعطاها له فوهبها لخاله حزن بن أبي وهب فولدت له عبد الرحمن بن حزن وأما أم قرفة فكانت عجوزا كبيرة وكانت شديدة على المسلمين فأمر زيد بن حارثة بها فربطت بين بعيرين وأرسلهما حتى شقاها نصفين وقال بن عساكر ذكر الواقدي في موضع آخر أن مسعدة قتل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فلعله آخر باسمه قلت وهذا متعين لأن الواقدي قد ذكر لعبد الله بن مسعدة أخبارا بعد النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكرنا بعضها ويحتمل أن يكون في النقل عنه وهم وإنما ذكر أن الذي قتل في العهد النبوي مسعدة والد عبد الله وقال بن الكلبي حدثنا عبد الله بن الأجلح عن أبيه عن الشعبي قال دخل أبو قتادة على معاوية وعليه برد عدني وعند معاوية عبد الله بن مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري فسقط رداء أبي قتادة على عبد الله بن مسعدة فنفضها عنه فغضب فقال أبو قتادة من هذا يا أمير المؤمنين قال عبد الله بن مسعدة قال أنا والله دفعت بحصين أبي هذا بالرمح يوم أغار على سرح المدينة فسكت عبد الله بن مسعدة وقال الزبير بن بكار في الموفقيات حدثني علي بن عبد الله عن عوانة بن الحكم أن معاوية استعمل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد على الصائفة ثم قال له ما تصنع بعهدي قال أتخذه إماما لا أعصيه وقال اردد على عهدي علي بسفيان بن عوف فكتب له ثم قال له ما تصنع بعهدي قال أتخذه إماما أمام الحرم فإن خالف خالفت قال سر على بركة الله فسار فهلك بأرض الروم واستخلف عبد الله بن مسعود الفزاري وهي أول ولاية وليها فأقدم بالمسلمين فقال له شاعر أقم يا بن مسعود قناة قويمة كما كان سفيان بن عوف يقيمها فلما دخل على معاوية سأله عن الشعر فقال إن الشاعر ضمني إلى من لست له بكفء وقد مضى في ترجمة سفيان بن عوف الغامدي الخلاف في سنة وفاته وكأن الشاعر نسب بن مسعدة إلى جده وهو يقوى ما قاله بن عبد البر وابن حبان في تسمية جده ولعله كان بين مسعدة وحكمة مسعود (4/128)
<129> عبد الله بن مسعدة الفزاري ذكر الواقدي أنه قتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فإن ثبت فهو آخر عبد الله بن مسعود بن غافل بمعجمة وفاء بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تيم بن سعد بن هذيل الهذلي أبو عبد الرحمن حليف بني زهرة وكان أبوه حالف عبد الحارث بن زهرة أمه أم عبد الله بنت ود بن سواءة أسلمت وصحبت أحد السابقين الأولين أسلم قديما وهاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد بعدها ولازم النبي صلى الله عليه وسلم وكان صاحب نعليه وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالكثير وعن عمر وسعد بن معاذ وروى عنه ابناه عبد الرحمن وأبو عبيدة وابن أخيه عبد الله بن عتبة وامرأته زينب الثقفية ومن الصحابة العبادلة أبو موسى وأبو رافع وأبو شريح وأبو سعيد وجابر وأنس وأبو جحيفة وأبو أمامة وأبو الطفيل ومن التابعين علقمة وأبو الأسود ومسروق والربيع بن خثيم وشريح القاضي وأبو وائل وزيد بن وهب وزر بن حبيش وأبو عمرو الشيباني وعبيدة بن عمرو السلماني وعمرو بن ميمون وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو عثمان النهدي والحارث بن سويد وربعي بن حراش وآخرون وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الزبير وبعد الهجرة بينه وبين سعد بن معاذ وقال له في أول الإسلام إنك لغلام معلم وأخرج البغوي من طريق القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال عبد الله لقد رأيتني سادس ستة وما على الأرض مسلم غيرنا وبسند صحيح عن بن عباس قال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أنس وابن مسعود وقال أبو نعيم كان سادس من أسلم وكان يقول أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة أخرجه البخاري وهو أول من جهر بالقرآن بمكة ذكره بن إسحاق عن يحيى بن عروة عن أبيه وقال النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن يقرا القرآن غضا كما نزل فليقرأ على قراءة بن أم عبد وكان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحمل نعليه وقال علقمة قال لي أبو الدرداء أليس فيكم صاحب النعلين والسواك والوساد يعني عبد الله وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك على أن ترفع الحجاب وتسمع سوادي حتى أنهاك أخرجهما أصحاب الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمسكوا بعهد بن أم عبد أخرجه الترمذي في أثناء حديث وأخرج الترمذي أيضا من طريق الأسود بن يزيد عن أبي موسى قال قدمت أنا وأخي من اليمن وما نرى بن مسعود إلا أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم وعند البخاري في التاريخ بسند صحيح عن حريث بن ظهير جاء نعي عبد الله بن مسعود إلى أبي الدرداء فقال ما ترك بعده مثله وقال البخاري مات قبل قتل عمر وقال أبو نعيم وغيره مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وقيل مات سنة ثلاث وقيل مات بالكوفة والأول أثبت وعن عبد الرحمن بن زيد النخعي قال أتينا حذيفة فقلنا حدثنا بأقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم هديا ودلا نلقاه فنأخذ عنه ونسمع منه قال كان أقرب الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله صلى الله عليه وسلم بن مسعود لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن بن (4/129)
<130> أم عبد من أقربهم إلى الله زلفى أخرجه الترمذي بسند صحيح وأخرج من طريق الحارث عن علي رفعه لو كنت مؤمرا أحدا بغير مشورة لأمرت بن أم عبد ومن أخباره بعد النبي صلى الله عليه وسلم أنه شهد فتوح الشام وسيره عمر إلى الكوفة ليعلمهم أمور دينهم وبعث عمارا أميرا وقال إنهما من النجباء من أصحاب محمد فاقتدوا بهما ثم أمره عثمان على الكوفة ثم عزله فأمره بالرجوع إلى المدينة وأخرج بن سعد من طريق الأعمش قال قال زيد بن وهب لما بعث عثمان إلى بن مسعود يأمره بالقدوم إلى المدينة اجتمع الناس فقالوا أقم ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه فقال إن له على حق الطاعة ولا أحب أن أكون أول من فتح باب الفتن وقال علي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل عبد الله أثقل في الميزان من أحد أخرجه أحمد بسند حسن ومن طريق تميم بن حرام جالست أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت أحدا أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أحب إلى أن أكون في صلاحه من بن مسعود أخرجه البغوي من طريق يسار عن أبي وائل أن بن مسعود رأى رجلا قد أسبل إزاره فقال ارفع إزارك وأنت يا بن مسعود فارفع إزارك فقال إني لست مثلك إن بساقي حموشة وأنا آدم الناس فبلغ ذلك عمر فضرب الرجل ويقول أترد علي بن مسعود وأخرج الترمذي عن علي رفعه لو كنت مؤمرا أحدا بغير مشورة لأمرت بن أم عبد عبد الله بن مسعود بن عمرو الثقفي أخو أبي عبيد استشهد يوم الجسر مع أخيه عبد الله بن مسعود الغفاري يأتي في المبهمات ويأتي في الكنى ويقال اسمه عروة عبد الله بن مسلم وقع ذكره في فوائد أبي علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري رواية أبي بكر بن زيدك عنه قال سمعت أبا محمد حبيب بن محمد بن داود الصغاني بمرغينان يقول سمعت أبي محمد بن داود يقول سمعت عبد الله بن مسلم يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول جاءني جبريل فقال يا محمد طالب الجنة لا ينام وهارب النار لا ينام قال عبد الله كان اسمى دينار فسماني النبي صلى الله عليه وسلم لما أسلمت عبد الله عبد الله بن مسلم آخر ذكره أبو موسى من طريق سعيد بن سليمان عن عباد بن حصين سمعت عبد الله بن مسلم وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مملوك يطيع الله ويطيع مالكه إلا كان له أجران وسيأتي في عبيد بن مسلم مثله عبد الله بن المسيب بن أبي السائب بن صيفي بن عائذ المخزومي ذكره البغوي في الصحابة وأورد له من طريق يحيى بن سعيد الأموي عن بن جريج سمعت محمد بن عباد بن جعفر يحدث عن عبد الله بن المسيب المخزومي قال ركعت ركعة وأنا أقوم للناس في رمضان إذ سمعت تكبير عمر قدم معتمرا فصلى ورائي ركعة وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف عبد الرحمن بن عوف قال البغوي رواه حجاج عن بن جريج عن محمد بن عباد عن عبد الله بن السائب وهو الصواب عندي قلت عبد الله بن المسيب وعبد الله بن السائب ولدا عم ومحمد بن عباد روى عنهما جميعا ولعبد الله بن المسيب حديث ذكره في ترجمة عبد الله بن عمرو في القسم الأخير (4/130)
<131> عبد الله بن أبي مطرف الأزدي قال البخاري له صحبة ولم يصح إسناده وقال بن السكن في إسناده نظر وروى الحسن بن سفيان والبغوي من طريق صالح بن راشد أتى الحجاج بن يوسف برجل قد اغتصب أخته نفسها فقال الحجاج احبسوه وسلوا من ههنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوا فقالوا عبد الله بن أبي مطرف فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تخطى الحرمتين فخطوا رأسه بالسيف قال فكتب إلى عبد الله بن عباس فكتب لهم بمثل ذلك قال بن منده غريب وقال العسكري تبعا لأبي حاتم إن رفدة بن قضاعة راويه وهم فيه وإنما هو عبد الله بن مطرف بن عبد الله بن الشخير وروى بن أبي شيبة من طريق حميد عن بكر بن عبد الله قال أتى الحجاج برجل أعمى وقع على ابنته وعنده عبد الله بن مطرف بن الشخير وأبو بردة فقال له أحدهما اضرب عنقه فضرب عنقه وروى الخرائطي في اعتلال القلوب من طريق قتادة نحوه وذكر البخاري في تاريخه أن عبد الله بن مطرف بن عبد الله مات قبل أبيه قلت ويضعف رواية رفدة بن قضاعة أن بن عباس مات قبل أن يلي الحجاج الأمر بمدة طويلة فإنه ولي إمارة الحجاز بعد قتل عبد الله بن الزبير سنة ثلاث وسبعين فأقام سنتين ثم ولى إمرة العراق وكان موت عبد الله بن عباس سنة ثمان وستين عبد الله بن المطلب بن أزهر بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة القرشي الزهري ذكر بن إسحاق في مهاجرة الحبشة المطلب بن أزهر وامرأته رملة بنت أبي عون فولدت له هناك عبد الله ومات المطلب بالحبشة فورثه عبد الله فهو أول من ورث أباه في الإسلام عبد الله بن المطلب بن حنطب تقدم الخلاف فيه في عبد الله بن حنطب عبد الله بن مطيع بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي تأتي الإشارة إليه في عبد الرحمن بن مطيع عبد الله بن مظعون الجمحي يأتي نسبه في ترجمة أخيه عثمان يكنى أبا محمد وأمه سخيلة بنت النعمان بن وهبان ذكره بن إسحاق وابن عقبة في البدريين وذكر بن عائذ في المغازي في مهاجرة الحبشة قدامة وعبد الله ابنا مظعون وروينا في الجزء التاسع من أمالي المحاملي رواية الأصبهانيين من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن غلاما كان لعبد الله بن مظعون قبطيا أسلم فحسن إسلامه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجب عبد الله بإسلامه فذكر القصة في ارتداد الغلام نصرانيا في عهد عمر فقتله على الردة عبد الله بن معاوية الغاضري من غاضرة قيس صحابي نزل حمص روى حديثه أبو داود والطبراني من طريق يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عبد الله بن معاوية الغاضري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من فعلهن فقد ذاق طعم الإيمان من طريق عبد الله وحده الحديث قال أبو حاتم الرازي وابن حبان له صحبة وأخرج البخاري في تاريخه من طريق يحيى بن جابر أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه أن أباه حدثه أن عبد الله بن معاوية الغاضري حدثهم قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ما تزكية المرء نفسه قال أن يعلم أن الله معه حيثما كان (4/131)
<132> عبد الله بن المعتم بضم الميم وسكون المهملة وفتح المثناة وتشديد الميم العبسي ضبطه بن ماكولا وأما بن عبد البر فقال عبد الله بن المعمر بتشديد الميم بعدها راء فصحفه قال أبو عمر له صحبة وهو ممن تخلف عن علي يوم الجمل وقال أبو أحمد العسكري عبد الله بن معتمر له صحبة كذا ذكره بسكون المهملة وكسر الميم الخفيفة بعدها راء وقيل المعتم بغير راء وقال أبو زكريا الموصلي في تاريخ الموصل هو الذي فتح الموصل وذكر ذلك سيف بن عمر في الردة وكان عبد الله على مقدمة سعد بن أبي وقاص من القادسية إلى المدائن وسيره سعد من العراق إلى تكريت ومعه عرفجة بن هرثمة وربعي بن الأفكل ففتح تكريت وقد تقدم ذكر عبد الله بن مالك بن المعتم العبسي فما أدري أهو هذا نسب إلى جده أو غيره عبد الله بن المعتمر يأتي في بن مغنم قريبا عبد الله بن معرض الباهلي ترجم له بن أبي حاتم وبيض وقال بن منده سكن البادية وقال خليفة سكن اليمامة وروى البغوي وابن أبي داود والطبري من طريق خليفة بن خياط ومحمد بن سعيد بن عمرو عن الفضل بن ثمامة حدثني عبد الله بن حمزة عن أبيه عن جده عبد الله بن معرض الباهلي أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم فريضة في إبلهم الحديث إسناده غريب وقال بن قانع وجدت في كتابي عن خليفة ولم أحفظ من حدثني به فذكره بسنده لكنه قال عبد بن معاوية بغير اسم أبيه وقال في السند عبد الله بن حمزة بن أيمن الباهلي فإن كان محفوظا فالضمير في قوله عن جده لحمزة لا لعبد الله بن حمزة عبد الله بن أبي معقل الأنصاري شهد أحدا مع أبيه قاله البغوي وذكره أبو الفرج الأصبهاني فقال عبد الله بن معقل بن عتيك بن إساف بن عدي بن يزيد بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت بن مالك بن الأوس شاعر مقل من شعراء الدولة الأموية وهو بن أخي عباد بن نهيك الصحابي المعروف قال بن القداح كان عبد الله محسودا في قومه وكان بني قصرا له في بني حارثة وكان كثير الأسفار وفد على مصعب وغيره ومات في حدود السبعين عبد الله بن المعتمر تقدم في بن المعتم عبد الله بن معية يأتي في عبيد الله بالتصغير عبد الله بن مغفل بن عبد غنم وقيل عبد نهم بن عفيف بن اسحم بن ربيعة بن عدي وقيل عدي بن ثعلبة بن ذؤيب وقيل دويد بن سعد بن عداء بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة المزني أبو سعيد وأبو زياد ونقل البخاري عن يحيى بن معين أنه كان يكنى أبا زياد وعن بعض ولده أنه كان يكنى بهما وأنه كان له عدة أولاد منهم سعيد وزياد من مشاهير الصحابة قال البخاري له صحبة سكن البصرة وهو أحد البكائين في غزوة تبوك وشهد بيعة الشجرة ثبت ذلك في الصحيح وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر ليفقهوا الناس بالبصرة وهو أول من دخل من باب مدينة تستر ومات بالبصرة سنة تسع وخمسين قاله مسدد وقيل سنة ستين فأوصى أن يصلى عليه أبو برزة الأسلمي فصلى عليه ومات سنة إحدى وستين (4/132)
<133> عبد الله بن مغنم بالمعجمة والنون وزن جعفر ضبطه بن ماكولا وقال له صحبة ورواية روى عنه سليمان بن شهاب العبسي في ذكر الدجال وروى حديثه البخاري في تاريخه وابن السكن والحسن بن سفيان والطبراني من طريق حلام بن صالح عن سليمان بن شهاب العبسي قال نزل على عبد الله بن مغنم وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الدجال ليس به خفاء وإنما يأتي من قبل المشرق فيدعو إلى حق فيتبع ويظهر على الناس فلا يزال على ذلك حتى يقول إنه نبي الحديث بطوله قال البخاري له صحبة ولم يصح إسناده وقال أبو حاتم وأبو أحمد العسكري وابن عبد البر في اسم أبيه المعتمر بضم أوله والمهملة وفتح المثناة وآخره راء ونسبه بن عبد البر كنديا ذكره الخطيب في المؤتلف وأخرج حديثه من معجم الصحابة للإسماعيلي وضبطه بالمعجمة والنون عبد الله بن مغول ذكره في التجريد ونسبه لبقي بن مخلد عبد الله بن مغيث ذكره علي بن سعيد العسكري من طريق يحيى بن أيوب عن الوليد بن أبي الوليد عن عبد الله بن مغيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل يبيع طعاما فأدخل يده فإذا هو مبتل فقال من غشنا فليس منا أخرجه أبو موسى وذكره بن الأثير في موضعين للاختلاف في ضبط اسم أبيه فقيل معتب بفتح المهملة وتشديد المثناة المكسورة وقيل بسكون المهملة بلا تشديد وقيل بكسر المعجمة وسكون المثناة التحتية أما عبد الله بن مغيث بالمعجمة والمثلثة بن أبي بردة الظفري فتابعي ذكره البخاري فيهم وقال نسبه بن إسحاق عبد الله بن المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب هو عبد الله بن أبي سفيان تقدم عبد الله بن المغيرة بن معيقيب من مهاجرة الحبشة ذكره أبو أحمد العسكري مختصرا كذا استدركه بن الأثير عبد الله بن مقرن المزني أحد الإخوة روى عنه محمد بن سيرين وعبد الملك بن عمير كذا قال بن منده ولم يخرج له شيئا وقد وقع له ذكر في الفتوح قال سيف في كتاب الردة عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد قال وخرج أبو بكر يمشي وعلى ميمنته النعمان بن مقرن وعلى ميسرته عبد الله بن مقرن وعلى الساقة سويد بن مقرن فما طلع الفجر إلا وهم والعدو بصعيد واحد فذكر القصة في قتال أهل الردة عبد الله بن أم مكتوم تقدم في عبد الله بن زائدة وتأتي ترجمته فيمن اسمه عمرو عبد الله بن مكمل بن عبد بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب ذكره الطبري وقال روى الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله هذا وكان عبد الله من أقران عبد الرحمن بن أزهر وابن عمه وذكره عمر بن شبة في الصحابة وذكر أنه اتخذ دارا بالمدينة عند دار القضاء قال وأراه الذي توفي في عهد عثمان بعد أن طلق نساءه في مرضه فورثهن عثمان منه استدركه بن فتحون قال وأكثر ما يأتي في الرواية بن مكمل غير مسمى وسماه بعضهم عبد الرحمن وهو وهم وإنما عبد الرحمن ابنه (4/133)
<134> وهو شيخ الزهري قلت وذكر في النسب أزهر بن مكمل أخا هذا وذكر له قصة وأنه عاش إلى خلافة عبد الملك وذكر عمر بن شبة في أخبار المدينة أن دار عبد الله بن مكمل وهبها له عبد الرحمن بن عوف فباعها بعض ذريته من المهدي عبد الله بن المنتفق اليشكري يكنى أبا المنتفق قال بن أبي حاتم هو والد المغيرة بن عبد الله اليشكري ووهم في ذلك ووالد المغيرة يقال له عبد الله بن أبي عقيل وابن المنتفق غيره وقد وقع بيان ذلك فيما أخرجه أحمد والطبراني من طريق محمد بن جحادة حدثني المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه وفي رواية الطبراني أن أباه حدثه قال انطلقت إلى الكوفة فدخلت المسجد فإذا رجل من قيس يقال له بن المنتفق وهو يقول وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكى لي فطلبته بمكة فقيل لي هو بمنى فطلبته فقيل لي هو بعرفات فانطلقت إليه فزاحمت عليه فقيل لي إليك عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعوا الرجل أرب ماله فزاحمتهم حتى خلصت إليه فأخذت بخطام راحلته أو زمامها قال فما غير على قلت شيئين أسألك عنهما ما ينجيني من النار وما يدخلني الجنة فذكر الحديث تابعه يونس عن أبي إسحاق عن المغيرة بن عبد الله عن أبيه قاله بن أبي حاتم قلت وهو عند أحمد أيضا عن وكيع وأبي قطن وهما عن يونس وأخرجه أيضا من طريق عمرو بن حسان المكي حدثني المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه قال دخلت مسجد الكوفة أول ما بنى الحديث ورواه البغوي من طريق عبد الرحمن بن زيد اليمامي عن أبيه عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أمية قال انتهيت إلى بن المنتفق وهو في مسجد الكوفة فسمعته يقول استقرهت ناقة لي فخرجت أطلب محمدا فذكره ورواه بن عدي عن بن عوف عن محمد بن جحادة عن رجل عن زميل له عن أبيه وكان أبوه يكنى أبا المنتفق قال كان بمكة فسأل وقال أحمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أبي إسحاق عن المغيرة بن عبد الله عن أبيه قال انتهيت إلى رجل يحدث قوما فذكره ولم يقل بن المنتفق قلت تقدم سعد بن الأخرم وأن المغيرة بن سعد بن الأخرم روى عن أبيه أو عن عمه على الشك وقالوا اسم عمه عبد الله وقد حكى البخاري الاختلاف فيه ورجح رواية من قال المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه ويحتمل إن كان بن سعد بن الأخرم محفوظا أن يكون كل من المغيرة بن عبد الله اليشكري والمغيرة بن سعد بن الأخرم رويا الحديث جميعا عبد الله بن المنتفق العامري قال بن حبان له صحبة وغاير بينه وبين عبد الله بن جراد بن المنتفق العامري ويحتمل أن يكون هو اليشكري الذي قبله اختلف في نسبه عبد الله بن منقر القيسي كان اسمه عبد الحارث فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ذكره بن فتحون عن بن السكن وقد تقدم ذلك في ترجمة الصعب بن منقر فلعل الصعب كان لقبه والعلم عند الله تعالى عبد الله بن منيب الأزدي ترجم له بن أبي حاتم قال تلا علينا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية كل يوم هو في شأن وقال بن السكن عبد الله والد منيب له صحبة وروى الحسن بن (4/134)
<135> سفيان وابن السكن وابن منده من طريق عبدة بن رباح عن منيب بن عبد الله بن منيب الأزدي عن أبيه قال تلا علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية كل يوم هو في شأن فقلنا ما هذا الشأن يا رسول الله قال أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين قال بن منده غريب جدا وقال بن عبد البر أخشى أن يكون حديثه مرسلا قلت رواية الحسن المذكورة دالة على اتصال حديثه عبد الله بن أبي ميسرة تقدم في ميسرة عبد الله بن ناشح الحضرمي الحمصي ذكره الحسن بن سفيان في الصحابة وأخرج من طريق سعيد بن سنان عن شريح بن المسيب عن عبد الله بن فاشح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تزال شعبة من اللوطية في أمتي إلى يوم القيامة قال أبو نعيم لا يصح له صحبة وقال بن أبي حاتم عبد الله بن ناشح الحضرمي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه شرحبيل بن شفعة قال وأخرجه البخاري في النون في ناشح وخطأه في ذلك أبي وأبو زرعة وقالا إنما هو عبد الله بن ناسح قلت وناسح بنون ومهملتين على الراجح وقيل بمعجمة وجيم وقيل بمعجمة ثم مهملة حكاها أبو أحمد العسكري عبد الله بن نبتل بن الحارث الأنصاري سيأتي ذكر أبيه وقد ذكر الواقدي لولد هذا قصة في عهد عمر وقيل إن هذا كان من المنافقين عبد الله بن النحام ويقال بن النحماء قال بن منده له ذكر في حديث طلحة عن آبائه روى أبو نعيم من طريق عبيد بن آدم بن أبي إياس عن أبيه عن الربيع بن صبيح عن الحسن عن عبد الله بن النحام قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبيض الرأس واللحية فقال لي إن الله يحاسب الشيخ حسابا يسيرا ورويناه في فوائد أبي عثمان الصابوني من وجه آخر عن الربيع بن صبيح لكن في إسناده أحمد غلام خليل وهو كذاب عبد الله بن نضلة الأسلمي قيل هو اسم أبي برزة والمشهور نضلة بن عبيد عبد الله بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن سالم بن عوف بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي شهد بدرا واستشهد بأحد قاله بن الكلبي واستدركه بن الأثير معتمدا عليه عبد الله بن نضلة العدوي من مهاجرة الحبشة ذكره بن منده وساق من طريق مغازي بن عائذ بسنده إلى عطاء الخراساني عن عكرمة عن بن عباس قال وممن هاجر مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض الحبشة عبد الله بن نضلة من بني عدي بن كعب وتعقبه أبو نعيم بأنه وهم ولا يختلف أحد من أهل المغازي أنه معمر بن عبد الله بن نضلة قلت وليس في هذا ما يدفع أن يكون الأب والأبن هاجرا عبد الله بن نضلة الكناني أخرج بن منده من طريق محمد بن يوسف الفرياني عن سفيان الثوري عن عمر بن سعيد عن أبي حسين عن عثمان بن أبي سليمان حدثني عبد الله بن نضلة الكناني قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وما تباع دور مكة قال بن منده (4/135)
<136> لم يتابع الفرياني عليه والصواب عثمان بن أبي سليمان عن نافع بن جبير عن علقمة بن نضلة انتهى وأخرجه الطبراني من طريق أبي حذيفة عن الثوري فقال عن عثمان عن علقمة لم يذكر نافع بن جبير وأخرجه بن ماجة من طريق عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد عن عثمان عن علقمة بن نضلة بلفظ وما تدعى رباع مكة إلا السوائب وسيأتي القول فيه عبد الله بن نعمان بن بلذمة بفتح الموحدة والمعجمة بينهما لام ساكنة وقيل بضمتين ومهملة بن خناس بضم المعجمة وتخفيف النون وآخره مهملة بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة بكسر اللام السلمة الخزرجي الأنصاري بن عم أبي قتادة بن ربعي ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وزاد بن إسحاق وشهد أحدا عبد الله بن النعمان بن بزرج بضم الموحدة والزاي وسكون الراء بعدها جيم ذكره سيف والطبري والواقدي وذلك أن وبر بن يحنس لما قدم رسولا من النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن يدعو الناس إلى الإسلام فنزل على أختي عبد الله بن النعمان فأسلمتا ثم أرسل إلى أخيهما عبد الله فأسلم عبد الله بن النعمان قيل هو عبد الله الذي كان يقال له حمار وينظر خبره من النعيمان بن عمرو في حرف النون عبد الله بن نعيم الأشجعي ذكره أبو القاسم البغوي في الصحابة وقال كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر لم يذكر سنده في ذلك وكذا ذكره أبو جعفر الطبري واستدركه بن فتحون عبد الله بن نعيم الأنصاري أخو عاتكة بنت نعيم ذكره بن عبد البر مختصرا هكذا لم يزد وقال له صحبة وسيأتي في النساء عاتكة بنت نعيم بن عبد الله العدوية فما أدري هي التي أشار إليها أو غيرها عبد الله بن نعيم بن النحام ذكره البخاري والبغوي في الصحابة وقال سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت وأبو نعيم بن النحام سيأتي وهو نعيم بن عبد الله بن النحام نسب لجده وقال بن منده روى عنه نافع مولى بن عمر وأبو الزبير ثم أسند من طريق حرب عن أبي الزبير عن عبد الله بن نعيم قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه إذ مرت بهم امرأة فدخل على زينب بنت جحش فقضى حاجته وخرج فقال إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فإن المرأة تقبل في صورة شيطان أخرجه من طريق بن أبي الحسين عن معلى بن أسد عن حرب بن شداد به وقال هكذا رواه معلى وتعقبه أبو نعيم فقال وهو وهم وإنما رواه معلى بن أسد ومعلى بن هلال وعبد الصمد بن عبد الوارث عن حرب عن أبي الزبير عن جابر وكذا رواه معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير قلت ورواه عبد الصمد عن مسلم وكذا رواه معقل وعنده أيضا من رواية هشام الدستوائي عن أبي الزبير (4/136)
<137> عبد الله بن نفيل بنون وفاء مصغرة الكناني ويقال الكندي ذكره بن منده في حرف الباء الموحدة من أباء العبادلة وقال لا يعرف له صحبة روى عنه سليمان بن سليم وأخرج حديثه أبو موسى في الذيل من طريق بن أبي عاصم ثم من رواية عبد الله بن سالم الحمصي عن سليمان بن سليم عن عبد الله بن نفيل الكندي قال دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديث لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على من ناوأهم ثم قال بن أبي عاصم أخطأ فيه سليمان وإنما هو سلمة بن نفيل قلت ويدفع ذلك أن الطبري ذكره في الصحابة وساق له حديثا آخر من رواية عبد الله بن سالم أيضا عن سليمان بن مسلم عن عبد الله بن نفيل رفعه ثلاث قد فرغ الله من القضاء فيهن الحديث في ذكر البغي والمكر والنكث وهكذا أخرجه بن مردوية في تفسيره من طريق عبد الله بن سالم ورجاله ثقات إلا أنه منقطع بين سليمان والصحابي فإن روايته إنما هي عن طبقة الزهري عبد الله بن أبي نملة الأنصاري ذكره العقيلي في الصحابة وسيأتي ذكر والده عبد الله بن نهشل بن نافع بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر الليثي ذكره بعضهم في الصحابة وهو والد المتوكل بن عبد الله الليثي الشاعر الذي مدح معاوية وغيره عبد الله بن نهيك أحد بني مالك بن حسل ذكر بن دأب أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى بني معيص وإلى بني محارب بن فهر يدعوهم إلى الإسلام هكذا استدركه بن الأثير عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب قال الزبير بن بكار كان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وولي قضاء المدينة لمروان في خلافة معاوية وهو أول من ولي قضاؤها ومات سنة أربع وثمانين وقال بعض أهله مات في زمن معاوية عبد الله بن هانئ الأشعري يقال هو اسم أبي عامر الأشعري ويأتي بيانه في عبيد بن هانئ عبد الله بن هبيب بموحدتين مصغرا بن أهيب ويقال وهيب بن سحيم بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة الليثي حليف بني أسد وكانت أمه منهم ذكره أبو نعيم من طريق أحمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق فيمن استشهد بخيبر وكذا ذكره بن منده من طريق وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن بن إسحاق وذكره بن إسحاق من رواية يونس بن بكير عنه لكن قال عبد الله بن فلان بن وهيب وكذا سماه بن عبد البر وجماعة وذكر الواقدي أنه استشهد هو وأخوه عبد الرحمن بأحد والأول أولى عبد الله بن الهدير بن عبد العزي بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعيد بن تيم بن مرة التيمي من رهط الصديق لم أر من ذكر له صحبة وهي محتملة فإنهم ذكروا ولده المنكدر والد محمد في الصحابة وذكروا له حديثا فقال بن عبد البر له رؤية وليس له صحبة قلت فمقتضى ذلك أن يكون لوالده صحبة إلا إن كان مات قبل الفتح وخلف المنكدر صغيرا عبد الله بن هشام بن زهرة بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة (4/137)
<138> القرشي التيمي له ولأبيه صحبة روى عنه حفيده أبو عقيل زهرة بن معبد قال البغوي سكن المدينة وقال بن منده كان مولده سنة أربع وذكر الذهبي في التجريد أن البخاري أخرج حديثه في الأضحية ولم أره فيه وإنما أخرج حديثه البخاري في كتاب الشركة من رواية أبي عقيل عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله بايعه فقال هو صغير فمسح رأسه ودعا له هذا آخر ما عنده وأخرجه أبو داود من وجه آخر عن زهرة مختصرا وأخرجه الإسماعيلي بتمامه فزاد فكان يضحى بالشاة الواحدة عن جميع أهله فهذا مراد الذهبي بقوله في الأضحية ولم يرد أن البخاري أخرجه في كتاب الأضحية وأخرج في الأحكام وفي الدعوات عن أبي عقيل أيضا أنه كان يخرج مع جده عبد الله بن هشام إلى السوق فيشتري الطعام فيلقاه بن عمر وابن الزبير فيقولان له أشركنا فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا لك بالبركة الحديث وأخرج في مناقب عمر في الاستئذان وفي البدور عن أبي عقيل عن جده قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فذكر قصة وأخرج أبو داود الحديث الأول وهذا جميع ماله في الكتب الستة وذكر البلاذري أنه عاش إلى خلافة معاوية وأخرج له أبو القاسم والبغوي من طريق اصبغ عن بن وهب بسند الحديث الذي أخرجه له البخاري في الشركة حديثا آخر رواه عن الصحابة ولفظه كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلمون الدعاء كما يتعلمون القرآن إذا دخل الشهر أو السنة اللهم أدخله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام وجواز من الشيطان ورضوان من الرحمن وهذا موقوف على شرط الصحيح عبد الله بن هلال بن عبد الله بن همام الثقفي ذكره جماعة منهم البزار في الصحابة وقال بن حبان له صحبة وقال البغوي سكن مكة وذكره البخاري في الصحابة وتوقف فيه لكونه لم يصرح بسماعه وتبعه بن أبي حاتم وقال بن السكن يقال له صحبة وقال بن منده عداده في أهل الطائف وقال العسكري اختلف في صحبته وأخرج حديثه النسائي من طريق إبراهيم بن ميسرة عن عثمان بن عبد الله بن الأسود عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كدت أقتل بعدك في عناق الحديث قال بن أبي شيبة ما وجدنا هذا الحديث إلا عند أبي نعيم عن سفيان الثوري قلت وأخرجه البخاري عن أبي نعيم وقال لم يذكر عبد الله بن هلال سماعا وقد أخرجه أبو نعيم من طريق عبيد الله الأشجعي عن سفيان متابعا لأبي نعيم عبد الله بن هلال تقدم في عبد الله بن عبد الأسد بن هلال عبد الله بن هلال المزني ذكره جماعة منهم البزار في الصحابة وأخرج بن السكن والطبراني من طريق كثير بن عبد الله عن بكر بن عبد الله عن عبد الله بن هلال المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ليس لأحد بعدنا أن يحرم بحج ثم يفسخ حجه بعمرة وقال بن السكن لم يرو عنه غير هذا قلت وكثير ضعيف وقد قيل عنه عن أبيه عن جده عن بلال بن الحارث المزني (4/138)
<139> عبد الله بن همام العبدي ذكره بن فتحون عن الطبري فيمن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس وكذا ذكره الرشاطي عن أبي عبيدة وزاد أخاه عبد الرحمن بن همام عبد الله بن هناد يأتي في هناد عبد الله بن هند أبو هند الداري يأتي في الكنى عبد الله بن هند أبو هند البياضي في الكنى عبد الله بن الهيثم بن عبد الله بن الحارث من بني مجاشع بن دارم التميمي ذكره بن ماكولا في الإكمال كما تقدم في ذكره ولده أكيمة بن عبد الله عبد الله بن هيشة بن النعمان بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي الأنصاري السلمي ذكره البغوي في الصحابة وأخرج عن يحيى بن سعيد عن أبيه عن بن إسحاق في المغازي أنه شهد بدرا عبد الله بن واصل السلمي من بني غاضرة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ذكره أبو علي الهجري في نوادره قال وممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم من بني غاضرة بن خفاف بن امرئ القيس بن ناجية وساق نسبه عبد الله بن واصل صاحب الحصان الأعور أنزاه الخندق كذلك تقول بنو غاضرة قال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون قلت واستدركه بن الأمين على أبي عمر فقال شهد الخندق مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنزى حصانه فيه وهو يرتجز ذكره أبو علي القالي في أماليه عبد الله بن واقد قال أبو موسى ذكره أبو القاسم الرفاعي في عبادلة الصحابة وأورد له من طريق بن وهب عن مخرمة بن بكير عن أبيه سمعت عبد الملك بن سارية الكعبي يقول سمعت عبد الله بن واقد يقول إن اليمين في الدم كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت عبد الله بن واقد أظنه بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وصنيع البخاري في تاريخه يقتضى ذلك فإنه لم يذكر من يقال له عبد الله بن واقد إلا هذا وهو تابعي وآخر دونه في الطبقة وقال في ترجمة عبد الملك بن سارية يروى عن عبد الله بن واقد ولم ينسبه وذكر المزني في ترجمة عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا مرسلا عبد الله بن وائل بن عامر بن مالك بن لوذان الأنصاري له صحبة وشهد أحدا والمشاهد كلها وله عقب ذكره العدوي عن بن القداح واستدركه بن الأمين وابن فتحون وابن الأثير وقال هو أخو عبد الرحمن بن وائل عبد الله بن أبي وداعة بن صبيرة بمهملة ثم موحدة مصغرا بن سعيد مصغرا بن سعد بن سهم بن عمرو القرشي السهمي أمه أروى بنت الحارث بن عبد المطلب قال المرزباني في معجم الشعراء أدرك الإسلام فأسلم وعمر بعد ذلك دهرا وهو القائل نحن شددنا الحلف من غالب وغالب واقفة تنظر (4/139)
<140> لن يستطيعوا نقض إمرارنا وهم على ذاك بنا أخبر وقال بنو سهم أكارم كل حي بهم أسمو وأدرك ما أريد الأبيات وهذا على الشرط فإنه لم يبق بمكة بعد الفتح من قريش أحد إلا أسلم وشهد حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم غير مرة وقد ذكره الزبير وقال أسلم وعاش في الإسلام وليس له عقب وهو القائل في تحالف الأحلاف فذكر الأبيات قال وقال أيضا يفتخر بأن جده الأعلى سعد بن سهم أول من بني بمكة بيتا وأول من ثوى بمكة بيته وأسود فيه ساكنا بإناف لسعد السعود جامع الحلف والذي بدا الحلف والإخفاء أهل حلاف عبد الله بن وديعة بن حرام الأنصاري له صحبة قاله بن منده قال وأخرجه أبو حاتم الرازي ثم أخرج من طريق أبي حاتم ثم من طريق أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد الله بن وديعة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة كغسله من الجنابة الحديث اختلف فيه على سعيد فقال محمد بن عجلان عنه عن أبيه عن بن وديعة عن أبي ذر وقال بن أبي ذئب عن سلمان بدل أبي ذر قال بن منده وهو الصواب قلت هو عند البخاري من حديث سلمان وعن سعيد فيه رواية رابعة قيل عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة وقد أشبعت القول فيه في المقدمة وقرأت بخط مغلطاي إنما ذكره أبو حاتم فيما نقله ابنه عنه في التابعين وسمى جده خداما بكسر المعجمة ثم دال وهو كما قال لكن عمدة بن منده ما وقع في سياق سنده حيث وصف بأنه صاحبه وكون الأصح في الحديث المذكور إنه من روايته عن سلمان لا يدفع صحبته إلا أن أبا معشر ضعيف وهو مع ذلك على الاحتمال وقد أثبت ذكره من أجل ذلك بن فتحون وذكره في الصحابة أيضا الباوردي لكنه لم يسم جده وأخرج من طريق القاسم بن حبان أنه سأل عبد الله بن وديعة عن صلاة الخوف الحديث موقوف قال مغلطاي وذكره في التابعين البخاري وابن حبان والدارقطني وابن خلفون عبد الله بن وراح براء ثقيلة ثم حاء مهملة ذكره الطبراني في الصحابة وأورد له من طريق إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال كان عبد الله بن وراح قديما له صحبة فحدثنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوشك أن يؤمر عليكم الرويجل فيجتمع عليه قوم محلقة أقفيتهم بيض قمصهم فإذا أمرهم بشيء حضروا ثم إن عبد الله بن وراح ولي على بعض المدن فاجتمع إليه قوم من الدهاقين محلقة أقفيتهم بيض قمصهم فكان إذا أمرهم بشيء حضروا فيقول صدق الله ورسوله وأخرجه أبو نعيم عن الطبراني واستدركه أبو موسى من طريقه وقوله حضروا أي أسرعوا المشي عبد الله بن وقدان هو بن السعدي تقدم (4/140)
<141> عبد الله بن الوليد بن المغيرة كان اسمه الوليد ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم غيره قال الزبير بن بكار حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثني إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس عن أيوب بن سلمة عن عبد الله بن وليد بن الوليد بن المغيرة عن أبان بن عثمان قال دخل الوليد بن الوليد بن المغيرة وهو غلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك يا غلام فقال أنا الوليد بن المغيرة قال بن الوليد بن الوليد ما كادت بنو مخزوم إلا أن تجعل الوليد ربا ولكن أنت عبد الله هذا هو الصواب مرسل وكذا ذكره بن عبد البر بغير إسناد ووصله بن منده من وجه آخر عن أيوب بن سلمة فقال عن أبيه عن جده أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قلت وفي سنده النضر بن سلمة وهو كذاب وقال الزبير أيضا في ترجمة الوليد بن الوليد بن المغيرة كان سمى ابنه الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اتخذتم الوليد إلا حنانا هو عبد الله قالت أم سلمة لما مات الوليد بن الوليد يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرة مثل الوليد بن الوليد أبي الوليد كفى العشيره فكأنها أشارت إلى ولده هذا وكان الوليد يكنى أبا الوليد فلم يغير لما النبي صلى الله عليه وسلم وكأن تغيير اسم أبيه إنما وقع بعد موته فقد اخرج إبراهيم الحربي في غريب الحديث من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن عمر عن زينب بنت أم سلمة عن أمها أم سلمة قالت دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعندي غلام يسمى الوليد بن الوليد فقال اتخذتم الوليد حنانا غيروا اسمه وهذا سند جيد وأخرج أحمد في مسنده من طريق الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن بن عمر قال ولد لأخي أم سلمة فكأنه أطلق عليه أنه أخوها على سبيل التجوز أو يكون أخاها من الرضاعة وكنت كتبت ترجمة عبد الله بن الوليد هذا في القسم الثاني ثم حولته لأن سياق قصته يقتضي أنه كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يجيد فهم الخطاب ورد الجواب عبد الله بن وهب الأسدي بفتحتين ويقال الأسيدي بضم الهمزة وفتح السين وتشديد الياء نسبة إلى بطن من بني تميم استدركه بن الأثير قال بن إسحاق في المغازي في رواية يونس بن بكير فيما قيل من الشعر يوم حنين قال فقال أبو أيوب بن زيد أحد بني سعد بن بكير من أبيات وكنا يا قريش إذا غضبنا كأن أنوفنا فيها سعوط ألا هل أتاك أن غلبت قريش هوازن والخطوب لها شروط الأبيات قال فأجابه عبد الله بن وهب رجل من بني أسد ثم من بني غنم كذا في رواية يونس بن بكير وفي رواية زياد البكائي فأجابه رجل من بني تميم ثم من بني أسيد بسوط الله نضرب من لقينا كأفضل ما رأيت من الشروط وكنا يا هوازن حين نلقى نبل الهام من علق عبيط فإن يك قيس غيلان عصاني فلا ينفك يرغمهم سعوط قلت وسيأتي في الكنى أن الأبيات الأولى لأبي صحار (4/141)
<142> عبد الله بن وهب الدوسي له ولولده الحارث صحبة تقدم بيان ذلك في الحارث وقال الأموي في المغازي أطعم النبي صلى الله عليه وسلم من تمر خيبر عشرين وسقا قال بن فتحون ما أدري عني الدوسي أو غيره عبد الله الأكبر بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي بن قصي القرشي الأسدي أمه زينب بنت شيبة بن ربيعة ولأبيه ولعميه عبد الله ويزيد صحبة وسيأتي في ترجمة أبيه أنه أسلم يوم الفتح وقتل أبوه زمعة ببدر كافرا وقتل عبد الله هذه يوم الدار قال أبو موسى أورده بعض أصحابنا من رواية يحيى بن عبد الله بن الحارث عنه قال لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح قال سعد بن عبادة ما رأينا من نساء قريش ما كان يذكر من الجمال فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنك رأيتهن وقد أصبن بأبائهن وأبنائهن الحديث قال ولا يصح صحبته لأن أباه يروي عن بن مسعود انتهى ولم أر لأبيه رواية عن بن مسعود ولو كانت لم تكن دالة على أن لا صحبة لولده ثم قال أبو موسى لو ثبت فلعله كان قبل الحجاب وإلا فهو منكر قلت الحجاب كان قبل الفتح بمدة فلعل رؤية سعد لهن كانت عن غير قصد والعلم عند الله تعالى وأما عبد الله الأصفر بن وهب بن زمعة فتابعي ثقة وحديثه عند الترمذي وغيره وذكر الزبير بن بكار عنه أنه خرج إلى معاوية طالبا بدم أخيه عبد الله بن وهب الأكبر فقال له معاوية إنه قتل في فتنة واختلاط وأعطاه ديه وذكر المرزباني في معجم الشعراء أنه قال يوم الدار آليت جهدي لا أبايع بعده إماما ولا أدعي إلى قول قائل ولا أبرح البابين ما هبت الصبا بذي رونق قد أخلصت بالضآبل عبد الله بن وهب الأسلمي له صحبة ذكره بن سعد والبغوي وكان عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعمان مع عمرو بن العاص فعرض له مسيلمة فأفلتوا منه وحكى ذلك الواقدي في كتاب الردة عن الزهري وذكره الطبري أيضا وقيل كان مسيلمة أخذه ورفيقا له فعرض عليهما اتباعه فامتنعا فأحرق رفيقه بالنار فخاف هذا وأظهر اتباعه وكان حين قاتلوا مسيلمة باليمامة أراد عباس بن أبي ربيعة أن يقتل عبد الله هذا فمنعه أسامة بن زيد وقال إنما جزع لما أحرق رفيقه بالنار وها هو ذا يقاتل مع المسلمين ورافق عبد الله بن وهب هذا خالد بن الوليد في قتال المرتدين وروى الواقدي من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن عبد الله بن وهب الأسلمي كان في وثاق عند أصحاب مسيلمة فانفلت لما أقبل إليهم المسلمون عبد الله بن وهب الزهري قال بن سعد أسلم يوم الفتح وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ولابنيه من خيبر تسعين وسقا وقال الطبري شهد حنينا عبد الله بن وهب أبو سنان الأسدي يأتي في الكنى عبد الله بن ياسر بن مالك العنسي بالنون يأتي نسبه في ترجمة عمار بن ياسر قال بن الكلبي لياسر وسمية وولدهما عمار صحبة ولهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما رآهم يعذبون (4/142)
<143> صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة قال ولم يسلم عبد الله أخو عمار وقال أبو عمر كان عبد الله من السابقين إلى الإسلام ومات بمكة قبل الهجرة كذا قال عبد الله بن ياميل آخره لام رأيته مجودا بخط الصريفيني ذكره العباس بن عقدة في جمع طرق حديث من كنت مولاه فعلى مولاه أخرج بسند له إلى إبراهيم بن محمد أظنه بن أبي يحيى عن جعفر بن محمد عن أبيه وأيمن بن نابل بنون وموحدة بن عبد الله بن ياميل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه الحديث واستدركه أبو موسى عبد الله بن يزيد بن زيد بن حصن بن عمرو بن الحارث بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاري الخطمي قال الدارقطني له ولأبيه صحبة وشهد بيعة الرضوان وهو صغير وأخرج بن أبي خيثمة من طريق مطرف عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد الأنصاري وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عبد الله بن أحمد في زيادات كتاب الزهد من طريق موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي قال كان عبد الله بن يزيد يعني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أكثر الناس صلاة وكان لا يصوم إلا يوم عاشوراء وكان يكنى أبا موسى روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه عنه في الترمذي وغيره وعن البراء بن عازب وحديثه عنه في الصحيحين وعن أبي أيوب وأبي مسعود وحذيفة وقيس بن سعد وزيد بن ثابت وغيرهم روى عنه ابنه موسى وسبطه عدي بن ثابت والشعبي وأبو إسحاق وابن سيرين وآخرون وولى إمرة مكة من عبد الله بن الزبير يسيرا واستمر مقيما بها وكان شهد قبل ذلك مع علي مشاهده وقال بن حبان كان الشعبي كاتبه لما كان أمير الكوفة وقال الأثرم قلت لأحمد لعبد الله بن يزيد صحبة صحيحة قال أما صحيحة فلا ذاك شيء يرويه أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي بردة عن عبد الله بن يزيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انتهى وهذا الحديث أخرجه البغوي وغيره من طريق أبي بكر بهذا السند ولفظ المتن إن عذاب هذه الأمة في دنياها وفيه قصة له مع بن زياد وأخرج بن البرقي بسند قوي عن عدي بن ثابت أن عبد الله بن يزيد كان قد شهد بيعة الرضوان وما بعدها وهو رسول القوم يوم جسر أبي عبيد وقال الآجري قلت لأبي داود وعبد الله بن يزيد له صحبة قال يقولون له رؤية سمعت بن معين يقول ذلك وقال أبو حاتم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان صغيرا على عهده فإن صحت روايته فذاك قال البغوي سكن الكوفة وابتنى بها دارا ومات في زمن بن الزبير عبد الله بن يزيد القارىء الأنصاري فرق بعضهم بينه وبين الخطمي وأخرج من طريق عبد الله بن سلمة الأفطس عن أبي جعفر الخطمي عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عمرة عن عائشة قالت سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت قارىء فقال صوت من هذا فقالوا صوت عبد الله بن يزيد الأنصاري فقال رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أنسيتها قال بن منده غريب وقد رواه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ولم يسم القارىء قلت أخرجه البخاري من طرق عن هشام كذلك وقال عقب بعضها زاد عباد بن عبد الله عن عائشة تهجد النبي صلى الله عليه وسلم فسمع (4/143)
<144> صوت عباد يعني بن بشر فيحتمل التعدد يعني وإن كان الأفطس حفظه فإنه ضعيف وذكر بن بشكوال أن علي بن عبد العزيز أخرج في منتخب المسند من طريق حماد بن سلمة عن أبي جعفر نحوه قلت وليس هو كما ترجم كلامه وإنما في المبهمات لعبد الغني بن سعيد أنه ساق الحديث من طريق حماد عن أبي جعفر ثم قال وقال حماد بن سلمة هو عبد الله بن يزيد الخطمي انتهى عبد الله بن يزيد بن ضمرة البجلي تقدم في عبد الله بن ضمرة البجلي عبد الله بن يزيد الخثعمي ذكره بن أبي عاصم في الوحدان وأخرج عن محمد بن ثابت عن إسحاق بن إدريس عن أبان العطار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد الخثعمي عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث عبد الله بن حوالة في فضل أهل الشام وكذا ساقه الطبراني عن أخيه زهير عن محمد بن إشكاب قال بن عساكر المحفوظ عن يحيى بن أبي قلابة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قلت وهو عند أحمد في مسنده عن أبي عامر العقدي عن يحيى بن أبي كثير وأخرجه أبو يعلى وغيره من طريق الأوزاعي عن يحيى كذلك وقد ذكره علي بن المديني في العلل بسند صحيح عن نافع عن بن غنم عن كعب الأحبار وإسحاق بن إدريس ضعفه أبو حاتم الرزاي عبد الله الأسلمي هو بن حبيب تقدم عبد الله الأنصاري عبد الله البكري هو بن حريث تقدم عبد الله الثمالي هو بن عبد تقدم عبد الله الحجام هو أبو هند البياضي في الكنى عبد الله الخثعمي قال أبو مالك ذكره بن منده وأبو نعيم في آخر من اسمه عبد الله وقال له ذكر في حديث حبيب بن سلمة عبد الله الخولاني والد أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله فقيه الشام تقدم في عبد الله بن عمرو وذكر الاختلاف في اسم أبيه عبد الله الداري هو بن بر تقدم عبد الله السدوسي هو بن عمير تقدم عبد الله الصنابحي مختلف فيه قال مالك في الموطأ عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا توضأ العبد المسلم خرجت خطاياه الحديث كذا هو عند أكثر رواة الموطأ وأخرجه النسائي من طريق مالك ووقع عند مطرف وإسحاق بن الطباع عن مالك بهذا عن أبي عبد الله الصنابحي زاد أداة الكنية وشذ بذلك وأخرجه بن منده من طريق أبي غسان محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم بهذا السند عن عبد الله الصنابحي مثل رواية مالك ونقل الترمذي عن البخاري أن مالكا وهم في قوله عن عبد الله الصنابحي وإنما هو أبو عبد الله وهو (4/144)
<145> عبد الرحمن بن عسيلة ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وظاهره أن عبد الله الصنابحي لا وجود له وفيه نظر فقد روى سويد بن سعيد عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم حديثا غير هذا وهو عن عطاء بن يسار أيضا عن عبد الله الصنابحي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الشمس تطلع بين قرني شيطان الحديث وكذا أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريق إسماعيل بن أبي الحارث وابن منده من طريق إسماعيل الصائغ كلاهما عن مالك وزهير بن محمد قالا حدثنا زيد بن أسلم بهذا قال بن منده رواه محمد بن جعفر بن أبي كثير وخارجة بن مصعب عن زيد قلت وروى زهير بن محمد وأبو غسان محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم بهذا السند حديثا آخر عن عبد الله الصنباحي عن عبادة بن الصامت في الوتر أخرجه أبو داود فوروده عند الصنابحي في هذين الحديثين من رواية هؤلاء الثلاثة عن شيخ مالك يدفع الجزم بوهم مالك فيه وقال العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين عبد الله الصنابحي الذي روى عنه المدنيون يشبه أن يكون له صحبة وذكر بن منده عن بن أبي خيثمة قال قال يحيى بن معين عبد الله الصنابحي ويقال أبو عبد الله قال وخالفه غيره فقال هذا عن أبي عبد الله وذكر أبو عمر مثل هذا المحكي عن بن معين وقال الصواب أبو عبد الله إن شاء الله وقال بن السكن يقال له صحبة معدود في المدنيين وروى عنه عطاء بن يسار وأبو عبد الله الصنابحي مشهور روى عن أبي بكر وعبادة ليست له صحبة وقد وهم بن قانع فيه وهما فاحشا فزعم أن أباه الأعسر فكأنه توهم أنه الصنابح بن الأعسر الماضي في حرف الصاد وليس كما توهم عبد الله العدوي كان اسمه السائب فغيره النبي صلى الله عليه وسلم نزل مصر كذا ترجم له الذهبي وفيه نظر وذلك أن أبا عمر قال عبد الله رجل من بني عدي وكان اسمه السائب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في ضمان الدين نحو حديث أبي قتادة وفي حديثه دينار بن كيسان هو عند أبي لهيعة عن أبي قبيل يعد في المصريين قلت والذي يعد في المصريين وحديثه بهذا الإسناد ليس من بني عدي وإنما هو من بني غفار وقد تعقبه بن فتحون فقال هو غفاري لا عدوي فقد أخرج بن وهب الحديث عن بن لهيعة وقال من بني غفار أخرجه محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر من طريق أسد بن موسى عن بن لهيعة عن أبي قبيل من بني غفار حدثه أن أمه أتت به النبي صلى الله عليه وسلم وعليه تميمة قال فقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم تميمتي وقال ما اسم ابنك قالت السائب فقال بل اسمه عبد الله وذكره بن منده فقال عبد الله الغفاري قال بن الأثير لم يزد على ذلك قلت ذكره بن منده في حرف السين وساق الحديث من طريق قتيبة عن بن لهيعة فكأنه استغنى في إيراده في عبد الله وقد تقدم في حديثه زيادة في السائب والذي يظهر أن العدوي غيره لأنه ليس في خبره هذه القصة في تغيير اسمه وحديثه غير حديث الغفاري والله أعلم عبد الله الغفاري تقدم في السين وفي الذي قبله عبد الله المزني في حديث النهي عن تسمية العشاء عتمة هو بن معقل تقدم أفرده بن (4/145)
<146> منده ولم ينبه على أنه هو عبد الله المزني آخر هو بن عبد الله بن عمرو بن هلال أبو علقمة تقدم عبد الله المزني آخر روى عنه ابنه يزيد في العقيقة عبد الله اليربوعي ذكره البغوي وابن شاهين وابن منده في الصحابة وأخرج حديثه أبو يعلى في مسنده وأخرجوا من طريق عطوان وهو بمهملتين مفتوحتين بن مشكان بضم الميم وسكون المعجمة عن جمرة بنت عبد الله اليربوعية قال ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحديث وسيأتي في حرف الجيم من النساء إن شاء الله تعالى عبد الله اليشكري تقدم ذكره في ترجمة عبد الله بن المنتفق عبد الله كان يلقب حمارا تقدم في الحاء المهملة وذكرت قصته من حديث عمر قال بن منده بعد أن أخرجها من طريق سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم وهي طريق البخاري رواه هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال رأيت رجلا أتى عمر برجل يقال له عبد الله بن حمار قد شرب هو وصاحب له فذكر الحديث وفيه وكان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويهدي إليه ويضحكه في كلامه وجزم بن عبد البر بأنه ولد النعيمان المذكور في حديث عقبة بن الحارث قلت لكنه وقع عند البخاري بالشك أبو النعيمان أو بن النعيمان وستأتي قصة النعيمان في ترجمته إن شاء الله تعالى ويستفاد من رواية هشام بن سعد أن عبد الله بقي إلى خلافة عمر عبد الله والد أكينة ينظر في ترجمة أكينة ففي آخرها أنه عبد الله بن الحارث عبد الله والد جابر السلمي يأتي في عبيد الله بالتصغير عبد الله والد قابوس غير منسوب عداده في أهل الكوفة مختلف في اسمه هكذا ترجمه به بن منده ثم ساق من طريق علي بن صالح بن حي عن سماك بن حرب عن قابوس بن عبد الله عن أبيه قال جاءت أم الفضل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصة فيها النضح من الغلام والغسل من الجارية ومن طريق مسعر عن سماك عن قابوس عن أبيه لم يسمه وذكره أبو نعيم فقال أبو قابوس اسمه المخارق ثم ساق من وجه آخر عن علي بن صالح فقال في سياقه عن قابوس الشيباني عن أبيه انتهى وقد حكى في اسم والد قابوس هذا فقيل المخارق وقيل أبو المخارق بن سليم عبد الله جد أبي ظبيان الكوفي والد قابوس بن أبي ظبيان الجنبي بفتح الجيم وسكون النون بعدها باء موحدة أخرج الخطيب من طريق سعيد بن عامر الضبعي عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن جده قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل زبيبة الحسن قال الخطيب في مسنده محمد بن أبي الأزهر وهو كذاب وأبو ظبيان اسمه حسين بن جندب ولا نعلم أنه روى عن أبيه شيئا ولا ندري أسلم أبوه أم لا انتهى وقد قيل ان اسم والد أبي ظبيان الحارث عبد الله والد محمد ذكره بن منده فقال روى حديثه سهيل بن أبي صالح عن محمد بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في مدمن الخمر وكذا ذكره أبو نعيم زاد وصحيحه (4/146)
<147> ما رواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وهذا لا يدفع أن يكون السهيلي حدث به على الوجهين عبد الله كان اسمه عبد الحارث فغيره النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله غير منسوب روى عن حجاج الأسلمي حديثا أخرجه أحمد في مسنده فأفرده الذهبي بالذكر وتبعه بن المحب في ترتيب المسند ويغلب على ظني أنه عبد الله بن مسعود قال أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت حجاج بن حجاج الأسلمي وكان إمامهم يحدث عن أبيه أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال حجاج أراه عبد الله حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الحمى من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوها بالصلاة عبد الله ذو الطمرين وقع ذكره في حديث أخرجه بن أبي عاصم في آخر كتاب الدعاء من طريق عبد الله بن ربيعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفلح عبد الله ذو الطمرين لو أقسم على الله ألفا لأبر قسمه أخرجه محمد بن مصفى عن بقية عن صفوان عنه ويحتمل ألا يكون علما ذكر من أضيف بالعبودية إلى اسم من أسماء الله تعالى أو غيره عبد الجبار بن عبد الحارث أبو عبيد الحدسي بفتحتين وبمهملات ثم المناري منسوب إلى حدس بطن من لخم أخرج بن منده من طريق إسحاق بن سويد عن إبراهيم بن الغطريف بفتحتين بن سالم عن أبيه أنه سمع أباه يحدث عن عبد الله الكدير بن أبي طلابة أن بن عبد الجبار بن مالك قال وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض سرناة فحييته بتحية العرب فقلت أنعم صباحا فقال إن الله قد حيا محمدا وأمته بالتسليم فقلت السلام عليك يا رسول الله فرد وقال ما اسمك قلت الجبار بن الحارث فقال لي أنت عبد الجبار فأسلمت وبايعت فقيل له إن هذا المناري فارس من فرسان قومه فحملني على فرس فأقمت أقاتل معه ففقد صهيل فرسي فقلت بلغني أنك تأذيت منه فخصيته فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقيل لي لو سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سأله بن عمك تميم الداري فقلت أعاجلا سأله أم آجلا قالوا بل عاجلا فقلت عن العاجل رغبت ولكن أسأله أن يعينني غدا بين يدي الله عز وجل عبد الجبار بن شهاب في عبد الله بن شهاب تقدم عبد الجد بن ربيعة بن حجر بن الحكم الحكمي كذا نسبه بن عبد البر وقال الرشاطي عن الهمداني عبد الجد بن ربيعة بن حجري بن عوف بن المعتض بن حبيب مصغرا بن حرب بوزن عمر بن سفيان بن سلهم بن حكم بن سعد بن مذحج الحكمي وقال بن منده مثل بن عبد البر سواء وزاد عداده في أهل مصر ثم ساق من طريق سعيد بن عفير حدثني خلف بن المنهال حدثنا المصطلق (4/147)
<148> بن سليمان بن الخطاب الحكمي عن الخطاب بن نصير الحكمي عن عبد الله بن حليك بمهملة ولام ثم كاف مصغر عن عبد الجد بن ربيعة بن حجر بن الحكم أنه كان عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده ناس من أهل اليمن وعيينة بن حصن فدعا للقوم به فقاموا فما بقي أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ورجل يستره بثوبه فقلت ما هذه السنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء رزقه الله أهل اليمن إذ حرمه قومك كذا فيه فقلت وأظن الصواب فقال يعني عيينة وبذلك جزم بن عبد البر فقال في ترجمته سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب عيينة بن حصن في حديث ذكره الحياء رزقه الله أهل اليمن وحرمه قومك هكذا وجدته في نسخة أخرى فدعا القوم بماء فلم يشرب أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ورجل يستره عبد الحارث بن أنس بن الديان الحارثي ذكره وثيمة في كتاب الردة عن بن إسحاق قال وقام عبد الحارث بن أنس في أهل نجران إذ بلغهم موت النبي صلى الله عليه وسلم وهموا بالردة وكان سيدا فيهم فقال يا أهل نجران من أمركم بالثبات على هذا الدين فقد نصحكم ومن أمركم أن تزيغوا فقد غشكم إلى أن قال وإنما كان نبي الله عارية بين أظهركم فأتى عليه أجله وبقى الكتاب الذي جاء به فأمره أمر ونهيه نهي إلى يوم القيامة وأنشد أبياتا منها ونحن بحمد الله هامة مذحج بنو الحارث الخير الذين هم المدر ونحن على دين النبي نرى الذي نهانا حراما منه والأمر ما أمر وفي القصة أن أهل نجران أجابوه إلى ما طلب وقالوا له كنت خير وافد أنت وقومك من بني الحارث استدركه بن فتحون عن وثيمة وابن الأثير عن الغساني مختصرا وأعاده الذهبي في التجريد فيمن اسمه عبد الرحمن فقال عبد الرحمن بن الحارث بن أنس أسلم بنجران قيل له شعر انتهى ولم يذكر من أين نقله ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم غير اسمه فسماه عبد الرحمن لكن يكون ذكر الحارث نسبه غلطا عبد الحارث بن زيد بن صفوان الضبي تقدم في عبد الله بن زيد عبد الحارث كان اسم الذي حفر البئر للصعب بن منقر عبد الحارث فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله تقدم في ترجمة الصعب عبد الحجر بن عبد المدان تقدم في عبد الله بن المدان عبد الحميد بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أبو عمرو زوج فاطمة بنت قيس الفهرية مشهور بكنيته ويأتي في الكنى عبد الحميد بن خطاب بن الحارث بن عم محمد بن حاطب الجمحي كان مع أبيه بأرض الحبشة ومات أبوه بأرض الحبشة بعد أن هاجر إليها ذكره بعض أهل النسب والذي عند الزبير أنه عبد الحميد بن محمد بن خطاب فإن كان محفوظا فهو عم الذي ذكره الزبير وقد ذكر الزبير أن لعبد الحميد حفيدا اسمه كاسمه عبد الحميد بن الخطاب بن عبد الحميد بن محمد بن خطاب ولى شرطة المدينة إذ كان عمر (4/148)
<149> أميرها فالله أعلم عبد خير الحميري تقدم ذكر وفاته في ترجمة حوشب ذي ظليم من القسم الثالث من حرف الحاء المهملة وكان اسمه عبد شر فغيره النبي صلى الله عليه وسلم واستدركه أبو موسى وهو غير عبد خير الهمداني الآتي في القسم الثالث من هذا الحرف ذكره عبد الصمد بن سعيد الحمصي فيمن نزل حمص من الصحابة وأظنه لم يميز بينه وبين الهمداني والصواب التفرقة عبد ربه بن حق تقدم ذكره في عبد الله بن حق عبد ربه بن المرقع بن عمرو بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن غنم التميمي السعدي ذكره أبو علي بن السكن في الصحابة وقال كان اسمه عبد العزي فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد ربه واستدركه بن فتحون ذكر من اسمه عبد الرحمن عبد الرحمن بن أبزي الخزاعي مولاهم تقدم أبوه في الهمزة وأما عبد الرحمن فقال خليفة ويعقوب بن سفيان والبخاري والترمذي وآخرون له صحبة وقال أبو حاتم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وصلى خلفه وقال البخاري هو كوفي وأخرج بن سعد وأبو داود بسند حسن إلى عبد الرحمن بن أبزى أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم الحديث وقال بن السكن استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على خراسان وأسند من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي قال شهدنا مع علي ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة ثمانمائة نفس بصفين فقتل منا ثلاثمائة وستون نفسا وذكره بن سعد فيمن مات مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم أحداث وثبت في صحيح البخاري من رواية بن أبي المجالد أنه سأل عبد الرحمن بن أبزي وابن أبي أوفى عن السلف فقالا كنا نصيب الغنائم مع النبي صلى الله عليه وسلم الحديث وفي صحيح مسلم أن عمر قال لنافع بن عبد الحارث الخزاعي من استعملت على مكة قال عبد الرحمن بن أبزي قال استعملت عليهم مولى قال إنه قارىء لكتاب الله عالم بالفرائض وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر وفيه إني وجدته أقرأهم لكتاب الله وفيه وأفقههم في دين الله وسكن عبد الرحمن بعد ذلك بالكوفة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وأبي بكر وعمر وعلي وأبي بن كعب وغيرهم روى عنه ابناه عبد الله وسعيد وعبد الرحمن بن أبي ليلى والشعبي وأبو مالك الغفاري وغيرهم وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقرأت بخط مغلطاي لم أر من وافقه على ذلك قلت وقال أبو بكر بن أبي داود لم يحدث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن تابعي إلا عن عبد الرحمن بن أبزي لكن العمدة على قول الجمهور والله أعلم عبد الرحمن بن أرقم العبدي ثم المحاربي ذكره أبو عبيد بن المثنى فيمن وفد من عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم قال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون (4/149)
<150> عبد الرحمن بن الأرقم الزهري يقال هو أخو عبد الله وروى بن شاهين وعلي بن سعيد العسكري من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند حدثني رجل من الأنصار عن عبد الرحمن بن الأرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسحروا فنعم غذاء المسلم السحور تسحروا فإن الله يصلي على المتسحرين لفظ بن شاهين من طريق يزيد عن بن سعيد وفي رواية العسكري من طريق الوليد بن عمرو بن ساج عن بن سعيد عن عبد الرحمن لم يذكر الأنصاري الذي لم يسم وأخرجه أبو أحمد العسكري من طريق عبد الرحمن بن قيس عن عبد الله بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن شماس رجل من الأنصار عن عبد الرحمن به وقال بن أبي حاتم في الجرح والتعديل عبد الرحمن بن عثمان بن أرقم بن أبي الأرقم لجده صحبة وروى عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم في السحور مرسلا وروى عنه محمد بن إبراهيم بن خارجة بن أبي فضالة بن قيس بن ثابت بن قيس بن شماس قلت فعلى هذا فقد نسب عبد الرحمن في الروايات الأولى إلى جده وعرف اسم الأنصاري الذي لم يسم من رواية أبي أحمد لكن نسب فيها أبوه إلى جد جده الأعلى فبينهما خمسة آباء ومقتضى ذلك ألا يكون لصاحب الترجمة صحبة عبد الرحمن بن أزهر بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة الزهري يكنى أبا جبير بن عم عبد الرحمن بن عوف كذا ذكره بن منده تبعا للبخاري ومسلم وابن الكلبي وقال أبو نعيم هو بن أخي عبد الرحمن بن عوف وسبقه إلى ذلك الزبير ومشى عليه بن عبد البر فقال من قال إنه بن عم عبد الرحمن بن عوف فقد وهم بل هو بن أخيه وهو بن أزهر بن عوف بن عبد عوف قال البخاري له صحبة وأخرج حديثه في تاريخه وكذا أخرجه أبو داود والنسائي وفيه أنه شهد حنينا وعند البخاري من طريق معمر عن الزهري كان عبد الرحمن بن أزهر يحدث أن خالد بن الوليد كان على الخيل يوم حنين فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فسعيت بين يديه وأنا محتلم ووقع عند بن أبي حاتم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام عام الفتح بمكة يسأل عن منزل خالد بن الوليد فأتى بشارب قد سكر فأمرهم أن يضربوه انتهى وقوله بمكة وهم منه والذي في سياق الحديث بحنين وهو المحفوظ وقال بن سعد نحو عبد الله بن عباس في السن وروى عنه ابناه عبد الحميد وعبد الله وأبو سلمة وغيرهم وعاش إلى فتنة بن الزبير وقال بن منده مات بالحرة وفي الصحيحين من طريق كريب أن بن عباس والمسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن أزهر أرسلوه إلى عائشة يسألها عن الركعتين بعد العصر وفيه أنها أرسلت إلى أم سلمة فذكر الحديث في الصلاة بعد العصر عبد الرحمن بن أسامة بن قيس الأنصاري قال البخاري في ترجمة حفيده ثعلبة بن الفرات بن عبد الرحمن بن أسامة بن قيس لجده صحبة وتبعه بن أبي حاتم واستدركه بن فتحون عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة وقد ذكره في حديث لابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن يحيى بن عباد عن عبد الرحمن بن اسعد بن زرارة قال قدم بأسارى بدر وسودة بنت زمعة عندهم في مناحتهم وذكر الحديث بطوله وكذا أخرجه بن منده وترجم له عبد الرحمن بن أسعد وهذا الحديث قد أخرجه يونس بن بكير عن بن إسحاق في المغازي فقال عن عبد الله بن أبي بكر (4/150)
<151> عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن اسعد بن زرارة وأخرجه أبو نعيم من طريق إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق بهذا السند فقال عبد الرحمن بن سعد بغير ألف وكذا أخرجه بن شاهين في مختصر السيرة عن بن إسحاق فإن كان الأول محفوظا فلعبد الرحمن بن اسعد صحبة لأن أباه مات في أول عام من الهجرة كما تقدم في ترجمته وإن كان المحفوظ الثاني فهو مرسل لأن عبد الرحمن إنما يروي عن أبيه كما تقدم في ترجمة سعد بن زرارة ولم يذكر عبد الرحمن بن سعد في الصحابة إلا أبو نعيم بهذا الحديث وسيأتي له ذكر في الكنى أيضا فيمن كنيته أبو زرارة عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث بن عبد وهب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري أبو محمد قال الزبير بن بكار كان أبوه من المستهزئين مات قبل الهجرة وكذا أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن عكرمة وقال بن حبان في الصحابة يقال إن له صحبة وأعاده في التابعين فقال من قال فيه عبد الله فقد وهم وهو يعد في الصحابة وقرنه خليفة بعبد الله بن الزبير وغيرهما من أحداث الصحابة وذكره بن البرقي فقال يقال إنه ولد في الجاهلية ومات أبوه بمكة وقال العسكري عن مطين صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو حاتم لا أعلم له صحبة وقال بن سعد ومسلم ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين وفي صحيح البخاري أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود قالا لعائشة قد علمت ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه من الهجرة وفي الزهريات للذهلي بسند صحيح أنه شهد فتح دمشق مع الجند الذين كان فيهم عمرو بن العاص وروى البغوي في معجم الصحابة أن عثمان لما خطب حين حوصر ذكر لأهل العراق أنه يؤمر عليهم عبد الرحمن بن الأسود فبلغ ذلك عبد الرحمن فأنكره وقال والله لركعتان أركعهما أحب إلي من الإمارة وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وأبي بن كعب روى عنه عبيد الله بن عدي بن الخيار وهو قريب من نسبه وأبو سلمة وأبو بكر بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار وعائشة وغيرهم ووثقه جماعة وقرأت بخط مغلطاي ما نصه وعند البغوي وكان أخا لعائشة من أم مروان انتهى وهذا لم يذكره البغوي لعبد الرحمن وإنما ذكره لراوي الحديث عن عبد الرحمن وهو الطفيل بن الحارث وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء يخاطب معاوية بنو هاشم رهط النبي وعترتي وقد ولدوني مرتين تواليا ومثل الذي بيني وبين محمد أتاهم بودي معلنا ومناديا عبد الرحمن بن أشيم بمعجمة مصغرا الأنماري وقال بن أبي حاتم له صحبة وقال بن السكن يقال إن له صحبة وقال بن حبان في الصحابة له رؤية وقال البخاري لا نعرف له صحبة إلا في حديث سلمة بن وردان ثم أخرج من طريق يونس بن يحيى عن سلمة بن وردان قال رأيت أنسا وسلمة بن الأكوع وعبد الرحمن بن أشيم وكلهم قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم لا يغيرون شيبهم ورواه الواقدي أيضا عن سلمة وأخرجه بن السكن من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض عن سلمة عبد الرحمن بن أمية بن أبي عبيدة بن همام التيمي حليف قريش أخو يعلى بن أمية (4/151)
<152> المعروف بابن منية بضم الميم وسكون النون ذكره بن فتحون في الصحابة وأخرج عبد الرزاق عن بن جريج عن عمرو بن دينار عن أبي يعلى بن أمية عن أبيه أن عبد الرحمن اشترى فرسا من رجل بمائة قلوص ثم قدم البائع فجاء إلى عمر فقال إن يعلى وأخاه غصباني فرسا فذكر قصة وقد قدمنا غير مرة إن من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وبقي بعده وكان قرشيا أو حليفا لهم فقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع عبد الرحمن بن أنس تقدم في عبد الحارث بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسمه فقال أنت عبد الله وقيل عبد الرحمن عبد الرحمن بن بجيد بموحدة وجيم مصغرا بن وهب بن قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة الأنصاري المدني قال بن أبي داود له صحبة وقال بن أبي حاتم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن جدته وقال بن حبان يقال له صحبة ثم ذكره في ثقات التابعين وقال البغوي لا أدري له صحبة أم لا وقال أبو عمر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه فيما أحسب وفي صحبته نظر إلا أنه روى فمنهم من يقول إن حديثه مرسل وكان يذكر بالعلم ولم أرهم ذكروا أباه في الصحابة فلعله مات قبل أن يسلم وخلف هذا صغيرا وقد أخرج أبو داود وابن منده وقاسم بن أصبغ حديث القسامة من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عبد الرحمن بن بجيد أنه حدثه قال محمد بن إبراهيم وما كان سهل بن أبي خيثمة بأكثر منه علما ولكنه كان أسن منه وقد تقدم في ترجمة سهل أنه كان بن ثمان سنين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فلعله أسن من عبد الرحمن بسنة أو نحوها وروى أصحاب السنن الثلاثة من رواية سعيد المقبري عنه عن جدته أم بجيد وكانت ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت يا رسول الله إن المسكين ليقوم على بابي الحديث ذكره البخاري في التابعين ووقع عند بن منده عن عبد الرحمن بن محمد بن قيظي بعد أن ترجم عبد الرحمن بن بجيد وهو بن قيظي وساق نسبه إلى مجدعة وقد عاب عليه أبو نعيم وتبعه بن الأثير وما أظنه إلا تصحيفا من الناسخ أو سبق قلم فإن مثل هذا لا يخفى على مثله عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء الخزاعي تقدم ذكره مع أخيه عبد الله بن بديل عبد الرحمن بن بشير أو بشر الأنصاري ذكره الباوردي وابن منده وأخرجا من طريق سيف بن محمد عن السري بن يحيى عن الشعبي عن عبد الرحمن بن بشير قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال ليضربنكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا فقال عمر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكن خاصف النعل فانطلقنا فإذا علي يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة فبشرناه قال بن منده أظنه عبد الرحمن بن أبي سارة وما ظنه ببعيد وإن كان حديث الآخر جاء من طريق السري عن الشعبي عنه وأخرج الطبراني من طريق عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن بشير حديثا آخر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار إلا عابر سبيل وظن (4/152)
<153> بعضهم أنه عبد الرحمن بن بشير بن مسعود وليس كذلك فإن ذلك تابعي يروي عن أبي مسعود وربما جاءت الراوية عنه مرسلة كما سأبين في القسم الرابع وهذا صرح به كان جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بن أبي قحافة يأتي في عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان عبد الرحمن بن بيجان بموحدة ثم تحتانية ساكنة ثم جيم وقيل بسين مهملة بدل الموحدة وقيل بنون أوله وآخره حاء مهملة أبو عقيل صاحب الصاع نسبه بن الكلبي إلى جده الأعلى وسيأتي في عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة إن شاء الله تعالى عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت بن عدي بن كعب الأنصاري المدني ذكره البخاري وذكره مسلم في التابعين أبوه مات في الجاهلية وهذا جميع ما ذكره بن الأثير ونسبه إلى الثلاثة فأما بن عبد البر فذكر ذلك سواء إلا ما نسبه البخاري ومسلم وزاد أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم وزاد في نسبه بن عبد الأشهل وأما بن منده فذكر ما نسبه البخاري ومسلم وحكى أبو نعيم كلام بن منده وقرأت بخط مغلطاي في هذا نظر من حيث إن البخاري لم يذكره في الصحابة وإنما ذكره في جملة الرواة بعد الصحابة فقال عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن أبي حبيبة عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت عن أبيه ولم يصح حديثه وتبعه بن أبي حاتم فقال عبد الرحمن بن ثابت سألت أبي عنه فقال ليس هو عندي منكر الحديث قلت أوصله البخاري في الضعفاء فقال يكتب حديثه ليس بحديثه بأس ويحول من هناك وقال بن عدي قول البخاري لم يصح أي لم يصح له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم والذي نقله مغلطاي هو في كتاب التاريخ للبخاري وأما كتابه في الصحابة فلم نقف عليه وقد أكثر البغوي النقل عنه وتبعه بن منده وغيره والحديث الذي أشاروا إليه قدمت ذكر علته في ترجمة ثابت بن الصامت في حرف الثاء المثلثة وقدمت هناك كلام بن سعد ومن تبعه وما وقع لابن قانع فيه في ترجمة الصامت والد ثابت وكذا لابن ماجة وأصح طرقه ما أخرجه بن خزيمة فقال عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن جده وجاء في بعض الطرق عبد الله بن عبد الرحمن وسيأتي في القسم الأخير وأما قول بن سعد تبعا لابن الكلبي ومن تبعهما إن ثابت بن الضحاك مات في الجاهلية إنما عنى والد عباد بن الصامت وليس هو أشهليا وأما هذا فقد نسبوه لأشهل والله أعلم عبد الرحمن بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري تقدم نسبه في ترجمة أبيه قال بن السكن يقال له صحبة وأخرج هو وابن منده وابن مردويه في التفسير من طريق الربيع بن بدر عن يونس بن عبيد عن الحسن أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يزور إخوانه من المشركين فأذن له فلما رجع قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية والربيع ضعيف ووالده ثابت بن قيس استشهد باليمامة وكان من أكابر الصحابة كما تقدم (4/153)
<154> في ترجمته عبد الرحمن بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري الخزرجي أخو حسان الساعدي قال السدي في تفسيره مات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وترك امرأة وخمسة إخوة فأخذوا ماله ولم يعطوا امرأته شيئا فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت آية الميراث قلت ولم أره لغيره ولا ذكر أهل النسب لحسان أخا اسمه عبد الرحمن عبد الرحمن بن ثوبان العامري مولاهم والد محمد ذكره الطبراني في الصحابة وأخرج من طريق شيبان بن عبد الرحمن عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته إن هذه القرية لا يصلح فيها قبلتان الحديث وتقدم له حديث آخر في ترجمة والده ثوبان وقال العسكري حديثه مرسل عبد الرحمن بن جابر العبدي أحد من كان مع وفد عبد القيس تقدم ذكره في عبد الله عبد الرحمن بن جارية الأنصاري قال بن منده ذكره أبو مسعود الرازي في الصحابة وأخرج عن أبي عامر العقدي عن أفلح بن سعد عن محمد بن كعب القرظي عن أبي سليط عن عبد الرحمن بن جارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبردوا بالظهر قلت وكذا أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده عن أبي عامر العقدي وأخرجه الطبراني وأبو نعيم عنه من هذا الوجه وحارثة أبوه عند بن منده وأبي نعيم بالحاء المهملة وقد رد ذلك أبو أحمد العسكري فقال ترجمته عبد الرحمن بن زيد بن جارية في الصحابة وساق له حديثا نسب فيه إلى جده وعبد الرحمن بن يزيد هذا لا يثبت له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم انتهى ولم يقم على كون أبي مسعود نسبه إلى جده دليلا إلا أن الطبراني أورد الحديث المذكور في ترجمة عبد الرحمن بن يزيد وسيأتي عبد الرحمن بن يزيد بن جارية في القسم الثاني لأن والده قتل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن جبر بفتح أوله وسكون الموحدة بن عمرو بن زيد الأوسي الحارثي أبو عيسى مشهور بكنيته يأتي في الكنى سماه مسلم قال البخاري له صحبة عبد الرحمن بن جحش أسدي ذكره الأموي في المغازي عن بن إسحاق وقال أسلم قديما وقال غيره هو اسم أبي أحمد الآتي ذكره في الكنى عبد الرحمن بن جندب العبدي من بني الدئل بن عمرو بن ربيعة بن لكيز بن أفضى بن عبد القيس كان من أشراف قومه ذكر ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى وأنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله الرشاطي في الأنساب قال ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون عبد الرحمن بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس بن عبد مناف ذكره البلاذري وقد تقدم ذكر أخيه عبد الله بن الحارث عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي والد أبي بكر أحد الفقهاء (4/154)
<155> السبعة من أهل المدينة له رؤية وقد قيل إنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بن عشر وهو وهم ويأتي بيانه في ترجمته في القسم الثاني إن شاء الله تعالى عبد الرحمن بن الحارث بن أنس مضى في عبد الحارث عبد الرحمن بن حارثة تقدم قريبا في بن جارية عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللخمي ذكره جماعة في الصحابة وذكره البخاري ومسلم وابن سعد والجمهور في التابعين وساق له أبو نعيم حديثا شديد الضعف والصحيح أن له رؤية وسيأتي في القسم الثاني إن شاء الله تعالى عبد الرحمن بن حبيب الخطمي ذكر أبو موسى عن الخطيب أن له صحبة انتهى وقد مضى ذكر أبيه حبيب وسياق نسبه في ترجمته وأنه مات على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه ويحتمل أنه والد موسى بن عبد الرحمن الخطمي الآتي ذكره بعد ذلك عبد الرحمن بن حزن بن أبي وهب المخزومي عم سعيد بن المسيب بن حزن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد باليمامة ولا يعرف له رواية قاله أبو عمر قلت كلام الزبير بن بكار في كتاب النسب يعطي أن عبد الرحمن هذا يصغر عن أن يقاتل باليمامة حتى يستشهد ولفظه بعد أن ذكر حزن بن أبي وهب وجدت بخط الضحاك بن عثمان بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى بني فزارة فذكر القصة في قتل أم قرفة بنت ربيعة بن بدر وسبي ابنتها وفيها فاستوهب النبي صلى الله عليه وسلم ابنتها من سلمة بن الأكوع فأهداها لخاله حزن بن أبي وهب وهي مشركة وهو يومئذ مشرك فولدت له عبد الرحمن انتهى فيكون سن عبد الرحمن يوم اليمامة ست سنين أو دونها وقال الزبير عقب ذلك ومن ولد حزن بن أبي وهب حكيم بن حزن قتل يوم اليمامة شهيدا والمسيب وعبد الرحمن والسائب وأبو معبد أمهم أم الحارث العامرية قلت فيحتمل أن يكون الذي ذكره أبو عمر هو عبد الرحمن الذي أمه أم الحارث ويكون أسن من عبد الرحمن الذي أمه بنت أم قرفة والله أعلم عبد الرحمن بن حسنة أخو شرحبيل هو بن المطاع يأتي عبد الرحمن بن حنبل الجمحي مولاهم أخو كلدة قال بن الكلبي كان أبوه من أهل اليمن فسقط إلى مكة فولد له بها كلدة وعبد الرحمن وكانا ملازمين لصفوان بن أمية بن خلف الجمحي وذكر بن سعد عن الواقدي أن عبد الرحمن كان أسود وقال بن أبي خيثمة عن مصعب الزبيري كانا أخوى صفوان لأمه أمهم صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح قال العلائي عن مصعب الزبيري كان كلدة وعبد الرحمن من مسلمة الفتح انتهى وقصة كلدة مع صفوان بن أمية لما انهزم المسلمون يوم حنين مشهورة وقد قال القدامي في فتوح الشام إن عبد الرحمن شهد فتح دمشق وإن خالد بن الوليد بعثه إلى أبي بكر يبشره بيوم أجنادين قال بن خالويه كتب إلى سيف الدولة يسأل عن دمشق هل هي عربية أو عجمية إلى أن قال وقال عبد الرحمن بن حنبل ا (4/155)
<156> لجمحي وهو يومئذ بعسكر يزيد بن أبي سفيان ابلغ أبا سفيان عنا فإننا على خير حال كان جيش يكونها وإنا على بابي دمشقة نرتمي وقد حان من بابي دمشقة حينها وقال العلائي عن مصعب كان عبد الرحمن شاعرا هجاء فبلغ عثمان أنه هجاه بالأبيات التي يقول فيها أحلف بالله رب العباد ما خلق الله شيئا سدى وفي رواية جهد اليمين بدل رب العباد ولكن خلقت لنا فتنة لكي نبتلي بك أو تبتلى دعوت الطريد فأدنيته خلافا لما سنه المصطفى ومالا أتاك به الأشعري من الفيء أعطيته من دنا وإن الأمينين قد بينا منار الطريق عليه الهدى فأمر به فحبس بخيبر وأنشد المرزباني في معجم الشعراء أنه قال وهو في السجن إلى الله أشكو لا إلى الناس ما عدا أبا حسن غلا شديدا أكابده بخيبر في قعر الغموض كأنها جوانب قبر أعمق اللحد لاحده أإن قلت حقا أو نشدت أمانة قتلت فمن للحق إن مات ناشده وقيل إن عليا كلم عثمان فيه فأطلقه وشهد هو الجمل مع علي ثم صفين فقتل بها عبد الرحمن بن حيان المحاربي العبدي تقدم في أخيه الحكم بن حيان عبد الرحمن بن خارجة بن حذافة السهمي تقدم ذكر أبيه ذكر الزبير بن بكار في ترجمة عثمان بن الحويرث الأسدي ما قد يؤخذ منه أن له صحبة عبد الرحمن بن خباب السلمي نزيل البصرة روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في فضل عثمان حين جهز جيش العمرة وصرح في روايته بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه البخاري في التاريخ والترمذي وغيرهما من رواية فرقد أبي طلحة وقال العباس بن محمد الدوري في تاريخه سئل عنه بن معين فقال قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قيل هو بن خباب بن الأرت قال أحسبه وقال البغوي لما ذكر هذا عن الدوري ليس هو كما ظن فإن بن الأرت تيمي وهذا سلمي كما روى عنه من غير وجه ولم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث ولما ذكره بن حبان في الثقات نسبه أنصاريا فإن كان محفوظا فهو سلمي بفتح السين والله أعلم عبد الرحمن بن خبيب بالتصغير الجهني ذكره البغوي في الصحابة وقال سكن المدينة وأخرج من طريق هشام بن سعد عن معاذ بن عبد الرحمن الجهني عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة وذكره بن قانع عن البغوي قال بن عبد البر أحسبه أخا لعبد الله بن خبيب قلت عبد الله بن خبيب مشهور وقد تقدم حديثه عند ولده معاذ إن لم يكن (4/156)
<157> وقع في تسميته غلط وإلا فهو أخوه كما قال لكن معاذ بن عبد الرحمن لا يعرف حاله عبد الرحمن بن خراش الأنصاري يكنى أبا ليلى ذكره الباوردي بسنده إلى أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة وذكره أبو عمر مختصرا عبد الرحمن بن خنبش بمعجمة ثم نون ثم موحدة بوزن جعفر التميمي قال بن حبان له صحبة وقال البغوي سكن البصرة وتبعه بن عبد البر وذكره البخاري في الصحابة وقال في إسناده نظر وأخرجه أبو زرعة الرازي في مسنده فيمن اسمه عبد الله وقال أحمد حدثنا عفان ويسار بن حاتم قالا حدثنا جعفر بن سليمان بن أبي التياح قلت لعبد الرحمن بن خنبش وكان شيخا كبيرا أدركت النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم قلت كيف صنع ليلة كادته الشياطين قال تحادرت عليه الشياطين من الأودية والجبال وفيهم شيطان معه شعلة من نار فلما رآهم وجل وجاء جبرائيل فقال يا محمد قل قال وما أقول قال قل أعوذ بكلمات الله التامات الحديث وأخرجه بن منده من طريق أبي قدامة الرقاشي وعلى المديني كلاهما عن جعفر وقال في روايته سأل رجل عبد الله بن خنبش وكان رجلا من بني تميم وأخرجه أبو زرعة في مسنده عن الوزيري عن جعفر كذلك وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة والبزار والحسن بن سفيان من طرق كلهم عن عفان وحكى بن أبي حاتم أن عفان رواه عن جعفر فقال عن عبد الله بن خنبش قال وعبد الرحمن أصح وفي رواية أبي بكر سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش فذكره قال البزار لم يرو عبد الرحمن غيره فيما علمت وقال بن منده في حديثه إرسال وتعقبه أبو نعيم بأن أبا التياح صرح بسؤاله له يعني فلا إرسال فيه انتهى ولعل بن منده أراد أنه لم يصرح بسماعه لذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن المعتمد على من جزم بأن له صحبة وحكى بن حبان في اسم والده حبشي بضم المهملة وسكون الموحدة بعدها معجمة ثم ياء ثقيلة كذا رايته بخط الصدر البكري وأظنه تصحيفا نعم حكى أبو نعيم أنه قيل فيه خنيس بمعجمة ثم نون مصغرا وآخره مهملة والأول أثبت عبد الرحمن بن أبي درهم الكندي قال أبو عمر مذكور في الصحابة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستغفار قلت أظنه الذي بعده صحف اسم أبيه فإن له حديثا في الاستغفار عبد الرحمن بن دلهم قال العسكري له صحبة وقال بن أبي حاتم في المراسيل عن أبيه ليس له صحبة وتبعه بن الجوزي وقال البغوي لا أعرف له إلا هذا الحديث وأشار إلى حديث أخرجه عنه في الاستغفار وقال لا أحسب له صحبة وقال بن منده مجهول لا تعرف له صحبة وفي إسناد حديثه نظر وتبعه أبو نعيم وذكره في الصحابة مطين والحسن بن سفيان والباوردي وأخرجوا له من طريق عيسى بن شعيب بن أبي الأشعث عن الحجاج بن ميمون عن حميد بن أبي حميد الشامي عن عبد الرحمن بن دلهم عدة أحاديث منها أن رجلا قال يا رسول الله علمني عملا أدخل به الجنة قال لا تغضب ولك الجنة قال زدني قال لا تسأل الناس شيئا ولك الجنة قال زدني قال استغفر الله في اليوم سبعين مرة قبل أن تغيب (4/157)
<158> الشمس الحديث أخرجه البغوي ومطين وأبو نعيم بطوله وأخرج طرفا منه بن منده ومنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قدس العدس على لسان سبعين نبيا منهم عيسى بن مريم إنه يرقق القلب ويسرع الدمع أخرجه الباوردي في الصحابة وابن حبان في ترجمة عيسى في الضعفاء وقال بن إسحاق البرقي وذكره بن الجوزي في الموضوعات ومنها شكا داود عليه السلام إلى ربه قلة الولد فأوحى الله إليه كل البصل ومنها حديث عليكم بالقرع فإنه يشد الفؤاد ويزيد في الدماغ أخرجهما بن منده وقال في كل منهما هذا حديث منكر وأخرجهما أبو نعيم من طريق الحسن بن سفيان مجموعين في سياق واحد عبد الرحمن بن ذي الآخرة الثمالي ذكره وثيمة في كتاب الردة وروى بن إسحاق أنه ذكره في الرهط الذين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال الأسود العنسي فنهضوا لذلك منهم عبد الرحمن وأخوه يزيد وفي ذلك يقول عبد الرحمن هذا لعمري وما عمري علي بهين لقد جزعت عنس لقتل الأسود وقال رسول الله سيروا لقتله على خير موعود وأسعد أسعد فسرنا إليه في فوارس بهمة على خير أمر من وصاة محمد واستدركه بن فتحون عبد الرحمن بن الربيع الظفري ذكره البغوي والطبري وابن شاهين وغيرهم في الصحابة وأخرجوا من رواية حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن فاطمة بنت خشاف السلمية عن عبد الرحمن الظفري وكانت له صحبة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل من أشجع أن يؤخذ منه صدقة فأبى أن يعطيها فرده الثانية فأبى فرده الثالثة وقال إن أبى فاضرب عنقه لفظ الطبراني ومداره عندهم على الواقدي عن عبد الرحمن بن عبد العزيز الإمامي عن حكيم وذكره الواقدي في أول كتاب الردة وقال في آخره قال عبد الرحمن بن عبد العزيز فقلت لحكيم بن حكيم ما أرى أبا بكر الصديق قاتل أهل الردة إلا على هذا الحديث قال أجل وخشاف ضبطه بن الأثير بفتح المعجمة وتشديد الشين المعجمة وأخره فاء عبد الرحمن بن ربيعة بن كعب الأسلمي روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن ربيعة بن كعب وكان الأصل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن ربيعة بن كعب فتصفحت بن الأولى فصارت عن وتصحفت عن ربيعة فصارت بن فتركب من ذلك هذا الاسم كما في نظائره ولولا أنه لم يذكر الحديث لذكرته في القسم الأخير ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ربيعة بن كعب في صحيح مسلم عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي أخو سلمان تقدم نسبه عند ذكر أخيه وكان عبد الرحمن أسن من أخيه قاله أبو عمر وذكر سيف في الفتوح عن مجالد عن الشعبي قال لما وجه عمر سعدا على القادسية جعل على قضاء الناس عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي وكان يلقب ذا النور وجعل (4/158)
<159> إليه قسم الفيء والأقباض ثم استعمله عمر على الباب والأبواب وقتال الترك واستشهد بعد ذلك في بلنجر بعد مضي ثمان سنين من خلافة عثمان قال أبو عمر ليس له عن النبي صلى الله عليه وسلم سماع ولا رواية ويقال إن عمر استخلفه مكان سراقة بن عمرو لما مات وأنه أراد غزو الترك فمنعه شهريار وقال إنا لنرضى أن تدعونا فقال عبد الرحمن لكنالا نرضى بذلك حتى نأتيهم وإن معي لأقواما لو أذن لهم أميرهم في الإمعان لبلغوا الروم فلما هجم عليهم قالوا ما اجترأ علينا هؤلاء إلا ومعهم الملائكة قالوا ودفن عبد الرحمن في بلاد الترك فهم يستسقون به إلى الآن قلت وقد ذكرنا غير مرة أنهم ما كانوا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة عبد الرحمن بن رشيد ذكره أبو موسى مختصرا وقال أورده بعضهم في الصحابة ونسبه إلى البخاري قلت ولم أر له في التاريخ ذكرا عبد الرحمن بن رقيش بن رئاب بن يعمر الأسدي ذكره أبو عمر فقال شهد أحدا وهو أخو زيد بن رقيش عبد الرحمن بن الزبير بفتح الزاي وكسر الموحدة بن باطيا القرظي من بني قريظة ويقال هو بن الزبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس كذا ذكره بن منده فيحتمل أن يكون نسب إلى زيد بالتبني لصنيع الجاهلية وإلا فالزبير بن باطيا معروف في بني قريظة ثبت ذكره في الصحيحين من حديث عائشة قالت جاءت امرأة رفاعة القرظي فقالت يا رسول الله إني كنت عند رفاعة فطلقني فبت طلاقي فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وتقدم الحديث من روايته في ترجمة رفاعة بن سموأل القرظي في حرف الراء روى عنه ولده الزبير بن عبد الرحمن وهو من شيوخ مالك وهو بضم الزاي بخلاف جده فإنه بفتحها عبد الرحمن بن زهير أبو خلاد الأنصاري ويقال الكندي ويقال الرعيني مشهور بكنيته ذكره بن منده وغيره في الصحابة وأخرج البزار من طريق الحكم بن هشام عن يحيى بن سعيد بن أبان القرشي عن أبي فروة عن أبي خلاد وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل قد أعطى الزهد في الدنيا وقلة النطق فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة وأخرجه بن منده من طريق هشام بن عمار عن الحكم وقال في روايته عن أبي خلاد ويقال اسمه عبد الرحمن بن زهير وكانت له صحبة وأخرجه بن ماجة عن هشام بن عمار قال أبو الحسن بن القطان أبو فروة لا يعرف وليس هو الجزري قلت قد ذكر البخاري أن أحمد بن إبراهيم رواه عن الحكم فقال عن أبي فروة الجزري ورجح البخاري أن الحديث عن أبي فروة عن أبي مريم عن أبي خلاد وأخرجه سمويه في فوائده من طريقين عن الحكم بن هشام وقال في سياقه وكانت له صحبة ولم يذكر تسميته ووقع في رواية لابن أبي عاصم عن أبي خالد والصواب عن أبي خلاد ولا يقال اسمه عبد الرحمن بن زهير وكانت له صحبة وأخرجه بن ماجة عن هشام بن عمار قال أبو الحسن بن القطان وكان فيها عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (4/159)
<160> عبد الرحمن بن ساعدة الأنصاري الساعدي يقال هو بن عيينة بن عويم بن ساعدة نسب إلى جد أبيه وليس بشيء والصواب أنه غيره وذكره الطبراني وابن قانع وغيرهما في الصحابة وأخرجوا من طريق خنيس بن الحارث عن علقمة بن مرة عن عبد الرحمن بن ساعدة قال كنت أحب الخيل فقلت يا رسول الله هل في الجنة خيل الحديث وقد أخرجه الترمذي من رواية المسعودي عن علقمة فقال عن سليمان بن بريدة عن أبيه ومن طريق الثوري عن علقمة بن يزيد عن عبد الرحمن بن سابط مرسلا وهو المحفوظ وسيأتي بسط القول فيه في القسم الأخير في بن سابط وهو المحفوظ عبد الرحمن بن السائب بن أبي السائب بن عائذ المخزومي تقدم ذكر أخيه عبد الله في العبادلة وذكر الزبير بن بكار أن أباهما قتل ببدر كافرا ومقتضاه أن يكون عبد الرحمن من أهل هذا القسم لأن الزبير ذكر أنه قتل يوم الجمل وقد تقدم مرارا أنه لم يبق بمكة والطائف بعد الفتح إلا من أسلم وشهد حجة الوداع عبد الرحمن بن أبي سبرة واسم أبي سبرة يزيد بن مالك بن عبد الله بن سلمة بن عمرو الجعفي والد خيثمة عداده في أهل الكوفة وقال بن حبان يقال له صحبة وقال وأخرج أحمد وابن حبان في صحيحه من طريق أبي إسحاق عن خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي وأنا غلام فقال ما اسم ابنك هذا قال اسمه عزيز قال لا تسم عزيزا ولكن سمه عبد الرحمن فإن أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن والحارث تابعه العلاء بن المسيب عن خيثمة عن أبيه أخرجه بن منده من طريق شعيب بن سليمان عن عباد بن العوام عن العلاء أرسله إبراهيم بن زياد وعن عباد فقال بهذا السند عن خيثمة كان اسم أبي عزيزا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت عبد الرحمن وكأن الصواب كان اسم أخي وأخرج بن منده من طريق حجاج بن أرطاة عن عمر بن سعيد عن سبرة عن أبي سبرة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي ابني فقال ما اسم ولدك قلت فلان وفلان وعبد العزي فقال سمه عبد الرحمن عبد الرحمن بن سبرة الأسدي قال بن عبد البر له ولأبيه صحبة ذكره مطين ثم الباوردي ثم بن منده في الصحابة قال مطين حدثنا عبيد بن يعيش حدثنا يونس بن بكير حدثني إسماعيل بن رزين عن الشعبي عن عبد الرحمن بن سبرة أن أباه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما تقرأ في الوتر قال سبح اسم ربك الأعلى في الأولى الحديث أخرجه الباوردي عن مطين وابن منده والباوردي وأخرجه البخاري عن أبي كريب عن يونس بن بكير فقال عبد الرحمن بن أبي سبرة قال كنت مع أبي حين أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه فذكر الحديث في الوتر فعلى هذا هو الذي قبله وسيأتي لذلك مزيد في ترجمة عبد الرحمن بن أبي سارة في القسم الأخير عبد الرحمن بن سراقة بن المعتمر بن أنس العدوي وسيأتي نسبه في ترجمة أخيه عبد الله ذكره بعضهم في الصحابة وأخرج الطبري من طريق يحيى بن أيوب المصري عن الوليد بن أبي الوليد قال كنت بمكة وعليها عثمان بن عبد الرحمن بن سراقة وهو أمير فسمعته يخطبهم يقول يا أهل مكة إنكم أقبلتم على (4/160)
<161> عمارة البيت بالطواف وتركتم الجهاد في سبيل الله ولا أعنتم المجاهدين فإني سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أظل غازيا أظله الله ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره الحديث قال فسألت عنه فقيل لي إنه بن بنت عمر هذا حديث حسن وظاهره ثبوت الصحبة لعبد الرحمن بن سراقة وقيل عني عثمان بأبيه جده عمر بن الخطاب لأن الليث رواه عن الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن عمر يعني الحديث أخرجه أحمد وأبو يعلى وابن ماجة وغيرهم من طريق الليث وغيره ولا يتعين ذلك أن رواية يحيى بن أيوب غلط بل التعدد ظاهر إلا أنني لم أر في كتاب الزبير لسراقة بن المعتمر ولدا اسمه عبد الرحمن فالله أعلم عبد الرحمن بن أبي سرح القرشي العامري شهد فتح دمشق ذكره أبو حذيفة إسحاق بن بشر وذكر أن خالد بن الوليد أو غيره بعثه بكتاب إلى أبي بكر وكان ممن شهد المعركة فذكر قصة له مع أبي بكر وأنه لما رجع سأله يزيد بن أبي سفيان قلت ويحتمل أن يكون أخا عبد الله بن سعيد بن أبي سرح نسب لجده عبد الرحمن بن سعد بن المنذر أبو حميد الساعدي مشهور بكنيته يأتي في الكنى عبد الرحمن بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي بن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد ذكره الزبير بن بكار في أولاد سفيان قتل كافرا فمن عرف اسمه من أولاده ودخل في السن فهو من شرط هذا القسم عبد الرحمن بن سفيان أخو الذي قبله وهو الأصغر ذكره الزبير أيضا عبد الرحمن بن سماك ذكره خليفة فيمن أسلم من اليهود فروى عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس العبشمي هكذا نسبه بن الكلبي وتبعه جماعة وأدخل الزبير بن حبيب وعبد شمس ربيعة يكنى أبا سعيد وأمه كنانية من بني فراس ويقال كان اسمه عبد كلال وقيل عبد كلول وقيل عبد الكعبة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم قال البخاري له صحبة وكان إسلامه يوم الفتح وشهد غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم شهد فتوح العراق وهو الذي افتتح سجستان وغيرها في خلافة عثمان ثم نزل البصرة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن معاذ بن جبل روى عنه عبد الله بن عباس وقتاب بن عمير وهصان بن كاهل وسعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وعبد الرحمن بن أبي ليلى والحسن البصري وأبو لبيد وغيرهم وقال بن سعد استعمله عبد الله بن عامر على سجستان وغزا خراسان ففتح بها فتوحا ثم رجع إلى البصرة وإليه تنسب سكة بن سمرة بالبصرة فمات بها سنة خمسين فأرخه فيها غير واحد وحكى بعضهم سنة إحدى وخمسين وبه جزم بن عبد البر وقيل مات بمرو والأول أصح وقال خليفة في سنة اثنتين وأربعين وجه عبد الله بن عامر يعني من البصرة لما استعمل معاوية عليها عبد الرحمن بن سمرة إلى سجستان فخرج معه إليها في تلك الغزاة المهلب بن أبي صفرة والحسن بن أبي الحسن وقطري يعني الذي صار (4/161)
<162> بعد ذلك رأس الخوارج فافتتح كورا من كور سجستان ثم عزله معاوية سنة ست وأربعين واستعمل بعده الربيع بن زياد وكان بن عامر أمره عليها قبل ذلك سنة ست وثلاثين فلما اختلف الناس على عثمان خرج وخلف عليها رجلا من بني يشكر فاحرقه أهل سجستان وقال أبو نعيم كان له بن يقال له عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة غلب على البصرة في فتنة بن الأشعث عبد الرحمن بن سندر في سندر والمحفوظ عبد الله بن سندر عبد الرحمن بن سنة الأسلمي ذكره البخاري وقال حديثه ليس بالقائم وأخرج أحمد والبغوي من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن يوسف بن سليمان عن جدته ميمونة عن عبد الرحمن بن سنة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بدأ الإسلام غريبا ثم يعود كما بدأ فطوبى للغرباء وإسحاق ضعيف جدا وهو من رواية إسماعيل بن عياش عنه وتابعه يحيى بن حمزة عن إسحاق قال بن السكن مخرج حديثه عن إسحاق وهو لا يعتمد عليه وسنة بفتح المهملة وتشديد النون وحكى بن السكن فيه المعجمة والموحدة وذكره بن حبان في الصحابة فقال له رؤية عبد الرحمن بن سهل الأنصاري قال البخاري له صحبة روى عن محمد بن كعب القرظي سمعه في زمن عثمان وقال بن أبي حاتم وابن حبان وابن السكن روى عنه محمد بن كعب وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده وابن قانع وابن منده من طريق بن إسحاق عن بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي قال غزا عبد الرحمن بن سهل الأنصاري في زمن عثمان ومعاوية أميرا على الشام فمرت به روايا خمر فقام إليها برمحه فنقر كل رواية منها فناوشه الغلمان حتى بلغ شأنه معاوية فقال دعوه فإنه شيخ قد ذهب عقله فبلغه فقال كلا والله ما ذهب عقلي ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندخل بطوننا وأسقيتنا خمرا وأحلف بالله لئن بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد من بطنة أو لأموتن دونه وسنده ضعيف من أجل يزيد بن سفيان وقال بن سعد شهد أحدا والخندق والمشاهد وهو الذي نهش فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمارة بن حزم فرقاه رقية عند آل عروة بن حزم أخبرنا عبد الله بن إدريس أنبأنا محمد بن عمارة عن أبي بكر بن عمرو بن حزم قال نهش عبد الرحمن بن سهل بجريرات الأفاعي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلوا إلى عمارة بن حزم فليرقه قالوا يا رسول الله إنه يموت قال وإن فذهبوا به إليه فشفاه الله وأخرجه من طريق أخرى موصولة بنحوه وفي سنده الواقدي وأخرج بن شاهين وابن منده من طريق عباد بن إسحاق عن عبد الملك بن عبد الله بن أسد بن أبي ليلى الحارثي عن سهل بن أبي حثمة عن عبد الرحمن بن سهل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان من نبوة قط إلا تبعتها خلافة ولا خلافة إلا تبعها ملك ولا كانت صدقة إلا صارت مكسا وقال بن سعد أيضا هو الذي خرج بعد بدر معتمرا فأسرته قريش ففدى به أبو سفيان ولده عمرو بن أبي سفيان وكان أسر يوم بدر ومن هذه القصة ذكر العسكري أنه شهد بدرا وسيأتي له مزيد بيان في الذي بعده ثم رأيت سنده أوضح من هذا وهو ما رواه بن عيينة عن يحيى بن سعد الأنصاري عن القاسم بن محمد قال جاءت إلى أبي بكر جدتان فأعطى أم الأم (4/162)
<163> السدس وترك أم الأب فقال له عبد الرحمن بن سهل رجل من الأنصار من بني حارثة قد شهد بدرا يا خليفة رسول الله أعطيت التي لو ماتت لم يرثها وتركت التي لو ماتت لورثها فجعله أبو بكر بينهما رجاله ثقات مع إرساله لأن القاسم لم يدرك القصة والحديث في الموطأ عن يحيى بن سعيد لكن لم يسم الرجل من الأنصار عبد الرحمن بن سهل بن زيد بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصاري الحارثي أخو عبد الله بن عم حويصة ومحيضة هو الذي قتل أخوه عبد الله بن سهل بخيبر فجاء يطلب دمه فأراد أن يتكلم وهو أصغر القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم كبر كبر فتكلم محيصة ثبت ذلك في الصحيحين قال بن سعد أمه ليلى بنت رافع بن عامر بن عدي وهو الذي نهش وهو الذي اعتمر فأسر وذكر القصتين المذكورتين في الذي قبلها قلت أما كونه الذي نهش فمحتمل وأما كونه الذي أسر فبعيد فإن من يختلف في شهوده بدرا ويؤسر في ذلك العام بعد أن اعتمر لا يكون في خيبر صغيرا وكذا من يكون في خيبر صغيرا لا يقول له معاوية بعد بضع وعشرين سنة إنه شيخ ذهب عقله والظاهر أنهما اثنان عبد الرحمن بن سيجان بالسين المهملة وسكون التحتانية بعدها جيم يأتي في عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة إن شاء الله تعالى فأما عبد الرحمن بن سيجان بن أرطاة المحاربي حليف بني حرب بن أمية فهو شاعر كان في أيام معاوية وله مع مروان بن الحكم وغيره أخبار ذكره المرزباني في معجم الشعراء ولم يذكر له صحبة ولا إدراكا وذكر عمر بن شبة في أخبار مكة أن مروان جلده في الخمر ثمانين فكتب إليه معاوية ينكر عليه ويقول إنما شرب من نبيذ أهل الشام وليس بحرام وأنكر عليه أيضا تركه من أخذه معاوية وهو عبد الرحمن بن الحكم أخو مروان عبد الرحمن بن شبل بن عمرو بن زيد بن نجدة بن مالك بن لوذان الأنصاري الأوسي أحد نقباء الأنصار قال البخاري له صحبة وقال بن منده عداده في أهل المدينة روى عنه تميم بن محمود ويزيد بن خمير وأبو راشد الحبراني وأبو سلام الأسود وذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة قال أبو زرعة الدمشقي نزل الشام وأخرج الجوزجاني في تاريخه من طريق أبي راشد الحبراني قال كنا بمسكن مع معاوية فبعث إلى عبد الرحمن بن شبل إنك من فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدمائهم فقم في الناس وعظهم وأخرج أحمد من طريق أبي سلام رواية عن أبي راشد قال كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن أعلم الناس بما سمعت فجمعهم فذكر لهم حديث إن التجار هم الفجار وحديث إن العشار هم أهل النار وحديث اقرءوا القرآن ولا تغلوا في الحديث وحديث ليسلم الراجل على الماشي وأخرج له البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والنسائي وابن ماجة حديثا من رواية تميم بن محمود عنه وابن ماجة من رواية أبي راشد عنه عبد الرحمن بن صخر الدوسي أبو هريرة هو مشهور بكنيته وهذا أشهر ما قيل في اسمه واسم أبيه إذ قال النووي إنه أصح وسيأتي ترجمته في الكنى إن شاء الله تعالى عبد الرحمن بن أبي صعصعة واسم أبي صعصعة عمرو بن يزيد بن عوف بن مبذول (4/163)
<164> بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي ذكره بن شاهين وابن منده وغيرهما في الصحابة وأخرجوا من طريق عبد الله بن المثنى حدثني قيس بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن جده وكان بدريا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار ولكتائب الأنصار قال بن منده حديث غريب قلت ورجاله موثوقون وحفيده عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة من شيوخ مالك أخرج له البخاري عبد الرحمن بن صفوان بن قتادة ذكره بن منده مفردا عن الذي بعده فقال عداده في أهل حمص أخبرنا محمد بن عمرو بن إسحاق هو بن زريق حدثنا أبي حدثنا أبو علقمة عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن صفوان بن قتادة قال هاجرت أنا وأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أبي إن عبد الرحمن هذا قد هاجر إليك ليرى حسن وجهك قال هو معي إن المرء مع من أحب ثم قال هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه وجوز بعضهم أنه عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة وأنه وقع في اسم جده اختلاف وسبب ذلك أن حديث المرء مع من أحب معروف من رواية صفوان بن قدامة التميمي المزني وقد ذكرت طرقه في ترجمة صفوان بن قدامة عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة التميمي المزني تقدم ذكره في ترجمة أبيه عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال بن حبان عبد الرحمن بن صفوان القرشي له صحبة وقال بن السكن يقال له صحبة ذكره أبو موسى في ترجمة صفوان بن عبد الرحمن وأورد من طريق سعيد بن يعقوب القرشي أنه ذكر كتابه في الصحابة من طريق يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن صفوان بن عبد الرحمن أو عبد الرحمن بن صفوان قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة ودخل البيت لبست ثيابي ثم انطلقت وهو وأصحابه ما بين الحجر إلى الحجر الحديث وهذا ذكره البخاري تعليقا ليزيد وقال لا يصح وذكره أبو عمر أيضا في ترجمة صفوان بن عبد الرحمن الجمحي أو عبد الرحمن بن صفوان في قصة سؤاله البيعة على الهجرة وقوله صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح قال وأكثر الرواة يقولون عبد الرحمن بن صفوان انتهى وقد أخرج أحمد من رواية يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت لألبسن ثيابي وكانت داري على الطريق فلأنظرن ما يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم الحديث وبه أنه جاء بأبيه فقال يا رسول الله بايعه على الهجرة فأبى وقال إنه لا هجرة بعد الفتح فانطلق إلى العباس يستشفع إليه في ذلك فكلمه فذكر القصة وفيه ولا هجرة بعد الفتح وأخرجه بن خزيمة من طريق يزيد وقال أبو عمر روى حديثه سنيد بن داود في تفسيره وعن جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد قال كان رجل من المهاجرين يقال له عبد الرحمن بن صفوان وكان له في الإسلام بلاء حسن وكان صديقا للعباس بن عبد المطلب فلما كان يوم فتح مكة جاء بأبيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بايعه على الهجرة فقال لا هجرة بعد الفتح وأخرج أبو نعيم من طريق أبي بكر بن عياش عن يزيد عن مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان القرشي قال لما (4/164)
<165> كان يوم فتح مكة جئت بأبي فقلت يا رسول الله اجعل لأبي نصيبا من الهجرة إنه لا هجرة بعد الفتح فانطلقت إلى العباس مدلا فقلت قد عرفتني قال أجل قلت فاشفع لي فخرج العباس في قميص ليس عليه رداء فقال يا نبي الله قد عرفت فلانا والذي بيني وبينه جاء بأبيه يبايعك على الهجرة فقال لا هجرة بعد الفتح قال أقسمت عليك قال فمد يده فمسح على يده وقال أبررت قسم عمي ولا هجرة وأخرجه بن ماجة وابن السكن والباوردي وابن أبي خيثمة من طريق عن يزيد بنحوه وقد روى نحو هذه القصة ليعلى بن أمية وأنه سأل ذلك لأبيه كما مضى في ترجمته ولم أر عبد الرحمن هذا منسوبا في قريش وذكر أبو نعيم في ترجمته أنه جمحي وليس هو ولد صفوان بن أمية الآتي في القسم الثاني فإنه صغير لا يعرف له سماع ولا رواية وهذا وقع التصريح بأنه له هجرة وسماعا عبد الرحمن بن أبي العاص الثقفي أخو عثمان بن أبي العاص أمير الطائف لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره سيف في الفتوح والردة وروى عن طلحة الأعلم عن عكرمة أن أبا بكر كتب إلى عتاب بن أسيد عامل مكة أن يجهز بعثا من أهل مكة لقتال أهل الردة وكتب قبل ذلك إلى عثمان بن أبي العاص عامل الطائف فجهز عتاب خمسمائة وأمر عليهم أخاه خالدا وجهز عثمان بعثا وأمر عليهم أخاه عبد الرحمن وذكر الطبري عن سيف بسنده أن المهاجر بن أبي أمية لما توجه من عند أبي بكر لقتال أهل الردة من أهل اليمن مر بمكة فتبعه خالد بن أبي أسيد بن العاص الأموي ومر بالطائف فتبعه عبد الرحمن بن أبي العاص الثقفي استدركه بن فتحون وقد ذكرنا مرارا أنهم لم يكونوا في ذلك الزمان يؤمرون إلا الصحابة وأن من كان بمكة أو الطائف من قريش وثقيف شهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع عبد الرحمن بن عائذ بن معاذ بن أنس الأنصاري شهد هو وأبوه أحدا وتقدم ذلك في ترجمة أبيه واستشهد هو بالقادسية عبد الرحمن بن عائذ الثمالي ذكره البخاري والبغوي وابن شاهين والطبراني في الصحابة قال البغوي سكن حمص وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين وذكر البغوي أيضا عبد الرحمن بن عائذ فقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسأذكره في القسم الثالث عبد الرحمن بن عائش الحضرمي قال بن حبان له صحبة وقال البخاري له حديث واحد إلا أنهم مضطربون فيه وقال بن السكن يقال له صحبة وذكره في الصحابة محمد بن سعد والبخاري وأبو زرعة الدمشقي وأبو الحسن بن سميع وأبو القاسم البغوي وأبو زرعة الحراني وغيرهم وقال أبو حاتم الرازي أخطأ من قال له صحبة وقال أبو زرعة ليس بمعروف وقال بن خزيمة والترمذي لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم قال بن عبد البر وسبقه بن خزيمة ولم يقل في حديثه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم إلا الوليد بن مسلم كذا قالا وأوردا ما أخرجه بن خزيمة والدارمي والبغوي وابن السكن وأبو نعيم من طرق إلى الوليد حدثني بن جابر عن خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأيت ربي في أحسن صورة فقال (4/165)
<166> لي يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى الحديث قال الترمذي هكذا قال الوليد في رواية سمعت ورواه بشر بن بكر عن بن جابر فقال في روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصح وقال بن خزيمة سمعت في هذا الحديث ووهم فإن هذا الخبر لم يسمعه عبد الرحمن ثم استدل على ذلك بما أخرجه هو والترمذي من رواية أبي سلام عن عبد الرحمن بن عائش عن مالك بن عامر عن معاذ بن جبل فذكر نحوه قال الترمذي صحيح وقال أبو عمر وهو الصحيح عندهم قلت لم ينفرد الوليد بن مسلم بالتصريح المذكور بل تابعه حماد بن مالك الأشجعي والوليد بن يزيد البيروتي وعمارة بن بشر وغيرهم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر فأما الوليد بن يزيد فأخرجه الحاكم وابن منده والبيهقي من طريق العباس بن الوليد عن أبيه حدثنا بن جابر والأوزاعي قالا حدثنا خالد بن اللجلاج سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وهذه متابعة قوية للوليد بن مسلم لكن المحفوظ عن الأوزاعي ما رواه عيسى بن يونس والمعافى بن عمران كلاهما عن الأوزاعي عن بن جابر أخرجه بن السكن من رواية عيسى بن يونس وقال في سياقه سمعت خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما حماد بن مالك فأخرجه البغوي وابن خزيمة من طريقه قال حدثنا ابن جابر قال بينا نحن عند مكحول إذ مر به خالد بن اللجلاج فقال له مكحول يا أبا عائش حدثنا بحديث عبد الرحمن بن عائش فقال نعم سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفي آخره قال مكحول ما رأيت أحدا أعلم بهذا الحديث من هذا الرجل وأما رواية عمارة بن بشر فأخرجها الدارقطني في كتاب الرواية من طريقه حدثنا عبد الرحمن بن جابر فذكر نحو رواية حماد بن مالك وفيه كلام مكحول وزاد وذكر بن جابر عن أبي سلام أنه سمع عبد الرحمن بن عائش يقول في هذا الحديث إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر بعضه وأما رواية شريك التي أشار إليها الترمذي فأخرجها الهيثم بن كليب في مسنده وابن خزيمة والدارقطني من طريقه عن بن جابر عن خالد سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى هذا الحديث يزيد بن يزيد بن جابر أخو عبد الرحمن عن خالد فخالف أخاه أخرجه أحمد من طريق زهير بن محمد عنه عن خالد عن عبد الرحمن بن عائش عن رجل من الصحابة فزاد فيه رجلا ولكن رواية زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة كما قال البخاري وغيره وهذا منها وقال أبو قلابة عن خالد بن اللجلاج عن بن عباس أخرجه الترمذي وأبو يعلى من طريق هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي قلابة وقد ذكر أحمد بن حنبل أن قتادة أخطأ فيه وقال أبو زرعة الدمشقي قلت لأحمد بن جابر أيحدث عن خالد فذكره ويحدث به قتادة عن أبي قلابة فذكره فقال القول ما قال بن جابر ورواه أيوب عن أبي قلابة مرسلا لم يذكر قوله أحدا أخرجه الترمذي وأحمد وكذا أرسله بكر بن عبد الله المزني عن أبي قلابة أخرجه الدارقطني ورواه سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي قلابة فخالف الجميع قال عن أبي أسماء عن ثوبان وهي رواية أخطأ فيها سعيد بن بشير وأشد منها خطأ رواية أخرجها أبو بكر النيسابوري في الزيادات من طريق يوسف بن عطية عن قتادة (4/166)
<167> عن أنس وأخرجها الدارقطني ويوسف متروك ويستفاد من مجموع ما ذكرت قوة رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بإتقانها ولأنه لم يختلف عليه فيها وأما رواية أبي سلام فاختلف عليه وروى حماد بن مالك كما تقدم كرواية عبد الرحمن بن يزيد وخالفه زيد بن سلام فرواه عن جده أبي سلام عن عبد الرحمن بن عائش عن مالك بن عامر عن معاذ وقد ذكره مطولا وفيه قصة هكذا رواه جهضم بن عبد الله اليماني عن يحيى بن أبي كثير عن زيد أخرجه أحمد وابن خزيمة والروياني والترمذي والدارقطني وابن عدي وغيرهم وخالفهم موسى بن خلف فقال عن يحيى عن زيد عن جده عن أبي عبد الرحمن السكسكي عن مالك بن عامر عن معاذ أخرجه الدارقطني وابن عدي ونقل عن أحمد أنه قال هذه الطريق أصحها قلت فإن كان الأمر كذلك فإنما روى هذا الحديث عن مالك بن عامر أبو عبد الرحمن السكسكي لا عبد الرحمن بن عائش ويكون للحديث سندان ابن جابر عن خالد عن عبد الرحمن بن عائش ويحيى عن زيد عن أبي سلام عن أبي عبد الرحمن عن مالك عن معاذ ويقوي ذلك اختلاف السياق بين الروايتين وأما قول بن السكن ليس لعبد الرحمن بن عائش حديث غيره فقد سبقه إلى ذلك البخاري ولكن ليس في عبارته تصريح بل قال له حديث واحد إلا أنهم يضطربون فيه قلت وقد وجدت له حديثا آخر مرفوعا وله حديث ثالث موقوف الأول أخرجه أبو نعيم في المعرفة وفي اليوم والليلة من طريق أبي معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عبد الرحمن بن عائش قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم ير في منزله ذلك شيئا يكرهه حتى يرتحل عنه قال سهيل قال أبي فرأيت عبد الرحمن بن عائش في المنام فقلت له حدثك النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث قال نعم قال أبو نعيم تابعه موسى بن يعقوب الزمعي عن سهيل نحوه وروينا في الذكر للفريابي من طريق إسماعيل بن جعفر أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن بن عائش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحديث وفيه فكان ناس ينكرون ذلك ويقولون لابن عائش لأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم فأرى رجل ممن كان ينكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال يا رسول الله أنت قلت كذا وكذا فقص عليه حديثه فقال صلى الله عليه وسلم صدق بن عائش عبد الرحمن بن عباد بن نوفل بن خراش المحاربي العبدي تقدم ذكره في ترجمة أبيه عباد عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة بن بيجان بن عامر بن الحارث بن مالك بن أنيف بن جشم البلوي حليف بني جحجبي من الأنصار أبو عقيل بفتح العين مشهور بكنيته سيأتي في الكنى ويقال كان اسمه عبد العزي فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا فأما بن إسحاق فقال أبو عقيل من الأنصار وأما موسى فقال عبد الله بن ثعلبة أبو عقيلة وأما الواقدي فسماه عبد الرحمن وقال استشهد باليمامة بعد أن أبلى بلاء حسنا ومنهم من (4/167)
<168> نسبه إلى جد والده فقال عبد الرحمن بن بيجان ومنهم من أبدل الموحدة أوله سينا مهملة وذكره بن منده وضبطها بعضهم بنون وبدل الجيم حاء مهملة ذكره بن عبد البر والأول هو المعروف وهو صاحب الصاع الذي لمزه المنافقون وسيأتي بيان ذلك مع ذكر الاختلاف في الكنى إن شاء الله تعالى عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان أبو محمد ويقال أبو عبد الله وقيل أبو عثمان وقيل عبد العزي بن أبي بكر بن أبي قحافة القرشي التيمي وأمه أم رومان والدة عائشة كان اسمه عبد الكعبة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وتأخر إسلامه إلى أيام الهدنة فأسلم وحسن إسلامه وقال أبو الفرج في الأغاني لم يهاجر مع أبيه لأنه كان صغيرا وخرج قبل الفتح في فتية من قريش منهم معاوية إلى المدينة فأسلموا أخرجه الزبير بن بكار عن بن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان وفيما قال نظر والذي يظهر أنه كان مختارا لذلك لكونه لم يدخل مع أهل بيته في الإسلام وخرج وقيل إنما أسلم يوم الفتح ويقال إنه شهد بدرا مع المشركين وهو أسن ولد أبي بكر روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها في الصحيح وعن أبيه روى عنه عبد الله وحفصة وابن أخيه القاسم بن محمد وأبو عثمان النهدي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعمرو بن أوس الثقفي وغيرهم قال الزبير بن كبار كان رجلا صالحا وفيه دعابة وقال بن عبد البر نفله عمر بن الخطاب ليلى ابنة الجودي وكان أبوها عربيا من غسان أمير دمشق لأنه كان نزلها قبل فتح دمشق فأحبها وهام بها وعمل فيها الأشعار وأسند هذه القصة الزبير من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال قدم عبد الرحمن الشام في تجارة فرأى ابنة الجودي وحولها ولائد فأعجبته وعمل فيها تذكرت ليلى والسماوة بيننا فما لابنة الجودي ليلى وماليا وأنى تلاقيها بلى ولعلها إن الناس حجوا قابلا أن توافيا فلما سمع عمر الشعر قال لأمير الجيش إن ظفرت بها فادفعها لعبد الرحمن ففعل فأعجب بها وآثرها على نسائه فلامته عائشة فلم يفد فيه ثم إنه جفاها حتى شكته إلى عائشة فقالت أفرطت في الأمرين وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب في حديث ذكره وكان عبد الرحمن بن أبي بكر لم يجرب عليه كذبة قط وقال بن عبد البر كان شجاعا راميا حسن الرمي وشهد اليمامة فقتل سبعة من أكابرهم منهم محكم اليمامة وكان في ثلمة من الحصن فرماه عبد الرحمن بسهم فأصاب نحره فقتله ودخل المسلمون من تلك الثلمة وشهد وقعة الجمل مع عائشة وأخوه محمد مع علي وأخرجه البخاري من طريق يوسف بن ماهك كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا فقال خذوه فدخل بيت عائشة فقال مروان هذا الذي أنزل الله فيه والذي قال لوالديه أف لكما فأنكرت عائشة ذلك من وراء الحجاب وأخرجه النسائي والإسماعيلي من وجه آخر مطولا فقال مروان سنة أبي بكر وعمر فقال عبد الرحمن سنة هرقل وقيصر وفيه فقالت عائشة والله ما هو به ولو شئت أن أسميه لسميته وأخرج الزبير عن عبد الله بن نافع قال خطب معاوية فدعا الناس إلى بيعة يزيد فكلمه الحسين بن علي (4/168)
<169> وابن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر فقال له عبد الرحمن أهرقلية كلما مات قيصر كان قيصر مكانه لا نفعل والله أبدا وبسند له إلى عبد العزيز الزهري قال بعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر بعد ذلك بمائة ألف فردها وقال لا أبيع ديني بدنياي وخرج إلى مكة فمات بها قبل أن تتم البيعة ليزيد وكان موته فجأة من نومه نامها بمكان على عشرة أميال من مكة فحمل إلى مكة ودفن بها ولما بلغ عائشة خبره خرجت حاجة فوقفت على قبره فبكت وأنشدت أبيات متمم بن نويرة في أخيه مالك ثم قالت لو حضرتك دفنتك حيث مت ولما بكيتك قال بن سعد وغير واحد مات سنة ثلاث وخمسين وقال يحيى بن بكير سنة أربع وقال أبو نعيم سنة ثلاث وقيل خمس وقيل ست وقال أبو زرعة الدمشقي مات سنة قدم معاوية المدينة لأخذ البيعة ليزيد وماتت عائشة بعده بسنة سنة تسع وخمسين وقال بن حبان مات سنة ثمان وقال البخاري مات قبل عائشة وبعد سعد قاله لنا أحمد بن عيسى بسنده عبد الرحمن بن عبد الله الداري تقدم في الطيب عبد الرحمن بن عبد الله يأتي في عبد الرحمن والد عبد الله عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري ذكره بن عقدة في كتاب الموالاة فيمن روى حديث من كنت مولاه فعلى مولاه وساق من طريق الاصبغ بن نباتة قال لما نشد علي الناس في الرحبة من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام ولا يقوم إلا من سمع فقام بضعة عشر رجلا منهم أبو أيوب وأبو زينب وعبد الرحمن بن عبد رب فقالوا نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله وليي وأنا ولي المؤمنين فمن كنت مولاه فعلى مولاه وفي سنده من لا يعرف عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن الهلالي أخرج عبد بن حميد والبغوي وابن جرير وابن شاهين وابن مردويه من طرق عن يحيى بن شبل عن أبي عبد الرحمن عن أبيه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال قوم قتلوا في سبيل الله وهم عاصون لآبائهم فمنعهم من الجنة عصيانهم لآباهم ومن النار قتلهم في سبيل الله ووقع عند عبد بن حميد محمد بن عبد الرحمن وعند بن شاهين من طريق الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يحيى بن شبل أن رجلا من بني نصر أخبره عن رجل من بني هلال عن أبيه أنه أخبره أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف وأخرجه بن مردويه من طريق بن لهيعة عن خالد بن يزيد مثله لكن لم يقل عن أبيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي أخو طلحة أحد العشرة قال أبو عمر له صحبة وقتل يوم الجمل مع أخيه عبد الرحمن بن عبد وقيل بن عبيد وقيل بن أبي عبد الله الأزدي أبو راشد مشهور بكنيته قال أبو زرعة الدمشقي عن ضمرة له صحبة وكان عاملا على جند فلسطين وقال أبو أحمد الحاكم غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه وكنيته كان اسمه عبد العزي وكنيته أبو مغوية بضم أوله وسكون المعجمة وكسر الواو وأخرج الدولابي في الكنى من طريق عبد الرحمن بن خالد بن عثمان بكورة له حدثني أبي عن أبيه عثمان عن جده محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عثمان (4/169)
<170> عن جده أبي راشد عبد الرحمن بن عبد قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم في مائة راجل من قومي فلما دنونا من النبي صلى الله عليه وسلم وقفوا وقالوا لي تقدم إليه فإن رأيت ما تحب رجعت إلينا حتى نتقدم إليه وإن لم تر ما تحب انصرفت إلينا حتى ننصرف فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أنعم صباحا فقال ليس هذا سلام المؤمنين فقلت له فكيف يا رسول الله أسلم قال إذا أتيت قوما من المسلمين قلت السلام عليكم ورحمة الله فقلت السلام عليكم ورحمة الله فقال وعليك السلام ورحمة الله فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم بل أنت أبو راشد عبد الرحمن ثم أكرمني وأجلسني وكساني رداءه ودفع إلي عصاه فأسلمت فقال له رجل من جلسائه يا رسول الله إنا نراك أكرمت هذا الرجل فقال إن هذا شريف قوم وإذا أتاكم شريف قوم فأكرموه وقال وكان معي عبد لي يقال له سرحان فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا معك يا أبا راشد قلت عبد لي فقال هل لك أن تعتقه فيعتق الله عنك بكل عضو منه عضوا من النار قال فأعتقته فقلت هو حر لوجه الله واصرفت إلى أصحابي فانصرف منهم قوم وأدركت منهم قوما فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا وأخرجه بن منده من هذا الوجه مختصرا وأخرجه بن السكن من وجه آخر عن عبد الرحمن بن خالد بهذا السند وسمى عبده عبد القيوم وفيه ما اسمك قال قيوم قال بل هو عبد القيوم وأخرج العقيلي خبرا آخر عن عبد الرحمن بن خالد من وجه آخر وفي سياقه عن أبي راشد الأزدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخي عاتكة من سروات الأزد فأسلمنا جميعا فكتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا إلى جهة الأزد وأخرج الطبراني من وجه آخر عن عبد الرحمن بن خالد بن عثمان بن محمد بن عثمان بن أبي مغوية عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده عن أبي مغوية بن اللات بن نمر الأزدي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الأمانة في الأزد والحياء في قريش وأخرج بن عساكر من طريق أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال كان عمر يقاسم عماله نصف ما أصابوا فذكر قصة فيها أن معاوية كان يحاسبهم فقدم عليه أبو راشد الأزدي من فلسطين فحاسبه بنفسه فبكى أبو راشد فقال له معاوية ما يبكيك فقال ما من المحاسبة أبكي وإنما ذكرت حساب يوم القيامة فتركه معاوية ولم يحاسبه عبد الرحمن بن عبيد النميري ذكره بن أبي عاصم في الوحدان وأبو نعيم من طريقه وأخرج من طريق يحيى بن أبي عمر والسيباني بالمهملة عن عبد الله بن الديلمي عن عبد الرحمن بن عبيد النميري قال إن للإسلام خمس عشرة وثلاثمائة شريعة الحديث قال بن أبي عاصم لم أره في كتابي مرفوعا وقد رواه حماد عن أبي يسار عن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد عن أبيه عن جده مرفوعا واستدركه أبو موسى عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي بن أخي طلحة وكان يلقب شارب الذهب وأمه عميرة بنت جدعان أخت عبيد الله بن جدعان كان من مسلمة الفتح وقيل أسلم في الحديبية وأول مشاهده عمرة القضاء وشهد اليرموك مع أبي عبيدة (4/170)
<171> بن الجراح وأخرج حديثه مسلم في صحيحه من رواية يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لقطة الحاج وروى أيضا عن عثمان وأخيه طلحة روى عنه أولاده عثمان ومعاذ وهند والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وغيرهم قال البخاري في تاريخه قال لي إبراهيم بن المنذر عن محمد بن طلحة قتل مع بن الزبير في يوم واحد يعني بمكة سنة ثلاث وسبعين وقال غيرهم دفن بالحزورة فلما وسع المسجد دخل قبره في المسجد الحرام عبد الرحمن بن عثمان بن مظعون بن وهب بن حبيب القرشي الجمحي أمه وأم أخيه السائب خولة بنت حكيم السلمية ومات أبوه سنة اثنتين من الهجرة فأدرك هو وعبد الرحمن من حياة النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين أو أكثر استدركه بن الأثير فأصاب عبد الرحمن بن العداء الكندي قال بن فتحون ذكره الباوردي وأخرج من طريق إبراهيم بن عيينة عن سيف بن ميسرة الثقفي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن العداء عن أبيه قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عثمان فناجاه طويلا ثم قال يا عثمان إن الله مقمصك قميصا الحديث قال بن فتحون رأيته مضبوطا بالعين والدال المهملتين قلت قد ذكر بن أبي حاتم في الجرح والتعديل شيخا اسمه عبد الرحمن بن العداء روى عنه شعبة وهو غير هذا لأن شعبة لم يرو عن أحد من الصحابة عبد الرحمن بن عون بن عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس الأوسي شهد أحدا وقد تقدم في أخيه ثابت واستشهد عبد الرحمن يوم الجسر قاله بن الكلبي وغيره عبد الرحمن بن عديس بمهملتين مصغرا بن عمرو بن كلاب بن دهمان أبو محمد البلوي قال بن سعد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وشهد فتح مصر وكان فيمن سار إلى عثمان وقال بن البرقي والبغوي وغيرهما كان ممن بايع تحت الشجرة وقال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وكذا قال عبد الغني بن سعيد وأبو علي بن السكن وابن حبان وقال بن يونس بايع تحت الشجرة وشهد فتح مصر واختط بها وكان من الفرسان ثم كان رئيس الخيل التي سارت من مصر إلى عثمان في الفتنة روى عنه عبد الرحمن بن شماسة وأبو الحصين الحجري وأبو ثور النهمي وقال حرملة في حديث بن وهب أنبأنا بن وهب أخبرني عمرو بن يزيد بن أبي حبيب حدثه عن بن شماسة عن رجل حدثه أنه سمع عبد الرحمن بن عديس يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يخرج ناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقتلون بجبل لبنان والخليل تابعه بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أخرجه يعقوب بن سفيان والبغوي من رواية النضر بن عبد الجبار عن أبي لهيعة ورواه عبد الله بن يوسف عن بن لهيعة فسمى المبهم فقال عن المريسيع الحميري بدل قوله عن رجل وأخرجه البغوي وابن منده من رواية نعيم بن حماد عن بن وهب فأسقط الواسطة وأخرجه بن السكن من هذا الوجه مثله وزاد وقال مرة عن بن شماسة عن رجل عن عبد الرحمن وأخرجه بن يونس من وجه آخر عن بن وهب (4/171)
<172> عن بن لهيعة عن عياش بن عباس عن أبي الحصين بن أبي الحصين الحجري عن بن عديس فذكر نحوه وهكذا أخرجه البغوي من رواية عثمان بن صالح عن بن لهيعة وزاد في آخره فلما كانت الفتنة كان بن عديس ممن أخره معاوية في الرهن فسجنه بفلسطين فهربوا من السجن فأدرك فارس بن عديس فأراد قتله فقال له بن عديس ويحك اتق الله في دمي فإني من أصحاب الشجرة قال الشجر بالجبل كثير فقتله قال بن يونس كان قتل عبد الرحمن بن عديس سنة ست وثلاثين عبد الرحمن بن عرابة الجهني تقدم في عبد الله بن عرابة عبد الرحمن بن أبي عزة أو بن أبي عزرة أخرج عنه بقي بن مخلد في مسنده حديثا واستدركه الذهبي وأنا أخشى أن يكون عبد الرحمن بن أبي عمرة الآتي في القسم الثاني عبد الرحمن بن عفيف يأتي في عبد شمس بن عفيف عبد الرحمن بن عقيل بن مقرن المزني قال بن سعد والطبري والعدوي له صحبة واستدركه بن فتحون وقال أبو علي بن السكن في ترجمة سويد بن مقرن رأى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبي عقيل بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي نسبه بن الكلبي وقال بن عبد البر له صحبة صحيحة وقد روى عنه أيضا هشام بن المغيرة وأخرج البخاري والحارث بن أبي أسامة وابن منده من طريق عون بن أبي جحيفة عن عبد الرحمن عن علقمة الثقفي عن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف وما في الناس رجل أبغض إلينا من رجل يلج عليه فما برحنا حتى ما في الناس أحب إلينا من رجل يدخل عليه الحديث عبد الرحمن بن عكيم ذكره الطبري في الصحابة وأخرج من طريق خالد بن الحذاء عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عكيم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم الحديث واستدركه بن فتحون قلت وهذا المتن أخرجه أبو داود وابن عدي من حديث بن عباس وسنده ضعيف عبد الرحمن بن علقمة ويقال بن أبي علقمة الثقفي قال ابن حبان يقال له صحبة وقال الخطيب ذكره غير واحد من الصحابة وقال أبو عمر في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم نظر وقد ذكره قوم في الصحابة ولا يصح له صحبة وأخرج حديثه النسائي وإسحاق بن راهويه ويحيى الحماني في مسنديهما من طريق أبي حذيفة عبد الملك بن محمد بن بشير عن عبد الرحمن بن علقمة قال قدم وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم ومعهم شيء فقال أصدقة أم هدية فإن الصدقة يبتغي بها وجه الله والهدية يبتغي بها وجه الله والرسول الحديث حتى إنهم شغلوه حتى صلى الظهر مع العصر وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده من هذا الوجه وذكره البخاري من طريق أبي حذيفة المذكور ووقع في التهذيب للمزي قال بن أبي حاتم عن أبيه ليست له صحبة وفيما قاله نظر لأن بن أبي حاتم ذكر ثلاثة كل منهم عبد الرحمن بن علقمة وقال هذا الكلام في الثالث ولكنه سماه عبد الله بن علقمة فالأول هو صاحب الترجمة قال فيه عبد الرحمن بن علقمة الثقفي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم (4/172)
