<130> في كتاب النسب حدثني حمزة بن عتبه اللهبي حدثنا محمد بن عمران عن جعفر بن محمد هو الصادق قال كنت مع أبي محمد بن علي بمكة في ليالي العشر قبل التروية بيوم أو يومين وأبي قائم يصلي في الحجر وأنا جالس وراءه فجاءه رجل أبيض الرأس واللحية جليل العظام بعيد ما بين المنكبين عريض الصدر عليه ثوبان غليظان في هيئة المحرم فجلس إلى جنبه فعلم أبي أنه يريد أن يخفف فخفف الصلاة فسلم ثم أقبل عليه فقال له الرجل يا أبا جعفر أخبرني عن بدء خلق هذا البيت كيف كان فقال له أبو جعفر فمن أنت يرحمك الله قال رجل من أهل الشام فقال بدء خلق هذا البيت أن الله تبارك وتعالى قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها الآية وغضب عليهم فعاذوا بالعرش فطافوا حوله سبعة أطواف يسترضون ربهم فرضي عنهم وقال لهم ابنوا لي في الأرض بيتا يتعوذ به من سخطت عليه من بني آدم ويطاف حوله كما طفتم بعرشي فأرضي عنهم فبنوا له هذا البيت فقال له الرجل يا أبا جعفر فما يدخل هذا الركن فذكر القصة قال جعفر فقام الرجل فذهب فأمرني أبي أن أرده عليه فخرجت في أثره وأنا أرى أن الزحام يحول بيني وبينه حتى دخل نحو الصفا فتبصرته على الصفا فلم أره ثم ذهبت إلى المروة فلم أره عليها فجئت إلى أبي فأخبرته فقال لي أبي لم تكن لتجده ذلك الخضر وقال بن شاهين في كتاب الجنائز له حدثنا بن أبي داود حدثنا أحمد بن عمرو بن السراج حدثنا بن وهب عمن حدثه عن محمد بن عجلان عن محمد بن المنكدر قال بينما عمر بن الخطاب يصلي على جنازة إذا هاتف يهتف من حلفه ألا لا تسبقنا بالصلاة يرحمك الله فانتظره حتى لحق بالصف فكبر فقال إن تعذبه فقد عصاك وإن تغفر له فإنه فقير إلى رحمتك فنظر عمر وأصحابه إلى الرجل فلما دفن الميت سوى الرجل عليه من تراب القبر ثم قال طوبى لك يا صاحب القبر إن لم تكن عريفا أو خائنا أو خازنا أو كاتبا أو شرطيا فقال عمر خذوا لي هذا الرجل تسأله عن صلاته وعن كلامه فتولى الرجل عنهم فإذا أثر ذراع فقال عمر هذا هو والله الخضر الذي حدثنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال بن الجوزي فيه مجهول وانقطاع بين بن المنكدر وعمر وقال بن أبي الدنيا حدثنا أبي حدثنا علي بن شقيق حدثنا بن المبارك أخبرنا عمر بن محمد بن المنكدر قال بينما رجل يمشي يبيع شيئا ويحلف قام عليه شيخ فقال يا هذا بع ولا تحلف فعاد يحلف فقال بع ولا تحلف فقال أقبل على ما يعنيك قال هذا ما يعنيني ثم قال آثر الصدق على ما يضرك على الكذب فيما ينفعك وتكلم فإذا انقطع علمك فاسكت واتهم الكاذب فيما يحدثك به غيرك فقال أكتبني هذا الكلام فقال إن يقدر شيء يكن ثم لم يره فكانوا يرون أنه الخضر قال بن الجوزي فكأن هذا أصل الحديث وقد رواه أبو عمرو بن السماك في فوائده عن يحيى بن أبي طالب عن علي بن عاصم عن عبد الله بن عبيد الله قال كان بن عمر قاعدا ورجل قد أقام سلعته يريد بيعها فجعل يكرر الأيمان إذ مر به رجل فقال اتق الله ولا تحلف به كاذبا عليك بالصدق فيما يضرك وإياك والكذب فيما ينفعك ولا تزيدن في حديث غيرك فقال بن عمر لرجل اتبعه فقل له أكتبني هذه الكلمات فتبعه فقال ما يقضى من شيء يكن ثم فقده فرجع فأخبر بن عمر فقال بن عمر ذاك الخضر قال بن الجوزي علي بن عاصم ضعيف سيء الحفظ (2/130)
<131> ولعله أراد أن يقول عمر بن محمد بن المنكدر فقال بن عمر قال وقد رواه أحمد بن محمد بن مصعب أحد الوضاعين عن جماعة مجاهيل عن عطاء عن بن عطاء عن بن عمر قلت وجدت له طريقا جيدة غير هذه عن بن عمر قال البيهقي في دلائل النبوة أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق حدثنا أحمد بن سليمان الفقيه حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا عبد الله بن بكر هو السهمي حدثنا الحجاج بن فرافصه أن رجلين كانا يتبايعان عند عبد الله بن عمر فكان أحدهما يكثر الحلف فبينما هو كذلك إذ سمعهما رجل فقام عليهما فقال للذي يكثر الحلف يا عبد الله اتق الله ولا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف قال امض لما يعنيك قال إن هذا مما يعنيني قالها ثلاث مرات ورد عليه قوله فلما أراد ان ينصرف عنهما قال اعلم أن من الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك ولا يكن في قولك فضل على فعلك ثم انصرف فقال عبد الله بن عمر الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات فقال يا عبد الله أكتبني هذه الكلمات يرحمك الله فقال الرجل ما يقدر الله يكن وأعادهن عليه حتى حفظهن ثم مشى حتى وضع إحدى رجليه في المسجد فما أدرى أرض تحته أم سماء قال كأنهم كانوا يرون أنه الخضر أو إلياس وقال بن أبي الدنيا حدثنا يعقوب بن يوسف حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا صالح بن أبي الأسود عن محفوظ بن عبد الله عن شيخ من حضرموت عن محمد بن يحيى قال قال علي بن أبي طالب بينما أنا أطوف بالبيت إذا أنا برجل معلق بالأستار وهو يقول يا من لا يشغله شيء عن سمع يا من لا يغلظه السائلون يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك قال قلت دعاؤك عافاك الله أعده قال وقد سمعته قلت نعم قال فادع به دبر كل صلاة فوالذي نفس الخضر بيده لو أن عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وحصى الأرض لغفر الله لك أسرع من طرفة عين وأخرجه الدينوري في المجالسة من هذا الوجه وقد روى أحمد بن حرب النيسابوري عن محمد بن معاذ الهروي عن سفيان الثوري عن عبد الله بن محرر عن يزيد بن الأصم عن علي بن أبي طالب فذكر نحوه لكن قال فقلت يا عبد الله أعد الكلام قال وسمعته قلت نعم قال والذي نفس الخضر بيده وكان الخضر يقولهن عند دبر الصلاة المكتوبة لا يقولها أحد دبر الصلاة المكتوبة إلا غفرت ذنوبه وإن كانت مثل رمل عالج وعدد القطر وورق الشجر ورواه محمد بن معاذ الهروي عن أبي عبيد الله المخزومي عن عبد الله بن الوليد عن محمد بن حميد عن سفيان الثوري نحوه وروى سيف في الفتوح أن جماعة كانوا مع سعد بن أبي وقاص فرأوا أبا محجن وهو يقاتل فذكر أبي محجن بطولها وأنهم قالوا وهم لا يعرفونه ما هو إلا الخضر وهذا يقتضي أنهم كانوا جازمين بوجود الخضر في ذلك الوقت وقال أبو عبد الله بن بطه العكبري الحنبلي حدثنا شعيب بن أحمد حدثنا أحمد بن أبي العوام حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد الواسطي حدثنا أبين بن سفيان عن غالب بن عبد الله العقيلي عن الحسن البصري قال اختلف رجل من أهل السنة وغيلان القدري في شيء من القدر فتراضيا بينهما على أول رجل يطلع عليهما من ناحية ذكراها فطلع عليهما أعرابي قد طوى عباءته فجعلها على كتفه فقالا له رضيناك حكما فيما بيننا فطوى كساءه ثم جلس (2/131)
<132> عليه ثم قال اجلسا فجلسا بين يديه فحكم على غيلان قال الحسن ذاك الخضر في إسناده أبين بن سفيان متروك الحديث وقال حماد بن عمر النصيبي أحد المتروكين حدثنا السري بن خالد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين أن مولى لهم ركب في البحر فكسر به فبينما هو يسير على ساحله إذ نظر إلى رجل على شاطئ البحر ونظر إلى مائدة نزلت من السماء فوضعت بين يديه فأكل منها ثم رفعت فقال له بالذي وفقك لما أرى أي عباد الله أنت قال الخضر الذي تسمع به قال بماذا جاءك هذا الطعام والشراب فقال بأسماء الله العظام وأخرج أحمد في كتاب الزهد له عن حماد بن أسامة حدثنا مسعر عن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن عون بن عبد الله بن عتبة قال بينما رجل في بستان بمصر في فتنة بن الزبير مهموما مكبا ينكث في الأرض بشيء إذ رفع رأسه فإذا بفتى صاحب مسحاة قد سنح له قائما بين يديه فرفع رأسه فكأنه ازدراه فقال له مالي أراك مهموما قال لا شيء قال أما الدنيا فإن الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر وإن الآخرة أجل صادق يحكم فيه ملك قادر حتى ذكر أن لها مفصلا كمفاصل اللحم من أخطأ شيئا منها أخطأ الحق قال فلما سمع ذلك منه أعجبه فقال اهتمامي بما فيه المسلمون قال فإن الله سينجيك بشفقتك على المسلمين وسأل من ذا الذي سأل الله فلم يعطه أو دعاه فلم يجبه أو توكل عليه فلم يكفه أو وثق به فلم ينجه قال فطفقت أقول اللهم سلمني وسلم مني قال فتجلت ولم يصب فيها بشيء قال مسعر يرون أنه الخضر وأخرجه أبو نعيم في الحلية في ترجمة عون بن عبد الله من طريق أبي أسامة وهو حماد بن أسامة وقال بعده ورواه بن عيينة عن أبي مسعر وقال إبراهيم بن محمد بن سفيان الراوي عن مسلم عقب روايته عن مسلم لحديث أبي سعيد فيه قصته الذي يقتله الدجال يقال إن هذا الرجل الخضر وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد في قصة الدجال الحديث بطوله وفيه قصة الذي يقتله وفي آخره قال معمر بلغني أنه يجعل على حلقه صفيحة من نحاس وبلغني أنه الخضر وهذا عزاه النووي لمسند معمر فأوهم أن له فيه سندا وإنما هو من قول معمر وقال أبو نعيم في الحلية فيما أنبأنا إبراهيم بن داود شفاها أخبرنا إبراهيم بن علي بن سنان أخبرنا أبو الفرج الحراني عن أبي المكارم التيمي أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم في الحلية حدثنا عبد الله بن محمد هو أبو الشيخ حدثنا محمد بن يحيى هو بن منده حدثنا أحمد بن منصور المروزي حدثنا أحمد بن حميد قال قال سفيان بن عيينة بينما أنا أطوف بالبيت إذ أنا برجل مشرف على الناس حسن الشيبة فقلنا بعضنا لبعض ما أشبه هذا الرجل أن يكون من أهل العلم قال فاتبعناه حتى قضى طوافه فسار إلى المقام فصلى ركعتين فلما سلم أقبل على القبلة فدعا بدعوات ثم التفت إلينا فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قلنا وما قال ربنا قال قال ربكم أنا الملك أدعوكم إلى أن تكونوا ملوكا ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات ثم التفت إلينا فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قلنا له وماذا قال ربنا حدثنا يرحمك الله قال قال ربكم أنا الحي الذي لا يموت أدعوكم إلى أن تكونوا أحياء لا تموتون ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات ثم التفت إلينا فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قلنا ماذا قال ربنا حدثنا يرحمك (2/132)
<133> الله قال قال ربكم أنا الذي إذا أردت شيئا كان أدعوكم إلى أن تكونوا بحال إذا أردتم شيئا كان لكم قال بن عيينة ثم ذهب فلم نره قال فلقيت سفيان الثوري فأخبرته بذلك فقال ما أشبه أن يكون هذا الخضر أو بعض هؤلاء الأبدال تابعه محرز بن أبي جدعة عن سفيان ورواها زياد بن أبي الأصبغ عن سفيان أيضا وروى محمد بن الحسن بن الأزهر عن العباس بن يزيد عن سفيان نحوها وروى أبو سعيد في شرف المصطفى من طريق أحمد بن محمد بن أبي برزة حدثنا محمد بن الفرات عن ميسرة بن سعيد عن أبيه بينما الحسن في مجلس والناس حوله إذا أقبل رجل مخضرة عيناه فقال له الحسن أهكذا ولدتك أمك أم هي بلية قال أو ما تعرفني يا أبا سعيد قال من أنت فانتسب له فلم يبق في المجلس أحد إلا عرفه فقال يا هذا ما قصتك قال يا أبا سعيد عمدت إلى جميع مالي فألقيته في مركب فخرجت أريد الصين فعصفت علينا ريح فغرقت فخرجت إلى بعض السواحل على لوح فأقمت أتردد نحوا من أربعة أشهر آكل ما أصيب من الشجر والعشب وأشرب من ماء العيون ثم قلت لأمضين على وجهي إما أن أهلك وإما أن ألحق الجواء فسرت فرفع لي قصر كأنه بناء فضة فدفعت مصراعه فإذا داخله أروقة في كل طاق منها صندوق من لؤلؤ وعليها أقفال مفاتيحها رأى العين ففتحت بعضها فخرجت من جوفه رائحة طيبة وإذا فيه رجال مدرجون في ألوان الحرير فحركت بعضهم فإذا هو ميت في صفة حي فأطبقت الصندوق وخرجت وأغلقت باب القصر ومضيت فإذا أنا بفارسين لم أر مثلهما جمالا على فرسين أغرين محجلين فسألاني عن قصتي فأخبرتهما فقالا تقدم أمامك فإنك تصل إلى شجرة تحتها روضة هنالك شيخ حسن الهيئة على دكان يصلي فأخبره خبرك فإنه سيرشدك الى الطريق فمضيت فإذا أنا بالشيخ فسلمت فرد علي وسألني عن قصتي فأخبرته بخبري كله ففزع لما أخبرته بخبر القصر ثم قال ما صنعت قلت أطبقت الصناديق وأغلقت الأبواب فسكن وقال اجلس فمرت به سحابة فقالت السلام عليك يا ولي الله فقال أين تريدين قالت أريد بلد كذا وكذا فلم تزل تمر به سحابة بعد سحابة حتى أقبلت سحابة فقال أين تريدين قالت البصرة قال انزلي فنزلت فصارت بين يديه فقال احملي هذا حتى ترديه إلى منزله سالما فلما صرت على متن السحابة قلت أسألك بالذي أكرمك إلا أخبرتني عن القصر وعن الفارسين وعنك قال أما القصر فقد أكرم الله به شهداء البحر ووكل بهم ملائكة يلقطونهم من البحر فيصيرونهم في تلك الصناديق مدرجين في أكفان الحرير والفارسان ملكان يغدوان ويروحان عليهم بالسلام من الله وأما أنا فالخضر وقد سألت ربي أن يحشرني مع أمة نبيكم قال الرجل فلما صرت على السحابة أصابني من الفزع هول عظيم حتى صرت إلى ما ترى فقال الحسن لقد عاينت عظيما وروى الطبراني في كتاب الدعاء له قال حدثنا يحيى بن محمد الحنائي حدثنا المعلى بن حرمي عن محمد بن المهاجر البصري حدثني أبو عبد الله بن التوأم الرقاشي أن سليمان بن عبد الملك أخاف رجلا وطلبه ليقتله فهرب الرجل فجعلت رسله تختلف إلى منزل ذلك الرجل يطلبونه فلم يظفروا به فجعل الرجل لا يأتي بلدة إلا قيل له قد كنت تطلب ها هنا فلما طال عليه الأمر عزم أن يأتي بلدة لا حكم لسليمان عليها فذكر قصة طويلة فيها فبينا هو في صحراء ليس فيها شجر ولا ماء إذ هو برجل يصلي قال فخفته ثم رجعت إلى نفسي فقلت والله ما معي راحلة ولا دابة فقصدت نحوه فركع وسجد ثم التفت إلي فقال لعل هذا الطاغي أخافك قلت أجل قال فما يمنعك من السبع قلت يرحمك الله وما السبع قال قل سبحان الواحد الذي ليس غيره إله سبحان القديم الذي لا بادىء له سبحان الدائم الذي لا نفاد له سبحان الذي كل يوم هو في شأن سبحان الذي يحيي ويميت سبحان الذي خلق ما نرى وما لا نرى سبحان الذي علم كل شيء بغير تعليم ثم قال قلها فقلتها وحفظتها والتفت فلم أر الرجل قال وألقى الله في قلبي الأمن ورجعت راجعا من طريقي أريد أهلي فقلت لآتين باب سليمان بن عبد الملك فأتيت بابه فإذا هو يوم إذنه وهو يأذن للناس فدخلت وإنه لعلي فراشه فما عدا أن رآني فاستوى على فراشه ثم أومأ إلي فما زال يدنيني حتى قعدت معه على الفراش ثم قال سحرتني وساحر أيضا مع ما بلغني عنك فقلت يا أمير المؤمنين ما أنا بساحر ولا أعرف السحر ولا سحرتك قال فكيف فما ظننت أن يتم ملكي إلا بقتلك فلما رأيتك لم أستقر حتى دعوتك فأقعدتك معي على فراشي ثم قال اصدقني أمرك فأخبرته قال يقول سليمان الخضر والله الذي لا إله إلا هو علمكها اكتبوا له أمانا وأحسنوا جائزته واحملوه إلى أهله وأخرج أبو نعيم في الحلية في ترجمة رجاء بن حيوة من تاريخ السراج ثم من رواية محمد بن ذكوان عن رجاء بن حيوة قال إني لواقف مع سليمان بن عبد الملك وكانت لي منه منزلة إذ جاء رجل ذكر رجاء من حسن هيئته قال فسلم فقال يا رجاء إنك قد ابتليت بهذا الرجل وفي قربه الزيغ يا رجاء عليك بالمعروف وعون الضعيف واعلم يا رجاء أنه من كانت له منزلة من السلطان فرفع حاجة إنسان ضعيف وهو لا يستطيع رفعها لقي الله يوم القيامة وقد ثبت قدميه للحساب واعلم أنه من كان في حاجة أخيه المسلم كان الله في حاجته واعلم يا رجاء أن من أحب الأعمال إلى الله فرجا أدخلته على مسلم ثم فقده وكان يرى أنه الخضر عليه السلام وذكر الزبير بن بكار في الموفقيات قال أخبرني السري بن الحارث الأنصاري من ولد الحارث بن الصمة (2/133)
<134> عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ويصوم الدهر قال بت ليلة في المسجد فلما خرج الناس إذا رجل قد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم ثم أسند ظهره إلى الجدار ثم قال اللهم إنك تعلم أني كنت أمسي صائما ثم أمسيت فلم أفطر على شيء وظللت اليوم صائما ثم أمسيت فلم أفطر على شيء اللهم وإني أمسيت أشتهي الثريد فأطعمنيها من عندك قال فنظرت إلي وصيف داخل من خوخة المنارة ليس في خلقه صفة الناس معه قصعة فأهوى بها إلى الرجل فوضعها بين يديه وجلس الرجل يأكل وحصبني فقال هلم فجئت وظننت أنها من الجنة فأحببت أن آكل منها فأكلت منها لقمة فإذا طعام لا يشبه طعام أهل الدنيا ثم احتشمت فقمت فرجعت إلى مكاني فلما فرغ من أكله أخذ الوصيف القصعة ثم أهوى راجعا من حيث جاء ثم قام الرجل منصرفا فاتبعته لأعرفه فمثل فلا أدري أين سلك فظننته الخضر وقال أبو الحسين بن المنادي في الجزء المذكور حدثني أحمد بن ملاعب حدثنا يحيى بن سعيد السعيدي أخبرني أبو جعفر الكوفي حدثني أبو عمر النصيبي قال خرجت أطلب مسلمة بن مصقلة بالشام وكان يقال إنه من الأبدال فلقيته بوادي الأردن فقال لي ألا أخبرك بشيء رايته اليوم في هذا الوادي قال قلت بلى قال دخلت اليوم هذا الوادي فإذا أنا بشيخ يصلي إلى شجرة فألقى في روعي أنه إلياس النبي فدنوت منه فسلمت عليه فركع فلما جلس سلم عن يمينه وعن شماله ثم أقبل علي فقال وعليك السلام فقلت من أنت يرحمك الله قال أنا إلياس النبي قال فأخذتني رعدة شديدة حتى خررت على قفاي قال فدنا مني فوضع يده بين يدي فوجدت بردها بين كتفي فقلت يا نبي الله ادع الله أن يذهب عني ما أجد حتى أفهم كلامك عنك فدعا لي بثمانية أسماء خمسة منها بالعربية وثلاثة بالسريانية فقال يا واحد يا أحد يا صمد يا فرد يا وتر ودعا بالثلاثة الأسماء الأخر فلم أعرفها ثم أخذ بيدي فأجلسني فذهب عني ما كنت أجد فقلت يا نبي الله ألم تر إلى هذا الرجل ما يصنع يعني مروان بن محمد وهو يومئذ يحاصر أهل حمص فقال لي مالك وماله جبار عات على الله فقلت يا نبي الله أما إني قد مررت به قال فأعرض عني فقلت يا نبي الله أما إني وإن كنت قد مررت بهم فإني لم أهو أحدا من الفريقين وأنا أستغفر الله وأتوب إليه قال فأقبل علي بوجهه ثم قال لي قد أحسنت هكذا فقل ثم لا تعد قلت يا نبي الله هل في الأرض اليوم من الأبدال أحد قال نعم هم ستون رجلا منهم خمسون فبما بين العريش إلى الفرات ومنهم ثلاثة بالمصيصة وواحد بأنطاكية وسائر العشرة في سائر أمصار العرب قلت يا نبي الله هل تلتقي أنت والخضر قال نعم نلتقي في كل موسم بمنى قلت فما يكون من حديثكما قال يأخذ من شعري وآخذ من شعره قلت يا نبي الله إني رجل خلو ليست لي زوجة ولا ولد فإن رأيت أن تأذن لي فأصحبك وأكون معك قال إنك لن تستطيع ذلك وإنك لا تقدر على ذلك قال فبينما هو يحدثني إذ رأيت مائدة قد خرجت من أصل الشجرة فوضعت بين يديه ولم أر من وضعها عليها ثلاثة أرغفة فمد يده ليأكل وقال لي كل وسم وكل مما يليك فمددت يدي فأكلت أنا وهو رغيفا ونصفا ثم إن المائدة رفعت ولم أر أحدا رفعها وأتى إناء فيه شراب فوضع في يده لم أر أحدا وضعه فشرب ثم ناولني فقال اشرب فشربت (2/134)
<135> أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن ثم وضعت الإناء فرفع فلم أر أحدا رفعه ثم نظر إلى أسفل الوادي فإذا دابة قد أقبلت فوق الحمار ودون البغل عليه رحالة فلما انتهى اليه نزل فقام ليركب ودرت به لآخذ بغرز الرحالة فركب ثم سار ومشيت إلى جنبه وأنا أقول يا نبي الله إن رأيت أن تأذن لي فأصحبك وأكون معك قال ألم أقل لك لن تستطيع ذلك فقلت له فكيف لي بلقائك قال إني إذا رأيتك رأيتني قلت على ذلك قال نعم لعلك تلقاني في رمضان معتكفا ببيت المقدس واستقبلته شجرة فأخذ من ناحية ودرت من الجانب الآخر استقبله فلم أر شيئا قال بن الجوزي مسلمة والراوي عنه وأبو جعفر الكوفي لا يعرفون وروى داود بن مهران عن شيخ عن حبيب أبي محمد أنه رأى رجلا فقال له من أنت قال أنا الخضر وعن محمد بن عمران عن جعفر الصادق أنه كان مع أبيه فجاءه رجل فسأله عن مسائل قال فأمرني أن أرد الرجل فلم أجده فقال ذاك الخضر وعن أبي جعفر المنصور أنه سمع رجلا يقول في الطواف أشكو إليك ظهور البغي والفساد فدعاه فوعظه وبالغ ثم خرج فقال اطلبوه فلم يجدوه فقال ذاك الخضر وأخرج بن عساكر من طريق عمر بن فروخ عن عبد الرحمن بن حبيب عن سعد بن سعيد بن أبي ظبية عن كرز بن وبرة قال أتاني أخ لي من الشام فأهدى إلي هدية فقلت من أهداها إليك قال إبراهيم التيمي قلت ومن أهداها إلى إبراهيم التيمي قال كنت جالسا في فناء الكعبة فأتاني رجل فقال أنا الخضر وأهداها إلي وذكر لي تسبيحات ودعوات وذكر أبو الحسين بن المنادي من طريق مسلمة بن عبد الملك عن عمر بن عبد العزيز أنه لقي الخضرح وفي المجالسة لأبي بكر الدينوري من طريق إبراهيم بن خالد عن عمر بن عبد العزيز قال رأيت الخضر وهو يمشي مشيا سريعا وهو يقول صبرا يا نفس صبرا لأيام تنفذ لتلك أيام الأبد صبرا لأيام قصار لتلك الأيام الطوال وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي حدثنا ضمرة هو بن ربيعة عن السري بن يجيى عن رياح بن عبيدة قال رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يده فقلت في نفسي إن هذا الرجل جاف فلما صلى قلت يا أبا حفص من الرجل الذي كان معك معتمدا على يدك آنفا قال وقد رأيته يا رياح قلت نعم قال إني لأراك رجلا صالحا ذاك أخي الخضر بشرني أني سألي فأعدل قلت هذا أصلح إسناد وقفت عليه في هذا الباب وقد أخرجه أبو عروبة الحراني في تاريخه عن أيوب بن محمد الوراق عن ضمرة أيضا وأخرجه أبو نعيم في الحلية عن بن المقري عن أبي عروبة في ترجمة عمر بن عبد العزيز وقال أبو عبد الرحمن السلمي في تصنيفه سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول سمعت بلال الخواص يقول كنت في تيه بني إسرائيل فإذا رجل يماشيني فتعجبت ثم ألهمت أنه الخضر فقلت بحق الحق من أنت قال أنا أخوك الخضر فقلت ما تقول في الشافعي قال من الأبدال قلت فأحمد بن حنبل قال صديق قلت فبشر بن الحارث قال لم يخلف بعده مثله قلت بأي وسيلة رأيتك قال ببرك لأمك وقال أبو نعيم في الحلية حدثنا ظفر بن محمد حدثنا عبد الله بن إبراهيم الحريري قال قال أبو جعفر محمد بن صالح بن دريج قال بلال الخواص رأيت الخضر في النوم فقلت له ما تقول في بشر قال لم يخلف بعده (2/135)
<136> مثله قلت ما تقول في أحمد بن حنبل قال صديق وقال أبو الحسن بن جهضم حدثنا محمد بن داود حدثنا محمد بن الصلت عن بشر الحافي قال كانت لي حجرة وكنت أغلقها إذا خرجت ومعي المفتاح فجئت ذات يوم وفتحت الباب ودخلت فإذا شخص قائم يصلي فراعني فقال يا بشر لا ترع أنا أخوك أبو العباس الخضر قال بشر فقلت له علمني شيئا فقال قل أستغفر الله من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه وأسأله التوبة وأستغفر الله من كل عقد عقدته على نفسي ففسخته ولم أف به وذكر عبد المغيث من حديث بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما يمنعكم أن تكفروا ذنوبكم بكلمات أخي الخضر فذكر نحو الكلمات المذكورة في حكاية بشر وروى أبو نعيم عن أبي الحسن بن مقسم عن أبي محمد الحريري سمعت أبا إسحاق المرستاني يقول رأيت الخضر فعلمني عشر كلمات وأحصاها بيده اللهم إني أسألك الإقبال عليك والإصغاء إليك والفهم عنك والبصيرة في أمرك والنفاذ في طاعتك والمواظبة على إرادتك والمبادرة إلى خدمتك وحسن الأدب في معاملتك والتسليم والتفويض إليك وقال أبو الحسن بن جهضم حدثنا الخلدي حدثنا بن مسروق حدثنا أبو عمران الخياط قال قال لي الخضر ما كنت أظن أن لله وليا إلا وقد عرفته فكنت بصنعاء اليمن في المسجد والناس حول عبد الرزاق يسمعون منه الحديث وشاب جالس ناحية المسجد فقال لي ما شأن هؤلاء قلت يسمعون من عبد الرزاق قال عمن قلت عن فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلا سمعوا عن الله عز وجل قلت فأنت تسمع عن الله عز وجل قال نعم قلت من أنت قال الخضر قال فعلمت أن لله أولياء ما عرفتهم بن جهضم معروف بالكذب وعن الحسن بن غالب قال حججت فسبقت الناس وانقطع بي فلقيت شابا فأخذ بيدي فالحقني بهم فلما قدمت قال لي أهلي إننا سمعنا أنك هلكت فرحنا إلى أبي الحسن القزويني فذكرنا ذلك له وقلنا ادع الله له فقال ما هلك وقد رأى الخضر قال فلما قدمت جئت إليه فقال لي ما فعل صاحبك قال الحسن بن غالب وكنت في مسجدي فدخل علي رجل فقال غدا تأتيك هدية فلا تقبلها وبعدها بأيام تأتيك هدية فاقبلها قال فبلغني أن أبا الحسن القزويني قال عني قد رأى الخضر مرتين قال بن الجوزي الحسن بن غالب كذبوه وأخرج بن عساكر في ترجمة أبي زرعة الرازي بسند صحيح إلى أبي زرعة أنه لما كان شابا لقي رجلا مخضوبا بالحناء فقال له لا تغش أبواب الأمراء قال ثم لقيته بعد أن كبرت وهو على حالته فقال لي ألم أنهك عن غشيان أبواب الأمراء قال ثم التفت فلم أره فكأن الأرض انشقت فدخل فيها فخيل لي أنه الخضر فرجعت فلم أزر أميرا ولا غشيت بابه ولا سألته حاجة وذكر بن أبي حاتم في الجرح والتعديل عبد الله بن عمر روى كلاما في الزهد عن رجل تراءى له ثم غاب عنه فلم يدر كيف ذهب فكان يرى أنه الخضر روى نعيم بن ميسرة عن رجل من يحصب عنه وروينا في الجزء الأول من فوائد الحافظ أبي عبد الله محمد بن مسلم بن وارة الرازي حدثني الليث بن خالد أبو عمرو وكان ثقة حدثنا المسيب أبو يحيى وكان من أصحاب مقاتل بن حيان عن مقاتل بن حيان قال وفدت على عمر بن عبد العزيز فإذا أنا برجل أو شيخ يحدثه أو قال متكئ عليه قال ثم لم أره فقلت يا أمير المؤمنين رأيت رجلا (2/136)
<137> يحدثك قال ورأيته قلت نعم قال ذاك أخي الخضر يأتيني فيوفقني ويسددني وروينا في أخبار إبراهيم بن أدهم قال إبراهيم بن بشار خادم إبراهيم بن أدهم صحبته بالشام فقلت يا أبا إسحاق أخبرني عن بدء أمرك قال كنت شابا قد حببت إلى الصيد فخرجت يوما فأثرت أرنبا أو ثعلبا فبينا أنا أطرده إذ هتف بي هاتف لا أراه يا إبراهيم ألهذا خلقت أبهذا أمرت ففزعت ووقفت ثم تعوذت وركضت الدابة ففعل ذلك مرارا ثم هتف بي هاتف من قربوس السرج والله ما لهذا خلقت ولا بهذا أمرت قال فنزلت فصادفت راعيا لأبي يرعي الغنم فأخذت جبة الصوف فلبستها ودفعت إليه الفرس وما كان معي وتوجهت إلى مكة فبينا أنا في البادية إذا أنا برجل يسير ليس معه إناء ولا زاد فلما أمسى وصلى المغرب حرك شفتيه بكلام لم أفهمه فإذا أنا بإناء فيه طعام وإناء فيه شراب فأكلت معه وشربت وكنت على هذا أياما وعلمني اسم الله الأعظم ثم غاب عني وبقيت وحدي فبينا أنا ذات يوم مستوحش من الوحدة دعوت الله فإذا شخص آخذ بحجزتي فقال لي سل تعطه فراعني قوله فقال لي لا روع عليك أنا أخوك الخضر وذكر عبد المغيث بن زهير الحربي الحنبلي في جزء جمعه في أخبار الخضر عن أحمد بن حنبل قال كنت ببيت المقدس فرأيت الخضر وإلياس وعن أحمد قال كنت نائما فجاءني الخضر فقال قل لأحمد إن ساكني السماء والملائكة راضون عنك وعن أحمد بن حنبل أنه أخرج إلى مكة فصحب رجلا قال فوقع في نفسي أنه الخضر قال بن الجوزي في نقض ما جمعه عبد المغيث لا يثبت هذا عن أحمد قال وذكر فيه عن معروف الكرخي أنه قال حدثني الخضر قال ومن أين يصح هذا عن معروف وقال أبو حيان في تفسيره أولع كثير ممن ينتمي إلى الصلاح أن بعضهم يرى الخضر وكان الإمام أبو الفتح القشيري يذكر عن شيخ له أنه رأى الخضر وحدثه فقيل له من أعلمه أنه الخضر أم كيف عرف ذلك فسكت قال ويزعم بعضهم أن الخضرية يتولاها بعض الصالحين على قدم الخضر ومنه قول بعضهم لكل زمان خضر قلت وهذا فيه بعد تسليم أن الخضر المشهور مات قال أبو حيان وكان بعض شيوخنا في الحديث وهو عبد الواحد العباسي الحنبلي يعتقد أصحابه فيه أنه يجتمع بالخضر قلت وذكر لي الحافظ أبو الفضل العراقي بن الحسين شيخنا أن الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي كان يعتقد أن الخضر حي قال فذكرت له ما نقل عن البخاري والحربي وغيرهما من إنكار ذلك فغضب وقال من قال إنه مات غضبت عليه قال فقلنا رجعنا عن اعتقاد موته انتهى وأدركنا بعض من كان يدعى أنه يجتمع بالخضر منهم القاضي علم الدين البساطي الذي ولي قضاء المالكية في زمن الظاهر برقوق والله والله تعالى أعلم وبغيبه أحكم الخاء بعدها الطاء الخطل العرجي الكناني يأتي ذكره في ترجمة ولده سلمة بن الخطل إن شاء الله تعالى (2/137)
<138> الخاء بعدها الفاء خفاف بضم أوله وتخفيف الفاء بن إيماء بكسر الهمزة وسكون التحتانية بن رخصة بفتح الراء المهملة ثم معجمة الغفاري مشهور وله ولأبيه صحبة وقد تقدم له ذكر في ترجمة والده كان إمام بني غفار وخطيبهم وشهد الحديبية كما ثبت ذلك في صحيح البخاري من رواية أسلم مولى عمر عن حمراء بنت خفاف أنها قالت ذلك لعمر فلم ينكر عليها وكان ينزل غيقة بفتح المعجمة والقاف بينهما تحتانية ساكنة ويقدم المدينة كثيرا وروى عنه ابنه الحارث قال البغوي بلغني أنه مات في زمن عمر قلت وفي قصة ابنته إشارة إلى أنه مات في خلافة عمر أو قبل ذلك خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم وهو المعروف بابن ندبة بنون وهي أمه قال بن الكلبي شهد الفتح وكان معه لواء بني سليم وكان شاعرا مشهورا وقال الأصمعي شهد حنينا وثبت على إسلامه في الردة وبقي إلى زمن عمر وقال أبو عبيدة أغار الحارث بن الشريد يعني جد خفاف هذا على بني الحارث بن كعب فسبي ندبة فوهبها لابنه عمير فولدت له خفافا فنسب إليها قال المرزباني هي ندبة بنت أبان بن شيطان بن قنان بن سلمة واسم جده الأعلى الشريد عمرو وهو مخضرم أدرك الجاهلية ثم أسلم وثبت في الردة ومدح أبا بكر وبقي إلى أيام عمر وهو أحد فرسان قيس وشعرائها المذكورين قال الأصمعي هو دريد أشعر الفرسان وكنيته أبو خراشة بضم المعجمة وشين معجمة وله يقول العباس بن مرداس من أبيات أبا خراشة أما أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع وأنشد له المبرد في الكامل شعرا يمدح به أبا بكر الصديق وكأنه الذي أشار إليه المرزباني وهو قائل البيت المشهور أقول له والرمح يأطر متنه تأمل خفاقا إنني أنا ذلكا وقبله فإن تك خيلي قد أصيب صميمها فعمدا على عيني تيممت مالكا قال المرزباني قوله يأطر أي يثنى والمتن الظهر أي متنه لما طعنه وقوله أنا ذلكا أي الذي سمعت به خفاف بن نضلة بن عمرو بن بهدلة الثقفي له وفادة وروى عنه ذابل بن الطفيل بن عمرو الدوسي وسيأتي حديثه في ترجمة ذابل أورده بن منده مختصرا وقال المرزباني في معجم الشعراء وفد خفاف بن نضلة على النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده من أبيات إني أتاني في المنام مخبر من جن وجرة في الأمور موات يدعو إليك لياليا ولياليا ثم احز أل وقال لست بآت فركبت ناجية أضر بمتنها جمر تخب به على الأكمات (2/138)
<139> حتى وردت إلى المدينة جاهدا كيما أراك فتفرج الكربات ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم استحسنها وقال إن من الباب لسحرا وإن من الشعر كالحكم وقال المرزباني هذا لفظ هذا الحديث قلت وأخرجه أبو سعيد النيسابوري في شرف المصطفى والبيهقي في الدلائل وسيأتي التنبيه عليه في حرف الذال المعجمة خفشيش الكندي تقدم في الجيم الخاء بعدها اللام خلاد بن رافع بن مالك الخزرجي أخو رفاعة يكنى أبا يحيى ذكرهما بن إسحاق وغيره في البدريين وروى البزار والباوردي وابن السكن والطبراني من طريق عبد العزيز بن عمران عن رفاعة بن يحيى عن معاذ بن رفاعة عن أبيه رفاعة بن رافع قال خرجت أنا وأخي خلاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر على بعير أعجف حتى إذا كنا خلف الروحاء برك بنا بعيرنا فذكر الحديث وفيه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهما وتفله على البعير وغيره وقد ذكر بن الكلبي أن خلادا قتل ببدر ولم يذكره في شهداء البدريين غيره قال أبو عمر يقولون إن له رواية قلت وقيل إنه المسىء صلاته فقد روى أبو موسى من طريق سفيان بن وكيع عن أبيه وكيع عن بن عيينة عن بن عجلان عن يحيى بن عبد الله بن خلاد عن أبيه عن جده أنه دخل المسجد فصلى ثم إنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اذهب فصل فإنك لم تصل ورواه سعيد بن منصور وعبد الله بن محمد الزهري عن بن عيينة عن بن عجلان عن علي بن يحيى بن عبد الله بن خلاد عن أبيه عن جده به قلت ذكر عبد الله في نسب علي بن يحيى زيادة لا حاجة إليها وقول بن عيينة عن جده وهم فقد رواه إسحاق بن أبي طلحة ومحمد بن إسحاق وغيرهما عن علي بن يحيى عن أبيه عن عمه هو رفاعة والحديث حديثه وهو مشهور به وكذا رواه إسماعيل بن جعفر عن يحيى بن علي بن يحيى المذكور عن أبيه عن جده عن رفاعة فهذه الطرق هي وغيرها في السنن وقد رواه أحمد وابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو عن علي بن يحيى فقال رفاعة إن خلادا دخل المسجد الحديث وكذا أخرجه الطحاوي من طريق شريك بن أبي نمر علي بن يحيى وهو الصواب فخرج من هذا أن خلادا هو المسيء صلاته وأن رفاعة أخاه هو الذي روى الحديث فإن كان خلاد استشهد ببدر فالقصة كانت قبل بدر فنقلها رفاعة والله أعلم خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجي قال بن السكن له صحبة وقال غيره له ولأبيه كذا وقع في رواية مسلم بن أبي مريم عن عطاء بن يسار عن خلاد بن السائب وكانت له ولأبيه صحبة فذكر حديثا أخرجه أبو نعيم وروى الحسن بن سفيان والطبراني من طريق أسامة بن زيد عن محمد بن كعب أخبرني خلاد بن السائب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من شيء يصيب من زرع أحدكم ولا تمره من طير ولا سبع (2/139)
<140> إلا كان له فيه أجر إسناده حسن وروى بن السكن من طريق بن وهب عن داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن يحيى المازني عن خلاد بن السائب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الحرة فمر به رجل فقال أين يذهب هذا العاجز وحده ثم مر به اثنان فقال أين يذهب هذان العاجزان ثم مر به ثلاثة فدعا لهم واستصحب وله حديث آخر في السنن لكن عن أبيه خلاد بن سويد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي جد الذي قبله قال بن الكلبي شهد بدرا وولى ابنه السائب بن خلاد اليمن لمعاوية ولم يذكر خلاد بن السائب وقال أبو أحمد العسكري خلاد بن سويد ويقال خلاد بن السائب بن ثعلبة جعلهما واحدا واختلف في اسم أبيه وقال في ترجمته إنه شهد العقبة وبدرا واستشهد يوم قريظة قلت وقد ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما في البدريين وأنه استشهد بقريظة طرحت عليه امرأة منهم رحى فشدخته فقال النبي صلى الله عليه وسلم فإن له أجر شهيدين روى أبو نعيم في ترجمة حديث إبراهيم بن خلاد بن سويد عن أبيه قال جاء جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد كن عجاجا ثجاجا ولبيان علة هذا الحديث مكان غير هذا خلاد بن عمرو بن الجموح الأنصاري السلمي يأتي نسبه في ترجمة أبيه ذكره بن إسحاق وغيره في البدريين قال أبو عمر لا يختلفون في ذلك واستشهد بأحد وذكر الواقدي أن أمه هند بنت عمرو عمة جابر بن عبد الله وأنها حملت ابنها وزوجها وأخاها بعد قتلهم على بعير ثم أمرت بهم فردوا إلى أحد فدفنوا هناك خلاد بن النعمان الأنصاري ذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عدة التي لا تحيض فنزلت واللائي يئسن من المحيض الآية استدركه بن فتحون ورأيته في تفسير مقاتل لكن لم أر فيه تسمية أبيه خلاد غير منسوب قال الحارث في مسنده حدثنا عبد العزيز بن أبان حدثنا الوليد بن عبد الله بن جميع عن عبد الرحمن بن خلاد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لأم ورقة أن تؤم أهل دارها كذا قال عبد العزيز وهو ضعيف والحديث موقوف من رواية عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة كذلك أخرجه أبو داود وغيره فإن كان محفوظا يحتمل أن يكون بالوجهين خلاد غير منسوب روى أبو يعلى من طريق عبد الخبير بن قيس بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده قال استشهد شاب من الأنصار يوم قريظة يقال له خلاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إن له أجر شهيدين قالوا لم يا رسول الله قال لأن أهل الكتاب قتلوه قال بن منده غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قلت زعم بن الأثير أن خلادا هذا هو خلاد بن سويد المتقدم ذكره وعاب على من أفرده بترجمة فلم يصب لأن الحديث ناطق بأن هذا شاب وخلاد بن سويد له ولد يقال له السائب صحابي معروف وابن ابنه خلاد بن السائب صحابي أيضا كما تقدم ولا يلزم من كون خلاد بن السائب قتل يوم قريظة بيد المرأة وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن له أجرين ألا يقتل آخر (2/140)
<141> فيها فيقال ذلك خلاد الزرقي أورده أبو موسى في الذيل وأخرج من طريق عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن خلاد الزرقي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أخاف أهل المدينة أخافه الله الحديث قلت وعبد الله بن جعفر هو المديني ضعيف والحديث معروف بالسائب بن خلاد أو خلاد بن السائب فالله أعلم خلدة الأنصاري الزرقي روى بن عبد البر من طريق عمر بن عبد الله بن خلدة الزرقي عن أبيه عن جده خلدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا خلدة ادع لي إنسانا يحلب ناقتي هذه فجاءه برجل فقال ما اسمك قال حرب قال اذهب فجاءه آخر فقال ما اسمك قال يعيش قال احلب الحديث وله شاهد في الموطأ عن يحيى بن سعيد مرسل أو معضل خليد بن المنذر بن ساوي العبدي ذكر الطبري أن العلاء بن الحضرمي أمره على جماعة ووجهه في البحر إلى فارس سنة سبع عشرة وكان أبوه قد مات إثر موت النبي صلى الله عليه وسلم قلت وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة فدل على أن لخليد وفادة والله أعلم خليد قيل هو اسم أبي ريحانة حكاه بن قانع والمشهور شمعون كما سيأتي في الشين المعجمة خليد أو خليدة بالتصغير بن قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وأحدا وسماه بن إسحاق والواقدي خليد بن قيس ولم يقولا خليدة خلف بن مالك بن عبد الله الغفاري المعروف بأبي اللحم تقدم في الألف خليفة بن أمية الجذامي ذكره الإسماعيلي في الصحابة وأسند من طريق داود بن عمران بن عائذ بن مالك بن خليفة بن أمية عن أبيه عمران عن أبيه عائذ عن أبيه مالك عن أبيه خليفة قال خرجت أنا وجبارة من مكة في فداء سبي سبي لنا حتى أتينا المدينة فأسلمنا وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما جئنا له فقال أرسل معكم جيشا قلنا يا رسول الله نصدق ونفي أو نغدر قال بل أصدقاء فذهبنا إليهم بالفداء واستقنا ما أخذ لنا إلى المدينة فضربتني اللقوة فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فمسح وجهي بيمينه فبرأت وزودنا تمرا فأتينا إلى قومنا فأراد قومنا قتلنا لأنا أسلمنا ففررنا منهم فأويت إلى أختي أم سلمى امرأة رفاعة بن زيد فأقمت حتى جاء زيد بن حارثة بالجيش وخرج رفاعه بن زيد مع قومه فأقمت عند أختي بكراع حتى جاءوا بالسبي فخرجت معهم يعني إلى المدينة خليفة ويقال عليفة بالمهملة بدل الخاء المعجمة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة البياضي ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وذكره ضرار بن صرد بإسناده إلى عبد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة أخرجه الطبراني (2/141)
<142> الخاء بعدها الميم خمخام بن الحارث بن خالد الذهلي واسمه مالك روى أبو موسى من طريق منصور بن عبد الله الخالدي حدثنا أبي حدثنا جدي خالد بن حماد حدثنا أبي حماد بن عمرو حدثنا أبي حدثنا جدي مجالد بن خمخام واسم خمخام مالك بن الحارث بن خالد قال هاجر أبي خمخام إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني بكر بن وائل مع أربعة من سدوس وهم بشير بن الخصاصية وفرات بن حيان وعبد الله بن أسود ويزيد بن ظبيان فذكر الحديث وأخرج بن منده عن محمد بن أحمد السلمي عن عبد الرحمن بن محمد بن حبيب عن محمد بن عمر الذهلي قال ذكر بن عمي أحمد بن خالد بن حماد بن عمرو بن مجالد بن الخمخام وكان الخمخام وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فيمن وفد فذكره منقطعا ومنصور الخالدي مشهور بالضعف وكان من حفاظ الحديث المكثرين فالعهدة عليه في جعله إياه مسندا خميصة بن أبان الحداني بضم المهملة وتشديد الدال ذكره وثيمة في الردة وأنه قدم من المدينة إلى عمان بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم فنعاه وقال لهم تركت الناس بالمدينة يغلون غليان القدر وذكر قصة طويلة وفيها فقال عمرو بن العاص في ذلك صدع القلوب مقالة الحداني ونعى النبي خميصة بن أبان ذكره بن فتحون في الذيل وابن الأثير ولم ينسبه لوثيمة خميصة بن الحكم السلمي أحد الأخوة ذكره الواقدي في الردة وأنه كان ممن ارتد بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقتل قبيصة السلمي قال الواقدي فحدثني عبد الله بن الحارث بن فضيل عن أبيه عن سفيان بن أبي العوجاء قال قدم معاوية بن الحكم السلمي بأخيه خميصة على أبي بكر فقال له أبو بكر لأقتلنك بقبيصة فقال له معاوية إنه قتله وهو مرتد وقد تاب الآن وراجع الإسلام فقال له أبو بكر فأخرج ديته فنعم الرجل كان قبيصة وسيأتي له ذكر في ترجمة قبيصة إن شاء الله تعالى الخاء بعدها النون خنيس بالتصغير بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي أخو عبد الله كان من السابقين وهاجر إلى الحبشة ثم رجع فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأصابته جراحة يوم أحد فمات منها وكان زوج حفصة بنت عمر فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعده ثبت ذكره في الصحيح من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده قال تأيمت حفصة من خنيس بن (2/142)
<143> حذافة فذكر الحديث وفيه وكان قد شهد بدرا وتوفي بالمدينة قال الحميدي وقع في رواية معمر حبيش بمهملة وموحدة وشين معجمة مصغرا وهو تصحيف خنيس بن خالد الأشعري الخزاعي أبو صخر كذا يقول إبراهيم بن سعد وسلمة بن الفضل عن أبي إسحاق وقال غيرهما بالمهملة والموحدة ثم المعج وهو الصواب وقد مضى خنيس بن أبي السائب بن عبادة بن مالك بن أصلع بن عيينة الأنصاري الأوسي من بني جحجبي شهد بيعة الرضوان وما بعدها ثم فتوح العراق ذكره يحيى بن منده مستدركا على جده واستدركه أبو موسى خنيس الغفاري ويقال أبو خنيس يأتي في الكنى الخاء بعدها الواو خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري أبو عبد الله وأبو صالح ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في البدريين وقالوا إنه أصابه في ساقه حجر فرد من الصفراء وضرب له بسهمه وأجره ذكره الواقدي وغيره وقالوا شهد أحدا والمشاهد بعدها فروى البغوي والطبراني من طريق جرير بن حازم عن زيد بن أسلم أن خوات بن جبير قال نزلت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمر الظهران قال فخرجت من خبائي فإذا نسوة يتحدثن فأعجبنني فرجعت فأخذت حلتي فلبستها وجلست إليهن وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبته فلما رأيته هبته فقلت يا رسول الله جمل لي شرد فأنا أبتغي له قيدا الحديث بطوله في قوله ما فعل شراد جملك وروى الطبراني وابن شاهين من طريق عبد الله بن إسحاق بن الفضل بن العباس حدثنا أبي حدثنا صالح بن خوات بن صالح بن خوات بن جبير عن أبيه عن جده عن خوات مرفوعا ما أسكر كثيرة فقليله حرام وروى بن منده من طريق أبي أويس عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات بن جبير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع الحديث وهو عند مالك عن يزيد بن رومان عن صالح عمن شهد ولم يسمه ولم يقل عن أبيه وقد رواه العمري عن القاسم بن محمد عن صالح عن أبيه وخاله عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم بن محمد فقال عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي خثمة قال كان أبو أويس حفظه فلعل صالحا سمعه من اثنين وروى السراج في تاريخه من طريق ضمرة بن سعيد عن قيس بن أبي حذيفة عن خوات بن جبير قال خرجنا حجاجا مع عمر فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف فقال القوم غننا من شعر ضرار فقال عمر دعوا أبا عبد الله فليغن من بنيات فؤاده فما زلت أغنيهم حتى كان السحر فقال عمر ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا وروى الباوردي من طريق ثابت بن عبيد عن خوات بن جبير وكان من الصحابة قال نوم أول النهار خرق وأوسطه (2/143)
<144> حلق وآخره حمق وقال موسى بن عقبة عن بن شهاب خوات بن جبير هو صاحب ذات النحيين بكسر النون وسكون المهملة تثنية نحى وهو ظرف السمن فقد ذكر بن أبي خيثمة القصة من طريق بن سيرين قال كانت امرأة تبيع سمنا في الجاهلية فدخل رجل فوجدها خالية فراودها فأبت فخرج فتنكر ورجع فقال هل عندك من سمن طيب قالت نعم فحلت زقا فذاقه فقال أريد أطيب منه فأمسكته وحلت آخر فقال أمسكيه فقد انفلت بعيري قالت اصبر حتى أوثق الأول قال لا وإلا تركته من يدي يهراق فإني أخاف ألا أجد بعيري فأمسكته بيدها الأخرى فانقض عليها فلما قضى حاجته قالت له لا هناك قال الواقدي عاش خوات إلى سنة أربعين فمات فيها وهو بن أربع وسبعين سنة بالمدينة وكان ربعة من الرجال وقال المرزباني مات سنة اثنتين وأربعين خوط بن عبد العزى تقدم في المهملة خولي بن أبي خولي بن عمرو بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف الجعفي ويقال العجلي ويقال اسم أبي خولي عمر حليف بني عدي بن كعب نسبه بن الكلبي وقال حالف الخطاب والد عمر وقال موسى بن عقبة وابن إسحاق شهد بدرا قال الهيثم بن عدي هاجر خولي وأخواه هلال وعبد الله إلى الحبشة في المرة الثانية وقال البلاذري ليس ذلك بثبت والثبت أنه هو وإخوته شهدوا بدرا قال الطبري مات في خلافة عمر وزعم بن منده أنه شهد دفن النبي صلى الله عليه وسلم وأقره أبو نعيم وهو وهم والذي شهد الدفن الكريم هو أوس بن خولي قلبه بعض الرواة كما سيأتي وسيأتي أيضا بيان وهم من زعم أن له حديثا في سكنى الشام خولي غير منسوب فرق بن أبي حاتم بينه وبين الذي قبله وجمعهما بن منده فتردد بن عبد البر قال بن أبي حاتم في ترجمة هذا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه الضحاك بن مخمر وساق بن منده حديثه وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أبا هريرة أطب الكلام وأطعم الطعام الحديث وأخرجه بقي بن مخلد في مسنده من طريق عبد الله بن عبد الجبار الحمصي عن أنيس بن الضحاك بن مخمر عن أبيه به خويلد بن خالد بن بجير بالجيم مصغرا بن عمرو بن حماس بكسر أوله والتخفيف والإهمال الكناني أبو عقرب جد أبي نوفل بن أبي عمرو بن أبي عقرب وقيل ليس بين أبي نوفل وأبي عقرب أحد ذكره الطبراني وابن شاهين وابن حبان في الصحابة وسيأتي بقية خبره في الكنى وقيل هو خالد بن بجير كما تقدم خويلد بن خالد بن منقذ بن ربيعة الخزاعي أخو أم معبد مذكور في ترجمتها ذكره أبو عمر خويلد الضمري قال بن منده روى عبد العزيز بن أبي ثابت عن عثمان بن سعيد الضمري عن أبيه عن خويلد في قصة غير أبي سفيان في بدر خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزي أبو شريح الخزاعي يأتي في الكنى وقيل في اسمه غير ذلك (2/144)
<145> خويلد بن عمرو الأنصاري السلمي ذكره محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد صفين مع علي من أهل بدر وأخرجه الطبراني وغيره الخاء بعدها الياء خيبري بموحدة بلفظ النسب بن النعمان الطائي ذكره أبو أحمد العسكري وأورد من طريق عمرو بن شمر عن جابر بن نويرة بن الحارث الطائي عن جده عن أبيه عن الخيبري بن النعمان قال نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبلنا وهو أجأ فقال يا لأهل أجا جوعا لأهل أجأ لقد حصن الله جبلهم فما فارقنا الجوع بعد وأعطياه السلم وأدينا إليه الزكاة وانصرف عنا راضيا ولم نمنع زكاة بعد ذلك وذكر الزبير في الموقفيات أن الخيبري بن النعمان هذا نزل على حاتم الطائي بعد أن مات وطلب منه القرى فرآه في المنام وأنشده أبياتا والقصة مشهورة خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بنون ومهملتين بن غنم الأنصاري قال بن الكلبي هو والد سعد بن خيثمة استشهد يوم أحد قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي وسيأتي ذكره في ترجمة ولده سعد بن خيثمة إن شاء الله تعالى خير مولى عامر بن الحضرمي يأتي ذكره في ترجمة عامر بن الحضرمي ويقال هو بجيم ثم موحدة كما تقدمت الإشارة إليه في حرف الجيم الخاء بعدها الألف القسم الثاني خالد بن عجير بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف لأبيه صحبة كما سيأتي وذكر بن الكلبي أن عمر بن الخطاب جلد خالدا هذا في الشراب قلت ولا يتأنى أن يجلد عمر أحدا إلا أن يبلغ ومتى كان بالغا في عهده استلزم أن يكون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم موجودا فأقل أحواله أن يكون من هذا القسم وله أخ اسمه نافع يأتي ذكره في النون الخاء بعدها اللام خليفة بن بشر ذكره يحيى بن منده فيمن استدركه على جده واستأنس بحديث أورده جده من طريق فاطمة بنت مسلم عن خليفة بن بشر عن أبيه أنه أسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ماله وولده الحديث القسم الثالث الخاء بعدها الألف خارجة بن الصلت البرجمي بضم الموحدة والجيم بينهما راء ساكنة له إدراك وذكره (2/145)
<146> بن حبان في ثقات التابعين وكان يسكن الكوفة وقال بن المبارك عن زكريا عن الشعبي عن خارجة بن الصلت قال انطلق عمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلينا فمر بأعرابي مجنون موثق بالحديد فذكر الحديث وقد أخرجه أبو داود والنسائي من طريق زكريا فقال عن خارجة عن عمه وليس فيه ثم رجع إلينا واسم عم خارجة علاقة خارجة بن عقال الرعيني ثم الزيادي له إدراك وكان ممن شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص وتقدم في ثمامة خالد بن خويلد الهذلي أبو ذؤيب حكاه المرزباني والمشهور خويلد بن خالد ويأتي خالد بن ربيعة بن مر بن حارثة بن ناصرة الجدلي ويقال خالد بن معبد والصواب خالد أبو معبد له إدراك قال إبراهيم بن المنذر عمن ذكره عن معبد بن خالد عن أبي سريحة قال أبي وأبوك لأول المسلمين وقف على باب مدينة العذراء بالشام أخرجه بن منده ورواه بن وهب عن إسحاق بن يحيى التيمي عن معبد بن خالد فذكره مطولا وقال المرزباني كان حميدا بليغا اجتمعت عليه ربيعة بعد موت علي لما حلف معاوية أن يسبي ربيعة ويبيع ذراريهم لسمارعتهم إلى علي فقال خالد تمنى بن حرب حلفة في نسائنا ودون الذي ينوي سيوف قواضب سيوف نطاق والقناة فتستقي سوى بعلها بعلا وتبكي القرائب فإن كنت لا تغضي على الحنث فاعترف بحرب شجي بين اللها والشوارب وقال فيه أيضا وقد ذكر له عليا معاوى لا تجهل علينا فإننا يد لك في اليوم العصيب معاويا ودع عنك شيخا قد مضى لسبيله على أي حاليه مصيبا وخاطيا خالد بن زهير بن محرث الهذلي بن أخت أبي ذؤيب الشاعر المشهور قدم أبو ذؤيب على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما فدخل المدينة حين مات النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يدفن وكان خالد بن عم أبي ذؤيب قال بن الكلبي وسمى جده محرثا وكان هو الذي ربي خالدا فاتفق أنه عشق في الجاهلية امرأة من قومه يقال لزوجها مالك بن عويمر فغلب مالكا عليها وكان يرسل بن أخته خالدا إليها من قبل أن تتحول إليه وكان خالد مقيما عند خاله يخدمه وكان جميلا فعلقته المرأة فاطلع أبو ذؤيب على شيء من ذلك فأتاها وأنشدها أبياتا منها تريدين كيما تجميعي وخالدا وهل يجمع السيفان ويحك في غمد وقال يذم خالدا رعى خالدا سري ليالي نفسه توالي على قصد السبيل أمورها فبلغ ذلك خالدا فضمها إليه وأجاب خاله بقوله فلا يبعدن الله لبك إذ غزا فسافر والأحلام جم عثورها ألم تنتقذها من يداين عويمر وأنت صفي نفسه وسميرها (2/146)
<147> فلا تجز عن من سيرة أنت سرتها فأول راض سيرة من يسيرها خالد بن سطيح الغساني قال بن منده أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وفي إسناد حديثه نظر خالد بن عروة بن الورد العبسي له إدراك وذلك أن أباه مات قبل البعثة ولهذا ولد يقال له يزيد بن خالد ذكره المرزباني في معجم الشعراء وأنشد له وكان أخي إذا ما عد مالي وكنت عياله دون العيال فإني لا أجازيه بوفري لنسل أصبحوا في قل مالي خالد بن عمير العدوي البصري ذكره بن عبد البر وقال أدرك الجاهلية وشهد خطبة عتبة بن غزوان بالبصرة وذكره بن حبان في ثقات التابعين ونقل أبو موسى عن عبدان أنه قال لا أدري أله رواية أم لا خالد بن معبد هو بن ربيعة خالد بن المعمر بن سليمان بن الحارث بن شجاع بن الحارث بن سدوس السدوسي له إدراك قال أبو أحمد العسكري كان رئيس بكر بن وائل في عهد عمر وذكر الجاحظ في كتاب البيان أن أبا موسى في عهد عمر جعل رياسة بكر لخالد هذا بعد أن استشهد مجزأة بن ثور فجعلها عثمان بعد ذلك لشقيق بن مجزأة ثم صيرها علي لحصين بن المنذر وكان خالد مع علي يوم الجمل وصفين من أمرائه قاله يعقوب بن سفيان وفيه يقول الشاعر يخاطب معاوية معاوي أمر خالد بن معمر فإنك لولا خالد لم تؤمرا وروى يعقوب بن شيبة من طريق شبيل بن عزرة أن بني الحارث وثبوا مع خالد بن المعمر يوم صفين على شقيق بن ثور فانتزعوا الراية منه وروى يعقوب بن سفيان من طريق مضارب العجلي قال تفاخر رجلان من بكر بن وائل فتحا كما إلى رجل من همدان فقال أيكما خالد بن المعمر الذي بايعته ربيعة يوم صفين على الموت فذكر القصة وذكر بن ماكولا أن معاوية أمره على أرمينية فوصل إلى نصيبين فمات بها خالد بن هلال ذكره الطبري فيمن استشهد مع المثنى بن حارثة في الفتوح في صدر خلافة عمر واستدركه بن فتحون خالد بن الوليد السكسكي ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال أدرك الجاهلية وروى المراسيل روى عنه يحيى بن الضحاك الخاء بعدها الباء خباب الحدلي هو بن ربيعة تقدم (2/147)
<148> خباب والد عطاء له إدراك وقد تقدم في الأول الخاء بعدها الثاء خثيم بمثلثة مصغرا المكي القاري من القارة له إدراك وسمع من عمر روى عنه بن أبي حبيبة ذكره البخاري وابن حبان في التابعين وروى يحيى بن سعيد عن أبيه عنه وقال عمر بن شبه في كتاب مكة حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سعيد بن حسان عن عياض بن وهب حدثني خثيم رجل من القارة قال أتيت عمر بن الخطاب وهو يقطع الناس عند المروة فقلت أقطعني لي ولعقبي فأعرض عني وقال هو حرم الله سواء العاكف فيه والبادي قال خثيم فأدركت الذين أقطعوا باع بائعهم وورث مورثهم ومنعت أنا لأني قلت لي ولعقبي الخاء بعدها الدال والراء خداش بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري شهد حنينا مع المشركين وله في ذلك شعر يقول فيه يا شدة ما شددنا غير كاذبة على سخينة لولا الليل والحرم ثم أسلم خداش بعد ذلك بزمان ووفد ولده سعساع على عبد الملك يتنازعون في العرافة فنظر إليه عبد الملك فقال قد وليتك العرافة فقام قومه وهم يقولون ملح بن خداش فسمعهم عبد الملك فقال كلا والله لا يهجونا أبوك في الجاهلية ونسودك في الإسلام وذكر البيت المتقدم والمراد بقوله سخينة قريش وذكر المرزباني أنه جاهلي وأن البيت الذي قاله في قريش كان في حرب الفجار وهذا أصوب الخاء بعدها الراء خراش بن أبي خراش الهذلي واسم أبيه خويلد بن مرة وسيأتي ذكره أدرك الجاهلية وغزا في عهد عمر قال أبو عبيدة وغيره أسر بنو فهم عروة أخا أبي خراش فمضى إليهم أبو خراش بابنه خراش فرهنه عندهم وأطلق أخاه ثم أحضر الفداء وأطلق ابنه وقال في ذلك شعرا وروى أبو الفرج الأصبهاني من طريق بن أخي الأصمعي عن الأصمعي قال هاجر خراش بن أبي خراش في عهد عمر وغزا فأوغل في بلاد العدو فقدم أبو خراش المدينة فجلس بين يدي عمر وشكا إليه شوقه إلى (2/148)
<149> خراش وأنه انقرض أهله وقتل إخوته ولم يبق له غيره وأنشده ألا من مبلغ عني خراشا وقد يأتيك بالنبأ البعيد الأبيات قال فكتب عمر بأن يقفل خراش وألا يغزو من كان له أب شيخ إلا بعد أن يأذن له خراش والد عبد الله له إدراك روى الروياني في مسنده من طريق يعلى بن عطاء عن عبد الله بن خراش عن أبيه قال نزل عمر بن الخطاب الجابية فمر معاذ بن جبل فذكر قصة وفيها قال فأخبرني أبي أنه سمع عمر يدعو اللهم ثبتنا على أمرك واعصمنا بحبلك وارزقنا من فضلك خرزاد بن بزرج الفارسي الصنعاني أحد من قتل الأسود الذي تنبأ باليمن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يأتي ذكره وذكر الذي بعده في داذويه إن شاء الله تعالى خرخست الفارسي يأتي ذكره مع الذي بعده وقد مضى التنبيه عليه في حنيش الديلمي خريت بن راشد الشامي له إدراك وكان رئيس قومه شهد مع علي حروبه ثم فارقه لما وقع التحكيم ثم أرسل إليه علي معقلا الرياحي أحد بني يربوع فأوقع بهم ذكر ذلك الزبير بن بكار الخاء بعدها الزاي خزيمة بن عداس المزني ذكره المرادي في الزمني من الأشراف وروى من طريق الهيثم بن عدي عن أبيه عن أبي إياس قال خرج خزيمة بن عداس المزني وكان قد ذهب بصره ويقال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة الخاء بعدها السين خسر خسرة الفارسي رسول باذان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم ذكره في الباء الموحدة في بأبويه خسيس بمعجمة مصغرا الكندي أنشد له أبو حذيفة البخاري في الفتوح شعرا قاله في طاعون عمواس ذكره بن عساكر في تاريخه يقول فيه فصبرنا لهم كما حكم الله وكنا في الموت أهل تأسي قلت وهذا غير خسيس الكندي الآتي في الأخير (2/149)
<150> الخاء بعدها الطاء خطيل بن أوس العبسي أخو الحطيئة الشاعر أدرك الجاهلية وله شعر في زمن الردة ذكره سيف الخاء بعدها الفاء خفاف بن مالك بن عبد يغوث بن علي بن ربيعة المازني مازن بني تيم قال الآمدي شاعر فارس أدرك الجاهلية والإسلام وهو القائل ولا عزنا يعدي على ظلم غيرنا وليس علينا للظلامة مذهب خليفة بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة العبسي والد القعقاع مات أبوه في الجاهلية وكان القعقاع رجلا في زمن عبد الملك بن مروان وأقطعه أرضا نسبت إليه ذكر ذلك البلاذري وكانت ولادة بنت العباس بن جزء المذكور عند عبد الملك فولدت له ولديه الوليد وسليمان خليفة بن عبد الله بن الحرث بن المستلم بن قيس بن معاوية الجعفي له إدراك وتزوج الحسن بن علي ابنته عائشة ولها معه قصة لما مات علي فدخلت عليه تهنئه بالخلافة فطلقها ذكر ذلك بن الكلبي خليفة المنقري جد أبي سوية أو أبو سوية وهو جد العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري قال بن منده له إدراك ولا يعرف له صحبة قلت سيأتي ذكره مبينا في ترجمة محمد بن عدي بن ربيعة الخاء بعدها النون خنابة بن كعب العبسي أحد المعمرين أدرك الجاهلية والإسلام وذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين عن العمري حدثني عطاء بن مصعب عن الزبرقان قال عطاء دخل خنابة بن كعب العبشمي على معاوية حين انسق له الأمر ببيعة يزيد وقد أتت لخنابة يومئذ مائة وأربعون سنة فقال له معاوية يا خنابة كيف نفسك اليوم فقال يا أمير المؤمنين (2/150)
<151> على لسان صارم إن هزرته وركني ضعيف والفؤاد موقر كبرت وأفنى الدهر حولي وقوتي فلم يبق إلا منطق ليس يهدر قال وهو القائل فما أنا إن أخنستما بي وحلتما عن العهد بالفتى الصغير فأخدع حويت من الغايات تسعين حجة وخمسين حتى قيل أنت المقزع خنافر بن التوأم الحميري كان كاهنا من حمير ثم أسلم على يد معاذ بن جبل وله خبر حسن من أعلام النبوة في إسناده مقال ذكره أبو عمر قلت وذكره الأزدي وقال إسناد خبره ضعيف انتهى ووجدت خبره في الأخبار المنثورة لابن دريد قال أخبرني عمي عن أبيه عن بن الكلبي عن أبيه قال كان خنافر بن التوأم كاهنا وكان قد أوتي بسطة في الجسم وسعة في المال وكان عاتيا فلما وفدت وفود اليمن على النبي صلى الله عليه وسلم وظهر الإسلام أغار على إبل لمراد فاكتسحها وخرج بماله وأهله فلحق بالشحر فحالف جودان بن يحيى القرضمي وكان سيدا منيعا فنزل واديا مخصبا وكان له رئي في الجاهلية ففقده في الإسلام قال فبينا أنا ليلة بذلك الوادي إذ هوى على هوى العقاب فقال خنافر فقلت شصار فقال اسمع أقل قلت قل أسمع قال عه تغنم لكل ذي أمد نهاية وكل ذي ابتداء له غاية قلت أجل قال كل دولة إلى أجل ثم يتاح لها حول وقد انتسخت النحل ورجعت إلى حقائقها الملل إني آنست بالشام نفرا من آل العذام حكاما على الحكام يذبرون ذا رونق من الكلام ليس بالشعر المؤلف ولا السجع المتكلف فأصغيت فزجرت فعاودت فظلفت فقلت بم تهينمون وإلام تعتزون فقالوا خطاب كبار جاء من عند الملك الجبار فاسمع يا شصار لأصدق الأخبار واسلك أوضح الآثار تنج من أوار النار فقلت وما هذا الكلام قالوا فرقان بين الكفر والإيمان أتى به رسول من مضر ثم من أهل المدر ابتعت فظهر فجاء بقول قد نهر وأوضح نهجا قد دثر فيه مواعظ لمن اعتبر قلت ومن هذا المبعوث بالآي الكبر قال أحمد خير البشر فإن آمنت أعطيت الشبر وإن خالقت أصليت سقر فآمنت يا خنافر وأقبلت إليك أبادر فجانب كل نجس كافر وشايع كل مؤمن طاهر وإلا فهو الفراق قال فاحتملت بأهلي فرددت الإبل إلى أهلها ثم أقبلت إلى معاذ بن جبل بصنعاء فبايعته على الإسلام وعلمني سورا من القرآن وفي ذلك أقول ألم تر أن الله عاد بفضله وأنقذ من لفح الزخيخ خنافرا دعاني شصار للتي لو رفضتها لأصليت جمرا من لظى الهوب واهرا الخاء بعدها الواو خويلد بن خالد بن محرث أحد بني مازن بن معاوية بن تميم بن عمرو بن سعد بن هذيل أبو ذؤيب الهذلي مشهور بكنيته يأتي في الكنى (2/151)
<152> خويلد بن ربيعة العقيلي أبو حرب ذكره وثيمة في الردة وأنه خطب قومه بني عامر وأمرهم بالثبات على الإسلام قال وكان فارس بني عامر ومن شعره في ذلك أراكم أناسا مجمعين على الكفر وأنتم غدا نهب لخيل أبي بكر بني عامر إن تأمنوا اليوم خالدا يصبكم غدا منه بقارعة الدهر خويلد بن مرة الهذلي أبو خراش الشاعر الفارس المشهور قال المرزباني أدرك الإسلام شيخا كبيرا ووفد على عمر وقد أسلم وله معه أخبار وقتل أخوه عروة قتلته ثمالة من الأزد وأسروا ابنه خراشا فدعا الذي أسره رجلا للمنادمة فرأى خراشا موثقا في القيد فألقى عليه رداءه فأجاره فلما أطلق قدم على أبيه فقال له من أجارك قال لا أدري والله وقال أبو الفرج الأصبهاني كان أحد الفصحاء أدرك الجاهلية والإسلام ومات في أيام عمر ثم روى من طريق الأصمعي قال دخل أبو خراش الهذلي مكة في الجاهلية وللوليد بن المغيرة فرسان يريد أن يرسلهما في الحلبة فقال ما تجعل لي إن سبقتهما عدوا قال إن فعلت فهما لك فسبقهما وأنشد له لما هدم خالد بن الوليد العزي شعرا يبكيها ويرثي سادنها دبية السلمي وأنشد له شعرا قاله في زهير بن العجوة يرثيه لما قتل يوم الفتح وقيل في حنين وهو القائل لما قتل ابنه عروة في الجاهلية وسلم خراش الذي تقدم ذكره حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا خراش وبعض الشر أهون من بعض ولم أدر من ألقى عليه رداءه ولكنه قد سل عن ماجد محض وقد ذكر المبرد في الكامل القصة وملخصها ما ذكر ويقال إنه لا يعرف من مدح من لا يعرف غير أبي خراش وقال بن الكلبي والأصمعي وغيرهما مر علي أبي خراش وكان قد أسلم فحسن إسلامه نفر من اليمن وكانوا حجاجا فنزلوا عليه فقال ما أمسى عندي ماء ولكن هذه برمة وشاة وقربة فردوا الماء فإنه غير بعيد ثم اطبخوا الشاة وذروا البرمة والقربة عند الماء حتى نأخذها فامتنعوا وقالوا لا نبرح فأخذ أبو خراش القربة وسعى نحو الماء تحت الليل فاستقى ثم أقبل فنهشته حية فأقبل مسرعا حتى أعطاهم الماء ولم يعلمهم ما أصابه فباتوا يأكلون فلما أصبحوا وجدوه في الموت فأقاموا حتى دفنوه فبلغ عمر خبره فقال والله لولا أن يكون سنة لأمرت ألا يضاف يماني بعدها ثم كتب إلى عامله أن يأخذ النفر الذين نزلوا بأبي خراش فيغرمهم ديته وأنشد له المرزباني في أخيه عروة المذكور تقول أراه بعد عروة لاهيا وذلك رزء ما عملت جليل فلا تحسبي أني تناسيت عهده ولكن صبري يا أميم جميل الخاء بعدها الياء خيار بن أوفى أو بن أوفى النهدي له إدراك روى الدينوري في المجالسة من طريق النضر عن عمر بن الحسن عن أبيه قال دخل بن أبي أوفى النهدي على معاوية وكان كبير السن (2/152)
<153> فقال له معاوية لقد غيرك الدهر فذكر قصة وقال بن أبي الدنيا حدثنا العباس بن بكار عن عيسى بن يزيد قال دخل خيار بن أبي أوفى في النهدي على معاوية فقال له ما صنع بك الدهر قال ضعضع قناتي وجرأ على عداتي وأنشد شعرا قاله في الزجر عن شرب الخمر خيار بن مرثد التجيبي ثم الأبذوي له إدراك قال بن يونس شهد فتح مصر وكان رئيسا فيهم القسم الرابع الخاء بعدها الألف خارجة بن جبلة ذكره بن حبان وغير واحد في الصحابة وهو وهم نشأ عن تصحيف وانقلاب فأخرجوا من طريق شريك عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن خارجة بن جبلة في قراءة قل هو الله أحد هكذا قال بشر بن الوليد عن شريك وقال سعيد بن سليمان عن شريك بن جبلة بن خارجة وهو الصواب وهكذا قال أصحاب أبي إسحاق قال الباوردي أخاف أن يكون شريك أخطأ فيه لما حدث به بشرا أو أخطأ فيه بشر على شريك خارجة بن زيد الخزرجي الذي تكلم بعد الموت كذا سماه أبو نعيم وانقلب عليه والصواب زيد بن خارجة وسيأتي في الزاي خارجة بن المنذر ذكره أبو موسى عن عبدان والصواب خارجة بن عبد المنذر كما تقدم خارجة بن النعمان ذكره أبو موسى عن علي بن سعيد العسكري وهو خطأ نشأ عن تصحيف وسقط والصواب أم هشام بنت حارثة بن النعمان والواهم فيه محمد بن حبيب شيخ العسكري فروى من طريق شعبة عن حبيب بن عبد الرحمن عن معن بن عبد الله أو عبد الله بن معن عن خارجة بن النعمان قال لقد رأيتنا وإن تنورنا وتنور رسول الله لواحد الحديث وهذا مشهور من رواية شعبة عن حبيب عن عبد الله بن محمد بن معن عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان والحديث عند مسلم وأبي داود وغيرهما ووهم الذهبي فذكر هنا أن الحديث لحارثة وليس كذلك بل هو لابنته خالج بن أسيد بن أبي المغلس ذكره عبدان فصحفه والصواب بن أبي العيص كما تقدم على الصواب خالد بن أيمن المعافري تابعي أرسل حديثا فذكره بن عبد البر في الصحابة ثم أنكر على بن أبي حاتم إيراده ولا إنكار عليه فإنه بين أمره فقال خالد بن أيمن إن أهل العوالي كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم فنهاهم أن يصلوا في يوم مرتين وروى عنه عمرو بن شعيب وهكذا (2/153)
<154> أورده البخاري من طريق عمرو بن شعيب وقال في آخره فذكرته لسعيد بن المسيب فقال صدق قال أبو عمر لا يعرف في الصحابة ولا ذكره غيره أي بن أبي حاتم وإنما يعرف هذا عن عمرو بن شعيب عن سليمان بن يسار عن بن عمر كذا قال وقد ذكره البخاري كما ترى خالد بن سعد ذكره عبدان وهو خطأ نشأ عن تصحيف وسقط قال عبدان حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا مكي عن هاشم بن هاشم عن عامر عن خالد بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تصبح بسبع تمرات الحديث قال وقد أخرجه أحمد في مسنده عن مكي بن إبراهيم عن هاشم فقال عن عامر بن سعد عن أبيه لا ذكر لخالد فيه وهكذا أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي من طرق عن هاشم بن هاشم خالد بن سنان العبسي ذكره أبو موسى عن عبدان وقال ليست له صحبة ولا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فقال نبي ضيعه قومه ووفدت ابنته على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت وقد سمعته يقرأ قل هو الله أحد كان أبي يقول هذا قال بن الأثير لا أدري لم ذكره مع اعترافه بأن لا صحبة له قلت ولو كان كل من يذكره النبي صلى الله عليه وسلم يكون صحابيا لاستدركنا عليه خلقا كثيرا وقد نسب بن الكلبي خالدا هذا فقال خالد بن سنان بن غيث بن مريطة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي وذكر المسعودي في مروج الذهب من طريق سعيد بن كثير بن عفير المصري عن أبيه عن جده عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله خلق طائرا في الزمن الأول يقال له العنقاء فكثر نسله في بلاد الحجاز فكانت تخطف الصبيان فشكوا ذلك لخالد بن سنان وهو نبي ظهر بعد عيسى من بني عبس فدعا عليها أن يقطع نسلها فبقيت صورتها في البسط وبه قال بن عباس وكان خالد بن سنان بعث مبشرا بمحمد صلى الله عليه وسلم فلما حضرته الوفاة قال إذا أنا مت فادفنوني في حقف من هذه الأحقاف فذكر نحو ما تقدم وبه إلى بن عباس قال ووردت ابنة له عجوز على النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاها بخير وأكرمها وقال لها مرحبا بابنة نبي ضيعه قومه فأسلمت وفي ذلك يقول شاعر من بني عبس فذكر شعرا وأصح ما وقفت عليه في ذلك مع إرساله ما قرأت على أبي المعالي الأزهري عن زينب بنت أحمد المقدسية عن إبراهيم بن محمود قال قرأ على خديجة بنت النهرواني ونحن نسمع عن الحسين بن أحمد بن طلحة سماعا أنبأنا أبو الحسين بن بشران في الجزء الثاني من الرابع من أمالي عبد الرزاق عن إسماعيل الصفار سماعا أنبأنا عبد الرزاق إملاء حدثنا سفيان عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنة نبي ضيعه قومه ورجاله ثقات إلا أنه مرسل وقال الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن بن عباس دخلت ابنة خالد بن سنان على النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنة نبي ضيعه قومه قال الفضل بن موسى الشيباني دخلت على أبي حمزة السكري فحدثته بهذا عن الكلبي فقال استغفر الله استغفر الله أخرجه (2/154)
<155> الحاكم في تاريخ نيسابور ورواه أبو محمد بن زبر عن الخضر بن أبان عن عمرو بن محمد عن سفيان الثوري عن سالم نحوه وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب الأرجاء والجماجم خالد بن سنان أحد بني مخزوم بن مالك العبسي لم يكن في بني إسماعيل نبي غيره قبل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي أطفأ نار الحرة وكانت حرة ببلاد بني عبس يستضاء بنارها من مسيرة ثلاثة أيام وربما سطعت منها عنق فاشتعلت في البلاد فلا تمر على شيء إلا أهلكته فإذا كان النهار فإنما هي دخان يفور فبعث الله خالد بن سنان العبسي فاحتفر لها سربا ثم أدخلها فيه والناس ينظرون ثم اقتحم فيها حتى غيبها فسمع بعض القوم وهو يقول هلك الرجل فقال خالد بن سنان كذب بن راعية المعزى وخرج يرشح جبينه عرقا وهو يقول عودي بدا كل شيء يؤدى لأخرجن منها وجسدي يندى فلما حضرته الوفاة قال لقومه إذا أنا مت فاحفروا قبري بعد ثلاث فإنكم ترون عيرا يطوف بقبري وإذا رأيتم ذلك فإني أخبركم بما هو كائن إلى يوم القيامة فاجتمعوا فلما رأوا العير أرادوا نبشه فقال ابنه عبد الله بن خالد بن سنان لا تنبشوه ولا أدعى بن المنبوش أبدا فافترقوا فرقتين فتركوه وقدمت ابنته على النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وأجسلها عليه وقال ابنة نبي ضيعه قومه وقال القاضي عياض في الشفاء في سياق من اختلف في نبوته وخالد بن سنان المذكور يقال إنه نبي أهل الرس وقد روى الحاكم وأبو يعلى والطبراني من طريق معلى بن مهدي عن أبي عوانة عن أبي يونس عن عكرمة عن بن عباس أن رجلا من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه إني أطفىء عنكم نار الحدثان فقال له عمارة بن زياد رجل من قومه والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقا فما شأنك وشأن نار الحدثان تزعم أنك تطفئها قال انطلق فانطلق معه عمارة في ثلاثين من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل من حرة يقال لها حرة أشجع فخط لهم خالد خطة فأجسلهم فيها وقال إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي قال فخرجت كأنها جبل سعر يتبع بعضها بعضا واستقبلها خالد فضربها بعصاه حتى دخل معها الشق وهو يقول بدا بدا بدا كل هدى بؤدى زعم بن راعية المعزي أني لا أخرج منها وثيابي تندى حتى دخل معها الشق قال فأبطأ عليهم فقال عمارة بن زياد والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج منها فقالوا إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه قال فدعوه باسمه فخرج إليهم وقد أخذ برأسه فقال ألم أنهكم أن تدعوني باسمي قد والله قتلتموني فإذا مت فادفنوني فإذا مرت بكم عانة حمر فانبشوني فإنكم ستجدونني حيا فأخبركم بما يكون فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقالوا انبشوه فإنه قد أمرنا أن ننبشه فقال لهم عمارة بن زياد تحدث مضر أنا ننبش موتانا والله لا تنبشوه أبدا وقد كان خالد أخبرهم أن في عكن امرأته لو حين فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه وقال لا تمسهما حائض فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض فذهب ما كان فيهما من علم قال أبو يونس قال سماك بن حرب سئل (2/155)
<156> عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك نبي ضيعه قومه وإن ابنته أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنة أخي قال الحاكم هذا حديث صحيح فإن أبا يونس هو حاتم بن أبي صغيرة قلت لكن معلى بن مهدي ضعفه أبو حاتم الرازي قال الحاكم قد سمعت أبا الأصبع عبد الملك بن نصر وغيره يذكرون أن بينهم وبين القيروان بحرا في وسط جبل لا يصعده أحد وإن طريقها في البحر على الجبل وإنهم رأوا في أعلى الجبل في غار هناك رجلا عليه صوف أبيض وهو مختب في صوف أبيض ورأسه على يديه كأنه نائم لم يتغير منه شيء وإن جماعة أهل تلك الناحية يشهدون أنه خالد بن سنان قلت وشهادة أهل تلك الناحية بذلك مردودة فأين بلاد بني عبس من جبال المغرب وأخرجه البزار والطبراني من طريق قيس بن الربيع عن سالم موصولا بذكر بن عباس قال ذكر خالد بن سنان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك نبي ضيعه قومه وزاد الطبراني وجاءت بنت خالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألها قومه الحديث وقيس ضعيف من قبل حفظه وسيأتي له ذكر في ترجمة سباع بن زيد العبسي وذكر المسعودي في مروج الذهب من طريق محمد بن عمر حدثني علي بن مسلم الليثي عن المقبري عن أبي هريرة قال قدم ثلاثة نفر من بني عبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه قدم قراؤنا وأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له ولنا أموال ومواش هي معاشنا فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا فقال اتقوا الله حيث كنتم فلن يليتكم من أعمالكم شيئا ولو كنتم بصدر جازان وسألهم عن خالد بن سنان فقالوا لا عقب له فقال نبي ضيعه قومه ثم أنشأ يحدث أصحابه حديث خالد بن سنان وأخرج بن شاهين في الصحابة من طريق الحسين بن محمد حدثنا عائذ بن حبيب عن أبيه حدثني مشيخة من بني عبس عن سباع بن زيد أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له قصة خالد بن سنان فقال ذاك نبي ضيعه قومه خالد بن سويد ويقال خلاد بن سويد وهو الأشهر قلت من قال فيه خالد فقد صحف خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي جد والد محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد الفقيه ذكره عبدان وأخرج من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر وكان خالد بن صخر من مهاجرة الحبشة عن أبيه عن خالد بن عبد الله قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء فذكر حديثا قال عبدان لم أجد لخالد بن صخر ذكرا إلا في هذا الحديث قلت الصواب وكان الحارث بن خالد من مهاجرة الحبشة وقد ذكرنا في موضعه قال بن الأثير والصحبة والهجرة للحارث لا لخالد وولد للحارث ابنه إبراهيم بالحبشة وقد تقدم ذكره أيضا خالد بن الطفيل بن مدرك الغفاري قال بن منده ذكره بن منيع في الصحابة وفيه نظر وروى من طريق سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن خالد بن الطفيل بن مدرك الغفاري أن (2/156)
<157> النبي صلى الله عليه وسلم بعث جده مدركا إلى مكة ليأني بابنته قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وركع قال أعوذ برضاك من سخطك الحديث قلت لم يورده بن منيع إلا في ترجمة مدرك وكلام بن منده يوهم أنه ذكر خالدا في الصحابة وليس كذلك خالد بن فضاء تابعي أرسل حديثا فذكره على بن سعيد العسكري من طريق حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن خالد بن فضاء قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحسن قراءة قال الذي إذا سمعت قراءته رأيت أنه يخشى الله تعالى خالد بن كثير قال بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال ليست له صحبة فقلت إن أحمد بن يسار أدخله في المسند فقال إنما يروى عن أبي إسحاق ونحوه قلت وذكره بن حبان في تابعي التابعين خالد بن اللجلاج قال أبو عمر في صحبته نظر وله حديث حسن رواه بن عجلان عن زرعة بن إبراهيم عنه ولا أعرفه في الصحابة انتهى وما عرفت من هو الذي ذكره في الصحابة قبله وهو تابعي مشهور قال أبو حاتم روايته عن عمر مرسلة نعم لأبيه صحبة وأما خالد فذكره بن سميع في الطبقة الرابعة وخليفة في الأولى من الشاميين والبخاري وابن أبي خيثمة وابن حبان في التابعين وقال بن إسحاق قال لي مكحول كان خالد ذا سن وصلاح رواه البخاري في تاريخه خالد بن يزيد بن معاوية ذكره عبدان وأخرج من طريق سعيد بن أبي هلال عن علي بن خالد أن أبا أمامة مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله قلت ظن أن الضمير يعود على خالد وليس كذلك بل إنما يعود على المشار إليه وهو أبو أمامة والحديث حديثه وليست لخالد بل ولا لأبيه صحبة خالد أبو نافع الخزاعي كان ممن بايع تحت الشجرة ثم ذكره أبو عمر مفرقا بينه وبين خالد الخزاعي المتقدم ذكره فوهم نبه عليه بن الأثير خالد الجهني قال الذهبي في الميزان روى عبد الله بن مصعب بن خالد الجهني عن أبيه عن جده فرفع خطبة منكرة وفيهم جهالة قلت تلقف ذلك من بن القطان فإنه ذكر الحديث الذي سأذكره ثم قال عبد الله وأبوه لا يعرفان في هذا أو نحوه ولم يتعرض لخالد فأصاب لأن في سياقه تلقفت هذه الخطبة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك فسمعته يقول والخمر جماع الإنم هكذا أخرجه الدارقطني في السنن من طريق الزبير بن بكار عن عبد الله بن نافع عن عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد بن خالد الجهني عن أبيه عن زيد بن خالد قال تلقفت وخالد بن زيد الذي حاول الذهبي تجهيله لا رواية له أصلا في هذا الحديث ولا في غيره فإن مقتضى سياق الدارقطني أن يكون الضمير في قوله عن جده لمصعب وجده هو زيد بن خالد الصحابي المشهور وكذا أخرج الترمذي الحكيم (2/157)
<158> هذا الحديث في نوادر الأصول وصرح بأن الخطبة طويلة ثم أخرجه أيضا من رواية عبد الله بن نافع بهذا السند ولفظه استلقفت هذه الخطبة فذكر مثله ولكن اقتصر من المتن على قوله صلى الله عليه وسلم خير ما ألقي في القلب اليقين وقد وقعت لنا هذه الخطبة مطولة من وجه آخر أخرجها أبو أحمد العسكري في الأمثال والديلمي في مسند الفردوس من طريقه بسند له إلى عبد الله بن مصعب بن منظور عن حميد بن سيار عن أبيه عن عقبة بن عامر قال خرجنا في غزوة تبوك فذكر الحديث بطوله وأوله يؤمهم عن صلاة الفجر وفيه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله فذكره بطوله وفيه وخير ما ألقي في القلب اليقين وعبد الله بن مصعب هذا غير صاحب الترجمة وهو أيضا كذا الخاء بعدها الباء خباب بن قيظي تقدم القول في القسم الأول من الحاء المهملة خباب بن المنذر بن عمرو بن الجموح الأنصاري استدركه أبو موسى وعزاه لموسى بن عقبة في البدريين قلت وهو تصحيف شنيع وإنما هو الحباب بضم المهملة وتخفيف الموحدة خبيب بن الحارث ذكره أبو موسى عن بن شاهين ونبه على أنه صحفه وإنما هو بالجيم حبيب جد معاذ بن عبد الله ذكره أبو موسى عن عبدان وتعقبه بن الأثير بأن بن منده ذكره كما تقدم في القسم الأول وهو الجهني الخاء بعدها الدال خداش بن حصين بن الأصم أو خراش فرق أبو عمر بينه وبين خراش بن بشير وتعقبه بن الأثير بأنهما واحد وهو كما قال خدع الأنصاري قال أبو موسى ذكره علي العسكري وأبو الفتح الأزدي في الخاء المعجمة والصواب بالجيم كما تقدم الخاء بعدها الراء خراش بن جحش بن عمرو بن عبد الله بن بجاد العبسي ذكره بن بشكوال وقال (2/158)
<159> كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم فحرق كتابه قلت وهذا يدل على أن لا صحبة له ثم قد صحفه وإنما هو بالمهملة أوله وهو والد ربعي وأخيه الربيع خراش الكلبي السلولي تقدم التنبيه على وهم أبي عمر فيه في خراش بن أمية في الأول خرشة شامي له صحبة ذكره بن عبد البر وعزاه لأبي حاتم وفرق بينه وبين خرشة بن الحارث المحاربي وخرشة بن الحر الفزاري ثم زعم بن عبد البر أن الشامي هو الفزاري فوهم وإنما هو المحاربي والله أعلم خريم فرق الباوردي بينه وبين بن فاتك فوهم وهما واحد خزامة بن يعمر الليثي ذكره أبو موسى وكذا وقع في ثاني القطيعات والصواب أبو خزامة كما سيأتي في الكنى الخاء بعدها السين خسيس الكندي استدركه بن فتحون وساق بسنده إليه أنه قال يا رسول الله أنتم منا الحديث وهذا حديث معروف بخسيس الكندي وقد ذكر في الاستيعاب وأنه يقال فيه بالجيم والخاء والحاء جميعا خشخاش الأزدي ذكره عبدان في المعجمة والصواب بالمهملة وقد مضى الخاء بعدها الطاء خطاب بن الحارث الجمحي ذكره بن منده في الخاء المعجمة فصحفه وإنما هو بالحاء المهملة خطيم الحداني تقدم في الحاء المهملة الخاء بعدها اللام خلاد بن يزيد بن معاوية قال إسحاق في مسنده أخبرنا بقية عن مسلم بن زياد عن خلاد بن يزيد بن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا قال البخاري في تاريخه هو مرسل خلف بن عبد يغوث الزهري ذكره أبو موسى عن عبدان وروى من طريق بن خثيم عن محمد بن الأسود بن خلف عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ (2/159)
<160> حسنا فقبله قال أبو موسى قوله عن جده وهم والصواب إسقاطه قلت وهو الذي في مصنف عبد الرزاق وكذا أخرجه البغوي عن بن زنجويه عن عبد الرزاق الخاء بعدها النون خنيس المصري ذكره الباوردي وعبدان في الصحابة وهو غلط نشأ عن تصحيف وسقط فإنهما أخرجا من طريق حماد بن سلمة عن حميد عن بكر بن عبد الله أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له خليد من أهل مصر كان يجعل الرجال من وراء النساء ويجعل النساء مما يلي الإمام يعني في الجنائز والمحفوظ عن حميد عن بكر بن عبد الله بن سلمة بن مخلد خنيس بن الأشعر ذكره الطبري في الذيل بالمعجمة والنون وغلطوه وصوبوا أنه بالحاء والموحدة كما تقدم في الحاء المهملة الخاء بعدها الواو خوط الأنصاري ذكر بن منده من طريق عبد الحميد الأنصاري عن أبيه عن جده خوط أنه أسلم وأبت امرأته أن تسلم فجاء بن لهما صغير فخيره النبي صلى الله عليه وسلم قال بن منده كذا قال أبو مسعود عن عبد الرزاق عن سفيان عن عثمان الليثي عن عبد الحميد وعبد الحميد هذا هو بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان ورافع هو صاحب القصة وقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه فلم يقل في إسناد خوط وهو الصواب وكذا رواه يزيد بن زريع وحماد بن زيد وعيسى بن يونس وأبو عاصم وغيرهم عن عبد الحميد عن أبيه عن جده رافع الخاء بعدها الياء خير بسكون التحتانية ذكره بن منده والصواب عبد خير وهو مخضرم كما سيأتي والعجب أن الحديث الذي ذكره بن منده جاء فيه عن عبد خير على الصواب (2/160)
<161> حرف الدال المهملة القسم الأول الدال بعدها الألف دارم التميمي كذا قال بن عبد البر وقال بن منده الجرشي بضم الجيم وبشين معجمة وساق حديثه بغير نسب له وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أمتي خمس طبقات وفي إسناده ضعف روى عنه ولده الأشعث بن دارم قلت أخرج حديثه الحسن بن سفيان في مسنده عن علي بن حجر حدثنا إبراهيم بن مطهر عن أبي المليح عن الأسير بن دارم عن أبي أحيحة ولكن قال الأشعث بن دارم عن أبيه وكذا أخرجه بن منده من وجه آخر عن علي بن حجر وكذا أخرجه الإسماعيلي في كتاب الصحابة عن الحسن بن سفيان به ولفظ المتن أمتي خمس طبقات كل طبقة أربعون سنة الحديث وفي آخره عند قوله إلى المائتين حفظ امرؤ لنفسه وهو الصواب وكأنه تصحيف على أبي عمر داود يقال هو اسم أبي ليلى وسيأتي في الكنى داود بن سلمة الأنصاري له ذكر فروى بن أبي حاتم في التفسير من طريق بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن بن عباس أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثته فلما بعث كفروا به فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء وداود بن سلمة يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون به علينا فذكر الحديث في نزول الآية كذا رأيته في نسخة ووقع في نسخة أخرى فقال لهم معاذ وبشر بن البراء أخو بني سلمة كذا ذكره الطبري من هذا الوجه فلعل الأول تصحيف الدال بعدها الجيم دجاجة والد جسرة قال عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد أخبرنا سعيد بن زيد عن رجل بلغه عن دجاجة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كان أبو ذر يقول نفسي مطيتي وإن لم أتيقن أنها تبلغني قال بن صاعد راوي الكتاب عن الحسين بن الحسن المروزي عنه قد روت جسرة بنت دجاجة عن أبي ذر غيره فما أدري أراد والدها أو غيره الدال بعدها الحاء دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج بفتح (2/161)
<162> المعجمة وسكون الزاي ثم جيم بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف الكلبي صحابي مشهور أول مشاهده الخندق وقيل أحد ولم يشهد بدرا وكان يضرب به المثل في حسن الصورة وكان جبرائيل عليه السلام ينزل على صورته جاء ذلك من حديث أم سلمة ومن حديث عائشة وروى النسائي بإسناد صحيح عن يحيى بن معمر عن بن عمر رضي الله عنهما كان جبرائيل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي وروى الطبراني من حديث عفير بن معدان عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان جبرائيل يأتيني على صورة دحية الكلبي وكان دحية رجلا جميلا وروى العجلي في تاريخه عن عوانة بن الحكم قال أجمل الناس من كان جبرائيل ينزل على صورته قال بن قتيبة في غريب الحديث فأما حديث بن عباس كان دحية إذا قدم المدينة لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه فالمعنى بالمعصر العاتق وقال بن البرقي له حديثان عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت يجتمع لنا عنه نحو الستة وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر فلقيه بحمص أول سنة سبع أو آخر سنة ست ومن المنكر ما أخرجه بن عساكر في تاريخه عن بن عباس أن دحية اللم في خلافة أبي بكر وقد رده بن عساكر بأن في إسناده الحسين بن عيسى الحنفي وهو أخو سليم القارىء وهو صاحب مناكير وقد روى الترمذي من حديث المغيرة أن دحية أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم خفين فلبسهما وعند أبي داود من طريق خالد بن يزيد بن معاوية عن دحية قال أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قباطي فأعطاني منها قبطية وروى أحمد من طريق الشعبي عن دحية قال قلت يا رسول الله ألا أحمل لك حمارا على فرس فينتج لك بغلا فتركبها قال إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون وقال بن سعد أخبرنا وكيع حدثنا بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية سرية وحده وقد شهد دحية اليرموك وكان على كردوس وقد نزل دمشق وسكن المزة وعاش إلى خلافة معاوية الدال بعدها الراء درهم والد معاوية ذكر في ترجمة جاهمة بن العباس في الجيم درهم والدزياد ذكره بن خزيمة في الصحابة وروى أبو نعيم من طريق يحيى بن ميمون عن درهم بن زياد بن درهم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختضبوا بالحناء فإنه يزيد في جمالكم وشبابكم ونكاحكم دريد بن شراحيل بن كعب النخعي يأتي بعد ترجمة دريد الراهب ذكر الثعلبي في تفسيره أنه أحد الوفد الذين وجههم النجاشي فلما سمعوا القرآن بكوا فنزلت فيهم وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع الآية واستدركه بن فتحون (2/162)
<163> دريد بن كعب النخعي ذكره سيف في الفتوح وأنه كان معه لواء الفتح بالقادسية وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة وسيأتي زيد بن كعب أخو أرطاة فلعل هذا تصحيف ثم وجدت في الطبقات لابن سعد في وفد لالنجع ما تقدم في ترجمة أرطاة بن شراحيل بن كعب وفيه إن لواء النخع كان يوم الفتح مع أرطاة بن شراحيل وشهد القادسية فقتل فأخذه أخوه دريد فقتل الدال بعدها العين دعثور بن الحارث الغطفاني ذكره أبو سعيد النقاش وروى الواقدي من طريق عبد الله بن رافع بن خديج عن أبيه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أنمار فلما سمعت به الأعراب لحقت بدري الجبال فقالت غطفان لد عثور بن الحارث وكان شجاعا مسودا فيها قد انفرد محمد عن أصحابه ولا نجده أخلى منه الساعة فأخذ سيفا صارما وانحدر فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجع فقام على رأسه بالسيف فاستيقظ فقال له من يمنعك مني قال الله فدفعه جبرائيل عليه السلام فوقع فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف وقال من يمنعك مني قال لا أحد فذكر الحديث وفيه ثم أسلم دعثور بعد ذلك قلت وقصته هذه شبيهة بقصة غورث بن الحارث المخرجة في الصحيح من حديث جابر فيحتمل التعدد أو أحد الاسمين لقب إن ثبت الاتحاد دعموص الرملي يأتي في رافع بن عمرو دعموص والد قرة يأتي ذكره في ترجمة والده قرة الدال بعدها العين دغفل بغين معجمة وفاء وزن جعفر بن حنظلة بن زيد بن عبدة بن عبد الله بن ربيعة بن عمرو بن شيبان بن ذهل الشيباني الذهلي النسابة يقال له صحبة قال نوح بن أبي حبيب القومسي فيمن نزل البصرة من الصحابة دغفل النسابة وقال في موضع يقال إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الباوردي في صحبته نظر وقال حرب قلت لأحمد له صحبة قال ما أعرفه وقال الأثرم عن أحمد من أين له صحبة كان صاحب نسب قيل له قد روى حديث قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن خمس سنين قال نعم وحديث علي كان على النصارى صوم قال قال أحمد لا أعلم روى عنه غيرهما وقال الجوزجاني قلت لأحمد لدغفل صحبة قال ما أدري وقال عمرو بن علي لم يصح أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن سعد لم يسمع منه وقال البخاري لا يعرف لدغفل إدراك النبي صلى الله عليه وسلم وقال الترمذي لا يعرف له منه سماع وكان في زمنه رجلا وقال بن أبي خيثمة بلغني أنه لم يسمع منه وقال بن حبان أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقال العسكري روى مرسلا وليس يصح سماعه وقال محمد بن سيرين (2/163)
<164> كان عالما ولكن اغتلبه النسب أخرجه بن أبي خيثمة في تاريخه من طريقه وذكره خليفة في تابعي أهل البصرة وقال ابن سعد كان له علم ورواية للنسب وذكره أحمد بن هارون البرديحي في الأسماء المفردة في الصحابة قال وقيل لا صحبة له وروى البغوي من طريق أبي هلال عن عبد الله بن بريدة قال بعث معاوية إلى دغفل فسأله عن العربية وأنساب الناس والنجوم فإذا رجل عالم فقال يا دغفل من أين حفظت هذا قال حفظته بلسان سؤول وقلب عقول وإنما غائلة العلم النسيان قال اذهب إلى يزيد فعلمه وروى البيهقي في الدلائل من طريق أبان بن سعيد عن بن عباس حدثني علي بن أبي طالب قال لما أمر الله نبيه أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر فدفعنا إلى مجالس العرب فتقدم أبو بكر وكان نسابة فذكر القصة بطولها وفيها مراجعة دغفل لأبي بكر ودغفل غلام وقول علي لأبي بكر لقد وقعت من الأعرابي على واقعة فقال أجل وقال حنبل بن إسحاق حدثنا عفان حدثنا معاذ بن السقير حدثني أبي قال قال دغفل في العلم خصال إن له آفة وله هجنة وله نكد فآفته أن تحرمه فلا تحدث به وهجنته أن تحدث به من لا يعيه ولا يعمل به ونكده أن تكذب فيه قيل إن دغفل بن حنظلة غرق في يوم دولاب في قتال الخوارج قلت وكان ذلك سنة سبعين وحكى محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست أن اسمه حجرا ولقبه دغفل الدال بعدها الفاء دفافة الراعي تقدم ذكره في ترجمة ثعلبة بن عبد الرحمن ذكره بن الأثير في المعجمة الدال بعدها الكاف دكين بالكاف مصغرا بن سعيد أو سعد الخثعمي ويقال المزني له حديث واحد تفرد أبو إسحاق السبيعي بروايته عنه وهو معدود فيمن نزل الكوفة من الصحابة وأخرجه بن حبان في صحيحه وأبو داود والدارقطني في الإلزامات وقد تقدم له ذكر في ترجمة خزاعي بن عبد نهم المزني الدال بعدها اللام دلهمس بن جميل العامري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال امرؤ القيس حامل لواء الشعراء إلى النار رواه شيخ من ولده كان بالكوفة يقال له صلصال بن الصوير الدلهمس عن أبيه عن جده (2/164)
<165> دليجة غير منسوب ذكره عبد الصمد بن سعيد في الصحابة الذين نزلوا حمص ووصفه بالعبادة وقال كانت قدماه قد طاشت من القيام الدال بعدها الميم والهاء دمون رفيق المغيرة بن شعبة في سفره إلى المقوقس بمصر وله معه قصة في قتل المغيرة رفقته وأخذه أسلابهم ومجيئه بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل منه الإسلام ولم يتعرض للمال وذكره الواقدي الدال بعدها الهاء دهر بن الأخرم بن مالك الأسلمي والد نصر ذكر البخاري أن له صحبة ولا رواية له وقال بن الأعرابي في نوادره كان شيبان بن بحر أحد بني يقظة جد دهر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رئيس أسلم وكان طارق رئيس بني سليم فكانت بينهم وقعة فذكر القصة دهين يأتي في المعجمة الدال بعدها الواو دوس مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن منده له ذكر في حديث رواه محمد بن سليمان الحراني عن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى عثمان وهو بمكة إن جندا قد توجهوا قبل مكة وقد بعثت إليك دوسا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرته أن يتقدم بين يديك باللواء ورواه صدقة بن خالد عن وحشي فلم يذكر فيه دوسا قال أبو نعيم المراد بدوس القبيلة ولا يعرف في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد اسمه دوس قلت السياق يأبى ما قاله أبو نعيم لكن الإسناد ضعف دريد بن زيد الساعدي ممن استشهد من الأنصار يوم اليمامة ذكره وثيمة دومي بن قيس من بني ذهل بن الخزرج بن زيد اللات الكلبي ذكر هشام بن الكلبي في جمهرة نسب قضاعة أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقد له لواء على من بايعه من بني كلب وذكره بن ماكولا والرشاطي (2/165)
<166> الدال بعدها الياء ديلم الحميري وهو ديلم بن أبي ديلم ويقال ديلم بن فيروز ويقال ديلم بن هوشع صحابي مشهور سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأشربة وغير ذلك ونزل مصر فروى عنه أهلها ونسبه بن يونس فقال ديلم بن هوشع بن سعد بن أبي جناب بن مسعود وساق نسبه إلى جيشان قال وكان أول وافد على النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن من عند معاذ بن جبل وشهد فتح مصر وروى عنه أبو الخير مرثد ثم قال ديلم بن هوشع الأصغر الجيشاني يكنى أبا وهب كذا يقوله أهل العلم بالحديث من العراق وهو عندي خطأ وإنما اسم أبي وهب الجيشاني عبيد بن شرحبيل كذا سماه أهل العلم ببلدنا انتهى كلامه وهو في غاية التحرير ونقل البغوي عن يحيى بن معين أنه قال أبو وهب الجيشاني اثنان أحدهما صحابي والآخر روى عنه بن لهيعة ونظراؤه قلت وهو موافق لما قال بن يونس إلا في الكنية فإن بن يونس لا يسلم أن الصحابي يكنى أبا وهب وأما البخاري وأبو حاتم وابن سعد وابن حبان وابن منده فقالوا ديلم الحميري هو بن فيروز زاد بن سعد وإنما قيل له الحميري لنزوله في حمير وقال الترمذي ديلم الحميري يقال هو فيروز الديلمي وقال البخاري ديلم بن فيروز الحميري روى عنه ابنه عبد الله قلت وفيه نظر لأن عبد الله المذكور يقال له بن الديلمي والديلمي هو فيروز وهو صحابي آخر غير هذا سيأتي في حرف الفاء فالظاهر أنه التبس على البخاري وممن نبه على وهمه في ذلك أبو أحمد الحاكم فإنه قال عبد الله بن الديلمي واسم الديلمي فيروز وقد خبط بن منده في ترجمته فقال بعد الذي سقناه من عند بن يونس روى عنه ابناه الضحاك وعبد الله وأبو الخير وغيرهم وكان ممن له في قتل الأسود العنسي الكذاب باليمن أثر عظيم وهو حمل رأسه إلى المدينة فوجد النبي صلى الله عليه وسلم قد مات انتهى وقد تعقبه بن الأثير بأن قاتل الأسود هو فيروز الديلمي وليس هو ديلم الحميري وهو كما قال قلت وكان سبب الوهم فيه أن كلا من فيروز الديلمي وديلم الحميري سأل عن الأشربة فأما حديث الديلمي فأخرجه أبو داود من طريق يحيى بن أبي عمر والشيباني عن عبد الله الديلمي عن أبيه قال أتينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمت من أين نحن فإلى أين نحن قال إلى الله وإلى رسوله فقلنا يا رسول الله إن لنا أعنابا فماذا نصنع فيها قال زببوها قالوا وما نصنع بالزبيب قال انتبذوه على غدائكم واشربوه على عشائكم وانتبذوه في الشنان لا في الأسقية وأما حديث ديلم فأخرجه أبو داود أيضا من طريق أبي الخير مرثد عن ديلم الحميري قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنا بأرض باردة نعالج فيها عملا شديدا وإنا نتخذ شرابا من هذا القمح نتقوى به على عملنا وعلى برد بلادنا فقال هل يسكر قلنا نعم قال فاجتنبوه الحديث فالحديثان وإن اشتركا في كونهما فيما يتعلق بالأشربة فهما سؤالان مختلفان عن نوعين مختلفين وإنما أتى الوهم على من اختصر فقال له حديث في الأشربة فلم يعلم مراده بذلك وقد خبط فيه أيضا أبو أحمد العسكري فقال فيمن روى عن (2/166)
<167> النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ديلم بن هوشع الحميري قال أدخله بعضهم في المسند وهو وهم فإن الذي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم هو ديلم بن هوشع وقد ذكر عباس الدوري عن بن معين أن أبا وهب الجيشاني يسمى ديلم بن هوشع قلت وقد تقدم رد بن يونس على من زعم ذلك وأن أبا وهب الجيشاني تابعي يسمى عبيد بن شرحبيل لا ديلم بن هوشع وأن ديلم بن هوشع صحابي لا يكنى أبا وهب الجيشاني وبهذا يرتفع الإشكال ويثبت أنه ديلم بن هوشع لا ديلم بن فيروز وأما من قال فيه ديلم بن أبي ديلم فلم يعرف اسم أبيه فكناه بولده وابن منده يصنع ذلك كثيرا وليس ذلك باختلاف في التحقيق والحاصل أن الذي سأل عن الأشربة التي تتخذ من القمح هو ديلم بن هوشع وحديثه في المصريين وانفرد أبو الخير مرثد المصري بالرواية عنه وهو حميري جيشاني وأما الديلمي الذي روى عنه ولده عبد الله فحديثه في الشاميين واسمه فيروز وهو الذي قتل الأسود العنسي وأما أبو وهب الجيشاني فتابعي آخر والله أعلم دينار بن حيان الربعي روى عنه أنه قال وفد أبي على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه فسماني دينارا وأرسل أبي فاستشهد كذا رأيته في حاشية كتاب بن السكن بخط بن عبد البر ولم يذكره في الاستيعاب دينار جد عدي بن ثابت كذا سماه بن معين وسيأتي شرح حاله في المبهمات إن شاء الله تعالى دينار الحجام يأتي في الرابع القسم الثاني الدال بعدها الألف داود بن عروة بن مسعود الثقفي استشهد أبوه في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأم داود أخت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وقد تزوج داود هذا بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان القسم الثالث الدال بعدها الألف داذويه الفارسي كان خليفة باذام عامل النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن فلما خرج الأسود العنسي الكذاب وظفر بباذام فقتله هرب داذويه ومن تبعه والقصة مشهورة في المغازي وممن أخرجها يعقوب بن سفيان في تاريخه قال حدثنا زيد بن المبارك وغيره حدثنا محمد بن الحسن الصنعاني حدثنا سليمان بن وهب عن النعمان بن بزرج بضم الموحدة والزاي وسكون الراء بعدها جيم قال خرج الأسود العنسي فذكر قصة غلبته على صنعاء اليمن وقتل باذام عامل النبي صلى الله عليه وسلم (2/167)
<168> واستصفى امرأته المرزبانة لنفسه فتزوجتها وكانت تكرهه لما صنع بقومها قال فأرسلت إلى داذويه وكان خليفة باذام وإلى فيروز وإلى خرزاذ بن بزرج وجرجست الفارسيين فأئتمروا على قتل الأسود وكان على بابه ألف رجل للحرس فجعلت المرزبانة تسقيه الخمر فكلما قال لها شوبيه سقته صرفا حتى سكر وقام فدخل في الفراش وهو من ريش وعمد داذويه وأصحابه إلى الجدار فنضحوه بالخل وحفروا بحديدة حتى فتحوه ودخل داذويه وجرجست فهابا أن يقتلاه ودخل فيروز وابن بزرج فأشارت إليهما المرأة أنه في الفراش فتناول فيروز رأسه فعصر عنقه فدقها وطعنه خرزاذ بالخنجر فشقه ثم احتز رأسه وخرجوا وأورده البيهقي في الدلائل من هذا الوجه وذكر غيره أن الذي احتز رأسه قيس بن مكشوح المرادي ثم إن قيسا خاف من الطلب بدم العنسي فخرج فيروز ليسقي فرسه فخلا قيس بداذويه وهو شيخ كبير فضربه بالسيف حتى برد فحمله فألقاه في مكانه ولما بلغ الخبر قيسا لم يعد إلى بيته ورفع إلى أبي بكر الصديق فأحلف قيسا يمينا أنه لم يقتل داذويه فحلف ثم سأل عمر عمرو بن معد يكرب من قتل العنسي فقال فيروز قال من قتل داذويه فقال قيس فقال عمر بئس الرجل قيس إذا وله ذكر في ترجمة جشيش الديلمي في حرف الجيم الدال بعدها الثاء دثار بن سنان بن النمر بن قاسط مخضرم له ذكر في ترجمة الحطيئة ومن شعر دثار هذا تقول حليلتي لما اشتكينا سيدركنا بنو القرم الهجان فقلت ادعى وأدعو إن أندى لصوت أن ينادي داعيان فمن يك سائلا عني فإني أنا النمري جار الزبرقان دثار بن عبيد بفتح أوله بن الأبرص كان أبوه من مشاهير الشعراء في الجاهلية ومات قبل الإسلام ولد لدثار وهذا ولد يقال له يزيد أو بدر روى عن علي بن أبي طالب وروى عنه سماك بن حرب ومقتضاه أن يكون لأبيه إدراك إن لم يكن له صحبة الدال بعدها الجيم دجاجة بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري ثم الجعفري أخو لبيد الشاعر له إدراك وكان ولده عبد الله من أشراف أهل الكوفة ذكره بن الكلبي (2/168)
<169> القسم الرابع الدال بعدها الألف داود بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي استدركه بن فتحون فوهم وليست له صحبة ولا رواية والحديث الذي استند إليه ما رواه بن إسحاق عن نوح بن حكيم عن داود رجل ولدته أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قلت مراده بقوله إن أم حبيبة ولدته أنها ولدت أباه والله أعلم الدال بعدها الراء والعين درهم والد معاوية تقدم في جاهمة الدال بعدها العين دعامة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة بن عمران بن الحارث السدوسي والد قتادة ذكره بن منده وهو خطأ نشأ عن تصحيف فروى بن منده من طريق محمد بن جامع العطار عن عبيس بن ميمون عن قتادة عن أبيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحمى حظ المؤمن من النار وقال الشادكوني عن عبيس عن قتادة عن أنس وهو الصواب أخرجه أبو نعيم الدال بعدها الفاء دفة بن إياس بن عمرو الأنصاري ذكره أبو عمر فقال بدري قلت وهو خطأ نشأ عن سقط وإنما هو ودفة أوله واو وسيأتي في مكانه على الصواب الدال بعدها اللام دلجة بن قيس تابعي مشهور ذكره بن منده وهو خطأ نشأ عن تصحيف فأورد من طريق المسيب بن واضح عن بن المبارك عن سليمان التيمي عن أبي تميمة عن دلجة بن قيس قال قال لي الحكم بن عمرو الغفاري أتذكر يوم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت قال قلت نعم وأنا شاهد على ذلك قال بن منده رواه غير واحد عن بن المبارك فقالوا عن دلجة أن رجلا قال للحكم وهو الصواب ورواه يحيى القطان عن التيمي فقال إن الحكم قال لرجل قلت وكذا قال أحمد في مسنده عن أبي عدي عن التيمي (2/169)
<170> دليم ذكره أبو نعيم وأبو موسى في الصحابة من طريق الحسن بن سفيان في الوحدان بإسناده عن أبي الخير عن رجل يقال له دليم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن السكركة فنهاه عنه كذا رواه بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عنه ورواه بن إسحاق وعبد الحميد بن جعفر عن يزيد فقالا ديلم وهو الصواب الدال بعدها الهاء دهين بالتصغير يأتي التنبيه عليه في زهير في حرف الزاي الدال بعدها الياء دينار والد عمرو ذكره عبدان في الصحابة ولم يذكر ما يدل على صحبته ولا على إدراكه نبه عليه أبو موسى دينار الحجام ذكر أبو عمر أنه اسم أبي ظبية وقد بينت من رد عليه ذلك في ترجمة أبي ظبية في الكنى حرف الذال المعجمة القسم الأول الذال بعدها الألف ذابل بن الطفيل بن عمرو الدوسي روى البيهقي في الدلائل وأبو سعد في شرف المصطفى وابن منده من طريق قدامة بن عقيل الغطفاني عن جمعة بنت ذابل بن الطفيل بن عمرو عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قعد في مسجده فقدم عليه خفاف بن نضلة بن بهدلة الثقفي الحديث الدال بعدها الباء ذباب بموحدتين الأولى خفيفة وضم أوله بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس الله بن سعد العشيرة المذحجي روى بن شاهين من طريق بن الكلبي حدثنا الحسن بن كثير حدثني يحيى بن هانئ بن عروة عن أبي خيثمة عبد الرحمن بن أبي سبرة قال كان لسعد العشيرة صنم يقال له قراص يعظمونه وكان سادنه رجلا منهم يقال له بن وقشة قال عبد الرحمن فحدثني (2/170)
<171> ذباب بن الحارث قال كان لابن وقشة رئي من الجن يخبره بما يكون فأتاه ذات يوم فأخبره بشيء فنظر إلى فقال يا ذباب يا ذباب اسمع العجب العجاب بعث محمد بالكتاب يدعو بمكة فلا يجاب قال فقلت له ما هذا قال لا أدري كذا قيل لي فلم يكن إلا قليل حتى سمعنا بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وثرت إلى الصنم فكسرته ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وقال ذباب في ذلك تبعت رسول الله إذ جاء بالهدي وخلفت قراصا بدار هوان ولما رأيت الله أظهر دينه أجبت رسول الله حين دعاني وأخرجه بن منده في دلائل النبوة له من هذا الوجه وأغفله في الصحابة فاستدركه أبو موسى قلت ورواه المعافى في الجليس عن بن دريد بإسناد آخر قال حدثنا السكن بن سعيد عن عباس بن هشام بن الكلبي عن أبيه وذكره البيهقي في الدلائل معلقا وروى بن سعد عن بن الكلبي عن أبيه عن سلمة بن عبد الله بن شريك النخعي عن أبيه قال كان عبد الله بن ذباب الأنسي مع علي بصفين وكان له غناء ذباب بن فاتك بن معاوية الضبي ذكره المرزباني في معجم الشعراء فقال كان رئيسا في قومه شاعرا فارسا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسلم ثم أقبل يحصحص عليه فطلبه فهرب ثم أقبل عائذا به صلى الله عليه وسلم فأسلم وأنشده شعرا يمدحه به يقول فيه أنت الذي تهدي معدا لدينها بل الله يهديها وقال لك اشهد لم يذكر المرزباني إلا هذا البيت وهو معروف لغيره وهو سارية بن زنيم ثم قال نزل بعد ذلك البصرة ذباب بن معاوية العكلي شاعر له مديح في النبي صلى الله عليه وسلم كذا رأيت في المسودة فليحرر فلعله الأول الذال بعدها الراء ذر بن أبي ذر الغفاري ذكر الحافظ شرف الدين الدمياطي في السيرة النبوية أنه كان راعي لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت بالغابة فأغار عليها عيينة بن حصن فاستاقها هو ومن معه فقتلوا الراعي وسبوا امرأته فكان ذلك سبب غزوة الغابة التي صنع فيها سلمة بن الأكوع ما صنع والقصة عند بن إسحاق وفي صحيح مسلم وغيره مطولة ولم يسم أحد منهم اسم الراعي وذكر بن سعد في الطبقات أن بن أبي ذر استشهد في غزوة ذي قرد فكأنه هو ذريح بفتح أوله وآخره مهملة بوزن عظيم ذكره بن فتحون وقال وقع في التفسير أن زيد الخيل قال يا نبي الله إن فينا رجلين يقال لأحدهما ذريح فذكر حديثا في نزول قوله تعالى يسألونك ماذا أحل لهم قلت وجدته في الأخبار المنثورة لابن دريد قال أخبرنا عمي عن أبيه عن هشام بن الكلبي أخبرني رجل من طيء قال قال زيد الخيل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله فينا رجل يقال لأحدهما ذريح وللآخر أبو حدانة ولهما أكلب خمسة يأخذن الظباء فما تقول فيهن فأنزل الله تعالى الآية (2/171)
<172> ثم وجدته في تفسير بن أبي حاتم من طريق عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير قال نزلت هذه الآية في عدي بن حاتم وزيد الخيل الطائيين وذلك أنهما جاءا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله إنا قوم نصيد الكلاب والبزاة وإن كلاب آل ذريح تصيد البقر والحمير والظباء فذكر الحديث فهذا يدل عن أن ذريحا بطن من طيء لا اسم رجل بعينه يمكن أن يكون له صحبة فالله أعلم الذال بعدها الراء ذرع الخولاني يكنى أبا طلحة وهو بها أشهر يأني في الكنى الذال بعدها الفاء ذفافة الراعي له ذكر في ترجمة ثعلبة بن عبد الرحمن استدركه بن الأمين وابن الأثير في حرف الذال المعجمة وقد أشرت إليه في المهملة الذال بعدها الكاف ذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الخزرجي يكنى أبا السبع ذكره موسى بن عقبة وأبو الأسود في أهل العقبة وفيمن استشهد بأحد وقال بن المبارك في الجهاد عن عاصم بن عمر عن سهيل بن أبي صالح لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد قال من ينتدب فقام رجل من بني زريق يقال له ذكوان بن عبد قيس أبو السبع فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من أحب أن ينظر إلى رجل يطأ بقدمه غدا خضرة الجنة فلينظر إلى هذا وذكر الحديث بطوله وروى الواقدي من طريق خبيب بن عبد الرحمن قال لما خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس يتنافران إلى عتبة بن ربيعة بمكة فسمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه فعرض عليهما الإسلام فأسلما فكانا أول من قدم المدينة بالإسلام وروى عمر بن شبة في أخبار المدينة بإسناد له إلى أنس بن مالك أن سعد بن أبي وقاص اشترى من ذكوان بن عبد قيس بئر السقيا ببعيرين ومن طريق جابر نحوه وزاد أن أباه أوصاه أن يشتريها قال فوجدت سعدا قد سبقني ذكوان بن عبيد بن ربيعة بن خالد بن معاوية الأنصاري ذكره الأموي عن بن إسحاق فيمن شهد بدرا ذكوان بن يامين بن عمير بن كعب من بني النضير كان يهوديا فقيل إنه أسلم استدركه أبو علي الجياني على أبي عمر فأورد من طريق بن إسحاق أن ذكوان لقي أبا ليلى وعبد الله بن مغفل (2/172)
<173> باكيين فقال ما يبكيكما قالا جئنا نستحمل النبي صلى الله عليه وسلم فلم نجد عنده ما يحملنا قال فأعطاهما ناضحا وزودهما وذلك في غزوة تبوك قال الجيابي هذا يدل على أنه أسلم ولا يعين على الجهاد إلا مسلم قلت لا يتعين ذلك لاحتمال أن يكون أعان عدوه على عدوه ذكوان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره بن حبان في الصحابة وروى البغوي والطبراني من طريق شريك عن عطاء بن السائب قال أوصى أبي بشيء لبني هاشم فجئت أبا جعفر فبعثني إلى امرأة عجوز وهي بنت علي فقالت حدثني مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له طهمان أو ذكوان قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل الصدقة لي ولا لأهل بيتي قال البغوي وروى عن شريك فقال مهران وقيل ميمون وقيل باذام ولا أدري أيهما الصواب قلت وقيل فيه أيضا هرمز وقيل كيسان وهي رواية جرير عن عطاء وقيل مهران وهو أصحها فإنها رواية سفيان الثوري عن عطاء بن السائب في هذا الحديث ذكوان مولى بني أمية قال عبد الرزاق حدثنا معمر بن حوشب عن إسماعيل بن أمية عن أبيه عن جده كان لنا غلام يقال له ذكوان أو طهمان فعتق بعضه فذكر القصة مرفوعة قلت وقيل فيها رافع وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكوان مولى الأنصار روى أبو يعلى من حديث جابر قال ابتعنا بقرة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانفلتت منا فعرض لها مولى لنا يقال له ذكوان بسيف في يده فضربها فوقعت فلم ندرك ذكاتها فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما فانكم من هذه البهائم فاحبسوه بما تحبسون به الوحش وفي إسناده حرام بن عثمان وهو ضعيف جدا ذكوان السلمي بضم أوله وليس بالذي قبله ذكر الأموي في المغازي عن بن إسحاق أنه شهد فتح مكة مع النبي صلى الله عليه وسلم قال وفيه يقول عباس بن مرداس السلمي وإنا مع الهادي النبي محمد وفينا ولم يستوبها معشر إلفا خفاف وذكوان وعوف تخالهم مصاعب راقت في طروقتها كلفا واستدركه بن فتحون ذكر الأذواء مرتبا على ما بعد لفظة ذو ذو الأذنين هو أنس بن مالك مازحه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فيما أخرجه أبو داود والترمذي من حديث أنس قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ياذا الأذنين ذو الأصابع الجهني وقيل التميمي وقيل الخزاعي ذكره الترمذي في الصحابة وروى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق عثمان بن عطاء عن أبي عمران عن ذي الأصابع قال قلنا يا رسول الله إن ابتلينا بالبقاء بعدك فأين تأمرنا قال عليك بالبيت المقدس الحديث وذكره البخاري في ترجمة أبي (2/173)
<174> عمران واسمه سليم مولى أبي الدرداء وقال ليس بالقائم وأخرجه البغوي وزاد في إسناده بين عثمان وأبي عمران رجلا وهو زياد بن أبي سودة وقال فيه عن ذي الأصابع رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك أخرجه بن شاهين وأبو نعيم قال البغوي رواه الوليد بن مسلم عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عمران ذي الأصابع والذي قبله أولى بالصواب وذكره موسى بن سهل الرملي فيمن نزل فلسطين من الصحابة وزعم بن دريد في كتاب الوشاح أن اسمه معاوية ذو البجادين المزني اسمه عبد الله بن عبد نهم سيأتي في العين ذو الثدية له ذكر فيمن قتل مع الخوارج في النهروان ويقال هو ذو الخويصرة الآتي وقال أبو يعلى في مسنده رواية بن المقري عنه حدثنا محمد بن الفرج حدثنا محمد بن الزبرقان حدثني موسى بن عبيدة أخبرني هود بن عطاء عن أنس قال كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يعجبنا تعبده واجتهاده وقد ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه فلم يعرفه فوصفناه بصفته فلم يعرفه فبينا نحن نذكره إذ طلع الرجل قلنا هو هذا قال إنكم لتخبروني عن رجل إن في وجهه لسفعة من الشيطان فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشدك الله هل قلت حين وقفت على المجلس ما في القوم أحد أفضل مني أو خير مني قال اللهم نعم ثم دخل يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقتل الرجل فقال أبو بكر أنا فدخل عليه فوجده يصلي فقال سبحان الله أقتل رجلا يصلي وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل المصلين فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت قال كرهت أن أقتله وهو يصلي وأنت قد نهيت عن قتل المصلين قال من قتل الرجل قال عمر أنا فدخل فوجده واضعا جبهته فقال عمر أبو بكر أفضل مني فخرج فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مه قال وجدته واضعا وجهه لله فكرهت أن أقتله فقال من يقتل الرجل فقال علي أنا فقال أنت إن أدركته فدخل عليه فوجده قد خرج فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مه قال وجدته قد خرج قال لو قتل ما اختلف من أمتي رجلان كان أولهم وآخرهم قال موسى فسمعت محمد بن كعب يقول الذي قتله علي ذو الثدية قلت ولقصة ذي الثدية طرق كثيرة جدا استوعبها محمد بن قدامة في كتاب الخوارج وأصح ما ورد فيها ما أخرجه مسلم في صحيحه وأبو داود من طريق محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي أين عليا ذكر أهل النهروان فقال فيهم رجل مودن اليد أو مجدع اليد لولا أن تنظروا لنبأتكم ما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد فقلت له أنت سمعته قال إي ورب الكعبة وقال أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد حدثنا جميل بن مرة عن أبي الوضيء أن عليا لما فرغ من أهل النهروان قال التسموا المجدع فطلبوه ثم جاءوا فقالوا لم نجده قال ارجعوا ثلاثا كل ذلك لا يجدونه فقال علي والله ما كذبت ولا كذبت قال فوجدوه تحت القتلى في طين فكأني أنظر إليه حبشي عليه مربطة إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة عليها شعيرات مثل الذي على ذنب اليربوع أخرجه أبو داود قلت وللقصة الأولى شاهدان عند محمد بن قدامة (2/174)
<175> أحدهما من مرسل الحسن فذكر شبيها بالقصة والآخر من طريق مسلمة بن أبي بكرة عن أبيه عن محمد بن قدامة والحاكم في المستدرك ولم يسم الرجل فيهما ذوجدن الحبشي ويقال دودجن اسمه علقمة يأتى ذو الحكم عمرو بن حممة ذو الجوشن الضبابي قيل اسمه أوس بن الأعور وبه جزم المرزباني وقيل شرحبيل وهو الأشهر بن الأعور بن عمرو بن معاوية وهو ضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وزعم بن شاهين أن اسمه عثمان بن نوفل قال مسلم له صحبة قال أبو السعادات بن الأثير يقال إنه لقب بذي الجوشن لأنه دخل على كسرى فأعطاه جوشنا فلبسه فكأن أول عربي لبسه وقال غيره قيل له ذلك لأن صدره كان ناتئا وكان فارسا شاعرا له في أخيه الصميل مراث حسنة قلت وله حديث عند أبي داود من طريق أبي إسحاق عنه وقال إنه لم يسمع منه وإنما سمعه من ولده شمر والله أعلم ذو الخويصرة التميمي ذكره بن الأثير في الصحابة مستدركا على من قبله ولم يورد في ترجمته سوى ما أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذات يوم قسما فقال ذو الخويصرة رجل من بني تميم يا رسول الله اعدل فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل الحديث وأخرجه من طريق تفسير الثعلبي ثم من طريق تفسير عبد الرزاق كذلك ولكن قال فيه إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي وهو حرقوص بن زهير فذكره قلت ووقع في موضع آخر في البخاري فقال عبد الله بن ذي الخويصرة وعندي في ذكره في الصحابة وقفة وقد تقدم في الحاء المهملة ذو الخويصرة اليماني روى أبو موسى في الذيل من طريق أبي زرعة الدمشقي ثم من طريق سليمان بن يسار قال اطلع ذو الخويصرة اليماني وكان أعرابيا جافيا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الذي بال في المسجد فلما وقف قال أدخلني الله وإياك الجنة ولا أدخلها غيرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله ويحك احتظرت واسعا ثم قال فدخل فبال الرجل في المسجد فصاح به الناس وعجبوا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يسروا يقول علموه وأمر رجلا فأتى بسجل من ماء فصبه على مباله هذا مرسل وفي إسناده انقطاع أيضا وقصة الرجل الذي بال في المسجد مخرجة في الصحيح من حديث أبي هريرة ومن حديث أنس بغير هذاالسياق ولم يسم الرجل وكذا أخرجه بن ماجة من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وزاد فيه فقال الأعرابي بعد أن فقه فقام إلي بأبي وأمي فلم يؤنب ولم يسب فقال ان هذا المسجد لا يبال فيه الحديث ذو الخيار واسمه عوف بن ربيع الأسدي يأتي ذو خيوان الهمداني اليماني اسمه عك روى حديثه البزار وعبدان من طريق مجالد عن الشعبي عن عامر بن شهر قال أسلم عك ذو خيوان فقيل له انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم (2/175)
<176> فخذ منه الأمان فقدم عليه فقال يا رسول الله إن مالك بن مرارة قدم علينا يدعو إلى الإسلام فأسلمنا ولي أرض فيها رقيق فاكتب لي كتابا فكتب له وإسناده ضعيف وقد رواه أبو يعلى مطولا وتأتي الإشارة إليه في ترجمة عامر بن شهر ذو دجن روى بن شاهين من طريق بن الكلبي عن وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده قال قدم ذو منادح وذو دجن وذو مهدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم انتسبوا فقال ذو مهدم على عهد ذي القرنين كانت سيوفنا صوارم يفلقن الحديد المذكرا وأخرجه بن منده من طريق وحشي بن إسحاق بن وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده قال وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وسبعون من الحبشة منهم ذو مناحب وذو مهدم وذو دجن وذو مخبر كذا قال ولم يذكر ذا حدب فأظنه غيره لم يسرد أسماء السبعين ذو الرأي هو الحباب بن المنذر الأنصاري تقدم ذو الزوائد الجهني ذكره الترمذي في الصحابة ويقال فيه أبو الزوائذ وزعم الطبراني أنه ذو الأصابع المتقدم وعندي أنه غيره وقد روى مطين والطبري في التهذيب وغيرهما من طريق سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة بن سهل قال أول من صلى الضحى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال ذو الزوائد وفي رواية مطين أبو الزوائد وروى أبو داود والحسن بن سفيان من طريق سليم بن مطين عن أبيه عن ذي الزوائد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أمر الناس ونهى ثم قال ألا هل بلغت الحديث ذو السيفين هو أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري يأتي في الكنى ذو الشمالين عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن غبشان بن مالك بن أفصى الخزاعي حليف بني زهرة يقال اسمه عمير ويقال عمرو ويقال عبد عمرو ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا واستشهد بها وكذا ذكره بن إسحاق وغيره ووقع في رواية للزهري في قصة السهو في الصلاة أنه الذي قال يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة وسيأتي بيان ذلك في ترجمة عبد عمرو وروى الطبراني من طريق أبي شيبة الواسطي عن الحكم قال كان عمار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة كلهم أضبط ذو الشمالين وعمر بن الخطاب وأبو ليلى انتهى والأضبط هو الذي يعمل بيديه جميعا ذو الشهادتين هو خزيمة بن ثابت تقدم ذو العقيصتين هو ضمام بن ثعلبة يأتي ذو العين هو قتادة بن النعمان يأتي ذو الغرة الجهني ويقال الهلالي روى عبد الله في زيادات المسند والبغوي وابن السكن من (2/176)
<177> طريق أبي جعفر الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ذي الغرة قال عرض أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الصلاة في أعطان الإبل قال لا والراوي له عن أبي جعفر عبيدة بن معتب وهو ضعيف وخالفه الأعمش وحجاج بن أرطاة فقالا عن عبيد الله بن عبد الله وهو أبو جعفر الرازي عن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال حجاج بن أرطاة أو أسيد بن حضير بالشك وقد صحح الحديث من رواية الأعمش أحمد وابن خزيمة وغيرهما ورواه محمد بن عمران بن أبي ليلى عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن يعيش الجهني به وكذا قال عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فيقال هو اسم ذي الغرة وأخرجه أبو نعيم من طريق جابر الجعفي عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سليك قال بن السكن لا يصح شيء من طرقه ذو الغصة الحارثي هو قيس بن الحصين يأتي ذو الغصة آخر اسمه الحصين بن يزيد بن شداد تقدم ذو قرنات بفتحات الحميري قال بن يونس يقال إن له صحبة يروى عنه شعيب بن الأسود المعافري وهانئ بن جدعان اليحصبي وغيرهما وروى البغوي من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن سعيد بن عبد العزيز عن ذي قرنات قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل ياذا قرنات من بعده قال الأمين يعني أبا بكر قيل فمن بعده قال قرن من حديد يعني عمر قيل فمن بعده قال الأزهر يعني عثمان قيل فمن بعده قال الوضاح المنصور يعني معاوية قال البغوي عثمان ضعيف ولا أحسب سعيدا أدركه ولا أحسبه هو سمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا وزعم الخطيب عن بن سميع أن اسمه جابر بن أزذ وتعقبه بن عساكر بأن الذي عند بن سميع ذو قرنات جابر بن أزذ وهما اثنان قال فظن الخطيب لما لم يجد بينهما فاصلة أنهما واحد ثم ساقه عن بن سميع في تسمية من روى عن عمر ممن أدرك الجاهلية ذو قرنات وقال بن منده اختلف في صحبته وأخرج من طريق أبي إدريس الخولاني قال كان أبو مسلم الجليلي معلم كعب الأحبار وكان يلومه على ابطائه عن الإسلام قال كعب فخرجت حتى أتيت ذا قرنات فقال لي أين تقصد يا كعب فأخبرته فقال لئن كان نبيا إنه الآن لتحت التراب فخرجت فإذا أنا براكب فقال مات محمد وارتدت العرب الحديث وروى الروياني في مسنده من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن نافع أنه سمع أباه يذكر أن معاوية قال لكعب دلني على أعلم الناس قال ما أعلمه إلا ذا قرنات وهو باليمن فبعث إليه معاوية وهو بالغوطة فتلقاه كعب فوضع رأسه له ووضع الآخر له رأسه فذكر قصة طويلة وفي ضمنها أنه كان يهوديا واستنكرها بن عساكر لأن كعبا مات قبل أن يلي معاوية الخلافة وهو كما قال قلت والقصة التي قبلها تشعر أيضا بأنه لم يسلم فالله أعلم ذو الكلاع الحميري روى بن أبي عاصم وأبو نعيم من طريق حسان بن كريب عن ذي الكلاع سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتركوا الترك ما تركوكم تفرد به بن لهيعة فإن كان حفظه فهو غير ذي الكلاع الآتي ذكره في القسم الثالث (2/177)
<178> ذو اللحية الكلابي قال سعيد بن يعقوب اسمه شريح وقال بن قانع شريح بن عامر وحكاه البغوي وقال المفضل الغلابي هو الضحاك بن سفيان وقال بن الكلبي ذو اللحية شريح بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب ولم يصفه بغير ذلك روى البغوي والطبراني والحسن بن سفيان وابن قانع وابن أبي خيثمة وغيرهم من طريق سهل بن أسلم عن يزيد بن أبي منصور عن ذي اللحية الكلابي أنه قال يا رسول الله أنعمل في أمر مستأنف أم في أمر قد فرغ منه الحديث ذو اللسانين هو مولة بن كثيف يأتي ذو مخبر يقال ذو مخمر الحبشي بن أخي النجاشي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه ثم نزل الشام وله أحاديث أخرج منها أحمد وأبو داود وابن ماجة منها عند أبي داود من طريق حريز بن عثمان عن يزيد بن صبيح عن ذي مخبر وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا في نومهم عن الصلاة روى أبو داود أيضا من طريق خالد بن معدان عن جبير بن نفير قال انطلق بنا إلى ذي مخبر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأتيناه فسأله جبير عن الهدنة فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ستصالحون الروم الحديث ذو المعشار هو مالك بن نمط يأتي ذو مران هو عك يأتي ذو مناحب وذو منادح وذو مهدم تقدم حديثهم في ذي دجن وذكر عبد الصمد بن سعيد في طبقات الحمصيين الأول والثالث ولكن قال ذو مناخب وذو مهدب آخره موحدة وقال لا يوجد منها حديث ذو النخامة لا أعرف اسمه روى بن أبي الدنيا في المرض والكفارات له من طريق الربيع بن صبيح عن غالب القطن أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ذي النخامة وهو موعوك فقال منذ كم قال منذ سبع قال اختر إن شئت دعوت الله لك أن يعافيك وإن شئت صبرت ثلاثا فتخرج منها كيوم ولدتك أمك قال أصبر يا رسول الله في إسناده ضعف مع إرساله ذو النسعة بكسر أوله وسكون المهملة لا أعرف اسمه ثبت ذكره في حديث البخاري وروى أصحاب السنن من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعه إلى ولي المقتول فقال القاتل لا والله ما أردت قتله فقال لولي المتقول إن كان صادقا فقتلته دخلت النار فخلى سبيله وكان مكتوفا بنسعة فخرج يجر نسعته فسمى ذا النسعة لفظ النسائي وأخرج مسلم معناه أو قريبا منه حديث وائل بن حجر ولكن ليس في آخره فسمي ذا النسعة والنسعة بكسر النون وسكون المهملة بعدها مهلمة هو الحبل ذو النمرق هو النعمان بن يزيد الكندي يأتي ذو النور هو الطفيل بن عمرو الدوسي يقال هو الطفيل بن الحارث ويقال عبد الله (2/178)
<179> بن الطفيل قاله المرزباني في معجمه يأتي ذو النو آخر هو عبد الرحمن بن ربيعة يأتي ذو النور سراقة بن عمرو يأتي ذو النورين عثمان بن عفان مشهور بها والمشهور أن ذلك لكونه تزوج ببنتي النبي صلى الله عليه وسلم واحدة بعد آخرى وروى أبو سعد الماليني بإسناد فيه ضعف عن سهل بن سعد قال قيل لعثمان ذو النورين لأنه ينتقل من منزل إلى منزل في الجنة فتبرق له برقتان فلذلك قيل له ذلك ذوالنون بنونين هو طليحة بن خويلد الأسدي يأتي ذو اليدين السلمي يقال هو الخرباق وفرق بينهما بن حبان قال أبو هريرة صلى النبي صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشى فسلم في ركعتين فقام رجل في يديه طول يدعى ذا اليدين فقال يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت الحديث أخرجاه من طريق بن سيرين عن أبي هريرة وروى الحسن بن سفيان والطبراني وغيرهما من طريق شعيث بن مطير عن أبيه أنه لقى ذا اليدين بذي خشب فحدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم إحدى صلاتي العشي وهي العصر فصلى ركعتين وخرج مسرعا إلى الناس فذكر الحديث روى بن أبي شيبة من طريق عمرو بن مهاجر أن محمد بن سويد أفطر قبل الناس بيوم فأنكر عليه عمر بن عبد العزيز فقال شهد عندي فلان أنه رأى الهلال فقال عمر أو ذو اليدين هو ولذي اليدين ذكر في حديث آخر يأتي ذكره في ترجمة أم إسحاق من كنى النساء ذو يزن ذكره أبو موسى عن عبدان قال قدم ذو يزن واسمه مالك بن مرارة على النبي صلى الله عليه وسلم من عند زرعة بن سيف بإسلامهم وإسلام ملوك اليمن فكتب له كتابا قلت وستأتي ترجمته في الميم ذو يناق يأتي ذكره في ترجمة شهر ذكر بقية حرف الذال المعجمة ذؤاب ذكر أبو موسى عن أبي الفتح الأزدي وساق بإسناد له ضعيف إلى أنس قال كان رجل يقال له ذؤاب يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم فيقول السلام عليك يا رسول ورحمة الله وبركاته فيرد عليه فذكر الحديث ذؤالة بن عوقلة اليماني روى أبو موسى بإسناد مظلم إلى هدبة عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال وفد وفد من اليمن وفيهم رجل يقال له ذؤالة بن عوقلة اليماني فوقف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحسن الناس خلقا وخلقا قال أنا يا ذؤالة ولا فخر (2/179)
<180> فذكر حديثا طويلا ركيك الألفاظ جدا آثار الوضع لائحة عليه ذؤيب بن حارثة الأسلمي أخو أسماء بن حارثة وإخوته تقدم ذكره في حمران بن حارثة ذؤيب بن حبيب بن تويت بمثناتين مصغرا بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي ذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة عن أبي غسان المدني قال اتخذ ذؤيب بن حبيب دارا بالمصلى مما يلي السوق وهي بأيدي ولده اليوم وساق نسبه قال وكانت له صحبة بالنبي صلى الله عليه وسلم ذؤيب بن حبيب الخزاعي يأتي في الذي بعده ذؤيب بن حلحلة ويقال بن حبيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم الخزاعي والد قبيصة وفرق بن شاهين بين ذؤيب والد قبيصة وبين ذؤيب بن حبيب والذي روى عنه بن عباس وزعم بن عبد البر أن أبا حاتم سبقه إلى ذلك قال وهو خطأ قلت ولم يظهر لي كونه خطأ وأما والد قبيصة فقد ذكر الغلابي عن بن معين أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بقبيصة بن ذؤيب ليدعو له بعد وفاة أبيه فهذا يدل على أنه مات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأما الذي روى عنه بن عباس فحديثه عنه في صحيح مسلم أنه حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث معه بالبدن ثم يقول إن عطب منها شيء فذكر الحديث وذكر بن سعد أنه سكن قديدا وعاش إلى زمان معاوية ذؤيب بن شعثم بضم الشين المعجمة والمثلثة بينهما عين مهملة ويقال شعثن آخره نون بدل الميم بن قرط بن جناب بن الحارث بن جهمة بن عدي بن جندب بن العنبر بن تميم التميمي العنبري قال بن السكن له صحبة وذكره بن جرير وابن السكن وابن قانع والعقيلي وغيرهم في الصحابة وله أحاديث مخرجها عن ذريته وروى هو وابن شاهين من طريق عطاء بن خالد بن الزبير بن عبد الله بن رديح بن ذؤيب عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده عن ذؤيب قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث غزوات وروى الطبراني من هذا الوجه عن ذؤيب أن عائشة قالت إني أريد أن أعتق من ولد إسماعيل قصدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة انتظري حتى يجيء سبي العنبر غدا فجاء فقال لها خذي أربعة قال عطاء فأخذت جدي رديحا وابن عمي سمرة وابن عمي رخيا وخالي زبيبا فمسح النبي صلى الله عليه وسلم على رؤوسهم وبرك عليهم وروى بن شاهين وأبو نعيم من طريق عطاء بن خالد بهذا الإسناد أن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا بأم زبيب فأخذوا زريبتها فلحق ذؤيب بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال أخذ الركب زربية أمي يعني قطيفتها فقال ردوا عليه زربية أمه وقال بارك الله فيك يا غلام قال بن منده جاء عن عطاء بن خالد بهذا الإسناد عدة أحاديث وروى بن منده من طريق بلال بن مرزوق بن ذؤيب بن رديح بن ذؤيب حدثني أبي عن أبيه عن جد أبيه ذؤيب أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك قال الكلابي قال أنت ذؤيب بارك الله فيك ومتع بك أبويك (2/180)
<181> وقال بن أبي حاتم روى المسور بن قريط بن معين بن رديح بن ذؤيب عن أبيه عن جده رديح عن أبيه ذؤيب الدال بعدها الهاء ذهبن بفتح أوله وسكون الهاء بعدها موحدة مفتوحة ثم نون وصحفه بعضهم فقال زهير وأبوه قرضم بكسر القاف والمعجمة بينهما راء بن العجيل بن قثاث بن قمومي بن يقلل بن العيدي من بني عيدي بن مهرة المهري من بني مهرة بن حيدان روى بن شاهين من طريق بن الكلبي قال أخبرنا معمر عن عمران المهري قال وفد منا رجل يقال له ذهبن بن القرضم على النبي صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدينه ويكرمه لبعد داره وكتب له كتابا هو عندهم وقد تقدم في المهملة مصغرا وبذلك جزم بن حبيب وبالأول جزم الدارقطني وابن ماكولا وهو ظاهر ما في النسخة المعتمدة من جمهرة بن الكلبي بموحدة بعد الهاء بوزن جعفر القسم الثاني لم يذكر به أحد القسم الثالث الذال بعدها الألف والباء ذادويه تقدم في الأول من المهملة ذباب بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس الله بن سعد العشيرة له إدراك وشهد ولده عبد الله صفين مع علي ذكره بن الكلبي ذبيان بن سعد الأسدي له إدراك ذكره وثيمة في الردة عن بن إسحاق قال وكان ممن فارق طليحة بن خويلد لما ادعى النبوة وقال له إنما أنت امرؤ كاهن تخطىء وتصيب فائتنا بمثل القرآن وإلا فاكفنا نفسك فذكر القصة استدركه بن فتحون وفي نسخة من كتاب وثيمة ظبيان بالظاء المشالة بدل الذال المعجمة الذال بعدها الراء ذرع الخولاني أبو طلحة يأتي في الكنى ذريح بن الحارث بن ربيعة الثعلبي والد الحتات الشاعر تقدم ذكر ولده وقد قيل فيه رديح بتقديم الراء والتصغير والدال المهملة وقال المرزباني في معجم الشعراء خرج الحتات إلى جهاد الفرس وأبوه شيخ كبير حي فشق عليه وجزع من فراقه وأنشد أبياتا فلما بلغت التحات أجابه (2/181)
<182> ألا من مبلغ عني ذريحا فإن الله بعدك قد دعاني فإن تسأل فإني مستقيد وإن الخيل قد عرفت مكاني في أبيات وقال أبوه يرثيه لما بلغه أنه استشهد أبغي الحتات في الجياد ولا أرى له شبها ما دام لله ساجد وكان الحتات كالشهاب حياته وكل شهاب لا محالة خامد الذال بعدها الكاف ذكوان مولى عمر له إدراك وأخرج أبو الحسين الرازي والد تمام في كتاب من روى عن الشافعي من طريق الهيثم بن مروان قال حدثني محمد بن إدريس الشافعي قال استعمل معاوية ذكوان مولى عمر بن الخطاب على عشور الكوفة فذكر قصة الذال بعدها الواو ذو أصبح الحميري له ذكر في المخضرمين ذو جوشن يأتي ذكره في ذي الكلاع ذو ظليم اسمه حوشب تقدم ذو رود اسمه سعيد بن العاقب يأتي وتقدم له ذكر في ترجمة الأقرع بن حابس ذو الشكوة هو أبو عبد الرحمن القيني يأتي في الكنى ذو عمرو الحميري كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ملكا وأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله برجلين من أهل اليمن وروى البخاري في الصحيح من طريق إسماعيل عن قيس عن جرير قال كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن ذا الكلاع وذا عمرو فجعلت أحدثهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذو عمرو لئن كان الذي تذكر لقد مر علي أجله منذ ثلاث وأقبلا معي فرفع لنا في الطريق ركب فقالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر فقال أخبر صاحبك أنا سنعود إن شاء الله تعالى فقال أبو بكر أفلا جئت بهم قال فلما كان بعد ذلك قال لي ذو عمرو يا جرير إن لك على كرامة فذكر القصة قلت وهو يقتضي أنه عاد من اليمن فإن جريرا لم يرجع إليها بعد ذلك وروى بن عساكر من طريق بن إسحاق عن جرير قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذي الكلاع وذي عمرو فأما ذو الكلاع فقال لي ادخل على أم شرحبيل يعني زوجته فوالله ما دخل عليها بعد أبي شرحبيل أحد قبلك قال فأسلما وروى الواقدي في الردة بأسانيد له متعددة قالوا بعث النبي صلى الله عليه وسلم جريرا إلى ذي الكلاع وذي عمرو فأسلما وأسلمت ضريبة بنت أبرهة بن الصباح امرأة ذي الكلاع (2/182)
<183> ذو الغصة العامري اسمعه عامر بن مالك يأتي في العين ذو الكلاع اسمه أسميفع بفتح أوله وسكون المهملة وفتح ثالثه وسكون التحتانية وفتح الفاء بعدها مهملة ويقال سميفع بفتحتين ويقال ايفع بن باكور وقيل بن حوشب بن عمرو بن يعفر بن يزيد بن النعمان الحميري وكان يكنى أبا شرحبيل ويقال أبا شراحبيل تقدم ذكره في الذي قبله وقال الهمداني اسمه يزيد قال وبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله فأسلم وأعتق لذلك أربعة ثم قدم المدينة ومعه أربعة آلاف أيضا فسأله عمر في بيعهم فأصبح وقد أعتقهم فسأله عمر عن ذلك فقال إني أذنبت ذنبا عظيما فعسى أن يكون ذلك كفارة قال وذلك أني تواريت مرة ثم أشرفت فسجد لي مائة ألف روى يعقوب بن شيبة بإسناد له عن الجراح بن منهال قال كان عند ذي الكلاع اثنا عشر ألف بيت من المسلمين فبعث إليه عمر فقلا بعنا هؤلاء نستعين بهم على عدو المسلمين فقال لا هم أحرار فأعتقهم كلهم في ساعة واحدة قال أبو عمر لا أعلم له صحبة إلا أنه أسلم واتبع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقدم في زمن عمر فروى عنه وشهد صفين مع معاوية وقتل بها وروى أبو حذيفة في الفتوح من طريق أنس بن مالك أن أبا بكر بعثه إلى أهل اليمن يستنفرهم إلى الجهاد فرحل ذو الكلاع ومن أطاعه من حمير قلت وأخرج أبو نعيم في ترجمته حديث فيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غلب على ظني أنه غيره فأفردته فيما مضى وقال سيف كان ذو الكلاع في يوم اليرموك على كردوس وقال هشام بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح كان يدخل مكة رجال متعممون من جمالهم مخافة أن يفتتن بهم منهم ذو الكلاع والزبرقان بن بدر وزيد الخيل وعمرو بن حممة وآخرون وروى إبراهيم بن زائل في كتاب صفين من طريق جابر الجعفي عمن حدثه أن معاوية خطب فقال إن عليا نهد إليكم في أهل العراق فقال ذو الكلاع عليك أم رأي وعلينا أم فعال وهي لغة يجعلون لام التعريف ميما وقال المرزباني في معجم الشعراء أسميفع بن الأكور ذو الكلاع الأصفر مخضرم له مع عمر أخبار ثم بقي إلى أيام معاوية ولما كثر شرب الناس الخمر في خلافة عمر كتب إلى عامله أن يأمر بطبخ كل عصير بالشام حتى يذهب ثلثاه فقال ذو الكلاع رماها أمير المؤمنين بحتفها فخلانها يبكون حول المعاصر فلا تجلدوهم واجلدوها فإنها هي العيش للباقي ومن في المقابر وقال خليفة كان ذو الكلاع بالميمنة على أهل حمص بصفين مع معاوية روى يعقوب بن شيبة بإسناد صحيح عن أبي وائل عن أبي ميسرة أنه رأى ذا الكلاع وعمارا في قباب بيض بفناء الجنة فقال ألم يقتل بعضكم بعضا قالوا بلى ولكن وجدنا الله واسع المغفرة ذؤيب بن كليب بن ربيعة ويقال ذؤيب بن وهب الخولاني أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم سماه عبد الله وروى بن وهب عن بن لهيعة أن الأسود العنسي لما ادعى النبوة وغلب على صنعاء أخذ ذؤيب بن كليب فألقاه في النار لتصديقه النبي صلى (2/183)
<184> الله عليه وسلم فلم تضره النار فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه فقال عمر الحمد لله الذي جعل في أمتنا مثل إبراهيم الخليل وقال عبدان هو أول من أسلم من أهل اليمن ولا أعلم له صحبة إلا أن ذكر إسلامه وما ابتلاه الله تعالى به وقع في حديث مرسل من رواية بن لهيعة ووقع عند بن الكلبي في هذه القصة أنه ذؤيب بن وهب وقال في سياقه طرحه في النار فوجده حيا ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في سياقه ذؤيب بن أبي ذؤيب خويلد بن خالد بن محرث ويقال بن خالد بن خويلد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة الهذلي هو ولد الشاعر المشهور مات هو وأربعة إخوة له بالطاعون في زمن عمر وكانوا قد بلغوا ولهم بأس ونجدة فرثاهم بالقصيدة الشهيرة التي أولها أمن المنون وريبها يتوجع ولدهر ليس بمعتب من يجزع ويقول فيها وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل نميمة لا تنفع قال المرزباني عامة ما قال أبو ذؤيب من الشعر في الإسلام وكان موته بإفريقية في زمن عثمان ذؤيب بن مرار له إدراك فروى بن دريد عن السكن بن سعيد عن هشام بن الكلبي عن أبي الهيثم الرحبي شيخ من حمير حدثني شيخان ممن أدرك حماما وسمع حديثه من فلق فيه وهما ذؤيب بن مرار والأرقم بن أبي الأرقم قالا أخبرنا حمام بن معد يكرب الكلاعي أحد فرسان الجاهلية فذكر قصة طويلة ذؤيب بن يزيد أو بن زيد ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين وقال عاش أربعمائة وخمسين سنة ثم أدرك الإسلام فأسلم بعد أن هرم وهو القائل اليوم يبنى لذؤيب بيته لو كان للدهر بلى أبليته أو كان قرنا واحدا كفيته يا رب تهب صالح حويته ومعصم مخضب ثنيته الأبيات الذال بعدها الهاء ذهل بن كعب له إدراك سمع من معاذ بن جبل وعمر حدث عنه سماك بن حرب ذكره البخاري في تاريخه الذال بعدها الكاف والواو ذكوان بن عبد مناف (2/184)
<185> الذال بعدها الواو ذو يزن قد بينت ما فيهما في القسم الأول حرف الراء القسم الأول الراء بعدها الألف راشد بن حبيش بالمهملة ثم الموحدة مصغر ذكره أحمد وابن خزيمة والطبراني وغيرهم في الصحابة وقال البغوي يشك في سماعه وذكره في التابعين البخاري وأبو حاتم والعسكري وغيرهم فروى أحمد من طريق سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن أبي الأشعث عن راشد بن حبيش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبادة بن الصامت يعوده في مرضه فقال أتعلمون من الشهيد الحديث قال بن منده تابعه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة ورواه سفيان بن عبد الرحمن عن قتادة فقال عن راشد عن عبادة وهو الصواب راشد بن حفص الهذلي يكنى أبا أثيلة قاله بن منده روى البخاري وابن منده من طريق راشد بن حفص عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف قال كان جدي من قبل أمي يدعى في الجاهلية ظالما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت راشد قلت وسيأتي له ذكر في ترجمة عامر بن مرقش وخلط بن عبد البر ترجمته بترجمة راشد بن عبد ربه السلمي وهو غيره فيها يظهر لي بل المحقق التعدد لأن هذا هذلي راشد بن سعيد السلمي ذكره العقيلي كذا في التجريد راشد بن شهاب بن عمرو من بني غيلان بن عمرو بن دعمي بن إياد قال هشام بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه قرصافا فسماه راشدا راشد بن عبد ربه السلمي قال المرزباني في معجم الشعراء كان اسمه غويا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم راشدا وقال المدائني هو صاحب البيت المشهور وهو هذا فألقت عصاها واستقر بها النوى كما قر عينا بالإياب المسافر وروى أبو نعيم من طريق محمد بن الحسن بن زباله عن حكيم بن عطاء السلمي من ولد راشد بن عبد ربه عن أبيه عن جده راشد بن عبد ربه قال كان الصنم الذي يقال له سوع بالمعسلاة فذكر قصة إسلامه وكسره إياه ورواه أبو حاتم بسند له وفيه أنه كان عند الصنم يوما إذ أقبل ثعلبان فرفع أحدهما رجله فبال على الصنم وكان سادنه غاوى بن ظالم فأنشد أرب يبول الثعلبان برأسه لقد هان من بالت عليه الثعالب ثم كسر الصنم وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أنت راشد بن عبد الله (2/185)
<186> راشد بن عبد ربه ذكر بن عساكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له كتابا قلت ويحتمل أن يكون هو الذي قبله راشد بن المعلى بن لوذان الأنصاري أخو رافع ذكره بن الكلبي وحده في البدريين من التجريد رافع بن أشيم الأشجعي أبو هند والد نعيم بن أبي هند ويقال اسمه النعمان يأتي في الكنى رافع بن ثابت هو رويفع بن ثابت يأتي رافع بن جابر الطائي يأتي في بن عمرو رافع بن جعدبة الأنصاري ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة رافع بن الحارث بن سواد بن زيد بن ثعلبة بن غنم الأنصاري ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة وقال أبو عمر شهد بدرا وأحدا والخندق وعاش إلى خلافة عثمان رافع بن خداش ذكره أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى وأخرج بإسناد ضعيف أن جندع بن الصميل أتاه آت فقال له يا جندع بن الصميل أسلم تسلم وتغنم من حر نار تضرم فقال ما الإسلام قال البراء من الأصنام والإخلاص للملك العلام قال كيف السبيل إليه قال إنه قد اقترب ظهور ناجم من العرب كريم النسب غير خامل النسب يطلع من الحرم تدين له العجم قال فأخبر بذلك بن عمه رافع بن خداش فاصطحبا فلما وصل جندع إلى نجران مات بها وأقام رافع بن خداش فلما بلغه مهاجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة جاء فأسلم رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي أبو عبد الله أو أبو خديج أمه حليمة بنت مسعود بن سنان بن عامر من بني بياضة عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فاستصغره وأجازه يوم أحد فخرج بها وشهد ما بعدها وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمه ظهير بن رافع وروى عنه ابنه عبد الرحمن وحفيده عباية بن رفاعة والسائب بن يزيد ومحمود بن لبيد وسعيد بن المسيب ونافع بن جبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو النجاشي مولى رافع وسليمان بن يسار وآخرون واستوطن المدينة إلى أن انتقضت جراحته في أول سنة أربع وسبعين فمات وهو بن ست وثمانين سنة وكان عريف قومه بالمدينة كذا قال الواقدي في وفاته وقد ثبت أن بن عمر صلى عليه وصرح بذلك الواقدي وابن عمر وفي أول سنة أربع كان بمكة عقب قتل بن الزبير ثم مات من الجرح الذي أصابه من زج الرمح فكأن رافعا تأخر حتى قدم بن عمر المدينة فمات فصلى عليه ثم مات بن عمر (2/186)
<187> بعده أو مات رافع في أثناء سنة ثلاث قبل أن يحج بن عمر فإنه ثبت أن بن عمر شهد جنازته فقد خرج من طريق أبي نضرة قال أبو نضرة خرجت جنازة رافع بن خديج وفي القوم بن عمر فخرج نسوة يصرخن فقال بن عمر اسكتن فإنه شيخ كبير لا طاقة له بعذاب الله وقال يحيى بن بكير مات أول سنة ثلاث وسبعين فهذا شبه وأما البخاري فقال مات في زمن معاوية وهو المعتمد وما عداه واه وسيأتي سنده في ذلك في ترجمة أم عبد الحميد في كنى النساء وأرخه بن قانع سنة تسع وخمسين وأخرج بن شاهين من طريق محمد بن يزيد عن رجاله أصاب رافعا سهم يوم أحد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئت نزعت السهم وتركت القطيفة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد فلما كانت خلافة عثمان انتقض به ذلك الجرج فمات منه كذا قال والصواب خلافة معاوية كما تقدم ويحتمل أن يكون بين الانتقاض والموت مدة رافع بن أبي رافع الطائي يأتي في بن عمرو رافع بن رفاعة الأنصاري روى حديثه أحمد وأبو داود من طريق عكرمة بن عمار عن طارق بن عبد الرحمن قال جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار فقال لقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم اليوم عن شيء كان يرفق بنا نهانا عن كراء الأرض وعن كسب الحجام وعن كسب الأمة إلا ما عملت بيديها نحو الخبز والغزل وقال أبو عمر رافع بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان لا تصح له صحبة والحديث غلط قلت لم أره في الحديث منسوبا فلم يتعين كونه رافع بن رفاعة بن مالك فإنه تابعي لا صحبة له بل يحتمل أن يكون غيره وأما كون الإسناد غلطا فلم يوضحه وقد أخرجه بن منده من وجه آخر عن عكرمة فقال عن رفاعة بن رافع والله أعلم رافع بن زيد بن كرز بن سكن بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي ويقال رافع بن سهل ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا هكذا على الشك وأما بن إسحاق والواقدي فقالا رافع بن زيد بغير شك وقال بن الكلبي رافع بن يزيد وكذا قال بن الأسود عن عروة رافع بن سعد الأنصاري ذكره أحمد بن محمد بن عيسى فيمن نزل حمص من الصحابة وذكره بن شاهين وأبو موسى رافع بن سنان أخو معقل الأشجعي ذكره خليفة بن خياط فيمن روى من الصحابة من أشجع رافع بن سنان الأنصاري الأوسي أبو الحكم جد عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان روى عبد الحميد الكبير عن أبيه عن جده أحاديث منها عند أبي داود من طريق عيسى بن يونس عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جده رافع بن سنان أنه أسلم وأبت امرأته أن تسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في الأنساب أبو الحكم رافع بن سنان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم من ذرية الفصيون وهو عامر بن ثعلبة (2/187)
<188> رافع بن سهل بن رافع بن عدي بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاري حليف القوافلة قيل شهد بدرا ولم يختلف أنه شهد أحدا وما بعدها واستشهد باليمامة قال الواقدي بسند له أقبل رافع بن سهل الأشهلي يصيح يا آل سهل ما تستبقون من أنفسكم وألقى الدرع وحمل بالسيف فقتل رافع بن سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي أخو عبد الله شهد أحدا واستشهد عبد الله بالخندق رافع بن ظهير أخو أسيد بن ظهير مضى ذكره في ترجمة أنس بن ظهير في حرف الألف إن كان محفوظا وأخرج قاسم بن أصبغ في مسنده من طريق عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن رافع بن ظهير أو حضير أنه راح من عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه نهى عن كراء الأرض أخرجه أبو عمر فقال هذا غلط لا خفاء به قلت الصواب فيه ما خرجه النسائي من هذا الوجه فقال عن أبيه عن رافع بن أسيد بن ظهير عن أبيه فسقط من الرواية ذكر أسيد وعن أبيه والله أعلم رافع بن عبد الحارث هو بن عنجده يأتي رافع بن عدي له ذكر في ترجمة عرابة بن أوس رافع بن عمرو بن جابر بن حارثة بن عمرو بن مخضب أبو الحسن الطائي السنبسي ويقال بن عميرة وقد ينسب لجده وقيل هو رافع بن أبي رافع قال مسلم وأبو أحمد الحاكم له صحبة روى الطبراني من طريق الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن رافع بن أبي رافع الطائي قال لما كانت غزوة ذات السلاسل استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على جيش فيهم أبو بكر فذكر الحديث بطوله وأخرجه بن خزيمة من طريق طلحة بن مصرف عن سليمان عن طارق عن رافع الطائي قال وكان رافع لصا في الجاهلية وكان يعمد إلى بيض النعام فيجعل الماء فيه فيخبؤه في المفاوز فلما اسلم كان دليل المسلمين قال رافع لما كانت غزوة ذات السلاسل قلت لأختارن لنفسي رفيقا صالحا فوفق لي أبو بكر فكان ينيمني على فراشه ويلبسني كساء له من أكسية فدك فقلت له علمني شيئا ينفعني قال اعبد الله ولا تشرك به شيئا وأقم الصلاة وتصدق إن كان لك مال وهاجر دار الكفر ولا تأمر على رجلين الحديث وقال بن سعد كان يقال له رافع الخير وتوفي في آخر خلافة عمر وقد غزا في ذات السلاسل ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال وكذا عده العجلي في التابعين وفرق خليفة بن خياط بين رافع بن عمرو صاحب قصة ذات السلاسل فذكره في الصحابة وبين رافع بن عميرة الذي دل خالد بن الوليد على طريق السماوة حتى رحل بهم من العراق إلى الشام في خمسة أيام فذكره في التابعين ولم يصب في ذلك فإنه واحد اختلف في اسم أبيه وذكر بن إسحاق في المغازي أنه هو الذي كلمه الذئب فيما تزعم طيء وكان في ضأن يرعاها فقال في ذلك فلما أن سمعت الذئب نادى يبشرني بأحمد من قريب فألفيت النبي يقول قولا صدوقا ليس بالقول الكذوب (2/188)
<189> وروى الطبراني من طريق عصام بن عمرو عن عمرو بن حيان الطائي قال كان رافع بن عميرة السنبسي يغدي أهل ثلاثة مساجد يسقيهم الحيس وماله إلا قميص واحد هو للبيت وللجمعة رافع بن عمرو بن مجدع ويقال بن مخدج بن حاتم بن الحارث بن نغيلة بنون ومعجمة مصغرا بن مليل بلامين مصغرا بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الضمري ويعرف بالغفاري وهو أخو الحكم بن عمرو يكنى أبا جبير نزل البصرة وروى عنه ابنه عمران وعبد الله بن الصامت وأبو جبير مولاهم له في مسلم حديث رافع بن عمرو بن هلال المزني أخو عائذ بن عمرو لهما ولأبيهما صحبة سكن رافع البصرة قال بن عساكر كان في حجة الوداع خماسيا أو سداسيا وقد حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت ورواية عمرو بن سليم المزني عنه في مسند أحمد أنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا وصيف ورواية هلال بن عامر عنه تدل على أنه عاش إلى خلافة معاوية وله رواية عند أبي داود والنسائي رافع بن عمير التميمي يلقب دعموص الرمل سكن الكوفة روى خبره الخرائطي في هواتف الجان من طريق محمد بن عكير عن سعيد بن بجير قال كان رجل من بني تميم يقال له رافع بن عمير وكان أهدى الناس للطريق فكانت العرب تسميه دعموص الرمل فذكر عن بدء إسلامه خبرا طويلا وأنه رأى شيخا من الجن يخاطب آخر وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بخبره قبل أن يخبره قال سعيد بن جبير فكنا نرى أنه الذي نزل فيه وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن الآية وفي إسناد هذا الخبر ضعف وفيه أن الشيخ الجني اسمه معتكد بن مهلهل وأنه قال له إذا نزلت واديا فخفت فقل أعوذ برب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها قال فقلت من محمد قال نبي عربي ومسكنه يثرب ذات النخل قال فركبت ناقتي حتى أتيت المدينة رافع بن عمير آخر غير منسوب سكن الشام روى بن مردويه في تفسير سورة ص من طريق محمد بن أيوب بن سويد عن أبيه عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن رافع بن عميرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل قال لسليمان سلني أعطك قال أسألك ثلاث خصال حكما يصادف حكمك وملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأورده الطبراني مطولا ولكنه أخرجه في ترجمة رافع بن عمير الطائي ولم يقل في سنده إلا رافع بن عمير فهو عندي غيره وقد فرق بينهما بن منده وأبو نعيم رافع بن عنجدة بضم المهملة والجيم بينهما نون ساكنة ثم دال الأنصاري الأوسي من بني أمية بن زيد ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وقال بن هشام عنجدة أمه واسم أبيه عبد الحارث وقيل هو رافع بن عنجرة براء بدل الدال وهو تصحيف وقيل رافع بن عنبرة وهو تحريف وكان أبو معشر يسميه عامر بن عنجدة ولم يتابع عليه رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي شهد العقبة وكان (2/189)
<190> أحد النقباء قال سعد بن عبد الحميد بن جعفر كان أول من أسلم من الخزرج وروى البخاري من طريق يحيى بن سعيد عن معاذ بن رفاعة بن رافع وكان رفاعه من أهل بدر وكان رافع من أهل العقبة وكان يقول لابنه ما يسرني أني شهدت بدرا بالعقبة وروى أبو نعيم من هذا الوجه هذا الحديث مختصرا بلفظ عن معاذ بن رفاعة كان رافع بن مالك من أصحاب العقبة ولم يشهد بدرا ووصله موسى بن عقبة فسماه في البدريين وكذا جاء عن بن إسحاق من رواية يونس بن بكير لا من رواية يزيد البكائي وأورد الحاكم في المستدرك في ترجمته حديث معاذ بن رفاعة عن جده رافع بن مالك قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فعطس الحديث وهذا وهم وإنما هو عن أبيه كذلك أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي من هذا الوجه الذي أخرجه منه الحاكم وحكى بن إسحاق أن رافع بن مالك أول من قدم المدينة بسورة يوسف وروى الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن عمر بن حنظلة أن مسجد بني زريق أول مسجد قرئ فيه القرآن وأن رافع بن مالك لما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة أعطاه ما أنزل عليه في العشر سنين التي خلت فقدم به رافع المدينة ثم جمع قومه فقرأ عليهم في موضعه قال وعجب النبي صلى الله عليه وسلم من اعتدال قبلته رافع بن المعلي بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن استشهد ببدر وقتله عكرمة بن أبي جهل ووهم بن شهاب في نسبه فقال إنه من الأوس ثم من بني زريق وبنو زريق من الخزرج لا من الأوس والمقتول ببدر من الخزرج رافع بن المعلي الأنصاري الزرقي له ذكر في ترجمة درة بنت أبي لهب في أسماء النساء وروى بن منده من طريق بن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس في قوله تعالى إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان الآية نزلت في عثمان بن رافع بن المعلى وخارجة بن زيد فيحتمل أن يكون هو هذا وقيل هو اسم أبي سعيد الآني في الكنى وقد مضى أنه قيل إن اسمه الحارث رافع بن مكيت بوزن عظيم آخره مثلثة الجهني شهد بيعة الرضوان وكان أحد من يحمل ألوية جهينة يوم الفتح واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه وشهد الجابية مع عمر له عند أبي داود حديث واحد من طريق ولده الحارث بن رافع عنه في حسن الملكة رافع بن النعمان بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار قال العدوي شهد أحدا رافع بن يزيد الثقفي قال بن السكن لم يذكر في حديثه سماعا ولا رؤية ولست أدري أهو صحابي أم لا ولم أجد له ذكرا إلا في هذا الحديث وروى بن السكن وأبو أحمد بن عدي من طريق أبي بكر الهذلي عن الحسن عن رافع بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الشيطان يحب الحمرة فإياكم والحمرة وكل ثوب فيه شهرة قال بن منده رواه سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن (2/190)
<191> عبد الرحمن بن يزيد عن رافع نحوه وقال الجوذقاني في كتاب الأباطيل هذا حديث باطل وإسناده منقطع كذا قال وقوله باطل مردود فإن أبا بكر الهدلي لم يوصف بالوضع وقد وافقه سعيد بن بشير وإن زاد في السند رجلا فغايته أن المتن ضعيف أما حكمه عليه بالوضع فمردود وقد أكثر الجوذقاني في كتابه المذكور من الحكم ببطلان أحاديث لمعارضة أحاديث صحيحة لها مع إمكان الجمع وهو عمل مردود وقد وقفت على كتابه المذكور بخط أبي الفرج بن الجوزي ومع ذلك فلم يوافقه على ذكر هذا الحديث في الموضوعات رافع بن يزيد الأنصاري تقدم في بن زيد رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم يكنى أبا البهي بفتح الموحدة وكسر الهاء الخفيفة له ذكر في حديث أخرجه بن ماجة والبلاذري وابن أبي عاصم في الأدب والحسن بن سفيان في مسنده كلهم عن هشام بن عمار عن يحيى بن حمزة عن زيد بن واقد عن مغيث بن سمي عن عبد الله بن عمر قال قلت يا رسول الله من خير الناس قال ذو القلب المخموم واللسان الصادق فذكر الحديث وفيه فقلنا ما نعرف هذا فينا إلا رافعا مولى النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الزيادة ليست عند بن ماجة وروى الحكم الترمذي في نوادره هذا الحديث من طريق محمد بن المبارك الصوري عن يحيى بن حمزة بتمامه وأخرجه الطبراني من وجه آخر وزاد البلاذري قال هشام بن عمار أخشى أن يكون غير محفوظ ولا أحسبه إلا أبا رافع قلت أخرجه أحمد في الزهد من طريق أسد بن وداعة مرسلا لكنه قال رافع بن خديج وقوله بن خديج وهم وهو يقوي الرواية الأولى ويبعد توهم هشام وله ذكر في حديث آخر أخرجه الطبراني من طريق بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن سعيد قال كان لسعيد بن العاص عبد فأعتق كل واحد من أولاده نصيبه إلا واحدا فوهب نصيبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتق نصيبه فكان يقول أنا مولى النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه رافعا أبا البهي وروى هشام بن الكلبي هذه القصة وزاد فلما ولي عمرو بن سعيد الأشدق بعث إليه فدعاه فقال مولى من أنت قال مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربه مائة سوط ثم أعاد السؤال فأعاد فضربه مائة أخرى ثم أعاد الثالثة كذلك فلما رأى أنه لا يرفع عنه الضرب قال أنا مولاك قال بن الكلبي والناس يغلطون في هذا فيقولون أبو رافع وإنما هو رافع وقد ذكر هذه القصة أبو العباس المبرد في الكامل من غير سند رافع مولى عبيد بن عمير الأسلمي له ذكر في ترجمة حمام الأسلمي رافع الخزاعي مولاهم قال بن إسحاق في المغازي ولما دخلت خزاعة مكة يعني يوم الفتح لجئوا إلى دار بديل بن ورقاء ودار رافع مولاهم رافع مولى عائشة روى بن منده من طريق أبي إدريس المرهبي عن رافع مولى عائشة قال كنت غلاما أخدمها إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها وأنه قال عادى الله من عادى عليا قال هذا غريب لا نعرفه إلا من هذا (2/191)
