وكان صدوقًا ثقة. وكان متواضعًا رحيمًا، يصلّي آناء اللّيل والنّهار.
حجَّ نَيِّفًا وعشرين حَجّة. ووقف الضّياع والحوانيت على الفقراء، وأنفق أموالًا لا تُحْصَى على وجوه البِرّ. وتُوُفّي في رمضان.
وفيها أغار الترك على همذان فصودر حتّى سلَّم إليهم جميع ما يملك، وبقي فقيرًا محتاجًا ذليلًا في الخانْقاه، ثمّ مات. وكان مولده في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه أبو بكر الخطيب، وغيره.
27- محمد بن الفضل بن نظيف1.
أبو عبد الله المصريّ الفرّاء، مُسْنِد ديار مصر في زمانه.
سمع: أبا الفوارس أحمد بن محمد بن السَّنْديّ، والعبّاس بن محمد بن نصر الرّافقيّ، وأحمد بن الحسين بن إسحاق بن عُتْبة الرّازيّ، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الموت المكّيّ، وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن عطيّة بن الحدّاد، وأحمد بن محمود الشَّمْعيّ، وعبد الله بن جعفر بن الورد البغداديّ، ومحمد بن عمر بن مسرور الحطّاب، وجماعة.
وتفرّد بالرّواية عن أكثر في الدّنيا.
روى عنه: أبو جعفر أحمد بن محمد بن مَتُّوَيْه كاكوا شيخ وجيه الشَّحّاميّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ، وأبو عبد الله الثَّقَفيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبو القاسم سعْد بن عليّ الزَّنْجانيّ، وأبو بكر البَيْهَقيّ محتجًّا به، وطائفة.
قال الحبّال: تُوُفّي في ربيع الآخر، ووُلِد في صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وقد وقع لي جزءان من حديثه، وحديثه في "الثّقَفيّات".
قال محمد بن طاهر: سمعتُ أبا إسحاق الحبّال يقول: كان أبو عبد الله بن نظيف يُصلّي بالنّاس في مسجد عبد الله سبعين سنة، وكان شافعيًّا يَقْنُتُ. فتقدَّم بعده رجلٌ مالكيٌّ، وجاء النّاسُ على عادتهم لصلاة الصُّبْح، فلم يَقْنُتُ، فتركوه وانصرفوا وقالوا: لا يُحسن يُصلّي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 476، 477"، الوافي بالوفيات "4/ 323"، النجوم الزاهرة "5/ 431".(29/191)
28- محمد بن مسعود بن يحيى1.
أبو عبد الله الأموي. حدَّث بإشبيلية عن: أبي بكر الزُّبَيْديّ، وعبّاس بن أصْبَغ، وأبي عبد الله بن مُفَرِّج. وكان بارعًا في العربيّة، له شعر حسن. توفي ذي القعدة، وهو في عشر الثّمانين.
29- المسدَّد بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ2.
أبو المعمر الأملوكي الحمصي، خطيب.
سمع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرَّحْبيّ بحمص، ويوسف المَيَانِجِيّ، وأبا عبد الله بن خالُوَيْه، وأحمد بن عبد الكريم الحلبيّ، وإسماعيل ابن القاسم الحلبيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو نصر بن طلّاب، والكتّانيّ، وأبو عليّ الأهْوَازيّ، وأبو صالح أحمد بن عبد الله الملك النَّيْسابوريّ، وأبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه أبو عبد الله بن أبي الحسن، وسعد الله بن صاعد، وعبد الله بن عبد الرّزّاق الكَلاعيّ. وكان في الآخر إمام مسجد سوق الأحد.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
قال الكتّانيّ: فيه تساهل.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَرَّاءِ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ صَصْرَى، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَسَاكِرَ الْخَشَّابُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ: أَنْبَا الْمُسدَّدُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ بِدِمَشْقَ: ثَنَا إسماعيل بن القاسم بحمص سنة سبعين وثلاثمائة، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيُّ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْن قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر، عَنِ ابْنَ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَزُولُ قَدَمُ الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ" 3.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 521، 522".
2 تاريخ دمشق "4/ 161"، سير أعلام النبلاء "17/ 518"، شذرات الذهب "3/ 249".
3 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "2416، 2417"، والطبراني في الكبير "1/ 48"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "946".(29/192)
رَوَاهُ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِهِ فِي تَرْجَمَةِ "عَلِيِّ بْنِ عَسَاكِرَ الْخَشَّابِ"، عَنْهُ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.
30- المفضل بن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بن إسماعيل1.
الإمام أبو مَعْمَر الإسماعيليّ الْجُرْجَانيّ، مفتي جُرْجَان ورئيسها وفاضلها ومُسْنِدُها وعالمها وابن عالمها. روى الكثير عن: جدّه. ورحل به والده فأكثر عن: الدَّارَقُطْنيّ، وأبي حفص بن شاهين ببغداد. وعن: يوسف بن الدَّخِيل، وأبي زُرْعة محمد بن يوسف بمكّة.
وكان أحد أذكياء زمانه، فإنّه حفظ القرآن وقطعةً من الفقه وهو ابن سبْع سِنين في حياة جدّه.
تُوُفّي في ذي الحجّة وقد حدَّث بالكثير وأملى من بعد موت عمّه أبي نصر.
وبقي أخوه مَسْعَدة إلى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
"حرف الهاء":
31- الهيثم بن عتبَة بن خَيْثَمَة2.
القاضي أبو سعيد التّميميّ النَّيْسابوريّ الحنفيّ.
ثقة، من بيت القضاء والإمامة.
روى عن: أبيه القاضي أبي الهيثم، وبِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وأبي عَمْرو بن حمدان، وطبقتهم. روى عنه: أبو صالح المؤذّن.
وتُوُفّي في رابع عشر جُمَادى الأولى.
"حرف الياء":
32- يوسف بن أصْبغ بن خضر3.
__________
1 تاريخ جرجان "464، 465"، الأنساب "1/ 252"، سير أعلام النبلاء "17/ 518، 519".
2 المنتخب من السياق "478".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 676".(29/193)
أبو عمر الأنصاريّ الطُّلَيْطُليّ الفقيه.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخشنيّ، وفتح بن إبراهيم، وأبي المطرّف بن ذُنَيْن. واعتنى بالعلم وتحصيل الكتب. وتوفي في صفر.
وفيات سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
33- أحمد بن أيّوب بن أبي الرّبيع1.
أبو العبّاس الألْبِيريّ الواعظ. نزيل قُرْطُبة.
روى عن: أبي عبد اللَّه بن أبي زمنين، وسليمان بن بطال، وسلمة بن سعيد.
وحج، وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وغيره. وكان فاضلًا ورِعًا واعظًا، سُنّيًّا، أديبًا شاعرًا.
ومجلسه بجامع قُرْطُبة للوعظ في غاية الحفل. كانوا يزدحمون عليه، ونفع الله به المسلمين.
تُوُفّي فجأةً في جُمَادى الآخرة. وكان الْجَمْع في جنازته لم يُعْهَد مثلُه. عاش نيِّفًا وسبعين سنة.
35- أحمد بن الحسين بن نصر العطّار2.
أبو بكر البغداديّ. سمع: عليّ بن عمر الحربيّ، والدارقطني. وعنه: الخطيب، وقال: صدوق.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
35- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن3.
أبو بكر الخَوْلانيّ القَيْروانيّ، شيخ المالكيّة بالقيروان مع صاحبه أبي عِمران الفاسي المذكور.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 49".
2 تاريخ بغداد "4/ 111".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 519، 520"، الوافي بالوفيات "7/ 38"، بغية الوعاة "1/ 324".(29/194)
كان صالحًا عابدًا فقيها للمذهب نَحْويًّا. تفقّه بأبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسيّ.
تخرَّج به خلْق كثير كأبي القاسم بن مُحْرِز، وأبي إسحاق التُّونسيّ.
36- أحمد بن محمد بن جعفر بن يونس.
أبو الفضل الأصبهاني الأعرج، المعروف بالجوّاز. رحل، وسمع من: أبن المقري، وابن شاهين، والدَّارَقُطْنيّ، وعليّ بن عمر الحربيّ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن أبي بكر بن مَرْدُوَيْه، وسعيد بن محمد البقّال الأصبهانيان. مات فِي ربيع الآخر.
37- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن خالد بن مَهْديّ1.
أبو عمر القُرْطُبيّ المقرئ. روى عن: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، وأبي محمد بن نبوش. وأكثر عن مَكيُّ بْنُ أَبِي طَالِب. واعتنى بالرواية والضَّبط. وكان بارعًا في معرفة القراءات، صنّف فيها تصانيف. تُوُفّي في ذي القعدة شابًا.
38- أحمد بن محمد بن يوسف بن مَرْدة2.
أبو العبّاس الأصبهاني المقرئ، تُوُفّي في شَعبان.
39- إبراهيم بن ثابت بن أخْطل3.
أبو إسحاق الأُقْلِيشيّ. سكن مصر، وأخذ القراءة عَرْضًا عن طاهر بن غَلْبُون، وعن عبد الجبّار بن أحمد. وسمع من: عبد الرحمن بن عمر النّحّاس، وأبي مسلم الكاتب.
أقرأ النّاس بمصر في مجلس عبد الجبّار بعد موته. قاله أبو عَمْرو الدَّانيّ.
40- إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم.
أَبُو القاسم الإصبهانيّ الجلّاب، سِبْط أبي مسلم.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 48"، غاية النهاية "1/ 113".
2 غاية النهاية "1/ 134".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 92"، غاية النهاية "1/ 10".(29/195)
سمع: محمد بن عبد الله بن سيف، وابن المقري، وجماعة.
روى عنه: غانم البُرْجيّ، وأبي عليّ الحدّاد.
وقع لنا جزءٌ من حديثه.
"حرف الجيم":
41- جعفر بن محمد بن المعتزّ بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس1.
الحافظ أبو العبّاس المستغفريّ النَّسَفيّ.
مؤلّف "تاريخ نسف" و"كش" وكتاب "معرفة الصحابة"، وكتاب "الدعوات"، وكتاب "المنامات"، وكتابُ "خُطَب النّبيّ -صلى الله عليه وسلم" وكتاب "دلائل النُّبُوّة"، وكتاب "فضائل القرآن"، وكتاب "الشّمائل"، وغير ذلك من الكُتُب.
وحدَّث عن: زاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، وإبراهيم بن لُقْمان، وأبي سعيد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب الرّازيّ، وعليّ بن محمد بن سعيد السَّرْخسيّ، وجعفر بن محمد البخاريّ، وجماعة كثيرة.
روى عن: الحسن بن عبد الملك النَّسَفيّ، وأبو نصْر أحمد بن جعفر الكاسَنيّ، والحسن بن أحمد السَمَرْقَنْديّ الحافظ، وإسماعيل بن محمد النُّوحِيّ الخطيب، وآخرون. وكان محدِّث ما وراء النّهر في عصره. وُلِد بعد الخمسين بيسير، وتُوُفّي بنَسَف سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. وهو صدوق، لكنه يروي الموضوعات ولا يكتبها.
"حرف الحاء":
42- الحسن بن عُبَيْد الله البغداديّ2.
أبو عليّ الصّفّار المقرئ. سمع: أبا بكر القَطِيعيّ. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 564، 565"، الوافي بالوفيات "11/ 149، 150"، لسان الميزان "6/ 100".
2 تاريخ بغداد "7/ 343"، المنتظم "8/ 107".(29/196)
43- الحسن بن محمد بن شُعَيْب1.
أبو عليّ السَّنْجيّ، الإمام الفقيه.
تُوُفّي بمَرْو في ربيع الأوّل. كذا سمّاه وورّخه أَبُو عليّ محمد بن الفضل بن جُهَانْدار. وسمّاه ابن خَلَّكان: الحسين بن شُعيب بن محمد، وقال: أخذ الفقه بخُراسان عن أبي بكر القفّال المَرْوَزِيّ، هو والقاضي حسين، والإمام أبو محمد الْجُوَينيّ.
وصنَّف "شرح الفُروع" لأبي بكر بن الحدّاد المصريّ فجاء نهايةً في الحُسْن؛ وصنَّف كتاب "المجموع". وهو أول من جمع بين طريقتي خُرَاسان والعراق.
44- حمّاد بن عمّار بن هاشم2.
أبو محمد القُرْطُبيّ الزّاهد. روى عن: أبي عيسى اللّيْثيّ. ورحل فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان، وعن أبي القاسم الجوهريّ بمصر. وكان رجلًا صالحًا زاهدًا ورِعًا، شُهِر بإجابة الدّعوة. كان الخلْق يقصدونه ويتبرّكون به ويسألونه الدّعاء.
دعاه الأمير عليّ بن حَمُّود إلى قضاء قُرْطُبة، فصرف الرّسول وانتهره، وخرج إلى طليلطة فاستوطنها. وعُمّر ونيّف على مائة عام.
حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وجماعة من علماء الأندلس.
قال ابن حيّان: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
"حرف العين":
45- عَبْد الله بن سعيد بن أبي عَوْن الرّباحيّ الأندلسيّ3.
نزيل طُلَيْطُلَة. سمع من أبي عبد الله بن أبي زمْنِين. وحجّ، فسمع من أبي محمد بن أبي زيد.
وكان صالحًا، ديِّنًا، ورِعًا. أوّل من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه. وكان بكّاءً عند قراءة الحديث. ويُرابط في شهر رمضان بحصن ولمش.
__________
1 الأنساب "7/ 165، 166"، سير أعلام النبلاء "17/ 526، 527"، البداية والنهاية "12/ 57".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 156".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 268، 269".(29/197)
46- عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الوليد بن محمد بن يوسف بن عبد الله1.
أبو عبد الرحمن الأُمويّ، المُعَيطيّ القُرْطُبيّ. روى عن: أبي محمد الباجيّ، وغيره. وكان من أهلِ السُّؤدُد والشّرف.
بويع بالخلافة بشرق الأندلس وخُطِب له. ثمّ خُلِع فصار إلى كُتَامَة. وكان مجاهد صاحب دانية قد قدّم هذا المُعِيطيّ أن يكون أمير المؤمنين بعمله، فبقي مدّة يسيرة، ثمّ خلعه مجاهد ونفاه، فالتجأ إلى أرض كُتَامَة، وبقي لا يرفع للدُّنيا رأسًا.
47- عبد الله بْن عليّ بْن سعيد.
أبو محمد النَّجِيرميّ. رجلٌ صالح. قال الحبّال: تُوُفّي في رجب.
48- عبد الباقي بن محمد بن أحمد بن زكريّا2.
أبو القاسم الطّحّان، بغدادي ثقة، سمع: سمع أبا بكر الشّافعيّ وأبا عَلِيّ بْن الصّوّاف رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر أبا بكر الخطيب، وأبو ياسر طاهر بن أسد الطّبّاخ، وجماعة. تُوُفّي فِي جُمَادى الأولى عن ثمانٍ وثمانين سنة.
49- عبد الوهّاب بن محمد بن عبد الله.
القاضي أبو عليّ النَّسَفيّ، الفقيه. تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
50- عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم.
أبو سهل التّميميّ الكوفيّ، ثمّ الأصبهاني الواعظ. عن: أبي الشّيخ. وعنه: سعيد البقّال. تُوُفّي في ربيع الآخر.
51- عليّ بن أحمد بن محمد بن حسين.
الإمام أبو الحسن الإسْتِراباذيّ الحاكم. كان من كبار أئمّة الحديث بسَمَرْقَنْد. وكان مجتهدًا في الخير. كان ينسخ عامّة النّهار وهو يقرأ القرآن، لا يمنعه ذا عن ذا، وكان قد حجّ وسأل الله كمال القوّة على التّلاوة وعلى الْجِماع، فاستجيب له.
حدَّث هذه السّنة ولا أعلم وفاته، ولا رواته، رحمه الله.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 261، 262"، الوافي بالوفيات "17/ 703".
2 تاريخ بغداد "11/ 90"، العبر "3/ 175".(29/198)
"حرف الميم":
52- محمد بن أحمد بن جعفر1.
أبو حسّان المزكّي المُولْقَابَاذيّ الفقيه، الشّيخ الثّقة. كان مشهورًا بالفضل والصّلاح والعِلْم، وكان إليه التَّزْكية بنَيْسابور، والحشْمة الوافرة.
حدَّث عن: والده أبي الحسن، والشّيخ أبي العبّاس محمد بن إسحاق الصِّبْغيّ، ومحمد بن الحسن السّرّاج، وإسماعيل بن نُجَيْد، وجعفر المراغيّ، وأبي عَمْرو بن مطر، وأبي الفضل عُبَيْد الله بن عبد الرحمن الزُّهْريّ، وطبقتهم. ثنا عنه خالي أبو سعْد القُشَيريّ.
53- محمد بن الحسن بن الفضل2.
أبو يَعْلَى البصْريّ الصُّوفيّ.
سمع: أبا الحسين بن جُمَيْع بصَيْداء. روى عنه: الخطيب.
وله:
لي عجوز كأنّها البـ ... ـدر في ليلة المطر
ناطق عن جميع أعـ ... ـضائها شاهدُ الكبر
غير أضراسه ففيـ ... ـها لِذي اللُّبِّ مُعْتبر
أعْظُمٌ غير أنّها ... أعظُمٌ تَطحنُ الحَجَر
وكان ظريفًا كثير الأسفار. حدَّث فِي هذا العام، وانقطع خبره.
54- مُحَمَّد بن الحسن بن محمد3.
أبو المظفّر المَرْوَزِيّ. صدوق، نزل بغداد. وحدَّث عن: زاهر بن أحمد، وأبي طاهر المخلّص.
روى عنه: الخطيب.
__________
1 المنتخب من السياق "34"، سير أعلام النبلاء "17/ 596، 597"، شذرات الذهب "3/ 250".
2 تاريخ بغداد "2/ 220، 221"، المنتظم "8/ 108"، البداية والنهاية "12/ 49".
3 تاريخ بغداد "2/ 220"، المنتظم "8/ 108".(29/199)
55- مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن محمد.
أبو الحسن الهَرَويّ، الدّبّاس العدْل. سمع: حامد بن محمد الرّفّاء.
روى عنه: شيخ الإسلام، ومحمد بن عليّ العُمَيْريّ، وأهل هَرَاة.
56- محمد بن عمر بن بُكَيْر بن وُدّ1.
أبو بكر النّجّار. جار أبي القاسم بن بِشْران. سمع: أبا بكر بن خلّاد النَّصِيبيّ، وأبا بحر البَرْبَهَاريّ، وأبا إسحاق المزكّيّ، وابن سَلْم الخُتُّليّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة من أهل القرآن. قرأ على إبراهيم بن أحمد البُزُوريّ.
وتُوُفّي فِي ربيع الأول، وكان مولده فِي سنة ست وأربعين وثلاثمائة ببغداد.
قلت: وروى عنه: أحمد بن بُنْدَار البقّال، وجماعة. وقرأ عليه: عبد السّيّد بن عَتّاب، وأبو الخطّاب بن الجرّاح، ومحمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بُنْدَار، وغيرهم عن قراءته على البُزُوريّ وصاحب أحمد بن فَرَح.
57- محمد بن مروان بن عيسى2.
أبو بكر الأموي ابن الشّقّاق الأندلسيّ القُرْطُبيّ. روى عنه: عبّاس بن أصْبغ، وأبي محمد الأصِيليّ، وجماعة. وكان قديم الطَّلب، نافذًا في عدّة علوم، محكمًا للنَّحْو والحساب.
58- محمد بن يحيى بن حسن3.
أبو عَمْرو النَّيْسابوري. حجّ وحدَّث ببغداد. عن: أبي عَمْرو بن حمْدان، وعلي بن عبد الرحمن البكّائيّ، وعبد الرحمن بن محمد محبور الدّهّان.
روى عنه: البَرْقانيّ مع تقدُّمه، وأبو صالح المؤذّن، وجماعة.
صدوق مات بعد الثّلاثين، قاله المؤذن.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 39"، سير أعلام النبلاء"17/ 472، 473"، شذرات الذهب "3/ 250".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 522".
3 تاريخ بغداد "3/ 433".(29/200)
59- محمد بن يحيى بن محمد بن الرُّوزبَهَان1.
أبو بكر البغداديّ. قال الخطيب: كتبتُ عنه، ولا بأس به.
سمع: ابن مالك القَطِيعيّ، وابن ماسيّ. مات في صفر.
60- مكّيّ بن بُنان.
أبو القاسم المصريّ الصّوّاف. قال الحبّال: تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
"حرف الهاء":
61- هاشم بن عطاء بن أبي يزيد الأطْرَابُلُسيّ2.
أبو يزيد. دخل الأندلس تاجرًا في هذه السّنة. وقد سكن في شبيبته بغداد، وأخذ عن القاضي أبي بكر الأبْهريّ. وأخذ بالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد. وكان مالكيَّ المذهب، جاوز ثمانين سنة.
62- هشام بن محمد3.
أبو محمد التيمليّ الكوفيّ الحافظ. عن: أبي حفص الكتانيّ، وأبي القاسم بن حبابة، وأبي نصر بن الجندي الدمشقي، وطبقتهم. وعنه الخطيب، وقال: لم يكن ثقة. وقد اتَّهمه الصُّوريّ.
63- محمد بن أبي نصر4.
أبو عُبَيْد النَّيْسابوري. محدِّث جليل. وثّقه الخطيب. واسم أبيه: محمد بن عليّ بن محمد. قدِم بغداد حاجًّا، فروى عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وحُسَيْنَك التّميميّ، وعدة. كتب عنه الخطيب.
وأصله فارسي. مات بعد الثلاثين وأربعمائة.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 434".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 659".
3 تاريخ بغداد "14/ 48"، الأنساب "3/ 114، 115"، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "1/ 175، 176".
4 تاريخ بغداد "3/ 233، 234".(29/201)
وفيات سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
64- أحمد بْن الحسن بْن أحمد بن عثمان1.
الدّمشقي الغساني ابن الطيان أبو بكر.
حدَّث في هذه السنة عن: الحسن بن رشيق العسكريّ، ومحمد بن عليّ النّقّاش التِّنِّيسيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، وأحمد بن عطاء الرُّوذَبَاريّ، ومحمد بن أحمد الحندريّ.
روى عنه: أبو عبد الله القُضاعيّ، ونجا بن أحمد العطّار.
وبالإجازة: نصر المقدسيّ، وأبو طاهر الحِنَّائيّ.
65- أحمد بن الحسين بن أحمد بن إسحاق بن حمك2.
أبو حامد النَّيْسابوريّ، الفقيه الشّافعيّ الواعظ. ثقة، إمام.
حدَّث عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وطبقته. وعنه: أحمد بن عبد الملك المقري. تُوُفّي في صفر.
66- أحمد بن الحُسين بن محمد بن عبد الله بن بَوّان3.
القاضي أبو نصر الدِّينَوَريّ المعروف بالكسّار. سمع "سُنَن النَّسائيّ" سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة في جُمَادى الأولى من أبي بكر بن السُّنّيّ. وحدَّث به في شوّال من هذا العام.