<173> أن وفد ثقيف قدموا ومعهم هدية وروى عنه عبد الملك بن بشير والثاني قال فيه عبد الرحمن بن علقمة ويقال بن أبي علقمة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وروى عن بن مسعود والثالث عبد الرحمن بن أبي عقيل روى عنه جامع بن شداد وعون بن أبي جحيفة قلت لأبي أدخل يونس بن حبيب هذا في مسند الوحدان فقال هو تابعي ليست له صحبة انتهى وهذا الأخير الذي روى عنه أبو جحيفة هو عبد الرحمن بن علقمة وروى عن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي المذكور قبل هذا بترجمة وهو عندي الذي روى عن بن مسعود وقد ذكر البخاري روايته عن بن مسعود من عدة طرق والله أعلم فهما اثنان لا ثلاثة صحابي وتابعي والله أعلم عبد الرحمن بن علي الحنفي اليمامي قال أبو عمر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن لا يقيم صلبه مثل حديث أبي مسعود وقال بن منده له صحبة وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده وابن منده من طريق عبد الوارث بن سعيد عن أبي عبد الله الشقري عن عمر بن جابر عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا ينظر الله إلى عبد لا يقيم صلبه في الركوع والسجود قال بن منده رواه عكرمة بن عمار عن عبد الله بن بدر عن طلق بن علي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه بناه على أنه عبد الرحمن بن علي بن سنان وهو الصحيح قلت أخرجه البغوي من رواية عبد الوارث وقال هو خطأ وإنما يروى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه بناه على أنه عبد الرحمن بن علي بن سنان قال أحمد أخرج هذا الحديث من طريق أيوب بن عيينة عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن سنان عن أبيه وأخرج أيضا طريق عكرمة بن عمار التي أشار إليها بن منده وإذا كان عند عبد الله بن بدر من وجهين لم يمتنع أن يكون عنده من ثلاثة أوجه ويحتمل أن يكون طلق بن علي يسمى عبد الرحمن إن لم يكن له أخ فهو على الاحتمال عبد الرحمن بن عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي لم يذكروه في الصحابة وهو على شرطهم فإنه جاء أنه ولد قبل الهجرة وأنه استشهد بفحل في خلافة أبي بكر وأن مكة لم يبق بها قرشي بعد الفتح إلا شهد حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم فأما مولده فيؤخذ من قصة ولده المشهورة أن قريشا بعثته مع عمرو بن العاص إلى النجاشي لما هاجر إليه المسلمون من مكة قبل الهجرة إلى المدينة ليبعث معهما من هاجر إليه من المسلمين فامتنع من ذلك ووقع لعمارة أنه تعرض لزوجة النجاشي فبلغه ذلك فعاقبه بأن أمر من نفخ في إحليله من السحرة فهام مع الوحش واستمر بتلك الصفة بالحبشة إلى أن مات في خلافة عمر فيكون ولده لما سار هو إلى الحبشة موجودا بمكة صغيرا كان أو مميزا وأما استشهاده فذكره أبو حذيفة إسحاق بن بشر في المبتدأ وكأنه من مسلمة الفتح ولعله كان يسمى غير عبد الرحمن فغير اسمه لما أسلم وسيأتي ذكر إخوته الوليد وهشام وأبي عبيدة في أماكنهم عبد الرحمن الأكبر بن عمر بن الخطاب شقيق عبد الله وحفصة كنيته أبو عيسى (4/173)
<174> ذكره بن السكن في الصحابة وأورد له من طريق حبيب بن الشهيد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال أرسلني عمر إلى ابنه عبد الرحمن أدعوه فلما جاء قال له عمر يا أبا عيسى قال يا أمير المؤمنين اكتنى بها المغيرة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنده صحيح وقال أبو عمر كان لعمر ثلاثة كلهم عبد الرحمن هذا أكبرهم لا تحفظ له رواية كذا قال والثاني يكنى أبا شحمة وهو الذي ضربه أبوه الحد في الخمر لما شرب بمصر والثالث والد المجبر بالجيم والموحدة المثقلة وقال بن منده كناه النبي صلى الله عليه وسلم أبا عيسى فأراد عمر أن يغيرها فقال والله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني بها وتعقبه أبو نعيم بأن الذي قال لعمر ذلك إنما هو المغيرة بن شعبة وأما عبد الرحمن فقال لأبيه قد اكتنى بها المغيرة فقال المغيرة كناني بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أخرج القصة بن أبي عاصم كما أخرجها بن السكن وأن عبد الرحمن قال لأبيه إن النبي صلى الله عليه وسلم كنى بها المغيرة ويؤخذ كون عبد الرحمن كان مميزا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من تقدم وفاة والدته زينب ومن كون أخيه الأوسط أبي شحمة ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما سأبينه في ترجمته في القسم الثاني إن شاء الله تعالى عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح الأنصاري السلمي كان أبوه كبير بني سلمة كما سيأتي في ترجمته واستشهد بأحد فيكون عبد الرحمن في آخر العصر النبوي مميزا استدركه بن فتحون عبد الرحمن بن عمرو بن غزية الأنصاري قال أبو علي بن السكن في ترجمة أخيه الحارث بن عمرو وكان لعمرو بن غزية وهو ممن شهد العقبة من الولد الحارث وعبد الرحمن وزيد وسعيد كلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم وليست لأحد منهم رواية إلا للحارث انتهى وقد تقدم الحجاج بن عمرو بن غزية فيحتمل أن يكون بن السكن ذهل عن ذكره فيهم ويحتمل أن يكون ليس أخاهم بل وافق اسم أبيه وجده اسم أبيهم وجدهم عبد الرحمن بن عمرو الأنصاري ذكره الطبراني في المعجم الكبير وسمى أباه ولكنه لما ساق حديثه لم يقع فيه إلا عن عبد الرحمن الأنصاري فلعله عرف اسم أبيه من موضع آخر وأما بن الأثير فزاد على الطبراني أن ذكر اسم جده فقال عبد الرحمن بن عمرو بن غزية ظنه الذي قبله ولم يذكر لذلك مستندا وكأنه لما رأى بعضهم استدركه على بن عبد البر ظنه صاحب الحديث لكن لم يرده جزم بن السكن بأن عبد الرحمن بن عمرو بن غزية ليست له رواية ولم ينسب بن الأثير تخريجه إلا لأبي موسى وأبو موسى لما ذكره لم يزد على قوله أورده الطبراني ثم ساق الحديث من طريق الطبراني ليس فيه تسمية والد عبد الرحمن ولا جده وقد أخرجه الباوردي وابن شاهين في الصحابة وأورداه والطبراني من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم أحد الضعفاء عن محمد بن علي بن أبي جعفر أنه حدثه عن عمرو بن عمرو بن محصن الأنصاري عن عبد الرحمن الأنصاري أحد بني النجار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة كثرة المطر وقلة النبات وكثرة القراء (4/174)
<175> وقلة الفقهاء وكثرة الأمراء وقلة الأمناء عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني وقيل بن عميرة بالتصغير بغير أداة كنية وقيل بن عمير مثله بلا هاء ويقال فيه القرشي قال أبو حاتم وابن السكن له صحبة ذكره البخاري وابن سعد وابن البرقي وابن حبان وعبد الصمد بن سعيد في الصحابة وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة الذين نزلوا حمص وكان اختارها سكن الشام وحديثه عند أهلها وأخرج الترمذي والطبراني وغيرهما من طريق سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب لفظ الطبراني ولفظ الترمذي اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به وأخرج بن قانع من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أنه سمعه يحدث عن يونس بن ميسرة عن عبد الرحمن بن أبي عميرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو اللفظ الثاني وأخرجه البخاري في التاريخ قال قال لي أبو مسهر فذكره بالعنعنة ليس فيه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وذكره من طريق مروان عن سعيد فقال فيه سمع عبد الرحمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن سعد روى الوليد بن مسلم عن شيخ من أهل دمشق عن يونس بن ميسرة بن حلبس سمعت عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في بيت المقدس بيعة هدى وله حديث آخر أخرجه أحمد من طريق جبير بن نفير عن عبد الرحمن بن أبي عميرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما في الناس نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع إليكم وإن لها الدنيا وما فيها إلا الشهيد وأخرجه بن أبي عاصم وابن السكن من طريق سويد بن عبد العزيز عن أبي عبد الله البحراني عن القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني قال خمس حفظتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صفر ولا هامة ولا عدوي ولا يتم شهران ستين يوما ومن أخفر ذمة الله لم يرح رائحة الجنة وهذه الأحاديث وإن كان لا يخلو إسناد منها من مقال فمجموعها يثبت لعبد الرحمن الصحبة فعجب من قول بن عبد البر حديثه منقطع الإسناد مرسل لا تثبت أحاديثه ولا تصح صحبته وتعقبه بن فتحون وقال لا أدري ما هذا فقد رواه مروان بن محمد الطاطري وأبو مسهر كلاهما عن ربيعة بن يزيد أنه سمع عبد الرحمن بن أبي عميرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قلت قد ذكر من أخرج الروايتين وفات بن فتحون أن يقول هب أن هذا الحديث الذي أشار إليه بن عبد البر ظهرت له فيه علة الانقطاع فما يصنع في بقية الأحاديث المصرحة بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم فما الذي يصحح الصحبة زائدا على هذا مع أنه ليست للحديث الأول علة الاضطراب فإن روايته ثقات فقد رواه الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد عن سعيد بن عبد العزيز فخالفا أبا مسهر في شيخه قالا سعيد عن يونس بن ميسرة عن عبد الرحمن بن أبي عميرة أخرجه بن شاهين من طريق محمود بن خالد عنهما وكذا أخرجه بن قانع من طريق زيد بن أبي الزرقاء عن الوليد بن مسلم (4/175)
<176> عبد الرحمن بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي القرشي الأسدي أخو الزبير بن العوام وكان الأكبر وأمه أم الخير بنت مالك بن عميلة العبدرية ذكر الزبير بن بكار عن عمه مصعب أن عبد الرحمن هذا شهد بدرا مع المشركين فلما انهزموا كان هو وأخوه عبد الله على جمل فوجدا حكيم بن حزام ماشيا وهو بن عمهما وكان عبد الله أعرج فقال له أخوه عبد الرحمن انزل بنا نركب حكيما فقال أنشدك الله فإني أعرج فقال والله لتنزلن عنه ألا تنزل لرجل إن قتلت كفاك وإن أسرت فداك فنزل وأركبا حكيما على الجمل فنجا ونجا عبد الرحمن على راحلته وأدرك عبد الله فقتل وذكر الزبير أن اسمه كان في الجاهلية عبد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن واستشهد يوم اليرموك وقتل ولده عبد الله يوم الدار وقيل إنه أسلم يوم الفتح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قلت وبهذا الأخير أخرجه بن عبد البر قال وقال العدوي في كتاب النسب إن حسان بن ثابت هجا العوام بسبب عبد الرحمن هذا قال ولا يصح قول من قال إن ذلك بسبب عبد الله بن الزبير واستدركه أبو موسى علي بن منده وقرأت في ديوان حسان لأبي سعيد السكري عن محمد بن حبيب قال إن سبب هجاء حسان آل العوام أن عبد الرحمن بن العوام كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أسلم بعد وليس له عقب وأنشد لحسان قوله بني أسد ما بال آل خويلد يحنون شوقا كل يوم إلى القبط وأعينهم مثل الزجاج وصيغة يخالف كعبا في لحي لهم ثط لعمر أبي العوام إن خويلدا غداة تبناه ليوثق في الشرط ولحسان في ذلك أشعار أخرى وقد مدح حسان الزبير بن العوام بأبياته التي يقول فيها أقام على هدى النبي ودينه حواريه والقول بالقول يعدل وقال البلاذري مات عبد الرحمن بن العوام في خلافة عمر عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أبو محمد أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى الذي أخبر عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه توفي وهو عنهم راض وأسند رفقته أمرهم إليه حتى بايع عثمان ثبت ذلك في الصحيح واسم أمه صفية ويقال الصفاء حكاه بن منده ويقال الشفاء وهي زهرية أيضا أبوها عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة حكاه أبو عمر ولد بعد الفيل بعشر سنين وذكره بن أبي خيثمة عن المدائني وأسلم قديما قبل دخول دار الأرقم وهاجر الهجرتين وشهد بدرا وسائر المشاهد وكان اسمه عبد الكعبة ويقال عبد عمرو فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وجزم بن منده بالثاني وأخرجه أبو نعيم بسند حسن وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع كما ثبت في الصحيح من حديث أنس وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى دومة الجندل وأذن له أن يتزوج بنت ملكهم الاصبغ بن ثعلبة الكلبي ففتح عليه فتزوجها وهي تماضر أم ابنه أبي سلمة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر روى عنه أولاده إبراهيم وحميد وعمر ومصعب وأبو سلمة وابن ابنه المسور بن إبراهيم وابن أخته المسور بن مخرمة وابن عباس وابن عمر وجبير بن مطعم وجابر وأنس ومالك بن (4/176)
<177> أوس بن الحدثان وعبد الله بن عامر بن ربيعة وبجالة بن عبدة وآخرون وقال أبو نعيم روى عنه عمر فقال فيه العدل الرضى وعن نيار الأسلمي عن أبيه كان عبد الرحمن ممن يفتى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الواقدي وقال معمر عن الزهري تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله ثم تصدق بعد بأربعين ألف دينار ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله وخمسمائة راحلة وكان أكثر ماله من التجارة أخرجه بن المبارك وروى أحمد في مسنده من طريق حميد عن أنس كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن كلام فقال خالد تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوا لي أصحابي الحديث وروى الزهري عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن مرض فأغمي عليه فصاحت امرأته فلما أفاق قال أتاني رجلان فقالا انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين فلقيهما رجل فقال لا تنطلقا به فإنه ممن سبقت له السعادة في بطن أمه وقال بن المبارك في الزهد أنبأنا شعبة عن سعيد بن إبراهيم عن أبيه كان عبد الرحمن يصلي قبل الظهر صلاة طويلة فإذا سمع الأذان شد عليه ثيابه وخرج وهو الذي رجع عمر بحديثه من سرغ ولم يدخل الشام من أجل الطاعون قال الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه وعبد الله بن عامر إن عمر رجع بالناس لحديث عبد الرحمن وهو في الصحيحين بتمامه ورجع إليه عمر في أخذ الجزية من المجوس رواه البخاري وذكر خليفة بسند له قوي عن بن عمر قال استخلف عمر عبد الرحمن بن عوف على الحج سنة ولي الخلافة ثم حج عمر في بقية عمره وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه في سفرة سافرها ركعة من صلاة الصبح أخرجه من حديث المغيرة بن شعبة وأخرج علي بن حرب في فوائده عن سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي يحافظ على أزواجي من بعدي هو الصادق البار فكان عبد الرحمن بن عوف يخرج بهن ويحج معهن ويجعل على هوادجهن الطيالسة وينزل بهن في الشعب الذي ليس له منفذ وقال عمر عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين وأخرج الحارث بن أبي أسامة عن علي رفعه في قصة قال عبد الرحمن أمين في السماء وأمين في الأرض وفي سنده أبو معلى الجزري وأخرج الزبير بن بكار من طريق سهلة بنت عاصم قالت كان عبد الرحمن بن عوف أبيض أعين أهدب أقنى له جمة أسفل من أذنيه وقال إبراهيم بن سعد عن أبيه كان طويلا أبيض مشربا حمرة حسن الوجه دقيق البشرة لا يخضب ويقال إنه جرح يوم أحد إحدى وعشرين جراحة وأخرج السراج من طريق إبراهيم بن سعد قال بلغني أن عبد الرحمن أصيب في رجله فكان أعرج وأخرج الطبراني من طريق سهلة بنت عاصم كان عبد الرحمن أبيض أعين أهدب الأشعار اقنى طويل النابين الأعليين له جمة أعنق ضخم الكفين غليظ الأصابع وأخرج الترمذي والسراج في تاريخه من طريق نوفل بن إياس الهذلي قال كان عبد الرحمن بن عوف لنا جليسا ونعم الجليس فانقلب بنا ذات يوم إلى منزله فدخل فاغتسل ثم خرج فأتانا بقصعة فيها خبز ولحم ثم بكى فقلنا ما يبكيك يا أبا محمد قال مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع هو وأهله من خبز الشعير ولا أرانا أخرنا لما هو خير لنا وقال جعفر بن برقان بلغني أن عبد الرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف نسمة أخرجه (4/177)
<178> أبو نعيم في الحلية ومن وجه آخر عن حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف قال كان عبد الرحمن حرم الخمر في الجاهلية وذكر البخاري في تاريخه من طريق الزهري قال أوصى عبد الرحمن بن عوف لكل من شهد بدرا بأربعمائة دينار فكانوا مائة رجل مات سنة إحدى وثلاثين وقيل سنة اثنتين وهو الأشهر وعاش اثنتين وسبعين سنة وقيل ثمانيا وسبعين والأول أثبت ودفن بالبقيع وصلى عليه عثمان ويقال الزبير بن العوام عبد الرحمن بن عوف آخر فرق أبو حاتم الرازي بينه وبين الزهري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الرحم تنادي صل من وصلني الحديث رواه زيد بن الحباب عن كثير بن عبد الله السيباني عن الحسن بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال ليس هذا عبد الرحمن بن عوف الزهري انتهى وكذا قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني في تاريخه في ترجمة عبد الرحمن بن عوف عبد الرحمن بن غنم بفتح المعجمة وسكون النون الأشعري قال البخاري له صحبة وقال بن يونس كان ممن قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن في السفينة وقال محمد بن الربيع الجيزي أخبرني يحيى بن عثمان ان بن لهيعة والليث بن سعد قالا له صحبة وذكره بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث قال حدثت عن عبد الرحمن بن ضباب الأشعري عن عبد الرحمن بن غنم وكانت له صحبة وساق هو وابن منده الحديث من طريق بن إسحاق بهذا السند قال كنا جلسوا عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه ناس من أهل المدينة وهم أهل النفاق فإذا سحابة فقال سلم على ملك ثم قال لم أزل استأذن ربي في لقيك حتى كان هذا الآن أذن لي وإني أبشرك أنه ليس أحدا أكرم على الله منك قال بن السكن وروى الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قلت وذكر محمد بن الربيع الجيزي أن بن وهب روى هذا الحديث عن إبراهيم بن نبيط عن بن أبي حسين عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم أنهم بينما هم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء الآية وأخرج بن منده والبيهقي في الشعب من طريق عبد الوهاب بن عطاء قال سئل الكلبي عن قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا الآية فقال حدثنا أبو صالح عن عبد الرحمن بن غنم أنه كان في مسجد دمشق مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل فقال عبد الرحمن بن غنم يا أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي فقال معاذ بن جبل اللهم غفرا وما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حيث ودعنا إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرتكم هذه ولكن يطاع فيما يحقرون من أعمالهم الحديث فهذه الأحاديث تدل على صحبته فعدوا سماع عبد الرحمن بن غنم الأشعري الذي تفقه به أهل دمشق فله إدراك كما سيأتي في ترجمته في القسم الثالث إن شاء الله تعالى قال البخاري قال لي عمرو بن علي مات سنة ثمان وسبعين عبد الرحمن بن الفاكه يأتي في بن أبي قراد أفرده البغوي وابن حبان وأخرج البغوي (4/178)
<179> من طريق عدي بن الفضل عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن بن الفاكه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مرة قال البغوي ليس له غيره وبلغني أن اسمه عبد الرحمن عبد الرحمن بن قارب العبسي في الربيع بن قارب عبد الرحمن بن قتادة السلمي قال بن منده يعد في الحمصيين ذكره البغوي وابن قانع وابن شاهين وابن حبان وغيرهم في الصحابة وأخرج حديثه أحمد وابن منيع والطبراني في مسانيدهم كلهم من طريق الليث عن معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن عبد الرحمن بن قتادة السلمي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله خلق آدم ثم أخذ ذريته من ظهره فقال هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي فقال قائل يا رسول الله فعلى ماذا نعمل قال على مواقع القدر وأخرجه بن شاهين من رواية معن بن عيسى عن معاوية بن صالح عن راشد عن عبد الرحمن بن قتادة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسلم فذكره وكذا قال بن سعد عن حماد بن خالد عن معاوية عن راشد حدثني عبد الرحمن وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعل البخاري الحديث بأن عبد الرحمن إنما رواه عن هشام بن حكيم هكذا رواه معاوية بن صالح وغيره عن راشد وقال معاوية مرة إن عبد الرحمن قال سمعت وهو خطأ ورواه الزبيدي عن راشد عن عبد الرحمن بن قتادة عن أبيه وهشام بن حكيم وقيل عن الزبيدي وعبد الرحمن عن أبيه عن هشام وقال بن السكن الحديث مضطرب قلت ويكفي في إثبات صحبته الرواية التي شهد له فيها التابعي بأنه من الصحابة فلا يضر بعد ذلك إن كان سمع الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم أو بينهما فيه واسطة عبد الرحمن بن أبي قراد بضم القاف وتخفيف الراء الأنصاري ويقال السلمي وجزم بالثاني أبو نعيم وابن عبد البر وقالا هما وابن منده عداده في أهل الحجاز قال بن منده ويقال له بن الفاكه بالفاء وكسر الكاف بعدها هاء قال بن سعد وأبو حاتم وابن السكن فيه صحبة وقال مسلم والأزدي تفرد عمارة بن خزيمة بن ثابت بالرواية عنه وهو متعقب بأن البخاري ذكر في تاريخه رواية الحارث بن فضيل عنه أيضا وحديثه عند النسائي من طريق أبي جعفر الخطمي عنهما جميعا عنه وضم بن عبد البر إليهما في الرواية عنه أبا جعفر الخطمي فوهم وإنما روايته عنهما عنه ولفظه خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخلاء وكان إذا أراد الحاجة أبعد وسنده حسن وأخرجه بن ماجة أيضا وذكر بن منده أن علي بن المديني أخرج له من هذا الوجه حديثا آخر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فأدخل يده في الإناء الحديث وأورد له بن منده حديثا آخر من رواية الحارث بن فضيل عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ يوما فجعل الناس يتمسحون بعرقوبه وأخرجه أبو نعيم في فوائد ميمونة وزاد فقال ما يحملكم على ذلك قالوا حب الله ورسوله فقال من سره أن يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه وليؤد أمانته وليحسن جوار من جاوره وفي سنده الحارث بن أبي جعفر وهو ضعيف وقد خالفه فيه ضعيف آخر كما سأذكره في الكنى في ترجمة أبي قراد السلمي (4/179)
<180> عبد الرحمن بن قرط الثمالي الحمصي قال بن معين والبخاري وأبو حاتم كان من أهل الصفة وقال بن عبد البر أظنه أخا عبد الله بن قرط سكن الشام عداده في أهل فلسطين كذا قال قال هشام بن عمار في فوائده حدثنا عثمان بن علاق عن عروة بن رويم قال كان بن قرط واليا على حمص في زمان عمر فبلغه أن عروسا حملت في هودج ومعها النيران فكسر الهودج وأطفأ النيران ثم أصبح فصعد المنبر فقال إني كنت مع أهل الصفة وهم مساكين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وإن أبا جندل نكح أمامة فصنع طعاما فدعانا فأكلنا فاستشهد أبو جندل بعد ذلك وماتت أمامة وروى البخاري وابن السكن من طريق سكين المؤذن حدثني عروة بن رويم عن عبد الرحمن بن قرط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى كان بين المقام وزمزم جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره فطارا به حتى بلغ السماوات السبع فلما رجع قال سمعت تسبيحا في السماوات العلا الحديث وأخرجه سعيد بن منصور عن سكين لكن أرسله وقال هشام بن عمار في فوائده حدثنا سكين فأفرده أن عبد الرحمن بن قرط صعد المنبر فرأى أهل اليمن وقضاعة عليهم المعصفر والمزهر فذكر القصة وفيه قوله إنما قامت النعمة على المنعم عليه بالشكر وزعم العسكري أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ولم يلقه فوهم عبد الرحمن بن قيس ذكره أبو جعفر الطبري وابن شاهين في الصحابة وأورد له بن شاهين من طريق معاوية بن سفيان عن أبي صالح عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني مظلوم فقال إن المظلومين هم المفلحون يوم القيامة استدركه بن فتحون عبد الرحمن بن قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصاري ذكره أبو عمر مختصرا فقال شهد أحدا مع أبيه واستشهد يوم اليمامة عبد الرحمن بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو الأنصاري المازني أبو ليلى قال بن حبان له صحبة ومات في آخر زمن عمر وقال شهد أحدا والخندق وما بعدها وهو أحد البكائين الذين نزل فيهم تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ذكره بن إسحاق فيهم وكذا هو في تفسير الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس وكان النبي صلى الله عليه وسلم استعمل أبا ليلى المازني وعبد الله بن سلام على قطع نخل بني النضير وقد تقدم ذكر أخيه عبد الله بن كعب عبد الرحمن بن لاس أخو أبي ثعلبة الخشني ذكره ثابت بن قاسم الشريطي في كتاب الدلائل وأبو نعيم في الحلية وأخرجا من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أن أبا ثعلبة كان يقول إني لأرجو أن لا يخنقني الله بالموت كما يخنقكم فبينما هو في صرحة داره إذ قال هذا رسول الله يا عبد الرحمن لأخ له توفي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتى مسجد بيته فخر ساجدا حتى قبض عبد الرحمن بن أبي لبيبة الأنصاري روى الباوردي من طريق حاتم بن إسماعيل عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبينة عن جده في المواقيت وقال اسم جده عبد الرحمن وهو يحيى بن (4/180)
<181> عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبينة وأخرج له حديثا آخر في صيام رمضان من طريق حاتم أيضا عن يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده محمد عن أبيه استدركه بن فتحون وترجم بن منده عبد الرحمن الأنصاري أبو محمد مجهول لا يعرف له صحبة وقد ذكر في الصحابة ثم أخرج من طريق محمد بن فضيل عن يحيى بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري حدثني جدي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتى خيبر جاءته امرأة يهودية بشاة مصلية فذكر الحديث ذكره في ترجمة عبد الرحمن الأنصاري غير منسوب وكذا صنع بن أبي حاتم وذكر هذا الحديث من طريق فضيل بن سليمان عن يحيى مثله قلت ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي لبينة مدني معروف روى عن سعيد بن المسيب وغيره وأخرج له أبو داود والنسائي وقد جعل بعضهم الصحبة لأبي لبيبة كما سيأتي في الكنى عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري هو الأكبر ذكر العدوي النسابة عن بن الكلبي أن أبا ليلى شهد أحدا ومعه ابنه عبد الرحمن قال بن البرقي في رجال الموطأ في ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى التابعي المشهور أدرك عبد الرحمن النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه اشتبه عليه بأبيه وإلا فقد صرح غيره بأنه ولد في عهد عمر واختلف في صحة سماعه منه وله مراسيل ومات في الحمام سنة ثلاث وثمانين من الهجرة وأما الذي شهد مع أبيه أحدا فلم يذكروا تاريخ وفاته عبد الرحمن بن ماعز في عبد الله بن ماعز عبد الرحمن بن مالك بن شداد الداري يأتي خبره في ترجمة أخيه عروة قال بن حبان تبعا للواقدي كان اسمه عروة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن وقال بن الكلبي كان اسمه مروان فسماه عبد الرحمن استدركه بن فتحون وأبو موسى عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني واسم أبي مالك هانئ ذكره بن السكن والباوردي في الصحابة وتفرد بحديثه حفيده خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك فأخرج بن السكن من طريق سليمان بن عبد الرحمن عن خالد بن يزيد عن أبيه عن جده عبد الرحمن أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه إلى الإسلام فأسلم ومسح على رأسه ودعا له بالبركة وأنزله على يزيد بن أبي سفيان فلما جهز أبو بكر الجيش إلى الشام خرج مع يزيد قلت لم يذكره بن عساكر وهو على شرطه وذكره الباوردي بهذا الحديث وذكره بن منده فيمن اسمه عبد الرحمن غير مسمى الأب وأخرج الحديث من الوجه الذي أخرجه منه بن السكن لكن وقع عنده عن خالد بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي مالك عن أبيه عن جده عبد الرحمن فصحف من بين يزيد وعبد الرحمن والصواب يزيد بن عبد الرحمن على ما رواه بن السكن وغيره عبد الرحمن بن محمد بن مسلمة الأنصاري أبوه صحابي مشهور أما هو فذكره بن السكن في الصحابة وقال شهد مع أبيه أحدا والمشاهد وبه كان يكنى وذكره الترمذي وابن ماكولا في الصحابة وقال بن شاهين عن بن أبي داود صحب وشهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها (4/181)
<182> عبد الرحمن بن مدلج ذكره أبو العباس بن عقدة في كتاب الموالاة وأخرج من طريق موسى بن النضر بن الربيع الحمصي حدثني سعد بن طالب أبو غيلان حدثني أبو إسحاق حدثني من لا أحصى أن عليا نشد الناس في الرحبة من سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه فقام نفر منهم عبد الرحمن بن مدلج فشهدوا أنهم سمعوا إذ ذاك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرجه بن شاهين عن بن عقدة واستدركه أبو موسى عبد الرحمن بن مربع بن قيظي الأنصاري أخو عبد الله تقدم ذكره في ترجمته عبد الرحمن بن المرقع السلمي قال أبو حاتم وابن السكن وابن حبان له صحبة وذكره البغوي في الصحابة وقال سكن مكة وشهد فتح خيبر وذكره البخاري وساق هو وإسحاق في مسنده والحسن بن سفيان والبغوي وابن قانع كلهم من طريق أبي زيد المدني عن عبد الرحمن بن المرقع قال لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر كان في ألف وثمانمائة فقسمها على ثمانية عشر سهما عبد الرحمن بن مسعود الخزاعي ذكره البغوي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة والطبراني وابن السكن والباوردي وابن قانع وأخرجه من طريق إسماعيل بن عياش عن سعيد بن عبد الله الخزاعي عن الهيثم بن مالك الطائي عن عبد الرحمن بن مسعود الخزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس عليكم بالسمع والطاعة فيما أحببتم وكرهتم إلا إن السامع العاصي لا حجة له والسامع المطيع لا حجة عليه وفي سنده ضعف وقال بن السكن في إسناده نظر ولم يذكر في حديثه سماعا عبد الرحمن بن مشنوء بن عبد بن وقدان العامري ذكره بن سعد والطبري وابن شاهين في الصحابة وكان من الطلقاء وذكر عمر بن شبة في أخبار المدينة أنه اتخذ بالمدينة دارا بين دار عمار بن ياسر ودار عبد بن ربيعة عبد الرحمن بن المطاع بن عبد الله بن الغطريف أخو شرحبيل بن حسنة وحسنة أمهما وقال الترمذي يقال إنهما أخوان وأنكر العسكري تبعا لابن أبي خيثمة أن يكون عبد الرحمن أخا شرحبيل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج عليهم ومعه كهيئة الدرقة فمال إليها الحديث روى عنه زيد بن وهب أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وذكر مسلم والأزدي والحاكم انه تفرد بالرواية عنه وقد وقع في الطبراني الكبير حديث من طريق أبي قارظ عنه وهو وارد على الإطلاق المذكور عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي بن قصي القرشي الأسدي ذكره بن حبان في الصحابة وقال له صحبة وكنيته أبو عبد الله وأمه أم كلثوم بنت معاوية وهو أخو عبد الله بن مطيع كذا قال فإن كان محفوظا فقد وافق اسمه واسم أخيه اسم العدوي الآتي ذكره في العبادلة في القسم الثاني عبد الرحمن بن معاذ رجل يأتي في القسم الثاني عبد الرحمن بن معاذ بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب (4/182)
<183> القرشي التيمي بن عم طلحة بن عبد الله قال البخاري وغيره له صحبة وعده بن سعد مع مسلمة الفتح روى حديثه حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم التيمي عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا الحديث أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وأخرج البخاري قال لي مسدد عن خالد بن عبد الله حدثنا حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن معاذ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حصى الخذف فأرموا اختلف فيه على حميد فقيل عنه عن محمد بن إبراهيم عن عبد الرحمن عن رجل من الصحابة أخرجه أبو داود أيضا وذكره في الصحابة الترمذي وابن حبان وابن زبر والباوردي وابن منده وابن عبد البر وآخرون ولما أخرج الدارمي حديثه قال بعده قيل له أله صحبة يعني قيل للدارمي فقال نعم عبد الرحمن بن معاوية غير منسوب ذكره الإسماعيلي وغيره في الصحابة وتبعهم الخطيب في المتفق وهو تابعي كما سأبينه في القسم الرابع وهو مصري ووالده مختلف في صحبته وهو معاوية بن حديج الذي كان من شيعة معاوية بن أبي سفيان عبد الرحمن بن معقل السلمي صاحب الدثينة قال بن حبان له صحبة وأخرج حديثه الطبراني من طريق الحسن بن أبي جعفر قال حدثنا أبو محمد عن عبد الرحمن بن معقل صاحب الدثينة قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم ما تقول في الضب قال لا آكله ولا أنهى عنه قلت فما لم تنه عنه فإني آكله وذكر الحديث قال بن عبد البر ليس بالقوي عبد الرحمن بن معمر الأنصاري قال بن منده ذكره البخاري في الوحدان ثم أخرج بن منده من طريق أسامة بن زيد حدثنا محمد بن إبراهيم حدثني عبد الرحمن بن معمر الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسحروا فنعم غذاء المسلم تسحروا فإن الله يصلي على المتسحرين تسحروا ولو بشق تمرة ولو بكسرة قال بن منده لا يصح قلت وقد تقدم نحو هذا المتن في ترجمة عبد الرحمن بن الأرقم ويحتمل أن يكون هذا عبد الرحمن بن معمر بن حزم والد أبي طوالة الأنصاري الراوي عن أنس فيكون الحديث مرسلا عبد الرحمن بن مقرن بن عائذ المزني قال بن سعد له صحبة ويقال كان اسمه عبد عمرو بن مقرن فغيره النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن النحام وقيل بن أبي النحام جاء ذكره في حديث صحيح قال أحمد وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط أنه قال لكعب بن مرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغ العدو بسهم رفعه الله به درجة فقال عبد الرحمن بن أم النحام وما الدرجة يا رسول الله قال أما إنها ليست بعتبة أمك ولكن ما بين الدرجتين مائة عام لفظ أحمد وفي رواية أبي بكر فقال عبد الرحمن بن النحام وكذا أخرجه بن حبان في صحيحه عن الحسن بن سفيان وهو في مسنده عن أبي بكر وكذا أخرجه بن منده نقله من طريق العطاردي (4/183)
<184> عن أبي معاوية وقال رواه أسباط عن الأعمش عن عمرو بن مرة فقال عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه فذكر الحديث وأبو معاوية أحفظ لحديث الأعمش من غيره عبد الرحمن بن نيار بكسر النون وتخفيف الياء المثناة من تحت هو أبو بردة الأسلمي خال البراء نقل بن منده عن يحيى بن خذام أنه سماه عبد الرحمن وأخرج حديثه عن عبد الله بن يزيد المقبري بسنده والمعروف أن اسمه هانئ كما سيأتي وأورد بن منده وأبو نعيم حديثه من طريق المقبري عن سعيد بن أبي أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار عن بن نيار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يضرب أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله كذا أورده بغير تسمية وقال أبو نعيم من قال عبد الرحمن فقد وهم ثم أشار إلى وهم من نسبه أسلميا فقال الأسلمي هو أبو برزة بالزاي اسمه نضلة وإن كان بالدال فاسمه هانئ ونقب بن الأثير كلام أبي نعيم في رده بما هذا تصحيحه عبد الرحمن بن الهبيب بموحدتين مصغرا الكناني ثم الليثي من بني سعد بن الليث استشهد هو وأخوه عبد الله يوم أحد قاله الواقدي واستدركه بن فتحون عبد الرحمن بن واثلة الأنصاري ذكره أبو موسى عن كتاب الطوالات لأبي علي أحمد بن عثمان الأبهري بسند له إلى أبي البختري وهب بن وهب القاضي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فذكر قصة طويلة قال فرحل معاذ من اليمن فلما كان على مرحلتين لقي رجلا وهو يقول يا إله السماء بلغ معاذا أن محمدا فارق الدنيا فقال له من أنت قال عبد الرحمن بن واثلة أرسلني إليك أبو بكر الصديق وهذا كتابه قلت وأبو البختري نسب إلى الكذب ووضع الحديث عبد الرحمن بن وائل بن عامر بن مالك بن لوذان قال بن القداح والعدوي في الأنساب شهد أحدا وما بعدها واستشهد بالقادسية عبد الرحمن بن يربوع المالكي كان من ثقيف ذكره البغوي في الصحابة لكن لم ينسبه وأخرج أبو نعيم من طريق محمد بن مروان السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال كانت المؤلفة خمسة عشر رجلا أبو سفيان بن حرب والأقرع وعيينة وحويطب وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام وأبو السنابل وحكيم بن حزام ومالك بن عوف وصفوان بن أمية والعباس بن مرداس والعلاء بن الحارث الثقفي وعبد الرحمن بن يربوع من بني مالك وسهيل الجمحي وخالد بن قيس السلمي وأخرج بن مردويه في التفسير من طريق يحيى بن أبي كثير قال المؤلفة قلوبهم فذكرهم وذكر فيهم الحارث بن هشام وعبد الرحمن بن يربوع وكذا أورده عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن يحيى وذكره أيضا في الذين أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين خمسين من الإبل ولم يقع منسوبا إلى بني مالك عندهما وأخرجه أبو موسى من طريق علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير فقال في روايته وعبد الرحمن بن يربوع من بني مخزوم وأخرج البغوي والباوردي في ترجمة هذا من طريق (4/184)
<185> محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن أبيه عن أبي بكر الصديق رفعه أفضل الحج العج والثج وهكذا أخرجه البزار في مسند أبي بكر وقال عبد الرحمن بن يربوع هذا أدرك الجاهلية قلت ولا دخول لعبد الرحمن بن يربوع هذا في هذه الترجمة فقد ذكر الدارقطني أن الصواب عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن أبيه عن أبي بكر الصديق وأن من قال سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه فقد قلبه وكذا قال أحمد والبخاري والترمذي في تخطئة من قال سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه قال الترمذي لم يسمع محمد بن المنكدر من عبد الرحمن ولم يذكر المزي عنه راويا إلا بن المنكدر وقال أخرج له الترمذي وابن ماجة حديثا واحدا يعني المذكور عن أبي بكر في الحج واغتر الذهبي بهذا فذكره في الميزان فقال ما روى عنه سوى بن المنكدر وتعقب بأن البزار لما ذكره قال روى عنه عطاء بن السائب وابن المنكدر وساق رواية عطاء عنه وقال إنه معروف قلت وعلى تقدير أن يكون محفوظا فهذا الراوي عن أبي بكر الصديق غير المذكور في المؤلفة والله أعلم عبد الرحمن بن يربوع المخزومي ذكر في الذي قبله إن وضح أنه غير المذكور في المؤلفة فقد صرح البزار بأنه أدرك الجاهلية ومن كان كذلك وروى عن أبي بكر الصديق وهو من قريش فهو على شرطنا في الصحابة كما تقرر غير مرة عبد الرحمن بن يزيد بن عامر بن حامدة الأنصاري أخو منذر بن يزيد قال العدوي له صحبة واستدركه بن فتحون وابن الأثير عن أبي علي الجياني عبد الرحمن بن يزيد بن رافع أو راشد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم إياكم والحمرة فإنها من أحب زينة الشيطان أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده من طريق يحيى بن صالح الوحاظي ومحمد بن عثمان كلاهما عن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن البصري فسمى جده رافعا وسعيد بن بشير ضعيف وأخرجه بن أبي عاصم من طريق محمد بلال عن سعيد بهذا الإسناد فسمى جده راشدا وكذا أخرجه بن منده من طريق الوحاظي وقال مختلف في صحبته ولم يتردد في اسم جده وكذا قال أبو نعيم وتردد في اسم جده في اختلاف الروايتين المذكورتين وذكره أبو محيصة مختصرا وحكى التردد واختلف فيه على سعيد بن بشير اختلافا ثانيا أخرجه الطبراني في المعجم الكبير من طريق بكر بن محمد عنه فقال عن عمران بن حصين بدل عبد الرحمن وأخرجه من وجه آخر عن عمران عبد الرحمن بن يعمر الدئلي قال بن حبان في الصحابة مكي سكن الكوفة يكنى أبا الأسود روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الحج عرفة وفيه قصة وحديث النهي عن الدباء والمزفت وهما في السنن الأربعة إلا النسائي فليس هو عند أبي داود وصحح حديثه بن خزيمة وابن حبان والحاكم والدارقطني وصرح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الطرق إليه وقال مسلم والأزدي ما روى عنه غير بكير بن عطاء الليثي وقال بن حبان مات بخراسان عبد الرحمن الأشجعي قال بن منده ذكره يحيى بن يونس الشيرازي في الصحابة ولا يصح وأخرج من طريق الواقدي عن أبي بكر بن أبي سبرة عن عباس بن عبد الرحمن الأشجعي (4/185)
<186> عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمرهم أن يسنوا من آثارهم يومئذ عبد الرحمن الأزرقي الفارسي ذكره بن قانع وهو والد عقبة الآتي عبد الرحمن الأنصاري هو بن أبي لبيبة تقدم عبد الرحمن الحميري والد حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري الفقيه المشهور ذكره بن منده في الصحابة وقال لا يصح ثم أخرج من طريق أبي العلاء الأودي عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعاك داعيان فأجب أقربهما منك جوارا ويحتمل أن يكون في قوله عن أبيه تصحيف وأن الصواب عن أسير وقد تقدم أسير في حرف الألف وأن حميد بن عبد الرحمن روى عنه حديثا غير هذا عبد الرحمن الحنفي أو الخشني أخو أبي ثعلبة يأتي في بن ثعلبة في الكنى عبد الرحمن والد خلاد قال بن منده ذكره البخاري وأخرج بن منده وأبو نعيم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن خلاد بن عبد الرحمن عن أبيه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقال ألا أخبركم بأحبكم إلى الله قال فظننا أنه سيسمي رجلا فقلنا بلى يا رسول الله قال أحبكم إلى الله أحبكم إلى الناس وأبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس قال أبو نعيم هذا وهم والصواب ما رواه عثمان بن مطر عن معمر عن عبد الرحمن بن خلاد عن أبيه عن أنس كذا قال وعثمان بن مطر ضعيف جدا فلو كان ضابطا لقبلت زيادته وكان قد سقط اسم الصحابي من رواية عبد الرزاق وقد ذكر البخاري وابن أبي حاتم خلاد بن عبد الرحمن بن حميد روى عن سعيد بن المسيب وعن شقيق بن ثور روى عنه معتمر وغيره وقال البخاري في ترجمة شقيق روى خلاد عن شقيق بن ثور عن أبيه عن أبي هريرة عبد الرحمن أبو راشد تقدم في عبد الرحمن بن عبد عبد الرحمن والد عبد الله ذكره بن قانع في الصحابة وأورده أبو نعيم وأبو موسى في الذيل فأخرج بن قانع والطبراني في الأوسط من طريق سليمان بن داود الشاذكوني قال حدثنا محمد بن حمران حدثنا أبو عمران محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده وكانت له صحبة قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عصابة قد أقبلت فقال أتتكم الأزد أحسن الناس وجوها وأعذبها أفواها الحديث قال الطبراني تفرد به الشاذكوني بهذا الإسناد قلت أبو عمران وأبوه لا يعرفان عبد الرحمن والد عقبة الفارسي يأتي في عقبة والد عبد الرحمن عبد الرحمن بن فلان ذكره بن منده في الصحابة وأورد من طريق عصمة بن سليمان عن حازم بن مروان عن عبد الرحمن بن مروان أو فلان بن عبد الرحمن قال شهد النبي صلى الله عليه وسلم إملاك رجل من الأنصار فزوجه وقال على الخير والإلف والطائر الميمون والسعة في الرزق دففوا على رأسه فجاءوا بالدف فضرب به وأقبلت الأطباق عليها فاكهة وسكر فنثر عليه فكف (4/186)
<187> الناس أيديهم فقال ما لكم لا تنتهبون قالوا يا رسول الله نهيتنا عن النهب فقال إنما نهيتكم عن نهبة العسكر فأما العرسان فلا فجاذبهم وجاذبوه أخرجه عن الأصم عن الصغاني عن عصمة وعصمة وشيخه لا يعرفان وقد أخرجه الطبراني عن أبي مسلم عن عصمة عن حازم لكن خالف في إسناده قال عن حازم مولى بني هاشم عن عمارة عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل وذكره بن الجوزي في الموضوعات وقال عبد الرحمن والد محمد في بن أبي لبينة عبد الرحمن المزني والد عمر ويقال والد محمد ذكره البغوي وغيره في الصحابة وأخرجوا من طريق أبي معشر عن يحيى بن شبل عن عمرو بن عبد الرزاق المزني عن أبيه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال قوم قتلوا في سبيل الله وهم عاصون لآبائهم فمنعهم من الجنة عصيانهم لآبائهم ومن النار قتلهم في سبيل الله وهكذا أخرجه بن مردويه في التفسير وأخرجه عبد بن حميد وابن جرير كلاهما من وجه آخر عن أبي معشر فقالا عن محمد بن عبد الرحمن قال أبو عمر هذا هو الصواب في تسمية ولده قلت وأخرجه بن شاهين وابن مردويه أيضا من وجه آخر عن أبي معشر فقالا يحيى بن عبد الرحمن والاضطراب فيه عن أبي معشر وهو نجيح بن عبد الرحمن فإنه ضعيف وقد رواه سعيد بن أبي هلال عن يحيى بن شبل فخالف أبا معشر في سنده وأخرجه بن جرير وابن شاهين من طريق الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد عن يحيى بن شبل أن رجلا من بني نصر أخبره عن رجل من بني هلال عن أبيه أنه أخبره أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه وأخرجه بن مردويه من طريق بن لهيعة عن خالد بن يزيد لكن لم يقل عن أبيه ورواية الليث أوصل عبد الرحمن المزني آخر ذكره أبو موسى وأورد من طريق جعفر بن سليمان عن يعقوب بن الفضل عن شريك بن عبد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن المزني عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت في علي تسع خلال ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة وثلاثا أرجوها له وواحدة أخافها عليه فذكر الحديث قال أبو موسى يجوز أن يكون واحدا مما تقدم عبد الرحمن المكفوف ذكره أبو موسى في الذيل وقال له حديث في وظائف الأعمال في ذكر صلاة الأعمى آخر من اسمه عبد الرحمن ذكر أسماء بقية المعبدين عبد رضا بضم الراء وفتح الضاد المعجمة ضبطه بن ماكولا مقصورا الخولاني يكنى أبا مكنف بكسر الميم وسكون الكاف وفتح النون بعدها فاء قال بن منده وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا إلى معاذ وكان ينزل بناحية الإسكندرية ولا يعرف له رواية قاله لي أبو سعيد (4/187)
<188> يونس وقال بن ماكولا عن بن يونس وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني خولان وذكر له خبرا قلت أنا فأستبعد أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يغير اسمه المذكور عبد شمس بن الحارث بن عبد المطلب سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله تقدم عبد شمس بن الحارث بن كثير بن جشم بن سبع بن مالك بن ذيبان بن ثعلبة بن البطين الأعرج الغامدي أبو ظبيان بالمعجمة معروف بكنيته قال بن الكلبي والطبري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا وهو صاحب راية غامد يوم القادسية وهو القائل أنا أبو ظبيان غير المكذبه أبي أبو العنقا وخالي المهلبة أكرم من يعلم بين ثعلبة قلت وأنا أستبعد أيضا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يغير اسمه وقد أشرت إلى ذلك في العبادلة عبد شمس بن عفيف بن زهير بن مالك بن عوف بن ثعلبة الأزدي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن الكلبي واستدركه بن فتحون وتقدم في جندب بن كعب وأنا أستبعد أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يغير اسمه كما غير اسم سميه وهو أبو ظبيان الأعرج وهو عبد الله بن الحارث بن كثير فأظن أن بعضهم ذكره في عبد الرحمن وقد أشرت إلى ذلك قبل عبد شمس بن أبي عوف تقدم في عبد الله بن أبي عوف عبد العزيز بن الأصم ذكره أبو نعيم في الصحابة في بعض النسخ وقال الحارث بن أبي أسامة في مسنده حدثنا روح بن عبادة حدثنا موسى بن عبيدة عن نافع عن بن عمر قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذنان أحدهما بلال والآخر عبد العزيز بن الأصم وهذا غريب جدا وموسى ضعيف ثم ظهرت لي علته وهو أن أبا قرة موسى بن طارق الزبيدي أخرجه في كتاب السنن من رواية موسى بن عبيدة فذكر مثله وزاد وكان بلال يؤذن يوقظ النائم وكان بن أم مكتوم يتوخى الفجر فلا يخطئه وعلى هذا فيظهر من هذه الزيادات أن عبد العزيز اسم بن أم مكتوم والمشهور في اسمه عمرو وقيل عبد الله بن قيس بن زائدة بن الأصم بن هرم فالأصم اسم جد أبيه نسب إليه في هذه الرواية والله أعلم عبد العزيز بن بدر بن زيد بن معاوية بن خشان الجهني ذكر بن الكلبي في نسب جهينة أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عبد العزي فسماه عبد العزيز وذكره الرشاطي في الأنساب وسيأتي سياق نسبه في ترجمة عثم بن الربعة في القسم الرابع عبد العزيز بن سخبرة بن جبير بن منبه بن منقذ بن عبد الله الغافقي ذكره محمد بن الربيع الجيزي في كتاب الصحابة الذين نزلوا مصر حاكيا عن يحيى بن عثمان بن صالح وقال إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عبد العزي فسماه عبد العزيز واستدركه بن الأثير (4/188)
<189> عبد العزيز بن سيف بن ذي يزن الحميري ذكره بن منده فقال كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد على ذلك وقال أبو موسى في الذيل أنكر عليه أبو نعيم وقال إن الذي كتب إليه إنما هو أخوه زرعة يعني كما مضى في ترجمته قال ولا أعلم أحدا سماه عبد العزيز قال أبو موسى وقد حدث بن منده بحديث مسند لعبد العزيز أخرجه المستغفري عنه عن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن السفر بن عفير بن زرعة بن سيف بن ذي يزن قال حدثنا عمي أبو رجاء أحمد بن حسين حدثني عمي محمد بن عبد العزيز سمعت أبي وعمي يحدثان عن أبيهما عن جدهما أن عبد العزيز قدم على النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عزيز بهدية فقال ما اسمك قال عزيز قال بل أنت عبد العزيز وهو أخو ذي يزن فدفع إليه حللا فدفع النبي صلى الله عليه وسلم منها حلة إلى عمر فقومت عشرين بعيرا قلت ورجال هذا الإسناد مجاهيل وقد تقدم في ترجمة زرعة وليس فيه مع ذلك دلالة على أن عبد العزيز هو بن سيف ذي يزن إلا إن كان لسيف ولد يقال له ذو يزن فأشير إليه بقوله في الحديث وهو أخو ذي يزن ولو كان قال وهو أخو زرعة لكان أبين والله أعلم عبد العزيز السلمي يقال هو اسم أبي سخبرة الآتي في الكنى عبد عمرو بن عبد جبل الكلبي قال بن ماكولا يقال له صحبة وضبطه بفتح الجيم والموحدة بعدها لام وذكره غيره فسماه جبلة بزيادة هاء وحذف عبد كذا ذكره بن سعد فقال في وفد بني كلب أخبرنا هشام بن الكلبي حدثني الحارث بن عمرو اللهبي عن عمه عمارة بن جزء عن رجل من بني ماوية بن كلب قال وأخبرني أبو ليلى بن عطية الكلبي عن عمه قاله عبد عمرو بن جبلة بن وائل بن اللجلاج الكلبي شخصت أنا وعصام رجل من بني رواس من بني عامر حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فعرض علينا الإسلام فأسلمنا فقال أنا النبي الأمي الصادق الزكي الويل كل الويل لمن كذبني وتولى عني وقاتلني والخير كل الخير لمن آواني ونصرني وآمن بي وصدق قولي وجاهد معي قالا فنحن نؤمن بك ونصدق قولك وأسلما وأنشأ عبد عمرو يقول اجبت رسول الله إذ جاء بالهدى فأصبحت بعد الجحد لله أوجرا وودعت لذات القداح وقد أرى بها سدكا عمري وللهو أصورا قوله سدكا أي مولعا وأصور أي مائل وآمنت بالله العلي مكانه واصبحت للأديان ما عشت منكرا وأخرجه بطوله أبو بكر بن الأنباري في أماليه من وجه آخر عن بن الكلبي وأورد الخطيب قصته في المؤتلف من طريق أبي بكر بن الأنباري في أماليه عن هارون بن مسلم بن سعد عن هشام وكان اسم أبيه في الأصل جبلة فرخم في غير النداء وسماه بعضهم عمرو بن جبلة وسيأتي فيمن اسمه عمرو ولعل النبي صلى الله عليه وسلم سماه عمرا لأنه لا يقر على تسميته عبد عمرو عبد عمرو بن كعب الأصم الغامدي ثم البكائي ذكره ثابت بن قاسم في الدلائل وساق من طريق هشام بن الكلبي عن أبي مسكين مولى أبي هريرة حدثنا الجعيد بن عبد الله بن (4/189)
<190> ماعز عن مجالد عن ثور بن عبادة البكائي قال وفد معاوية بن ثور بن عبادة وهو شيخ كبير على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه بن له يقال له بشر الأصم وهو عبد عمرو بن كعب بن عبادة البكائي قلت وقد تقدم ذكره من وجه آخر في الأصم في حرف الهمزة وسبق ذكره في عبد الله بن كعب عبد عمرو بن مقرن تقدم في عبد الرحمن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي قيل هو اسم ذي اليدين وقع ذلك في رواية محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة وعبيد الله بن عبد الله ثلاثتهم عن أبي هريرة قال سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعتين فقام عبد عمرو بن نضلة رجل من خزاعة حليف لبني زهرة قال أقصرت الصلاة أم نسيت وفيه أصدق ذو الشمالين أخرجه أبو موسى من طريق جعفر المستغفري بسنده إلى محمد بن كثير وقال جمع من الأئمة إن تسميته من إدراج الزهري فإنه وهم في ذلك فإن ذا الشمالين استشهد ببدر كما تقدم بيان ذلك في ترجمته وأبو هريرة إنما صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أسلم عام خيبر وهي بعد بدر بخمس سنين وقد ثبت ذلك في رواية بن سيرين عن أبي هريرة أنه حضر تلك الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم في ترجمة ذي اليدين أن اسمه الخرباق والله أعلم عبد عمرو بن يزيد بن عامر الجرشي ذكر سيف بن عمر عن أبي عثمان عن خالد وقتادة أن أبا عبيدة قدمه بين يديه لما كان بمرج الصفر إلى فحل من أرض الأردن على عشرة فوارس وكذا ذكر الطبري وأنه شهد اليرموك وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون في تلك الحروب إلا الصحابة عبد عوف بن عبد الحارث بن عوف الأحمسي أبو حازم مشهور بكنيته سماه بن حبان وسيأتي في الكنى وهو والد قيس بن أبي حازم أحد كبار التابعين عبد القدوس الإسرائيلي روى البخاري من طريق ثابت عن أنس أن غلاما يهوديا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فقال له أبوه أطع أبا القاسم فأسلم فمات ذكر العتبي المالكي في العتبية عن زياد سبطون صاحب مالك أن اسم هذا الغلام عبد القدوس عبد قيس بن لأي بن عصيم الأنصاري حليف بني ظفر من الأنصار ذكره بن عبد البر وقال شهد أحدا ولا أعرف نسبه قلت وأستبعد ألا يكون غير اسمه عبد القيوم مولى أبي راشد بن عبد الرحمن تقدم ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن عبد مولاه وأنه أعتقه لما أسلم وعبد القيوم يكنى أبا عبيدة استدركه بن الأثير عبد المسيح النجراني هو العاقب تقدم عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أمه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب تقدم ذكره في ترجمة أبيه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي وروى عنه ابنه عبد الله وعبد الله بن الحارث بن نوفل قال بن عبد البر كان على عهد رسول (4/190)
<191> الله صلى الله عليه وسلم ولم يغير اسمه فيما علمت قلت وفيما قاله نظر فإن الزبير بن بكار أعلم من غيره بنسب قريش وأحوالهم ولم يذكر أن اسمه إلا المطلب وقد ذكر العسكري أن أهل النسب إنما يسمونه المطلب وأما أهل الحديث فمنهم من يقول المطلب ومنهم من يقول عبد المطلب وثبت في صحيح مسلم من حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتزويجه لما سأله هو والفضل بن العباس ذلك وقال مصعب الزبيري زوجه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابنته وفي الترمذي من حديثه قال دخل العباس على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عنده فذكر القصة وفيها من آذى عمي فقد آذاني وقد أخرجه البغوي وفي آخره لا يدخل قلب أحد الإيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي وحكى البغوي والطبراني الوجهين وصوب الطبراني المطلب وعليه اقتصر بن عساكر في التاريخ قال الزبير أمه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب وكان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ولم يزل بالمدينة إلى عهد عمر ثم تحول إلى دمشق فنزلها وهلك بها وأوصى إلى يزيد بن معاوية فقبل وصيته وكان لولده محمد بها قدر وشرف وقال بن عبد البر سكن المدينة ثم الشام في خلافة عمر ومات في إمرة يزيد سنة اثنتين وستين وأخرجه بن أبي عاصم والطبراني سنة إحدى والله أعلم عبد الملك بن جحش الأسدي مضى نسبه في عبد الله بن جحش ذكره المرزباني في معجم الشعراء في ترجمة عبد بن جحش بغير إضافة وقال هاجر هو وأخواه عبد الله وعبد الملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم أره لغيره عبد الملك بن أكيدر صاحب دومة الجندل ذكره العثماني وابن منده في الصحابة وأخرج من طريق موسى بن نصر بن سلام عن عمرو بن محمد بن محمد بن الحسين عن يحيى بن وهب بن عبد الملك بن أكيدر عن أبيه عن جده قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا ولم يكن معه خاتم فختمه بظفره واستدركه بن الأثير وقد تقدم ذكر أبيه في حرف الألف عبد الملك بن سنان قيل هو اسم صهيب تقدم في ترجمته عبد الملك بن عباد بن جعفر المخزومي ذكره بن شاهين وغيره في الصحابة وقال البخاري في ترجمة القاسم بن حبيب من تاريخه سمع عبد الملك بن عباد بن جعفر من النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج البزار في مسنده وابن شاهين من طريق سعيد بن المسيب عن عبد الملك بن أبي زهير عن حمزة بن عبد الله بن أبي سمي الثقفي عن القاسم بن حبيب بن جبير المكي عن عبد الملك بن عباد المخزومي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة ثم أهل مكة ثم أهل الطائف وأخرجه الزبير بن بكار من طريق أخرى عن عبد الملك بن زهير عن حمزة بن أبي شمر عن محمد بن عباد بن جعفر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وأما بن حبان فذكره عبد الملك بن عباد في التابعين وقال من زعم أن له صحبة فقد وهم قلت فماذا يصنع في قوله إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن إن كان هو أخا محمد بن عباد حكمنا على أن قوله سمع وهم من بعض رواته لأن والدهما عبادا لا صحبة له (4/191)
<192> عبد الملك بن هبار يأتي في هبار بن الأسود عبد الملك الحجبي ذكره أبو بكر بن علي في الصحابة وأخرج من طريق يعلى بن الأشدق عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأهل مكة فقالوا يا رسول الله نسقيك نبيذا فقال نعم الحديث وفيه فانتبذوا في القرب وغيروا طعم الماء واشربوا فعلى ساقط عبد الملك بن علقمة الثقفي تقدم في عبد الرحمن عبد الملك بن أبي بكر قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع تميم الداري وكنت جماله استدركه بن الأمين عبد مناف بن عبد الأسد المخزومي أبو سلمة مشهور بكنيته غيره النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الله وقد تقدم في العبادلة عبد النور الجني اختلقه بعض الكذابين يأتي في القسم الأخير عبد هلال في عبد الله بن هلال عبد الواحد غير منسوب ذكره أبو بكر الباطرقاني في طبقات القراء وأخرج من طريق بن وهب عن خلاد بن سليمان قال اختصم عبد الواحد وكان ممن جمع القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وعبد الله بن مسعود فذكر قصة واستدركه أبو موسى ونقل عن أبي زرعة قال عبد الواحد لم يثبت عبد الوارث تقدم في عبد الحارث عبد ياليل بن عمرو بن عمير الثقفي تقدم ذكره في ترجمة أخيه حبيب وذكر بن إسحاق أنه كان ممن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف والذي قال غيره إن الوافد فيهم مسعود بن عبد ياليل عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف والد ركانة ذكره الذهبي في التجريد وعلم له علامة أبي داود وقال أبو ركانة طلق امرأته وهذا لا يصح والمعروف أن صاحب القصة ركانة قلت وقع ذكره في الحديث الذي أخرجه عبد الرزاق وأبو داود من طريقه عن بن جريج أخبرني بعض بني أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم عن عكرمة عن بن عباس قال طلق عبد يزيد أبو ركانة أم ركانة وإخوته ونكح امرأة من مزينة فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ما يغني عني إلا كما تغني هذه الشعرة لشعرة أخذتها من رأسها ففرق بيني وبينه فدعا بركانة وإخوته فذكر القصة وفيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد يزيد طلقها أي المزنية ففعل قال راجع امرأتك أم ركانة قال إني طلقتها ثلاثا يا رسول الله قال قد علمت راجعها قال أبو داود وحديث نافع بن عجير وعبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده أن ركانة طلق امرأته البتة فجعلها النبي صلى الله عليه وسلم واحدة أصح لأنهم ولد الرجل وأهله أعلم به وكان أسند قبل ذلك حديث ركانة كما تقدمت الإشارة إليه في ترجمته لكن إن كان خبر بن جريج محفوظا فلا مانع أن تتعدد القصة ولا سيما مع اختلاف (4/192)
<193> السياقين وشيخ بن جريج الذي وصفه بأنه بعض بني رافع لا أعرف من هو وقد تقدمت ترجمة السائب بن عبيد بن عبد يزيد وأنه أسر يوم بدر وأسلم ولم أر لأبيه ذكرا في هذه الرواية فدعا بركانة وإخوته وذكر الزبير في كتاب النسب فولد عبد يزيد بن هشام ركانة وعجيرا وعميرا وعبيدا بني عبد يزيد وأمهم العجلة بنت عجلان من بني سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وعلى هذا فيكون في النسب أربعة أنفس في نسق من الصحابة عبد يزيد وولده عبيد وولده السائب بن عبيد وولده شافع بن السائب وقد ذكرت في ترجمة كل منهم ما ورد فيه ذكر من اسمه عبد بلا إضافة وعبدة بزيادة هاء عبد بن الأزور بن مرداس الأسدي أخو ضرار بن الأزور الذي تقدم ذكره أبو موسى وأخرج له من طريق المستغفري من رواية ماجد بن مروان حدثني أبي عن أبيه عن عبد بن الأزور قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما وقفت بين يديه قلت فذكر شعرا تقدم في ترجمة ضرار وقد قيل إنه ضرار وإن اسمه عبد وضرار لقب ثم قال أبو موسى وعبد بن الأزور هو الذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد بن الوليد قلت وذكره الطبري وقال كان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردة وقتل في زمن عمر بن الخطاب عبد ويقال عبيد بالتصغير بن أرقم أبو زمعة البلوي مشهور بكنيته يأتي عبد بن جحش بن رئاب بكسر الراء بعدها مثناة تحتية مهموزة وآخره باء موحدة الأسدي وقيل هو اسم أبي أحمد ويأتي في الكنى وهو بها أشهر عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري أخو سودة أم المؤمنين وذكره أبو نعيم فقال عبد بن زمعة بن الأسود أخو سودة وقوله بن الأسود وهم فإن زمعة بن الأسود آخر غير هذا مات كافرا ويكفي في الرد عليه أخو سودة فإن سودة هي بنت زمعة بن قيس بلا خلاف ثبت خبره في الصحيحين في مخاصمة سعد بن أبي وقاص في بن وليدة زمعة وكان زمعة مات قبل فتح مكة وأسلم ابنه عبد هذا يوم الفتح ونازعه سعد بن أبي وقاص في بن وليدة زمعة فقضى به النبي صلى الله عليه وسلم لعبد بن زمعة وقال احتجبي منه يا سودة واسم أخيه عبد الرحمن كما سيأتي في القسم الثاني وأخرج بن أبي عاصم بسند حسن إلى يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة قالت تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثو من التراب على رأسه فقال بعد أن أسلم إني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة حتى قال بن عبد البر كان من سادات الصحابة وأخوه لأمه قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف أمهما عاتكة بنت الأخيف بخاء معجمة بعدها مثناة تحتانية من بني بغيض بن عامر بن لؤي (4/193)
<194> عبد بن عبد الثمالي أبو الحجاج هو بكنيته أشهر وسيأتي في الكنى عبد بن عبد غنم أحد ما قيل في اسم أبي هريرة حكاه بن منده هنا عبد بن عمرو بن جبلة بن وائل بن الجلاح الكلبي يأتي ذكره في عصام عبد بن عمرو بن رفيع تقدم في عبد الله بن رفيع عبد بن قوال بن قيس الأنصاري قال العدوي في نسب الأنصار شهد أحدا وقتل يوم الطائف عبد بن قيس بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق الأنصاري الخزرجي شهد العقبة وبدرا ذكره أبو عمر بن عبد البر وقيل إنه وهم فيه وإنما هو عبادة عبد الأسلمي قيل هو اسم أبي حدرد الأنصاري حكى ذلك عن أحمد بن معين وسيأتي في الكنى عبد العركي قيل هو اسم الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر في الحديث الذي أخرجه مالك في الموطأ من طريق أبي هريرة وحكى بن بشكوال عن بن رشدين أن اسمه عبد الله المدلجي قال الطبراني اسمه عبيد بالتصغير ثم ساق هو والبغوي من طريق حميد بن صخر عن عياش بن عباس القتباني عن عبد الله بن جرير عن العركي أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته قال البغوي صوابه حميد أبو صخر وقال بلغني أن اسمه عبد ود وكذا حكاه بن بشكوال عن بن الفرضي قال اسم العركي عبد والعركي بفتح المهملة والراء بعدها كاف هو الملاح ووهم من قال إنه اسم بلفظ النسب كما سيأتي عبدة بن حزن بفتح المهملة وسكون الزاي النصري بالنون والمهملة نزل الكوفة ويقال اسمه نصر اختلف فيه قول شعبة وفي روايته لحديثه عن أبي إسحاق السبيعي عنه وقال الأكثر عبدة أصح وكذا قال شريك عن أبي إسحاق أخرجه البخاري في التاريخ وقال في روايته عن عبدة بن حزن وكانت له صحبة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في الآية الأولى من صورة حم وقال أبو داود الطيالسي عن شعبة بشير بن حزن وفي رواية الثوري اسمه عبيدة بكسر الموحدة وزيادة تحتانية مثناة أخرجه مسدد عن يحيى القطان عنه قال البخاري ومسلم قال شعبة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذكره أبو نعيم فيمن نزل الكوفة من الصحابة وذكره البلاذري وابن زبر وغيرهما في الصحابة وقال بن السكن يقال إنه له صحبة وكذا ذكره بن حبان لكن زاد ولم يصح ذلك عندي وقال أبو حاتم الرازي في المراسيل ما أرى له صحبة وقال بن أبي حاتم في الجرح والتعديل عن أبيه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو تابعي وتبعه العسكري وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من التابعين وقال بن البرقي لا تصح له صحبة وله في المسند حديثان وقال أبو عمر اختلف في حديثه ومنهم من يجعله مرسلا وقال مسلم وأبو الفتح الأزدي تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن السكن وغيرهما من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن نصر بن حزن قال افتخر أهل الغنم والإبل فقال النبي صلى الله (4/194)
<195> عليه وسلم بعثت وأنا أرعى الغنم قال شعبة قلت لأبي إسحاق أدرك نصر بن حزن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده من طريق الثوري عن أبي إسحاق أنه سمع عبيدة بن حزن النصري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو نهيت رجالا ألا يأتوا الحجون لأتوها وما لهم بها حاجة رجاله أثبات وأظن قول من قال في اسمه نظر التبس عليه بنسبه فإنه نصري قال البخاري وقال حصين يعني بن عبد الرحمن الواسطي أحد صغار التابعين رأيت أبا الأحوص وعبدة أخا بني نصر بن معاوية وكان أدرك عمر وكان من قرائهم وهذا قد يرد على من قال إن أبا إسحاق تفرد بالرواية عنه ويقال إنه روى عنه أيضا مسلم البطين وله رواية عن بن مسعود عبدة ويقال عبيد ويقال عبادة ويقال عباد بن الحسحاس تقدم في عبادة عبدة بن قرط بن جناب بن الحارث التميمي العنبري روى بن شاهين من طريق سيف بن عمر عن قيس بن سليمان بن عبدة العنبري عن أبيه عن جده عن عبدة بن قرط وكان في وفد بني العنبر قال وفد وردان وحيدة ابنا مخرم بن مخرمة بن قرط على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لهما بخير وقد تقدمت الإشارة إليه في ترجمة عبد عبدة بن مسهر البجلي ذكره بن منده وقال روى إسماعيل بن أبي خالد عن أبي زرعة بن عمرو عن جرير عن عبدة بن مسهر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين منزلك يا بن مسهر قال قلت بكعبة نجران قلت وهذا طرف من حديث طويل أخرجه أبو سعد في شرف المصطفى من طريق الشعبي قال كان جرير مواخيا لعبدة بن مسهر فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم قال جرير لعبدة إني أردت أمرا ولم أكن أمضي عليه حتى أستشيرك إنه ظهر نبي بالحجاز يوحى إليه من السماء ويدعو إلى الله فذكر قصة خروجهما إليه قال فدنا عبدة بن مسهر فقال إن كنت صادقا فأخبرني بما جئت أسألك عنه قال أما ما أخذت فسيفك وابنك وفرسك فأما فرسك فستجده وأما ابنك فاحتسبه فإنه قتله مالك بن نجدة وأما سيفك فهو عند بن مسعدة فاجعل فرسك ربيطة في سبيل الله وإن أدركت الردة فلا تتبعن كندة ولا تنقض الميثاق ثم قال أين منزلك يا عبدة فذكر بقية القصة وأخرج الرامهرمزي في كتاب الأمثال طرفا من هذه القصة عن الشعبي وغيره وفي حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبدة عليك بالخيل اتخذها في بلادك فإنها عدة في الشدائد والخيل في نواصيها الخير عبدة بن معتب بن الجد بن عجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلوي حليف بني ظفر من الأنصار ذكره الخطيب في أواخر كتاب المبهمات وأنه والد شريك بن سحماء حكاه أبو موسى وذكره بن عبد البر في ترجمة شريك بعد أن ساق نسبه شهد أبوه عبدة بدرا قلت وقال بن سعد عن هشام بن الكلبي شهد أحدا وكأن هذا أولي عبدة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره بن شاهين وأخرج من رواية بن المبارك عن سليمان التيمي عن رجل قال قيل لعبدة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصلاة غير المكتوبة قال بين المغرب والعشاء (4/195)
<196> عبس بن عامر بن عدي بن نابي بنون وبعد الألف موحدة مكسورة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق والواقدي وغيرهم فيمن شهد بدرا والعقبة وأحدا إلا أن موسى قال عيسى بن أوبى آخر اسمه بياء النسب عبس الغفاري تقدم في عابس عبسة بن ربيعة الجهني ذكره بن حبان في الصحابة وقال يقال له صحبة ذكر من اسمه عبيد الله بالتصغير عبيد الله بن أسلم الهاشمي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره البغوي وغيره في الصحابة وأخرج أحمد وغيره من طريق بن لهيعة عن بكر بن سوادة عن عبيد الله بن أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجعفر بن أبي طالب أشبهت خلقي وخلقي وأخرج أحمد في الزهد من هذا الوجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يذهب بكتابي الى طاغية الروم فذكر الحديث وسيأتي التنبيه عليه في عبيد الله بن عبد الخالق عبيد الله بن الأسود السدوسي قال خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد سدوس أخرجه أبو عمر مختصرا وقد تقدم ذكره وحديثه فيمن اسمه عبد الله ولم أره في شيء من الوجوه التي ذكرها في التصغير فالله أعلم عبيد الله بن بشر المازني أخو عبد الله ذكره أبو موسى عن أبي الفضل السليماني قلت وقد أخرج البيهقي من طريق بن جابر عن عبد الله بن زياد البكري قال دخلنا على ابني بشر المازنيين صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا الدابة يركبها الرجل فيضربها بالسوط هل سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها شيئا فقالا لا فقالت امرأة من الداخل إن الله يقول وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم فقالا هذه أختنا وهي أكبر منا انتهى فيحتمل أن يكون المراد عبد الله وعبيد الله ويحتمل أن يكون المراد عبد الله وعطية عبيد الله بن التيهان الأنصاري أخو أبي الهيثم يأتي نسبه في ترجمة أبي الهيثم في الكنى ذكره أبو عمر فقال شهد أحدا هو وأخوه عبيد ويقال عتيك عبيد الله بن ثور بن أصغر العرني أخو عكاشة قال سيف بن عمر استعمل النبي صلى الله عليه وسلم عكاشة على السكاسك والسكون واستعمل أبو بكر أخاه عبيد الله على اليمن قلت وتقدم أنهم ما كانوا يؤمرون في تلك الأيام إلا الصحابة عبيد الله بن الحارث بن نوفل ذكره المستغفري في الصحابة وأخرج من طريق يحيى بن يونس الشيرازي حدثنا الحسن أبو علي البصري حدثنا الفضل أبو موسى حدثنا بن أخي سعد بن إبراهيم عن الزهري سمعت الأعرج يقول سمعت عبيد الله بن الحارث بن نوفل يقول آخر صلاة (4/196)
<197> صليتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فقرأ في الأولى بالطور وفي الثانية بقل يأيها الكافرون هذا إسناد غريب فيمن لا يعرف ووقع في التجريد عبيد الله بن الحارث بن نوفل عن ببة وإسناده واه قلت وقوله ببة لا يصح لأن ببة هو عبد الله بن الحارث بن نوفل فيكون هذا أخاه لا عمه ولم يذكر أحد من النسابين في أولاد الحارث بن نوفل أحدا اسمه عبيد الله بالتصغير وإنما ذكروا عبيد الله من طريق الزهري وهذا ليس هو لأنه تابعي وهذا قال إنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلو صح لكان آخر وافق ببة في اسم أبيه وجده عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي ذكره الزبير في كتاب النسب فقال قتل أخوه عبد الله بأحد وبقي هو حتى ولد له ولده الزبير قبل موت أبي بكر الصديق بسبع ليال وذلك في سنة ثلاث عشرة وعاش الزبير أربعا وتسعين سنة قلت فعلى هذا فعبيد الله من شرط هذا القسم لأنه قد تقدم التصريح بأنه لم يبق بمكة في حجة الوداع قرشي إلا شهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم عبيد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري أخو صاحب الأذان ذكره بن شاهين وأورده من طريق عبد السلام بن مطهر حدثنا أبو سلمة الأنصاري عن عبد الله بن محمد بن زيد عن عمه عبيد الله بن زيد قال أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحدث في الأذان قال فجاءه عبيد الله بن زيد فقال إني رأيت الأذان فذكر الحديث واستدركه أبو موسى وأنا أخشى أن يكون قوله محمد بن زيد خطأ فلم يذكر أهل النسب لزيد بن عبد ربه ابنا اسمه محمد معروف فلعل عبد الله سقط بين محمد وزيد وعلى هذا فعمه هو عبد الله بن عبيد الله بن زيد وهو يحتمل أن يكون صحب عبيد الله بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي أخو هبار له صحبة وليست له رواية قال الزبير أمه ريطة بنت عبد بن أبي قيس وذكره موسى بن عقبة فيمن قتل يوم اليرموك بعد أن ذكر أخاه هبارا وقال إنه هاجر إلى الحبشة وقتل يوم أجنادين وقتل أخوه عبد الله باليرموك وكذا ذكره بن إسحاق والزبير وابن سعد وزاد سنة خمس عشرة عبيد الله بن سهيل الأنصاري من بني النبيت ذكره الباوردي بسند إلى عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة عبيد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري أخو أبي جندل ذكره بن حبان في الصحابة وقال كان مع أبيه يوم بدر فانحاز إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم استشهد باليمامة وأمه فاخته بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف وذكره المستغفري في الصحابة مختصرا وقال يقال له صحبة واستدركه أبو موسى عبيد الله بن شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أمه الفارعة بنت حرب بن أمية قال البلاذري في ترجمة شيبة فولد شيبة عبيد الله وزينب فولد عبيد الله عبد الرحمن فولد عبد الرحمن أبان كان يتيما عند عثمان قلت وشيبة قتل يوم بدر فيكون لابنه عند وفاة النبي صلى الله عليه (4/197)
<198> وسلم ثمان سنين وزيادة ولم يبق في حجة الوداع قرشي إلا شهدها كما تقدم غير مرة وكأن ولده عبد الرحمن مات شابا فلذلك كان ابنه يتيما عند عثمان عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم يكنى أبا محمد أحد الإخوة وهو شقيق الفضل وعبد الله وقثم ومعبد أمهم أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية وكان أصغر من عبد الله بسنة قاله مصعب وابن سعد والزبير ويعقوب بن شيبة وقال بن سعد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وقال بن حبان له صحبة وأخرج علي بن عبد العزيز في منتخب المسند من طريق يزيد بن إبراهيم التستري عن محمد بن سيرين عن عبيد الله بن العباس قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم الحديث وأخرجه بن منده من طريقه وابن عساكر من طريق بن منده ورجاله ثقات وهو على شرط الصحيح إن كان بن سيرين سمع منه وعند أحمد من طريق يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن العباس قال جاءت الغميصاء تشكو زوجها وتزعم أنه لا يصل إليها الحديث ورجاله ثقات إلا أنه ليس بصريح فإن عبيد الله شهد القصة والأول يرد على قول أبي حاتم إن حديثه مرسل ولعله أراد حديثا مخصوصا وإلا فسنه تقتضي أن يكون له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من عشر سنين وكذا قول بن سعد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه وذكر بن إسحاق أن العباس لما أسر يوم بدر قال له النبي صلى الله عليه وسلم أفد نفسك فإنك ذو مال فقال لا مال لي قال فأين المال الذي وضعته عند أم الفضل وقلت إن مت في وجهي هذا فللفضل كذا ولعبد الله كذا ولعبيد الله كذا ولقثم كذا الحديث فهذا ظاهر في أنه ولد قبل بدر وقد جزم ابن سعد بمقتضاه فقال مات النبي صلى الله عليه وسلم وله اثنتا عشرة سنة وأخرج البغوي والنسائي وأحمد من طريق جعفر بن خالد بن سارة أن أباه أخبره أن عبد الله بن جعفر قال لو رأيتني وقثما وعبيد الله ابني العباس ونحن صبيان نلعب إذ مر النبي صلى الله عليه وسلم على دابة فقال ارفعوا إلى هذا فحملني أمامه وقال لقثم ارفعوا إلى هذا فحمله وراءه قال وكان عبيد الله أحب إلى العباس من قثم فما استحيا من عمه أن حمل قثما وترك عبيد الله وقال الزبير كان سخيا جوادا وكان ينحر ويذبح ويطعم في موضع المجزرة بالسوق بمكة واستعمله علي على اليمن وحج بالناس سنة ست وثلاثين وقال بن سعد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وقالوا كان عبد الله وعبيد الله ابنا العباس إذا قدما مكة أوسعهم عبد الله علما وعبيد الله طعاما وكان عبيد الله يتجر وقال أبو نعيم روى عن محمد بن سيرين وسليمان بن يسار وعطاء بن أبي رباح وغيرهم وفي فوائد بن المقري من طريق علي بن فرقد مولى عبد الله بن عباس قال كان عبيد الله يسمى تيار الفرات وعند أحمد من طريق عطاء عن بن عباس أنه دعا أخاه عبيد الله يوم عرفة إلى طعام فقال إني صائم فقال إنكم أئمة يقتدى بكم قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بحلاب في هذا اليوم فشرب سنده صحيح وأخرج أحمد من طريق يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثير ابني العباس ويقول من سبق إلي فله كذا فيستبقون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم وله طريق أخرى في ترجمة كثير بن العباس ولعبيد الله (4/198)
<199> ذكر في ترجمة قثم وأخباره في الجود كثيرة ذكر منها المعافى بن زكريا في كتاب الجليس والأنيس وجمع منها بن عساكر في ترجمته جملة وفيها كان عبيد الله جميلا جهيرا وفيها أنه كان يقول إذا لاموه في طلب العلم إن نشطت فهو لذتي وإن اغتممت فهو سلوتي وقال خليفة مات سنة ثمان وخمسين بالمدينة وقال الواقدي بقي إلى دهر يزيد بن معاوية وبه جزم أبو نعيم وقال أبو عبيدة ويعقوب بن شيبة مات سنة سبع وثمانين عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن زهرة القرشي الزهري جد فقيه الحجاز بن شهاب وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري تقدمت الإشارة إليه في ترجمة والده عبد الله بن شهاب عبيد الله بن عبد بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان القرشي التيمي والد الفقيه عبد الله بن أبي مليكة ذكره أبو علي الغساني في حواشي الاستيعاب وقال له صحبة لكنه نسبه لجده فقال عبيد الله بن أبي مليكة وهو الذي اعتمده المزي في التهذيب أن أبا مليكة جد الفقيه عبد الله وأما بن الكلبي وابن سعد وغيرهما فأدخلوا بين عبيد الله وأبي مليكة عبد الله وهو المعتمد وذكر الفاكهي في كتاب مكة خبرا يدل على أن له صحبة قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن أنبأنا هشام بن سليمان عن بن جريج سمعت بن أبي مليكة يقول مر عمر في أجناد فوجد رجلا سكران فطرق به دار عبد الله بن أبي مليكة وكان جعله يقيم الحدود فقال إذا أصبحت فاجلده قلت لا يقيم عمر من يقيم الحدود حتى يكون رجلا فيكون عبد الله أدرك من الحياة النبوية ما يكون به مميزا وهو قرشي من أقارب أبي بكر الصديق ثم وجدت له حديثا أورده أبو بشر الدولابي في الكنى من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم بن عيينة عن بن أبي مليكة أن أباه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمه فقال يا رسول الله كانت أبر شيء وأوصله وأحسنه صنيعا فهل ترجو لها قال هل وأدت قال نعم قال هي في النار وهذا لو ثبت لكان حجة لكن أخشى أن يكون بن أبي ليلى وهم فيه فإن الحديث محفوظ من طريق سلمة بن يزيد قال ذهبت أنا وأخي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا إن أمنا مليكة كانت فذكر الحديث ويحتمل التعدد عبيد الله بن عبيد أو عتيك بن التيهان الأنصاري قال أبو عمر استشهد باليمامة وقد تقدم ذكر عمه عبيد الله بن التيهان عبيد الله بن عدي القرشي ذكره الباوردي وأخرج من طريق سعيد بن أبي حسين عن محمد عن أبي عبد الله بن عياض عن عمه عن عبيد الله بن عدي في صلاة الكسوف وأورده البغوي في ترجمة عبيد الله بن عدي بن الخيار لكن قال لا أدري هل هذا الحديث له أم لا عبيد الله بن عدي بن الخيار القرشي النوفلي يأتي في القسم الثاني عبيد الله بن عمير الثقفي كذا ذكره المزي في ترجمة حرب بن عبيد الله بن عمير وسيأتي في آخر من اسمه عبيد الله قال الأكثر لم يسموا أباه عبيد الله بن العوام بن خويلد القرشي الأسدي أخو الزبير أحد العشرة ذكره (4/199)
<200> الواقدي واستدركه بن فتحون عبيد الله بن فضالة له ذكر في ترجمة طلحة بن عمرو النضري عبيد الله بن كثير الأنصاري سمى أباه أبو عمر بن عبد البر وذكره بن منده فلم يسم أباه وذكره البغوي فقال عبيد الله لم ينسب ثم أخرج هو وابن منده وأبو نعيم من طريق سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن محمد بن عبيد الله الأنصاري عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقي الله وهو مدمن خمر لقيه كعابد وثن قال بن منده رواه محمد بن سليمان الأصبهاني عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وهذه الطريق أخرجها الحسن بن سفيان وأخرجها أبو نعيم من طريقه عبيد الله بن مالك بن النعمان بن يعمر بن أبي أسيد بالتصغير بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي ذكره بن ماكولا ونقل عن بن الكلبي أن له صحبة وهو في الجمهرة واستدركه بن فتحون عبيد الله بن محصن الأنصاري أبو سلمة قال بن حبان له صحبة وقال بن السكن يقال له صحبة وفي إسناده نظر قلت وهو في الترمذي من رواية عبد الرحمن بن أبي شميلة عن سلمة بن عبيد الله بن محصن عن أبيه وكانت له صحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ووقع عند الباوردي ذكر عبيد بن محصن غير مضاف وساق له هذا الحديث ووقع عند إبراهيم الحربي من هذا الوجه عبد الرحمن بن محصن عبيد الله بن مسلم القرشي يأتي في مسلم بن عبيد الله عبيد الله بن مسلم آخر يأتي في عبيد بن مسلم بلا إضافة عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي والد عمر بن عبيد الله الأمير أحد أجواد قريش روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عروة بن الزبير أخرج بن أبي عاصم والبغوي من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبيد الله بن معمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أوتي أهل بيت الرفق إلا نفعهم ولا منعوه إلا ضرهم قال البغوي لا أعلمه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم غيره ولا رواه عن هشام إلا حماد انتهى وقال بن منده اختلف في صحبته ولا يصح له حديث وقد أعل أبو حاتم الرازي هذا الحديث فقال أدخل قوم لا يعرفون العلل هذا الحديث في مسانيد الوحدان وقالوا هذا ما أسند عبيد الله بن معمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا وهم إنما أراد حماد بن سلمة عن هشام بن عروة حديثه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر وهو أبو طوالة فلم يضبطه ووهم فيه ورواه أبو معاوية عن هشام بن عروة فأظهر علته قلت ويدل على إدراكه عصر النبي صلى الله عليه وسلم وهو مميز ما أخرجه الزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن أن عبيد الله بن معمر وعبد الله بن عامر بن كريز اشتريا من عمر بن الخطاب رقيقا من سبي ففضل عليهما من ثمنهم ثمانون ألف درهم فأمر بهما عمر فلزما بهما فقضى بينهما طلحة بن عبيد الله وتناقض فيه أبو عمر فقال وهم من قال له صحبة وإنما له رؤية ثم ذكر أيضا أنه قتل وهو بن أربعين (4/200)
<201> سنة وقد روى خليفة ويعقوب بن سفيان وغيرهما أنه قتل مع بن عامر بأصطخر سنة تسع وعشرين أو في التي بعدها فعلى هذا يكون في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم بن عشرين سنة وقيل إن قتله كان قبل ذلك وروى البخاري في التاريخ الصغير من رواية إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق من ولد عبيد الله بن معمر في عهد عثمان بإصطخر وأورد له المرزباني في معجم الشعراء إذا أنت لم ترخ الإزار تكرما على الكلمة العوراء من كل جانب فمن ذا الذي نرجو لحقن دمائنا ومن ذا الذي نرجو لحمل النوائب وكلام الزبير يشعر بأن الشعر لابن أخيه عبيد الله بن عبد الله بن معمر وذكر أنه وفد على معاوية وأنشده ذلك والذي يقتل في عهد عثمان لا يدركه خلافة معاوية وفي فوائد أبي جعفر الدقيقي من طريق طلحة بن سجاح قال كتب عبيد الله بن معمر إلى بن عمر وهو أمير على خيل في فارس إنا قد استقررنا فلا نخاف عدونا وقد أتى علينا سبع سنين وولد لنا فكم صلاتنا فكتب إليه إن صلاتكم ركعتان وأخرج البخاري من طريق أبي أيوب عن بن سيرين عن عبيد الله بن معمر وكان يحسن الثناء عليه ومن طريق بن عون عن محمد أول من رفع يديه يوم الجمعة عبيد الله بن معمر أي وهو يخطب وهاتان القصتان يشبه أن تكونا لعبيد الله بن أخي صاحب الترجمة وهو الذي كان أبو النضر كاتبه وكتب إليه بن أبي أوفى وقصته بذلك في الصحيح والله أعلم عبيد الله بن معية بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديد الياء التحتانية السوائي العامري من أهل الطائف ويقال عبد الله مكبرا ويقال عبيد مصغرا بغير إضافة قال بن السكن له صحبة ورواية ويقال إنه أدرك الجاهلية وقال بن منده له صحبة وقال أبو عمر يقال إنه شهد الطائف وأخرج النسائي والبغوي من طريق وكيع عن سعيد بن السائب سمعت شيخا من بني عامر أحد بني سواءة يقال له عبيد الله بن معية قال أصيب رجلان من المسلمين يوم الطائف فحملا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحب أن يدفنا حيث أصيبا عبيد الله بن مقسم ذكره الطبري في الصحابة واستدركه بن فتحون وفي التابعين عبيد بن مقسم ثقة مشهور يروى عن جابر وأبي هريرة وغيرهما عبيد الله بن أبي مليكة في عبيد الله بن عبد الله عبيد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي أخو الحارث بن نوفل وعم ببة ذكره البغوي في الصحابة وأخرج من طريق علي بن زيد بن جدعان عن عمار بن أبي عمار عن عبيد الله بن نوفل الهاشمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو سفيان بن الحارث خير أهلي واستدركه بن فتحون عبيد الله الثقفي والد حرب ذكره بن السكن والباوردي وغيرهما في الصحابة وأخرجوا له من طريق أبي حمزة السكري عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله الثقفي أخبره أنا أبانا (4/201)
<202> أخبره أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن الصدقة الحديث وفيه إنما العشور على اليهود والنصارى وهكذا قال السكري وقال غيره عن عطاء بن السائب عن حرب عن جده أبي أمية أخرجه أبو داود ومن رواية عبد السلام بن حرب عن عطاء بن السائب ومن طريق أبي الأحوص عن عطاء فقال عن حرب عن جده أبي أمية عن أبيه فإن كان الضمير في قوله عن أبيه يعود على جده فقد زاد في السند رجلا وإن كان يعود على حرب فهو موافق لرواية السكري ورواه الثوري عن عطاء عن حرب مرسلا لم يذكر فوقه أحدا وقال مرة عن عطاء عن رجل من بكر بن وائل عن خاله قال قلت يا رسول الله أعشر قومي فذكر الحديث أخرجهما أبو داود الأول من رواية وكيع عن عطاء الثوري والثاني من رواية عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري ورواه جرير عن عطاء فقال عن حرب بن هلال عن جده أبي أمية الثعلبي رويناه في جزء هلال الحفار والاضطراب فيه من عطاء بن السائب فإنه اختلط والثوري سمع منه قبل الاختلاط فهو مقدم على غيره عبيد الله السلمي ذكره بن أبي عاصم في الوحدان وأخرج عن عبد الوهاب بن الضحاك عن إسماعيل بن عياش عن عقيل بن مدرك عن خالد بن عبيد الله السلمي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أعطاكم عند وفاتكم ثلث أموالكم زيادة في أعمالكم وذكره أبو عروبة الحراني عن عبد الوهاب بهذا السند ومن طريقه أبو نعيم فزاد في السند رجلا قال عن عقيل عن الحارث بن خالد بن عبيد عن أبيه عن جده واستدركه أبو موسى وقال ذكره بن منده فيمن اسمه عبد الله مكبرا فلم يزد على قوله روى حديثه عبد الوهاب بن الضحاك ولم يسق سنده قال أبو موسى كأن عبيد الله بالتصغير أصح قلت وهو كما ظن ذكر من اسمه عبيد بغير إضافة عبيد بن أرقم أبو زمعة البلوي تقدم في عبد بغير إضافة ويأتي في الكنى عبيد بن أسماء بن حارثة وأخواه مالك وقيس لهم حديث في مسند بقي كذا في التجريد وما ذكر قيسا ولا مالكا وهما على شرطه عبيد بن أوس بن مالك بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري يكنى أبا النعمان ذكره بن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا وقال البغوي لا تعرف له رواية وقيل كان يقال له مقرن لأنه أسر العباس يوم بدر فقرنه بابني أخويه نوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب قلت هو قول بن الكلبي والمعروف أن الذي أسر العباس أبو اليسر كعب بن عمرو فلعل عبيدا أسر نوفلا وعقيلا فقرنهما عبيد بن أوس الأنصاري الأشهلي آخر ذكره بن إسحاق وغيره فيمن استشهد باليمامة وذكره الأموي في المغازي واستدركه بن فتحون (4/202)
<203> عبيد بن التيهان يأتي نسبه في ترجمة أخيه أبي الهيثم بن التيهان ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وتابعه الواقدي على تسميته وأما موسى بن عقبة وأبو معشر وعبد الله بن محمد بن عمارة فسموه عتيكا وقال أبو عبيد القاسم بن سلام فيما رواه البغوي عن عمه أبو الهيثم مالك بن التيهان شهد بدرا والعقبة وأخو عتيك بن التيهان وبه جزم بن الكلبي وزاد أنه قتل بأحد وقد ذكره بالوجهين أبو عمر في ترجمة أخيه عبيد الله بن التيهان ومضى قريبا عبيد بن ثعلبة من بني ثعلبة بن غنم بن مالك بن الحارث بن الخزرج الأنصاري ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وهو من رواية أحمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق عبيد بن الحارث بن عمرو الأنصاري الحارثي شهد أحدا قاله العدوي واستدركه الذهبي عبيد بن حذيفة يقال هو اسم أبي جهم صاحب الأنبجانية وسيأتي في الكنى إن شاء الله تعالى عبيد بن خالد السلمي ثم البهزي يكنى أبا عبد الله وقيل فيه عبد بغير تصغير وقيل عبدة بزيادة هاء قال البخاري له صحبة وأخرج له أحمد وأبو داود والنسائي والطيالسي من طريق عمرو بن ميمون عن عبد الله بن أبي ربيعة السلمي عن عبيد بن خالد السلمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه بن المبارك في الرقائق من هذا الوجه وقال في السند عن عبد الله بن ربيعة وكانت له صحبة قال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين رجلين من أصحابه فمات أحدهما قبل الآخر الحديث وروى عنه أيضا سعد بن عبيدة وتميم بن سلمة وشهد صفين مع علي قاله بن عبد البر وقال العسكري بقي إلى أيام الحجاج عبيد بن خالد ويقال بن خلف المحاربي ويقال بفتح أوله وزيادة هاء في آخره وقال بن عبد البر يعد في الكوفيين وذكره بضم أوله وزيادة هاء في آخره له حديث في إسبال الإزار أخرجه الترمذي في الشمائل والنسائي وهو في رواية أشعث بن أبي الشعثاء عن عمته عنه واختلف فيه على أشعث ولم يسم في رواية الترمذي ووقع في التجريد أنه عم أبي الأشعث المحاربي وذكره البخاري في التاريخ مع عبدة بن عمرو فهو عبدة بفتح أوله وزيادة هاء وكذا عند بن أبي حاتم والدارقطني في المؤتلف وحكى بن ماكولا الاختلاف في ضبطه عبيد بن الخشخاش العنبري البصري قال بن حبان له صحبة وذكره أبو علي بن السكن في الصحابة وقال بن منده عداده في أعراب البصرة وساق له من طريق حصين بن أبي الحر عن أبيه مالك وعميه قيس وعبيد أنهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم يشكون إليه رجلا من بني فهم فكتب النبي صلى الله عليه وسلم لهم هذا كتاب من محمد رسول الله لمالك وقيس ابني الخشخاش إنكم آمنون على دمائكم وأموالكم لا تؤخذون بجريرة غيركم الحديث وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه قال فيه رجل من بني عمهم وهو الصواب وكذلك أخرجه مطين والبغوي وابن شاهين في الصحابة لكن وقع عنده عن حصين بن أبي الحر أن أباه مالكا وعميه قيسا وعبيدا فذكره وصورته مرسل والخشخاش (4/203)
<204> بمعجمات ورأيته في نسخة معتمدة من كتاب بن شهاب بمهملات وفي التابعين عبيد بن الحسحاس بمهملات وروى عن أبي ذر حديثا في الاستعاذة وعنه أبو عمر الشامي أخرجه النسائي وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال البخاري لم يذكر سماعا من أبي ذر وهو غير العنبري عبيد بن رحى بمهملتين مصغرا الجهضمي ويقال الجهني نزل البصرة ويقال في أبيه رحى بالدال بدل الراء ومنهم من قال في أبيه صيفي ذكره بن قانع وغيره في الصحابة وأخرج هو والحارث بن أبي أسامة وإبراهيم الحربي وابن منده وأبو نعيم من طريق واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عبيد بن رحى عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله وفي رواية الحربي صيفي بدل رحى وعند بن عبد البر حدى بالدال وعند بن منده الجهني بدل الجهضمي وقال بن أبي حاتم في المراسيل سمعت أبا زرعة يقول ليس لوالد يحيى بن عبيد صحبة وقد أخرج الطبراني في الأوسط والقطيعي في أماليه هذا الحديث من هذا الوجه فزاد فيه عن أبيه عن أبي هريرة وقال البخاري روى يحيى بن عبيد بن رحى عن أبيه سمع عمر فذكر حديثا وعند أبي داود والنسائي من طريق واصل أيضا عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن عبد الله بن السائب المخزومي حديثا آخر وقد ذكرت في تهذيب التهذيب أن مولى السائب المخزومي آخر غير هذا الذي اختلف في اسم أبيه وفي نسبه وإن اتفق ان اسمهما واسم والديهما فيه أيضا فالله أعلم عبيد بن زيد بن عامر بن عمرو بن العجلان بن عامر بن زريق الخزرجي الزرقي الأنصاري ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وابن شهاب فيمن شهد بدرا ووهم أبو نعيم فقال في نسبه الأوسي عبيد بن زيد الأنصاري قال بن سعد كان زوج أم أنس واستشهد يوم حنين وقيل هو عبيد بن عمرو بن بلال عبيد بن زيد يقال اسم أبي عياش الزرقي مشهور بكنيته وقيل اسمه غير ذلك عبيد بن سعد ذكره أبو يعلى في الأفراد من مسنده وترجم له عبد بن سعد وأخرج له من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن بن جريج عن إبراهيم بن ميسرة وذكره أبو موسى في الذيل وأورد له من طريق عبد الوهاب بن عطاء عمن أخبره عن إبراهيم بن ميسرة عن عبيد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح وأورده البيهقي من طريق عبد الوهاب كذلك وذكره البخاري في تاريخه فقال الطائفي ويقال له الديلمي سمع عبد الله بن عمر روى عنه بن أبي مليكة وإبراهيم بن ميسرة وتبعه بن أبي حاتم وزاد عن أبيه عن يحيى بن معين قال عبيد بن سعد مشهور وذكره بن حبان في ثقات التابعين مثل ما ترجم له البخاري سواء ويغلب على الظن أنه تابعي لأنه لم يصرح بسماعه وإنما أوردته في هذا القسم لذكر أبي يعلى له في مسنده فهو على الاحتمال عبيد بن السكن ذكره الواقدي عن يونس بن محمد عن معاذ بن رفاعة فيمن (4/204)
<205> شهد بدرا عبيد بن سليم بن ضبيع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاري الأوسي يكنى أبا ثابت ويقال له عبيد السهام لأنه كان اشترى من سهام خيبر ثمانية عشر سهما فقيل له ذلك ذكره الواقدي عن بن أبي حبيبة ويقال إنه حضر النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يسهم له بخيبر فقال لهم ائتوني بأصغر القوم فأتى به فدفع إليه أسهما فسمى عبيد السهام ذكره المستغفري من طريق يعقوب بن إسحاق بن موسى قال سألت عليا والحمال وغيرهما عن ثابت بن عبيد الأنصاري فلم يعرفوه فسألت أحمد بن أبي شعيب نقيب الأنصار بالكوفة فقال هو بن عبيد السهام ويقال إن سعيد بن المسيب روى عن عبيد السهام والله أعلم عبيد بن سليم بن حضار أبو عامر الأشعري عم أبي موسى مشهور بكنيته يأتي عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري ذكره البغوي وغيره في الصحابة وقال بن السكن يقال له صحبة ولم يصح إسناد حديثه وأخرج هو والبغوي والطبري من طريق سيف بن عمر عن سهل بن يوسف بن سهل عن أبيه عن عبيد بن صخر بن لوذان قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمال اليمن جميعا فقال تعاهدوا القرآن بالمذاكرة وأتبعوا الموعظة بالموعظة الحديث وفيه لما مات باذام فرق النبي صلى الله عليه وسلم أعماله بين شهر بن باذام وعامر بن شهر وأبي موسى والطاهر بن أبي هالة ويعلى بن أمية وخالد بن سعد وعمرو بن حزم وأخرج بن السكن والطبري من هذا الوجه إلى صخر وكان ممن بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مع عمال اليمن وبهذا الإسناد إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى معاذ إني عرفت بلاءك في الدين والذي ذهب من مالك حتى ركبك الدين وقد طيبت له الهدية فإن أهدي شيء فاقبل وذكر سيف في الفتوح بهذا الإسناد إلى عبيد بن صخر قال بينا نحن بالجند قد أقمناهم على ما ينبغي إذا جاءنا كتاب من الأسود الكذاب فذكر قصة وكان هذا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيد بن عازب الأنصاري أخو البراء تقدم نسبه في ترجمة البراء قال بن سعد وابن شاهين هو أحد العشرة الذين وجههم عمر من الصحابة إلى الكوفة مع عمار بن ياسر وأخرج الطبراني وابن منده من طريق قيس بن الربيع عن بن أبي ليلى عن حفصة بنت البراء بن عازب عن عمها عبيد بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي ووقع في رواية بن منده عن حفصة بنت عازب فكأنه نسبها لجدها وهو جد عدي بن ثابت كذا جزم به هناك وذكر في موضع آخر أن اسم جده دينار وفي آخر قيس بن ثابت وفي آخر عبد الله بن يزيد فالله أعلم عبيد بن عبد الغفار تقدم في عبد الله بن عبد الغفار مولى النبي صلى الله عليه وسلم عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبي قال الزبير بن بكار أمه الشفاء بنت الأرقم بن نضلة بن هاشم بن عبد مناف تقدم ذكره في ترجمة والده (4/205)
<206> عبيد بن أبي عبيد الأنصاري ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وقال أبو عمر شهد بدرا وأحدا والخندق عبيد بن عمر بن صبح الرعيني شهد فتح مصر وله ذكر في الصحابة ولا يعرف له رواية قاله أبو سعيد بن يونس كذا ذكره بن منده وذكره الرشاطي في الذبحاني ولكنه خالف في اسمه وقال عتبة بضم أوله وسكون التاء بعدها موحدة عبيد بن عمرو بن ودقة بن عبيد الأنصاري البياضي أخو فروة ذكره الطبري في الصحابة وقال العدوي في نسب الأنصار وجدته في كتاب جدي خالد بن الياس وقد أخذته من مشايخ الأنصار عبيد بن عمرو الأنصاري ذكره بن السكن في الصحابة وأخرج له من طريق عاصم بن أبي النجود عن علقمة بن عبيد بن عمرو الأنصاري عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ خاتمة سورة البقرة في ليلة أجزأت عنه قيام تلك الليلة عبيد بن عمرو الكلابي قال البخاري له صحبة قال وقال أبو معمر الغطيفي عبيدة بن عمرو يعني بزيادة هاء في آخره وأخرج عبد الله بن أحمد في رواية المسند عن عمرو الناقد عن سعيد بن خثيم سمعت جدتي ربيعة بنت عباس سمعت جدي عبيدة بن عمرو الكلابي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسبغ الوضوء وأخرجه أحمد بن عثمان بن أبي شيبة وأخرجه ابنه في زوائده عاليا عن عثمان عن سعيد فقال عبيدة بزيادة هاء ثم أخرجه عاليا أيضا عن أبي معمر وهو إسماعيل بن إبراهيم الهذلي الغطيفي عن سعيد كذلك وأخرجه بن السكن من طريق إسحاق بن إبراهيم قاضي خوارزم عن سعيد بن خثيم فقال عبيد كقول الناقد ومن طريق أبي غسان عن سعيد فقال عبيدة بزيادة هاء ووافق يحيى الحماني أبا معمر فأخرجه في مسنده عن سعيد لكن خالف الجميع فقال سمعت جدتي عبيدة بنت عمرو جعله امرأة وأظنه فتح العين والأول أصح عبيد بن عمرو الليثي يأتي في ترجمة عمرو بن عمرو الليثي إن شاء الله تعالى عبيد بن عويم الأسلمي يأتي ذكره في عمر الأسلمي إن شاء الله تعالى عبيد بن قديد الأنصاري ذكر العدوي في نسب الأنصار أن له صحبة عبيد بن قيس أبو الدرداء الأنصاري المازني مشهور بكنيته ووقع عند بن عبد البر عبيد بن قشير بضم أوله وبالشين المعجمة وآخره راء مصغرا وتعقبه بن فتحون وذكر بن حبان أن اسمه ناشب بنون ومعجمة وقال المزي يقال اسمه حرب عبيد بن قيس بن عاصم التميمي المنقري يأتي نسبه في ترجمة أبيه وذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج له من طريق خريم بن أبي أوفى بن أيمن السعدي عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العباس عمي صنو أبي وبقية آبائي وسنده مجهول عبيد بن محصن هو عبد الله بن محصن ووقع كذلك عند الباوردي عبيد بن محمد المعافري يكنى أبا أمية قال بن يونس له صحبة وشهد فتح مصر (4/206)
<207> ولا يعرف له رواية وقال بن عبد البر روى عنه أبو قبيل عبيد بن مراوح المزني ذكره بن قانع في الصحابة وأخرج من طريق عبد بن عبيد بن مراوح عن أبيه قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم البقيع والناس يخافون الغارة بعضهم على بعض فنادى مناديه الله أكبر فقال لقد كبرت كبيرا فقال أشهد أن لا إله إلا الله فارتعدت وقلت لهؤلاء نبأ فقال أشهد أن محمدا رسول الله فقلت بعث نبي فقال حي على الصلاة فقلت نزلت فريضة واعتمدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن الإسلام فأسلمت وعلمني الوضوء والصلاة وصلى فصليت معه وحمى البقيع واستعملني عليه وقد أخرجه الزبير بن بكار في الموفقيات عن العوام بن عمار بن عمارة بن عمران المخبل المزني حدثه عن يحيى بن جهم المزني حدثني أبي حدثني عبد بن عبيد بن مراوح فذكره عبيد بن مسعود الساعدي قال موسى بن عقبة قتل يوم أحد استدركه الذهبي عبيد بن مسلم الأسدي قال بن منده روى حديثه عباد بن العوام عن حصين بن عبد الرحمن عنه وذكره أبو عمر فساق حديثه فقال قال عباد عن حصين سمعت عبيد بن مسلم وله صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من عبد يطيع الله ورسوله ويطيع سيده إلا كان له أجران وسماه البغوي عبيد الله بالإضافة إلى الاسم العظيم وأخرج حديثه من طريق بن فضيل عن حصين ولفظه عن عبيد الله بن مسلم قال كان لنا غلامان من أهل نجران اسم أحدهما يسار والآخر جبر وكانا يقرآن كتبا لهما بلسانهما فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر عليهما ويسمع قراءتهما وكان المشركون يقولون يتعلم منهما فأنزل الله لسان الذي يلحدون إليه أعجمي الآية وبهذا الإسناد في فضل العبد إذا نصح لسيده وعبد الله وسنده صحيح وسماع حصين منه يدل على تأخر وفاته إلى بعد الثمانين قال البغوي قال أبو هشام يقال إن هذين الحديثين لم يكونا إلا عند محمد بن فضيل كذا قال وقد تابعه عباد بن العوام كما تقدم وإن كان سماه عبيدا بغير إضافة فقد أخرجه أبو موسى في الذيل من طريق سعيد بن سليمان عن عباد فقال عبيد الله بن مسلم بالإضافة وتابعهما خالد بن عبد الله الطحان عن حصين أخرجه أسلم بن سهل في تاريخ واسط عن محمد بن خالد بن عبد الله عن أبيه وقال فيه عن عبيد الله بن مسلم أيضا فإنه أخرجه من الوجه الذي أخرجه بن منده إلا أنه وقع عنده عبيد الله بن مسلم بالإضافة عبيد بن معاذ بن أنس الجهني ذكره بن منده وأخرج من طريق سليمان بن بلال عن عبد الله بن سليمان بن أبي سلمة سمع معاذ بن عبد الله بن حبيب يحدث عن أبيه عن عمه واسمه عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وعليه أثر غسل وقد أخرجه بن ماجة من وجه آخر لكن لم يسمه وأغفله المزي في التهذيب فلم يذكره في الأسماء ولا في المبهمات وذكره في مبهمات الأطراف في ترجمة عبد الله بن حبيب الجهني عن عمه عبيد بن معاذ وقيل بن معاوية أحد ما قيل في اسم أبي عياش الزرقي عبيد بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة الأنصاري الخدري ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد (4/207)
<208> عبيد بن معاوية بن هانئ يأتي في الذي بعده عبيد بن ناقد أخو النعمان بن ناقد يأتي ذكره في النعمان عبيد بن وهب الأشعري أبو عامر مشهور بكنيته وهو والد عامر بن أبي عامر الأشعري وليس هو عم أبي موسى الأشعري الذي استشهد بحنين ذلك عبيد بن سليم وافقه في اسمه وكنيته ونسبه وممن جزم بذلك أبو أحمد الحاكم في الكنى وزاد أنه مات في خلافة عبد الملك وتبع في ذلك خليفة بن خياط ويقال اسمه عبد الله ويقال اسم أبيه هانئ ورواية أبي اليسر بفتح التحتانية والمهملة عن أبي عامر هذا في طبقات بن سعد ورواية ابنه عامر بن أبي عامر عنه في جامع الترمذي وذكره خليفة بن خياط فيمن نزل الشام من قبائل اليمن وقيل إنه الذي روى عبد الرحمن بن غنم عنه حديث المعازف الذي علقه البخاري عن هشام بن عمار بسنده إلى عبد الرحمن قال حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري هكذا رواه بالشك عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن بن غنم وقد أخرج أصله أبو داود من رواية بشر بن بكر عن بن جابر فقال عن أبي مالك الأشعري بلا شك وقد أوضحت ذلك في تعليق التعليق وللمزي فيه شيء أوضحته هناك وفي تهذيب التهذيب عبيد بن ياسر أحد بني سعد ذكره الواقدي في المغازي وقال إنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم هو ورجل من بني جذام وأهدى له فرسا يقال له مراوح فذكر قصة طويلة استدركه بن فتحون عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن حبان له صحبة وذكره بن السكن في الصحابة وقال لم يثبت حديثه وقال البلاذري يقال إنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مولى يقال له عبيد روى عنه حديثين وقال بن أبي حاتم عن أبيه مرسل وتبع في ذلك البخاري كعادته وقال أحمد حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصلاة بعد المكتوبة أو سوى المكتوبة قال نعم بين المغرب والعشاء ومن طريق شعبة عن سليمان قرأ علينا رجل في مجلس أبي عثمان النهدي فحدثنا عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه بن منده من هذا الوجه إلى سليمان فقال عن شيخ عن عبيد وأخرج أيضا هو وابن السكن من طريق يزيد بن هارون عن سليمان التيمي سمعت رجلا يحدث في مجلس أبي عثمان عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأتين صامتا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فجلستا تغتابان الحديث وأخرجه بن أبي خيثمة وأبو يعلى من رواية حماد بن سلمة عن سليمان التيمي عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر بينهما أحدا قال بن عبد البر لم يسمع سليمان من عبيد بينهما رجل قلت ولعل هذه الطريق هي التي أشار إليها البخاري بقوله مرسل فظن بن السكن أن الإرسال بين عبيد والنبي صلى الله عليه وسلم فقال لأجل ذلك لا تثبت صحبته وكان البخاري يسمى السند الذي فيه راو مبهم مرسلا كما قال جماعة من المحدثين وقد رواه عثمان بن عتاب عن سليمان التيمي فخالف الجماعة في اسمه فقال عن سليمان حدثنا رجل في حلقة (4/208)
<209> أبي عثمان عن سعد مولى النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم القول فيه فيمن اسمه سعد من حرف السين المهملة عبيد الأنصاري قال أعطاني عمر مالا مضاربة كذا ذكره أبو عمر من طريق أبي نعيم عن عبد الله بن حميد عن عبيد عن أبيه عن جده وقال فيه نظر وذكرته في هذا القسم لأن الأنصار لم يكن فيهم لما مات النبي صلى الله عليه وسلم أحد إلا أسلم والذي يعامله عمر يدرك من الحياة النبوية ما يكون به مميزا عبيد الجهني قال الباوردي وابن السكن له صحبة وأخرج بن السكن حدثنا محمد بن أبي زيد الفقيه الهروي حدثنا أبو غانم محمد بن سعيد بن هناد حدثنا إسماعيل بن نصر الهدادي وكان بن عشرين ومائة سنة عن عاصم بن عبيد الجهني عن أبيه وكان من أصحاب الشجرة وأخرجه بن منده عاليا من رواية الكديمي عن إسماعيل فقال عن عاصم بن عبيد عن أبيه وكان قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبرائيل فقال لي يا محمد في أمتك ثلاثة أعمال لم يعمل بها الأمم قبلها النباشون والمتسمنون والنساء مع النساء قال بن منده لا نعرفه إلا من هذا الوجه عبيد العركي في عبد عبيد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كذا وقع في مسند حديثه قال بن السكن يقال له صحبة وحديثه عنه ولده وقال بن حبان في ترجمة المغيرة بن عبد الرحمن من الثقات روى عنه أبيه عن جده وكانت له صحبة فيما يزعمون وعداده في أهل الشام وقال بن عبد البر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإيمان حديثه عن حماد بن سلمة قلت وأخرج بن السكن وابن شاهين والطبراني وأبو نعيم كلهم من طريق المنهال بن بحر عن حماد بن سلمة عن المغيرة بن عبد الرحمن حدثني أبي عن جدي وكان له صحبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإيمان ثلاثمائة وثلاثون شريعة الحديث وسمى بن السكن جده في روايته عبيدا وقال وكانت لعبيد صحبة وكان في بيت المقدس عبيد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بن منده ويحتمل أن يكون بعض من تقدم وأخرج من طريق جرير عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي حدثني عبيد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى الرجل ثم قعد في مصلاه يذكر الله عز وجل فهو في صلاة وذلك أن الملائكة تصلى عليه الحديث قال ورواه حماد بن سلمة ومحمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن السلمي عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمه ذكر من اسمه عبيدة بزيادة هاء في آخره عبيد بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي أسلم قديما وكان رأس (4/209)
<210> بني عبد مناف حينئذ مع أن العباس وإخوته كانوا في التعدد أقرب وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثم هاجر وشهد بدرا وبارز فيها حمزة وعلى عتبة وربيعة والوليد وأصل قصتهم في الصحيح وأخرجه أبو داود من وجه آخر عن علي فذكر الحديث في الهجرة ثم في غزوة بدر إلى أن قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قم يا علي قم يا حمزة قم يا عبيدة بن الحارث قال فقتل الله عتبة وربيعة والوليد وجرح عبيدة فمات بعد وكذا ذكره موسى بن عقبة في المغازي عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة وسائر من صنف في المغازي وأما بن إسحاق فقال حدثني يزيد بن رومان عن عروة وغيره من علمائنا عن عبيد الله بن عباس في قصة المبارزة فقتل علي الوليد وقتل حمزة عتبة وضرب شيبة عبيدة على ساقه فحمل حمزة وعلي على شيبة فقتلاه واحتملا عبيدة فمات بعد ذلك بالصفراء وقد ذكر بن إسحاق وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد لعبيدة بن الحارث راية وأرسله في سرية قبل وقعة بدر فكانت أول راية عقدت في الإسلام وأما الواقدي فذكر أن أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لحمزة قلت ويمكن الجمع على رأي من يغاير بين الراية واللواء والله أعلم عبيدة بن حزن تقدم في عبدة عبيدة بن خالد يأتي في عبيدة بالفتح عبيدة بن ربيعة بن جبير النهراني من بني عمرو بن كعب من حلفاء الأنصار ذكر بن الكلبي أنه شهد بدرا عبيد بن سعد ذكر الطبري أن أبا بكر الصديق أمد به المهاجر بن أمية باليمن ثم استعمله أبو بكر على كندة والسكاسك عبيدة بن عبد الله النهدي ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أن أبا بكر الصديق بعثه إلى بني نهد في حال ردتهم فأسلم منهم جماعة واستدركه بن فتحون والله أعلم عبيدة بن عمرو الكلابي وقيل عبيدة بفتح أوله وقيل عبيد بلا هاء كما تقدم عبيدة بن هبان المذحجي قال بن الكلبي له وفادة وكان من الفرسان واستدركه بن فتحون قلت نسبه بن الكلبي فقال عبيدة بن هبان بفتح أوله وتشديد الموحدة وآخره نون بن معاوية بن أوس مناة بن عائذ الله بن سعد العشيرة قال وكان أوس مناة يقال له ماقان ووفد عبيدة إلى النبي صلى الله عليه وسلم عبيدة بن مالك بن همام ذكره بن الكلبي وأن له وفادة هكذا أورده بن الأثير وكرره الذهبي فقدم هماما على مالك فكأنه انقلب عليه ذكر من اسمه عبيدة بفتح أوله عبيدة بن جابر بن سليم الهجيمي قال أبو عمر له ولأبيه صحبة ولم يذكر سنده في ذلك (4/210)
<211> عبيدة بن حزن النصري تقدم في عبدة بسكون الموحدة وهو الراجح عبيدة بن خالد المحاربي ويقال بضم أوله والأشهر عبيد بلا هاء كما تقدم في عبيد وذكرت الاختلاف فيه عبيدة بن ربيعة بن جبير البهراني من بني عمرو بن كعب بن عمرو بن الحيون بن تام مناة بن شبيب بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء البهراني كان حليف بني غصينة وبنو غصينة حلفاء بعض الأنصار قال بن الكلبي وشهد بدرا واستدركه بن فتحون عبيدة بن صيفي الجهني ذكره مطين والإسماعيلي والباوردي وابن منده في الصحابة وأخرجوا له من طريق حماد بن عيسى الجهني عن أبيه عن عبيدة بن صيفي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ادع الله لذريتي فقال يا عبيدة إنكم أهل البيت لا يعنيكم شيء إلا فرج الله واللفظ لإسماعيل وقال من طريق يحيى بن راشد عن حماد بن عيسى حدثني أبي عن أبيه عن جده عبيدة بن صيفي وضبطه الخطيب بفتح أوله وقيل عن حماد بن عيسى عن بشير بن محمد بن طفيل عن أبيه سمعت عبيدة بن صيفي يقول هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحملت إليه صدقة مالي وقلت يا رسول الله ادع لذريتي فذكره عبيدة بن مسهر في عبدة بسكون الموحدة عبيدة الأملوكي وقيل المليكي روى عنه المهاجر بن حبيب قال بن السكن يقال له صحبة وأخرج البخاري في التاريخ من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن المهاجر عن عبيدة المليكي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال لا توسدوا القرآن لم يرفعه وأخرجه الطبراني من هذا الوجه فقال عن عبيدة المليكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول يا أهل القرآن توسدوا القرآن فرفعه ولم يقل صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف العين بعدها التاء عتاب بالتشديد بن أسيد بفتح أوله بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي أبو عبد الرحمن ويقال أبو محمد أمه زينب بنت عمرو بن أمية أسلم يوم الفتح واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة لما سار إلى حنين واستمر وقيل إنما استعمله بعد أن رجع من الطائف وحج بالناس سنة الفتح وأقره أبو بكر على مكة إلى أن مات يوم مات ذكر جميع ذلك الواقدي وغيره قالوا وكان صالحا فاضلا وكان عمره حين استعمل نيفا وعشرين سنة وقال عمر بن شبة في كتاب مكة حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا بن وهب حدثني الليث عن عمرو مولى عفرة قال كان أربعة من مشيخة قريش في ناحية فأذن بلال على ظهر البيت فقال أحدهم لا خير في العيش بعدها فذكر القصة وفيها إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بما قالوا فقالوا ما أخبرك إلا الله وشهدوا شهادة الحق واستعمل (4/211)
<212> رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توجه يعني من الطائف عتاب بن أسيد على مكة وذكر مصعب الزبيري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن عليا لا يتزوج بنت أبي جهل على فاطمة بادر عتاب فتزوجها فولدت له ابنه عبد الرحمن وروى له أصحاب السنن حديثا من رواية سعيد بن المسيب عنه قال أبو حاتم لم يسمع منه وروى الطيالسي والبخاري في تاريخه من طريق أيوب عن عبد الله بن يسار عن عمرو بن أبي عقرب سمعت عتاب بن أسيد وهو مسند ظهره إلى بيت الله يقول والله ما أصبت في عملي هذا الذي ولاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين معقدين كسوتهما مولاي كيسان وإسناده حسن ومقتضاه أن يكون عتاب عاش بعد أبي بكر ويؤيد ذلك أن الطبري ذكره في عمال عمر في سبي خلافته كلها إلى سنة اثنتين وعشرين ثم ذكر أن عامل عمر على مكة سنة ثلاث وعشرين كان نافع بن عبد الحارث فهذا يشعر بأن عتابا مات في آخر خلافة عمر ورويناه في الجزء الخامس من أمالي المحاملي رواه أبي عمر بن مهدي موثوقون إلا محمد بن إسماعيل وهو بن حذافة السهمي فإنهم ضعفوا روايته في غير الموطأ مقيدة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل عتاب بن أسيد على مكة وكان شديدا على المريب لينا على المؤمنين وكان يقول والله لا أعلم متخلفا عن هذه الصلاة في جماعة إلا ضربت عنقه فإنه لا يتخلف عنها إلا منافق فقال أهل مكة يا رسول الله استعملت على أهل الله أعرابيا جافيا فقال إني رأيت فيما يرى النائم أنه أتى باب الجنة فأخذ بحلقة الباب فقعقها حتى فتح له ودخل وأورد العقيلي في ترجمة هشام بن محمد بن السائب الكلبي بسنده إليه عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس في قوله تعالى واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا قال هو عتاب بن أسيد وأورد الثعلبي في تفسير هذه الآية هذا الكلام وذكر تلوه ما ذكرته قبل من حديث أنس كله وكنت أتوهم أنه من بقية حديث الكلبي والأمر فيه مختلف الاحتمال وقد بسطته في كتابي في مبهمات القرآن عتاب بن سليم بن قيس بن أسلم بن خالد بن مدلج بن خالد بن عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي أسلم في يوم الفتح واستشهد يوم اليمامة ذكره أبو عمر عتاب والد سعيد تقدم ذكره في سليط بن سليط روى بن أبي شيبة من طريق بن سيرين عن كثير بن أفلح أن عمر كان يقسم حللا فوقعت حلة حسنة فقيل أعطها بن عمر فقال إنما هاجر به أبوه ولكن أعطها للمهاجر بن المهاجر سعيد بن عتاب أو سليط بن سليط عتاب بن شمير بالمعجمة وقيل نمير بالنون الضبي قال بن حبان له صحبة قال البغوي سكن الكوفة روى حديثه أبو نعيم عن عبد الصمد بن جابر عن مجمع بن عتاب بن شمير عن أبيه قال قلت يا رسول الله إن أبي شيخ كبير ولي إخوة فأذهب إليهم لعلهم يسلمون فآتيك بهم فقال إن هم أسلموا فهو خير لهم وإن أبوه فإن الإسلام واسع عريض رواه بن أبي خيثمة في تاريخه وعلي بن عبد العزيز في مسنده عن أبي نعيم وتابعهما جماعة وقال أبو أمية الطرسوسي عن أبي نعيم عتاب بن نمير قال بن شاهين والصواب الأول والحديث غريب عتبان بكسر أوله ثم سكون ثانيه ثم موحدة بن عبيد بن عمرو العبدي من عبد القيس (4/212)
<213> وقع ذكره في حديث في إسناده مقال وحديث في جزء من حديث أبي بحر البكراوي قال حدثنا محمد بن يونس حدثنا أبو عاصم حدثنا بشر بن صحار أخبرني المعارك بن بشر أن عتبان بن عبيد بن عمرو حدثهم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده يهودي يخاطبه قال فدرت من خلف ظهره فنظرت إلى الخاتم فوضع يده فوق جبهتي ومسح رأسي وقال إذا أتانا ظهر فاحضرنا فأتاه ظهر فأعطاني جذعة أو ثنية محمد بن يونس هو الكديمي فيه مقال وأبو عمر كان الدارقطني يقول لا تأخذوا عنه إلا بما انتقيته له قلت وهذا مما انتقاه له الدارقطني عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي بدري عند الجمهور ولم يذكره بن إسحاق فيهم وحديثه في الصحيحين من طريق أنس ومحمود بن الربيع وغيرهما عنه وأنه كان إمام قومه بني سالم ذكر بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين عمر مات في خلافة معاوية وقد كبر عتبة بن أسيد بالفتح بن جارية بالجيم بن أسيد بالفتح أيضا بن عبد الله بن غيرة بكسر المعجمة وفتح التحتانية بن عوف بن ثقيف أبو بصير بفتح الموحدة الثقفي حليف بني زهرة مشهور بكنيته متفق على اسمه ومن زعم أنه عبيد فقد صحف ثبت ذكره في قصة الحديبية عند البخاري قال وانفلت أبو بصير حتى أتى سيف البحر وانفلت أبو جندل بن سهيل فلحق به وملخص القصة أنه كان من المستضعفين بمكة فلما وقع الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش على أن يردوا عليهم من أتاه منهم فر أبو بصير لما أسلمه النبي صلى الله عليه وسلم لقاصد قريش فانضم إليه جماعة فكانوا يؤذون قريشا في تجارتهم فرغبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤويهم إليه ليستريحوا منهم ففعل وعند موسى بن عقبة في المغازي من الزيادة في قصته أن أبا بصير كان يصلي وكان يكثر أن يقول الحمد لله العلي الأكبر من ينصر الله فسوف ينصر فلما قدم عليهم أبو جندل كان هو يؤمهم قال ولما كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي جندل وأبي بصير أن يقدما عليه ورد الكتاب وأبو بصير يموت فمات وكتاب النبي صلى الله عليه وسلم في يده فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه وذكر بن إسحاق القصة بطولها وبعضهم يزيد على بعض عتبة بن حصين ذكر حديثه البخاري في تاريخه من طريق بن المبارك عن سعيد بن يزيد عن الحارث بن يزيد عن عتبة بن حصن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى آجر نفسه بعفة فرجه وشبع بطنه فجعل له ختنة مما جاءت به غنمه قالب لون الحديث وأخرجه بن السكن من هذا الوجه في ترجمة عيينة بن حصن الفزاري وهو تصحيف وقد روى سلمة بن علي وابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن عتبة بن المنذر حديثا نحو هذا فالله أعلم فيحتمل أن يكون اختلف في اسم أبيه أو أحد الاسمين جده عتبة بن ربيع رافع بن معاوية بن عبيد بن ثعلبة بن عبد بن الأبجر وهو خدرة الأنصاري الخدري ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد (4/213)
<214> عتبة بن ربيعة بن خالد بن معاوية البهراني حليف الأوس كذا قال بن إسحاق وقال بن الكلبي وهو بهزي من بني بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا ومنهم من لم يذكره فيهم قلت وذكر سيف فيمن شهد اليرموك من الأمراء عتبة بن ربيعة بن بهز فأنا أظن أنه هو وهذا يقوي قول بن الكلبي وسأعيده في القسم الثالث عتبة بن سالم بن حرملة العدوي له صحبة ذكره المستغفري ولم يزد قلت وكذا قال بن حبان له صحبة وروى البغوي وابن السكن من طريق عباس العنبري عن سليمان بن عبد العزيز بن عتبة حدثني عبد العزيز بن عتبة أن أباه عتبة بن سالم بن حرملة قال إنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتطهر من فضل طهوره فشمت عليه ودعا له عتبة بن سالم ويقال بن سلامة بن سلمة بن أمية بن زيد بن أمية بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس القرشي ذكره بن سعد والطبري فيمن شهد أحدا عتبة بن سهيل بن عمرو القرشي العامري أظنه من مسلمة الفتح فإن الزبير ذكر أن سهيل بن عمرو خرج هو وآل بيته إلى الشام فتجاهدا في خلافه ورافقه الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي ومعه آل بيته أيضا فأتى عمر بعد ذلك بعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وبفاتخة بنت عتبة بن سهيل بن عمرو وهما صغيران فتزوج عتبة بفاتخة وسماهما الشريدين وذلك بعد موت من كان خرج معه من أهلهما أجمع فلعل عتبة مات قبل ذلك أو كان معهم فمات بالشام عتبة بن طويع المازني قال بن منده ذكر في الصحابة ولا يثبت وذكره بن شاهين في عقبة بالقاف بدل المثناة وأخرجا من طريق بن جريج عن يزيد بن عبد الله بن سفيان عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معشر الموالي شراركم من تزوج في العرب وأنه قيل له إن فلانا المولى تزوج في الأنصار فقال ارضيت قال نعم فأجازه بن عائذ ذكره بن شاهين وأبو موسى وأوردا من طريق عبد القدوس عن خالد بن معدان عن عتبة بن عائذ وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه من شهد الفجر والعشاء في جماعة كان له مثل أجر الحاج والمعتمر وأشار بن شاهين إلى أنه عتبة بن عبد قال لأنه يروى هذا المتن قلت إلا أني لم أره عنه من رواية خالد بن معدان فيجوز أن يكون هذا المتن عند صحابيين فأكثر لكن الإسناد ضعيف عتبة بن عبد الله بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا عتبة بن عبد بغير إضافة قال البخاري ويقال بن عبد الله ولا يصح وجزم بن حبان بأن عتبة بن عبد الله السلمي أبو الوليد كان اسمه عتلة بفتح المهملة والمثناة ويقال نشبة بضم النون وسكون المعجمة بعدها موحدة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم روى الحسن بن سفيان من طريق يحيى بن عتبة بن عبد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة من أدخل الحصن سهما (4/214)
<215> وجبت له الجنة فأدخلت ثلاثة أسهم وروى الطبراني من طريق يحيى بن عتبة عن أبيه قال دعاني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام حدث فقال ما اسمك قلت عتلة قال بل أنت عتبة ومن طريق عطية بن مدرك عن عتبة بن عبد أنه لما بايع قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسمك قال نشبة قال بل أنت عتبة وروى أحمد من طريق شريح بن عبيد قال كان عتبة بن عبد يقول عرباض خير مني وكان عرباض يقول عتبة خير مني سبقني إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسنة ورواه الطبراني من هذا الوجه وزاد وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الرجل وله اسم لا يحبه حوله قال الواقدي وغيره مات سنة سبع وثمانين وقال الهيثم بن عدي سنة إحدى أو اثنتين وسبعين وجزموا بأنه عاش أربعا وتسعين وفيه نظر لما تقدم من أنه شهد قريظة وكانت سنة خمس من الهجرة فعلى الأول يكون عمره فيها اثنتي عشرة سنة وعلى الثاني سبع سنين قال الواقدي هو آخر من مات بالشام من الصحابة عتبة بن عروة بن مسعود ذكره الباوردي في الصحابة وأورد له من طريق بن إسحاق عن عبد الله بن عتبة بن عروة بن مسعود عن أبيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا شرب الرجل فاجلدوه الحديث ومنه قتله في الرابعة ولم يتحرر لي حال هذا الإسناد فينظر عتبة بن عمرو بن جروة بفتح الجيم بن عدي بن عامر بن عدي بن كعب بن خزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري ذكره العدوي في أنساب الأنصار وأنه شهد أحدا وقال لا عقب له وذكره الطبراني وابن الدباغ وابن فتحون عتبة بن عويم بن ساعدة الأنصاري وسيأتي نسبه في ترجمة أبيه مختلف في صحبته قال بن أبي داود شهد بيعة الرضوان وما بعدها قال البخاري وأبو حاتم لم يصح حديثه يعني لما فيه من الاضطراب وذكر أن مداره على عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة عن أبيه عن جده فجزم الطبراني وآخرون أن الحديث من مسند عويم فعلى هذا فالضمير في جده يعود على سالم ووقع في الصحابة لابن شاهين عبد الله بن سالم بن عويم بن ساعدة أسقط من الإسناد عتبة بن عويم وجزم في موضع آخر بأنه عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة فعلى هذا الحديث من مسند عتبة وبذلك جزم بن عساكر في الأطراف وفيه اختلاف آخر وعبد الرحمن لا يعرف حاله والله أعلم روى له بن ماجة عتبة بن غزوان بفتح المعجمة وسكون الزاي بن جابر بن وهب المازني حليف بني عبد شمس أو بني نوفل من السابقين الأولين وهاجر إلى الحبشة ثم رجع مهاجرا إلى المدينة رفيقا للمقداد وشهد بدرا وما بعدها وولاه عمر في الفتوح فاختط البصرة وفتح فتوحا وكان طويلا جميلا روى له مسلم وأصحاب السنن وفي مسلم من حديثه لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر قال بن سعد وغيره قدم على عمر يستعفيه من الإمرة فأبى فرجع في الطريق بمعدن بني سليم سنة سبع عشرة وقيل سنة عشرين وقيل قبل ذلك وعاش سبعا وخمسين (4/215)
<216> سنة ودعا الله فمات وأخرج الطبراني في طرق من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من طريق غزوان بن عتبة بن غزوان عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وفي سنده عبد الرحمن بن عمرو بن نضلة وهو متروك عتبة بن فرقد بن يربوع بن حبيب بن مالك بن أسعد بن رفاعة السلمي أبو عبد الله وقال بن سعد يربوع هو فرقد روى أبو المعافى في تاريخ الموصل من طريق هشيم عن حصين أنه شهد خيبر وقسم له منها فكان يعطيه لبني أخواله عاما ولبني أعمامه عاما قال وكان حصين من أقربائه وإن عمر ولاه في الفتوح ففتح الموصل سنة ثمان عشرة مع عياض بن غنم وروى شعبة عن حصين عن امرأة عتبة بن فرقد أن عتبة غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوتين وروى الطبراني في الصغير والكبير من طريق أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد قال أخذني الشري على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني فتجردت فوضع يده على بطني وظهري فعبق بي الطيب من يومئذ قالت أم عاصم كنا عنده أربع نسوة فكنا نجتهد في الطيب وما كان يمس الطيب وإنه لأطيب ريحا منا وقال أبو عثمان النهدي جاءنا كتاب عمر ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد أخرجاه ونزل عتبة بعد ذلك الكوفة ومات بها عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عم النبي صلى الله عليه وسلم قال الزبير بن بكار شهد هو وأخوه حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيمن ثبت وروى بن سعد من طريق بن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في الفتح قال لي يا عباس أين ابنا أخيك عتبة ومعتب قلت تنحيا فيمن تنحى قال ائتني بهما قال فركبت إليهما إلى عرفة فأقبلا مسرعين وأسلما وبايعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني استوهبت ابني عمي هذين من ربي فوهبهما لي إسناده ضعيف وللمرفوع طريق أخرى تأتي في ترجمة معتب إن شاء الله قالوا أقام عتبة بمكة ومات بها ولم أر له ذكرا في خلافة عمر بل ولا في خلافة أبي بكر فكأنه مات فيها عتبة بن مسعود الهذلي أخو عبد الله لأبويه تقدم نسبه في ترجمته قال الزهري ما كان عبد الله بأقدم هجرة من عتبة ولكن عتبة مات قبله أخرجه الطبراني ورواه عبد الرزاق بلفظ ما كان بأفقه وهاجر عتبة إلى الحبشة فأقام بها إلى أن تقدم مع جعفر بن أبي طالب وقيل قدم قبل ذلك وشهد أحدا وما بعدها وقال البخاري في الأوسط حدثنا عبد الله حدثني الليث بن عقيل عن بن شهاب أخبرني السائب بن يزيد أنه كان مع عتبة بن مسعود في خلافة عمر قال وقال سعيد عن الزهري بلغني أن عمر كان يؤمره وروى الطبراني وغيره من طريق أبي العميس عن أبيه أو عون بن عبد الله بن عتبة قال لما مات عتبة بكى عليه أخوه عبد الله فقيل له أتبكي قال نعم أخي في النسب وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب الناس إلي إلا ما كان من عمر وروى البخاري من طريق المسعودي عن القاسم قال مات عتبة بن مسعود في زمن عمر فقال انتظروا حتى يجيء بن أم عبد قلت وهذا أصح من قول يحيى بن بكير أنه مات سنة أربع وأربعين ووقع في البخاري من رواية أبي ذر (4/216)
<217> وغيره في ذكر من شهد بدرا عبد الله بن مسعود الهذلي أخو عتبة بن مسعود الهذلي ولم أر ذلك في غيره وأظنه وهما ممن دون البخاري وقد سقط ذلك من رواية النسفي عن البخاري عتبة بن الندر بضم النون وتشديد الدال المفتوحة السلمي صحابي نزل مصر قال بن يونس لا يدري متى قدمها وقال الجيزي محمد بن الربيع عن يحيى بن عثمان بن صالح شهد الفتح وزعم بن عبد البر أنه عتبة بن عبد قال وقيل إنه غيره وليس بشيء كذا قال والصواب أنهما اثنان وحجة أبي عمر رواية خالد بن معدان عنهما وقول أبي حاتم في هذا إنه شامي وهي حجة واهية فقد قال محمد بن الربيع لما ذكر حديث علي بن رباح عنه وروى عنه من أهل الشام خالد بن معدان ولا يلزم من روايته عن عتبة بن عبد أن يكون هو عتبة بن الندر روى حديثه بن ماجة وغيره من طريق علي بن رباح سمعت عتبة بن الندر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول فذكر حديثا في قصة موسى مع شعيب في الغنم وصفة أولادها وكذا أخرجه محمد بن الربيع من طرق وقال بن سعد مات سنة أربع وثمانين عتبة بن نيار بكسر النون بعدها تحتانية خفيفة غير منسوب روى بن منده من طريق أبي عبيدة بن سلام ثم من طريق بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى زرعة بن سيف بن ذي يزن إذا أتتك رسلي فآمرك بهم خيرا معاذ بن جبل وعتبة بن نيار وذكر جماعة وذكر بن إسحاق هذه القصة ولم يسم فيهم عتبة وسيأتي ذكر أبي بردة عقبة بن نيار بالقاف فما أدري أهو هذا أو أخوه والله أعلم عتبة بن يزيد السلمي قال بن حبان له صحبة وفرق بينه وبين عتبة بن الندر السلمي وأظنه هو عتبة غير منسوب أخرج العقيلي في ترجمة عتبة بن غزوان عن عتبة بن غزوان عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قلت وهذا عتريس يأتي في الثالث عتيبة بالتصغير بن مدرك الدهماني يأتي في القسم الثالث إن شاء الله تعالى عتيبة البلوي حليف الأنصار ذكره المستغفري وأبو نعيم في الصحابة وساقا من طريق الحسن البصري حدثني بن لأبي ثعلبة زاد أبو نعيم الخشني أن أباه حدثه قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رجل خلفه فقال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت الحديث وفيه فشخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء ثم التفت فقال من صاحب الكلام فقال رجل من الأنصار من بلي يقال له عتيبة أنا يا رسول الله فقال والذي نفس محمد بيده ما خرج آخرها من فيك حتى نظرت إلى اثني عشر ملكا يبتدرونها عتير العذري يأتي في عس (4/217)
<218> عتير العذري ضبطه بن ماكولا تبعا للخطيب بالتصغير فقال له صحبة ورواية روى عنه سليمان بن عبد الرحمن الأزدي ثم وجدته في وفرق بن ماكولا بينه وبين عتير العذري الآتي ذكره وبيان الاختلاف فيه في العين والسين إن شاء الله تعالى عتيقة بن الحارث الأنصاري ذكره المستغفري وأسند من طريق مكحول عن عبيد الله بن عمرو قال بينما أنا جالس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في لمة يحدثنا ونحدثه إذ أقبل عتيقة بن الحارث الأنصاري فقال يا رسول الله ما لمن تقلد سيفا في سبيل الله قال يكون له وشاح من أوشحة الجنة من در وياقوت فذكر حديثا طويلا وفي إسناده جهالة ومكحول لم يلق عبد الله بن عمرو عتيقة آخر ذكره البخاري في الصحابة قال روى عنه عبد الله بن صفوان ولم يصح حديثه ذكره بن منده عتيك بن بلال الأنصاري ولم أر من ذكره في الصحابة لكن وجدت له قصة تدل على أن له صحبة أو رؤية قال سعيد بن منصور حدثنا أبو عوانة عن هلال بن أبي حميد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال جاء رجل من أهل المغرب إلى عمر فقال يا أمير المؤمنين لتحملني فنظر إليه ثم قال وأنا أقسم ألا أحملك فأعاد وأعاد ثلاثين مرة فقال له عتيك بن بلال الأنصاري والله إن تريد إلا الشر ألا ترى أن أمير المؤمنين قد حلف أيمانا لا أحصيها فذكر القصة فالذي يتهيأ أن يتكلم في مجلس عمر ثم يكون من الأنصار ألا أقل أن يكون بلغ الحلم فإن يكن كذلك فله على أقل الأحوال رؤية لتوفر دواعي الأنصار على إحضارهم أولادهم حين يولدون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيحنكهم ويدعو لهم ورجال الإسناد المذكور موثوقون وعبد الرحمن مختلف في سماعه من عمر وقد جاء في عدة أخبار أنه سمع منه عتيك بن التيهان مضى في عبيد بالموحدة مصغرا عتيك بن الحارث بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول الأنصاري ذكره العدوي في نسب الأنصار وقال شهد أحدا مع أبيه واستدركه بن فتحون قلت وقد ذكره بن حبان في ثقات التابعين وحديثه في الموطأ من رواية عبد الله بن جابر بن عتيك بن الحارث بن عتيك وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه أنه أخبره أن جابر بن عتيك أخبره وكان عمه عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية الأنصاري والد جابر بن عتيك شهد أحدا قاله بن عمارة وذكره بن شاهين عن محمد بن يزيد عن رجاله فسماه عتيقا بالقاف وأورد في ترجمته حديثا ومما أخرجه من طريق حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن جابر بن عتيك أن أباه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله الحديث وهذا الحديث عند أبي داود والنسائي من طريق عن يحيى عن محمد بن جابر بن عتيك عن أبيه فالصحبة إنما هي لجابر وقد تنبه بن قانع لهذا مع كثرة غلطاته فقال بعد أن أورده مثل بن شاهين رواه غيره عن بن جابر بن عتيك عن أبيه وهو الصواب ووراء ذلك أمر آخر وهو أن (4/218)