<192> رافع مولى غزية بن عمرو استشهد يوم أحد قاله أبو عمر رافع مولى سعد ذكره البغوي وقال أبو نعيم ذكره البخاري في تاريخه وروى الحسن بن سفيان من طريق أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق عن المسور بن مخرمة عن رافع مولى سعد أنه عرض منزلا أو بيتا له على جار له فقال أعطيكه بأربعة آلاف لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الجار أحق بسبقه وأخرجه أبو محمد الحارثي في مسند أبي حنيفة من طريق أبي حنيفة عن عبد الكريم فقال فيه عن المسور عن رافع قال عرض علي سعد بيتا وساق الحديث من مسند سعد ورواه من وجه آخر فقال فيه عن المسور عن أبي رافع قال عرض علي سعد بيتا فقال خذه فذكر الحديث والمحفوظ من ذلك كله ما أخرجه البخاري من طريق عمرو بن الشريد قال أخذ المسور بن مخرمة بيدي فقال انطلق بنا إلى سعد بن أبي وقاص فجاء أبو رافع فقال لسعد ألا تشتري مني بيتي اللذين في دارك الحديث وأصل التخليط فيه من أبي أمية فإنه ضعيف رافع القرظي ذكره بن شاهين وأخرج من طريق فراس بن إسماعيل عن عبد الملك بن عمير عن رافع رجل من بني زنباع ثم من بني قريظة أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا إنه لا يجني عليه إلا يده وإسناده ضعيف رافع رفيق أسلم تقدم ذكره معه ويحتمل أن يكون هو أبا البهي الراء بعدها الباء رباح بتخفيف الموحدة بن الربيع بن صيفي التميمي أخو حنظلة التميمي ويقال فيه بالتحتانية وهو قول الأكثر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في النهي عن قتل الذرية فيه أنه خرج معه في غزوة غزاها وعلى مقدمته خالد بن الوليد أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة رباح بن قصير بفتح أوله اللخمي قال بن السكن في إسناده نظر وروى بن شاهين من طريق موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ولد لك قال يا رسول الله وما عسى يولد لي الحديث وفيه إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها لله كل نسب بينها وبين آدم وروى بن شاهين وابن السكن وابن يونس من هذا الوجه مرفوعا ستفتح مصر بعدي فانتجعوا خيرها ولا تتخذوها دارا فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارا قال البخاري لا يصح هذا وقال بن يونس أعاذ الله موسى بن علي أن يحدث بمثل هذا وقد تفرد بهذا مطهر بن الهيثم وهو متروك قال ورباح أدرك النبي صلى الله عليه وسلم في زمن أبي بكر وكان أبو بكر بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس فنزل على رباح بن قصير فأسلم رباح حينئذ وقد روى يحيى بن إسحاق أحد الثقات (2/192)
<193> عن موسى بن علي قال سمعت أبي يحدث أن أباه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أسلم في زمن أبي بكر انتهى وأخرجه البخاري في تاريخه الصغير رباح بن المعترف واسمه وهب ويقال بن عمرو بن المعترف بن حجوان بن عمر بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري يكنى أبا حسان وكان من مسلمة الفتح قال الزبير بن بكار له صحبة وكان شريك عبد الرحمن بن عوف في التجارة وكذا قال الطبري وروى بن أبي عاصم من طريق عيسى بن أبي عيسى عن محمد بن يحيى بن حبان عن رباح بن المعترف أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ضالة الغنم الحديث وروى شعيب عن الزهري عن السائب بن يزيد قال بينما نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق الحج اعتزل عبد الرحمن ثم قال لرباح بن المعترف غننا يا أبا حسان فذكر قصة وروى إبراهيم الحربي في غريب الحديث من طريق عثمان بن نائل عن أبيه قلنا لرباح بن المعترف غننا بغناء أهل بلدنا فقال مع عمر قلنا نعم فإن نهاك فانته وذكر الزبير بن بكار أن عمر مر به ورباح يغنيهم غناء الركبان فقال ما هذا قال له عبد الرحمن غير ما بأس يقصر عن السفر فقال إذا كنتم فاعلين فعليكم بشعر ضرار بن الخطاب وقال أبو نعيم لا أعرف له صحبة رباح مولى أم سلمة روى النسائي من طريق كريب عن أم سلمة قالت مر النبي صلى الله عليه وسلم بغلام لنا يقال له رباح وهو يصلي فنفخ فقال ترب وجهك ورواه الباوردي من طريق حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن أبي صالح عن أم سلمة وفيه قصته وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين من طريق داود بن أبي هند عن أبي صالح مولى طلحة عن أم سلمة نحوه رباح ومولى بني جحجبي ذكره فيمن شهد أحدا بن إسحاق استشهد باليمامة رباح مولى الحارث بن مالك الأنصاري ذكره أبو عمر وقال استشهد باليمامة ويحتمل أن يكون الذي قبله رباح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبت ذكره في الصحيحين من حديث عمر في قصة اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم نساءه قال فجئت إلى المشربة التي هو فيها فقلت يا رباح استأذن لي سماه مسلم في روايته وفي مسلم أيضا من حديث سلمة بن الأكوع الطويل قال وكان للنبي صلى الله عليه وسلم غلام اسمه رباح وروى الطبراني من طريق بن أبي مليكة عن بن عمر أخبرني بلال مثله وقال البلاذري كان أسود وكان يستأذن عليه ثم صيره مكان يسار بعد قتله فكان يقوم بلقاحه وذكر عمر بن شبة في أخبار المدينة عن أبي غسان قال اتخذ رباح مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم دارا على زاوية الدار اليمانية ثم أخرج من طريق كريمة بنت المقداد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رباح أدن منزلك إلى هذا المنزل فإني أخاف عليك السبع رباح غير منسوب قال بن منده هو من أهل الشام روى بن منده من طريق عبد الكريم الجزري عن عبيدة بن رباح عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احتجب عن الناس لم يحتجب عن النار (2/193)
<194> رباح السلمي له ذكر في شعر هوذة السلمي الآتي ذكره في القسم الثالث من حرف الهاء ربتس بسكون الموحدة وفتح المثناة بعدها مهملة بن عامر بن حصن بن خرشة بن عمرو بن مالك الطائي قال الطبري له وفادة وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابا ربعي بن الأفكل العنبري ذكر سيف في الفتوح أن سعدا ولاه حرب الموصل وقد ذكرنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة وذكر سيف في موضع آخر أن عمر استعمله على مقدمة جيش أميره عبد الله بن المعتم وله مشاهد في فتوح العراق ربعي بن تميم بن يعار الأنصاري قال العدوي شهد أحدا واستشهد باليمامة ربعي بن أبي ربعي واسم أبي ربعي رافع بن يزيد بن حارثة بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلى البلوي وهم حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف بن مالك بن الأوس من الأنصار حليف الأنصار ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا وفرق أبو نعيم وأبو موسى بين ربعي بن أبي ربعي وبين ربعي بن رافع وهما واحد ربعي بن عامر بن خالد بن عمرو قال الطبري كان عمر أمد به المثنى بن حارثة وكان من أشراف العرب وللنجاشي الشاعر فيه مديح وقال سيف في الفتوح عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قالا قدم علي أبي عبيدة كتاب عمر بأن يصرف جند العراق إلى العراق وعليهم هاشم بن عتبة وعلي مقدمته القعقاع بن عمرو وعلى مجنبته عمير بن مالك وربعي بن عامر وفي ذلك يقول ربعي أنحنا إليها كورة بعد كورة نقصهم حتى احتوينا المناهلا وله ذكر أيضا في غزوة نهاوند وكان ممن بنى فسطاطا أمير تلك الغزوة النعمان بن مقرن وولاه الأحنف لما فتح خراسان على طخارستان وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة ربعي بن عمرو الأنصاري ذكره ضرار بن صرد بإسناد عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد بدرا وشهد صفين مع علي أخرجه أبو نعيم وغيره ذكر من اسمه الربيع محلى بأل الربيع بن إياس بن عمرو بن عثمان بن أمية بن زيد الأنصاري ذكره موسى بن عقبة وأبو الأسود فيمن شهد بدرا الربيع بن ربيعة بن رفيع السلمي يأتي في ربيعة بن رفيع الربيع بن ربيعة بن عوف بن قتال بن أنف الناقة التميمي أبو يزيد المعروف بالمخبل السعدي الشاعر المشهور وزعم زكريا بن هارون الهجري في نوادره أن له صحبة استدركه بن الأثير وابن (2/194)
<195> فتحون وقال بن دريد اسم المخبل ربيعة بن كعب وقيل ربيعة بن مالك وقيل اسمه ربيعة بن عوف قاله المرزباني وحكى الخلاف فيه وقال كان مخضرما نزل البصرة وقال بن الكلبي اسمه الربيع بن مالك قال أبو الفرج الأصبهاني كان المخبل مخضرما من فحول الشعراء وعمر عمرا طويلا وأحسبه مات في خلافة عمر أو عثمان وفيه يقول الفرزدق الشاعر وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا وأبو يزيد وذو القروح وجرول وأورد مهاجاة بين المخبل وبين الزبرقان بن بدر وقال المرزباني كان شاعرا مفلقا مخضرما نزل البصرة وهو القائل في قصيدته المشهورة إني وجدت الأمر أرشده تقوى الإله وشره الإثم وذكر وثيمة في الردة أن المخبل شهد مع قيس بن عاصم حرب ربيعة بالبحرين وله في قيس بن عاصم مديح وقد مضى له ذكر في ترجمة بغيض بن عامر في القسم الثالث ويقال إنه خطب أخت الزبرقان فمنعه لشيء كان في عقله وزوجها هزالا وكان هزال قتل جارا للزبرقان فعيره المخبل بأبيات منها أنكحت هزالا خليدة بعدما زعمت بظهر الغيب أنك قاتله الربيع بن زياد بن أنس بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي قال أبو عمر له صحبة ولا أعرف له رواية كذا قال وقال أبو أحمد العسكري أدرك الأيام النبوية ولم يقدم المدينة إلا في أيام عمر وذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في التابعين وقال بن حبان ولاه عبد الله بن عامر سجستان سنة تسع وعشرين ففتحت على يديه وقال المبرد في الكامل كان عاملا لأبي موسى على البحرين وفد على عمر فسأله عن سنه فقال خمس وأربعون وقص قصة في آخرها أنه كتب إلى أبي موسى أن يقره على عمله واستخلفه أبو موسى على حرب مناذر سنة تسع عشرة فافتتحها عنوة وقتل بها أخوه المهاجر بن زياد وروى من طريق سليمان بن بريدة أن وافدا قدم على عمر قال ما أقدمك قال قدمت وافدا لقومي فأذن للمهاجرين والأنصار والوفود فتقدم الرجل فقال له عمر هيه قال هيه يا أمير المؤمنين والله ما وليت هذه الأمة إلا ببلية ابتليت بها ولو أن شاة ضلت بشاطىء الفرات لسئلت عنها يوم القيامة قال فانكب عمر يبكي ثم رفع رأسه قال ما أسمك قال الربيع بن زياد وله مع عمر أخبار كثيرة منها أن عمر قال لأصحابه دلوني على رجل إذا كان في القوم أميرا فكأنه ليس بأمير وإذا لم يكن بأمير فكأه أمير فقالوا ما نعرفه إلا الربيع بن زياد قال صدقتم ذكرها بن الكلبي وذكر بن حبيب أن زيادا كتب إلى الربيع بن زياد أن أمير المؤمنين كتب إلي أن آمرك أن تحرز البيضاء والصفراء وتقسم ما سوى ذلك فكتب إليه إني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين وبادر فقسم الغنائم بين أهلها وعزل الخمس ثم دعا الله أن يميته فما جمع حتى مات قلت وقد رويت هذه القصة لغيره وكان الحسن البصري كاتبه وولى خراسان لزياد إلى أن مات وكان حفيده الحارث بن زياد بن الربيع في حملة أبي جعفر المنصور ولم يكن في عصره عربي ولا عجمي أعلم بالنجوم منه وكان يتحرج أن يقضى (2/195)
<196> وكان يبصر حكم ما دلت عليه النجوم الربيع بن زيد ويقال بن زياد ويقال ربيعة قال البغوي لا أدري له صحبة أم لا ثم أخرج هو والطبراني من طريق داود الأودي أنه سمع أبا كرز الحارثي عن ربيع بن زيد قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أبصر شابا يسير معتزلا فقال مالك اعتزلت الطريق قال كرهت الغبار قال فلا تعتز له فوالذي نفسي بيده إنه لذريرة الجنة وأخرجه أبو داود في المراسيل وأخرجه النسائي في الكنى لكن قال ربيعة بن زياد وأخرجه بن منده فقال ربيعة بن زياد أو بن زيد الربيع بن سهل بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح بن ظفر الأنصاري الظفري قال أبو عمر شهد أحدا الربيع بن طعيمة بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي بن عم جبير بن مطعم بن عدي قتل أبوه طعيمة بن عدي يوم بدر كافرا وأم هذا أم حبيبة بنت أبي العاص عمة مروان بن الحكم ذكره الزبير بن بكار الربيع بن قارب العبسي استدركه أبو علي الغساني وقال حديثه عنه ولده عبد الله بن القاسم بن حاتم بن عقبة بن عبد الرحمن بن مالك بن عنبسة بن عبد الله بن الربيع بن قارب العبسي حدثني أبي عن أبيه عن أبي جده أن أباه ربيعا وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فكساه بردا وحمله على ناقة وسماه عبد الرحمن الربيع بن مالك قد مضى في الربيع بن ربيعة الربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل الخفاجي بايع وأسلم ذكره بن سعد في وفد بني عقيل كذا قرأت بخط شيخنا شيخ الإسلام البلقيني في حاشية نسخته من التجريد ثم راجعت طبقات بن سعد وقد ذكرت خبره في مطرف بن عبد الله بن الأعلم الربيع بن النعمان بن يساف أخو الحارث شهد أحدا استدركه الاشيري الربيع الأنصاري الزرقي روى البغوي وابن أبي عاصم والطبراني من طريق جرير عن عبد الملك بن عمير عن الربيع الأنصاري قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بن أخي جبر الأنصاري فجعل أهله يبكون فقال لهن عمر مه فقال دعهن يبكين ما دام فإذا وجب فليسكتن كذا قال جرير ورواه داود الطائي عن عبد الملك بن عمير عن جبر بن عتيك فالله أعلم الربيع الأنصاري روت عنه ابنته أم سعد سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سوء الخلق شؤم وطاعة النسا ندامة وحسن الملكة نماء أورده بن منده الربيع الجرمي قال بن حبان له صحبة وروى الطبراني والباوردي من طريق مسلم بن عبد الرحمن عن سوادة بن الربيع قال انطلقت أنا وأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لنا بذودين الحديث قال أبو نعيم رواه حماعة عن مسلم بن عبد الرحمن فلم يقل أحد منهم مع أبي إلا سلمة بن (2/196)
<197> رجاء في هذه الرواية ووقع عند البغوي من وجه آخر أتيت بأمي فأمر لها فليحرر ذكر من اسمه ربيعة بزيادة هاء في آخره ربيعة بن أكثم بن أبي الجون الخزاعي نسبه بن السكن وأورد له الجديث الذي رويناه في الغيلانيات من طريق سعيد بن المسيب عن ربيعة بن أكثم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك عرضا وإسناده إلى سعيد بن المسيب ضعيف قال بن السكن لم يثبت حديثه ربيعة بن أكثم بن سخبرة بن عمرو بن لكيز بن عامر بن غنم بن ذودان بن أسد بن خزيمة الأسدي حليف بني عبد شمس ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغير واحد فيمن شهد بدرا واستشهد بخيبر وهو بن ثلاثين سنة قتله الحارث اليهودي بحصن النطاة وله ذكر في ترجمة معاذ بن ماعص وكان قصيرا وكنيته أبو يزيد وأورد أبو عمر في ترجمته الحديث الذي ذكرته في الذي بعده والذي يظهر أن الذي صنعه بن السكن اصوب ربيعة بن أمية بن أبي الصلت الثقفي ذكره المرزباني وأنشد له شعرا يرد به على أبيه انتسابه في أبيات يقول فيها وإنا معشر من جذم قيس فنسبتنا ونسبتهم سواء وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق أحد من ثقيف وقريش بمكة والطائف في حجة الوداع إلا شهدها مسلما وكانت وفاة أمية بن أبي الصلت قبل ذلك بيقين سنة تسع من الهجرة وسيأتي شيء من ذلك في ترجمة أخيه القاسم بن أمية بن أبي الصلت ربيعة بن أبي براء هو بن عامر بن مالك يأتي ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبو أروى الهاشمي وكان أسن من عمه العباس قاله الزبير قال ولم يشهد بدرا مع قومه لأنه كان غائبا بالشام وأمه عزة بنت قيس الفهرية وثبت ذكره في صحيح مسلم من طريق عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب بن ربيعة قال اجتمع ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب والعباس بن عبد المطلب فقالا لو بعثنا هذين الغلامين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهما على الصدقات الحديث بطوله وكان ربيعة شريك عثمان في الجاهلية في التجارة قال الدارقطني في كتاب الإخوة أطعمه النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر مائة وسق كل عام وكذا قال الزبير ومات ربيعة في خلافة عمر قبل أخويه نوفل وأبي سفيان وقيل مات سنة ثلاث وعشرين بالمدينة ربيعة بن الحارث بن نوفل ذكره البغوي في الصحابة وكان سكن المدينة رأيته في كتاب محمد بن إسماعيل ولم أر له حديثا قلت قد أورد حديثه الحسن بن سفيان في مسنده من طريق (2/197)
<198> موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن ربيعة بن الحارث بن نوفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع أحدكم فليقل اللهم لك ركعت وبك آمنت الحديث أخرجه أبو نعيم في ترجمة الذي قبله وفي سياقه عن ربيعة بن الحارث بن نوفل فإن كان نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فإن لأبيه وجده صحبة ولأخيه عبد الله بن الحارث رؤية ربيعة بن خراش الصباحي ذكر الرشاطي عن أبي الحسن المدائني أنه ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشج قال ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون ربيعة بن أبي خرشة بن عمرو بن ربيعة بن حبيب بن جذيمة مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري أسلم يوم الفتح واستشهد باليمامة ذكره أبو عمر ربيعة بن خويلد بن سلمة بن هلال بن عامر بن عائذ بن كليب بن عمرو بن لؤي بن رهم الأنماري ذكره بن شاهين من طريق الكلبي وقال كان شريفا واستدركه بن فتحون وأبو موسى ربيعة بن دراج بن العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمع القرشي الجمحي ذكر الواقدي في المغازي أنه أسر يوم بدر كافرا ثم أطلق وهو عم عبد الله بن محيريز التابعي المشهور وعاش ربيعة إلى خلافة عمر فالظاهر أنه من مسلمة الفتح لأنه لم يبق إلى حجة الوداع أحد من قريش غير مسلم وقد ذكره أبو زرعة الدمشقي وابن سميع في الطبقة الأولى من التابعين وقد روى بن جوصاء من طريق بشر بن عبد الله بن يسار عن عبد الله بن محيريز عن عم له قال صليت خلف عمر فصلى العصر ركعتين فرأى عليا يسبح بعد العصر فتغيظ عليه الحديث قال بن جوصاء قال أبوزرعة يعني الدمشقي اسم عم بن محيريز ربيعة بن دراج قال أبو زرعة حدثنا أبو صالح حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب ان بن شهاب كتب إليه يذكر أن بن محيريز أخبره عن ربيعة بن دراج به ورواه أحمد من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري حدثني ربيعة بن دراج كذا قال ورواه بن المبارك عن معمر عن الزهري عن ربيعة ولم يقل حدثني وهو الصواب فإن بينهما بن محيريز ورواه البخاري في تاريخه من طريق عقيل عن الزهري عن حرام بن دراج أن عليا ومن طريق يونس عن الزهري حدثني دراج أن عليا ومن طريق الزبيدي عن الزهري سمع بن محيريز صلى بنا عمر فهذا الاختلاف عن الزهري من أصحابه وأرجحها رواية أبي صالح عن الليث والله أعلم وذكر الزبير أن ابنه عبد الله بن ربيعة قتل يوم الجمل ربيعة بن رفيع بالتصغير بن ثعلبة بن ضبيعة بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي كان يقال له بن الدغنة وهي أمه ويقال اسمها لذعة وهو الذي جزم به بن هشام وهشام بن الكلبي وأبو عبيدة قال أبو إسحاق في المغازي في غزوة حنين فلما انهزم المشركون أدرك ربيعة بن رفيع دريد بن الصمة وهو في شجار له فظنه امرأة فإذا به شيخ فذكر قصة قتله وفيها فإذا رجعت إلى أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة فأخبر أمه بذلك فقالت لقد أعتق أمهات لك وزاد أبو عبيدة في الجماجم له فقالت له ألا تكرمت عن قتله لما أخبرك عنه علينا فقال (2/198)
<199> ما كنت لأتكرم عن رضا الله ورسوله ووافقه الواقدي على ذلك وأما بن الكلبي فقال هو ربيع بن ربيعة بن رفيع فالله أعلم وفي حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم أنه الذي قتل دريد بن الصمة بعد أن قتل دريد عمه أبا عامر الأشعري لكن ذكر بن إسحاق أن الذي قتله أبو موسى هو سلمة بن دريد بن الصمة وهذا أشبه فإن دريد بن الصمة إذ ذاك لم يكن ممن قاتل لكبر سنه ربيعة بن رقيع بن مسلمة بالقاف بن محلم بن صلاءة بمهملة ولام خفيفة بن عبدة بضم المهملة وسكون الموحدة بن عدي بن جنذب بن العنبر التميمي العنبري ذكره بن الكلبي وابن حبيب فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من بني تميم ونادى من وراء الحجرات وله ذكر في ترجمة الأعور بن بشامة وذكر بن إسحاق في المغازي عن عاصم بن عمرو بن قتادة أن قتادة قال يا رسول الله إن على رقبة من ولد إسماعيل قال فقدم سبي بلعنبر وقد قدم فيهم ركب من بني تميم منهم ربيعة بن رقيع وسبرة بن عمرو ووردان بن محرز وفراس بن حابس وأخوه الأقرع فكلموا فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيعة بن رواء العنسي بالنون ذكره الطبراني وغيره وأخرج من طريق عيسى بن محمد بن عبد العزيز بن أبي بكر بن محمد عن أبيه عن عبد العزيز عن أبيه أن ربيعة بن رواء العنسي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فوجده يتعشى فدعاه إلى العشاء فأكل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقالها فقال أراغبا أم راهبا فقال أما الرغبة فوالله ما هي في يديك وأما الرهبة فوالله إنا لبلاد ما تبلغنا جيوشك الحديث وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم رب خطيب من عنس وفيه إنه مات وهو راجع إلى بلاده وأبو بكر بن محمد أظنه بن عمرو بن حزم ربيعة بن روح العنسي مدني روى عنه محمد بن عمرو بن حزم قاله أبو عمر قال بن الأثير يغلب على ظني أنه غير الذي قبله لأنه روى عنه محمد وهو مدني والأول عاد إلى بلاده فمات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قلت بل الذي يغلب على ظني أنهما واحد وأن اسم أبيه تصحف وما احتج به بن الأثير فضعيف فإنه لا يمتنع على محمد أن يروي قصته وإن لم يدركه كما رواه غيره ربيعة بن زرعة الحضرمي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر قاله أبو سعيد بن يونس ربيعة بن زياد وقيل بن أبي يزيد السلمي ويقال اسمه ربيع له حديث الغبار ذريرة الجنة وفي إسناده مقال أخرجه بن منده وأبو عمر ربيعة بن سعد الأسلمي أبو فراس ذكره البخاري وقال أراه له صحبة حجازي قلت وأخشى أن يكون هو ربيعة بن كعب الآتي ربيعة بن السكن أبو رويحة الفزعي قال بن حبان له صحبة وسكن فلسطين ومات ببيت (2/199)
<200> جبرين وقال الدولابي في الكنى سمعت موسى بن سهل يقول أبو رويحة الفزعي من خثعم واسمه ربيعة بن السكين وذكره إسحاق بن إبراهيم الرملي في الأفراد من أحاديث بادية الشام من طريق حرام بن عبد الرحمن الخثعمي عن أبي زرعة الفزعي ثم الثمالي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد له راية رقعة بيضاء ذراعا في ذراع لفظ بن منده وفي رواية الدولابي راية بيضاء وقال اذهب يا أبا رويحة إلى قومك فناد فيهم من دخل تحت راية أبي رويحة فهو آمن ففعلت وروى الدولابي وابن منده من طريق أبي عبيد الله عبد الجبار بن محرز بن عبد الجبار بن أبي رويحة عن أبيه عن أبيه عن أبي رويحة ربيعة بن السكين قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقد لي راية بيضاء وقال الدولابي في الكنى حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن سويد حدثنا حسان بن جبير مولى الحبشة حدثني خالي أجلح بن أشعر عن عمه حسان بن أبي مطير أنه سمع حسين بن سريج أبا حفصة الحبشي يحدث عن أبي رويحة الفزعي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يواخي بين الناس فآخى بينهم وبقيت فقدم رجل من الحبشة فآخى بيني وبينه وقال أنت أخوه وهو أخوك ربيعة بن سيار بن عمرو بن عوف ذكر بن ماكولا أن له صحبة قرأت ذلك بخط مغلطاي وهو في التجريد وأنا أخشى أن يكون هو ربيعة بن عمرو بن يسار الآتي قريبا ربيعة بن أبي الصلت الثقفي ذكره خليفة بن خياط فيمن نزل البصرة من الصحابة واختط بها واستدركه بن فتحون ربيعة بن عامر بن بجاد بموحدة وجيم خفيفة الأزدي ويقال الدئلي يعد في أهل فلسطين وسمي أبو عمر جده الهاد روى حديثه أحمد والنسائي والحاكم من طريق يحيى بن حسان شيخ من أهل بيت المقدس عن ربيعة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألظوا بياذا الجلال والإكرام قال أبو عمر لا يعرف له إلا هذا الحديث من هذا الوجه وقوله ألظوا بفتح الهمزة وكسر اللام وتشديد الظاء أي الزموا ذلك ربيعة بن عامر بن مالك هو بن أبي براء يأتي ربيعة بن عباد بكسر المهملة وتخفيف الموحدة الدئلي ويقال في أبيه بالفتح والتثقيل والأول الصواب قاله بن معين وغيره وروى أحمد من طريق أبي الزناد عن ربيعة بن عباد وكان جاهليا فأسلم قال رأيت أبا لهب بسوق عكاظ وهو وراء النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وبسوق ذي المجاز وهو يقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا الحديث وخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته من طريق سعيد بن خالد القارظي عن ربيعة بن عباد الدئلي قال رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول إن هذا قد غوى فلا يغوينكم الحديث وأخرجه الطبراني من طريق سعيد بن سلمة عن بن المنكدر وزيد بن أسلم جميعا عن ربيعة نحوه ومن طريق بن إسحاق عن حسين بن عبيد الله سمعت ربيعة بن عباد يقول إني لمع أبي وأنا شاب أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه (2/200)
<201> وسلم يتبع القبائل فقلت لأبي من هذا فذكر الحديث وروى الواقدي من وجه آخر عن ربيعة قال دخلنا مكة بعد فتحها بأيام نرتاد وأنا مع أبي فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فساعة رأيته عرفته وذكرت رؤيتي إياه بذي المجاز فسمعته يومئذ يقول لا حلف في الإسلام قال أبو عمر عمر ربيعة عمرا طويلا ولا أدري متى مات قلت ذكر خليفة وابن سعد أنه مات في خلافة الوليد ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيمي روى بن منده من طريق سعدان بن يحيى عن ثابت أبي حمزة عن بحينة عن ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيمي قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخيف فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي الحديث بطوله ومن طريق عمرو بن عبد الغفار عن أبي حمزة عن ربيعة بن عثمان عن أبيه عن جده ومن طريق أبي حمزة الخراساني عن عثمان بن حكيم عن ربيعة بن عثمان قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف من منى ربيعة بن عتيك ذكر سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد أمره على الحيرة في زمن أبي بكر الصديق وقد قدمنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك الزمان إلا الصحابة ربيعة بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف أخو أبي عبيد والد المختار روى بن منده من طريق الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال نزلت هذه الآية في ربيعة بن عمرو وأصحابه وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم الآية وقد تقدم في ترجمة أخيه حبيب بن عمرو ربيعة بن عمرو بن يسار بن عوف بن جراد بن يربوع الجهني حليف بني النجار من الأنصار وهو أخو وديعة بن عمرو ذكرهما بن الكلبي واستدركه أبو علي الغساني ربيعة بن عمرو الجرشي تابعي يأتي في بن الغاز ربيعة بن عوف مضى في الربيع بن مالك ربيعة بن عيدان بفتح المهملة وسكون التحتانية على المشهور بن ذي العرف بن وائل بن ذي طواف الحضرمي ويقال الكندي روى الطبراني من طريق عبد الملك بن عمير عن علقمة بن وائل عن أبيه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه خصمان فقال أحدهما يا رسول الله إن هذا انتزع على أرضي في الجاهلية وهو امرؤ القيس بن عابس وخصمه ربيعة بن عيدان الحديث وأصله في مسلم من حديث علقمة دون تسميتهما وله طرق وقال أبو سعيد بن يونس شهد ربيعة بن عيدان بن ربيعة الأكبر بن عيدان الأكبر بن مالك بن زيد بن ربيعة الحضرمي فتح مصر وله صحبة وليست له رواية نعلمها وسيأتي له ذكر في عيدان بن أشوع ربيعة الجرشي هو بن عمرو وقيل بن الغاز قال بن عساكر الأول أصح وحكى بن السكن أنه ربيعة بن الردم يكنى أبا الغاز وهو جد هشام بن الغاز بن ربيعة قال البغوي يشك في سماعه وقال بن أبي حاتم عن أبيه قال بعض الناس له صحبة وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثانية من التابعين وابن سميع في الأولى منهم وقال الدارقطني في صحبته نظر وقال العسكري اختلف (2/201)
<202> في صحبته وقال بن سعد فيمن نزل بالشام من الصحابة ربيعة بن عمرو الجرشي وفي بعض الحديث أن له صحبة وكان ثقة وقال الصوري في حاشية الطبقات لا أعلم له صحبة وروى بن السكن من طريق زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن يزيد عن ربيعة الجرشي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عشر آيات بين يدي الساعة فذكر الحديث وقال البخاري قال بشر بن حاتم عن عبيد الله عن زيد عن عبد الملك عن مولى لعثمان عن ربيعة الجرشي وكانت له صحبة وروى بن أبي خيثمة من طريق هشام بن الغاز عن أبيه عن جده ربيعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في آخر أمتي الخسف والقذف والمسخ الحديث وروى البغوي من طريق علي بن رباح عن ربيعة الجرشي قال قيل يا رسول الله أي القرآن أفضل قال البقرة الحديث وروى الطبراني بإسناد صحيح عن قتادة عن النضر بن أنس أنه حدثه عن ربيعة الجرشي وله صحبة قال في قوله عز وجل والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه قال بيده ومن طريق عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن عطية عن ربيعة الجرشي فذكر حديثا آخر وله رواية عن عائشة روع عنه خالد بن معدان وعطية بن قيس والحارث بن يزيد ويحيى بن ميمون المصريان ومجاهد وأبو المتوكل الناجي البصري وقال لقيته وهو فقيه الناس في زمن معاوية وبشير بن كعب وقال يعقوب بن شيبة كان أحد الفقهاء اتفقوا على أنه قتل بمرج راهط مع الضحاك بن قيس سنة بأربع وستين وكان زبيريا ربيعة بن الفراس ويقال الفارسي يعد في المصريين روى حديثه بن لهيعة عن بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن ربيعة بن الفراس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يسير حي حتى يأتوا بيتا تعظمه العرب مستترا فيأخذون من ماله الحديث وذكره بن يونس وقال روى بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عنه قوله ربيعة بن الفضل بن حبيب بن زيد بن تميم من بني معاوية بن عوف ذكره بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة فيمن شهد أحدا وقتل بها أخرجه الطبراني وغيره ربيعة بن قريش يأتي في آخر من اسمه ربيعة ربيعة بن قيس العدواني ذكره ضرار بن صرد بسنده إلى عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة وهو من عدوان قيس خرجه أبو نعيم وغيره ربيعة بن كعب بن مالك بن يعمر أبو فراس الأسلمي حجازي روى حديثه مسلم وغيره من طريق أبي سلمة عن ربيعة بن كعب قال كنت أبيت على باب النبي صلى الله عليه وسلم وأعطيه الوضوء فأسمعه الهوى من الليل يقول سمع الله لمن حمده وكان من أهل الصفة وقال الحاكم أبو أحمد تبعا للبخاري أبو فراس الذي يروي عنه أبو عمران الجوني غير ربيعة بن كعب هذا وذكر مسلم والحاكم في علوم الحديث أن أبا سلمة بن عبد الرحمن تفرد بالرواية عن ربيعة بن كعب وذكر الذهبي أنه روى عنه أيضا محمد بن عمرو بن عطاء وحنظلة بن علي الأسلمي ونعيم المجمر قلت ورواية (2/202)
<203> محمد بن عمرو عنه عند بن منده لكن قال عن أبي فراس الأسلمي ولم يسمه وفي المسند رواية لمحمد بن عمرو هذا عن أبي سلمة عن ربيعة بن كعب وفي المستدرك من طريق أبي عمران الجوني حدثني ربيعة بن كعب وهذا يقوي قول من قال إن أبا فراس شيخ أبي عمران هو ربيعة ويكمل بهذا أن ربيعة أربعة من الرواة غير أبي سلمة قال الواقدي كان من أصحاب الصفة ولم يزل مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض فخرج من المدينة فنزل في بلاد أسلم على بريد من المدينة وبقى إلى أيام الحرة ومات بالحرة سنة ثلاث وستين في ذي الحجة ربيعة بن كعب آخر تقدم في الربيع بن مالك ربيعة بن كلدة بن أبي الصلت الثقفي له صحبة استدركه بن فتحون ويحتمل أن يكون هو الذي مضى نسبه هناك إلى جده ربيعة بن لهيعة ويقال لهاعة الحضرمي روى يعقوب بن محمد الزهري عن زرعة بن مغلس عن أبيه عن أبيه فهد بن ربيعة عن أبيه ربيعة بن لهيعة قال وفدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأديت إليه زكاتي وكتب لي كتابا الحديث ربيعة بن ليث بن حدرجان بن عباس بن ليث المعروف بالمبرق سمي بذلك لقوله إذا أنا لم أبرق فلا يسعنني من الأرض لا بر فضاء ولا بحر بأرض بها عبد الإله محمد أبين ما في الصدر إذ بلغ الصدر وتلكم قريش تجحد الله ربها كما جحدت عاد ومدين والحجر ذكره المرزباني وذكرها في ترجمة عبد الله بن الحارث بن قيس السهمي وذكر أن نسبتها له أثبت ربيعة بن مالك تقدم في الربيع ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور له صحبة قال خليفة وذكره بن فتحون ربيعة بن ملة أخو حبيب بن ملة تقدم ذكره في ترجمة أسيد بن أبي إياس ربيعة بن المنتفق العقيلي يأتي ذكره في ترجمة عمرو بن مالك الرؤاسي ربيعة بن ملاعب الأسنة أبي براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب الكلابي ثم الجعفري لم أر من ذكره في الصحابة إلا ما قرأت في ديوان حسان صنعة أبي سعيد السكري روايته عن أبي جعفر بن حبيب وقال حسان لربيعة بن عامر بن مالك وعامر هو ملاعب الأسنة في قصة الرجيع يحرض ربيعة بن عامر على عامر بن الطفيل بإخفاره ذمة أبي براء ألا من مبلغ عني ربيعا فما أحدثت في الحدثان بعدي أبوك أبو الفعال أبو براء وخالك ماجد حكم بن سعد بني أم البنين ألم يرعكم وأنتم من ذوائب أهل نجد تهكم عامر بأبي براء ليخفره وما خطأ كعمد (2/203)
<204> قال فلما بلغ ربيعة هذا الشعر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول أيغسل عن أبي هذه الغدرة أن أضرب عامر بن الطفيل ضربة أو طعنة قال نعم فرجع ربيعة فضرب عامرا ضربة أشواه منها فوثب عليه قومه فقالوا لعامر بن الطفيل اقتص فقال قد عفوت قلت فذكر غير واحد من أهل المغازي أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة أو ناقة ورأيت له رواية عن أبي الدرداء من طريق حبيب بن عبيد عنه فكأنه عمر في الإسلام ربيعة بن نيار له صحبة قال الطبراني واستدركه بن فتحون ربيعة بن وقاص روى له بن منده من طريق أبان عن أنس عن ربيعة بن وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة مواطن لا يرد فيها الدعاء رجل يكون في برية حيث لا يراه أحد فيقوم فيصلي الحديث قال لا نعرفه إلا من هذا الوجه قلت وإسناده ضعيف ربيعة بن يزيد السلمي قال البخاري له صحبة وقال بن حبان يقال إن له صحبة وقال العسكري قال بعضهم إن له صحبة وقال بن عبد البر في آخر ترجمة ربيعة الجرشي أما ربيعة بن يزيد السلمي فكان من النواصب يشتم عليا قال أبو حاتم لا يروى عنه ولا كرامة ومن ذكره في الصحابة لم يصنع شيئا انتهى وقد استدركه بن فتحون وأبو علي الغساني وابن معوز على أبي عمر اعتمادا على قول البخاري ربيعة الأجذم الثقفي ذكره بن شاهين وأخرج من طريق أبي معشر عن رجاله بأسانيد قالوا كان في وفد ثقيف رجل من بني مالك يقال له ربيعة الأجذم فكانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم ويمسحون على يديه فلما بلغ ربيعة ليبايعه قال له قد بايعناك فارجع فرجع ربيعة الجرشي هو بن عمرو تقدم ربيعة السعدي ذكره البغوي وأخرج من طريق الضحاك البناني عن ربيعة السعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أعز الدين بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب ربيعة القرشي ذكره بن أبي خيثمة وقال لا أدري من أي قريش هو وروى الحسن بن سفيان والبغوي والباوردي من طريق جرير عن عطاء بن السائب عن بن ربيعة عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا في الجاهلية بعرفات مع المشركين ورأيته واقفا في ذلك الموقف فعرفت أن الله وفقه لذلك قال البغوي لا يروى عنه إلا بهذا الإسناد واختلف في ضبطه فقيل كالجادة وقيل بالتصغير والتثقيل قال أبو نعيم أظنه ربيعة بن عباد واستند إلى ما أخرجه بن السكن من طريق مسعود بن سعد عن عطاء بن السائب عن بن عباد عن أبيه فذكر مثل هذا الحديث قلت وعطاء اختلط وجرير ومسعود سمعا منه بعد الاختلاط وقد أخرج بن جرير هذا الحديث في ترجمة ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب فلم يصنع شيئا وحكى بن فتحون أنه قيل فيه ربيعة بن قريش (2/204)
<205> الراء بعدها الجيم رجاء بن الجلاس يأتي في زيد بن الجلاس رجاء الغنوي ذكره البخاري وأخرج من طريق ساكنة بنت الجعد عنه أنه كانت أصيبت يده يوم الجمل وقال قال النبي صلى الله عليه وسلم من أعطاه الله حفظ كتابه فظن أن أحدا أعطى أفضل مما أعطى فقد غمص أعظم النعم وأخرج بن منده من هذا الوجه حديثا آخر وذكره بن أبي حاتم فقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروت عنه ساكنة بنت الجعد وأما بن حبان فذكره في ثقات التابعين وقال يروي المراسيل وقال أبو عمر لا يصح حديثه روت عنه سلامة بنت الجعد كذا قال فصحف رجاء غير منسوب روى أبو موسى من طريق يحيى بن أيوب عن إسحاق بن أسد عن ابنه يزيد عن رجاء قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قليل الفقه خير من كثير العبادة وهذا إسناد مجهول رجل من بلقين ذكر بن حزم أنه اسم علم على صحابي وقد أعدته في القسم الرابع الراء بعدها الحاء رحضة بفتح أوله وثانيه ثم ضاد معجمة بن خربة الغفاري والد إيماء المتقدم في الهمزة وجد خفاف المتقدم في الخاء المعجمة قال أبو عمر في ترجمة خفاف يقال له ولأبيه وجده صحبة واستدركه لذلك أبو علي الغساني وابن فتحون قلت ولا أعرف لأبي عمر مستندا في إثبات صحبة رحضة وابنه إيماء وابنه خفاقه وقد ثبت في الصحيح البخاري عن عمر ما يدل على أن لابن خفاف صحبة فإن ثبت ما ذكر أبو عمر فهؤلاء أربعة في نسق لهم صحبة رحضة وابنه إيماء وابنه خفاف فهم نظير بن أسامة بن زيد بن حارثة وابن سلمة بن عمرو بن الأكوع فيرد على قول موسى بن عقبة ومن تبعه أن أربعة في نسق صحابة مختص ببيت أبي بكر الصديق الراء بعدها الخاء رخيلة بالمعجمة مصغرا بن ثعلبة بن خالد بن عامر بن بياضة الأنصاري الزرقي ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا قال بن هشام قاله بن إسحاق بالجيم والصواب بالخاء كذا أطلق وقيده الدارقطني وغيره بالخاء المعجمة وقد تقدم أن أبا نعيم ذكره في حرف الجيم في جبلة فأسقط أول اسمه (2/205)
<206> رخي العنبري ذكره بن فتحون هنا وقال غيره بالزاي وسيأتي الراء بعدها الدال رداد الليثي أخرجه حديثه أبو داود وسيأتي شرح حاله في حرف الراء من الكنى رداد آخر غير منسوب ذكره العلائي في الوشي في الفصل الثاني من الباب الأول فقال بشير بن سلمة بن محمد بن رداد من ولد بن أم مكتوم عن أبيه عن جده رفعه لو سار جبل يوم السبت من مشرق إلى مغرب لرده الله إلى وطنه قال بن قانع حدثنا أحمد بن زنجويه حدثنا إبراهيم بن الوليد حدثنا بشير به كذا أخرجه بن قانع في ترجمة رداد ولم يذكره بن عبد البر ولا بن منده وأولاده مجاهيل والحديث منكر أو موضوع قلت ولم يذكره بن الأثير في أسد الغابة ولا الذهبي في تجريده مع أنه يكثر النقل من معجم بن قانع لأنه غير مسموع فتعجبت من ذلك فراجعت معجم بن قانع فلم أره في حرف الراء لكن وجدته أخرجه في حرف العين فيمن اسمه عمرو فقال في آخر ترجمة عمرو بن أم مكتوم حدثنا أحمد بن زنجويه فذكره وكذا جزم صاحب الفردوس لما ذكر هذا الحديث أنه من حديث بن أم مكتوم لكنه سماه عبد الله ولم يخرج له ولده في مسنده إسنادا وهذا بحسب الاختلاف في اسم بن أم مكتوم كما سيأتي في ترجمته فعلى هذا فالخبر من رواية سلمة بن محمد بن رداد عن جده الأعلى بن أم مكتوم والله أعلم وقد كتبته هنا على الاحتمال تبعا لشيخ شيوخنا العلائي رديح بمهملات مصغرا بن ذؤيب العنبري تقدم في ذؤيب بن شعتم العنبري الراء بعدها الزاي رزعة بن عبد الله الأنصاري أوله راء ثم زاي ساكنة ثم عين كذا هو قيل من اسمه رباح في كتاب بن السكن وقال روى حديثه بن لهيعة عن أحمد بن حازم عن أبي الحويرث عن رزعة بن عبد الله الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحب أحدكم الحياة والموت خير له من الفتن الحديث وأخرجه أبو موسى من طريق بن جريج عن أبي الحويرث عن رزعة به وقال رزعة هذا قد روى عن أسماء بنت عميس وعن التابعين أورده في حرف الزاي فالله أعلم رزين براء وزاي بوزن عظيم بن أنس بن عامر سلمى قال بن حبان يقال إن له صحبة وقال بن السكن له صحبة وروى أبو يعلى وابن السكن والطبراني من طريق فهد بن عوف عن نائل بن مطرف بن رزين بن أنس السلمي حدثني أبي عن جدي رزين بن أنس قال لما أظهر الله الإسلام وكانت لنا بئر فخفنا أن يغلبنا عليه من حولنا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فكتب لي كتابا الحديث وروى محمد بن حميد بن نائل بن مطرف بن العباس عن أبيه عن جده العباس قال استقطعت النبي صلى الله عليه وسلم ركية فذكر الحديث فما أدري هل نائل واحد أو اثنان وقال بن منده رواه (2/206)
<207> عبد السلام بن عمير الجنبي عن نائل بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حزم بن أنس بن عامر السلمي حدثني أبي عن آبائه أن الكتاب كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لرزين بن أنس قلت وقد تقدم ذكر أبيه أنس بن عباس ويأتي ذكر جده العباس إن شاء الله تعالى رزين بن مالك بن سلمة بن ربيعة بن الحارث بن سعد بن عوف المحاربي ذكر بن الكلبي والطبري والدارقطني أن له وفادة واستدركه بن فتحون الراء بعدها السين رسيم العبدي الهجري وهو عند بن ماكولا بوزن عظيم قال بن يقظة بل هو مصغر وقال إنه نقمة من خط أبي نعيم قلت وكذلك رأيته في أصلين من كتاب بن السكن وابن أبي حاتم روى حديثه بن أبي شيبة وأحمد من طريق يحيى بن غسان عن بن الرسيم عن أبيه قال وفدنا على النبي صلى الله عليه وسلم فنهانا عن الظروف ثم رجعنا إليه في العام الثاني فقال اشربوا فيما شئتم الحديث وقال بن منده في سياقه عن أبيه وكان فقهيا من أهل هجر قال بن السكن إسناده مجهول الراء بعدها الشين رشدان الجهني له صحبة قاله البخاري وساق بن السكن حديثه مطولا من طريق أبي أويس عن وهب بن عمرو بن سعد بن وهب الجهني أن أباه أخبره عن جده أنه كان يدعى في الجاهلية غيان يعني معجمة وتحتانية مشددة فلما وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قال له ما اسمك قال غيان قال وأين منزل أهلك قال بوادي غوي فقال له بل أنت رشدان وأهلك برشاد قال فتلك البلدة إلى اليوم تدعى برشاد قال بن السكن إسناده مجهول وقال بن الأثير هذا الرجل لا أصل لذكره في الصحابة وكلام أبي نعيم وأبي عمر يدل على ذلك والذي أظنه أن بعض الرواة وهم فيه والذي يصح من جهينة أن وفدهم كان بعضهم من بني غيان بن قيس بن جهينة فقال من أنتم قالوا بنو عيان قال بل أنتم بنو رشدان قلت هذه القصة ذكرها بن الكلبي وهي مشهورة لكن لا يلزم من ذلك ألا يتفق ذلك في القبيلة وفي اسم واحد منها ولا سيما مع وجود الإسناد بذلك وأما زعمه أن كلام أبي نعيم وأبي عمر يدل لذلك فليس كما قال فإن لفظ أبي نعيم ذكره بعض المتأخرين من حديث أبي أويس وساق السند والحديث ولفظ أبي عمر رشدان رجل مجهول ذكره بعضهم في الصحابة الذين رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى فليس في كلام واحد منهما ما يدل على ما زعم وهو واضح والله أعلم رشيد بالتصغير الفارسي مولى بني معاوية من الأنصار ومن قال فيه رشيد الهجري فقد وهم لأنه آخر متأخر من صغار التابعين وأتباعهم روى حديثه البغوي من طريق خالد بن مخلد عن (2/207)
<208> إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد الرحمن بن ثابت عن رشيد الفارسي مولى بني معاوية وقال بن منده روى حديثه أبو عامر العقدي عن بن أبي حبيبة عن عبد الرحمن بن ثابت عن رشيد الهجري مولى بني معاوية أنه ضرب رجلا يوم أحد فقال خذها وأنا الغلام الفارسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك أن تقول الأنصاري فإن مولى القوم منهم ووقع في روايته رشيد الهجري فقال رشيد يروي حديثا مرسلا وقد ذكر الواقدي هذه القصة فقال كان رشيد الفارسي مولى بني معاوية لقي رجلا من المشركين فذكر القصة قال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أحسنت يا أبا عبد الله فكناه يومئذ ولم يولد له وروى نحو هذه القصة بن إسحاق لكنه قال عقبة الفارسي وسيأتي في العين وقد جزم بعضهم بأنه أبو عقبة رشيد فالله أعلم رشيد بن علاج الثقفي يأتي في رويشد بالتصغير رشيد أبو عميرة المزني قال بن يونس ذكر في أهل مصر وله بمصر حديث رواه بن لهيعة عن بكر بن سوادة عن شيبان الغساني عن رجل من مزينة يقال له أبو عميرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا إذا كانوا في الغزو لم يقاتلوا حتى يسألوا هل لأحد منكم أمان رشيد بن مالك أبو عميرة السعدي من بني تميم ويقال الأسدي من أسد بن خزيمة قال الدولابي له صحبة وروى البخاري في التاريخ وابن السكن والباوردي والطبراني وأبو أحمد الحاكم كلهم من طريق معروف بن واصل حدثتني امرأة من الحي يقال لها حفصة بنت طلق حدثني أبو عميرة وهو رشيد بن مالك قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فجاء رجل بطبق عليه تمر فقال هذا صدقة فقدمها إلى القوم والحسن متعفر بين يديه فأخذ تمرة فأدخل أصبعه في فيه فقذفها ثم قال إنا آل محمد لا نأكل الصدقة اتفق أبو نعيم وعبد الله بن نمير وآخرون على هذا الإسناد وخالفهم أسباط بن محمد عن معروف كما سيأتي بيانه في عمير في القسم الأخير الراء بعدها العين رعية بكسر أوله وإسكان ثانيه بعده تحتية وقال الطبري بالتصغير السحيمي بمهملتين قال بن السكن روى حديثه بإسناد صالح وروى أحمد وابن أبي شيبة من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن الشعبي عن رعية السحيمي قال كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقع به دلوه فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتركوا رائحة ولا سارحة الحديث بطوله وفيه أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما فرد عليه أهله وقال له أما مالك فقسم وقد تقدم ما وقع من وهم فيه في ترجمة جفينة (2/208)
<209> الراء بعدها الفاء رفاعة بن أوس بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد أحدا وأخرجه الطبراني ومن تبعه من طريقه رفاعة بن تابوت الأنصاري جاء ذكره في حديث مرسل أخرجه عبد بن حميد في تفسيره من طريق قيس بن جبير النهشلي قال كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه ولكن من قبل ظهره وكانت الحمس بخلاف ذلك فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حائطا ثم خرج من بابه فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت ولم يكن من الحمس فقالوا يا رسول الله نافق رفاعة فقال ما حملك على ما صنعت قال تبعتك قال إني من الحمس قال فإن ديننا واحد فنزلت وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها وله شاهد في الصحيح من حديث البراء لكن لم يسمه وسيأتي نحو هذه القصة لعطية بن عامر فلعلها وقعت لهما وأما الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث جابر أن ريحا عظيمة هبت فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما هبت لموت منافق عظيم النفاق وهو رفاعة بن تابوت فهو آخر غير هذا فقد جاء من وجه آخر رافع بن التابوت رفاعة بن الحارث بن رفاعة الأنصاري وهو رفاعة بن عفراء ذكره بن إسحاق في البدريين وأنكر ذلك الواقدي وغيره رفاعة بن رافع الأنصاري بن أخي معاذ بن عفراء روى عنه ابنه معاذ حديثه عند زيد بن الحباب عن هشام بن هارون عن معاذ بن رفاعة عن أبيه كذا أورده بن منده وتبعه أبو نعيم وأوردا في ترجمته حديثا من رواية رفاعة بن مالك الزرقي ووقع للترمذي في سياقه بن رفاعة بن رافع بن عفراء فلعل اسم أم رافع أو جدته عفراء وقد فتشت على حديث زيد بن الحباب فلم أعرف من أخرجه رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الخزرجي الزارقي أبو معاذ وأمه أم مالك بنت أبي بن سلول مشهورة أخرج له البخاري وغيره وهو من أهل بدر كما ثبت في البخاري وشهد هو وأبوه العقبة وبقية المشاهد وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر الصديق وعن عبادة بن الصامت وروى عنه ابناه عبيد ومعاذ وابن أخيه يحيى بن خلاد وابنه علي بن يحيى وزعم ضرار بن صرد بإسناده إلى عبد الله بن أبي رافع أنه شهد صفين أخرجه الطبراني وروى أبو عمر قصة فيها أنه شهد الجمل وقال بن قانع مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين رفاعة بن زنبر بزاي ونون وموحدة وزن جعفر ذكره بن ماكولا وقال له صحبة واستدركه بن الأثير وأنا أظن أنه رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر وسيأتي رفاعة بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب وهو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس الأنصاري الظفري عم قتادة بن النعمان روى الترمذي والطبري من طريق عاصم بن عمر بن (2/209)
<210> قتادة عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان قال كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق فابتاع عمي رفاعة بن زيد جملا من الدرمك فجعله في مشربة له فعدا عليه من تحت الليل فذكر الحديث بطوله في نزول قوله تعالى ولا تكن للخائنين خصيما وفي آخره قال قتادة فأتيت عمي بسلاحه وكان قد عشا في الجاهلية وكنت أظن إسلامه مدخولا قال فلما أتيته به قال يا بن أخي هو في سبيل الله فعرفت أن إسلامه كان صحيحا قال الترمذي غريب تفرد محمد بن سلمة بوصله ورواه غير مرسلا ورواه الواقدي من طرق عن محمود بن لبيد فذكر القصة مطولة فزاد ونقص رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي قال بن إسحاق في المغازي وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية قبل خيبر رفاعة بن زيد الجذامي ثم الضبيبي بفتح المعجمة وكسر الموحدة فأسلم وحسن إسلامه وأهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما وروى بن منده من طريق حميد بن رومان عن زياد بن سعد أراه ذكره عن أبيه أن رفاعة بن زيد كان قدم في عشرة من قومه الحديث وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة في قصة خيبر فأهدى رفاعة بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما أسود يقال له مدعم فذكر القصة في الغلول ومضى له ذكر في ترجمة خليفة بن أمية وسيأتي له ذكر في ترجمة معبد الجذامي رفاعة بن سهل وقع عند النووي في شرح مسلم أنه أحد ما قيل في اسم الذي تصدق بالصاع فلمزه المنافقون وهو أبو عقيل مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى رفاعة بن سموأل القرظي له ذكر في الصحيح من حديث عائشة قالت جاءت امرأة رفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن رفاعة طلقني فبت طلاقي الحديث وروى مالك عن المسور بن رفاعة عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير أن رفاعة بن سموأل طلق امرأته تميمة بنت وهب فذكر الحديث وهو مرسل عند جمهور رواة الموطأ ووصله بن وهب وإبراهيم بن طهمان وأبو علي الحنفي ثلاثتهم عن مالك فقالوا فيه عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير عن أبيه والزبير الأعلى بفتح الزاي والأدنى بالتصغير وروى بن شاهين من طريق تفسير مقاتل بن حيان في قوله تعالى فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره نزلت في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك النضري وكانت تحت رفاعة بن وهب بن عتيك وهو بن عمها فطلقها طلاقا بائنا فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير فذكر القصة مطولة قال أبو موسى الظاهر أن القصة واحدة قلت وظاهر السياقين أنهما اثنان لكن المشكل أتحاد امم الزوج الثاني عبد الرحمن بن الزبير وأما المرأة ففي اسمها اختلاف كثير كما سيأتي في النساء رفاعة بن عبد المنذر بن رفاعة بن زنبر بن زيد بن أمية الأنصاري الأوسي أخو أبي لبابة ذكره أبو الأسود عن عروة في أهل العقبة وموسى بن عقبة وابن إسحاق في البدريين وقال بن الكلبي هو أخو أبي لبابة ومبشر قال وقد خرج الثلاثة إلى بدر فاستشهد مبشر ورد النبي صلى الله عليه وسلم أبا لبابة وشهدها رفاعة قال وشهد العقبة وقتل بخيبر وجزم العدوي بأن اسم أبي لبابة بشير ورجحه (2/210)
<211> الرشاطي وأما بن السكن فقال ذكر بن نمير وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني أن اسم أبي لبابة رفاعة قال وقال بن إسحاق رفاعة هو أخو أبي لبابة رفاعة بن عبد المنذر أحد ما قيل في اسم أبي لبابة وسيأتي في الكنى رفاعة بن عرابة وقيل عرادة الجهني المدني قال الترمذي عرادة وهم وقال بن حبان عرادة جده فمن قال بن عرادة نسبه إلى جده وذكر مسلم أن عطاء بن يسار تفرد بالرواية عنه وحديثه عند النسائي بإسناد صحيح وحكى بن أبي حاتم وتبعه بن منده أنه يكنى أبا خزامة ويظهر أنه وهم وأنها كنية الذي بعده رفاعة بن عرادة العذري آخر ذكره خليفة بن خياط في الصحابة وقال أبو حاتم أبو خزامة أحد بني الحارث بن سعد هذيم يقال اسمه رفاعة بن عرادة وروى عنه ابنه حكاه العسكري رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم الخزرجي السالمي أبو الوليد ذكره بن إسحاق وغيره في البدريين ووقع في رواية أبي الأسود عن عروة رفاعة بن عمرو بن قيس بن ثعلبة رفاعة بن عمرو الجهني ذكره أبو معشر في البدريين قال وشهد أحدا وقال أبو عمر الصواب وديعة بن عمرو وسيأتي في مكانه رفاعة بن عمرو بن نوفل بن عبد الله بن سنان الأنصاري ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا واستشهد بأحد وعند بن إسحاق في شهداء أحد رفاعة بن عمرو من بني الحبلي رفاعة بن قرظة القرظي قال أبو حاتم له رؤية وروى الباوردي والطبراني من طريق عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة أن رفاعة بن قرظة قال نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون الحديث وأخرجه البغوي لكن وقع عنده ورفاعة الجهني وقال لا أعلم غير هذا الحديث وقيل هو رفاعة بن سموأل وبه جزم بن منده ولكن قال الباوردي وابن السكن إنه كان من سبي قريظة وإنه كان هو وعطية صبيين وعلى هذا فهو غير بن سموأل والله أعلم رفاعة بن مبشر بن الحارث الأنصاري الظفري شهد أحد مع أبيه ذكره أبو عمر رفاعة بن مسروح أو بن مشمرج الأسدي أسد بن خزيمة حليف بني عبد شمس ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بخيبر رفاعة بن النعمان الداراني يأتي في الطيب بن عبد الله وقال الواقدي هو الفاكه بن النعمان وسيأتي رفاعة بن وقش بفتح الواو والقاف بعدها معجمة بن زغبة بن زغوراء بن عبد الأشهل الأشهلي ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد وهو أخو ثابت وعم سلمة بن سلامة وإخوته وكان الذي قتله يومئذ خالد بن الوليد وذلك قبل أن يسلم وذكر بعض أهل المغازي أنه الذي جعل في الآطام (2/211)
<212> مع النساء ومع حسل بن جابر والمعروف أن الذي اتفق له ذلك أخوه ثابت تقدم رفاعة بن وهب القرظي تقدم في رفاعة بن سموأل رفاعة بن يثربي قيل هو اسم أبي رمثة وقيل اسمه يثربي بن عوف وسيأتي رفاعة الأنصاري جد عباية بن رافع بن خديج مات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في نسب عبابة من اسمه رفاعة إلا أبوه ولا صحبة له وعاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرا فكأنه جد له من قبل أمه أو غيرها وقد تقدم له ذكر في خديج في الخاء المعجمة رفاعة غير منسوب وى بن منده من طريق الوزاع بن نافع عن أبي سلمة عن رفاعة قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أطوف في الناس وأنادي لا ينبذن أحد في المقير وإسناده ضعيف الراء بعدها القاف رقاد بن ربيعة العقيلي قال بن حبان له صحبة وروى الطبراني من طريق يعلى بن الأشدق عن رقاد بن ربيعة قال أخذ منا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنم من المائة شاة الحديث رقيبة بن عقيبة أو عقيبة بن رقيبة كذا ورد بالشك روى حديثه بن منده والخطيب في الجامع من طريق مكي بن إبراهيم أما الخطيب فقال عمن حدثه عن الحسن بن هارون بن الحسن وأما بن منده فقال عن مكي عن هارون ولم يذكر الواسطة وفي رواية الخطيب يبلغ به رقيبة بن عقيبة أو عقيبة بن رقيبة وأما بن منده فقال عن عبد الله بن عمر عن يزيد بن حبيبة قال جاء رقيبة فذكر حديثا مرفوعا فقال أقم حتى يهل الهلال وتخرج يوم الإثنين أو الخميس الحديث رقيم بن ثابت بن ثعلبة بن زيد بن لوذان بن معاوية الأنصاري أبو ثابت الأنصاري كذا نسبه بن منده وقال بن الكلبي بعد ثعلبة بن أكال بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف الأنصاري الأوسي وذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بالطائف وكذا ذكره فيهم موسى بن عقبة وابن إسحاق وابن الكلبي الراء بعدها الكاف ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبي قال البلاذري حدثني عباس بن هشام حدثنا أبي عن بن خربوذ وغيره قالوا قدم ركانة من سفر فأخبر خبر النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه في بعض جبال مكة فقال يا بن أخي بلغني عنك شيء فإن صرعتني علمت أنك صادق فصارعه فصرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم ركانة في الفتح وقيل إنه أسلم عقب مصارعته (2/212)
<213> قال بن حبان في إسناد خبره في المصارعة نظر يشير إلى الحديث الذي أخرجه أبو داود والترمذي من رواية أبي الحسن العسقلاني عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة عن أبيه أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم الحديث قال الترمذي غريب وليس إسناده بقائم وقال الزبير ركانه بن عبد يزيد الذي صارع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الإسلام وكان أشد الناس فقال يا محمد إن صرعتني آمنت بك فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنك ساحر ثم أسلم بعد وطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسين وسقا وفي الترمذي من طريق الزبير بن سعيد عن عبد الله بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله إني طلقت امرأتي ألبتة فقال ما أردت بها قال واحدة الحديث وفي إسناده اختلاف على أبي داود وغيره وروى عنه نافع بن عجير وابن ابنه علي بن يزيد بن ركانة قال الزبير مات بالمدينة في خلافة معاوية وقال أبو نعيم مات في خلافة عثمان وقيل عاش إلى سنة إحدى وأربعين وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده يزيد ركب المصري قال عباس الدوري له صحبة وقال أبو عمر فيه كندي له حديث حسن فيه آداب وليس هو بمشهور في الصحابة وقد أجمعوا على ذكره فيهم وروى عنه نصيح العنسي قلت إسناد حديثه ضعيف ومراد بن عبد البر بأنه حسن لفظه وقد أخرجه البخاري في تاريخه والبغوي والباوردي وابن شاهين والطبراني وغيرهم قال بن منده لا يعرف له صحبة وقال البغوي لا أدري أسمع من النبي صلى الله عليه وسلم أم لا وقال بن حبان يقال إن له صحبة إلا أن إسناده لا يعتمد عليه الراء بعدها الهاء رهم العدوي من آل عمر بن الخطاب ذكره وثيمة في الردة وأنشد له في قتل زيد بن الخطاب مرثية يقول فيها ألا يا زيد زيد بني نفيل لقد اورثتنا ويلا بويل فذكر القصة وذكرها سيف في الفتوح وقال فيه قال رهم العدوي من آل الخطاب ووقع في بعض النسخ من ذيل بن فتحون رهم بن رهم بن عمر بن الخطاب والصواب رهم بن عم عمر بن الخطاب والله أعلم رهين وقيل زهير يأتي إن شاء الله تعالى في حرف الزاي الراء بعدها الواو روح بن سيار أو سيار بن روح قال بن أبي حاتم شامي وقال إني لا أعرفه وقال البخاري له صحبة يأتي في ترجمة أبي منيب في الكنى (2/213)
<214> روح غير منسوب ذكر بن الحذاء أنه اسم اليتيم قال أنس فصففت أنا واليتيم وراءه والمعروف أن اسمه ضميرة رومان سكن الشام روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حكاه أبو القاسم البغوي عن البخاري ولم يذكر حديثه وأظنه رومان بن بعجة بن زيد بن عميرة الجذامي وقد روى بن شاهين حديثه من طريق يحيى بن سعيد الأموي عن بن إسحاق عن حميد بن رومان بن بعجة عن أبيه قال وفد رفاعة بن زيد الجذامي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا فذكر الحديث وقد رواه إسماعيل بن عياش عن حميد بن رومان فقال عن زيادة بن سعد بن رفاعة بن زيد عن أبيه أن رفاعة بن زيد وفد فذكره رومان الرومي يقال إنه اسم سفينة قال أبو نعيم زعم بعض المتأخرين أنه من سبي بلخ وبلخ لم تفتح في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يسبي منها رويشد بمعجمة مصغرا الثقفي صهر بني عدي بن نوفل بن عبد مناف ذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة وأنه اتخذ دارا بالمدينة في جملة من اختط بها من بني عدي وله قصة مع عمر في شربه الخمر وفي الموطأ من طريق سعيد بن المسيب وغيره أن طليحة الثقفية كانت تحت رشيد الثقفي فطلقها فنكحت في عدتها فخفقها عمر ضربا بالدرة وروينا في نسخة إبراهيم بن سعد رواية كاتب الليث عنه عن أبيه قال أحرق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيت رويشد وكان حانوت شراب قال سعد بن إبراهيم عن أبيه إني لأنظر ذلك البيت يتلألأ كأنه جمرة وكذلك أخرجه الدولابي في الكنى من طريق عبد الله بن جعفر بن المسور بن محرمة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال رأيت عمر أحرق بيت رويشد الثقفي حتى كأنه جمرة أو حممة وكان حانوتا يبيع فيه الخمر ورواه بن أبي ذئب عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف نحوه وإنما ذكرته في الصحابة لأن من كان بتلك السن في عهد عمر يكون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مميزا لا محالة ولم يبق من قريش وثقيف أحد إلا أسلم وشهد حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم رويفع بن ثابت البلوي ذكره الطبري في وفد بلى وأنهم نزلوا عليه سنة تسع وهو غير رويفع بن ثابت الأنصاري قاله بن فتحون قلت وسيأتي في قصته في الكنى في حرف الضاد المعجمة في ترجمة أبي الضبيب رويفع بن ثابت بن السكن بن عدي بن حارثة من بني مالك بن النجار نزل مصر وولاه معاوية على طرابلس سنه ست وأربعين فغزا إفريقية وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه بشر بن عبيد الله الحضرمي وحنش الصنعاني وأبو الخير وآخرون وقال بن البرقي توفي بيرقة وهو أمير عليها وقال بن يونس مات سنة ست وخمسين وهو أمير عليها من قبل مسلمة بن مخلد رويفع مولى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره أبو أحمد العسكري في موالي النبي (2/214)
<215> صلى الله عليه وسلم ذكره المفضل الغلابي عن مصعب الزبيري وقال بن أبي خيثمة جاء بن رويفع إلى عمر بن عبد العزيز ففرض له ولا عقب له حكاه بن عساكر وقال لا أعلم أحدا ذكره غيره وقال أبو عمر لا أعلم له رواية الراء بعدها الياء رئاب بن حنيف بن رثاب بن الحارث بن أمية بن زيد الأنصاري ذكره العدوي في نسب الأوس وقال شهد بدرا وقتل يوم بئر معونة واستدركه أبو علي الغساني وغيره رئاب بن عمرو بن عوف بن كعب الليثي ذكره بن السكن وقال حديثه عند بعض ولده حدث به نصر بن قديد الليثي عن مسلم بن حجاج بن مسلم عن أبيه عن جده عن رئاب أنه شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان رئاب بن مهشم بن سعيد بالتصغير بن سهم القرشي السهمي قال أبو علي الجياني هو مذكور في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قلت يشير إلى ما أخرجه الدارقطني كما سيأتي في ترجمة وائل بن رئاب ويأتي ذكر معمر بن رئاب رياح بن الحارث التميمي المجاشعي ذكره بن سعد في وفد بني تميم وتبعه الطبري وسيأتي بسط ذلك في ترجمة عطارد بن حاجب رياح بن الربيع ذكره بن أبي حاتم والدار قطني بالياء آخر الحروف والأكثر على أنه بالموحدة وقد تقدم ريبال الثقفي لم أجد له ذكرا إلا فيما ذكره الحافظ صلاح الدين العلائي في الوشي المعلم فأخرج من طريق الثوري عن عمران الثقفي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه خاتما من ذهب فقال له اتركه قال لا الحديث قال العلائي عمران الثقفي هو بن مسلم بن رياح ثقة وأما أبوه فلا أعرف حاله قلت لا أدري من أين وقع له ذلك وأظن أنه راجع ترجمة سفيان الثوري فلم ير في شيخوخه من يسمى عمران إلا هذا لكن صنيع الطبراني بأبي ذلك فإنه أخرج هذا الحديث في أثناء ترجمة يعلى بن مرة الثقفي فكأن عمران عنده حفيد يعلى ويؤيد ذلك أن الوليد بن مسلم أخرجه عن الثوري عن أبي يعلى عن أبيه فذكر نحوه ريبال بن عمرو ذكره سيف في الفتوح وذكر له مقالات مشهورة فيها وذكر الطبراني أنه كان من أمراء سعد بن أبي وقاص بالقادسية وقد قدمنا غير مرة أنهم لم يكونوا يؤمرون إلا الصحابة (2/215)
<216> القسم الثاني من له رؤية من حرف الراء الراء بعدها الألف رافع بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الباوردي في الصحابة ولم يذكر ما يدل على أن له صحبة الراء بعدها الباء ربيعة بن شرحبيل بن حسنة له رؤية سيأتي ذكر أبيه قال بن يونس شهد فتح مصر ويقال إن عمرو بن العاص كان يستعمله على بعض العمل وروى عنه ابنه جعفر ويناق مولاه ربيعة بن شرحبيل بن حسنة ذكره محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة فقال وممن شهد فتحها وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام وأخوه عبد الرحمن بن شرحبيل ربيعة بن عبد الله بن الهدير بالتصغير بن عبد العزي بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة التيمي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وله رواية عن أبي بكر وعمر وغيرهما وهو معدود في كبار التابعين هذا كلام أبي عمر ومنهم من أدخل بين عبد الله والهدير ربيعة آخر وذكره بن سعد فقال ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره بن حبان فقال له صحبة ثم ذكره في ثقات التابعين وفي صحيح البخاري له قصة مع عمر وقال الدارقطني تابعي كبير قليل السند وقال العجلي ثقة من كبار التابعين وقال أبو بكر بن أبي مليكة كان من خيار الناس وقال بن أبي عاصم مات سنة ثلاث وتسعين ربيعة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ذكره الدارقطني في الإخوة وقال لا عقب له انتهى ولأبيه ولأخيه صحبة ولا يبعد أن يكون له رؤية الراء بعدها الواو روح بن زنباع بن روح بن سلامة الجذامي أبو زرعة ذكره بعضهم في الصحابة ولا يصح له صحبة بل يجوز أن يكون ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فإن لأبيه صحبة ورواية كما سيأتي ووقع في الكنى لمسلم له صحبة وقال أبو أحمد الحاكم يقال له صحبة وما أراه يصح وقال بن منده (2/216)
<217> أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذكره محمد بن أيوب في الصحابة ولا يصح له صحبة وقال أبو عروبة وحسين القباني يقال له صحبة وقال أبو عمر وأبو نعيم وابن منده لا يصح له صحبة وقال بن أبي خيثمة ومن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روح بن زنباع وذكره أبو زرعة الدمشقي وابن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام وقالا كان أميرا على فلسطين وأورد له بن منده من طريق بكر بن سوادة عن عبيدة بن عبد الرحمن عن روح بن زنباع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الإيمان يمان وبارك الله في جذام قلت ولروح مع عبد الملك بن مروان وغيره قصص حسان وكان عبد الملك بن مروان يقول جمع روح طاعة أهل الشام ودهاء أهل العراق وفقه أهل الحجاز وروى عن الشافعي أن روحا كان يقول لم أطلب بابا من الخير إلا تيسر لي ولا طلبت بابا من الشر إلا لم يتيسر لي وقال ضمرة بن ربيعة عن الوليد بن أبي عون كان روح إذا خرج من الحمام أعتق رقبة وله حديث عن عبادة بن الصامت وآخر عن تميم الداري أوردهما بن عساكر في ترجمته وقال أبو سليمان بن زبر مات سنة أربع وثمانين القسم الثالث من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكان يمكنه أن يسمع منه فلم ينقل ذلك الراء بعدها الألف راشد بن عبد الرحمن الأزدي له إدراك وشهد اليرموك روى عن أبي عبيدة بن الجراح ذكره بن عساكر رافع الأشجعي يقال هو اسم أبي الجعد والد سالم ويأتي في الكنى رافع الأشجعي يقال هو اسم أبي هند ويقال اسمه النعمان ويأتي في الكنى رافع غير منسوب قرأت في كتاب مكة للفاكهي من طريق أبي بكر بن عبد الله حدثني عثمان بن عبيد الله بن رافع عن أبيه عن جده وكان قد رحل مع قريش الرحلتين قال الأثر الذي في المقام أثر امرأة إسماعيل جاءت إبراهيم بالمقام وهو على دابته الحديث قلت وأنا أظن أنه أبو رافع الصحابي المشهور رافع بن سالم ويقال بن سليمان الفزاري أدرك الجاهلية وسمع من عمر روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي ذكره البخاري وابن أبي حاتم الراء بعدها الباء رباب بن رميلة يأتي في آخر الباب رباح بن قصير اللخمي والد علي تقدم في القسم الأول وهو من هذا القسم على الصحيح (2/217)
<218> ربعي بكسر أوله وسكون الموحدة بلفظ النسب بن حراش بمهملة مكسورة بن جحش بن عمرو بن عبد الله العبسي ثم الكوفي التابعي الجليل المشهور أبو مريم روى عن عمر بن الخطاب وسمع خطبته بالشام روى ذلك خيثمة في فضائل الصحابة من طريق حيدة وعن علي وابن مسعود وغير واحد روى عنه جماعة من التابعين كالشعبي وأبي مالك الأشجعي وعبد الملك بن عمير ومنصور وغيرهم قال العجلي تابعي ثقة من خيار الناس لم يكذب قط وقال اللالكائي مجمع على ثقته قال أبو موسى يقال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر بن الكلبي أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أبيه فحرق كتابه فهذا يؤيد أن لربعي إدراكا مات سنة مائة ويقال بعدها بسنة وقيل بأربع ربعي الخنظلي والد شبيب قال سيف عن رجاله قدم ربعي على عمر فأمد به المثنى بن حارثة بالعراق ولما مات رأس بعده ولده شبثا ربعي الذهلي ذكره دعبل بن علي في طبقات الشعراء وقال شهد القادسية وأنشد له شعرا في قومه من بني سدوس ذكر من اسمه الربيع محلى بأل الربيع بن ربيعة تقدم في القسم الأول الربيع بن أوس بن الأعور بن شيبان بن عمرو بن جابر بن عقيل بن مالك بن شمخ بن فزارة الفزاري شاعر مخضرم ذكره المرزباني وأنشد له من أبيات أبوكم من مزينة غير شك وهل تخفى علامات النهار الربيع بن ربيعة بن عوف بن قتال بن أنف الناقة بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن سهم التميمي ثم السعدي ثم القريعي الشاعر المشهور بالمخبل بفتح المعجمة والموحدة الثقيلة يكنى أبا يزيد سماه بن الكلبي وقال بن دأب اسمه كعب بن ربيعة وقال بن حبيب اسمه ربيعة بن مالك وهو المراد بقول الفرزدق وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا وأبو يزيد وذو القروح وجرول قال أبو الفرج في الأغاني عمر في الجاهلية والإسلام عمرا طويلا وأحسبه مات في خلافة عمر أو عثمان وهو شيخ كبير وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده شيبان في حرف الشين المعجمة وقال بن حبيب خطب المخبل إلى الزبرقان أخته خليدة فرده وزوجها رجلا من بني جشم بن عوف يقال له هزال فهجاه المخبل وقال بن حبيب وغير واحد من رواة الأخبار فيما ذكر أبو الفرج بأسانيده اجتمع الزبرقان بن بدر والمخبل السعدي وعبدة بن الطبيب وعمرو بن الأهتم وعلقمة بن عبدة قبل أن يسلموا وقبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فنحروا جزورا واشتروا خمرا ببعير وجلسوا يشوون ويأكلون فذكروا الشعراء وأيهم أجود شعرا فرضوا أن يحكموا أول من يطلع فطلع عليهم ربيعة بن حذار الأسدي (2/218)
<219> فسألوه فقال أخاف أن تغضبوا فأمنوه من ذلك فقال أما أنت يا مخبل فشعرك شهب من نار يلقيها الله على من يشاء من عباده وذكر بقية القصة الربيع بن زياد بن سلامة بن قيس القضاعي ثم التويلي بالمثناة مصغرا فارس مشهور يعرف بالأعرج وله إدراك وأشعار في الجاهلية ثم عاش إلى أن مات في خلافة عثمان حكاه بن الكلبي الربيع بن ضيبيع بن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عدي بن فزارة الفزاري جاهلي ذكر بن هشام في التيجان أنه كبر وخرف وأدرك الإسلام ويقال إنه عاش ثلاثمائة سنة منها ستون في الإسلام ويقال لم يسلم وذكر أبو حاتم السجستاني أنه دخل على عبد الملك بن مروان فقال له يا ربيع أخبرني عما أدركت من القهر ورأيت من الخطوب فقال أنا الذي أقول إذا عاش الفتى مائتين عاما فقد ذهب اللذاذة والفتاء قال وقد رويتها من شعرك وأنا غلام ففصل لي عمرك قال عشت مائتي سنة في فترة عيسى وستين في الجاهلية وستين في الإسلام فذكر قصته معه وهو القائل ذلك البيت السائر إذا جاء الشتاء فأدفئوني فإن الشيخ يهرمه الشتاء وأنشد المرزباني بعده وأما حين يذهب كل قر فسربال خفيف أو رداء الربيع بن مطرف بن بلخ التميمي له إدراك وأنشد له سيف في الفتوح أشعارا كثيرة في فتح دمشق والقادسية وطبرية فمن ذلك قوله في فتح طبرية وإنا لحلالون بالثغر تحتوي ولسنا كمن هر الحروب من الرعب منعناهم ماء الحياة بعيد ما سما جميعهم فاستهولوه من الرهب قال بن عساكر أدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من اسمه ربيعة ربيعة بن أبي الضبي ذكره المرزباني في معجم الشعراء فقال مخضرم أدرك يوم بسطام في الجاهلية وعاش إلى أن شهد الجمل مع عائشة وهو القائل وإذا ساميت قوما ضمتهم ببني ضبة أصحاب الجمل ربيعة بن خوط بن رئاب بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي ثم الفقعسي أبو المهرش ذكره المرزباني وقال شاعر مخضرم حضر يوم ذي قار ثم نزل بعد ذلك الكوفة وأنشد له في يوم ذي قار نجى إيادا ولخما كل سلهبة واستحكم الموت أصحاب البراذين وقال بن عساكر أدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه بن الكلبي فلم يزد على وصفه بالشاعر وذكر بعده أن عمه ربيعة بن ثعلبة بن رئاب المذكور وقال يكنى أبا ثور وهو الذي قتل صخر بن عمرو أخا الخنساء ولم يصفه بما يدل على إدراكه الإسلام وقد نقدم بن عمها حبيب بن مطهر بن رئاب (2/219)
<220> ربيعة بن زرارة العتكي أبو الحلال بالمهملة والتخفيف أدرك الجاهلية ثم نزل البصرة روى بن الجارود في الكنى من طريق المهلب بن بكر بن حازم عن الفضل بن موسى عن أبي الحلال العتكي أنه أدرك أهل بيته يعبدون الحجارة ويقال إنه توفي وهو بن مائة وعشرين سنة في زمن الحجاج وقال أحمد في كتاب الزهد حدثنا عبيد الله بن ثور بن عون بن أبي الحلال واسمه ربيعة بن زرارة حدثتني أمي عن عمتها العيناء بنت أبي الحلال قالت كان لأبي الحلال حصير يسجد عليها لا يستطيع أن يقوم من الكبر وكان يقول اللهم لا تسلبني القرآن قالت العيناء ومات وهو بن مائة وعشرين سنة ربيعة بن سلمة ويقال بن عبد الله بن الحارث بن سوم بن عدي بن أشرس بن شبيب بن السكون الشاعر السكوني يعرف بابن الغزالة قال بن الكلبي جاهلي وسمى أباه سلمة وقال بن دريد في الاشتقاق أدرك الإسلام فأسلم وسمى أباه عبد الله ربيعة الكنود شاعر مخضرم ذكره المرزباني ورأيت في نسخة بن الكنود وأنشد له ربيعة بن مالك قيل هو اسم المخبل السعدي ربيعة بن مقروم بن قيس بن جابر بن خالد بن عمرو بن غيظ بن السيد بن مالك بن بكر بن بسعد بن ضبة الضبي قال المرزباني كان أحد شعراء مضر في الجاهلية والإسلام ثم أسلم فحسن إسلامه وشهد القادسية وغيرها من الفتوح وعاش مائة سنة وهو القائل ولقد أتت مائة علي أعدها حولا فحولا أن بلاها مبتلي وذكر أبو عبيد في شرح الأمالي مثله وقال أبو الفرج الأصبهاني وفد على كسرى في الجاهلية ثم عاش إلى أن أسلم وبقي زمانا وذكره دعبل في طبقات الشعراء وقال مخضرم حبسه كسرى بالمشقر ثم أدرك القادسية وأنشد له في ذلك شعرا ربيعة بن النمر بن تولب ذكره بن قتيبة وسيأتي ذلك في ترجمة أبيه الراء بعدها الحاء رحيل بالمهملة مصغرا الجعفي ذكره أبو عمر فروى الدارقطني من طريق زهير بن معاوية الجعفي عن أسعر بن رحيل أن أباه وسويد بن غفلة انتهيا يعني إلى المدينة حين رفعت الأيدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل سويد على عمر ونزل الرحيل على بلال وروى أبو نعيم من طريق الحارث بن مسلم الجعفي بن عم زهير بن معاوية قال قدم الرحيل وسويد حين سوى على النبي صلى الله عليه وسلم التراب (2/220)
<221> الراء بعدها الشين رشيد بن ربيض العذري الشاعر المشهور ذكره المرزباني وقال مخضرم قال وهو القائل في محرز بن المكعبر الضبي ولقد زرقت عيناك يا بن مكعبر كما كل ضبي من اللؤم أزرق قال وله أشعار في يوم الشيطين وهو يوم كان لبكر بن وائل على بني تميم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الراء بعدها الفاء رفيع بن مهران بالتصغير أبو العالية الرياحي يالتحتانية مشهور في التابعين له إدراك يقال إنه دخل على أبي بكر وصلى خلف عمر وأخرج أبو أحمد الحاكم من طريق أبي خلدة قال قلت لأبي العالية أدركت النبي صلى الله عليه وسلم قال لا جئت بعده بسنتين أو ثلاث وروى قتادة عنه قال قرأت القرآن بعد نبيكم بعشر سنين وروى بن المديني من طريق حفصة بنت سيرين عن أبي العالية قال قرأت القرآن على عهد عمر ثلاث مرات وروى بن أبي حاتم من طريق عاصم قال قلت لأبي العالية من أكبر من رأيت قال أبو أيوب غير أني لم آخذ عنه شيئا إسناده صحيح وبينه وبين الذي قبله مغايرة ظاهرة وإسناد الآخر صحيح فالله أعلم وقال العجلي هو من كبار التابعين وقال الآجري عن أبي داود ذهب علم أبي العالية لم يكن له رواة انتهى وقد روى عنه خالد الحذاء وداود بن أبي هند ومحمد وحفصة ابنا سيرين والربيع بن أنس وبكر بن عبد الله المزني وثابت البناني وقتادة ومنصور بن زاذان وآخرون فكأن أبا داود أراد من نقل عنه الفقه أو التفسير وقد وثقه العجلي وابن حبان وغيرهما وأما ما نقل عن الشافعي أنه قال حديث الرياحي فإنما أراد حديثا خاصا وهو حديث القهقهة كما نبه عليه بن عدي ثم قال وسائر أحاديثه مستقيمة قالوا مات سنة تسعين وقيل بعدها بثلاث وقيل سنة ست ومائة والأول أقوى الراء بعدها الواو روح بن حبيب التغلبي ذكره بن عساكر في تاريخه وقال أدرك عصر النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبي بكر وعمر وشهد خطبة عمر بالجابية ثم روى من طريق الحكم بن خطاب عن الزهري عن أبي واقد عن روح بن حبيب قال بينا أنا عند أبي بكر الصديق إذ أتى بغراب فلما رآه بجناحين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما صيد من صيد إلا بنقص من تسبيح وما دخل على أمر مكروه إلا بذنب وما عفا الله عنه أكثر ثم خلى سبيل الغراب (2/221)
<222> الراء بعدها الياء رئاب بكسر أوله ثم تحتانية مهموزة ويقال بزاي منقوطة وموحدتين الأولى ثقيلة بن رميلة أخو الأشهب بن رميلة له إدراك وقتل في عهد عثمان تقدم ذكره في ترجمة أخيه رياب بكسر أوله ثم تحتانية بن الحارث النخعي له إدراك وشهد الفتوح في عهد عمر روى البخاري من طريق صدقة بن المثنى عن جده رياح بن الحارث أنه حج مع عمر حجتين ومن طريق سماك عن جرير بن رياح عن أبيه أنهم أصابوا قبرا بالمدائن فوجدوا عليه ثيابا منسوجة بالذهب ومالا فكتب عمار إلى عمر فكتب أن لا ينزعوه فرق البخاري بينهما وجمعهما بن أبي حاتم وهو أصوب القسم الرابع الراء بعدها الألف رافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي ذكره بن منده وقد استشهد يوم بئر معونة وذكر قصة قتله من طريق بن إسحاق وتعقبه أبو نعيم فقال صحفه المتأخر وإنما هو نافع بالنون لا يختلف فيه بل تواطأ عليه أصحاب المغازي والتواريخ رافع بن بشر السلمي قلبه بعض الرواة وإنما هو بشر بن رافع وله حديث في الحشر كذا قال أبو عمر وذكر بن شاهين أن الذي قلبه علي بن ثابت قلت ومن طريقه أخرجه بقي بن مخلد وقد تقدم على الصواب رافع بن ثابت نزل مصر فرق بن منده بينه وبين رويفع بن ثابت وهما واحد قاله أبو نعيم رافع بن معبد الأنصاري أبو الحسن نزيل حمص روى عنه محمد بن زياد وغيره ذكره بن الأثير فاستدركه على ما تقدمه وعزاه لأبي علي الجياني وقد صحف اسم أبيه فإنه ذكره في باب الميم وإنما هو سعد وقد ذكرته على الصواب في الأول منسوبا لابن شاهين ذكر من اسمه الربيع محلى بأل الربيع بن زياد بن عبد الله بن سفيان بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي مشهور في الجاهلية وكان ينادم النعمان بن المنذر ويقال إنه أحد السكملة ولم أر من ذكر أنه أدرك الإسلام إلا الرشاطي فذكر في ترجمة الأشعري قصة للربيع بن زياد الحارثي مع عمر فقال الرشاطي هو الربيع بن زياد العبسي والقصة مشهورة للحارثي فوهم الرشاطي وهما فاحشا الربيع بن عمرو بن أبي زهير الخزرجي الأنصاري والد سعد بن الربيع استدركه (2/222)
<223> بن فتحون وحكى عن مكي بن أبي طالب أن سعد بن الربيع لما استشهد بأحد ترك ابنين فضم أبوه ماله كله فأتت أمهما للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت يوصيكم الله في أولادكم انتهى والمعروف أن الذي ضم مالهما هو عمهما وهو الصواب وروى بن منده من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن أم سعد بنت الربيع عن أبيها ترفعه طاعة النساء ندامة والصواب عن أم سعد بنت سعد بن الربيع الربيع بن كعب الأنصاري وهو وهم هكذا أخرجه بن منده والصواب ربيعة بن كعب وهو الأسلمي حليف الأنصار تقدم الربيع بن محمود المارديني وكان من مشايخ الصوفية فادعى الصحبة كذا ذكره الذهبي في الميزان ويقال إنه دجال ادعى الصحبة والتعمير في سنة تسع وتسعين وخمسمائة وكان قد سمع من بن عساكر سنة بضع وستين قلت الذي ظهر لي من أمره أن المراد بالصحبة التي ادعاها ما جاء عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وهو بالمدينة الشريفة فقال له أفلحت دنيا وأخرى فادعى أنه بعد أن استيقظ أنه سمعه وهو يقول ذلك قرأت بخط العلامة تقي الدين بن دقيق العيد أن الكمال بن العديم كتب إليهم أن عمه محمد بن هبة الله بن أبي جرادة أخبره قال لي الشيخ ربيع بن محمود كنت بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته أستشيره في شيء فنمت فرأيته فقال لي أفلحت دنيا وأخرى ثم انتبهت فسمعته يقول لي وأنا مستيقظ وذكر الحكاية بطولها وذكر أشياء من هذا الجنس قلت وقرأت بخط محمد بن الحافظ زكي الدين المنذري سمعت عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الصمد بن أبي جرادة يقول سمعت جدي يقول حججت سنة إحدى وستمائة فاجتمعت بالشيخ رتن فعرضت عليه الصحبة إلى حلب فقال أنا أريد أن أموت ببيت المقدس قال فرافقته إلى القدس فمرض فاشتد مرضه فوصلنا خبره أنه مات بالقدس سنة اثنتين وستمائة ووجدت في فوائد أبي بكر بن محمد العربي ربيعة بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي أخو صفوان أسلم يوم الفتح وكان شهد حجة الوداع وجاء عنه فيها حديث مسند فذكره لأجله في الصحابة من لم يمعن النظر في أمره منهم البغوي وأصحابه بن شاهين وابن السكن والباوردي والطبراني وتبعهم بن منده وأبو نعيم ووقع عند بن شاهين من طريق يحيى بن هانئ الشجري عن بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن ربيعة بن أمية قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقف تحت صدر راحلته وهو واقف بالموقف بعرفة وكان رجلا صيتا فقال يا ربيعة قال يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكم تدرون أي بلد هذا الحديث ورواه غيره عن بن إسحاق فقالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أمية وهو الصواب ورواية يحيى بن هانئ وهم ولم يدرك (2/223)
<224> عباد أمية وهو على الصواب في مغازي بن إسحاق وقد أخرجه بن خزيمة والحاكم من وجه آخر عن بن إسحاق عن بن أبي نجيح عن عطاء عن بن عباس قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم ربيعة فذكره فلو لم يرد في أمره إلا هذا لكان عده في الصحابة صوابا لكن ورد أنه ارتد في زمن عمر فروى يعقوب بن شيبة في مسنده من طريق حماد عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن أبا بكر الصديق كان أعبر الناس للرؤيا فأتاه ربيعة بن أمية فقال إني رأيت في المنام كأني في أرض معشبة مخصبة وخرجت منها إلى أرض مجدبة كالحة ورأيتك في جامعة من حديد عند سرير إلى الحشر فقال إن صدقت رؤياك فستخرج من الإيمان إلى الكفر وأما أنا فإن ذلك ديني جمع لي في أشد الأشياء إلى يوم الحشر قال فشرب ربيعة الخمر في زمن عمر فهرب منه إلى الشام ثم هرب إلى قيصر فتنصر ومات عنده وذكر بن عبد البر هذه القصة في الاستيعاب مختصرة وأن عمر هو الذي عبرها له وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمة عن عبد الرحمن بن عوف أنه حرس ليلة مع عمر بالمدينة فشب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه فإذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط فقال عمر لعبد الرحمن أتدري بيت من هذا قال لا قال هذا بيت ربيعة بن أمية وهم الآن شرب فما ترى قال أرى أنا قد أتينا ما نهى الله عنه ولا تجسسوا قال فانصرف عمر وبهذا الإسناد إلى الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر غرب ربيعة بن أمية بن خلف في الخمر إلى خيبر فلحق بهرقل فتنصر فقال عمر لا أغرب بعده أحدا أبدا أخرجه النسائي من طريق معتمر بن سليمان عن عبد الرزاق وله قصة أخرى مع عمر قبل هذا ذكرها مالك في الموطأ عن بن شهاب عن عروة أن خولة بنت حكيم دخلت على عمر فقالت له إن ربيعة بن أمية استمتع بامرأة موحدة فحملت منه فخرج عمر يجر رداءه فزعا فقال هذه المتعة لو كنت تقدمت فيها لرجمته ربيعة بن الحارث بن مالك أبو فراس الأسلمي من أهل الصفة استدركه الذهبي في التجريد وقد حرف اسم أبيه وإنما هو كعب لا الحارث وقد مضى على الصواب ربيعة بن حصين كان رسول جرير إلى النبي صلى الله عليه وسلم هكذا ذكره بن شاهين عن بن الكلبي وهو مقلوب والصواب حصين بن ربيعة وقد مضى ربيعة بن مالك الساعدي هكذا زعم بعضهم أنه اسم أبي أسيد فقلبه والصواب مالك بن ربيعة ونبه عليه أبو موسى ربيعة بن لقيط تابعي معروف أرسل حديثا فذكره أبو علي العسكري وأخرج من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط قال لما دخل رسول صاحب الروم سأله فرسا فأعطاه فتكلم في ذلك بعض الصحابة فقال إنه سيسلبها منه رجل من المسلمين فكان كذلك قال أبو موسى لا يعلم له صحبة إنما يروي عن عبد الله بن حوالة وغيره قلت وذكره في التابعين البخاري ويعقوب بن شيبة وأبو حاتم والعجلي وابن يونس وآخرون (2/224)
<225> ربيعة خادم النبي صلى الله عليه وسلم استدركه بن الأمين وقد ذكره أبو عمر في موضعه على الصواب فقال ربيعة بن كعب وهو خادم النبي صلى الله عليه وسلم المذكور ربيعة الكلابي ذكره أبو موسى من طريق أبي مسلم الكجي قال حدثنا سليمان بن داود حدثنا سعيد بن خثيم عن ربيعة بنت عياض حدثني عياض حدثني ربيعة الكلابي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فأسبغ الوضوء الحديث ورواه يحيى الحماني وغيره عن سعيد فقالوا عن ربيعة عن عبيدة بن عمرو الكلابي وهو الصواب وسيأتي الراء بعدها التاء رتن بن عبد الله الهندي ثم البتر ندي ويقال المرندي ويقال رطن بالطاء بدل التاء المثناة بن ساهوك بن جكندريو هكذا وجدته مضبوطا مجودا بخط من يوثق به وضبطه بعضهم بقاف بدل الواو ويقال رتن بن نصر بن كربال وقيل رتن بن ميدن بن مندي شيخ خفي خبره بزعمه دهرا طويلا إلى أن ظهر على رأس القرن السادس فادعى الصحبة فروى عنه ولداه محمود وعبد الله وموسى بن مجلي بن بندار الدنيسيري والحسن بن محمد الحسيني الخراساني والكمال الشيرازي وإسماعيل البارقي وأبو الفضل عثمان بن أبي بكر بن سعيد الإربلي وداود بن أسعد بن حامد القفال المنحروري والشريف علي بن محمد الخراساني الهروي والمعمر أبو بكر المقدسي والهمام السهر كندي وأبو مروان عبد الملك بن بشر المغربي لكنه لم يسمه قال لقيت المعمر فوصفه بنحو مما وصفوا به رتن ولم أجد له في المتقدمين في كتب الصحابة ولا غيرهم ذكرا لكن ذكره الذهبي في تجريده فقال رتن الهندي شيخ ظهر بعد ستمائة بالشرق وادعى الصحبة فسمع منه الجهال ولا وجود له بل اختلق اسمه بعض الكذابين وإنما ذكرته تعجبا كما ذكره أبو موسى سربانك الهندي بل هذا إبليس اللعين قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم منه وأغرب من ذلك صحابي هو أفضل الصحابة مطلقا فذكر عيسى بن مريم عليهما السلام كما سيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى وذكره في الميزان فقال رتن الهندي وما أدراك ما رتن شيخ دجال بلا ريب ظهر بعد ستمائة فادعى الصحبة والصحابة لا يكذبون وهذه جراءة على الله ورسوله وقد ألفت في أمره جزءا وقد قيل إنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ومع كونه كذابا فقد كذبوا عليه جملة كثيرة من أسمج الكذب والمحال قلت وزعم الإربلي أنه سمع منه بعد ذلك في سنة ستمائة وخمسة وخمسين وما زلت أطلب الجزء المذكور حتى ظفرت به بخط مؤلفه فكتبت منه ما أردته هنا من خطه بلفظه وأوله بسم الله الرحمن الرحيم سبحانك هذا بهتان عظيم قال شيخ الشيوخ ومن خطه نقلت واسمه محمد أبو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الكريم الحسيني الكاشغري حدثني الشيخ القدوة مهبط الأسرار الربانية منبع الأنوار السبحانية همام الدين السهر كندي حدثني الشيخ المعمر بقية أصحاب سيد البشر خواجا رطن بن ساهوك بن جكندريق الهندي البترندي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة أيام الخريف فهبت ريح (2/225)
<226> فتناثر الورق حتى لم يبق عليها ورقة فقال صلى الله عليه وسلم إن المؤمن إذا صلى الفريضة في الجماعة تناثرت الذنوب منه كما تناثر الورق من هذه الشجرة وقال عليه السلام من أكرم غنيا لغناه أو أهان فقيرا لفقره لم يزل في لعنة الله أبد الآبدين إلا أن يتوب وقال عليه السلام من مات على بغض آل محمد مات كافرا وقال عليه السلام من مشط حاجبيه كل ليلة وصلى علي لم ترمد عيناه أبدا قلت وسرد ثمانية أحاديث أخرى ثم قال الذهبي عن الكاشغري حدثنا السيد القدوة تاج الدين محمد بن أحمد بن محمد الخراساني بالمدينة النبوية في ذي الحجة سنة سبع وسبعمائة قال أما بعد فهذه أربعون حديثا متباينات رتنيات انتخبتها مما سمعت من الشيخ المسلك أبي الفتح موسى بن مجلي الصوفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة في الخانقاه السابقية بسمنان بقراءتي عليه عن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي الرضا رتن بن نصر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذرة من أعمال الباطن خير من أعمال الظاهر كالجبال الرواسي وقال الفقير على فقره أغير من أحدكم على أهل بيته فذكر الأحاديث ثم قال قال رتن كنت في زفاف فاطمة وجماعة من الصحابة وكان ثم من يغني شيئا فطابت قلوبنا ورقصنا فلما كان الغد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلتنا فدعا لنا ولم ينكر علينا فعلنا وقالك اخشوشنوا وامشوا حفاة تروا الله جهرة قال الذهبي ووقفت على نسخة يرويها عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز السمرقندي قال حدثني الإمام صفوة الأولياء جلال الدين موسى بن مجلي بن بندار الدنيسيري أخبرنا الشيخ الكبير العديم النظير رتن بن نصر بن كربال الهندي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إياك وأخذ الرفق من السوقة والنسوان فإنه بعد من الله تعالى وقال لو أن ليهودي حاجة إلى أبي جهل وطلب مني قضاءها لترددت إلى باب أبي جهل مائة مرة في قضائها وقال شق العالم القلم أحب إلى الله من شق جوف المجاهد في سبيل الله وقال نقطة من دواة عالم أو متعلم على ثوبه أحب إلي من عرق مائة ثوب شهيد وقال من رد جائعا وهو قادر على أن يشبعه عذبه الله ولو كان نبيا مرسلا وقال ما من عبد يبكي يوم أصيب ولدي الحسين إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل وقال البكاء في يوم عاشوراء نور تام يوم القيامة وقال من أعان تارك الصلاة بلقمة فكأنما أعان على قتل الأنبياء كلهم فذكر نحوا من ثلاثمائة حديث وفي آخر النسخة طبقة صورتها قرأ علي هذه الأحاديث الشيخ أبو القاسم محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحيم الحسيني الكاشغري بسماعي لها على الإمام أبي عبد الله أحمد بن أبي المحاسن يعقوب بن إبراهيم الطيبي الأسدي بسماعه لها من الإمام الحافظ جلال الدين موسى بن مجلي الدنيسيري بخوارزم سنة خمس وستين وستمائة وسمعها موسى من رتن وكتب محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن علي الأنصاري في شهر ربيع الأول سنة عشر وسبعمائة ثم قال الذهبي وأظن أن هذه الخرافات من وضع هذا الجاهل موسى بن مجلي أو وضعها له من اختلق ذكر رتن وهو شيء لم يخلق ولئن صححنا وجوده وظهوره بعد سنة ستمائة فهو إما شيطان تبدى في صورة بشر فادعى الصحبة وطول العمر المفرط وافترى هذه الطامات وإما شيخ ضال اسس لنفسه بيتا في جهنم بكذبه على النبي صلى الله عليه وسلم ولو نسبت هذه الأخبار لبعض السلف (2/226)
<227> لكان ينبغي لنا أن ننزهه عنها فضلا عن سيد البشر لكن ما زال عوام الصوفية يروون الواهيات وإسناد فيه هذا الكاشغري والطيبي وموسى بن مجلي ورتن سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب ثم تكلم الذهبي في أقل ما يرويه في عصره من العدد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر طرفا من أقسام العلو المصطلح عليه وأن العالي المكذوب هو ولا شيء سواء ثم استطرد إلى ذكر غلاة الصوفية ومن يقول منهم حدثني قلبي عن ربي ثم إلى الاتحادية ومن يزعم منهم أنه عين الإله ثم قال وينبغي أن تعلموا همم الناس ودواعيهم متوفرة على نقل الأخبار العجيبة فأين كان هذا الهندي مطمورا في هذه الستمائة سنة أما كان الأطراف يتسامعون به وبطول عمره فيرحلون إليه في زمن المنصور والمهدي أما كان متولي الهند يتحف به المأمون قلت يعني مع تطلعه إلى المستغربات أما كان بعد ذلك بمدة متطاولة يعرف به محمود بن سكتكين لما افتتح بلاد الهند ووصل إلى البلد الذي فيه البد وهو الصنم المعظم عندهم وقضيته في ذلك مشهورة مدونة في التواريخ ولم يتعرض أحد ممن صنفها إلى ذكر رتن انتهى ثم قال الذهبي ثم مع هذا تتطاول عليه الاعمار ويكر عليه الليل والنهار إلى عام ستمائة ولا ينطق بوجوده تاريخ ولا جوال ولا سفار فمثل هذا لا يكفي في قبول دعواه خبر واحد إذ لو كان لتسامع بشأنه كل تاجر ولو كان الذي زعم أنه رآه لم ينقل عنه شيئا من هذه الأحاديث لكان الأمر أخف ثم قال ولعمري ما يصدق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود محمد بن الحسن في السرداب ثم بخروجه إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلا أو يؤمن برجعة علي وهؤلاء لا يؤثر فيهم علاج وقد اتفق أهل الحديث على أن آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم موتا أبو الطفيل عامر بن واثلة وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل موته بشهر أو نحوه أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو اليوم عليها أحد فانقطع المقال وماذا بعد الحق إلا الضلال انتهى ما ذكره الذهبي في خبر كسر وثن رتن ملخصا وقد وقفت على الجزء الذي أشار إليه وفيه أكثر من ثلاثمائة حديث كما قال ثم وقفت على طريق أخرى إليه فأنبأنا غير واحد عن المحدث المكثر الرحال جمال الدين الأقشهري نزيل المدينة النبوية عن علي بن عمران الصنعاني عن رفيع الدين عمر بن محمد بن أبي بكر السمرقندي أنه حدثه من لفظه بالمسجد الجامع بصنعاء سنة أربع وثمانين عن أبي الفتح موسى بن مجلي فذكر النسخة بطولها وفي نسخة الإربلي المذكور قال رتن كنت في زفاف فاطمة أنا وأكثر الصحابة وكان ثم من يغنى شيئا فطابت قلوبنا ورقصنا بضربهم الدف وقولهم الشعر فلما كان من الغد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلتنا فقلنا كنا في زفاف فاطمة فدعا لنا ولم ينكر علينا وقرأت بخط المؤرخ شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري في تاريخه قال سمعت النجيب عبد الوهاب بن إسماعيل الفارسي الصوفي بمصر سنة اثنتي عشرة وسبعمائة يقول قدم علينا بشيراز سنه خمس وسبعين وستمائة الشيخ المعمر محمود ولد بابا رتن فأخبرنا أن أباه أدرك ليلة شق القمر وكان ذلك سبب هجرته وأنه حضر حفر الخندق وكان استصحب معه سلة فيها تمر هندي أهداها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأكل منها ووضع يده على ظهر رتن ودعا له بطول العمر وله (2/227)
<228> يومئذ ست عشرة سنة فرجع إلى بلده وعاش ستمائة واثنتين وثلاثين سنة وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ثم أورد عنه أحاديث ذكر أنه سمعها من أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال النجيب وذكر محمود أن عمره مائة وسبعون سنة قال النجيب ثم قدم علينا أناس من شيراز إلى القاهرة وأخبروني أنه حي وأنه قد رزق أولادا وقرأت قصته من وجه آخر مطولة بخط الأديب الفاضل صلاح الدين الصفدي في تذكرته وأنبأني عنه غير واحد شفاها أنه قرأ في تذكرة الأديب الفاضل علاء الدين الوداعي قلت وأنبأنا علي بن محمد بن أبي المجد شفاها عن الوداعي قال حدثنا جلال الدين محمد بن سليمان الكاتب بدار السعادة بدمشق أخبرنا أفضى القضاة نور الدين علي بن محمد بن الحسيني الحنفي سنة إحدى وسبعمائة بالقاهرة وأنبأنا غير واحد شفاها عن الإمام العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ الحنفي قال أخبرني القاضي معين الدين عبد المحسن بن القاضي جلال الدين عبد الله بن هشام سنة سبع وثلاثين وسبعمائة قال أخبرني القاضي نور الدين قال أخبرنا جدي الحسين بن محمد قال كنت في زمن الصبا وأنا بن سبع عشرة سنة سافرت مع أبي وعمي من خراسان إلى الهند في تجارة فلما بلغنا أوائل بلاد الهند وصلنا إلى ضيعة من الضياع فعرج القفل نحوها فنزلوا بها فضج أهل القافلة فسألناهم عن ذلك فقالوا هذه ضيعة الشيخ رتن المعمر فلما نزلنا خارج الضيعة رأينا بفنائها شجرة عظيمة تظل خلقا عظيما وتحتها جمع عظيم من أهل الضيعة فبادر الكل نحو الشجرة ونحن معهم فلما رآنا أهل الضيعة رحبوا بنا فرأينا زنبيلا كبيرا معلقا في بعض أغصان تلك الشجرة فسألناهم فقالوا في هذا الزنبيل الشيخ رتن الذي رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له بطول العمر ست مرات فسألناهم أن ينزلوا الشيخ لنسمع كلامه وحديثه فتقدم شيخ منهم إلى الزنبيل وكان ببكرة فأنزله فإذا هو مملوء بالقطن والشيخ في وسط القطن ففتح رأس الزنبيل فإذا الشيخ فيه كالفرخ فحسر عن وجهه ووضع فمه على أذنه وقال يا جداه هؤلاء قوم قد قدموا من خراسان وفيهم شرفاء من أولاد النبي صلى الله عليه وسلم وقد سألوا أن تحدثهم كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وماذا قال لك فعند ذلك تنفس الشيخ وتكلم بصوت كصوت النحل بالفارسية ونحن نسمع ونفهم فقال سافرت مع أبي وأنا شاب من هذه البلاد إلى الحجاز في تجارة فلما بلغنا بعض أودية مكة وكان المطر قد ملأ الأودية فرأيت غلاما أسمر اللون مليح الكون حسن الشمائل وهو يرعى إبلا في تلك الأودية وقد حال السيل بينه وبين إبله وهو يخشى من خوض الماء لقوة السيل فعلمت حاله فأتيت إليه وحملته وخضت السيل إلى عند إبله من غير معرفة سابقة فلما وضعته عند إبله نظر إلي وقال بالعربية بارك الله في عمرك بارك الله في عمرك بارك الله في عمرك فتركته ومضيت إلى حال سبيلي إلى أن دخلنا مكة وقضينا ما أتينا له من أمر التجارة وعدنا إلى الوطن فلما تطاولت المدة على ذلك كنا جلوسا في فناء ضيعتنا هذه في ليلة مقمرة ليلة البدر والبدر في كبد السماء إذ نظرنا إليه وقد انشق نصفين فغرب نصف في المشرق ونصف في المغرب ساعة زمانية وأظلم الليل ثم طلع النصف الأول من المشرق والنصف الثاني من المغرب إلى أن التقيا في وسط السماء كما كان أول مرة فتعجبنا من ذلك غاية العجب ولم نعرف (2/228)
<229> لذلك سببا فسألنا الركبان عن خبر ذلك وسببه فأخبرونا أن رجلا هاشميا ظهر بمكة وادعى أنه رسول الله إلى كافة العالم وأن أهل مكة سألوه معجزة كمعجزات سائر الأنبياء وأنهم اقترحوا عليه أن يأمر القمر أن ينشق في السماء ويغرب نصفه في المشرق ونصفه في المغرب ثم يعود إلى ما كان عليه ففعل لهم ذلك بقدرة الله تعالى فلما أن سمعنا ذلك من السفار اشتقت إلى أن أرى المذكور فتجهزت في تجارة وسافرت إلى أن دخلت مكة فسألت عن الرجل الموصوف فدلوني على موضعه فأتيت إلى منزله فاستأذنت عليه فأذن لي فدخلت عليه فوجدته جالسا في وسط المنزل والأنوار تتلألأ في وجهه وقد استنارت محاسنه وتغيرت صفاته التي كنت أعهدها في السفرة الأولى فلم أعرفه فلما سلمت عليه نظر إلي وتبسم وعرفني وقال وعليك السلام ادن مني وكان بين يديه طبق فيه رطب وحوله جماعة من أصحابه يعظمونه ويبجلونه فتوقفت لهيبته فقال يا أبانا ادن مني وكل الموافقة من المروءة والمنافقة من الزندقة فتقدمت وجلست وأكلت معه من الرطب وصار يناولني الرطب بيده المباركة إلى أن ناولني ست رطبات سوى ما أكلت بيدي ثم نظر إلي وتبسم فقال ألم تعرفني قلت كأني غير أني ما أتحقق فقال ألم تحملني في عام كذا وجاوزت بي السيل حين حال السيل بيني وبين إبلي فعرفته بالعلامة وقلت له بلى يا صبيح الوجه فقال لي أمدد يدك فمددت يدي اليمنى إليه فصافحني بيده اليمنى وقال قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقلت ذلك كما علمني فسر بذلك وقال لي عند خروجي من عنده بارك الله في عمرك بارك الله في عمرك بارك الله في عمرك فودعته وأنا مستبشر بلقائه وبالإسلام فاستجاب الله دعاء نبيه وبارك في عمري بكل دعوة مائة سنة وها عمري اليوم ستمائة سنة وزيادة وجميع من في هذه الضيعة العظيمة أولادي وأولاد أولادي فتح الله علي وعليهم بكل خير وبكل نعمة ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وقعت لي روايات أخرى غير ما ذكره الذهبي إلى رتن منها ما قرأت في كتاب الوحيد في سلوك أهل طريق التوحيد للشيخ عبد الغفار بن نوح القوصي وقد لقيت حفيده الشيخ عبد الغفار بن أحمد بن عبد الغفار وهو يروي عن أبيه عن جده قال حدثني الشيخ محمد العجمي قال صحبت كمال الدين الشيرازي وكان قد أسن وبلغ مائة وستين سنة قال صحبت رتن الهندي وقال إنه حضر الخندق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه قال عبد الغفار بن نوح وحدثني الشيخ عماد الدين السكري خطيب جامع الحاكم عن الشيخ إسماعيل الفارقي عن خواجة رتن الهندي فذكر حديثا وقال البهاء الجندي في تاريخ اليمن وجدت بخط الشيخ حسن بن عمر بن محمد علي بن أبي القاسم الحميري أخبر الشيخ العالم المحدث أبو الحسن بن شبيب بن إسماعيل بن الحسن الواسطي حدثنا الشيخ الصالح الفقيه داود بن أسعد بن حامد القفال المنحروري بقرية من صعيد مصر يقال لها أسيوط سمعت المعمر رتن بن ميدن بن مندي الصراف السندي قال كنت في بدء أمري أعبد صنما فرأيت في منامي قائلا يقول لي اطلب لك دينا غير هذا فقلت أين أطلبه قال بالشام فأتيت الشام فوجدت دين أهلها النصرانية فتنصرت مدة ثم سمعت بالنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأتيته فأسلمت على يده ودعا لي بطول العمر ومسح (2/229)
<230> رأسي بيده الكريمة ثم خرجت معه غزوة اليهود ولما عدت استأذنته في العود إلى بلدي لأجل والدتي فأذن لي قال وتواتر عند أهل بلده أنه بلغ من العمر سبعمائة سنة ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ومات في رجب سنة ثمان وستمائة قال وقدم اليمن أيضا رجل اسمه عمر بن محمد بن أبي بكر السمرقندي فروى عن أبي الفتح موسى بن مجلي الدنيسيري عن أبي الرضا رتن بن نصر بن كربال قلت وجدت بخط عمر بن محمد الهاشمي عن الشيخ حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أبي بكر اليماني أخبرنا الشيخ علي بن أبي بكر الأزرق إجازة أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير عن والده عن محمد بن عمرو بن علي التباعي الفقيه عن أبيه حدثنا الشريف موفق الدين علي بن محمد الخراساني من أهل هراة في ذي القعدة سنة سبع عشرة وستمائة بالمخلاف من بلاد الشاور قال دخلت الهند سنة إحدى وستمائة في جمادى الأولى فذكر لي خبر رجل معمر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم يسكن بقرية من مدينة دلي فقصدته زائرا أنا ورجل مغربي فلما وقفنا عنده وسلمنا عليه سألني ممن أنا فقلت أنا رجل شريف من ولد الحسين بن علي من أهل خراسان من هراة وهذا رجل من أهل المغرب فقال عجب عجيب أنا حملت جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا شيخ كم لك من العمر قال سبعمائة قلت يا شيخ أنت من قبل النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم أنا من قوم عيسى وأنا حملت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وهو صبي صغير قلت وكيف كان ذلك قال سمعت بأن محمدا خاتم النبيين في الحجاز فركبت البحر ثلاث مرات تنكسر المركب في كل مرة إلى أن ركبت الرابعة فوصلت إلى جدة وخرجت من البحر فلما كنت بين جدة ومكة وقع المطر وسال الوادي فلقيت صبيا معه جمال وقد جاوزت الإبل الوادي ولم يقدر هو أن يجوز فحملته وقطعت به ذلك النهر فقال لي بارك الله في عمرك قالها ثلاثا فدخلت مكة وأقمت مدة ولم أعرف للنبي صلى الله عليه وسلم خبرا فرجعت إلى بلدي فأقمت بها ثلاثين أو إحدى وأربعين فسمعت بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنه تحول إلى المدينة فركبت البحر خامس مرة فوصلت إلى المدينة فدخلت المسجد وأبصرت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا في المحراب فسلمت عليه وجلست فقال لي من أين أنت يا شيخ قلت من الهند قال أنت الذي حملتني بين جدة ومكة وأنا صبي ومعي جمال قلت نعم قال بارك الله في عمرك فأسلمت وأقمت عنده اثني عشر يوما وأكلت معه الطعام ورجعت إلى بلدي فأقمت تحت هذه الشجرة وهي شجرة قوقل قال ثم أمر لنا بطعام وأكل معنا ثلاث لقيمات وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الموافقة من المروءة والمنافقة من الزندقة قال ورأيت أسنانه مثل أسنان الحنش دقاقا ولحيته مثل الشوك وفيها شعر أكثره بياض وقد سقط حاجباه على وجنتيه يرفعهما بكلاب قال وسألت الشريف هل كان للشيخ أولاد فقال سألته فذكر أنه لم يتزوج قط ولا احتلم إلا مرة في الجاهلية قال الشريف أقمت معه من طلوع الشمس إلى العصر ورأيت طول قعدته ثلاثة أذرع ومات سنة اثنتي عشرة وستمائة وقرأت في تاريخ اليمن للجندي ومنها ما أنبئت عن المحدث الرحال جمال الدين محمد بن أحمد بن أمين الأقشهري نزيل المدينة النبوية في فوائد رحلته أخبرنا أبو الفضل وأبو القاسم (2/230)
<231> بن أبي عبد الله علي بن إبراهيم بن عتيق اللواتي المعروف بابن الخباز المهدوي في العشرين من شوال سنة عشر وسبعمائة بتونس قال سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن يعلي المغربي التلمساني بثغر الإسكندرية في شهر رمضان سنة ست وثمانين وستمائة يقول سمعت المعمر أبا بكر المقدسي وكان عمر ثلاثمائة سنة من لفظه ببلدة السومنات بالهند بمسجد السلطان محمود بن سبكتكين في رجب سنة اثنتين وخمسين وستمائة يقول حدثنا الشيخ المعمر خواجة رتن بن عبد الله في داره ببلدة توبندة من لفظه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في آخر الزمان لله تبارك وتعالى جند من قبل عسقلان وهم ترك ما قصدهم أحد إلا قهروه ولا قصدوا أحدا إلا قهروه قال وذكر خواجة رتن بن عبد الله أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق وسمع منه هذا الحديث ورجع إلى بلاد الهند ومات بها وعاش سبعمائة سنة ومات سنة ست وتسعين وخمسمائة وقال الأقشهري وهذ السند يتبرك به وإن لم يوثق بصحبته ثم قال الأقشهري وأخبرنا الفقيه أبو القاسم بن عمر بن عبد العال الكناني ثم التونسي قال سمعت الشيخ نجم الدين عبد الله بن محمد بن محمد الأصبهاني يقول سمعت عبد الله بن بابا رتن يقول سمعت والدي بابا رتن يقول من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة وعن الأقشهري أخبرنا أبو زيد عبد الرحمن بن علي الجزائري قال أخبرني علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن حديدي قال سافرت من مالقة إلى غرناطة فلقيت أحمد بن محمد بن حسين الجذامي قال لي لقيت محمد بن بكرون بن أبي مروان عبد الملك بن بشر قال قال لي محمد بن زكريا بن براطن التجيبي لما تكاثرت الأخبار بقصة المعمر ولقي أبي مروان له اجتزت على وادي آش في شهر رجب سنة إحدى وستين وستمائة فألفيت بها أبا مروان فسألته عن خبر المعمر فقال لي خرجت عن الأندلس سنة سبع عشرة وستمائة إلى أن وصلت إلى مكة فأقمت بها سبع سنين ثم تجولت في البلاد فوصلت إلى البصرة فوجدت خبر المعمر بها شهيرا ثم قيل لي هو في إقليم كذا فانحدرت إلى كش فقوي الخبر فانحدرت أيضا إلى بلدة أخرى فقيل لي إن الطريق ممتنع لأنه صحراء مسافتها خمسة وأربعون يوما وكنت أقيم أياما لا آكل ولا أشرب فعزمت على المسير فيها ثم قيل لي إن هنا طريقا أقرب لكنها لا تسلك من أجل التتر فهان ذلك علي فسرت ولا أكلم من يكلمني بل أظهر الصمم ولا آكل ولا أشرب قال فمشيت في عسكر التتر ستة أيام على ذلك ثم خرجت عنهم فسرت يومين حتى وصلت إلى الموضع الذي قصدته فعجب أهله مني وأضافني شيخ منهم فأدخلني بيتا فإذا فيه الشيخ المعمر ملفوفا في القطن وهو في مهد فدعاه فقال يا سيدي هذا رجل من بلاد بعيدة من المغرب الأقصى جاء إلينا ليس له حاجة غير رؤيتك ويريد أن يسمع منك فكلمني بكلام ترجمه لي ذلك الشيخ فقال كنت يوم الخندق أعمل مع المسلمين وأنا بن أربع عشرة سنة فلما رأيته وجدت في نفسي خفة في العمل فلما رأى ذلك مني قال عمرك الله عمرك الله عمرك الله ثم سكت فقال لي الذي أدخلني عليه يكفيك ثم أخرج الأقشهري نحو هذه القصة من وجهين آخرين فسمى المعمر عمارا وسأذكر ذلك في حرف العين من هذا القسم إن شاء الله تعالى وقد تكلم (2/231)
<232> الصلاح الصفدي في تذكرته في تقوية وجود رتن وأنكر على من ينكر وجوده وعول في ذلك على مجرد التجويز العقلي وليس النزاع فيه إنما النزاع في تجويز ذلك من قبل الشرع بعد ثبوت حديث المائة في الصحيحين والاستبعاد الذي عول عليه الذهبي وتعقب القاضي برهان الدين من جماعة في حاشية كتبها في تذكره الصفدي فقال قول شيخنا الذهبي هو الحق وتجويز الصفدي الوقوع لا يستلزم الوقوع إذ ليس كل جائز بواقع انتهى ولما اجتمعت بشيخنا مجد الدين الشيرازي شيخ اللغة بزبيد من اليمن وهو إذ ذاك قاضي القضاة ببلاد اليمن رأيته ينكر على الذهبي إنكار وجود رتن وذكر لي أنه دخل ضيعته لما دخل بلاد الهند ووجد فيها من لا يحصى كثرة ينقلون عن آبائهم وأسلافهم عن قصة رتن ويثبتون وجوده فقلت هو لم يجزم بعدم وجوده بل تردد وهو معذور والذي يظهر أنه كان طال عمره فادعى ما ادعى فتمادى على ذلك حتى اشتهر ولو كان صادقا لاشتهر في المائة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة ولكن لم ينقل عنه شيء إلا في أواخر السادسة ثم في أوائل السابعة قبيل وفاته وقد اختلف في سنة وفاته كما تقدم والله أعلم الراء بعدها الجيم رجل صحابي لم يسم أدعى بن حزم أن هذه اللفظة علم عليه سماه بها أهله فقال صحابي معروف ذكر ذلك في أواخر المحلي في باب من سب الله ورسوله واعتمد على ما رواه من طريق محمد بن عبد الملك بن أيمن عن حبيب البخاري صاحب أبي ثور عن محمد بن سهل سمعت علي بن المديني يقول فذكر قصة له مع المأمون فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فيها حديث رجل من بلقين قال علي بهذا يعرف هذا الرجل وهو اسمه وقد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه قلت محمد بن سهل ما عرفته وفي طبقته محمد بن سهل العطار رماه الدارقطني بالوضع وقال ناقض بن حزم فذكر في الجهاد حديث عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين قال قلت يا رسول الله هل أحد أحق بشيء من المقيم من أحد قال لا الحديث قال بن حزم هذا عن رجل مجهول لا ندري أصدق في دعواه الصحبة أم لا رجال بتشديد الجيم وضبطه عبد الغني بالمهملة قال الأمين الأكثر على أنه بالجيم بن عنفوة بنون وفاء الحنفي ذكره بن أبي حاتم فقال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني حنيفة وكانوا بضعة عشر رجلا فأسلموا سمعت أبي يقول ذلك قلت لكنه ارتد وقتل على الكفر فروى سيف بن عمر في الفتوح عن مخلد بن قيس البجلي قال خرج فرات بن حيان والرجال بن عنفوة وأبو هريرة من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لضرس أحدهم في النار أعظم من أحد وإن معه لقفا غادر فبلغهم ذلك إلى أن أبا هريرة وفراتا قتل الرجال فخرا ساجدين وروى الواقدي عن رافع بن خديج قال كان في الرجال بن عنفوة من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما (2/232)
<233> يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء عجيب فخرج علينا يوما والرجال معنا جالس فقال أحد هؤلاء النفر في النار قال رافع فنظرت فإذا هم أبو هريرة وأبو أروى والطفيل بن عمرو والرجال فجعلت أنظر وأتعجب فلما ارتدت بنو حنيفة سألت ما فعل الرجال فقالوا افتتن وشهد لمسيلمة أن رسول الله أشركه في الأمر فقلت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الحق قالوا وكان الرجال يقول كبشان انتطحا فأحبهما إلينا كبشنا يعني مسليمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم الراء بعدها الدال رداد ذكر في القسم الأول الراء بعدها الفاء رفاعة بن عبد المنذر بن رفاعة بن دينار الأنصاري ذكره أبو نعيم وفرق بينه وبين رفاعة المتقدم في القسم الأول المذكور فيه زنبر بدل دينار وهو الصواب ونبه عليه أبو موسى رفاعة بن عمرو الجهني ذكره أبو معشر وحده في أهل بدر وإنما هو وديعة بن عمرو وسيأتي على الصواب في موضعه رفاعة البدري استدركه أبو موسى تبعا لأبي بكر بن أبي علي وهو وهم فإن الحديث لرفاعة بن رافع وهو حديث المسيء في صلاته وقد ذكره بن منده على الصواب رفاعة أبو عباية وهم من ذكره في الصحابة وقد ذكرت شبهة ذلك في حرف الخاء في خديج رفاعة غير منسوب وهو من أصحاب الشجرة ذكره أبو موسى وساق من طريق أبي أمية بن أبي المخارق حدثني أبو عبيدة بن رفاعة عن أبيه وكان ممن بايع تحت الشجرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال كبر الحديث قال أبو موسى هذا غير رفاعة بن رافع وقد أورده أبو نعيم في ترجمة رفاعة بن رافع لكن لا أعرف له ابنا يقال له أبو عبيدة فالظاهر أنه غيره قلت بل هو وإنما تصحف اسم الراوي عنه والصواب عبيد بن رفاعة وكذلك وقع في الغيلانيات الراء بعدها القاف رقيس الأسدي ذكر البلاذري أن بعضهم ذكره في مهاجرة الحبشة قال وهو غلط والصواب قيس بن عبد الله (2/233)
<234> الراء بعدها الكاف ركانة أبو محمد فرق بن أبي داود والبلاذري بينه وبين ركانة بن عبد يزيد المطلبي وأوردا من طريق أبي جعفر محمد بن ركانة عن أبيه قال صارعت النبي صلى الله عليه وسلم فصرعني وأورده بن منده وقال أراه الأول قلت بل هو المحقق فإن قصة المصارعة مشهورة لركانة بن عبد يزيد وقد أورده الترمذي وابن قانع وغيرهما الراء بعدها الواو رومان بن بعجة بن زيد بن عميرة الجذامي تقدم في القسم الأول رومة الغفاري صاحب بئر رومة أورده بن منده فقال يقال إنه أسلم روى حديثه عبد الله بن عمر بن أبان عن المحاربي عن أبي مسعود عن أبي سلمة عن بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة كان يبيع القربة منها بالمد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعنيها بعين في الجنة فقال يا رسول الله ليس لي ولا لعيالي غيرها فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنجعل لي مثل الذي جعلت لرومة عينا في الجنة قال نعم قال قد اشتريتهما وجعلتها للمسلمين قلت تعلق بن منده على قوله أتجعل لي مثل الذي جعلت لرومة ظنا منه ان المراد به صاحب البئر وليس كذلك لأن في صدر الحديث أن رومة اسم البئر وإنما المراد بقوله جعلت لرومة أي لصاحب رومة أو نحو ذلك وقد أخرجه البغوي عن عبد الله بن عمر بن أبان بهذا الإسناد فقال فيه مثل الذي جعلت له فعاد الضمير على الغفاري وكذا أخرجه بن شاهين والطبراني من طريق بن أبان وقال البلاذري في تاريخه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب من بئر رومة بالعقيق وبصق فيها فعذبت قال هي بئر قديمة قد كانت ارتطمت فأتى قوم من مزينة حلفاء للأنصار فقاموا عليها وأصلحوها وكانت رومة امرأة منهم أو أمة لهم تسقي منها الناس فنسبت إليها قال وقال بعض الرواة إن الشعبة التي على طرفها تدعى رومة والشعبة واد صغير يجري فيه الماء وروى عمر بن شبة في أخبار المدينة عن أبي غسان المدني أخبرني غير واحد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم القليب قليب المزني فاشتراها عثمان فتصدق بها وروى عمر بن شبة بإسناد ضعيف عن أبي قلابة قال أشرف عليهم عثمان فناشدهم هل تعلمون أن رومة كانت لفلان اليهودي لا يسقى أحدا منها قطرة إلا بثمن فاشتريتها بمالي وله شواهد في الترمذي وغيره ولكن المراد هنا قوله لفلان اليهودي وذكر بن هشام في التيجان أن تبعا لما غزا يثرب اجتوى البئر التي حفرها فكانت فكيهة بنت زيد بن خالد بن عامر بن زريق تسقي له من ماء رومة فذكر قصة (2/234)
<235> رويبة بالموحدة مصغر الثقفي والد عمارة روى الطبراني من طريق رقبة بن مصقلة عن عبد الملك بن عمير عن عمارة بن رويبة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها أورده أبو موسى من هذا الوجه وفي الإسناد خلل وذلك أن مسلما وغيره أخرجوه من طرق عن عبد الملك بن عمير عن بن عمارة عن أبيه فلعل ابنا سقط من الرواية الأولى الراء بعدها الياء رئاب المزني جد معاوية بن قرة روى الطبراني والحسن بن سفيان من طريق عبد الواحد بن غياث عن فرات بن أبي الفرات عن المفضل بن طلحة عن معاوية بن قرة بن رئاب عن أبيه أنه كان مع جده حين أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية الحسن بن سفيان عن أبيه قال كنت مع أبي حين أتى والصواب في هذا رواه بن قانع وغيره من طريق فرات بن أبي الفرات عن معاوية بن قرة بن إياس بن رئاب عن أبيه قال كنت مع أبي فالصحبة لإياس ولقرة لا لرئاب وقد تقدم في ترجمة إياس بن هلال بن رئاب في القسم الأول والله أعلم الرئيس بن عامر بن حصن الطائي له وفادة هكذا استدركه الذهبي في التجريد وضبطه بفتح الراء بعدها ياء مهموزة ثم أخرى ساكنة ثم مهملة وهو تصحيف والصواب ربتس بسكون الموحدة وفتح المثناة والباقي سواء وقد ذكرته على الصواب أولا(2/235)
<2> حرف الزاي المنقوطة القسم الأول الزاي بعدها الألف الزارع بن عامر ويقال بن عمرو العبدي أبو الوازع من عبد القيس عداده في أعراب البصرة قال بن عبد البر يقال اسم أبيه زارع والوازع بالواو اسم ولده وروى أنه وفد مع الأشج العصري على النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم ذكره في ترجمة جهم بن قثم وأخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود روت عنه ابنة ابنه أم أبان بنت الوازع وذكر أبو الفتح الأزدي أنها تفردت بالرواية عنه زاملة هو لقب بريدة بن الحصيب زاهر بن الأسود بن حجاج بن قيس الأسلمي والد مجزأة وكان من أصحاب الشجرة وسكن الكوفة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن أكل لحوم الحمر الإنسية روى عنه ابنه مجزأة وذكر مسلم وغيره أنه تفرد بالرواية عنه وأخرج حديثه البخاري في الصحيح وفيه أنه شهد الحديبية وخيبر وقال محمد بن إسحاق كان من أصحاب عمرو بن الحمق يعني لما كان بمصر فيؤخذ منه أنه عاش إلى خلافة عثمان زاهر بن حرام الأشجعي قال بن عبد البر شهد بدرا ولم يوافق عليه وقيل إنه تصحف عليه لأنه وصف بكونه بدريا وقد جاء ذكره في حديث صحيح أخرجه أحمد والترمذي في الشمائل من طريق معمر عن ثابت عن أنس أن رجلا من أهل البادية اسمه زاهر كان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم زاهر باديتنا ونحن حاضرته وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجهزه إذا أراد الخروج إلى البادية وكان زاهر دميم الخلقة فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع شيئا له في السوق فاحتضنه من خلفه فقال له من هذا أرسلني والتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يشتري مني هذا العبد وجعل هو يلصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول إذا تجدني كاسدا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لكنك عند الله لست بكاسد أخرجه البغوي وغيره وخالفه معمر وقد رواه حماد بن سلمة (3/2)
<3> فقال عن ثابت عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث مرسلا وهو وحماد في ثابت أقوى من معمر ولكن للحديث شاهد من رواية سالم بن أبي الجعد الأشجعي عن رجل من أشجع يقال له زاهر بن حرام كان بدويا لا يأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه إلا بطرفة أو هدية فرآه النبي صلى الله عليه وسلم يبيع سلعة فأخذ بوسطه الحديث وحرام والده يقال بالفتح والراء ويقال بالكسر والزاي ووقع في رواية عبد الرزاق بالشك زائدة بن حوالة العنزي ذكره بن عبد البر مختصرا وتبعه بن الأثير وعلم له الذهبي علامة أحمد وذكره العماد بن كثير في تسمية الصحابة الذين أخرج لهم أحمد فقال زائدة أو مزيدة بن حوالة في الجزء الثاني من مسند البصريين فوجدت حديثه عند أحمد من طريق كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق حدثني رجل من عنزة يقال له زائدة أو مزيدة بن حوالة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر من أسفاره فنزل الناس منزلا ونزل النبي صلى الله عليه وسلم في ظل دوحة فرآني وأنا مقبل من حاجة لي وليس غيره وغير كاتبه فقال أنكتبك يا بن حوالة الحديث أخرجه يزيد بن هارون عن كهمس وأخرج أحمد أيضا في مسند عبد الله بن حوالة عن إسماعيل بن علية عن الحريري عن عبد الله بن شقيق عن بن حوالة فذكر نحوه هكذا أخرجه في مسند عبد الله بن حوالة وليس في الخبر تسميته عبد الله لكن أخرجه الطبراني من طريق حماد بن سلمة عن الحريري فسماه عبد الله وعبد الله بن حوالة صحابي مشهور نزل الشام وهو مشهور بالأزدي وهو أشهر من زائدة راوي هذا الخبر فلعل بعض رواته سماه عبد الله ظنا منه أنه بن حوالة المشهور فسماه عبد الله والصواب زائدة أو مزيدة على الشك وليس هو أخا عبد الله لأن عبد الله أزدي ويقال عامري حالف الأزد وزائدة عنزي بمهملة ونون وزاي ولم أر له ذكرا إلا في هذا الموضع من مسند أحمد الزاي بعدها الباء زبان بفتح أوله وتشديد الموحدة ثم نون ويقال براء بدل النون ورجحه عبد الغني بن قسورة ويقال قيسور الكلفي روى حديثه الدارقطني في المؤتلف من طريق محمد بن إسحاق عن يحيى بن عروة عن أبيه عنه قال الدارقطني حديثه منكر زبان العدوي روى حديثه أبو محمد بن قتيبة من طريق عيسى بن يزيد بن دأب قال ذكرت الكهانة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال زبان العدوي يا رسول الله رأيت عجبا بن بدر بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر التميمي السعدي يقال كان اسمه الحصين ولقب الزبرقان لحسن وجهه وهو من أسماء القمر ذكر بن إسحاق في وفود العرب قال قدم وفد تميم فيهم عطارد بن حاجب في أشرافهم منهم الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر أحد بني سعد وعمر بن الأهتم وقيس بن عاصم فنادوا رسول الله (3/3)
<4> صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات فذكر القصة بطولها وفيها ثم أسلموا وذكر قصتهم بن أبي خيثمة عن الزبير بن بكار عن محمد بن الضحاك عن أبيه مرسلا بطولها وأخرجها بن شاهين من وجه آخر ضعيف وذكرها أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين في ترجمة أكثم بن صيفي على سياق آخر وروى أبو نعيم من طريق حماد بن زيد عن محمد بن الزبير الحنظلي قال دخل على النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن الأهتم وقيس بن عاصم والزبرقان بن بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن الأهتم أخبرني عن هذا يعني الزبرقان فذكر الحديث وفيه قوله صلى الله عليه وسلم إن من البيان لسحرا وإسناده حسن إلا أن فيه انقطاعا وأخرجه بن شاهين من طريق أبي المقوم الأنصاري عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال اجتمع عند النبي صلى الله عليه وسلم قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم فذكر الحديث بطوله وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق وقاص بن سريع بن الحكم أن أباه حدثه قال حدثني الزبرقان بن بدر قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت على رجل من الأنصار فذكر الحديث بطوله قال بن منده غريب وذكر الطبراني من هذا الوجه حديثا آخر وقصته مع الحطيئة وقد ذكرتها في ترجمة الحطيئة في القسم الثالث من حرف الحاء المهملة وقال أبو عمر بن عبد البر ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات قومه فأداها في الردة إلى أبي بكر فأقره ثم إلى عمر وأنشد له وثيمة في الردة في وفائه بأداء الزكاة وتعرض قيس بن عاصم بأذواد الرسول وفيت بأذواد الرسول وقد أتت سعاة فلم يردد بعيرا مخرفا ويقول في أخرى من مبلغ قيسا وخنذف أنه عزم الإله لنا وأمر محمد قلت وله في ذلك قصة مع قيس بن عاصم ذكرها أبو الفرج في ترجمة قيس وعاش الزبرقان إلى خلافة معاوية فذكر الجاحظ في كتاب البيان أنه دخل على زياد وقد كف بصره فسلم خفيفا فأدناه زياد وأجلسه معه وقال يا أبا عباس إن القوم يضحكون من جفائك فقال وإن ضحكوا والله إن رجلا إلا يود أني أبوه لغية أو لرشدة وذكره المرادي في نسخة أخرى فيمن عمى من الأشراف وذكر الكوكبي أنه وفد على عبد الملك وقاد إليه خمسة وعشرين فرسا ونسب كل فرس إلى آبائه وأمهاته وحلف على كل فرس منا يمينا غير التي حلف بها على غيرها فقال عبد الملك عجبي من اختلاف أيمانه أشد من عجبي بمعرفته بأنساب الخيل الزبرقان بن أصلم من آل ذي لعوة ذكره بن منده في الصحابة من طريق عمرو بن شمر عن ليث عن مجاهد عن أبي وائل قال برز الحسين بن علي يوم صفين فذكر قصة فيها فقال له الزبرقان بن أصلم انصرف يا بني فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا من ناحية قباء وأنت قدامه فما كنت لألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدمك الزبيب بن ثعلبة بن عمرو بن سواء العنبري قال البغوي سكن البادية وقال غيره نزل البصرة وهو بموحدتين مصغر عند الأكثر وخالفهم العسكري فجعل الموحدة الأولى نونا واعترف أن أصحاب الحديث يقولونها بموحدة وله حديث أخرجه أبو داود روى عنه دجين وابن ابنه شعيث (3/4)
<5> وصرح بسماعه منه في سنن أبي داود وسيأتي له ذكر في ترجمة أمه أم زبيب في كنى النساء إن شاء الله تعالى زبيد السلمي أخرج حديثه محمد بن يحيى العدني بن أبي عمر في مسنده فقال حدثنا سفيان أخبرنا صاحب لنا يقال له عمرو بن حفص ثقة عن شيخ من بني سليم يقال له زبيد قرأ القرآن عشر سنين يختمه في يوم وليلة وعشرين سنة يختمه في يومين وليلتين قال والله لقد كان على وجهه نور إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أنس من أصحابه غرة أو غفلة نادى فيهم بأعلى صوته أتتكم المنية لازمة إما بشقوة وإما بسعادة ذكر من اسمه الزبير الزبير بن عبد الله الكلابي ذكره يعقوب بن سفيان فيمن لقي النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو عمر لا أعلم له لقاء إلا أنه أدرك الجاهلية وعاش إلى خلافة عثمان قلت كأنه أراد ما رواه العلاء بن الزبير عن أبيه قال رأيت غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس كل ذلك في خمس عشرة سنة وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام الزبير بن عبيدة الأسدي من بني أسد بن خزيمة ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني أسد هو وأخوه تمام بن عبيدة الزبير بن عدي بن نوفل بن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي بن أخي ورقة بن نوفل ذكره البلاذري الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي أبو عبد الله حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته أمه صفية بنت عبد المطلب وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى كانت أمه تكنيه أبا الطاهر بكنية أخيها الزبير بن عبد المطلب واكتنى هو بابنه عبد الله فغلبت عليه وأسلم وله اثنتا عشرة سنة وقيل ثمان سنين وقال الليث حدثني أبو الأسود قال كان عم الزبير يعلقه في حصير ويدخن عليه ليرجع إلى الكفر فيقول لا أكفر أبدا وقال الزبير بن بكار في كتاب النسب حدثني عمي مصعب عن جدي عبد الله بن مصعب أن العوام لما مات كان نوفل بن خويلد يلي بن أخيه الزبير وكانت صفية تضربه وهو صغير وتغلظ عليه فعاتبها نوفل وقال ما هكذا يضرب الولد إنك لتضربينه ضرب مبغضة فرجزت به صفية من قال إني أبغضه فقد كذب وإنما أضربه لكي يلب ويهزم الجيش ويأتي بالسلب ولا يكن لما له خبأ مخب يأكل في البيت من تمر وحب تعرض نوفل فقال يا بني هاشم ألا تزجرونها عني وهاجر الزبير الهجرتين وقال عروة كان الزبير طويلا تخط رجلاه الأرض إذا ركب أخرجه الزبير بن بكار وقال عثمان بن عفان لما قيل له استخلف الزبير أما إنه لأخيرهم وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه أحمد والبخاري وفيه يقول حسان بن ثابت فيما رواه الزبير بن بكار (3/5)
<6> أقام على عهد النبي وهديه حواريه والقول بالفعل يعدل إلى أن قال فما مثله فيهم ولا كان قبله وليس يكون الدهر ما دام يذبل روى الزبير بن بكار من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال سألت الزبير عن قلة حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كان بيني وبينه من الرحم والقرابة ما قد علمت ولكني سمعته يقول من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار وأخرجه البخاري من وجه آخر عن عروة قال قاتل الزبير وهو غلام بمكة رجلا فكسر يده فمر بالرجال محمولا على صفية فسألته عنه فقيل لها فقالت كيف رأيت زبرا أقطا وتمرا أو مشمعلا صقرا أخرجه بن سعد وعن عروة وابن المسيب قال أول رجل سل سيفه في الله الزبير وذلك أن الشيطان نفخ نفخة فقال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة أخرجه الزبير بن بكار من الوجهين وفي رواية بن المسيب فقيل قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج الزبير متجردا بالسيف صلتا وروى بن سعد بإسناد صحيح عن هشام عن أبيه قال كانت على الزبير عمامة صفراء معتجرا بها يوم بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الملائكة نزلت على سيماء الزبير وروى الطبراني من طريق أبي المليح عن أبيه نحوه ومن حديث عروة عن بن الزبير قال لي الزبير قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فداك أبي وأمي وعن عروة كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف كنت أدخل أصابعي فيها ثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك وروى البخاري عن عائشة أنها قالت لعروة كان أبوك من الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح تريد أبا بكر والزبير وروى أيضا عن جابر قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يوم بني قريظة من يأتيني بخبر القوم فانتدب الزبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير وروى أحمد من طريق عاصم عن زر قال قيل لعلي إن قاتل الزبير بالباب قال ليدخل قاتل بن صفية النار سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن لكل نبي حواريا وإن حواريي الزبير وروى هذا المتن بن عدي من حديث أبي موسى الأشعري وروى أبو يعلي أن بن عمر سمع رجلا يقول أنا بن الحواري فقال إن كنت من ولد الزبير وإلا فلا وروى يعقوب بن سفيان عن مطيع بن الأسود أنه أوصى إلى الزبير فأبى فقال أسألك بالله والرحم إلا ما قبلت فأنى سمعت عمر يقول إن الزبير ركن من أركان الدين وروى الحميدي في النوادر أنه أوصى إليه عثمان والمقداد وابن مسعود وابن عوف وغيرهم فكان يحفظ أموالهم وينفق على أولادهم من ماله وزاد الزبير بن فكار ومطيع بن الأسود وأبو العاص بن الربيع وروى يعقوب بن سفيان أن الزبير كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فكان لا يدخل بيته منها شيئا يتصدق به كله وقصته في وفاء دينه وفيما وقع في تركته من البركة مذكور في كتاب الخمس من صحيح البخاري بطولها وكان قتل الزبير بعد أن انصرف يوم الجمل بعد أن ذكره علي فروى أبو يعلى من طريق أبي جرو المازني قال شهدت عليا والزبير توافيا يوم الجمل فقال له علي أنشدك الله أسمعت رسول (3/6)
<7> الله صلى الله عليه وسلم يقول إنك تقاتل عليا وأنت ظالم له قال نعم ولم أذكر ذلك إلى الآن فانصرف وروى بن سعد بإسناد صحيح عن بن عباس أنه قال للزبير يوم الجمل أجئت تقاتل بن عبد المطلب قال فرجع الزبير فلقيه بن جرموز فقتله قال فجاء بن عباس إلى علي فقال إلى أين يدخل قاتل بن صفية قال النار وكان قتله في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وله ست أو سبع وستون سنة وكان الذي قتله رجل من بني تميم يقال له عمرو بن جرموز قتله غدرا بمكان يقال له وادي السباع رواه خليفة بن خياط وغيره وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق حصين عن عمرو بن جاوان قال لما التقوا قام كعب بن سور ومعه المصحف ينشدهم الله والإسلام فلم ينشب أن قتل فلما التقى الفريقان كان طلحة أول قتيل فانطلق الزبير على فرس له فبلغ الأحنف فقال حمل مع المسلمين حتى إذا ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيف أراد أن يلحق يبنيه فسمعها عمرو بن جرموز فانطلق فأتاه من خلفه فطعنه وأعانه فضالة بن حابس ونفيع فقتلوه الزبير بن أبي هالة التميمي روى بن منده من طريق عيسى بن يونس عن وائل بن داود عن البهي عن الزبير بن أبي هالة قال قتل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من قريش ثم قال لا يقتلن بعد اليوم رجل من قريش صبرا وأخرجه بن عدي في الكامل في ترجمة مصعب بن سعيد وقال كان يحدث عن الثقات بالمناكير وساق في آخر هذا الحديث إلا قاتل عثمان وقال بن أبي حاتم جاء حديثه من طريق سيف بن عمر قلت روى سيف في الفتوح عن وائل بن داود عن البهي عن الزبير قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لأمتي في أصحابي الحديث لكن وقع في كثير من النسخ عن الزبير بن العوام فالله أعلم الزاي بعدها الجيم والخاء الزجاج والد عبد الرحمن غلام أم حبيبة يأتي ذكره في ترجمة ولده إن شاء الله تعالى زخي بالمعجمة مصغر ذكره بن منده وأبو نعيم في حرف الزاي وذكره بن فتحون في حرف الراء وقد تقدم ذكره في ترجمة ذؤيب بن شعثم الزاي بعدها الراء زرارة بن أوفى النخعي أبو عمرو قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة ومات في زمن عثمان وتبعه أبو عمر فلم يزد قلت فأما زرارة بن أوفى قاضي البصرة فهو تابعي معروف ثقة وهو حرشي بفتح المهملة والراء بعدها معجمة (3/7)
<8> زرارة بن جزي أو جزء بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب الكلابي روى أبو يعلى والحسن بن سفيان من طريق زفر بنب وثيمة عن المغيرة بن شعبة أن زرارة بن جزي قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى الضحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها إسناده حسن وله طريق أخرى تأتي في ترجمة شريك بن وائلة وذكر الجاحظ في البيان أن زرارة بن جزي حين أتى عمر بن الخطاب وتكلم عنده فرفع به أنشده أتيت أبا حفص ولا يستطيعه من الناس إلا كالسنان طرير ووفقني الرحمن لما لقيته وللباب من دون الخصوم صرير فقلت له قولا أصاب فؤاده وبعض كلام القائلين غرور وقال بن الكلبي عاش إلى خلافة مروان بن الحكم وقال الزبير بن بكار حدثني هارون أخي حدثني بعض أهل البادية قال كان عبد العزيز بن زرارة رجلا شريفا ذا مال كثير فأشرف عيينة فواجهه المال فأعجبه فقال اللهم إني أشهدك أني حبست نفسي وأهلي ومالي في سبيلك ثم أتى أباه فأخبره بذلك فقال ارتحل على بركة الله قال فتوجه نحو الشام وذكر الواقدي أنه شهد مع يزيد بن معاوية غزاة القسطنطينية وقيل إنه مات في تلك الرحلة فنعاه معاوية إلى زرارة فقال مات فتى العرب فقال ابني أو ابنك قال بل ابنك فاسترجع وروى هشام بن الكلبي أن مروان لما بويع بالخلافة اجتاز على زرارة وهو على ماء لهم وهو شيخ كبير فقال له كيف أنت قال بخير أنبت الله فأحسن نباتنا ثم حصدنا فأحسن حصادنا وكانوا قد هلكوا في الجهاد زرارة بن عمرو النخعي قال بن أبي حاتم عن أبيه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن في النصف من المحرم سنة إحدى عشرة وقال أبو عمر بل كان قدومه في نصف رجب سنة تسع انتهى والذي ذكره أبو حاتم جزم به بن سعد وقال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال كان آخر من قدم من الوفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد النخع وقدموا من اليمن للنصف من المحرم سنة إحدى عشرة وهم مائتا رجل وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن وكان فيهم زرارة بن عمرو انتهى وكر له أبو عمر حديثا فيه إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له ألا تدركه الفتنة والحديث المذكور أورده بن شاهين من طريق أبي الحسن المدائني عن شيوخه قالوا قدم وفد النخع في المحرم سنة عشر عليهم زرارة بن عمرو وهم مائتا رجل فقال زرارة يا رسول الله رأيت في طريقي رؤيا هالتني رأيت أتانا خلفتها في أهلي ولدت جديا أسفع أخوى ورأيت نارا خرجت من الأرض حالت بيني وبين بن لي يقال له عمرو وهي تقول لظى لطى بصير وأعمى ورأيت النعمان بن المنذر وعليه قرطان ودملجان ومسكتان ورأيت عجوزا شمطاء خرجت من الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل خلفت أمة مسرة حملا قال نعم قال قد ولدت غلاما وهو ابنك قال فما باله أسفع أحوى قال ادن مني فدنا قال أبك برص تكتمه قال نعم والذي بعثك بالحق ما علمه أحد من الخلق قبلك قال فهو ذاك وأما (3/8)
<9> النار فإنها تكون فتنة بعدي قال وما الفتن قال يقتل الناس إمامهم ويشتجرون وخالف بين أصابعه حتى يصير دم المؤمن عند المؤمن أحلى من شرب الماء يحسب المسيء أنه محسن فإن مت أدركت ابنك وإن أنت بقيت أدركتك قال فادع الله ألا تدركني فدعا له قال فكان ابنه عمرو بن زرارة أول خلق الله تعالى خلع عثمان بن عفان قال وأما النعمان وما عليه فذاك ملك العرب يصير إلى فضل بهجة وزينة والعجوز الشمطاء بقية الدنيا وأخرج بن شاهين من طريق بن الكلبي حدثني رجل من جرم عن رجل منهم قال وفد رجل من النخع يقال له زرارة بن قيس بن الحارث بن عدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه وقال في الحديث قال فمات زرارة وأدركها ابنه عمرو فكان أول الناس خلع عثمان بالكوفة وبايع على بن أبي طالب زرارة بن عمير أخو مصعب بن عمير وهو أبو عزيز وهو بكنيته أشهر يأتي في الكنى زرارة بن قيس بن الحارث بن عدي النخعي ذكر في زرارة بن عمرو الماضي قريبا زرارة بن قيس بن الحارث بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري ذكره بن عبد البر وقال قتل باليمامة زرارة بن قيس بن عمرو النخعي أظنه بن أخي الذي قبله بترجمة قال بن شاهين حدثنا المنذر بن محمد حدثنا الحسن بن محمد حدثني يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي عن الحسن بن الحكم عن عبد الرحمن بن عابس النخعي عن أبيه عن زرارة بن قيس بن عمرو أنه وفد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وكتب له كتابا ودعا له زرارة الأنصاري روى بن شاهين وابن مردويه من طريق عمر أبي حفص عن خالد بن سلمة عن سعيد بن عمرو بن جعدة المخزومي عن بن زرارة الأنصاري عن أبيه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما هذه الأبيات إن المجرمين في ضلال وسعر إلى قوله بقدر فقال أنزلت هذه الآيات في أناس يكونون في آخر أمتي يكذبون بالقدر وأخرجه بن شاهين أيضا وابن منده من وجه آخر إلى حفص بن سليمان عن خالد بن سلمة بهذا الإسناد لكن لم يقل الأنصاري ومن ثم ظن بن الأثير أنه النخعي وقد صح أنه غيره ورواه بن منده أيضا وابن مردويه من طريق حفص بن سليمان أيضا عن سعيد بن عمرو عن زياد بن أبي زياد الأنصاري عن أبيه كذا قال والاضطراب فيه من حفص بن سليمان وهو ضعيف وكناه بن منده أبا عمرو بابنه عمرو زر بن جابر بن سدوس بن أصمع الطائي النبهاني ذكر بن الكلبي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع زيد الخيل وقد تقدم إسناد ذلك في ترجمة حارثة بن قعين زر بن عبد الله بن كليب الفقيمي قال الطبري له صحبة ووفادة وكان من أمراء الجيوش في فتح خوزستان وكان على جيش في حصار جند يسابور وفتحها صلحا ذكره بن فتحون (3/9)
<10> وروى بن شاهين من طريق سيف بن عمر عن ورقاء بن عبد الرحمن عن زر بن عبد الله الفقيمي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من بني تميم فأسلم ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم ولعقبه ثم روى من طريق أبي معشر عن يزيد بن رومان قال وفد زرين بن عبد الله الفقيمي على النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو موسى يقال إن هذا هو الصواب يعني بفتح الزاي وتخفيف الراء المكسورة بعدها تحتانية ثم نون والله أعلم زرعة بن خليفة اليمامي ذكره بن أبي حاتم وقال بن السكن روى عنه حديث بإسناد مجهول ثم ساقه من طريق أبي زرعة الرازي عن موسى بن الحكم الخراساني عن محمد بن زياد الراسبي عن زرعة بن خليفة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يناديه باليمامة فأتيناه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا وأسهم لنا وقرأ في العشاء بالتين والزيتون وإنا انزلناه في ليلة القدر قال بن السكن لولا أن أبا زرعة حدث به ما ذكرته فليس في إسناده من يعرف غيره وغير شيخنا قلت أورده الشيرازي في الألقاب من طريق أبي حاتم الرازي عن أبي زرعة ثم قال هكذا قال الخراساني ورأيت في موضع آخر موسى بن الحكم أبو عمران الجرجاني وروى بن السكن أيضا وابن منده من طريق محبوب بن مسعود البصري حدثنا ألو المعدل الجرجاني قال خرجت حاجا فقيل لي ههنا رجل قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقال له زرعة بن خليفة فأتيت فإذا هو شيخ معظم في قومه فقلت أنت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قال أتيناه في جماعة من قومنا فلم نلقه بالمدينة وقد كان خرج في بعض مغازيه فانصرفنا فصادفناه فحضرت صلاة الفجر فصلى بنا فقرأ قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون قال بن منده غريب زرعة بن ضمرة العامري له ذكر في حديث لا يصح قاله بن منده زرعة بن عامر بن مازن بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي قال بن الكلبي له صحبة قديمة وشهد أحدا واستشهد بها وهو أول من قتل من المسلمين بها زرعة الشقري كان اسمه أصرم فسماه النبي صلى الله عليه وسلم زرعة تقدم في الهمزة زرين تقدم في زر الزاي بعدها العين والفاء زعبة بن هشام الجهني ذكر الطبري أن له صحبة زفر بن حرثان بن الحارث بن حرثان بن ذكوان بن كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية النصري ثم الكلفي قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال بن سعد وابن جرير قال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون (3/10)
<11> زفر بن زرعة ذكره أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى وساق بسنده عنه أنه استعاذ في شعر له بعظيم الوادي في فلاة على عادتهم في الجاهلية فسمع أراجيز يتجاوب بها الجن تدل على مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال فرجعت من سفري وقد شاع خير النبي صلى الله عليه وسلم فذكر القصة زفر بن يزيد بن هاشم بن حرملة له ذكر في حديث قاله بن منده الزاي بعدها الكاف زكرة بن عبد الله غير منسوب ذكره الأزدي في الصحابة وأخرج حديثه هو وعلي العسكري من طريق بقية عن عمرو بن عتبة عن أبيه عن زيادا بن سمية سمعت زكرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أعرف موضع قبر يحيى بن زكريا لزرته قال أبو حاتم زياد بن سمية هذا ليس هو الأمير المشهور الذي دعاه معاوية وقال بن عبد البر ليس إسناده بقوي الزاي بعدها اللام والميم زلعب الجني يأتي ذكره في أول حرف الشين المعجمة زمعة أبي بن خلف الجمحي ذكره عمر بن شبة فيمن استوطن المدينة واتخذ بها دارا وأبوه قتله النبي صلى الله عليه وسلم بأحد ومضى ذكر بن عمه ربيعة بن أمية زمعة بن الأسود بن عامر القرشي من بني عامر بن لؤي ذكره أبو إسماعيل الأزدي في فتوح الشام فقال في تسمية من عقد لو أبو بكر الصديق من أمراء الأجناد ودعا زمعة بن الأسود بن عامر من بني عامر بن لؤي فعقد له ثم قال أنت مع يزيد بن أبي سفيان ثم أمر يزيد أن يوليه مقدمته وقال إنه من صلحاء قومك ومن الفرسان انتهى وقد ذكرنا غير مرة أن من كان في عصر أبي بكر وعمر رجلا وهو من قريش فهو على شرط الصحبة لأنه لم يبق بعد حجة الوداع منهم أحد على الشرك وشهدوا حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم جميعا وذكرنا أيضا أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة زمل بن عمرو بن عنز بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة العذري ويقال زمل بن ربيعة ويقال له زميل مصغر له وفادة ذكره هشام بن الكلبي فقال رواه بن سعد في الطبقات عنه عن الشرقي بن القطامي عن مدلج بن المقداد (3/11)
<12> العذري عن عمه عمارة بن جزي قال وقال زمل سمعت صوتا من صنم فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك من مؤمني الجن قال فأسلم وأنشأ يقول إليك رسول الله أعملت نصها أكلفها حزنا وقورا من الرمل الأبيات وذكر الحديث في قصة إسلامه ووفادته وعقد له النبي صلى الله عليه وسلم لواء علي قومه وكتب له كتابا وشهد بلوائه المذكور صفين مع معاوية وقتل يوم مرج راهط مع مروان سنة أربع وستين وأخرجه أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى من طريق أبي حاتم السجستاني عن أبي عبيدة عن الشرقي لكن قال عن مدلج العذري عن أبيه عن زميل بن ربيعة به وروى حديثه تمام في فوائده عن أبي الحارث محمد بن الحارث بن هانئ عن مدلج بن المقدام بن زمل بن عمرو العذري عن آبائه وذكر أن اسم الصنم خمام بالخاء المعجمة وقال أبو عبيدة استعمله معاوية على شرطته وكان أحد شهود التحكيم بصفين وأقطعه معاوية عند باب توما واستعمله يزيد بن معاوية على خاتمه وشهد بيعة مروان بالجابية قال بن سعد وكان ابنه مدلج شريفا وتزوج أمينة بنت عبد الله القسري أخت خالد الزاي بعدها النون زنباع بن سلامة ويقال بن روح بن سلامة بن حداد بن حديدة بن أمية الجذامي والد روح قال بن منده عداده في أهل فلسطين له صحبة وقال أبو الحسين الرازي كانت له دار بدمشق عند درب العرنيين روى أحمد من طريق بن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن زنباعا أبا روح وجد غلاما مع جارية له فجدع أنفه وجبه فأتى العبسد النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال لزنباع ما حملك على هذا فذكره فقال للعبد انطلق فأنت حر ورواه بن منده من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب فسمى العبد سندرا وروى البغوي من طريق عبد الله بن سندر عن أبيه أنه كان عند زنباع بن سلامة الجذامي فذكره وروى بن ماجة القصة من حديث زنباع نفسه بسند ضعيف وذكر الزبير بن بكار في الموفقيات عن المدائني عن هشام بن الكلبي عن أبيه أن عمر خرج تاجرا في الجاهلية مع نفر من قريش فلما وصلوا إلى فلسطين قيل لهم إن زنباع بن روح بن سلامة الجذامي بعشر من يمر به للحارث بن أبي شمر قال فعمدنا إلى ما معنا من الذهب فالقمناه ناقة لنا حتى إذا مضينا نحرناها وسلم لنا ذهبنا فلما مررنا على زنباع قال فتشوهم ففتشونا فلم يجدوا معنا إلا شيئا يسيرا فقال اعرضوا على إبلهم فمرت به الناقة بعينها فقال انحروها فقلت لأي شيء قال إن كان في بطنها ذهب وإلا فلك ناقة غيرها وكلها قال فشقوا بطنها فسال الذهب قال فأغلظ علينا في العشر ونال من عمر فقال عمر في ذلك متى ألق زنباع بن روح ببلدة لي النصف منه يقرع السن من ندم ويعلم أن الحي حي بن غالب مطاعين في الهيجا مضاريب في التهم وذكر بن الكلبي في نسب بلي أنه وقع بين حمزة بن الصليل البلوي وبين زنباع بن روح هذا في (3/12)
<13> الجاهلية مخايلة فجاء زنباع بالطعام وجاء حمزة بالدراهم فنثرها فمال الناس إلى الدراهم وتركوا الطعام فلما رأى ذلك زنباع أفحم فقيل فيه لقد أفحمت حتى لست تدري أسعد الله أكبر أم جذام فما فضلي عليك ونحن قوم لنا الرأس المقدم والسنام زنكل غير منسوب ذكره أبو محمد بن حزم في الوحدان من مسند بقي بن مخلد واستدركه الذهبي في التجريد وأنا أخشى أن يكون تصحيفا من رجل فيكون مبهما زنيم غير منسوب قال الطبري له صحبة قال عبد بن حميد في تفسيره حدثنا يونس عن شيبان عن قتادة في قوله وهو الذي كف أيديهم عنكم قال طلع رجل من الصحابة الثنية يقال له زنيم فقتله المشركون يعني يوم الحديبية فنزلت وأخرجه الطبري من طريق قتادة انتهى لكن في مسلم من حديث سلمة بن الأكوع أن المقتول بن زنيم زنيم آخر أو هو الذي قبله روى بن أبي شيبة من طريق أبي جعفر الباقر مرسلا قال مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل قصير قال فسجد سجدة الشكر وقال الحمد لله الذي لم يجعلني مثل زنيم ومن طريق يحيى بن الخراز أن النبي صلى الله عليه وسلم مر رجل به زمانة فسجد ولم يسمه ووصله أبو علي بن الأشعث من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فإذا زنيم وكان رجلا مشوه الخلق قصيرا دميم الوجه فخر ساجدا ثم رفع رأسه فقال الحمد لله الذي لم يجعلني مثل زنيم الزاي بعدها الهاء زهرة بن حوية بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد التحتانية بن عبد الله بن قتادة التميمي السعدي ذكر سيف وابن الكلبي أن ملك هجر أوفده على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم شهد القادسية مع سعد وهو الذي قتل الجالينوس وعاش إلى زمن الحجاج فقتل في وقعة شبيب الخارجي سنة سبع وسبعين بعثه الحجاج مع عتاب بن ورقاء وهو شيخ كبير فوطئته الخيل فأخذ يذب عن نفسه فمر به الفضل بن عامر الشيباني فقتله فجاء شبيب فوقف عليه فقال من قتل هذا فقال الفضل أنا فقال أما والله يا زهرة كيف كنت قتلت على ضلالة لرب يوم من أيام المسلمين قد حسن فيه غناؤك ورب خيل للمشركين قد هزمتها وقرية من قراهم قد فتحتها فذكره الطبري عن أبي مخنف وزعم أبو عمر أنه قتل بالقادسية وتعقبه الرشاطي فأصاب ذكر من اسمه زهير زهير بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي أخو أم سلمة أم (3/13)
<14> المؤمنين ذكره هشام بن الكلبي في المؤلفة وروى بن منده من طريق مجاهد عن السائب شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذهب بي عثمان وزهير بن أبي أمية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثنيا علي فقال أنا أعلم به منكما الحديث وقال بن إسحاق إنه كان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم ولم يسلم منهم غيره وغير هشام بن عمرو ووقع عند بن سعد في تسمية من كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش ويواجهه بالعداوة وعن يعقوب بن عتبة أنه عدهم عشرين رجلا وزيادة ثم قال ولم يسلم منهم أحد إلا أبو سفيان والحكم بن أبي العاص قلت ويرد عليه زهير بن أبي أمية هذا وروى الفاكهي من طريق بن جريج عن بن أبي مليكة أنه أخبره أن علقمة بن وقاص أخبره أن أم سلمة شهدت لمحمد بن عبد الله بن زهير بن أبي أمية أن أبا ربيعة بن أبي أمية أعطى أخاه زهيرا نصيبه من ريعه فقضى معاوية بذلك وعلقمة حاضر زهير بن أبي جبل يأتي في القسم الرابع زهير بن الحارث في زهير بن عوف زهير بن خطامة الكناني تقدم ذكره في ترجمة الأسود بن خطامة أخيه زهير بن صرد السعدي الجشمي أبو جرول ويقال أبو صرد قال بن منده سكن الشام وقال بن إسحاق في المغازي حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن وفد هوازن أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وقد أسلموا قالوا يا رسول الله إنا أهل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك فامنن علينا من الله عليك قال وكان رجل من هوازن يكنى أبا صرد فقال يا رسول الله إنما في الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك فذكر الحديث والشعر بطوله وقد وقع لي هذا الحديث وفيه الشعر عاليا عشاري الإسناد ذكرته في العشرة العشارية وأمليته من وجه آخر في الأربعين المتباينة وأعل بن عبد البر إسناده بأمر غير قادح قد أوضحته في لسان الميزان في ترجمة زياد بن طارق والله المستعان وذكر بن سعد في الطبقات في الترجمة النبوية في قصة يوم حنين وقسمة الغنائم بالجعرانة عن الواقدي عن معمر عن الزهري وعن عبد الله بن جعفر المسوري وعن بن أبي سبرة وغيرهم قالوا وقدم علينا أربعة عشر رجلا من هوازن مسلمين وجاءوا بإسلام من وراءهم من قومهم وفيه فكان رأس القوم والمتكلم أبو صرد زهير بن صرد فقال يا رسول الله إنا أهل وعشيرة فذكره دون الشعر وفيه إن أبعدهن قريب منك حضنك في حجرهن وأرضعنك بثديهن وتوركنك على أوراكهن وأنت خير المكفولين زهير بن طهفة الكندي روى بن منده من طريق أياد بن لقيط عن زهير بن طهفة الكندي قال أنا والله في الرهط الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم ابنا مليكة الحديث قال بن منده غريب من حديث صدقة أبي عمران وهو كوفي يجمع حديثه زهير بن عاصم بن حصين بن مشمت تقدم ذكر جده قال بن منده وفد زهير على النبي صلى الله عليه وسلم وله ذكر في حديث حصين بن مشمت كأنه أشار إلى الحديث الذي في (3/14)
<15> ترجمة حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه مياها عدة فذكر الحديث وقال في آخره فقال زهير بن عاصم بن حصين في ذلك إن بلادي لم تكن أملاسا بهن خط القلم الأنفاسا من النبي حيث أعطى الناسا قلت وهذه الأبيات قد ناقضه فيها أبو نخيلة السعدي الشاعر المشهور في أواخر دولة بني أمية وليس في القصة ما يصرح بوفادة زهير فيحتمل أنه قال ذلك مفتخرا به وإن لم يدرك ذلك الزمن زهير بن عبد الله بن جدعان أبو مليكة التميمي من رهط الصديق قال بن شاهين له صحبة ووقع في صحيح البخاري من طريق بن أبي مليكة عن جده عن أبي بكر قال بن عبد البر لجد بن أبي مليكة صحبة وأبوه عبد الله بن جدعان مات قبل أن يسلم وإذا عاش ولده إلى أن يحدث عن أبي بكر دل على أن له صحبة إذ لم يمت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الأرض قرشي كافر وذكر عمر بن شبة في أخبار مكة عن عبد العزيز بن المطلب أن آل مسعود بن عمرو القارىء حالف عبد الله بن جدعان فحضرت بن جدعان الوفاة قالوا يا أبا مساحق إنه لا ولد لك فاردد إلينا حلفنا ففعل فحالفوا نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة قال عبد العزيز ثم ولد لابن جدعان أبو مليكة بعد وفاته وهو من بنت أبي قيس بن عبد مناف بن زهرة زهير بن عثمان الثقفي نزل البصرة له حديث في الوليمة عند أبي داود والنسائي بسند لا بأس به وقال بن السكن ليس بمعروف في الصحابة إلا أن عمرو بن علي ذكره فيهم وقال البخاري لا تعرف له صحبة ولم يصح إسناده وأثبت صحبته بن أبي خيثمة وأبو حاتم والترمذي والأزدي وغيرهم زاد الأزدي تفرد بالرواية عنه عبد الله بن عثمان الثقفي زهير بن العجوة الهدلي قتل يوم حنين مسلما استدركه الأشيري وقد ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه أبي خراش فقال كان جميل بن معمر قتل زهيرا يوم الفتح مسلما حكاه المبرد وقال وكان جميل يومئذ كافرا ثم أسلم وقال أبو عبيدة أسر زهير بن العجوة الهذلي يوم حنين وكتف فرآه جميل بن معمر فقال أنت الماشي لنا بالمعايب فقتله وقال أبو خراش يرثيه فذكر المرثية ويقال إن العجوة لقب زهير نفسه زهير بن علقمة الفرعي قال بن منده عداده في أهل الرملة وروى بإسناد له فيه مجاهيل من طريق الفارعة بنت المنذر بن زهير بن علقمة عن أبيها أن جدها زهيرا كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتزوج معاوية بنته كبشة زهير بن علقمة ويقال بن أبي علقمة البجلي أو النخعي روى أبو مسعود الرازي في مسنده والطبراني وغيرهما من طريق عبيد الله بن إياد بن لقيط عن أبيه عن زهير بن علقمة أن امرأة جاءت بابن لها قد مات فكأن القوم عنفوها فقالت يا رسول الله مات لي ابنان منذ دخلت في الإسلام (3/15)
<16> سوى هذا فقال لقد احتظرت بحظار شديد من النار قال البغوي لا أعرف له صحبة إلا أنهم أدخلوه في المسند وقال بن السكن لا صحبة له وروى البخاري في التاريخ من طريق أسلم المنقري عن زهير بن علقمة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده قال البخاري لا أراه إلا مرسلا وأخرجه الطبراني من هذا الوجه إلا أنه قال عن زهير بن أبي علقمة الضبعي وقال رواه علي بن قادم عن الثوري فقال روايته عن زهير الضبابي فالله أعلم زهير بن علقمة أو بن أبي علقمة الضبعي أو الضبابي فرق أبو نعيم بينه وبين الذي قبله وعمل البخاري يشعر بأنهما واحد زهير بن عمرو الهلالي نزيل البصرة روى عنه أبو عثمان النهدي قال الأزدي تفرد أبو عثمان عنه وقال العسكري كانت له دار بالبصرة قال البغوي لا أعلم له إلا حديث الإنذار قلت وقد أخرجه مسلم ونقل بن السكن أن البخاري لم يصححه لأنه لم يذكر السماع زهير بن عمرو البجلي قال بن السكن ذكره بعضهم فس الصحابة ولم يصح لأنه لم يذكر سماعا ولا حضورا وأفرده عن الذي قبله زهير بن عوف بن الحارث ويقال زهير بن الحارث بن عوف أبو زينب مشهور بكنيته يأتي في الكنى إن شاء الله تعالى زهير بن عياض الفهري روى عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره بسنده إلى بن جريج عن عطاء عن بن عباس قال أرسل النبي صلى الله عليه وسلم مقيس بن صبابة إلى بني النجار ومعه زهير بن عياض الفهري من المهاجرين وكان من أهل بدر وأحد فجمعوا لمقيس دية أخيه فلما صارت الدية إليه وثب على زهير بن عياض فقتله وارتد إلى الشرك وأخرجه الطبراني وهو إسناد ضعيف لكن روى بن جرير من طريق حجاج عن بن جريج عن عكرمة أن رجلا من الأنصار قتل أخا مقيس بن صبابة فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الدية فقبلها ثم وثب على قاتل أخيه فقتله قال بن جريج وقال غيره ضرب النبي صلى الله عليه وسلم ديته على بني النجار ثم بعث مقيسا وبعث معه رجلا من بني فهر في حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم فاحتمل مقيس الفهري وكان أيدا فضرب به الأرض ورضخ رأسه بين حجرين ثم تغنى قتلت به فهرا وحملت عقله سراة بني النجار أرباب فارع فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لئن أحدث حدثا لا أؤمنه في حل ولا حرم فقتل يوم الفتح قال بن جريج وفيه نزلت ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية زهير بن غزية بن عمرو بن عتر بن معاذ بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن بكر بن هوازن قال الطبري والدارقطني له صحبة زهير بن قنفذ الأسدي ذكره الفاكهي في أخبار مكة من طريق زكريا بن قطن (3/16)