روى عنه: أبو نجم بدر بن خَلَف الفَرْكيّ، وعَبْدُوس بن عبد الله، وعبد الرحمن بن حمد الدوني، أَبُو صالح أَحْمَد بْن عَبْد المُلْك المؤذن، وآخرون. وكان صدوقًا، صحيح السّماع، من أهل العِلم والجلالة.
67- أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن فاذشاه4.
__________
1 تاريخ دمشق "36/ 184".
2 المنتخب من السياق "94".
3 العبر "3/ 54"، سير أعلام النبلاء "17/ 514"، شذرات الذهب "3/ 250".
4 سير أعلام النبلاء "17/ 515، 516" العبر "3/ 187"، الوافي بالوفيات "7/ 383".(29/202)
أبو الحسين الأصبهاني، التّانيّ الرّئيس. سمعَ الكثير من أبي القاسم الطَّبَرانيّ.
قال أبو زكريّا يحيى بن مَنْدَهْ: كان صاحب ضياع كثيرة، صحيح السّماع رديء المذهب.
جميع مسموعاته مع جدّه الحسين في سنة أربعٍ وخمسين. وحكَّ أشياء ممّا رواه مسروق، عن ابن مسعود، في الصّفات في حال القيامة، وكان ينتحل الاعتزال والتَّشيّع.
قلتُ: روى عن الطَّبَرانيّ معجمه الكبير.
روى عنه: مَعْمر بن أحمد اللُّنْبَانيّ، ومحمد بن إسماعيل الصَّيْرفيّ، وأبو عليّ الحدّاد، والمُحَسَّدُ بن محمد الإسكاف، وعبد الأحد بن أحمد العَنْبَريّ، وأهل أصبهان.
تُوُفّي في صَفَر، سامحه الله تعالى، وله شِعْر.
قال المطهّر بن أحمد السُّكَّريّ: أنشدنا أبو الحسين بن فاذشاه لنفسه:
أتطمع أن تدوم لك الحياةُ ... وتجمع ما تفوز به العُداةُ
فلا تخشَى الفناءَ وأنت شيخٌ ... وهل يبقى إذا ابيّضّ النباتُ
وأنشدنا أيضًا:
سِهام الشيبِ نافذةٌ مصِيبة ... وسائقة المُلِمّة والمصيبهْ
ومَن نَزَلَ المشيبُ بعارِضَيهِ ... قدِ اسْتَوفَى من الدُّنيا نصيبهْ
68- أحمد بن محمد بن عليّ بن كُرْديّ1.
أبو عبد الله البغداديّ الأنْماطيّ البزّاز.
روى عن: أبي بكر الشّافعيّ. وتُوُفّي في صفر.
قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأسَ به.
قلت: روى عنه: الفضل بن عبد العزيز القطّان، وعبد الله بن محمد الحارثيّ.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 70، 71"، سير أعلام النبلاء "17/ 527".(29/203)
69- أحمد بن محمد الخَوْلانيّ.
أبو جعفر بن الأَبّار الإشبيليّ الشَّاعِر. من شُعراء المعتضِد عبّاد بن محمد اللَّخْميّ المحسنين.
وله، وهو في ديوان شِعره:
لَمْ تَدْرِ ما خلَّدت عيناكَ في خِلْدِي ... منَ الغرامِ وَلَا مَا كابدتْ كَبِدي
أَفديه من زائرٍ رامَ الدُّنوءَ فلم ... يسْطَعْه من غرق في الدّمْع متقدِ
خافَ العيونَ فوافاني على عَجَلٍ ... معطلًا جِيده إلّا من الجيدِ
عاطيتهُ الكاسَ فاستحيتْ مدامَتُها ... من ذلك الشَّنب المعسُول والبردِ
حتّى إذا غازلت أجفانهُ سنةٌ ... وصيَّرتهُ يدُ الصَّهباء طوعَ يدي
أردتُ توسيدَه خدّي وقلَّ له ... فقال: كفُّكَ عندي أفضل الوَسَدِ
فبات في حرمٍ لا غدرَ يُذعرُهُ ... وبتُّ ظمآنَ لم أصدِر ولم أردِ
بدرٌ أَلمّ وبدرُ التّمّ ممحقٌ ... والأُفق محلولكُ الأرجاء من حَسَدِ
تحيَّر اللَّيل منه أين مطلعُه ... أما درى اللَّيلُ أن البدرَ في عضُدي؟
70- إبراهيم بن أبي العَيْش بن يربوع.
أبو إسحاق القَيْسيّ السّبْتيّ. دخل الأندلس، وسمع من: أبي محمد الباجيِّ، وغيره.
ورّخه حفيده إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم.
- أنوش تِكِين.
أبو منصور التُّرْكيّ الختنيّ. سيأتي مطوّلًا في "ن".
"حرف الحاء":
71- الحسن بن صالح بن عليّ بن صالح.
أبو محمد المصريّ، يُعرف بالعميد. ورّخه الحبّال، وقال: سمع كثيرًا وحدَّث قليلًا.(29/204)
72- لحسن بن محمد بن بِشْر.
المُزَنيّ الهَرَويّ، أبو محمد. تُوُفّي في صفر.
73- الحسين بن بكر بن عُبَيْد الله1.
أبو القاسم البغداديّ.
روى عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وغيره.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. ناب في القضاء بالكَرْخ.
74- الحسين بن عليّ بن أحمد بن جمعة الحريري2.
بغداديّ. روى عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وأبي بكر بن ماسيّ، وسهل بن أحمد الدّيباجيّ، ومحمد بن المظفر، وطبقتهم.
قال الخطيب: كان له حفظ. وسمعت عُبَيْد الله الأزهريّ يقول إنّه كان يستعير منه أُصُولًا لا سَمَاع له فيها فينقل منها. ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
75- الحسين بن محمد بن إبراهيم بن زَنْجُوَيْه.
أبو عبد الله الأصبهاني. عن: أبي بكر القبّاب. كتب عنه اللّبّاد. مات في رجب.
"حرف السّين":
76- سالم بن عبد الله3.
أبو مِعْمر الهَرَويّ، المعروف بغُولجة. إمامٌ متفنِّن. قال فيه بعض العلماء. ما عبرَ جسرَ بغداد مثلُه. روى عنه: الّلتّيّ. وله تصانيف الأُصُول والفروع على مذهب الشّافعيّ.
77- سعيد بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ بْن سعيد4.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 26"، المنتظم "8/ 112".
2 تاريخ بغداد "8/ 78".
3 طبقات ابن الصلاح "49"، معجم المؤلفين "4/ 203".
4 تاريخ بغداد "9/ 113، 114"، المنتخب "231"، سير أعلام النبلاء "17/ 552، 553".(29/205)
أبو عثمان القُرَشيّ، الهَرَويّ، المزكّيّ.
سمع: أبا عليّ الرَّفّاء، وأبا حامد بن حسنُوَيْه، وأبا الفضل بن خميرُوَيْه، ومنصور بن العبّاس البوسنْجيّ، وجماعة تفرَّد بالرّواية عنهم. وطال عمره. وانتخب عليه إسحاق القرّاب أجزاء كثيرة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بن عليّ العُمَيْريّ، وجماعة.
تُوُفّي في المحرَّم، وله أربعٌ وثمانون سنة، وكان شريفًا سَريًّا. سمع ببغداد ونَيْسابور.
"حرف الطّاء":
78- طاهر بن العبّاس.
أبو بِشْر العَبّاديّ الهَرَويّ. روى عن: الخليل بن أحمد القاضي، وعبد الرحمن بن أبي شريح.
"الحرف العين":
79- عبد الله بن عَبْدَان بن محمد بن عَبْدَان1.
أبو الفضل، شيخ هَمَذَان، وعالمها ومُفتيها.
قال شِيرُوَيْه: روى عن: صالح بن أحمد، وجِبريل، وعليّ بن الحسن بن الربيع، وجماعة.
وسمع ببغداد: من أبي الحسن بن أخي مَعْمَر، وابن حُبَابَة، وعثمان بن المُنْتَاب، وأبي حفص الكتّانيّ، والمخلص.
ثنا عنه: محمد بن عثمان، وأحمد بن عمر، والحسين بن عَبْدُوس، وأبوه، وعليّ الحَسَنيّ، وكان ثقة فقيهًا، وَرِعًا جليل القدْر ممّن يُشار إليه.
سمعت ابن عثمان يقول: لمّا أغار التُّرك على هَمَذَان أسروا ابن عَبْدَان، ثمّ إنّهم عرفوه فقال بعضهم: لا تعذّبوه، ولكنْ حلِّفوه بالله ليخبرنا بماله، فإنّه لا يكذب.
__________
1 طبقات الشافعية الكبرى "3/ 204"، شذرات الذهب "3/ 251"، الأعلام "4/ 229".(29/206)
فاستحلفوه فاخبرهم بمتاعه حتّى قال لهم: خرقة فيها خمسة وعشرون دينارًا رَميْناها في هذه البئر. فما قدروا على إخراجها. قال: فما سَلِمَ له غيرها.
قال شِيرُوَيْه: رأيت بخطّ ابن عَبْدَان: رأيت ربَّ العزّة في المنام، فقلت له: أنت خلقتَ الأرض وخلقت الخلْق ثمّ أهلكتهم. ثمّ خلقت خلْقًا بعدهم. وكأنّي أرى أنّه يرتضي كلامي ومدْحيّ له، فقال لي كلامًا يدلّ على أنّه يخاف عليَّ الافتخار بما أوْلانِيهِ، فقلت له: أنا في نفسي أخسّ.
ووقع في ضميري: أخسّ من الرَّوْث.
ثمّ قال لي: أفضل ما يُدعى به: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54] . تُوُفّي رحمه الله في صفر سنة ثلاثٍ وثلاثين، وقبره يُزار ويُتبرَّك به.
80- عبد الرحمن بن حمْدان بن محمد بن حمْدان1.
أبو سعد النصرويي والنيسابوريّ، منشوبٌ إلى جدّه نَصْرُوَيْه، بصادِ مُهْمَلَة. رحل وكتب الكثير.
وروى عن: أبي محمد بن ماسيّ، وعُبَيْد الله بن العبّاس الشَّطَويّ، ومحمد بن أحمد المفيد، وابن نُجَيْد، وأبي الحسن السّرّاج، وأبي بكر القَطِيعيّ، وأبي عبد الله العصميّ، وعبد الله بن محمد بن زياد الدَّوْرَقيّ السّمريّ المعدّل يروي عنه "مُسْنَد إسحاق الحنْظليّ".
روى عنه: أبو عليّ الحَسَن بن محمد بن محمد بن حَمُّوَيْه، وأبو بكر البَيْهَقيّ، وأبو بكر الخطيب، وعبد الغفّار بن محمد الشِّيرويّ، وآخرون. تُوُفّي في صفر. وكان محدِّث عصره.
81- عبد السلام بن الحسن2.
أبو القاسم المايُوسيّ الصّفّار. شيخ بغداديّ ثقة. سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن المظفّر.
روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه
__________
1 المنتخب من السياق "307"، سير أعلام النبلاء "17/ 553، 554"، شذرات الذهب "3/ 250".
2 تاريخ بغداد "11/ 58"، الأنساب "11/ 113، 114".(29/207)
82- عبد الملك بْنُ الْحُسَيْن بْنُ عبدويه1.
أَبُو أَحْمَد الأصبهاني العطار المقرئ. رَوَى عن: عَلِيَّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ السُّكَّريّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيَّ الحداد.
83- عبد الغفّار بن عبد الواحد بن محمد2.
أبو النَّجيب الأُرْمُويّ الحافظ. رحل وطوَّف، وسمع: أبا نُعَيْم الحافظ، وأبا القاسم بْن بِشْران، وأحمد بْن عَبْد اللَّه بن المَحَامِليّ، ومحمد بن الفضل بن نظيف.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، ونجا بْن أحمد، وعبد العزيز الكتّاني، وغيرهم.
وجاوز بمكّة، فأكثر عن: أبي ذَرّ. ورجع إلى الشّام قاصدًا بغداد فأدركه أَجَلُه بين دمشق والرَّحْبة في شوّال شابًا.
84- عبد الوهاب بن الحسن الحربي3.
المؤدب. ويعرف بابن الخزري. سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا عبد الله الحسين الشماخي. وثقه الخطيب، وحدَّث عنه.
85- عُبَيْد الله بن إبراهيم الأنصاريّ4.
الخطيب الخيّاط الشّيعيّ. حدَّث عن: أبي بكر القَطِيعيّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان من شيوخ الشيعة.
86- علاء الدولة5.
أبو جعفر شهريار بن كاكويه، صاحب إصبهان.
أحد الشّجعان، حارب السَّلْجُوقيّة، وتمكّن مدّة، ومات سنة ثلاثٍ، فقام بعده ابنه ظهير الدّين أبو منصور قرامرز، فسار أخوه كرشاسف فاستولى على همذان.
__________
1 غاية النهاية "1/ 468".
2 تاريخ بغداد "11/ 117"، سير أعلام النبلاء "17/ 447".
3 تاريخ بغداد "11/ 32، 33"، الإكمال لابن ماكولا "2/ 201"، الأنساب "4/ 112".
4 تاريخ بغداد "10/ 384".
5 الكامل في التاريخ "9/ 495".(29/208)
87- عليّ بن بُشْرَى1.
أبو الحسن اللَّيّثيّ، مولى بني اللَّيث السِّجَزيّ الصُّوفيّ.
يروي عن: ابن حمدان، ومحمد بن الحسين الآبُرِيّ.
روى عنه: عيسى بن شعيب السجزي، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة. وكان مكثرا عن الحافظ ابن مَنْدَهْ.
88- عليْ بْن مُحَمَّد بْن عليّ2.
أبو القاسم العَلَويّ الحُسَينيّ الحرّانيّ، المقرئ الحنبليّ السُّنّيّ. تُوُفْي في العشرين من شوّال من سنة ثلاثٍ عن سنّ عالية. قرأ القراءات على أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الحَسَن النَّقّاش، وسمع منه تفسيره. وهو آخر مَن روى فِي الدُّنيا عَنْهُ.
قرأ عليه: أبو مَعْشَر عبد الكريم الطَّبَريّ، وأبو القاسم يوسف بن جُبَارة الهُذَليّ، وأبو العبّاس أحمد بن الفتح بن عبد الجبّار المَوْصِليّ نزيل نهر الملك، وشيخ المحوّل.
وكان إمامًا صالحًا كبير القدْر. لكنّ هبة الله بن الأكفانيّ قال: سمعت عبد العزيز الكتّانيّ الحافظ، وقد أرَيْتُهُ جزءًا من كُتُب إبراهيم بن شُكْر من مصنَّفات الآجُرِّيّ. والسّماع عليه مزورٌ بَيِّنَ التَّزوير، فقال: ما يكفي عليّ بن محمد الزَّيْديّ الحرّانيّ أن يكذب حتّى يُكذَبَ عليه؟ وأمّا أبو عَمْرو الدَّانيّ فقال: هو آخر من قرأ على النّقّاش، وكان ضابطًا ثقة مشهورًا. أقرأ بحرّان دهرًا طويلًا.
89- عليّ بن موسى بن الحسين3.
أبو الحسن بن السّمْسار الدّمشقيّ.
حدَّث عن: أبيه، وأخيه أبي العبّاس محمد، وأخيه الآخر أحمد، وأبي القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي العَقِب، وَأَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مروان، وأحمد بن أبي دُجَانَة، وأبي عليّ بن آدم، وأبي عمر بن فَضَالة، وأبي زيد المَرْوَزِيّ، والدَّارَقُطْنيّ، والمظفّر بن حاجب الفَرَغانيّ، وخلْق كثير. وكان مسند الشام في وقته.
__________
1 الأنساب "11/ 50".
2 ميزان الاعتدال "3/ 155"، سير أعلام النبلاء "17/ 505، 506"، لسان الميزان "4/ 259".
3 ميزان الاعتدال "3/ 158"، الوافي بالوفيات "5/ 86، 244"، لسان الميزان "4/ 264، 265".(29/209)
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو نصر بن طلاب، وأبو القاسم بن أبي العلاء، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، والفقيه نصر المقدسيّ، وأحمد بن عبد المنعم الكُرَيْديّ، وآخرون.
قال أبو الوليد الباجيّ: فيه تَشَيُّع يُفْضي به إلى الرَّفض. وكان قليل المعرفة، في أُصُوله سُقْم.
وقال الكتّانيّ: كان فيه تساهل، ويذهب إلى التَّشَيُّع. وتُوُفّي في صفر، وقد كمّل التّسعين.
90- عمر بن إبراهيم بن أحمد.
أبو حفص الأصبهاني السِّمّسار. عن: أبي الشّيخ. وعنه: سعيد بن محمد البقّال، وواصل بن حمزة، وإسحاق بن عبد الوهّاب بن منده. مات فِي جُمَادَى الأولى.
"حرف الميم":
91- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن شَريعة اللَّخْميّ الباجيّ1.
أبو عبد الله الإشبيليّ. سمع من جدّه الإمام أبي محمد، ورحل مع أبيه إلى المشرق. وشاركه في السّماع من الكبار كأبي بكر بن إسماعيل المهندس، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب.
حدَّث عَنِه الخَوْلانيّ وقال: كَانَ من أهل العلم بالحديث والرَّأي والفقه، عارفًا بمذهب مالك.
تُوُفّي لعشر بقين من المحرَّم.
وقال ابن خزرج: مولده في صفر سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وكان أجلّ الفُقهاء عندنا دِرايةً وروايةً، بصيرًا بالعقُود وعِلَلها. صنّف فيها كتابًا حسنًا، وكتابًا مستوعبًا في سِجلّات القُضاة إلى ما جمع من أقوال الشّيوخ المتأخّرين، مع ما كان عليه من الطّريقة المُثْلَى من الوقار والتّعاون النزاهة.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 522، 523".(29/210)
92- محمد بن إسماعيل بن عبّاد بن قُرَيْش1.
القاضي أبو القاسم اللَّخْميّ الإشبيليّ، مَن ذُرّيّة النُّعمان بن المنذر ملك الحيرة، وأصله من بلد العَرِيش، البلد الّتي كانت أوّل رمل مصر، فدخل أبو الوليد إسماعيل بن عبّاد الأندلس، ونشأ له أبو القاسم، فاعتنى بالعِلم وبرع في الفِقْه، وتنقّلت به الأحوال إلى أن ولي قضاء إشبيليّة في أيّام بني حَمُّود الإدريسيّ، فأحسن السّياسة مع الرّعيّة والملاطفة لهم، فرَمَقَتْه العُيُون. وكان المعتلي يحيى بن عليّ الإدريسيّ صاحب قُرْطُبة مذموم السّيرة فسار إلى إشبيليّة وحاصرها، فلمّا نازلها اجتمع الأعيانُ إلى القاضي أبو القاسم هذا وقالوا له: ترى ما نزل بنا، فقُمْ بنا واخرج إلى هذا الظّالم ونُمَلِّكُك.
فأجابهم وتهيّأ للقتال، وخرجوا إلى قتال يحيى، فركب إليهم وهو سكران، فقُتِل يحيى وهو سَكران، وعظُم أبو القاسم في النُّفُوس وبايعوه، واستعان بالوزير أبي بكر محمد بن الحسن الزُّبَيْديّ، وعيسى بن حَجّاج الحضْرميّ وعبد الله بن عليّ الهَوْزَنيّ، فدبّروا أمر إشبيليّة أحسن تدبير ولقّبوه الظّافر المؤيَّد بالله، ثمّ إنَّهُ ملك قُرْطُبة وغيرها. واتّسع سلطانه.
وقضيّته مشهورة مع الشّخص الّذي زعم أنّه هشام المؤيّد بالله بن الحَكَم الأُمويّ، الّذي كان المنصور محمد بن أبي عامر حاجبه.
انقطع خبر المؤيّد بالله هذا أكثر من عشرين سنة، وجَرَت أحوال وفِتَنٌ في هذه السَّنوات، فلمّا تملّك القاضي أبو القاسم بن عبّاد قيل له: إنّ هشام بن الحكم أمير المؤمنين بقلعة رياح في مسجد، فأحضره ابن عَبّاد وبايعه بالخلافة، وفوّض إليه، وجعل ابن عَبّاد نفسه كالوزير بين يديه.
قال الأمير عزيز: استولى القاضي محمد بن إسماعيل على الأمر سنة أربعٍ وعشرين، وحسَدَه أمثالُه وكثُر الكلام فيه، وقالوا: قتل يحيى بن عليّ الحَسَنيّ الإدريسيّ من أهل البيت. وقتل يحيى بن ذي النُّون ظُلْمًا.
واتّسع القول فيه، وهو في خلال ذلك مفكّرٌ فيما يفعله إذ جاءه رجلٌ من
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 523"، سير أعلام النبلاء "17/ 527-530"، الوافي بالوفيات "2/ 212-214".(29/211)
قُرْطُبة، فقال: رأيتُ هشامًا المؤيّد بالله في قلعة رباح، وكان ذلك الرجل يعرفه من مدة، فقال: انظر ما تقول. قال: أين واللهِ رأيته، وهو هشام بلا شكّ.
وكان عند القاضي عبدٌ اسمه تُومَرت، كان يقوم على رأس هشام، فقال له: إذا رأيتَ مولاك تعرفه؟ قال: نعم، ولا أُنكره ولي فيه علامات.
فأرسل رجلًا مع الرّجل، فوجداه في قلعة رباح في مسجد، فأعلماه أنّهما رسولا القاضي بن عباد، فسار معهما إلى إشبيليّة، فلمّا رآه مولاه تُومرت قام وقبَّل رِجْليه وقال: مولاي والله.
فقام إليه القاضي وقبّل يديه هو وأولاده وسلّموا عليه بالخلافة. وأخرجه يوم الجمعة بإشبيليّة، ومَشَوا بين يديه إلى الجامع، فخطب هشام للنّاس وصلّى بهم، وبايعوه: القاضي وبنوه، والنّاس، وتولى القاضي الخدمة بين يديه، وبقي أمير المؤمنين، والقاضي يقول: أمر أمير المؤمنين. وجرى على طريقة الحاجب ابن أبي عامر غير أنّه لم يخرج إلى الجمع طول مدته.
والقاضي ابن عباس في رُتْبَة وزير له. واستقام لابن عبّاد أكثر مدن الأندلس.
قال عزيز: خرج هشام هاربًا بنفسه من قرطبة عام أربعمائة مستخفيا حتّى قدِم مكّة، ومعه كيس فيه جواهر، فشعر به حراميّة مكّة، فأخذوه منه، فبقي يومين لم يُطْعَم. فأتاه رجلٌ عند المَرْوَة، فقال: تحسِن عملَ الطِّين؟ قال: نعم. فمضى وأعطاه ترابًا ليجبُلَه، فلم يدرِ كيف يصنع.
وشارَطَه على دِرْهم وقُرْص، فقال له: عجِّل القُرص. فأتاه به فأكله. ثمّ عَمَدَ إلى التّراب فجَبَلَه ثمّ خرج مع قافلة إلى الشّام على أسوأ حال، فقدِم بيت المقدس فرأى رجلًا حُصْريًّا فوقف ينظر، فقال له الرّجل: أَتُحْسِنُ هذه الصّناعة؟ قال: لا. قال: فتكون عندي تناولني القَشّ.