<219> جابر بن عتيك راوي الحديث هو جابر بن عتيك بن النعمان بن عمرو ولم أر من ذكر لعتيك بن النعمان صحبة إلا أن البغوي أخرج من طريق أبي معشر عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن أبيه عن جده أنه اشتد وجعه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنسان من أهل البيت رحمة الله عليك الحديث وهذا السياق غير محفوظ والمحفوظ ما في الموطأ عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فذكر الحديث عتيك بن النعمان إن صح قد ذكرته في ترجمة الذي قبله العين بعدها الثاء عثامة بن قيس البجلي قال البخاري وأبو حاتم له صحبة وقال بن حبان إن له صحبة وقال بن منده ويقال عسامة بالسين المهملة روى الطبراني في مسند الشاميين من طريق عبد الرحمن بن عائذ أخبرني بلال بن أبي بلال أن عثامة بن قيس البجلي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحن أحق بالشك من إبراهيم الحديث وله حديث آخر تقدم في ترجمة عبد الله بن سفيان الأزدي في العبادلة عثمان بن أبي جهم الأسلمي ذكره بن أبي حاتم في ترجمة حفيد محمد بن جهم بن عثمان فقال كان جده على ساقه غنائم خيبر يوم فتحت وروى أيضا عن عمر بن الخطاب وقع لي الحديث الذي أشار إليه قال الخرائطي في اعتلال القلوب حدثنا إبراهيم بن الجنيد حدثنا محمد بن سعيد القرشي البصري حدثنا محمد بن الجهم بن عثمان بن أبي الجهم عن أبيه عن جده وكان على ساقه غنائم خيبر حين افتتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما عمر بن الخطاب في سكة من سكك المدينة إذ سمع صوت امرأة وهي تهتف في خدرها هل من سبيل إلى خمر فأشربها أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج فذكر قصة نصر بن حجاج بطولها وقد اختلف على محمد بن سعيد في إسناده فرواه بن منده من طريق عتاب بن الجليل عن محمد بن سعيد الأثرم عن محمد بن عثمان بن جهم عن أبيه عن جده أنه كان على غنائم خيبر وهذا كأنه مقلوب ورواه بن عساكر في تاريخه من طريق قاسم بن جعفر عن محمد بن سعيد عن محمد بن عثمان بن جهم عن أبيه عن جده وكان على ساقة غنائم خيبر وقد مضى في ترجمة جهم وكأن الضمير في قوله عن جده يعود على جهم لا على محمد عثمان بن حكيم بن أبي الأوقص السلمي أخو عمر لأمه ويقال بل هو أخو زيد بن الخطاب وقع في البخاري ما يدل على أن له صحبة فإنه أخرج في صحيحه من طريق عبد الله بن دينار عن بن عمر قال أرى عمر حلة على رجل تباع الحديث بطوله وفي آخره فأرسل بها عمر إلى أخ له من (4/219)
<220> أهل مكة قبل أن يسلم سماه بن بشكوال في المبهمات عثمان بن حكيم عثمان بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي ورد ما يدل على أن له صحبة لأن أباه مات في الجاهلية قال الفاكهي حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء أن غلاما يقال له عبد الله عن عثمان بن حميد الحميدي قتل حمامة من حمام الحرم فسأل أبوه بن عباس فأمره بشاة عثمان بن حنيف بالمهملة والنون مصغرا الأنصاري تقدم ذكر نسبه في ترجمة أخيه سهل وقال الترمذي وحده إنه شهد بدرا وقال الجمهور أول مشاهده أحد وروى بن أبي شيبة من طريق قتادة عن أبي مجلز قال بعث عمر عثمان بن حنيف على مساحة الأرض يعني بعد أن فتحت الكوفة وفي البخاري أن عمر قال له ولعمار أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق روى عنه بن أخيه أبو أسامة بن سهل وطائفة وكان علي استعمله على البصرة قبل أن يقدم عليها فغلبه عليها طلحة والزبير فكانت القصة المشهورة في وقعة الجمل وقالوا إنه سكن الكوفة ومات في خلافة معاوية عثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي ذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة عثمان بن ربيعة الثقفي ذكره سيف في الفتوح وأن عثمان بن أبي العاص بعثه عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى من تجمع من الأزد فحاربهم فهزمهم عثمان وقال في ذلك فضضنا جمعهم والنقع كائن وقد يعدي على الغدر العقوق وأبرق بارق لما التقينا فعادت خلبا تلك البروق عثمان بن سعيد بن أحمر الأنصاري له صحبة قاله بن حبان نقلته من خط أبي علي البكري عثمان بن شماس بن الشريد بن هرمي بن عامر بن مخزوم المخزومي أدخل بن عبد البر في نسبه بين الشريد وهرمي سويدا فوهم فإن السويد أخو الشريد قاله المبرد وغيره ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة مع مصعب بن عمير وقال الزبير بن بكار استشهد بأحد وقد تقدم في حرف الشين شماس بن عثمان فأنا أخشى أن يكون هذا انقلب ثم وجدت أبا نعيم جنح إلى ذلك ونسب الوهم فيه إلى بن منده عثمان بن طلحة بن أبي طلحة واسمه عبد الله بن عبد العزي بن عثمان بن عبد الدار العبدري حاجب البيت أمه أم سعيد بن الأوس قتل أبوه طلحة وعمه عثمان بن أبي طلحة بأحد ثم أسلم عثمان بن طلحة في هدنة الحديبية وهاجر مع خالد بن الوليد وشهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه مفتاح الكعبة وفي الصحيحين من حديث بن عمر قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة ودخل معه بلال وعثمان بن طلحة وأسامة بن زيد الحديث وفيه فسألت بلالا وقد رواه يزيد بن زريع عن عبد الله بن عون عن نافع عن بن عمر قال فسألتهم ورواه يونس عن الزهري عن سالم عن أبيه (4/220)
<221> قال أخبرني بلال وعثمان بن طلحة وقد وقع في تفسير الثعلبي بغير سند في قوله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها ان عثمان المذكور إنما أسلم يوم الفتح بعد أن دفع له النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح البيت وهذا منكر والمعروف أنه أسلم وهاجر مع عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وبذلك جزم ثم سكن المدينة الى أن مات بها سنة اثنتين وأربعين قاله الواقدي وابن البرقي وقيل استشهد بأجنادين قال العسكري وهو باطل عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان بن عبد الله بن همام الثقفي أبو عبد الله نزيل البصرة أسلم في وفد ثقيف فاستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف وأقره أبو بكر ثم عمر ثم استعمله عمر على عمان والبحرين سنة خمس عشرة ثم سكن البصرة حتى مات بها في خلافة معاوية قيل سنة خمسين وقيل سنة إحدى وخمسين وكان هو الذي منع ثقيفا عن الردة خطبهم فقال كنتم آخر الناس إسلاما فلا تكونوا أولهم ارتدادا وجاء عنه أنه شهد آمنة لما ولدت النبي صلى الله عليه وسلم وهي قصة أخرجها البيهقي في الدلائل والطبراني من طريق محمد بن أبي سويد الثقفي عنه قال حدثتني أمي فعلى هذا يكون عاش نحوا من مائة وعشرين سنة روى عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في صحيح مسلم وفي السنن روى عنه بن أخيه يزيد بن الحكم بن أبي العاص ومولاه أبو الحكم وسعيد بن المسيب وموسى بن طلحة ونافع بن جبير بن مطعم وأبو العلاء ومطرف ابنا عبد الله بن الشخير وآخرون وذكر المرزباني في معجم الشعراء أن عثمان بن بشر بن عبد بن دهمان كان قد شد في الجاهلية على عمرو بن معد يكرب فهرب عمرو فقال عثمان لعمرك لولا الليل قامت مآتم حواسر يخمشن الوجوه على عمرو فأفلتنا فوت الأسنة بعدما رأى الموت والخطى أقرب من شعري فما أدري أهو هذا نسب إلى جده أو عمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي أبو قحافة والد أبي بكر أمه آمنة بنت عبد العزي العدوية عدي قريش وقيل اسمها قيلة قال الفاكهي حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي حمزة الثمالي قال قال عبد الله لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغار ذهبت أستخبر وأنظر هل أحد يخبرني عنه فأتيت دار أبي بكر فوجدت أبا قحافة فخرج علي ومعه هراوة فلما رآني اشتد نحوي وهو يقول هذا من الصباة الذي أفسدوا علي ابني تأخر إسلامه إلى يوم الفتح فروى بن إسحاق في المغازي بإسناد صحيح عن أسماء بنت أبي بكر قالت لما كان عام الفتح ونزل النبي صلى الله عليه وسلم ذا طوى قال أبو قحافة لابنة له كانت من أصغر ولده أي بنية أشرقي بي على أبي قبيس وكان قد كف بصره فأشرفت به عليه فذكر الحديث بطوله وفيه فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد خرج أبو بكر حتى جاء بأبيه يقوده فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلا تركت الشيخ في بيته حتى آتيه فقال يمشي هو إليك يا رسول الله أحق من أن تمشي إليه وأحله بين يديه ثم مسح على صدره فقال أسلم تسلم ثم قام أبو بكر الحديث أخرجه بن حبان في صحيحه من (4/221)
<222> حديث بن إسحاق وروى مسلم من طريق أبي الزبير عن جابر قال أتى بأبي قحافة عام الفتح ورأسه ولحيته مثل الثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروا هذا بشيء وجنبوه السواد وروى أحمد من طريق هشام عن محمد بن سيرين عن أنس أنه سئل عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لم يكن شاب إلا يسيرا ولكن خضب أبو بكر وعمر بالحناء والكتم قال وجاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يديه فقال لأبي بكر لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه تكرمة لأبي بكر فأسلم ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا فقال غيروهما وجنبوه السواد صححه بن حبان من هذا الوجه قال قتادة هو أول مخضوب في الإسلام وهو أول من ورث خليفة في الإسلام مات أبو قحافة سنة أربع عشرة وله سبع وتسعون سنة عثمان بن عامر بن معتب الثقفي مولى المنبعث من فوق يقال أسلم وصحب ذكره السهيلي كذا في التجريد والذي في الروض للسهيلي في غزوة الطائف ومن أولئك العبيد الذين نزلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف فأعتقهم المنبعث وكان اسمه المضطجع فبدله رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عبدا لعثمان بن عامر بن معتب وساق الكلام في ذلك إلى أن قال وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاء هؤلاء العبيد لسادتهم حين أسلموا كل هذا ذكره بن إسحاق في غير رواية بن هشام قلت فدخل عثمان في عموم قوله حين أسلموا وسيأتي في ترجمة المنبعث النقل عن بن إسحاق أنه كان من موالي آل عثمان بن عامر بن معتب فيحتمل أن يكون المنبعث كان عبدا لعثمان ومات عثمان في الجاهلية فورثه ولده فهو الذي أسلم وقد ذكر بن الكلبي عثمان في الجمهرة ولم يقل إن عثمان أسلم كعادته وقد كتبته هنا على الاحتمال عثمان بن عبد غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري ذكره بن إسحاق وغيره في مهاجرة الحبشة وقال البلاذري أقام بها حتى قدم مع جعفر بن أبي طالب وقد تقدم ذكر عامر بن عبد غنم فلعله أخوه واختلف في اسمه والله أعلم عثمان بن عبيد الله بن عثمان التيمي أخو طلحة تقدم نسبه فيه قال بن حبان له صحبة وقال أبو عمر أسلم وهاجر ولا أعرف له رواية ومن ولده محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الرحمن بن غنم بن عبد الله كان عالما بالنسب وقال الذهبي لا صحبة له ولا إسلام بل الصحبة لولده عبد الرحمن قلت وهو رد بغير دليل عثمان بن عثمان بن الشريد تقدم في شماس عثمان بن عثمان الثقفي نزل حمص قال بن أبي حاتم كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن منده كان أميرا على صنعاء الشام وساق له من طريق حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن عثمان بن عثمان الثقفي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله يقبل التوبة عن عبده قبل موته ثم قال بشهر ثم قال بيوم ثم قال قبل أن يغرغر (4/222)
<223> عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي أمير المؤمنين أبو عبد الله وأبو عمر وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أسلمت وأمها البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد بعد الفيل بست سنين على الصحيح وكان ربعة حسن الوجه رقيق البشرة عظيم اللحية بعيد ما بين المنكبين وقد وصف بأتم من هذا في ترجمة خالته سعدي وكذا صفة إسلام عثمان أسلم قديما قال بن إسحاق كان أبو بكر مؤلفا لقومه فجعل يدعو إلى الإسلام من يثق به فاسلم على يده فيما بلغني الزبير وطلحة وعثمان وزوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية من عثمان وماتت عنده في أيام بدر فزوجه بعدها أختها أم كلثوم فلذلك كان يلقب ذا النورين قال الزبير بن بكار حدثني محمد بن سلام الجمحي قال حدثني أبو المقدام مولى عثمان قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم مع رجل بلصف إلى عثمان فاحتبس الرجل له النبي صلى الله عليه وسلم ما حبسك ألا كنت تنظر إلى عثمان ورقية تعجب من حسنهما وجاء من أوجه متواترة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة وعده من أهل الجنة وشهد له بالشهادة وروى أبو خيثمة في فضائل الصحابة من طريق الضحاك عن النزال بن سبرة قلنا لعلي حدثنا عن عثمان قال ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذا النورين وروى الترمذي من طريق الحارث بن عبد الرحمن عن طلحة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي رفيق ورفيقي في الجنة عثمان وجاء من طرق كثيرة شهيرة صحيحة عن عثمان لما أن حصروه انتشد الصحابة في أشياء منها تجهيزه جيش العسرة ومنها مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم عنه تحت الشجرة لما أرسله إلى مكة ومنها شراؤه بئر رومة وغير ذلك وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر روى عنه أولاده عمر وأبان وسعيد وابن عمه مروان بن الحكم بن أبي العاص ومن الصحابة بن مسعود وابن عمر وابن عباس وابن الزبير وزيد بن ثابت وعمران بن حصين وأبو هريرة وغيرهم ومن التابعين الأحنف وعبد الرحمن بن أبي ضمرة وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن المسيب وأبو وائل وأبو عبد الرحمن السلمي ومحمد بن الحنفية وآخرون وهو أول من هاجر إلى الحبشة ومعه زوجته رقية وتخلف عن بدر لتمريضها فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره وتخلف عن بيعة الرضوان لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعثه إلى مكة فأشيع أنهم قتلوه فكان ذلك سبب البيعة فضرب إحدى يديه على الأخرى وقال هذه عن عثمان وقال بن مسعود لما بويع بايعنا خيرنا ولم نأل وقال علي كان عثمان أوصلنا للرحم وكذا قالت عائشة لما بلغها قتله قتلوه وإنه لأوصلهم للرحم وأتقاهم للرب وقال بن المبارك في الزهد أنبأنا الزبير بن عبد الله أن جدته أخبرته وكانت خادما لعثمان وقالت كان عثمان لا يوقظ نائما من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه وكان يصوم الدهر وكان سبب قتله أن أمراء الأمصار كانوا من أقاربه كان بالشام كلها معاوية وبالبصرة سعيد بن العاص وبمصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح وبخراسان عبد الله بن عامر وكان من حج منهم يشكو من أميره وكان عثمان لين العريكة كثير الإحسان والحلم وكان يستبدل ببعض أمرائه فيرضيهم ثم يعيده بعد إلى أن رحل أهل مصر يشكون من بن أبي سرح فعزله وكتب له كتابا (4/223)
<224> بتولية محمد بن أبي بكر الصديق فرضوا بذلك فلما كانوا في أثناء الطريق رأوا راكبا على راحلة فاستخبروه فأخبرهم أنه من عند عثمان باستقرار بن أبي سرح ومعاقبة جماعة من أعيانهم فأخذوا الكتاب ورجعوا وواجهوا به فحلف أنه ما كتب ولا أذن فقالوا سلمنا كاتبك فخشى عليه منهم القتل وكان كاتبه مروان بن الحكم وهو بن عمه فغضبوا وحصروه في داره واجتمع جماعة يحمونه منهم فكان ينهاهم عن القتال إلى أن تسوروا عليه من دار إلى دار فدخلوا عليه فقتلوه فعظم ذلك على أهل الخير من الصحابة وغيرهم وانفتح باب الفتنة فكان ما كان والله المستعان وروى البخاري في قصة قتل عمر أنه عهد إلى ستة وأمرهم أن يختاروا رجلا فجعلوا الاختيار إلى عبد الرحمن بن عوف فاختار عثمان فبايعوه ويقال كان ذلك يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين وقال بن إسحاق قتل على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا واثنين وعشرين يوما من خلافته فيكون ذلك في ثاني وعشرين ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وقال غيره قتل لسبع عشرة وقيل لثمان عشرة رواه أحمد عن إسحاق بن الطباع عن أبي معشر وقال الزبير بن بكار بويع يوم الإثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وقتل يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة بعد العصر ودفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء في حش كوكب كان عثمان اشتراه فوسع به البقيع وقتل وهو بن اثنتين وثمانين سنة وأشهر على الصحيح المشهور وقيل دون ذلك وزعم أبو محمد بن حزم أنه لم يبلغ الثمانين عثمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد الأنصاري ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا وذكره الطبري في الصحابة وقال أبو نعيم هو عندي نعمان بن عبد عمرو عثمان بن عمرو الأنصاري روى بن منده من طريق كثير بن سليم عن أنس جاء عثمان بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إمام قومه وكان بدريا فقال له إذا صليت بقومك فأخف بهم فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة قال بن منده هذا الحديث مشهور بعثمان بن أبي العاص لكنه لم يكن بدريا قلت إن كان محفوظا فهو غيره فلا مانع من وقوع القصة الواحدة لاثنين وقد روى بن قانع من طريق يعقوب العمي عن أبي عبيد عن أبي مرقع حدثني عثمان بن عمرو بالموسم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم الجنة بأربعين عاما عثمان بن عمرو بن الجموح الأنصاري السلمي روى الدولابي أبو بشر في الكنى من طريق حيوة بن شريح حدثنا أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد قال رأيت شعر عثمان بن عمرو بن الجموع الأنصاري من بني سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مصبوغا بصفرة ورأيته جعل شعر رأسه ضفيرتين فيحتمل أن يكون أحد الذين قبله كما يحتمل أن يكون الثاني هو الأول ويحتمل التعدد عثمان بن قيس بن أبي العاص بن قيس بن عدي السهمي قال بن يونس شهد فتح مصر مع أبيه وروى الطبراني من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب كتب عمر إلى عمرو بن العاص أن افرض لكل من قبلك ممن بايع تحت الشجرة في مائتين من العطاء وأبلغ ذلك بنفسك وأقاربك وافرض لعثمان بن قيس لضيافته ولخارجة بن حذافة لشجاعته وسيأتي في ترجمة والده أنه ولي قضاء مصر وكذا (4/224)
<225> ذكر أبو عمر الكندي أنه ولي قضاء مصر في آخر سنة من خلافة عمر واستمر على ذلك طول خلافة عثمان إلى أن صرف في سنة اثنتين وأربعين في خلافة معاوية وكان عابدا مجتهدا غزير الدمعة وكان إذا حكم بين الناس يبكي ويقول ويل لمن جار في حكمه عثمان بن مظعون بالظاء المعجمة بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي قال بن إسحاق أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا وهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى في جماعة فلما بلغهم أن قريشا أسلمت رجعوا فدخل عثمان في جوار الوليد بن المغيرة ثم ذكر رده جواره ورضاه بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وذكر قصته مع لبيد بن ربيعة حين أنشد ألا كل شيء ما خلا الله باطل فقال عثمان بن مظعون صدقت فقال لبيد وكل نعيم لا محالة زائل فقال عثمان كذبت نعيم الجنة لا يزول فقام سفيه منهم إلى عثمان فلطم عينه فاخضرت وفي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص قال رد النبي صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له لاختصينا وروى بن شاهين والبيهقي في الشعب من طريق قدامة بن إبراهيم الجمحي عن عمر بن حسين عن عائشة بنت قدامة عن أبيه عن عمها قال قلت يا رسول الله إني رجل تشق على العزوبة في المغازي فتأذن لي في الخصاء فأختصي فقال لا ولكن عليك بن مظعون بالصوم وروى البزار من طريق قدامة بن موسى عن أبيه عن جده قدامة بن مظعون حديثا وقال لا أعلم له غيره وفي الصحيحين عن أم العلاء قالت لما مات عثمان بن مظعون قلت شهادتي عليك أبا السائب لقد أكرمك الله توفي بعد شهوده بدرا في السنة الثانية من الهجرة وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين وأول من دفن بالبقيع منهم وروى الترمذي من طريق القاسم عن عائشة قالت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي وعيناه تذرفان ولما توفي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وقالت امرأة ترثيه يا عين جودي بدمع غير ممنون على رزية عثمان بن مظعون عثمان بن معاذ بن عثمان التيمي قال بن عبد البر روى حديثه بن عيينة عن حميد بن قيس عن محمد بن إبراهيم عن رجل من قومه يقال له عثمان بن معاذ أو معاذ بن عثمان أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ارموا الجمار بمثل حصى الخذف قلت قد رواه عبد الوارث عن حميد بن قيس عن محمد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن معاذ أخرجه أبو داود والنسائي وهو المحفوظ ورواه معمر عن حميد بن قيس عن محمد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن معاذ عن رجل أنه سمع فإن كان بن عيينة حفظه فلعل عبد الرحمن سمعه من أخيه عثمان عثمان بن نوفل زعم بن شاهين أنه اسم ذي الجوشن والمشهور خلاف ما قال عثمان بن وهب المخزومي ذكره بن سعد في مسلمة الفتح عثمان الجهني روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عن عرس بن عبد العزيز عن عمر بن مضرس بن عثمان الجهني عن أبيه عن جده ذكره البخاري في تاريخه وبين بن أبي حاتم أن عمر (4/225)
<226> بن مضرس إنما روى عن أبيه عن عمرو بن مرة الجهني فالله أعلم عثير بالتصغير وآخره راء في عس عثير العذري يأتي في عس عثيم بالتصغير خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان في حديث لعائشة من طريق أم كلثوم الحنظلية عنها قال أحمد في أواخر مسند عائشة حدثنا عبد الصمد حدثتني فاطمة بنت عبد الرحمن حدثتني أمي أنها سألت عائشة وأرسلها عمها فقالت إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان فإن الناس قد شتموه فقالت لعن الله من لعنه فوالله لقد كان قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبرائيل يوحي إليه وهو يقول له اكتب يا عثيم عثيم الجني له ذكر في الفتوح قال بينما رجل باليمامة في الليلة الثالثة من نهاوند مر به راكب فقال من أين قال من نهاوند وقد فتح الله على النعمان واستشهد فأتى عمر فأخبره فقال صدق وصدقت هذا عثيم بريد الجن رأى بريد الإنس ثم ورد الخبر بذلك بعد أيام وسمي فتح نهاوند فتح الفتوح العين بعدها الجيم عجرى بن ماتع السكسكي له صحبة ولا يعرف له رواية عداده في المعافر قال بن يونس وذكروه فيمن شهد فتح مصر وكذا ذكره بن منده عن بن يونس عجلان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنه حديث القضاة ثلاثة وعنه ابنه أخرجه عبد الصمد بن سعيد في طبقات الحمصيين من طريق عمرو بن شرحبيل الخولاني سمعت بن العجلان بهذا عجير بالتصغير بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبي أخو رطانة ذكره بن سعد في مسلمة الفتح وأن النبي صلى الله عليه وسلم أطعمه من خيبر ثلاثين وسقا وذكر البلاذري وغيره أن عمر بعثه ليجدد أنصاب الحرم وقد عاش عجير بعد ذلك حتى روى عن علي وأخرج أبو داود من طريق نافع بن عجير عن أبيه عن علي في قصة بنت حمزة وقد مضى ذكر ولده خالد بن عجير في حرف الخاء المعجمة عجير بن يزيد بن عبد العزي ذكره الطبراني في الصحابة وقال ذكره البخاري في الصحابة ولم يذكر له حديثا وقال البغوي قال محمد بن إسماعيل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا وقال عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن عجير بن يزيد بن عبد العزي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في واد من أودية مكة وكنت قد أسلمت وكان رآني مشركا قال فناولته شيئا من أقط فقال أذن لك والدك قلت لا فأبى أن يقبله وقال لي يا عجير أترى هذه المقبرة فإنه يبعث منها يوم (4/226)
<227> القيامة سبعون ألفا لا حساب عليهم أخرجه أبو بكر بن أبي علي الذكواني من هذا الوجه وفي إسناده من لا يعرف عجيل باللام مصغرا القرصمي بالقاف واختلف في الصاد قال بن دريد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ذكره أبو عبيد البكري في شرح الأمالي العين بعدها الدال العداء بوزن العطار بن خالد بن هوذة بن خالد بن عمرو بن عامر بن صعصعة العامري نسبه هشام بن الكلبي وذكره هو ووالده في المؤلفة وقال غيره هوذة بن ربيعة بن عمرو والباقي سواء ووهم البغوي فجعله من ولد أنف الناقة بن قريع التميمي وليس كذلك وإنما أنف الناقة آخر وهو أخو عمرو بن عامر بن صعصعة واسم أنف الناقة هذا ربيعة ويعرف بالبكاء وإليه ينسب زياد البكائي أسلم العداء بعد حنين مع أبيه وأخيه حرملة وقد تقدم ذكرهما وللعداء أحاديث وكأنه عمر فإن عند أحمد أنه عاش إلى زمن خروج يزيد بن المهلب قلت وكان ذلك سنة إحدى أو اثنتين ومائة عداده في أعراب البصرة وكان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأقطعه مياها كانت لبني عامر يقال لها الرخيخ بخاءين معجمتين مصغرا وكان ينزل بها عداس مولى شيبة بن ربيعة كان نصرانيا من أهل نينوى قرية من قرى الموصل ولقي النبي صلى الله عليه وسلم بالطائف في قصة ذكرها بن إسحاق في السيرة وفيها أن شيبة وعتبة كانا بالطائف فشاهدا ما رد أهل الطائف على النبي صلى الله عليه وسلم لما دعاهم إلى الإسلام فقالا لعداس خذ هذا القطف العنب فضعه بين يدي ذلك الرجل ففعل فلما وضع يده فيه قال باسم الله فتعجب عداس وقال له هذا الكلام ما يقوله أحد من أهل هذه البلاد فذكر له أنه رسول الله فعرف صفته فانكب عليه يقبله فلما رجع عداس قالا له ويحك يا عداس لا يصرفك عن دينك وذكر سليمان التيمي في السيرة له أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أشهد أنك عبد الله ورسوله وأشار بن منده إلى قصة أخرى فقال له ذكر في صفة النبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه وقد ذكرها سليمان التيمي أيضا قال بلغنا أن أول شيء اختص الله به محمدا صلى الله عليه وسلم أنه رأى رؤيا في حراء كان يخرج إليه فرارا مما يفعل بآلهتهم فنزل عليه جبرائيل فدنا منه فخافه فذكر الحديث فقالت له خديجة أبشر فإنك نبي هذه الأمة قد أخبرني به قبل أن أتزوج ناصح غلامي وبحيرا الراهب ثم خرجت من عنده الى الراهب فقال لها إن جبرائيل رسول الله وامينه الى الرسل ثم أقبلت من عنده حتى تأتي عبدا لعتبة بن ربيعة نصرانيا من أهل نينوى يقال له عداس فقالت له فقال لها مثل ذلك ثم أتت ورقة وذكر هذه القصة أيضا موسى بن عقبة وقال فيه عداس هو أمين الله بينه وبين النبيين وصاحب موسى وعيسى وذكر بن عائذ في المغازي من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن عكرمة عن بن عباس نحوه بطوله (4/227)
<228> وذكر الواقدي في قصة بدر من طريق أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة عن حكيم بن حزام قال فإذا عداس جالس على الثنية البيضاء والناس يمرون عليها فوثب لما رأى شيبة وعتبة وأخذ بأرجلهما يقول بابي وأمي أنتما والله إنه لرسول الله وما تساقان إلا إلى مصارعكما قال ومر به العاص بن شيبة فوجده يبكي فقال مالك فقال يبكيني سيداي وسيدا هذا الوادي فيخرجان ويقاتلان رسول الله فقال له العاص إنه لرسول الله فانتفض عداس انتفاضة شديدة واقشعر جلده وبكى وقال إي والله إنه لرسول الله إلى الناس كافة وذكر الواقدي من وجه آخر أنه نهاهما عن الخروج وهما بمكة فخالفاه فخرج معهما فقتل ببدر قال ويقال أنه لم يقتل بها بل رجع فمات عدس بن عاصم بن قطن تقدم ذكره في ترجمة أخيه خزيمة بن عاصم عدس بن هوذة البكائي ذكره الدارقطني عدي بن أسد يأتي في بن نضلة عدي بن أمية بن الضبيب الجذامي ذكره الأموي في المغازي في الوفد الذين قدموا مع رفاعة بن زيد واستدركه بن فتحون عدي بن بداء بتشديد الدال قبلها موحدة مفتوحة له ذكر في قصة تميم الداري في نزول قوله تعالى يأيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت وقد تقدم ذلك في ترجمة بديل بن أبي مريم وفيه قول تميم يرى الناس منها غيري وغير عدي بن بداء وكانا نصرانيين يختلفان بالتجارة وأما عدي فقال بن حبان له صحبة وأخرجه بن منده فأنكر عليه ذلك أبو نعيم وقال لا يعرف له إسلام قال بن عطية لا يصح لعدي عندي صحبة وقد وضعه بعضهم في الصحابة ولا وجه لذكره عندي فيهم وقوى ذلك بن الأثير بأن السياق عند بن إسحاق فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستحلفوا عديا بما يعظم على أهل دينه قلت وإنما أخرجته في هذا القسم لقول بن حبان فقد يجوز أن يكون أطلع على أنه أسلم بعد ذلك ثم وجدت في تفسير مقاتل بعد أن ساق القصة بطولها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لتميم ويحك يا تميم أسلم يتجاوز الله عنك فأسلم وحسن إسلامه ومات عدي بن بداء نصرانيا تنبيه والذي عندي أن بداء بفتح الموحدة وتشديد الدال مقصور وقيل ممدود ورأيته بخط الخطيب في سياق القصة عن تفسير مقاتل عدي بن بندا بنون بين الموحدة والدال والله أعلم عدي بن تميم أحد ما قيل في اسم أبي رفاعة العدوي ذكره أبو بكر بن علي عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي الطائي ولد الجواد المشهور أبو طريف أسلم في سنة تسع وقيل سنة عشر وكان نصرانيا قبل ذلك وثبت على إسلامه في الردة وأحضر صدقة قومه إلى أبي بكر وشهد فتح العراق ثم سكن الكوفة وشهد صفين مع علي ومات بعد الستين وقد أسن قال خليفة بلغ عشرين ومائة سنة وقال أبو حاتم السجستاني بلغ مائة وثمانين قال محل بن خليفة عن عدي بن حاتم ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء وقال الشعبي عن عدي أتيت عمر في أناس من قومي فجعل يفرض للرجل ويعرض عني فاستقبلته فقلت (4/228)
<229> أتعرفني قال نعم آمنت إذ كفروا وعرفت إذ أنكروا ووفيت إذ غدروا وأقبلت إذ أدبروا إن أول صدقة بيضت وجوه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة طي أخرجه أحمد وابن سعد وغيرهما وبعضه في مسلم وفي الصحيحين أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور تتعلق بالصيد وفيهما قصة في حمله قوله تعالى حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر على ظاهره وقوله له إنك لعريض الوساد وروى أحمد والترمذي من طريق عباد بن حبيش الكوفي عن عدي بن حاتم قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فقال الناس هذا عدي بن حاتم قال وجئت بغير أمان ولا كتاب وكان قال قبل ذلك إني لأرجو الله أن يجعل يده في يدي فقام فأخذ بيدي فلقيته امرأة وصبي معها فقالا أنا لنا إليك حاجة فقام معهما حتى قضى حاجتهما ثم أخذ بيدي حتى أتى إلى داره فألقت إليه الوليدة وسادة فجلس عليها وجلست بين يديه فقال هل تعلم من إله سوى الله قلت لا ثم قال هل تعلم شيئا أكبر من الله قلت له قال فإن اليهود مغضوب عليهم وإن النصارى ضالون وروى أحمد والبغوي في معجمه وغيرهما من طريق أبي عبيدة بن حذيفة قال كنت أحدث حديث عدي بن حاتم فقلت هذا عدي في ناحية الكوفة فأتيته فقال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كرهته كراهية شديدة فانطلقت حتى كنت في أقصى الأرض مما يلي الروم فكرهت مكاني أشد من كراهته فقلت لو أتيته فإن كان كاذبا لم يخف علي وإن كان صادقا أتبعته فأقبلت فلما قدمت المدينة استشرفني الناس فقالوا عدي بن حاتم فأتيته فقال لي يا عدي أسلم تسلم قلت إني لي دينا قال أنا أعلم بدينك منك ألست ترأس قومك قلت بلي قال ألست تأكل المرباع قلت بلى قال فإن ذلك لا يحل لك في دينك ثم قال أسلم تسلم قد أظن أنه إنما يمنعك غضاضة تراها ممن حولي وإنك ترى الناس علينا البا واحدا قال هل أتيت الحيرة قلت لم آتها وقد علمت مكانها قال يوشك أن تخرج الظعينة منها بغير جوار حتى تطوف بالبيت ولتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز فقلت كسرى بن هرمز قال نعم وليفيضن المال حتى يهم الرجل من يقبل صدقته قال عدي فرأيت اثنتين الظعينة وكنت في أول خيل أغارت على كنوز كسرى وأحلف بالله لتجيئن الثالثة وآخر الحديث عند البخاري من وجه آخر وذكر بن المبارك في الزهد عن بن عيينة أنه حدث عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال ما دخل وقت صلاة إلا وأنا أشتاق إليها وكان جوادا وقد أخرج أحمد عن تميم بن طرفة قال سأل رجل عدي بن أبي حاتم مائة درهم فقال تسألني مائة درهم وأنا بن حاتم والله لا أعطيك وسنده صحيح وجزم خليفة بأنه مات سنة ثمان وستين وفي التاريخ المظفري أنه مات في زمن المختار وهو بن مائة وعشرين سنة عدي بن حمرس بن نصر بن القاطع بن جري بن عوف بن سود بن جذام الجذامي جد الحسن بن عبد العزيز الجروي شيخ البخاري وقال عبد الغني بن سعيد لعدي جد الحسن صحبة وكذا ذكره الخطيب في ترجمة الحسن وحمرس بكسر المهملة والراء بينهما ميم ساكنة وآخره مهملة عدي بن خليفة البياضي ذكره أبو عبيد بن سلام فيمن شهد بدرا (4/229)
<230> عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف النوفلي والد عبيد الله وأخويه ذكره بن سعد في مسلمة الفتح وابنه عبيد الله مذكور فيمن له رؤية وقال العجلي في الثقات عبيد الله بن عدي بن الخيار تابعي ثقة من كبار التابعين وأبوه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى بن شاهين في كتاب الجنائز من طريق عبيد الله بن عدي بن الخيار عن أبيه وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظمونه أنه لما احتضر قال يا بني أذكرك الله ألا تعمل بعدي عملا يمعر وجهي فإن عمل الأبناء يعرض على الآباء وذكر المدائني وعمر بن شبة في أخبار المدينة عنه في ترجمة عثمان بإسناد له أن عدي بن الخيار عاتب عثمان في شأن الوليد بن عقبة لما شكا أهل الكوفة أنه يشرب الخمر فقال له عثمان سنقيم عليه الحد انتهى والذي في صحيح البخاري أن الذي كلم عثمان في ذلك هو عبيد الله بن عدي بن الخيار ولد هذا فالله أعلم عدي بن الربيع بن عبد العزي بن عبد شمس أخو أبي العاص بن الربيع له ذكر في السير لما أخرج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشيعها إلى المدينة قال المرزباني في معجمه عرض له هبار بن الأسود فرماه عدي بسهم فقتل وقال عدي عجبت لهبار وأوباش قومه يريدون إخفاري ببنت محمد ولست أبالي ما لقيت ضجيعهم إذا اجتمعت يوما يدي بالمهند وقيل إن الذي خرج بها هو كنانة بن عدي وذكره بن سيد الناس في الصحابة الذين مدحوا النبي صلى الله عليه وسلم وساق هذه القصة عدي بن ربيعة بن عبد العزي بن عبد شمس قال بن عبد البر ذكروا في مسلمة الفتح عدي بن ربيعة وأنا أظن أنه بن عم أبي العاص بن الربيع قلت وابنه علي له صحبة وسيأتي عدي بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد الجشمي ذكره بن منده في الصحابة وقال لا أدري أبقي الى البعث أم لا قلت قد ذكر بن فتحون أنه أسلم وسيأتي له ذكر في ترجمة محمد بن عدي إن شاء الله تعالى عدي بن أبي الزغباء واسمه سنان بن سبيع بن ثعلبة بن ربيعة بن زهرة بن بذيل بالموحدة والمعجمة مصغرا بن سعد بن عدي بن كاهل بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهني حليف بني النجار شهد بدرا وما بعدها وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم مع بسبسة بن عمرو يتجسسان خبر أبي سفيان في وقعة بدر فسارا حتى أتيا قريبا من ساحل البحر ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب ووصله بن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس وقال بن إسحاق فيمن شهد بدرا من الأنصار ثم من بني النجار ثم من بني عائذ بن ثعلبة ثم من بني خالد بن عدي بن أبي الزغباء حليف لهم من جهينة وأما موسى بن عقبة فقال إنه حليف بني النجار وروى الدولابي في الصحابة من طريق محمد بن الفضل بن عبد الرحمن بن عدي حدثنا أبي عن أبيه عن جده عدي بن أبي الزغباء الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا قال أبو عمر توفي في خلافة عمر بن الخطاب (4/230)
<231> عدي بن زيد الجذامي قال البخاري سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره عنه البغوي قال ولم يذكر الحديث قلت والحديث عند أبي داود وهو في حمى المدينة من رواية سليمان بن كنانة مولى عثمان عن عبد الله بن أبي سفيان عنه وتابعه إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عدي بن زيد الأنصاري فيحتمل أن يكون هذا جذاميا حالف الأنصار وسيأتي في ترجمة عدي الجذامي أن منهم من وحد بينه وبين هذا عدي بن شراحيل من بني عامر بن ذهل بن ثعلبة قال بن شاهين له صحبة وروى من طريق إبراهيم بن يوسف عن زياد حدثني بعض أصحابنا عن سماك بن حرب قال كان رجل من بني عامر بن ذهل بن ثعلبة يقال له عدي بن شراحيل وكان بالربذة فمر بالنبي صلى الله عليه وسلم فوفد إليه بإسلامه وإسلام أهل بيته وسأله فكتب له كتابا وفي إسناده من لا يعرف عدي بن عبد سواءة بن القاطع بن جرى بن عوف بن مالك بن سود بن تديل بن حشم بن جذام الجذامي قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قلت وسواءة بضم المهملة والمد وسود بضم المهملة وسكون الواو وتذيل بفتح وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة وحشم بكسر المهملة وسكون المعجمة عدي بن عدي الكندي ذكره بن سعد في طبقة الفتحيين وقال أحمد والبخاري له صحبة وذكره أبو الفتح الأزدي فيمن وافق اسمه اسم أبيه من الصحابة وفرق البخاري وابن شاهين وابن حبان بينه وبين عدي بن عدي بن عميرة الآتي ذكره في القسم الأخير ووحد بينهما بن الأثير فوهم عدي بن عميرة بفتح أوله بن فروة بن زرارة بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي صحابي معروف يكنى أبا زرارة له أحاديث في صحيح مسلم وغيره روى عنه أخوه العرس وله صحبة وغير واحد وذكر بن إسحاق في حديثه أن سبب إسلامه أنه قال كان بأرضنا حبر من اليهود يقال له بن شهلاء فقال لي إني أجد في كتاب الله أن أصحاب الفردوس قوم يعبدون ربهم على وجوههم لا والله ما أعلم هذه الصفة إلا فينا معشر اليهود وأحد نبيهم يخرج من اليمن فلا يرى أنه يخرج إلا منا قال عدي فوالله ما لبثنا حتى بلغنا أن رجلا من بني هاشم قد تنبأ فذكرت حديث بن شهلاء فخرجت إليه فإذا هو ومن معه يسجدون على وجوههم وقال بن خيثمة بلغني أنه مات بالجزيرة وقال الواقدي مات بالكوفة سنة أربعين وقال أبو عروبة الحراني كان عدي بن عميرة قد نزل الكوفة ثم خرج بعد قتل عثمان إلى الجزيرة فمات بها وقال بن سعد لما قتل عثمان قال بنو الأرقم لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان فتحولوا إلى الشام فأسكنهم معاوية الرها وأقطعهم بها ووقع في الطبراني الأوسط عدي بن عميرة الحضرمي وهو من وهم بعض الرواة في نسبه عدي بن قيس بن حذافة السهمي ذكره بن هشام في مختصر السيرة عمن يثق به من أهل العلم عن بن شهاب عن عبيد الله عن بن عباس في تسمية من أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين قال بن إسحاق وأعطى السهمي خمسين من الإبل قال بن هشام اسمه عدي بن (4/231)
<232> قيس وروى بن مردويه من طريق بكر بن بكار عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير في تسمية المؤلفة عدي بن قيس السهمي عدي بن كعب لا أعرف نسبه وقع ذكره في حديث غريب روى المعافى في الجليس من طريق محمد بن أبي بكر الأنصاري عن عبادة بن الصامت قال بعثني أبو بكر إلى ملك الروم ومعي عمرو بن العاص وأخوه هشام وعدي بن كعب ونعيم بن عبد الله فخرجنا حتى قدمنا على جبلة بن الأيهم بدمشق فذكر قصة طويلة في ورقتين وإسناده ضعيف وقد أخرجهما البيهقي في الدلائل من وجه آخر كما سيأتي في ترجمة هشام بن العاص ويحتمل أن يكون عدي بن كعب هذا هو أبو خيثمة والد سليمان فقد سماه الأزدي كذلك فالله أعلم عدي بن مرة بن سراقة بن خباب بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي حليف الأنصار استشهد يوم خيبر طعن بين ثدييه بحربة فمات منها ذكره أبو عمر عدي بن نضلة أو نضيلة بالتصغير بن عبد العزي بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي ويقال عدي بن أسد ذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة وقال موسى بن عقبة عدي بن أسد العدوي مات بالحبشة وهو أول موروث في الإسلام ورثه ابنه النعمان قلت فخالف بن إسحاق في نسبه وفي أوليته فإن بن إسحاق قال إن أول موروث في الإسلام المطلب بن أزهر فورثه ابنه عبد الله كما تقدم ووافق موسى الزبير بن بكار فقال مات نضلة بن عدي بالحبشة وورثه ابنه النعمان وهو أول من ورث بالإسلام ويمكن الجمع بأن يكون أولية المطلب بالحجاز وأولية النعمان بالحبشة عدي بن نوفل بن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي أخو ورقة وهو الأصغر ذكره الزبير بن بكار في النسب وقال أمه آمنة بنت جابر أخت تأبط شرا الشاعر أسلم يوم الفتح وعمل على حضرموت لعمر أو لعثمان قال وأرسل إلى زوجته أم عبد الله بنت أبي البختري لتسير إليه فلم تفعل فقال إذا ما أم عبد الله لم تحلل بواديه ولم تمس قريبا هيج الشوق دواعيه قال الزبير بن بكار وكانت دار عدي بن نوفل بالمدينة بين المسجد والسوق عند البلاط وهي التي يعني الشاعر بقوله إن ممشاك نحو دار عدي كان للقلب شهوة وقوتا قال فقال لها أخوها الأسود قد بلغ الأمر من بن عمك ارحلي إليه فتوجهت قال أبو الفرج الأصبهاني تفرد الزبير بنسبة هذا الشعر لعدي وأما أبو عمر الشيباني وأبو عبد الله بن الأعرابي ومن تبعهما فقالوا إنه للنعمان بن بشير عدي بن هانئ بن حجر بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي يكنى أبا وهب ذكره المرزباني في معجم الشعراء في ترجمة الوليد بن عدي ابنه وقال كان أبوه (4/232)
<233> عدي ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم عدي بن همام بن مرة بن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية الأكرمين أبو عائذ استدركه بن الدباغ وقال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قال بن الكلبي وكذا استدركه بن فتحون عدي بن وداع بن العقي بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس الدوسي ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين وقال عاش ثلاثمائة سنة وأدرك الإسلام فاسلم وغزا وقال في ذلك لا عيش إلا الجنة المخضره من يدخل النار ملاق ضره قلت العقي بكسر المهملة بعدها قاف ساكنة عدي التيمي ذكره البغوي والإسماعيلي وأخرج من طريق الوازع بن نافع عن أبي سلمة عن عدي التيمي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول تقوم الساعة على حثالة الناس قال البغوي لا أعلمه إلا من هذا الوجه وفي إسناده الوازع وهو ضعيف جدا واستدركه أبو موسى عدي الجذامي يقال إنه بن زيد ويقال غيره وفرق بينهما البغوي والطبراني وأخرج من طريق حفص بن ميسرة عن عبد الرحمن بن حرملة عن عدي الجذامي أنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره قلت يا رسول الله كانت لي امرأتان اقتتلتا فرمت إحداهما الأخرى فماتت قال اعقلها ولا ترثها قال وكأني أنظر إليه على ناقة حمراء وهو يقول تعلموا أيها الناس فإنما الأيدي ثلاثة الحديث وهكذا أخرجه سعيد بن منصور عن حفص وأورد بن منده هذا الحديث في ترجمة عدي بن زيد وقال إن حفص بن ميسرة أرسله فقد رواه محمد بن فليح عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن عدي بن زيد قلت هي رواية الحسن بن سفيان في مسنده من هذا الوجه قال ورواه سعيد بن أبي هلال عن عبد الرحمن عن رجل من جذام عن أبيه ورواه يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن حدثني رجل من أهل الشام عن رجل منهم يقال له عدي قلت ورواه عبد الرزاق في مصنفه عن محمد بن يحيى المازني عن عبد الرحمن أنه سمع رجلا من جذام عن رجل منهم يقال له عدي بن زيد قلت الراجح من هذه الروايات هذه الأخيرة الموافقة لاللتين قبلها وبها يترجح أنه زيد بن عدي الماضي ويحتمل أن يكون غيره وافق اسمه أبيه العين بعدها الراء عرابة بفتح أوله والراء الخفيفة وبعد الألف موحدة بن أوس بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث الأوسي ثم الحارثي قال بن حبان له صحبة وقال بن إسحاق استصغره النبي صلى الله عليه وسلم هو والبراء بن عازب وغير واحد فردهم يوم أحد وأخرجه البخاري في تاريخه من طريق بن إسحاق حدثني الزهري عن عروة بن الزبير بذلك قال بن سعد كان (4/233)
<234> عرابة مشهورا بالجود وله أخبار مع معاوية وفيه يقول الشماخ إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين الأبيات وسبب ذلك بما ذكره المبرد وغيره أن عرابة لقي الشماخ وهو يريد المدينة فسأله ما أقدمه فقال أردت أن أمتار لأهلي وكان معه بعيران فأوقرهما برا وتمرا وكساه وأكرمه فخرج عن المدينة وامتدحه بالقصيدة المذكورة عرابة بن شماخ الجهني استدركه بن الدباغ وقال شهد في الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم للعلاء بن الحضرمي حين بعثه إلى البحرين عرابة والد عبد الرحمن قال أبو موسى له ذكر في إسناد كذا أخرجه مختصرا عرباض بكسر أوله وسكون الراء بعدها موحدة وبعد الألف معجمة بن سارية السلمي أبو نجيح صحابي مشهور من أهل الصفة هو ممن نزل فيه قوله تعالى ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم وقال أيضا كل واحد من عمرو بن عبسة والعرباض بن سارية أنا رابع الإسلام لا يدري أيهما قبل صاحبه ثم نزل حمص وحديثه في السنن الأربعة روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي عبيدة بن الجراح وعنه أبو أمامة الباهلي وعبد الرحمن بن عائذ وجبير بن نفير وحجر بن حجر الكلاعي وسعيد بن هانئ الخولاني وشريح بن عبيد وعبد الله بن أبي بلال وأبو رهم السماعي وغير واحد وقال محمد بن عوف كان قديم الإسلام جدا قال خليفة مات في فتنة بن الزبير وقال أبو مسهر مات بعد ذلك سنة خمس وسبعين وفي الطبراني من طريق عروة بن رويم عن العرباض بن سارية وكان شيخا كبيرا من الصحابة عرزب براء ثم زاي وزن أحمد الكندي عداده في أهل الشام ذكره البخاري وابن السكن وغيرهما وقال بن حبان يقال إن له صحبة وروى بن منده من طريق محمد بن شعيب بن سابور عن يوسف بن سعيد عن عبد الملك بن أبي العباس الجذامي أبي عفيف عن عرزب الكندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه سيحدث بعدي أشياء فأحبها أن تلزموا ما أحدث عمر قال محمد بن شعيب وأخبرني خلف بن أبي بديل عن أبي عفيف مثله وقال أبو حاتم الرازي عبد الملك أبو عفيف مجهول وشيخه لا يعرف عرس بضم أوله وسكون الراء بعدها مهملة بن عامر ويقال بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن هوذة بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري البكائي وفد هو وأخوه عروة على النبي صلى الله عليه وسلم استدركه بن الدباغ وابن فتحون وروى بن قانع من طريق الزبير بن بكار عن ظمياء عن أبيها عبد العزيز عن جدها مولة عن ابني هوذة العرس وعروة ابني عمرو بن عامر البكائي أنهما وفدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأقطعهما مسكنهما عرس بن عميرة بفتح أوله الكندي أخو عدي أخرج حديثه أبو داود والنسائي وكأنه نزل الشام فإن حديثه عند أهلها وقد جاءت الرواية من طريق أخيه عدي بن عميرة عنه ومن طريقه عن أخيه عدي بن عميرة (4/234)
<235> عرس بن قيس بن سعيد بن الأرقم بن النعمان الكندي ذكره بن عبد البر فقال مذكور في الصحابة ولا أعرفه وقال أبو حاتم لأهل الشام عرسان عرس بن عميرة له صحبة وعرس بن قيس لا صحبة له وزعم العسكري أنهما واحد وأن عميرة أمه وقيسا أبوه وزعم بن قانع أن قيسا أبوه وعميرة جده فالله اعلم عرفجة بفتح أوله والفاء بينهما راء ساكنة وبالجيم بن اسعد بن كرب بن صفوان التميمي السعدي وقيل العطاردي كان من الفرسان في الجاهلية وشهد الكلاب فأصيب أنفه ثم أسلم فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب أخرج حديثه أبو نعيم وهو معدود في أهل البصرة عرفجة بن شريح وقيل بن صريح بالصاد المهملة أو المعجمة وقيل بن شريك وقيل بن شراحيل وقيل بن ذريح الأشجعي نزل الكوفة وحديثه عند مسلم وأبي داود والنسائي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من خرج من أمتي وهم جميع على رجل يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم وروى عن أبي بكر الصديق وعنه زياد بن علاقة وأبو حازم الأشجعي وأبو يعقوب العبدي وغيرهم عرفجة بن شريح الكندي فرق بن أبي خيثمة بينه وبين الأشجعي وقال البخاري هما واحد روى أبو عون الثقفي عن عرفجة السلمي عن أبي بكر الصديق حديثا فما أدري أهو هذا أو غيره عرفجة بن هرثمة بن عبد العزي بن زهير البارقي أحد الأمراء في الفتوح وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة وذكر وثيمة في الردة أن أبا بكر الصديق أمد به جيفر بن الجلندي لما ارتد أهلها وروى عن سهيل بن يوسف عن القاسم بن محمد أن أبا بكر الصديق أمره في حرب أهل الردة وقال بن دريد في الأخبار المنثورة حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال أوصى عمر عتبة بن غزوان فقال فيها وقد أمرت العلاء بن الحضرمي أن يمدك بعرفجة بن هرثمة فإنه ذو مجاهدة ونكاية في العدو وكذا ذكر بن الكلبي وذكر سيف في الفتوح أن عمر كتب إلى سعد بن أبي وقاص أن سرح على الخيل عرفجة بن هرثمة فذكر القصة في فتح الموصل وتكريت وقال أبو زكريا المعافى الموصلي في تاريخ الموصل حدثني أبو غسان عن أبي عبيدة قال الذي جند الموصل عثمان وأسكنها أربعة آلاف وكان أمر عرفجة بن هرثمة فقطع بهم من فارس إلى الموصل عرفجة بن أبي يزيد قال بن حبان يقال إن له صحبة وقال أبو موسى ذكره جعفر في الصحابة ولم يورد له شيئا عرفطة بضم أوله والفاء ويقال عرفجة الأنصاري تقدم ذكره في ترجمة أوس بن ثابت الأنصاري عرفطة بن حباب الأزدي حليف بن أمية والد أوفى استشهد بالطائف وضبط بن إسحاق أباه بجيم ونون وابن هشام بمهملة مضمومة بعدها موحدة وهو قول موسى بن عقبة عرفطة بن سمراح الجني من بني نجاح ذكره الخرائطي في الهواتف وأورد عن (4/235)
<236> أبي البختري وهب بن وهب القاضي المشهور بالضعف الشديد قال حدثني محمد بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن جده عن سلمان الفارسي قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده في يوم مطير فسمعنا صوت السلام عليكم يا رسول الله فرد عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنت قال أنا عرفطة أتيتك مسلما وانتسب له كما ذكرنا فقال مرحبا بك أظهر لنا في صورتك قال سلمان فظهر لنا شيخ أرث أشعر وإذا بوجهه شعر غليظ متكاثف وإذا عيناه مشقوقتان طولا وله فم في صدره أنياب بادية طوال وإذا في أصابعه أظفار مخاليب كأنياب السباع فاقشعرت منه جلودنا فقال الشيخ يا نبي الله أرسل معي من يدعو جماعة من قومي إلى الإسلام وأنا أرده إليك سالما فذكر قصة طويلة في بعثه معه علي بن أبي طالب فأركبه على بعير وأردفه سلمان وأنهم نزلوا في واد لا زرع فيه ولا شجر وأن عليا أكثر من ذكر الله ثم صلى سلمان بالشيخ الصبح ثم قام خطيبا فتذمروا عليه فدعا بدعاء طويل فنزلت صواعق أحرقت كثيرا ثم أذعن من بقي وأقروا بالإسلام ورجع بعلي وسلمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي لما قص قصتهم أما إنهم لا يزالون لك هائبين إلى يوم القيامة عرفطة بن نضلة الأسدي أو مكعت يأتي في الكنى وله ذكر في ترجمة حضرمي بن عامر عرفطة بن نهيك بفتح النون الهرمي قال بن عبد البر له صحبة قلت وحديثه عند أبي سعيد بن الأعرابي في معجمه في ترجمة الحسن بن أبي الربيع عن عبد الزراق بسند ضعيف إلى صفوان بن أمية قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام عرفطة بن نهيك فقال يا رسول الله إني وأهل بيتي مرزوقون من هذا الصيد ولنا فيه قسم وبركة وهو مشغلة عن ذكر الله أفتحله أو تحرمه فقال لا بل أحله الحديث عروة بن أثاثة ويقال بن أبي أثاثة بن عبد العزي بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي من السابقين الأولين ممن هاجر إلى الحبشة عند موسى بن عقبة والجمهور سوى بن إسحاق وهو أخو عمرو بن العاص لأمه عروة بن أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي حليف بني عمرو بن عوف من الأنصار ذكره بن إسحاق وغيره فيمن استشهد ببئر معونة وثبت ذكره في غزوة الرجيع من صحيح البخاري من طريق أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه فذكر القصة مرسلة وفي آخرها وكان فيهم يومئذ عروة بن أسماء بن الصلت فسمى عروة به أي بعد ذلك عروة بن الجعد ويقال بن أبي الجعد وصوب الثاني بن المديني وقال بن قانع اسمه أبو الجعد البارقي وزعم الرشاطي أنه عروة بن عياض بن أبي الجعد وأنه نسب إلى جده مشهور وله أحاديث وهو الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليشتري الشاة بدينار فاشترى به (4/236)
<237> شاتين والحديث مشهور في البخاري وغيره وكان فيمن حضر فتوح الشام ونزلها ثم سيرة عثمان إلى الكوفة وحديثه عند أهلها وقال شبيب بن غردقة رأيت في دار عروة بن الجعد ستين فرسا مربوطة عروة بن زيد الخيل الطائي تقدم ذكر أبيه وهو صحابي مشهور وقد شهد مع أبيه بعض الحروب في الجاهلية فالظاهر أنه احتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قال المبرد في الكامل يروى عن حماد الرواية عن ليلى بنت عروة بن زيد الخيل قالت قلت لأبي أنشد قول أبيك بني عامر هل تعرفون إذا غدا أبا مكنف قد شد عقد الدوائر الأبيات هل شهدت هذه الغزاة مع أبيك قال نعم قلت بن كم كنت قال غلاما ورواها أبو الفرج من طريق حماد الرواية وزاد من وجه أنه عاش إلى خلافة علي وشهد معه صفين وأنشد المرزباني في شهوده القادسية في خلافة عمر شعرا يقول فيه برزت لأهل القادسية معلما وما كل من يغشى الكريهة يعلم وقال سيف في الفتوح عروة بن عامر القرشي وقيل الجهني مختلف في صحبته قال الباوردي له صحبة أخرج حديثه أحمد ووقع في روايته القرشي وابن شاهين ووقع في روايته الجهني وبذلك جزم العسكري وأخرجه أبو داود أيضا كلهم من طريق حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن عامر قال ذكرت الطيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحسنها الفأل ولا ترد مسلما الحديث رجاله ثقات دون المراسيل لكن حبيب كثير الإرسال وأخرج أبو داود له في السنن ما يشعر بأنه عنده صحابي وقد جزم أبو أحمد العسكري بأن رواية عروة هذه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة وكذلك البيهقي في الدعاء وقال بن المبارك في الزهد أنبأنا سفيان بن حبيب بن ثابت عن عروة بن عامر قال تعرض عليه ذنوبه يوم القيامة فيمر بالذنب من ذنوبه فيقول أما إني كنت منك مشفقا فيغفر له ومثل هذا لا يقال بالرأي فيكون في حكم المرفوع واستدل أبو موسى على ذلك بقول أبي حاتم عروة بن عامر روى عن بن عباس وعبيدة بن رفاعة روى عنه حبيب بن أبي ثابت وليست دلالة ذلك بواضحة فلا يلزم من كونه يروى عن الصحابة بل التابعين ألا يكون صحابيا نعم قال بن أبي حاتم في المراسيل أخرج أبي حديث عروة بن عامر في الوحدان أي من الصحابة ثم بين علته فالله أعلم وبين البخاري أن الاختلاف في نسبه عن الأعمش عروة بن عبد العزي بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي ذكر فيمن هاجر إلى الحبشة ومات بها عروة بن مالك الأسلمي قال بن حبان له صحبة وتبعه المستغفري وأورده أبو موسى بذلك ولم يورد له شيئا قال محمد بن سعد والباوردي عروة الأسلمي شهد صفين مع علي كذلك عده عبيد الله بن أبي رافع في الصحابة الذين شهدوا صفين ويقال إنه الذي عناه علي بن أبي طالب بقوله جزى الله خيرا عصبة أسلمية حسان الوجوه صرعوا حول هاشم يزيد وعبد الله منهم ومعبد وعروة وابنا مالك في الأكارم (4/237)
<238> عروة بن مالك بن شداد بن خزيمة وقيل جذيمة بن دراع بن عدي بن الدار بن هانئ الداري قال المستغفري غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه فسماه عبد الرحمن أورده أبو موسى قلت وقد تقدم فيمن اسمه عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما غير اسم مروان والأول هو الذي ذكره الواقدي بإسناده عروة بن مرة بن سراقة الأنصاري الأوسي استشهد بخيبر ذكره أبو عمر عروة بن مسعود الغفاري وقيل عبد الله وقيل غير ذلك يأتي في بن مسعود في المبهمات عروة بن مسعود بن معتب بالمهملة والمثناة المشددة بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي وهو عم والد المغيرة بن شعبة وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف أخت آمنة كان أحد الأكابر من قومه وقيل إنه المراد بقوله على رجل من القريتين عظيم قال بن عباس وعكرمة ومحمد بن كعب وقتادة والسدي المراد بالقريتين مكة والمدينة واختلفوا في تعيين الرجل المراد فعن قتادة أرادوا الوليد بن المغيرة من أهل مكة وعروة بن مسعود الثقفي من أهل الطائف وعن مجاهد عتبة بن ربيعة وعمير بن عروة بن مسعود وعنه رواية بن عبد ياليل بدل حبيب وعن السدي الوليد وكنانة بن عبد عمرو بن عمير وعن بن عباس الوليد وحبيب بن عمرو بن عمير الثقفي وثبت ذكر عروة بن مسعود في الحديث الصحيح في قصة الحديبية وكانت له اليد البيضاء في تقرير الصلح وهو مستوفى في البخاري وترجمة بن عبد البر بأنه شهد الحديبة وهو كذلك لكن في العرف إذا أطلق على الصحابي أنه شهد غزوة كذا يتبادر أن المراد أنه شهدها مسلما فلا يقال شهد معاوية بدرا لأنه لو أطلق ذلك ظن من لا خبرة له لكونه عرف أنه صحابي أنه شهدها مع المسلمين وعند مسلم من حديث جابر مرفوعا عرض على الأنبياء فذكر الحديث قال ورأيت عيسى فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود وذكر موسى بن عتبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة وكذلك ذكره بن إسحاق يزيد بعضهم على بعض أن أبا بكر لما صدر من الحج سنة تسع قدم عروة بن مسعود الثقفي على النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية بن إسحاق أنه اتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم لما انصرف من الطائف فأسلم واستأذن أن يرجع إلى قومه فقال إني أخاف أن يقتلوك قال لو وجدوني نائما ما أيقظوني فأذن له فدعاهم إلى الإسلام ونصح لهم فعصوه وأسمعوه من الأذى فلما كان من السحر قام على غرفة له فأذن فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل عروة مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه واختلف في اسم قاتله فقيل أوس بن عوف وقيل وهب بن جابر وقيل لعروة ما ترى في دمك قال كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها الله إلى فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم فادفنوني معهم فدفنوه معهم وروى أبو نعيم من طريق داود بن عاصم عن عروة بن مسعود وهو جده كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضع عنده الماء فإذا بايع النساء يمس أيديهن فيه وهذا منقطع وفي الإسناد إلى داود ضعف أيضا وروى بن منده من طريق إبراهيم بن محمد بن عاصم عن (4/238)
<239> أبيه عن حذيفة عن عروة بن مسعود الثقفي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنها تهدم الخطايا إسناده ضعيف أيضا أورده العقيلي في ترجمة إبراهيم بن محمد بن عاصم ولكن أر فيه الثقفي عروة بن مضرس بمعجمة وآخره مهملة وتشديد الراء بن أوس بن حارثة بن لام بن عمرو بن طريف بن عمرو بن عامر الطائي كان من بيت الرياسة في قومه وجده كان سيدهم وكذا أبوه وهذا كان يباري عدي بن حاتم في الرياسة ووقع حديثه في السنن الأربعة وسنن الدارقطني من طريق الشعبي عن عروة بن مضرس قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة فقلت يا رسول الله إنني أكللت راحلتي وأتعبت نفسي فهل لي من حج الحديث وقال الدارقطني في الإلزامات لم يرو عنه غير الشعبي وسبقه إلى ذلك علي بن المديني ومسلم وغير واحد وقال الأزدي روى عنه أيضا حميد بن منهب ولا يقوم وروى الحاكم من طريق عروة بن الزبير عن عروة بن مضرس حديثا لكن إسناده ضعيف وذكر أبو صالح المؤذن أنه روى عنه بن عباس أيضا وقال بن سعد كان عروة مع خالد بن الوليد حين بعثه أبو بكر على الردة قال وهو الذي بعث خالد معه عيينة بن حصن إلى أبي بكر لما أسره يوم البطاح عروة بن معتب الأنصاري قال البغوي سكن الشام ذكره محمد بن إسماعيل وقال له حديث لم يذكره قلت وذكره الحسن بن أبي سفيان وابن أبي خيثمة وابن قانع والإسماعيلي في الصحابة ورووه كلهم من طريق إسماعيل بن عياش عن عتبة بن تميم عن الوليد بن عامر عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن صاحب الدابة أحق بصدرها وأخرجه أبو زرعة في مسند الشاميين ويعقوب بن سفيان في تاريخه والدارقطني في المؤتلف فقالوا عن عروة عن عمر بن الخطاب والاختلاف فيه على إسماعيل فرواه عن هشام بن عمار كالأول ورواه أبو اليمان عنه كالثاني وقد حكى بن ماكولا الخلاف في أبيه هل هو بالمعجمة والمثلثة آخره أو بالمهملة وآخره موحدة وتبع في ذلك الخطيب فقد أخرجه في المؤتلف بالوجهين عروة الأسلمي تقدم في بن مالك عروة الثقفي يكنى أبا سلامة يأتي في الكنى عروة الفقيمي بفاء ثم قاف مصغرا يكنى أبا غاضرة قال بن حبان يقال إن له صحبة وقال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وروى حديثه عاصم بن هلال عن غاضرة بن عروة الفقيمي أخبرني أبي قال أتيت المدينة فدخلت المسجد فلما صلينا جعل الناس يقولون يا رسول الله أرأيت كذا أرأيت كذا فقال يا أيها الناس إن دين الله يسر الحديث رواه أحمد والبغوي وأبو يعلى وغيرهم وعاصم مختلف في الاحتجاج به وقال الدارقطني إنه تفرد به (4/239)
<240> عروة العسكري روى الإسماعيلي من طريق عبد السلام بن حرب عن كلثوم بن زياد عمن ذكره عن عروة القشيري قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد أفلح من رزق لنا الحديث أورده أبو موسى فقال قد روى هذا القول عن غير هذا الرجل عروة المرادي ذكره البغوي فقال قال محمد بن إسماعيل له حديث ولم يذكره وذكره المستغفري وأبو موسى عريب بفتح أوله بن زيد النهدي ذكره الهمداني في الأنساب وقال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي شمر بن أبرهة حكاه الرشاطي وقال ولم يذكره بن عبد البر ولا بن فتحون عريب المليكي أبو عبد الله عداده في أهل الشام قال البخاري له صحبة وقال بن أبي حاتم إسناده ليس بالقائم وقال بن حبان يقال له صحبة وقال بن السكن يقال إنه كان راعيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وروى الطبراني من طريق يزيد بن عبد الله بن عريب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وروى بقية عن عبد الله بن عريب عن أبيه عن جده حديثا رفعه لن يخبل الشيطان أحدا في داره فرس عتيق أخرجه بن منده من طريق أبي عتبة عن بقية وأظنه سقط منه رجل لكن روى بن قانع من طريق سعيد بن سنان عن عمرو بن عريب عن أبيه عن جده هذا الحديث بعينه وهذا اختلاف شديد وعريب بمهملة بوزن عظيم عريب بالتصغير بن مالك الأسلمي قرأته بخط بن فطيس مضبوطا وقيل إنه اسم ماعز بن مالك الذي رجم وأن ماعزا كان لقبه عريب بن معاوية الدئلي له صحبة ذكره بن سعد العين بعدها الزاي عزرة بن الحارث ذكره الطبري في الصحابة من طريق العوام بن حوشب عن عزرة بن الحارث قال كنا إذ صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم فرفعنا رؤوسنا قمنا فإذا سجد اتبعناه عزرة بن مالك ذكر الواقدي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه فروة بن مالك فأسلما واستدركه بن فتحون عزيز بفتح أوله بن أبي سبرة تقدم فيمن اسمه عبد الرحمن قال المرزباني هاجر سبرة وعزيز ابنا يزيد بن مالك بن عبيد بن ذؤيب الجعفي فلحق بهما أبوهما فقال وسبرة كان النفس لو أن حاجة ترد ولكن كان أمرا وأنفرا وكان عزيز خلتي فرأيته تولى فلم يقبل علي وأدبرا (4/240)
<241> فوفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا وحسن إسلامهم العين بعدها السين عس بضم أوله وتشديد المهملة العذري ذكره بن أبي حاتم وقال له صحبة وروى من طريق زياد بن نصر عن سليم بن مطير عن أبيه عن عس العذري أنه استقطع النبي صلى الله عليه وسلم أرضا بوادي القرى فأقطعه إياها فهي إلى اليوم تسمى بويرة عس وقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غزا تبوك فصلى في مسجد وادي القرى وأخرجه بن منده من هذا الوجه وقال بن الجارود اختلف في اسمه وعس أصح وذكره البرديجي في الأسماء المفردة لكنه ضبطه بالشين المعجمة وكذا ذكره بن ماكولا يقال هو شاعر جاهلي وهو عش بن لبيد بن عداء بن أمية بن عبد الله بن رزاح من بني عذرة وظاهر صنيعه أنه غير الصحابي فعند المستغفري أنه عثير بمثلثة مصغرا وعند غيره أنه بالمثناة كذلك تقدم في عريب والراجح أنه غير هذا كما أشرت إليه هناك وعند عبد الغني أنه بفتح أوله وسكون النون بعدها مثناة وعند بن عبد البر أنه بنون وزاي مصغرا والله أعلم عسعس بن سلامة أبو صفرة التميمي البصري له ذكر في الصحيح في حديث الجندب وذكره بن أبي حاتم بين صحابيين في الأفراد من حرف العين ولم يفصح البخاري بشيء بل رسم الترجمة وقال نسبه شعبة عن الأزرق وكذا صنع مسلم وقال بن منده ذكر في الصحابة ولا يثبت وقال بن عبد البر يقولون إن حديثه مرسل وبذلك جزم العسكري وابن حبان وقد روى حديثه أبو داود الطيالسي عن شعبة عن الأزرق عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صبر ساعة في بعض المواطن خير من عبادة أربعين عاما الحديث وله حديث آخر أخرجه الدارقطني وقال بن المبارك في الزهد أنبأنا محمد بن ثابت العبدي حدثنا هارون بن رئاب سمعت عسعس بن سلامة يقول لأصحابه سأحدثكم ببيت من شعر فتعجبوا فقال إن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ماضيا أي إن تنج من مسألة القبر فأخذ القوم يبكون بكاء ما رأيتهم بكوا من شيء ما بكوا يومئذ العين بعدها الشين عشور السكسكي ذكره البرديجي في الأسماء المفردة من الطبقة الأولى وقيل هو بالغين المعجمة قال وقيل لا صحبة له وقال سعيد بن عبد العزيز كان يكون يبيت لهيا وكان من أصحاب معاذ بن جبل ولا يعرف من هو أبوه وأخرجه بن أبي خيثمة (4/241)
<242> العين بعدها الصاد عصام المزني قال البخاري له صحبة وذكره بن سعد في طبقة أهل الخندق روى الترمذي عن بن أبي عمر عن بن عيينة عن عبد الملك بن نوفل عن عصام المزني عن أبيه وكانت له صحبة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشا قال إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا هكذا أورده مختصرا وأخرجه سعيد بن منصور في السنن وأبو داود عنه وأخرجه النسائي في السير من السنن عن سعيد بن عبد الرحمن وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير من طريق أحمد بن حنبل وحامد بن يحيى البلخي ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة بهذا السند مثله إلى قوله فلا تقتلوا أحدا وزاد فبعثنا النبي صلى الله عليه وسلم في سرية وأمرنا بذلك فخرجنا نسير بأرض تهامة فأدركنا رجلا يسوق ظعائن فعرضنا عليه الإسلام فقلنا أمسلم أنت قال وما الإسلام فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه قال فإن لم أفعل فما أنتم صانعون فقلنا نقتلك قال فهل أنتم منتظرون حتى أدرك الظعائن فقلنا نعم ونحن مدركوهم قال فخرج فإذا امرأة في هودجها فقال أسلمي حبيش قبل انقطاع العيش فقالت أسلم عشرا وتسعا تتري ثم قالت أتذكر إذ طالبتكم فوجدتكم بحلية أو أدركتكم بالخوانق ألم يك حقا أن ينول عاشق تكلف إدلاج السري والودائق فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا أثيبي بود قبل إحدى المضايق أثيبي بود قبل أن تشحط النوى وينأى الأمير بالحبيب المفارق ثم أتانا فقال شأنكم فقربناه فضرنا عنقه فنزلت الأخرى من هودجها فجثت عليه حتى ماتت عصام بن عامر الكلبي من بني فارس تقدم ذكره في ترجمة عبد بن عمرو بن جبلة بن وائلة وروى أبو سعيد النيسابوري في شرف المصطفى من طريق عمرو بن جبلة بن وائلة الكلبي قال كان لنا صنم يقال له عمرة وكان الذي تولى نسكه رجل من بني عامر بن عوف يقال له عصام قال عصام فسمعنا صوتا من جوف الصنم يقول يا عصام يا عصام جاء الإسلام وذهبت الأصنام ووصلت الأرحام قال ففزعنا لذلك فشخصت أنا وعصام حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بما سمعنا فدعانا إلى الإسلام فأسلمنا عصمة بن أبير بموحدة مصغرا بن زيد بن عبد الله بن صريم بمهملة مصغرا بن وائل التيمي له وفادة ذكره بن عبد البر وقال إنه شهد قتال سجاح التي ادعت النبوة في زمن أبي بكر وكان على قومه يومئذ وهو الذي ستر عتبة بن أبي سفيان ويحيى بن الحكم وغيرهما من بني أمية لما فروا يوم الجمل حتى وصلوا إلى مأمنهم من الشام وقال سيف في الردة والفتوح أخبرنا محمد وطلحة قالا خرج عتبة وعبد الرحمن ويحيى يوم الجمل بعد الوقعة هرابا فلقوا عصمة بن أبير فأجارهم ووفى لهم حتى أوصلهم إلى الشام وفي ذلك يقول الشاعر وفي بن أبير والرماح شوارع لآل أبي العاصي وفاء مذكرا (4/242)
<243> عصمة بن الحصين بن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف الخزرجي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب في البدريين وتبعه بن عمار والواقدي وكذا قال أبو الأسود وغيره عن عروة إلا أنه نسبه إلى جده فقال عصمة بن وبرة وكذا قال بن الكلبي ولم يذكره بن إسحاق ولا أبو معشر والله أعلم عصمة بن رئاب بن حنيف بن رئاب بن الحارث بن أمية بن زيد الأنصاري استشهد باليمامة وكان قد شهد الحديبية ذكره العدوي واستدركه بن الدباغ وابن فتحون عصمة بن سرج آخره جيم روى عنه ابنه عبد الله أنه شهد حنينا ذكره العسكري في الصحابة وقال بن أبي حاتم أخبرني أبي حدثني أحمد بن عبد الله بن عياض حدثنا حسين بن عاصم حدثنا سعيد بن مزاحم عن عصمة بن عبد الله بن عصمة عن أبيه عن جده عصمة بن السرج فذكر الحديث عصمة بن عبد الله أحد بني الحارث بن طريف حضر قتال الفرس مع خالد بن الوليد وقتل روزبة أحد ملوكهم وأمره خالد على أحد الكراديس يوم اليرموك ذكره سيف في الفتوح وقد قدمت النقل أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة وشهد فتوح العراق مع سعد وغنم سفطين فيهما فرس من ذهب منظوم بالياقوت وناقة من فضة كانت توضع إلى اسطوانتي التاج عصمة بن قيس الهوزني له أحاديث منها ما رواه أبو اليمان عن إسماعيل بن عياش عن أزهر بن راشد عن عصمة بن قيس وكان اسمه عصية فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عصمة وأخرجه بن قانع من وجه آخر عن إسماعيل عن صفوان بن عمرو قال بايع عصمة بن قيس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك قال عصية قال بل أنت عصمة وقد تقدم له ذكر في ترجمة أزهر بن قيس من القسم الرابع عصمة بن مالك الخطمي نسبه أبو نعيم فقال بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف له أحاديث أخرجها الدارقطني والطبراني وغيرهما مدارها على الفضل بن مختار وهو ضعيف جدا عصمة بن المثنى ذكر الطبري أن عمر بعثه أميرا على من بعثه مددا للمثنى بن حارثة أثر مقتل أبي عبيد وكان نعيم بن مقرن لما أراد فتح جرجان فرق دسي بين عصمة ومهلهل بن زيد الطائي وسماك بن عبيد وغيرهم فاجتمع الديلم وأهل الرأي وغيرهم فلقوا نعيما فهزمهم وكانت وقعتهم بوقعة نهاوند عصمة بن مدرك روى بن منده من طريق نعيم بن حماد عن زاحر بن الصلت عن بسطام بن عبيد عن عصمة بن مدرك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كره القعود في الشمس عصمة بن وبرة تقدم في عصمة بن حصين عصمة ويقال عصيمة بالتصغير الأسدي من بني أسد بن خزيمة ويقال له الأنصاري لأنه (4/243)
<244> حليف بني مازن بن النجار ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة في البدريين وقال سيف في الفتوح كان عصمة بن عبد الله من بني أسد حليف بني مازن على كردوس يوم اليرموك عصمة ويقال عصيمة بالتصغير الأشجعي ويقال الأنصاري لأنه حليف بني مالك بن النجار ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في البدريين عصيم بالتصغير بلا هاء بن الحارث بن ظالم بن حداد بن ذهل بن طريف بن محارب بن خصفة المحاربي ذكره أبو علي الهجري في نوادره قال وقال العباس بن عصيم يفتخر بوفادة أبيه وعمه سواء على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك قال عصيم وأبوه أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم المرتجز فرسه فأثابه على ذلك الفرعاء ناقته فأولادها عندهم فقال العباس عصيم أبي زار النبي محمدا وعمي سواء قل هذا التفاخر حملنا رسول الله ثم أثابنا أبي بخير يسمو له كل ناظر ولما دعا داع لدين محمد وفدنا فمنا كان أيمن زائر وقد استدركه الذهبي في التجريد فقال عظيم بظاء مشالة فليحرر العين بعدها الطاء عطاء الطائي تقدم في إبراهيم عطاء بن تويت بمثناتين مصغرا بن حبيب بن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي ذكره البلاذري وقال الزبير بن بكار كان يقال له بن السوداء وكان بمصر وله جلد ولسان وهو أخو الخولاء بنت تويت الآتي ذكرها في حرف الخاء عطاء بن حابس التميمي ذكره مقاتل في تفسيره في جملة التميميين الذين نادوا من وراء الحجرات الذين نزل فيهم إن الذين ينادونك من وراء الحجرات الآية واستدركه بن فتحون عطاء بن قيس بن عبد قيس بن عدي بن سهم السهمي ذكره الزبير فقال قتل أخوه العاص بن قيس بوم بدر كافرا وانقرض ولد قيس بن عبد قيس بن عدي إلا من عطاء بن قيس فإن ولده بمصر موجودون عطاء بن منبه قيل إنه الأعرابي الذي أحرم في جبة فاستفتى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك أخرج حديثه الشيخان لكن لم يسمياه وسماه الطرطوسي في تفسيره فيما حكاه بن فتحون وأظنه تصحف عليه فإن الحديث من رواية عطاء عن أبي يعلى بن منبه عن أبيه فلعله سقط منه شيء عطاء الشيبي قيل هو بن عبد الله وقيل بن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي نسبه أبو بكر الطلحي حديثه عند محمد بن القاسم الأسدي عن (4/244)
<245> فطر بن خليفة عن شيخ يقال له عطاء كان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين أخرجه البغوي وغيره ومحمد بن القاسم ضعيف جدا قال أبو عمر في صحبته نظر وقال بن منده سكن الكوفة عطاء غير منسوب روى حديثه الحسن بن سفيان من طريق أيوب بن واقد عن عبد الله بن عطاء عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذن فيما بين أذانه وإقامته كالمتشحط في دمه في سبيل الله عز وجل عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي أبو عكرمة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم واستعمله على صدقات بني تميم ثبت ذكره في الصحيح من طريق جرير بن حازم عن نافع عن بن عمر قال رأى عمر بن الخطاب عطاردا التميمي يبيع في السوق حلة سيراء وكان رجلا يغشى الملوك ويصيب منهم فقال عمر يا رسول الله لو اشتريتها فلبستها لوفود العرب فقال إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة رواه مسلم عن سفيان بن أبي شيبة عن جرير وروى الطبراني من طريق محمد بن زياد الجمحي عن عبد الرحمن بن عمرو بن معاذ عن عطارد بن حاجب أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب ديباج كساه إياه كسرى فدخل أصحابه فقالوا نزل عليك من السماء فقال وما تعجبون من ذا لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا وروى بن منده من طريق السدي عن يحيى عن محمد بن سيرين عن رجل من بني تميم يقال له عطارد قال كانت لي حلة فقال عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو اشتريتها للوفد وللعيد الحديث وذكر سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى عن نافع عن بن عمر أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عطارد حلة سيراء فكرهها ونهاه عنها ثم إنه كسا عمر مثلها الحديث قال أبو عبيدة وكان حاجب بن زرارة يقال له ذو القوس وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا على مضر بالقحط فأقحطوا ارتحل حاجب إلى كسرى فسأله أن يأذن له أن ينزل حول بلاده فقال إنكم أهل غدر فقال أنا ضامن فقال ومن لي بأن تفي قال أرهنك قوسي فأذن لهم في دخول الريف فلما استسقت مضر بالنبي صلى الله عليه وسلم دعا الله فرفع عنهم القحط وكان حاجب مات فرحل عطارد بن حاجب إلى كسرى يطلب قوس أبيه فردها عليه وكساه حلة وروى الواقدي في المغازي بأسانيده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بسر بن سفيان العدوي على صدقات خزاعة فجمعوا له فمنعهم بنو تميم فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم عيينة بن حصن في خمسين فارسا فأغار وسبي منهم أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا فوفد بعد ذلك رؤساء بني تميم منهم عطارد بن حاجب فذكر القصة وأنهم أسلموا وأجارهم وارتد عطارد بن حاجب بعد النبي صلى الله عليه وسلم مع من ارتد من بني تميم وتبع سجاح ثم عاد إلى الإسلام وهو الذي قال فيها أضحت نبيتنا أنثى نطيف بها وأضحت أنبياء الناس ذكرانا فلعنة الله رب الناس كلهم على سجاح ومن بالكفر أغوانا (4/245)
<246> عطارد الدارمي أحد ما قيل في اسم والد أبي العشراء عطية بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة المازني ذكره عبد الصمد بن سعيد في الصحابة الذين نزلوا حمص وقال الدارقطني وابن حبان له صحبة وروى أبو داود من طريق سليم بن عامر عن بن بسر قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقربنا له زبدا وتمرا الحديث قال محمد بن عوف أنبأنا بسر حدثنا عطية وعبد الله وسيأتي له ذكر في ترجمة عكاف وروى بن شاهين من طريق محمد بن مصعب عن الأوزاعي حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فإنها نعمة من الله فإن قبلها بشكر وإلا كانت حجة من الله عليه ليزداد إثما عطية بن الحارث السكوني ذكره خليفة بن خياط في الصحابة واستدركه بن فتحون وسيأتي بعد ترجمة ذكر لعطية بن الحارث عطية بن حصن بن ضباب الثعلبي ذكر بن الكلبي أن له وفادة وذكره سيف في الفتوح وأنه كان على تغلب وإياد والنمر يوم القادسية واستدركه بن الأمين على بن الدباغ عطية بن عازب بن عفيف بالتصغير بصري قال بن ماكولا له صحبة وروى حديثه الحسن بن سفيان في مسنده فوقع عنده عطية بن عفيف وكأنه نسب إلى جده وكذا وقع عند محمد بن عوف وقال لا أعرف له صحبة وقال أبو زرعة له صحبة وذكره المرزباني في الشعراء فقال كان جاهليا وأنشد له شعرا في مقتل حصن بن حذيفة بن بدر وقال أبو عمر روى عن عائشة قلت وله ذكر في حديث لعائشة أخرجه عطية من طريق إبراهيم بن سعد عن أبي الأسود عن عبد الله بن أبي قيس عن عطية عن عازب أرسله إلى أم المؤمنين عائشة فقالت لم يذكر حديثا ورواه من طريق أخرى فقال عطية بن الحارث عطية بن عامر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رضى هدي الرجل أمره بالصلاة أخرجه بن منده من طريق ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عنه وهو من رواية محمد بن إسماعيل بن عباس عن أبيه ومحمد ضعيف جدا وقيل إنه تصحيف وإن الصواب عقبة بن عامر فالله أعلم وقد روى بن ماجة من طريق يزيد بن وهب عن عطية بن عامر عن سلمان الفارسي حديثا غير هذا عطية بن عروة وقيل بن عمرو وقيل بن سعد وقيل بن قيس السعدي قيل هو من بني سعد بن بكر وقيل من بني جشم بن سعد صحابي معروف له أحاديث نزل الشام وجزم بن حبان بأنه عطية بن عروة بن سعد ووقع عند الطبراني والحاكم عطية بن سعد وذكر بن المديني عن هشام بن يوسف عن النعمان بن المنذر عن أبيه عن عروة بن محمد بن عطية السعدي عن أبيه عن جده أنه كان ممن كلم النبي صلى الله عليه وسلم في سبي هوازن عطية بن عفيف هو بن عازب تقدم عطية بن عمرو الغفاري ذكره بن شاهين وحكى عن أحمد بن سيار أن الحكم (4/246)
<247> بن عمرو كان له أخ يقال له عطية بن عمرو وكان من الصحابة وقال علي بن مجاهد عطية بن عمرو وأخوه الحكم بن عمرو لهما صحبة عطية بن عمرو الأنصاري من بني دينار بن النجار قتل يوم بئر معونة عطية بن مالك بن حطيط ذكره بن قتيبة في غريب الحديث وأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه من حرة الوادي مبذر صاع عطية بن نويرة بن عامر بن عطية بن عامر بن بياضة بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي ذكره بن الكلبي في البدريين نقله في الاستيعاب عطية القرظي قال أبو عمر لا أعرف اسم أبيه وقال البغوي وابن حبان سكن الكوفة فروى حديثه أصحاب السنن من طريق عبد الملك بن عمير عنه قال كنت فيمن حكم عليهم سعد بن معاذ فشكوا في فتركوني الحديث عطية غير منسوب ذكره الإسماعيلي في الصحابة فروى من طريق علي بن هشام عن عمير أبي عرفجة عن عطية قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وهي تعصد عصيدة فذكر قصة تجليلهم ونزول قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت الآية قلت قد أخرج أصل هذا الحديث الطبري في التفسير ومن طريق فضل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد عن أم سلمة من طريق الأعمش عن عطية عن أبي سعيد فلم يذكر أم سلمة فلعل أبا سعيد سقط من هذه الطريق العين بعدها الظاء عظيم بن الحارث المحاربي استدركه الذهبي وقد تقدم التنبيه عليه في عصيم العين بعدها الفاء عفان بفتح أوله وتشديد الفاء وآخره نون بن بجير بموحدة وجيم مصغرا وقيل عتر بكسر المهملة وسكون المثناة السلمي مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة روى عنه جبير بن نفير وخالد بن معدان قاله أبو عمر قلت عبارة بن عيسى في تاريخ حمص عفان بن عتر السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث عنه جبير بن نفير وغيره من أهل حمص وقال الدارقطني في المؤتلف في بن بجير بموحدة وجيم مصغرا غير مسمى يقال اسمه عفان بن عتر وتعقبه الخطيب بأن أوله نون لا موحدة وساق الحديث من طريق أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن أبي النجير وكان من (4/247)
<248> أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما جوع فوضع حجرا على بطنه فقال يا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية في الآخرة الحديث بطوله ذكر أباه بالنون ولم يسم الابن وكذا أخرجه بن منده فيمن يقال له بن فلان بغير تسمية وأورده في الباء الموحدة وفاقا للدارقطني قال الخطيب يحتمل أن يكون عتر أباه والبجير جده انتهى ويحتمل أن يكون البجير لقب عتر وغير ذلك وضبطه الدمياطي بضم المهملة بعدها قاف خفيفة وآخره راء وقال الذهبي بالراء والفاء فوهم فقد صرح بن ماكولا أنه بالفاء والنون فالله أعلم عفان بن حبيب مذكور في الصحابة الذين نزلوا نيسابور قال أبو موسى أورده يحيى بن منده مستدركا على جده ولم يورد له شيئا قلت قد أورده بن الجوزي في مقدمة الموضوعات من طريق البيهقي عن الحاكم عن عبد الله بن نابية البغدادي عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة الأهوازي عن عبد الله بن محمد بن دينار الأهوازي عن محمد بن عبد الملك الطوسي عن داود بن عفان بن حبيب أن أباه هاجر من مكة إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي الحديث ومحمد بن إسحاق الأهوزاي متهم بوضع الحديث وشيخه وسائر السند إلى عفان مجهولون عفان بن أبي عفير الأنصاري له حديث في الود ذكره أبو عمر مختصرا وقد روى حديثه المذكور بن أبي عاصم والبغوي والبخاري في التاريخ وقال له صحبة والحاكم من طريق محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال أبو بكر لرجل من العرب كان يغشاه يقال له عفير ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الود قال سمعته يقول الود يتوارث والبغض يتوارث قال بن حبان ليس إسناد حديثه بشيء قلت فيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وهو ضعيف عفان بن نبيه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعيد بن سهم السهمي قتل أبوه وعمه يوم بدر كافرين وكذلك أخوه العاص بن نبيه ذكر ذلك الزبير ثم قال وانقرض وكذلك الحجاج بن عامر وكان إبراهيم بن أبي سلمة بن نبيه بن عبد الله بن عفيف من فقهاء أهل مكة عفيف الكندي بن عم الأشعث بن قيس وقيل عمه وبه جزم الطبري وقيل أخوه والأكثر على أنه بن عمه وأخوه لأمه وبه جزم أبو نعيم قال بن حبان له صحبة وقال الطبري اسمه شرحبيل وعفيف لقب وقال الجاحظ اسمه شراحيل ولقب عفيفا لقوله في أبيات وقالت لي هلم إلي التصابي فقلت عففت عما تعلمينا وروى البغوي وأبو يعلى والنسائي في الخصائص والعقيلي في الضعفاء من طريق أسد بن وداعة عن بن يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده قال جئت في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن أبتاع لأهلي فأتيت العباس فأنا عنده جالس أنظر إلى الكعبة وقد حلقت الشمس في السماء إذ جاء شاب فاستقبل الكعبة ثم لم ألبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما فركع الشاب فركع الغلام والمرأة ثم رفعوا ثم سجدوا فقلت يا عباس أمر عظيم قال أجل قلت من هذا قال هذا محمد بن عبد الله بن أخي وهذا الغلام علي (4/248)
<249> بن أخي وهذه المرأة خديجة وقد أخبرني أن رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين ولا والله ما على الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة قال عفيف فتمنيت أن أكون رابعهم قال بن عبد البر هذا حديث حسن جدا قلت وله طريق أخرى أخرجها البخاري في تاريخه والبغوي وابن أبي خيثمة وابن منده وصاحب الغيلانيات كلهم من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق حدثني يحيى بن أبي الأشعث عن إسماعيل بن إياس بن عفيف عن أبيه عن جده فذكر نحوه وقال في آخره ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر فكان عفيف يقول وقد أسلم بعد لو كان الله يرزقني الإسلام يومئذ كنت ثانيا مع علي قال البخاري لا يتابع في هذا ورواه الحاكم في المستدرك من هذا الوجه إلا أنه وقع عنده عن إسماعيل بن عمرو بن عفيف أبدل إياسا بعمرو وقال بن فتحون في عفيف هذا ضبطه الباوردي بالتصغير قال والأكثر على الألسنة بالفتح قلت وروايته في معجم البغوي في نسخ صحيحة كما ضبطه الباوردي عفيف بالتصغير بن معديكرب الكندي فرق البغوي بينه وبين الأول وكذا بن أبي حاتم إلا أنه لم يذكر في هذا أنه صحابي بل وقال روى عن عمرو وأشار إلى ذلك بن عبد البر وفرق بينهما أيضا بن ماكولا فضبط هذا بالتصغير وذكر الأول في الجادة وروى البغوي والطبراني وأبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي في كتاب الشعراء من طريق هشام بن الكلبي عن سعيد بن فروة وفي رواية أبي زرعة عن فروة بن سعيد بن عفيف بن معد يكرب عن أبيه عن جده قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل إليه وفد من اليمن فقالوا يا رسول الله لقد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس فذكر الحديث والقصة وفيه ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة شريف في الدنيا خامل في الآخرة يجيء يوم القيامة في يده لواء الشعراء عفيف والد غطيف مولى عبد الله بن أبي قيس من فوق كان اسمه عازبا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عفيفا وذكره البخاري في ترجمة عبد الله بن أبي قيس فأخرج من طريق محمد بن زياد الألهاني عن عبد الله بن أبي قيس قال حججت مع غطيف بن عازب فأتيت عائشة فقلت أرسلني غطيف بن عازب النصري قالت عائشة بن عفيف وكان النبي صلى الله عليه وسلم سماه عفيفا العين بعدها القاف عقار تقدم في عفان عقال بن خويلد ذكره بن سعد وأن النبي صلى الله عليه وسلم عرض عليه الإسلام فأسلم في الثانية عقبة بن جروة العبدي أحد وفد عبد القيس ذكره بن سعد وقد مضى في صحار بن العباس أنه من جملة الوفد الذين قدموا مع الأشج فأسلموا عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي أبو سروعة في قول أهل الحديث ويقال إن أبا سروعة أخوه وهو قول أهل النسب وصوبه العسكري وقيل إن أبا سروعة أخو عقبة لأمه وجزم به مصعب الزبيري وأعرب أبو حاتم الرازي فقال أبو سروعة قاتل (4/249)
<250> خبيب له صحبة اسمه عقبة بن الحارث بن عامر وليس هو عقبة بن عامر الذي أدركه بن أبي مليكة هو الذي أخرج له البخاري وأصحاب السنن ووهم من أخرج حديثه في المتفق لصاحب العمدة وله رواية عن أبي بكر الصديق وروى عنه أيضا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وعبيد بن أبي مريم المكي مات عقبة بن الحارث في خلافة بن الزبير عقبة بن الحارث أبو سروعة إن صح ما قال أبو حاتم فهو آخر عقبة بن حليس بمهملتين مصغرا بن نصر بن دهمان بن بصار بن سبيع بن بكر بن أشجع الأشجعي قال هشام بن الكلبي أسلم قديما وشهد بدرا وكان يلقب مذبحا لأنه ذبح الأساري يوم الرقم وفي جده نصر بن دهمان يقول الشاعر ونصر بن دهمان الهنيدة عاشها وستين عاما بعدها وسنينا عقبة بن الحنظلية أخو سهل قال بن الدباغ له ذكر في ترجمة أخيه سهل قلت وأشار بذلك إلى قول بن عبد البر في ترجمة سهل قال أبو مسهر قال سعيد بن عبد العزيز كان سهل بن الحنظلية لا يولد له وله أخ يسمى سعدا وأخ يسمى عقبة ولهم صحبة عقبة بن خالد الليثي صوابه بن مالك يأتي عقبة بن رافع الأنصاري له ذكر ورواية ففي صحيح مسلم من طريق ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأني في دار عقبة بن رافع فأتينا برطب من رطب بن طاب فأولتها الرفعة لنا والعاقبة وأن ديننا قد طاب وأخرجه بن منده في ترجمة عقبة بن نافع فصحفه وتعقبه أبو نعيم وروى أبو يعلى والحسن بن سفيان من طريق عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن عقبة بن رافع رفعه إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا الحديث وأخرجه من طريق بن لهيعة عن عمارة بن غزية عن عاصم ورواه غير بن لهيعة عن عمارة فسمى الصحابي قتادة بن النعمان فالله أعلم عقبة بن ربيعة الأنصاري حليف بني عوف بن الخزرج شهد بدرا في قول موسى بن عقبة أخرجه أبو عمر عقبة بن صيفي يأتي في عقبة بن أبي قيس عقبة بن طويع في عتبة عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودوعة بن عدي بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني الصحابي المشهور روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين منهم بن عباس وأبو أمامة وجبير بن نفير وبعجة بن عبد الله الجهني وأبو إدريس الخولاني وخلق من أهل مصر قال أبو سعيد بن يونس كان قارئا عالما بالفرائض والفقه فصيح اللسان شاعرا كاتبا وهو أحد من جمع القرآن قال ورأيت مصحفه بمصر على غير تأليف مصحف عثمان وفي آخره كتبه عقبة بن عامر بيده وفي صحيح مسلم من طريق قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا في غنم لي (4/250)
<251> أرعاها فتركتها ثم ذهبت إليه فقلت بايعني فبايعني على الهجرة الحديث أخرجه أبو داود والنسائي وشهد عقبة بن عامر الفتوح وكان هو البريد إلى عمر بفتح دمشق وشهد صفين مع معاوية وأمره بعد ذلك على مصر وقال أبو عمر الكندي جمع له معاوية في إمرة مصر بين الخراج والصلاة فلما أراد عزله كتب إليه أن يغزو رودس فلما توجه سائرا استولى مسلمة فبلغ عقبة فقال أغربة وعزلا وذلك في سنة سبع وأربعين ومات في خلافة معاوية على الصحيح وحكى أبو زرعة في تاريخه عن عبادة بن نسي قال رأيت رجلا في خلافة عبد الملك يحدث فقلت من هذا قالوا عقبة بن عامر الجهني قال أبو زرعة فذكرته لأحمد بن صالح قال هذا غلط مات عقبة في خلافة معاوية وكذلك أرخه الواقدي وغيره وزادوا في آخرها وأما قول خليفة بن خياط قتل في النهروان من أصحاب علي عامر بن عقبة بن عامر الجهني فهو آخر بدليل قول خليفة في تاريخه مات في سنة ثمان وخمسين عقبة بن عامر الجهني عقبة بن عامر بن نابي بنون وموحدة وزن قاضي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي ذكره أبو عمر وغيره فقالوا شهد العقبة الأولى وبدرا وأحدا وأعلم بعصابة خضراء في مغفره وشهد الخندق وسائر المشاهد واستشهد باليمامة ونقل أبو موسى عن جفر المستغفري أنه ذكره فقال عقبة بن عامر بن نابي له صحبة استشهد باليمامة وساق ذلك بسنده عن بن إسحاق وذكره بن سعد بنحو ما ذكره أبو عمر فهو سلفه فيه وروى أبو نعيم من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عقبة بن عامر السلمي قال جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابني وهو غلام حدث السن فقلت بأبي أنت وأمي علم ابني دعوات يدعو بهن وخفف عليه فقال قل يا غلام اللهم إني أسألك نجاة في إيمان وإيمانا في حسن خلق وصلاحا يتبعه نجاح فأعادها عليه الغلام حتى قال الغلام قد فهمت ترجم له أبو نعيم فقال عقبة بن عامر السلمي وساق له هذا الحديث ولم يزد فضمه بن الأثير الى عقبة بن عامر بن نابي الذي ذكره بن عبد البر لكونه من بني سلمة بكسر اللام فيصح في نسبه سلمة بفتح اللام فجعلهما واحدا ويغلب على ظني أنه غيره لما سأذكره في الذي بعده عقبة بن عامر السلمي قد ذكرت في الذي قبله أن أبا نعيم ترجم له هكذا وأورد له الحديث الماضي من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر عن أبيه عقبة وهو في نسخة معتمدة بضم السين فيكون من بني سليم فهو غير الذي قبله ويؤيده أن يزيد بن أسلم ولد بعد اليمامة بدهر أيضا وقد ذكر الباوردي فيمن شهد صفين من الصحابة مع علي عقبة بن عامر السلمي وهذا مما يؤيد أنه غير الذي اسم جده نابي فإن اليمامة كانت سنة اثنتي عشرة وصفين كانت سنة سبع وثلاثين فهو غيره قطعا ولا جائز أن يكون الجهني لأن الجهني كان مع معاوية بصفين لا مع علي ولأن في حديث زيد بن أسلم عنه أنه جاء بابن له إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال محمد بن سعد في الطبقات إن عقبة بن عامر بن نابي لا عقب له وكذا جزم به الدمياطي في أنساب الخزرج وأما قول بن الأثير إن رواية زيد بن أسلم عنه مرسلة فهو بناء على ما ظنه أنه الأنصاري فأما إن كان كما جوزته وأنه سلمي وأنه عاش إلى أن شهد صفين فلا مانع من إدراك زيد بن أسلم له وهذا كله إن صح سند حديث زيد بن أسلم وما (4/251)
<252> ذكره الباوردي فإن في سند كل منهما مقالا والله أعلم عقبة بن عبد الله الأنصاري السلمي ذكره الباوردي وابن السكن في الصحابة وروى بن السكن من طريق يزيد بن رومان عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حتى إذا كنا ببطن رابغ استقبلتنا من بابة فأظلم الطريق فذكر الحديث في فضل المعوذتين وروى الباوردي من طريق عبيد الله بن أبي رافع بالسند الضعيف أنه عده فيمن شهد صفين من الصحابة عقبة بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري ذكره بن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا وذكره فيمن فر يوم أحد حتى بلغ جبلا مقابل الأعوص فأقام به ثم رجع عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عطية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري أبو مسعود البدري مشهور بكنيته اتفقوا على أنه شهد العقبة واختلفوا في شهوده بدرا فقال الأكثر نزلها فنسب إليها وجزم البخاري بأنه شهدها واستدل بأحاديث أخرجها في صحيحه في بعضها التصريح بأنه شهدها منها حديث عروة بن الزبير عن بشير بن أبي مسعود قال أخر المغيرة العصر فدخل عليه أبو مسعود عقبة بن عمرو جد زيد بن حسن وكان شهد بردا وقال أبو عتبة بن سلام ومسلم في الكنى شهد بدرا وقال بن البرقي لم يذكره بن إسحاق فيهم وورد في عدة أحاديث أنه شهدها وقال الطبراني أهل الكوفة يقولون شهدها ولم يذكره أهل المدينة فيهم وقال بن سعد عن الواقدي ليس بين أصحابنا اختلاف في أنه لم يشهدها وقيل إنه نزل ماء ببدر فنسب إليه وشهد أحدا وما بعدها ونزل الكوفة وكان من أصحاب علي واستخلف مرة على الكوفة قال خليفة مات قبل سنة أربعين وقال المدائني مات سنة أربعين قلت والصحيح أنه مات بعدها فقد ثبت أنه أدرك إمارة المغيرة على الكوفة وذلك بعد سنة أربعين قطعا قيل مات بالكوفة وقيل مات بالمدينة عقبة بن عمرو بن عدي يأتي في عقيب مصغرا عقبة بن قيظي بقاف ومثناة وزن صيفي بن قيس بن لوذان الأنصاري الأوسي الحارثي شهد أحدا واستشهد يوم جسر أبي عبيد ذكره أبو عمر عقبة بن أبي قيس صيفي بن الأسلت قال أبو عبيد له ولأبيه صحبة واستشهد عقبة بالقادسية قال بن المهلبي وأبو الفرج الأصبهاني وغيرهما أسلم عقبة واستشهد بالقادسية عقبة بن كديم بن عدي بن حارثة بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي شهد أحدا وما بعدها ذكره العدوي في الأنساب وقال بن يونس شهد فتح مصر وعقبة بها وله صحبة ولا يعرف له رواية وعده الواقدي في المنافقين وكان ذلك في أول امره ثم تاب عقبة بن مالك الليثي قال البغوي سكن البصرة وله حديث قال مسلم والأزدي وغيرهما تفرد بشر بن عاصم بالرواية عنه قلت أخرج حديثه النسائي والبغوي وابن حبان وغيرهم من طريق (4/252)
<253> سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال أتينا بشر بن عاصم فقال حدثنا عقبة بن مالك وكان من رهطه فقال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأغارت على قوم فشد رجل من القوم فاتبعه رجل من السرية فقال له إني مسلم فلم ينظر غليه فضربه فقتله وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أبي علي فيمن قتل مؤمنا الحديث ووقع في رواية البغوي من طريق يونس بن عبيد عن حميد عن مالك بن عقبة أو عقبة بن مالك وترجم لأجل ذلك في حرف الميم لمالك ونبه فيه على الاختلاف المذكور وعقبة بن مالك هو المحفوظ ووقع في بعض النسخ من مسند أبي يعلى عقبة بن خالد والصواب بن مالك هكذا أخرجه بن حبان عن أبي يعلى وكذا أخرجه الحسن بن سفيان عن شيخ أبي يعلى وأخرج أبو داود من طريق عبد الصمد عن سليمان بن مغيرة عن حميد بن هلال عن بشر بن عاصم عن عقبة بن مالك وكان من رهطه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فسلمت رجلا منهم فلما رجع قال لو رأيت ما لامنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعجزتم إذا بعثت رجلا فلم يمضى لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري قلت وهذا يرد على من زعم أنه ليس له إلا حديث واحد عقبة بن مالك الجهني ذكره بن قانع وأخرج من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب سمعت رجلا يقول سمعت عقبة بن مالك الجهني يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يموت حين يموت وفي قلبه حبة خردل من كبر فيحل له الجنة يريح ريحها فقال له رجل يقال له أبو ريحانة إني أحب الجمال الحديث وروى بن شاهين من طريق يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن زحر عن أبي سعيد الرعيني عن عبد الله بن مالك الجهني أن عقبة بن مالك الجهني أخبره أن أخته نذرت أن تمشي إلى بيت الله حافية غير مختمرة الحديث وتعقبة أبو موسى بأن هذا الحديث معروف من رواية يحيى بن سعيد بهذا الإسناد عن عقبة بن عامر الجهني وهو الصواب وقوله بن مالك تصحيف ولعقبة بن مالك حديث آخر روى الطبراني في الأوسط من طريق محمد بن أبي حميد عن جميلة بنت عبادة الأنصاري عن أختها عن عقبة بن مالك قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا في رمضان فقال قد قمت وأنا أعلم بليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر أورده في ترجمة محمد بن علي الصائغ وقال لا يروي عن عقبة إلا بهذا الإسناد عقبة بن نافع القرشي روى عنه أنس ذكره بن منده وقال مات سبع وعشرين هكذا في التجريد ولم أر له في الصحابة لابن منده ذكرا والله أعلم عقبة بن نمر ويقال بن مر وله ذكر في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى زرعة بن ذي يزن قاله المستغفري قلت وسمى أباه مرا والذي في كتاب بن إسحاق والد أبي نمر وهو الصواب وقد مضى في ترجمة الحارث بن عبد كلال وذكر بن إسحاق أن له وفادة عقبة بن نيار بكسر النون بعدها تحتانية خفيفة أخو أبو بردة بن نيار استدركه بن فتحون وعزاه للطبري وأنه ذكر فيمن شهد أحدا عقبة بن هلال ذكره الذهبي في التجريد وأن له في مسند بقي حديثا (4/253)
<254> عقبة بن وهب ويقال بن أبي وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي أبو سنان أخو شجاع بن وهب ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا وقال البلاذري يقال إنه كان مع أخيه في هجرة الحبشة وليس يثبت وقال بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة قال قالت اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه قال فقال لهم عقبة بن وهب وسعد بن معاذ وسعد بن عبادة يا معشر يهود اتقوا الله فوالله إنكم لتعلمون أن محمدا رسول الله هكذا أورده بن منده هنا وأورده غيره في ترجمة الذي بعده والله أعلم عقبة بن وهب بن كلدة بن الجعد بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جشم بن عوف بن بهثة بن عبد الله بن غطفان الغطفاني حليف بني سالم من الأنصار قال بن إسحاق كان أول من أسلم من الأنصار ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل بمكة حتى هاجر فكان يقال له أنصاري مهاجري وشهد بدرا هكذا ذكر بن الكلبي إلا أنه قال عقبة بن كلدة بن وهب وإنه كان من السبعين يوم العقبة وقال الواقدي شهد بدرا وأحدا وما بعدها وهو الذي نزع الحلقتين من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم عالجهما هو وأبو عبيدة بن الجراح حدثني بذلك بن أبي الهاد عن أبيه عقبة الجهني والد عبد الرحمن روى الطبراني وابن السكن والحاكم في تاريخ نيسابور من طريق صيفي بن نافع بن صيفي وكان بلغ مائة واثنتي عشرة سنة عن عبد الرحمن بن عقبة الجهني عن أبيه وكان أصابه سهم مع النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل النار مسلم رآني ولا رأى من رآني ولا رأى من رأى من رآني ثلاثا قال بن السكن لا يروى عن عقبة غير هذا الحديث قلت وخلطه بن منده بترجمة عقبة الفارسي مولى الأنصار فوهم نبه على ذلك بن الأثير وتعجب من أبي موسى كيف استدركه عقبة الزرقي روى بن منده من طريق أبي عامر العقدي عن زهير بن محمد عن موسى بن حبيب عن سعد بن عقبة الزرقي أن أباه عقبة سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث أقسم عليهن قالوا يا رسول الله ما هن قال لا يعطي المؤمن شيئا من ماله فينقص أبدا الحديث عقبة الفارسي مولى جبر بن عتيك الأنصاري ذكره خليفة في موالي بني هاشم من الصحابة لكن قال أبو عقبة قال بن حبان شهد أحدا وقال بن إسحاق حدثني داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن عقبة عن أبيه عقبة مولى جبر بن عتيك قال شهدت أحدا مع مولاي فضربت رجلا من المشركين فقلت خذها وأنا الغلام الفارسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا قلت خذها وأنا الغلام الأنصاري فإن مولى القوم من أنفسهم أخرجه أبو يعلى من هذا الوجه وذكره بن السكن من رواية جرير بن حازم عن داود بن الحصين نحوه ورواه يحيى بن العلاء عن داود فقلبه قال عن عقبة بن عبد الرحمن عن أبيه وقد مضى النقل عن الواقدي أنه جعل هذه القصة لرشيد الفارسي فان لم يكونا اثنين وإلا فالصواب مع بن إسحاق وقد روى بن أبي خيثمة وأبو داود وابن ماجة وابن منده من طريق هذا الحديث من رواية جرير بن حازم عن بن (4/254)
<255> إسحاق فقال عبد الرحمن بن أبي عقبة والذي في المغازي عبد الرحمن بن عقبة اسم لا كنية فإن كان جرير ضبطه فيحتمل أن يكون رشيد اسمه وأبو عقبة كينته والله أعلم عقبة غير منسوب أخرجه علي بن سعيد في الصحابة وروى من طريق شريك عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن عقبة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجد المؤمن مجتهدا فيما يطيق متلهفا على ما لا يطيق عقربة الجهني والد بشر استشهد بأحد وقد تقدم ذلك مستوفى في ترجمة بشر في الباء الموحدة عقفان بقاف ثم فاء وفتحات بن شعثم بضم المعجمة والمثلثة وبينهما عين مهملة ساكنة التميمي عداده في أعراب البصرة يكنى أبا وراد ذكره بن أبي حاتم في الصحابة وقال هو أخو ذؤيب وقد تقدم ذكره في ترجمة خارجة بن عقفان في حرف الخاء المعجمة عقفان بن قيس بن عاصم التميمي السعدي له ولأبيه صحبة ذكره المرزباني والله أعلم عقيب بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن عدي بن حارثة الأنصاري الحارثي شهد أحدا واستصغر ولده سعد بن عقيب فرد مع من رد ذكره أبو عمر هكذا مصغرا وذكره غيره عقبة بالتكبير عقيبة بن رقيبة مضى في رقيبة بن عقيبة روى له حديث بالشك ضعيف عقيل بفتح أوله بن أبي طالب بن عبد مناف القرشي الهاشمي أخو علي وجعفر وكان الأسن يكنى أبا يزيد تأخر إسلامه إلى عام الفتح وقيل أسلم بعد الحديبية وهاجر في أول سنة ثمان وكان أسر يوم بدر ففداه عمه العباس ووقع ذكره في الصحيح في مواضع وشهد غزوة مؤتة ولم يسمع له بذكر في الفتح وحنين كأنه كان مريضا أشار إلى ذلك بن سعد لكن روى الزبير بن بكار بسنده إلى الحسن بن علي أن عقيلا كان ممن ثبت يوم حنين وكان عالما بأنساب قريش ومآثرهما ومثالبها وكان الناس يأخذون ذلك عنه بمسجد المدينة وكان سريع الجواب المسكت وكان قد فارق عليا ووفد إلى معاوية في دين لحقه وروى هشام بن الكلبي بسنده إلى بن عباس قال كان في قريش أربعة يتحاكم الناس إليهم في المنافرات عقيل ومخرمة وحويطب وأبو جهم وكان عقيل يعد المساوي فمن كانت مساويه أكثر يقر صاحبه عليه ومن كانت محاسنه أكثر يقره على صاحبه ولعقيل حديث كامل أخرج له النسائي وابن ماجة حديثا قال بن سعد قالوا مات في خلافة معاوية قلت وفي تاريخ البخاري الأصغر بسند صحيح أنه مات في أول خلافة يزيد قبل الحرة عقيل بن مقرن المزني أبو حكيم ذكره البخاري في الصحابة وذكره الواقدي فيمن نزل الكوفة منهم وزعم بن قانع أنه أبو حاتم روى حديث إذا أتاكم من ترضون دينه فأنكحوه فتصحف عليه كنيته وذلك معدود من أوهامه (4/255)
<256> العين بعدها الكاف عك ذو خيوان في الذال المعجمة عكاشة بن ثور بن أصغر ذكر سيف في أول الردة عن سهل بن يوسف عن أبيه عن عبيد بن صخر بن لوذان أنه كان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على السكاسك والسكون وذكره أبو عمر عكاشة بضم أوله وتشديد الكاف وتخفيفها أيضا بن محصن بن حرثان بضم المهملة وسكون الراء بعدها مثلثة بن قيس بن مرة بن بكير بضم الموحدة بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي حليف بني عبد شمس من السابقين الأولين وشهد بدرا وقع ذكره في الصحيحين في حديث بن عباس في السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب فقال عكاشة ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت منهم فقام آخر فقال سبقك بها عكاشة وقد ضرب بها المثل يقال للسابق في الأمر سبقك بها عكاشة وروى الطبراني وعمر بن شبة من طريق نافع مولى بنت شجاع عن أم قيس بنت محصن قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي حتى أتينا البقيع فقال يا أم قيس يبعث من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فقام رجل فقال أنا منهم قال نعم فقام آخر فقال سبقك بها عكاشة قيل استشهد عكاشة في قتال أهل الردة قتله طليحة بن خويلد الذي تنبأ وقد تقدم أن طليحة عاد إلى الإسلام عكاشة بن وهب الأسدي أخو جذامة ذكر بن فتحون عن أبي علي الصدفي أن بعض من ألف في الصحابة ذكره فيهم قلت وقد وجدت حديثه في شرح معاني الآثار للطحاوي فقال حدثنا بن أبي داود هو إبراهيم بن سليمان البرلسي حدثنا بن أبي مريم هو سعيد حدثنا بن لهيعة حدثنا أبو الأسود عن عروة عن جذامة بنت وهب أخت عكاشة بن وهب أن عكاشة بن وهب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأخا له آخر جاءاها حين غابت الشمس يوم النحر فألقيا قميصهما فقالت مالكما قالا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لم يكن أفاض منها فليلق ثيابه وكانوا تطيبوا ولبسوا الثياب هكذا أخرجه وقد اختلف فيه على بن لهيعة فأخرجه الطحاوي أيضا عن يحيى بن عثمان عن عبد الله بن يوسف عنه بهذا الإسناد لكن قال عن عروة عن أم قيس بنت محصن قالت دخل على عكاشة بن محصن وآخر في بيتي مساء يوم الأضحى فذكر نحوه وكأن هذا أصح فقد جاء هذا الحديث من وجه آخر عنها أخرجه والحاكم من طريق بن إسحاق حدثني أبو عبيدة عبد الله بن زمعة حدثتني أم قيس بنت محصن وكانت جارة لهم قالت خرج من عندي عكاشة بن محصن في نفر من بني أسد متقمصين عشية يوم النحر ثم رجعوا إلى عشاء وقمصهم على أيديهم فذكر الحديث عكاشة الغنمي بمعجمة مفتوحة بعدها نون ساكنة فرق بن السكن بينه وبين بن محصن فقال حدثنا داود بن محمد بن عبد الملك أبو سليمان الشاعر حدثني أبي عن أبيه عن عبد الملك بن حبيب بن حسين عن أبيه عن جده حسين بن عرفطة عن عكاشة الغنمي أنه وقى النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهبت أنفه وشفتاه وحاجباه وأذناه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت المجدع (4/256)
<257> في الله وقال بن السكن لا يروى عن عكاشة هذا شيء إلا من هذا الوجه قلت وابن محصن يجوز أن يقال فيه الغنمي لأنه من بني غنم بن دودان كما تقدم لكن العهدة في ذلك على بن السكن عكاشة الغنوي ذكره بن شاهين فأخرج من طريق زهير بن عباد عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عكاشة الغنوي أنه كان له جارية في غنم ترعاها ففقد منها شاة فضرب الجارية على وجهها فذكر مثل حديث معاوية بن الحكم السلمي عكاف بن وداعة الهلالي ويقال عكاف بن بشر التميمي روى بن شاهين من طريق محمد بن عبد الرحمن السلماني عن أبيه عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعكاف الهلالي يا عكاف ألك زوجة قال لا الحديث وروى الطبراني في مسند الشاميين والعقيلي من طريق برد بن سنان عن مكحول عن عطية بن بسر عن عكاف بن وداعة الهلالي فذكر الحديث بطوله وروى أبو يعلى وابن منده من طريق بقية عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن موسى عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن عطية بن بسر المازني قال جاء عكاف بن وداعة الهلالي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عكاف ألك زوجة قال لا قال ولا جارية قال لا وأنت صحيح موسر قال نعم والحمد لله قال فأنت إذا من إخوان الشياطين إما أن تكون من رهبان النصارى فأنت منهم وإما أن تكون منا فاصنع كما نصنع فإن من سنتنا النكاح شراركم عزابكم ويحك يا عكاف تزوج قال فقال عكاف يا رسول الله لا أتزوج حتى تزوجني من شئت فقال قد زوجتك على اسم الله والبركة كريمة وعند بعضهم زينب بنت كلثوم الحميرية وهكذا رواه بن السكن من طريق بقية بهذا الإسناد إلا أنه قال عن عطية بن بسر عن عكاف وهكذا رواه يوسف الغساني عن سليمان بهذا الإسناد وأخرجه العقيلي من طريق الوليد بن مسلم عن معاوية بن يحيى بهذا الإسناد لكن لم يذكر غضيفا قال بن منده رواه أشعث بن شعبة عن معاوية بن يحيى عن رجل من بجيلة عن سليمان بن موسى زاد فيه رجلا بينهما قال ورواه عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن أبي ذر قال جاء عكاف بن بشر التميمي قلت وقد أخرجه أحمد عن عبد الرزاق بهذا الإسناد والله أعلم فاتفقت الطرق الأول على أنه عكاف بن وداعة الهلالي وشذ محمد بن راشد فقال عكاف بن بشر التميمي وخالف في الإسناد أيضا والطرق المذكورة كلها لا تخلو من ضعف واضطراب عكراش بكسر أوله وسكون الكاف وآخره معجمة بن ذؤيب بن حرقوص بن جعدة بن عمرو بن النزال بن سبرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي وقال بن منده في نسبه المنقري وفيه نظر لأنه من ولد مرة بن عبيد أخى منقر بن عبيد وقد وقع في حديثه بنسبه بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم أخرجه الترمذي وغيره وقال بن سعد عكراش بن ذؤيب صحب النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وقال بن حبان له صحبة إلا أني لست بالمعتمد على إسناد خبره وذكر بن قتيبة في المعارف وابن دريد في الاشتقاق أنه شهد الجمل مع عائشة فقال الأحنف كأنكم به وقد أتى به قتيلا أو به جراحة لا تفارقه حتى يموت قال فضرب ضربة على (4/257)
<258> أنفه عاش بعدها مائة سنة وأثرالضربة به وهذه الحكاية إن صحت حملت على أنه أكمل المائة لا أنه استأنفها من يومئذ وإلا لاقتضى ذلك أن يكون عاش إلى دولة بني العباس وهو محال عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي كان كأبيه من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أسلم عكرمة عام الفتح وخرج إلى المدينة ثم إلى قتال أهل الردة ووجهه أبو بكر الصديق إلى جيش نعمان فظهر عليهم ثم إلى اليمن ثم رجع فخرج إلى الجهاد عام وفاته فاستشهد وذكر الطبري أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على صدقات هوازن عام وفاته وأنه قتل بأجنادين وكذا قال الجمهور حتى قال الواقدي لا اختلاف بين أصحابنا في ذلك وقال بن إسحاق والزبير بن بكار قتل يوم اليرموك في خلافة عمر روى سيف في الفتوح بسند له أن عكرمة نادى من يبايع على الموت فبايعه عمه الحارث وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين وكان أميرا على بعض الكراديس وذلك سنة خمس عشرة في خلافة عمر فقتلوا كلهم إلا ضرارا وقيل قتل يوم مرج الصفر وذلك سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر وله عند الترمذي حديث من طريق مصعب بن سعد عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم جئته مرحبا مرحبا بالراكب المهاجر وهو منقطع لأن مصعب لم يدركه وقد أخرج قصة مجيئه موصولة الدارقطني والحاكم وابن مردويه من طريق أسباط بن نصر عن السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين فذكر الحديث وفيه وأما عكرمة فركب البحر فأصابهم عاصف فقال أصحاب السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم ههنا شيئا فقال عكرمة والله لئن لم ينجني في البحر الا الإخلاص لا ينجيني في البر غيره اللهم إن لك علي عهدا إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلا أجدنه الا عفوا كريما قال فجاء فأسلم وروينا في فوائد يعقوب الجصاص من حديث أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت لأبي جهل عذقا في الجنة فلما أسلم عكرمة قال يا أم سلمة هذا هو ولم يعقب عكرمة عكرمة بن عامر ويقال بن عمار بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي البدري معدود في المؤلفة وهو الذي باع دار الندوة من معاوية بمائة ألف قاله أبو عمر مختصرا فأما عده من المؤلفة فهو عن بن الكلبي وأما بيعه دار الندوة فرواه بن سعد عن الواقدي وهو القائل لما تنازعت قريش في الرفادة والحجابة وغيرهما مما في أيدي بني عبد الدار والله لا يأتي الذي قد أردتم ونحن جميع أو نخضب بالدم ونحن ولاة البيت لا تنكرونه فكيف على علم البرية نظلم وذكر المرزباني أنه هجا رجلا في خلافة عمر فضربه عمر تعزيرا فلما أخذته السياط نادى يا آل قصي فوثب إليه أبو سفيان بن الحارث فسكته وأنشد له المرزباني شعرا قاله في الأسود بن مصفود الذي غزا الكعبة ليهدمها ويقال إنه الذي كتب الصحيفة بين قريش وبني هاشم والمطلب وقيل كتبها ولده منصور وقيل أخوه بغيض بن عامر فالله أعلم (4/258)
<259> عكرمة بن عبيد الخولاني ذكر في الصحابة ولا يعرف له رواية وشهد فتح مصر قاله بن يونس وابن منده عنه العين بعدها اللام العلاء بن جارية بالجيم والتحتانية الثقفي حليف بني زهرة ذكر بن إسحاق في المغازي عن عبد الله بن أبي بكر وغيره أنه ممن أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة من الإبل ووصله بن منده من وجه آخر عن بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد وذكر الواقدي أن العلاء بن الحضرمي بعثه بصدقات عبد القيس والجزية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى الذهلي في الزهريات عن المغيرة بن عبد الرحمن بن يزيد عن الزهري عن سليمان بن يسار أن العلاء بن جارية الثقفي طلق امرأته فأخبر بذلك عمر فسأله فقال نعم مائة مرة فقال قد بانت منك العلاء بن الحضرمي وكان اسمه عبد الله بن عماد بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن عويف الحضرمي وكان عبد الله الحضرمي أبوه قد سكن مكة وحالف حرب بن أمية والد أبي سفيان وكان للعلاء عدة إخوة منهم عمرو بن الحضرمي وهو أول قتيل من المشركين وماله أول مال خمس في المسلمين وبسببه كانت وقعة بدر واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم العلاء على البحرين وأقره أبو بكر ثم عمر مات سنة أربع عشرة وقيل سنة إحدى وعشرين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه من الصحابة السائب بن يزيد وأبو هريرة وكان يقال إنه مجاب الدعوة وخاض البحر بكلمات قالها وذلك مشهور في كتب الفتوح العلاء بن خارجة قال بن منده من أهل المدينة روى البغوي والطبراني وابن شاهين وغيرهم من طريق وهب عن عبد الرحمن بن عكرمة بن حرملة عن عبد الملك بن يعلى عن العلاء بن خارجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة للأهل مثراة للمال ومنسأة في الأجل قال البغوي قال المخزومي وهو خطأ والصواب بن العلاء بن حارثة العلاء بن خباب قال أبو عمر ذكروه في الصحابة وما أظنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم قال بن حبان من زعم أن له صحبة فقد وهم روى عن رجل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن أبي حاتم سألت أبي فقال لا أعلم له صحبة وقال العسكري أخرج حديثه في المسند وهو مرسل قلت له حديثان أخرج أحدهما البغوي والطبراني من طريق الثوري عن عبد الرحمن بن عابس عن العلاء بن خباب عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكل الثوم فلا يقربن مسجدنا رجاله ثقات ثانيهما أخرجه بن منده من طريق أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن عبد (4/259)
<260> الله بن العلاء بن خباب عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين استيقظ لو شاء الله ايقظنا ولكن أراد أن يكون لمن بعدكم العلاء بن سبع قال بن حبان له صحبة وقال أبو عمر قيل إنه هو العلاء بن الحضرمي قلت وفيه نظر فقد فرق بينهما البخاري وقال في بن الحضرمي روى عنه السائب بن يزيد وقال في بن سبع سمع منه السائب بن يزيد فعله العلاء بن سعد الساعدي روى بن منده من طريق عطاء بن يزيد بن مسعود عن سليمان بن عمر بن الربيع حدثني عبد الرحمن بن العلاء بن سعد من بني ساعدة عن أبيه وكان ممن بايع يوم الفتح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه هل تسمعون ما أسمع أطت السماء وحق لها أن تئط الحديث وأخرجه بن عساكر في تاريخه في ترجمة محمد بن خالد من طريق بن منده بهذا الإسناد العلاء بن عقبة ذكره المستغفري في الصحابة وقال كنت في عهد عمرو بن حزم واستدركه أبو موسى وذكره المرزباني فقال كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثه هو والأرقم في دور الأنصار وقرأت في التاريخ المصنف للمعتصم بن صمادح أن العلاء بن عقبة والأرقم كانا يكتبان بين الناس المداينات والعهود والمعاملات العلاء بن عمرو الأنصاري وقال أبو عمر له صحبة وشهد صفين مع علي العلاء بن مسروح الهذلي يأتي في عويم العلاء بن وهب بن عبد بن وهبان بن ضباب بن حجير بن عبد بن مصيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري من مسلمة الفتح وشهد القادسية واستعمله عثمان على الجزيرة وأقام بالرقة أميرا وتزوج زينب بنت عقبة بن أبي معيط قال بن منده أنبأنا بذلك علي بن أحمد الحراني حدثني محمود بن محمد الأديب الرقي بهذا بن الأثير ولم يذكره أبو عروبة ولا بن سعيد العلاء بن يزيد بن أنيس الفهري رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقدم مصر بعد فتحها وأعقب بها وهو جد أبي الحارث الفهري قاله أبو سعيد بن يونس العلاء وقيل علاقة وقيل علاثة قيل هو عم خارجة بن الصلت وقيل اسم عمه عبد الله بن حثير بمهملة ثم مثلثة ساكنة ثم ياء تحتانية مفتوحة يأتي في المبهمات إن شاء الله تعالى علاثة بن شجار بفتح المعجمة وتشديد الجيم وقيل بكسر أوله ثم تخفيف السليطي من بني سليط بن الحارث بن يربوع وقيل هو من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم روى عنه الحسن أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول المسلم أخو المسلم ذكره بن شاهين وقال البخاري قال لي علي بن المديني علاثة بن شجار هو الذي روى عن الحسن عن رجل من بني سليط قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم قال علي قال بعض أصحابنا سألت عنه قومه فقالوا اسمه علام بن شجار قلت الحديث المذكور رواه علي بن المديني عن عفان عن حماد عن علي بن زيد عن الحسن قال مر رجل من بني سليط فقال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أزفلة من الناس فسمعته يقول المسلم أخو (4/260)
<261> المسلم وذكره خليفة في باب الرواة من الصحابة وهو في باب من نزل البصرة من الصحابة قلت وقد وهم من وحد بينه وبين الذي قبله فإن حديث عم خارجة بن الصامت في الرقية بالفاتحة علباء بكسر أوله وسكون اللام بعدها موحدة ومد بن أصمع العبسي روى بن منده من طريق حبان بن السري سمعت عباد بن جهور يحدث عن علباء بن أصمع قال وفدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه فسمعته يقول إن الناس إذا أقبلوا على الدنيا أضروا بالآخرة علباء بن مرة بن عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي ذكره أبو محمد بن حزم في جمهرة النسب وقال له صحبة واستشهد يوم مؤتة وذكره بن عساكر عن بن حزم وقال أظن أنه سقط من نسبه شيء علباء السلمي قال أبو حاتم له صحبة وذكره البخاري فقال قال لي أحمد بن حنبل حدثنا علي بن ثابت عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن علباء السلمي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة إلا على حثالة من الناس أخرجه الحاكم عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه وأخرجه البغوي عن أبي خيثمة عن علي بن ثابت وأخرجه بن أبي عاصم من وجه آخر عن علي بن ثابت وذكر بن عدي في الكامل أن علي بن ثابت تفرد به عن عبد الحميد علبة بضم أوله وسكون اللام بعدها موحدة بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ذكره بن إسحاق وابن حبيب في المحبر في البكائين في غزوة تبوك ثم قال فأما علبة بن زيد فخرج من الليل فصلى وبكى وقال اللهم إنك قد أمرت بالجهاد ورغبت فيه ولم تجعل عندي ما أتقوى به مع رسولك وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني بها في جسد أو عرض فذكر الحديث بغير إسناد وقد ورد مسندا موصولا من حديث مجمع بن حارثة ومن حديث عمرو بن عوف وأبي عبس بن جبر ومن حديث علبة بن زيد وقتيبة كما سنبينه وروى بن مردويه ذلك من حديث مجمع بن حارثة وروى بن منده من طريق محمد بن طلحة عن عبد الحميد بن أبي عبس بن جبر عن أبيه عن جده قال كان علبة بن زيد بن حارثة رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلما حض على الصدقة جاء كل رجل منهم بطاقته وما عنده فقال علبة بن زيد اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به اللهم إني أتصدق بعرض على من ناله من خلقك فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى أين المتصدق بعرضه البارحة فقام علبة فقال قد قبلت صدقتك هكذا وقع هذا الإسناد وفيه تغيير ونقص وإنما هو عبد الحميد بن محمد بن أبي عبس والصحبة لأبي عبس لا لجبر وقد روى الطبراني من طريق محمد بن طلحة بهذا الإسناد حديثا غير هذا وروى البزار من طريق صالح مولى التوأمة عن علبة بن زيد نفسه قال حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة فذكر الحديث قال البزار علبة هذا رجل مشهور من الأنصار ولا نعلم له غير هذا الحديث وقد روى عمرو بن عوف حديثه هذا أيضا قلت وأشار إلى ما أسنده بن أبي الدنيا وابن شاهين من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده نحوه (4/261)
<262> وأخرجه الخطيب من طريق أبي قرة الزبيدي في كتاب السنن له قال ذكر بن جريج عن صالح بن زيد عن أبي عيسى الحارثي عن بن عم له يقال له علبة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالصدقة فذكره لكن قال بعد قوله ولكني أتصدق بعرضي من آذاني أو شتمني أو لمزني فهو له حل فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد قبلت منك صدقتك قال الخطيب كذا في الكتاب عن أبي عيسى الحارثي والصواب عن أبي عبس يعني بفتح العين وسكون الموحدة ولحديثه شاهد صحيح إلا أنه لم يسم فيه رواه بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رجلا من المسلمين قال اللهم إنه ليس لي مال أتصدق به وإني جعلت عرضي صدقة قال فأوجب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد غفر له وسيأتي مزيد لذلك في أبي ضمضم في الكنى علس بمهملتين ولام مفتوحات بن الأسود الكندي ذكره الطبراني فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم ذكره في ترجمة أخيه سلمة بن الأسود علس بن النعمان بن عمرو بن عرفجة بن الفاتك بن امرئ القيس الكندي قال بن الكلبي وفد هو وأخواه حجر ويزيد على النبي صلى الله عليه وسلم وقد تردد بن الأثير في كونه الذي قبله والصواب أنه غيره فقد تقدم نسب الأول في ترجمة سلمة ولا يجتمع مع هذا إلا بعد تسعة آباء علسة بن عدي البلوي بايع تحت الشجرة وشهد فتح مصر ذكره بن يونس علقمة بن الأعور السلمي أبو الأعور ذكره بن السكن وغيره وقال بن إسحاق حدثني محمد بن طلحة عن عكرمة عن بن عباس قال ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر إلا أخيرا لقد غزا غزوة تبوك فغشي حجرته من الليل علقمة بن الأعور السلمي وهو سكران حتى قطع بعض عري الحجرة فقال من هذا فقيل علقمة سكران فقال ليقم إليه رجل منكم فيأخذ بيده حتى يرده إلى رحله هكذا رواه محمد بن سلمة والجمهور عن بن إسحاق ورواه يونس بن بكير فقال أبو علقمة بن الأعور بن قطبة والله أعلم علقمة بن جنادة بن عبد الله بن قيس الأزدي ثم الحجري بفتح المهملة والجيم له صحبة وشهد فتح مصر وولى البحر لمعاوية ومات سنة تسع وخمسين قاله بن يونس علقمة بن حاجب بن زرارة بن عدس التميمي تقدم ذكر ولده شيبان في الشين المعجمة وأن له وفادة وتقدم ذكر والده حاجب في الحاء المهملة وأن له صحبة وليزيد بن شيبان قصة مع رجل من بني مهرة أوردها بن السمعاني في مقدمة كتاب الأنساب وقد ذكرت بعضها في ترجمة علقمة هذا وولده شيبان والد يزيد ثم بين له أنه لم يسلم بل قتل قبل الإسلام والده ووفد ولده بعد ذلك فذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في أيام العرب أن علقمة هذا غزا بكر بن وائل فهزموه وتبعه أشيم بن شراحيل أحد بني عوف بن مالك بن سعد بن قيس بن ثعلبة فقتله ثم مر أشيم ببني تميم حاجا في الأشهر الحرم فقتلوه وافتخر لقيط بن حاجب بذلك في أبيات قالها منها وآليت لا آسي على فقد هالك ولا فقد مال بعدك الدهر علقما (4/262)
<263> فنلت به خير الصنيعات كلها صنيعة قيس لا صنيعة أصحما علقمة بن الحارث بن سويد بن الحارث علقمة بن حوشب الغفاري أورده المستغفري فقال قال البردعي سكن المدينة وروى حديثا وكذلك ذكره الطبراني وابن صدقة عن البخاري مثل هذا سواء علقمة بن الحويرث الغفاري قال بن حبان يقال إن له صحبة وقال خليفة حدثنا محمد بن مطرف حدثتني جدتي سمعت علقمة بن الحويرث الغفاري وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه زنا العينين النظر أخرجه بن أبي عاصم عن خليفة وذكره البغوي والطبراني وابن منده وابن عبد البر من حديث خليفة به علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم أبو أوفى الأسلمي مشهور بكنيته وهو والد عبد الله له صحبة ثبت ذكره في الصحيح من طريق عمرو بن مرة عن عبد الله بن أبي أوفى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال اللهم صل على آل فلان فأتاه أبي بصدقة فقال اللهم صل على آل أبي أوفى قال بن منده كان أبو أوفى من أصحاب الشجرة علقمة بن ربيعة بن الأعور بن أهيب بن حذافة بن جمح الجمحي قتل حفيدة أيوب بن حبيب بن أيوب بقديد بعد الثلاثين ومائة فإن لم يكن لأيوب الا على رؤية فلأبيه صحبة لأن قريشا لم يبق منهم أحد في في حجة الوداع إلا وقد أسلم والله أعلم علقمة بن رمثة بكسر أوله وسكون الميم بعدها مثلثة البلوي قال أبو حاتم له صحبة وقال بن يونس بايع تحت الشجرة وشهد فتح مصر وروى البخاري وابن يونس وأحمد والبغوي وابن منده من طرق عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس التجيبي عن زهير بن قيس البلوي عن علقمة بن رمثة البلوي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى البحرين ثم خرج في سرية وخرجنا معه فنعس ثم استيقظ فقال رحم الله عمرا فتذاكرنا كل من اسمه عمرو ثلاثا فقلنا من عمرو يا رسول الله قال بن العاص الحديث قال بن وهب في روايته عن الليث عن يزيد عن علقمة فلما كانت الفتنة قلت أتبع هذا الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما قال ووقع في رواية بن أبي مريم وغيره عن الليث قال زهير إلى آخره فالله أعلم قال بن يونس تفرد به زهير عن علقمة وسويد عن زهير ويزيد عن سويد علقمة بن سعيد بن العاص بن أمية أخو عمرو وخالد والحكم وأبان شهد فتوح الشام فيما ذكره عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح قال حدثني يحيى بن عبد الرحمن الأزدي عن عمرو بن محصن عن سعيد بن العاص قال وتهيأ خالد بن سعيد بن العاص وإخوته عمرو وأبان والحكم وعلقمة ومواليهم للخروج صحبة أبي عبيدة ثم أقبل إلى أبي بكر الصديق فوصاه ولم يذكر الزبير بن بكار علقمة هذا في كتاب النسب (4/263)
<264> علقمة بن سفيان وقيل بن سهيل الثقفي وقيل عطية بن سفيان وقال يونس بن بكير في زيادات المغازي حدثني إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري حدثني عبد الكريم حدثني علقمة بن سفيان قال كنت في الوفد من ثقيف فضربت لنا قبة فكان بلال يأتينا بفطرنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم الحديث وكذا أخرجه البغوي والطبراني من طريق يونس وقال الطبراني تفرد به إسماعيل وليس كما قال رواه البزار من رواية الضحاك بن عثمان عن عبد الكريم فقال عن علقمة بن سهيل الثقفي وقال لا نعلم غيره ورواه بن إسحاق فقال بن عبد البر اضطربوا فيه قلت ورواه زياد البكائي عن بن إسحاق عن عيسى عن عطية بن سفيان ورواه إبراهيم بن المختار عن بن إسحاق عن عيسى عن سفيان بن عطية فقلبه وقال أحمد بن خالد الوهبي عن بن إسحاق عن عيسى عن عطية حدثنا وفدنا أخرجه بن ماجة ورواية أحمد بن خالد أشبه بالصواب فإن عطية بن سفيان تابعي معروف ولم أقف في شيء من طرقه على تسمية والد سفيان وقد نسبه بن منده وغيره فقالوا علقمة بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي وهذا هو نسب عطية التابعي قلت قول الضحاك بن عثمان علقمة بن سهيل أولى من قول إسماعيل علقمة بن سفيان فإن علقمة في رواية بن إسحاق محرف من عطية بخلاف رواية عبد الكريم علقمة بن سمي الخولاني صحابي شهد فتح مصر ولا تعرف له رواية قاله بن يونس علقمة بن سهيل تقدم ذكره في الذي قبله علقمة بن طلحة بن أبي طلحة العبدري له صحبة وقتل يوم اليرموك شهيدا ذكره بن الأثير علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثبت ذكره في الصحيح في حديث أبي سعيد من رواية عبد الرحمن بن أبي نعيم عنه قال بعث علي بن أبي طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبته في تربتها فقسمها بين أربعة نفر عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وعلقمة بن علاثة وزيد الخيل الحديث وقال المفضل العلائي في تاريخه حدثني رجل من بني عامر قال صحب النبي صلى الله عليه وسلم من بني كلاب قدامة وعلقمة بن علاثة وسمى جماعة وروى بن عساكر بإسناد له إلى الشافعي حدثني غير واحد أن عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة تنافرا فقال علقمة لا أنافرك على الفروسية أنت أشد بأسا مني فقال عامر لا أنافرك على الكرم أنت رجل سخي فقال علقمة لكني موف وأنت غادر وعفيف وأنت عاهر ووالد وأنت عاقر فذكر قصة طويلة وفيه رد على قول بن عبد البر إنه لم يكن فيه ذلك الكرم وروى بن أبي الدنيا في كتاب الشكر وأبو عوانة في صحيحه من طريق بن أبي حدرد الأسلمي قال قال محمد بن سلمة كنا يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا حسان أنشدني من شعر الجاهلية فأنشده قصيدة الأعشى التي هجا بها علقمة بن علاثة ومدح عامر بن الطفيل فقال يا حسان لا تعد تنشدني هذه القصيدة فقال يا رسول الله تنهاني عن رجل مشرك مقيم عند قيصر فقال إن قيصر سأل أبا سفيان عني فتناول مني وسأل علقمة فأحسن القول فإن أشكر الناس للناس أشكرهم لله تعالى ورأيت نحو ذلك مرويا عن بن (4/264)