<17> عن صفية بنت زهير بن قنفذ الأسدية عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكون في حراء بالنهار فإذا كان الليل نزل من حراء فأتى المسجد الذي في الشعب وتأتيه خديجة من مكة فتلقاه بالمسجد الذي في الشعب فإذا قرب الصباح افترقا زهير بن قيس البلوي قال بن يونس يقال إن له صحبة يكنى أبا شداد شهد فتح مصر وروى عن علقمة بن رمثة البلوي وروى عنه سويد بن قيس وقتلته الروم ببرقة سنة ست وسبعين وذكر له قصة مع عبد العزيز بن مروان قال فيها إنه قال لعبد العزيز وهو أمير على مصر وقد ندبه إلى برقة فخاطبه بشيء فأجابه زهير أتقول لرجل جمع ما أنزل الله على نبيه قبل أن يجمع أبواك هذا ونهض الى برقة فلقى الروم في عدد قليل فقاتل حتى قتل شهيدا زهير بن مخشى الأزدي ذكره بن شاهين من طريق إسماعيل بن أبي خالد الأزدي عن أبيه عن جده قال وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم زهير بن مخشى زهير بن مذعور بن ظبيان السدوسي جاء عنه حديث من طريق أولاده في قصة إسلام مرثد بن ظبيان يأتي في ترجمة مرثد إن شاء الله تعالى زهير بن معاوية الجشمي يكنى أبا أسامة ذكره أبو نعيم وقال شهد الخندق وتبعه أبو موسى زهير بن الهيثم الأشهلي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وذكره عمر بن شبة بسنده إليه فيمن شهد العقبة زهير الثقفي ذكره الحسن بن سفيان في مسنده وأخرج من طريق عمرو بن حمران عن شيخ كان بالمدينة عن عبد الملك بن زهير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سميتم فعبدوا قال بن منده رواه أبو أمية بن يعلى فقال عن عبد الملك بن زهير عن أبيه عن جده قلت أخرجه الطبراني من مسند مسدد قال حدثنا أبو أمية فذكره وليس فيه عن جده وأورده الحاكم أبو أحمد في الكنى في ترجمة أبي زهير الثقفي والد أبي بكر بإسناد معضل فالله أعلم وقال بن الأثير قد ذكروا زهير بن عثمان الثقفي فلا أدري أهو هذا أو غيره قلت بل هو غيره وسيأتي هذا الحديث فيمن اسمه معاذ إن شاء الله تعالى الزاي بعدها الواو زوبعة الجنى أحد الجن الذين استمعوا القرآن روى الحاكم في المستدرك وابن أبي شيبة وأحمد بن منيع في مسنديهما من طريق عاصم عن زر عن عبد الله قال هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا أنصتوا وكانوا سبعة أحدهم زوبعة إسناده جيد ووقع لنا بعلو في جزء بن نجيح قلت أنكر بن الأثير على أبي موسى أخراجه ترجمة هذا الجني ولا معني لإنكاره لأنهم مكلفون وقد أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فآمن منهم به من آمن فمن (3/17)
<18> عرف اسمه ولقيه للنبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي لا محالة وأما قوله كان الأولى أن يذكر جبرائيل ففيه نظر لأن الخلاف في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل أرسل إلى الملائكة مشهور بخلاف الجن والله أعلم الزاي بعدها الياء ذكر من اسمه زياد زياد بن الأخرس ويقال زيادة ويقال هو بن الأخرس الجهني حليف الأنصار ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا زياد بن الجلاس عداده في أهل البصرة روى حديثه دلهاث بن مالك بن نهشل بن كثير عن أبيه عن جده عنه ذكره بن منده زياد بن الحارث الصدائي بضم المهملة وقيل زياد بن حارثة قال البخاري والحارث أصح له حديث طويل في قصة إسلامه وفيه من أذن فهو يقيم أخرجه أحمد بطوله وأخرجه أصحاب السنن وفي إسناده الإفريقي قال بن السكن في إسناده نظر قلت وله طريق أخرى من طريق المبارك بن فضالة عن عبد الغفار بن ميسرة عن الصدائي ولم يسمه وروى الباوردي من طريق عبد الله بن سليمان عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن زياد الصدائي فذكر طرفا من الحديث الطويل وقال بن يونس هو رجل معروف نزل مصر زياد بن حذرة بن عمرو بن عدي التميمي قال بن أبي حاتم في باب الجيم من الآباء روى عنه ابنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وروى أبو موسى من طريق جميع بن علي بن زياد بن حدرة حدثني أبي عن أبيه زياد بن حدرة قال أتانا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوننا إلى الإسلام ففررنا منهم فربطوا نواصينا وجاءوا بنا في سبي بني العنبر فأسلمنا عنده ودعا لنا ومسح رأس زياد ودعا له قلت اختلف في ضبط أبيه فقيل بالجيم وقيل بالمهملة وقيل بالمعجمة زياد بن حنظلة التميمي حليف بني عدي قال أبو عمر بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم ليتعاونا على قتل مسيلمة ثم عاش زياد إلى أن شهد مع علي مشاهده انتهى وذكر سيف في الفتوح عن أبي الزهراء القشيري عن رجال من بني قشير قالوا لما خرج هرقل من الرها كان أول من أنبح كلابها زياد بن حنظلة وكان من الصحابة وأنشد له سيف في الفتوح أشعار كثيرة منها سائل هرقلا حيث وقوده شببنا له حربا يهز القبائلا قتلناهم في كل دار وقيعة وابنا بأسراهم تعا السلاسلا وكان أميرا في وقعة اليرموك وروى عنه ابنه خنظلة والعاص بن تمام زياد بن سبرة اليعمري روى بن أبي عاصم والطبري من طريق عيسى بن يزيد (3/18)
<19> الكناني عن عبد الملك بن حذيفة أن زياد بن سبرة اليعمري قال أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف على ناس من أشجع وجهينة فمازحهم وضحك معهم وقال أما إنهم خير من بني فزارة ومن بني الشريد ومن قومك الحديث زياد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس الأنصاري قال بن إسحاق في المغازي حدثنا الحصين بن عبد الرحمن عن محمود بن عمرو عن يزيد بن السكن في قصة أحد قال فوثب خمسة من الأنصار منهم زياد بن السكن فقتلوا قال وبعض الناس يقول هو عمارة بن زياد بن السكن فوسده رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمه حتى مات عليها وساقه البخاري في تاريخه في ترجمة يزيد بن السكن مطولا زياد بن طارق ويقال طارق بن زياد ذكره بن منده هكذا وصوب الثاني زياد بن عبد الله بن مالك الهلالي بن أخت ميمونة أم المؤمنين ذكر الرشاطي أنه قدم في وفد بني هلال مع عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن قبيصة بن مخارق فدخل زياد منزل ميمونة أم المؤمنين وكانت خالته واسم أمه عزة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فرآه عندها فغضب فقالت يا رسول الله إنه بن أختي فدعاه فوضع يده على رأسه ثم حدرها على طرف أنفه فكان بنو هلال يقولون ما زلنا نعرف البركة في وجه زياد قلت وذكر بن سعد القصة مطولة عن هشام بن الكلبي عن جعفر بن كلاب الجعفري عن أشياخ بني عامر فذكر القصة وفيها وزياد يومئذ شاب وزاد في آخره وقال الشاعر لعلي بن زياد المذكور يا بن الذي مسح الرسول برأسه ودعا له بالخير عند المسجد ما زال ذاك النور في عرنينه حتى تبوأ بيته في ملحد زياد بن عبد الله الأنصاري روى بن منده من طريق قيس بن الربيع عن فراس عن الشعبي عن زياد بن عبد الله الأنصاري قال لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة يخرص على أهل خيبر لم يجده أخطأ بحشفة قال بن منده تفرد به عبيد بن إسحاق عن قيس زياد بن عمار ذكره العسكري في الصحابة نقلته من خط مغلطاي زياد بن عمرو وقيل بن بشير الأنصاري من بني ساعدة وقيل مولى لهم ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا هو وأخوه ضمرة بن عمرو زياد بن عياض يأتي في عياض بن زياد زياد بن عياض الأشعري يأتي في القسم الثالث زياد بن أبي الغرد الأنصاري قال بن حبان يقال له صحبة وروى الباوردي من طريق مسعود بن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن الزهري عن زياد بن الغرد وأبي اليسر أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعمار تقتلك الفئة الباغية قال بن منده غريب قلت فيه انقطاع بين (3/19)
<20> الزهري وبينهما والغرد بالغين المعجمة والراء المكسورة وقيل ساكنة وق بقاف بدل الغين وقيل الفرد بالفاء أو بن أبي الفرد زياد بن كعب بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن كليب بن مودوعة الجهني قال بن عبد البر شهد بدرا وأحدا زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر الأنصاري البياضي ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد العقبة وبدرا وذكر الواقدي وغيره أنه كان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على حضرموت وولاه أبو بكر بقتال أهل الردة من كندة وهو الذي ظهر بالأشعث بن قيس فسيره إلى أبي بكر وقال أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن زياد بن لبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أوان انقطاع العلم فقلت يا رسول الله وكيف يذهب العلم وقد أثبت ووعته القلوب الحديث وأخرجه الحاكم وابن ماجة من هذا الوجه وسالم لم يلق زيادا وله شاهد أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق أبي طوالة عن زياد بن لبيد نحوه وهو منقطع أيضا من أبي طوالة وزياد وفي الترمذي والدارمي من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا أوان يختلس العلم فقال له زياد بن لبيد الأنصاري فذكر الحديث قال فلقيت عبادة بن الصامت فقال صدق وأول ما يرفع الخشوع وأخرجه النسائي وابن حبان والحاكم من طريق الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير قال حدثني عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى السماء فقال هذا أوان رفع العلم الحديث وفيه فلقيت شداد بن أوس فذكر قصة الخشوع ووقع في رواية النسائي لبيد بن زياد وهو مقلوب ولزياد بن لبيد ذكر في ترجمة عكرمة بن أبي جهل زياد بن مطرف ذكره مطين والباوردي وابن جرير وابن شاهين في الصحابة وأخرجوا من طريق أبي إسحاق عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة فليتول عليا وذريته من بعده وقال بن منده لا يصح قلت في إسناده يحيى بن يعلي المحاربي وهو واه زياد بن نعيم الحضرمي ذكره بن أبي خيثمة والبغوي في الصحابة قال البغوي لا أدري أهو الذي روى عنه الإفريقي أم لا قلت أخرج حديثه أحمد في مسنده ولفظ المتن أربع فرضهن الله في الإسلام الحديث تفرد به بن لهيعة وزياد بن نعيم الذي روى عنه الإفريقي تابعي باتفاق زياد بن نعيم الفهري قال أبو عمر مذكور في الصحابة ولا أعرف له رواية قتل يوم الدار مع عثمان زياد الألهاني والد محمد بن زياد الحمصي أورد له عبد الصمد في تاريخ الصحابة الذين نزلوا حمص حديثا (3/20)
<21> زياد الباهلي والد الهرماس روى الدارقطني من طريق عمرو بن نابل بن القعقاع حدثني أبي عن جدي عن أبيه الهرماس بن زياد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي فولاه على عشيرته من باهلة الحديث وروى بن منده من طريق عكرمة بن عمار عن الهرماس بن زياد قال أبصرت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس وأبي مردفي على جمل وأنا صبي صغير إسناده صحيح زياد الغفاري يعد في أهل مصر له صحبة روى عنه يزيد بن نعيم كذا ذكره بن عبد البر وقال بن السكن له صحبة وأخرج حديثه بن أبي خيثمة وابن السكن من طريق يزيد بن عمرو عن زياد بن نعيم سمعت زيادا الغفاري على المنبر بالفسطاط يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تقرب الى الله شبرا تقرب الله إليه ذراعا الحديث زياد والد الأغر تقدم ذكره في ترجمة حصين زياد مولى سعد بن أبي وقاص ذكره بن سعد قال حدثنا الواقدي عن أبي بكر بن أبي سبرة عن الحليس بن هاشم بن عتبة عن زياد مولى سعد قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أوضع في وادي محسر وأما بن حبان فذكره في التابعين ذكر من اسمه زيد زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج مختلف في كنيته قيل أبو عمر وقيل أبو عامر واستصغر يوم أحد وأول مشاهده الخندق وقيل المريسيع وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة ثبت ذلك في الصحيح وله حديث كثير ورواية أيضا عن علي روى عنه أنس مكاتبة وأبو الطفيل وأبو عثمان النهدي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد خير وطاوس وله قصة في نزول سورة المنافقين في الصحيح وشهد صفين مع علي ومات بالكوفة أيام المختار سنة ست وستين وقيل سنة ثمان وستين قال بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن بعض قومه عن زيد بن أرقم قال كنت يتيما لعبد الله بن رواحة فخرج بي معه مردفي يعني إلى مؤتة فذكر الحديث وهو الذي سمع عبد الله بن أبي يقول ليخرجن الأعز منها الأذل فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عبد الله فأنكر فأنزل الله تصديق زيد ثبت ذلك في الصحيحين وفيه فقال إن الله قد صدقك يا زيد وقال أبو المنهال سألت البراء عن الصرف فقال سل زيد بن أرقم فإنه خير مني وأعلم زيد بن الأزور الأسدي ذكر عمر بن شبة أنه شهد اليمامة وأبلى فيها حتى قطعت رجلاه وقتل ويقال إنه أخو ضرار بن الأزور ومن قوله في الحرب هل تأبين جنوب عني مشهدي حين أردت الموت أدنى من يدي (3/21)
<22> ملففا في ثوبه المورد آخر هذا اليوم أقصى من غد إلى ملاقاة النبي أحمد زيد بن إساف بن غزية بن عطية بن خنساء بن مبذول والد نعيم ذكر بن سعد أنه شهد أحدا وذكره العدوي وقال زيد بن يساف بالياء التحتانية زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلوي حليف بني العجلان وهو بن عم ثابت بن أقرم ذكره موسى بن عقبة والزهري وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وقيل إنه من بني عمرو بن عوف بن الأوس وزعم بن الكلبي أن طليحة قتله وذكره ضرار بن صرد أحد الضعفاء بسنده عن عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي زيد بن أسيد بن حارثة الثقفي ثم الزهري بالحلف ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة بن أبي أوفى بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي أخو عبد الله فيما جزم به بن حبان وروى حديثه بن أبي حاتم والحسن بن سفيان والبخاري في التاريخ الصغير من طريق بن شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة فجعل يقول أين فلان أين فلان فلم يزل يتفقدهم ويبعث إليهم حتى اجتمعوا عنده فذكر الحديث في إخاء النبي صلى الله عليه وسلم ولحديثه طرق عن عبد الله بن شرحبيل وقال بن السكن روى حديثه من ثلاث طرق ليس فيها ما يصح وقال البخاري لا يعرف سماع بعضهم من بعض ولا يتابع عليه رواه بعضهم عن بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى ولا يصح قلت ولم يأت عند أحد ممن خرج حديثه منسوبا إلى أسلم بل ذكر بن أبي عاصم أن بعض ولده ذكر له أنه كان من كندة زيد بن بولا بالموحدة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو يسار له حديث عند أبي داود والترمذي من رواية ولده بلال بن يسار بن زيد حدثني أبي عن جدي ذكر أبو موسى أن اسم أبيه بولا بالموحدة وقال غيره اسمه زيد وقال بن هشام كان نوبيا أصابه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بني ثعلبة فأعتقه زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أبو سعيد وقيل أبو ثابت وقيل غير ذلك في كنيته استصغر يوم بدر ويقال إنه شهد أحدا ويقال أول مشاهده الخندق وكانت معه راية بني النجار يوم تبوك وكانت أولا مع عمارة بن حزم فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم منه فدفعها لزيد بن ثابت فقال يا رسول الله بلغك عني شيء قال لا ولكن القرآن مقدم وكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم وأمه النوار بنت مالك بن معاوية بن عدي وقتل أبوه يوم بعاث وذلك قبل الهجرة بخمس سنين أخرج الواقدي (3/22)
<23> ذلك من رواية يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عنه وكان زيد من علماء الصحابة وكان هو الذي تولى قسم غنائم اليرموك روى عنه جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة وأبو سعيد وابن عمر وأنس وسهل بن سعد وسهل بن حنيف وعبد الله بن يزيد الخطمي ومن التابعين سعيد بن المسيب وولداه خارجة وسليمان والقاسم بن محمد وسليمان بن يسار وآخرون وهو الذي جمع القرآن في عهد أبي بكر ثبت ذلك في الصحيح وقال له أبو بكر إنك شاب عاقل لا نتهمك وروى البخاري تعلقيا والبغوي وأبو يعلى موصولا عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن أبيه قال أتى بي النبي صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة فقيل هذا من بني النجار وقد قرأ سبع عشرة سورة فقرأت عليه فأعجبه ذلك فقال تعلم كتاب يهود فإني ما آمنهم على كتابي ففعلت فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته فكنت أكتب له إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له ورويناه في مسند عبد بن حميد من طريق ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا علي أو ينقصوا فتعلم السربانية فتعلمتها في سبعة عشر يوما وروى الواقدي من طريق زيد بن ثابت قال لم أجز في بدر ولا أحد واجزت في الخندق قال وكان فيمن ينقل التراب مع المسلمين فنعس زيد فجاء عمارة بن حزم فأخذ سلاحه وهو لا يشعر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا رقاد ويومئذ نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يروع المؤمن ولا يؤخذ متاعه جادا ولا لاعبا وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح عن الشعبي قال ذهب زيد بن ثابت ليركب فأمسك بن عباس بالركاب فقال تنح يا بن عم رسول الله قال لا هكذا نفعل بالعلماء والكبراء وروى يعقوب أيضا من طريق بن سيرين حج بنا أبو الوليد فدخل بنا على زيد بن ثابت فقال هذا لام وذا لام وذالام فما أخطأ وقال ثابت بن عبيد ما رأيت رجلا أفكه في بيته ولا أوقر في مجلسه من زيد وعن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أفرضكم زيد رواه أحمد بإسناد صحيح وقيل إنه معلول وروى بن سعد بإسناد صحيح قال كان زيد بن ثابت أحد أصحاب الفتوى وهم ستة عمر وعلي وابن مسعود وأبي وأبو موسى وزيد بن ثابت وروى بسند فيه الواقدي من طريق قبيصة قال كان زيد رأسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض وروى البغوي بإسناد صحيح عن خارجة بن زيد كان عمر يستخلف زيد بن ثابت إذا سافر فقلما رجع إلا أقطعه حديقة من نخل ومن طريق بن عباس لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم مات زيد سنة اثنتين أو ثلاث أو خمس وأربعين وقيل سنة إحدى أو اثنتين أو خمس وخمسين وفي خمس وأربعين قول الأكثر وقال أبو هريرة حين مات اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في بن عباس منه خلفا ولما مات رثاه حسان بقوله فمن للقوافي بعد حسان وابنه ومن للمعاني بعد زيد بن ثابت زيد بن ثابت آخر استدركه الذهبي وعزاه لبقي بن مخلد زيد بن ثعلبة بن عبد ربه الخزرجي والد عبد الله بن زيد الذي أرى النداء يأتي في زيد بن عبد ربه (3/23)
<24> زيد بن جارية بالجيم الأنصاري الأوسي روى بن منده من طريق عثمان بن عبيد الله بن زيد بن جارية عن عمر بن زيد بن جارية حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغر ناسا يوم أحد منهم زيد بن جارية يعني نفسه والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وسعد بن حبته وابن عمر وجابر وروى البخاري في التاريخ من طريق يعقوب بن مجمع بن زيد بن جاريه عن أبيه عن جده زيد بن جارية قال بعنا سهماننا من خيبر بحلة حلة وروى البيهقي في الشعب من طريق عمرو بن ميمون عن أبيه قال جاء رجل إلى بن عمر فقال إن زيد بن جارية مات وترك مائة ألف قال لكن هي لا تتركه وله حديث آخر في المواقيت أخرجه البغوي زيد بن جارية بالجيم أيضا جد محمد بن خالد إن ثبت روى بن شاهين من طريق الوليد بن صالح عن أبي المليح الرقي حدثنا محمد بن خالد بن زيد بن جارية عن أبيه عن جده سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان للعبد عند الله درجة لم ينله إياها ابتلاه في الدنيا ثم صبره على البلاء لينيله تلك الدرجة قلت هذا الحديث أورده بن منده في ترجمة للجلاج بن حكيم السلمي وزعم أنه أخو الجحاف بن حكي وأنه في أهل الجزيرة وساق حديثه من طريق أبي المليح أيضا إلا أنه لم يسم والد خالد بل قال عن محمد بن خالد عن أبيه عن جده وهكذا أورده البخاري في ترجمة محمد بن خالد وأخرجه أبو داود من رواية بن راشد عنه في السنن ولم أر والد خالده مسمى إلا في رواية بن شاهين هذه والله أعلم زيد بن جارية آخر روى عنه أبو الطفيل وسيأتي في المبهمات وجعله بعضهم الأول والذي ظهر لي أنه غيره زيد بن جبير الجهني إن كان محفوظا أخرج الإسماعيلي في مسند يحيى بن سعيد الأنصاري من تأليفه من طريق إبراهيم بن صرمة عن يحيى بن سعيد حدثني أبو بكر بن محمد عن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبي حمزة عن زيد بن جبير الجهني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره الحديث وفيه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت وبه الضيافة ثلاث وما كان وراء ذلك فهو صدقة قال الإسماعيلي كذا قال زيد بن جبير وأبو حمزة وهما عندي مصحفان قلت ولم يبين بماذا تصحفا وأظن الصواب زيد بن خالد الجهني زيد بن الجلاس في رجاء بن الجلاس زيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج أخو زيد بن الحارث شهد أحدا قاله العدوي وتبعه الطبري زيد بن الحارث آخر في ترجمة يزيد بن الحارث زيد بن حارثة بن شراحيل الكعبي تقدم نسبه في ترجمة ولده أسامة بن زيد قال بن (3/24)
<25> سعد أمه سعدي بنت ثعلبة بن عامر من بني معن من طيء وقال بن عمر ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت ادعوهم لآبائهم الحديث أخرجه البخاري وحدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن جميل بن مرثد الطائي وغيرهما قالوا زارت سعدي أم زيد بن حارثة قومها وزيد معها فأغارت خيل لبني القين جسر في الجاهلية على أبيات بني معن فاحتملوا زيدا وهو غلام يفعة فأتوا به في سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بأربعمائة درهم فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له وكان أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده قال بكيت على زيد ولم أدر ما فعل أحي فيرجى أم أني دونه الأجل في أبيات يقول فيها أوصى به عمرا وقيسا كلاهما وأوصى يزيدا ثم بعدهم جبل يعني بعمرو وقيس أخويه وبيزيد أخا زيد لأمه وهو يزيد بن كعب بن شراحيل وبجبل ولده الأكبر قال فحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه فقال أبلغوا أهلي هذه الأبيات أحن الي قومي وإن كنت نائيا بأبي قطين البيت عند المشاعر في أبيات فانطلقوا فأعلموا أباه ووصفوا له موضعا فخرج حارثة وكعب أخوه بفدائه فقدما مكة فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل هو في المسجد فدخلا عليه فقالا يا بن عبد المطلب يا بن سيد قومه أنتم أهل حرم الله تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ولدنا عبدك فامنن علينا وأحسن في فدائه فإنا سنرفع لك قال وما ذاك قالوا زيد بن حارثة فقال أو غير ذلك ادعوه فخيروه فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء قالوا زدتنا على النصف فدعاه فقال هل تعرف هؤلاء قال نعم هذا أبي وهذ عمي قال فأنا من قد علمت وقد رأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما فقال زيد ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت مني بمكان الأب والعم فقالا ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك قال نعم إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا فدعى زيد بن محمد حتى جاء الله بالإسلام وقد ذكر بن إسحاق قصة مجيء حارثة والد زيد في طلبه بنحوه وقال بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس لما تبنى النبي صلى الله عليه وسلم زيدا زوجه زينب بنت جحش وهي بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك مولاته أم أيمن فولدت له أسامة ثم لما طلق زينب زوجه أم كلثوم بنت عقبة وأمها أروى بنت كريز وأمها البيضاء بنت عبد المطلب فولدت له زيد بن زيد ورقية ثم طلق أم كلثوم وتزوج درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب ثم طلقها وتزوج هند بنت العوام أخت الزبير وقال بن عمر ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت ادعوهم لآبائهم الحديث أخرجه البخاري ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم سماه زيدا لمحبة قريش في هذا الاسم (3/25)
<26> وهو اسم قصي وقد تقدم ذكر مجيء أبيه إلى مكة في طلب فدائه في ترجمته وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال ما نعلم أن أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة قال عبد الرزاق لم يذكره غير الزهري قلت قد ذكره الواقدي بإسناد له عن سليمان بن يسار جازما بذلك وقاله زائدة أيضا وشهد زيد بن حارثة بدرا وما بعدها وقتل في غزوة مؤتة وهو أمير واستحلفه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره إلى المدينة وعن البراء بن عازب أن زيد بن حارثة قال يا رسول الله آخيت بيني وبين حمزة أخرجه أبو يعلى وعن عائشة ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في سرية إلا أمره عليهم ولو بقي لاستخلفه أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد قوي عنها وعن سلمة بن الأكوع قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة سبع غزوات يؤمره علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه البخاري قال الواقدي أول سرايا زيد إلى القردة ثم إلى الجموم ثم إلى العيص ثم إلى الطرف ثم إلى حسمي ثم إلى أم قرفة ثم تأميره على غزوة مؤتة واستشهد فيها وهو بن خمس وخمسين سنة ولم يقع في القرآن تسمية أحد باسمه إلا هو باتفاق ثم السجل إن ثبت وعن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة يا زيد أنت مولاي ومني وإلي وأحب الناس إلى أخرجه بن سعد بإسناد حسن وهو عند أحمد مطول وعن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة يعني زيد بن حارثة وإن كان لمن أحب الناس إلي أخرجه البخاري وروى الترمذي وغيره من حديث عائشة قالت قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه حتى اعتنقه وقبله وعن بن عمر فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي فسألته فقال إنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وإن أباه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك صحيح وعن زيد بن حارثة رواية في الصحيح عن أنس عنه في قصة زينب بنت جحش روى عنه أنس والبراء بن عازب وابن عباس وابنه أسامة بن زيد وأرسل عنه جماعة من التابعين زيد بن حاطب بن أمية بن رافع الأنصاري الأوسي ثم الظفري قال الواقدي شهد أحدا وجرح بها فرجع به قومه إلى أبيه وكان أبوه منافقا فجعل يقول لمن يبكي عليه أنتم فعلتم به هذا غررتموه حتى خرج ذكر ذلك الواقدي في أثناء القصة ولم يذكره فيمن استشهد بأحد فلعله أفاق من جراحته وقرأت في حاشية جمهرة بن الكلبي يزيد بن حاطب بزيادة ياء تحتانية مثناة في أوله فالله أعلم واعتذر عن ترك ذكر الواقدي له فيمن استشهد بأنه لم يستوعبهم زيد بن الحر العبسي أحد التسعة الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الطبري والباوردي وغيرهما زيد بن حصن الطائي ثم السنبسي ذكره الهيثم بن عدي عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي السفر الهمداني أنه كان عامل عمر بن الخطاب على حدود الكوفة أخرجه محمد بن قدامة في (3/26)
<27> أخبار الخوارج له قلت وقد قدمت غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك الزمان إلا الصحابة زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي شهد أبوه أحدا وشهد هو بدرا وذكر البخاري وغيره أنه الذي تكلم بعد الموت وسيأتي بعض طرق ذلك في ترجمة أخيه سعد بن خارجة وقال بن السكن تزوج أبو بكر أخته فولدت له أم كلثوم بعد وفاته وروى النسائي وأحمد من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن عن موسى بن طلحة عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف الصلاة عليك قال صلوا فاجتهدوا ثم قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد الحديث زيد بن خالد الجهني مختلف في كنيته أبو زرعة وأبو عبد الرحمن وأبو طلحة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عثمان وأبي طلحة وعائشة روى عنه ابناه خالد وأبو حرب ومولاه أبو عمرة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبو سلمة وآخرون وشهد الحديبية وكان معه لواء جهينة يوم الفتح وحديثه في الصحيحين وغيرهما قال بن البرقي وغيره مات سنة ثمان وسبعين بالمدينة وله خمس وثمانون وقيل مات سنة ثمان وستين وقيل مات قبل ذلك في خلافة معاوية بالمدينة زيد بن خريم روى بن منده من طريق علي بن مسهر عن سعيد بن عبيد بن زيد بن خريم عن أبيه عن جده قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المسح على الخفين فقال ثلاثة أيام للمسافر ويوم وليلة للمقيم زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي يأتي نسبه في ترجمة أخيه عمر أمه أسماء بنت وهب من بني أسد وكان أسن من عمر وأسلم قبله وشهد بدرا والمشاهد واستشهد باليمامة وكانت راية المسلمين معه سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر وحزن عليه عمر حزنا شديدا ولما قتل قال عمر سبقني إلى الحسنيين أسلم قبلي واستشهد قبلي له في الصحيح حديث واحد في النهي عن قتل حيات البيوت من رواية بن عمر عنه مقرونا بأبي لبابة ورجح صالح جزرة أن الصواب عن أبي لبابة وحده زيد بن الدثنة بفتح الدال وكسر المثلثة بعدها نون بن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي شهد بدرا وأحدا وكان في غزوة بئر معونة فأسره المشركون وقتلته قريش بالتنعيم قال بن إسحاق في المغازي حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة أن نفرا من عضل والقارة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد فقالوا إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين فبعث معهم خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فذكر القصة بطولها وهي في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة زيد بن ربعة أبو ربيعه بن أسد بن عبد العزي ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بحنين وقيل اسم أبيه زمعة وسيأتي قريبا زيد بن رقيشن بقاف ومعجمة مصغر حليف بني أمية ذكره أبو الأسود عن عروة (3/27)
<28> فيمن استشهد باليمامة وذكره بن إسحاق فيهم لكنه سمى أباه قيسا فكأنه حذف الراء وأهمل الشين وسماه الزهري يزيد بزيادة تحتانية في أوله زيد بن زمعة بن الأسود بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي ذكره الطبري فيمن استشهد يوم حنين واستدركه بن فتحون وقيل هو يزيد بن سلمة الآني زيد بن أبي زهير الأنصاري ذكر مقاتل في تفسير قوله تعالى الرجال قوامون على النساء أن زيد بن أبي زهير جاء بابنته حبيبة وقد لطمها فذكر القصة في سبب نزول الآية وقد ذكرها عبد بن حميد والطبري وغيرهما ولم يسمه أحد منهم زيد بن سراقة بن كعب بن عمرو بن عبد العزي بن خزيمة أو غزية بن عمرو بن عوف بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري استشهد يوم جسر أبي عبيد بالقادسية ذكره بن إسحاق وأبو الأسود عن عروة وكان ذلك في سنة خمس عشرة زيد بن سعنة الحبر الإسرائيلي اختلف في سعنة فقيل بالنون وقيل بالتحتانية قال بن عبد البر بالنون أكثر روى قصة إسلامه الطبراني وابن حبان والحاكم وأبو الشيخ في كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم من طريق الوليد بن مسلم عن محمد بن حمزة بن يوسف عن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عن عبد الله بن سلام قال قال زيد بن سعنة ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه محمد حين نظرت إليه إلا خصلتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فذكر الحديث بطوله وفيه مبايعته النبي صلى الله عليه وسلم التمر إلى أجل ومقاضاته إياه عند استحقاقه وفي آخره فقال زيد بن سعنة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وآمن وصدق وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشاهده واستشهد في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر ورجال الإسناد موثقون وقد صرح الوليد فيه بالتحديث ومداره على محمد بن أبي السري الراوي له عن الوليد وثقه بن معين ولينه أبو حاتم وقال بن عبدي محمد كثير الغلط والله أعلم ووجدت لقصته شاهدا من وجه آخر لكن لم يسم فيه قال بن سعد حدثنا يزيد حدثنا جرير بن حازم حدثني من سمع الزهري يحدث أن يهوديا قال ما كان بقي شيء من نعت محمد في التوراة إلا رأيته إلا الحلم فذكر القصة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عمرو بن مالك بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أبو طلحة مشهور بكنيته ووهم من سماه سهل بن زيد وهو قول بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد العقبة وقد قال بن سعد أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا أبو طلحة من ولد أبي طلحة قال اسم أبي طلحة زيد وهو القائل أنا أبو طلحة واسمي زيد وكل يوم في سلاحي صيد كان من فضلاء الصحابة وهو زوج أم سليم روى النسائي من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال خطب أبو طلحة أم سليم فقالت يا أبا طلحة ما مثلك برد ولكنك امرؤ كافر وأنا مسلمة لا (3/28)
<29> تحل لي فإن تسلم فذلك مهري فأسلم فكان ذلك مهرها وقد رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن جعفر وسليمان بن المغيرة وحماد بن سلمة كلهم عن ثابت مطولا وفي رواية بن سعد خير من ألف رجل وعن أنس أنه كان يرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فرفع النبي صلى الله عليه وسلم ينظر فرفع أبو طلحة صدره وقال هكذا لا يصيبك بعض سهامهم نحري دون نحرك صحيح الإسناد وهذا قد يخالف قول من قال إنه شهد العقبة وقد جزم بذلك عروة وموسى بن عقبة وذكروه كلهم فيمن شهد بدرا وقال النبي صلى الله عليه وسلم لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة أخرجه أحمد مرسلا واختلف في وفاته فقال الواقدي وتبعه بن نمير ويحيى بن بكير وغير واحد مات سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان وقيل قبلها بسنتين وقال أبو زرعة الدمشقي عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة وكأنه أخذه من رواية شعبة عن ثابت عن أنس قال كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو فصام بعده أربعين سنة لا يفطر إلا يوم أضحى أو فطر قلت فعلى هذا يكون موته سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين وبه جزم المدائني ويؤيده ما أخرجه في الموطأ وصححه الترمذي من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة فذكر الحديث في التصاوير وعبيد الله لم يدرك عثمان ولا عليا فدل على تأخر وفاة أبي طلحة وقال ثابت عن أنس أيضا مات أبو طلحة غازيا في البحر فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ولم يتغير أخرجه الفسوي في تاريخه وأبو يعلي وإسناده صحيح روى أبو طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ربيبه أنس وابن عباس وأبو الحباب سعيد بن يسار وغيرهم وروى مسلم وغيره من طريق بن سيرين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حلق شعره بمنى فرق شقه الأيمن على أصحابه الشعرة والشعرتين وأعطى أبا طلحة الشق الأيسر كله وفي الصحيحين عن أنس لما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو طلحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب أموالي إلي بيرحا وإنها صدقة أرجو برها وذخرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم بخ بخ ذاك مال رابح الحديث زيد بن شراحيل الأنصاري أو يزيد روى بن عقدة في الموالاة من طريق عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده قال لما قدم على الكوفة نشد الناس من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه فانتدب له بضعة عشر رجلا منهم زيد أو يزيد بن شراحيل الأنصاري وإسناده ضعيف جدا زيد بن أبي شيبة أبو شهم مشهور بكنيته يأتي زيد بن الصامت ويقال بن النعمان أبو عياش الزرقي مشهور بكنيته يأتي زيد بن صحار بمهملتين الثانية خفيفة العبدي روى بن منده بإسناد ضعيف من طريق جعفر بن زيد بن صحار العبدي عن أبيه قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إني أنبذ أنبذة فما يحل لي قال لا تشرب النبيذ في المزفت ولا القرع ولا الجر قال بن منده عداده في أهل الحجاز (3/29)
<30> زيد صوحان بضم المهملة وسكون الواو ومهملة يقال إن له صحبة وسيأتي ما ورد في ذلك في ترجمة زيد العبدي وقال بن منده عداده في أهل الحجاز والمعروف أنه مخضرم وستأتي ترجمته مستوفاة في القسم الثالث إن شاء الله تعالى زيد بن عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مارن بن النجار الأنصاري المارني تقدم ذكره في ترجمة ولده حبيب بن زيد وأنه شهد أحدا وذكر أبو عمر أنه شهد العقبة وبدرا ويقال إن كنيته أبو الحسن وزاد أبو عمر في نسبه بين عاصم وعمرو بن عوف كعب بن منذر فالله أعلم زيد بن عامر الثقفي روى بن منده من طريق إسحاق الرملي عن عمرو بن إسماعيل بن عبد العزيز سمعت أبي يحدث عن زيد بن عامر عن أخيه يزيد بن عامر قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت فقال لتميم الداري سلني فسأله بيت عينون ومسجد إبراهيم فأعطاه وقال لي سلني يا زيد فقلت أسألك الأمن والأمان لولدي فأعطاني ذلك قال بن منده وروى عبد العزيز بن قيس عن حميد عن أنس أن زيد بن عامر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن النبيذ الحديث زيد بن عائش المري ذكره الإسماعيلي في الصحابة والخطيب في المؤتلف من طريقه روى حديثه ابنه خباب بن زيد عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل قيس بن عاصم فسمعته يقول هذا سيد أهل الوبر وفي السند علي بن قرين وهو متروك ذكره بن ماكولا في حباب بضم المهملة وبالموحدتين وقال له صحبة زيد بن عبثر الزبيدي ذكره إسماعيل في الصحابة وأخرج من طريق علي بن قرين عن قيس بن الحارث اليماني سمعت عبد الله بن ربيعة القيسي يحدث عن زيد بن عبثر الزبيدي قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن البئر تكون بظهر الطريق الحديث في حريم البئر أربعون ذراعا وقال الخطيب في المتفق إن عبد الله بن ربيعة وقيس بن الحارث وزيد بن عبثر الثلاثة مجهولون وعلي بن قرين كان غير ثقة زيد بن عبد الله الأنصاري قال بن حاتم عن أبيه له صحبة وكذا قال بن حبان وروى البخاري في التاريخ والطبراني في الأوسط من طريق الليث عن إسحاق بن رافع عن سعد بن معاذ عن الحسن بن أبي الحسن عن زيد بن عبد الله الأنصاري قال عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم رقية من الحية فإذن لنا فيها وقال إنما هي مواثيق قال بن السكن لم نجد حديثه إلا من هذا الوجه وليس بمعروف في الصحابة وقال الطبراني لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد تفرد به الليث زيد بن عبد الله الأنصاري قال بن منده روى حديثه فراس عن الشعبي وأراه الذي قبله زبد بن عبد الله الأنصاري هو بن عبد ربه (3/30)
<31> زيد بن عبد ربه تقدم في زيد بن ثعلبة زيد بن عبد المنذر أخو أبي لبابة الأنصاري ذكر أبو عبيد أنه شهد العقبة الأخيرة استدركه بن فتحون وأنا أخشى أن يكون تصحف عليه وإنما هو زنبر بسكون النون بعدها موحدة مفتوحة زيد بن عبيد بن عمرو الضبعي وفد مع جيرانه من بني حنيفة السبعة وهم قيس بن طلق وعلي بن سنان وغيرهم قال فعد المذكور زيد بن عبيد بن المعلي بن لوذان الأنصاري الأوسي ذكر العدوي وحده أنه شهد بدرا وقال هو وابن سعد إنه استشهد يوم مؤتة زيد بن عمرو بن غزية الأنصاري ذكره أبو عمر في ترجمة الحارث بن عمرو بن غزية قال وعمرو بن غزية ممن شهد ليلة العقبة وكان له فيما يقول أهل النسب من الولد أربعة كلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهم الحارث وسعيد وزيد وعبد الرحمن قلت وبهذا جزم بن السكن في ترجمة الحارث بن عمرو وقال أبو عمر أيضا في ترجمة عمرو بن غزية كان له من الولد الحارث والحجاج وزيد وسعيد وعبد الرحمن ولم يصح لعبد الرحمن ولا لزيد ولا لسعيد صحبة كذا قال زيد بن عمرو بن نفيل العدوي والد سعيد بن زيد أحد العشرة تأتي ترجمته في القسم الرابع وابن عم عمر بن الخطاب ذكره البغوي وابن منده وغيرهما في الصحابة وفيه نظر لأنه مات قبل البعثة بخمس سنين ولكنه يجيء على أحد الاحتمالين في تعريف الصحابي وهو أنه من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به هل يشترط في كونه مؤمنا به أن تقع رؤيته له بعد البعثة فيؤمن به حين يراه أو بعد ذلك أو يكفي كونه مؤمنا به أنه سيبعث كما في قصة هذا وغيره وقد روى بن إسحاق في الكتاب الكبير عن هشام بن عروة أنه حدثه عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معشر قريش والذي نفسي بيده ما أصبح منهم أحد على دين إبراهيم غيري وأخرجه من طريق هشام البخاري من طريق الليث تعليقا والنسائي من طريق أبي أسامة والبغوي من طريق على بن مسهر كلهم عن هشام وزادوا فيه وكان يحيى الموءودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها فأنا أكفيك مؤنتها وزاد بن إسحاق وكان يقول اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به ولكني لا أعلم ثم يسجد على راحته وأخرجه البغوي من رواية الزهري عن عروة نحوه قال موسى بن عقبة في المغازي سمعت من أرضي يحدث أن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبحهم لغير الله تعالى وأخرج البخاري من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال خرج زيد بن عمرو إلى الشام يسأل عن الدين فاتفق له علماء اليهود والنصارى على أن الدين دين إبراهيم ولم يكن يهوديا ولا نصرانيا فقال ورفع يديه اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم وأخرج أبو يعلي والبغوي والروياني والطبراني والحاكم كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب (3/31)
<32> عن أسامة بن زيد عن أبيه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم حار من أيام مكة وهو مردفي فلقينا زيد بن عمرو فقال يا زيد مالي أرى قومك سبقوك إلى أن قال خرجت أبتغي هذا الدين فذكر الحديث المشهور باجتماعه باليهودي وقوله لا تكون من ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب الله وبالنصراني وقوله حتى تأخذ نصيبك من لعنة الله وفي آخره إن الذي تطلبه قد ظهر ببلادك قد بعث نبي طلع نجمه وجميع من رأيت في ضلال قال فرجعت فلم أحس بشيء وأخرج البغوي بسند ضعيف عن بن عمر أنه سأل سعيد بن زيد وعمر النبي صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو فقال له أستغفر له قال نعم وعند بن سعد عن الواقدي بسند له أن سعيد بن زيد قال توفي أبي وقريش تبني الكعبة قلت كان ذلك قبل المبعث بخمس سنين وذكر بن إسحاق أن ورقة بن نوفل لما مات زيد بن عمرو رثاه قال مصعب الزبيري حدثني الضحاك بن عثمان عن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة بلغنا أن زيد بن عمرو بلغه مخرج النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل يريده فقتله أهل مبقعة موضع بالشام وأخرج الفاكهي بسند له إلى عامر بن ربيعة قال لقيت زيد بن عمرو وهو خارج من مكة يريد حراء فقال يا عامر إني قد فارقت قومي واتبعت ملة إبراهيم وما كان يعبد إسماعيل من بعده كان يصلي إلى هذه البنية وأنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل ثم من ولد عبد المطلب وما أرى أني أدركه وأنا أومن به وأصدقه وأشهد أنه نبي الحديث وفيه سأخبرك بنعته حتى لا يخفي عليك فوصفه بصفته وأخرج الواقدي في حديث نحوه فإن طالت بك مدة فرأيته فاقرأه مني السلام وفيه فلما أسلمت أقرأت النبي صلى الله عليه وسلم منه السلام فرد وترحم عليه وقال قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا وفي مسند الطيالسي عن سعيد بن زيد أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك أستغفر له قال نعم فإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة زيد بن عمير الكندي ذكره بن السكن وأشار إلي حديثه ولم يخرجه وأخرجه أبو موسى من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين قال حدثتنا طلحة بنت أبي سعيد قالت حدثتني أمي عن أبيها زيد بن عمير الكندي أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل اغير مع قومي فقال يا زيد ذهب ذاك بالإسلام وذهبت نخوة الجاهلية المسلمون إخوة زيد بن عمير العبدي له صحبة قاله أبو عمر ولم يزد وأظنه الذي قبله وروى الحارث بن أبي أسامة من طريق الجارود أنه قرأ في نسخة عهد العلاء بن الحضرمي وشهد زيد بن عمير وسيأتي في ترجمة شبيب بن قرة شيء يتعلق به زيد بن غنم اللخمي ذكره أبو عمر في حاشية كتاب بن السكن ولم يذكره في الاستيعاب فنقلت من خطه أنه روى عنه حديث بإسناد مجهول مخرجه عن قوم من الأعراب ثم ساق بسنده إلى قيس بن صخر بن ثوابة اللخمي من أهل نابلس عن محمد بن عاصم اللخمي من أهل عقرباء عن عبد العزيز رجل منهم عن عبد الأطول عن زيد بن غنم اللخمي قال كنت مع النبي صلى (3/32)
<33> الله عليه وسلم في بعض غزواته فكان لي فرس يصهل فحصبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما كنت أحب ذلك الحديث زيد بن قنفذ بن زيد بن جدعان التيمي وجدت له خبرا يدل على صحبته قال عبد الرزاق في مصنفه عن بن جريج حدثت أنه أول من قام بالناس بمكة في خلافة عمر وكان من شاء قام لنفسه ومن شاء طاف قلت ذكر أبو عمر في التميهد أن أول ما جمع عمر الناس على إمام في رمضان كان في سنة أربع عشرة فيمن يكون حينئذ إماما يكون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مميزا لا محالة وهو قرشي فثبت كونه صحابيا إذ لم يبق من قريش عند موت النبي صلى الله عليه وسلم إلا من أسلم وصحب وسيأتي زيد بن المهاجر بن قنفذ فالله أعلم هل هو أم عمه زيد بن قيس تقدم في زيد بن رقيش زيد بن كعب أو كعب بن زيد روى حديثه البغوي من طريق القاسم بن مالك عن جميل بن زيد قال صحبت شيخا من الأنصار يقال له كعب بن زيد أو زيد بن كعب فحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من بني غفار فلما دخل عليها وقعد على الفراش ووضع ثوبه أبصر بكشحها بياضا فقال ضمي إليك ثيابك ولم يأخذ مما أعطاها شيئا ومن طريق أبي معاوية عن جميل عن زيد بن كعب ولم يشك قال البغوي روى عن جميل بن زيد عن بن عمر قلت وأخرجه الباوردي من طريق أبي معاوية كذلك لكن قال زيد بن كعب بن عجرة وأخرجه من طريق عباد بن العوام عن جميل فقال عن كعب بن زيد ولم يشك ورواه محمد بن أبي حفصة فقال عن جميل عن سعد بن زيد وقيل عنه عن سعيد بن زيد وقيل عنه عن عبد الله بن كعب زيد بن كعب البهزي في ترجمة عمير بن سلمة عن البهزي في المبهمات زيد بن لبيد بن ثعلبة الأنصاري البياضي ذكره بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة فيمن شهد العقبة وأخرجه أبو نعيم وغيره زيد بن لصيت بلام مهملة ومثناة مصغرا وقيل بنون أوله وآخره موحدة القينقاعي قال بن إسحاق في المغازي حدثني عاصم بن عمر قال في غزوة تبوك وسار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلت ناقته فقال زيد بن لصيت وهو في رحل عمارة بن حزم يزعم محمد أنه نبي وهو لا يدري أين ناقته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رجلا قال كذا وكذا وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله هي في الوادي قد حبستها شجرة بزمامها فذهبوا فوجدوها فرجع عمارة إلى رحله فأخبره بما اتفق فأعلموه بأن الذي قال ذلك هو زيد فوجأ في عنقه وقال اخرج عني والله لا تصحبني قال بن إسحاق وقال بعض الناس إن زيدا تاب وقيل لا زيد بن لوذان الأنصاري أبو المعلى في الكنى زيد بن مربع ويقال عبد الله بن مربع في ترجمة يزيد بن شيبان عن بن مربع في (3/33)
<34> المبهمات قال البخاري قال أحمد اسم ان مربع زيد وقال غيره يزيد انتهى وقال عباس الدوري وابن أبي خيثمة عن بن معين أيضا إن اسمه زيد زيد بن المزين بن قيس بن عدي بن أمية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وكذا ذكره بن إسحاق وكذا سماه القداح في نسب الأنصار وسماه الواقدي يزيد بزيادة ياء في أوله وقال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين مسطح بن أثاثة تنبيه المزين بضم الميم وزاي آخره نون مصغر ضبطه الدارقطني وغيره وزعم طاهر بن معوز أنه بكسر الميم وحكى بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة أنه المرس بكسر الميم وراء ساكنة مهملة بعدها مهملة فالله أعلم زيد بن معاذ الأنصاري الأوسي أخو سعيد سيد الأوس ذكر فيمن قتل كعب بن الأشرف قال عبد بن حميد في التفسير أخبرنا إبراهيم بن الحكم بأن أبان عن أبيه عن عكرمة فذكر القصة وسماه فيهم ولم أر له ذكرا إلا في هذه الرواية زيد بن معاوية النميري عم قرة بن دعموص له ذكر في حديث قرة وذكر في حديث علي بن فلان النميري وقال بن أبي حاتم روى الشاذكوني عن يزيد بن عبد الملك النميري عن عائذ بن ربيعة عن زيد بن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم في الماعون قال تفرد به الشاذكوني وقد أخرجه الباوردي من طريق ليس فيها الشاذكوني زيد بن المعلى الأنصاري قال أبو عبيد شهد هو وإخوته رافع وعبيد وأبو قيس بدرا فيمن شهدها من بني مالك بن زيد مناة استدركه بن فتحون زيد بن ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار شهد أحدا واستشهد يوم جسر أبي عبيد قال العدوي واستدركه بن الأثير عن الأشيري زيد بن المهاجر بن قنفذ بن زيد بن جدعان التيمي والد محمد لابنه صحبة وأما زيد هذا فذكر بن أبي حاتم أن محمد بن زيد بن المهاجر روى عن أبيه قال كنا نصلي مع عمر الجمعة وإنا لنماري في الفداء انتهى وهذا يدل على ادراكه النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم ذكره في زيد بن قنفذ زيد الخيل بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد رضا بن أفصى بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي وفد في سنة تسع وسماه النبي صلى الله عليه وسلم زيد الخير قال بن أبي حاتم ليس يروى عنه حديث وروى البخاري ومسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري أن عليا بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم (3/34)
<35> بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من تربتها فقسمها بين أربعة الأقرع بن حابس وعيينة بن بدر وزيد الخيل وعلقمة بن علاثة الحديث وروى بن شاهين من طريق سنين مولى بني هاشم عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل راكب حتى أناخ فقال يا رسول الله إني أتيتك من مسيرة تسع أسألك عن خصلتين فقال ما اسمك قال أنا زيد الخيل قال بل أنت زيد الخير سل قال أسألك عن علامة الله فيمن يريد وعلامته فيمن لا يريد الحديث وأخرجه بن عدي في ترجمة بشير وضعفه قال أبو عمر مات زيد الخيل منصرفه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل بل مات في خلافة عمر قال وكان شاعرا خطيبا شجاعا كريما يكنى أبا مكنف وقال المرزباني اسم أمه قوسة بنت الأثرم كليبة وكان أحد شعراء الجاهلية وفرسانهم المعدودين وكان جسيما طويلا موصوفا بحسن الجسم وطول القامة وهو القائل وخيبة من يخب على غنى وباهلة بن يعصر والركاب قال أبو عبيدة أراد وصفهم بعدم الامتناع والجبن فإذا خاب من يريد الغنيمة منهم كان غاية في الإدبار وقال بن إسحا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد الخيل ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون الصفة غيرك وسماه زيد الخير وأقطعه فيدا وكتب له بذلك فخرج راجعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن ينج زيد من حمى المدينة فإنه غالب فأصابته الحمى بماء يقال له قردة فمات به وذكر هشام بن الكلبي هذه القصة بلفظ ما سمعت بفارس وساقه بإسناد مجهول وقال بن دريد في الأخبار المنثورة كتب إلى علي بن حرب الطائي سنة اثنتين وستين وأجاز لي بعمان قال حدثنا أبو المنذر وقرأته عليه عن أبي مخنف قال وفد زيد الخيل فذكر نحوه مطولا وقال فيه وكان من أجمل الناس وقال في آخره فأقام بقردة ثلاثة أيام ومات فأقام عليه قبيصة بن الأسود بن عامر المناحة سنة ثم توجه براحلته ورحله وفيها كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأت امرأته الراحلة ليس عليها زيد ضربتها بالنار فاحترقت فاحترق الكتاب وأنشد له وثيمة في الردة قال وبعث بها إلى أبي بكر أمام أما تخشين بنت أبي نصر فقد قام بالأمر الجلي أبو بكر نجى رسول الله في الغار وحده وصاحبه الصديق في معظم الأمر قلت وهذا إن ثبت يدل على أنه تأخرت وفاته حتى مات النبي صلى الله عليه وسلم وكان بينه وبين كعب بن زهير مهاجاة زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم بن الختلي بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة وابن إسحاق والكلبي وغيرهما زيد بن يساف في يزيد بن إساف زيد الثقفي جد عطاء بن السائب ويقال اسمه يزيد ويقال مالك يأتي في المبهمات (3/35)
<36> زيد أبو حسن الأنصاري روى بن منده من طريق عبد الله بن يحيى البرلسي عن حيوة بن شريج عن محمد بن عجلان عن حكيم رجل من أهل البصرة عن أبي مسعود عن زيد أبي حسن قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بقى من كلام الأنبياء إلا قول الناس إذا لم تستحي فاصنع ما شئت زيد الديلمي مولى سهم بن مازن ويقال يزيد يأتى في التحتانية زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو بن بولا تقدم زيد أبو عبد الله روى بن منده من طريق بن أبي فديك عن صالح بن عبد الله بن صالح عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جده زيد قال وقف النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فقال أيها الناس إن الله قد تطول عليكم في يومكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل وغفر لكم ما كان منكم زيد أبو عبد الله آخر روى بن منده من طريق بن شهاب عن طلحة بن زيد عن ثور بن زيد عن عبد الله بن زيد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرموا الخبز فإن الله أنزل معه بركات السماء وأخرج له بركات الأرض قلت قال بن المديني طلحة بن زيد كان يضع الحديث زيد العبدي غير منسوب ذكره شاعر عبد القيس فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم منهم فروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه عن المنجاب بن الحارث عن إبراهيم بن يوسف حدثني رجل من عبد القيس قال قال رجل منا شعرا يذكر فيه دعاء رسول الله لعبد القيس فيها منا صحار والأشج كلاهما حقا يصدق قاله المتكلم سبقا الوفود إلى النبي مهللا بالخير فوق الناجيات الرسم في عصبة من عبد قيس أوجفوا طوعا إليه وحدهم لم يكلم واذكر بني الجارود إن محلهم من عبد قيس في المكان الأعظم ثم بن سوار على علاته بذ الملوك بسودد وتكرم وكفى بزيد حين يذكر فعله طوبى لذلك من صريع مكرم ذاك الذي سبقت لطاعة ربه منه اليمين إلى جنان الأنعم فدعا النبي لهم هنالك دعوة مقبولة بين المقام وزمزم وقد ذكر بن عساكر هذه الأبيات في ترجمة زيد بن صوحان وعلى هذا فهو صحابي لا محالة زبد العجلاني ويقال عمير يأتي في العين وروى أبو موسى من طريق نافع سمعت عبد الرحمن بن زيد العجلاني يحدث حديث بن عمر عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم (3/36)
<37> نهى أن يبال مستقبل القبلة وفي رواية أخرى عن أبيه عن أبي العجلان زيد العقيلي استدركه أبو عمر على كتاب بن السكن فقرأت بخطه من طريق بقية عن نافع بن زيد أنه سمعه يحدث عن نافع بن سليمان عن زيد العقيلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون من بعدي ناس من أمتي يسد الله بهم الثغور يؤخذ منهم والحقوق ولا يعطون حقوقهم أولئك مني وأنا منهم زيد أبو يسار هو بن بولا تقدم زيد غير منسوب روى الطبراني من طريق سكين بن دينار عن مجاهد عن زيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا منان زيد آخر غير منسوب أخرج بن أبي شيبة من طريق يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة قال انكشف الناس يوم حنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا رجل يقال له زيد أخذ بعنان بغلته الشهباء التي أهداها إليه النجاشي فقال يا زيد ويحك أدع الناس فقال يا أيها الناس هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث زيد جد يحيى بن سعيد الأنصاري ذكره أبو داود في باب من فاتته ركعتا الفجر فقال قال عبد ربه ويحيى ابنا سعيد صلى جدنا زيد مع النبي صلى الله عليه وسلم هكذا قرأت بخط شيخنا البلقيني الكبير في هامش نسخة من تجريد الذهبي ولم أر في النسخ المعتمدة من السنن لفظ زيد بل فيها جدنا خاصة فليحرر فإن نسب يحيى بن سعيد ليس فيه أحد يقال له زيد إلا زيد بن ثعلبة وهو جد أعلى جد هلك في الجاهلية القسم الثاني من حرف الزاي الزاي بعدها الفاء زفر بن أوس بن الحدثان النصري أخو مالك قال بن منده أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له صحبة قلت كان أبوه من مشاهير الصحابة فإن كان لأبيه إدراك فهو من أهل القسم الزاي بعدها الياء زيد بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي أخو أسامة قال بن سعد أخبرنا بن الكلبي عن أبيه وعن شرقي بن قطامي وغيرهما قالوا أقبلت أم كلثوم بنت عقبة مهاجرة في الهدنة فخطبت فأشار عليها النبي صلى الله عليه وسلم يزيد بن حارثة فولدت له زيد بن زيد بن حارثة ورقية (3/37)
<38> فهلك زيد وهو صغير وماتت رقية في حجر عثمان قلت كانت الهدنة سنة ست وقتل زيد بن حارثة سنة تسع زيد بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي شقيق عبد الله بن عمر المصغر أمهما أم كلثوم بنت جرول كانت تحت عمر ففرق بينهما الإسلام لما نزلت ولاتمسكوا بعصم الكوافر فتزوجها أبو الجهم بن حذيفة وكان زوجها قبله عمر ذكر ذلك الزبير وغيره فهذا يدل على أن زيدا ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيكون من هذا القسم زبيد بالتصغير بن الصلت بن معديكرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكندي حليف بني جمح أخو كثير بن الصلت ساق نسبه بن سعد وقال الواقدي ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وقال البخاري سمع من عمر وقال بن أبي حاتم عن أبيه حديثه عن أبي بكر مرسل روى عنه عروة والزهري وإبراهيم بن قارظ وقتادة وغيرهم وروى بن أبي شيبة بإسناد صحيح عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن زيد بن الصلت سمعت أبا بكر الصديق يقول لو أخذت شاربا لأحببت أن يستره الله قلت وأخرجه بن سعد من هذا الوجه ورواته ثقات وهو يرد على بن أبي حاتم وثبت سماع زبيد من أبي بكر الصديق القسم الثالث من حرف الزاي الزاي بعدها الباء زباب بن رميلة تقدم في حرف الراء زبان بن الأصبغ بن عمرو الكلبي له ذكر في ترجمة تماضر في النساء زبيد الأعور بن جيفر بن الجلندي الأردي كان أبوه ملك عمان وقد تقدم ذكره وأن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه فأسلم هو وأهله ثم ارتد ولده زبيد في عهد أبي بكر وحارب ثم رجع فهو من أهل هذا القسم زبيد بن عبد الخولاني له إدراك وشهد فتح مصر ثم شهد صفين مع معاوية وكانت معه الراية فلما قتل عمار تحول إلى عسكر على ذكره بن يونس ومن تبعه الزبير بن الأشم الأسدي والد عبد الله بن الزبير الشاعر المشهور ذكر أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة عبد الله بن الزبير المذكور ما يدل على أن لأبيه إدراكا فإنه أنشد لعبد الله شعرا ذكر فيه أنه كان عند عثمان (3/38)
<39> الزاي بعدها الحاء زحر بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة بمهملة ونون الجعفي له إدراك وكان من الفرسان وكان مع علي فإذا نظر إليه قال من سره أن ينظر إلى شهيد الحي فلينظر إلى هذا واستعمله علي على المدائن وكان لزحر أربعة أولاد نجباء أشراف بالكوفة أحدهم فرات قتله المختار والثاني جبلة قتل مع بن الأشعث وكان على الفراء فقال الحجاج ما كانت فتنة قط فتنجلي حتى يقتل عظيم من العظماء وهذا من عظماء اليمن والثالث جهم بن زحر كان مع قتيبة بن مسلم بخراسان وولى جرجان والرابع جمال بن زحر كان بالرستاق ذكر كل ذلك بن الكلبي الزاي بعدها الراء زرارة بن هودة بن مالك بن عمرو بن شكل بن كعب بن الحريش بن كعب العامري ثم الحريشي له إدراك وكان ابنه طفيل صاحب روابط هشام بن عبد الملك ذكره بن الكلبي زرارة بن عمرو بن حطيان بن رائس الدهمي له إدراك وكان ابنه قيس بن زرارة في صحابة علي بن أبي طالب ذكره بن الكلبي زرارة بن المخبل السعدي يأتي ذكره في ترجمة أخيه شيبان زرارة بن جزء بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب له إدراك وكان ولده عبد العزيز سيد البادية في زمانه وله أخبار مع بني أمية ذكر بن الكلبي عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه قال مر مروان بن الحكم سنة بويع على ماء لبني جزء عليه زرارة شيخ كبير فقال كيف أنتم آل جزء فقال أنبتنا الله فأحسن نباتنا ثم حصدنا فأحسن حصادنا وكانوا هلكوا بالروم في الجهاد وقال بن الكلبي أتى زرارة بن جزء باب معاوية فقال من يستأذن لي اليوم استأذن له غدا فلما دخل عليه قال يا أمير المؤمنين إني رحلت إليك بالأمل واحتملت حفوتك بالصبر ورأيت أقواما أدناهم منك الحظ وآخرين باعدهم منك الحرمان وليس ينبغي للمقرب أن يأمن ولا للباعد أن ييأس فأعجب معاوية كلامه فضمه إلى يزيد وفرض له في ألفين وخرج مع يزيد إلى الصائفة فجاء نعي عبد العزيز إلى معاوية وأبوه زرارة جالس فقال معاوية لما قرأ الكتاب في هذا الكتاب موت سيد شباب العرب فقال زرارة ابني أو ابنك قال بل ابنك قال والشعر الذي يروي في هذه القصة مصنوع قلت كانت بيعة مروان سنة أربع وستين من الهجرة والذي يوصف بأنه شيخ كبير يكون من أبناء السبعين إلى الثمانين فيكون زرارة من أهل هذا القسم وقال المرزباني وفد زرارة وعبد العزيز على معاوية فمات عبد العزيز جدنا بعد أن استعمله على بعض أعماله فقال زاررة أبوه يرثيه (3/39)
<40> الآن إذ مات عبد العزيز تصلى الحروب وسد الثغورا وساد هناك بني عامر غلاما وقضى عليها الأمورا فكل فتى شارب كأسه فإما صغيرا وإما كبيرا زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال بن جعالة بن نصر بن غاضرة الأسدي ثم الغاضري أبو مريم مشهور من كبار التابعين أورده أبو عمر لإدراكه وقد روى عن عمر وعثمان وعلي وأبي ذر وابن مسعود والعباس وعبد الرحمن بن عوف وحذيفة وأبي بن كعب وغيرهم روى عنه إبراهيم النخعي وعاصم بن أبي النجود وعدي بن ثابت وإسماعيل بن أبي خالد وأبو إسحاق الشيباني وآخرون قال عاصم كان من أعرب الناس وكان بن مسعود يسأله عن العربية وقال أيضا عن زر خرجت من الكوفة في وفد مالي هم إلا لقاء أصحاب محمد فلقيت عبد الرحمن بن عوف وابيا فجالستهما وقال أيضا كان أبو وائل عثمانيا وزر علويا وكان مصلاهما في مسجد واحد وكان أبو وائل معظما لزر وعنه قال كان زر أكبر من أبي وائل وقال بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد قلت لزر كم أتي عليك قال عشرون ومائة سنة وروى بن أبي شيبة عن محمد بن عبيد عن إسماعيل مثله ومات سنة ثلاث وثمانين أو قبلها بقليل وروى الطبراني من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر خطبنا عمر بالشام فذكر الحديث وقال البرديجي في الأسماء المفردة في التابعين زر بن حبيش كان جاهليا يعني أدرك الجاهلية وكذا قال أبو أحمد الحاكم في الكنى زرعة بن سيف بن ذي يزن الحميري من مشاهير الملوك كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن إسحاق في المغازي وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم كتاب ملوك اليمن وملوك حمير مقدمه من تبوك ورسولهم إليه بإسلامهم وبعث إليه زرعة بن سيف بن ذي إسلامهم فكتب إليه من محمد رسول الله إلى الحارث بن عبد كلال وإلى النعمان وإلى زرعة فذكر القصة مطولة وروى بن منده من طريق محمد بن عبد العزيز بن عفير سمعت أبوي يحدثان عن أبيهما عن جدهما عفير عن أبيه زرعة بن سيف قال كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره مطولا قال بن منده لا أعرفه موصولا إلا من هذا الوجه قلت وله ذكر في ترجمة الحارث بن عبد كلال وكلام بن الكلبي يدل على أن زرعة هذا نسب إلى جده الأعلى وأن بينه وبين سيف خمسة آباء فإنه في ذرية ذي يزن النعمان بن قيس بن عفير بن سيف بن ذي يزن ومن ولده عفير بن زرعة بن عفير بن الحارث بن النعمان كان سيد حمير بالشام أيام عبد الملك بن مروان انتهى فزرعة المذكور في الحديث المذكور هو بن عفير المذكور وبينه وبين سيف عدة آباء زرعة بن عريب ذكر أبو عبيدة من مناقب الفرس أن الأسود العنسي لما قتل بعث الفرس برأسه مع نفر منها منهم عبد الله بن الدئلي وزرعة بن غريب وغيرهما فأنذر النبي صلى الله عليه وسلم بقدومهم قبل موته وأوصى بهم وبمن باليمن منهم خيرا (3/40)
<41> زرعة بن أبي عقبة الحميري ذكر وثيمة لردة أنه قدم بكتاب من آل حمير إلى أبي بكر عندما بلغهم موت النبي صلى الله عليه وسلم يذكرون في ثباتهم على دينهم زرعة السيباني بالمهملة والموحدة يكنى أبا عمرو يأتي في الكنى زريب بالتصغير بن ثرملا ذكره الطبري في الصحابة وروى الباوردي من طريق عبد الله بن معروف عن أبي عبد الرحمن الأنصاري عن محمد بن حسين بن علي أن سعد بن أبي وقاص لما فتح حلوان مر رجل من الأنصار يقال له جعونة بن نضلة بشعب فحضرت الصلاة فتوضأ ثم أذن فأجابه صوت فنظر فلم ير شيئا فأشرف عليه رجل من كهف شديد بياض الرأس واللحية فقال من أنت قال أنا زريب بن ثرملا من حواري عيسى بن مريم وقد أردت الوصول إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فحالت بيني وبينه فارس فأنا اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فانطلق جعونة فأخبر سعدا فكتب سعد إلى عمر فكتب عمر اطلب لرجل فابعث به إلي فتتبعوا الشعاب والأودية فلم يروا له أثرا ورواه عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي أحد الضعفاء عن مالك عن نافع عن بن عمر كما تقدم في ترجمة جعونة بن نضلة من وجه آخر ورواه أبو نعيم في الدلائل من طريق زيد بن أسلم عن أبيه لكن في إسناده النضر بن سلمة شاذان وهو متروك وزاد فيه أن عيسى بن مريم دعا له بطول العمر وأنه يعيش إلى أن ينزل عيسى وله طريق أخرى الزاي بعدها الفاء زفر بن يزيد بن حذيفة الأسدي أسد خزيمة كان من ساداتهم وثبت على إسلامه حين ظهر طليحة بن خويلد ورد على طليحة في خطبة طويلة وشعر يقول فيه لهفي على أسد أضل سبيلهم بعد النبي طليحة الكذاب ذكره بن الأثير الزاي بعدها الميم زمان بن عمار الفزاري كان ممن ارتد مع طليحة بن خويلد وحارب المسلمين ثم تاب وجاء إلى اليمامة فحذرهم عاقبة الردة ودعاهم إلى الإسلام ذكره وثيمة زميل بن أبير ويقال وبير بن عبد مناف بن عقيل بن هلال بن مازن بن فزارة الفزاري يقال له بن أم دينار ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه هو الذي قتل بن دارة في خلافة عثمان وأنشد له يخبرني أني به ذو قرابة وأنبأته أني به متلافي علوت بنصل السيف مفرق رأسه وقلت التحفه دون كل لحاف (3/41)
<42> وقال أيضا أبلغ فزارة أني قد شريت لها مجد الحياة بسيفي مع ذوي الحلق قلت واسم بن أبي دارة سالم بن مسافع ودارة أمه وسيأتي سبب قتل زميل له في ترجمته في القسم الثالث من السين الزاي بعدها الهاء زهرة بن حميضة تقدم في أزهر بن حميضة زهير بن حرام الهذلي من بني سهم بن معاوية مخضرم هكذا ذكره المرزباني مختصرا زهير بن خيثمة بن أبي حمران الجعفي جد المحدث الشهير أبي خيثمة زهير بن معاوية ذكر أبو أحمد العسكري أنه قدم المدينة مسلما في الليلة التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم فنزل على أبي بكر الصديق زهير بن قيس بن مشجعة الجعفي يأتي ذكره في ترجمة أخيه مرثد وتقدم نسبه في ترجمة الأحيمر زهير بن المغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن يسار بن والبة بن الدئل بن سعد مناة بن عامر له إدراك وشهد القادسية في عهد عمر فاستشهد بها ذكره بن الكلبي الزاي بعدها الياء زياد بن الأشهب بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة العامري الجعدي له إدراك وكان كبير القدر في قومه وكان قد مشى في الصلح بين علي ومعاوية وفي ذلك يقول النابغة الجعدي مقام زياد عند باب بن هاشم يريد صلاحا بينكم ويقرب وفيه يقول زياد الأعجم إذا كنت مرتاد السماحة والندى فسائل تخبر عن زياد الأشاهب قال بن الكلبي وكان زياد بن الأشهب من أشراف أهل الشام وكان عظيم المنزلة عند معاوية وهو الذي سأله ألا يجعل لبشر على قيس سبيلا لما أرسل بشرا إلى اليمن وقد تقدم ذكر أخيه الحشرج بن الأشهب وابنه عبد الله معا زياد بن جزء بن مخارق الزبيدي له إدراك وجاهد في عهد عمر ذكر بن إسحاق عن القاسم بن قزمان عن زياد بن جزء بن مخارق قال كنت في البعث الذي بعثه عمر مع عمرو بن العاص بفلسطين قال بن يونس وليس هذا الحديث الذي رواه بن إسحاق عند أهل مصر وذكره بن حبان في الثقات زياد بن أبيه وهو بن سمية الذي صار يقال له بن أبي سفيان ولد على فراش عبيد (3/42)
<43> مولى ثقيف فكان يقال له زياد بن عبيد ثم استلحقه معاوية ثم لما انقضت الدولة الأموية صار يقال له زياد بن أبيه وزياد بن سمية وكنيته أبو المغيرة وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بإسناد صحيح عن بن سيرين أنه كان يقال له زياد بن أبيه ذكره أبو عمر في الصحابة ولم يذكر ما يدل على صحبته وفي ترجمته أنه وفد على عمر من عند أبي موسى وكان كاتبه ومقتضى ذلك أن يكون له إدراك وجزم بن عساكر بأنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وأنه أسلم في عهد أبي بكر وسمع من عمر وقال العجلي تابعي ولم يكن يتهم بالكذب وفي تاريخ البخاري الأوسط عن يونس بن حبيب قال يزعم آل زياد أنه دخل على عمر وله سبع عشرة سنة قال وأخبرني زياد بن عثمان أنه كان له في الهجرة عشر سنين وكانت أمه مولاة صفية بنت عبيد بن أسد بن علاج الثقفي وكانت من البغايا بالطائف وقال أبو عمر كان من الدهاة الخطباء الفصحاء واشترى أباه بألف درهم فأعتقه واستكتبه أبو موسى واستعمله على شيء من البصرة فأقره عمر ثم صار مع علي فاستعمله على فارس وكان استلحاق معاوية به في سنة أربع وأربعين وشهد بذلك زياد بن أسماء الحرمازي ومالك بن ربيعة السلولي والمنذر بن الزبير فيما ذكر المدائني بأسانيده وزاد في الشهود جويرية بنت أبي سفيان والمستورد بن قدامة الباهلي وابن أبي نصر الثقفين وزيد بن نفيل الأزدي وشعبة بن العلقم المازني ورجل من بني عمرو بن شيبان ورجل من بني المصطلق وشهدوا كلهم على أبي سفيان أن زيادا ابنه إلا المنذر فيشهد أنه سمع عليا يقول أشهد أن أبا سفيان قال ذلك فخطب معاوية فاستحلقه فتكلم زياد فقال إن كان ما شهد الشهود به حقا فالحمد لله وإن يكن باطلا فقد جعلتهم بيني وبين الله وروى أحمد بإسناد صحيح عن أبي عثمان لما ادعى زياد لقيت أبا بكرة فقلت ما هذا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ادعى أبا في الإسلام غير أبيه فالجنة عليه حرام فقال أبو بكرة وأنا سمعته وأصله في الصحيح وكان يضرب به المثل في حسن السياسة ووفور العقل وحسن الضبط لما يتولاه مات سنة ثلاث وخمسين وهو أمير المصرين الكوفة والبصرة ولم يجمعا قبله لغيره وأقام في ذلك خمس سنين زياد بن حدير بالتصغير الأسدي نزيل الكوفة له إدراك وكان كاتبا لعمر على العشور وروى عبد الله بن أحمد في الزهد من طريق أبي حصين عنه قال استعملني عمر على العشور وقال لي أعشرهم في السنة مرة ومن طريق عاصم قدمت على عمر فسلمت عليه فلم يرد علي فسألت ابنه عاصما فقال رأى عليك شيئا قلت ولزياد رواية عن بعض الصحابة في سنن أبي داود وله قصة مع بن مسعود في البخاري وروى عنه الشعبي وحبيب بن أبي ثابت وآخرون زياد بن عبد الله الغطفاني له إدراك وكان ممن فارق عيينة بن حصن لما بايع طليحة في الردة ولحق بخالد بن الوليد ذكره وثيمة وأنشد له شعرا يقول فيه أبلغ عيينة إن عرضت لداره قولا يشير به الشفيق الناصح أعلمت أن طليحة بن خويلد كلب بأكناف البزاخة نابح (3/43)
<44> كيف البقاء إذا أتاكم خالد ومهاجرون مسومون سرائح زياد بن عياض الأشعري ختن أبي موسى له إدراك قال يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي عن زياد بن عياض صلى عمر فلم يقرأ فأعاد أخرجه البخاري في تاريخه وأخرج بن سعد من طريق الشعبي عن زياد بن عياض قال صلى عمر بنا العشاء بالجابية فلم يقرأ فذكر الحديث وذكره بن سعد في الطبقة الأول من التابعين وروى بن منده من طريق مغيرة عن الشعبي عن زياد بن عياض قال كل شيء رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله رأيتكم تفعلون غيره إنكم لا تغتسلون في العيد وهذا وهم فيه شريك على مغيرة إنما المحفوظ في هذا عن الشعبي عن عياض الأشعري وقد رواه عن شريك على الصواب وأخرجه البغوي وغيره في ترجمة عياض من طريق شريك زياد بن فائد اللخمي من بني سعد بن زر بن غنم له إدراك وشهد فتح مصر وكان مسنا وعاش إلى أن رثي الأكدر بن حمام لما قتل في جمادى الآخرة سنة خمس وستين ومروان يومئذ بمصر ذكره أبو عمر الكندي زياد بن النضر أبو الأوبر الحارثي له إدراك ورواية عن أبي هريرة وعنه الشعبي وعبد الملك بن عمير وغيرهما وذكر الهيثم بن عدي أن زياد بن النضر يكنى أبا عائشة قال الأصمعي عن أبي عوانة عن عبد الملك حدثني الشعبي أن زياد بن النضر الحارثي حدثه قال كنا على غدير ماء في الجاهلية ومعنا رجل من الحي يقال له عمرو بن مالك له بنت على ظهرها ذؤابة فقال لها أبوها خذي هذه الصحفة فأتيني بشيء من ماء هذا الغدير فانطلقت فاختطفها جني فنادى أبوها في الحي فخرجوا إلى كل شعب ونقب فلم يجدوا لها أثرا ومضت على ذلك السنون حتى كان زمن عمر فإذا هي قد جاءت متغيرة الحال فقال لها أبوها أين كنت فقالت اختطفني جني فكنت فيهم حتى الآن فغزا هو وأهله قوما فنذر إن هم ظفروا أن يعتقني فظفروا فحملني فأصبحت فيكم فذكر قصة طويلة جدا فيها أن الجني قال لهم إني رعيتها في الجاهلية بحسبي وصنتها في الإسلام بديني ووالله إن نلت منها محرما قط وفيها أنه وصف لهم في دواء الجني الربع ذباب الماء الطوال القوائم يؤخذ منه واحدة فتجعل في سبعة ألوان صوف أحمر وأصفر وأخضر وأسود وأبيض وأزرق وأكحل ثم يفتل بأطراف الأصابع ثم يعقد على عضد المريض الأيسر وأنهم جربوا ذلك فصح أخرجه بن عساكر والذي أظنه أن أبا الأوبر الذي روى عن أبي هريرة آخر غير صاحب هذه القصة وإن كان كل منهما يسمى زيادا فإني لم أجد لأبي الأوبر رواية عن غير أبي هريرة ومما يدل على قدم عصر زياد بن النضر أن سيف بن عمر ذكره فيمن خرج من أهل الكوفة إلى عثمان زياد بن هوذة بن شماس بن لاي التميمي ثم القريعي أخو علقمة بن هوذة تزوج ابنته يحيى بن أبي حفصة مولى مروان بن الحكم فوقعت له منازعة من أهلها من جهة مولى فترافعوا إلى عبد الملك بن مروان فقال لو تزوج بنت قيس بن عاصم ما نزعتها منه وسيأتي ذكر أخيه علقمة بن هوذة في موضعه (3/44)
<45> زياد مولى آل دراج له إدراك ذكر بن أبي حاتم عن أبيه أنه روى عن أبي بكر الصديق وعنه خالد بن معدان وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الأولى التي تلي الصحابة وأنه حفظ عن أبي بكر وذكر بن سميع أنه من موالي بني مخزوم وقيل مولى بني جمح زيادة بن جهور اللخمي عداده في أهل فلسطين روى الطبراني في الصغير وابن منده من طريق خالد بن موسى بن نائل بن خالد بن زيادة عن أبيه عن جده عن زيادة بن جهور قال ورد على كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكره ورواه الوليد بن عمير بن سفيان بن موسى بن نائل عن آبائه بهذا الإسناد زيد بن حيلة بمهملة وتحتانية ويقال بجيم وموحدة ويقال زيد بن رواس التميمي ثم البوي بفتح الموحدة وتشديد الواو كان أحد رؤساء وفد تميم إلى عمر ذكره الرشاطي وذكره بن عساكر فيمن وفد على معاوية وذكره بين زيد ثابت وزيد بن حارثة فدل على أنه عنده بالجيم وساق نسبه فقال زيد بن جبلة بن مرداس بن بو بن قيس بن مسلمة بن عامر بن عبيد السعدي البصري أحد الفصحاء ثم ساق من طريق يعقوب بن شيبة قال وبلغني أن عبد الله بن عامر كان أول من اتخذ صاحب شرطة فولاها زيد بن حيلة وكان زيد شريفا في الإسلام كان الأحنف يقول طالما خرقنا النعال إلى زيد بن حيلة فنتعلم منه المروءة يعني في الجاهلية قال ولما بعث عثمان بالمصاحف إلى الأمصار بعث إلى أهل البصرة واحدا وأعطى زيد بن حيلة آخر فهم يتوارثونه إلى اليوم كذا قال يعقوب بن شيبة وله قصة مع معاوية يقول فيها وإن خلفنا لجيادا جيادا وأدرعا شدادا وألسنا شدادا وذكر الجاحظ في البيان أنه وفد هو والأحنف وهلال بن وكيع على عمر فقال كل منهم كلاما يحض عمر على إرفاده إلا الأحنف فإنه حضه على الإحسان إلى جميع أهل مصر قال الجاحظ يرويه بشار بن عبد الحميد عن أبي ريحانة وحكي أبو الفرج الأصبهاني عن العلاء بن الفضل قال مر عمرو بن الأهتم على الأحنف بن قيس وزيد بن حيلة وحارثة بن بدر فسلم فردوا عليه فوقف متفكرا فقالوا مالك قال ما في الأرض أنجب من آبائكم كيف جاءوا بأمثالكم من أمثال أمهاتكم فضحكوا من ذلك وذكر بن عساكر أنه وفد على معاوية فجرى بينهما كلام طويل فيه ما يدل على أنه كان مع علي بصفين زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان العبدي أبو سليمان ويقال أبو عائشة أخو صعصعة وسيحان قال بن الكلبي في تسمية من شهد الجمل مع علي وزيد بن صوحان أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه وتعقبه أبو عمر فقال لا أعلم له صحبة وإنما أدرك وكان فاضلا دينا سيدا في قومه انتهى وقد حكى الرشاطي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أن له وفادة ويأتي في ترجمة زيد العبدي ما يؤيد ذلك وروى أيو يعلى وابن منده من طريق حسين بن رماحس عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال سمعت عليا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان وروى بن (3/45)
<46> منده من طريق الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فجعل يقول جندب وما جندب والأقطع الحبر زيد فسئل عن ذلك فقال أما جندب فيضرب ضربة يكون فيها أمة وحده وأما زيد فرجل من أمتي تدخل الجنة يده قبل بدنه فلما ولى الوليد بن عقبة الكوفة في زمن عثمان فذكر قصة جندب في قتله الساحر وأما زيد بن صوحان فقطعت يده يوم القادسية وقتل يوم الجمل فقال ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم وروى البخاري ويعقوب بن سفيان في تاريخهما من طريق العيزار بن حريث عن زيد بن صوحان قال لا تغسلوا عند دماءنا فإني رجل محاج وقال يعقوب بن سفيان كان زيد بن صوحان من الأمراء يوم الجمل كان على عبد القيس وذكر البلاذري أن عثمان كان سيره فيمن سير من أهل الكوفة إلى الشام فجرى بينه وبين معاوية كلام فقال له زيد بن صوحان إن كنا ظالمين فنحن نتوب وإن كنا مظلومين فنحن نسأل الله العافية فقال له معاوية يا زيد إنك امرء صدق وأذن له بالرجوع إلى الكوفة وكتب إلى سعيد بن العاص يوصيه به لما رأى من فضله وهديه وقصده وأمر بإحسان جواره وكف الأذى عنه وروى حنبل في فوائده من طريق عمارة الدهني قال وطأ عمر لزيد بن صوحان راحلته وقال هكذا فاصنعوا بزيد وروى يعقوب بن شيبة من طريق غيلان بن جرير قال كان زيد بن صوحان يحب سلمان فمن شدة حبه له اكتنى أبا سلمان وكان يكنى أبا عبد الله ويقال أبا عائشة وروى بن منده من طريق إسماعيل بن علية عن أيوب عن بن سيرين قال أخبرت أن عائشة أخبرت بقتل زيد بن صوحان فقالت له خيرا وروى البيهقي من طريق خالد بن الواشمة قال قالت لي عائشة ما فعل طلحة والزبير قلت قتلا قالت إنا لله يرحمهما الله ما فعل زيد بن صوحان قلت قتل قالت يرحمه الله زيد بن عمرو بن قيس بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوخ التميمي اليربوعي ذكره المرزباني وقال إنه مخضرما وأنشد له أبياتا يرثي بها رجلين من بني تميم قتلهما بنو تيم الله بن ثعلبة في مقتل عثمان يقول فيها لتبك النساء المرضعات بسحرة وكيعا ومسعودا قتيل الحناتم كلا أخوينا كان فرعي دعامة ولا يلبث البيت انقضاض الدعائم زيد بن كعب تقدم ذكره في ترجمة أخيه أرطاة بن كعب زيد بن مالك بن ثعلبة بن قرة بن خنبس بن عمرو بن ثعلبة بن عبد الله بن ذيبان بن الحارث بن سعد هذيم له إدراك وولده زيادة هو قتيل هدبة بن الخشرم واقتدى به هدبة في خلافة معاوية وقصة هدبة مشهورة مذكورة في كامل المبرد وغيره زيد بن وهب الجهني أبو سليمان نزيل الكوفة كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مسلما ولم يره وروى أبو نعيم من طريق الخريبي عن يحيى بن مسلم عن زيد بن وهب قال خرجت وأنا أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغتني وفاته في الطريق وأخرجه البخاري من هذا الوجه في (3/46)
<47> التاريخ وأغرب ابن حزم في المحلي فذكر صفة الصلاة من المحلي بعد أن ذكر رواية منصور عن زيد بن وهب قال دخلت أنا وابن مسعود المسجد فذكر قصة قال بن حزم زيد بن وهب صاحب من الصحابة فإن خالفه بن مسعود لم يبق في واحد منهما حجة قلت ولزيد رواية عن عمر وعلي وأبي ذر وحذيفة وابن مسعود وأبي الدرداء وغيرهم وروى عنه الأعمش ومنصور والحكم بن عيينة وسلمة بن كهيل وطلحة بن مصرف وآخرون واتفقوا على توثيقه إلا أن يعقوب بن سفيان أشار إلى أنه كبر وتغير ضبطه ومات سنة ست وتسعين القسم الرابع من حرف الزاي الزاي بعدها الباء الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير القرظي ذكره البغوي في الصحابة وقال إنه رآه في كتاب البخاري وقال إنه سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا قال البغوي لم يذكر الحديث قلت هو في الموطأ في قصة رفاعة وزوجته لكنه مرسل فقد وصله بن وهب وأبو علي الحنفي عن مالك فقال فيه عن الزبير بن عبد الرحمن عن أبيه أخرجه بن خزيمة من طريق بن وهب وقد ذكره البخاري في التابعين وكذا بن حبان وابن أبي حاتم تنبيه الزبير جد هذا بفتح الزاي وأما هذا فبضمها على الجادة قيل كجده الزاي بعدها الراء زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو بن الحارث السهمي أورده أبو نعيم وقال ذكره المتأخرون ولم يخرج له شيئا وقد تقدم في الحارث بن عمرو كذا قال وتعقبه بن الأثير بأن بن منده لم يفرده وإنما ذكر روايته عن أبيه عن جده قلت ولم يتقدم لهم في ترجمة الحارث بن عمرو ما يدل على أن لزرارة صحبة ولا رؤية نعم ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال من زعم أن له صحبة فقد وهم زرارة والد أسعد في ترجمة عبد الله بن أسعد بن زرارة الزاي بعدها العين زعبل بعين مهملة ثم موحدة وزان جعفر تابعي مجهول أرسل شيئا فذكره أبو موسى متعلقا بما أورده الخطيب في تكملة المؤتلف بسند لا بأس به إلى أبي قدامة الحارث بن عبيد عن زعبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تهادوا وتزاوروا الحديث قلت وأبو قدامة لم يلق أحدا من الصحابة ولا من كبار التابعين (3/47)
<48> الزاي بعدها الكاف زكريا بن علقمة الخزاعي صحفه بعض الرواة فذكره بن شاهين في الصحابة وإنما هو كرز بن علقمة أخرجه أحمد وغيره من طريق الزهري عن عروة عنه الزاي بعدها الهاء زهير بن الأقمر تابعي معروف أرسل شيئا فذكره بن شاهين بسبب ذلك وقد أخرج النسائي في التفسير الحديث المذكور من طريق زهير بن الأقمر عن عبد الله بن عمرو بن العاص على الصواب زهير بن أبي جبل ذكره البغوي وجماعة في الصحابة وهو تابعي قال بن أبي حاتم في المراسيل حديثه مرسل مع أنه ذكره في الجرح والتعديل بين صحابيين فاقتضى ذلك أنه صحابي وقال أبو عمر زهير بن أبي جبل الأزدي هو زهير بن عبد الله بن أبي جبل روى عنه أبو عمران الجوني حديث من بات فوق إجار وقال أبو نعيم نحوه وزاد وقيل محمد بن زهير ثم أسند الحديث من طريق غندر عن شعبة عن أبي عمران عن محمد بن زهير بن أبي جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن طريق حماد بن زيد عن أبي عمران عن زهير بن عبد الله فذكره ومن طريق هشام الدستوائي عن أبي عمران قال كنا بفارس وعلينا رجل يقال له زهير بن عبد الله فذكر الحديث وأخرجه بن شاهين من طريق حماد بن سلمة عن أبي عمران عن زهير بن عبد الله أيضا وقال البخاري في تاريخه زهير بن عبد الله حدثنا موسى حدثنا الحارث بن عبيد حدثنا أبو عمران عن زهير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث من بات فوق إجار وأخرجه في الأدب المفرد كذلك قال بن حبان زهير بن عبد الله روى عن رجل من الصحابة وعنه أبو عمران وسمع من أنس قلت وأبو عمران من صغار التابعين وقول شعبة محمد بن زهير شاذ لاتفاق الحمادين وهشام على أنه زهير بن عبد الله والله أعلم ثم وجدته من طريق بن المبارك عن شعبة فقال عن زهير بن أبي حبان ليس فيه محمد أخرجه الخطيب في المؤتلف زهير بن رهم القضاعي المهري له وفادة قاله أبو عمر عن الطبري قلت وقد صحفه أبو عمر فالصواب ذهين كما تقدم في الذال المعجمة زهير الأنماري شامي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء هكذا أخرجه أبو عمر فوهم تبعا لغيره والصواب أبو زهير وهو معروف في ذوي الكني وقد سبق إلى الوهم فيه أبو سعيد بن الأعرابي راوي السنن عن أبي داود ونبه على وهمه فيه غير واحد ثم إنه نميري لا أنماري والله أعلم (3/48)
<49> الزاي بعدها الياء زياد أبو الأغر النهشلي ذكره الطبراني والباوردي وابن شاهين وابن منده ومن تبعهم في الصحابة وفيه نظر فإنهم أخرجوا كلهم من طريق إسحاق الصواف عن أبي الهيثم القصاب عن عتبان بن الأغر بن زياد النهشلي حدثني أبي عن أبيه انه قدم بعير له إلى المدينة فمسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وقال أحسنوا بيعة الأعرابي هكذا قال إسحاق الصواف والصواب ما قال الصلت بن محمد عن حسان بن الأغر بن حصين حدثني عمي زياد بن الحصين عن أبيه أخرجه كذلك النسائي والطبراني وسبب الوهم أنها كانت عتبان بن الأغر أبو زياد فصارت بن زياد ومثل ذلك يقع كثيرا والقصة لحصين لا لزياد وقد تقدمت في ترجمته على الصواب وقد ذكر بن الأثير زيادا النهشلي بترجمتين وتبعه الذهبي فقال في الأولى زياد أبو الأغر النهشلي له حديث روى عنه أولاده وقال في الثانية زياد النهشلي روى عنه ابنه الأغر إن صح فأوهم أنهما اثنان أحدهما صحيح والآخر فيه نظر فانظر وتعجب زياد بن جارية بالجيم التميمي تابعي أرسل حديثا فذكره بسببه بن أبي عاصم في الصحابة وتبعه أبو نعيم وأبو موسى وهو حديث من سأل وله ما يغنيه الحديث وله عند أبي داود حديث من روايته عن حبيب بن مسلمة في النفل وهو من رواية مكحول عنه ووقع عند بن ماجة زيد بن جارية وقال بن حبان في ثقات التابعين من قال فيه يزيد بن جارية فقد وهم وأخرج حديثه بن أبي عاصم من طريق يونس بن ميسرة قال كنت جالسا عند أم الدرداء فدخل زياد بن جارية فقالت له أم الدرداء حديثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسألة فحدث به وقال الهيثم بن عمر أن العنسي دخل زياد بن جارية مسجد دمشق وقد تأخرت صلاتهم الجمعة إلى العصر فقال والله ما بعث الله نبيا بعد محمد يأمركم بتأخير هذه الصلاة قال فأخذ فأدخل الخضراء فقطع رأسه وذلك في زمن الوليد بن عبد الملك زياد بن جهور استدركه بن الأثير وعزاه لابن ماكولا وللعسكري والصواب زيادة بزيادها وقد تقدم في القسم الذي قبله زياد بن سعد بن ضميرة تابعي معروف ذكره بن قانع وسقط من روايته شيخه وذلك أنه أخرج من طريق محمد بن جعفر عن زياد بن سعد حديثا وهو عند أبي داود من هذا الوجه فقال فيه عن زياد بن سعد عن أبيه وجده فذكره زياد بن أبي هند استدركه أبو موسى وعزاه لأبي بكر بن أبي علي ووهم في موضعين أحدهما في جعله صحابيا وإنما الصحبة لأبيه ولا رواية عنه جاءت من طريق سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند الداري عن أبيه عن جده ثانيهما في جعله مع من اسمه زياد وإنما هو زياد بفتح الزاي (3/49)
<50> وتشديد الموحدة كذلك ضبطه بن ماكولا زياد السهمي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى ان تسترضع الحمقاء وروى عنه ضمام بن إسماعيل أورده أبو داود في المراسيل زياد مولى معيقيب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه سعيد بن أبي أيوب قال البخاري حديثه مرسل زيد بن أرطأة العامري من بني عامر بن لؤي ذكره بن قانع في الصحابة وأخرج من طريق معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن جبير بن نفير عن زيد بن أرطاة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم لن تتقربوا إلى الله تعالى بأفضل مما خرج منه يعني القرآن انتهى وهذا الحديث معروف من رواية معاوية بن صالح عن العلاء عن زيد بن أرطاة عن جبير بن الحارث عن جبير بن نفير عن زيد بن أرطاة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا فكأنه انقلب على بن قانع وقد ذكر البخاري ان العلاء يروي عن زيد بن أرطاة وأن زيدا يروي عن جبير بن نفير وذكر أن زيدا أرسل عن أبي الدرداء وأبي أمامة زيد بن إسحاق الأنصاري روى أبو موسى من طريق عمرو بن خالد عن بن لهيعة عن زيد بن إسحاق قال أدركني نبي الله صلى الله عليه وسلم على باب المسجد فذكر الحديث في فضل لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال أبو موسى يستحيل لابن لهيعة إدراك الصحابي فلعله سقط بينهما رجل أو سقط الصحابي قلت سقطا جميعا فإن البخاري قال في تاريخه زيد بن إسحاق روى عنه يزيد بن أبي حبيب وعبد الله بن أبي جعفر مرسل وقال بن حبان أرسل عن عمر وروى عن أنس وقال بن يونس زيد بن إسحاق بن جارية الأنصاري مدني قدم مصر روى عنه عبيد الله بن أبي جعفر زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار جد عال ليحيى بن سعيد الأنصاري وقع في أصل سماعنا من سنن أبي داود ما يقتضي أنه صحابي فقال في باب من فاتته ركعتا الفجر بعد حديث محمد بن إبراهيم التميمي عن قيس بن عمرو قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي بعد الصبح ركعتين الحديث وروى عبد ربه ويحيى ابنا سعيد هذا الحديث أن جدهما زيدا صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم انتهى فاغتر بذلك شيخنا البلقيني فألحق زيد بن ثعلبة في حاشية التجريد في الصحابة وعزاه لأبي داود وزيد بن ثعلبة مات قبل الإسلام بدهر طويل وهو الجد الرابع لقيس بن عمرو جد يحيى بن سعيد وكنت أظن أن الرواة اختلفوا في اسم جد يحيى بن سعيد هل هو قيس بن عمرو أو زيد بن عمرو كما قالوا فيه قيس بن فهد ثم راجعت النسخ القديمة من سنن أبي داود فوجدت فيها بدل قوله زيدا مرسلا فهذا هو المعتمد والأول تصحيف والله أعلم زيد بن أبي حزامة أورده أبو موسى فوهم والصحبة لأبيه كما سيأتي في الكنى واضحا (3/50)
<51> زيد بن ربيعة الأسدي صحفه بن لهيعة فيما ذكره الطبراني وإنما هو زيد بن زمعة كما تقدم وقيل يزيد قال الطبراني لا يعرف في بني أسد بن عبد العزي أحد اسمه ربيعة وإنما هو زمعة والد أم المؤمنين سودة زيد بن سلمة قال بن منده ذكره بعضهم في الصحابة وإنما هو يزيد زيد بن طلحة بن ركانة يأتي في يزيد بن طلحة زيد بن طلحة التميمي أخرج حديثه الحاكم في المستدرك وهو تابعي صغير أرسل شيئا قال مالك في الموطأ عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن أبيه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إنها زنت الحديث قال الحاكم مالك هو الحكم في حديث المدنيين قلت ليس لزيد ولا لأبيه ولا لجده صحبة فهو زيد بن طلحة بن عبيد الله بن أبي مليكة وجده مشهور في التابعين وقد نسبه القعنبي وغيره من رواة الموطأ ووقع عند يحيى بن يحيى الليثي عن يعقوب بن زيد عن أبيه عن عبد الله بن أبي مليكة فذكره مرسلا زيد بن عمرو بن نفيل تقدم في القسم الأول زيد بن كعب ذكره في التجريد والصواب يزيد بمثناة تحتانية أوله زيد بن كعب في دريد بن كعب زيد بن مالك وهم بعض الرواة في اسم والده وإنما هو زيد بن ثابت قال آدم بن أبي إياس في كتاب ثواب الأعمال حدثنا روح حدثنا أبان بن أبي عياش عن أنس رضي الله عنه قال خرجت وأنا أريد المسجد فإذا أنا بزيد بن مالك فوضع يده على منكبي يتكىء عليه فجعلت وأنا شاب أخطو خطو الشباب فقال لي زيد قارب الخطأ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مشى إلى المسجد كان له بكل خطوة عشر حسنات أخرجه أبو موسى في الذيل من طريق آدم وقال كذا وقع هذا الاسم هنا ورواه الناس عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت وهو الصحيح قلت نسب زيد بن ثابت في هذه الرواية إلى جده الأعلى فإنه زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد يتصل نسبه إلى مالك بن النجار كما تقدم في ترجمته زيد بن المرس قد تقدمت الإشارة إليه في زيد بن المزين وبينت وجه الصواب في ضبط اسم والده زيد بن وهب الجهني تقدم في القسم الثالث أن بن حزم ادعى أنه صحابي فوهم وبينت وجهه هناك بسم الله الرحمن الرحيم حرف السين المهملة الأول السين بعدها الألف سابط بن أبي حميضة بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي وا لد (3/51)
<52> عبد الرحمن قال بن ماكولا له صحبة وذكره أبو حاتم في الوحدان وروى تقى بن مخلد والباوردي وابن شاهين من طريق أبي بردة عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بن سابط عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب وإسناده حسن لكن اختلف فيه على علقمة وروى أبو نعيم من طريق الحسن بن عمارة عن طلحة عن عبد الرحمن بن سابط عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن البيت الذي يذكر الله فيه ليضئ لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض وإسناده ضعيف وقد قيل إن عبد الرحمن بن سابط هذا هو بن عبد الله بن سابط وإن الصحبة والرواية لأبيه عبد الله بن سابط وبذلك جزم البغوي فأخرج الحديث الأول في ترجمة عبد الله بن سابط سارية بن أوفي المزني ذكره بن شاهين ويأتي ذكره في ترجمة الوليد بن زفر إن شاء الله تعالى سارية بن زنيم بن عبد الله بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدائل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الدئلي تقدم في ترجمة أسيد بن أبي إياس بن زنيم ما يشعر بأن له صحبة وقال بن عساكر له صحبة وقال مصعب الزبيري فيما أنشد بن أبي خيثمة لسارية بن زنيم معتذرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان بلغه أنه هجاه فتوعده فأنشد تعلم رسول الله أنك قادر على كل حي من تهام ومنجد تعلم رسول الله أنك مدركي وأن وعيدا منك كالأخذ باليد تعلم بأن الركب آل عويمر هم الكاذبون المخلفو كل موعد ونبي رسول الله إني هجوته فلا رفعت سوطي إلى إذا يدي سوى أنني قد قلت ويل أم فتية أصيبوا بنحس لا يطاق وأسعد أصابهم من لم يكن لدمائهم كفاء فعزت عولتى وتجلدي ذؤيب وكلثوم وسلمى تتابعوا أولئك إلا تدمع العين أكمد على أن سلمى ليس فيها كمثله وإخوته وهل ملوك كأعبد وإني لا عرضا خرقت ولا دما هرقت فذكر عالم الحق واقصد يقول فيها فما حملت من ناقة فوق رحلها أبر وأوفى ذمة من محمد وقد تقدم في ترجمة أسيد بن أبي إياس أن هذه الأبيات له فالله أعلم وتقدم أيضا بعض هذه الأبيات في ترجمة أنس بن زنيم قال المرزباني أصدق بيت قالته العرب هذا البيت فما حملت من ناقة فوق رحلها أبر وأوفى ذمة من محمد وجزم عمر بن شبة بأنه لأنس قال وسارية ولاه عمر ناحية فارس وله يقول يا سارية الجبل وقال المرزباني كان سارية مخضرما وقال العسكري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه وذكره بن حبان (3/52)
<53> في التابعين وذكر الواقدي وسيف بن عمر أنه كان خليعا في الجاهلية أي لصا كثير الغازة وأنه كان يسبق الفرس عدوا على رجليه ثم أسلم وحسن إسلامه وأمره عمر على جيش وسيره إلى فارس سنة ثلاث وعشرين فوقع في خاطر عمر وهو يخطب يوم الجمعة أن الجيش المذكور لاقى العدو وهم في بطن واد وقد هموا بالهزيمة وبالقرب منهم جبل فقال في أثناء خطبته يا سارية الجبل الجبل ورفع صوته فألقاه الله في سمع سارية فانحاز بالناس إلى الجبل وقاتلوا العدو من جانب واحد ففتح الله عليهم قلت هكذا أخرج القصة الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر وأخرجها سيف مطولة عن أبي عثمان وأبي عمرو بن العلاء عن رجل من بني مازن فذكرها مطولة وأخرجها البيهقي في الدلائل واللالكائي في شرح السنة والزين عاقولي في فوائده وابن الأعرابي في كرمات الأولياء من طريق بن وهب عن يحيى بن أيوب عن بن عجلان عن نافع عن بن عمر قال وجه عمر جيشا ورأس عليهم رجلا يدعى سارية فبينما عمر يخطب جعل ينادي يا سارية الجبل ثلاثا ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر فقال يا أمير المؤمنين هزمنا فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي يا سارية الجبل ثلاثا فأسندنا ظهرنا إلى الجبل فهزمهم الله تعالى قال قيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك وهكذا ذكره حرملة في جمعة لحديث بن وهب وهو إسناده حسن وقد تقدم إنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة وروى بن مردوية من طريق ميمون بن مهران عن بن عمر عن أبيه أنه كان يخطب يوم الجمعة فعرض في خطبته أن قال يا سارية الجبل من استرعى الذئب ظلم فالتفت الناس بعضهم إلى بعض فقال لهم علي ليخرجن مما قال فلما فرغ سألوه فقال وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا وأنهم يمرون بجبل فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجه واحد وإن جاوزوا هلكوا فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه قال فجاء البشير بعد شهر فذكر إنهم سمعوا صوت عمر في ذلك اليوم قال فعدلنا إلى الجبل ففتح الله علينا وقال خليفة افتتح سارية أصبهان صلحا وعنوة فيما يقال ساعدة بن محصن ذكره بن منده ولم يخرج له شيئا وإنما قال ذكره البخاري في الصحابة وتبعه أبو نعيم على ذلك وجوز بن الأثير أن يكون ساعدة بن محيصة الآتي في القسم الرابع ساعدة ويقال ساعدة بن هلوات المازني تقدم ذكره في ترجمة ابنه أسمر بن ساعدة ساعة التميمي العنبري ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه تقدم ذكره في ترجمة أوفى بن مولة وأفرده الذهبي فقال ساعد غير منسوب أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم بئرا في المعلاة كذا ذكره بلا هاء ساعدة الهذلي أبو عبد الله قال أبو عمر في صحبته نظر وروى أبو نعيم في الدلائل من طريق عبد الله بن يزيد الهذلي عن عبد الله بن ساعدة الهذلي عن أبيه قال كنا عند صنمنا سواع وقد جلبنا إليه غنما لنا مائتي شاة قد أصابها جرب فأدنيتها منه أطلب بركته فسمعت مناديا من جوف الصيم ينادي ذهب كيد الجن ورمينا بالشهب لنبي اسمه أحمد قال فصرفت وجه غنمي منحدرا إلى أهلي (3/53)
<54> فلقيت رجلا فخبرني بظهور النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وإسناده ضعيف سالف بن عثمان بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي روى بن شاهين من طريق المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان وعن رجال المدائني قالوا لما قدم وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتركهم على دينهم فذكر القصة وفيها فلما أسلموا استعمل من الأحلاف سالف بن عثمان على صدقة ثقيف وذكره بن الكلبي في الأنساب الكبرى وقال ولي الطائف ومدحه النجاشي الشاعر ذكر من اسمه سالم سالم بن ثبيتة بن يعار بن عبيد بن زيد الأنصاري ذكره بن أبي حاتم عن أبيه قال إنه بدري ولا أعلم له رواية قلت ويغلب على ظني أنه وهم وأنه سالم مولى ثبيتة وهو سالم مولى أبي حذيفة الآتي قريبا وثبيتة بمثلثة ثم موحدة ثم مثناه مصغر ويعار بتحتانية ومهملة والله أعلم سالم بن حرملة بن زهير بن حشر بفتح المهملة وسكون المعجمة ثم راء وقيل خنيس بمعجمة ثم نون ثم مهملة مصفر وقيل بفتح أوله وسكون النون بعدها موحدة مفتوحة ثم معجمة وبالأول جزم الدارقطني وابن ماكولا والثالث وقع عند بن السكن وساق نسبه إلى عدي بن الرباب العدوي من بني عدي بن الرباب قال أبو عمر له صحبة ورواية ثم قال سالم العدوي مخرج حديثه عن ولده ولا أحسبه من عدي قريش انتهى فجعل الواحد اثنين وسيأتي التنبيه على ذلك في القسم الرابع وقد روى حديثه البغوي والحسن بن سفيان وابن الجارود والباوردي وابن السكن والطبراني كلهم من طريق أبي الربيع سليمان بن عبد العزيز بن عبثر بن سالم بن حرملة حدثني أبي عن أبيه أن أباه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيمن وفد إليه وهو حدث وله ذؤابة وقد كاد أن يبلغ فتطهر من فضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فشمت علية رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له ووقع عند بن قانع من طريق سليمان بن عدي المذكور إلى قوله أن أباه وفد فقال في هذه الرواية إن أباه أخبره عن جده سالم أنه وفد فذكر الحديث ووقع عند الذهبي سالم بن حرملة بن حشر من الإكمال ففرق بينه وبين الذي قبله فوهم سالم بن حمير العبدي من بني مرة بن ظفر بن عمرو بن وديعة ذكره الرشاطي عن المدائني فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قال ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون سالم بن رافع الخزاعي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال أنه مخضرم أنشد النبي صلى الله عليه وسلم شعرا لما طرقتهم بكر بن عبد مناة بالوتير قال ومحمد بن إسحاق يروي هذه الأبيات لعمرو بن سالم بن حصيرة الخزاعي فلعل الشعر له وكان سالم بن رافع رفيقه سالم بن عبد الله يأتي بعد ترجمة سالم بن عبيد الأشجعي من أهل الصفة ثم نزل الكوفة وروى له من أصحاب السنن حديثين بإسناد صحيح في العطاس وله رواية عن عمر فيما قاله وصيفه عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (3/54)
<55> وكلام أبي بكر في ذلك أخرجه يونس بن بكير في زياداته روى عنه هلال بن يساف ونبيط بن شريط وخالد بن عرفطة سالم بن عمير ويقال بن عمرو ويقال بن عبد الله بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة ويقال في نسب جده ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي ذكره موسى بن عقبة في البدريين وله ذكر في ترجمة أمامة أبي ندبة يأتي في الكنى وقال بن سعد ويونس بن بكير عن بن إسحاق هو أحد البكائين وقال فيه سالم بن عمرو بن عوف وكذا قال بن مردوية من طريق مجمع بن جارية وزاد في نسبه العمري يعني أنه من بني عمرو بن عوف وقال أبو عمر شهد العقبة وبدرا وما بعدها ومات في خلافة معاوية وروى بن جرير من طريق أبي معشر عن محمد بن كعب وغيره في تسمية البكائين سالم بن عمير من بني واقف قلت فهذا يحتمل أن يكون غير الأول والله أعلم سالم بن عمير الواقفي ذكر في الذي قبله سالم بن عوف الأنصاري من حلفاء بني زعوراء بن عبد الأشهل ذكره الأموي عن بن إسحاق في المغازي فيمن شهد بدرا سالم بن عوف بن مالك الأشجعي له ولأبيه صحبة وروى بن مردويه من طريق الكلبي عن أبى صالح عن بن عباس قال جاء عوف بن مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن ابني أسره العدو وجزعت أمه فما تأمرني قال آمرك وإياها أن تستكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فقالت المرأة نعم ما أمرك به فجعلا يكثران منها فغفل عنه العدو فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه وهي أربعة آلاف شاة فنزلت ومن يتق الله يجعل له مخرجا الآية ورواه الخطيب في ترجمة سعيد بن القاسم البغدادي من تاريخه عن رواية جويبر عن الضحاك عن بن عباس كذلك ورواه السدي في تفسيره كذلك وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق علي بن بذيمة عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال جاء رجل أراه عوف بن مالك فذكره معناه وأخرجه الثعلبي من وجه آخر ضعيف وزاد أن الابن يسمى سالما وساق القصة بالمعنى وقال آدم في الثواب حدثنا عاصم بن محمد بن زيد حدثنا عبد الله بن الوليد عن محمد بن إسحاق قال جاء مالك الأشجعي فقال يا رسول الله أسر ابني عوف فذكر الحديث وهذا كأنه سقط منه بن فكان في الأصل جاء بن مالك فتوافق الروايات الأخري وإن ثبتت هذه الرواية فيكون لمالك صحبة الم بن وابصة الأسدي ذكره الطبري وغيره في الصحابة فإن كان وابصة أباه فهو بن معبد فلا صحبة لسالم وقال بن منده مجهول قلت إن كان هو بن معبد فليس بمجهول وأبوه مجهول في الصحابة وقال بن حبان في الثقات من التابعين سالم بن وابصة بن معبد يروي عن أبيه روى عنه أهل الجزيرة وقال أبو زرعة الدمشقي سألت عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر عن ولد جده وابصة فقال هم سالم وعتبة وعبد الرحمن وعمر فأكبرهم سالم وعتبة قال ومات سالم في آخر خلافة هشام وكان (3/55)
<56> في خلافة عثمان غلاما شابا وأخرج إسحاق والحسن بن سفيان والطبري وابن منده من طريق بقية عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطاة عن فضيل بن عمرو عن سالم بن وابصة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا أن شر السباع الأثعل أي الثعلب وهذا إسناد ضعيف جدا وقد أخرجه البغوي من طريق آخر عن بقية فقال عن سالم بن وابصة وكذلك رواه محمد بن شعيب عن مبشر بن عبيد وهذا يدل على أنه وقع في الإسناد الأول تصحيف وأنه عن سالم عن وابصة لا سالم بن وابصة فظهر أنه سالم بن وابصة بن معبد وهو تابعي كما تقدم من حكاية أبي زرعة أنه كان في خلافة عثمان شابا لأن مولده يكون في خلافة عثمان أو في خلافة عمر وقد ذكره المرزباني في معجمه فقال سالم بن وابصة بن معبد الأسدي ويقال اسم جده عتبة بن كعب وساق نسبه إلى أسد بن خزيمة لأبيه وابصة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان سالم شاعرا مسلما متدينا عفيفا ولي الرقة عن محمد بن مروان والله أعلم سالم الحجام قال أبو عمر سالم رجل من الصحابة حجم النبي صلى الله عليه وسلم وشرب دم المحجمة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما علمت أن الدم كله حرام انتهى وقال بن منده يقال هو أبو هند ويقال اسم أبي هند سنان ثم أخرج من طريق يوسف بن صهيب حدثنا أبو الجحاف عن سالم قال حجمت النبي صلى الله عليه وسلم فلما وليت المحجمة منه شربته فذكر الحديث سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أحد السابقين الأولين قال البخاري مولاته امرأة من الأنصار وقال بن حبان يقال لها ليلى ويقال ثبيتة بنت يعار وكانت امرأة أبي حذيفة وبهذا جزم بن سعد وقال بن شاهين سمعت بن أبي داود يقول هو سالم بن معقل وكان مولى امرأة من الأنصار يقال لها فاطمة بنت يعار أعتقه سائبة فوالى أبا حذيفة وسيأتي في ترجمة وديعة أن اسمها سلمى وزعم بن منده أنه سالم بن عبيد بن ربيعة وتعقبه أبو نعيم فأجاد وإنما هو مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة فوقع فيه سقط وتصحيف وقال بن أبي حاتم لا أعلم روى عنه شيء قلت بل روى عنه حديثان أحدهما عند البغوي من طريق عبدة بن أبي لبابة قال بلغني عن سالم مولى أبي حذيفة قال كانت لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة فقعدت في المسجد أنتظر فخرج فقمت إليه فوجدته قد كبر فقعدت قريبا منه فقرأ البقرة ثم النساء والمائدة والأنعام ثم ركع ثانيهما عند سمويه في السادس من فوائده وعند بن شاهين من طريق عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير حدثني شيخ من الأنصار عن سالم مولى أبي حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثل جبال تهامة فيجعل الله أعمالهم هباء كانوا يصلون ويصومون ولكن إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا إليه وأخرجه بن منده من طريق عطاء بن أبي رباح عن سالم نحوه وفي السندين جميع ضعف وانقطاع فيحمل كلام بن أبي حاتم على أنه لم يصح عنه شيء وكان أبو حذيفة قد تبناه كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فكان أبو حذيفة يرى أنه ابنه فأنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة فلما انزل الله ادعوهم لآبائهم رد كل (3/56)
<57> أحد تبنى ابنا من أولئك إلى أبيه ومن لم يعرف أبوه رد إلى مواليه أخرجه مالك في الموطأ عن الزهري عن عروة بهذا وفيه قصة إرضاعه وروى البخاري من حديث بن عمر كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر أخرجه الطبراني من طريق هشام بن عروة عن نافع وزاد وكان أكثرهم قرانا وقصته في الرضاع مشهورة فعند مسلم من طريق القاسم عن عائشة أن سالما كان مع أبي حذيفة فأتت سهلة بنت سهيل بن عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن سالما بلغ ما يبلغ الرجال وإنه يدخل علي وأظن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا فقال أرضعيه تحرمي عليه الحديث ومن طريق الزهري عن أبي عبيد الله بن عبد الله بن زمعة عن أمه زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن لعائشة ما نري هذا إلا رخصة رخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم وقال مالك في الموطأ عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير أن أبا حذيفة فذكر الحديث قال جاءت سهلة بنت سهيل وهي امرأة أبي حذيفة فقالت يا رسول الله إنا كنا نرى سالما ولدا وكان يدخل على وأنا فضل فماذا ترى فيه فذكره ووصله عبد الرزاق عن مالك فقال عن عروة عن عائشة أخرجه البخاري من طريق الليث عن الزهري موصولا وروى البخاري ومسلم والنسائي والترمذي من طريق مسروق عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رفعه خذوا القرآن من أربعة من بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل ومن طريق بن المبارك في كتاب الجهاد له عن حنظلة بن أبي سفيان عن بن سابط أن عائشة احتبست على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما حبسك قالت سمعت قارئا يقرأ فذكرت من حسن قراءته فأخذ رداءه وخرج فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك وأخرجه أحمد عن بن نمير عن حنظلة وابن ماجة والحاكم في المستدرك من طريق الوليد بن مسلم حدثني حنظلة عن عبد الرحمن بن سابط عن عائشة فذكره موصولا وابن المبارك أحفظ من الوليد ولكن له شاهد أخرجه البزاز عن الفضيل بن سهل عن الوليد بن صالح عن أبي أسامة عن بن جريج عن بن أبي مليكة عن عائشة بالمتن دون القصة ولفظه قالت سمع النبي صلى الله عليه وسلم سالما مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل فقال الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله ورجاله ثقات وروى بن المبارك أيضا فيه أن لواء المهاجرين كان مع سالم فقيل له في ذلك فقال بئس حامل القرآن أنا يعني أن فررت فقطعت يمينه فأخذ بيساره فقطعت فاعتنقه إلى أن صرع فقال لأصحابه ما فعل أبو حذيفة يعني مولاه قيل قتل قال فأضجعوني بجنبه فأرسل عمر ميراثه إلى معتقته ثبيتة فقالت إنما أعقته سائبة فجعله في بيت المال وذكر بن سعد أن عمر أعطى ميراثه لأمه فقال كليه سالم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي في سلمى في القسم الرابع سالم غير منسوب قال الواقدي حدثنا أبو داود سليمان بن سالم عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي أن رجلا مر على مجلس بالمدينة فيه عمر بن الخطاب فنظر إليه فقال أكاهن أنت فقال يا أمير المؤمنين (3/57)
<58> هدى الله بالإسلام كل جاهل ودفع بالحق كل باطل وأقام بالقرآن كل مائل وأغني بمحمد كل عائل فقال عمر متى عهدك بها يعني صاحبته قال قبيل الإسلام أتتني فصاحت يا سالم يا سالم فذكرت قصة سالم العدوي أفرده أبو عمر عن سالم بن حرملة وهو هو ذكر من اسمه السائب السائب بن الأقرع بن عوف بن جابر بن سفيان بن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي قال البخاري مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وروى بن منده من طريق أبي حمزة عن عطاء بن السائب عن بعض أصحابه عن السائب بن الأقرع أن أمه مليكة دخلت به على النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فمسح رأسه ودعا له قال بن منده ولي أصبهان ومات بها وعقبه بها منهم مصعب بن الفضيل بن السائب وقال أبو عمر شهد فتح نهاوند وسار بكتاب عمر إلى النعمان بن مقرن واستعمله عمر على المدائن قلت أخرج ذلك بن أبي شيبة بإسناد صحيح في قصة وقال هشام بن الكلبي عن أبيه قال بن عباس لم يكن للعرب أمرد ولا أشيب أشد عقلا من السائب بن الأقرع وحكى الهيثم بن عدي عن الشعبي أن السائب شهد فتح مهرجان ودخل دار الهرمزان فرأى فيها ظبيا من جص مدا يده فقال أقسم بالله أنه ليشير إلى شيء فنظر فإذا فيه خبيئة للهرمزان فيها سفط من جوهر وروى بن أبي شيبة من طريق الشيباني عن السائب بن الأقرع نحوه وقال سعيد بن عبد العزيز عن حصين عن أبي وائل قال كان السائب بن الأقرع عاملا لعمر فذكر قصة طويلة وسيأتى في ترجمة قريب بن ظفر أن عمر بعثه مع النعمان بن مقرن لما وجهه إلى نهاوند قاسما السائب بن الحارث بن صبرة بفتح المهملة وكسر الموحده بن سعيد بن سعد بن سهم القرشي السهمي قال البخاري له صحبة وهو السائب بن أبي وداعة وروى البخاري من طريق إبراهيم بن المطلب أن السائب بن أبي وداعة تصدق بداره سنة سبع وخمسين ومات فيها وقال الزبير بن بكار عن عمه زعموا أنه كان شريكا للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة وهو أخو المطلب بن أبي وداعة وأما قول أبي عمر أن السائب هو المطلب فلم يتابع عليه السائب بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي أحد السابقين قال بن إسحاق هاجر إلى الحبشة وكذا ذكره موسى بن عقبة وذكره بن إسحاق فيمن قتل بالطائف وكذا ذكره الواقدي وزاد وقتل معه أيضا أخوه عبد الله لكن ذكر موسى بن عقبة عن بن شهاب ووافقه معمر عن بن شهاب أنه جرح وأنه عاش بعد ذلك إلى أن استشهد بالأردن يوم فحل في أول خلافة عمر سنة ثلاث عشرة وكذا ذكر بن سعد وزاد وأمه أم الحجاج كنانية السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي أخو فاطمة ذكره العسكري وقال لا أعلم له رواية وقال بن سعد في الطبقة الرابعة ممن أسلم يوم الفتح أمه أم جميل بنت الفاكه بن المغيرة المخزومية وتزوج عاتكة بنت الأسود بن المطلب فولد له منها عبد الله (3/58)
<59> ورقية وأسلم يوم الفتح وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ثلاثين وسقا ولا أعلمه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا وكانت له سن عالية وله بالمدينة دار كبيرة ومات في زمن معاوية بالمدينة وقال أبو عمر هو الذي قال فيه عمر ذاك رجل لا أعلم فيه عيبا بخلاف غيره وقد روى أن عمر قال ذلك في ولده عبد الله بن السائب وكان شريفا وسيطا أيضا والأثبت أنه قال في السائب وهو أخو فاطمة المستحاضة روى عنه سليمان بن يسار وغيره وقال بن منده روى عنه سليمان بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا بن أبي حبيش رواه الواقدي ولم يزد بن منده في ترجمته على ذلك السائب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم المخزومي عم سعيد بن المسيب قال بن عبد البر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم بمولده وقال مصعب المسيب والسائب وعبد الرحمن وأبو معبد إخوة أمهم أم الحارث بنت سعيد بن أبي قيس العامرية ولم يرو منهم إلا المسيب وقال بن عبد البر لا أعلم له رواية قلت زاد بن سعد في أولاد حزن حكيم بن حزن وقال أسلم يوم الفتح واستشهد باليمامة ولم يذكر السائب السائب بن خباب أبو مسلم ويقال أبو عبد الرحمن صاحب المقصورة ويقال هو مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس والصواب أنه غيره فإن مولى فاطمة ولد سنة خمس وعشرين ومات سنة تسع وتسعين ذكر ذلك بن حبان في الثقات وأما صاحب المقصورة فقال الدارقطني مختلف في صحبته قلت ولكن تقدم في ترجمة خباب والد السائب هذا أنه مولى فاطمة فلعل بن حبان لم يحرر مولده وقال البخاري يقال له صحبة وقال الدارقطني مختلف في صحبته وروى له بن ماجة حديث لا وضوء إلا من صوت أو ريح ولم ينسبه في روايته المشهورة ووقع في نسخة السائب بن يزيد وعليها اعتمد بن عساكر ونسبه أحمد من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عنه فقال عن السائب بن خباب وقال البغوي لا أعلم له سندا غيره انتهى وقد أورد له بن منده آخر وقال الأزدي تفرد عنه محمد بن عمرو بن عطاء انتهى وقد قال أبو حاتم روى عنه محمد بن عمرو بن عطاء وإسحاق بن سالم أنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن قسيط عن مسلم بن السائب عن أمه توفي السائب فأتيت بن عمر فذكر قصة وذكر عمر بن شبة في أخبار المدينة أن عثمان استعمل السائب بن خباب على المقصورة ورزقه دينارين في كل شهر فتوفي عن ثلاثة رجال مسلم وبكير وعبد الرحمن وغفل بن حبان فذكر في ثقات التابعين السائب بن خباب وروى عن بن عمر أنه مات سنة تسع وتسعين وليس هو صاحب المقصورة ولذا فرقهما السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن مالك الأنصاري الخزرجي أبو سهلة قال أبو عبيد شهد بدرا وولى اليمن لمعاوية وله أحاديث روى عنه ابنه خلاد وصالح بن حيوان وعطاء بن يسار وغيرهم روى له أصحاب السنن حديث رفع الصوت بالتلبية وصححه الترمذي وروى له النسائي آخر في فضل المدينة وروى أبو داود من طريق صالح بن صفوان (3/59)
<60> عن أبي سهلة حديثا آخر فزعم أبو عمران أنه السائب بن خلاد الجهني وجزم غيره بأنه الأنصاري قال البخاري السائب بن خلاد أبو سهلة من الخزرج وقال قال أبو نعيم إنه مات سنة إحدى وسبعين فيما قال الواقدي السائب بن خلاد الجهني أبو خلاد روى البخاري في التاريخ والبغوي من طريق حماد بن الجعد عن قتادة عن خلاد الجهني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستنجاء وروى الطبراني وغيره من طريق بن أخي الزهري أخبرني بن خلاد أن أباه سمع النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وأورد له الطبراني حديثا آخر في الدعاء اختلف فيه على بن لهيعة السائب بن سويد مدني روى بن أبي عاصم والبغوي من طريق محمد بن كعب عن السائب بن سويد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من شيء يصيب من زرع أحدكم من العوافي إلا كتب الله له به أجرا قال البغوي لا أعلم له غيره السائب بن أبي السائب واسمه صيفي بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم والد عبد الله بن السائب روى له أبو داود والنسائي من طريق مجاهد عن قائد السائب عن السائب أنه كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم وقيل عن مجاهد عن السائب بلا واسطة وروى بن أبي شيبة من طريق يونس بن خباب عن مجاهد كنت أقود بالسائب فيقول لي يا مجاهد أدلكت الشمس فإذا قلت نعم صلى الظهر وذكر سيف بن عمر في الردة أنه كان مع عكرمة بن أبي جهل في قتال أهل الردة وأنه بعثه بشيرا بالفتح إلى أبي بكر وروى الزبير بن بكار من طريق يحيى بن كعب مولى سعيد بن العاص عن أبيه أن معاوية حج فطاف ومعه جنده فزحموا السائب بن صيفي فسقط فوقف عليه معاوية وقال ارفعوا الشيخ فقام فقال هي يا معاوية أجئتنا بأوباش الشام يصرعوننا حول البيت أما والله لقد أردت أن أتزوج أمك فقال له معاوية ليتك فعلت فجاءت بمثل أبي السائب يعني عبد الله بن السائب وقد خالف الزبير بن بكار ما دلت عليه هذه القصة فذكر أن السائب بن أبي السائب قتل يوم بدر كافرا فيحتمل أن يكون السائب بن صيفي عنده غير السائب بن أبي السائب السائب بن عبد الله المخزومي قيل هو بن صيفي وقيل غيره روى أحمد من طريق إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن السائب بن عبد الله قال جيء بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فجعل عثمان وغيره يثنون علي فقال لهم لا تعلموني به كان صاحبي في الجاهلية الحديث وهذا لعله الماضي فإنه هو الذي كان شريكا وسأذكر قصة الشريك في ترجمة قيس بن السائب إن شاء الله وروى الطبراني من طريق يحيى بن عبيد عن أبيه عن السائب بن عبد الله قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بين الركن اليماني والحجر الأسود يقول اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وقيل الصواب في هذا عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن عبد الله بن السائب فالله أعلم السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي جد الإمام الشافعي رضي الله عنه ذكر الخطيب في ترجمة الشافعي بغير إسناد أن السائب أسلم يوم بدر وكان صاحب راية بني (3/60)
<61> هاشم مع المشركين فأسر ففدى نفسه وأسلم وروى الحاكم في مناقب الشافعي من طريق إياس بن معاوية عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم في فسطاط إذ جاء السائب بن عبيد ومعه ابنه فقال من سعادة المرء أن يشبه أباه ويقال إن السائب هذا كان ممن يشبه النبي صلى الله عليه وسلم وقال الزبير في كتاب النسب ولد عبيد بن عبد يزيد السائب وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وأسر يوم بدر وذكر بن الكلبي أنه كان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وأخرج الحاكم في مناقب الشافعي من طريق أبي محمد أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب قال سمعت أبي يقول اشتكى السائب بن عبيد فقال عمر اذهبوا بنا نعود السائب بن عبيد فإنه من مصاصة قريش قال النبي صلى الله عليه وسلم حين أتي به وبعمه العباس هذا أخي قال البيهقي بعد تخريجه فالسائب بن عبيد صحابي وابنه شافع صحابي وأخوه عبد الله بن السائب صحابي وقال زكريا الساجي في مناقب الشافعي سمعت أحمد بن محمد بن حميد العدوي النسابة يقول أم السائب بن عبيد الشفاء بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف وأم الشفاء هذه خالدة بنت أسد بن هاشم خالة علي بن أبي طالب وإخوته السائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب الجمحي يأتي نسبه في ترجمة أبيه قال بن إسحاق أسلم في أول الإسلام وهاجر إلى الحبشة وشهد بدرا والمشاهد واستشهد باليمامة واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوة بواط وكذا ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين وقال بن سعد كان بن الكلبي يقول إن الذي شهد بدرا السائب بن مظعون عم هذا قال بن سعد وذلك وهم منه لمخالفته جميع أهل السير فإنهم كلهم أثبتوه فيمن شهد بدرا وما بعدها وجرح باليمامة فمات ذلك السهم وهو بن بضع وثلاثين سنة السائب بن عمير القاري ويقال الأزدي له ذكر في حديث أخرجه بن منده من طريق أحمد بن عصام عن أبي عاصم عن بن جريج عن إسماعيل بن محمد بن سعد قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم السائب بن عمير القاري إن مات سعد بن خولة ألا يقبر بمكة وأخرجه الفاكهي من طريق أخرى عن بن جريج نحوه وسيأتي في ترجمة عمرو بن القاري نحو هذا لكن في حق سعد بن أبي وقاص السائب بن العوام القرشي الأسدي أخو الزبير شقيقه روى البخاري والبلاذري من طريق هشام بن عروة عن أبيه أنه استشهد باليمامة وكذا ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق ورأيت في ديوان حسان رواية أبي سعيد السكري عن بن حبيب وليس للسائب بن العوام عقب وقد شهد بدرا وذكر بن الكلبي أنه شهد الخندق وغيرها السائب بن قيس السهمي ذكر أبو حذيفة البخاري في الفتوح أنه استشهد بأجنادين ولعله السائب بن الحارث بن قيس الذي تقدم أو هو عمه إن ثبت السائب بن مظعون الجمحي أخو عثمان تقدم كلام بن الكلبي في ترجمة السائب بن (3/61)
<62> عثمان بن مظعون واعتمد أبو عمر ذلك فقال ذكره بن الكلبي فيمن شهد بدرا ولم يذكره موسى بن عقبة السائب بن نميلة قال أبو عمر مذكور في الصحابة وروى بن شاهين من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق عن مجاهد عن السائب بن نميلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم قال أبو عمر ولا أعلم له غيره وأخشى أن يكون مرسلا قلت ذكر بن منده أن السائب بن أبي السائب يقال له السائب بن نميلة فإن ثبت فهو هذا السائب بن أبي وداعة تقدم في السائب بن الحارث السائب الغفاري صحابي نزل مصر ذكره بن يونس وأخرج البغوي وأبو نعيم ومحمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين نزلوا مصر من طريق أبي قبيل سمعت رجلا من بني غفار يقول أتت بي أمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى تميمة فقطعها وقال إما اسمك قال قلت السائب قال بل اسمك عبد الله قال أبو قبيل فقلت على أيهما تجيب قال على كليهما فقلت لكني والله لو كنت أنا ما أجبرت الا على الاسم الذي سماني به رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه بن منده من هذا الوجه مختصرا قال لا أعلم له غيره وسيأتي في العبادلة أتم من هذا إن شاء الله تعالى السائب الثقفي مولى غيلان بن سلمة روى أبن يونس في تاريخ مصر من طريق يزيد بن أبي حبيب عن نافع بن السائب أن أباه كان عبد الغيلان بن سلمة الثقفي فأسلم فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أسلم غيلان رد النبي صلى الله عليه وسلم عليه ولاءه السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة ويقال عائذ بن الأسود الكندي أو الأزدي وقيل هو كناني ثم ليثي وقيل هذلي يعرف بابن أخت النمر والنمر خال أبيه يزيد هو النمر بن جبل ووهم من قال إنه النمر بن قاسط وسيأتي شيء من ذلك في ترجمة يزيد وقال الزهري هو أزدي حالف بني كنانة له ولأبيه صحبة روى البخاري من طريق محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال حج أبي مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن ست سنين ومن طريق الزهري عنه قال خرجت مع الصبيان نتلقى النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك وفي الصحيحين أيضا من طريق محمد بن يوسف عن السائب أن خالته ذهبت به وهو وجع فمسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه ودعا له وتوضأ فشرب من وضوئه ونظر إلى خاتم النبوة وأم أم السائب أم العلاء بنت شريح الحضرمية وكان العلاء بن الحضرمي خاله وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وعن أبيه وعمر وعثمان وعبد الله بن السعدي وخاله نصر وحويطب بن عبد العزيز وطلحة وسعد وغيرهم روى عنه الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري وإبراهيم بن قارظ وآخرون قال مصعب الزبيري استعمله عمر على سوق المدينة هو وسليمان بن أبي خيثمة وعبد الله بن عتبة بن مسعود وقال أبو نعيم مات سنة اثنتين وثمانين وقيل بعد التسعين وقيل سنة إحدى وقيل سنة أربع وقال بن أبي داود هو آخر من مات بالمدينة من الصحابة ووهم يعقوب بن سفيان فذكره فيمن قتل يوم الحرة (3/62)
<63> السين بعدها الباء سباع بن ثابت الزهري حليفهم ذكره البغوي وابن قانع في الصحابة وأخرجا له من رواية عبيد الله بن أبي يزيد عنه قال أدركت أهل الجاهلية وهم يطوفون بين الصفا والمروة ويقولون اليوم نقر عينا بقرع المروتينا ووجه الدلالة من هذا على صحبته ما تقدم من أنه لم يبق بمكة قرشي إلا شهد حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم وهذا قرشي أدرك الجاهلية وبقي بعد ذلك حتى سمع منه عبيد الله بن أبي يزيد وهو من صغار التابعين ولسباع هذا رواية أيضا عن عمر وله حديث في السنن عن أم كرز الكعبية الصحابية من رواية عبيد الله عنه أيضا وقيل من رواية عبيد الله عن أبيه عنه سباع بن زيد أو بن يزيد بن ثعلبة بن قزعة بن عبد الله بن مخزوم بن مالك بن غلاب بن قطيعة بن قيس العبسي روى بن شاهين من طريق بن الكلبي حدثني أبو الشغب العبسي قال وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رهط من عبس منهم سباع بن زيد بن قزعة وأبو الحصين بن لقمان فأسلموا فدعا لهم وعقد لهم لواء وقال ابغوني رجلا يعشركم وجعل شعارهم يا عشرة ومن طريق الحسين بن محمد بن علي الأزدي حدثنا عائذ بن حبيب العبسي عن أبيه حدثني مشيخة من بني عبس عن سباع بن زيد أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له قصة خالد بن سنان فقال ذاك نبي ضيعه قومه سباع بن عرفطة الغفاري ويقال له الكناني له ذكر في حديث أبي هريرة فروى بن خزيمة والبخاري في التاريخ الصغير والطحاوي من طريق خثيم بن عراك عن أبيه عن أبي هريرة قال قدمت المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وقد استخلف على المدينة سباع بن عرفطة فشهدنا معه الصبح وجهزنا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر قال البخاري ورواه وهيب عن أبيه عن نفر من قومه قالوا قدم أبو هريرة فذكره قلت وطريق وهيب هذه وصلها البيهقي في الدلائل وقال أبو حاتم استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوة دومة الجندل سبرة بن أبي سبرة هو بن يزيد يأتي سبرة بن عمرو بن سابط الأنصاري ذكره بن حبان في الصحابة سبرة بن عمرو التميمي ذكره بن إسحاق في وفد بني تميم منهم الأقرع والقعقاع بن معبد وذكر سيف أن خالد بن الوليد استعمله لما توجه إلى العراق وأنه كان مع المثنى بن حارثة في جملة قواده في حروب العراق سبرة بن عوسجة ذكره بن حبان في الصحابة وقال مات في ولاية معاوية وفرق بينه وبين سبرة بن معبد وقال غيره هما واحد وهو سبرة بن معبد بن عوسجة نسب لجده سبرة كالذي قبله بفتح أوله وسكون ثانيه ويقال بميم مضمومة بدل الموحده بن فاتك بن (3/63)
<64> الأخرم الأسدي بفتح الهمزة وسكون السين هو الأزدي هكذا يقال بالسين والزاي صرح بذلك أبو القاسم في طبقات أهل حمص وأما بن أبي عاصم فقال إنه بفتح السين ثم جعله من بني أسد بن خزيمة وهو أخو خريم بن فاتك روى الطبراني من طريق الشعبي عن أيمن بن خريم قال كان أبي وعمي شهدا بدرا وذكر الواقدي هذا الكلام واستنكره وقال إنما أسلم خريم وأخوه بعد الفتح قلت ولهذا لم يذكرا في البدريين وقد وقع لي في غرائب شعبة لابن منده من طريق جبير بن نفير عن سبرة بن فاتك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين الحديث وأخرجه من طريق أخرى فقال سمرة وروى بن منده أيضا من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي قال كان سبرة بن فاتك هو الذي قسم دمشق بين المسلمين وذكره محمد بن عائذ عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز مثله وروى الطبراني في مسند الشاميين أن سبرة بن فاتك مر بأبي الدرداء فقال إن مع سبرة نورا من نور محمد صلى الله عليه وسلم ومن طريق محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ قال لقد رأيت رجلا سب سبرة فكظم غيظه متحرجا من جوابه حتى بكى من الغيظ سبرة بن الفاكه ويقال بن الفاكهة ويقال بن أبي الفاكه المخزومي وقيل الأسدي صحابي نزل الكوفة له حديث عند النسائي بإسناد حسن إلا أن في إسناده اختلافا ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه الحديث في قضية الجهاد وقد صححه بن حبان ووقع عنده سبرة بن أبي فاكه روى عنه عمارة بن خزيمة وسالم بن أبي الجعد سبرة بن معبد بن عوسجة بن حرملة بن سبرة الجهني أبو ثرية بفتح المثلثة وكسر الراء وتشديد التحتانية وقيل مصغر صحابي نزل المدينة وأقام بذي المروة وروى عنه ابنه الربيع وذكر بن سعد أنه شهد الخندق وما بعدها ومات في خلافة معاوية وقد علق له البخاري وروى له مسلم وأصحاب السنن وعند مسلم وغيره من حديثه أنه خرج هو وصاحب له يوم الفتح فأصابا جارية من بني عامر جميلة فأراد أن يستمتعا منها قالت فما تعطياني فقال كل منا بردى قال فجعلت تنظر فتراني أشب وأجمل من صاحبي وترى برد صاحبي أجود من بردي قال فاختارتني على صاحبي فكنت معها ثلاثا ثم أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نفارقهن وروى سيف في الفتوح أنه كان رسول على لما ولي الخلافة بالمدينة إلى معاوية يطلب منه بيعة أهل الشام سبرة بن يزيد بن مالك بن عبد الله بن ذؤيب بن سلمة بن عمرو بن ذهل الجعفي هو سبرة بن أبي سبرة روى أبو أحمد الحاكم من طريق حجاج بن أرطاة عن عمير بن سعيد عن سبرة بن أبي سبرة أن أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما ولدك قال عبد العزى والحارث وسبرة فغير عبد العزى فقال هو عبد الله وقال إن من خير أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن والحارث وزعم بن قانع أن أبا سبرة صاحب هذا الحديث هو معبد بن عوسجة الجهني فالله أعلم وروى أبو نعيم من طريق زياد بن عبد العزيز عن أبي سبرة حدثني أبي قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر (3/64)
<65> قصة فيها فأقبل علينا وهو يقول والذي نفسي بيده ليخرجن من هذا المسجد فتن كصياصي البقر وسيأتي له ذكر في ترجمة عزيز سبيع بن حاطب بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا واستشهد بها لكن عند موسى سبيق بقاف بدل العين وحكى بن هشام فيه سويبق بالتصغير سبيع بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامرة بن عدي بن كعب بن الخزرج الأنصاري ذكره بن شاهين ونقل عن بن الكلبي أنه شهد بدرا وأحدا سبيع بن نصر المزني له ذكر في حديث قال عمر بن شبة حدثنا موسى حدثنا حماد عن عبد الملك بن عمير قال لما قدم الناس المدينة وكثروا بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله رجلا كفانا قومه فقام سبيع بن نصر فقال من كان ههنا من مزينة فليقم فقامت حتى خفت المجالس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله مزينة ثلاث مرات سبيق مضى في سبيع السين بعدها الجيم سجار يأتي في الشين المعجمة سجل كاتب النبي صلى الله عليه وسلم أخرج أبو داود والنسائي وابن مردويه من طريق أبي الجوزاء عن بن عباس قال السجل كاتب النبي صلى الله عليه وسلم وروى النسائي من وجه آخر عن أبي الجوزاء عن بن عباس أنه قال في قوله تعالى يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب قال السجل هو الرجل زاد بن مردويه والسجل هو الرجل بالحبشية وروى بن مردويه وابن منده من طريق حمدان بن سعيد عن بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يقال له السجل فأنزل الله عز وجل يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب قال لا السجل هو الرجل زاد بن مردويه والسجل هو الرجل بالحبشية وأخرجه أبو نعيم لكن قال حمدان بن علي ووهم بن منده في قوله بن سعيد قال بن منده تفرد به حمدان قلت إن كان هو بن علي فهو ثقة معروف واسمه محمد بن علي بن مهران وكان من أصحاب أحمد ولكن قد رواه الخطيب في ترجمة حمدان بن سعيد البغدادي من تاريخه فترجمت رواية بن منده ونقل عن البرقاني أن الأزدي قال تفرد به بن نمير قلت بن نمير من كبار الثقات فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق وغفل من زعم أنه موضوع نعم ورد ما يخالفه فأخرج بن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الباقر أن السجل ملك كان له في أم الكتاب كل يوم ثلاث (3/65)
<66> حجات فذكر قصة في أقوال الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها وزاد النقاش في تفسيره أنه في السماء الثانية يرفع فيه أعمال العباد في كل اثنين وخميس ونقل الثعلبي وغيره عن بن عباس ومجاهد السجل الصحيفة سحيم بالتصغير بن خفاف ذكره أحمد بن محمد بن عيسى فيمن نزل حمص من الصحابة روى الطبراني في مسند الشاميين من طريق محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ قال قال سحيم بن خفاف قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرب الساعة والدجال حتى قمت إلى غنمي وهي خمسمائة شاه مرفد كل شاة مرفد ناقة فبعتها شيئا فشيئا مما ظننت أن الساعة حاضرة سحيم آخر غير منسوب ويحتمل أنه الخزاعي روى أحمد من طريق أبي الزبير سألت جابرا عن القتيل الذي قتل فأذن فيه سحيم فقال جابر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سحيما أن يؤذن في الناس أن لا يدخل الجنة إلا مؤمن ولا أعلم أحدا قتل وروى بن شاهين من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وسعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي ومعاذ بن جبل وبديل بن ورقاء وسحيم أن نادوا في الناس فانهوهم أن يصوموا أيام التشريق فإنها أيام أكل وشرب سحيم يأتي في سمحه السين بعدها الخاء سخبرة الأزدي بسكون الزاي والد عبد الله بن سخبرة ويقال له الأسدي بسكون السين وروى الترمذي من طريق أبي داود الأعمي أحد المتروكين عن عبد الله بن سخبرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطلب العلم كان كفارة لما مضى وله حديث آخر أخرجه الطبراني من طريق عبد الله بن سخبرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ابتلي فصبر وأعطي فشكر وظلم فغفر وظلم فاستغفر أولئك لهم الأمن وهم مهتدون وفي سنده أبو داود أيضا سخبرة بن عبيدة الأسدي من بني أسد بن خزيمة ذكره بن إسحاق فيمن تقدم إسلامه من بني غنم بن دودان فيمن هاجر قديما سخرور بوزن عصفور هو بن مالك الحضرمي ذكره بن يونس في تاريخه فقال له صحبة وسكن مصر وشهد فتحها وله خطبة قام بها وذكر فيها حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرها أبو عمر الكندي من طريق الوليد بن سليمان أنه سمع عائذ بن جابر بن ربيعة الحضرمي (3/66)
<67> يقول لما سار مروان إلى مصر أجمع أهل مصر على منعه إلا طائفة من أشرافهم فقام في كل قبيل خطيب يحضونهم على الطاعة لابن الزبير وقام سخرور بن مالك الحضرمي خطيبا في حضرموت وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه فخطبهم فقال ألا إنه من نكث صفقة يمينه طائعا فقد خرج من الإسلام فذكرها قال فلما صالح أهل مصر مروان على الدخول ودخلها قال سخرور اللهم لا أراه ولا يراني فقد طال عمري فاقبضني إليك فتوفي بعد دخول مروان مصر بتسع ليال السين بعدها الراء سراج بن قرة بن ربعي بن زرعة بن الكاهن بن عمرو بن عوف بن أبي ربيعة بن الصموت بن عبد الله عبد بن كلاب الشاعر جاهلي معروف زعم أبو الحسين بن سراج الأندلسي شيخ عياض أنه جده وأنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول إنه بن قرة بضم القاف والراء والمعروف في الشاعر أنه بن قوة بالواو قال عياض لم أر أحدا تابع شيخنا على أن لسراج وفادة وقد ذكر أبو مروان بن جناح مؤرخ الأندلس أن عبد الله بن مروان بن سراج من موالي عبد الرحمن بن معاوية الداخل وأن القاضي سراج بن عبد الملك كان يصرح بولائهم ويفتخر بكتاب عتق جده الأكبر سراج وقد ذكره أبو الوليد بن طريف الكاتب في أخبار عبد الملك بن سراج أن سلفه أصابهم سباء فصيرهم في موالي بني أمية قال عياض وشيخنا مسلم له ما ادعاه من ذلك لتقدمه في علم الأثر وإمامته وثقته قلت وقد ذكره المرزباني في معجم الشعراء سراج بن قوة العامري أحد بني الصموت بن عبد الله بن كلاب وقال إنه جاهلي وأنشد له شعرا قاله في يوم من أيام الجاهلية سراج بن مجاعة بن مرارة بن سلمى اليمامي الحنفي لأبيه صحبة وأما هو فقال بن حبان له صحبة ثم ذكره في التابعين وكذا ذكره في التابعين البخاري وأبو حاتم وذكره الباوردي وابن السكن وابن قانع وجملة في الصحابة وأوردوا له من طريق عنبسة بن عبد الواحد القرشي عن الرحيل بن إياس بن نوح بن مجاعة عن عمه هلال بن سراج بن مجاعة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى مجاعة أرضا باليمامة الحديث وروى أبو داود من طريق هلال بن سراج عن أبيه سراج عن أبيه مجاعة حديثا سراج التميمي غلام تميم الداري يكنى أبا مجاهد ذكره بن منده والخطيب في المؤتلف وقال بن منده أنبأنا الحسن بن أبي الحسن العسكري بمصر أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الفهري حدثنا سلامة بن سعيد بن زياد حدثنا يزيد بن عباس بن حكيم بن خيار بن عبد الله بن يحيى بن علي بن مجاهد بن سراج حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه على بن مجاهد عن سراج وكان اسمه فتحا قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن خمسة غلمان لتميم وكانت تجارتنا الخمر فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم فشققتها وقال الخطيب ومن خطه مضبوطا (3/67)
<68> نقلت أخبرني عبد العزيز بن أبي الحسن القرمسيني حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد كذا حدثنا سلامة بن سعيد الداري حدثني أبو حامد يزيد بن العباس بن حكيم بن خيار فذكر النسب مثله إلى سراج حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده كذا فيه مرتين عن أبيه على بن مجاهد عن جده مجاهد عن أبيه سراج سادن بيت المقدس وكان اسمه فتحا كذا بخطه بمثناه من فوق ساكنه ثم حاء مهملة قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن خمسة غلمان لتميم الداري معه وكانت تجارتهم الخمر فلما نزل تحريم الخمر على النبي صلى الله عليه وسلم أمرني فشققتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لتميم بعني غلمانك لاعتقهم فقال له تميم قد أعتقتهم يا رسول الله قال وكان يسرج في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسعف النخل فقدمنا بالقناديل والزيت والحبال فأسرجت المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم من اسرج مسجدنا فقال تميم غلامي هذا قال ما اسمه قال فتح قال النبي صلى الله عليه وسلم بل اسمه سراج فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سراجا فذكر قدومه وتشقيق الخمر قلت أغفل بن منده وغيره ذكره في فتح في حرف الفاء ولم يستدركه أبو موسى بل ذكره هناك تابعيا من أهل اليمن وروى عن صحابي لم يسمه وحديثه في مسنده أحمد ونسبه إلى تخريج أبي بكر بن أبي علي وغيره وأن جعفر المستغفري ضبطه بنون ثقيله بعد الفاء وآخره جيم وهو اسم فارسي فجوزت أن غلام تميم كان هذا اسمه لكن رأيته كما تقدم بخط الخطيب بمثناة وحاء مهملة وكذا في نسخة الاستيعاب سرار بن ربيع ذكره بن إسحاق وابن الأمين في ذيله على الاستيعاب من حديث محمد بن إسماعيل الصائغ فليحرر ذكر من اسمه سراقة سراقة بن جعشم هو بن مالك يأتي سراقة بن الحارث صحابي قال الطبري له رواية ولا يوقف على نسبه سراقة بن الحارث يأتي في الذي بعده سراقة بن الحباب بن عدي الأنصاري ثم العجلاني ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بحنين وذكره بن إسحاق كذلك لكن سمى أباه الحارث كذا في تهذيب السيرة لابن هشام لكن ذكره يونس بن بكير عن أبن إسحاق في المغازي فمسى أباه الحباب على الصواب ووهم بن عبد البر ففرق بين سراقة بن الحارث وسراقة بن الحباب قاله بن الأثير قال والحق أنهما واحد وكذا نبه عليه بن فتحون سراقة بن سراقة روى بن منده من طريق يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن عوف عن سراقة بن سراقة قال أصاب سنان بن سلمة نفسه يوم خيبر بالسيف فلم يجعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم دية سراقة بن عمرو بن زيد بن عبد مناة بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن (3/68)
<69> الخزرج الأنصاري ذكر العدوي أنه شهد أحدا وما بعدها واستشهد يوم القادسية سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي قال أبو حاتم بدري لا رواية له وقال بن سعد أمه عتيلة بنت قيس بن زعوراء بن حرام النجاري شهد بدرا وأحدا والخندق وغيرها واستشهد بمؤته وذكره بن إسحاق والواقدي فيمن شهد بدرا واستشهد يوم مؤتة وكذا قال أبو الأسود عن عروة سراقة بن عمرو لقبه ذو النور قال أبو عمر ذكروه في الصحابة ولم ينسبوه وكان أحد الأمراء بالفتوح وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة ذكر سيف في الفتوح أن عمر رد سراقة بن عمرو إلى الباب وجعل على مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي قال وسراقة هو الذي صالح سكان أرمينية ومات هناك فاستخلف عبد الرحمن فأقره عمر على عمله وكان سراقة يدعى ذا النور وكذلك عبد الرحمن سراقة بن عمير أحد البكائين ذكره الطبراني من طريق عبد الغني بن سعيد أحد الضعفاء في تفسيره من طريق عطاء والضحاك عن بن عباس في قوله تعالى ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم الآية منهم سراقة بن عمير وقد تقدم سالم بن عمير بهذه القصة فيحتمل أن يكونا أخوين سراقة بن كعب بن عمرو بن عبد العزى بن غزية وقيل عروة بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار ذكره بن إسحاق وأبو معشر وغيرهما فيمن شهد بدرا وقال بن الكلبي استشهد باليمامة وأما أبو عمر فقال عاش إلى خلافة معاوية سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة الكناني المدلجي وقد ينسب إلى جده يكنى أبا سفيان كان ينزل قديدا روى البخاري قصته في إدراكه النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة ودعا النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى ساخت رجلا فرسه ثم أنه طلب منه الخلاص وألا يدل عليه ففعل وكتب له أمانا وأسلم يوم الفتح ورواها أيضا من طريق البراء بن عازب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وفي قصة سراقة مع النبي صلى الله عليه وسلم يقول سراقة مخاطبا لأبي جهل أبا حكم والله لو كنت شاهدا لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه علمت ولم تشكك بأن محمدا رسول ببرهان فمن ذا يقاومه وقال بن عيينة عن إسرائيل أبي موسى عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسراقة بن مالك كيف بك إذا لبست سواري كسرى قال فلما أتى عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة فألبسه وكان رجلا أزب كثير شعر الساعدين فقال له أرفع يديك وقل الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة الأعرابي وروى ذلك عنه بن أخيه عبد الرحمن بن مالك بن جعشم وروى عنه بن عباس وجابر وسعيد بن المسيب وطاوس قال أبو عمر مات في خلافة عثمان سنة (3/69)
<70> أربع وعشرين وقيل بعد عثمان سراقة بن مالك الأنصاري أخو كعب بن مالك ذكره الحاكم وروى من طريق بن إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن أخيه سراقة بن مالك أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضالة ترد حوضه فهل له أجر الحديث وفي إسناده ضعف فإن فيه بن لهيعة ولم أر من ذكر سراقة هذا في الصحابة إلا أنه سيأتي في ترجمة سهل بن مالك ذكر شيء رواه الطحاوي من طريق عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عمه ولم يسمه فيحتمل أن يكون هو سراقة بن مرداس السلمي أخو العباس لم أر من ذكره في الصحابة لكن وجدت ما يدل على ذلك قال أبو الفرج الأصبهاني كان العباس بن مرداس يكنى أبا الهيثم وفي ذلك يقول أخوه سراقة يرثيه أعين ألا أبكي أبا الهيثم واذري الدموع ولا تسأمي ووجه الدلالة من ذلك أن بقاءه إلى أن مات أخوه العباس مع أن أباهما مات قبل الإسلام يدل على إدراكه وقد كان العباس يوم الفتح في ألف من بني سليم فأخوه كان منهم لا محالة ومات العباس في خلافة عمر أو عثمان فإن في ترجمته أنه نزل البصرة وكان يقيم بالبادية ويقال إنه قدم دمشق وابتنى بها دارا سراقة بن المعتمر بن أنس بن أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي من رهط عمر زعم بن الكلبي أنه شهد بدرا ولم يتابع على ذلك الا أن يكون أراد أنه شهدها مشركا ثم أسلم بعد ذلك وهو والد عمرو بن سراقة ثم وجدت عن أبي عبيد نظير ما نقلته عن بن الكلبي وهو لا يزال يتبعه وكان سراقة في أول الإسلام شديدا على المسلمين حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا كل جبار جعار يعار صخاب في الأسواق مثل سراقة بن المعتمر حكاه البلاذري وسقط أنس من نسبه عند بن الأثير وأما بن الأمين فانتهى به إلى أنس وذكر أنه شهد بدرا وسيأتي ما جاء في ذلك في ترجمة أبيه عمرو بن سراقة سرحان مولى أبي راشد عبد الرحمن بن عبيد الأزدي يأتي ذكره في ترجمة مولاه عبد الرحمن في حديث أخرجه الدولابي في الكني سرع بفتح أوله وسكون الراء ذكر يحيى بن منده عن عبد الله بن أشكاب أنه ذكره في الأفراد سرقوحة غير منسوب ولا تحرر لي ضبط اسمه وحديثه في جامع بن عيينة من روايته عن عبيد الله بن أبي يزيد عن عبيد بن عمير قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يقال له سرقوحة ليقتل فقال هل يصلي فقالوا إذا رآه الناس قال إني نهيت أن أقتل المصلين سرق بضم أوله وتشديد الراء بعدها قاف وضبطه العسكري بتخفيف الراء وزن غدر وعمر وأنكر على أصحاب الحديث تشديد الراء ويقال اسم أبيه أسد صحابي نزل مصر ويقال كان اسمه (3/70)
<71> الحباب فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وهو جهني ويقال دئلي ويقال أنصاري قال بن يونس والأزدي له صحبة وشهد فتح مصر واختلط بها وروى بن منده من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم قال رأيت شيخا بالإسكندرية يقال له سرق فقلت ما هذا الاسم فقال سمانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرجه أبو موسى أيضا والحسن بن سفيان من طريق مسلم بن خالد عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن البيلماني قال كنت بمصر فقال لي رجل ألا أدلك على رجل من الصحابة قلت نعم فذكر الحديث مطولا وفيه سبب تسميته بذلك وسيأتي في العبادلة من الكنى أن عبد الرحمن القيني بقاف مفتوحة ثم ياء مثناة تحتانية ثم نون حدث بقصة سرق المذكور ومات في خلافة عثمان وروى له بن ماجة حديثا من طريق رجل من أهل مصر عنه في اليمين والشاهد سرق آخر هو من الجن الذين آمنوا روى البيهقي في الدلائل من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن أبي معمر الأنصاري قال بينما عمر بن عبد العزيز يسير بفلاة من الأرض قاصدا مكة إذا هو بحية ميتة فقال على بمحفار فحفر له ثم لفه في خرقة فدفنه فإذا بهاتف يهتف رحمة الله عليك يا سرق فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تموت يا سرق بفلاة من الأرض فيدفنك خير أمتي فقال له عمر بن عبد العزيز من أنت قال أنا رجل من الجن وهذا سرق ولم يكن بقي ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم غيري وغيره وروينا في خبر عباس الترقفي شبيه هذه القصة وسيأتي في حرف الخاء المعجمة من النساء إن شاء الله تعالى سريع بن الحكم السعدي من بني تميم قال بن السكن يعد في البصريين وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه عن سهل بن وقاص بن سريع حدثني عمي سريع بن سريع حدثنا عمي كريز بن أبي وقاص أن أباه وقاص بن سريع حدثه أن أباه سريع بن الحكم حدثه قال خرجت في وفد بني تميم حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدينا إليه صدقات أموالنا فذكر الحديث بطوله قال بن منده هذا حديث غريب تفرد به سهل وأخرجه الباوردي وابن السكن من طريق سهل بن وقاص وذكر الباوردي أنه دل خالد بن الوليد لما توجه إلى اليمامة ليقتل مسيلمة وله في ذلك آثار حسنة السين بعدها العين ذكر من اسمه سعد ساكن العين سعد بن الأخرم الطائي روى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند وابن أبي عمر وابن أبي شيبة من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن سعد الأخرم عن أبيه أو عن عمه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة وأخذت بزمام ناقته فدفعت عنه فقال دعوه فذكر الحديث في سؤاله عما يباعده من النار قال تعبد الله لا تشرك به شيئا الحديث وروى الحسن بن سفيان هذا الحديث من هذا الوجه وزاد فيه شك الأعمش في أبيه أو عمه وقال البغوي تفرد به يحيى بن عيسى عن الأعمش كذا قال (3/71)
<72> وقد تابعه عيسى بن يونس عن الأعمش في رواية عبد الله بن أحمد قلت ولسعد رواية عن بن مسعود عند الترمذي وغيره وقد ذكره البخاري وأبو حاتم في التابعين واسم عمه عبد الله قال أبو أحمد العسكري وأما البخاري فقال إنما هذا الحديث عن مغيرة بن عبد الله اليشكري وأخرج عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن الأعمش فقال فيه عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه والله أعلم بالصواب سعد بن إسحاق لا أعرف من هو وإنما ذكره بن حزم فيمن له في مسند بقي بن مخلد حديثان واستدركه الذهبي في التجريد وأظنه سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة فإن يكن هو فحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل أو معضل والله أعلم سعد بن أسعد بن خالد الأنصاري والد سهل بن سعد هو سعد بن مالك يأتي سعد بن الأطول بن عبد الله بن خالد بن واهب بن غياث بن عبد الله بن سعيد بن عدي بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهني نسبه خليفة بن خياط كنيته أبو مظفر له حديث في بن ماجة سيأتي في ترجمة أخيه يسار بن الأطول وفي تاريخ البخاري ومعجم البغوي التصريح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن إياس البدري الأنصاري روى أبو موسى من طريق الأحوص بن يوسف عن السري بن يحيى عن إسحاق بن إياس بن سعد بن أبي وقاص حدثني جدي أبو أمي حدثني سعد بن إياس الأنصاري البدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للعباس يا عم إذا كان غدا فلا ترم منزلك أنت وبنوك الحديث إسناده ضعيف وله عند بن ماجة طريق أخرى سعد بن بجير بن معاوية بن قحافة بن نفيل بن سدوس البجلي حليف الأنصار هو سعد بن حبتة بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة وهي أمه وبها يشهر قال بن سعد هو جد أبي يوسف القاضي وقال البغوي قال أبو يوسف عن أيوب بن النعمان شهدت جنازة سعد بن حبتة فكبر عليه زيد بن أرقم خمسا وروى بن الكلبي من حديث أبي قتادة قال خرجت في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت مسعدة فضربته ضربة وأدركه سعد بن حبتة فضربه فخر صريعا وكان ذلك يوم أحد سعد بن تميم السكوني قال يحيى بن معين والبخاري وأبو حاتم له صحبة وقال البغوي سكن دمشق وروى أبو زرعة الدمشقي من طريق عثمان بن مسلم أنه سمع بلال بن سعد وكان سعد قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ويقال أنه مسح رأسه ودعا له قال أبو زرعة هو سعد بن تميم ويقال له القاري وهو من السكون وكان يوم الجماعة بدمشق وله بالشام عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان حسنا المخرج وقال إبراهيم بن الجنيد قيل لابن معين بلال بن سعد هل لأبيه صحبة قال نعم وقال بن عمار كان من الصحابة وقال الحاكم لم يرو عنه غير أبيه وروى بن أبي خيثمة من طريق بن أبي جميلة (3/72)
<73> كان سعد والد بلال يقوم بنا في شهر رمضان فإذا كان آخر ليلة لم يحضر وقام في بيته ومن حديث بلال بن سعد عن أبيه ما رواه بن جوصا من طريق عبد الله بن العلاء بن زيد سمعت بلال بن سعد يحدث عن أبيه قال قلنا يا رسول الله ما للخليفة من بعدك قال مثل الذي لي ما عدل في الحكم الحديث وروى بن أبي داود من طريق بن جابر عن بلال بن سعد أن أباه لما احتضر قال أي بني أين بنوك قال بلال فأمرت أهلي فألبسوهم قمصا بيضا ثم أتيته بهم فقالت اللهم إني أعوذ بك من الكفر ومن ضلال في العمل ومن السب ومن الفقر إلى بني آدم ورواه بن المبارك في الزهد كذلك وأخرجه الطبراني من وجه آخر إلى بن جابر فرفعه فقال فيه عن بلال بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أين بنوك قال هم أولاء فائتني بهم فذكره وكأن رفعه وهم والله أعلم سعد بن جنادة العوفي والد عطية ذكره بن السكن والباوردي في الصحابة وروى بن منده من طريق يونس بن نفيع الحولي عن سعد بن جنادة قال كنت في أول من أتى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الطائف فأسلمت الحديث قال أبو نعيم روى محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية قال قاضي بغداد عن أبيه عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية بن يونس عن سعد بن جنادة عشرة أحاديث سعد بن جارية بالجيم والتحتانية وقيل بالمهملة والمثلثة بن لودان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج الأنصاري الساعدي قال بن إسحاق قتل باليمامة وجعله من بني سالم بن عوف سعد بن حبتة هو بن بجير تقدم سعد بن أبي جندب بن زيد بن أبي سمير مولى الحكم بن عمرو قال الطبري له صحبة سعد بن الحارث بن الصمة الأنصاري أخو جهيم قال بن شاهين له صحبة وشهد صفين مع علي وقال الطبري صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد مع علي صفين وقتل يومئذ سعد بن حبان بن منقذ بن عمرو المازني أمه هند بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال العدوي شهد بيعة الرضوان وقتل يوم الحرة سعد بن حبتة أخرج الطبراني من طريق الواحدي عن أيوب بن النعمان عن أبيه عن جده قال رأيت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعين وذكر بن حبان ما يدل على أن اسم والد النعمان سعد بن حبتة فإنه قال في ثقات التابعين النعمان بن سعد بن حبتة روى عن علي وزيد بن أرقم روى عنه ابنه انتهى وكذا قال بن أبي حاتم عن أبيه النعمان بن سعد روى عنه ابنه وللنعمان رواية أيضا عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري سعد بن جماز بن مالك الأنصاري ثم البلوي حليف بني ساعدة اختلف في اسم أبيه فقيل بكسر المهملة وتخفيف الميم باسم الحيوان وقيل بتشديد الميم آخره نون وهذا قول الأمير وبالأول جزم الطبري وقال بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة هو سعد بن حبان بالموحدة بدل الميم (3/73)
<74> والله أعلم ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة وقال بن شاهين شهد أحد وما بعدها سعد بن حرة ذكره العسكري في الصحابة فروى أبو موسى من طريق علي بن سعيد العسكري ثم من طريق سعيد بن أبي أيوب عن بن عجلان عن سعيد المقبري عن سعد بن حرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أحدكم ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن بين أصابعه فإنه في صلاة قلت رجال هذا الإسناد ثقات إلا إنني أظن فيه تصحيفا وسقطا وقد أخرج المتن بن ماجة والدارمي من طريقين عن المقبري عن سعد بن حرة وهكذا رواه طائفة عن بن عجلان لكن قال بن جريج عنه عن المقبري عن بعض ولد كعب بن عن كعب وقال الليث عن بن عجلان عن المقبري عن رجل عن كعب أخرجه الترمذي ورواه بن عيينة عن بن قسيط وابن عجلان عن المقبري عن رجل من آل كعب عن كعب ورواه القطان عن بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة وهكذا روى عن إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن أبي هريرة وقال شريك عن بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة وقال بن أبي ذئب وأبو معشر عن المقبري عن رجل من بني سالم عن أبيه عن جده كعب بن عجرة قال بن خزيمة بعد أن أخرجه خلط فيه بن عجلان قال ورواه عنه خالد بن حيان فجاء بطامة قال عن بن عجلان عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد قال وأما بن أبي ذئب فجود إسناده وعندي أن الرجل الذي من بني سالم هو سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة قلت فيغلب على ظني أن الصواب في رواية العسكري عن سعد بن عجرة ويكون سعد بن إسحاق قد نسب إلى جد أبيه ثم صحف فالله أعلم سعد بن حنظلة بن يسار في ترجمة حنظلة سعد بن الحنظلية هو بن الربيع يأتي سعد بن خارجة بن أبي زهير أخو زيد قتل يوم أحد هو وأبوه وروى بن منده من طريق داود بن أبي هند عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال كان شاب من سراة شباب الأنصار وخيارهم ويقال له زيد بن خارجة وكان أبوه أو أخوه سعد بن خارجة أصيبا يوم أحد وأنه تكلم بعد موته فذكر القصة ورواها أبو نعيم مطولة وفيها إنه قال يا عبد الله بن خولة هل أحسنت إلى خارجة وسعد وكذا رويناها مطولة في الجزء الثاني من حديث محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن مكرم بإسناده عن إبراهيم بن مهاجر عن حبيب بن سالم وفي الحادي عشر من أمالي المحاملي الأصبهانية سعد بن خليفة بن الأشرف بن أبي حزيمة بفتح المهملة وكسر الزاي بن ثعلبة بن طريف بن آل خزرج بن ساعدة الساعدي الأنصاري ذكر بن شاهين والطبري والعدوي أنه شهد أحدا وذكر العدوي أنه استشهد بالقادسية سعد بن خولة القرشي العامري من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وقيل من حلفائهم (3/74)