فأقام عنده مدّة، وتعلّم صنعة الحُصْر، وبقي يتقوّت منها وأقام ببيت المقدس أعوامًا، ثمّ رجع إلى الأندلس سنة أربع وعشرين وأربعمائة.
قال عزيز: هذا نصُّ ما رواه مشايخ من أهل الأندلس. ثمّ ذكر ما قاله أبو محمد بن حزْم في كتاب "نقط العَرُوس"، قال: فضيحة لم يقع في الدّهر مثلها. أربعة رجال في مسافة ثلاثة أيّام تَسَمّى كلُّ واحدٍ منهم أمير المؤمنين، وخُطِب لهم بها في(29/212)
زمن واحد. أحدُهم، خَلَف الحُصْريّ بإشبيليّة على أنّه هشام المؤيّد، والثّاني: محمد بن القاسم بن حَمُّود بالجزيرة الخضراء، والثّالث: محمد بن إدريس بن عليّ بن حَمْود بمالقة، والرّابع: إدريس بن يحيى بن عليّ بشَنْتَرِين.
ثمّ قال أبو محمد بن حزْم: أُخْلُوقة لم يُسمع بمثلها. ظهر رجلٌ يقال له خَلَف الحُصْريّ، بعد نيِّف وعشرين سنة من موت هشام المؤيد بالله، فادّعى أنّه هشام، فبُويع وخُطِب له على منابر الأندلس في أوقاتٍ شتّى، وسُفِكت الدّماء وتصادمت الجيوش في أمره، وأقام هذا الّذي أدّعى أنّه هشام في الأمر نيِّفًا وعشرين سنة، والقاضي محمد كالوزير بين يديه.
قلت: استبدَّ القاضي بالأمر، ولم يزل ملكًا مستقلًّا إلى أن تُوُفّي في آخر جُمَادى الأولى سنة ثلاثٍ وثلاثين، ودُفِن بقصر إشبيليّة، وقام بالأمر بعده ولده المعتضد بالله أبو عَمْرو عبّاد.
وقيل: إنّما كان إقامة الّذي زُعِم أنّه هشام في أيّام المعتضد. وبقي المعتضد إلى سنة أربعٍ وستّين.
93- محمد بن جعفر1.
أبو الحسن الْجَهْرَميّ الشّاعِر. كان من فحُول الشُّعراء بالعراق. وجَهْرَم قرية. مولده في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
94- محمد بن حمزة2.
أبو عليّ البغداديّ الدّهّان. قال الخطيب: صدوق كتبنا عنه.
سمع: أبا بكر عبد الله بن يحيى الطَّلْحيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ بالكوفة، وأبا بكر القطيعي. ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وسمع سنة تسعٍ وخمسين. ومات في ربيع الآخر سنة ثلاث.
95- محمد بن عبد الله بن بندار3.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 159"، المنتظم "8/ 112، 113"، الكامل في التاريخ "9/ 503".
2 تاريخ بغداد "2/ 291".
3 مختصر تاريخ دمشق "22/ 226".(29/213)
أبو عبد الله المَرَنْديّ. حجّ في هذا العام، وحدَّث بدمشق عن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي حفص بن شاهين، وجماعة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وهبة الله بن الصَّقْر المَرَنْدِيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه.
96- محمد بن عليّ بن أحمد1.
أبو بكر البغداديّ المطرِّز. يلقب حريقًا. سمع: أبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن سمعون.
قَالَ الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
97- محمد بن مساور بن أحمد بن طُفَيْل2.
أبو بكر الطليطلي. روى عن: هاشم بن يحيى، وعبد الوارث بن سُفْيان. وكان خيِّرًا متواضعًا فصيحًا، ذا وقار. وحدَّث في هذه السّنة، وانقطع خبره.
98- مسعود بن السُّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين3.
حارب أخاه محمدًا وقلعه من السَّلْطَنة، وكحّلَه وسجنه، وحكم على خُراسان والهند، وَغَيْرَ ذَلِكَ.
وجرت له حروب وخُطُوب مع السّلْجُوقيّة أوّل ما ظهروا إلى أن قُتِل في سنة ثلاث، وأطاع الجيش أخاه محمدًا المسمول، وقتل أخاه مسعودًا وعاد إلى السَّلْطَنة.
99- مسلم بن أحمد بن أفلح4.
أبو بكر القُرْطُبيّ الأديب. روى عَنْ: أَبِي مُحَمَّد بْن أسد، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد المصريّ.
وكان إمامًا في علم العربيّة، له تلامذه، وحلقة كبيرة، وكان متنسِّكًا صالحًا من أهل السُّنّة والجماعة، رحمه الله.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 99".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 253، 254".
3 الكامل في التاريخ "9/ 395"، سير أعلام النبلاء "17/ 495-497"، البداية والنهاية "12/ 50".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 626".(29/214)
"حرف النّون":
100- نُوشْتِكِين بن عبد الله1.
الأمير المظفّر سيف الخلافة عضُد الدّولة أبو منصور التُّرْكيّ، أحد الشُّجعان المذكورين.
مولده ببلاد التُّرْك، وحُمل إلى بغداد، ثمّ إلى دمشق في سنة أربعمائة. فاشتراه القائد تَزْبَر الدَّيْلَميّ، فرأى منه شهامة مفرِطة وصرامة، وشاع ذكره فأهداه للحاكم المصريّ. وقيل بل جاء الأمر بطلبه منه سنة ثلاث وأربعمائة.
فجُعِل في الحُجَرَة فقَهر مَن بها من المماليك، وطال عليهم بالذّكاء والنَّهضة، فقرّبه متولّيهم، ثم لزِم الخدمة وجعل يتودَّد إلى القوَّاد، فارتضاه الحاكم وأُعْجِب به، وأمّره وبعثه إلى دمشق في سنة ست وأربعمائة فتلقّاه مولاه دِزْبَر، فتأدَّب مع مولاه وترجَّل له. ثمّ أُعيد إلى مصر وجُرِّد إلى الرّيف. ثمّ عاد وولي بَعْلَبَك، وحَسُنَت سِيَرُتُه، وانتشر ذِكْرُه.
ثمّ طُلِب، فلمّا بلغ العَرِيش رُدّ إلى ولاية قيْسارية. واتّفق قتْلُ فاتِك متولّي حلب سنة اثنتي عشرة، قتله مملوك هنديّ، وولي أمير الجيوش فلسطين في أوّل سنة أربع عشرة. فبلغ حسّان مُفَرّج ملك العرب خبره، فقلِق وخاف.
ولم يزل أمر أمير الجيوش فِي ارتفاع واشتهار، وتمّت له وقائع مع العرب فدوّخهم وأثخن فيهم، فعمل عليه حسّان، وكاتب فيه وزير مصر حسن بن صالح، فقبض عليه بعسقلان بحيلة دُبّرت له في سنة سبع عشرة، وسألَ فيه سعيد السُّعَداء فأجيب سؤاله إكرامًا له وأُطْلِق. ثمّ حَسُنَت حاله، وارتفع شأنه، وكثُرت غلمانه وخَيْله وإقطاعاته.
وبَعد غيبته عن الشّام أفسدت العرب فيها، ثمّ صُرِف الوزير ووزر نجيب الدّولة عليّ بن أحمد الْجَرْجَرائيّ، فاقتضى رأيُه تجريدَ عساكر مصر إلى الشّام، فقدّم نوشتكين عليهم، ولقّبه بالأمير المظفّر منتخب الدّولة، وجهّز معه سبعة آلاف فارس وراجل. فسار وقصد صالح بن مرداس وحسّان بن مفرّج، فكان الملتقي في القحوانة
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 230"، سير أعلام النبلاء "17/ 511-513"، النجوم الزاهرة "4/ 252".(29/215)
فانهزمت العرب، وقتل صالح، فبعث برأسه إلى الحضرة، فنُفِذت الخِلَع إلى نوشتكين، وزادوا في ألقابه.
ثمّ توجّه إلى حلب ونازلها، ثمّ عاد إلى دمشق، ونزل في القصر وأقام مدّة. ثمّ سار إلى حلب، ففتحت له، فأحسن إلى أهلها وردّ المظالم وعدل.
ثمّ تغيّر وشربَ الخمر، فجاء فيه سِجِلٌّ مصريّ، فيه: أما بعد، فقد عرف الحاضر والبادي حال نوشتكين الدِّزْبَريّ الخائن، ولمّا تغيّرت نيّته سَلَبَه اللهُ نعمتَه. {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11] .
فضاق صدره وقلِق، ثمّ جاءه كتابٌ فيه توبيخ وتهديد، فعظُم عليه، ورأى من الصّواب إعادة الجواب بالتَّنصُّل والتَّلطُّف، فكتب: من "عبد الدّولة العلويّة، متبرّئًا من ذنوبه المُوبِقة، وإساءاته المرهِقة، لائذًا بعفو أمير المؤمنين، عائذًا بالكرم، صابرًا للحكم، وهو تحت خوفٍ ورجاء، وتضرّعٍ ودُعاء. وقد ذلّت نفسه بعد غرّها، وضاقت بعد أمنها".
إلى أن قال: "وليس مسير العبد إلى حلب يُنْجِيه من سطوات مواليه".
ونفّذ هذا الجواب وطلع إلى قلعة حلب، فحُمَّ وطلب طبيبًا، فوَصَف له مُسْهلًا، فلم يشربه، ولحِقَه فالج في يده ورِجْله. ومات بعد أيّامٍ من جُمَادى الأولى سنة ثلاثٍ وثلاثين بحلب. وخلّف من الذَّهب العَيْن ستّمائة ألف دينار ونيِّفًا.
"حرف الياء":
101- يحيى بن سعيد بن يحيى بن بكر1.
أبو بكر بن الطّوّاق القُرْطُبيّ.
رَوَى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بن مفرّج.
وسمع بمصر من: أبي بكر المهندس. حدَّث عنه: أبو بكر الخَوْلانيّ، وقال: كان من أهل القرآن، طالبًا للعلم مع الفَهْم والضَّبْط. وكان من أهل السُّنّة، مُجانبًا لأهل البِدَع. تُوُفّي في جُمَادى الآخرة عن سنٍّ عالية.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 266".(29/216)
"الكنى":
102- أبو الحسن الرحبيّ.
الفقيه الداودي. نزيل مصر. رحل إلى بغداد، ولقي: القاضي أبا بكر الأبْهريّ المالكيّ، وأبا بكر الرّازيّ الحنفي، ابن المَرْزُبان الشّافعيّ. وله مصنَّفات كثيرة على مذهب أهل الظاهر.
"وفيات سنة أربع وثلاثين وأربعمائة":
"حرف الألف":
103- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد1.
أبو الحسين الْجَحْوانيّ الكوفيّ. سكن بغداد، وحدَّث عن: أبي بكر الطّلْحيّ، وجعفر الأَحْمَسِيّ.
قال الخطيب: وهو آخر من حدَّث عنهما، كتبتُ عنه، وكان ثقة حافظًا للقرآن. تُوُفّي في شوال. ومولده في سنة خمسين وثلاثمائة.
104- أحمد بن عليّ بن الحسن2.
أبو نَصْر المايمرغي الضرير المقرئ. من أهل ما رواء النّهر ثقة. سمع الكثير من: أبي عَمْرو محمد بن محمد بن صابر، وأبي أحمد الحاكم، والبخاريّين. وعاش تسعين سنة.
105- أحمد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن دَلُّوَيْه3.
أبو حامد الأسْتَوائيّ. سمع بنَيْسابور: أبا أحمد الحاكم، وأبا سعيد بن عبد الوهاب الرازي، وكان أحمد الفُقهاء الشّافعيّة. ولي قضاء عُكُبَرَا. وكان صدوقًا.
سمع منه: الدَّارَقُطْنيّ مع تقدُّمه، وأبو بكر الخطيب. وكان في الأُصُول على مذهب الأشعريّ، وفي الفقه شافعيًا.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 323، 324".
2 الأنساب "11/ 110".
3 تاريخ بغداد "4/ 377، 378"، سير أعلام النبلاء "17/ 582"، الوافي بالوفيات "7/ 351".(29/217)
106- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بن بزدة الأصبهاني.
الفَرَضيّ المقرئ. يُعرف بالقجّ. روى عن: أحمد بن عبدان الحافظ، والمخلّص.
وعنه: الخطيب، وغيره.
107- إسماعيل بن عليّ.
أبو إبراهيم الحُسَينيّ المصريّ. انتقى عليه أبو نصر السَّجِسْتانيّ، وحدَّث. تُوُفّي في شَعبان.
"حرف الحاء":
108- الحسن بن عليّ بن سهلان1.
أبو سعد الأصبهاني القُرْقُوبيّ. روى عن: أبي الشّيخ. وعنه: أحمد بن الحسين بن أبي ذَرّ الصّالحانيّ.
109- الحسين بن أحمد بن جعفر بن أحمد2.
أبو عبد الله الهمذاني الفقيه. محدث بمكة.
سمع ببغداد: ابن المظفّر، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وابن شاهين.
وبنَيْسابور: أبا الحسن الخفّاف. وبهَمَذَان: جبريل بن محمد البغداديّ. وحدَّث سِنين. روى عنه.
110- الحسين بن عمر بن محمد البغداديّ3.
أبو عبد الله كاتب ابن الآبنوسيّ. سمع: القطيعي، وابن ماسي.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة صالحًا. تُوُفّي في ذي الحجّة.
111- حمزة بْن الحَسَن بْن العبّاس بْن الحَسَن بْن أبي الْجِنّ4.
القاضي فخر الدّولة أبو يعلى العلوي الحسيني الدمشقي.
__________
1 الأنساب "10/ 108".
2 المنتخب من السياق "199".
3 تاريخ بغداد "8/ 83"، الأنساب "10/ 163"، المنتظم "8/ 115".
4 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 445، 446".(29/218)
ولي قضاء دمشق مَن قِبَل الظّاهر العُبَيْديّ، وولي نقابة الأشراف بمصر، وجدّد بدمشق منابر وقُنِيّ، وأجرى الفوّارة. وذُكر أنّه وُجد في تذكرته صَدَقَة كلّ سنة سبعة آلاف دينار. وكان مولده في سنة سبع وستين وثلاثمائة. حكى عنه الشّريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسين النَّسَّابة.
"حرف السّين":
112- سعيد بن أحمد بن محمد1.
أبو عثمان بن الربيع الهُذَليّ الإشبيليّ. كان من أهل النّفاذ في الحديث والفقه، قوي الفهم، محسنًا للشّروط وعِلَلها.
روى عن: أبي محمد الباجيّ، وأبي جعفر بن عَوْن الله، وأبي الحسن الأنطاكيّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ، وجماعة.
ذكره ابن خَزْرَج، وعاش اثنتين وثمانين سنة.
113- سعيد بْن محمد بن أحْمَد بْن سَعِيد.
أَبُو القاسم الأصبهاني البقّال. تُوُفّي في جُمَادى الآخرة. محدِّث حافظ. مُعْجَمُه ألف شيخ. شيخ، رحل إلى خُراسان، والعراق، والحجاز، وهَمَذَان، وكتب الكثير، ونسخ بالأُجَرة.
كتب عنه: أبو يعقوب التّرّاب، وأبو بكر أحمد بن عليّ الأصبهاني الحافظ. قال ذلك يحيى بن مَنْدَهْ.
"حرف الشّين":
114- شَذْرَة بن محمد أحمد بن شَذْرَة2.
أبو العلاء المَدِينيّ. تُوُفّي في رجب.
يروي عن: ابن المقري.
سمع منه: محمد بن عبد الواحد الكِسائيّ، وغيره.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "221".
2 المشتبه في أسماء الرجال "1/ 354".(29/219)
115- شُعَيب بن عبد الله بن المِنْهال1.
أبو عبد الله المصريّ.
روى عَنْ: أحْمَد بْن الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن عُتْبَة الرّازيّ. وغيره.
روى عنه: أحمد بن إبراهيم الرّازيّ، وعليّ بن الحسن الخِلَعيّ، وجماعة. وكان أسْنَد مَن بقي بديار مصر. تُوُفّي في شَعبان. قال أبو إسحاق الحبّال: يُتكلّم في مذهبه.
قلت: كأنه يريد الرفض؛ لأنه مُلّا مصر.
"حرف العين":
116- عبد الله بن غالب بن تمّام بن محمد1.
أبو محمد الهَمَذَانيّ المالكيّ، الفقيه. عالم أهل سبْتة وصالحهم وشيخهم. أخذ عن شيوخ سبْتة، ورحل إلى الأندلس فسمع من: أبي محمد الأصيليّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ.
ورحل إلى القيروان، فسمع من: أبي محمد بن أبي زيد. وإلى مصر، فسمع من: أبي بكر المهندس، والوشّاء.
وكان إمامًا متقنًا عارفًا بالمذهب، أديبًا بليغًا شاعرًا، حافظًا، نظَّارًا، مدارُ الفتوى عليه ببلده في عصره.
أخذ عنه: ابنه أبو عبد الله محمد، وإسماعيل بن حمزة، وأبو محمد المَسِيليّ، والقاضي بن جماح.
وتُوُفّي رحمه الله في صفر.
117- عبد الله بن أبي الفضل عمر بن أبي سعْد.
الزّاهد الهَرَويّ، أبو نصر الواعظ. تُوُفّي بنَيْسابور قاصدًا للحج.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 513".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 299"، سير أعلام النبلاء"17/ 523، 524"، الوافي بالوفيات "17/ 397".(29/220)
عقد مجلسًا في قوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِه} [النساء: 100] فمرِض عقيبَ المجلس، ومات رحمه الله في ربيع الآخر.
118- عبد الودود بن عبد المتكبّر1.
أبو الحسن الهاشميّ البغداديّ. تُوُفّي في رجب عن أربعٍ وتسعين سنة.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشّافعيّ. سمع مجلسًا واحدًا. روى عنه: الخطيب.
119- عُبَيْد الله بن هشام بن سَوّار الدّارانيّ.
أبو الحسين.
120- عبد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن غُفَير2.
أبو ذَرّ الأنصاري الهَرَويّ المالكيّ الحافظ. ويُعرف ببلده بابن السّمّاك. وسمع بهَرَاة: أبا الفضل بن خميرُوَيْه، وبِشْر بن محمد المُزَنيّ، وجماعة.
ورحل، فسمع: أبا محمد بن حَمُّوَيْه، وزاهر بن أحمد بسَرْخَس، وأبا إسحاق بن إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ؛ وأبا الهيثم محمد بن مكّيّ بكُشْمِيهَن، وأبا بكر هلال بن محمد، وشيبان بن محمد الضَّبُعيّ بالبصرة، والدَّارَقُطْنيّ، وأبا الفضل الزُّهْريّ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وطائفة ببغداد؛ وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وجماعة بدمشق، وطائفة بمصر وبمكّة. وجمع مُعْجَمًا لشيوخه، وجاور بمكّة دهرًا.
روى عنه: ابنه عيسى، وعليّ بن محمد بن أبي الهَوْل، وموسى بن الصِّقِلّيّ، وعبد الله بن الحسن التِّنِّيسيّ، وعليّ بن بكّار الصُّوريّ، وأحمد بن محمد القَزْوِينيّ، وعليّ بن عَبْد الغالب البغداديّ، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وأبو عمران الفاسيّ الفقيه موسى بن عيسى، وأبو الطَّاهر إسماعيل بن سعيد النَّحْويّ، وأبو الوليد سليمان بن خَلَف الباجيّ، وعبد الله بن سعيد الشَّنْتَجَاليّ وعبد الحقّ بن هارون السَّهْميّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ الطُّرَيْثِيثيّ، وأبو شاكر أحمد بن عليّ العثمانيّ، وأبو الحسين محمد بن المهتدي بالله، وخلق سواهم.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 140"، المنتظم "8/ 115".
2 تاريخ بغداد "11/ 141"، الإكمال "6/ 228"، سير أعلام النبلاء "17/ 554-563"، البداية والنهاية "12/ 50".(29/221)
وروي عنه بالإجازة: أبو بكر بالخطيب، وأبو عَمْرو الدّانيّ، وأبو عُمَر بن عبد البَرّ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو عبد الله أحمد بن محمد الخَوْلانيّ الإشبيليّ.
مولده في حدود سنة خمسٍ وخمسين وثلاثمائة.
وقال الخطيب: قدِم بغداد أبو ذَرّ وأنا غائبٌ، فحدَّث بها وحجّ وجاور، ثم تزوج في العرب وسكن السروات، وكان يحج كل عام فيحدَّث ويرجع وكان ثقة ضابطا دينا.
مات بمكة في ذي القعدة. وقال أبو علي بن سكرة: توفي في عقب شوال.
وقال أبو الوليد الباجي في كتاب "اختصار فرق الفقهاء" من تأليفه عند ذكر أبي بكر الباقلاني: لقد أخبرني أبو ذَرّ، وكان يميل إلى مذهبه، فسألته: من أين لك هذا؟ فقال: كنتُ ماشيا ببغداد مع الدَّارَقُطْنيّ فلقينا القاضي أبا بكر، فالتزمه الشّيخ أبو الحسن الدارقطني، وقبل وجهه وعيينه. فلمّا فارقناه قلت: من هذا؟ فقال: هذا إمام المسلمين والذّاب عن الدّين القاضي أبو بكر محمد بن الطّيّب. قال أبو ذَرّ: فمن ذلك الوقت تكرّرت عليه. وقال أبو عليّ البَطَلْيُوسيّ: سمعت أبا عليّ الحسن بن بَقِي الْجُذَاميّ المالِقيّ: حدَّثني بعض الشّيوخ قال: قيل لأبي ذَرّ: انت من هَرَاة، فمن أين تَمَذْهَبْتَ لمالك وللأشعريّ؟ قال: قدِمتُ بغداد فلزِمت الدَّارَقُطْنيّ، فاجتاز به القاضي ابن الطّيّب فأظهر الدَّارَقُطْنيّ ما تعجّبت منه مِن إكرامه، فلمّا ولّى سألته فقال: هذا سيف السُّنَّة أبو بكر الأشعريّ. فلزِمْتُه مُنْذُ ذَلِكَ، واقتديت به في مذهبه جميعًا، أو كما قال.
وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد: عبد بن أحمد بن محمد السّمّاك الحافظ، صدوق، تكلّموا في رأيه. سمعت منه حديثًا واحدًا عن شيبان بن محمد، عن أبي خليفة، عن ابن المَدِينيّ، حديث جابر بطوله في الحجّ، قال لي: اقرأه عليّ حتّى تعتاد قراءة الحديث، وهو أوّل حديث قرأته على الشّيخ، وناولته الجزءَ فقال: لستُ على وضوء فَضَعْه.
قلت: أخبرني بهذا عليّ بن أحمد بالثَّغْر: أنا عليّ بن زوزبه، أنا أبو الوقت، أنا أبو إسماعيل، فذكره.(29/222)
وقال عبد الغافر في "السّياق": كان أبو ذَرّ زاهدًا ورِعًا عالمًا سخيًّا بما يجد، لا يدَّخِر شيئًا لغد.
صار من كبار مشايخ الحَرَم، مشارًا إليه في التَّصَوّف. خرّج على الصّحيحين تخريجًا حسنًا.