<265> عباس بنحو هذا السياق وذكر البلاذري أن سبب قدوم علقمة على قيصر أنه بلغه موت أبي عامر الراهب فقدم هو وكنانة بن عبد ياليل في طلب ميراثه فأعطاه لكنانة لكونه من أهل المدر ولم يعطه لعلقمة وروى الطبراني من طريق علي بن سويد بن منجوف عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال اجتمع عند النبي صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن وعلقمة بن علاثة والأقرع بن حابس فذكروا الجدود فقالوا جد بني فلان أقوى فذكر الحديث وروى أبو داود الطيالسي من طريق تميم بن عياض عن بن عمر قال كان علقمة بن علاثة عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال رويدا يا بلال يتسحر علقمة فقال وهو يتسحر برأس وروى ابن منده من طريق قيس بن الربيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد حدثني علقمة بن علانة أنه أكل مع النبي صلى الله عليه وسلم رؤوسا ومن طريق سوار بن مصعب عن إسماعيل عن قيس عن علي قال دخل علقمة على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له برأس وروى الخرائظي في مكارم الأخلاق والدارقطني في الأفراد من حديث أنس أن شيخا أعرابيا يقال له علقمة بن علاثة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني شيخ كبير لا أستطيع أن أتعلم القرآن كله فذكر الحديث وإسناده ضعيف جدا وروى بن أبي شيبة في مصنفه من طريق أشعث عن بن سيرين قال ارتد علقمة بن علاثة فبعث أبو بكر إلى امرأته وولده فقالت المرأة إن كان علقمة كفر فإني لم أكفر أنا ولا ولدي قال فذكرت ذلك للشعبي فقال هكذا فعل بهم ومن طريق عاصم بن ضمرة قال ارتد علقمة فأتى بن نجيح فقال أبو بكر لا نقبل منكم إلا حربا مجلية أو سلما مخزية فاختاروا السلم وكان علقمة بن علاثة تنافر مع عامر بن الطفيل فخرج مع عامر لبيد والأعشى ومع علقمة الحطيئة فحكما أبا سفيان بن حرب فأبى أن يحكم بينهما فأتيا عيينة بن حصن فأبى فأتيا غيلان بن سلمة الثقفي فردهما إلى حرملة بن الأشعري المري فردهما إلى هرم بن قطبة الفزاري فلما نزلا به قال لأقضين بينكما ولكن في العام المقبل فانصرفا ثم قدما فبعث إلى عامر سرا فقال أتنافر رجلا لا تفخر أنت وقومك إلا بآبائه فكيف تكون أنت خيرا منه فقال أنشدك الله أن تفضله علي وهذه ناصيتي جزها واحكم في مالي بما شئت أو فسو بيني وبينه ثم بعث إلى علقمة سرا فقال كيف تفاخر رجلا هو بن عمك وأبوه أبوك وهو أعظم قومك غناء فقال له كما قال له عامر فأرسل هرم إلى بنيه إني قائل مقالة فإذا فرغت منا فلينحر أحدكم عن علقمة عشرا ولينحر آخر عن عامر عشرا وفرقوا بين الناس فلما أصبح قال لهما جهارا لقد تحاكمتما إلي وأنتما كركبتي البعير يقعان معا وكلاكما سيد كريم ولم يفضل فانصرفا على ذلك ومدح الأعشى عامرا وفضله على علقمة بأبيات مشهورة منها سدت بني الأحوص لم تعدهم وعامر ساد بني عامر فنذر علقمة دم الأعشى فاتفق أنه ظفر به فأنشد قصيدة نقض بها الأولى يقول فيها علقم يا خير بني عامر للضيف والصاحب والزائر وقال لبيد لئن مننت علي لأمدحنك بكل بيت هجوتك به قصيدة فأطلقه وقال عمر لهرم بن قطبة من كنت تفضل لو فضلت فقال لو قلت ذلك لعادت جذعة فقال عمر نعم مستودع أنت مثل هذا فلتسوده (4/265)
<266> العشيرة وذكر سيف في لفتوح أنه لما ارتد لحق بالشام ثم أقبل حتى عسكر في بني كعب فبعث إليه أبو بكر القعقاع بن عمرو ففر منه ثم أسلم وأقبل إلى أبي بكر وقال هشام بن الكلبي حدثني جعفر بن كلاب أن عمر بن الخطاب ولي علقمة حوران فنزلها إلى أن مات وخرج إليه الحطيئة فوجده قد مات وأوصى له بجائزة فرثاه بقصيدة منها فما كان بيني لو لقيتك سالما وبين الغنى إلا ليال قلائل لعمري لنعم المرء من آل جعفر بحوران أمسى أدركته الحبائل ورواه المدائني عن أبي بكر الهذلي وزاد فيه فقال له ابنه كم ظننت أن أبي يعطيك قال مائة ناقة قال فلك مائة ناقة يتبعها أولادها وقال بن الكلبي صحب علقمة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمله عمر على حوران فمات بها وذكر قصة الحطيئة معه حيث قصده فوصل بعد موته بليال وكان بلغه قدومه فأوصى له بسهم لبغيض ولده فرثاه وقال بن قتيبة كان ارتد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحق بقيصر ثم انصرف عنه وعاد إلى الإسلام واستعمله عمر على حوران وقال أبو عبيدة شرب علقمة الخمر فحده عمر فارتد ولحق بالروم فأكرمه ملك الروم وقال أنت بن عم عامر بن الطفيل فغضب وقال لا أراني أعرف إلا بعامر فرجع وأسلم وأخرج الطبراني بسنده مسلسل بالآباء من ذرية بديل بن ورقاء الخزاعي قال كتبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره بطوله وفيه أما بعد فإن علقمة بن علاثة قد أسلم وابنا هوذة الحديث وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح إلى الحسن قال لقي عمر علقمة بن علاثة في جوف الليل وكان عمر يشبه بخالد بن الوليد فقال له علقمة يا خالد عزلك هذا الرجل لقد أبي إلا شحا حتى لقد جئت اليه وابن عم لي نساله شيئا فأما إذا فعل فلن أسأله شيئا فقال له عمر هيه فما عندك فقال هم قوم لهم علينا حق فنؤدي لهم حقهم وأجرنا على الله فلما أصبحوا قال عمر لخالد ماذا قال لك علقمة منذ الليلة قال والله ما قال لي شيئا قال وتحلف أيضا ومن طريق أبي نضرة نحوه وزاد فجعل علقمة يقول لخالد مه يا خالد ورواه سيف بن عمر من وجه آخر عن الحسن وزاد في آخره فقال عمر كلاهما قد صدقا وكذا رواه بن عائذ وزاد فأجار علقمة وقضى حاجته وروى الزبير بن بكار عن محمد بن سلمة عن مالك قال فذكر نحوه مختصرا جدا وقال فيه فقال ماذا عندك قال ما عندي إلا سمع وطاعة ولم يسم الرجل قال محمد بن سلمة وسماه الضحاك بن عثمان علقمة بن علاثة وزاد فقال عمر لأن يكون من ورائي على مثل رأيك أحب إلي من كذا وكذا علقمة بن الفغواء بفاء مفتوحة ومعجمة ساكنة ويقال بن أبي الفغواء بن عبيد بن عمرو بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة الخزاعي قال بن حبان له صحبة وقال بن الكلبي علقمة بن الغفواء له صحبة وساق نسبه كما قدمنا الى مارن وذكره في موضع آخر فخالف في بعضه وروى عمر بن شبة والبغوي من طريق بن إسحاق عن عيسى بن معمر عن عبد الله بن علقمة بن الفغواء عن أبيه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال إلى أبي سفيان بن حرب في فقراء قريش وهم مشركون يتألفهم فقال لي التمس صاحبنا فلقيت عمرو بن أمية فقال أنا أخرج معك فذكرت ذلك للنبي (4/266)
<267> صلى الله عليه وسلم فقال لي دونه يا علقمة إذا بلغت بلاد بني ضمرة فكن من أخيك على حذر فإني قد سمعت قول القائل أخوك البكري ولا تأمنه فذكر الحديث وفي آخره فقال أبو سفيان ما رأيت أبر من هذا ولا أوصل إنا نجاهد به ونطلب دمه وهو يبعث إلينا بالصلات يبرنا بها وهو عند أبي داود وغيره من طريق بن إسحاق لكن قال عن عبد الله بن عمرو بن الفغواء عن أبيه ولعلقمة حديث آخر أخرجه مطين والطحاوي والدارقطني من طريق جابر الجعفي عن عبد الله بن محمد بن حزم عن عبد الله بن علقمة بن الفغواء عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراق الماء نكلمه فلا يكلمنا ونسلم عليه فلا يسلم علينا حتى نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة الآية وروى أبو نعيم من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي مروان الكعبي عن جده عبد الله بن علقمة بن الفغواء عن أبيه قال أسفر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبح جدا فقالوا لقد كادت الشمس أن تطلع قال فماذا عليكم لو طلعت وأنتم محسنون علقمة بن مجزز بجيم وزايين معجمتين الأولى مكسورة ثقيلة بن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج الكناني المدلجي ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من الصحابة وسيأتي ذكر أبيه في الميم وروى أحمد وابن ماجة وابن خزيمة والحاكم والكجي من طريق محمد بن عمرو عن عمر بن الحكم عن أبي سعيد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز على بعث أنا فيهم حتى إذا انتهينا إلى رأس أراسة أذن لطائفة من الجيش وأمر عليهم عبد الله بن حذافة فذكر الحديث وفيه قصة النار وفيه لا تطيعوهم في معصية الله وقال البخاري في صحيحه سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ثم أورد حديثا على بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل رجلا من الأنصار فذكر الحديث نحو حديث أبي سعيد ولعل بعض الرواة أطلق على علقمة أنصاريا بالمعنى الأعم وذكر الواقدي أن هذه السرية كانت إلى ناس من الحبشة بساحل يقال له الشعيبة وذلك في ربيع الآخر سنة تسع وروى بن عائذ في المغازي بسند ضعيف إلى بن عباس قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك بعث منها علقمة بن مجزز إلى فلسطين وذكر سيف أنه شهد اليرموك وحضر الجابية وكان عاملا لعمر على حرب فلسطين وقال مصعب الزبيري كان عمر أو عثمان أغزى علقمة هذا في البحر ومعه ثلاثمائة فارس وذكر ذلك الطبري عن الواقدي قال وفي سنة عشرين بعث عمر علقمة بن مجزز المدلجي في جيش الى الحبشة في البحر فأصيبوا فجعل عمر على نفسه أن لا يحمل في البحر أحدا وذكر ذلك بن سعد عن هشام بن الكلبي عن أبيه ورثاهم جواس العذري بقوله إن السلام وحسن كل تحية تغدو على بن مجزز وتروح علقمة بن ناجية بن الحارث بن المصطلق الخزاعي قال أبو عمر من أعراب البادية وله حديث مخرجه عن ولده قلت أخرج حديثه بن أبي عاصم والطبراني من طريق عيسى بن الحضرمي بن كلثوم عن علقمة بن ناجية عن جده عن علقمة قال بعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة يصدق أموالنا فسار حتى إذا كان قريبا منا رجع فركبنا في أثره وسقنا طائفة من صدقاتنا فقدم (4/267)
<268> قبلنا فقال يا رسول الله إني أتيت قوما في جاهليتهم فمنعوا الصدقة وجدوا للقتال فلم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك حتى نزلت يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا الآية وهكذا أخرجه من طريق يعقوب بن حميد عن عيسى بن الحضرمي وخالفه يعقوب بن محمد قال عن عيسى بن الحضرمي بن كلثوم عن عقبة بن ناجية والصواب علقمة بن ناجية والضمير في جده يعود على الحضرمي ومشى بن منده على ظاهره فأعاده على عيسى فجعل لكلثوم ترجمة في الصحابة فوهم فإنه تابعي كما جزم به البخاري وغيره وروى البغوي من طريق عيسى بهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم إنا لا نبيع شيئا من الصدقة حتى نقبضها وسيأتي هذا من وجه آخر في ترجمة ناجية بن الحارث علقمة بن النضر ذكر الطبري أنه كان على ربع أهل الكوفة لما أمدوا الأحنف بن قيس في القتال واستدركه بن فتحون وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة علقمة بن وقاص يأتي في القسم الذي بعده علقمة بن يزيد بن عمرو بن سلمة بن منبه بن ذهل بن غطيف المرادي الغطيفي ذكر بن يونس أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى اليمن ثم قدم المدينة وشهد فتح مصر وولاه عتبة بن أبي سفيان الإسكندرية في خلافة معاوية وروى عنه أبو قبيل عليقة بن عدي تقدم في خليفة علي بن الحكم السلمي أخو معاوية بن الحكم وإخوته وروى البغوي والطبراني وابن السكن وابن منده من طريق كثير بن معاوية بن الحكم السلمي عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزى أخي علي بن الحكم فرسا له صدقا فأصاب رجله جدار الخندق فدقها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فمسحها وقال بسم الله فما آذاه منها شيء قال بن منده غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قلت في الإسناد صفار بن حميد لا يعرف وزاد الطبري في روايته فقال في ذلك معاوية بن الحكم من قصيدة فأنزاها علي فهو يهوى هوى الدلو مشرعة بحبل فعصب رجله فسما عليها سمو الصقر صادف يوم ظل فقال محمد صلى عليه مليك الناس قولا غير فعل لعا لك فاستمر بها سويا وكانت بعد ذاك أصح رجل علي بن حميل من بني حبيب بن عبيدة ذكره الهجري في نوادره أنه كان على مقدمة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح علي بن رفاعة القرظي ذكره علي بن سعيد العسكري وروى بسند فيه محمد بن حميد الرازي من طريق عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة عن علي بن رفاعة قال محمد بن حميد الرازي قال كان أبي من الوفد الذين أسلموا من أهل الكتاب قال أبو موسى فعلى هذا الصحبة لأبيه قلت ولكن ذكر بن أبي حاتم حديثا آخر من طريق بن مجمع عن عمرو بن دينار قال قال لي طاوس سل من هنا من الأنصار عن مخابرة فسألت علي بن رفاعة القرظي فقال هو كراء الأرض بالثلث أو الربع علي بن ركانة قال بن منده لا يصح له صحبة وأخرج من طريق محمد بن عبد الله بن نوفل عن محمد بن علي بن ركانة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يا معشر قريش (4/268)
<269> بن أخت القوم منهم قلت يحتمل أن يكون علي بن يزيد بن ركانة فيكون الحديث مرسلا علي بن شيبان بن محرز بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد العزي بن سحم الحنفي السحيمي اليمامي أبو يحيى كان أحد الوفد من بني حنيفة وله أحاديث أخرجها البخاري في الأدب المفرد وأبو داود وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان منها من طريق عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه وكان أحد الوفد قال خرجنا حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو الحسن أول الناس إسلاما في قول كثير من أهل العلم ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح فربى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى وزوجه بنته فاطمة وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال له أنت أخي ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي وقال غيره وكان سبب ذلك بغض بني أمية له فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يثبته وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا وقد ولد له الرافضة مناقب موضوعة هو غنى عنها وتتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جياد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وروى عنه من الصحابة ولداه الحسن والحسين وابن مسعود وأبو موسى وابن عباس وأبو رافع وابن عمر وأبو سعيد وصهيب وزيد بن أرقم وجرير وأبو أمامة وأبو جحيفة والبراء بن عازب وأبو الطفيل وآخرون ومن التابعين من المخضرمين أو من له رؤية عبد الله بن شداد بن الهاد وطارق بن شهاب وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الحارث بن نوفل ومسعود بن الحكم ومروان بن الحكم وآخرون ومن بقية التابعين عدد كثير من أجلهم أولاده محمد وعمر والعباس وكان قد اشتهر بالفروسية والشجاعة والإقدام حتى قال فيه أسيد بن أبي إياس بن زنيم الكناني قبل أن يسلم يحرض عليه قريشا ويعيرهم به في كل مجمع غاية أخزاكم جذع أبر على المذاكي القرح لله دركم لما تذكروا قد يذكر الحر الكريم ويستحي هذا بن فاطمة الذي أفناكم ذبحا بقتلة يعضد لم يذبح أين الكهول وأين كل دعامة في المعضلات وأين زين الأبطح وكان أحد الشورى الذين نص عليهم عمر فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف وشرط عليه شروطا امتنع من بعضها فعدل عنه إلى عثمان فقبلها فولاه وسلم علي وبايع عثمان ولم يزل بعد النبي صلى الله عليه وسلم متصديا لنصر العلم والفتيا فلما قتل عثمان بايعه الناس ثم كان من قيام جماعة من الصحابة منهم طلحة والزبير وعائشة في طلب دم عثمان فكان من وقعة الجمل ما اشتهر ثم قام معاوية في أهل الشام وكان أميرها لعثمان ولعمر من قبله فدعا إلى الطلب بدم عثمان فكان من وقعة صفين ما كان وكان رأى علي أنهم يدخلون (4/269)
<270> في الطاعة ثم يقوم ولي دم عثمان فيدعى به عنده ثم يعمل معه ما يوجبه حكم الشريعة المطهرة وكان من خالفه يقول له تتبعهم واقتلهم فيرى أن القصاص بغير دعوى ولا إقامة بينة لا يتجه وكل من الفريقين مجتهد وكان من الصحابة فريق لم يدخلوا في شيء من القتال وظهر بقتل عمار أن الصواب كان مع علي واتفق على ذلك أهل السنة بعد اختلاف كان في القديم ولله الحمد ومن خصائص علي قوله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوا كلهم يرجو أن يعطاها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين علي بن أبي طالب فقالوا هو يشتكي عينيه فأتى به فبصق في عينيه فدعا له فبرأ فأعطاه الراية أخرجاه في الصحيحين من حديث سهل بن سعد ومن حديث سلمة بن الأكوع نحوه باختصار وفيه يفتح الله على يديه وفي حديث أبي هريرة عند مسلم نحوه وفيه فقال عمر ما أحببت الإمارة إلا ذلك اليوم وفي حديث بريرة عند أحمد نحو حديث سهل وفيه زيادة في أوله وفي آخره قصة مرحب وقتل علي له فضربه على هامته ضربة حتى عض السيف منه بيضة رأسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته فما قام آخر الناس حتى فتح الله لهم وفي المسند لعبد الله بن أحمد بن حنبل من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دفع الراية لعلي يوم خيبر أسرع فجعلوا يقولون له ارفق حتى انتهى إلى الحصن فاجتذب بابه فألقاه على الأرض ثم اجتمع عليه سبعون رجلا حتى أعادوه وفي سنده حرام بن عثمان متروك وجاءت قصة الباب من حديث أبي رافع لكن ذكر دون هذا العدد وأخرج أحمد والنسائي من طريق عمرو بن ميمون إني لجالس عند بن عباس إذ أتاه سبعة رهط فذكر قصة فيها قد جاء ينفض ثوبه فقال وقعوا في رجل له عز وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبعثن رجلا لا يخزيه الله يحب الله ورسوله فجاء وهو أرمد فبزق في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاه فجاء بصفية بنت حيي وبعثه يقرأ براءة على قريش وقال لا يذهب إلا رجل مني وأنا منه وقال لبني عمه أيكم يواليني في الدنيا والآخرة فأبوا فقال علي أنا فقال إنه وليي في الدنيا والآخرة وأخذ رداءه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ولبس ثوبه ونام مكانه وكان المشركون قصدوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا رأوه فقالوا أين صاحبك وقال له في غزوة تبوك أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي أي لا ينبغي أن اذهب إلا وأنت خليفتي وقال له أنت ولي كل مؤمن من بعدي وسد الأبواب إلا باب علي فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره وقال من كنت مولاه فعلى مولاه وأخبر الله أنه رضي عن أصحاب الشجرة فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعد وقال صلى الله عليه وسلم يا عمر ما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم وقال يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن وقال سعيد بن جبير كان بن عباس يقول إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به وقال وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل كان علي يقول سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار وأخرج الترمذي بسند قوي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية سعدا فقال له ما يمنعك أن تسب أبا تراب فقال (4/270)
<271> ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم فلن أسبه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وقد خالفه في بعض المغازي فقال له علي يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان فقال له أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتاه وبه رمد فبصق في عينيه ودفع الراية اليه ففتح الله عليه وأنزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي وأخرج أيضا وأصله في مسلم عن علي قال لقد عهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق وأخرج الترمذي بإسناد قوي عن عمران بن حصين في قصة قال فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تريدون من علي إن عليا مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي وفي مسند أحمد بسند جيد عن علي قال قيل يا رسول الله من تؤمر بعدك قال إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا أمينا لا يخاف في الله لومة لائم وإن تؤمروا عليا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم وكان قتل علي في ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ومدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر لأنه بويع بعد قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وكانت وقعة الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين ووقعة صفين في سنة سبع وثلاثين ووقعة النهروان مع الخوارج في سنة ثمان وثلاثين ثم أقام سنتين يحرض على قتال البغاة فلم يتهيأ ذلك إلى أن مات علي بن طلق بن المنذر بن قيس بن عمرو بن عبد الله بن عمر بن عبد العزي بن سحيم الحنفي السحيمي اليمامي قال بن حبان له صحبة وقال بن عبد البر أظنه والد طلق بن علي وبذلك جزم العسكري وروى حديثه أبو داود والترمذي والنسائي وهو إذا فسا أحدكم فليتوضأ ولا تأتوا النساء في أعجازهن ونقل الترمذي عن البخاري قال لا أعرف لعلي بن طلق غير هذا الحديث علي بن أبي العاص بن الربيع بن عبد العزي بن عبد شمس بن أمية القرشي العبشمي سبط النبي صلى الله عليه وسلم أمه زينب عليها السلام استرضع في بني غاضرة فافتصله رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم وأبو العاص مشرك بمكة وقال من شاركني في شيء فأنا أحق به منه وقال الزبير حدثني عمر بن أبي بكر الموصلي قال توفي علي بن أبي العاص وقد ناهز الحلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم أردفه على راحلته يوم الفتح قال بن منده توفي وهو غلام في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن عساكر ذكر بعض أهل العلم بالنسب أنه قتل يوم اليرموك علي بن عبيد الله بن الحارث بن رحضة بن عامر بن رواحة بن حجر بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري قال بن عبد البر كان إسلامه في الفتح وقتل يوم اليمامة علي بن هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي يأتي ذكره في ترجمة أبيه إن شاء الله تعالى وقال بن منده علي بن هبار بن الأسود بن المطلب الأسدي (4/271)
<272> القرشي سيأتي ذكر أبيه وذكره بن منده فقال علي بن هبار في إسناده نظر أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن نافع حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي حدثنا هشيم أخبرني أبو معشر عن يحيى بن عبد الملك بن علي بن هبار بن الأسود عن أبيه عن جده قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على دار علي بن هبار فسمع صوت دف فقال ما هذا قالوا تزوج علي بن هبار فقال هذا النكاح لا السفاح قال بن منده خالد بن القاسم عن أبي معشر فقال عن يحيى بن عبد الملك بن علي بن هبار عن الأسود عن أبيه عن جده عن علي بن هبار بهذا ولم يقل عن جده انتهى وقد أخرج الطبراني عن أحمد بن داود المكي عن إبراهيم العبدي عن أبي معشر ولم يذكر عليا في الموضعين واعتمد أبو نعيم على هذه الرواية فزعم أن ذكر علي في هذا السند وهم وقد رواه محمد بن سلمة الحراني ومحمد بن عبيد الله العرزمي عن عبيد الله بن أبي عبد الله بن هبار بن الأسود عن أبيه عن جده هبار مثله ولم يذكر عليا انتهى ونقل بن الأثير كلام أبي نعيم وأقره وإنما أنكر أبو نعيم إدخال علي في مسند أبي معشر ولم يرد أنه لا يعد في الصحابة لأنه مصرح به في موضعين من المتن فمن يتزوج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويقره على ذلك يكون على شرطهم في الصحابة وقد ذكره الإسماعيلي في معجم الصحابة وأخرجه الخطيب في المؤتلف من طريقه قال زوج هبار ابنته فضرب في عرسها بالغربال الحديث لكن وقع بخط الخطيب عن أبي جعفر بدل أبي معشر فما أدري أهو سهو أو اختلاف من الرواة وأما رواية محمد بن سلمة التي ذكرها أبو نعيم فستأتي في ترجمة هبار من وجه آخر وفيها مغايرة لما ذكر أبو نعيم ولفظه عن محمد بن سلمة الحراني عن الفزاري عن عبد الله بن هبار عن أبيه والفزاري هو العرزمي وليس عنده بن أبي عبد الله ولا عن جده وفيما ذكره أبو نعيم العرزمي رفيق الحراني وهذا شيخه فإحدى الروايتين خطأ وليس فيه مع ذلك ما يدفع ذكر علي بن هبار لاختلاف الطريقين والعرزمي ضعيف جدا والله أعلم علي السلمي والد سدرة قال أبو عمر هو من أهل قباء وروى الطبراني وابن شاهين من طريق عبد الله بن كثير بن جعفر عن بديح بن سدرة عن علي السلمي عن أبيه عن جده قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا القاحة فنزل في صدر الوادي فبحث بيده في البطحاء ففحص فانبعث عليه الماء فقال هذه سقيا سقاكموها الله تعالى فسميت السقيا علي السلمي آخر أخرجه البزار وسيأتي في القسم الأخير علي النميري قال الدارقطني له صحبة وروى بن قانع من طريق فضيل بن سليمان عن عائذ بن ربيعة بن قيس النميري عن علي بن فلان عن عبد الله النميري قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول المسلم أخو المسلم إذا لقيه حياه يرد عليه ما هو خير منه لا يمنعه الماعون الحديث وقد تقدم في ترجمة زيد بن معاوية النميري بيان الاختلاف في إسناد هذا الحديث على عائذ بن ربيعة علي الهلالي ذكره الطبراني وأخرج من طريق بن عيينة عن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه فبكت الحديث وأخرجه في الأوسط عن محمد بن زريق بن جامع عن الهيثم بن حبيب عن أبيه (4/272)
<273> عن بن عيينة وقال إنه لا يروي إلا بهذا الإسناد العين بعدها الميم عمار بن حميد قيل هو اسم أبي زهير الثقفي وقيل معاذ وقيل هما اثنان كما سيأتي في الكنى عمار بن زياد بن السكن قال بن الكلبي قتل يوم بدر وقال بن ماكولا له صحبة واستدركه بن بشكوال وغيره وقال بن فتحون قد ذكروا عمار بن زياد وأنه قتل يوم أحد فلعلهما أخوان عمار بن شبيب في عمارة عمار بن عبيد الخثعمي يأتي في عمارة عمار بن عمير يأتي في عمرو عمار بن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم هو وأخوه عامر قبل أبيهما قاله في الاستيعاب وقد تقدم خبره في ترجمة عامر وقال هشام بن الكلبي عن أبيه عمار تزوج غيلان خالدة بنت أبي العاص أخت الحكم فولدت له عمارا وعامرا فهاجر عمار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعمد خازن مال غيلان فسرق مالا لغيلان وادعى أن عمارا سرقه فجاءت أمة لغيلان فدلت على مكان المال وقالت له إني رأيت عبدك فلانا يدفنه هنا فأعتق الأمة وبلغ ذلك عمارا فقال والله لا ينظر غيلان في وجهي بعدها وأنشد حلفت لهم بما يقول محمد وبالله إن الله ليس بغافل ولو غير شيخ من معد يقولها تيممته بالسيف غير الأجادل فلما أسلم غيلان خرج عمرو وعامر مغاضبين له مع خالد إلى الشام فتوفى عامر بطاعون عمواس وكان فارس ثقيف في فتوح الشام فرثاه أبوه غيلان عمار بن معاذ بن زرارة الأنصاري قيل هو اسم أبي نملة وقيل عمرو وقيل عمارة عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عنس بنون ساكنة بن مالك العنسي أبو اليقظان حليف بني مخزوم وأمه سمية مولاة لهم كان من السابقين الأولين هو وأبوه وكانوا ممن يعذب في الله فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر عليهم فيقول صبرا آل ياسر موعدكم الجنة واختلف في هجرته إلى الحبشة وهاجر إلى المدينة وشهد المشاهد كلها ثم شهد اليمامة فقطعت أذنه بها ثم استعمله عمر علي الكوفة وكتب إليهم إنه من النجباء من أصحاب محمد قال عاصم عن زر عن عبد الله إن أول من أظهر إسلامه سبعة فذكر منهم عمارا أخرجه بن ماجة وعن وبرة عن همام عن عمار قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (4/273)
<274> وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر أخرجه البخاري وعن علي قال استأذن عمار علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال أئذنوا له مرحبا بالطيب المطيب وفي رواية إن عليا قال ذلك وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن عمارا ملىء إيمانا الى مشاشه أخرجه الترمذي وابن ماجة وسنده حسن عن خالد بن الوليد قال كان بيني وبين عمار كلام فأغلظت له فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء خالد فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فقال من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله وفي الترمذي عن عائشة مرفوعا ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أيسرهما وعن حذيفة رفعه اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وأخرجه الترمذي وابن ماجة وقال الترمذي حسن وتواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عمارا تقتله الفئة الباغية وأجمعوا على أنه قتل مع علي بصفين سنة سبع وثمانين في ربيع وله ثلاث وتسعون سنة واتفقوا على أنه نزل فيه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث وروى عنه من الصحابة أبو موسى وابن عباس وعبد الله بن جعفر وأبو لاس الخزاعي وأبو الطفيل وجماعة من التابعين عمار بن أبي اليسر كعب بن عمرو الأنصاري قال بن منده ذكر في الصحابة ولا يصح عمارة بضم أوله والتخفيف وزيادة هاء في آخره بن أحمر المازني ذكره البخاري في الوحدان وابن سعد فيمن نزل البصرة من الصحابة وقال أبو عمر لم أقف له على رواية كذا قال وقد أخرج حديثه أبو يعلى والطبراني وغيرهما من طريق يزيد بن حنتف بفتح المهملة وسكون النون وفتح المثناة بعدها فاء عن أبيه سمعت عمارة بن أحمر المازني قال كنت في إبل لي أرعاها في الجاهلية فأغارت علينا خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعت إبلي وركبت الفحل فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها علي ولم يكونوا اقتسموها عمارة بن أوس بن خالد بن عبيد بن أمية بن عامر بن خطمة الأنصاري الخطمي هكذا نسبه بن سعد وابن أبي داود وقال البخاري له صحبة وكذا قال بن حبان وزاد إلا إني لست أعتمد على إسناده وحديثه وأخرج بن أبي خثيمة والبغوي من طريق قيس بن الربيع عن زياد بن علاقة عن عمارة بن أوس وكان قد صلى إلى القبلتين قال إني لفي إحدى صلاة العشاء إذ نادى مناد ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة الحديث تفرد به قيس وهو ضعيف وأخرجه الطبراني من رواية عبد الملك بن حسين عن زياد بن علاقة عن عمارة بن رويبة فالله أعلم عمارة بن أوس بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ذكره أبو عمر وضمه بن الأثير الى الذي قبله وهو محتمل عمارة بن أوس بن ثعلبة الأنصاري الجشمي ذكر الأموي في المغازي عن بن إسحاق أنه استشهد باليمامة هو وأخوه مالك استدركه بن فتحون ويحتمل أن يكون هو الذي قبله (4/274)
<275> عمارة بن ثابت الأنصاري أخو خزيمة روى بن منده من طريق يونس عن الزهري عن أبي خزيمة بن ثابت عن عمه عمارة بن خزيمة بن ثابت رأى فيما يرى النائم أنه سجد على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له الحديث وهذا قد أخرجه النسائي من هذا الوجه فلم يسم الصحابي وكذلك أخرج أبو داود من طريق شعيب عن الزهري حدثني عمارة بن خزيمة بن ثابت أن عمه حدثه وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي الحديث في شهادة خزيمة بن ثابت عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري قال أبو حاتم له صحبة وذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة قال أبو عمر اتفق على ذلك جميع أهل المغازي وذكره أكثرهم فيمن شهد بدرا وقال بن سعد شهد المشاهد كلها وكانت معه راية بني مالك بن النجار يوم الفتح وذكره بن إسحاق فيمن استشهد باليمامة قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين محرز بن نضلة وكان له من الولد مالك بن عمارة بن حزم لا عقب له روى البخاري في التاريخ الصغير بإسناد جيد عن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمارة بن حزم اعرض على رقيتك فلم ير بها بأسا فهم يرقون بها إلى اليوم وهذا مرسل وروى بن سعد عن الواقدي بسند له عن أم سلمة قالت كانت الأنصار الذين يكثرون إلطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة وعمارة بن حزم وأبو أيوب وسعد بن معاذ لقرب جوارهم وروى أحمد وأبو عوانة وابن قانع من طريق سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة قال وجدت في كتاب سعيد بن سعد بن عبادة أن عمارة بن حزم شهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد وفي رواية بن قانع عن سعيد عن أبيه عن جده أن عمارة بن حزم حدثهم وروى أحمد من طريق زياد بن نعيم الحضرمي عن عمارة بن حزم رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم واله وسلم جالسا على قبر فقال انزل من القبر لا تؤذ صاحب القبر عمارة بن حزن بن شيطان قال أبو موسى أورده الإسماعيلي في الصحابة وقال يروي حديث خالد بن سنان ونار الحدثان أورده أبو سعيد النقاش في العجائب قلت الذي رأيته في كتاب عمر بن شبة عن هشام بن الكلبي عن أبيه عن أبي بن عمارة بن مالك بن حزن بن شيطان بن جدع بن جذيمة بن رواد بن بغيض بن عبس قال كانت بأرض الحجاز نار يقال لها نار الحدثان وأن الله أرسل خالد بن سنان العبسي فقال يا قوم إن الله أمرني أن أطفىء هذه النار التي أضرت بكم فليقم معي من كل بطن رجل فكان عمارة أبي هو الذي قام معه من بني جذيمة قال عمارة فخرج بنا حتى انتهى بنا إلى النار فذكر القصة وقد استوفيت طرق قصة خالد بن سنان في ترجمته عمارة بن أبي حسن الأنصاري مختلف في صحبته فقال بن قتادة شهد بدرا وقال بن السكن شهد العقبة وبدرا وقال بن عبد البر له صحبة وأبوه أبو حسن كان عقبيا بدريا قلت شهود العقبة وبدر لأبي حسن بلا شك وسند من ذكر ذلك لعمارة ما أخرجه البغوي وابن قانع وابن (4/275)
<276> السكن من طريق حسين بن عبد الله الهاشمي عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن عن أبيه عن جده وكان عقبيا بدريا فذكر حديثا وقد وقع عند البغوي عن أبيه عن جده أبي حسن فعلى هذا فالضمير في قوله عن جده يعود على يحيى لا على عمرو فيكون الحديث لأبي حسن لا لعمارة وفي النسائي من رواية الزهري عن عمارة بن أبي حسن عن عمه حديث آخر عمارة بن حمزة بن عبد المطلب الهاشمي ذكره أبو عمر قال كان له ولأخيه يعلى عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أعوام ولا أحفظ لواحد منهما رواية وكان حمزة يكنى أبا عمارة قلت هو أكبر ولده فإن كان عاش بعده فله صحبه لا محالة فإن حمزة استشهد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بست سنين وأشهر وقد قيل إن عمارة اسم بنت حمزة والله أعلم عمارة بن رويبة براء وموحدة الثقفي أبو زهرة سكن الكوفة وله حديثان روى له مسلم وغيره وآخر من روى عنه حصين بن عبد الرحمن وذكر المزي في التهذيب أن له رواية عن علي فوهم فإن الراوي عن علي حرمي وخيره علي بين أبيه وأمه وهو صغير فافترقا من وجهين عمارة بن زعكرة المازني أبو عدي ذكره بن سعد في طبقة الفتحيين وقال بن السكن أزدى وقال البخاري له صحبة ولم يصح إسناده وفيه عفير بن معدان وقال بن السكن له صحبة حديثه في الشاميين ولم يرو عنه غير حديث واحد وفيه نظر وقال البغوي سكن الشام وقال بن منده عداده في الحمصيين قلت حديثه عند الترمذي والبغوي وفيه التصريح بسماعه عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عبد الرحمن بن عائذ الحمصي قال الترمذي غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده بالقوي قلت فيه عفير بن معدان وهو ضعيف لكن رواه الوليد بن مسلم عنه وكان رواه قبله عبد العزيز بن إسماعيل بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال يقول أبيه فذكره قال الوليد فذكرته لعقبة فحدثني عمارة بن زياد بن السكن قال بن الكلبي قتل يوم بدر وتعقبه بعض أهل النسب فقال بل استشهد بأحد انتهى وقد ذكر في ترجمة زياد بن السكن عمارة بن شبيب السبائي بفتح المهملة والموحدة وهمزة مكسورة مقصور مختلف في صحبته وقيل عمار وقال بن السكن له صحبة وقال بن يونس حديثه معلول روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي قلت وبين البخاري علته في تاريخه وذكره في الصحابة وقال بن حبان من قال إن له صحبة فقد وهم وقال الترمذي لا نعرف له سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو عمر مات سنة خمسين عمارة بن شهاب الثوري قال الطبراني كانت له هجرة واستعمله علي على الكوفة واستدركه بن فتحون عمارة بن عامر بن المشنج بمعجمة ونون مشددة بعدها جيم القشيري ذكره محمد بن زكريا الغلابي في تاريخه عن رجل من بني عامر من أهل الشام قال صحب النبي صلى الله عليه وسلم من بني قشير معاوية وعمارة بن المشنج بن الأعور بن قشير أورده الخطيب في المؤتلف من طريق الغلابي (4/276)
<277> عمارة بن عامر الأنصاري ذكره بن السكن في الصحابة قال حدثنا بن صاعدة حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا عبد الرزاق عن بن جريج عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة عن عمارة بن عامر الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل يوم الجمعة ثم تطيب بأطيب طيب الحديث وقد رواه الديري عن عبد الرزاق فأدخل بين بن جريج وسعيد رجلا مبهما ولم يذكر عمارة بن عامر عمارة بن عبيد الخثعمي ويقال بن عبيد الله ويقال عمار قال بن حبان شيخ كبير كان داود بن أبي هند يزعم أن له صحبة وروى البخاري وابن عدي في ترجمة سليمان بن كثير من طريق سليمان عن داود عن عمارة بن عبيد شيخ من خثعم كبير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر خمس فتن أربع قد مضين والخامسة فيكم يا أهل الشام وذلك عند فتنة عبد الرحمن بن الأشعث قال بن عدي تفرد به سليمان قلت بل تابعه حماد بن سلمة وخالد الطحان وسلمة بن علقمة كلهم عن داود في أصل الحديث ثم اختلفوا فأخرجه أحمد من رواية حماد ورواية حماد هذه أيضا عند بن قانع وابن منده لكنه قال عمار فجزم به لكن خالفوه في سياقه والمحفوظ في هذا ما أخرجه أحمد من طريق حماد بن سلمة عن داود عن عمار وفي نسخة عمارة رجل من أهل الشام وقال أدربنا يعني دخلنا درب الروم في الغزاة عاما ثم قفلنا ورجعنا وفينا شيخ من خثعم فذكر الحجاج بن يوسف فوقع فيه وشتمه فقلت له لم تشتمه وهو يقاتل أهل العراق في طاعة أمير المؤمنين فقال إنه هو الذي أكفرهم أي أخزجهم بسوء سيرته من الطاعة ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في هذه الأمة خمس فتن الحديث قلنا أنت سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم والحاصل أن داود بن هند تفرد بهذا الحديث فاختلف عليه في اسم شيخه هل هو عمارة أو عمار وهل هو صحابي هذا الحديث أو الصحابي شيخ من خثعم فالأول لم يترجح عندي فيه شيء والثاني الراجح أن شيخ داود تابعي والصحابي خثعمي لم يسم والله أعلم وتابعه وهب بن منبه عن خالد ورواية مسلمة قال فيها عن داود عن عمارة بن عبيد حدثني رجل من خثعم والذي ذكره بن حبان تبع فيه البخاري وخالفه أبو حاتم فذكر أنه عند عمارة بن عبيد له صحبة وروى داود بن أبي هند عن رجل من أهل الشام عنه وهذا لا شك أنه غلط فإن الشامي هو عمارة أو عمار كما صرح به في رواية أحمد وشيخه رجل من خثعم فهذا قول ثالث والله أعلم عمارة بن عقبة بن حارثة من بني غفار ذكره بن إسحاق فيمن استشهد يوم خيبر عمارة بن عقبة بن أبي معيط القرشي الأموي أخو الوليد قال أبو عمر كان هو وأخوه الوليد وخالد من مسلمة الفتح وقال الحارث في مسنده حدثنا زكريا بن عدي حدثنا بن نمير وقال بن أبي شيبة في مسنده حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا حرب بن أبي مطر عن مدرك عن عفان عن أبيه عمارة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه قال فقبض يده فقال بعض القوم إنما يمنعه هذا الخلوق الذي بك فذهب فغسله ثم جاء فبايعه وهكذا أخرجه الطبراني والبزار وابن قانع وابن منده وغيرهم من طريق بن نمير بهذا الإسناد وقال بن منده عداده في أهل الكوفة وذكر الزبير في أنساب قريش أن أم كلثوم بنت عقبة لما هاجرت في طلبها أخواها الوليد وعمارة فطلباها من (4/277)
<278> رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها عليهم فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الآية هكذا ذكره بغير إسناد وقد ذكر ذلك بن إسحاق في المغازي وروى عن الزهري عن عروة قصة مطولة في سبب النزول لكن ليس فيها قصة أم كلثوم قال الزبير ومن ولد عمارة الوليد بن عمارة ومدرك بن عمارة وكان له قدر وأقام عمارة بالكوفة وفيه عقبة وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء أبياتا يمدح بها عثمان وكان أخاه لأمه ذكرتني أخي بن عفان فالليل لدي ذكره غاية طوال عصمة الناس في الهنات إذا خيف دواهي الأمور والزلزال وثمال الأيتام في الجدب والأزل إذا هبت الريح الشمال والوصول للقربى إذا قحط القطر قديما وعزت الأشوال عمارة بن عقبة بن حارثة الغفاري ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بخيبر كذا ذكره بن عبد البر والذي في المغازي لابن إسحاق إن المقتول بخيبر اليهودي الذي بارز عمارة بن عقبة وسماه الطبري الذيال ونسب عمارة فقال بن عقبة بن عباد بن مليل وإنه لما ضرب اليهودي قال خذها وأنا الغلام الغفاري عمارة بن عمرو بن أمية الضمري سيأتي ذكر أبيه وأما هو فلم أر له ذكرا في الصحابة لكن استدركه بن فتحون مستند الى ما ذكره الطبري ان عمرو بن العاص أرسله أميرا على مدد الى الرملة سنة خمس عشرة في صدر خلافة عمر وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة عمارة بن عمير يأتي في عمرو عمارة بن الخثعمي له ذكر كذا في التجريد عمارة بن مخشي شهد اليرموك وكان من أمراء الجيوش كذا في التجريد عمارة بن مخلد بن الحارث الأنصاري النجاري ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن استشهد بأحد وأما بن إسحاق فذكر في البدريين عامر بن مخلد وذكر أنه قتل بأحد فالله أعلم هل هما اثنان أو واحد اختلف في اسمه وصنيع بن عائذ في المغازي يقتضي أنهما واحد فإنه عد فيمن استشهد بأحد عن الوليد بن مسلم عمارة بن مخلد قال وغير الوليد يقول عامر بن مخلد عمارة بن مدرك بن جنادة ذكره الذهبي ونسبه لبقي بن مخلد عمارة بن معاذ قيل هو اسم أبي نملة الأنصاري قاله بن حبان وقال غيره اسمه عمار عمارة والد مدرك هو بن عقبة بن أبي معيط تقدم ذكر من اسمه عمر (4/278)
<279> عمر بن الحكم السلمي أخو معاوية بن الحكم وإخوته روى بن سعد بسند فيه الواقدي إلى عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم السلمي قال نذرت أمي بدنة تنحرها عند البيت فجللتها بشقتين من شعر ووبر فنحرت البدنة وسترت الكعبة وروى بن السكن وغيره من طريق كثير بن معاوية بن الحكم عن أبيه قال وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا وستة من إخوتي الحديث وقد تقدم في ترجمة أخيه علي وأما ما رواه مالك عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم في قصة الجارية التي ترعى الغنم فقد اتفقوا على أنه وهم فيه والصواب معاوية بن الحكم عمر بن الحكم البهزي من بهز سليم ذكره خليفة بن خياط في الرواة من بني مازن بن منصور ذكره مع عتبة بن غزوان وقومه واستدركه بن فتحون قلت ويحتمل أن يكون هو الذي قبله عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بالتحتانية بن عبد الله بن قرط بن رزاح بمهملة ومعجمة وآخره مهملة بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي أبو حفص أمير المؤمنين وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومية كذا قال بن الزبير وروى أبو نعيم من طريق بن إسحاق أنها بنت هشام أخت أبي جهل جاء عنه أنه ولد بعد الفجار الأعظم بأربع سنين وذلك قبل المبعث النبوي بثلاثين سنة وقيل بدون ذكر خليفة بسند له إنه ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة وكان إليه السفارة في الجاهلية وكان عند المبعث شديدا على المسلمين ثم أسلم فكان إسلامه فتحا على المسلمين وفرجا لهم من الضيق قال عبد الله بن مسعود وما عبدنا الله جهرة حتى أسلم عمر أخرجه وأخرج بن أبي الدنيا بسند صحيح عن أبي رجاء العطاردي قال كان عمر طويلا جسيما أصلع أشعر شديد الحمرة كثير السبلة في أطرافها صهوبة وفي عارضيه خفة وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه بسند جيد إلى زر بن حبيش قال رأيت عمر أعسر أصلع آدم قد فرع الناس كأنه على دابة قال فذكرت هذه القصة لبعض ولد عمر فقال سمعنا أشياخنا يذكرون أن عمر كان أبيض فلما كان عام الرمادة وهي سنة المجاعة ترك أكل اللحم والسمن وأدمن أكل الزيت حتى تغير لونه وكان قد احمر فشحب لونه وروى الدينوري في المجالسة عن الأصمعي عن شعبة عن سماك كان عمر أروح كأنه راكب والناس يمشون قال والأروح الذي يتدانى عقباه إذا مشى وأخرج بن سعد بسند جيد من طريق سماك بن حرب أخبرني هلال بن عبد الله قال رأيت عمر جسيما كأنه من رجال بني سدوس وبسند فيه الواقدي كان عمر يأخذ أذنه اليسرى بيده اليمنى ويجمع جراميزه ويثب على فرسه فكأنما خلق على ظهره وأخرج يونس بن بكير في زيادات المغازي عن أبي عمر الجزار عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم أعز الإسلام بابي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب فأصبح عمر فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج أبو يعلى من طريق أبي عامر العقدي عن خارجة عن نافع عن بن عمر قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام وكان أحبهما إلى الله عمر بن الخطاب وأخرجه عبد بن حميد عن أبي عامر عن خارجة بن عبد الله الأنصاري به ورويناه في الكنجروديات من طريق القاسم عن عبد الله بن دينار عن بن عامر (4/279)
<280> بلفظ اللهم اشدد الدين وفي آخره فشد بعمر وأخرج بن سعد بسند حسن عن سعيد بن المسيب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى عمر أو أبا جهل قال اللهم اشدد دينك بأحبهما إليك وأخرج الدارقطني من رواية القاسم عن عثمان عن أنس رفعه اللهم أعز الدين بعمر أبو بعمرو بن هشام في حديث طويل وروينا في أمالي بن شمعون من طريق المسعودي عن القاسم عن أبي وائل عن عبد الله يعني بن مسعود رفعه اللهم أيد الإسلام بعمر ورويناه في الخلعيات من حديث بن عباس كذلك ولم يذكر أبا جهل وفي كامل بن عدي من رواية مسلم بن خالد عن هشام عن أبيه أن عائشة مثله لكن لفظه أعز وزاد في آخره خاصة وقال في فوائد عبد العزيز الجرمي من رواية أم عمر بنت حسان الثقفية عن زوجها سعيد بن يحيى بن قيس عن أبيه عن عمر فذكر قصة وفيها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اشدد الدين بعمر اللهم اشدد الدين بعمر اللهم اشدد الدين بعمر وأخرج أحمد من رواية صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد قال قال عمر خرجت أتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أتعجب من تأليف القرآن فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش قال فقرأ إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون فقلت كاهن قال ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون حتى ختم السورة قال فوقع الإسلام في قلبي كل موقع وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند فيه إسحاق بن أبي فروة عن بن عباس أنه سأل عمر عن إسلامه فذكر قصته بطولها وفيها أنه خرج ورسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين حمزة وأصحابه الذين كانوا اختلفوا في دار الأرقم فعلمت قريش أنه امتنع فلم تصبهم كآبة مثلها قال فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق وسيأتي في ترجمة أخته فاطمة بنت الخطاب شيء منها عمر بن سعد أبو كبشة الأنماري يأتي في الكنى ويقال عمرو بفتح العين ويقال أبو سعيد بفتح السين وقيل في اسمه غير ذلك عمر بن سعيد بن مالك ذكر الحسن بن علي الكرابيسي في كتاب أدب القضاء له أن عمر بن الخطاب ولاه فيمن ولي على المغازي أيام الفتوح كذا وجدته فيه غير منسوب وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون في المغازي إلا الصحابة عمر بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم المخزومي أخو الأسود وهو بن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد زوج أم سلمة كان ممن هاجر إلى الحبشة قاله بن عبد البر تبعا للزبير بن بكار وقال أمه ريطة بنت عمرو بن أبي قيس القرشية العامرية عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد بن عم الذي قبله وهو ربيب النبي صلى الله عليه وسلم أمه أم سلمة أم المؤمنين ولد بالحبشة في السنة الثانية وقيل قبل ذلك وقبل الهجرة إلى المدينة ويدل عليه قول عبد الله بن الزبير كان أكبر منه بسنتين وكان يوم الخندق هو وابن الزبير في الخندق في أطم حسان بن ثابت وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في الصحيحين وغيرهما وعن أبيه روى عنه ابنه محمد وسعيد بن المسيب وعروة وأبو أمامة بن سهل ووهب بن كيسان (4/280)
<281> وغيرهم ومن حديثه ما رواه عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن عبد الله بن كعب الحميري عن عمر بن أبي سلمة قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قبلة الصائم قال سل هذه لأم سلمة فقلت غفر الله لك قال إني أخشاكم لله وأتقاكم أخرجه مسلم وفي الصحيحين من رواية وهب بن كيسان عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ادن يا بني فسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك قال الزبير وولي البحرين زمن علي وكان قد شهد معه الجمل ووهم من قال إنه قتل فيها قال أبو عمر بل مات بالمدينة سنة ثلاث وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان عمر بن عكرمة بن أبي جهل المخزومي أسلم مع أبيه وقيل اسمه عمرو قال سيف في الفتوح بسنده أتى خالد بعدما افتتحوا اليرموك بعكرمة جريحا فوضع رأسه على فخذه وبعمر بن عكرمة فوضع رأسه على ساقه وجعل يمسح وجهه فذكر القصة وذكره الطبري فقال عمرو بن عكرمة عمر بن عمرو الليثي وقيل عبيد بن عمرو وقال أبو نعيم الكوفي عن قرة بن خالد عن سهل بن علي النميري قال لما كان يوم الفتح كان عند عمر بن عمرو الليثي خمس نسوة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلق إحداهن ورواه عبد الوهاب بن عطاء عن قرة فقال عبيد بن عمرو وزاد فطلق دجاجة بنت أسماء بن الصلت فخلف عليها عامر بن كريز فولدت له عبد الله أخرجه بن منده ورواه أبو نعيم من طريق بشر بن المفضل عن قرة حدثني سهل النميري حدثني بعض ال عمير قال لما كان يوم الفتح فذكره وقال فيه فطلق دجاجة بنت أسماء بن الصلت عمر بن عمير بن عدي بن نابي الأنصاري بن عم ثعلبة بن غنم بن عدي الأنصاري قال أبو عمر شهد المشاهد عمر بن عمير غير منسوب ذكره البغوي في الصحابة وأخرج من طريق بن لهيعة عن أبي الزبير قال قلت لجابر أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن قال لا حدثني عمر بن عمير قلت والمحفوظ في هذا أن أبا الزبير سأل عبيد بن عمير وهو الليثي التابعي المشهور عمر بن عوف النخعي قال بن حبان له صحبة وقال بن السكن معدود في الشاميين يقال له صحبة وذكره البخاري في الصحابة وروى من طريق شريح بن عبيد عن مالك بن عامر عن عبد الله بن السعدي رفعه لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل فقال معاوية وعمر بن عوف وعبد الله بن عمرو بن العاص إن النبي صلى الله عليه وسلم قال الهجرة خصلتان الحديث في إسناده إسماعيل بن عياش ورواه بن منده من طريق أخرى إلى إسماعيل قال ويقال عمرو بن عوف بفتح العين وأخرجه أبو نعيم من طريقين عن إسماعيل ليس فيه ذكر عمرو بن عوف عمر بن لاحق ذكره بن منده وأخرج من طريق عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن عمر بن لاحق صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال لا وضوء على من مس فرجه عمر بن مالك ذكره الطبراني في الصحابة وأخرج من طريق بن لهيعة عن يزيد (4/281)
<282> بن أبي حبيب عن لهيعة بن عقبة أنه سمع عمر بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آمركم بثلاث وأنهاكم عن ثلاث الحديث عمر بن مالك بن عتبة بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري بن عم والد سعد بن أبي وقاص وكان من مسلمة الفتح ذكره سيف والطبري في الفتوح وأنه كان مع سعد فأرسله عمر بن الخطاب لمحاصرة هيت وغيرها وأوفده عمر مددا لأبي عبيدة بالشام سنة خمس عشرة وقال بن عساكر شهد فتح دمشق والجزيرة عمر بن معاوية الغاضري لعله أخو عبد الله روى بن منده من طريق نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن بن عائذ قال قال عمر بن معاوية الغاضري من غاضرة قيس كنت ملزقا ركبتي بفخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال كيف ترى يا نبي الله في رجل ليس له مال يرى الناس يتصدقون ولا يستطيع ذلك قال يقول الخير ويدع الشر عمر بن وهب الثقفي يأتي في عمرو بن وهب عمر بن يزيد الكعبي كعب خزاعة روى بن منده من طريق هارون بن مسلم بن سعدان عن أبيه عن جده عنه قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحفظت من كلامه أسلم سلمهم الله من كل آفة إلا الموت الحديث عمر الأسلمي روى الطبراني والباوردي وبقي بن مخلد والطبري من طريق يحيى بن أبي كثير عن يزيد بن نعيم أن رجلا من أسلم يقال له عمر اتبع رجلا من أسلم يقال له عبيد بن عويم فوقع عمر على وليدته زنا فحملت فولدت غلاما يقال له حمام وذلك في الجاهلية وأن عمر المذكور أتى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في ولده فقال سله ما استطعت فانطلق فأخذه فجاء عبيد بن عويم فأعطا مكانه غلاما اسمه رافع فقال النبي صلى الله عليه وسلم أيما رجل إدعى ابنه فأخذه ففكاكه رقبة يفكه بها مداره عندهم على سفيان بن وكيع عن أبيه وسفيان ضعيف ورواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن عمه القاسم عن وكيع فقال فيه عن يزيد بن نعيم عن رجل من جهينة يقال له عمر أسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول فذكر الحديث الأخير عمر الجمعي ذكره أحمد في المسند وتبعه جماعة وذكره بن ماكولا في الإكمال وجزم بأن له صحبة ومدار حديثه عن أحمد ومطين وابن أبي عاصم والبغوي وابن السكن والطبراني على بقية عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير أن عمر الجمعي حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته الحديث قال بن السكن يقال اسمه عمرو بن الحمق وقال البغوي يقال إنه وهم من بقية وبذلك جزم أبو زرعة الدمشقي وقد رواه بن حبان في صحيحه من طريق عبد الرحمن بن بجير بن بقية عن أبيه فقال عن عمرو بن الحمق وكذلك رواه الطبراني من طريق زيد بن واقد عن جبير بن نفير وإنما لم أجزم بأنه غلط لمقام الاحتمال عمر الخثعمي ذكره وثيمة كذا في التجريد (4/282)
<283> عمر اليماني ترجم له بن قانع وأخرج من طريق حسن بن واقد عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن عمر اليماني قال كنت رجلا من أهل اليمن وكنت حليفا لقريش فأرسلني أبو سفيان طليعة على النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبني الإسلام فأسلمت واستدركه أبو علي الغساني وابن الدباغ وابن فتحون وابن الأمين وابن الأثير وظن بعضهم أنه عمرو الثمالي الآتي في آخر من اسمه عمرو بفتح العين لكونه الراوي عنه شهر بن حوشب وكنت توهمت ذلك ثم رجعت فإن السند مختلف وكذلك المتن والله أعلم ذكر من اسمه عمرو بفتح العين وسكون الميم عمرو بن أبي أثاثة بن عبد العزي العدوي قال أبو عمر ذكره الزبير بن بكار فيمن هاجر إلى أرض الحبشة ومات بها وهو أول من ورث في الإسلام قلت وقد ذكروا مثل ذلك في عدي بن أبي أثاثة وقد تقدم ذكر عروة بن أبي أثاثة عمرو بن الأحوص الجشمي نسبه بن عبد البر فقال بن جعفر بن كلاب وهو من بني جشم بن سعد له حديث في السنن الأربعة من رواية ابنه سليمان عنه أنه شهد حجة الوداع وقد شهد اليرموك في زمن عمر له ذكر عمرو بن أحيحة بمهملتين مصغرا بن الجلاح بضم الجيم وآخر مهملة الأنصاري الأوسي قال أبو عمر ذكره بن أبي حاتم فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى أيضا عن خزيمة بن ثابت وروى عنه عبد الله بن علي بن السائب قال أبو عمر هذا لا أدري ما هو لأن أحيحة بن الجلاح تزوج سلمى بنت زيد من بني عدي بن النجار والدة عبد المطلب بعد موت هاشم فولدت له عمرا فهو أخو عبد المطلب لأمه هذا قول أهل النسب والأخبار وإليهم المرجع في ذلك قال ومن المحال أن يروى عن خزيمة بن ثابت من كان في هذا السن وعساه أن يكون حفيدا لعمرو بن أحيحة سمي باسمه قلت ويحتمل ألا يكون بينه وبين أحيحة بن الجلاح الذي تزوج سلمى نسب بل وافق اسمه واسم أبيه اسمه واشتركا في التسمية بعمرو وليت شعري ما المانع من ذلك مع كثرة ما وقع منه وحديث عمرو هذا عن خزيمة في سنن النسائي وهو مضطرب وأما روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم أقف عليها وقد ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه مخضرم وأنشد له شعرا في الحسن بن علي لما خطب عند صلحه مع معاوية وإذا كان كذلك فهو صحابي لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين مات لم يبق من الأنصار إلا من يظهر الإسلام وقد وقع في رجال المتن ما قدمت ذكره في حرف الألف في أحيحة عمرو بن أخطب بن رفاعة الأنصاري الخزرجي أبو زيد مشهور بكنيته وسيأتي نسبه في الكنى غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة مرة ومسح رأسه وقال اللهم جمله ونزل البصرة روى عنه ابنه بشير وآخرون وحديثه في صحيح مسلم والسنن وهو ممن جاوز المائة (4/283)
<284> عمرو بن أراكة أو بن أبي أراكة ذكره البخاري في الصحابة وقال سكن البصرة وقال بن السكن روى عنه حديث واحد ولم يثبت ثم أخرج من طريق أبان بن عثمان عن الحسن أن عمرو بن أراكة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا مع زياد بن أبي سفيان على سريره فأتى بشاهد فتعتع في شهادته فقال له زياد والله لأقطعن لسانك فقال عمرو بن أراكة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة قال بن السكن المشهور في هذا عن الحسن عن عمران بن حصين قلت وفي إسناد بن السكن بن لهيعة وحاله مشهور عمرو بن الأزرق تقدم ذكره في ترجمة الأزرق قال البلاذري قاتل عمرو يوم أحد وأسر عمرو بن الأسود يأتي حديثه مقرونا في كثير من الروايات بأبي امامة منها ما رواه بن أبي عاصم من طريق الحارث بن الحارث عن عمرو بن الأسود وأبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم وقد فرق بن أبي عاصم وسعيد بن يعقوب بين هذا وبين عمرو بن الأسود العنسي الآتي في المخضرمين عمرو بن أفيش يأتي في عمرو بن ثابت عمرو بن أم مكتوم القرشي ويقال اسمه عبد الله وعمرو أكثر وهو بن قيس بن زائدة بن الأصم ومنهم من قال عمرو بن زائدة لم يذكر قيسا ومنهم من قال قيس بدل زائدة وقال بن حبان من قال بن زائدة نسبه لجده ويقال كان اسمه الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله حكاه بن حبان وقال بن سعد أهل المدينة يقولون اسمه عبد الله وأهل العراق يقولون اسمه عمرو قال واتفقوا على نسبه وانه بن قيس بن زائدة بن الأصم وفي هذا الاتفاق نظر فقد تقدم ما يخالفه كما ترى وتقدم ما يخالفه أيضا قلت نسبه كذلك بن منده وتبعه أيو نعيم وحكى في اسمه أيضا عبد الله بن عمرو قال وقيل عمرو بن قيس بن شريح بن مالك وقال الثعلبي في تفسيره اسمه عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة بن قيس بن زائدة واسم الأصم جندب بن هدم بن رواحة بن حمير بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري واسم أمه أم مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بمهملة ونون ساكنه وبعد الكاف مثلثة بن عائذ بن مخزوم وهو بن خال خديجة أم المؤمنين فإن أم خديجة أخت قيس بن زائدة واسمها فاطمة أسلم قديما بمكة وكان من المهاجرين الأولين قدم المدينة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم وقيل بل بعد وقعة بدر بيسير قاله الواقدي والأول أصح فقد روى من طريق أبي إسحاق عن البراء قال أول من أتانا مهاجرا مصعب بن عمير ثم قدم بن أم مكتوم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة في عامة غزواته يصلي بالناس وقال الزبير بن بكار خرج الى القادسية فشهد القتال واستشهد هناك وكان معه اللواء حينئذ وقيل بل رجع إلى المدينة بعد القادسية فمات بها ذكره البغوي وقال الواقدي بل شهدها ورجع إلى المدينة فمات بها ولم يسمع له بذكر بعد عمر بن الخطاب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه في كتب السنن روى عنه عبد الله بن (4/284)
<285> شداد بن الهاد وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو رزين الأسدي وآخرون وقال بن عبد البر روى جماعة من أهل العلم بالنسب والسير أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف بن أم مكتوم ثلاث عشرة مرة في الأبواء وبواط وذي العشيرة وغزوته في طلب كرز بن جابر وغزوة السويق وغطفان وفي غزوة أحد وحمراء الأسد ونجران وذات الرقاع وفي خروجه من حجة الوداع وفي خروجه إلى بدر ثم استخلف أبا لبابة لما رده من الطريق قال وأما رواية قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف بن أم مكتوم فلم يبلغه ما بلغ غيره انتهى وهوالمذكور في سورة عبس وتولى ونزلت فيه غير أولي الضرر لما نزلت لا يستوي القاعدون أخرجه البخاري وفي السنن من طريق عاصم بن أبي رزين عن بن أم مكتوم قال قلت يا رسول الله رجل ضرير الحديث في تأكيد الصلاة في الجماعة والله أعلم عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة الضمري أبو أمية صحابي مشهور له أحاديث روى عنه أولاده جعفر وعبد الله والفضل وغيرهم قال بن سعد أسلم حين انصرف المشركون من أحد وكان شجاعا وكان أول مشاهده بئر معونة فأسره عامر بن الطفيل وجز ناصيته وأطلقه وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي في زواج أم حبيبة وإلى مكة فحمل خبيبا من خشبته وله ذكر في عدة مواطن وكان من رجال العرب جراة ونجدة وعاش إلى خلافة معاوية فمات في المدينة وقال أبو نعيم مات قبل الستين عمرو بن أمية بن الحارث بن أسد بن عبد العزي بن قصي الأسدي ذكره الواقدي والطبري وغيرهما فمن هاجر غلى أرض الحبشة ومات بها وقال الطبري في الذيل كان قديم الإسلام عمرو بن أمية بن وهب بن معتب بن مالك الثقفي أبو أمية له ذكر في مغازي بن إسحاق لما أسلمت ثقيف وأنه بنى عند مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف حيث كان يحاصرها مسجدا وقد اختلف في اسمه ففي مختصر السيرة هكذا وعند الأموي في المغازي عن بن إسحاق أبو أمية بن عمرو بن وهب وعند الواقدي أمية بن عمرو بن وهب فالله أعلم عمرو بن أمية الدوسي ذكره المستغفري وروى من طريق البكائي عن بن إسحاق عن الزهري قال قال عمرو بن أمية الدوسي دخلت المسجد الحرام فلقيني رجال من قريش فقالوا إياك أن تلقى محمدا أو تسمع مقالته فيخدعك فذكر الحديث في إسلامه عمرو بن أنس الأنصاري من بني عوف بن الخزرج ذكره الباوردي وأخرج من طريق عبيد الله بن أبي رافع أنه ذكره في البدريين الذين شهدوا صفين والإسناد ضعيف عمرو بن الأهتم بن سمي بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن زيد مناة بن تميم التميمي المنقري أبو نعيم ويقال أبو ربعي واسم أبيه الأهتم سنان تقدم له ذكر في ترجمة الزبرقان بن بدر وكان عمرو خطيبا جميلا بليغا شاعرا شريفا في قومه قيل هو القائل ألم تر ما بيني وبين بني عامر من الود قد بالت عليه الثعالب فأصبح ما في الود بيني وبينه كأن لم يكن ذا الدهر فيه عجائب (4/285)
<286> إذا المرء لم يحببك إلا تكرها بدا لك من أخلاقه ما يغالب الأبيات والأصح أنها لأبي الأسود الدؤلي ومن شعر عمرو بن الأهتم ذريني فإن البخل يا أم مالك لصالح أخلاق الرجال سروق لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق وكان يقال لشعره الحلل المنشرة وهو القائل يخاطب الزبرقان ظللت مفترش الهلباء تشتمني عند النبي فلم تصدق ولم تصب إن تبغضونا فإن الروم أصلكم والروم لا تملك البغضاء للعرب قال بن فتحون أراد بالهلباء ابنته فإنها لكثيرة الشعر وأنشدها بن عبد البر مفترش العلياء بالعين المهملة المهملة والتحتانية بعد اللام فنسب الى تصحيفه وهو عم شيبة بن سعد بن الأهتم والمؤمل بن خاقان بن الأهتم وعم خالد بن صفوان بن عبد الله بن الأهتم وكلهم من البلغاء المشهورين عمرو بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي وهو أخو الحارث تقدم ذكر أخيه قال أبو عمر شهد أحدا والخندق وما بعدهما وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا عمرو بن أويس ويقال بن أبي أويس بن سعد بن أبي سرح العامري ذكره بن إسحاق فيمن استشهد في اليمامة وذكره عمر بن شبة أيضا وهو بن أخي عبد الله بن سعد عمرو بن إياس بن زيد بن جشم الأنصاري حليف لهم من أهل اليمن ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا وقال بن هشام يقال إنه أخو الربيع بن إياس عمرو بن إياس الأنصاري من بني سالم بن عوف بن الخزرج استشهد يوم أحد ذكره أبو عمر عمرو بن أيفع بن كريب بن سالم بن ناعط الهمداني ذكر الطبري أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه مالك عمرو بن بجاد الأشعري أبو أنس روى بن مردويه في تفسيره من طريق خديجة بنت عمران بن أبي أنس واسمه عمرو بن بجاد الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السحاب العنان والرعد ملك يزجر السحاب والبرق طرف سوط ملك في إسناده الكديمي وهو ضعيف وفيه من لا يعرف أيضا عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي قال الطبراني له صحبة وهو أحد من جاء مصر في أثر عثمان واستدركه بن فتحون عمرو بن بعكك يقال هو اسم أبي السنابل سماه الطبراني عمرو بن بكر قيل هو اسم أبي الجعد الضمري يأتي في الكنى عمرو بن بلال في الذي بعده (4/286)
<287> عمرو بن بليل بن بلال بن احبحة بن الجلاح الأنصاري أبو ليلى مشهور بكنيته شهد أحدا وله رواية روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى ذكره البغوي والباوردي والطبري وابن السكن وغيرهم في الصحابة وترجم له البخاري فقال عمرو بن بلال روى عنه بن أبي ليلى يعد في الكوفيين وكذلك قال بن أبي حاتم لكنه قال عمرو بن بليل عمرو بن بيبا بكسر الموحدة وفتح التحتانية بعدها موحدة ثانية ضبطه بن مفرج وابن فطيس وابن فتحون والصريفيني وأخرج حديثه بن السكن والباوردي والمستغفري من طريق معروف بن طريف عن علقمة بن تميم عن صالح بن عمرو بن بيبا عن أبيه قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك فقال إن تمام إسلامكم زكاة أموالكم فقلت يا رسول الله إن لي ثلاث بنات لا يقوم بهن سوائي فقال أليس على أبي ثلاث بنات غزو ولا تضييف إسناده ضعيف غريب عمرو بن تغلب بفتح المثناة وسكون المعجمة وكسر اللام النمري بفتحتين ويقال العبدي صحابي معروف نزل البصرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها أنه أثنى على عمرو بن تغلب في إسلامه وذلك في صحيح البخاري وغيره ولم يذكر الأكثرون له راويا غير الحسن البصري وذكر بن أبي حاتم أن الحكم بن الأعرج روى عنه أيضا عاش إلى خلافة معاوية عمرو بن تيم البياضي ذكر العدوي في النسب عن القداح أنه شهد أحدا وما بعدها قال العدوي ولم أر من تابع القداح واستدركه بن الدباغ وغيره والله أعلم عمرو بن ثابت بن وقيش ويقال أقيش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري وقد ينسب إلى جده فيقال عمرو بن أقيش وأمه بنت اليمان أخت حذيفة وكان يلقب أصيرم واستشهد بأحد وقال محمد بن إسحاق حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبي سفيان مولى بن أبي أحمد عن أبي هريرة أنه كان يقول حدثوني عن رجل دخل الجنة ولم يصل صلاة قط فإذا لم يعرفه الناس يسألونه من هو فيقول هو أصيرم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن أقيش قال الحصين فقلت لمحمود يعني بن لبيد كيف كان شأن الأصيرم قال كان يأبى الإسلام على قومه فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بدا له الإسلام فأسلم ثم أخذ سيفه حتى أتى القوم فدخل في عرض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة فبينا رجال من عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به فقالوا إن هذا الأصيرم فما جاء به لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الأمر فسألوه ما جاء به فقالوا له ما جاء بك يا عمرو أحدبا على قومك أم رغبة في الإسلام فقال بل رغبة في الإسلام فآمنت بالله ورسوله فأسلمت وأخذت سيفي وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصابني ما أصابني ثم لم يلبث أن مات في أياديهم فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه لمن أهل الجنة هذا إسناد حسن رواه جماعة من طريق بن إسحاق وقد وقع من وجه آخر عن أبي هريرة سبب مناضلته عن الإسلام فروى أبو داود من وجه آخر والحاكم وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه فجاء في يوم أحد (4/287)
<288> فقال أين بنو عمي قالوا بأحد قال بأحد فلبس لامته وركب فرسه ثم توجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا إليك عنا يا عمرو قال إني قد آمنت فقاتل قتالا حتى جرح فحمل إلى أهله جريحا فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخيه سلمة حمية لقومه أو غضب لله ولرسوله فقال بل غضب لله ورسوله فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة هذا إسناد حسن ويجمع بينه وبين الذي قبله بأن الذين قالوا أولا إليك عنا قوم من المسلمين من غير قومه بني عبد الأشهل وبأنهم لما وجدوه في المعركة حملوه إلى بعض أهله وقد تعين في الرواية الثانية من سأله عن سبب قتاله ووقع لابن منده في ترجمة وهمان أحدهما أنه قال عمرو بن ثابت بن وقش بن الأصيرم بن عبد الأشهل فصحف فيه وإنما هو أصيرم بن عبد الأشهل والوهم الثاني أنه فرق بينه وبين عمرو بن أقيش وهما واحد لما بيناه والله أعلم وفي البخاري من طريق إسرائيل عن بن إسحاق عن البراء أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم قال اسلم ثم قاتل فأسلم ثم قاتل فقتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل قليلا وأجر كثيرا وأخرجه مسلم من طريق زكريا بن أبي زائدة عن بن إسحاق بلفظ جاء رجل من بني النبيت قبيل من الأنصار فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم قاتل حتى قتل فذكره وأخرجه النسائي من طريق زهير عن أبي إسحاق نحو رواية إسرائيل رفعه ولفظه لو أني حملت على القوم فقاتلت حتى أقتل أكان خيرا لي ولم أصل صلاة قال نعم عمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار بن حكيم الأنصاري ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وقيل كنيته أبو حكيمة عمرو بن ثعلبة الجهني ثم الزهري قال بن السكن له صحبة وروى البغوي وابن السكن وابن منده من طريق الوضاح بن سلمة الجهني عن أبيه عنه قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيالة فاسلمت فمسح على وجهي فمات عمرو بن ثعلبة عن مائة سنة وما شابت منه شعرة وقال بن منده لا يعرف إلى من هذا الوجه قلت وفي إسناده من لا يعرف وقد خلطه بن منده بالذي قبله فوهم عمرو بن ثعلبة السهمي ذكر في ترجمة الحارث بن عمرو بن ثعلبة عمرو بن جابر الطائي هو والد رافع بن عمرو وقال تمام الرازي في فوائده إن عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد بن محمد بن عمرو بن عبد الله بن رافع بن عمرو الطائي مات سنة خمس وثلاثمائة وزعم أن له مائة وعشرين سنة حدثني عم أبي السلم بن يحيى عن أبيه حدثني أبي عبد الحميد عن أبيه عن محمد بن عمرو عن جده وحدثني أبي رافع بن عمرو عن أبيه عمرو الطائي أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه معه على البساط فاسلم وحسن إسلامه ورجع إلى قومه فأسلموا هذا إسناد غريب لا يعرف أحد من رجاله عمرو بن جابر الجني أحد من وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من الجن روى عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والباوردي والحاكم والطبراني وابن مردويه في التفسير من طريق (4/288)
<289> مسلم بن قتيبة حدثنا عمرو بن نبهان حدثنا سلام أبو عيسى حدثنا صفوان بن المعطل قال خرجنا حجاجا فلما كنا بالعرج إذا نحن بحية تضطرب فلم تلبث أن ماتت فأخرج رجل منا خرقة من عيبة له فكفنها وحفر لها ودفنها فإنا لبالمسجد الحرام إذ وقف علينا شخص فقال أيكم صاحب عمرو بن جابر قلنا ما نعرفه قال إنه الجان الذي دفنتم فجزاكم الله خيرا أما إنه كان آخر التسعة الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمعون القرآن موتا وروى الحكيم الترمذي في نوادره من طريق سفيان عن أبي إسحاق عن ثابت بن قطبة الثقفي قال جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال إنا كنا في سفر فمررنا بحية مقتولة في دمها فواريناها فلما نزلنا أتانا نسوة أو أناس فقال أيكم صاحب عمرو قلنا من عمرو قال الحية التي دفنتم أما إنه من النفر الذين استمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن قلنا ما شأنه قال كان حيان من الجن مسلمين ومشركين فاقتتلوا فقتل قلت وروى الباوردي قصة أخرى لآخر اسمه عمرو أيضا وهي مغايرة لهذه فأخرج من طريق جبير بن الحكم حدثني عمي الربيع بن زياد حدثني أبو الأشهب العطاردي قال كنت قاعدا عند أبي رجاء العطاردي إذ أتاه قوم فقالوا إنا كنا عند الحسن البصري فسألناه هل بقي من النفر الجن الذين كانوا استمعوا القرآن أحد فقال اذهبوا إلى أبي رجاء العطاردي فإنه أقدم مني فعسى أن يكون عنده علم وأتيناك فقال إني خرجت حاجا أنا ونفر من أصحابي وكنت أنزل ناحية فبينا أنا قائل إذا بجان أبيض شديد البياض يضطرب فقدمت إليه ماء في قدح فشرب وهو يضطرب حتى مات فقمت إلى رداء لي جديد أبيض فشققت منه خرقة ثم غسلته ثم كفنته فيها ثم دفنته فأعمقته ثم ارتحلنا فسرنا إلى أن كان من الغد عند القائلة نزلنا فبينا أنا في ناحية من أصحابي إذا أصوات كثيرة ففزعت منها فنوديت لا تفزع لا تفزع فإنما نحن من الجن أتيناك لنشكرك فيما فعلت بصاحبنا بالأمس وهو آخر من بقي من النفر الذين كانوا يستمعون القرآن من الجن واسمه عمرو قلت في الخبر الأول أن صاحب القصة صفوان وفي هذه أنه أبو رجاء ولم يسم في خبر ثابت بن قطبة فيحتمل أن يفسر بأحدهما وفيه إشكال لأن ظاهرهما التغاير وقد أثبت لكل منهما الآخرية فيمكن أن يكون الأول مقيدا بالسبعة والثاني بمن استمع بناء على أن الاستماع كان من طائفتين مثلا وقد تقدم في حرف السين المهملة في سرق أن عمر بن عبد العزيز دفنه وأنه آخر من بايع فتكون آخرية هذا مقيدة بالمبايعة وإنما قيد به مع تأخر عمر بن عبد العزيز عمن تقدم لأنه سيأتي في عمرو بن طارق أنه وفد وأسلم وصلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأن عثمان بن صالح لقيه فحدثه بذلك وعثمان المذكور مات سنة تسع عشرة ومائتين فإن كان الجني الذي حدثه بذلك صدق فيحتمل الحديث راس مائة سنة والذي في الصحيح الدال على أن رأس مائة من العام الذي مات فيه النبي صلى الله عليه وسلم لا يبقى على وجه الأرض ممن كان عليها حين المقالة المذكورة على الإنس بخلاف الجن والله أعلم عمر بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر الكلبي القضاعي ذكره بن الكلبي وأبو عبيد فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم واستدركه بن الدباغ وغيره وهو جد سعيد بن الأبرش (4/289)
<290> بن الوليد بن عمرو حاجب هشام بن عبد الملك وقد مضت قصته في ترجمة عصام وأخرجها أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى عمر بن جدعان روى بن منده من طريق أبي معشر وأبي أمية بن يعلى جميعا عن المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا عمرو بن جدعان إذا اشتريت ثوبا فاستجده الحديث وسيأتي في ذكر المهاجر بن قنفذ أن اسمه عمرو بن خلف بن عمير بن جدعان فلعله هو عمرو بن جراد له حديث غريب رواه علي بن سعيد العسكري من طريق الربيع بن بدر عن أبيه عن عمرو بن جراد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوا سعدا فإنها ستسعد عمرو بن جندب ذكره البغوي وقال روى حديث بقية عن صفوان بن عمرو عن يزيد بن أيهم عن عمرو بن جندب أنه قال لسعيد بن عمرو أما سمعت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خاب عبد وخسر لم يجعل الله في قلبه رحمة للناس وروى الحسن بن سفيان عن صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا صفوان عن أبي رواحة عن عمرو بن جندب أنه قال لسعيد بن عمرو أما علمت فذكر مثله وغلط بن الأثير فذكر هذا الحديث في ترجمة عمرو بن حبيب بن عبد شمس وقال في صدر الترجمة عمرو بن جندب وقيل بن أبي جندب وقيل بن حبيب فوهم وعمرو بن أبي جندب تابعي آخر يروي عن بن مسعود روى عنه علي بن الأرقم وحديثه في شعب الإيمان للبيهقي في نزول قوله تعالى يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين الآية عمرو بن جندب العنبري يأتي في عمرو بن حبيب عمرو بن جلاس بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري ذكره الأموي في أهل بدر وحكى بن فتحون عن البغوي أنه ذكره فيمن لا يحفظ له حديث من الصحابة ولم ينسبه عمرو بن الجموح بفتح الجيم وتخفيف الميم بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة الأنصاري السلمي من سادات الأنصار واستشهد بأحد قال بن إسحاق في المغازي كان عمرو بن الجموح سيدا من سادات بني سلمة وشريفا من أشرافهم وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يعظمه فلما أسلم فتيان بني سلمة منهم ابنه معاذ ومعاذ بن جبل كانوا يدخلون على صنم عمرو فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة فيغدو عمرو فيجده منكبا لوجهه في العذرة فيأخذه ويغسله ويطيبه ويقول لو أعلم من صنع هذا بك لأخزينه ففعلوا ذلك مرارا ثم جاء بسيفه فعلقه عليه وقال إن كان فيك خير فامتنع فلما أمسى أخذوا كلبا ميتا فربطوه في عنقه وأخذوا السيف فأصبح فوجده كذلك فأبصر رشده وأسلم وقال في ذلك أبياتا منها تالله لو كنت إلها لم تكن أنت وكلب وسط بئر في قرن وقال بن الكلبي كان عمرو بن الجموح آخر الأنصار إسلاما وروى البخاري في الأدب المنفرد والسراج وأبو الشيخ في الأمثال وأبو نعيم في المعرفة من طريق حجاج الصواف عن أبي الزبير حدثنا جابر قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من سيدكم يا بني سلمة قالوا الجد بن قيس على أنا نبخله فقال بيده هكذا ومد (4/290)
<291> يده وأي داء أدوأ من البخل بل سيدكم عمرو بن الجموح وقال وكان عمرو يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج ورواه أبو نعيم في المعرفة وفي الحلية وأبو الشيخ أيضا والبيهقي في الشعب من طريق بن عيينة عن بن المنكدر عن جابر نحوه وروى الوليد بن أبان في كتاب السخاء من طريق الأشعث بن سعيد عن عمرو بن دينار عن جابر نحوه ورواه أبو نعيم أيضا من طريق حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله نحوه وقال فيه بل سيدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح ورواه أبو الشيخ والحسن بن سفيان في مسنده من طريق رشيد عن ثابت عن أنس مختصرا ورواه الحاكم في المستدرك وأبو الشيخ بإسناد غريب عن أبي سلمة عن أبي هريرة نحوه ورواه الوليد بن أبان من طريق الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وروى أبو خليفة عن بن عائشة عن بشر بن المفضل عن أبي شبرمة عن الشعبي نحوه قال بن عائشة فقال بعض الأنصار في ذلك وقال رسول الله والقول قوله لمن قال منا من تسمون سيدا فقالوا له جد بن قيس على التي نبخله منها وإن كان أسودا فسود عمرو بن الجموح لجوده وحق لعمرو بالندي أن يسودا فلو كنت يا جد بن قيس على التي على مثلها عمرو لكنت المسودا ورواه العلائي من طريق أخرى عن الشعبي وفيه الشعر ورواه الوليد بن أبان من طريق عبد الله بن أبي ثمامة عن مشيخة من الأنصار نحوه وفيه الشعر وقال أحمد حدثنا أبو عبد الرحمن المقري حدثنا حيوة حدثنا أبو صخر حميد بن زياد أن يحيى بن النضر حدثه عن أبي قتادة قال أتى عمرو بن الجموح النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه في الجنة قال نعم وكانت رجله عرجاء حينئذ وقال بن أبي شيبة في أخبار المدينة حدثنا هارون بن معروف حدثنا بن وهب قال حيوة أخبرني أبو صخر أن يحيى بن النضر حدثه عن أبي قتادة أنه حضر ذلك قال أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن قاتلت حتى أقتل في سبيل الله تراني أمشي برجلي هذه في الجنة قال نعم وكانت عرجاء فقتل يوم أحد هو وابن أخيه فمر النبي صلى الله عليه وسلم به فقال فإني أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما ومولاهما فجعلوا في قبر واحد وأنشد له المرزباني قوله لما أسلم أتوب إلى الله سبحانه وأستغفر الله من ناره وأثني عليه بالآئه بإعلان قلبي وإسراره عمرو بن جهم بن قيس بن عبد شراحيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي العبدي ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة عمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال الفهري يكنى أبا نافع وقيل اسمه جابر ذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة وذكره هو وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا (4/291)
<292> عمرو بن الحارث بن أبي ضرار بن عائذ بن مالك بن جذيمة وهو المصطلق بن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي المصطلقى أخو جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم روى أبو إسحاق السبيعي عن عمرو بن الحارث أخي جويرية قال والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته دينارا ولا درهما الحديث أخرجه البخاري وغيره وروى عمرو أيضا عن أخته جويرية وعن بن مسعود وعن زينب امرأة بن مسعود ورجح بن القطان أن عمرو بن الحارث الراوي عن زينب امرأة بن مسعود غير عمرو بن الحارث بن أبي ضرار صاحب الترجمة لأن زينب ثقفية وجاء في كثير من الطرق عن عمرو بن الحارث بن أخي زينب عنها عمرو بن الحارث بن عبد العزي في عمرو بن عبد العزي عمرو بن الحارث بن كندة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري من القواقل ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة عمرو بن الحارث بن هيشة أخو عبد الله ذكر العدوي أنه شهد أحدا عمرو بن حبيب بن عبد شمس هو عمرو بن سمرة بن حبيب ينسب إلى جده عمرو بن حبيب أبو محجن الثقفي سماه المرزباني مشهور بكنيته وسيأتي عمرو بن أبي حبيبة ذكره الذهبي في التجريد ونسبه لمسند بقي بن مخلد عمرو بن حجاج الزبيدي ذكره الطبراني أن له صحبة واستدركه بن فتحون والله أعلم عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي له ولأبيه صحبة قال بن حبان ولد في أيام بدر وقال غيره قبل الهجرة بسنتين وعند بن أبي داود عنه خط لي رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا بالمدينة وهذا يدل على أنه كان كبيرا في زمانه وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعلي وابن مسعود وغيرهم روى عن أخيه سعيد بن حريث وله صحبة وروى عنه ابنه جعفر وآخرون من أهل الكوفة من أصغرهم فطر بن خليفة ويقال إن خلف بن خليفة رآه ولا يصح ذلك قال البخاري وابن حبان وغير واحد مات سنة خمس وثمانين وكان قد ولي إمرتها نيابة لزياد ولابنه عبد الله بن زياد ويقال مات سنة ثمان وتسعين ولم يثبت عمرو بن حريث آخر فرق أبو يعلى بينه وبين الأول ونقل عن أبي خيثمة أن له صحبة وقال ابن الأثير لما رآه أبو خيثمة وأبو يعلى يروى عنه المصريون وهو كوفي ظناه غير الأول قلت وظنهما موافق للحق بالنسبة إلى أنه غيره وأما الصحبة فمختلف فيها وقد قاله صالح بن أحمد بن حنبل في المسائل قلت لأبي عمرو بن حريث الكوفي هو الذي يحدث عنه أهل الشام قال لا هو غيره وأخرج أبو يعلى من طريق سعيد بن أيوب حدثني أبو هانئ حدثني عمرو بن حريث وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما خففت عن خادمك من عمله كان لك أجرا في موازينك وهكذا أخرجه بن حبان في صحيحه ومقتضاه أن يكون لعمرو صحبة وقد أنكر ذلك البخاري فقال عمرو بن (4/292)
<293> حريث روى عنه حميد بن هانئ مرسلا وقال روى بن وهب بإسناده إلى عمرو بن حريث سمع أبا هريرة وقال بن أبي حاتم عن أبيه حديثه مرسل وقال بن أبي خيثمة عن بن معين تابعي وحديثه مرسل والله أعلم وأخرج بن المبارك في الزهد عن حيوة بن شريح عن أبي هانئ سمعت عمرو بن حريث وغيره يقولان إنما نزلت هذه الآية في أهل الصفة ولو بسط الله الرزق لعباد لبغوا في الأرض وذلك أنهم قالوا لو أن لنا الدنيا فتمنوا الدنيا فنزلت قال بن صاعد عقب روايته في كتاب الزهد عمرو هذا من أهل مصر ليست له صحبة وهو غير المخزومي عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان الأنصاري تقدم نسبه في ترجمة أخيه عمارة يكنى أبا الضحاك شهد الخندق وما بعدها واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على نجران روى عنه كتابا كتبه له في الفرائض والزكاة والديات وغير ذلك أخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان والدارمي وغير واحد روى عنه ابنه محمد وجماعة قال أبو نعيم مات في خلافة عمر كذا قال إبراهيم بن المنذر في الطبقات ويقال بعد الخمسين قلت وهو أشبه بالصواب ففي مسند أبو يعلى بسند رجاله ثقات أنه كلم معاوية في أمر بيعته ليزيد بكلام قوي وفي الطبراني وغيره أنه روى لمعاوية ولعمرو بن العاص حديثا يقتل عمارا الفئة الباغية والله أعلم عمرو بن حزن النمري ذكر سيف في الفتوح أنه أمد ثمامة بن أثال في حرب أهل اليمامة عند موت النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن حسان تقدم ذكره في ترجمة سنبر عمرو بن أبي حسن الأنصاري تقدم ذكر أخيه عمارة ذكره أبو موسى عن سعيد بن يعقوب أنه ذكره في الصحابة وروى من طريق محمد بن هلال المازني عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن عمه عن عمرو بن أبي حسن أنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ فمضمض واستنشق مرة واحدة قلت في الإسناد من لا أعرفه وأخاف أن يكون وهما فإن الحديث في الصحيحين من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه قال شهدت عمرو بن أبي حسن فقال عبد الله بن زيد فلعل بعض الرواة ذهل فجعل الحديث لعمرو بن أبي حسن ويحتمل أن يكون عمرو روى هذا القدر من الحديث والله أعلم عمرو بن الحضرمي هو بن عبد الله يأتي في عمرو بن عبد الله الحضرمي عمرو بن الحكم القضاعي ثم القيني ذكر سيف في الفتوح عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عاملا على بني القين فلما ارتدت قضاعة كان عمرو بن الحكم وامرؤ القيس بن الأصبغ ممن ثبت على دينه عمرو بن الحمام بن الجموح الأنصاري من بني سلمة ذكره أبو جعفر الطبري والدولابي في البكائين ممن ثبت على الإسلام كما مضى في ترجمة سالم بن عمرو قلت قال أبو عمر لا أعلم له غير هذا وهذا عمير بن الحمام الآتي ذكره فإن البكائين كانوا بتبوك وهذا استشهد قبل ذلك بزمان (4/293)
<294> ونقل أبو موسى في الذيل عن المستغفري أنه قال عمرو بن الحمام استشهد بأحد وكأنه اشتبه عليه بعمرو بن الحموح الماضي قريبا أبو بعمير بن الحمام عمرو بن أبي حمزة بن سنان الأسلمي ذكر الواقدي من طريق المنذر بن جهم عن عمرو بن أبي حمزة هذا أنه شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قدم معه المدينة ثم استأذنه أن يقدم على أهله فأذن له فلما كان على بريد من المدينة لقي جارية وضيئة فواقعها ثم ندم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأمر رجلا أن يقيم عليه الحد فجلده بين الجلدين بسوط قد ركب به ولان وقد استدركه بن شاهين وابن فتحون وأبو موسى عمرو بن الحمق بفتح أوله وكسر الميم بعدها قاف بن كاهل ويقال الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي قال بن السكن له صحبة وقال أبو عمر هاجر بعد الحديبية وقيل بل أسلم بعد حجة الوداع والأول أصح قلت قد أخرج الطبراني من طريق صخر بن الحكم عن عمه عن عمرو بن الحمق قال هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبينا أنا عنده فذكر قصة في فضل علي وسنده ضعيف وقد وقع في الكنى للحاكم أبي أحمد في ترجمة أبي داود المازني من طريق الأموي عن بن إسحاق ما يقتضي أن عمرو بن الحمق شهد بدرا وجاء عن أبي إسحاق بن أبي فروة أحد الضعفاء قال حدثنا يوسف بن سليمان عن جده معاوية عن عمرو بن الحمق أنه سقى النبي صلى الله عليه وسلم لبنا فقال اللهم أمتعه بشبابه فمرت ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء يعني أنه استكمل الثمانين لا أنه عاش بعد ذلك ثمانين قال أبو عمر سكن الشام ثم كان يسكن الكوفة ثم كان ممن قام على عثمان مع أهلها وشهد مع علي حروبه ثم قدم مصر فروى الطبراني وابن قانع من طريق عميرة بن عبد الله المعافري عن أبيه أنه سمع عمرو بن الحمق يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة يكون أسلم الناس أو خير الناس فيها الجند العربي قال عمرو فلذلك قدمت عليكم مصر وأخرج النسائي وابن ماجة من رواية رفاعة بن سواد عنه حديث من أمن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا وروى عنه أيضا عبد الله بن عامر المعافري وجبير بن نفير الحضرمي وأبو منصور مولى الأنصار وذكر الطبري عن أبي مخنف أنه كان من أعوان حجر بن عدي فلما قبض زياد على حجر بن عدي وأرسله مع أصحابه إلى الشام هرب عمرو بن الحمق قلت وذكر بن حبان أنه توجه إلى الموصل فدخل غارا فنهشته حية فمات فأخذ عامل الموصل رأسه فأرسله إلى زياد فبعث به إلى معاوية وذلك سنة خمسين وقال خليفة سنة إحدى وزاد أن عبد الرحمن بن عثمان الثقفي قتل بالموصل وبعث برأسه وقيل بل عاش إلى أن قتل في وقعة الحرة سنة ثلاث وستين وقال بن السكن يقال إن معاوية أرسل في طلبه فلما أخذ فزع فمات فخشوا أن يتهموا فقطعوا رأسه وحملوه إليه ثم ذكر بسند جيد إلى أبي إسحاق السبيعي عن هنيدة الخزاعي قال أول رأس أهدي في الإسلام راس عمرو بن الحمق بعث به زياد إلى معاوية (4/294)
<295> عمرو بن حممة بضم المهملة وفتح الميم الخفيفة بعدها مثلها الدوسي تقدم نسبه في ترجمة ولده جندب بن عمرو بن حرف الجيم ذكر أبو بكر بن دريد أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم والذي ذكره غيره أنه مات في الجاهلية وكان معمرا وهو الذي يقول أخبر أخبار القرون التي مضت ولا بد يوما أن أطار لمصرعي أنشده له بن الكلبي وقال المرزباني كان أحد حكام العرب في الجاهلية وأحد المعمرين يقال إنه عاش ثلاثمائة وتسعين سنة وأنشد له البيت المذكور وقبله كبرت وقد طال العمر مني كأنني سليم أفاع ليله غير مودع وما السقم أبلاني ولكن تتابعت علي سنون من مصيف ومربع ثلاث مئين من سنين كوامل وها أنا ذا أرتجي مر أربع فأصبحت بين الفخ والعش نادبا إذا رام تطيارا يقال له قع قال ويقال إنه الذي كان يقال له ذو الحكم وضربت به العرب المثل في قرع العصا لأنه بعد أن كبر صال يذهل فاتخذوا له من يوقظه فيقرع العصا فيرجع إليه فهمه وإليه أشار الحارث بن وعلة بقوله إن العصا قرعت لذي الحكم وقال الفرزدق كأن العصا كانت لذي الحكم تقرع وقال آخر لذي الحكم قبل اليوم ما تقرع العصا قلت وقد تقدم سبب ذلك أيضا من حديث بن عباس في ترجمة جندب بن عمرو بن حممة عمرو بن حنة بفتح أوله وتشديد النون من الأنصار ذكره الطبراني في الصحابة وأخرج له من طريق قيس بن الربيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال جاء رجل من الأنصار يقال له عمرو بن حنة وكان يرقى من الحية فقال يا رسول الله إنك نهيت عن الرقي وأنا أرقى من الحية قال قصها علي فقصها فقال لا بأس هذه مواثيق الحديث وفيه جاء رجل من الأنصار كان يرقى من العقرب فذكره وهذا يشبه أن يكون الراوي غير اسم والده فقد أخرجه مسلم وغيره من طريق أبي معاوية عن الأعمش بهذا السند فقال فيه جاء عمرو بن حزم وهكذا رواه أبو الزبير عن جابر وقيس كان تغير حفظه بأخرة فضعفوا حديثه فإن كان حفظه احتمل أن يكون آخر فإن في سياقه ما يدل على التعدد وفي الرواة عمرو بن حنة روى عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف روى بن جريج عن يوسف بن الحكم عنه واختلف في إسناد حديثه على بن جريج عمرو بن خارجة بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن النجار الأنصاري الخزرجي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا عمرو بن خارجة بن المنتفق الأسدي حليف آل أبي سفيان وقيل إنه أشعري (4/295)
<296> وأنصاري وجمحي والأول أشهر قال بن السكن هو أسدي سكن الشام ومخرج حديثه عن أهل البصرة وكان رسول أبي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أخرج له الترمذي والنسائي وابن ماجة من طريق قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم حديثه خطب النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته وأنا تحت جرانها الحديث وفيه لا وصية لوارث ومنهم من اقتصر عليه وأخرجه النسائي في بعض طرقه من رواية إسماعيل بن أبي خالد فلم يذكر في السند شهرا ولا بن غنم وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن قتادة فذكر شهرا ولم يذكر بن غنم قال العسكري لا يصح سماع شهر منه كذا قال وقد وقع التصريح بسماع شهر منه في حديث آخر عند الطبراني وأخرج العسكري والطبراني له حديثا آخر من رواية الشعبي عنه وأخرج الطبراني حديث لا وصية لوارث من طريق مجاهد عن عمرو بن خارجة وقد تقدم في الخاء المعجمة أن بعض الرواة قلبه فقال خارجة بن عمرو عمرو بن خبيب بن عمرو العنبري ذكره بن ماكولا وضبط أباه وتبعه بن عساكر وذكر أنه كان أحد القواد الذين وجههم أبو عبيدة إلى فحل وذكر الطبري عن سيف أنه كان مع عكرمة بن أبي جهل لما توجه إلى اليمن لقتال أهل الردة في صدر خلافة أبي بكر الصديق لكن وقع في النسخة عمرو بن جندب بجيم ثم نون ساكنة ثم دال ثم موحدة وكذا ذكره بن فتحون في الذيل وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة عمرو بن أبي خزاعة قال أبو شهر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن أبي حاتم روى محمد بن عبيد الله الشعبي عن مكحول قال حدثنا عمرو بن أبي خزاعة أنه قتل فيهم قتيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل القسامة على خزاعة وساق بن منده هذا الحديث من هذا الوجه وقال أبو شهر لم يسمع مكحول من عيينة بن أبي سفيان ولا أدري أدركه أم لا وقد روى مكحول عن عمرو بن أبي خزاعة رجل من الصحابة والله أعلم عمرو بن الخفاجي العامري مضى ذكره في ترجمة صلصل بن شرحبيل فقال الرشاطي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وكتب إليه وإلى عمرو بن المحجوب يستقدمهما في أمر الردة ذكر ذلك الطبري وذكر سيف أن الرسول إلى عمرو بن الخفاجي بذلك كان زياد بن حنظلة وفي الرسالة يأمره بالجد في قتال أهل الردة عمرو بن خلف بن عمير التيمي هو المهاجر بن قنفذ المهاجر وقنفذ لقبان لهما عمرو بن خويلد الخزاعي قال بن السكن يقال له صحبة ثم أسند من طريق علي بن المديني قال عمرو بن خويلد الخزاعي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وله عنه أحاديث ثم ساق له بن السكن حديثا وقال لم أجد له غيره قلت وأنا أظن أن الذي وصفه علي بن المديني إنما هو أبو شريح الخزاعي لأن الأزرقي اسمه خويلد بن عمرو فلعله انقلب الحديث الذي أورده بن السكن من طريق حشرج بن نباته عن إسحاق بن إبراهيم عن مكحول عن عمرو بن خويلد الخزاعي قال قال (4/296)
<297> رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى مانع الزكاة يوم القيامة ولا إلى آكل مال اليتيم ولا إلى ساحر ولا إلى عاق عمرو بن ذي النور الدوسي هو عمرو بن الطفيل يأتي عمرو بن ربعي قيل هو اسم أبي قتادة والمشهور أن اسمه الحارث عمرو بن ربيعة ذكره البغوي في الصحابة وقال ذكره بعض من ألف فيهم وأجرج سعيد بن يعقوب من طريق عبد المنان بن عبد الله عن قيس بن همام عن عمرو بن ربيعة قال وفدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول أدعوكم إلى الله وحده الذي إن مسكم ضر كشف عنكم عمرو بن زائدة وقيل عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم العامري هو بن أم مكتوم الأعمى تقدم في عمرو بن أم مكتوم عمرو بن زرارة الأنصاري ذكره الطبراني في المعجم الكبير وأخرج من طريق الوليد بن سليمان بن أبي السائب عن القاسم عن أبي أمامة قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة وإزار قد أسبل فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبة ويتواضع لله عز وجل ويقول اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك حتى سمعها عمرو بن زرارة فالتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني حمش الساقين فقال إن الله قد أحسن كل شيء خلقه يا عمرو بن زرارة إن الله لا يحب المسبلين عمرو بن زرارة بن قيس بن عمرو النخعي تقدم ذكره في ترجمة والده زرارة وصحبته محتملة وله خبر مع بن مسعود رويناه في فوائد المخلص وفي ذكر أبيه عن عمرو هذا أنه كان أول من خلع عثمان رضي الله عنه عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس الأنصاري ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا عمرو بن سالم بن حصين بن سالم بن كلثوم الخزاعي من مليح بالتصغير وآخره حاء مهملة بن عمرو بن ربيعة بن كعب بن عمرو بن يحيى بن خزاعة قال محمد بن إسحاق في المغازي حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أنهما حدثاه جميعا أن عمرو بن سالم الخزاعي ركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير حتى قدم المدينة يخبره الخبر فأنشده اللهم إني ناشد محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا كنت لنا أبا وكنا ولدا ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا فانصر رسول الله نصرا أعتدا وادع عباد الله يأتوا مددا فيهم رسول الله قد تجردا إن سيم خسفا وجهه تربدا في فيلق كالبحر يجري زبدا إن قريشا أخلفوك الموعدا (4/297)
<298> ونقضوا ميثاقك المؤكدا هم بيتونا بالوتير هجدا وقتلونا ركعا وسجدا وهي أطول من هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت يا عمرو بن سالم فذكره القصة في فتح مكة وأخرج سعيد بن يعقوب في الصحابة من طريق حزام بكسر المهملة وزاي بن هشام عن عمرو بن سالم قال قلت يا رسول الله إن أنس بن زنيم قد هجاك فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه وقد تقدمت الإشارة إلى ذاك في ترجمة أسيد بن أبي إياس بن زنيم وقد رويت هذه الأبيات لعمرو بن كلثوم الخزاعي كما أخرجه بن منده من طريق إسماعيل بن سليمان بن عقيل بن وهب بن سلمة الخزاعي حدثني أبي عن أبيه عن عمرو بن كلثوم الخزاعي قال جئت بسرح مستنصرا من مكة إلى المدينة حتى أدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشأ يقول فذكر هذه الأبيات ويحتمل أن يكون نسب في هذه الرواية إلى جد جده وفي أبي طاهر المخلص عن بن صاعد حدثنا يحيى بن سليمان بن نضلة حدثني عمي محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن ميمونة بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم قام عندها في ليلتها ثم قام فتوضأ للصلاة فسمعته يقول لبيك لبيك ثلاثا فقلت يا رسول الله سمعتك تكلم إنسانا قال هذا راجز بني كعب يسترحمني ويزعم أن قريشا أعانت عليهم بني بكر قال فأقمنا ثلاثا فصلى النبي صلى الله عليه وسلم فسمعت الراجز ينشد فذكرت بعض هذه الأبيات والقصة وقد طعن السهيلي في صحبة هذا الراجز وقال قوله ثم أسلمنا أراد أسلموا من السلم لا من الإسلام لأنهم لم يكونوا أسلموا بعد ورد بقوله وقتلونا ركعا وسجدا ووقع في رواية بن إسحاق هم قتلونا بالصعيد هجدا نتلو القرآن ركعا وسجدا وتأوله بعضهم بأن مراده بقوله ركعا وسجدا أنهم حلفاء الذين يركعون ويسجدون ولا يخفي بعده وقد قال بن الكلبي وأبو عبيد والطبري أن عمرو بن سالم هذا كان أحد من يحمل ألوية خزاعة يوم فتح مكة عمرو بن سبيع الرهاوي ويقال بن سميع بالميم حكاه بن ماكولا ذكره بن شاهين عن بن الكلبي وأخرج بن سعد من طريق يزيد بن طلحة التيمي قال قدم عمرو بن سبيع الرهاوي في وفد الرهاويين وهم من بني سليم بن رها بن منبه بن حرب بن علة المذحجي وهم خمسة عشر رجلا فأسلموا واختارهم النبي صلى الله عليه وسلم انتهى ورها قال الصوري وقع في الرواية بالضم وقيده عبد الغني بن سعيد بالفتح فرق بينه وبين البلد فإنها بالضم وقال بن الكلبي حدثنا عمران بن هزان الرهاوي عن أبيه قال وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له عمرو بن سبيعة الرهاوي مسلما فأنشده أبياتا منها إليك رسول الله أعملت نصها تجوب الفيافي سملقا بعد سملق فعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء فشهد به صفين مع معاوية عمرو بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أذاة بن رياح بن قرط بن عبد الله بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي من رهط عمر بن الخطاب وهو أخو عبد الله بن سراقة قال خليقة (4/298)
<299> أمهما قدامة بنت عبد الله بن عمر بن أهيب بن حذافة بن جمح ذكره موسى بن عقبة فيمن خرج في سرية عبد الله بن جحش وذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وغلط فيه بن منده فزعم أنه أنصاري ورد عليه أبو نعيم فأصاب وقال الحارث بن أبي أسامة في مسنده حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبو صالح مولى عبد الله بن عباس بن أبي ربيعة عن عبد الله بن عامر عن ربيعة عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية نخلة ومعنا عمرو بن سراقة وكان لطيف البطن طويلا فجاع فانثنى صلبه وكان لا يستطيع أن يمشي فسقط علينا فأخذنا صفيحة من حجارة فربطناها على بطنه ثم شددناها على صلبه فمشى معنا حتى جئنا حيا من أحياء العرب فضيفونا فمشى معنا ثم قال قد كنت أحسب الرجلين يحملان البطن فإذا البطن تحمل الرجلين وذكر بن إسحاق أن عمر قسم له من أرض خيبر نصيبا وذكر خليفة أنه مات في خلافة عثمان وقد تقدم قول من أرخ وفاة والده سراقة فيها عمرو بن أبي سرح بفتح المهملة ثم السكون وآخره مهملة بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر الفهري يكنى أبا سعد ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وفيمن شهد بدرا وقال البلاذري يظن قوم أنه عم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وليس كذلك عمرو فهري وذاك عامري وذكر الطبري أن هذا مات سنة ثلاثين في خلافة عثمان عمرو بن سعد بن الحارث بن عباد بن سعد بن عامر بن ثعلبة بن أفصى بن حارثة قتل شهيدا بمؤتة ذكر ذلك بن شهاب في مختصر السيرة النبوية وقد تقدم ذكره من وجه آخر في ترجمة أخيه عامر بن سعد بن الحارث عمرو بن سعد بن عمرو بن زيد بن مالك بن يزيد بن أسامة بن زيد بن أرطاة بن شرحبيل الخولاني ذكره الهمداني في الأنساب في ترجمة يزيد بن حجر الذي كان يقال له المتوكل أنه كان أول من أسلم من قومه قال الرشاطي وعمرو بن سعد صاحب الترجمة عم المتوكل المذكور قال وهو أخو شهر الذي يقول له الشاعر قل لعمرو وقل لشهر أبوكم خير من أمسكته ذات نطاق عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري الأوسي تقدم نسبه في ترجمة والده ذكره بن أبي داود بن السكن وقال يقال له صحبة وأخرج أبو نعيم قال حكى بن أبي داود فيما كتب إلى محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي قال ومن بني عبد الأشهل سعد بن معاذ وولداه عبد الله وعمرو هكذا في كتاب بن القداح قال ورأيت سعدا في النوم فقلت له في أمر ولديه فقال شهدا بيعة الرضوان وسألته أيهما أكبر فقال عمرو وذكره بن منده عن بن القداح بغير إسناد وأخرج بن السكن وأبو نعيم من طريق داود بن الحصين عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبيه قال لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء مزررا بالديباج فجعل الناس ينظرون إليه فقال مناديل سعد في الجنة أفضل من هذا رواته موثقون إليه وسعد مات بعد أن حكم في بني قريظة سنة أربع أو خمس قبل موت (4/299)
<300> النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين أو ست ومهما كان من عمرو عند موت أبيه فهو زيادة على ذلك فلذلك ذكرته في هذا القسم والله أعلم عمرو بن سعد أو سعيد أبو كبشة الأنصاري في الكنى عمرو بن سعد يقال هو اسم أبي سعد الخير الآتي في الكنى ويقال اسمه عامر بن مسعود وقد خبط فيه بن الأثير كما ذكرته في القسم الأخير عمرو بن سعدي القرظي ذكره الطبري والبغوي وابن شاهين وغيرهم في الصحابة وهو الذي نزل من حصن بني قريظة في الليلة التي فتح حصنهم فلم يدر أين ذهب وقال الواقدي حدثنا الضحاك بن عثمان ومحمد بن يحيى بن حبان قال قال عمرو بن سعدي يا معشر يهود إنكم قد حالفتم محمدا على ما حالفتموه عليه على ألا تنصروا عليه أحدا وأن تنصروه ممن دهمه فنقضتم ولم أدخل فيه ولم أشرككم في غدركم فذكر القصة إلى أن قال فإني بريء منكم وخرج في تلك الليلة فمر بحرس النبي صلى الله عليه وسلم وعليهم محمد بن مسلمة فقال محمد من هذا فانتسب له فقال محمد بن مسلمة اللهم لا تحرمني من عوارف الكرام فخلى سبيله فخرج حتى أتى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فبات فيه وأسلم فلما أصبح غدا فلم يدر أين سلك حتى الساعة فأخبريه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك رجل نجاه الله بصدقه وذكر الطبراني أنه أوثق فيمن أوثق من بني قريظة فأصحبت رمته بمكانها ولم يوجد له أثر بعد عمرو بن سعواء بفتح السين وسكون العين المهملتين وقيل بالشين المعجمة اليافعي قال بن يونس شهد فتح مصر وذكر في الصحابة عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس يكنى أبا عقبة القرشي الأموي تقدم ذكر إخوته خالد وأبان وسعيد وعبد الله ذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة ومعه امرأته بنت صفوان بن أمية بن محرث وقال الزبير بن بكار ولد سعيد بن العاص أبو أحيحة سعيد بن سعيد استشهد يوم الطائف وعبد الله بن سعيد كان أسمه الحكم فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وعمر واستشهد يوم أجنادين وكان إسلام خالد متقدما وأسلم أخوه عمرو بعده قال موسى بن عقبة في تسمية من هاجر إلى الحبشة عمرو بن سعيد وامرأته بنت صفوان وسماها بن إسحاق فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث وأخرج الواقدي من رواية أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت قدم علينا عمي عمرو بن سعيد أرض الحبشة بعد قدومها بسنتين فلم يزل هناك حتى قدم في السفينتين وقال بن منده كان من مهاجرة الحبشة قتل بأجنادين في خلافة أبي بكر قال بن إسحاق لا عقب له وكان أبوه هلك بمكان يقال له الظريبة بظاء معجمة قائمة وموحدة مصغرا وكان أخوه خالد أسلم أيضا فقال لهما اخوهما أبان يعاتبهما وذلك قبل أن يسلم ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد لما يفتري في الدين عمرو وخالد أطاعا معا أمر النساء فأصبحا يعينان من أعدائنا من يكايد (4/300)
<301> فقال عمرو بن سعيد يجيبه أخي ما أخى لا شاتم أنا عرضه ولا هو عن سوء المقالة يقصر يقول إذا اشتدت عليه أموره ألا ليت ميتا بالظريبة ينشر فدع عنك ميتا قد مضى لسبيله وأقبل على الحق الذي هو أظهر وأخرج أبو العباس السراج من طريق خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد حدثني أبي أن أعمامه خالدا وأبان وعمرا بني سعيد بن العاص لما بلغتهما وفاة النبي صلى الله عليه وسلم رجعوا عن أعمالهم فقال لهم أبو بكر ما أحد أحق بالعمل منكم فخرجوا إلى الشام فقتلوا بها جميعا وكان خالد على اليمن وأبان على البحرين وعمرو على سواد خيبر ومن طريق الأصمعي قال كان عمرو بن سعيد من أهل السوابق في الإسلام وقال الواقدي شهد عمرو الفتح وحنينا والطائف وتبوك وخرج إلى الشام فاستشهد بأجنادين في خلافة أبي بكر وكذا قال بن إسحاق وموسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة وخالفهم خليفة بن خياط فقال إنه استشهد بمرج الصفر قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على وادي القرى وغيرها وقبض وهو عليها وذكر أبو حذيفة وهو في المبتدأ من طريق عبد الله بن قرط الثمالي وكانت له صحبة وكان نزل حمص أنه قال مررت يوم أجنادين بعمرو بن سعيد وهو يحض المسلمين على الصبر ثم حملوا على المسلمين فضرب عمرو على حاجبه فذكر قصة فيها فقال عمرو بن سعيد ما أحب انها تأتي قيس توهن من معي إلا قدمت حتى أدخل فيهم فما كان بأسرع أن حملوا عليه فمشى إليهم بسيفه فما انكشفوا إلا وهو صريع وبه أكثر من ثلاثين ضربة عمرو بن سعيد الثقفي ذكره بن قانع في الصحابة واستدركه الذهبي وسأذكره في عمرو بن شعثم إن شاء الله تعالى عمرو بن سعيد الهذلي ذكره أبو نعيم في الصحابة وأخرج من طريق حاتم بن إسماعيل عن عبد الله بن يزيد الهذلي عن سعيد بن عمرو بن سعيد الهذلي عن أبيه وكان شيخا كبيرا أدرك الجاهلية والإسلام قال بصرت مع رجل من قومي صنما يسمى سواعا وقد سقنا إليه الذبائح فسمعنا صوتا من جوفه وأخرجه أبو نعيم في الدلائل من هذا الوجه مطولا وأخرجه أبو سعيد النيسابوري في شرف المصطفى من طريق عبد الله بن يزيد الهذلي عن سعيد بن عمرو الهذلي عن أبيه ولم يسم والد عمرو قال حضرت مع رجال من قومي عند صنمنا سواع وسقنا إليه الذبائح فسمعنا صوتا من جوفه العجب العجاب خرج نبي من الأخاشب يحرم الربا والذبح للأصنام قال فقدمنا مكة فلقينا أبو بكر الصديق فأخبرنا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ودعانا إلى الإسلام فلم نسلم إذ ذاك وأسلمنا بعد قلت أسلمت هذيل عند فتح مكة وقد ذكر الواقدي من وجه آخر أن رجلا من هذيل يقال له عمرو قدم مكة بغنم فباعها فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه إلى الإسلام وأخبره بالحق فقام إليه أبو جهل فقال انظر إلى ما يقول لك فإياك أن تركن إلى قوله ففارقه الهذلي قال ثم إن الهذلي أسلم يوم الفتح انتهى فيجوز أن يكون المذكور ويحتمل أن يكون آخر (4/301)
<302> عمرو بن سفيان الثقفي قال البخاري يعد في الشاميين وقال الحاكم أبو أحمد شهد حنينا مع المشركين ثم أسلم وقال بن أبي حاتم عن أبيه والباوردي وابن السكن له صحبة وقد تقدم حديثه في ترجمة الحارث بن بدل من القسم الأخير قال بن السكن وما يدل على صحبته غير هذا الحديث قلت وقد أخرج بن منده من طريق محمد بن راشد عن القاسم بن عبد الرحمن عن عمرو بن سفيان الثقفي أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أسبل إزاره فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف إزاره فقال ارفع يا عمرو فإن الله لا يحب المسبلين وقد رواه علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة فقال رأى رجلا مسبلا فذكر نحوه ويأتي في عمرو بن شعثم عمرو بن سفيان المحاربي تقدم في سفيان همام المحاربي عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن قائف بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن سليم أبو الأعور السلمي مشهور بكنيته قال مسلم وأبو أحمد الحاكم في الكنى له صحبة وذكره البغوي وابن قانع وابن سميع وابن منده وغيرهم في الصحابة وقال عباس الدوري في تاريخ يحيى بن معين سمعت يحيى يقول أبو الأعور السلمي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان مع معاوية قال يحيى وأرى اسمه عمرو بن سفيان وقال بن البرقي كان حليف أبي سفيان بن حرب وقال وأمه قريبة بنت قيس بن عبد الله بن سعد بن سهم القرشية وقال بن أبي حاتم عن أبيه أدرك الجاهلية ولا صحبة له وحديثه مرسل وتبعه أبو أحمد العسكري وذكره البخاري فيمن اسمه عمرو ولكن لم يذكره في الصحابة وقال أبو عمر شهد حنينا وهو مشرك مع مالك بن عوف ثم أسلم وقال بن حبان في ثقات التابعين يقال إن له صحبة وقال محمد بن حبيب كتب عمر بن الخطاب إلى أمراء الآفاق أن يبعثوا إليه من كل عمل رجلا من صالحيها فبعثوا إليه أربعة من البصرة والكوفة والشام ومصر فاتفق أن الأربعة من بني سليم وهم الحجاج بن علاط وزيد بن الأخنس ومجاشع بن مسعود وأبو الأعور وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه حدثنا بن بكير حدثني الليث بن سعد قال ثم كانت غزوة عمورية سنة ثلاث وعشرين وأمير جيش مصر وهب بن عمير الجمحي وأمير جيش الشام أبو الأعور السلمي وروى أبو زرعة الدمشقي أن أبا الأعور غزا قبرس سنة ست وعشرين وكانت له مواقف بصفين مع معاوية وقال بن منده روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه قيس بن حازم وأبو عبد الرحمن الحبلي وعمرو البكالي قال وحدثنا أبو سعيد بن يونس أنه قدم مصر مع مروان سنة خمس وستين وذكره فيمن اسمه الحارث فقال الحارث بن ظالم بن علس أبو الأعور السلمي مختلف في اسمه عمرو بن سفيان العوفي في عمرو بن سليم عمرو بن سفيان البكالي يأتي في أواخر من اسمه عمرو وسمى أبو نعيم أباه سفيان وحكى بن عساكر أن اسمه سيف وسماه غيره عبد الله والأكثر لم يسموه والله أعلم عمرو بن سلامة بن وقش الأنصاري أخو سلمة استشهد يوم أحد ذكره الطبري (4/302)
<303> عمرو بن سلمة الضمري قيل هو اسم عمير بن أبي سلمة الضمري وسيأتي عمرو بن سلمة بن سكن بن قريط بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب الكلابي ذكره عمر بن شبة وأخرج من طريق حميد بن مالك عن أبي خالد الكلابي قال كان عمرو قد أسلم فحسن إسلامه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقطعه حمى بين الشقراء والسعدية فحماها زمانا ثم هلك فحماهما حجر إلى أن وقع بينه وبين بني جعفر بن كلاب فقتل وكذا ذكره الرشاطي وقد ذكره أبو سعيد العسكري عن محمد بن حبيب عن يحيى بن بشر وأبي عمرو الشيباني فذكر قصة وفيها من ولد عمرو بن سلمة هذا طهمان بن عمر وكان شاعرا فاتكا أخذه نجدة الحروري في سرقة فقطع يده وله قصص مع آل مروان ومات في خلافة عبد الملك وسعيد بن عمرو قتل في وقعة حجر وأخوه مجيب بن عمرو له ذكر عمرو بن سلمة بكسر اللام الجرمي يكنى أبا يزيد واختلف في ضبطه فقيل بموحدة ومهملة مصغرا وقيل بتحتانية وزاي وزن عظيم روى عن أبيه قصة إسلامه وعوده إلى قومه الحديث وفيه أنهم قدموا عمرو بن سلمة إماما مع صغره لأنه كان أكثرهم قرآنا أخرجه البخاري وسيأتي ما يدل على صحبته لكن أخرج بن منده من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن عمرو بن سلمة قال كنت في الوفد وهو غريب مع ثقة رجاله عمرو بن سليم العوفي ذكره بن أبي عاصم في الوحدان من الصحابة وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش عن قيس بن عبد الله عن عمرو بن سليم العوفي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عرضت على الجدود فرأيت جد بني عامر جملا أحمر يأكل من أطراف الشجر ورأيت جد غطفان صخرة خضراء يتفجر منها الينابيع الحديث في ذكر بني تميم وفيه أنهم أنصار الحق في آخر الزمان هكذا استدركه بن الأثير وساق الحديث بسنده إلى بن أبي عاصم وقد أخرجه بن منده لكن قال عمرو بن سفيان العوفي أخرجه بن أبي عاصم في الوحدان وذكره البخاري في التابعين لا يعرف له صحبة ولا رؤية عمرو بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس القرشي العبشمي أخو عبد الرحمن وقد ينسب إلى جده تقدمت الإشارة إليه في ترجمة ثعلبة بن أبي عبد الرحمن وقد رواه الحسن بن سفيان عن حرملة عن بن وهب عن بن لهيعة بسنده المذكور هناك عمرو بن سميع تقدم في عمرو بن سبيع عمرو بن سنان الخدري ذكره بن منده من طريق خالد بن إلياس أحد الضعفاء عن يحيى بن عبد الرحمن هو بن حاطب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن هو بن عوف عن أبي سعيد الخدري قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق فقام رجل من بني خدرة يقال له عمرو بن سنان فقال يا رسول الله إني حديث عهد بعرس فتأذن لي أن أذهب إلى امرأتي في بني سلمة فأذن له فذكر الحديث في قتل الحية ثم موته وأصل الحديث في الصحيح دون تسمية وإن كان محفوظا فلعله عم أبي (4/303)
<304> سعيد الخدري فهو سعد بن مالك بن سنان عمرو بن سنة الأسلمي والد حرملة ذكره خليفة بن خياط في الصحابة وقد ذكرت ذلك في ترجمة حرملة عمرو بن سهل بن قيس الأنصاري قال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل الأنصاري ضجيع حمزة بن عبد المطلب سمعت عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله يقول خرجت مع أبي يوم الحرة فذكر حديثا في فضل أهل المدينة وأخرجه البزار من طريق الطيالسي ورواه أبو أحمد العسكري من طريق موسى بن إسماعيل عن طالب بن حبيب لكنه مخالف في نسب أبي طالب وفي مسنده فقال طالب بن حبيب بن سهل بن قيس قال قال حدثنا أبي قال خرجت مع أبي أيام الحرة الحديث وكأن حبيبا نسب لجده فصار ظاهره أن الصحبة لسهل بن قيس وعلى ذلك مشى بن الأثير كما تقدم في حرف السين عمرو بن سهل الأنصاري لعله الذي قبله ذكره بن منده مفردا عنه وأخرج هو والطبراني في الأوسط من طريق حنان بن سديد وهو بفتح الحاء المهملة وتخفيف النون وأبوه بمهملة وزن عظيم عن عبد الرحمن بن الغسيل عن عمرو بن سهل سمع النبي صلى الله عليه وسلم يحث على صلة القرابة عمرو بن سيف البكالي في عمرو بن سفيان عمرو بن شأس الأسدي ويقال الأسلمي بن عبيد بن ثعلبة بن رويبة بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة هكذا ذكر بن عبد البر ساق الدارقطني نسبه إلى ثعلبة الأول ثم قال من بني مجاشع بن دارم وقال ابن أبي حاتم هو عمرو بن شأس الأسلمي روى عنه بن أخيه عبد الله بن نيار الأسلمي وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وابن حبان في صحيحه وابن منده بعلو من طريق محمد بن إسحاق حدثني أبان بن صالح عن الفضل بن معقل عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عمرو بن شأس الأسلمي وكان من أصحاب الحديبية قال خرجت مع علي إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك فيه من المدينة فشكوته في المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه قوله صلى الله عليه وسلم من آذى عليا فقد آذاني فقال بن حبان في روايته الفضل بن معقل نسب إلى جده وهو الفضل بن عبد الله بن معقل بن يسار وفرق المرزباني في معجم الشعراء بين الأسلمي والأسدي فجزم بأن الأسلمي هو صاحب الرواية وأن الأسدي لا رواية له وإنما شهد القادسية وله فيها أشعار وهو القائل في ابنه عرار بمهملات وكانت أمه سوداء فجاء أسود وكانت امرأة عمرو تؤذيه فقال عمرو بن شاس أرادت عرارا بالهوان ومن يرد عرارا لعمري بالهوان لقد ظلم وإن عرارا إن يكن غير واضح فإني أحب الجون ذا المنكب العمم وذكر المبرد في الكامل أن الحجاج بعث عرارا بن عمرو بن شاس إلى عبد الملك بن مروان برأس عبد الرحمن بن ا (4/304)
<305> لأشعث فما سأل عبد الملك عرارا عن شيء من أمر الوقعة إلا شفاه فيه فأنشد الشعر فقال له عرار يا أمير المؤمنين أنا والله عرارا فتعجب عبد الملك من هذا الاتفاق عمرو بن شبيل الثقفي من بني عتاب بن مالك ذكره المرزباني وقال مخضرم وذكر له شعرا وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق من قريش ولا ثقيف في حجة الوداع أحد إلا أسلم ثم وجدت في أسد الغابة أنه شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة وكانت تحته حبيبة بنت مطعم بن عدي استدركه بن الدباغ والله أعلم عمرو بن شبيل من ولد عتاب بن مالك الثقفي بشهد بيعة الرضوان تحت الشجرة قاله العدوي وقال المرزباني في معجم الشعراء إنه مخضرم يعني أدرك الجاهلية والإسلام وله شعر عمرو بن شراحيل ذكره الطبراني وأخرج من رواية عبد العزيز بن عبد الله القرشي عن سعيد بن أبي عروبة عن القاسم بن عبد الغفار عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم انصر من نصر عليا اللهم أكرم من أكرم عليا اللهم اخذل من خذل عليا وسنده واه وله في حديث آخر في السجود في إذا السماء انشقت قال أبو نعيم في إسناده نظر والله أعلم عمرو بن شرحبيل قال أبو عمر لا أقف على نسبه وله صحبة وليس هو أبا ميسرة صاحب بن مسعود عمرو بن شريح تقدم في عمرو بن أم مكتوم عمرو بن الشريد يأتي في عمرو بن عبد العزيز عمرو بن شعواء تقدم قريبا في عمرو بن سعواء بالسين عمر بن شعيب العقدي ثم العبدي من وفد بني عبد القيس ذكره في التجريد عمرو بن شعثم الثقفي ذكره بن السكن في آخر ترجمة عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي فقال وقد روى عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي عن عمرو بن شعثم الثقفي أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أسبل إزاره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفع إزارك فإن خلق الله كله حسن انتهى ولم يسق سنده وضبط شعثم بضم المعجمة وسكون العين المهملة وضم المثلثة وسمى بن قانع أباه سعيدا فصحفه ونسبه فقال عمرو بن سعيد بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعيد بن عوف بن ثقيف ثم ساق الحديث من طريق علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عمرو بن سعيد وقد تقدم في عمرو بن سفيان عمرو بن صليع بمهملتين مصغرا المحاربي من محارب خصفة أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد من طريق أبي الطفيل عامر بن واثلة عنه وسنده حسن وقال في سياقه إنه كان يمثل سنه وله رواية أيضا عن حذيفة وعن صخر بن الوليد كذا ذكره بهذا أبو حاتم وابن حبان في الثقات أما أبو حاتم الرازي فذكره في التابعين وذكره بن منده في الصحابة فقال له صحبة قال وذكره البخاري في الصحابة ثم ساق بن منده من طريق سيف بن وهب قال قال أبو الطفيل كان رجل منا يقال له (4/305)
<306> عمرو بن صليع وكانت له صحبة عمرو بن طارق يأتي في عمرو بن طلق عمرو بن طريف والد الطفيل ذكر بن إسحاق أن الطفيل بن عمرو لما رجع إلى بلاد قومه مسلما أتاه أبوه فقال له إليك عني فإني أسلمت فقال يا بني فديني دينك وقد تقدم له ذكر في ترجمة الطفيل بن عمرو بن الطفيل الدوسي والله أعلم عمرو بن الطفيل بن عمرو الدوسي حفيد الذي قبله تقدم ذكره في ترجمة أبيه وأن أباه استشهد باليمامة واستشهد هو باليرموك وذكر عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي في كتاب فتوح الشام له أن خالد بن الوليد أرسله إلى أبي عبيدة يخبره بتوجهه إليهم وكان يقال له عمرو بن ذي النور وأخرج بن سعد من طريق عبد الواحد بن أبي عون قال ثم رجع الطفيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان معه حتى قبض فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين مجاهدا فلما فرغوا من طليحة ثم ساروا إلى اليمامة استشهد الطفيل بها وجرح ابنه عمرو وقطعت يده ثم صح فبينما هو مع عمر إذ أتى بطعام فتنحى فقال مالك لعلك تتحفظ لمكان يدك قال أجل قال لا والله لا أذوقه حتى تسوطه بيدك ففعل ذلك ثم خرج إلى الشام مجاهدا فاستشهد باليرموك وروينا في فوائد أبي طاهر الذهلي من طريق محمد بن عبد الرحمن الأزدي عمن أدرك من قومه عن عمرو بن ذي النور فذكر قصة السوط الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه فكان يستضيء به وذلك قيل له ذو النور عمرو بن طلق الجني ويقال عمرو بن طارق أخرج الطبراني في الكبير من طريق عثمان بن صالح حدثني عمرو الجني قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ سورة النجم فسجد وسجدت معه وأخرج بن عدي من وجه آخر عن عثمان بن صالح قال رأيت عمرو بن طلق الجني فقلت له هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم وبايعته وأسلمت وصليت خلفه الصبح فقرأ سورة الحج فسجد فيها سجدتين عمرو بن طلق بن زيد بن أمية بن كعب بن غنم بن سواد الأنصاري ذكره بن إسحاق وغيره فيمن فيمن شهد بدرا وذكروه فيمن شهد أحدا وقال أبو عمر لم يذكره موسى بن عقبة في البدريين(4/306)
<2> عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بالتصغير بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي أمير مصر يكنى أبا عبد الله وأبا محمد أمه النابغة من بني عنزة بفتح المهملة والنون أسلم قبل الفتح في صفر سنة ثمان وقيل بين الحديبية وخيبر وكان يقول أذكر الليلة التي ولد فيها عمر بن الخطاب وقال ذاخر المعافري رأيت عمرا على المنبر أدعج أبلج قصير القامة وذكر الزبير بن بكار والواقدي بسندين لهما أن إسلامه كان على يد النجاشي وهو بأرض الحبشة وذكر الزبير بن بكار ان رجلا قال لعمرو ما أبطأ بك عن الإسلام وأنت أنت في عقلك قال إنا كنا مع قوم لهم علينا تقدم وكانوا ممن يواري حلومهم الخبال فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم فأنكروا عليه فلذنا بهم فلما ذهبوا وصار الأمر إلينا نظرنا وتدبرنا فإذا حق بين فوقع في قلبي الإسلام فعرفت قريش ذلك مني من إبطائي عما كنت أسرع فيه من عونهم عليه فبعثوا إلى فتى منهم فناظرني في ذلك فقلت أنشدك الله ربك ورب من قبلك ومن بعدك أنحن أهدى أم فارس والروم قال نحن أهدى قلت فنحن أوسع عيشا أم هم قال هم قلت فما ينفعنا فضلنا عليهم إن لم يكن لنا فضل إلا في الدنيا وهم أعظم منا فيها أمرا في كل شيء وقد وقع في نفسي أن الذي يقوله محمد من أن البعث بعد الموت ليجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته حق ولا خير في التمادي في الباطل وأخرج البغوي بسند جيد عن عمر بن إسحاق أحد التابعين قال استأذن جعفر بن أبي طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوجه إلى الحبشة فأذن له قال عمير فحدثني عمرو بن العاص قال لما رأيت مكانه قلت والله لأستقلن لهذا ولأصحابه فذكر قصتهم مع النجاشي قال فلقيت جعفرا خاليا فأسلمت قال وبلغ ذلك أصحابي فغنموني وسلبوني كل شيء فذهبت إلى جعفر فذهب معي إلى النجاشي فردوا علي كل شيء أخذوه ولما أسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يقربه ويدنيه لمعرفته وشجاعته وولاه غزاة ذات السلاسل وأمده بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح ثم استعمله على عمان فمات وهو أميرها ثم كان من أمراء الأجناد في الجهاد بالشام في زمن عمر وهو الذي افتتح قنسرين وصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية وولاه عمر فلسطين أخرج بن أبي خيثمة من طريق الليث قال نظر عمر إلى عمرو يمشي فقال ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرا وقال إبراهيم بن مهاجر عن الشعبي عن قبيصة بن جابر صحبت عمرو بن العاص فما رأيت رجلا أبين قرآنا ولا أكرم خلقا ولا أشبه سريرة بعلانية منه وقال محمد بن سلام الجمحي كان عمر إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه يقول أشهد أن خالق هذا وخالق عمرو بن العاص (5/2)
<3> واحد وكان الشعبي يقول دهاة العرب في الإسلام أربعة فعد منهم عمرا وقال فأما عمرو فللمعضلات وقد روى عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه ولداه عبد الله ومحمد وقيس بن أبي حازم وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو قيس مولى عمرو وعبد الرحمن بن شماسة وأبو عثمان النهدي وقبيصة بن ذؤيب وآخرون ومن مناقبه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره كما تقدم وأخرج أحمد من حديث طلحة أحد العشرة رفعه عمرو بن العاص من صالحي قريش ورجال سنده ثقات إلا أن فيه انقطاعا بين أبي مليكة وطلحة وأخرجه البغوي وأبو يعلى من هذا الوجه وزاد نعم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله وأم عبد الله وأخرجه بن سعد بسند رجاله ثقات إلى بن أبي مليكة مرسلا لم يذكر طلحة وزاد يعني عبد الله بن عمرو بن العاص وأخرج أحمد بسند حسن عن عمرو بن العاص قال بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني فأتيته فقال إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة فقلت يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال بل أسلمت رغبة في الإسلام قال يا عمرو نعما بالمال الصالح المرء الصالح وأخرج أحمد والنسائي بسند حسن عن عمرو بن العاص قال فزع أهل المدينة فزعا فتفرقوا فنظرت إلى سالم مولى أبي حذيفة في المسجد عليه سيف مختفيا ففعلت مثله فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا يكون فزعكم إلى الله ورسوله ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان وولى عمرو إمرة مصر في زمن عمر بن الخطاب وهو الذي افتتحها وأبقاه عثمان قليلا ثم عزله وولى عبد الله بن أبي سرح وكان أخا عثمان من الرضاعة فآل أمر عثمان بسبب ذلك إلى ما اشتهر ثم لم يزل عمرو بغير إمرة إلى أن كانت الفتنة بين علي ومعاوية فلحق بمعاوية فكان معه يدبر أمره في الحرب إلى أن جرى أمر الحكمين ثم سار في جيش جهزه معاوية إلى مصر فوليها لمعاوية من صفر سنة ثمان وثلاثين إلى أن مات سنة ثلاث وأربعين على الصحيح الذي جزم به بن يونس وغيره من المتقنين وقيل قبلها بسنة وقيل بعدها ثم اختلفوا فقيل بست وقيل بثمان وقيل بأكثر من ذلك قال يحيى بن بكير عاش نحو تسعين سنة وذكر بن البرقي عن يحيى بن بكير عن الليث توفي وهو بن تسعين سنة قلت قد عاش بعد عمر عشرين سنة وقال العجلي عاش تسعا وتسعين سنة وكان عمر عمر ثلاثا وستين وقد ذكروا أنه كان يقول أذكر ليلة ولد عمر بن الخطاب أخرجه البيهقي بسند منقطع فكأن عمره لما ولد عمر سبع سنين وفي صحيح مسلم من رواية عبد الرحمن بن شماسة قال فلما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى فقال له عبد الله بن عمرو ابنه ما يبكيك فذكر الحديث بطوله في قصة إسلامه وأنه كان شديد الحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع طرفه إليه وذكرها بن عبد الحكم في فتوح مصر وزاد فيها أشياء من رواية بن لهيعة عمرو بن عاصم الأشعري يقال هو اسم أبي مالك الأشعري وهو غير كعب بن عاصم الآتي في الكاف عمرو بن عامر بن ربيعة بن هوذة العامري قال في التجريد ذكره بن الدباغ وحده قلت قد تقدم في العرس أنه لقبه واسمه عمرو بن عامر (5/3)
<4> عمرو بن عامر بن الطفيل أخرج له بقي بن مخلد في مسنده حديثا فيما نقله الذهبي في التجريد عمرو بن عامر بن مالك بن خنساء الأنصاري أبو داود المازني ويقال اسمه عمير بالتصغير وسيأتي في الكنى عمرو بن عامر الأنصاري ذكر وثيمة أنه ممن شهد اليمامة في خلافة أبي بكر وأنشد له مرثية في ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري عمرو بن عبد الأسد المخزومي قيل هو اسم أبي سلمة بن عبد الأسد زوج أم سلمة والمشهور أن اسمه عبد الله وكان اسمه في الجاهلية عبد مناف عمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري من بني عامر بن لؤي وقتل يوم الجمل عمرو بن عبد الله بن أم حرام يكنى أبا أبي وهو مشهور بكنيته يأتي عمرو بن عبد الله البكالي يأتي في أواخر من اسمه عمرو سمى بن السكن أباه عبد الله وحكى بن عساكر أن اسمه سيف عمرو عبد الله الأنصاري ذكره بن عبد البر وقال لا أعرفه بأكثر من أنه روى قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم قام فتمضمض وصلى ولم يتوضأ فيه نظر ضعف البخاري إسناده قلت ما رأيته في تاريخ البخاري ولا رأيت له ترجمة في غير الاستيعاب ولا تعقبه بن فتحون والعجب كيف يجحف أبو عمر في مثل هذا الاختصار ويطيل في المشهورين ثم فتح الله بالوقوف على علته وهو أنه حرف اسم والده إنما هو عبيد الله بالتصغير وهو الحضرمي الآتي قريبا ويحتمل على بعد أن يكون آخر فإن المتن جاء عن جمع من الصحابة فلو كان أبو عمر ذكر الراوي عنه لا نكشف الغطاء ولكن الغالب على الظن أنه تحرف عليه وسيأتي مزيد لذلك في عمرو بن عبيد الله عمرو بن عبد الله الأنصاري أورد له وثيمة في الردة شعرا يحرض فيه أبا بكر الصديق على قتال أهل الردة من مسيلمة ومن معه من بني حنيفة استدركه بن فتحون عمرو بن عبد الله الحضرمي ذكره أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي فيمن نزل حمص فقال حدثني أبو عمرو أحمد بن نصر بن سعيد بن حريب بن عمرو الحضرمي أن جده حريبا يكنى أبا مالك وكان أبوه عمرو ممن قدم معه أبي عبيدة بن الجراح الشام وهو مولى قوم من الحضرميين يقال لهم بنو مصعب وذكره خليفة بن خياط فيمن قتل بصفين مع معاوية قلت ذكرته في هذا القسم لأني جوزت أنه أخو العلاء بن الحضرمي واسم العلاء عبد الله كما تقدم في ترجمته وكان العلاء وإخوته حلفاء حرب بن أمية والد أبي سفيان وكان للعلاء من الإخوة عامر قتل يوم بدر مع المشركين والصعبة والدة طلحة أحد العشرة لها صحبة وعمرو قتله المسلمون قبل بدر وبسببه هاجت وقعة بدر فكأن هذا أخ لهم يكنى باسم أخيه الأكبر وكلهم معدودون في قريش وقد (5/4)
<5> تقدم أنه لم يبق بمكة قرشي في سنة عشر إلا شهد حجة الوداع عمرو بن عبد الله الحارثي ذكر العدوي وابن سعد عن الواقدي أن له وفادة وسيأتي في قيس بن الحصين بيان ذلك إن شاء الله تعالى عمرو بن عبد الله الضبابي قال بن عبد البر له وفادة عمرو بن عبد الله القارىء ويقال بن عبد بغير إضافة يأتي في عمرو بن القارىء كذا سيجيء في الروايات عمرو بن عبد الحارث يكنى أبا حارم وهو والد قيس بن أبي حازم التابعي الكبير المشهور ويقال هو عمرو بن عوف عمرو بن عبد العزي بن عبد الله بن رواحة بن مليل بن عصية السلمي الشاعر وقيل في نسبه غير ذلك يكنى أبا شجرة ذكره الواقدي في كتاب الردة وأنه كان ممن ارتد ثم عاد ومات بعد عمر قال وأمه الخنساء بنت الشريد الشاعرة المشهورة ووقع ذكره في كتاب الردة لوثيمة لكنه قال أبو شجرة بن شريد فكأنه نسب إلى جده لأمه وسيأتي بأبسط من هذا في أبي شجرة في الكنى عمرو بن عبد عمرو بن نضلة ذو الشمالين استشهد يوم بدر تقدم ذكره في الذال المعجمة عمرو بن عبد قيس العبقسي الضبي بن أخت أشج عبد القيس وزوج ابنته ذكره بن سعد وأنه أسلم قبل الهجرة وقد تقدم خبره في ذلك في ترجمة صحار بن العباس في الصاد المهملة ويقال إنه الذي يقال له عمرو بن المرحوم عمرو بن عبد نهم الأسلمي ذكره بن عبد البر وقال هو الذي دل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطريق يوم الحديبية وقال فيه نظر قلت وجه النظر أن بن شاهين ذكر بإسناد واه من طريق بن الكلبي أن عمرو بن عبد نهم كان الدليل يوم الحديبية فأخذ بهم على طريق عقبة الحنظلي فانطلق أمام النبي صلى الله عليه وسلم حتى وقف عليها فقال مثل هذه العقبة مثل الذي قال الله تعالى لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة لا يجوز هذه العقبة أحد إلا غفر له عمرو بن عبسة بن خالد بن عامر بن غاضرة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم وقيل بن عبسة بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خالد بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة كذا ساق نسبه بن سعد وتبعه بن عساكر والأول أصح وهو الذي قاله خليفة وأبو أحمد الحاكم وغيرهما السلمي أبو نجيح ويقال أبو شعيب قال الواقدي أسلم قديما بمكة ثم رجع إلى بلاده فأقام بها إلى أن هاجر بعد خيبر وقبل الفتح فشهدها قاله الواقدي وزعم أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في ذكر من نزل حمص من الصحابة عمرو بن عبسة من المهاجرين الأولين شهد بدرا كذا قال وتبعه عبد الصمد بن سعيد قال أحمد وذكر بقية أنه نزلها أربعمائة من الصحابة منهم عمرو بن عبسة أبو نجيح قال بن عساكر كذا قالا ولم يتابعا على شهوده بدرا ويقال إنه كان أخا أبي ذر لأمه قاله خليفة قال واسمها رملة بنت الوقيعة أخرج مسلم في صحيحه قصة إسلامه وسؤاله عن أشياء من أمور الصلاة وغيرها وقد روى عنه بن مسعود مع تقدمه وأبو أمامة الباهلي وسهل (5/5)