<75> وقيل من مواليهم قال بن هشام هو فارسي من اليمن حالف بني عامر ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في البدريين وله ذكر في الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص حيث مرض بمكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة وله في الصحيحين ذكر في حديث سبيعة بنت الحارث أنها كانت تحت سعد بن خولة فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل فأتت النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن خولي الكلبي مولى حاطب بن أبي بلتعة قال بن حبان له صحبة وقال بن الكلبي هو سعد بن خولي بن سبرة بن دريم بن قيس بن مالك بن عميرة بن عامر قضاعي عداده في بني أسعد بن عبد العزي لأن حاطبا كان من حلفائهم ويقال إن أباه خولي بن القوسار بن الحارث بن مالك بن عميرة وكان من مذحج وقد فرض عمر لابنه عبد الله في الأنصار وقال أبو عمر لم يختلفوا أنه شهد بدرا مع مولاه واستشهد بأحد قال الكلبي والبلاذري وزعم أبو معشر وحده أنه سعد بن خولة العامري وغلط في ذلك وسيأتي له ذكر في ترجمة سعد مولى عتبة بن غزوان إن شاء الله تعالى سعد بن خولي آخر فرق بن منده بينه وبين سعد بن خولة الذي مضى وقال أبو نعيم هما واحد فروى بن عائذ في المغازي من حديث بن عباس قال وممن هاجر مع جعفر إلى الحبشة في الهجرة الثانية سعد بن خولي وروى عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء في تفيسره عن بن عباس أنه ممن نزل فيه ولا تطر الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي الآية وقال بن إسحاق في المغازي في رواية إبراهيم بن سعد عنه فيمن شهد بدرا سعد بن خولي من بني عامر بن لؤي حليف لهم من أهل اليمن قلت فهذا يقوي ما قاله أبو نعيم سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بالنون والمهملة بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي يكنى أبا خيثمة وكان أحد النقباء بالعقبة ذكره بن إسحاق وغيره وساق بإسناده عن كعب بن مالك قال لما كانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بمنى للبيعة اجتمعنا بالعقبة فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه العباس وحده فقال اخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا فذكرهم وفيه وكان نقيب بني عمرو بن عوف سعد بن خيثمة وروى البخاري في التاريخ من طريق رباح بن أبي معروف سمعت المغيرة بن حكيم سألت عبد الله بن سعد بن خيثمة هل شهدت بدرا قال نعم والعقبة ولقد كنت رديف أبي وكان نقيبا وقال بن إسحاق في المغازي نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء على كلثوم بن الهدم وكان إذا خرج منه جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة وكان يقال له بيت الغراب وقال بن إسحاق استشهد سعد بن خيثمة يوم بدر وقال موسى بن عقبة عن بن شهاب استهم يوم بدر سعد بن خيثمة وابنه سعد فخرج سهم سعد فقال له أبوه يا بني آثرني اليوم فقال سعد يا أبت لو كان غير الجنة فعلت (3/75)
<76> فخرج سعد إلي بدر فقتل بها وقتل أبوه خيثمة يوم أحد وروى بن المبارك بإسناد له إلى سليمان بن أبان نحو هذه القصة واختلف في قاتله طعيمة بن عدي وقيل عمرو بن عبد ود وزعم أبو نعيم بن سعد بن خيثمة هذا هو أبو خيثمة الذي تخالف يوم تبوك ثم لحق وساق في ترجمته من طريق إبراهيم بن عبد الله بن خيثمة عن أبيه عن جده قال تخلفت في غزوة تبوك وساق لقصة والحق أنه غيره لاطباق أهل السير على أن صاحب هذه الترجمة استشهد ببدر وأورد بن منده وأبو نعيم في هذه الترجمة حديثا آخر من طريق إبراهيم أيضا وهووهم وقال أبو جعفر بن حبيب في قول حسان بن ثابت أروني سعودا كالسعود التي سمت بمكة من أولاد عمرو بن عامر أقاموا عماد الدين حتى تمكنت قواعده بالمرهفات البواتر قال أراد بالسعود سبعة وهم أربعة من الأوس وثلاثة بن الخزرج من الخزرج سعد بن عبادة وسعد بن الربيع وسعد بن عثمان أبو عبادة ومن الأوس سعد بن معاذ وسعد بن خيثمة وسعد بن عبيد وسعد بن زيد سعد بن خيثمة السالمي أبو خيثمة الذي تخلف بتبوك تقدم ذكره في الذي قبله وسيأتي في الكنى وهو بكنيته أشهر ويقال اسمه مالك بن قيس وهو خزرجي والذي قبله أوسي سعد بن أبي ذباب الدوسي قال بن حبان له صحبة وروى أحمد وابن أبي شيبة من طريق بسر بن عبد الله عن أبيه عن سعد بن أبي ذباب قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت فاستعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومي وجعل لهم ما أسلموا عليه من أموالهم الحديث وفيه قصة له مع عمر في زكاة العسل قال البغوي لا أعلم له غيره سعد بن ذؤيب له ذكر في حديث أخرجه أبو داود والنسائي وابن أبي شيبة والدارقطني والحاكم من طريق السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة أنفس عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح فأما بن خطل فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة استبق إليه سعد بن ذؤيب وعمار بن ياسر فكان سعد أشب الرجلين فقتله الحديث ووقع في بعض الروايات وهو عند أبي شيبة والبيهقي سعيد بن حريث بدل سعد بن ذؤيب فالله أعلم سعد بن أبي رافع ذكره بن حبان في الصحابة وروى الطبراني من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد قال قال سعد بن أبي رافع دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي فقالت لي إنك رجل مفئود إئت الحارث بن كلده الحديث تفرد يونس بن الحجاج عن بن عيينة عن بن أبي نجيح بقوله سعد بن أبي رافع ورواه الحسن بن سفيان عن قتيبة عن بن عيينة فقال قال سعد ولم ينسبه وكذا أخرجه أبو داود وابن منده من رواية بن عيينة وروى بن إسحاق عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده مثل هذا فأما أن يكون يونس بن الحجاج في قوله بن أبي رافع أو تكون القصة تعددت (3/76)
<77> سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أحد نقباء الأنصار تقدم ذكره في ترجمة سعد بن خيثمة وروى البخاري من حديث عبد الرحمن بن عوف قال لما قدمنا إلى المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع فقال سعد إني أكثر الأنصار مالا فأقاسمك نصف مالي الحديث وفي الصحيحين من حديث أنس نحوه وقال مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد لما كان يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر سعد بن الربيع فقال رجل أنا يا رسول الله فجعل يطوف بين القتلى فلقيه فقال أقرىء رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام وأخبره أنني طعنت أثنتي عشرة طعنة وإني أنفذت مقاتلي وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وواحد منهم حي قال أبو عمر في التمهيد لا أعرفه مسندا وهو محفوظ عند أهل السير وقد ذكره بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني قلت وفي الصحيح من حديث أنس ما يشهد لبعضه وحكى بن الأثير أن الرجل الذي ذهب إليه هو أبي بن كعب وروى الطبراني من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن أم سعد بنت سعد بن الربيع أنها دخلت على أبي بكر الصديق فألقى لها ثوبه حتى جلست عليه فدخل عمر فسأله فقال هذه ابنة من هو خير مني ومنك قال ومن هو يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل قبض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوأ مقعده من الجنة وبقيت أنا وأنت وروى إسماعيل القاضي في أحكام القرآن من طريق عبد الله بن محمد بن حزم أن عمرة بنت حزم كانت تحت سعد بن الربيع فقتل عنها بأحد وكان له منها ابنة فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تطلب ميراث ابنتها ففيها نزلت يستفتونك في النساء الآية اتفقوا على أنه استشهد بأحد وذكر مقاتل في تفسيره أنه نزل فيه الرجال قوامون على النساء الآية ووصفه بأنه من نقباء الأنصار وكذلك ذكره إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره لكنه سماه أسعد وذكره في حرف الألف وهو تحريف سعد بن الربيع بن عمرو بن عدي الأنصاري أبو الحارث ويعرف بسعد بن الحنظلية وهو أخو سهل بن الحنظلية والحنظلية أمهما وقيل جدتهما وقال أبو عمر بن عبد البر قيل أن اسم أبيهما عقيب قلت هو قول بن سعد وقال أبو حاتم استشهد بأحد وفيه نظر ولعله أراد الذي قبله وأما هذا فذكر بن سعد أنه شهد الخندق سعد بن زرارة الأنصاري هو أخو أسعد تقدم نسبه في ترجمة أخيه ذكره أبو حاتم في الصحابة والباوردي وابن شاهين وروينا في الثالث من حديث أبي روق الهمداني من طريق يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن سعد بن زرارة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو اللهم انصرني على من بغى على الحديث وروى الطبراني في ترجمة يونس بن راشد في مسند الشاميين من حديث بن عباس قال لنا نزلت وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه الايه أتى أبو بكر وعمر ومعاذ بن جبل وسعد بن زرارة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما نزلت علينا آية أشد من هذه وروى بن منده في ترجمته من طريق أبي الرجال (3/77)
<78> محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أن أباه حدثه عن جده سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما وهو يحدث عن ربه ما أحب الله من عبده منكر شيء من النعم ما أحب أن أذكره ما هداه له من الايمان الحديث وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه لكن وقع عنده من وجه آخر عن جده أسعد وأسعد وسعد معا جدان لمحمد أحدهما لأبيه والآخر لأمه وهذا الحديث من حديث أسعد ولذلك نسب أبو نعيم الوهم فيه لابن منده لكن قد ذكره غيره في الصحابة قال بن عبد البر فيه نظر وأخشى ألا يكون أدركه الإسلام لأن أكثرهم لم يذكره وقد ذكر الواقدي والعدوي أنه كان ينسب إلى النفاق ولعله تاب والله أعلم سعد بن زيد بن سعد الأشهلي قال أبو حاتم له صحبه وروى البخاري في التاريخ والحاكم وابن منه من طريق إبراهيم بن جعفر من ولد محمد بن مسلمة عن سليمان بن محمد بن محمود بن مسلمة عن سعد الأشهلي أنه أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا الحديث قال البغوي لا أعلم له غيره وأخرجه بن منده والطبراني في الأوسط من وجه آخر فجاء فيه سعيد بزيادة ياء والأول أرجح سعد بن زيد بن الفاكه تقدم في أسعد سعد بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا وقال الواقدي شهد العقبة وزعم أبو عمر والعسكري وأبو نعيم أنه راوي الحديث المتقدم قبل ترجمة وهو وهم فإن اسم ذاك سعد وليس في نسب هذا من اسمه سعد وله ذكر في السيرة وأنه الذي هدم المنار الذي كان بالمشلل وأنه الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم بسبايا من بني قريظة فاشترى بها من نجد خيلا وسلاحا وفي ديوان حسان بن ثابت لما أغار عيينة بن حصن على سرح المدينة قال حسان في ذلك هل سر أولاد اللقيطة أننا سلم غداة فوارس المقداد قال فعاتبه سعد بن زيد الأشهلي لأنه كان الرئيس يومئذ كيف نسب الفوارس للمقداد ولم ينسبها إلي فاعتذر إليه بالقافية وأراد باللقيطة أم حصن بن حذيفة سعد بن زيد الأنصاري فرق البغوي بينه وبين الذي قبله وأخرج من طريق يزيد بن أبي زياد عن يزيد بن أبي الحسن عن سعد بن زيد الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم حمل حسنا ثم قال اللهم إني أحبه فأحبه مرتين قال البغوي اختلف فيه على يزيد بن أبي زياد سعد بن زيد الطائي أو الأنصاري في ترجمة زيد بن كعب سعد بن سعد الساعدي اخو سهل بن سعد روى الطبراني من طريق عبد المهيمن بن العباس بن سهل عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لسعد بن سعد يوم بدر بسهم والمشهور أن ذلك إنما وقع لسعد والد سهل كما سيأتي في ترجمته وقد قيل إنه سعد بن سعد فإن يكن كذلك سقطت هذه الترجمة لكن المعروف أنه سعد بن مالك كما سيأتي سعد بن أبي سعد بن سعد الأنصاري حليف بني نوفل قال الطبري وغيره شهد أحدا واستدركه أبو موسى (3/78)
<79> سعد بن سعيد زوج الجهنية يأتي ذكره في باب هند من النساء إن شاء الله تعالى سعد بن سفيان بن مالك بن حبيب بن مالك بن خفاف السلمي قال الرشاطي ذكر في الشجرة البغدادية في النسب أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن سلامة بن وقش الأشهلي قال بن الكلبي استشهد يوم الجسر مع أبي عبيد وقد قيل هو اسم أبي نائلة وقد فرق بينهما بن الكلبي والصواب أن اسم أبي نائلة ملكان ويأتي في الكنى سعد بن سويد بن قيس أو عبيد بن الأبحر بن خدرة بن عوف بن الحارث بن خزرج الأنصاري الخزرجي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وذكره بن شهاب فيمن استشهد بأحد وهو الذي سمى جده عبيدا سعد بن سهل بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري الخزرجي ذكره بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وسمى أبو الأسود عن عروة أباه سهيلا بالتصغير فجعله بن منده بهذا السبب ترجمتين وقال أبو معشر والواقدي سعيد بن سهيل فجعله أبو موسى ثالثا وذكره بن أبي حاتم عن أبيه فين اسمه سعيد بالتصغير فجعله بن عبد البر وزعم أن بن إسحاق أغفله وليس كذلك سعد بن ضميرة بن سعد بن سفيان بن مالك بن حبيب بن زعب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي وقيل الأسلمي وقيل فيه الضمري حجازي شهد حنينا ساق نسبه بن قانع له عند أبي داود حديث في قصة محلم بن جثامة بإسناد حسن وسيأتي ذكره في ترجمة مكيتل إن شاء الله تعالى سعد بن طريف ذكره الخطيب في المتفق وقال يقال أن له صحبة وفي المسند عدة من المجهولين ثم روى من طريق سهل بن عبيد الواسطي عن يوسف بن زياد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن سعد بن طريف قال بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في ناحية المدينة وامرأة على حمار يطوف بها أسود في يوم طس إذ أتت يد الحمار على وهده فزلق فصرعت المرأة فصرف النبي صلى الله عليه وسلم بصره فقلت يا رسول الله إنها متسرولة فقال يرحم الله المتسرولات قال الخطيب لم أكتبه إلا من هذا الوجه وفي إسناده غير واحد من المجهولين وقال بن الجوزي يحتمل أن يكون هو سعد بن طريف الإسكان فسقط شيخه وشيخ شيخه كذا قال سعد بن عامر بن مالك الأنصاري شهد هو وأخوه حمزة أحدا قاله بن سعد والعدوي والطبرى سعد بن عائد المؤذن مولى عمار بن ياسر وقيل مولى الأنصار ويقال اسم أبيه عبد الرحمن كان يتجر بالقرظ فقيل له سعد القرظ وروى البغوي عن القاسم بن محمد بن عمر بن حفص بن عمر بن سعد القرظ عن آبائه أن سعدا اشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلة ذات يده فأمره بالتجارة فخرج إلى السوق فاشترى شيئا من قرظ فباعه فربح فيه فذكر ذلك (3/79)
<80> للنبي صلى الله عليه وسلم فأمره بلزوم ذلك وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأذن في حياته بمسجد قباء روى عنه ابناه عمار وعمر نقلة أبو بكر من قباء إلى المسجد النبوي فأذن فيه بعد بلال وتوارث عنه بنوه الأذان قال خليفة أذن سعد لأبي بكر ولعمر بعده وروى يونس عن الزهري أن الذي نقله عن قباء عمر قال أبو أحمد العسكري عاش سعد القرظ إلى أيام الحجاج سعد بن عباد ذكره بن حزم أن له في مسند بقي حديثا واحدا واستدركه الذهبي في التجريد ولم أقف على إسناده وفي تاريخ البخاري سعد بن عباد الزرقي روى عن عمر روى عنه ابنه عمر فيحتمل أن يكون هذا سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن حرام بن خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري سيد الخزرج يكنى أبا ثابت وأبا قيس وأمه عمرة بنت مسعود لها صحبة وماتت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم سنة خمس وشهد سعد العقبة وكان أحد النقباء واختلف في شهوده بدرا فأثبته البخاري وقال بن سعد كان يتهيأ للخروج فنهس فأقام وقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد كان حريصا عليها قال بن سعد وكان يكتب بالعربية ويحسن العوم والرمي فكان يقال له الكامل وكان مشهورا بالجود هو وأبوه وجده وولده وكان لهم أطم ينادي عليه كل يوم من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة وكانت جفنة سعد تدور مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه وقال مقسم عن بن عباس كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المواطن كلها رايتان مع علي راية المهاجرين ومع سعد بن عبادة راية الأنصار وروى له أحمد من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن قيس بن سعد زارنا النبي صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال السلام عليكم ورحمة الله الحديث وفيه ثم رفع يده فقال اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة وروى أبو يعلى من حديث جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جزى الله عنا الأنصار خيرا لا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام وسعد بن عبادة وروى بن أبي الدنيا من طريق بن سيرين قال كان أهل الصفة إذا أمسوا انطلق الرجل بالواحد والرجل بالاثنين والرجل بالجماعة فأما سعد فكان ينطلق بثمانين وروى الدارقطني في كتاب الأسخياء من طريق هشام بن عروة عن أبيه قال كان منادي سعد ينادي على أطمة من كان يريد شحما ولحما فليأت سعدا وكان سعد يقول اللهم هب لي مجدا لا مجد إلا بفعال ولا فعال إلا بمال اللهم إنه لا يصلحنى القليل ولا أصلح عليه وعن محمد بن سيرين كان سعد بن عبادة يعشى كل ليلة ثمانين من أهل الصفة وقصته في تخلفه عن بيعة أبي بكر مشهورة وخرج إلى الشام فمات بحوران سنة خمس عشرة وقيل سنة ست عشرة وروى عنه بنوه قيس وسعيد وإسحاق وحفيده شرحبيل بن سعيد وروى عنه من الصحابة أيضا بن عباس وأبو أمامة بن سهل وأرسل عنه الحسن وعيسى بن فائد وروى أبو داود من حديث قيس بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة أخرجه في أثناء حديث وقيل إن قبره (3/80)
<81> بالمنيحة قرية بدمشق بالغوطة وعن سعد عيد بن عبد العزيز أنه مات ببصرى وهي أول مدينة فتحت من الشام سعد بن عبد الله روى بن مردويه في التفسير من طريق يعلى بن الأشدق حدثنا سعد بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله تعالى إن الذين ينادونك من وراء الحجرات الآية قال هم الجفاة من بني تميم لولا أنهم من أشد الناس قتالا للاعور الدجال لدعوت الله أن يهلكهم قال بن منده غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قلت ويعلى متروك الحديث سعد بن عبد قيس في سعيد سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاري الأوسي ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا وقال بن نمير في تاريخه مات سعد بن عبيد القاري بالقادسية شهيدا سنة ست عشرة وهو أبو زيد الذي جمع القرآن وروى الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن عتبة بن عويم بن ساعدة أن سعد بن عبيد وساق نسبه كان يؤم في مسجد قباء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وتوفي في زمنه فأمر عمر مجمع بن جارية أن يصلي بهم وروى البخاري في تاريخه من طريق قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال شهد سعد بن عبيد القادسية فقام خطيبا فقال إنا مستشهدون غدا فلا تكفنونا إلا في ثيابنا التي أصبنا فيها الحديث وروى بن جرير من طريق قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال عمر لسعد بن عبيد وكان انهزم يوم أصيب أبو عبيد وكان يسمى القارئ ولم يكن أحد يسمى القارئ غيره فذكر قصته قلت اختلف في أبي زيد الذي جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقيل هذا اسمه وقيل بل اسمه سعيد وقيل غير ذلك سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي أبو عبادة ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين روى الزبير بن بكار في أخبار المدينة من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بئر إهاب بالحرة وهي يومئذ لسعد بن عثمان قد ترك عليها ابنه عبادة يسقي فلم يعرفه عبادة ثم جاء سعد فوصفه له فقال ذلك رسول الله الحق به فلحقه فمسح رأسه ودعا له يقال مات وهو بن ثمانين سنة وما شاب سعد بن عدي حليف بني عبد الأشهل ذكره الأموي فيمن استشهد يوم اليمامة واستدركه بن فتحون سعد بن عقيب مر في ترجمة سعد بن الربيع سعد بن عمارة الثعلبي قال عمر بن شبة حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو بكر بن عياش قال جاء رجل من بني ثعلبة بن سعد يقال له سعد بن عمارة فقال يا رسول الله ما تكلمت بكلمة قط إلا مخطومة مزمومة وذكر سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد استعمل سعد بن عمارة فيمن استعمل من كماة الصحابة على غطفان وروى الطبراني من طريق بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره عن سعد بن عمارة أحد بني سعد بن بكر وكانت له صحبة أن رجلا قال له عظنى قال إذا قمت إلى الصلاة فصل صلاة (3/81)
<82> مودع وانظر إلى ما تعتذرى عنه من القول والفعل فاجتنبه وأخرجه البخاري في تاريخه من طريقين الى بن إسحاق في أحدهما أنه سعد وفي الآخر أنه سعيد ورجح أنه سعد وكذا أخرجه أحمد في كتاب الإيمان والطبراني ورجاله ثقات وأخرجه أبو نعيم من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد الأنصاري عن أبيه عن جده فذكره مرفوعا لكنه أفرده بترجمة فقال سعد أبو محمد وذكر هذا الحديث والذي يظهر أنه هو سعد بن عمارة وقيل عمارة بن سعد قيل هو اسم أبي سعيد الزرقي ويأتي في الكنى سعد بن عمارة بن خنساء بن مبذول الأنصاري تقدم ذكره في ترجمة أخيه حمزة سعد بن عمرو بن ثقف بن مالك بن مبذول بن النجار الأنصاري ذكروه فيمن شهد أحدا واستشهد هو وابنه الطفيل وابن أخيه سهل بن عامر بن عمرو بن ثقف ببئر معونة سعد بن عمرو بن حرام تقدم ذكره ونسبه في ترجمه أخيه الحارث وليس أبوهما جد جابر بن عبد الله بل توافقا والنسب مختلف وذكر أبو إسماعيل الأزدي في فتوح الشام أن خالد بن الوليد استخلفه بالأنبار لما رحل من العراق إلى الشام ويأتي له ذكر في ترجمة سويد بن قطبة في القسم الثالث سعد بن عمرو بن عبيد بن الحارث بن كعب بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري ذكر العدوي أنه شهد أحدا واستشهد باليمامة واستدركه بن الدباغ وابن فتحون وتبعهما بن الكلبي كما سبق سعد بن عمرو الأنصاري أخو الحارث بن عمرو كانا ممن شهد صفين من الصحابة قاله أبو عمر ونقله بن الكلبي كما تقدم في ترجمة الحارث بن عمرو قلت لعله الذي قبله فقد جزم بن فتحون بأنهما واحد سعد بن عمرو أبو صفية الثقفي ذكره خليفة بن خياط فيمن نزل البصرة من الصحابة سعد بن عمير قال بن منده حديثه عند عمرو بن قيس عن محمد بن جحادة عن أبيه عنه وقيل فيه عمير بن سعد سعد بن الفاكه بن زيد الأنصاري ويقال سعيد بن زيد بن الفاكه ويقال في أبيه يزيد قال أبو نعيم ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا قلت وقد تقدم في الألف أسعد بن الفاكه فإن لم يكن هذا أخاه وإلا فهذا تصحيف والذي في المغازي لابن إسحاق ما نصه وشهدها من بني عامر بن زريق سعد بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر فهذا هو المعتمد سعد بن قرحاء قال بن أبي شيبة حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب أن سعد بن قرحاء رجل من الصحابة جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها وقد مضى مثل هذا في جبلة من حرف الجيم سعد بن قيس العنزي وقيل العنسي روى بن منده من طريق ضمرة بن مروان بن عبد الله بن حكيم بن عبد الله بن سعد بن قيسي حدثني أبي عن جدي عن أبيه عبد الله عن أبيه سعد بن قيس أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما اسمك قال سعد الخيل قال بل أنت سعد (3/82)
<83> الخير ومن طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الله بن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سعد بن مالك وسعد الخير إلى مكة وروى بن قانع وابن منده من طريق الحسن بن فرقد عن الحسن عن سعد بن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله يا بن آدم صل أربع ركعات أول النهار أكفك آخره وغاير بن منده بين صاحب الإسناد الأول وبين الذي روى عنه الحسن مع قوله في الأول روى عنه ابنه عبد الله والحسن سعد بن مالك بن الأقيصر بن مالك بن قريع بن ذهل بن الدئل بن مالك الأزدي أبو الكنود قال بن يونس وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له راية على قومه سوداء فيها هلال أبيض وشهد فتح مصر وله بها عقب روى عنه ابنه القاسم بن أبي الكنود رواه سعيد بن عفير عن عمرو بن زهير بن أسمر بن أبي الكنود أن أبا الكنود وفد فذكره سعد بن مالك العذري قال بن أبي حاتم عن أبيه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني عذرة وروى الواقدي من طريق أبي عمرو بن حريث العبدري قال وجدت في كتاب آبائي قالوا قدم وفدنا على النبي صلى الله عليه وسلم في صفر سنة تسع اثنا عشر رجلا منهم جمرة بن النعمان وسعد وسليم ابنا مالك سعد بن مالك بن أهيب ويقال له بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أبو إسحاق بن أبي وقاص أحد العشرة وآخرهم موتا وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا روى عنه بنوه إبراهيم وعامر ومصعب وعمر ومحمد وعائشة ومن الصحابة عائشة وابن عباس وابن عمر وجابر بن سمرة ومن كبار التابعين سعيد بن المسيب وأبو عثمان النهدي وقيس أي أبي حازم وعلقمة والأحنف وآخرون وكان أحد الفرسان وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله وهو أحد الستة أهل الشورى وقال عمر إن أصابته الإمرة فذاك وإلا فليستعن به الوالي وكان رأس من فتح العراق وولي الكوفة لعمر وهو الذي بناها ثم عزل ووليها لعثمان وكان مجاب الدعوة مشهورا بذلك مات سنة إحدى وخمسين وقيل ست وقيل سبع وقيل ثمان والثاني أشهر وقد قيل إنه مات سنة خمس وقيل سنة أربع وقع في صحيح البخاري عنه أنه قال لقد مكثت سبعة أيام وإني لثالث الإسلام وقال إبراهيم بن المنذر كان هو وطلحة والزبير وعلى عذار عام واحد أي كان سنهم واحدا وروى الترمذي من حديث جابر قال أقبل سعد فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا خالي فليرني امرؤ خاله وقال بن إسحاق في المغازي كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة يستخفون بصلاتهم فبينا سعد في شعب من شعاب مكة في نفر من الصحابة إذ ظهر عليهم المشركون فنافروهم وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم فضرب سعد رجلا من المشركين بلحى جمل فشجه فكان أول دم أريق في الإسلام وروى الترمذي من حديث قيس بن أبي حازم عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم استجب لسعد إذا دعاك فكان لا يدعو إلا استجيب له وروينا في (3/83)
<84> مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا من طريق جرير عن مغيرة عن أبيه قال كانت امرأة قامتها قامة صبي فقالوا هذه ابنة سعد غمست يدها في طهورها فقال قطع الله يديك فما شبت بعد ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة ولزم بيته وروى الشيخان والترمذي والنسائي من حديث عائشة قالت لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أرق فقال ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني إذ سمعنا صوت السلاح فقال من هذا قال أنا سعد فقام وفي رواية ودعا له مات سعد بالعقيق وحمل إلى المدينة فصلي عليه في المسجد وقال الواقدي أثبت ما قيل في وقت وفاته أنها سنة خمس وخمسين وقال أبو نعيم مات سنة ثمان وخمسين قال الزبير هو الذي فتح مدائن كسرى وكان مستجاب الدعوة وهو الذي تولى الكوفة واعتزل الفتنة وجاءه بن أخيه هاشم بن عتبة فقال ههنا مائة ألف سيف يرونك أحق بهذا الأمر فقال أريد منها سيفا واحدا إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا وإذا ضربت به الكافر قطع وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند جيد عن أبي إسحاق قال كان أشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عمر وعلي والزبير وسعد وروينا في مسند أبي يعلى من طريق شريك بن أبي نمر أخو بني عامر بن سعد بن أبي وقاص أن أباه حين رأى اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقهم اشترى أرضا ميتة ثم خرج واعتزل فيها بأهله على ما قال وكان سعد من أحد الناس بصرا فرأى ذات يوم شيئا يزول فقال لمن معه ترون شيئا قالوا نرى شيئا كالطائر قال أرى راكبا على بعير ثم جاء بعد قليل عم سعد على بختى فقال سعد اللهم إنا نعوذ بك من شر ما جاء به وقال عمر في وصيته إن أصابت الإمرة سعدا فذاك وإلا فليستعن به الذي يلي الأمر فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة وكان عمر أمره على الكوفة سنة إحدى وعشرين ثم لما ولي عثمان أمره عليها ثم عزله بالوليد بن عقبة سنة خمس وعشرين وقال الزبير بن بكار حدثني بن أبي أويس عن جابر عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فنزعت له بسهم فأصيبت جبهته فوقع وانكشفت عورته فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه الواقدي في روايته حبان بن العرقة وزاد أنه رمى بسهم فأصاب ذيل أم أيمن وكانت جاءت تسقي الجرحى فضحك منها فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد سهما فوقع السهم في نحر حبان فوقع مستلقيا وبدت عورته فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال استعاذ لها سعد وقال أبو العباس السراج في تاريخه حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث حدثنا أبو النضر عن مبارك بن سعيد عن عبد بن بريدة عمن حدثه عن جرير أنه مر بعمر فسأله عن سعد بن أبي وقاص فقال تركته في ولايته أكرم الناس مقدرة وأقلهم قسوة هو لهم كالأم البرة يجمع لهم كما تجمع الذرة أشد الناس عن البأس وأحب قريش إلى الناس وقال الزبير حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز قال كان سعد في جيش عبيدة بن الحارث حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رابغ يلقى عير قريش فتراموا بالنبل وكان سعد أول من رمى بسهم في سبيل الله قال فحدثني محمد بن بجاد بن موسى عن سعد قال قال سعد في ذلك ألا هل أتى رسول الله أني حميت صحابتي بصدور نبلي (3/84)
<85> قال وزاد فيها أذود بها عدوهم ذيادا بكل حزونة وبكل سهل فما يعتد رام من معد بسهم في سبيل الله قبلي وأخرجه يونس بن بكير في زياداته عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري بنحوه وفيه الأبيات الثلاثة سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي والد سهل بن سعد قال الواقدي حدثنا أبي بن عباس بن سهل عن أبيه عن جده قال تجهز سعد بن مالك ليخرج إلى بدر فمرض فمات فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره وأخرجه الحارث في مسنده عن يعقوب بن محمد الزهري عن عبد المهيمن بن العباس بن سهل عن أبيه وزاد فيه فكتب وصيته في آخر رحله وأوصى للنبي صلى الله عليه وسلم برحله وراحلته وأخرج أبو نعيم من وجه آخر عن أبي بن عباس عن أبيه عن جده قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم عند أبي أفراس الحديث وسمى أبو نعيم أباه سعدا والمعروف أن اسمه مالك سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أبو سعيد الخدري مشهور بكنيته استصغر بأحد واستشهد أبوه بها وغزا هو ما بعدها روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم روى عنه من الصحابة بن عباس وابن عمر وجابر ومحمود بن لبيد وأبو أمامة بن سهل وأبو الطفيل ومن كبار التابعين بن المسيب وأبو عثمان النهدي وطارق بن شهاب وعبيد بن عمير وممن بعدهم عطاء وعياض بن عبد الله بن أبي سرح وبشر بن سعيد ومجاهد وأبو المتوكل الناجي وأبو نضرة ومعبد بن سيرين وعبد الله بن محيريز وآخرون وهو مكثر من الحديث قال حنظلة بن أبي سفيان عن أشياخه كان من أفقه أحداث الصحابة وقال الخطيب كان من أفاضل الصحابة وحفظ حديثا كثيرا وروى الهيثم بن كليب في مسنده من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبو ذر وعبادة بن الصامت ومحمد بن مسلمة وأبو سعيد الخدري وسادس على ألا تأخذنا في الله لومة لائم فاستقال السادس فأقاله وروى ابن سعد من طريق حنظلة بن سفيان الجمحي عن أشياخه قال لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفقه من أبي سعيد الخدري ومن طريق يزيد بن عبد الله بن الشخير قال خرج أبو سعيد يوم الحرة فدخل غارا فدخل عليه شامي فقال اخرج فقال لا أخرج وإن تدخل علي أقتلك فدخل عليه فوضع أبو سعيد السيف وقال بؤ بإثمك قال أنت أبو سعيد الخدري قال نعم قال فاستغفر لي وروى أحمد وغيره من طريق عطية عن أبي سعيد قال قتل أبي يوم أحد شهيدا وتركنا بغير مال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فحين رآني قال من استغنى أغناه الله ومن يستعف يعفه الله فرجعت وأصل هذا الحديث في الصحيحين من طريق عطاء بن يزيد عن أبي سعيد بقصة أخرى غير هذه ولفظه من يستغن يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله الحديث قال شعبة عن أبي سلمة سمعت أبا نضرة عن أبي (3/85)
<86> سعيد رفعه لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه أو علمه وقال أبو سعيد فحملني ذلك على أن ركبت إلى معاوية فملأت أذنيه ثم رجعت وقال بن خيثمة حدثنا يحيى بن معين حدثنا عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ الأنصاري سمعت هند ابنة سعيد بن أبي سعيد الخدري عن عمها جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عائدا إلى أبي سعيد فقدمنا إليه ذراع شاة وقال سعيد بن منصور حدثنا خلف بن خليفة عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد قلنا له هنيئا لك برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته قال إنك لا تدري ما أحدثنا بعده وقال علي بن الجعد حدثنا شعبة عن سعيد بن يزيد سمع أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد قال تحدثوا فإن الحديث يهيج الحديث قال الواقدي مات سنة أربع وسبعين وقيل أربع وستين وقال المدائني مات سنة ثلاث وستين وقال العسكري مات سنة خمس وستين سعد بن محمد بن مسلمة الأنصاري يأتي نسبه في ترجمة أبيه ذكر بن شاهين عن بن أبي داود أنه شهد فتح مكة وما بعدها وذكره القداح في أولاد محمد بن مسلمة وهم عشرة سعد بن محيصة بن مسعود بن كعب الأنصاري الأوسي يأتي نسبه في ترجمة أبيه قال البغوي ذكره محمد بن إسماعيل في الصحابة ولم أجد له حديثا وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة عن أبيه أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط قوم فأفسدت فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حفظ الأموال على أهلها بالنهار الحديث اختلف فيه على الزهري اختلاف كثيرا وقال الذهلي وأبو داود في التفرد لم يتابع عبد الرزاق على قوله عن أبيه وقد رواه مالك وإلياس عن الزهري عن حرام بن سعد مرسلا وقال بن عبد البر في التمهيد ليست له صحبة وإنما روايته عن أبيه وروى بن أبي شيبة عن بن عيينة عن الزهري عن حرام بن سعد عن أبيه أن محيصة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام الحديث وقال الذهلي رواه مالك وغيره عن الزهري عن أبن محيصة عن أبيه وقول من قال عن حرام عن أبيه هو المحفوظ سعد بن المدحاس ويقال بالمثناة بدل الدال ذكره بن حبان في الصحابة وقال من أهل الشام وقال بن منده يعد في أهل حمص وروى بن السكن والباوردي من طريق محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائد سمعت سعد بن المدحاس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي الحديث وروى بن حبان من هذا الوجه عنه قال غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وروى الطبراني في مسند الشاميين من هذا الوجه قال بن عائد قال أبو أمامة قال سعد بن المدحاس وكان من الصحابة قال أريت في المنام إني وردت عينا فإذا الناس من جاء منهم بسقاء ملأه صغيرا كان أو كبيرا فقلت ما هذا قيل القرآن فحلف سعد حينئذ ليقرأن البقرة وآل عمران سعد بن مسعود الأنصاري له ذكر في حديث روى الطبراني وابن أبي عاصم من طريق محمد بن عثمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن الحارث الغطفاني جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا محمد شاطرنا تمر المدينة وذلك في وقعة الأحزاب قال حتى أستأمر السعود (3/86)
<87> فبعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن خيثمة وسعد بن عبادة وسعد بن مسعود الحديث قال بن الأثير في ذكر سعد بن خيثمة نظر لأنه أستشهد ببدر والخندق كانت بعدها بثلاث سنين قلت لا يلزم من الغلط في سعد بن خيثمة الغلط في سعد بن مسعود فإن ثبت الخبر فهو من كبار الأنصار بحيث كان يستشار في ذلك الوقت سعد بن مسعود الكندي قال البغوي له صحبة وقال بن منده ذكر في الصحابة ولا يصح له صحبة وذكره البخاري في الصحابة وروى في تاريخه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على سعد بن مسعود نعوده فذكر قصته وأوردها أبو موسى تبعا للطبراني في ترجمة الذي قبله وهو وهم وأما بن أبي حاتم فذكره في التابعين وقال في ترجمته إن عمر بن عبد العزيز بعثه يفقههم يعني أهل مصر فهذا يدل على تأخره وروى بن منده من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن مسلم بن يسار أن سعد بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بث فلم يصبر ثم قرأ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأخرجه بن جرير من وجه آخر عن بن أنعم فأرسله ولم يذكر الصحابي وأخرجه بن مردويه من وجه آخر عن بن أنعم فجعله من مسند عبد الله بن عمرو وابن أنعم ضعيف وقال بن المبارك في الزهد أنبأنا رشدين بن سعد عن بن أنعم عن سعد بن مسعود أن عثمان بن مضعون أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أئذن لنا في الاختصاء فذكر الحديث وروى الحكيم الترمذي في كتاب أسرار الحج من طريق المقبري عن بن أنعم عن سعد بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم ومحادثة النساء فإنه لا يخلون رجل بامرأه ليس لها محرما إلا هم بها الحديث وروينا في الغيلانيات من طريق يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زهر عن سعد بن مسعود قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المؤمنين أكيس فقال أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له استعدادا سعد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيد ذكره البخاري في الصحابة وقال الطبراني له صحبة وذكر أبو مخنف أن عليا ولاه بعض عمله ثم استصحبه معه إلى صفين وروى الطبراني من طريق أبي حصين عن عبد الله بن سنان عن سعد بن مسعود الثقفي قال كان نوح إذا لبس ثوبا حمد الله وإذا أكل وشرب حمد الله فلذلك سمي عبدا شكورا سعد بن مسعود روى عنه سعيد بن صفوان قال بن حبان له صحبة هكذا في التجريد ولم يذكره بن حبان في الصحابة وإنما ذكر ذلك في ترجمة سعيد بن صفوان من طبقة التابعين وأظن أنه الكندي وذكر بن أبي حاتم في ترجمته أنه روى عنه يزيد بن أبي حبيب وعبد الرحمن الإفريقي وهو بن أنعم المذكور في ترجمة الكندي سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي سيد الأوس وأمه كبشة بنت رافع لها صحبة ويكنى أبا عمرو شهد بدرا باتفاق ورمي بسهم يوم الخندق فعاش بعد ذلك شهرا حتى حكم في بني قريظة وأجيبت دعوته في ذلك ثم انتقض جرحه فمات أخرج ذلك البخاري وذلك سنة خمس وقال (3/87)
<88> المنافقون لما خرجت جنازته ما أخفها فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الملائكة حملته وفي الصحيحين وغيرهما من طرق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اهتز العرش لموت سعد بن معاذ وروى يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن أحد أفضل منهم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر وذكر بن إسحاق أنه لما أسلم على يد مصعب بن عمير قال النبي عبد الأشهل كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام وروى بن إسحاق في قصة الخندق عن عائشة قالت كنت في حصن بني حارثة وأم سعد بن معاذ معي فمر سعد بن معاذ وهو يقول لبث قليلا يلحق الهيجا حمل ما أحسن الموت إذا حان الأجل فقالت له أمه الحق يا بني فقد تأخرت فقلت يا أم سعد لوددت أن درع سعد أسبغ مما هي قال فأصابه السهم حيث خافت عليه وقال الذي رماه خذها وأنا بن العرقة فقال عرق الله وجهك في النار وابن العرقة اسمه حبان بن عبد مناف من بني عامر بن لؤي والعرقة أمه وقيل إن الذي أصاب سعد أبو أمامة الجشمي وروى البخاري من حديث أبي سعيد الخدري أن بني قريظة لما نزلوا على حكم سعد وجاء على حمار فقال النبي صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم وأخرج بن إسحاق بغير سند أن أم سعد لما مات قالت ويل أم سعد سعدا حزامة وجدا وسيدا سد به مسدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم كل نادبة تكذب إلا نادبة سعد وأخرجه الطبراني بسند ضعيف عن بن عباس قال جعلت أم سعد تقول ويل أم سعد سعدا حزامة وجدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزيدي على هذا كان والله ما علمت حازما وفي أمر الله قويا سعد بن معاذ الأنصاري آخر ذكره البغوي في الصحابة وقال رأيته في كتاب محمد بن إسماعيل ولم يذكر حديثه قلت وله ذكر في ترجمة شبيب بن قرة وروى الخطيب في المتفق بإسناد واه وأبو موسى في الذيل بإسناد مجهول عن الحسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من تبوك استقبله سعد بن معاذ الأنصاري فقال ما هذا الذي أرى بيدك قال من أثر المر والمسحاة أضرب وأنفق على عيالي فقبل النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال وهذه يد لا تمسها النار ووقع في رواية أبي موسى سعد الأنصاري سعد بن معاذ أو معاذ بن سعد وقع في البخاري بالشك فليحرر سعد بن المنذر الأنصاري ذكره البخاري وقال روى حديثه بن لهيعة ولم يصح قلت وأخرجه بن المبارك في الزهد عن أبي لهيعة حدثني واسع بن حبان عن أبيه عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال يا رسول الله أقرأ القرآن في ثلاث قال نعم إن استطعت وكان يقرؤه كذلك إلى أن توفى وأخرجه الحسن بن سفيان والبغوي من طريق بن لهيعة عن حبان وزعم بن منده أنه سعد بن المنذر بن عمير بن عدي بن خرشة وأنه عقبي بدري أحدي وتعقبه أبو نعيم بأنه يذكره بن (3/88)
<89> إسحاق ولا الزهري في البدريين ولا أهل العقبة وهو كما قال وفي كلام بن منده في نسبته نظر فإن عدي بن خرشة صحابي ولم أر من ذكر المنذر في الصحابة فليحرر سعد بن المنذر الساعدي والد أبي حميد ذكره بن أبي حاتم قال أبو عمر أخاف أن يكون هو الذي قبله قلت نسبهما مختلف سعد بن النعمان بن زيد بن أكال بن الوذان بن الحارث بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي قال بن إسحاق في المغازي حدثني عبد الله بن أبي بكر قال أسر عمرو بن أبي سفيان يوم بدر فقيل لأبي سفيان الا تفتديه قال قتلوا حنظلة وأفتدي عمرا لا يجمع مالي ودمي قال فخرج سعد بن النعمان بن زيد بن أكال معتمرا فعدا عليه أبو سفيان فحبسه بمكة وقال أرهط بن أكال أجيبوا دعاءه تفاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا فإن بني عمرو بن عوف أذلة لئن لم تفكوا عن أسيرهم الكبلا فمشوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم عمرو بن سفيان فافتدوا به سعدا وفي ذلك يقول حسان ولو كان سعد يوم مكة مطلقا لأكثر فيكم قبل أن يؤسر القتلا قال أبو عمر ذكر بن الكلبي هذه القصة للنعمان والد سعد قلت وبيت حسان يشهد بصحة قول ما قال بن إسحاق والله أعلم سعد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية الظفري ذكره بن لهيعة عن الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا ولم يذكره بن إسحاق ولا موسى بن عقبة سعد بن هلال ذكره الطبري في الصحابة ولم يورد له شيئا واستدركه أبو موسى سعد بن وائل بن عمرو العبدي الجذامي قال بن منده عداده في أهل الرملة وروى هو والباوردي من طريق عبد الله بن كثير بن سعد حدثني أبو معاوية الحكم بن أبي سفيان العبدي سمعت سعد بن وائل يقول إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فله الجنة سعد بن أبي وقاص هو سعد بن مالك مضى سعد بن وهب الجهني تقدم ذكره في ترجمة رشدان سعد بن وهب النضري بفتح النون والضاد المعجمة ذكر الثعلبي في تفسيره أنه لم يسلم من بني النضير غيره وغير سفيان بن عمير بن وهب وكذا ذكره أبو موسى بلا إسناد واستدركه بن فتحون سعد بن يزيد بن الفاكه تقدم في أسعد سعد الأسود السلمي ثم الذكواني روى بن عدي وابن حبان والمخلص في الثاني (3/89)
<90> من فوائده كلهم من طريق سويد بن سعيد عن محمد بن عمر بن صالح عن قتادة عن أنس جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أيمنع سوادي ودمامتي من دخول الجنة قال لا الحديث وفيه إنه قال وإني لفي حسب من قومي بني سليم ثم من ذكوان معروف الآباء ولكن غلب علي سواد أخوالي وفيه إنه زوجه بنت عمر أو عمرو بن وهب الثقفي فذكر قصة شبيهة بقصة جليبيب ومحمد بن عمر ذكر الحاكم أنه روى حديثا موضوعا يعني هذا سعد الأسلمي يأتي ذكره في سعد العرجي سعد الأحمسي مولاهم روى البغوي من طريق أبي محمد عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد مولاهم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد سعد مولى أبي بكر الصديق ويقال سعيد والأول أشهر وأصح قاله بن عبد البر روى حديثه بن ماجة وأشار إليه الترمذي وهو من رواية الحسن البصري عنه أنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في قران التمر وله حديث آخر من هذا الوجه عند البغوي قال فيه عن سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فظن بن فتحون لهذا أنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآتي وليس كما ظن لأنه إنما قيل في هذا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه كان يخدمه وأما الآتي فقد اختلف في اسمه كما سيأتي سعد الأنصاري مضى ذكره في سعد بن عبادة سعد الأنصاري مضى ذكره في سعد بن عمارة سعد مولى أوس بن حجر ذكره العسكري والمعروف الذي ذكره غيره مسعود وسيأتي سعد مولى ثابت بن قيس الأنصاري أعتقه أبو بكر الصديق تنفيذا لوصية مولاه إذ رآه بلال في المنام ذكر ذلك الواقدي في الردة بإسناده سعد الجهني قال أبو عمر في إسناد حديثه مقال وهو من رواية سنان بن سعد الجهني عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الإمام لايخص نفسه بالدعاء دون القوم سعد مولى حاطب بن أبي بلتعة تقدم في سعد بن خولى سعد مولى حاطب آخر عاش بعد أحد فروى المغيرة وغيره من طريق محمد بن مسلم بن أبي الوضاح عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعد مولى حاطب قال قلت يا رسول الله حاطب من أهل النار قال لن يلج النار أحد شهد بدرا أو بيعة الرضوان قال البغوي لا أرى بن أبي خالد أدركه قلت وهم من خلطه بالأول فإن بيعة الرضوان كانت بعد أحد بمدة والأول استشهد بأحد كما تقدم وفي صحيح مسلم من حديث جابر قال جاء عبد لحاطب فقال يا رسول الله فذكر نحو حديث بن أبي خالد ولم يسمه (3/90)
<91> سعد الخير أو سعد الخيل تقدم في سعد بن قيس سعد الدوسي روى الباوردي من طريق أبي قلابة عن أنس قال سأل أعرابي عن الساعة فمر رجل من أزد شنوءة يقال له سعد فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن عمر هذا حتى يأكل عمره لا يبقى منكم عين مطرفة ورواه بن منده من وجه آخر عن قيس بن وهب عن أنس فقال مر سعد الدوسي ورواه قرة بن خالد عن الحسن عن أنس فقال فيه فقال لشاب من دوس يقال له سعد ورواه معبد بن هلال عن أنس فقال فيه فنظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة ورواه قتادة عن أنس فقال فيه فمر غلام للمغيرة بن شعبة وكان من أقراني وسيأتي فيمن اسمه محمد شبيه هذه القصة والذي يظهر تعدادها سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحمد حدثنا جعفر بن عثمان بن عتاب قال كنت مع أبي عثمان يعني النهدي فقال رجل من القوم حدثنا سعد أو عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم أمروا بصيام فجاء رجل فقال يا رسول الله إن فلانة وفلان بلغ بهما الجهد الحديث ورواه الحسن بن سفيان من طريق يحيى القطان عن عثمان بن عتاب قال حدثنا رجل في حلقة أبي عثمان عن سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مطولا وسيأتي هذا الحديث من رواية سليمان التيمي عن أبي عثمان عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله أعلم سعد والد زيد غير منسوب روى بن أبي عاصم من طريق بن أبي حبيب عن زيد بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نعيت إليه نفسه خرج متلففا في ثياب أخلاق حتى جلس على المنبر فقال أيها الناس احفظوني في هذا الحي من الأنصار الحديث أورده بن منده في ترجمة سعد بن زيد الأشهلي المتقدم وفرق بينهما أبو حاتم وابن عبد البر وهو الأشبه سعد الظفري ذكره أبو حاتم في الصحابة وروى الطبراني من طريق عبد الرحمن بن حرملة عن سعد الظفري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الكي وتردد أبو موسى هل هو سعد بن النعمان الظفري أو غيره سعد مولى عتبة بن غزوان ذكر عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره عن بن عباس أنه نزل فيه قوله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي وفي سعد مولى حاطب وفي حاطب وعتبة وزعم أبو عمر أنه شهد بدرا مع مولاه ولم يذكر بن إسحاق في البدريين إلا حبابا مولى عتبة بن غزوان سعد العرجي روى الحارث بن أبي أسامة من طريق عبد الله بن سعد الأسلمي عن أبيه قال كنت دليل النبي صلى الله عليه وسلم من العرج إلى المدينة قال فرأيته يأكل متكئا وأخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من وجه آخر إلى فائد مولى عبادل قال خرجت مع إبراهيم بن عبد الله بن ربيعة فأرسل إلى بن سعد فأتانا بالعرج قال بن سعد حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم ومعه أبو بكر وكانت لأبي بكر عندنا بنت مسترضعة وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم اختصار الطريق فدله سعد على طريق ركوبه فذكر الحديث في قدومه صلى الله عليه وسلم قباء (3/91)
<92> ونزوله على سعد بن خيثمة وفيه إنه مر به رجلان فسألهما عن اسميهما فقالا نحن المهانان فقال بل أنتما المكرمان ووقع لأبي عمر في هذا خبط فإنه قال سعد العرجي من بني العرج بن الحارث بن كعب بن هوازن ويقال إنه مولى الأسلميين وإنما قيل له العرجي لأنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم بالعرج وهو يريد المدينة فأسلم ثم قال سعد الأسلمي روى عنه ابنه عبد الله أنه نزل مع النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن خيثمة انتهى فجعل الواحد اثنين سعد مولى عمرو بن العاص ذكره يوسف بن موسى وغيره في الصحابة قال بن منده ولا يصح وروى الحسن بن سفيان من طريق محمد بن إبراهيم التيمي عن سعد مولى عمرو بن العاص قال تشاجر رجلان في آية فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لاتماروا في القرآن فإن من مارى فيه كفر وذكر بن حبان في ثقات التابعين أنه مرسل سعد مولى قدامة بن مظعون ذكره بن عبد البر وقال في صحبته نظر وقتله الخوارج سنة إحدى وأربعين سعد الكندي والد سنان روى عنه ابنه ذكره بن يونس في تاريخ مصر سعد أبو الحارث قال بن حبان في الصحابة يكنى أبا المطرف وله صحبة سعد غير منسوب قال بن منده روى عنه ابنه عبد الله مجهول قلت يحتمل أن يكون هو العرجي سعد غير منسوب روى البغوي من طريق يونس بن عبيد عن زياد بن جبير عن سعد قال لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم النساء قامت امرأة جليلة كأنها من مضر فقالت يا رسول الله ما يحل لنا من أزواجنا فقال الرطب تأكلنه وتهدينه قلت أخرجه البزار وعبد بن حميد ويحيى بن عبد الحميد الحماني في مسند سعد بن أبي وقاص وأفرده البغوي وابن منده وهو الراجح فإن الدارقطني ذكر الاختلاف فيه في العلل ورجح أنه سعد رجل من الأنصار وأن من قال فيه سعد بن أبي وقاص فقد وهم قلت ويؤيد أنه غيره أن بن منده أخرج من طريق حماد بن سلمة عن يونس عن عبيد عن زياد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا يقال له سعد على السعاية فلو كان هو بن أبي وقاص ما عبر عنه الراوي بهذا سعد والد محمد الأنصاري ذكره أبو نعيم وأخرج من طريق حماد بن أبي حماد عن إسماعيل بن محمد بن سعد الأنصاري عن أبيه عن جده أن رجلا قال يا رسول الله أوصني وأوجز قال عليك باليأس مما في أيدي الناس الحديث قال بن الأثير تقدم هذا الحديث في ترجمة سعد بن عمارة ونقل عن أبي موسى أن إسماعيل هذا هو بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قلت إن كان كما قال أبو موسى فمن نسبه أنصاريا غلط وأما قول بن الأثير أن الحديث مضى في ترجمة سعد بن عمارة فذلك بسند آخر وفي كل من الحديثين ما ليس في الآخر (3/92)
<93> سعد غير منسوب أفرده البخاري وأخرجه من طريق حفص بن المضاء السلمي عن عامر بن خارجة بن سعد عن جده سعد أن قوما شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحط المطر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجثوا على الركب وقولوا يا رب يا رب الحديث وأورده غيره في مسند سعد بن أبي وقاص فالله أعلم سعدى آخره ياء تحتانية وأورده بن شاهين وحكى عن بن سعد أن له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في إبل الصدقة انتهى ولم يتحرر لي ضبطه وأظنه بلفظ النسب سعر بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره راء مهملة هو الدؤلي قال الدارقطني وابن حبان له صحبة وذكره العسكري في المخضرمين واختلف في اسم أبيه فقيل سوادة وقيل ديسم ويقال أنه عامري ويقال أنه قدم الشام تاجرا في الجاهلية روى يعقوب بن شيبة من طريق عبد الله الحمراني قال كنت أجلس إلى قوم من ولد السعر بن سوادة فحدثوني أنه قال كنت عسيفا لعقيلة من عقائل العرب فقدمت الشام فدخلت مكة فرأيت رجلا أزهر اللون بين يديه جزائر تنحر وإذا قائل يقول يا وفد الله هلموا إلى الغداء قال وقد كنا خبرنا بالشام أن نبيا سيبعث بالحجاز وقد طلعت نجومه فتقدمت إليه وقلت السلام عليك يا نبي الله فقال مه وكأن قد فقلت لرجل من هذا قال هذا أبو نضلة هاشم بن عبد مناف قال قلت هذا والله المجد لا مجد بني حنيفة وأخرج الخطيب في المؤتلف هذه القصة مطولة من طريق إسحاق بن محمد النخعي حدثنا العلاء بن أبي سوية المنقري أخبرني أبو الخشناء عباد بن أبي كسيب عن أبي عتوارة الخفاجي عن سعد بن سوادة العامري قال كنت عسيفا فذكر نحو هذه القصة مطولا وفيها فإذا رجل قائم على نشز من الأرض ينادي يا وفد الله الغداء وآخر على مدرجة الطريق ينادي ألا من طعم فليرح للعشاء وفيه إنه لما قال له السلام عليك يا نبي الله قال لست به وكأن قد ولتبشرن به ويغلب على ظني أن العامري صاحب هذه القصة مع هاشم بن عبد مناف والد جد النبي صلى الله عليه وسلم غير الدئلى الذي أخرج له أبو داود والنسائي أن مصدقي النبي صلى الله عليه وسلم أتياه يطلبان منه الصدقة لأن قصة العامري تقتضي أنه عمر عمرا طويلا جدا لبعد عهد هاشم من زمان بعث السعاة في طلب الصدقة ولأن داعية المذكور كانت متوفرة على تعرف خبر النبي صلى الله عليه وسلم ويبعد أن يبعث والمذكور في أرض الحجاز ثم لا يسمع به إلا بعد نحو عشرين سنة وفي رواية أبي عتوارة عنه ما يدل على أنه عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأن أبا عتوارة تابعي وعد هذا العامري في الصحابة أقرب من عد الدئلي والله أعلم وقد روى أبو داود والنسائي من طريق مسلم بن ثفنة عنه أن رجلين أتياه من عند النبي صلى الله عليه وسلم في طلب الصدقة الحديث ووقع في سنن أبي داود ما يدل على أنه عاش إلى خلافة معاوية ووقع عند أبي عمر أنه سعر بن شعبة بن كنانة قال بن الأثير وفيه أوهام لأن شعبة إنما هو والد مسلم الراوي عنه وقيل فيه ثفنة وأما كنانة فليس والد شعبة وإنما الصواب من كنانة فصحف (3/93)
<94> سعنة بعين مهملة ونون وزن حمزة ويقال بمثناة تحتانية بدل النون بن عريض بن عاديا التيماوي نسبة لتيماء التي بين الحجاز والشام وهو بن أخي السموءل بن عاديا اليهودي صاحب حصن تيماء في الجاهلية الذي يضرب به المثل في الوفاء المذكور في المخضرمين وسيأتي في القسم الثالث لكن وجدت بخط بن أبي طيء في رجال السبعة الامامية ما يقضي أن له صحبة فنقل عن أبي جعفر الحائري أحد أئمة الامامية أنه روى بسند له أكثرهم من السبعة إلى بن لهيعة عن بن الزبير قال قدم معاوية حاجا فدخل المسجد فرأى شيخا له ضفيرتان كان أحسن الشيوخ سمتا وأنظفهم ثوبا فسأل فقيل له إنه بن عريض فأرسل إليه فجاء فقال ما فعلت أرضك تيماء قال باقية قال بعنيها قال نعم ولولا الحاجة ما بعتها واستنشده مرثية ابنه لنفسه فأنشده ودار بينهما كلام فيه ذكر على فغض بن عريض من معاوية فقال معاوية ما أراه إلا قد خرف فأقيموه فقال ما خرفت ولكن أنشدك الله يا معاوية أما تذكر يا معاوية لما كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء علي فاستقبله النبي صلى الله عليه وسلم فقال قاتل الله من يقاتلك وعادى من يعاديك فقطع عليه معاوية حديثه وأخذ معه في حديث آخر قلت وأصل هذه القصة قد ذكرها عمر بن شبة بسنده إلى الهيثم بن عدي دون ما فيه من قول بن عريض أنشدك الله إلى آخره فكأنه من اختلاف بعض رواته وقد ذكره المرزباني في معجم الشعراء وحكى الخلاف في سعنة هل هو بالنون أو الياء وأورد له أشعارا في أمالي ثعلب بسند له أن الشعر الذي فيه في وصف الخمر معتقة كانت قريش تعافها فلما استحلوا قتل عثمان حلت من شعر بن عريض هذا ذكر من اسمه سعيد سعيد بن بجير بالموحدة والجيم مصغرا الجشمي روى بن السكن وابن منده من طريق أبي ذكوان عمران الرملي سمعت عطية بن سليم بن سعيد رجلا من بني جشم يقول سمعت أبي يقول قدمت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك قلت فلان قال بل أنت سليم سعيد بن ثجير بالمثلثة والجيم مصغرا وضبطه بن فتحون الشقري روى بن السكن من طريق جنادة بن مروان عن بن الحكم بن ثجير الشقري أن أباه أخبره أن جده سعيد بن ثجير قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم فتعرضت له بنو عامر في طريقه وقالوا له صبأت قال فأنشأ جدي يقول وتغضب عامر في غير جرم علينا أن رأونا مسلمينا قال بن السكن لم أجد له ذكرا إلا في هذه القصة سعيد بن البختري بفتح الموحدة وسكون المعجمة بعدها مثناة قال بن منده ذكره بن (3/94)
<95> خزيمة في الصحابة ولا يصح ثم روى من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن بكير الطائي عن سعيد بن البختري أنه كان يضرب غلاما له فجعل يتعوذ بالله فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعوذ به فتركه فقال له الله أمنع لعائذه قال فإني أشهدك أنه حر قال لو لم تفعل لسفع وجهك النار قلت أخشى أن يكون وقع فيه تحريف وأن يكون في الأصل عن سعيد أبي البختري وهو تابعي معروف فيكون أرسل هذا والسبب في هذا أنني لا أعرف لبكير الطائي لقي أحد الصحابة والمتن مشهور لأبي مسعود الأنصاري سعيد بن ثابت بن الجذع الأنصاري ذكر الطبري أنه استشهد في حصار الطائف واستدركه بن فتحون سعيد بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي بن عم النبي صلى الله عليه وسلم أن ثبت روى الحاكم في المستدرك من طريق موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل أنه قدم الشام فقالوا له ما قرابة بينك وبين معاذ قلت بن عمي قالوا فإنه حدثنا أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة قال موسى بن جبير فحدثت به سليمان الأغر فقال أشهد لحدثني سعيد بن الحارث بن عبد المطلب مثله قلت في الإسناد بن لهيعة وهو ضعيف ولم أر لسعيد هذا ذكرا في كتب الأنساب وذكره الدارقطني في كتاب الأخوة وذكر له هذا الحديث وذكر له حديثا آخر موقوفا ولكن نسبه فيه إلى جده فقيل سعيد بن نوفل سعيد بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو القرشي السهمي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في مهاجرة الحبشة وقال موسى بن عقبة استشهد بأجنادين وذكر بن إسحاق وأبو الأسود عن عروة أنه استشهد باليرموك وكذا قال الزبير وسيف وابن سعد سعيد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي أخو محمد بن حاطب ذكره البخاري في الصحابة وقال بن حبان وهم من زعم أن له صحبة قلت لا يبعد أن له رواية وقد أخرج له بن منده من طريق الحسن بن صالح بن حي عن أبيه عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج فيجلس على المنبر ثم يؤذن المؤذن فإذا فرغ قام فخطب سعيد بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي ممن أسلم قبل فتح مكة قال الواقدي شهدها وكان أسن من أخيه عمرو بن حريث وروى بن ماجة وابن أبي عاصم من طريق عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن أخيه سعيد بن حريث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من باع عقارا أو دارا ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه وله ذكر في ترجمة سعد بن ذؤيب مات بالكوفة قاله بن منده وقيل قتل بالحرة قاله أبو عمر سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص بن أمية ذكره العسكري في الصحابة وذكر موسى بن عقبة أنه ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبوه إليها وأنه استشهد بمرج الصفر وقال بن أبي حاتم (3/95)
<96> عن أبيه هو ممن حمل في السفينتين وروى بن سعد أنه شقيق أم خالد بنت خالد أمهما حمينة وقيل أمينة بنت خلف بن أسعد الخزاعية وذكر سيف قصة قتله بالمرج مطولة سعيد بن أبي راشد يقال إنه جمحي قال بن حبان له صحبة وروى الحسن بن سفيان وابن أبي داود وابن شاهين وابن عدي في الكامل من طريق يونس بن حبان عن عبد الرحمن بن سابط عن سعيد بن أبي راشد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن في أمتي لخسفا ومسخا وقذفا في إسناده ضعف وأما سعيد بن أبي راشد شيخ عبد الله بن عثمان بن جشم روى عنه عن رسول قيصر حديثا فأظنه غير هذا سعيد بن حيوة ويقال حيدة وبالأول جزم بن أبي حاتم والعسكري وغيرهما وروى بن منده والبيهقي في الدلائل وطائفة من طريق داود بن أبي هند عن عباس بن عبد الرحمن عن كندير بن سعيد عن أبيه قال حججت في الجاهلية فإذا أنا برجل يطوف ويقول يا رب رد راكبي محمدا إلى ربي واصطنع عندي يدا قلت من هذا قالوا عبد المطلب بن هاشم بعث بابن له في طلب إبل وما بعثه في حاجة قط إلا نجح قال فما كان بأسرع من أن جاءه فضمه إليه قلت لم أره في شيء من طرق حديثه أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة فالله أعلم وتقدم نحو هذه القصة لحيدة والد معاوية القشيري سعيد بن الربيع بن عدي بن مالك الأوسي من بني جحجبي ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة وذكره بن منده فيمن اسمه سعد بسكون العين وتعقبه أبو نعيم سعيد بن ربيعة الثقفي ذكره بن منده وأخرج له من طريق إبراهيم بن المختار عن بن إسحاق عن عيسى بن عبد الله عن سعيد بن ربيعة قال قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لهم قبة في المسجد فأسلموا في النصف من رمضان فأمرهم أن يصوموا ما استقبلوا ويقضوا ما فاتهم هكذا أورده ورواه إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق عن بن عيسى فقال عن عطية بن سفيان بن ربيعة الثقفي عن بعض وفدهم وهو المحفوظ سعيد بن قيس بن ثابت بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة ووقع عند بن منده أنه أنصاري فوهم وقد تعقبه أبو نعيم سعيد بن زيد بن سعد الأشهلي تقدم في سعد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزي العدوي أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأمه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية كانت من السابقين إلى الإسلام أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وهاجر وشهد أحدا والمشاهد بعدها ولم يكن بالمدينة زمان بدر فلذلك لم (3/96)
<97> يشهدها روى عنه من الصحابة بن عمر وعمرو بن حريث وأبو الطفيل ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وابن المسيب وقيس بن أبي حازم وغيرهم ذكر عروة وابن إسحاق وغيرهم في المغازي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه يوم بدر لأنه كان غائبا بالشام وكان إسلامه قديما قبل عمر وكان إسلام عمر عنده في بيته لأنه كان زوج أخته فاطمة وروى البخاري من طريق قيس بن أبي حازم عن سعيد بن زيد قال لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام وكان سعيد من فضلاء الصحابة وقصته مع أروى بنت أنيس مشهورة في إجابة دعائه عليها وقد شهد سعيد بن زيد اليرموك وفتح دمشق وقال سعيد بن حبيب كان مقام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وسعيد وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف مع النبي صلى الله عليه وسلم واحدا كانوا أمامه في القتال وخلفه في الصلاة أخرجها البخاري ومسلم وغيرهما وفي قصتها أن دعاءه استجيب فيها وروى أبو نعيم في الحلية في ترجمته من طريق أبي بكر بن حزم أن سعيدا قال اللهم إنها قد زعمت أنها ظلمت فإن كانت كاذبة فاعم بصرها وألقها في بئرها وأظهر من حقي نورا بين المسلمين أني لم أظلمها قال فبينما هم على ذلك إذ سأل العقيق سيلا لم يسل مثله قط فكشف عن الحد الذي كانا يختلفان فيه فإذا سعيد بن زيد في ذلك قد كان صادقا ثم لم تلبث إلا يسيرا حتى عميت فبينما هي تطوف في أرضها تلك سقطت في بئرها قال فكنا ونحن غلمان نسمع الإنسان يقول للآخر إذا تخاصما أعماك الله عمى أروى فكنا نظن أنه يريد الوحشية وهو كان يريد ما أصاب أروى بدعوة سعيد بن زيد قال الواقدي توفي بالعقيق فحمل إلى المدينة وذلك سنة خمسين وقيل إحدى وخمسين وقيل سنة اثنتين وعاش بضعا وسبعين سنة وكان طوالا آدم أشعر وزعم الهيثم بن عدي أنه مات بالكوفة وصلى عليه المغيرة بن شعبة قال وعاش ثلاثا وسبعين سنة سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي تقدم نسبه في ترجمة أبيه ذكره الجمهور في الصحابة وقال بن عبد البر صحبته صحيحة واختلف فيه قول بن حبان فذكره في الصحابة وفي ثقات التابعين وقال بن سعد ثقة قليل الحديث وقال الواقدي كان واليا لعلي على اليمن وحديثه في النسائي وابن ماجة من رواية أبي أمامة بن سهل وروى عنه أيضا ابنه شرحبيل بن سعيد سعيد بن سعيد بن العاص بن أمية أخو أبان وخالد وعمرو أولاد أبي أحيحة أسلموا كلهم وهذا ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بالطائف وذكر بن شاهين عن شيوخه أن إسلامه كان قبل الفتح بيسير واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على سوق مكة سعيد بن سفيان الرعلي ويقال الرعيني ذكره بن شاهين في الصحابة وروى من طريق المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان قال أقطع النبي صلى الله عليه وسلم سعيد بن أبي سفيان الرعلي وكتب له بذلك كتابا كتبه خالد بن سعيد سعيد بن سويد بن قيس بن عامر بن عباد بن الأبجر وهو خدرة الأنصاري الخدري أخو سمرة بن جندب لأمه ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد وروى الأوزاعي عن ثابت بن (3/97)
<98> عمير عن ربيعة عن عبد الملك بن سعيد بن سويد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن اللقطة كذا قال والمشهور رواية ربيعة عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني فإن كان محفوظا فلعبد الملك صحبة أو رؤية إن كان أرسل عن أبيه سعيد بن سهيل تقدم فيمن اسمه سعد سعيد بن شراحيل بن قيس بن الحارث بن سفيان بن فاتك بن معاوية الكندي ذكر بن الكلبي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه بن أخيه معروف بن قيس بن شراحيل فارتد يوم البجير وقتل على ردته يعني معروفا وجزم بن سعد بأن المقتول سعيد المذكور فالله أعلم ورأيت في نسخة متقنة من الجمهرة شرحبيل بدل شراحيل وهو أصوب ففي قصة شبيب الخارجي الذي كان خرج على الحجاج أن عثمان بن سعيد بن شرحبيل بن عمرو قتل في تلك الواقعة وكان يلقب الجزل سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي أبو عثمان بن أخي سعيد بن سعيد الماضي قريبا أمه أم كلثوم بنت عبد الله بن أبي قيس بن عمرو العامرية ولم يكن للعاص ولد غير سعيد المذكور قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة قلت كان له يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين وقتل أبوه يوم بدر قتله علي ويقال إن عمر قال لسعيد بن العاص لم أقتل أباك وإنما قتلت خالي العاص بن هشام فقال ولو قتلته لكنت على الحق وكان على الباطل فأعجبه قوله وكان من فصحاء قريش ولهذا ندبه عثمان فيمن ندب لكتابة القرآن قال بن أبي داود في المصاحف حدثنا العباس بن الوليد حدثنا أبي حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم وولي الكوفة وغزا طبرستان ففتحها وغزا جرجان وكان في عسكره حذيفة وغيره من كبار الصحابة وولي المدينة لمعاوية وله حديث في الترمذي من رواية أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده إن كان الضمير يعود على موسى وله آخر في ترجمة جده يأتي في القسم الأخير وروى الزبير من طريق عبد العزيز بن أبان عن خالد بن سعيد عن أبيه عن بن عمر قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة فقالت إني نذرت أن أعطي هذه البردة لأكرم العرب فقال أعطيها لهذا الغلام وهو واقف يعني سعيدا هذا قال الزبير والثياب السعدية تنسب إليه وروى له مسلم والنسائي من روايته عن عثمان وعائشة وروى الهيثم بن كليب في مسنده من طريق سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده سمعت عمر يقول فذكر له حديثا وسيأتي له ذكر في ترجمة جده في القسم الأخير وأخرج الطبراني من طريق محمد بن قانع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعيد بن العاص فرأيته يكمده بخرقة وسعيد بن العاص هذا يحتمل أن يكون صاحب الترجمة وتكون رواية جبير هذه بعد الفتح ويحتمل أن يكون جده وتكون رؤية جبير له قبل الهجرة ولا مانع من عيادة الكافر ولا سيما في ذلك الزمان لم يكن أذن فيه في قتال الكفار وذكر بن سعد في ترجمته قصة ولايته على (3/98)
<99> الكوفة بعد الوليد بن عقبة لعثمان وشكوى أهل الكوفة منه وعزله مطولا وكان معاوية عاتبه على تخلفه عنه في حروبه فاعتذر ثم ولاه المدينة فكان يعاقب بينه وبين مروان في ولايتها وروى بن أبي خيثمة من طريق يحيى بن سعيد قال قدم محمد بن عقيل بن أبي طالب على أبيه فقال له من أشرف الناس قال أنا وابن أمي وحسبك بسعيد بن العاص وقال معاوية كريمة قريش سعيد بن العاص وكان مشهورا بالكرم والبر حتى كان إذا سأله السائل وليس عنده ما يعطيه كتب له بما يريد أن يعطيه مسطورا فلما مات كان عليه ثمانون ألف دينار فوفاها عنه ولده عمرو الأشدق وحج سعيد بالناس في سنة تسع وأربعين أو سنة اثنتين وخمسين ولبث بعدها ذكر ذلك يعقوب بن سفيان في تاريخه عن يحيى بن كثير عن الليث وروى عن صالح بن كيسان قال كان سعيد بن العاص حليما وقورا وكان إذا أحب شيئا أو أبغضه لم يذكر ذلك ويقول إن القلوب تتغير فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحا اليوم عائبا غدا ومن محاسن كلامه لا تمازح الشريف فيحقد عليك ولا تمازح الدنيء فتهون عليه ذكره في المجالسة من طريق أبي عبيدة وأخرجه بن أبي الدنيا من وجه آخر عن بن المبارك ومن كلامه موطنان لا أعتذر من العي فيهما إذا خاطبت جاهلا أو طلبت حاجة لنفسي ذكره في المجالسة من طريق الأصمعي وقال مصعب الزبيري كان يقال له عكة العسل وقال الزبير بن بكار مات سعيد في قصره بالعقيق سنة ثلاث وخمسين سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي له حديث ذكر نسبه الذهبي في التجريد فقال ما نصه سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي جد عكرمة بن خالد إن صح ففي معجم الطبراني حدثنا مطين حدثنا سفيان حدثنا حماد بن سلمة عن عكرمة بن خالد عن أبيه عن جده قال إذا وقع الطاعون لكن سها هنا الطبراني فأورده في الخاء يعني في خالد بن العاص قلت هذا الحديث قد ذكرته وبينت شاهد ذلك وتحريره في القسم الرابع في ترجمة العاص بن هشام في حرف العين كما سيأتي إن شاء الله تعالى فإن الذهبي ترجم للعاص بن هشام هناك تبعا للطبراني وأبي نعيم وأبي موسى سعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح القرشي الجمحي من كبار الصحابة وفضلائهم وأمه أروى بنت أبي معيط أسلم قبل خيبر وهاجر فشهدها وما بعدها وولاه عمر حمص وكان مشهورا بالخير والزهد وروى عنه عبد الرحمن بن سابط الجمحي وأرسل عنه شهر بن حوشب وغيره وروى أبو يعلى من رواية بن سابط عن سعيد بن حذيم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن امرأة من الحور العين أخرجت يدها لوجد ريحها كل ذي روح الحديث مختصرا أخرجه أبو أحمد الحاكم وابن سعد مطولا وفيه قصة لسعيد مع زوجته في تفرقته المال الذي يأتيه من عطائه وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من طريق زيد بن أسلم قال قال عمر لسعيد بن عامر بن حذيم إن أهل الشام يحبونك قال لأني أعاونهم وأواسيهم فقال خذ هذه عشرة آلاف فتوسع بها قال أعطها من هو أحوج إليها مني الحديث وروى بن سعد من طريق بن سابط قال أرسل عمر إلى سعيد بن عامر إني مستعملك (3/99)
<100> فقال لا تعنتني قال إنما أبعثك على قوم لست بأفضلهم ولست أبعثك لتضرب أبشارهم ولا لتهتك أعراضهم ولكن تجاهد بهم عدوهم وتقسم بينهم فيأهم وروى أبو يعلى والحسن بن سفيان والبغوي من طريق بن سابط أيضا عن سعيد بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجيء فقراء المسلمين يزفون فيقال لهم قفوا في الحساب فيقولون والله ما كان لنا شيء نحاسب عليه فيقول الله صدق عبادي فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاما قال بن سعد في الطبقة الثالثة مات سنة عشرين وهو وال على بعض الشام لعمر وروى البخاري من طريق الزهري قال مات في زمن عمر وقال أبو بكر البغدادي في تسمية من نزل حمص من الصحابة استعمله عمر على حمص بعد عياض فوليها دون نصف سنة ومات ولي في المحرم سنة عشرين ومات في جمادى الأولى وأرخه الهيثم بن عدي وابن زبر سنة تسع عشرة زاد الهيثم ومات بقيسارية وقال أبو عبيد مات سنة إحدى وعشرين فالله أعلم سعيد بن عامر ذكر الثعلبي في تفسيره أنه أحد من أسلم من اليهود ونزل فيهم الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته الآية سعيد بن عبد قيس وقيل سعيد بن عبيد بن قيس بن لقيط بن عامر بن أمية أو ربيعة بن ظرب بن الحارث بن فهر القرشي الفهري ذكر بن شاهين من طريق بن الكلبي وغيره أنه أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة وذكر البلاذري أنه قدم المدينة قبل جعفر بن أبي طالب وهو أخو نافع بن عبد قيس سعيد بن عبيد بن أبي أسيد بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي جد إسماعيل بن طريح الشاعر روى بن منده من طريق إسماعيل حدثني أبي عن جدي أن أبا سفيان رمى سعيد بن عبيد جده يوم الطائف بسهم فأصاب عينه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن هذه عيني أصيبت في سبيل الله فقال إن شئت دعوت الله فرد عليك عينك وإن شئت فعين في الجنة قال عين في الجنة قال هذا غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قلت فيه لفظة منكرة فإن أبا سفيان في حصار الطائف كان مسلما فكيف يرمي سعيدا إن كان سعيد مسلما وأظن الصواب أن أبا سفيان رماه سعيد ويؤيد ذلك ما أخرجه الزبير بن بكار من هذا الوجه فقال عن سعيد بن عبيد قال رأيت أبا سفيان يوم الطائف قاعدا في حائط يأكل فرميته فأصبت عينه فذكر الحديث وروى بن عائذ عن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز أن عين أبي سفيان أصيبت يوم الطائف وروى أبو الفرج الأصبهاني من طريق أسامة بن زيد الليثي عن القاسم بن محمد قال لم يزل السهم الذي أصاب عبد الله بن أبي بكر حتى قدم وفد الطائف فأراهم إياه فقال سعيد بن عبيد هذا سهمي أنا بريته وأنا رميت به فقال أبو بكر الحمد لله الذي أكرمه بيدك ولم يهنك بيده وله طريق أخرى في ترجمة عبد الله بن أبي بكر فثبتت بذلك صحبة سعيد بن عبيد وتحررت الرواية الأولى والحمد لله سعيد بن عبيد بن النعمان تقدم في سعد وهو أصح وقد روى بن أبي شيبة ما يدل على أنه سعيد وأنه غير سعد الذي مر فقال حدثنا أبو إدريس عن إسماعيل عن الشعبي قال قرأ القرآن (3/100)
<101> على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أبي ومعاذ وزيد وأبو الدرداء وسعيد بن عبيد الحديث سعيد بن عتاب يأتي ذكره في ترجمة سليط بن سليط سعيد بن عثمان الأنصاري شهد أحدا روى إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق الزبير قال والله إني لأسمع قول معتب بن قشير والنعاس يغشاني لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا ثم قال وقوله إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان قال منهم عثمان بن عفان وسعيد بن عثمان وعلقمة بن عثمان الأنصاريان قال بلغوا جبلا بناحية المدينة ببطن الأعوص فأقاموا هناك ثلاثا قلت ساقه بن إسحاق في مسنده مع إدراجه ومن قوله ثم الخ من كلام بن إسحاق في المغازي سعيد بن عدي الأنصاري ذكره الأموي فيمن استشهد يوم اليمامة واستدركه بن فتحون وقد تقدم نظيره في سعد بن عثمان فما أدرى أهما أخوان أم واحد اختلف في اسمه سعيد بن عمارة آخر تقدم في سعد سعيد بن عمرو التميمي حليف بني سهم ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في مهاجرة الحبشة وقال موسى بن عقبة استشهد بأجنادين هو وأخوه لأمه تميم بن الحارث بن قيس وكذا قال الزبير قاله الذهبي وذكره بن سعد فيمن تقدم إسلامه ولم يشهد بدرا وسماه الواقدي وأبو معشر وأبو الأسود عن عروة سعيدا فالله أعلم سعيد بن عمرو بن غزية الأنصاري أخو الحارث قال بن السكن له صحبة وقال بن فتحون ذكره بن عبد البر في ترجمة أخيه الحارث ولم يفرده بترجمة قلت بل قال أبو عمر في ترجمة أخيه زيد بن عمرو لا يثبت لسعيد صحبة سعيد بن عمرو الكندي ذكره بن الأثير عن بن ماكولا إلا أنه قال روى حديثه محمد بن المطلب عن علي بن قرين عن عبيدة بن حريث الكندي عن الصلت بن حبيب الشني عنه قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيد بن عمرو العيذي بالمهملة ثم التحتانية المحاربي ذكره أبو عبيد فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من قومه قال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون سعيد بن عمرو قيل هو اسم أبي كبشة الأنماري فيما جزم به بن حبان وسيأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى سعيد بن القشب الأزدي حليف بني عبد مناف يقال ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على جرش أخرجه أبو عمر سعيد بن قيس بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا سعيد بن مرة العجلي ذكر سيف والطبري أن المثنى بن حارثة استعمله بالعراق سنة (3/101)
<102> اثنتي عشرة وكان من أشد الناس على الأنصاري بني تغلب واستدركه بن فتحون وقد تقدم أنهم لم يكونوا يؤمرون إلا الصحابة سعيد بن مقرن المزني أحد الإخوة ذكره الطبري في الصحابة وروى سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد أمره على شيء من العراق حين توجه إلى الشام في خلافة أبي بكر سعيد بن المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري ذكره بن حبان في الصحابة سعيد بن مينا مولى النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الخطيب في المتفق من طريق موسى بن سليمان الإيادي عن عمر بن قيس بن الماصر عن عطاء عن سعيد بن مينا مولى النبي صلى الله عليه وسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فر من المجذوم فرارك من الأسد سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عم النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في الاستئذان وعنه عمار بن أبي عمار ذكره بن منده وقال أبو نعيم هو عندي مرسل قلت كلام الدارقطني يدل على أنه سعيد بن الحارث أخو نوفل فالله أعلم سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم القرشي المخزومي قال النسائي وغيره له صحبة وكان اسمه الصرم ويقال أصرم حكاه البخاري والعسكري وقال الزبير كان له ولدان هود والحكم وكان يكنى أبا هود وقال بن سعد كان يكنى أبا الحكم وأمه لبني بنت سعيد بن رياب السهمية فغيره النبي صلى الله عليه وسلم روى حديثه أبو داود من رواية ابنه عبد الرحمن عنه وروى عنه أيضا بن له آخر اسمه عثمان وروى البغوي وابن منده من طريق عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن الصرم حدثني جدي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أينا أكبر أنا أو أنت قال أنت أكبر وأخير مني وأنا أقدم سنا وغير اسمه فسماه سعيدا وقال الصرم قد ذهب قال بن منده غريب لا نعرفه إلا بهذا الإسناد قلت بعضه عند أبي داود وأخرج البغوي في ترجمة الصرم من حرف الصاد حديثا آخر من هذا الوجه وقال الزبير وغيره أسلم يوم الفتح وقيل قبله يكنى أبا هود وشهد حنينا وأعطى من غنائمها وروى البخاري في تاريخه من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري قال أصيب سعيد بن يربوع ببصره فعاده عمر زاد غيره فقال له لا تدع شهود الجمعة والجماعة فقال ليس لي قائد فبعث إليه غلاما من السبي قال الزبير وهو أحد الأربعة الذين أمرهم عمر بتجديد أنصاب الحرم وروى الواقدي من طريق نافع بن جبير أن عمر لما قدم الشام فوجد الطاعون واستشار مشيخة قريش كان منهم مخرمة بن نوفل وسعيد بن يربوع وحكيم بن حزام وغيرهم قال وكان الذي كلمه في الرجوع مخرمة بن نوفل وأخبره أن قوما من قريش كانوا ثمانين رجلا خرجوا تجارا فطرقهم الطاعون فماتوا أجمعين في ليلة إلا رجلين أحدهما صفوان بن نوفل يعني أخاه قال الزبير وغيره مات سنة أربع وخمسين وله مائة وعشرون سنة وقيل وزيادة أربع (3/102)
<103> سعيد بن يزيد الأزدي نزل مصر قال بن يونس في تاريخ الغرباء هو من أهل فلسطين كان أميرا على مصر ليزيد بن معاوية روى عنه من أهل مصر أبو الخير مرثد اليزني ثم ساق من طريق الليث وكذلك الحسن بن سفيان من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن سعيد بن يزيد أن رجلا قال يا رسول الله أوصني قال أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي رجلا صالحا من قومك ورواه بن أبي خيثمة من طريق بن لهيعة عن يزيد بن أبي الخير عن سعيد بن فلان وقال أبو عمر زعم أبو الخير أن له صحبة والذي رأينا من روايته فعن بن عمر انتهى وذكر بن أبي حاتم أنه اختلف فيه على عبد الحميد بن جعفر فروى بعضهم يعني بالسند عنه عن سعيد بن مرثد عن بن عم له قال قلت يا رسول الله وفي المراسيل لابن أبي حاتم سمعت أبي يقول كنا لا ندري له صحبة أو لا فروى عنه عبد الحميد بن جعفر عن أبي الخير عن سعيد بن يزيد رجل من الصحابة حديث استحي من ربك قال فدلنا على أن لا صحبة له فعلى قوله يكون الصواب فيما قاله أبو عمر فعن بن عمر تصحيفا وقد حكى أبو عمر الكندي أن رؤساء أهل مصر لما أمر عليهم قالوا ما كان في زماننا شاب مثله فهذا يدل على أن لا صحبة له سعيد بن يزيد البلوي ذكره بن أبي خيثمة وابن شاهين في الصحابة وغايرا بينه وبين الذي قبله ووحدهما غيرهما سعيدا بن فلان أو فلان بن سعيد روى الحسن بن سفيان من طريق يونس بن أبي يعقوب عن أبيه قال جلست أنا وجعفر بن عمرو بن حريث وسعيد بن أشوع إلى فلان بن سعيد أو سعيد بن فلان فحدثنا أن نفرا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أرنا رجالا من أهل الجنة قال أنا من أهل الجنة وأبو بكر وعمر فسمى جماعة قال فقال فلان بن سعيد أو سعيد بن فلان وأنا من أهل الجنة قلت أورده الحسن بن سفيان في مسند سعيد بن زيد وفيه نظر لأن بن أشوع لم يدركه فإن كان محفوظا فهو غيره سعيد والد ميسرة يأتي ذكره في ترجمة مولاته كثيرة بنت سفيان سعيد الشامي والد عبد العزيز جاءت عنه عدة أحاديث من رواية ولده عنه تفرد بها عبد الغفور أبو الصباح بن عبد العزيز عن أبيه عبد العزيز عن أبيه سعيد منها ما أخرجه بن عدي من طريق عامر بن سيار عن أبي الصباح بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجمع الإيمان والبخل في قلب رجل مؤمن أبدا قال بن عدي وبهذا الإسناد اثنان وعشرون حديثا وأخرج له بن منده من طريق بقية عن عبد الغفور بهذا الإسناد قال فيه عن أبيه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا آخر وأخرج له بن قانع حديثا من رواية صالح بن مالك عن عبد الغفور عن عبد العزيز عن أبيه قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فكنت قريبا منه الحديث وأخرج له آخر نسبه فيه أنصاريا وسيأتي أبو عبد العزيز في الكنى في حديث وهو هذا أخرجه الطبري في التفسير وابن أبي عاصم في الوحدان وأورد البخاري في كتاب الضعفاء في ترجمة عبد الغفور من رواية عثمان بن مطر عنه عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يمسخ خلقا (3/103)
<104> كثيرا وإن الإنسان يخلو بمعصية فيقول الله تعالى استهان بي فيمسخه ثم يبعثه يوم القيامة إنسانا يقول له كما بدأكم تعودون ثم يدخله النار وله عند بقي بن مخلد أربعة أحاديث سعيد بالتصغير تقدم في سعيد بن سهل سعير مصغرا آخره راء بن خفاف التميمي ذكره سيف في الفتوح وأنه كان عاملا للنبي صلى الله عليه وسلم على بطون تميم وأقره أبو بكر سعير بن سوادة العامري وقيل هو سفيان روى بن منده من طريق العلاء بن الفضل عن أبي سويد المنقري عن آبائه أن سعير بن سوادة أتى النبي صلى الله عليه وسلم سعير بن العداء الفريعي ويقال البكائي ذكره المدائني في كتاب رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى من طريق عبد الله بن يحيى قال أراني بن لسعير بن العداء كتابا من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه لسعير بن عداء ورواه الباوردي وابن منده من هذا الوجه وزاد إني أخفرتك الرجيح سعية بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح المثناة التحتانية بعدها هاء التأنيث بن العريض وقيل بالنون تقدم قريبا سفعه الغافقي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر ذكره يونس وقال ذكروه في كتبهم السين بعدها الفاء سفيان بن أسد بفتحتين أو أسيد بوزن عظيم الحضرمي ذكره بن أبي خيثمة وابن أبي عاصم وغيرهما في الصحابة وأخرجه من رواية بقية أخبرني ضباره بفتح المعجمة والموحدة المخففه بن مالك الحضرمي أنه سمع أباه يحدث عن عبد الرحمن بن جبير أن أباه حدثه عن سفيان بن أسد الحضرمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت له كاذب قال بن منده غريب وذكر بن عدي أن محمد بن ضبارة رواه عن أبيه متابعا لبقية ورواه يزيد بن شريح عن جبير بن نفير فقال عن النواس بن سمعان فالله أعلم سفيان بن أمية بن أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس القرشي الزهري ذكره البلاذري وقال هو الذي ذهب بموت علي إلى أهل الحجاز ولا عقب له ومات أبوه كافرا وكان بن عم أبي سفيان بن حرب وأما ولده سفيان صاحب الترجمة فمقتضى ما قالوا إنه لم يبق بمكة قرشي بعد الفتح إلا أسلم وحج مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أن يكون له صحبة سفيان بن بشر يأتي في نسر بنون ومهملة سفيان بن ثابت الأنصاري من بني النبيت ذكره بن أبي حاتم عن أبيه في الصحابة وقال بن (3/104)
<105> شاهين عن الواقدي استشهد ببئر معونة سفيان بن حاطب بن أمية بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري قال بن شاهين عن بن الكلبي إنه شهد أحدا واستشهد ببئر معونة سفيان بن الحكم الثقفي مر في الحكم بن سفيان سفيان بن خولى بن عبد عمرو بن خولى بن همام العبدي ذكر بن الكلبي أن له وفادة وقال الرشاطي في الحدادي بضم المهملة لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون سفيان بن أبي زهير الأزدي من أزد شنوءة قال بن المديني وخليفة اسم أبيه القرد وقيل بن نمير بن مرارة بن عبد الله بن مالك ويقال فيه النمري لأنه من ولد النمر بن عثمان بن نصر بن زهران نزل المدينة وحديثه في البخاري من رواية عبد الله بن الزبير عنه وروى البخاري أيضا من طريق السائب بن يزيد عنه قال وهو رجل من أزد شنوءة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اقتنى كلبا الحديث سفيان بن زيد أو يزيد الأزدي ذكره البخاري في الصحابة وقال إن الحديث عنه منقطع وهو من رواية روح بن عوف عن بن سيرين عنه في العتيرة سفيان بن زياد الحمصي ذكره عبد الصمد بن سعيد في الصحابة الذين نزلوا حمص سفيان بن سهل أو بن أبي سهل الثقفي له ذكر في حديث المغيرة بن شعبة روى أحمد والنسائي وابن حبان وغيرهم من حديث عبد الملك بن عمير عن حصين بن عقبة عن المغيرة بن شعبة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بحجرة سفيان بن أبي سهل وهو يقول لا تسبل إزارك لفظ أحمد وعند النسائي سفيان بن سهل ومداره عندهم على شريك بن عبد الملك وقيل عن شريك بن عبد الملك وقيل عن شريك عن عبد الملك عن قبيصة بن جابر بدل حصين بن عقبة وقيل عن عبد الملك عن المغيرة بغير واسطة والأول أصح سفيان بن صهابة المهري المعروف بالخرنق الشاعر ذكره بن أبي داود في الصحابة وتبعه بن منده وغيره وذكر بن يونس أنه شهد فتح مصر وأنه قال كنت والمقداد لصين في الجاهلية سفين بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي الطائفي أسلم مع الوفد وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمر يعتصم به فقال قل ربي الله ثم استقم أخرج حديثه مسلم والنسائي والترمذي واستعمله عمر على صدقات الطائف ووقع في رواية مرسلة لابن أبي شيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على الطائف وروى عنه أولاده عاصم وعبد الله وعلقمة وعمرو وأبو الحكم وغيرهم وقال أبو الحسن المديني شهد سفيان بن عبد الله بن ربيعة حنينا فقتل أخوه عثمان فاستقبل وقال لأبي سويد لا خير في العيش بعده فتخيل أبو سويد حتى انهزم به وذلك أنه قطع طرف عذاره وكان على حصان وأبو سويد على أنثى فأدناها من فرس سفيان حتى شمها ثم حرك أبو سويد فرسه وذهب فرس سفيان ليتبعها فلحقه سفيان ليحبسه فانقطع اللجام واستمر فرسه يتبع فرس أبي سويد فنجيا جميعا (3/105)
<106> وأسلم سفيان بعد ذلك قلت ولم أقف على حال أبي سويد المذكور سفيان بن عبد الأسد المخزومي ذكر أبو عمر أنه من المؤلفة وفيه نظر وذكره العدوي في النسب وأنه أخو أبي سلمة ولم يذكر أنه أسلم وعند بن الكلبي ما يدل على أنه أسلم فيكتب من ترجمة ربيبته أم عمرو بنت سفيان من النساء سفيان بن عبد شمس بن أبي وقاص الزهري ينظر من القسم الثاني روى الطبراني من طريق إسماعيل بن راشد أن معاوية بعثه رسولا إلى عمرو بن العاص يخبره بقتل علي وقد تقدم في سفيان بن أمية أنه كان رسولا إلى الحجاز بمثل ذلك قال بن عساكر لم أر له ذكرا في كتب الأنساب ولا التاريخ سفيان بن العديل بن الحارث بن مصاد بن مازن بن ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم التميمي ذكره بن سعد في الطبقات فقال أنبأنا هشام بن الكلبي قال حدثني رجل من عبد القيس قال حدثني محمد بن جناح أخو بني عمرو بن كعب بن تميم قال وفد سفيان بن العديل على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فقال له ابنه قيس يا أبت دعني آت النبي صلى الله عليه وسلم معك قال ومات قيس في زمن أبي بكر مع العلاء بن الحضرمي بالبحرين فقال فيه بعض الشعراء فإن يك قيس قد مضى لسبيله فقد طاب قيس بالرسول فأسلما وسيأتي ذكر ولده غنيم بن قيس في الغين المعجمة سفيان بن أبي عزة الجذامي كان نازلا في بني حنيفة ولم يرتد ذكر ذلك وثيمة وذكر أن خالد بن الوليد أخذه فيمن ظفر به من أهل اليمامة فأراد قتله فقال له سفيان يا خالد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يقتل عبدا إلا قعد له يوم القيامة على الصراط فخلى سبيله وفيه يقول الشاعر إنني والحصين وابن أبي عزة سفيان ديننا الإسلام سفيان بن عطية بن ربيعة الثقفي روى البغوي وعمه أحمد بن منيع من طريق بن إسحاق عن عيسى بن عبد الله عن سفيان بن عطية بن ربيعة الثقفي قال وفد ناس من ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بن أبي خيثمة هو عطية بن سفيان قدم مع وفد ثقيف قلت المحفوظ أن الحديث من رواية عيسى بن عطية بن سفيان بن ربيعة الثقفي عن بعض وفدهم فالله أعلم سفيان بن عمير بن وهب النضري تقدم في سعد بن وهب سفيان بن أبي العوجاء الثقفي ذكره بن أبي عاصم في الصحابة وذكره الطبراني في المعجم الكبير في الصحابة لكنه زعم أنه أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن وذكر العسكري أن جريرا روى في حديث سفيان بن أبي زهير فقال سفيان بن أبي العوجاء سفيان بن عوف الأسلمي أو الغامدي يأتي في مالك بن وهب وروى الحاكم عن مصعب الزبيري قال وسفيان بن عوف الغامدي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان له بأس ونجدة وسخاء وهو الذي أغار على هيت والأنبار في أيام علي فقتل وسبى وإياه عنى علي بن أبي طالب في خطبته حيث (3/106)
<107> قال فيها وإن أخا غامد قد أغار على هيت والأنبار وقتل حسان بن حسان يعني عامل علي واستعمل معاوية سفيان بن عوف على الصوائف وكان يعظه ثم استعمل بعده بن مسعود الفزاري فقال له الشاعر أقم يا بن مسعود قناة صليبة كما كان سفيان بن عوف يقيمها وروى بن عائذ من طريق صفوان بن عمرو عن الفرج بن محمد عن بعض أشياخه قال كنا مع سفيان بن عوف الغامدي سارين بأرض الروم فأغار على باب الذهب حتى حرج أهل القسطنطينية فقالوا والله ما ندري أخطأتم الحساب أم كذب الكتاب أم استعجلتم المقدر فإنا وأنتم نعلم أنها ستفتح ولكن ليس هذا زمانها وقال بن عساكر سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف بن عمر بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة بن الدئل بن سعد مناة بن غامد بن الأزد الغامدي شهد فتح الشام ثم روى من طريق سفيان بن مسلم الأزدي عن سفيان بن عوف الأزدي قال بعثنا أبو عبيدة إلى عمر بكتاب وذكر خليفة أنه مات سنة ثلاث وخمسين وأبو عبيد سنة اثنتين والواقدي سنة أربع فالله أعلم وذكره بن الكلبي فقال سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة بن الدول بن سعد بن زيد مناة بن غامد الغامدي صاحب الصوائف سفيان بن القرد وهو بن أبي زهير تقدم سفيان بن قيس بن الحارث بن المطلب القرشي المطلبي بن أخي الطفيل وعبيدة ابني الحارث لهم صحبة أخرج البغوي من طريق إبراهيم بن سعد عن سليمان بن محمد الأنصاري عن رجل من قومه يقال له الضحاك كان عالما قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحارث بن عبد المطلب وسفيان بن قيس بن الحارث سفيان بن قيس بن أبان الثقفي ذكره الطبراني وغيره في الصحابة وأخرج من طريق عبد ربه بن الحكم عن أميمة بنت رقيقة عن رقيقة قالت جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يطلب النصر من ثقيف فدخل على فسقية سويقا فشرب وقال لا تعبدي طاغيتهم ولا تصلي إليها فقلت إذن يقتلوني قال فإن جاءوك فقولي ربي رب هذه الطاغية ووليها ظهرك إذا صليت قالت أميمة فحدثني أخواي وهب وسفيان ابنا قيس قالا لما أسلمت ثقيف قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم ما فعلت أمكما قالا ماتت على الحال التي فارقتها عليها قال أسلمت أمكما إذن سفيان بن قيس الثعلبي قال البغوي ذكره البخاري في الصحابة سفيان يقال نفير بن مجيب الثمالي قال بن عساكر سفيان أصح روى بن قانع وغيره من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن حجاج بن عبيد الثمالي وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه حجة الوداع أن سفيان بن مجيب حدثه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في جهنم سبعة آلاف واد الحديث ووقع في راوية بن قانع بخيت بموحدة ومعجمة وآخره مثناة مصغر قال الخطيب ومجيب هو الصواب ومدار حديثه على إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف عن (3/107)
<108> يحيى واختلف على إسماعيل فقال أبو اليمان وغيره نفير بن مجيب وقال الهيثم بن خارجة سفيان ورجح أبو حاتم وغيره سفيان على نفير وانفرد الدارقطني فرجح نفيرا وروى بن عائذ في المغازي من طريق يزيد بن أبي حبيب قال قال عمرو بن العاص لمعاوية ابعث إلى سفيان الأزدي صاحب بعلبك ليبعث بمن خرج منهم يعني أهل مصر قال فبعث إلى السفيان بن مجيب فخرج في أثر عبد الرحمن بن عديس فأدركوهم قال وزوجه معاوية حفصة بنت أمية بن حرب وروى بن عائذ أيضا عن الوليد عن أبي مطيع أن معاوية وجه سفيان بن مجيب الثمالي إلى طرابلس في جماعة فذكر قصة سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة عن بن شهاب في مهاجرة الحبشة وكانت معه امرأته حسنة وهي والدة شرحبيل وقال الزبير بن بكار هو أخ جميل بن معمر وذكر بن إسحاق أن معمر تبنى سفيان وكان أصله من الأنصار من بتي زريق فحالف معمر فتبناه فنسب إليه قالوا وهلك سفيان هذا وولداه جابر وجنادة في خلافة عمر سفيان بن نسر بن زيد بن الحارث الأنصاري الخزرجي من بني جشم بن الحارث ذكره بن إسحاق فيمن شهد أحدا واختلف في أسم أبيه قال بن الكلبي والواقدي والقداح نسر بالنون والمهملة الساكنة واستصوبه بن ماكولا وقال بن إسحاق بشر بكسر الموحدة وسكون المعجمة وقال بن حبيب هو خطأ وقال أبو حاتم شهد أحد كذا قال سفيان بن همام المحاربي من محارب عبد القيس وقيل من محارب خصفة والأول أصح وروى بن أبي عاصم وابن السكن والطبراني وابن شاهين من رواية يزيد بن الفضل بن عمرو بن سفيان بن همام عن أبيه عن جده عن سفيان بن همام قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قومك عن نبيذ الجر ووقع في رواية بن السكن عن أبيه عن جده فقط واعتمد البزار هذه الرواية فأخرج الحديث في مسند عمرو بن سفيان وقال لا نعلم روى عمرو بن سفيان إلا هذا وتبعه أبو عمر فقال عمرو بن سفيان المحاربي يروي في نبيذ الجر أنه حرام يعد في الشاميين كذا قال وأما بن منده فقال عمرو بن سفيان المحاربي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يعد في أعراب البصرة ثم ساق حديثه كما صنع البزار ثم إنه أخرج الحديث بعينه من الوجه المذكور في سفيان بن همام ولم يبينه في واحد من الموضعين على الاختلاف فيه وكذا جرى لأبي عمر فقال فيمن اسمه سفيان بن همام العبدي من عبد القيس روى في نبيذ الجر روى عنه ابنه عمرو بن سفيان ولم يبينه أيضا ولا بن الأثير سفيان بن وهب الخولاني أبو أيمن قال أبو حاتم له صحبة وروى البخاري في تاريخه من طريق غياث الحراني قال مر بنا سفيان بن وهب وكانت له صحبة فسلم علينا وقال بن يونس وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر وولي إمرة إفريقية في زمن عبد العزيز بن مروان ومات سنة اثنتين وثمانين وروى عن عمر والزبير وغيرهما روى عنه بكر بن سوادة وعبد الله بن المغيرة وأبو الخير وأبو عشانة وغيرهم وروى الحسن بن سفيان وابن شاهين من طريق سعيد بن أبي شمر (3/108)
<109> السبائي سمعت سفيان بن وهب الخولاني يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تأت المائة وعلى ظهرها أحد باق قال فحدثت به عبد العزيز فقال لعله أراد أنه لا يبقى أحد ممن كان معه إلى رأس المائة وله في مسند أحمد حديث آخر وعند بن منده ثالث وحديثه عن عمر في مسند أبي يعلى وقال بن حبان من زعم أن له صحبة فقد وهم كذا قال في التابعين وقال قبل ذلك في الصحابة سكن مصر له صحبة وقال العجلي تابعي ثقة سفيان بن يزيد تقدم في بن زيد سفيان الهذلي والد النضر ذكره أبو عمر مختصرا وسيأتي في القسم الثالث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل كان اسمه مهران وقيل طهمان وقيل مروان وقيل نجران وقيل رومان وقيل ذكوان وقيل كيسان وقيل سليمان وقيل سنة بالمهملة والنون وقيل بالمعجمة وقيل أيمن وقيل مرقنة وقيل أحمر وقيل أحمد وقيل رباح وقيل مفلح وقيل عمير وقيل معتب وقيل قيس وقيل عبس وقيل عيسى فهذه واحد وعشرون قولا وكان أصله من فارس فاشترته أم سلمة ثم أعتقته واشترطت عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أم سلمة وعلي وعنه ولداه عبد الرحمن وعمر وسالم بن عبد الله بن عمر وأبو ريحانة وغيرهم قال حماد بن سلمة عن سعيد بن جهمان عن سفينة كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكان بعض القوم إذا أعى ألقى على ثوبه حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا فقال ما أنت إلا سفينة وكان يسكن بطن نخلة السين بعدها الكاف سكبة بن الحارث الأسلمي روى مسدد في مسنده من طريق زياد بن مخراق عن رجل من أسلم قال كان منا ثلاثة نفر صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم بريدة ومحجن وسكبة وروى بن شاهين من طريق أبي إسماعيل المؤدب عن الأعمش عن أبي بشر عن عبد الله بن شقيق العقيلي أن عمران بن حصين دخل المسجد فإذا سكبة بن الحارث يصلي وبريدة جالس فقال يا بريدة ألا تصلي كما يصلي سكبة فلم يكلمه بريدة ثم أتى باب المسجد فحدث أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم قال فاستقبلنا أحدا فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة فقال يا ويحها قرية ثم نزل فلما بلغ باب المسجد إذا رجل يصلي فقال من هذا قلت هذا من أمره كذا وكذا قال فأرسل يدي ثم دخل فقال خير دينكم أيسره ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن أبي بشر لكن قال فيه عن بن شقيق عن رجاء الأسلمي أقبلت مع محجن الأسلمي حتى انتهيت إلى المسجد فوجدنا بريدة فذكر الحديث وفيه فقال بريدة يا محجن ألا تصلي كما يصلي سكبة فلم يرد عليه فقال محجن أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مقطعا في حديثين ورواه عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق جرير عن الأعمش فذكر نحو رواية (3/109)
<110> المؤدب وزاد فيه فإذا بريدة جالس وسكبه رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي الضحى فقال بريدة يا عمران ألا تصلي كما يصلي سكبة قال فسكت عمران ثم مضينا فقال عمران إني لأمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ثم أخرج من طريق شعبة عن أبي بشر عن عبد الله بن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي قال دخل محجن المسجد فرأى بريدة فقال مالك لا تصلي كما يصلي سكبة رجل من خزاعة فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فذكر الحديث ومن طريق كهمس عن عبد الله بن شقيق عن محجن بن الأدرع قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة ثم لقيني وأنا خارج في بعض طرق المدينة الحديث ومن طريق الجريري عن عبد الله بن شقيق عن محجن نحوه وروى أحمد بن منيع في مسنده من طريق عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن بريدة الأسلمي قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى علي رجل فقال أتراه مرائيا قلت إنه وإنه قال فقال عليكم هديا قاصدا فإنه لن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن مالك بن نصر بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري أخو سهيل بن عمرو ذكره موسى بن عقبة في مهاجرة الحبشة وكذا قال بن إسحاق وزاد أنه رجع إلى مكة فمات بها فتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعده زوجته سودة بنت زمعة زوجه إياها أخوه حاطب وزعم أبو عبيدة أنه رجع إلى الحبشة فتنصر بها ومات وقال البلاذري الأول أصح ويقال إنه مات بالحبشة السكن قيل هو اسم أبي ذر الغفاري ويقال اسم أبيه وسيأتي في الكنى إن شاء الله تعالى السكين الضمري بالتصغير وقيل السكن بغير تصغير قال أبو حاتم له صحبة روى البخاري في تاريخه وابن أبي خيثمة من طريق بن جريج حديثا عن عطاء بن يسار سمعت سكينا المصري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المؤمن يأكل في معي واحد الحديث رواه صفوان بن هبيرة عن بن جريج عن سهيل عن عطاء وقد حدث به موسى بن عبيدة عن عطاء فقال عن جهجاه فالله أعلم السين بعدها اللام سلام بالتخفيف بن أخت عبد الله بن سلام يأتي ذكره في ترجمة سلمة بن أخي عبد الله بن سلام سلام بالتثقيل بن عمرو مختلف في صحبته وقد ذكره بن حبان في التابعين وروى بن منده من طريق أبي عوانة عن أبي بشر عن سلام بن عمرو وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال الكلاب رجس إلا كلب صيد قال بن منده ورواه شعبة عن أبي بشر عن سلام بن عمرو عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بن منده هذا هو الصواب وفي مسند أحمد والأدب (3/110)
<111> المفرد للبخاري من طريق شعبة بهذا الإسناد متن آخر سلامة بن قيصر الحضرمي يأتي في القسم الأخير سلامة بن سلم الثعلبي يأتي في سلمة بن سلامة سلامة بن عبد الله روى بن منده من طريق وهب بن راشد عن ثور بن يزيد عن عمرو بن سلامة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله بنى جنة الفردوس لبنة من ذهب ولبنة من مسك الحديث قال بن منده لا تصح له صحبة سلامة بن عمير الأسلمي قيل هو اسم أبي حدرد الأسلمي يأتي في الكنى سلامة بن قيصر ويقال سلمة نزل مصر قال أحمد بن صالح له صحبة ونفاها أبو زرعة وقال بن صالح سلمة عندنا أصح وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال البخاري لا يصح حديثه وأخرج حديثه مطين والحسن بن سفيان والطبراني من طريق عمرو بن ربيعة الحضرمي سمعت سلامة بن قيصر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوما ابتغاء وجه الله باعد الله بينه وبين جهنم كبعد غراب طار فرخا حتى مات هرما ومداره على بن لهيعة فرواه بن وهب وجل أصحابه عنه هكذا ورواية بن وهب في مسنده أبي يعلى وقال عبد الله بن يزيد المقرئ عنه بهذا الإسناد عن سلمة بن قيصر عن أبي هريرة وعنه أخرجه أحمد في مسنده ورجح أبو زرعة هذه الزيادة وأنكرها أحمد بن صالح فقرأت بخط بن عبد البر حدثنا خلف بن القاسم حدثنا أبو بكر بن خروف سألت أحمد بن صالح فقال لم يصنع المقرىء شيئا وقال بن رشدين عن أحمد بن صالح هو خطأ من المقرئ وقال بن يونس سلامة بن قيصر وقيل سلمة بن قيصر الحضرمي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه عمرو بن ربيعة ومرثد أبو الخير اليزني وذكره بن حبان في الصحابة وقال سكن مصر وحديثه عند أهلها ومات ببيت المقدس وقبره بها سلامة العذري يقال له المهلب ذكره علي بن حرب العراقي في كتاب البحار له أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم حكاه الرشاطي ويقال هو والد قبيصة الآتي سلم غير منسوب ذكر أبو داود في السنن بغير إسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم رجل كان اسمه حربا فقال له أنت سلم سلم بن سمي بن الحارث الأزدي ثم الدوسي أبو العكر بفتح المهملة والكاف مشهور بكنيته يأتي في الكنى سلكان بن سلامة أبو نائلة يأتي في الكنى سلكان بن مالك أورده بن الدباغ مستدركا على الأستيعاب وقال ذكره الواقدي فيمن دخل مصر من الصحابة سلمان بن ثمامة بن شراحيل بن الأصهب الجعفي قال بن منده أنبأنا علي بن أحمد الحراني (3/111)
<112> حدثنا محمد بن محمد الأديب أن سلمان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وغزا مع علي ونزل الرقة وقال بن الكلبي كان سلمان اعتزل القتال في الفتنة هو وقوم ارتابوا بالقتال فأقاموا بالرقة فكان علي يرسل إليهم الأعطية ويقول لا نمنعكم حقكم من الفيء لأنكم مسلمون وإن امتنعتم من نصرتنا قال وكان سلمان ممن قام مع حجر بن عدي على زياد فلما قبض زياد على حجر وأصحابه أفلت سلمان وكان جده شراحيل رئيسا في الجاهلية وليس الأصهب والده وإنما هو جد أبيه وهي شراحيل بن الشيطان بن الحارث بن الأصهب واسمه عوف بن كعب بن الحارث بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مروان بن جعفي بن سعد العشيرة وكان كثير الغارة فقتله بنو جعدة وفي ذلك يقول النابغة الجعدي يفتخر بقتله أرحنا معدا من شراحيل بعدما أراها مع الصبح الكواكب مسفرا سلمان بن خالد الخزاعي ذكره الطبراني في الصحابة وروى من طريق عيسى بن يونس عن مسعر عن عمرو بن مروة عن سلمان بن خالد أراه من خزاعة قال وددت أني صليت فاسترحت فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا بلال أقم الصلاة وأرحنا بها وقال علي بن مسهر عن مسعر عن عمرو عن سالم بن أبي الجعدي عن رجل من خزاعة غير مسمى وقال بن عيينة عن مسعر عن عمرو عن رجل عن عبد الله بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن رجل من الصحابة غير مسمى وقال أبو حمزة الثمالي عن عبد الله عن أبيه عن صهر لهم من أسلم سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو بن سهم بن ثعلبة الباهلي مختلف في صحبته قال أبو حاتم له صحبة يكنى أبا عبد الله وقال أبو عمر ذكره العقيلي في الصحابة وهو عندي كما قال أبو حاتم وقال بن منده ذكره البخاري في الصحابة ولا يصح ويقال له سلمان الخيل وقال روى عنه كبار التابعين كأبي وائل وأبي ميسرة وأبي عثمان النهدي وسويد بن غفلة وشهد فتوح الشام ثم سكن العراق وولي غزو أرمينية في زمن عثمان فأستشهد قبل الثلاثين أو بعدها ويقال إنه أول من فرق بين العتاق والهجين فقيل له سلمان الخيل وقال بن حبان في ثقات التابعين كان يلي الخيول أيام عمر وهو أول من استقضي على الكوفة وكان رجلا صالحا يحج كل سنة وذكره في التابعين أيضا بن سعد والعجلي وقال الآجري عن أبي داود روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وما أقل ما روى وعن أبي وائل اختلفت إلى سليمان بن ربيعة أربعين صباحا فلم أجد عنده فيها خصما وحديثه في صحيح مسلم من روايته عن عمر وله ذكر في حديث اللقطة قال سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة وجدت سوطا فأخذته فعاب علي ذلك زيد بن صوحان وسلمان وسلمان بن ربيعة فذكرت ذلك لأبي بن كعب فقال أحسنت وأصبت السنة وهو عند البخار وغيره وله ذكر في قصة أبي موسى حيث سئل عن بنت وابنة بن فوافقه سلمان بن ربيعة في القسم وسئل أبو مسعود فخالفهما أخرجها النسائي وأصلها في البخاري وكانت في خلافة عثمان سلمان بن صخر البياضي كذا وقع في الترمذي وهو سلمة بن صخر يأتي سلمان بن عامر بن أوس بن حجر بن عمرو بن الحارث بن تيم بن ذهل بن مالك بن (3/112)
<113> بكر بن سعد بن ضبة الضبي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روت عنه ابنة أخيه أم الرائح واسمها الرباب بنت صليع وحفيده عبد العزيز بن بشر بن سلمان الضبي ووقع في رواية الدارقطني في كتابه الذي صنفه في الضبين التصريح بأنه كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم شيخا وروى عنه أيضا بن سيرين وأخته حفصة بنت سيرين سكن البصرة ووهم من زعم أنه مات في خلافة عمر فإن الصواب أنه عاش إلى خلافة معاوية وعند الصريفيني أنه مات في خلافة عثمان وقال مسلم ليس في الصحابة ضبي غيره كذا نقله بن الأثير وأقره هو ومن تبعه وقد وجد في الصحابة جماعة ممن لهم صحبة واختلف في صحبتهم من بني ضبة منهم يزيد بن نعامة جزم البخاري بأن له صحبة وفي هذا الكتاب ممن ذكر في الصحابة جماعة منهم كدير الضبي وحنظلة بن ضرار الضبي سلمان أبو عبد الله الفارسي ويقال له سلمان بن الإسلام وسلمان الخير وقال بن حبان من زعم أن سلمان الخير آخر فقد وهم أصله من رامهرمز وقيل من أصبهان وكان قد سمع بأن النبي صلى الله عليه وسلم سيبعث فخرج في طلب ذلك فأسر وبيع بالمدينة فأشتغل بالرق حتى كان أول مشاهده الخندق وشهد بقية المشاهد وفتوح العراق وولي المدائن وقال بن عبد البر يقال إنه شهد بدرا وكان عالما زاهدا روى عنه أنس وكعب بن عجرة وابن عباس وأبو سعيد وغيرهم من الصحابة ومن التابعين أبو عثمان النهدي وطارق بن شهاب وسعيد بن وهب وآخرون بعدهم قيل كان اسمه ما به بكسر الموحدة بن بود قاله بن منده بسنده وساق له نسبا وقيل اسمه بهبود ويقال إنه أدرك عيسى بن مريم وقيل بل أدرك وصي عيسى ورويت قصته من طرق كثيرة من أصحها ما أخرجه أحمد من حديثه نفسه وأخرجها الحاكم من وجه آخر عنه أيضا وأخرجه الحاكم من حديث بريدة وعلق البخاري طرفا منها وفي سياق قصته في إسلامه اختلاف يتعسر الجمع فيه وروى البخاري في صحيحه عن سلمان أنه تداوله بضعة عشر سيدا قال الذهبي وجدت الأقوال في سنة كلها دالة على أنه جاوز المائتين وخمسين والأختلاف إنما هو في الزائد قال ثم رجعت عن ذلك وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين قلت لم يذكر مستنده في ذلك وأظنه أخذه من شهود سلمان الفتوح بعد النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجه امرأة من كندة وغير ذلك مما يدل على بقاء بعض النشاط لكن إن ثبت ما ذكروه يكون ذلك من خوارق العادات في حقه وما المانع من ذلك فقد روى أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين من طريق العباس بن يزيد قال أهل العلم يقولون عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة فأما مائتان وخمسون فلا يشكون فيها قال أبو ربيعة الإيادي عن أبي بريدة عن أبيه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب من أصحابي أربعة فذكره فيهم وقال سلمان بن المغيرة عن حميد بن هلال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي الدرداء وسلمان ونحوه في البخاري من حديث أبي جحيفة في قصته ووقع في هذه القصة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء سلمان أفقه منك مات سنة ست وثلاثين في قول أبي عبيد أو سبع في قول خليفة وروى عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس دخل بن مسعود على سلمان عند الموت فهذا يدل على أنه مات قبل بن (3/113)
<114> مسعود ومات بن مسعود قبل سنة أربع وثلاثين فكأنه مات سنة ثلاث أو سنة اثنتين وكان سلمان إذا خرج عطاؤه تصدق به وينسج الخوص ويأكل من كسب يده سلمة بن الأدرع هو بن ذكوان يأتي سلمة بن الأزرق تقدم ذكره في أبيه الأزرق سلمة بن أسلم بن حريس بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي أبو سعيد وقد ينسب إلى جده ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا فأرسله النبي صلى الله عليه وسلم مع عمرو بن أمية بعد وقعة بني النضير ليقاتل أبا سفيان حكاه الواقدي وقال أبو حاتم قتل يوم جسر أبي عبيد سلمة بن الأسود بن شجرة بن ربيعة بن وهب بن ربيعة بن معاوية الكندي ذكر بن الكلبي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه علس بن الأسود وتبعه بن شاهين والطبري والدارقطني وغيرهم سلمة بن الأكوع هو سلمة بن عمرو بن الأكوع يأتي سلمة بن أمية بن خلف الجمحي تقدم نسبه في ترجمة أخيه ربيعة ذكره خليفة بن خياط فيمن سكن مكة من الصحابة وروى عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق سماك بن حرب عن رجل أن سلمة بن أمية تزوج مولاة له بشهادة أمها وأختها فرفع ذلك إلى عمر فقال أبجهل فعلت ذلك قال نعم قال فأشهد ذوي عدل وإلا فرقت بينكما قال عمر بن شبة واستمتع سلمة بن أمية من سلمى مولاة حكيم بن أمية بن الأوقص الأسلمي فولدت له فجحد ولدها قلت وذكر ذلك بن الكلبي وزاد فبلغ ذلك عمر فنهى عن المتعة وروى أيضا أن سلمة استمتع بامرأة فبلغ عمر فتوعده وقال بن حزم في المحلي ثبت على تحليل المتعة بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة بن مسعود وابن عباس وجابر وسلمة ومغيرة ابنا أمية بن خلف وذكر آخرين سلمة بن أمية بن أبي عبيدة التميمي أخو يعلى بن أمية يأتي نسبه في يعلى روى حديثه النسائي من رواية بن أخيه صفوان بن عبد الله بن يعلى بن أمية عنه في فضل الرجل الذي عض يد الآخر قال بن عبد البر ماله سوى حديث واحد عند بن إسحاق قال البخاري يخالف فيه بن إسحاق يعني أنه من روايته واختلف فيه في إسناده وقد ذكروا أن سلمة نزل للكوفة سلمة بن بديل بن ورقاء الخزاعي قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وذكر بن منده من طريق عبد الرحمن بن بشر بن الحكم أنه ذكره هو وإخوته في الصحابة وهم عبد الله وعبد الرحمن وعثمان وسلمة سلمة بن ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا واستشهد بأحد وكذا قال بن الكلبي (3/114)
<115> سلمة بن الحارث أبو غليظ يأتي في الكنى سلمة بن حارثة يأتي في سهل بن حارثة سلمة بن حارثة الأسلمي أحد الإخوة تقدم ذكر أخيه حمران وقد ذكره صاحب الأستيعاب في ترجمة أخيه هند بن حارثة سلمة بن حاطب بن عمرو بن عتيك بن أمية بن زيد الأنصاري ذكروه فيمن شهد بدرا وأحدا سلمة بن حبيش الأسدي أسد خزيمة تقدم ذكره في ترجمة حضرمي بن عامر وروى المدائني بإسناده قال قال سلمة بن حبيش لما قدم مع ضرار بن الأزور إني وناقتي الخوصاء مختلف منا الهوى إذ بلغنا منزل التين سلمة بن الخطل الكناني ثم العرجي قال بن عساكر يقال له صحبة ثم ساق من طريق المدائني عن يعقوب بن داود قال خطب معاوية فقال إن الله ولي عمر فولاني فوالله ما خنت ولا كذبت فذكر الخطبة فقام سلمة بن الخطل أحد بني عريج بن عبد مناة بن كنانة فقال والله يا معاوية لقد أنصفت وما كنت منصفا فقال أجلس لأجلست ثم قال له معاوية لقد رأيتك حيث أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت فرد عليك وأهديت إليه فقبل منك وأسلمت فكنت من صالحي قومك وروى الخطابي بعض خطبة معاوية هذه من طريق أبي حاتم السجستاني عن العتبي وأخرجها أبو بكر بن الأنباري في فوائده عن أبي الحسن بن البراء عن محمد بن موسى عن محمد بن عمارة قال خطب معاوية فذكر نحوه وزاد في آخره وإن أباك في يوم طرف البلقاء لذو غناء سلمة بن الحيسمان بن إياس الخزاعي تقدم نسبه عند ذكر أبيه الحيسمان ذكره بن الكلبي مع أبيه سلمة بن ذكوان ويقال هو بن الأدرع روى بن منده من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن سلمة بن ذكوان قال كنت أحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرج لحاجته فانطلقت معه فمر برجل في المسجد يصلي رافعا صوته الحديث وأخرجه من وجه آخر عن هشام عن زيد قال قال بن الأدرع وأخرجه أبو يعلى في أثناء مسند سلمة بن الأكوع من طريق داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن سلمة ولم ينسبه وقد ظهر من رواية هشام بن سعد أنه بن الأدرع لا بن الأكوع وفي البخاري من حديث سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ارموا وأنا مع بن الأدرع فقيل هو سلمة وقيل هو محجن وهو الأكثر سلمة بن ربيعة وهو بن المحبق الهذلي اختلف في اسم المحبق (3/115)
<116> سلمة بن ربيعة العنزي ذكر بن شاهين والطبري أن له وفادة سلمة بن زهير في سمرة بن زهير سلمة بن سحيم الأسدي روى بن قانع وابن شاهين من طريق محمد بن نضلة بن السكن بن سلمة بن سحيم حدثني أبي عن أبيه عن سلمة بن سحيم قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فقال إن صاحبا لنا ركب ناقة فذكر القصة وفي إسناده من لا يعرف وفيه محمد بن إسحاق البلخي وهو واه سلمة بن سعد بن صريم العنزي وقيل بن سعيد وزاد بن قانع في نسبه بعد صريم بن همام بن كامل قال بن عبد البر حديثه نعم الحي عنزة مبغى عليهم منصورون قوم شعيب وأحبار موسى الحديث لم يرو عنه غير ابنه سعيد بن سلمة وروى الطبراني من طريق حفص عن بن سنان بن قيس عن سلمة بن سعد أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو وجماعة من أهل بيته وولده فاستأذنوا وقالوا هذا وفد عنزة فقال بخ بخ نعم الحي عنزة مبغى عليهم منصورون مرحبا بقوم شعيب وأحبار موسى سل يا سلمة عن حاجتك فذكر الحديث وفي الإسناد من لا يعرف وأخرجه بن قانع من رواية عبد الله بن سوية عن حفص بن سلمة فنقص من النسب ذكر سنان قال عن حفص بن سلمة بن حفص بن المسيب بن قيس بن سلمة بن سعد حدثنا أبي عن حفص بن المسيب عن المسيب عن سلمة أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال بخ بخ الحديث إلى قوله منصورون مرحبا بقوم شعيب وأحبار موسى قال وهوحديث طويل أختصرته سلمة بن سلام الإسرائيلي روى الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن بن عباس قال نزلت هذه الآية يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله الآية في عبد الله بن سلام وأسد وأسيد ابني كعب وثعلبة بن قيس وسلام بن أخت عبد الله بن سلام وسلمة بن أخيه ويامين بن يامين وهؤلاء مؤمنو أهل الكتاب سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي أبو عوف ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما في أهل العقبة وبدر قال الطبري شهد العقبة الأولى والثانية في قول جميعهم وشهد بدرا والمشاهد بعدها وروى أحمد من طريق محمود بن لبيد عن سلمة بن سلامة بن وقش وكان من أصحاب بدر قال كان لنا جار يهودي في بني عبد الأشهل قال فخرج علينا فذكر البعث الحديث بطوله في إعلامه بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه وروى الطبراني من طريق جبيرة والد زيد بن جبيرة عن سلمة بن سلامة بن وقش أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل طعاما فلم يتوضأ ويقال إن عمر استعمله على اليمامة وله ذكر في ترجمة عوف بن سلمة وذكر بن الكلبي أن عمر قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه قول عبد الله بن أبي في غزوة المريسيع قال ابعث سلمة بن سلامة بن وقش يأتيك برأسه فحينئذ قال عبد الله بن عبد الله بن أبي ما قال وروى بن أبي شيبة من طريق أبي سفيان مولى بن أبي أحمد أنه كان يؤم بني عبد الأشهل وهو مكاتب وفيهم من الصحابة محمد بن سلمة (3/116)
<117> وسلمة بن سلامة قال إبراهيم بن المنذر مات سنة أربع وثلاثين وقال غيره بل تأخر إلى سنة خمس وأربعين وبه جزم الطبري قال ومات وهو بن أربع وسبعين سنة بالمدينة سلمة بن سلامة الثعلبي من أهل الكوفة قال البغوي وروى من طريق عطاء بن السائب حدثني هانئ بن عبد الله قال قدم جدي سلمة بن سلامة على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصته وفيه قال يا رسول الله أعشرهم قال لا إنما العشور على اليهود والنصارى ولكن خذ منهم الصدقة وأخرجه الطبري من وجه آخر عن عطاء بن السائب فقال عن حرب بن هلال عن أبي أمه رجل من بني ثعلب فالله أعلم وأخرجه بن قانع من وجه آخر عن عطاء فقال عن حرب بن عبد الله عن جده أبي أمه وترجم للصحابي سلامة بن سالم الثعلبي وليس في السند الذي ساقه هذا الاسم فالمعتمد ما قاله البغوي سلمة بن أبي سلمة بن عبد الأسد يأتي نسبه في ترجمة أبيه عبد الله بن عبد الأسد كان سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم وروى بن إسحاق في المغازي من حديث أم سلمة قالت لما أجمع أبو سلمة على الهجرة رحل بعيرا لي وحملني عليه وحمل ابني سلمة في حجري ثم خرج يقود بعيره وقال بن إسحاق حدثني من لا أتهم عن عبد الله بن شداد قال كان الذي زوج أم سلمة من النبي صلى الله عليه وسلم سلمة بن أبي سلمة ابنها فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم أمامة بنت حمزة وهما صبيان صغيران فلم يجتمعا حتى ماتا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل جزيت سلمة قال البلاذري ويقال إن الذي زوجه إياها ابنها عمر والأول أثبت وزعم الواقدي وتبعه أبو حاتم وغيره أن سلمة عاش خلافة عبد الله بن مروان وأما ما وقع أولا أنهما لم يجتمعا حتى ماتا فالمراد أنها ماتت قبل أن يدخل بها ومات هو بعد ذلك لكن قال بن الكلبي يقال مات سلمة قبل أن يجتمع بأمامة سلمة بن أبي سلمة الجرمي هو بن نفيع يأتي سلمة بن أبي سلمة الهذلي وقيل الكندي روى أبو يعلى من طريق يحيى بن عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني حدثنا أبي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيس بن مالك أما بعد سلمة بن صخر بن سلمان بن الصمة بن الحارث بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج الخزرجي كان يقال له البياضي لأنه كان حالفهم ويقال اسمه سلمان وسلمة أصح وهو الذي ظاهر من امرأته قال البغوي لا أعلم له حديثا مسندا إلا حديث الظهار رواه عنه سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وأبو سلمة وسماك بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان سلمة بن صخر يقال اسم المحبق صخر يأتي سلمة بن عرادة بن مالك الضبي والد صفوان ذكر الدارقطني عن كتاب النسب العتيق في أخبار بني ضبة أن سلمة بن عرادة نازع عيينة بن حصن فضل وضوء رسول الله صلى الله عليه (3/117)
<118> وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دع الغلام يتوضأ فتوضأ ثم شرب البقية فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ووجهه بيده سلمة بن عمرو بن الأكوع واسم الأكوع سنان بن عبد الله يأتي بقية نسبه في عامر بن الأكوع وقيل اسم أبيه وهب وقيل غير ذلك أول مشاهده الحديبة وكان من الشجعان ويسبق الفرس عدوا وبايع النبي صلى الله عليه وسلم عند الشجرة على الموت رواه البخاري من حديثه وقد روى أيضا عن أبي بكر وعمر وغيرهما وروى عنه ابنه إياس والحسن بن محمد بن الحنفية وزيد بن أسلم ويزيد بن أبي عبيد مولاه وآخرون ونزل المدينة ثم تحول إلى الربذة بعد قتل عثمان وتزوج بها وولد له حتى كان قبل أن يموت بليال نزل إلى المدينة فمات بها رواه البخاري وكان ذلك سنة أربع وسبعين على الصحيح وقيل مات سنة أربع وستين وزعم الواقدي ومن تبعه أنه عاش ثمانين سنة وهو على القول الأول باطل إذ يلزم منه أن يكون له في الحديبية نحو من عشر سنين ومن يكون في تلك السن لا يبايع على الموت ثم رأيت عند بن سعد أنه مات في آخر خلافة معاوية وكذا ذكر البلاذري سلمة بن عيار في عائذ بن سلمة سلمة بن عياض الأسدي ذكره الرشاطي وقال إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو والجارود العبدي وإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهما بما جاءا يسألان عنه قبل أن يسألاه في قصة طويلة قال وأنشد سلمة رأيتك يا خير البرية كلها نشرت كتابا جاء بالحق معلما شرعت لنا فيه الهدى بعد رجعنا عن الحق لما أصبح الأمر مظلما قال ولم يذكره أبو عمر ولا نبه عليه بن فتحون سلمة بن قيس الأشجعي الغطفاني له صحبة يقال نزل الكوفة وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه هلال بن يساف ويقال إنه تفرد بالرواية عنه جزم بذلك أبو الفتوح الأزدي ومن تبعه وقد جاءت عنه رواية من طريق أبي إسحاق السبيعي وقال البغوي روى ثلاثة أحاديث وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح أن عمر استعمله على بعض مغازي فارس سلمة بن قيصر تقدم في سلامة سلمة بن مالك السلمي روى الباوردي من طريق عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن جده عن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع سلمة بن مالك السلمي وكتب له بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أقطع محمد رسول الله سلمة بن مالك فذكره قال بن منده غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه سلمة بن المحبق الهذلي وقيل اسم المحبق صخر وقيل ربيعة وقيل عبيد وقيل المحبق جده والأشهر فيه فتح الباء وأنكره عمر بن شبة فكسر الباء قال العسكري قلت لصاحبه أحمد بن عبد (3/118)
<119> العزيز الجوهري إن أهل الحديث كلهم يفتحونها قال أيش المحبق في اللغة قلت المضرط قال إنما سماه المضرط تفاؤلا بأنه يضرط أعداءه كما قالوا في عمرو بن هند مضرط الحجارة يكنى أبا سنان له رواية وسكن البصرة روى عنه ابنه سنان وجون بن قتادة وقبيصة بن حريث والحسن البصري وغيرهم وذكر أبو سليمان بن زبر في الصحابة أن سلمة لما بشر بابنه سنان وهو بحنين قال لسهم أرمى به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي مما بشرتموني به سلمة بن مسعود بن سنان الأنصاري من بني غنم بن كعب قال أبو عمر استشهد باليمامة سلمة بن معاوية بن وهب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية أبو قرة الكندي قال بن سعد والطبري له وفادة سلمة بن الميلاء الجهني وقيل الملياء بتقديم اللام ذكر بن شاهين أنه قتل في خيل خالد بن الوليد يوم فتح مكة ضل الطريق فقتل سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي وقال البخاري وأبو حاتم له ولأبيه صحبة وروى الإمام أحمد من طريق سالم بن أبي الجعد عن سلمة بن نعيم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة وإن زنى وإن سرق روى له أبو داود حديثا من روايته عن أبيه في قصة رسول مسيلمة قال البغوي لا أعلم له غيره سلمة بن نصر بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي قال الزبير فولد غانم بن عامر نصر بن غانم فولد نصر بن غانم سلمة وأمه من بني فراس وهلك نصر وولده بالطاعون طاعون عمواس وهذا يقتضي أن يكون لسلمة وابنه صحبة لأنه لم يبق من قريش بمكة أحد بعد الفتح إلا وأسلم وشهد حجة الوداع كما تقدم سلمة بن نفيع الجرمي ذكره الطبري منفردا عن سلمة والد عمرو الجرمي المكسورة لأمه وكذا قال بن عبد البر وقال روى عنه جابر الجرمي وأما بن منده فظن أنه والد عمرو والصواب خلافه فإن والد عمرو بن سلمة بكسر اللام على الأصح واسم أبيه قيس لا نفيع سلمة بن نفيل السكوني ثم التراغمي بمثناة وغين معجمة قال أبو حاتم والبخاري له صحبة وروى عنه ضمرة بن حبيب وجبير بن نفير وكان قد نزل حمص وله في النسائي حديث يقال ما له غيره وهو من رواية ضمرة بن حبيب سمعت سلمة بن نفيل السكوني يقول كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل يا رسول الله وقد أتيت بطعام من الجنة الحديث وفيه أني غير لابث فيكم إلا قليلا وفيه بين يدي الساعة موتان شديد ثم بعده سنوات الزلازل وقد أخرجه منه بن حبان في النوع التاسع والستين من الثالث إني غير لابث فيكم إلا قليلا الخ ولم يذكر الأول ووجدت له حديثا آخر أخرجه الطحاوي وهو في زيادات أبي عوانة من صحيحة سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي أخو أبي جهل (3/119)
<120> والحارث يكنى أبا هاشم كان من السابقين وثبت ذكره في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له لما رفع رأسه من الركوع أن ينجيه من الكفار وكانوا قد حبسوه عن الهجرة وآذوه فروى عبد الرزاق من طريق عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام قال فر عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام والوليد بن الوليد من المشركين فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بمخرجهم فدعا لهم لما رفع رأسه من الركوع وروى بن إسحاق من حديث أم سلمة أنها قالت لامرأة سلمة بن هشام ما لي لا أرى سلمة يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم قالت كلما خرج صاح به الناس يا فرار وكان ذلك عقب غزوة مؤتة ورواه الواقدي من وجه آخر وزاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل هو الكرار وروى بن سعد أن سلمة لما هرب من قريش قالت أمه ضباعة لاهم رب الكعبة المحرمة أظهر على كل عدو سلمه قال فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الشام فاستشهد بمرج الصفر في المحرم سنة أربع عشرة وذكر عروة وموسى بن عقبة أنه استشهد بأجنادين وبه جزم أبو زرعة الدمشقي وصوبه أحمد سلمة بن وهب بن الأكوع مشهور بالنسبة لجده والمعروف أنه سلمة بن عمرو كما تقدم ووقع في الجعليات سلمة بن وهب سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي الجعفي نزل الكوفة وكان قد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وحدث عنه وروى عنه حديث قلت يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم الحديث وفي صحيح مسلم من حديث وائل بن حجر سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا وابنه كريب بن سلمة كان شريفا قاله بن الكلبي وحكى أنه يقال فيه يزيد بن سلمة وقال المرزباني وفد هو وأخوه لأمه قيس بن سلمة بن شراحيل فأسلما واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم قيسا على بني مروان وكتب له كتابا قال وسلمة بن يزيد هو القائل يرثي أخاه شقيقه قيس بن يزيد ألم تعلمي أن لست ما عشت لاقيا أخي إذا أتى من دون أوصاله القبر وهون وجدي أنني سوف أفتدي على أثره يوما وإن نفس العمر فتى كان يدنيه الغني من صديقه إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر سلمة بن يزيد الأشجعي أحد النفر الذين أخبروا بن مسعود بقصة بروع بنت واشق ووهم بن عساكر في الأطراف فجعله الجعفي وقد وقع لي حديثه عاليا جدا في الثاني من حديث بن مسعود لابن صاعد من رواية زائدة عن منصور وفيه قال فقال رجل من أشجع قال منصور أراه سلمة بن يزيد الأشجعي فقال في مثل هذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة منا وكذا أخرجه أحمد من طريق زائدة وقد أخرجه النسائي عن شيخ بن صاعد بإسناده ولم يسمه وأخرجه من طريق داود (3/120)
<121> عن الشعبي عن علقمة وفيه فقام ناس من أشجع وقد تقدم في ترجمة الجراح الأشجعي طريق أخرى للحديث سلمة والد الأصيل بن سلمة تقدم ذكره في ترجمة ولده سلمة الخزاعي ذكره أبو نعيم وبيض ويحتمل أن يكون أراد بن بديل المتقدم وقال الواقدي هو سلمة بن قرط بن عبيد سلمة أبو سنان روى البغوي من طريق بن جريج عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن معاذ بن سعوة عن سنان بن سلمة عن أبيه وكان قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بدنتين مع رجل وقال إن عرض لهما عارض فانحرهما الحديث قال البغوي رواه بن أبي يعلى عن عبد الكريم فلم يقل عن أبيه سلمة أبو يزيد جد عبد الحميد الأنصاري سمي بعضهم أباه يزيد وقال بن حبان له صحبة روى حديثه النسائي من طريق عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة الأنصاري عن أبيه عن جده في قصة تخيير الغلام بين أبويه وبين الدارقطني وغيره أن سلمة جد عبد الحميد وأنه نسب إليه وإنما هو عبد الحميد بن يزيد بن سلمة وأورد له الدارقطني في الرؤيا حديثا آخر وترجم له ذكر الرواية عن سلمة جد عبد الحميد بن يزيد بن سلمة وقد روى أبو داود حديث التخيير المذكور من رواية عبد الحميد بن جعفر عن جده فتوهم بعضهم أنه اختلف في اسم أبيه فذكروه في ترجمة رافع بن سنان جد عبد الحميد بن جعفر وليس بشيء ولا مانع أن تكون القصة تعددت ومشى البغوي على ظاهر السند فترجم في الكنى أبو سلمة وساق الحديث من طريق عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده وما ذكره الدارقطني هو الذي ينبغي أن يعتمد سلمة بكسر اللام هو بن قيس بن نفيع ويقال بن لأم أو لأي بن قدامة الجرمي وقيل هو بفتح اللام أيضا وهو والد عمرو بن سلمة وسيأتي حديثه منسوبا إلى تخريج البخاري وفيه ذكر وفادة سلمة في ترجمة عمرو وولده وقد تقدم أن بعضهم وحد بينه وبين سلمة بن نفيع وهو وهم سلمى بن حنظلة السحيمي والد سالم قال أبو عمر له حديث واحد قال بن حبان له صحبة وروى بن منده من طريق عبد الله بن بدر عن أبيه عن جده أو عن أبي سالم سلمى بن حنظلة السحيمي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبني أمية ويل لهم من فلان وذكر المدائني وغيره أن سلمى المذكور كان الذي خرب بيعتهم باليمامة وبنى بدلها المسجد وكان في وفد بني حنيفة الأول سلمى بن القين بن عمرو بن بكر بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة التميمي الحنظلي قال بن الكلبي له صحبة وقد مضى له ذكر في ترجمة حرملة بن مريطة سلمى بن نوفل بن معاوية الدئلي ذكره بن الكلبي وسيأتي ذكر أبيه نوفل وكان سلمى في آخر العهد النبوي بن تسع أو نحوها وفي سلمى يقول الشاعر (3/121)
<122> تسود أقوام وليسوا بسادة بل السيد المحمود سلمى بن نوفل أنشده المدائني قال وكان سلمى جوادا وأخرج أبو الفرج في الاغاني بسند له إلى شراحيل بن على الأراشي أن أبا قزعة سلمى بن نوفل كان بينه وبين بن الزبير معارضة قبل أن بلى الخلافة فلما ولي دخل سلمى المسجد وابن الزبير يخطب فلما انصرف قال للحرس انهض إلى موضع كذا من المسجد فادع لي سلمى بن نوفل فأتاه به فقال أنه ياذيخ فقال إن كل من بلغ سني وسنك يسمى ذيخا فذكر القصة قلت فدل ذلك على أن سنه قريب من سن بن الزبير سليط بن ثابت بن وقش الأنصاري ذكر الطبراني وغيره من طريق أبي الأسود عن عروة أنه شهد أحدا واستشهد بها سليط بن الحارث الهلالي أخو ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة روى بن منده من طريق القاسم بن مطيب قال خرج أبو المليح في جنازة فأقبل على القوم فقال حدثني سليط وكان أخو ميمونة من الرضاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى عليه أمة من الناس شفعوا إليه قلت اختلف الناس في إسناده فقيل عن سليط عن ميمونة وقيل عن عبد الله بن سليك عن ميمونة وهو في النسائي سليط بن حرملة يأتي في سويبط سليط بن سفيان بن خالد بن عوف الأسلمي قال أبو عمر هو أحد الثلاثة الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم طلائع في آثار المشركين يوم أحد وله ذكر في ترجمة مالك بن عوف الخزاعي سليط بن سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر القرشي العامري بن أخي سهيل بن عمرو سيأتي ذكر والده وذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة فقال وهاجر سليط بن عمرو وامرأته أم يقظة بنت علقمة فولدت له هناك سليط بن سليط وشهد سليط مع أبيه اليمامة فاستشهد وقال أبو معشر بل عاش بعد ذلك قال أبو عمر هذا أصوب لأن عمر حصلت له حلل فقال دلوني على فتى هاجر هو وأبوه فدلوه عليه وقال الزبير بن بكار كانت عند عمر حلة زائدة عما كسا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دلوني على فتى هاجر هو وأبوه فقالوا بن عمر فقال بن عمر هوجر به ولكن سليط بن سليط فكساه إياها قلت وهذه القصة رواها عمر بن شبة وغيره من طريق بن سيرين عن كثير بن أفلح أن عمر كان يقسم حللا فوقعت له حلة حسنة فقيل له أعطها بن عمر فقال إنما هاجر به أبواه سأعطيها للمهاجر بن المهاجر سليط بن سليط أو سعيد بن عتاب قلت اتفق الأكثر على أن أباه استشهد باليمامة فلعل ذلك مراد بن إسحاق وإن صح قول بن إسحاق إنه ولد بالحبشة فلا ينطبق على قول عمر إنه لمهاجر بن المهاجر فإنه حينئذ يكون شاركه في ذاك عدد كثير كمحمد بن حاطب وعبد الله بن جعفر ومن ثم غاير بن منده بين صاحب الترجمة وبين صاحب القصة مع عمر (3/122)
<123> سليط بن سليط تقدم في الذي قبله سليط بن سليط يأتي ذكره في ترجمة أم سليط في الكنى من النساء سليط بن عمرو بن عبد شمس العامري تقدم نسبه في الذي قبله وتقدم ذكر أخيه السكران بن عمرو قريبا وأسلم سليط قديما قبل عمر وقد ذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة ولم يذكره موسى بن عقبة وذكره الواقدي وأبو معشر في البدريين ولم يذكره موسى بن عقبة وذكره بن إسحاق في تسمية الرسل إلى الملوك فقال وسليط بن عمرو أرسله إلى هوذة بن على رئيس اليمامة ووصل هذا إسماعيل بن عياش عن بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة أخرجه الطبراني وقد تقدم أن بن إسحاق ذكره فيمن استشهد باليمامة وكذا ذكره بن الكلبي سليط بن عمرو بن زيد ذكره بن عائذ فيمن استشهد بأحد سليط بن عمرو الأنصاري ذكره بن سعد في باب بيعة النساء من طبقات النساء عند الواقدي بسند له عن أم عمارة قالت رجعنا من بيعة العقبة إلى رجالنا فلقينا رجلين من قومنا وهما سليط بن عمرو وأبو داود المازني يريدان أن يحضرا البيعة فوجدا القوم قد بايعوه فبايعا بعد ذلك أسعد بن زرارة وكان رأس النقباء السبعين ليلة العقبة سليط بن قيس بن عمرو بن عبد الله بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري بدري ذكره موسى بن عقبة وأبو الأسود عن عروة قال موسى لا عقب له وقال بن سعد شهد المشاهد كلها وقتل يوم جسر أبي عبيد وكذا ذكر بن الكلبي وروى بن منده من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله به سليط بن قيس عن أبيه أن رجلا من الأنصار كان في حائط له نخلة لرجل آخر فكان يأتيه بكرة وعشية فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيه نخلة مما يلي الحائط وأخرجه الإسماعيلي في مسند زيد بن أبي أنيسة وقال في سياقه عن عبد الله بن سليط بن قيس الأنصاري عن سليط أن رجلا فذكره مطولا ونسبه بن الأثير لتخريج النسائي ولم أره في السنن وإنما أخرجه بن منده من طريقه قلت وهذا يرد قول موسى بن عقبة أنه لم يعقب ويحتمل إن ثبت قول موسى أن يكون صاحب الحديث غير صاحب الترجمة والله أعلم سليط التميمي قال أبو عمر له صحبة يعد في البصريين روى عنه بن سيرين والحسن ومن رواية بن سيرين عنه أن عثمان نهاهم عن القتال لما حوصر قلت ومن رواية الحسن عنه ما أخرجه الحسن بن سفيان من طريق إسماعيل بن مسلم عنه عن سليط قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول المسلم أخو المسلم الحديث سليط الأنصاري روى أبو نعيم في الدلائل من طريق محمد بن سليمان بن سليط عن أبيه عن جده قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة ومعه أبو بكر وعامر بن فهيرة وابن أريقط فمروا على أم معبد الخزاعية وهي لا تعرفهم فذكر الحديث بطوله وأورده الطبراني في ترجمة (3/123)
<124> سليط بن قيس وتقدم في ترجمة سليط بن قيس إشارة إلى التعدد أيضا وقد وقع لابن منده فيه وهم بينته في ترجمة علاقة سليط الجني تقدم ذكره في ترجمة الأرقم الجني سليك بالتصغير وآخره كاف بن الأغر أبو سليط يأتي في الكنى سليك بن عمرو أو بن هدبة الغطفاني ووقع ذكره في الصحيح من حديث جابر أنه دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال أصليت وهو في البخاري مبهم ورواه أحمد والدارقطني من طريق أبي سفيان عن جابر فقال عن السليك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أحمد من وجه آخر فقال عن جابر جاء رجل من غطفان يقال له سليك روى بن ماجة وأبو يعلى من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وعن أبي سفيان عن جابر قالا إن سليكا جاء وهو عند مسلم وأبي داود وابن خزيمة من طريق جابر فقط وروى عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد وله أصل في النسائي من طريق عياض عن أبي سعيد ورواه جماعة عن أبي الزبير ووقع لي عاليا من طريق ليث عن أبي الزبير عن جابر قال جاء سليك الغطفاني الحديث وهو جزء أبي الجهم سليك آخر غير منسوب غاير بن منده بينه وبين الغطفاني ووحدهما أبو نعيم فوهم وقد تقدم حديثه في ذي الغرة في الذال المعجمة سليل بوزن عظيم وآخره لام الأشجعي قال عبد الغني بن سعيد في المشتبه وأبو عمر له صحبة وروى عنه أبو المليح بن أسامة وروى البغوي وابن شاهين والحسن بن سفيان من طريق خالد بن عبد الله الطحان عن الجريري عن أبي المليح عن السليل الأشجعي قال كنا ذات ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ففقدناه فسمعنا صوتا كأنه دوى رحا الحديث وفيه ذكر الشفاعة قال البغوي ليس للسليل غيره وقال بن منده هذا وهم والصواب رواية بن علية عن الجريري عن أبي السليل عن أبي المليح عن الأشجعي وهو عوف بن مالك وكذا جزم الخطيب في المؤتلف وتبعه بن ماكولا في الإكمال بأن خالد بن عبد الله وهم فيه وساق علله وطرقه ثم قال والجريري لم يلق أبا المليح وإنما أخذه عنه بواسطة أبي السليل فخبط فيه خالد قلت وله طريق عن قتادة عن أبي المليح عن عوف بن مالك وفي الجملة فأمره محتمل سليم بن أحمر في أحمر بن سليم سليم بن أكيمة الليثي روى الطبراني من طريق الوليد بن سلمة حدثني يعقوب بن عبد الله بن سليم بن أكيمة عن أبيه عن جده قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلال وأصبتم المعنى فلا بأس ورواه من وجه آخر عنه فقال سليمان بدل سليم وأورده بن الجوزي في الموضوعات واتهم به الوليد بن سلمة وليس كما زعم فقد أخرجه بن منده من طريق أخرى عن عمر بن إبراهيم عن محمد بن إسحاق بن أكيمة عن أبيه عن جده نحوه ولكن عمر في زمن الوليد وأخرجه بن منده من طريق أخرى عن عمر بن إبراهيم فقال عن محمد بن إسحاق بن عبد الله بن سليم زاد في نسبه (3/124)
<125> عبد الله ثم أورده في ترجمة عبد الله بهذا السند وأخرجه أبو القاسم بن منده في كتاب الوصية من وجهين إلى الوليد بن سلمة فقال عن إسحاق بن يعقوب بن عبد الله بن أكيمة عن أبيه عن جده وفيه اختلاف آخر يأتي في ترجمة محمد بن عبد الله بن سليم بن أكيمة إن شاء الله تعالى سليم بن ثابت بن وقش الأنصاري ذكره بن الكلبي وقال شهد أحدا والخندق واستشهد بخيبر وأورده بن شاهين سليم بن جابر في جابر بن سليم وروى بن أبي الدنيا في اصطناع المعروف من طريق زياد الجصاص عن بن سيرين عن سليم بن جابر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تحقرن من المعروف شيئا الحديث وهذا هو أبو جرى فإنه حديثه المخرج في ترجمة جابر بن سليم والله أعلم سليم بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري ذكره بن إسحاق في البدريين سليم بن خلدة أبو عمر الزرقي له ذكر في الفتوح الواقدي وروى بن عساكر من طريقة أنه كان يحمل لواء شرحبيل بن حسنة لم وجهه أبو بكر إلى الشام سليم بن سعيد الجشمي ذكره بن السكن في الصحابة وقد تقدم ذكره مع أبيه سليم بن عش العذري روى بن السكن والباوردي من طريق سليم بن مطين عن أبيه عن سليم بن عش قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي في صعيد الفرع فعلمنا مصلاه بحجارة فهو الذي يجمع فيه أهل البوادي قال بن السكن إسناده مجهول وذكر الزبير بن بكار في أخبار المدينة من طريق سليم بن مطين بهذا الإسناد خبرا واستدركه بن الدباغ وابن فتحون سليم بن عبد العزيز بن عبيد السلمي أبو شجرة أمه الخنساء الشاعرة أسلم مع أمه ثم ارتد في زمن أبي بكر وقاتل المسلمين قال المبرد في الكامل كان من فتاك العرب واشتهر عنه في زمن الردة قوله في قصيدة ألا أيها المدلى بكثرة قومه وحظك منهم أن تذل وتقهرا سل الناس عنا كل يوم كريهة إذا ما التقينا دارعين وحسرا ويقول فيها فرويت رمحي من كتيبة خالد وإني لأرجو بعدها أن أعمرا الله ثم أسلم وقدم على عمر فقال له أنا أبو شجرة السلمي فأعطني فقال ألست القائل فرويت رمحي ثم علاه بالدرة فسبقه عدوا وركب راحلته فنجا وهو يقول قد ضن عنا أبو حفص بنائله وكل مختبط يوما له ورق ما زال يضربني حتى جذيت له وحال من دون بعض الرعية الشفق سليم بن عقرب ذكره بن أبي حاتم عن أبيه وأنه شهد بدرا ولم يرو عنه أهل العلم وذكره أبو عمر فقال ذكره بعضهم في البدريين (3/125)
<126> سليم بن عمرو أو عامر بن حديدة بن عمرو بن غنم بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي وقيل اسمه سليمان ذكره في أهل بدر والعقبة وفيمن استشهد بأحد سليم بن قيس بن قهد بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري ذكره بن الكلبي فيمن شهد بدرا وذكر أن اسم قهد خالد وأورده بن شاهين قال أبو عمر مات في خلافة عثمان سليم بن قيس بن لوذان بن ثعلبة الأنصاري ذكره بن جرير فيمن شهد أحدا وذكره العدوي وأن له عقبا بالكوفة وأستدركه بن الدباغ سليم بن مخنف في مخنف بن سليم سليم بن مالك العذري تقدم ذكره في ترجمة أخيه سعيد سليم بن ملحان الأنصاري استشهد مع أخيه حرام يوم بئر معونة ذكره بن الكلبي وابن شاهين وأنه شهد بدرا وأحدا سليم الأنصاري من رهط معاذ بن جبل يقال اسم أبيه الحارث روى أحمد والطبراني والبغوي والطحاوي من طريق عمرو بن يحيى المازني عن معاذ بن رفاعة الزرقي أن رجلا من بني سلمة يقال له سليم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنا نظل في أعمالنا فيأتي معاذ بن جبل فيطيل بنا في الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معاذ لا تكونن فتانا ثم قال يا سليم ما معك من القرآن الحديث وفيه أن سليما خرج إلى أحد فأستشهد وأخرجه البغوي أيضا وأحمد وابن منده من وجه آخر عن عمرو بن يحيى فقال عن معان بن فارعة عن سليم جعل الحديث من مسنده وهو منقطع فإن معان بن رفاعة لم يدركه والإسناد الأول مع إرساله أصح وقد زعم بن منده أن صاحب هذه القصة هو الذي تقدم ذكره في سليمان بن الحارث وأن بن إسحاق قال إنه شهد بدرا واستشهد بأحد وغاير بينهما بن عبد البر والظاهر أنه أصوب فإن ذاك من بني دينار بن النجار فهو خزرجي وهذا من رهط سعد بن معاذ ومعاذ بن جبل وهو أوسي وأما جزم الخطيب بأن صاحب معاذ بن جبل يقال له سليم بن الحارث فلا يدل على التوحيد إذ لا مانع من الأشتراك في اسم الأب كما اشترك الابن والله أعلم سليم العذري قال بن أبي حاتم عن أبيه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني عذرة فأسلموا وكانوا اثني عشر رجلا وروى بن منده بإسناد فيه الواقدي عن حريث بن سليم العذري عن أبيه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عمن فرق بين السبي فقال من فرق بين الوالد والولد فرق الله بينه وبين الأحبة يوم القيامة وقد تقدم سليم بن مالك وسليم بن عش فما أدرى أهو أحدهما أم ثالث سليم السلمي روى عنه أبو العلاء بن الشخير ذكره أبو عمر سليم مولى عمرو بن الجموح له ذكر في كتاب الجهاد لابن المبارك من حديث بن (3/126)
<127> عباس قال كان عمرو بن الجموح شيخا كبيرا أعرج فذكر الحديث في شهوده أحد قال وكان معه غلام له يقال له سليم فقال له ارجع إلى أهلك فقال وما عليك أن أصيب معك اليوم خيرا فتقدم العبد فقاتل حتى قتل وأخرجه أبو موسى وأخرجه الحاكم في الإكليل من حديث بن المبارك مطولا وظاهر سياقه أنه مرسل سليم أحد بني الحارث بن سعد ذكره بن السكن وأخرج من طريق عبد الملك عن عروة بن سليم أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك أشار بيده فقال الإيمان يمان والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر وأستدركه بن فتحون ولعله سليم بن مالك العذري فإن بني الحارث بن سعد من بني عذرة سليم غير منسوب هو أبو كبشة يأتي في الكنى ذكر من اسمه سليمان بزيادة ألف ونون سليمان بن أكيمة في سليم سليمان بن أبي حثمة يأتي في القسم الثاني سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبيشة بن سلول بن كعب أبو المطرف الخزاعي يقال كان اسمه يسار فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي وأبي الحسن وجبير بن مطعم روى عنه أبو إسحاق السبيعي ويحيى بن يعمر وعبد الله بن يسار وأبو الضحى وكان خيرا فاضلا شهد صفين مع علي وقتل حوشبا مبارزة ثم كان ممن كاتب الحسين ثم تخلف عنه ثم قدم هو والمسيب بن نجبة في آخرين فخرجوا في الطلب بدمه وهم أربعة آلاف فالتقاهم عبيد الله بن زياد بعين الوردة بعسكر مروان فقتل سليمان ومن معه وذلك في سنة خمس وستين في شهر ربيع الآخر وكان لسليمان يوم قتل ثلاث وتسعون سنة وكان الذي قتل سليمان يزيد بن الحصين بن نمير رماه بسهم فمات وحمل رأسه ورأس المسيب إلى مروان سليمان بن عمرو الزرقي قال بن حبان له صحبة وروى الباوردي من طريق بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن سليمان بن عمرو الزرقي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى حضرموت وكندة سليمان بن عمرو بن حديده تقدم في سليم سليمان بن أبي سليمان الشامي قال أبو حاتم له صحبة وروى البغوي من طريق عروة بن رويم عن شيخ من جرش حدثني سليمان قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال (3/127)
<128> إنكم ستجندون أجنادا ويكون لكم ذمة وخراج وأرض يمنحها الله لكم الحديث قال بن أبي حاتم أدخله أبو زرعة في مسند الشاميين وقال البغوي لا أعلم بهذا الإسناد إلا هذا الحديث وأخرجه أبو حاتم في الوحدان وقال فيه عن سليمان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم سليمان السلمي أبو الحديد قرأت بخط القطب الحلبي شيخ شيوخنا في تاريخ مصر له نصه أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان بن أبي الحديد سليمان السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عن بعض العلماء من المصريين أنه لقيه بمصر لما قدمها قال ورأيت معه قلادة نعل النبي صلى الله عليه وسلم وذكر لنا أنه ورثها عن آبائه المذكورين إلى سليمان أبي الحديد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات هذا سنة خمس وعشرين وستمائة عن غير وارث وأخذ الأشرف بن العادل موجوده وكان شيئا كثيرا فجعل الأشرف ذلك كله في أوقاف المدرسة الأشرفية بدمشق قلت ومن جملتها النعل المذكورة وقد ذكرها الذهبي وغيره ويعبرون عنها بالأثر الشريف وهذا أصلها ومحمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد جده محدث مشهور قد ذكره بن عساكر في تاريخ دمشق السين بعدها الميم سماك بكسر أوله وتخفيف الميم بن أوس بن خرشه أبو دجانة يأتي في الكنى والأكثر بحذف أوس سماك بن ثابت بن سفيان تقدم في ترجمة أبيه ثابت سماك بن الحارث بن ثابت الخزرجي ذكره بن أبي حاتم في الصحابة والمعروف الذي قبله وله أخ اسمه الحارث بن ثابت بن سفيان فلعله اختلف عليه سماك بن خرشة الأنصاري آخر وهو غير أبي دجانة قال سيف في الفتوح وكان سماك بن مخرمة الأسدي وسماك بن عبيد العبسي وسماك بن خرشة الأنصاري وليس بأبي دجانة هؤلاء الثلاثة أول من ولي مسالح دستبي من أرض همذان وقدم هؤلاء الثلاثة على عمر في وفود أهل الكوفة بالأخماس وانتسبوا له فقال اللهم بارك فيهم واسمك بهم الإسلام وذكر سيف أيضا أن سماك بن خرشة شهد القادسية قال بن فتحون ذكر بن عبد البر أن أبا دجانة شهد صفين ولم يشهد أبو دجانة صفين ولعله اشتبه عليه بهذا انتهى وإنما ذكرت هؤلاء في هذا القسم لما تقدم من أنهم لم يكونوا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة وقال بن مسكويه كان لسماك بن خرشة وليس لأبي دجانة ذكر في فتوح الري سماك بن سعد بن ثعلبة الأنصاري عم النعمان بن بشير ذكره موسى بن عقبة وابن (3/128)
<129> إسحاق فيمن شهد بدرا وشهد أحدا وليس له عقب قال بن أبي حاتم لا أعلم روى عنه شيء سماك بن عبيد العبسي تقدم ذكره قبل ترجمة ووقع ذكره في فتوح همذان أيضا وأنه الذي أسر دينارا الفارسي وكان في ثمانية أنفس فقتلهم سماك بن عبيد وأحضر دينارا إلى حذيفة فصالحه وعاش دينارا إلى آخر خلافة معاوية وله مع أهل الكوفة قصة ولم أر التصريح بأنه أسلم سماك بن مخرمة بن حمير بن ثابت الأسدي أسد خزيمة تقدم أيضا وذكره حمزة بن يوسف في تاريخ جرجان فيمن دخلها من الصحابة وقال بن أبي حاتم إليه ينسب مسجد سماك بالكوفة وهو خال سماك بن حرب وبه سمي وقال أبو عمر له صحبة وعن بن معين أنه قال إنه من الصحابة وقال عبيد الله بن عمرو الرقي يقال إنه مات بالرقة ويقال عاش إلى خلافة معاوية وذكر بن عساكر لسماك بن مخزمة قصة مع معاوية يقول فيها ولئن قدمت إلينا شبرا من غدر لنقدمن إليك باعا لكن نسبه تميمي فلعله آخر سماك بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية الأنصاري قال الطبري شهد أحدا هو وأخوه فضالة سماك الخيبري ذكر الواقدي أن عمر أسره يوم خيبر فلما فتحوا النطاة فقدمه ليضرب عنقه فقال أبلغني أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأبلغه فدله على عوراتهم ثم أسلم سماك وخرج من خيبر فلم يعد إليها بعد أن استوهب من النبي صلى الله عليه وسلم زوجته نقيلة فوهبها له استدركه بن فتحون وذكره الرشاطي في الخيبريين سمالي بن هزال ذكره العسكري في الأفراد وأخرج أبو موسى من طريقه بإسناده إلى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن سمالي بن هزال اعترف عند النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا فأمر به فرجم قال أبو موسى هذه القصة مشهورة بماعز بن مالك مع هزال كما سيأتي فلعله مصحف قلت هو أمر محتمل سمحج بوزن أحمر آخره جيم الجني روى الفاكهي في كتاب مكة من حديث بن عباس عن عامر بن ربيعة قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في بدء الإسلام إذ هتف هاتف على بعض جبال بمكة يحرض على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا شيطان ولم يعلن شيطان بتحريض على نبي إلا قتله الله فلما كان بعد ذلك قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم قد قتله الله بيد رجل من عفاريت الجن يدعى سمحجا وقد سميته عبد الله فلما أمسينا سمعنا هاتفا بذلك المكان يقول نحن قتلنا مسعرا لما طغى واستكبرا وصغر الحق وسن المنكرا بشتمه نبينا المظفرا ومن طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم (3/129)
<130> بمكة هتف رجل من الجن يقال له مسعر بالتحريض عليه قال فتذامرت قريش واشتد خطبهم فلما كان في الليلة القابلة قام مقامه آخر يقال له سمحج فقال مثله فذكر نحوه سمحج ويقال بالهاء بدل الحاء الجني ما أدرى هو الذي قبله أو غيره روى الدارقطني في الأفراد من طريق قال أبو موسى أخرجناه تبعا له لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مبعوثا إلى الإنس والجن قلت وأخرجه الشيرازي في الألقاب من طريق محمد بن عروة الجوهري حدثنا عبد الله بن الحسين بن جابر المصيصي ح وقال الطبراني في الكبير حدثنا عبد الله بن الحسين قال دخلت طرسوس فقيل لي ها هنا امرأة قد رأت الجن الذي وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت إليها فإذا امرأة مستلقية على قفاها وحولها جماعة فقلت لها ما اسمك قالت منوسة فقلت لها هل رأيت أحدا من الجن الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم حدثني سمحج واسمه عبد الله قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض قال كان على حوت من نور يتلجلج في النور قلت وعبد الله بن الحسين من شيوخ الطبراني وقد ذكره بن حبان في كتاب الضعفاء فقال يقلب الأخبار ويسرقها لا يجوز الاحتجاج به إذا نفرد ثم ذكر عن أحمد بن مجاهد عنه حديثين من روايته عن محمد بن المبارك وقال له نسخة أكثرها مقلوبة سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن زباب بن سواءة السوائي والد جابر لهما صحبة وحديث سمره من رواية أبيه في صحيح مسلم وغلط بن منده في نسبه فقال سمرة بن جنادة بن حجر بن زياد فأسقط منه اسم جندب وجعل حجيرا حجرا وزبابا زيادا قال بن سعد أسلم في الفتح وقال الخطيب كان مع سعد بن أبي وقاص بالمدائن وتزوج أخت سعد ثم نزل بالكوفة وقال بن حبان وابن منجويه مات بالكوفة في ولاية عبد الملك وقرأت بخط الذهبي أن الذي مات في ولاية عبد الملك ولده جابر وأما سمرة فقديم سمرة بن جندب بن هلال بن حريج بن مرة بن حزن بن عمرو بن جابر بن خشين بن لأي بن عصيم بن فزارة الفزاري يكنى أبا سليمان قال بن إسحاق كان من حلفاء الأنصار قدمت به أمه بعد موت أبيه فتزوجها رجل من الأنصار وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار فمر به غلام فأجازه في البعث وعرض عليه سمرة فرده فقال لقد أجزت هذا ورددتني ولو صارعته لصرعته قال فدونكه فصارعه فصرعه سمرة فأجازه وعن عبد الله بن بريده عن سمرة كنت غلاما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أحفظ عنه ونزل سمرة البصرة وكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إلى الكوفة وكان شديدا على الخوارج فكانوا يطعنون عليه وكان الحسن وابن سيرين يثنيان عليه وقال بن سيرين في رسالة سمرة إلى بنية علم كثير وروى عنه أبو رجاء العطاردي والشعبي وابن أبي ليلى وطرف بن الشخير وآخرون وعبد الله بن سليمان عنه ومات سمرة قبل سنة ستين قال بن عبد البر سقط في قدر مملوء ماء حارا فكان ذلك تصديقا لقول رسول الله صلى الله (3/130)