وكان حافظًا كثير الشّيوخ.
قلت: وله "مستخرَج استدركه على صحيح البخاريّ ومسلم" في مجلّدٍ وسَط، يدلّ على حِفظه ومعرفته.
وقال القاضي عَيّاض: لأبي ذَرّ كتاب كبير مخرَّج على الصَّحيحين، وكتاب في "السُّنَّة والصِّفات"، وكتاب "الجامع"، وكتاب "الدّعاء"، وكتاب "فضائل القرآن"، وكتاب "دلائل النُّبُوّة"، وكتاب "شهادة الزور"، وكتاب "فضائل مالك"، و"فضائل العيدين"، وغير ذلك. وأرّخ وفاته في سنة خمسٍ وثلاثين. والصّحيح سنة أربعٍ، والله أعلم.
121- عليْ بن جعفر.
المنذريّ، القُهُنْدُزِيّ، الهَرَويّ. سمع: العباس بن الفضل النضرويي.
روى عنه: العُمَيْريّ، وجماعة.
122- عليّ بن طلحة بن محمد بن عمر1.
أبو الحسن البصْريّ المقرئ سمع: أبا بكر القطعيّ، وابن ماسيّ، وعبد العزيز، وإبراهيم الخِرَقيّين.
قال الخطيب: كتبنا عنه، ولم يكن به بأس. ومات في ربيع الآخر.
قلت: قرأ علي صاحب ابن مجاهد أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن محمد بْن البَيِّع.
قرأ عليه: أبو طاهر بن سَوّار، وعبد السّيّد بن عَتّاب، وأبو البركات الوكيل، وغيرهم.
ومن شيوخه في القراءات أيضًا: عبد العزيز بن عصام، ممّن قرأ على ابن
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 442"، غاية النهاية "1/ 546".(29/223)
مجاهد، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمين المؤدّب البصْريّ، قرأ على محمد بن عبد العزيز بن الصّبّاح صاحب حنبل.
123- عليّ بن محمد بن عبد الرّحيم1.
أبو الحسين الأزْديّ. سمع: أباه، والقَطِيعيّ، وابن لؤلؤ الورّاق.
وهو بغداديّ. كتب عنه: الخطيب وصدّقه. وتوفي في المحرم.
124- عمر ابن إبراهيم بن سعيد2.
أبو طالب الزُّهْريّ البغداديّ الفقيه الشّافعيّ، المعروف بابن حَمَامة. سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسي، وعيسى بن محمد الرُّخَّجِيّ، وجماعة.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة.
ولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وكان من كبار أئمّة المذهب ببغداد، ومن ذُرّيّة سعْد بن أبي وقّاص.
"حرف الميم":
125- محمد بن أحمد3.
أبو الفرج العَيْن زَرْبيّ الفاتوريّ. حدَّث عن: أبي عليّ بن أبي الرَّمْرام، ويوسف المَيَانِجِيّ.
وعنه: الكتّانيّ، وأبو نصر بن طلّاب، وجماعة.
126- محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر4.
أبو الفتح الشَّيْبانيّ العطّار، قُطَيط. بغداديّ تغرّب إلى مصر وإلى الشّام، والجزيرة، وفارس، والحجاز.
وحدَّث عن: أبي الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ، ومحمد بن المظفّر، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 100".
2 تاريخ بغداد "11/ 274"، الكامل في التاريخ "9/ 514"، سير أعلام النبلاء 17/ 524، 525".
3 مختصر تاريخ دمشق "21/ 308".
4 تاريخ بغداد "2/ 253"، المنتظم "8/ 116"، البداية والنهاية "12/ 51".(29/224)
قال الخطيب: سمعتُ منه، وكان طريفًا متصوِّفًا. تُوُفّي بالأهواز.
127- محمد بن عبد الله بن زين القُرْطُبيّ1.
روى عن: ابن عَوْن الله، ومحمد بن أحمد بن مفرِّج، وعبّاس بن أصْبَغ، وجماعة. وكان مجوّدًا للقرآن، عارفًا بالحساب والشُّروط. تُوُفّي بإشبيليّة وله أربعٌ وثمانون سنة.
128- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَوْف2.
أبو عبد الله القُرْطُبيّ. أخذ عن: أبي عبد اللَّه بن أبي زَمْنين. وكان إمامًا في الفقه، من بيت حشمة وجلالة.
129- محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن مصعب الزبيري3.
أبو البركات المكي. دخل العراق والشام ومصر والأندلس، وحدَّث عن جماعة.
روى عن: أبي زيد المَرْوَزِيّ، وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافيّ، ومحمد بن محمد بن جبريل العجيقيّ، والقاضي أبي الحسن علي بن محمد الجراحي، والقاضي أبي بهر الأبهري، والدارقطني، وأبي بكر المهندس، وأبي الفرج الشنبوذيّ، وأبي أحمد السامري، وأبي الطيب بن غلبون. ترجمه الخولاني.
وحدَّث عنه: أبو محمد بن حزم، والدلائي، وأبو محمد بن خزرج وقال: كان ثقة متحريًّا فيما نقله. لقِيته بإشبيليّة في سنة أربعٍ وثلاثين وأخبرني أنّ مولده في سنة سبعٍ وأربعين وثلاثمائة.
وكان مُمتّعًا، يعني بحواسه.
130- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن إبراهيم.
أبو الفضل الكاتب البغداديّ، المعروف بابن حاجب النُّعمان.
كان أبوه وزيرًا للقادر بالله، فلمّا مات أبوه وَزَرَ هو للقادر في سنة إحدى وعشرين، ثمّ عُزل بعد ستة أشهر. فلمّا استخلف القائم استوزره. وكان أديبًا شاعرًا
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 524، 525".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 524".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 575"، جذوة المقتبس "70"، وفيات الأعيان "5/ 328، 329".(29/225)
كاتبًا. تُوُفّي في ثامن ذي القعدة وله سبعون سنة. وقد فُلج قبل موته مدّة أعوام. وله في الشمعة.
وطفلة كالرمح لا حظتها ... سنانها من ذَهَبٍ قد طُبِعْ
دموعها تَنْهَلُّ في نحْرها ... ورأسها يحيى إذا ما قطعْ
131- محمد بن المؤمّل بن الصَّقْر1.
أبو بكر البغداديّ الورّاق. غلام الأبْهريّ.
سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماس، وأبا بكر الأبْهريّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحًا. وكان لا يحسن يكتب تُوُفّي رحمه الله في ذي الحجّة، وله إحدى وتسعون سنة.
"حرف الهاء":
132- هارون بن محمد بن أحمد بن هارون.
أبو الفضل الأصبهاني الكاتب.
روى عن: سليمان الطَّبَرانيّ.
روى عن: محسن بن عليّ الفَرْقَدِيّ، وعبد الأحد بن أحمد العنْبريّ، والحسن بن أحمد الحدّاد، وغيرهم. تُوُفّي في رمضان.
"حرف الياء":
133- إلْيَسَعُ بن عبد الرحمن بن محمد اللَّخْميّ2.
أبو محمد الإشبيليّ.
روى عن: أبي عبد الله بن مفرِّج، وأحمد بن خالد التّاجر.
روى عنه: الخولاني، وأثنى عليه. وقال ابن خزرج: ولد سنة ستّين وثلاثمائة.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 312".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 690".(29/226)
وفيات سنة خمس وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
134- أحمد بن الحسن1.
أبو بكر بن الحدي. سمع: علي بن محمد بن كيسان، وإسحاق بن سعد.
قال الخطيب: صدوق.
135- أحمد بن سعيد بن دينال2.
أبو القاسم الأموي القرطبي. روى عن: أبي عيسى اللَّيْثيّ، وابن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مُفَرّج، وأبي محمد القلعي، وأبي عبد الله بن الخزار. وحج وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد.
وكان صالحًا، ثقة: عني بالعلم والرواية. توفي سنة خمس فِي جُمَادَى الأولى.
136- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ملاّس3.
أبو القاسم الفزاريّ الإشبيليّ. حجّ وأخذ عن أبي الحسن بن جَهْضَم، وأبي جعفر الدّاوديّ.
وسمع بقُرْطُبة من: أبي محمد الأصيليّ، وأبي عمر بن المكْوِيّ. وكان متفنّنًا في العِلم، بصيرًا بالوثائق. مولده سنة سبعين وثلاثمائة.
137- أحمد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحُسَيْن4.
أَبُو منصور بن الذّهبيّ البغداديّ المالكيّ. سمع: أبا بكر الأبْهريّ، وأبا الحسين بن المظفّر.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا. تُوُفّي في شَعبان.
138- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النون الهوّاريّ.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 93، 94".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 49، 50".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 50".
4 تاريخ بغداد "4/ 378".(29/227)
غلب على طُلَيْطُلَة عند اضطّراب الدّول بالأندلس، وأطاعته الرّعيّة، فضبط مملكة طُلَيْطُلَة.
ومات في هذه السَّنة، فولي بعده ولده المأمون يحيى.
139- أسماء بنت أحمد بن محمد بن شاذَة.
أمّ سَلَمَة الأصبهانية. عن: أبي الشّيخ. وعنها: أبو بكر الخطيب، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون.
"حرف الجيم":
140- جهور بن محمد جهور بن عُبَيْد الله1.
أبو الحزّم، رئيس قُرْطُبة وأميرها وصاحبها. جعل نفسَه ممسِكًا للأمر إلى أن يتهيَّأْ مَن يصْلُح للخلافة.
روى عن: عبّاس بن أَصْبَغ، والقاضي أبي عبد الله بن مفرِّج، وخَلَف بن القاسم، وجماعة.
وآل الأمر إلى أن صار مدبّر أمر قرطبة، وانفرد برئاسة مصر إلى أن تُوُفّي في المحرّم.
ودُفِن بداره، وصلّى عليه ابنه الوليد محمد بن جَهْور القائم بالأمر بعده.
عاش إحدى وسبعين سنة. روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن عَتَّاب، وغيره.
وكان أبو الحزْم من وزراء الدّولة العامريّة، ومِن دُهاة العالم وعُقلائهم ورؤسائهم. لم يزل متصوِّنًا حتّى خلا له الجو، فانتهز الفرصة ووثب على قُرْطُبة. ولم ينتقل إلى رُتْبَة الإمارة ظاهرًا بل حفظ لغيره الاسم واستقلّ بالأمر، ولم يتحوّل من داره. وجعل ارتفاع الأموال بأيدي رجالٍ وديعة، وصيَّر أهلَ الأسواق جُنْدًا، ورزقهم من أموالٍ تكون بأيديهم مضاربةً، وفرّق عليهم السّلاح. وكان يَعُود المَرْضَى ويشهد الجنائز، ويزور الصالحين.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 131"، الكامل في التاريخ "9/ 284"، سير أعلام النبلاء "17/ 139، 140".(29/228)
"حرف الحاء":
141- الحسن بن بكر بن عُرَيْب القَيْسيّ1.
القُرْطُبيّ، أبو بكر السّماد.
أخذ عن: أبي محمد الأصِيليّ، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكْوِيّ.
وكان ورّاقًا، نسخ الكثير، وتوسع في طلب الحديث. وتوفي في صفر عن ثمانين سنة.
142- الحسن بن عليّ بن موسى بن السِّمسار2.
أبو عليّ الدّمشقيّ الأديب.
روى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وعبد الله بن ذَكوان البَعْلَبَكيّ. روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ.
143- الحسين بن عثمان3.
أبو سعد العِجْليّ الفارسيّ الشّيرازيّ، المجاور بمكّة. روى عن: زاهر السَّرْخَسِيّ، ومحمد بن مكّيّ الكشميهنيّ. روى عنه: البغداديون. مات في شوّال.
"حرف السين":
144- سلار بن أحمد. أبو الحسن الدَّيْلَميّ. تُوُفّي في رجب.
"حرف العين":
145- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد4.
أبو محمد الأنصاريّ القُرْطُبيّ، والد الخطيب زياد. كان صالحًا، متصوِّنًا، كاتبًا مترسِّلًا بليغًا.
__________
1 الصلة لابن شكوال "1/ 136".
3 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 233".
3 تاريخ بغداد "8/ 84"، المنتظم "8/ 117"، البداية والنهاية "12/ 51".
4 الصلة لابن بشكوال "1/ 270، 271".(29/229)
رفض الدُّنيا وتزَّهد. تُوُفي في رمضان.
146- عبد الله بن يوسف بن نامي بن أبيض1.
أبو محمد الرّهوانيّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي الحسن الأنطاكيّ، وعبّاس بن أَصْبَغ، ومحمد بن خليفة، وخَلَف بن القاسم. قال ابن مهديّ: كان صالحًا خيِّرًا، مجوّدًا للقرآن، خاشعًا، ورِعًا، بكاءً. مولده سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. واختلط في آخر عمره، فتركوا الأخذ عنه.
قلت: روى أبو محمد بن حزْم في تصانيفه.
147- عُبَيْد الله بن أحمد بن عثمان2.
أبو القاسم الأزهريّ الصَّيرفيّ البغداديّ. المعروف أيضًا بابن السَّوَاديّ. كنية أبيه أبو الفتح. وله أخٌ اسمه محمد تأخَّر بعده.
وُلِد أبو القاسم سنة خمسٍ وخمسين وثلاثمائة.
وحدَّث عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وابن ماسي، وأبي سعيد الحُرْفيّ، والعسكريّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وابن المظفر، وخلق كثير.
قال الخطيب: وكان أحد المعنيين بالحديث والجامعيين له مع صدق واستقامة ودوام درس للقرآن. سمعنا منه المصنفات الكبار.
وتوفي في صفر، وقد كمل ثمانين سنة، بل جاوزها بعشرة أيام.
148- علي بن أحمد بن محمد3.
أبو الحسن بن الآبنوسي الصيرفي. أخو محمد.
سمع: أبا عبد الله العسكري، وعلي بن لؤلؤ، وأبا حفص الزيات.
قال الخطيب: لا أحسب سمع منه غيري. كان يتمنّع.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 270".
2 تاريخ بغداد "10/ 385"، الكامل في التاريخ "9/ 523"، سير أعلام النبلاء "17/ 578"، النجوم الزاهرة "5/ 37".
3 تاريخ بغداد "11/ 332".(29/230)
149- عمر بْن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يحيى بن مفرِّج القُرْطُبيّ1.
أبو حفص. سمع من أبيه الكثير، ومن أبي جعفر بن عَوْن الله، وغيرهما.
وكان ثقة. روى عنه: أبو مروان الطّبْنيّ وقال: تُوُفّي في رجب.
150- عيسى بن خَشْرَم.
أبو عليّ البنَّا المصريّ. تُوُفّي في صفر.
"حرف الفاء":
151- فيروزجرد الملك جلال الدّولة2.
أبو طاهر ابن الملك بهاء الدّولة أبي نَصْر بن الملك عضُد الدّولة أبي شجاع بن الملك رُكن الدّولة بن بُوَيْه الدَّيْلَميّ. صاحب بغداد، ملكها سبْع عشرة سنة.
وقام بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور، وخُطِب له. ثمّ ضعُف عن الأمر، وكاتب ابن عمّه أبا كاليجار مَرْزُبان بن سلطان الدّولة بن بهاء الدّولة وهو بالعراق الأعلى بأنّه ملتجئ إليه ومعتمد عليه، وأنّه ممتثل أمره. فشكره أبو كاليجار، وودّعه بكل جميل. وخطب لأبي كاليجار بعده أو قبله.
وقد ذكرنا من أخبار رجال الدّولة في حوادث السّنين ما يدلُّ على ضَعْف دولته ووهن سلطنته.
وكان شيعيًّا جبانًا، عاش نيِّفًا وخمسين سنة. وكان عسكره قليلًا، وحدّه كليلًا، وأيّامه نَكَد.
"حرف الميم":
152- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن إسحاق العبدانيّ النَّيْسابوريّ3.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 397، 398".
2 الكامل في التاريخ "9/ 361، 362"، سير أعلام النبلاء "17/ 577، 578"، النجوم الزاهرة "5/ 37".
3 المنتخب من السياق "37".(29/231)
عُرِف بأميرك. سمع: أبا أحمد الحاكم، وأبا بكر بن مِهْران المقرئ.
153- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن هرثمة بن ذكوان1.
أبو بكر القُرْطُبيّ. سمع من: أَبِي المطرِّف القَنَازِعيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
وقلّده الوزير أبو الحزْم جَهْور القضاء بإجماع من أهل قُرْطُبة، فأظهر الحقَّ، وردّ المظالم وشُكِرَت أفعاله. ثمّ عُزِل.
وكان من أهل العلم والذّكاء، وممّن عُني بجمع العِلْم والحديث واقتناء الكُتُب.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وله أربعُ وأربعون سنة، ورثاه النَّاسُ.
154- محمد بن جعفر بن عليّ2.
أبو بكر المِيماسيّ راوي "الموطّأ" عن محمد بن العبّاس بن وصيف الغزّيّ.
رواه عنه: نصر المقدسيّ الفقيه، وغيره. تُوُفّي في شوّال.
155- محمد بن عبد الواحد بن عليّ بن إبراهيم بن رزْقة3.
أبو الحُسَين البغداديّ البزّاز. حدَّث عن: أبي بكر بن خلّاد النَّصيبيّ، وأبي بكر بن سالم الختُّليّ، وأبي سعيد السِّيرافي.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقًا كثير السّماع.
مات في جمادى الأولى. ومولده سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد التّاجر، وأبو طاهر بن سَوَّار، وطائفة من البغداديّين.
156- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة4.
البغداديّ البزّاز. حدَّث عن: أبيه، وأبي محمد بن ماسي. وهو ضعيف. كذَّبه أبو القاسم بن برهان.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 525".
2 العبر "3/ 184"، شذرات الذهب "3/ 255".
3 تاريخ بغداد "2/ 361".
4 تاريخ بغداد "2/ 337، 338"، ميزان الاعتدال "3/ 637"، لسان الميزان "5/ 274".(29/232)
157- مختار بن عبد الرحمن الرُّعينيّ القُرْطُبيّ المالكيّ1.
كان جامعًا لفنون العلم. أخذ عن: يونس بن عبد الله. وولي قضاء المَرِيّة فأحسن السِّيرة. يقال: إنّه شرب البلاذُر، فأفسد مزاجه. تُوُفّي كَهْلًا في نصف جُمَادى الأولى، رحمه الله.
158- المهلب بن أحمد بن أبي صُفْرة أَسِيد2.
أبو القاسم الأسَديّ. من أهل المَرِيّة. سمع من أبي محمد الأصِيليّ.
ورحل فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بندار القزوينيّ، وأبي ذر الهروي.
حدَّث عنه: أبو عمر بن الحذاء، وقال: كان أذْهَن من لقِيتُه وأفصحهم وأفهمهم.
وحدَّث عنه أيضًا: أبو عَبْد اللَّه بْن عابد، وحاتم بْن مُحَمَّد، وغيرهما.
وكان من أهل العلم والمعرفة والذّكاء، والعناية التّامّة بالعلوم.
صنَّف كتابًا في "شرح صحيح البخاريّ"، أخذه النْاس عنه. ولي قضاء المَرِيّة. وتُوُفّي في ثالث عشر شوّال. وقد شرح "البخاريّ" أيضا ابن بطّال، وسيأتي عام 449هـ.
"وفيات سنة ست وثلاثين وأربعمائة":
"حرف الألف":
159- أحمد بن محمد بن أَحيد بن ماما3.
الحافظ أبو حامد الأصبهاني المامائي، صاحب التَّصانيف. سكن بُخَارى، وذيَّل على "تاريخ غُنْجار".
وحدَّث عن: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأبي عليّ إسماعيل بن حاجب
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 624، 625".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 626"، سير أعلام النبلاء "17/ 579"، شذرات الذهب "3/ 255".
3 الأنساب "11/ 103، 104"، سير أعلام النبلاء "17/ 580"، الوافي بالوفيات "7/ 361".(29/233)
الكُشَانيّ، وأبي نصر محمد بن أحمد المَلَاحميّ، وأبي عبد الله الحَلِيميّ، وجماعة كثيرة، تُوُفّي في شَعبان.
"حرف التّاء":
160- تمّام بن غالب بن عمر1.
أبو غالب بن التَّيّانيّ، القُرْطُبيّ اللُّغويّ، نزيل مُرْسِيَة. روى عن: أبيه، وعن: أبي بكر الزُّبَيْديّ، وعبد الوارث بن سُفْيَان، وغيرهم.
وقال الحُمَيْديّ: كان إمامًا في اللغة، وثقة في إبرادها. مذكورًا بالدِّيانة والورع. له كتابٌ في اللُّغة لم يؤلف مثله اختصارًا وإكثارًا.
وقد حدَّثنا ابن حزْم: حدَّثني أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن الفَرَضيّ أنّ الأمير مجاهد بن عبد الله العامريّ وجَّه إلى أبي غالب أيّام غَلَبَتِه على مُرْسِيَة ألفَ دينارٍ أندلُسيّة، على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب ممّا ألَّفه تمّام بن غالب لأبي الجيش مجاهد، فردَّ الدَّنانير وأَبَى من ذلك، ولم يفتح في هذا بابًا البتّة.
وقال: والله لو بُذلت لي الدُّنيا على ذلك ما فعلت ولا استجزت الكذِب، فإنّي لم أجمَعْه له خاصّة. تُوُفّي بالمَرِيّة. وكان مقدَّمًا في علم اللِّسان أجمعه، مسلَّمةً له اللُّغة. ومات في أحد الْجُمَادَين.
"حرف الحاء":
161- الحسين بن عليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر2.
أَبُو عَبْد الله الصَّيْمَرِيّ. سكن بغداد في صِبَاه، وتفقّه لأبي حنيفة، وبرع في المذهب.
وسمع من: المفيد، وأبي الفضل الزُّهْريّ، وأبي بكر بن شاذان، وأبي حفص بن شاهين، وجماعة.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "1/ 443"، الصلة لابن بشكوال "1/ 120، 121"، سير أعلام النبلاء "17/ 584"، الأعلام "2/ 86".
2 تاريخ بغداد "8/ 78، 79"، المنتظم "8/ 119"، سير أعلام النبلاء "17/ 615، 616"، البداية والنهاية "12، 52".(29/234)
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا وافر العقل، قال لي: سمعتُ من الدَّارَقُطْنيّ أجزاء من سُنَنِه، فقُرئ عليه حديث فُورَك السَّعْدِيّ، عن جعفر بن محمد في زكاة الخيل، فقال: فُورَك ومن دونه ضُعفاء. فقيل له: الّذي رواه عن فُورَك هو أبو يوسف القاضي. فقال: أَعْوَر بين عُمْيَان.
وكان الشّيخ أبو حامد الفقيه حاضرًا، فقال: ألْحِقوا هذا الكلام في الكتاب. فكان ذلك سبب انقطاعي عن مجلس الدَّارَقُطْنيّ، فلَيْتَني لم أفعل أيْشٍ ضرَّ أبا الحسن انصرافي؟ قلتُ: وحدَّث عن الصَّيْمَرِيّ جماعةٌ ممّن أدركهم السِّلَفيّ. ومات في شوّال وله خمسٌ وثمانون.