<6> بن سعد ومن التابعين شرحبيل بن السمط وسعدان بن أبي طلحة وسليم بن عامر وعبد الرحمن بن عامر وجبير بن نفير وأبو سلام وآخرون قال بن سعد كان قبل أن يسلم اعتزل عبادة الأوثان وأخرج أبو يعلى من طريق لقمان بن عامر عن أبي أمامة من طريق بن عبسة لقد رأيتني وإني لرابع الإسلام وفي رواية أبي أحمد الحاكم من هذا الوجه وإني لربع الإسلام وأخرج أحمد من طريق شداد أبي عمار قال قال أبو أمامة يا عمرو بن عبسة بأي شيء تدعي أنك رابع الإسلام قال إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة ولا أرى الأوثان شيئا ثم سمعت عن مكة خبرا فركبت حتى قدمت مكة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا وإذا قومه عليه جرآء فتلطفت فدخلت عليه فقلت من أنت قال أنا نبي الله قلت آلله أرسلك قال نعم قلت بأي شيء قال بأن يوحد الله فلا يشرك به شيء وتكسر الأصنام وتوصل الرحم قلت من معك على هذا قال حر وعبد فإذا معه أبو بكر وبلال فقلت إني متبعك قال إنك لا تستطيع فارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي ظهرت فالحق بي قال فرجعت إلى أهلي وقد أسلمت فهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلت أتخبر الأخبار إلى أن قدمت عليه المدينة فقلت أتعرفني قال نعم أنت الذي أتيتني بمكة قلت نعم فعلمني مما علمك الله فذكر الحديث بطوله كذا أخرجه أحمد وظاهره أن شدادا رواه عن عمرو بن عبسة وقد أخرجه مسلم من هذا الوجه ولفظه عن شداد عن أبي أمامة قال قال عمرو بن عبسة فذكر نحوه وأخرج الطبراني وأبو نعيم عنه في دلائل النبوة من طريق ضمرة بن حبيب ونعيم بن زياد وسليم بن عامر ثلاثتهم عن أبي أمامة سمعت عمرو بن عبسة يقول أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بعكاظ فقلت يا رسول الله من معك على هذا الأمر قال أبو بكر وبلال فأسلمت عند ذلك فلقد رأيتني ربع الإسلام فقلت يا رسول الله أقيم معك أم ألحق بقومي قال الحق بقومك قال ثم أتيته قبيل فتح مكة الحديث ومن طريق أبي سلام الدمشقي وعمرو بن عبد الله الشيباني أنهما سمعا أبا أمامة يحدث عن عمرو بن عبسة قال رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية ورأيت أنها لا تضر ولا تنفع يعبدون الحجارة فلقيت رجلا من أهل الكتاب فسألته عن أفضل الدين فقال يخرج رجل من مكة ويرغب عن آلهة قومه ويدعو إلى غيرها وهو يأتي بأفضل الدين فإذا سمعت به فاتبعه فلم يكن لي همة إلا مكة أسأل هل حدث فيها أمر إلى أن لقيت راكبا فسألته فقال يرغب عن آلهة قومه فذكر نحو ما تقدم أولا وأخرج أبو نعيم من طريق حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عمران بن الحارث عن مولى لكعب قال انطلقنا مع المقداد بن الأسود وعمرو بن عبسة وشافع بن حبيب الهذلي فخرج عمرو بن عبسة يوما للرعية فانطلقت نصف النهار يعني لأراه فإذا سحابة قد أظلته ما فيها عنه مفصل فأيقظته فقال إن هذا شيء إن علمت أنك أخبرت به أحدا لا يكون بيني وبينك خير قال فوالله ما أخبرت به حتى مات وقال الحاكم أبو أحمد قد سكن عمرو بن عبسة الشام ويقال إنه مات بحمص قلت وأظنه مات في أواخر خلافة عثمان فإنني لم أر له ذكرا في الفتنة ولا في خلافة معاوية عمرو بن عبس يأتي في عمرو بن عيسى عمرو بن عبيد الله الحضرمي قال البخاري رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح حديثه وتبعه أبو علي بن السكن وحكاه بن عدي وقال بن خزيمة لا أدري هو من أهل المدينة (5/6)
<7> أم لا أخرجه أحمد والبغوي والطحاوي والطبري وابن السكن والباوردي وابن منده بعلو كلهم من طريق الحسن بن عبيد الله أن عمرو بن عبيد الله الحضرمي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتفا ثم قام فتمضمض وصلى ولم يتوضأ ووقع في الاستيعاب عمرو بن عبد الله الأنصاري فذكر الحديث وقال لا أعرفه بغير هذا وفيه نظر ضعف البخاري إسناده فخالف في اسم أبيه فقال عبد الله مكبرا وفي نسبه يقال الأنصاري فاستدرك بن فتحون عمرو بن عبيد الله الحضرمي وأظنه غير الذي في الاستيعاب وليس بجيد بل هو من شر كتابه الذي جمعه في أوهام الاستيعاب قال بن الأثير تقدم هذا المتن في عمرو بن عبد الله فقال الأنصاري فلعله كان حضرميا وحليفا في الأنصار ووقع في التجريد الثقفي بدل الأنصاري وما أدري ما وجهه والله أعلم عمرو بن عثمان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي ذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة وأمه هند بنت البياع الليثية وقال البلاذري وغيره استشهد بالقادسية سنة خمس عشرة وليس له عقب عمرو بن عزرة بن عمرو بن محمود بن رفاعة أبو زيد الأنصاري قال بن الكلبي في الجمهرة له صحبة قلت وذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في أول نسب قحطان وذكر أنه من ذرية الفطيون بن عامر بن ثعلبة عمرو بن عطية أورده الطبراني في الصحابة وأبو نعيم من طريقه وأخرج من طريق بن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم بن عبد الرحمن عن عمرو بن عطية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الأرض ستفتح عليكم وتكفون المؤونة فلا يعجز أحدكم أن يلهو بسهميه واستدركه أبو موسى عمرو بن عقبة ذكره سعيد بن يعقوب الشيرازي وأورد من طريق مكحول عن عمرو بن عقبة رفعه من صام يوما في سبيل الله بعد عن النار مسيرة مائة عام واستدركه أبو موسى وقال قال سعيد لعله عمرو بن عبسة يعني فتحرف قلت لكنه يحتمل التعدد عمرو بن عقبة بن نيار الأنصاري ذكره المستغفري في الصحابة وقال شهد بدرا يكنى أبا سعيد استدركه أبو موسى وخلطه بالذي قبله والصواب أنه غيره وسيأتي في عمير بالتصغير عمرو بن عقيل حضر عند النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الطبراني في مسند الشاميين ولم يذكره في المعجم الكبير فأخرج من طريق محمد بن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن جده حدثني يحيى بن عقيل أن أباه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ اقبل رجل جرىء يتخطى الناس فدنا حتى سلم ووضع ركبته على ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله في السؤال عن الإسلام والإيمان وفي آخره فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلكم جبريل أتى الناس في صورة رجل من بني آدم علمهم دينهم ثم رجع عمرو بن عكرمة بن أبي جهل تقدم في عمر عمرو بن علقمة بن علاثة العامري ثم الكلابي تقدم ذكر أبيه وله قصة مع معاوية (5/7)
<8> عمرو بن عمرو الحارثي ذكره بن إسحاق في وفد بني الحارث وسيأتي بيان ذلك في يزيد بن عبد المدان عمرو بن أبي عمرو العجلاني ذكره بن منده وذكره الطبراني وغيره فلم يذكروا أباه وقد جرت عادة بن منده إذا لم يسم والد الصحابي يكنيه باسم ولده وأخرج بن أبي عاصم والطبراني وابن السكن وغيرهم من طريق عبد الله بن نافع مولى بن عمر عن أبيه عن عبد الرحمن وفي رواية الطبراني عبد الله بن عمرو العجلاني عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يستقبل شيء من القبلتين في الغائط والبول وفي رواية الطبراني أن عبد الله بن عمرو حدث بن عمرو عن أبيه فذكره عمرو بن أبي عمرو المزني والد رافع هو والد عمرو بن هلال بن عبيد قاله بن فتحون ونبه على وهم صاحب الاستيعاب حيث قال عمرو بن رافع وإنما هو عمرو والد رافع وأخرج حديثه النسائي والبغوي وابن السكن وابن منده بعلو من طريق هلال بن عامر عن رافع بن عمرو المزني قال إني لفي حجة الوداع خماسي أو سداسي فأخذ أبي بيدي حتى انتهينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر فرأيته يخطب على بغلة شهباء فقلت لأبي من هذا فقال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فدنوت حتى أخذت بساقه ثم مسحتها حتى أدخلت كفى فيما بين أخمص قدمه والنعل فكأني أجد بردها على كفي قال بن منده رواه علي بن مجاهد عن هلال بن عامر قال كنت مع أبي يوم النحر كذا قال وقد أخرجه أبو نعيم من رواية القاسم بن مالك فقال عن هلال بن رافع بن عمرو كما تقدم الحديث في ترجمة عامر بن عمرو وبينت هناك من قال فيه عن هلال عن أبيه فلعله اختلف على القاسم كما اختلف فيه على شيخه عمرو بن أبي عمرو بن شداد الفهري يكنى أبا شداد يأتي في الكنى وقد مضى في عمرو بن الحارث عمرو بن أبي عمرة استدركه في التجريد وعلم له علامة من له حديث واحد في مسند بقي بن مخلد والعلم عند الله تعالى فلو ذكر الحديث لأمكن الوقوف على جلية الحال فيه عمرو بن عمير الأنصاري قال بن السكن يقال له صحبة انتهى وقد تقدم بيان الاختلاف فيه في عامر بن عمير النميري وعمرو فيما يظهر لي أرجح أخرج حديثه البغوي من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي يزيد المزني عن عمرو بن عمير الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم غير عن أصحابه ثلاثا لا يرونه إلا في صلاة فقال وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ورواه سليمان بن المغيرة عن ثابت بالشك قال عن عمرو بن عمير أو عامر بن عمير ومضى حكاية قول من خالف في ذلك في عامر بن عمير عمرو بن عمير بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وخلطه بن الأثير بالذي قبله والذي يغلب على ظني أنه غيره ووقع في التجريد يقال إنه شهد العقبة روى عنه جابر (5/8)
<9> عمرو بن أبي عمير ذكره سعيد بن يعقوب الشيرازي في الصحابة وأخرج من طريق بن لهيعة أن أبا الزبير أخبره قال قلت لجابر أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزني الزاني وهو مؤمن قال لم أسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن أخبرني عمرو بن أبي عمير أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وأورده أبو موسى في ترجمة عمرو بن أبي عمرو الفهري وترجمة الفهري تقدمت في عمرو بن الحارث وليس فيها أن له رؤية عمرو بن عميس بن مسعود كان من عمال علي فقتله بسر بن أرطاة لما أرسله معاوية للغارة على عمال علي فقتل كثيرا من عماله من أهل الحجاز واليمن ذكره المفيد بن النعمان الرافضي في كتابه مناقب علي وقصة بسر في الأصل مشهورة عند غيره عمرو بن عنمة بمهملة ونون مفتوحتين بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا وفي البكائين وكذا ذكره بن إسحاق عمر بن عوف بن زيد بن ملحة ويقال مليحة بن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أدبن طابخة المزني أبو عبد الله أحد البكائين وجاءت عنه عدة أحاديث من رواية كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وكثير ضعفوه وقال بن سعد كان قديم الإسلام وقال البخاري في تاريخه حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عمرو بن عوف قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا وذكر بن سعد أن أول غزوة شهدها الأبواء ويقال أول مشاهده الخندق وذكر بن سعد وأبو عمرويه وابن حبان في الصحابة أنه مات في ولاية معاوية عمرو بن عوف الأنصاري حليف بني عامر بن لؤي قال بن إسحاق كان مولى سهيل بن عمرو وأخرج الشيخان وأصحاب السنن سوى أبي داود من طريق الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة أن عمرو بن عوف وهو حليف بني عامر بن لؤي وكان شهد بدرا أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح فقدم بمال من البحرين الحديث وقال بن سعد عمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو يكنى أبا عمرو وكان من مولدي أهل مكة كان موسى بن عقبة وغيره يقولون عمير بالتصغير وكان بن إسحاق يقول عمرو قلت وذكره بن حبان في الصحابة في باب عمير وقال بن عبد البر في باب من اسمه عمير عمير بن عوف من مولدي مكة شهد بدرا وما بعدها ومات في خلافة عمر فصلى عليه وقال في باب من اسمه عمرو عمرو بن عوف الأنصاري حليف بني عامر بن لؤي يقال له عمير سكن المدينة لا عقب له وروى عنه المسور بن مخرمة حديثا واحدا وكذا فرق العسكري بين الأنصاري وبين حليف بني عامر والحق أنه واحد واسمه عمرو وعمير تصغيره عمرو بن عوف بن يربوع بن وهب بن جراد الجهني قال بن الكلبي كان ممن بايع تحت (5/9)
<10> الشجرة استدركه بن الدباغ وتبعه بن الأثير وغيره وفي التجريد يقال إنه يماني قلت ساق بن الكلبي نسبه إلى جهينة عمرو بن غزية بغين معجمة مفتوحة ثم زاي مكسورة وتحتانية ثقيلة بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري يقال إنه شهد العقبة وبدرا وذكر الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن بن عباس في قوله تعالى وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات قال نزلت في عمرو بن غزية وكان يبيع التمر فأتته امرأة تبتاع منه تمرا الحديث في نزول الآية انفرد الكلبي بتسميته غزية بن عمرو وقد تقدم ذكر ولده الحجاج بن عمرو ووردت القصة لنبهان التمار ولأبي اليسر كعب بن عمرو وأغرب الثعلبي في تفسيره فسمى أبا اليسر عمرو بن غزية كأنه رأى القصة وردت لهما فظنه واحدا فإن كان ضبطه حمل على أن عمرو بن غزية كان يكنى أبا اليسر أيضا فيستدرك على مصنفي المشتبه فإنهم لم يذكروا من الصحابة إلا أبا اليسر كعب بن عمرو عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي يأتي نسبه في والده ذكره خليفة والمستغفري وغيرهما في الصحابة وقال بن السكن يقال له صحبة وقد ذكره بعضهم في الصحابة وقال بن منده مختلف في صحبته وقال بن البرقي لا تصح له صحبة وذكره بن سميع في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام وقال أدرك الجاهلية قلت إن كان أدرك الجاهلية فهو صحابي كما تقدم غير مرة أنه لم يبق في حجة الوداع أحد من أهل مكة والطائف إلا أسلم وشهدها وقد ذكره علي بن المديني فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ونزل البصرة وأما الراوية عنه فأخرجها بن ماجة والبغوي والعسكري وابن أبي عاصم وغيرهم من رواية مسلم بن مشكم بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الكاف عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم من آمن بي وصدقني وعلم أن ما بعثت به هو الحق من عندك فأقل ماله وولده وحبب إليه لقاءك الحديث قال بن عبد البر ليس إسناده بالقوي وقال بن عساكر ليس له عن النبي صلى الله عليه وسلم غيره وقال بن السكن لم يذكر في حديثه رواية ولا سماعا وروى أيضا عن بن مسعود وكعب الأحبار روى عنه أيضا عبد الرحمن بن جبير المصري وقتادة قال البخاري في تاريخه عمرو بن غيلان الثقفي أمير البصرة سمع كعبا قاله سعيد عن قتادة عن عبد الله بن عمرو بن غيلان قلت وهذا أصح فقد جزم أبو عمر بأن عبد الله بن عمرو كان من كبار رجال معاوية في حروبه وولاه إمرة البصرة بعد زياد ثم صرفه بعد ستة أشهر وأضافها لعبيد الله بن زياد عمرو بن الفحيل بفاء ثم مهملة مصغرا الزبيدي ذكره وثيمة في كتاب الردة عن بن إسحاق قال لما انتهى موت النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني زبيد وكان رأسهم عمرو بن الفحيل وكان مسلما مهاجرا فتكلم عمرو بن معد يكرب ودعا إلى الردة فغضب عمرو بن الفحيل وعمرو بن الحجاج وكان لهما فضل في رياستهما فقال بن الفحيل يا معشر زبيد إن كنتم دخلتم في هذا الدين راغبين فحاموا عليه أو خائفين من أهله فتحصنوا به ولا تظهروا للناس من سرائركم ما يعلم الله فيظهروا عليكم بها ولا أبلغ من نصحي لكم فوق نصحي لنفسي اعصوا عمرو بن معد يكرب وأطيعوا عمرو بن (5/10)
<11> الحجاج وقال في ذلك شعرا منه أسعديني بدمعك الرقراق لفراق النبي يوم الفراق ليتني مت يوم مات ولم ألق من الرزء ما أنا لاق عمرو بن فروة بن عوف الأنصاري ذكره المرزباني في معجم الشعراء وذكر أنه شهد الجمل مع علي وأنشد في ذلك شعرا عمرو بن فضيل بن عبدة بن كثير من بني قيس بن ثعلبة ذكره خليفة بن خياط في الصحابة واستدركه بن فتحون عمرو بن الفغواء بفتح الفاء وسكون المعجمة والمد أخو علقمة قال بن السكن له صحبة وأخرج له أبو داود حديثا في ترجمة أخيه علقمة عمرو بن فلان الأنصاري يأتي في أواخر عمرو عمرو بن القاري تقدم في عمرو بن عبد الله عمرو بن قيس بن زائدة القرشي العامري وقيل عمرو بن قيس بن شرحبيل قيل هو بن أم مكتوم الأعمى وقد تقدم عمرو بن أم مكتوم في أوائل من اسمه عمرو عمرو بن قيس بن حزن بن عدي بن مالك بن سالم بن عوف بن مالك الأنصاري الخزرجي أبو خارجة ذكره البغوي في الصحابة وقال لا تعرف له رواية ذكره يونس بن بكير وذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا عمرو بن قيس بن خارجة من بني عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى فيمن شهد بدرا هو وولده أبو سليط عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم الأنصاري ذكره الواقدي وأبو معشر فيمن شهد بدرا وذكره بن إسحاق وغيره فيمن استشهد بأحد عمرو بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري قتل بأحد عمرو بن قيس العبدي بن أخت الأشج ذكره أبو موسى عن جعفر بغير إسناد فقال بعثه الأشج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلم له علمه فأسلم ورجع إلى الأشج فأخبره فأسلم ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن قيس الأزدي أقطعه عمر مكانا بالعراق يقال له لوبعة عمرو عمرو بن قرة ذكره غير واحد في الصحابة وأخرج حديثه عبد الرزاق في مصنفه من رواية مكحول قال حدثنا يزيد بن عبد ربه عن صفوان بن أمية قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء عمرو بن قرة فقال يا رسول الله إن الله قد كتب على الشقوة وما أراني أرزق إلا من دفى بكفي فائذن لي بالغناء من غير فاحشة فقال لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة ابتغ على نفسك وعيالك حلالا فإن ذلك جهاد في سبيل الله وأعلم أن عون الله تعالى مع صالحي التجارة هذا لفظ أبي نعيم (5/11)
<12> في المعرفة من طريق الحسن بن أبي الربيع عن عبد الرزاق وشيخ عبد الرزاق فيه يحيى بن العلاء وشيخ يحيى فيه بشر بن نمير كلاهما من المتروكين وأخرجه بن منده بعلو عن بن الأعرابي عن الزيادي عن عبد الرزاق عمرو بن كعب بن عمرو الغفاري استدركه بن فتحون وعزاه للواقدي والطبري وذكر له قصة تشبه القصة التي تأتي في ترجمة كعب بن عمير عمرو بن كعب جد طلحة يأتي في كعب بن عمرو إن شاء الله تعالى عمرو بن كلثوم الخزاعي تقدم في عمرو بن سالم بن كلثوم عمرو بن كليب اليحصبي استدركه بن فتحون ونقل عن سيف والطبري أنه أحد الأمراء العشرة الذين وجههم أبو عبيدة بن الجراح وتقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة انتهى وذكره بن عساكر فقال عمرو بن كليب أو كلب اليحصبي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووجهه أبو عبيدة من مرج الصفر إلى فحل فيما رواه سيف بن عمر عن أبي عثمان يزيد بن اسيد الغفاري عمرو بن مازن الأنصاري من بني خنساء بن مبذول عده يونس بن بكير عن بن إسحاق فيمن شهد بدرا وأخرجه بن منده من طريقه وتعقبه أبو نعيم فقال هذا وهم لأن عمرو بن غنم جد خنساء الذي ينسب إليه بنو خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم قال فكأن بن منده سقط من كتابه شيء فظن أن عمرا شهد بدرا وليس كذلك فإن بن إسحاق لم يذكر أنه شهد بدرا من بني خنساء إلا رجلان أبو داود المازني وسراقة بن عمرو ولو نظر في نسخة صحيحة لظهر له وهمه فإن بين عمرو بن مازن وبين الإسلام أكثر من مائة سنة فعده في الصحابة وكثر به كتابه وتعقبه بن الأثير بأن الذي نقله بن منده من رواية يونس عن بن إسحاق صحيح فإنه قال شهد بدرا من بني خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار أبو داود المازني وسراقة بن عمرو وعمرو بن مازن ثلاثة نفر قال وأصحاب بن إسحاق يختلفون عليه كثيرا ومعول بن منده على رواية يونس بن بكير وأبو نعيم إنما ينقل رواية إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق وليس فيها ذكر عمرو بن مازن ولا في روايته البكالي ولا سلمة بن الفضل قلت وظن أبي نعيم أن عمرو بن مازن وهو جد القبيلة فيه نظر لأن جد القبيلة إنما هو عمرو بن غنم بن مازن فكأنه جوز أن يكون غنم سقط بين عمرو ومازن فبنى على ذلك الجزم توهم بن منده وليس بجيد لأن الأصل عدم السقوط والله أعلم عمرو بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الجعفري أخرج بن منده من طريق أبي أحمد الزبيري عن مسعر عن خشرم بن حسان أن عمرو بن مالك ملاعب الأسنة بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس دواء الحديث ورواه جماعة عن مسعر عن خشرم عن مالك وهو الأشبه وقال الذهبي الأصح مالك بن عمرو قلت الملقب ملاعب الأسنة اسمه عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب وهو عم عامر بن الطفيل الفارس المشهور الذي غدر بأصحاب بئر معونة وكان عمه (5/12)
<13> ملاعب الأسنة أجارهم فخفر ذمته لكن الحديث المذكور إنما هو لعامر لا لعمرو كما قدمت في ترجمته من جميع طرقه لكن يحتمل أن يكون عمرو اسم بن أخيه الذي لم يسم في حديث أبي سعيد الذي أورده بن شاهين وفيه أن ملاعب الأسنة بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدواء من وجع بطن بن أخ له فبعث إليه عكة عسل فسقاه فبرىء وقد اختلف في إسلام ملاعب الأسنة فعلى هذا فيكون عمرو بن مالك نسب إلى جده ووقع في التجريد في هذه الترجمة والأصح أن ملاعب الأسنة مالك بن عمرو وهذا الذي قال إنه الأصح ليس بصحيح وإنما هو عامر بن مالك عمرو بن مالك بن عميرة بن لأي الأرحبي يكنى أبا زيد ذكر الرشاطي أن قيس بن نمط لما وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وصفه بأنه فارس مطاع فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع بعد الهجرة إلى مكة فصادف النبي صلى الله عليه وسلم قد رحل إلى المدينة ثم وفد في حجة الوداع على النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الهمداني في الإكليل عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بموحدة وجيم مصغرا بن رؤاس بضم أوله والهمزة وآخره مهملة بن ربيعة بن عامر بن صعصعة قال البخاري وابن السكن يعد في الكوفيين زاد بن السكن روى عنه طارق بن علقمة بن خالد بن عفيف بن بجيد بن رؤاس وكان حميد وبجيد شريفين بخراسان وقال بن السكن له صحبة ولأبيه صحبة وقال أبو عمر وفد عمرو بن مالك بن قيس مع أبيه فأسلما وقال تبعا لابن السكن وقد قال قوم إن الصحبة لأبيه وأخرج بن أبي عاصم في الوحدان وابن أبي خيثمة في التاريخ وابن السكن عنه جميعا عن عبد الرحمن بن مطرف قال حدثنا بن عمي وكيع بن الجراح عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن نافع جد علقمة قال كنت في القوم فأتى عمرو بن مالك الرؤاسي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى قومه فدعاهم فأبوا أن يجيبوه حتى يدركوا بثأرهم من بني عقيل فأتوهم فأصابوا منهم رجلا فاتبعهم بنو عقيل فقاتلوهم وفيهم رجل يقال له ربيعة بن المنتفق يقول في رجز له أقسم لا أطعن إلا فارسا إذا القيام ألبسوا القلانسا فقام رجل من القوم يحرضهم فحمل المحرش بن عبد الله الرؤاسي فاطعنا طعنتين فطعنه ربيعة في عضده فاختلها فقال المحرش قال رؤاس فقال ربيعة وما رؤاس أجبل أم أناس فعطف عمرو على ربيعة ثم أسقط في يده فقال قتلت مسلما فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وقد غل يديه لما أحدث فسمع صبيانا يقولون لئن أتانا مغلولة يده لأضربن ما فوق الغل فأتاه من بين يديه فقال يا رسول الله أرض عني فأعرض عنه فأتاه من خلفه فقال له مثل ذلك ثم أتاه عن يمينه وعن شماله مثل ذلك ثم أتاه من بين يديه فقال يا رسول الله أرض عني فوالله إن الرب ليترضى فيرضى قال فلان له وقال قد رضينا عنك وقال البخاري قال لي وقال البغوي حدثنا عثمان بن أبي شيبة وقال الطبراني حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا عثمان وأخرجه أبو نعيم من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أبيه حدثنا وكيع عن أبيه عن شيخ يقال له طارق بن عمرو بن مالك الرؤاسي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أرض عني فأعرض (5/13)
<14> ثلاثا فقلت يا رسول الله والله إن الرب ليترضى فيرضى فارض عني قال فرضي عني وأخرجه البزار في مسنده عن إبراهيم بن زياد الصائغ عن وكيع هكذا وقال لا يعلم روى عمرو بن مالك إلا هذا الحديث قال أبو موسى رواه غير واحد هكذا عن وكيع وخالفهم سفيان بن وكيع فرواه عن أبيه عن جده عن طارق عن عمرو بن مالك عن أبيه قلت سفيان بن وكيع ضعيف في أبيه وغيره وقد خبط في السند فزاد فيه عن جده وزاد بعده عن أبيه ورواية عبد الرحيم بن مطرف وهو من الثقات تشهد لرواية عثمان بن أبي شيبة وهو من الحفاظ عمرو بن مالك الأشجعي ذكره أبو نعيم في الصحابة وأخرج من طريق الوليد بن مسلم عن بن لهيعة عن أبي النضر مولى بن معمر عن عمرو بن مالك الأشجعي قال قلت يا رسول الله أوصني فإني أتخوف الا أراك بعد يومي هذا قال عليك بجبل الحمى قلت وما جبل الحمى قال أرض المحشر وإياك وسرية النفل فإنهم إن لقوا فروا وإن غنموا غلوا قلت في السند ضعف وقد أخرج بن ماجة المتن دون القصة من طريق بن لهيعة بسند آخر قال حدثنا بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثنا بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن لهيعة بن عقبة سمعت أبا الورد يقول إياكم والسرية فذكره موقوفا عمرو بن مالك الأوسي ذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج هو وأبو يعلى من طريق موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب عن عمرو بن مالك الأوسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من القرآن كتبت له حسنة أو قال عشر حسنات لا أقول ألم حرف الحديث قال أبو موسى وقع فيه تحريف وإنما هذا حديث عوف بن مالك أورده بن شاهين وقال إنه الرؤاسي وساق حديثه من رواية زرارة بن أوفى عنه قال وهذا الذي يقال له غنم بن مالك وأبي بن مالك قلت وقد تقدم في ترجمة أبي بن مالك القشيري قال وساق حديث طارق عن عمرو بن مالك قال وهؤلاء ثلاثة مفترقون فجعلهم واحدا قلت وهذا الثالث هو الرؤاسي المتقدم ذكره قريبا عمرو بن مالك العكي قدم مع أبي موسى الأشعري في وفد الأشعريين قاله بن سعد واستدركه الذهبي قلت وذكر بن سعد في الوفود أن وفد الأشعريين قدموا مع أبي موسى وفيهم رجلان من عك ولم يسمهما فينظر في اسم الثاني عمرو بن المحجوب العامري استدركه بن فتحون وأخرج سيف في الفتوح بسندين إلى بن عباس أنه كان من عمال النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل إليه زياد بن حنظلة يأمره بالجد في قتال أهل الردة وقد تقدم له ذكر في صفوان بن صفوان عمرو بن محصن الأنصاري قيل هو اسم أبي عمرو عمرو بن محصن بن حرثان بضم المهملة وسكون الراء بعدها مثلثة الأسدي أخو عكاشة تقدم نسبه في ترجمة أخيه قال بن إسحاق في ذكر الهجرة وتتابع المهاجرون أرسالا فكان بنو غنم بن دودان أهل الإسلام قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرة منهم عمرو بن محصن وقال بن شاهين وأبو عمر شهد أحدا (5/14)
<15> عمرو بن محصن غير منسوب استدركه أبو موسى لكنه نسبه نسب الذي قبله فتعقبه بن الأثير وقال لا وجه لاستدراكه على بن منده لأنه ذكره قلت وكذلك أورده بن شاهين في ترجمة الذي قبله لكن أخرج من طريق بن أبي مريم عبد الغفار الأنصاري عن أبي جعفر حدثني بن أبي عمرة عن عمرو بن محصن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من اقتراب الساعة كثرة المطر وقلة النبات وكثرة القراء وقلة الفقهاء وكثرة الأمراء وقلة الأمناء قلت وأبو مريم ضعيف وابن أبي عمرة هو عبد الرحمن وأبوه مختلف في اسمه قيل ثعلبة وقيل بشير بن عمرو بن محصن وهو أنصاري لا أسدي وقال بن الكلبي اسم أبي عمرة عمرو بن محصن فلعل السند كان فيه عن بن أبي عمرة عمرو بن محصن فيكون مرسلا ويكون الراوي سمي أبا عمرة ويكون قوله عن زيادة أو يكون عن أبي عمرة بن عمرو بن محصن فتصحفت بن فصارت عن وعلى كل تقدير فليس هو الأسدي عمرو بن محمد بن سلمة الأنصاري يأتي نسبه عند ذكر والده ذكر بن أبي داود أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مكة والمشاهد بعدها ونقله عنه بن شاهين واستدركه أبو موسى عمرو بن المرجوم العبدي قال بن سعد قدم في وفد عبد القيس قلت وقد تقدم ذكره في عمرو بن عبد قيس وذكر الخطيب في المؤتلف أنه نقل من ديوان المسيب بن علس صنعة ثعلب النحوي أن المسيب مدح مرجوما بالجيم بن عبد مر بن قيس بن شهاب بن رياح بن عبد الله بن زياد بن عصر وكان من أشراف عبد القيس ورؤسائها في الجاهلية وكان ابنه عمرو بن مرجوم سيدا شريفا في الإسلام وهو الذي جاء يوم الجمل في أربعة آلاف فصار مع علي ولم يقف الخطيب على ما نقله بن سعد من وفادته وإسلامه عمرو بن مرداس السلمي ذكره بن منده وأخرج من طريق صالح الترمذي عن محمد بن مروان السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال كانت المؤلفة قلوبهم خمسة عشر رجلا فسرد أسماءهم وفيهم هذا وتعقبه أبو نعيم وساق الخبر من طريق أبي عمر المقري عن محمد بن مروان المذكور فلم يذكره وإنما ذكر العباس بن مرداس قلت محمد بن مروان متروك وشيخه شيخ شيخه وقد جزم عن هشام بن الكلبي في النسب بأنه أخو العباس بن مرداس وأنهما من المؤلفة عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن المحرث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن غطفان بن قيس بن جهينة نسبه ابن سعد وابن البرقي وقال خليفة مثله لكن سقط منه عبس وزاد فيه بين نصر وغطفان مالكا ونسبه بن يونس كالأول لكن قال سعد بدل نصر وقال بن سعد كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم شيخا كبيرا وشهد معه المشاهد يكنى أبا طلحة وأبا مريم ويقال إن أبا مريم الأزدي آخر أسلم قديما وشهد كثيرا من المشاهد وكان أول من ألحق قضاعة باليمن وهو القائل نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر قضاعة بن مالك بن حمير في قصة جرت له مع معاوية لما أمره أن ينسب في مصر ذكرها الزبير بن بكار قال البغوي سكن مصر وقدم دمشق وقال بن سميع مات في خلافة عبد الملك بن مروان وهكذا نقله أبو زرعة الدمشقي في تاريخه عن (5/15)
<16> أبي ميسرة وقال بن حبان وأبو عمر مات في خلافة معاوية وله في جامع الترمذي حديث واحد في كتاب الأحكام وهو عند أحمد أيضا من رواية علي بن الحكم أخبرني أبو الحسن قال قال عمرو بن مرة لمعاوية إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله تعالى أبواب السماء دون حاجته ومسألته ومسكنته قال فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس وله في مسند أحمد حديثان آخران أحدهما في ذم العقوق والآخر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان ههنا من سعد فليقم فقمت فقال اقعد فصنع ذلك ثلاثا الحديث وله عند الطبراني عدة أحاديث منها حديث طويل في قصة إسلامه ورجوعه إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا ووفدوا أخرجه بن سعد ومنها ما أخرجه بن منده من طريق عيسى بن طلحة عن عمرو بن مرة الجهني قال جاء رجل من قضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصة إسلامه وأخرجه الطبراني من هذا الوجه عن عمرو بن مرة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ممن أنت قال من قضاعة ومنها من طريق بن لهيعة عن الربيع بن سبرة عن عمرو بن مرة قال قلت يا رسول الله ممن نحن قال أنتم من اليد الطليقة واللقمة الهنيئة من حمير وروى عنه أيضا حجر بن مالك وعبد الرحمن بن الغار بن ربيعة وآخرون عمرو بن المسبح بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الموحدة المكسورة وبعدها مهملة على المشهور وضبطه بن دريد في الاشتقاق بوزن عظيم بن كعب بن عصر بن غنم بن حارثة بن ثوب بضم المثلثة وفتح الواو بعدها موحدة بن معن بن عتود بمثناة خفيفة مضمومة بن عش بفتح المهملة وتشديد المعجمة بن سلامان بن ثعل بضم المثلثة وفتح المهملة ثم لام بن عمرو بن عوف بن علي الطائي الفارس المشهور المعمر قال بن الكلبي ثم الطبري عمر مائة وخمسين سنة ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وكان أرمى العرب وهو الذي عناه امرؤ القيس بقوله رب رام من بني ثعل يخرج كفيه من ستره وكذا قال بن عبد البر وابن شاهين وقال المعافى النهرواني في كتاب الجليس له حدثنا بن دريد عن السكن بن سعيد عن العباس بن هشام بن الكلبي عن أبيه حدثني مثله بن مرثد الطائي من بني معن عن أشياخه فذكره وقال بن قتيبة في المعارف لا يدري أقبض قبل النبي صلى الله عليه وسلم أبو بعده قلت قد ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين وقال مات في خلافة عثمان قال وهو القائل لقد عمرت حتى شق عمري على عمرو بن عكوة وابن وهب يشير إلى رجلين معمرين من قومه واستدركه أبو موسى عمرو بن مسعود بن معتب بمهملة ثم مثناة من فوق ثقيلة الثقفي أخو عروة بن مسعود الصحابي المشهور تقدم نسبه في عروة جاء أنه وفد على معاوية في أول خلافته وهو شيخ كبير وذكر أنه كان صديق أبيه أبي سفيان وقد تقدم أنه لم يبق بمكة والطائف في حجة الوداع أحد إلا اسلم وحضرها قال المرزباني في معجم الشعراء كان عمرو بن مسعود الثقفي وهو أخو عروة بن مسعود صديق أبي سفيان بن حرب وكان ينزل عليه إذا أتى الطائف وعاش عمرو إلى أن أسن ثم وفد على معاوية لما (5/16)
<17> استخلف وأنشد أصبحت شيخا كبيرا هامة لغد يزقو لدى جدثي أولا فبعد غد في أبيات وذكر قصته الزبير بن كبار في الموفقيات لكن لم يقل الثقفي وكذا أوردها الخطابي في غريب الحديث من وجه آخر عن هشام بن الكلبي عن أبيه عن رجل من قريش وقد رويت القصة لعمرو بن مسعود السلمي وسأذكره إن شاء الله تعالى في القسم الثالث عمرو بن مطرف بن عمرو من بني عمرو بن مبذول استشهد بأحد قاله يونس بن بكير عن بن إسحاق وسمى موسى بن عقبة جده علقمة وروى عن زياد البكائي عن بن إسحاق على الوجهين وقال أبو عمر عمرو بن مطرف وقيل مطرف بن عمرو بن علقمة عمرو بن مطعم يأتي في القسم الرابع عمرو بن معاذ بن الجموح الأنصاري صحابي له ذكر في حديث بريدة قال بن منده عمرو بن معاذ الأنصاري كان تفل النبي صلى الله عليه وسلم على رجله حين قطعت حتى برأت رواه جماعة عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم تفل على رجل عمرو بن معاذ وقال أبو نعيم عمرو بن معاذ الأنصاري تفل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجله لما قطعت فبرأ وقيل أنه أخو سعد بن معاذ الذي تقدم ثم ساق الحديث من مسند الحسن بن سفيان عن أبي عمار عن علي بن الحسين بن واقد حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن بريدة سمعت أبي يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرأ وأخرجه بن حبان في صحيحه عن محمد بن أحمد بن أبي عون عن الحسين بن حريث وهو أبو عمار شيخ الحسين بن سفيان فيه فقال تفل في جرح عمرو بن معاذ بن الجموح فذكره وأخرجه محمد بن هارون الروياني في مسنده عن محمد بن إسحاق الصغاني عن محمد بن حميد الرازي عن زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد مثله وأخرجه الضياء في المختارة قال أخرجت طريق محمد بن حميد شاهدا قلت ونسخة زيد بن الحباب بهذا السند أخرجها أحمد عنه وذكرها شيخنا في تقريب الأسانيد له لقول الحاكم إنه أصح أسانيد بريدة ولم يقع هذا الحديث فيها وقد اتبعه الضياء بعد تخريجه أن قال المعروف معاذ بن عمرو بن حميد بن الجموح عمرو بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس أخو سعد بن معاذ ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا واستشهد بأحد وكذا ذكره بن الكلبي وهو أخو سعد بن معاذ سيد الأوس وكذا ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وكذا قال أبو عمر شهد بدرا وقتل بأحد قتله ضرار بن الخطاب وقال حين طعنه فأنفذه لا تعدمن رجلا يزوجك من الحور العين قاله استهزاء وذاك قبل إسلام ضرار وكان له حينئذ اثنتان وثلاثون سنة وخلط بن الأثير هذا بالذي قبله وتبعه الذهبي مع أن أبا نعيم صدر كلامه بالتفرقة بينهما وقد فتح الله بدليل ذلك باختلاف حديثهما ونسبهما فإن بن النعمان أوسي من بني عبد الأشهل وابن الجموح خزرجي من بني سلمة والعجب أن أبا موسى لم يتيقظ لذلك فيستدركه على بن منده كعادته في اتباع أبي نعيم (5/17)
<18> عمرو بن معاوية الغاضري غاضرة قريش ذكره أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة قال وفي نسخة بن علقمة عن بن عائذ قال قال عمرو بن معاوية كنت ملزقا ركبتي بفخذ النبي صلى الله عليه وسلم الحديث عمرو بن معبد بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة الأنصاري الأوسي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وذكره موسى بن عقبة أيضا لكن قال عمير بالتصغير عمرو بن معديكرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن زبيد الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه وهو زبيد الأكبر بن صعب بن سعد العشيرة الزبيدي الشاعر الفارس المشهور يكنى أبا ثور قال بن منده عداده في أهل الحجاز وقال بن ماكولا له صحبة ورواية وقال أبو نعيم له الوقائع المذكورة في الجاهلية وله في الإسلام بالقادسية بلاء حسن قال بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قدم عمرو بن معد يكرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد زبيد فأسلم وله قصة مع قيس بن المكشوح المرادي وذكر بن سعد عن الواقدي عن عبد الله بن عمرو بن زهير عن محمد بن عمارة ابن خزيمة قال قال عمرو بن معد يكرب لقيس بن مكشوح حين انتهى إليهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز يقول إنه نبي فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه فإن كان نبيا فلن يخفى علينا فأتى قيس فركب عمرو إلى المدينة فنزل على سعد بن عبادة فأكرمه وراح به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وأجازه النبي صلى الله عليه وسلم فرجع إلى قومه فأقام فيهم مسلما مطيعا وكان عليهم فروة بن مسيك فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم ارتد عمرو وذكر ذلك سيف في كتاب الردة وأن المهاجر بن أبي أمية أسر عمرو بن معد يكرب فأرسله إلى أبي بكر فعاود الإسلام قال الخطيب في المتفق والمفترق يقال إن له وفادة وقيل لم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما قدم إلى المدينة بعد وفاته وحضر القادسية وأبلى فيها وروينا في مناقب الشافعي لمحمد بن رمضان بن شاكر حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا الشافعي قال وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وخالد بن سعيد إلى اليمن فبلغ عمرو بن معد يكرب ما قيل في جماعة من قومه فقال لهم دعوني آت هؤلاء القوم فإني لم أسم لأحد قط إلا هابني فلما دنا منهما قال أنا أبو ثور أنا عمرو بن معد يكرب فابتدراه كل منهما يقول خلني وإياه فقال عمرو العرب تفزع بي وأراني لهؤلاء جزرا فانصرف وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من طريق خلاد بن يحيى عن خالد بن سعيد عن أبيه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن وقال له إن مررت بقرية فلم تسمع أذانا فاسبهم فمر بيني زبيد فلم يسمع أذانا فسباهم فأتاه عمرو بن معد يكرب فكلمه فيهم فوهبهم إياه فوهب له عمرو سيفه الصمصامة فتسلحه خالد بن سعيد فقال له عمرو علي صمصامة السيف السالم في أبيات له ومدح عمرو بن معد يكرب خالد بن سعيد بقصيدة أشرت إليها في ترجمة خالد وشهد عمرو فتوح الشام وفتوح العراق فقال بن عائذ في المغازي سمعت أبا مسهر يحدث عن محمد بن شعيب عن حبيب قال قال مالك بن عبد الله الخثعمي ما رأيت أشرف (5/18)
<19> من رجل برز يوم اليرموك فخرج إليه علج فقتله ثم انهزموا وتبعهم ثم انصرف إلى خباء عظيم فنزل ودعا بالجفان ودعا من حوله فقلت من هذا قيل عمرو بن معد يكرب وقال الهيثم بن عدي أصيبت عينه يوم اليرموك وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة وابن عائذ وابن السكن وسيف بن عمر والطبراني وغيرهم بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم قال شهدت القادسية فكان سعد على الناس فجعل عمرو بن معد يكرب يمر على الصفوف ويقول يا معشر المهاجرين كونوا أسودا أشداء فإن الفارس إذا القي رمحه يئس فرماه أسوار من الأساورة بنشابة فأصاب سية قوسه فحمل عليه عمرو فطعنه فدق صلبه ونزل اليه فأخذ سلبه وأخرجها بن عساكر من وجه آخر أطول من هذا وفي آخرها إذ جاءته نشابة فأصابت قربوس سرجه فحمل على صاحبها فأخذه كما تؤخذ الجارية فوضعه بين الصفين ثم احتز رأسه وقال اصنعوا هكذا وروى الواقدي من طريق عيسى الخياط قال حمل عمرو بن معد كرب يوم القادسية وحده فضرب فيهم ثم لحقه المسلمون وقد أحدقوا به وهو يضرب فيهم بسيفه فنحوهم عنه ورأيت في ديوانه رواية أبي عمرو الشيباني من نسخة فيها خط أبي الفتح بن جني قصيدة يقول فيها والقادسية حين زاحم رستم كنا الكماة نهز كالأشطان ومضى ربيع بالجنود مشرقا ينوي الجهاد وطاعة الرحمن وأخرج الطبراني عن محمد بن سلام الجمحي قال كتب عمرو إلى سعد إني أمددتك بألفي رجل عمرو بن معد كرب وطليحة بن خويلد وذكر بن سعد عن الواقدي عن ربيعة عن عثمان لما ولي النعمان بن مقرن كتب إليه لما توجه إلى نهاوند إن في جندك عمرو بن معد يكرب وطليحة بن خويلد فأحضرهما وشاورهما في الحرب وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من طريق مغيرة بن مقسم قال كتب عمر إلى سعد والى النعمان بن مقرن فذكر نحوه وزاد جرير بن عبد الله البجلي وعلباء بن الهيثم وقد أخرج بن أبي شيبة بسند صحيح عن عبد الملك نحو الأول وزادوا لا تعطهما من الأمر شيئا فإن كل صانع أعلم بصناعته وقال بن عائذ حدثنا عبد الرحمن بن مغراء حدثنا جابر بن يحيى القارىء قال لما افتتح سعد العراق ودر له الخراج أوفد عمرو بن معديكرب إلى عمر يذكر له شجاعته وحسن مؤازرته وقال البخاري في تاريخه حدثنا موسى حدثنا حماد عن أبي عمران عن علقمة بن عبد الله بن معقل بن يسار قال بعث عمر النعمان بن مقرن إلى نهاوند وبعث معه عمرو بن معد يكرب وأخرج بن سعد والبغوي والهيثم بن كليب والزبير في الموفقيات والطبراني وابن منده من طريق شرقي بن قطامي عن أبي طلق الغامدي عن شراحيل بن القعقاع عن عمرو بن معديكرب قال لقد رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا قلنا لبيك تعظيما إليك عذرا هذي زبيد قد أتتك قسرا يقطعن خبتا وجبالا وعرا الحديث وفيه وكنا نمنع الناس أن يقفوا بعرفة ونقف ببطن محسر يمنة عرفة فرقا من أن يتخطفنا الجن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجيزوا بطن عرفة فإنما هم إذ أسلموا إخوانكم قال فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم التلبية لبيك اللهم لبيك إلى آخرها لفظ الطبراني وقال في الأوسط لم يروه (5/19)
<20> عن شرقي إلا محمد بن زياد وأخرجه بن منده من طريق أحمد بن محمد بن الصلت عن محمد بن زياد فخالف السند الأول فقال عن شرقي عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت عمرو بن معد يكرب وابن الصلت متروك وقال يعقوب بن سفيان حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا أبي عن عمرو بن شمر عن أبي طوق عن شرحبيل كذا قال عمرو بن شمر فيهما قال عبد الغني بن سعيد اسم أبي طلق الغامدي عدي بن حنظلة وله حديث آخر في فضل بسم الله الرحمن الرحيم موقوف أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق والدينوري في المجالسة بسندين كل منهما واه أن عمرو بن معديكرب كان في مجلس عمر بن الخطاب فذكره وأخرج الدولابي عن أبي بكر الوجيهي عن أبيه عن أبي صالح بن الوجيه قال في سنة إحدى وعشرين كانت وقعة نهاوند فقتل النعمان بن مقرن ثم انهزم المسلمون وقاتل عمرو بن معد يكرب يومئذ حتى كان الفتح فأثبتته الجراحة فمات بقرية روذة قال الوجيهي وأنشدني غيره في ذلك لدعبل بن علي الخزاعي لقد عادت الركبان حين تحملوا بروذة شخصا لا جبانا ولا غمرا فقل لزبيد بل لمذجح كلها رزئتم أبا ثور قريع الوغى عمرا ومن طريق خالد بن قطن حدثني من شهد موت عمرو بن معديكرب كان قد رقد فلما أرادوا الرحيل أيقظوه فقام وقد مال شقه وذهب لسانه فلم يلبث أن مات فقالت امرأته الجعفرية فذكر البيتين وقال المرزباني مات في خلافة عثمان بالفالج وقد جاوز المائة بعشرين سنة وقيل بخمسين وحكى أبو عمرو أنه مات بالقادسية إما قتيلا وإما عطشا وقيل بل بعد وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين قلت وقيل إنه عاش بعد ذلك ففي كتاب المعمرين لابن أبي الدنيا من طريق جويرية بن أسماء قال شهد صفين غير واحد أبناء خمسين ومائة منهم عمرو بن معد يكرب وأخرج أحمد بن سيار وعمرو بن شبة من طريق رميح بن هلال عن أبيه رأيت عمرو بن معديكرب في خلافة معاوية شيخا عظيم الخلقة أعظم ما يكون من الرجال أجش الصوت إذا التفت التفت بجميع جسده وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى شهد عمرو بن معد يكرب القادسية وهو بن مائة وست سنة وقيل مائة وعشرة وقال أبو عمر كان شاعرا محسنا ومما يستحسن من شعره قصيدته التي أولها أمن ريحانة الداعي السميع يؤرقني واصحابي هجوع يقول فيها إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع وهو فحل في الشجاعة والشعر قال عمرو بن العلاء لا يفضل عليه فارس في العرب وهو القائل في قيس بن مكشوح المرادي من قصيدة يقول فيها أعاذل عدتي بدني ورمحي وكل مقلص سلس القياد أعاذل إنما أفنى شبابي إجابتي الصريخ إلى المنادى (5/20)
<21> ويقول فيها ويبقى بعد حلم القوم حلمي ويفنى قبل زاد القوم زادي تمنى أن يلاقيني قييس وددت واينما مني ودادي فمن ذا عاذري من ذي سفاه يرود بنفسه من المرادي أريد حياته ويريد قتلى عذيرك من خليلك من مراد عمرو بن معديكرب الصدفي قال بن السكن يقال له صحبة روى عنه حديثه من رواية المصريين وليس بمشهور ثم ساق من طريق جعفر بن ربيعة أن أبا سلمة عبد الله بن رافع الحضرمي من أهل مصر حدثه أن عمرو بن معديكرب الصدفي حدثه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فقال من استطاع منكم فلا يصلين وهو مجح قلنا وما المجح فقال من خرء أو بول قال بن السكن لم أجد له ذكرا إلا في هذه الرواية قلت رواتها ثقات وقد وجدنا له ذكرا وراويا آخر قال بن يونس في تاريخ مصر شهد فتح مصر وروى عن عمر روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي عمرو بن أم مكتوم تقدم في أوائل من اسمه عمرو عمرو بن النعمان بن مقرن المزني يأتي ذكر أبيه في حرف النون قال أبو عمر له صحبة وكان أبوه من جلة الصحابة وكأنه اعتمد على قول بكر بن خلف الآتي وذكره البغوي والباوردي والطبراني وغيرهم في الصحابة وأخرجوا من طريق عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي خالد الوالبي عن عمرو بن النعمان بن مقرن قال انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجلس من مجالس الأنصار وكان رجل من الأنصار كان يعرف بالبذاء ومسابة الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر فقال الرجل والله لا أساب رجلا أبدا وذكره بن منده من رواية بكر بن خلف وقال فيه عن عمرو بن النعمان بن مقرن قال بكر بن خلف وله صحبة قال بن منده لم يتابع عليه وقال أبو حاتم الرازي روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة وأخرج بن أبي شيبة من طريق معاوية بن قرة قال كنت نازلا على عمرو بن النعمان بن مقرن فلما حضر رمضان أتاه رجل بكيس دراهم فقال إن الأمير مصعب بن الزبير يقرئك السلام ويقول لم يدع قارئا إلا وقد وصل إليه منا معروف فاستعن بهذا فقال قل له والله ما قرأنا القرآن نريد به الدنيا ورده عليه عمرو بن النعمان البياضي الأنصاري ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في جمهرة النسب وقال كان صاحب راية المسلمين يوم أحد انتهى والذي ذكره بن إسحاق أن صاحب لواء المسلمين يوم أحد مصعب بن عمير لكن اللواء غير الراية وكان لكل قبيلة راية وبنو بياضة قبيلة من الأنصار عمرو بن نعيمان بالتصغير الأنصاري ذكره بن السكن وقال له صحبة وساق من طريق الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمرو بن نعيمان وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر بقوم فقالوا له أعندك في المرأة التي لا تعلق شيء فقال نعم (5/21)
<22> فقالوا ما هو قال فأنشأت أقول خذ كراعا وفوق وغيره من العروق فألقها في الرحم العقوق فذكر قصة له مع أبو بكر الصديق ولم يزد في بن الأثير في ترجمته على قوله عمرو بن النعمان روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى أخرجه أبو عمر مختصرا عمرو بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي قتل أبوه بعد فتح مكة كافرا وأمه أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي وسيأتي في ترجمة أخيه هانئ أنه وإخوته أدركوا من حياة النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن الهيثم بن الصلت بن حبيب السلمي ذكر سيف في الفتوح أنه كان أميرا على إحدى المجنبتين يوم جسر أبي عبيد وذكره الطبري أيضا وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة عمرو بن هرم ذكر أنه ممن نزل فيه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع استدركه أبو موسى قلت وقد تقدم تخريج ذاك من تفسير أبي بكر بن مردوية في ترجمة سالم بن عمير لكن فيه عمرو بن هرم الواقفي والله أعلم عمرو بن هلال والد رافع المزني تقدم في عمرو بن أبي عمرو عمرو بن هلال المزني قرأت بخط الحافظ صلاح الدين العلائي في كتابه الوشي أنه اسم جد عبد الله بن بكر المزني وتبع في ذلك بن قانع وأنا أظن أنه اشتبه بوالد رافع وكلاهما مزني عمرو بن واثلة ذكره بن شاهين وأخرج من طريق مبارك بن فضالة حدثني كثير أبو محمد رجل من أهل الكوفة عن عمرو بن واثلة قال ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استغرب فقال ألا تسألوني مم ضحكت قالوا الله ورسوله أعلم قال عجبت من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل وهم يتقاعسون عنها ما يكرهها إليهم قالوا كيف يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هم قوم من العجم يسبهم المهاجرون يدخلون في الإسلام وهم كارهون قلت ترجم له أبو موسى في الذيل فقال عمرو بن واثلة أبو الطفيل قلت والمعروف في اسم أبي الطفيل عامر وقد قيل فيه عمرو كما مضى في ترجمته في أول حرف العين عمرو ويقال عمر بن وهب الثقفي تقدم ذكره في سعد السلمي وأن النبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنته وكانت جميلة من سعد وأما عمرو بن وهب الثقفي الراوي عن المغيرة بن شعبة فهو آخر تابعي ثقة وحديثه عند الترمذي وتكرر عمرو بن يثربي الضمري يعد في أهل الحجاز قاله البخاري وقال بن السكن له صحبة أسلم عام الفتح وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط من طريق عبد الملك بن الحسن عن عبد الرحمن بن أبي سعيد بن عثمان سمعت عمارة بن حارثة الضمري عن عمرو بن يثربي قال شهدت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمنى وكان فيما خطب به أن قال لا يحل لامرىء من مال أخيه إلا ما طابت (5/22)
<23> به نفسه فقلت يا رسول الله أرأيت لو لقيت غنم بن عمي فاجتزرت منها شاة هل علي في ذلك شيء قال إن لقيتها تحمل شفرة وزنادا فلا تهجها قال الطبراني لا يروى عن بن يثربي إلا بهذا الإسناد تفرد به عبد الملك وأورد الخطيب في المؤتلف حديثا من طريق محارب بن دثار عن عمرو بن يثربي الضمري عن العباس بن عبد المطلب قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يناغى القمر ويشير إلي بأصبعه فسألته بعد أن أسلمت فقال كان يلهيني عن البكاء وكنت أسمع وجيبه حين يسجد تحت العرش وسند هذا الحديث واه جدا وقال بن عبد البر عمرو بن يثربي ضمري كان يسكن خبت الجميش بفتح الجيم وزن عظيم من سيف البحر أسلم عام الفتح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم واستقضاه عثمان على البصرة وقال بن الأثير استقضاه عمر وقيل عثمان قلت عمرو بن يثربي قاضي البصرة آخر غير هذا يظهر ذلك من اختلاف نسبهما فإن الصحابي ضمري والقاضي ضبي وسأوضح ذلك في ترجمته في القسم الثالث إن شاء الله تعالى عمرو بن يزن بفتح المثناة التحتانية والزاي ثم نون يقال هو اسم أبي كبشة الأنماري وسماه بهذا أبو بكر بن علي فيما حكاه أبو موسى عمرو بن يزيد بن السكن أخو أسماء بنت يزيد الآتي ذكرها استشهد أبوهما بأحد سنة ثلاث فمهما كان عمره إذ ذاك يضاف إلى سبع سنين ونصف عمرو بن يعلى الثقفي قال أبو عمر له صحبة وذكره مطين في الصحابة وقال بن منده ذكره في الصحابة ولا يصح وذكر أنه حضر الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم انتهى وأخرج أبو نعيم حديثه من طريق مطين ثم من رواية علي بن عبد الأعلى عن أبي سهل الأزدي عن عمرو بن دينار عن عمر بن يعلى الثقفي قال حضرت صلاة مكتوبة ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا وهو معنا لا يتقدمنا فسألت أبا سهل عن ذلك فقال كان المكان ضيقا انتهى قال أبو نعيم رواه بن الرماح عن أبي سهل قال عن عمرو بن عثمان بن يعلى يعني بن مرة الثقفي عن أبيه عن جده قلت أخرجه أحمد والترمذي من طريق بن الرماح مطولا لكن لم يدخل بين أبي سهل وعمرو بن عثمان بن يعلى أحدا فاختلاف السندين وألفاظ المتنين ظاهره التعدد وقد قال الترمذي تفرد به عمرو بن الرماح ولكنه محمول على سياقه وإلا فقد روى أصل الحديث المسعودي عن يونس بن خباب عن أبي يعلى عن أبيه ورواه عبد الله بن عثمان بن خثيم عن يونس فأدخل بينه وبين أبي يعلى المنهال بن عمرو والله أعلم عمرو الأشعري يقال هو اسم أبي مالك وسيأتي في الكنى عمرو الأنصاري والد سعيد ذكر عنه سعيد النيسابوري في شرف المصطفى كتابة يؤخذ منها أن له صحبة وهي من طريق الفضل بن جعفر بن عبد الله عن السري بن عثمان البجلي عن أبي بكر بن أبي مريم عن سعيد بن عمرو الأنصاري عن أبيه قال صحبت كعب الأحبار وهو يريد الإسلام فلم أر رجلا لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم منه فذكر قصة طويلة عن كعب في تنقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأصلاب وكعب أسلم في خلافة عمر فصحبة هذا (5/23)
<24> الأنصاري له تقتضي أنه كان إذ ذاك رجلا فيكون على الشرط لأنه لم يكن في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم أحد من الأنصار لا يظهر الإسلام عمرو الأنصاري والد سعيد يأتي في عمير بن نيار إن شاء الله تعالى عمرو البكالي بكسر الموحدة وتخفيف الكاف اختلف في اسم أبيه فقيل سفيان وقيل سيف وقيل عبد الله قال البخاري له صحبة وكذا قال بن أبي حاتم عن أبيه وذكره خليفة وابن البرقي في الصحابة وقال أبو سعيد بن يونس قدم مصر مع مروان بن الحكم سنة خمس وستين وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى عمرو البكالي يقال له صحبة كان بالشام وأخرج بن عساكر من طريق المفضل بن غسان بسنده إلى موسى الكوفي قال وقفت على منزل عمرو البكالي بحمص وهو أخو نوف البكالي وأخرج حديثه البزار في مسنده من طريق مجاعة بن الزبير عن أبي تميمة الهجيمي عن عمرو البكالي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان عليكم أمراء فذكر حديثا وأخرج البخاري في التاريخ الصغير ومحمد بن نصر في قيام الليل وابن منده من طريق الجريري عن أبي تميمة الهجيمي أتيت الشام فإذا أنا برجل مجتمع عليه فإذا هو مجدود الأصابع قلت من هذا قالوا هذا أفقه من بقي على وجه الأرض من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عمرو البكالي قلت فما شأن أصابعه قالوا أصيبت يوم اليرموك قال فسمعته يقول يا أيها الناس اعملوا وأبشروا فإن فيكم ثلاثة أعمال كلها توجب لأهلها الجنة رجل قام في ليلة باردة من فراشه فتوضأ ثم قام إلى الصلاة فيقول الله لملائكته ما حمل عبدي على ما صنع الحديث وسنده صحيح وأخرجه بن السكن من هذا الوجه فقال عمرو بن عبد الله البكالي يقال له صحبة سكن الشام وحديثه موقوف ثم ساقه كما تقدم لكن قال فسمعته يقول إذا أمرك الإمام بالصلاة والزكاة والجهاد فقد حلت لك الصلاة خلفه وحرم عليك سبه وقال أبو سعيد الأشج حدثنا حفص بن غياث عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو البكالي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذا فقه فذكر حديثا موقوفا وهذا سنده صحيح ولعمرو هذا رواية عن عبد الله بن مسعود عند أحمد وابن خزيمة لكنه ورد فيها بكنيته فقيل عن أبي عثمان البكالي ورواية أخرى عن عبد الله بن عمرو موقوف رويناه في النشريات وذكره العجلي في ثقات التابعين وكذا صنع أبو زرعة الدمشقي والله أعلم عمرو الثمالي بضم المثلثة وتخفيف الميم ذكره الطبراني وغيره في الصحابة وقال أبو عمر روى شهر بن حوشب عنه قال بعث معي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدى تطوع فقال إن عطب منه شيء فانحره ثم اصبغ نعليه في دمه ثم اضرب به على صفحته وخل بين الناس وبينه انتهى وقد أخرج هذا الحديث الطبراني وغيره من طريق شريك عن ليث بن أبي سليم عن شهر بتمامه وساق بن منده سنده واختصر المتن جدا وقال في الترجمة وقيل عمرو الثمامي كذا في نسخة بالميم وفي أسد الغابة بالنون وذلك الذي أثار ظن من جعل عمر اليماني الماضي في آخر من اسمه عمر هو هذا وكنت تبعت على ذلك وذكرت عمرا في القسم الأخير ثم رجعت لاختلاف السندين والمتنين وإن كان كل منهما من رواية شهر بن حوشب عن الصحابي (5/24)
<25> عمرو الجني له قصة مع أبي رجاء تقدم في عمرو بن جابر ما يدل على أنه غيره عمرو كان يقال له جعيل فغيره النبي صلى الله عليه وسلم تقدم في الجيم عمرو مولى خباب قال أبو عمرو روى عنه حديث واحد بإسناد غير مستقيم قلت سأذكره بعد قليل في عمرو والد زرعة عمرو الخزاعي قيل هو اسم أبي شريح والصواب خويلد بن عمرو وذكره أبو موسى عن يحيى بن يونس عمرو راعي الركاب ذكره الباوردي في الصحابة وأخرج من طريق أولاده ولا ذكر لهم في كتب الرجال عنه حديثا غريبا فقال حدثنا إسحاق بن إبراهيم هو المنجنيقي حدثنا موسى بن سهل حدثنا الحسن بن بشير بن الحسين بن ناقد حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه عمرو قال خرجت مع سرية مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى أشرفنا على المشركين فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يقوم لنا في ركابنا حتى نعود إليه فقلت أنا فقال اقعد لنا على تلك الثغرة فقعدت فلم أشعر إلا بالمشركين قد أقبلوا ولا مخرج لهم لأخذ الركاب إلا من الثغرة فخرج واحد منهم فرميته فقتلته ثم خرج آخر فرميته حتى قتلت منهم تسعة فرجعوا وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فوجدني قاعدا فقال ما صنعت فأعلمته فقال اذهب فأنت عمرو راعي الركاب عمرو والد رافع المزني تقدم في عمرو بن أبي رافع عمرو والد زرعة ذكره البغوي ومطين وغيرهما في الصحابة فأخرج البغوي عن منصور بن أبي مزاحم ومطين عن سويد بن سعيد كلاهما عن خالد الزيات عن زرعة بن عمرو عن أبيه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال لأصحابه انطلقوا بنا إلى أهل قباء نسلم عليهم وقال ائتوني بحجارة من هذه الحرة فخط بها قبلتهم رواه أسود بن عامر عن خالد فقال عن زرعة بن عمرو مولى خباب ووقع ذكره في ترجمة عثمان أنه كان رابع أربعة ممن دفن عثمان يوم الدار عمرو الخفاجي هو بن الخفاجي عمرو والد سعيد تحول إلى هنا من عند عمرو بن سعيد عمرو الطائي قال بن عساكر ذكر أن له وفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل دمشق أخرج حديثه تمام الرازي في فوائده حدثنا أبو الحسن عمرو بن عقبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد بن عمرو بن عبد الله بن رافع بن عمرو الطائي سنة خمس وثلاثمائة وزعم أن له مائة سنة وعشرين سنة قال حدثني عم أبي السلم بن يحيى عن أبيه حدثني أبي عن أبيه عن محمد بن عمرو بن عبد الله بن رافع عن أبيه عن جده حدثني أبي رافع بن عمرو عن أبيه عمرو الطائي أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه معه على البساط فأسلم وحسن إسلامه ورجع إلى قومه فأسلموا عمرو والد الطفيل تقدم في بن طريف عمرو العجلاني تقدم في عمرو بن أبي عمرو (5/25)
<26> عمرو الهذلي تقدم في عمرو بن سعيد عمرو والد فراس الليثي ذكره الطبراني وغيره وأخرجوا من طريق أبي يحيى التيمي عن سيف بن وهب عن أبي الطفيل أن رجلا من بني ليث يقال له فراس بن عمرو ذهب أبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه صداع شديد فأخذ بجلدة ما بين عينيه فجبذها فذهب عنه الصداع ثم إن فراسا هم بالخروج مع أهل حروراء فأخذه أبوه فأوثقه حتى أحدث التوبة بعد ذلك عمرو بن فلان الأنصاري قال أحمد في مسنده حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الوليد بن سليمان أن القاسم بن عبد الرحمن حدثهم عن عمرو بن فلان الأنصاري قال بينما هو يمشي قد أسبل إزاره إذ لحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخذ بناصية نفسه وهو يقول اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك قال عمرو فقلت يا رسول الله إني رجل حمش الساقين فقال يا عمرو إن الله قد أحسن كل شيء خلقه يا عمرو وضرب بأربع أصابع من كفه اليمنى الحديث في موضع الإزار وسنده حسن عمرو غير منسوب يأتي حديثه في ترجمة كردم بن قيس في حرف الكاف إن شاء الله تعالى ذكر من اسمه عمران عمران بن بلال بن أحيحة بن الجلاح بضم الجيم وتخفيف اللام عم عبد الرحمن بن أبي ليلى التابعي المشهور قال العدوي له صحبة عمران بن الحجاج قال بن منده ذكره البخاري في الصحابة ولم يذكر له حديثا عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن حذيفة بن جهمة بن غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو الخزاعي هكذا نسبه بن الكلبي ومن تبعه وعند أبي عمر عبد نهم بن سالم بن غاضرة ويكنى أبا نجيد بنون وجيم مصغرا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث وكان إسلامه عام خيبر وغزا عدة غزوات وكان صاحب راية خزاعة يوم الفتح قاله بن البرقي وقال الطبراني أسلم قديما هو وأبوه وأخته وكان ينزل ببلاد قومه ثم تحول إلى البصرة إلى أن مات بها روى عنه ابنه نجيد وأبو الأسود الدؤلي وأبو رجاء العطاردي وربعي بن حراش ومطرف وأبو العلاء ابنا عبد الله بن الشخير وزهدم الجرمي وصفوان بن محرز وزرارة بن أبي أوفى وآخرون وأخرج الطبراني بسند صحيح عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الأسود الدؤلي قال قدمت البصرة وبها عمران بن حصين وكان عمر بعثه ليفقه أهلها وقال خليفة استقضى عبد الله بن عامر عمران بن حصين على البصرة فأقام أياما ثم استعفاه وقال بن سعد استقضاه زياد ثم استعفاه فأعفاه وأخرج الطبراني وابن منده بسند صحيح عن (5/26)
<27> بن سيرين قال لم يكن تقدم على عمران أحد من الصحابة ممن نزل البصرة وقال أبو عمر كان من فضلاء الصحابة وفقهائهم يقول عنه أهل البصرة إنه كان يرى الحفظة وكانت تكلمه حتى اكتوى وأخرج الحديث بن أبي أسامة من طريق هشام عن الحسن عن عمران أنه شق بطنه فلبث زمانا طويلا فدخل عليه رجل فذكر قصته فقال إن أحب ذلك إلى أحبه إلى الله قال حتى اكتوى قبل وفاته بسنتين وكان تسلم عليه فلما اكتوى فقده ثم عاد إليه وقال بن سيرين أفضل من نزل البصرة من الصحابة عمران وأبو بكرة وكان الحسن يحلف أنه ما قدم البصرة والسرو خير لهم من عمران أخرجه أحمد في الزهد عن سفيان قال كان الحسن يقول نحوه وكان قد اعتزل الفتنة فلم يقاتل فيها وقال أبو نعيم كان مجاب الدعوة وقال الدارمي حدثنا سليمان بن حرب حدثنا أبو هلال حدثنا قتادة عن مطرف قال عمران بن حصين إني محدثك بحديث إنه كان يسلم علي وإن بن زياد أمرني فاكتويت فاحتبس عني حتى ذهب أثر الكي فذكر الحديث في سنة الحج مات سنة اثنتين وخمسين وقيل سنة ثلاث عمران بن عصام الضبعي والد أبي جمرة بالجيم نصر بن عمران كذا سمي أباه بن عبد البر والمعروف أن اسمه نوح بن مجالد أو مخلد كما سيأتي في حرف النون إن شاء الله تعالى قال بن عبد البر ذكروه في الصحابة ومنهم من لم يصحح له صحبة وكان قاضيا بالبصرة روى عنه ابنه أبو جمرة وقتادة وأبو التياح وغيرهم وله رواية عن عمران بن حصين انتهى وقال بن منده عمران أبو نصر إن كان محفوظا روى عنه ابنه ثم ساق من طريق حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن أبي جمرة عن أبيه عمران الضبعي أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو بن ثلاث وستين وهكذا أخرجه البخاري في تاريخه عن حجاج قال بن منده هكذا حدث به حماد بن سلمة فوهم فيه والصواب عن أبي جمرة عن بن عباس قلت قد أخرجه مسلم من طريق بشر بن السري عن حماد بن سلمة فجاز أن يكون الوهم من حماد لما حدث به حجاجا وجاز أن يكون من حجاج عمران بن عمير استدركه أبو موسى وقال أورده علي بن سعيد العسكري في أفراد الصحابة ولم يورد له شيئا قلت وأن أخشى أن يكون هو الذي بعده عمران بن عويم ويقال عويمر بزيادة راء في آخره الهذلي وأخرج الطبراني من طريق عثمان بن سعيد وابن منده من طريق عبيد الله بن موسى كلاهما عن المنهال بن خليفة عن سلمة بن تمام عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بامرأتين كانتا عند رجل من هذيل يقال له حمل بن مالك فضربت إحداهما الأخرى بعمود خباء فألقت جنينا ميتا فأتى مع الضاربة أخ لها يقال له عمران بن عويم فقضى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدية فقال يا نبي الله أدى من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهل حمله يطل فقال لا سجع كسجع الجاهلية نعم فيه غرة عبد أو أمة لفظ عبيد الله وفي رواية عثمان بن سعيد إحداهما هذلية والأخرى عامرية فضربت الهذلية العامرية وفيه أخ لها يقال له عمران بن عويمر وزاد في آخره بعد قوله أو أمة أو فرس أو عشرون ومائة شاة أو خمسمائة فقال عمران يا نبي الله إن لها اثنين هم سادة الحي وهم أحق أن يعقلوا عن أمهم قال أنت (5/27)
<28> أحق أن تعقل عن أختك من ولدها فقال يا نبي الله مالي شيء أعقل منه قال يا حمل وهو يومئذ على صدقات هذيل وهو زوج المرأتين ووالد الجنين المقتول اقبض من تحت يدك من صدقات هذيل عشرين ومائة شاة ففعل قال أبو نعيم رواه سلمة بن صالح عن أبي بكر بن عبد الله عن أبي المليح نحوه ورواه أبو أيوب السختياني عن أبي المليح مختصرا أخرجه الطبراني وسنده صحيح وأخرج الطبراني في ترجمة حمل بن مالك من طريق أبي بكر الحنفي عن عباد بن منصور عن أبي المليح عن حمل بن مالك أنه كان له امرأتان لحيانية ومعاوية وأنهما اجتمعتا معا فتغايرتا فرفعت المعاوية حجرا فرمت به اللحيانية وهي حبلى فألقت غلاما فقال حمل لعمران بن عويمر أد إلى عقل امرأتي فأبى فترافعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال العقل على العصبة وقال بن منده رواه النضر بن شميل عن عباد بن منصور عن أبي مليح قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل حمل بن مالك يعني على صدقات هذيل الحديث وقال فيه فقال رجل يقال له عمران ولم ينسبه هكذا رواه مرسلا عمران بن الفصيل بفاء ومهملة وزن عظيم بن عائذ التيمي الترخمي أبو خالد قال أبو موسى أورده الحافظ أبو زكريا بن منده يعني مستدركا على جده وقال ذكره بن يس الحافظ فيمن قدم هراة من الصحابة وساق بسنده إلى أبي إسحاق بن يس قال أنبأنا عمي قال أنبأنا أبو سعيد النقاش أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن علي الجرجاني بنيسابور حدثنا علي بن محمد بن سحنونة حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن سهل الشعراني حدثنا يزيد بن محمد بن خالد الحنظلي قال سمعت جدي من قبل أمي يقول سمعت أبي يقول عن أبيه عن جده الهياج بن عمران عن عمران بن الفصيل أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في قومه فأكرمه قال فقلت بالذي أكرمك بالنبوة وأكرمنا بك ما أفضل ما يتوسل به العبد إلى الله عز وجل قال أن تؤثر أمر الله في كل شيء وتطيعه بالعمل عليه وترفض الكذب وتعين على الحق الحديث وفيه أن تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك قال ولزم عمران النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ودفنه قلت الهياج بن عمران تابعي معروف يروى عن عمران بن حصين وقد تعقب بن الأثير كلام بن يس فقال هذا الكلام الأخير يرد على بن يس دعواه أنه ورد إلى هراة وأجاب مغلطاي بما حاصله أن بن ياسين لم يقل إنه ورد هراة وإنما ذكر الهياج بن بسطام بن عمران بن الفصيل وهو ممن ورد هراة فقال ذكر الهياج وسلفه وخلفه فساق الحديث يعني فذكر ترجمة عمران بن الفصيل استطرادا في ترجمة الهياج ثم ذكر جماعة من سلفه قلت ولم يصرح أبو موسى ولا بن منده قبله بأن عمران ورد هراة وإنما تصرف بن الأثير في كلام أبو موسى وقوله ذكره بن يس فيمن قدم هراة صحيح لأنه ذكر في الكتاب المذكور ولكن استطرادا لما ذكر ترجمة حفيده فصدق أنه ذكره في الجملة ولم يصرح بأنه ورد هراة عمران بن نوح بن مجالد أو مخلد الضبعي والد أبي جمرة نصر بن عمران تقدم في عمران بن عصام (5/28)
<29> ذكر من اسمه عمير بالتصغير عمير بن الأخرم العذري تقدم ذكره في ترجمة أسيد بن إياس العذري وأنه كان ممن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم عمير بن الأخنس بن شريق بمعجمة وقاف وزن عظيم الثقفي حليف بني زهرة ذكره هشام بن الكلبي في المؤلفة ممن أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين خمسين من الإبل وقد تقدمت ترجمة والده في الهمزة عمير بن أسد الحضرمي ذكره أبو عمر فقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الكذب خيانة روى عنه جبير بن نفير عمير بن أفضى الأسلمي ذكره بن شاهين من طريق أبي الحسن المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان ومحمد بن كعب القرظي وعن سعيد المقبري عن أبي هريرة قالوا قدم عمير بن أفصى الأسلمي في عصابة من بني اسلم فقالوا يا رسول الله إنا من العرب في أرومة فذكر الحديث وفيه ألفاظ غريبة شرحها أبو موسى عمير بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي قال الواقدي قتل يوم اليمامة شهيدا هو وحاجب بن زيد بن تميم الأشهلي وثابت بن هزال وذكره المستغفري بسنده إلى بن إسحاق فيمن قتل باليمامة عمير بن أوس ولم ينسبه وقال أبو عمر بعد أن نسبه هو أخو مالك بن أوس قتل يوم اليمامة وكان قد شهد أحدا وما بعدها من المشاهد وظن بعضهم أنه أخو عمرو بن أوس الذي تقدم أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد وبعضهم أنه هو وإنما تكرر على بن عبد البر وليس هذا الظن بصحيح لاختلاف نسبهما ومكان استشهادهما عمير بن أمية الأنصاري أخرج الطبراني وسعيد بن أشكاب ويحيى بن يونس الشيرازي من طريق زيد بن أبي حبيب أن المسلم بن زيد ويزيد بن إسحاق حدثاه عن عمير بن أمية أنه كان له أخت فكان إذا خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم آذته وشتمت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت مشركة فاشتمل لها يوما على السيف ثم أتاها فوقف عليها فقتلها فقام بنوها فصاحوا فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأهدر دمها وسيأتي في ترجمة عمير بن عدي أن بن عبد البر خلط هذه القصة بقصته وإيضاح كونهما قصتين إن شاء الله تعالى عمير بن ثابت يقال هو اسم أبي الضياح الأنصاري ويقال نعيمان يأتي في الكنى عمير بن ثابت بن كلفة قيل هو اسم أبي حبة الأنصاري عمير بن جابر بن غاضرة بن اشرس الكندي وكذا نسبه بن عبد البر وقال له صحبة وقال بن السكن يقال له صحبة ثم أورد من طريق إسماعيل بن إبراهيم هو الترجماني قال قال أبو الحارث إسحاق مولى بن هبار رأيت عمير بن جابر بن أشرس بن غاضرة الكندي وكانت له صحبة يخضب بالحناء (5/29)
<30> وكذا أخرجه بن أبي خيثمة والبغوي في غير طريق بن أبي خيثمة ووقع بعلو متصلا بالسماع في سند أنساب الرازي قرأته على إسماعيل بن إبراهيم بن موسى عن إسماعيل بن إبراهيم التغلبي سماعا أنبأنا إسماعيل بن عبد القوي أنبأنا إسماعيل بن صالح حدثنا أبو عبد الله الرازي أنبأنا محمد بن أحمد السعدي أنبأنا أبو عبد الله بن بطة أنبأنا البغوي به وإسحاق ضعيف عمير بن جودان ويقال بن سعد بن فهد والأول أرجح قال وقال البخاري في التاريخ قال عبدان حدثنا أبو جمرة عن عطاء بن السائب عن أشعث بن عمير بن جودان عن أبيه وأخرج أبو يعلى وابن أبي عاصم والطبراني من طريق محمد بن فضيل عن عطاء عن أشعث عن أبيه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس فلما أرادوا الانصراف قالوا سلوه عن النبيذ فقالوا يا رسول الله إنا في أرض وخيمة لا يصلحنا إلا الشراب قال وما شرابكم قالوا النبيذ قال لا تنبذوا في النقير فيضرب الرجل منكم بن عمه ضربة لا يزال منها أعرج فضحكوا فقال من أي شيء تضحكون قالوا والذي بعثك بالحق لقد شربنا في نقير لنا فقام بعضنا إلى بعض فضرب هذا ضربة فهو أعرج منها إلى يوم القيامة إسناده حسن وأخرجه بن أبي خيثمة من رواية محمد بن فضيل لكن قال عن أشعث بن عمير بن فهد وأخرجه بن السكن وأبو نعيم من هذا الوجه فقالا أشعث بن عمير بن فهد وقال أبو عمر عمير بن جودان وذكر الحديث ثم أعاده في عمير بن فهد وقال وقيل عمير بن سعد بن فهد وذكر الحديث بعينه ولم ينبه على أنه واحد وكذا صنع بن الأثير أخرج الحديث في الموضع الأول من طريق بن أبي عاصم وفي الموضع الثاني من طريق أبي يعلى كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل مع أن كلا منهما لم يسم والد عمير ولم ينبه أيضا على أنهما واحد وإنما نبه على أن عمير بن فهد وعمير بن سعد بن فهد واحد ولعل جودان أبوه فنسب إلى جده أو جودان جد له حذف من الرواية الأخرى وقد تقدم كلام بن حبان في ترجمة جودان في القسم الرابع من حرف الجيم وتقدم في القسم الأول من حرف الجيم في جهم بن قثم العبدي أنه المضروب حتى عرج عمير بن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد الأنصاري الخزرجي كذا نسبه بن إسحاق وزاد موسى بن عقبة بين الحارث وثعلبة لبدة وقالا إنه شهد بدرا وقال أبو عمر شهد العقبة وبدرا وأحدا في قول جميعهم وقال بن الكلبي كان يقال له مقرن لأنه كان يقرن الاساري بعد وقعة بعاث عمير بن الحارث الأزدي تقدم ذكره وحديثه في ترجمة جندب بن زهير عمير بن حارثة السلمي ذكره الباوردي في الصحابة وأخرج بسنده المتكرر إلى عبيد الله بن أبي رافع أنه ذكره فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة عمير بن حبيب بن خماشة بضم المعجمة وتخفيف الميم وبعدها معجمة بن جويبر بن عبيد بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الخطمي قال البخاري بايع تحت الشجرة وقال بن السكن مدني (5/30)
<31> له صحبة ويقال إنه بايع تحت الشجرة وهو جد أبي جعفر الخطمي ولم نجد له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه ثابت وقال البغوي حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن أبيه عن جده عمير بن حبيب قال الإيمان يزيد وينقص الحديث موقوف وقال بن السكن تفرد به حماد بن سلمة وقال أبو نعيم اسم أبي جعفر عمير بن يزيد بن حبيب وأخرجه بن شاهين من وجه آخر عن حماد بن سلمة قال حدثنا أبو جعفر الخطمي قال كان جدي عمر بن حبيب وكانت له صحبة يقول أي بني الإيمان يزيد وينقص وأخرج أبو نعيم من وجه آخر عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي أن جده عمير بن حبيب وكان قد بايع النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بنيه فقال يا بني إياكم ومجالسة السفهاء فإنها داء الحديث موقوف أيضا وأخرجه أحمد في كتاب الزهد عن يزيد بن هارون عن حماد وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن حماد عن أبي جعفر فقال كانت له صحبة وبايع النبي صلى الله عليه وسلم عند احتلامه عمير بن الحمام بضم المهملة وتخفيف الميم بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا وقال بن إسحاق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة فقال عمير بن الحمام أحد بني سلمة وفي يده تمرات يأكلهن بخ بخ فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء فقذف التمر من يده وأخذ سيفه فقاتل حتى قتل وهو يقول ركضا إلى الله بغير زاد إلا التقى وعمل المعاد والصبر في الله على الجهاد فكان أول قتيل قتل في سبيل الله في الحرب وقد وقعت لي هذه القصة موصولة بسند عال قرأت على أبي إسحاق التنوخي وأبي بكر بن عمر الفرضي وغيرهما عن أحمد بن أبي طالب سماعا أنبأنا بن الليثي أنبأنا أبو الوقت أنبأنا بن المظفر أنبأنا بن حمويه أنبأنا إبراهيم بن خزيمة أنبأنا عبد بن حميد حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض فقال عمير بن الحمام الأنصاري يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض قال نعم قال بخ بخ قال ما يحملك على قول بخ بخ قال رجاء أن أكون من أهلها قال فإنك من أهلها فأخرج ثمرات من قرنه فجعل يأكل منها ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمرا إنها لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل أخرجه مسلم عن عبد بن حميد فوافقناه فيه بعلو ودرجتين وأخرج سعيد بن يعقوب في الصحابة من طريق حماد عن ثابت البناني قال قتل عمير بن الحمام خالد بن الأعلم يوم بدر ووقع لعبد الغني بن سعيد الحافظ في المبهمات وهم وذلك في حديث جابر قال رجل يا رسول الله إن قتلت أين أنا قال في الجنة فألقى تمرات كن في يده فقاتل حتى قتل قال عبد الغني هذا الرجل هو عمير بن الحمام كذا قال وعمير بن الحمام اتفقوا على أنه استشهد ببدر فكيف يبقى إلى يوم أحد فالصواب أن القصة وقعت لآخر وتلقى أبو موسى هذا الكلام بالقبول فترجم لعمير بن الحمام بناء على أنه آخر (5/31)
<32> فزاد الوهم وهما عمير بن خرشة القاري ناصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغيب قتل اليهودية التي هجته هكذا ذكره بن الكلبي في الجمهرة وأظنه نسبه لجده أو أسقطه من النسخة وسيأتي عمير بن عدي قريبا عمير بن رئاب بكسر الراء وتحتانية مثناة مهموزة بن حذيفة بن مهشم بن سعيد بالتصغير بن سهم القرشي السهمي كذا نسبه بن إسحاق والجمهور وأسقط الواقدي مهشما من نسبه وقال بدل حذيفة حذافة قال بن إسحاق كان من السابقين الأولين ومن مهاجرة الحبشة ثم هاجر إلى المدينة واستشهد بعين التمر مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر وكذا قال الزبير قال وهو القائل من أبيات نحن بنو زيد الأغر ومثلنا يحامي على الأحساب عند الحقائق قال وأراد بزيد سهما جده الأعلى لأنه كان يسمى زيدا فسابق أخاه فسمته أمه سهما فاشتهر بها عمير بن زيد بن أحمر ذكره بن حبان في الصحابة وقال أبو موسى ذكره جعفر المستغفري في الصحابة ولم يورد له شيئا عمير بن ساعدة ذكر فيمن روى الحديث في صفة خيل الجنة فينظر في ترجمة عبد الرحمن بن سابط في القسم الأخير عمير بن سعد بن فهد تقدم في عمير بن جودان عمير بن سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن عوف كذا نسبه الواقدي وتبعه بن عبد البر وقال بن الكلبي عمير بن سعد بن شهيد بمعجمة مصغرا بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي قال البغوي في معجم الصحابة كان يقال له نسيج وحده وساق ذلك بسنده إلى أبي طلحة الخولاني وكذلك أخرجه أبو يعلى وأخرج بن عائذ بسند له إلى محمد بن سيرين أن عمر هو الذي كان يسميه بذلك لإعجابه به وقال في عمارة بن عبد الله بن محمد بن عمير بن سعد وساق نسبه كابن الكلبي ثم قال صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم كلام الجلاس بن سويد وكان يتيما في حجره وشهد فتوح الشام واستعمله عمر على حمص إلى أن مات وكان من الزهاد وقال بن سعد توفي في خلافة معاوية وقال البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وزاد أبو حاتم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه راشد بن سعد وحبيب بن عبيد زاد بن منده وابنه عبد الرحمن بن عمير وذكره بن سميع في الطبقة الأولى ممن نزل حمص من الصحابة وقال الواقدي كان عمر يقول وددت أن لي رجالا مثل عمير بن سعد أستعين بهم على أعمال المسلمين وأخرج بن منده بسند حسن عن عبد الرحمن بن عمير بن سعد قال لي بن عمر ما كان بالشام أفضل من أبيك قال محمد بن سعد مات عمير بن سعد في خلافة عمر وقال غيره في خلافة عثمان وجاء في رواية أخرى أنه مات في خلافة (5/32)
<33> عمر فصلى عليه ولا يثبت ذلك عمير بن سعيد بن عبيد الأنصاري بن امرأة الجلاس بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره مهملة فرق غير واحد من العلماء بينه وبين الذي قبله وقد ذكر في الذي قبله وقيل هذا هو والد أبي زيد الذي جمع القرآن عمير بن سلمة بن منتاب بن طلحة بن جدي بن ضمرة الضمري نسبه بن إسحاق قال أبو عمر لا يختلفون في صحبته وقال بن منده مختلف في صحبته وأخرج بن أبي حاتم في الوحدان من طريق الدراوردي وابن أبي حازم عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة قال بينما نسير مع النبي صلى الله عليه وسلم بالروحاء إذا حمار وحش معقور فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعوه فيوشك أن صاحبه يأتيه فأتى صاحبه وهو رجل من بهز فقال يا رسول الله شأنكم بهذا الحمار فأمر أبا بكر فقسمه بين الرفاق وهكذا رواه يحيى بن سعيد من رواية حماد بن زيد وهشيم والليث عنه عن محمد بن إبراهيم وقال مالك عن يحيى عن محمد بن عيسى عن عمير عن البهزي وتابعه أبو أويس وعبد الوهاب الثقفي وحماد بن سلمة وغيرهم عن يحيى فاختلف فيه على يحيى ولم يختلف على يزيد وقد وافق يزيد عبد ربه بن سعيد أخو يحيى فرواه عن محمد بن إبراهيم وقال في روايته عن عيسى عن عمير خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر الصحيح أنه لعمير بن سلمة والبهزي كان صائد الحمار انتهى ويحتمل أن يكون المراد بقوله عن البهزي أي عن قصة البهزي ولذلك نظائر ذكرها أبو عمر في التمهيد منها في رواية ضمرة عن أبي واقد الليثي ولذلك جزم موسى بن هارون في حديث البهزي كما نقله الدارقطني في العلل وتعكر عليه رواية عباد بن العوام ويونس بن راشد عن يحيى فإنه قال فيها إن البهزي حدثه ويمكن أن يجاب بأنهما غيرا قوله عن البهزي إلى قوله إلى البهزي ظنا أنهما سواء لكون الراوي غير مدلس فيستوي في حقه الصيغتان عمير بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي أبو داود المازني المشهور بكنيته ذكره موسى بن عقبة وأبو إسحاق وغيرهم فيمن شهد بدرا وقيل اسمه عمرو وسيأتي في الكنى عمير بن عامر بن نابي بن يزيد بن حرام الأنصاري الخزرجي قال بن الكلبي شهد المشاهد كلها واستشهد يوم اليمامة ذكره الرشاطي وقال لم يذكره بن عبد البر ولا بن فتحون عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن الحارث بن عبد عمرو الخزرجي كذا نسبه بن الكلبي وأبو عبيد ونسبه أبو عمر إلى نضلة بن عمرو فقال بن غسان بن سليمان بن مالك بن أفضى قال بن إسحاق كان يعمل بيديه جميعا فقيل له ذو اليدين وشهد بدرا واستشهد بها وقال أبو عمر قتل بأحد وزعم أنه ذو اليدين وليس بذي الشمالين المقتول ببدر وجزم بن حبان بأنه ذو اليدين وغيره بأنه ذو الشمالين عمير بن عبيد تقدم في عمرو بن سعيد (5/33)
<34> عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة كان أبوه عدي شاعرا وأخوه الحارث بن عدي قتل بأحد وهو الأنصاري ثم الخطمي ذكره بن السكن في الصحابة وقال هو البصير الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزوره في بني واقف ولم يشهد بدرا لضرارته وقال بن إسحاق كان أول من أسلم من بني خطمة وهو الذي قتل عصماء بنت مروان وهي من بني أمية بن زيد كانت تعيب الإسلام وأهله فقتلها عمير بن عدي ومن يومئذ عز الإسلام وأهله بالمدينة قال الواقدي بسند له كانت عصماء تحرض على المسلمين وتؤذيهم فلما قتلها عمير قال النبي صلى الله عليه وسلم لا ينتطح فيها عنزان فكان أول من قالها فسار بها المثل وكان ذلك لخمس بقين من رمضان من السنة الثانية وأخرجه الن السكن من طريق الواقدي عن عبد الله بن الحارث بن فضيل عن أبيه وكذلك أبو أحمد العسكري في الأمثال وروينا الحديث الذي أشار إليه بن السكن في مسند الهيثم بن كليب الشاشي أخرجه من طريق حسين بن علي الجعفي عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا بنا إلى البصير الذي في بني واقف نعوده وكان رجلا أعمى الحديث قال بن السكن لم يروه عن بن عيينة إلا الجعفي وكأنه أراد السند المذكور وإلا فقد أخرجه أبو العباس السراج في تاريخه عن محمد بن يونس الجمال عن بن عيينة عن عمرو بن دينار بسند آخر فقال عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه وأخرجه أبو نعيم من طريقه وقال لم يقل فيه عن أبيه إلا الجمال وأرسله غيره من أصحاب بن عيينة وأخرجه البغوي عن سريج بن يونس ومحمد بن عباد وغيرهما عن بن عيينة عن عمرو عن محمد بن جبير مرسلا وقال البخاري في الصحابة عمير بن عدي الأعمى قارىء بني خطمة وإمامهم قاله الليث عن هشام يعني بن عروة عن أبيه عن بن لعمير وقال عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه عن بن لعمير عن أبيه وقال أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عدي بن عمير عن أبيه انتهى وقال جرير عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن عمير إنه كان إمام بني خطمة وهو أعمى على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجاهد معه وهو أعمى أخرجه البغوي والحسن بن سفيان من هذا الوجه وقال بن منده لم يتابع عليه جرير والصواب ما رواه أبو معاوية عن هشام فذكر ما تقدم وزاد فكانت له صحبة انتهى وقد قدمت رواية جرير في ترجمة عبد الله بن عمير وهو على الاحتمال أن يكون مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فقام ولده مقامه عمير بن عقبة بن عمرو بن عدي الأنصاري قال بن سعد والعدوي شهد أحدا مع أبيه وذكر الواقدي في كتاب الردة أنه كان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردة فلما فرغ من اليمامة أرسل عمير بن عدي في نفر من الجيش إلى طليحة وأخيه في بني أسد عمير بن عقبة بن نيار بن أخي أبي بردة بن نيار له حديث في النسائي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ولده سعيد وقد ينسب إلى جده فيقال عمير بن نيار ومدار حديثه على أبي الصباح سعيد بن سعيد التغلبي رواه عن سعيد بن عمير فقال وكيع عنه عن سعد بن عمير بن نيار عن أبيه وقال أبو أسامة عنه عن سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار عن أبيه عن (5/34)
<35> عمه أبي بردة أخرجها النسائي واختلف على وكيع فقال الأكثر عنه هكذا ولم يسموا والد عمير وقال عمار بن أبي شيبة بهذا السند سعيد بن عمرو الأنصاري ولم يسم والد عمير أيضا عمير بن عمرو بن عمير الأنصاري ذكره بن حبان في الطبقة الأولى وقال له صحبة عمير بن عمرو بن مالك الأنصاري ويقال الأزدي وقال البلاذري شهد حنينا وقطعت رجله يومئذ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم سبقتك إلى الجنة عمير بن عمرو الليثي تقدم في عمر مكبرا وهو بالتصغير أشهر عمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو القرشي العامري خطيب قريش ذكره بن حبان في الصحابة وقال كان من مولدي أهل مكة وقال بن سعد شهد بدرا وكان قد فر من مكة هو وعبد الله بن سهيل وقاتل معه يوم بدر وكان سهيل بن عمرو يقول بعد أن أسلم قد شهد عمير بن عوف بدرا وإني لأرجو أن تناله شفاعتي عمير بن قتادة بن سعد بن عامر بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة الكناني الليثي الجندعي والد عبيد بن عمير التابعي المشهور قال العسكري شهد الفتح عمير بن قهد في عمير بن جودان تقدم عمير بن قرة الليثي ذكره الباوردي في الصحابة وروى بسنده المتكرر إلى عبيد الله بن أبي رافع أنه ذكره فيمن شهد صفين من الصحابة قال وكان شديدا على معاوية وأهل الشام حتى حلف معاوية لئن ظفر به ليذيبن الرصاص في اذنيه عمير بن مساحق بن قيس بن هرم بن رواحة بن حجر بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري تزوج درة بنت هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وولده منها حميد كان شريفا في زمن معاوية ذكره الزبير بن بكار عمير بن معبد بن الأزعر تقدم في عمرو عمير بن نيار هو عمير بن عقبة بن نيار نسب لجده وقد تقدم عمير بن ودقة قال أبو عمر هو أحد المؤلفة أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين دون المائة هو وقيس بن مخرمة وهشام بن عمرو وسعيد بن يربوع وعباس بن مرداس وأعطى من عدا هؤلاء من المؤلفة مائة مائة قلت ولم يذكره بن إسحاق وذكر بدله عمير بن وهب الجمحي وبدل قيس بن مخرمة مخرمة بن نوفل وزاد عدي بن قيس السهمي عمير بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أخو سعد أسلم قديما وشهد بدرا واستشهد بها في قول الجميع يقال وقتله عمرو بن عبد ود العامري الذي قتله علي يوم الخندق وقال بن حبان له صحبة وقال بن السكن لم أجد له رواية لقدم إسلامه وموته وأخرج أحمد وإسحاق بسند حسن وهو من طريق حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن مصعب (5/35)
<36> بن سعد عن أبيه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصعة فأكل منها ففضلت فضلة فقال يجيء رجل من هذا الفج يأكل هذه الفضلة من أهل الجنة وكنت تركت أخي عميرا يتوضأ فقلت هو عمير فجاء عبد الله بن سلام فأكلها ووقع لي بعلو في مسند عبد بن حميد وصححه الحاكم وأخرج أبو يعلى من رواية أبان العطار عن عاصم وأخرج الحاكم من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد عن عمه عامر بن سعد عن أبيه قال عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش بدر فرد عمير بن أبي وقاص فبكى عمير فأجازه فعقد عليه حمائل سيفه وهو عند البغوي كذلك وأخرجه بن سعد عن الواقدي من رواية أبي بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يتوارى فقلت مالك يا أخي قال إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة قال فعرض علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره فرده فبكى فأجازه فكان سعد يقول فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره فقتل وهو بن ست عشرة سنة وأخرج البغوي من طريق محمد بن عبد الله الثقفي عن سعيد قال لما كان يوم بدر قتل أخي عمير وقتلت أنا سعيد بن العاص كذا فيه والصواب العاص بن سعيد بن العاص عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي يكنى أبا أمية قال موسى بن عقبة في المغازي عن بن شهاب لما رجع كل المشركين إلى مكة فأقبل عمير بن وهب حتى جلس إلى صفوان بن أمية في الحجر فقال صفوان قبح الله العيش بعد قتلى بدر قال أجل والله ما في العيش خير بعدهم ولولا دين علي لا أجد له قضاء وعيال لا أدع لهم شيئا لرحلت إلى محمد فقتلته إن ملأت عيني منه فإن لي عنده علة أعتل بها عليه أقول قدمت من أجل ابني هذا الأسير قال ففرح صفوان وقال له على دينك وعيالك أسوة عيالي في النفقة لا يسعني شيء فأعجز عنهم فاتفقا وحمله صفوان وجهزه وأمر بسيف عمير فصقل وسم وقال عمير لصفوان اكتم خبري أياما وقدم عمير المدينة فنزل بباب المسجد وعقل راحلته وأخذ السيف وعمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إليه عمر وهو في نفر من الأنصار ففزع ودخل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لا تأمنه على شيء فقال أدخله علي فخرج عمر فأمر أصحابه أن يدخلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحترسوا من عمير وأقبل عمر وعمير حتى دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع عمير سيفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر تأخر عنه فلما دنا عمير قال أنعموا صباحا وهي تحية الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكرمنا الله عن تحيتك وجعل تحيتنا تحية أهل الجنة وهو السلام فقال عمير إن عهدك بها لحديث فقال ما أقدمك يا عمير قال قدمت على أسيري عندكم تفادونا في أسرانا فإنكم العشيرة والأهل فقال ما بال السيف في عنقك فقال قبحها الله من سيوف وهل أغنت عنا شيئا إنما نسيته في عنقي حين نزلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصدقني ما أقدمك يا عمير قال ما قدمت إلا في طلب أسيري قال فماذا شرطت لصفوان في الحجر ففزع عمير (5/36)
<37> وقال ماذا شرطت له قال تحملت له بقتلي على أن يعول أولادك ويقضي دينك والله حائل بينك وبين ذلك فقال عمير أشهد أنك رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله كنا يا رسول الله نكذبك بالوحي وبما يأتيك من السماء وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر كما قلت لم يطلع عليه أحد فأخبرك الله به فالحمد لله الذي ساقني هذا المساق ففرح به المسلمون وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلس يا عمير نواسك وقال لأصحابه علموا أخاكم القرآن وأطلق له أسيره فقال عمير ائذن لي يا رسول الله فألحق بقريش فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام لعل الله أن يهديهم فأذن له فلحق بمكة وجعل صفوان يقول لقريش أبشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر وجعل يسأل كل راكب قدم من المدينة هل كان بها من حدث حتى قدم عليهم رجل فقال لهم قد أسلم عمير فلعنه المشركون وقال صفوان لله علي الا أكلمه أبدا ولا أنفعه بشيء ثم قدم عمير فدعاهم إلى الإسلام ونصحهم بجهده فاسلم بسببه بشر كثير وهكذا ذكره أبو الأسود عن عروة مرسلا وأورده بن إسحاق في المغازي عن محمد بن جعفر بن الزبير مرسلا أيضا وجاء من وجه آخر موصولا أخرجه بن منده من طريق أبي الأزهر عن عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن أنس أو غيره وقال بن منده غريب لا نعرفه عن أبي عمران إلا من هذا الوجه وأخرجه الطبراني من طريق محمد بن سهل بن عسكر عن عبد الرزاق بسنده فقال لا أعلمه إلا عن أنس بن مالك وفي مغازي الواقدي أن عمر قال لعمير أنت الذي حزرتنا يوم بدر قال نعم وأنا الذي حرشت بين الناس ولكن جاء الله بالإسلام وما كنا فيه من الشرك أعظم من ذلك فقال عمر صدقت وذكر بن شاهين بسند منقطع أن عميرا هذا هاجر وأدرك أحدا فشهدها وما بعدها وشهد الفتح وله قصة في ذلك مع صفوان حتى أسلم صفوان وعاش عمير إلى خلافة عمر وله ذكر في تبوك مع أبي خيثمة السالمي الذي كان تأخر ثم لحقهم فترافق مع عمير ببعض الطريق فلما دنا من النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمير إنك امرؤ جريء وإني أعرف حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم وإني امرؤ مذنب تأخر عني حتى أخلو به فتأخر عنه عمير وأخرجه البغوي من رواية إبراهيم بن عبد الله بن سعد بن خيثمة حدثني أبي عن أبيه به عمير بن وهب الزهري ذكره بن أبي حاتم وقال روى سعيد بن سلام العطار عن محمد بن أبان عن عمير بن وهب أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فبسط رداءه وقال الخال والد قلت سعيد كذبه أحمد وهذه القصة وقعت للأسود بن وهب فلعلها وقعت له ولأخيه عمير هذا والله أعلم عمير بن أبي اليسر بفتح المثناة والتحتانية والمهملة الأنصاري تقدم ذكر والده في القسم الأول واسمه كعب بن عمرو ذكره العدوي فقال له صحبة وذكر أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد كذا قال موسى بن عقبة في وقت موته عمير غير منسوب روى عنه ولده أبو بكر قال البخاري له صحبة ولم يسم البخاري أباه ولا أبو حاتم ولا بن شاهين ولا الطبراني ولا من بعدهم ولم أجده منسوبا عند أحد منهم وذكره بن أبي حاتم (5/37)
<38> فيمن لا يعرف اسم والده وقد قيل فيه عمير بن سعد كما سأذكره في الميم من القسم الرابع في محمود بن عمير وروى البغوي وابن أبي خيثمة وابن السكن والطبراني وغيرهم من طريق قتادة عن أبي بكر بن أبي أنس عن أبي بكر بن عمير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل وعدني أن يدخل من أمتي ثلاثمائة ألف الجنة بغير حساب فقال عمير يا رسول الله زدنا فقال هكذا بيده فقال عمير يا رسول الله زدنا فقال عمر حسبك يا عمير فقال عمير ما لنا ومالك يا بن الخطاب وما عليك أن يدخلنا كلنا الجنة فقال عمر رضي الله عنه إن الله إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة واحدة فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم صدق عمر قال بن السكن تفرد به معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة وكان معاذ ربما ذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد وربما لم يذكره وقال البغوي بلغني أن معاذ بن هشام كان في أول أمره لا يذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد وفي آخر أمره كان يزيده في السند وقد خالف معاذا في سنده معمر فقال عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس أخرجه عبد الرزاق في مصنفه وأبو يعلى من طريق وكذلك وقع لي بعلو في جزء البعث لابن أبي داود قال حدثنا سليمان بن معبد حدثنا عبد الرزاق بسنده هذا ولفظه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل وعدني أن يدخل من أمتي الجنة أربعمائة ألف فقال أبو بكر زدنا يا رسول الله فقال كذا وكذا قال زدنا يا رسول الله قال وهكذا قال زدنا يا رسول الله فقال عمر دعنا يا أبا بكر أو قال حسبك يا أبا بكر فقال أبو بكر ما عليك أن يدخلنا الله كلنا الجنة فقال عمر يا أبا بكر إن الله إن شاء أن يدخل خلقه الجنة بكف واحدة فعل فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق عمر أخرجه الضياء في الأحاديث المختارة وصحح الحاكم من طريق أبي بكر بن عمير عن أبيه ولكن أبو بكر لا أعرف من وثقه عمير الفزاري والد بهية بموحدة ومهملة مصغرة ذكره أبو عمر فسماه عميرا ولم أره لغيره ويأتي في الكنى عمير المزني ذكره الطبراني في الصحابة وتبعه أبو نعيم ولم يورد له شيئا عمير مولى آبي اللحم شهد مع مولاه خيبر أخرج حديثه أحمد وأصحاب السنن الأربعة من طريق محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن عمير مولى آبي اللحم قال شهدت خيبر مع سادتي فكلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في فأعطاني من طريف المتاع ولم يسهم لي وأخرج مسلم له من طريق محمد بن زيد أيضا عنه قال كنت مملوكا فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أتصدق من مال مولاي بشيء قال نعم والأجر بينكما وأخرج له أبو داود من طريق الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عمير أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزيت الحديث عمير والد قيس قرأت بخط الذهبي في التجريد أخرج له بن قانع حديثا قلت لم أره في معجم بن قانع وإنما هو عمير السدوسي وهو والد شقيق لا قيس وصحابي الحديث هو عبد الله بن عمير كما تقدم عمير ويقال عميرة أبو سيبان بفتح المهملة بعدها تحتانية وموحدة ثقيلة مشهورة بكنيته (5/38)
<39> يأتي في الكنى عمير غير منسوب ذكره الإسماعيلي في الصحابة واستدركه أبو موسى وذكر من طريق أبي سعيد النقاش عن المرزباني عن محمد بن المطلب عن علي بن قرين عن زيد بن حفص سمعت مالك بن عمير يحدث عن أبيه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة قال عرفها فإن وجدت من يعرفها فادفعها إليه وإلا فاستمتع بها وأشهد بها عليك فإن جاء صاحبها وإلا فهو مال الله يؤتيه من يشاء وسنده ضعيف جدا عمير آخر ذكره بن منده وأخرج من طريق سليمان الخبائري عن سعيد بن موسى عن رياح بن زيد عن معمر عن الزهري عن أنس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما نصف النهار وعلى بطنه حجر مشدود فأهدى له غلام شيئا فقال من أنت قال أنا عمير وأمي فلانة فقال كلوا فأكلوا حتى شبعوا وشربوا من اللبن وذكر بن حبان في الضعفاء سعيد بن موسى وأورد في ترجمته من طريق سليمان الخبائري حديثين وقال إنهما موضوعان وقال لا أدري وضعهما سليمان أو سعيد ذكر من اسمه عميرة عميرة بن سنان قيل هو اسم صهيب تقدم في ترجمته عميرة بوزن عظيمة بن فرة الكندي والد العرس وعدي ابني عميرة ذكره خليفة في الصحابة وقال بن حبان له صحبة لكنه قال عمير مصغرا بلا هاء وأخرج بن أبي عاصم في الآحاد والمثاني من طريق سيف بن سليمان سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث مجاهدا قال حدثني مولى لنا عن جدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يعذب الخاصة بعمل العامة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه الحديث ورواته ثقات لكن المولى لم يسم ولا يعرف وأخرج بن عبد البر في ترجمة بن أسلم من كتاب التمهيد من طريق يحيى بن آدم عن عبيد بن الأجلح عن أبيه عن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه عن جده عميرة بن فروة أن عمر بن الخطاب قال لأبي بن كعب وهو إلى جنبه أوليس كنا نقرأ من كتاب الله إن الله انتقاكم من آبائكم ليقربكم فقال أبي بلى ثم قال أو ليس كنا نقرا الولد للفراش وللعاهر الحجر فيما فقدنا من كتاب الله تعالى فقال أبي بلى عميرة بالتصغير بن مالك الخارفي ذكره أبو عمر في ترجمة مالك بن نمط ولم يذكره هنا فاستدركه بن الأثير وأغفله بن فتحون وهو على شرطه وسيأتي بيان ذلك في حرف الميم عميرة أبو سيارة في عمير بلا هاء (5/39)
<40> العين بعدها النون عنبس بن ثعلبة بن هلال بن عنبس البلوي ذكره محمد بن الربيع الجيزي فيمن سكن مصر من الصحابة وقال إنه شهد بيعة الرضوان وذكره بن يونس وقال إنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر ذكروه في كتبهم وقال أبو نعيم لا نعرف له رواية عنبسة بن أمية بن خلف الجمحي يقال هو اسم أبي غليط يأتي في الكنى عنبسة بن ربيعة الجهني قال بن حبان يقال له صحبة وتبعه جعفر المستغفري واستدركه أبو موسى عنبسة بن عدي من بني جعل ثم من بني صخر ذكره محمد بن الربيع الجيزي فيمكن سكن مصر من الصحابة ونقل عن سعيد بن عفير أنه قال شهد عنبسة هذا الحديبية وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ولرهط من قومه وانتسبوا إليه لا إلى جعد ولا إلى صخر أنتم بنو عبيد الله عنبة بكسر أوله وفتح النون بعدها موحدة بن سهيل بن عمرو القرشي العامري تقدم نسبه في ترجمة أبيه وهو أخو أبي جندل الآتي في الكنى قال الزبير بن بكار أمه فاختة بنت عامر بن نوفل أسلم مع أبيه وخرج إلى الشام معه مجاهدا وكانت معه ابنته فاختة واستشهد أبوه قبله ثم مات هو في طاعون عمواس فقدموا على عمر بفاختة وبعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وكان أبوه استشهد مع سهيل بن عمرو فقال عمر زوجوا الشريد الشريدة فزوجوها له فهي أم أبي بكر بن عبد الرحمن وإخوته قال بن الأثير ضبطه بعضهم بضم أوله وسكون المثناة ولا يصح قلت وجدته بخط البرزالي الكبير في تاريخ بن عساكر بقاف بدل المثناة قال بن عساكر وهو وهم عنترة بسكون النون وفتح المثناة الأنصاري مولاهم قال بن إسحاق هو مولى سليم بن عمرو بن حديدة وقال بن هشام هو حليف بني تميم بن كعب بن سلمة قال موسى بن عقبة وابن إسحاق شهد بدرا واستشهد بأحد قتله نوفل بن معاوية الدؤلي عنترة الشيباني والد هارون استدركه أبو موسى فقال أورده الطبراني ثم أخرج من طريقه بسنده إلى المشمعل بن ملحان عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ما تعدون الشهيد فيكم الحديث وكلام الدارقطني يقتضي أن عنترة تابعي فإن البرقاني قال سألت عن عبد الملك بن هارون بن عنترة فقال يكذب وأبوه يحتج به وجده يعتبر به وكذا ذكره مسلم وابن حبان وغيرهما في التابعين وأخرج له النسائي حديثا من روايته عن بن عباس فالله أعلم عنتر ويقال عنيز العذري تقدم في عس عنمة بفتح أوله وثانيه بن عدي بن عبد مناف بن كنانة بن جهمة بن عدي بن الربعة بن رشدان الجهني ذكر بن الكلبي أنه شهد بدرا والمشاهد وضبطه الدارقطني وقيل فيه بالغين المعجمة وجوز بن الأثير أن يكون هو الذي بعده (5/40)
<41> عنمة الجهني ويقال المزني قاله بن يونس في ترجمة أبيه إبراهيم بن عنمة من تاريخ مصر فقال لأبيه صحبة وقال بن ماكولا هو بنون بفتحتين وخطأ بن الأثير أبا نعيم حيث ذكره بسكون المثلثة وأخرج الطبراني من طريق رفيع بن خالد عن محمد بن إبراهيم بن غنم الجهني عن أبيه عن جده قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلقيه رجل من الأنصار فقال يا رسول الله بأبي وأمي إني ليسوءني الذي أرى بوجهك فما هو قال الجوع فخرج الرجل يعدو فالتمس في بيته طعاما فلم يجد فخرج إلى بني قريظة فآجر نفسه كل دلو ينزعه بتمرة حتى جمع حفنة من تمر وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه بين يديه وقال كل فقال من أين لك هذا فأخبره فقال إني لأظنك محبا لله ورسوله قال أجل لانت أحب إلي من نفسي وولدي ومالي قال إمالا فاصطبر للفاقة وأعد للبلاء تجفافا والذي بعثني بالحق لهما أسرع إلي من يحبني من هبوط الماء من رأس الجبل إلى أسفله قلت في سنده من لا يعرف عنيز بالتصغير وآخره زاي تقدم في عس العين بعدها الواو العوام بن جهيل بجيم مصغرا الهمداني ثم المسلمي سادن يغوث ذكره أبو أحمد العسكري عن بن دريد في الأخبار المنثورة من طريق هشام بن الكلبي قال كان العوام يحدث بعد إسلامه قال كنت أسمر مع جماعة من قومي فإذا أوى أصحابي إلى رحالهم بت أنا في بيت الصنم فقمت في ليلة ذات ريح وبرق ورعد فلما انهار الليل سمعت هاتفا من الصنم يقول ولم أكن سمعت منه كلاما قبل ذلك يا بن جهيل حل بالأصنام الويل هذا نور سطع من الأرض الحرام فودع يغوث بالسلام قال فألقى الله في قلبي البراءة من الأصنام فكتمت قومي ما سمعت فإذا هاتف يقول هل تسمعن القول يا عوام أم قد صممت عن مدى الكلام قد كشفت دياجر الظلام وأصفق الناس على الإسلام فقلت يا أيها الهاتف بالنوام لست بذي وقر عن الكلام فبين عن سنة الإسلام قال وما كنت والله عرفت الإسلام قبل ذلك فأجابني يقول ارحل على اسم الله والتوفيق رحلة لا وان ولا مشيق إلى فريق خير ما فريق إلى النبي الصادق المصدوق فرميت الصنم وخرجت أريد النبي صلى الله عليه وسلم فصادفت وفد همدان يدور بالنبي صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه فأخبرته خبري فسر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أخبر المسلمين وأمرني النبي صلى الله عليه وسلم بكسر الأصنام فرجعت إلى اليمن وقد امتحن الله قلبي بالإسلام وقلت في ذلك ومن مبلغ عنا شآمي قومنا ومن حل بالأجواف سرا وجهرا (5/41)
<42> بأنا هداها الله للحق بعدما تهود منا حائر وتنصرا وأنا برئنا من يغوث وقربه يعوق وتابعناك يا خير الورى العوام بن المنذر الطائي يأتي في القسم الثالث عوذ بن عفراء هو عوف اختلف في اسمه وعوف أصح عوذ الغافقي ذكر في وفد غافق مع جليحة بن صحار عوانة بن الشماخ مضى في عبادة عوسجة بن حرملة بن جذيمة بن سبرة بن خديج بن مالك بن الحارث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة كذا نسبه بن الكلبي وقيل إن جده الأعلى مالك بن ذهل بن ثعلبة بن رفاعة والباقي سواء قال بن منده ذكره البخاري في الصحابة وذكره إسحاق بن سويد الرملي في أعراب بادية الشام ممن له صحبة وروى عن أحمد بن محمد بن عروة الجهني سمعت جدي عروة بن الوليد يحدث بن أبيه عن جده عن عوسجة بن حرملة الجهني أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان ينزل بالمروة وكان يقعد في أصلها الشرقي ويرجع نصف النهار إلى الدومة التي بني عليها المسجد فكان يدور بين هذين الموضعين وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين رآه أعجب به ورأى من قيامه ما لم ير من أحد غيره من بطون العرب يا عوسجة سلني أعطك وقال بن الكلبي عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألف يوم الفتح وأقطعه ذامر عوف بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي هو مسطح وهو لقبه وعوذ اسمه يأتي في الميم عوف بن البلاد بن خالد الجشمي من بني غنم ذكر سيف في الفتوح أنه كان من عمال النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته واستدركه بن فتحون عوف بن الحارث هو عوف بن عفراء أخو معاذ ومعوذ قال أبو عمر سماه بعضهم عوذا وعوف أصح كذا قال وكذا ذكر بن إسحاق فيمن شهد بدرا معاذا ومعوذا وعوفا بني الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد من بني النجار شهدوا بدرا وقال أيضا حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال لما التقى الناس يوم بدر قال عوف بن عفراء يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده قال أن يراه قد غمس يده في القتال حاسرا فنزع عوف درعه وتقدم فقاتل حتى قتل شهيدا عوف بن الحارث قيل هو اسم أبي واقد الليثي يأتي في الكنى عوف بن حصيرة ذكره الإسماعيلي في الصحابة قال بن منده أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج من طريق الشعبي عنه في ساعة الجمعة أنها من خروج الإمام إلى أن تنقضي الصلاة ولم يرفعه وذكره البخاري وغيره في التابعين عوف بن دلهم قال بن منده له ذكر في الصحابة ثم ذكر له أثرا موقوفا عوف بن ربيع بن حارثة بن ساعدة بن خزيمة بن نصر بن قيس بن الحارث بن ثعلبة (5/42)
<43> بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي ذو الخيار وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزل الرقة وولده بها ذكره بن منده عن علي بن أحمد الخزاعي عن محمود بن محمد الأديب ولم يذكره أبو عروبة ولا غيره في تاريخ الخزرجيين قاله أبو نعيم عوف بن سراقة الضمري وأخوه جعيل تقدم ذكره في ترجمة أخيه وروى بن منده من طريق يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن عوف بن سراقة عن أبيه قال لما أصاب سنان بن سلمة نفسه بالسيف لم يخرج له رسول الله صلى الله عليه وسلم دية ولم يأمر بها وأصاب أخي جعيل بن سراقة نفسه فذهبت عينه يوم قريظة فلم يخرج له رسول الله صلى الله عليه وسلم دية ولم يأمر بها عوف بن سلمة بن سلامة بن وقش بفتح الواو والقاف ثم معجمة الأنصاري تقدم ذكر أبيه وأخرج البغوي وابن السكن وابن منده من طريق بن أبي فديك عن بن أبي حبيبة عن عوف بن سلمة بن عوف بن سلمة الأشهلي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار قال بن السكن بن أبي حبيبة هو إبراهيم يعني بن إسماعيل لين الحديث وقال بن عبد البر مخرج حديثه عن أهل المدينة يدور على بن أبي حبيبة عن عوف بن سلمة عن أبيه عوف في فضل الأنصار وإسناده كله ضعيف وليس له غيره ولم ينسبه البغوي بل قال عوف الأنصاري وقال يقال له بن العطاف عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حبيش بن الحارث الأحمسي هو أبو حازم والد قيس مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى عوف بن القعقاع بن معبد بن زرارة التميمي الدارمي يأتي ذكره ونسبه في ترجمة والده ذكره بن السكن وغيره في الصحابة وأخرج الطبراني من طريق محمد بن محمد بن مرزوق عن محمود بن ثوبة بن قيس بن عوف بن القعقاع حدثني أبي عن جده عوف قال وفد أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه غليم فأمر لكل رجل ببردين وأمر لي ببرد فلما انصرفنا باع رجل منهم على أحد برديه فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم في بردين فقال من أين لك هذا قلت اشتريته من فلان قال أنت كنت أحق به منه إذ ضيع ما أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن السكن لا يصح قلت لأن في السند من لا يعرف وقد ذكر الزبير بن بكار عوف بن القعقاع هذا في الموفقيات وذكر عنه كلاما حسنا وهو قوله لئن لم يغفر الله لنا بإحسانه لنهلكن فإنا لا نلقى الله بعمل عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي مختلف في كنيته قيل أبو عبد الرحمن وقيل أبو محمد وقيل غير ذلك قال الواقدي أسلم عام خيبر ونزل حمص وقال غيره شهد الفتح وكانت معه راية أشجع وسكن دمشق وقال بن سعد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي الدرداء روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عبد الله بن سلام وعن شيخ لم يسم روى عنه أبو مسلم الخولاني وأبو إدريس الخولاني وجبير بن نفير وعبد الرحمن بن عائذ وكثير بن مرة وأبو المليح بن أسامة وآخرون روى أبو عبيد في كتاب الأموال من طريق مجالد عن الشعبي عن سويد بن غفلة قال لما قدم عمر الشام (5/43)
<44> قام إليه رجل من أهل الكتاب فقال إن رجلا من المسلمين صنع بي ما ترى وهو مشجوج مضروب فغضب عمر غضبا شديدا وقال لصهيب انطلق فانظر من صاحبه فائتني به فانطلق فإذا هو عوف بن مالك فقال إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضبا شديدا فأت معاذ بن جبل فكلمه فإني أخاف أن يعجل عليك فلما قضى عمر الصلاة قال أجئت بالرجل قال نعم فقام معاذ فقال يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك فاسمع منه ولا تعجل عليه فقال له عمر مالك ولهذا قال رايته يسوق بامرأة مسلمة على حمار فنخس بها لتصرع فلم تصرع فدفعها فصرعت فغشيها أو أكب عليها قال فلتأتني المرأة فلتصدق ما قلت فأتاها عوف فقال له أبوها وزوجها ما أردت إلى هذا فضحتنا فقالت المرأة والله لأذهبن معه فقالا فنحن نذهب عنك فأتيا عمر فأخبراه بمثل قول عوف فأمر عمر باليهودي فصلب وقال ما على هذا صالحناكم قال سويد فذلك اليهودي أول مصلوب رأيته في الإسلام قال الواقدي والعسكري وغيرهما مات سنة ثلاث وسبعين في خلافة عبد الملك عوف بن مالك النصري ذكره خليفة في عمال النبي صلى الله عليه وسلم فقال وعلى هوازن ونصر وثقيف وسعد بن مالك عوف بن مالك النصري كذلك قال وكأنه انقلب عليه والمعروف مالك بن عوف وسيأتي في مكانه عوف بن نجوة يأتي في القسم الثالث عوف الخثعمي والد حصين بن عوف تقدم ذكره في ترجمة ولده حصين عوف السلمي شهد فتح مكة وافتخر به العباس بن مرداس فيمن شهد الفتح من قومه من أبيات يقول فيها خفاف وذكوان وعوف تخالهم مصاعب راقت في طروقتها كلفا بمكة إذ جئنا كأن لواءنا عقاب أرادت بعد تحليقها خطفا عوف الوركاني كان من عمال النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه ضرار بن الأزور يأمره بمحاربة الذين ارتدوا ذكره سيف بن عمر وقد تقدم سند ذلك في ترجمة صلصل عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي بن عم النبي صلى الله عليه وسلم ولد بأرض الحبشة وقدم به أبوه في غزوة خيبر واخرج النسائي وغيره من طريق محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال لما قتل جعفر بن أبي طالب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعوا لي بني أخي فجىء بنا كأنا أفراخ فقال ادعوا إلي الحلاق فأمره فحلق رؤوسنا ثم قال أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب وأما عون فشبيه خلقي وخلقي ثم أخذ بيدي فأمالها فقال اللهم أخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه وهذا سند صحيح أورده بن منده من هذا الوجه مختصرا مقتصرا على قوله إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعون أشبهت خلقي وخلقي ولما أورده بن الأثير في ترجمته قال هذا إنما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه جعفر فأومأ إلى أنه وهم وليس كما ظن بل الحديثان صحيحان وكل منهما معدود فيمن كان أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم واختلف في أي ولدي جعفر محمد وعون كان (5/44)
<45> أسن فأما عبد الله فكان أسن منهما وذكر موسى بن عقبة أن عبد الله ولد سنة اثنتين وقيل غير ذلك كما سبق في ترجمته وقال أبو عمر استشهد عون بن جعفر في تستر وذلك في خلافة عمر وما له عقب عون بن قيس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن سعد بن مالك بن أنس بن وهب بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل وهو خثعم الخثعمي أخو أسماء بنت عميس وأختها سلمى وخال أولاد جعفر وأبي بكر وحمزة وعلي قال بن الكلبي قتل يوم الحرة وهو بن مائة سنة عويج بن خويلد يقال هو اسم أبي عقرب وسيأتي في الكنى عويف بن الأضبط بن ابير بموحدة مصغرا بن جذيمة بن عدي بن الدئل واسم الأضبط ربيعة قال بن الكلبي أسلم عام الحديبية وقال غيره كان النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه على المدينة في عمرة الحديبية وحكى البلاذري ذلك قال وقيل أبو ذر وقال بن ماكولا استخلفه لما اعتمر عمرة القضية قال ويقال فيه عويث بمثلثة بدل الفاء عويف الورقاني ذكر سيف في الردة أن النبي صلى الله عليه وسلم استنهضه لقتال طليحة الأسدي لما بلغه خبره عويم بصيغة التصغير ليس في آخره راء هو بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي وقيل في نسبه غير ذلك قال بن إسحاق أصله من بلي وحالف بني أمية بن زيد كان ممن شهد العقبة وبدرا وأحدا والمغازي ومات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم هذا قول الواقدي وقال غيره مات في خلافة عمر بن الخطاب ويؤيده أنه وقع في الصحيح من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن عمر في حديث السقيفة قال عمر فلقينا رجلان صالحان من الأنصار وزاد الإسماعيلي في روايته قال الزهري فأخبرني عروة بن الزبير أن الرجلين اللذين لقياهما هما عويم بن ساعدة ومعن بن عدي فأما عويم فهو الذي بلغنا أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الذين قال الله تعالى فيهم رجال يحبون أن يتطهروا فقال نعم المرء منهم عويم بن ساعدة وجاء هذا المتن مفردا من حديث جابر وأخرج البخاري في التاريخ من طريق عاصم بن سويد سمعت الصفراء بنت عثمان بن عتبة بن عويم بن ساعدة قالت حدثتني جدتي قالت دعا عمر إلى جنازة عويم بن ساعدة وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخي بينه وبين عمر فقال عمر ما نصبت راية للنبي صلى الله عليه وسلم إلا وتحت ظلها عويم انتهى وقال بن إسحاق آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين حاطب بن أبي بلتعة عويم الهذلي وقيل عويمر بزيادة راء في آخره يأتي عويمر بزيادة راء في آخره هو بن أبي أبيض العجلاني وقال الطبراني هو عويمر بن الحارث بن زيد بن جابر بن الجد بن العجلان وأبيض لقب لأحد آبائه ويؤيد ذلك ما سيأتي عن الموطأ أخرج الشيخان وغيرهما من حديث سهل بن سعد قال جاء العجلاني إلى عاصم بن عدي فقال له يا عاصم أرأيت لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل الحديث (5/45)
<46> في نزول آية اللعان ووقع في الموطأ رواية القعنبي أنه عويمر بن أشقر العجلاني وقيل أنه خطأ وإن عويمر بن أشقر آخر مازني وهو المذكور بعد ولعل أحد آباء عويمر العجلاني كان يلقب أبيض فأطلق عليه الراوي أشقر عويمر بن الأخرم ويقال عمير تقدم عويمر بن أشقر بن عدي بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن عثمان بن مازن الأنصاري المازني نسبه بن البرقي وذكره خليفة فيمن لم يتحقق نسبه من الأنصار وذكره أبو أحمد العسكري في بني الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس وسبقه بن أبي خيثمة فنسبه كذلك وله حديث في الأضاحي من رواية عباد بن تميم عنه عند بن ماجة وغيره وأخرجه الخطيب في المتفق في ترجمة يحيى بن أبي كثير الأنصاري من بني النجار عن عمرو بن يحيى المازني عنه ووقع في بعض طرق حديثه أنه بدري وذكر يحيى بن معين أن عباد بن تميم لم يسمع منه فالله أعلم عويمر أبو الدرداء مشهور بكنيته وباسمه جميعا واختلف في اسمه فقيل هو عامر وعويمر لقب حكاه عمرو بن الفلاس عن بعض ولده وبه جزم الأصمعي في رواية الكديمي عنه واختلف في اسم أبيه فقيل عامر أو مالك أو ثعلبة أو عبد الله أو زيد وأبوه بن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي قال أبو شهر عن سعيد بن عبد العزيز أسلم يوم بدر وشهد أحدا وأبلى فيها قال صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نعم الفارس عويمر وقال هو حكيم أمتي وقال الأعمش عن خيثمة عنه كنت تاجرا قبل البعث ثم حاولت التجارة بعد الإسلام فلم يجتمعا وقال بن حبان ولاه معاوية قضاء دمشق في خلافة عمر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زيد بن ثابت وعائشة وأبي أمامة وفضالة بن عبيد روى عنه ابنه بلال وزوجته أم الدرداء وأبو إدريس الخولاني وسويد بن غفلة وجبير بن نفير وزيد بن وهب وعلقمة بن قيس وآخرون قال أبو شهر عن سعيد بن عبد العزيز مات أبو الدرداء وكعب الأحبار لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وقال الواقدي وجماعة مات سنة اثنتين وثلاثين وقال بن عبد البر إنه مات بعد صفين والأصح عند أصحاب الحديث أنه مات في خلافة عثمان عويمر بن الحارث تقدم في عويمر بن أبي أبيض عويمر والد قيس يأتي ذكره في ترجمة ولده قيس عويمر الهذلي ويقال بغير راء أخرج بن أبي خيثمة والهيثم بن كليب والطبراني وغيرهم من طريق محمد بن سليمان بن سموأل أحد الضعفاء عن عمرو بن تميم بن عويم الهذلي عن أبيه عن جده قال كانت أختي مليكة وامرأة منا يقال لها أم عوف بنت مسروح من بني سعد بن هذيل تحت رجل منا يقال له حمل بن مالك أحد بني هذيل فضربت عفيف أختي بمسطح بيتها وهي حامل فقتلتها وما في بطنها فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بالدية وفي جنينها بغرة الحديث قال وسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إنا أهل بدر فقال إذا رميت الصيد فكل ما أصميت ولا تأكل ما أنميت وقد تقدم عمران (5/46)
<47> بن عويم بنحو قصة الجنين وفيها بعض مخالفة لهذا السياق قال بن الأثير أخرجه بن منده وأبو نعيم في عويم بغير راء وذكرا له حديث الصيد ثم عادا وأخرجاه في عويمر بالراء وذكر له قصة المرأتين وهو واحد العين بعدها الياء عياذ بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره معجمة بن عمرو أو بن عبد عمرو الأزدي أو السلمي ذكره الحسن بن سفيان والطبراني وغيرهما في الصحابة وأخرجوا له من طريق بشر بن صحار العبدي حدثنا المعارك بن بشر بن عياذ العبدي وغير واحد من أعمامي عن عياذ بن عمرو وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فخاطبه يهودي فسقط رداؤه عن منكبيه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يرى الخاتم فسويته عليه فقال من فعل هذا فقلت أنا قال تحول إلي فجلست بين يديه فوضع يده على رأسي فأمرها على وجهي وصدري وكان الخاتم على طرف كتفه الأيسر كأنه رقبة عنز هذه رواية بن منده والطبراني ومن تبعهما وللخطيب من هذا الوجه بلفظ أنه كلم النبي صلى الله عليه وسلم في أن يخدمه وقال فوضع يده على جبهتي ومسح بيده حتى بلغ حجزة الإزار وفيه مثل ركبة العنز وفيه إذا جاء ظهر فائتني وفيه فأعطاني ناقة ثنية أو جذعة فكانت عندي حتى قتل عثمان وفي سنده من لا يعرف وذكره الطبراني وابن منده وغيرهما بالموحدة والمهملة وكذا أورده بن عبد البر مع عباد بن بشر وخالفهم الخطيب وتبعه بن ماكولا فذكره بالمثناة من تحت كما هنا عياش بن أبي ثور قال أبو عمر له صحبة وولاه عمر البحرين قبل قدامة بن مظعون عياش بن أبي ربيعة واسمه عمرو ويلقب ذا الرمحين بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي بن عم خالد بن الوليد بن المغيرة وكان من السابقين الأولين وهاجر الهجرتين ثم خدعه أبو جهل إلى أن رجعوا من المدينة إلى مكة فحبسوه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة وذكر العسكري أنه شهد بدرا وغلطوه وسيأتي له ذكر في ترجمة هشام بن العاص السهمي روى ابنه عبد الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعظيم مكة وروى عنه أيضا أنس بن مالك وعبد الرحمن بن سابط وأرسل عنه عمر بن عبد العزيز ونافع مولى بن عمر قال بن قانع والقراب وغيرهما مات سنة خمس عشرة بالشام في خلافة عمر وقيل استشهد باليمامة وقيل باليرموك عياش بن علقمة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ذكره الزبير بن بكار وأن أباه مات كافرا قبل الفتح وعياش هذا يشبه أن يكون من مسلمة الفتح فقد ذكر الزبير عن بن زبالة في أخبار المدينة أن ابنه عبد الله بن عياش أقطعه مروان وهو أمير المدينة في سنة إحدى وأربعين أرضا بالعقيق عياض بن جمهور ذكره الإسماعيلي في الصحابة وأخرج له من طريق حريث بن المعلى (5/47)
<48> الكندي كان ينزل كندة سمعت بن عباس يحدث عن عياض بن جمهور قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل الرجل يدخل علي بسيفه يريد نفسي ومالي كيف أصنع قال تناشده الله عز وجل وتذكره به وبأيامه فإن أبي فقد حل لك دمه فلا تكونن أعجز منه وفي سنده علي بن قرين وهو واه ضعيف عياض بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي عم محمد بن إبراهيم التيمي ذكره بن منده وغيره وأخرجوا من طريق الواقدي عن عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عمه عياض أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد جاء وقد مثل بحمزة فذكر القصة عياض بن حارث الأنصاري يأتي في عياض بن عبد الله عياض بن حمار بن أبي حمار بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي المجاشعي نسبه خليفة وغيره حديثه في صحيح مسلم وعند أبي داود والترمذي عنه حديث آخر أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم فلم يقبل منه وسكن البصرة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه مطرف بن عبد الله وأخوه يزيد بن عبد الله بن الشخير والعلاء بن زياد وعقبة بن صهبان وغيرهم وأبوه باسم الحيوان المشهور وقد صحفه بعض المتنطعين من الفقهاء لظنه أن أحدا لا يسمى بذلك عياض بن خويلد الهذلي ثم الضبعي لقبه بريق بموحدة مصغرا قال المرزباني في معجم الشعراء حجازي وأنشد له في بني لحيان جزتنا بنو دهمان حقن دمائهم جزاء سنمار بما كان يفعل فإن تصبروا فالحرب ما قد علمتم وإن ترحلوا فإنه شر من رحلوا قال فاستعدوا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في حجة الوداع فقالوا يا رسول الله هجينا في الإسلام فاستعداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه فكلمه فيه رجال من قريش فوهبه لهم قال وله قصة مع عمر قلت ذكرها بن إسحاق في المغازي ورويناها في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا من طريقه قال حدثني من سمع عكرمة عن بن عباس وأخرجها البيهقي في شعب الإيمان من طريق بن لهيعة عن عطاء عن بن عباس قال حدثني من سمع عكرمة بينما نحن عند عمر بن الخطاب وهو يعرض الديوان إذ مر به رجل أعمى أعرج قد عيي قائده فرآه عمر فعجب من شأنه فقال من يعرف هذا فقال رجل من القوم هذا من بني ضبعاء أبهلة بن بريق قال ومن بريق قال رجل من اليمن اسمه عياض قال أشاهد هو قال نعم فأتى به عمر فقال ما شأنك وما شأن بني ضبعاء فقال إن بني ضبعاء كانوا اثني عشر رجلا فجاوروني في الجاهلية فجعلوا يأكلون ويشتمون عرضي وإني نهيتهم وناشدتهم الله والرحم فأبوا علي فأمهلتهم حتى إذا كان الشهر الحرام دعوت عليهم فقلت اللهم أدعوك دعاء جاهدا اقتل بني ضبعاء إلا واحدا (5/48)
<49> ثم اضرب الرجل فذره قاعدا أعمى إذا ما قيد عيي القائدا فلم يحل الحول حتى هلكوا غير واحد وهو كما ترى قد أعيا قائده فقال عمر سبحان الله إن في هذا لعبرة وعجبا فذكر القصة قلت واسم الأعمى المذكور أبهلة مضى في حرف الألف عياض بن زعب بن حبيب المحاربي يأتي ذكره في ولده مسلم بن عياض في حرف الميم إن شاء الله تعالى عياض بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري ذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وغيرهما فيمن هاجر إلى الحبشة وفيمن شهد بدرا وقال خليفة بن خياط يقال إنه عياض بن غنم بن زهير المعروف في فتوح الشام يعني أنه نسب إلى جده ومال بن عساكر إلى هذا وقواه بأن الزبير وعمه مصعبا لم يذكرا إلا بن غنم وقد أثبت هذا بن سعد تبعا للواقدي فإنه قال عياض بن زهير بن أخي عياض بن غنم بن زهير وكذا جزم أبو أحمد العسكري بأن عياض بن غنم غير عياض بن زهير عياض بن زيد العبدي ذكره البغوي في الصحابة وعزاه لابن سعد وقال أبو شيخ الهنائي حدثني رجل من عبد القيس يقال له عياض أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بذكر ربكم وصلوا صلاتكم في أول وقتكم فإن الله يضاعف لكم أخرجه الطبراني وغيره وفي السند من لا يعرف وفيه سليمان بن داود المنقري وهو الشاذكوني المشهور بالحفظ والضعف الشديد عياض بن سعيد بن جبير بن عوف الأزدي ثم الحجري ذكره بن منده في الصحابة وقال شهد فتح مصر وله ذكر ولا تعرف له رواية ولم يزد بن يونس في تعريفه على أنه شهد فتح مصر عياض بن سليمان ذكره أبو موسى في الذيل وأخرج حديثه الحاكم في المستدرك من طريق الوليد بن مسلم عن ضمرة عن حماد بن أبي حميد عن مكحول عن عياض بن سليمان وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيار أمتي فيما أنبأني به الملأ الأعلى قوم يضحكون جهرا ويبكون سرا من خوف شدة عذاب الله الحديث وأخرجه أبو موسى من هذا الوجه لكن وقع عنده عن حماد بن أبي حميد وأخرج أبو نعيم نحو هذا الحديث من وجه آخر عن مكحول لكن قال عياض بن غنم عياض بن عبد الله الضمري ذكره أبو سعيد العسكري في الصحابة وأخرج من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن الزهري أنه كتب إليهم أن عياض بن عبد الله أخبرهم أنهم تذاكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون فقال أرجو ألا يطلع علينا من نقابها عياض بن عبد الله الثقفي ويقال عياض بن الحارث الأنصاري أخرج حديثه بن أبي عاصم في الوحدان من طريق أبي عاصم قال حدثنا أبو علي الثقفي هو عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي أن عبد الله بن عياض حدثه عن أبيه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هوازن في اثني عشر ألفا فقتل من أهل الطائف مثل ما قتل من قريش يوم بدر ثم أخذ بطحاء فرمى بها في وجوهنا (5/49)
<50> فانهزمنا وأخرج البخاري ومطين وابن منده من طريق أبي عاصم بهذا الإسناد إلى عبد الله بن عياض عن أبيه قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل من بهز بعسل فقال ما هذا قال أهديته لك فقبله فقال احم لي بقيعي قال فجماه له وكتب له كتابا وأخرج الحديث الأول الحاكم من طريق أبي قلابة الرقاشي عن أبي عاصم لكن وقع عنده أخبرني عبد الله بن عياض بن الحارث الأنصاري فالله أعلم عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي ذئاب ذكره بن منده في الصحابة وأخرج من طريق الجعيد بن عبد الرحمن عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذئاب عن عمه عياض بن عبد الله بن أبي ذئاب قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد يصلي فقام إليه رجل فصلى بصلاته الحديث عياض بن عمرو بن بليل بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري الخزرجي قال العدوي شهد أحدا وما بعدها وكانت له صحبة وهو جد أيوب بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عياض صديق العمري الزاهد استدركه بن الدباغ وابن فتحون عياض بن عمرو الأشعري قال بن حبان له صحبة وقال البغوي يشك في صحبته وقال بن أبي حاتم عن أبيه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ورأى أبا عبيدة بن الجراح قلت وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم عند بن ماجة من طريق الشعبي قال شهد عياض عقدا بالأنبار فقال مالي أراكم لا تقلسون كما كان يقلس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسم أباه فيها وأخرجه بن منده من هذا الوجه فسمى أباه عمرا واختلف فيه على شريك عن مغيرة فقيل عنه عن زياد بن عياض بن عوف بن عياض بن عمرو وروايته عن امرأة أبي موسى عن أبي موسى عند مسلم وروى عنه أيضا سماك بن حرب وحصين بن عبد الرحمن عياض بن غنم بفتح المعجمة وسكون النون بن زهير بن أبي شداد الفهري تقدم نسبه في عياض بن زهير قال بن سعد في الطبقة الأولى عياض بن زهير وساق نسبه هاجر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة في رواية بن إسحاق وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد مات بالمدينة سنة عشرين وليس له عقب وقال في الطبقة الثانية عياض بن غنم بن زهير وساق نسبه ثم قال أسلم قبل الحديبية وشهدها بالشام سنة عشرين وهو بن ستين سنة وذكره فين نزل الشام من الصحابة وزاد أنه كان صالحا سمحا وكان مع بن عمته أبي عبيدة فاستخلفه على حمص لما مات وقيل أن أبا عبيدة كان خاله فأقره عمر قائلا لا أبدل أميرا أمره أبو عبيدة وذكر أبو زرعة الدمشقي بسنده إلى حفص بن عمر عن يونس عن الزهري بعض هذا وقال بن إسحاق كتب عمر إلى سعد سنة تسع عشرة ابعث جندا وأمر عليهم خالد بن عرفطة أو هاشم بن عتبة أو عياض بن غنم فبعث عياضا قال الزبير هو الذي فتح بلاد الجزيرة وصالحه أهلها وهو أول من أجاز الدرب وقال بن أبي عاصم عن الحوطي عن إسماعيل بن عياش كان (5/50)
<51> يقال لعياض زاد الراكب لأنه كان يطعم رفقته ما كان عنده وإذا كان مسافرا أثرهم بزاده فإن نفد نحر لهم جمله عياض بن غنم الأشعري أخرج بن قانع من طريق القواريري عن عمرو بن الوليد الأغضف عن معاوية بن يحيى عن زيد بن جابر عن جبير بن نفير عن عياض بن غنم الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عياض لا تزوجن عجوزا ولا عاقرا فإني مكاثر بكم وسنده ضعيف من أجل عمرو وأورده أبو نعيم في ترجمة الفهري رواه من طريق القواريري أيضا لكن لم يقع في روايته قوله الأشعري وكذا أخرجه الحاكم من طريق داهر بن نوح عن عمرو بن الوليد وأخرج بن منده من طريق الزهري عن عروة عن عياض بن غنم أنه رأى نبطا يشمسون في الجزية فقال لعاملهم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا وقد قيل في هذا عن عروة عن هشام بن حكيم أورده بن منده في ترجمة عياض بن غنم الفهري أو الأشعري وعروة لم يدرك الفهري لكن قد أخرج بن منده من طريق بن عائذ عن جبير بن نفير أن عياض بن غنم وقع على صاحب داريا حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم فذكر قصة وفيها فقال عياض لهشام ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يقل له علانية وأخرجه الحاكم في المستدرك من هذا الوجه ووقع عنه عياض بن غنم الأشعري وأظن الأشعري وهما والله أعلم فإن الذي ولي الإمرة حيث كان هشام بالشام هو الفهري لا الأشعري لكن للأشعري حديث آخر أخرجه أبو يعلى من طريق أبي الزبير عن شهر بن حوشب عن عياض بن غنم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما الحديث وهذا هو الأشعري فإن شهرا أشعري وهو لم يدرك الفهري والله أعلم عياض بن يزيد أو يزيد بن عياض ذكره الطبراني بالشك وأخرج من رواية أبي الوليد الطيالسي عن شعبة عن عاصم بن كليب سمعت عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض يحدث أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمر يدخل به الجنة فقال هل من والديك أحد حي قال لا قال اسق الماء الحديث ورواه الحوضي عن شعبة فزاد فيه بعد عياض عن رجل منهم أنه سأل عياض الأنصاري ذكره الطبراني وغيره حديثه عند محمد بن القاسم الأسدي أحد الضعفاء عن عبيدة بن أبي رائطة الحذاء عن عبد الملك بن عبد الرحمن الأنصاري عن عياض الأنصاري وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احفظوني في أصحابي وأصهاري الحديث أخرجه الطبراني وابن منده وسنده ضعيف وأخرجاه أيضا من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن عبيدة عن عبد الملك عن عياض الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله كلمة على الله كريمة ولها من الله مكان قال أبو نعيم رواه أبو داود بن شبيب عن عبيدة فقال عن عبد الملك بن عمير والمحفوظ أن عبد الرحمن في الحديثين معا عياض الكندي ذكره بن أبي عاصم وأخرج من طريق سعيد بن صالح بن عياض (5/51)