<131> عليه وسلم له ولأبي هريرة ولأبي محذورة آخركم موتا في النار قيل مات سنة ثمان وقيل سنة تسع وخمسين وقيل في أول سنة ستين سمرة بن حبيب بن عبد شمس العبشمي قال بن حزم في الجمهرة يقال أنه أسلم في أول الإسلام ومات قديما وذكر بن الدباغ عن بن داسه أنه أسلم وولاه عثمان انتهى وهذا يقتضي أنه عاش إلى خلافة عثمان وليس كذلك بل الذي ولاه عثمان ولده عبد الرحمن بن سمرة وروى بن قانع من طريق الشعبي عن عبد الرحمن بن سمرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بسبح وقل بأيها الكافرون وقل هو الله أحد قال بن قانع كذا قال عن أبيه سمرة بن ربيعة العدواني ويقال العدوي روى بن منده من طريق حرام بن عثمان عن محمد وعبد الله ابني جابر عن أبيهما أن سمرة بن ربيعة العدواني جاء إلى أبي اليسر يتقاضاه حقا له فقال أبو اليسر لأهله قولوا له ليس هو هنا فجعل سمرة يسرع فظن أبو اليسر أنه ذهب وأطلع رأسه فرآه سمرة فقال أبو اليسر أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من أنظر معسرا أظله الله في ظله الحديث فقال سمرة أشهد لسمعته يقول ذلك قلت أصل هذه القصة في مسلم بغير هذا السياق وليس فيها لسمرة ذكر بل فيها أن الدين كان لأبي اليسر على شخص آخر وقد تقدم في الحارث بن يزيد شيء من ذلك وحرام بمهملتين متروك سمرة بن عمرو بن قرط العنبري من ولد حبيب بن عدي بن العنبر بن تميم له ذكر في عدة أحاديث فعند أبي داود في السنن من طريق شعيب بن عبد الله بن الزبير العنبري عن أبيه عن جده بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا إلى بني العنبر فأخذهم الحديث وفيه هل لكم بينة أنكم أسلمتم قبل أن تؤخذوا قالوا سمرة رجل من بني العنبر ورجل آخر وأخرجه البغوي وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه فقالوا سمرة بن عمرو وذكر سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد استعمل سمرة بن عمرو بن قرط على اليمامة بعد فتحها وذكر بن الأعرابي أن عثمان استعمل سمرة بن عمرو بن قرط على هوامي الإبل فكان لا يخبر بضالة إلا أخذها فعرفها فكان من ضلت له ناقة يطلبها عند سمرة فبلغه أن ناقة ضلت في بني وثيل فأتاهم وليس هناك منهم أحد وكانت أمهم ليلى بنت شداد بن أوس وهي عجوز كبيرة فذكر قصة فجاء سحيم بن وثيل إلى أمه فأخبرته الخبر فسكت حتى يلقى عبيد بن غاضرة بن سمرة فصرعه فدق فمه فاستعدى عليه سمرة عثمان فحبسه وسيأتى ذكر ولده غاضرة بن سمرة إن شاء الله تعالى سمرة بن فاتك ويقال بن فاتكة الأسدي ويقال اسمه سبرة بسكون الموحدة روى أحمد والحسن بن سفيان والبخاري في تاريخه والبغوي وابن منده وغيرهم من طريق بشر بن عبيد الله بن فاتكة الأسدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل سمرة لو أخذ من لمته وشمر من مئزره فبلغه ذلك ففعل وروى بن المبارك في الجهاد من هذا الوجه عن سمرة أثرا آخر موقوفا قال فيه ولوددت أنه لا يأتي علي يوم الا عدا علي فيه قرني من المشركين عليه لأمته أن قتلني فذاك وأن قتلته (3/131)
<132> عدا علي مثله وقد أورد بن عساكر هذا المتن في ترجمة سمرة بن فاتك والذي عندي أنه غيره وقد فرق بينهما البخاري في تاريخه فقال في هذا له صحبة حديثه في الشاميين وأورد له هذا الحديث وأورد في سبرة حديث جبير بن نفير عنه الذي تقدم في ترجمته سمرة بن معاوية بن عمرو بن سلمة بن أبي كرب بن ربيعة الكندي ذكر بن شاهين أن له وفادة وجد أبيه سلمة يقال له المجر لأنه طعن رجلا فأجره الرمح أي نزل في نحره وبنو المجر بطن من ولده بالكوفة لهم فيها مسجد ذكر ذلك بن الكلبي سمرة بن معير بن لوذان الجمحي أخو أبي محذورة وقيل هو اسم أبي محذورة وقال بن حزم في الجمهرة ويظن أهل الحديث أن اسم أبي محذورة سمرة وليس كذلك وإنما سمرة أخ له قلت جزم بأن اسم أبي محذوره سمرة بن معين وابن سعد وغيرهما وقال مصعب الزبيري اسم أبي محذورة أوس وله أخ يقال له سمرة فهذا مما اعتمد عليه بن حزم سمعان بن خالد من بني قريط روى بن منده من طريق مشنج بن سمعان بن الهيثم بن عقيل بن ثابت بن سمعان بن خالد عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بالبركة لما وفد عليه ومسح ناصيته في حديث طويل وفي إسناده من لا يعرف وذكر أبو عمر في ترجمة النواس بن سمعان أن سمعان بن خالد هذا هو والد النواس ولم يفرده بترجمة سمعان بن عمرو بن حجر الأسلمي قال بن منده له صحبة وأخرج من طريق منصور بن عباد بن عمر بن بلال بن عمران بن خيار بن سمعان بن عمرو عن أبيه عن جده عن جده عن أبيه عن جده سمعان بن عمرو أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام وصدق الرسالة وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم أرضا في إسناده مجاهيل وابنه خيار بالخاء المعجمة والتحتانية وعند أبي عمر في الأفراد من حرف السين المهملة سمعان بن عمرو الأسلمي إسناد حديثه ليس بالقائم سمعان بن عمرو بن قريط بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب الكلابي ذكر أبو الحسن المدائني في كتاب رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيده قالوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سمعان بن عمرو مع عبد الله بن عوسجة فرقع بكتابه دلوه فقيل لهم بن المرقع ثم أسلم سمعان وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشده أقلني كما أمنت وردا ولم أكن بأسوأ ذنبا إذ أتيتك من ورد يشير إلى ورد بن مرداس أحد بني سعد هذيم وكان صلى الله عليه وسلم كتب إليه في عسيب فعدا على العسيب فكسره ثم إنه بعد ذلك أسلم وغزا مع زيد بن حارثة وادي القرى فاستشهد ويحتمل أن يكون هو سمعان والد النواس ويكون سقط اسم أبيه من نسبه فهو النواس بن سمعان بن عمرو بن (3/132)
<133> خالد بن عمرو بن قريط وسائر نسبه كما ذكر هنا سمعون حليف آل حضرموت ذكره موسى بن سهل الدئلي فيمن نزل فلسطين من الصحابة سمعون بمهملتين ويقال بمعجمتين هو أبو ريحانة يأتي في المعجمة سميحة ويقال سحيمة استدركه الأشيري على بن عبد البر وأخرج من طريق خالد بن نجيح عن بكر بن شريح قال كان لأبي لبابة الأنصاري جار يقال له سحيمة أو سميحة وكانت له نخلة مظلة على دار أبي لبابة فذكر الحديث قلت وستأتي هذه القصة في ترجمة أبي الدحداح وهي مشهورة به السميدع الكناني روى أبو الفرج الأصبهاني من طريق بن دأب أن خالد بن الوليد لما توجه إلى بني كنانة يقاتلهم فقالوا إنا صبأنا ولم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فقتلهم فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليا فأعطاهم ديات من قتل منهم قال فأقبل غلام من القوم يقال له السميدع من بني أقرم حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمرهم وبما صنع خالد بهم قال بن دأب فأخبرني صالح بن كيسان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له هل أنكر عليه أحد ما صنع قال نعم رجل أصفر ربعة ورجل آخر طويل أحمر فقال عمر الأول ابني والآخر سالم مولى أبي حذيفة فذكر القصة سمير بن الحصين بن الحارث بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف الخزرجي ذكر العدوي أنه شهد أحد ومات في خلافة عمر وكان من عماله قال وكانت له منه ناجية وذكره الطبري أيضا سمير بن زهير له ذكر في ترجمة عائذ بن سعد وروى بن منده من حديث عائذ بن سعد قال وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمير يا رسول الله أن أخي سلمة بن زهير خرج مهاجرا إلى الله ورسوله فقتل الحديث سمير بن كعب ذكر سيف في الفتوح أنه كان من أمراء الفتوح مع أبي عبيدة ومع خالد بن الوليد سمير والد سليمان لعله سمرة بن جندب روى بن منده من طريق مبشر بن إسماعيل عن حريز بن عثمان عن سليمان بن سمير عن أبيه قال كنا نتمتع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سميط البجلي ذكره البغوي وغيره فأخرج البغوي وابن قانع من طريق موسى بن عبيدة عن محمد بن أبي منصور عن السميط البجلي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رابط يوما في سبيل الله كان كعدل شهر صيامه وقيامه سميفع في ذي الكلاع (3/133)
<134> السين بعدها النون سنان بن تيم الجهني حليف بني عوف بن الخزرج يأتي في سنان بن وبرة سنان بن ثعلبة بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاري شهد أحد قاله أبو عمر سنان بن روح ذكر الدارقطني أنه مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة وقيل أنه سيار بفتح المهملة وتشديد التحتانية سنان بن سلمة يأتي في عوف بن سراقة سنان بن سنة بفتح المهملة وتشديد النون الأسلمي يقال إنه عم حرملة بن عمرو ويقال جده والأول أصح وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر أخرجه بن ماجة وروى أحمد عن طريق حرملة بن عمرو الأسلمي قال حججت حجة الوداع فأردفني عمي سنان بن سنة بن حبان يقال مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان قلت صحفه بعض الرواة كما سيأتي في القسم الرابع من حرف الشين المعجمة وجاء عن سنان بن سنة حديث آخر غلط فيه رواية أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن بن أبي ليلى عن عبد الكريم عن معاذ بن سعوة عن سنان بن سنة رفعه في الهدى فليأكل فإن أكل غرم وقال عبيد الله بن موسى عن أبي ليلى بهذا الإسناد بن سلمة أخرجه البغوي وهو الصواب وسنان بن سلمة هو بن المحبق سيأتي في القسم الثاني سنان بن أبي سنان بن محصن الأسدي بن أخي عكاشة ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وفي الفتوح لسيف عن سعيد بن عبيد عن حريث بن المعلى أن سنان بن أبي سنان كان أول من كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبر طليحة بن خويلد الأسدي وكان سنان على بني مالك وزعم الواقدي أنه أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وسيأتي في ترجمة أبي سنان وهب الأسدي أنه وصف بذلك وصفه به الشعبي وزر بن حبيش من طريقين صحيحين قالوا مات سنة اثنتين وثلاثين سنان بن أبي سنان الأسدي آخر يأتي خبره في ترجمة والده أبي سنان وفي ترجمة أمه أم سنان سنان بن سويد الجهني روى بن السكن من طريق عبد الله بن داود بن الدلهاث الجهني قال كان ياسر بن سويد وسنان بن سويد وسيار بن سويد كلهم إخوة لقي النبي صلى الله عليه وسلم سنان بن شفعلة ويقال شمعلة ويقال بن شعلة الأوسي روى أبو موسى من طريق بن مردويه بإسناده إلى عباد بن راشد اليماني حدثني سنان بن شفعلة الأوسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني جبريل أن الله تعالى لما زوج فاطمة عليا أمر رضوان فأمر شجرة طوبى فحملت رقاقا بعدد محبي آل بيت محمد قال أبو موسى ليس في إسناده من يعرف سوى عباد بن راشد وفي السند محمد بن فارس العطشي وهو رافضي (3/134)
<135> سنان بن صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري قال بن شاهين عن رجاله شهد بدرا وأحدا وما بعدها وكذا ذكر بن أبي حاتم عن أبيه أنه بدري والذي عند بن إسحاق في البدريين أبو سنان بن صيفي فإن لم يكن أخا هذا وإلا فأحد القولين وهم سنان بن ظهير الأسدي قال أبو عمر له صحبة وروى أبو نعيم من طريق عقبة بن جودان عن أبيه عن سنان بن ظهير قال أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة فقال دع داعي اللبن سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة الأسلمي الملقب بالأكوع ذكره بن سعد في الطبقة الثالثة من الصحابة وقال أنه أسلم قديما وصحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وابناه عامر وسلمة وكذا حكاه البغوي والطبري وفي قوله ابناه تجوز لأن عامرا ابنه وسلمة بن ابنه كما مضى في ترجمته واستبعده في التجريد ثم قال هو خطأ بيقين وإنه لم يدركه المبعث وفيما قاله نظر لا يخفى سنان بن عبد الله الجهني له ذكر في حديث بن عباس روى بن خزيمة من طريق موسى بن سلمة الهذلي قال انطلقت أنا وسنان بن سلمة معتمرين فقلت لابن عباس أن لي والدة أفأعتمر عنها قال أمرت امرأة سنان بن عبد الله الجهني أن يسأل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمها ماتت فلم تحج أفيجزي عن أمها أن تحج عنها قال نعم ومن طريق أخرى قال فيها فقال فلان الجهني وكذا هو عند أحمد قال بن منده ورواه محمد بن كريب عن أبيه فقال سنان بن عبد الله قلت هو في الطبراني وروى عن محمد بن كريب سفيان بدل سنان وهو وهم وقيل عن بن عباس عن حصين بن عوف الخثعمي لكن الظاهر أنه قصة أخرى سنان بن أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة الأنصاري قال العدوي شهد أحدا سنان بن غرفة بفتح الغين المعجمة والراء والفاء كذا ضبطه بن مفرج في كتاب بن السكن وكذا هو في الصحابة للباوردي قال بن فتحون ورأيته في نسخة من كتاب بن السكن بكسر المهملة وسكون الراء بعدها قاف وروى البارودي وابن السكن والطبراني من طريق بسر بن عبيد الله عن سنان بن غرفة وكانت له صحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة تموت مع الرجال ليسوا بمحارم قال تيمم ولاتغسل وكذلك الرجل سنان بن عمرو بن طلق القضاعي أبو المقنع حليف بني ظفر قال بن الكلبي كانت له سابقة وشرف وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا وغيرها وأخرجه بن شاهين سنان بن مقرن المزني أحد الإخوة قال بن سعد له صحبة وذكره أبو حاتم وابن شاهين وغير واحد في الصحابة وقال بن منده له ذكر في المغازي سنان بن وبرة أو وبر الجهني حليف بني الحارث بن الخزرج قال بن أبي حاتم عن أبيه هو الذي سمع عبد الله بن أبي يقول لئن رجعنا إلى المدينة الآية وروى الطبراني من طريق (3/135)
<136> خارجة بن الحارث بن رافع الجهني عن أبيه سمعت سنان بن وبرة الجهني يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة بني المصطلق وكان شعارنا يا منصور أمت وقال في الأوسط لا يروي عن سنان إلا بهذا الإسناد تفرد به محمد بن جهضم وقال أبو عمر هو سنان بن تيم ويقال بن وبرة وهو الذي نازع جهجاه الغفاري على الماء فاقتتلا قلت الحديث في الصحيح بدون تسمية الرجلين وقد مضى في ترجمة جهجاه شيء من ذلك سنان الضمري ذكره أبو عمر فقال استخلفه أبو بكر على المدينة حين خرج لقتال أهل الردة ووقع في قصة سنين أبو جميلة حين وجد اللقيط أن عمر سأل عنه عريفه فقال أنه رجل صالح فذكر الشيخ أبو حامد أن اسم العريف سنان فيحتمل أن يكون هو هذا سنان غير منسوب روى الباوردي من طريق أبي خالد الأحمر عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن سنان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر تنق وتوق سنان يقال هو اسم أبي هند الحجام وقد تقدم في سالم سنبر بوزن جعفر بنون وموحدة الإراشي بكسر الهمزة وتخفيف الراء وبالمعجمة رأيته بخط الخطيب مضبوطا له ذكر في حديث أخرجه بن شاهين وابن السكن من طريق رشيد بن إبراهيم بن عاصم بن مالك بن عمرو البلوي حدثني جدي عن أبيه مالك قال عقلت النبي صلى الله عليه وسلم وأتاه عمرو بن حسان بوادي القرى برجل من بني إراش يقال له سنبر حليف له فبايعه على الإسلام وقال له يا رسول الله أقطع حليفي فقطع له وكتب له في عرجون ووقع عند بن فتحون سيار بدل سنبر فلعله تصحيف وذكره الخطيب في المؤتلف لكنه قال الأبواشي قرأت ذلك بخطه سندر مولى زنباع الجذامي تقدم ذكره في زنباع قال البخاري سندر له صحبة وروى الطبراني من طريق ربيعة بن لقيط التجيبي عبد الله بن سندر عن أبيه أنه كان عبدا لزنباع فغضب عليه فخصاه الحديث وروى حديثه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وزاد فيه أن سندرا سأل عمر بن الخطاب أن يجعل ديوانه في مصر فأجابه إلى ذلك فنزلها أخرجه بن منده وفي قصته أنه قال يا رسول الله أوص بي قال أوصي بك كل مسلم ثم جاء إلى أبي بكر فعاله حتى مات ثم أتى عمر فقال أن شئت أن تقيم عندي أجريت عليك ما لا فأنظر أي المواضع أحب إليك فاكتب لك فاختار مصر فلما قدم على عمرو أقطعه أرضا واسعة ودارا قلت رجح بن يونس أن قصة عمر إنما كانت مع بن سندر وسيأتي بيان ذلك في ترجمة مسروح بن سندر وقال الخطيب في المؤتلف اختلف في الذي خصاه زنباع فقيل هو سندر نفسه وقيل بن سندر وقيل أبو سندر قلت وقيل أبو الأسود والراجح أن الذي خصي هو سندر وأنه يكنى أبا الأسود وأن عبد الله ومسرحا ولداه وقال البخاري في التاريخ سندر أبو الأسود له صحبة قال وروى الزهري عن سندر عن أبيه وذكر سعيد بن عفير عن سماك بن نعيم عن عثمان بن سويد الجروي أنه أدرك مسروح بن سندر الذي جدعه زنباع وعمر سندر إلى زمان عبد الملك (3/136)
<137> وروى أبو موسى في الذيل من طريق أبي الخير عن سندر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وتجيب أجابوا الله وسيأتي في القسم الرابع بيان ما وقع لأبي موسى هنا من الوهم وذكر محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر أن لأهل مصر عن سندر حديثين سنين بالتصغير أبو جميلة السلمي ويقال الضمري وقيل اسم أبيه واقد حكاه بن حبان روى البخاري من طريق الزهري عن أبي جميلة أنه حج مع النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من التابعين وقال له أحاديث وقال العجلي تابعي ثقة سنين بن واقد الظفري ذكره بن حبان في الصحابة وقال لا يعرف له مسند وروى البغوي من طريق عثمان بن عبد الملك قال سمعت سنين بن واقد الظفري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على الركن اليماني ملك يؤمن على كل من استلمه أخرجه بن قانع عن البغوي ومنهم من وحد بين هذا وبين الذي قبله والصواب التغاير قال في التجريد تأخر موته إلى بعد الستين السين بعدها الهاء ذكر من اسمه سهل بسكون الهاء سهل بن بيضاء القرشي وبيضاء أمه واسمها دعد واسم أبيه وهب بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي كان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم وقال أبو حاتم كان ممن يظهر الإسلام بمكة وقال البغوي في ترجمة أبي بكر حدثني محمد بن عباد حدثني سفيان يعني بن عيينة وسئل من أكبر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعني في السن فقال حسين بن جدعان أظنه عن أنس قال أبو بكر وسهل بن بيضاء روى مسلم وأبو داود من طريق أبي سلمة عن عائشة قالت ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء الا في المسجد سهيل وأخيه وأخرجه بن منده فوقع في روايته سهل وقال أبو عمر أسلم سهل بمكة فكتم إسلامه فأخرجته قريش إلى بدر فأسر يومئذا فشهد له بن مسعود أنه رآه يصلي بمكة فأطلق ومات بالمدينة وصلى النبي صلى الله عليه وسلم عليه وعلى أخيه سهيل في المسجد قلت ولم يزد مالك في روايته الحديث الماضي على ذكر سهيل وزعم الواقدي أن هذا مات بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو نعيم اسم أخي سهيل صفوان ومن سماه سهلا فقد وهم كذا قال سهل بن الحارث بن عمرو أو عروة بن عبد رزاح الأنصاري قال العدوي شهد أحدا ولا عقب له فأما تسميته عروة فعند بن الأمين وعمرو عند بن الدباغ وتبعه بن الأثير وكلاهما نقله عن العدوي سهيل بن حارثة الأنصاري ذكره بن أبي عاصم في الآحاد وروى من طريق الدراوردي (3/137)
<138> عن سعد بن إسحاق عن كعب بن عجرة عن سهل بن حارثة الأنصاري قال شكا قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سكنوا دارا وهم ذوو عدد فقلوا فقال فهلا تركتموها ذميمة قال بن منده لا تصح صحبته وعداده في التابعين وذكره بن حبان في التابعين أيضا ونقل بن الأثير عن أبي علي الغساني عن بن القداح أن حارثة بن سهل والد هذا شهد أحدا والمشاهد وكذا ولده سهل وقال بن ماكولا نحوه وزاد ولسهل عقب بالمدينة وبغداد وأخرج هذا الحديث أبو نعيم من طريق أبي ضمرة عن سعيد فقال فيه سلمة بن حارثة فاختلف في اسمه على سعد بن إسحاق سهل بن أبي حثمة بن ساعدة بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي اختلف في اسم أبيه فقيل عبد الله وقيل عامر وأمه أم الربيع بنت سالم بن عدي بن مجدعة قيل كان لسهل عند موت النبي صلى الله عليه وسلم سبع سنين أو ثمان سنين وقد حدث عنه بأحاديث وحدث أيضا عن زيد بن ثابت ومحمد بن مسلمة روى عنه ابنه محمد وابن أخيه محمد بن سليمان بن أبي حثمة وبشير بن يسار وصالح بن خوات ونافع بن جبير وعروة وغيرهم وقال بن أبي حاتم عن أبيه بايع تحت الشجرة وشهد المشاهد الا بدرا وكان دليل النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أحد وقال بن القطان هذا لا يصح لاطباق الأئمة على أنه كان بن ثمان سنين أو نحوها عند موت النبي صلى الله عليه وسلم منهم بن منده وابن حبان وابن السكن والحاكم أبو أحمد والطبري وجزم بأنه مات في أول خلافة معاوية وغلط بأن ذلك أبوه ويظهر لي أنه اشتبه على من قال شهد المشاهد الخ بسهل بن الحنظلية فإنه الذي وصف بما ذكر ويقال بان الموصوف بذلك أبوه أبو حثمة وهو الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم خارصا وكان الدليل إلى أحد سهل بن حمار الأنصاري استشهد باليمامة من التجريد سهل بن الحنظلية واسم أبيه الربيع وقيل عبيد وقيل عقيب بن عمرو وقيل عمرو بن عدي وهو الأشهر عدي هو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي قال بن أبي خيثمة والحنظلية أمه وقيل الحنظلية جدته وقيل أم جده وقال بن سعد بعد أن ساق هذا النسب الحنظلية أم عمرو بن عدي واسمها أم إياس بنت أبان بن دارم التميمية فمن كان من ولد عمرو بن عدي قيل له بن الحنظلية وقال بن البرقي اسم أبيه عبيد من بني عدي بن زيد شهد أحدا وما بعدها ثم تحول إلى الشام حتى مات وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو كبشة السلولي والقاسم بن عبد الرحمن ويزيد بن أبي مريم الشامي وغيرهم قال البخاري له صحبة وكان عقيما لا يولد له وقد بايع تحت الشجرة وقال غيره شهد المشاهد الا بدرا وقال أبو زرعة عن دحيم توفي في خلافة معاوية وفي جامع بن وهب من طريق القاسم مولى معاوية هجرت يوم الجمعة في مسجد دمشق ومعاوية حينئذ خليفة فرأيت رجلا بين الناس يحدثهم فاطلعت فإذا شيخ مصفر اللحية فقيل لي هذا سهل بن الحنظلية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج (3/138)
<139> له أحمد وأبو داود من طريق قيس بن بشر أخبرني أبي وكان جليسا لأبي الدرداء قال كان بدمشق رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له بن الحنظلية وكان رجلا متوحدا قلما يجالس الناس إنما هو صلاة فإذا فرغ فإنما هو تسبيح وتكبير حتى يأتي أهله قريبا ونحن عند أبي الدرداء فقال أبو الدرداء كلمة تنفعنا ولا تضرك فذكر أحاديث مرفوعة في ثلاثة مواطن وقال أبو زرعة الدمشقي توفي في صدر خلافة معاوية بن أبي سفيان سهل بن حنظلة العبشمي ويقال بن الحنظلية يأتي في سهيل مصغرا سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو بن حبيش بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي يكنى أبا سعد وأبا عبد الله من أهل بدر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زيد بن ثابت روى له أبناه أبو أمامة أسعد وعبد الله أو عبد الرحمن وأبو وائل وعبيد بن السباق وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم كان من السابقين وشهد بدرا وثبت يوم أحد حين انكشف الناس وبايع يومئذ على الموت وكان ينفح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبل فيقول نبلوا سهلا فإنه سهل وكان عمر يقول سهل غير حزن وشهد أيضا الخندق والمشاهد كلها واستخلفه علي على البصرة بعد الجمل ثم شهد معه صفين ويقال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين علي بن أبي طالب ومات سنة ثمان وثلاثين قال الواقدي حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز الأمامي عن محمد بن أبي إمامة بن سهل عن أبيه قال مات سهل بالكوفة وصلى عليه علي وقال المدائني مات سنة ثمان وثلاثين وقال عبد الله بن مغفل صلى عليه علي فكبر ستا وفي رواية خمسا ثم قال أنه بدري سهل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي يقال أنه صاحب الصاع قال بن منده يقال شهد أحدا ومات في خلافة عمر وروى عيسى بن يونس عن سعيد بن عثمان البلوي عن جدته بنت عدي أن أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصاع الذي لمزه المنافقون خرج بزكاته صاع تمر وبابنته عميرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أدع الله لي ولها بالبركة فما لي غيرها فوضع يده عليها فدعا له وأخرجه الطبراني في الأوسط وقال لا يروي عن عميرة بنت سهل إلا بهذا الإسناد وزعم بن الكلبي ومن تبعه أنه أخو سهيل وإنهما صاحبا المربد الذي كان موضع المسجد وأما بن إسحاق فقال أن صاحبي المسجد سهل وسهيل ابنا عمرو سهل بن رافع بن خديج بن مالك بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف البلوي الأراشي حليف بني عمرو بن عوف الأنصاري وقال بن الكلبي في الجمهرة هو صاحب الصاع الذي لمزه المنافقون وكذا حكاه أبو عمر قلت تقدم في حرف الحاء أنه الحبحاب والمحفوظ أنه أبو عقيل فأختلف في اسمه سهل بن الربيع بن عمرو بن عدي بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي شهد (3/139)
<140> أحدا قال العدوي وأخرجه أبو عمر قلت هو بن الحنظلية الذي تقدم سهل بن رومي بن وقش بن زغبة الأنصاري الأشهلي استشهد بأحد ذكره أبو عمر عن الواقدي سهل بن زيد تقدم التنبيه عليه في زيد بن سهل سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي من مشاهير الصحابة يقال كان اسمه حزنا فغيره النبي صلى الله عليه وسلم حكاه بن حبان وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي وعاصم بن عدي وعمرو بن عبسة وروى عن مروان ومروان أصغر منه روى عنه ابنه العباس وأبو حازم والزهري وآخرون قال الزهري مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن خمس عشرة سنة وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة مات سنة إحدى وتسعين وقيل قبل ذلك قال الواقدي عاش مائة سنة وكذا قال أبو حاتم وزاد أو أكثر وقيل ستا وتسعين وزعم بن أبي داود أنه مات بالإسكندرية وروى عن قتادة أنه مات بمصر ويحتمل أن يكون وهما والصواب أنه ذلك ابنه العباس سهل بن صخر بن واقد بن عصمة بن أبي عوف بن عبد مناه بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي نسبه محمد بن سعد وغيره ويقال اسمه سهيل وروى بن شاهين من طريق خالد بن عمير عن سهيل بن صخر الليثي قال دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك يا غلام قلت سهل قال ادن فمسح على رأسي وقال لي يا سهل إن رزقك الله مالا فاشتر به بعدا فإن الله جعل الخير في غرر الرجال ورواه بن منده من هذا الوجه وقال فيه وكانت له صحبة وقال غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وخرجه الطبراني فسماه سهيلا وجعل الحديث موقوفا وقال البغوي بعد أن ساق الحديث موقوفا لكنه سماه سهلا لا أعلم له عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا سهل بن أبي صعصعة الأنصاري أخو قيس قال بن سعد والعدوي شهد أحدا سهل بن عامر بن سعد ويقال سهيل بن عامر بن عمرو بن ثقيف الأنصاري ذكره موسى بن عقبة وعروة فيمن استشهد ببئر معونة وقال إن سهلا عمه ويقال أخوه سهل بن عبيد بن قيس يأتي في سهل بن مالك سهل بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وعروة فيمن شهد بدرا وسمي أبو معشر أباه عبيدا فتبعه بن منده وتعقبه أبو نعيم وقد رد على ذلك الطبراني قبله على أبي معشر ونقل الاتفاق على أن اسم أبيه عتيك ووقع عند بن الأثير وقيل سهيل سهل بن عتيك الأنصاري غاير بن منده بينه وبين الذي قبله وأخرج من طريق الحميدي عن يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبي عبادة الزرقي عن بن شهاب عن عبيد الله بن (3/140)
<141> عبد الله بن عتبة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى بجنازة سهل بن عتيك كبر عليها أربعا وقرأ بفاتحة الكتاب وقال وقفه محمد بن الحسن وضحاك وقاله عن يحيى وهو غريب من حديث الزهري لا يعرف إلا من هذا الوجه وأخرجه الطبراني في الأوسط من هذا الوجه بلفظ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجابر بن عتيك أو سهل بن عتيك وكان أول من صلى عليه في موضع الجنائز فذكره مطولا وزاد فيه ثم كبر الثانية وصلى على نفسه وعلى المرسلين وقال لم يروه عن الزهري إلا أبو عبادة ولا عنه إلا يحيى بن يزيد النوفلي تفرد به سليم بن منصور كذا قال وكلام بن منده يرد عليه وعليهما معا في دعوى تفرد أبي عبادة اعتراض آخر فإن الطبراني أخرجه من طريق يعقوب بن يزيد عن الزهري ولكن لا ذكر فيه لابن عتيك ولا لرفع الحديث بل هو موقوف على بن عباس وهو شاذ من حيث السند فإن المحفوظ عن الزهري في هذا ما رواه يونس وشعيب عنه عن أبي أمامة بن سهل عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم موقوفا ومن رواية الزهري عن محمد بن سويد عن الضحاك بن قيس عن حبيب بن مسلمة موقوفا أيضا سهل بن عدي بن زيد بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري ذكر أبو عمر أنه استشهد يوم أحد سهل بن عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية الخزرجي تقدم ذكره مع أخويه ثابت والحارث وأنه شهد أحدا وذكر الطبري أن عمر كتب إلى أبو موسى الأشعري بالبصرة أن يؤمر سهل بن عدي هذا وهو الذي فتح كرمان وأعانه عبد الله بن عبد الله بن عتبان الآتي ذكره في مكانه سهل بن عدي التميمي حليف الأنصار ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة سهل بن عمرو بن عبد شمس العامري أخو سهيل ذكر بن سعد أنه أسلم بالفتح وسكن المدينة وله دار وقال أبو عمر مات في خلافة أبي بكر أو عمر قلت سيأتي له ذكر في ترجمة زوجته صفية بنت عمرو سهل بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي قال أبو عمر شهد أحدا وما بعدها سهل بن عمرو الأنصاري النجاري له ذكر في حديث الهجرة قال بن إسحاق وبركت الناقة على باب المسجد وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار يقال لهما سهل وسهيل ابنا عمرو في حجر معاذ بن عفراء وقال موسى بن عقبة عن بن شهاب وكان المسجد مربدا ليتيمين من بني النجار في حجر أسعد بن زرارة وهما سهل وسهيل ابنا عمرو وأراد السهيلي التوفيق بين هذا وبين ما تقدم عن بن الكلبي أنهما سهل وسهيل ابنا رافع فقال هما ابنا رافع بن عمرو والأرجح قول بن شهاب (3/141)
<142> وابن إسحاق وأما اختلافهما في حجر من كانا فيمكن الجمع بأنهما كانا تحت حجرهما معا ولهذا وقع في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا بني النجار ثامنوني به سهل بن قرط الأنصاري الأوسي من بني عمرو بن عوف قال الدارقطني تزوج معاذة بنت عبد الله وهلك عنها فتزوجها بعده الحمير بن عدي واستدركه بن فتحون وسيأتي ذكر أيضا في ترجمة معاذة سهل بن قرظة بن قيس بن عنترة بن أمية بن زيد بن مالك بن الأوس قال الطبري وابن شاهين شهد أحدا سهل بن قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا وذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد وهو صاحب القبر المعروف بأحد وأمه نائلة بنت سلامة بن وقش الأشهلية قال بن سعد بقي من عقب سهل هذا رجل وامرأة سهل بن قيس المزني روى بن منده من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عن سهل بن قيس المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على من أسلف مالا زكاة قال بن منده غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه سهل بن قيس الأنصاري ضجيع حمزة بن عبد المطلب يأتي في عمرو بن سهيل بن قيس وأظنه سهل بن قيس بن أبي كعب المتقدم سهل بن منجاب التميمي ذكر الطبري أنه كان من عمال النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات بني تميم مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ذلك سهل بن مالك بن أبي كعب بن القين الأنصاري أخو كعب بن مالك الشاعر المشهور قال بن حبان له صحبة روى سيف بن عمر في أوائل الفتوح عن أبي همام سهل بن يوسف بن مالك عن أبيه عن جده قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع صعد المنبر فقال يا أيها الناس إن أبا بكر لم يسؤني قط الحديث وأخرجه بن شاهين وأبو نعيم من طريق سهل بطوله وأخرجه بن منده من طريق خالد بن عمرو الأموي عن سهل به وقال غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قلت خالد بن عمرو متروك واهي الحديث وروى أبو عوانة والطحاوي من طريق مالك عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الذين قتلوا بن أبي الحقيق عن قتل النساء والصبيان فإن كان محفوظا احتمل أن يكون اسم عمه سهلا لكن أخرجه أبو عوانة والطحاوي من وجهين آخرين عن الزهري عن عبد الرحمن عن أبيه وزعم الدمياطي أن جد سهل بن يوسف هو سهل بن قيس بن أبي كعب الماضي وهو بن عم هذا ويرده ما رويناه في فوائد الأبنوسي من طريق محمد بن عمر المقدمي عن علي بن يوسف بن محمد بن سفيان عن قنان بن أبي أيوب عن خالد بن عمرو عن (3/142)
<143> سهل بن يوسف بن سهل بن مالك أبن أخي كعب بن مالك عن أبيه عن جده فذكر الحديث وكذا زعم بن عبد البر أنه سهل بن مالك بن عبيد بن قيس الأنصاري ذكره أبو عمر ثم قال ويقال سهل بن عبيد بن قيس ولا يصح واحد منهما قال ويقال إنه حجازي سكن المدينة ومدار حديثه على خالد بن عمرو وهو متروك وفي إسناد حديثه مجهولون ضعفاء يدور على سهل بن يوسف بن سهل بن مالك أو مالك بن يوسف بن سهل بن عبيد وهو حديث منكر موضوع انتهى ووقع للطبراني فيه وهم فإنه أخرجه من طريق المقدمي عن علي بن يوسف بن محمد عن سهل بن يوسف واغتر الضياء المقدسي بهذه الطريق فأخرج الحديث في المختارة وهو وهم لأنه سقط من الإسناد رجلان فإن علي بن محمد بن يوسف إنما سمعه من قنان بن أبي أيوب عن خالد بن عمرو عن سهل وقد جزم الدارقطني في الأفراد بأن خالد بن عمرو تفرد به عن سهل لكن طريق سيف بن عمر ترد عليه وقد خبط فيه أيضا بن قانع فجعله من مسند سهل بن حنيف سهل بن نسير بنون ومهملة مصغرا بن عنبس الأنصاري الأوسي الظفري يأتي في حرف النون في ترجمة والده سهل بن وهب بن ربيعة هو بن بيضاء تقدم سهل غير منسوب مولى بني ظفر قال بن الكلبي وابن سعد وابن شاهين شهد أحدا سهل بن فلان بن عبادة الأنصاري الخزرجي بن أخي سعد بن عبادة روى الطبراني من طريق بن أبي الزناد عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا أسيد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خير دور الأنصار بنو النجار الحديث فبلغ ذلك سعد بن عبادة فوجد في نفسه فقال أسرجوا إلى حماري حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال بن أخي سهل أتذهب ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله الله ورسوله أعلم فأمر بحماره فحل عنه وأصله في مسلم وأخرجه بن أبي خيثمة أيضا ولم أر لسهل ذكرا في شيء من الكتب والمسانيد ولا في أنساب الأنصاري فالله أعلم سهل الأنصاري والد إياس غير منسوب ذكره البخاري في الصحابة وروى الحسن بن سفيان والبغوي والباوردي من طريق أبي حازم أنه جلس إلى جنب إياس بن سهل الأنصاري من بني ساعدة بمسجدهم فقال ألا أحدثك عن أبي قلت نعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أصلي الصبح ثم أجلس في مجلسي أذكر الله حتى تطلع الشمس أحب إلي من شد على جياد الخيل في سبيل الله وفي إسناده محمد بن أبي حميد وهو ضعيف ووقع عند البغوي محمد بن إبراهيم فقال لا أعرف من هو وهو هو فيما أحسب سهل الأنصاري آخر روى عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق الوليد بن أبي سندر الأسلمي عن يحيى بن سهل الأنصاري عن أبيه أن هذه الآية نزلت في أهل قباء وكانوا يغسلون أدبارهم (3/143)
<144> من الغائط فيه رجال يحبون أن يتطهروا الآية سهم آخره ميم بن عمرو الأشعري ذكره بن سعد وقال إنه ممن قدم مع أبي موسى في السفينة ثم نزل الشام سهم بن مازن أو بن مدرك جد يزيد بن سنان تقدم ذكره فيمن اسمه زيد ذكر من اسمه سهيل بالتصغير سهيل بن بيضاء تقدم ذكر نسبه في ترجمة أخيه سهل وأن بيضاء أمها وذكر بن إسحاق أنه شهد بدرا وتوفي سنة تسع وذكره في البدرين أيضا موسى بن عقبة وزعم بن الكلبي أنه الذي أسر يوم بدر فشهد له بن مسعود ورد ذلك الواقدي وقال إنما هو أخوه سهل ويؤيد قول بن الكلبي ما رواه الطبراني بإسناد صحيح عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر لا ينفلت منك أحد إلا بفداء أو ضربة قال عبد الله فقلت إلا سهيل بن بيضاء قال وقد كنت سمعته يذكر الإسلام قال إلا سهيل بن بيضاء وروى بن حبان في صحيحه من طريق يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن سعد بن الصلت ويقال سعيد بن الصلت عن سهيل بن بيضاء من بني عبد الدار قال بينا نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر القصة وهو عند الطبراني من هذا الوجه عن سهل بن بيضاء بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وسهيل بن بيضاء رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعيره إذ قال يا سهيل بن بيضاء ورفع صوته الحديث وذكر بن أبي حاتم عن أبيه أنه مرسل لأن سعد بن الصلت لم يدرك سهيلا وهذا هو المعتمد لأن عائشة قالت ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد أخرجه مسلم فدل على أنه مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرخ بن سعد وفاته سنة تسع كما تقدم وقال بن منده قد روى عن سعد بن الصلت عن عبد الله بن أنيس عن سهل بن بيضاء قلت هو كذلك عند البغوي وأكثر من رواه لم يذكروا بن أنيس وهو عند أحمد من ثلاث طرق عن يزيد بن الهاد ليس فيه عبد الله بن أنيس ومنهم من لم يذكر سعد بن الصلت ورواه بعضهم فأسقط محمد بن إبراهيم وفي الصحيح من حديث أنس في الذي كان يسقيهم الفضيح فلما نزل تحريم الخمر قالوا أرقها وعد فيهم في بعض الطرق سهيل بن بيضاء سهيل بن حنظلة ويقال بن الحنظلية العبشمي روى الحسن بن سفيان من طريق قتادة عن أبي العالية عن سهيل بن الحنظلية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم قوموا مغفورا لكم قال أبو نعيم وقال مسلم بن إبراهيم عن أبان عن قتادة ثم سهيل بن الحنظلية العبشمي قلت أخرجه البخاري عن مسلم في ترجمة سهل بن الحنظلية (3/144)
<145> الأنصاري ثم قال يقال إن هذا غير الأول وذكر أبو الفرج أن سهيل بن الحنظلية غنوى سهيل بن حنظلة بن الطفيل العامري بن أخي عامر بن الطفيل يأتي ذكره في القسم الثالث وفي سياق قصته ما قد يشعر بأن له صحبة سهيل بن خليفة المنقري أبو سويد ذكره بن منده سهيل بن دعد هو بن بيضاء والبيضاء لقب سهيل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم الأنصاري ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وأحدا ويقال إنه أحد صاحبي المربد سهيل بن سعد الساعدي أخو سهل تقدم ذكر أخيه وروى بن منده من طريق حفص بن عاصم سمعت سهيل بن سعد أخا سهل يقول دخلت المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فصليت فلما انصرف رآني أركع فقال ما هاتان فذكرت له فسكت وكان إذا رضي شيئا سكت وفي إسناده عمر بن قيس وقد ذكر أبو نعيم أنه وهم فيه وأن الصواب أنه عن قيس بن عمرو قلت إن كان حفظه فلا مانع من التعدد سهيل بن السمط وقع ذكره في حديث سهيل بن بيضاء من رواية البغوي فأخرج الخطيب في المتفق من طريق أبي القاسم البغوي قال حدثنا محمد بن علي الجوزجاني حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا سعيد بن سلمة حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن سعد بن الصلت عن سهيل بن السمط قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وسهيل بن بيضاء رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا سهيل ورفع صوته الحديث وكان أخرجه قبل من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن يزيد عن سعد لكن قال عن سهل بن بيضاء قال بينما نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسهل بن بيضاء رديفه قال يا سهيل بن بيضاء ورفع صوته مرتين أو ثلاثا بذلك يجيبه سهيل فلما سمع الناس صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفوا أنه يريدهم فجلس من كان بين يديه ولحقه من كان خلفه حتى اجتمعوا قال من شهد أن لا إله إلا الله حرم الله عليه النار وأوجب له الجنة وقد أخرجه أحمد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن يزيد فخالف في شيخ يزيد قال بدله محمد بن إبراهيم عن سهيل بن بيضاء قال نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وأنا رديفه فذكر الحديث وفي سند هذا الحديث اختلاف كثير ولكن ليس في شيء من طرقه لسهيل بن السمط ذكر إلا في رواية سعيد بن سلمة وكنت أوردت سهيل بن السمط في القسم الأخير ثم تأملت سياقه فوجدته محتملا فنقلته إلى هذا القسم والله المستعان سهيل بن عامر بن سعد في سهل سهيل بن عتيك ويقال بن عبيد تقدم في سهل سهيل بن عدي الأزدي من أزد شنوءة حليف بني عبد الأشهل قال أبو عمر (3/145)
<146> استشهد باليمامة وقد تقدم ذكر أخيه سهل سهيل بن عمرو صاحب المربد تقدم ذكره مع أخيه سهل وزعم بن الكلبي أن هذا قتل بصفين مع علي بن أبي طالب سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري خطيب قريش أبو يزيد قال البخاري سكن مكة ثم المدينة وذكره بن سميع في الأولى ممن نزل الشام وهو الذي تولى أمر الصلح بالحديبية وكلامه ومراجعته للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك في الصحيحين وغيرهما وله ذكر في حديث بن عمر في الذين دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم في القنوت فنزلت ليس لك من الأمر شيء زاد أحمد في روايته فتابوا كلهم وروى حميد بن زنجويه في كتاب الأموال من طريق بن أبي حسين قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دخل البيت ثم خرج فوضع يده على عضادتي الباب فقال ماذا تقولون فقال سهيل بن عمرو نقول خيرا ونظن خيرا أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت فقال أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم وذكره بن إسحاق فيمن أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل من المؤلفة وذكر بن أبي حاتم عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن الشافعي كان سهيل محمود الإسلام من حين أسلم وروى البيهقي في الدلائل من طريق الحسن بن محمد بن الحنفية قال قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم دعني أنزع ثنيتي سهيل فلا يقوم علينا خطيبا فقال دعها فلعلها أن تسرك يوما فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم قام سهيل بن عمرو فقال لهم من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت وروى أوله يونس بن بكير في مغازي بن إسحاق عنه عن محمد بن عمرو بن عطاء وهو في المحامليات موصول من طريق سعيد بن أبي هند عن عمرة عن عائشة وذكر بن خالويه أن السر في قوله أنزع ثنيتيه أنه كان أعلم والأعلم إذا نزعت ثنيتاه لم يستطع الكلام وذكر الواقدي من طريق مصعب بن عبد الله عن مولى لسهيل عن سهيل أنه سمعه يقول لقد رأيت يوم بدر رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض معلمين يقاتلون ويأسرون وروى أبو قرة من طريق بن أبي حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم استهداه من ماء زمزم وروى البخاري في تاريخه والباوردي من طريق حميد عن الحسن قال كان المهاجرون والأنصار بباب عمر فجعل يأذن لهم على قدر منازلهم وثم جماعة من الطلقاء فنظر بعضهم إلى بعض فقال لهم سهيل بن عمرو على أنفسكم فاغضبوا دعي القوم ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم فكيف بكم إذا دعيتم إلى أبواب الجنة ثم خرج إلى الجهاد وأخرجه بن المبارك في الجهاد أتم منه وروى بن شاهين من طريق ثابت البناني قال قال سهيل بن عمرو والله لا أدع موقفا وقفته مع المشركين إلا وقفت مع المسلمين مثله ولا نفقة أنفقتها مع المشركين إلا أنفقت على المسلمين مثلها لعل أمري أن يتلو بعضه بعضها وقال بن أبي خيثمة مات سهيل بالطاعون سنة ثمان عشرة ويقال قتل باليرموك وقال خليفة بمرج الصفر والأول أكثر وأنه مات بالطاعون وأخرجه بن سعد بإسناد له إلى أبي سعد بن أبي فضالة وكانت (3/146)
<147> له صحبة قال اصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مقام أحدكم في سبيل الله ساعة من عمره خير من عمله عمره في أهله قال سهيل فإنما أرابط حتى أموت ولا أرجع إلى مكة قال فلم يزل مقيما بالشام حتى مات في طاعون عمواس سهيل بن عمرو الجمحي معدود في المؤلفة ووقع الخبر بذلك في ترجمة عبد الرحمن بن يربوع سهيل بن قيس بن أبي كعب الأنصاري بن عم كعب ذكر بن الكلبي أنه شهد بدرا وقد تقدم ذكر سهل فما أدري أهما واحد أم اثنان سهيل الثقفي ويقال عمرو بن سفيان تقدم في ترجمة الحارث بن بدل في القسم الرابع من الحاء المهملة السين بعدها الواو سواء بن الحارث المحاربي ذكر بن سعد عن أبي وجزة السعدي قال قدم وفد محارب سنة عشر عشرة أنفس فيهم سواء بن الحارث وابنه خزيمة بن سواء فأسلموا وأجازهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يجيز الوفد وروى الطبراني وابن شاهين من طرق عن زيد بن الحباب عن محمد بن زرارة بن خزيمة بن ثابت حدثني عمارة بن خزيمة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى فرسا من سواء بن الحارث فجحده فشهد له خزيمة بن ثابت فقال بم تشهد ولم تك حاضرا قال بصدقك وأنك لا تقول إلا حقا فقال من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه وأخرجه بن شاهين فقال عن سواء بن قيس وأظنه وهما فقد روى بن شاهين أيضا وابن مندة من وجه آخر عن زيد بن الحباب عن محمد بن زرارة عن المطلب بن عبد الله قال قلت لبني الحارث بن سواء أبوكما الذي جحد بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لا تقل ذلك فلقد أعطاه بكرة وقال له إن الله سيبارك لك فيها فما أصبحنا نسوق سارحا ولا نازحا إلا منها وأصل القصة أخرجها مطولة أبو داود والنسائي ووقع لنا بعلو في جزء محمد بن يحيى الذهلي من طريق الزهري حدثني عمارة بن خزيمة الأنصاري عن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي فطفق رجال يعرضون للأعرابي فيساومونه بالفرس فذكر الحديث والقصة وفيه فطفق الأعرابي يقول هلم شهيدا يشهد أني قد بعتك فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي ويلك إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليقول إلا حقا حتى جاء خزيمة بن ثابت فاستمع مراجعة النبي صلى الله عليه وسلم والأعرابي فقال له خزيمة أنا أشهد أنك قد بايعته فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال بم تشهد قال بتصديقك يا رسول الله فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين (3/147)
<148> سواء بن الحارث بن ظالم بن حداد بن ذهل بن طريف بن محارب بن خصفة أخو عاصم سيأتي خبره في ترجمة عاصم فليحرر هل هو سواء بن الحارث هذا أو غيره ولعله الذي قبله سواء بن خالد تقدم مع أخيه حبة بن خالد وسماه وكيع عن الأعمش سوارا بزيادة راء في آخره مع التشديد والأول هو المعتمد سواد آخره دال مهملة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة الخزرجي ذكر بن الكلبي أنه شهد بدرا وقيل اسمه زريق وقيل يزيد وقيل رزن سواد بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم الأنصاري ويقال سوادة روى الطبراني من طريق بن سيرين عن سواد بن عمرو الأنصاري قال قلت يا رسول الله إني رجل حبب إلي الجمال الحديث وفيه الكبر من بطر الحق وغمص الناس وقال البخاري حديثه مرسل يعني أن بن سيرين لم يسمعه منه وكذا أخرج له البغوي حديثا آخر من رواية الحسن البصري عنه فأرسله لأنه لم يسمع منه وسأذكره في الذي بعده سواد بن غزية الأنصاري من بني عدي بن النجار ويقال سوادة وقيل هو بلوي حليف الأنصار المشهور أنه بتخفيف الواو وحكى السهيلي تشديدها قال أبو حاتم شهد بدرا وهو الذي أسر خالد بن هشام المخزومي وروى الدارقطني من طريق عبد الحميد بن سهيل عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وأبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سواد بن غزية أخا بني عدي وأمره على خيبر فقدم عليه بتمر جنيب الحديث وهو في الصحيحين غير مسمى ووقع في بعض النسخ من الدارقطني سوار بتشديد الواو وآخره راء وقال أبو عمر هو تصحيف قلت وكذا أخرجه بن شاهين عن بن صاعد شيخ الدارقطني عنه على الصواب ووقع في رواية عند الخطيب في المبهمات أن اسم العامل على خيبر فلان بن صعصعة وروى بن إسحاق عن حبان بن واسع عن أشياخ من قومه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل الصفوف في يوم بدر وفي يده قدح فمر بسواد بن غزية فطعن في بطنه فقال أوجعتني فأقدني فكشف عن بطنه فاعتنقه وقبل بطنه فدعا له بخير قال أبو عمر رويت هذه القصة لسواد بن عمرو قلت لا يمتنع التعدد لا سيما مع اختلاف السبب وروى عبد الرزاق عن بن جريج عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخطى بعرجون فأصاب به سواد بن غزية الأنصاري فذكر القصة وعن معمر عن رجل عن الحسن نحوه لكن قال فأصاب به سوادة بن عمرو وأخرجه البغوي من طريق عمرو بن سليط عن الحسن عن سوادة بن عمر وكان يصيب من الخلوق فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وفيها فلقيه ذات يوم ومعه جريدة فطعنه في بطنه فقال أقدني يا رسول الله فكشف عن بطنه فقال له اقنص فألقى الجريدة وطفق يقبله قال الحسن حجزه الإسلام سواد بن قارب الدوسي أو السدوسي قال البخاري وأبو حاتم والبرديجي والدارقطني له صحبة وروى بن أبي خيثمة ومحمد بن هارون الروياني من طريق أبي جعفر الباقر قال دخل رجل (3/148)
<149> يقال له سواد بن قارب الدوسي على عمر فقال يا سواد نشدتك الله هل تحسن من كهانتك شيئا اليوم قال سبحان الله والله يا أمير المؤمنين ما استقبلت أحدا من جلسائك بمثل ما استقبلتني به فقال سبحان الله يا سواد ما كنا عليه من شركنا أعظم من كهانتك فحدثني حديثك قال إنه لعجب كنت كاهنا في الجاهلية فبينا أنا نائم إذ أتاني نجي فضربني برجله ثم قال يا سواد بن قارب أسمع أقل لك قلت هات قال عجبت للجن وأرجاسها ورحلها العيس بأحلاسها تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمنوها مثل أنجاسها فارحل إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى رأسها فذكر الخبر بطوله وله طريق أخرى أخرجها بن شاهين من طريق الفضل بن عيسى القرشي عن العلاء بن زيدل عن أنس بن مالك قال دخل رجل من دوس يقال له سواد بن قارب على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر القصة بطولها وفي آخرها شعره وفي آخره فكن لي شفيعا يوم لاذو شفاعة سواك بمغن عن سواد بن قارب وله طريق ثالثة أخرجها الحسن بن سفيان من طريق الحسن بن عمارة عن عبد الله بن عبد الرحمن قال دخل سواد بن قارب على عمر فذكر الحديث بطوله وله طريق رابعة أخرجها البخاري في تاريخه والبغوي والطبراني من طريق عباد بن عبد الصمد سمعت سعيد بن جبير أخبرني سواد بن قارب قال كنت نائما فذكره بطوله ولم يذكر القصة الأخيرة وله طريق خامسة أخرجها الحسن بن سفيان وأبو يعلى والحاكم والبيهقي والطبراني من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن محمد بن كعب القرظي قال بينا عمر قاعد في المسجد فذكره بطوله مثل حديث أبي جعفر وأتم منه وله طريق سادسة أخرجها البيهقي في الدلائل من طريق أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال بينما عمر يخطب إذ قال أيها الناس أفيكم سواد بن قارب فذكر القصة مطولة وأصل هذه القصة في صحيح البخاري من طريق سالم عن أبيه قال ما سمعت عمر يقول لشيء إني لأظنه إلا كان كما قال قال بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال لقد أخطأ ظني لو أن هذا على دينه أو لقد كان كاهنهم على الرجل فدعا له فذكر القصة مختصرة قال البيهقي يشبه أن يكون هو سواد بن قارب وقال أبو علي القالي خرج خمسة نفر من طيء من ذوي الحجا منهم برج بن مسهر أحد المعمرين وأنيف بن حارثة بن لأم وعبد الله بن سعد والد حاتم وعارف الشاعر ومرة بن عبد رضا يريدون سواد بن قارب ليمتحنوا علمه فقالوا ليخبأ كل منا خبيئا ولا يخبر أصحابه فإن أصاب عرفنا علمه وإن أخطأ ارتحلنا عنه ثم وصلوا إليه فأهدوا إليه إبلا وطرفا فضرب عليهم قبة ونحر لهم فلما مضت ثلاثة أيام دعاهم فتكلم برج وكان أسنهم فذكر القصة في معرفته بجميع ما خبئوه ثم بمعرفته بأعيانهم وأنسابهم فقال فيه عارف الشاعر ألا لله علم لا يجارى إلى الغايات في حصني سواد كأن خبيئنا لما انتجينا بعينيه يصرح أو ينادي (3/149)
<150> سواد بن قطبة ذكره حمزة بن يوسف السهمي فيمن دخل جرجان من الصحابة سواد بن مالك بن سواد الداري قال بن الكلبي غيره النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الرحمن سواد بن مالك التميمي ذكره سيف في الفتوح وأن سعد بن أبي وقاص أمره على أول سرية خرجت له وأمره مرة أخرى على الطلائع ثم ذكر أنه أغار لما حاصروا القادسية فغنم ثلاثمائة دابة فأوقرها سمنا وأتى بها فقسمت بين المسلمين سواد بن مقرن المزني أحد الإخوة له ذكر في الفتوح وبعثه أخوه نعيم بن مقرن إلى قومس ففتحها صلحا وكاتبه صاحب جرجان فصالحه على الجزية وقيل هو سويد الآتي ذكره قريبا فلعله لقب بالتصغير سوادة بزيادة هاء بن الربيع الجرمي قال البخاري له صحبة يعد في البصريين وروى أحمد من طريق سلم بن عبد الرحمن سمعت سوادة بن الربيع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فأمر لي بذود وقال إذا رجعت إلى بنيك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم وليقلموا أظفارهم الحديث ورواه البغوي من وجه آخر عن سلم عن سوادة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بأمي فأمر لها بشاة وقال مري بنيك أن يقلموا أظفارهم الحديث وروى الطبراني وابن شاهين من طريق سلم الجرمي أيضا عن سوادة بن الربيع رفعه الخيل معقود في نواصيها الخير وروى البغوي والحسن بن سفيان من هذا الوجه أنه رأى على النبي صلى الله عليه وسلم خاتما قال بن أبي حاتم عن أبيه قيل سواد بن قارب وقيل بن الربيع يعني بالتخفيف والتثقيل في أبيه سوادة بن عمرو وسوادة بن غزية تقدما قريبا سوار بن همام من بني مرة بن همام ذكر الرشاطي عن المدائني أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ثم حضر الفتوح بالعراق وله فيها ذكر وولده عبد الله استعمله معاوية على بعض الهند فاستشهد هناك سويبط بن حرملة ويقال بن سعد بن حرملة ويقال حريملة بن مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار القرشي العبدي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وعروة فيمن هاجر إلى الحبشة وشهد بدرا وروى أحمد من طريق عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة أن أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة وكلاهما بدري وكان سويبط على الزاد فقال له نعيمان أطعمني قال حتى يجيء أبو بكر وكان نعيمان مضحاكا مزاحا فذهب إلى ناس جلبوا ظهرا فقال ابتاعوا مني غلاما عربيا فارها قالوا نعم قال إنه ذو لسان ولعله يقول أنا حر فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوني لا تفسدوه على فقالوا بل نبتاعه فابتاعوه منه بعشر قلائص فأقبل بها يسوقها وقال دونكم هو هذا فقال سويبط هو كاذب أنا رجل حر قالوا قد أخبرنا خبرك فطرحوا الحبل في رقبته فذهبوا به فجاء أبو بكر فأخبر فذهب هو (3/150)
<151> وأصحابه إليهم فردوا القلائص وأخذوه ثم أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فضحك هو وأصحابه منها حولا وأخرجه أبو داود الطيالسي والروياني وقد أخرجه بن ماجة فقلبه جعل المازح سويبط والمبتاع نعيمان وروى الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة هذه القصة من طريق أخرى عن أم سلمة إلا أنه سماه سليط بن حرملة وأظنه تصحيفا وقد تعقبه بن عبد البر وغيره سويبط بن عمرو أحد المهاجرين الأولين ذكره بن أبي حاتم عن أبيه قال أبو عمر فرق أبو حاتم بين سويبط بن عمرو وسويبط بن حرملة وسويبط صاحب القصة مع نعيمان في الزاد والثلاثة واحد قلت أما سويبط بن حرملة فهو صاحب القصة مع نعيمان كما تقدم وأما سويبط بن عمرو فيحتمل أن يكون آخر سويبق بن حاطب بن الحارث بن هيشة الأنصاري استشهد بأحد قتله ضرار بن الخطاب ذكره أبو عمر وهو سبيع الذي تقدم ذكره ولم ينبه عليه سويد بن ثابت تقدم ذكره في ترجمة أوس بن ثابت منسوبا إلى الثعلبي سويد بن الحارث الأزدي روى أبو أحمد العسكري من طريق أحمد بن أبي الحواري سمعت أبا سليمان الداراني سمعت شيخا بساحل دمشق يقال له علقمة بن يزيد بن سويد الأزدي حدثني أبي عن جدي سويد بن الحارث قال وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة من قومي فأعجبه سمعتنا وهدينا فقال ما أنتم قلنا مؤمنون قال فما حقيقة إيمانكم قلنا خمس عشرة خصلة خمس أمرتنا بها رسلك أن نؤمن بها وخمس أمرتنا أن نعمل بها وخمس تخلقنا بها في الجاهلية فذكر الحديث بطوله وساقه الرشاطي وابن عساكر من وجهين آخرين عن أحمد بن أبي الحواري ورواه أبو سعيد النيسابوري في شرف المصطفى من وجه آخر عن أحمد بن أبي الحواري فقال علقمة بن سويد بن علقمة بن الحارث فذكر أبو موسى في الذيل علقمة بن الحارث بسبب ذلك والأول أشهر سويد بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي وهو والد مسعود الذي تزوج العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ابنته أمة الله فولدت له جعفرا أو عونا ذكره الزبير بن بكار سويد بن حنظلة قال أبو عمر لا أعلم له غير هذا الحديث قلت أخرجه أبو داود وابن ماجة ولفظه المسلم أخو المسلم وفيه قصة له مع وائل بن حجر استفتى فيها النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك قال الأزدي ما روى عنه إلا ابنته قال بن عبد البر لا أعلم له نسبا قلت قد زعم بن حبان أنه جعفي وروى الثوري عن عباس العامري عن سويد بن حنظلة البلوي حديثا غير هذا فما أدري هو الصحابي أو غيره سويد بن زيد الجذامي أخو رفاعة ذكره موسى بن سهل الرملي فيمن نزل فلسطين من الصحابة وقال بن حبان له صحبة ومات ببيت جبرين وقال بن مندة وفد مع إخوته على النبي صلى الله عليه (3/151)
<152> وسلم وذكر بن هشام والأموي في المغازي والواقدي والطبري أنه كان ممن أسر من بني جذام لما غزاهم زيد بن حارثة فأسلموا فأطلقهم النبي صلى الله عليه وسلم سويد بن الصامت بن حارثة بن عدي بن قيس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري قال بن سعد والطبري شهد أحدا وأنشد له دعبل بن علي في طبقات الشعراء وكان قد أدان دينا وطولب فاستغاث بقومه فقصروا عنه فقال وأصبحت قد أنكرت قومي كأنني جنيت لهم بالدين إحدى الفضائح أدين وما ديني عليهم بمغرم ولكن على الحزر الجلاد القرادح أدين على أثمارها وأصولها لمولى قريب أو لآخر نازح سويد بن صخر الجهني ذكر الطبري أنه كان أحد الأربعة الذين يحملون ألوية جهينة وشهد الحديبية وذكره الواقدي في جملة العشرين الذين خرجوا إلى العرينين في سرية غالب بن عبيد الله الليثي سويد بن طارق يأتي في طارق بن سويد سويد بن عامر استدركه بن فتحون وأخرج من طريق الباوردي ثم من رواية عبد العزيز بن كيسان عن سويد بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوضي أشرب منه يوم القيامة الحديث وقد ذكر أبو عمر سويد بن عامر مختصرا في الاستيعاب فإن لم يكن هذا هو فقد بينت في القسم الأخير أنه لا صحبة له وأن حديثه مرسل وقد ذكر بن أبي خيثمة في الصحابة سويد بن عامر الأنصاري وقال لا أدري هو والد عقبة أم لا وقال بن منده سويد بن عامر بن زيد بن خارجة روى عنه مجمع بن خارجة لا تعرف له صحبة ثم أورد في ترجمته الحديث الآتي في ترجمة سويد بن عمرو سويد بن علقمة بن معاذ الأنصاري ذكره بن منده مختصرا وقال لا يعرف سويد بن عمرو الأنصاري قال بن سعد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين وهب بن سعد بن أبي سرح واستشهدا جميعا يوم مؤتة وأخرج بن منده من طريق مجمع بن يحيى حدثنا سويد بن عمرو الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلوا أرحامكم ولو بالسلام قال بن عساكر إن كان هذا هو الذي استشهد بمؤتة فالحديث مرسل قلت كيف يكون مرسلا ومجمع يقول حدثنا بل يكون الصواب فيه سويد بن عامر كما تقدم سويد بن عياش الأنصاري كان ممن بعث لهدم مسجد الضرار رواه بن منده من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن بن عباس وذكر بن إسحاق بإسناده أن من الذين هدموه معن بن عدي ومالك بن الدخشم والله أعلم سويد بن عفلة روى بن عساكر من طريق تمام الرازي ثم من رواية مبشر بن إسماعيل عن سليمان بن عبد الله بن الزبرقان عن أسامة بن أبي عطاء قال كنت عند النعمان بن بشير فدخل سويد (3/152)
<153> بن غفلة فقال له النعمان ألم يبلغني أنك صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم مرة قال لا بل مرارا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نودي بالأذان كأنه لا يعرف أحدا روى بن منده من طريق عمرو بن شمر عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أهدب الشعور مقرون الحاجبين الحديث قلت سويد بن غفلة تابعي كبير ذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي في القسم الثالث أنه هاجر فدخل المدينة يوم دفن النبي صلى الله عليه وسلم فإن ثبت الإسناد الأول فلعله آخر وأما الثاني فلا يدل على صحبته لاحتمال أن يكون رآه قبل أن يسلم سويد بن قيس العبدي أبو مرحب روى سماك بن حرب عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى منه رجل سراويل أخرجه أحمد وأصحاب السنن واختلف فيه على سماك فقيل عنه عن أبي صفوان بن مالك بن عميرة وسيأتي في ترجمته وكلام المزي يوهم أن سويدا يكنى أبا صفوان وليس كذلك سويد بن كلثوم بن قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن سفيان بن الحارث بن فهر الفهري قال الزبير بن بكار ولي دمشق وله بن اسمه محمد استعمله أبو عبيدة على دمشق ذكره أبو حذيفة في الفتوح وله قصة في فتح حمص وذكره الأزدي في فتوح الشام وقال أبو حذيفة البخاري في كتاب الفتوح خرج خالد في ألف رجل حتى انتهى إلى دمشق وبها سويد بن كلثوم بن قيس الفهري وكان أبو عبيدة استخلفه بدمشق في خمسمائة رجل فقدمها خالد فعسكر بها وأمر سويد بن كلثوم أن يقيم في جوفها وذكر القصة في فتح حمص سويد بن مخشي الطائي قال أبو عمر ذكره أبو معشر فيمن شهد بدرا ويقال فيه ارتد وسيأتي في أبي مخشي في الكنى سويد بن مقرن بن عائذ المزني يكنى أبا عائذ أحد الإخوة روى حديثه مسلم وأصحاب السنن ويقال إنه نزل الكوفة روى عنه ابنه معاوية ومولاه أبو شعبة وهلال بن يساف وغيرهم سويد بن النعمان بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري يكنى أبا عقبة روى حديثه البخاري في المضمضة من السويق وفيه أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر وقد شهد بيعة الرضوان وقد ذكر بن سعد أنه شهد أحدا وذكر العسكري أنه استشهد بالقادسية وفيه نظر لأن بشير بن يسار سمع منه وهو لم يلحق ذلك الزمان سويد بن هبيرة بن عبد الحارث الدئلي وقيل العبدي قاله أبو عمر قال بن الأثير الدئلي والعبدي لأنه من بني الدئل بن عمرو وهو بطن من عبد القيس قال وقال أبو أحمد هو عدوي من عدي بن عبد مناة وكذا نسبه بن قانع وقال أبو عمر إنه سكن البصرة روى أحمد والطبراني من طريق مسلم (3/153)
<154> بن بديل عن إياس بن زهير عن سويد بن هبيرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خير المال مهرة مأمورة أو سكة مأبورة قال بن منده لم يقل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم إلا روح بن عبادة عن أبي نعامة عن مسلم وقد رواه مروان بن معاوية عن عمرو بن عيسى عن أبي نعامة فقال برفع الحديث قلت وأخرجه الطبراني من طريق عبد الوارث عن أبي نعامة عن مسلم كذلك وقد رواه مروان بن معاوية عن عمرو بن عيسى عن أبي نعامة كذلك ورواه معاذ بن معاذ عن أبي نعامة فقال فيه إلى سويد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره البخاري في تاريخه وقال بن أبي حاتم عن أبيه غلط فيه روح وإنما هو تابعي وقال بن حبان في ثقات التابعين يروي المراسيل سويد بن هشام التميمي ذكره مقاتل في تفسيره في بني تميم الذين نزلت فيهم إن الذين ينادونك من وراء الحجرات الآية سويد ويقال أبو سويد يأتي في الكنى سويد الآهلي ثم العكي روى الطبراني في مسند الشاميين من طريق عتبة بن أبي حكيم عن عبد الله بن سويد الآهلي ثم العكي عن أبيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله جعل هذا الحي من لخم وجذام بالشام معونة لأهل اليمن وأخرجه في الكبير من هذا الوجه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أو حدثني من سمعه منه وكذا أخرجه الباوردي وابن السكن وابن شاهين وقال أبو نعيم يكنى أبا عبد الله وقيل إنه باهلي وقيل ألهاني وهو فخذ من الأشعريين وعنده بن منده الكلام الأخير وهو تصحيف والصواب الآهلي كما تقدم وبه جزم الرشاطي سويد مولى سلمان الفارسي ذكر البخاري عن بن قهزاد أن له صحبة أخرج ذلك بن منده وروى بن أبي شيبة في الأوائل من طريق أبي العالية عن غلام لسلمان يقال له سويد وأثنى عليه خيرا قال لما فتحت المدائن أصبت سلة فقال سلمان هل عندك شيء قلت سلة قال هاتها فإن كان طعاما أكلناه أو مالا رفعناه إلى هؤلاء قال ففتحناها فإذا أرغفة حوارى وجبنة فكان أول ما رأيت العرب الحواري سويد الأنصاري بن عمر ثابت بن قيس أو بن عم سعد بن الربيع تقدم في أوس بن ثابت ويأتي في أم كجة في كنى النساء إن شاء الله تعالى سويد الجهني أو المزني ويقال الأنصاري والد عقبة قال بن حبان سويد الجهني له صحبة وقال أبو عمر حديثه عند الزهري وربيعة من رواية ابنه عنه في اللقطة وفي أحد يحبنا ونحبه وهما صحيحان قلت أما حديث الزهري فقال أخبرني عقبة بن سويد أن أباه حدثه قال لما قفل النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر بدا له أحد فقال الله أكبر هذا جبل يحبنا ونحبه رواه أحمد والبخاري في تارخيه ورواه البغوي وابن أبي عاصم وابن شاهين وأبو نعيم من طريق الزهري فوقع في السند عن سويد بن عقبة الأنصاري أنه سمع أباه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر البخاري أنه وقع في رواية يونس بن زيد وإسحاق بن راشد عن الزهري عن عتبة بالمثناة وأما حديث ربيعة فذكره أبو داود تعليقا (3/154)
<155> ووصله الباوردي والطبراني ومطين من طريق محمد بن معن بن نضلة عن ربيعة عن عتبة بن سويد عن أبيه سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الشاة وقد فرق البغوي بين سويد الذي روى حديثه الزهري وبين سويد الذي روى حديثه ربيعة لافتراق النسب حيث وقع في رواية الزهري الجهني وفي رواية ربيعة الأنصاري ويحتمل أن يكونا واحدا بأن يكون جهنيا حالف الأنصار ولم أقف على الرواية التي وقع فيها أنه مزني سويد غير منسوب ذكره بن قانع وأخرج من طريق أبي بكر الحنفي حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن سويد قال لقد رأيتنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لو صلاها أحدكم اليوم أعدتموها يعني الجمعة وقال لا تذكر هذا لأميرنا وذلك في إمرة عمر بن عبد العزيز يعني على المدينة سويد جد مسلم بن يسار ذكر الخطيب في المتفق في ترجمة مسلم بن يسار الجهني أن بن شاهين قال حدثنا بن صاعد قال قال لنا عبد الله بن داود بن دلهاث قال حدث سويد جد مسلم بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم السين بعدها الياء سيابة بكسر أوله والتخفيف وبعد الألف موحدة بن عاصم بن شيبان بن خزاخي بن محارب بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلمي قال عبد الغني بن سعيد له صحبة وقال له وفادة وقال سعيد بن منصور حدثنا هشيم عن يحيى بن عمرو القرشي أخبرني سيابة بن عاصم السلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين أنا بن العواتك وأغرب بن عبد البر فقال روى حديثه هشيم عن يحيى بن سعيد بن عمرو بن العاص عن أبيه عن جده عن سيابة انتهى ولم أره عن هشيم كذلك وإنما اختلف عليه فقال عنه سعيد بن منصور كما تقدم وتابعه إسحاق بن إدريس وقال أبو حاتم حدثنا بعض أصحاب هشيم عنه هكذا وحدثنا عنه محمد بن الصباح فقال عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن سعيد عن سيابة قال أبو حاتم الأول أشبه قلت إسحاق ضعيف وقد تابع محمد بن الصباح عمرو بن عوف أخرجه الطبراني قلت وأخرجه البغوي عن لوين عن هشيم عن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد عن سيابة قال لوين لا أدري لعل بينهما رجلا وذكره البخاري الاختلاف على هشيم في الواسطة وجزم بأن الحديث مرسل وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه أن سيابة بن عاصم كان في زمن الحجاج وقدم عليه رسولا من عبد الملك سيار بن بلز والد أبي العشراء فيما قيل وسيأتي في المبهمات سيار بن سويد الجهني مذكور في ترجمة سنان (3/155)
<156> سيار مذكور في ترجمة سنبر سيار بن روح في روح بن سيار سيار بن طلق اليمامي جد محمد وأيوب ابني جابر لم أر من ذكره في الصحابة وقد أخرج حديثه بن عدي في الكامل في ترجمة محمد بن جابر فروى بسنده إلى محمد بن جابر سمعت أبي يذكر عن جدي أنه أول وفد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني حنيفة فوجدته يغسل رأسه فقال أقعد يا أخا أهل اليمامة فاغسل رأسك ففعلت فغسلت رأسي بفضلة غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم كتب لي كتابا فقلت يا رسول أعطني قطعة من قميصك أستأنس بها فأعطاني قال محمد بن جابر فحدثني أبي أنها كانت عندنا نغسلها للمريض يستشفى بها سيار بن عبد الله ذكره العسكري في الصحابة سيار والد عبد الله روى عنه ابنه حديثا كذا في التجريد فلا أدرى أهو الذي ذكره العسكري أو غيره سيان الكوفي ذكره دعبل بن علي الخزاعي في طبقات الشعراء وقال كانت له صحبة وكان يلي السجن بالكوفة في خلافة عثمان قال دعبل في ترجمة أبية الأزدي لما ضرب جندب بن زهير الأزدي الساحر بين يدي الوليد بن عقبة حبسه الوليد فقال في ذلك أبياتا منها أمن ضربة السحار يحبس جندب ويقتل أصحاب النبي الأوائل قال وكان جندب لما بلغه عمل الساحر اشتمل على سيف ودخل على الوليد فقال للساحر أنت تقتل رجلا ثم تحييه قال نعم فضربه بالسيف فقتله فأمر الوليد بسجنه فسجن فسأله السجان فيم سجنت فأخبره فأطلقه فقدم المدينة فأخبر عثمان فكتب عثمان إلى الوليد أن لا سبيل لك عليه فكف عنه وقتل السجان واسمه سيان وكانت له صحبة ففي ذلك يقول الشاعر ما قال سيحان بن صوحان العبدي أحد الإخوة ذكر سيف بن عمر عن سهل بن يوسف الأنصاري عن القاسم بن محمد أنه كان أحد الأمراء في قتال أهل الردة وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة ويقال إن سيحان قتل يوم الجمل سيدان والد عبد الله روى الطبراني من طريق عبد الله بن الغسيل عن عبد الله بن سيدان عن أبيه قال أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال يأهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فقال يا رسول الله وهل يسمعون قال نعم كما تسمعون ولكن لا يجيبون السيد بن بشر بن عصر العامري بن عبد القيس ثم من بني عامر بن الحارث بن أنمار قال الرشاطي كان سيد بن عامر بعد أبيه وكان شريفا جوادا له وقائع وغارات في الجاهلية وأدرك الإسلام ووفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كان رأس قومه في قتال أهل الردة من الجارود العبدي انتهى ملخصا (3/156)
<157> السيد النجراني ذكر بن سعد والمدائني أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فقال في ذكر الوفود وفد نجران من حديث على بن محمد القرشي قال قالوا وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران فخرج عليه وفدهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم نصارى فيهم العاقب وهو عبد المسيح رجل من كندة وأبو الحارث بن علقمة رجل من بني ربيعة وأخوه كرز والسيد فذكر القصة في مناظرتهم على دين النصرانية وقوله صلى الله عليه وسلم إن أنكرتم ما أقول فهلم أباهلكم وامتناعهم من المباهلة وطلبهم المصالحة على الجزية قال فرجعوا إلا بلادهم فلم يلبث السيد والعاقب إلا يسيرا حتى رجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلما وأنزلهما دار أبي أيوب الأنصاري وقد تقدم في حرف الألف أن اسم السيد أيهم بياء تحتانية مثناة وزن جعفر ويأتي له ذكر في ترجمة العاقب أيضا سيف بن قيس بن معد يكرب أخو الأشعث بن قيس ذكره بن شاهين وساق إلى الكلبي قال وفد سيف مع أخيه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم وسلك أن يؤذن فلم يزل يؤذن حتى لهم مات وقال أبو عمر سيف من ولد قيس بن معد يكرب له صحبة وروى البغوي من طريق الحارث بن سليمان الكندي حدثني غير واحد من بني بجيلة عن سيف وهو من ولد قيس بن معد يكرب قال قلت يا رسول هب لي أذان قومي فوهبه لي ووقع عند بن منده سيف بن معد يكرب فنسبه إلى جده فاستدركه أبو موسى وتعقبه بن الأثير وقال بن منده رواه يحيى بن معين فقال عن سيف من ولد سيف بن معد يكرب فالله أعلم قال بن الكلبي وأم سيف هذا التيحاقينة من حضرموت وهي إحدى الشوامت سيمويه ويقال سيماه البلقاوي كان نصرانيا فقدم المدينة بالتجارة فأسلم روى الطبراني وابن قانع وابن منده من طريق منصور بن صبيح أخي الربيع بن صبيح قال حدثني سيمويه وفي رواية بن قانع سيماه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت من فيه إلى أذني وحملت القمح من البلقاء إلى المدينة فبعنا واردنا أن نشتري التمر فمنعونا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال أما يكفيكم رخص هذا الطعام بغلاء هذا التمر الذي تحملونهم ذروهم يحملون وكان سيمويه نصرانيا شماسا فأسلم وحسن إسلامه وعاش مائة وعشرين سنة ظاهر سياق خبره عند الخطيب في المؤتلف أنه أسلم بعد النبي صلى الله عليه وسلم القسم الثاني السين بعدها الألف ساعدة بن حرام بن محيصة الأنصاري الأوسي ذكره البخاري في الصحابة ولم (3/157)
<158> يخرج له شيئا قاله بن منده ثم وجدت في تاريخ البخاري من طريق بن إسحاق حدثني بشير بن يسار أن ساعدة بن حرام بن محيصة حدثه أنه كان لمحيصة عبد حجام يقال له أبو طيبة الحديث وفيه أعلفه ناضحك قال بن عبد البر هذا عندي مرسل قلت محيصة صحابي بلا ريب وابنه حرام بن محيصة تقدم ذكره وأما ساعدة فيحتمل أن يكون له رؤية وقد ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال يروي المراسيل وأخرج مالك في الموطأ عن بن شهاب عن محيصة أحد بني حارثة أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم في إجازة الحجام فنهاه الحديث كذا قال بن القاسم ويحيى بن يحيى وقال جمهور الرواة عن بن شهاب عن محيصة عن أبيه قال أبو عمر لا يختلفون أن شيخ الزهري هو حرام بن سعد بن محيصة يعني فيكون الحديث من مسند سعد بن محيصة السائب بن أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري ذكر بن سعد أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن حبان في ثقات التابعين روى عن عمر ويقال أن له رؤية وساق بن منده ذلك بسند صحيح ومات بعد المائة وروى له أبو داود حديثا من طريق الحسين بن السائب بن أبي لبابة عن أبيه ذكره تعليقا السائب بن هشام بن عمرو بن ربيعة القرشي العامري قال بن ماكولا شهد فتح مصر يقال أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وكان يلي الشرطة بمصر لمسلمة بن مخلد وكان من جبناء قريش وفي كلام بن يونس أنه ولي القضاء والشرطة بمصر وذكر غيره أن مسلمة ولاه بعد سليم بن عتر ثم عزله بعد يسير لأنه بلغه أنه قال لا ينبغي للقاضي أن يأتي الأمير بل ينبغي للأمير أن يأتي القاضي فعزله وولي عابسا ولم يذكر الكندي في قضاة مصر بين سليم وعابس أحدا وذكر أيضا أنه هو الذي جاء بنعي خارجة بن حذافة لما قتل بمصر السين بعدها العين سعد بن زيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف ذكر بن سعد أنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر بن الخطاب وتوفي آخر خلافة عبد الملك سعد بن أبي العادية يسار بن سبع المزني ويقال الجهني قال بن عساكر ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم ساق بسنده إلى مساور بن شهاب بن مسرور بن مساور بن سعد بن أبي الغادية حدثني أبي عن أبيه مسرور بن مساور عن جده سعد بن أبي الغادية عن أبيه قال فقد النبي صلى الله عليه وسلم أبا الغادية في الصلاة فأقبل فقال ما خلفك فقال ولد لي مولود قال هل سميته قال لا قال فجيء به فجاء به فمسح على رأسه بيده وسماه سعدا سعيد بن ثابت بن الجدع استشهد أبوه بالطائف وروى سيف في الفتوح عن عبد الله بن سعيد بن ثابت بن الجدع حديثا (3/158)
<159> سعيد بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب الهاشمي مات أبوه سنة خمس عشرة كما سبق ترجمته وكان سعيد فقيها قاله الزبير بن بكار وهو جد يزيد بن عبد الملك النوفلي لأمه أم عبد الله السين بعدها الفاء سفيان بن عبد شمس بن أبي وقاص الزهري له ذكر في مقتل علي وأنه نعاه إلى أهل الحجاز وروى الطبراني بسند له عن إسماعيل بن راشد أنه الذي ذهب بنعي علي من معاوية إلى عمرو بن العاص قلت ذكرته في هذا القسم لأن أباه مات كافرا ولعله مات قبل الفتح فإني لم أجد له ذكرا في شيء من كتب الأنساب ولا التواريخ ولا المغازي فهذا أن لم يكن له صحبة فهو أهل هذا القسم والله أعلم السين بعدها اللام سلمة بن طريف بن أبان بن سلمة بن حارثة بن فهم الفهمي لأبيه صحبة وله رؤية وقتل ولده خفينة بن قيس بن سلمة بن طريف مع الحسين بن علي يوم الطف سليم بن أحمر في أحمر بن سليم سليمان بن أبي حثمة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عويج بن كعب القرشي العدوي قال بن حبان له صحبة وقال أبو عمر رحل مع أمه إلى المدينة وكان من فضلاء المسلمين وصالحيهم واستعمله عمر على السوق وجمع الناس عليه في قيام رمضان قلت هذا كله كلام مصعب الزبيري وذكره عنه الزبير بن بكار وقد ذكره بن سعد فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه وذكره أباه في مسلمة الفتح وقال في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكره خليفة في الطبقة الأولى من أهل المدينة وقال بن منده سليمان بن أبي حثمة الأنصاري ذكر في الصحابة ولا يصح ثم ساق من طريق أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر على جنائزنا أربعا وخمسا قلت قوله الأنصاري وهم وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة عن أمه الشفاء قالت دخل علي عمر وعندي رجلان نائمان تعني زوجها أبا حثمة وابنها سليمان فقال أما صليا الصبح قلت لم يزالا يصليان حتى أصبحنا فصليا الصبح وناما فقال لأن أشهد الصبح في جماعة أحب إلي من قيام ليلة وأخرجه بن جريج عن بن أبي مليكة قال جاءت الشفاء إلى عمر فقال مالي لا أرى أبا حثمة فقالت دأب ليلته فكسل أن يخرج فصلى الصبح ثم رقد فذكر نحوه وأخرجه مالك عن بن شهاب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عمر فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح فغدا على مسكنه فمر على الشفاء فسألها فذكره وقال (3/159)
<160> الزبير بن بكار حدثني محمد بن يحيى عن محمد بن طلحة قال اصطلح الناس بأذرح يعني في زمان التحكيم على سليمان بن أبي حثمة يصلي بهم وكان قارئا مسنا سليمان بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي وكان يكنى به وكان أكبر ولده قال الزبير بن بكار أمة كبشة بنت هوذة بن أبي عمرو العذرية سليمان بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري لأبيه صحبة وروى بن منده من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسليمان بن هاشم بن عتبة فوضعه في حجره فبال عليه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح من ماء فصبه على مباله حيث بال ما زاد على ذلك وزعم بن الأثير أن اسم والد عتبة المذكور ربيعة بن عبد شمس وفيه نظر لأن البخاري ذكر في ترجمة محمد بن إسماعيل بن سعد بن أبي وقاص قال بن فضيل عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إسماعيل بن أبي وقاص قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بسليمان بن هاشم بن أبي وقاص فصب على مباله انتهى فهذا وإن كان فيه بعض مخالفة لكنه شاهد لأن القصة إنما وقعت لشخص من آل أبي وقاص لا من آل ربيعة بن عبد شمس وأيضا فإن أهل النسب لم يذكروا في آل عتبة بن ربيعة أحدا اسمه سليمان بن هاشم وذكروه في آل أبي وقاص فثبت ما قلته والله أعلم السين بعدها النون سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي لأبيه صحبة قال بن أبي حاتم في المراسيل سئل أبو زرعة عن سنان بن سلمة أن له صحبة فقال لا ولكن ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعن بن الأعرابي أنه ولد يوم حنين فبشر به أبوه فقال لسنان اطعن به في سبيل الله أحب إلي منه فسماه النبي صلى الله عليه وسلم سنانا وروى وكيع عن أبيه عن سنان بن سلمة قال ولدت يوم حرب كان للنبي صلى الله عليه وسلم فسماني سنانا وقال العسكري ولد سنان بعد الفتح فسماه النبي صلى الله عليه وسلم وكان شجاعا بطلا قلت وقد روى سنان عن أبيه وعن عمر وابن عباس وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه عنه عند الطبراني ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معه بهدي الحديث أخرجه من طريق الفريابي عن الثوري عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن معاذ بن سعوة عنه وقد اختلف فيه على الثوري وعلى شيخه ورواه بن جريج عن عبد الكريم فقال عن معاذ عن سنان بن سلمة عن أبيه أخرجه أحمد عن محمد بن بكر عنه وقال أبو عاصم عن بن جريج فقال بسنده عن سنان بن سلمة عن سلمة بن المحبق أخرجه يعقوب بن سفيان عنه والدارقطني من طريق أخرى عن أبي عاصم وروى عنه قتادة وسلم بن جنادة وغيرهما ونزل البصرة قال خليفة ولاه زياد غزو الهند سنة خمسين وله خبر عجيب في ذلك وقال عمر بن شبة ولاه مصعب البصرة لما خرج لقتال عبد الملك بن مروان (3/160)
<161> سنة اثنتين وسبعين وذكره بن سعد في التابعين في الطبقة الأولى من أهل البصرة قال العجلي تابعي ثقة وقال بن حبان في الصحابة مات في آخر ولاية الحجاج القسم الثالث من حرف السين السين بعدها الألف سارية بن عمرو الحنفي ذكره بن ماكولا وقال هو الذي قال لخالد بن الوليد أن كانت لك في أهل اليمامة حاجة فاستبق هذا يعني مجاعة بن مرارة ساعدة بن جوين ويقال بن جوية شاعر مخضرم ذكره المرزباني وأنشد له وقال أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي ساعدة بن جؤية أحد بني كعب بن كاهل بن الحارث بن سعد الهذلي شاعر محسن جاهلي وشعره محشو بالغريب والمعاني الغامضة وهو القائل في صفة سيف ترى أثره في صفحتيه كأنه مدارج شبثان لهن دبيب قال وهو جمع شبث بمعجمه وموحدة مفتوحة ثم مثلثة دويبة كثيرة الأرجل ساعدة بن العجلان الهذلي شاعر مخضرم ذكره المرزباني أيضا وقال كان يغير على رجليه سالم بن دارة هو بن مسافع يأتي سالم بن ربيعة له إدراك ذكر القدامي أنه شهد وقعة فحل في خلافة أبي بكر وحدث عنه النضر بن صالح قال لقيته في زمن مصعب بن الزبير سالم بن العبسي أبو شداد يأتي في الكنى سالم بن سنة بفتح النون المهملة وتشديد النون بن الأشيم بن ظفر بن مالك بن عثمان بن طريف الطائي كان يقال له سالم صفارا فله إدراك ذكره البلاذري وكان وله نفيع بن سالم شاعرا يهاجي الأخطل في خلافة عبد الملك سالم مولى قدامة بن مظعون له إدراك قال أبو عمر في التمهيد قال عبد الملك بن الماجشون بلغنا أن عمر قال لمولى لقدامة بن مظعون يقال له سالم إذا رأيت من يقطع من السمر شيئا يعني بالمدينة فخذ فأسه قال وثوبه يا أمير المؤمنين قال لا سالم بن مسافع بن دارة الشاعر المشهور قال أبو الفرج الأصبهاني أدرك الجاهلية والإسلام ودارة لقلب غلب على جده واسمه يربوع بن كعب بن عدي بن جشم بن بهثة بن عبد الله بن غطفان ذكره أبو عبيدة قال وأخوه عبد الرحمن بن دارة من شعراء الإسلام وقال المرزباني هو سالم بن مسافع بن عقبة بن شريح بن يربوع وساق نسبه قال وقيل أن دارة أم سالم نفسه وقيل اسم جدته وقيل لقب (3/161)
<162> شريح جد مسافع وقرأت في ديوان شعر سالم أنه قتل في خلافة عثمان قتله زميل بن أم دينار الفزاري لأن سالما كان هجاه بقوله المشهور لا تأمنن فزاريا خلوت به على قلوصك وأكتبها بأسيار وبقول فيها أنا بن دارة موصولا به نسبي وهل بدارة يا للناس من عار قلت وهو يشعر بأن دارة لقب جده كما قال أبو عبيدة ولما قيل فيه فلا تكثروا فيها الضجاج فإنه محا السيف ما قال بن دارة اجمعا وقال دعبل بن علي في طبقات الشعراء وأنشد له يخاطب عيينة بن حصن الفزاري وكان قد ارتد في خلافة أبي بكر ثم عاد إلى الإسلام وقال لأبي بكر قصتي وقصة الأشعث واحدة فما بالكم اكرمتموه وزوجتموه ولم تفعلوا ذلك بي وكان أبو بكر زوج الأشعث أخته فأجاب سالم بن دارة عيينة عن ذلك بقوله يا عيينة بن حصن آل عدي أنت من قومك الصميم صميم لست كالأشعث المعصب بالتاج غلاما قد ساد وهو فطيم جده آكل المرار وقيس خطبه في الملوك خطب عظيم إن تكونا أتيتما خطتا الغدر سواءكما يقد الأديم فله هيبة الملوك وللأشعث إن حان حادث وقديم إن للأشعث بن قيس بن معدي كرب عزة وأنت بهيم سالم بن هبيرة الحضرمي أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ورثاه بأبيات ذكره سعيد بن يحيى الأموي في مغازيه السائب بن الحارث بن حزن الهلالي أخو ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين يأتي نسبه في ترجمة أخيه قطن السائب بن مهجان آخره نون أو راء له إدراك روى بن وهب عن سعيد بن عبد الرحمن عن السائب بن مهجان رجل من أهل إيلياء وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال لما دخل عمر حمد الله وأثنى عليه ثم قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا خطيبا كمقامي فيكم فأمر بتقوى الله الحديث أخرجه بن عساكر من طريق جعفر بن أحمد بن سنان عن عباس الدوري عن هارون بن معروف عن بن وهب ومن طريق أخرى عن بن عباس لكن قال فيه وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكذا أخرجه البخاري عن يحيى بن سليمان عن بن وهب وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا من تابعي أهل الشام وكذا صنع بن سميع وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال أدرك عمر السين بعدها الباء والجيم سبيع بن قتادة الحنفي اليمامي له إدراك قال وثيمة في الردة أنه سبي يوم اليمامة وهو شيخ كبير وذكر عنه كلاما كثيرا يخبر فيه أنه ثبت على إسلامه ونهى مسيلمة وقومه عن الردة فعذره خالد بذلك والله أعلم (3/162)
<163> سجف بكسر أوله وسكون الجيم وآخره فاء شيخ أدرك الجاهلية وسمع من معاذ بن جبل ذكره البخاري في تاريخه السين بعدها الحاء سحبان وائل الذي يضرب به المثل في البلاغة ذكره بن عساكر في تاريخه وقال بلغني وفد على معاوية قلت أن ثبت هذا فهو من أهل هذا القسم فإن المعروف أنه جاهلي وقال أبو نعيم في كتاب طبقات الخطباء كان سحبان خطيب العرب غير مدافع وكان إذا خطب لم يعد حرفا ولم يتلعثم ولم يتوقف ولم يتفكر بل كان يسيل سيلا سحيم بمهملة مصغرا عبد لبني الحسحاس بمهملات شاعر مخضرم مشهور روى أبو الفرج الأصبهاني من طريق أبي عبيدة قال كان سحيم عبدا أسود أعجميا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقد تمثل النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من شعره روى المرزباني في ترجمته والدينوري في المجالسة من طريق علي بن زيد عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا فقال أبو بكر إنما قال الشاعر كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا فأعادها النبي صلى الله عليه وسلم كالأول فقال أبو بكر أشهد إنك لرسول الله وما علمناه الشعر وما ينبغي له وقال عمر بن شبة قدم سحيم بعد ذلك على عمر فأنشده القصيدة أنبأنا بذلك معاذ بن جبل عن بن عوف عن بن سيرين قال فقال له لو قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك وأخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق سعيد بن عبد الرحمن عن السائب عن عمر أنه كان لا يمر على أحد يعد أن يفيء الفيء الا أقامه ثم بينا هو كذلك إذ أقبل مولى بني الحسحاس يقول الشعر فدعا به فقال كيف قلت قال ودع سليمي أن تجهزت غاديا كفى الشيب والأسلام للمرء ناهيا فقال حسبك صدقت صدقت وقد قيل أن سحيما قتل في خلافة عثمان ويقال أن سبب قتله أن امرأة من بني الحسحاس اسرها بعض اليهود فاستخصها لنفسه وجعلها في حصن له فبلغ ذلك سحيما فأخذته الغيرة فما زال يتحيل حتى تسور على اليهودي حصنه فقتله وخلص المرأة فأوصلها إلى قومه فلقيته يوما فقالت له يا سحيم والله لوددت إني قدرت على مكافأتك على تخليصي من اليهودي فقال لها والله انك لقادرة على ذلك وعرض لها بنفسها فاستحيت وذهبت ثم لقيته مرة أخرى فعرض لها بذلك فأطاعته وهويها وطفق يتغزل فيها وكان اسمها سمية ففطنوا له فقتلوه خشية العار عليهم بسبب سمية وقال بن حبيب أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول سحيم عبد بني الحسحاس (3/163)
<164> الحمد لله حمدا لا انقطاع له فليس إحسانه عنا بمقطوع فقال أحسن وصدق وإن الله ليشكر مثل هذا وان سدد وقارب أنه لمن أهل الجنة سحيم بن وثيل بالمثلثه مصغرا الرياحي بالتحتانية شاعر مخضرم قال بن دريد عاش في الجاهلية أربعين وفي الإسلام ستين وله أخبار مع زياد بن أبيه وقد تقدمت له قصة مع سمرة بن عمرو العنبري وذكر المرزباني أنه هو الذي تفاخر هو وغالب بن صعصعة والد الفرزدق فتناحرا الإبل فبلغ عليا فقال لا تأكلوا منه شيئا فإنه أهل به لغير الله وأخرجها سعيد بن منصور سمعت ربعي بن عبد الله بن الجارود سمعت الجارود بن أبي سبرة فذكر القصة في المنافرة والمناحرة وحاصل القصة فيما ذكر أهل الأخبار أن غالبا وسحيما خرجا في رفقة وقد حزبت بلادهم وفي خلافة عثمان فنحر غالب ناقة وأطعم فنحر سحيم ناقة فقيل لغالب إنه يؤائمك فقال بل هو كريم ثم نحر غالب ناقتين فنحر سحيم ناقتين ثم نحر غالب عشرا فنحر سحيم عشرا فقال غالب الآن علمت أنه يؤاثمني فسكت إلى أن وردت إبله وكانت مائتي وقيل أربعمائة فعقرها كلها فلم يعقر سحيم شيئا ثم استدرك ذلك في خلافة علي فعقر بالكناسة مثلها فقال علي لا تأكلوها قال المرزباني وسحيم هو القائل أنا بن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني وماذا يدرك الشعراء مني وقد جاوزت حد الأربعين أخو خمسين مجتمع اشدي وتجديني مداورة الشؤون سحيم مولى عتبة بن فرقد له إدراك وقد اوفده مولاه على عمر روى ذلك الحارث بن أبي أسامة من طريق أبي عثمان النهدي قال وكنت مع عتبة بن فرقد بأذربيجان فبعث مولاه سحيما وآخر على ثلاث رواحل إلى عمر فقدم على عمر فذكر قصته وإسناده صحيح السين بعدها الدال سديس العدوي له إدراك قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا مرحوم بن عبد العزيز عن أبيه عن سديس العدوي قال غزونا الأبلة فظفرنا بهم ثم انتهينا إلى الأهواز فظفرنا بهم وسبينا كثيرا فوقعنا على النساء فكتب أميرنا إلى عمر فذكر قصته ولعله شويس الآتي في المعجمة فليحرر السين بعدها الراء سراقة والد عبد الأعلى قال بن عساكر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد اليرموك ثم روى من طريق عبد الأعلى بن سراقة عن أبيه قال انتهينا إلى أبي هريرة يوم اليرموك وهو يقول تزينوا للحور العين (3/164)
<165> سرج بكسر الراء بعدها الجيم اليرموكي من أهل الكتاب أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم بعده وروى الدولابي في الكنى من طريق حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن بجير أبي عبيد عن سرج اليرموكي قال أجد في الكتاب أن هذه الآية اثني عشر رئيسا نبيهم أحدهم فإذا وفت العدة طغوا وبغوا وكان بأسهم بينهم قال وكان عبد الله بن عمر يتعلم من سرج هذا السين بعدها العين سعد بن إياس بن أبي إياس أبو عمرو الشيباني أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقدم بعده ثم نزل الكوفة واتفقوا على توثيقه وروى الطبراني من طريق عيسى بن عبد الرحمن سمعت أبا عمرو الشيباني يقول بلغنا خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلا على أهلي بكاظمة ويقال أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة والأصح دون ذلك وروى عن أبي مسعود وعلي وحذيفة وغيرهم روى عنه أبو إسحاق الشيباني والحارث بن شبل والوليد بن العيزار والأعمش وآخرون قال إسماعيل بن أبي خالد عاش مائة وعشرين سنة قلت فكأنه مات سنة ست وتسعين وقد أرخه بن عبد البر سنة خمس وهو قريب وزعم بن حبان أن القادسية كانت سنة إحدى وعشرين فيكون مات سنة إحدى ومائة وسماه بن حبان سعيدا وقال أبو نعيم سعد أو سعيد والأصح سعد وهو مشهور بكنيته سعد بن بالويه الفارسي كان ممن أعان على قتل الأسود العنسي ذكره الواقدي في الردة عن إسماعيل بن أبي ربيعة عن أبيه قال ولما قتل الأسود وقف سعد المذكور في نفر من المسلمين فمن مر من أصحاب الأسود فشهد أن الأسود كذاب وإلا قتلوه سعد بن بكر له صحبة روى أحمد بن حنبل قوله في كتاب الإيمان قلت الذي في كتاب الإيمان لأحمد من طريق بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر ويحيى بن سعد إنهما حدثاه عن سعيد بن عمارة أخي بني سعد بن بكر وكانت له صحبة فذكر الأثر المتقدم في ترجمة سعد بن عمارة أخي سعد بن عمارة وقد تقدم أنه قيل فيه سعد وسعيد وكأن النسخة التي وقعت للذهني تصفحت قوله أخي بني فصارت أخبرني فخرج من ذلك أن سعد بن بكر له صحبة والواقع أن قوله وكانت له صحبة المراد بذلك سعد بن عمارة وأما سعد بن بكر فهو جده الأعلى وهو بطن كبير في ذرية جماعة من الصحابة بينهم مبينه عدة آباء والله المستعان سعد بن عميلة الفزاري له إدراك وذكر سيف في الفتوح أن سعد بن أبي وقاص اوفده على عمر بفتح القادسية سعد بن مالك الأعرج ويقال الأقرع اليماني أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد على عمر روى البخاري في تاريخه من طريق سماك بن الفضل عن شهاب بن عبد الله عن سعد الأعرج أنه قدم (3/165)
<166> المدينة فقال له عمر أين تريد قال الجهاد قال ارجع إلى صاحبك يعني يعلى بن أمية ويعلى يومئذ على اليمن فإن عملا بحق جهاد حسن وأخرجه عبد الرزاق مطولا وأخرج محمد بن الحسن في الآثار عن أبي حنيفة عن عطاء بن السائب عن الحسن أن عمر بعث سعد بن مالك أو سعيدا مصدقا سعد بن نوفل له إدراك وكان عاملا لعمر على الجار روى عنه ابنه عبد الله وذكر ذلك بن حبان في ثقات التابعين وقد تقدم في القسم الأول سعيد بن نوفل وأنه مختلف في صحبته فيحتمل أن يكون هذا هو ذاك سعد السبائي ذكره الواقدي فيمن أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أهل سبأ سعد مولى الأسود بن سفيان له إدراك وسماع من عمر روى عنه ابنه عبد الرحمن وذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم سعد المعطل الهذلي مخضرم ذكره المرزباني في معجم الشعراء ولم يذكر له شعرا سعر آخره راء بن مالك العبسي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسمع من عمر روى عنه حلام بن صالح ذكره البخاري وابن حبان في التابعين وقد تقدم في الأول سعر بن سوادة وأن العسكري ذكره في المخضرمين وهو غير هذا سعيد بن حيدة تقدم في الأول ونبهت على أنه من أهل هذا القسم سعيد بن سارية بن مرة بن عمران بن رباح بن سالم بن غاضرة بن حبشية بن كعب الخزاعي له إدراك وكان على شرطة علي وولاه أذربيجان ذكره بن الكلبي سعيد بن البارد وورد أحد الخمسة الذين كتب إليهم أبو بكر الصديق بمعاونة فيروز على الأسود العنسي ومظاهرته ذكره سيف وغيره سعيد بن النعمان العدوي ذكر سيف والطبراني أن خالد بن الوليد أوفده على أبي بكر الصديق بما فضل من الخمس بعد النفل ومبشرا بالفتح سعيد بن نمران الهمداني له إدراك وقد شهد اليرموك وسمع من أبي بكر وعمر وكتب عن علي قاله خليفة وقال حمزة بن يوسف في تاريخ جرجان كان فيمن حمل مع حجر بن عدي يشفع فيه فترك فحول إلى جرجان فسكنها واختط بها وذكر سيف أن هاشم بن عتبة لما قدم بعد اليرموك فجعل في سبعين فيهم سعيد بن نمران وقال بن أبي خيثمة عن سليمان بن أبي شيخ أراد مصعب أن يوليه القضاء فمنه أخوه وكتب إليه إنه من أصحاب علي وروى مسدد في مسنده وابن المبارك في الزهد من طريق عامر البجلي عن سعيد بن نمران عن أبي بكر الصديق في قوله تعالى ثم استقاموا قال هم الذين لم يشركوا بالله شيئا وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين في تسمية أهل الكوفة سعيد بن نمران سمع أبا بكر فقال مات في حدود السبعين (3/166)
<167> سعيد بن وهب الخيواني بالخاء المعجمة وسكون التحتانية له إدراك وسمع من معاذ بن جبل باليمن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم واستدركه بن فتحون وروى عن علي وابن مسعود وسلمان وحذيفة وغيرهم روى عنه ابنه عبد الرحمن وأبو إسحاق وعمارة بن عمير قال بن حبان هو الذي يقال له سعيد بن أبي حرة وقال بن سعيد لزم عليا حتى لقب القراد مات سنة خمس أو ست وتسعين وذكره في التابعين البخاري وابن سعد والعجلي سعية بسكون المهملة بعدها تحتانية بن غريض بفتح المعجمة وآخره معجمة بن عاديا التيماوي نسبة إلى تيماء التي بين الحجاز والشام وهو بن أخي السموءل بن عادياء اليهودي الذي يضرب به المثل في الوفاء أدرك الجاهلية والإسلام قال أبو الفرج الأصبهاني عمر طويلا وأدرك الإسلام فأسلم ومات في آخر خلافة معاوية ثم أسند عن الهيثم بن عدي قال حج معاوية فرأى شيخا يصلي في المسجد فقال من هذا قالوا سعية بن غريض فأرسل إليه فأتاه فذكر قصة طويلة في آخرها فقال معاوية قد خرف الشيخ فأقيموه وقد اختلف في الحرف الذي بعد العين في اسمه فقيل بالنون وقيل بالتحتانية وهو الراجح وتقدمت الإشارة إلى ذلك في القسم الأول السين بعدها الفاء سفيان بن السفيان الجذامي تقدم مع أخويه حصن وحصين وأنه كان ممن ثبت على إسلامه في الردة سفيان بن عمرو السلمي ذكر وثيمة أنه كان أحد من ثبت على إسلامه وعذل قومه على الردة وخطبهم خطبة بليغة فشتموه وأنشد له في ذلك شعرا قال فلما رأى إنهم لا يطيعونه رحل عنهم إلى المدينة فأقام بها سفيان بن هانئ بن جبير بن عمرو بن سعيد بن ذاخر أبو سالم الجيشاني حليف معافر نزل مصر قال بن منده اختلف في صحبته قلت اتفق البخاري ومسلم وأبو حاتم والعجلي وابن حبان على أنه تابعي وقال بن يونس شهد فتح مصر وله رواية عن علي وكان قد وفد عليه وصحبه وروى أيضا عن أبي ذر وعقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم وروى عنه ابنه سالم وحفيده سعيد بن سالم ويزيد بن أبي حبيب وبكر بن سوادة وآخرون قال بن يونس مات بالإسكندرية في إمرة عبد العزيز بن مروان سفيان الهذلي والد النضر له إدراك أخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق النضر بن سفيان عن أبيه قال خرجنا في عير لنا إلى الشام فلما كنا بقرب معاوية عرسنا فإذا بفارس يقول وهو بين السماء والأرض أيها الناس هبوا فليس ذابحين رقاد فقد خرج أحمد وطردت الشياطين كل مطرد فرجعنا إلى (3/167)
<168> أهلنا فإذا هم يذكرون أن نبيا اسمه أحمد خرج من قريش بمكة قلت وقد أخرجه الواقدي من طريق مسلم بن جندب عن النضر به السين بعدها اللام سلمة بن حبيش بن كنيف بن سنان بن بدر بن ثعلبة بن حبال بن نصر بن غاضرة الأسدي أسد خزيمة ذكره المرزباني وقال كان في جيش خالد بن الوليد باليمامة وقال في ذلك إني وناقتي الخوصاء مختلف منا الهوى إذ بلغنا مدفع البين سلمة بن سبرة له إدراك وسمع من عمر ومعاذ وسلمان روى عنه أبو وائل وروى مسدد والبغوي في الجعديات من طريق أبي وائل عن سلمة بن سبرة قال خطبنا معاذ بن جبل فذكر قصة وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة سلمة بن مسلم الجهني قال بن عساكر له إدراك وجاهد بالشام فاستشهد بمرج الصفر سنة ثلاث عشرة ثم أسند ذلك عن أبي حسان الزيادي سليك الفزاري له إدراك وشهد وقعة جلولاء فروى الثوري عن راشد بن سعد قال قال السليك الفزاري لما بعث سعد بن أبي وقاص إلى جلولاء كنت فيهم ذكره بن أبي حاتم وهذا غير السليك بن سلكة التميمي أحد صعاليك العرب المشهورين مات في الجاهلية سليك العقيلي الأقطع له إدراك وشهد اليمامة فقطعت كفه في قتال أهل الردة وفي ذلك يقول كيف تراني وأخي عطاردا نذود من حنيفة المذاودا أنشد كفا ذهبت وساعدا أنشدها ولا أراني واجدا في أبيات سليل بن زيد بن مالك بن المعلى الطائي ثم السنبسي له إدراك وشهد فتوح العراق فغرق يوم عبر المسلمون إلى المدائن في دلجة لم يغرق غيره ذكره بن الكلبي سليم بن عتر بكسر المهملة وسكون المثناة بن سلمة بن مالك التجيبي أبو سلمة له إدراك وشهد فتح مصر قاله سعيد بن عفير وشهد خطبة عمر بالجابية روى ذلك بن عائذ من طريق بكر بن سوادة عن عبد الرحمن بن رافع عنه وسمع أبا الدرداء قاله البخاري في التاريخ وكان يقال له الناسك لكثرة عبادته قاله بن يونس وروى بن أبي حاتم من طريق كعب بن علقمة قال كان سليم بن عتر من خير التابعين قال بن يونس كان قد هاجر في خلافة عمر وشهد خطبته بالجابية وجمع له معاوية القضاء والقصص بمصر وكانت ولايته على القضاء سنة أربعين ومات بدمياط سنة خمس وسبعين وسيأتي له ذكر في ترجمة صلة بن الحارث الغفاري وقال عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع عن سليم بن عتر (3/168)
<169> سجد بنا عمر في الحج سجدتين وقال بن لهيعة عن الحارث بن يزيد قلت لحنش بن عبد الله قوله تعالى كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال هذه والله صفة سليم بن عتر وأبي عبد الرحمن الجبلي وقال بن لهيعة عن الحارث بن يزيد كان يختم كل ثلاثة وقيل أنه كان يكثر الصلاة بالليل والجماع فلما مات قالت امرأته رحمك الله كنت ترضي ربك وتسر أهلك أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن وقد استوفيت اخباره في كتاب قضاة مصر سليم الأنصاري أو المخزومي مولاهم أبو عامر له إدراك قال بن خيثمة وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم الرازي صلى خلف أبي بكر وقال أبو عمر سليم بن عامر وأبو عامر وليس بالخبائري وروى الطبراني في مسند الشاميين من طريق ثابت بن عجلان عن سليم أبي عامر وكان ممن سباه خالد بن الوليد حين حاصر حلب قال فلما قدمنا على أبي بكر جعلني في المكتب وعن سليم قال رأيت أبا بكر وعمر وعثمان أكلوا مما مست النار ثم صلوا ولم يتوضئوا وروى دحيم من طريق ثابت بن عجلان عنه قال صليت خلف أبي بكر سبعة أشهر وأخرجه البخاري في تاريخه الصغير وزاد وكان أبو بكر أخدمه عمار بن ياسر وكان ممن أفاء الله على خالد بن الوليد ثم شهد فتح دمشق والقادسية وقال أبو بكر البغدادي في تاريخ الحمصيين سباه خالد بن الوليد حين حاصر حلب السين بعدها الميم سمرة بن جعونة له إدراك وشهد يوم جلولاء وله رواية عن علي روى عنه أبو إسحاق السبيعي ذكره بن أبي حاتم وابن حبان السمط بن الأسود الكندي والد شرحبيل ذكر سيف في الفتوح أنه شهد اليرموك وذكر في الردة أنه ثبت هو وولده شرحبيل على الإسلام لما ارتدت كندة وانضما إلى زياد بن لبيد لكن رأيت في التاريخ للمظفري في ذكر ردة أهل اليمن وارتدت كندة كلها الا شرحبيل بن السمط وابنه والله أعلم ثم تبين لي أن الصواب الأول وسأذكره في ترجمة شرحبيل وأورد البيهقي في السنن بسند له إلى الشعبي أن عمر استعمل شرحبيل بن السمط على المدائن وأبوه بالشام فكتب إلى عمر أنك تأمر ألا تفرق السبايا وقد فرقت بيني وبين ابني فكتب إليه فألحقه بابنه سمعان بن هبيرة بن مساحق بن بجير بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي أبو السمال آخره لام والميم مشددة الشاعر له إدراك ونزل الكوفة قال أبو حاتم السجستاني في المعمرين حدثنا مشيختنا أن سمعان بن هبيرة هو أبو السمال الأسدي عاش مائة وسبعا وستين سنة وقال الدارقطني في المؤتلف كان مع طليحة في الردة فلما دهمهم خالد قال لطليحة بم أمرت فذكر القصة وقال الزبير بن بكار في كتاب النسب حدثني عمر بن أبي بكر الموصلي عن أبي صالح الفقعي وأبي فقعس الأسديين وكان من علماء العرب قال ولد أسد بن خزيمة عمرا فولد عمرو لخما وجذيمة (3/169)
<170> وعاملة وفي ذلك يقول أبو السمال سمعان بن هبيرة وساق نسبه كالذي هنا الأسدي أبلغ جذاما ولخما معا على اليعملات أولات الحقيب وقولا لعاملة الأقربين كأن أولئك أولي نسيب قبائل منا يأت دارهم وهم في القرابة أدنى قريب هلموا إلينا نخلو إلى أخ معتف ومحل رحيب وقال مغيرة بن مقسم كان أبو السمال لا يغلق باب داره وكان له مناد ينادي من ليس له خطة فمنزله على أبي السمال قال فبلغ ذلك عثمان فاتخذ دارا لأضيافه وقال المرزباني في معجمه هو الذي شرب في رمضان مع النجاشي الحارثي فأقام الحد على النجاشي وهرب أبو السمال وأنشد له في ذلك شعرا قاله سمير بن عبد الله بن نهار بن غانم بن سعد بن جبل بن كنانة بن ناجية بن مراد المرادي له إدراك وله بن يقال له زائدة قتل مع علي بالنهروان ذكره بن الكلبي وسيأتي ذكر أخيه عمرو بن عبد الله بن نهار سميط بن عمير له إدراك وكتب إلى عمر في وقعة جرت له وله رواية عن عمران بن حصين وعنه عمران بن حدير وعاصم الأحول وذكره بن حبان في ثقات التابعين سميفع بفتح أوله وبالفاء والسمفعة الأقدام والجرأة قاله بن دريد ووهم من ضبطه بالقاف وكذا من ضم أوله فصيره مصغرا تقدم في ذي الكلاع السين بعدها النون سناس بفتح أوله وتخفيف النون وبعد الألف مهملة يقال هو اسم أبي صفرة والد المهلب سنان الوداعي له إدراك أخرج الدارقطني في السنن من طريق صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب قال لما حج عمر حجته الأخيرة غودر رجل من المسلمين قتيلا في بني وداعة فبعث إليهم عمر فسألهم فقالوا لا نعلم من قتله فأمر فاستخرج منهم خمسون شيخا فأدخلهم الحطيم واستحلفهم بالله رب هذا البيت الحرام والبلد الحرام والمشعر الحرام إنهم لم يقتلوه ولا علموا له قاتلا فحلفوا بذلك فقال أدوا ديته فقال رجل منهم يقال له سنان ما تجزيني يميني من مالي قال لا إنما قضيت فيكم بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سنده عمر بن صبح وهو متروك سنان بن كعب بن مالك بن الصحبان بن الحارث بن عمرو بن عدي الأزدي له إدراك وكان ولده عبد الله من الفرسان الشجعان وكان مع المهلب فكان المهلب يقول ما وقعت في عظيمة قط فرأيت عبد الله بن سنان الا أفرخ روعي ذكره بن الكلبي (3/170)
<171> السين بعدها الهاء سهم بن حنظلة بن خاقان بن خويلد بن حرثان الغنوي قال المرزباني شاعر شامي مخضرم وأنشد له بيتا قاله من أبيات سهم بن المسافر بن هزمة بسكون الزاي ويقال جرم له إدراك قاله بن عساكر قال وشهد فتح دمشق وروى من طريق سيف بن عمر عن خالد وعبادة قال وبقي مع يزيد بن أبي سفيان بعد اليرموك من أهل اليمن عدد منهم سهم بن المسافر بن هرمة سهيل بن أبي جندل ينظر مسند الحارث بن معاوية ويحرر من النسب وغيره سهيل بن حنظلة بن الطفيل العامري بن أخي عامر بن الطفيل الفارس المشهور وقع في الصحيح أن رجلا عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله فشمته وعطس آخر فلم يحمد الله فلم يشمته الحديث وفسرا بأنهما عامر بن الطفيل وهو الذي لم يحمد وابن أخيه وهو الذي حمد فشمته النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك الطبراني في مسند سهيل بن سعد من معجمه الكبير بسنده ولم أر في الأنساب في أولاد الطفيل من بقي حتى أدرك النبي صلى الله عليه وسلم الا سهيلا هذا فالظاهر أنه هو بقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرا وتزوج عبد العزيز بن مروان ابنته فولدت له أم البنين التي تزوجها الوليد بن عبد الملك فإن كان سهيل حين حضر مع عمه عند النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن أسلم فقد أسلم بعد ذلك فهو من أهل هذا القسم ويحتمل أن يكون حين شمته النبي صلى الله عليه وسلم كان مسلما وان كان الظاهر أنه لم يسلم تبعا لعمه فالله أعلم السين بعدها الواو سوار بن أوفى بن سبرة بن سلمة بن قشير بن كعب القشيري قال المرزباني مخضرم كان يهاجي النابغة وهو القائل يدعون سوارا إذا احمر القنا ولكل يوم كريهة سوار وقال بن الكلبي أمه الحيا بنت خالد بن رباح الجرمي وله يقول النابغة تغلب على بن الحيا وظلمتني وجمعت قولا جانبيا مضللا ومن شعر سوار يفتخر أبو جمل عمي ربيعة لم يزل لدن شب حتى مات في المجد راغبا ومنا بن عتاب وناشد رجله ومنا الذي أدى إلى الحي حاجبا وسيأتي خبر بن عتاب في قيس ومضى ناشد رجله في حياض (3/171)
<172> سوار بن حبان المنقري شاعر جاهلي إسلامي ذكره أبو عبيد البكري في شرح الأمالي سويبط بن رباب النهشلي أخو الأشهب تقدم في الأشهب سويد بن جهبل له إدراك وروى بن أبي شيبة من طريق مسلم مولى سويد بن جهبل عنه شيئا من كلامه وكان من أصحاب عمر سويد بن حطان وقيل خطار بمعجمة ثم مهملة وآخره راء السدوسي أدرك الجاهلية وروى عن عمر روى عنه سماك بن حرب وشهد الفتوح في عهد عمر ثم شهد الجمل وروى بن جريج من طريق شعبة عن سماك بن حرب حدثني عمي سويد بن حطان قال كنت في ذلك الجيش يعني جيش أبي عبيد يوم الجسر سويد بن سلمة يأتي في بن كراع سويد بن عدي بن عمرو بن سلمة الطائي ذكره المرزباني وقال مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم وهو القائل وكان كثير الشعر تركت الشعر واستبدلت منه إذا داعي صلاة الصبح قاما كتاب الله ليس له شريك وودعت المدامة والندامى وقيل اسمه عدي بن عمرو بن سويد وسيأتي سويد بن عمرو يأتي في بن كراع سويد بن غفلة بفتح المعجمة والفاء بن عوسجة بن عامر بن وداع بن معاوية بن الحارث الجعفي يكنى أبا بهثة قال نعيم بن ميسرة عن رجل عن سويد بن غفلة أنا لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المزي في ترجمته يقال أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح والأصح أنه قدم المدينة حين نفضت الأيدي من دفنه صلى الله عليه وسلم وشهد اليرموك وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وبلال ومن بعدهم وروى عن زر بن حبيش والصنابحي وهما من أقرانه وروى عنه الشعبي والنخعي وسلمة بن كهيل ونعيم بن أبي هند وآخرون وكان موصوفا بالزهد والتواضع وكان يؤم قومه قائما وهو بن مائة وعشرين سنة حكاه حسين بن علي الجعفي عن أبيه وعن عاصم بن كليب بلغ مائة وثلاثين قال أبو نعيم مات سنة ثمانين وقال أبو عبيد سنة إحدى وثمانين وقال عمر بن علي سنة اثنتين قلت ان ثبت أنه كان لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد جاوز المائة والثلاثين والحديث الذي أشار إليه المزي أولا أخرجه بن قانع بسند ضعيف وقد تقدمت الأشارة إليه في القسم الأول سويد بن قطبة الوائلي له ذكر في الفتوح قال أبو إسماعيل الأزدي في فتوح الشام لما قدم خالد بن الوليد موضع البصرة وجد بها رجلا يدعني سويد بن قطبة من بني بكر بن وائل قد اجتمع إليه جماعة فذكر قصة فيها فجعل خالد بن الوليد سويد بن قطبة في أصحابه وجعل سعد بن عمرو بن حزام الأنصاري في العسكر وجعل عزيز بن سعيد الأنصاري على النحالة وبقي هو فيمن بقي سويد بن أبي كاهل واسمه غطيف بن حارثة بن حسل بن مالك بن سعد بن عدي بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر اليشكري ويقال الوائلي ويقال الغطفاني يكنى أبا سعد وفي ذلك يقول أنا أبو سعد إذا الليل دجا دخلت في سراباله ثم النجا (3/172)
<173> ويقال اسم والده شبيب قال بن حبيب مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وقال المرزباني مخضرم يكنى أبا سعد عاش في الجاهلية دهرا وكانت العرب تسمي قصيدته العينيه اليتيمة لما اشتملت عليه من الأمثال وعمر سويد في الإسلام إلى زمن الحجاج ومن أبياته المذكورة رب من انضجت غيظا صدره قد تمنى لي موتا لم يطع مزبد يخطر ما لم يرني فإذا أسمعته صوتي انقطع وقد عده محمد بن سلام في طبقات الشعراء مع عشيرته وذويه وقال الحرمازي هجا سويد بن أبي كاهل قوما من بني شيبان في ولاية عامر بن مسعود الجمحي على الكوفة فاستعدوه عليه فحبسه ثم أخرجه وحلف ألا يعود وفي ذلك يقول يكف لساني عامر وكأنما بليت لسانا فيه صاب وعلقم ألم تعلموا إني سويد وأنني إذا لم أجد مستأخرا أتقدم وكان ذلك بعد الستين من الهجرة سويد بن كراع العقيلي يقال كراع أمه واسم أبيه سويد وقيل عمرو مخضرم وكان قديما خطب أم جرير الشاعر ثم عمر إلى أن حكم بين جرير والفرزدق وكان شاعرا محكما وهو القائل يخاطب عثمان بن عفان فإن تزجراني يا بن عفان ازدجر وإن تدعاني احم عرضا ممنعا ذكره المرزباني سويد مولى عتبة بن غزوان له إدراك وكان مع مولاه في ولايته على البصرة ووفد معه على عمر فرده على البصرة فلما بلغ عتبة قال اللهم لا تردني إليها فمات في الطريق فرجع سويد إلى عمر يخبره بوفاته فكان ذلك سنة ست عشرة السين بعدها الياء سياه الفارسي قال المدائني في المكايد وكان سياه وأساورة أسلموا مع أبي موسى فقال أبو موسى لسياه ما أنت وأصحابك كما كنا نظن فذكر قصته في تحيله في فتح الحصن في حصار تستر وأن صاحبها كتب على لسانه يطلب الأمان ورمى بها في عسكر أبي موسى فقرأ سياه الكتاب على أبي موسى فكتب له أمانا في نشابة فحضر فأدخله فذكر القصة في فتح المدينة سيرين أبو عمرة والد محمد وإخوته أدرك الجاهلية وسبي في خلافة أبي بكر روى بن المقبري في فوائده من طريق أبي إسحاق حدثني صالح بن كيسان أن خالد بن الوليد مر حتى نزل بعين التمر فأصاب سبيا منهم سيرين أبو عمرة وذكره البخاري تعليقا ووصله إسماعيل بن إسحاق في الأحكام من طريق بن جريج عن عمرو بن دينار عن عطاء عن موسى بن أنس أن سيرين سأل أنسا (3/173)
<174> المكاتبة وكان كثير المال فأبى فانطلق إلى عمر فقال كاتبة فأبى فضربه عمر بالدرة وتلا عمر فكاتبوهم أن علمتم فيهم خيرا وأخرج البيهقي في المعرفة من طريق معاذ بن معاذ حدثنا علي بن سويد بن منجوف عن أنس بن سيرين عن أبيه قال كاتبني أنس بن مالك على عشرين ألفا فكنت فيمن فتح تستر فاشتريت رثة فربحت فيها فأتيت أنس بن مالك بكتابته فأبى أن يقبلها مني سيف بن النعمان اللخمي ذكر سيف أنه شهد القتال مع أسامة بن زيد في حربه مع بني جذام في أول خلافة أبي بكر وأنشد له في ذلك شعرا سيماه البلقاوي ويقال سيمويه تقدم في الأول القسم الرابع من حرف السين السين بعدها الألف سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم ذكره خليفة بن خياط في الصحابة في موالي النبي صلى الله عليه وسلم وكناه أبا سلام وهو وهم وإنما جاء الحديث عن سابق بن حية عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم والحديث المذكور في كتب السنن وسيأتي بيانه في مكانه سارية الخلجي بضم المعجمة وسكون اللام بعدها جيم منسوب إلى الخلج وهو قيس بن الحارث بن فهر وقيل فيه بتحريك اللام كما سيأتي ويقال أنه من العماليق فادعوا في بني فهر قاله بن الكلبي وقال أبو الفرج الأصبهاني كانوا في بني عدوان ثم انتقلوا إلى هوازن ثم التحقوا ببني فهر في خلافة عثمان فعرفوا بذلك وأما سارية المذكور فروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وليست له صحبة قاله البخاري وابن حبان روى عنه أبو حزرة يعقوب بن مجاهد قال بن حبان روى سارية عن أنس بن مالك سالم بن أبي الجعد أحد ثقات التابعين ذكره بعضهم في المخضرمين معتمدا على ما حكاه بن زبر أنه مات سنة تسع وتسعين وله مائة وخمس عشرة سنة فيكون أدرك من الحياة النبوية ستا وعشرين سنة وهذا باطل فقد جزم أبو حاتم الرازي بأنه لم يدرك ثوبان ولا أبا الدرداء ولا عمرو بن عبسة فضلا عن عثمان فضلا عن عمر فضلا عن أبي بكر سالم بن منصور روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه يحيى بن محمد فذكر حديثا موضوعا ركيكا إلى الغاية فسمعت قصاصا يورده هكذا نقلت من خط الذهبي في التجريد ويمكن تتبع مثل هذا من كتاب الذروة للبكري وكذلك السبع حصون وغيرهما من تآليفه الطافحة بالكذب الظاهر وفيها من أسماء الصحابة ما لا وجود له في الخارج وإنما لم أذكر منه شيئا لأني اقتصرت على من ذكره بعض من صنف في الصحابة إلا نادرا (3/174)
<175> سالم العدوي ذكره بن عبد البر وقال مخرج حديثه عن ولده وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو شاب فشمت عليه ودعا له قال أبو عمر لا أحسبه من عدي قريش وتعقبه بن الأثير بأنه سالم بن حرملة الماضي في القسم الأول وهو كما قال وقد ذكره بن عبد البر بعد العدوي باثنين فقال سالم بن حرملة بن زهير له صحبة ورواية وقد نبه بن فتحون على وهم أبي عمر فيه فأطنب وأجاد سالم خادم النبي صلى الله عليه وسلم يأتي في سلمى من هذا القسم السائب والد خلاد الجهني روى عنه ابنه خلاد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستنجاء بثلاثة أحجار كذا قال بن عبد البر فغاير بينه وبين السائب بن خلاد الجهني الذي تقدم في القسم الأول وهو واحد وحديثه في الاستنجاء عند البخاري في تاريخه والبغوي وقد نبه بن الأثير على وهم أبي عمر فيه حيث كرره السائب بن يزيد مولى عطاء بن السائب فرق بن منده بينه وبين السائب بن أخت النمر فوهم وهو هو فأخرج بن منده من طريق عطاء بن السائب قال كان السائب بن يزيد من مقدم رأسه إلى هامته أسود وسائر لحيته ورأسه أبيض فسألته فقال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي من أنت قلت السائب بن يزيد فمسح رأسي فلا يبيض موضع يده أبدا قال أبو نعيم هو عندي السائب بن يزيد بن أخت النمر ثم ساق رواية مصرحة بذلك وكذا أورده البغوي وابن سعد والبيهقي في الدلائل ووقع في رواية العجلي السائب بن يزيد أخو النمر بن قاسط زاد بن قاسط وتعقبه أبو عمر بأنه ليس من ولد النمر بن قاسط قلت وقد تقدم بيان ذلك في القسم الأول وكان بعض الرواة لما رأى النمر ظنه النمر بن قاسط فنسبه من عند نفسه السين بعدها الحاء سحر الخير خرج حديثه بن قانع وهو رجل من هذيل هكذا استدركه الذهبي في التجريد ونقلته من خطه بالسين المهملة ولم يضبطها بفتح ولا كسر وبعدها حاء مهملة ساكنة ضبطها وبعدها راء وبعد لفظ هذا الاسم لفظة الخير بفتح المعجمة وسكون المثناة التحتانية وقد صحفه بن قانع تصحيفا شنيعا وقال سحر الخير الهذلي حدثنا عبد الله بن الصقر بن هلال السكوني حدثنا محمد بن عقبة السدوسي حدثنا معلى بن راشد حدثتني جدتي قالت دخل علينا رجل من هذيل يقال له سحر الخير وكانت له صحبة ونحن نأكل في قصعة فقال حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة ورأيته في النسخة مضبوطا بخاء معجمة ساكنة وهذا الرجل هو نبيشة الخير وهو بنون ثم موحدة ثم شين معجمة ثم هاء بصيغة التصغير وقد أخرج حديثه أحمد والترمذي وابن ماجة والبغوي والدارمي وابن أبي خيثمة وابن السكن وابن شاهين وآخرون من طريق معلى بن راشد المذكور بهذا السند قال الترمذي غريب لا نعرفه الا من حديث معلى بن راشد وقد رواه يزيد بن هارون وغير واحد من الأئمة عن معلى وذكر الدارقطني في الأفراد أن معلى بن راشد تفرد به (3/175)
<176> عن جدته أم عاصم عن نبيشة رجل من هذيل وقال أحمد حدثنا عفان حدثنا المعلى بن راشد الهذلي حدثتني أم عاصم عن رجل من هذيل يقال له نبيشة وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته عن روح بن عبد المؤمن وعبيد الله القواريري ومحمد بن جعفر هو الوركاني قال حدثنا المعلى بن راشد حدثتني جدتي أم عاصم وكانت أم ولد لسنان بن سلمة قالت دخل علينا رجل من هذيل يقال له نبيشة الخير وكانت له صحبة ونحن يأكل في قصعة فذكر لفظ الترمذي ولفظ البغوي نحوه لكن قال يقال له نبيشة أخرجه بن شاهين عن أبي داود عن نصر بن علي كالترمذي وأخرجه بن السكن عن محمد بن منصور بن الجهم عن نصر بن علي مثله وقال فيه نبيشة الخير وقال الدارمي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا أبو اليمان البراء هو المعلى بن راشد حدثتني جدتي أم عطاء قالت دخل علينا نبيشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرجه بن أبي خيثمة عن محمد بن إسحاق عن المعلى بن راشد وأخرجه بن شاهين أيضا من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل عن المعلى بن راشد الهذلي النبال صاحب القسم وكنيته أبو اليمان وقال في سياقه عن رجل من هذيل يقال له نبيشة الخير وكذا أخرجه من طرق أخرى عن معلى قال في بعضها حدثتني أم عاصم بنت عبد الله وقد أخرجه بن قانع في ترجمة نبيشة في حرف النون وساق الحديث المذكور من وجه آخر عن نصر بن علي عن المعلى بن راشد لكنه خبط في سنده فقال عن معلى بن راشد القواس حدثني أبي عن جدي عن رجل من هذيل يقال له نبيشة رفعه من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له وقوله حدثني أبي لعله كان أمي بالميم فحرفها والجدة يصح أطلاق اسم الأم عليها ويكون قوله عن جدي زيادة لا يحتاج إليها أو كان فيها حدثتني جدتي فحرف الكلمتين وزاد بينهما أبي عن وهذا أقرب والله أعلم السين بعدها الدال سديد مولى أبي بكر خرج بعهد عمر رواه أحمد في مسنده هكذا وقع في التجريد في السين المهملة وإنما هو بالمعجمة كما سيأتي في حرف الشين المعجمة من القسم الثالث وقد ذكره الذهبي في المشتبه على الصواب السين بعدها الراء سرافة بن المعتمر بن أنس قال الذهبي في التجريد قال بن الأثير شهد بدرا وتوفي في خلافة عثمان وكذا ذكره بعد أن ترجم سراقة بن المعتمر بن أذاة بن رياح القرشي العدوي قال بن الكلبي شهد بدرا وتوفي في خلافة عثمان وهذا نقله من الأصل وساق بن الأثير نسبه إلى عدي بن كعب وأسقط أنسا بين المعتمر وأذاة مع أنها ثابتة في جمهرة بن الكلبي وهو الذي ذكره بن الأمين ونقله (3/176)
<177> بن الكلبي فكأنه لما لم يقع في نسبه أنس ظنه الذهبي آخر سرباتك بفتح أوله وسكون الراء ثم موحدة وبعد الألف مثناة ملك الهند روى أبو موسى في الذيل من طريق بشر بن أحمد الإسفرائيني صاحب يحيى بن يحيى النيسابوري حدثنا مكي بن أحمد البردعي سمعت إسحاق بن إبراهيم الطوسي يقول هو بن سبع وتسعين سنة قال رأيت سرباتك ملك الهند في بلدة تسمى قنوج بقاف ونون ثقيلة واو ساكنة وبعدها جيم وقيل ميم بدل النون فقلت له كم أتى عليك من السنين قال سبعمائة وخمس وعشرون سنة وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أنفذ إليه وأسامة وصهيبا يدعونه إلى الإسلام فأجاب وأسلم وقبل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم قال الذهبي في التجريد هذا كذب واضح وقد عذر بن الأثير بن منده في تركه إخراجه وقال أبو حامد أحمد بن محمد بن الجليل البلوي أنبأنا عمر بن أحمد بن محمد بن عمر بن حفص النيسابوري أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن بالويه بن بكر بن إبراهيم بن محمد بن فرحان الصوفي الحافظ سمعت أبا سعيد مظفر بن أسد الحنفي المتطبب سمعت سرباتك الهندي يقول رأيت محمدا صلى الله عليه وسلم مرتين بمكة وبالمدينة مرة وكان من أحسن الناس وجها ربعة من الرجال قال عمر مات سرباتك سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة وهو بن ثمانمائة سنة وأربع وتسعين قاله مظفر بن أسد السري والد الربيع صوابه سبرة بن معبد صحفه بعض الرواة فذكره بعضهم في الصحابة حكى أبو موسى أن أبا بكر بن أبي علي وعلي بن سعيد العسكري ذاكراه وتعجب من خفاء أمره عليهما فساق من طريق العسكري ثم من رواية عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن الربيع بن السري عن أبيه قال رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في متعة النساء ثلاثة أيام الحديث وهذا الحديث مشهور بهذا الإسناد عن الربيع بن سبرة بن معبد عن أبيه وهو الصواب السين بعدها العين سعد بن بكر له صحبة نقل من الثالث إلى هنا سعد بن الربيع من بني جحجى ذكره بن منده والصواب سعيد بكسر العين كما تقدم في القسم الأول سعد بن أبي سرح العامري ذكره خليفة بن خياط في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو وهم كما نبه عليه بن كثير في السيرة النبوية من تاريخه وإنما هو ابنه عبد الله كما سيأتي في العين إن شاء الله تعالى سعد بن سهل تقدم في سعيد بن سهيل وبيان الوهم فيه في الأول سعد بن عياض الثمالي ذكره أبو عمر لكن نبه على أن حديثه مرسل قلت ولا إدراك له وإنما روى عن بن مسعود وغيره وقال بن أبي حاتم هو تابعي وحديثه مرسل وقال في المراسيل روى (3/177)
<178> يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعد بن عياض قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قليل الحديث فلما أمرنا بالقتال كان من اشدنا بأسا قال بن أبي حاتم أدخل أبي هذا الحديث في الوحدان ثم نبه على علته سعد بن محيصة الأنصاري ذكره الشريف الحسيني الدمشقي تلميذ الذهبي في كتابه التذكرة برجال العشرة وعلم له علامة مسندي أحمد والشافعي وقال له صحبة حديثه في إجازة الحجام روى عنه بن حرام انتهى وأخطأ في ذلك خطأ فاحشا فإن حراما اختلفت الرواية عن الزهري في جميع طرق الحديث عند أحمد حرام بن محيصة لا ذكر لسعد في نسبه ولا في رواية عند الشافعي حرام بن سعد بن محيصة عن محيصة لا رواية فيه لسعد أصلا سعد بن هذيم ذكره البغوي في الصحابة وأخرج من طريق عثمان بن عمر عن يونس عن الزهري عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن هذيم عن أبيه أنه أخبره قال قلت يا رسول الله أرأيت أدوية نتداوى بها الحديث وأخرجه بن منده من هذا الوجه فقال عن أبي خزامة عن الحارث بن يعد بن هذيم عن أبيه وكذا أخرجه بن زبر من طريق فليح عن الزهري زاد فيه عن أبي خزامة والحارث وفي رواية البغوي تصحيف وذلك أنه كان فيها عن أبي خزامة أحد بني الحارث فتصحف فصارت أخبرني وتغيرت في رواية فليح فصارت عن وقد رواه على الصواب الليث وابن المبارك وسليمان بن بلال عن يونس وكذا أخرجه بن أبي عاصم في الآحاد والمثاني من طريق صالح بن كيسان عن الزهري والمراد بقوله أحد بني الحارث بن سعد أنه من ذريته لا أنه ولده لصلبه على ما سنبينه وقد اغتر بن أبي داود بظاهره فحكى بن شاهين أنه أخرجه من طريق بن وهب عن عمرو بن الحارث ويونس عن الزهري فقال أن خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن هذيم أخبره أن أباه أخبره أنه قال فذكر الحديث قال بن أبي داود لم يرو سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا قلت وسعد لا رواية له في هذا الحديث أصلا فإنه لم يتأخر حتى جاء الإسلام ولو كان كما ظن لكانت الصحبة للحارث بن سعد على أن بن شاهين التزم هذا الوهم فذكر الحارث في الصحابة وأخرج من طريق الزبيدي عن الزهري عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره ووهم فيه أبو عمر في الاستيعاب فقال سعد بن هذيل والد الحارث بن سعد لم يرو عنه غير ابنه فيما علمت حديثه عند بن شهاب عن أبي خزامة عن الحارث بن سعد عن أبيه قلت يا رسول الله أرأيت رقي نسترقي بها انتهى فتبع الواهم في وهمه فيه وزاد فيه أنه صحفه وقال هذيل وإنما هو هذيم بالميم وقد تنبه للوهم فيه أبو عمر في التمهيد فأخرجه من طريق بن عيينة عن الزهري عن أبي خزامة عن أبيه ثم نقل عن إسماعيل القاضي أنه اختلف فيه على يونس فقال سليمان بن بلال عنه عن الزهري عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه أنه سأل وقال عثمان بن عمر عن أبي خزامة أن الحارث بن سعد أخبره أن أباه أخبر به قال إسماعيل والصواب قول سليمان وتابعه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري قاله يزيد بن زريع عنه (3/178)
<179> وقد رواه حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن إسحاق فقال عن الزهري عن رجل من بني سعد عن أبيه ولم يسمه ولم يكنه قلت وسعد بن هذيم المذكور جد قبيلة كبيرة وهو سعد بن زيد بن أسلم بن الحاف بن قضاعة وإنما قيل له سعد هذيم لأن هذيما كان عبدا حبشيا حضن سعدا فعرف به وهذا مشهور عند أهل النسب والعجب كيف يخفى على بن عبد البر مع معرفته بالنسب وكذا بن الأثير وأبو خزامة المذكور شيخ الزهري فيه لا نعرف اسمه واسم أبيه يعمر بتحتانية أوله وهو الصحابي كما سيأتي في موضعه على الصواب سعد والد عبد الله غاير بن منده بينه وبين سعد بن الأطول وهو وهم قاله أبو نعيم وغيره سعد الدئلي قال أبو موسى أورده بن أبي علي فصحف فيه وإنما هو سعر آخره راء سعيد بزيادة ياء بن أحمد بن معاوية التميمي ذكره بن فتحون فيمن اسمه سعيد مستدركا على بن عبد البر وإنما هو شعيل بمعجمة مصغرا وآخره لام وسيأتي على الصواب سعيد بن إياس أبو عمرو الشيباني ذكره الطبراني واستدركه أبو موسى وهو وهم وإنما هو سعد بسكون العين وهو مخضرم لا صحبة له وقد مضى سعيد بن بكر له صحبة روى أحمد بن حنبل قوله في كتاب الإيمان قلت الذي في كتاب الإيمان لأحمد من طريق بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر ويحيى بن سعيد أنهما حدثاه عن سعيد بن عمارة أخي بني سعد بن بكر وكانت له صحبة فذكر الأثر المتقدم في ترجمة سعيد بن عمارة وقد تقدم أنه قيل فيه سعد وسعيد وكأن النسخة التي وقعت للذهبي تصحف قوله أخي بني فصارت أخبرني فخرج من ذلك أن سعد بن بكر له صحبة والواقع أن قوله وكانت له صحبة المراد بذلك سعيد بن عمارة وأما سعد بن بكر فهو جده الأعلى وهو بطن كبير وفي ذريته جماعة من الصحابة بينهم وبينه عدة آباء والله المستعان سعيد بن الحارث بن الخزرج ذكره أبو عمر في أول من اسمه سعيد فساق من طريق بن وضاح عن بن أبي شيبة عن الحسن بن موسى عن الليث بإسناده عن أسامة قال أردفه النبي صلى الله عليه وسلم وراءه يعود سعد بن عبادة وسعيد بن الحارث بن الخزرج الحديث وهذا يقال إن بن وضاح وهم فيه وقد حدث غيره عن بن أبي شيبة على الصواب فقال يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج وهكذا أخرجه الشيخان وغيرهما من طريق الليث وهكذا رواه بن يونس وسعيد بن عبد العزيز وشعيب بن أبي حمزة ومعمر عن الزهري سعيد بن حرب يقال هو اسم أبي برزة الأسلمي ذكر عمر بن شبة من مرسل سعيد بن جبير قال لما فتحت مكة أخذ برزة الأسلمي وهو سعيد بن الحارث عبد الله بن خطل وهو متعلق بالأستار الحديث قلت وفيه تغيير بينته رواية غيره حيث قال استبق إليه أبو برزة وسعيد بن حرب (3/179)
<180> وكان أشد الرجلين الحديث فهذا هو الصواب سعيد بن حصين ذكره بن الدباغ مستدركا على بن عبد البر وهو غلط نشأ عن تصحيف فيه وفي اسم أبيه فإنه ذكر من رواية بن الأعرابي بإسناده عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده عن عائشة قالت قدمنا من حج أو عمرة فلقينا غلمان الأنصار فلقوا سعيد بن حصين بموت امرأته فجعل يبكي فقال له أتبكي على امرأة الحديث والصواب في هذا أسيد بن حضير كذا أخرجه أحمد وإسحاق والكجي والطبراني والهيثم بن كليب وسيمويه وابن حبان في صحيحه والحاكم من طريق محمد بن عمرو بهذا الإسناد سعيد بن حيوة والد كندير ذكره بن أبي حاتم وتبعه بن عبد البر وقد تقدم ذكره في الأول وأن الراجح أنه من أهل القسم الثالث ونبهت عليه فيه ووقع في التجريد سعيد بن حيدة وسعيد بن حيوة بواو بدل الدال وقد نبه بن الأثير على أن بن عبد البر هو الذي وهم في تسمية أبيه وقد وقفت على سلفه فيه وهو بن أبي حاتم سعيد بن أبي ذباب ذكره بن حزم في الوحدان من مسند بقي بن مخلد والصواب سعد بإسكان العين سعيد بن ذي لعوة أحد الضعفاء من التابعين أرسل حديثا فذكره العسكري في الصحابة وأخرج من طريق بن إسحاق عنه أن جعفر بن أبي طالب أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن النجاشي صدق ثم قال العسكري لا تصح له صحبة وروايته مرسلة قلت اتفق الحفاظ على أنه تابعي سعيد بن رسيم يقال بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة كذا وقع في الكفاية لابن الرفعة وهو غلط والقصة معروفة لسفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي فكأنه سقط عليه اسم أبيه وتصحف جده سعيد بن أبي سعيد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في التغني بالقرآن من رواية عبيد الله بن أبي نهيك عنه والصواب عن بن أبي نهيك عن سعد هكذا استدركه الذهبي في التجريد وليست لسعيد بن أبي سعيد صحبة وإنما جاءت هذه الرواية من طريق مرسلة وقد ذكر المزي في الأطراف الحديث وعزاه لأبي داود وأبو داود قد بين الاختلاف في مسنده عن الليث ومن جملته هذه الرواية ثم ذكر المزي في المراسيل سعيد بن أبي سعيد المقبري حديث ليس منا من لم يتغن بالقرآن تقدم في ترجمة عبد الله بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص وهذا هو الصواب سعيد بن سهيل تقدم في سعد في الأول مع بيان الوهم فيه سعيد بن عامر اللخمي ذكره بن حزم في الوحدان من مسند بقي بن مخلد وعزاه الذهبي لأبي يعلى وقد صحف نسبه وإنما هو الجمحي المتقدم سعيد العكي ثم الآهلي ذكره أبو موسى عن أبي بكر بن علي ونبه على أن الصواب أنه سويد (3/180)
<181> سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ذكره بن حبان في الصحابة فوهم فيه وهما شنيعا وأعجب من ذلك أنه قال هو المكبر الذي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة ثم وجدت لابن حبان سلفا فروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق مليح عن هشام بن عروة عن أبيه أن سعيد بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خياركم في الإسلام خياركم في الجاهلية قال يعقوب بن سفيان سعيد بن العاص هذا هو بن أمية بن عبد شمس وسعيد بن العاص المذكور يكنى أبا أحيحة وكان من وجوه قريش قال ابن عساكر لم يدرك الإسلام قال ووهم يعقوب بن سفيان فيما زعم وإنما الحديث لابن ابنه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وقال بن أبي داود في المصاحف حدثنا العباس بن الوليد بن زيد أخبرني أبي أنبأنا سعيد بن عبد العزيز أن عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل العاص أبوه يوم بدر مشركا ومات جده سعيد بن العاص قبل بدر مشركا ووقع عند أبي داود من حديث أبي هريرة كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسهم لي فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص فقال لا يسهم له فقلت ما هذا قاتل بن نوفل فقال سعيد بن العاص يا عجبا لوبر الحديث وهذا يوهم أن سعيد بن العاص حاج أبا هريرة بسبب بعض ولده وليس كذلك بل الصواب فقال أبان بن سعيد بن العاص وقد أوضحت ذلك بحجاجة في شرح البخاري ووقع في الطبراني من حديث جبير بن مطعم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعيد بن العاص الحديث وقد ذكرته في ترجمة حفيد هذا وأبو أحيحة كان إذا أعتم بمكة لم يعتم أحد بمثل عمامته إجلالا له وأمه ريطة بنت البياع بن عبد ياليل الثقفية وكان سعيد قد قدم الشام في تجارة فحبسه عمرو بن جفنة لأجل عثمان بن الحارث فقال سعيد في ذلك يا راكبي إما عرضت فبلغن قومي يزيدا عثمان أو عفان أو أبلغ مغلغلة أسيدا فلأمدحن المادحين بمدحة تأتي شرودا وكان حبس مع هشام بن سعيد بن عبد الله بن أبي قيس العامري فقال في ذلك قومي وقومك يا هشام اجمعوا تركي وتركك آخر الأعصار في أبيات فاجتمع رأي بني عبد شمس على أن يفتدوا سعيد بن العاص فجمعوا مالا كثيرا فافتدوه به ومات هشام في الحبس سعيد بن عبد الله الثقفي وقع في كثير من نسخ المصابيح للبغوي في كتاب الأدب في باب حفظ اللسان من الحسان حديث سعيد بن عبد الله الثقفي قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف على قال فأخذ بلسان نفسه ثم قال هذا هكذا فيه وفيه تصحيف وإنما هو سفيان وهو طرف من حديث أخرجه الترمذي وأصله عند بن مسلم (3/181)
<182> سعيد بن عبد العزيز له أربعة أحاديث عند بقي وصوابه سعيد أبو عبد العزيز كذا في التجريد وقد تقدم في الأول سعيد الشامي أبو عبد العزيز وأن بن قانع نسبه أنصاريا وذكر الذهبي سعيد الأنصاري ترجمة مفردة وقال يأتي بعد بن عامر وذكر بعد بن عامر سعيدا يروي عنه ابنه عبد العزيز فهؤلاء الثلاثة واحد سعيد بن عقبة الثقفي الطائفي وقع ذكره في ترجمة طريح عند بن منده ظاهر سياقه أنه صحابي ولم يفرده بن منده بترجمة ولا استدركه أبو موسى فأجاد فإنه غلط نشأ عن خبط وقع في السند وذلك أنه قال في ترجمة طريح ما نصه أخبرنا سعيد بن يزيد الحمصي حدثنا محمد بن عوف حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا بن إسماعيل بن طريح عن أبيه عن جده أن أبا سفيان رمى جده سعيد بن عقبة بسهم فأصاب عينه الحديث وأورد بن منده هذا الحديث في ترجمة سعيد بن عبيد بهذا السند لكن قال فيه بعد حوشب حدثنا إسماعيل بن سعيد بن عبيد الثقفي من أهل الطائف حدثني أبي عن جده أن أبا سفيان رمى جدي سعيد بن عبيد يوم الطائف بسهم الحديث فهذا هو المعتمد والصحبة لسعيد بن عبيد وفي سياق المتن شيء آخر قد بينته في ترجمة سعيد بن عبيد سعيد وقيل معبد بن عمرو التميمي حليف بني سهم كرره الذهبي سعيد بن وقش الأسدي صحف فيه بن منده وإنما هو بن رقيش بالراء مصغرا سعيد بن يزيد الأزدي تقدم في القسم الأول سعيد بالتصغير تقدم في سعيد بن سهيل في الأول وبيان الوهم فيه السين بعدها الفاء سفيان بن بجير بموحدة وعجمة مصغرا وهو لبن مجيب بضم الميم بعدها جيم تقدم سفيان بن أبي العوجاء أبو ليلى ذكره أبو نعيم وظن أنه والد عبد الرحمن بن أبي ليلى فوهم فوالد عبد الرحمن أنصاري وهذا سلمي وذاك صحابي وهذا تابعي باتفاق البخاري ومسلم وغيرهما سفيان بن قيس الكندي ذكره بن شاهين وذكر له حديثا أنه كان مؤذن وفد كنده واستدركه أبو موسى وفيه تصحيف وإنما هو سيف بن قيس أخو الأشعث بن قيس وقد تقدم على الصواب السين بعدها الكاف سكن بن أبي السكن استدركه بن فتحون فوهم فإنه نسبه إلى كتاب بن حاتم وأنه ذكره في ترجمة عثمان بن وكيع قال كان فينا سبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (3/182)
<183> منهم سكن بن أبي السكن قلت وهم وفيه بن فتحون وهما شنيعا وذلك أن سكن بن أبي السكن هو الذي روى عن عثمان بن وكيع أنه كان فيهم سبعة من الصحابة وذلك واضح في كتاب بن أبي حاتم وسكن هذا يروي عن أتباع التابعين ولقد لقيه علي بن المديني وطبقته والعجب أن الذهبي ذكره بما ذكره بن فتحون فشاركه في الوهم سكينة ذكره أبو موسى في الذيل وروى من طريق المحاملي حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا الحسن بن عبيد بن عبد الله بن زياد بن سكينة حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن جده سكينة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن الدين معلق بالثريا الحديث قال وقال سكينة أوصى إلى النبي صلى الله عليه وسلم الا أسأل أحدا شيئا قال أبو موسى هذا وهم وإنما هو سفينة بالفاء لا بالكاف ثم اسنده من وجه آخر عن أبي حاتم الرازي كذلك قلت وكذا رويناه من طريق عبد الغني بن سعيد المصري بإسناده عن أبي حاتم كذلك وزاد في أوله أنه صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب لا تعيره بالفارسية السين بعدها اللام سلام بن عمرو اليشكري تقدم في الأول سلام بن قيس الحضرمي سمع النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عمرو بن ربيعة ذكره هكذا البخاري وتبعه بن عدي وقال لا يعرف واستدركه مغلطاي في كتابه الإمامة وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسم أبيه والصواب قيصر وقد تبدل الصاد سينا وقد قيل في اسمه هو سلامة بزيادة هاء وقد تقدم ذكره في رواية عمرو بن ربيعة في الأول سلمان الخير فرق بعضهم بينه وبين سلمان الفارسي وهو هو ونبه على ذلك بن حبان سلمة الأنصاري جد عبد الحميد بن يزيد بن سلمة غاير بينه وبين سلمة بن يزيد وهما واحد سلمة بن أبي سلمة الجرمي أفرده بعضهم وأورده فيمن اسمه سلمة بفتح اللام وهو وهم على وهم فإنه بكسر اللام وهو والد عمرو واسم أبيه قيس على الصحيح وقد تقدم على الصواب في الأول وأن بعضهم وحد بينه وبين سلمة بن نفيع والراجح التعدد سلمة الهذلي فرق أبو يعلى بينه وبين سلمة بن المحبق وتبعه أبو نعيم وكذا هو في مسند بقي بن مخلد وعلم له الذهبي علامة بقي بن مخلد فإنه أخرج له حديثين وكل ذلك وهم فإنهما واحد وقد نبه على ذلك أبو موسى فأصاب سلمة بن المجر ذكره بن شاهين مختصرا وقال أن لهم مسجدا بالكوفة وتبعه أبو موسى ولم يتعقبه وهو وهم نشأ عن تصحيف وإنما هم سلمة المجر جد سمرة بن معاوية بن عمرو بن سلمة (3/183)
<184> الماضي في القسم الأول وكان سلمة المذكور قبل الإسلام والمجر بالجيم بغير موحدة كما تقدم سلم بن يزيد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه يزيد بن أبي حبيب قال أبو عمر حديثه عندي مرسل قلت لم أر من ذكره في الصحابة قبله بل قال بن أبي حاتم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وذكره بن حبان في ثقات التابعين وأنه روى عن أنس ثم انني رأيت في عدة نسخ من الاستيعاب أن اسم أبيه ندير بالنون والذال مصغرا وآخره راء والمعروف فيه إنما هو يزيد بالتحتانية والزاي وآخره دال بغير تصغير سلمى خادم للنبي صلى الله عليه وسلم ذكره بن شاهين وتبعه أبو موسى فأخرج من طريق جعفر الصادق عن أبيه عن سلمى خادم النبي صلى الله عليه وسلم أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يجعلن رءوسهن أربعة قرون فإذا اغتسلن جمعنها الحديث وسلمى امرأة وهي أم رافع زوجة أبي رافع فظن أن قوله خادم النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وليس كذلك وذكر بن شاهين وأبو موسى من طريقه أن الراوي قال مرة في هذا الحديث عن سالم خادم النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه تغير من سلمى والله أعلم سليط بن عمرو بن مالك بن حسل العامري أفرده الطبراني ومن تبعه عن سليط بن عمرو بن عبد شمس وهو هو فعمرو والده هو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك فنسب إلى جد أبيه فظنوه آخر ولكن القصة واحدة وهو كونه كان الرسول إلى هوذة بن علي السليل الأشجعي ينظر من القسم الأول فقد جزم بن منده وابن ماكولا بأنه وهم وأن الصواب أبو السليل الذي يروي عن أبي المليح سليمان أبو عثمان قال الحاكم في علوم الحديث أدخله على بن سعيد العسكري وغيره في الصحابة وأخرج من طريق زهير بن محمد عن عثمان بن سليمان عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور قال الحاكم وهذا معلوم من ثلاثة أوجه أحدها أن عثمان إنما هو بن أبي سليمان وأبو سليمان هو بن محمد بن جبير بن مطعم فليس لأبيه صحبة ثانيها أن عثمان إنما رواه عن نافع بن جبير عن أبيه فسقط نافع بن جبير ثالثها أن سليمان لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم قلت الثالث نتيجة ما قبله سليمان بن جابر وقع حديثه في معجم بن الأعرابي من رواية قرة عن سليمان بن جابر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه بردة وإن هدبها لعلي قدميه فقلت أوصني فقال لا تحقرن من المعروف شيئا الحديث وقرأت بخط مغلطاي أن بن منده أورده في تاريخه في ترجمة محمد بن الصلت بن غالب الهجيمي قلت وسليمان هذا صوابه سليم وهو أبو جرى الهجيمي وسليمان تصحيف سليمان بن سعد تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة قال بن أبي حاتم (3/184)
<185> روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا روى عنه موسى بن أبي عائشة سليمان بن مسهر ذكره الطبري في الصحابة وهو وهم فروى بن منده من طريق أبي حريز أن رفاعة حدثه أن صاحبا له قال له انطلق بنا إلى المختار فإنه يدعو إلى نصرة آل محمد فدخلنا عليه قال فذكر كلمة فأهويت إلى قائم السيف فذكرت كلمة سليمان بن مسهر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ائتمنك رجل على دمه فلا تقتله قال بن منده هذا وهم والصواب عن رفاعة عن عمرو بن المحبق قلت الذي يظهر أن أبا حريز وهم في اسم والد سليمان بن صرد فإن الحديث رواه بن أبي ليلى عن أبي عكاشة عن رفاعة عن سليمان بن صرد فإن كان أبو حريز حفظ فيه سليمان بن مسهر فيكون من رواية تابعي عن تابعي فإن رفاعة تابعي وسليمان بن مسهر تابعي أيضا مشهور في تابعي أهل الكوفة والمتن معروف من رواية رفاعة عن عمرو بن المحبق كما قال بن منده أخرجه النسائي وابن ماجة وقد ذكرته من طريق أبي حريز في ترجمة المختار مطولا سليم غير منسوب استدركه بن فتحون وهو وهم نشأ عن تصحيف فأخرج بإسناده من طريق بن عيينة عن إسحاق بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول صليت أنا وسليم في بيتنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلت أمي من ورائنا هكذا أخرجه من جزء يحيى بن يحيى النيسابوري المشهور عن بن عيينة والحديث في الجزء المذكور على الصواب بلفظ صليت أنا ويتيم كذا أخرجه البخاري من رواية بن عيينة وقد قيل أن اسم اليتيم المذكور ضميرة سليم الضبي ذكره الخطيب في المؤتلف من طريق محمد بن هارون بن حميد المجدر عن الحسن بن شاذان الواسطي قال حدثنا أبو عاصم حدثنا أبو نعامة العدوي عن عبد العزيز بن بشير عن سليم الضبي قال قلت يا رسول الله إن أبي كان يقري الضيف ويفعل كذا الأشياء عدها فقال أدرك الإسلام قلت لا قال ليس بنافعه فلما رأى ما بي قال أنه لا يزال ذلك في عقبة لا يظلمون ولا يستذلون ولا يفتقرون قال الخطيب كذا قال وإنما هو سلمان قلت هو بن عامر الضبي الصحابي المشهور كذا أخرجه الطبراني والحاكم والدارقطني والخطيب في المؤتلف من طرق عن أبي عاصم عن أبي نعامة عن عبد العزيز بن بشير عن جده سلمان بن عامر الضبي وهو الصواب سليم بن خالد الأنصاري الزرقي قال بن عساكر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وخرج إلى الشام غازيا وقال الواقدي كان يحمل لواء شرحبيل بن حسنة قلت هكذا استدركه مغلطاي وحرف اسم والده وإنما هو خلدة كما تقدم في القسم الأول سليم مصغرا بن عامر الخبائري تابعي استدركه مغلطاي وقال روى شعبة عن يزيد بن حمير سمعت سليم بن عامر وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال بن عساكر ورواية من روى وكان أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أصح قلت ما رأيت هذا الذي نقله عن بن عساكر في ترجمة سليم من تاريخه بل ذكر الرواية التي فيها أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقط نعم ذكر ذلك المزي في ترجمته لكن عبر بالصحيح وهو الصواب فإن سليم بن عامر هذا تابعي مشهور (3/185)
<186> ذكره بن سعد في الطبقة الثالثة قال وكان ثقة قديما وقال بن معين في تاريخه كان يقول استقبلت الإسلام من أوله وزعم أنه قرئ عليه كتاب عمر ومراده بقوله استقبلت إلى آخره المبالغة في ادراكه أيام الفتوح وحضوره كتاب عمر يجوز أن يكون وهو صغير فقد قال أبو حاتم في المراسيل روى عن عوف بن مالك مرسلا ولم يدرك المقداد بن الأسود ولا عمرو بن عبسة وأرخوا وفاته سنة ثلاثين وقد تقرر عند أهل الحديث أنه لم يبق أحد من الناس على رأس المائة من يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهر لا يبقى على الأرض ممن هو عليها اليوم أحد فكان آخر من ضبطت وفاته ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أبو الطفيل عامر بن وائلة واختلف في سنة وفاته فأنهى ما قيل فيها سنة عشر ومائة وذلك عند تكملة المائة سواء فظهر أن قول من قال في الرواية المذكورة إنه أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو الصواب والله أعلم السين بعدها الميم سمالي بن هزال ينظر من القسم الأول وقد ذكر فيه أن أبا موسى أشار إلى أنه وهو وأن الصواب قصة ماعز مع هزال التي ستأتي في حرف الهاء السين بعدها النون سناح العبسي أحد التسعة من بني عبس ذكره الطبري وغيره وهكذا استدركه بن فتحون وكذا رأيته في التجريد للذهبي وهو وهو نشأ عن تصحيف والصواب سباع بكسر المهملة ثم موحدة خفيفة وآخره عين سنان بن روح كذا ذكره بعضهم والصواب سيار بتحتانية وآخره راء سنان بن سعد وقع ذكره في الأحياء للغزالي في أواخر كتاب الفقر والزهد من الربع الأخير وهو ربع المنجيات قال فيه وعن سنان بن سعد قال حيكت للنبي صلى الله عليه وسلم وجبة من صوف وجعلت حاشيتها سوداء فلما لبسها قال انظروا ما أحسنها وما لبسها فقام إليه أعرابي فقال يا رسول الله هبها لي قال وكان إذا سئل شيئا لم يبخل به فدفعها إليه وأمر أن تحاك له جبة أخرى فمات وهي في المحاكة قال شيخنا في تخريجه هذا الحديث أخرجه الطيالسي والطبراني من حديث سهل بن سعد وهو عند الطبراني بالقصة الأخيرة ووقع في كثير من نسخ الأحياء سنان بن سعد وهو غلط والله أعلم سنان بن سلمة أورده بن شاهين وأورد له حديثين من رواية سلمة بن جنادة عنه وافرده عن سنان بن المحبق وهو وهم وسنان له رؤية لا سماع وقد خبط فيه أبو عمر فقال سنان بن سلمة الأسلمي بصري روى عنه قتادة ومعاذ بن سعد في حديثه اضطراب قلت فوهم في نسبه وإنما هو هذلي وقد بين (3/186)
<187> البغوي سبب الوهم وأن بعض الرواة توهم صحبته من إرسال الحديث فأخرج من طريق بن أبي ليلى عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن معاذ بن سعد عن سنان بن سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ببدنتين مع رجل الحديث قال ورواه بن جريج عن عبد الكريم عن معاذ بن سعد عن سنان بن سلمة عن أبيه وكانت له صحبة فذكره وهذا هو الصواب وقد تقدم شيء منه في القسم الثاني سندر أبو الأسود استدركه أبو موسى وأورد من طريق بن لهيعة عن يزيد عن أبي الخير عن سندر رفعه أسلم سالمها الله الحديث وفيه تجيب أجابت قلت قد ذكره بن منده فلا يستدرك وكأن أبا موسى لما رآه في هذه الرواية كنى أبا الأسود ظنه آخر وليس كذلك فإنه كنيته أبو الأسود وله ولد اسمه عبد الله كنى به أيضا وسيأتي فيمن اسمه عبد الله السين بعدها الهاء سهل بن ثعلبة بن جزء الزبيدي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن استقبال القبلة للبول رواه الليث عنه عنه قاله البخاري هكذا استدركه بن فتحون فغلط غلطا شنيعا وإنما قال البخاري سهل بن ثعلبة عن بن جزء فسقط عن وكيف يتخيل بن فتحون أن الليث يروي عن صحابي وقد أخرج الحديث الطبراني من طريق سهل عن عبد الله بن الحارث بن جزء وسهل معدود في التابعين عند البخاري وأبي حاتم وكل من ذكره سهل بن حنظلة تقدم في الأول كرره في التجريد سهل بن الربيع هو بن الحنظلية كرره أبو عمر سهل بن أبي سهل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تهادوا الحديث وعنه سعيد بن أبي هلال أورده أبو عمر قلت سهل تابعي أرسل وسعيد لم يلق أحدا من الصحابة سهل كان اسمه حزنا أفرده بن منده عن سهل بن سعد فوهمه وبين ذلك أبو نعيم فأجاد سهل بن معاذ الجهني أورده بن شاهين في الصحابة وهو وهم نشأ عن سقط فإنه أخرج من طريق إسماعيل بن عباس عن أسيد بن عبد الرحمن عن فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ الجهني قال غزوت مع أبي الصائفة فنزلنا على حصن فضيق الناس المنازل وقطعوا الطرق فبعث النبي صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى في الناس إن من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له قلت لو تدبره بن شاهين لعلم وجه الوهم فإنه لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صائفة وسبب هذا الوهم أنه سقط من المتن شيء وذلك واضح فيما أخرجه أحمد من طريق إسماعيل هذه بهذا الإسناد فقال فيه بعد قوله وقطعوا الطرق فقام معاذ بن أنس في الناس فقال أيها الناس أنا غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا فضيق الناس المنازل وقطعوا الطرق فبعث فذكره وهو عند أبي داود دون القصة وعنده من طريق الأوزاعي عن أسيد أيضا وأخرجه الطبراني من الوجهين وعند أبي يعلى من هذا الوجه (3/187)
<188> عن سهل بن معاذ غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك بن مروان وعلينا عبد الله بن عبد الملك فضيق الناس المنازل فقال معاذ أيها الناس إني غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره فظهر أن الصحابي في هذا الحديث هو معاذ بن أنس لا ابنه سهل سهل بن يوسف ذكره الذهبي من مسند بقي فوهم فإنه من أتباع التابعين وقد تقدم حديثه في ترجمة سهل بن مالك وهو جده سهم غير منسوب ذكره الباوردي وأورد من طريق أبي حاتم أنه جلس إلى جنب إياس بن سهم فقال الا أحدثك عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال وإنما هو سهل باللام وقد أخرجه مطين بن محمد بن يزيد شيخ الباوردي فيه على الصواب وقد تقدم في أواخر من اسمه سهل مع الكلام عليه السين بعدها الواو سواء بن قيس المحاربي فرق بن شاهين بينه وبين سواء بن الحارث وهو هو سوادة بن عمرو روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ذكره أبو عمر مغايرا لسواد بن عمرو وهو هو والعجب أنه نبه في ترجمة سواد بن عمرو على أنه يقال فيه بزيادة هاء وكأنه أشار إلى صنيع بن أبي حاتم فإنه ذكر سواد بن عمرو وفيمن اسمه سواد بلا هاء وذكر قصته في الخلوق وأن النبي صلى الله عليه وسلم طعنه في بطنه فسأله أن يقتص منه فكشف عن بطنه وشرع يقبله وذكر قبل ذلك فيمن اسمه سوادة بزيادة الهاء هذه القصة بعينها للسوادة بن عمرو وقال في كل منهما روى عنه الحسن البصري وكان ذكره قبل ذلك على صورة أخرى كما سأبينه في الذي بعده سوار بن خالد تقدم في سواء بغير راء سوار بن عمرو ذكره بن أبي حاتم في أول من اسمه سوار بتشديد الواو وبعد الألف راء فقال بصري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نخسه بجريدة النخل فطالبه بالقصاص روى عنه الحسن البصري كذا قال وهو تصحيف شنيع لم يتابعه عليه بن عبد البر ولا غيره والصواب من هذا كله أن اسم الرجل سوادة بزيادة هاء وقد أشرت إلى ذلك في القسم الأول وسقت حديثه من عند البغوي في ترجمة سواد بن غزية لمعنى اقتضى ذلك سوار بن غزية كذا وقع في بعض النسخ من الدارقطني والصواب سواد كما تقدم إيضاحه في القسم الأول سويبق بن حاطب أفرده أبو عمر ولم ينبه على أنه تقدم في سبيع سويد بن جبلة الفزاري ذكره أبو عمر الدمشقي في مسند الشاميين وهو غلط وليست (3/188)
<189> له صحبة وحديثه مرسل قاله بن أبي حاتم وقال الدارقطني وابن منده لا يصح له صحبة وحديثه مرسل قلت له حديثان مرسلان أحدهما أخرجه البغوي وغيره من طريق الجراح بن مليح عن الزبيدي عن لقمان بن عامر عن سويد بن جبلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتزدحمن هذه الأمة على الحوض الحديث وأخرجه بن حبان في صحيحه والطبراني في مسند الشاميين من طريق عبد الله بن سالم عن الزبيدي بهذا الإسناد فقال عن سويد بن جبلة عن العرباض بن سارية وله عند الطبراني عن العرباض من هذا الوجه حديث آخر ومن هذا الوجه أيضا عنده عن عمرو بن عنبسة الحديث الثاني أخرجه بن شاهين وغيره من طريق بقية عن الزبيدي عن راشد بن سعد عن سويد بن جبلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العارية مؤداة الحديث وهذا أخرجه النسائي من طريق الحجاج بن فرافصة عن الزبيدي عن أبي عامر عنه عن أبي إمامة وهو الصواب سويد بن جملة ذكره بن شاهين وساق الحديث الثاني في ترجمة الذي قبله فصحف أباه سويد بن الصامت بن خالد بن عقبة الأوسي ذكره بن شاهين وقال شك في إسلامه وقال أبو عمر أنا أشك فيه كما شك غيري ذكره بعضهم معتمدا على ما روى بن إسحاق عن عاصم بن عمرو عن أشياخ من قومه قالوا قدم سويد بن الصامت معتمرا فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فلم يبعد وقال إن هذا القول حسن ثم انصرف فقتل فكان رجال من قومه يقولون أنا لنراه مسلما قلت فإن صح ما قالوا لم يعد في الصحابة لأنه لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا سويد بن صبيع وقع ذكره في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري بما يوهم أن له صحبه وليس كذلك فقال أبو العلاء ما نصه ولو أدرك سويد بن صبيع لشاغبه أيام الربيع وسويد هو الذي يقول إذا طلبوا مني اليمن منحتهم يمينا كبرد الأتحمي الممزق وإن احلفوني بالطلاق أتيتها على خير ما كنا ولم نتفرق وإن احلفونى بالعتاق فقد درى عبيد غلامي أنه غير معتق وكان يألف فراش سودة أم المؤمنين ويعرف مكانه الرسول ولا يتحرى عنه فسألني بعض المشايخ عن ترجمة سويد هذا وتوهم أنه صحابي لكنه لم يجد من يعرف بحاله وأنه كشف الاستيعاب وما استدرك عليه فلم يجد له ذكرا وكشف أنساب بني عامر بن لؤي رهط سودة فلم يذكروه فأجبته بان سويدا (3/189)
<190> شاعر إسلامي وكان ماجنا وشعره يدل على كل من الأمرين المستتر والضمير في قول المعمري وكان ليس هو لسويد وإنما هو للذي خاطبه المعري بالرسالة المذكورة وإنه شرع بعد أن إجابة عن مراسلته له يمدحه ويصفه بأنه لو أدرك فلانا لعرفه ولو عاصر فلانا إلى غير ذلك حتى ذكر عددا من الناس لكنه اقتصر منهم على من يسمى الأسود أو من يشتق اسمه من السواد لأن لون الذي خاطبه كان إلى السواد أقرب فإذا تقرر هذا عرف أن الضمير في قوله وكان للمخاطب لا لسويد بن صبيع والله أعلم سويد بن عامر بن يزيد بن حارثة الأنصاري تابعي صغير لجده صحبة وأما هو فأخرج له البغوي وأبو يعلى من طريق مجمع بن يحيى قال سمعت سويد بن عامر أحد عمومتي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلوا أرحامكم ولو بالسلام قال بن حبان في ثقات التابعين حديثه مرسل وقال البغوي وابن منده لا صحبة له سويد الجهني والد عقبة غاير البغوي بينه وبين سويد الأنصاري وهو هو فإنه جهني حالف الأنصار سياه ذكره بن قانع كذا استدركه في التجريد وليس عند بن قانع الا سيابة بزيادة موحدة بعد الألف وقد مضى في الأول سيف بن ذي يزن ملك حمير ذكره بن منده في الصحابة وقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر جده عبد المطلب بنبوته وصفته ثم ساق في ترجمته حديث أنس أن ملك ذي يزن أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة قلت مات سيف قبل المبعث والذي أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكاتبه ولده زرعة كما تقدم في ترجمته وروى بن هشام في الدفائن بسند منقطع عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ظئره زوج حليمة أخبرهم إنهم لما أرادوا دفن سلول بن حبيشة وقفوا على باب مغلق فإذا فيه سرير عليه رجل وعند رأسه كتاب فيه أنا أبو شمر ذو النون فقال ذو النون هو سيف بن ذي يزن قلت وهو صريح في أنه مات قبل البعثة ولو كانوا يذكرون في الصحابة من فاه بذكر النبي صلى الله عليه وسلم ممن مات قبلهم للزمهم ذكر تبع ومسعر وسطيح وقس بن ساعدة وجمع كثير نحوهم هذا وفي آخر الجزء الأول من النسخة ب هنا آخر المجلد الأول من كتاب الإصابة في أسماء الصحابة لشيخ الإسلام قاضي القضاة أبي الفضل بن حجر الكناني العسقلاني أمتع الله المسلمين ببقائه وادام علومه في معالي ارتقائه آمين آمين آمين يتلوه إن شاء الله تعالى في أول المجلد الثاني حرف الشين المعجمة القسم الأول والحمد الله أولا وآخرا ظاهرا وباطنا حسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على سيدنا محمدا وآله وصحبه وسلم تسليما أبدا إلى يوم الدين ووافق الفراغ من تعليقه يوم الأحد جمادى الأول سنة أحسن الله العواقب بمنه وكرمه آمين والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وأمامه في الهامش مدرت على هذا الجزء من أوله إلى آخره كتبه علي الحلبي الشافعي عفى عنه حرف الشين المعجمة القسم الأول الشين بعدها الألف شاصر أحد الجن الذين أسلموا تقدم ذكره في الأرقم شاصر آخر من الجن وقع ذكره في خبر غريب لسعد بن عبادة أخرجه الزبير بن بكار في الموفقيات قال حدثنا الرياشي سمعت سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت يحدث قال حدثني أبي عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن بن عباس عن سعد بن عبادة قال بعثني رسول الله (3/190)