وقد ولي قضاء المدائن ثمّ قضاء رَبْع الكَرْخ.
162- الحسين بن محمد بن أحمد1.
الأنصاريّ، الحلبيّ، الشّاهد. عُرِف بابن المُنَيْقير.
سكن دمشق، وحدَّث عن: أحمد بن عطاء الرُّوذَبَاريّ.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، ونصر المقدسيّ، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد الملك المؤذّن، ونجا بن أحمد. وثّقه محمد بن عليّ الحدّاد.
"حرف الحاء":
163- الخَضِر بْن عَبْدَان بْن أَحْمَد بْن عَبْدان2.
أبو القاسم الأزْديّ الدّمشقيّ الصّفّار المعدّل. حدَّث عن القاضي المَيَانِجِيّ.
روى عنه: نجا بن أحمد، وقال: تُوُفّي في جُمَادى الأولى. روى مجلسًا واحدًا.
"حرف الطّاء":
164- طاهرة بنت أحمد بن يوسف بن يعقوب بن البَهْلُول3.
__________
1 تاريخ دمشق "11/ 186"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 355، 356".
2 تاريخ دمشق "12/ 405".
3 تاريخ بغداد "14/ 445"، المنتظم "8/ 120".(29/235)
روت عن: أبيها، وأبي محمد بن ماسيّ، ومخلد الباقَرْحيّ.
روى عنها: أبو بكر الخطيب.
"حرف العين":
165- عبد الله بن سعيد بن لُبَّاج1.
أبو محمد الشَّنْتَجاليّ الأُمويّ، مولاهم.
جاور بمكّة دهرًا. وسمع بقُرْطُبة من: أبي محمد بن تيريّ. وحجّ سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، فسمع من: أحمد بن فِراس، وعُبَيْد الله بن محمد، السَّقَطيّ. وصحِب أبا ذَرّ الهَرَويّ، واختصَّ به. ولقِي أبا سعيد السِّجْزيّ عمر بن محمد، فأخذ عنه "صحيح مسلم". وسمع بمصر وبالحجاز من جماعة. وكان صالحًا، خيّرًا، زاهدًا، عاقلًا، متبتّلًا. وكان يسرد الصَّوم، وإذا أراد الحاجة خرج من الحرم. لم يكن للدّنيا عنده قيمة. وكان كثيرًا ما يكتحل بالإثْمد. وحجّ خمسًا وثلاثين حَجَّةً، وزارَ مع كلّ حَجة زَوْرَتَين.
ورجع إلى الأندلس في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. وحدَّث بصحيح مسلم في نحو جمعة بقُرْطُبة. وتُوُفّي في رجب سنة ستٍّ وثلاثين رحمه الله. روى عنه: أبو جعفر الهَوْزَنيّ.
166- عَبْد الله بْن محمد بْن أحمد2.
أبو القاسم العطّار المقرئ. سمع: أبا محمد بن حيّان أبو الشّيخ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيَّ الحداد، وَأَبُو الْقَاسِمِ الهذلي.
وقد قرأ على: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وغيره. ذكره ابن نُقْطَة، فَقَالَ: ذكره يَحْيَى بْنُ منده فقال؛ أبو القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن موسى بن شيذة، بمعجمتين. ثمّ قال: كان إمامًا في القراءات، عالمًا بالرّوايات، ثقة أمينًا صدوقًا ورِعًا، صاحب سُنَّة. حدَّث عنه عمّي عبد الرحمن في آخرين.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 571-573".
2 غاية النهاية "1/ 447".(29/236)
167- عبد الرحمن بن أحمد بن عمر1.
أبو سعْد الأصبهاني، الصّفّار، أخو الفقيه أبي سهل. سمع: أبا القاسم الطَّبَرانيّ. وعنه: الحدّاد، ومحمد بن الحسن العَلَويّ الرّسّيّ شيخ لأبي موسى المَرِينيّ. وروى أيضًا عن: أحمد بن بُنْدَار الشّعّار، وغيره. وتُوُفّي ليلة عَرَفَة.
168- عبد العزيز بن عبد الرّزّاق1.
أبو الحسين، صاحب التَّبْرِيزيّ. حدَّث عن: القَطِيعيّ، وطيّب المُعْتَضِديّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به.
169- عبد الغفار بن عبيد الله بن محمد بن زيرك3.
أبو سعيد التّميمي الهمداني الشافعي، شيخ همدان. قال شيرويه: روى عن: أبيه، وأبي سهل، وابن لال، وجماعة. ورحل فأخذ عن: أبي أحمد الفَرَضيّ، والحفّار، وأبي عمر بن مهديّ، وخلْق. ثنا عنه ابن أخيه محمد بن عثمان، والحسين بن عبد الوهّاب الصُّوفيّ، وأحمد بن عمر المؤذّن، وأحمد بن إبراهيم بن معروف. وكان فقيهًا إمامًا، ثقة نَحْوِيًّا، يَعِظُ النّاسَ ويتكلَّم عليهم في علوم القوم. وله مصنفات في أنواع العلم. ذكر أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المنام، فألبسه قميصًا، فقال له المعبّر: إنّ الله يرزقك عِلمًا واسعًا.
170- عَبْد الملك بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن الأصْبَغ4.
أبو مروان القُرَشيّ القُرْطُبيّ. روى عنه: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ من أهل العلم مقدَّمًا في الفَهْم، قديم الخير والفضل، له تصنيف حسن في الفِقْه والسُّنَن.
وقال غيره: له كتاب في أصول العِلم تسعة أجزاء، وكتاب مناسك الحجّ.
روى عنه: القاضي ابن رزب، وأبي عبد الله بن مفرِّج، وخَلَف بن القاسم. ولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. ومات رحمه الله بإشبيلية.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 585، 586".
2 تاريخ بغداد "10/ 468".
3 طبقات الشافعية الكبرى "3/ 237".
4 الصلة لابن بشكوال "2/ 360"، معجم المؤلفين "6/ 179، 180".(29/237)
171- عبد الوهاب بن منصور1.
أبو الحسن بن المشتري، قاضي الأهواز، ورئيس تلك النّاحية.
روى عن: أحمد بن عَبْدان الحافظ. وعنه: الخطيب.
172- عُبَيْد الله بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال2.
أبو الفضل الخُرَاسانيّ من بيت حشْمة وإمرة. تُوُفّي يوم النَّحْر.
173- عليّ بن أحمد بن مهران.
أبو القاسم الأصبهاني الصّحّاف.
روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القبّاب، وأبي الشّيخ، وطائفة كبيرة.
ورحل، وصنَّف الشّيوخ، وطال عمره. وروى الكثير. وُلِد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو علي الحداد. وتوفي في جُمَادى الأولى.
174- عليّ بن أحمد3.
وزير الدّيار المصريّة والدّولة المستنصريّة أبو القاسم الْجَرْجرائيّ. بقي في الوزارة بضع عشرة سنة. ومات في رمضان سنة ستٍّ وثلاثين بالاستسقاء. صلّى عليه المستنصر. وولي الأمر بعده الوزير أبو نصر صَدَقَة بن يوسف الفَلاحيّ، فقبض على أبي عليّ بن الأنباريّ صديق الْجَرْجرائيّ، وعمل على قتله، فقيل أنه قتله بخزانة البُنُود. فلم تَطُلْ أيّام الفَلاحيّ هذا، وحُمِل إلى خزانة البُنُود أيضًا، فقُتِل بها في أوّل سنة أربعين. واستوزر أبو البركات ابن أخي الوزير الْجَرْجَرائيّ، وقرّت الأمور إلى أن استوزر المستنصر قاضي القضاة أبا محمد اليازوريّ في سنة ثلاثٍ وأربعين.
175- عليّ بن الحسن بن عليّ بن ميمون4.
__________
1 المنتظم "8/ 120"، الكامل في التاريخ "9/ 527"، طبقات الشافعية الكبرى "3/ 286".
2 المنتخب من السياق "295"، فوات الوفيات "3/ 317".
3 المنتظم "8/ 119"، الكامل في التاريخ "9/ 525"، سير أعلام النبلاء "17/ 582، 583".
4 الإكمال لابن ماكولا "4/ 193"، سير أعلام النبلاء "17/ 580، 581"، غاية النهاية "1/ 532".(29/238)
أبو الحسن الرَّبَعيّ الدّمشقيّ، المقرئ الحافظ. ويُعرف بابن أبي زَرْوان.
سمع: أحمد بن عُتْبَة بن مكين، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، والحسن بن عبد الله بن سعيد الحمصيّ، والعبّاس بن محمد بن حِبّان، ومحمد بن عليّ بن أبي فَرْوَة، وجماعة.
وقرأ على: عليّ بن داود الدَّارانيّ الخطيب، وعليّ بن زُهير البغداديّ. روى عنه: أبو سعْد السّمّان، ونجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو عبد الله الحسن بن أبي الحديد. تُوُفّي فِي صَفَر، وله ثلاثٌ وسبعون سنة.
وقال الكتّانيّ: كان يحفظ ألف حديث بأسانيدها من حديث ابن جَوْصا، ويحفظ كتاب "غريب القرآن" لأبي عُبَيْد، وانتهت إليه الرّئاسة في قراءة الشّاميّين. وكان ثقة مأمونًا.
176- عليّ بن الحسين بن إبراهيم.
أبو الحسن العَنْسيّ، الصُّوفيّ الوكيل، نزيل مصر.
روى عن: محمد بن عبد الكريم الجوهريّ قاضي الرَّمْلة، وأحمد بن عطاء الرُّوذباريّ.
وعنه: القُضَاعيّ، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، والمشرف التّمّار. ورَّخه الحبّال.
77- عليّ بن الحسين بن موسى1.
الشّريف أبو طالب العلويّ المُوسَوِيّ نقيب الطّالبيّين ببغداد، المعروف بالشّريف المرتضى ذو المجدين.
كان شاعرًا ماهرًا، متكلِّمًا ذكيًّا. له مصنَّفات جمّة على مذهب الشِّيعة.
حدَّث عن: سهل بن أحمد الدّيباجيّ، وأبي عُبَيْد الله المرزُبانيّ، وغيرهما.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان مولده في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وهو أخو الشريف الرضي.
__________
1 المنتظم "8/ 119-129"، تاريخ بغداد "11/ 402، 403"، ميزان الاعتدال "3/ 124"، لسان الميزان "4/ 223".(29/239)
قلتُ: كلٌّ منهما رافضيٌ. وكان المرتضى رأسًا في الاعتزال، كثير الاطّلاع والجِدال.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْمٍ فِي "الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ": ومن قول الإماميّة كلها قديمًا وحديثًا أنّ القرآن مبدلٌ، زيد فيه نقص منه، حاشى عليّ بن الحسين بن موسى، وكان إماميًّا فيه تظاهرٌ بالإعتزال، ومع ذلك فإنه ينكر هذا القول ويكفر من قاله، وكذلك صاحباه أبو يَعْلَى الطُّوسيّ، وأبو القاسم الرّازيّ.
قلتُ: وقد اختلف في كتاب "نهج البلاغة" المكذوب على عليّ عليه السّلام، هل هو من وَضْعه، أو وضع أخيه الرَّضِيّ.
وقد حكى عنه ابن بَرْهان النَّحويّ أنّه سمعَه وَوجْهُهُ إلى الحائط يعاتبُ نفسه ويقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، أفأنا أقول ارتدّا؟ قلتُ: وفي تصانيفه سبّ الصّحابة وتكفيرهم.
"حرف الميم":
178- مجاهد بن عبد الله1.
السّلطان أبو الجيش الأندلسيّ العامريّ، الملقَّب بالموفّق. مولى النَّاصر عبد الرحمن بن المنصور أبي عامر وزير الأندلس.
ذكره الحُمَيْديّ، فقال: كان من أهل الأدب والشّجاعة والمحبَّة للعلوم. نشأ بقُرْطُبة وكانت له همّة وجلادة وجُرأة. فلمّا جاءت أيّام الفتنة وتغلّبت العساكر على النّواحي بذهاب دولة مولاه، توثّب هو على شرق الأندلس، وغلب على تلك الجزائر وحماها. ثمّ قصد منها في المراكب والعساكر إلى سردانية، جزيرة كبيرة للروم، سنة سبع وأربعمائة، فافتتح معاقلها وغلب على أكثرها.
ثمّ اختلفت عليه أهواء جُنْده، وجاءت نجدة الرّوم وقد عزم على الخروج من سردانية طمعًا في أن يفرّق مَن يَشغب عليه. فدهمته الملاعين في جَحْفَلتهم، وغلبوا على أكثر مراكبه، فحدَّثنا ابن حزْم قال: حدَّثني ثابت بن محمد الْجُرْجَانيّ قال: كنتُ مع أبي الجيش أيّام غزو سردانية، فدخل بالمراكب في مَرْسى نهاه عنه أبو خروب
__________
1 جذوة المقتبس "352-354"، معجم الأدباء "17/ 80، 81"، معجم المؤلفين "8/ 177".(29/240)
رئيس البحريّين، فلم يقبل منه، فلمّا حصل في ذلك المرسي هبّت ريحٌ جعلت تقذِف مراكبَ المسلمين مركبًا مركبًا إلى الرّيف، والرّومُ لا شُغْل لهم إلّا الأسر والقتْل. فكلّما ملكوا مركبًا بكى مجاهد بأعلى صوته ولا يقدر على شيء لارتجاج البحر، وأبو خَرُّوب ينشد.
بكى دَوْبَلٌ لا أرقأَ اللهُ دمعَه ... ألا إنّما يبكي من الذّلّ دوبلُ
ويقول: قد كنت حذرته من الدخول هنا فأبى. ثمّ تخلّصنا في يسير من المراكب.
قال الحُمَيْديّ: ثمّ عاد مجاهد إلى الأندلس، فاختلفت به الأحوال حتّى تملّك دانية وما يليها واستقرَّ بها. وكان من الأجواد العلماء، باذلًا للمال في استمالة الأُدباء، فبذل لأبي غالب تمّام بن غالب اللّغَويّ ألف دينار على أن يزيد في ترجمة الكتاب الّذي ألّفه في اللّغة ما ألفة لأبي جيش مجاهد، فامتنع أبو غالب وقال: ما ألّفته له.
وفيه يقول صاعد بن الحسن اللُّغَويّ، وقد استماله على البُعْد بمالٍ، قصيدته:
أتتني الخريطةُ والمركبُ ... كما اقترنَ السَّعدُ والكوكبُ
وحُطَ بمينائه قِلعُهُ ... كما وضَعت حملها المُقربُ
على ساعةٍ قام فيها الثّناءُ ... على هامة المشتري يخطبُ
مجاهدُ رُضْتَ إِباءَ الشَّمُو ... س فاصْحَبْ ما لم يكُن يصحبُ
فقلْ واحتكمْ فسميعُ الزّما ... نِ مصيخٌ إليك بما ترغبُ
وقد ألف مجاهدًا كتابًا في العَرُوض يدلّ على فضائله. وقد وزر له أبو العبّاس أحمد رشيق.
تُوُفّي بدانية سنة ست وثلاثين.
179- حمد بن أحمد بن بكير التنوخيّ1.
الخياط، إمام مسجد أبي صالح الّذي بظاهر باب شرقيّ.
__________
1 تاريخ دمشق "36/ 274".(29/241)
حدَّث عن: عبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن محمد الحِنّائيّ.
روى عنه: الكتّانيّ، ونجا العطّار.
180- محمد بن أحمد بن أبي شُعيب1.
الفقيه أبو منصور الرُّويانيّ. نزيل بغداد. سمع: ابن كَيْسان النَّحْويّ، وسهل بن أحمد الدِّيباجيّ.
وعنه: الخطيب.
181- محمد بن الحسن بن محمود.
أبو منصور الأصبهاني المعلم الصّوّاف.
182- محمد بن الحسين بن أحمد بن بُكَيْر2.
أبو طالب التّاجر. بغداديّ. كان أبوه حافظًا فسمَّعه من: أبي محمد بن ماسيّ، وأبي الفتح محمد بن الحسين الأزْديّ، وجماعة.
روى عنه: الخطيب، وأحمد بن محمد بن قيداس المقرئ. تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
183- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حسين بن هارون3.
أبو بكر الوضّاحيّ الحمصيّ الزّاهد المقرئ. ويلقّب أبوه بجَرَميّ. سكن دمشق، وروى عن: أبي عليّ بن أبي الرَّمْرَام، وأبي سليمان بن زَبْر، وأحمد بن عُتْبَة، ويوسف المَيَانِجِيّ، والفضل بن جعفر التّميميّ.
روى عنه: عبد العزيز بن أحمد الكتّانيّ وقال: كان يذهب مذهب أبي الحسن الأشْعريّ. توفي في صفر. وروى عنه أيضًا: أبو القاسم المصِّيصيّ، وأحمد بن عبد المنعم الكُرَيْديّ، ونجا العطّار، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرّزاق، ومحمد بْن عَلِيّ الفرّاء، آخرون. قَالَ ابن عساكر: سمعتُ أبا الْحَسَن بْن المسلم، عن بعض شيوخه، أنّ أبا بكر بن الْجَرَميّ صادف في بعض الأيّام أحمال خمر لأمير دمشق "جيش بن
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 307"، المنتظم "8/ 126"، طبقات الشافعية الكبرى "3/ 38".
2 تاريخ بغداد "2/ 253"، المنتظم "8/ 126"، البداية والنهاية "12/ 53".
3 تاريخ دمشق "38/ 198، 199".(29/242)
لصمصامة"، فأراقها أبو بكر كلَّها عند بيت لهْيا، فبلغ جيشًا الخبر، فأحضره فسأله عَنْ أشياء من القرآن والحديث والفِقْه، فوجده عالمًا، ثمّ نظر إلى شاربه وإلى أظافيره، فإذا هي مقصوصة، فأمر أن يُنظر إلى عانته فإذا هي محلوقة، فَقَالَ: اذهب فقد نجوت منّي، لم أجد ما أحتجُّ به عليك.
184- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد1.
أَبُو الوليد المُرْسيّ. يُعَرف بابن مِيقُل. حدَّث عن: سهل بن إبراهيم، وهاشم بن يحيى، وأبي محمد الأصِيليّ. وسكن قُرْطُبة، وتفقّه بها مدّة.
قال أبو عَمْرو الحذّاء: ما لقيت أتمّ ورعًا ولا أحسن خلقًا ولا أكمل علمًا منه. كان يختم القرآن على قدميه في كل يوم وليلة. ولم يأكل اللّحم من أوّل الفتنة إلّا من طيرٍ أو حوت أو صيد.
وكان من كرام النّاس على توسُّط ماله.
وكان أحفظ النّاس لمذهب مالك وأقواهم احتجاجًا له، مع عِلمه بالحديث الصّحيح والسّقيم، والرّجال، والعمل باللُّغة والنَّحْو والقراءات والشِّعْر، وكان محمودًا في بلده، مطلوبًا لعِلمه وفضله.
تُوُفّي لليلتين بقيتا من شوّال بمُرْسِيَة، ودُفن في قبلة جامعها. وولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
185- مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد2.
أبو عبد الرحمن النِّيليّ الفقيه الشّافعيّ.
من كبار أئمّة خُراسان. كان إمامًا فقيهًا زاهدًا، صالحًا، كبير القدْر، له شِعر جيّد. عُمّر ثمانين سنة.
وحدَّث عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وغيرهما. وأملى مدّة. وكان له ديوان شِعْر. روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر، وأحمد بن عبد الملك المؤذن.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 527"، سير أعلام النبلاء "17/ 586"، النجوم الزاهرة "5/ 39".
2 المنتخب من السياق "31"، طبقات الشافعية الكبرى "3/ 75"، العبر "3/ 186".(29/243)
186- محمد بن عليّ بن الطّيّب1.
أبو الحسين المعتزليّ، صاحب التَّصانيف الكلاميّة. كان من فُحُول المعتزلة، فصيحًا متفنِّنًا، حُلْو العبارة، بليغًا. صنَّف المعتمد في أُصُول الفِقْه، وهو كبير؛ وكتابًا أصلح الأدلة، في مجلدتين، وكتاب غرز الأدِلَّة، في مجلَّد؛ وكتاب شرح الأُصُول الخمسة؛ وكتاب الإمامة، وكتابًا في أصول الدِّين على قواعد المعتزلة.
وتنبَّه الفُضلاء بكُتُبه واعترفوا بحِذْقة وذكائه.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ يَرْوِي حديثًا واحدً حَدَّثَنِيهِ مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا الْغَلَابِيُّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الزُّرَيْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْمَازِنِيُّ، وَأَبُو خَلِيفَةَ قَالُوا: ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ حَدِيثَ: "إِذَا لَمْ تَسْتَحي فَافْعَلْ مَا شِئْتَ"2 رَحِمَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ. تُوُفّّي في شهر ربيع الآخر.
187- محمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الحَسَن بن علي بن إبراهيم بن عليّ بن عُبَيْد الله بن الحسين بن زين العابدين3.
الشّريف أبو الحسن بن أبي جعفر العلوي الحسيني العبيدلي النَّسَّابَة.
أحد شيوخ الشِّيعة.
كان علّامة في الأنساب، صنف فيها كتابًا سمّاه "كتاب الأعقاب".
روى عن أبيه، عن ابن عُقْدة، وعن: محمد بن عمران المَرْزُبانيّ، وأبي عمر بن حَيَّوَيْهِ، وغيرهم.
ولو سمع على قدْر عمره لسمع من أبي عَمْرو بن السّمّاك وطبقته. فإنّه وُلِد في ذي العقدة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وعُمِّر دهرًا، وتلمذ في الرَّفْض للشيخ المفيد المعروف بابن النعمان.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 100"، ميزان الاعتدال "4/ 271"، سير أعلام النبلاء "17/ 587".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "6120"، وفي الأدب المفرد "597"، وأبو داود "4797"، وابن ماجه "4183"، وأحمد في المسند "4/ 121، 122"، وغيرهم.
3 الوافي بالوفيات "1/ 118"، لسان الميزان "5/ 366، 367"، النجوم الزاهرة "5/ 41".(29/244)
روى عنه: أبو حرب محمد بن المُحسِّن العَلَويّ النَّسَّابَة، وأحمد بن محمد بن الوتّار، وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العُكَبْرِيّ، وآخرون. وقد روى عن أبي الفَرَج الأصبهاني كتاب "الدّيارات".
وروى أيضًا عن أبي بكر أحمد بن الفضل الرَّبَعيّ سندانة، عن أبي عُبَادة البُحْتُرِيّ عدّة قصائد من شِعْره. وهو آخر من حدَّث عن هذين.
وذكره ابن عساكر في تاريخه، وقال: ذكره أبو الغنائم النَّسَّابة وأنّه اجتمع به في دمشق ومصر. وسمع منه علمًا كثيرًا. وذكر أنّ له كُتبًا كثيرة وشِعْرًا. وكان يُعرف بشيخ الشَّرَف.
وقال هلال بن المحسِّن: تُوُفّي في سابع رمضان ببغداد، ثمّ ذكر مولده كما تقدم.
وضعفه ابن خيرون، وقال: حدَّث أبي الفرج الأصبهانيّ بـ"مقاتل الطّالبيّين" من غير أصل، ولا وُجِد سماعُه في شيءٍ قطّ.