<52> الكندي عن أبيه عن جده سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا شرب الرجل الخمر فاجلدوه ثم إن عاد فاجلدوه ثم إذا عاد فاضربوا عنقه عيدان بن أشوع الحضرمي ذكر مقاتل في تفسيره أنه الذي حاصر امرأ القيس بن عابس الكندي في أرضه وفيه نزلت إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا الآية وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة ربيعة بن عيدان ووقع في تفسير الماوردي عيدان بن ربيعة عيسى بن عبد الله الصباحي ذكر الرشاطي عن أبي عبيد بن المثنى أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشج قال ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون عيسى بن عقيل الثقفي قال أبو عمر روى عنه زياد بن علاقة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بابن له به لمم اسمه حارثة فسماه عبد الرحمن قلت وأخرج حديثه أبو علي بن السكن تبعا للبغوي وقال ليس بمعروف في الصحابة وهو معدود في الكوفيين ثم ساق من طريق حماد الحنفي قال واسمه مفضل بن صدقة كوفي صالح الحديث عن زياد بن علاقة وقال لم يحدث به عن زياد غيره انتهى وكذا ذكره بن منده من طريق أبي حماد الحنفي عن زياد وقال إن كان محفوظا وقال وقيل عيسى بن معقل وأما بن السكن فتردد في ضبط عقيل أهو بالتصغير أو بوزن عظيم والثاني هو المعتمد وبه جزم بن ماكولا تبعا للخطيب وقال له صحبة وعيسى بن معقل آخر تابعي أخرج له أبو داود وهو أسدي لا ثقفي عيسى بن لقيم العبسي ذكره المستغفري وروى عن بن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم له من خيبر مائتي وسق استدركه أبو موسى عيسى المسيح بن مريم الصديقة بنت عمران بن ماهان بن الغار رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ذكره الذهبي في التجريد مستدركا على من قبله فقال عيسى بن مريم رسول الله رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء وسلم عليه فهو نبي وصحابي وهو آخر من يموت من الصحابة وألغزه القاضي تاج الدين السبكي في قصيدته في آخر القواعد له فقال من باتفاق جميع الخلق أفضل من خير الصحاب أبي بكر ومن عمر ومن علي ومن عثمان وهو فتى من أمة المصطفى المختار من مضر وأنكر مغلطاي على من ذكر خالد بن سنان في الصحابة كأبي موسى وقال إن كان ذكره لكونه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فكان ينبغي له أن يذكر عيسى وغيره من الأنبياء أو من ذكره هو من الأنبياء غيرهم ومن المعلوم أنهم لا يذكرون في الصحابة انتهى ويتجه ذكر عيسى خاصة لأمور اقتضت ذلك أولها أنه رفع حيا وهو على أحد القولين الثاني أنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ببيت المقدس على قول ولا يكفي اجتماعه به في السماء لأن حكمه من حكم الظاهر الثالث أنه ينزل إلى الأرض كما سيأتي بيانه فيقتل الدجال ويحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فبهذه الثلاث يدخل في تعريف الصحابي وهو الذي عول عليه الذهبي وقد رأيت أن أذكر له ترجمة مختصرة ساق بن إسحاق في كتاب المبتدأ نسب مريم إلى داود عليه السلام فكان بينها وبينه ستة وعشرون أبا وكانت أم مريم لا تحمل فرأت طيرا يزق (5/52)
<53> فرخا فاشتهت الولد فاتفق أن حملت فنذرت إن تم حملها ووضعت أن تجعل حملها خادما لبيت المقدس وكانوا يفعلون ذلك الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب في قوله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم قال جمعهم فجعلهم أرواحا ثم صورهم ثم استنطقهم فتكلموا فأخذ عليهم العهد والميثاق أن لا إله غيره وأن روح عيسى كانت في تلك الأرواح فأرسل إلى مريم ذلك الروح فسئل مقاتل بن حيان أين دخل ذلك الروح فذكر عن أبي العالية عن أبي أنه دخل من فيها أخرجه أبو جعفر الفريابي في كتاب القدر وعبد الله بن أحمد في زيادات كتاب الزهد وسنده قوي وثبت في الصحيحين من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من وليد إلا ويمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا إلا مريم وابنها وأخرجه مسلم من طريق أبي يونس وأحمد من طريق عجلان وعن طريق الأعرج من طريق عبد الرحمن بن يعقوب والطبري من طريق أبي سلمة ومن طريق أبي صالح كلهم عن أبي هريرة وذكر السدي في تفسيره بأسانيد إلى بن مسعود وغيره أن أخت مريم قالت لمريم أشعرت أني حبلى قالت نعم فأنا حبلى قالت فإني أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك وذكره مالك من رواية بن القاسم عنه قال بلغني أن عيسى ويحيى ابنا خالة وكان حملهما معا فذكره بمعناه أخرجه بن أبي حاتم من طريقه وقد ثبت في حديث إلاسراء أن عيسى ويحيى ابنا خالة ومن طريق مجاهد قال قالت مريم كنت إذا خلوت به حدثني وإذا كنت بين الناس سبح في بطني واختلف في مدة حملها به فقيل ساعة وقيل ثلاث وقيل تسع ساعات وقيل ثمانية أشهر وقيل سنة وقيل تسعة أشهر وقال بن إسحاق لما ظهر حملها لم يدخل على أهل بيت ما دخل على آل زكريا وتكلم فيها اليهود فتوارت مريم عنهم واعتزلتهم فكان ما قص الله تعالى عنها في سورة مريم في قوله تعالى فانتبذت به مكانا قصيا فأجاءها المخاض إلى قوله رطبا جنيا فجاء عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أطعموا نساءكم حتى الحاملات الرطب فإن لم يكن رطب فتمر فليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران الحديث وفيه أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من الطينة التي خلق منها آدم وفي سنده ضعف وانقطاع والمشهور أنها ولدته ببيت لحم من بيت المقدس وأخرجه النسائي من حديث أنس مرفوعا بسند لا بأس به وله شاهد عند البيهقي من حديث شداد بن أوس وجاء عن وهب بن منبه أنها ولدته بمصر وجزم غيره بأنها ولدته ببيت لحم فخافت عليه فتوجهت به إلى مصر فنشأ بها حتى صار عمره اثنتي عشرة سنة وقيل إنها لم تحض قبل الحمل به إلا حيضة واحدة وذكر وهب أنه لما ولد تكسرت الأصنام في الشرق والغرب واشتهر أمره منذ تكلم في المهد وظهرت على يده الخوارق واختلف متى تكلم بعد أن قال في المهد ما قال ففي تفسير مقاتل عن الضحاك عن بن عباس لم يتكلم بعد حتى بلغ ما يبلغ الأطفال الكلام فنطق بالحكمة وذكر أبو حذيفة البخاري في المبتدا وهو واهي الحديث من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد ومن طريق مكحول عن أبي هريرة قال أول ما نطق لسان عيسى به بعد كلامه في المهد أنه مجد الله تمجيدا لم تسمع الآذان مثله وكان كلامه في المهد وهو بن أربعين يوما وذكر السدي بأسانيد عن مشايخه في حديث ذكره أن ملكا من ملوك بني إسرائيل مات وحمل على سريره فجاء عيسى فدعا الله فأحياه وأخرج أبو داود (5/53)
<54> في كتاب القدر من طريق معمر عن الزهري عن بن طاوس عن أبيه قال لقي عيسى إبليس فقال أما علمت أنه لن يصيبك إلا ما كتب لك قال نعم قال فارق بذروة هذا الجبل فتردى منه فانظر تعيش أو لا قال عيسى أما علمت أن الله قال لا يجربني عبدي فإني أفعل ما شئت لفظ طاوس وفي رواية الزهري فقال عيسى إن العبد لا يبتلي ربه لكن الله يبتلي عبده وأخرجه من طريق خليد بن زيد عن طاوس وأخرجه بن أبي الدنيا من وجه آخر نحوه ونشأ عيسى زاهدا في الدنيا لم يتخذ بيتا ولا زوجة وكان يسبح في الأرض ويتقوت بما يخرج منها ولا يدخر شيئا وكان يخبر الناس بما يأكلون وما يدخرون كما قال الله تعالى ويحيى الموتي ويخلق الطير فقيل هو الخفاش قيل كان لا يعيش إلا يوما واحدا وقال وهب كان يطير بحيث يغيب عن الأعين فيقع ميتا ليتميز خلق الله من فعل غيره وقال الثعلبي إنما خص الخفاش لأنه يجتمع فيه الطير والدابة فله ثدي وأسنان ويحيض ويلد ويطير واتفق أن عصر عيسى كان فيه أعيان الأطباء فكان من معجزاته الإتيان بما لا قدرة لهم عليه وهو إبراء ألاكمه والأبرص ونزلت عليه المائدة وأرسل إلى بني إسرائيل وعلم التوراة وأنزل عليه الإنجيل فكان يقرؤهما ويدعو إليهما فكذبه اليهود وصدقه الحواريون فكانوا أنصاره وأعوانه وأرسلهم إلى من بعث إليه يدعونهم إلى التوحيد ثم إن اليهود تماثلوا على قتله فألقى الله شبهه على واحد من أتباعه ورفعه الله فأخذوا ذلك الرجل فقتلوه وصلبوه وظنوا أنهم قتلوا عيسى فاكذبهم الله في ذلك وثبت في الصحيحين عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف عيسى فقال ربعة آدم كأنما خرج من ديماس أي حمام وفي لفظ آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال وفي لفظ سبط الشعر وفي البخاري من حديث بن عباس رفعه رأيت ليلة أسري بي فذكر الحديث وفيه ورأيت عيسى أحمر ربعة سبطا ومن حديث أبي هريرة مثله وعند أحمد من طريق عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة رفعه ينزل عيسى ويكسر الصليب الحديث وفيه وتعطل الملل كلها فلا يبقى إلا الإسلام ويقع الأمن في الأرض وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده يوشك أن ينزل عليكم عيسى بن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال الحديث وفي صحيح مسلم عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق وفيهما عنه ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال وقال النووي في ترجمته في تهذيب الأسماء إذا نزل عيسى كان مقررا للشريعة المحمدية لا رسولا إلى هذه الأمة ويصلي وراء إمام هذه الأمة تكرمة من الله لها من أجل نبيها وفي الصحيح كيف إذا نزل عيسى بن مريم وإمامكم منكم قال وقد جاء أنه يتزوج بعد نزوله ويولد له ويدفن عند النبي صلى الله عليه وسلم انتهى واختلف في مدة إقامته في الأرض بعد أن ينزل آخر الزمان فقيل سبع سنين وقيل أربعين وقيل غير ذلك وقد وقع عند أحمد من حديث أبي هريرة بسند صحيح رفعه أنه يلبث في الأرض مدة أربعين سنة واختلف في عمره في الدنيا منذ ولد إلى أن رفع فقيل ثلاث وثمانون سنة وهذا أشهر وقيل أربع وثمانون وفي مرسل سعيد بن المسيب أنه عاش ثمانين ذكره من رواية علي بن زيد عنه وهو ضعيف وفي مستدرك الحاكم عن فاطمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها أن عيسى عاش مائة وعشرين (5/54)
<55> سنة في حديث ذكره وأخرج النسائي وابن ماجة من طريق الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما أراد الله أن يرفع عيسى خرج على أصحابه وفي البيت اثنا عشر رجلا فقال إن منكم من يكفر بي بعد أن آمن ثم قال أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني فيكون رفيقي في الجنة فقام شاب أحدثهم سنا فقال أنا قال اجلس ثم عاد فعاد فقال اجلس ثم عاد فعاد الثالثة فقال أنت هو فألقى عليه شبهه وأخذ الشاب فصلب بعد أن رفع عيسى إلى السماء من البيت وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشاب وهذا أصح مما حكاه الفراء أن رأس الجالوت وهو كبير اليهود هجم البيت الذي فيه عيسى فألقى الله شبه عيسى عليه ورفع عيسى فخرج على اليهود والسيف في يده مشهور فقال لم أجد عيسى فرأوا شبهه عليه فقالوا أنت عيسى فأخذوه وقتلوه وصلبوه العيص بن ضمرة تقدم في ضمرة بن العيص عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جوية بالجيم مصغرا بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة الفزاري أبو مالك يقال كان اسمه حذيفة فلقب عيينة لأنه كان أصابته شجة فجحظت عيناه قال بن السكن له صحبة وكان من المؤلفة ولم يصح له رواية أسلم قبل الفتح وشهدها وشهد حنينا والطائف وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم لبني تميم فسبي بعض بني العنبر ثم كان ممن ارتد في عهد أبي بكر ومال إلى طلحة فبايعه ثم عاد إلى الإسلام وكان فيه جفاء سكان البوادي قال إبراهيم النخعي جاء عيينة بن حصن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة فقال من هذه وذلك قبل أن ينزل الحجاب فقال هذه عائشة فقال ألا أنزل لك عن أم البنين فغضبت عائشة وقالت من هذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأحمق المطاع يعني في قومه رواه سعيد بن منصور عن أبي معاوية عن الأعمش عنه مرسلا ورجاله ثقات وأخرجه الطبراني موصولا من وجه آخر عن جرير أن عيينة بن حصن دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال وعنده عائشة من هذه الجالسة إلى جانبك قال عائشة قال أفلا أنزل لك عن خير منها يعني امرأته فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اخرج فاستأذن فقال إنها يمين على ألا أستأذن على مضري فقالت عائشة من هذا فذكره ومن طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي وائل سمعت عيينة بن حصن يقول لعبد الله بن مسعود أنا بن الأشياخ الشم فقال له عبد الله ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وأخرج بن السكن في ترجمته من طريق عبد الله بن المبارك عن سعيد بن يزيد عن الحارث بن يزيد عن عيينة بن حصن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى عليه السلام آجر نفسه بعفة فرجه وشبع بطنه الحديث وأخرجه قاسم بن ثابت في الدلائل من هذا الوجه وذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب الوصايا أن حصن بن حذيفة وصى ولده عند موته وكانوا عشرة قال وكان سبب موته أن كرز بن عامر العقيلي طعنه فاشتد مرضه فقال لهم الموت أروح مما أنا فيه فأيكم يطيعني قالوا كلنا فبدأ بالأكبر فقال خذ سيفي هذا فضعه على صدري ثم اتكىء عليه حتى يخرج من ظهري فقال يا أبتاه هل يقتل الرجل أباه فعرض ذلك عليهم واحدا واحدا فأبوا إلا عيينة فقال له يا أبت أليس لك فيما تأمرني به راحة وهوى ولك فيه مني طاعة قال بلى قال فمرني كيف أصنع قال ألق السيف (5/55)
<56> يا بني فإني أردت أن أبلوكم فأعرف أطوعكم في حياتي فهو أطوع لي بعد موتي فاذهب أنت سيد ولدي من بعدي ولك رياستي فجمع بني بدر فأعلمهم ذلك فقام عيينة بالرياسة بعد أبيه وقتل كرزا وهكذا ذكر الزبير في الموفقيات وفي صحيح البخاري أن عيينة قال لابن أخيه الحر بن قيس استأذن لي على عمر فدخل عليه فقال ما تعطي الجزل ولا تقسم بالعدل فغضب وقال له الحر بن قيس إن الله يقول وأعرض عن الجاهلين فتركه بهذا الحديث أو نحوه وذكر بن عبد البر أن عثمان تزوج بنته فدخل عليه عيينة يوما فأغلط له فقال له عثمان لو كان عمر ما أقدمت عليه وقال البخاري في التاريخ الصغير حدثنا محمد بن العلاء وقال المحاملي في أماليه حدثنا هارون بن عبد الله واللفظ له قالا حدثنا عبد الرحمن بن حميد المحاربي حدثنا حجاج بن دينار عن أبي عثمان عن محمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو قال جاء الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال يا خليفة رسول الله إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة فإن رأيت أن تقطعناها فأجابهما وكتب لهما وأشهد القوم وعمر ليس فيهم فانطلقا إلى عمر ليشهداه فيه فتناول الكتاب وتفل فيه ومحاه فتذمرا له وقالا له مقالة سيئة فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفكما والإسلام يومئذ قليل إن الله قد أعز الإسلام اذهبا فاجهدا علي جهدكما لا رعى الله عليكما إن رعيتما فأقبلا إلى أبي بكر وهما يتذمران فقالا ما ندري والله أنت الخليفة أو عمر فقال لا بل هو لو كان شاء فجاء عمر وهو مغضب حتى وقف على أبي بكر فقال أخبرني عن هذا الذي أقطعتهما أرض هي لك خاصة أو للمسلمين عامة قال بل للمسلمين عامة قال فما حملك على أن تخص بها هذين قال استشرت الذين حولي فأشاروا علي بذلك وقد قلت لك إنك أقوى على هذا مني فغلبتني وقرأت في كتاب الأم للشافعي في باب من كتاب الزكاة أن عمر قتل عيينة بن حصن على الردة ولم أر من ذكر ذلك غيره فإن كان محفوظا فلا يذكر عيينة في الصحابة لكن يحتمل أن يكون أمر بقتله فبادر إلى الإسلام فترك فعاش إلى خلافة عثمان والله أعلم عيينة بن عائشة المري ذكره بن ماكولا ونقل عن بن معدان أن له صحبة وأنه شهد مؤتة ومن بعدها استدركه بن الأثير وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده كعب بن عيينة إن شاء الله تعالى وبه تم حرف العين من القسم الأول وقد فرغت منه في تاسع عشر شوال سنة أربع وأربعين وثمانمائة من الهجرة الشريفة تم الجزء الرابع ويليه الخامس وأوله بقية حرف العين بسم الله الرحمن الرحيم القسم الثاني من حرف العين في معرفة من لم يره صلى الله عليه وسلم ولم يرد انه سمع منه صلى الله عليه وسلم لصغره العين بعدها الألف عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي تقدم نسبه في ترجمة عروة وهذا هو والد داود بن عاصم (5/56)
<57> بن عروة وكان وفاة عروة في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم في سنة تسع من الهجرة قبل ان يسلم قومه من ثقيف كما مضى في ترجمته عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي أمه جميلة بنت ثابت بن أبي الافلح الأنصاري قال بن البرقي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرو عنه شيئا كذا قال وقد جاءت عنه رواية وقال أبو احمد العسكري ولد في السادسة وقال أبو عمر مات النبي صلى الله عليه وسلم وله سنتان وذكر الزبير بن بكار ان عمر زوجه في حياته وأنفق عليه شهرا ثم قال حسبك وذكر قصة قال الزبير كان من أحسن الناس خلقا وكان عبد الله بن عمر يقول انا وأخي عاصم لا نغتاب الناس وقالوا كان طوالا جسيما حتى إن ذراعه تزيد نحو شير وكان يقول الشعر وهو جد عمر بن عبد العزيز لامه وكان عمر طلق أمه فتزوجها يزيد بن جارية بالجيم فولدت له عبد الرحمن فهو أخو عاصم لامه وركب عمر الى قباء فوجده يلعب مع الصبيان فحمله بين يديه فركبت جدته لامه الشموس بنت أبي عامر الى أبي بكر فنازعته فقال له أبو بكر خل بينها وبينه ففعل وذكره مالك في الموطأ وذكر البخاري في التاريخ من طريق عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر انه كان له يومئذ ثمان سنين وعند أبي عمر انه كان حينئذ بن أربع وقال السري بن يحيى عن بن سيرين عن رجل حدثه قال ما رأيت أحدا من الناس الا ولا بد ان يتكلم ببعض ما لا يريد إلا عاصم بن عمر قال بن حبان مات بالربذة وأرخه الواقدي ومن تبعه سنة سبعين وقال مطين سنة ثلاث وسبعين وتمثل اخوه عبد الله لما مات بقول متمم بن نويرة فليت المنايا كن خلفن مالكا فعشنا جميعا أو ذهبن بنا معا فقال له عمر لما تمثل به كن خلفن عاصما عامر بن عبد المطلب ذكره بن الكلبي في النسب وقال درج يعني مات قبل ان يعقب عامر بن الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطلي لأبيه صحبة وقد تقدم انه مات في السنة الثانية وولد هو في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ذكره البلاذرى ولم يسمع له بذكر ولا رواية فكأنه مات صغيرا عائذ الله بن عبيد الله بن عمرو ويقال عيذالله بتشديد الياء التحتانية والذال المعجمة الخولاني أبو إدريس قال مكحول ولد يوم حنين رواه الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عنه وأرسل أبو إدريس عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت وبلال وأبي ذر وعون بن مالك وحذيفة وثوبان ومعاوية وغيرهم روى عنه الزهري وربيعة بن يزيد وبشر بن عبد الله وأبو حازم بن دينار ومكحول وآخرون قال سعيد بن عبد العزيز كان عالم أهل الشام بعد أبي الدرداء وقال أبو زرعة أحسن الناس لقيا لأجله الصحابة ويليه جبير بن نفير وكثير بن مرة واختلفوا في سمعه من معاذ وأنكره الزهري وطائفة وأثبته جماعة منهم بن عبد البر وفي الموطأ عن أبي حازم عن أبي إدريس دخلت مسجد دمشق فإذا انا بفتى براق الثنايا فسألت (5/57)
<58> عنه فقالوا معاذ فذكر القصة في قوله اني لأحبك وقال بن حبان ولاه عبد الملك قضاء دمشق بعد بلال بن أبي الدرداء وقال بن معين وغيره مات سنة ثمانين من الهجرة العين بعدها الباء عباس بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ذكره الأزدي فيمن وافق اسمه اسم أبيه وكأنه الأصغر من ولد العباس وقد مضى قول العباس تموا بتمام فصاروا عشرة في ترجمة تمام بن عباس عباس بن عتبة بن أبي لهب في ترجمة والده عباس بن علقمة بن عبد الله بن أبي قيس القرشي العامري أمه زينب بنت عدي بن نوفل ومات أبوه قبل الفتح وهو الجد الأعلى لمحمد بن عمرو بن عطاء المحدث المشهور ذكره لزبير بن بكار عبد الله بن سيد البشر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب تقدم ذكره في ترجمة الطاهر وجزم هشام بن الكلبي بأن عبد الله والطيب والطاهر واحد اسمه عبد الله والطيب والطاهر لقبان له عبد الله بن أبي احمد بن جحش بن رئاب بكسر الراء ثم تحتانية مهموزة وآخره موحدة الأسدي قال بن سعد له رؤية وقال بن منده أتى به أبوه الى النبي صلى الله عليه وسلم لما ولد فسماه عبد الله واخرج له الطبراني حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو احمد العسكري لا يصح له منه سماع وأخرج أبو داود والطبراني في الأوسط من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش عن عبد الله بن أبي احمد عن علي حديث لا يتم بعد احتلام قال الطبراني بعد تخريجه لا نعرف لعبد الله حديثا مسندا غير هذا فكأنه أشار الى ان حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل واخرج بن أبي عاصم في الوحدان من طريق حسين بن أبي لبابة قال هاجرت أم كلثوم بنت عقبة في الهدنة فخرج اخواها عمارة والوليد فكلما رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فنقض الله العهد الذي كان بينهم في النساء خاصة ونزلت الآية التي في سورة الإمتحان عبد الله بن أبي امامة بن ثعلبة الأنصاري الحارثي مات أبوه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في ترجمته في الكنى فهو من أهل هذا القسم لأن الأنصار كانوا يأتون بأولادهم إذا ولدوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فيحنكهم ويدعو لهم وقد روى هو عن أبيه وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه المنيب وابن ابنه عبد الله بن المنيب وصالح بن كيسان وآخرون وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال كنيته أبو رملة وله شيخ آخر يقال له عبد الله بن أبي امامة البلوى فرق بينهما البخاري وجعلهما بعض المصنفين في الرجال واحدا والظاهر انهما اثنان (5/58)
<59> عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي بن أخي عبد الله بن أبي أوفى ذكره المرزباني في معجم الشعراء واسم أبي أوفى علقمة وله ولولده عبد الله صحبة ولم ار الوالده أوفى ذكرا فكأنه مات قبل الإسلام وترك ولده هذا فيكون من أهل هذا القسم عبد الله بن بقطر ذكر أبو جعفر الطبري انه قتل مع الحسين بن علي بكربلاء وكان رضيعه عبد الله بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري ذكره خليفة فقال قتل هو وأخواه محمد ويحيى يوم الحرة وأبوهم استشهد باليمامة ولأولاده رؤية عبد الله بن ثابت بن الجذع الأنصاري ذكر بن سعد ان أباه ثابتا استشهد بالطائف وترك من الولد عبد الله والحارث وأم إياس عبد الله بن الحارث بن عمرو بن المؤمل القرشي العدوي ولد علي عهد النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه قاله أبو عمر قلت وقد مضى ذكر والده في القسم الأول من حرف الحاء عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي لأبيه ولجده صحبة وأمه هي هند بنت أبي سفيان بن حرب قال البغوي لما ولدت أرسلت به أمه الى أختها أم حبيبة فقالت يا رسول الله هذا بن أختي فحنكه وتفل في فيه وكذا قال بن سعد وكانت يلقب ببة بموحدتين مفتوحتين الثانية ثقيلة وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ويقال كان له عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم سنتان وروى عن أبيه وعم جده العباس وعن عمر وعلي وابن مسعود وأم هانئ وغيرهم روى عنه أولاده عبد الله وعبيد الله وإسحاق ومن التابعين عبد الملك بن عمير وأبو إسحاق السبيعي والزهري وآخرون أنفقوا على توثيقه قاله بن عبد البر وقال يعقوب بن شيبة كان ثقة ظاهر الصلاح وله رضا في العامة ولما مات يزيد بن معاوية وهرب عبد الله بن زياد عامله على العراقين رضى أهل البصرة بعبد الله بن الحارث هذا وذكر البغوي في ترجمته انه ولى البصرة لابن الزبير وكانت وفاته بعمان سنة أربع وثمانين قاله بن سعد وقال بن حبان في الثقات مات بالأبواء قتلته السموم سنة تسع وسبعين وقال غيره ان الذي مات بالسموم انا هو ولده عبد الله بن الحارث عبد الله بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي أخو عبد الرحمن قال أبو عمر ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل عنه ولا صحبة له وكذا قال البخاري وابن أبي حاتم ان روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة وقال أبو حذيفة البخاري في الفتوح بلغنا ان الطاعون الذي كان بعمواس لم ينج منه من آل المغيرة بن عبد الله بن مخزوم الا المهاجرين خالد بن الوليد وعبد الله بن الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي عمرو بن أبي حفص بن المغيرة عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص العبشمي بن أخي عتاب لأبيه صحبة وتقدم في القسم الأول عبد الله بن زيد بن سهل الأنصاري أخو أنس من أمه هو عبد الله بن أبي (5/59)
<60> طلحة يأتي عبد الله بن سبرة الحرشي له صحبة وشهد الفتوح في بدء الإسلام وقال أبو علي القالي في الأمالي بارز ارطبون الرومي عبد الله بن سبرة سنة خمس عشرة فقتله عبد الله وقطع ارطبون يده فقال عبد الله يرثى يده ويل أم جار غداة الروع فارقنى اهون على به إذ بان فانقطعا يمنى يدي غدت منى مفارقة لم استطع يوم فلطاس لها تبعا وقائل غاب عن شأنى وقائلة هلا اجتنبت عدو الله إذ صرعا ويل أمه فارسا اجلت عشيرته حامي وقد ضيعوا الأحساب فارتجعا يمشى الى مستجيب مثله بطل حتى إذا امكنا سيفيهما انقطعا حاسيته الموت حتى اشتف آخره فما استكان لما لاقى ولا جزعا فان يكن ارطبون الروم قطعها فان فيها بحمد الله منتفعا وهو القائل ان أقلب الطعن فالطاعون يرصدني كيف البقاء على طعن وطاعون وهو القائل يخاطب يزيد بن معاوية تجاوز بحلم منك عنى هذه لك الخير وانظر بعد كيف اكون عبد الله بن سندر الجذامي تقدم التنبيه عليه في ترجمته في القسم الأول عبد الله بن سهل بن قرظة الأنصاري أحد بني عمرو بن عوف ذكر الدارقطني في المؤتلف والمختلف ان أمه معاذة بنت عبد الله مولاة عبد الله بن أبي تزوجها أبوه سهل بن قرظة فولدته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكذا حكاه بن عبد البر في ترجمة معاذة عبد الله بن سهل بن حنيف الأنصاري أبوه صحابي شهير قال بن منده ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال وأمه أميمة التي كانت امرأة حسان بن الدحداح وفيها نزلت إذا جاءك المؤمنات يبايعنك رواه بن وهب عن بن لهيعة عن يزيد بن حبيب انه بلغه ذلك قال بن الأثير الصحيح ان عبد الله روى عن أبيه روى عنه عبد الله بن محمد بن عقيل ثم ساق حديثه في فضل من أعان مجاهدا من مسند احمد كذلك قلت وليس بينه وبين ما قال بن منده تدافع عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي تقدم في ترجمة أبيه في القسم الأول سياق نسبه وولد هو في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمه سلمى بنت عميس فهو أخو أولاد حمزة بن عبد المطلب لأمهم وابن خالة أولاد جعفر وكذا محمد بن أبي بكر وبعض ولد علي امهم أسماء بنت عميس روى عبد الله عن أبويه وخالاته ميمونة أم المؤمنين وأم الفضل زوج العباس وأسماء بنت عميس وعمر وعلي وابن مسعود ومعاذ وطلحة والعباس بن عبد المطلب وغيرهم روى عنه جماعة من كبار التابعين كربعى بن حراش ومن أوساطهم كطاوس ومن صغار التابعين كسعد بن إبراهيم وأبي إسحاق الشيباني (5/60)
<61> والحكم بن عتبة وغيرهم قال قال الميموني سئل احمد أسمع عبد الله بن شداد من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قال لا وقال العجلي من كبار التابعين وثقاتهم ووثقه الجماعة في الصحيحين وغيرهما وقد أرسل شيئا يأتي بعضه في ترجمة عبد الله بن الهاد العتواري في القسم الأخير اتفقوا على انه فقد في وقعة الجماجم قال العجلي اقتحم فرسه وفرس عبد الرحمن بن أبي ليلى نهر دجيل فذهبا بهما وكذا جزم بن حبان بأنه غرق بدجيل وذلك سنة إحدى أو اثنتين وثمانين عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي تقدم نسبه في ترجمة والده يكنى أبا صفوان وأمه برزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي ولد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله الجعابي وروى عن عمرو بن عمر حفصة وعبد الله وأم سلمة وغيرهم روى عنه بن ابنه أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان وعمرو بن دينار ومحمد بن عباد بن جعفر وآخرون قال الزبير بن بكار كان من أشراف قريش وكان مع بن الزبير في خلافته يقوى أمره ولم يزل معه حتى قتلا جميعا وقال مجاهد كان شريفا حليما ذكره بن سعد في الطبقة العليا من التابعين وذكره بن حبان في الصحابة فقال له صحبة ثم ذكره في ثقات التابعين واخرج العسكري له حديثين مسندين في كل منهما نظر وقال بن عبد البر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث ليغزون هذا البيت جيش فيخسف بهم ومنهم من جعله مرسلا قلت وسبقه لذلك بن أبي حاتم وانما رواه عبد الله بن صفوان عن حفصه أم المؤمنين كذا هو عند مسلم والنسائي وتاريخ البخاري وكذا هو في مسانيد احمد وابن أبي عمر وأبو يعلى وغيرهم عبد الله بن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري أخو أنس بن مالك لامه تقدم نسبه في ترحمة والده ثبت ذكره في حديث أنس في الصحيح انه لما ولدته أم سليم قالت با أنس اذهب به الى النبي صلى الله عليه وسلم فليحنكه فكان أول شيء دخل جوفه ريق النبي صلى الله عليه وسلم وحنكه بتمرة فجعل يتلمظ فقال حب الأنصار التمر قال بن سعد ولد بعد غزوة حنين واقام بالمدينة وكان قليل الحديث فروى عن أبيه وأخيه لامه أنس روى عنه ابناه إسحاق وعبد الله وابن ابنه يحيى بن إسحاق وأبو طوالة وغيرهم وقال أبو نعيم الأصبهاني استشهد بفارس وقال غيره مات بالمدينة سنة أربع وثمانين عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي بن خال عثمان بن عفان لان أم عثمان هي أروى بنت كريز المذكور وأمها البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم واسم أم عبد الله هذا دجاجة بنت أسماء بنت الصلت السلمية ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم واتى به وإليه وهو صغير فقال هذا شبيهنا وجعل يتفل عليه ويعوذه فجعل يبتلع ريق النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه لمسقى وكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء حكاه بن عبد البر وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وما أظنه رآه ولا سمع منه كذا قال واثبت بن حبان له الرؤية وهو كذلك وقال بن منده في الصحابة مات النبي صلى الله (5/61)
<62> عليه وسلم وله ثلاث عشرة سنة كذا قال وهو خطأ واضح فقد ذكر عمر بن شبة في أخبار البصرة أن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم وجد يوم الفتح عند عمير بن قتادة الليثي خمس نسوة فقال فارق أحداهن ففارق دجاجة بنت الصلت فتزوجها عامر بن كريز فولدت له عبد الله فعلى هذا كان له عند الوفاة النبوية دون السنتين وهذا هو المعتمد الحديث المذكور أخرجه بن قانع وابن منده من طريق مصعب الزبيري حدثني أبي عن جدي مصعب بن ثابت عن حنظلة بن قيس عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد وليس في السياق تصريح بسماعه فهو مرسل وكان عبد الله جوادا شجاعا ميمونا ولاه عثمان البصرة بعد أبى موسى الأشعري سنة تسع وعشرين وضم اليه فارس بعد عثمان بن أبي العاص فافتتح خراسان كلها واطراف فارس وسجستان وكرمان وغيرها حتى بلغ أعمال غزة وفي امارته قتل يزدجرد آخر ملوك فارس واحرم بن عامر من نيسابور شكرا لله تعالى وقدم على عثمان فلامه على تغريره بالنسك وقدم بأموال عظيمة ففرقها في قريش والأنصار وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة واجرى إليها العين وقتل عثمان وهو على البصرة فسار بما كان عنده من الأموال الى مكة فوافى أبا طلحة والزبير فرجع بهم الى البصرة فشهد معهم وقعة الجمل ولم يحضر صفين وولاه معاوية البصرة ثلاث سنين بعد اجتماع الناس عليه ثم صرفه عنها فأقام بالمدينة ومات سنة سبع أو ثمان وخمسين وأوصى الى عبد الله بن الزبير واخباره في الجود كثيرة وليست له رواية في الكتب الستة لكن أشار البخاري الى قصة إحرامه فقال في باب قوله تعالى الحج أشهر معلومات من كتاب الحج وقال بن عباس من السنة ألا يحرم بالحج الا في اشهر الحج وكره عثمان ان بحرم من خراسان أو كرمان وذكرت في تعليق التعليق ان سعيد بن منصور وأبا بكر بن أبي شيبة اخرجا من طريق يونس بن عبيد عن الحسن ان عبد الله بن عامر احرم من خراسان فلما قدم على عثمان لامه فيما صنع وكرهه وأخرجه عبد الرزاق من طريق محمد بن سيرين قال احرم عبد الله بن عامر من خراسان فقدم على عثمان فلامه وقال غررت بنسكك واخرج البيهقي من طريق داود بن أبي هند ان عبد الله بن عامر بن كريز حين فتح خراسان قال لأجعلن شكرى لله ان اخرج من موضعى محرما فأحرم من نيسابور فلما قدم على عثمان لامه على ما صنع قال البيهقي هو عن عثمان مشهور عبد الله بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر العدوي تقدم نسبه في ترجمة أبيه قال الزبير بن بكار في ذكر أولاد عمر بن الخطاب واما زينب بنت عمر فكانت عند عبد الرحمن بن سلول ثم مات فخلف عليها عبد الله بن عبد الله بن سراقه فولدت له ثم ذكر ان ابنى سراقة ماتا فأوصيا الى عمر بابن عبد الله فجعله عمر عند بنته زينب فلما بلغ الحلم قال له من تحب ان ازوجك قال أمي زينب فقال انها ليست أمك ولكنها بنت عمك فزوجها له فولدت له ابنه عثمان فيؤخذ من هذا انه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لكونه بلغ وتزوج وولد له في حياة عمر وكل ذلك بعد الوفاة النبوية بثلاث عشر سنة (5/62)
<63> عبد الله بن عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي حليف آل عمر بن الخطاب القرشي العدوي مولاهم يكنى أبا محمد ذكره الترمذي في الصحابة وقال رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه حرفا وقال أبو زرعة وابن منده أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قلت تقدم في ترجمة أخيه عبد الله بن عامر الأكبر انه استشهد بالطائف وان هذا ولد بعده فسماه أبوه على اسمه وعلى هذا فلم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم بل أخذ القصة عن أمه فأرسلها وان كان ظاهر القصة انه سمع ومن ثم قال الواقدي فيما حكاه بن سعد لا أرى الحديث الذي فيه قصة سماعه محفوظا انتهى وله رواية عن أبيه وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وعائشة وغيرهم روى عنه عاصم بن عبيد الله والزهري ويحيى بن سعيد وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ومحمد بن يزيد بن المهاجر وآخرون قال الهيثم بن عدي مات سنة بضع وثمانين وقال غيره مات سنة خمس وقيل سنة تسع عبد الله بن عبد الرحمن بن العوام الأسدي له رؤية ومضى ذكره في ترجمة أبيه وانه قتل يوم الدار وقتل ولده خارجة مع بن الزبير عبد الله بن عبد بغير إضافة القاري بتشديد التحتانية حليف بني زهرة وهو أخو عبد الرحمن بن عبد وجد يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد ذكره بن حبان في الصحابة واخرج البغوي من طريق بن وهب حدثني يعقوب بن عبد الرحمن القاري قال قال اتى أبي بعبد الرحمن وعبد الله ابني عبد الى النبي صلى الله عليه وسلم فبرك عليهما ومسح رؤوسهما وقال لعبد الله هذا عابد فكانا إذا حلقا رؤوسهما نبت موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الباقي عبد الله بن عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه رقية قال مصعب الزبيري لما هاجر عثمان ومعه رقية الى أرض الحبشة ولدت له هناك غلاما سماه عبد الله وكنى به وكان قبل ذلك يكنى أبا عمرو واخرج أبو نعيم من طريق حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري نحوه واخرج بن منده من طريق عبد الكريم بن روح بن عبسة بن سعيد عن أبيه عن جده مولى عثمان وكانت أمه أم عباس مولاة لرقيه بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال قالت أم عباس ولدت رقية لعثمان غلاما فسماه عبد الله وكنى به وقال أبو سعد النيسابوري في كتاب شرف المصطفى ذكروا ان عبد الله بن عثمان مات قبل أمه بسنة قلت فعلى هذا يكون مات في السنة الأولى من الهجرة الى المدينة عبد الله بن عدي بن الخيار النوفلي سيأتي نسبه في ترجمة أخيه عبيد الله مصغرا وقتل أبوهما كافرا فيكون من هذا القسم كما يأتي تقريره في ترجمة أخيه وكان لعبد الله هذا من الولد عبد العزيز له ذكر ولعبد العزيز ولد اسمه عبد الله قتل شهيدا في أرض الروم مع مسلمة بن عبد الملك على رأس المائة عبد الله بن عمرو بن الأحوص الأزدي وأمه أم جندب لها ولأبيه صحبة ولعبد الله هذا رؤية وسقته أمه في حجة الوداع من ماء مج النبي صلى الله عليه وسلم فيه ووقع لي ذلك بسند عال (5/63)
<64> أخبرنا احمد بن أبي بكر المقدسي في كتابه أخبرنا عيسى بن معالى وأبو بكر بن احمد بن عبد الدائم قالا أنبأنا محمد بن إبراهيم الإربلى انبأتنا شهدة بنت الآرى ح وقرأت على الزبن بن عمر بن محمد البالسي عن زينب بنت احمد بن عبد الرحيم سماعا عن إبراهيم بن محمود قال قرئ على أم عبد الله الرهبانية ونحن نسمع قالت أنبأنا طراد بن محمد الزبيبي أنبأنا هلال بن محمد بن جعفر حدثنا الحسين بن يحيى بن عياش حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جمرة العقبة راكبا ووراءه رجل يستره من رمى الناس فقال يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضا ومن رمى الجمرة فليرمها بمثل حصى الخذف قال ورأيت بين أصابعه حجرا فرمى ورمى الناس ثم انصرف فجاءته امرأة معها بن لها به مس فقالت يا نبي الله ابني هذا تعني ادع له قال فأمرها فدخلت بعض الأخبية فجاءت بتور من حجارة فيه ماء فأخذ بيده فمج فيه ودعا فيه وأعاده وقال أسقيه واغسليه منه قالت فتبعتها فقلت هبي لي من هذا الماء فقالت خذي منه فأخذت منه حفنة فسقيتها ابني عبد الله فعاش فكان من برثه ما شاء الله ان يكون قالت ولقيت المرأة فزعمت ان ابنها بريء وانه غلام لا غلام خير منه وأخرجه أبو موسى في الزيل بطوله من طريق طراد واخرج أبو داود طرقا منه عن أبي ثور ووهب بن بيان كلاهما عن عبيدة بن حميد فوقع لنا عاليا عبد الله بن فضالة الليثي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فعق عنه أبوه بفرس ذكر ذلك البخاري في تاريخه من رواية موسى بن عمران الليثي عن عاصم بن حدثان الليثي عن عبد الله بن فضالة الليثي فذكره وقال بن أبي حاتم عن أبيه إسناد مضطرب مشايخ مجاهيل كذا قال ولعبد الله رواية عن أبيه في سنن أبي داود وصححها بن حبان من طريق داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عنه عن أبيه انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم اختلف في سنده فقال مسلم بن علقمة عن داود عن أبي حرب عن عبد الله بن فضالة انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم وقول من قال فيه أبيه أصح وفرق العسكري بين الراوي عن أبيه والذي عق عنه وهو محتمل وذر بن حبان الذي روى عنه أبو حرب في ثقات التابعين عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف ذكر العسكري انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وآله وهو صغير وأبوه صحابي يأتي ذكره وروى هو عن أبيه وزيد بن خالد وأبي هريرة وابن عمر روى عنه ابناه محمد والمطلب وإسحاق بن يسار والد محمد بن إسحاق صاحب المغازي ووثقه النسائي وعمل لعبد الملك بن مروان على العراق وولى المدينة في أول إمرة الحجاج وذكره البخاري وأبو حاتم وابن حبان في التابعين وذكره في الصحابة بن أبي خيثمة البغوي وابن شاهين واستدركه أبو موسى من أجل حديث وهم فيه بعض الرواة قال بن أبي خيثمة حدثنا بن أبي أويس حدثني أبي عن عبد الله بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عبد الله بن قيس بن مخرمة قال قلت لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين ركعتين حتى صلى ثلاث عشرة ركعة الحديث أخرجه البغوي عن بن أبي خيثمة وقال يشك في سماعه وأخرجه بن شاهين عن البغوي واستدركه أبو موسى (5/64)
<65> من طريق بن شاهين قال البغوي رواه مالك في الموطأ عن عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عبد الله بن قيس عن زيد بن خالد الجهني قال قلت لارمقن فذكر الحديث قلت وهذا هو الصواب وهكذا أخرجه مسلم وأصحاب السنن من طريق مالك وأبو أويس كثير الوهم فسقط عليه الصحابي وسماع أبي أويس كان مع مالك فالعمدة على رواية مالك ولولا قول العسكري ان لعبد الله بن قيس رؤية لم اذكره الا في القسم الرابع ولو كان كما قال العسكري لكانت له رواية عن عمر فمن يقاربه ولم يوجد ذلك والله اعلم ووقع لابن منده فيه خبط ذكرته في ترجمة عبد الله بن قيس بن عكرمة في القسم الرابع عبد الله بن كعب بن مالك بن أبي القين الأنصاري المدني أبو فضالة يأتي نسبه في ترجمة والده قال البغوي عن الواقدي ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكره العسكري فيمن لحق النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر وعثمان وعلي وأبي امامة بن ثعلبة وجابر وغيرهم وعن أبيه كعب الشاعر المشهور وكان قائده حين عمى روى عنه ابناه عبد الرحمن وخارجة وإخوته عبد الرحمن ومعبد ومحمد أولاد كعب والأعرج والزهري وسعد بن إبراهيم وعبد الله بن أبي يزيد وغيرهم ووثقه العجلي وابن سعد وأبو زرعة وابن حبان وقال مات سنة سبع أو ثمان وتسعين من الهجرة وسيأتي في ترجمة والده ما نقله احمد عن هارون بن إسماعيل ان كعبا كان يكنى في الجاهلية أبا بشير فكناه النبي صلى الله عليه وسلم أبا عبد الله فكأنه كناه بولده هذا فإنه كان أكبر أولاده كما ثبت في الصحيح في حديث طويل وقال احمد أيضا حدثنا هارون بن إسماعيل قال كان عبد الله بن كعب وصى أبيه ومات من آخر من مات من ولد كعب وكنيته أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود بن معتب الثقفي أمه أم عمرو بنت العوام بن عبد المطلب ذكره بن سعد في ترجمة أبيه عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي المدني هذا هو الصواب في نسبه ونسبه بن حبان الى الأسود ولكن قال الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي فوهم ذكره ابن حبان وابن قانع وغيرهما في الصحابة واخرج الطبراني وابن منده وغيرهما من طريق زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن جده قال رأى مطيع في المنام انه أهدى اليه جراب تمر فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال هل بأحد من نسائك حمل قال نعم امرأة من بني ليث قال فإنها ستلد لك غلاما فولدت له غلاما فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه بتمرة وسماه عبد الله ودعا له بالبركة إسناده جيد واخرج بن منده من طريقه حديثا أرسله عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه من عرضت عليه كرامة فلا يدع ان يأخذ منها ما قل أو كثر وقال الزبير بن بكار كان عبد الله بن مطيع أمير أهل المدينة من قريش وغيرهم في وقعة الحرة وكان أمير الأنصار عبد الله بن حنظلة قلت ولابن مطيع مع بن عمر في ذلك قصة مروية في صحيح البخاري واخرج مسلم والبخاري في الأدب المفرد من طريق الشعبي عنه عن أبيه حديثا يأتي في ترجمة أبيه واخرج البغوي من طريق داود بن (5/65)
<66> أبي هند عن محمد بن أبي موسى قال كنت واقفا مع عبد الله بن مطيع بن الأسود بعرفات فذكر أثرا موقوفا قال الزبير بن بكار حدثني عمي قال كان بن مطيع من رجال قريش شجاعة ونجدة وجلدا فلما انهزم أهل الحرة قتل عبد الله بن طلحة وفر عبد الله بن مطيع فنجا حتى توارى في بيت امرأة من حيث لا يشعر به أحد فلما هجم أهل الشام على المدينة في بيوتهم ونهبوهم دخل رجل من أهل الشام دار المرأة التي توارى فيها بن مطيع فرأى المرأة فاعجبته فواثبها فامتنعت منه فصرعها فاطلع بن مطيع على ذلك فدخل فخلصها منه وقتل الشامي فقالت له المرأة بأبي أنت وامي من أنت ثم سكن عبد الله بن مطيع مكة ووازا بن الزبير على امره لما ادعى الخلافة بعد موت يزيد بن معاوية فأرسله عبد الله بن الزبير الى الكوفة أميرا ثم غلبه عليها المختار بن أبي عبيد فأخرجه فلحق بابن الزبير فكان معه الى ان قتل معه في حصار الحجاج له وكان يقاتل أهل الشام وهو يرتجز انا الذي فررت يوم الحرة والحر لا يفر الا مرة وهذه الكرة بعد الفرة وقتل عبد الله بن مطيع يومئذ وحملت رأسه مع رأس عبد الله بن الزبير فقال يحيى بن سعيد الأنصاري اذكر اني رأيت ثلاثة ارؤس قدم بها المدينة رأس بن الزبير ورأس بن مطيع ورأس صفوان أخرجه البخاري في التاريخ وعلى بن المديني عن بن عيينة عنه قال على قتلوا في يوم واحد قلت وكان ذلك في أول سنة أربع وسبعين عبد الله بن معبد بن الحارث بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى الأسدي القرشي ذكر البلاذري انه قتل مع عائشة يوم الجمل سنة ست وثلاثين وأبوه مات بمكة يوم الفتح وهو من أهل هذا القسم عبد الله بن المقداد بن الأسود وأمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب قال بن سعد شهد مع عائشة الجمل فقتل بها فمر به علي بن أبي طالب فقال بئس بن الأخت أنت عبد الله بن هانئ بن يزيد الحارثي أخو شريح بن هانئ تقدم انه وإخوته أولاد هانئ كانوا معه وهم صغار لما وفد على النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن ورقاء بن جنادة السلولي بن أخي حبشي بن جنادة الصحابي الماضي وأبوه ورقاء هلك قبل ان يسلم وذكر الطبري ولده عبد الله بن ورقاء هذا فيمن شهد عين الوردة مع سليمان بن صرد سنة خمس وستين فهو من أهل هذا القسم عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي هو عبد الله الأصغر له رؤية واما الأكبر فتقدم في الأول عبد الله بن أخي أم سلمة تقدم ذكره في ترجمة عبد الله بن الوليد قريبا عبد الرحمن بن جارية يأتي في عبد الرحمن بن يزيد بن جارية عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن محزوم القرشي المخزومي يكنى أبا محمد تقدم ذكر أبيه وأمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد قيل كان بن عشر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حكى ذلك عن مصعب وهو وهم بل كان صغيرا وخرج أبوه بعد النبي صلى الله عليه وسلم (5/66)
<67> لما خرج الى الجهاد بالشام فمات أبوه في طاعون عمواس سنة ثمانية عشرة وتزوج عمر أمه فنشأ في حجر عمر فسمع منه ومن غيره وتزوج بنت عثمان ثم كان ممن ندبه عثمان لكتابة المصاحف من شباب قريش ويقال كان أبوه سماه إبراهيم فغير عمر اسمه حكاه بن سعد وقال بن حبان ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه ثم ذكره في ثقات التابعين وقال البغوي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحسبه سمع منه وذكره البغوي والطبراني في الصحابة والبخاري وأبو حاتم الرازي في التابعين وراج ذلك على من ذكره بالحديث الذي أخرجه من طريق بن إسحاق عن عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة في شوال الحديث وقد سقط من النسب رجل فان عبد الملك هو بن أبي بكر بن عبد الرحمن وأبو بكر هو أحد الفقهاء السبعة من تابعي أهل المدينة وخبره بذلك مرسل ونسب عبد الملك في هذه الرواية الى جده وقد أخرجه مالك من طريق عبد الملك وساق نسبه على الصحة فقال عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبيه فذكره مرسلا وقد وصله غيره من رواية عبد الملك عن أبيه أبي بكر عن أم سلمة وتابعه غيره عن أبي بكر بن عبد الرحمن وروى عبد الرحمن عن أبيه وعن عمر وعثمان وعلي وأبي هريرة وعائشة وأم سلمة وغيرهم وروى عنه أولاده أبو بكر وعكرمة والمغيرة ومن التابعين أبو قلابة وهشام بن عمرو الفزاري والشعبي ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وآخرون قال بن سعد كان من أشراف قريش وقال بن حبان مات سنة ثلاث وأربعين عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللخمي تقدم نسبه في ترجمة أبيه قال إبراهيم بن المنذر وابن سعد وأبو احمد الحاكم وابن منده وأبو نعيم ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن منده له رؤية ولا يصح له صحبة وقال بن حبان يقال له صحبة وانه رأى النبي صلى الله عليه وسلم واخرج الطبراني وابن قانع من طربق عبد العزير بن أبان وخالد بن إلياس عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأتي العيد يذهب من طريق ويرجع في آخر وهذا سند ضعيف قال البخاري في التاريخ سمع عمر وعلق له في الصحيح شيئا عن عمر وله قصة أخرى مع عمر وأشار البخاري الى ان الحديث الذي رواه إسحاق بن راشد عن الزهري عن عروة عنه في قصة أبيه حاطب مرسل وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة وقال كان ثقة قليل الحديث وعده الهيثم بن عدي عن أبيه جريج عن بن شهاب فيمن كان يتفقه بالمدينة وقال خليفة وغيره مات سنة ثمان وستين وخالفهم يعقوب بن سفيان فقال قتل بوم الحرة عبد الرحمن بن الحباب بن عمرو الأنصاري تقدم ذكره في ترجمة أبيه في القسم الأول عبد الرحمن بن حزن بن أبي وهب المخزومي له رؤية هو الأصغر أمه فزارية وأم أخيه عبد الرحمن الأكبر عامرية كما تقدم ذلك في ترجمته عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي (5/67)
<68> الشاعر يكنى أبا سعد وأبا محمد وأمه أخت مارية القبطية ذكر الجعابي والعسكرى انه ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن منده أدرك النبي صلى الله عليه وسلم اخرج بن رشدين وابن منده وغيرهما في كتبهم في الصحابة من طريق محمد بن إسحاق عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه قال مر حسان بن ثابت برسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصة واخرج بن ماجة من طريق بن خثيم عن عبد الرحمن بن نهمان عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور قال بن سعد كان عبد الرحمن شاعر قليل الحديث وذكره بن معين في تابعي أهل المدينة ومحدثيهم وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال خليفة وابن جرير وغيرهما مات سنة أربع ومائة قال بن عساكر لا أراه محفوظا لأنه قيل انه عاش ثمانيا وأربعين ومقتضاه انه ما أدرك أباه لأنه مات بعد الخمسين بأربع أو نحوها وقد ثبت انه كان رجلا في زمان أبيه وأبوه القائل فمن للقوافي بعد حسان وابنه ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت قلت وان ثبت انه ولد في العهد النبوي وعاش الى سنة أربع ومائة يكون عاش ثمانيا وتسعين فلعل الأربعين محرفة من التسعين عبد الرحمن بن أم الحكم ويأتي في بن عبد الله بن عثمان عبد الرحمن بن حميد بن عمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري القرشي كان من أهل مكة وشهد الجمل هو وأخوه عمرو مع عائشة وقتلا في تلك الوقعة ولأبيهما ذكر في قريش الا انه مات قبل ان يسلم وقبل فتح مكة فيكون هو وأخوه من أهل هذا القسم عبد الرحمن بن حويطب بن عبد العزى العامري أبوه صحابي مشهور واما هو فذكره الزبير عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي قال بن منده له رؤية قال بن السكن يقال له صحبة ولم يذكر سماعا ولا حضورا واخرج هو والطبراني من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن أبي هزان عن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد انه كان يحتجم على هامته وبين كتفيه فسئل فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجمها ويقول من إهراق من هذه الدماء فلا يضره ألا يتداوى بشيء وزعم سيف انه شهد فتوح الشام مع أبيه وذكره بن سميع وابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة واخرج بن المقري في فوائد حرملة عن بن وهب من طريق عبيد بن يعلى عن أبي أيوب قال غزونا مع عبد الرحمن بن خالد فأتى بأربعة اعلاج من العدو فأمر بهم فقتلوا صبرا بالنبل فبلغ ذلك أبا أيوب فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل الصبر ولو كانت دجاجة ما صبرتها فبلغ ذلك عبد الرحمن فاعتق أربع رقاب وأخرجه الحاكم في المستدرك واصل حديث أبي أيوب عند احمد وأبي داود وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام وقال الحاكم أبو احمد لا أعلم له (5/68)
<69> رواية واخرج بن عساكر من طرق كثيرة انه كان يؤمر على غزو الروم أيام معاوية وشهد معه صفين وكان أخوه المهاجر بن خالد مع على في حروبه وقد تقدم في ترجمة عبد الله بن مسعدة قصة عهد معاوية لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ثم نزع ذلك منه وأعطاه لسفيان بن عوف وفي آخر القصة عند الزبير في الموفقيات ان عبد الرحمن قال لمعاوية اتعزلني بعد ان وليتني بغير حدث أحدثه والله لو انا بمكة على السواء لانتصفت منك فقال معاوية ولو كنا بمكة لكنت معاوية بن أبي سفيان بن حرب منزلي بالأبطح ينشق عنه الوادي وأنت عبد الرحمن بن خالد بن الوليد منزلك بأجياد اسفله عذرة واعلاه مدرة قال الزبير وكان عبد الرحمن عظيم القدر عند أهل الشام وكان كعب بن جعيل الشاعر المشهور التغلبي كثير المدح له فلما مات عبد الرحمن قال معاوية لكعب بن جعيل قد كان عبد الرحمن صديقا لك فلما مات نسيته قال كلا ولقد رثيته بأبيات ذكرها ومنها الا تبكي وما ظلمت قريش بإعوال البكاء على فتاها ولو سئلت دمشق وبعلبك وحمص من أباح لكم حماها بسيف الله ادخلها المنايا وهدم حصنها وحوى قراها وانزلها معاوية بن صخر وكانت أرضه أرضا سواها وأنشد الزبير لكعب بن جعيل في رثاء عبد الرحمن عدة اشعار وكان المهاجر بن خالد بلغه ان بن أثال الطبيب وكان نصرانيا دس على أخيه عبد الرحمن سما فدخل الى الشام واعترض لابن أثال فقتله ثم لم يزل محالفا لبني أمية وشهد مع بن الزبير القتال بمكة قال خليفة وأبو عبيد ويعقوب بن سفيان وغيرهم مات سنة ست وأربعين زاد أبو سليمان بن زبر قتله بن أثال النصراني بالسم بحمص عبد الرحمن بن خباب بن الأرت ذكره البغوي عن عباس بن محمد وابن معين عبد الرحمن بن الزجاج له رؤية واخرج بن منده من طريق عمر بن عثمان بن الوليد بن عبد الرحمن بن الزجاج أخبرني أبي وغيره من أهلي عن عبد الرحمن بن الزجاج عن أم حبيبة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن الزجاج وبين يدي ركوة من ماء فقال ما هذا يا أم حبيبة قلت بني غلام يا رسول الله ائذن لي ان أعتقه قال فأذن وذكره البخاري في التابعين واخرج سمويه في فوائده من طريق عبد الرحمن المذكور عن شيبة بن عثمان انه سمعه يقول لقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة ركعتين بين العمودين ثم الصق ظهره وبطنه بها عبد الرحمن بن زمعة بن قيس العامري أخو عبد بغير إضافة ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي تخاصم فيه عبد بن زمعة وسعد بن أبي وقاص بمكة في عام الفتح ففي الصحيحين عن عائشة قالت كان عتبة بن أبي وقاص عهد الى أخيه سعد ان بن وليدة زمعة منى فاقبضه فلما فتحت مكة أخذه سعد فقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فتساوقا الى رسول الله صلى (5/69)
<70> الله عليه وسلم فقضى به لعبد بن زمعة وقال لسودة احتجبي منه الحديث قال الزبير في كتاب النسب فولد زمعة عبد أو عبد الرحمن وقال بن عبد البر لم يختلف النسابون ان اسم بن الوليدة صاحب هذه القصة عبد الرحمن قلت خبط بن منده وتبعه أبو نعيم في نسبه فجعله من بني أسد بن عبد العزي وليس كذلك ووهم بن قانع فجعله هو الذي خاصم سعد بن أبي وقاص وكأنه انقلب عليه فإنه المخاصم فيه لا المخاصم والمخاصم عبد بغير إضافة بلا نزاع عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب القرشي العدوي مضى ذكر والده في القسم الأول وأمه لبابة بنت أبي لبابة الأنصارية ولد سنة خمس فيما قيل وقال مصعب كان له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم ست سنين وقال بن حبان ولد سنة الهجرة كذا قال وخطئوه وقال الزبير حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز قال ولد عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فكان ألطف من ولد فأخذه جده أبو لبابة في خرقة فاحضره عند النبي صلى الله عليه وسلم وقال ما رأيت مولودا أصغر خلقة منه فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه ودعا له بالبركة قال فما رؤى عبد الرحمن في قوم الا فرعهم طولا وزوجه عمر بنته فاطمة فولدت له عبد الله بن عبد الرحمن وولد لعبد الرحمن في خلافة عمر بن فسماه محمدا فسمع عمر رجلا يسبه يقول فعل الله بك يا محمد فغير اسمه فسماه عبد الحميد وولى يزيد بن معاوية عبد الرحمن بن زيد إمرة مكة فاستقضى فيها مولاهم عبيد بن حسين وكان لبيبا عاقلا وروى عبد الرحمن عن أبيه وعمه وابن مسعود وغيرهم وعنه ابنه وسالم بن عبد الله وعاصم بن عبيد الله وأبو جناب الكلبي قال البخاري مات قبل بن عمر يعنى في ولاية عبد الله بن الزبير وذكر المرزباني في معجم الشعراء له قصة عند عبد الملك بن مروان وأنشد له في ذلك شعرا عبد الرحمن بن السائب بن أبي السائب له رؤية وقتل يوم الجمل قاله أبو عمر قلت تقدم في الأول عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ذكره أبو نعيم وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة عبد الرحمن بن اسعد بن زرارة ويحتمل ان يكون من أهل هذا القسم وهو والد عمرة بنت عبد الرحمن التابعية المشهورة التي تكثر الرواية عن عائشة عبد الرحمن بن سهل بن حنيف الأنصاري تقدم نسبه في ترجمة والده قال بن منده ذكره بن أبي داود في الصحابة ولا يصح ولأبيه صحبة ولأخيه أبي امامة اسعد رؤية قلت وذكره بن قانع أيضا في الصحابة واخرج هو وابن منده من طريق أبي حازم عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال لما نزلت هذه الآية واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة الآية فذكر قصة قال العسكري أحسبه مرسلا قلت لا يبعد ان يكون له رؤية وان لم يكن له صحبة وقد تقدم اخوه عبد الله قريبا عبد الرحمن بن شداد بن الهاد ذكر أبو عمر في ترجمة أمه سلمى بنت عميس ان له رؤية عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة تقدم ذكر أبيه واما هو فذكره محمد بن الربيع (5/70)
<71> الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة وشهد فتحها وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له عنه حديث هو وأخوه ربيعة وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال يروي عن أبيه وله صحبة روى عنه أهل مصر قلت والضمير في قوله وله صحبة لأبيه عبد الرحمن بن شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر البلاذري ان عمر أرسله الى أبي موسى الأشعري وكتب معه وجهت إليك الرجل الصالح عبد الرحمن بن صالح شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعرف له مكان أبيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان ولد وأبوه مولاه فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم لا محالة عبد الرحمن بن شيبة بن عثمان الحجبي يأتي في القسم الأخير نبهت عليه هنا لقول بن منده انه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن صبيحة التيمي تقدم نسبه في ترجمة والده قال بن سعد أنبأنا الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه عن عبد الرحمن بن صبيحة عن أبيه قال قال لي أبو بكر يا صبيحة هل لك في العمرة قلت نعم قال قرب ناقتك فقربتها فخرجنا الى العمرة قال الواقدي ويقال ان الذي سافر مع أبي بكر هو عبد الرحمن نفسه قال ولعلهما اعلا حديثه فلعلهما حجا مع أبي بكر معا وحكيا عنه قال بن منده وكان عبد الرحمن ثقة قليل الحديث قلت وذكره بن حبان في ثقات التابعين فقال روى عن جماعة من الصحابة عبد الرحمن بن صفوان بن أمية الجمحي أمه أم حبيب بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة أم المؤمنين ذكره الترمذي والباوردي وابن البرقي وابن حبان وابن قانع وابن عبد البر وغيرهم في الصحابة ثم أعاده بن حبان في التابعين وقال بن البرقي لا اظن له سماعا وقال العسكري لا صحبة له وحديثه مرسل وذكره في التابعين البخاري ومسلم وأبو زرعة الرازي والدمشقي وأبو حاتم وغيرهم واخرج البخاري في التاريخ والنسائي من طريق إسرائيل عن عبد العزيز بن رفيع عن بن أبي مليكة عن عبد الرحمن بن صفوان قال استعار النبي صلى الله عليه وسلم من أبي بكر دروعا فهلك بعضها فقال ان شئت عوضناها الحديث وهذا قد اختلف على عبد العزيز بن رفيع في مسنده فقال شريك عنه عن أمية بن صفوان عن أبيه وقال جرير عنه عن إياس من آل صفوان وقال أبو الأحوص عنه عن عطاء عن إياس من آل صفوان وفيه من الاختلاف غير ذلك عبد الرحمن بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي أحد الإخوة قال مصعب الزبير ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد بإفريقية وتقدم له ذكر في ترجمة عبد الله بن الغسيل في القسم الأول عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عقيل عثمان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك الثقفي ثم المالكي أبو مطرف وقيل أبو سليمان وهو الذي يقال له بن أم الحكم فنسب لامه وهي بنت أبي سفيان قال البغوي يقال ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكره (5/71)
<72> البخاري وابن سعد وخليفة وأبو زرعة الدمشقي وابن حبان وغيرهم في التابعين اخرج البغوي في نسخة أبي نصر التمار عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن عبد الرحمن بن أم الحكم انه صلى خلف عثمان الصلاة فذكر ما كان يقرأ به إذا جهر واخرج له البغوي من طريق العيزار بن حريث عنه حديثا في سؤال اليهود عن الروح فقال البخاري وأبو حاتم هو مرسل وذكر خليفة ان خاله معاوية ولاه الكوفة بعد موت زياد في سنة سبع وخمسين فأساء السيرة فعزله وولاه مصر بعد أخيه عتبة بن أبي سفيان واخرج الطبري من طريق هشام بن الكلبي ان بن أم الحكم أساء السيرة بالكوفة فاخرجوه فلحق بخاله فقال اوليك خيرا منها مصر فولاه فلما كان على مرحلتين خرج اليه معاوية بن حديج فمنعه من دخول مصر فقال ارجع الى خالك فلعمري لا تسير فينا سيرتك بالكوفة فرجع وولاه معاوية بعد ذلك الجزيرة فكان بها الى ان مات معاوية وكان غزا الروم سنة ثلاث وخمسين ثم استولى على دمشق لما خرج عنها الضحاك بن قيس بعد ان غلب عليها ليقاتل مروان بن الحكم بمرج راهط فدعا عبد الرحمن الى مروان وبايع له الناس ثم مات في أول خلافة عبد الملك واخرج الشافعي والبخاري في التاريخ من طريق سعيد بن المسيب ان عبد الملك قضى في نسائه وذلك انه تزوج ثلاثا في مرض موته على امرأته فأجاز ذلك عبد الملك واخرج مسلم والنسائي من طريق أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن كعب بن عجرة انه دخل المسجد يعني بالكوفة وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال انظروا الى هذا الخبيث يخطب قاعدا وقال الله عز وجل وتركوك قائما الحديث وخلط بن منده وتبعه أبو نعيم وابن عساكر ترجمته بترجمة عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي والفرق بينهما ظاهر فان الماضي صحيح الصحبة صرحوا بأنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وروى ذلك عنه صحابي مثله واما هذا فلم يثبت له رؤية الا بالتوهم والسبب في التخليط ان البخاري اخرج من طريق وكيع انه نسب هذا فقال عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عقيل فظن من بعده ان عبد الرحمن بن أبي عقيل نسب لجده وليس كذلك بل هو ظاهر في ان جده عثمان يكنى أبا عقيل ويدل على مغايرتهما اختلاف سياق نسبهما كما تقدم في الأول وذكر هنا والله اعلم عبد الرحمن بن عبد القاري حليف بني زهرة تقدم في ترجمة أخيه عبد الله انه اتى بهما النبي صلى الله عليه وسلم وهما صغيران فمسح على رؤوسهما واختلف فيه قول الواقدي فقال مرة له صحبة وقال مرة كان من جلة تابعي أهل المدينة وكان على بيت المال لعمر انتهى وروى عبد الرحمن عن عمر وأبي طلحة وأبي أيوب وأبي هريرة روى عنه ابنه محمد والزهري ويحيى بن جعدة بن هبيرة قال العجلي مدني تابعي ثقة وذكره خليفة وابن سعد ومسلم في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة وقال بن سعد مات في خلافة عبد الملك سنة ثمانين وهو بن ثمان وسبعين سنة وذكره بن حبان في الثقات وقال مات سنة ثمان وثمانين وكذا أرخه بن قانع وابن زبر والفرات واتفقوا على مقدار سنه فعلى قولهم يكون ولد في آخر عمر النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف قول بن سعد وقولهم أقرب الى الصواب (5/72)
<73> عبد الرحمن بن عتاب بن اسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي تقدم ذكر أبيه وانه كان أمير مكة وولد له عبد الرحمن هذا في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم فان أمه جويرية بنت أبي جهل التي أراد علي ان يتزوجها ثم تركها فتزوجها عتاب قال الزبير بن بكار شهد الجمل مع عائشة والتقى هو والاشتر فقتله الأشتر وقيل قتله جندب بن زهير ورآه على وهو قتيل فقال هذا يعسوب قريش قال وقطعت يده يوم الجمل فاختطفها نسر فطرحها باليمامة فرأو فيها خاتمه ونقشه عبد الرحمن بن عتاب فعرفوا ان القوم التقوا وقتل عبد الرحمن ذلك اليوم عبد الرحمن بن عدي الأصغر بن الخيار بن عدي بن نوفل القرشي النوفلي مات أبوه كافرا قبل الفتح وقتل ولده عروة بن عبد الرحمن سنة ستين قتله الخوارج ذكره الزبير بن بكار عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي وهو عبد الرحمن الأوسط يكنى أبا شحمة تقدم ذكر أخيه الأكبر في القسم الأول ذكر بن عبد البر أبا شحمة في ترجمة أخيه فقال هو الذي ضربه عمرو بن العاص بمصر في الخمر ثم حمله الى المدينة فضربه أبوه أدب الوالد ثم مرض فمات بعد شهر كذا أخرجه معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه واما أهل العراق فيقولون انه مات تحت السياط وهو غلط انتهى وقد اخرج عبد الرزاق القصة مطولة عن معمر بالسند المذكور وهو صحيح وعمر عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم نحو ثلاث عشرة سنة وكان موت عبد الرحمن قبل موت أبيه بمدة ولا يضرب الحد الا من كان بالغا وكذا لا يسافر الى مصر الا من كان رجلا أو قارب الرجولية فكونه من أهل هذا القسم ظاهر جدا عبد الرحمن بن أبي عمرة واسمه بشير وقيل ثعلبة وقيل غير ذلك الأنصاري الخزرجي أبوه صحابي شهير واما هو فقال بن سعد ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمه هند بنت المقوم بن عبد المطلب بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم وذكره مطين وابن السكن في الصحابة واخرجوا له من طريق سالم بن أبي الجعد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال كيف اصبحتم فقال بخير من قوم لم نعد مريضا ولم نصبح صياما قال بن أبي حاتم عن أبيه لا صحبة له وحديثه مرسل انتهى واخرج بن السكن من طريق سليمان بن يحيى بن ثعلبة بن عبد الله بن أبي عمرة حدثني أبي عن عمه عبد الرحمن بن أبي عمرة وأبو عمرة صهر النبي صلى الله عليه وسلم كانت عنده هند بنت المقوم فولدت له عبد الله وعبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان إذا دعا قال اللهم آت نفسي تقواها وزكها فأنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها وهذا أيضا مرسل ولعبد الرحمن رواية في الصحيحين وغيرهما من بعض الصحابة روى عن أبيه وعثمان وعبادة وأبي هريرة وزيد بن خالد وغيرهم روى عنه ابنه عبد الله وخارجة بن زيد بن ثابت ومجاهد وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وشريك بن أبي نمر وغيرهم قال بن سعد كان ثقة كثير الحديث عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة الأنصاري مضى ذكر أبيه في الأول وقال بن مسعود (5/73)
<74> وابن حبان ولد عبد الرحمن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وذكره البخاري في التابعين وقال البغوي في شرح السنة حديثه مرسل وذكره بن منده في الصحابة واخرج له من طريق بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عبد الرحمن بن عويم قال لما سمعنا بمخرج النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة وهذا عند بن إسحاق بهذا الإسناد عن عبد الرحمن حدثني رجال من قومي وبذلك جزم البخاري في ترجمته واخرج له الحسن بن سفيان وأبو نعيم من طريقه خبرا مرسلا والمتن ان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين اصحابه وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء شعرا يخاطب بعض الأمراء حين قدم نصيبا الشاعر على غيره يقول فيه ألم يعلم جزاه الله شرا بان شان العلاء بنسل حام وكان نصيب اسود عبد الرحمن بن عيسى بن عقيل الثقفي تقدم ذكره في ترجمة أبيه عيسى عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي ولد الشاعر المشهور يكنى أبا الخطاب قال الجعابي والعسكري ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكره البغوي في الصحابة وذكر قول بن سعد وروى عبد الرحمن عن أبيه وأخيه عبد الله وجابر بن الأكوع وأبي قتادة وعائشة روى عنه أبو امامة بن سهل وهو من أقرانه واسن منه والزهري وسعد بن إبراهيم وأبو عامر الخزار قال بن سعد كان ثقة وهو أكثر حديثا من أخيه قال الهيثم بن عدي وخليفة ويعقوب بن سفيان مات في خلافة سليمان بن عبد الملك عبد الرحمن بن محيريز يأتي في القسم الأخير عبد الرحمن بن معاذ بن جبل الأنصاري ذكره أبو عمر فقال توفي مع أبيه وكان فاضلا وقال بن أبي حاتم يقال انه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو حذيفة البخاري في الفتوح شهد عبد الرحمن مع أبيه اليرموك ومات معه في طاعون عمواس وجاء من طرق عند احمد وغيره عن أبي منيب وغيره ان الطاعون لما وقع بالشام خطب معاوية فقال انها رحمة ربكم ودعوة نبيكم وقبض الصالحين قبلكم اللهم ادخل على آل معاوية من هذه الرحمة ثم نزل فطعن ابنه عبد الرحمن فدخل عليه فقال له الحق من ربك فلا تكونن من الممترين فقال معاذ ستجدني ان شارع الله من الصابرين قال بن الأثير ذكر أبو عمر عن بعضهم قال لم يكن لمعاذ ولد وقد قال الزبير انه كان آخر من بقي من بني أدى بن سعد فلعل مراد من قال لم يكن له ولد أي لم يخلف ولدا الأن عبد الرحمن مات قبل أبيه ولا شك ان له صحبة لأنه كان كبيرا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو من أهل المدينة عبد الرحمن بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم له رؤية واستشهد أبوه باليمامة واستعمل بن الزبير عبد الرحمن بن الوليد هذا على الطائف عبد الرحمن بن يزيد بن جارية بالجيم بن عامر الأنصاري يكنى أبا محمد وأمه بنت ثابت بن أبي الافلح قال إبراهيم بن المنذر وابن حبان والعسكري وغير واحد ولد في عهد النبي صلى الله عليه (5/74)
<75> وسلم وجاء عنه حديث في قصة خنساء بنت خدام والصحيح انه رواه عنها وهو في الصحيح وقال بن السكن ليست له صحبة غير انه أدرك أبا بكر وعمر وعثمان وصلى خلفهم وكان امام قومه واخرج له الطبراني في المعجم الكبير حديثين أحدهما من طريق الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن ثعلبة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الفجر فغلس بها ثم صلاها بعدما اسفر ثم قال ما بينهما وقت والثاني سبق ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن جارية في القسم الأول وأمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأفلح تزوجها أبوه بعد ان اختلعت من ثابت بن قيس بن شماس كما سيأتي في ترجمة جميلة عبد الرحمن الأنصاري ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثبت ذكره في الصحيح من طريق سفيان بن عيينة عن بن المنكدر عن جابر قال ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم الحديث في إنكار الأنصار ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم سم ابنك عبد الرحمن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري تقدم ان أباه استشهد بأحد فيكون هو من أهل هذا القسم وقد روى عن أبيه كأنه مرسل وعن أبي اسيد وأبي حميد وأبي سعيد وجابر روى عنه ربيعة وبكير بن الأشج ووثقه العجلي وغيره عبد الملك بن نبيط بن جابر الأنصاري يأتي نسبه في ترجمة أبيه ذكر الدمياطي في انساب الخزرج ان النبي صلى الله عليه وسلم زوج الفارعة وقيل القريعة بنت اسعد بن زرارة بعد موت أبيها نبيط بن جابر فولدت له غلاما فاحضره الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له سمه وبرك عليه ففعل وسماه عبد الملك وقد نقلته كما هو من طبقات النساء لابن سعد فإنه ذكره كذلك في ترجمة الفريعة عبيد الله بالتصغير بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي قال بن حبان له رؤية وقال البغوي بلغني انه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويقال ان أباه قتل ببدر حكاه بن ماكولا وقال بن سعد اسلم أبوه يوم الفتح وذكر المدائني لعدي قصة مع عثمان والجمع بين الكلامين أنهما اثنان عدي الأكبر وعدي الأصغر فالذي اسلم في الفتح هو والد عبيد الله هذا والآخر قتل ببدر ولعبيد الله رواية عن عمر وعثمان وعلي والمقداد ووحشي بن حرب وغيرهم روى عنه عروة وعطاء بن يزيد وحميد بن عبد الرحمن وعروة بن عياض وغيرهم وفي صحيح البخاري ان عثمان قال له يا بن أخي أدركت النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ومراده انه لم يدرك السماع منه بقرينة قوله ولكن خلص الى من علمه وقال بن إسحاق حدثني الزهري عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدي بن الخيار وكان من فقهاء قريش وعلمائهم وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من التابعين وقال أمه أم قتال بنت اسيد بن أبي العيص أخت عتاب بن اسيد وكانت وفاته بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وقال العجلي تابعي ثقة من كبار التابعين وهو بن أخت عثمان كذا فيه ولعل الصواب عتاب وقال بن حبان في ثقات التابعين مات سنة خمس وتسعين تنبيه اورد بن فتحون تبعا للباوروي في ترجمة عبيد الله بن عدي (5/75)
<76> هذا حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عدي انه شهد النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بالخزورة الحديث في فضل مكة وهو غلط نشأ أولا عن تصحيف فان الحديث المذكور لعبد الله بن عدي مكبرا وصاحب الترجمة مصغر وثانيا ان اسم جد صاحب هذا الحديث الحمراء واسم جد صاحب الترجمة الخيار وقد مضى عبد الله بن عدي بن الحمراء في القسم الأول عبيد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي أمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية وهو أخو حارثة بن وهب الصحابي المشهور لأمه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت أنه غزا في خلافة أبيه قال مالك في الوطأ عن زيد بن اسلم عن أبيه قال خرج عبد الله وعبيد الله ابنا عمر في جيش الى العراق فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة فرحب بهما وسهل وقال لو اقدر لكما على أمر انفعكما به لفعلت ثم قال بلى ها هنا مال من مال الله أريد ان ابعث به الى أمير المؤمنين واسلفكما فتبتاعان به من متاع العراق ثم تبيعانه بالمدينة فتؤديان رأس المال الى أمير المؤمنين ويكون لكما الربح ففعلا وكتب الى عمر بن الخطاب ان يأخذ منهما المال فلما قدما على عمر قال أكل الجيش اسلفكما فقالا لا فقال عمر اديا المال وربحه فأما عبد الله فسكت واما عبيد الله فقال ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين لو هلك المال أو نقص لضمناه فقال اديا المال فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله فقال رجل من جلساء عمر يا أمير المؤمنين لو جعلته قراضا فقال عمر قد جعلته قراضا فأخذ رأس المال ونصف ربحه واخذا نصف ربحه سنده صحيح واخرج الزبير بن بكار من طريق ربيعة بن عثمان عن زيد بن اسلم عن أبيه قال جاءت امرأة عبيد الله بن عمر الى عمر فقالت له يا أمير المؤمنين اعذرني من أبي عسيى قال ومن أبو عيسى قالت ابنك عبيد الله قال يا اسلم اذهب فادعه ولا تخبره فذكر القصة وهذا كله يدل على انه كان في زمن أبيه رجلا فيكون ولد في العهد النبوي وفي صحيح البخاري ان عمر فارق أمه لما نزلت ولا تمسكوا بعصم الكوافر قلت وكان نزولها في الحديبية في أواخر سنة سبع وفي البخاري قصة في باب نقيع التمر ما لم يسكر من كتاب الأشربة وقال عمر اني وجدت من عبيد الله ريح شراب فاني سائل عنه فان كان يسكر جلدته وهذا وصله مالك عن الزهري عن السائب بن يزيد ان عمر خرج عليهم فقال فذكره لكن لم يقل عبيد الله وقال فلان وأخرجه سعيد بن منصور عن بن عيينة عن الزهري فسماه وزاد قال بن عيينة فأخبرني معمر عن الزهري عن السائب قال فرأيت عمر يجلدهم قال أبو عمر كان عبيد الله من شجعان قريش وفرسانهم ولما قتل أبو لؤلؤة عمر عمد عبيد الله ابنه هذا الى الهرمزان وجماعة من الفرس فقتلهم وسبب ذلك ما أخرجه بن سعد من طريق يعلى بن حكيم عن نافع قال رأى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق السكين التي قتل بها عمر فقال رأيت هذه أمس مع الهرمزان وجفينة فقلت ما تصنعان بهذه السكين فقالا نقطع بها اللحم فانا لا نمس اللحم فقال له عبيد الله بن عمر أنت رأيتها معهما قال نعم فأخذ سيفه ثم اتاهما فقتلهما واحدا بعد واحد فأرسل اليه عثمان فقال ما حملك على قتل هذين الرجلين فذكر القصة واخرج الذهلي في الزهريات من طريق معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب ان عبد الرحمن بن أبي بكر قال حين قتل عمر اني انتهيت الى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجي فنفروا منى فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه (5/76)
<77> في وسطه فانظروا بماذا قتل فنظروا فإذا الخنجر على النعت الذي نعت عبد الرحمن فخرج عبيد الله مشتملا على السيف حتى اتى الهرمزان فقال اصحبني ننظر الى فرس لي وكان الهرمزان بصيرا بالخيل فخرج يمشي بين يديه فعلاه عبيد الله بالسيف فلما وجد حر السيف قال لا اله الا الله ثم اتى جفينة وكان نصرانيا فقتله ثم اتى بنت أبي لؤلؤة جارية صغيرة فقتلها فاظلمت المدينة يومئذ على أهلها ثلاثا واقبل عبد الله بالسيف صلتا وهو يقول والله لا اترك بالمدينة شيئا الا قتلته قال فجعلوا يقولون له ألق السيف فيأبى ويهابوه الى ان أتاه عمرو بن العاص فقال له يا بن أخي اعطني السيف فأعطاه إياه ثم ثار اليه عثمان فأخذ بناصيته حتى حجز الناس بينهما فلما استخلف عثمان قال اشيروا على فيما فعل هذا الرجل فاختلفوا فقال عمرو بن العاص ان الله اعفاك ان يكون هذا الأمر ولك على الناس سلطان فترك وودى الرجلين والجارية وقال الحميدي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال قال علي لأن أخذت عبيد الله لأقتلنه بالهرمزان واخرج بن سعد من طريق عكرمة قال كان رأى على ان يقتل عبيد الله بالهرمزان لو قدر عليه وقد مضى لعبيد الله بن عمر هذا ذكر في ترجمة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي وقيل ان عثمان قال لهم من ولى الهرمزان قالوا أنت قال قد عفوت عن عبيد الله بن عمر وقيل انه سلمة للعماديان بن الهرمزان فأراد أن يقتص منه فكلمه الناس فقال هل لاحد ان يمنعني من قتله قالوا لا قال قد عفوت وفي صحة هذا نظر لان عليا استمر حريصا على ان يقتله بالهرمزان وقد قالوا انه هرب لما ولي الخلافة الى الشام فكان مع معاوية الى ان قتل معه بصفين ولا خلاف في انه قتل بصفين مع معاوية واختلف في قاتله وكان قتله في ربيع الأول سنة ست وثلاثين عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب التيمي له رؤية ولأبيه صحبة وسيأتي في الميم ولعبيد الله رواية عن عمر وعثمان وطلحة وغيرهم قال بن عبد البر وهم من زعم ان له صحبة وانما له رؤية ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وقال أيضا صحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان من أحدث اصحابه سنا كذا قال بعضهم فغلط ولا يطلق على مثله صحب وإنما رآه وأورد له البغوي في معجم الصحابة حديثا من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبيد الله بن معمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أوتي أهل بيت الرفق الا نفعهم ولا منعوه الا ضرهم وأخرجه بن أبي عاصم من هذا الوجه قال البغوي لا أعلمه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الا هذا الحديث ولا رواه عن هشام بن عروة الا حماد بن سلمة وقال أبو حاتم الرازي ادخل قوم هذا الحديث في مسانيد الوحدان ولم يعرفوا علته وانما حمله عن هشام بن عروة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري وهو أبو طوالة فلم يضبط اسمه وقد رواه أبو معاوية عن هشام بن عروة على الصواب وقال خليفة حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده وأبو اليقظان وأبو الحسن يعني المدائني ان بن عامر صار الى اصطخر وعلى مقدمته عبيد الله بن معمر فقتل وسبى فقتل بن معمر في تلك الغزاة فحلف بن عامر لئن ظفر بهم ليقتلن منهم حتى يسيل الدم فذكر القصة وكذا ذكر يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق محمد بن إسحاق قال ثم كانت غزوة حور (5/77)
<78> وأميرها عبد الله بن عامر فسار يومئذ الى اصطخر وعلى مقدمته عبيد الله بن معمر فقتلوه وقتل عبيد الله ورجع الباقون قال بن عبد البر قتل وهو بن أربعين سنة كذا قال وتعقبه بن الأثير بأنه يناقض قوله ان النبي صلى الله عليه وسلم مات وعبيد الله بن معمر صغير وهو تعقب صحيح لان قتله كان في سنة تسع وعشرين فلو كان أربعين لكان مولده بعد المبعث بسنتين فيكون عند الوفاة النبوية بن إحدى وعشرين سنة وقد ذكر سعيد بن عفير ان قتله كان سنة ثلاث وعشرين فيكون عمره على هذا عند الوفاة النبوية سبعا وعشرين وقال الزبير بن بكار حدثني عثمان بن عبد الرحمن ان عبد الله بن عامر وعبيد الله بن معمر اشتريا من عمر رقيقا من السبي ففضل عليهما من الثمن ثمانون ألف درهم فلزما بها من قبل عمر فقضاها عنهما طلحة بن عبيد الله فهذا يدل على انه كان على عهد عمر رجلا وقد اخرج البخاري في تاريخه الصغير من طريق إبراهيم بن محمد بن إسحاق من ولد عبيد الله بن معمر قال مات عبيد الله بن معمر في زمن عثمان بأصطخر وأورد بن عساكر في ترجمة عبيد الله بن معمر حديثا من رواية أبي النضر عن عبيد الله بن معمر عن عبد الله بن أبي أوفى وفيه نظر لان أبا النضر إنما روى عن عمر بن عبيد الله بن معمر وحديثه عنه في الصحيح وانه كان كاتبه وان عبد الله بن أبي أوفى كتب اليه في بني تيم عبيد الله بن عبد الله بن معمر وهو بن أخي صاحب الترجمة وربما نسب الى جده وقد ذكر البخاري من طريق أيوب عن بن سيرين عن عبيد الله بن معمر وكان يحسن الثناء عليه ومن طريق عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين أول من رفع يديه يوم الجمعة عبيد الله بن معمر وذكر الزبير بن بكار ان عبيد الله بن معمر وفد الى معاوية فهذا غير الأول فالذي له رؤية عامل عمر وغزا في خلافة عثمان وقتل فيها وهو صاحب الترجمة وهو الذي جاءت عنه الرواية المرسلة واما بن أخيه فهو الذي وفد على معاوية كما ذكره الزبير بن بكار وهو الذي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وأنشد له يخاطب معاوية إذا أنت لم ترخ الإزرار تكرما على الكلمة العوراء من كل جانب فمن ذا الذي نرجو لحقن دمائنا ومن ذا الذي نرجو لحمل النوائب وهذا لا يخاطب به الا الخليفة ومن يقتل في خلافة عثمان لا يدرك خلافة معاوية فتبين انه غيره ولعله الذي عاش أربعين سنة فظنه بن عبد البر الأول ومن أخبار الثاني ما رويناه في فوائد الدقيقي من طريق طلحة بن سماح قال كتب عبيد الله بن معمر الى بن عمر وهو أمير على فارس انا قد استقررنا فلا نخاف غدرا وقد اتى علينا سبع سنين وولد لنا الأولاد فما حكم صلاتنا فكتب اليه ان صلاتكم ركعتان الحديث وهذا عبيد الله بن معمر الذي ولى إمرة فارس ثم البصرة وولى ولده عمر بن عبيد الله بن معمر البصرة ولهما أخبار مشهورة في التواريخ فظهرت المغايرة بين صاحب الترجمة ووالد عمر المذكور والله اعلم وقد خبط فيه بن منده فقال عبيد الله بن معمر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم يعد في أهل المدينة وقد اختلف في صحبته روى عنه عروة بن الزبير ومحمد بن سيرين ولا يصح له حديث وقال المستغفري في الصحابة ذكره يحيى بن يونس فما أدرى له صحبة أم لا (5/78)
<79> عبيد بغير إضافة بن رفاعة بن رافع الزرقي تقدم نسبه في ترجمة أبيه قال البغوي ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل عنه وقال بن السكن لا يصح سماعه وذكر له حديثين مرسلين أحدهما من طريق سعيد بن أبي هلال عن أبي أمية الأنصاري عن عبيد بن رفاعة قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدر تفور فرأيت شحمة فاعجبتني فاخذتها فازدريها فاشتكيت سنة قلت وهو خطأ نشأ عن سقط وانما رواه عبيد بن رفاعة عن أبيه قال دخلت وأخرجه أبو مسعود الرازي بسنده الى سعيد بن أبي هلال وزاد فيه عن أبيه وأشار الى ذلك بن أبي حاتم وأورد له أبو داود من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه بنت عبيد بن رفاعة عن أبيها عن النبي صلى الله عليه وسلم يشمت العاطس ثلاثا ثم ان شئت فشمته وان شئت فكف وهذا مرسل أيضا ولعبيد رواية عن أبيه عن رافع بن خديج وأسماء بنت عميس روى عنه أولاده إبراهيم وإسماعيل وحميد وعبيدة وعمرة بنت عبد الرحمن وعروة بن عامر وغيرهم وقال العجلي مدني تابعي ثقة وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين ويدل علي ادراكه العصر النبوي ما أخرجه الطحاوي عنه انه كان يجالس زيد بن ثابت في خلافة عمر فذكر الماء من الماء عبيد بن عمير بن قتادة الليثي يكنى أبا عاصم لأبيه صحبة وسيأتي في مكانه وذكر البخاري ان عبيد بن عمير رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال مسلم ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قلت وله رواية عن عمر وعلي وأبي ذر وأبي بن كعب وأبي موسى وعائشة وابن عمر وغيرهم روى عنه عبد الله بن أبي مليكة وعطاء ومجاهد وعبد العزيز بن رفيع وعمرو بن دينار وأبو الزبير ومعاوية بن قرة وآخرون قال العجلي مكي ثقة من كبار التابعين قال بن جريح مات عبيد بن عمير قبل بن عمر وقال بن حبان مات سنة ثمان وستين العين بعدها التاء عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الأموي أخو معاوية لأبويه قال بن منده ولد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاه عمر بن الخطاب الطائف قلت لم ار له بعد التتبع الكثير ذكرا قبل شهوده الدارحين قتل عثمان ولم ار في ترجمته عند بن عساكر ما يدل على له ولد في العصر النبوي وهو محتمل وانما ولاه الطائف اخوه معاوية وحج بالناس سنة إحدى وأربعين وبعدها ثم ولاه بمصر الجند بعد عزل عبد الله بن عمرو بن العاصي فمات بالإسكندرية العين بعدها الثاء عثمان بن بديل بن ورقاء الخزاعي تقدم ذكر نسبه في ترجمة أبيه قال بن منده في ترجمة أبيه أنبأنا محمد بن احمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن سعيد سمعت عبد الرحمن بن الحكم وسئل عن بديل بن ورقاء فقال هو خزاعي مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم وكان له ثلاثة بنين عبد (5/79)
<80> الله وعبد الرحمن وعثمان قال بن منده في هذا انه توفي قبل النبي صلى الله عليه وسلم وان أولاده ادركوا النبي صلى الله عليه وسلم قال وقيل انه يعني بديلا قتل بصفين والمقتول بصفين إنما هو عبد الله بن بديل عثمان بن العاص بن وابصة بن خالد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي مات أبوه كافرا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيكون عثمان من هذا القسم وهو جد العطاف بن خالد بن عبد الله بن عبيد الله بن عثمان المدني المحدث المشهور عثمان بن أبي العاص بن نوفل بن عبد شمس بن عبد مناف ذكره البلاذري في الأنساب وقال قتل أبوه يوم بدر كافرا عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي تقدم ذكر أبيه واما هذا فله رؤية وقد ذكره الحسن بن عثمان في الصحابة وقال مات سنة أربع وسبعين عثمان بن عبيد الله بن الهدير بن عبد العزي بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي ذكر بن منده انه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم العين بعدها الدال عدي بن الحمير بن عدي يأتي ذكره في ترجمة أمه معاذة عدي بن كعب العدوي أبو حثمة والد سليمان مشهور بكنيته سماه الأزدي وسيأتي في الكنى العين بعدها الراء عزام بن المنذر بن زيد بن قيس بن حارثة بن لأم الطائي شاعر معمر أدرك الجاهلية والإسلام وبقى الى رأس المائة من الهجرة ويقال عوام بالواو بدل الراء قال أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين ادخل على عمر بن عبد العزيز ليكتب في الزمني قالوا وكان عمر في الجاهلية دهرا طويلا فقال له عمر ما زمانتك هذه فانشد والله ما أدري أأدركت امة على عهد ذي القرنين أم كنت اقدما متى تنزعا عني القميص تبينا جناحي لم يكس لحما ولا دما ذكره بن الكلبي عن رجل من بني قيس بن حارثة العين بعدها الطاء عطاء بن يقعوب المدني مولى بن سباع تابعي مشهور حديثه في مسلم من روايته عن أسامة بن زيد وقد روى بن منده في تاريخه من طريق الليث بن سعد قال كان عطاء مولى بن (5/80)
<81> سباع لا يرفع رأسه الى السماء وكان النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه وأورده أبو موسى وقال لم يذكره بن منده في الصحابة العين بعدها القاف عقرب بن أبي عقرب واسمه خويلد بن خالد بن بجير بن عمرو بن حماس بن بجير بن بكر بن عبد مناة بن كنانة كان أبوه من مسلمة الفتح قاله الطبري قال وولد ابنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن اهبان بن عمرو بن الأكوع ويقال عقبة بن اهبان بن أوس حكاه بن الكلبي وذكر الطبري ان عمر استعمله على صدقات كلب وغيرها وفي ذلك دلالة على انه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبوه صحابي مشهور وأنشد فيه بن الكلبي لبعض الشعراء الى بن مكلم الذئب بن أوس رحلت على عذافرة امون عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الطرب بن أمية بن الحارث بن فهر القرشي ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبوه ممن نخس بزينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم لما توجهت الى المدينة ومات أبوه قبيل الفتح ذكر ذلك الزبير بن بكار وكان عمرو بن العاص خال عقبة وشهد فتح مصر واختط بها ثم ولاه يزيد بن معاوية إمرة المغرب وهو الذي بنى القيروان قال بن يونس يقال له صحبة ولا يصح وأبوه كان مع هبار بن الأسود لما نخس بزينب فيما روى وروى انهما اللذان عنى صلى الله عليه وسلم بقوله ان لقيتموهما فحرقوهما وروى الواقدي من طريق أبي الخير اليزني قال لما فتحت مصر بعث الى القرى عقبة بن نافع فدخلت خيولهم النوبة واستأذن عمر في غزو المغرب وانه ولى عقبة بن نافع فلم يأذن له ثم اذن عثمان لعبد الله بن سعد فأغزى عقبة فافتتح إفريقية واختط قيروانها وروى خليفة بإسناد حسن ان عقبة لما افتتح إفريقية وقف على القيروان فقال يأهل هذا الوادي انا حالون فيه ان شاء الله فاظعنوا ثلاث مرات قال فما نرى حجرا ولا شجرا الا يخرج من تحته دابة حتى هبطن بطن الوادي ثم قال انزلوا باسم الله وروى يعقوب بن سفيان من طريق بن وهب عن بن لهيعة قال قدم عقبة بن نافع على عثمان بفتح إفريقية بعثه عبد الله بن سعد بن أبي سرح ومن طريق بحير بن ذاخر قال كنت عند عبد الله بن عمرو فدخل عليه عقبة بن نافع فقال ما اقدمك فاني كنت اعلم انك تحب الامارة فقال ان يزيد بن معاوية عقد لي على جيش الى إفريقية فقال إياك ان تكون لعبة لأهل مصر فاني لم أزل اسمع ان سيخرج رجل من قريش في هذا الوجه فيهلك قال فقدم فقتل هو وأصحابه وذلك سنة ثلاث وستين قتلهم البرابرة ومن ولده بمصر والشام وافريقية بقية قال بن يونس وروى بن منده من طريق خالد بن يزيد عن عمارة بن سعد عن عقبة بن نافع الفهري وكان قد استشهد بإفريقية انه أوصى ولده فقال لا تقبلوا الحديث عن رسول الله (5/81)
<82> الا من ثقة وان لبستم العباء ولا تكتبوا ما يشغلكم عن القرآن العين بعدها اللام العلاء بن عدي بن ربيعة بن عبد العزي بن عبد شمس العبشمي أخو على ذكره البلاذري وسيأتي ذكر أخيه على العلاء بن يزيد بن أنيس بن عبد الله بن عمرو الفهري لأبيه صحبة وذكره بن يونس في تاريخ مصر فقال يقال رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقدم بعد فتح مصر وهو جد أبي الحارث احمد بن سعيد بن عمرو بن الحارث بن العلاء الفهري وعقبه بها علقمة بن وقاص الليثي تقدم ذكره في القسم الأول علقمة بن سعد بن معاذ الأنصاري بن سيد الأوس ذكره بن فتحون مستندا الى ان سعدا استشهد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فيكون لولده رؤية ومن نسل هذا إبراهيم بن حبان بن حكيم بن علقمة بن سعد بن معاذ وله ترجمة في كامل بن عدي علقمة بن وقاص بن محصن بن كلدة بن عبد ياليل بن طريف بن عتوراة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي قال الواقدي ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأورد بن منده عن خيثمة عن يحيى بن جعفر عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده قال شهدت الخندق مع النبي صلى الله عليه وسلم قلت لو ثبت هذا لكان صحابيا لكن اطبق الأئمة على ذكره في التابعين وقال أبو نعيم هذا وهم يعني الذي أورده بن منده ثم قال بن سعد وابن حبان توفي بالمدينة في خلافة عبد الملك بن مروان قلت وحديثه عن عمر وعائشة وغيرهما في الصحيح علي بن عدي بن ربيعة تقدم ذكر أخيه قريبا قال أبو عمر لا يصح له صحبة وانما ذكرته على ما شرطت فيمن ولد بمكة أو بالمدينة بين أبوين مسلمين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ولى عثمان عليا هذا على مكة أول ما ولى الخلافة وشهد الجمل مع عائشة فقالت امرأة منهم يا ربنا اعقر بعلي جمله ولا تبارك في بعير حمله إلا علي بن عدي ليس له علي بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وسماه عليا قال المحاملي في أماليه حدثنا احمد بن محمد بن سعيد حدثنا زيد بن الحباب حدثنا فائد حدثنا مولاي عبيد الله بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه عليا حدثني جدي أبو رافع فذكر حديثا (5/82)
<83> عمار بن سعد القرظي من أولاد الصحابة قال بن منده له رؤية ثم اورد له حديثا مرسلا قد أورده غيره من روايته عن أبيه وله رواية عن أبي هريرة وغيره وروى عنه آله بيته وأبو المقدام وغيرهم وأنكر أبو نعيم ان يكون له رؤية العين بعدها الميم عمرو بن حزابة بمهملة ثم زاي بن نعيم أبو معروف روى بن منده من طريق إسحاق بن سويد الرملي عن نعيم بن مطرف بن معروف عن أبيه عن جده معروف بن عمرو عن أبيه عمرو بن حزابة بن نعيم انه ولد في أيام النبي صلى الله عليه وسلم وقدم النبي صلى الله عليه وسلم تبوك وهو مرضع عمرو بن حمزة بن عبد المطلب ذكره هشام بن الكلبي وقال درج أي مات قبل ان يعقب عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري تقدم ذكره في القسم الأول وكان محمد بن عمرو بن علقمة يهم فيه فيقول عمر بن سعد بضم العين والصواب عمرو بفتحها عمرو بن سهل بن عمرو العامري بن أخي سهيل بن عمرو ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمه صفية بنت عمرو بن عبد ود وسيأتي ذكرها عمرو بن أبي طلحة الأنصاري مات صغيرا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه روى الحاكم من طريق عمارة بن عروبة عن إسحاق عن أبي طلحة عن أبيه ان أبا طلحة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى عمرو بن أبي طلحة حين توفي فأتاهم فصلى عليه في منزله إسناده صحيح عمرو بن عتبة بن نوفل القرشي بن أخت سعد بن أبي وقاص روى بن منده من طريق خلف بن أبي بكر بن عمرو بن نوفل الزهري عن أبيه حدثتني عاتكة بنت أبي وقاص أخت سعد قالت جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة في ثمان نسوة ومعي ابناي فقلت هذان ابنا عمك وابنا خالتك فأخذ أحدهما عمرو بن عتبة بن نوفل وكان اصغرهما فوضعه في حجره الحديث عمرو بن هشام بن عمرو بن ربيعة القرشي العامري وكان أبوه ممن قام في نفض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم ثم اسلم في الفتح وولد ابنه عمرو في الحياة النبوية وله عقب ذكره الزبير بن بكار عمران بن طلحة بن عبيد الله التيمي أمه حمنة بنت جحش أخت أم المؤمنين زينب وذكر بن منده عن طلحة ما يدل على ان عمران ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه اخرج بسند ضعيف عن موسى بن طلحة عن أبيه قال سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابني موسى وعمران وذكره بن سعد في الطبقة الأولى عمير بن أبي عزيز بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار القرشي العبدري (5/83)
<84> قتل أبوه يزم أحد كافرا واعقب ولده عمير هذا ولدا اسمه مصعب قتل يوم الحرة ذكره البلاذري العين بعدها النون عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي أخو معاوية ذكره بن منده وقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا تصح له صحبة ولا رؤية قلت إذا أدرك الزمن النبوي حصلت له الرؤية لا محالة ولو من أحد الجانبين ولا سيما مع كونه من اصهار النبي صلى الله عليه وسلم أخته أم حبيبة أم المؤمنين وقد اجتمع الجميع بمكة في حجة الوداع ولعنبسة رواية عن بعض الصحابة في صحيح مسلم وفي السنن روى عن أخته أم حبيبة وشداد بن أوس روى عنه أبو امامة الباهلي ويعلى بن عبيد وهما أكبر منه سنا وقد زاد عمرو بن أوس الثقفي والقاسم أبو عبد الرحمن ومكحول وعطاي وحسان بن عطية وغيرهم قال أبو نعيم اتفق متقدمو أئمتنا على انه من التابعين انتهى وولى مكة لأخيه معاوية وحج بالناس سنة ست أو سبع وأربعين وذكر خليفة ان معاوية امره على مكة فكان إذا توجه الى الطائف استخلف طارق بن المرقع وروى النسائي من طريق عطاء عن يعلى بن أمية قال قدمت الطائف فدخلت على عنبسة بن أبي سفيان وهو في الموت فقال حدثتني أم حبيبة فذكر حديث من صلى في يوم اثنتي عشرة ركعة ورويناه في الكنجروديات من طريق عمرو بن أوس قال دخلت على عنبسة وهو في الموت فحدثني عن أخته أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى في النهار اثنتي عشرة ركعة دخل الجنة قال فما تركتهن منذ سمعته من أم حبيبة العين بعدها الواو عون بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي بن عم النبي صلى الله عليه وسلم واحد الاخوة تقدم ذكره وذكره بن عبد البر في ترجمة أخيه تمام عون بن عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي مات أبوه بعد وقعة بدر وكانت في رمضان من السنة الثانية فكأنه مات صغيرا فقد قال البلاذري وغيره انقرض عقب عبيدة بن الحارث العين بعدها الياء عياض بن عدي بن الخيار القرشي النوفلي أخو عبيد الله بالتصغير مات أبوه قبل فتح مكة فهو من أهل هذا القسم وله ولد اسمه عدي له ذكر وقتل الحرورية له ولدا بعد سنة ستين من الهجرة ذكره الزبير بن بكار القسم الثالث فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره العين بعدها الألف عارض الجشمي ذكر له الزبير بن بكار في الموفقيات قصة تدل على انه من أهل هذا (5/84)
<85> القسم فاخرج من طريق علقمة بن حر السلمي قال جئت الى معاوية فوجدت عنده بن وثيمة النضري وابن عارض الجشمي فذكر قصة فيها فقال بن عارض كنت مع أبي قبل ان يموت فوجدت في الطريق خشفا فصدته لابنة لأبي كان يحبها فخرجت محتضنه حتى وقفنا على دريد بن الصمة وقد فند عقله وهو عريان يكوم بين رجليه البطحاء فرفع رأسه فرأى الخشف فقال كأنها رأس حضن في يوم غيم ودجن كالخشف هذا المحتضن أحسن من شيء حسن ثم قام فسقط فقال لا نهض في مثل زماني الأول محدب الساق شديد الاسفل يا أولى يا أولى يا أولى قلت ودريد قتل يوم حنين وقيل بل قتل من قبل ذلك فمقتضاه ان يكون عارض وولده من أهل هذا القسم عاصم بن حميد السكوني الحمصي أدرك الجاهلية ووقد في خلافة أبي بكر وصحب معاذ بن جبل قاله بن سعد والدارقطني واما البزار فقال لا أدري اسمع منه واخرج احمد في مسنده من طريق راشد بن سعد عن عاصم بن حميد وكان من أصحاب معاذ بن جبل عن معاذ وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا من تابعي أهل الشام وسمع من عمر خطبته بالجابية وروى أيضا عن عوف بن مالك وروى عنه عمرو بن قيس السكوني وأزهر بن سعيد الحرازي وراشد بن سعد وغيرهم وقال بن القطان لا يعرف حاله وقد وثقه الدارقطني فكأن بن القطان لم يطلع على ذلك عاصم بن خليفة بن معقل بن صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن كعب بن سعد بن ضبة الضبي الفارس المشهور في الجاهلية قال المرزباني في معجم الشعراء مخضرم سكن البصرة وقال المبرد في الكامل هو قاتل يسطام بن قيس بن خالد سيد بني سفيان وكان فارس بكر بن وائل فأغار على بني ضبة فاكتسح إبلهم فتنادوا فاتبعوه فنظرت أم عاصم بن خليفة الى عاصم وهو يسن حديدة له فقالت ما تصنع بها قال اقتل بها بسطام بن قيس فنهرته فنظر الى فرس لعمه موثقة في شجرة فركبها عريا فنظر بسطام الى خيل بني ضبة وراءه فجعل يطعن الإبل في اعجازها وانحط عليه عاصم بن خليفة فطعنه فارداه على شجرة ليست بكبيرة يقال لها الألآءة وكان قتل بسطام والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة وكان نصرانيا وأراد اخوه ان يرجع الى بني ضبة فقال له أبا حنيف ان رجعت ومات بسطام من تلك الطعنة وفي ذلك يقول بعض قومه مرثية له فخر على الألاءة لم يوسد كأن جبينه سيف صقيل قال ولما قتل بسطام لم يبق في بني بكر بن وائل بيت الا هدم وسكن عاصم بن خليفة البصرة وكان يأتي باب عثمان فيستأذن فيقول عاصم بن خليفة قاتل بسطام بن قيس بالباب عاصم بن عبد الله بن رافع بن مالك بن جلهمة بن يربوع بن سعد بن ثعلبة بن سعد بن عوف (5/85)
<86> بن حدان بن غنم بن يحيى بن اعصر الغنوي ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى وقال كان جاهليا قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عبيدة حدثني بذلك عبد الحميد بن عبد الواحد بن عاصم بن عبد الله بن رافع حدثني جدي وعمي صفوان عن أبيهما عاصم قال وكان يقول حدثني من أدرك مقتل شاس بن زهير فذكر القصة عاصية السلمي له إدراك وكان في خلافة عمر رجلا ولم ار من ذكره في الصحابة وقع ذكره في حديث أخرجه الزبير بن بكار في أخبار المدينة قال حدثني محمد بن الحسن يعني بن زبالة عن عبد العزيز وهو الدراوردي عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه ان سعد بن أبي وقاص وجد جارية لعاصية السلمي تقطع من الحمى فضربها وسلبها فدخل عاصية السلمي على عمر فاستعدى على سعد فقال له عمر اردد إليها ثوبها وفأسها واما بن إسحاق فقال لا أرد غنيمة غنمنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صحيح مسلم قصة لسعد تشبه هذه لكن ليس فيها ذكر عاصية ولا عمر بل فيها انه وجد عبدا يقطع وفي سنن أبي داود لسعد قصة أخرى كذلك وفيها انه رأى رجلا يصيد عامر بن الاضبط نبهت عليه في القسم الأول وستأتي قصته في محلم عامر بن جحدم الحضرمي ذكره بن دريد في أماليه وأورد من طريق هشام بن الكلبي عن أبيه محمد بن السائب الكلبي قال حدثني شيخ من حضرموت بمكة وتذاكرنا اولية العرب عن أبيه واسمه عامر بن جحدم عن جده وكان جاهليا قال كان بحضرموت شيخ فذكر قصة وأنشد فيها لولد ذلك الشيخ من مات فالحي له مباعد بسرعة البغض بئس الزائد والزرع يجنى لحصاد الحاصد كم ولد يحيى بموت الوالد ويحتمل ان يكون الإدراك لجحدم والد عامر وقد نبهت عليه في حرف الجيم عامر بن عبد قيس بن قيس ويقال عامر بن عبد قيس بن ناشب بن أسامة بن حذيفة بن معاوية التميمي العنبري أبو عبد الله أو أبو عمرو النصرى الزاهد المشهور يقال أدرك الجاهلية حكاه أبو موسى في الذيل وروى البخاري في تاريخه من طريق أبي كعب قال كان الحسن وابن سيرين يكرهان ان يقولا عامر بن عبد قيس ويقولان عامر بن عبد الله وذكر سيف في الفتوح من طريق أبي عبيدة العصفري انه كان فيمن شهد فتح المدائن وقال العجلي تابعي ثقة من كبار التابعين وعبادهم واما كعب الأحبار فقال هذا راهب هذه الأمة وأخرج ابن سعد عن عمرو بن عاصم عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال لما رأى كعب عامرا بالشام فذكره وروى بن أبي الدنيا من طرق انه كان فرض على نفسه كل يوم ألف ركعة وروى أبو نعيم في الحلية من طريق مالك بن دينار قال مر عامر بن عبد قيس بقافلة حبسها الأسد فقال ما لكم قالوا الأسد فمر هو حتى أصاب ثوبه فم الأسد وروى بن المبارك في الزهد من طريق بلال بن سعد ان عامر بن عبد قيس وشى به الى عثمان فأمر ان ينفي الى الشام على قتب انزله معاوية الخضراء وبعث اليه بجارية وامرها ان تعلمه ما حاله فكان يقوم الليل كله ويخرج من السحر (5/86)
<87> فلا يعود الا بعد العتمة ولا يتناول من طعام معاوية شيئا كان يجيء معه بكسر فيجعلها في ماء فيأكلها ويشرب من ذلك الماء فكتب معاوية الى عثمان بحاله فامره ان يصله ويدنيه فقال لا ارب لي في ذلك قال بلال بن سعد فأخبرني من رآه بأرض الروم على بغلته تلك يركبها عقبة ويحمل عليها عقبه وعند بن أبي الدنيا من طريق عامر بن يسار سمعت المعلى بن زياد يقول كان عامر بن عبد الله دعا ربه ان يهون عليه الطهور في الشتاء فكان يؤتى بالماء له بخار وسأل ربه ان ينزع منه شهوة النساء من قلب ففعل فكان لا يبالي من لقى اذكر أم أنثى وكان إذا غزا قال اني لاستحى من ربي ان أخشى غيره وروى بن المبارك في الزهد من طريق العلاء بن الشخير عن عامر بن عبد قيس كان يأخذ عطاءه فيجعله في طرف ثوبه فلا يلقاه أحد من المساكين الا أعطاه فإذا دخل بيته رمى به إليهم فيجدونها فيجونها سواء كما أعطيها وعن ضمرة عن بن عطاء عن أبيه قال قبر عامر بن عبد الله ببيت المقدس وقال غيره وذلك في خلافة معاوية عامر بن عبد الأسد له إدراك ذكر الطبري ان العلاء بن الحضرمي كتب اليه يأمره بالتمادي على جده واجتهاده في قتال أهل الردة والفحص عن امورهم والتتبع لاخبارهم ذكره بن فتحون قلت ولم ينسبه فان كان هو أخا أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي زوج أم سلمة فهو صحابي عامر بن عقبة بن حصن بن ربيعة بن بدر الفزاري لعمه عيينة بن حصن صحبة وله هو إدراك وكان ابنه نصر بن عقبة شاعرا في دولة بني أمية وهاجي عويف القوافي وكان يقال له نصر بن طوعة وهي أخته وأنشد له المرزباني في معجمه ولو عصم الرجال من المنايا بلاء الصدق والحسب التليد تجنبت المرادي ذاك حصن فلم يصطدهم فيمن يصيد عامر بن مالك الأسلع بن شكل بن كعب بن الحريش بن كعب العامري ثم الحرشي قال بن الكلبي كان سيد بني عامر في زمانه وله قصة مع زفر بن الحارث عند عبد الملك بن مروان وكان يقال لعامر ذو الغصة عامر حمل مولى مراد له إدراك ذكره أبو عمر الكندي في اشراف الموالي من أهل مصر وأسند من طريق سعيد بن عفير انه كان قدم من اليمن مع مواليه حتى شهد الفتح بالشام ويقال انه كان من أهل ارسفيه فقدم دمشق بزقاق خمر يبيعها فرغب في الإسلام فاسلم وموالي عبد الله بن يزيد الحملي فقيل له عامر حمل ثم سار مع عمرو بن العاص فشهد فتح مصر عائذ بن قيس الجرمزي بضم الجيم والميم بينهما راء ساكنة ثم زاي منقوطة يأتي ذكره في عبد الله بن خليفة البولاني عائذ بن اللهبة واسمه مالك بن عوف بن قريع بن بكر بن ثعلبة له إدراك وكان ابنه عبد الله بن عائذ مع معاوية ذكره بن الكلبي عائش بن الصامت بن دريد صبح بن عبيد بن قمير بن سلامة بن زوى بن مالك بن نهد النهدي كان سيدهم في الجاهلية ثم اسلم فكان يقال له الناسك ذكره بن الكلبي العين بعدها الباء (5/87)
<88> عباد بن الجلندي يأتي في عبد عباد بن رفاعة العنزي له إدراك وقصة مع أبي بكر الصديق ذكرها أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة أبي العتاهية الشاعر فروى عن محمد بن يحيى الصولي عن محمد بن موسى بن حماد قال كان كيسان جد أبي العتاهية الأعلى من أهل عين التمر فسبى مع من سبى في غزاة خالد بن الوليد وكان يتيما فلما حضروا عند أبي بكر جعل أبو بكر يسألهم واحدا واحدا عن انسابهم فيخبره كل واحد منهم بمبلغ معرفته حتى سأل كيسان فذكر انه من عنزة وبحضرة أبي بكر يومئذ عباد بن رفاعة أحد بني هدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار فاستوهبه من أبي بكر وكان قد صار خالصا له فوهبه له فأعتقه عباد بن زرعة بن النعمان الثعلبي له إدراك وذكر في ترجمة السفاح بن مطر من تاريخ البخاري عباد العصري له إدراك وحج مع عمر بن الخطاب فروى البخاري من طريق الحارث بن عبيد عن هود بن شهاب بن عباد عن أبيه عن جده قال مر عمر بن الخطاب على أبيات بعرفة فقال لمن هذه فقلنا لعبد القيس فقال لهم خيرا عباد الناجي له إدراك شهد بعض الفتوح في زمن أبي بكر ذكره سيف عبد الله بن أرطاة بن شراحيل بن الشيطان بن الحارث بن الاصهب الجعفي له إدراك وقد تقدم ذكر بن عمه سلمان بن ثمامة بن شراحيل في القسم الأول وان له وفادة ويأتي ذكر بن عمه الآخر قيس بن سلمة بن شراحيل وله وفادة أيضا ولم ار من ذكر لعبد الله هذا وفادة وذكر بن الكلبي انه كان مع بن عمه سلمان وقومه لما اعتزلوا القتال بالرقة مع علي ومعاوية قال وكانوا ثمانين رجلا وذكر له قصة مع بشر بن مروان لما كان أمير الكوفة وانه خطب يوما فتكلم بشيء فقام اليه فقال له اتق الله فإنك ميت ومحاسب فأمر بضربه فضرب بالسياط فمات عبد الله بن اسيد الخولاني ثم الجدادي له إدراك وشهد فتح مصر صحبة عمرو قاله بن يونس عبد الله بن اصحمة الحبشي ولد النجاشي ذكر الزبير بن بكار ان أسماء بنت عميس ارضعته مع ولدها عبد الله بن جعفر لما كانت بالحبشة حتى فطم عبد الله بن بكر بن حذلم الأسدي قال بن عساكر له إدراك وقدم دمشق صحبة خالد بن الوليد ونزل داخل الجابية وهو جد بني حذلم قضاة دمشق ذكره أبو الحسن الرازي والد تمام ويقال ان لأبيه صحبة عبد الله بن بريد بن عبد الله بن أصرم الهلالي أبو ليلى ذكره الذهبي في التجريد بعد عبد الله بن البراء وقال ذكره بن الأثير قلت ولم أره في أسد الغابة في بعض النسخ ورأيت بخط بعض من نقل عن بن الأثير انه قال انه مخضرم ورأيته في معجم الشعراء للمرزباني وقال هو جد زفر بن (5/88)
<89> عاصم وهو شاعر شامي وهو القائل في لبابة بنت الحارث الهلالية زوج العباس بن عبد المطلب ما ولدت نجيبة من فحل نسمة من نسل أم الفضل اكرم به من كهلة من كهل عم النبي المصطفى ذي الفضل وضبط الرضى الشاطبي أباه بموحدة ومهملة مصغرا عبد الله بن ثوب بضم المثلثة وفتح الواو وبعدها موحدة أبو سلمة الخولاني مشهور بكنيته يأتى في الكنى عبد الله بن جبير الخزاعي شيخ لسماك بن حرب ذكره أبو علي بن السكن ثم قال ليست له صحبة عبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي يأتي في عبد الله بن ورقاء عبد الله بن الحارث بن عبد العزي بن رفاعة السعدي أخو النبي صلى الله عليه وسلم سماه الواقدي وقال بن سعد حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم أخ رضيع قال فجعل يقول له اترى انه يكون بعث بعد الموت فيقول النبي صلى الله عليه وسلم أي والذي نفسي بيده لآخذن بيدك يوم القيامة ولأعرفنك قال فلما آمن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم جعل يبكى ويقول أرجو ان يأخذ النبي صلى الله عيه وآله وسلم بيدي يوم القيامة فانجو وهذا مرسل صحيح الإسناد عبد الله بن حذق ذكره وثيمة في كتاب الردة فيمن ثبت على إسلامه وأنشد له في ذلك قوله الا ابلغ أبا بكر رسولا وفتيان المدينة اجمعينا فهل لكم الى قوم كرام قعود في جواثي محصرينا توكلنا على الرحمن انا وجدنا النصر للمتوكلينا وقلنا قد رضينا الله ربا وبالإسلام دينا قد رضينا وذكره الطبري في مواضع منها انه دل العلاء بن الحضرمي على عورة قومه حتى ظفر بهم وذلك ان الجارود كان قوم من بكر بن وائل اسروه فكتب الى المسلمين ان هؤلاء القوم الذين انا في اسرهم ضباع بالليل اسود بالنهار فقال العلاء من يدلنا عليهم فقال عبد الله بن حذق انا فلما اقترب منهم اخذوه فصاح وكانت أمه عجلية فصاح يا ابجراه فقال الابجر من أنت قال بن أمتك عبد الله بن حذق قال خلوه ويحك مالك قال خرجت من الجهد فأطعموني شيئا فأطعمه وقال اني لاحسب انك بئس بن أخت القوم الليلة لاخوالك ثم اقبلوا على شرابهم وغفلوا عنه فهرب الى العلاء فبينهم العلاء فكانت هزيمتهم وذكر بن الكلبي في نسب بني عامر عبد الله بن حذق بن عبد الله بن عوف بن شداد بن ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب بأنه شاعر فلعله هذا عبد الله بن الحر العنسي ذكره بن عساكر وقال له إدراك واخرج بن عائذ في (5/89)
<90> المغازي من طريق بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال بلغ عمر بن الخطاب ان عبد الله الحر العنسي زرع أرضا بالشام فانهب زرعه وقال انطلقت الى ذل وصغار في اعناق الكبار فجعلته في عنقك قال بن عساكر كانت له قطعة بباب كيسان عبد الله بن حزن أدرك عمر روى عنه أبو علي الكاهلي قصة لأبي موسى أخرجها احمد من رواية عبد الملك العرزمي عن أبي علي رجل من كاهل قال خطبنا أبو موسى الأشعري فذكر شيئا فقام اليه عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب فقالا لتخرجن مما قلت أو لنأتين عمر فقال بل اخرج مما قلت فذكر حديث انا نعوذ بك من ان نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك مما لا نعلمه وهذان الرجلان من المخضرمين لان من يكون في زمن عمر يخوف اميره يعمر دون أخواله لا بد ان يكون أدرك العصر النبوي عبيد الله بن الخريت البكري ذكره بن إسحاق في المغازي قال بن أبي نجيح عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عبد الله بن الخريت وكان قد أدرك الجاهلية قال لم يكن في قريش فخذ الا ولهم ناد معلوم في المسجد الحرام يجلسون فيه وكان لبني بكر مجلس فبينا نحن جلوس في المسجد إذ اقبل غلام فذكر قصة حرمة الكعبة في الجاهلية عبد الله بن خلف الخزاعي والد طلحة الطلحات ذكره بن عبد البر وقال كان كاتب عمر على ديوان البصرة وقتل يوم الجمل ولا اعلم له صحبة قلت ووصفه بأنه كان كاتبا لعمر على ديوان البصرة ذكره بن دريد في أماليه يسنده الى مجالد بن سعيد عبد الله بن خليفة البولاني الطائي له إدراك وكان مع على بصفين ولما أراد عائذ بن قيس الجرمزي ان يأخذ الراية من عدي بن حاتم قام عبد الله بن خليفة فقال أليس كان عدي وافدكم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وراسكم بالقادسية عبد الله بن خنيس العامري ذكره وثيمة في كتاب الردة وذكر عن بن إسحاق انه ممن ثبت على إسلامه وقام في ذلك خطيبا وله اشعار منها لعمري لئن اجمعت عامر على كفرها بعد اسلامها ومناهم قرة الترهات لقد رزئت عظم احلامها أضاع الصلاة بنو عامر واهلكها منع انعامها وفي منعها الحق سفك الدماء ووصم النساء لأيتامها واستدركه بن فتحون وقال قرة المذكور في هذا الشعر هو بن هبيرة اليشكري وكان زعيمهم في أيام الردة وذكره أبو عمر لكن لم ينبه على أمر ردته عبد الله بن دارة مولى عثمان ذكره بن منده وقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قلت وله حديث عن عثمان في صفة الوضوء أخرجه الدارقطني ولم يسم فيه روى عنه محمد بن كعب وغيره وسماه بعضهم زيدا (5/90)
<91> عبد الله بن ذباب بن الحارث بن عمرو بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس الله بن سعد العشيرة المذحجي له إدراك وشهد صفين مع علي قاله بن الكلبي ومن ولده عبد العزيز بن ثابت بن عبد الله بن ذباب له ذكر عبد الله بن أبي رهم بن فراس اليماني مخضرم ذكره سيف بن عمر في الفتوح وأنشد له شعرا قاله في أمر الردة فمنه قوله سبحان ربي لا اله غيره رب العباد ورب من يتردد وكان اسمه قبل ان يسلم عبد العزي عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كنيف بن عمرو بن حي بن ربيعة بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي يكنى أبا الشعثاء ويعرف بالعجاج الراجز المشهور وكان يقال له عبد الله الطويل وهو والد رؤبة بن العجاج الراجز المشهور ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال ولد في الجاهلية وقال أبو عبيدة كان في الجاهلية يرجز وعاش الى خلافة الوليد بن عبد الملك وأنكر ذلك بن شبة وللعجاج رواية عن أبي هريرة قال المرزباني هو أول من رفع الرجز وجعل له أوائل وشبهه بالقصيدة قال ومما يستحسن له يصف ثدي الناقة إذا حلبت كأن خلفيها إذا مادرا جروا هراش حرشا فهرا عبد الله بن أبي رومان الكاتب قال بن عساكر أدرك عهد النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح بعلبك وكتب الصلح لأهلها ذكره بن عائذ في المغازي عن الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن عياش عبد الله بن أبي زهير بن كيسان الدوسي ثم المحاربي من بني محارب بن دهمان بن منهب بن دوس الغساني ذكره بن الكلبي وقال كان في أول الإسلام عبد الله بن زيد الكندي الدريكي منسوب الى دريكة امرأة من بكر بن وائل فنسب ولده إليها يأتي خبره عبد الله بن زيد الكندي مخضرم ذكره وثيمة في كتاب الردة عن بن إسحاق قال لما ازمعت كندة على الردة انتزعوا من زياد بن لبيد عامل النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن ناقة وكان وسمها بميسم الصدقة فقام الوليد بن محصن فوعظهم فاخرجوه من بينهم فقام عبد الله بن زيد فقال أو كل من قال حقا اتهمتموه على أنفسكم ان رأيي والله رأى صاحبي فاخرجونا جميعا واشتد كلامه عليهم فطردوه فقال أبياتا منها أردت ثمود بوادي الحجر ناقتهم والحي من قابل في ناقة حوق والحي من كندة صاروا بناقتهم مثل الذين مضوا بالشؤم في النوق ابعد دين تولى الله نصرته من دين سوء ضعيف السر ممحوق ووقع نحو ذلك لعبد الله بن يزيد السكوني كما سيأتي (5/91)
<92> عبد الله بن ساعدة الهذلي أبو محمد أورده بن شاهين في الصحابة وقال روى عن عمر ومات سنة مائة عبد الله بن سبرة الحرشي شاعر فارس ذكره أبو علي الهجري وقال شهد الجسر في فتوح العراق فقطعت أصابع يده اليمنى فرثاها بأبيات وذكر المرزباني ترجمته ولم يعرف عن حاله بشيء الا انه قال صرع فارسا ودنا ليجيهز عليه فحذفه بالسيف فقطع بعض أصابعه فرثاها بأبيات قال فيها يمنى يدي غدت مني مفارقة اعزز على بها إذ بان فانصدعا ويل أمه فارسا زلت كتيبته حامي وقد ضيعوا الاحساب فارتجعا يمشي الى مستميت مثله حنق حتى إذا امكنا سيفيهما قطعا فان يكن ارطبون الروم قطعها فقد تركت بها اوصاله قطعا وذكر قصة دعبل بن علي في طبقات الشعراء مطولة وذكر له قصة أخرى وهي ان امرأة من جيرانه عبث بها عطار يقال له فيروز فلما اضجرها قالت لو ان عبد الله بن سبرة بقربى ما طمعت في فبلغته مقالتها وهو في غزاة أرمينية فترك مركزه وقدم الشام فدخل على المرأة فاستخبرها فذكرت له قصتها فقال ارسلي اليه وكمن هو في جانب البيت فجاء فلما دخل عليها ودنا منها وثب عليه عبد الله بن سبرة فقتله ورجع الى مكانه من غزاته ولم يعلم بذلك أحد عبد الله بن سراقه الأزدي روى عن عمر خطبته بالجابية وروى عن أبي عبيدة روى عنه عبد الله بن شقيق قال البخاري لا يعرف له سماع من أبي عبيدة يعني لم يصرح بسماعه وقال المفضل الغلابي كان من أهل دمشق له شرف ورواية وذكر وخلط بن منده ترجمة هذا بترجمة عبد الله بن سراقة بن المعتمر العدوي المقدم ذكره في القسم الأول والذي يترجح التفرقة عبد الله بن سعد بن ربيعة بن خداش بن سعد بن عصبة بن جشم بن نمير بن عوف بن سعد بن حبيب بن دجاعة بن أنمار الأنماري له إدراك وكان ممن اختط بالكوفة لما اختطها المسلمون في خلافة عمر وانتقل ولده الى البصرة فسكنوها ذكر ذلك بن الكلبي عبد الله بن سلمة بن أبي الخير بن وهب بن ربيعة بن معاوية الاكرمين الكندي له إدراك قال بن الكلبي كان من اشراف أهل البصرة وولاه على على السواد قال وكان أحد العشرين الذين جددوا حلف ربيعة واليمن ولابن أخيه سعدان وفادة عبد الله بن سلمة المرادي تابعي من أهل الكوفة قيل أدرك الجاهلية استدركه أبو موسى ولعبد الله بن سلمة رواية عن عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم وروى عنه عمرو بن مرة قال بن نمير وجماعة لم يرو عنه غيره وقال الامام احمد روى عنه أيضا أبو إسحاق ورد ذلك أبو احمد الحاكم فأطال وحاصله ان الذي روى عنه أبو إسحاق آخر همداني واما المرادي فلم يرو عنه الا عمرو بن مرة كما قال يحيى بن معين وغيره عبد الله بن سلمة الهمداني ذكره وثيمة في كتاب الردة وقال خرج وفد همدان لما (5/92)
<93> بلغتهم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فدخلوا على أبي بكر الصديق فقال يا معشر قريش انكم لم تصابوا بالنبي صلى الله عليه وسلم دون سائر العرب لأنه لم يكن لاحد دون أحد غير انا معترفون للمهاجرين بفضل هجرتهم وللانصار بفضل نصرتهم وانشده ان فقد النبي جزعنا اليوم فدته الاسماع والابصار ما اصيبت به الغداة قريش لا ولا أفردت به الأنصار فعليه السلام ما هبت الريح ومدت جنح الظلام نوار وقد ذكرنا في الذي قبله قول من خلطه به وترجح ان الصواب التفرقة عبد الله بن سنان بن عمرو بن وهب بن الأفيصر بن مالك بن قحافة الخثعمي تقدم تمام نسبه في عون بن عميس في القسم الأول له إدراك ولا يبعد ان يكون له صحبة وله ولد اسمه مالك ولى الصوائف لمعاوية من سنة نيف وخمسين الى ان مات في خلافة سليمان بن عبد الملك أربعين سنة ويقال انه كسر على قبره أربعون لواء ذكره بن الكلبي عبد الله بن سوار من عمال النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين ذكره وثيمة في كتاب الردة عن بن إسحاق وانه كان ممن وفى لابان بن سعيد بن العاصي عبد الله بن سويد ويقال بن شداد التيمي ثم الشقري محضرم يقول في غزوة السند الا هل اتى الفتيان بالسند مقدمي على بطل قد هزه القوم مقدم شددت له أسرى وايقنت انني على طرف المهواة ان لم اصمم عبد الله بن شهاب الخولاني له إدراك وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة روى خيثمة بن عبد الرحمن عنه في صحيح مسلم عن عائشة حديثا وروى عنه أيضا سيئا موقوفا أخرجه سعيد بن منصور من طريق خيثمة عن عبد الله بن شهاب عن عمر قصة ووصلها بن أبي شيبة من طريق خيثمة قال اتى بشر بن مروان في خلع فلم يجزه فقال له عبد الله بن شهاب شهدت عمر اتى في خلع كان بين رجل وامرأة فأجازه وعلقه البخاري في كتاب الطلاق فقال وأجاز عمر الخلع دون الطلاق عبد الله بن الطفيل بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء العامري ثم البكائي له إدراك وكان أحد الشهود يوم الجمل وشهد مشاهد على وهو جد زياد بن عبد الله راوي المغازي عن بن إسحاق ذكره بن الكلبي وقد تقدم ذكر عمه عبد الله بن ثور ويأتي ذكر عمه الأخر معاوية بن ثور عبد الله بن عبد العزي يأتي في عمرو بن عبد العزي عبد الله بن عتبة أحد بني نفيل ذكره وثيمة في الردة عن بن إسحاق قال لما بلغ قومه موت النبي صلى الله عليه وسلم فاجمعوا على منع الزكاة والمحاربة دون ذلك قام فخطبهم وذكرهم وكان شريفا فيهم فسبوه وخالفوه وكان شيخا كبيرا وكان القائم بامرهم في الردة قرة بن هبيرة ومن شعر عبد الله بن عتبة في ذلك بني عامر لستم باخوف شوكة ولا جمرة في الناس من غطفان (5/93)
<94> وليس لكم بالبحرين حابس طاقة وليس لكم بالمسلمين يدان عبد الله بن عكيم الجهني تقدم في الأول عبد الله بن عمرو اليشكري هو بن الكواء مشهور بصحبة على يأتي عبد الله بن عميرة بن حصن بن قيس بن ثعلبة القيسي الكوفي يكنى أبا المهاجر من بني قيس بن ثعلبة أدرك الجاهلية قال سماك بن حرب سمعت عبد الله بن عميرة وكان قائد الأعشى في الجاهلية فذكر حديثا أخرجه بان منده من رواية روح بن عبادة عن شعبة عنه ورويناه في فوائد بن السماك من وجه آخر عن سماك عن أبي المهاجر عبد الله بن عميرة كان رجل من أهل صنعاء يسبق الحاج فذكر قصة لعمر في قتل الجماعة بالواحد عبد الله بن عنمة بعين مهملة ثم نون مفتوحتين الضبي تقدم التنبيه عليه في الأول وانه شهد القادسية وذكره المرزباني في معجم الشعراء وساق نسبه الى ضبة وقال انه رثى بسطام بن قيس الشيباني بقوله افاتنة بنو زيد بن عمرو ولا يوفى ببسطام قتيل فخر على الألاءة لم يوسد كأن جبينه سيف صقيل فان يفجع عليه بنو أبيه فقد فجعوا وفاتهم خليل عبد الله بن قيس حليف بني فزارة الحارثي له إدراك وكان معاوية يرسله في غزو البحر فغزا خمسين غزوة ما بين صائفة وشاتية لم ينكب فيها ولم يغرق معه أحد الى ان قتل سنة ثلاث أو أربع وخمسين ذكره الطبري في تاريخه وكان أول ما غزا سنة سبع وعشرين عبد الله بن قيس الهمداني الحمصي ذكره سيف في الفتوح وقال كان على كردوس يوم اليرموك ذكره بن سميع في الطبقة الأولى التي تلي الصحابة وذكره أبو زرعة الدمشقي فيمن تلقى عمر حين قدم الشام وذكر له قصة وقال العجلي تابعي ثقة وكلام بن عساكر يقتضي انه عبد الله بن أبي قيس المخرج حديثه عند مسلم والأربعة والصواب انه غيره عبد الله بن قيس الكندي أبو بحرية بفتح الموحدة وسكون المهملة وكسر الراء وتشديد المثناة التحتانية مشهور بكنيته التراغمي بفتح المثناة وكسر الغين المعجمة قال بن سميع أدرك الجاهلية صحب معاذا قلت وروى عنه وعن أبي عبيدة وجماعة وعنه يزيد بن قطيب وضمرة بن يحيى وخالد بن معدان وأبو بكر بن أبي مريم قال بن أبي خيثمة عن بن معين شامي ثقة وكذا قال العجلي ومات في خلافة الوليد وسيعاد في الكنى عبد الله بن كامل بن حبيب بن عمرة بن ثابت بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلمي مخضرم شهد وقعة مرج الصفر ذكره المرزباني في معجمه وأنشد له شهدت قبائل مالك وتغيبت عنى عميرة يوم مرج الصفر وذكره أبو عبيد في كتاب النسب وما ابعد ان يكون له صحبة لكثرة من شهد الفتح من فرسان بني سليم (5/94)
<95> عبد الله بن كعب بن حذيفة بن شداد بن معاوية بن كعب بن معاوية بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة والد ليلى الاخيلية الشاعرة المشهورة في زمن بني أمية قال المرزباني في ترجمة كعب بن حذيفة شاعر جاهلي وأنشد له شعرا قلت فيكون لولده عبد الله بن كعب إدراك فهو من أهل هذا القسم وولدت لعبد الله ليلى الاخيلية في خلافة عثمان عبد الله بن كليب مضى في ذؤيب بن كليب عبد الله بن كيسبة بفتح الكاف بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة مفتوحة ثم موحدة النهدي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال كيسبة أمه ويقال اسمه عمرو وهو القائل لعمر بن الخطاب واستحمله في فلم يحمله اقسم بالله أبو حفص عمر ما مسها من نضب ولا دبر فاغفر له اللهم ان كان فجر وكان عمر نظر الى راحلته لما ذكر انها وجعت فقال والله ما بها من قلبة فرد عليه فعلاه بالدرة وهرب وهو يقول ذلك فلما سمع عمر آخر قوله حمله وأعطاه وله قصة مع أبي موسى في فتح تستر وقيل ان كنيته أبو كيسبة وان عمر سمعه ينشدها فاستحلفه انه ما عرف بمكانه فحلف فحمله عبد الله بن لحى أبو عامر الهوذني مشهور بكنيته يقال رأى ويقال ذكره بن سميع في رجال حمص ممن أدرك الجاهلية وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا التي تلي الصحابة فقال انه من أصحاب أبي عبيدة وقال البخاري في تاريخه سمع بلالا قلت وروى أيضا عن معاذ بن جبل والمقدام بن معد يكرب وعبد الله بن قرط ومعاوية وشهد خطبة عمر بالجابية روى عنه ابنه أبو اليمان عامر وأزهر بن عبد الله الحرازي وأبو سلام الأسود وغيرهم وقال أبو زرعة الرازي والدارقطني أبو عامر الهوزني لا باس بن ذكره بن حبان في ثقات التابعين قال العجلي شامي تابعي ثقة من كبار التابعين عبد الله بن مجيب بن المضرحي من بني أبي بكر بن كلاب أبو المسيب الشاعر ويعرف بالقتال الكلابي قال أبو زيد الأنصاري هو من شعراء الجاهلية وذكر أبو عبيدة ان مروان بن الحكم سجنه قال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي فهو على هذا من المخضرمين ومن شعره في قومه هل من معاشر غيركم ادعوهم فلقد سئمت دعاء يال كلاب عبد الله بن مجمع بن مالك بن إياس بن عبد مناة بن سعد له إدراك وكان ابنه مجمع مع الحسين بن علي بالطف فقتل ذكره بن الكلبي عبد الله بن مخمر يأتي في الأخير عبد الله بن مرة العامري ذكر وثيمة في كتاب الردة انه جمع قومه لما استغواهم قرة بن هبيرة فوعظهم وحذرهم وذكر له في ذلك شعرا عبد الله بن المنذر بن الحلاحل التميمي ذكر المرزباني في معجم الشعراء انه استشهد باليمامة مع خالد بن الوليد فقال نافع بن الأسود يرثيه (5/95)
<96> اذهب فلا يبعدنك لله من رجل موري حروب وللعافين والنادي ما كان يعدله في الناس من أحد ولا يوازيه في نعمى وارصاد لقد تركت بني عمرو وأخوتها يدعون باسمك للمنتاب والرادي عبد الله بن المنذر بن كعب جد احمد بن سعيد بن صخر شيخ البخاري وغيره من الأئمة ذكر أبو علي الجبائي في شيوخ أبي داود ان المنذر بن كعب وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وان ابنه عبد الله بن المنذر وفد على أبي بكر الصديق عبد الله بن نزار العبسي قال بن عساكر له إدراك وكان رسول أبي بكر الصديق الى أبي عبيدة لمادنا من الجابية ذكره أبو حذيفة إسحاق بن بشر في الفتوح عن بن إسحاق عمن أخبره عن عطاء عن بن عباس قال وسار أبو عبيدة حتى دنا من الجابية فقيل له ان هرقل بأنطاكية فكتب الى أبي بكر فكتب اليه يعلمه انه يمده بالرجال بعد الرجال وبعث بكتابه مع عبد الله بن نزار العبسي عبد الله بن النجاشي في بن أضحمة عبد الله بن نضلة في علقمة بن نضلة عبد الله بن هانئ الحولاني أخو شريح تقدم في شريح عبد الله بن هداج الحنفي يأتي في هداج قال إبراهيم بن المندر حدثنا هاشم بن غطفان حدثني عبد الله بن هداج وكان قد أدرك الجاهلية قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر خبرا أخرجه أبو نعيم وقد أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن هاشم بن غطفان فزاد عن بن عبد الله بن هداج عن أبيه قال جاء رجل فذكره قال البخاري في التاريخ عبد الله بن هداج من بني عدي بن حنيف روى عنه أبو عمار هاشم بن غطفان المزني عبد الله بن ورقاء الأسدي ذكر الطبري ان عمر كتب الى أبي غسان لما سيره الى أصبهان ان يجعل على مقدمته عبد الله بن ورقاء الرياحي وعلى المحلية عبد الله بن ورقاء الأسدي وقال في موضع آخر عبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي عبد الله بن وهب الراسبي من بني راسب بن مالك بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد له إدراك وشهد فتوح العراق مع سعد بن أبي وقاص وذكر الطبري في التاريخ ان سعدا أرسله مع المضارب العجلي وجماعة وامر عليهم ضرار بن الخطاب بأمر عمر الى أناس اجتمعوا من الذين يقاتلونهم ثم كان مع على في حروبه ولما وقع التحكيم فأنكره الخوارج واجتمعوا بالنهروان أمر عليهم عبد الله بن وهب الراسبي وكان عجبا في كثرة العبادة حتى لقب ذا الثفنات كان لكثرة سجوده صار في يديه وركبتيه كثفنات البعير وقتل الراسبي المذكور مع من قتل بالنهروان وقصته في ذلك مشهورة ذكره بن الكلبي وعيره عبد الله بن يزيد بن قيس الغاضري السكوني ذكره وثيمة في الردة وقال لما ازمع قومه على الردة وانتزعوا من زياد بن لبيد ناقة كان وسمها بميسم الصدقة قام فيهم عبد الله بن يزيد فقال (5/96)
<97> يا معشر الملوك اني لا أصغر عن القول ولا يعظم أحد منكم عن الاستماع واني اناشدكم الله والرحم ان تصيروا أحاديث في ناقة أخذت بحق وارتجاعها باطل وانشدهم ما كان في ناقة ضلت حلومكم ما تغدرون بعهد الله والذمم ألقى زياد عليها حق ميسمه بعد اللسان وبعد الكف والقدم ليس التشوش على بكر واخوتهم أسام فيها ورب الحل والحرم قال فبعت اليه الأشعث بن قيس أرى كلامك يدفعنا وإياك الى ما نكره وانا لا نحمل ذلك وخرج بينهم الى المدينة ثم رجع مع المسلمين لقتالهم واستشهد مع زياد بن لبيد فرثاه مرباع الكندي بقوله اعبد الله قد اعذرت فينا ولكنا هزئنا بالنصيح وقد اسمعتنا بدعاء داع الى العلياء والأمر الصحيح عبد الله التميمي له إدراك ذكر البخاري في تاريخه من طريق زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن عبد الله التميمي قال بعث عمر بن الخطاب عمار بن ياسر أميرا علينا ونحن بالمدائن عبد الجد بن عبد العزيز الأزدي هو المعروف بالجلندي تقدم في حرف الجيم عبد الحجر بن سراقة أخو الأحوص بن جعفر بن كلاب العامري الكلابي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وكان شهد القادسية فعقر ناقته وقال وما عقرت بالسيلحيين مطيتي وبالجسر الا خشية ان اعيرا قلت وما أظنه ترك اسمه على حاله في الإسلام عبد خير بن يزيد ويقال بن محمد بن خولى بن عبد عمرو بن عبد يغوت بن الصائد الهمداني أبو عمارة الكوفي أدرك الجاهلية قال الخطيب يقال اسمه عبد الرحمن قلت ولعله غير في الإسلام وقال أبو عمر أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه قلت وتأتي فصة إسلامه في زمن النبي صلى الله عيه وآله وسلم في ترجمة والده يزيد رواها أبو يعلى وغيره روى عبد خير عن أبي بكر الصديق وعن بن مسعود وعلى وكان من كبار اصحابه وعن عائشة وغيرهم روى عنه ابنه المسيب والشعبي وأبو إسحاق السبيعي وعبد الملك بن سلع وعلقمة بن مرثد والحكم وعطاء بن السائب وآخرون نزل الكوفة قال عبد الملك بن سلع قلت له كم اتى عليك قال عشرون ومائة سنة أخرجه الدولابي في الكنى فيمن يكنى أبا عمارة وذكره احمد بن حنبل في الاثبات عن على ووثقه بن معين والنسائي والعجلي وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين عبد الرحمن بن اربد الأسدي ذكره وثيمة في كتاب الردة عن بن إسحاق فيمن انحاز من بني أسد عن طليحة بن خويلد الأسدي لما ادعى النبوة واستدركه بن فتحون عبد الرحمن بن الأزور الأسدي أخو ضرار بن الأزور الصحابي كان ببلاد قومه لما ادعى طليحة بن خويلد النبوة ففارقه وقال يخاطب اخاه ضرارا ليحرض الأنصار على جهاد من بالبطاح من أهل الردة بقصيدة أولها (5/97)
<98> قد قلت للمرء الشقيق ضرار طال البكاء لفرقة الأنصار ذكره وثيمة عن بن إسحاق عبد الرحمن بن تيم بن مالك بن الصحبان الأزدي بن عم سنان بن كعب بن مالك بن الصحبان المقدم ذكره له إدراك وكان ولده مجاعة شريفا في الأزد في زمان المهلب ذكره بن الكلبي عبد الرحمن بن حبيش الأسدي ذكره وثيمة في كتاب الردة عن بن إسحاق وانه ممن ثبت على إسلامه وفارق طليحة وقد تقدم ذكر أبيه حبيش في الحاء المهملة ويأتي ذكر أخيه غسان في الغين المعجمة عبد الرحمن بن ذي الجرة الحميري ذكر المدائني انه وفد على أبي بكر الصديق فسماه عبد الرحمن وقد تقدم في حرف الباء الموحدة في باب وهو اسمه الأول وذكرت له قصة في فتح تستر مع أبي موسى الأشعري نقلته من خط الخطيب في المؤتلف عبد الرحمن بن سلمة أخو أبي وائل شقيق روى عنه شقيق وكان عبد الرحمن اسن منه وقد تقدم ذكر شقيق في هذا القسم وعبد الرحمن أولى بذلك وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال روى عنه اخوه عبد الرحمن بن عائد الحمصي قال البغوي يقال انه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ونفي ذلك أبو حاتم وغيره وسأذكر ترجمته في القسم الرابع عبد الرحمن بن عبد الله قال بن عساكر له أدرك واخرج من طريق الخرائطي بسند له الى جعفر بن برقان عن أبي سكينة الحمصي عن عبد الرحمن بن عبد الله قال قدم عمر بن الخطاب الجابية فقام فينا خطيبا فذكر الخطبة عبد الرحمن بن عسيلة بمهملتين مصغرا بن عسل مكبرا ثم سكون بن عسال المرادي أبو عبيد الله الصنابحي اليماني نزيل الشام وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فوجده قد مات فصلى خلف أبي بكر وروى عنه وعن عمر وعي وبلال وسعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وجماعة روى عنه اسلم مولى عمر وعطاء بن يسار وعبد الله بن محيريز وأبو الخير اليزني ويونس بن ميسرة وآخرون قال بن سعد ثقة قليل الحديث وقال بن يونس شهد فتح مصر وقال العجلي تابعي ثقة ونحوه بن حبان وقال بن معين تأخر الى زمان عبد الملك وذكره البخاري فيمن مات ما بين السبعين الى الثمانين وقال يعقوب بن شيبة هؤلاء الصنابحيون الذين يروى عنهم في العدد ستة وانما هما اثنان فقط الصنابح الأحمسي ويقال له الصنابحي الأحمسي وهو واحد ومن ذكره بلفظ النسب أخطأ وهو الذي يروي عنه الكوفيون والثاني عبد الرحمن بن عسيلة كنيته أبو عبد الله روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة وروى عن أبي بكر وغيره فمن قال فيه عبد الرحمن الصنابحي أصاب اسمه ومن قال عن أبي عبد الله الصنابحي أصاب كنيته ومن قال عن أبي عبد الرحمن الصنابحي فقد أخطأ قلب كنيته فجعلها اسمه هذا قول على بن المديني ومن تابعه قال يعقوب وهو الصواب عندي قلت وقد تقدم في العبادلة في القسم الأول بيان الاختلاف في عبد الله الصنابحي ومن اثبت انه غير عبد الرحمن بن عسيلة ومن نسب من قال ذلك (5/98)