<191> صلى الله عليه وسلم إلى حضرموت في حاجة له وهو بمكة فلما كنت ببعض الطريق عرست في الليل فسمعت هاتفا يقول أبا عمرو تأوبني السهود وراح النوم وامتنع الهجود فذكر أبياتا قال فناداه هاتف آخر فقال يا زلعب ذهب بك العجب إن أعجب العجب بين مكة ويثرب قال وماذا يا شاصر قال نبي أرسل بخير الكلام إلى جميع الأنام يخرج من بين البلد الحرام إلى نخيل وآطام فقال آخر ما هذا النبي المرسل والكتاب المنزل قال رجل من لؤي بن غالب فذكر القصة إلى أن قال فسمعت صيحة كأنها صيحة حبلى فطلع الفجر فرأيت عظاية وثعبانا ميتين فقدمت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب المطلبي جد الإمام الشافعي تقدم ذكره في ترجمة أبيه غير مسمى وذكر الخطيب في تاريخه أنه سمع أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول شافع بن السائب الذي ينسب إليه الإمام الشافعي قد لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو مترعرع وأسلم أبوه يوم بدر وسيأتي له ذكر في ترجمة عبد يزيد والد جده شاو روى بن أبي شيبة بإسناد حسن لكنه مرسل عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن قالا كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين هدنة فذكر حديثا طويلا وفيه فقال صلى الله عليه وسلم وهي ساعتي هذه حرام لا يعضد شجرها فقال له رجل يقال له شاو والناس يقولون قال العباس يا رسول الله إلا الإذخر الحديث قلت والذي ثبت في الصحيحين أيضا أن القائل هو العباس ولولا أن الراوي مثبت لهذا الاسم لكتبته في الأوهام وقد أخرج أبو موسى من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة في هذا لحديث فقال شاه اليماني اكتب لي وهذا وهم وإنما هو أبو شاه كما سيأتي في الكنى الشين بعدها الباء شباث بن خديج بن سلامة بن أوس بن عمرو بن كعب البلوي حليف الأنصار تقدم ذكر أبيه قال بن سعد شهد خديج وزوجه أم منيع بنت عمرو بن عدي بن سنان العقبة وولدت شباثا ليلة العقبة وشباث ضبطه بن ماكولا بضم أوله أوله وتخفيف ثانيه وآخره مثلثة وقال بن أبي حاتم عن أبيه لا يعرف وقال أبو عمر ليست له رواية شبث بن سعد بن مالك البلوي قال بن يونس له صحبة وشهد فتح مصر وله ذكر في كتاب الفتوح وقال يحيى بن عثمان بن صالح عن بن عفير شهد بيعة الرضوان وفتح مصر ولا يحفظ له رواية كذا قال وقد أخرج بن منده من طريق أحمد بن سيار بسند فيه بن لهيعة عن شبث بن سعد أن (3/191)
<192> النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليخرج له يوم القيامة كتاب فيه حسنات الحديث وأخرجه أبو نعيم في الصحابة أيضا ومن طريقه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس وشبث ضبطه بن ماكولا بفتح أوله وثانيه وآخره مثلثة وقيل هو بكسر أوله وسكون التحتانية ثم مثلثة فالله أعلم شبر بفتح أوله وثانيه وقال بن ماكولا بسكون ثانيه بن صعفوق بفاء وقاف وزن عصفور قال أبو موسى وجدته بقافين وقال أبو نصر صعفوق بفتح أوله ولم يأت على هذا الوزن غيره إلا خرنوب مع أن الفصحاء يضمون أوله قال أبو أحمد الحاكم في ترجمة أبي عبيد السري بن يحيى أن جده شبر بن صعفوق بن عمرو الكاتب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأمره على صدقة قومه شبرمة غير منسوب وقع ذكره في حديث صحيح فروى أبو داود وأحمد وإسحاق وأبو يعلى والدارقطني والطبراني من طريق عزرة بن ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال سمع صلى الله عليه وسلم رجلا يلبي عن شبرمة فقال أحججت قال لا قال هذه عن نفسك وحج عن شبرمة وروى الدارقطني من طريق عمرو بن دينار عن عطاء عن بن عباس نحوه ورواه الدارقطني من طريق أبي الزبير عن جابر من طريق عطاء عن عائشة نحوه شبل بن خليد المزني جاء عنه حديثان أحدهما في قصة العسيف والآخر في قصة الأمة إذا زنت قال بن السكن الاختلاف فيه عن الزهري فالأكثر قالوا عنه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة وزيد بن خالد وابن عتبة مثلهم لكن زاد وشبل غير منسوب وشعيب وبكر بن وائل عن عمرو بن شعيب وعبيد الله بن أبي زياد قالوا عن أبي هريرة فقط قال وجاء يونس بالحديث على وجهه فقال عن الزهري عن عبيد الله عن شبل بن عامر المزني عن عبد الله بن مالك الأوسي ووافقه الزبيدي وابن أخي الزهري في السند لكن قالا شبل بن خليد قال بن حبان له صحبة ومن زعم أنه شبل بن حامد فقد وهم وقال في التابعين شبل بن خليد روى عن عبد الله بن مالك الأوسي وهذا هو شبل بن خليد الذي ذكره قبل وقيل فيه شبل بن حامد واشتبه أمره على بن حبان وبقي من وجوه الاختلاف فيه رواية عقيل فقال عن الزهري عن عبد الله عن شبل وخليد عن مالك بن عبد الله الأوسي قال بن السكن شبل يقال له صحبة وكان بن عيينة يخطىء فيه فيقول شبل بن معبد قال والصواب أنه شبل بن حامد وأنه يروي عن عبد الله بن مالك الأوسي قلت وهو غير شبل بن معبد البجلي الآتي في القسم الثالث شبيب بن حرام بن مهان بن وهب بن لقيط بن يعمر الشداخ الكناني الليثي شهد الحديبية قاله بن الكلبي والطبري واستدركه بن فتحون وابن الأثير شبيب بن غالب بن أسيد الكندي له صحبة ذكره بن منده وأخرج له من طريق شبيب بن حبيب بن غالب عن عمه شبيب بن غالب عن أبيه غالب بن أسيد عن أبيه أسيد بن شيب عن أبيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المسح على الخفين وفي سنده على بن قرين وهو واه (3/192)
<193> شبيب بن قره أو بن أبي مرثد الغساني له ذكر في حديث أخرجه الحارث بن أسامة من طريق المسور بن عبد الله الباهلي عن بعض ولد الجارود أنه أخذ هذه النسخة من نسخة عهد العلاء بن الحضرمي حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى البحرين وشهده معاوية وعثمان والمختار بن قيس وقصي بن أبي عميرة وفي رواية بن أبي عمرو وسعد بن عبادة والضحاك بن أبي عمرو وشبيب بن أبي مرثد وفي رواية بن قرة والمستنير بن أبي صعصعة الخزاعي وعوانه أو عبادة بن الشماخ الجهني وسعد بن مالك وسعد بن معاذ وزيد بن عمير وفي رواية يزيد بن عميرة وزاد في رواية ونوفل بن طلحة وسيأتي له سياق آخر في ترجمة عوانة بن الشماخ إن شاء الله تعالى شبيب بن نعيم أورده الطبراني من طريق بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد عن شبيب بن نعيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أم ملدم تأكل اللحم وتشرب الدم بردها وحرها من جهنم وقال البخاري في تاريخه شبيب بن نعيم أبو روح الحمصي روى عنه عبد الملك بن عمير فما أدري هو ذا أو غيره وأبو روح تابعي لا صحبة له وسيأتي في القسم الأخير شبيب آخر يأتي في المبهمات الشين بعدها التاء شتيم بالتصغير ذكره أبو القاسم البغوي وقال أحسبه سكن المدينة وأخرج من طريق إبراهيم بن جعفر عن سعيد بن شتيم أحد بني سهم بن مرة حدثه أبوه أنه كان في جيش عيينة بن حصن لما جاء يمد يهود خيبر قال فسمعنا صوتا في عسكر عيينة أيها الناس أهلكم خولفتم إليهم قال فرجعوا لا يتناظرون فلم ير لذلك نبأ وما نراه كان إلا من السماء وأورده أبو نعيم في ترجمة شنتم والد عاصم الآتي وهو خطأ وفرق بينهما البغوي والحسين بن علي البرديجي وجعفر المستغفري وغيرهم وذكر بن الأمين أن بن الفرضي قال وجدته مضبوطا عن الصنابحي عن البغوي بفتح أوله وكسر ثانيه قلت والذي عندنا في النسخ المعتمدة من كتاب البغوي بصيغة التصغير كما ذكرته الشين بعدها الجيم شجار بتخفيف الجيم السلفي بضم المهملة ذكره العسكري في الصحابة وقال أبو حاتم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو عيسى وأخشى أن يكون حديثه مرسلا وكذا قال أبو عمر وأورده بن قافع من طريق الحسن قال حدثني رجل من بني سليط يقال له شجار أنه مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس على باب المسجد وهو يقول المسلم أخو المسلم الحديث قلت فإحدى النسبتين تصحيف والأصوب الثاني فهو السليطي (3/193)
<194> شجاع بن الحارث السدوسي روى بن أبي خيثمة وعبد بن حميد في التفسير وأبو مسلم الكجي كلهم من طريق العباس بن خليس عن عكرمة قال أن هذه الآية في النساء والمحصنات من النساء نزلت في امرأة يقال لها معاذة كانت تحت شيخ من بني سدوس يقال له شجاع بن الحارس وكان معه ضرة لها ولدت لشجاع أولادا وأن شجاعا انطلق يمير أهله من هجر فمر بمعاذة بن عم لها فقالت له احملني إلى أهلي فرجع الشيخ فلم يجدها فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه وأنشده يا ملك الناس وديان العرب الأبيات فقال انطلقوا فإن وجدتم الرجل كشف لها ثوبا فارجموها وإلا فردوا إلى الشيخ امرأته قال فانطلق بن ضرتها مالك بن شجاع بن الحارث فجاء بها فلما أشرف على الحي استقبلته أم مالك ترميها بالحجارة وتقول لابنها يا ضار أمه قال فلما نزلت معاذة واطمأنت جعل شجاع يقول لعمري ما حبي معاذة بالذي يغيره الواشي ولا قدم العهد قلت وقد وقع نحو ذلك للأعشى المازني كما تقدم في الهمزة شجاع بن وهب ويقال بن أبي وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي ذكره بن إسحاق في السابقين الأولين وفيمن هاجر إلى الحبشة وفيمن شهد بدرا وكذا ذكره موسى بن عقبة وابن الكلبي وعروة وقال بن أبي حاتم شجاع بن وهب أخو عقبة من المهاجرين الأولين وروى الطبراني من حديث المسور بن مخرمة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب الأسدي إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني وذكر بن سعد عن الواقدي بأسانيده أنه بعثه إلى الحارث بن أبي شمر وروى بن وهب عن يونس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن شجاع بن وهب أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى جبلة وكذا قال الواقدي عن شمر عن الزهري ورواه بن منده من طريق بريدة بن الحصيب نحوه وقال بن سعد وابن الكلبي وغيرهما استشهد باليمامة وكنيته أبو وهب شجرة النصري بالنون شهد حنينا مع هوازن فلما انهزموا جاء فأسلم وقال للمسلمين أين الخيل البلق والرجال الذين عليهم الثياب البيض ما كنا نراكم فيهم إلا كالشامة قالوا تلك الملائكة ذكره الأموي في مغازيه واستدركه بن فتحون شجرة الكندي ذكره يحيى بن منده مستدركا على جده وقال سعيد بن يعقوب الأصبهاني لا أدري له صحبة أم لا وروى أحمد بن يونس الضبي من طريق خالد بن طهمان عن شجرة الكندي قال شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فأثنى الناس عليها خيرا فجلس وهو يدفن فأتاه جبريل فقال إن هذا الرجل ليس كما اثنوا عليه وإن الله قبل شهادتهم وغفر له ما لا يعلمون (3/194)
<195> الشين بعدها الدال شداد بن أسامة الليثي هو بن الهاد يأتي شداد بن الأسود بن شعوب يأتي شداد بن أسيد بفتح أوله على الأشهر وحكى أبو عمر الضم أبو سليمان السلمي قال أبو حاتم وابن ماكولا له صحبة وقال البغوي سكن البادية وقال بن السكن معدود في المدنيين وروى البزار والبغوي والبخاري في التاريخ والطبراني وابن قانع من طريق عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد بن أسيد السلمي حدثني أبي عن جده شداد أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك يا شداد قال اشتكيت ولو شربت ماء بطحاء لبرئت قال فما يمنعك قال هجرتي قال فاذهب فأنت مهاجر حيثما كنت قال أبو عمر تفرد بحديثه زيد بن الحباب ووقع في رواية بن منده عن عمرو بن قيظي حدثني جدي عن أبيه ووقع عند بن قانع عن أبيه عن جده عن شداد زاد فيه عن قبل شداد وهو وهم وعند بن أبي حاتم روى عنه بن ابنه قيظي بن عمرو بن شداد كذا قال شداد بن أوس بن ثابت الخزرجي بن أخي حسان بن ثابت أبو يعلى ويقال أبو عبد الرحمن تقدم نسبه في ترجمة والده وعمه قال خليفة اسم أمه صريمة أو صرمة من بني عدي بن النجار وقال أبو عمر قال مالك هو بن عم حسان وتعقب أبو عمر بأنه بن أخي حسان لا بن عمه وفي العتبية قال بن القاسم قال مالك هو بن عمه أو بن أخيه كذا قاله بالشك والصواب الثاني قال بن البرقي شهد أبوه بدرا واستشهد بأحد وفي الطبراني أوس بن ثابت عقبي هو والد شداد وقال البخاري يقال شهد شداد بدرا ولم يصح وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن كعب الأخبار وروى عنه ابناه يعلى ومحمد ومحمود بن الربيع ومحمود بن لبيد وعبد الرحمن بن غنم وبشير بن كعب وآخرون وروى بن أبي خيثمة من حديث عبادة بن الصامت قال شداد بن أوس من الذين أوتوا العلم والحلم ومن الناس من أوتي أحدهما وعند أبي زرعة الدمشقي عن أبي هريرة حدثنا سعيد بن عبد العزيز فضل شداد بن أوس الأنصاري بخصلتين ببيان إذا نطق وبكظم إذا غضب وقال حسان بن ثابت في قصيدته الداليه التي تقدم منها في ترجمة أوس بن ثابت قوله ومنا قتيل الشعب أوس البيت وبعده ومن جده الآتي أبي وابن أمه لأم أبي ذاك الشهيد المجاهد قال محمد بن حبيب يريد شداد بن أوس وكان خيارا وأخرج الطبراني من طريق محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن شداد سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جده شداد بن أوس أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجود بنفسه فقال مالك يا شداد قال ضاقت بي الدنيا فقال ليس عليك أن الشام سيفتح وبيت المقدس سيفتح وتكون أنت وولدك من بعدك أئمة فيهم إن شاء الله تعالى قال البغوي سكن (3/195)
<196> حمص وقال بن سعد مات سنة ثمان وخمسين وهو بن خمس وسبعين وكانت له عبادة واجتهاد في العمل وقال أبو نعيم توفي بفلسطين أيام معاوية وقال بن حبان دفن ببيت المقدس سنة ثمان وخمسين وفيها أرخه غير واحد وهو بن خمس وسبعين سنة قال يقال مات سنة إحدى وأربعين ويقال سنة أربع وستين قلت رواه بن جوصا عن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن عمرو بن محمد بن شداد بن أوس حدثني أبي عن أبيه عن جده فذكر قصة فيها هذا وذكر بن زبالة في خبر المدينة عن بن أبي شريك عن يزيد عن عياض عن أبي بكر بن حرام أن أبا طلحة تصدق بماله فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أقاربه أبي بن كعب وحسان بن ثابت وشداد بن أوس بن ثابت أو ابنه أوس بن ثابت ونبيط بن جابر فتقاوموه فصار لحسان فباعه لمعاوية شداد بن ثمامة ذكره بن السكن في الصحابة وقال ليس بالمشهور فيهم ثم روى من طريق القاسم بن معن عن حميد عن أنس قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم شداد بن ثمامة فسأله أن يكتب لبني كعب بن أوس كتابا فكتب لهم وبعث شداد بن ثمامة على الصلاة وعلى الزكاة الحديث قال بن السكن تفرد به عبد الله بن ناصح الرقي عن القاسم بن معن قلت وذكر بن الكلبي في الأنساب عاقبة بن شداد بن ثمامة بن سلمة المذحجي من بني مازن بن كعب بن أود وقيل أنه قتل مع علي ولأبيه إدراك فلعله هذا شداد بن حي ذكره عمر بن شبة في الصحابة وأخرج من طريق بشر بن عبد الله السلمي أخبرني عروة بن رويم عن شداد بن حي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يغدر بهذا وأشار إلى عثمان شداد بن شرحبيل الأنصاري ذكره أبو القاسم عبد الصمد فيمن نزل حمص من الصحابة قال بن حبان سكن الشام له صحبة وقال بن منده حمصي له صحبة وقال بن السكن ليس بمشهور وروى بن عاصم وابن السكن والطبراني والإسماعيلي من طريق بقية حدثنا حبيب بن صالح عن عياش بن يونس عن شداد بن شرحبيل قال مهما نسيت من الأشياء فلم أنس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يده اليمني على اليسرى في الصلاة رواه جماعة عن بقية فأدخلوا بين عياش وشداد رجلا وفي رواية الإسماعيلي ومن وافقه عن عياش عمن حدثه عن شداد ووهم أبو عمر في نسبه فقال الجهني والجهني يكنى أبا عتبة وهو بن أمية وقد تقدم شداد بن شعوب هو أبو بكر يأتي في الكنى قال المرزباني شعوب أمة واسم أبيه الأسود بن عبد شمس بن مالك من بني ليث بن بكر بن كنانة شداد بن عارض الجشمي له صحبة وكان شاعرا مشهورا ذكره بن إسحاق في المغازي ولما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف قال شداد بن عارض الجشمي في ذلك لا تنصروا اللات إن الله مهلكها وكيف ينصر من هو ليس ينتصر (3/196)
<197> إن الرسول متى ينزل بلادكم يطعن وليس بها من أهلها بشر وقال بن إسحاق في موضع آخر وقال شداد بن عارض يخاطب عيينة بن حصن الفزاري فذكر له شعرا وفي كل ذلك دلالة على صحبته شداد بن عامر بن لقيط بن جابر بن وهب بن ضباب القرشي العامري ومن ولده شديد بن شداد كان في زمن عبد الملك بن مروان وهو القائل له في أبيات عليك أمير المؤمنين بخالد ففي خالد عما تريد صدود إذا ما نظرنا في مناكح خالد عرفنا الذي يهوى وأين يريد يعني خالد بن يزيد بن معاوية ولم يذكروا والده في الصحابة فكأنه مات قديما وكان بن عم أبيه أبو الوليد بن عبدة بن جابر شاعرا فارسا مات قبل الهجرة ذكره الزبير شداد بن عبد الله القتباني ويقال القناني بفتح القاف وتخفيف النون وهو الصواب ذكره بن إسحاق فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من بني الحارث بن كعب سنة عشر مع قيس بن الحصين وعبد الله بن قريط ويزيد بن عبد المدان وسيأتي كل منهم في مكانه شداد بن عمرو بن حسل بن الأحب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري والد المستورد لهما صحبة وروى الطبراني من طريق الوليد بن مسلم حدثنا سفيان هو الثوري حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن المستورد بن شداد عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده فإذا هي ألين من الحرير وأبرد من الثلج قلت إسناده على شرط الصحيح شداد بن عوف ذكره أبو أحمد العسكري وروى من طريق عمارة بن غزية عن يعلى بن شداد بن عوف عن أبيه قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر هكذا أورده بن الأثير وأنا أظن أن قوله عوف تصحيف سمعي وإنما هو أوس فإن المتن مشهور من رواية يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه شداد بن الهاد واسم الهاد أسامة بن عمرو حكاه مسلم وهو المشهور وأما خليفة فقال اسم شداد أسامة واسم الهادي عمرو وبهذا جزم أبو عمر بن عبد الله بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي حليف بني هاشم وإنما قيل لأبيه الهاد لأنه كان يوقد النار ليلا للسارين ذكره أبو عبيدة وغيره قال البخاري له صحبة وقال بن سعد شهد الخندق وسكن المدينة وتحول إلى الكوفة وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن بن مسعود روى عنه ابنه عبد الله وله رؤية وإبراهيم بن محمد بن طلحة وعبد الرحمن بن أبي عمارة وكانت تحته سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس فكان من أسلاف النبي صلى الله عليه وسلم لأن سلمى أخت ميمونة لأمها ومن أسلاف أبي بكر وله في المشارق حديث واحد قال الدوري عن بن معين ليس له مسند غيره (3/197)
<198> شداد بن يزيد بن مرداس بن أبي عامر بن جارية بالجيم السلمي ذكر الرشاطي عن أبي علي الهجري أن له صحبة قال ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون الشين بعدها الراء شراحيل بن أوس يأتي في شرحبيل بن عبد الرحمن شراحيل بن زرعة الحضرمي قال بن منده له ذكر في حديث بن لهيعة وقال أبو عمر قدم في وفد حضرموت على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا شراحيل بن غيلان بن سلمة الثقفي ذكره بن حيان في الصحابة وغاير بينه وبين شرحبيل بن غيلان وأخرج الباوردي من طريق بن إسحاق عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد قصة جرت لشراحيل بن غيلان في عهد عمر ومات شراحيل في خلافة عمر استدركه بن فتحون شراحيل بن مرة الهمداني ويقال الكندي قال بن أبي حاتم عن أبيه كان عاملا لعلي وعلى النهرين فيما رواه عبيدة الضبي عن إبراهيم النخعي وذكره بن السكن في الصحابة وقال إنه غير معروف قال ويقال مرة بن شراحيل ثم روى هو وابن شاهين وابن قانع والطبراني من طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن أبي البختري عن حجر بن عيد سمعت شراحيل بن مرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي أبشر يا علي فإن حياتك وموتك معي وسمعته بعلو في الثالث من حديث أبي على بن الصواف وذكره بن أبي حاتم بهذا الحديث ورواه خيثمة في الفضائل من طريق جابر الجعفي عن محمد بن بشر عن حجر بن عيد عن شرحبيل بن مرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم به والأول أصح ويحتمل إن كان محفوظا أن يكون أخاه شراحيل الكندي ذكره بن منده وأخرج من طريق عمرو بن قيس السكوني عن شراحيل الكندي وكان من الصحابة أنه صلى على جنازة فجعلهم ثلاثة صفوف إسناده صحيح وقال أبو نعيم هو عندي شراحيل بن مرة شراحيل المنقري ويقال بن المنقر والمنقري أكثر ذكره أبو القاسم بن سعيد في طبقات الحمصيين وقال بن أبي حاتم شراحيل المنقري شامي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه الهوزني روى بن شاهين وابن أبي عاصم وابن منده من طريق ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد حدثني أبو يزيد الهوزني عن شراحيل بن المنقر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثكل ثلاثة أولاد في سبيل الله دخل الجنة الحديث إسناده ضعيف شراحيل غير منسوب وروى خليفة بن خياط من طريق عطاء بن السائب عن يزيد بن شراحيل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل قل هو الله أحد استدركه بن فتحون شرحبيل بن الأعور بن عمرو بن معاوية الكلابي ثم الضبابي ذكره بن حبان في (3/198)
<199> الصحابة وقال يقال إن له صحبة شرحبيل بن أوس الجعفي قال بن أبي حاتم له صحبة وروى عنه ابنه عبد الرحمن وقال بن حبان يقال له صحبة قلت وسيأتي في ابنه عبد الرحمن شرحبيل بن أوس الكندي قال البخاري وأبو حاتم له صحبة وقال البغوي سكن الشام وكذا ذكره بن حبان في الصحابة وقال بن أبي حاتم قيل فيه شرحبيل بن أوس وقيل أوس بن شرحبيل فأما حريز فقال عن نمران عن شرحبيل وأما الزبيدي فقال عن عباس بن يونس عن عمران عن أوس بن شرحبيل ورجح أبو حاتم والبغوي أنه شرحبيل وبه جزم أبو زرعة في مسند الشاميين وقال بن السكن من الناس من غاير بينهما قلت قد تقدم ذكر ذلك في أوس بن شرحبيل وأخرج حديث شرحبيل هذا أحمد والبغوي وابن السكن وابن شاهين والطبراني من طريق حريز بن عثمان عن نمران عن شرحبيل بن أوس الكندي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شارب الخمر اجلدوه وقال في الرابعة اقتلوه وقد تقدم في أوس أن حديثه غير هذا فالراجح المغايرة ولا مانع أن يروي نمران عن أوس بن شرحبيل وعن شرحبيل بن أوس شرحبيل بن حسنة وهي أمه على ما جزم به غير واحد وقال أبو عمر بل تبنته وأبوه عبد الله بن المطاع بن عبد الله الغطريف بن عبد العزى بن جثامة بن مالك الكندي ويقال التميمي ويقال إنه من ولد الغوث بن مر أخي تميم بن مر فقيل له التميمي لذلك كانت أمه مولاة لمعمر بن حبيب الجمحي فكان جنادة وجابر ابنا سفيان بن معمر بن حبيب أخويه لأمه ويقال إن معمرا زوج حسنة لرجل من الأنصار من بني زريق يقال له سفيان وكان معمر قد تبناه فنسب إليه فولدت له جابرا وجنادة فأسلم جابر وأخوه وأخوهما لأمهما شرحبيل قديما وهاجروا إلى الحبشة ثم إلى المدينة ونزلوا في بني زريق ثم هلك سفيان وابناه في خلافة عمر فحالف شرحبيل بني زهرة وكان شرحبيل ممن سيره أبو بكر في فتوح الشام ويكنى شرحبيل أبا عبد الله ويقال أبا عبد الرحمن ويقال أبا وائلة وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم عن بن ماجة وعن عبادة بن الصامت روى عنه أبناه ربيعة وعبد الرحمن بن غنم وأبو عبد الله الأشعري قال بن البرقي ولاه عمر على ربع من أرباع الشام ويقال إنه طعن هو وأبو عبيدة في يوم واحد ومات في طاعون عمواس وهو بن سبع وستين وحديثه في الطاعون ومنازعته لعمرو بن العاص في ذلك مشهورة أخرجه أحمد وغيره وقال بن زبر إنه الذي افتتح طبرية وقال بن يونس أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى مصر فمات شرحبيل بها شرحبيل بن السمط بن الأسود أو الأعور أو شرحبيل بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الكندي أبو يزيد قال البخاري له صحبة وتبعه أبو أحمد الحاكم وأما بن السكن فقال زعم البخاري أن له صحبة ثم قال يقال إنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شهد القادسية ثم نزل حمص فقسمها منازل وذكره البغوي وابن حبان في الصحابة ثم أعاده في التابعين زاد البغوي سكن الشام وجدته (3/199)
<200> في كتاب محمد بن إسماعيل ولم أر له حديثا وقال بن سعد جاهلي إسلامي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وشهد القادسية وافتتح حمص وقال بن السكن ليس في شيء من الروايات ما يدل على صحبته إلا حديثه من رواية يحيى بن حمزة عن نصر بن علقمة عن كثير بن مرة عن أبي هريرة وابن السمط قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال من أمتي عصابة قوامة على الحق الحديث وأخرجه بن منده وقال غريب وقال البغوي ذكر في الصحابة ولم يذكر له حديث أسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له سيف بسنده أن سعد بن أبي وقاص استعمل شرحبيل بن السمط بن شرحبيل وكان شابا وكان قاتل في الردة وغلب الأشعث على الشرق وكان أبوه قدم الشام مع أبي عبيدة وشهد اليرموك وكان شرحبيل من فرسان أهل القادسية قلت وله رواية عن عمر وكعب بن مرة وعبادة وغيرهم روى عنه سالم بن أبي الجعد وجبير بن نفير وسليم بن عامر وآخرون وقال بن سعد شهد القادسية وافتتح حمص وله ذكر في البخاري في صلاة الخوف وذكر خليفة أنه كان عاملا على حمص نحوا من عشرين سنة وقال أبو عمر شهد صفين مع معاوية وله بها أثر عظيم وقال أبو عامر الهوزني حضرت مع حبيب بن مسلمة جنازة شرحبيل وقال أبو داود مات بصفين وقال يزيد بن عبد ربه مات سنة أربعين وقال غيره سنة اثنتين وأربعين وقال صاحب تاريخ حمص سنة ست وثلاثين قلت وهو غلط فإنه ثبت أنه شهد صفين وكانت سنة سبع وثلاثين وفي ذلك يقول النجاشي الشاعر يخاطب شرحبيل شرحبيل ما للدين فارقت أمرنا ولكن لبغض المالكي جرير يعني جرير بن عبد الله البجلي وكان علي أرسله إلى معاوية في طلب بيعة أهل الشام وإنما نسبه مالكيا لأنه من ذرية مالك بن سعد بن بدر بطن من بجيلة وكان ما بين شرحبيل وجرير متباعدا وذكره بن حبان في الصحابة وقال كان عاملا على حمص ومات بها شرحبيل بن عبد الله هو بن حسنة تقدم شرحبيل بن عبد الرحمن الجعفي كذا سمى بن منده وابن فتحون أباه وقال العسكري شرحبيل بن أوس وقال بن السكن له صحبة وقال بن حبان يقال له صحبة وروى البخاري في تاريخه وابن السكن والطبراني من طريق حماد بن يزيد المنقري عن مخلد بن عقبة بن عبد الرحمن بن شرحبيل الجعفي عن جده عبد الرحمن عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم وبكفي سلعة فقلت يا رسول الله إن هذه السلعة قد آذتني تحول بيني وبين قائم السيف فقال أدن فدنوت فوضع يده على السلعة فما زال يطحنها بكفه حتى رفع وما أدري أين أثرها وذكره البغوي بلاغا فيمن اسمه شرحبيل شرحبيل جد مخلد بن عقبة يروي عنه حماد بن يزيد المنقري وكذلك أخرجه الطبراني من طريق حماد بن زيد عن مخلد بن عقبة بن شرحبيل عن جده شرحبيل فذكره حديث الأعرابي في قوله شيخ كبير به حمي تفور وحديث من تعذرت عليه الضيعة وقال أبو عمر شرحبيل يقال شراحيل له حديث في علامات النبوة في قصة السلعة التي كانت في يده وقال بن منده جاء بهذا الإسناد (3/200)
<201> عدة أحاديث قلت وروى بن السكن من هذا الوجه حديثا آخر متنه من أعيت عليه التجارة فعليه بعمان وقال له صحبة وقال في إسناده عن أبيه عن جده شرحبيل بن عقبة والصواب عن مخلد بن عقبة بن شرحبيل عن جده شرحبيل وذكره البغوي عن كتاب محمد بن إسماعيل قال شرحبيل أو عبد الرحمن بن شرحبيل سكن البصرة ولم يذكر له حديثا شرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك الثقفي قال بن سعد نزل الطائف وله صحبة ومات سنة ستين وكذا ذكره بن شاهين وقال بن أبي حاتم عن أبيه روى عنه ولم يذكر شيئا وقال بن حبان كان ممن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات سنة ستين وأمه رائطة بنت وهب بن معتب وقال أبو عمر له حديث في الاستغفار بين كل سجدتين وليس مما يحتج بإسناده قال وكان أحد الخمسة الذين بعثتهم ثقيف بإسلامهم شرحبيل بن مرة تقدم في شراحيل شرحبيل بن معد يكرب يأتي في عفيف قال البغوي بلغني أن اسم عفيف الكندي شرحبيل شرحبيل غير منسوب ذكره أبو موسى في الذيل فقال أورده أبو أحمد الغساني في الصحابة وروى أبو نعيم من طريق عباد بن كثير عن مصعب بن شرحبيل عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابتاع سرقة أو خيانة وهو يعلم أنها خيانة فقد شرك في إثمها وعارها إسناده ضعيف وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه إسحاق بن أبي فروة في كامل بن عدي شرحبيل آخر غير منسوب قال بن منده له ذكر في الصحابة وأخرج من طريق موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله عن بن أبي مليكة عن شرحبيل قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قدم في النصف من صفر فجاءه جبرائيل فذكر حديثا طويلا شرحبيل الضبابي يقال إنه اسم ذي الجوشن حكاه البغوي وأبو نعيم تقدم في الذال المعجمة شريح بن أبرهة اليافعي قال بن منده له صحبة وشهد فتح مصر قاله بن يونس وروى بن قانع وأبو نعيم من طريق شرقي بن قطامي عن عمرو بن قيس عن محل بن وداعة عن شريح بن أبرهة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر في أيام التشريق من صلاة الظهر يوم النحر حتى خرج من مني وإسناده ضعيف وأخرج بن منده من طريق الفضل بن عبد الله عن عمرو بن قيس الملائي عن المحل بن وداعة سمعت شريحا الحميري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع فذكر حديثا في التلبية قلت قد أخرجه بن عدي في ترجمة عمرو بن شمر عن عمرو بن قيس فزاد في إسناده معاذ بن جبل جعله في مسنده وزعم أبو نعيم أن الصواب في المحل بن وداعة أنه بغير لام ووقع عند أبي عمر شريح بن أبي وهب حديثه عند عمرو بن قيس عن المحل بن وداعة عنه فلعل أبرهة يكنى أبا وهب ويافع من حمير (3/201)
<202> شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن عمرو بن معاوية بن ثور وهو كندة أبو أمية القاضي نسبه بن الكلبي وساق له أبو أحمد الحاكم نسبا مخالفا لهذا ويقال إنه شريح بن الحارث بن شراحيل من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن وكان حليف كندة مختلف في صحبته قال بن السكن روى عنه خبر يدل على صحبته وقال بن منده ولاه عمر القضاء وله أربعون سنة وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ولم يسمع عنه قلت وهذا هو المشهور ولكن روى بن السكن وغير واحد من طريق علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي حدثنا أبي عن أبيه معاوية عن أبيه ميسرة عن أبيه شريح قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن لي أهل بيت ذوي عدد باليمن قال جيء بهم فجاء بهم والنبي صلى الله عليه وسلم قد قبض وأخرج أبو نعيم بهذا الإسناد إلى شريح قال وليت القضاء لعمر وعثمان وعلي فمن بعدهم إلى أن استعفيت من الحجاج وكان له يوم استعفى مائة وعشرون سنة وعاش بعد ذلك سنة وقال بن المديني ولي قضاء الكوفة ثلاثا وخمسين سنة ونزل البصرة سبع سنين يقال إنه تعلم من معاذ إذ كان باليمن وقال بن السكن أخبار شريح كثيرة في أيام عمر وعثمان وعلي غير أني لم أجد ما يدل على لقيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم غير هذا والله أعلم بصحته وكان قاضي عمر على العراق يقال إنه عاش مائة وعشرين سنة ومات سنة ثمان وسبعين في قول الواقدي وجماعة وقال بن معين كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه وقال العجلي كوفي تابعي ثقة وقال بن المديني قضى لزياد بالبصرة سبع سنين وقضى بالكوفة ثلاثا وخمسين سنة وقد روى شريح عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم روى عنه أبو وائل وقيس بن أبي حازم والشعبي ومجاهد وابن سيرين وآخرون وقال حنبل عن بن معين هو أسن من شريح بن هانئ ومن شريح بن أرطاة وقال أبو حصين كان شاعرا فائقا وقال بن سيرين كان كوسجا وقال أبو إسحاق السبيعي عن هبيرة بن يريم قال علي لشريح أنت أقضى العرب وقال عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء أتانا زياد بشريح فقضى فينا يعني البصرة سنة لم يقض فينا قبله مثله ولا بعده قال أبو نعيم وجماعة مات سنة ثمان وسبعين وقال خليفة سنة ثمانين وقال المديني سنة اثنتين وثمانين ويقال سنة تسع وتسعين وقيل غير ذلك وادعى حفيده علي بن عبد الله وليس بعمدة أنه بقي إلى بعد سنة تسعين شريح بن أبي شريح الحجازي قال البخاري وأبو حاتم له صحبة وروى البخاري في التاريخ من طريق عمرو بن دينار وأبو الزبير سمع شريحا رجلا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال كل شيء في البحر مذبوح وعلقه في الصحيح ورواه الدارقطني وأبو نعيم من طريق بن جريج عن أبي الزبير عن شريح وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه مرفوعا والمحفوظ عن أبي جريج موقوف أيضا أشار إلى ذلك أبو نعيم شريح بن ضمرة المزني قال أبو عمر هو أول من قدم بصدقة مزينة على النبي صلى الله عليه وسلم (3/202)
<203> شريح بن عامر بن قيس بن عامر بن عمير وعند بن قانع شريح بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن عامر بن صعصعة السعدي من بني سعد بن بكر قال أبو عمر له صحبة وولاه عمر البصرة وقتل بالأهواز وروى عمر بن شبة من طريق قتادة قال كان قطبة بن قتادة كتب إلى عمر يستمده فوجه بشريح بن عامر السعدي من بني سعد بن بكر فقال له كن ردءا للمسليمن فأقبل إلى البصرة ثم سار إلى الأهواز فقتلوه بها وهو جد القاسم بن سليمان شريح بن عامر ذكره البغوي وقال بلغني أنه اسم ذي اللحية الكلاعي يعني الذي تقدم في الذال المعجمة وبهذا جزم بن قانع وابن الكلبي كما تقدم شريح بن عمرو الخزاعي ذكره بن شاهين في الصحابة وأورد من طريق بن شهاب عن سلمة بن يزيد أحد بني سعد بن بكر أنه أخبره أن شريح بن عمرو الخزاعي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح لقوا رجلا من هذيل كانوا يطلبونه بذحل في الجاهلية فقدم ليبايع على الإسلام فقتلوه فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد غضبه فلما كان العشاء قام فأثنى على الله بما هو أهله فذكر الحديث قال شريح فواده النبي صلى الله عليه وسلم وروى بن شاهين أيضا من طريق بن إسحاق عن سعيد المقبري عن شريح بن عمرو الخزاعي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره الحديث قال أبو موسى في الذيل هذان الحديثان مشهوران عن أبي شريح واسمه خويلد بن عمرو الخزاعي وليس العجب من وهم بن شاهين فيهما وإنما العجب كيف وقعا قلت لم يهم بن شاهين وإنما تبع ما وقع والحديث الثاني غلط بلا ريب فإنه بهذا الإسناد والمتن مخرج في الصحيح من رواية أبي شريح وأما الأول فسياقه مخالف سندا ومتنا فيحتمل احتمالا بعيدا أن يكون آخر شريح بن مالك بن ربيعة وهو أحد ما قيل في اسم بن أم مكتوم وقد ذكرت قائل ذلك في عبد الله بن شريح شريح بن مرة بن سلمة بن مرة بن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية الكندي وهو شريح بن المكدد قال بن الكلبي قيل له المكدد ببيت قاله وهو سلوني فكدوني فإني لباذل لكم ما حوت كفاي في اليسر والعسر قال ولشريح وفادة وكذا قال الطبري واستخلفه الأشعث بن قيس على أذربيجان شريح بن أبي وهب الحميري تقدم في بن أبرهة شريح الحضرمي جاء ذكره في حديث صحيح أخرجه النسائي من طريق الزهري عن السائب بن يزيد أن شريحا الحضرمي ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ذاك رجل لا يتوسد القرآن وهكذا قال أكثر أصحاب الزهري وأخرجه البغوي والطبراني وابن منده وغيرهم وقال النعمان بن راشد عن الزهري عن السائب ذكر مخرمة بن شريح وهو وهم منه كذا قال بن منده (3/203)
<204> هنا وأخرج في ترجمة مخرمة بن شريح عن أبي الطاهر بن المدائني عن يونس بن عبد الأعلى عن بن وهب عن يونس عن الزهري الحديث فقال مخرمة بن شريح وكأنه وهم من بن منده فإنا رويناه في الجزء الثالث عشر من الخلعيات عن أبي الطاهر شيخه بهذا الإسناد فقال ذكر شريح فأما طريق النعمان فأخرجها الطبراني موصولة بهذا الإسناد قال أبو نعيم بعد أن أخرجه عن الطبراني كذا قال النعمان والصواب ما رواه بن المبارك ومن تابعه عن يونس قلت قد رواه البغوي من طريق الليث عن يونس كما قال قال النعمان بن راشد فالله أعلم شريح الكلابي هو ذو اللحية تقدم شريح غير منسوب ذكره أبو عمر فقال روى واصل الأحدب عن أبي وائل عن شريح رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى يا بن آدم امش إلى أهرول إليك الحديث قال أبو عمر لا أدري أهو أحد هؤلاء أم لا يعني وكان قدم ذكر شريح الحضرمي وشريج الحجازي وشريح بن عامر وشريح بن أبي وهب الشريد بن سويد الثقفي قال بن السكن له صحبة حديثه في أهل الحجاز سكن الطائف والأكثر أنه الثقفي ويقال إنه حضرمي حالف ثقيفا وتزوج آمنة بنت أبي العاص بن أمية ويقال كان اسمه مالكا فسمي الشريد لأنه شرد من المغيرة بن شعبة لما قتل رفقته الثقفيين فروى عبد الرزاق في الجهاد عن معمر عن الزهري قال صحب المغيرة قوما في الجاهلية فقتلهم الحديث قال معمر وسمعت أنهم كانوا تعاقدوا معه ألا يغدر بهم حتى يعلمهم فنزلوا منه منزلا فجعل يحفر بنصل سيفه فقالوا ما هذا قال أحفروا قبوركم فلم يفهموها وأكلوا وشربوا وناموا فقتلهم فلم ينج منهم أحد إلا الشريد فلذلك سمي الشريد وذكر الواقدي القصة مطولة وفيها أنهم كانوا دخلوا مصر جميعا فحباهم المقوقس وأكرمهم سوى المغيرة فقصر به فحنق عليهم ذلك ففعل بهم ما فعل قال البغوي سكن الطائف والمدينة وله أحاديث روى مسلم وغيره من طريق عمرو بن الشريد عن أبيه قال استنشدني النبي صلى الله عليه وسلم شعر أمية بن أبي الصلت وفي بعض طرقه في مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه وعلق له البخاري حديثا لي الواجد يحل عرضه وعقوبته ووصله النسائي وغيره وعند أبي داود من حديث الشريد بن سويد قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا قد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري الحديث ومن حديثه أيضا أفضت مع النبي صلى الله عليه وسلم فما مست قدماه الأرض حتى أتى جمعا وله عند النسائي رجمت امرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلما فرغنا منها جئناه فذكر الحديث وقال أبو نعيم شهد بيعة الرضوان ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه الشريد وروى عنه أيضا أبو سلمة بن عبد الرحمن وعمرو بن نافع الثقفي وغيرهما ووقع ذكر الشريد من بني سليم في شعر هوذة الآتي ذكره في الهاء وأظن أنه هذا شريط بفتح أوله بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي والد نبيط له ولنبيط صحبة قال (3/204)
<205> بن السكن له صحبة ورواية وهو معدود في الكوفيين وروى أحمد من طريق نبيط بن شريط قال إني رديف أبي في حجة الوداع إذ تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعت يدي على عاتق أبي فسمعته يقول إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام الحديث وأخرجه البغوي وابن السكن من وجه آخر فقال عن نبيط بن شريط عن أبيه شريط بن أنس وقال بن السكن لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث وروى بن منده من طريق وكيع سمعت سلمة بن نبيط يقول أبي وجدي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن طريق عبد الحميد الحماني عن سلمة قال كان أبي وجدي وعمي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا أخرجه أحمد في كتاب الزهد عن الحماني شريق بوزن الذي قبله والد حبيبة ذكره البغوي في الصحابة وجرى ذكره في مسند أحمد وفي مسند بديل بن ورقاء قال حدثنا أبو سعيد حدثنا سعيد بن سلمة حدثني مولى لآل عمر حدثنا صالح بن كيسان عن عيسى بن مسعود عن الحكم الزرقي عن جدته حبيبة بنت شريق أنها كانت مع أبيها يعني في حجة الوداع فإذا بديل بن ورقاء على العضباء الحديث وأخرجه البغوي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه بهذا ورواه عبد الله بن رجاء عن سعيد بن سلمة بهذا الإسناد فقال إنها كانت مع أمها أمته العجماء ويجمع بأنها ذكرت أباها مرة وأمها مرة فالله أعلم شريك بوزن الذي قبله بن أبي الأغفل بن سلمة بن عمرة بن قرط بن الحارث بن عبد يغوث التجيبي الشاعر قال بن يونس وابن الكلبي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وزاد بن يونس وشهد فتح مصر وقال المرزباني إنه مخضرم وأنشد له أبياتا في أمر الردة التي كانت باليمن وله ذكر في قصة أوردها المعافى في الجليس من طريق عبد الله بن محمد بن أبي عبيدة بن عمار قال دخل عمرو بن معد يكرب على عمر وعنده الربيع بن زياد وشريك بن أبي الأغفل شريك بن أبي الحيسر أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي قال بن الكلبي شهد هو وابنه عبد الله أحدا وقال بن السكن هو من الصحابة وليست له رواية وأورده بن شاهين من طريق محمد بن يزيد عن رجاله كما قال بن الكلبي وزاد أن أخاه الحارث شهد بدرا شريك بن حنبل العبسي ذكره الترمذي والبغوي في الصحابة وزاد البغوي سكن الكوفة وروى البغوي وابن شاهين وابن منده من طريق يونس بن أبي إسحاق عن عمير بن تميم عن شريك بن حنبل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن المسجد قال ورواه قيس بن الربيع وغيره عن أبي إسحاق عن عمير عن شريك عن علي وقال بن السكن روى عنه حديث واحد قيل فيه عن شريك عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل فيه عن شريك عن علي وهو معدود في الكوفيين وقال أبو حاتم والعسكري لا تثبت له صحبة وقد أدخله بعضهم في المسند وحديثه مرسل قلت وأشار إليه الترمذي في الأطعمة وهو عند الطبري في تهذيبه من مسند عمرو ولا يصح الجزم بأن حديثه مرسل مع تصريحه بالسماع إلا إن كان المراد أن راوي التصريح ضعيف قال (3/205)
<206> البخاري قال بعضهم شريك بن شرحبيل وهو وهم وذكره بن سعد وابن حبان في التابعين شريك بن سحماء بفتح السين وسكون الحاء المهملتين وهي أمه واسم أبيه عبدة بن مغيث بن الجد بن العجلان البلوي حليف الأنصار له ذكر في حديث بن عباس في الصحيحين من طريق هشام بن حسان عن عكرمة عن بن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته بشريك بن سحماء وتابعه عباد بن منصور عن عكرمة وقال أيوب عن عكرمة مرسل ورواه مسلم والنسائي من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أنس وفيه وكان شريك أخا البراء بن مالك لأمه ونقل أبو نعيم أن بعضهم زعم أن شريكا صفة لهذا الرجل لا اسم وإنما كان بينه وبين بن سحماء شركة فقيل له شريك بن سحماء فعلى هذا يتعين كتابه ألف بين شريك وابن سحماء ولكنه قول شاذ وقد يتقوى بأن البراء بن مالك كان أخا أنس بن مالك شقيقه فعلي هذا فأمهم جميعا أم سليم ولم ينقل أن أم سليم تزوجت عبدة بن مغيث قط لكن يجاب عن هذا بأنه كان أخا البراء لأمه من الرضاعة وقد ذكر بن الكلبي وغيره أن أم إبراهيم بن عربي الذي كان والي اليمامة لبعد الملك بن مروان فاطمة بنت شريك بن سحماء وذكروا أيضا لفاطمة بنت شريك خبرا يوم الدار وأنها حملت مروان بن الحكم لما ضرب يوم الدار فسقط فأدخلته بيتا حتى سلم من القتل ويقال إن شريك بن سحماء بعثه أبو بكر الصديق رسولا إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة ويقال إنه شهد مع أبيه أحدا وروى ذلك بن سعد عن الواقدي بسند له قال فبعث أبو بكر إلى خالد أن يسير من اليمامة إلى العراق وبعث عهده مع شريك بن عبدة العجلاني وكان شريك أحد الأمراء بالشام في خلافة أبي بكر وبعثه عمر رسولا إلى عمرو بن العاص حين أذن له أن يتوجه إلى فتح مصر ذكره بن عساكر ولم ينبه على أنه بن سحماء فكأنه عنده آخر شريك بن سلمة يأتي بعد قليل شريك بن سمي الغطيفي بالمعجمة ثم المهملة مصغرا المرادي قال بن يونس وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان على مقدمة عمرو بن العاص في فتح مصر وفي كتاب مصر أن شريك بن سمي استأذن عمرا في الزرع فلم يأذن له فزرع بغير إذن فكتب عمرو إلى عمر يخبره بذلك فكتب إليه ابعث إلي به فبعث به وهو في غاية الجزع فلما وقف عليه قال من أي الأجناد أنت قال من جند مصر قال فلعلك شريك بن سمي قال نعم قال لأجعلنك نكالا قال وتقبل مني ما قبل الله من العباد قال وتفعل قال نعم فكتب إلى عمرو إن شريكا جاءني تائبا فقبلت منه شريك بن طارق بن سفيان الحنظلي ويقال الأشجعي ويقال المحاربي والأول أصح ويقال إنه بن قرط بن ثعلبة بن عوف بن سفيان بن أسيد بن عامر بن ربيعة بن حنظلة بن تميم وساق له بن قانع نسبا إلى بكر بن وائل وليس هو بعمدة في النسب ولا السند ذكره الواقدي وخليفة بن خياط وابن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة ونسبه خليفة أشجعيا وقال بن السكن سويد بن طارق روى عنه زياد بن علاقة وعبد الملك بن عمير ولا صحبة له وأخرج حديثه حسين بن محمد القباني (3/206)
<207> في الوحدان من الصحابة والبغوي والبخاري في تاريخه وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه وتاريخه والباوردي وابن قانع والطبراني فرووه كلهم من طريق زياد بن علاقة عن شريك بن طارق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وله شيطان الحديث قال البغوي ليس له مسند غيره ووقع في رواية البخاري وغيره عن شريك بن طارق الحنظلي وذكر بن أبي حاتم في حرف الشين شريك بن طارق روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقال روى عن فروة بن نوفل عن عائشة وقال في حرف الطاء طارق بن شريك ويقال شريك بن طارق روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وروى أيضا عن فروة بن نوفل وروى عنه زياد بن علاقة قلت رواية زياد الأولى لم تختلف في أنها عن شريك وطارق والعمدة في كونه صحابيا على قول الواقدي ومن وافقه وأما جزم بن أبي حاتم بأنه مرسل فهو لكونه لم يرد في شيء من طرقه تصريحه بالتحديث وانضم إلى ذلك أنه روى عن فروة عن عائشة ولكن هو مبني على أنهما واحد ثم لا يلزم من كونه روى عن فروة ألا يكون له صحبة فقد يكون من رواية الأكابر عن الأصاغر وقد أخرجه الضياء في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين وذكر بن فتحون في أوهام بن عبد البر أنه وحد بين الحنظلي والأشجعي وأنه وهم في ذلك وأن الباوردي فرق بينهما فروى في ترجمة الحنظلي حديثا وفي الأشجعي حديث آخر غيره قلت وراوي كل منهما غير راوي الآخر وهذا إن كان كما قال وأرد والله أعلم شريك بن طارق الأشجعي آخر ذكر في الذي قبله شريك بن الطفيل بن الحارث الأزدي ويقال في نسبه غير ذلك كما سيأتي في الطفيل يأتي ذكره في ترجمة أمه أم شريك بنت أبي بكر العامرية القرشية في كنى النساء ز شريك بن عبد الرحمن الصباحي ذكر الرشاطي عن أبي عبيدة أنه كان ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشج ولم يذكره أبو عمرو ولا بن فتحون شريك بن عبد عمرو بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي الأنصاري قال بن الكلبي شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم أحدا هو وأخوه أبو ثابت وذكره بن شاهين ووقع عند أبي موسى شريك بن عبد الله وهو تغيير في اسم أبيه شريك بن عبدة العجلاني تقدم في شريك بن سحماء شريك بن أبي العكر واسمه سلمة بن سلمى الأزدي ثم الدوسي ذكره خليفة بن خياط في السحابة وقال أمه أم شريك التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم يعني ولم يدخل بها ويأتي له ذكر في ترجمة أمه أم شريك شريك بن وائلة الهذلي ذكره بن شاهين في الصحابة وأورد بإسناد صحيح عن بن إسحاق عن الزهري أنه حدثه قال حدثت عن المغيرة بن شعبة قال قدمت على عمر فوجدته لا يورث الجدتين فحدثته بحديث حمل بن النابغة فقال لتأتيني على ذلك ببينة فقال تمهل حتى الموسم قال (3/207)
<208> فأقبل رجل من هذيل يقال له شريك بن وائلة فقص على عمر قصة حمل بن النابغة قال وأقبل إليه رجل من بني كلاب يقال له زرارة بن جزء فحدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورث امرأة أشيم من دية زوجها قلت ساقه مطولا وأنا اختصرته شريك غير منسوب قال بن السكن رجل من الصحابة روى عنه حديث في إسناده نظر مخرجه عن أهل أصبهان وقال بن شاهين شريك لا أعرف اسم أبيه وهو من الصحابة ثم أخرج هو وابن السكن وابن منده من طريق يعقوب القمي عن عيسى بن جارية بالجيم عن شريك رجل من الصحابة وفي رواية بن منده عن شريك رجل له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من زنى خرج من الإيمان الحديث رجاله ثقات ووقع في رواية بن شاهين زيادة عتبة الرازي بين يعقوب وعيسى وكذا وقع في رواية بن قانع ولم ينسب في شيء مما وقفت عليه وقد أورد بن عبد البر حديثه هذا في ترجمة شريك بن طارق وليس بجيد لأن الأئمة لم يذكروا لهذا راويا إلا عيسى بن جارية فدل على أن هذا غيره ولم ينبه بن فتحون في أو همام بن عبد البر على وهمه في هذا الشين بعدها الصاد والطاء شصار الجني تقدم ذكره في ترجمة خنافر بن التوءم الحميري في القسم الأول من حرف الخاء المعجمة شطب الممدود أبو طويل الكندي قال بن السكن يقال له صحبة حديثه في الشاميين وروى البغوي وابن زبر وابن السكن أبي عاصم البزار والطبراني من طريق عبد الرحمن بن جبير عن أبي طويل شطب المدود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها فهل له من توبة قال فهل أسلمت قال نعم قال تفعل الخيرات وتترك السيئات يجعلهن الله لك خيرات كلها قال وغدراتي وفجراتي قال نعم قال الله أكبر قال بن السكن لم يروه غير أبي نشيط يعني عن المغيرة عن صفوان بن عمرو قلت وهو حصر مردود فقد أخرجه الطبراني من غير طريقه وقال بن منده غريب تفرد به أبو المغيرة قلت هو على شرط الصحيح وقد وجدت له طريقا أخرى قال بن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن حدثنا عبيد الله بن جرير حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا نوح بن قيس عن أشعث بن جابر عن مكحول عن عمرو بن عبسة قال إن شيخا كبيرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعم على عصا فقال يا نبي الله إن لي غدرات وفجرات فهل تغفر لي الحديث وهذا ليس فيه انقطاع بين مكحول وعمرو بن عبسة قال البغوي أظن أن الصواب عن عبد الرحمن بن جبير أن رجلا أتى النبي (3/208)
<209> صلى الله عليه وسلم طويلا شطبا والشطب يعني في اللغة المدود يعني فظنه الراوي اسما فقال فيه عن شطب أبي طويل الشين بعدها العين شعبل بن أحمر التميمي تقدم ذكره في ترجمة أبيه أحمر واختلف في شعبل فقيل بالتصغير وقيل بوزن أحمر وبالموحدة شعبة العنبري مضى ضبطه وسياق نسبه في ترجمة ولده ذؤيب وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم لذؤيب بارك الله فيك ومتع بك أبويك شعيب بن عمرو الحضرمي ذكره بن أبي عاصم والبغوي والطبراني وغيرهم في الصحابة وقال أبو عمر لا يصح حديثه وقال بن منده في إسناده نظر وأخرج هو وابن أبي عاصم والطبراني من طريق عائذ بن شريح سمعت أنسا وشعيب بن عمرو وناجية الحضرمي يقولون رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بالحناء الشين بعدها الفاء والقاف شفي الهذلي والد النضر قال أبو عمر يعد في أهل المدينة ذكره بعضهم في الصحابة ولا يصح انتهى وروى الواقدي من طريق النضر بن شفي عن أبيه قال خرجنا في عير إلى الشام فلما كنا بعمان عرسنا من الليل فإذا بفارس يقول أيها الناس هبوا فليس ذا بحين رقاد قد خرج أحمد وطردت الجن كل مطرد ففزعنا ورجعنا إلى أهلنا فإذا هم يذكرون خبر النبي صلى الله عليه وسلم وأنه بعث قلت فهذا يدل على إدراك زمن البعثة النبوية ووصفه بسكنى المدينة يشعر باللقاء شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال كان اسمه صالح بن عدي قال مصعب وكان حبشيا يقال أهداه عبد الرحمن بن عوف لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال اشتراه منه فأعتقه بعد بدر ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم ورثه من أبيه هو وأم أيمن ذكر ذلك البغوي عن زيد بن أخرم سمعت بن داود يعني عبد الله الخريبي يقول ذلك قلت وهذا يرد قول من قال اشتراه ومن قال أهدى له وذكر بن سعد من رواية أبي بكر بن الجهم أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على جمع ما يوجد في رجال أهل المريسيع وعلى جمع الذرية ناحية وكان فيمن حضر (3/209)
<210> غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنه وقال أبو معشر شهد بدرا وهو عبد فلم يسهم له وقال أبو حاتم يقال إنه كان على الأسارى يوم بدر وكذا حكى بن سعد وزاد لم يسهم له لكونه مملوكا لكن كان كل من افتدى أسيرا وهب له شيئا فحصل له أكثر مما حصل لمن شهد القسمة وفي الترمذي عن شقران قال أنا والله طرحت القطيفة تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر ورواه بن السكن من طريق بن إسحاق عن الزهري عن علي بن الحسين قال نزل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس والفضل وشقران وأوس بن خولى وكان شقران قد أخذ قطيفة كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فدفنها في قبره وروى أحمد من طريق عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن شقران قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم متوجها إلى خيبر على حمار يصلي يومئ عليه إيماء قال البغوي سكن المدينة ويقال كانت له دار بالبصرة قلت روى عنه أيضا عبيد الله بن أبي رافع الشين بعدها الكاف شكل بفتحتين بن حميد العبسي صحابي نزل الكوفة قال بن السكن هو من رهط حذيفة بن اليمان له صحبة حديثه في الكوفيين وروى أصحاب السنن من طريق بلال بن يحيى العبسي عن شتير بالمعجمة والمثناة مصغرا عن أبيه شكل بن حميد قال قلت يا رسول الله علمني دعاء وفي رواية الترمذي تعوذا أتعوذ به الحديث قلت وله رواية عن علي الشين بعدها الميم الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان بن أمامة بن عمرو بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان الغطفاني يكنى أبا سعيد وأبا كثير وأمه معاذة بنت بجير بن خلف من بنات الخرشب ويقال إنهن أنجب نساء العرب كان شاعرا مشهورا قال أبو الفرج الأصبهاني أدرك الجاهلية والإسلام وقال يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم تعلم رسول الله أنا كأننا أفأنا بأنمار ثعالب ذي غسل تعلم رسول الله لم تر مثلهم أجر على الأدنى وأحرم للفضل قال بن عبد البر وأنمار رهط كان يهجوهم وذو غسل قرية لبني تميم وأنمار قومه وهم أنمار بن بغيض والشماخ لقب واسمه معقل وقيل الهيثم وذكر بن عبد البر هذا البيت في أبيات لأخيه مزرد وذكر في أواخر ترجمة النابغة الجعدي ما يقتضي أن له صحبة فإنه قال لم يذكر أحمد بن زهير يعني بن أبي خيثمة لبيد بن ربيعة ولا ضرار بن الخطاب ولا بن الزبعري لأنهم ليست لهم رواية قال وكذلك الشماخ بن ضرار وأخوه مزرد وأبو ذؤيب الهذلي قال وذكر محمد بن سلام الجمحي النابغة والشماخ ومزردا ولبيدا (3/210)
<211> طبقة واحدة انتهى وهو كما قال ذكرهم في الطبقة الثالثة لكن لا يدل ذلك على ثبوت صحبة الشماخ إلا أن العمدة فيه على البيت الذي أنشده أبو الفرج وقال بن سلام كان الشماخ أشد كلاما من لبيد إلا أن فيه كزازة وكان لبيد أسهل منطقا منه وقال الحطيئة في وصيته أبلغوا الشماخ أنه أشعر غطفان وذكر بن سلام للشماخ قصة مع امرأته في زمن عثمان وأنها ادعت عليه الطلاق فألزمه كثير بن الصلت اليمين فتلكأ ثم حلف وقال يقولون لي احلف ولست بفاعل أخاتلهم عنها لكيما أنالها ففرجت هم النفس عني بحلفة كما شقت الشقراء عنها جلالها وقال المرزباني اسم الشماخ معقل وكان شديد متون الشعر صحيح الكلام وأدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه وقال إنه توفي في غزوة موقان في زمن عثمان وشهد الشماخ القادسية وهو القائل في عرابة الأوسي رأيت عرابة الأوسي يسمو إلى الخيرات منقطع القرين إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين وكان قدم المدينة فأوقر له عرابة راحلته تمرا وبرا وكساه وأكرمه قال أصحاب المعاني قوله باليمين أي بالقوة ومنه لأخذنا منه باليمين وقصته معه مشهورة ورأيت في ديوان الشماخ وقال توفي رجل من بني ليث يقال له بكر أصيب بأذربيجان وكان الشماخ غزا أذربيجان مع سعيد بن العاص وفيه أيضا نزلت امرأة المدينة ومعها بنات لها وسيمات فجعلت للشماخ عن كل واحدة جزورا على أن يذكرهن فذكر له قصيدة وذكر فيه أيضا مهاجاة له مع الخليج بن سويد الثعلبي وهما يسيران مع مروان بن الحكم وهو حينئذ أمير المدينة وقال العتبي مما يتمثل به من شعر الشماخ قوله ليس بما ليس به بأس بأس ولا يضر البر ما قال الناس قالوا وهوى الشماخ امرأة اسمها كلبة بنت جوال أخت جبل بن جوال الشاعر التغلبي وغاب فتزوجها أخوه جزء فلم يكلمه بعد وماتا متهاجرين وروى الفاكهي بإسناد صحيح عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة أنها حجت مع عمر آخر حجة حجها فارتحل من الحصبة آخر الليل فجاء راكب فسأل عن منزله فأناخ به ورفع عقيرته يتغنى عليك سلام من أمير وباركت يد الله في ذاك الأديم الممزق الأبيات في رثاء عمر قالت عائشة فنظرنا مكانه فلم نجد أحدا فحسبته من الجن فنحل الناس هذه الأبيات الشماخ وأخاه جماع بن ضرار وروى عمر بن شبة هذه القصة فقال في آخرها أو أخاه جزء بن ضرار ورواه من وجه آخر عن عروة عن عائشة قالت ناحت الجن على عمر قبل أن يقتل فذكرت هذه الأبيات وقال بن الكلبي كان الشماخ أوصف الناس للحمر وللقوس وقال أبو الفرج في الأغاني كان للشماخ أخوان شقيقان جزء بن ضرار ومزرد بن ضرار واسمه يزيد وإنما لقب مزردا لقوله فقلت تزردها عبيد فإنني لزرد القوافي في السنين مزرد (3/211)
<212> شماس بن عثمان بن الشريد بن هرمي بن عامر بن مخزوم القرشي المخزومي قال الزبير بن بكار كان من أحسن الناس وجها وقال بن أبي حاتم من المهاجرين الأولين وذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا واتفقوا على أنه استشهد بأحد وشذ أبو عبيد فقال إنه استشهد ببدر وقال حسان يرثيه ويعزى فيه أخته أبقى حياءك في ستر وفي كرم فإنما كان شماس من الناس قد ذاق حمزة سيف الله فاصطبري كأسا رواء ككأس المرء شماس وأنشدها الزبير لحسان من طريق يعقوب بن محمد الزهري ثم أنشدها لزوج أخته أبي سنان بن حريق ومن طريق الضحاك بن عثمان فالله أعلم قال الزبير وكان عثمان هذا يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه يوم أحد فقال ما شبهته يومئذ إلا بالجنة يعني بضم الجيم وزاد في رواية ما أوتي من ناحية إلا وقاني بنفسه وهذا مما يؤيد أنه قتل بأحد وقد ذكر بن إسحاق في المغازي سبب تسميته شماسا وأن اسمه كان اسم أبيه عثمان وذكر الواقدي أنه لما قتل بأحد عاش يوما فحمل إلى المدينة فمات عند أم سلمة ودفن بالبقيع قال ولم يدفن به ممن شهد أحدا غيره وقال غيره ردوه إلى أحد فدفن به الشمردل بن قباث الكعبي النجراني ذكره الخطيب في المتفق في ترجمة قيس بن الربيع وساق من طريق محمد بن أيوب عن أبيه عن الضحاك بن عثمان عن المقبري عن نوفل بن مساحق عن فاطمة بنت حسان عن قيس بن الربيع عن الشمردل بن قباث الكعبي وكان في وفد نجران بني الحارث بن كعب قال فنزل الشمردل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي كنت كاهن قومي في الجاهلية وإني كنت أتطبب فما يحل لي فإنني تأتيني الشابة قال فصد العرق وتحسيم الطعنة إن اضطررت ولا تجعل في دوائك شبرما وعليك بالسنا ولا تداو أحدا حتى تعرف داءه قال فقبل ركبتيه فقال والذي بعثك بالحق أنت أعلم بالطب مني قال الخطيب في إسناده نظر قال بن الجوزي في العلل المتناهية في رواته مجاهيل قلت وقد أوردت كلامه في ترجمة قيس بن الربيع في لسان الميزان شمعون بمعجمتين ويقال بمهملتين وبمعجمة وعين مهملة أبو ريحانة مشهور بكنيته الأزدي ويقال الأنصاري ويقال القرشي قال بن عساكر الأول أصح قلت الأنصار كلهم من الأزد ويجوز أن يكون حالف بعض قريش فتجتمع الأقوال قال بن السكن نزل الشام حديثه في المصريين ذكر أبو الحسين الرازي والد تمام عن شيوخه الدمشقيين أنه نزل أول ما فتح دمشق دارا كان ولده يسكنونها ومنهم محمد بن حكيم بن أبي ريحانة وكان من كبار أهل دمشق وهو أول من طوى الطومار وكتب فيه مدرجا مقلوبا وقال البخاري في الشين المعجمة شمعون أبو ريحانة الأنصاري ويقال القرشي سماه بن أبي أويس عن أبيه نزل الشام له صحبة وذكر بن أبي حاتم عن أبيه نحوه وزاد وروى عنه أبو علي الهمداني وثمامة بن شفي وشهر بن حوشب قال أبو الحسن بن سميع في كتاب الصحابة (3/212)
<213> الذين نزلوا الشام أبو ريحانة الأسدي بسكون السين المهملة وهي بدل الزاي وقال بن البرقي كان يسكن بيت المقدس له خمسة أحاديث وقال بن حبان قيل اسمه عبد الله بن النضر وشمعون أصح وهو حليف حضرموت سكن بيت المقدس وقال الدولابي في الكنى أبو ريحانة اسمه شمعون وسمعت الجوزجاني يقوله وسمعت موسى بن سهل يقول أبو ريحانة الكناني وقال بن يونس شمعون الأزدي يكنى أبا ريحانة ذكر فيمن قدم مصر من الصحابة وما عرفنا وقت قدومه روى عنه من أهل مصر كريب بن أبرهة وعمرو بن مالك وأبو عامر الحجري ويقال بالعين وهو أصح وذكر بن ماكولا عن أحمد بن وزير المصري أنه ذكره فيمن قدم مصر من الصحابة وذكره البرديجي في حرف الشين المعجمة من الأسماء المفردة في الطبقة الأولى وأخرج عبد الغافر بن سلامة الحمصي في تاريخه من طريق عميرة بن عبد الرحمن الخثعمي عن يحيى بن حسان البكري عن أبي ريحانة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوت إليه تفلت القرآن ومشقته علي فقال لا تحمل عليك ما لا تطيق وعليك بالسجود قال عميرة قدم أبو ريحانة عسقلان وكان يكثر السجود وأخرج أحمد والنسائي والطبراني من طريق أبي علي الهمداني عن أبي ريحانة أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة قال فأوينا ذات ليلة إلى سرف فأصابنا برد شديد حتى رأيت الرجال يحفر أحدهم الحفرة فيدخل فيها ويلقي عليه حجفته فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يحرسنا اليلة فأدعو له بدعاء يصيب فضله فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله قال من أنت قال فلان قال أدنه فدنا فأخذ ببعض ثيابه ثم استفتح الدعاء فلما سمعت قلت أنا رجل قال من أنت قال أبو ريحانة قال فدعا لي دون ما دعا لصاحبي ثم قال حرمت النار على عين حرست في سبيل الله الحديث وروى بن المبارك في الزهد من طريق ضمرة بن حبيب عن مولى لأبي ريحانة الصحابي أن أبا ريحانة قفل من غزوة له فتعشى ثم توضأ وقام إلى مسجده فقرأ سورة فلم يزل في مكانه حتى أذن المؤذن فقالت له امرأته يا أبا ريحانة غزوت فتعبت ثم قدمت أفما كان لنا فيك نصيب قال بلى والله لكن لو ذكرتك لكان لك على حق قالت فما الذي شغلك قال التفكير فيما وصف الله في جنته ولذاتها حتى سمعت المؤذن وبه إلى ضمرة أن أبا ريحانة كان مرابطا بميافارقين فاشترى رسنا من قبطي من أهلها بأفلس وقفل حتى انتهى إلى عقبة الرستن وهي بقرب حمص فقال لغلامه دفعت إلى صاحب الرسن فلوسه قال لا فنزل عن دابته فاستخرج نفقة فدفعها لغلامه وقال لرفقته أحسنوا معاونته حتى يبلغ أهله وانصرف إلى ميافارقين فدفع الفلوس لصاحب الرسن ثم انصرف إلى أهله وقال إبراهيم بن الجنيد في كتاب الأولياء حدثنا أحمد بن أبي العباس الواسطي حدثنا ضمرة بن ربيعة عن عروة الأعمى مولى بني سعد قال ركب أبو ريحانة البحر وكانت له صحف وكان يخيط فسقط إبرته في البحر فقال عزمت عليك يا رب إلا رددت علي إبرتي فظهرت حتى أخذها شميحة الأنصاري تقدم في السين المهملة (3/213)
<214> شمير غير منسوب له حديث في مسند بقي بن مخلد قاله بن حزم واستدركه الذهبي قلت وأنا أخشى أن يكون هو سمير بن عبد المدان الراوي عن أبيض بن حمال فلعله أرسل حديثا ولم يتيقظ لذلك صاحب السند المذكور فقد وقع له من ذلك أشياء كثيرة الشين بعدها النون شنبر في شهاب شنتم غير منسوب بوزن أحمد ضبطه الدارقطني والبغوي وابن السكن وغيرهم بنون ثم مثناة وذكره بعضهم بالمثناة بالتصغير وروى البغوي وابن السكن وابن قانع من طريق همام عن شقيق بن ليث عن عاصم بن شنتم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد وقعت ركبتاه إلى الأرض قبل كفيه وإذا قام يصلي الركعتين اعتمد على فخذيه ونهض على ركبتيه قال البغوي وابن السكن ليس له غيره قال وروى شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر بعضه قلت وروى أبو داود من طريق همام عن محمد بن جحادة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال همام حدثنا شقيق حدثني عاصم بن كليب عن أبيه فذكر الحديث وفيه قال أبو داود وفي حديث أحدهما قال وأكثر علمي أنه في حديث محمد بن جحادة وإذا نهض نهض على ركبتيه انتهى وهذه الزيادة إنما هي في رواية عاصم بن شنتم فيغلب على الظن أنه إذا كتبه من حفظه وقع له فيه وهم وقال البغوي لا أعلم حدث به عن شريك إلا يزيد بن هارون ولم أسمع شنتم يذكر إلا في هذا الحديث وقال بن السكن لم يثبت وهو غير مشهور في الصحابة ولم أسمع به إلا في هذه الرواية فالله أعلم شن الجرشي حليف الأنصار ذكر وثيمة في الردة أنه شارك وحشي بن حرب في قتل مسيلمة قال وقال في ذلك ألم تر أني ووحشيهم قتلنا مسيلمة المفتتن فلست بصاحبه دونه وليس بصاحبه دون شن واستدركه بن فتحون الشين بعدها الهاء شهاب بن أسماء بن مر بن شهاب بن أبي شمر بن معد يكرب بن سلمة بن مالك بن الحارث بن معاوية الكندي قال بن الكلبي وابن سعد والطبري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وذكره بن شاهين (3/214)
<215> شهاب بن خرفة غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه فقال أنت مسلم بن عبد الله يأتي إسناده في الميم إن شاء الله تعالى شهاب بن زهير بن مذعور البكري روى بن منده وأبو نعيم من طريق محمد بن هشام عن عمير بن حاجب بن يزيد بن شهاب عن أبيه عن جده قال وفدت أنا وخمسة من بكر بن وائل أحدهم مرثد بن ظيبان قال وشهد مرثد حنينا وكساه النبي صلى الله عليه وسلم حلتين وكتب معه إلى بكر بن وائل أن أسلموا تسلموا وأخرج أبو بكر الشيرازي في الألقاب من طريق محمد بن يعقوب بن زياد بن حامد حدثني بهز بن حاجب بن يزيد بن شهاب بن زهير الذهلي حدثني أبي عن أبيه عن جده شهاب بن زهير قال هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة من بكر بن وائل وسيأتي في ترجمة مرثد بن ظبيان إن شاء الله تعالى شهاب بن عامر الأنصاري هو هشام يأتي ذكره غيره النبي صلى الله عليه وسلم شهاب بن كليب ويقال إنه بن المجنون المذكور بعده شهاب بن مالك يقال إنه يمامي ذكر بن أبي حاتم أن له صحبة ووفادة وأنه روى عنه حفيده بقير بن عبد الله بن شهاب بن مالك وروى علي بن سعيد العسكري والبغوي وابن قانع من طريق عمارة بن عقبة بن عمارة الحنفي عن بقير بن عبد الله بن شهاب بن مالك أنه حدثه قال حدثني جدي شهاب بن مالك أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وكان وفد إليه فقالت له أم كلثوم فذكر حديثا في ذم النساء وبقير ضبطه بن ماكولا بالموحدة والقاف مصغرا ووقع عند علي بن سعيد العسكري نفير بنون وفاء وعند بن أبي حاتم بعير بموحدة وعين مهملة وعند سعيد بن يعقوب في الصحابة يعيش وكله تصحيف شهاب بن المتروك أحد وفد عبد القيس قاله بن سعد قال واسم أبيه عباد بن عبيد شهاب بن المجنون الجرمي يقال إنه جد عاصم بن كليب قال بن حبان البغوي شهاب الجرمي جد عاصم بن كليب له صحبة وقال بن السكن شهاب الجرمي حديثه في الكوفيين يقال له صحبة وليس بمشهور في الصحابة وقال الطبراني يقال اسمه شهاب ويقال شبيب ويقال شتير وقال أبو عمر له ولأبيه صحبة ورواية وروى الترمذي وأبو يعلى والبغوي ومطين والباوردي والطبري وآخرون من طريق أبي معدان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن جده قال دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع يده على فخذه يشير بالسبابة ويقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال الترمذي والبغوي غريب تفرد به محمد بن حمران عن أبي معدان وأخرج بن السكن من طريق عباد بن العوام عن عاصم بن كليب بهذا الإسناد أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنظر إليه كيف يصلي الحديث في رفع اليدين حيال أذنيه وأخذ يمينه بشماله قال بن السكن رواه جماعة عن عاصم عن أبيه عن وائل بن حجر قلت رجاله موثقون إلا أن أبا داود قال عاصم بن كليب عن أبيه عن جده ليس بشيء (3/215)
<216> شهاب القرشي مولاهم نزيل حمص روى بن منده من طريق محفوظ بن علقمة عن بن عائذ قال قال عبد الله بن زغب كان شهاب القرشي أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كله فكان عامة الناس بحمص يقرءون منه قال بن منده غريب تفرد به نصر بن خزيمة شهاب آخر غير منسوب قال البغوي ذكره البخاري في الصحابة فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سكن مصر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الحديث وقال أبو عمر هو أنصاري روى الطبراني من طريق مسلم عن أبي الذيال عن أبي سفيان سمع جابر بن عبد الله يحدث عن شهاب رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل مصر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيى ميتا وروى بن منده من طريق حفص الراسبي قال قال جابر بن عبد الله لرجل يقال له شهاب أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فذكر نحوه قال فقال نعم فقال له جابر أبشر فإن هذا حديث لم يسمعه غيري وغيرك وزعم بن منده أن حفصا هذا أبو سنان قلت وفيه نظر فقد أخرجه الحسن بن سفيان من طريق أبي همام الراسبي وكان صدوقا حدثنا حفص أبو النصر عن جابر به وأتم منه شهاب العنبري والد حبيب روى عنه ابنه حبيب في مصنف بن أبي شيبة قال كنت أول من أوقد في باب تستر ورمى الأشعري فصرع فلما فتحوها أمرني على عشرة من قومي إسناده صحيح وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا من له صحبة الشين بعدها الواو شويفع غير منسوب ذكره الطبراني وأورد من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عمرو بن شويفع عن أبيه عن جده شويفع قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يستحي فيما قال أو قيل له فهو لغير رشدة تفرد به الوليد بن سلمة عنه وهو ضعيف نسبوه إلى وضع الحديث الشين بعدها الياء شيبان بن عباد بن شيبان بن خالد بن سالم بن مرة بن عبس بن الحارث بن بهثة بن سليم السلمي أمه أروى بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم ذكره خليفة في الصحابة واستدركه بن فتحون شيبان بن علقمة بن زرارة التميمي بن عم القعقاع بن سعيد بن زرارة ذكر أبو عبيد أن له وفادة وقد تقدم له ذكر في ترجمة خالد بن مالك شيبان بن مالك الأنصاري السلمي بفتحتين قال مسلم وابن حبان له صحبة زاد مسلم (3/216)
<217> كوفي وقال البغوي سكن الكوفة وهو جد أبي هبيرة يحيى بن عباد له حديث وقال بن منده يعد في الكوفيين وقال بن أبي حاتم شيبان السلمي المدني الأنصاري روى حديثه يحيى بن العلاء أحد الضعفاء عن إسماعيل بن إبراهيم بن عباد بن شيبان عن أبيه عن جده قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم آمنة بنت عبد المطلب روى عنه بن ابنه أبو هبيرة وابنه عباد بن شيبان والحديث الذي أشار إليه بن أبي حاتم أخرجه بن قانع من طريق حفص بن عمر عن يحيى بن العلاء بسنده المذكور وقال بن منده شيبان الأنصاري ثم ذكر أنه تقدم في ترجمة إبراهيم قلت لم يتقدم هنالك إلا رواية إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه بالحديث الذي ذكرته آنفا عن بن أبي حاتم وتعقبها أبو نعيم بأنه وهم والصواب عنده عن أبيه عن جده وهو عباد بن عباد بن شيبان وسيأتي وروى الحسن بن سفيان وابن السكن وابن شاهين وابن أبي خيثمة والطبراني في الأوسط من طريق أبي هبيرة عن جده شيبان قال دخلت المسجد فاستندت إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فتنحنحت فقال أبو يحيى قلت أبو يحيى قال هلم إلى الغداء قلت إني أريد الصوم قال وأنا أريد الصوم ولكن مؤذننا هذا في بصره سوء وإنه أذن قبل أن يطلع الفجر قال بن السكن ليس يروي عنه غيره وروى بن السكن من وجه آخر عن أشعث عن يحيى بن عباد عن شيبان عن أبيه عن جده فذكر نحوه في الإسناد عن أبيه وأشار إلى رجحان الرواية الأولى ويحيى بن عباد هو أبو هبيرة وذكر بن منده أن جنادة بن مروان رواه عن أشعث فقال عن يحيى بن عباد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا يحيى هلم إلى الغداء فجعل بن منده لعباد بن شيبان ترجمة بهذا السبب وسيأتي وقد أخرج بن منده من طريق ليث بن أبي سليم عن أبي هبيرة عن زيد بن ثابت حديثا غير هذا فالله أعلم شيبان بن محرز بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد العزى بن سحيم بن مرة بن الدئل بن حنيفة اليماني الحنفي والد علي بن شيبان قال أبو عمر حديثه يدور على محمد بن جابر قلت وقع في مسند بقي بن مخلد حديث وهو من رواية محمد بن جابر عن عبد الله بن بدر عن علي بن شيبان عن أبيه قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فرفع رجل رأسه قبله فلما انصرف قال من رفع رأسه قبل الإمام أو وضعه فلا صلاة له قلت وقد أخرج بن ماجة هذا الحديث من هذا الوجه لكن قال عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه وهو المعروف وولده علي صحابي وقد أخرج له أيضا أبو داود وغيره وأورد بن قانع في ترجمة شيبان حديثا آخر من رواية ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه عن شيبان رفعه لا صلاة لمن صلى خلف الصغير يعني وحده قلت وهذا الحديث أخرجه أحمد وابن حبان من هذا الوجه لكن ليس فيه عن شيبان وإنما فيه عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان فصحفت بن فصارت عن والله أعلم شيبة بن عبد الرحمن السلمي ذكره أبو نعيم وقال مختلف في صحبته وأورد له من طريق عبد الصمد بن سليمان المكي عن أبيه حدثنا شيبة بن عبد الرحمن السلمي قال كان رسول الله صلى الله (3/217)
<218> عليه وسلم يسمى الشاة بركة واستدركه أبو موسى شيبة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أبو هاشم مختلف في اسمه وممن سماه شيبة الطبراني مشهور بكنيته يأتي في الكنى شيبة بن عثمان وهو الأوقص بن أبي طلحة بن عبد الله بن عبد العزى بن عبد الدار القرشي العبدري الحجبي أبو عثمان قال بن السكن أمه أم جميل هند بنت عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار أخت مصعب بن عمير قال البخاري وغير واحد له صحبة أسلم يوم الفتح وكان أبوه ممن قتل بأحد كافرا ولبنته صفية بنت شيبة صحبة وكان شيبة ممن ثبت يوم حنين بعد أن كان أراد أن يغتال النبي صلى الله عليه وسلم فقذف الله في قلبه الرعب فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على صدره فثبت الإيمان في قلبه وقاتل بين يديه رواه بن أبي خيثمة عن مصعب النميري وذكره بن إسحاق في المغازي بمعناه وكذا أخرجه بن سعد عن الواقدي بإسناد له مطول وكذا ساقه البغوي بإسناد آخر عن شيبة وفيه فجئته من خلفه فدنوت ثم دنوت حتى إذا لم يبق إلا أن أتره بالسيف وقع لي شهاب من نار كالبرق فرجعت القهقري فالتفت إلي فقال تعال يا شيبة فوضع يده على صدري فرفعت إليه بصري وهو أحب إلى من سمعي وبصري الحديث قال بن السكن في إسناد قصة إسلامه نظر روى بن سعد عن هوذة عن عوف عن رجل من أهل المدينة قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم شيبة بن عثمان فأعطاه مفتاح الكعبة فقال دونك هذا فأنت أمين الله على بيته وقال مصعب الزبيري دفع إليه وإلى عثمان بن طلحة وقال خذوها بابني أبي طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم وذكر الواقدي أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه يوم الفتح لعثمان وأن عثمان ولي الحجابة إلى أن مات فوليها شيبة فاستمرت في ولده وروى بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال أسلم العباس وشيبة ولم يهاجرا أقام العباس على سقايته وشيبة على حجابته وقال يعقوب بن سفيان أقام شيبة للناس الحج سنة تسع وثلاثين قال خليفة وكان السبب في ذلك أن عليا بعث قثم بن العباس ليقيم للناس الحج وبعث معاوية يزيد بن شجرة فتنازعا فسعى بينهما أبو سعيد الخدري وغيره فاصطلحا على أن يقيم الحج شيبة بن عثمان ويصلي بالناس وقد روى شيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر روى عنه أبو وائل وابنه مصعب بن شيبة وحفيده مسافع بن عبد الله بن شيبة وعبد الرحمن بن الزجاج وآخرون قال خليفة وغير واحد مات سنة تسع وخمسين وقال بن سعد عاش إلى خلافة يزيد بن معاوية وأوصى إلى عبد الله بن الزبير ووقع عند بن منده أنه مات سنة ثمان وخمسين وهو بن ثمان وخمسين وهو غلط وكذا وقع له في سياق نسبه غلط فاحش شيبة بن أبي كثير الأشجعي ذكره الطبراني وغيره وأوردوا من طريق يحيى بن عمير المدني حدثني عمر بن شيبة بن أبي كثير عن أبيه قال كنت أداعب امرأتي فماتت وذلك في غزوة تبوك فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا ترثها وروى البغوي وابن قانع والطبراني من طريق الواقدي (3/218)
<219> عن أخيه شملة بن عمر بن واقد عن عمر بن شيبة الأشجعي وفي رواية الطبراني عن عمر بن شيبة بن أبي كثير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خدر الوجه من النبيذ تتناثر منه الحسنات قال البغوي لم يحدث بهذا الحديث غير محمد بن عمر قال أبو أحمد بن عدي في ترجمة الواقدي من الكامل حدثنا محمد بن عبد الله بن حفص حدثنا محمد بن يحيى الأزدي حدثنا الواقدي عن أخيه شملة عن عمر بن كثير بن شيبة الأشجعي عن أبيه فذكر الحديث فاختلف على الواقدي في تسمية صحابي هذا الحديث والعلم عند الله تعالى شبيب بن سعد تقدم في أوائل هذا الحرف شيحة العوسجي قرأت بخط الذهبي في التجريد جاء ذكره في خبر موضوع لا يحل سماعه أخرجه بن عساكر في مجلس نفي الجهة وفي التابعين شيحة الضبعي روى عن علي ذكره بن أبي حاتم وهو غير هذا شيطان ذكره أبو داود في السنن بغير إسناد فيمن غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه شييم بكسر أوله وتحتانيتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة وقال أبو الوليد الفرضي قرأته مضبوطا عن المنائحي عن البغوي بمعجمة ثم مثناة مصغرا وكذا قال بن الأثير عن بن قانع وهو السهمي من بني سهم بن مرة روى البغوي من طريق إبراهيم بن جعفر عن أبيه عن سعيد بن شييم أحد بني سهم بن مرة أن أباه حدثه أنه كان في جيش عيينة بن حصن حين جاء يمد يهود خيبر قال فسمعنا صوتا في عسكر عيينة يأيها الناس أهلكم خولفتم إليهم قال فرجعوا لا يتناظرون فلم نر لذلك نبأ وما نراه كان إلا من السماء وأورد بن قانع وأبو نعيم حديثه في ترجمة شييم والد عاصم المتقدم وهو خطأ فقد فرق بينهما البغوي والحسين بن علي البرذعي وجعفر المستغفري وغيرهم والاسمان مختلفان في النطق بهما وإن ائتلفا في الخط كما ضبطتهما شييم آخر هو بن عبد العزى بن خطل واسمه عبد مناف بن أسعد بن جابر بن كبير بالموحدة بن تيم بن غالب بن أخي هلال بن خطل المقتول يوم الفتح وكان شييم يومئذ موجودا وشهد ولده عبد الله يوم الجمل فقتل وكان مع طلحة ورثاه أخوه قطبة بن شييم ذكر ذلك الزبير في كتاب النسب وقد ذكرنا غير مرة أنه لم يبق من قريش وثقيف ممن كان بمكة والطائف في حجة الوداع أحد إلا أسلم وشهدها فيكون شييم هذا من أهل هذا القسم القسم الثاني من حرف الشين المعجمة الشين بعدها التاء شتير بن شكل العبسي تابعي مشهور ذكر أبو موسى المديني أنه أدرك النبي صلى الله عليه (3/219)
<220> وسلم قلت تقدم ذكر أبيه وأن له صحبة ورواية من طريق ابنه هذا وحده عنه وإسناده صحيح عند النسائي فمقتضاه أن تكون له رؤية وهو وأبوه لا نظير لهما في الأسماء ولشتير رواية عن بن مسعود وحذيفة وعلي وغيرهم وكنيته أبو عيسى روى عنه الشعبي وأبو الضحى وبلال بن يحيى وغيرهم وقال بن حبان في الثقات مات في ولاية بن الزبير وقال بن سعد مات في ولاية مصعب وقال العجلي ثقة من أصحاب بن مسعود الشين بعدها الياء شييم بمعجمة مصغرا ذكر في آخر القسم الذي قبله القسم الثالث من حرف الشين الشين بعدها الألف شابة بن مغفل بن المعلى بن تيم الطائي له إدراك وكان لولده قيس ذكر بالكوفة زمن الحجاج ذكره الكلبي الشين بعدها الباء شبث بفتح أوله والموحدة ثم مثلثة بن ربعي التميمي اليربوعي أبو عبد القدوس له إدراك ورواية عن حذيفة وعلي روى عنه محمد بن كعب القرظي وسليمان التيمي قال الدارقطني يقال إنه كان مؤذن سجاح التي ادعت النبوة ثم راجع الإسلام وقال بن الكلبي كان من أصحاب علي ثم صار مع الخوارج ثم تاب ثم كان فيمن قاتل الحسين وقال المدائني ولي بعد ذلك شرطة القباع بالكوفة وقال العجلي كان أول من أعان على قتل عثمان وبئس الرجل هو وقال معتمر عن أبيه عن أنس قال شبث أنا أول من حرر الحرورية وذكر الطبري من طريق إسحاق بن طلحة قال لما أخرج المختار الكرسي الذي كان يزعم أنه كالسكينة التي كانت في بني إسرائيل صاح شبث بن ربعي يا معشر مضر لا تكفروا ضحوة قال فاجتمعوا فأخرجوه قال إسحاق إني لأرجوها له ومات شبث في حدود السبعين شبر بن علقمة العبدي الكوفي له إدراك وشهد القادسية وله رواية عن بن مسعود وروى عبد الرزاق وابن أبي شيبة من طريق الأسود بن قيس عن شبر بن علقمة قال بارزت رجلا يوم القادسية فقتلته فبلغ سلبه اثنى عشر ألفا فنفلني الأمير سلبه وروى بن حبان في الثقات من طريق الأصبغ بن علقمة عن حميد بن مرة الربعي عن شبر أنه صحب عمر فرآه يتوضأ غدوة إلى الليل ويمسح (3/220)
<221> على خفيه قلت فلا أدري هو ذا أم غيره ثم رأيته في كتاب بن أبي حاتم أنه روى عن عمر شبل بن معبد بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن علي بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسي نسبه الطبري والعسكري وقال لا يصح له سماع عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن السكن يقال له صحبة وأمه سمية والدة أبي بكرة وزياد وروى الطبري في ترجمته من طريق سليمان التميمي عن أبي عثمان قال شهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد على المغيرة وأنهم نظروا إليه كما ينظرون المرود في المكحلة فجاء زياد فقال عمر جاء رجل لا يشهد إلا بحق فقال رأيت منظرا قبيحا وابتهارا ولا أدري ما وراء ذلك فجلدهم عمر الحد وروى القصة مطولة بن أبي شيبة والطبري من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب وجاء ذكر شبل بن معبد في حديث آخر وقع في رواية بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة وزيد بن خالد وشبل بن معبد في الأمة إذا زنت قال بن معين أخطأ بن عيينة في هذا فظنه شبل بن معبد الذي شهد على المغيرة والصواب أنه شبل بن حامد كذا قال سعيد بن أبي مريم عن بن معين وحكى عنه بن أبي خيثمة أنه قال شبل بن معبد أشبه بالصواب قلت وفيه نظر فإنه قال في رواية الدوري عنه أهل مصر يقولون شبل بن حامد عن عبد الله بن مالك وهذا عندي أشبه قال وليست لشبل صحبة قلت والحديث عند أصحاب السنن من طريق بن عيينة فقالوا فيه وشبل ولم يذكروا أباه وأخرجه البخاري ومسلم فلم يذكرا شبلا ورواه النسائي من طريق آخر عن الزهري فقال عن شبل عن عبد الله بن مالك الأوسي قال النسائي هذا هو الصواب وحديث بن عيينة خطأ وكذا قال البغوي وقال الترمذي حديث بن عيينة وهم وشبل بن خليد لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وجاء عن بن عيينة أنه شبل بن حامد وهو خطأ إنما هو شبل بن خليد أو بن خالد وغاير بن حبان بين شبل بن خليد فذكره في الصحابة ولم يذكر له رواية وبين شبل بن حامد فذكره في التابعين وقال إنه يروي عن عبد الله بن مالك الأوسي وقال الدارقطني يعد في التابعين وقال أبو عمر شبل بن معبد البجلي هو الذي عزل عثمان أبا موسى الأشعري على يده ولا ذكر له في الصحابة إلا في رواية بن عيينة يعني المشار إليها وقال الدارقطني تابعي وادعى بن الأثير أن بن منده وأبا عمر وأبا أحمد العسكري وأبا نعيم تواردوا على أن شبل بن معبد وشبل بن خليد وشبل بن حامد واحد كذا قال وكأنه أراد كونهم أوردوا في كل منهم رواية بن عيينة المذكورة وقد أوضحت حاله في شبل بن خليد في القسم الأول شبيب بن برد بن حارثة اليشكري تقدم ذكره مع والده شبيب بن حجل بن نضلة الباهلي له قصة مع أبي موسى الأشعري في الفتوح تدل أنه أدرك الجاهلية وعمر حتى شاخ ذكر الزبير بن بكار في الموفقيات بغير إسناد أن أبا موسى الأشعري عرض الخيل فمر به شبيب بن حجل بن نضلة الباهلي على فرس أعجف فقال بال علي بال فبلغه ذلك فأنشد رآني الأشعري فقال بال على بال ولم يعلم بلائي (3/221)
<222> ومثلك قد قضيت الرمح فيه فباء بدائه وشفيت دائي شبيب بن عبد الله بن شكل بن حي بن جدية بفتح الجيم وسكون الدال بعدها تحتانية المذحجي له إدراك وشهد مع علي مشاهده ثم غضب عليه وأمره بالخروج من الكوفة وأجلة ثلاثا فقال ثلاث كثلاث ثمود لا والله لا يكون ذلك فأجله عشرا ذكر ذلك بن الكلبي شبيل بن عوف البجلي الأحمسي أبو الطفيل ويقال له شبل بغير تصغير أدرك الجاهلية وشهد القادسية وله رواية عن عمر وأبي جبيرة الأنصاري وغيرهما روى عنه إسماعيل بن أبي خالد وحبيب بن عبد الله الأزدي قال بن أبي حاتم يكنى أبا الطفيل ما أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذكر بن منده أنه روى عن أبيه وأن أباه أدرك الجاهلية وقال بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحمن عن بن أبي خالد عن شبيل بن عوف وكان أدرك الجاهلية فذكر حديثا قال العسكري وأبو نعيم أدرك الجاهلية ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن سعد وابن حبان في التابعين الشين بعدها الجيم شجرة بن الأغر له إدراك وكان على ساقة خالد بن الوليد لما توجه من اليمامة إلى الحرة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر ذكره سيف والطبري الشين بعدها الحاء والدال شحريب رجل من بني نجراة له إدراك وكان مع عكرمة بن أبي جهل في قتال أهل الردة باليمن وبعثه بشيرا إلى أبي بكر وصحبته خمس الغنيمة ذكر ذلك سيف عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق شداد بن الأزمع الكوفي قال أبو موسى يقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو تابعي كوفي يروي عن بن مسعود وذكره بن حبان في التابعين ونسبه وادعيا وكذا قاله عمران بن محمد في تابعي أهل الكوفة شداد بن ثمامة تقدم في الأول شديد مولى أبي بكر الصديق له إدراك وكان هو الذي أحضر عهد عمر بعد موت أبي بكر فروى أحمد من طريق قيس بن أبي حازم قال رأيت عمر بيده عسيب نخل يجلس الناس يقول (3/222)
<223> اسمعوا وصية خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء مولى لأبي بكر يقال له شديد بصحيفة فقرأها على الناس يقول أبو بكر اسمعوا وأطيعوا لمن في هذه الصحيفة فوالله ما ألويكم قال قيس ثم رأيت عمر بعد ذلك قد صعد المنبر الشين بعدها الراء شراحيل بن مرثد ويقال بن عمرو أبو عثمان الصنعاني من صنعاء الشام قال بن عساكر له إدراك وشهد اليمامة وفتح دمشق وله رواية عن سليمان الفارسي وأبو الدرداء وغيرهما روى عنه أبو الأشعث الصنعاني وجماعة من أهل الشام وقال بن حبان في الثقات شراحيل بن مرثد أبو عثمان الصنعاني صاحب الفتوح يروي المراسيل روى عنه أهل الشام وقال أبو الحسن بن سميع أدرك أبا بكر وشهد فتح دمشق وقال بن أبي حاتم شهد قتل مسيلمة شرحبيل بن حجية المرادي أحد الأبطال له إدراك وشهد فتح مصر وكان هو والزبير أول من طلع الحصن حين فتحت مصر شرحبيل بن عبد كلال من أقيال اليمن وهو أحد من كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بحديث الصدقة الطويل أخرجه النسائي تقدم ذكره في الحارث بن عبد كلال شريح بن الحارث القاضي تقدم في الأول شريح بن عبد كلال أحد الإخوة يأتي ذكره في نعيم بن عبد كلال شريح بن هانئ بن يزيد بن نهيك ويقال شريح بن هانئ بن يزيد بن الحارث بن كعب الحارثي أبو المقدام أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يهاجر إلا بعده ووفد أبوه على النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن أكبر ولده فقال شريح فقال أنت أبو شريح وكان قبل ذلك يكنى أبا الحكم أخرج ذلك أبو داود والنسائي وابن حبان وذكره مسلم في المخضرمين ولشريح رواية عند مسلم وغيره عن عائشة وعلي وبلال وغيرهم روى عنه ابناه المقدام ومحمد والشعبي وآخرون قال بن سعد كان من أصحاب علي وذكر بسنده أن عليا بعث في التحكيم أبا موسى ومعه أربعمائة رجل عليهم شريح بن هانئ ومعهم عبد الله بن عباس يصلي بهم وقال معاوية بن صالح عن بن معين وفد أبوه وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم باسم والده وعده يعقوب بن سفيان في أمراء علي في وقعة الجمل مع علي وقال أبو نعيم الفضل بن دكين عاش مائة وعشر سنين وقال القاسم بن مخيمرة ما رأيت أفضل منه وقتل غازيا مع عبد الله بن أبي بكرة بسجستان سنة ثمان وسبعين وكان الكفار قد أخذوا الدروب على المسلمين فقتل عامة ذلك الجيش وفي هذا اليوم يقول شريح بن هانئ أبياته المذكورة الدالة على إدراكه أصبحت ذا بث أقاسي الكبرا قد عشت بين المشركين أعصرا (3/223)
<224> ثمت أدركت النبي المنذرا وبعده صديقه وعمرا ويوم مهران ويوم تسترا والجمع في صفينهم والنهرا ويا خميراوات والمشقرا هيهات ما أطول هذا العمرا شريك بن أرطاة بن عمرو بن الوحيد بن كعب بن عمرو بن كلاب ولقب أرطاة صبير بمهملة وموحدة مصغر له إدراك كان مشهورا في الجاهلية وهو الذي كان تحت يده رهن عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة وابنه عبد الله بن شريك كان مع المختار بالكوفة شريك بن خباشة النميري قال بن الكلبي هو من بني عمرو بن نمير له إدراك وله قصة مع عمر رواها بن حبان في الثقات من طريق إبراهيم بن أبي عبلة عن شريك بن خباشة النميري أنه ذهب يستسقي من جب سليمان ببيت المقدس فانقطع دلوه فنزل ليخرجه فبينما هو في طلبه إذ هو بشجرة فتناول منها ورقة فأخرجها معه فإذا هي ليست من شجر الدنيا فأتى بها عمر فقال أشهد أن هذا هو الحق سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدخله من هذه الأمة رجل من أهل الجنة فجعل الورقة بين دفتي المصحف وهكذا رواه الطبراني في مسند الشاميين من هذا الوجه وأخرجه بن الكلبي من وجه آخر عن امرأة شريك بن خباشة قالت خرجنا مع عمر أيام خرج إلى الشام فذكر القصة مطولة ولم يذكر المرفوع وفيه أن عمر أرسل إلى كعب فقال هل تجد في الكتاب أن رجلا من هذه الأمة يدخل الجنة في الدنيا قال نعم وإن كان في القوم نبأتك به قال فهو في القوم فتأملهم فقال هو هذا فجعل شعار بني نمير خضرة بهذه الورقة إلى اليوم وأبوه خباشة بضم المعجمة وتخفيف الموحدة وبعد الألف شين معجمة وقيل مهملة شريك بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر بن نمير بن أسامة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد الأسدي الوالبي له إدراك وكان ولده فضالة شاعرا مشهورا في زمن معاوية وله مع عبد الله بن الزبير قصة وهجا بن الزبير بأبيات يقول فيها ومالي حين أقطع ذات عرق إلى بن الكاهلية من معاذ ورثى آل أبي سفيان بعد موت يزيد بن معاوية وهو مشهور ذكره المرزباني وغيره شريك بن نملة أبو حكيم له إدراك وروى الطبراني من طريق الصعب بن حكيم بن شريك بن نملة عن أبيه عن جده قال ضفت عمر فأطعمني من رأس بعير بزيت وقال بن أبي حاتم روى جابر بن عبد الله عن شريك بن نملة استعملني عمر على الصدقات شريك الفزاري ذكر سيف أنه وفد على أبي بكر الصديق حين فرغ خالد بن الوليد من حرب طليحة وقد تقدم ذلك في ترجمة خارجة بن حصن شرية بفتح أوله وسكون الراء وفتح التحتانية بن عبيد بن قليب بن خولى بن ربيعة بن عوف بن معاوية بن ذهل بن مالك بن خريم بن جعفي بن سعد العشيرة الجعفي المعمر أدرك الجاهلية (3/224)
<225> والإسلام قال عمر بن شبة حدثنا عبد الله بن محمد بن حكيم قال عاش شرية بن عبيد ثلاثمائة سنة وأدرك الإسلام ودخل المدينة في عهد عمر فقال لقد أدركت هذا الوادي الذي أنتم فيه وما فيه قطرة ولقد أدركت من يشهد أن لا إله إلا الله قال وكان معه بن له قد خرف فذكر قصة طويلة وكذا ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين وكذا ذكره بن الكلبي عن أبي بكر بن قيس الجعفي عن أشياخه وهو نسبه وهو القائل فوالله لا يغرني نصر واحد ولا اثنان إني بالثلاثة معذور شرية الجرهمي قال عمر بن شبة حدثنا المدائني عن عيسى بن دأب قال أرسل معاوية إلى عبيد بن شرية الجرهمي الشين بعدها العين والفاء شعبة بن قمير الطهوي جاهلي أدرك الإسلام قاله الآمدي وأنشد له شعرا يقول فيه وعدت بنصل السيف رثت جفونه وأبدانه والنصل غير كليل شقيق بن جزء بن رياح ويقال اسم أبيه جرير الباهلي له إدراك واستشهد باليرموك وقد تقدم في ترجمة حكيم بن قبيصة بن ضرار الضبي ذكره بن عساكر شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل صاحب بن مسعود أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر بعده وروى عن أبي بكر وعمر وعلي وحذيفة وخباب وغيرهم روى عنه الأعمش ومنصور وعاصم وعمرو بن مرة وأبو حصين وآخرون قال مغيرة بن مقسم عن أبي وائل أتانا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته بكبش فقلت خذ صدقة هذا فقال ليس فيه صدقة وقال الأعمش قال لي أبو وائل يا سليمان لو رأيتنا ونحن هراب من خالد بن الوليد فوقعت عن البعير فلو مت كانت البارقة قال يزيد بن أبي زياد قلت له أيما أكبر أنت أو مسروق قال أنا وقال عمرو بن مرة قلت لأبي عبيدة من أعلم الناس بحديث أبيك قال أبو وائل وقال بن حبان مولده سنة إحدى من الهجرة وقال أبو زرعة روايته عن أبي بكر مرسلة قلت كأنه هاجر بعده وروى أحمد عن علي بن ثابت عن أبي العنبس قال قال أبو وائل بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أمرد ولم يقض لي أن ألقاه روى محمد بن حميد الرازي من طريق عاصم عن أبي وائل كنت في إبل لأهلي فمر بي ركب فنفرت إبلي فقال رجل ردوا على الغلام إبله فقلت لرجل من هذا قال ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم أورده بن منده في ترجمة أبي وائل وقال لا يثبت قلت ولا دلالة فيه على صحبته لأنه ليس فيه أنه أسلم حينئذ والله أعلم الشين بعدها الميم (3/225)
<226> شماس بن لأي التميمي تقدم ذكره في ترجمة بغيض بن عامر شمر بن جعونة له إدراك قال بن أبي حاتم روى أبو إسحاق الهمداني عنه قال اشترى مني عمر قباء ديباج شهاب بن جمرة بن ضرام بن مالك بن ثعلبة بن جهيش بن عامر بن ثعلبة بن مودوعة بن جهينة الجهني نسبه البلاذري والرشاطي عن بن الكلبي له إدراك وقصة مع عمر رواه أبو حاتم السجستاني عن أبي عبيدة قال وفد شهاب بن جمرة الجهني على عمر فقال ما اسمك قال شهاب قال بن من قال بن جمرة قال ممن قال من الحرقة قال من أيهم قال من بني ضرام قال فمن أين أقبلت قال من حرة النار قال فأين تركت أهلك قال بلظى قال ويحك ما أظن أهلك إلا قد احترقوا فانصرف فوجد نارا قد أحاطت بهم وقد تقدم في ترجمة بن شهاب الشين بعدها الهاء والواو شهر بن باذام الفارسي استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صنعاء بعد موت أبيه روى ذلك سيف بسنده وقال الطبري لما غلب الأسود الكذاب على صنعاء وقتل شهر بن باذام تزوج زوجته فكانت هي التي أعانت على قتل الأسود بقصاصة شهر ذو يناق أحد أقيال اليمن قال الطبري كتب أبو عمر إلى عمير ذي مران وسعيد ذي رود وشهر ذي يناق يأمرهم فيه بمطاوعة فيروز في محاربة أهل الردة شويس بن حياش العدوي له إدراك ذكر أبو عبيد البكري في شرح الأمالي أنه كان يقول أنا بن التاريخ ولدت عام الهجرة قال وعمر حتى أدرك خلافة الرشيد له ذكر في ترجمة سديس العدوي روى أحمد في الزهد من طريق أبي خلدة قال قال لي أبو العالية من بقي من شيوخ بني عدي قلت أبو السوار قال ذاك من الفتيان قلت شويس العدوي قال نعم وذاك ممن أخذ العطاء في عهد عمر قلت وقوله حتى أدرك خلافة الرشيد غلط محض الشين بعدها الياء شيبان بن دثار النميري ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه من المخضرمين وأنشد له مدحا في الزبرقان بن بدر (3/226)
<227> فمن يك سائلا عني فإني أنا النمري جار الزبرقان كأني إذ حللت به طريدا حللت على الممنع من أبان فحلوا عنهم يا آل لأي فليس لكم بسعيهم يدان شيبان بن محرث له إدراك وشهد مع علي صفين شيبان بن المخبل السعدي له إدراك قال الأصمعي وأبو عبيدة وابن الأعرابي خرج شيبان بن المخبل السعدي بعد أن هاجر في خلافة عمر مع سعد بن أبي وقاص إلى حرب الفرس فجزع عليه أبوه وكان قد أسن وضعف وكاد يغلب على عقله فعمد إلى ما له ليبيعه ويلحق بابنه فمنعه علقمة بن هوذة وأعطاه فرسا وقال له أنا أكلم لك عمر في رد ابنك وتوجه إلى عمر وأنشده قول المخبل أيملكني شيبان في كل ليلة بقلبي من خوف الفراق وجيب ويخبرني شيبان أن لن يعقني يعق إذا فارقتني ويحوب يقول فيها فإن يك غصني أصبح اليوم باليا وغصنك من ماء الشباب رطيب إذا قال صحبي يا ربيع ألا ترى أرى الشخص كالشخصين وهو قريب قال فبكى عمر رقة له وكتب إلى سعد أن يقفله فانصرف شيبان إلى أبيه فكان معه حتى مات شيبان النخعي له إدراك روى إبراهيم الحربي من طريق مجالد عن الشعبي قال خرج رجل من النخع يقال له شيبان في جيش على حمار له في زمن عمر فوقع الحمار ميتا فدعاه أصحابه ليحملوه ومتاعه فامتنع فقام فتوضأ ثم قام عند رأسه فقال اللهم إني أسلمت لك طائعا وهاجرت مختارا في سبيلك ابتغاء مرضاتك وإن حماري كان يعينني ويكفيني عن الناس فقوني به وأحيه لي ولا تجعل لأحد علي منة غيرك فنفض الحمار رأسه وقام فشد عليه ولحق بأصحابه شيبان آخر غير منسوب أظنه بن المخبل روى بن أبي شيبة من طريق مسعر عن معن بن عبد الرحمن قال غزا رجل نحو الشام في عهد عمر يقال له شيبان وله أبى شيخ كبير فذكر قصة شيمان كالذي قبله إلا أن بدل الموحدة الميم وهو بن عكيف بن كيوم بن عبد الأزدي ثم الحداني له إدراك وكان ولده صبرة رأس الأزد يوم الجمل مع عائشة وله ذكر في ذلك ذكره بن الكلبي وتبعه أبو عبيد وقال إن صبرة قتل حينئذ وفيه نظر لأن بن دريد ذكر في الإشتقاق أنه أجار زيادا يوم الجمل والمبرد في الكامل ذكر أنه وفد على معاوية فقال له يا أمير المؤمنين في قصة ذكرها وهذا يدل على أنه عاش بعد الجمل (3/227)
<228> القسم الرابع من حرف الشين المعجمة الشين بعدها الألف شاه صوابه أبو شاه اليماني تقدم التنبيه عليه في أول هذا الحرف الشين بعدها الباء شبل والد عبد الرحمن بن شبل يأتي نسبه في ترجمة ولده قال أبو عمر روى عنه ابنه عبد الرحمن لم يرو عنه غيره وليس بمعروف ولا ابنه ولا يصح فمن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن نقرة الغراب في الصلاة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يؤخذ نعل قرشي في القمامة فيقال هذه نعل قرشي وهو حديث منكر لا أصل له وشبل مجهول انتهى كلام أبي عمر فأما قوله ليس بمعروف ولا ابنه فمردود لأن عبد الرحمن بن شبل صحابي معروف مخرج له في السنن وصحح حديثه في نقرة الغراب بن خزيمة وغيره وأخرجه أيضا أحمد وأصحاب السنن والحاكم والبغوي في ترجمة عبد الرحمن بن شبل من طريق عبد الحميد بن جعفر عن عمه عن بن عبد الرحمن بن شبل عن أبيه فلعل هذا مستند أبي عمر سقط من نسخته لفظ بن فصارت عن عبد الرحمن بن شبل عن أبيه فظن الصحبة لشبل فتركب من هذا هذه الأوهام ثم وقفت على علته فأخرج بن قانع الحديث المذكور في ترجمة شبل هذا من هذا الوجه الذي أخرجه البغوي لكن قال عن عبد الرحمن بن شبل عن أبيه قال وقال مرة عن بن لعبد الرحمن بن شبل عن أبيه قال بن قانع وهو الصواب شبل بن حامد تقدم ذكره وتحرير روايته في ترجمة شبل بن خليد في القسم الأول شبل بن مالك ذكره بن قانع فأخطأ فيه خطأ فاحشا فإنه أورد في ترجمته من طريق جرير بن حازم عن يونس عن الزهري عن عبيد الله عن شبل بن مالك المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا زنت الأمة فاجلدوها الحديث ونشأ هذا الخبط عن سقط فإنما هو عن يونس عن الزهري عن عبيد الله عن شبل بن حامد عن عبد الله بن مالك فسقط بن حامد عن عبد الله فصار عن شبل بن مالك وقد بينت الاختلاف فيه على الزهري في شبل بن خليد في القسم الأول شبيب بن ذي الكلاع أبو روح قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فقرأ الروم قال أبو عمر حديثه مضطرب الإسناد روى عنه عبد الملك بن عمير قلت المعروف أنه شبيب بن أبي روح أو شبيب بن نعيم أبو روح الكلاعي الحمصي هكذا ذكره البخاري وغيره وبالثاني جزم بن أبي حاتم وقال إنه حمصي وحاظي وإنه روى عن أبي هريرة أيضا وعن يزيد بن حميد روى عنه حريز (3/228)
<229> بن عثمان وجماعة وأما الحديث فأخرجه بن قانع هكذا وسقط من إسناده رجل وقد رواه الحفاظ من طريق عبد الملك بن عمير عن شبيب أبي روح عن رجل له صحبة ومنهم من سماه الأغر كما تقدم في ترجمته وتفرد أبو الأشهب بإسقاط الصحابي فصارت روايته معتمد من ذكر شبيبا في الصحابة وهو وهم الشين بعدها الحاء والراء شحرور الحضرمي أعاده الذهبي في التجريد هنا فوهم وصحف والصواب بالسين المهملة ثم الخاء المعجمة كذلك ذكره بن يونس وغيره وقد مضى شراحيل الحنفي كذا ذكره بن عبد البر وعزاه لابن المديني والصواب شرحبيل وقد تقدم ذكره وحديثه وذكره البخاري عن علي بن المديني على الصواب فقال شرحبيل وأما الحنفي فتصحيف من الجعفي وقد ذكره أبو عمر في شرحبيل على الشك فقال شرحبيل أو شراحيل كما تقدم شرحبيل بن حبيب زوج الشفاء بنت عبد الله ذكره بن منده وأورد من طريق موسى بن عبيدة عن عبد المجيد بن سهيل عن أبي سلمة عن الشفاء بنت عبد الله أنها قالت دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهي تحت شرحبيل بن حبيب وهو في البيت فذكر حديثا هكذا قال وتعقبه أبو نعيم بأن قال وهم فيه في موضعين الأول أنه صحف فيه فقال بن حبيب وإنما هو بن حسنة الثاني أنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو دخلت على ابنتي ثم ساقه من وجه آخر عن أبي سلمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت دخلت على ابنتي وهي تحت شرحبيل بن حسنة فوجدت شرحبيل في البيت فقلت له حضرت الصلاة فقال يا خالد لا تلومني الحديث فذكر قصة قلت ووهم بن منده أيضا في قوله زوج الشفاء وإنما هو زوج بنتها شرحبيل والد عبد الرحمن فرق بن فتحون بينه وبين شرحبيل الجعفي وهما واحد شرحبيل العبسي ذكره بن قانع في الصحابة وأخرج من طريق عمرو بن تميم سمعت شرحبيل العبسي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا هكذا ذكره فيمن اسمه شرحبيل وهو غلط فاحش فالحديث إنما هو لشريك بن حنبل وسيأتي في القسم الأول على الصواب وقد أعاده هو بهذا الحديث فيمن اسمه سويد لكن أخطأ في اسم أبيه فقال شرحبيل وإنما هو حنبل (3/229)
<230> شرحبيل غير منسوب قال مغلطاي ذكره الصغاني في المختلف في صحبتهم قلت والصغاني لم يزد على ما في أسد الغابة فهو واحد ممن مضى في الأول شرحبيل والد عمرو ذكره بن قانع وبقي بن مخلد في مسنده وهو وهم فأخرجا من طريق أبي معشر عن عبد الوهاب عن عمرو بن شرحبيل عن أبيه عن جده قال جاء رجل فقال يا رسول الله رجل وجد على بطن امرأته رجلا فضربه بالسيف الحديث قلت والضمير في قوله عن جده يعود على عمرو لا على عبد الوهاب فشرحبيل هو بن سعيد بن سعد بن عبادة والحديث لسعيد أو لأبيه سعد وقد أخرجه أحمد في مسنده من مسند سعيد بن سعد بن عبادة وساقه من طريق أبي معشر بهذا الإسناد شريح بن الحارث صوابه الحارث بن شريح وقد تقدم وقع مقلوبا عند عمر بن شبة شريح بن عمرو الخزاعي تقدم التنبيه عليه في الأول شريح بن أبي وهب الحميري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي روى عنه محلم بن وداعة هكذا أورده بن عبد البر وهو وهم نشأ عن تصحيف في اسم أبيه والصواب شريح بن أبرهة كما تقدم مجودا وكذا أورده بن أبي حاتم عن أبيه ويجوز أن يكون أبرهة يكنى أبا وهب شريح اليافعي غاير في التجريد بينه وبين بن أبرهة وهو هو كما تقدم في الأول أنه تابعي شريق والد الأخنس له ذكر في مسند أحمد بلا رواية قلت المذكور عند أحمد هو شريق والد حسنة وقد ذكره قبل هذا والأخنس والد شريق مات في الجاهلية وولده الأخنس كان حليف بني زهرة رهط آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ورجع بهم فلم يشهدوا القتال وأسلم وقد تقدم في حرف الألف في الأول وأنه ارتد بعد إسلامه وأنه اختلف هل مات مسلما شريك بن شرحبيل تقدم في شريك بن حنبل في الأول الشين بعدها العين شعبة بن التوأم الضبي تابعي معروف وقع له في مسند بقي بن مخلد وكتاب الصحابة لسعيد بن يعقوب حديث مرسل فأخرجا من طريق مغيرة عن ابنه عنه أن قيس بن عاصم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف فقال لا حلف في الإسلام قال أبو موسى أكثر من رواه قال فيه عن شعبة عن التوأم عن قيس بن عاصم قلت قال بن أبي حاتم عن أبيه ولد شعبة بن التوأم في عهد عمر أو عثمان وله رواية أيضا عن بن عباس وقال أبو أحمد العسكري روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة قال وروايته في مسند جرير بن عبد الحميد في الوحدان وهو وهم وكان مولده في عهد عمر (3/230)
<231> شعيب بن زريق بتقديم الزاي المضمومة الكلفي بضم الكاف وفتح اللام ذكره بن قانع في الصحابة وساق من طريق شهاب بن خراش عن شعيب بن زريق الكلفي قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يأيها الناس لن تطيقوا كل ما أمرتم به فسددوا ويسروا قلت هذا خطأ نشأ عن سقط والصواب عن شعيب بن زريق الطائفي قال كنت جالسا إلى رجل يقال له الحكم بن حزن الكلفي قال قدمنا إلى آخره كذلك أخرجه أبو داود وأبو يعلى وغيرهما ومضى على الصواب في الحاء فسقط من الطائفي إلى حزن فصارت بن زريق الكلفي إلى آخره فخرج من ذلك أن لشعيب صحبة وليس كذلك بل هو تابعي قليل الحديث صدوق لم يرو عنه إلا شهاب وقد أورده هو في حرف الحاء من وجه آخر عن شهاب بن خراش عن شعيب بن زريق سمعت شيخا يقال له الحكم بن حزن الكلفي له صحبة قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفي آخره وقال يأيها الناس لن تطيقوا فذكره شعيب العنبري ذكره بن قانع في الصحابة وهو آخر اسم عنده في حرف الشين المعجمة فقال حدثنا محمد بن يونس حدثنا الأزرق بن هارون حدثنا شعيب بن عبد الله بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بشاهد ويمين وهذا خطأ فاحش وشعيب بن عبد الله آخره ثاء مثلثة لا موحدة واسم جده زبيب بزاي وموحدتين مصغرا وقد أخرجه بن قانع عن محمد بن يونس بهذا الإسناد على الصواب في حرف الزاي قبل الزبرقان وبعد زرعة وضبط شعيث بن عبد الله بالمثلثة وساق نسبه في روايته المذكورة فقال عن شعيث بن عبد الله بن زبيب بن ثعلبة العنبري وأخرجه مطولا من وجه آخر عن شعيث وتقدم ذكر زبيب في حرف الزاي على الصواب ولله الحمد شعيث آخره مثلثة أيضا بن شداد أرسل حديثا فظنه بعضهم صحابيا وجزم بن أبي حاتم بأنه مرسل روى له أبو بكر بن أبي سبرة الشين بعدها الفاء ز شفي بالفاء مصغرا بن ماتع بمثناة مكسورة الأصبحي أبو عثمان مشهور في التابعين ذكره بن شاهين والطبراني وغيرهما لحديث أرسله فأخرجوا من طريق ثعلبة بن مسلم عن أيوب بن بشير العجلي عن شفي بن ماتع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى الحديث ومن هذا الوجه مرفوعا إن في السماء أربعة أملاك ينادون من أقصاها إلى أدناها يا صاحب الخير أبشر يا صاحب الشر أقصر الحديث أخرجه بن شاهين قلت وأورد حديثه بقي بن مخلد في مسنده أيضا ولم أر له رواية عن صحابي إلا عن عبد الله بن عمرو بن العاص وحديثه عنه في السنن وجزم بأنه تابعي وأن حديثه مرسل البخاري وابن حبان وأبو حاتم الرازي وغيرهم (3/231)
<232> الشين بعدها الياء شيبان بن محرز الحنفي اليمامي والد علي بن شيبان تقدم بيان غلط بن قانع فيه ويأتي في طلق من حرف الطاء بيان غلط له آخر وقال بن عبد البر شيبان والد علي حديثه يدور على محمد بن جابر شيبان الأسلمي عم حرملة بن عمرو ذكره البغوي وقال زعم أبو يوسف العلوي أن اسم عم حرملة شيبان وقال غيره اسمه سنان بكسر المهملة ثم نون قلت وهو صحيح كما مضى بيانه في القسم الأول من السين المهملة شيبان الأنصاري أفرده بن منده عن شيبان بن مالك السلمي الأنصاري وهو هو كما ثبت ذلك في ترجمته شيبة المهري ذكره بن قانع كذا استدركه بن الأمين وتبعه الذهبي وهو وهم نشأ عن سقط وذلك أن الصواب أبو شيبة فسقطت أداة الكنية وقد ذكر الدارقطني في العلل أن حماد بن سلمة روى عن عبد الكريم بن عمير عن أبي شيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث يصفين لك ود أخيك الحديث قال ورواه موسى بن عبد الملك بن عمير عن أبيه وعن شيبة بن عثمان عن عمه فإن كان حفظه فقد جوده شيبة الخير ذكره بن قانع وهو خطأ نشأ عن تصحيف وذلك أنه أورد من طريق المعلى بن زياد النبال حدثني جدي عن شيبة الخير وكانت له صحبة قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نأكل في قصعة فقال من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له وهذا الحديث إنما هو عن نبيشة بنون ثم موحدة ثم معجمة مصغرا وهو عند الترمذي وابن ماجة من هذا الوجه على الصواب حرف الصاد المهملة القسم الأول الصاد بعدها الألف صالح الأنصاري من بني سالم ذكره أبو نعيم في الصحابة وروى أبو يعلى من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقرية بني سالم فهتف برجل من أصحابه يقال له صالح فخرج إليه الحديث في قوله الماء من الماء وهذا الحديث في الصحيح من طريق أبي صالح عن أبي سعيد ولم يسم الرجل واسمه عبد الغني في المبهمات واستدل بهذا الحديث من طريق أبي يعلى وإسناده حسن وقد روى الباوردي من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد بدرا وشهد صفين مع على صالح الأنصاري فما أدري هو ذا أو غيره صالح بن عدي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو شقران تقدم (3/232)
<233> صالح بن عبد الله النحام يأتي في نعيم صالح القرظي سار من مصر إلى المدينة مع مارية القبطية كذا ذكره بن الأثير مختصرا والصواب القبطي قلت أخذه من ترجمة مارية من المعرفة لأبي نعيم فإنه أخرج من طريق يعقوب بن محمد عن مجاشع بن عمرو عن الليث عن الزهري حدثني أنس أن صالحا القبطي خرج مع مارية ولم يهده المقوقس وإنما كان اتبعها من قريتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلها منزل أبي أيوب ومجاشع ضعيف صالح بن المتوكل مولى مازن بن الغضوبة قال بن منده روى علي بن حرب عن الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن جده قال كان أبي أبو كثير رجلا وسيما جميلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمازن من هذا الذي معك قال هذا غلامي صالح بن المتوكل قال استوص به خيرا فأعتقه عند النبي صلى الله عليه وسلم قال بن منده قتل صالح هو ومولاه مازن في خلافة عثمان ببرذعة صالح غير منسوب روى بن منده من طريق العرزمي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال جاء رجل يقال له صالح بأخيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أريد أن أعتق أخي هذا فقال إن الله قد أعتقه حين ملكته إسناده ضعيف جدا وأخرجه الدارقطني من طريق العرزمي وقال العرزمي تركه بن المبارك والقطان وابن مهدي والكلبي هو القائل كل ما حدثت عن أبي صالح كذب قلت ولكن وجدت له طريقا أخرى قال زكريا الساجي حدثنا أحمد بن محمد حدثنا سليمان بن داود حدثنا حفص بن سليمان عن بن أبي ليلى عن عطاء عن بن عباس كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مولى يقال له صالح فاشترى أخا له مملوكا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عتق عليه حين ملكه وابن أبي ليلى هو محمد سيء الحفظ وحفص بن سليمان هو القاري واهي الحديث وسليمان بن داود إن يكن الشاذكوني فمعروف الحال وإلا فلينظر فيه وقال البيهقي حفص ضعفه شعبة وأحمد ويحيى وغيرهم من أئمة الحديث صامت مولى حبيب بن خراش حليف الأنصار زعم بن الكلبي أنه شهد بدرا هو ومولاه واستدركه بن فتحون وابن الأثير الصاد بعدها الباء صباح بضم أوله بن العباس العبدي أحد الوفد مع الجارود وأظنه أخا صحار بن العباس الآتي قريبا ذكر وثيمة في الردة أنه شيع أبان بن سعيد لما بلغهم موت النبي صلى الله عليه وسلم حتى ورد على أبي بكر في ثلاثين من قومه وفي ذلك يقول أبان جزى الجارود خيرا عن أبان بن سعيد (3/233)
<234> وصباح وأخوه هرم خير عميد وذكر الطبري عن سيف أن خالد بن الوليد أرسل بخمس ما ظفر به من بني تغلب مع صباح فما أدري أراد هذا أم لا صباح مولى العباس بن عبد المطلب روى عمر بن شبة من طريق صالح بن أبي الأخضر عن عمر بن عبد العزيز أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل صباحا مولى العباس بن عبد المطلب فأعطاه عمالته وقرأت في المبهمات لابن بشكوال قال قرأت بخط بن حبان قال ذكر عبد الله بن حسين الأندلسي في كتابه في الرجال عن عمر بن عبد العزيز أن المنبر عمله صباح مولى العباس صبرة بفتح أوله وكسر ثانيه والد لقيط بن صبرة ذكره بن شاهين في الصحابة قال حدثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق حدثني جدي إسحاق بن بهلول حدثنا محبوب عن إسماعيل بن مسلم المكي عن عبادة بن كثير عن أبي هاشم عن لقيط بن صبرة قال قال صبرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تحسبن ولم يقل ولا تحسبن يعني بفتح السين قال فأخبرت عبد الله بن كثير المكي فقال والله لا أدعها حتى أموت قلت عبادة والراوي عنه ضعيفان والحديث مخرج في السنن وصحيح بن حبان وغيرهما من طرق عن أبي هاشم عن لقيط بن صبرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه قال قال صبرة وهو طرف من حديث طويل في قصة وقعت للقيط مع النبي صلى الله عليه وسلم وهي مذكورة في ترجمته في حرف اللام فإن كان عبادة حفظه فلعل صبرة كان مع ولده لما وفد ويغلب على ظني أنه غلط لكن كتبته هنا للاحتمال (3/234)
<235> صبيح بالتصغير مولى أم سلمة روى الطبراني في الأوسط من طريق إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة عن جده صبيح قال كنت بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين فجلسوا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فجللهم بكساء له خيبري الحديث وقال لا يروي عن صبيح إلا بهذا الإسناد وقد رواه السدي عن صبيح عن زيد بن أرقم قلت صبيح شيخ السدي وصفوه بأنه مولى زيد بن أرقم وأنه تابعي فإن كانت رواية إبراهيم محفوظة فهما اثنان وكلام أبي حامد يقتضي أنهما واحد صبيح مولى أسيد ذكره يعقوب بن شيبة في مسنده من طريق بن جريج عن عكرمة في قوله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي الآية قال منهم صبيح مولى أسيد وهو عند سعد بن داود في تفسيره عن حجاج عن بن جريج وفيه كانوا ثلاثة عمار بن ياسر وسالم مولى أبي حذيفة وصبيح صبيح مولى أبي العاص بن أمية ويقال مولى أبي أحيحة سعيد بن العاص وهو قول الأكثر وذكره بن إسحاق في المغازي وقال خرج إلى بدر فمرض فحمل النبي صلى الله عليه وسلم على بعيره أبا سلمة بن عبد الأسد ثم شهد المشاهد بعدها وحكى بن سعد أنه هو الذي حمل أبا أسامة وذكره بن ماكولا صبيح بالتصغير والد أبي الضحى مسلم بن صبيح قال وهو مولى سعيد بن العاص قلت وهو عندي غير هذا وقال أبو حاتم صبيح مولى العاص ذكر بعض الناس أنه تجهز إلى بدر فذكر نحو ما قال بن إسحاق وذكره بن ماكولا صبيح مولى حويطب بن عبد العزى قال بن السكن وابن حبان يقال له صحبة وقال البخاري في تاريخه عبد الله بن صبيح عن أبيه كنت مملوكا لحويطب هو خال محمد بن إسحاق انتهى وروى بن السكن والباوردي من طريق بن إسحاق عن خاله عن عبد الله بن صبيح عن أبيه وكان جد بن إسحاق أبا أمه قال كنت مملوكا لحويطب فسألته الكتابة ففي أنزلت والذين يبتغون الكتاب الآية قال بن السكن لم أر له ذكرا إلا في هذا الحديث صبيحة بن الحارث بن حميد بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي من مسلمة الفتح وهو أحد من بعثه عمر لتحديد أنصاب الحرم وسيأتي ذكر ابنه عبد الرحمن ذكره أبو عمر قال الفاكهي عن الزبير بن بكار نحوه لكن قال جبلة بدل حميد وروايته في الأصل المعتمد منه مضبوطا بالتصغير قال وكان عمر قد دعاه إلى صحبته في سفر خرجه إلى مكة فوافقه وكذا ذكره الرشاطي كالفاكهي وهو في كتاب النسب للزبير بن بكار وهو الصواب في اسم جده صبيرة بن سعد بن سهم يأتي في الثالث الصاد بعدها الحاء صحار بن صخر في الذي بعده صحار بن العباس ويقال بتحتانية وشين معجمة ويقال عابس حكاهما أبو نعيم ويقال بن صخر بن شراحيل بن منقذ بن عمرو بن مرة العبدي قال البخاري له صحبة وقال بن السكن له صحبة حديثه في البصريين وكان يكنى أبا عبد الرحمن بابنه وقال بن حبان صحار بن صخر ويقال له صحار بن العباس له صحبة سكن البصرة ومات بها وروى أحمد وأبو يعلى والبغوي والطبراني من طريق يزيد بن الشخير عن عبد الرحمن بن صحار العبدي عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل من بني فلان وبني فلان قال فعرفت أن بني فلان من العرب لأن العجم إنما تنسب إلى قراها لفظ أبو يعلى وفي رواية البغوي عن عبد الرحمن بن صحار وكان من عبد القيس قال البغوي لا أعلمه روى غير هذا وروى بن شاهين له بهذا الإسناد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رجل مسقام فأحب أن تأذن لي في جرة أنتبذ فيها وأورد له حديثا آخر بسند ضعيف وأخرج البغوي من طريق خلدة بنت طلق حدثني أبي أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء صحار عبد القيس فقال يا رسول الله ما ترى في شراب نصنعه في أرضنا الحديث وروى عنه أيضا ابنه جعفر بن صحار ومنصور بن أبي منصور وجيفر بن الحكم وقال بن حبان في الصحابة مات بالبصرة (3/235)
<236> قلت ولصحار أخبار حسان وكان بليغا مفوها ذكر الجاحظ في الحيوان أنه قيل له ما يقول الرجل لصاحبه عند تذكيره إياه أياديه وإحسانه قال يقول أما نحن فإنا نرجو أن نكون قد بلغنا من أداء ما يجب لك علينا مبلغا مرضيا قال صحار وكانوا يستحبون أن يدعوا للقول متنفسا وأن يتركوا فيه فضلا وأن يتجافوا عن حق إن أرادوه ولم يمنعوا منه وقال الجاحظ في كتاب البيان قال معاوية لصحار ما البلاغة قال الإيجاز قال ما الإيجاز قال ألا تبطىء ولا تخطىء وقال الرشاطي ذكر أبو عبيدة أن معاوية قال لصحار يا أزرق قال القطامي أزرق قال يا أحمر قال الذهب أحمر قال ما هذه البلاغة فيكم قال شيء يختلج في صدورنا فنقذفه كما يقذف البحر بزبده قال فما البلاغة قال أن تقول فلا تبطىء وتصيب فلا تخطىء وقال محمد بن إسحاق النديم في الفهرست روى صحار عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أو ثلاثة وكان عثمانيا أحد النسابين والخطباء في أيام معاوية وله مع دفل النسابة محاورات وقال الرشاطي كان ممن طلب بدم عثمان وروى بن شاهين من طريق حسين بن محمد حدثنا أبي حدثنا جيفر بن الحكم العبدي عن صحار بن العباس ومزيدة بن مالك بن نفر من عبد القيس قالوا كان الأشج أشج عبد القيس واسمه المنذر بن عائذ بن الحارث بن المنذر بن النعمان العصري صديقا لراهب ينزل بدارين فكان يلقاه في كل عام فلقيه عاما بالزارة فأخبر الأشج أن نبيا يخرج بمكة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه علامة يظهر على الأديان ثم مات الراهب فبعث الأشج بن أخت له من بني عامر بن عصر يقال له عمرو بن عبد القيس وهو على بنته أمامة بنت الأشج وبعث معه تمرا ليبيعه وملاحف وضم إليه دليلا يقال له الأريقط فأتى مكة عام الهجرة فذكر القصة في لقيه النبي صلى الله عليه وسلم وصحة العلامات وإسلامه وأنه علمه الحمد واقرأ باسم ربك وقال له دع خالك إلى الإسلام فرجع وأقام دليله بمكة فدخل عمرو منزله فسلم فخرجت امرأته إلى أبيها فقالت له إن زوجي صبأ فانتهرها وجاء الأشج فأخبره الخبر فأسلم الأشج وكتم الإسلام حينا ثم خرج في ستة عشر رجلا من أهل هجر منهم من بني عصر عمرو بن المرحوم بن عمرو وشهاب بن عبد الله بن عصر وحارثة بن جابر وهمام بن ربيعة وخزيمة بن عبد عمرو ومنهم من بني صباح عقبة بن حوزة ومطر العنبري أخو عقبة لأمه ومن بني عثمان منقذ بن حبان وهو بن أخت الأشج أيضا وقد مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهه ومن بني محارب مزيدة بن مالك وعبيدة بن همام ومن بني عابس بن عوف الحارث بن جندب ومن بني مرة صحار بن العباس وعامر بن الحارث فقدموا المدينة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في الليلة التي قدموا في صبحها فقال ليأتين ركب من قبل المشرق ولم يكرهوا على الإسلام لصاحبهم علامة فقدموا فقال اللهم اغفر لعبد القيس وكان قدومهم عام الفتح وشخص النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ففتحها ثم رجع إلى المدينة فكتب عهدا للعلاء بن الحضرمي واستعمله على البحرين وكتب معه إلى المنذر بن ساوي فقدموا فبنوا البيعة مسجدا وأذن لهم طلق بن علي فذكر الحديث بطوله وبعثه الحكم بن عمرو الثعلبي بشيرا بفتح مكران فسأله عمر عنها فقال سهلها جبل وماؤها وشل وتمرها دقل وعدوها بطل فقال لا يغزوها جيش ما غربت شمس أو طلعت (3/236)
<237> صحار بن عبد القيس لعله الذي قبله نسب إلى جده الأعلى أخرج أحمد في كتاب الأشربة التي وقع لنا من طريق أبي القاسم البغوي عنه قال حدثنا عبد الصمد حدثنا ملازم بن عمرو السحيمي حدثنا سراج بن عقبة عن عمته خلدة بنت طلق قالت حدثني أبي طلق أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فجاء صحار بن عبد القيس فقال يا رسول الله ما ترى في شراب نصنعه بأرضنا من ثمارنا الحديث وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه فقال وجدت بخط أبي وفي روايته فجاء صحار عبد القيس بالإضافة ليس بينهما لفظة بن فتقوى بهذا أنه الأول وكذا أخرجه الطبراني في المعجم الكبير من وجه آخر عن ملازم وينبغي أن يحول هذا إلى القسم الرابع صحار بن صخر ذكره محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين شهدوا فتح مصر ولعله الذي قبله فقد قيل في اسم والده صخر الصاد بعدها الخاء صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عبيد الأنصاري ذكر يحيى بن سعيد الأموي في المغازي عن بن إسحاق أنه شهد بدرا ووقع في تفسير الثعلبي أن صخر بن خنساء واقع امرأته في رمضان فأنزل الله الكفارة والمشهور أن صاحب قصة الوقاع سلمة بن صخر فلعله تحريف في الرواية المذكورة والله أعلم صخر بن جبر الأنصاري قال أبو موسى ذكره الطبري ولم يخرج له شيئا وذكره سعيد بن يعقوب من طريق موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله عن الحسن عن رجاله قال قال صخر بن جبر قدمنا لأربع مضين من ذي الحجة مهلين بالحج فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم فنقضنا حجنا وجعلناه عمرة الحديث وروى الطبراني من طريق جبر بن صخر عن أبيه أنه كان حارس النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا فيحتمل أن يكون هو هذا وافق اسم أبيه كنيته صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو سفيان القرشي الأموي مشهور باسمه وكنيته وكان يكنى أيضا أبا حنظلة وأمه صفية بنت حزن الهلالية عمة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين وقيل غير ذلك بحسب الاختلاف في سنة موته وهو والد معاوية أسلم عام الفتح وشهد حنينا والطائف كان من المؤلفة وكان قبل ذلك رأس المشركين يوم أحد ويوم الأحزاب ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على نجران ولا يثبت قال الواقدي أصحابنا ينكرون ذلك ويقولون كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكان عاملها حينئذ عمرو بن حزم وذكر بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم وجهه إلى مناة فهدمها وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته أم حبيبة قبل أن يسلم وكانت أسلمت قديما وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فمات هناك وقد روى أبو سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم (3/237)
<238> روى عنه بن عباس وقيس بن حازم وابنه معاوية قال جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت البناني إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا آوى بمكة دخل دار أبي سفيان رواه بن سعد وروى بن سعد أيضا بإسناد صحيح عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى إلى أبي سفيان بن حرب تمر عجوة وكتب إليه يستهديه أدما مع عمرو بن أمية فنزل عمرو على إحدى امرأتي أبي سفيان فقامت دونه وقبل أبو سفيان الهدية وأهدى إليه أدما وروى بن سعد من طريق أبي السفر قال لما رأى أبو سفيان الناس يطئون عقب رسول الله صلى الله عليه وسلم حسده فقال في نفسه لو عاودت الجمع لهذا الرجل فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره ثم قال إذا يخزيك الله فقال أستغفر الله وأتوب إليه والله ما تفوهت به ما هو إلا شيء حدثت به نفسي ومن طريق أبي إسحاق السبيعي نحوه وقال ما أيقنت أنك رسول الله حتى الساعة ومن طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال قال أبو سفيان في نفسه ما أدري بم يغلبنا محمد فضرب في ظهره وقال بالله يغلبك فقال أشهد أنك رسول الله وروى الزبير بن بكار من طريق إسحاق بن يحيى عن أبي الهيثم عمن أخبره أنه سمع أبا سفيان بن حرب يمازح رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بنته أم حبيبة ويقول والله هو إلا أن تركتك فتركتك العرب إن انطحت فيك جماء ولا ذات قرن ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ويقول أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة وروى الزبير من طريق سعيد بن عبيد الثقفي قال رميت أبا سفيان يوم الطائف فأصبت عينه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذه عيني أصيبت في سبيل الله قال إن شئت دعوت فردت عليك وإن شئت فالجنة قال الجنة وروى يعقوب بن سفيان وابن سعد بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل يقول يا نصر الله اقترب قال فنظرت فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد ويقال فقئت عينه يومئذ وروى يعقوب أيضا من طريق بن إسحاق عن وهب بن كيسان عن بن الزبير قال كنت مع أبي عام اليرموك فلما تعبى المسلمون للقتال لبس الزبير لأمته ثم جلس على فرسه وتركني فنظرت إلى ناس وقوف على تل يقاتلون مع الناس فأخذت ترسا ثم ذهبت فكنت معهم فإذا أبو سفيان في مشيخة من قريش فجعلوا إذا مال المسلون يقولون أيده ببني الأصفر وإذا مالت الروم قالوا يا ويح بني الأصفر وهذا يبعده ما قبله والذي قبله أصح وروى البغوي بإسناد صحيح عن أنس أن أبا سفيان دخل على عثمان عبد ما عمي وغلامه يقوده وروى الأزرقي من طريق علقمة بن نضلة أن أبا سفيان بن حرب قام على ردم المرأتين ثم ضرب برجله فقال سنام الأرض إن له سناما يزعم بن فرقد أني لا أعرف حقي من حقه لي بياض المروة وله سوادها فبلغ عمر فقال إن أبا سفيان لقديم الظلم ليس لأحد حق إلا ما أحاطت عليه جدرانه قال علي بن المديني مات لست خلون من خلافة عثمان وقال الهيثم لتسع خلون وقال الزبير في آخر خلافة عثمان وقال المدائني مات سنة أربع وثلاثين وقيل مات أبو سفيان سنة إحدى وقيل اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان وقيل مات سنة أربع وثلاثين قيل عاش ثلاثا وتسعين سنة وقال الواقدي وهو بن ثمان وثمانين وقيل غير ذلك (3/238)
<239> صخر بن سليمان ذكر بن منده من طريق الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس أنه من جملة البكائين الذين نزلت فيهم ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم الآية صخر بن صعصعة الزبيدي أبو صعصعة ادعى الهيثم بن سهل أحد المتروكين أنه جد له وأن أباه سهل بن عبد الله بن بحر بن الأشتر بن مدركة بن صخر بن معاوية ثم روى من طريق واهية مجهولة الرواة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لصخر بن صعصعة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ناد في الناس لا يصحبنا مضعف ولا مصعب ذكره بن منده صخر بن العيلة بفتح المهملة وسكون التحتانية بن عبد الله بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسي قال بن السكن قال بن ماكولا كنيته أبو حازم وقال أبو عمر يقال إن العيلة أمه ذكره بن سعد في مسلمة الفتح وقال روى أحاديث وقال البغوي سكن الكوفة وأخرج أبو داود حديثه من طريق أبان بن عبد الله بن أبي حازم عن عمه عثمان عن أبيه عن جده صخر بن العيلة أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا ثقيفا فذكر طرفا من الحديث وأورده الفريابي في مسنده مطولا والبغوي وهو عند بن شاهين من طريق وأوله أخذت عمة المغيرة فقدمت بها إلى المدينة فقام المغيرة فقال يا رسول الله عمتي عند صخر فقال يا صخر إن الرجل إذا أسلم أحرز أهله فرد على الرجل عمته قال البغوي رواه أبو أحمد عن أبان فقال عن صخر ومعمر وغير واحد قالوا عن أبي حازم عن صخر والصواب عندهم رواية أبي نعيم قال البغوي ليس له غيره وأخرج البغوي من طريق أبي نعيم عن أبان بن عبد الله حدثنا عثمان بن أبي حازم عمي عن صخر وروى أحمد عنه أن قوما من بني سليم فروا عن أرضهم حين جاء الإسلام فأخذتها فأسلموا فخاصموني فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فردها عليهم وقال إذا أسلم الرجل فهو أحق بأرضه وما له وهذا القدر طرف من الحديث الأول صخر بن قدامة العقيلي روى الطبراني وابن شاهين من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن صخر بن قدامة العقيلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يولد بعد مائة سنة مولود لله في حاجة قال أيوب فلقيت صخر بن قدامة فسألته عنه فقال لا أعرفه قال بن شاهين هذا حديث منكر وهذا البغدادي يعني محمد بن جعفر بن أعين لا أعرفه قلت هو ثقة مشهور ولم يتفرد به لكن حكى الساجي عن علي بن المديني أنه كان يضعف خالد بن خداش راويه عن حماد بن زيد وعن يحيى بن معين أن خالدا تفرد عن حماد بأحاديث وأورد بن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات ونقل عن أحمد أنه قال ليس بصحيح وقال بن منده صخر بن قدامة مختلف في صحبته قلت لم يصرح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح الحسن بسماعه منه فهذه علة أخرى لهذا الخبر صخر بن القعقاع الباهلي خال سويد بن حجير روى الطبراني وابن منده من طريق قزعة بن سويد الباهلي حدثني أبي حدثني خالي صخر بن القعقعاع قال لقيت النبي صلى الله عليه وسلم بين عرفة والمزدلفة فأخذت بخطام راحلته فقلت يا رسول الله ما يقربني إلى الجنة ويباعدني من النار (3/239)
<240> الحديث وفي آخره خل خطام الناقة صخر بن نصر بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن كعب بن لؤي القرشي العدوي ذكره موسى بن عقبة وعروة فيمن استشهد بأجنادين قال بن عساكر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعرف له رواية قلت وزعم سيف أنه قتل باليرموك وذكر الزبير بن بكار أنه استشهد بطاعون عمواس هو وأخوته وأبوهم صخر بن واقد بن عصمة الليثي والد شريك تقدم ذكره في ترجمة ابنه سهل صخر بن وداعة وقال بن حبان صخر بن وديعة ويقال بن وداعة الغامدي نسبة إلى غامد بالمعجمة بن عمرو بن عبد الله بن كعب بن الحارث بطن من الأزد وقال البغوي سكن صخر الطائف وقال بن السكن مثله وزاد يعد في أهل الحجاز روى حديثه أصحاب السنن وأحمد وصححه بن خزيمة وغيره وهو اللهم بارك لأمتي في بكورها وفي بعض طرقه وكان صخر رجلا تاجرا فكان إذا بعث تجاره بعثهم أول النهار فأثرى وكثر ماله قال الترمذي والبغوي ماله غيره وتعقب بأن الطبراني أخرج له آخر متنه لا تسبوا الأموات وقال أبو الفتح الأزدي وابن السكن لم يرو عنه إلا عمارة بن حديد صخر يقال هو اسم أبي حازم والد قيس والراجح أن اسمه عوف وأما صخر أبو حازم فهو بن العيلة صخر الأنصاري لعله بعض من تقدم جرى ذكره في حديث لأنس أنه قتل في بعض المغازي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فروى بن عساكر من طريق سلمة بن رجاء عن شعبة بن خالد الحذاء عن أنس قال قتل عكرمة بن أبي جهل صخرا الأنصاري فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فضحك فقال الأنصار يا رسول الله أتضحك أن قتل رجل من قومك رجلا من قومنا فقال ما ذاك أضحكني ولكنه قتله وهو معه في درجته صخر غير منسوب وقع ذكره في حديث روى الطبراني من حديث موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يبلغنا لبن لقاحنا فقام رجل فقال أنا فقال ما اسمك قال صخر أو جندل فقال اجلس ثم قال من يبلغنا فقام آخر أنا فقال ما اسمك قال يعيش قال أنت صخير بالتصغير بن نصر بن غانم تقدم ذكر أخيه قريبا ومضى ذكره هو في ترجمة أخيه حذافة بن نصر وفي ترجمة أخيه صخر أيضا الصاد بعدها الدال صدى بالتصغير بن عجلان بن الحارث ويقال بن وهب ويقال بن عمرو بن وهب بن عريب بن وهب بن رياح بن الحارث بن معن بن مالك بن أعصر الباهلي أبو أمامة مشهور بكنيته روى عن (3/240)
<241> النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وعثمان وعلي وأبي عبيدة ومعاذ وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت وعمرو بن عبسة وغيرهم روى عنه أبو سلام الأسود ومحمد بن زياد الألهاني وشرحبيل بن مسلم وشداد وأبو عمار والقاسم بن عبد الرحمن وشهر بن حوشب ومكحول وخالد بن معدان وآخرون قال بن سعد سكن الشام وأخرج الطبراني ما يدل على أنه شهد أحدا لكن بسند ضعيف وروى أبو يعلى من طريق أبي غالب عن أبي أمامة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قوم فانتهيت إليهم وأنا طاو وهم يأكلون الدم فقالوا هلم قلت إنما جئت أنهاكم عن هذا فنمت وأنا مغلوب فأتاني آت بإناء فيه شراب فأخذته وشربته فكظني بطني فشبعت ورويت ثم قال لهم رجل منهم أتاكم رجل من سراة قومكم فلم تتحفوه فأتوني بلبن فقلت لا حاجة لي به وأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم ورواه البيهقي في الدلائل وزاد فيه أنه أرسله إلى قومه باهلة وقال بن حبان كان مع علي بصفين مات أبو أمامة الباهلي سنة ست وثمانين قال بن البرقي بغير خلاف وأثبت غيره الخلاف فقيل سنة إحدى قاله محمد بن سعد وقال عبد الصمد بن سعيد ولما مات خلف ابنا يقال له المغلس وله يعني صاحب الترجمة مائة وست سنين فقد صح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو بن ثلاث وثلاثين سنة وأخرج البخاري في تاريخه من طريق حميد بن ربيعة رأيت أبا أمامة خرج من عند الوليد بن عبد الملك في ولايته سنة ست وثمانين ومات ابنه الوليد سنة ست وتسعين قال وقال الحسن يعني بن رافع عن ضمرة في فضائل الصحابة لخيثمة من طريق وهب بن صدقة سمعت جدي يوسف بن حزن الباهلي سمعت أبا أمامة الباهلي يقول لما نزلت لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة قلت يا رسول الله أنا ممن بايعك تحت الشجرة قال أنت مني وأنا منك وأخرج أبو يعلى من طريق رجاء بن حيوة عن أبي أمامة أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوا فأتيته ادع الله لي بالشهادة فقال اللهم سلمهم وغنمهم الحديث الصاد بعدها الراء صرد بن عبد الله الأزدي قال بن حبان جرشي له صحبة وقال بن إسحاق في المغازي وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم صرد بن عبد الله الأزدي فأسلم وحسن إسلامه وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه وأمره أن يجاهد المشركين فذكر قصة طويلة قال وكان ذلك في سنة عشر وروى الواقدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وعامله على جرش صرد بن عبد الله الأزدي وأخرجه بن شاهين وقبله بن سعد صدمة بن أنس ويقال بن أبي أنس ويقال بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار أبو قيس الأوسي مشهور بكنيته قال بن إسحاق في المغازي وقال صرمة بن أنس حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وآمن بها هو وأصحابه (3/241)
<242> ثوى في قريش بضع عشرة حجة يذكر لو يلقى صديقا مواتيا وأخرج الحاكم من طريق عيينة عن عمرو بن دينار قال قلت لعروة كم لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال عشر سنين قلت فابن عباس يقول لبث بضع عشرة حجة قال إنما أخذه من قول الشاعر قال بن عيينة سمعت عجوزا من الأنصار تقول رأيت بن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس يتعلم منه هذه الأبيات قال بن إسحاق وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير كان أبو قيس صرمة ترهب في الجاهلية واغتسل من الجنابة وهم بالنصرانية ثم أمسك فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم وكان قوالا بالحق وله شعر حسن وكان لا يدخل بيتا فيه جنب ولا حائض وكان معظما في قومه إلى أن أدرك الإسلام شيخا كبيرا وكان يقول شعرا حسنا فمنه يقول أبو قيس وأصبح غاديا ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا أوصيكم بالبر والخير والتقى وإن كنتم أهل الرياسة فاعدلوا وإن أنتم أمعرتم فتعففوا وإن كان فضل الخير فيكم فأفضلوا وقال المرزباني عاش أبو قيس عشرين ومائة سنة قال بن إسحاق وهو الذي نزلت فيه وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ووصل ذلك أبو العباس السراج من طريق بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة قلت واسم الذي نزل فيه اختلف فيه اختلافا كثيرا كما سأبينه في الذي بعده وقال المرزباني أبو قيس صرمة بن أنس بن قيس بن مالك عاش نحوا من عشرين ومائة سنة وأدرك الإسلام فأسلم وهو شيخ كبير وهو القائل بدا لي أني عشت تسعين حجة وعشرا ولي ما بعدها وثمانيا فلم ألفها لما مضت وعددتها يحسنها في الدهر إلا لياليا صرمة بن مالك الأنصاري ذكره بن شاهين وابن قانع في الصحابة وأخرج من طريق هشيم بن حصين عبد الرحمن بن أبي ليلى أن رجلا من الأنصار يقال له صرمة بن مالك وكان شيخا كبيرا فجاء أهله عشاء وهو صائم وكانوا إذا نام أحدهم قبل أن يفطر لم يأكل إلى مثلها والمرأة إذا نامت لم يكن لزوجها أن يأتيها حتى مثلها فلما جاء صرمة إلى أهله دعا بعشائه فقالوا أمهل حتى نجعل لك سخنا تفطر عليه فوضع الشيخ رأسه فنام فجاءوا بطعامه فقال قد كنت نمت فلم يطعم فبات ليلته يتقلق بطنا لظهر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزلت هذه الآية وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم فرخص لهم أن يأكلوا الليل كله من أوله إلى آخره ثم ذكر قصة عمر في نزول قوله تعالى أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم وهذا مرسل صحيح الإسناد كذلك أخرجه عبد بن حميد في التفسير عن عمرو بن عوف عن هشيم وأخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن إدريس كذلك وأخرجه بن شاهين أيضا من طريق المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال أحل صيام ثلاثة أحوال فذكر الحديث وفيه وكانوا إذا صاموا فناموا قبل أن يفطروا لم يحل لهم الطعام ولا النكاح (3/242)
<243> فجاء صرمة وقد عمل يومه في حائطه وقد أعي فضرب برأسه فنام قبل أن يفطر فاستيقظ فلم يأكل ولم يشرب واستيقظ وهو ضعيف وأخرجه أبو داود في السنن من هذا الوجه ولم يتصل سنده فإن عبد الرحمن لم يسمع من معاذ ويقال إن القصة وقعت لصرمة بن أنس المبدأ بذكره أخرج ذلك هشام بن عمار في فوائده عن يحيى بن حمزة عن إسحاق بن أبي فروة عن الزهري عن القاسم بن محمد قال كان بدء الصوم أن يصوم من عشاء إلى عشاء فإذا نام لم يصل أهله ولم يأكل ولم يشرب فأمسى صرمة بن أنس صائما فنام قبل أن يفطر الحديث وإسحاق متروك وأخرج الطبري من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان أن صرمة بن أنس أتى أهله وهو صائم وهو شيخ كبير فذكر نحو القصة وأخرج الطبري من طريق السدي في قوله تعالى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم قال كتب صيام رمضان على النصارى وألا يأكلوا ولا يشربوا ولا يأتوا النساء بعد النوم في رمضان فلم يزل المسلمون يصنعون ذلك حتى أقبل رجل من الأنصار يقال له أبو قيس بن صرمة فذكر القصة نحوه ووقع في صحيح البخاري أن الذي وقع له ذلك قيس بن صرمة أخرجه من طريق البراء بن عازب كما سأذكره في ترجمته في حرف القاف ووقع عند أبي داود من هذا الوجه صرمة بن قيس وفي رواية النسائي أبو قيس بن عمرو فإن حمل في هذا الاختلاف على تعدد أسماء من وقع له ذلك وإلا فيمكن الجمع برد جميع الروايات إلى واحد فإنه قيل فيه صرمة بن قيس وصرمة بن مالك وصرمة بن أنس وقيل فيه قيس بن صرمة وأبو قيس بن صرمة وأبو قيس بن عمرو فيمكن أن يقال إن كان اسمه صرمة بن قيس فمن قال فيه قيس بن صرمة قلبه وإنما اسمه صرمة وكنيته أبو قيس أو العكس وأما أبوه فاسه قيس أو صرمه على ما تقرر من القلب وكنيته أبو أنس ومن قال فيه أنس حذف أداة الكنية ومن قال فيه بن مالك نسبه إلى جد له والعلم عند الله تعالى صرمة العذري وذكره أبو عمر بالفاء بدل الميم روى الطبراني من طريق عبد الحميد بن سليمان عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن يحدث عن صرمة العذري قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق فأصبنا كرائم العرب الحديث قال بن منده هذا وهم والصواب ما رواه يحيى بن أيوب عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز قال دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد الخدري قلت هو على الاحتمال صمرة بن يربوع تقدم في سعيد الصاد بعدها العين الصعب بن جثمامة بن قيس بن ربيعة بن عبد الله بن يعمر الليثي حليف قريش أمه أخت أبي سفيان بن حرب واسمها فاختة وقيل زينب ويقال هو أخو محلم بن جثامة وكان الصعب ينزل ودان ويقال مات في خلافة أبي بكر ويقال في آخر خلافة عمر قاله بن حبان ويقال مات في خلافة عثمان (3/243)
<244> وشهد فتح اصطخر فقد روى بن السكن من طريق صفوان بن عمرو حدثني راشد بن سعد قال لما فتحت اصطخر نادى مناد ألا إن الدجال قد خرج فلقيهم الصعب بن جثامة قال لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره الحديث قال بن السكن إسناده صالح قلت فيه إرسال وهو يرد على من قال إنه مات في خلافة أبي بكر وقال بن منده كان الصعب ممن شهد فتح فارس وقال يعقوب بن سفيان أخطأ من قال إن الصعب بن جثامة مات في خلافة أبي بكر خطأ بينا فقد روى بن إسحاق عن عمر بن عبد الله أنه حدثه عن عروة قال لما ركب أهل العراق في الوليد بن عقبة كانوا خمسة منهم الصعب بن جثامة وللصعب أحاديث في الصحيح من رواية بن عباس عنه وذكر بن الكلبي في الجمهرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في يوم حنين لولا الصعب بن جثامة لفضحت الخيل وأخرج أبو بكر بن لال في كتاب المتحابين من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عوف بن مالك والصعب بن جثامة فقال كل منهما للآخر إن مت قبلي فتراء لي فمات الصعب قبل عوف فتراءى فذكر قصة الصعب بن منقر روى عنه بنته أم البنين وقيل بن منقد كذا في التجريد وفي أصله وذكره زائدا على الأربعة التي جمعها وقد سبق إلى ذكره أبو علي بن السكن فقال الصعب بن منقر القيسي حديثه ليس بالقائم ثم أورد عن محمد بن أبي أسامة عن عبد الله بن أحمد القطان حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة الباهلي حدثتنا سلامة بنت عمرو القادسية سمعت جدتي أم البنين تحدث عن أبيه الصعب بن منقر أنه استحفر النبي صلى الله عليه وسلم حفيرة فأحفره وأمره ألا يمنع أحدا وكان اسمه عبد الحارث فسماه عبد الله وكان رجلا من بني قيس فحفر فجاءت مالحة مرة وكان فيها دوابي فدفع إليه سهما فوضعه فيها فعذب ماؤها وذهب ما فيها من الدواب قال لم يروه غير عبد الرحمن بن جبلة انتهى كلام بن السكن وقد ذكره الخطيب في ذيل المؤتلف وأخرج هذا الحديث من طريق أحمد بن محمد بن علي الديباجي عن أحمد بن عبد الله بن زياد التستري حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة فذكره لكنه قال الصعب بن منقذ بذال معجمة بدل الدال وقال فكان اسمه عبد الوارث هكذا بواو بدل الحاء المهملة وعنده أيضا بلفظ وكان رجل من بني قيس يحفر وقد أغفل بن الأثير ذكر عبد الواحد أو الوارث الذي غير اسمه ولم يذكره بن عبد البر ولا ذكر أيضا الصعب مع أن النسخة التي نقلت منها من كتاب بن السكن هي نسخة بن عبد البر وفيها بخطه استدراكات عليه فسبحان من لا يسهو صعصعة بن معاوية بن حصن بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد التميمي السعدي عم الأحنف بن قيس روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعمر وأبي ذر وأبي هريرة وعائشة وعنه ابنه عبد الله والأحنف ومروان الأصغر والحسن البصري وذكره العسكري وغيره في الصحابة وأخرج النسائي الحديث الآتي بعد هذا في ترجمة الذي بعده من طريق جرير بن حازم عن الحسن عن صعصعة عم الفرزدق كذا عنده وليس للفرزدق عم اسمه صعصعة وإنما هو عم (3/244)
<245> الأحنف بن قيس وقال النسائي ثقة وهذا مصير منه إلى أن لا صحبة له وكذا ذكره في التابعين خليفة وابن حبان وقال الزبير بن بكار حدثني محمد بن سلام عن الأحنف بن قيس قال لأصحابه أتعجبون من حملي وخلقي وإنما هذا شيء استفدته من عمي صعصعة بن معاوية شكوت إليه وجعا في بطني فأسكتني مرتين ثم قال لي بابن أخي لا تشك الذي نزل بك إلى أحد فإن الناس رجلان إما صديق فيسوءه وإما عدو فيسره ولكن اشك الذي نزل بك إلى الذي ابتلاك ولا تشك قط إلى مخلوق مثلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه مثل الذي نزل بك بابن أخي إن لي عشرين سنة لا أرى بعيني هذه سهلا ولا جبلا فما شكوت ذلك لزوجتي ولا غيرها صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي الدارمي جد الفرزدق الشاعر قال بن السكن له صحبة وقال البغوي سكن البصرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عقال والطفيل بن عمرو والحسن واختلف عليه فقيل عنه عن صعصعة عم الأحنف ورجحه العسكري وقيل عنه عن صعصعة عم الفرزدق وبه جزم أبو عمر لكن ليس للفرزدق عم اسمه صعصعة وإنما صعصعة جده وقد روى النسائي في التفسير من طريق جريج بن حازم عن الحسن حدثنا صعصعة عم الأحنف قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول من يعمل مثقال ذرة خيرا يره قلت حسبي حسبي وروى بن أبي عاصم وابن السكن والطبراني من طريق الطفيل بن عمرو عن صعصعة بن ناجية جد الفرزدق قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني آيات من القرآن فقلت يا رسول الله إني عملت أعمالا في الجاهلية فهل فيها من أجر قال وما عملت فذكر القصة في افتدائه الموءودة وفي ذلك يقول الفرزدق وجدي الذي منع الوائدات وأحيا الوئيد فلم يوأد ويقال إنه أول من فعل ذلك قلت وقد ثبت أن زيد بن عمرو بن نفيل كان يفعل ذلك فيحتمل أولية صعصعة على خصوص تميم ونحوهم وأولية زيد على خصوص قريش وكان صعصعة من أشراف بني مجاشع في الجاهلية والإسلام وهو بن عم الأفرع بن حابس وروى بن الأعرابي في معجمه من طريق عقال بن شبة بن عقال بن صعصعة بن ناجية عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنة وروى أبو يعلى والطبراني بهذا الإسناد وقال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله يعني بمن أبدأ قال أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك وذكر الزبير بن بكار في الموفقيات عن المدائني عن عرابة بن الحكم قال دخل صعصعة بن ناجية المجاشعي جد الفرزدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف علمك بمضر قال يا رسول الله أنا أعلم الناس بهم تميم هامتها وكاهلها الشديد الذي يوثق به ويحمل عليه وكنانة وجهها الذي فيه السمع والبصر وقيس فرسانها ونجومها وأسد لسانها فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت صعصعة بن صوحان له ذكر في السنن مع عمر ذكر الإمام أبو بكر الطرطوسي في (3/245)
<246> مصنفه في السماع أنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر له مسند وما أظنه ذكره كذلك إلا بالتوهم لشهرته في عصر كبار الصحابة وسيأتي في القسم الثالث وفيه جزم بن عبد البر بخلاف ما قال الصعق بكسر العين المهملة غير منسوب روى سعيد بن يعقوب في الصحابة بإسناد ضعيف من طريق عبد الله بن الصعق حدثني أبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضبوا في كسر الآنية فإن لها آجالا كآجال الإنس الصاد بعدها الفاء صفرة أبو معدان ذكره أحمد بن محمد بن ياسين فيمن قدم هراة من الصحابة واستدركه يحيى بن منده على جده وأبو موسى ز صفوان بن أسيد التميمي بن أخي أكثم بن صيفي تقدم ذكره في ترجمة أكثم في القسم الثالث وذكر أبو حاتم في المعمرين عن شيخ له عن أشعث عن الشعبي قال بينا صفوان بن أسيد في بعض ضواحي المدينة يسير بعد قدوم حاجب بن زرارة بزمان إذ مر به رجل من بني ليث قد كان يطلب بني تميم بدم فقتله فوثب عليه حاجب ووكيع ابنا زرارة فأخذاه فأتيا به النبي صلى الله عليه وسلم فقالا هذا قتل صاحبنا فقال لم أعرفه وظننت أنه لم يسلم فعرض عليهم الدية فقال غيرنا أحق بها يعنيان أولياءه فأمكنهم فبعثوه إلى بني أخ له أيتام وأخبروهم بهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبولهم الدية فعفوا عنه ووهبوه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغير دية قال أبو حاتم وقالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث حاجبا على صدقات قومه ولم يلبث أن مات فخرج بعد ذلك عطارد بن حاجب والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم والأقرع بن حابس حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من مفاخرتهم إياه ما كان صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح أبو وهب الجمحي أمه صفية بنت معمر بن حبيب جمحية أيضا قتل أبوه يوم بدر كافرا وحكى الزبير أنه كان إليه أمر الأزلام في الجاهلية فذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما وأورده مالك في الموطأ عن بن شهاب قالوا إنه هرب يوم فتح مكة وأسلمت امرأته وهي ناجية بنت الوليد بن المغيرة قال فأحضر له بن عمه عمير بن وهب أمانا من النبي صلى الله عليه وسلم فحضر وحضر وقعة حنين قبل أن يسلم ثم أسلم ورد النبي صلى الله عليه وسلم امرأته بعد أربعة أشهر رواه بن إسحاق وكان استعار النبي صلى الله عليه وسلم منه سلاحه لما خرج إلى حنين وهو القائل يوم حنين لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قال الزبير أعطاه من الغنائم فأكثر فقال أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي فأسلم وروى له مسلم والترمذي من طريق سعيد بن المسيب عن صفوان بن أمية قال والله لقد أعطاني النبي صلى الله عليه وسلم وإنه لأبغض الناس إلي فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلى وأخرج الترمذي من طريق (3/246)
<247> معروف بن خربوذ قال كان صفوان أحد العشرة الذين انتهى إليهم شرف الجاهلية ووصله لهم الإسلام من عشر بطون ونزل صفوان على العباس بالمدينة ثم أذن له النبي صلى الله عليه وسلم في الرجوع إلى مكة فأقام بها حتى مات بها مقتل عثمان وقيل دفن مسير الناس إلى الجمل وقيل عاش إلى أول خلافة معاوية قال المدائني سنة إحدى وقال خليفة سنة اثنتين وأربعين قال الزبير جاء نعي عثمان حين سوى على صفوان حدثني بذلك محمد بن سلام عن أبان بن عثمان وقال بن سعد لم يبلغنا أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعده وكان أحد المطعمين في الجاهلية والفصحاء روى عنه أولاده عبد الله وعبد الرحمن وأمية وابن ابنه صفوان بن عبد الله وابن أخيه حميد بن حجير وعبد الله بن الحارث وسعيد بن المسيب وعامر بن مالك وعطاء وطاوس وعكرمة وطارق بن المرقع ويقال إنه شهد اليرموك حكى سيف أنه كان حينئذا أميرا على كردوس وقال الزبير حدثني عمي وغيره من قريش قالوا وفد عبد الله بن صفوان على معاوية هو وأخوه عبد الرحمن الأكبر وكان معاوية خال عبد الرحمن فقدم معاوية عبد الله على عبد الرحمن فعاتبته أخته أم حبيبة في تأخير بن أختها فأذن لابنها فدخل عليه فقال له سل حوائجك فذكر دينا وعيالا فأعطاه وقضى حوائجه ثم أذن لعبد الله فقال سل حوائجك قال تخرج العطاء وتفرض للمنقطعين وترفد الأرامل القواعد وتتفقد أحلافك الأحاييش قال أفعل كل ما قلت فهلم حوائجك قال وأي حاجة لي غير هذا أنا أغنى قريش ثم انصرف فقال معاوية لأخته كيف رأيت ثم قال عبد الله بن صفوان مع بن الزبير يؤيده ويشيد أمره وصبر معه في الحصار حتى قتلا في يوم واحد وذكر الزبير أن معاوية حج عاما فتلقاه عبد الله بن صفوان على بعير فسايره فأنكر ذلك أهل الشام فلما دخل مكة إذا الجبل أبيض من غنم كانت عليه فقال يا أمير المؤمنين هذه ألفا شاة أجزرتها فقال أهل الشام ما رأينا أسخى من هذا الأعرابي أي عم أمير المؤمنين قال وقدم رجل على معاوية من مكة فقال من يطعم الناس اليوم بمكة قال عبد الله بن صفوان قال تلك نار قديمة مات قبل عثمان وقيل عاش إلى زمن علي صفوان بن أهيب في بن وهب صفوان بن بيضاء هو صفوان بن سهل أو بن وهب صفوان بن صفوان بن أسيد التميمي قال سيف في أوائل الردة وكان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني عمرو صفوان واستدركه الأشيري ولم ينسبه وقال الطبري لما مات النبي صلى الله عليه وسلم قدم صفوان بن صفوان بصدقته على أبي بكر وروى سيف في الردة أيضا بإسناد له إلى بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث صلصل بن شرحبيل إلى صفوان بن صفوان التميمي وإلى وكيع بن عدس الداري وإلى غيرهم يحضهم على قتال أهل الردة وروى بن قانع من طريق شعيث بن مطير عن أبيه عن صفوان بن صفوان بن أسيد قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله إذا جعل لقوم عمادا أعانهم بالنصرة فعلى هذا فهو ولد صفوان بن أسيد المتقدم صفوان بن عبد الله الخزاعي روى عبد العزيز بن أبان عن حماد عن أبي سنان عن عبد (3/247)
<248> الله بن أوس قال أوصى صفوان بن عبد الله وله صحبة قال إذا مت فشقوا ما يلي الأرض من أكفاني وأهيلوا على التراب وأخرجه بن منده صفوان بن عبد الرحمن أو عبد الرحمن بن صفوان على الشك يأتي في عبد الرحمن صفوان بن عبيد قال بن حبان له صحبة روى الباوردي من طريق الوليد بن عقبة حدثني حذيفة بن أبي حذيفة عن صفوان بن عبيد قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ ومسح على خفيه في السفر والحضر وقيل إنه صفوان بن عسال فصحف صفوان بن عسال بمهملتين مثقل المرادي من بني زاهر بن عامر بن عوثبان بن مراد قال أبو عبيد عداده في بني حمد له صحبة وقال البغوي سكن الكوفة وقال بن أبي حاتم كوفي له صحبة مشهور روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه زر بن حبيش وعبد الله بن سلمة وغيرهما وذكر أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة عزوة أخرجه البغوي من طريق عاصم عن زر عنه وقال بن السكن حديث صفوان بن عسال في المسح على الخفين وفضل العلم والتوبة مشهور من رواية عاصم عن زرعنة رواه أكثر من ثلاثين من الأئمة عن عاصم ورواه عن زر أيضا عدة أنفس صفوان بن أبي العلاء جرى ذكره في حديث ذكره بن أبي حاتم من رواية بن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن صفوان بن أبي العلاء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري رجل مسلم قال بن أبي حاتم هذا من تخليط بن لهيعة والصواب ما رواه غيره عن صفوان بن أبي يزيد عن القعقاع بن اللجلاج عن أبي هريرة قلت ذكرته هنا للإحتمال صفوان بن عمرو السلمي ويقال الأسلمي كذا قال أبو عمر فوهم والصواب الأسدي وجزم أبو عمر مرة أنه سلمي حالف بني أسد فهذا أشبه وقد أزال البلاذري الإشكال فنقل عن بن الكلبي أنه من بني حجر بن عمرو بن عباد بن يشكر بن عدوان وأنهم حلفاء بني غنم بن دودان بن أسد قال وكان الواقدي يقول إنهم سلميون قال البلاذري والأول أثبت قال إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق في المغازي تتابع المهاجرون إلى المدينة أرسالا وادعت بنو غنم بن دودان هجرة نسائهم ورجالهم منهم صفوان بن عمرو وشهد صفوان أحدا ولم يشهد بدرا وشهدها إخوته ثقف ومالك ومدلاج كذا قال بن إسحاق وقال بن الكلبي شهد الأربعة بدرا صفوان بن غزوان الطائي روى العقيلي في الضعفاء في ترجمة الغار بن جبلة من طريق إسماعيل بن عباس عن الغار بن جبلة عن صفوان بن غزوان الطائي أن رجلا كان نائما مع امرأته فقامت فأخذت سكينا وجلست على صدره ووضعت السكين على حلقة وقالت له طلقني وإلا ذبحتك فطلقها ثلاثا فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا قيلولة في الطلاق وأخرجه من طريق محمد بن جبير عن الغار بن جبلة عن صفوان الأصم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن امرأتي (3/248)
<249> وضعت السكين على بطني قال فذكر نحوه ونقل عن البخاري أن الغار بن جبلة حديثه منكر صفوان بن قتادة يأتي خبره في ترجمة ولده عبد الرحمن بن صفوان صفوان بن قدامة التميمي المزني من بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم قال بن السكن يقال له صحبة حديثه في البصريين وروى الطبراني عن موسى بن هارون عن موسى بن ميمون بن موسى المزني عن أبيه ميمون عن أبيه موسى عن جده عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال هاجر أبي صفوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام وقال له إني أحبك قال المرء مع من أحب ورواه بن منده مطولا وفيه وكان معه ابناه عبد الرحمن وعبد الله وكان اسمها عبد العزي وعبد تميم وغيرهما النبي صلى الله عليه وسلم قال وفي ذلك يقول بن أخيه نصر بن نصر بن قدامة تحمل صفوان فأصبح غاديا بأبنائه عمدا وخلى المواليا فياليتني يوم الحنين اتبعتهم قضى الله في الأشياء ما كان قاضيا وأجابه صفوان من مبلغ نصرا رسالة عاتب بأنك بالتقصير أصبحت راضيا فأقام صفوان بالمدينة حتى مات فرثاه ابنه عبد الرحمن بأبيات منها وأنا بن صفوان الذي سبقت له عند النبي سوابق الإسلام ثم إن عمر بعث عبد الرحمن بن صفوان مددا إلى المثنى بن حارثة بالعراق وروى أبو عوانة في صحيحه المرفوع منه فقط من طريق مهدي بن موسى بن عبد الرحمن حدثني أبي عن أبيه عن صفوان بن قدامة قال بن السكن لا يروي حديثه إلا بهذا الإسناد صفوان بن مالك بن صفوان بن البدن بن الحلاحل التميمي الأسدي له صحبة وكان من خيار المهاجرين قاله بن الكلبي واستدركه بن الأثير صفوان بن مخرمة القرشي الزهري قال أبو حاتم والبخاري وابن السكن له صحبة وقال البغوي سكن المدينة ورورى أحمد من طريق بشير بن سلمان عن القاسم بن صفوان عن أبيه صفوان بن أمية وفي رواية الحاكم سمعت القاسم بن صفوان عن أبيه وكانت له صحبة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أبردوا بصلاة الظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم وقال بن السكن يقال إنه أخو المسور بن مخرمة ولم يرو عنه غير ابنه القاسم وقال أبو حاتم لا يعرف الناس القاسم بن صفوان إلا في هذا الحديث قلت ولم ينسب صفوان في هذا الحديث فغاير بعضهم بينه وبين أخي المسور لكن قد جزم الجعابي بأن صفوان بن مخرمة بن نوفل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال الطبري في ترجمة مخرمة بن نوفل وكان له من الولد صفوان وبه كان يكنى والمسور والصلت وهو أكبرهم وأمهم عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن (3/249)