188- المحسّن بن محمد بن العبّاس بن الحسن بن أبي الْجِنّ1.
الشّريف أبو تُراب الحُسيني، نقيب العلويّين، وقاضي دمشق بعد أخيه لأمه فخر الدولة أي يَعْلَى حمزة بن الحَسَن نيابةً عن أبي محمد القاسم بن النُّعْمان.
روى عن: يوسف المَيَانِجِيّ.
روى عنه: عليّ بن أحمد بن زهير، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وعبد العزيز الكتّانيّ.
"حرف الهاء":
189- هبة الله بن إبراهيم بن عمر المصريّ الصّوّاف.
روى عن: عليّ بن الحسين الأنطاكيّ، وغيره.
روى عنه: أبو إسحاق الحبال، وأبو العباس الرازيّ.
__________
1 تاريخ دمشق "40/ 653".(29/245)
"حرف الياء":
190- يحيى بْن عَبْد المُلْك بْن كَيْس1.
أبو بكر القُرْطُبيّ المتكلِّم. كان حاذقًا بالْجَدَل والمناظرة متبحّرًا في ذلك. لم يكن بالأندلس في وقته أبصر منه بالكلام والبحث. عاش سبعًا وأربعين سنة.
وفيات سنة سبع وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
191- أحمد بن ثابت بن أبي الْجَهْم2.
أبو عمر الواسطيّ الأندلسيّ. من قرية واسط إحدى قرى قَبْرة.
روى عن: أبي محمد الأصِيليّ، وكان يتولّى القراءة عليه.
وكان خيِّرًا صالحًا. أمّ بمسجد بنفسج ستّين سنة. وكُفَّ بَصَرُه.
192- أحمد بن محمد بن الحسين بن يَزْدَة3.
أبو عبد الله المِلْنجيّ الأصبهاني، الخيّاط المقرئ.
سمع: أبا الشّيخ، وأبا بكر القبّاب، وغيرهما. روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد. وقرأ عليه: أبو الفتح الحدّاد، وغيره.
193- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد4.
أبو الفضل الهاشمي العباسي الرشيدي المروروذيّ. قاصي سِجِسْتان. سمع من: محمد بن منصور المَرْوَزِيّ، وأبي أحمد الغِطْريفيّ.
روى عنه: مسعود بن ناصر السِّجْزيّ، والخطيب.
وله شِعر رائق. عاش إلى هذا العام.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 667".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 50، 51".
3 الإكمال لابن ماكولا "7/ 321"، الأنساب "11/ 473"، سير أعلام النبلاء "17/ 593".
4 المنتخب من السياق "94، 95".(29/246)
194- أحمد بن يوسف1.
أبو نصر المَنَازِيّ الكاتب الشّاعر الوزير. وَزَرَ لأبي نصر أحمد بن مروان بن دُوستك، صاحب مَيَّافارِقين وديار بكر. وترسَّل إلى القسطنطينيّة مِرارًا، وجمع كُتُبًا كثيرة، ثمّ وقفها على جَامِعَيْ آمِد ومَيَّافارِقين. واجتمع بأبي العلاء المَعَرّيّ فشكا إليه أبو العلاء أنّه منقطع عن النّاس وهم يُؤْذُونه. فقال: ما لهم ولك، وقد تركت لهم الدُّنيا والآخرة؟ فتألَّم أبو العلاء وأطرق مُغْضِبًا.
وهو من مَنَازْجِرْد من نواحي خَرْت بَرْت ليس من مَنَازْجِرْد الّتي من عمل خلاط.
وللمَنَازيّ ديوان شِعر قليل الوقوع، وهو منسوب إلى منازْكَرْد، وفيه يقول القائل:
وأفْقَر من شِعْر المَنَازِيّ المنازِلُ
ومن شعره:
وافَى إليَّ كتابه فتصوَّعتْ ... كفّاي ساعةَ نشرهِ من نشرهِ
وفَضَضْتُه مُسْتَبْشرًا وروُدهُ ... فعرفت فَحْوَى صدره من صدرِه
سَرَّى همومي ما حَواه وسرَّني ... أنْ مرَّ ذِكْري خاطرًا في سرِّه
"حرف الهاء":
195- الحسين بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جُمَيْع2.
أبو محمد الغسّانيّ الصَّيْدَاويّ، المُلقَّب بالسَّكَن.
روى عن: أبيه أبي الحسين، وجدَّيه أحمد بن محمد، ومحمد بن سليمان بن أحمد بن ذَكْوان، ويوسف المَيَانِجِيّ، وأحمد بن عطاء الرُّوذَبَاريّ، وطائفة. وعنه: محمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وحمْد بن عليّ الرهاويّ، وعليّ بن بكار
__________
1 وفيات الأعيان "1/ 43، 145"، سير أعلام النبلاء "17/ 583"، الوافي بالوفيات "5/ 285-288".
2 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 441، 442"، سير أعلام النبلاء "17/ 592"، غاية النهاية "2/ 148".(29/247)
الصُّوريّ، وجماعة. وبالإجازة: نصر المقدسيّ، وأبو الحسن بن المَوَازِينيّ. قال المنجّا بن سُلَيْم الكاتب: قال لي أبو محمد ين جُمَيْع: مكثت ستّة أشهُر ما شربت الماء. قال أبو السَّرِيّ الطّبيب: إنّ مَعِدتَك تشبه الآبار. باردة في الصَّيف حارّة في الشّتاء، إنّي أنصحك فاشرب الماء، وإلّا خِفْتُ على كَبِدك. فأَلْزَمْتُ نفسي شُرْبَ الماء حتّى تعوّدت. وقال: سمعتُ الموطّأ من جدّي سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة كذا في النُّسْخة، ولعله سنة سبْعٍ وخمسين.
قال: ولي سبعٌ وثمانون سنةً. وقد سردتُ الصَّوم ولي ثمان وعشرون سنة. وسردَ أبي الصَّوم وله ثمانية عشر عامًا وإلى أن مات.
وصام جدّي وله اثنتا عشر سنة حتّى مات. تُوُفّي، رحمه الله، يوم عيد الفِطْر.
196- الحسين بن محمد بن بيان1.
المؤذّن أبو عبد الله البغداديّ، عُرِف بابن مجوجا. قال الخطيب: كتبتُ عنه عن عبد الله بن موسى الهاشميّ. وكان صدوقًا. وذكر لي أنّه سمع من حبيب القزّاز، والقَطِيعيّ، وأنّ كُتُبَه ضاعت، وأنّه وُلِد سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة.
"حرف العين":
197- عبد الرحمن بن مَخْلَد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بَقِيّ بن مَخْلَد2.
أبو الحسن القُرْطُبي. سمع من أبيه، وأجاز له جدّه. وأخذ عن أبي بكر بن زَرْب كتاب "الخِصال" من تأليفه.
وولي قضاء طُلَيْطُلَة مرَّتين. وكان مليح الخطّ، دَرِبًا بالقضاء. ثمّ ولي أحكام الشُّرطة والسّوق بقُرْطُبة إلى أن تُوُفّي في النّصف من ربيع الآخر فجأة.
وولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
198- عبد الصّمد بن محمد3.
أبو الفضل البغداديّ ابن الفقاعيّ.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 108"، المنتظم "8/ 128".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 329".
3 تاريخ بغداد "11/ 45"، المنتظم "8/ 128، 129"، الأنساب "6/ 96، 97".(29/248)
سمع مجلسًا من أبي بكر القَطِيعيّ. وكان خطيب قرية الرُّخَّجِيّة على فَرْسَخ من بغداد.
199- عليّ بن أحمد بن الحسن بن عبد السّلام الْبَغْدَادِي1.
أبو الحسين بن الشِّيرَجِيّ المقرئ. سمع من: القَطِيعيّ، وعبد العزيز الخِرَقيّ. قال الخطيب: كتبنا عنه؛ وكان صدوقا. مات فِي جُمَادى الآخرة.
200- عَلِيّ بْن عَبْد الصّمد بن عُبَيْد الله.
أبو الحسن الهاشميّ، خطيب الجانب الغربيّ.
سمع: أبا محمد بن السّقّا الوَاسِطيُّ، ومحمد بن أحمد المفيد، والأبْهَريّ.
201- عليّ بن محمد بن الحسن2.
أبو الحسن البغداديّ الحربيّ السِّمسار، المعروف بابن قُشَيْش.
سمع: أبا بكر القطيعي، وإبراهيم بن أحمد بن الحُرْفيّ، وابن لؤلؤ الورّاق، وأبا سعيد الحُرْفيّ، ومحمد بن المظفّر.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقًا يتفقّه بمذهب مالك. تُوُفّي في شعبان، وولد في سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
"حرف الميم":
202- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرحمن بن محمد بن موسى.
أبو بكر الأصبهاني الصّفّار. سمع: أبا الشّيخ. وعنه: أبو عليّ الوَخْشيّ، ومسعود بن ناصر السِّجْزيّ، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون. بقي إلى سنة سبْعٍ هذه.
203- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو البلجي بن القمّاح3.
روى عن: يوسف المَيَانِجِيّ. روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، ونجا بن أحمد، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 333".
2 تاريخ بغداد "13/ 100، 101".
3 تاريخ دمشق "36/ 438".(29/249)
204- محمد بن الحسين بن عمر بن برهان1.
أبو الحسن بن العراك. أخو عبد الوهّاب. حدَّث في هذه السّنة عن: إسحاق بن سعْد النَّسَويّ.
205- محمد بن سليمان2.
أبو عبد الله الرُّعَينيّ القُرْطُبيّ الضّرير المعروف بابن الحنّاط، الأديب.
قال الأبّار: كان عالمًا بالآداب، قائمًا على اللُّغة والعربيّة، شاعرًا مُفْلَقًا، شارك في الطّبّ وغيره، وله رسائل بديعة وشِعر مدوَّن.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة. ذكره الحُمَيْديّ، وابن حَيَّان.
206- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد.
أَبُو بكر الأصبهاني المؤذّن التّبّان. إمام مسجد المسى. سمع من أبي الشّيخ. وعنه: قُتَيْبَة بن سعيد، وسعيد بن محمد البقّال، واللّبّاد، وأبو عليّ الحدّاد. قال يحيى بن مَنْدَهْ: مات فِي جُمَادى الآخرة.
207- مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن يزيد بن محمد بن جُنَيْد3.
أبو عبد الله اللّخْميّ الإشبيليّ، المعروف بابن الأحدب.
كان رجلًا صالحًا مقبلًا على ما يعنيه، قديم الطَّلَب، جامعًا للكُتُب. سمع: أبا محمد الباجيّ، وأبا عبد الله بن مفرِّج، وعباس بن أصْبَغ، وجماعة. تُوُفّي في شوّال في ثمانين سنة.
208- محمد بن عبد الوهّاب بن أبي العلاء4.
أبو عبد الله الدّلّال، بغداديّ.
سمع "مُسْنَد أبي هريرة"، من أبي بكر القطيعي، وحدّث.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 244".
2 جذوة المقتبس للحميدي "57، 58".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 527، 528".
4 تاريخ بغداد "2/ 382".(29/250)
209- محمد بْن عليّ بن نصر1.
أبو الحسن الكاتب البغداديّ. صاحب "ديوان الرّسائل" في دولة جلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة بن عضُد الدّولة. وترسّل عنه إلى الملوك، ولقي جماعة من كبار الأُدباء. وأخذ عن: أبي الفَرَج البّبغاء، وأبي نصر بن نُبَاتَة. وكان أديبًا بليغًا فصيحًا إخباريًّا.
سمع من أبي القاسم عيسى بن الوزير. روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد العُكْبَرِيّ. وله كتاب "المفاوضة" صنَّفه للملك العزيز جلال الدّولة. تُوُفّي بواسط في ربيع الآخر، وله خمسٌ وستّون سنة. وهو أخو القاضي عبد الوهّاب بن عليّ المالكيّ شيخ المالكيّة.
210- محمد بن محمد بن أحمد2.
أبو طاهر بن سُمَيْكَة. روى عن: محمد بن المظفّر. روى عنه: الخطيب، وقال: صدوق. مات فِي شوّال.
211- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مكّيّ بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم3.
العلوي الحسني البغداديّ. قدِم دمشق. وذكر أبو الغنائم النّسّابَة أنّه اجتمع به وسمع منه بدمشق ومصر عِلمًا كثيرًا من تصانيفه وشِعْره، وكان يُلقَّب بشيخ الشّرف. عُمِّر تسْعًا وتسعين سنة.
212- مكّيّ بن أبي طالب حَمُّوش بن محمد بن مختار4.
الإمام أبو محمد القَيْسيّ القيروانيّ، ثمّ القُرْطُبيّ المقرئ.
شيخ الأندلس. حجّ، وسمع بمكّة من: أحمد بن فِراس، ومحمد بن محمد بن جبريل العُجَيْفِيّ، وأبي القاسم عُبَيْد الله السَّقَطيّ، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم المَرْوَزِيّ. وقرأ القرآن على أبي الطيب بن غلبون، وعلى ابنه طاهر.
__________
1 الوافي بالوفيات "4/ 124"، شذرات الذهب "3/ 225"، معجم المؤلفين "11/ 67".
2 تاريخ بغداد "3/ 234".
3 تقدم برقم "187".
4 الصلة لابن بشكوال "2/ 631"، سير أعلام النبلاء "17/ 591-593"، النجوم الزاهرة "5/ 46".(29/251)
وسمع بالقيروان من: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القَابسيّ، وغيرهم.
قال صاحبه أبو عمر بن مَهْديّ المقرئ: كان رحِمه الله من أهل التَّبَحُّر في علوم القرآن، والعربيّة، حَسَن الفَهْم والخُلُق، جيّد الدِّين والعقل، كثير التّأليف في علوم القرآن، محسنًا لذلك، مجوِّدًا للقراءات السَّبْع، عالمًا بمعانيها.
وُلِد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بالقيروان. فأخبرني أنّه سافر إلى مصر وهو ابن ثلاث عشرة سنة، واختلف إلى المؤدِّبين بالحساب، وأكمل القرآن بعد ذلك.
ثمّ رجع فأكمل القراءات على أبي الطّيّب سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة.
وقرأ القراءات بالقيروان سنة سبْعٍ وسبعين. ثمّ نهض إلى مصر وحجّ.
وابتدأ بالقراءات بمصر، ثمّ عاد، ثمّ رجع إلى مصر سنة اثنتين وثمانين، وعاد إلى بلاده سنة ثلاثٍ، فأقرأ القراءات.
ثمّ خرج سنة سبْعٍ وثمانين فحجّ وجاورَ بمكّة، فحجَّ أربع حججٍ متوالية، ودخل إلى الأندلس في سنة ثلاثٍ وتسعين. وجلس للإقراء بجامع قُرْطُبة وعظُم اسمه وجلَّ قدْرُه.
قال ابن بشْكُوال: ثمّ قلّده أبو الحزْم جَهْوَر خَطَابة قُرْطُبة بعد وفاة يونس بن عبد الله القاضي.
وكان قبل ذلك ينوب عن يونس في الخطبة. وكان ضعيفًا عليه على أدبه وفهْمه.
وله ثمانون تأليفًا. وكان خيِّرًا، فاضلًا، متديِّنًا، متواضعًا، مشهورًا بالصّلاح وإجابة الدّعوة.
حكى أبو عبد الله الطّرفيّ قال: كان عندنا رجلٌ فيه حِدَّة، وكان له على الشّيخ أبي محمد مكّيّ تسلُّط، كان يدنو منه إذا خطب فيغمزه ويُحْصِي عليه سقطاته، وكان الشيخ كثيرًا ما يتعلثم ويتوقَّف، فجاء ذلك الرّجل في بعض الْجُمَع وجعل يحدّ النَّظر إلى الشّيخ ويغمزه، فلمّا خرج ونزل معنا في موضعه، قال: أمِّنوا على دعائي.
ثمّ رفع يديه وقال: اللهمَّ اكْفِنِيه، اللهمَّ اكْفِنِيه، اللَّهُمَّ اكفنيه. فأمَّنّا.
قال: فأُقْعِد ذلك الرّجل وما دخل الجامع بعد ذلك اليوم.
وقال ابن حَيّان: تُوُفّي ثاني يوم المحرَّم، وصلّى عليه ابنه أبو طالب محمد. قلت:(29/252)
تلا عليه خلْق منهم: عبد الله بن سهل، ومحمد بن أحمد بن مطرّف، وروى عنه بالإجازة أبو محمد بن عَتَّاب.
"حرف الياء":
213- يحيى بن هشام بن أحمد1.
أبو بكر بن الأصْبَغ القُرَشيّ الأندلسيّ. كان بارعًا في الآداب، عالمًا بالعربيّة واللُّغَة، مقدَّمًا في معاني الأشْعَار الجاهليّة، مشاركًا في العلوم. توفّي ببطليوس رسولًا، وله سبع وأربعون سنة.
وفيات سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
214- أحمد بن الحسن بن عيسى بن شرارة2.
أبو الحسن النّاقِد، أخو أبي طاهر البغداديّ.
سمع: أبا محمد بن ماسيّ.
215- أحمد بن عبد الواحد بن مُحَمَّد بن جعفر3.
أبو يعلى ابن زوج الحُرّة. كان أصْغر إخْوته. روى عن: الدَّارَقُطْنيّ، وأبي الحسن الحربيّ.
وعنه: الخطيب، وصدَّقه.
216- أحمد بن محمد بن العبّاس بن بكران4.
الهاشميّ العبّاسيّ، أبو العبّاس. عن: عليّ بن محمد بن كَيْسان. وعنه: الخطيب، وقال: صدوق. تُوُفّي عن بضعٍ وسبعين سنة.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 677".
2 تاريخ بغداد "4/ 93".
3 تاريخ بغداد "4/ 270".
4 تاريخ بغداد "5/ 72".(29/253)
217- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد1.
أبو الفضل الهاشميّ العبّاسيّ الهارونيّ الرَّشِيديّ. نزيل سَجسْتان. قدِم نَيْسابور، وحدَّث.
روى عن: أبي بكر المفيد، والغِطْرِيفيّ، والخليل السِّجْزيّ.
روى عنه: مسعود بن ناصر الحافظ، وأبو القاسم الحشكاني.
218- أحمد بن محمد2.
أبو الحسن القنطري المقرئ. أخذ القراءة عن: الشَّنْبُوذيّ، وعلي بن يوسف العلّاف، وعمر بن إبراهيم الكتّانيّ. وأقرأ النّاس دهرًا بمكّة. قال أبو عَمْرو الدَّانيّ: لم يكن بالضَّابِط ولا بالحافظ.
تُوُفّي بمكّة سنة ثمانٍ وثلاثين.
219- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدُوَيْه.
أبو بكر الشُّرُوطيّ الأصبهاني، ويُعرف بابن الأسود. سمع: عبد الله الصَّائِغ، وأبا الشّيخ.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد. تُوُفّي في ذي الحجّة.
220- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عَمْر بن النّحّاس المصريّ.
ولد في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. وسمع من أصحاب النسائي. وحدَّث. تُوُفّي في رجب.
"حرف الباء":
221- بِشْر بن محمد.
أبو نصر الأصبهاني الْجُوزدَانيّ.
روى عن: عبيد الله بن يعقوب الأصبهاني. وعن: أبو عليّ الحداد.
__________
1 تقدم برقم "193".
2 ميزان الاعتدال "1/ 156"، غاية النهاية "1/ 136".(29/254)
"حرف الجيم":
222- جعفر بن أحمد بن عبد الملك بن مروان الأُمويّ1.
اللُّغَويّ أبو مروان ابن الغاسلة. من أهل إشبيليّة. روى عن: القاضي أبي بكر بن زَرْب، وأبي جعفر بن عَوْن الله، والزُّبَيْديّ، وابن مفرِّج، وجماعة. وكان بارعًا في الأدب واللُّغة ومعاني الشِّعْر، ذا حظٍّ في علم السُّنَّة. عاش أربعًا وثمانين سنة.
"حرف الحاء":
223- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم2.
أَبُو عَلِيّ البغداديّ الفقيه المالكيّ، المقرئ.
مصنِّف كتاب "الرَّوْضة في القراءات". روى هذا الكتاب عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب الخيّاط، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن حُمَيْد الواعظ. وقرأ عليه: أبو القاسم الهُذليّ، وإبراهيم الخيّاط المذكور المالكيّ شيخ ابن الفحام الصقلبي. وتُوُفّي في رمضان، وأسانيده في هذا الكتاب. قرأ على: ابن أبي مسلم الفَرَضيّ، والسُّوسَنْجِرْديّ، وعبد الملك النَّهْرَوانيّ، والحمّاميّ، وطبقتهم.
224- الحسن بن محمد بن عمر بن عُدَيْسَة3.
أبو عليّ النَّرْسيّ البزّاز. سمع: أَبَا حَفْص بْن شاهين، وأبا القاسم الصَّيدلانيّ. قال الخطيب: كان صدوقًا من أهل المعرفة بالقراءات. مات في رجب. سنة ثمانين وثلاثمائة.
225- الحسين بن يحيى بن أبي عَرّابة.
أبو البركات، ورَّخه الحبّال.
"حرف الطّاء":
226- طلحة بن عبد الملك بن عليّ.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 128".
2 العبر "3/ 188"، غاية النهاية "1/ 230"، النجوم الزاهرة "5/ 42"، شذرات الذهب "3/ 261".
3 تاريخ بغداد "7/ 245"، المنتظم "8/ 130".(29/255)
أبو سعْد الطّلْحيّ الأصبهاني التّاجر. سمع: أبا بكر بن المقرئ. روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
"حرف العين":
227- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن إبراهيم1.
أبو محمد الهاشميّ العبّاسيّ المعتصميّ. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا.
228- عبد الله بن يوسف بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن محمد بن حَيَّوَيْهِ2.
الشّيخ أبو محمد الْجُوَيْنيّ. تُوُفّي بنَيْسابور في ذي القعدة. وكان إمامًا فقيهًا، بارعًا في مذهب الشّافعيّ. مفسِّرًا نَحْوِيًّا أديبًا. تفقّه بنَيْسابور على: أبي الطّيّب الصُّعْلُوكيّ. ثمّ خرج إلى مَرْو.
وتفقّه على أبي بكر القفّال وتخرَّج به فِقْهًا وخلافًا. وعادَ إلى نَيْسابور سنة سبع وأربعمائة، وقعد للتّدريس والفَتْوَى.
وكان مجتهدًا في العبادة، مَهِيبًا بين التّلامذة، صاحب جدّ ووَقار. صنف "التبصرة" في الفقه، وصنف "التذكرة"، والتفسير الكبير، و"التعليق".
سمع من: القفال، وعدنان بن محمد الضبي، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن، وابن محمش.
وببغداد من: أبي الحسين بن بشران، وجماعة. روى عنه: ابنه إمام الحرمين أبو المعالي، وسهل بن إبراهيم المسجدي، وعلي بن أحمد المديني. قال أبو عثمان الصابوني: لو كان الشّيخ أبو محمد في بني إسرائيل لنُقلت إلينا شمائلُه وافتخروا به.
وقال عليّ بن أحمد المَدِينيّ: سمعته يقول إنّه من سِنْبِس، قبيلة من العرب.