<99> للوهم ولله الحمد عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي الحمصي قاضيها ذكره بن منده في الصحابة وتعقبه أبو نعيم بأنه مشهور من تابعي أهل الشام وقد روى آدم بن أبي إياس في كتاب الثواب عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عوف وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا وذكره جمهور من صنف في الرجال في التابعين قال العجلي شامي تابعي ثقة وذكره بن حبان في الثقات عبد الرحمن بن غنم بن كريز ويقال هانئ بن ربيعة بن عامر بن عدي بن وائل الأشعري تقدم نسبه وسمي ابنه في القسم الأول واما هذا فتابعي شهير له إدراك وهاجر في زمن عمر قال البغوي هو قديم لا أدري أدرك أم لا وقيل انه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقال حرب عن احمد أدرك ولم يسمع وقال الترمذي يقال انه أدرك وقال أبو نعيم مختلف في صحبته وقال أبو حاتم جاهلي ليست له صحبة وروايته مرسلة وقال أبو عمر كان مسلما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره سمع معاذ بن جبل وقال يعقوب بن شيبة أدرك عمر وسمع منه وقال بن أبي خيثمة قال أبو مسهر كان رأس التابعين وقد روى عبد الرحمن بن غنم عن عمر وعثمان ومعاذ وأبي عبيدة وأبي ذر وأبي الدرداء وأبي مالك الأشعري وشداد بن أوس وثوبان وعبادة وغيرهم روى عنه ابنه محمد وعطية بن قيس وأبو سلام الأسود وشهر بن حوشب ومكحول ورجاء بن حيوة وآخرون وقال أبو زرعة الدمشقي عن دحيم عبد الرحمن بن غنم مقدم عندي على الصنابحي وهو رجل أهل الشام قال خليفة وغيره مات سنة ثمان وسبعين من الهجرة عبد الرحمن بن قيس بن سواء أبو عطية المذبوح مشهور بكنيته له إدراك وشهد اليرموك قال بن المبارك في الزهد حدثنا أبو بكر بن أبي مريم عن حماد بن سعيد بن أبي عطية قال لما حضر أبا عطية الموت جزع فقيل له اتجزع قال ومالي لا اجزع وانما هي ساعة ثم لا أدري أين يسلك بي وذكر بن أبي حاتم عن أبيه انه سأل عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن أبي عطية المذبوح عن اسم جده فقال عبد الرحمن بن قيس وانما قيل له المذبوح لأنه أصابه سهم وهو مع أبي عبيدة باليرموك فقطع جلده ولم يفر الاوداج فكان إذا شرب الماء يرى مجراه عاش بعد ذلك زمانا فسمى المذبوح عبد الرحمن بن مسلم شامي سمع أبا عبيدة بن الجراح روى عنه الوليد بن أبي مالك ذكره البخاري وقال لا يصح حديثه وقال أبو حاتم بل هو صالح الحديث عبد الرحمن بن مطرح الحنفي أدرك الجاهلية ولما ارتد أهل اليمامة انكر على مسيلمة وقومه وكتب الى أبي بكر يخبره بعورتهم ذكره وثيمة وأنشد له شعرا يمدح فيه خالد بن الوليد وفيه لسنا نغرك من حنيفة انهم والراقصات الى بني كفار عبد الرحمن بن مل بفتح الميم ويجوز ضمها وكسرها بعدها لام ثقيلة بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد أبو عثمان النهدي مشهور (5/99)
<100> بكنيته نسبه بن الكلبي وتبعه جماعة وسقط من كلام أبي عمر ذكره سعد ولا بد منه ذكره بن أبي شيبة من طريق عاصم سئل أبو عثمان وأبا اسمع هل أدركت النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم واسلمت على عهده واديت له ثلاث صدقات وغزوت على عهد عمر غزوات وروى بن أبي خيثمة من طريق حميد بن أبي عثمان قال كنا في الجاهلية إذا تحملنا حملنا حجرا على بعير فإذا رأينا أحسن منه القيناه واخذنا الآخر فإذا سقط عن البعير قلنا سقط إلهكم فالتمسوا غيره قال بن المديني هاجر الى المدينة بعد موت أبي بكر فوافق استخلاف عمر فسمع منه ونزل الكوفة فلما قتل الحسين تحول الى البصرة وسمع أبو عثمان من كبار الصحابة فروى عن عمر وعلى وسعد وسعيد وطلحة وابن مسعود وحذيفة وبلال وأبي هريرة وأبي موسى وعائشة وغيرهم روى عنه قتادة وسليمان التيمي وثابت وعاصم الأحول وعوف وخالد الحذاء وأيوب وحميد وآخرون قال عبد القاهر بن السري عن أبيه عن جده حج أبو عثمان ستين حجة وعمرة وكان يقول اتت على مائة وثلاثون سنة قال عمرو بن علي مات سنة خمس وتسعين وقال بن معين سنة مائة وقال خليفة بعد سنة مائة عبد الرحمن بن ملجم المرادي أدرك الجاهلية وهاجر في خلافة عمر وقرأ على معاذ بن جبل ذكر ذلك أبو سعيد بن يونس ثم صار من كبار الخوارج وهو اشقى هذه الأمة بالنص الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بقتل علي بن أبي طالب فقتله أولاد علي وذلك في شهر رمضان سنة أربع وأربعين ذكره الذهبي في التجريد لكونه على الشرط وليس بأهل ان يذكر مع هؤلاء وبسطت ترجمته في لسان الميزان عبد الرحمن بن النعمان بن بزرج ذكره الواقدي فيمن اسلم من أهل سبأ في العهد النبوي وكذا ذكره سيف في الفتوح وقد تقدم ذكر أخيه عبد الله وسيأتي في ترجمة أبيه النعمان كيفية إسلامه عبد الرحمن بن يزيد اللخمي مولاهم جد موسى بن نصير الذي افتتح المغرب الأقصى قال الرشاطي وجدت بخط الحكم المستنصر كان نصير والد موسى شجاعا وشهد قبل ذلك مع أبيه اليرموك واستشهد يومئذ وذلك في سنة خمس عشرة عبد عمرو بن مفرغ تقدم في عبد الرحمن عبد عمرو بن يزيد بن عامر الجرشي ذكر سيف في الفتوح انه كان مع أبي عبيدة بمرج الصفر وشهد اليرموك عبد المنان بن المتلمس جرير بن عبد المسيح كان أبوه شاعرا مشهورا في الجاهلية وأدرك عبد المنان الإسلام ذكره أبو عبيد البكري في شرح الأمالي عبد بن الجلندي تقدم ذكره مع أخيه جيفر في حرف الجيم عبد بن عبد بن عبد الله بن أبي يعمر بن حبيب بن عائذ بن مالك بن وائلة بن عمرو بن ناج بن يشكر بن عدوان بن عمر بن قيس بن غيلان الجدلي أبو عبد الله مشهور بكنيته وقيل اسمه (5/100)
<101> عبد الرحمن قال بن منده هو قديم ثم ذكر في الصحابة ولا يصح قلت أرسل شيئا وهو معدود في التابعين ذكره بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة وروى عن سلمان الفارسي وعن علي وعائشة وغيرهم روى عنه الشعبي وأبو إسحاق السبيعي وسعيد بن خالد الجدلي وآخرون ووثقه احمد وابن معين والعجلي عبد بن غوث الحميري ذكر سيف ان أبا بكر الصديق بعثه الى عياض بن غنم لما استمده من العراق وشكا قلة من معه عبد بن قيس بن بجرة ويقال قيس بن بجرة فزاري يأتي في قيس إن شاء الله تعالى عبدة بن الطبيب واسم الطبيب يزيد بن عمرو بن وعلة بن أنس ان عبد الله بن عبد نهم بن جشم بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم الشاعر المشهور ذكر سيف في الفتوح انه شهد مع المثنى بن حارثة قتال هرمز وله في ذلك آثار مشهورة وكان في جيش النعمان بن مقرن الذين حاربوا الفرس بالمدائن قال أبو الفرج هو مخضرم وهو شاعر مجيد ليس بالمنكر وهو القائل في قتال الفرس هل حبل خولة بعد الهجر موصول أم أنت عنها بعيد الدار مشغول يقول فيها يقارعون رءوس الفرس ضاحية منهم فوارس لا عزل ولا ميل وذكر بن دريد في الاخبار المنثورة وأبو الفرج الأصبهاني في الاغاني عنه عن بن أخي الأصمعي عن عمه قال اجتمع الزبرقان بن بدر والمخبل السعدي وعبدة بن الطبيب وعمرو بن الاهتم وعلقمة بن عبدة قبل ان يسلموا والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل ان يبعث فنحروا جزورا واشتروا خمرا ببعير وجعلوا يشوون ويأكلون ويشربون فقال بعضهم لو ان قوما طاروا من جودة اشعارهم لطرتم فتحاكموا الى أول من يطلع عليهم فطلع ربيعة بن حدار اليربوعي فسروا به وحكموه فقال أخاف ان تغضبوا فأمنوه من ذلك فقال لهم اما عمرو فشعره برود يمنية تنشر وتطوي واما الزبرقان فكرجل اتى جزورا فأخذ من مطايها ثم خلطه بعد ذلك واما المخبل فشهب نار يلقيها الله على من يشاء من عباده واما علقمة فكمزادة احكم خرزها فليس يسقط منها شيء وقال المرزباني كان عبدة اسود من لصوص الرباب وهو مخضرم وهو الذي رثى قيس بن عاصم المنقري التميمي لما مات بقوله عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء ان يترحما تحية من اوليته منك نعمة إذا زار عن شحط بلادك سلما ويقول فيها وما كان قيس هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم تهدما كان أبو عمرو بن العلاء يقول هذا البيت ارثى بيت قيل وقال بن الأعرابي هو قائم بنفسه ماله نظير في الجاهلية ولا الإسلام قال ولما اسن عبدة جمع بنيه وانشأ قصيدته التي يوصيهم فيها وهي من القصائد التي يقول فيها (5/101)
<102> ولقد علمت بأن قصري حفرة غبراء يحملني إليها شرجع فبكت بناتي شجوهن وزوجتي والاقربون الى ثم تصدعوا وتركت في غبراء يكره وردها تسفى على الريح حين أودع قوله قصري بفتح القاف وسكون المهملة أي آخر امرى قوله شرجع بفتح المعجمة وسكون الراء ثم جيم هو سرير الميت وقوله تصدعوا أي تفرقوا قوله تسفى بمهملة ثم فاء مع فتح أوله أي تهب بالتراب وقال المرزباني مخضرم ويروي ان عمر كان يعجب من شعر عبدة وقيل لخالد بن صفوان ان عبدة لا يحسن ان يهجو فقال لا بل كان يترفع عن الهجاء عبيد الله بن الحر بن عمرو بن خالد بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن عويم بن جعفي بن سعد العشيرة الجعفي له إدراك قال بن الكلبي كان شاعرا فانكا وسيأتي في ترجمة مرثد بن قيس ان عبد الله بن الحر شهد القادسية عبيد الله بن صبرة ويقال ضمرة بن هوذة ويقال هوذ الحنفي اليمامي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه وقد مضى ذكره في ترجمة لافئس أو الافيصر اليمامي في القسم الأول عبيد بغير إضافة مصغرا بن سراقة حجازي يقول لعمر فإنك مسترعي وانا رعية وانك مدعو بسيماك يا عمر وذكره المرزباني ويأتي في عمرو عبيد بن جحش شهد القادسية ونزل الكوفة ذكره بن حبان في ثقات التابعين عبيد بن شرية بمعجمة وزن عطية أحد المعمرين روى أبو موسى من طريق معاوية بن سليم عن هشام بن محمد عن أبيه محمد بن السائب الكلبي قال عاش عبيد بن شرية الجرهمي مائتين وأربعين سنة وقيل ثلاثمائة سنة واسلم ووفد على معاوية فقال أخبرني باعجب ما رأيت قال انتهيت الى قوم يدفنون ميتا فذكر قصة وفيها الشعر المشهور يبكي الغريب عليه ليس يعرفه وذو قرابته في الحي مسرور وأخرجها أبو موسى من طريق عمران بن سعيد القرشي عن أبيه ان معاوية اتى بعمير بن شرية وقد اتت عليه عشرون ومائتا سنة فذكر نحوه وفيه الشعر فلعل قوله في هذه الرواية عمير تصحيف سمعي فان المشهور عبيد وقد ذكر الرشاطي عن الهمداني ان معاوية كان مستشرفا لاخبار حمير فقال له عمرو بن العاص أين أنت عن عبيد بن شرية فإنه اعلم من بقي بأخبارهم وانسابهم فكتب اليه يأخذ منه الاخبار فالفها كتابا وقد زيد فيه ونقص فلا يؤخذ منه نسختان مستويتان وذكر محمد بن إسحاق النديم في الفهرست انه روى عن زيد بن الكيس وعن أبيه الكيس وعاش عبيد الى خلافة عبد الملك بن مروان عبيد بن غاضرة بن سمرة بن عمرو بن قرط التميمي ثم العنبري لأبيه صحبة وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقات ولولده عبيد إدراك ولا يعرف له صحبة وله قصة مع إبراهيم (5/102)
<103> بن عربي والى اليمامة في خلافة عبد الملك بن مروان ومع جرير بن الخطفي الشاعر عبيد بن أم كلاب له إدراك ورواية عن عمر واخرج احمد في الزهد من طريق سعيد بن أبي هلال عن عبد العزيز بن عمر انه سمع عمر يقول لا يعجبنكم طنطنة الرجل ولكن من أدى الأمانة وكف عن اعراض الناس فهو الرجل عبيد بن منقذ شهد حرب الفرس بالحيرة فلما نزل روزبة قنطرة النهرين خرج إليهم عبيد بن منقذ فذكر القصة عبيد بن نضلة الخزاعي تابعي شهير يكنى أبا معاوية روى عن بن مسعود والمغيرة بن شعبة وسليمان بن صرد ومن التابعين عن علقمة ومسروق والسلماني وروى عنه إبراهيم النخعي وأشعث بن سليم وحمران بن اعين قال العجلي كوفي تابعي ثقة كان يقرىء أهل الكوفة وذكر بن حزم انه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه واخرج بن أبي شيبة في مسنده من طريق القاسم بن مخيمرة عن عبيد بن نضلة ان الناس قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم في عام مجاعة سعر لنا الحديث قال العسكري ليس يصح سماعه وأكثر ظني انه مرسل وقد ذكره كذلك بن أبي حاتم وقال مختلف في صحبته سوى الحديث المرسل واما ادراكه فصحيح وعده على بن المديني في الفقهاء من أصحاب بن مسعود عبيد مولى الأنصار له إدراك وهو من سبى خالد بن الوليد يأتي خبره في ترجمة يسار جد محمد بن إسحاق صاحب المغازي عبيد الأنصاري ذكر في ترجمة سميه في القسم الأول وذكره البخاري وابن حبان في التابعين عبيد الثقفي الذي كان ينسب اليه زياد بن سمية قبل ان يستخلفه معاوية ذكر بن الأعرابي ان أباه يونس بن عبيد خاصم معاوية في ذلك فذكر قصة طويلة وعبيد المذكور كان مولى الحارث بن كلدة فزوجه مولاه سمية فولدت له زيادا وغيره وذكر الغلابي في كتاب أخبار زياد بأسانيد له ان عمر كان وجه زيادا في وجه فقدم عليه وقد كفاه ما بعثه اليه فخطب خطبة بليغة وناظر عن أبي موسى وكان أبو موسى استكتبه لما ولي إمرة البصرة لعمر فرفعوا فيه الى أبي موسى فكان زياد يحاجج عن أبي موشى فقال له عمر ما فعلت في أول شيء حصل لك من الكبر قال وجدت عبيدا أبي في الرق فاشتريته بألف فقال له عمر نعم الألف عبيد المحاربي أحد بني طريف ذكره المرزباني في معجم الشعراء وأنشد له يخاطب مزرد بن ضرار الأسدي وهو أخو الشماخ وسيأتي ذكره في حرف الميم من أبيات فقال فقلت تزردها عبيد فانني لزرد الموالي في السنين مزرد فسمي لذلك مزردا وقال عبيد يجيبه تركت ضرارا في الظهيرة رازما فهلا ضرار أبا يزيد مزود عبيد والد أبي حرة يأتي خبره في ترجمة وهب بن خالد (5/103)
<104> عبيدة بفتح أوله وزيادة هاء بن عمرو ويقال بن قيس بن عمرو السلماني بفتح المهملة وسكون اللام وفتحها بعضهم قال بن الكلبي اسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ولم يلقه وكذا قال العجلي وقال تابعي ثقة وقال الواقدي هاجر من اليمن زمن عمر ونزل الكوفة وروى عن بن مسعود وعلي روى عنه محمد بن سيرين وأبو إسحاق السبيعي وإبراهيم النخعي والشعبي وأبو حسان الأعرج وغيرهم وكان بن سيرين أروى الناس عنه وقد ذكر على بن المديني والعلاس ان أصح الأسانيد بن سيرين عن عبيدة عن علي وقال بن نمير كان شريح إذا اشكل عليه شيء كتب الى عبيدة مات سنة اثنتين وسبعين وأرخ الترمذي سنة ثلاث وابن أبي شيبة سنة أربع وفي كل ذلك نظر بينت وجهه في مختصر التهذيب عبيس مولى أبي بكر الصديق يأتي في القسم الأخير العين بعدها التاء عتاب بن سلمة له إدراك لان عمر قبل شهادته على قدامة بن مظعون حين شرب الخمر أخرجه بن أبي شيبة من وجهين وسيأتي ذكر القصة واضحا في ترجمة أمه ان شاء الله تعالى عتبة بن ربيعة بن بهز حليف بني عصمة شهد اليرموك أميرا قاله سيف في الفتوح قال وأمره خالد بن الوليد على بعض الكراديس قال بن عساكر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا اعرف له رواية استدركه بن فتحون عتبة بن الوغل التغلبي له إدراك وله مع عثمان خبر في عزل سعيد بن العاص وولاية الأشعري وله قصص مع على ويقال انه القائل في يوم صفين لمن راية سوداء يخفق ظلها إذا ما قيل قدمها حصين تقدما عتربس بن عرقوب قال بن منده ذكر فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وآوله وسلم روى عنه طارق بن شهاب ولا يصح له صحبة عتيبة بمثناة وموحدة مصغر بن عتيبة بن مرداس التميمي بن الحارث بن مدرك الدهماني ذكره أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي وانه شهد حنينا مع المشركين وأنشد له شعرا يمدح مالك بن عوف رأس القوم في تلك الوقعة وفي أثناء ذلك الشعر ما يدل على انه اسلم بعد ذلك ولم أقف على خبر صحيح بأنه صحابي فذكرته في هذا القسم ونبهت عليه في الأول من قصيدته المذكورة ما نقلته من خط الحافظ أبي بكر الخطيب واذكر مسيرهم للناس إذ جمعوا وملك حوله الرايات تختفق ومالك مالك ما فوقه أحد وافى حنينا عليه التاج يأتلق في كل جأواء جمهور مسومة يعني إذا هي سارت دونها الحدق (5/104)
<105> وقيس عيلان طرا تحت رايته ان سار ساروا وان لاقى بهم صدقوا فضاربوا الناس حتى لم يروا أحدا حول النبي الى ان جنه الغسق ثمة نزل جبريل بنصرهم من السماء فمهزوم ومعتنق منا ولو غير جبريل يقاتلنا لمنعتنا اذن اسيافنا العتق وفاتنا عمر الفاروق إذ هزموا بطعنة بل منها سرجه العلق قال أبو الفرج الأصبهاني شاعر مقل مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وكان هجاء وأنشد له شعرا رثى به قومه عتيبة بن النهاس بنون ومهملة العجلي واسم النهاس عبدل بن حنظلة بن يام بتحتانية بن الحارث كان من كبار العجليين له إدراك ومشاهد في خلافة أبي بكر قال بن ماكولا كان شريفا وكان مع خالد بن الوليد باليمامة واستعمله على اللهازم حين سار الى فاطمة وكذا ذكره سيف في الفتوح وقال من الكماة الشجعان وذكره الطبري أيضا وان العلاء بن الحضرمي أرسل اليه في أمر الردة وأخوه عتاب كان شريفا وابنه المغيرة بن عتبة كان قاضي الكوفة استدركه بن فتحون تردد هل هو كذا أو بالتحتانية والنون والأول اصوب العين بعدها الثاء عثعث بن عمرو الكندي ممن ثبت على إسلامه في زمن الردة ذكره وثيمة عن بن إسحاق وأنشد له في ذلك يخاطب الأشعث ان تمس كندة ناكثين عهودهم فالله يعلم انني لم انكث لا تبغ الا الدين دينا واحدا خذها ولا تردد نصيحة عثعث واستدركه بن فتون العين بعده الجيم والدال العجاج الراجز يقال له إدراك وقد تقدم فيمن اسمه عبد الله عدي بن عمرو بن سويد بن زبان بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن الطائي المعنى الشاعر يعرف بالاعرج قال بن الكلبي جاهلي إسلامي وهو القائل تركت الشعر واستبدلت منه إذا داعي صلاة الصبح قاما كتاب الله ليس له شريك وودعت المدامة والندامى قد تقدم في سويد بن عدي بن عمرو وحكى المرزباني القولين وأنشد البيتين المذكورين في الترجمتين واقتصر بن الكلبي على الذي هنا والله اعلم عدي بن كعب أرسله أبو بكر الصديق الى ملك الروم تقدم في القسم الأول عرام بن المنذر بن حارثة بن لام الطائي أحد الشعراء المعمرين وهو القائل ووالله ما أدري أأدركت امة على عهد ذي القرنين أم كنت اقدما متى تنزعا عنى القميص تبينا جآجيء لم يكسين لحما ولا دما ذكره العسكري في التصحيف وضبطه بالعين والراء المهملتين وقال أبو حاتم السجستاني في المعمرين (5/105)
<106> عوام أو عرام عاش الى ان دخل على عمر بن عبد العزيز ليزمن ان يكتب في الزمنى فقال له عمر ما زمانتك هذه فذكر البيتين حكاه عن بن الكلبي عن رجل من بني قيس بن حارثة عنه وهو في الجمهرة بنحوه بلا سند وقال في روايته فقال له عمر أيها الشيخ من أدركت فانشدهما وذكره المرزباني فسماه عراما كما قال العسكري وقال انه مخضرم نزل الكوفة وجزم أبو محنف انه عوام بواو وذكر له نحو ما تقدم عرفجة السلمي روى أبو عون الثقفي عن عرفجة السلمي عن أبي بكر الصديق حديثا ولعله عرفجة بن شريح الكندي والظاهر انه غيره عرفجة بن خزيمة تقدم في الأول عروة بن افاف بن شريح بن سعد بن حارثة بن لام الطائي له إدراك وشهد قتال الخوارج مع علي فقال علي لا يفلت منهم واحد ولا يقتلون منا عشرة فكان كذلك وكان عروة فيمن قتل من العشرة عروة بن زيد الخيل الطائي تقدم في الأول عروة بن عياش بن أبي الجعد البارقي ذكره بن عبد البر وكان استعمله عمر على قضاء الكوفة وضم اليه سلمان بن ربيعة قبل ان يستقضي شريحا قلت ان كان محفوظا فهو بن أخي عروة بن أبي الجعد الماضي في القسم الأول ومنهم من حزم بأنه هو ثم اختلفوا فقيل ان الصواب في عروة بن أبي الجعد انه عروة بن عياض وانه نسب الى جده وهذا قول الرشاطي ومنهم من قال بل عياض اسم أبي الجعد فعلى هذا يقرأ عياض باعراب عروة عروة بن نمران بن عمرو بن فعاس بن عبد يغوث بن محدش بن عصر بن غنم بن مالك بن عوف بن منبه بن غطيف المرادي ثم الغطفي له إدراك وكان ابنه هانئ بن عروة من رؤساء أهل الكوفة وهو الذي نزل مسلم بن عقيل بن أبي طالب عنده لما أرسله الحسين بن على لأخذ البيعة على أهل الكوفة فقبض عبد الله بن زياد عليهما فقتلهما وفي ذلك يقول الشاعر فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري الى هانئ في السوق وابن عقيل ذكره بن الكلبي عروس بن المفترس بن مقاتل الأسدي المقعسي ذكره المرزباني فقال مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وهو القائل نحن الذين اغتصبنا الناس كلهم حتى اهتدى طائع منهم ومعشور حتى أقاموا قناة الدين واعتدلوا فالسيف عبد وقلب القوم مشهور عريب بن عبد كلال بن عريب بن ليشرح الحميري ذكر بن الكلبي ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب اليه والى أخيه الحارث وكان إليهما أمر حمير وقد تقدم الحارث وشرحبيل أخواه وذكر بن إسحاق ان الكتاب كان الى أخيه ولم يذكر هذا (5/106)
<107> العين بعدها الزاي عزرة بن قيس بن غزية الأحمسي البجلي وسكن حلوان في عهد عمر روى عنه أبو وائل قال الأعمش عن أبي وائل عن عزرة بن قيس خطبنا خالد بن الوليد فقال ان عمر بعثني الى الشام الحديث في الفتن وفيه قول خالد انها لا تكون وعمر حي قال علي بن المديني لم يرو عنه غير أبي وائل وقال بن أبي خيثمة عن بن معين بقي الى أيام معاوية فيما بلغني وذكره بن سعد في الطبقة الأولى العين بعدها السين عسكلان بن عواكن الحميري أحد المعمرين كان ممن بشر برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ثم أدرك البعثة وأرسل الى النبي صلى الله عليه وسلم بشعر يمدحه ويذكر فيه إسلامه ولم يبلغنا انه هاجر روى حديثه البلوي عن عمارة بن زيد عن عبد الله بن العلاء عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن قال كان حميد بن عبد الرحمن يقول سمعت أبي يقول سافرت الى اليمن قبل المبعث بسنة فنزلت على عسكلان بن عواكن الحميري وكان شيخا كبيرا قد انسىء له في العمر حتى عاد كالفرخ وهو يقول إذا ما الشيخ صم فلم يكلم واودى سمعه الا يدايا فذاك الداء ليس له دواء سوى الموت المنطق بالرزايا شهدت بنا مع الاملاك منا وادركت المواقف في القضايا فبادوا أجمعين فصرت حلسا صريعا لا ابوح إلى الخلايا قال عبد الرحمن وكنت إذا قدمت نزلت عليه فلا يزال يسألني عن مكة واحوالها وهل ظهر فيها من خالف دينهم أو لا حتى قدمت القدمة التي بعث النبي صلى الله عليه وسلم وانا غائب فيها فنزلت عليه فقعد وقد شد عصابة على عينيه فقال لي انتسب يا أخا قريش فقلت انا عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة قال حسبك قال الا أبشرك ببشارة وهي خير لك من التجارة قلت بلى قال اتيتك بالمعجبة وابشرك بالمرغبة ان الله قد بعث في الشهر الأول من قومك نبيا ارتضاه صفيا وانزل عليه كتابا وفيا ينهى عن الأصنام ويدعو الى الإسلام يأمر بالحق ويفعله وينهى عن الباطل ويبطله وهو من بني هاشم وان قومك لاخواله يا عبد الرحمن وازره وصدقه واحمل اليه هذه الأبيات اشهد بالله ذي المعالي وفالق الليل والصباح انك في السر من قريش وابن المفدى من الذباح أرسلت تدعو الى يقين ترشد للحق والفلاح هد كرور السنين ركنى عن مكر السير والرواح (5/107)
<108> اشهد بالله رب موسى انك أرسلت بالبطاح فكن شفيعي الى مليك يدعو البرايا الى الصلاح قال عبد الرحمن فقدمت فلقيت أبا بكر وكان لي خليطا فأخبرته الخبر فقال هذا محمد بن عبد الله بعثه الله الى خلقه رسولا فأته فأتيته وهو في بيت خديجة فأخبرته فقال اما ان أخا حمير من خواص المؤمنين ورب مؤمن بي ولم يرني ومصدق لي وما شهدني أولئك إخواني حقا أخرجه بن عساكر في تاريخه الكبير من هذا الوجه والبلوي ضعيف وراويه عنه عمر بن مدرك اتهمه يحيى بن معين العين بعدها الطاء عطاء بن أبي جليد الخزاعي ثم الحميري له ذكر في قصة في صدر الإسلام وعاش الى خلافة عثمان روى عنه ابنه عبد الله بن عطاء قال عمر بن شبة في كتاب مكة حدثنا غسان حدثني عبد العزيز بن عمران عن موسى بن يعقوب وهو الزمعي عن بن لعبد الله بن عطاء بن أبي جليد عن أبيه عن جده قال أحدث بنو العرابة من بهز بطن من بني سليم في قومهم حدثا قتلوا قتيلا ثم خرجوا فهبطوا على بن أبي جليد فحالفوه وكان ينزل ستارة فطلبهم قومهم فمنعهم وقال هم حلفائي وانا اعقل عنهم فلما كان في زمن عثمان خاصموه وقالوا حالفوه والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة فهو حلف إسلامي فقضى عثمان كل حلف كان ورسول الله بمكة فهو جاهلي وما كان في الهجرة فهو إسلامي إذ لا حلف في الإسلام عطارد بن برز العطاردي من ولد عطارد بن عوف بن كعب بن سعد رأيت في التاريخ المظفري انه اسم أبي رجاء العطاردي ونسبه لابن قتيبة والمشهور ان اسمه عمران وسيأتي عطارد العقيلي له إدراك وذكر في قتال أهل الردة تقدم ذكره في ترجمة أخيه سليك عطارد بن برز يقال إنه اسم أبي رجاء العطاردي ذكره في التاريخ المظفري وعزاه لابن قتيبة ويأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى العين بعدها الظاء والفاء عظيم بن علاثة بن وهب الغنوي يأتي ذكره في ترجمة أبيه (5/108)
<109> عفيف بن سعد بن ذي يزن الحميري مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام لأنه مات أبوه قبل البعثة وهاجر هو من اليمن في خلافة عمر ثم كان مع معاوية بصفين وله معه قصة تأتي في ترجمة الوليد بن جابر ولم يذكره بن عساكر في تاريخ دمشق وهو على شرطه عفيف بن عبد الله بن كعب بن غزية بن مالك بن نصر بن مالك بن دعران بن محارب بن عمرو بن شرهان الخثعمي له إدراك وولده كريم أحد من قتل بمرج عذراء مع حجر بن عدى ذكره بن الكلبي عفيف بن المنذر التميمي أحد بني عمرو بن تميم ذكره سيف في الفتوح وانه شهد مع العلاء بن الحضرمي قتال الخطيم وابلى فيه بلاء حسنا وهو القائل يذكر خوضهم البحر مع العلاء الم تر ان الله ذلل بحره وانزل بالكفار إحدى الحلائل دعونا الذي شق البحار فجاءنا بأعظم من فلق البحار الأفائل عقال بن خويلد بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي شاعر مخضرم كان يهاجي النابغة الجعدي وكان رئيس بني عقيل ذكره المرزباني وأنشد له في ذلك شعرا العين بعدها القاف عقبة بن بجرة بضم الموحدة وسكون الجيم الكندي ثم التجيبي المصري روى يعقوب بن يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق بن وهب عن بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة انه صحب أبا بكر وكان معه راية كندة يوم اليرموك وقال بن يونس اسلم والنبي صلى الله عليه وسلم حي وصحب أبا بكر وشهد الفتح بمصر وهو أخو مقسم بن بجرة ثم اخرج من طريق معاوية بن خديج قال هاجرنا على زمان أبي بكر فبينا نحن عنده إذ طلع المنبر فقال لقد قدم علينا برأس يناق البطريق ولم يكن لنا به حاجة إنما هذه سنة العجم فقال قم يا عقبة فقام رجل منا يقال له عقبة بن بجرة فقال اني لااريدك إنما أريد عقبة بن عامر وفي إسناده بن لهيعة أيضا عقبة بن عامر بن سعد بن ذهل بن الأخنس الرعيني له إدراك وشهد فتح مصر قاله بن يونس عقبة بن عمرو بن سعد بن سلمة الخير بن جبير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة له إدراك وكان ولده زرارة بن عقبة أمير خراسان وكذلك حفيده عمرو بن زرارة وقتل بها ذكره بن الكلبي وقال انهم من عظماء نيسابور لهم قدر بها عقبة بن النعمان العتكي أبو النعمان من أهل عمان ذكره وثيمة في الردة وأنه ثبت على إسلامه وشيع عمرو بن العاص في جماعة من قومه حتى قدموا على أبي بكر فشكر لهم أبو بكر ذلك (5/109)
<110> وهو القائل وفينا وفينا يفيض الوفاء وفينا يفرخ افراخه كذاك الوفاء يزين الرجال كما زين الصدق شمراخه وفينا لعمرو وقلنا له وقد نفخ الراي نفاخه وله أيضا وفينا لعمرو يوم عمرو كأنه طريد نفته مدحج والسكاسك رسول رسول الله أعظم بحقه علينا ومن لا يعرف الحق هالك ونحن أناس يأمن الجار وسطنا إذا كان يوم كاسف الشمس هالك عقفان بن قيس بن عاصم التميمي المنقري أبوه صحابي معروف سيأتي ذكره واما هو فذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال قدم مكة في الجاهلية فنزل على أروى بنت كريز وهي أم عثمان رضي الله عنه فلما أراد الرحيل مدحها فقال خلف على أروى سلاما فانما جزاء الثوى ان يعف ويحمدا سلاما اني من وامق غير عاشق أراد رحيلا ما ألف وامجدا والثوى بالمثلثة والتشديد الضيف عقيل بن مالك الحميري من أبناء الملوك كان جارا لبني حنيفة فثبتهم على الإسلام أيام الردة فخالفوه وقال فيهم وكان صاحب لسان وبيان فوعظهم ونهاهم عن الردة وقال في ذلك شعرا منه وقال رجال قد عدا القوم قدرهم عقيل ولو أنصفت لم اعدكم قدري فلا تأمنوا الصديق والله غالب على امره ان العتيق أبو بكر ثم لحق بخالد بن الوليد فشهد معه حروبه عقيل بن أبي عقيل تابعي أرسل شيئا فذكره بعضهم في الصحابة اخرج أبو جعفر النحاس من طريق محمد بن عبد الرحمن القرشي أحد المتروكين عن عمرو بن سعيد المؤدب عن العباس بن الفضل عن أبي كرز الموصلي عن عقيل ان آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم اتاها آت في منامها فقال لها انك قد حملت بسيد البرية فسميه محمدا وعلقى عليه هذا الكتاب فاستيقظت وعند رأسها كتاب في قصبة حديد فيه استرعيتك ربك فذكر كلاما كثيرا وفي آخره من كان معه هذا لم يبال بأي أرض الله بات عقيم بن زياد بن ذهل بن عوف بن المجزم بن بكر بن عمرو بن عوف بن عباد بن لؤي بن الحارث بن سلمة بن لؤي له إدراك وذكر الزبير انه قتل يوم الجمل مع عائشة العين بعدها الكاف (5/110)
<111> عكرة بن سباع بن خالد بن الحارث بن زيد بن أبي نصر بن عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال انه مخضرم عكرمة بن سباع بن خالد بن الحارث بن زيد بن أبي نصر بن عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي الشاعر أدرك الجاهلية والإسلام ذكره المرزباني العين بعدها اللام علاثة بن وهب بن خليفة الغنوي ذكره أبو عمرو الشيباني في انساب غنى وقيل كان أراد ان يئد ابنتين له في الجاهلية فقال له ابنه ربيع بن علاثة ما عليك ان تترك الوأد فتركهما فادركتا الإسلام فاسلم علاثة وأولاده واسم إحدى بنتيه ورية ثم سأل علاثة أي الأعمال أفضل قيل الجهاد فاتى الجزيرة ومعه أهل بيته فجاهد حتى قتل وقتل معه من ولده ربيع وعبد الله وأبي وعظيم وقال علاثة في جهاده أيا رب عيسى دعوة ومحمدا اجبني فالحقني بابقاهما ليا في أبيات علاق بن وهبيل النخعي يأتي ذكره في ترجمة بن يزيد النخعي علباء بكسر أوله وسكون اللام بعدها موحدة بن الهيثم بن جرير أبوه من الرؤساء الذين حاربوا كسرى في وقعة ذي قار وأدرك علباء الجاهلية والإسلام وشهد الفتوح في عهد عمر ثم شهد الجمل فاستشهد بها وقد تقدم له ذكر في ترجمة عمرو بن معد يكرب وروى بن قتيبة في غريبه من طريق الأصمعي حدثني شيخ في مجلس أبي عمرو بن العلاء ان أهل الكوفة اوفدوا علباء بن الهيثم السدوسي الى عمر فرأى هيئة رثة فلما تكلم في حاجته أحسن فقال عمر لكل أناس في جملهم خبر علقمة بن الأرت العبسي مخضرم شهد وقعة فحل في أول فتوح الشام وذكره عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح وأسند عن عمرو بن مالك عن أدهم بن محرز بن أسد الباهلي عن أبيه قال بلغ الروم ان أبا عبيدة اقبل نحوهم فتحولوا الى فحل فنزلوها وهي من أرض الأردن وخرج علقمة بن الأرت فجمع اصحابه من بلقين وقال في ذلك ونحن قفلنا كل واف سبيله من الروم معروف النجار منطق ونحن طلقنا بالرماح نساءهم وابنا الى ازواجنا لم تطلق وذكر أبو محنف لوط بن يحيى الأزدي في كتاب الاخبار له هذين البيتين لعلقمة وزاد بعدهما وكم من قتيل ارهقته سيوفنا كفاحا وكف قد اطيحت وأسوق وهذا البيت ذكره الخطابي في غريب الحديث له منسوبا لعلقمة المذكور علقمة بن اسلم بن مرثد بن زيد بن اعلس بن علقمة بن ذي جدن الأكبر يقال له (5/111)
<112> المطموس ويلقب النواحة لان غالب شعره مراثي في حمير كان يقال له ذو جدن وكان من عجائب الزمان في حسن التشبيه مع عماه ذكره الهمذاني في الأنساب وقال كان مخضرما ذكره عنه الرشاطي علقمة بن حكيم الفراسي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد اليرموك وجهزه أبو عبيدة من مرج الصفر مسلحة بين دمشق وفلسطين ذكر ذلك سيف بسنده وذكر أيضا ان عمر استعمله على الرملة وان عمرو بن العاص اقره على قتال ابليا واستدركه بن فتحون علقمة بن زيد له إدراك أشار الى ذلك بن حبان في الثقات وقال كتب اليه عمر روى عنه زيد بن رفيع علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان النخعي أبو شبل الكوفي الفقيه مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام روى عن أبي بكر الصديق وعمر فمن بعدهما ولازم بن مسعود قال هارون بن حاتم حدثنا عبد الرحمن بن هانئ قال مات علقمة سنة اثنتين وسبعين وله تسعون سنة فعلى هذا أدرك من زمن النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من ثلاثين سنة والمشهور انه مات سنة اثنتين وستين قال بن معين كان علقمة اعلم بعبد الله يعني من عبيدة السلماني وقال الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر كان اشبه الناس بعبد الله سمتا وهديا وقال أبو موسى عن مرة الهمداني كان علقمة من الربانيين وقال أبو إسحاق عن يزيد عن عبد الله بن مسعود ما اقرأ شيئا ولا أعلمه الا وعلقمة يقرؤه ويعلمه وقال قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه أدركت ناسا من الصحابة يسألون علقمة ويستفتونه وقال مغيرة بن إبراهيم كان علقمة عقيما علقمة بن هوذة بن شماس بن بابا التميمي اليربوعي مخضرم ذكر في ترجمة الخطيئة وفي ترجمة سنان بن المخبل السعدي وفي ترجمة بغيض بن عامر بن شماس بن ظهير وفي ترجمة زياد بن هوذة أخيه علقمة بن يزيد العقبي له إدراك وشهد غزوة ذات الصواري وكانت مركب بن أبي سرح أمير مصر قد كاد ركب العدو ياخذها فقطع علقمة بن يزيد السلسلة بسيفه فكان ذلك سبب هزيمة العدو وقد تقدم في الأول علقمة بن يزيد القطيعي فان كان هو هذا والا فهو من أهل هذا القسم عليم بن سلمة الفهمي له إدراك قال أبو عمر الكندي في كتاب الخندق بإسناد له كان عليم ممن خرج من أهل مصر الى علي وشهد معه حروبه ودخل مصر مع محمد بن أبي بكر ثم شفع له معاوية بن خديج فعفا عنه معاوية في خلافته فلما كان يوم الخندق كان رئيس الجيش الذين قاتلوا مروان فهدر دمه فلما صالح أهل مصر مروان فر عليم الى برقة فأقام عليها حتى هلك سنة ثمان وستين وقد بلغ الثمانين قلت فأدرك من عصر النبي صلى الله عليه وسلم فوق عشرين سنة على بن علقمة بن عبدة التميمي ولد علقمة الشاعر المشهور الذي يعرف بعلقمة الفحل وكان من شعراء الجاهلية من أقران إمرىء القيس ولعلي هذا ولد اسمه عبد الرحمن ذكره المرزباني في معجم الشعراء فيلزم من ذلك ان يكون أبوه من أهل هذا القسم لان عبد الرحمن لم يدرك النبي صلى (5/112)
<113> الله عليه وسلم وعبد الرحمن هو القائل وشامت بي لا يخفى عداوته إذا حمامي ساقته المقادير فلا يغرنك جر الثوب معتجرا اني امرؤ في عند الجد تشمير علي بن ماجدة السهمي أبو ماجدة له إدراك وروى عن أبي بكر وعمر وقال بن أبي شيبة حدثنا حفص عن حجاج عن القاسم عن نافع عن علي بن ماجدة قال قاتلت غلاما فجدعت أنفه فأتى به أبو بكر فوجدني ما بلغت فجعل على عاقلتي الدية وفي سنن أبي داود من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبي ماجدة عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اني وهبت لخالتي غلاما الحديث وقد أخرجه من طريق أخرى فقال عن العلاء عن رجل من بني سهم بن ماجدة ولم يسمه من الوجهين وأخرجه البخاري في تاريخه وأبو العلاء عن رجل من بني سهم عن علي بن ماجدة سمع عمرة قلت وفيه رد لقول أبي حاتم بن ماجدة عن عمر مرسل العين بعدها الميم عمار بن سعد التجيبي شهد الفتح بمصر وله رواية عن عمرو بن العاص وأبي الدرداء وغيرهما مات سنة خمس ومائة قاله بن يونس عن الحسن بن علي العداس قال روى عنه الضحاك بن شرحبيل عمار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عمران بن رأس بن دالان الهمداني ثم الدالاني له إدراك وكان قد شهد مع علي مشاهده وقتل مع الحسين بن علي بالطف ذكره بن الكلبي عمارة بن الصعق بن كعب ذكره سيف في الفتوح وروى بإسناده ان أبا عبيدة وجهه من مرج الصفر بعد وقعة اليرموك الى فحل عمارة بن عوف العدواني ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين وقال كان كاهنا وعمر مائتين وخمسين سنة وعاش الى خلافة عمر وكان هجيراه لما كبر اقروا ضيفكم وهو القائل عمرت دهرا ثم دهرا وقد آمل ان آتى على دهري خمسون لي قد اكملت بعدما ساعدني قرناي في عمرى عمر بن جرهم يأتي في عمرو بن جرهم عمر بن قريط العامري ويقال عمرو ذكره وثيمة في كتاب الردة وأنه كان ممن ثبت على الإسلام وحذر قومه في خطبة بليغة فقال فيها اما الصلاة فنوركم واما الزكاة فطهوركم فاجمعوا على معصيته فقال ثقلت صلاة المسلمين عليكم بني عامر والحق جد ثقيل وأتبعتموها بالزكاة وقلتم الا لا تفروا منهما بقتيل (5/113)
<114> فلا يبعد الله المهيمن غيركم سبيلكم في كل شر سبيل عمرو بن الأحمر بن العمرد بن تميم بن ربعة بن حرام الباهلي أبو الخطاب قال المرزباني مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم وغزا في مغازي الروم واصيب بإحدى عينيه هناك ونزل الشام وتوفي على عهد عثمان بعد ان بلغ سنا عالية وهو صحيح الكلام كثير الغريب وهو القائل متى تطلب المعروف في غير أهله تجد مطلب المعروف غير يسير وان أنت لم تجعل لعرضك جنة من الذم سار الذم كل مسير وقال أبو الفرج كان من شعراء الجاهلية المعدودين ثم اسلم وقال في الإسلام شعرا كثيرا ومدح الخلفاء الذين ادركهم وخالد بن الوليد وكان في جيشه بالشام ولم يلق أبا بكر ومدح عمر فمن دونه الى عبد الملك بن مروان وكذا قال وهو مخالف قول المرزباني انه مات في عهد عثمان فالله أعلم عمرو بن الأسود العبسي يأتي في عمير عمرو بن الأسود بن عامر الطائي ذكره وثيمة في كتاب الردة وقال استشهد باليمامة بعد أن أبلى مع المسلمين بلاء عظيما استدركه بن فتحون عمرو بن براقة هو بن منبه يأتى في عمرو بن الحارث وبراقة اسم أمه ومنبه جد أبيه عمرو بن البداح القيسي له ذكر في ترجمة المشمرخ بن خالد السعدي عمرو بن ثبي بمثلثة وموحدة وزن سمي ذكره بن عبد البر عن الفتوح لسيف عن رجاله قال كان أول من أشار على النعمان بن مقرن بمناجزة أهل نهاوند عمرو بن ثبي وكان من أكبر الناس سنا يومئذ قلت في كتاب سيف من هذا الجنس جمع كثير لم يذكره أبو عمر واستدركهم بن فتحون وغيره فلعل أبا عمر لم ير كتاب سيف عمرو بن ثعلبة الخشني أخو أبي ثعلبة قال بن الكلبي اسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم هكذا استدركه بن الدباغ والذي في كتاب بن الكلبي لما ذكر أبا ثعلبة وسماه الأمير بن جرهم قال وأخوه عمرو بن جرهم وفي نسخة معتمدة عمر بضم العين اسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن جرهم في الذي قبله عمرو بن جندب بن عمرو العنبري ذكره سيف في الفتوح وقال أرسله أبو عبيدة الى فحل وذكره الطبري في تاريخه فقال كان مع عكرمة بن أبي جهل إذ توجه الى ناحية اليمن لقتال أهل الردة صدر خلافة أبي بكر قلت وذكر بن فتحون أباه بجيم ونون ودال وضبطه بن ماكولا بمعجمة وموحدتين مصغرا وكذا هو في تاريخ بن عساكر وهو الصواب عمرو بن الحارث بن عمرو بن منبه بن زيد بن عمرو بن منبه بن سهم بن نهم النهمي بكسر النون من همدان ويعرف بعمرو بن براقة وهي أمه ذكره الرشاطي عن الهمداني وقال كان (5/114)
<115> شاعر همدان وله أخبار في الجاهلية وعمر الى ان أدرك الحسن بن علي فسأله وذكره المرزباني في معجم الشعراء فقال عمرو بن منبه الذي يقال له بن براقة مخضرم وكان يسعى رجليه في الجاهلية فلا يلحق ووفد على عمر بعدما امن وضعف وانشده أبياتا يقول فيها وانك مسترعى وأنا رعية فوصله عمر وقال الزبير في الموفقيات حدثنا بن المغيرة عن هشام بن الكلبي عن أبيه قال أذن عمر للناس فدخل عمرو بن براقة وكان شيخا كبيرا يعرج فأنشد أبياتا يقول فيها ما ان رأيت مثلك الخطابي أبر بالدين وبالكتاب بعد النبي صاحب الكتاب قال فقال له عمر وطعنه بالسوط فما فعل أبو بكر قال لا علم لي به فقال لو كنت عالما به لأوجعت ظهرك عمرو بن الأشرف العتكي له إدراك وكان مع عائشة يوم الجمل وكان الحارث بن زهير مع علي فلما التقيا قتل كل منهما صاحبه ذكره بن الكلبي عمرو بن الحبر بن عمرو بن شرحبيل الكندي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال مخضرم وأنشد له يخاطب بعض الأمراء تهددني كأنك ذو رعين بأنعم عيشة أو ذو نواس فكم قد كان مثلك من نعيم ومثلك كان في الاقوام رأس قال وقيل أنهما لعمرو بن معد يكرب عمرو بن الحجاج الزبيدي ذكره وثيمة في كتاب الردة وقال كان مسلما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وله مقام محمود حين أرادت زبيد الردة إذ دعاهم عمرو بن معد يكرب إليها فنهاهم عمرو بن الحجاج وحثهم على التمسك بالإسلام وقد مضى ذلك في ترجمة عمرو بن العجيل الزبيدي واستدركه بن الدباغ وابن فتحون عمرو بن حسان بن معاوية بن وهب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الاكرمين الكندي له إدراك وشهد القادسية ويوم ساباط ذكره بن الكلبي عمرو بن الحضرمي لم يذكر اسم أبيه ذكره أبو بكر احمد بن محمد بن عيسى في تاريخ حمص واخرج عن أبي عمرو احمد بن نصر بن سفيان بن حرب بن عمرو الحضرمي ان جده حربا كان يكنى أبا مالك وكان أبوه عمرو ممن قدم مع أبي عبيدة بن الجراح الى الشام وذكر خليفة بن خياط انه قتل مع معاوية بصفين عمرو بن أبي حمزة الهذلي أخو بني خريم ذكره المرزباني في معجمه وقال انه مخضرم عمرو بن خفاجي العامري ذكر سيف ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب اليه (5/115)
<116> والى عمرو بن المحجوب العامري يستنجد بهما في أمر مسيلمة وذكره الطبري واستدركه بن فتحون عمرو بن أبي الخير بن عمرو بن شرحبيل الكندي ذكره المرزباني في معجمه وقال مخضرم عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم أحد المعمرين هو المستوغر يأتي عمرو بن سلمة بن كعب بن وائل بن كعب بن جمل المرادي ثم الجملي له إدراك وكان أبوه كعب يلقب الأسلع وكان من أصحاب حجير عدي فقتل معه بمرج عذراء في أيام معاوية عمرو بن أبي سلمى الهجيمي قال سيف كان مع المثنى بن حارثة بالعراق سنة ثلاث عشرة وأرسله للغارة على من بصفين من احياء تغلب والنمر عمرو بن شاس بن أبي علي واسمه عبيد بن ثعلبة ويقال بن رويبة بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة الأسدي أبو عرار تقدم ذكره في ترجمة عمرو بن شاس الأسلمي في الأول قال المرزباني وهو القائل إذا نحن ادلجنا وأنت امامنا كفى لمطايانا برؤياك هاديا أليس تزيد العيس خفة أذرع وان كن حسري ان تكون اماميا عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي أبو ميسرة ذكر أبو موسى انه أدرك الجاهلية وفضله أبو وائل على مسروق روى عن عمر وعلي وابن مسعود وحذيفة وسلمان وعائشة وغيرهم روى عنه أبو وائل وأبو إسحاق السبيعي ومحمد بن المنتشر والقاسم بن مخيمرة وآخرون ذكره البخاري وغيره في التابعين ووثقه بن معين وآخرون قال أبو نعيم عن إسرائيل كان أبو ميسرة إذا أخذ عطاء تصدق منه فإذا جاء الى أهله فعدوه وجدوه سواء وقال عمرو بن مرة عن أبي وائل كان أبو ميسرة من أفاضل أصحاب عبد الله بن مسعود وقال محمد بن سعد مات في ولاية بن زياد وقال بن حبان في الثقات كان من العباد وكانت ركبته كركبة العنز من الطاعون مات سنة ثلاث وستين قبل موت أبي جحيفة عمرو بن شمر بن غزيه اليماني ذكره سيف في الفتوح وانه كان أحد الذين توجهوا الى الشام مع يزيد بن أبي سفيان في صدر خلافة الصديق وقال الدارقطني كان أحد من بقي من قواد أهل اليمن بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان وضبط بن ماكولا جده بفتح المعجمة وكسر الزاي وتشديد التحتانية عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء الطائي له إدراك قال بن الكلبي كان من أصحاب عبيد الله بن الحر وكان يلقب البحير لجوده فتنافر هو وعامر بن جوين الطائي فنفر عليه البحير وهم من رهط احمر طي انتهى وقد يلبس عمرو بن طريف هذا بجد أوس بن حارثة بن لام بن عمرو بن طريف وليس كذلك بن عمرو بن طريف والد لام بن عم عمرة بن ثمامة جد عمرو بن (5/116)
<117> طريف صاحب الترجمة فليتنبه لذلك لئلا يظن انه غلط وليس كذلك بل هما اثنان اتفقا في الاسم واسم الأب والله اعلم عمرو بن ظالم بن سفيان يقال هو اسم أبي الأسود الدئلي والمشهور ظالم بن عمرو وقد تقدم عمرو بن عامر السلمي أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم نحو ثلاثين سنة وعمر حتى وفد على معاوية ذكر بن عساكر من طريق جعفر بن شاذان قال وفد عمرو بن عامر السلمي على معاوية فدخل عليه وهو يرتعش كبرا فقال له معاوية كيف تجدك قال اجتنبت النساء وكن الشفاء وفقدت المطعم وكان المنعم وثقلت على الأرض وقرب بعضى من بعض فنومي سبات وفهمي هبات وسمعي تارات وأنشد إذا ذهب القرن الذي أنت فيهم وخلفت في قرن فأنت غريب وما للعظام الباليات من البلى شفاء ولا للركبتين طبيب وان امرأ عاش ستا وتسعين حجة الى منهل من ورده لقريب فقال له معاوية فما تريد قال عشرة آلاف أقضي بها ديني وعشرة آلاف انفقها اقسمها في أهلي وعشرة آلاف انفقها في بقية عمري فأعطاه ورحل عمرو بن عبد ود بن الحارث بن كعب بن الذكاء الكلبي بعرف بابن شعاش بكسر المعجمة بعدها مهملة خفيفة آخره شين معجمة وهي أمه ذكره المرزباني وقال مخضرم عاش الى خلافة معاوية وهو القائل يمدح سعيد بن العاص بن أمية ويذم عبد الله بن خالد بن اسيد قصرت أبا عبد الإله عن العلا سيكفيك ما قصرت عنه سعيد فتى أمه من آل حسل كريمة وامك ينميها بوج عبيد وكانت أم سعيد عامرية قرشية ووالدة عبد الله ثقفية وهذا غير عمرو بن عبد ود الفارس الذي قتله علي يوم الخندق وهذا الفارس قرشي من بني عامر بن لؤي عمرو بن عبد الله بن الأصم تابعي يقال أدرك الجاهلية ذكره أبو موسى مختصرا عمرو بن عبد الله بن نهار بن عامر بن سعد بن مر بن حمل الحملي له إدراك وشهد فتح نهاوند فجدع انفه في الحرب فقيل له الأجدع ذكره بن الكلبي وقد تقدم اخوه سمير عمرو بن عدي بن محارب بن صنيم بمهملة ونون مصغرا بن مليح بضم أوله بن شزطان بمعجمتين وفتحتين بن معن بن اسلم بن مالك بن فهر الأزدي له إدراك وكان والده مسعود رئيس الأزد بالبصرة وقصته مع عبيد الله بن زياد عند موت يزيد بن معاوية مذكورة في تاريخ الطبري وغيره وقتل مسعود فيها عمرو بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد الله بن كعب الصائد بن شراحبيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيرون بن نوف بن همدان الهمداني ثم الصائد له إدراك (5/117)
<118> وكان ولده زياد يكنى أبا عامر وقتل مع الحسين بن علي بالطف عمرو بن عطية شيخ لعاصم الأحول ذكر انه بايع عمر ذكره مسدد في مسنده عمرو بن أبي عقرب تابعي كبير سمع من عتاب بن اسيد والى مكة وعتاب مات بعد النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين فيكون لعمرو إدراك وقد جاءت رواية موهومة تقتضي ان لعمرو صحبة فروى سعيد الطالقاني وجعفر المستغفري من طريق شبابة عن خالد بن أبي عثمان عن سليط وأيوب ابني عبد الله بن يسار وعن عمرو بن أبي عقرب قال والله ما أصبت من عملي الذي بعثني اليه اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ثوبين معقدين وكذا رواه شبابة فقال أبو حاتم انه أخطأ فيه فاسقط منه رجلا وقد رواه أبو داود الطيالسي وغيره عن مجالد فزاد بعد عمرو سمعت عتاب بن أسيد وهو الصواب عمرو بن علقمة بن علاثة العامري تقدم ذكر أبيه وعمرو له إدراك وبقي الى زمن معاوية عمرو بن قبيصة بن علقمة الدارمي يعرف بابن الطيفانة وبابن أخي الطيفانة قال المرزباني في معجمه مخضرم من بني عبد الله بن دارم بن حنظلة بن تميم وهو القائل واني لمن قوم زرارة منهم وعمرو بن قعقاع الألى والغطارف وذو الفرس منا حاجب قد علمتم كفى مضر الحمراء إذ هو واقف عمرو بن قريط تقدم في عمر عمرو بن كريب بن المعلى بن تميم بن ثعلبة بن جدعاء الطائي له إدراك وابنه هو الشاعر المشهور الذي أغار على الرواحل وهي إبل كانت تحمل امتعة التجارة من العنبر والزئبق وغير ذلك في زمن الحجاج بالكوفة ذكر ذلك بن الكلبي عمرو بن كلاب له إدراك وهو الذي انشد عمر يحرش على عماله من أبيات إذا التاجر الهندي جاء بفأرة من المسك راحت في مفارقهم تجرى ذكره إبراهيم الحربي في غريبه من طريق بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن الكوير بن زفر حدثني أبو المختار حدثني عمرو بذلك عمرو بن كليب اليحصبي شهد اليرموك قاله بن عساكر عمرو بن كيسبة النهدي قيل اسمه عبد الله ذكره المرزباني في معجمه وقد تقدم في العبادلة عمرو بن مالك بن عميرة بن لأى بن سلمان بن عميرة بن سعطان الأكبر الارحبي له إدراك وهو الذي قال قيس بن نمط للنبي صلى الله عليه وسلم قد خلفت في الحي فارسا مطاعا يكنى أبا يزيد عمرو بن مالك الجهني ذكره المرزباني وقال مخضرم له شعر (5/118)
<119> عمرو بن مخزوم الغاضري ذكره بن منده وتبعه أبو نعيم وقالا له ذكر وليست له رواية أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ودخل أصبهان وأرجان في أيام عمر يقال أنه أخذ دليلا على عقبة مارت فشق عليه صعودها فقال لدليله ما أردت فسميت عقبة مارت قلت لو استوعب بن منده جميع من كان في عهد عمر رجلا مثل هذا لكبر كتابه جدا وقد فاته من هذا الجنس شيء كثير استدركنا منه ما أمكن ان يطلع عليه والصحبة لغالب هؤلاء ممكنة بان يكونوا حجوا حجة الوداع ومن هذه الحيثية ينبغي استيعاب من يمكن منهم عمرو بن مرداس سمع بلالا روى عنه أبو الورد بن ثمامة ذكره البخاري في تاريخه واخرج احمد حديثه في مسند بلال فقال حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا الجريري عن أبي الوقت عن أبي عروبة ووقع في النسخة التي وقفت عليها من المسند عن عمرو بن مرة وقد تعقبه بن عساكر فقال هذا غلط ثم ساقه من طريق علي بن المديني وخلف بن سالم كلاهما عن بن علية فقالا عمرو بن مروان عمرو بن مرة بن عبد يغوث بن مالك بن الحارث بن بهجنة بن مرة بن زوى بن مالك بن نهد النهدي له إدراك قال بن الكلبي يقال بعثه علي لما أغار البياغ الكلبي على بكر بن وائل فسباهم فاتاه فاستعاد منه السبي فرده عليهم وقال في ذلك رهبت يميني عن قضاعة كلها فأبت حميدا فيهم غير معلق وذكره المرزباني في معجم الشعراء وأنشد له شعرا وقال له خبر مع علي عمرو بن معاوية بن المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثم العقيلي له إدراك قال بن الكلبي كان صاحب الصوائف في سلطان بني أمية وولاه معاوية أرمينية وأذر بيجان ثم ولاه الأهواز وأمه امامة أو أميمة بنت يزيد بن عبد المدان وكان يزيد أسر أباه ثم اطلقه وزوجه بنته وهو الذي فضل الخيل في الغنائم على ما سواها في الإسلام وقال في ذلك اني امرؤ للخيل عندي مزية على فارس البرذون أو فارس البغل وقتل ابنه زياد بن عمرو يوم مرج راهط سنة أربع وستين وكان شريفا وسيأتي في ترجمة المنذر بن أبي خميصة انه أول من فضل الخيل على البراذين وذكر بن قتيبة في المعازف ان أول من فضلها سلار بن ربيعة فيجمع بان اولية كل منهم باعتبار بلده والله اعلم فان عصرهم متقارب عمرو بن منبه تقدم في عمرو بن الحارث عمرو بن المنذر بن عصر بن أصبح السامي بالمهملة من بني سامة بن لؤي له إدراك وكان ابنه خلاس بن عمرو فقيها من أصحاب علي وله بن يقال له زياد حوارين لأنه كان افتتح قرية حوارين من البحرين وكان لزياد بن عمرو عشرة أولاد وأخ آخر يقال له نافع عمرو بن ميمون الاودي يكنى أبا عبد الله أو أبا يحيى أدرك الجاهلية واسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم على يد معاذ وصحبه ثم قدم المدينة وصحب بن مسعود وحدث عنهما وعن عمر وأبي ذر وسعد وأبي هريرة وعائشة وغيرهم روى عنه سعيد بن جبير وعبد الملك بن عمير والشعبي (5/119)
<120> وعمرو بن مرة وحصين بن عبد الرحمن وآخرون قال العجلي تابعي ثقة جاهلي كوفي وقال أبو بكر بن عياش عن بن إسحاق كان الصحابة يوصونه وقال عبد الملك بن سابط عنه قدم علينا معاذ بن جبل من السحر رافعا صوته بالتكبير فألقيت عليه محبة منى فلزمته واخرج البخاري من طريق حصين عن عمرو بن ميمون قال رأيت في الجاهلية قردة قد زنت اجتمع عليها قردة فرجموها فرجمتها معهم هكذا أخرجه في آخر باب القسامة في الجاهلية ويليه باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه الإسماعيلي من وجه آخر عن عيسى بن حطان عن عمرو مطولا وأوله كنت في غنم لاهلي فجاء قرد مع قردة فتوسد يديها فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها سلا رفيقا وتبعته فوقع عليها ثم رجعت فاستيقظ فشمها فصاح فاجتمعت القردة فجعل يصيح ويومي إليها فذهبت القردة يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد اعرفه فحفروا حفرة فرجموها فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم انتهى ملخصا وقد استنكر بن عبد البر هذا وقال ان ثبت فلعل هؤلاء كانوا من الجن وأنكر الحميدي في جمعه وجوده في صحيح البخاري وهو عجيب منه فإنه في جميع النسخ من رواية العزيزي وانما سقط من رواية السبيعي وقال أبو عمر صدق الى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ووثقه بن معين والنسائي وغيرهما وقال أبو نعيم مات سنة أربع وسبعين وفيها أرخه غير واحد وقيل مات سنة خمس وسبعين عمرو بن النعمان بن البراء بن اسعد بن عبد الله بن سعد من بني ذهل بن شيبان ذكره المرزباني وقال مخضرم يعرف بالرحال وأنشد له شعرا فمنه سألوا المثقفة الرماح بنو سهم شرقي الأسنة والنحور من الدم فتركت في نقع العجاجة منهم جزرا لساغبة ونسر قشعم عمرو بن الهذيل العبدي الربعي ذكره المرزباني وقال مخضرم وهو القائل يخاطب مالك بن سميع لما فر أيام القضية يعني بعد موت بني معاوية فنزل ماء لبني سعد يقال له ثاج نحن اقمنا بكر بن وائل وأنت بثاج ما تمر وما تحلى وما يسوي احساب قوم تورثت قديما واحساب نبتن مع البقل قال وهو الذي يقول ذهلت عن الصبا إلا القصيدا ولا رمت الانابة والسجودا عمرو بن وبرة كان رأسا على قضاعة في أول سنة أربع عشرة ذكر ذلك سيف والطبري عمرو بن يثربي بن بشر بن زجف بن أمية بن عبد غنم بن نصر بن عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي فارس ضبة وكان عثمان استقضاه على البصرة قبل ذلك قال المرزباني في معجمه كان من رءوس ضبة في الجاهلية ثم اسلم وروى أبو رجاء العطاردي انه سمعه يوم الجمل يقول نحن بنو ضبة أصحاب الجمل الأبيات وهو القائل أيضا (5/120)
<121> ان تنكروني فانا بن يثربي قاتل علباء وهند الجملي ثم بن صوحان على دين على ثم قتل عمرو في ذلك اليوم وقد تقدم في الأول عمرو بن يثربي الضمري وهو غير هذا ذكر دعبل في طبقات الشعراء انه بعد ان قتل الثلاثة وكانوا من عسكر علي طلب البراز فبرز له علي فقال من أنت فقال انا علي بن أبي طالب قال والله ما أحب ان اقتلك وما أحب ان تقتلني فرجع عنه فسأله عمار عن رجوعه فأخبره فقال له انا له فقال له علي خذ مغفري فاجعله على رأسك ثم أمكنه من ضربة في رأسك فإذا فعل فاقصد رجله فاني رأيتها مكشوفة ففعل فسقط فجره عمار برجله حتى اتى به عليا فقال له استبقني يا أمير المؤمنين لعدوك فقال لو لم تقتل الثلاثة لفعلت اضرب عنقه يا عمار ففعل عمرو بن يزيد بن الحارث الذهلي ذكره الأموي في المغازي عن بن الكلبي قال كان ممن ثبت على إسلامه وقت ردة كندة فلما افتتح عكرمة الحصن اطلقه وجميع من كان فيه من المسلمين وخيرهم فاختار عمرو امرأته وترك أمه فعوتب في ذلك فقال امرأتي حسناء لا اصبر عنها وامي عجوز اشتريها غدا بخمس قلائص فكان كما قال عمرو بن يزيد سمع أبا بكر الصديق روى عنه ربيعة بن مرداس فلينظر في تاريخ الخطيب عمرو بن فلان بن طريق الدوسي بن عم الطفيل بن عمرو الماضي ذكره بن الكلبي في الجمهرة فقال بعد ذكر الطفيل وقتل عمه عمرو يوم اليرموك عمران بن تيم وقيل بن ملحان وقيل بن عبد الله أبو رجاء العطاردي مشهور بكنيته يأتي في الكنى عمران بن سوادة له إدراك ذكر البخاري في تاريخه من طريق عبد الرحمن بن يزيد عنه قال صليت خلف عمر الصبح فقرأ سبحان عمران بن مرة الشيباني ذكره اعشى همدان الشاعر المشهور فقال ساد في الجاهلية والإسلام نقلت ذلك من قصة ذكرها بن سعد بن السمعاني في مقدمة كتاب الأنساب من طريق أبي سليمان بن زيد بسند له الى قتادة عن مضارب العجلي قال التقى رجلان من بكر بن وائل أحدهما من بني شيبان والآخر من بني ذهل بن ثعلبة فقال كل منهما للآخر انا أفضل منك فتحا كما الى رجل من همدان فقال اني لا أفضل احدكما على صاحبه لكن اسمعا ما أقول من ايكما كان عمران بن مرة الذي ساد في الجاهلية والإسلام فقال الشيباني كان منا فذكر القصة وفيها سؤاله عن عوف بن النعمان وعن المثنى بن حارثة ومصقلة بن هبيرة ويزيد بن رويم وكلهم من بني شيبان وسؤاله عن بشير بن الخصاصية وعبد الله بن الأسود ويزيد بن ظبيان وقطبة بن قتادة ومجزأة بن ثور وعلباء بن الهيثم وحسان بن مجدوح وخالد بن معمر وحصين بن المنذر أبو سامان وشقيق بن ثور وسويد بن منجوف كلهم من بني ذهل ثم ساق الخبر من وجه آخر وفيه تسمية الذين تحاكما اليه وانه اعشى همدان فذكر (5/121)
<122> نحو القصة وزاد في السؤال الثاني القعقاع بن شور وقد تقدم ذكر هؤلاء كلهم في اماكنهم وذكرت في ترجمة كل واحد منهم ما وصفت به الأعشى عمير بن الأسود العنسي بالنون ويقال الهمداني ويقال عمرو وهو بالتصغير اشهر وهو والد حكيم بن عمير يكنى أبا عياض وأبا عبد الرحمن سكن داريا من دمشق وسكن حمص أيضا وروى احمد بسند لين عن عمر قال من سره ان ينظر الى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر الى عمرو بن الأسود وأورده بن أبي عاصم في الوحدان بهذا الأثر وليس في ذلك ما يقتضى ان له صحبة ولكن يقتضى ان له ادراكا وقد اخرج الطبراني في مسند الشاميين من وجه آخر ان عمرو بن الأسود قدم المدينة فرآه عبد الله بن عمر يصلى فقال من سره ان ينظر الى اشبه الناس بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر الى هذا وله روايات عن عمر ومعاذ وابن مسعود وعبادة بن الصامت وأم حرام بنت ملحان وأبي هريرة وعائشة وغيرهم وقد روى البخاري عن إسحاق بن يزيد عن يحيى بن حمزة عن يزيد بن يزيد بن جابر عن خالد بن معدان عن عمير بن الأسود عن أم حرام قصة ركوبها للبحر وأخرجها الطبراني من طريق هشام بن عمار عن يحيى بن حمزة بهذا السند فقال عمرو بن الأسود قال بن حبان عمير بن الأسود وكان من عباد أهل الشام وكان يقسم على الله فيبره وقال محمد بن عوف عمرو بن الأسود يكنى أبا عياض وهو والد حكيم بن عمير وقيل ان أبا عياض الذي يروي عنه زياد بن عياض آخر قال أبو حاتم الرازي اسمه مسلم بن يزيد وحكى النسائي في الكنى ان اسم أبي عياض قيس بن ثعلبة وكذا قال أبو احمد الحاكم وأسند من طريق مجاهد قال حدثنا أبو عياض في خلافة معاوية واخرج بن أبي خيثمة في تاريخه والحسن بن علي الحلواني في المعرفة كلاهما من طريق مجاهد قال ما رأيت أحدا بعد بن عباس اعلم من أبي عياض قلت لا يمتنع ان يكون عمرو بن الأسود يكنى أبا عياض قال بن عبد البر اجمعوا على ان عمرو بن الأسود كان من العلماء الثقات وانه مات في خلافة معاوية عمير بن الحصين النجراني ذكره وثيمة في كتاب الردة وحكى عن بن إسحاق انه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم وتسارع الناس ومنهم أهل نجران الى الردة قام فيهم فقال انكم لان تزدادوا من هذا الأمر أحوج الى ان تنقصوه فان الافتكار الشك بعد اليقين ودينكم اليوم دينكم فكونوا عليه حتى تخرجوا به الى رضا الله تعالى ونوره ثم انشدهم أهل نجران امسكوا بهدى الله وكونوا يدا على الكفار لا تكونوا بعد اليقين الى الشك وبعد الرضا الى الإنكار واستقيموا على الطريقة فيه وكونوا كهيئة الأنصار عمير بن سنان بن عرفطة بن وهب بن أنمار بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم التميمي المازني يعرف بابن عفراء له إدراك وكان شاعرا فارسا وشهد الفتوح مع بعض الصحابة وله في ذلك اشعار عمير بن شبرمة تقدم في عبيد بن شبرمة (5/122)
<123> عمير بن أبي شمر بن نمران بن قيس بن الأسود بن عبد الله بن الحارث الكندي له إدراك وله بن اسمه محمد وكان شاعرا في دولة عبد الملك بن مروان عمير بن ضابيء اليشكري آخر ذكره وثيمة في الردة وقال كان سيدا من سادات أهل اليمامة ولما ارتدوا كان يكتم إسلامه وكان صديقا للرجال بن عنفوة وبلغهم انه قال شعرا يعنفهم فيما فعلوه منه قوله يا سعاد الفؤاد بنت أثال طال ليلي لفتنة الرجال فتن القوم بالشهادة والله عزيز ذو قوة ومحال ان ديني دين النبي وفي القوم رجال على الهدى امثالي ان تكن منيتي على فطرة الله حنيفا فانني لا أبالي قال فطلبوه فلحق بالمدينة ثم اقبل مع خالد فقاتلهم وكان كثير السودد حتى قال له خالد لو كنت قرشيا لطمعت في الخلافة عمير ذو مران بن أفلح بن شراحيل بن ربيعة وهو ناعط بن مرثد الهمداني الناعطي جد مجالد بن سعيد المحدث المشهور كان مسلما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكاتبه فاخرج الطبراني من طريق مجالد بن سعيد بن عمير ذي مران عن أبيه عن جده عمير قال جاءنا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى عمير ذي مران ومن اسلم من همدان اما بعد سلام عليكم فاني احمد اليكم الله الذي لا اله الا هو اما بعد فأنه بلغنا إسلامكم لما قدمنا من أرض الروم فأبشروا فان الله قد هداكم الحديث وسيأتي بيانه في ترجمة مالك بن فزارة الرهاوي عميرة بزيادة هاء في آخره بن بجرة ذكره المرزباني في معجمه وقال مخضرم نزل الكوفة وأنشد له في قتال أهل الردة شعرا منه الم تر ان الله يوم بزاحة أحال على الكفار سوط عذاب فليت أبا بكر يرى من سيوفنا وما نختلي من أذرع ورقاب العين بعدها النون عنبرة بن الأخرش بن ثعلبة بن صبح بن عدي بن أفلت الطائي ذكره بن الكلبي في الجمهرة واخرج قصته أبو بكر بن دريد من الأخبار المنثورة من طريقه قال حدثني أبو ياسر الطائي عن عنبرة بن الاحرش وكان قد أدرك الجاهلية وكان أبوه احرش ولد عشرة من البنين كلهم شاعر وكان عنبرة عالما بأمر طي فذكر قصة لصنمهم قال وبسببه تنصر عدى بن حاتم وذكره المرزباني في معجم الشعراء فقال مخضرم كثير الشعر جزري وهو القائل إذا ابصرتني اعرضت عني كان الشمس من قبلي تدور (5/123)
<124> فما بيديك نفع ارتجيه وعند صدودك الخطب الكبير الم تر ان شعري سار عني وشعرك حول بيتك لا يسير وهو القائل ربي الذي اختار صفوف جنده محمد رسوله وعبده فهو الذي لا يبتغي من بعده شيء ولا يعقد فوق عقده عنبس بن ثعلبة البلوي ذكره بن منده فقال شهد فتح مصر قاله أبو سعيد بن يونس ولا يعرف له رواية العين بعدها الواو عوام بن المنذر تقدم في عرام بالراء بدل الواو عوف بن حاجر الأزدي له إدراك وكان ممن شهد فتح الشام واخرج بن وهب من طريق شييم بن بيتان القتباني عن شيخ من أشياخ الأزد يقال له عوف قال قدم علينا عمر بن الخطاب الشام ونحن في مسجد لنا فقال لا يحل لأمير ولا حداد إذا جلد فيحد ان يرفع يديه حتى يبدو إبطه عوف بن الحصين بن المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثم العقيلي له إدراك وابن عمه لقيط بن عامر بن المنتفق صحابي يأتي ذكره وله ولد اسمه جهم بن عوف كان يغزو الصائفة زمن بني أمية فطال عليه الأمر فقال أبياتا منها الا ليت شعري هل ابيتن ليلة بعيدا من اسم الله والبركات يريد انهم كانوا إذا أرادوا ان يغيروا نادوا يا خيل الله اركبي على اسم الله والبركة ذكره بن الكلبي عوف بن أبي حية البجلي والد شبيل قال بن منده أدرك النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ولده شبيل قلت وقد تقدم شبيل في هذا القسم واستشهد عوف في قتال الفرس بنهاوند واخرج بن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم عن مدرك بن عوف الأحمسي قال بينما انا عند عمر إذ أتاه رسول النعمان بن مقرن فسأله عمر عن الناس فذكر من اصيب من المسلمين وقال قتل فلان وفلان وآخرون لا نعرفهم فقال عمر لكن الله يعرفهم قالوا ورجل اشترى نفسه يعنون عوف بن أبي حية الأحمسي أبا شبيل قال مدرك بن عوف يا أمير المؤمنين والله خالي يزعم الناس انه ألقى بيده الى التهلكة فقال عمر كذب أولئك ولكنه اشترى الآخرة بالدنيا قال وكان اصيب وهو صائم فاحتمل وبه رمق فأبي ان يشرب حتى مات عوف بن عبد الله الأسدي كان ممن شهد الحرب مع خالد بن الوليد ببزاخة وهو القائل في ذلك (5/124)
<125> يوم اختلسنا بالرماح عذاريا بيض الوجوه حواسرا كالربرب ونجا طليحة مردفا امرأته وسط العجاجة كالسقار المحقب ذكره وثيمة في كتاب الردة وفي معجم الشعراء للمرزباني عوف بن عبد الله بن الأحمر الأزدي شهد صفين مع علي ثم رثى الحسين بمرثية يحض فيها الذين خرجوا يطلبون بدمه فان كان الذي ذكره وثيمة بسكون السين احتمل ان يكون هو هذا والا فهو غيره عوف بن مالك الخثعمي ويقال أدرك الجاهلية وسئل احمد عن حديث عوف الخثعمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار فقال ليس لعوف بن مالك صحبة انتهى وهذا الحديث أخرجه أبو يعلى وغيره من طريق أبي الصبح عن مالك بن عبد الله الخثعمي كما سيأتي في حرف الميم عوف بن مرارة السكوني ذكر وثيمة في كتاب الردة وقال كان ممن قام في كندة فوعظهم وحذرهم وذكرهم ما جرى على الأمم قبلهم من العقوبة والمسخ فوثبوا عليه وهموا بقتله فخلصه الأشعث بن قيس منهم عوف بن نجوة بفتح النون وسكون الجيم ضبطه بن الأثير قال بن منده له ذكر شهد فتح مصر ولا يعرف له رواية قاله لي أبو سعيد بن يونس انتهى وقال بن يونس عوف بن نجوة شهد فتح مصر ولم يزد على ذلك فلعل بن منده اكتفى بادراكه عوف بن النعمان الشيباني ذكره بن منده واخرج من طريق العوام بن حوشب عن لهب بن الخندق قال عوف بن النعمان الشيباني وكان في الجاهلية لان اموت عطشا أحب الى من ان اكون مخلفا لموصل وذكره أعشى همدان في حكومته بين الشيباني والذهلي الذين تفاخرا ووصفه بأنه كان بلغ عطاؤه في الإسلام الفين وخمسمائة وقد ذكرت سند قصة الأعشى في ترجمة عمران بن مرة العين بعدها الياء عياذ بتحتانية مثناة وذال معجمة هو بن الجلندي ويقال اسمه عبد الله تقدم في جيفر في حرف الجيم ذكره بن فتحون وضبطه عياض بن سفيان بن جبير بن عوف الأزدي الحجري ذكره بن يونس وقال شهد فتح مصر وذكره عنه بن منده فقال له ذكر ولا يعرف له رواية عياض بن غطيف السكوني له إدراك ورواية عن أبي عبيدة بن الجراح وأبوه غطيف بن الحارث له صحبة سيأتي عياض الثمالي أظنه والد سعد بن عياض السامي التابعي المشهور ذكره دعبل بن (5/125)
<126> علي في طبقات الشعراء وذكر له قصة مع شرحبيل بن السمط حين تابع معاوية بصفين وأبياتا رأيتها في ذلك يقول فيها وماذا عليهم ان تطاعن دونهم عليا بأطراف المثقفة السمر يهون على عليا لؤي بن غالب دماء بني قحطان في ملكهم تجرى وقد ذكر بن عبد البر ولده سعد بن عياض في الصحابة ولكنه نبه على ان حديثه مرسل وله رواية عن بن مسعود وأبي موسى فأبوه له إدراك فلا توقف والله اعلم القسم الرابع فيمن ذكر منهم غلطا وبيانه العين بعدها الألف العاص بن هشام بن خالد المخزومي جد عكرمة بن خالد ذكره الطبراني وقال سكن مكة واخرج له من طريق حماد بن سلمة حدثنا عكرمة بن خالد عن أبيه أو عمه عن جده رفعه إذا وقع الطاعون في أرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها وان كنتم بغيرها فلا تقدموا عليها وتبعه أبو نعيم وأبو موسى وسبقهم البغوي فقال بلغني ان جد عكرمة بن خالد اسمه العاص بن هشام وسيأتي في هذا الحديث كما تقدم من وجه آخر عن حماد عن عكرمة عن عمه عن جده لم يقل فيه عن أبيه أو عمه بل جزم بقوله عن عمه وقد غلط فيه هو ومن تبعه قال العاص بن هشام قتل يوم بدر كافرا ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب ووافقوه على ذلك في جميع السير وأورد الحديث المذكور أبو الحسن بن قانع في ترجمة الحارث بن هشام فكأنه ظن ان الحارث جد عكرمة لأمه وهذا كان بناء على ان عكرمة بن خالد هو بن العاص بن هشام المذكور ولكن في الرواية عكرمة بن خالد آخر واسم جده سلمة بن هشام وهو بن عم الذي قبله وقد أخرج الحديث المذكور أحمد في مسنده من طريق حماد بن سلمة وقلد الذهبي البغوي ومن تبعه فرقم على العاص بن هشام في التجريد علامة المسند وهو خطأ على خطأ وأغرب الطبراني فاخرج الحديث المذكور بعينه في ترجمة خالد بن العاص بن هشام فكأنه جوز ان يكون عكرمة بن خالد نسب لجده وان اسم أبيه أو عمه سقط وليس كما ظن قال بن أبي حاتم لما ترجم عكرمة بن خالد سمى جده سعيد بن العاص بن هشام فهذا أقرب الى الصواب ويكون صحابي هذا الحديث هو سعيد بن العاص ومن يقتل أبوه ببدر كافرا لا يبعد ان يكون لابنه صحبة ويكفي في ذلك ان الروايات التي ذكرها هؤلاء كلهم لم يسم فيها جد عكرمة وقد وجدت ما يقوى الذي ذكره بن أبي حاتم وهو ما أخرجه البيهقي في الشعب من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي عن أبيه عن عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص المخزومي انه لقي عبد الله بن عمر فذكر حديثا في ذم الجلاء فثبت من (5/126)
<127> هذا كله ان الحديث من مسند سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم والله الموفق وقد وقع ذكر العاص بن هشام في حديث آخر مرسل وهو غلط يتعين التنبيه عليه هنالك قال أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه حدثنا هشيم بن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حيان قال مكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا يقنت في الصبح بعد الركوع وكان يقول في قنوته اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم أنج الوليد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة والعاص بن هشام الحديث وقوله العاص بن هشام غلط من بعض رواته فان الحديث ثابت في الصحيحين بسند موصول الى أبي هريرة وفيه سلمة بن هشام بن العاص بن هشام فالله اعلم عاصم بن عاصم أبو بشر روى حديثه بن طرخان في الوحدان هكذا ذكر الذهبي في الجريد وهو خطأ نشأ عن سقط وانما هو عاصم بن أبي عاصم واسم أبي عاصم سفيان روى عنه ابنه بشر وقد تقدم على الصواب وسبب الوهم سقوط أداة الكنية في آبيه والله اعلم عاصم بن عدي غير البغوي بينه وبين والد أبي البداح وهو واحد ونبهت عليه في القسم الأول عاصم المازني وقع ذكره في مسند الامام أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الدارمي السند المشهور على الأبواب فقال حدثنا يحيى بن حسان حدثنا بن لهيعة عن حبان بن واسع عن أبيه عن عبد الله بن زيد الأنصاري عن عمه عاصم المازني قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالجحفة فمضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثا الحديث هكذا رأيته في نسختين وما عرفت جهة الوهم فيه وقد أخرجه احمد على الصواب قال حدثنا موسى بن داود حدثنا بن لهيعة بهذا السند الى عبد الله بن زيد بن عاصم فقال عبد الله بن زيد بن عاصم المازني قال رأيت هكذا أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي من طريق حبان بن واسع وليس لعبد الله بن زيد عم اسمه عاصم بل عاصم اسم جده وليست له صحبة عامر بن جعفر بن كلاب ذكره الدارقطني هكذا استدركه الذهبي في التجريد وهو غلط نشأ عن سقط وانما هو عند الدارقطني عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب وهو المعروف بملاعب الأسنة وقد مضى على الصواب في القسم الأول عامر بن حديدة الأنصاري ذكره بن عبد البر فيمن يكنى أبا زيد من الصحابة وهو خطأ نشأ من عدم تأمل وذلك ان الذي في كتاب الكنى لأبي احمد أبو زيد قطبة بن عمرو أو عامر بن حديدة فالصحبة لقطبة والتردد في اسم أبيه هل هو عمرو أو عامر وسيأتي بيانه في حرف القاف ان شاء الله تعالى عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري الفارس المشهور ذكره جعفر المستغفري في الصحابة وهو غلط وموت عامر المذكور على الكفر اشهر عند أهل السير ان يتردد فيه وانما اغتر جعفر برواية أخرجها البغوي يسنده الى عامر بن الطفيل ان عامر بن الطفيل أهدى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم (5/127)
<128> فرسا وكتب اليه اني قد ظهرت في دبيلة فابعث الى دواء من عندك فرد الفرس لأنه لم يكن اسلم وأرسل اليه عكة من عسل وهو خطأ نشأ عن تغيير وانما هو عامر بن مالك وهو ملاعب الأسنة وفي ترجمته أورده البغوي وقد تظافرت الرواية بذلك كما ذكرته في ترجمته وأسند جعفر أيضا الى الحديث الذي ذكرته في القسم الأول في ترجمة عامر بن الطفيل وقد بينت انه آخر غير العامري وقد اورد الطبراني قصة موت عامر بن الطفيل كافرا من حديث سهل بن سعد عامر بن عبد الله أبو عبد الله ذكره بن شاهين في الصحابة وهو خطأ نشأ عن تصحيف سمعي فاورد من طريق أبي أمية الطرسوسي عن أبي داود الطيالسي بسنده الى أبي مصبح قال كنا نسير في أرض الروم في صائفة وعلينا مالك بن بن عبد الله الخثعمي إذ مر بعامر بن عبد الله وهو يقود بغلا له وهو يمشي فقال يا أبا عبد الله الا تركب فذكر الحديث من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار وهذا الحديث قد أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده بسنده المذكور فقال فيه إذ مر عامر بن عبد الله وكذا أخرجه بن المبارك في كتاب الجهاد عن عتبة بن حكيم شيخ الطيالسي فيه وهو في مسند احمد وصحيح بن حبان من طريق بن المبارك عامر بن عبد الله بن أبي ربيعة ذكره بن شاهين واخرج من طريق بشر بن عمر عن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه عن جده مرفوعا إنما جزاء السلف الوفاء والحمد وهذا خطأ نشأ عن زيادة اسم في النسب فقد أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده عن بشر بن عمر عن إسماعيل وليس في نسبه عامر وكذلك أخرجه إسحاق أيضا وابن أبي شيبة وأحمد جميعا عن وكيع والنسائي من طريق سفيان الثوري والطبراني من طريق حاتم بن إسماعيل كلهم عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه عن جده وأورده أصحاب المسانيد في مسند عبد الله بن أبي ربيعة عامر بن عبدة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يأتي القوم في صورة الرجل يعرفون وجهه ولا يعرفون نسبه فيحدثهم فيقولون حدثنا فلان حديثه عند الأعمش عن المسيب بن رافع عنه كذا أورده بن عبد البر وهذا إنما هو عن عامر بن عبدة عن عبد الله بن مسعود موقوفا ليس فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم كذا أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه من طريق الأعمش وقد ذكر بن عبد البر عامر بن عبد الله هذا في كتاب الكنى فقال أبو إياس عامر بن عبدة تابعي ثقة انتهى وقد وثقه أيضا بن معين وذكر بن ماكولا انه روى عنه مع المسيب بن رافع وأبو إسحاق السبيعي واختلف في عبدة فقيل بالسكون وقيل بالتحريك عامر بن لدين بالدال مصغرا الأشعري أبو سهل ويقال أبو بشر ويقال اسمه عمرو وذكره بن شاهين في الصحابة وقال أبو نعيم مختلف في صحبته وهو معدود في تابعي أهل الشام ذكره بعض المتأخرين قلت ولم أره في كتاب بن منده فكأنه عنى ببعض المتأخرين غيره ذكره أبو موسى في الذيل قال أسد بن موسى عن معاوية بن صالح عن أبي بشر مؤذن مسجد دمشق عن عامر بن لدين الأشعري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الجمعة يوم عيدكم فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم (5/128)
<129> الحديث هكذا أورده بن شاهين من طريقه ومن تبعه وهو خطأ نشأ عن سقط وانما رواه معاوية بن صالح بهذا السند عن عامر عن أبي هريرة قال سمعت هكذا أخرجه بن خزيمة في صحيحه من طريق عبد الرحمن بن مهدي ومن طريق زيد بن الحباب وهكذا رويناه في نسخة حرملة وفي زيادات للنيسابوري من طريق يونس بن عبد الأعلى كلاهما عن بن وهب ثلاثتهم عن معاوية بن صالح به ورواه عبد الله بن صالح كاتب الليث عن معاوية بن صالح عن أبي بشر عن عامر بن لدين انه سأل أبا هريرة عن صيام يوم الجمعة فقال على الخبير سقطت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وقال البخاري في التاريخ عامر بن لدين سمع أبا هريرة وروى معاوية بن صالح عن أبي بشر عنه وكذا قال بن أبي حاتم عن أبيه وقال بن سميع عامر بن لدين الأشعري قاض لعبد الملك سمع أبا هريرة وقال العجلي شامي تابعي ثقة وقال بن عساكر ولى القضاء لعبد الملك وحدث عن بلال وأبي هريرة وأبي ليلى الأشعري روى عنه أبو بشر المؤذن وعروة بن رويم والحارث بن معاوية قلت وروايته عن أبي ليلى ستأتي في ترجمته وحديثه عن بلال ذكره الدولابي في الكنى وقال غيره انه أرسل عن بلال عامر بن مالك الكعبي هو القشيري استدركه أبو موسى ظانا انه غيره فلم يصب عامر بن مالك بن صفوان ذكره بن قانع واخرج من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان عن عامر بن مالك عن صفوان رفعه الطاعون شهادة والغرق شهادة وهذا غلط نشأ عن تصحيف وذلك ان الحديث معروف من هذا الوجه لكن عن عامر بن مالك عن صفوان وهو بن أمية الجمحي فتصحفت عن فصارت بن وقد أخرجه البخاري في تاريخه على الصواب وكذا هو عند احمد والنسائي وقد استدركه بن الدباغ وخفيت علته وقد تنبه له بن فتحون فقال احسب ان بن قانع وهم فيه بل اقطع بذلك وعامر بن مالك ذكره بن حبان في الثقات عامر المزني أبو هلال هو عامر بن عمرو الذي تقدم فرق بينهما بن منده فوهم والحديث واحد وهو من رواية هلال بن عامر عن أبيه وقد اختلف على هلال فيه كما بينته في رافع بن عمرو عامر أبو هشام هو عامر بن أمية جد سعد بن هشام الذي تقدم فرق بينهما بن منده أيضا فوهم والحديث واحد وهو من رواية سعد بن هشام عن عائشة انها قالت لسعد بن هشام رحم الله هشاما قتل يوم أحد العين بعدها الباء عباد بن عمرو له ذكر في القسم الأول في ترجمة عائذ بن قرط عباد بن احمر المازني ذكره أبو محمد بن قتيبة في غريب الحديث فقال ومنه قول عباد بن احمر المازني قال كنت في إبلي ارعاها فأغارت علينا خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم (5/129)
<130> فركبت الفحل فجئت صباح تبوك قال بن عساكر وهم فيها بن قتيبة والصواب عمارة بن احمر كما تقدم عباد بن الحسحاس كذا ذكره أبو عمر فصحفه والصواب عبادة بضم أوله والتخفيف وزيادة هاء في آخره عباد بن المطلب له ذكر في المهاجرين ولا يعرف له رواية قاله بن منده وساق من طريق يونس بن بكير عن بن إسحاق في ذكر المهاجرين قال ونزل عبيدة بن الحارث وعباد بن المطلب وذكر جماعة سماهم قال أبو نعيم هذا وهم شنيع وخطأ قبيح وانما هو مسطح بن اثاثة بن المطلب ثم ساق من طريق إبراهيم عن سعد بن إسحاق في قدوم المهاجرين المدينة قال ونزل عبيدة بن الحارث وأخواه الطفيل وحصين ومسطح بن اثاثة بن عباد بن المطلب وسويبط بن سعد بن حرملة وطليب بن عمرو على بن عبد الله بن سلمة العجلاني وهو كما قال أبو نعيم وسبب الوهم ان لفظة بن تصحفت واوا فصار الواحد اثنين مسطح بن اثاثة وعباد بن المطلب وعباد إنما هو جده مسطح وقد وقع في رواية غير بن منده كما وقع عنده فليس التصحيف منه لكن ما كان يليق بسعة حفظه ومعرفته ان يمشي عليه مثل هذا وأغرب منه ما ذكر الذهبي في التجريد فقال عباد له هجرة ولا رواية له وهو مجهول فمشى على الوهم وزاد الوهم لبسا بترك ذكر أبيه عباد بن تميم ذكر الكرماني شارح البخاري انه رأى بعض نسخ البخاري في حديث عائشة رضي الله عنها سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت عباد يصلى في المسجد فقال رحم الله عبادا قال في بعض النسخ عباد بن تميم كذا قال والمعروف انه عباد بن بشر كما وقع في مسند أبي يعلى عبادة بن سليمان مولى العباس له في النكاح قاله بن سعد واستدركه الذهبي والصواب عباد بفتح أوله وتشديد الموحدة وهو كما تقدم في الأول عباس بن جمهان أو جهمان ذكره أبو احمد العسكري وقال حديثه مرسل ولا تصح له صحبة حكى عنه إسماعيل بن رافع وكذا ذكره البخاري في التاريخ وقال حديثه مرسل عبد الأعلى بن عدي البهراني تابعي أرسل حديثا فذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة نقله أبو نعيم وقال لا تصح له صحبة وجزم بان حديثه مرسل البخاري وأبو داود وقد روى عن ثوبان وعتبة بن عبد السلمي وعبد الله بن عمرو وغيرهم روى عنه حريز بن عثمان والاحوص بن حكيم وصفوان بن عمرو وغيرهم وحديثه في مراسيل أبي داود عند النسائي وابن ماجة وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال يزيد بن عبد ربه مات سنة أربع ومائة عبد الله بن إبراهيم الأنصاري أرسل شيئا فذكره بعضهم في الصحابة وقال بن أبي حاتم مجهول أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم روى فضالة بن حصن عن الخطاب بن سعيد عن سليمان بن محمد بن إبراهيم عنه واستدركه بن فتحون ونسبه لابن أبي حاتم (5/130)
<131> عبد الله بن أبي الأسد استدركه بن فتحون لحديث أورده الخطيب من طريق محمد بن العباس صاحب السامة عن محمد بن بشر عن عبيد الله العمري عن الزهري عن عبيد الله بن أبي الأسد قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلى في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه وهو خطأنشأ عن سقط وتحريف والصواب ما رواه أبو أسامة عن العمري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد وسيأتي في عمر بن أبي الأسد فيه خطأ آخر عبد الله بن الأسود المزني ذكره أبو موسى في الذيل فوهم فإنه هو السدوسي والرواية التي نسب فيها مزينا ضعيفة وقد بينت ذلك في ترجمة الحجاج عبد الله بن أنيسة الأسلمي ذكره بن منده واخرج في ترجمته حديث جابر عنه في القصاص ولم يقع في روايته منسوبا إنما فيه عبد الله بن أنيس فقط قال بن منده فرق بن أبي حاتم بينه وبين الجهني واراهما واحدا قلت والحديث معروف للجهني وقد أشرت الى ذلك في ترجمته وجمعهما أبو نعيم في ترجمة وعاب على بن منده التفرقة ولا ذنب لابن منده فيه وقد تقدم في الأول عبد الله بن أنس أو بن أنيس الأسلمي وذكر من جوزأنه الجهني عبد الله بن أبي أنيسة ذكره محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر وأخرج من طريق بن المبارك عن داود بن عبد الرحمن العطار عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال سمعت حديثا في القصاص لم يبق أحد يحفظه إلا رجل بمصر يقال له عبد الله بن أبي أنيسة فذكر رحلته إليه أورده الخطيب في كتاب الرحلة في الحديث وهذا هو عبد الله بن أنيس الجهني وقد ذكرت في ترجمته من أخرجه ومداره على عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر واستدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه وهو خطأ نشأ عن تحريف في اسم أبيه عبد الله بن بشر الحمصي ذكره البغوي وقد تقدم في الأول عبد الله بن بغيل بموحدة ومعجمة مصغرا تقدم التنبيه عليه في عبد الله بن نفيل بنون وفاء عبد الله بن جبر بن عتيك الأنصاري أرسل حديثا فذكره أبو موسى في ذيل الصحابة وهو عند النسائي من رواية جعفر بن عون عن أبي العميس عن عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد جبر بن عتيك الحديث وأخرجه بن ماجة من طريق وكيع عن أبي العميس فزاد فيه بعد قوله عن أبيه عن جده وهو الصواب وعبد الله بن عبد الله من شيوخ مالك وقد أخرج الحديث عنه في الموطأ لكن قال عن عبد بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث أن جابر بن عتيك أخبره وقد تقدم في ترجمة جابر بن عتيك مفصلا وعبد الله بن جابر المذكور هنا لم أر له ترجمة عند أحد ممن صنف في الرجال عبد الله بن جبير الخزاعي تابعي أرسل حديثا فذكره أبو نعيم وأبو عمر في الصحابة قال أبو نعيم مختلف في صحبته وقال أبو عمر قيل أن حديثه مرسل وقال أبو حاتم الرازي شيخ (5/131)
<132> مجهول روى عن أبي الفيل أن النبي صلى الله علي وآله وسلم رجم وذكره بن حبان في ثقات التابعين روى عنه سماك بن حرب وحده عبد الله بن جزء الزبيدي ذكره بن أبي علي واستدركه أبو موسى وهو عبد الله بن الحارث بن جزء نسب لجده فلا وجه لاستدراكه عبد الله بن الحارث أبو إسحاقه روى عنه قتادة واستدركه أبو موسى وهو عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الملقب ببة وقد ذكره بن منده فلا وجه لاستدراكه وقد تقدم في القسم الثاني عبد الله بن الحارث بن أوس الثقفي ذكره بن شاهين وأخرج من طريق عارم عن بن المبارك عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الملك بن المغيرة عن عبد الرحمن السلماني عن أوس عنه في طواف الوداع وفي هذا السند خبط في مواضع وقد رواه غيره عن بن المبارك عن حجاج عن بن السلماني عن عمرو بن أوس عن الحارث بن عبد الله بن أوس وهو الصواب وكذا هو عند الترمذي من طريق عبد الرحمن المحاربي عن حجاج بن أرطاة وأخرجه أبو داود والنسائي من وجه آخر عن الحارث بن عبد الله بن أوس ومضى على الصواب عبد الله بن الحارث بن أبي ربيعة المخزومي ذكره بن عبد البر فقال روى بن خديج عن عبد الله بن أبي أمية عن عبيد الله بن الحارث بن أبي ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قطع السارق قال وأظنه هو عبد الله بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة أخو عبد الرحمن بن الحارث فان كان هو فحديثه مرسل لا شك فيه انتهى كلام أبي عمر فأما عبد الرحمن بن الحارث فقد ذكر بن أبي حاتم قال أنه روى عن أخيه عبد الله بن الحارث وحديث عبد الرحمن عند البخاري في الأدب المفرد والسنن الأربعة وذكره العجلي فقال تابعي ثقة ووثقه بن سعد وقال مات في خلافة المنصور وقيل كان مولده سنة ثمانين من الهجرة وأما أخوه عبد الله فهو أكبر منه وقال النسائي ليس بالقوي عبد الله بن الحارث بن زيد بن صفوان الضبي تقدم في الأول عبد الله بن زيد بن صفوان ذكره أبو عمر فزاد في نسبه الحارث وعزاه لابن الكلبي وابن حبيب وليس عندهما الحارث عبد الله بن الحارث بن زيد بن صفوان الضبي ذكره أبو عمر هكذا وقد تقدم في الأول أنه وهم وأن الحارث بين عبد الله وزيد زيادة وسببها ما ذكر في عبد الله بن زيد أنه كان اسمه عبد الحارث بن زيد فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله فرآه أبو عمر عبد الحارث بن زيد فظنه عبد الله بن الحارث بن زيد عبد الله بن الحارث العبدي تقدمت الإشارة في القسم الأول عبد الله بن الحجاج الثمالي أورده الذهبي وقال ذكره الثلاثة وقال بعد عبد الله أبو الحجاج قلت ما رأيت في أسد الغابة شيئا من ذلك بل قال عبد الله أبو الحجاج الثمالي قيل اسمه عبد الله بن عبد أخرجه الثلاثة نعم رأيته في ذيل أبي موسى كما قال الذهبي وأخرجه بن منده في موضع ثالث فقال (5/132)
<133> عبد الله الثمالي عبد الله بن حرام ذكره أبو موسى وأبو بكر بن علي وذكره من طريق إبراهيم بن أبي عبلة قال رأيت على رأس عبد الله بن حرام كساء قال صليت إلى القبلتين قال أبو موسى إنما هو عبد الله بن عمرو بن أم حرام وهو كما قال وقد ذكره بن منده على الصواب في عبد الله بن أم حرام وأبوه اسمه عمرو بن قيس عبد الله بن أبي حرام قال بن الأثير رأيته بخطي وعليه علامة الثلاثة ولم أجده عندهم قلت إنما هو الذي قبله وهو عبد الله بن أم حرام فتغيرت أداة الكنية من أم الى أبي عبد الله بن حزابة بضم المهملة بعدها زاي منقوطه وبعد الألف موحدة ذكره بن منده فقال عبد الله بن حزابة وعبد الله بن حكل ذكر في الصحابة وهما من تابعي أهل الشام روى عنهما خالد بن معدان عبد الله بن الحسن ذكره علي بن سعيد العسكري واستدركه أبو موسى من طريقه ثم من رواية داود بن عبد الرحمن العطار حدثنا عبد الله بن الحسن رفعه لو كانت عندي ثالثة لزوجتها لعثمان قال أبو موسى هذا مرسل أو معضل وهو عبد الله بن الحسن علي وهو تابعي صغير قلت روى عن أبيه وعن أمه فاطمة بنت الحسين وابن عم جده عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وعمه لأمه إبراهيم بن محمد بن طلحة وعن الأعرج وعكرمة وغيرهم روى عنه ابناه موسى ويحيى ومالك والثوري وابن أبي الموالي وابن علية وآخرون وثقه بن معين والرازيان والنسائي والعجلي وغيرهم وذكره بن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات فكأنه لم تصح عنده روايته عن عبد الله بن جعفر وكان لسان بني حسن في زمانه قال مصعب الزبيري ما رأيت علماءنا يكرمون أحدا ما يكرمونه وكانت له منزلة عند عمر بن عبد العزيز مات في حبس المنصور سنة خمس وأربعين وماءة وهو بن خمس وسبعين سنة عبد الله بن حكل الأزدي قال أبو عمر شامي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عقر دار الإسلام الشام روى عنه خالد بن معدان ذكره بن أبي حاتم عن أبيه وقال هو مرسل وقد مضى كلام بن منده فيه في عبد بن حرام وقال بن حبان في ثقات التابعين عبد الله بن حكل روى عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن معدان عبد الله بن حكيم الجهني قال بن الأثير ذكره البخاري فقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم الرازي هو بن عليم بالعين المهملة وهو كما قال عبد الله بن حكيم بصيغة التصغير ذكره بن عبد البر فقال سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع اللهم اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة وهذا وهم نشأ عن سقط وذلك انه سقط منه الصحابي وهو بشر بن قدامة كمامضى في الموحدة في القسم الأول على الصواب وهو حديث انفرد بروايته سعيد بن بشير عن عبد الله بن حكيم عن بشر وما رواه عن سعيد إلا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ولا يعرف عبد الله بن حكيم ولا شيخه إلا في هذا الحديث (5/133)
<134> عبد الله بن خليفة قال بن فتحون في الذيل ذكره الطبري واخرج له حديثا في صفة العرش قلت وهو خطأ نشأعن سقط وإنما يروي الحديث المذكور من طريق عبد الله بن خليفة هكذا أخرجه بن خزيمة في كتاب التوحيد وأبو يعلى وابن أبي عاصم والطبراني في كتاب السنة كلهم من طريق أبي إسحاق السبيعي وذكره البخاري وغيره في التابعين عبد الله بن رئاب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه عندي مرسل رواه معمر عن كثير بن يزيد عنه كذا قال بن عبد البر وقال بن أبي حاتم عبد الله بن رئاب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ويقال بن زبيب يعني بزاي وموحدتين مصغرا روى عن كثير بن يزيد عنه فأخذ أبو عمر كلامه ونسب الحكم بارساله الى نفسه وحذف الفائدة في ذكر الاختلاف في اسم أبيه وهو الذي بعده عبد الله بن زبيب الجندي قال بن منده ذكر في الصحابة ولا يصح روى حديثه عبد الله بن المبارك عن معمر بن كثير بن عطاء عنه ثم ساق من طريق عبد الرزاق عن معمر عن كثير بن عطاء الجندي حدثني عبد الله بن زبيب الجندي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبادة بن الصامت يا أبا الوليد إذا رأيت الصدقات قد كتمت واستؤجر على الغزو ورأيت الرجل يتمرس بامانته كما يتمرس البعير الشجرة وخرب العامر وعمر الخراب فإنك والساعة كهاتين وأخذ أصبعيه السبابة والتي تليها وقال أبو نعيم مختلف في صحبته ثم ساق الحديث من وجه آخر عن عبد الرزاق قلت لولا جزم بن أبي حاتم بأنه هو والذي قبله واحد وأن الحديث مرسل لأوردته في القسم الأول عبد الله بن زهير ذكره على بن سعيد العسكري في الصحابة وتبعه أبو موسى في الذيل وأخرج من طريقه عن إبراهيم بن الفضل الرخاني عن كامل بن طلحة عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن زهير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله قلت وهو خطأ نشأ عن سقط وقلب وتصحيف والصواب عن عطاء بن أبي زهير الضبعي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه كذا رواه منصور عن أبي الأسود وأبو عوانة عن عطاء بن السائب ورواه علي بن عاصم عن عطاء فخبط فيه قال عن عطاء بن السائب عن زهير بن عبد الله عن أبيه أخرجه بن منده ونبه على انه وهم وهو كما قال الا انه لم يبين جهة الوهم وقد بينتها ولله الحمد عبد الله بن زيد الجهني ذكره بن منده وقال في إسناد حديثه نظر ثم ساق من طريق محمد بن يحيى المأربي بالراء والموحدة عن حرام بن عثمان أحد المتروكين عن معاذ عن عبد الله بن زيد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سرق فاقطع يده الحديث وفي آخره ثم إذا سرق فاضرب عنقه قال بن منده كذا قال حرام وخالفه غيره انتهى وقال أبو نعيم الصواب انه عن معاذ بن عبد الله بن حبيب عن عبد الله بن زيد الجهني وساقه في ترجمة عبد الله بن بدر من طريق حفص بن ميسرة عن حرام بن عثمان عن معاذ كذلك فظهر منه ان الوهم من الراوي عن حرام بن عثمان بخلاف ما يفهمه كلام بن منده (5/134)
<135> عبد الله بن زيد بن عمرو بن مازن الأنصاري ذكره البغوي وابن منده وهو وهم فاما البغوي فقال سكن المدينة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأذان ثم ساق الحديث من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد قال رأيت في المنام رجلا نزل من السماء عليه بردان اخضران الحديث وهذا هو عبد الله بن عبد ربه الماضي في الأول أخطأ في نسبه وفي جعله اثنين وقد اخرج حديث الأذان من طريق الأعمش بهذا السند بن خزيمة وغيره من مسند عبد الله بن زيد بن عبد ربه واخرج الترمذي بعضه من هذا الوجه ومن رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمرو بن مرة كذلك واما بن منده فقال ذكره بن إسحاق في المغازي وانه كان على النفل يوم بدر ثم ساق ذلك وهو خطأ أيضا وان الذي عند بن إسحاق إنما هو عبد الله بن كعب بن زيد من بني عمرو بن مازن النجار وعمرو بن مازن جده الأعلى لا والد أبيه وسقط كعب بين عبد الله وزيد فخرج منه هذا الوهم وقد تعقبه أبو نعيم فقال وهم فيه وصحف فاما الوهم ففي إسقاط كعب واما التصحيف ففي قوله ثقل النبي صلى الله عليه وسلم بالمثلثة والقاف وانما كان على النقل بالنون والفاء جعل اليه النبي صلى الله عليه وسلم القيام على النفل الذي هو الغنائم مقفله من بدر الى المدينة وقد ذكره بن منده في عبد الله بن كعب على الصواب عبد الله بن أبي سديد بن عبد الله بن ربيعة الثقفي له حديث في قطع السدر رواه بن قانع هكذا استدركه الذهبي فصحف أباه وقد مضى في حرف الشين المعجمة في الآباء من القسم الأول على الصواب عبد الله بن سعد الأزدي السامي غاير بن عبد البر بينه وبين عبد الله بن سعد عم حرام بن حكيم وهو واحد وقد جاء حديثه من عدة طرق لم ينسب فيها ازدياد والله اعلم عبد الله بن سعد بن مرى تقدم ذكره في الأول وان الذهبي أفرده وكأنه وهم عبد الله بن سعد بن الاطول ذكره البغوي فقال سكن البصرة واخرج له الحديث الذي أورده في ترجمة أبيه وليس له فيه ما يدل على ان له صحبة أصلا وانما فيه انه كان يزور اصحابه بتستر فيقيم يوم الدخول واليوم الثاني ويخرج في اليوم الثالث فإذا سألوه عن ذلك يقول سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن التناوة ويقول من أقام في أرض الخراج فقد تنا انتهى والتناوة بالمثناة الفوقانية بعدها نون عبد الله بن أبي سلمة روى حديثه عبد الحميد بن سليمان عن بن شهاب عنه في لبس الثوب وقد تقدم بيان الصواب في عبد الله بن أبي الأسد عبد الله بن سهيل بن عمرو أخو أبي جندل شهد بدرا وذكره بن منده ثم قال عبد الله بن سهيل من مهاجرة الحبشة هكذا غاير بينهم وأبو جندل هو بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس فما أدري كيف خفي عليه هذا وقد تعقبه أبو نعيم فقال جعله ترجمتين وهما واحد وقال بن الأثير بل جعله ثلاث تراجم والجميع واحد وهو كما قال قلت لكن بن منده قال في الثالث يقال انه غير الأول وهو محتمل وأبو نعيم معذور (5/135)
<136> عبد الله بن صائد وهو الذي يقال له بن صياد ذكره بن شاهين والباوردي وابن السكن وأبو موسى في الذيل قال بن شاهين كان أبوه من اليهود ولا يدري من أي قبيلة هو وهو الذي يقال انه الدجال ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعور مختونا ومن ولده عمارة بن عبد الله بن صياد وكان من خيار المسلمين من أصحاب سعيد بن المسيب روى عنه مالك وغيره ولم يزد أبو موسى على هذا واما بن السكن فقال في آخر العبادلة ذكر الدجال رأيت في كتاب بعض أصحابنا كأنه يعنى الباوردي في أسماء من ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ومنهم عبد الله بن صياد وأورد بن الأثير في ترجمته حديث بن عمر الذي في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بابن صياد وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وهو غلام لم يحتلم الحديث وفيه سؤاله عن الدخ وحديث بن عمر أيضا في دخول النبي صلى الله عليه وسلم النخيل الذي فيه بن صياد وهو نائم وهو قول أمه له يا صاف هذا محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو تركته بين وفيه قوله أتشهد اني رسول الله فقال اشهد انك رسول الاميين الحديث وفيه ان عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتله فقال ان يكغه فلن تسلط عليه وان يكن غيره فلا خير لك في قتله قال بعض العلماء لأنه كان من أهل العهد وفي الصحيحين عن جابر أنه كان يحلف ان بن صياد الدجال وذكر ان عمر كان يحلف بذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد قال صحبني بن صياد في طريق مكة فقال لقد هممت ان آخذ حبلا وأوثقه الى شيء فاختنق به مما يقول الناس لي أرأيت من خفي عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يخفى عليكم يا معشر الأنصار ألم يقل انه لا يولد له وقد ولد لي الم يقل انه لا يدخل المدينة ولا مكة فها انا من المدينة وهو ذا انطلق الى مكة قال فوالله ما زال يخبر بهذا حتى خفي قلت فلعله يكون مكذوبا عليه ثم قال والله يا أبا سعيد لاخبرنك خبرا حقا اني لاعرفه وأعرف والده وأين هو الساعة من الأرض فقلت تبا لك سائر اليوم ثم وجدت في بعض حديث أبي سعيد زيادة فروينا في الجزء الثاني من أمالي المحاملي رواية الإصبهانيين عنه قال حدثنا احمد بن منصور بن سراج حدثنا النصر حدثنا عوف عن أبي نضرة قال قال أبو سعيد اقبلت في جيش من المدينة قبل المشرق وكان في الجيش عبد الله بن صائد وكان لا يسايره أحد ولا يرافقه ولا يؤاكله أحد ولا يساره ويسمونه الدجال قال فبينما انا ذات يوم نازل فجاء عبد الله بن صياد حي جلس معي فقال يا أبا سعيد الا ترى ما صنع هؤلاء الناس لا يسايروني فذكر ما تقدم وقال قد علمت يا أبا سعيد ان الدجال لا يدخل المدينة وانا ولدت بالمدينة وائتدلت وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الدجال لا يولد له وقد ولد لي والله لقد هممت مما يصنع بي هؤلاء الناس ان آخذ حبلا فاختنق حتى استريح والله ما انا بالدجال والله لو شئت لاخبرتك باسمه واسم أبيه وأمه والقرية التي يخرج منها ورجال هذا السند موثقون لكن محاضر في حفظه شيء وان كان قوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفع ولم يثبت انه اسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل في حد الصحابي وقد امعنت القول في ذلك في كتاب الفتن من فتح الباري شرح البخاري وفي صحيح مسلم (5/136)
<137> ان بن عمر غضب منه فضربه بعصا ثم دخل على حفصة فقالت مالك وله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الدجال يخرج من غضبة يغضبها وفي الجملة لا معنى لذكر بن صياد في الصحابة لأنه ان كان الدجال فليس بصحابي قطعا لأنه يموت كافرا وان كان غيره فهو حال لقيه النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مسلما لكنه ان كان مات على الإسلام يكون كما قال بن فتحون على شرط كتاب الاستيعاب عبد الله بن عبد الله بن أبي مالك ذكره بن منده وقال شهد بدرا ذكره يونس بن بكير عن بن إسحاق واسنده من طريقه وتعقبه أبو نعيم بأنه سقط من نسخته بن بين أبي ومالك والصواب بن أبي بن مالك فأبى ومالك اسمان وليسا كنية لشخص واحد وأبى بفتح الموحدة والتشديد وعبد الله المذكور وهو ولد عبد الله بن أبي المعروف بابن سلول رأس النفاق وقد مضت ترجمته في ترجمته في القسم الأول ووقع في رواية سلمة بن الفضل وزياد البكائي وغيرهما عن بن إسحاق على الصواب عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي ذكره بن أبي هاشم في الصحابة وساق بسند صحيح الى عمر بن أبي عمرو مولى المطلب حدثني سعيد بن جبير عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دفع عشية عرفة سمع وراءه زجرا شديدا وضربا فالتفت إليهم فقال يأيها الناس السكينة فان البر ليس بالايضاع ثم نقل عن يزيد بن هارون انه قال كان عبد الله بن عبد الله بن عمر أكبر ولد بن عمر قلت نعم ذكر الزبير ان بن عمر أوصى إليه وقال الزبير كان من وجوه قريش واشرافها انتهى ولا يلزم من ذلك ان يكون له صحبة ولا رؤية فقد قال الزبير بن بكار ان أمه صفية بنت أبي عبيد رضيعته كانت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم صغيرة فلم يولد الا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فليست له صحبة ولا رؤية وحديثه عن أبيه في الصحيحين ولم أجد له رواية عن أحد من كبار الصحابة كجده عمر فمن بعده وانما له رواية عن أبي هريرة ومن دونه روى عنه ابنه عبد العزيز ونافع مولاهم والزهري ومحمد بن عباد بن جعفر وعبد الرحمن بن القاسم ومحمد بن أبي بكر وآخرون من أهل المدينة قال وكيع والعجلي وابن سعد وأبو زرعة والنسائي ثقة وذكره بن حبان في الثقات وقال مات سنة خمس ومائة عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي ذكره بن حبان في الصحابة وقال بن عبد البر له صحبة ورواية من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه صلى في بني عبد الأشهل روى عنه إسماعيل بن أبي حبيبة انتهى وكلامه يشعر بأن لعبد الله هذا أحاديث هذا منها وقال بن أبي حاتم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه إسماعيل بن أبي حبيبة قلت وحديثه المذكور عند بن ماجة وابن أبي عاصم ولعله جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بني عبد الأشهل ولكن عبد الله ليس صحابيا وانما سقط من رواية هولاء قوله في السند عن أبيه عن جده وقد مضى في الثاء المثلثة ان اسم جده ثابت بن الصامت بن عدي ويقال ان ثابتا مات في الجاهلية وان الصحبة لولده عبد الرحمن وقد بينت ذلك في القسم الأول في ترجمة ثابت (5/137)
<138> عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط بن أبي حميضة الجمحي ذكره بن شاهين وأسند من طريق يحيى بن عبد الحميد عن أبي بردة عن علقمة بن مرثد عن بن سابط عن أبيه حديث إذا اصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي أورده من وجهين عن يحيى ولم يسمه فيهما ولا الراوي عنه والذي عند غيره عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط والصحبة لجده سابط واختلف في عبد الله بن سابط كما تقدم في القسم الأول عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أورده بن منده مختصرا وقال قتل يوم الطائف وذكره بن شاهين وأورده في ترجمته من طريق عمرو بن الحارث ان بكير حدثه ان أبا ثور حدثه عن عبد الرحمن بن أبي بكر وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحل الصدقة لعني ولا لذي مرة سوى فاما دعوى بن منده فانها غلط نبه عليه بن الأثير قال وللذي قتل يوم الطائف من ولد أبي بكر هو عبد الله بن أبي بكر أخو عبد الرحمن بن أبي بكر لا ولده وقد تقدم في القسم الأول واما دعوى بن شاهين فأؤها منها وذلك انه نقل عن أبي بكر بن أبي داود ان أبا ثور الفهمي صحابي فظن انه راوي هذا الحديث وانه روى عن صحابيين مثله ظنا من بن شاهين ان عبد الرحمن بن أبي بكر هو بن الصديق وان عبد الله بن عبد الرحمن المذكور معه ولده فترجم هنا لولده وهو ظن فاسد فان عبد الرحمن بن أبي بكر هو عبد الرحمن بن أبي بكر عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وعبد الله بن عبد الرحمن هو ولده والحديث من روايتهما مرسل وأبلغ من ذلك في الغفلة ان بن شاهين اورد في هذه الترجمة قول موسى بن عقبة لا نعلم أربعة ادركوا النبي صلى الله عليه وسلم في نسق الا محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة وهذا الحصر يرد عليه إثباته عبد الله بن عبد الرحمن في الصحابة فان كان عنده انه أخو أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن فكان ينبغي أن يفصح بإيراده على موسى بن عقبة وإلا فعبد الله بن عبد الرحمن هذا إنما هو حفيد محمد بن عبد الرحمن الذي ذكره موسى بن عقبة وليس صحابيا بل هو تابعي مشهور وأمه من ولد أبي بكر أخت أم المؤمنين أم سلمة وحديثه عن أم سلمة في الصحيحين عبد الله بن عبس شهد بدرا ولم ينسبوه بل قالوا هو من حلفاء بني الحارث بن الخزرج هكذا ذكره بن عبد البر قال بن الأثير أفرده أبو عمر بترجمة وهو الأول يعني عبد الله بن عبس ويقال بن عبيس وقد تقدم في القسم الأول قال وانما اشتبه على أبي عمر حيث رأى في هذا انه حليف ولم يذكر في الأول انه حليف لكنهم كثيرا ما يختلفون في الواحد يذكر تارة من القبيلة وتارة من حلفائها عبد الله بن عبيد الله بن عتيق قال أبو موسى في الذيل أورده على بن سعيد العسكري في الافراد واخرج أبو بكر بن أبي علي من طريقه عن العطاردي عن يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن عتيق عن أبيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خرج من بيته مهاجرا في سبيل الله فخر عن دابته فمات وقع أجره (5/138)
<139> على الله الحديث وهذا خطأ نشأ عن زيادة اسم وتغيير آخر فإن هذا في المغازي لابن إسحاق عند جميع الرواة عن بن إسحاق عن التيمي عن محمد بن عبد الله بن عقيل عن أبيه وقد أخرجه بن الأثير في ترجمة عبد الله بن عتيك من طريق العطاردي بهذا السند وهو الصواب عبد الله بن عثمان التميمي قال أبو موسى في الذيل أورده أبو احمد العسكري واخرج من طريق عمر بن حفص الشيباني عن بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الله بن عثمان ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لقطة الحاج وهذا خطأ نشأ عن تغيير اسم وانما هو عبد الرحمن بن عثمان والحديث معروف من رواية بن وهب بهذا السند عنه أخرجه مسلم عن أبي الطاهر بن السرح وأبو داود عن احمد بن صالح ويزيد بن خالد والنسائي عن الحارث بن مسكين ثلاثتهم عن بن وهب وسبق على الصواب فيمن اسمه عبد الرحمن عبد الله بن عثمان الثقفي ذكره بن شاهين واخرج من طريق أبي عمر الحوضي عن همام عن قتادة عن الحسن عن رجل من ثقيف كان يقال له معروف ان لم يكن اسمه عبد الرحمن بن عثمان فلا أدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الوليمة حق الحديث وقال أبو موسى في الذبل هكذا أورده وهو خطأ ثم ساقه من طريق عفان بن همام فقال بدل عبد الله بن عثمان زهير بن عثمان قال وكذا رواه غيره عن الحوضي وكذا رواه غير واحد عن همام قلت وقد مضى على الصواب في حرف الزاي عبد الله بن عدي بن الخيار تقدم ذكره في القسم الثاني وقد ذكره البلاذري في الصحابة من أجل حديث أورده من طريق إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن بن شهاب عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الخيار انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عن الحزورة يقول انك لأحب أرض الله الى الحديث وقد ذكره أبو احمد العسكري في كتاب التصحيف وقال الصواب عبد الله بن عدي بن الحمراء قال ويقال ان إبراهيم بن سعد أخطأ فيه قلت وقد أوضحت ذلك في ترجمة بن حمراء في الأول عبد الله بن عمار روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه عبد الله بن يربوع أورده بن عبد البر وقال حديثه عندهم مرسل عبد الله بن عمر الجرمي استدركه بن الأمين على الاستيعاب وقال يقال له صحبة ومن حديثه انه اقبل من عند النبي صلى الله عليه وسلم بإداوة الحديث وفيه انه رش بالماء البيعة واتخذها مسجدا وتبعه بن الأثير وفيه تغيير في اسم أبيه وقد ذكره أبو عمر على الصواب كما مضى في عبد الله بن عمير بالتصغير في الأول عبد الله بن عمرو غير مذكور بنسبه أخرجه علي بن سعيد العسكري وأبو موسى في الذيل من طريقه ثم من رواية بن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر عن أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن المسيب قالوا صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فاستفتح سورة المؤمنين قال أبو موسى وهذا حديث محفوظ من رواية هؤلاء الثلاثة عن عبد الله بن السائب قال صلى بنا النبي صلى (5/139)
<140> الله عليه وسلم الحديث وهو كما قال كذلك أخرجه مسلم من هذا الوجه وعلقه البخاري لعبد الله بن السائب وهو المخزومي له ولأبيه صحبة وقد تقدما وكل من أبي سلمة بن سفيان ومن ذكر معه من التابعين اما أبو سلمة فاسمه عبد الله بن سفيان وهو مخزومي تابعي روى عنه أيضا يحيى بن عبد الله بن صيفي ووثقه احمد وغيره واما عبد الله بن المسيب فهو مخزومي أيضا وهو بن عم عبد الله بن السائب شيخه وأبوه صحابي وهو تابعي وقد قيل ان له صحبة ومضى بيان ذلك في القسم الأول روى عنه أيضا بن أبي مليكة وذكره بن حبان في ثقات التابعين واما عبد الله بن عمرو فهو العائذي مخزومي أيضا من قرائب المذكورين ووقع في بعض طرق الحديث عند مسلم عبد الله بن عمرو بن العاص وخطئوا راويها والصواب العائذي عبد الله بن عمير بن قتادة الليثي أورده بن شاهين هكذا ذكره أبو موسى في الذيل ولم يقل بن شاهين في الترجمة قتادة ولا الليثي وانما ذكره مهملا مقتصرا على اسمه واسم أبيه تبعا للرواية التي أخرجها من طريق بن أبي خيثمة بسنده وقد ساقه أبو موسى من طريقه ليس فيه زيادة قتادة ولا الليثي وهو من رواية هشام بن عروة عن عبد الله بن عمير انه كان يؤم بني خطمة وهو أعمى الحديث وهذا أنصاري خطمي أو خدري لا ليثي وقد ذكره بن منده وعاب بن الأثير على أبي موسى استدراكه وقال لا أدري من أين اتى فان كان لأجل زيادة قتادة فهو لا يوجب استدراكا وان كان لأجل انه قيل فيه ليثي فهذا غلط من قائله ثم أطال في ذلك بما لا طائل فيه عبد الله بن عوف أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة قال بن منده روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الإيمان يمان وأخرجه يحيى بن يونس والشيرازي في كتابه من حديث جبلة بن عطية عن عبد الله بن عوف وهو من تابعي أهل الشام في الطبقة الثالثة وكان عامل عمر بن عبد العزيز قاله محمود بن إبراهيم بن سميع انتهى كلام بن منده ولخص أبو نعيم كلامه ثم اسند الحديث من طريق الطبراني عن عقيل بن غنام عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن حماد به وزاد في المتن في خندف وحرام وأخرجه أبو بكر بن أبي عاصم في الوحدان عن أبي بكر بن أبي شيبة وقد ذكره بن عساكر في تاريخه فقال عبد الله بن عوف الكناني القاري يكنى أبا القاسم روى عن عثمان ومعاوية وبشر بن عقربة وأبي جمعة وكعب الأحبار روى عنه الزهري ورجاء بن أبي سلمة وحجر بن الحارث وغيرهم واستعمله عمر بن عبد العزيز على خراج فلسطين وهو من أهل دمشق قلت وجبلة بن عطية فلسطيني ثم ساق من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا يحيى بن بكير وأبو صالح عن الليث عن عقيل عن بن شهاب أخبرني عبد الله بن عوف القاري عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين قلت وقد تقدم حديثه عن بشر بن عقربة في حرف الباء الموحدة وعرفه البخاري وابن أبي حاتم وأبو احمد الحاكم في الكنى بما عرفه به بن سميع وذكروه في التابعين عبد الله بن عياش الأنصاري تقدم التنبيه عليه في ترجمة سميه في الأول عبد الله بن فيروز الديلمي أبو بسر بضم الموحدة وسكون المهملة على الراجح جاء عنه (5/140)
<141> شيء مرسل فذكره بعضهم في الصحابة وأبوه صحابي معروف قال العجلي حدثنا سويد بن سعيد حدثنا زياد بن الربيع عن هشام عن بن سيرين عن بن الديلمي قال كنت ثالث ثلاثة ممن يخدم معاذ بن جبل فلما حضرته الوفاة قلنا يرحمك الله انا صحبناك وانقطعنا إليك فذكر قصة كذا قال هكذا أخرجه ولم يقع مسمى في سياق روايته ومع ذلك فقد خولف فيه قال مسدد في مسنده حدثنا بن علية عن أيوب عن بن سيرين عن بن الديلمي عن أحد الثلاثة الذين كانوا يحذقون معاذا فذكره واخرج الباوردي من طريق صدقة عن عروة بن رويم عن بن الديلمي وكان قد خدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن أخت النجاشي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد في صلاة أو غيرها كتب له براءة عن النار هكذا أخرجه في ترجمة عبد الله بن فيروز الديلمي ولم يقع مسمى في سياق روايته أيضا ولفيروز الديلمي ولد آخر اسمه الضحاك وكل منهما روى عن أبيه وروى عبد الله أيضا عن بن مسعود وحذيفة وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو وغيرهم روى عنه عروة بن رويم ووهب بن خالد ويحيى بن أبي عمرو وغيرهم ووثقه بن معين وغيره وذكره أبو زرعة الدمشقي في تابعي أهل الشام عبد الله بن قرة الأزدي وقع تغيير في اسمه فاستدركه أبو موسى وساق من طريق مهران بن أبي عمر عن إسماعيل بن عياش عن بكر بن عبد الله عن مسلم بن عبد الله عن عبد الله بن قرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له ما اسمك قال شيطان بن قرة قال بل أنت عبد الله بن قرة قال أبو موسى خالفه أبو اليمان فقال عن إسماعيل بن عياش عبد الله بن قرة أخرجه الطبراني من طريقه وأبو نعيم عنه قلت وكذا أخرج احمد عن أبي اليمان وقالا في السند بكر بن زرعة وهو الصواب قال أبو موسى وكذلك رواه عبد الرحمن بن عائذ وغيره عن عياش بن قرة قلت وقد تقدم في القسم الأول عبد الله بن قنيع بقاف ونون مصغرا استدركه أبو علي الجياني وغيره على الاستيعاب وقد ذكره في عبد الله بن رفيع فيما تقدم عبد الله بن قيس بن عكرمة بن المطلب بن عبد مناف تابعي جاء عنه حديث اسقط منه بعض الرواة شيخه قال بن منده ذكره إسماعيل بن أبان عن أبي أويس عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن أبيه عن عبد الله بن قيس انه قال لارمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل الحديث وسبق الى ذكره أبو القاسم البغوي وأخرجه عن بن أبي خيثمة عن بن أبي أويس عن أبيه ووقع عنده عبد الله بن قيس بن مخرمة وهو الصواب والذي وقع عند بن منده تغيير وهو من تصحيف السمع ابدل مخرمة بعكرمة وقال هكذا قال وقد حدث به مالك في الموطأ عن عبد الله بن أبي بكر فقال عن أبيه عن عبد الله بن قيس عن زيد بن خالد الجهني وهو المعروف قلت وقد تقدمت الإشارة الى ذلك في ترجمة عبد الله بن قيس في القسم الثالث عبد الله بن كريز بالتصغير ذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة واستدركه أبو موسى فلم يصب فإنه عبد الله بن عامر بن كريز نسب في هذه الرواية الى جده وقد ذكر الحديث (5/141)
<142> في ترجمته في القسم الثاني عبد الله بن مالك العبسي هو عبد الله بن مالك بن المعتم مضى في الأول كرره في التجريد بلا سبب عبد الله بن محمد رجل من أهل اليمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لعائشة احتجبي من النار ولو بشق تمرة وروى عنه عبد الله بن قرط وله صحبة أيضا هكذا ترجم له بن عبد البر وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسم أبيه والصواب عبد الله بن مخمر بخاء معجمة وراء كما أخرجه بن أبي حاتم في الوحدان من رواية يحيى بن أيوب الغافقي عن عبد الله بن قرط انه سمع عبد الله بن مخمر رجلا من أهل اليمن يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره وهكذا أخرجه بن منده وأبو نعيم وغيرهم من رواية يحيى بن أيوب وأغرب بن الأثير فقال قول بن منده وأبي نعيم تصحيف كذا قال مع انه اخرج الحديث من طريق بن أبي عاصم وهو بالخاء المعجمة الساكنة وآخره راء وكذلك قيده أصحاب المؤتلف والمختلف بن ماكولا ومن قبله والذي صحفه هو بن عبد البر وقد وهم في موضع آخر وهو قوله ان عبد الله بن قرة الذي رواه عن عبيد الله له صحبة قال يحيى بن أيوب ما أدرك أحدا من الصحابة وقد صرح ان عبد الله بن قرط هذا حدثه وهو راو آخر غير الصحابي اختلف في اسم أبيه فقيل قرط وقيل قريط وقيل قريطة واما الصحابي فلم يختلف في اسم أبيه وقد سبق الجميع بن أبي حاتم فذكره في كتابه على الصواب فقال عبد الله بن مخمر الشرعبي شامي حمصي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا روى عن أبي الدرداء وغيره روى يحيى بن أيوب عن عبد الله بن قريط عنه والله اعلم عبد الله بن محيريز الجمحي تابعي مشهور ذكره العقيلي في الصحابة فوهم وذلك انه اخرج من طريق فهد بن حيان عن شعبة عن خالد عن أبي قلابة عن أبي محيريز وكانت له صحبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سألتم الله فأسألوه ببطون اكفكم الحديث هكذا وقع عنده غير مسمى فسماه العقيلي عبد الله فأخطأ فإنه ان كان فهو حفظه فهو صحابي يقال له بن محيريز لم يسم واما عبد الله فلا يشك في انه تابعي قال بن عبد البر بعد ان ذكره عن العقيلي هذا الأثر رواه إسماعيل بن علية وعبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة ان عبد الرحمن بن محيريز قال إذا سألتم فذكره مقطوعا وقد جاء عن خالد الحذاء عن أبي قلابة كذلك قال وعبد الله بن محيريز مشهور من أهل الشام من اشراف قريش من بني جمح له جلالة في العلم والدين روى عن أبي سعيد وغيره واما ان تكون له صحبة فلا ولا يشكل امره على أحد من العلماء وقد قال أبو نصر الكلاباذي يعني في رجال البخاري عبد الله بن محيريز أخو عبد الرحمن سمع أبا سعيد فذكر ترجمته انتهى ولا لوم عندي على العقيلي الا في تسميته راوي الحديث المذكور عبد الله فأوهم انه التابعي المشهور وفهد بن حبان ضعيف فلعله وهم في قوله ولا صحبة وفي رفع الحديث والمحفوظ ما قال غيره انه عن عبد الرحمن بن محيريز من قوله وقد ورد المتن المذكور مرفوعا عن بن عباس بسند ضعيف عن أبي داود وغيره (5/142)
<143> عبد الله بن مخمر شامي روى عنه عبد الله بن قرط ذكره في التجريد ثم قال عبد الله بن مخمر الشرعبي المخضرم روى عن أبي الدرداء وهو الذي روى عن عبد الله بن قرط أشار على معاوية بالعفو عن حجر بن عدي وهما واحد لم يكرره بن الأثير وقد مضى بيانه قريبا عبد الله بن مسلم ذكره أبو موسى في الذيل فقال ذكر أبو القاسم الرفاعي في العبادلة له حديثا رواه سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام عن حصن سمعت عبد الله بن مسلم وكانت له صحبة فذكر حديثا في فضل العبد الذي يطيع ربه وسيده وهذا قد تقدم في القسم الأول أخرجه بن منده من هذا الوجه في عبيد بن مسلم بالتصغير وبغير إضافة ومنهم من قال فيه عبيد الله بالتصغير والإضافة عبد الله بن المسيب ذكره علي بن سعيد العسكري وأورده أبو موسى في الذيل وقد تقدم فان الوهم فيه في ترجمة عبد الله بن عمرو من هذا القسم عبد الله بن المسور تابعي صغير أرسل شيئا فذكره بعضهم في الصحابة وهو غلط فأخرج العقيلي من طريق عبد الواحد عن خالد بن أبي كريمة عن عبد الله بن المسور قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انه ليس لي ثوب اتوارى به وقد كنت أحق من شكوت اليه الحديث وعبد الله بن المسور هذا هو بن عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب هاشمي سكن المدائن يكنى أبا جعفر كذبوه وله ذكر في مقدمة صحيح مسلم وروى على بن المديني عن جرير عن رقبة انه قال كان عبد الله بن المسور يضع الحديث واخرج بن أبي حاتم من طريق أخرى عن جرير عن مغيرة كان عبد الله بن مسور يفتعل الحديث وقال عبد الله بن احمد قال لي احمد اضرب على حديثه أحاديثه موضوعة عبد الله بن مطر أبو ريحانة كذا حكى بن منده وأبو نعيم في تسميته وأشار بن الأثير الى تخطئة من قال ذلك وان أبا ريحانة الصحابي اسمه شمعون كما تقدم واما الذي اسمه عبد الله بن مطر فهو تابعي شهير روى عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن بن عباس وابن عمر اخرج له مسلم وأصحاب السنن وقد قيل ان اسمه زياد وقال البخاري عبد الله أصح عبد الله بن أبي مطرف ينظر مما قيل فيه من القسم الأول عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم المخزومي ذكره أبو موسى فقال ذكر بعض مشايخنا ان له صحبة وانه يروي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر وعمر منى بمنزلة السمع والبصر هذا كلام أبي موسى فيه وزاد بن الأثير ذكره بن أبي حاتم وقال له صحبة قلت ما رأيته في كتاب بن أبي حاتم وليس فيه الا عبد الله بن عبد المطلب روى عن الحسن بن ذكوان روى عنه عبد الله بن صالح العتكي واما الحديث المرفوع فهو عند الترمذي من طريق عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده وقد ساقه بن الأثير من طريق الترمذي وذكر قول الترمذي عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم (5/143)
<144> عبد الله بن مظفر تقدم بيان الخطأ فيه في الأول عبد الله بن معاوية الباهلي تقدم في القسم الأول في ترجمة عبد الله بن معرض وان بن قانع غير اسم أبيه فأخطأ عبد الله بن معقل بن مقرن المزني ذكره بن فتحون في ذيل الاستيعاب ولم يذكر مستندا لذكره في الصحابة وقد قال بن قتيبة ليست له صحبة ولا إدراك وذكره في التابعين بن سعد والعجلي والبخاري وابن حبان وغيرهم وله رواية عند أبي داود وفي المراسيل أخرجها من طريق جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عنه قال قام أعرابي الى زاوية من زوايا المسجد فاكتشف فبال فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأله وسلم خذوا ما بال عليه من التراب فألقوه واهريقوا عليه مكانه ماء فان كان هذا هو مستند بن فتحون في ذكره لاحتمال ان يكون أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فيكون مرسل صحابي فإنه يرد عليه ان أبا داود ذكر هذا الحديث في كتاب الطهارة من السنن عقب حديث أبي هريرة وقال بعده هو مرسل وابن معقل لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم انتهى وروايته عن علي عند البخاري وروى أيضا عن بن مسعود وكعب بن عجرة وعدى بن حاتم وغيرهم وروى عنه أيضا أبو إسحاق السبيعي والنسائي وزياد بن أبي مريم وغيرهم قال العجلي تابعي ثقة من خيار التابعين وقال بن حبان في الثقات مات سنة بضع وثمانين وأرخه البخاري سنة ثمان عبد الله بن المعمر العبسي ذكره أبو عمر فقال له صحبة وهو ممن تخلف عن علي في قتال أهل البصرة قلت صحف أباه وانما هو المعتمر بمثناة فوقانية مفتوحة بعدها ميم مشددة ومكسورة بعدها راء وقد مضى على الصواب في القسم الأول عبد الله بن مغفل بمعجمة وفاء وزن محمد ذكره بن فتحون في ذيل الاستيعاب ونقل عن الطبري انه كان من البكائين قلت هذا هو بن مغفل الصحابي المشهور وقد ذكره في الاستيعاب وذكر في ترجمته انه كان من البكائين في غزوة تبوك عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني حجازي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الزجر عن الغلول وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري قال بن أبي حاتم عن أبيه مرسل قلت وروايته من طريق يحيى بن سعيد عنه عن رجل من بني مدلج سيأتي في المبهمات ان شاء الله تعالى عبد الله بن ملاذ الأشعري شيخ من اتباع التابعين أرسل حديثا فذكره احمد بن شيبان العطار في الصحابة وخطأه في ذلك أبو حاتم وقال ليست له صحبة بل بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أربعة وذكر الحديث الذي رواه جرير بن حازم عنه عن نمير بن أوس عن مالك بن مسروح عن عامر بن أبي عامر الأشعري عن أبيه نعم الحي الأزد والاشعريون قال بن معين لم يكن عنده غيره وقال علي بن المديني عبد الله بن ملاذ مجهول وذكره أبو زرعة الدمشقي وابن سميع في الطبقة الرابعة (5/144)
<145> عبد الله بن النضر السلمي ذكره بن عبد البر فقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يموت لاحد من المسلمين ثلاثة من الولد الا دخل الجنة الحديث روى عنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال أبو عمر هو مجهول لا يعرف ولا اعرف له غير هذا الحديث وقد ذكروه في الصحابة ومنهم من يقول فيه محمد بن النضر ومنهم من يقول أبو النضر كل ذلك قال أصحاب مالك واما بن وهب فجعل الحديث لأبي بكر بن محمد عن عبد الله بن عامر الأسلمي قلت وقال بن عبد البر في التمهيد مالك عن محمد بن أبي بكر عن أبي النضر السلمي فذكر الحديث اختلف فيه رواة الموطأ فقال يحيى بن معين وغيره عن أبي النضر غير مسمى وقال بعضهم عبد الله بن النضر وبعضهم محمد بن النضر وقال يحيى بن بكير والقعنبي عن أبي النضر وهو مجهول وزعم بعضهم انه أنس بن مالك بن النضر أبو النضر وانه نسب لجده تارة وكنى تارة قال وهذا خطأ فان أنس بن مالك نجاري ليس من بني سلمة وكنيته أبو حمزة لا أبو النضر قلت ويبعده من الصحابة رواية بن وهب فان عبد الله بن عامر من اتباع التابعين وفيه مقال وقال الداني في أطراف الموطأ بعد ان لخص كلام أبي عمر انفرد بن وهب بهذا وهذا الرجل مجهول قال أبو عمر لا اعلم في الموطأ رجلا مجهولا غيره انتهى قال الداني وقد جاء معنى هذا الحديث عن أنس أخرجه النسائي فظن بعض الناس انه هذا وليس كذلك وذكر كلام أبي عمر ثم قال وأنس وان كان له ولد اسمه النضر فإنه لم يكن به والله أعلم عبد الله بن نواحة ذكره بعض من ألف في الصحابة فقرأته بخطه بما هذا لفظه كان قد اسلم ثم ارتد فاستتابه عبد الله بن مسعود فلم يتب فقتله علي كفره وردته والنواحة كثيرة النوح ذكره النووي في التهذيب ولم يتعرض لصحبته ولا لغيرها قلت ليس في ذكر النووي له لكونه وقع ذكره في الكتب التي يترجم لمن ذكر فيها ان يكون له صحبة وقد أفصح النووي بحاله وظهر مما ذكره انه ليس بصحابي ولا شبه صحابي وقد ذكر البخاري قصته تعليقا في الحدود وبسطتها في تعليق التعليق عبد الله بن الهاد ذكره الحسن بن سفيان في وحدان الصحابة وأورد أبو نعيم من طريقه ثم من رواية عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن عبد الله بن عمرو الجمحي عن عبد الله بن الهاد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه اللهم ثبتني ان أزل واهدني ان أضل اللهم كما حلت بيني وبين قلبي فحل بيني وبين الشيطان وعمله قال أبو نعيم في صحبته نظر قلت قد ذكره البغوي وابن السكن في الصحابة وأورد له هذا الحديث وكأنهم ظنوا انه آخر غير عبد الله بن شداد بن الهاد الذي تقدم في القسم الثاني وان له رؤية وليس له سماع مع انه وقع في رواية البغوي عن عبد الله بن الهاد العتواري وهو هو وعتوارة بطن من بني ليث وانما نسب عبد الله في هذه الرواية لجده كما نسب أبو شداد الى جد أبيه الهاد كما سبق بيانه في ترجمته وأغرب بن فتحون في ذيله على الاستيعاب فجزم بأنه أخو شداد بن الهاد وكأنه مشى على ظاهر ما وقع في هذا السند والله اعلم عبد الله بن هشام بن زهرة التيمي أفرده الذهبي عن عبد الله بن هشام بن عثمان وهو مذكور عند بن الأثير في ترجمة واحدة وبين الاختلاف في نسبته فمنهم من ادخل بين هشام وعثمان زهرة (5/145)
<146> ومنهم من حذفه وقد ختم الذهبي الترجمة الثانية بان قال بل هو هو فكأنه جوز أولا انه آخر ثم ظهر له انه واحد عبد الله بن وهب بن زمعة قال أبو موسى في الذيل أورده بعض أصحابنا من رواية يحيى بن عبد الله بن الحارث عنه قال لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح قال سعد بن عبادة ما رأينا من نساء قريش ما كان يذكر من الجمال فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت بنات بني أمية بن المغيرة هل رأيت قريبة هل رأيت هندا هل رأيتهن وقد فجعن بآبائهن وابنائهن قال ولا تصح صحبته لان أباه يروي عن بن مسعود وهو بن أخي عبد الله بن زمعة وهذا الحديث لو ثبت فلعله كان قبل الحجاب والا فهو منكر لا يثبت قلت في هذا الكلام نظر من أوجه الأول قوله لا تصح صحبته لان أباه روى عن بن مسعود فان التعليل غير مستقيم وكم من كبير روى عن صغير فضلا عن قرين الثاني وهب بن زمعة صحابي معروف وسيأتي ذكره ولا اعرف له رواية عن بن مسعود الثالث قوله وهو بن أخي عبد الله صوابه عبد بغير إضافة وعبد هو الذي خاصم سعد بن أبي وقاص في بن وليدة زمعة الرابع قوله لكان قبل الحجاب غلط فاحش لان القصة مصرحة بان ذلك كان يوم الفتح والحجاب كان قبل الفتح بثلاث سنين أو أربع ولو ساق سنده لأمكن الوقوف على علته وعلى تقدير ثبوته فله وجه لا يلزم منه ان يكون سعد رأى نساء قريش مسفرات وانما يجوز ان يكون تزوج منهن فرأى التي تزوجها وأمها وبناتها مثلا فقال ما قال وفي الجملة هو خبر مرسل لان عبد الله بن وهب هذا هو الأصغر وقد تقدمت ترجمة أخيه عبد الله الأكبر في القسم الأول وانه قتل يوم الدار واما الأصغر فإنه روى عن أم سلمة ومعاوية وزوجته كريمة بنت المقداد وغيرهم ويقال ان له رواية عن عثمان روى عنه الزهري وحفيداه يعقوب وموسى وغيرهم قال الزبير بن بكار كان عريف بني أسد وذكره بن حبان في الثقات عبد الله بن يزيد النخعي والد موسى ذكره أبو بكر بن أبي علي وعلي بن سعيد العسكري وقال أبو موسى في الذيل قال علي بن سعيد حدثنا جعفر بن محمد بن الفضل حدثنا أبو نعيم حدثنا محمد بن موسى حدثنا موسى بن عبد الله بن يزيد النخعي عن أبيه أنه كان يصلي للناس فكان أناس يرفعون رءوسهم قبله فقال أيها الناس انكم تأتمون ولو استقمتم لصليت لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخرم منها شيئا قال أبو موسى رواه الطبراني عن احمد بن خليد عن أبي نعيم بهذا السند فلم يقل النخعي وأورده في ترجمة عبد الله بن يزيد الخطمي قلت وموسى هو ولد يزيد الخطمي معروف والحديث حديث الخطمي وهو كان يؤم الناس لما ولى إمرة البصرة لعبد الله بن الزبير قال بن الأثير هو الخطمي لا شبهة فيه ولعل الناسخ تحرف عليه الخطمي فصارت النخعي عبد الله بن يزيد غير منسوب جاء انه شهد حجة الوداع فذكر أبو موسى في الذيل ويعقوب بن سفيان ذكر بن المبارك حديثا عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن عبد الله بن صفوان عن عبد الله بن يزيد قال كنا وقوفا بعرفات فجاء بن مربع فقال كونوا على مشاعركم قال يعقوب فذكرت ذلك لصدقة بن الفضل فقال هذا غلط من بن المبارك قلت له فان علي بن الحسن بن شقيق (5/146)
<147> قال سمعته من سفيان كذلك فقال صدقة اتكل على سماع غيره قلت الحديث مخرج في السنن من طرق اتفقت على قوله عن يزيد بن شيبان وسيأتي في ترجمة يزيد بن شيبان بيانه عبد الله بن يسار المزني تابعي صغير أرسل شيئا فذكره البغوي في الصحابة وذكر من رواية إسماعيل بن عياش عن أبان عن أبي الجليد عن عبد الله بن يسار المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تذهب الأيام والليالي حتى يخلق القرآن في قلوب أقوام من هذه الأمة كما تخلق الثياب ويكون ما سوى القرآن اعجب إليهم الحديث وهذا سند غير ثابت عبد الله والد يزيد المزني صوابه عبد بغير إضافة وقد تقدم عبد الله البكري روت بنته بهية عنه في أفضل الأعمال كذا أورده بن منده وتبعه أبو نعيم ولم ينبه عليه بن الأثير ولا الذهبي وهو عبد الله بن حريث الذي تقدم في الأول عبد الله الثقفي والد سفيان مدني أفرده بن الأثير وهو بن أبي ربيعة الثقفي ظنه بن الأثير آخر فافرده عنه وهما عبد الله الثمالي وعبد الله أبو الحجاج الثمالي هو عبد الله بن عبد الذي تقدم في القسم الأول عبد الله السدوسي هو بن عمير فرقهما بن عبد البر وهما واحد عبد الله السلمي والد خالد ذكره بن منده وحده وصوابه عبيد الله بالتصغير عبد الله العدوي هو عبد الله الغفاري تقدم بيانه في القسم الأول عبد الله المزني ذكره بن منده وقال روى حديثه أبو معمر عن عبد الوارث عن حسين المعلم عن بن بريدة عن عبد الله المزني رفعه لا يغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم ثم قال بن منده يقال انه بن مغفل قلت اورد البخاري هذا الحديث هكذا عن أبي معمر وهو عند أكثر الرواة عن الفربري وكذا في رواية المستملي غير مذكور الأب ووقع في رواية كريمة عن الكشميهني عبد الله بن مغفل المزني وقد أخرجه الطبراني عن علي بن عبد العزيز عن أبي معمر وكذا قال عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه أخرجه الإسماعيلي وغيره فقول بن منده يقال لا يحمل على انه قول ضعيف بل هو الصواب عبد الله اليشكري والد المغيرة استدركه بن الأثير واخرج من تاريخ الموصل اللمعافى بن عمران عن يونس بن أبي إسحاق عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه قال غدوت لحاجة الى المسجد فإذا بجماعة في السوق فملت إليهم وقد وصف لي النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت له على قارعة الطريق بين منى وعرفات فعرفته بالصفة فجئت حتى أخذت بزمام ناقته فقلت نبئني يا رسول الله بشيء يقربني من الجنة ويباعدني من النار الحديث قال بن الأثير تقدم في عبد الله والد المغيرة وفي عبد الله بن المنتفق والجميع واحد انتهى وهو كما قال وما كان ينبغي له ان يترجم له بوالد المغيرة وباليشكري بل يذكره في أحدهما وينبه عليه وقد اغفل انه ذكر في عبد الله بن الأخرم وفي عبد الله بن ربيعة ووقع في أكثر الطرق عن المغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه أو عمه وقد ذكرته في سعد بن الأخرم وفي عبد الله بن (5/147)
<148> الأخرم وكأن الأخرم لقب واسمه ربيعة عبد الله والد زهير تقدم في عبد الله بن زهير في هذا القسم عبد الله والد سفيان الثقفي ذكره بن منده وقد تقدم انه ذكر في عبد الله بن أبي ربيعة في القسم الأول على الصواب عبد الله والد عصام المزني ذكره بن شاهين في الصحابة وأورده من رواية عمر بن حفص الشيباني عن بن عيينة عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن عصام بن عبد الله المزني عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتينا بطن نخلة فذكر القصة وفيها قصة الذي قتلوه فالقت امرأة نفسها من الهودج عليه فلم تزل ترشفه حتى ماتت ورجاله ثقات الا انه انقلب على راويه والصواب عن بن عصام عن أبيه ويقال ان اسمه عبد الله ووقع كذلك مسمى عند بن سعد وقد تقدم في القسم الأول في عصام على الصواب عبد الله البكري روت بنته بهية عنه في أفضل الأعمال كذا أورده بن منده وتبعه أبو نعيم ولم ينبه عليه بن الأثير ولا الذهبي وهو عبد الله بن حريث الذي تقدم في الأول عبد الله أخو معبد بن قيس بن صخر ذكره بن الأثير وتبعه الذهبي وهو وهم فاحش فإنه قال ذكره أبو عمر مدرجا في ترجمة أخيه معبد وشهد اخوه أحدا قلت وهم في ظنه ان أبا عمر لم يذكره فإنه ذكره فقال عبد الله بن قيس كما تقدم في موضعه وكان بن الأثير تفقده في عبد الله أخي معبد فلم يجده فظن ان أبا عمر اغفله وغفل عن ان أبا عمر ما رتب ترتيبه وأعجب من ذا ان بن الأثير ذكره في عبد الله بن قيس وعزاه للثلاثة عبد الأشهل زعم العسكري انه والد أبي إبراهيم الذي روى عن أبيه دعاء الجنازة وغلطه في ذلك بن الأثير فأصاب وسيأتي إيضاح ذلك في المبهمات ان شاء الله تعالى عبد الحميد بن عبد الله بن عمرو بن حرام أخو جابر يكنى أبا عمرو ذكره المستغفري وأورده من طريق بن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر عن عبد الحميد أبي عمرو وكانت تحته فاطمة بنت قيس فطلقها ثلاثا فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا نفقة عليك أخرجه عن الحسن بن سفيان عن محمد بن خالد بن عبد الله الطحان عن أبيه عن بن أبي ليلى قال أبو موسى أبو عمرو بن حفص بن المغيرة زوج فاطمة بنت قيس هو المخزومي صاحب القصة ولا أدري من أين للمستغفري انه أخو جابر بن عبد الله وقد سماه عبد الحميد جماعة منهم الطبراني وهو اشهر من ان يخفى عبد الحميد بن عمرو ذكره الذهبي وعلم علامة من له في مسند بقي حديث واحد وهذا هو المذكور قبله وهو عند بقي عن محمد بن خالد بالسند المذكور لكن فيه عن عبد الحميد أبي عمرو كما في الذي قبله وقد تقدم ان أبا عمرو بن حفص هو زوج فاطمة ومنهم من قبيله فقال فيه أبو حفص بن عمرو بن المغيرة وقد تقدم في القسم الأول على الصواب عبد الرحمن بن أذينة العبدي البصري قاضيها تقدم ذكر أبيه وان الصواب انه مخضرم (5/148)