<250> صفوان بن محمد أو محمد بن صفوان هكذا جاء حديثه على الشك في بعض الطرق وسيأتي بيانه في محمد إن شاء الله تعالى صفوان بن المعطل بن ربيعة بالتصغير بن خزاعي بلفظ النسب بن محارب بن مرة بن فالج بن ذكوان السلمي ثم الذكواني هكذا نسبه أبو عمر لكن عند بن الكلبي رحضة بدل ربيعة وزاد بينه وبين خزاعي المؤمل قال البغوي سكن المدينة وشهد صفوان الخندق والمشاهد في قول الواقدي ويقال أول مشاهده المريسيع جرى ذكرها في حديث الإفك المشهور في الصحيح وغيرهما وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم ما علمت عليه إلا خيرا وقصته مع حسان مشهورة أيضا ذكرها يونس بن بكير في زيادات المغازي موصولة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت وقعد صفوان بن المعطل لحسان فضربه بالسيف قائلا تلق ذباب السيف مني فإنني غلام إذا هوجيت لست بشاعر فجاء حسان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستعداه على صفوان فاستوهبه الضربة فوهبها له وذكره موسى بن عقبة في المغازي عن الزهري نحوه وزاد أن سعد بن عبادة كفن صفوان حلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كساه الله من حلل الجنة قال البغوي عن الواقدي يكنى أبا عمرو وله ذكر في حديث آخر أخرجه ابن حبان وابن شاهين من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قال سأل صفوان بن المعطل عن ساعات الليل والنهار هل فيها شيء يكره فيه الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الحديث ووقع عند أبي يعلى وعبد الله بن أحمد عن سعيد المقبري عن صفوان والأول أصح قال بن إسحاق قتل صفوان في خلافة عمر في غزاة أرمينية شهيدا سنة تسع عشرة وقد روى ذلك البخاري في تاريخه وثبت في الصحيح عن عائشة أنه قتل في سبيل الله وروى أبو داود من طريق أبي صالح عن أبي سعيد قال جاءت امرأة صفوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن زوجي صفوان يضربني الحديث وإسناده صحيح ولكن يشكل عليه أن عائشة قالت في حديث الإفك إن صفوان قال والله ما كشفت كنف أنثى قط وقد أورد هذا الإشكال قديما البخاري ومال إلى تضعيف الحديث أبو سعيد بذلك ويمكن أن يجاب بأنه تزوج بعد ذلك روى البغوي وأبو يعلى من حديث الحسن عن سعيد مولى أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دعو صفوان بن المعطل فإنه طيب القلب خبيث اللسان الحديث وفيه قصة طويلة ووقع له حديث في بن السكن والمعجم الكبير وزيادات عبد الله بن أحمد من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن عنه إلا أن في الإسناد عبد الله بن جعفر بن المديني وقال الواقدي كان مع كرز بن جابر في طلب العرنيين ويقال إن له دارا بالبصرة ويقال عاش إلى خلافة معاوية فغزا الروم فاندقت ساقه ثم نزل يطاعن حتى مات وقال بن السكن مثله لكن قال في خلافة عمر وذكر عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح بسند له أن صفوان بن المعطل حمل على رومي فطعنه فصرعه فصاحت امرأته فقال ولقد شهدت الخيل يسطع نقعها ما بين داريا دمشق إلى نوى (3/250)
<251> وطعنت ذا حلي فصاحت عرسه يا بن المعطل ما تريد بما أرى وكان ذلك سنة ثمان وخمسين وقال بن إسحاق سنة تسع عشرة وقيل سنة ستين بسميساط وبه جزم الطبري وسيأتي عنه حديث في ترجمة عمرو بن جابر الجني صفوان بن وهب ويقال أهيب ويقال بن سهل بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري وهو بن بيضاء أخو سهل وسهيل وهي أمهم ويكنى أبا عمرو قيل إنه الأخ المذكور في حديث عائشة ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء وأخيه إلا في المسجد اتفقوا على أنه شهد بدرا وروى بن إسحاق أنه استشهد ببدر وكذا ذكره موسى بن عقبة وابن سعد وابن أبي حاتم رواه عن أبيه قتله طعيمة بن عدي وجزم بن حبان بأنه مات سنة ثلاثين وقيل سنة ثمان وثلاثين وبه جزم الحاكم أبو أحمد تبعا للواقدي وقال مصعب الزبيري رجع إلى مكة بعد بدر فأقام بها ثم هاجر وقيل أقام إلى عام الفتح وقيل مات في طاعون عمواس وذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وفي السرية التي خرجت مع عبد الله بن جحش وذكره بن منده من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن بن عباس مطولا وفيهم نزل يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه الآية صفوان بن اليمان أخو حذيفة قال أبو عمر شهد أحدا مع أبيه وأخيه صفوان أو بن صفوان غير منسوب روى الترمذي من طريق ليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك ثم أخرج من طريق زهير قال قلت لأبي الزبير أحدثك جابر فذكره فقال ليس جابر حدثني ولكن حدثنيه صفوان أو بن صفوان وهكذا أخرجه البغوي وسعيد بن يعقوب القرشي من طريق زهير وقال ما روى عنه غير أبي الزبير حديثا واحدا ويقول إنه حكى قال أبو موسى قد روى أبو الزبير عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء حديثا غير هذا فما أدري أهو هذا أم غيره وأورد أبو موسى في هذه الترجمة ما أخرجه أبو نعيم والطبراني من طريق سليمان بن حرب عن شعبة عن سماك سمعت صفوان أو بن صفوان قال بعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل سراويل الحديث قال أبو موسى ورواه بن مهدي عن شعبة فقال عن سماك سمعت أبو صفوان مالك بن عميرة وكأنه أصح قلت هذا الثاني هو المحفوظ عن شعبة كذا هو في السنن والأول شاذ وقد خولف فيه شعبة أيضا عن سماك كما سيأتي بيانه في ترجمة مالك بن عميرة في حرف الميم إن شاء الله تعالى وهذا غير شيخ أبي الزبير قطعا فلا معنى لخلطه به والأقرب أن يكون هو صفوان بن عبد الله الراوي عن أم الدرداء وهو تابعي وإنما ذكرته هنا للإحتمال وأما شيخ سماك فسأذكره في الرابع (3/251)
<252> الصاد بعدها اللام الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف المطلبي أبو قيس ذكره بن إسحاق فيمن أطعمه النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر الصلت بن مخرمة بن نوفل الزهري أخو المسور تقدم قريبا مع أخيه صفوان الصلت بن معد يكرب بن معاوية الكندي والد كثير بن الصلت وروى بن منده من طريق الصلت بن زبيد بن الصلت المديني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على الخرص الحديث وزبيد بالزاي والتحتانية مصغر ورويناه في الثقفيات من الوجه الذي أخرجه منه بن منده وقد ذكر بن سعد أن عمومه كثير بن الصلت وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلموا ثم رجعوا إلى بلادهم فارتدوا فقتلوا يوم البجير ثم هاجر كثير وزبيد وعبد الرحمن بنو الصلت إلى المدينة فسكنوها الصلت بن النعمان بن عمرو بن عرفجة بن العامل بن امرئ القيس ذكره بن الكلبي وقال وفد هو وأبوه وعماه على النبي صلى الله عليه وسلم وكذا ذكره الطبري وزاد أنه كان في ألفين وخمسمائة من العطاء في عهد عمر الصلت الجهني جد غنم ينظر في الرابع الصلصال بن الدلهمس بن جندلة بن المحتجب بن الأغر بن الغضنفر بن تيم بن ربيعة بن نزار أبو الغضنفر قال بن حبان له صحبة حديثه عند بن الضوء وقال المرزباني يقال إنه أنشد النبي صلى الله عليه وسلم شعرا وذكر بن الجوزي أن الصلصال قدم مع بني تميم وأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاهم بشيء فقال قيس بن عاصم وددت لو كان هذا الكلام شعرا نعلمه أولادنا فقال الصلصال أنا أنظمه يا رسول الله فأنشده أبياتا وأوردها بن دريد في أماليه عن أبي حاتم السجستاني عن العتبي عن أبيه قال قال قيس بن عاصم وفدت مع جماعة من بني تميم فدخلت عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس فقال قيس يا رسول الله عظنا عظة ننتفع بها فوعظهم موعظة حسنة فقال قيس أحب أن يكون هذا الكلام أبياتا من الشعر نفتخر به على من يلينا وندخرها فأمر من يأتيه بحسان فقال الصلصال يا رسول الله قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما أراد قيس فقال هاتها فقال تجنب خليطا من مقالك إنما قرين الفتى في القبر ما كان يفعل ولا بد بعد الموت من أن تعده ليوم ينادي المرء فيه فيقبل وإن كنت مشغولا بشيء فلا تكن بغير الذي يرضى به الله تشغل ولن يصحب الإنسان من قبل موته ومن بعده إلا الذي كان يعمل ألا إنما الإنسان ضيف لأهله يقيم قليلا بينهم ثم يرحل (3/252)
<253> وروى بن منده من طريق محمد بن الضوء بن الصلصال عن أبيه عن جده قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم قال وهذا غريب وعنده بهذا الإسناد أحاديث أخر قال بن حبان لا يجوز الاحتجاج بمحمد بن الضوء وكذبه الجوذقاني والخطيب صلصل بن شرحبيل تقدم ذكره في ترجمة صفوان بن صفوان قال أبو عمر لا أقف على نسبه ولا أعرف له رواية صلة بن الحارث الغفاري قال البخاري وابن حبان وابن السكن له صحبة وقال البغوي سكن مصر وقال بن السكن حديثه عند المصريين بإسناد جيد وقال بن يونس شهد فتح مصر وروى البخاري والبغوي ومحمد بن الربيع الجيزي وابن السكن والطبري من طريق سعيد بن عبد الرحمن الغفاري أن سليم بن عتر كان يقص وهو قائم فقال له صلة بن الحارث الغفاري وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والله ما تركنا عهد نبينا ولا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا قال بن السكن ما له غيره وقال محمد بن الربيع المصري عنه حديث واحد وفي رواية لمحمد بن الربيع بينما سليم بن عتر يقص على الناس إذ قال شيخ من بني غفار له صحبة فذكره بلفظ حتى قام هذا أو نحوه وقال بن السكن ليس لصلة غير هذا الحديث الصاد بعدها النون الصنابح بن الأعسر العجلي الأحمسي حديثه عند قيس بن أبي حازم عنه وهو عند أحمد وابن ماجة والبغوي من رواية إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ووقع في رواية بن المبارك ووكيع عن إسماعيل الصنابحي بزيادة ياء وقال الجمهور من أصحاب إسماعيل بغير ياء وهو الصواب ونص بن المديني والبخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد على ذلك وقال أبو عمر روى عن الصنابح هذا قيس بن أبي حازم وحده وليس هو الصنابحي الذي روى عن أبي بكر الصديق وهو منسوب إلى قبيلة من اليمن وهذا اسم لا نسب وذاك تابعي وهذا صحابي وذاك شامي وهذا كوفي وقال بن البرقي جاء عن الصنابح بن الأعسر حديثان قلت ذكرهما الترمذي في العلل عن البخاري وأعل الثاني بمجالد وأخرجهما الطبراني وزاد ثالثا من رواية الحارث بن وهب عنه لكن جزم يعقوب بن شيبة بأن الحارث بن وهب إنما روى عن الصنابحي التابعي قلت إلا أنه وقع عند الطبراني عن الحارث بن وهب عن الصنابح بغير ياء فهذا سبب الوهم نعم أخرجه البغوي من طريق الحارث بن وهب فقال الصنابحي فتبين من هذا أن كلا منهما قيل فيه صنابح وصنابحي لكن الصواب في بن الأعسر أنه صنابح بغير ياء وفي الآخر بإثبات الياء ويظهر الفرق بينهما بالرواية عنهما فحيث جاءت الرواية عن قيس بن أبي حازم عنه فهو بن الأعسر وهو الصحابي وحديثه موصول وحيث جاءت الرواية عن غير قيس عنه فهو الصنابحي وهو التابعي وحديثه مرسل واختلف في اسم (3/253)
<254> أبيه فالمشهور أنه عبد الرحمن بن عسيلة وقيل عبد الله وقيل بل عبد الله الصنابحي الذي روى عنه عطاء بن يسار آخر صحابي وهو غير عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي المشهور وسأوضح ذلك في العبادلة إن شاء الله تعالى الصاد بعدها الهاء صهبان بن عثمان أبو طلاسة الحرسي بفتح المهملتين روى بن منده من طريق عبد الله بن عبد الكبير عن أبيه سمعت أبي صهبان أبا طلاسة قال قدم علينا عبد الجبار بن الحارث بعد مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فغزا معه غزاة فقتل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قلت ذكر بن حبان في التابعين صهبان بن عبد الجبار اللخمي يكنى أبا طلاسة روى عن عمرو روى عنه أهل فلسطين فكأنه هو صهبان بن شمر بن عمرو الحنفي اليمامي ذكره وثيمة في الردة واستدركه بن فتحون وذكر له قصة مع بني حنيفة لما ارتدوا مع مسيلمة وفيها أنه كتب إلى أبي بكر الصديق يقول له إن الناس قبلنا ثلاثة أصناف كان مفتون ومؤمن مغبون وشاك مغموم وكتب في الكتاب إني بريء إلى الصديق معتذر مما مسيلمة الكذاب ينتحل قال ففرح المسلمون بكتابه قال وفيه يقول شاعر المسلمين لنعم المرء صهبان بن شمر له في قومه حسب ودين صهيب بن سنان بن مالك ويقال خالد بن عبد عمرو بن عقيل ويقال طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط النمري أبو يحيى وأمه من بني مالك بن عمرو بن تميم وهو الرومي قيل له ذلك لأن الروم سبوه صغيرا قال بن سعد وكان أبوه وعمه على الأبلة من جهة كسرى وكانت منازلهم على دجلة من جهة الموصل فنشأ صهيب بالروم فصار ألكن ثم اشتراه رجل من كلب فباعه بمكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التميمي فأعتقه ويقال بل هرب من الروم فقدم مكة فحالف بن جدعان وروى بن سعد أنه أسلم هو وعمار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم ونقل الوزير أبو القاسم المغربي أنه كان اسمه عميرة فسماه الروم صهيبا قال وكانت أخته أميمة تنشده في المواسم وكذلك عماه لبيد وزحر ابنا مالك وزعم عمارة بن وثيمة أن اسمه عبد الملك ونقل البغوي أنه كان أحمر شديد الصهوبة تشوبها حمرة وكان كثير شعر الرأس يخضب بالحناء وكان من المستضعفين ممن يعذب في الله وهاجر إلى المدينة مع علي بن أبي طالب في آخر من هاجر في تلك السنة فقدما في نصف ربيع الأول وشهد بدرا والمشاهد بعدها وروى بن عدي من طريق يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن آبائه عن صهيب قال صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث ويقال إنه لما هاجر تبعه نفر من المشركين فسئل فقال يا معشر قريش إني من أرماكم ولا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم معي ثم أضربكم بسيفي فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه فرضوا (3/254)
<255> فعاهدهم ودلهم فرجعوا فأخذوا ماله فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له ربح البيع فأنزل الله عز وجل ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله وروى ذلك بن سعد وابن أبي خيثمة من طريق حماد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب في سبب نزول الآية ورواه بن سعد أيضا من وجه آخر عن أبي عثمان النهدي ورواه الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن بن عباس وله طريق أخرى ورواه بن عدي من حديث أنس والطبراني من حديث أم هانئ ومن حديث أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السباق أربعة أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبشة وسليمان سابق الفرس وروى بن عيينة في تفسيره وابن سعد من طريق منصور عن مجاهد أول من أظهر إسلامه سبعة فذكره فيهم وروى بن سعد من طريق عمر بن الحكم قال كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول وكذا صهيب وأبو فائد وعامر بن فهيرة وقوم وفيهم نزلت هذه الآية ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا وروى البغوي من طريق زيد بن أسلم عن أبيه خرجت مع عمر حتى دخلت على صهيب بالعالية فلما رآه صهيب قال يا ناس يا ناس فقال عمر ماله يدعو الناس قلت إنما يدعو غلامه يحنس فقال له يا صهيب ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال أراك تنتسب عربيا ولسانك أعجمي وتكنى باسم نبي وتبذر مالك قال أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في الحق وأما كنيتي فكنانيها النبي صلى الله عليه وسلم وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيرا فأخذت لسانهم ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام رواه البخاري في تاريخه وروى الحميدي والطبراني من حديث صهيب من طريق الستة عنه قال لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره ولم يبايع بيعة إلا كنت حاضرها ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها ولا غزا غزاة إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله وما خافوا إمامهم قط إلا كنت أمامهم ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو قط حتى توفي ومات صهيب سنة ثمان وثلاثين وقيل سنة تسع وروى عنه أولاده حبيب وحمزة وسعد وصالح وصيفي وعباد وعثمان ومحمد وحفيده زياد بن صيفي وروى عنه أيضا جابر الصحابي وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى وآخرون قال الواقدي حدثني أبو حذيفة رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال مات صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو بن سبعين صهيب بن النعمان ذكره عمر بن شبة في الصحابة وروى الطبراني والمعمري في اليوم والليلة من طريق قيس بن الربيع عن منصور بن هلال بن يساف عن صهيب بن النعمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة (3/255)
<256> الصاد بعدها الواو صواب بضم أوله وبهمزة على الواو ضبطه بن نقطة ذكره البغوي في الصحابة وقال أحسبه نزل البصرة وروى أحمد في الزهد من طريق همام عن جار لهم يكنى أبا يعقوب قال كان ها هنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له صواب كان لا يصنع طعاما إلا دعا يتيما أو يتيمين وأخرجه البغوي من طريق همام الصاد بعدها الياء صيفي بلفظ النسب بن الأسلت أبو قيس يأتي في الكنى صيفي بن ربعي بن أوس الأنصاري قال أبو عمر في صحبته نظر وشهد صفين مع علي صيفي بن ساعدة بن عبد الأشهل بن مالك بن لوذان بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري أبو الخريف قال بن الكلبي خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المغازي فتوفي بالكديد فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه واستدركه بن فتحون صيفي بن سواد بن عباد بن عمرو بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة الثانية وقال أبو الأسود عن عروة شهد بدرا صيفي بن عامر سيد بني ثعلبة أمره النبي صلى الله عليه وسلم على قومه ذكره أبو عمر مختصرا وقال بن السكن في إسناد حديثه نظر وهو من رواية البصريين وأورد من طريق عبيد الله بن ميمون بن عمرو بن خباب العبدي قال حضرت عمرا ومحمدا والصلت بن كريب العبديين قال جاءوا بكتاب فوضعوه على يد ثمامة بن خليفة وكانوا تشاحوا فيه فقالوا إن جدنا دفع إلينا هذا الكتاب وأخبرنا أن صيفي بن عامر دفعه إليه وذكر صيفي أن النبي صلى الله عليه وسلم كتبه له فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لصيفي بن عامر على بني ثعلبة بن عامر من أسلم منهم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأعطى خمس المغنم وسهم النبي والصفي فهو آمن بأمان الله الحديث صيفي بن أبي عامر الراهب أخو حنظلة غسيل الملائكة قال بن سعد والطبراني شهد أحدا صيفي بن عائذ أبو السائب المخزومي مشهور بكنيته يأتي في الكنى صيفي بن علبة بن شامل ذكره سيف في أوائل الردة والفتوح له وقال هو أحد العشرة الذين وجههم أبو عبيدة بن الجراح لما ولاه عمر الشام وكانوا كلهم من الصحابة وكذا ذكره الطبري واستدركه بن فتحون وعلبة ضبطه بن ماكولا بضم المهملة وسكون اللام بعدها موحدة صيفي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري عم علبة بن زيد يقال إنه كان من (3/256)
<257> البكائين الذين نزلت فيهم ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ذكره بن فتحون صيفي بن قيظي بن عمرو بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل أخو الحباب وهو بن الصعبة بنت التيهان أخت أبي الهيثم ذكره أبو حاتم في الصحابة وقال قتل يوم أحد وكذا ذكره بن إسحاق وقال قتله ضرار بن الخطاب القسم الثاني من حرف الصاد المهملة الصاد بعدها الألف صالح بن نهشل بن عمرو الفهري يأتي ذكره في ترجمة نهشل صالح بن العباس بن هاشم بن عم النبي صلى الله عليه وسلم عده أبو بكر بن دريد في أسماء أولاد العباس وكانوا عشرة وفيهم يقول تموا بتمام فصاروا عشرة وقال أبو عمر لكل ولد العباس صحبة أو رؤية وكان أكثرهم الفضل ثم عبد الله ثم قثم الصاد بعدها الفاء صفوان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية بن خلف تقدم ذكر جده له رؤية ولأبيه صحبة ولجده وذكر أبو عمر في ترجمة هذا أنه هو الذي جاء بابنه ليبايع يوم الفتح على الهجرة فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم والصواب أن هذه القصة لعبد الرحمن بن صفوان كما سيأتي في موضعه على الصواب القسم الثالث من حرف الصاد المهملة الصاد بعدها الألف صالح بن شريح السكوني له إدراك وذكر أبو الحسين الرازي أنه كان كاتبا لأبي عبيدة بن الجراح وقال البخاري كان كاتب عبد الله بن قرط عامل أبي عبيدة على حمص وروى عن أبي عبيدة روى عنه ابنه محمد وروى الروياني في مسنده وأبو القاسم الحمصي في تاريخ الحمصيين من طريق عيسى بن أبي رزين حدثني صالح بن شريح رأيت أبا عبيدة يمسح على الخفين وقال أبو عبيدة ما نزعتهما منذ خرجت من دمشق وقال أبو بكر البغدادي في طبقات أهل حمص كان صاحب معاذ بن جبل وقال أبو زرعة الدمشقي عاش إلى خلافة عبد الملك وله رواية في ترجمة النعمان بن الرازية صالح بن كيسان التابعي المشهور زعم الحاكم أنه مات وله مائة ونيف وستون سنة فعلى هذا (3/257)
<258> يكون أدرك الجاهلية ويكون مولده قبل البعثة بسنين والذي ذكره غيره أنه ما بلغ تسعين سنة والله أعلم صبيرة بن سعد بن سهل بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي السهمي ذكره أبو مخنف في المعمرين وقال عاش مائة وثمانين سنة وأدرك الإسلام فأسلم وقيل لم يسلم هذا هو الصحيح وفيه تقول ابنته ترثيه من يأمن الحدثان بعد صبيرة السهمي ماتا سبقت منيته المشيب وكان ذلكم انفلاتا صبيغ بوزن عظيم وآخره معجمة بن عسل بمهملتين الأولى مكسورة والثانية ساكنة ويقال بالتصغير ويقال بن سهل الحنظلي له إدراك وقصته مع عمر مشهورة روى الدارمي من طريق سليمان بن يسار قال قدم المدينة رجل يقال له صبيغ بوزن عظيم وآخره مهملة بن عسل فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر فأعد له عراجين النخل فقال من أنت قال أنا عبد الله صبيغ قال وأنا عبد الله عمر فضربه حتى أدمى رأسه فقال حسبك يا أمير المؤمنين قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي وأخرجه من طريق نافع أتم منه قال ثم نفاه إلى البصرة وأخرجه الخطيب وابن عساكر من طريق أنس والسائب بن زيد وأبي عثمان النهدي مطولا ومختصرا وفي رواية أبي عثمان وكتب إلينا عمر لا تجالسوه قال فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا وروى إسماعيل القاضي في الأحكام من طريق هشام عن محمد بن سيرين قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى لا تجالس صبيغ واحرمه عطاءه وروى الدارمي في حديث نافع أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه صلح حاله فعفا عنه وذكر بن دريد في كتاب الإشتقاق أنه كان يحمق وأنه وفد على معاوية وروى الخطيب من طريق عسل بن عبد الله بن عسيل التميمي عن عطاء بن أبي رباح عن عمه صبيغ بن عسل قال جئت عمر فذكر قصة ومن طريق يحيى بن معين قال صبيغ بن شريك قلت ظاهر السياق أنه عم عطاء وليس كذلك بل الضمير في قوله عن عمه يعود على عسل وذكره بن ماكولا في عسل بكسر أوله وسكون ثانيه والمهملتين وقال مرة عسيل مصغرا وقال الدارقطني في الأفراد بعد رواية سعيد بن سلامة العطاء عن أبي بكر بن أبي سبرة عن يحيى عن سعيد بن المسيب قال جاء صبيغ التميمي إلى عمر فسأله عن الذاريات الحديث وفيه فأمر به عمر فضرب مائة سوط فلما برئ دعاه فضربه مائة أخرى ثم حمله على قتب وكتب إلى أبي موسى حرم على الناس مجالسته فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له أنه لا يجد في نفسه شيئا فكتب إلى عمر فكتب إليه خل بينه وبين الناس غريب تفرد به بن أبي سبرة قلت وهو ضعيف والراوي عنه أضعف منه ولكن أخرجه بن الأنباري من وجه آخر عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر بسند صحيح وفيه فلم يزل صبيغ وضيعا في قومه بعد أن كان سيدا فيهم قلت وهذا يدل على أنه كان في زمن عمر رجلا كبيرا وأخرجه الإسماعيلي في جمعه (3/258)
<259> حديث يحيى بن سعيد من هذا الوجه وأخرجه أبو زرعة الدمشقي من وجه آخر من رواية سليمان التميمي عن أبي عثمان النهدي به وأخرجه الدارقطني في الأفراد مطولا قال أبو أحمد العسكري أتهمه عمر برأي الخوارج صبي بصيغة التصغير بن معبد التغلبي بمثناة ثم معجمة ثم لام مكسورة له إدراك وحج في عهد عمر فاستفتاه عن الجمع بين الحج والعمرة روى حديثه أصحاب السنن من رواية أبي وائل عنه وروى أبو إسحاق وغيره عنه أيضا وكان سليمان بن ربعية وزيد بن صوحان نهياه عن ذلك فقال له عمر هديت لسنة نبيك وقال العسكر روى عن عمر ولم يلحق له كذا قال الصاد بعدها الخاء صخر بن أعيا الأسدي له إدراك وله ذكر في شعر الحطيئة وكان قد نزل به فسقاه شربة لبن وأنشده شددت حيازيم بن أعيا بشربة على ظمأ شدت أصول الجوانح صخر بن قيس قال إنه اسم الأحنف بن قيس تقدم صخر بن عبد الله الهذلي المعروف بصخر الغي ذكره المرزباني في معجمه وقال إنه مخضرم وأنشد له قوله لو أن حولي من قريم رجلا لمنعوني نجدة أو رسلا أي بقتال أو بغير قتال الصاد بعدها الراء صرد بن شمير بن مليل بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب الكلابي له إدراك وابنه عبد الرحمن له ذكر في الفتوح ومن ذريته المحدث المشهور عبدة بن سليمان الكلابي شيخ البخاري ذكره بن سعد في ترجمة عبدة وقال أدرك الإسلام وأسلم الصاد بعدها العين الصعب بن عثمان السحيمي اليماني ذكر وثيمة في الردة أنه كان شيخا كبيرا معمرا وأنه وفد على النعمان بن المنذر في الجاهلية ثم أدرك الإسلام فأسلم وحذر قومه من الردة لما تنبأ مسيلمة وأنشد له في ذلك شعرا صعصة بن صوحان العبدي تقدم ذكر أخويه سيحان وزيد قال أبو عمر كان (3/259)
<260> مسلما في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره قلت وله رواية عن عثمان وعلي وشهد صفين مع علي وكان خطيبا فصيحا وله مع معاوية مواقف وقال الشعبي كنت أتعلم منه الخطب وروى عنه أيضا أبو إسحاق السبيعي والمنهال بن عمرو وعبد الله بن بريدة وغيرهم مات بالكوفة في خلافة معاوية وقيل بعدها وذكر العلائي في أخبار زياد أن المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة أو إلى البحرين وقيل إلى جزيرة بن كافان فمات بها وأنشد له المرزباني هلا سألت بني الجارود أي فتى عند الشفاعة والباب بن صوحانا كنا وكانوا كأم أرضعت ولدا عقت ولم تجز بالإحسان إحسانا الصاد بعدها القاف الصقر بن عمرو بن محصن له إدراك وكان من الفرسان المعروفين وقتل بصفين مع علي فبلغ أهل العراق أن أهل الشام فخروا بقتله فقال قائلهم فإن تقتلوا الصقر بن عمرو بن محصن فنحن قتلنا ذا الكلاع وحوشبا وكان ذو الكلاع وحوشب من عظماء اليمن بالشام وقتلا يومئذ الصاد بعدها اللام صلة بن أشيم يوزن أحمد بمعجمة وتحتانية أبو الصهباء العبدي تابعي مشهور أرسل حديثا فذكره بن شاهين وسعيد بن يعقوب في الصحابة وهو من طريق حماد عن ثابت عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة لا يذكر فيها شيئا من أمر الدنيا لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه وكذا أخرجه بن شاهين وذكره في التابعين البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وقال قتل في أول ولاية الحجاج على العراق سنة خمس وسبعين قال وقيل في خلافة يزيد بن معاوية وذكر أبو موسى أنه قتل بسجستان سنة خمس وثلاثين وهو بن مائة وثلاثين سنة قلت فعلى هذا فقد أدرك الجاهلية وروى أبو نعيم في الحلية من طريق بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون في أمتي رجل يقال له صلة يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا الصاد بعدها الياء صيحان بن صوحان العبدي له ذكر في قتال أهل الردة وكان بعمان لقيط بن مالك الأزدي فادعى النبوة فقاتل عكرمة وعرفجة وجبير وعبيد فاستعلاهم فأتى المسلمين مدد من بني (3/260)
<261> ناجية وعبد القيس عليهم الحارث بن راشد وصيحان بن صوحان العبدي فقوي المسلمون وانهزم لقيط وقتل ممن كان معه عشرة آلاف ذكره سيف القسم الرابع من حرف الصاد المهملة الصاد بعدها الألف صالح بن خيوان الخاء المعجمة السبائي بفتح المهملة والموحدة بعدها همزة تابعي معروف أرسل حديثا فذكره علي بن سعيد وابن أبي علي في الصحابة وأورد من طريق بكر بن سوادة عن صالح بن خيوان أن رجلا سجد إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم على عمامته فحسر النبي صلى الله عليه وسلم عن جبهته قال أبو موسى في الذيل صالح هذا يروي عن عقبة بن عامر ولا أرى له صحبة قلت قد أخرجه أبو داود من هذا الوجه فقال عن صالح عن السائب وقال بن أبي حاتم روى عن أبي عقبة وأبي سهلة السائب بن خلاد صالح بن رتبيل تابعي مشهور أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة قال أبو حاتم روى عنه بكر بن سوادة والعسكري حديثه مرسل روى عنه عمران بن حدير الصامت الأنصاري جد عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت وذكره الترمذي في الصحابة وفي الجامع فيمن رأى الصلاة في ثوب واحد وذكره بن قانع في الصحابة واستدركه بن فتحون وغيره وهو وهم نشأ عن حذف وقد تقدم قول أبي عمر في ثابت بن الصامت ولد هذا إنه مات في الجاهلية فكيف يستدرك الصامت عليه فروى إبراهيم الحربي وابن قانع من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد انتهى وقد بينت أمره واضحا في ترجمة ثابت بن الصامت في حرف الثاء المثلثة الصاد بعدها الباء والحاء والخاء صبرة والد لقيط ذكره بن شاهين وقد تقدم في القسم الأول صحمة تقدم في أصحمة (3/261)
<262> صخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي مشهور من أتباع التابعين أرسل حديثا فذكره سعيد بن يعقوب في الصحابة وأورد من طريق محمد بن أبي يحيى عن صخر بن عبد الله بن حرملة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس ثوبا فحمد الله غفر له قال أبو موسى صخر هذا لم يلق الصحابة وإنما يروي عن التابعين قلت حدثه في الترمذي وأكبر شيخ رأيته له أبو سلمة بن عبد الرحمن صخر بن مالك تابعي أرسل حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضب روى عنه معاوية بن صالح قاله بن أبي حاتم عن أبيه ووهم من ذكره في الصحابة صخر بن معاوية النميري ذكره بن قانع فصحفه وتبعه الذهبي وإنما هو مخمر بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الميم الأخرى وقد أخرج بن ماجة في الحديث الذي أورده له بن قانع من الوجه الذي أورده له على الصواب وذكره البغوي في حكيم بن معاوية والله أعلم الصاد بعدها الراء صرمة بن أنس فرق بن منده بينه وبين صرمة بن أبي أنس وهو هو وقد أوضحت ذلك فيما مضى صرمة الأنصاري وقع في معجم بن الأعرابي من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال الحديث بطوله وفيه فجاء رجل يقال له صرمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت رجلا ينزل من السماء عليه ثوبان أخضران على حريم حائط فأذن مثنى مثنى ثم قعد ثم قام فأقام قلم وهو غلط نشأ عن سقط وذلك أن القصة عند عبد بن حميد في تفسير قوله تعالى وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر فذكر الحديث بطوله وصرمة إنما جرى له ما تقدم في الذي قبله أنه نام قبل أن يفطر والذي جاء فذكر الرؤيا في الأذان وهو عبد الله بن زيد فسقط من السياق من ذكر صرمة إلى ذكر عبد الله بن زيد على الصواب عند أبي داود والنسائي وغيرهما الصاد بعدها العين صعير غير منسوب ذكره الباوردي وأورده من طريق الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن صعير قال قام النبي صلى الله عليه وسلم فينا فأمرنا بصدقة الفطر الحديث وهو وهم نشأ عن تصحيف والصواب عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير عن أبيه وثعلبة بن صعير ويقال فيه بن أبي صعير تقدم على الصواب في المثلثة (3/262)
<263> الصاد بعدها الفاء صفوان بن أمية بن عمرو السلمي حليف بني أسد واختلف في شهوده بدرا وشهدها أخوه مالك بن أمية وقتلا جميعا باليمامة هكذا أورده أبو عمر فوهم في زيادة أمية وإنما هو صفوان بن عمرو وقد مضى في الأول على الصواب واضحا صفوان بن عبد الله أو عبد الله بن صفوان ذكره بن قانع وأخرج له حديث صيد الأرنب والصواب صفوان بن محمد أو محمد بن صفوان صفوان بن عبد الله الخزاعي ذكره بعضهم والصواب عبد الله بن صفوان الخزاعي وسيأتي صفوان بن أبي العلاء من أتباع التابعين وهم بن لهيعة فروى عن خالد بن أبي عمران عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا قدمته في الأول قال بن أبي حاتم الصواب ما رواه عبيد الله بن أبي جعفر ومحمد بن عمرو وسهيل بن أبي صالح عن صفوان بن أبي يزيد عن القعقاع بن اللجلاج عن أبي هريرة قلت لم يتفقوا على القعقاع بن اللجلاج بل هي رواية سهيل في المشهور عنه واختلف على سهيل أيضا وقال محمد بن عمرو حصين بدل القعقاع وتابعه بن إسحاق عن صفوان لكن قال بن سليم فلعل سليم يكنى أبا يزيد وكان هذا سبب وهم بن لهيعة فيه فإنه سمعه من خالد بن أبي عمران رفيق عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان بن أبي يزيد فانقلب على بن لهيعة فجعل كنية شيخ صفوان اسم أبيه وحذف الواسطة فتركب منه هذا الوهم ورواه حماد بن سلمة عن سهيل فقال عن صفوان بن سليم عن خالد بن اللجلاج وهذا يقوي رواية أبي عمرو وابن إسحاق لكن لم يتابع في خالد وقال بن عجلان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة سلك الجادة وقد أخرج النسائي أكثر هذه الطرق وذهل بن حبان فأخرج من طريق بن عجلان وغفل عما فيها من الاضطراب صفوان بن عمرو الأسلمي أورده أبو عمر فتعقبه بن الأثير بأن الصواب الأسدي وليس لأبي عمر فيه ذنب إلا في قوله الأسلمي فإن الصواب الأسدي والذنب لابن الأثير في مغايرته بين هذا الذي ذكره أبو عمر وبين الأسدي الذي ذكره غيره وقد قال أبو عمر إنه حليف بني أسد فلا معني للتعدد والعجب أن بن الأثير خفي عليه ما وقع لأبي عمر فيه من الوهم في مغايرته بين صفوان بن عمرو وصفوان بن أمية بن عمرو لما بينته صفوان بن محرز تابعي مشهور ذكره بن شاهين في الصحابة وهو غلط نشأ عن فهم فاسد وذلك أنه أورد من طريق أبي تميمة قال شهدت صفوان وجنديا وأصحابه وهو يوصيهم يعني صفوان بن محرز والحديث حديث جندب بن عبد الله البجلي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى عنه أحاديث فقالوا هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قال سمعته يقول من سمع سمع الله به يوم القيامة الحديث ظن بن شاهين أن الحديث لصفوان لجريان ذكره (3/263)
<264> فيه وليس كذلك وإنما هو لجندب والضمير في قوله وهو يوصيهم لجندب والموصوف بأنه رجل من الصحابة هو جندب وهو المقول له هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث المذكور مخرج في الصحيحين من طريق أبي تميمة وأخرجه بن شاهين من طريقيه فإن بن شاهين أخرجه عن أبي محمد بن صاعد عن إسحاق بن شاهين عن خالد الطحان عن الجريري عن أبي تميمة وأخرجه البخاري في الأحكام عن إسحاق بن شاهين بهذا السند ولفظه عن أبي تميمة قال شهدت صفوان وجندبا وأصحابه وهو يوصيهم فقالوا هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سمع سمع الله به الحديث وفي آخره قيل لأبي عبد الله وهو البخاري من يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جندب قال نعم من يقول سمعت جندب وأخرج البخاري ومسلم هذا الحديث وهو من سمع سمع الله به من وجه آخر عن جندب أخرجه البخاري في كتاب الرقاق ومسلم في أواخر الصحيح كلاهما من طريق سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن جندب وصفوان بن محرز له في صحيح مسلم حديث عن جندب غير هذا وهو من أوساط التابعين وأقدم شيخ له عبد الله بن مسعود ثم الأشعري وحكيم بن حزام وعمران بن حصين ثم بن عباس وجندب وكان من عباد أهل البصرة قال العجلي تابعي ثقة وقال له فضل وورع وقال خليفة مات بعد انقضاء أمر بن الزبير وأرخه بن حبان سنة أربع وسبعين وهي السنة التي قتل فيها بن الزبير صفوان بن يعلى بن أمية تابعي مشهور ووقع في صحيح البخاري في رواية أبي ذر ما يقتضي أن له صحبة وهو وهم سقط من الإسناد عن أبيه ولا بد منه صفوان أو بن صفوان صوابه عن أبي صفوان وهو مالك بن عميرة وقد أوضحت حاله في آخر من اسمه صفوان من القسم الأول صفوان أبو كليب وهم فيه بعض الرواة فأخرج بن منده من طريق سليمان بن مروان العبدي عن إبراهيم بن أبي يحيى عن عثيم بن كليب بن الصلت عن أبيه عن جده أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال احلق عنك شعر الكفر قال بن منده هذا وهم قلت أخرجه هو فيمن اسمه كليب من طريق سعيد بن الصلت عن بن أبي يحيى فقال عن عثيم بن كثير بن كليب عن أبيه عن جده وروى أبو داود هذا الحديث من طريق بن جريج أخبرت عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده فكأن عثيما في هذه الرواية نسب إلى جده وكأن بن جريج سمعه من بن أبي يحيى فله عادة بالتدليس عنه وقال أبو نعيم روى عبد الله بن منيب عن عثيم بن كثير بن كليب عن أبيه عن جده بهذا الحديث قلت لكن روى بن شاهين من طريق الواقدي عن عبد الله بن منيب حديثا آخر فقال عن عثيم بن كثير بن الصلت الجهني عن أبيه عن جده وله صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكبر في الإخوة بمنزلة الأب والله أعلم (3/264)
<265> الصاد بعدها اللام صلة بن أشيم تقدم في القسم الثالث الصلت السدوسي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذبيحة وعنه ثور بن يزيد الرحبي ووهم من ذكره في الصحابة بل هو تابعي بل ذكره بن حبان في أتباع التابعين الصاد بعدها النون الصنابح غير منسوب تقدم بيان من وهم فيه في الصنابح بن الأعسر قال أبو نعيم أفرده يعني بن منده وهو عندي بن الأعسر الصاد بعدها الياء صيفي غير منسوب ذكره سعيد بن يعقوب من طريق وكيع عن سعيد بن زيد عن واصل مولى بن عيينة عن عبيد بن صيفي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله وهذا وهم نشأ عن سقط وفي إسناده إلى وكيع ضعف والصواب ما رواه يحيى بن إسحاق عن سعيد بن يزيد عن واصل عن يحيى بن عبيد عن أبيه هكذا أخرجه بن قانع والحارث في مسنده وقد رواه الطبراني في الأوس فزاد في الإسناد عن أبي هريرة ز صيفي أبو المرقع ذكره بن منده وقال روى حديثه طلق بن غنام عن عمرو بن المرقع بن صيفي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النملة انتهى وفيه أوهام أحدها إعادة الضمير في جده على عمرو وإنما هو على المرقع والصحبة لوالد صيفي وهو رباح بن الحارث ثانيها قوله عمرو والصواب عمر بضم العين ثالثها النملة وإنما هو المرأة والحديث على الصواب عبد أبي داود والنسائي وصححه الحاكم وغيره وقد مضى في البراء حرف الضاد المعجمة القسم الأول الضاد بعدها الباء والجيم والحاء ضب بن مالك له وفادة ذكره المدائني (3/265)
<266> الضحاك بن أبي جبيرة الأنصاري قال بن حبان له صحبة وروى بن منده من طريق المسعودي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن الضحاك بن أبي جبيرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بأصبعيه وأورده البغوي وابن منده وغيرهما في ترجمة حديث سبب نزول ولا تنابزوا بالألقاب وهو مقلوب والصواب أبو جبيرة بن الضحاك كما سيأتي في الكنى وسيأتي له مزيد ذكر في القسم الرابع الضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد الأنصاري الخزرجي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وذكره عروة فيمن شهد العقبة فقال أبو حاتم عقبي بدري لم يرو عنه العلم الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي قال أبو حاتم شهد غزوة بني النضير وله ذكر وليست له رواية وقال أبو عمر هو ولد أبي جبيرة بن الضحاك شهد أحدا وعاش إلى خلافة عمر قال بن سعد كان مغموصا عليه وهو الذي تنازع هو ومحمد بن مسلمة في الساقية فترافعا إلى عمر فقال لمحمد ليمرن بها ولو على بطنك وقال بن شاهين سمعت بن أبي داود يقول هو الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه يطلع عليكم رجل من أهل الجنة ذو مسحة من جمال زنته يوم القيامة زنة أحد فاطلع الضحاك بن خليفة قال وهو الذي اشترى نفسه من ربه بماله الذي يدعي مال الضحاك بالمدينة قلت بين هذا الكلام وكلام بن سعد بون والذي رأيته في ديوان حسان رواية أبي سعيد السكري وقال يهجو الضحاك بن خليفة الأشهلي في شأن بني قريظة وكان أبو الضحاك منافقا وهو جد عبد الحميد بن أبي جبيرة فذكر شعرا قلت فلعل هذا سلف بن سعد لكنه في والد الضحاك لا فيه وذكر بن إسحاق في غزوة تبوك قال وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن ناسا من المنافقين يجتمعون في بيت شويكر اليهودي يثبطون الناس عن الغزو فبعث طلحة في قوم من الصحابة وأمره أن يحرق عليهم البيت ففعل فاقتحم الضحاك بن خليفة من ظهر البيت فانكسرت رجله وأفلت وقال في ذلك كادت وبيت الله نار محمد يسقط بها الضحاك وابن أبيرق سلام عليكم لا أعود لمثلها أخاف ومن يشمل به الريح يحرق وكأنه كان كما قال بن سعد ثم تاب بعد ذلك وانصلح حاله الضحاك بن ربيعة ويقال بن أبي عمرو الحميري قال أبو عمر له ذكر في كتاب العلاء بن الحضرمي قلت تقدم الخلاف في ترجمة شبيب بن قرة الضحاك بن زمل الجهني يأتي في عبد الله بن زمل الضحاك بن سفيان بن الحارث بن زائدة بن عبد الله بن حبيب بن مالك بن خفاف بن امرئ (3/266)
<267> القيس بن بهثة بن سليم السلمي قال بن الكلبي له صحبة وكذا ذكره بن سعد وابن البرقي وابن حبان وقالوا جميعا عقد له النبي صلى الله عليه وسلم راية وقال وثيمة في الردة كان صاحب رابة بني سليم ورأسهم وقال لهم حين تبعوا الفجاءة السلمي يا بني سليم بئس ما فعلتم وبالغ في وعظه قال فشتموه وهموا به فارتحل عنهم فندموا وسألوه أن يقيم فأبى وقال ليس بيني وبينكم هوادة وقال في ذلك شعرا ثم رجع مع المسلمين إلى قتالهم فاستشهد ومن شعره لقد جر الفجاء على سليم مخازي عارها في الدهر باق وذكر أبو عمر في ترجمة الضحاك الكلابي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سار إلى فتح مكة كان بنو سليم تسعمائة فقال لهم هل لكم في رجل يعدل مائة يوفيكم ألفا فوافاهم بالضحاك وكان رئيسهم وفيه يقول العباس بن مرداس السلمي إن الذين وفوا بما عاهدتهم جيش بعثت عليهم الضحاكا أمرته ذرب السنان كأنه لما تكشفه العدو يراكا طورا يعانق باليدين وتارة يفري الجماجم صارما بتاكا وذكره بن شاهين نحوه لكن لم يعين اسم الغزوة قلت ويخطر لي أن صاحب هذه الترجمة هو هذا الآتي والله أعلم الضحاك بن سفيان بن عوف بن أبي بكر بن كلاب الكلابي أبو سعيد قال بن حبان وابن السكن له صحبة وسيأتي له ذكر في ترجمة قرة بن دعموص النميري قال أبو عبيد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له لواء وقال الواقدي كان على صدقات قومه وكان من الشجعان يعد بمائة فارس وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم على سرية وفيه يقول العباس بن مرداس إن الذين وفوا بما عاهدتهم جيش بعثت عليهم الضحاكا وقال بن سعد كان ينزل نجدا في موالي ضرية وكان واليا على من أسلم هناك من قومه وأخرج بن السكن بسند صحيح عن عائشة قالت نزل الضحاك بن سفيان الكلابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له وبيني وبينه الحجاب هل لك في أخت أم شبيب امرأة الضحاك فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ثم طلقها ولم يدخل بها ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة بعثه على بني كلاب يجمع صدقاتهم وروى سعيد بن المسيب عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها أخرجه أصحاب السنن روى عنه الحسن البصري حديثا أخرجه البغوي وسيأتي في ترجمة موله بن كثيف ما أخرجه البغوي وابن قانع من طريقه أن الضحاك بن سفيان الكلابي كان سيافا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على رأسه متوشحا بسيفه الضحاك بن عبد عمرو بن مسعود بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري قال بن حبان شهد بدرا وذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن (3/267)
<268> شهد بدرا وقال أبو حاتم لم يرو عنه العلم قال أبو نعيم شهد أيضا أحدا وهو أخو النعمان بن عبد عمرو الضحاك بن عرفجة السعدي روى بن منده من طريق عبد الله بن عرادة عن عبد الرحمن بن طرفة عن الضحاك بن عرفجة أنه أصيب أنفه يوم الكلاب فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب هكذا ورد والمشهور أن الذي أصيب أنفه عرفجة كذا أورده بن المبارك عن أبي الأشهب عن أبي طرفة بن عرفجة عن جده عرفجة الضحاك بن قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن سنان بن محارب بن فهر الفهري أبو أنيس وأبو عبد الرحمن أخو فاطمة بنت قيس قال البخاري له صحبة ووقع في الكنى لمسلم أنه شهد بدرا وهو وهم فظيع نبه عليه بن عساكر وروى له النسائي حديثا صحيح الإسناد من رواية الزهري عن محمد بن سويد الفهري عنه واستبعد بعضهم صحة سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعد فيه فإن أقل ما قيل في سنه عند موت النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان بن ثمان سنين وقال الطبري مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام يافع وقول الواقدي وزعم غيره أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وروى أحمد والحسن بن سفيان في مسنده من طريق علي بن زيد عن الحسن قال كتب الضحاك بن قيس لما مات يزيد بن معاوية أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الدخان الحديث وروى عنه أيضا محمد بن سوقة وأبو إسحاق السبيعي وتميم بن طرفة وميمون بن مهران وعبد الملك بن عمير والشعبي وهارون وروى عن حبيب بن سلمة وهو من أقرانه وأقاربه وروينا عن فوائد بن أبي شريح من طريق بن جريج عن محمد بن طلحة عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال على المنبر حدثني الضحاك بن قيس وهو عدل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال وآل من قريش قال الزبير كان الضحاك بن قيس مع معاوية بدمشق وكان ولاه الكوفة ثم عزله ثم ولاه دمشق وحضرموت معاوية فصلى عليه وبايع الناس ليزيد فلما مات يزيد بن معاوية ثم معاوية بن يزيد دعا الضحاك إلى نفسه وقال خليفة لما مات زياد سنة ثلاث وخمسين استخلف على الكوفة عبد الله بن خالد بن أسيد فعزله معاوية وولي الضحاك بن قيس ثم عزله وولي عبد الرحمن بن أم الحكم ثم ولي معاوية الضحاك دمشق فأقره يزيد حتى مات فدعا الضحاك إلى بن الزبير وبايع له حتى مات معاوية بن يزيد وقال غيره خدعة عبيد الله بن زياد فقال أنت شيخ قريش وتبايع لغيرك فدعا إلى نفسه فقاتله مروان ثم دعا إلى بن الزبير فقاتله مروان فقتل الضحاك بمرج راهط سنة أربع وستين أو سنة خمسين وقال الطبري كانت الوقعة في نصف ذي الحجة سنة أربع وبه جزم بن منده وذكر بن زيد في وفياته من طريق يحيى بن بكير عن الليث أن وقعة مرج راهط كانت بعد عيد الأضحى بليلتين الضحاك بن النعمان بن سعد ذكره بن أبي عاصم في الوحدان وروى من طريق عتبة بن أبي حكيم عن سليمان بن عمرو عن الضحاك بن النعمان بن سعد أن مسروق بن وائل قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم فقال أحب أن تبعث معي رجالا إلى قومي يدعونهم إلى الإسلام فأمر (3/268)
<269> معاوية وكتب من محمد رسول الله إلى الأقيال من حضرموت فذكر الكتاب وبعث النبي صلى الله عليه وسلم زياد بن لبيد وسيأتي له طريق في ترجمة مسروق الضحاك الأنصاري غير منسوب ذكره الطبري وأخرج من طريق إسماعيل بن زياد عن إبراهيم بن بشير الأنصاري عن الضحاك الأنصاري قال لما سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر جعل عليا على مقدمته قال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن جبرائيل يحبك قال وبلغت أن جبريل يحبني قال نعم ومن هو خير من جبرائيل إسناده ضعيف وقد تقدم ذكر الضحاك الأنصاري في ترجمة سفيان بن قيس بن الحارث في حديث آخر ووصف بكونه عالما فلعله هذا الضاد بعدها الراء ضرار بن الأزور واسم الأزور مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي أبو الأزور ويقال أبو بلال قال البخاري وأبو حاتم وابن حبان له صحبة وقال البغوي سكن الكوفة وروى بن حبان والدارمي والبغوي والحاكم من طريق الأعمش عن بجير بن يعقوب عن ضرار بن الأزور قال أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقحة فأمرني أن أحلبها فجهدت حلبها فقال دع داعي اللبن وفي رواية البغوي بعثني أهلي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلقوح الحديث وأخرجه البغوي من طريق سفيان عن الأعمش فقال عن عبد الله بن سنان عن ضرار وروى بن شاهين من طريق موسى بن عبد الملك بن عمير عن أبيه عن ضرار بمعناه وروى البغوي وابن شاهين من طريق عبد العزيز بن عمران عن ماجد بن مروان حدثني أبي عن أبيه عن ضرار بن الأزور قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته خلعت القداح وعزف القيان والخمر أشربها والثمالا وكرى المجبر في غمرة وجهدي على المشركين القتالا وقالت جميلة بددتنا وطرحت أهلك شتى شمالا فيارب لا أغبنن صفقة فقد بعت أهلي ومالي بدالا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ربح البيع ورواه الطبراني من طريق سلام أبي المنذر عن عاصم عن أبي وائل عن ضرار قال البغوي لا أعلم لضرار غيرهما ويقال أنه كان له ألف بعير برعاتها فترك جميع ذلك ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله إلى منع الصيد من بني أسد واختلف في وفاته فقال الواقدي استشهد باليمامة وقال موسى بن عقبة بأجنادين وصححه أبو نعيم وقال أبو عروبة الحراني نزل حران ومات بها ويقال شهد اليرموك وفتح دمشق ويقال مات بدمشق فروى البخاري في تاريخه من طريق بن المبارك عن كهمس عن هارون بن الأصم قال جاء كتاب عمر وقد توفي ضرار فقال خالد ما كان الله ليخزي ضرارا وأخرجه يعقوب بن سفيان مطولا من هذا الوجه فقالت كان خالد بعث ضرارا في سرية فأغاروا على حي من بني أسد فأخذوا (3/269)
<270> امرأة جميلة فسأل ضرار أصحابه أن يهبوها له ففعلوا فوطئها ثم ندم فذكر ذلك لخالد فقال قد طيبتها لك فقال لا حتى تكتب إلى عمر فكتب ارضخه بالحجارة فجاء الكتاب وقد مات فقال خالد ما كان الله ليخزي ضرارا ويقال إنه الذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد بن الوليد ويقال إنه ممن شرب الخمر مع أبي جندب فكتب فيهم أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر فكتب إليه ادعهم فسائلهم فإن قالوا إنها حلال فاقتلهم وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ففعل فقالوا إنها حرام وقال البخاري في تاريخه عقب قول موسى بن عقبة إن ضرار بن الأزور استشهد في خلافة أبي بكر وهم وإنما هو ضرار بن الخطاب ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري قال بن حبان له صحبة وكان فارسا شاعرا وكان أبوه رئيس بني فهر في زمانه قاله الزبيري قال وكان ضرار من الفرسان ولم يكن في قريش أشعر منه وبعده بن الزبعري وقال بن سعد كان قاتل مع المسلمين في الوقائع أشد القتال وكان يقول زوجت عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالحور العين وله ذكر في أحد والخندق ثم أسلم في الفتح وقتل باليمامة شهيدا وقال الخطيب بل عاش إلى أن حضر فتح المدائن ونزل الشام وقال بن منده في ترجمته له ذكر وليس له حديث وحكى عنه عمر بن الخطاب وتعقبه أبو نعيم بأنه لم يذكره أحد في الصحابة ولا فيمن أسلم وتعقبه بن عساكر بأن الصواب مع بن منده وروى الذهلي في الزهريات من حديث الزهري عن السائب بن يزيد قال بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق مكة إذ قال عبد الرحمن لرباح بن المعترف غننا فقال له عمر إن كنت آخذا فعليك بشعر ضرار بن الخطاب وقال أبو عبيدة كان الذي شهر وفاء أم جميل الدوسية من رهط أبي هريرة أن هشام بن الوليد بن المغيرة قتل أبا أزيهر الدوسي وكان صهر أبي سفيان فبلغ ذلك قومه فوثبوا على ضرار بن الخطاب ليقتلوه فسعى فدخل بيت أم جميل فعاذ بها فرآه رجل فلحقه فضربه فوقع ذباب السيف على الباب وقامت أم جميل في وجوههم ونادت في قومها فمنعوه فلما قام عمر ظنت أنه أخوه فأتته فلما انتسب عرف القصة فقالت لست بأخيه إلا في الإسلام وهو غاز وقد عرفنا منتك عليه فأعطاها على أنها ابنة سبيل فهذا صريح في إسلامه فلا معنى لتعقب أبي نعيم وذكر الزبير بن بكار أن التي أجارت ضرار أم غيلان الدوسية وفيها يقول ضرار جزى الله عني أم غيلان صالحا ونسوتها إذ هن شعث عواطل وعوفا جزاه الله خيرا فماوني وما بردت منه لدي المفاصل قال وعوف ولدها وأنشد الزبير لضرار بن الخطاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يا نبي الهدى إليك لجا حي قريش ولات حين لجاء حين ضاقت عليهم سعة الأرض وعاداهم إله السماء والتقت حلقتا البطان على القوم ونودوا بالصيلم الصلعاء إن سعدا يريد قاصمة الظهر بأهل الحجون والبطحاء الأبيات (3/270)
<271> قال وكان ضرار قال لأبي بكر نحن خير لقريش منكم أدخلناهم الجنة وأنتم أدخلتموهم النار ضرار بن القعقاع أبو بسطام ذكره بن منده وذكر من طريق زيد بن ضرار بن القعقاع عن أبيه عن جده قال وفد أبي على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه ومعنا رجال كثير فأمر لكل رجل منا ببردين ضرار بن مقرن المزني أحد الإخوة ذكر سيف والطبري أن خالد بن الوليد أمره لما حاصر الحيرة وذلك سنة اثنتي عشرة وكانوا لا يؤمرون إلا الصحابة ضرس بن قطيعة التميمي يقال هو اليتيم المذكور في حديث حنيفة بن حذيم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم عظمت هذه هراوة يتيم وقد مضى في حنيفة الضاد بعدها الميم ضماد بن ثعلبة الأزدي من أزد شنوءة وله ذكر في حديث أخرجه مسلم والنسائي من طريق عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن ضمادا قدم مكة وكان يرقى فسمع أهل مكة يقولون لمحمد ساحر أو كاهن أو مجنون فلقيه فقال يا محمد إني أعالج فقال الحمد لله نحمده ونستعينه الحديث وفيه فأسلم ضماد وبايع عن قومه ورواه البغوي وزاد فيه فبعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فمروا ببلاد ضماد فقال أميرهم لا تأخذوا لهم شيئا وروى مسدد في مسنده في أوله زيادة قال وكان ضماد صديقا للنبي صلى الله عليه وسلم وكان يتطبب فخرج يطلب العلم ثم جاء وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم فذكره قال البغوي لا أعلم لضماد غيره ووقع في الصحابة لابن حبان ضماد الأزدي كان صديقا للنبي صلى الله عليه وسلم كذا رأيته بخط الحافظ أبي علي البكري وكذا قال بن منده إنه يقال فيه ضماد وضمام ضمام بن ثعلبة السعدي من بني سعد بن بكر وقع ذكره في حديث أنس في الصحيحين قال بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقال أيكم ابن عبد المطلب الحديث وفيه أنه أسلم وقال أنا رسول من ورائي من قومي وأنا ضمام بن ثعلبة ومداره عند البخاري على الليث عن سعيد المقبري عن شريك عن أنس وعلقه البخاري أيضا ووصله مسلم من رواية سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس وأخرجه النسائي والبغوي من طريق عبيد الله بن عمر عن سعيد عن أبي هريرة وعرة وهما في السند وفي آخر المتن قبل قوله وأنا ضمام بن ثعلبة فأما هذه الهنات يعني الفواحش فوالله إنا كنا لنتنزه عنها في الجاهلية فلما أن ولي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقه الرجل وكان عمر بن الخطاب يقول ما رأيت أحدا أحسن مسألة ولا أوجز من ضمام بن ثعلبة وروى أبو داود من طريق بن إسحاق عن سلمة بن كهيل وغيره عن كريب عن بن عباس قال بعث بنو سعد ضمام بن ثعلبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره مطولا وفي آخره فما سمعنا بوافد قوم قط كان أفضل من ضمام قال (3/271)
<272> البغوي كان يسكن الكوفة وروى بن منده وأبو سعيد النيسابوري من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن بن عمر عن رجل من بني تميم يقال له ضمام بن ثعلبة فذكر نحوه وقوله من بني تميم وهم وزعم الواقدي أن قدومه كان في سنة خمس وفيه نظر وذكر بن هشام عن أبي عبيدة أن قدومه كان سنة تسع وهذا عندي أرجح ضمام بن زيد بن ثوابة بن الحكم بن سلمان بن عبد عمرو بن الخارف بن مالك بن عبد الله بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان الهمداني ثم الخارفي قال بن الكلبي والطبري والهمداني وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ضمام بن مالك السلماني قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك ذكره أبو عمر في ترجمة مالك بن نمط وزعم الرشاطي أنه هو الذي قبله وقال أبو إسحاق السبيعي قدم وفد همدان منهم مالك بن نمط ضمرة بن بشر يأتي في بن عمرو ضمرة بن ثعلبة البهزي وهو السلمي قال أبو حاتم له صحبة وقال بن السكن يقال له صحبة وقال البغوي سكن الشام وقال بن حبان حديثه عند أهل الشام وروى أحمد والبغوي من طريق يحيى بن جابر عن ضمرة بن ثعلبة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلتان من حلل اليمن فقال يا ضمرة أترى ثوبيك مدخليك الجنة قال لئن استغفرت لي أقعد حتى أنزعهما فقال اللهم اغفر لضمرة فانطلق مسرعا فنزعهما قال البغوي لا أعلم له غيره انتهى وروى بن السكن والطبراني وابن شاهين من طريق ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي بحرية عن ضمرة بن ثعلبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تزالوا بخير ما لم تحاسدوا قال بن منده غريب ثم وجدت له ثالثا أخرجه الطبراني بالسند من طريق يحيى بن جابر أيضا عن ضمرة بن ثعلبة البهزي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع لي بالشهادة فقال اللهم إني أحرم دم بن ثعلبة على المشركين قال فعمر زمانا من دهره وكان يحمل على القوم حتى يخرق الصفوف ثم يعود ضمرة بن جندب تقدم في جندع بن ضمرة ضمرة بن الحارث بن جشم بن حبيب بن مالك السلمي ذكره بن هشام والأموي عن بن إسحاق أنه شهد حنينا وهو القائل من أبيات إذ لا أزال على رحالة نهدة جرداء تلحق بالنجاد إزاري يوما على أثر النهاب وتارة كتبت مجاهدة مع الأنصار وأنشد له الأموي شعرا آخر قاله يوم الطائف ويقال إنه ضمضم وسيأتي ضمرة بن الحصين بن ثعلبة البلوي ذكره أبو عبد الله محمد بن الربيع الجيزي عن سعيد بن كثير بن عفير أنه ممن بايع تحت الشجرة ثم نزل مصر فسكنها (3/272)
<273> ضمرة بن ربيعة السلمي وقيل بن سعد وهو الأشهر وقيل ضميرة بالتصغير قال البخاري وابن السكن له صحبة وقال البغوي سكن المدينة وقال بن منده له ولأبيه سعد صحبة قلت وحديثه عند أبي داود والبغوي وغيرهما من رواية زياد بن ضميرة بن سعد عن أبيه قال البغوي لا أعلم له غيره وسيأتي في ترجمة مكيتل وفيه أن ضميرة وابنه سعدا شهدا حنينا وفي المغازي لابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر سمعت زياد بن ضمرة بن سعد يحدث عن عروة أن أباه وجده شهد حنينا ثم ساق من طريق الحكم بن الحارث بن محمود بن سفيان بن ضمرة بن سعد عن جده محمود عن أبيه سفيان عن ضمرة بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه السوارقية بداية هجرته التي يقال لها دار ضمرة وقال غريب ضمرة بن عمرو الخزاعي مضى في جندع ضمرة بن عمرو بن كعب الجهني وقيل ضمرة بن بشر حليف بني طريف من الخزرج من الأنصار ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد وقال بن الكلبي هو أخو بسبس بن عمرو بن ثعلبة وقد تقدم نسبه في الموحدة وعداده في الأنصار ضمرة بن عياض الجهني حليف بني سواد من الأنصار شهد أحدا وقتل باليمامة قاله أبو عمر ضمرة بن أبي العيص أو بن العيص ذكره بن قانع في الصحابة وأخرج من طريق الوليد بن كثير عن يزيد بن قسيط أن ضمرة بن العاص الجندعي أسلم وعلقه بن منده لأبي أسامة عن الوليد بن كثير وقال الفريابي في تفسيره حدثنا قيس هو بن الربيع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر الآية ثم ترخص عنها أناس من المساكين ممن بمكة حتى نزلت إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآية فقالوا هذه مرجفة حتى نزلت إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فقال ضمرة بن العيص أحد بني ليث وكان مصاب البصر وكان موسرا لئن كان ذهاب بصري إني لأستطيع الحيلة لي مال ورقيق احملوني فحمل ودب وهو مريض فأدركه الموت وهو عند التنعيم فدفن عند مسجد التنعيم فنزلت فيه خاصة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية وعلقه بن منده لهشيم عن سالم وأخرجه بن أبي حاتم من طريق إسرائيل عن سالم الأفطس فقال عن سعيد بن جبير عن أبي ضمرة بن العيص الزرقي ومضى بيانه في ترجمة جندع بن ضمرة وأخرج بن منده من طريق يزيد بن أبي حكيم عن الحكم بن أبان عن عكرمة سمعت بن عباس يقول طلبت اسم رجل في القرآن وهو الذي خرج مهاجرا إلى الله ورسوله وهو ضمرة بن أبي العيص قال بن منده ورواه أبو أحمد الزبيري عن محمد بن شريك عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن بن عباس قال كان رجل يقال له ضمرة أو بن ضمرة فذكر الحديث ومن طريق أشعث بن سوار عن عكرمة عن بن عباس خرج ضمرة بن جندب فذكره وفيه اختلاف (3/273)
<274> آخر ذكره في ترجمة جندع بن ضمرة في حرف الجيم والقصة واحدة لواحد اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من عشرة أوجه والله أعلم ضمرة بن عياض الجهني حليف بني سوار من الأنصار شهد أحدا وقتل باليمامة قاله أبو عمر ضمرة بن غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول الأنصاري النجاري ذكره أبو عمر فقال شهد أحدا مع أبيه وقتل يوم جسر أبي عبيد ضمرة بن كعب بن عمرو بن عدي الجهني حليف بني ساعدة ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا قال البغوي لا أعلم له حديثا ضمرة اليمامي غير منسوب ذكره أبو زرعة الرازي في الأفراد وروى بن منده من طريق محمد بن جابر عن عكرمة بن عمار حدثني أبو المنهال عن عبد الله بن ضمرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج حرورية بين أنهار باليمامة قلت ليس بها أنهار قال إنها ستكون قال غريب من هذا الوجه وسيأتي لهذا المتن ذكر في ترجمة طلق بن علي في القسم الأخير ضمرة آخر غير منسوب ذكره الدارقطني في العلل في ترجمة سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن سفيان بن حسين روى عن الزهري عن سعيد عن ضمرة مرفوعا في حريم البئر قال وقيل عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال وقال إسماعيل بن أمية عن الزهري عن سعيد مرسلا وهو أشبه قلت وطريق سفيان بن حسين وصلها بن منده في ضمرة غير منسوب وقال غريب لم يكتبه إلا من حديث سفيان بن حسين ضمضم بن الحارث ذكره بن الأثير وأنشد له البيتين الماضين في ضمرة بن الحارث ولم يعزه لأحد ضمضم بن عمرو في جندع بن ضمرة ضمضم بن قتادة له ذكر في حديث أورده عبد الغني بن سعيد المصري في المبهمات ومن طريق مطر بن العلاء عن عمته قطبة بنت هرم بن قطبة أن مدلوكا حدثهم أن ضمضم بن قتادة ولد له مولود أسود من امرأة من بني عجل فأوجس لذلك فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له هل لك من إبل قال نعم قال فما ألوانها قال فيها الأحمر والأسود وغير ذلك قال فأنى ذلك قال عرق نزع قال وهذا عرق نزع وقال فقدم عجائز من بني عجل فأخبرن أنه كان للمرأة جدة سوداء قال أبو موسى في الذيل إسناده عجيب قلت أصل القصة في الصحيحين من حديث أبي هريرة من غير تسمية الرجل ولا الزيادة التي في آخره واستدركه بن فتحون أيضا من هذا الوجه ضمضم بن مالك بن المضرب بن عمرو بن وهب بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معيص القرشي العامري من مسلمة الفتح وقتل أخوه شيبة بن مالك يوم أحد كافرا ومن ولد ضمضم عبد الرحمن بن بشر بن ضمضم ذكر له الزبير بن بكار قصة كأنها في خلافة معاوية ضميرة بالتصغير بن أنس وقيل بن جندب وقيل بن حبيب تقدم في جندع في حرف الجيم ضميرة بن سعد تقدم في ضمرة بن ربيعة (3/274)
<275> ضميرة بن أبي ضميرة الليثي قال بن حبان له صحبة ضميرة غير منسوب يحتمل أنه الذي قبله روى إبراهيم الحربي في غريب الحديث من طريق عبد الله بن حسن بن حسن قال جاء ضميرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله جئت أحالفك قال حالف عليا قال فإنني أحالفه ما دام الصالف مكانه قال بل حالفه ما دام أحد مكانه فهو خير قال عبد الله بن حسن الصالف جبل كانوا يتحالفون عنده في الجاهلية ضميرة آخر وهو جد حسين بن عبد الله وقيل إنه بن سعيد الحميري وقال بن حبان ضميرة بن أبي ضميرة الضمري الليثي وروى البخاري في تاريخه والحسين بن سفيان من طريق بن أبي ذئب عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده ضميرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأم ضميرة وهي تبكي فقال ما يبكيك قالت يا رسول الله فرق بيني وبين ابني فأرسل إلى الذي عنده ضميرة فابتاعه منه ببكر ورويناه بعلو في الأول من حديث المخلص قال بن صاعد غريب تفرد به بن وهب عن بن أبي ذئب قلت ذكر بن منده أن زيد بن الحباب تابع بن أبي ذئب فرواه عن حسين أيضا وأخرجه بن منده من طريق وراد قال بن أبي ذئب أقرأني حسين كتابا فيه من محمد رسول الله لأبي ضميرة وأهل بيته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقهم قلت وللحديث شاهد عند بن إسحاق بسند منقطع وقد تابع بن أبي ذئب أيضا إسماعيل بن أبي أويس وأخرجه محمد بن سعد وأورده البغوي عنه عن إسماعيل بن أبي أويس أخبرني حسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة أن الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ضمرة فذكره كما تقدم وفيه أنهم كانوا أهل بيت من العرب وكان ممن أفاء الله على رسوله فاعتذر ثم خير أبا ضميرة إن أحب أن يلحق بقومه فقد أمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أحب أن يمكث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون من أهل بيته فاختار أبو ضميرة الله ورسوله ودخل الإسلام فلا يعرض لهم أحد إلا بخير ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا وكتب إلى أبي بن كعب انتهى وسيأتي لهم ذكر في أبي ضميرة ومن حديث ضميرة ما أخرجه البغوي من رواية القعنبي عن حسين بن ضميرة عن أبيه عن جده أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أنكحني فلانة قال ما معك تصدقها إياه قال ما معي شيء قال لمن هذا الخاتم قال لي قال فأعطها إياه فأنكحه وأنكح آخر على سورة البقرة ولم يكن معه شيء أورده البغوي في ترجمة أبي ضميرة على ظاهر السياق وإنما هو من رواية ضميرة وقول القعنبي عن حسين بن ضميرة تجوز فيه فنسبه لجده وهو حسين بن عبد الله بن ضميرة فالحديث لضميرة لا لولده وزعم عبد الغني المقدسي في العمدة أن ضميرة هذا هو اليتيم الذي صلى مع أنس لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم في بيتهم قال فقمت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا (3/275)
<276> القسم الثاني من حرف الضاد المعجمة الضاد بعدها الحاء الضحاك بن قيس الفهري تقدم في الأول القسم الثالث من حرف الضاد المعجمة الضاد بعدها الألف ضابىء بن الحارث بن أرطأة بن شهاب بن عبيد بن حادل بن قيس بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم هكذا نسبه بن الكلبي له إدراك وجنى جناية في خلافة عثمان فحبسه فجاء ابنه عميرة بن ضابىء فأراد الفتك بعثمان ثم جبن عنه وفي ذلك يقول هممت ولم أفعل وكدت وليتني تركت على عثمان تبكي حلائله وفيها يقول وقائلة لا يبعد الله ضائبا ولا يبعدن أخلاقه وشمائله ثم لما قتل عثمان وثب عمير بن ضابىء عليه فكسر ضلعين من أضلاعه فلما قدم الحجاج الكوفة أميرا ندب الناس إلى قتال الخوارج وأمر مناديا فنادى من أقام بعد ثلاثة قتل فجاءه بعد ثلاثة عمير بن ضابىء وهو شيخ كبير فقال إني لا حراك بن ولي ولد أشب مني فأجزه بدلا مني فأجابه الحجاج لذلك فقال له عنبسة بن سعيد بن العاص هذا عمير بن ضابىء القائل كذا وأنشده الشعر فأمر به فضرب عنقه فقال في ذلك عبد الله بن الزبير الأسدي من أبيات تجهز فإما أن تزور بن ضابىء عميرا وإما أن تزور المهلبا وكان الحجاج قال له ما حملك على ما فعلت بعثمان قال حبس أبي وهو شيخ كبير فقال هلا بعثت أيها الشيخ إلى عثمان بديلا وكان السبب في حبس عثمان له أنه كان استعار من بعض بني حنظلة كلبا يصيد به فطالبوه به فامتنع فأخذوه منه قهرا فغضب وهجاهم بقوله من أبيات وأمكم لا تتركوها وكلبكم فإن عقوق الوالدين كبير فاستعدوا عليه عثمان فحبسه روى القصة بطولها الهيثم بن عدي عن مجالد وغيره عن الشعبي وقال محمد بن قدامة الجوهري في أخبار الخوارج له حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا أبو بكر بن عياش قال كان عثمان يحبس في الهجاء فهجا ضابىء قوما فحبسه عثمان ثم استعرضه فأخذ سكينا فجعلها في أسفل نعله فأعم عثمان بذلك فضربه ورده إلى الحبس قلت من يكون شيخا في زمن عثمان ويكون له بن شيخ كبير في أول ولاية الحجاج يكون له إدراك لا محالة (3/276)
<277> الضاد بعدها الباء ضبة بن محصن العنزي البصري تابعي مشهور له إدراك وذلك في ترجمة زياد بن أمية من تاريخ بن عساكر وقد روى ضبة عن عمر وأبي موسى وغيرهما روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى والحسن البصري وأخرج له مسلم وأبو داود وغيرهما قال بن سعد كان قليل الحديث وذكره بن حبان في ثقات التابعين الضاد بعدها الحاء والراء الضحاك بن قيس التميمي هو الأحنف تقدم في حرف الألف على الصواب ضرار بن الأرقم قال بن عساكر له إدراك وذكر أبو حذيفة في المسند أنه استشهد بأجنادين ضريس القيسي له ذكر في الفتوح وكان لأبي أرطبون فقطع أرطبون يده وقتله القيسي الضاد بعدها الغين ضغاطر الرومي الأسقف ويقال اسمه تغاطر روى عبدان بن محمد المروزي من طريق سلمة بن كهيل عن عبد الله بن شداد عن دحية الكلبي قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر فذكر الحديث إلى أن قال فأرسلني إلى الأسقف وهو صاحب أمرهم فأخبره وأقرأه الكتاب فقال هذا النبي الذي كنا ننتظر قال فما تأمرني قال أما أنا فمصدقه ومتبعه قال قيصر أما إن فعلت يذهب ملكي ورواه سعيد بن منصور من طريق حصين عن عبد الله بن شداد نحوه وأتم منه وفيه قصة أبي سفيان وفيه فقال تغاطر لهرقل إنه والله للنبي الذي نعرف فقال له ويحك إن اتبعته قتلتني الروم قال لكني أتبعه فذكر قصة قتله مطولا قال عبدان وحدثني عمار يعني بن رجاء عن سلمة هو بن الفضل عن بن إسحاق قال حدثني بعض أهل العلم أن هرقل قال لدحية ويحك إني والله لأعلم أن صاحبك نبي مرسل وإنه للذي كنا ننتظر ونجده في كتابنا ولكني أخاف الروم على نفسي ولولا ذلك لاتبعته فاذهب إلى ضغاطر الأسقف فاذكر له أمر صاحبكم فهو أعظم في الروم مني وأجوز قولا فجاءه دحية فأخبره فقال له صاحبك والله نبي مرسل نعرفه بصفته واسمه ثم دخل فألقى ثيابه ولبس ثيابا بيضا وخرج على الروم فشهد شهادة الحق فوثبوا عليه فقتلوه وهكذا ذكره يحيى بن سعيد الأموي في المغازي والطبري عن بن إسحاق (3/277)
<278> الضاد بعدها الواو ضوء اليشكري له إدراك وله ذكر في الفتوح لسيف قال كان باليمامة رجال يكتمون إسلامهم منهم ضوء اليشكري وقال في ذلك من أبيات إن ديني دين النبي وفي القوم رجال على الهدى أمثالي أهلك القوم محلم بن طفيل ورجال ليسوا لنا برجال القسم الرابع من حرف الضاد المعجمة الضاد بعدها الباء ضب بن مالك له وفادة ذكره المدائني كذا استدركه صاحب التجريد في أول حرف الضاد المعجمة وهو خطأ نشأ عن تصحيف وتغيير وإنما هو ضمام بن مالك الماضي في الأول الضاد بعدها الحاء الضحاك بن أبي جبيرة الأنصاري وقع ذكره عند أبي يعلى والبغوي وابن السكن وهو مقلوب قال أبو نعيم قلبه حماد بن سلمة عن داود عن الشعبي عنه بحديث الألقاب وقال بن علية وغيره عن داود عن الشعبي عن أبي جبيرة بن الضحاك وهو الصواب وزاد فيه حفص بن غياث عن داود فقال عن أبي جبيرة عن أبيه وعمومته قلت فأبوه هو الضحاك بن خليفة الماضي وروى البغوي وابن السكن من طريق هدبة عن حماد بهذا الإسناد حديثا آخر في نزول قوله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة قال بن السكن تفرد به هدبة بن خالد الضحاك بن عبد الرحمن الأشعري ذكره بن قانع واستدركه في التجريد فقال ذكره الدارقطني روى عنه محمد بن زياد الألهاني لم يصح خبره قلت وهو غلط نشأ عن سقط أما بن قانع فأخرج له من طريق الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء سمعت الضحاك بن عبد الرحمن الأشعري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أول ما يسأل العبد عنه يوم القيامة ألم أصح جسمك وأروك من الماء البارد وهذا سقط منه ذكر الصحابي فقد أخرج الحديث المذكور بن حبان والحاكم من طريقين آخرين عن الوليد بن الوليد بن مسلم وأخرجه الترمذي من طريق شبابة بن سوار كلاهما عن عبد الله بن العلاء بن زبر عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم الأشعري قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له فذكره وقال غريب (3/278)
<279> ويقال له عرزب وعرزم وبالميم أصح وهكذا رواه زيد بن يحيى عن عبد الله بن العلاء وكذا رواه إبراهيم بن عبد الله بن العلاء عن أبيه وذكره بن عساكر في ترجمته من طرق في جميعها عن الضحاك عن أبي هريرة وذكره في التابعين البخاري وابن أبي حاتم وابن سعد والعجلي ووثقه وذكره أبو زرعة في الطبقة الثالثة وأنه صحابي روى عنه أبو موسى الأشعري ومع ذلك فقال أبو حاتم إن روايته عنه مرسلة ورجح أبو حاتم عرزب بالموحدة وقال أبو الحسن بن سميع ولاه عمر بن عبد العزيز ولاية دمشق وكذلك يزيد بن عبد الملك وهشام وقال الأوزاعي حدثني مكحول عن الضحاك بن عبد الرحمن وكان عمر بن عبد العزيز ولاه دمشق ومات وهو عليها وكان من خير الولاة وقال خليفة بن خياط مات سنة خمس ومائة وعلى قول بن سميع يكون تأخر بعد ذلك الضحاك بن عرفجة أصيب أنفه يوم الكلاب قال بن عرادة عن عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة إنه الضحاك بن عرفجة والصواب عرفجة بن أسعد هكذا ذكره بن منده وقال أبو نعيم ذكره بعض المتأخرين فساق كلامه ولم يزد عليه سوى قوله وهو وهم ذكرها قبل قوله والصواب قلت وهي غفلة عجيبة فإن الاختلاف إنما وقع في اسم التابعي وهو طرفة لا في اسم جده وقول بن عرادة عبد الرحمن بن الضحاك غلط فاحش وإنما هو عبد الرحمن بن طرفة وطرفة هو بن عرفجة بن أسعد والذي أصيب أنفه هو عرفجة وسيأتي حديثه على الصواب في حرف العين فيمن اسمه عرفجة إن شاء الله تعالى الضحاك بن قيس قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أم عطية اخفضى ولا تنهكي أخرجه البيهقي وقال يحيى بن معين الضحاك هذا ليس بالفهري كذا استدركه في التجريد وهذا تابعي أرسل هذا الحديث وقد أخرجه الخطيب في المتفق من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن رجل من أهل الكوفة عن عبد الله بن عمير عن الضحاك بن قيس قال كان بالمدينة خافضة يقال لها أم عطية فذكر الحديث ثم أخرج من طريق المفضل بن غسان العلائي في تاريخه قال سألت بن معين عن حديث حدثناه عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله فذكر هذا فقال الضحاك بن قيس هذا ليس هو بالفهري قلت وقد أخرج الحديث المذكور أبو داود من طريق مروان بن معاوية عن محمد بن حسان الكوفي عن عبد الملك بن عمير عن أم عطية بالمتن ولم يذكر الضحاك قال ورواه عبيد الله بن عمرو بن عبد الملك بمعناه وليس بقوي ومحمد بن حسان مجهول وقد روى مرسلا وأخرجه البيهقي من الطريقين معا وظهر من مجموع ذلك أن عبد الملك دلسه على أم عطية والواسطة بينهما وهو الضحاك بن قيس المذكور الضحاك بن قيس عامل النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الطبراني وأخرج هو والحارث من طريق جرير بن حازم قال جلس إلينا شيخ عليه جبة صوف فقال حدثني مولاي قرة بن دعموص قال قدمت المدينة فناديت يا رسول الله استغفر للغلام النميري قال غفر الله لك وبعث الضحاك بن قيس ساعيا على قومي الحديث ورواه أبو مسلم الكجي من هذا الوجه فقال الضحاك بن سفيان (3/279)
<280> وهكذا أخرجه بن قانع عن أبي مسلم وهو الصواب الضاد بعدها الراء ضريح بن عرفجة أو عرفجة بن ضريح ذكره بن شاهين من طريق ليث بن أبي سليم عن زياد بن علاقة عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستكون هنات وهنات فمن رأيتموه يريد أن يفرق أمر أمة محمد وأمرها جميع فاقتلوه كائنا من كان هكذا قال الليث والمشهور عن زياد بن علاقة عن عرفجة بن ضريح كذلك أخرجه مسلم الضاد بعدها الميم ضمرة بن أنس الأنصاري استدركه بن الأثير على من تقدمه وهو خطأ نشأ عن تصحيف فإنه ساق عن جزء بن أبي ثابت بإسناده عن قيس بن سعد عن عطاء عن أبي هريرة قال كان المسلمون إذا صلوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء وإن ضمرة بن أنس الأنصاري غلبته عينه فنام الحديث في نزول قوله تعالى وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الآية هكذا قال والصواب صرمة بن أنس وقد مضى القول فيه في القسم الأول وبيان الاختلاف فيه وبالله التوفيق حرف الطاء المهملة القسم الأول الطاء بعدها الألف طارق بن أحمر ذكره بن قانع وأخرج من طريق بن علاثة عن أخيه عثمان عن طارق بن أحمر قال رأيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا من محمد رسول الله لا تبيعوا الثمر حتى يينع الحديث قلت وطارق ذكره بن أبي حاتم وابن حبان وغيرهما في التابعين ولم يذكروا له رواية إلا عن بن عمر فالله أعلم وكذا ذكره الدارقطني أنه إنما روى عن بن عمر فالله أعلم وأظن قوله مع رسول الله غلط وإنما كانت مع صحابي ولعلي أقف عليه بعد هذا إن شاء الله تعالى طارق بن أشيم بن مسعود الأشجعي والد أبي مالك قال البغوي سكن الكوفة قال مسلم تفرد ابنه بالرواية عنه وله عنده حديثان قلت وفي بن ماجة أحدهما وصرح فيه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم وفي السنن حديث آخر عن أبي مالك الأشجعي قلت لأبي يا أبت قد صليت الصبح خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ها هنا بالكوفة نحوا من خمس سنين أكانوا يقنتون قال يا بني محدث وصححه الترمذي وأغرب الخطيب فقال في كتاب القنوت في صحبته نظر وما أدري أي نظر فيه بعد هذا التصريح ولعله رأى ما أخرجه بن مندة من طريق أبي الوليد عن القاسم بن معن قال سألت آل أبي مالك الأشجعي أسمع أبوهم من النبي صلى الله عليه وسلم قالوا لا وهذا نفي يقدم عليه من أثبت ويحتمل أنه عني بقوله أبوهم أبا مالكي وهو كذلك لا صحبة له إنما الصحبة لابنه والله أعلم (3/280)
<281> طارق بن رشيد الجعفي قال بن حبان له صحبة أفرده عن طارق بن سويد الحضرمي وأظنه هو وقوله رشيد أظنه غلطا من الناسخ وإنما هو سويد كما جزم به بن السكن وسأذكره في القسم الأخير طارق بن سويد الحضرمي أو الجعفي ويقال سويد بن طارق قال بن مندة وهو وهم وقال بن السكن والبغوي له صحبة وروى البخاري في تاريخه وأحمد وابن ماجة والبغوي وابن شاهين من طريق حماد بن سلمة عن سماك عن علقمة بن وائل عن طارق بن سويد قال قلت يا رسول الله إن بأرضنا أعنابا نعتصرها فنشرب منها قال لا وأخرجه أبو داود من طريق شعبة عن سماك فقال سأل سويد بن طارق أو طارق بن سويد وقال البغوي رواه غير حماد فقال سويد بن طارق والصحيح عندي طارق بن سويد وقد أخرجه بن شاهين من طريق إبراهيم بن طهمان عن سماك كما قال حماد بن سلمة سواء ونسبه جعفيا وقال أبو زرعة طارق بن سويد أصح وقال بن منده سويد بن طارق وهم وجزم أبو زرعة والترمذي أيضا وابن حبان بأنه طارق بن سويد وعكس أبو حاتم وقال البخاري قال شريك عن سماك طارق بن زياد أو زياد بن طارق وقال أبو النضر عن شعبة عن سماك عن علقمة عن أبيه سأل سويد بن طارق وجعله من مسند وائل وجزم بأنه سويد بن طارق وأخرجه بن قانع من رواية شريك عن سماك فقال طارق بن زياد ولم يشك ورواه بن منده من طريق وهب بن جرير عن شعبة كذلك لكن قال عن أبيه وائل الحضرمي عن سويد بن طارق أو طارق بن سويد رجل من جعفي ورواه بن السكن والبغوي من طريق غندر عن شعبة فقال عن علقمة بن طارق بن سويد سأل قال بن السكن قال أسامة وأبو عامر وأبو النضر عن شعبة إن سويد بن طارق وقال وهب وأبو داود عن شعبة إن سويد بن طارق أو طارق بن سويد قال والصواب قول غندر ورواه إسرائيل عن سماك فاختلف عليه هل هو طارق بن سويد أو سويد بن طارق وفيه اختلاف آخر على سماك ذكرته في القسم الأخير والله أعلم طارق بن شريك في شريك بن طارق طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسي أبو عبد الله رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو رجل ويقال إنه لم يسمع منه شيئا قال البغوي ونزل الكوفة قال بن أبي حاتم سمعت أبي يقول ليست له صحبة والحديث الذي رواه مرسل قلت قد أدخلته في الوحدان قال لقوله رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قلت إذا ثبت أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي على الراجح وإذا ثبت أنه لم يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابي وهو مقبول على الراجح وقد أخرج له النسائي عدة أحاديث وذلك مصير منه إلى إثبات صحبته وأخرج له أبو داود حديثا واحدا وقال طارق رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا قلت المتن في غسل الجمعة وقد أخرجه الحاكم من طريقه فقال عن طارق عن أبي موسى وخطئوه فيه وقال أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال (3/281)
<282> رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر وهذا إسناد صحيح وبهذا الإسناد قال قدم وفد بجيلة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابدءوا بالأحمسيين ودعا لهم وقال علي بن المديني هو أخو كثير بن شهاب الذي روى عن عمر قلت وحديث طارق عن الصحابة في الكتب الستة منهم الخلفاء الأربعة وأخرج البغوي من طريق شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر وروى عنه أيضا سماك ومخارق وعلقمة بن مرثد وإسماعيل بن أبي خالد مات سنة اثنتين وثمانين أو ثلاث أو أربع ووهم من أرخه بعد المائة وجزم بن حبان بأنه مات سنة ثلاث وثمانين طارق بن عبد الله المحاربي من محارب خصفة صحابي آخر نزل الكوفة وروى عنه أبو الشعثاء وربعي بن خراش وأبو ضمرة قال بن البرقي له حديثان وقال بن السكن ثلاثة حديثه في الكوفيين وله صحبة ومن حديثه عند النسائي وغيره قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وإذا هو قائم على المنبر يخطب ويقول يد المعطي العليا الحديث وروى الترمذي من حديثه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بذي المجاز وذكر له قصة مع عمه أبي لهب طارق بن عبيد بن مسعود الأنصاري روى محمد بن مروان السدي في تفسيره عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال قال طارق بن عبيد بن مسعود وأبو اليسر ومالك بن الدخشم يوم بدر يا رسول الله إنك قلت من قتل قتيلا فله سلبه وقد قتلنا سبعين الحديث في نزول قوله تعالى يسألونك عن الأنفال وقال بن منده هو الذي أسر العباس ومعه أبو اليسر الأنصاري طارق بن علقمة بن أبي رافع والد عبد الرحمن قال البغوي سكن الكوفة وقال بن منده له ذكر في حديث أبي إسحاق وله حديث مرفوع مختلف فيه فروى الطبراني وابن شاهين من طريق عمرو بن علي عن أبي عاصم عن بن جريج عن عبيد الله بن أبي يزيد عن عبد الرحمن بن طارق بن علقمة أخبره عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حاذى مكانا عند دار يعلى بن أمية استقبل البيت ودعا وهذا وهم ممن دون عمرو بن علي فقد أخرجه النسائي عنه فقال عن أمه ولم يقل عن أبيه وكذا أخرجه البخاري في تاريخه عن أبي عاصم وكذا أخرجه البغوي والطبري من طريق أبي عاصم وكذا أخرجه عبد الرزاق عن بن جريج وتابعه هشام بن يوسف وهو عند أبي داود واغتر الضياء المقدسي بنطاقة السند فأخرجه من طريق الطبراني في المختارة وهو غلط فقد أخرجه البغوي وابن السكن وابن قانع من طريق روح بن عبادة عن بن جريج كالأول وأن البرساني رواه عن بن جريج فقال عن عمه فهذا اضطراب يعل به الحديث لكن يقوي أنه عن أمه لا عن أبيه ولا عن عمه أن في آخر الحديث عن أبي نعيم فنخرج معه يدعو ونحن مسلمات وحكى البغوي أنه قيل إن رواية روح أصح طارق بن كليب ذكره الذهبي في التجريد مستدركا على من تقدمه ونسبه لبقي بن مخلد وقال يقال إنه بن محاسن قلت وطارق بن محاسن تابعي من الطبقة الثانية حديثه عند أبي داود (3/282)
<283> والنسائي فلعل بن مخلد أخرج له إسنادا مما أرسله طارق بن المرقع الكناني له ذكر في حديث ميمونة بنت كردم أخرجه أبو داود وأحمد ومن حديثها قالت خرجت مع أبي في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته قد دنا إليه أبي فأخذ بقدمه فأقر له ووقفت عليه أستمع منه فقال له أبي حضرت جيش عثران فقال طارق بن الرعق من يعطني رمحا بثوابه قلت وما ثوابه قال أزوجه أول بنت لي فأعطيته ثم غبت عنه ثم جئت فقلت جهز لي أهلي فحلف أن لا يفعل إلا بصداق جديد الحديث قال أبو نعيم طارق بن المرقع زعم الناس أنه حجازي له صحبة ولم يذكر ما يدل على ذلك لأن الذي خطب إليه كردم لا يعرف له إسلام وطارق بن المرقع إن كان إسلاميا فهو آخر تابعي يروي عن صفوان بن أمية روى عنه عطاء بن أبي رافع ثم ساق روايته قلت أشار بن منده إلى ذلك لكن جعلهما واحدا فقال ولطارق بن المرقع حديث عن صفوان بن أمية مسند قلت بل هما اثنان بلا مرية فالصحابي كان شيخا كبيرا في حجة الوداع والذي روى عن صفوان معدود في الطبقة الثانية من التابعين وقصة كردم ظاهرة في أن طارقا كان معهم في تلك الحجة لأن كلامه يدل على أنه كان يطلب محاكمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو عمر طارق بن المرقع روى عنه ابنه عبد الله بن طارق وعطاء أخشى أن يكون حديثه في موات الأرض مرسلا قلت وهذا هو التابعي طارق بن المرتفع الكناني عامل عمر بن الخطاب على مكة ومات في عهده ذكره الطبراني وروى الفاكهي من طريق بن جريج عن عطاء قال كان طارق بن المرتفع عاملا لعمر على مكة فأعتق سوائب ومات ثم مات بعض أولئك فأعطى عمر ميراثه لذرية طارق وقال الطبري ولاه عمر على مكة لما عزل نافع بن عبد الحارث قلت لم أر من ذكره في الصحابة صريحا وهو صحابي لا محالة لأنه من جيران قريش ولم يبق بعد حجة الفتح إلى حجة الوداع أحد من قريش ومن حولهم إلا من أسلم وشهد الحجة كما تقدم غير مرة ولولا صحبته لم يؤمره عمر طارق الخزاعي جرى له ذكر في غزوة المريسيع قال أبو سعيد العسكري عن أبي عمرو الشيباني أصيب قوم من رهط أمية بن الأسكر الليثي أصابهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة المريسيع دلهم عليه طارق الخزاعي وكانوا جيران بني المصطلق فقال أمية بن الأسكر لعمرك إني والخزاعي طارقا كصيحة عاد حتفها يتحفر سمت بقوم من صديقك أهلكوا أصابهم يوما من الدهر أغبر فأجابه طارق عجبت لشيخ من ربيعة مهتر أمر له يوم من الدهر منكر في أبيات طاهر بن أبي هالة التميمي الأسدي أخو هند ربيب النبي صلى الله عليه وسلم روى سيف في أوائل الردة من طريق أبي موسى قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم خامس خمسة على مخاليف اليمن أنا ومعاذ وطاهر بن أبي هالة وخالد بن سعيد وعكاشة بن ثور وروى البغوي في ترجمة عبيد بن صخر بن لوذان من طريقه قال لما مات باذام فرق النبي صلى الله عليه وسلم عماله بين (3/283)
<284> شهر بن باذام وعامر بن شهر والطاهر بن أبي هالة وذكر جماعة وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء من شعره في قتال أهل الردة فلم تر عيني مثل يوم رأيته بخبث المخازي في جموع الأخابث فوالله لولا الله لا رب غيره لما فض بالأجزاع جمع العثاعث وكان أول من ارتد من أزد تهامة عك فصار إليهم الطاهر فغلبهم وأمنت الطرق وسموا الأخابث الطاء بعدها الباء والحاء والخاء طبابة يأيت في آخر القسم طحيل بن رباح أخو بلال له ذكر في ترجمة أخيه خالد بن رباح في تاريخ دمشق طحيلة الدئلي ذكره البغوي فقال رأيت في كتاب محمد بن إسماعيل البخاري طحيلة الدئلي سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا طخفة بن قيس يأتي في طهفة طخفة آخر يأتي في طهية الطاء بعدها الراء طرفة بن عرفجة أصيب أنفه يوم الكلاب فأنتن فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفا من ذهب قاله ثابت بن يزيد عن أبي الأشهث وخالفه بن المبارك فجعله لعرفجة وهو أصح هكذا قال أبو عمر ورواية ثابت بن زيد أخرجها بن قانع وهو كما قال وصاحب القصة هو عرفجة على الصحيح ومقابله وهم لكن في سياق أبي داود ما يقتضى أن يكون الحديث عن طرفة وإن كان القصة لعرفجة فإنه أخرج من طريق بن علية عن أبي الأشهب عن عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة عن أبيه أن عرفجة أصيب أنفه الحديث فظاهره أن الحديث لطرفة وأكثر ما ورد في الروايات عن أبي الأشهب عن عبد الرحمن بن طرفة عن جده وقيل عن أبيه عن جده وقد أخرج النسائي من طريق يزيد بن زريع عن (3/284)
<285> أبي الأشهب قال حدثني عبد الرحمن بن طرفة عن عرفجة بن أسعد وكان عرفجة جده وحدثني أنه رأى جده قال أصيب أنفه والله أعلم طرفة الطائي والد تميم أورده سعيد بن يعقوب في الصحابة وروى عن أحمد بن عصام عن أبي بكر الحنفي عن الثوري عن سماك عن تميم بن طرفة عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمني على اليسرى في الصلاة قال سعيد لا أدري له صحبة أم لا قلت أخرجه بن أبي حاتم في العلل عن أحمد بن عصام وقال إنه سأل أباه عنه فقلت إنما هو عن سماك عن قبيصة بن هلب عن أبيه قلت أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي من طريق سماك عن قبيصة فإن كان محفوظا فلعل لسماك فيه شيخين طرود السلمي له ذكر في شعر هوذة السلمي الآتي في القسم الثالث من الهاء ز طريف بن أبان بن سلمة بن جارية بن فهم بن بكر بن عبلة بن أنمار بن عميرة بن أسد بن ربيعة بن نزار الأنماري له وفادة وحفيده جفينة بن قيس بن مسلمة بن طريف قتل مع الحسين بن علي قاله بن الكلبي واستدركه بن فتحون قلت جارية بالجيم وعبلة بفتح المهملة وسكون الموحدة وعميرة بالفتح طريفة بن أبان بن سلمة بن حاجر السلمي قال أبو عمر مذكور في الصحابة وذكر سيف أنه هو الذي كتب إليه أبو بكر في قصة الفجاءة السلمي فسار طريفة في طلبه حتى ظفر به طريفة فأنفذه إلى أبي بكر فحرقه بالنار وكان طريفة وأخوه معن بن حاجر مع خالد بن الوليد وذكر سيف أيضا عن سهل بن يوسف أن أبا بكر الصديق أمر طريفة المذكور وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة الطاء بعدها العين والغين طعمة بن أبيرق بن عمرو الأنصاري ذكره أبو إسحاق المستملي في الصحابة وقال شهد المشاهد كلها إلا بدرا وساق من طريق خالد بن معدان عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أمشي قدامه فسأله رجل ما فضل من جامع أهله محتسبا قال غفر الله لهما البتة استدركه يحيى بن مندة على جده وإسناده ضعيف قاله أبو موسى وقد تكلم في إيمان طعمة طغفة بن قيس يأتي في طهفة الطاء بعدها الفاء الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي ذكره موسى بن عقبة وابن (3/285)
<286> إسحاق فيمن شهد بدرا وقال أبو عمر شهد أحدا وما بعدها ومات هو وأخوه حصين سنة إحدى وثلاثين وقيل سنة اثنتين وقيل سنة ثلاث وقال بن أبي حاتم ليست له رواية قلت قد ذكر بن مندة له رواية لكن في السند جعفر بن عبد الواحد الهاشمي وهو متروك عند البغوي من طريق سليمان بن محمد الأنصاري عن رجل من قومه يقال له الضحاك كان عالما أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين الطفيل بن الحارث وسفيان بن قيس بن الحارث الطفيل بن الحارث الأزدي يأتي في الطفيل بن عمرو الطفيل بن زيد الحارثي له وفادة قال بن الكلبي عن عوانة قال عمر لجلسائه هل فيكم أحد وقع له خبر من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية فقال طفيل بن زيد الحارثي وكان قد أتت عليه ستون ومائة سنة نعم يا أمير المؤمنين وكان المأمون بن معاوية على ما بلغك من كهانته فذكر الحديث في إنذاره بالنبي صلى الله عليه وسلم وقوله يا ليت أني ألحقه وليتني لا أسبقه قال وكان نصرانيا قال الطفيل فأتانا خبر النبي صلى الله عليه وسلم ونحن بتهامة فقلت يا نفس هذا ذاك الذي أنذر به المأمون قال ومن أحب الأيام إلي أن وفدت فأسلمت رواه أبو موسى في الذيل من طريق أبي سعيد النقاش بسنده إلى بن الكلبي الطفيل بن سخبرة الأزدي حليف قريش ويقال الطفيل بن الحارث بن سخبرة ويقال الطفيل بن عبد الله بن الحارث بن سخبرة قال بن حبان له صحبة وقال بن السكن يقال له صحبة وأما الذي روى عنه الزهري فليست له صحبة كذا قال وقد روى حماد بن سلمة عن الطفيل بن سخبرة عن القاسم عن عائشة حديث أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة فلعله الذي روى عنه الزهري وقال الواقدي هو أخو عائشة لأمها أم رومان وكان عبد الله بن الحارث بن سخبرة قدم مكة فحالف أبا بكر فمات فخلفه أبو بكر بعده على أم رومان قلت فيكون الطفيل أكبر من عائشة ومن أخيها عبد الرحمن قلت وحديثه عند بن ماجة من طربق ربعي بن خراش أحد كبار التابعين عنه قال البغوي لا أعلم له غيره وهو في قوله ما شاء الله وشاء محمد وفي السند عندهم عن الطفيل بن سخبرة أخي عائشة لأمها ووقع عند بن قانع من طريق أبي الوليد عن شعبة بسنده عن الطفيل أو أبي الطفيل شك أبو الوليد وقال مصعب الزبيري الطفيل بن عبد الله بن سخبرة هو والد الحارث بن طفيل أخو عائشة لأمها حدثنا بذلك عبد الله بن معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه الطفيل بن سعد بن عمرو بن ثقف الأنصاري النجاري ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد ببئر معونة وقال أبو عمر شهد أحدا الطفيل بن سنان الأسدي بن عم نقادة له ذكر في حديثه الطفيل بن عبد الله بن سخبرة تقدم في الطفيل بن سخبرة الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس الدوسي وقيل هو بن عبد عمرو بن عبد الله بن مالك بن عمرو بن فهم لقبه ذو النور وحكى المرزباني (3/286)
<287> في معجمه أنه الطفيل بن عمرو بن حممة قال البغوي أحسبه سكن الشام وروى البخاري في صحيحه من طريق الأعرج عن أبي هريرة قال قدم الطفيل بن عمرو الدوسي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن دوسا قد عصت فادع الله عليهم فقال اللهم اهد دوسا وروى بن إسحاق في نسخة من المغازي من طريق صالح بن كيسان عن الطفيل بن عمرو في قصة إسلامه خبرا طويلا وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة فأحرقه بالنار ويقول يا ذا الكفين لست من عبادكا ميلادنا أكبر من ميلادكا إني حشوت النار في فؤادكا وفيه أنه رأى في عهد أبي بكر أن رأسه حلق وخرج من فمه طائر وأن امرأة أدخلته في فرجها وأن ابنه طلبه طلبا حثيثا فلم يقدر عليه وأنه أولها أن رأسه يقطع وأن الطائر روحه والمرأة والأرض يدفن فيها وأن ابنه عمرو بن الطفيل يطلب الشهادة فلا يلحقها فقتل الطفيل يوم اليمامة وعاش ابنه بعد ذلك وذكرها بن إسحاق في سائر النسخ بلا إسناد وأخرجه بن سعد أيضا مطولا من وجه آخر وكذلك الأموي عن بن الكلبي بإسناد آخر وقال بن سعد أسلم الطفيل بمكة ورجع إلى بلاد قومه ثم وافى النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية وشهد الفتح بمكة وكذا قال بن حبان وقال بن أبي حاتم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي هريرة بخيبر ولا أعلم روى عنه شيء قلت وقد أخرج البغوي من طريق إسماعيل بن عياش حدثني عبد ربه بن سليمان عن الطفيل بن عمرو الدوسي قال أقرأني أبي بن كعب القرآن فأهديت له قوسا الحديث قال غريب وعبد ربه يقال له بن زيتون ولم يسمع من الطفيل بن عمرو وروى الطبري من طريق بن الكلبي قال سبب تسمية الطفيل بذي النور أنه لما وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لقومه قال له ابعثني إليهم واجعل لي آية فقال اللهم نور له فسطع نور بين عينيه فقال يا رب أخاف أن يقولوا مثله فتحول إلى طرف سوطه فكان يضىء له في الليلة المظلمة وذكر أبو الفرج الأصبهاني من طريق بن الكلبي أيضا أن الطفيل لما قدم مكة ذكر له ناس من قريش أمر النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه أن يختبر حاله فأتاه فأنشده من شعره فتلا النبي صلى الله عليه وسلم الإخلاص والمعوذتين فأسلم في الحال وعاد إلى قومه وذكر قصة سوطه ونوره قال فدعا أبويه إلى الإسلام فأسلم أبوه ولم تسلم أمه ودعا قومه فأجابه أبو هريرة وحده ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل لك في حصن حصين ومنعة يعني أرض دوس قال ولما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لهم قال له الطفيل ما كنت أحب هذا فقال إن فيهم مثلك كثيرا قال وكان جندب بن عمرو بن حممة بن عوف الدوسي يقول في الجاهلية إن للخلق خالقا لكني لا أدري من هو فلما سمع بخبر النبي صلى الله عليه وسلم خرج ومعه خمسة وسبعون رجلا من قومه فأسلم وأسلموا قال أبو هريرة فكان جندب يقدمهم رجلا رجلا وكان عمرو بن حممة حاكما على دوس ثلاثمائة سنة وإليه ينسب الصلح المقدم ذكره وأنشد المرزباني في معجمه للطفيل بن عمرو يخاطب قريشا وكانوا هددوه لما أسلم ألا أبلغ لديك بني لؤي على الشنآن والعضب المرد (3/287)
<288> بأن الله رب الناس فرد تعالى جده عن كل ند وأن محمدا عبد رسول دليل هدى وموضح كل رشد وأن الله جلله بهاء وأعلى جده في كل جد قيل استشهد باليمامة قاله بن سعد تبعا لابن الكلبي وقيل باليرموك قاله بن حبان وقيل بأجنادين قاله موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة وسيأتي في ترجمة ولده عمرو بن الطفيل هو الذي استشهد باليرموك طفيل بن مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب الأنصاري ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وكذا ذكره بن إسحاق وابن الكلبي وقال البغوي وابن مندة لا يعرف له رواية وقال بن أبي حاتم قتل يوم الخندق وهو عقبي طفيل بن مالك آخر ذكره بن عبد البر وقال روى عامر بن عبد الله بن الزبير عن الطفيل بن مالك قال طاف النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه أبو بكر وهو يرتجز بأبيات أبي أحمد بن جحش المكفوف حبذا مكة من وادي بها أهلي وأولادي بها أمشي بلا هادي طفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان بن عم الماضي ذكروه كلهم فيمن شهد بدرا وذكره عروة فيمن شهد العقبة وقال بن إسحاق وموسى بن عقبة استشهد الطفيل بن النعمان بالخندق وزعم أبو عمر أنه الطفيل بن النعمان بن مالك بن خنساء قال وقتل الطفيل بن النعمان بن خنساء فوجده مع الماضي والصواب أنهما اثنان وذكر في المغازي أن الطفيل بن النعمان جرح أحد ثلاثة عشر جراحه الطاء بعدها اللام طلحة بن البراء بن عميرة بن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف البلوي حليف بني عمرو بن عوف الأنصاري وروى أبو داود من حديث الحصين بن وحوح أن طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال إني لا أرى طلحة إلا قد حدث به الموت فآذنوني به وعجلوا فإنه لا ينبغي لمسلم أن يحبس بين ظهراني أهله هكذا أورده أبو داود مختصرا كعادته في الاقتصار على ما يحتاج إليه في بابه أورده بن الأثير من طريقه ثم قال بعده وروى أنه توفي ليلا فقال ادفنوني وألحقوني بربي ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف عليه اليهود وأن يصاب في سببي فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره وصف الناس معه ثم رفع يديه وقال اللهم ألق طلحة وأنت تضحك إليه وهو يضحك إليك قلت وفيما صنع قصور شديد فإن هذا القدر هو بقية الحديث أورده البغوي وابن أبي خيثمة وابن أبي عاصم والطبراني وابن شاهين وابن السكن وغيرهم من هذا الوجه الذي أخرجه منه أبو داود مطولا ومختصرا في أوله أنه لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم جعل يدنو (3/288)
<289> منه ويلتصق به ويقبل قدميه فقال له يا رسول الله مرني بما أحببت لا أعصي لك أمرا فعجب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك وهو غلام فقال له أذهب فاقتل أباك فذهب ليفعل فدعاه فقال أقبل فإني لم أبعث بقطيعة رحم قال فمرض طلحة بعد ذلك فذكر الحديث أتم مما مضى أيضا قال الطبراني لما أخرجه في الأوسط لا يروي عن حصين بن وحوح إلا بهذا الإسناد وتفرد به عيسى بن يونس قلت اتفقوا على أنه من مسند حصين لكن أخرجه بن السكن من طريق يزيد بن موهب عن عيسى بن يونس فقال فيه عن حصين عن طلحة بن البراء أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا ينبغي لجسد مسلم أن يترك بين ظهراني أهله وأخرج بن السكن من طريق عبد ربه بن صالح عن عروة بن رويم عن أبي مسكين عن طلحة بن البراء أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابسط يدك أبايعك قال على ماذا قال على الإسلام قال وإن أمرتك أن تقتل أباك قال لا ثم عاد فقال مثل قوله حتى فعل ذلك ثلاثا فقال نعم وكانت له والدة وكان من أبر الناس بها فقال يا طلحة إنه ليس في ديننا قطيعة الرحم قال فأسلم وحسن إسلامه فذكر الحديث نحوه ورواه الطبراني من هذا الوجه لكنه قال فيه وإن أمرتك بقطيعة والديك وزاد فيه بعد قوله قطيعة رحم ولكن أحببت ألا يكون في دينك ريبة وقال في أثناء الحديث لا ترسلوا إليه في هذه الساعة فتلسعه دابة أو يصيبه شيء ولكن إذا أصبحتم فاقرءوه مني السلام وقولوا له فليستغفر لي وروى علي بن عبد العزيز في مسنده عن أبي نعيم حدثنا أبو بكر هو بن عياش حدثني رجل من بني عم طلحة بن البراء من بلي أن طلحة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره باختصار وروى أبو نعيم من طريق أبي معشر عن محمد بن كعب عن طلحة بن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم ألق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك وهو مختصر من الحديث الطويل طلحة بن أبي حدرد الأسلمي واسم أبي حدرد سلامة قال بن السكن حديثه في أهل المدينة يقال له صحبة وأما بن حبان فذكره في التابعين وقال يروي المراسيل وروى البخاري في التاريخ من طريق محمد بن معن عن عمه عن طلحة بن أبي حدرد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة أن تروا الهلال فتقولوا بن ليلتين وهو بن ليلة وذكر بن منده من طريق ليث بن أبي سليم عن عبد الملك بن أبي حدرد عن أخ له يقال له طليحة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إني مررت بملأ من اليهود فقلت أي قوم أنتم لولا قولكم عزير بن الله الحديث طلحة بن خراش بن الصمة ذكره بن شاهين وروى عن الحسن بن أحمد عن عباس الدوري عن يحيى بن معين قال طلحة بن خراش بن الصمة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال والمعروف المشهور أن طلحة بن خراش بن عبد الرحمن بن خراش بن الصمة تابعي روى عن بن جابر والظاهر أنه بن أخي صاحب هذه الترجمة طلحة بن داود غير منسوب ذكره الطبراني وأبو نعيم في الصحابة وقال سعيد بن يعقوب ليس له صحبة وأخرجوا من طريق عبد الرزاق عن بن جريج عن عنبسة مولى آل طلحة بن (3/289)
<290> داود عن طلحة أنه سمعه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم المرضعون أهل عمان وفي رواية سعيد أهل نعمان طلحة بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي ذكره بن عبد البر في التمهيد ولم يذكره في الاستيعاب وقال مالك في الموطأ عن سلمة بن صفوان عن يزيد بن طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء ورواه وكيع عن مالك فقال عن يزيد بن طلحة بن ركانة عن أبيه قال بن عبد البر إن كان وكيع حفظه فالحديث مسند وكان يحيى بن معين ينكر على وكيع قوله فيه عن أبيه قال وقد جاء مثل هذا المتن من حديث معاذ بن جبل قلت ورواية وكيع أخرجها الدارقطني في الغرائب عن إسماعيل الصفار عن بن أبي خيثمة عن علي بن الحسن الصفار عن وكيع وأخرجه أيضا من طريق مسعدة بن السبع عن مالك عن سلمة بن صفوان عن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أبي هريرة وقال الدارقطني وهم فيه مسعدة وإنما هو يزيد بن طلحة بن ركانة ووهم أيضا في قوله عن أبي هريرة وإنما هو مرسل ثم ساقه من مسند أحمد بن سنان القطان عن بن مهدي كما في الموطأ وأخرجه من طريق محمد أحمد بن الأشعث عن نصار بن حرب عن بن مهدي مثل ما قال وكيع قال الدارقطني وهم فيه هذا الشيخ والصواب مرسل ثم ذكر الاختلاف بن أبي الأرقم على مالك وذكر أبو عمر اختلافا فيه آخر قال رواه عيسى بن يونس عن مالك عن الزهري عن أنس طلحة بن زيد الأنصاري ذكره أبو عمر فقال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الأرقم قال وأظنه أخا خارجة بن زيد بن أبي زهير طلحة بن سعيد بن عمرو بن مرة الجهني قال بن الكلبي له صحبة واستدركه بن الأثير قلت لم أر لأبيه سعيد ذكرا في الصحابة فيحتمل أن يكون مات صغيرا وجده عمرو صحابي مشهور طلحة بن عبد الله الليثي ذكره بن حبان في الصحابة فقال يقال له صحبة وقال الدوري عن بن معين طلحة بن عبد الله النضري يقولون له صحبة أخرجه بن شاهين وابن السكن وكذا قال بن سعد وزاد وهو من بني ليث وقال أبو أحمد العسكري طلحة بن مالك الليثي ويقال طلحة بن عبد الله قلت خلط بن الأثير تبعا لغيره ترجمته بترجمة طلحة بن عمرو النضري الآتي قريبا وأظنه الصواب طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي أبو محمد أحد العشرة وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام وأحد الخمسة الذي أسلموا على يد أبي بكر وأحد الستة أصحاب الشورى روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه بنوه يحيى وموسى وعيسى بنو طلحة وقيس بن أبي حازم وأبو سلمة بن عبد الرحمن والأحنف ومالك بن أبي عامر وغيرهم وأمه الصعبة بنت الحضرمي امرأة من أهل اليمن وهي أخت العلاء بن الحضرمي واسم الحضرمي عبد الله بن عباد بن ربيعة وكان عند وقعة بدر في تجارة الشام فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره وشهد أحدا وأبلى فيها بلاء حسنا ووقى النبي صلى الله عليه وسلم (3/290)
<291> بنفسه واتقى النبل عنه بيده حتى شلت أصبعه وأخرج الزبير بن بكار من طريق إسحاق بن يحيى عن عمه موسى بن طلحة قال كان طلحة أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعا إلى القصر أقرب رحب الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم القدمين إذا التفت التفت جميعا قال الزبير حدثني إبراهيم بن حمزة عن إبراهيم بن بسطام عن محمد بن إبراهيم بن الحارث قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذي قرد على ماء يقال له بيسان مالح فقال هو نعمان وهو طيب فغير اسمه فاشتراه طلحة ثم تصدق به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنت يا طلحة إلا فياض فبذلك قيل له طلحة الفياض ويقال إن سبب إسلامه ما أخرجه بن سعد من طريق مخرمة بن سليمان عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال قال طلحة حضرت سوق بصرى فإذا راهب في صومعته يقول سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرام قال طلحة نعم أنا فقال هل ظهر أحمد قلت من أحمد قال بن عبد الله بن عبد المطلب هذا شهره الذي يخرج فيه وهو آخر الأنبياء ومخرجه من الحرم ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ فإياك أن تسبق إله فوقع في قلبي فخرجت سريعا حتى قدمت مكة فقلت هل كان من حدث قالوا نعم محمد الأمين تبأ وقد تبعه بن أبي قحافة فخرجت حتى أتيت أبا بكر فخرج بي إليه فأسلمت فأخبرته بخبر الراهب وقال الواقدي كان طلحة بن عبيد الله آدم كثير الشعر ليس بالجعد ولا بالسبط حسن الوجه دقيق العرنين إذا مشى أسرع وكان لا يغير شيبة وذكر الزبير بسند له مرسل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما آخى بين أصحابه بمكة قبل الهجرة آخى بين طلحة والزبير وبسند آخر مرسل أيضا قال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار لما قدم المدينة فآخى بين طلحة وأبي أيوب وأخرج الترمذي وأبو يعلى من طريق محمد بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ أوجب طلحة حين صنع يوم أحد ما صنع قال بن إسحاق وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نهض إلى صخرة من الجبل ليعلوها وكان قد ظاهر بين درعين فلما ذهب لينهض لم يستطع فجلس تحته طلحة فنهض حتى استوى عليها لفظ أبي يعلى وأخرجه يونس بن بكير في المغازي ولفظه عن الزبير قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذهب لينهض إلى الصخرة وكان قد ظاهر إلى آخره فقال أوجب طلحة وأورد الزبير بسند له عن بن عباس قال حدثني سعد بن عبادة قال بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عصابة من أصحابه على الموت يوم أحد حين انهزم المسلمون فصبروا وجعلوا يبذلون نفوسهم دونه حتى قتل منهم من قتل فعد فيمن بايع على ذلك جماعة منهم أبو بكر وعمر وطلحة والزبير وسعد وسهل بن حنيف وأبو دجانة وأخرج الدارقطني في الإفراد من طريق هشيم عن إبراهيم بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وعم موسى بن طلحة عن أبيه أنه لما أصيب يده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاه بها فقال حس حس فقال لو قلت بسم الله لرأيت بناءك الذي بني الله لك في الجنة وأنت في الدنيا قال تفرد به هشيم وهو من قديم حديثه أخرج البخاري من طريق قيس بن أبي حازم قال رأيت يد طلحة شلاء وقى بها رسول الله صلى الله عليه (3/291)
<292> وسلم يوم أحد وقال بن السكن يقال إن طلحة تزوج أربع نسوة عند النبي صلى الله عليه وسلم أخت كل منهن أم كلثوم بنت أبي بكر أخت عائشة وحمنة بنت جحش أخت زينب والفارعة بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة ورقية بنت أبي أمية أخت أم سلمة وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن عبد الملك ومجالد فرقهما عن قبيصة بن جابر صحبت طلحة فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه وروى خليفة في تاريخه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال رمى طلحة يوم الجمل بسهم في ركبته فكانوا إذا أمسكوها انتفخت وإذا أرسلوها انبعثت فقال دعوها وروى بن عساكر من طريق متعددة أن مروان بن الحكم هو الذي رماه فقتله منها وأخرجه أبو القاسم البغوي بسند صحيح عن الجارود بن أبي سبرة قال لما كان يوم الجمل نظر مروان إلى طلحة فقال لا أطلب ثأري بعد اليوم فنزع له بسهم فقتله وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم أن مروان بن الحكم رأى طلحة في الخيل فقال هذا أعان على عثمان فرماه بسهم في ركبته فما زال الدم يسيح حتى مات أخرجه عبد الحميد بن صالح عن قيس وأخرج الطبراني من طريق يحيى بن سليمان الجعفي عن وكيع بهذا السند قال رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته فما زوال الدم يسيح إلى أن مات وكان ذلك في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين من الهجرة وروى بن سعد أن ذلك كان في يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة وله أربع وستون سنة طلحة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تميم التيمي يقال هو الذي نزل فيه وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا وذلك أنه قال لئن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتزوجن عائشة وذكره أبو موسى في الذيل عن بن شاهين بغير إسناد وقال إن جماعة من المفسرين غلطوا فظنوا أنه طلحة أحد العشرة قال وكان يقال له طلحة الخير كما يقال لطلحة أحد العشرة قلت قد ذكر بن مردويه في تفسيره عن بن عباس القصة المذكورة ولم يسم القائل طلحة بن عتبة الأنصاري الأوسي من بني جحجبي شهد أحدا واستشهد باليمامة ذكره بن شاهين وأبو عمر وذكره موسى بن عقبة طليحة بالتصغير طلحة بن عتبة آخر روى بن عساكر بسند صحيح إلى موسى بن عقبة أنه استشهد باليرموك فلا أدري هو الذي قبله أو غيره طلحة بن عمرو النضري قال البخاري له صحبة وقال بن السكن يقال كان من أهل الصفة وروى أحمد والطبراني وابن حبان والحاكم من طريق أبي حرب بن أبي الأسود أن طلحة حدثه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال رجل من أهل الصفة أحرق بطوننا التمر فصعد المنبر فخطب فقال لو وجدت خبزا ولحما لأطعمتكموه أما إنكم توشكون أن تدركوا ذلك أن يراح عليكم بالجفان وتسترون بيوتكم كما تستر (3/292)
<293> الكعبة قال وكانت الكعبة تستر بثياب بيض تحمل من اليمن يزيد أحدهم على الآخر كلهم من طرق عن داود بن أبي هند عنه منهم من قال عن طلحة ولم ينسب ومنهم من قال طلحة بن عمرو وقال بن السكن ليس لطلحة غيره ورواه عدي بن الفضل أحد المتروكين عن داود عن أبي حرب فقال عن عبيد الله بن فضالة قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه بن شاهين والأول هو الصحيح طلحة بن عمرو بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن أكبر الحضرمي شهد بدرا والعقبة حكاه الرشاطي عن الهمداني قال ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون طلحة بن أبي قتادة في القسم الرابع طلحة بن مالك الخزاعي ويقال الليثي قال بن حبان له صحبة وقال قال بن السكن قال البغوي طلحة بن مالك سكن البصرة ونسبه بن حبان سلميا وروى البخاري في التاريخ وابن أبي عاصم والحارث وسمويه والبغوي والطبراني وابن السكن من طريق أم الحرير وهي بفتح المهملة قالت سمعت مولاي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من اقتراب الساعة هلاك العرب قال محمد بن أبي رزين رواية عن أمه عن أم الحرير اسم مولاها طلحة بن مالك قال بن السكن لا يروي عن طلحة غيره ولم يروه غير سليمان بن حرب عن محمد طلحة بن معاوية بن جاهمة قد ذكرته في القسم الرابع طلحة بن نضيلة بالنون والمعجمة مصغر روى عنه القاسم بن مخيمرة يكنى أبا معاوية وعداده في أهل الكوفة أورده أبو عمر مختصرا وساق حديثه بن السكن من طريق أيوب بن خالد عن الأوزاعي حدثني أبو عبيد صاحب سليمان حدثني طلحة بن نضيلة قال قيل يا رسول الله سعر لنا فقال لا يسألني الله عن سنة أحدثتها فيكم لم يأمرني بها ولكن سلوا الله من فضله وكذا ساقه أبو موسى من طريق أبي بكر بن أبي علي بسنده إلى أيوب بن خالد قال بن السكن روى عنه حديث لم يذكر فيه سماعا ولا حضورا وهو غير معروف في الصحابة قلت ورواه بن قانع والطبراني من طريق عمرو بن هاشم عن الأوزاعي فلم يسمه وأخرجه الطبراني من طريق المفضل بن يونس عن الأوزاعي فقال في روايته عن بن نضيلة وكانت له صحبة ولم يسمه وكذلك رواه أبو المغيرة ومحمد بن جرير وغير واحد عن الأوزاعي منهم المعافى بن عمران وأخرجه نصر المقدسي في كتاب الحجة لكن ترجم له الطبراني عبيد بن نضيلة وترجم له بن قانع علقمة بن نضيلة ووقع في رواية بن قانع بن نضيلة أو نضلة فظن أن التردد في اسم الصحابي فترجم له في نضلة في النون وترجم له بن منده عمرو بن نضيلة وأورد هذا الحديث بعينه لكن من وجه آخر من طريق معاذ بن رافعة عن أبي عبيد عن القاسم عن بن نضلة ولم يسمه أيضا وقد ظهر من رواية أيوب بن خالد أن اسمه طلحة ومن رواية المفضل بن يونس أن له صحبة هذا هو المعتمد وما عداه وهم طلحة الأنصاري غير منسوب ذكره أبو نعيم وأخرج من طريق بن المنذر عن (3/293)
<294> إسماعيل بن محمد بن طلحة الأنصاري عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أسعد العجم بالإسلام أهل فارس الحديث وإسناده ضعيف استدركه أبو موسى طلحة الزرقي ذكره أبو نعيم أيضا وقال قيل إنه بن أبي حدرد وأخرج من طريق عمرو بن دينار عن عبيد بن طلحة الزرقي عن أبيه وكان من أصحاب الشجرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله وإسناده ضعيف وهذا المتن أخرجه الترمذي من وجه آخر عن طلحة بن عبيد الله أحد العشرة طلحة السلمي والد عقيل ذكره البخاري في الصحابة وقال البغوي له صحبة وقال بن حبان سكن الشام وحديثه عند أهلها وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبي خيثمة والبغوي من طريق ضمرة عن بن شوذب عن عقيل بن طلحة وكانت له صحبة ورواه أبو الوليد الطيالسي عن سلام بن مسكين حدثني عقيل بن طلحة السلمي وكانت لأبيه صحبة ووقع في رواية بن أبي خيثمة عن عقيل بن طلحة وكان لطلحة يعني أباه صحبة طلحة غير منسوب ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بخيبر هو وأوس بن العائذ طلق بن بشر تقدم في بشر والد خليفة روى الطبراني من طريق خليفة بن بشر عن أبيه أنه أسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ماله وولده ثم لقيه هو وابنه طلقا مقرونين بالحبل فقال ما هذا فقال حلفت لأحجن مقرونا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الحبل فقطعه وقال حجا فإن هذا من الشيطان طلق بن ثمامة هو بن علي حكاه بن السكن طلق بن خشاف قال مسلم بن إبراهيم عن سوادة بن أبي الأسود القيسي عن أبيه أنه سمع طلق بن خشاف يدعو وكانت له صحبة استدركه الذهبي في التجريد ونقلته من خطه وأما البخاري وابن حبان وابن أبي حاتم فذكروا أنه تابعي وأنه يروي عن عثمان وعائشة طلق بن علي بن طلق بن عمرو ويقال بن علي بن المنذر بن قيس بن عمرو ويقال هو طلق بن قيس بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد العزى بن سحيم الحنفي السحيمي يكنى أبا علي مشهور وله صحبة ووفادة ورواية ويقال هو طلق بن ثمامة حكاه بن السكن ومن حديثه في السنن أنه بنى معهم في المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم قربوا له الطين فإنه أعرف روى عنه ابنه قيس وابنته خلدة وعبد الله بن بدر وعبد الرحمن بن علي بن سنان طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق على الشك ذكره أحمد وابن أبي خيثمة وابن قانع والبغوي وابن شاهين كلهم من طريق شعبة عن عاصم الأحول عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يستحيي من الحق لا تأتوا النساء في أستاههن هكذا رواه وخالفه معمر عن عاصم فقال طلق بن علي ولم يشك وكذا قال (3/294)
<295> أبو نعيم عن عبد الملك بن سلام عن عيسى بن حطان قال بن أبي خيثمة هذا هو الصواب وروى إبراهيم الحربي في الغريب من طريق سراج بن عقبة أن عمته خلدة بنت طلق حدثته عن أبيها قال كنا بأرض وبئة محمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشربوا ما طاب لكم طليب بالتصغير بن أزهر بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أخو المطلب أسلما قديما ذكرهما الزبير فيمن هاجر إلى الحبشة ومات بها طليب بن عرفة بن عبد الله بن ناشب ذكره أبو قرة الزبيدي في السنن عن المثنى بن الصباح عن كليب بن طليب عن أبيه أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول اتق الله في عسرك ويسرك طليب بن كثير بن عبد بن قصي بن كلاب القرشي ذكره عمر بن شبة عن أبي غسان فيمن اتخذ بالمدينة من الصحابة دارا قال وصارت داره في يد بن أخيه كثير بن زيد كثير ثم خرجت من أيديهم انتهى وأنا أخشى أن يكون هو الذي بعده وقع فيه تصحيف وسقط طليب بن عمير بالتصغير أو عمرو بن وهب بن أبي كثير بن عبد بن قصي بن كلاب بن مرة أبو عدي أمه أروى بنت عبد المطلب ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة وذكر بن سعد أن الواقدي تفرد بذكره في أهل بدر نعم حكى ذلك بن منده عن موسى بن عقبة وذكر أنه استشهد بأجنادين وكذا قال بن إسحاق في المغازي والزبير في النسب إنه قتل بأجنادين قال الزبير وانقرض ولد عبد بن قصي فورثهم عبد الصمد بن علي وعبد الله بن عروة بن الزبير بالتعدد قال الزبير وطليب المذكور أول من دمي مشركا في الإسلام بسبب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه سمع عوف بن صبرة السهمي يشتم النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ له لحي جمل فضربه فشجه فقيل لأروى ألا ترين ما فعل ابنك فقالت إن طليبا نصر بن خاله واساه في ذي دمه وما له وقيل إن المضروب أبا إهاب بن عزيز الدارمي وكانت قريش حملته على الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه طليب فضربه فشجه وحكى البلاذري أن طليبا شج أبا لهب لما حصر المشركون المسلمين في الشعب فأخذوا طليبا فأوثوقه فقام دونه أبو لهب حتى يخلصه وشكاه إلى أمه وهي أخت أبي لهب وقالت خير أيامه أن ينصر محمدا قال بن أبي حاتم ليست له رواية قلت أخرج الحاكم في مستدركه من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال أسلم طليب بن عمير في دار الأرقم ثم خرج فدخل على أمه أروى بنت عبد المطلب فقال تبعت محمدا وأسلمت لله رب العالمين فقالت أمه إن أحق من وازرت ومن عاضدت بن خالك فوالله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لاتبعناه ولذببنا عنه قال فقلت يا أماه ما يمنعك أن تسلمي فذكر الحديث وفيه قصة إسلامها كما سيأتي في ترجمتها قال الحاكم صحيح على شرط البخاري قلت وليس كما قال فإن موسى ضعيف ورواية أبي سلمة عنه مرسلة وهي قوله قال فقتل يا أماه إلى آخره (3/295)
<296> طليحة بالتصغير بن بلال القرشي العبدري ذكر بن جرير أنه كان على خيل المسلمين يوم جلولاء وكان على الجميع هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وقد تقدم غيره من أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة واستدركه بن فتحون طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس الأسدي الفقعسي روى بن سعد من طرق عن بن الكلبي وغيره أن وفد بني أسد قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم حضرمي بن عامر وضرار بن الأزور ووابصة بن معبد وقتادة بن القائف وسلمة بن حبيش وطليحة بن خويلد ونقادة بن عبد الله بن خلف فقال حضرمي بن عامر آتيناك نتدرع الليل البهيم في سنة شهباء ولم تبعث إلينا بعثا فنزلت يمنون عليك أن أسلموا الآية والسياق لابن الكلبي وفي رواية محمد بن كعب لم يسم منهم سوى طليحة وزاد فارتد طليحة وأخوه سلمة بعد ذلك وادعى طليحة النبوة فلقيهم خالد بن الوليد ببزاخة فأوقع بهم وهرب طليحة إلى الشام ثم أحرم بالحج فرآه عمر فقال إني لأحبك بعد قتل الرجلين الصالحين عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم وكانا طليقين لخالد فلقيهم طليحة وسلمة فقتلاهما فقال طليحة هما رجلان أكرمهما الله بيدي ولم يهني بأيديهما وشهد القادسية ونهاوند مع المسلمين وذكر له الواقدي ووثيمة وسيف مواقف عظيمة في الفتوح وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق الزهري قال خرج أبو بكر غازيا ثم أمر خالدا وندب معه الناس وأمره أن يسير في ضاحية مضر فيقاتل من ارتد ثم يسير إلى اليمامة فسار فقاتل طليحة فهزمه الله تعالى فذكر القصة قال سيف عن الفضل بن مبشر عن جابر لقد اتهمنا ثلاثة نفر فما رأينا كما هجمنا عليه من أمانتهم وزهدهم طليحة وعمرو بن معد يكرب وقيس بن المكشوح روى الواقدي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة من طريق عبد الملك بن عمير نحو القصة الأولى وفيها أنه قال لعمر يا أمير المؤمنين فمعاشرة جميلة فإن الناس يتعاشرون مع البغضاء قال وأسلم طليحة إسلاما صحيحا ولم يغمص عليه في إسلامه بعد وأنشد له في صحة إسلامه شعرا ويقال إنه استشهد بنهاوند سنة إحدى وعشرين قلت ووقع في الأم للشافعي في باب قتل المرتد قبيل باب الجنائز أن عمر قتل طلحية وعيينة بن بدر وراجعت في ذلك القاضي جلال الدين البلقيني فاستغربه جدا ولعله قبل الباء الموحدة أي قبل منهما الإسلام فالله أعلم طليحة بن عتبة تقدم في طلحة طليحة الدئلي ذكره أبو عمر فقال مذكور في الصحابة ولا أقف له على خبر طليق بن سفيان بن أمية بن عبد شمس ذكره أبو عمر فقال مذكور هو وابنه في المؤلفة قلوبهم طليق استدركه بن فتحون ولعله الذي قبله يأتي في القسم الرابع (3/296)
<297> طهفة بن زهير يأتي بعد قليل في طهية طهفة ويقال طخفة بالخاء المعجمة ويقال طغفة بالغين المعجمة ورجح البخاري في الأوسط طخفة على طهفة بن قيس الغفاري صحابي أخرج حديثه أبو داود والنسائي وغيرهما في كراهة النوم على البطن من طريق هشام عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن طخفة عن أبيه وأخرجه بن حبان من طريق الأوزاعي عن يحيى فقال طغفة ورواه النسائي من طريق سفيان عن يحيى عن أبي سلمة أن يعيش بن طخفة أو قيس بن طخفة حدثه عن أبيه فعلى هذا الصحبة لقيس بن طخفة ورواه من طريق الأوزاعي فقال في روايته حدثني قيس بن طغفة حدثني أبي وهذه مثل رواية بن حبان وقال في روايته عن قيس بن طخفة عن أبيه وفي آخره حدثني بن يعيش بن طخفة عن أبيه وكان من أصحاب الصفة وفي أخرى عن يحيى بن محمد بن إبراهيم التيمي حدثنا عطية بن قيس عن أبيه نحوه ووقع في بن ماجة من طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي أسامة عن قيس بن طهفة عن أبيه وقال بن السكن طخفة ويقال طهفة روى عنه ابنه يعيش واختلفوا في اسمه وكان من أصحاب الصفة ثم كان يسكن عيقة من الصفراء ويقال إن الصحبة لابنه عبد الله بن طهفة وأنه صاحب القصة ثم روى من طريق محمد بن عمرو عن نعيم المجمر عن بن لطخفة الغفاري عن أبيه أنه أضاف النبي صلى الله عليه وسلم ومن طريق موسى بن خلف عن يحيى بن أبي سلمة عن يعيش بن طخفة بن قيس عن أبيه وكان من أصحاب الصفة وقال بن حبان عبد الله بن طخفة الغفاري له صحبة ويقال عبد الله بن طغفة ويقال عبد الله بن طهفة وقال بن عبد البر اختلفوا في راوي حديث هذه نومة يبغضها الله فقيل طهفة بن قيس وقيل طخفة وقيل طغفة وقيل قيس بن طخفة وقيل يعيش بن طخفة وقيل عبد الله بن طخفة وقال البغوي عبد الله بن طهفة الغفاري من أهل الصفة ثم ساق حديثه من طريق الحارث بن عبد الرحمن عن بن لعبد الله بن طهفة حدثني أبي قال اضطجعت على وجهي في المسجد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال من هذا قلت أنا عبد الله بن طهفة قال إنها ضجعة لايحبها الله ومن هذا الوجه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله الصلاة الصلاة وأخرج بن أبي خيثمة هذين الحديثين من هذا الوجه في سياق واحد وفيه عن الحارث كنت مع أبي سلمة إذا طلع بن لعبد الله بن طهفة رجل من بني غفار فقال له أبو سلمة حدثنا حديث أبيك فقال حدثني أبي عبد الله بن طهفة فذكره مطولا طهمان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم ذكره في ذكوان طهمان مولى آل سعيد بن العاص تقدم في ذكوان أيضا طهية بن أبي زهير النهدي وقال أبو عمر طهفة بن زهير النهدي قاله بالفاء وضبطه غيره بالياء المثناة التحتانية بدل الفاء بوزنه وروى بن الأعرابي في معجمه وأبو نعيم من طريق العوام بن حوشب (3/297)
<298> عن الحسن عن عمران بن حصين قال وقدم وفد بني نهد على النبي صلى الله عليه وسلم فقام طهفة بن أبي زهير فقال أتيناك يا رسول الله من غوري تهماة على أكوار تميس نرمي بها العيس ونستخلب الخبير ونستجلب الصبير ونستعضد البرير فذكر الحديث وفيه غريب كثير وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لهم وكتب لهم كتابا فقال أبو نعيم كذا قال شريك عن العوام وقال زهير بن معاوية معاوية يعني بسند آخر طهفة بن أبي زهير ثم أفرده بترجمة وأخرج من طريق الوليد بن عبد الواحد عن زهير وكذا ذكره بن قتيبة في غريب الحديث من طريق زهير بن معاوية عن ليث عن حبة العرني عن حذيفة بن اليمان قال قدم طهفة ورواه بن الجوزي في العلل من وجه ضعيف جدا من حديث على بن أبي طالب فقال فيه قدم وفد بني نهد وفيهم طخفة بن زهير كذا وقع فيه بالخاء المعجمة والفاء ووقع عند الرشاطي عن الهمداني طهفة بن أبي زهير وذكر حديثه مطولا بغير إسناد الطاء بعدها الياء الطيب بن عبد الله الداري ويقال بن بر ويقال بن البراء أخو أبي هند قال بن أبي حاتم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك وهو أحد الوفد فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وروى أبو نعيم من طريق سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند الداري عن آبائه إلى أبي هند قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ستة نفر تميم بن أوس وأخوه نعيم بن أوس ويزيد بن قيس وأبو هند وهو صاحب الحديث وأخوه الطيب فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن ورفاعة بن النعمان فأسلمنا وسألناه أن يعطينا أرضا من أرض الشام فكتب لنا كتابا وسيأتي ذكر وفادتهم من طريق الواقدي في ترجمة نعيم بن أوس طيابة بن معيص بن خثيم بن سالم بن غنم الأنصاري قال العدوي شهد أحدا واستشهد بالقادسية واستدركه بن فتحون وهو طيابة بعد الطاء تحتانية وأورده الذهبي بعد طاهر وقبل طخفة فكأنه ظنه بالموحدة وهو محتمل ثم رأيته مضبوطا بضم أوله وبالموحدة قبل الألف في نسختين من استدراك بن الأمين القسم الثاني من حرف الطاء المهملة الطاء بعدها الألف الطاهر بن سيد الخلق محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم أمه خديجة بنت خويلد قال الزبير بن بكار في ترجمة خديجة من كتاب النسب حدثني بن عمي مصعب قال ولدت خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم القاسم والطاهر وكان يقال له الطيب وولد الطاهر بعد النبوة ومات صغيرا واسمه (3/298)
<299> عبد الله وذكر البنات الأربع وكذا اقتصر يزيد بن عياض عن الزهري على القاسم وعبد الله وأخرجه الزبير بن بكار عن محمد بن حسن عن محمد بن فليح عنه وقال الزبير وحدثني إبراهيم بن حمزة قال ولدت خديجة القاسم والطاهر ويقولون عبد الله والطيب وذكر البنات ومن طريق بن لهيعة عن أبي الأسود يتيم عروة قال ولدت خديجة القاسم والطيب والطاهر وعبد الله وذكر البنات ومن طريق أبي ضمرة عن أبي بكر بن عثمان وغيره أن خديجة ولدت الذكور الأربعة وسماهم والبنات الأربع وسماهن قال فأما الذكور فماتوا كلهم بمكة وأما البنات فتزوجن وولدن قال وحدثني محمد بن فضالة قال ولدت له خديجة ثلاثة ذكور القاسم والطاهر وعبد الله قال وحدثني علي بن صالح عن جدي عبد الله بن مصعب أن الزبير كنته أمه صفية أبا الطاهر باسم بن أخيها وبه كان يكنى أخوها ابنها الزبير وكان ابنه من أظرف الفتيان بمكة وبه سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه وذكر في الموفقيات نحو ذلك عن محمد بن فضالة وفيه أن الطاهر بن الزبير ولد في الشعب وأن النبي صلى الله عليه وسلم سمي ابنه الطاهر على اسمه الطاء بعدها الفاء واللام الطفيل بن أبي بن كعب الأنصاري سيد القراء قال الواقدي والجعابي يقال ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم واستدركه أبو موسى وهو مشهور في ثقات التابعين طلحة بن الحارث بن طلحة بن أبي طلحة العبدري جد منصور بن عبد الرحمن بن طلحة الحجبي قتل أبوه الحارث وجده طلحة بن أبي طلحة يوم أحد كافرين ولم أرهم ذكروا طلحة هذا في الصحابة فيكون له رؤية وهو من هذا القسم لا محالة طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري مشهور في التابعين ذكر بعض المتأخرين عن أبي القاسم المغربي الوزير أنه ذكر في المشهور ما يدل على أنه له رؤية فإنه قال مات سنة ست أو سبع وتسعين وله اثنتان وتسعون سنة القسم الثالث من حرف الطاء المهملة الطاء بعدها الفاء والميم والياء طفيل بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن الكلبي له إدراك وكان ولده أبي بن الطفيل مع علي بالكوفة وله معه أخبار وأشعار حسان ذكره بن الكلبي (3/299)
<300> الطماح بن يزيد العقيلي ثم الخويلدي أسد بني خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل ذكره المرزباني وقال مخضرم كثير الشعر وذكر له شعرا يرد فيه على تميم بن مقبل الطيب ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم في الطاهر وسيأتي له زيادة في عبد الله القسم الرابع من حرف الطاء المهملة الطاء بعدها الألف طارق بن زياد ذكره أبو عمر فقال حديثه عند سماك بن حرب عن سنان بن سلمة عن طارق بن زياد قال قلت يا رسول الله إن لنا كرما ونخلا الحديث قلت إنما هو بن سويد الماضي وقد أوضحت الاختلاف فيه في القسم الأول والمعروف عن سماك عن علقمة بن وائل عن ثوبان بن سلمة وفي الرواة طارق بن زياد كوفي يروي عن علي في الخوارج وعنه إبراهيم بن عبد الأعلى وهو غير هذا طارق بن سويد الجعفي فرق بن السكن بينه وبين الحضرمي وهما واحد والحديث واحد اختلف بعض الرواة في نسبته طارق بن شمر الجعفي أورده بن حبان فوهم وإنما هو طارق بن سويد فقد حكى أبو نعيم أن الوليد بن أبي ثور يروي حديثه عن سماك بن حرب فقال طارق بن شمر فصحف أباه فهؤلاء الثلاثة واحد مع أنه تقدم طارق بن المرقع تابعي تقدم التنبيه عليه في القسم الأول الطاء بعدها الراء طريح بن سعيد بن عقبة الثقفي أبو إسماعيل قال بن منده ذكره محمد بن عوف في الصحابة وأورد من طريق إسماعيل بن طريح بن إسماعيل بن عقبة عن أبيه عن جده أن جده سعيد بن عقبة رمى سفيان يوم الطائف قلت طريح هذا هو بن إسماعيل كما في الإسناد نسبه بن منده (3/300)
<301> إلى جده ثم استدل بن منده على أن لطريح إدراكا بما أخرجه من طريق العلاء بن الفضل حدثني محمد بن إسماعيل بن طريح حدثني أبي عن جدي قال حضرت أمية بن أبي الصلت الوفاة فذكر القصة بطولها وأخرجه محمد بن عدي في ترجمة محمد بن إسماعيل المذكور من كامله وقال بعده محمد معروف بهذا الحديث ولا يتابع عليه قال البخاري ولا يعرف له غيره قلت ورويناه في الجزء الحادي والستين من أمالي الضبي ووقع في هذا السياق سقط فقد رواه البخاري وابن أبي الدنيا وإسماعيل القاضي ومن طريقه البيهقي في الدلائل ومن طريق العلاء فقالوا عن محمد بن إسماعيل بن طريح حدثني أبي عن أبيه عن جد أبيه قال شهدت أمية فذكره وظهر من هذا أن لا صحبة لطريح ولا إدراك وما أبوه إسماعيل فيحتمل أن يكون له إدراك وأما طريح فشاعر مشهور ماجن نادم الوليد بن يزيد وعاش إلى خلافة المهدي بن المنصور فروى القاضي محمد بن خلف ووكيع في كتاب الغرر من الأخبار له بإسناد له عن طريح قال خصصت بالوليد بن يزيد حتى صرت أخلو معه فذكر قصة طويلة وذكره المرزباني وقال هو شاعر مجيد وفد على الوليد بن يزيد وتوسل له بالخئولة لأن أم الوليد ثقفية وقال الطبري قال بن سلام بلغني أن طريحا دخل على المهدي فاستأذنه أن يسمع منه من شعره فأبى وقال أبو الفرج في الأغاني واستفرغ طريح شعره في الوليد بن يزيد وأدرك دولة بني العباس ومات في أيام الهادي وأمه بنت عبد الله بن سباع بن عبد العزى الذي قتل حمزة بن عبد المطلب جدها سباعا يوم أحد وقال له يا بن مقطعة البظور الطاء بعدها الفاء الطفيل بن أخي جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بن منده في الصحابة وقال روى الحسن بن سوار عن شريك عن جابر هو الجعفي عن عمته أم عثمان عن الطفيل بن أخي جويرية سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من لبس الحرير في الدنيا وقال أبو نعيم ذكره بعض المتأخرين فذكر كلام بن منده هذا ولم يتعقبه وهو وهم من الحسن في قوله سمع النبي صلى الله عليه وسلم وإنما رواه الطفيل عن عمته جويرية كذلك أخرجه أحمد في مسنده عن الأسود بن عامر بن شاذان وحجاج بن محمد كلاهما عن شريك بهذا السند إلى الطفيل عن جويرية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس ثوب حرير في الدنيا ألبسه الله ثوبا من نار أو ثوب مذلة قلت وجابر ضعيف والله أعلم الطاء بعدها اللام طلحة السحيمي صوابه طلق قال أبو موسى ذكره علي بن سعد العسكري في الصحابة وروى من طريق يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن طلحة السحيمي عن رسول الله صلى الله عليه (3/301)
<302> وسلم قال لا ينظر الله إلى صلاة عبد لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده قلت هذا الحديث أخرجه أحمد والطبراني في ترجمة طلق بن علي وهو السحيمي طلحة أخو عبد الملك استدركه أبو موسى فوهم فإنه مذكور عند بن منده وهو طلحة بن أبي حدرد المتقدم طلحة غير منسوب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بن شاهين وأخرج له حديث أحرق بطوننا وقد تقدم في ترجمة طلحة بن عمرو طلحة بن أبي قنان تابعي معروف أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة وقال أبو أحمد العسكري بعد أن ذكره حديثه مرسل وكذا قال الدارقطني في المؤتلف وأخرج أبو داود حديثه في المراسيل طلحة بن معاوية بن جاهمة السلمي روى عنه ابنه محمد كذا قال أبو عمر قلت أخرج حديثه بقي بن مخلد في مسنده ورواه بن أبي شيبة من طريق بن إسحاق عن محمد بن طلحة عن أبيه طلحة بن معاوية بن جاهمة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني أريد الجهاد معك قال أوحية أمك قلت نعم قال الزمها وأخرجه أبو نعيم من طريقه ومن طريق علي بن مسهر عن بن إسحاق قال بن منده رواه بن إسحاق وخالفه بن جريج كما تقدم يعني في ترجمة جاهمة وقد أوضحت هناك بيان الوهم فيه وأن محمد بن طلحة لا قرابة بينه وبين طلحة بن معاوية بن جاهمة طلحة الحجبي ذكره عمر بن شبة في أخبار مكة فقال حدثنا الحسن بن إبراهيم حدثنا فليح عن نافع عن بن عمر قال أقبل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وهو مردف أسامة على القصواء ومعه بلال وعثمان وطلحة فدخلوا البيت الحديث كذا فيه وطلحة بالواو والصواب وعثمان بن طلحة وكذلك أخرجه البخاري عن شريح بن النعمان عن فليح على الصواب طلق غير منسوب ذكره بن قانع في الصحابة وأخرج من حديث قيس بن طلق عن أبيه كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فقال مسست ذكري وهذا هو طلق بن علي اليمامي الذي تقدم ذكره في القسم الأول كرره بغير فائدة وقد أخرج هو في ترجمة طلق بن علي حديثا آخر من رواية قيس بن طلق بن علي عن أبيه طلق بن علي بن شيبان بن محرز بن عمرو بن عبد الرحمن بن عم طلق بن علي ذكره بن قانع في الصحابة وأخرج من طريق عبد الله بن بكر بن بكار عن عكرمة بن عمار عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي عن طلق بن علي بن شيبان قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الخوارج فقال يا يمامي أما إنهم سيخرجون في أرض بين أنهار قلت يا رسول الله والله ما بأرضنا أنهار قال إنها ستكون هكذا أورده فأخطأ في قوله طلق بن علي وإنما الحديث لعلي بن شيبان يأتي في حرف العين فإن له عند أحمد وأبي داود وابن ماجة عدة أحاديث من رواية عبد الله بن بدر (3/302)
<303> بن عبد الرحمن بن شيبان عن أبيه لا ذكر لطلق بن علي في شيء من أسانيدها فهو غلط نشأ عن زيادة رجل في السند لا أصل له فيه وقد تقدم هذا المتن في ضمرة غير منسوب من طريق محمد بن جابر عن عكرمة بن عمار بسند آخر إلى ضمرة والله أعلم طليق مصغر غاير بن قانع بينه وبين طلق بن علي وهو واحد فأخرج بن قانع من طريق سراج بن عقبة عن عمته خلدة بنت طليق حدثني أبي قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء صحار العبدي فذكر الحديث في الأشربة قلت وأخرجه البغوي والطبراني من طريق سراج عن عمته خلدة ويقال خالدة عن أبيها وسراج بن عقبة هو بن طلق بن علي فطلق جده لأبيه حرف الظاء المشالة القسم الأول الظاء بعدها الألف ظالم بن أثيلة تقدم في راشد ظالم بن سارق أبو صفرة في الكنى وحكى أبو الفرج في ترجمة كعب الأشعري أنه سمي أبو صفرة في قصيدة سناس بمهملتين الأولى مفتوحة ونون خفيفة الظاء بعدها الباء ظبيان بن عمارة ذكره بن منده وقال ذكره البخاري في الصحابة وهو ممن يروي عن علي روى عنه سويد أبو قطبة انتهى وتعقبه أبو نعيم بأن البخاري لم يذكره إلا بروايته عن علي فقط قلت كذا صنع في التاريخ ولا يلزم من ذلك ألا يكون ذكره في كتابه المفرد في الصحابة وقد ذكره في التابعين بن أبي حاتم وابن حبان وقرأت بخط الذهبي لا صحبة له فكأنه اعتمد قول أبي نعيم ظبيان بن كرادة وقيل بن كدادة الأيادي أو الثقفي قال أبو عمر قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم في حديث طويل يرويه أهل الأخبار والغريب فأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من بلاده ومن قوله فأشهد بالبيت العتيق وبالصفا شهادة من إحسانه متقبل بأنك محمود لدينا مبارك وفي أمين صادق القول مرسل وقال بن منده ظبيان بن كراده قال له النبي صلى الله عليه وسلم إن نعيم الدنيا يزول رواه عبد الله بن حرب عن يونس بن خباب عن عطاء الخراساني عنه وعطاء عنه منقطع الظاء بعدها الهاء (3/303)
<304> ظهير بالتصغير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الأوسي الحارثي شهد بدرا وذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد العقبة القسم الثاني لم يذكر فيه أحد القسم الثالث الظاء بعدها الألف ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حليس بن نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر بن بعد مناة بن كنانة هذا قول الأكثر في اسمه وقال دعبل وعمر بن شبة هو عمرو بن ظالم بن سفيان وسيأتي نسبه سواء وقال الواقدي اسمه عويمر بن ظويلم وقيل هو عمرو بن عمران وقيل عثمان بن عمر وأبو الأسود الدئلي مشهور بكنيته وهو من كبار التابعين مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وروى عن عمر وعلي ومعاذ وأبي ذر وابن مسعود والزبير وأبي بن كعب وعمران بن حصين وابن عباس وغيرهم وروى عنه أبو حرب ويحيى بن يعمر وعبد الله بن بريدة وعمر مولى عفرة وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش قال أبو حاتم ولي قضاء البصرة ووثقه بن معين والعجلي وابن سعد وقال أبو عمر كان ذا دين وعقل ولسان وبيان وفهم وحزم وقال بن سعد أيضا استخلفه بن عباس على البصرة فأقره علي وقال أبو الفرج الأصبهاني ذكر أبو عبيدة أنه أدرك الإسلام وشهد بدرا مع المسلمين قال وما رأيت ذلك لغيره ثم ساق سنده إليه بذلك وهو وهم ولعله مع المشركين فإنهم ذكروا أن أباه قتل كافرا في بعض المشاهد التي قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها المشركين قلت هو قول بن القطان قال المرزباني هاجر أبو الأسود إلى البصرة في خلافة عمر وولاه على البصرة خلافة لابن عباس وكان علوي المذهب وقال الجاحظ كان أبو الأسود معدودا في طبقات من الناس مقدما في كل منها كان يعد في التابعين وفي الشعراء والفقهاء والمحدثين والأشراف والفرسان والأمراء والنحاة والحاضري الجواب والشيعة والصلع والبخر والبخلاء وقال أبو علي القالي حدثنا أبو إسحاق الزجاج حدثنا أبو العباس المبرد قال أول من وضع العربية ونقط المصاحف أبو الأسود وقد سئل أبو الأسود عمن نهج له الطريق فقال تلقيته عن علي بن أبي طالب وقيل كان الذي حداه على ذلك أن ابنته قالت له يا أبت ما أشد الحر وكان في شدة القيظ فقال ما نحن فيه فقالت إنما أردت أنه شديد فقال قولي ما أشد فعمل باب التعجب وروى عمر بن شبة بإسناد له عن عاصم بن بهدلة قال أول من وضع النحو أبو الأسود استأذن زيادا وقال له إن العرب خالطت العجم ففسدت ألسنتها فلم يأذن له حتى جاء رجل فقال أصلح الله الأمير مات أبانا وترك بنون فقال له زياد أدع أبا الأسود فأذن له حينئذ وروى بن أبي سعد أن سبب ذلك أنه مر به فارسي فلحن (3/304)
<305> فوضع باب الفاعل والمفعول فلما جاء عيسى بن عمر تبع الأبواب فهو أول من بلغ الغاية فيه ومن لطيف قول أبي الأسود ليس السائل الملحف خيرا من المانع الحابس ومن عجائب أجوبته وبليغها أنه قيل أبو الأسود أظرف الناس لولا بخل فيه فقال لا خير في ظرف لا يمسك ما فيه ومن محاسن الحكم في شعره لا ترسلن مقالة مشهورة لا تستطيع إذا مضت إدراكها لا تبدين نميمة نبئتها وتحفظن من الذي أنباكها وقوله السائر ما كل ذي لب بمؤتيك نصحه وما كل مؤت نصحه بلبيب ولكن إذا ما استجمعنا عند واحد فحق له من طاعة بنصيب قال بن أبي خيثمة وغيره مات في الجارف سنة تسع وستين وهو بن خمس وثمانين سنة وكذا قال المرزباني وقال المدائني يقال إنه مات قبل الجارف قلت وعلى هذا التقدير يكون قد أدرك من الأيام النبوية أكثر من عشرين سنة قال المدائني الأشبه أنه مات قبل الجارف لأنا لم نسمع له في قصة المختار ذكرا الظاء بعدها الباء والفاء ظبيان بن ربيعة تقدم في ذبيان في الذال المعجمة ظفر بن دهي له إدراك وشهد الفتوح في خلافة أبي بكر فروى سيف بن عمر في الردة من طريقه قال فأغار بنا خالد بن الوليد على أهله مصبح بهراء وهم غارون ورفقة منهم تشرب في وجه الصبح وساقيهم يغني ألا اسقياني قبل جيش أبي بكر لعل منايانا قريب ولا ندري قال فضربت عنقه فاختلط دمه بخمره الظاء بعدها الهاء ظهير بن سنان الأسدي ذكر بن منده أنه عاصر النبي صلى الله عليه وسلم وأهدى له ناقة ولم يرد ذكر وفادته قلت سيأتي ذكر ذلك في ترجمة نقادة إن شاء الله تعالى (3/305)
<306> القسم الرابع من حرف الظاء المشالة الظاء بعدها الألف ظالم بن عمرو بن سفيان أبو الأسود الدئلي ذكره بن شاهين في الصحابة وقد ذكرت سبب وهمه فيه في الكنى وقدمت في القسم الذي قبل هذا ما قاله أبو عبيدة فيه وبينت ما فيه من الوهم أيضا بحمد الله عز وجل هنا في تم الجزء الأول بحمد الله يتلوه إن شاء الله حرف العين المهملة وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم إن تجد عيبا فسد الخللا هل من لا فيه عيب وعلا وفي د يتلوه إن شاء الله حرف العين(3/306)
<2> حرف العين المهملة القسم الأول العين بعدها الألف عابد بن السائب يأتي في عايذ بعد الألف مثناة تحتية وذال معجمة عابس بن جعدة التميمي من بني الشعيراء ذكر أبو الحسن المدائني ما يدل على أن له صحبة وما ورد في أخبار الأحنف بن قيس له من طريق عامر بن عبيد قال قال صعصعة بن معاوية للأحنف أتراني أخطب إلى قوم فيردونني فقال نعم لو أتيت بني الشعيراء لردوك فقال لا جرم لا أنزل عن دابتي حتى آتيهم فأتاهم فوقف على عابس بن جعدة وكان عابس بن جعدة يقول كنت في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فرش على قوم في المجلس ماء فأصابني من رش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فوقف صعصعة فخطب إلى عابس فقال انزل فنزل فأمر بدابته فضرب في وجهها حتى رجعت إلى دار صعصعة فلم يلبثوا أن جاء صعصعة يسب بني الشعيراء عابس بن ربعية بن عامر الغطيفي روى بن منده من طريق عمرو بن أبي المقدام أحد المتروكين عن عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير إخواني علي وخير أعمامي حمزة وأورد بن الأثير هنا حديث عابس بن ربيعة النخعي قال رأيت عمر يقبل الحجر الحديث والنخعي غير الغطيفي وفرق بينهما بن ماكولا وغيره والنخعي متفق عليه أنه تابعي عابس بن عبس الغفاري ويقال له عبس بن عابس قال البخاري له صحبة وروى الطبراني وابن شاهين من طريق موسى الجهني عن زاذان قال كنت مع رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له عابس أو بن عابس على سطح فرأى الناس يتحملون فقال ما للناس فقيل يفرون من الطاعون فقال يا طاعون خذني فقال له رجل أتدعو بالموت وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه فقال لست خصال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على أمته الحديث لفظ بن شاهين ورواه أحمد من طريق عثمان بن عمير عن زاذان فسمى المبهم الأول حكيما الكندي ورواه أبو بكر بن أبي علي من هذا الوجه فقال فيه فقال له بن عم له كانت له صحبة وأخرجه البخاري في تاريخه من طريق ليث عن عثمان بن عمير عن زاذان عن عابس وحده وروى بن شاهين (4/2)
<3> من طريق القاسم عن أبي أمامة عن عابس الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الخصال عابس مولى حويطب بن عبد العزى قيل نزل فيه وفي صهيب ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله الآية أخرجه بن منده من طريق السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس عازب غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه فسماه عفيفا يأتي في عفيف عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري الأوسي والد البراء تقدم نسبه في ترجمة ابنه البراء وفي الصحيحين عن البراء بن عازب قال اشترى أبو بكر من عازب رحلا فقال لعازب مر ابنك فليحمله معي قال لا حتى تحدثنا كيف هاجرت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله وقد وقع لنا بعلو في قربوس قال بن سعد قالوا وكان عازب قد أسلم ولم يسمع له بذكر في المغازي وقد سمعنا بحديثه في الرحل الذي اشتراه منه أبو بكر الصديق العاص بن الأسود يأتي في مطيع العاص بن الحارث بن جزء يأتي في عبد الله العاص بن سهيل بن عمرو قيل هو اسم أبي جندل ويأتي في عبد الله العاص بن عامر بن عوف يأتي في مطيع وكذا العاص بن ذي العاص بن عمرو وهو عبد الله الصحابي الجليل وهؤلاء غير النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح واسم أبي الأقلح قيس بن عصمة بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عمرو بن عوف الأنصاري جد عاصم بن عمرو بن الخطاب لأمه من السابقين الأولين من الأنصاري روى الحسن بن سفيان في مسنده من طريق رفاعة بن الحجاج عن أبيه عن الحسين بن السائب قال لما كانت ليلة العقبة أو ليلة بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن معه كيف تقاتلون فقام عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح فأخذ القوس والنبل وقال إذا كان القوم قريبا من مائتي ذراع كان الرمي وإذا دنوا حتى تنالهم الرماح كانت المداعسة حتى تقصف فإذا تقصفت وضعناها وأخذنا بالسيوف وكان المجالدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هكذا نزلت الحرب من قاتل فليقاتل كما يقاتل عاصم وفي الصحيحين من طريق عمرو بن أبي سفيان عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم عاصم بن أبي الأقلح الحديث بطوله في قصة خبيب بن عدي وفيه قصة طويلة وفيه إن عاصما قال لا أنزل في ذمة مشرك وكان قد عاهد الله ألا يمس مشركا ولا يمسه مشرك فأرسلت قريش ليؤتوا بشيء من جسده وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر فحمته منهم ولذلك كان يقال حمي الدبر وفي هذه القصة يقول حسان (4/3)
<4> لعمري لقد ساءت هذيل بن مدرك أحاديث كانت في خبيب وعاصم أحاديث لحيان صلوا بقبيحها ولحيان ركابون شر الجرائم عاصم بن أبي جبل بفتح الجيم والموحدة واسم أبي جبل قيس ويقال عبد الله بن قيس بن عزيز بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي قال العدوي في نسبي الأوسي صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن له ذلك الذكر وذكره الواقدي فقال عاصم بن عبد الله بن قيس وقيس هو أبو جبل شهد أحدا وكذا ذكره الطبري وقال الخطيب في المؤتلف عاصم بن أبي جبل أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر بن القداح في نسب الأنصار في ذرية عزيز بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف عاصم بن أبي جبل وهو قيس وساق نسبه ثم قال صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن له ذاك الذكر ولا شهد شيئا من المشاهد وكان له شرف في زمن عمر بن الخطاب واتصل شرفه وآخر من عرف من حفدته عبد الله بن عمارة بن عبد الرحمن بن عاصم وهو أحد القراء الأربعة الذين قدموا على المهدي انتهى وقد مضى في الزاي زهير بن أبي جبل فما أدري هو أخوه أم لا عاصم بن حدرد الأنصاري ويقال حدرة آخره هاء هذا هو المعتمد عند بن ماكولا قال عيسى بن شاذان له صحبة وروى بن منده من طريق سعيد بن بشر عن قتادة عن الحسن قال دخلنا على عاصم بن حدرد فقال ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم بواب قط ولا خوان قط ولا مشى بوسادة قط قال الصوري فيما قرأت في فوائد الطيوري لا أعلم له حديثا غير هذا ولا له مخرج إلا هذا عاصم بن حصين بن مشمت قال أبو عمر قيل إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه عاصم بن الحكم قال بن حبان له صحبة وروى أبو يعلى والباوردي من طريق طالب بن مسلم بن عاصم حدثني بعض أهلي أن جدي حدثه أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم في حجته خطب فقال إن دمائكم وأموالكم عليكم حرام الحديث وبه قال إن الله نظر إلى أهل الجمع فقبل من محسنهم وشفع محسنهم في مسيئهم قال بن فتحون يحتمل أن يكون عاصم هذا أخا لمعاوية بن الحكم السلمي من جملة إخوته عاصم بن سفيان الثقفي قال بن حبان له صحبة وقال البغوي وابن السكن يقال له صحبة سكن المدينة وقال أبو عمر روى عنه ابنه قيس لا يصح حديثه كذا حرف اسم ولده وإنما هو بشر وقال بن منده عاصم أبو بشر الذي روى حديثه حشرج بن نباتة عن هشام بن حبيب عن بشر بن عاصم عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة أتى بالوالي فوقف على جسر جهنم الحديث قلت أخرجه البغوي من هذا الوجه وكذا بن السكن وأبو نعيم وأظن من قال فيه (4/4)
<5> الثقفي فقد وهم لأن ذلك لم يقع في سياق حديثه وكأنه اشتبه على من نسبه كذلك بعاصم بن سفيان الثقفي التابعي المشهور الذي يروي عن أبي أيوب وعقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو وغيرهم وقد سمي البخاري جده عبد الله بن ربيعة وقال إنه أخو عبد الله قلت هذا الصحابي وقد سمي الذهبي أباه عاصما لكنه ظنه آخر فقال عاصم بن عاصم بن بشر روى بن أبي طرخان حديثه في الوحدان كذا قال فلعله كان فيهم عاصم بن أبي عاصم والله أعلم عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلوي العجلاني حليف الأنصاري كان سيد بني عجلان وهو أخو معن بن عدي يكنى أبا عمرو ويقال أبا عبد الله واتفقوا على ذكره في البدرين ويقال إنه لم يشهدها بل خرج فكسر فرده النبي صلى الله عليه وسلم من الروحاء واستخلفه على العالية من المدينة وهذا هو المعتمد وبه جزم بن إسحاق وأورد الواقدي بسند له إلى أبي القداح بن عاصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف عاصما على أهل قباء والعالية لشيء بلغه عنهم وضرب له بسهمه وأجره وقال شهد أحدا وما بعدها وله رواية عند أحمد وفي الموطأ والسنن من طريق أبيه إلى أبي القداح بن عاصم عنه وأخرجها البخاري في التاريخ عن أبي عاصم عن مالك وروى عنه أيضا الشعبي والطبراني وله ذكر في الصحيح من حديث سهل بن سعد في قصة المتلاعنين وغاير البغوي بين عاصم بن عدي العجلاني وبين عاصم والد أبي القداح فوهم وصرح بن خزيمة في صحيحه بأن والد بن القداح هو عاصم بن عدي العجلاني وقال بن سعد وابن السكن وغيرهما مات سنة خمس وأربعين وهو بن مائة وخمس عشرة وقيل عشرين وقال الزبير بن بكار في ترجمة عبد الرحمن بن عوف ومن ولده عمرو ومعن وزيد وأمهم سهلة بنت عاصم بن عدي العجلاني كان عبد العزيز بن عمران يحدث عن أبيه عن جده عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف قال عاش عاصم بن عدي عشرين ومائة سنة فلما حضرته الوفاة بكى عليه أهله فقال لا تبكوا علي إنما فنيت فناء وذكر الطبري أنه كان قصير القامة عاصم بن البكير بصيغة التصغير المزني حليف الأنصار ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وقال أبو عمر فيه نظر قلت قد وافقه غير واحد آخره أبو جعفر الطبري عاصم بن عمرو بن خالد بن حرام بمهملتين بن أسعد بن وديعة بن مالك بن قيس بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي أبو نصر ذكره بن أبي خيثمة وغيره في الصحابة وروى البغوي من طريق نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل لهذه الأمة من فلان ذي الأستاه قال البغوي ولا أدري له صحبة أم لا قلت قد أخرجه الطبراني من الوجه الذي أخرجه منه البغوي فزاد في أوله ما يدل على صحبته وهو قوله دخلت المسجد مسجد المدينة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله قلت مم ذاك قالوا كان يخطب آنفا فقام رجل فأخذ بيد ابنه ثم خرجا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن (4/5)
<6> الله القائد والمقود به ويل لهذه الأمة من فلان ذي الأستاه عاصم بن عمرو التميمي أحد الشعراء الفرسان أخو القعقاع بن عمرو وقال سيف في الفتوح وبعث عمر ألوية مع من ولي مع سهيل بن عدي فدفع لواء سجستان إلى عاصم بن عمرو التميمي وكان عاصم من الصحابة وأنشد له أشعارا كثيرة في فتوح العراق وقال أبو عمر لا يصح له عند أهل الحديث صحبة ولا رواية وكان له ولأخيه بالقادسية مقامات محمودة وبلاء حسن عاصم بن فضالة الليثي أخو عبد الله ذكره الطبري فيمن استقضاه زياد من الصحابة لما ولي البصرة عاصم بن قيس بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وغيرها عاصم بن الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس قتل أبوه وجده يوم بدر كافرين ونشأ هو بمكة وكان له يوم حجة الوداع نحو ثمان سنين قال بن سعد انقرض ولد عتبة بن ربيعة إلا من ولد المغيرة بن عمران بن عاصم بن الوليد بن عتبة ذكره البلاذري لكنه قال عمار بدل عمران العاقب العمراني ذكر في السيد النجراني عاقل بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بالمعجمة والتحتانية بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة الليثي حليف بن عدي كان من السابقين الأولين وشهد بدرا هو وإخوته إياس وعمالة وعامر واستشهد عاقل ببدر قاله موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما وقال كان اسمه غافلا بالمعجمة والفاء فغيره النبي صلى الله عليه وسلم حكاه بن سعد ويقال إنه أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم حكاه الواقدي بسنده عامر بن الأسود الطائي له ذكر روى سعيد بن أشكاب من طريق عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لعامر بن الأسود بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لعامر بن الأسود المسلم أن له ولقومه على ما أسلموا عليه من بلادهم ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وكتب المغيرة عامر بن الأضبط الأشجعي ذكره بن شاهين وغيره وساق قصة تدل على أنه قتل حين أسلم قبل أن يلقى النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرته في القسم الثالث وسقت قصته في ترجمة محلم بن جثامة في حرف الميم في القسم الأول عامر بن الأكوع يأتي في عامر بن سنان عامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بمهملات بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي والد هشام ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وفي صحيح مسلم عن سعد بن هشام عن عائشة قالت نعم المرء كان عامر أصيب يوم أحد وروى أبو داود (4/6)
<7> والنسائي من طريق حميد بن مالك عن هشام بن عامر قال جاءت الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال احفروا وأعمقوا الحديث وفيه وأصيب يومئذ أبو عامر فدفن بين اثنين وله طرق أخرى غيرها عامر بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي صهر النبي صلى الله عليه وسلم أخو أم المؤمنين أم سلمة أسلم يوم الفتح وله حديث عن أخته أم سلمة في النسائي روى عنه سعيد بن المسيب وذكره البخاري وخليفة ويعقوب بن سفيان وابن أبي حاتم وابن أبي خيثمة وابن حبان في التابعين وذكره بن منده في الصحابة فعاب ذلك عليه أبو نعيم ولا عيب عليه لأن أباه قتل في الجاهلية ولم يبق بعد الفتح قرشي إلا أسلم وشهد حجة الوداع وفي سياق حديثه عن أحمد عن عامر بن أمية عن أخته أم سلمة عامر بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي قال الطبري في الذيل له صحبة وشهد الخندق وما بعدها وقتل يوم الحرة عامر بن البكير أخو عاقل تقدم معه عامر بن ثعلبة يقال هو اسم أبي الدرداء عامر بن ثابت بن سلمة بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي استشهد باليمامة قاله بن إسحاق عامر بن ثابت الأنصاري حليف بني جحجبي قال بن شاهين عن رجاله شهد أحد وقال أبو عمر استشهد باليمامة عامر بن ثابت بن أبي الأقلح أخو عاصم الماضي قال أبو عمر يقال هو الذي ضرب عنق عقبة بن أبي معيط في بدر عامر بن الحارث بن ثوبان له صحبة وشهد فتح مصر ولا يعرف له رواية قاله بن منده عامر بن الحارث بن زهير بن شداد بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر الفهري ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وسماه موسى بن عتبة عمرو بن الحارث وكذا قال زياد البكائي عن بن إسحاق عامر بن الحارث بن هانئ بن كلثوم الأشعري يقال هو اسم أبي مالك عامر بن حثمة ذكره سيف في الفتوح وقال كان أحد الأمراء العشرة من الصحابة الذين قدمهم أبو عبيدة بين يديه إلى فحل وشهد اليرموك ومرج الصفر وغيرهما ذكره الطبري عامر بن حديد ذكره أبو عمر فيمن يكنى أبا زيد من الصحابة وفيه نظر عامر بن حذيفة يقال هو اسم أبي الجهم (4/7)