وقال الحافظ أبو صالح المؤذّن: غسّلته، فلمّا لَفَفْتَهُ في الأكفان رأيت يده اليُمْنَى إلى الإبط منيرة كلون القمر. فتحيرت، وقلت: هذه بركة فتاويه.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 398"، المنتظم "8/ 130".
2 تاريخ بغداد "10، 198"، المنتظم "8/ 130"، سير أعلام النبلاء "17/ 617، 618"، النجوم الزاهرة "5/ 42".(29/256)
229- عبد الباقي بن هبة اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر.
أَبُو القاسم البغداديّ الحفّار.
230- عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن الشَرَفيّ القُرْطُبيّ1.
والد الحاكم أبي إسحاق. ولي القضاء بعدّة كُوَر مَيُورقَة، وغيرها.
وعاش نيِّفًا وسبعين سنة.
231- عبد الرحمن بن محمد بن عبّاس بن جَوْشَن2.
أبو محمد الأنصاريّ، عُرِف بابن الحصّار الطُّلَيْطُلَيّ. خطيب طُلَيْطُلَة.
روى عن: أبي الفَرَج عَبْدُوس بن محمد ومحمد بن عَمْرو بن عَيْشُون وتمّام بن عبد الله وطائفة من شيوخ طُلَيْطُلَة.
وروى عن: أبي جعفر بن عَوْن الله، وأحمد بن خالد التّاجر، وابن مفرِّج، ومحمد بن خليفة.
وحجّ، وسمع يسيرًا، وعُنِي بالرّواية والْجَمْع حتّى كان أوحد عصره. وكانت الرّحلة إليه. وكان ثقة صدوقًا صبورًا على النسخ.
ذكر أنّه نسخ "مختصر ابن عُبَيْد" وعَارَضَه في يومٍ واحد. وكان مولده في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وأبو الوليد الوخْشيّ، وجُمَاهر بن عبد الرحمن، وأبو عمر بن سُمَيْق، وأبو الحسن بن الألْبيريّ ووصَفه بالدِّين والفضل والوقار. وضَعُفَ في آخر عُمره عن الإمامة، فلزِم داره.
232- عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد.
أو طاهر الحَسْنَابَاذِيّ، يُعرف بمكشوف الرّأس.
كان من أعيان صوفيّة إصبهان وفُقهائها. سمع من: أبي الشّيخ. ورحل فسمع بمصر وبغداد.
روى عنه: الحداد. وتوفي في ربيع الآخر.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 331".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 330".(29/257)
233- عليّ بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن شَوْذَب1.
أبو الحسين الواسطيّ. حدَّث في هذه السنة بواسط عَنْ أَبِي بكر القَطِيعيّ.
"حرف الفاء":
234- الفضل بن محمد بن سعيد.
أبو نصر القاشانيّ الأصبهاني. سمع: أبا الشّيخ. وعنه: أبو عليّ الحدّاد، وغانم البُرْجِيّ، وجماعة.
"حرف الميم":
235- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد2.
أبو الحسين البغداديّ المطرّز. كان وكيلًا على أبواب القُضاة. سمع: عليّ بن محمد بن كَيْسان، وابن نجيب. تُوُفّي في شوّال.
236- محمد بن الحسن بن عيسى3.
أبو طاهر بن شرارة البغداديّ النّاقد. سمع: القطيعي، وابن ماسي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا. تُوُفّي فِي ذي القعدة.
237- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن الشيخ أبي سلمان محمد بن الحسين الحرّانيّ4.
ثمّ البغداديّ. أبو الحسين الشّاهد. سمع: ابن مالك القَطِيعيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وابن ماسيّ. قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. مات في صفر.
238- محمد بن أبي السُّكَّريّ، واسمه عمر، بن محمد بن إبراهيم بن غياث5.
__________
1 سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي "91، 92".
2 تاريخ بغداد "1/ 418"، المنتظم "8/ 131".
3 تاريخ بغداد "2/ 221"، المنتظم "8/ 131".
4 تاريخ بغداد "2/ 254"، المنتظم "8/ 131".
5 تاريخ بغداد "5/ 39، 40".(29/258)
أبو بِشْر البغداديّ الوكيل. سمعَ: عليّ بن لؤلؤ. وابن المظفّر، وأبا حفص بن شاهين.
قال الخطيب: كتبت عنه، وذُكر لنا عنه الاعتزال.
239- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد.
أَبُو بكر الأصبهاني التّبّان المؤذّن. سمع من: أبي الشّيخ. روى عنه: الحدّاد، وأبو الفتح محمد بن عبد الله الصّحّاف، وآخرون.
240- محمد بن عليّ بن محمد بن سَيُّوَيْه.
أبو محمد الأصبهاني المؤدّب، المكفوف والده. سمع: أبا الشّيخ بن حَيّان.
روى عنه: عبد العزيز النَّخْشَبيّ وقال: هو شيخ صالح عامّيّ، وأبو عليّ الحدّاد، وحمزة بن العبّاس، وغيرهم. تُوُفّي في شوّال. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعْد المطرز. وقال ابن سَمُّوَيْه: المعروف بالرِّبَاطيّ. وأمّا أبو زكريّا بن مَنْدَهْ ففرّق بين هذا وبين المكفوف.
241- محمد بن عمر بن زاذان القَزْوينيّ1.
أبو الحسن. رحل وسمع من: هلال بن محمد بالبصرة.
روى عنه إسماعيل بن عبد الجبار المالكيّ.
2420- محمد بن محمد بن عيسى بن إسحاق بن جابر2.
أبو الحسن الخَيْشيّ البصري النحوي.
قرأ بالعربية بالبصرة على أبي عبد الله الحسين بن عليّ النّمريّ صاحب أبي باش.
وسمع من: محمد بن مُعَلَّى الأزْديّ.
وأخذ أيضًا عن أبي عليّ الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار الفارسيّ.
وبرع في النَّحْو.
ونزل واسطًا مدّة. وروى بها كثيرًا، وببغداد. وتخرَّج به جماعة.
__________
1 التدوين في أخبار قزوين "1/ 479".
2 الإكمال لابن ماكولا "3/ 240"، الكامل في التاريخ"9/ 535"، بغية الوعاة "1/ 231".(29/259)
روى عنه: الوزير أبو الجوائز الحسن بن عليّ الكاتب، ومحمد بن عليّ بن أبي الصَّقْر الواسطيّان، وأبو الحسن عليّ بن الحسين بن أيّوب البزّاز، وأخوه أحمد بن عبد الملك النَّحْويّ.
قال ابن النّجّار: كان من أئمة النُّحَاة المشهورين بالفضل والنُّبْل.
ومن شِعره:
رأيت الصّدّ مذمومًا وعندي ... صِدِودُك لو ظفرتُ به حميدُ
لأنّ الصّدَّ عن وصلٍ ومَن لي ... بوصلٍ منك يعقبُه الصُّدود
قال أبو النصر بن ماكولا الحافظ: وأبو الحسن محمد بن محمد بن عيسى الخيشي شيخنا وأستاذنا يقول: اجتاز بنا المتنبّيّ وكنّا نتعصَّب للسّرِيّ الرّفّاء، فلم نسمع منه.
قال ابن ماكولا: كان إمامًا في حلّ التّراجِم، ولم أر أحدًا من أهل الأدب يجري مجْرَاه.
وقال محمد بن هلال بْنُ الصَّابئ: هو من أهل البَطِيحة، لقي أبا عليّ الفارسيّ، وأخذ عن ابن جِنّيّ وأضرابه. ولمّا حصل ببغداد أخذ عنه أبو سعد بن المُوصِلايَا المُنْشئ، وكان ملازمًا له حتّى مات ببغداد عن إحدى وتسعين سنة.
وقال ابن خَيْرُون: مات في سادس عشر ذي الحجّة.
243- مسعود بن عليّ بن مُعَاذ بن محمد بن مُعَاذ1.
أبو سعيد السِّجْزيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ الوكيل الحافظ.
من أعيان تلامذة أبي عبد الله الحاكم، وله عنه سؤالات، وقد أكثر عنه.
سمع: أبا محمد بن الرُّوميّ، وأبا عليّ الخالديّ، وعبد الرحمن بن المزكّيّ، وجماعة. وروى شيئًا يسيرًا عن الحاكم لأنّه تُوُفّي كَهْلًا.
روى عنه: مسعود بن ناصر الركاب، وغيره.
تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين، على قولين ذكرهما عبد الغافر.
__________
1 المنتخب من السياق "432".(29/260)
"حرف الهاء":
244- هشام بن غالب بن هشام1.
أبو الوليد الغافِقيّ القُرْطُبيّ الوثائقيّ.
روى عن القاضي أبي بكر بن زَرْب، وابن المكْوِيّ، وأبي محمد الأصِيليّ، وكان أقعد النّاس به، وأكثرهم لُزُومًا له.
وكان خيِّرًا إمامًا، من أهل العلم الواسع، والفَهْم الثّاقب، متفنِّنًا وقد أخذ من كل علم بخط وافر.
وكان يميل إلى مذهب داود بن عليّ الظّاهريّ رحمه الله في باطن أمره. خرج من قُرْطُبة في الفتنة وسكن غُرْنَاطة، ثمّ استقرّ بإشبيليّة. وتُوُفّي في ربيع الآخر، وقد جاوز الثمانين بأشهُر، رحمه الله.
"حرف الياء":
245- يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الملك2.
الأُمويّ العُثمانيّ، أبو بكر القُرْطُبيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وابن مفرِّج، وعبّاس بن أَصْبَغ، وإسماعيل بن إسحاق. وهاشم بن يحيى.
حدَّث عَنِه: الخَوْلانيّ وقال: كَانَ من أهل العلم والتَّقدُّم في الفَهْم للحديث والسُّنَن والرّأي والأدب. وأثنى عليه ابن خَزْرَج ووصَفَه بالفصاحة والتَّفنُّن في العلوم، وقال: تُوُفّي في صفر ابن ثمانٍ وسبعين سنة.
وفيات سنة تسع وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
246- أحمد بن أحمد بن محمد بن عليّ3.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 652".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 667، 668".
3 تاريخ بغداد "4/ 4، 5"، الأنساب "7/ 216".(29/261)
أبو عبد الله القَصْريّ السّيْبِيّ الفقيه الشّافعيّ.
حدَّث عن: أبي محمد بن ماسيّ، وعبد الله بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، وعلي بن أبي السري البكائي.
قال الخطيب: كان فاضلا من أهل العلم والقرآن، كثير التلاوة. قيل: كان يقرأ في كل يوم ختمة. سمعته يقول: قدِمْتُ أنا وأخي من القصر، والقَطِيعيّ حيّ، ومقصودنا الفقه والفرائض.
فأردنا السّماع منه، فلم نذهب إليه، لكنّا سمعنا من ابن ماسي نسخة الأنصاريّ. وكان ابن اللّبّان الفَرَضيّ قال لنا: لا تذهبوا إلى القَطِيعيّ، فإنّه قد ضَعُفَ واختلّ، وقد منعت ابني من السّماع منه.
تُوُفّي ابن السيبيّ في رجب عن ثلاثٍ وتسعين سنة.
247- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد1.
أَبُو الحسن بن اللّاعب البغداديّ الأنماطيّ.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وغيره. وتُوُفّي في ذي القعدة.
248- أحمد بن عليّ بن عمر.
أبو الحسن البصْريّ المالكيّ، الفقيه. تُوُفّي فِي رَمَضَان.
249- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسين2.
أبو نصر البخاريّ، حَمْوُ القاضي الصيمريّ. تفقّه على أبي حامد الإسْفَرائينيّ. وسمع من: نصر بن أحمد البرجيّ. وعنه: الخطيب، ووثّقه. نزيل الكوفة وبها مات فِي ذي الحجة.
"حرف الحاء":
250- الْحَسَن بْن داود بن بابْشَاذ3.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 238".
2 تاريخ بغداد "4/ 435، 436"، طبقات الشافعية "3/ 32، 33".
3 تاريخ بغداد "7/ 307".(29/262)
أبو سعْد المصريّ. تُوُفّي ببغداد في ذي القعدة شابًّا. سمع: أبا محمد بن النّحّاس، وغيره.
وكان له ذكاء باهر. قرأ القراءات والأدب والحساب والفِقْه، وتقدَّم في مذهب أبي حنيفة.
251- الحَسَن بن عليّ بن الحَسَن بن شوّاش1.
أبو علي الكتّانيّ الدّمشقيّ، المقرئ، مشرف الجامع.
حدَّث عن: الفضل بن جعفر المؤذّن، ويوسف المَيَانِجيّ، وأبي سليمان بن زَبْر.
روى عنه: أبو القَاسِم بْن أبي العلاء، وسهْل بْن بِشْر الإسْفَرائينيّ، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، ومحمد بن الحسين الحِنّائيّ، وغيرهم. تُوُفّي في ذي القعدة.
252- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ2.
الحافظ أبو محمد بن أبي طالب البغداديّ الخلّال.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وأبا بكر الورّاق، وأبا سعيد الحرفيّ، وابن المظفّر، وأبا عبد الله بن العسكريّ، وأبا بكر بن شاذان، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وخلْقًا سواهم.
قال الخطيب كتبنا عنه، وكان ثقة له معرفة، نبيه، وخرَّج "المُسْنَد" على "الصَّحيحين"، وجمع أبوابًا وتراجم كثيرة. وقال لي: ولدت سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. ومات في جُمَادى الأولى.
قلتُ: روى عنه: أبو الحسين المبارك، وأبو سعد ابنا عبد الجبّار الصَّيْرفيّ، وجعفر بن أحمد السّرّاج، والمعمّر بن عليّ بن أبي عمامة الواعظ، وجعفر بن المحسّن السّلَمَاسيّ، وآخرون.
253- الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس3.
__________
1 تاريخ دمشق "10/ 37"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 199".
2 تاريخ بغداد "7/ 425"، سير أعلام النبلاء "17/ 593-595"، شذرات الذهب "3/ 262".
3 تاريخ بغداد "7/ 425".(29/263)
أبو عليّ بن الحمّاميّ البغداديّ، المتوكّليّ. كان جدّهم مولى للمتوكّل. سمع أبا عبد الله بن العسكري، وعمر بن سنبك، وعليّ بن لؤلؤ، وطائفة كبيرة.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان رافضيًّا خبيث المذهب، ويقرأ على الشّيعة مَثَالب الصّحابة.
عاش ثمانين سنة.
254- الحسين بن الحسن بن عليّ بن بُنْدَار1.
أبو عبد الله الأنماطيّ. بغداديّ، يُعرف بابن أحما الصَّمْصاميّ.
روى عن: ابن ماسي.
قال الخطيب: كان يدعو إلى الاعتزال والتَّشَيُّع ويناظر عليه بحمق وجَهْل. مات في شعبان.
255- الحسين بن عليّ بن عُبَيْد الله2.
أبو الفَرَج الطَّناجيريّ. بغداديّ مشهور. سمع: عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، ومحمد بن زيد بن مروان، ومحمد بن المظفّر، وأبا بكر بن شاذان، وخلْقًا سواهم.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة ديِّنًا. سمعته يقول: كتبتُ عن القَطِيعيّ أمالي وضاعت.
توفي في سلخ ذي العقدة، وولد في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
"حرف العين":
256- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عبد الله بن رُسْتَه.
البغداديّ ثمّ الأصبهاني. روى عن: عبد الرحمن بن شنبة العطّار عن أبي خليفة الْجُمَحيّ.
وعنه: أبو عليّ الحداد.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 35".
2 تاريخ بغداد "8/ 79، 80"، الأنساب "8/ 251"، سير أعلام النبلاء "17/ 618، 619".(29/264)
257- عبد الله بن ميمون الأرع.
أبو محمد الحَسَنيّ الصُّوفيّ. محدِّث مكثر، مصري.
رحل إلى الحافظ أبي عبد الله الحاكم، قاله الحبال.
258- عبد الرحمن بن سعيد بن خزرج1.
أبو المطرف الإلبيريّ. سمع: أبا عبد الله بن أبي زمنين.
وحج فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأحمد بن نصر الداوديّ. وسكن قرطبة. قال أبو عمر مهديّ: كان من أهل الخير والفضل، حافظًا للمسائل. له حظٌّ من عِلْم النَّحْو، كثير الصّلاة والذِّكر. تُوُفّي رحمه الله في ربيع الأول.
259- عَبْد المُلْك بْن عَبْد القاهر بْن أسد2.
أبو القاسم النَّصِيبيّ.
260- عبد الواحد بن محمد بن يحيى3.
أبو القاسم البغداديّ المطرِّز الشّاعر المشهور.
كان سائر القول في المديح والغَزَل والهجاء. له دِيوان.
261- عبد الوهّاب بن عليّ بن داوريد4.
أبو حنيفة الفارسيّ الملحميّ، الفقيه الفَرَضيّ. قال الخطيب: ثنا عن المُعَافيّ الجريريّ، وكان عارفًا بالقراءات والفرائض، حافظًا لظاهر فِقه الشّافعيّ.
مات في ذي الحجّة.
262- عليّ بن بُنْدَار.
قاضي القُضاة أبو القاسم. حدَّث بأصبهان عن: أبي الشّيخ. وعن: أبي القاسم بن حَبَابَة.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وأبو سعد المطرز. وتوفي في شوال.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 331، 332".
2 تاريخ بغداد "10/ 433"، المنتظم "8/ 133، 134".
3 تاريخ بغداد "11/ 16"، المنتظم "8/ 134"، الكامل في التاريخ "9/ 543".
4 تاريخ بغداد "11/ 33"، المنتظم "8/ 133"، طبقات الشافعية الكبرى"3/ 285".(29/265)
263- علي بن عبيد الله بن علي1.
أبو طاهر البغدادي البزوري. سمع: القطيعي، والوراق. وعنه: الخطيب، واثنى عليه.
264- علي بن منير بن أحمد2.
أبو الحسن المصري الخلال الشاهد. روى عن: أبي الطّاهر الذُّهليّ، وأبي أحمد بن النّاصح، وجماعة. روى عنه: أبو الحسن الخِلَعيّ، وسهل بن بِشْر، وسعْد بن عليّ الرَّيْحانيّ، وجماعة سواهم. تُوُفّي في ذي القعدة.
265- عمر بن محمد بن العبّاس بن عيسى3.
أبو القاسم الهاشميّ البغداديّ. عُرِف بابن بكران. سمع: ابن كَيْسان.
قال الخطيب: كان صدوقًا، كتبنا عنه. تُوُفيَ فِي ذي القعْدة.
"حرف الميم":
266- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى4.
أبو عبد الله الشّيرازيّ الواعظ المعروف بالنَّذير. سمع من: إسماعيل بن حاجب الكُشَانيّ، وعليّ بن عمر الرازي القصار، وأبي النصر بن الْجُنْديّ.
وقدِم بغداد فتكلَّم بها ونَفَق سوقُه على العامّة، وشغفوا به، وازدحموا عليه، وافتتنوا به، وصحِبَه جماعة، وهو يُظْهِر الزُّهد، ثمّ إنّه قبل العطاء. وأقبلت عليه الدُّنيا، وكثُر عليه المال، ولبس الثّياب الفاخرة، وكثُر مريدُوه. ثمّ حظّ على الغَزْو والجهاد، فحشد النّاس إليه من كلّ وجهٍ، وصار معه جيش، فنزل بهم بظاهر بغداد، وضُرِب له بالطَّبْل في أوقات الصَّلوات. ثمّ سار إلى الموصل واستفحل أمره، فصار
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 10".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 570"، سير أعلام النبلاء "17/ 619، 620"، شذرات الذهب "3/ 262".
3 تاريخ بغداد "11/ 274".
4 تاريخ بغداد "1/ 359" المنتظم "8/ 134، 135"، العبر "3/ 189، 190"، البداية والنهاية "12/ 56".(29/266)
إلى أَذْرَبَيْجَان، وضاهى أميرَ تلك النّاحية، فتراجع جماعاتٌ من أصحابه. ومات سنة سبْعٍ.
267- محمد بن حسين بن عليّ بن عبد الرّحيم1.
الوزير عميد الدّولة أبو سعْد البغداديّ.
صدرٌ كبير، رأس في حساب الدّيوان وشارك في الفضائل وقال الشِّعْر. وسمع: أبا الحسين بن بِشْران. ووَزَرَ لأبي طاهر بن بُوَيْه مدّة. وتُوُفّي في ذي القعدة سنة تسعٍ وثلاثين وأربعمائة.
268- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عابد2.
أبو عَبْد الله المَعَافِريّ القُرْطُبيّ. رَوَى عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه بن مفرِّج، وعبّاس بن أصْبَغ، والأصِيليّ، وزكريّا بن الأشجّ، وخَلَف بن القاسم، وهاشم بن يحيى.
ورحل سنة إحدى وثمانين، فسمع من ابن أبي زيد "رسالته".
وسمع بمصر من: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وجماعة.
وكان معتنيا بالآثار، ثقة، خيِّرًا، فاضلًا، متواضعًا، دُعِي إلى الشُّورَى فأبى.
حدَّث عنه خلْق منهم: أبو مروان الطَّبْنيّ، وأبو عبد الرحمن العقيليّ، وأبو عبد الله بن عَتَّاب، وابنه أبو محمد، وأبو عبد الله محمد بن فَرَج.
قلت: رواية أبي محمد بن عتّاب، عنه بالإجازة. وكان بقيَّة المحدِّثين بقُرْطُبة. مات في آخر جُمَادى الأولى عن نَيِّفٍ وثمانين سنة، وهو آخر من كان يروي عن الأصِيليّ، وغيره.
269- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن مهران.
أبو بكر الأصبهاني البقّال. سمع أبا الشّيخ. وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
270- محمد بن عليّ بن محمد3.
__________
1 المنتظم "8/ 134"، البداية والنهاية"12/ 56"، الوافي بالوفيات "3/ 8، 9".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 530، 531"، العبر "3/ 190"، سير أعلام النبلاء "17/ 614، 615".
3 تاريخ بغداد "3/ 101"، الإكمال لابن ماكولا "3/ 227"، لسان الميزان "5/ 303".(29/267)
أبو الخطّاب البغداديّ الشّاعر المعروف بالْجَبُّليّ. سمع من: عبد الوهّاب الكِلابيّ بدمشق.
روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه بمعرفة العربيّة والشِّعْر.
وقد مدَحه أبو العلاء بن سليمان المَعَرِّيّ بقصيدة مكافأةً لمديحه إيّاه، مطلعها:
أشفقتُ من عِبء البقاء وعابهِ ... ومللتُ من أريِ الزّمان وصابهِ
وأرى أبا الخطاب نالَ من الحجى ... خظا زواه الدَّهْرُ عن خُطّابه
رَدّت لَطَافتُه وحدَّةُ ذِهْنهِ ... وحْشَ اللغاتِ أو أُنْسًا بخطابهِ
وكان أبو الخطّاب مُفْرِط القِصَر، وهو رَافضيّ جَلْد.
271- محمد بن عمر بن عبد العزيز1.
أبو عليّ البغداديّ المؤدّب. سمع: أبا عمر بن حيويه، وأبا الحسن الدارقطنيّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
272- محمد بن الفُضَيْل بن الشّهيد أبي الفضل محمد بن أبي الحسين الفُضَيْليّ.