<149> وابنه هذا تابعي شهير أرسل حديثا فأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده وذكره أبو نعيم في الصحابة وكذا أورده بن البرقي قال إسحاق أنبأنا يحيى بن آدم عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أذينة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها الحديث قال أبو نعيم الصواب عن عبد الرحمن عن أبيه قلت كذلك ذكره الطبراني من رواية سعيد بن منصور وأبي بكر بن أبي شيبة ومسدد وغيرهم عن أبي الأحوص وذكره في التابعين البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم واخرج له بن ماجة حديثا من رواية عيسى بن أبي إسحاق عنه عن أبي هريرة ووثقه أبو داود وغيره وكان الحجاج استقضاه على البصرة سنة ثلاث وثمانين فلم يزل عليها الى ان مات بعد التسعين عبد الرحمن بن الأرقم الزهري تقدم القول فيه في الأول عبد الرحمن بن أبي أمية المكي تابعي أرسل حديثا فذكره البغوي في الصحابة واخرج من طريق سعيد بن أبي أيوب عن عبد الرحمن بن الوليد عن عبد الرحمن بن أبي أمية قال خرجت سرية فأصابوا غنيمة وعجلوا الرجعة فقالوا يا رسول الله ما رأينا غزوة أسرع ايابا وغنيمة منها الحديث وقيل ان هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي أمية عن رجل عن عمرو بن العاص عبد الرحمن بن أنيس ذكره سبط الخياط في كتاب المنهج في القراءات في شيوخ نافع بن أبي نعيم وقال له صحبة وخلط في ذلك فان نافعا ما لحق أحدا من الصحابة وقال الذهبي في التجريد هذا رجل مجهول عبد الرحمن بن بشير بن مسعود تقدم ما قيل فيه في القسم الأول قال البخاري روى عنه سعيد بن خالد منقطع وقال الدارقطني أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن أبي حاتم يعرف بالازرق ويكنى أبا بشر يروي عن أبي مسعود وأبي سعيد زاد غيره وعن أبي هريرة وخباب بن الأرت وغيرهم روى عنه إبراهيم النخعي وأبو حصين ومحمد بن سيرين وموسى بن عبد الله بن يزيد الخصمي وقال بن سعد كان قليل الحديث وذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في التابعين عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي ذكره البلاذري وما يقتضى ان له صحبة وهو غلط قال ولي زياد البصرة فاستخلف على بعض عملها عبد الرحمن بن أبي بكرة ويروي ان عبد الرحمن بن أبي بكرة سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تطلب الامارة فإنك ان اوتيتها عن غير مسألة اعنت عليها انتهى وعبد الرحمن هذا تابعي ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو أول مولود ولد بالبصرة بعد ان مصرت فطعم أبوه أهل البصرة جزورا فكفتهم يعني لقلتهم وكان ذلك سنة أربع عشرة وانما روى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن سمرة وكنية عبد الرحمن بن أبي بكرة أبو بحر ويقال أبو حاتم له رواية عن أبيه وعلي وعبد الله بن عمرو والأشج العصري وغيرهم روى عنه بن أخيه ثابت بن عبد الله بن أبي بكرة وابن سيرين وقتادة وإسحاق بن سويد العدوي وغيرهم قال العجلي بصري تابعي ثقة ومات سنة ست وتسعين عبد الرحمن بن ثابت الأنصاري تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة قال بن (5/149)
<150> إسحاق حدثني حصين عن عبد الرحمن بن ثابت الأنصاري وكان من علمائهم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد بن بشر على الصدقة الحديث هكذا رواه جماعة عن بن إسحاق وأخرجه أبو داود في فضائل الأنصار والطبراني في الكبير من طريق بن إسحاق فقال عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن ثابت عن عباد بن بشر وقال البخاري الأول مع إرساله أصح وذكر بن المديني ان حصينا هذا هو بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مصعب وان عبد الرحمن بن ثابت هو بن الصامت وهو محتمل لكن فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم عبد الرحمن بن أبي جبل ذكر في الصحابة ولا يصح قال احمد بن يحيى الحلواني حدثنا يحيى بن معين حدثنا مروان هو الفزاري عن عبد الله الطائفي عن خالد بن عبد الرحمن بن أبي جبل عن أبيه انه أبصر النبي صلى الله عليه وسلم بالطائف الحديث وهذا مقلوب وقد رواه غيره عن يحيى بن معين بهذا السند فقال عن عبد الرحمن بن خالد بن أبي جبل عن أبيه انه أبصر وكذا رواه هشام بن عمار وجماعة عن مروان وكذا أخرجه بن خزيمة في صحيحه من رواية يوسف بن علي عن مروان وهو الصواب عبد الرحمن بن جساس تابعي أرسل حديثا في النهي عن القضاء رواه عنه نافع بن يزيد فذكره بعضهم في الصحابة قال البخاري حديثه مرسل عبد الرحمن بن حمير هو يحيى وقع في تاريخ المنقري ان النبي صلى الله عليه وسلم سماه عبد الرحمن والمحفوظ ما ذكره بن إسحاق انه تغير اسمه واسم أبيه فسماه عبد الله بن عبد الرحمن عبد الرحمن بن خالد بن العاص تابعي أرسل حديثا في المسح على الخفين فذكره بعضهم في الصحابة وقال أبو حاتم رفعه العسكري وهو مرسل عبد الرحمن بن خلاد ذكره البخاري في الصحابة وذكره غيره في التابعين هكذا ذكره الذهبي فوهم وانما عبد الرحمن والد خلاد وقد تقدم ذكره في آخر من اسمه عبد الرحمن عبد الرحمن بن أبي درهم الكندي تقدم ما فيه في القسم الأول عبد الرحمن بن سابط هكذا يأتي في الروايات وهكذا ترجمه بعضهم وقال يحيى بن معين هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط نسب لجده وكذا ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وجماعة في عبد الرحمن بن عبد الله وقيل هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط وقد تقدمت ترجمة جده سابط بن أبي حميضة وترجمة أبيه عبد الله بن سابط في القسم الأول واما هو فتابعي كثير الإرسال ويقلل لا يصح له سماع من صحابي أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وعن معاذ وعمر وعباس بن أبي ربيعة وسعد بن أبي وقاص والعباس بن عبد المطلب وأبي ثعلبة فيقال انه لم يدرك أحدا منهم قال الدوري سئل بن معين هل سمع من سعد فقال لا قيل من أبي امامة قال لا قيل من جابر قال لا قلت وقد أدرك هذين وله رواية أيضا عن بن عباس وعائشة وعن بعض التابعين وقد ذكره أبو موسى في ذيل الصحابة وقال ذكره الترمذي ثم ساق ما أخرجه (5/150)
<151> الترمذي من رواية الثوري عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الجنة قلت وانما احرج الترمذي هذا عقيب رواية المسعودي عن علقمة عن سليمان بن بريدة عن أبيه ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل في الجنة من خيل الحديث ثم ساق رواية عبد الرحمن بن سابط وقال فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم بمعنا هو قال الترمذي هذا أصح من حديث المسعودي يريد على قاعدتهم ان طريق المرسل إذا كانت أقوى من طريق المتصل رجح المرسل على الموصول وليس في سياق الترمذي ما يقتضى ان عبد الرحمن صحابي بل فيه ما يدل على الإرسال ثم قال أبو موسى قال أبو عبد الله بن منده عبد الرحمن بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل قال أبو موسى وهذا الحديث اختلف فيه على علقمة فقيل عنه هكذا وقيل عنه عن عبد الرحمن بن ساعدة وقيل عنه عن عمير بن ساعدة التميمي وقد تقدمت طريق عبد الرحمن بن ساعدة في الأول وذكر بن الأثير لعبد الرحمن بن سابط حديثا آخر ساقه من طريق أبي داود من رواية بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال أخبرني عبد الرحمن بن سابط ان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدن معقولة اليسرى الحديث في أسد الغابة والذي في السنن إنما هو عن الزبير عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا ينحرون الحديث قال وأخبرني عبد الرحمن بن سابط بمثله والقائل وأخبرني هو أبو الزبير وقد بين ذلك واخرج أبو داود في المراسيل من طريق حبيب بن صالح عنه حديث ما من عبد الا سيدخل عليه طيرة الحديث ومن طريق أبي السوداء عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فقرأ ستين آية فسمع صوت صبي فركع ثم قام فقرأ آيتين ثم ركع روى عن عبد الرحمن بن سابط من القدماء فطر بن خليفة ويزيد بن أبي زياد وعبد الملك بن ميسرة وابن جريج وليث بن أبي سليم وآخرون ووثقه بن معين والعجلي وأبو زرعة والنسائي وآخرون وقال الزبير بن بكار كان فقيها وقال بن سعد ثقة كثير الحديث مات سنة ثمان عشرة ومائة اجمعوا على ذلك عبد الرحمن بن أبي سارة ذكره بن منده وقال روى حديثه عبد الله بن رشيد عن عبيد بن عبد الله عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي سارة قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل الحديث قال بن منده أراه وهما قلت يعني في تسميه والده فقد أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن الحسين بن حريث عن الفضل بن موسى عن السري فقال عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي قال قلت يا رسول الله أخبرني بصلاتك بالليل قال صل ثمان ركعات واوتر بثلاث قلت ما يقرأ فيهن فذكر الحديث وكذا أخرجه البخاري من طريق إسماعيل بن زربي عن السري قال في روايته عن الشعبي حدثني عبد الرحمن بن أبي سبرة قال كنت مع أبي حين اتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه وبايعته فذكر الحديث والوتر وكذا أخرجه مطين في الصحابة من طريق إسماعيل بن زربي عبد الرحمن بن سبرة الأسدي روى عنه الشعبي له ولأبيه صحبة وفيه وفي عبد الرحمن بن سبرة الجعفي نظر هذا كلام بن عبد البر وفرق مطين وصاحبه الباوردي وصاحبه بن منده (5/151)
<152> بينهما لكن لم ينسبه أحد منهم اسديا والصواب انه واحد ووهم من جعل كنية أبيه اسما أو من نسبه اسديا ومشى بن الأثير على ظاهر ما نسبه بن عبد البر فرجح انهما اثنان لاختلاف النسبة وغفل عن علة الحديث الذي به تثبت الصحبة فإنه يدل على انه واحد وبذلك جزم بن أبي حاتم فذكر في ترجمته ان الرواة عنه ابنه خيثمة والشعبي فاما رواية خيثمة عنه ففي مسند احمد وغيره واما رواية الشعبي عنه فهي هذه وقد تقدم شيء من هذا في القسم الأول عبد الرحمن بن سراقة وقع في تهذيب الطبري ما يؤخذ منه ان له صحبة وليس كذلك فاخرج من طريق يحيى بن أيوب الغافقي عن الوليد أبي الوليد قال كنت بمكة وعليها عثمان بن عبد الرحمن بن سراقة فسمعته يخطب فقال يأهل مكة اقبلتم على عمارة البيت بالطواف وتركتم الجهاد في سبيل الله ولا سواء قووا المجاهدين فأنني سمعت أبي يقول من أظل غازيا أظله الله ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره الحديث قال فسألت عنه فقيل لي هذا بن بنت عمر بن الخطاب قلت يعني عثمان بقوله سمعت أبي عمر بن الخطاب لا أباه عبد الرحمن بن سراقة فان الليث ويزيد بن الهاد وابن لهيعة رووا الحديث عن الوليد بن الوليد فقالوا عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن عمر بن الخطاب أخرجه احمد وأبو يعلى وابن ماجة من طريق الليث وابن أبي عمر وابن ماجة أيضا من طريق الدراوردي وأحمد من طريق بن لهيعة عبد الرحمن بن سعد ذكره بعضهم في الصحابة وقال أبو احمد العسكري ليست له صحبة وحديثه مرسل قلت أظنه عبد الرحمن بن زرارة الماضي في القسم الثاني عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي كان اسمه الصرم فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن كذا قال بن عبد البر ثم قال وقيل ان أباه سعيدا هو الذي كان اسمه الصرم فسماه النبي صلى الله عليه وسلم سعيدا وهذا هو الأولى كذا قال بن عبد البر وتبع في ذلك بن شاهين فإنه ذكره في الموضعين من طريق زيد بن الحباب عن عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن أبيه حدثني جدي وكان اسمه الصرم فسماه النبي صلى الله عليه وسلم سعيدا كذا أخرجه فيمن اسمه سعيد ثم أعاده فيمن اسمه عبد الرحمن بالسند بعينه فقال فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن هو أحد الموضعين وهم لا محالة والظاهر رجحان سعيد لأنه جد عثمان حقيقة وقد قال حدثني جدي وقد تقدم في ترجمة سعيد في القسم الأول ان أبا داود أخرجه من حديث سعيد وهو الصواب وعبد الرحمن بن سعيد تابعي روى أيضا عن عثمان بن عفان بن مالك الدارمي وروى عنه أبو حازم بن دينار وعبد الله بن موسى المدني قال بن سعد مات سنة تسع ومائة وهو بن ثمانين سنة قال وهو ثقة في الحديث وفيها أرخه على بن المديني وابن حبان في ثقات التابعين قلت فعلى هذا يكون مولده في خلافة عمر عبد الرحمن بن سميرة أو سمير أو بن أبي سمير ويقال بن سمرة ويقال بن سبرة ويقال بن سمية تابعي أرسل حديثا فذكر في الصحابة فاخرج بن منده من طريق السري بن يحيى عن (5/152)
<153> قبيصة عن سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن عبد الرحمن بن سميرة أو سمير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ايعجز أحدكم إذا جاءه الرجل يريد قتله فمد عنقه مثل ابني آدم القاتل في النار والمقتول في الجنة قال بن منده لا تصح له صحبة وكذا قال أبو نعيم وزاد وانما روى هذا الحديث عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخرجه من طريق حفص بن عمير عن قبيصة بزيادة بن عمر فيه واخرج أبو داود من طريق عون بن أبي جحيفة عن عبد الرحمن بن أبي سميرة عن بن عمر بهذا الإسناد حديثا آخر وبروايته عن بن عمر وصفه البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم وقال بن أبي حاتم بن أبي سميرة أصح عبد الرحمن بن شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة الحجبي العبدري المكي تقدم ذكر أبيه وجده وهو تابعي أرسل حديثا وقال بن منده أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح له سماع وقال أبو نعيم لا خلاف انه تابعي انتهى واخرج بن منده من رواية احمد بن عصام عن أبي عامر العقدي عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة ان عبد الرحمن بن شيبة خازن البيت أخبره ان النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى فجعل يتقلب على فراشه فقالت له عائشة لو فعل هذا بعضنا لوجدت عليه فقال ان المؤمن يشدد عليه وهذا السند سقطت منه عائشة فقد أخرجه احمد عن العقدي بهذا السند الى عبد الرحمن بن شيبة فقال عن عائشة به وكذا أخرجه الطبراني من وجه آخر عن أبي عامر وهو معروف لعبد الرحمن عن عائشة أخرجه سمويه في فوائده والطبراني من طرق عن يحيى بن أبي كثير وقال البخاري عبد الرحمن بن شيبة خازن الكعبة عن عائشة وكذا قال بن أبي حاتم وزاد عن أم سلمة قلت وحديثه عن أم سلمة عند النسائي في التفسير عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي ويقال الكندي ويقال اليحصبي أبو عبد الله تابعي مشهور وله مراسيل قال البغوي في الصحابة ذكره البخاري في الصحابة وله عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان وقال بن منده ذكره البخاري في الصحابة ولا يصح وقال الطبراني عبد الرحمن بن عائذ الأزدي يقال انه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ثم ساق من طريق الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يحبهم الله رجل نزل بيتا خربا ورجل نزل على طريق السبيل ورجل أرسل دابته ثم جعل يدعو الله ان يحبسها قال بن عساكر لم يذكره البخاري في تاريخه في الصحابة قلت وكتاب البخاري في الصحابة ما رأيناه والبغوي كثير النقل عنه وقال بن إسحاق حدثني ثور بن يزيد عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن عائذ وكان من حملة العلم يطلبه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب اصحابه أخرجه بن خزيمة في صحيحه وقال أبو حاتم الرازي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن حبان في ثقات التابعين يقال انه لقي عليا وقال أبو زرعة الرازي حديثه عن علي مرسل ولم يدرك معاذا وقال بن أبي حاتم حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل وروى عن عمر مرسلا وذكره أبو زرعة الدمشقي في تابعي أهل الشام وذكره بن سميع في الطبقة الثالثة منهم وله رواية عن جماعة منهم من الصحابة منهم (5/153)
<154> أبو ذر وعمرو بن عبسة وعبد الله بن عمرو وعقبة بن عامر وعياض بن عامر والعرباض والمقدام بن معد يكرب وأبو امامة وروى عن بعض التابعين كثير بن مرة وناشرة بن سمي وروى عنه من التابعين ومن بعدهم إسماعيل بن أبي خالد وسماك بن حرب ويحيى بن جابر وشريح بن عبيد ومحفوظ ونصر ابنا علقمة وغيرهم قال بقية عن ثور كان أهل حمص يأخذون كتبه فما وجدوا فيها من الاحكام اعتمدوه وكان قد سكن الكوفة وخرج مع بن الأشعث فأتى به الحجاج أسيرا ومات بعد ذلك عبد الرحمن بن عائذ آخر ذكره بن شاهين مفردا عن الثمالي وأورد من طريق ثور عن خالد بن معدان عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعت بعثا تألفوا الناس الحديث وهذا الحديث قد ذكره البغوي في ترجمة الثمالي عبد الرحمن بن عائش البلوي ذكره بن قانع في الصحابة وأورد من طريق بكر بن عمر سمعت أبا ثور الفهمي يقول قدم علينا عبد الرحمن بن عائش البلوي وكان ممن بايع تحت الشجرة فصعد المنبر فذكر عثمان الحديث كذا قال وهو خطأ نشأ عن تصحيف والصواب عن عبد الرحمن بن عديس بمهملات مصغرا وهو معروف الصحبة كما مضى في القسم الأول عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت الأشهلي تقدم التنبيه على ما وقع فيه في عبد الله بن عبد الرحمن ويزاد على ذلك ان الأزدي ذكره فيمن وافق اسمه اسم أبيه فقال عبد الرحمن بن عبد الرحمن الأشهل وقد تقدم ان الرواية سقط منها قوله عن أبيه عن جده والله اعلم عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة ذكره البغوي وابن قانع وأبو عمر في الصحابة وقال لا يصح له صحبة ولا رواية وأخرج له بقي بن مخلد حديثا وتمسكوا كلهم بما رووه من طريق محمد بن طلحة عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عتبة عن أبيه عن جده رفعه ان الله بعثني بالهدى ودين الحق ولم يجعلني تاجرا ولا زراعا وجعل رزقي في رمحي الحديث والحديث لعتبة بن عويم بن ساعدة وفي سنده أورده الحميدي شيخ البخاري ورويناه في الأربعين للآجري من طريقه وقد زدت ذلك بيانا في ترجمة عبيد بن عويم في القسم الأول عبد الرحمن بن عثمان بن الأرقم ذكره بن أبي حاتم وقال لا يصح له صحبة وحديثه مرسل قلت وقد تقدم بيان حاله في ترجمة عبد الرحمن بن الأرقم عبد الرحمن بن عجلان البصري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة أبي ضمضم روى عنه ثابت البناني أخرجه أبو داود من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عنه ثم قال رواه محمد بن عبد الله العمي وعن ثابت عن أنس قال أبو داود حديث حماد أصح وأورد له البخاري في الأدب المفرد من طريق حماد بن سلمة عن كثير أبي محمد عنه اثرا عن عمر ثم ذكره في التاريخ فقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وذكره غيره في التابعين عبد الرحمن بن عدس بضمتين ذكره بن قانع في الصحابة وأورد في ترجمته من طريق يزيد بن أبي حبيب عن بن شماسة عن عبد الرحمن بن عدس سمعت رسول الله صلى الله (5/154)
<155> عليه وسلم يقول يخرج ناس من أمتي يمرقون من الدين الحديث وهذا وقع في اسم أبيه تحريف وانما هو عديس بالتصغير وقد مضى في القسم الأول وذكر هذا الحديث في ترجمته عبد الرحمن بن عطاء ذكره بن قانع في الصحابة وساق من طريق سعيد بن أبي هلال عن زيد بن اسلم عن عبد الرحمن بن عطاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بني سلمة قال بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ شق قميصه حتى خرج منه قلنا يا رسول الله ما شأنك قال اني واعدت الهوى ولم اشعر كذا ساقه وهو خطأ نشأ عن سقط وانما رواه عبد الرحمن بن عطاء عن رجل من الصحابة فسقط قوله عن رجل من رواية بن قانع وقد أخرجه بن ملحان في مسنده من هذا الوجه بسنده الى سعيد عن زيد بن عبد الرحمن بن عطاء انه أخبره ان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخبره فذكره وأخرجه احمد في مسنده من طريق هشام بن سعد عن زيد فقال عن عبد الرحمن بن عطاء عن نفر من بني سلمة واخرجه الطحاوي في معاني الآثار من طريق حاتم بن إسماعيل عن زيد بن اسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الملك بن جابر عن أبيه فذكره فهذا هو المعتمد في الإسناد وعبد الرحمن تابعي معروف عبد الرحمن بن علي الحنفي قال بن عبد البر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث أبي مسعود فيمن لا يقيم صلبه وقال بن منده عبد الرحمن بن علي اليمامي له صحبة وساق هو وابن قانع من ثلاثة أوجه من طريق عبد الوارث بن سعيد عن أبي عبد الله الشقري عن عمرو بن جابر عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لا ينظر الى رجل لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده والبغوي في معجمه وشيبان بن روح عن عبد الوارث وقال بن منده رواه جماعة عن عبد الوارث وخالفه عكرمة بن عمار فقال عن عبد الله بن بدر عن طلق بن علي وهو الصواب كذا قال قال البغوي رواه عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه فزاد في السند رجلا ثم اسماه من طريقه المذكور لكن قال عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه قال البغوي هذا هو الصواب ووقع في روايته عن عمر بن جابر وقال الصواب عمرو بن جابر وهو كما قال في الموضعين والحديث معروف لعلي بن شيبان أخرجه بن ماجة من طريق ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه وبهذا جزم البخاري لما ذكر عبد الرحمن بن علي في التابعين وقال العجلي تابعي ثقة وذكره بن حبان في ثقات التابعين عبد الرحمن بن عمرو السلمي تابعي معروف أرسل حديثا فذكره الطبري وابن شاهين في الصحابة واستدركه بن فتحون فاورد من طريق بقية عن سليمان بن سالم عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يوصيكم بهذه البهائم العجم مرتين أو ثلاثا فإذا سرتم عليها فانزلوها منازلها الحديث وعبد الرحمن هذا تابعي يقال انه بن عمرو بن عبسة روى عن العرباض بن سارية وعتبة بن عبد وغيرهما روى عنه أيضا محمد بن زياد (5/155)
<156> الألهاني وضمرة بن حبيب وخالد معدان وغيرهم قال بن سعد مات سنة عشر ومائة وله ثمانون سنة وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين وابن حبان في الثقات عبد الرحمن بن الفضل بن العباس الهاشمي تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة وقال أبو حاتم هو من التابعين روى عنه يزيد بن أبي زياد قلت وأبوه كان اسن ولد العباس ومع ذلك كان في حجة الوداع شابا كما ثبت في الحديث الصحيح في نظره للخثعمية وقوله صلى الله عليه وسلم للعباس رأيت شابا وشابة عبد الرحمن بن قارب بن الأسود الثقفي تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة واخرج من طريق أبي أويس عن بن إسحاق عن عبد الله بن مكرم عن عبد الرحمن بن قارب في قصة وفد ثقيف قال البخاري وأبو حاتم هو مرسل قلت وقد تقدم في الربيع بن قارب في حرف الراء انه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فحمله على ناقة وكساه بردا وسماه عبد الرحمن فان يكن هو هذا فالحكم على ان حديثه مرسل وانه تابعي مردود وان يكن غيره فلا اشكال ويزيد المغايرة ان هذا ثقفي وهذا عبسي والله اعلم عبد الرحمن بن ماعز تقدم في عبد الله بن ماعز أن الصواب عبد الله وان عبد الرحمن خطأ عبد الرحمن بن محيريز الجمحي تابعي أرسل حديثا فذكره العقيلي في الصحابة وقال أبو عمر حديثه في كيفية رفع الأيدي في الدعاء وهو عندي مرسل ولا وجه لذكره في الصحابة الا على ما شرطنا فيمن ولد في عهده قلت لم ار من ذكر انه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا له رواية الا عمن تأخرت وفاته من الصحابة قال البخاري بعد ان ذكره في التابعين يذكر عن عيسى عن سنان عن أبي بكر بن بشير انه رآه مع بن عمر وأبي امامة وواثلة وذكر غيره له رواية عن فضالة بن عبيد وزيد بن أرقم روى عنه أبو قلابة وهو من أقرانه ومكحول وإبراهيم بن محمد بن حاطب وغيرهم وذكره بن حبان في ثقات التابعين عبد الرحمن بن أبي ليلى تقدم كلام بن البرقي في ترجمة أخيه الأكبر عبد الرحمن بن أبي ليلى في القسم الأول عبد الرحمن بن مطيع بن نوفل بن معاوية ذكره بن منده في الصحابة وأورد له حديثا وقع فيه خطأ نشأ عن تصحيف فأورد من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن مطيع بن نوفل بن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن فاتته صلاة العصر قال بن منده هذا وهم والصواب عن عبد الرحمن بن مطيع عن نوفل فتصحفت عن فصارت بن ثم ساقه على الصواب من وجه آخر عن عبد الرحمن بن إسحاق وقد أخرجه البخاري من طريق صالح بن كيسان عن الزهري على الصواب ورواه مالك وغيره عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن نوفل بن معاوية ليس بينها عبد الرحمن بن مطيع تقدم ذكر عبد (5/156)
<157> الرحمن بن مطيع في القسم الأول وانما اوردته لظهور المغايرة في في نسبه وان كان تصحيفا فذكرته لتبيين الخطأ فيه عبد الرحمن بن معاوية ذكره البغوي والباوردي والإسماعيلي وابن منده في الصحابة قال البغوي لا أدري اسمع من النبي صلى الله عليه وسلم أم لا قال بن منده له ذكر في الصحابة ولا يصح اخرجوا من طريق عبد الله بن عقبة وهو بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس انه أخبره عن عبد الرحمن بن معاوية ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما يحل لي وما يحرم علي الحديث وفي آخره ما انكر قلبك فدعه قلت وعبد الرحمن هذا ليست له صحبة وقد بين ذلك عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد واخرج الحديث عن بن لهيعة ونسب عبد الرحمن فقال بن معاوية بن خديج قلت وعبد الرحمن هذا ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وابن يونس في التابعين وقال بن يونس مات سنة خمس وسبعين وأبوه معاوية بن حديج مختلف في صحبته كما سيأتي في القسم الأول وقد اخرج احمد من هذا الوجه حديثا آخر وادخل بين عبد الرحمن وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيه رجلين فقال حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا بن لهيعة فذكره بالسند الى عبد الرحمن بن معاوية بن حديج قال سمعت رجلا من كندة يقول حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينقص أحد من صلاته شيئا إلا أتمها الله تعالى من سبحته عبد الرحمن بن مغفل بن مقرن المزني استدركه بن الأثير على الاستيعاب وقال ذكره الطبري في تفسير قوله تعالى ومن الاعراب من يؤمن بالله قلت وظاهر سياق الطبري يقتضى ان يكون له صحبة فإنه اخرج من طريق البختري بن المختار عن عبد الرحمن بن مغفل بن مقرن قال كنا عشرة ولد مقرن المزني فنزلت فينا ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ومن طريق مجاهد قال نزلت في بني مقرن انتهى وهذا صحيح في نزولها في بني مقرن واما عبد الرحمن فلا صحبة له ولا رؤية بل هو تابعي يكنى أبا عاصم روى عن علي وابن عباس وغالب بن ابجر روى عنه مع البختري عبد الله بن خالد العبسي وأبو الحسن السوائي قال أبو زرعة ثقة وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال بن سعد في تابعي أهل الكوفة وتكلموا في روايته عن أبيه لأنه كان صغيرا قلت وأبوه تأخرت وفاته يروي عنه أبو الضحى وهو من صغار التابعين وإذا كان عبد الرحمن في حياة أبيه صغيرا دل على ان أكبر شيخ له علي بن أبي طالب ولا يلزم من ذلك ان يكون له رؤية فضلا عن الصحبة عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي لأبيه صحبة وذكره هو وابن شاهين فقال ذكره بن سعد قلت وابن سعد إنما ذكره في التابعين وكذا ذكره فيهم ولعبد الرحمن هذا رواية عن أبي موسى الأشعري وحديثه عنه في صحيح البخاري عبد الرحمن بن هشام ذكره البغوي وابن قانع في الصحابة وقال البغوي أحسبه من أهل المدينة وأخرجا من طريق بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن الحارث بن عبد الرحمن بن (5/157)
<158> هشام عن أبيه قال اتى بن الحمامة السلمي النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فقال اني أتيت على ربي الحديث قال البغوي بعد ان أخرجه من رواية جرير عن بن إسحاق لا أدري اسمع عبد الرحمن بن هشام أم لا قلت أظنه انقلب وانه من رواية عبد الرحمن بن هشام عن أبيه وقد روى الطبراني بهذه الترجمة حديثا غير هذا ثم وجدته عند بن منده من طريق موسى بن محمد عن بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن الحارث بن أبي بكر عن أبيه عن بن حمامة قال فذكره قلت فعلى هذا فالحديث مرسل ونسب الحارث في رواية جرير الى جده عبد الرحمن الى جدة الحارث فهو الحارث بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأخرجه أبو نعيم من طريق حماد بن سلمة عن بن إسحاق فقال عبد الرحمن الفارسي الأزرق أبو عقبة ذكره بن قانع وغيره في الصحابة ومنهم من ترجم له عبد الرحمن الأزرق الفارسي والد عقبة واخرجوا من رواية يحيى بن العلاء عن داود بن الحصين عن عقبة بن عبد الرحمن عن أبيه قال شهدت أحدا فضربت رجلا فقلت خذها وانا الغلام الفارسي الحديث وقد تقدم في الأول في ترجمة عقبة والد عبد الرحمن من طريق بن إسحاق عن داود مسمى عن عبد الرحمن بن عقبة عن أبيه على الصواب ويحيى بن العلاء ضعيف وروايته مقلوبة عبد العزيز بن أبي أمية ذكره الباوردي في الصحابة واخرج من طريق أسد بن موسى عن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن عبد العزيز بن أمية انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في بيت أم سلمة قد خالف بين طرفي ثوبه على عاتقه وأخرجه الطبري والبغوي وغيرهما من هذا الوجه فقال عن عبد الله بن أبي أمية وكذا أخرجه أبو داود من طريق عروة على الصواب عبد العزيز بن سعيد ذكره أبو نعيم في الصحابة واخرج من طريق مروان بن جعفر عن المحاربي عن عثمان بن مطر عن عبد الغفور بن عبد العزيز عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجبا شهر عظيم قال أبو موسى فيه وهم من وجهين أحدهما انه تابعي والثاني انه من روايته عن أبيه ثم ذكر من رواية معلى بن مهدي عن عثمان بن مطر عن عبد الغفور بن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه عن جده قال فالصحبة لسعيد انتهى وقد مضى في السين المهملة وكلا السندين ضعيف واخرج البخاري في كتاب الضعفاء من طريق عثمان بن عطاء الخراساني عن سعيد بن عبد العزيز عن أبيه عن جده حديثا ولم يسم جده وعثمان بن عطاء ضعيف عبد العزيز بن عبد الله بن اسيد ذكره بن أبي داود وابن شاهين في الصحابة واخرج بن شاهين من طريق العوام بن حوشب عن السفاح بن مطر عن عبد العزيز بن عبد الله بن اسيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة يوم يعرف الناس وقد أخرجه بن منده من هذا الوجه فقال عن عبد العزيز بن عبد الله عن أبيه وعبد الله هو بن خالد بن اسيد بن أبي العيص (5/158)
<159> الأموي وهو بن أخي عتاب بن اسيد قتل أبوه خالد باليمامة كما مضى في الأول وكذلك مضى ذكر أبيه عبد الله بن خالد عبد العزيز بن عبد الله بن عامر تابعي أرسل حديثا فذكره البلاذري في الصحابة وأورد من طريق أبي الأحوص عن سماك عنه جاء رجل فاعترف بالزنا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجمه فلما أخبر بجزعه قال هلا خليتموه وذكره البخاري وأبو حاتم في التابعين وقال حديثه مرسل عبد العزيز بن أخي حذيفة ذكره البلاذري وابن قانع وغيرهما في الصحابة وهو تابعي واخرج بن منده من طريق بن جريج عن عكرمة بن عمار عن محمد بن عبد الله بن أبي قلابة عن عبد العزيز بن اليمان أخي حذيفة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر الى الصلاة وهذا الحديث عند احمد وأبي داود من رواية عكرمة بن عمار عن محمد بن عبد الله الدئلي عن عبد العزيز بن أخي حذيفة بهذا قال أبو نعيم هذا هو الصواب ومشى بن فتحون على ظاهر ما وقع عند الباوردي فقال صحبة عبد العزيز لا تنكر لان أباه اليمان استشهد بأحد انتهى وليس عبد العزيز ولد اليمان بل نسب اليه في هذه الرواية لكونه جده واما الحديث الذي فيه عبد العزيز بن أخي حذيفة ولم يسم فيه أبوه فهو المعتمد عبد الغفور بن عبد العزيز هو الذي مضى قبل ترجمة انقلب اخرج الطبراني في ترجمة نوح عليه السلام من تاريخه من طريق عثمان بن مطر عن عبد العزيز بن عبد الغفور عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول يوم من رجب ركب نوح السفينة فصام ذلك اليوم شكرا الحديث وهذا مقلوب وفيه انقطاع والصواب رواية عبد الغفور عن أبيه سعيد هذا من حيث السند والا فرجاله ما بين ضعيف ومجهول عبد القيس اليمامي الحنفي ذكره بعضهم في الصحابة متمسكا بظاهر ما وقع في مسند طلق بن علي من مسند احمد من طريق سراج بن عقبة عن عمته خلدة بنت طلق قالت حدثني أبي طلق انه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فجاء عبد القيس فقال يا رسول الله ما ترى في شراب نصنعه بأرضنا من ثمارنا فأعرض عنه الحديث هكذا وقع وظاهره انه اسم رجل معين وهو محتمل والمعروف ان الذي سأله عن ذلك الوفد عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف جد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره بن السكن في الصحابة لما جاء عنه انه ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم سيبعث كما ذكر بحيرا الراهب وسيف بن ذي يزن وقس بن ساعدة وانظارهم ممن مات قبل البعثة قال بن السكن روى عنه خبر فيه علم من دلائل النبوة ثم ساق من طريق المسور بن مخرمة عن عبد الله بن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب عن أبيه عبد المطلب بن هاشم قال قدمت من اليمن في رحلة الشتاء فلقيني رجل من أهل الزبور فجعل ينظر اليه فانتسب له الى ان قال له تزوج في بني زهرة فذكر القصة (5/159)
<160> عبد الملك بن سعيد بن حريث ذكره الذهبي في التجريد وقال له إدراك وهو بن أخي عمرو بن حريث كما تقدم قلت ذكره الباوردي في الصحابة من أجل حديث من روايته مرسل أخرجه من طريق حصين بن عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن حريث قال ربما مس النبي صلى الله عليه وسلم لحيته وهو في الصلاة قال بن أبي حاتم هو مرسل عبد الملك بن محمد الأنصاري تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة وقال بن أبي حاتم حديثه مرسل وذكره بن فتحون في ذيل الاستيعاب أخرجه من طريق بن أبي فديك عن سليمان التيمي عنه عبد ياليل بن عمرو بن عمير بن عوف بن عفدة بن غبرة بن عوف الثقفي ذكره بن حبان في الصحابة وقال كانت له صحبة وكان من الوفد وأمه خالدة بنت سلمة وقال غيره إنما هو لولد مسعود اختلف فيه كلام بن إسحاق وقال موسى بن عقبة في المغازي ان القصة لمسعود وقد ذكر بن إسحاق ان أخا لمسعود كان في أول المبعث النبوي معظما في ثقيف يقتدون برأيه وقد ذكر ذلك بن إسحاق في قصة قذف النجوم وقال محمد بن فضيل في كتاب الزهذ حدثنا حصين هو بن عبد الرحمن عن عامر هو الشعبي قال لم يحدث النجوم حتى كان مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قذف بها جعل الناس يسيبون انعامهم ويعتقون رقيقهم يظنون انها القيامة فاتوا عبد ياليل وكان قد عمي فسألوه فقال لا تعجلوا وانظروا فان كانت النجوم التي تعرف فذلك من أمر القيامة وان كانت نجوم لا تعرف فهذا أمر حدث فنظرووا فإذا هي نجوم لا تعرف عبد ياليل آخر بن ناشب بن غيرة الليثي قال بن عبد البر شهد بدرا وتوفي في خلافة عثمان كذا قال وهو وهم فان احفاد هذا هم الذين شهدوا بدرا مثل خالد وعاقل وإياس بني البكير والذي مات منهم في خلافة عثمان إياس بن عبد ياليل وقد تقدم ذكرهم في اماكنهم عبيد السلمي أو السلامي يأتي في عبد بن عبد عبيدة بن الحسحاس صوابه عبادة كما تقدم في الأول عبيدة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره بن شاهين واستدركه أبو موسى وانما هو عبيد بالتصغير من غير ان يكون في آخره هاه عبيد الله بالتصغير بن ثعلبة العذري ذكره بن قانع محرفا وانما هو عبد الله بسكون الباء الموحدة عبيد الله بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال المخزومي قتل باليرموك ذكره بن عبد البر فصحف أباه وكان ذكره على الصواب في عبد الله بن سفيان فكأنه ظنه آخر عبيد الله بن كعب بن مالك الأنصاري تابعي روى عن أبيه وعن عثمان فيما قال بن حبان في الثقات روى عنه اخوه معبد وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله والزهري يكنى أبا فضالة قال الحاكم أبو احمد كان من اعلم قومه وقال بن سعد كان ثقة قليل الحديث وقال أبو زرعة ثقة فذكروه (5/160)
<161> كلهم في التابعين وجاء عنه حديث مرسل فذكره أبو يعلى من أجله في الصحابة واستدركه الذهبي وهو وهم واثبت بن حبان في ثقات التابعين سماعه من عثمان عبيد الله بن اقرم الخزاعي ذكره الباوردي وهو غلط نشأ عن سقط فإنه اخرج من طريق داود بن قيس عن عبيد الله بن اقرم قال كنت مع أبي بالقاع من نمرة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الحديث وهذا إنما رواه داود عن عبيد الله بن عبد الله بن اقرم أخرجه الترمذي عن أبي كريب شيخ البارودي عن وكيع وغيره عن داود وكذلك أخرجه النسائي والحاكم وتقدم على الصواب في الأول عبيد بغير إضافة بن عبد ذكره المستغفري وهو خطأ نشأ عن تصحيف والصواب عتبة بسكون المثناة بعدها موحدة ثم هاء تأنيث فأخرج المستغفري من طريق منصور بن أبي مزاحم عن يحيى بن حمزة عن ثور بن زيد عن شيخ من قوم عتبة عن عتبة بن عبيد بن عبد انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها الحديث وقوله عن عتبة زيادة لا يحتاج إليها وقد اخرج هذا الحديث أبو داود وأبو يعلى من وجهين عن ثور عن شيخ من سليم عن عتبة بن عبد وسليم هم قوم عتبة فإنه سلمى وقد وقع فيه تصحيف آخر فإنه أخرجه من طريق أبي عاصم عن ثور فقال عن نصر الكناني عن رجل عن عبد السلمي كذا قال عبد بفتح أوله وسكون الموحدة بغير إضافة والصواب عتبة بن عبد الله والله اعلم عبيد بن قشير مصري حديثه إياكم والسرية التي ان لقيت فرت وان غنمت غلت رواه عنه لهيعة بن عقبة كذا أورده بن عبد البر فصحف أباه وانما هو عبيد بن قيس وكنيته أبو الورد وكذا أخرجه الباوردي وابن قانع من طريق لهيعة بن عقبة وسمياه وكنياه وكذا أخرجه البغوي لكنه كناه ولم يسمه وتقدم على الصواب في عبيد بن قيس في الأول عبيد بن نضلة ذكره الطبراني وقد بينت الصواب في طلحة بن نضلة في الأول عبيد بن نضلة الخزاعي ذكره بن السكن في الصحابة وقال روى حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح له منه سماع وقد زعم بن قتيبة ان أبا برزة الأسلمي عبيد بن نضلة وهو غلط وانما هو نضلة بن عبيد عبيد الذهلي ذكره بن قانع فوهم فإنه اخرج من طريق إبراهيم بن المنذر عن عبد الرحمن بن سعد المؤدب عن مالك بن فلان بن عبيدة الذهلي عن أبيه عن جده رفعه لولا عباد الله ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا وأخرجه بن منده من هذا الوجه عن إبراهيم عن عبد الرحمن فقال عن مالك بن عبيدة الديلمي عن أبيه عن جده به وسمى جده شافعا وقد ذكر البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وابن ماكولا مالك بن عبيد وضبطوه عبيدة بفتح أوله وزن عظيمة ووصفوه بروايته عن أبيه وبراوية عبد الرحمن بن سعد عنه فظهر خطأ بن قانع (5/161)
<162> في تسميته وفي نسبته عبيد مولى السائب وقع ذكره في ترجمة عبد الله بن السائب بشيء ظاهره انه صحابي وهذا غلط نشأ عن سقط وكنت أظنه من الناسخ حتى وجدته في غير ما نسخة قال البغوي حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا محمد بن بكير وحدثنا زياد بن أيوب وابن هانئ قال حدثنا عاصم أنبأنا بن جريج أخبرني يحيى بن عبيد مولى السائب ان أباه أخبره انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ركن بني جمح وركن الأسود يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار هذا لفظ هارون انتهى وهذا الحديث ظاهره ان الصحبة لعبيد والد يحيى وليس كذلك بل هي لعبد الله بن السائب وانما سقط من نسخة المعجم وقد أخرجه احمد وأبو داود والنسائي من طرق عن بن جريج عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن عبد الله بن السائب بالحديث وهو الصواب وعبيد تابعي ما روى عنه الا ابنه يحيى والله اعلم عبيد القاري رجل من بني خطمة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه زيد بن إسحاق كذا أورده بن عبد البر فوهم في تسميته وانما هو عمير وكأنه وقع له فيه تصحيف سمعي قد تقدم في عمير بن أمية على الصواب عبيد رجل له صحبة ورواية كذا قال الذهبي ولم يزد على ذلك ولم ار عند بن الأثير عبيدا غير منسوب سوى اثنين تقدما أحدهما يروي عنه ابنه عبد الرحمن أورده بعد ترجمة عبيد بن عازب والثاني يروي عنه أبو عبد الرحمن السلمي في آخر من اسمه عبيد فالظاهر ان الذي ذكره الذهبي أحدهما عبيدة بزيادة هاء وهو بوزن عظيمة بن حزن كذا ضبطه والصواب عبدة بسكون الموحدة كما تقدم في القسم الأول عبيدة بن همام بن مالك له وفادة ذكره الذهبي في التجريد عن بن الكلبي وذكره بن الأثير فقال عبدة بن همام وهو الصواب كما تقدم العين بعدها التاء عتبة بن الحارث بن عامر استدركه الذهبي في التجريد وعزاه لبقي بن مخلد وانه خرج له حديثه وقد صحفه وانما هو عقبة بن الحاث بن عامر بن نوفل الصحابي المشهور عتبة بن ساعدة استدركه بن الأثير على الاستيعاب وعزاه للدارقطني والذهبي في التجريد وعزاه لابن قانع والحديث الذي ذكره الدارقطني وابن قانع اورداه من طريق حبيب بن أبي ثابت عن عويم بن عتبة بن ساعدة عن أبيه قال جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نبني مسجد قباء فقال قد افلح من بنى المساجد وقرأ القرآن قائما وقاعدا (5/162)
<163> عتبة بن عبد الله ذكره أبو موسى في الذيل وعزاه للإسماعيلي وأورد له من طريق عبد الله بن ناشح عنه مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين يتبايعان شاة وهما يحلفان فقال ان الحلف ممحقة للبركة قلت ولا معنى لاستدراكه فإنه عتبة بن عبد السلمي وابن ناشح معروف بالرواية عنه وقد تقدم ان البخاري ذكر انه يقال فيه عتبة بن عبد الله عتبة بن عبيد الثمالي أورده أبو موسى أيضا وروى من تاريخ يعقوب بن سفيان من طريق صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن عتبة بن عبيد الثمالي رفعه لا يدخل الجنة قبل سائر أمتي الا إبراهيم وإسماعيل الحديث قال أبو موسى كذا وجدته فيه والصواب عبد الله بن عبد قلت وهو كما قال وقد مضى على الصواب عتبة بن عمرو بن صالح الرعيني صحابي شهد فتح مصر قاله بن ماكولا عن بن يونس كذا استدركه بن الأثير والصواب عبيد بالموحدة والدال مصغرا بن عمر بضم العين بن صبح وقيل بن صبيح وقد مضى على الصواب في باب العين مع الباء عتبة بن أبي وقاص بن اهيب بن زهرة القرشي الزهري أخو سعد لم ار من ذكره في الصحابة الا بن منده واستند الى قول موسى بن سعد في بن امة زمعة عهد الى أخي عتبة انه ولده الحديث والحديث صحيح لكن ليس فيه ما يدل على إسلامه وقد اشتد إنكار أبي نعيم على بن منده في ذلك وقال هو الذي كسر رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وما علمت له اسلاما بل روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عثمان الجزري عن مقسم ان عتبة لما كسر رباعية النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليه الا يحول عليه الحول حتى يموت كافرا فما حال عليه الحول حتى مات كافرا الى النار ثم أورده من وجه آخر عن سعيد بن المسيب نحوه قلت وهو في تفسير عبد الرزاق كما ذكره وحكى الزبير بن بكار وتبعه أبو احمد العسكري ان عتبة أصاب دما في الجاهلية قبل الهجرة فانتقل الى المدينة فنزلها ولما مات أوصى الى سعد قلت لكن يبعد ان يكون استمر مقيما بها بعد ان فعل مع الكفار نبي الله صلى الله عليه وسلم ما فعل ووصيته الى سعد لا تلزم وقوع موته بالمدينة وقد روى الحاكم في المستدرك بإسناد فيه مجاهيل عن صفوان بن سليم عن أنس انه سمع حاطب بن أبي بلتعة يقول انه اطلع على النبي صلى الله عليه وسلم بأحد وهو يغسل وجهه من الدم فقال من فعل هذا بك قال عتبة بن أبي وقاص هشم وجهي ودق رباعيتي فقلت أين توجه فأشار اليه فمضيت حتى ظفرت به فضربته بالسيف فطرحت رأسه وجئت النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لي فقال رضي الله عنك مرتين قلت وهذا لا يصح لأنه لو قتل إذ ذاك فكيف كان يوصي سعدا وقد يقال لعله ذكر له ذلك قبل وقوع الحرب احتياطا وفي الجملة ليس في شيء من الآثار ما يدل على إسلامه بل فيها ما يصرح بموته على الكفر كما ترى فلا معنى لا يراده في الصحابة عتبة غير منسوب أورده أبو موسى وقال ذكره بن شاهين وافرده عمن مضى واخرج من طريق مسعود بن عبد الرحمن عن خالد عن أبي عمرو ان عتبة حدثهم ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف كان أول شأنك قال كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت انا وابن لها (5/163)
<164> في بهم لنا الحديث قلت لم ينبه أبو حاتم على وجه الصواب فيه وهذا هو عتبة بن عبد السلمي والحديث معروف له أخرجه احمد في مسنده من طريق يحيى بن سعد عن خالد بن معدان بهذا الإسناد عتبة آخر غير منسوب أفرده الباوردي عمن قبله أورده من طريق عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة عن أبيه رفعه تقاتلون جزبرة العرب فيفتحها الله الحديث قال بن فتحون في الذيل غلط بعض الرواة في قوله عن أبيه والحديث إنما هو لنافع وهو بن عتبة بن أبي وقاص قلت أخرجه مسلم وأحمد وابن ماجة وابن حبان من طريق عبد الملك عن جابر عن نافع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس فيه عن أبيه عتيق بن قيس الأنصاري شهد أحدا هو وابنه الحارث واستدركه أبو موسى على بن منده وهو هو والصواب عتيك بالكاف وقد ذكره بن منده العين بعدها الثاء عثم بن الربعة الجهني وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عبد العزي فغيره النبي صلى الله عليه وسلم آله وسلم كذا أورده بن عبد البر فوهم وهما فاحشا نبه عليه الرشاطي في الأنساب فقال صحف اسمه وانما هو غنم بغين معجمة ونون والذي غيره النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو من احفاده وهو عبد العزيز بن بدر بن يزيد بن معاوية بن خشان بمعجمتين بن اسعد بن وديعة بن مبذول بن غنم بن الربعه ذكر بن الكلبي في انساب قضاعة انه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد العزي فسماه عبد العزيز وقد مضى على الصواب في مواضعه فعثم بن الربعة جد جد جد جد والده بينه وبين هذا الصحابي تسعة آباء فيكون في طبقة مالك جماع قريش وقد تم هذا الوهم على بن الأثير ومن تبعه كالذهبي وزاد على من تقدمه وهما آخر فإنه سماه عثمة وغاير بينه وبين عثم الجهني الذي اختلف في الحرف الذي بعد العين في اسمه هل هو مثلثة أو نون عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي ذكره بن أبي عاصم في الوحدان وأورد له من طريق أبي صالح عن عطاف عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم قال جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي أين تريد قلت الصلاة في بيت المقدس الحديث هكذا أورده وهو خطأ من أبي صالح أو غيره والصواب ما رواه أبو اليمان عن عطاف عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم عن أبيه عن جده أخرجه بن منده وغيره وهو الصواب عثمان بن الأزرق ذكره أبو نعيم تبعا للطبراني وأخرجا من طريق هشام بن زياد عن عمار بن سعد قال دخل علينا عثمان بن الأزرق المسجد يوم الجمعة والأمام يخطب الحديث وفيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تخطى رقاب الناس بعد خروج الامام أو فرق بين اثنين كان كالجار قصبه في النار هكذا أورده وقد صحف بعض رواته في اسم أبيه واسقط منه قال احمد حدثنا (5/164)
<165> عباد بن عباد حدثنا هشام بن زياد عن عمار عن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم عن أبيه فذكره وهو الصواب والحديث للارقم بن أبي الأرقم لا لابنه عثمان والله اعلم عثمان بن شماس بن لبيد كذا سمى بن منده جده لما ذكر عن بن إسحاق انه استشهد بأحد لكنه في في الترجمة ذكره على الصواب عثمان بن شماس بن الشريد وقد نبه على ذلك بن الأثير وجعله الذهبي في التجريد ترجمتين والصواب ما فعل بن الأثير عثمان بن شيبة الحجبي جاء ذكره في حديث غلط في اسمه من الراوي روى أبو عوانة في صحيحه من طريق الأوزاعي حدثى حسان بن عطية حدثني نافع عن بن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح الكعبة ومعه بلال وعثمان بن شيبة فاغلقوا عليهم الباب الحديث كذا وقع فيه والصواب عثمان بن طلحة وقد تقدم بيانه عثمان بن محمد بن طلحة بن عبيد الله القرشي التميمي أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة وتبعه أبو موسى في الذيل وروى من طريق مسند أبي حنيفة جمع أبي محمد الحارثي عن أبي حنيفة عن محمد بن المنكدر عن عثمان بن محمد بن طلحة بن عبيد الله قال تذاكرنا لحم صيد يصيده الحلال فيأكله المحرم ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم حتى ارتفعت اصواتنا الحديث قال عبد الله رواه عن أبي حنيفة خمسة عشر رجلا من اصحابه قال أبو موسى هو مرسل خطأ وقال بن الأثير لا خلاف في ان عثمان هذا ليس بصحابي لان أباه محمدا قتل يوم الجمل وهو شاب فكيف يكون ابنه في حجة الوداع ممن يناظر في الاحكام فهذا سقط منه شيء قلت لو راجع مسند الحارثي لاستغني عن هذا الاستدلال وعرف موضع الغلط فان الذي في النسخ الصحيحة منه عثمان بن محمد عن طلحة بن عبيد الله فتصحفت عن فصارت بن فنشأ هذا الغلط ثم ان الحديث مشهور من حديث طلحة أخرجه مسلم والنسائي وأحمد والدارمي وابن خزيمة وغيرهم من طريق بن جريج عن بن المنكدر عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان عن طلحة فخالفه أبو حنيفة في شيخ بن المنكدر فان كان لحفظه فلعل لابن المنكدر فيه شيخين والمناظر في هذه المسألة طلحة لا عثمان فإنه الراوي عنه كذلك والله اعلم عثمان الداري ذكره بن شاهين وهو محرف فاخرج من طريق أبي اليمان عن صفوان بن عمرو عن سليم عن عامر عن عثمان الداري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل الحديث والصواب عن تميم الداري كذلك أخرجه احمد عن أبي المغيرة عن صفوان وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن سليم بن عامر عن تميم عثمة الجهني قال أبو موسى أورده بن شاهين وأبو نعيم بالثاء المثلثة وأورده بن منده وأبو عمر بالنون وكذا ضبطه بن ماكولا وهو الصواب قلت وقد مضى في عثم الجهني ما وقع للذهبي فيه من الوهم المختص به عثور ذكره البردعي في طبقة الصحابة من الأسماء المفردة ثم قل نبهت عليه لئلا يغتر به فلا صحبة له (5/165)
<166> عثيم بن كثير بن كليب من اتباع التابعين غلط فيه بعض الرواة أورده بن شاهين ومن تبعه هنا فروى من طريق الواقدي عن محمد بن مسلم بن عثيم بن كثير بن كليب عن أبيه عن جده انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم دفع من عرفة بعد ان غابت الشمس قلت وهو خطأ نشأ عن تصحيف وانما هو عن محمد بن مسلم عن عثيم فالصحابي هو كليب جد عثيم وليس عثيم جدا لمحمد وانما هو شيخه وسيأتي بيان ذلك في حرف الكاف ان شاء الله تعالى العين بعدها الجيم عجوز بن نمير أورده أبو نعيم في الصحابة وهو خطأ نشأعن تصحيف فاخرج من طريق نصر بن حماد عن شعبة عن الجريري عن أبي السليل عن عجوز بن نمير قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة كذا قال وانما عجوز من بني نمير كذلك أخرجه احمد عن محمد بن جعفر عنه وعن شعبة وقد نبه على وهم أبي نعيم فيه أبو موسى العين بعدها الدال عدي الأنصاري والد أبي البداح أورده أبو موسى وروى من طريق الترمذي حدثنا بن أبي عمر حدثنا بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أبي البداح بن عدي عن أبيه رخص للرعاء ان يرموا يوما ويدعوا يوما وهذا غلط نشأ عن سقط لان أبا البداح هو بن عاصم بن عدي فنسب في رواية سفيان الى جده والصحبة إنما هي لابنه عاصم وقد رواه مالك عن عبد الله بن أبي بكر على الصواب عدي بن جوس بن سعد بن نصر الجذامي صحابي ولعله الذي قبله كذا أورده الذهبي في التجريد على انه جوس بجيم في أوله وأشار بالذي قبله الى عدي بن زيد ووهم في ذلك لأنه عدي بن حوش فصحفه وقد مضى على الصواب والعجب انه أعاده عدي بن حاتم الحمصي في حاتم بن عدي عدي بن حرام بن الهيثم الأنصاري الظفري والد فضالة تقدم ذكر ولده في القسم الأول في الفاء وصنيع البغوي وابن أبي داود وابن شاهين وغيرهم يقتضي ان لعدي هذا صحبة فانهم اخرجوا من طريق فضيل بن سليمان عن يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه وكان أبوه ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وجده فالضمير في أبيه ظاهر ليونس والضمير في قوله وكان أبوه لمحمد وكأن اسم جده محمد عدي فيكون له صحبة لكن ليس المراد ظاهر الضمير بل جد محمد هو فضالة لان الصحيح ان محمد بن فضالة نسب الى جده لشهرته وقد نبهت على ذلك في محمد بن فضالة (5/166)
<167> عدي بن خالد الجهني جاء ذكره في حديث أخرجه بن القطان في الوهم من طريق بن عبد البر قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد وحيوة عن أبي الأسود عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن عدي بن خالد الجهني رفعه من جاءه من أخيه معروف من غير اشراف ولا مسألة فليقبله الحديث قال بن القطان هو مقلوب والصواب خالد بن عدي قلت كذلك في المسند عن عبد الله بن يزيد وهو المقري بهذا الإسناد وكذا أخرجه بن أبي شيبة عن المقري وأبو يعلى عن احمد الدورقي عن المقري والطبراني وغيره من طريق المقري عدي بن ربيعة التميمي السعدي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه محمد فقط قلت كذا أورده الذهبي في التجريد فاخطأ فيه وهو عدي بن ربيعة الجشمي المتقدم ذكره وهو مشكوك في امره والذي يغلب عليه الظن انه أدرك البعثة والله اعلم عدي بن زيد الأنصاري استدركه بن الأمين وعزاه لتخريج البزار وقد تقدم انه الجذامي فالحديث حديثه فكأنه جذامي حالف الأنصار عدي بن عدي بن عميرة بن فروة الكندي سيد أهل الجزيرة قال الطبري له صحبة قلت بل هو تابعي معروف استعمله عمر بن عبد العزيز وهو المراد بقول البخاري في الإيمان من صحيحه وكتب عمر بن عبد العزيز الى عدي بن عدي قال بن سعد كان ناسكا وقال مسلمة بن عبد الملك ان في كندة لثلاثة ينزل الله بهم الغيث فذكره فيهم فقد جاء عنه حديث مرسل ذكر نسبه الطبراني والعسكري وغيرهما في الصحابة وهو من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي الزبير عن عدي بن عدي الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على مال مسلم لقي الله وهو عليه غضبان قلت وهذا الحديث في النسائي من هذا الوجه لكن عن عدي بن عدي عن أبيه وعند غيره من طريق عدي بن عدي عن عمه العرس بن عميرة عن أخيه عدي بن عميرة وعند أبي داود من طريق مغيرة بن زياد عن عدي بن عدي عن العرس بن عميرة حديث آخر ورواه من وجه آخر عن مغيرة فلم يذكر العرس فهذان الحديثان مرسلان وقال بن عبد البر اختلفوا في عدي بن عدي صاحب عمر بن عبد العزيز قال البخاري هو بن عدي بن فروة وقال غيره هو بن عدي بن عميرة وقال بن أبي خيثمة ليس هو من ولد هذا ولا هذا وجعل أباه ثالثا قلت كذا ادعى على بن أبي خيثمة ولم ار التصريح بذلك عند بن أبي خيثمة وسبب الاشتباه كونه لم ينسب الأول ونسب الثاني الى الجد والا فجميع النسابين قد نسبوه كابن الكلبي وابن حبيب وخليفة بن سعد وابن البرقي وغيرهم وكذا اثبتوا نسب عدي بن عدي صاحب عمر بن عبد العزيز فقالوا بن عدي بن عميرة بن فروة وساقوا نسبه الى آخره كما تقدم في ترجمة أبيه وقد اخرج النسائي في حديثه من طريق جرير بن حازم عن عدي بن عدي عن رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة إنما حدثاه عن أبيه عدي بن عميرة فذكر الحديث وليست لعدي بن عدي هذا صحبة بل مات سنة عشرين ومائة (5/167)
<168> عدي بن عدي بن حاتم الطائي ذكره يحيى بن منده في ذيله وعزاه للطبراني فوهم فانما ذكر الطبراني عدي بن عدي الكندي عدي بن عميرة الحضرمي أخو العرس بن عميرة كذا فرق بن منده بينه وبين عدي بن عميرة الكندي فوهم فهو هو وهو أخو العرس بن عميرة عدي بن فروة فرق بن أبي خيثمة بينه وبين عدي بن عميرة وتبعه بن عبد البر فقال ما هذا نصه عدي بن عميرة الحضرمي ويقال الكندي كوفي روى عنه قيس بن أبي حازم فذكر الحديث روى عنه اخوه العرس ثم قال عدي بن فروى وقيل هو عدي بن عميرة بن فروة أصله من الكوفة ثم انتقل الى حران قيل هو الأول وعند أكثرهم هو غيره كذا قال عن الأكثر والأكثر على انه واحد العين بعدها الراء عرفجة بن خزيمة قال أبو عمر قال فيه عمر لعتبة بن غزوان وقد امده به شاوره فإنه ذو مجاهدة وتعقبه بن الأثير بان الصواب عرفجة بن هزيمة وقد تقدم في موضعه وهو كما قال عرفة بن الحارث الكندي ذكره بن قانع وابن حبان ثم رجع بن حبان فذكره في الغين المعجمة وهو الصواب عركى بفتحتين وكسر الكاف ذكره بن أبي حاتم في حرف العين وقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سأله عن ماء البحر وتبعه بن السمعاني في الأنساب فقال هذا اسم يشبه النسبة فذكر حديثه بن ماكولا وابن الأثير وتعقبه النووي بان ذكره في الأسماء وهم فان العركي وصف وهو ملاح السفينة قلت والذي اعرفه عند أهل اليمن انه صياد السمك وربما قالوا العروكي وقد تقدم ان الطبراني ذكره فيمن اسمه عبد عروة بن رفاعة الأنصاري ذكره الإسماعيلي واخرج من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن دينار عن رعوة بن رفاعة الأنصاري ان أسماء بنت عميس جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم الحديث في الرقي قلت وهو خطأ نشأ عن تصحيف والصواب عروة بن رفاعة عن بن رفاعة فعروة هو بن عامر ورفاعة هو بن عبيد وهو في الذي بعده عروة بن عامر بن عبيد بن رفاعة ذكره أبو موسى وعزاه للإسماعيلي وقال روى من طريق بن جريج عن عمرو بن دينار عن عروة بن عامر بن عبيد بن رفاعة ان أسماء بنت عميس اتت النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة بنين لها واستأذنته ان يرقيهم فأذن لهم قلت وقد وقع فيه أيضا تصحيف والصواب عن عروة بن عامر عن عبيد بن رفاعة فعروة هو الجهني المتقدم في القسم الأول وقد جزم أبو حاتم بأنه يروي عن عبيد بن رفاعة وقد اخرج الترمذي وابن ماجة الحديث على الصواب (5/168)
<169> من طريق بن عيينة عن عمرو بن عامر عن عبيد بن رفاعة ان أسماء بنت عميس وأخرجه الترمذي والنسائي من طريق أيوب عن عمرو عن عروة بن عبيد بن رفاعة عن أسماء وهذه الطريق موصولة فان عبيد بن رفاعة له رؤية ولم يصح له سماع عن النبي صلى الله عليه وسلم عروة السعدي ذكره البغوي والباوردي وغيرهما في الصحابة واخرجوا من طريق الأوزاعي عن محمد بن حزابة عن محمد بن عروة السعدي عن أبيه رفعه من أشراط الساعة ان يعمر الخراب ويخرب العامر الحديث وهذا غلط نشأ عن قلب واسقاط اما القلب فان الصواب عن الأوزاعي عن عروة بن محمد واما الاسقاط فانما هو عن عروة بن محمد عن أبيه عن جده عطية وسبق على الصواب فيمن اسمه عطية في القسم الأول ووالده عروة هذا مختلف في انه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم كما سأبينه في ترجمة محمد بن عطية في القسم الثاني من حرف الميم وقد حزم بن فتحون بان قول من قال عروة بن محمد هو الصواب وان محمد بن عروة مقلوب وسأذكر مزيدا لذلك في ترجمة محمد بن حبيب من القسم الرابع في حرف الميم ان شاء الله تعالى عريف من عرفاء قريش ذكره البغوي في حرف العين وذكره في الأسماء وهم وانما هو وصف وكان الصواب أن يذكره في المبهمات العين بعدها السين عسجدي بن مانع السكسكي عداده في المعافر شهد فتح مصر قاله بن يونس قلت الصواب انه عجسري بعد العين جيم ثم سين ثم راء فهذا تصحيف وقد تقدم على الصواب في مكانه العين بعدها الصاد عصمة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أزهر فرق الذهبي في التجريد بينه وبين عصمة بن قيس وهو واحد عصيمة الأسدي بالتصغير استدركه أبو موسى علي بن منده وقد ذكره بن منده في عصمة فلا معنى لاستدراكه عصيمة الأشجعي حليف بني النجار كرره بن عبد البر وقد ذكره في عصمة نبه عليه بن الأثير العين بعدها الطاء عطاء الشيي العبدري روى عنه ابنه إبراهيم وفطر بن خليفة له حديث قابلوا النعال (5/169)
<170> كذا ذكره الذهبي ودعواه ان فطر بن خليفة روى عنه هذا غلط وقوله في هذا انه شيى عبدري غلط أيضا بل هو ثقفي طائفي واختلف في حديثه قابلوا النعال هل هو صحابيه أو إبراهيم كما تقدم مستوفى في ترجمة إبراهيم واما الشيبي العبدري فهو الذي روى عنه فطر بن خليفة وحديثه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلى في نعليه وقد تقدم في الأول مع بيان الاختلاف في اسم أبيه عطاء المزني ذكره بن منده وروى من طريق إسماعيل بن زيد عن بن قتيبة عن عبد الملك بن نوفل عن بن عطاء المزني عن أبيه قال بن منده هو غلط والصواب عن بن عصام كذلك رواه الحفاظ من أصحاب بن عيينة وقد مضى على الصواب في عصام في القسم الأول عطاء مولى أبي احمد بن جحش أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة قال بن أبي حاتم عن أبيه وتبعه العسكري حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل قلت وحديثه عن أبي هريرة في سنن النسائي عطاء بن سعد استدركه بن فتحون فوهم فإنه عطية السعدي فقد تقدم ان أحد ما قيل في اسم أبيه انه سعد عطية بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي تابعي معروف اختلف في حديثه على بن إسحاق اختلافا كثيرا وأصحها رواية إبراهيم بن سعد عنه حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك عن عطية بن سفيان حدثني وفدنا الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام ثقيف وقدموا مليه في رمضان فذكر الحديث وأخرجه بن ماجة وقد تقدم بيان الاختلاف فيه في ترجمة علقمة الثقفي عطية بن عمرو بن جشم ذكره البغوي وقال لا أدري سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أم لا وتبعه جعفر المستغفري وأبو موسى وفرقوا بينه وبين عطية السعدي واخرجوا له حديثا وهو حديث عطية السعدي بعينه وقد تقدم ان أحد ما قيل في اسم أبيه عمرو واما جشم فهو جده الأعلى عطية الساعدي ذكره بعضهم في الصحابة وهو غلط روى حديثه البيهقي في الشعب من طريق ربيعة بن يزيد وغيره عن عطية الساعدي وكانت له صحبة رفعه لا يبلغ العبد ان يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حدرا مما به البأس وهذا حديث عطية السعدي بعينه فقد أخرجه الترمذي وابن ماجة من حديثه العين بعدها الفاء عفيف بن الحارث اليماني ذكره الطبراني في الصحابة وتبعه أبو نعيم فروى من طريق المعافى بن عمران عن أبي بكر الشيباني عن حبيب بن عبيد عن عفيف بن الحارث اليماني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أمة ابتدعت بعد نبيها بدعة الا اضاعت مثلها من السنة قال أبو موسى في الذيل وقع التصحيف عنده في مواضع الأول في اسمه وانما هو غضيف بمعجمتين الثاني في نسبه وانما هو (5/170)
<171> الثمالي بضم المثلثة الثالث في السند وانما هو أبو بكر الغساني وهو بن أبي مريم قال وقد أورده الطبراني في كتاب السنة على الصواب العين بعدها القاف عقبة بن أوس تابعي مشهور أرسل حديثا أخرجه بقي بن مخلد في مسنده واستدركه الذهبي في التجريد ولا معنى لاستدراكه عقبة بن الحارث الفهري أمير المغرب لمعاوية ويزيد قال بن يونس يقال له صحبة ولا يصح كذا استدركه الذهبي في التجريد فلم يصب وهذا هو عقبة بن نافع بن الحارث نسبه هنا الى جده وقد ذكره بن يونس على الصواب فلعل النسخة سقط منها اسم أبيه وقد مضى ذكر عقبة بن نافع في القسم الثاني عقبة بن عبد بغير إضافة ذكره المستغفري في الصحابة وتبعه أبو موسى وهو مصحف فإنه أورده من طريق يحيى بن صالح عن محمد بن القاسم سمعت عقبة بن عبد يقول أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا قصيرا فقال ان لم تستطع ان تضرب به ضربا فاطعن به طعنا قلت وهو حديث معروف لمحمد بن القاسم عن عتبة بن عبد السلمي المذكور في القسم الأول عقبة بن مالك الجهني تقدم القول فيه في القسم الأول عقبة بن ناجية الخزاعي والد كلثوم ذكره يعقوب بن محمد الزهري والصواب علقمة بن ناجية وقد تقدم واضحا في القسم الأول عقبة بن نافع صحف بعض الرواة أباه أيضا والصواب عقبة بن عامر روى الإسماعيلي من طريق إسحاق الأزرق عن الثوري عن أبيه عن عكرمة عن عقبة بن نافع ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أخته نذرت ان تحج ماشية فقال مرها فلتركب قال الإسماعيلي إنما هو عقبة بن عامر قلت كذا أخرجه أبو داود من وجه آخر عن الثوري بهذا الإسناد ومن وجه آخر عن عكرمة ومن طريق آخرى عنه عن بن عباس عن عقبة بن عامر عقبة أبو عبد الرحمن له صحبة جاء في حديث واه هو الجهني يراه كذا أورده الذهبي عقب عقبة الجهني روى عنه ابنه عبد الرحمن فما كان ينبغي ان يعيده مع اعترافه بأنه هو العين بعدها اللام العلاء بن الحارث الثقفي ذكره بن الكلبي في التفسير عن أبي صالح عن بن عباس في المؤلفة وقد صحف اسم أبيه وانما هو العلاء بن جارية بالجيم والتحتانية وقد مضى على الصواب (5/171)
<172> علباء الأسدي ذكره أبو احمد العسكري في بني أسد بن خزيمة في الصحابة وأشار بن الأثير الى ذلك في موضعين أحدهما انه اسدى بسكون السين من الأزد والسين مبدلة من الزاي والثاني انه تابعي فإنه اورد له من طريق محمد بن بكر عن بن جريج ان علباء الأسدي أخبره ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا الى سفر كبر ثلاثا الحديث قلت وفات بن الأثير ذكر وهم ثالث وهو تصحيف اسمه وانما هو على وانما تثبت الألف لكون الاسم وقع بعد ان وعلى الأزدي هذا هو على بن عبد الله البارقي مشهور في التابعين معروف بروايته لهذا الحديث عن بن عمر أخرجه مسلم وابن خزيمة وأبو داود والنسائي وأحمد وبن حبان من رواية بن جريج عن أبي الزبير عن علي البارقي عن بن عمر به وأخرجه احمد أيضا والحاكم والدارمي وابن حبان أيضا من طريق حماد بن سلمة عن أبي الزبير كذلك فاستيقظ بن الأثير لتحريف النسب ولم يستيقظ لكون الحديث مرسلا والراوي تابعي لا صحابي ولا يكون اسمه تصحف ومشى ذلك على الذهبي فلم ينبه على صوابه وقد اخرج بن عدي في الكامل هذا الحديث في ترجمة على بن عبد الله البارقي ووقع في سياقه عن أبي الزبير ان عليا الأزدي أخبره ان بن عمر علمه فذكر الحديث والعجب من العسكري حيث صنف في التصحيف كتابين أكثر فيهما التشنيع على المحدثين وعلى الأدباء ثم تبع في هذا التصحيف نسأل الله التوفيق علقمة بن حجر ذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة وهو وهم فإنه روى من طريق حجاج عن عبد الجبار بن وائل بن علقمة بن حجر عن أبيه عن جده قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد على جبهته وانفه قال أبو موسى هذا خطأ وانما هو عن حجاج عن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه قلت سبب الاشتباه ان عبد الجبار إنما سمع هذا الحديث من أخيه علقمة بن وائل عن أبيه فوقع في الإسناد تغيير استلزم ذكر علقمة بن حجر ولا وجود له وانما المعروف علقمة بن وائل بن حجر علقمة بن نضلة الكناني مضى في الأول وان أبا حاتم قال لا صحبة له علقمة بن نضلة الخزاعي تقدم فيمن اسمه طلحة وان وقع عند بن قانع مصحفا علقمة والد سماك ذكره بن شاهين في الصحابة وروى من طريق بن يونس عن سماك بن علقمة عن أبيه قال بينما انا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل رجل يقود رجلا بنسعة الحديث قال أبو موسى هذا خطأ وانما هو عن سماك عن علقمة عن أبيه فسماك هو بن حرب وعلقمة هو بن وائل بن حجر والصواب وائل بن حجر وقد حدث به بن أبي خيثمة من هذا الوجه على الصواب قلت وكذلك أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي من طريق سماك علي السلمي ذكره البزار في الصحابة فوهم فاخرج في الوحدان من طريق يزيد بن عبد الرحمن عن إسماعيل بن إبراهيم بن علي السلمي عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له الا ازوجك بنت ربيعة بن الحارث قال البزار لا نعلم روى عن السلمي الا هذا الحديث (5/172)
<173> بهذا الإسناد انتهى ووقع عنده فيه تحريف وانما هو إسماعيل بن إبراهيم بن معاذ وقد تقدم في عباد على الصواب في القسم الأول العين بعدها الميم عمار بن أوس استدركه الذهبي وعلم له علامة بقي بن مخلد وهو تصحيف وانما هو عمارة كما تقدم في الأول عمار بن عكرمة استدركه الذهبي أيضا وعزاه لبقي بن مخلد وهو تصحيف أيضا وانما هو عمارة بن زعكرة بزيادة زاي في أول اسم أبيه بغير ميم وقد مضى على الصواب عمار رجل من أهل الشام في عمارة عمارة بن حبيب النسائي قال بن أبي حاتم روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي قلت لأبي له صحبة قال ما أدري كتبناه على الظن في الوحدان هكذا استدركه بن فتحون فصحف اسم أبيه وانما هو شبيب بالمعجمة وقد مضى على الصواب ورأيت بخط أبي علي البكري في الصحابة لابن حبان عمارة بن ثبيت بمثلثة ثم موحدة مصغرا آخره مثناة وهو تصحيف أيضا عمارة بن راشد أورده جعفر المستغفري وعزاه ليحيى بن يونس الشيرازي قال جعفر وهو تابعي روى عن أبي هريرة قلت وبذلك ذكره البخاري وحديثه في مسند أبي يعلى وفي القطعيات وقال أبو حاتم مجهول وقال غيره عاش الى خلافة عمر بن عبد العزيز عمارة بن عبيد رجل من أهل الشام تقدم ذكره في القسم الأول وأن الصواب أنه تابعي روى عن صحابي من خثعم لم يسم عمارة بن غراب ذكره جعفر أيضا وعزاه ليحيى بن يونس أورده أبو موسى قال وهو رجل من حمير تابعي ليست له صحبة قلت حديثه في سنن أبي داود عن عمته عن عائشة وقال أبو حاتم روى عن عائشة وقيل عن عمته عن عائشة عمارة بن قرص الليثي استدركه مغلطاي فيما قرأت بخطه على أسد الغابة فصحفه وانما هو عبادة وقد مضى على الصواب عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم استدركه بن فتحون وعزاه لمقاتل فإنه قال في تفسيره في قوله تعالى ذرني ومن خلقت وحيدا قال نزلت في الوليد بن المغيرة كان له من الولد سبعة اسلم ثلاثة خالد وهشام وعمارة كذا قال وأورده الثعلبي في تفسيره عن مقاتل والصواب خالد وهشام والوليد فاما عمارة فإنه مات كافرا لان قريشا بعثوه الى النجاشي فجرت له معه قصة فاصيب بعقله وهام مع الوحش وقد بينت انه ممن دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم من قريش لما وضع عقبة بن أبي معيط سلى الجزور على ظهره وهو يصلى (5/173)
<174> عمارة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما يريد ان يشير بأصبعه فرق بن شاهين بين هذا وبين عمارة بن رويبة فوهم فأنه هو والحديث حديثه عمارة الدئلي ذكره الباوردي في الصحابة واستدركه بن فتحون وهو وهم فإنه اخرج من طريق مسعود بن سعد عن عطاء بن السائب عن بن عمارة عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة واقفا الحديث والصواب عن عطاء بن السائب عن بن عباد عن أبيه فابن عباد هو ربيعة وقد مضى عمارة والد أبي عمارة ذكره بن عبد البر قال بن فتحون وهو وهم عمر بن بليل بن أحيحة الأنصاري قيل له صحبة كذا استدركه صاحب التجريد فصحفه وانما هو عمرو كما مضى على الصواب عمر بن ثابت بن وقش استدركه بن الأثير على الاستيعاب لان صاحب الاستيعاب قال في ترجمة ثابت بن وقش شهد هو وابناه عمرو وعمر أحدا والمعروف ان اسم ولديه سلمة وعمر وكذلك ترحمة صاحب الاستيعاب في ترجمة سلمة وكذلك ذكره العدوي في نسب الأنصار عمر بن جابر أرسل شيئا فذكره بعضهم وقد ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وروى عنه كهمس بن الحسن عمر بن سالم الخزاعي ذكره بن منده قال وقيل عمرو بن سالم وهو وافد خزاعة ثم ذكر من حديث بن عباس ان عمر بن سالم الخزاعي اتى النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده اللهم اني ناشد محمدا الأبيات قال أبو نعيم كذا أخرجه ولم يختلف في انه عمرو يعني بفتح العين قال بن الأثير قول أبي نعيم صحيح وقول بن منده وهم وتصحيف واختصره الذهبي اختصارا عجيبا فقال ما نصه عمر بن سالم الخزاعي وقيل عمرو وافد خزاعة والأصح عمر كذا في النسخة وأظن الواو سقطت ليلتئم كلامه بأصله عمر بن سراقة بن المعتمر ذكره أبو عمر فصحفه والصواب عمرو وقد نبه على ذلك بن فتحون وقال ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه عبد الله علي الصواب عمر بن سعد السلمي ذكره مطين في الوحدان من طريق مغازي الواقدي فقال عن زياد بن عمر بن سعد حدثني جدي وأبي وكانا شهدا حنينا فذكر قصة محلم بن جثامة وتبعه أبو نعيم فقال فيه نظر وذكره أبو موسى فلم ينبه على وهمه والصواب ضميرة بن سعد كذا أخرجه أبو داود في السنن على الصواب بهذا السند والمتن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري ذكره بن فتحون في الذيل مستأنسا بما ذكره أبو عروبة من طريق سعيد بن بزيع عن بن إسحاق قال كتب عمر بن الخطاب الى سعد بن أبي وقاص ان الله قد فتح الشام والعراق فابعث من قبلك جندا الى الجزيرة فبعث جيشا مع عياض بن (5/174)
<175> غنم وبعث معه عمر بن سعد وهو غلام حديث السن وكذا رواه يعقوب بن سفيان والطبري من طريق سلمة بن الفضل عن بن إسحاق قال وكان ذلك سنة تسع عشرة قال بن فتحون من كان في هذه السنة يبعث في الجيوش فقد كان لا محالة مولودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال بن عساكر هذا يدل على انه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال بن فتحون وقد عارض هذا ما هو أقوى منه ففي الصحيحين من طريق بن شهاب عن عامر بن سعد عن أبيه قال مرضت بمكة فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني ذو مال لا يرثني الا ابنة الحديث ففي رواية مالك والجمهور ان ذلك كان في حجة الوداع وفي رواية بن عيينة في الفتح قلت قد جزم امام المحدثين يحيى بن معين بان عمر بن سعد ولد في السنة التي مات فيها عمر بن الخطاب ذكر ذلك بن أبي خيثمة في تاريخه عن يحيى وذكر سيف في الردة ان سعدا كانت عنده يسرى بنت قيس بن أبي الكيسم من كندة في زمان الردة فولدت له عمر بن سعد عمر بن عامر السلمي روى بن السكن وابن منده من طريق عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن عمر بن عامر السلمي انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال إذا صليت الصبح فأمسك عن الصلاة حتى تطلع الشمس فانها تطلع بين قرني شيطان الحديث قال أبو نعيم غلط فيه بعض الرواة وانما هو عمرو بن عبسة السلمي وكذلك أخرجه بن السني من الوجه الذي أخرجه منه بن السكن فقال عمرو بن عبسة عمر بن عبيد الله بن أبي زياد تابعي روى عن أنس غلط بعض الرواة فذكره في الصحابة قال بن منده لا يصح وقال بن أبي حاتم عمر بن عبيد الله بن أبي زياد روى موسى النصيبي عن أبي ضمرة عن الحارث بن أبي ذباب عن عمر بن عبيد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم المغرب قال فسألت أبي عنه فقال أخطأ فيه موسى وانما هو عن عمر بن عبيد الله ان أنس بن مالك صلى بهم قال وعمر تابعي ووقع في كتاب بن الأثير عمر بن عبيد الله بن أبي زكريا والله اعلم عمر بن عوف حليف بني عامر بن لؤي ذكره بن شاهين وروى من طريق الواقدي قال عمر بن عوف يماني حليف بني عامر بن لؤي واسلم قديما وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه قلت والصواب انه عمرو بن عوف بفتح العين عمر بن غزية ذكره بن منده واعاده في عمرو على الصواب وقد تقدم عمر بن مالك العامري صوابه أبي بن مالك وقد تقدم عمرو بفتح ثم سكون بن أبي الأسد وهم فيه بعض الرواة قال الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن حرب المروزي حدثنا محمد بن بشر عن عبيد الله بن عمر عن الزهري عن عمرو بن أبي الأسد قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في ثوب واحد واضعا طرفيه على عاتقيه قال أبو موسى في الذيل رواه أبو كريب وعلي بن حرب وغيرهما عن محمد بن بشر هكذا وقال الدارقطني (5/175)
<176> في الإفراد تفرد به محمد بن بشر هكذا والصواب ما رواه أبو أسامة وغيره عن عبيد الله بن عمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمرو بن أبي سلمة بن عبد الأسد قلت كذا أورده بن خزيمة وابن حبان من طريق أبي أسامة وزعم بن الأثير ان أبا نعيم سماه عمرو بن الأسود في هذا الإسناد والذي رأيته في المعرفة لأبي نعيم عمرو بن أبي الأسد والله اعلم عمرو بن أوس بن أبي أوس الثقفي تابعي مشهور حديثه في الكتب الستة وذكره الجمهور في التابعين وذكره الطبراني وابن منده وطائفة في الصحابة بسبب الحديث الذي أخرجوه من طريق الوليد بن مسلم عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عثمان بن عمرو بن أوس عن أبيه قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف والمشهور ما رواه الحفاظ عن الطائفي المذكور عن عثمان وهو بن عبد الله بن أوس عن عمرو بن أوس عن أبيه فوقع في رواية الوليد ابدال عن فصارت بن فالصواب عن عثمان عن عمرو عن أبيه والحديث حديث أوس وقد وقع فيه خطأ آخر بينته في ترجمة عبد الله بن أوس عمرو بن جندب الوادعي أبو عطية تابعي مشهور سمع عليا وابن مسعود وأرسل حديثا فذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة فروى من طريق سفيان عن علي بن الأحمر عن أبي عطية الوادعي قال نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى نساء في جنازة فقال ارجعن مأزورات قلت وهذا الحديث معروف من رواية عمرو بن الحارث بن المصطلق هو عمرو بن الحارث بن أبي ضرار ذكره بن منده وأبو نعيم في بن المصطلق واستدركه أبو موسى في بن أبي ضرار وابن أبي ضرار هو الصحيح والمصطلق جده الأعلى فهو واحد لامعي لاستدراكه عمرو بن حرام الأنصاري ترجم له النسائي في كتاب المناقب فذكره بعد سلمان الفارسي وقبل خالد بن الوليد وساق من طريق عمرو بن دينار عن جابر رفعه جزاكم الله معشر الأنصار خيرا لا سيما آل عمرو بن حرام وسعد بن عبادة قلت والمراد بآل عمرو ولده عبد الله والد جابر وابنه جابر وعماته واخواته واما عمرو بن حرام جد جابر فلم يدرك الإسلام وكأنه لما قرنه بسعد بن عبادة ظن انه صحابي كسعد وليس كذلك وينبغي ان يقرأ سعد بالرفع عطفا على آل لا بالجر عطفا على عمرو وابنه والله اعلم عمرو بن حماس الليثي ذكره بن منده من طريق الفريابي عن بن أبي ذئب عن الحارث بن الحكم عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس للنساء سراة الطريق قال أبو نعيم لا يصح له صحبة والصواب أبو عمرو بن حماس وهو تابعي عمرو بن خلاس الأوسي ذكر أبو موسى عن جعفر انه قال شهد بدرا قلت وقد صحف أباه وانما هو الجلاس بالجيم وقد بيناه على الصواب عمرو بن رافع ذكره أبو موسى تبعا لسعيد الطالقاني وأورد من طريق هلال بن أبي (5/176)
<177> هلال واسم أبي هلال عامر عن عمرو بن رافع قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بعد الظهر يوم النحر الحديث والصواب عن رافع بن عمرو وقلبه على بن مجاهد الراوي عن هلال وقال مرة عن هلال عن عمرو بن رافع عن أبيه وهو خطأ أيضا وانما اختلف على هلال بن عامر فقيل عن هلال عن رافع بن عمرو وقيل عن هلال عن أبيه ولا ذكر لرافع ولا لعمرو فيه وقد بينته في عامر بن عمرو المزني وقد رواه وكيع ومروان بن معاوية وغيرهما عن هلال عن رافع بن عمرو وهو المحفوظ عمرو بن زرارة ذكره بن قانع وهو خطأ نشأ عن سقط روى بن قانع من طريق جعفر بن سليمان عن خالد بن سلمة عن سعيد بن عمرو بن زرارة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فتلا هذه الآية ان المجرمين في ضلال وسعر قال نزلت في أناس يكذبون بالقدر في أخر الزمان وقد أخرجه بن شاهين وابن مردويه في التفسير وغيرهما من طريق جعفر بن سليمان عن خالد عن سعيد بن عمرو بن جعدة عن عمرو بن زرارة عن أبيه وأخرجاه من وجه آخر عن خالد بن سلمة كذلك فسقط لابن قانع من عمرو الى عمرو فتركب منه ان الصحبة لعمرو بن زرارة وليس كذلك عمرو بن سالم بن حصيرة بن سالم الخزاعي استدركه بن فتحون على الاستيعاب وحكى عن الطبري انه كان أحد من يحمل ألوية خزاعة يوم الفتح قلت ولا معنى لاستدراكه فإنه هو عمرو بن سالم بن كلثوم الخزاعي الذي ذكره أبو عمر قال بن الأثير اخرج أبو موسى هذه الترجمة مستدركا على بن منده وعزاه لابن شاهين ولا وجه لاستدراكه فإن هذا هو المذكور يعني عمرو بن سالم بن كلثوم قال وكأنهم لما رأوا الاختلاف في اسم جده ظنوه اثنين وهذا النسب الذي ذكره بن شاهين هو الذي جزم به بن الكلبي وغيره عمرو بن سالم آخر أورده أبو موسى وعزاه لسعيد بن يعقوب من طريق حرام بن هشام عن أبيه عن عمرو بن سالم قال قلت يا رسول الله ان أنس بن زنيم هجاك الحديث قلت هذا هو الخزاعي وعجبت لابن الأثير كيف غفل عن التنبيه عليه مع قرب العهد به عمرو بن سراقة استدركه أبو موسى مستندا الى ان عمرو بن سراقة العدوي القرشي مشهور وقد ذكر بن منده عمرو بن سراقة الأنصاري فيستدرك أحدهما قلت ولا يلزم من كون بن منده وهم في جعله انصاريا ان يكون آخر عمرو بن سراقة آخر ذكره أبو موسى عن جعفر وقال قسم له عمر في وادي القرى وجعله جعفر غير العدوي فوهم فإنه هو عمرو بن سعد الخير أشار اليه بن الأثير في ترجمة عمرو بن سعد وعزاه لأبي موسى وقد وهم عليه في ذلك ولفظ أبي موسى عمرو بن سعد وقال بعضهم هو اسم أبي سعد الخير فكأنها سقطت من النسخة هو اسم أبي فنشأ منه هذا الوهم وقد تبعه صاحب التجريد ولم ينبه على صوابه عمرو بن سعيد بن الازعر الأنصاري الأوسي كذا ذكره أبو موسى في الذيل في حرف السين ومن الآباء فوهم في استدراكه وصحف أباه وهو عمرو بن معبد أوله ميم (5/177)
<178> عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي المعروف بالأشدق تابعي وأبوه من صغار الصحابة جاءت عنه رواية مرسلة من طريق حفيده أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أخرجه الترمذي وجد أيوب الادنى عمرو هذا وجده الأعلى سعيد والضمير على الصحيح يعود على موسى لا على أيوب فالحديث من مسند سعيد وقد ذكره الأشدق في الصحابة متمسكا بكون الضمير يعود على أيوب محمد بن طاهر في الأطراف وتبعه بن عساكر والمزي وقال بن عساكر في ترجمته من تاريخ دمشق يقال انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وتبعه عبد الغني والمزي وهو من المحال المقطوع ببطلانه فان أباه سعيدا كان له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنين أو نحوها فكيف يولد له قبل عمرو سنة سبعين من الهجرة عمرو بن سعيد الثقفي ذكره بن قانع فصحف أباه والصواب شعثم بمعجمة أوله وبعد العين مثلثة وصحف بن عبد البر أباه أيضا فقال عمرو بن شعبة جعل آخره هاء عمرو بن أبي سفيان الثقفي روى حديثه روح بن عبادة عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان عن عمه عمرو بن أبي سفيان سمع النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يشرب من ثلمة القدح كذا أورده بن منده وقال آراه الأول يعني عمرو بن سفيان الثقفي الماضي ذكره في الأول ومن حديثه في اسبال الإزار قلت وقد وهم في موضعين في ظنه انه راوي حديث اسبال الإزار وفي قوله سمع النبي صلى الله عليه وسلم اما الأول فلأن الراوي عنه القاسم أبو عبد الرحمن الشامي ولا رواية له عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي أصلا واما الثاني فلأنه سقط منه اسم الصحابي فان البخاري قال في التاريخ عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان روى عن عمه عمرو بن سفيان بن حارثة الثقفي عن عم أبيه العلاء بن حارثة وقد اسند الحديث أبو نعيم من طريق روح بن عبادة فلم يقل فيه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى فذكره مرسلا وعمرو بن أبي سفيان بن حارثة الثقفي تابعي مشهور روى عن أبي موسى وأبي هريرة وابن عمر وغيرهم روى عنه بن أخيه عبد الملك والزهري وابن أبي حسين وغيرهم اخرج له الشيخان وأبو داود والنسائي وجاء في بعض الطرق ان اسمه عمر بضم العين عمرو بن أبي سلامة الأسلمي والد أبي حدرد ذكره أبو موسى عن المستغفري والمستغفري ذكره من أجل حديث اختلف في سنده على محمد بن إسحاق وهو من رواية القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه في قصة عامر بن الاضبط فاخرج من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه وأبا قتادة ومحلم بن جثامة في سرية فذكر الحديث وفي هذا السياق نقص أوجب الوهم فان الخبر عند جميع الرواة عن بن إسحاق عن يزيد عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه ومنهم من ابهم اسم القعقاع قال عن أبي القعقاع ومنهم من قال عن بن القعقاع ولكن اتفقوا على ان الحديث من مسند عبد الله بن أبي حدرد وليس لأبي حدرد فيه رواية فضلا عن أبيه وقد اختلف في اسم أبي حدرد كما أشرت اليه (5/178)
<179> في سلامة من حرف السين واختلف أيضا في اسم أبيه كما سأذكره في ترجمة أبي حدرد في الكنى ان شاء الله تعالى عمرو بن سلمة الضمري وقع كذلك في العلل للدارقطني من طريق حيوة بن شريح عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة والصواب عمير بن سلمة كذلك رواه الدراوردي وغيره عن بن الهاد عمرو بن سليم الزرقي ذكره أبو موسى عن سعيد بن يعقوب وقال لا صحبة له وأورد له من طريق عن عامر بن عبد الله بن الزبير عنه حديث إذا دخل أحدكم مسجدا فليصل ركعتين وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من رواية مالك عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة وهو الصواب عمرو بن سليمان المزني ذكره بن قانع واخرج من طريق إسماعيل بن أبي إياس سمعت عمرو بن سليمان المزني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العجوة من الجنة ووهم بن قانع فيه من وجهين فإنه صحف اسم أبيه وحذف شيخه والصواب ما أخرجه بن ماجة وغيره من هذا الوجه عن عمرو بن سليم المزني عن رافع بن عمر المزني وهو الصواب عمرو بن سهل بن الحارث الأوسي الظفري أبو لبيد أورده يحيى بن عبد الوهاب بن منده مستدركا على جده وأورد له من حديث قتادة بن النعمان ان بعض المنافقين اتهمه بالدرع فبرأه الله تعالى قال بن الأثير وهم فيه يحيى فإن جميع من صنف في الصحابة وجميع من صنف في النسب ذكروا القصة للبيد بن سليم وقد تقدمت في ترجمة رفاعة بن زيد على الصواب قلت فلعله كان يكنى أبا عمرو فانقلب عمرو بن سواد وقع في شرح شيخنا بن الملقن في باب غسل الخلوق من شرح البخاري له ما نصه هذا الرجل هو الذي جاء وعليه الخلوق يجوز ان يكون عمرو بن سواد إذ في الشفاء للقاضي عياض عنه أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وانا مخلق فقال ورس ورس حط حط وغشاني بقضيب بيده في بطني فأوجعني الحديث لكن عمرو هذا لا يدرك ذا فإنه صاحب بن وهب قلت ان ثبت الخبر فهو آخر وافق اسمه وأسم أبيه لكن القصة معروفة لسواد بن عمرو كما تقدم في ترجمته فالظاهر انه انقلب عمرو بن الشريد الثقفي تابعي معروف سيأتي شرح خبره في ترجمة محمد بن الشريد عمرو بن عبد الله العدوي ذكره بن فتحون عن الأموي في مغازيه وانه الذي حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قلت وهذا خطأ نشأ عن تصحيف وانما هو معمر وسيأتي على الصواب عمرو بن عبد الله الأنصاري تقدم التنبيه عليه في القسم الأول وانه عمرو بن عبيد الله بالتصغير الحضرمي عمرو بن عبد الحارث البجلي أبو حازم والد قيس أورده جعفر المستغفري وتبعه أبو موسى قال والمشهور ان اسمه عبد عوف قلت وهو الصواب (5/179)
<180> عمرو بن عقبة ذكره سعيد بن يعقوب وهو خطأ نشأ عن تصحيف فروى من طريق علي بن خالد عن مكحول ان عمرو بن عقبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله بعد من النار مسيرة مائة عام قال سعيد أراه عمرو بن عبسة قلت هو هو والحديث حديثه عمرو بن عقبة بن نيار ذكره المستغفري فقال شهد بدرا وهو وهم والصواب عمير بالتصغير عمرو بن أبي عقرب تابعي كبير مخضرم ذكره سعيد بن يعقوب براوية موهومة وقد بينا ذلك في القسم الذي قبله عمرو بن عبيس ذكره سعيد بن يعقوب قال كان له رئي في الجاهلية الحديث وقد صحف أباه وانما هو ابيش بهمزة لا بعين عمرو بن غنم بن مازن بن قيس بن أبي صعصعة الخزرجي أورده جعفر المستغفري فيمن شهد بدرا من الأنصار وذكره أيضا فيمن نزل فيه قوله تعالى تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا هكذا أورده أبو موسى في الذيل وهو وهم إبتدأ به جعفر وتبعه أبو موسى وراج على بن الأثير مع تحققه بمعرفة النسب وقلده الذهبي وبيان الوهم فيه أظهر فيما ساقه بن إسحاق وغيره من أهل المغازي فقالوا ومن بني عمرو بن غنم بن مازن قيس بن أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم فكأنه انقلب على جعفر فوقع فيه هذا الوهم الفاحش فإنه عمرو بن غنم بن مازن جد قبيلة كبيرة من الخزرج ثم من بني النجار عمرو بن كعب بن عمرو الغفاري نبهت عليه في القسم الأول عمرو بن مالك ملاعب الأسنة كذا ذكره بن منده وأبو نعيم والصواب ان اسمه عامر وقد مضى على الصواب عمرو بن مسلم والد يزيد بن عمرو أورده بن شاهين وساق من طريق يزيد بن عمرو بن مسلم عن أبيه عن جده حديثا والصحبة والحديث إنما هما ليزيد وسيأتي على الصواب في موضعه قال أبو موسى والحديث لمسلم لا لعمرو والسبب في وهمه انه سقط عليه قوله عن أبيه وانما وقع عنده عن يزيد بن عمرو قال حدثنا أبي قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وقد انشدوه شعرا لسويد بن عامر فقال لو أدرك هذا الإسلام لاسلم كذا ذكره هنا مختصرا وقد ساقه بن منده في ترجمة مسلم بن الحارث مطولا وسيأتي من هذا الوجه فقال حدثني أبي عن أبيه قال شهدت وقد وجدته في هامش كتاب بن شاهين وكأنه من إصلاح غيره لأنه لم يترجم له في حرف الميم في مسلم ولو كان وقع عنده عن أبيه لذكره في ترجمة مسلم كما صنع بن منده عمرو بن مطعم ذكره بن أبي علي في الصحابة وعزاه لابن أبي عاصم وهو ما رواه عن سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عرفجة بن محمد عن عمرو بن مطعم عن أبيه ان أباه أخبره انه بينما هو يسير مع النبي صلى الله عليه وسلم مقفله من حنين فلقيه الاعراب يسألونه كذا رواه معمر ونبه مسلم في أوائل كتاب اليمين له على وهم معمر فيه قال (5/180)
<181> وهو عمر بن محمد بن جبير بن مطعم لا شك فيه ولم يكن لجبير أخ اسمه عمرو لا يختلف أهل النسب في ذلك قلت والحديث المذكور مشهور لجبير بن مطعم كذا رواه أصحاب الزهري عنه وقد وقع عند إسحاق الدبري عن عبد الرزاق في هذا الإسناد ان أباه جبيرا أخبره فذكر الحديث وهذا أصرح ما يتمسك به في ذلك عمرو بن نضلة ذكره بن منده وصوابه طلحة بن نضلة كما مضى عمرو بن وابصة بن معبد تابعي معروف أخرجه الباوردي في الصحابة وساق من طريق معمر عن منصور عن هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن عمرو بن وابصة ان النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يصلى خلف الصف فامره ان يعيد وهذا خطأ نشأ عن تصحيف وانما هو عن عمرو عن وابصة فتصحف عن فصارت بن فعمرو هو بن رشد والصحابي هو وابصة فقد أخرجه أبو داود والترمذي من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن هلال على الصواب عمرو السعدي ذكره البغوي والباوردي وابن قانع وابن منده وابن فتحون وهو خطأ نشأ عن سقط أو قلب فانهم اوردوا من طريق إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر عن عطية بن عمرو السعدي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسأل الناس شيئا ومال الله مسئول ومنطى وهذا هو عطية بن عمرو السعدي والحديث معروف لإسماعيل عن بن عطية السعدي عن أبيه عمرو أبو شريح الخزاعي كذا سماه يحيى بن يونس الشيرازي واستدركه أبو موسى فوهم وانما هو خويلد بن عمرو فعمر واسم أبيه وقد مضى على الصواب عمرو والد عطية هو عمرو السعدي المذكور آنفا عمران بن حطان بن ظبيان بن لوذان بن الحارث بن سدوس السدوسي ويقال الذهلي يكنى أبا شهاب تابعي مشهور وكان من رءوس الخوارج من القعدية بفتحتين وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين ولا يباشرون القتال قاله المبرد قال وكان من الصفرية وقيل القعدية لا يورن الحرب وان كانوا يزينونه وقال أبو الفرج اللاصبهاني إنما صار عمران قعديا بعد ان كبر وعجز عن الحرب وقال بن البرقي كان حروريا وقال بن حبان في الثقات كان يميل الى مذهب الشراة قلت وقال المرزباني شاعر مفلق مكثرو من قوله السائر أيها المادح العباد ليعطى ان الله ما بايدي العباد فاسأل الله ما طلبت إليهم وارج فضل المهيمن العواد لم يذكره أحد في الصحابة الا ما وقع في تعليقة القاضي حسين بن محمد الشافعي شيخ المراوزة فإنه ذكر أبيات عمران هذا التي رثى بها عبد الرحمن بن ملجم قاتل على يقول فيها يا ضربة من تقي ما أراد بها الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا اني لاذكره يوما فاحسبه أوفى البرية عند الله ميزانا (5/181)
<182> قال فعارضه الامام أبو الطيب الطبري فقال اني لابرأ مما أنت تذكره عن بن ملجم الملعون بهتانا اني لاذكره يوما فألعنه دينا وألعن عمران بن حطانا قال القاضي حسين هذا الذي قاله القاضي أبو الطيب خطأ فان عمران صحابي لا تجوز لعنته وهكذا قرأت بخط القاضي تاج الدين السبكي وذكر انه وجد حاشية على التعليقة ما نصه هذا غلو من القاضي حسين وكيف لا يلعن عمران وقد فعل ما فعل وطول من هذا المعنى قال القاضي تاج الدين وعجب من الأمرين وليس عمران صحابيا وانما هو من الخوارج وقد إجابة عن أبياته المذكورة من القدماء بكر بن حماد التاهرتي وهو من أهل القيروان في عصر البخاري وأجاب عنها السيد الحميري الشاعر المشهور الشيعي وهي في ديوانه واجابه عنها أبو المظفر الشهد ستأتي في كتابه التبصير وقد اخرج البخاري وأبو داود لعمران بن حطان من رواية يحيى بن أبي كثير عنه عن عائشة حديثا واعتذروا عنه بأنه إنما اخرج عنه لكونه تاب فقد ذكر المعافى في تارخ الموصل عن محمد بن بشر العبدي قال ما مات عمران بن حطان حتى رجع عن رأي الخوارج وقيل إنما خرج عنه ما حدث به قبل ان يبتدع فقد قال يعقوب بن شيبة أدرك جماعة من الصحابة وصار في آخر امره ان رأى رأي الخوارج وكان سبب ذلك انه تزوج ابنة عم له فبلغه انها دخلت في رأى الخوارج فأراد ان يردها عن ذلك فصرفته الى مذهبها وقال يعقوب بن شيبة حديثه عن الأصمعي عن معتمر بن سليمان عن عثمان البتي قال كان عمران من أهل السنة فقدم غلام من عمان كأنه يصل بقلبه في مجلس وفي هذا الاعتذار نظر فان يحيى بن أبي كثير إنما سمع منه حال هربه من الحجاج وكان الحجاج يطلبه ليقتله بسبب رأى الخوارج وقصته في ذلك مع روح بن زنباع وعبد الملك بن مروان مشهورة ذكرها المبرد وغيره واعتذر أبو داود عن التخريج له بان الخوارج أصح أهل الأهواء حديثا ثم ذكر عمران وانظاره وروى عن التبوذكي عن أبان العطار قال سمعت قتادة يقول كان عمران لا يتهم في الحديث وقال العجلي بصري تابعي ثقة وطعن العقيلي في روايته عن عائشة فقال عمران بن حطان لا يتابع في حديثه وكان يرى رأى الخوارج ولم يتبين سماعه من عائشة وكذا جزم بن عبد البر بأنه لم يسمع منها وفيه نظر لان في الحديث الذي أخرجه البخاري تصريحه بسماعه منها وكذا وقع في المعجم الصغير للطبراني بسند صحيح اليه وقال العباس بن الفرج الرياشي حدثنا أبو الوليد الطيالسي عن أبي عمرو بن العلاء عن صالح بن شريح الأسدي عن عمران بن حطان قال كنت عند عائشة فذكر قصة وممن عاب على البخاري إخراج حديثه الدارقطني فقال عمران متروك لسوء اعتقاده وخبث مذهبه وقال بن قانع مات سنة أربع وثمانين من الهجرة عمران بن عمار تابعي أرسل شيئا فذكره إسحاق بن راهويه في مسنده قال البخاري قال إسحاق حدثنا أبو هشام حدثنا سعيد بن زيد حدثنا محمد بن جحادة سمعت عمران بن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا قال البخاري هو مرسل لا يصح عمير بن الأسود العنسي ذكره بن شاهين واخرج من طريق شريح عن عبيد عن (5/182)
<183> جبير بن نفير وعمير بن الأسود والمقدام بن معد يكرب وأبي امامة في نفر من القدماء ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما هذا الأمر الا في قومك فاوصهم بنا الحديث كذا وقع فيه عمير وقد أخرجه الطبراني من هذا الوجه فقال عمرو بن الأسود وهو الصواب وليس هو صحابيا لكنه أرسل وقد تقدم ذكره في القسم الثالث عمير والد أبي بكر روى عنه ابنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى وعدني ان يدخل الجنة من أمتي ثلاثمائة ألف الحديث أخرجه أبو موسى وتبعه بن الأثير ولم ينبه بن الأثير على انه تقدم في عمير بن عمرو الأنصاري منسوبا لابن عبد البر وكأنه ظن انه آخر وليس كذلك بل الحديث واحد وراويه عن الصحابي واحد وهو ابنه أبو بكر عمير بن جدعان أورده المستغفري وهو خطأ نشأ عن تصحيف فاورده المستغفري من طريق حضين بن المنذر وهو بالضاد المعجمة مصغر عن المهاجر بن قنفذ عن عمير بن جدعان انه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ الحديث وانما هو من رواية المهاجر والخطأ وقع في قوله عن عمير والصواب بن عمير وقد نبه على وهم جعفر فيه أبو موسى وقال بن الأثير ما اظن عميرا أدرك المبعث وهو أخو عبد الله بن جدعان المشهور في قريش بالجود عمير بن الحارث بن حرام ذكره المستغفري عن بن إسحاق فيمن شهد قال وله رواية واستدركه أبو موسى وقد ذكره بن منده لكنه اقتصر على قوله عمير بن الحارث الجشمي من بني سلمة شهد بدرا ولا تعرف له رواية انتهى فقصر في نسبه وانما هو من الخزرج وقصر المستغفري في نسبه وانما حرام جد جد أبيه وقد بينت ذلك في القسم الأول وهو عمير بن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام كذا عند بن إسحاق وادخل موسى بن عقبة بين الحارث وثعلبة لبدة عمير بن حبيب والد عبيد ذكره بعضهم في الصحابة لوهم وقع لبعض رواته في تسمية أبيه الصواب قتادة لا حبيب أخرجه بن ماجة عن هشام عن عمار عن رفدة بن قضاعة عن الأوزاعي عن عبد الله بن عبيد بن عمير بن حبيب عن أبيه عن جده كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في كل تكبيرة الحديث وأخرجه بن السكن والعقيلي وابن شاهين والطبراني وأبو نعيم من طريق عن هشام بهذا السند فقالوا عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي لم يقل أحد منهم بن حبيب الا بن ماجة قال المزي عمير بن حبيب جد أبي جعفر الخطمي لا جد عبد الله بن حبيب بن عبيد بن عمير الليثي عمير بن سعد عامل عمر على حمص استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن منده على جده ووهم فيه فان جده ذكره فقال عمير بن سعد وهو الصحيح وقد ذكره في مكانه عمير بن سلامة أو بن أبي سلامة والد أبي حدرد ذكره بن فتحون في ذيل الاستيعاب وقال ذكره بن السكن ولم يسمه بل ترجم والد أبي حدرد ثم ساق من طريق بن إسحاق عن بن قسيط عن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فذكر قصة (5/183)
<184> محلم بن جثامة قال بن فتحون سمى والد أبي حدرد عميرا أبو احمد الحاكم وغيره قلت وهو كذلك لكن الحديث إنما هو لأبي حدرد نفسه واسمه عبد الله بن عمير وقد جوده احمد في مسنده قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط عن بن أبي حدرد عن أبيه فذكر الحديث وقد سقته في ترجمة عامر بن الاضبط فعرف ان الصحبة والرواية لأبي حدرد لا لابنه عمير بن فروة جد عدي بن عدي أورده المستغفري واستدركه أبو موسى فوهم وانما هو عميرة بزيادة هاء في آخر اسمه وقد مضى على الصواب عمير بن مالك ذكره بن شاهين وساق له حديثا واستدره أبو موسى فوهم لان بن منده أخرجه وأورده على الصواب في حرف الميم وهو مالك بن عمير انقلب على بعض رواته وحديثه مرسل وله إدراك كما تقدم في القسم الثالث عمير بن نويم ذكره بن عبد البر وقال يعد في الكوفيين ثم ساق من طريق عبد الله بن سلمة الأفطس عن شعبة ومسعر قالا أنبأنا عبيد الله بن الحسن عن عبد الرحمن بن معقل عن غالب بن ابجر وعمير بن نويم انهما سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية الحديث فقال اطعموا اهليكم من ثمين مالكم وقد خبط فيه الأفطس وهو متروك قال اقطان ليس بثقة فيه نقص وتحريف وانما هو عبد الله بن عمرو بن لويم كما ذكرته في ترجمة العبادلة في القسم الأول على الصواب وقد رواه الثقات عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن معمر بن عبيد عن أبي الحسن عن عبد الرحمن بن معقل عن رجلين من مزينة أحدهما عن الآخر عبد الله بن عمرو بن لويم والآخر غالب بن ابجر قال مسعر وأظن غالبا هو الذي سأل وقد أخرجه أبو داود وذكر بعض طرقه وليس في شيء منها عمير بن نويم عمير السدوسي ترجم له بن قانع والصواب عبد الله بن عمير كما بينته في القسم الأول عمير جد معروف بن واصل ذكره البغوي في الصحابة وأورده من طريق أسباط بن محمد عن معروف عن حفصة عن عمير جد معروف قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فاتى بطبق تمر الحديث وهو خطأ نشأ عن تغيير ونقص والصواب عن أبي عميرة كما تقدم في حرف الراء في ترجمة رشيد بن مالك عمير مولى أم الفضل تابعي معروف أورده بن منده وقال ذكره بن أبي داود في الصحابة ولا يثبت وساق من طريق بن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران عن عمير مولى بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هام وقال بن منده هذا مرسل قلت وعمير إنما روى عن بعض الصحابة وعن بعض التابعين روى عنه ومات سنة أربع ومائة عميرة بزيادة هاء في آخره بن فروخ ذكره المستغفري عن يحيى بن يونس واستدركه أبو موسى في الذيل وقال هو والد العرس بن عميرة قلت لكن اسم والد العرس فروة لا فروخ كما تقدم في عمير بن فروة في القسم الأول العين بعدها النون (5/184)
<185> عنان رجل من الصحابة له حديث واحد كذا ذكره على بن سعيد العسكري وساق من طريق إسماعيل المؤذن عن عبد الرحمن بن عنان عن أبيه رفعه من صام ستا بعد يوم الفطر فكأنما صام الدهر كذا قال وهو تصحيف وانما هو غنام بالغين المعجمة وتشديد النون وآخره ميم وسيأتي على الصواب في مكانه عنتر بنون ومثناة وزن جعفر هو العذري له حديث استدركه بن الأثير ونسبه بن أبي حاتم الرازي ثم نقل عن عبد الغني بن سعيد انه صوب انه عس بمهملتين الأولى مضمومة كما تقدم قلت وتقدم أيضا في عثير بعد العين مثلثة وآخره راء مصغرا وقاله أبو عمر بنون وزاي مصغرا أيضا والذي عند الأكثر بمثلثة ثم راء عنترة بن وهب العدوي استدركه بن الدباغ وهو تصحيف وانما هو عنيز بالتصغير آخره زاي وقد تقدم عنيز بنون وزاي مصغرا ذكره بن عبد البر وقد أشرت اليه في الترجمة التي قبلها العين بعدها الواو عوسجة أرسل حديثا وذكره بعضهم في الصحابة والصواب انه عنه عن بن عباس من قوله عوف بن مالك الجشمي والد أبي الأحوص ذكره علي بن سعيد العسكري واستدركه أبو موسى وهو وهم نشأ عن تغيير وقلب ووالد أبي الأحوص اسمه مالك بن نضلة وأبو الأحوص هو الذي يقال له مالك بن عوف عوف بن مالك النصري ذكره خليفة في عمال النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقات فقال وعلي عجز هوازن ونصر وثقيف وسعد بن مالك وعوف بن مالك كذا قال وقيل انقلب عليه والصواب مالك بن عوف وقد نبه على وهمه في ذلك أبو القاسم بن عساكر في ترجمة مالك بن عوف من تاريخه عويمر أبو تميم هو الهذلي تقدم في الأول العين بعدها الياء عياض الثقفي هو بن عبد الله غاير بينهما بن الأثير فوهم (5/185)
<186> عيينة بتحتانية مثناة ونون مصغرا بن ربيعة حليف بني الحارث بن الخزرج ذكره البغوي وهو خطأ نشأ عن تغيير والصواب عقبة وقد ذكره بن عبد البر على الصواب والله عنده حسن المآب حرف الغين المعجمة القسم الأول الغين بعدها الألف غاضرة بن سمرة بن عمرو بن قرط بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي العنبري تقدم ذكر أبيه في القسم الأول من حرف السين المهملة واما هو فقال بن الكلبي له صحبة وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقات حكاه الرشاطي وقال لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون قلت بقية كلام بن الكلبي وسمرة بن عمرو استخلفه خالد بن الوليد على اليمامة حين انصرف وفي تاريخ البخاري غاضرة العنبري سمع عثمان روى عنه بن عوف وهو هذا قاله بن أبي حاتم وذكره بن حبان في ثقات التابعين ولغاضرة ولد اسمه عبيد يكنى أبا النجاب وهو شاعر ذكره جرير في شعره غالب بن ابجر المزني قال أبو حاتم الرازي له صحبة وهو كوفي ويقال فيه بن ديخ بكسر أوله ومثناة تحتانية بعدها معجمة قله حديث في سنن أبي داود في الحمر الأهلية اختلف في إسناده اختلافا كثيرا قال بن السكن مخرج حديثه عن شيخ من أهل الكوفة قلت مداره على عبيد بن الحسن عن عبد الرحمن بن مغفل عن ناس من مزينة عنه وفيه شعر ورفعه غيره وشك شعبة فيه قال عن ابجر أو بن ابجر وقال شريك بن عبد الله القاضي غالب بن ديخ حكاه البغوي ثم افرد غالب بن ديخ وأورد حديثه من طريق شريك بن عبد الله وكذا أفرده البخاري لكن لم يسق الحديث في ترجمة غالب بن ديخ وقال أبو عمر ديخ كأنه جده وله حديث آخر في تاريخ البخاري وقال قتيبة حدثنا عبد المؤمن أبو الحسن حدثنا عبد الله بن خالد العبسي عن عبد الرحمن بن مقرن عن غالب بن ابجر قال ذكرت قيس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان قيسا لاسد الله ورواه الحسن بن سفيان في مسنده عن قتيبة ومن طريقه أبو نعيم رواه بن قانع عن موسى بن هارون عن قتيبة وابن منده من طريق موسى وفرق بن قانع بينهما غالب بن ديخ ذكر في الذي قبله غالب بن عبد الله الكناني الليثي قال البخاري له صحبة ونسبه ابن الكلبي فقال ابن عبد الله بن مسعر بن جعفر بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة الكلبي ثم الليثي وصحح أبو عمر بعد ان قال غالب بن عبيد الله وهو الأكثر ويقال بن عبيد الله الليثي ويقال الكلبي وأشار الى ان الحديث في مسند احمد بسند حسن قال احمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد (5/186)
<187> قال قال أبي حدثني محمد بن إسحاق حدثني يعقوب بن عتبة عن مسلم بن عبد الله الجهني قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الكلبي كلب ليث الى الملوح بالكديد وأمره ان يغير عليهم فخرج وكنت في سريته فمضينا حتى إذا كنا يقديد لقينا الحارث بن مالك بن البرصاء الليثي فاخذناه فقال إنما جئت مسلما فذكر الحديث وكذا أخرجه أبو نعيم من طريق احمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد وأخرجه أبو داود من طريق عبد الوارث عن محمد بن إسحاق لكن قال في روايته عبد الله بن غالب والأول اثبت قال أبو عمر وكان ذلك عند أهل السير سنة خمس ولغالب رواية فاخرج البخاري في تاريخه والبغوي من طريق عمار بن سعد عن قطن بن عبد الله الليثي عن غالب بن عبد الله الليثي قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح بين يديه لا سهل له الطريق ولاكون له عينا فلقيني على الطريق لقاح بني كنانة وكنت نحوا من ستة آلاف لقحة وان النبي صلى الله عليه وسلم نزل فحلبت له فجعل يدعو الناس الى الشراب فمن قال اني صائم قال هؤلاء العاصون وذكر بن إسحاق في المغازي قال حدثني شيخ من اسلم عن رجال من قومه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الكلبي الى أرض بي مرة فأصاب بها مرداس بن نهيك حليفا لهم من الحرقة قتله أسامة بن زيد وذكر هشام بن الكلبي ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الى فدك فاستشهد دون فدك قلت المبعوث الى فدك غيره واسمه أيضا غالب لكن قال بن فضالة كما سيأتي ذلك في ترجمته واما غالب بن عبد الله هذا فله ذكر في فتح القادسية وهو الذي قتل هرمز ملك الباب وذكره احمد بن سيار في تاريخ مرو فقال انه قدمها وكان ولى خراسان زمن معاوية ولاه زياد قال كان غالب المذكور على مقدمة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح كأنه يشير بذلك الى حديث قطن بن عبد الله الليثي عنه وكذا ذكر بن حبان ان زيادا ولاه بعض خراسان زمن معاوية وقال الحاكم في مقدمة تاريخه ومنهم أي من الصحابة غالب بن عبد الله بن فضالة بن عبد الله أحد بني ليث بن بكر يقال انه قدم مرو وكان ولى خراسان زمن معاوية ولاه زياد وقال أبو جعفر الطبري في تاريخه استعمل زياد بن أبي سفيان سنة ثمان وأربعين على خراسان غالب بن فضالة وكانت له صحبة قلت وسياق نسبه من عند بن الكلبي أصح فإنه اعرف بذلك من غيره كما ان غيره اعرف منه بالأخبار وانما اتى اللبس من ذكر فضالة في سياق نسبة وليس هو فيه والله سبحانه وتعالى اعلم غالب بن عبد الله بن فضالة تقدم في الذي قبله غالب بن فضالة الكناني استدركه أبو موسى فقال روى عن بن عباس في قوله تعالى ما افاء الله على رسوله من أهل القرى قريظة والنضير وفدك وخيبر وقرى عرينة قال اما قريظة والنضير فإنهما بالمدينة واما فدك فانها على رأس ثلاثة اميال منهم فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم جيشا عليهم رجل يقال له غالب بن فضالة من بني كنانة فاخدها عنوة انتهى ويحتمل ان ثبت ان يكون الذي قبله الغين بعدها الراء غرفة بن الحارث الكندي أبو الحارث اليماني نزيل مصر قال أبو حاتم له صحبة ويقال انه قاتل مع عكرمة بن أبي جهل أهل الردة باليمن وقال بن السكن له صحبة وهو كندي ويقال سكن (5/187)
<188> مصر واختط به دارا وقال أبو نعيم عرفة الكندي ويقال الأزدي وكأنه ظن انه والذي يأتي بعده واحد وليس كذلك شهد حجة الوداع وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في نحر البدن وحديثه عند أبي داود روى عنه عبد الله بن الحارث الأزدي وعبد الرحمن بن شماسة المهري وكعب بن علقمة التنوخي قال بن يونس شهد فتح مصر وكان من اشرف أهلها وكان يكاتب عمر بن الخطاب وذكره بن قانع في العين المهملة وهو وهم وكذا ذكره بن حبان ثم أعاده في المعجمة وهو الصواب فقال دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي قاتل عكرمة بن أبي جهل باليمن ثم سكن مصر قلت وقد اخرج بن السكن حديثه في مقاتلته مع عكرمة من طريق حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة ان غرفة بن الحارث الكندي مر به نصراي فدعاه الى الإسلام فذكر القصة وفيها فقال غرفة معاذ الله ان نعطيهم العهد ان يؤذوننا في نبينا وفي آخرها وكان غرفة له صحبة وقاتل مع عكرمة بن أبي جهل في الردة وذكر بن فتحون ان أبا عمر ضبطه بسكون الراء قال وضبطه الدارقطني وغيره بالتحريك غرفة الأزدي ذكره بن السكن في الصحابة وقال يقال له صحبة وهو معدود في الكوفيين ثم روى من طريق الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن غرفة الأزدي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان من أصحاب الصفة وهو الذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم بارك له في صفقته فذكر اثرا موقوفا يتعلق بمقتل الحسين قلت وإسناده كوفيون غالبهم شيعة الغين بعدها الزاي غزية بفتح أوله وكسر الزاي بعدها مثناة مشددة بن الحارث قال البخاري وأبو حاتم الرازي وابن حبان له صحبة واختلف في نسبه فقيل أنصاري مازني قاله البخاري وابن حبان وابن السكن وغيرهم وقيل اسلمي وقيل خزاعي ولعله من خزاعة حالف الأنصار واسلم وهو وأخوه خزاعة قال البخاري يعد في أهل الحجاز وقال البغوي سكن الشام وقال بن يونس لا نعلم له ذكرا الا في هذا الحديث يعني الآتي واراه ممن سكن المغرب من الصحابة وقال بن السكن معدود في أهل الحجاز روى عنه حديث واحد وقال بن منده عداده في أهل المدينة وروى البخاري والبغوي وابن السكن وابن منده من طريق الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن غزية بن الحارث انه أخبره ان شبانا من قريش عام الفتح أو بعده ارادو ان يهاجروا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعهم آباؤهم ثم ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا هجرة بعد الفتح وانما هو الجهاد والنية اختصره البخاري قال بن منده تابعه عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال قلت وحديث عمرو بن الحارث عند بن السكن وابن يونس من طريق بن وهب عنه لكن عند بن يونس عبد الرحمن بن رافع وعند بن السكن عبد الله بن رافع وهو الأصح كما في رواية البغوي وغيره وجزم أبو عمر بأنه عبد الله بن رافع مولى أم سلمة وباعتبار ذلك يعكر على بن يونس ذكره إياه في المصريين واخرج بن السكن وابن منده أيضا من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام عن يزيد بن عبد الله عن عبد الله بن رافع عن غزية بن الحارث سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا هجرة بعد الفتح إنما هي ثلاث الجهاد والسنة والجنة (5/188)
<189> غزية بن عمرو بن عطية بن خنساه بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد العقبة وأورده البغوي في الصحابة من طريقه وقال أبو عمر شهد أحدا وروى بن سعد من طريق أم عمارة قالت كانت الرجال تصفف على يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بيعة القعبة والعباس آخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادى زوجي غزية بن عمرو يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا تبايعانك فقال اني لا اصافح النساء الغين بعدها السين غسان العبدي قال البخاري له صحبة وقال بن حبان أبو يحيى من عبد القيس له وفادة وقال البغوي يكنى أبا يحيى سكن البصرة وقال بن السكن وتفرد برواية حديثه يحيى التيمي وروى البخاري وابن أبي خيثمة وابن السكن من طريق يحيى بن عبد الله الجابر عن يحيى بن غسان قال كان أبي في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس فذكر الحديث في الأشربة قال أبو عمر إسناد حديثه في الاوعية مضطرب وقال بن منده رواه جماعة عن عبد العزيز يعني بن مسلم عن يحيى بن غسان عن بن الرستم عن أبيه قلت يجوز ان يكون يحيى بن غسان حدث به على الوجهين لو كان إسناده صحيحا وقد تقدم حديث عبد الرحمن بن سليمان في حرف الراء معزوا الى مسند احمد وغيره وفي كلام بن أبي حاتم شيء يخالف الروايتين جميعا فإنه قال غسان يروي عن بن الرستم وكان في الوفد روى يحيى بن الجابر عن يحيى بن حسان عن أبيه فظهر هذا ان بن الرستم هو الصحابي وان الراوي عنه غسان لا ولده وليس كذلك لما مر من سياق البخاري وغيره الغين بعدها الضاد والطاء غضيف بالتصغير بن الحارث ويقال غطيف بالطاء المهملة بدل الضاد المعجمة والأول اثبت بن زنيم السكوني ويقال الكندي ويقال الثمالي بالمثلثة واللام ويقال اليماني بالتحتانية ثم النون حكاه البخاري عن بقية أبو أسماء حديثه عن الصحابة في السنن ذكره جماعة في التابعين وذكر السكوني في الصحابة البخاري وابن أبي حاتم والترمذي وخليفة وابن أبي خيثمة والطبراني وآخرون قال بن أبي حاتم أبو أسماء السكوني الكندي له صحبة واختلف في اسمه فقيل الحارث بن غضيف وقال أبو زرعة الصحيح الأول والذي يظهر لي ان السكوني غير الكندي الذي اخرجوا له فان البخاري قال في ترجمة السكوني قال معن يعني بن عيسى عن معاوية هو بن صالح عن يونس بن سيف عن غضيف بن الحارث السكوني أو الحارث بن غضيف قال ما نسيت من الأشياء لم أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يده اليمنى على يده اليسرى في الصلاة وأخرجه البغوي من طريق زيد بن الحباب هكذا لكن قال الكندي وقال البخاري في التاريخ الأوسط حدثنا عبد الله هو بن صالح وقال في الكبير قال لي أبو صالح حدثنا معاوية عن ازهر بن سعيد قال سأل عبد الملك بن مروان غضيف بن الحارث الثمالي وهو أبو أسماء السكوني الشامي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال وقال الثوري في حديثه غطيف وهو وهم هذا لفظه في الأوسط وذكر له رواية عن عمر وعائشة وعن أبي عبيدة وقال بن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة غضيف بن الحارث أبو أسماء الثمالي له صحبة وذكر بن (5/189)
<190> حبان نحوه ولم يقل له صحبة لكن قال من أهل اليمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم واضعا يده اليمنى على اليسرى وسكن الشام وحديثه في أهلها ومن قال انه الحارث بن غضيف فقد وهم وقال بن أبي خيثمة غضيف بن الحارث وقيل الحارث بن غضيف والصحيح الأول له صحبة نزل الشام وهو بالضاد المعجمة واما غطيف الكندي بالطاء المهملة فهو غير هذا روى عنه ابنه عياض بن غطيف انتهى وقال بن السكن غطيف بن الحارث الكندي له صحبة حديثه عن أهل الشام وقال أبو احمد الحاكم في الكنى أبو أسماء غطيف بن الحارث السكوني ويقال الثمالي ويقال الأزدي شامي وذكر له حديث وضع اليد اليمنى في الصلاة انتهى وله حديث أخرجه بن منده من طريق العلاء بن زيد الثمالي قال حدثني عيسى بن أبي رزين الثمالي سمعت غضيف بن الحارث يقول كنت صبيا ارمي نخل الأنصار فاتوا بي النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فمسح رأسي وقال كل مما سقط ولا ترم نخلهم وله رواية عن بلال وأبي عبيدة وعمر وأبي ذر وأبي الدرداء وغيرهم روى عنه أيضا عبادة بن نسي وشرحبيل بن مسلم وسليم بن عامر وحبيب بن عبيد وأبو راشد الحبراني وأبو أسماء ذكره في التابعين بن سعد والعجلي والدارقطني وغيرهم وقال احمد في مسنده حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو عن المشيخة انهم حضروا غضيف بن الحارث حبن اشتد سوقه فقال هل أحد منكم يقرأ يس قال فقرأها صالح بن شريح السكوني فلما بلغ أربعين آية منها قبض قال فكان المشيخة يقولون إذا قرئت عند الميت خفف عنه بها وهو حديث حسن الإسناد غطيف بن الحارث الكندي والد عياض قال أبو نعيم له صحبة تقدم كلام بن أبي خيثمة فيه في ترجمة الذي قبله واخرج له بن السكن والطبراني من طريق إسماعيل بن عياش عن سعيد بن سالم الكندي عن معاوية بن عياض بن غطيف عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا شرب الخمر فاجلدوه فان عاد فاجلدوه فان عاد فاقتلوه وأخرجه بن شاهين وابن أبي خيثمة من طريق إسماعيل المذكور قال حدثني سعيد بن سلم وأورده بن شاهين وابن السكن في ترجمة الذي قبله والصواب ما قال بن أبي خيثمة وكذا قال الطبراني وعبد الصمد بن سعيد الحمصي في الصحابة من أهل حمص والله اعلم وقال أبو عمر وفي الذي قبله نظر والاضطراب فيه كثير وفي حاشية الاستيعاب هو رجل واحد لا ثلاثة والأصح فيه بالضاد المعجمة غطيف أو أبو غطيف ويقال بالضاد المعجمة ذكره البغوي وغيره في الصحابة واخرج البغوي وابن منده من طريق مالك بن إسماعيل وأبو نعيم من طريق سعيد بن عمرو الاشعثي كلاهما عن عبد السلام بن حرب عن إسحاق عن عبد الله بن أبي فروة عن مكحول عن الخولاني عن غطيف أو أبي غطيف صاحب النبي صلى الله عليه وسلم كذا في رواية البغوي وفي رواية الآخر وله صحبة رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال في الإسلام هجاء فاقطعوا لسانه لفظ مالك وفي رواية سعيد عن غطيف بن الحارث أو أبي غطيف رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه الطبراني من طريق عبدان فقال أيضا غضيف أو أبو غضيف بالضاد المعجمة وإسحاق متروك والله المستعان الغين بعدها النون (5/190)
<191> غنام بن أوس بن غنام بن عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة الأنصاري الخزرجي البياضي قال الوافدي وابن الكلبي شهد بدرا وذكره بن حبان في الصحابة وقال هو والد عبد الله بن غنام غنام صحابي من مسلمة الفتح قرأت بخط الخطيب في المؤتلف ومن طريق أبي عاصم عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي حدثني عبد الله بن غنام عن أبيه قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم في اثنى عشر الفا وقتل من أهل الطائف يوم حنين مثلي ما قتل من قريش يوم بدر قال وأخذ كفا من حصى فرمى به في وجوهنا فانهزمنا قلت فهو والد عبد الله بن غنام الأنصاري غنام والد عبد الرحمن ذكره بن أبي حاتم عن أبيه في الصحابة وقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه من صام ستة أيام من شوال رواه حاتم بن إسماعيل عن إسماعيل المؤذن مولى عبد الرحمن بن غنام عن عبد الرحمن بن غنام عن أبيه قلت ووصله بن منده من رواية حاتم ولفظه من صام رمضان واتبعه ستا من شوال فكأنما صام السنة وأخرجه أبو نعيم بنحوه ووقع عند البغوي غنام الأنصاري سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا لم يزد على هذا ولا ذكر الحديث وقد تقدم ان بعضهم صحفه فقال عنان بكسر المهملة وتخفيف النون وبعد الألف نون أخرى غنام ذكر أبو عمر عقب ترجمته ما نصه رجل من الصحابة مذكور في أهل بدر كذا حكاه بن الأثير ولم يفرده بترجمة وأظنه الذي روى حديثه غنيم بن زهير أخو عياض المتقدم ذكره الأموي في مغازيه عن عبد الله بن زياد عن بن إسحاق فيمن هاجر الى الحبشة هو وأخوه عياض واستدركه بن فتحون وقد تقدم ذكر ولده عياض في القسم الأول غنيم بن سعد والد عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال بن سعد له صحبة وهو ممن قدم مع أبي موسى الأشعري غنيم بن عثمان ذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة وله راية حدث عنه عبد الرحمن بن أبي عوف غني بن قطيب ذكره بن منده وقال شهد فتح مصر وذكر في الرواية ولا تعرف له رواية قاله لي أبو سعيد بن يونس الغين بعدها الواو غورث بن الحارث الذي قال من يمنعك منى قال الله فوضع السيف من يده واسلم قاله البخاري من حديث جابر هكذا استدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه ونقلته من خطه وليس في البخاري تعرض لاسلامه قال البخاري أخرجه من ثلاث طرق احداها موصولة والأخرى معلقة والأخرى مختصرة جدا اما الموصولة فمن طريق الزهري عن سنان بن أبي سنان عن جابر انه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد فذكر الحديث وفيه ثم إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم (5/191)
<192> يدعونا فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس فقال ان هذا اخترط سيفي وانا نائم فاستيقظت وهو في يده مصلتا فقال لي من يمنعك منى قلت الله فها هو ذا جالس ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسم في هذه الرواية واما المعلقة فقال البخاري عقب هذه قال أبان حدثنا يحيى بن أبي سلمة عن جابر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع فذكر الحديث بمعناه وفيه ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تهددوه وليس فيه تسميته أيضا واما المختصرة فقال قال مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر اسم الرجل غورث بن الحارث ولم يبين البخاري ما في مسند أبي بشر وقد رويناه في المسند الكبير لمسدد بتمامه وفيه ما يصرح بعدم إسلام غورث وذلك انه رواه عن أبي عوانة عن أبي بشر عن سليمان بن قيس عن جابر بطوله وزاد فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للاعرابي بعد ان سقط السيف من يده من يمنعك منى قال كن خير آخذ قال لا أو تسلم قال لا قال لا أو تسلم قال لا ولكن اعاهدك الا اقاتلك ولا اكون مع قوم يقاتلونك فخلى سبيله فجاء الى اصحابه فقال جئتكم من عند خير الناس وكذا أخرجه احمد في مسنده من طريق أبي عوانة ذكره الثعلبي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس فذكر نحو رواية العسكري عن جابر فيما يتعلق بقدم إسلامه ولكن ساق في القصة أشياء مغايرة لما تقدم من الطريق الصحيحة فهذه الطرق ليس فيها انه اسلم وكأن الذهبي لما رأى ما في ترجمة دعثور بن الحارث الذي سبق في حرف الدال ان الواقدي ذكر له شبها بهذه القصة وانه ذكر انه اسلم فجمع بين الروايتين فأثبت إسلام غورث فان كان كذلك ففيما صنعه نظر من حيث انه عزاه للبخاري وليس فيه انه اسلم ومن حيث انه يلزم منه الجزم يكون القصتين واحدة مع احتمال كونهما واقعتين ان كان الواقدي أتقن ما نقل وفي الجملة هو على الاحتمال وقد يتمسك من يثبت إسلامه بقوله جئتكم من عند خير الناس الغين بعدها الياء غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي وسمى أبو عمر جده شرحبيل قال البغوي سكن الطائف وقال غيره واسلم بعد فتح الطائف وكان أحد وجوه ثقيف واسلم وأولاده عامر وعمار ونافع وبادية وقيل انه أحد من نزل فيه على رجل من القريتين عظيم وقد روى عنه بن عباس شيئا من شعره قال أبو عمر هو ممن وفد على كسرى وله معه خبر ظريف قال أبو الفرج الأصبهاني أخبرني عمي حدثنا محمد بن سعيد الكراني حدثنا العمري عن العتى عن أبيه قال كان غيلان بن سلمة وفد على كسرى فقال له ذات يوم أي ولدك أحب إليك قال الصغير حتى يكبر والمريض حتى يبرأ والغائب حتى يقدم فاستحسن ذلك من قوله ثم قال له ما غذاؤك في بلدك قال خبز البر قال عجبت لك هذا العقل قال الكراني عن العمرى وقد روى الهيثم بن عدي هذه القصة أبين من هذه وساقه بطوله وفيها كان أبو سفيان في نفر من قريش ومن ثقيف فوجهوا بتجارة الى العراق فقال لهم أبو سفيان انا نقدم على ملك جبار لم يأذن لنا في دخول بلاده فاعدوا له جوابا فقال غيلان انا اكفيكم على ان يكون نصف الربح لي قالوا نعم فتقدم الى كسرى وكان جميلا فقال له الترجمان يقول لك الملك كيف قدمتم بلادي بغير اذني فقال لسنا من أهل عداوتك ولا تجسسنا عليك وانما جئنا بتجارة فان صلحت لك فخذها والا فائذن لنا في بيعها وان شئت رجعنا بها قال وسمعت (5/192)
<193> صوت الملك فسجدت فقيل له لم سجدت قال سمعت صوت الملك حيث لا ينبغي ان ترفع الأصوات فأعجب كسرى وامر ان توضع تحته مرفقه فرأى عليها صورة كسرى فوضعها على رأسه فقيل له لم فعلت ذلك قال رأيت عليها صورة الملك فأجللتها ان اجلس عليها فاستحسن ذلك أيضا ثم قال له ألك ولد قال نعم قال فأيهم أحب إليك قال الصغير حتى يكبر والمريض حتى يبرأ والغائب حتى يقدم قال أنت حكيم من قوم لا حكمة فيهم وأحسن إليه وذكرها أبو هلال العسكري في كتاب الأوائل بغير إسناد أطول مما هنا فقال خرج أبو سفيان بن حرب في جمع من قريش وثقيف يريدون بلاد كسرى بتجارة لهم فلما ساروا ثلاثا جمعهم أبو سفيان فقال انا في سيرنا هذا لعلي خطر ما قدومنا على ملك لم يأذن لنا بالقدوم عليه وليست بلاده لنا بمتجر فايكم يذهب بالعير فنحن برآء من دمه ان اصيب وان يغنم فله نصف الربح فقال غيلان بن سلمة انا امضي بالعير وأنشده فلو رآني أبو غيلان إذ حسرت عنى الأمور بأمر ماله طبق لقال رغب ورهب أنت بينهما حب الحياة وهول النفس والشفق اما مشف على مجد ومكرمة أو أسوة لك فيمن يهلك الورق فخرج بالعير وكان أبيض طويلا جعدا فتخلق ولبس ثوبين اصفرين وشهر نفسه وقعد بباب كسرى حتى اذن له فدخل عليه وشباك بينه وبينه فقال الترجمان يقول لك ما ادخلك بلادي بغير اذني فقال لست من أهل عداوة لك ولم أكن جاسوسا وانما حملت تجارة فان اردتها فهي لك وان كرهتها رددتها قال فإنه ليتكلم إذ سمع صوت كسرى فخر ساجدا فقال له الترجمان يقول لك ما اسجدك قال سمعت صوتا مرتفعا حيث لا ترتفع الأصوات فظننته صوت الملك فسجدت قال فشكر له ذلك وامر بمرفقة فوضعت تحته فرأى فيها صورة الملك فوضعها على رأسه فقال له الحاجب إنما بعثنا بها إليك لتقعد عليها فقال قد علمت ولكني رأيت عليها صورة الملك فوضعتها على اكرم اعضائي فقال ما طعامك في بلادك قال الخبز قال هذا عقل الخبز ثم اشترى منه التجارة بأضعاف أثمانها وبعث معه من بني له أطما بالطائف فكان أول أطم بني بالطائف وقال الامام احمد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم وقال إسحاق بن راهويه في مسنده أنبأنا عيسى بن يونس وإسماعيل قالا حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه ان غيلان بن سلمة الثقفي اسلم وتحته عشر نسوة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اختر منهن أربعا ورواه الترمذي عن هناد عن عبيدة عن سعيد بن أبي عروبة عن معمر ثم قال هكذا رواه معمر وسمعت محمدا يقول هذا غير محفوظ والصحيح ما رواه شعيب عن الزهري قال حدثت عن محمد بن سويد الثقفي ان غيلان فذكره قلت رواه جماعة من أهل البصرة عن معمر وأخرجه احمد عن محمد بن جعفر غندر وعبد الأعلى وإسماعيل بن علية عنه ورواه بن حبان في صحيحه عن أبي يعلى عن أبي خيثمة عن بن علية ورواه الحاكم في المستدرك من طريق كثير عن معمر ويقال ان معمر حدث بالبصرة بأحاديث وهم فيها لكن تابعهم عبد الرزاق ورويناه في المعرفة لابن منده عاليا قال أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا احمد بن يوسف حدثنا عبد الرزاق به لكن استنكر أبو نعيم ذلك وقال ان الاثبات رووه عن عبد الرزاق مرسلا ثم (5/193)
<194> أخرجه من طريق إسحاق بن راهويه عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ان غيلان بن سلمة فذكره وروى عن يحيى بن أبي كثير وهو من شيوخ معمر عن معمر أخرجه أبو نعيم من طريقه ورواه يحيى بن سلام الإفريقي عن مالك ويحيى بن أبي كثير عن الزهري أيضا والافريقي ضعيف ورواه يحيى بن أبي كثير السقاء عن الزهري موصولا أيضا أخرجه أبو نعيم من طريقه ويحيى ضعيف وقد كشف مسلم في كتاب التمييز عن علته وبينها بيانا شافيا فقال انه كان عند الزهري في قصة غيلان حديثان أحدهما مرفوع والآخر موقوف قال فادرج معمر المرفوع على إسناد الموقوف فاما المرفوع فرواه عقيل عن الزهري قال بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد ان غيلان اسلم وتحته عشر نسوة الحديث واما الموقوف فرواه الزهري عن سالم عن أبيه ان غيلان طلق نساءه في عهد عمر وقسم ميراثه بين بنيه الحديث قلت وقد اوردت طرق هذين الحديثين في كتابي الذي في معرفة المدرج ولله الحمد وقد اورده بن إسحاق في مسنده عن عيسى بن يونس وابن علية كما اوردناه وقال بعد قوله أربعا متصلا به فلما كان في عهد عمر طلق نساءه وقسم ماله بين بنيه فبلغ ذلك عمر فقال والله اني لاظن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك فقذفه في نفسك ولا أراك تمكث الا قليلا وايم الله لترجعن في مالك وليرجعن نساؤك أو لأورثهن منك ولآمرن بقبرك فيرجم كما يرجم قبر أبي رغال قلت ولهذا المدرج طريق أخرى من رواية سيف بن عبد الله الجرمي عن سرار بن مجشر عن أيوب عن سالم ونافع عن بن عمر قال اسلم غيلان بن سلمة وعنده عشر نسوة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يمسك منهن أربعا فلما كان زمن عمر طلقهن الحديث بتمامه وفي إسناده مقال وله حديثان آخران غير هذا من رواية بشر بن عاصم فاخرج بن قانع وأبو نعيم من طريق معلى بن منصور أخبرني شبيب بن شيبة حدثني بشر بن عاصم عن غيلان بن سلمة الثقفي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقال لو كنت آمرا أحدا من هذه الأمة بالسجود لاحد لأمرت المرأة ان تسجد لبعلها وبهذا الإسناد قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فمررنا بشجرتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا غيلان ائت هاتين الشجرتين فمر إحداهما تنضم الى الأخرى حتى استتر بهما فانقلعت إحداهما تخذ الأرض حتى انضمت الى الأخرى وله ذكر في ترجمة نافع مولاه ومن أخبار غيلان في الجاهلية ما حكاه أبو سعيد السكري في ديوان شعره ان بني عامر أغاروا على ثقيف بالطائف فاستنجدت ثقيف ببني نصر بن معاوية وكانوا حلفاءهم فلم ينجدوهم فخرجت ثقيف الى بني عامر وعليهم يومئذ غيلان بن سلمة فقاتلوهم حتى هزموا بني عامر وفي ذلك يقول غيلان فذكر شعرا بذكر فيه الوقعة مات غيلان في آخر خلافة عمر قال المرزباني في معجم الشعراء غيلان شريف شاعر أحد حكام قيس في الجاهلية وأنشد له لم ينتقص مني المشيب قلامة الآن حين بدا الب واكيس والشيب ان يحلل فان وراءه عمرا يكون خلاله متنفس أخبرني احمد بن الحسين الزينبي أنبأنا محمد بن احمد بن خالد أنبأنا محمد بن إبراهيم المقدسي أنبأنا عبد (5/194)
<195> السلام الزهري أنبأنا أبو القاسم العكبري أنبأنا أبو القاسم بن اليسرى أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا احمد بن نصر بن بجير حدثنا علي بن عثمان النفيلي حدثنا المعافى حدثنا القاسم بن معن عن الأجلح عن عكرمة قال سئل بن عباس عن قوله تعالى وثيابك فطهر قال لا تلبس على معصية ولا على غدرة ثم قال بن عباس سمعت غيلان بن سلمة يقول اني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من غدرة اتقنع غيلان بن عمرو له ذكر في حديث رواه عمر بن شبة في الصحابة له وابن منده من طريق على بن عراب عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن أبيه قال هذا ما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد نجران فذكر الكتاب قال وشهد أبو سفيان بن حرب وغيلان بن عمرو وذكره أيضا الأموي في المغازي ليونس بن بكير عن سلمة بن عبد يسوع عن أبيه عن جده فذكر قصة اسقف نجران وارسالهم الى النبي صلى الله عليه وسلم ومصالحتهم له وكتابه لهم بذلك وفي آخره شهد أبو سفيان بن حرب وغيلان بن عمرو ومالك بن عوف من بني نصر والأقرع بن حابس والمغيرة وليث غيلان الثقفي ما أدري هو بن سلمة أو غيره ذكر عبد الحق في الاحكام عن إسرائيل عن عمر بن عبد الله بن يعلى عن حكيمة عن أبيها عن غيلان الثقفي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من التقط لقطة درهما أو حبلا فليعرفه ثلاثة أيام الحديث غيلان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره بن السكن وقال روى عنه حديث واحد مخرجه عند أهل الرقة ثم روى من طريق عياض بن محمد حدثنا جعفر بن برقان عن داود بن عراد من بني عبادة بن عبيد عن غيلان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج الدجال فيدعو الناس الى العدل والى الحق فيما يرون فلا يبقى مؤمن ولا كافر الا اتبعه وهم لا يعرفونه فبينما المؤمنون في هم من ذلك إذ خسفت عينه وظهر بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن فعند ذلك فارقه المؤمنون واتبعه الكافرون القسم الثاني الغين بعدها النون غنيم بن قيس المازني قال بن ماكولا تبعا لعبد الغني بن سعيد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه وروى عن سعد بن أبي وقاص وغيره وكذا ذكره بن فتحون وقال بن منده روى عنه جناح ولا تصح له صحبة ولا رؤية قلت حديثه عن الصحابة في مسلم وغيره ويقال له أيضا الكعبي وكنيته أبو العنبر وله رواية أيضا عن أبيه وله صحبة وعن أبي موسى الأشعري وابن عمر روى عنه سليمان التيمي وعاصم الأحول وخالد الحذاء وأبو السليل وآخرون ووثقه بن سعد والنسائي وابن (5/195)