<8> عامر بن أبي الحسن المازني مازن الأنصار ذكره بن فتحون وعزاه الدارقطني عامر بن الحضرمي ذكر مقاتل في تفسيره أن قوله تعالى إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان نزلت في خير مولى عامر بن الحضرمي وكان قد أسلم فأكرهه عامر على الكفر فجاء ثم أسلم عامر بعد ذلك وهاجر هو ومولاه جميعا قلت هو أخو العلاء بن الحضرمي الصحابي المشهور عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بن عامر بن سعد بن عبد الله بن الحارث بن رفيدة بن عنز بن وائل العنزي وقيل في نسبه غير ذلك وعنز بسكون النون أخو بكر بن وائل حليف بني عدي ثم الخطاب والد عمر منهم من ينسبه إلى مذحج كان أحد السابقين الأولين وهاجر إلى الحبشة ومعه امرأته ليلى بنت أبي خيثمة ثم هاجر إلى المدينة أيضا وشهد بدرا وما بعدها وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أبيه عبد الله ومن طريق عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبي أسامة بن سهل وغيرهم وذلك في الصحيحين وغيرهما وكان صاحب عمر لما قدم الجابية واستخلفه عثمان على المدينة لما حج وقال بن سعد كان الخطاب قد تبنى عامرا فكان يقال عامر بن الخطاب حتى نزلت ادعوهم لآبائهم وقال يحيى بن سعد الأنصاري عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قام عامر بن ربيعة يصلي من الليل وذلك حين نشب الناس في الطعن على عثمان فنام فأتاه آت فقال له قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة فقام فصلى ثم اشتكى فما خرج بعد إلا بجنازته أخرجه مالك في الموطأ قال مصعب الزبيري مات سنة اثنتين وثلاثين كذا قال أبو عبيدة ثم ذكره في سنة سبع وثلاثين وقال أظن هذا أثبت وقال الواقدي كان موته بعد قتل عثمان بأيام وقيل في وفاته غير ذلك عامر بن أبي ربيعة ذكره الطبراني وأخرج من طريق شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن سابط عن بن أبي ربيعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال الناس بخير ما عظموا هذه الحرمة يعني الكعبة عامر بن ساعدة الأنصاري يقال هو أبو خيثمة والد سهل عامر بن سحيم المزني سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره البغوي عن البخاري قال لم يخرج حديثه عامر بن سعد بن الحارث بن عبادة بن سعد بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى ذكره بن الدباغ مستدركا على أبي عمر فقال استشهد هو وأخوه عمرو يوم مؤتة ذكره بن هشام عن الزهري انتهى وذكره الدولابي في الكنى في ترجمة أبي طاهر عبد الملك بن محمد بن عمرو بن حزم وروى بإسناده إليه قال قتل في مؤتة عمرو بن عامر حدثنا سعد بن الحارث واستدركه بن فتحون عامر بن سعد بن عمرو بن ثقيف الأنصاري الأوسي ذكر العدوي أنه شهد بدرا فيما يقال وذكره بن القداح واستدركه بن الدباغ عامر بن سعد ويقال هو اسم أبي سعد الأنماري (4/8)
<9> عامر بن سعد أو سعيد ويقال هو اسم أبي كبشة الأنماري عامر بن السكن الأنصاري ذكر الثعلبي في تفسيره أنه أحد من وجه النبي صلى الله عليه وسلم لهدم مسجد الضرار قلت وهو غير عامر بن يزيد بن السكن الآتي فإنه استشهد بأحد ومسجد الضرار كان بعد ذلك بمدة عامر بن سلمة بن عبيد بن ثعلبة الحنفي عم ثمامة بن آثال اليمامي ذكر الواقدي أنه أسلم فروى بسند له عن أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي في رجب سنة تسع فأسلم المنذر ورجع العلاء فمر باليمامة فقال له ثمامة بن آثال أنت رسول محمد قال نعم قال لا تصل إليه أبدا فقال له عمه عامر مالك وللرجل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اهد عامرا وأمكني من ثمامة فأسلم عامر وأسر ثمامة وذكر هذا سيف في الفتوح من وجه آخر مطولا عامر بن سلمة بن عامر الأنصاري البلوي ذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا وحكى أبو عمر أنه قيل فيه عمر بدل عامر عامر بن سليم الأسلمي ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور وأنه كان حامل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض المغازي وتوفي بنيسابور عامر بن سنان بن عبد الله بن قشير الأسلمي المعروف بابن الأكوع عم سلمة بن عمرو بن الأكوع واسم الأكوع سنان ويقال أخوه ثبت ذكره في الصحيح من حديث سلمة في قصة خيبر قال فقاتل أخي عامر قتالا شديدا فارتد عليه سيفه فقتله فقالوا حبط عمله فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذب من قاله إنه لجاهد ومجاهد قل عربي نشأ بها مثله وفي بعض الطرق أنه سلمة قال إن عامرا عمه فيمكن التوفيق أن يكون أخاه من أمه على ما كانت الجاهلية تفعله أو من الرضاعة ففي مسلم من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال وخرج عمي عامر إلى خيبر فجعل يرتجز فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا قالوا عامر فقال غفر الله لك فقال عمر لو متعنا به قال سلمة وبارز عمي عامر مرحبا اليهودي فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر ورجع سيف عامر على ساقه الحديث وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم بل له أجره مرتين وروى بن إسحاق في المغازي عن محمد بن إبراهيم التيمي أنه حدثه عن أبي الهيثم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع وكان اسم الأكوع سنانا الحديث عامر بن شهر الهمداني ويقال البكيلي بالموحدة وكسر الكاف الخفيفة ويقال الناعظي بالنون والمهملة والظاء المعجمة أبو شهر ويقال أبو الكنود وله في أبي داود حديث من رواية الشعبي عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لي همدان هل أنت آت هذا الرجل ومرتاد لنا الحديث ومتنه فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست عنده وأخرجه أبو يعلى مطولا وفيه (4/9)
<10> أنه لما رجع مر بالنجاشي وفيه أسلم قومي ونزلوا إلى السهل وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمير ذي مران وبعث مالك بن مرارة الرهاوي إلى اليمن جميعا وأسلم عك ذي خيوان وروى له حديثا آخر قال كنت عند النجاشي فقرأ بن له آية من الإنجيل فضحكت فقال أتضحك من كلام الله وهو طرف من الحديث الطويل وذكر سيف في الفتوح بسند له عن بن عباس أن عامر بن سهل كان أول من اعترض على الأسود العنسي لما ادعى النبوة وكان عامر بن شهر أحد عمال النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن عامر بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق العامري العقيلي والد أبي رزين لقيط بن عامر ذكره بن قانع وغيره في الصحابة وأورد له الحديث الذي أخرجه النسائي وابن الجارود من طريق عمرو بن أوس عن أبي رزين أنه قال يا نبي الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج والعمرة قال حج عن أبيك واعتمر قلت لم أر في شيء من طرقه التصريح بوفادة والد أبي رزين عامر بن الطفيل بن الحارث الأزدي ذكره وثيمة في الردة عن بن إسحاق وذكر أنه كان وافد قومه والقائم فيهم في زمن الردة يحرضهم على الإسلام وذكر له قصة طويلة وقصيدة حسنة وله مرثية في النبي صلى الله عليه وسلم بكت الأرض والسماء على النور الذي كان للعباد سراجا من هدينا به إلى سبل الحق وكنا لا نعرف المنهاجا عامر بن الطفيل آخر لم يذكر نسبه ذكره الترمذي والطبري في الصحابة وروى المستغفري من طريق القاسم عن أبي أمامة عن عامر بن الطفيل أنه قال يا رسول الله زودني كلمات أعيش بهن قال يا عامر أفش السلام وأطعم الطعام واستحي من الله كما تستحي رجلا من أهلك وإذا أسأت فأحسن فإن الحسنات يذهب السيئات أورده المستغفري في ترجمة عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر الكلابي رئيس بني عامر في الجاهلية وهو خطأ صريح فإن عامر بن الطفيل مات كافرا وقصته معروفة وكان قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن ثمانين سنة فقال له أبايعك على أن أعنة الخيل فامتنع والحديث الذي أورده إن صح فهو آخر وأظنه الأسلمي الذي روى البغوي والطبري في ترجمة عامر بن مالك ملاعب الأسنة من طريق عبد الله بن بريدة الأسلمي قال حدثني عمي عامر بن الطفيل عن عامر بن مالك فذكر حديثا سيأتي في ترجة عامر بن مالك عامر بن أبي عامر الأشعري ذكره بن سعد في تسمية من نزل الشام من الصحابة وذكره يعقوب بن سفيان وابن السكن والباوردي وابن زبر في الصحابة وقال بن البراء سئل عنه علي بن المديني فقال إن لم يكن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسمع من أبيه لأن أبا عامر قتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال الطبري قلت وهذا مبني على أن أباه أبا عامر عم أبي موسى الأشعري وقد جزم أبو أحمد الحاكم في الكنى بأنه غيره فترجم لأبي عامر الأشعري عم أبي موسى وقال بن سعد والبغوي والطبري عامر بن أبي عامر الأشعري قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم (4/10)
<11> وغزا معه وروى يحيى بن سليم عن أبي خثيم عن شهر بن حوشب عن عامر الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمرأة التي سألته عن زوجها لو كان أجذم يسيل منخراه دما فمصصت ذلك لم تقضي حقه وروى الطبري والحاكم عن سعيد بن عبد العزيز قال قدم أبو موسى الأشعري فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لأكبر أهل السفينة وأصغرهم وقال أبو عامر الأشعري يقول كنت أنا أكبر أهل السفينة وابني أصغرهم وذكره بن سميع في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام وقال كان على القضاء زمن عمر قلت لا يكون على القضاء في ذلك الوقت إلا وهو رجل وقال بن حبان عامر بن أبي عامر الأشعري سكن الشام له صحبة ومات في خلافة عبد الملك ثم غفل فذكره في التابعين وذكره أبو زرعة الدمشقي في الصحابة الذين نزلوا الشام عامر بن عبد الأسد ينظر في القسم الثالث عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب ويقال وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري أبو عبيدة بن الجراح مشهور بكنيته وبالنسبة إلى جده ومنهم من لم يذكر بين عامر والجراح عبد الله وبذلك جزم مصعب الزبيري في نسب قريش والأكثر على إثباته وكان إسلامه هو وعثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد في ساعة واحدة قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ذكره بن سعد من رواية يزيد بن رومان وأنكر الواقدي ذلك وزعم أن أباه مات قبل الإسلام وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزي بن عامر بن عميرة أحد العشرة السابقين إلى الإسلام وهاجر الهجرتين وشهد بدرا وما بعدها وهو الذي انتزع الحلقتين من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت ثنيتا أبي عبيدة وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح أخرجاه في الصحيح من طريق أبي قلابة عن أنس والبخاري نحوه من حديث حذيفة وقال أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد عن ثابت عن أنس أن أهل اليمن لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والإسلام فأخذ بيدي أبي عبيدة الجراح فقال هذا أمين هذه الأمة وسيره إلى الشام أميرا فكان فتح أكثر الشام على يده وقال إنه قتل أباه يوم بدر ونزلت فيه لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية وهو فيما أخرجه الطبراني بسند جيد عن عبد الله بن شوذب قال جعل والد أبي عبيدة يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر فيحيد عنه فلما أكثر قصده فقتله فنزلت وله عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وذكر عنه جابر بن عبد الله في الصحيح قوله للجيش الذين أكلوا من العنبر نحن رسل رسول الله وفي سبيل الله فكلوا وروى عنه العرباض بن سارية وأبو أمامة وأبو ثعلبة وسمرة وغيرهم قال خليفة وكانت أمه من بني الحارث بن فهر أدركت الإسلام وأسلمت وقال الواقدي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن معاذ وهو الذي قال لعمر أنفر من قدر الله فقال لو غيرك قالها يا أبا عبيدة نعم نفر من قدر الله تعالى إلى قدر الله تعالى وذلك دال على جلالة أبي عبيدة عند عمر وذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة وأسند بن سعد من طريق مالك بن عامر أنه وصف أبا عبيدة فقال كان (4/11)
<12> رجلا نحيفا معروق الوجه خفيف اللحية طوالا أجنأ أثرم وقال موسى بن عقبة في المغازي أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وهي من مشارف الشام في بلى ونحوهم من قضاعة فخشي عمرو فبعث يستمد فندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس من المهاجرين الأولين فانتدب أبو بكر وعمر في آخرين فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح مددا لعمرو بن العاص فلما قدموا عليه قال أنا أميركم فقال المهاجرون بل أنت أمير أصحابك وأبو عبيدة أمير المهاجرين فقال إنما أنتم مددي فلما رأى ذلك أبو عبيدة وكان حسن الخلق متبعا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده فقال تعلم يا عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي إن قدمت على صاحبك فتطاوعا وإنك إن عصيتني أطعتك وفي فوائد بن أخي سمي بسند صحيح إلى الشعبي قال قال المغيرة بن شعبة لأبي عبيدة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك علينا وإن بن النابغة ليس لك معه أمر يعني عمرو بن العاص فقال أبو عبيدة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتطاوع وأنا أطيعه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أبو يعلى حدثنا موسى بن محمد بن حبان حدثني يحيى بن سعيد حدثنا كهمس حدثنا عبد الله بن شقيق سألت عائشة من كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أبو بكر ثم عمر ثم أبو عبيدة بن الجراح وقال أحمد حدثنا إسماعيل هو بن علية ويزيد بن هارون قالا أنبأنا الجريري عن عبد الله بن شقيق قلت لعائشة أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه قالت أبو بكر قلت ثم من قالت عمر قلت ثم من قالت أبو عبيدة بن الجراح وقال يعقوب بن سفيان حدثنا حجاج حدثنا حماد عن زياد الأعلم عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد من أصحابي إلا لو شئت لأخذت عليه في خلقه ليس أبا عبيدة بن الجراح هذا مرسل ورجاله ثقات وفي الطبراني من طريق عبد الله بن عمرو قال ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوها وأحسنهم خلقا وأشدهم حياء أبو بكر وعثمان وأبو عبيدة في سنده بن لهيعة وأخرج بن سعد بسند حسن أن معاذ بن جبل بلغه أن بعض أهل الشام استعجز أبا عبيدة أيام حصار دمشق ورجح خالد بن الوليد فغضب معاذ وقال أبأبي عبيدة يطن والله إنه لمن خيرة من يمشي على الأرض وقال بن المبارك في كتاب الزهد حدثنا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قدم عمر الشام فتلقاه أمراء الأجناد فقال أين أخي أبو عبيدة فقالوا يأتي الآن فجاء على ناقة مخطومة بحبل فسلم عليه وساءله حتى أتى منزله فلم نر فيه شيئا إلا سيفه وترسه ورحله فقال له عمر لو اتخذت متاعا قال يا أمير المؤمنين إن هذا يبلغنا المقيل وأخرج يعقوب بن سفيان بسند مرسل أن أبا عبيدة كان يسير في العسكر فيقول ألا رب مبيض لثيابه وهو مدنس لدينه ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين غدا ادفعوا السيئات القديمات بالحسنات الحادثات وأخرج بن أبي الدنيا بسند جيد عن ثابت البناني قال كان أبو عبيدة أميرا على الشام فخطب فقال والله ما منكم أحد يفضلني بتقي إلا وددت أني في سلامة وأخرج الحاكم في المستدرك من طريق عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن أبي سعيد المقبري قال لما طعن أبو عبيدة قالوا يا معاذ صل بالناس فصلى ثم مات أبو عبيدة فخطب معاذ فقال في خطبته وإنكم فجعتم برجل ما أزعم والله أني رأيت من عباد الله قط أقل حقدا ولا أبر صدرا ولا أبعد غائلة ولا أشد (4/12)
<13> حياء للعاقبة ولا أنصح للعامة منه فترحموا عليه اتفقوا على أنه مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة وأرخه بعضهم سنة سبع عشرة وهو شاذ وجزم بن منده تبعا للواقدي والفلاس أنه عاش ثمانيا وخمسين سنة وأما بن إسحاق فقال عاش إحدى وأربعين سنة وقال بن عائذ قال الوليد بن مسلم حدثني من سمع عروة بن رويم قال انطلق أبو عبيدة يريد الصلاة ببيت المقدس فأدركه أجله فتوفي هناك وأوصى أن يدفن حيث قضى وذلك بفحل من أرض الأردن ويقال إن قبره ببيسان وقالوا إنه كان يخضب بالحناء والكتم عامر بن عبد الله البدري روى الطبراني من طريق عمرو بن يحيى عن عمرو بن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عامر بن عبد الله البدري قال كانت بدر صبيحة يوم الإثنين لسبع عشرة من رمضان وأخرجه أبو نعيم وأبو موسى أيضا عامر بن عبد الله بن جهم الخولاني من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر قاله بن يونس وأخرجه بن منده عامر بن عمر وقيل بن عمرو ويقال هو اسم أبي حبة البدري الآتي في الكنى عامر بن عبد غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال السهمي ذكر بن الكلبي أنه من مهاجرة الحبشة وقال أبو عمر إنما هو عثمان قلت إن كان حفظه يحتمل أن يكون أخاه عامر بن عبد قيس الحضرمي له وفادته وهو أخو عمرو وذكره في التجريد عامر بن عبدة الرقاشي يقال هو اسم أبي حرة الرقاشي الآتي في الكنى عامر بن عبيد الأشعري هو بن أبي عامر تقدم عامر بن البكير الأنصاري قال المستغفري شهد بدرا أخرجه أبو موسى قلت والمعروف عاصم بن البكير كما تقدم ولولا احتمال أن يكون أخاه لذكرته في القسم الرابع لكن الذي شهد بدرا هو عاصم بن العكير والله أعلم عامر بن عمرو بن حذافة بن عبد الله بن المهزم بكسر الميم وسكون الهاء بن الأغم التجيبي أبو بلال له صحبة وشهد فتح مصر ذكره بن يونس وابن منده عنه عامر بن عمرو المزني والد هلال قال بن حبان له صحبة وقال بن السكن يقال له صحبة وقال أبو معاوية عن هلال بن عامر المزني عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بمنى على بغلة بيضاء الحديث أخرجه أحمد عنه وأبو داود من طريقه قال بن السكن يقال إن أبا معاوية أخطأ فيه وقال مروان وغيره عن هلال بن عامر عن رافع بن عمرو وصوب هذا الثاني البغوي قلت لم ينفرد أبو معاوية بذلك فقد روى أحد أيضا عن محمد بن عبيد عن شيخ من بني فزارة عن هلال بن عامر عن أبيه فيحتمل أن يكون هلال سمعه من أبيه ومن عمه رافع وأخرج في ترجمته حديثا آخر من طريق بسطام بن مسلم عن عبد الله بن خليفة عن عامر بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه (4/13)
<14> وسلم لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئا قلت هو خطأ نشأ عن تصحيف وإنما هو عائذ بن عمرو وكذلك أخرجه النسائي وأحمد وغير واحد عامر بن عمير النميري ذكره الطبراني وغيره في الصحابة فروى الطبراني من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أبي يزيد المديني عن عامر بن عمير قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا لا يخرج إلا إلى صلاة مكتوبة الحديث في ذكر السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب وهذا اختلف فيه على ثابت ثم على سليمان فأما ثابت فقال حماد بن سلمة عنه عمرو بن عمير وقال عمارة بن زاذان عن ثابت بن عمارة بن عمير وقال الضحاك بن مرداس عنه عمرو بن حرام وأما سليمان فقيل عنه أيضا عمرو أو عامر على الشك اختلف في صحابي هذا المتن فقيل عمرو الأنصاري وقيل عمرو بن بلال وقيل عمرو بن عمرو وقد وجدت لعامر بن عمير حديثين آخرين أخرج بن عقدة في الموالاة من طريق موسى بن أكيل بن عمير النميري حدثنا عمي عامر بن عمير فذكر حديث غدير خم وروى بن منده من هذا الوجه عن عامر بن عمير أنه شهد حجة الوداع قال آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة الصلاة عامر بن عنجدة في رافع بن عنجدة عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي ذكره بن إسحاق في رواية سلمة بن الفضل عنه فيمن شهد بدرا عامر بن غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقفي الثقفي قال هشام بن الكلبي حدثني أبي قال تزوج غيلان بن سلمة بن خالدة بنت أبي العاص فولدت له عمارا وعامرا فهاجر عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعمد خازن غيلان بن سلمة إلى مال له فسرقه وقال له إن ابنك عامرا سرقه فأشاع ذلك غيلان وشكاه إلى الناس ثم ظهرت براءته وقيل إن ذلك وقع لعمار في قصة ستأتي في ترجمة عمار فلما أسلم غيلان كانت حلف ألا ينظر إلى وجه ولده عامر أبدا وقيل بل حلف عمار ألا ينظر إلى وجه أبيه لكونه صدق الخازن وفيه فرحل عامر وأخوه عمار إلى الشام مع خالد بن الوليد فتوفي عامر بطاعون عمواس وكان أبوه فارس ثقيف يومئذ فرثاه أبو غيلان فمن قوله عيني تجود بدمعها الهتان سحا وتبكي فارس الفرسان لو أستطيع جعلت مني عامرا تحت الضلوع وكل حي فان وقال أبو الفرج الأصبهاني كان إسلام عامر بعد فتح الطائف عامر بن فهيرة التيمي مولى أبي بكر الصديق أحد السابقين وكان ممن يعذب في الله له ذكر في الصحيح حديثه في الهجرة عن عائشة قالت خرج معهم عامر بن فهيرة وعنها لما قدمنا المدينة اشتكى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وبلال وعامر بن فهيرة الحديث وفيه وكان عامر بن فهيرة إذا أصابته الحمى يقول (4/14)
<15> إني وجدت الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه كل امرئ مجاهد بطوقه كالثور يحمي جلده بروقه وقال بن إسحاق في المغازي عن عائشة كان عامر بن فهيرة مولدا من الأزد وكان للطفيل بن عبد الله بن سخبرة فاشتراه أبو بكر منه فأعتقه وكان حسن الإسلام وذكره بن إسحاق وجميع من صنف في المغازي فيمن استشهد ببئر معونة وقال بن إسحاق حدثني هشام بن عروة عن أبيه أن عامر بن الطفيل كان يقول من رجل منكم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض فقالوا عامر بن فهيرة وروى البخاري من طريق أبي أسامة عن هشام أن عامر بن الطفيل سأل عمرو بن أمية عن ذلك وأورد بن منده في ترجمته حديثا من رواية جابر عن عامر بن فهيرة قال تزود أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش العسرة بنحي من سمن وعكيكة من عسل على ما كنا عليه من الجهد وهذا منكر فإن جيش العسرة هو غزوة تبوك باتفاق وعامر قتل قبل ذلك بست سنين وقد عاب أبو نعيم على بن منده إخراجه هذا الحديث ونسبه إلى الغفلة والجهالة فبالغ وإنما اللوم في سكوته عليه فإن في الإسناد عمر بن إبراهيم الكردي وهو متهم بالكذب فالآفة منه وكان ينبغي لابن منده أن ينبه على ذلك عامر بن قيس الأنصاري بن عم الجلاس بن سويد ذكره موسى بن عقبة في المغازي وأنه أحد من سمع الجلاس بن سويد يقول إن كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحلف الجلاس ما قال ذلك فنزلت يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر الآية وكذلك ذكره أبو الأسود عن عروة ونقله الثعلبي عن قتادة والسدي والقصة مشهورة لعمير بن سعد عامر بن قيس الأشعري ويقال إنه اسم أبي بردة أخو أبي موسى عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي والد عبد الله وأمه البيضاء بنت عبد المطلب ذكر بن شاهين وغير واحد أنه أسلم يوم الفتح وعاش حتى قدم البصرة على ابنه عبد الله لما كان أميرا عليها في زمن عثمان ويقال إنه كان محمقا وأنه لما استأذن عثمان في زيارة ابنه اشترط عليه ألا يقيم فقدم البصرة يوم الجمعة فرأى ابنه وهو يخطب فأعجبه فقال لجليسه وأشار إلى ابنه لقد خرج من هذا وأشار إلى ذكره وحكى ذلك هشام بن الكلبي عامر بن كعب أبو زعنة الشاعر يأتي في الكنى عامر بن لقيط العامري أورد له الطبراني من رواية يعلى بن الأشدق حدثني عامر بن لقيط العامري قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبشره بإسلام قومي وطاعتهم فقال أنت الوافد الميمون بارك الله فيك وصافحني ومسح على ناصيتي الحديث وفيه فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت قال هل أطعمتم ضيفكم شيئا قالت عائشة وضعنا بين يديه تمرا قال فراحت الغنم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بشاة فذبحت قال فرعت فقال إنما ذبحناها لأنفسنا إن غنمنا إذا زادت على المائة ذبحناها هكذا أورده وأخرجه أبو موسى مختصرا وقال الصواب ما رواه غير عن يعلى عن عاصم بن (4/15)
<16> لقيط بن صبرة عن أبيه قلت يعلى متروك وحديث لقيط بن صبرة يشبه هذا ولكنه معروف من رواية غير يعلى عن عاصم بن لقيط والله أعلم عامر بن ليلى بن ضمرة ذكره بن عقدة في الموالاة وأخرج بإسناده من طريق عبد الله بن سنان عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد وعامر بن ليلى بن ضمرة قال لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع أقبل حتى إذا كان بالجحفة فذكر الحديث في غدير خم وأخرجه أبو موسى من طريق بن عقدة وقال غريب جدا عامر بن ليلى الغفاري ذكره بن عقدة أيضا وأورد من طريق عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فلما قدم علي الكوفة نشد الناس فانتشد له سبعة عشر رجلا منهم عامر بن ليلى الغفاري وجوز أبو موسى أن يكون هو الذي قبله وتبعه بن الأثير ووجهه بأن يكون الأول عامر بن ليلى من ضمرة فصحفت من فصارت بن ولا شك أن كل غفاري فهو من ضمرة لأنه غفار بن مليل بن ضمرة قلت إلا أن اختلاف المخرج يرجح التعدد والله أعلم عامر بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزهري ومالك هو أبو وقاص يكنى أبا عمرو وهو أخو سعد ذكره الواقدي وقال أسلم بعد عشرة رجال وروى بإسناده من طريق عامر بن سعد عن أبيه قال جئت فإذا الناس مجتمعون على أمي حمنة وهي ابنة سفيان بن أمية وعلى أخي عامر حين أسلم فقال ما شأن الناس قالوا هذه أمك قد عاهدت الله ألا يظلها ظل حتى يرتد عامر فأنزل الله تعالى وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وروينا في الجزء الثاني من حديث أبي العباس بن مكرم بإسناده عن عاصم بن كليب عن أبيه حدثني رجل من الأنصار قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة وأنا غلام مع أبي يومئذ فذكر الحديث في قصة المرأة التي أضافتهم بالشاة وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ لقمة فلاكها ولم يسغها فقالت المرأة أرسلت إلى البقيع فلم أجد شاة تباع وكان أخي عامر بن أبي وقاص عنده شاة فدفعها أهلها إلى رسول الله وهو غائب الحديث وقال البلاذري هاجر عامر الهجرة الثانية إلى الحبشة وقدم مع جعفر ومات بالشام في خلافة عمر وقال عمر بن شبة في أخبار المدينة واتخذ عامر بن أبي وقاص داره التي في زقاق حلوة بين دار حويطب ودار أمه بنت سعد بن أبي سرح عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري الكلابي أبو براء المعروف بملاعب الأسنة ذكره خليفة والبغوي وابن البرقي والعسكري وابن قانع والباوردي وابن شاهين وابن السكن في الصحابة وقال الدارقطني له صحبة وروى بن الأعرابي في معجمه من طريق مسعر عن خشرم بن حسان عن عامر بن مالك قال بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألتمس منه دواء فبعث إلى بعكة من عسل ورواه بن منده من هذا الوجه فقال عن عامر بن مالك أنه بعث ورواه البغوي فقال عن خشرم الجعفري أن ملاعب الأسنة بعث وأخرجه أيضا بإسناد صحيح عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أن ملاعب (4/16)
<17> الأسنة بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدواء من وجع بطن بن أخ له فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم عكة عسل فسقاه فبرأ وروى سعيد بن أشكاب من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه في رجال من أهل العلم حدثوه أن عامر بن مالك الذي يقال له ملاعب الأسنة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك فعرض عليه الإسلام فأبى فأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنا لا نقبل هدية مشرك ورواه أكثر أصحاب الزهري فلم يقولوا فيه عن أبيه وهو المحفوظ وكذا لم يقولوا بتبوك أخرجه الذهلي في الزهريات من طرق وكذا أخرجه بن البرقي وابن شاهين وأخرجه من طريق ضعيفة عن الزهري فقال أيضا عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه والذي في مغازي موسى بن عقبة قال كان بن شهاب يقول حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم أن عامر بن مالك الذي يدعني ملاعب الأسنة قدم وهو مشرك فعرض النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام فأبى وأهدى للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لا أقبل هدية مشرك فقال له عامر بن مالك ابعث معي من شئت من رسلك فأنا لهم جار فبعث رهطا فذكر قصة بئر معونة وقد ساقها الواقدي مطولة وأخرجها بن إسحاق عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي وغيره قالوا قدم أبو البراء عامر بن مالك ملاعب الأسنة فذكرها وجميع هذا لا يدل على أنه أسلم وعمدة من ذكره في الصحابة ما وقع في السياق من الرواية عنه وليس ذلك بصريح في إسلامه بل ذكر أبو حاتم السجستاني في المعمر بن عن هشام بن الكلبي أن عامر بن الطفيل لما أخفر ذمة عمه عامر بن مالك عند عمه عامر بن مالك إلى الخمر فشربها صرفا حتى مات ولم يبلغنا أن أحدا من العرب فعل ذلك إلا هو وزهير بن جناب وعمرو بن كلثوم نعم ذكر عمر بن شبة في الصحابة له بإسناده عن مشيخة من بني عامر قالوا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرون رجلا من بني جعفر ومن بني أبي بكر فيهم عامر بن مالك الجعفري فنظر إليهم فقال قد استعملت عليكم هذا وأشار إلى الضحاك بن سفيان الكلابي وقال لعامر بن مالك أنت علي بني جعفر وقال للضحاك استوص به خيرا فهذا يدل على أنه وفد بعد ذلك مسلما وأول من لقبه ملاعب الأسنة درار بن عمرو القيسي ولقبه الرويم وذلك في يوم السوبان وهو من أيام العرب أغارت بنو عامر على بني تميم وضبة ورئيس ضبة حسان بن وبرة فأسره يزيد بن الصعق فحسده عامر بن مالك فشد على درار بن عمرو القيسي فقال لولده أغنه عني فطعنه فتحول عن سرجه إلى جنب الدابة ثم لحقه فقال لابنه الآخر أغنه عني ففعل مثل ذلك فقال درار ما هذا إلا ملاعب الأسنة فغلبت عليه عامر بن مالك القشيري ويقال الكعبي قال بن حبان والمستغفري له صحبة وروى البلاذري وسعيد بن يعقوب من طريق شريك عن أشعث بن سوار عن علي بن زيد عن زرارة بن أبي أوفي عن عامر بن مالك قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سائل فقال هلم أحدثك إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة قلت هذا المتن معروف لأنس بن مالك الكعبي القشيري وقد تقدم في ترجمة أبي بن مالك القشيري أن علي بن زيد روى حديثه عن زرارة فقال عن عامر بن مالك فالله أعلم (4/17)
<18> بحقيقة الحال في ذلك عامر بن مخرمة بن نوفل القرشي الزهري أخو المسور يقال له صحبة وروى عند الأعرج مقطوعا هكذا ذكره بن منده وقد روى الطبراني في الأوسط من طريق يعقوب بن زيد عن الزهري عن أبي الطفيل قال خاصم علي العباس في السقاية فشهد طلحة وعامر بن مخرمة بن نوفل وأزهر بن عبد عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم دفعها للعباس يوم الفتح قال لم يروه عن الزهري إلا يعقوب تفرد به الواقدي عامر بن مخلد بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا واستشهد بأحد عامر بن مرقش الهذلي ذكره سعيد بن يعقوب في الصحابة وأخرج من طريق عبد الله بن الفضل عن أبي قيس البكري عن عامر بن مرقش أن حمل بن مالك بن النابغة الهذلي مر بأثيلة بنت راشد وهي تهش على غنمها وقد رفعت برفعها فنظر إلى جمالها فأناخ راحلته فأتاها يريدها عن نفسها فقالت مهلا يا حمل اخطبني إلى أبي فإنه لا يردك فأبى عليها فاحتملته فجلدت به الأرض وجلست على صدره وعاهدته ألا يعود فقامت عنه فعاد إليها ثلاثا فأخذت فهر فشدخت به رأسه وساقت غنمها فمر به ركب من قومه فسألوه فقال عثرت بي راحلتي فقالوا هذه راحلتك معقولة وهذا فهر إلى جنبك شدخت به فاحتملوه فحضره الموت فقال لأهله الناس براء من ذنبي إلا أثيلة فلما مات جاءت هذيل تطلب دم حمل من راشد فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يسمى ظالما فسماه النبي صلى الله عليه وسلم راشدا فسأله فأنكر فقالوا أثيلة فقال لا علم لي ثم جاء إليها فسألها فقالت وهل تقتل المرأة الرجل ولكن رسول الله لا يكذب فجاءت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال بارك الله فيك وأهدر دمه قلت في إسناده غير واحد من المجهولين ويعارضه ما أخرجه أحمد وأصحاب السنن بإسناد صحيح من طريق طاوس عن بن عباس أن عمر نشد الناس أيكم سمع قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين فقام حمل بن مالك بن النابغة فشهد فمن يموت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كيف يشهد في خلافة عمر فلعل في القصة تحريفا كأن يكون فيها بن حمل أو نحو ذلك ويحتمل عن بعد أن يكون له أخ باسمه فإن مثل ذلك وقع كثيرا عامر بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي له حديث عند الترمذي بإسناد صحيح إلى أبي إسحاق عن نمير بن عريب عن عامر بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة قال الترمذي هذا مرسل وعامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم انتهى وقال في العلل الكبير قال محمد يعني البخاري لا صحبة له ولا سماع وقال أبو داود سألت أحمد عنه أله صحبة فقال لا أدري وسمعت مصعبا يقول له صحبة وقال بن حبان في الثقات يروي المراسيل ومن زعم أن له صحبة بلا دلالة فقد وهم وقال البغوي عن محمد بن علي عن أحمد ما أرى له صحبة وقال الدوري (4/18)
<19> عن بن معين له صحبة وقال بن السكن روى حديثين مرسلين وليست له صحبة قلت الحديث الثاني من رواية عبد العزيز بن رفيع عنه عند الطبراني وابن عدي وغيرهما وقال بن أبي حاتم عن أبي زرعة هو من التابعين وذكر محمد بن حبيب في شعر فضالة بن شريك الأسدي أن عامر بن مسعود كان مقلا وأنه تزوج امرأة بالكوفة من بني نصر بن معاوية فسأل في صداقها فكان يأخذ من كل أحد درهمين فهجاه فضالة بن شريك فذكر شعرا وكان عامر يلقب دحروجة الجعل لأنه كان قصيرا ثم اتفق عليه أهل الكوفة بعد موت يزيد بن معاوية فأقره بن الزبير قليلا ثم عزله بعد ثلاثة أشهر وولاها عبد الله بن يزيد الخطمي ويقال إنه خطب أهل الكوفة فقال إن لكل قوم شرابا فاطلبوه في مظانه وعليك بما يحل ويحمد واكسروا شرابكم بالماء وفي ذلك يقول الشاعر من ذا يحرم ماء المزن خالطه في قعر خابية ماء العناقيد إني لأكره تشديد الرواة لنا فيها ويعجبني قول بن مسعود وكثير من الناس يظن أن الشاعر عنى عبد الله بن مسعود وليس كذلك وإنما عنى هذا سيأتي لعامر ذكر في ترجمة والده عامر بن مسعود بن ربيعة بن عمرو بن سعد بن حوالة بن غالب بن محلم بن عائذة بن أيثع بن الهون بن خزيمة قال بن حبان له صحبة عامر بن مطر الشيباني ذكره الطبراني وأورد من طريق سهل بن زنجلة عن وكيع عن مسعر عن جبلة بن سحيم عن عامر بن مطر قال تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة فقال أبو نعيم الصواب عن عامر بن مطر عن بن مسعود وقال أبو موسى رواه غيره عن وكيع فقال عن عامر بن مطر تسحرنا مع بن مسعود وذكره بن حبان في التابعين بهذا وقال روى عن بن مسعود روى عنه جبلة بن سحيم عامر بن نابي بن زيد بن حرام الأنصاري والد عقبة ذكر هشام بن الكلبي أنه شهد العقبة عامر بن هذيل ذكره سعيد بن يعقوب في الصحابة وأخرج من طريق زياد النميري عن نفيع عن عامر بن هذيل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حضر الجمعة بالإنصات وصلى حتى يخرج الإمام فهو كفارة لما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام وإسناده ضعيف جدا عامر بن هلال أبو سيارة المتعي يأتي في الكنى عامر بن أبي وقاص الزهري هو عامر بن مالك تقدم عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمير الكناني الليثي أبو الطفيل مشهور بكنيته يأتي في الكنى عامر بن يزيد بن السكن الأنصاري أخو أسماء ذكر أبو عمر في ترجمة أبيه أن له صحبة وذكر العدوي أنه استشهد هو وأبوه يوم أحد عامر الرامي أخو الخضر بضم الخاء وسكون الضاد بمعجمتين المحاربي من ولد مالك بن (4/19)
<20> طريف بن خلف بن محارب وكان يقال لولد مالك الخضر لأنه كان شديد الأدمة وكان عامر راميا حسن الرمي فلذلك قيل له الرامي وكان شاعرا وفيه يقول الشماخ فحلأها عن ذي الأراكة عامر أخو الخضر يرمي حيث تردى الهواجر حكاه الرشاطي وروى أحمد وأبو داود من طريق بن إسحاق عن أبي منظور عن عمه عامر الرامي قال إنا لببلادنا إذا رفعت لنا رايات وألوية فقلت ما هذا قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس تحت شجرة وحوله أصحابه فذكر الحديث في ثواب الاسقام وذكر البخاري في تاريخه أن أبا أويس رواه عن بن إسحاق فقال عن الحسن بن عمارة عن أبي منظور وقد أخرج بن أبي خيثمة وابن السكن وغيرهما الحديث من طريق بن إسحاق قال حدثني رجل من أهل الشام يقال له أبو منظور فهذا يدل على وهم أبي أويس أو يكون بن إسحاق سمعه من الحسن عن أبي منظور قال البخاري أبو منظور لا يعرف إلا بهذا عامر الشامي أحد الثمانية الذين قدموا من الحبشة مع جعفر تقدم في أبرهة عامر التيمي والد عروة ذكره المستغفري في الصحابة وروى من طريق البغوي عن القواريري عن عاصم بن هلال عن عاصم بن عروة عن أبيه قال قدمت المدينة مع أبي فمر بنا النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول فذكر حديثا أورده أبو موسى وقال رواه جماعة عن عاصم فلم يقولوا فيه عن أبي قلت كذا أخرجه إلا أنه ساقه على لفظ عمرو بن علي عن عاصم والله أعلم ذكر من اسمه عائذ بتحتانية ثم معجمة عائذ الله بن سعد يأتي قريبا عائذ بن ثعلبة بن وبرة البلوي له صحبة وشهد فتح مصر وقتلته الروم بالبرلس سنة ثلاث وخمسين قاله بن يونس ذكر محمد بن الربيع الجيزي أنه شهد بيعة الرضوان وله خطة بمصر عائذ بن السائب المخزومي ذكره بن عبد البر في ترجمة أخيه عامر وأن عامرا أسر يوم بدر مشركا ثم أسلم وقيل إن اسمه عابد بموحدة ثم مهملة عائذ بن سعيد بن زيد بن جندب بن جابر بن زيد بن عبد الحارث بن بغيض بن شكم بفتح المعجمة وسكون الكاف المحاربي الجسري بفتح الجيم وسكون المهملة ويقال عائذ الله مضافا إلى اسم الله قال أبو عمر عن الطبري له وفادة وذكر الطبراني وابن منده من طريق أم البنين بنت شراحيل الجسرية عن عائذ بن سعيد الجسري قال وفدنا على النبي صلى الله عليه وسلم فتقدم عائذ فقال يا رسول الله أمسح وجهي وادع لي بالبركة قال ففعل فكان وجه يزهو وكانت أم البنين امرأته قال البلاذري من ولد لقيط بن بكير بن النضر بن سعيد بن عائذ بن سعيد وكان راوية عالما وكان أبو بكير بن النضر صدوقا عالما وشهد عائذ الجمل وصفين مع علي ومعه راية بني محارب وشهد قبل ذلك (4/20)
<21> القادسية وجلولاء وبها ولد أيام الفتوح وقتل بصفين عائذ بن سلمة ملك عمان ويقال سلمة بن عباد وذكره المرزباني وقال إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأنشد رأيتك يا خير البرية كلها نشرت كتابا جاء بالحق معلما قلت نسب الرشاطي هذه الأبيات لسلمة بن عياض ونسبه أسديا ولم يعرفه بكونه ملك عمان وينبغي أن يكون الأسدي بسكون المهملة لأن ملوك عمان من الأزد بسكون الزاي وكثيرا ما يقلبون هذه الزاي سينا عائذ بن أبي عائذ الجعفي ذكره البخاري وابن أبي حاتم وقال بن منده روى حديثه محمد بن ربيعة عن الجعد بن الصلت عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يرفعون حجرا قال وكنا نسميه حجر الأشداء وذكره بن حبان في التابعين وقال إنه يروي المراسيل روى عنه الجعد بن أبي الصلت عائذ بن عبد عمرو الأزدي عداده في البصريين توفي بعد عثمان أخرجه بن منده مختصرا وقال ذكره البخاري في الوحدان ولم يخرج حديثه عائذ بن عمرو الأنصاري ذكره البلاذري وروى بسنده عن عبيد الله بن أبي رافع أنه عده فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة وإسناده بذلك ضعيف عائذ بن عمرو بن هلال بن عبيد بن يزيد المزني أبو هبيرة كان ممن بايع تحت الشجرة ثبت ذلك في البخاري وله عند مسلم في الصحيح حديثان غير هذا وسكن البصرة ومات في إمارة بن زياد فروى مسلم من طريق الحسن أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عبد الله بن زياد فقال أي شيء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن شر الرعاء الحطمة الحديث روى الحسن ومعاوية بن قرة وعامر الأحول وأبو حمزة الضبعي وابنه حشرج وغيرهم قال أبو الشيخ هو أخو رافع بن عمرو المزني وروى البغوي من طريق أسماء بن عبيد كان عائذ بن عمرو لا يخرج من داره ماء إلى الطريق لا ناسما ولا غيره فسئل فقال لأن أصب طستي في حجرتي أحب إلي من أن أصبه في طريق المسلمين عائذ بن قرط السكوني ويقال الثمالي ذكره البخاري قال البغوي سكن الشام وروى هو والطبراني وابن أبي خيثمة وابن شاهين من طريق قيس بن مسلم السكوني عن عائذ بن قرط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة لم يتمها زيد فيها من سبحاته حتى تتم وإسناده حسن وروى الطبراني وابن منده من طريق موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير وعائذ بن قرط عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمثلوا بشيء من خلق الله عائذ بن ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي قال بن إسحاق شهد بدرا هو وأخوه معاذ واستشهد عائذ يوم بئر معونة ويقال باليمامة ويقال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سويبط بن حرملة (4/21)
<22> عائذ بن معاذ بن أنس أخو أبي وأنس ذكر العدوي أنه شهد أحدا واستشهد يوم جسر أبي عبيد وذكر أن ابنه عبد الرحمن شهد أحدا واستشهد بالقادسية العين بعدها الباء ذكر من اسمه عباد بفتح أوله والتشديد عباد بن أخضر ويقال بن أحمر ذكره مطين وغيره في الصحابة وروى البغوي والطبراني وغيرهما من طريق جابر الجعفي عن معقل الزبيدي عن عباد بن أخضر أو بن أحمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قرأ قل يأيها الكافرون حتى يختمها وهو غير عباد بن أحمر المازني الآتي في القسم الأخير عباد بن بشر بن قيظي الأنصاري الأوسي من بني حارثة بن الحارث بن الخزرج ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وروى بن منده من طريق إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة حدثني أبي عن جدتي تويلة بنت أسلم وكانت من المبايعات قالت جاء رجل من بني حارثة يقال له عباد بن بشر بن قيظي فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام فتحولوا إليه ورواه يعقوب بن إبراهيم عن شريك عن أبي بكر بن صخر عن إبراهيم بن عباد عن أبيه وكان يؤم بني حارثة ووقع لابن منده أنه من بني النبيت ثم من بني عبد الأشهل وهو وهم فإن بني عبد الأشهل من ولد جشم بن الحارث بن الخزرج أخوه حارثة بن الحارث وكأنه التبس عليه بالذي بعده وأراد أبو نعيم أن يسلم من هذا الوهم فوحدهما فوهم أيضا عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا قال واستشهد باليمامة وهو بن خمس وأربعين سنة وكان ممن قتل كعب بن الأشرف وقال في ذلك شعرا وقالت عائشة ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا كلهم من بني عبد الأشهل أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وعباد بن بشر صحيح وفي الصحيح عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوت عباد بن بشر فقال اللهم ارحم عبادا الحديث وله ذكر في الصحيح من حديث أنس أن عباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة فأضاءت عصا أحدهما فلما افترقا أصارت عصا كل واحد منهما وأورد له أبو داود في فضائل الأنصار من طريق بن إسحاق حدثنا حسين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن ثابت عن عباد بن بشر والطبراني وابن شاهين وغيرهم حديثا وقال إسماعيل القاضي عن بن المديني لا أعلم له غيره عباد بن تميم بن غزية الأنصاري الخزرجي تقدم ذكر أبيه بأنه ذكر عمه لأمه عبد الله بن زيد راوي حديث الوضوء ذكر الواقدي عن أبي بكر بن أبي سبرة عن موسى بن عقبة عن عباد بن (4/22)
<23> عبادتميم قال كنت يوم الخندق بن خمس سنين قلت والخندق كانت سنة خمس أو أربع أو ست وعلى كل تقدير فكان عند الوفاة النبوية بن عشر يزيد أو ينقص فيكون من هذا القسم لاحتماله ولكن المشهور أنه تابعي وذكر الشيخ شمس الدين الكرماني شارح البخاري في شرحه أنه رأى في بعض النسخ في حديث عائشة سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت قارىء في المسجد فقال أصوت عباد هو قال الكرماني في بعض النسخ عباد بن تميم قلت وهو غلط وإنما فسر بعباد بن بشر كما بينته في فتح الباري وعباد هذا روى عن أبيه وعن عمه لأمه وعن عويمر بن أشقر وأبي سعيد الخدري روى عنه الزهري وعمرو بن يحيى المازني ويحيى بن سعيد الأنصاري وآخرون وثقة العجلي والنسائي وغيرهما وحديثه في الصحيحين عباد بن جعفر بن رفاعة بن أمية بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم والد محمد بن عباد التابعي المشهور ذكره بن منده وقال له ذكر في الصحابة ولا تعرف له رواية ولا صحبة قلت مات أبوه قبل فتح مكة فله رواية إن لم يكن له صحبة عباد بن الحارث بن عدي بن الأسود بن الأصرم بن جحجبي بن كلفة بن عوف الأنصاري الأوسي يعرف بفارس ذي الخرق وهي فرس له شهد أحدا وما بعدها واستشهد باليمامة ذكره أبو عمر عباد بن حنيف أخو عثمان وسهل الأنصاري الأوسي ذكره أبو عبيد مع إخوته عباد بن خالد الغفاري ذكره المستغفري وقال إنه من أهل الصفة ويقال فيه عباد بكسر المهملة والتخفيف كذا ضبطه بن عبد البر وقال له صحبة وحديثان عند عطاء بن السائب عن أبيه عن خالد بن عباد بن خالد عن ابنه عباد عن أبيه وقال البغوي كان من أهل الصفة فيما بلغني وروى أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى من طريق مصعب بن محمد بن عبد الله بن أبي أمية عن أم سلمة قالت كان أهل الحاجة من الصحابة ربيعة بن كعب وأسماء وهند ابنا حارثة وطهية الغفاري وعباد بن خالد الغفاري وجعيل بن سراقة وعرباض بن سارية وعمرو بن عوف وعبد الله بن مغفل وأبو هريرة وواثلة بن الأسقع قال البلاذري مات عباد بن خالد الغفاري في أيام معاوية ورأيت مضبوطا في نسخة مجودة من كتاب البلاذري عباد بالتشديد عباد بن الخشخاش بمعجمات يأتي في عبادة عباد بن سابس ذكره يحيى بن منده مستدركا على جده ولم يخرج له شيئا وقال روى عنه أبو هريرة حكاه موسى عباد بن سحيم الضبي ذكره بن أبي عاصم في الصحابة ولم يخرج له شيئا وقال البخاري هو تابعي حكاه بن منده قلت لم أره في تاريخه عباد بن سنان بن سالم بن جابر بن سالم بن مرة السلمي قال بن الكلبي له صحبة وكذا قال بن السكن وجزم الرشاطي بأنه عباد بن شيبان الأحمسي عباد بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي ذكر موسى بن عقبة وابن إسحاق أنه استشهد بأحد قتله صفوان بن أمية (4/23)
<24> عباد بن شرحبيل ويقال شراحيل اليشكري ثم الغبري من بني غبر بضم المعجمة وفتح الموحدة الخفيفة بن يشكر نزل البصرة قال بن السكن يقال له صحبة وفيه نظر قلت روى حديثه أبو داود والنسائي وابن أبي عاصم بإسناد صحيح عن أبي بشر وهو جعفر بن أبي وحشية سمعت عباد بن شرحبيل رجلا منا من بني غبر قال أصابتنا سنة فدخلت حائطا من حيطان المدينة فأخذت فسيلا فعركته فأكلته فجاء صاحب الحائط وضربني وأخذ كسائي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال له ما علمته إذ كان جاهلا ولا أطعمته إذ كان جائعا وأمره فرد إليه ثوبه الحديث وفي بعض طرقه خرجت أنا وعمي إلى المدينة كذا هو في الأوسط للطبراني ووقع في نسخة منه بن شراحيل بدل شرحبيل وقال البغوي ماله غيره عباد بن شيبان أبو إبراهيم حليف قريش كذا قال بن منده وقال أبو عمر عباد بن شيبان قال خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمامة بنت ربيعة فأنكحني ولم يشهد روى عنه ابناه إبراهيم ويحيى وكذا ذكر بن سعد نحوه وقال إنه حليف بني عبد المطلب وأورد بن منده من طريق يحيى بن العلاء عن إسحاق بن عبد الله عن إسماعيل بن إبراهيم بن عباد بن شيبان عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ألا أنكحك أميمة بنت ربيعة بن الحارث قال بلى قال وأنكحتكها ولم يشهد من وجه آخر عن يحيى بن العلاء عن إسماعيل به بغير واسطة إسحاق وكذا أخرجه بن قانع في ترجمة شيبان لكن وقع عنده أمامة بنت عبد المطلب نسبها لجد أبيها ورواه سعية عن يحيى بن العلاء عن رجل عن إسماعيل بن إبراهيم عن رجل من بني سليم قال خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمامة وأخرجه بن السكن من طريق يزيد بن عياض عن إسماعيل بن إبراهيم بن سنان عن أبيه عن جده بنحوه وكذا وقع عنده سنان وقد أخرجه أبو نعيم والظاهر أنه تصحيف فقد ذكر الطبري في تاريخه في سنة ثمان لخمس ليال بقين من رمضان هدم خالد بن الوليد العزي ببطن نخلة صنم لبني شيبان بطن من بني سليم حلفاء بني هاشم وهذه الروايات في أن الصحبة لعباد ومنهم من أعاد الضمير لإبراهيم فجعل القصة لشيبان كما تقدم في القسم الأول من الشين المعجمة وقال بن السكن روى محمد بن أبي حميد عن إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه عن جده حديثا آخر ولم يسمه عباد بن شيبان الأنصاري السلمي بفتحتين والد أبي هريرة يحيى بن عباد تقدم ما يتعلق به في ترجمة شيبان في الشين المعجمة وذكره البخاري في التابعين وقد خلط بعضهم هذه الترجمة بالتي قبلها والصواب المغايرة بينهما عباد بن عبد العزي بن محصن بن عقيدة بن وهب بن الحارث بن جشم بن لؤي بن غالب كان يلقب بالخطيم لأنه ضرب على أنفه يوم الجمل وقد ذكر أبو عمر عن بن الكلبي أن له صحبة عباد بن عبد عمرو يأتي في عياذ بالمثناة من تحت والذال المعجمة عباد بن عبيد بن التيهان ذكر أبو عمر عن الطبري أنه شهد بدرا عباد بن عمرو الديلي ويقال الليثي ذكره البغوي وغيره في الصحابة وروى البخاري (4/24)
<25> وابن أبي خيثمة وغيرهما من طريق مسعود بن سعد عن عطاء بن السائب عن بن عباد عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية واقفا في موقف ثم رآه بعد ما بعث واقفا فيه قال وجاء رجل من بني ليث فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنشدك قال لا فأنشده بعد الرابعة مدحه له فقال إن كان أحد من الشعراء أحسن فقد أحسنت قال بن منده رواه جرير عن عطاء فقال بن ربيعة عن عباد عن أبيه رواه شعيب بن صفوان عن عطاء فقال عن ابني ربيعة عن أبيهما قلت تقدم فيمن اسمه ربيعة ربيعة بن عباد لكنه بكسر المهملة والتخفيف وقد تقدم في ترجمة ربيعة في حرف الراء ما يقتضي أن لأبيه صحبة فالظاهر أنه هذا عباد بن عمرو الأزدي ويقال عياذ بتحتانية معجمة يأتي عباد بن عمرو له حديث في فتح مكة يرويه أبو عاصم ذكره البغوي والمستغفري واستدركه أبو موسى عباد بن قيس بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة وبدرا عباد بن قيس بن عبسة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ذكره بن سعد فيمن شهد بدرا هو وأخوه سبيع قال وهو عم أبي الدرداء ذكره بن إسحاق وعروة والواقدي وغيرهم فيمن استشهد بمؤنة ويقال اسمه عبادة بالضم والتخفيف وزيادة هاء عباد بن قيظي الأنصاري الحارث أخو عبد الله وعقبة لهم صحبة واستشهدوا يوم جسر أبي عبيد قاله أبو عمر عباد بن كثير الأنصاري الأشهلي ذكر الأموي في مغازيه أنه استشهد باليمامة واستدركه بن فتحون عباد بن مرة الأنصاري ويقال مرة بن عباد ذكره بن منده قال عداده في الشاميين روى حديثه سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عنه أنه خرج يوما فإذا النبي صلى الله عليه وسلم متغير اللون فسأله فقال من الجوع الحديث ورواه أبان بن أبي عياش عن سعيد بن المسيب عن مرة بن عباد قلت أخرجه بن قانع من طريقه فيمن اسمه مرة عباد بن ملحان الأنصاري الأوسي شهد أحدا واستشهد يوم الجسر ذكره العدوي عباد بن نهيك الأنصاري الخطمي ذكر أبو عمر أنه الذي أخبر قومه بأن القبيلة قد حولت قلت وقد تقدم هذا في ترجمة عباد بن بشر بن قيظي عباد بن نوفل بن خراش العبدي ثم المحاربي ذكر أبو عبيدة أنه وفد هو وابنه عبد الرحمن على النبي صلى الله عليه وسلم مع وفد عبد القيس قاله الرشاطي قال ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون عباد بن وهب الأنصاري يقال إنه الذي أخبر قومه بأن القبلة قد تحولت والمحفوظ (4/25)
<26> في ذلك عباد بن بشر بن قيظي عباد الزرقي يأتي في عبادة عباد العبدي والد ثعلبة قال بن حبان يقال إن له صحبة وروى الطبراني وابن السكن وابن شاهين من طريق قيس بن الربيع عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد عن أبيه قال لا أدري كم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أزواجا وأفرادا ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذقنه الحديث في فضل الوضوء تفرد به قيس بن الربيع قاله بن السكن قال بن يونس وابن ماكولا وأبو عمر هو بكسر المهملة وتخفيف الموحدة وذكره بن مندة وغيره في تضاعيف من اسمه عباد بالمشددة فالله أعلم عباد العدوي ذكره البخاري في الصحابة قاله بن منده وروى البخاري وابن السكن والباوردي من طريق ثابت بن محمد عن أبي بكر بن عياش عن ليث بن أبي سليم عن عائشة بنت ضرار عن عباد العدوي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ويل للأمناء وويل للعرفاء قال بن مندة ورواه غيره فقال عن عباد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن السكن لم يصح حديثه ولم يذكر سماعا ومخرجه عن ليث بن أبي سليم أحد الضعفاء عباد الشيباني ذكره البغوي وقال روى بن وهب من طريق أبي عبد الرحمن المعافري عن عباد الشيباني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال بعد المغرب أو الصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحديث ذكر من اسمه عباد بكسر أوله والتخفيف عباد بن خالد الغفاري تقدم في عباد عباد بن عمرو الدئلي تقدم في عباد أيضا عباد العبدي والد ثعلبة تقدم في عباد أيضا ذكر من اسمه عبادة بالضم والتخفيف وزيادة هاء آخره عبادة بن الأشيب العنزي بسكون النون قال بن منده عداده في أهل فلسطين ثم ساق من طريق مطرف بن أبي الجبير بن المصادق بن أمية العنزي عن أبيه عن جده المصادق عن عبادة بن الأشيب العنزي قال خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت فكتب لي كتابا من محمد نبي الله إلى عبادة بن أشيب إني أمرتك على قومك الحديث وفي إسناده مجهولون وأخرجه الإسماعيلي في معجم الصحابة من هذا الوجه وساق الحديث بتمامه وفي آخره قال فجئت إلى قومي فأسلموا (4/26)
<27> عبادة بن أوفى أو بن أبي أوفى بن حنظلة بن عمرو بن رياح بن جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة أبو الوليد النميري قال بن مندة اختلف في صحبته وعداده في أهل الشام وروى عنه أبو سلام وربيعة بن يزيد وتعقبه أبو نعيم بأنه شامي روى عن عمرو بن عبسة فيمن أعتق مسلما قال ولم يذكره أحد في الصحابة ورد عليه بن الأثير بأن بن عبد البر ذكره وهو رد عجيب فإن بن عبد البر بعد أبي نعيم فكيف يرد عليه قوله بمن جاء بعده مع أن أبا عمر قال مع ذلك يقال إن حديثه مرسل قلت وقد استوعب بن عساكر ترجمته فلم يذكر ما يدل على أن له صحبة وذكره في التابعين البخاري وابن أبي حاتم وأبو زرعة الدمشقي وأبو بكر بن عيسى وأبو الحسن بن سميع وابن حبان وغيرهم عبادة بن الخشخاش بمعجمات بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو البلوي حليف الأنصار نسبه بن الكلبي ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد ودفن هو والمجذر بن زياد والنعمان بن مالك في قبر واحد وذكره بن إسحاق وأبو معشر في البدريين وسماه الواقدي عبدة وسماه أبو عمر عباد بالفتح والتشديد بغيرها وقال فيه بن منده العنبري وهو وهم منه فإنهم اتفقوا على أنه بلوي وأنه حليف بني سليم وقد روى بن منده من طريق يونس بن بكير عن بن إسحاق وقتل يوم أحد من بني عوف بن الخزرج ثم من بني سالم عبادة بن الخشخاش قال بن الأثير لعل بن مندة رأى الخشخاش العنبري في الصحابة فظن أن هذا ولده وليس كذلك عبادة بن رافع الأنصاري ذكره المستغفري وروى من طريق ثابت بن سعد حدثني عمي خالد بن ثابت عن عبادة بن رافع وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمنين إذا التقيا فيحضرهما سبعون حسنة فأيهما أبش لصاحبه كان له تسع وستون وللآخر حسنة عبادة بن سعد بن عثمان الزرقي يأتي في عبادة الزرقي عبادة بن الشماخ أو عوانة ذكره أبو عمر مختصرا عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أبو الوليد قال خليفة بن خياط وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن العجلان شهد بدرا وقال بن سعد كان أحد النقباء بالعقبة وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي مرثد الغنوي وشهد المشاهد كلها بعد بدر وقال بن يونس شهد فتح مصر وكان أمير ربع المدد وفي الصحيحين عن الصنابحي عن عبادة قال أنا من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة الحديث وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا روى عنه أبو أمامة وأنس وأبو أبي أنس بن أم حرام وجابر وفضالة بن عبيد من الصحابة وأبو إدريس الخولاني وأبو مسلم الخولاني وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي وحطان الرقاشي وأبو الأشعث الصنعاني وجبير بن نفير وجنادة بن أمية وغيرهم من كبار التابعين ومن بعدهم وبنوه الوليد وعبد الله وداود وآخرون أخرج حميد بن زنجويه في كتاب الترغيب من طريق أبي الأشعث أنه راح إلى مسجد دمشق فلقي شداد بن أوس والصنابحي فقالا أذهب بنا إلى أخ لنا نعوده فدخلا على عبادة فقالا كيف أصبحت فقال أصبحت بنعمة من الله (4/27)
<28> وفضل قال عبد الصمد بن سعيد في تاريخ حمص هو أول من ولي قضاء فلسطين ومن مناقبه ما ذكر في المغازي لابن إسحاق حدثني أبي إسحاق بن يسار عن عبادة بن الصامت قال لما حارب بنو قينقاع بسبب ما أمرهم عبد الله بن أبي وكانوا حلفاءه فمشى عبادة بن الصامت وكان له حلف مثل الذي لعبد الله بن أبي فخلعهم وتبرأ إلى الله ورسوله من حلفهم فنزلت يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى الآية وذكر خليفة أن أبا عبيدة ولاه إمرة حمص ثم صرفه وولي عبد الله بن قرط وروى بن سعد في ترجمته من طريق محمد بن كعب القرظي أنه ممن جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكذا أورده البخاري في التاريخ من وجه آخر عن محمد بن كعب وزاد فكتب يزيد بن أبي سفيان إلى عمر قد أحتاج أهل الشام إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم فأرسل معاذا وعبادة وأبا الدرداء فأقام عبادة بفلسطين وقال السراج في تاريخه حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن جنادة دخلت على عبادة وكان قد تفقه في دين الله هذا سند صحيح وفي مسند إسحاق بن راهويه والأوسط للطبراني من طريق عيسى بن سنان عن يعلى بن شداد قال ذكر معاوية الفرار من الطاعون فذكر قصة له مع عبادة فقام معاوية عند المنبر بعد صلاة العصر فقال الحديث كما حدثني عبادة فاقتبسوا منه فهو أفقه مني ولعبادة قصص متعددة مع معاوية وإنكاره عليه أشياء وفي بعضها رجوع معاوية له وفي بعضها شكواه إلى عثمان منه تدل على قوته في دين الله وقيامه في الأمر بالمعروف وروى بن سعد في ترجمته أنه كان طوالا جميلا جسيما ومات بالرملة سنة أربع وثلاثين وكذا ذكره المدائني وفيها أرخه خليفة بن خياط وآخرون منهم من قال مات ببيت المقدس وأورده بن عساكر في ترجمته أخبارا له مع معاوية تدل على أنه عاش بعد ولاية معاوية الخلافة وبذلك جزم الهيثم بن عدي وقيل إنه عاش إلى سنة خمس وأربعين عبادة بن طارق الأنصاري ذكره الواقدي فيمن قسم عمر بن الخطاب بينهم خيبر لما أجلى اليهود عنها واستدركه بن فتحون عبادة بن عبد الله بن أبي بن سلول الخزرجي أخو عبد الله بن عبد الله مات أبوه سنة تسع وكان هذا حينئذ رجلا وله ولد اسمه جليحة تزوج زيد بن ثابت بنته أمامة ذكروه في أنساب الخزرج عبادة بن عمرو بن محصن الأنصاري ذكره العسكري وقال أبو أحمد أنه استشهد يوم بئر معونة وكذا ذكره خليفة بن خياط عبادة بن قرط أو قرص بن عروة بن بجير بن مالك بن قيس بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الضبي نزل البصرة قال بن حبان له صحبة والصحيح أنه بن قرص بالصاد ذكره البخاري عن علي بن المديني عن رجل من قومه وروى أحمد من طريق حميد بن هلال قال قال عبادة بن قرط إنكم لتأتون أمورا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات وأدخل أحمد في مسنده والحارث والطيالسي وغيرهم بين حميد وعبادة رجلا وهو أبو قتادة العدوي وروى الطبراني من طريق حميد بن هلال أيضا عن عبادة بن قرط الليثي أنه قال للخوارج حين أخذوه بالأهواز ارضوا بما رضي به رسول الله صلى الله عليه وسلم مني حين (4/28)
<29> أسلمت قال بالشهادتين قال فأخذوه فقتلوه قال بن حيان كان ذلك سنة إحدى وأربعين وأخرجه البغوي مطولا وفي أوله أن عبادة بن قرط غزا فلما رجع وكان قريبا من الأهواز سمع أذانا فقصده ليصلي جماعة فأخذه الخوارج فذكره وأخرجه من وجه آخر قال فيه عن عبادة بن قرط أو قرص وكان له صحبة عبادة بن قيس تقدم في عباد عبادة بن مالك الأنصاري يأتي في عباية عبادة الزرقي قال موسى بن هارون له صحبة ومن زعم أنه عبادة بن الصامت فقد وهم وقال بن أبي حاتم عن أبيه كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن حبان له صحبة وقال أبو عمر لا ندفع صحبته وقال بن السكن يقال له صحبة وليس له غير حديث واحد ثم أخرجه من طريق عبد الرحمن بن حرملة عن يعلى عن عبد الرحمن بن هرمز أن عبد الله بن عبادة الزرقي أخبره أنه كان يصيد العصافير قال فرآني أبي عبادة وقد أخذت عصفورا فنزعه مني وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها قال وكان عبادة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا أخرجه البخاري في تاريخه وموسى بن هارون وأبو نعيم وذكر بن منده أن دحيما وغيره رووه عن أبي ضمرة فقالوا عباد قلت وكذا قال عبد الرحمن بن أحمد في زيادات المسند عن محمد بن عباد وغيره عن أبي ضمرة ووجدت الذي أشار إليه موسى بن هارون عن أحمد في مسنده فإنه خرج الحديث عن علي بن المديني عن أنس بن عياض وهو أبي ضمرة فقال فيه إن عبد الله بن عباد الزرقي أخبره أنه كان يصيد العصافير قال فرآني عبادة بن الصامت وترجح قول من قال فيه عبادة الزرقي رواية بن وهب التي أخرجها بن السكن من طريقه عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن عبد الرحمن بن حرملة وقد تقدم في ترجمة سعد بن عثمان الزرقي أن له ابنا يقال له عبادة له صحبة فهو هذا وقد ذكر بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأس عبادة بن سعد بن عثمان الزرقي قلت وله في هذا قصة ذكرتها في ترجمة والده أبي عبادة سعد بن عثمان الزرقي والله أعلم ذكر من اسمه العباس العباس بن أنس بن عامر السلمي ثم الرعلي تقدم نسبه في ترجمة ولده أنس بن العباس ذكر بن إسحاق من طريق أبي بكر بن أبي الجهم قال كان العباس بن أنس شريكا لعبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم ثم شهد الخندق مع المشركين فلما هزم الله الأحزاب أسلم العباس في بني سليم أخرجه أبو موسى وحكى أبو الفرج الأصبهاني أنه كان رئيس بني سليم قال وأثنى عليه خفاف بن ندبة السلمي لما مات فقال كان يتقي بخيله عند الموت ولا يكالب الصعاليك على الأسلاب ولا يقتل الأسرى قال وكان موته في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابنه أنس بن العباس من الأمراء في الفتوح (4/29)
<30> وقد تقدم ذكر ولده رزين بن أنس وقال المرزباني في معجم الشعراء هو العباس بن ريطة وهي والدته وكان ربما ينسب إليها وأنشد له قوله وأهلكني أن لا يزال يكيدني أخو حنق في القوم حراب عامر أكر إذا ما الخيل كانت كأنها قنابل يملؤها قنا متواتر قال ويروي لولده أنس العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف الأنصاري الخزرجي من أصحاب العقبة ذكر بن إسحاق قال حدثني معبد بن كعب عن أخيه عبد الله عن أبيه قال خرجنا إلى مكة ومعنا حجاج قومنا فذكر الحديث في قصة بيعة العقبة قال فقال العباس بن عبادة بن نضلة يا معشر الخزرج هل تدرون علام تأخذون محمدا فإنكم تأخذونه على حرب الأحمر والأسود فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكتم أسلمتموه فمن الآن فاتركوه وإن صبرتم على ذلك فخذوه قال فقلنا بل نأخذه على ذلك قال بن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر نحوه قال فقال عاصم والله ما قال ذلك العباس إلا ليشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم العقد قال وقال عبد الله بن أبي بكر ما قال ذلك إلا لمحضر عبد الله بن أبي بن سلول قال وأقام العباس بمكة حتى هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فهاجر وكان أنصاريا مهاجريا واستشهد بأحد العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الفضل أمه نتيلة بنت جناب بن كلب ولد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين وضاع وهو صغير فنذرت أمه إن وجدته أن تكسو البيت الحرير فوجدته فكست البيت الحرير فهي أول من كساه ذلك وكان إليه في الجاهلية السقاية والعمارة وحضر بيعة العقبة مع الأنصار قبل أن يسلم وشهد بدرا مع المشركين مكرها فأسر فافتدى نفسه وافتدى بن أخيه عقيل بن أبي طالب ورجع إلى مكة فيقال إنه أسلم وكتم قومه ذلك وصار يكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأخبار ثم هاجر قبل الفتح بقليل وشهد الفتح وثبت يوم حنين وقال النبي صلى الله عليه وسلم من آذى العباس فقد آذاني فإنما عم الرجل صنو أبيه أخرجه الترمذي في قصة وقد حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأحاديث روى عنه أولاده وعامر بن سعد والأحنف بن قيس وعبد الله بن الحارث وغيرهم وقال بن المسيب عن سعد كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل العباس فقال هذا العباس أجود قريش كفا وأوصلها وأخرجه النسائي وأخرج البغوي في ترجمة أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بسند له إلى الشعبي عن أبي هياج عن أبي سفيان بن الحارث عن أبيه قال كان العباس أعظم الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة يعترفون للعباس بفضله ويشاورونه ويأخذون رأيه ومات بالمدينة في رجب أو رمضان سنة اثنتين وثلاثين وكان طويلا جميلا أبيض العباس بن عتبة بن أبي لهب الهاشمي مات أبوه كافرا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة وخلف هذا وكان عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وله ولد اسمه (4/30)
<31> الفضل شاعر مشهور وهو صاحب الأبيات المشهورة في مدح علي ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا عن هاشم ثم منها عن أبي الحسن عباس بن قيس الحجري ذكره البغوي وقال بلغني أنه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه تعالى قال يا بن أدم أعطيتك ثلاثا لم يكن لك في ذلك حق ثلث مالك يكفر خطاياك بعدك الحديث وذكره المستغفري ولم يورد له شيئا وأخرج الإسماعيلي الحديث المذكور من طريق قيس بن بدر الحجري عن عباس بن قيس فذكره عباس بن قيس بن عامر بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي ذكر الرشاطي عن بن الكلبي أنه شهد العقبة قال ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون العباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد قيس بن رفاعة بن الحارث بن يحيى بن الحارث بن بهثة بن سليم أبو الهيثم السلمي مات أبوه وشريكه حرب بن أمية والد أبي سفيان في يوم واحد قتلهما الجن ولهما في ذلك قصة وشهد العباس بن مرداس مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتح وحنينا وهو القائل لما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن من غنائم حنين أكثر مما أعطاه أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع وما كان حصن ولا حابس يفوقان مرداس في مجمع الأبيات والعبيد بالتصغير اسم فرسه وقال بن سعد لقي النبي صلى الله عليه وسلم بالمشلل وهو متوجه إلى فتح مكة ومعه سبعمائة من قومه فشهد بهم الفتح وذكر بن إسحاق أن سبب إسلامه رؤيا رآها في صنمه ضمار وزعم أبو عبيدة أن الخنساء الشاعرة المشهورة أمه وقد حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه كنانة وعبد الرحمن بن أنس السلمي ويقال أنه ممن حرم الخمر في الجاهلية وسأل عبد الملك بن مروان جلسائه من أشجع الناس في شعره فتكلموا في ذلك فقال أشجع الناس العباس بن مرداس في قوله أكر على الكتيبة لا أبالي أحتفي كان فيها أم سواها وكان ينزل البادية بناحية البصرة العباس بن معد يكرب الزبيدي قال بن حبان والمستغفري له صحبة واستدركه أبو موسى العباس الحميدي ذكره بن أبي حاتم عن أبيه فقال روى الأويسي عن سعيد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن رافع عن بن عباس الحميدي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بكم إذا فسق شبابكم الحديث العباس مولى بني هاشم روى بن مندة من طريق قيس بن الربيع عن عاصم بن سليمان عن العباس مولى بني هاشم قديم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال خرج رسول الله صلى الله (4/31)
<32> عليه وسلم إلى المسجد فرأى نخامة في المسجد في القبلة فحكها ثم لطخها بزعفران العباس الرعلي استدركه بن فتحون وعزاه للطبري وقال ليس هو بن مرداس قلت إلا أني أظن أنه بن أنس المتقدم عباية بالتخفيف وبعد الألف تحتانية بن بحير الباهلي له ولأبيه يزيد صحبة وذكر بن أبي حاتم أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أنكر عليه واسمه إبله عند الخطام عباية بن مالك الأنصاري ذكره بن إسحاق وقال إنه كان على ميسرة المسلمين يوم مؤتة وقال بن هشام يقال هو عبادة عباية والد أبي نعامة قيس بن عباية روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصوم وروى عنه ابنه قيس وقال بن منده ذكر في الصحيح ولا يصح بسم الله الرحمن الرحيم حرف العين المهملة ذكر من اسمه عبد الله عبد الله بن أبي بن خلف القرشي الجمحي قال أبو عمر أسلم يوم الفتح وقتل يوم الجمل عبد الله بن أبي بن قيس بن يزيد بن سواد الأنصاري أبو أبي بن أم حرام مشهور بكنيته وقيل اسمه عبد الله بن عمرو وقيل عمرو بن عبد الله وقيل غير ذلك يأتي في الكنى عبد الله بن أحق يأتي في بن أوس بن وقش عبد الله بن الأخرم بن سيدان بن فهم بن غيث بن كعب التميمي ويقال الطائي عم المغيرة بن سعد بن الأخرم تقدم له حديث في ترجمة سعد بن الأخرم وذكر له خليفة حديثا آخر وسمى أباه ربيعة فكأن الأخرم لقبه وقال البخاري قال لي أبو حفص حدثنا بن داود سمعت الأعمش عن عروة عن المغيرة بن سعد بن الأخرم أن عمه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال البخاري مغيرة بن سعد بن الأخرم لا يصح إنما هو مغيرة بن عبد الله عبد الله بن الأدرع وقيل بن أزعر وهو بن أبي حبيبة يأتي عبد الله بن إدريس الخولاني يأتي في بن عمرو عبد الله بن الأرقم بن أبي الأرقم واسمه عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري قال البخاري عبد يغوث جده وكان خال النبي صلى الله عليه وسلم أسلم يوم الفتح وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر وعمر وكان على بيت المال أيام عمر وكان أميرا عنده حدثت حفصة أنه قال لها لولا أن ينكر علي قومك لاستخلف عبد الله بن الأرقم وقال السائب بن يزيد ما رأيت أخشى لله منه وأخرج البغوي من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم استكتب عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث وكان يجيب عنه الملوك وبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك فيكتب ويختم ولا يقرؤه (4/32)
<33> لأمانته عنده واستكتب أيضا زيد بن ثابت وكان يكتب الوحي وكان إذا غاب بن الأرقم وزيد بن ثابت واحتاج أن يكتب إلى أحد أمر من حضر أن يكتب فمن هؤلاء عمر وعلي وخالد بن سعيد والمغيرة ومعاوية ومن طريق محمد بن صدقة الفدكي عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال عمر كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم كتاب فقال لعبد الله بن الأرقم الزهري أجب هؤلاء عني فأخذ عبد الله الكتاب فأجابهم ثم جاء به فعرضه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أصبت قال عمر فقلت رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كتبت فما زالت في نفسي يعني حتى جعلته على بيت المال وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه عبد الله بن عتبة بن مسعود وأسلم مولى عمر ويزيد بن قتادة وعروة قال بن السكن توفي في خلافة عثمان وهو مقتضى صنيع البخاري في تاريخه الصغير ووقع في ثقات بن حبان أنه توفي سنة أربع وأربعين وهو وهم وقال مالك بلغني أن عثمان أجاز عبد الله بن الأرقم بثلاثين ألفا فأبى أن يقبلها وقال إنما عملت لله وأخرج البغوي من طريق بن عيينة عن عمرو بن دينار استعمل عثمان عبد الله بن الأرقم على بيت المال فأعطاه عمالة ثلاثمائة ألف فأبى أن يقبلها فذكر نحوه عبد الله بن أريقط ويقال أريقد بالدال بدل الطاء المهملتين ويقال بقاف بصيغة التصغير الليثي ثم الديلي دليل النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر لما هاجرا إلى المدينة ثبت ذكره في الصحيح وأنه كان على دين قومه وسيأتي له ذكر في ترجمة عبد الله بن أبي بكر الصديق قريبا يتعلق بالهجرة أيضا ولم أر من ذكره في الصحابة إلا الذهبي في التجريد وقد جزم عبد الغني المقدسي في السيرة له بأنه لم يعرف له إسلاما وتبعه النووي في تهذيب الأسماء عبد الله بن إسحاق الأعرج ذكره بن منده وأخرج من طريق عبد الملك بن إبراهيم قال أخبرني حاجب بن عمر قال كان اسم جدي عبد الله بن إسحاق وكان أصيبت رجله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه الأعرج عبد الله بن أسعد بن زرارة الأنصاري ذكره بن أبي حاتم وابن حبان وغيرهما في الصحابة وقال البغوي ذكره البخاري في الصحابة وهو خطأ وروى أبو بكر بن أبي شيبة والبزار والبغوي وابن السكن والحاكم من طريق هلال الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهيت إلى سدرة المنتهى ليلة أسري بي فأوحي إلي في علي أنه إمام المتقين الحديث وأشار إليه بن أبي حاتم بقوله روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو كثير وأخرج البغوي طرفا منه ولفظه أسري بي في قفص من لؤلؤ فراشه من ذهب ولم يذكر قصة على لكن وقع عنده عن عبد الله بن سعد بن زرارة وبهذا قال أولا إنه خطأ وأسعد بن زرارة مات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلا يبعد الصحبة لابنه وأما قول بن سعد إنه لا عقب له إلا من البنات فلا يمنع أن خلف ولدا ذكرا ويموت ولده عن غير ذكر فينقرض عقبه من الذكور وسيأتي ذكر عبد الرحمن بن اسعد بن زرارة وما في اسم أبيه من الاختلاف وقد ذكر الخطيب الاختلاف في سند هذا الحديث في الموضح قال الخطيب هكذا رواه أحمد بن المفضل ويحيى بن أبي بكر الكرماني عن جعفر (4/33)
<34> الأحمر وخالفهما نصر بن مزاحم عن جعفر فزاد في السند عن أبيه فصار من مسند أسعد بن زرارة وخالف جعفر المثنى بن القاسم فقال عن هلال عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أنس عن أبي أمامة رفعه وقيل عن المثنى عن هلال كرواية نصر بن مزاحم ورواه أبو معشر الدارمي عن عمرو بن الحصين عن يحيى بن العلاء عن حماد بن هلال عن محمد بن أسعد بن زرارة عن أبيه عن جده وقال محمد بن أيوب بن الضريس عن عمرو بن الحصين بهذا السند مثل رواية نصر بن مزاحم انتهى كلام الخطيب ملخصا ويمكن الجمع بأن يكون عبد الله بن أسعد ليس ولد الأسعد لصلبه بل هو بن ابنه ولعل أباه هو محمد فيوافق رواية نصر وهذه الرواية الأخيرة ويكون قوله رواية المثنى بن القاسم عن أنس تصحيفا وإنما هي عن أبيه وأما أبو أمامة فهو أسعد بن زرارة هكذا كان يكنى والله أعلم ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء والمتن منكر جدا والله أعلم عبد الله بن الأسقع الليثي روى حديثه أبو شهاب عن المغيرة بن زياد عن مكحول عنه مرسلا هكذا أخرجه بن منده وقال البغوي يقال هو أخو واثلة وأسند حديثه هو وابن قانع ولفظ المتن يحشر الناس آحادا الحديث وصوب بن عساكر في تاريخه أن الحديث من رواية مكحول عن واثلة بن الأسقع عبد الله بن أسلم بن زيد بن بيحان بن عامر بن مالك بن عامر بن أنيف البلوي حليف الأنصار الأنصاري قال بن سعد بايع تحت الشجرة وكذا قال بن الكلبي والبغوي والطبري عبد الله بن الأسود بن شعبة بن علقمة بن شهاب بن عوف بن عمرو بن الحارث بن سدوس السدوسي ذكره بن أبي حاتم في الصحابة وقال البغوي ذكر أولاده أن له صحبة ووفادة ولا أعلم له حديثا قلت بل له حديث أخرجه البزار والطبراني وغيرهما من طريق عبد الحميد بن عقبة عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن أبي جده عبد الله بن الأسود قال خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني سدوس فأهدينا له تمرا فقربناه إليه على نطع فأخذ الحفنة من التمر فقال أيش هذا فجعل يسمى له فذكر الحديث قال البزار لا نعلمه روى إلا هذا وذكره بهذا الحديث بن أبي حاتم فقال ذكر أنه وفد روى عبد الحميد فذكره وقال مسلم بن إبراهيم عن الصعق بن حزن عن قتادة هاجر من ربيعة أربعة بشير بن الخصاصية وفرات بن حيان وعمرو بن ثعلب وعبد الله بن الأسود قلت وله ذكر في ترجمة الخمخام عبد الله بن أسيد بالفتح الثقفي وذكر الثعلبي في تفسيره أنه ممن نزل فيه ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا الآية واستدركه بن فتحون ويحتمل أن يكون هو عتبة بن أسيد وهو أبو نصر وإلا فأخوه عبد الله بن أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن الأسلمي قال بن الكلبي له صحبة ويقال هو عبد الله بن مالك بن أبي أسيد الآتي أو هو عمه عبد الله بن أصرم بن عمرو بن شعيثة الهلالي ذكره بن شاهين وروى من طريق المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم عبد عوف بن (4/34)
<35> أصرم بن عمرو فقال من أنت قال عبد عوف قال أنت عبد الله فأسلم وفي ذلك يقول رجل من ولده جدي الذي اختارت هلال كلها إلى النبي عبد عوف وافدا وقد مضى له ذكر في ترجمة زياد بن عبد الله بن مالك الهلالي وشعيثة بمعجمة ثم مهملة ثم مثلثة مصغرا عبد الله بن الأعور المازني الأعشى الشاعر ذكره بن أبي حاتم في الصحابة وسمى أباه الأعور ثم أعاده وسمى أباه عبد الله وقال المرزباني اسم الأعور رؤبة بن قراد بن غضبان بن حبيب بن سفيان بن نكرز بن الحرماز بن مالك بن عمرو بن تميم يكنى أبا شعيثة وكذا نسبه الآمدي وقال أهل الحديث يقولون المازني وإنما هو الحرماني وليس في بني مازن أعشى وروى حديثه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق عوف بن كهمس بن الحسن عن صدفة بن طيسلة حدثني معن بن ثعلبة المازني والحي بعده قالوا حدثنا الأعشى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته يا مالك الناس وديان العرب إني لقيت ذربة من الذرب الأبيات وفيه قصة امرأته وهربها وفي الأبيات قوله وهن شر غالب لمن غلب قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهن شر غالب لمن غلب يتمثلهن وروى عن صدقة عن ثعلبة بن معن عن الأعشى وعن صدقة عن بقية بن ثعلبة عن الأعشى وروى عنه طيسلة بن صدقة حدثني أبي وأخي عن الأعشى وسيأتي في ترجمة نضلة بن طريف من وجه آخر وفيه تسمية الأعشى عبد الله بن الأعور الحرمازي وزعم المرزباني أن الأعشى هذا هو القائل يا حكم بن المنذر بن الجارود سرادق المجد عليك ممدود أنت الجواد بن الجواد المحمود نبت في الجود وفي بيت الجود والعود قد ينبت في أصل العود قلت مقتضاه أن يكون عاش إلى خلافة بني مروان عبد الله بن اقرم بن زيد الخزاعي أبو سعيد قال البخاري وأبو حاتم له صحبة وروى أحمد والنسائي والترمذي من طريق داود بن قيس عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي عن أبيه قال كنت مع أبي بالقاع من نمرة فمر بنا ركب فأناخوا فقال أبي كن ها هنا حتى آتي هؤلاء القوم فدنا منهم فدنوت معه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فكنت أنظر إلى عفرة إبطيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد وله عند البغوي حديث آخر عبد الله بن أكيمة الليثي تقدم في سليم عبد الله بن أبي أمامة الحارثي عبد الله بن أم حرام هو أبي بن عمرو يأتي في الكنى عبد الله بن أم مكتوم يأتي في بن عمرو عبد الله بن أمية بن عرفطة يعد في أهل بدر حكاه الحافظ الضياء عبد الله بن أمية بن زيد الأنصاري ذكره العدوي عن بن القداح فيمن شهد (4/35)
<36> أحدا واستدركه بن فتحون عبد الله بن أبي أمية واسمه حذيفة وقيل سهل بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم المخزومي صهر النبي صلى الله عليه وسلم وابن عمته عاتكة وأخو أم سلمة قال البخاري له صحبة وله ذكر في الصحيحين ومن طريق زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعندي مخنث فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية أخي إن فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان الحديث وله ذكر وحديث آخر في الصحيح أنه قال لأبي طالب أترغب في ملة عبد المطلب الحديث في قصة موت أبي طالب وروى بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن عبد الله بن أبي أمية أنه أخبره قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيت أم سلمة في ثوب واحد ملتحفا به أخرجه البغوي وفيه وهم لأن موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما ذكروا أن عبد الله بن أمية استشهد بالطائف فكيف يقول عروة أنه أخبره وعروة إنما ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم بمدة فلعله كان فيه عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية فنسب في الرواية إلى جده أو يكون الذي روى عنه عروة أخ آخر لأم سلمة اسمه عبد الله أيضا وقد مشى الخطيب على ذلك في المتفق وقد وجدت ما يؤيد هذا الأخير فإن بن عيينة روى عن الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان سمعت جابر بن عبد الله يقول لما قدم مسلم بن عقبة المدينة بايع الناس يعني بعد وقعة الحرة قال وجاءه بنو سلمة فقال لا أبايعكم حتى يأتي جابر قال فدخلت على أم سلمة أستشيرها فقالت إني لأراها بيعة ضلالة وقد أمرت أخي عبد الله بن أبي أمية أن يأتيه فيبايعه قال فأتيته فبايعته ويحتمل في هذا أيضا أن يكون الصواب فأمرت بن أخي وإلى ذلك نحا بن عبد البر في التمهيد قال مصعب الزبيري كان عبد الله بن أبي أمية شديدا على المسلمين وهو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا وكان شديد العداوة له ثم هداه الله إلى الإسلام وهاجر قبل الفتح فلقي النبي صلى الله عليه وسلم بطرف مكة هو وأبو سفيان بن الحارث وبنحو ذلك ذكر بن إسحاق قال فالتمسا الدخول عليه فمنعهما فكلمته أم سلمة فقالت يا رسول الله بن عمك تعني أبا سفيان وابن عمتك تعني عبد الله فقال لا حاجة لي فيهما أما بن عمي فهتك عرضي وأما بن عمتى فقال لي بمكة ما قال ثم أذن لهما فدخلا وأسلما وشهدا الفتح وحنينا والطائف وقال الزبير بن بكار كان أبو أمية بن المغيرة يدعى زاد الركب وكان ابنه عبد الله شديد الخلاف على المسلمين ثم خرج مهاجرا فلقي النبي صلى الله عليه وسلم بين السقيا والعرج هو وأبو سفيان بن الحارث فأعرض عنهما فقالت أم سلمة لا تجعل بن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك وقال علي لأبي سفيان ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف ففعل فقال لا تثريب عليكم اليوم وقبل منهما وأسلما وشهد عبد الله الفتح وحنينا واستشهد بالطائف ثم وقع في كتاب بن الأثير وروى مسلم بإسناده عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن أبي أمية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد الحديث قال وروى مثله بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة وهو غلط قلت ليس ذلك في كتاب مسلم أصلا وكأنه قول أبي عمر قال مسلم روى عنه عروة فظن أن (4/36)
<37> مراده بأنه ذكر ذلك في الصحيح وليس كذلك والحديث المذكور عند البغوي من طريق بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن عبد الله بن أبي أمية وعن أبيه عن عروة عن عمر بن أم سلمة عبد الله بن أبي أمية أخو الذي قبله ذكره الخطيب في المتفق وقال ذكره غير واحد من أهل العلم وأنه غير الذي قتل بالطائف ثم ساق الحديث من طريق سليمان بن داود الهاشمي عن أبي الزناد عن أبيه عن عروة أخبرني عبد الله بن أبي أمية فذكره ثم أسند الخطيب من طريق البغوي قال قال محمد بن عمر مات النبي ولعبد الله بن أبي أمية ثمان سنين قال الخطيب وأنكر بعض العلماء أن يكون لأم سلمة أخ آخر يسمى عبد الله ورجحه الخطيب مستندا إلى أن أهل العلم بالنسب لم يذكروه عبد الله بن أبي أمية بن وهب الأسدي بالحلف ذكر الواقدي أنه استشهد بحنين ولم يذكره بن إسحاق عبد الله بن أنس أبو فاطمة الأزدي ويقال له الأسدي بسكون المهملة أيضا ذكره البغوي والباوردي وأخرجا من طريق إياس بن أبي فاطمة عن أبيه عن جده ولم يقع مسمى عندهما وقال أبو عمر روى عنه زهرة بن معبد قلت وقد نبه بن فتحون على ما في ذلك عبد الله بن أنيس ويقال بن أنس الأسلمي له ذكر في ترجمة هزال من كتاب بن منده فقال انه الذي مات ماعز من رجمه وجوز أبو موسى أنه الجهني وليس ببعيد عبد الله بن أنيس السلمي ذكره الواقدي فيمن استشهد باليمامة وروى محمد بن نصر المروزي في قيام الليل من طريق أبي النضر عن بسر بن عبيد الله عن عبد الله بن أنيس السلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريت ليلة القدر فأنسيتها الحديث هكذا قال وفي الإسناد محمد بن الحسن المخزومي أحد الضعفاء وأظنه وهم في قوله السلمي وإنما هو الجهني والحديث معروف من طريقه أخرجه مسلم وغيره من رواية أبي النضر بسنده وذكر الواقدي أيضا ان الذي قال في حق كعب بن مالك حبسه برداه والنظر في عطفيه هو عبد الله بن أنيس والذي في الصحيح فقال رجل من بني سلمة فوضح أنه هذا عبد الله بن أنيس بن المنتفق بن عامر العامري يأتي في عبد الله بن عامر عبد الله بن أنيس الجهني أبو يحيى المدني حليف بني سلمة من الأنصار وقال ابن الكلبي والواقدي هو من ولد البرك بن وبرة من قضاعة قال بن الكلبي واسم جده أسعد بن حرام بن حبيب بن مالك بن غنم بن كعب بن تيم وقد دخل ولد البرك في جهينة فقيل له الجهني والقضاعي والأنصاري والسلمي بفتحتين كذلك وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أولاده عطية وعمرو وضمرة وعبد الله وجابر بن عبد الله الأنصاري وآخرون وكان أحد من يكسر أصنام بني سلمة من الأنصار وذكر المزي في التهذيب عن بن يونس أنه أرخ وفاته سنة ثمانين وتعقب بأن الذي في تاريخ بن يونس أنه مات في هذه السنة أو غيره وهو مذكور بعد عبد الله بن أنيس بترجمتين فكأنه دخلت للمزي ترجمة (4/37)
<38> في ترجمة والمعروف أنه مات بالشام سنة أربع وخمسين وروى البخاري في التاريخ ما يصرح بأنه مات بعد أبي قتادة فأخرج من طريق أم سلمة بنت معقل عن جدتها خالدة بنت عبد الله بن أنيس قال جاءت أم البنين بنت أبي قتادة بعد موت أبيها بنحو نصف شهر إلى عبد الله بن أنيس وهو مريض فقالت يا عم أقرىء أبي مني السلام قال بن إسحاق شهد العقبة وما بعدها وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن نبيح العنزي وحده فقتله أخرجه أبو داود وغيره وقال بن يونس صلى إلى القبلتين ودخل مصر وخرج إلى إفريقية قلت وحديث جابر عند أحمد وغيره من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن جابر قال بلغني حديث في القصاص وصاحبه بمصر فرحلت إليه مسيرة شهر فذكره وقال البخاري في كتاب العلم من الصحيح ورحل جابر إلى عبد الله بن أنيس مسيرة شهر وقال في كتاب التوحيد ويذكر عن عبد الله بن أنيس الأنصاري فذكر طرفا من الحديث وروى أبو داود والترمذي من طريق عيسى بن عبد الله بن أنيس الأنصاري عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا يوم أحد بإداوة فقال اخنث فم الإداوة ثم اشرب الحديث ففرق علي بن المديني وخليفة وغير واحد بينه وبين الجهني وجزم البغوي وابن السكن وغيرهما بأنهما واحد وهو الراجح بأنه جهني حليف بني سلمة من الأنصار وروى عبد الرزاق من طريق عيسى بن عبد الله بن أنيس الزهري عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى قربة معلقة فخنثها فشرب منها فأفرده أبو بكر بن علي فيما حكاه أبو موسى عن الجهني ووحد غيره بينهما وقال إنه الزهري من بطن من جهينة يقال لهم بنو زهرة وبذلك جزم أبو الفضل بن طاهر وقد أخرج الطبراني الحديث المذكور في ترجمة الجهني والله أعلم عبد الله بن أنيس الأنصاري أو الزهري تقدم في الذي قبله قال البغوي يقال عبد الله بن أنيس اثنان عبد الله بن أوس بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الأوسي قال الطبري شهد أحدا وقد تقدم ذكره في ترجمة أبيه أوس عبد الله بن أوس بن حذيفة الثقفي ذكره الباوردي وأخرج من طريق معتمر بن سليمان عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن أبيه وكان في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في نزولهم المدينة ورواه أبو خالد الأحمر عن عبد الله فقال عن عثمان عن أبيه عن جده وأخرجه من طريقه أبو داود وابن ماجة ومال بن فتحون إلى جواز أن يكون عبد الله أيضا كان في الوفد والله أعلم عبد الله بن أوس بن وقش وقيل عبد الله بن حق ويقال أحق بزيادة ألف بن أوس بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الخزرجي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا ويقال بل اسمه عبد ربه بن حق وسيأتي في ترجمة عبد الله بن حق فالله أعلم عبد الله بن أبي أوفى واسمه علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة (4/38)
<39> بن هوازن بن أسلم الأسلمي أبو معاوية وقيل أبو إبراهيم وبه جزم البخاري وقيل أبو محمد له ولأبيه صحبة وشهد عبد الله الحديبية وروى أحاديث شهيرة ثم نزل الكوفة سنة ست أو سبع وثمانين وجزم أبو نعيم فيما رواه البخاري عنه سنة سبع وكان آخر من مات بها من الصحابة ويقال مات سنة ثمانين وروى أحمد عن يزيد عن إسماعيل رأيت علي ساعد عبد الله بن أبي أوفى ضربة فقال ضربتها يوم حنين فقلت أشهدت حنينا قال نعم وقيل غير ذلك وروى عنه أيضا أبو إسحاق الشيباني والحكم بن عيينة وسلمة بن كهيل وإبراهيم بن السكسكي وعمرو بن مرة وشعثاء الكوفية ورواه الأعمش وفي الصحيح عن شعبة عن عمرو بن مرة سمعت بن أبي أوفى وكان من أصحاب الشجرة وفي الصحيح عنه قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم ست غزوات نأكل الجراد وفي رواية سبع غزوات قال سفيان وعطاء هو بن السائب رأيت عبد الله بن أبي أوفى بعد ما ذهب بصره عبد الله بن بحينة يأتي في بن مالك عبد الله بن بدر بن بعجة بن معاوية بن خشان بالخاء المعجمة المكسورة والشين المعجمة أيضا بن أسعد بن وديعة بن عدي بن غنم بن الربعة الجهني والد بعجة قال البخاري وأبو حاتم وابن حبان له صحبة وروى بن السكن والطبراني من طريق يحيى بن أبي كثير عن بعجة بن عبد الله أن أباه أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم هذا يوم عاشوراء فصوموه وهذا إسناده صحيح ذكره الدارقطني في الإلزامات وروى له أبو نعيم حديثا آخر من رواية معاذ بن عبد الله الجهني عن عبد الله بن بدر الجهني في السرقة وأورده البغوي لكنه جعله بترجمة مفردة عن والد بعجة فالله أعلم قال بن سعد كان اسمه عبد العزي فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وروى بن شاهين من طريق بن الكلبي عن أبي عبد الرحمن المدني عن علي بن عبد الله بن بعجة الجهني قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وفد إليه عبد العزي بن بدر بن زيد بن معاوية ومعه أخوه لأمه يقال له أبو سروعة وهو بن عمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اسمك قال عبد العزي قال أنت عبد الله ثم قال له ممن أنت قال من بني غيان قال بل أنتم بنو رشدان وكان اسم واديهم غويا فسماه راشدا وقال لأبي سروعة رعت العدو إن شاء الله تعالى وأعطى اللواءين يوم الفتح لعبد الله بن بدر وكان شهد معه أحدا وخط له النبي صلى الله عليه وسلم وهو أول من خط مسجدا بالمدينة وذكر بن سعد أنه مات في خلافة معاوية وقال بن حبان كان حامل لواء جهينة يوم الفتح ونزل القبلية من جبال جهينة عبد الله بن بدر آخر غاير البغوي والطبراني بينه وبين الذي قبله وقال بن السكن أنه هو وروى بن أبي شبيبة ومطين والطبراني من طريق شعبة عن أبي الجويرية سمعت عبد الله بن بدر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نذر في معصية الله فهذا آخر عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي تقدم ذكر أبيه ونسبه قال الطبري وغيره أسلم يوم الفتح مع أبيه وشهد حنينا والطائف وتبوك وقال بن الكلبي كان هو وأخوه عبد الرحمن (4/39)
<40> رسولي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ثم شهدا صفين مع علي وقتلا بها وكان عبد الله على الرحال وروى بن إسحاق في كتاب الفردوس من طريق حصين عن يسار بن عوف قال لما قدم عبيد الله بن عمر الكوفة أتيته أنا وعبد الله بن بديل فقال له عبد الله بن بديل اتق الله يا عبيد الله لا تهرق دمك في هذه الفتنة قال وأنت فاتق الله قال إنما أطلب بدم أخي قتل ظلما فقال وأنا أطلب بدم الخليفة المظلوم قال فلقد رأيتهما قتيلين بصفين ما بينهما إلا عرض الصف وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم بسنده إلى زيد بن وهب إن عبد الله بن بديل قام بصفين فقال إن معاوية نازع الأمر أهله وصال عليكم بالأحزاب والأعراب وأنتم والله على الحق فقاتلوا ومن طريق الشعبي قال كان على عبد الله بن بديل بصفين درعان ومعه سيفان فكان يضرب أهل الشام وهو يقول لم يبق إلا الصبر والتوكل ثم التمشي في الرعيل الأول مشي الجمال في حياض المنهل والله يقضي ما يشاء ويفعل وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ثارت الفتنة ودهاة الناس خمسة فمن قريش معاوية وعمرو ومن ثقيف المغيرة ومن الأنصار قيس بن سعد ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء وهكذا أخرجه البخاري في التاريخ في ترجمة المغيرة بن شعبة فقال حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشيم بن يوسف عن معمر بهذا وأغرب أبو نعيم فقال إنه كان في زمن عمر صبيا صغير السن وإنه قتل وهو بن أربع وعشرين سنة وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال قتل يوم صفين في أصحاب علي وقيل قتل يوم الجمل ووصف الزهري له بأنه من المهاجرين يرد جميع ذلك قلت وفي الرواة عبد الله بن بديل الخزاعي متأخر يروي عن الزهري وعمرو بن دينار وهو حفيد هذا أو بن أخته وروى عنه أبو عامر العقدي وأبو داود الطيالسي وزيد بن الحباب وغيرهم عبد الله بن بديل آخر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين ذكره بن منده مختصرا عبد الله بن براء الداري كان اسمه الطيب فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ذكره أبو علي الغساني مستدركا على أبي عمر بإرساله لابن إسحاق عبد الله بن البراء أبو هند الداري مشهور بكنيته يأتي في الكنى ولعله الذي قبله عبد الله بن برير مصغر ويقال آخره دال بن ربيعة روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي ذكره بن منده عن بن يونس وتعقبه أبو نعيم بأنه ليس فيما ذكره بن يونس ما يدل على صحبة ولا رؤية عبد الله بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة المازني أبو بسر الحمصي وقال البخاري أبو صفوان السلمي المازني من مازن بن منصور أخو بني سليم وقيل من مازن الأنصار وهو قول بن حبان وهو مقتضى صنيع بن منده فإنه قال فيه السلمي المازني وعاب ذلك بن الأثير ولم يفهم مراده بل استبعد اجتماع النسبة لشخص إلى بني سليم وإلى بني مازن ولعل بن منده إنما ذكره بفتح السين نسبة إلى بني سلمة من الأنصار لكن يرد أيضا أن بني مازن الأنصار ليسوا من بني سلمة له ولأبويه وأخويه (4/40)
<41> عطية والصماء صحبة وروى هو عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وأخيه وقيل عن عمته روى عنه أبو الزاهرية وخالد بن معدان وصفوان بن عمرو وحريز بن عثمان والحسن بن أيوب والحكم بن الوليد وآخرون مات بالشام وقيل بحمص منها سنة ثمان وثمانين وهو بن أربع وتسعين وهو آخر من مات بالشام من الصحابة وقال أبو القاسم بن سعد مات سنة ست وتسعين وهو بن مائة سنة وكذا ذكره أبو نعيم وساق في ترجمته ما رواه البخاري في التاريخ الصغير أيضا عن عبد الله بن بسر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يعيش هذا الغلام قرنا فعاش مائة سنة وقال البخاري في التاريخ قال علي بن عبد الله سمعت سفيان قلت للأحوص أكان أبو أمامة آخر من مات عندكم من الصحابة قال كان بعده عبد الله بن بسر وروى البخاري في الصحيح من طريق حريز بن عثمان سألت عبد الله بن بسر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان في عنفقته شعرات بيض وفي سنن أبي داود وابن ماجة من طريق سليم بن عامر عن عبد الله بن بسر قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا له زبدا وتمرا وكان يحب الزبد والتمر وفي النسائي من طريق صفوان بن عمرو عن عبد الله بن بسر قال قال أبي لأمي لو صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما الحديث ورواه مسلم والثلاثة من طريق يزيد بن خمير الرحبي عنه قال نزل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي فقربنا إليه طعاما وله عندهم غير ذلك وإنما اقتصر من حديث الرجل على ما يتعلق بترجمته في إثبات صحبته أو فضيلة له أو نحو ذلك عبد الله بن بسر النصري بالنون قال أبو زرعة الدمشقي له صحبة خلطه الطبراني بالمازني فوهم وبنو مازن غير بني نصر قلت لا سيما إن كان من مازن الأنصار وروى بن أبي عاصم وأبو زرعة والطبراني وتمام في فوائده من طريق الأوزاعي قال مررت بعبد الواحد بن عبد الله بن بسر وأنا غاز وهو أمير على حمص فقال لي يا أبا عمرو ألا أحدثك بحديث يسرك قلت بلى قال حدثني أبي قال بينما نحن بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل فسألناه فقال إن الله أعطاني الشفاعة قلنا في قومك خاصة قال لا بل في أمتي المذنبين المثقلين وقد فرق بن حوصا بين المازني وقال إن والنصري دمشقي والمازني حمصي وقد فرق بينهما الدارقطني والصوري والخطيب وابن عبد البر وابن عساكر والله أعلم عبد الله بن بشر بكسر أوله وبالمعجمة الحمصي ذكره البغوي في معجم الصحابة وأورد له من طريق يحيى بن حمزة عن أبي عبيدة الحمصي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب على بعث فعممه بعمامة سوداء ثم ارسلها من ورائه أو قال على كتفه وقال عليكم بالقنا والقسي العربية فبها ينصر الله دينكم ويفتح لكم البلاد وقال البغوي لاأحسب له صحبة وأخرج من طريق علي بن هاشم عن أشعث بن سعيد عن عبد الله بن بشر عن أبي راشد الحبراني عن علي قال عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم بعمامة سوداء طرفها على منكبي فذكر نحو هذا الحديث قال البغوي أشعث هو أبو الربيع السمان ضعيف له رواية باطلة قلت لولا ذلك لكانت روايته هذه (4/41)
<42> أشبه من الأولى ولكن ذكرته للاحتمال عبد الله بن أبي بكر بن ربيعة السعدي ويقال عبد الله بن ربيعة بن مسروح وهذه رواية أبي علي بن السكن وقال الأغفل بالمعجمة والفاء بدل مسروح قاله بن أبي حاتم قال بن السكن له صحبة وقال أبو يعلى في مسنده حدثتنا أم الهيثم بنت عبد الرحمن بن فضالة السعدية وزعمت أن جدتها حليمة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم قالت حدثني أبي فضاله حدثني أبي عبد الله بن أبي بكر بن ربيعة وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن عامر بن الطفيل انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عامر بن الطفيل أسلم تسلم الحديث وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن أم الهيثم ورواه بن منده من وجه آخر عنها وسماها غيثة وكذا أخرجه بن السكن من طريق صالح جزرة عنها وسماها وسمي جدها عبد الله بن ربيعة بن مسروح وأخرجه الطبراني وغيره من وجه آخر عن أم الهيثم لكن قال في نسبها فضالة بن معاوية بن ربيعة الجشمي ويمكن الجمع بين هذا الاختلاف بأن عبد الله سقط من رواية الطبراني كما سقط أبو بكر من رواية بن السكن وغيره ويكون أبو بكر اسمه معاوية وقد أورد بن فتحون هذا الحديث مستدركا به على أبي عمر في ترجمة معاوية معتمدا على هذه الرواية ولا معنى لاستدراكه لاتحاد المخرج والله أعلم عبد الله بن أبي بكر الصديق وهو عبد الله بن عبد الله بن عثمان وهو شقيق أسماء بنت أبي بكر ذكره بن حبان في الصحابة وقال مات قبل أبيه وثبت ذكره في البخاري في قصة الهجرة عن عائشة قالت وكان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما بأخبار قريش وهو غلام شاب فطن فكان يبيت عندهما ويخرج من السحر فيصبح مع قريش وذكر الطبري في تاريخه أن عبد الله بن أريقط الدئلي الذي كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع بعد أن وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أخبر عبد الله بن أبي بكر الصديق بوصول أبيه إلى المدينة فخرج عبد الله بعيال أبي بكر وصحبتهم طلحة بن عبيد الله حتى قدموا المدينة وقال أبو عمر لم أسمع له بمشهد إلا في الفتح وحنين والطائف فإن أصحاب المغازي ذكروا أنه رمى بسهم فجرح ثم اندمل ثم انتقض فمات في خلافة أبيه في شوال سنة إحدى عشرة وروى الحاكم بسند له عن القاسم بن محمد أن أبا بكر قال لعائشة اتخافون أن تكونوا دفنتم عبد الله بن أبي بكر وهو حي فاسترجعت فقال أستعيذ بالله ثم قدم وفد ثقيف فسألهم أبو بكر هل فيكم من يعرف هذا السهم فقال سعيد بن عبيد أنا بريته ورشته وأنا رميت به فقال الحمد لله أكرم الله عبد الله بيدك ولم يهنك بيده قال ومات بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة وفيهم الهيثم بن عدي وهو واه قالوا لما مات نزل حفرته عمر وطلحة وعبد الرحمن بن أبي بكر وكان يعد من شهداء الطائف قال المرزباني في معجم الشعراء أصابه حجر في حصار الطائف فمات شهيدا وكان قد تزوج عاتكة وكان بها معجبا فشغلته عن أموره فقال له أبوه طلقها فطلقها ثم ندم فقال أعاتك لا أنساك ما ذر شارق وما لاح نجم في السماء محلق (4/42)
<43> لها خلق جزل ورأى ومنصب وخلق سوى في الحياة ومصدق ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها ولا مثلها في غير شيء تطلق وله فيها غير هذا فرق له أبو بكر فأمره بمراجعتها فراجعها ومات وهي عنده ولها مرثية روى البخاري في تاريخه من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري أن عبد الله بن أبي بكر كان تزوج عاتكة بنت زيد بن عمرو أخت سعيد بن زيد وأنه قال لها عند موته لك حائطي ولا تزوجني بعدي قال فأجابته إلى ذلك فلما انقضت عدتها خطبها عمر فذكر القصة في تزويجه ورواه غيره فذكر معاتبة على لها على ذلك وقال بن إسحاق في المغازي حدثني هشام عن أبيه عن عائشة قالت كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بردى حبرة حتى مسا جلده ثم نزعهما فأمسكهما عبد الله ليكفن فيهما ثم قال وما كنت لأمسك شيئا منع الله رسوله منه فتصدق بهما ورواه البخاري من وجه آخر عن عروة وأخرجه الحاكم في المستدرك وهو عند أحمد في مسند عائشة رضي الله عنها ضمن حديث من طريق حماد بن سلمة عن هشام ورواه أبو ضمرة عن هشام فقال عبد الرحمن قال البغوي والصحيح عبد الله قلت ووجدت له حديثا مسندا أخرجه البغوي وفي إسناده من لا يعرف قال هشام فقال عبد الرحمن قال البغوي لا أعرف عبد الله أسند غيره وفي إسناده ضعف وإرسال قلت وأخرجه مع ذلك الحاكم قال الدارقطني وأما عبد الله بن أبي بكر فأسند عنه حديث في إسناده نظر تفرد به عثمان بن الهيثم المؤذن عن رجال ضعفاء قلت قد أوردته في كتاب الخصال المكفرة وجمعت طرقه مستوعبا ولله الحمد عبد الله بن التيهان أبو الهيثم سمى في مصنف عبد الرزاق في الزكاة وستأتي ترجمته في الكنى إن شاء الله تعالى عبد الله بن ثابت بن عتيك الأزدي ذكر أبو عبيد أنه استشهد باليمامة عبد الله بن ثابت بن الفاكه الأنصاري أخو ذي الشهادتين شهد الخندق وله عقب بالمدينة قال العدوي وذكره الطبري في ترجمة أخيه خزيمة عبد الله بن ثابت بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ويقال إنه ظفري أبو الربيع مات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تقدم ذلك في ترجمة جابر بن عتيك وقال الواقدي وابن الكلبي هو عبد الله بن عبد الله بن ثابت وله لأبيه صحبة وقال بن الكلبي دفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه وعاش الأب إلى خلافة عمر وكانا جميعا قد شهدا أحدا وكذا قال الطبري وابن السكن وآخرون وقال بعضهم إنه أخو خزيمة بن ثابت عبد الله بن ثابت الأنصاري قال بن حبان له صحبة وقال البخاري لا يصح حديثه وروى أحمد من طريق جابر الجعفي عن الشعبي عن عبد الله بن ثابت الأنصاري قال جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني مررت بأخ لي من بني قريظة فكتب لي (4/43)
<44> جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وقيل فيه عن جابر عن الشعبي والأول أرجح قال البخاري قال مجالد عن الشعبي عن جابر إن عمر أتى بكتاب ولا يصح وجعل البغوي هذا الحديث لعبد الله بن ثابت بن قيس الماضي وهو خطأ وقد وجدت له حديثا آخر يأتي في ترجمة عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري إن شاء الله تعالى عبد الله بن ثابت الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال هو الذي قبله وغاير بينهما بن أبي حاتم وابن منده ويقال أبو اسيد الذي روى عنه حديث كلوا الزيت وادهنوا به ولفظ بن أبي حاتم وأبو أسيد يعني بالضم ومنهم من يقوله بالشك أبو أسيد أو أبو أسيد خادم النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه حديث كلوا الزيت وادهنوا به وأورد بن صاعد من طريق جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن عبد الله بن ثابت الأنصاري أنه دعا بنيه فقال ادهنوا رءوسكم بها الزيت فامتنعوا فأخذ عصا وضربهم وقال أترغبون عن دهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وادعى أبو نعيم وأبو عمر أنه الذي قبله ورجحه بن الأثير عبد الله بن ثعلبة بن خزيمة الأنصاري تقدم نسبه في ترجمة أخيه بحاث بن ثعلبة ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وقال بن حبان بدري له صحبة عبد الله بن ثعلبة بن صعير بمهملتين مصغرا العدوي تقدم له ذكر في ترجمة أبيه وقال البغوي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه له صحبة وذكره بن حبان في الصحابة وقال بن السكن يقال له صحبة وقال غيره مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهه ورأسه عام الفتح ودعا له وهكذا أخرجه البخاري ويقال إنه ولد قبل الهجرة ويقال بعدها وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال البخاري وهو مرسل وقال بن السكن وحديثه في صدقة الفطر يعني الذي أخرجه الدارقطني مختلف فيه والصواب إنه مرسل ولم يصرح في شيء من الروايات بسماعه قلت وذكر البخاري في الاختلاف فيه هل رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أبيه عنه وقال أبو حاتم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وأخرج البخاري بسند صحيح عن بن شهاب أنه كان خاله يتعلم منه الأنساب قال فسألته عن شيء من الفقه فدلني على سعيد بن المسيب وروى أيضا عن أبيه وعن عمر وعلي وسعد وغيرهم روى عنه الزهري وأخوه عبد الله بن مسلم وسعد بن إبراهيم وغيرهم مات سنة سبع أو تسع وثمانين وله ثلاث وثمانون وقيل تسعون وقيل غير ذلك ذكرته هنا للاختلاف في نسبه عبد الله بن ثعلبة أبو أمامة الحارثي مشهور بكنيته يأتي حكى البغوي عن أحمد أن اسمه عبد الله والمشهور أن أسمه إياس عبد الله بن ثور بن معاوية البكائي يقال له صحبة قرأته بخط مغلطاي في حاشية أسد الغابة وسيأتي ذكر أخيه معاوية بن ثور وذكر المرزباني في معجم الشعراء عبد الله هذا وقال إنه شاعر معروف وأنشد له شعرا رثى به هشام بن المغيرة والد أبي جهل قلت وكلام المرزباني في معجمه تقتضي (4/44)
<45> أنه جاهلي وقد أنشد له الزبير بن بكار مرثية في هشام بن المغيرة والد أبي جهل وكان من رؤساء قريش في الجاهلية يقول فيها إذا ما كان عام ذو عرام حسبت قدوره خيلا صياما فمن للركب إذ فزعوا طروقا وخلفت البيوت فلا هشاما فإن ثبت ما قاله مغلطاي فكأنه عمر طويلا وسيأتي في ترجمة أخيه معاوية أنه عمر أيضا عبد الله بن ثور أحد بني الغوث ذكره سيف في الفتوح في غير مكان وقال إنه كان أميرا في الردة وإن أبا بكر كتب إليه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع إليه من أطاعه من العرب ومن استجاب له من أهل تهامة حتى يأتيه أمره وذكر أيضا أنه توجه مع المهاجر بن أبي أمية إلى جرش أميرا عليها وقد ذكرنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك الزمان إلا الصحابة عبد الله بن جابر الأنصاري البياضي ذكره البخاري في الصحابة وقال بن حبان له صحبة وروى أحمد من طريق بن عقيل عن عبد الله بن جابر قال انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء فقلت السلام عليك يا رسول الله الحديث في فضل الفاتحة وروى الطبراني وابن أبي عاصم من طريق عبد الله بن أبي سفيان المدني عن جده قال رأيت عبد الله بن جابر البياضي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا إحدى ذراعيه على الأخرى في الصلاة ورواه بن السكن من هذا الوجه فقال عن جده يعني عقبة بن أبي عائشة فذكره وزاد فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله وكذا سمي الطبرانيجده عبد الله بن أبي سفيان قال بن السكن لا يروي عن عبد الله بن جابر غيره كذا قال عبد الله بن جابر العبدي أحد وفد عبد القيس ذكره البخاري في الصحابة وقال كنت في الوفد الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وقال البغوي سكن البصرة قلت وتقدم حديثه في ترجمة والده جابر وعاش عبد الله إلى أن شهد الجمل وتقدمت روايته عن الحسن أيضا في ترجمة جابر أيضا وأعاده بن منده فيمن اسمه عبد الرحمن فأخرج حديثه من طريق أبي حاتم الرازي عن علي بن المديني عن الحارث بن مرة عن قيس العبدي عن عبد الرحمن بن جابر العبدي فذكر الحديث والقصة وكان ذكره في العبادلة من رواية أبي مسعود الرازي عن علي بن المديني بهذا الإسناد فقال عن عبد الله بن جابر وهذا هو المحفوظ وكذا أخرجه من طريق شريح بن يونس ومحمد بن يحيى بن أبي سمية بن الحارث وكذا أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده عن الحارث وقد أشار إلى وهم بن منده فيه أبو نعيم وقال حدث به في الموضعين علي بن المديني والصواب عبد الله انتهى والظاهر أن الأمر كما قال لكن يحتمل أن تكون القصة وقعت للأخوين إن كان محفوظا لأن الروايتين له عن علي بن المديني من كبار الحفاظ عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري أخو خوات بن جبير تقدم ذكر نسبه في (4/45)
<46> أخيه قال البخاري حديثه في أهل المدينة شهد العقبة وبدرا واستشهد بأحد وكان أمير الرماة يومئذ ثبت ذكره في حديث البراء بن عازب في الصحيح وفيه أن المشركين لما انهزموا ذهبت الرماة ليأخذوا من الغنيمة فنهاهم عبد الله بن جبير فمضوا وتركوه عبد الله بن جحش بن رياب براء وتحتانية وآخره موحدة بن يعمر الأسدي حليف بني عبد شمس أحد السابقين قال بن حبان له صحبة وقال بن إسحاق هاجر إلى الحبشة وشهد بدرا وروى البغوي من طريق إبراهيم بن سعد عن مسلم بن محمد الأنصاري عن رجل من قومه قال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين عبد الله بن جحش وعاصم بن ثابت ومن طريق زياد بن علاقة عن سعد بن أبي وقاص قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وقال لأبعثن عليكم رجلا أصبركم على الجوع والعطش فبعث علينا عبد الله بن جحش فكان أول أمير في الإسلام وروى السراج من طريق زر بن حبيش قال أول راية عقدت في الإسلام لعبد الله بن جحش وقال بن إسحاق حدثني يزيد بن رومان عن عروة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش إلى نخلة فذكر القصة بطولها وروى الطبراني من طريق أبي السوار عن جندب بن عبد الله البجلي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش على سرية فذكر الحديث بطوله وقال بن أبي حاتم له صحبة دعا الله يوم أحد أن يرزقه الشهادة فقتل بها وروى عنه سعد بن أبي وقاص وسعيد بن المسيب انتهى وروى البغوي من طريق إسحاق بن سعد بن أبي وقاص حدثني أبي أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد الا تأتي فندعو قال فخلونا في ناحية فدعا سعد فقال يا رب إذا لقينا القوم غدا فلقني رجلا شديدا حرده أقاتله فيك ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه قال فأمن عبد الله بن جحش ثم قال عبد الله اللهم ارزقني رجلا شديدا حرده أقاتله فيك حتى يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك قلت هذا فيك وفي رسولك فتقول صدقت قال سعد فكانت دعوة عبد الله خيرا من دعوتي فلقد رايته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط وأخرجه بن شاهين من وجه آخر عن سعيد بن المسيب أن رجلا سمع عبد الله بن جحش فذكر نحوه وهذا أخرجه بن المبارك في الجهاد مرسلا وقال الزبير كان يقال له المجدع في الله وكان سيفه انقطع يوم أحد فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عرجونا فصار في يده سيفا فكان يسمى العرجون قال وقد بقي هذا السيف حتى بيع من بغاء التركي بمائتي دينار وروى زكريا الساجي من حديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال استشار النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعبد الله بن جحش في أسارى بدر فذكر القصة وأخرجه أحمد وكان قاتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق ودفن هو وحمزة في قبر واحد وكان له يوم قتل نيف وأربعون سنة عبد الله بن جحش آخر جاء ذكره في حديث ضعيف ووصف بكونه أعمى وليس الذي قبله أعمى فذكر الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن بن عباس أنه نزل فيه وفي بن أم (4/46)
<47> مكتوم لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والذي في الصحيح أنها نزلت في بن أم مكتوم وقد نقله الثعلبي عن بن الكلبي فقال لما ذكر الله فضيلة المجاهدين جاء عبد الله بن أم مكتوم وعبد الله بن جحش وليس بالأسدي وكان أعميين فقالا حالانا على ما ترى فهل من رخصة فنزلت عبد الله بن الجد بن قيس الأنصاري ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وذكره بن حبان في الصحابة عبد الله بن أبي الجدعاء التميمي ويقال الكناني ويقال العبدي ذكره البخاري في الصحابة وروى له الترمذي وأحمد من طريق عبد الله بن شقيق عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم صححه الترمذي وقال لا يعرف إلا هو كذا قال وقد اختلف في عبد الله بن شقيق في حديث متى كنت نبيا هل هو عند عبد الله بن أبي الجدعاء أو ميسرة الفجر وقيل إنه هو وزعم بعضهم أيضا أن عبد الله بن أبي الجدعاء هو عبد الله بن أبي الحمساء والصحيح أنه غيره عبد الله بن جدعان وقع ذكره في الطبراني في الأوسط من طريق بن أبي أمية بن يعلى أحد الضعفاء عن نافع عن بن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جدعان إذا اشتريت نعلا فاستجدها وإذا اشتريت ثوبا فاستجده وإذا اشتريت دابة فاستفرهها وإذا كان عندك كريمة قوم فأكرمها قال لم يروه عن نافع إلا أبو أمية تفرد به حاتم بن إسماعيل فأما عبد الله بن جدعان التيمي جد علي بن زيد بن جدعان فقرشي مشهور واسم جده عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة يجتمع مع أبي بكر الصديق في عمرو بن كعب ومات قبل الإسلام وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم شهدت مأدبة في دار بن جدعان وقد مدحه أمية بن أبي الصلت بأبيات مشهورة ورثاه لما مات وأورد أبو الفرج الأصبهاني له ترجمة طويلة وسألت عنه عائشة نبي الله صلى الله عليه وسلم وذكرت له ما كان فيه من الجود فقال إنه لم يقل رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين عبد الله بن جراد بن المنتفق بن عامر بن عقيل العامري العقيلي نسبه بن ماكولا وأما يعلي بن الأشدق فقال حدثني عمي عبد الله بن جراد بن معاوية بن فرج بن خفاجة بن عمرو بن عقيل قال البخاري وابن حبان وابن ماكولا عبد الله بن جراد له صحبة وقال بن منده عداده في أهل الطائف وذكره يعقوب بن سفيان وغيرهما في الصحابة روى عنه يعلى بن الأشدق أحد الضعفاء وأبو قتادة الشامي راو وثقة بن حبان وفرق البخاري بينه وبين أبي قتادة الحراني أحد الضعفاء قال البخاري قال لي أحمد بن الحارث حدثنا أبو قتادة الشامي وليس بالحراني هذا آخر مات سنة حدثني عبد الله بن جراد قال صحبني رجل من بني مزينة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه فقال يا رسول الله ولد لي مولود فما خير الأسماء قال خير أسمائكم الحارث وهمام ونعم الاسم عبد الله وعبد الرحمن الحديث في إسناده نظر وقال بن المديني في العلل حديث عبد الله بن جراد وصلى بنا رسول (4/47)
<48> الله صلى الله عليه وسلم في مسجد جمع في بردة قد عقدها حديث شامي إسناده مجهول وذهل بن حبان فأرخ وفاة عبد الله بن جراد سنة وطعن لأجل ذلك في صحبته وكأنه اشتبه عليه كلام البخاري والبخاري إنما قصد بيان وفاة أبي قتادة الراوي عن عبد الله بن جراد ليميز بينه وبين الحراني ولعبد الله بن جراد رواية عن أبيه هريرة ووهم من زعم كالبغوي أن يعلى بن الأشدق تفرد بالرواية عنه نعم صنيع البخاري يقتضي التفرقة بين عبد الله بن جراد هذا فذكره في الصحابة وبين عبد الله بن جراد الذي روى عنه يعلي بن الأشدق ذكره فيمن يعد في الصحابة وقال عبد الله بن جراد واه ذاهب الحديث ولم يثبت حديثه عبد الله بن جراد قد ذكر في الذي قبله عبد الله بن جزء بن أنس بن عامر السلمي ذكره البغوي في الصحابة وقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا وتقدم ذكر حديثه في ترجمة رزين بن أنس السلمي وهو عمه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أبو محمد وأبو جعفر وهي أشهر وحكى المرزباني أنه كان يكنى أبا هاشم أمه أسماء بنت عميس الخثعمية أخت ميمونة بنت الحارث لأمها ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبواه إليها وهو أول من ولد بها من المسلمين وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه وعن أبويه وعمه علي وأبو بكر وعثمان وعمار بن ياسر روى عنه بنوه إسماعيل وإسحاق ومعاوية وأبو جعفر الباقر والقاسم بن محمد وعروة والشعبي وآخرون قال محمد بن عائذ حدثنا محمد بن شعيب حدثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن عكرمة عن بن عباس خرج جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة ومعه امرأته أسماء بنت عميس فولدت له بأرض الحبشة عبد الله ومحمدا وقال مصعب ولد للنجاشي ولد فسماه عبد الله فأرضعته أسماء حتى فطمته ولما توجه جعفر في السفينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم حمل امرأته أسماء وأولاده منها عبد الله ومحمدا وعونا حتى قدموا المدينة وقال بن جريج أنبأنا جعفر بن خالد بن سارة أن أباه أخبره عن عبد الله بن جعفر قال مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسي وقال اللهم اخلف جعفرا في ولده وقال كنا نلعب فمر بنا على دابة فحملني أمامه أخرجه أحمد وغيره بسند قوي وسيأتي في ترجمة عبيد الله بن العباس ومن طريق محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة فذكر الحديث بطوله في قصة مؤتة وقتل جعفر وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما عبد الله فيشبه خلقي وخلقي ثم أخذ بيدي فقال اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه قالها ثلاث مرات وفيه وأنا وليهم في الدنيا والآخرة وقال البغوي حدثنا القواريري حدثنا عبد الله بن داود عن فطر بن خليفة عن أبيه عن عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعبد الله بن جعفر وهو يبيع مع الصبيان فقال اللهم بارك له في بيعه أو صفقته وروى مسلم من طريق الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم (4/48)
<49> وراءه ذات يوم فأسر الى حديثا لا أحدث به أحدا من الناس الحديث قال الزبير بن بكار عن عمه ولدت أسماء لجعفر بالحبشة عبد الله ومحمدا وعونا وقال بن حبان كان يقال له قطب السخاء وكان له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين وقال يعقوب بن سفيان كان أحد أمراء علي يوم صفين انتهى وقد تزوج أمه أبو بكر الصديق فكان محمد أخاه لأمه ثم تزوجها علي فولدت له يحيى وأخباره في الكرم كثيرة شهيرة مات سنة ثمانين عام الجحاف وهو سيل كان ببطن مكة جحف الحاج وذهب بالإبل وعليها الحمولة وصلى عليه أبان بن عثمان وهو أمير المدينة حينئذ لعبد الملك بن مروان هذا هو المشهور وقال الواقدي مات سنة تسعين وكان له يوم مات تسعون سنة كذا رأيته في ذيل الذيل لأبي جعفر الطبري وقال المدائني مات عبد الله بن جعفر سنة أربع أو خمس وثمانين وهو بن ثمانين قلت وهو غلط أيضا وقال خليفة مات سنة اثنتين وقيل سنة أربع وثمانين وقال بن البرقي ومصعب في سنة سبع وثمانين فهذا يمكن أن يصح معه قول الواقدي إنه مات وله تسعون سنة فيكون مولده قبل الهجرة بثلاث وقد أخرج البغوي من طريق هشام عن عروة عن أبيه أن عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير بايعا النبي صلى الله عليه وسلم وهما ابنا سبع سنين والصحيح أن بن الزبير ولد عام الهجرة وأخرج بن أبي الدنيا والخرائطي بسند حسن إلى محمد بن سيرين أن دهقانا من أهل السواد كلم بن جعفر في أن يكلم عليا في حاجة فكلمه فيها فقضاها فبعث إليه الدهقان أربعين ألفا فقالوا أرسل بها الدهقان فردها وقال إنا لا نبيع معروفا وأخرج الدارقطني في الأفراد من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال جلب رجل من التجار سكرا إلى المدينة فكسد عليه فبلغ عبد الله بن جعفر فأمر قهرمانه أن يشتريه وينهبه الناس وأخرج الطبري والبيهقي في الشعب من طريق بن إسحاق المالكي قال وجه يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن معاوية إلى عبد الله بن جعفر مالا جليلا هدية ففرقه في أهل المدينة ولم يدخل منزله منه شيئا وفي ذلك يقول عبيد الله بن قيس الرقيات وما كنت إلا كالأغر بن جعفر رأى المال لا يبقي فأبقى له ذكرا وقال أبو زرعة الدمشقي حدثنا محمد بن أبي أسامة عن ضمرة عن علي بن أبي حملة قال وفد عبد الله بن جعفر على يزيد بن معاوية فأمر له بألفي درهم وقال بن أبي الدنيا حدثني بن أخي الأصمعي حدثنا عمي حدثني خلف الأحمر قال قال الشماخ بن ضرار يمدح عبد الله بن جعفر إنك يا بن جعفر نعم الفتى ونعم مأوى طارق إذا أتى ورب ضيف طرق الحي سرى صادف زادا وحديثا ما اشتهى عبد الله بن جميل الذي وقع في الصحيحين في الزكاة قال عمر منع العباس بن عبد المطلب وخالد بن الوليد وابن جميل لم أقف على اسمه إلا في تعليق القاضي حسين وتبعه الروياني فسمياه عبد الله وقد تقدم في الحاء المهملة أن عبد العزيز بن بزيزة المغربي التميمي من شرح الأحكام لعبد الحق سماه حميدا وادعى القاضي حسين أنه كان منافقا فقال وإنه الذي نزل فيه ومنهم من عاهد الله الآية (4/49)
<50> والمشهور أنها نزلت في ثعلبة وحكى المهلب أنه كان منافقا ثم تاب بعد ذلك عبد الله بن جهيم الأنصاري أبو جهيم قيل بن الحارث بن الصمة وقيل غيره وهو اختيار بن أبي حاتم وسيأتي في ترجمة أبي جهيم في الكنى إن شاء الله تعالى عبد الله بن أبي الجهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي قال بن سعد أسلم عام الفتح مع أبيه وخرج إلى الشام غازيا فاستشهد بأجنادين وكذا قال البغوي والزبير بن بكار وغيرهما واسم أبي الجهم عامر وقيل عبيد الله وعبد الله أخو عبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه أمهما أم كلثوم بنت جرول الخزاعية وكأنها كانت عند أبي الجهم قبل عمر وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء أبياتا قالها في حرب بني عدي رددنا بني العجماء عنا وبغيهم وأحمر عاد في الغواة الأشائم بحول من الله العزيز وقوة ونصر على ذي البغي جاني المآثم أبينا فلم نعط العدو ظلامة ونحمي حمانا بالسيوف الصوارم قال ولأخيه صخر بن أبي الجهم جواب عن هذه الأبيات قلت وهذا يدل على أن عبد الله بن أبي الجهم عاش بعد أجنادين دهرا فيحتمل أن يكون له أخ باسمه عبد الله بن حاجب تقدم ذكره في ترجمة الحباب الفزاري عبد الله بن الحارث بن أسيد البدري قيل هو اسم أبي رفاعة عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي أدرك الإسلام وهو شيخ كبير ثم عاش بعد ذلك إلى خلافة معاوية فروى الكوكبي من طريق عنبسة بن عمرو قال وفد عبد الله بن الحارث على معاوية فقال له معاوية ما بقي منك قال ذهب والله خيري وشري فذكر قصة وقال هشام بن الكلبي ورث عبد الله بن الحارث دار عبد شمس بمكة لأنه كان أقعدهم نسبا فلما حج معاوية دخل الدار ينظر إليها فخرج إليه عبد الله بمحجن ليضربه وهو يقول أما تكفيك الخلافة فخرج معاوية وهو يضحك وهو جد الثريا بنت علي بن عبد الله بن الحارث التي كان عمر بن أبي ربيعة ينظم فيها الشعر المشهور وقيل هي الثريا بنت عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحارث المذكور وأنها أخت أبي جراب محمد بن عبد الله العبشمي الذي قتله داود بن علي حكاه الشريف المرتضي عبد الله بن الحارث بن جزء بن عبد الله بن معد يكرب بن عمرو بن عسم بمهملتين وقيل بالصاد بدل السين بن عمرو بن عويج بن عمرو بن زبيد الزبيدي حليف أبي وداعة السهمي وابن أخي محمية بن جزء الزبيدي قال البخاري له صحبة سكن مصر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث حفظها وسكن مصر فروى عنه المصريون ومن آخرهم يزيد بن أبي حبيب قال بن يونس مات سنة ست وثمانين بعد أن عمي وقيل سنة خمس وقيل سبع وقيل ثمان وكانت وفاته بسفط القدور قاله الطحاوي وحكى الطبري أنه كان اسمه العاصي فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله (4/50)
<51> وهو آخر من مات بمصر من الصحابة ووقع لابن منده فيه خبط فاحش فإنه حكى عن بن يونس أنه شهد بدرا وأنه قتل باليمامة وهذا أظنه في حق عمه محمية بن جزء فالله أعلم عبد الله بن الحارث بن أبي ضرار المصطلقي قال أبو عمر قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في فداء بني المصطلق وغيب ذودا معه في الطريق فذكر نحو ما تقدم من تخريج بن إسحاق في ترجمة الحارث بن أبي ضرار وروى بن منده بسند ضعيف عن عبد الله بن الحارث قال كنت أنا وجويرية بنت الحارث يعني أخته في السبي فهذا يدل على أن القصة للحارث بن أبي ضرار والدهما فهو الذي أتى في طلب السبي وذكر بن أبي حاتم من طريق عبد العزيز بن عمران عن مطر بن موسى بن عبد الله بن الحارث أنه كان ممن أصابه السبي يوم بني المصطلق قال وعبد العزيز يضعف في الحديث عبد الله بن الحارث بن أسد بن عدي أبو رفاعة العدوي مشهور بكنيته يأتي في الكنى سماه ونسبه مصعب الزبيري عبد الله بن الحارث بن عبد العزي السعدي أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة تقدم في ترجمة والده عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي بن عم النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد شمس فغيره النبي صلى الله عليه وسلم قاله مصعب الزبيري قال ومات عبد الله بالصفراء فدفنه النبي صلى الله عليه وسلم وكفنه في قميصه وذكره الطبراني في الصحابة وساق من طريق عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد شمس بن الحارث خرج من مكة قبل الفتح مهاجرا فقدم المدينة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وخرج معه في غزاة فمات بالصفراء وهكذا ذكره بن سعد والبغوي عنه وقال الدارقطني في كتاب الإخوة لا عقب له ولا رواية وكذا قال قبله شيخه البغوي عبد الله بن الحارث بن عمير ويقال عويمر الأنصاري قال أبو عمر روى محمد بن نافع بن عجير عنه وروى بن منده من طريق بن إسحاق عن محمد بن نافع بن عجير سمعت عبد الله بن الحارث بن عمير يقول لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمتي سهيمة بنت عمرو قضاء ما قضى به في امرأة من المسلمين قبلها قلت نسبوه أنصاريا ولم يذكروا أباه في الصحابة ويحتمل أن يكون أبوه هو الحارث بن عمير الأسدي ثم وجدت الخطيب ذكره فقال عبد الله بن الحارث بن عويمر المزني ذكره بعض أهل العلم في الصحابة وساق الحديث من طريق بن إسحاق حدثني محمد بن نافع بن عجير وكان ثقة عن عبد الله بن الحارث بن عويمر المزني قال لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهيمة بنت عمرو فذكره ولم يقل عمته ونسبه مزنيا فهذا أولي ووقع عندهم عن اسم جده عمير أو عويمر وفي سياق الحديث أن عمته سهيمة بنت عمرو فيكون اسم جده عمرا إلا أن تكون سهيمة أخت أبيه من أمه عبد الله بن الحارث بن قيس الأنصاري ذكره الواقدي في الردة وقال بعثه خالد بن (4/51)
<52> الوليد في قتال الردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم في سرية وقعة النطاح عبد الله بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم القرشي السهمي ذكره بن إسحاق وغيره فيمن هاجر إلى الحبشة ولم يذكر بن الكلبي في نسبه سعيد المصغر وذكر له شعرا يحرض المسلمين على الهجرة إلى الحبشة ويصف ما لقوا فيها من الأمن فمنه يا راكبا بلغا عني مغلغلة من كان يرجو لقاء الله والدين إنا وجدنا بلاد الله واسعة تنجي من الذل والمخزاة والهون فلا تقيموا على ذل الحياة ولا خزي الممات وعتب غير مأمون إنا تبعنا رسول الله واطرحوا قول النبي وغالوا في الموازين وذكر بن إسحاق والزبير بن بكار أنه استشهد بالطائف وقال بن سعد والمرزباني قتل باليمامة وكذا قال موسى بن عقبة لكنه كناه أبا قيس ولم يسمه وقال المرزباني كان يلقب المبرق لقوله إذا أنا لم أبرق فلا يسعنني من الأرض بر ذو فضاء ولا بحر فذكر الأبيات التي تقدمت في ترجمة ربيعة بن ليث في حرف الراء وفي كتاب البلاذري وذيل الطبراني أنه مات بالحبشة فالله أعلم وقد تقدم ذكر أبيه السائب بن الحارث عبد الله بن الحارث بن كثير أبو ظبيان الأعرج الغامدي قال بن الكلبي كان اسمه عبد شمس فغيره النبي صلى الله عليه وسلم لما وفد عليه وكتب له كتابا وهو صاحب راية قومه يوم القادسية وهو القائل أنا أبو ظبيان غير المكذبه أنا أبو العفا وحق اللهبه أكرم من تعلمه من ثعلبة ذبيانها وبكرها في المكتبة نحن صحاب الجيش يوم الأحسبه قال بن الكلبي عني باللهبة مالك بن عوف بن قريع بن بكر بن ثعلبة وكان شريفا قلت وسيأتي ذكر عائذ بن مالك هذا في القسم الثالث عبد الله بن الحارث بن خلدة الثقفي ذكره الأموي في المغازي وأنه كان ممن كلم النبي صلى الله عليه وسلم في أن يرد عليهم عبيدهم الذين كانوا خرجوا يوم الطائف عبد الله بن الحارث بن معمر بن حبيب القرشي الجمحي ذكره هشام بن الكلبي وحكى في كتاب المثالب أن أبا بكر الصديق رجمه في الزنا وضم ولده فزوجهم عبد الله بن الحارث بن هيشة بن الحارث بن أمية الأنصاري قال بن سعد شهد أحدا وكذا قال البغوي والطبري وقال العدوي لا عقب له وسيأتي له ذكر بعد قليل عبد الله بن الحارث بن يعمر يأتي في عبد الله بن أبي مسروح عبد الله بن الحارث الباهلي قيل هو اسم أبي مجيبة (4/52)
<53> عبد الله بن الحارث الصدائي ذكره الطحاوي وروى من طريق سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن زياد بن الحارث بن نعيم عن عبد الله بن الحارث الصدائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذن فهو يقيم هكذا رأيته في نسخ من هذا الكتاب والمشهور رواية المصريين عن عبد الرحمن بن زياد عن زياد بن الحارث الصدائي والله أعلم عبد الله بن الحارث يعرف بابن فسحم وهي امرأة من بني القين ذكر أبو عمر أخاه يزيد بن فسحم وذكر بن فتحون هذا وعزا ذلك لأبي عبيد أنه ذكرهما جميعا عبد الله بن الحارث ينظر في حرف الألف عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري تقدم نسبه مع أبيه قال أبو عمر كان أبوه من كبار الصحابة ولعبد الله صحبة وقال بن سعد أمه أم خالد بن يعيش أسلمت وبايعت ولأخواته أم هشام وعمرة وسودة صحبة وقال البغوي سكن المدينة وأخرج من طريق إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن جده مرفوعا قال نعم البيت بنو الحارث بن هيشة وروى بن أبي خيثمة وابن منده من هذا الوجه قال لما قدم صفوان بن أمية المدينة قال له النبي صلى الله عليه وسلم على من نزلت يا أبا وهب قال على العباس الحديث وأخرجه أبو نعيم وقال في الإسناد عن جده عبد الله بن حارثة وأخرجه البغوي ويعقوب بن سفيان من هذا الوجه فقال عبد الله بن حارثة ولم يصفه بأنه جده وقال بن أبي حاتم وروى عنه ابنه إبراهيم بن عبد الله بن حارثة عبد الله بن حبشي بضم المهملة وسكون الموحدة بعدها معجمة تحتانية مشددة الخثعمي أبو قبيلة له حديث عند أبي داود والنسائي وأحمد والدارمي بإسناد قوي من طريق عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل قال إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحج مبرور لكن ذكر البخاري في التاريخ له علة وهي الاختلاف على عبيد بن عمير في سنده فقال علي الأزدي عنه هكذا وقال عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده واسم جده قتادة الليثي ولكن لفظ المتن قال السماحة والصبر فمن هنا يمكن أن يقال ليست العلة بقادحة وقد أخرجه هكذا موصولا من وجهين في كل منهما مقال ثم أورده من طريق الزهري عن عبد الله بن عبيد عن أبيه مرسلا وهذا أقوى عبد الله بن حبيب الأسلمي ذكره الباوردي وأخرج من طريق يزيد من رومان عن عمار بن عقبة عن عبد الله بن حبيب الأسلمي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة حتى إذا كنا ببطن رابغ استقبلنا ضبابة فأضللنا الطريق فذكر الحديث وفيه ذكر المعوذتين وأخرج البزاز هذا الحديث من هذا الوجه لكن قال عبد الله الأسلمي لم يسم أباه وقال بعده رواه غير يزيد بن رومان عن غير عبد الله قلت هو معروف من رواية معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهني عن أبيه واسم الجهني خبيب بالمعجمة مصغر فالله أعلم (4/53)
<54> عبد الله بن حبيب آخر ذكره بن منده وأبو نعيم وأورد له من طريق صفوان بن سليم عن عبد الله بن كعب عن عبيد الله بن عمير عن عبد الله بن حبيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ضن بالمال أن ينفقه وبالليل أن يكابده فعليه بسبحان الله وبحمده عبد الله بن حبيب قيل هو اسم أبي محجن الثقفي يأتي في الكنى عبد الله بن أبي حبيبة واسمه الأدرع بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي قال بن أبي داود شهد الحديبية وذكره البخاري وابن حبان وغيرهما في الصحابة وقال البغوي كان يسكن قباء وقال بن السكن إسناد حديثه صالح وروى أحمد وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم والبغوي والطبراني من طريق مجمع بن يعقوب حدثني محمد بن إسماعيل أن بعض أهله قال لجده من قبل أمه وهو عبد الله بن أبي حبيبة ما أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا وأنا غلام حدث حتى جلست عن يمينه فدعا بشراب فشرب ثم أعطانيه فشربت منه الحديث ورواه البخاري من هذا الوجه فقال عن بعض كبراء أهله قال لعبد الله بن أبي حبيبة ماذا أدركت من النبي صلى الله عليه وسلم قال جاءنا وأنا غلام حديث السن فصلى في قبلته قال البغوي لا أعلم له مسندا غيره عبد الله بن أبي حدرد واسمه سلامة وقيل عبيد بن عمير بن أبي سلامة بن سعد بن سنان بن الحارث بن عبس بن هوازن بن أسلم بن أفصى الأسلمي أبو محمد له ولأبيه صحبة وقال بن منده لا خلاف في صحبته وقال البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان له صحبة وقال بن سعد أول مشاهده الحديبية ثم خيبر وقال بن عساكر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر روى عنه يزيد بن عبد الله بن قسيط وأبو بكر محمد بن عمر بن حزم وابنه القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد شهد الجابية مع عمر وقال بن البرقي جاءت عنه أربعة أحاديث وفي الصحيح عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه أنه تقاضى من بن أبي حدرد دينا كان له عليه فارتفعت أصواتهما في المسجد فسمعهما النبي صلى الله عليه وسلم وسلم الحديث وفي رواية البخاري من طريق الأعرج عن عبد الله بن كعب سماه في هذا الحديث عبد الله ولكن وقع فيه عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي وسيأتي في ترجمة عامر بن الأضبط عن عبد الله بن أبي حدرد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وروى بن إسحاق في المغازي عن يعقوب بن عيينة عن بن شهاب عن أبي حدرد أن ابنه عبد الله قال كنت في خيل خالد بن الوليد فذكر الحديث في قصة المرأة التي عشقها الرجل وضربت عنقه فماتت عليه وروى أحمد من طريق محمد بن أبي يحيى الأسلمي وسيأتي في ترجمة عامر بن الأضبط أنه كان ليهودي عليه أربعة دراهم فاستعدى عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعطه حقه الحديث وفيه وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال ثلاثا لا يراجع وروينا في فوائد بن قتيبة ومسند الحسن بن سفيان من طريق إسماعيل بن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد قال تزوج جدي عبد الله بن أبي حدرد امرأة على أربع أواق فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لو كنتم تنحتون من الجبل ما زدتم (4/54)
<55> وأخرجه أحمد من طريق عبد الواحد بن أبي عون عن جدته عن بن أبي حدرد بمعناه وأثم منه وروى الإسماعيلي في مسند يحيى بن سعيد الأنصاري من طريقه عن محمد غير منسوب أنه حدثه أن أبا حدرد الأسلمي استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم في نكاح فسأله كم أصدقت كذا قال قال ومحمد هو بن إبراهيم التيمي وقيل بن يحيى بن حبان وقيل بن سيرين وحكى الطبري عن الواقدي أن هذا الحديث غلط وإنما هو لابن أبي حدرد وهو الذي استعان وعكس ذلك أبو أحمد الحاكم وروى البغوي من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن بن أبي حدرد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمعددوا واخشوشنوا وانتضلوا وامشوا حفاة وقال بن عساكر أورده البغوي في ترجمة عبد الله بن أبي حدرد ظانا أن بن حدرد عبد الله فوهم فإن القعقاع بن عبد الله ابنه وقد أورده البغوي في حرف القاف في ترجمة القعقاع فوهم أيضا لأنه تابعي لا صحبة له وذكر بن عساكر في المغازي بأسانيد جمعها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي فمكث يوما أو يومين وفي هذا وغيره مما أوردته ما يدفع قول أبي أحمد الحاكم إنه لا يصح ذكره في الصحابة قال والمعتمد ما روى عنه عن أبيه أو عن غير أبيه فأما ما روى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فغير محتمل وقد أخرج أحمد عن إبراهيم بن إسحاق عن حاتم بن إسماعيل عن عبد الله بن محمد بن أبي يحيى عن أبيه عن بن أبي حدرد الأسلمي أنه كان ليهودي عليه أربعة دراهم فاستعدى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ادفع إليه حقه فقال لا أجد فأعادها ثلاثا وكان إذا قال ثلاثا لم يراجع فخرج إلى السوق فنزع عمامته فاتزر بها ودفع إليه البرد الذي كان متزرا به فباعه بأربعة دراهم فدفعها إليه فمرت عجوز فسألته عن حاله فأخبرها فدفعت له بردا كان عليها قال المدائني والواقدي ويحيى بن سعيد وابن سعد مات سنة إحدى وسبعين وله إحدى وثمانون سنة عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي أبو حذافة أو أبو حذيفة وأمه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة من السابقين الأولين يقال شهد بدرا ولم يذكره موسى بن عقبة ولا بن إسحاق ولا غيرهما من أصحاب المغازي وفي الصحيح من حديث الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فلما سلم قام على المنبر فقال من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا قال فسأله عبد الله بن حذافة فقال من أبي فقال أبوك حذافة قال بن البرقي حفظ عنه ثلاثة أحاديث ليست بصحيحة الاتصال وفي الصحيح عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره على سرية فأمرهم أن يوقدوا نارا فيدخلوها فهموا أن يفعلوا ثم كفوا فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنما الطاعة في المعروف وفي صحيح البخاري عن بن عباس قال نزلت يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم في عبد الله بن حذافة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية وقال بن يونس شهد فتح مصر وحكى خلف في الأطراف أن مسلما أخرج في الأضاحي عن إسحاق عن روح (4/55)
<56> عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الله بن حذافة قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث قال عبد الله بن أبي بكر فذكرت ذلك لعمرة فقالت صدق قال بن عساكر الذي في كتاب مسلم عن عبد الله بن واقد ليس لعبد الله بن حذافة فيه ذكر وهو خارج الصحيح عن عبد الله بن واقد عن بن عمر وقد أخرجه البرقاني من طريق سفيان عن سالم أبي النضر وعبد الله بن أبي بكر عن سليمان بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بن حذافة قلت وذكر بن عساكر الاختلاف فيه عن الزهري من كتاب حديث الزهري لمحمد بن يحيى الذهلي وذكره من طريق قرة عن الزهري عن مسعود بن الحكم عن عبد الله بن حذافة قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنادي أهل مني ألا يصوم هذه الأيام أحد ومن طريق شعيب عن الزهري عن مسعود أخبرني بعض أصحابه أنه رأى بن حذافة وأخرجه من طريق الحارث بن أبي أسامة عن روح عن صالح عن بن أبي الأخضر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة وأخرجه أبو نعيم في المعرفة من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد عن عبد الله بن حذافة والاحتمال فيه كثير جدا وقال البخاري في التاريخ يقال له صحبة ولا يصح إسناد حديثه يقال مات في خلافة عثمان حكاه البغوي وقال أبو نعيم توفي بمصر في خلافة عثمان وكذلك قال بن يونس إنه توفي بمصر ودفن بمقبرتها ومن مناقب عبد الله بن حذافة ما أخرجه البيهقي من طريق ضرار بن عمرو عن أبي رافع قال وجه عمر جيشا إلى الروم وفيهم عبد الله بن حذافة فأسروه فقال له ملك الروم تنصر أشركك في ملكي فأبى فأمر به فصلب وأمر برميه بالسهام فلم يجزع فأنزل وأمر بقدر فصب فيها الماء وأغلى عليه وأمر بالقاء أسير فيها فإذا عظامه تلوح فأمر بإلقائه إن لم يتنصر فلما ذهبوا به بكى قال ردوه فقال لم بكيت قال تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في الله فعجب فقال قبل رأسي وأنا اخلي عنك فقال وعن جميع أسارى المسلمين قال نعم فقبل رأسه فخلى بينهم فقدم بهم على عمر فقام عمر فقبل رأسه وأخرج بن عساكر لهذه القصة شاهدا من حديث بن عباس موصولا وآخر من فوائد هشام بن عثمان من مرسل الزهري عبد الله بن أم حرام أبو أبي يأتي في الكنى وهو عبد الله بن عمرو بن قيس وقيل بن أبي وقيل غير ذلك عبد الله بن حرملة المدلجي ذكره بن السكن فقال يقال له صحبة وليس بمشهور في الصحابة ولم يصح إسناده وأشار إلى ما أخرجه بن منده وغيره من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الحارث عن عبد الله بن حرملة المدلجي أن رجلا قال يا رسول الله إني أحب الجهاد والهجرة الحديث وزعم بن عبد البر أن هذه القصة لأبيه حرملة وروى مطين والحسن بن سفيان من طريق عبد الله بن محمد بن أبي يحيى عن أبيه عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم الذاب عن قومه ما لم يأثم وإسناده حسن (4/56)
<57> عبد الله بن حريث البكري قال البخاري له صحبة وقال أبو عمر روت عنه بنته بهية حديث أفضل الأعمال إسباغ الوضوء وأورده بن منده من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن ابنه الشماخ حدثني بهية بنت عبد الله البكرية عن أبيها فذكره عبد الله بن حصن الدارمي أبو مدينة معروف بكنيته سماه الطبراني وأخرج من طريق حماد عن ثابت عن أبي مدينة الدارمي وكانت له صحبة قال كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر والعصر إلى آخرها ثم يسلم أحدهما على الآخر قلت وفي التابعين أبو مدينة عبد الله بن حصن الدوسي يروى عن أبي موسى الأشعري حديثه في مسند الشافعي ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان فإن كان الطبراني ضبط أن اسم الصحابي عبد الله بن حصن ولم يلتبس عليه بهذا الشافعي فقد اتفقا في الاسم واسم الأب والكنية وافترقا في النسبة وإلا فالاسم والكنية للتابعي وأما الصحابي الدارمي فلم يسم عبد الله بن حصن بن سهل ذكره الطبراني في الصحابة عبد الله بن الحصيب الأسلمي أخو بريدة ذكره الحاكم في أول تاريخه وقال له صحبة ورواية عبد الله بن الحصين بن الحارث بن المطلب القرشي المطلبي ذكره البلاذري في الأنساب وقال كان شاعرا وأمه أم عبد الله بنت عدي بن خويلد الأسدية بنت أخي خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها عبد الله بن حفص بن غانم القرشي ذكره سيف والطبري في الفتوح وقالا كانت بيده راية المهاجرين يوم اليمامة فاستشهد يومئذ عبد الله بن حق بن أوس بن وقش بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الأوسي وقيل في نسبه غير ذلك كما تقدم في عبد الله بن أوس ذكره البغوي في الصحابة وروى الأموي عن بن إسحاق أنه ذكره هكذا فيمن شهد بدرا وذكره بن هشام عن بن إسحاق فقال عبد الله بن حق وساق نسبه بخلاف هذا ووافقه موسى بن عقبة على اسمه ووافق سلمة بن الفضل عن بن إسحاق على نسبه لكن سماه عبد الله وقال يونس بن بكير عبد الله بن أوس بن وقش اسم أبيه وقيل عن بن إسحاق عبد الله بن حق أو بن أحق وحكى أبو نعيم عن بن إسحاق أيضا عبد الله بن سعيد بن أوس والاعتماد فيه على ما قال موسى بن عقبة عبد الله بن حكيم بن حزام القرشي الأسدي قال أبو مسعود أسلم بالفتح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وقتل مع عائشة يوم الجمل حكاه أبو موسى وقال هشام بن الكلبي أسلم حكيم وبنوه هاشم وخالد وعبد الله ويحيى يوم الفتح وقال أبو عمر كان معه لواء طلحة يوم الجمل وسيأتي في ترجمة أمه زينب بنت العوام أنها رثته لما قتل عبد الله بن حكيم الضبي ذكر الدارقطني من طريق سيف بن عمر في الفتوح عن (4/57)
<58> الصعب بن عطية عن بلال بن أبي هلال عن أبيه عن الحارث بن حكيم الضبي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك قال عبد الحارث بن حكيم قال أنت عبد الله وولاه صدقات قومه وفي رواية عن الحارث بن حكيم والصحيح عبد الحارث كذا قال أبو موسى قلت وسيأتي في عبد الله بن زيد الضبي مثل ذلك ومضى في عبد الله بن الحارث بن زيد بن صفوان قال بن الأثير أظن الثلاثة واحدا فإن بني ضبة لم يكن فيمن أسلم منهم من الكثرة ما ينتهي إلى أن تشتبه أسماؤهم وأسماء آبائهم عبد الله بن أبي الحمساء بالمهملتين المفتوحتين والميم بينهما ساكنة العامري له حديث عند أبي داود والبزار من طريق عبد الكريم عن عبد الله بن شقيق عن أبيه عنه قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وقد قيل إنه عبد الله بن أبي الجدعاء المتقدم والراجح أنه غيره عبد الله بن الحمير الأشجعي حليف الأنصار ذكره أبو إسحاق فيمن شهد بدرا وضبط الأموي عن بن إسحاق الحمير بالتصغير والتثقيل والحاء المهملة وبه جزم بن ماكولا وذكره يونس بن بكير في الخاء المعجمة والتصغير بغير تثقيل وهكذا ذكره بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عبد الله بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمرو بن مخزوم القرشي والد المطلب قال بن أبي حاتم له صحبة وذكره بن حبان في الصحابة وقال أبو عمر له صحبة وروى عنه المطلب ابنه حديثا مرفوعا في فضائل قريش وله في فضائل أبي بكر وعمر حديث مضطرب لا يثبت قلت أخرجه الترمذي عن قتيبة عن بن أبي فديك عن عبد العزيز بن المطلب بن حنطب عن أبيه عن جده عبد الله بن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أبا بكر وعمر فقال هذان السمع والبصر قال الترمذي هذا مرسل وعبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم قلت قد أخرجه بن منده من طريق موسى بن أيوب عن بن فديك فقال فيه كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يقتضي ثبوت صحبته ورواه بن منده أيضا من طريق دحيم عن بن أبي فديك حدثني غير واحد عن عبد العزيز وكذا هو عند البغوي وسمى منهم عمرو بن أبي عمرو وعلي بن عبد الرحمن بن عثمان فهذا يدل على أن بن أبي فديك لم يسمعه من عبد العزيز وقد رواه احمد بن صالح المصري وآخرون عن بن أبي فديك هكذا وسموا المبهمين علي بن عبد الرحمن وعمرو بن أبي عمرو وأخرجه الحاكم من طريق آدم عن بن أبي فديك فسمى الواسطي الحسن بن عبد الله بن عطية ورواه جعفر بن مسافر عن بن أبي فديك فقال عن المغيرة بن عبد الرحمن عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم فذكره فهذا اختلاف آخر يقتضي أن يكون الحديث من رواية حنطب والد عبد الله وقد قيل في المطلب بن عبد الله بن حنطب إنه المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب فإن ثبت فالصحبة للمطلب بن حنطب والله أعلم عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري تقدم نسبه عند ذكر أبيه يكنى أبا عبد الرحمن ويقال كنيته أبو بكر وهو المعروف بغسيل الملائكة أعني حنظلة قتل حنظلة يوم أحد شهيدا (4/58)
<59> وولد عبد الله بن حنظلة وأمه جميلة بنت عبد الله بن أبي وقد حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه وعن عمر وعبد الله بن سلام وكعب الأحبار وروى عنه قيس بن سعد وهو أكبر منه وعبد الله بن يزيد الخطمي وعبد الله بن أبي مليكة وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وأسماء بنت زيد بن الخطاب وضمضم بن جوس قال ابن سعد قتل عبد الله يوم الحرة وكان أمير الأنصار يومئذ وذلك سنة ثلاث وستين في ذي الحجة وكان مولد عبد الله سنة أربع قال بن سعد بعد أحد بسبعة أشهر في ربيع الأول أو الآخر وأخرج بن أبي الدنيا من طريق قدامة بن محمد الحرمي حدثني محمد بن خوط وكان من خيار أهل المدينة عن صفوان بن سليم قال يحدث أهل المدينة أن عبد الله بن حنظلة لقيه الشيطان وهو خارج من المسجد فقال تعرفني يا بن حنظلة قال نعم أنت الشيطان قال كيف علمت ذلك قال خرجت وأنا أذكر الله فلما رأيتك تلهث شغلني النظر إليك عن ذكر الله وقال خليفة بن خياط حدثنا وهب بن جرير حدثنا جويرية بن أسماء سمعت أشياخنا من أهل المدينة أن ممن وفد إلى يزيد بن معاوية عبد الله بن حنظلة معه ثمانية بنين له فأعطاه مائة ألف وأعطى بنيه كل واحد عشرة آلاف فلما قدم المدينة أتاه الناس فقالوا ما وراءك قال أتيتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا بني هؤلاء لجاهدته بهم قال فخرج أهل المدينة بجموع كثيرة وأخرج أحمد بسند صحيح عن يحيى بن عمارة قيل لعبد الله بن زيد يوم الحرة هذاك عبد الله بن حنظلة يبايع الناس قال علام يبايعهم قالوا على الموت قال لا أبايع عليه أحدا وقال إبراهيم بن المنذر توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بن سبع سنين وذكره البخاري فيمن يعد في الصحابة مع أنه ذكر في ترجمته حديث بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن عبد الله بن عمر قال حدثت أسماء بنت زيد بن الخطاب عبد الله بن عمر عن عبد الله بن حنظلة قال أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالوضوء لكل صلاة الحديث وأخرجه من وجه آخر عن بن إسحاق لكن بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر وقال فيه عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر عبد الله بن حنين بن أسد بن هاشم بن عبد المطلب بن خال علي وجعفر وعقيل أولاد أبي طالب نقل بن الكلبي ما يدل على أنه من أهل هذا القسم فإنه ذكر أن مسلم بن عبد الله بن مالك الفزاري تزوج بنت عبد الله بن حنين فانتقلها إلى بلاد قومه فتغربت عن أهلها في الإسلام عبد الله بن حوالة بالمهملة وتخفيف الواو يكنى أبا حوالة وقيل أبا محمد قال البخاري له صحبة ونسبه الواقدي إلى بني عامر بن لؤي ونسبه الهيثم إلى الأزد وهو الأشهر قال بن الأثير ويمكن أن يكون حليفا لبني عامر وأصله من الأزد قلت أنكر كونه من الأزد بن حبان وقال إنما هو الأردني بالراء وبعد الدال نون ثقيلة لكونه نزلها وقال عبد الله بن يونس وابن عبد البر إنه مات سنة ثمانين بالشام روى عنه أبو إدريس الخولاني وعبد الله بن شقيق وأبو قتيلة مرثد بن وداعة وجبير بن نفير وربيعة بن لقيط والحارث بن الحارث الحمصي وبشر بن عبيد الله ويحيى بن جابر وآخرون روى أبو داود من طريق ضمرة (4/59)
<60> أن بن زغب الأيادي حدثهم عن عبد الله بن حوالة قال بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم ليغنم على أقدامنا فرجعنا ولم نغنم شيئا الحديث ومن طريق أبي قتيلة عن عبد الله بن حوالة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيصير الأمر أن تكونوا أجنادا مجندة جند بالشام وجند باليمن الحديث ورويناه في نسخة أبي مسهر من طريق أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة بتمامه وفيه فقال عبد الله بن حوالة يا رسول الله اختر لي قال عليك بالشام الحديث وأخرجه أحمد من طريق ضمرة بن حبيب أن بن زغب الأيادي حدثه قال نزل على عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم حول المدينة على أقدامنا لنغنم فرجعنا ولم نغنم شيئا وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال اللهم لا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولا تكلهم إلى الناس فيتأمروا عليهم ثم قال ليفتحن عليكم الشام والروم وفارس حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا ومن النعم كذا وكذا حتى يعطي أحدكم مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده على رأسي فقال يا بن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والأمور العظام الحديث وأخرجه الطبراني من طريق صالح بن رستم مولى بني هاشم عن عبد الله بن حوالة الأزدي أنه قال يا رسول الله خر لي بلدا أكون فيه فلو أعلم أنك تبقى لم اختر على قربك شيئا قال عليك بالشام فلما رأى كراهتي للشام قال أتدرون ما يقول الله للشام يا شام أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرتي من عبادي الحديث ومات عبد الله بن حوالة سنة ثمان وخمسين قاله محمود بن إبراهيم والواقدي وغيرهما وقيل مات سنة ثمانين وبه جزم بن يونس وابن عبد البر عبد الله بن حولي بالحاء المهملة والواو ساكنة وبعد اللام تحتانية ثقيلة له حديث في المسند لأحمد قال بن ماكولا يقال هو بن حوالة قلت جزم بذلك عبد الغني بن سعيد وضبطه بالحاء المهملة ووقع في التجريد يقال هو بن حوالي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ذكره بن ماكولا والذي في الإكمال بن حوالة عبد الله بن خازم بالمعجمتين بن أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور أبو صالح الأمير المشهور يقال له صحبة وذكره الحاكم فيمن نزل خراسان من الصحابة وفي ثبوت ذلك نظر وقد قال أبو نعيم زعم بعض المتأخرين أن له إدراكا ولا حقيقة لذلك قلت لكن روى أبو سعد الماليني من طريق محمد بن حمدان الخرقي بفتح المعجمة والراء بعدها قاف عن أبيه أنه سمع محمد بن قطن الخرقي عن خالهم وكان وصي عبد الله بن خازم وكانت لعبد الله بن خازم عمامة سوداء يلبسها في الجمع والأعياد والحرب فإذا فتح عليه تعمم بها تبركا بها ويقول كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخرج أبو داود والبخاري في التاريخ من طريق سعد بن عثمان الدشتكي عن أبيه قال رأيت رجلا ببخارى عليه عمامة سوداء يقول كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الرحمن نراه عبد الله بن خازم السلمي وأخرج الحاكم من طريق عبد الله بن سعد بن الأزرق عن أبيه قال رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ببخارى (4/60)
<61> على رأسه عمامة خز سوداء وهو يقول كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله بن خازم وذكره المرزباني في معجم الشعراء ويعضده رواية الماليني لكن إسناده مجهول قال أبو أحمد العسكري كان عبد الله بن خازم من أشجع الناس وولي خراسان عشر سنين وقال السلامي في تاريخه لما وقعت فتنة بن الزبير كتب إلى بن خازم فأقره على خراسان فبعث إليه عبد الملك فلم يقبل فلما قتل مصعب بن الزبير بعث إليه عبد الملك برأسه فغسله وصلى عليه ثم ثار عليه وكيع بن الدورقية فقتله وحكى ذلك الطبري بمعناه وزاد وذلك سنة اثنتين وسبعين وقيل إن الرأس التي وجهت له هي رأس عبد الله بن الزبير وأن قتله هو كان بعد ذلك وذكره خليفة في فتح خراسان مع عبد الله بن عامر وأنه قام بالناس في وقعة فاران بباذغيس فأقره بن عامر على خراسان حتى قتل عثمان وقال المبرد في الكامل في قول الفرزدق عضت سيوف تميم حين أغضبها رأس بن عجلي فأضحى رأسه شذبا بن عجلي هو عبد الله بن خازم وعجلي أمه وكانت سوداء وكان هو أسود وهو أحد غربان العرب وسأل المهلب عن رجل يقدمه في الشجاعة فقيل له فأين بن الزبير وابن خازم فقال إنما سألت عن الإنس ولم أسأل عن الجن فقال إنه كان يوما عند عبيد الله بن زياد وعنده جرذ أبيض فقال يا أبا صالح هل رأيت مثل هذا ودفعه له فنضا إلى عبد الله وفزع واصفر فقال عبيد الله أبو صالح يعصي السلطان ويطيع الشيطان ويقبض على الثعبان ويمشي إلى الأسد ويلقي الرماح بوجهه ثم يجزع من جرذ أشهد أن الله على كل شيء قدير عبد الله بن خالد بن أسيد المخزومي ذكره بن منده وقال في صحبته وروايته نظر وتبعه أبو نعيم لكن عرفه بأنه بن أخي عتاب بن أسيد وذلك يقتضى أنه اموي لا مخزومي قال بن الأثير هو أموي لا شبهة فيه وروى الحسن بن سفيان من طريق بن جريج حدثني أبي سمعت عبد الله بن خالد بن أسيد أنه سئل عن غسل الجنابة فقال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بكفيه ثلاثا الحديث وروى بن منده من طريق السفاح بن مطر عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد ولد هذا حديثا سيأتي بيانه في ترجمة عبد العزيز في القسم الأخير وقد تقدم في ترجمة خالد بن أسيد أنه مات في أول خلافة أبي بكر فلا يبعد أن يكون لأبيه صحبة أو رؤية وقال عمر بن شبة في كتاب مكة لما استخلف عثمان وكثر الناس وسع المسجد الحرام واشترى دورا وهدمها وزاد فيه وهدم على قوم من جيران المسجد دروهم أبوا أن يبيعوا ووضع لهم الأثمان فضجوا عند البيت فأمر بحبسهم حتى كلمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص وقد عاش عبد الله هذا إلى أن ولي فارس من قبل زياد في خلافة معاوية واستخلفه زياد على البصرة لما مات فأقره معاوية عبد الله بن خالد بن سعد يأتي في عبد الله بن سعد عبد الله بن خالد بن عروة بن شهاب العذري روى حديثه مهدي بن عقبة سمعت عيسى بن عبد الجبار العذري يحدث عن عبد الله بن خالد بن عروة بن شهاب قال أتيت النبي صلى الله (4/61)