الهَرَويّ المزكّيّ. سمع: أبا الفضل محمد بن عبد الله بن خَمِيرُوَيْه، وأبا أحمد الحاكم. روى عنه: حفيده إسماعيل بن الفُضَيْل، والهَرَويّون.
"الكنى":
273- أبو كاليجار2.
الملك والد الملك أبي نصر، المُلقَّب بالملك الرّحيم. قرأتُ بخطّ ابن نظيف في تاريخه أنّه تُوُفّي سنة تسعٍ هذه. وهو ابن سلطان الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدّولة بن بُوَيْه.
مات بطريق كرْمان، وكان معه سبعمائة من التُّرْك وثلاثة آلاف من الدَّيْلَم، فَنَهَبت الأتراك حواصله وطلبوا شيراز.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 40".
2 الكامل في التاريخ "9/ 547"، دول الإسلام "1/ 191"، البداية والنهاية "12/ 59".(29/268)
وفيات سنة أربعين وأربعمائة:
"حرف الألف":
274- أحمد بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد البغداديّ الخلّال1.
أبو يَعْلَى. روى عن: أبي حفص الكتّانيّ. وعنه: الخطيب أبو حديثًا واحدًا.
275- أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد2.
المحدِّث الواعظ خاموش الرّازيّ. قد كان ذكرته في آخر تيك الطّبقة، وظفرتُ بأنّه بقي إلى سنة أربعين فإنّه حدَّث في آخر سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
سمع: أبا محمد المَخْلَديّ، وابن مَنْدَهْ، وأبا أحمد الفَرَضيّ، وعليّ بن محمد بن يعقوب الرّازيّ، وإسماعيل بن الحسن الصَّرْصَريّ، وعدّة.
روى عنه: أبو منصور حُجْر بن مظفَّر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التويي الهمداني، ويحيى بن الحسين الشّريف، وطائفة. وحكاية شيخ الإسلام معه مشهورة.
276- أحمد بن عبد الله بن سهل3.
أبو طالب ابن البقّال، الفقيه الحنبليّ. كانت له حلقة للفتوى ببغداد. وروى عن: أبي بكر شاذان، وعيسى بن الجرّاح. خلّط في بعض روايته. قاله الخطيب.
277- أَحْمَد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن علي4.
أبو منصور الصَّيْرفيّ. سمع: ابن حَيَّوَيْهِ، والدارقطني، والمعافى.
وعنه: الخطيب، وقال: كان رافضيًّا، وسماعه صحيح.
278- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن نصر بن الفتح5.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 94".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 624-626".
3 تاريخ بغداد "4/ 439"، طبقات الحنابلة "2/ 189، 190"، لسان الميزان "1/ 198".
4 تاريخ بغداد "4/ 379"، ميزان الاعتدال "1/ 132"، لسان الميزان "1/ 253".
5 العبر "3/ 192".(29/269)
أبو الحسن الحكيميّ المصريّ الورّاق. وُلِد في المحرم سنة ستين وثلاثمائة. وسمع من القاضي أبي الطّاهر الذُّهْليّ، وأبي بكر المهندس. روى عنه: أبو عبد الله الرازي في مشيخته. وهو راوي الجزء التّاسع من الفوائد الْجُدُد. تُوُفّي يوم النَّحْر.
279- أَمَةُ الرّحمن بنت أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر العَبْسيّ1.
الزَّاهدة الأندلسيّة. كانت صوَّامة قوامة، توفيت بكرًا عن ينف وثمانين سنة.
قال: أبو محمد بن خَزْرَج: سمعت عليها عن والدها.
"حرف الباء":
280- بِسْطَام بن سامة بن لؤي.
أبو أسامة القريشي السّاميّ الهَرَويّ. إمام الجامع.
روى عن: أبي منصور الأزهريّ اللُّغويّ، وعليّ بن محمد بن رزين الباسانيّ. تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
"حرف الحاء":
281- الْحَسَن بْن أحمد بْن الْحَسَن خداواذ2.
أبو عليّ الكرْجيّ، ثمّ البغداديّ الباقلّانيّ.
سمع من: ابن المُثْمِر، وابن الصَّلْت الأهوازيّ.
كتب عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا ديِّنًا خيِّرًا.
مولده سنة 382هـ.
282- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الله بْن حمدان3.
الأمير ناصر الدّولة وسَيْفُها أبو محمد التَّغْلَبيّ. ولي إمرَة دمشق بعد أمير الجيوش
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 694".
2 تاريخ بغداد "7/ 381"، المنتظم "8/ 137، 138".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 620، 621"، الوافي بالوفيات "11/ 419"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 173".(29/270)
سنة ثلاث وثلاثين إلى أن قُبِضَ عليه سنة أربعين، وسُيِّرَ إلى مصر، وولي بعده طارق الصَّقّلبيّ.
وهذا هو والد الأمير ناصر الدّولة الحسين بن الحسن الحمْدانيّ الّذي أذلّ المستنصر العُبَيْديّ وحكم عليه كما سيأتي سنة نيِّف وستّين.
283- الحسن بن عيسى بن الخليفة المقتدر بالله جعفر بن المعتضد1.
أبو محمد العبّاسيّ. سمع من: مؤدّبه أحمد بن منصور اليَشْكُريّ، وأبي الأزهر عبد الوهّاب الكاتب. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ديِّنًا حافظًا لأخبار الخلفاء، عارفًا بأيّام النّاس، فاضلًا.
تُوُفّي في شَعبان وله سبْعٌ وتسعون سنة. قلت: روى عنه جماعة آخرهم أبو القاسم بن الحُصَيْن. قال: وُلِدتُ في أوّل سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة. وغسّله أبو الحسين بن المهتدي بالله.
284- الحسين بن محمد بن هارون2.
أبو أحمد النَّيْسابوريّ الصُّوفيّ الورّاق. ثقة، سمع: أبا الفضل الفاميّ، وأبا محمد المَخْلَديّ، والجوزقيّ، وجماعة. ذكره عبد الغافر.
285- الحسين بن عبد العزيز3.
أبو يَعْلَى، المعروف بالشالوسيّ. من شعراء بغداد. حدَّث عن ابن حَبَابة.
"حرف الدّال":
286- داجن بن أحمد بن داجن.
أبو طالب السَّدُوسيّ المصريّ. حدَّث عن: الحسن بن رشيق. وعنه: أبو صادق مرشد المهنيّ.
لا أعلم متى توفي، ولكنه كان في هذا الوقت.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 354، 355"، سير أعلام النبلاء "17/ 621، 622"، البداية والنهاية "12/ 58".
2 المنتخب من السياق "198".
3 تاريخ بغداد "8/ 61".(29/271)
"حرف السّين":
287- سَيّد بن أبان بن سيّد1.
أبو القاسم الخَوْلانيّ الإشبيليّ. سمع من: أبي محمد الباجيّ، وابن الخرّاز. ورحل فسمع من: أبي محمد بن أبي زيد. وكان فاضلًا متقدِّمًا في الفَهْم والحِفظ. وعاش سبْعًا وثمانين سنة.
"حرف العين":
288- عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن مُكْرم2. أبو الخطّاب البغداديّ.
سمع: أبا بكر الأَبْهَريّ، وأبا حفص الزّيّات.
قال الخطيب: كتبتُ عنه وكان صدوقًا.
289- عُبَيْد الله بن الحافظ أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين3.
البغداديّ الواعظ أبو القاسم. سمع: أباه، وأبا بحر محمد بن الحسن البَرْبَهاريّ، وأبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، وحُسَيْنَك النَّيْسابوريّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقًا.
مات في ربيع الأوّل. قلت: وروى عنه: جعفر السّرّاج، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ.
أظنّه آخر أصحاب أبي بحر.
290- عليّ بن إسماعيل بن عبد الله بن الأزرق.
أبو الحسين المصريّ. قال الحبّال: حدَّث ولزِم بيته. وتُوُفّي في ربيع الآخر.
291- عليّ بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق4.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 227، 228".
2 تاريخ بغداد "11/ 45".
3 تاريخ بغداد "10/ 386"، المنتظم "8/ 138"، سير أعلام النبلاء "17/ 601"، البداية والنهاية "12/ 58".
4 تاريخ بغداد "11/ 390"، المنتظم "8/ 139"، البداية والنهاية "12/ 58".(29/272)
أبو القاسم البغداديّ. روى عن: القَطِيعيّ، وابن ماسيّ. وعاش خمسًا وثمانين سنة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان شيخًا صالحًا وصدوقًا ديِّنًا حسن المذهب. تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وقال ابن عساكر في "طبقات الأشْعريّة": ومنهم أبو القاسم بن أبي عثمان الهمدانيّ، فذكر ترجمته.
292- علي بن ربيعة بن عليّ1.
أبو الحسن التميمي المصري البزاز. أحد المكثرين عن الحَسَن بن رشيق. روى عنه: أبو مَعْشَر الطّبريّ، وأبو عبد الله الرّازيّ صاحب السُّدَاسيّات. تُوُفّي في صَفَر.
293- علي بن عُبَيْد الله بن القصّاب الواسطيّ.
روى عن: الحافظ أبي محمد بن السّقّاء.
294- عيسى بن محمد بن عيسى الرُّعَينيّ2.
ابن صاحب الأحباس، الأندلسيّ. ولي قضاء المَرُيّة. وكان من جِلَّة العلماء وكبار الأئمّة الأذكياء. روى عن: أبي عِمْران الفاسيّ، وجماعة من المتأخّرين. ومات كَهْلًا.
"حرف الفاء":
295- فخر الملك3.
وزير صاحب الدّيار المصريّة المستنصر بالله العُبَيْديّ، واسمه صَدَقَة بن يوسف الإسرائيليّ المسلمانيّ. أسلم بالشّام، وخدم بعض الدّولة، ودخل مصر، وخدم الوزير الْجَرْجَرَائيّ. فلمّا مات الْجَرْجَرَائيّ استوزره المستنصر مدّةً، ثمّ قتله في هذا العام واستوزر بعده القاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن.
296- الفضل بن أبي الخير محمد بن أحمد4.
أبو سعيد المِيهَنيّ العارف. صاحب الأحوال والمناقب. توفي بقريته ميهنة من
__________
1 العبر "3/ 192"، سير أعلام النبلاء "17/ 626، 627"، شذرات الذهب "3/ 264".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 437".
3 البداية والنهاية"12/ 52".
4 الأنساب "11"، سير أعلام النبلاء "17/ 622"، النجوم الزاهرة "5/ 46".(29/273)
خُراسان. ومنهم من يسمّيه: فضل الله. مات في رمضان وله تسع وسبعون سنة. حدَّث عن: زاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ. ولكن في اعتقاده شيء تكلّم فيه أبو محمد بن حزْم روى عنه: الحسن بن أبي طاهر الخُتُّليّ، وعبد الغفّار الشّيرُويّيّ.
"حرف الميم":
297- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن جعفر1.
أبو عبد الرحمن الشّاذياخيّ، الحاكم المزكّيّ الفاميّ.
أملى مدّة عن زاهر السَّرْخَسِيّ، وأبي الحسن الصِّبْغيّ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وغيرهم.
298- محمد بن أحمد2.
أبو الفتح المصريّ. سمع: أبا الحسن الحلبيّ، وابن جُمَيْع الصَّيْداويّ. وعنه: أبو بكر الخطيب. وقال: تكلَّموا فيه.
299- محمد بن إبراهيم بن عليّ3.
أبو ذَرّ الصّالحانيّ الأصبهاني الواعظ. سمع: أبا الشّيخ، وغيره. روى عنه: الحدّاد، وأحمد بن بِشْرُوَيْه. مات في ربيع الأوّل.
300- محمد بن جعفر بن محمد بن فُسانْجس4.
الوزير الكبير أبو الفَرَج ذو السَّعادات.
وَزَر لأبي كاليجار، وعُزِل سنة تسعٍ وثلاثين وأربعمائة. وحكم على العراق. وكان ذا أدب غزير ومعرفة باللُّغة. وكان مُحبَّبًا إلى الْجُنْد. عاش ستّين سنة. مات في رمضان.
301- محمد بن الحسين بن محمد بن آذربهرام5.
__________
1 المنتخب من السياق "39".
2 تاريخ بغداد "1/ 354، 355"، مختصر تاريخ دمشق "21/ 38".
3 العبر "3/ 193"، شذرات الذهب "3/ 264".
4 الكامل في التاريخ "9/ 542، 543"، سير أعلام النبلاء "17/ 620"، الوافي بالوفيات "2/ 304".
5 سير أعلام النبلاء "17/ 600"، غاية النهاية "2/ 132، 133"، الوافي بالوفيات "3/ 10".(29/274)
أبو عبد الله الكارَزِينيّ الفارسيّ المقرئ. نزيل مكّة. كان أعلى أهل عصره إسنادًا في القراءات. قرأ على: الحسن بن سعيد المطَّوِّعيّ بفارس، وبالبصرة على: الشّذَائيّ أبي بكر أحمد بن منصور، وببغداد على: أبي القاسم عبد الله بن الحسن النّحّاس.
قرأ عليه بالعَشْرة: الشّريف عبد القاهر بن عبد السّلام العبّاسيّ النّقيب، وأبو القاسم يوسف بن عليّ الهّذَليّ، وأبو مَعْشَر الطّبريّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب المصريّ المالكيّ، وأبو القاسم بن عبد الوهّاب، وأبو بكر بن الفَرَج، وأبو علي الحسن بْن القاسم غلام الهراس، وآخرون.
ولا أعلم متى مات، إلّا أنّ الشّريف عبد القاهر قرأ عليه في هذه السنة. وكان هذا الوقت في عَشْر المائة.
302- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن إسحاق بن زياد1.
أبو بكر الأصبهاني التّانيّ النّاصر، المعروف بابن ريذة. روى عن الطبراني "معجمه الكبير" و"معجمه الصغير"، و"الفتن" لنعيم بن حماد. وطال عمره وسار ذكره، وتفرد في وقته. ذكره أبو زكريا بن منده فنسبه كما نسبناه، وقال: الثّقة الأمين. كان أحد وجوه النّاس وافر العقل كامل الفضل، مكرّمًا لأهل العِلْم، عارفًا بمقادير النّاس، حَسَن الخطّ، يعرف طرفًا من النَّحْو واللُّغَة.
تُوُفّي في رمضان. وقيل إنّ مولده سنة ست وأربعين وثلاثمائة. قُرئ عليه الحديث مرّات لا أحصيها في البلد والرّساتيق.
قلتُ: روى عَنْهُ: مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن شَذْرَة، وإبراهيم ويحيى ابنا عبد الوهّاب بن مَنْدَهْ، وعبد الأحد بن أحمد العَنْبَريّ، ومَعْمَر بن أحمد اللُّنْبَانيّ، وهادي بن الحسن العَلَويّ، وأبو عليّ الحدّاد، ومحمد بن إبراهيم أبو عدنان العَبْديّ، ومحمد بن الفضل القصار الزاهد، وأبو الرجاء أحمد بن عبد الله بن ماجه، ونوشروان بن شيرزاذ الدَّيْلِميّ، ونصر بن أبي القاسم الصّبّاغ، وإبراهيم ابن محمد الخبّاز سِبْط الصّالحانيّ، وطلْحة بن الحسين بن أبي ذَرّ، وأبو عدنان محمد بن أحمد بن نِزَار، وحَمْد بن عليّ المعلّم، والهَيْثَم بن محمد المَعْدانيّ، وخلْق آخرهم موتًا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانيّة، تُوُفّيت سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
__________
1 الإكمال "4/ 175"، سير أعلام النبلاء "17/ 595، 596"، النجوم الزاهرة "5/ 46".(29/275)
303- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن مِهران بن شاذان1.
أبو بكر الصّالْحانيّ البقّال الفاميّ. سمع: أبا الشّيخ، وغيره. وعنه: أبو عليّ الحدّاد. ورَّخه ابن السَّمَعانيّ.
304- مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن إِسْمَاعِيل2.
أَبُو الحسن التّكَكيّ الكاتب البغداديّ. سمع: أبَوَيْ بكر القَطِيعيّ، والورّاق.
وثّقه الخطيب وروى عنه.
305- محمد بن عمر بن إبراهيم.
أبو الحسين الأصبهاني المقرئ. سمع: محمد بن أحمد بن جِشْنِس.
روى عنه: الحدّاد.
306- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن غَيْلان بن عبد الله بن غَيْلان بن حكيم3.
أبو طالب الهمذاني البغدادي البزاز. أخو غَيْلان الّذي تقدَّم.
سمع من: أبي بكر الشّافعيّ أحد عشر جزءًا معروفة بالغَيْلانيّات، وتفرّد في الدُّنيا عنه. وسمع من: أبي إسحاق المزكّيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا ديِّنًا صالحًا. سمعته يقول: وُلِدتُ في أوّل سنة ثمانٍ وأربعين. ثمّ سمعته يقول: كنتُ أغلط في مولدي، حتّى رأيت بخطّ جدّي أنّي وُلِدت في المحرَّم سنة سبْعٍ وأربعين.
قال: ومات في سادس شوّال، ودُفِن بداره، وصلى عليه أبو الحسن بن المهتدي بالله.
وقال أبو سعْد السَّمْعانيّ: قرأتُ بخطّ أبي قال: سمعتُ محمد بن محمود الرّشِيديّ يقول: لمّا أردتُ الحجّ أوصاني أبو عثمان الصابوني وغيره بسماع "مسند
__________
1 الأنساب "8/ 13".
2 تاريخ بغداد "2/ 254".
3 تاريخ بغداد "3/ 234، 235"، الكامل في التاريخ "9/ 552"، سير أعلام النبلاء "17/ 598-600".(29/276)
أحمد" و"فوائد أبي بكر الشّافعيّ". فدخلتُ بغداد واجتمعت بابن المُذْهِب، فرَاودْتُهُ على سَمَاع "المُسْنَد" فقال: أريد مائتي دينار. فقلت: كل نفقتي سبعون دينار، فإنْ كان ولا بُدَّ فأجِزْ لي.
قال: أريد عشرين دينارًا على الإجازة. فتركته وقلتُ لأبي منصور بن حيدر: أُريدُ السَّماع من ابن غَيّلان. قال: إنّه مبطون، وهو ابن مائة. قلتُ: فأعْجلُ فأسمع منه؟ قال: لا، حتّى تَحُجّ. فقلت: كيف يسمح قلبي بذلك وهو ابن مائة سنة ومبطون؟ قال: إنّ له ألف دينار يُجَاءُ بها كلّ يومٍ، فتصب في حجره، فيقبلها ويتقوى بذلك.
فاستخرت الله وحججت، فلما رجعتُ استقبلني شيخ فقلت: ابن غَيْلان حيّ؟ قال: نعم. ففرحت وقرأ لي أبو بكر الخطيب.
قلت: وروى عنه: أبو عليّ أحمد بن محمد البَرَدَانيّ، وأبو طاهر بن سَوّار المقرئ، وأحمد بن الحسين بن قريش البنّاء، وأبو البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس، وجعفر السّرّاج، وجعفر بن المحسّن السَّلَمَاسيّ، وخالد بن عبد الواحد الأصبهاني، وعُبَيْد الله بن عمر بن البقّال، والمعمّر بن عليّ بن أبي عمامة، وأبو منصور عليّ بن محمد الأنباريّ، وأبو منصور محمد بن عليّ الفرّاء. وأبو المعالي أحمد بن محمد البخاريّ التّاجر، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وأبو سعْد أحمد بن عبد الجبّار الصَّيْرفيّ، وخلْق آخرهم موتّا أبو القاسم هبة الله بن الحصين المتوفى سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
307- محمد بن محمد بن عثمان1.
أبو منصور بن السّوّاق البغداديّ البُنْدَار. سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، ومَخْلَد بن جعفر، وابن لؤلؤ الورّاق. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة. ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة. وتُوُفّي في آخر يومٍ من ذي الحجّة. قلت: وروى عنه: ثابت بن بُنْدَار، وأخوه ياسر، وجماعة.
308- محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف2.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 235"، العبر "3/ 194"، سير أعلام النبلاء "17/ 622، 623".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 128"، الأعلام "7/ 167".(29/277)
أبو حاتم القَزْوينيّ الفقيه المناظر، من ساكني آمُل وطَبَرِسْتان. قدِم جُرْجَان، وسمع من: أبي نصر الإسماعيليّ. وتفقّه ببغداد عند الشّيخ أبي حامد. وسمع بالرّيّ من: حمْد بن عبد الله، وأحمد بن محمد البصير. وسمع ببغداد. وذهب إلى وطنه، وصار شيخ آمُل في العلم والفقه.
وبها تُوُفّي سنة أربعين. وهو والد شيخ السَّلَفيّ.
309- مفرِّج بن محمد1.
309- أبو القاسم الصَّدَفيّ السَّرَقُسْطيّ.
رحل وسمع بمصر من: أبي القاسم الْجَوْهَريّ "مُسْنَد الموطّأ".
ومن: أبي الحسن عليّ بن محمد الحلبيّ.
وكان شيخًا صالحًا.
310- منصور بن القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزْديّ الهَرَويّ2.
قاضي هَرَاة أبو أحمد الفقيه الشّاعر. قدِم بغداد وتفقّه على أبي حامد الإسْفَرائينيّ، ومدح أمير المؤمنين القادر بالله. وكان عجبًا في الشِّعْر.
وسمع: العبّاس بن الفَضْل النَّضْرَوِيّ، وأبا الفضل بن خَمِيرُوَيْه. وناهز الثّمانين. وكان يختم القرآن في كلّ يومٍ وليلة حتّى مات رحمه الله.
"حرف الهاء":
311- هِبة الله بْن أبي عمر محمد بن الحُسَين3.
أبو الشّيخ أبو محمد الْجُرْجَانيّ، المُلقَّب بالموفق.
سمعَ: جدّه لأمّه أبا الطّيّب سهل بن محمد الصُّعْلُوكيّ، ووالدَه أبا عمر محمد بن الحسين البِسْطَاميّ، وأبا الحسين أحمد بن محمد الخفّاف.
وكان فقيهًا مناظرًا رئيس الشافعية بنيسابور.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 619".
2 معجم الأدباء "19/ 191-194"، سير أعلام النبلاء "17/ 275".
3 المنتخب من السياق "474، 475".(29/278)
"حرف الياء":
312- يوسف بن رباح بن عليّ بن موسى بن رباح1.
أبو محمد البصْريّ المعدّل. رحل مع والده. وسمع: أبا بكر بن المهندس، وعليّ بن الحسين الأَذَنيّ بمصر، وابن حبابة، وأبا طاهر المخلّص، وابن أخي ميمي ببغداد، وعبد الوهّاب الكِلابيّ بدمشق. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وأبو طاهر الباقِلّانيّ.
قال الخطيب: كان سماعه صحيحًا.
ولي قضاء الأهواز فمات بالأهواز. قال: وقيل كان معتزليًّا.
"الكنى":
313- أبو القاسم بن محمد الحضرميّ2.
الفقيه المالكيّ المعروف باللَّبِيديّ، ولَبِيدَة قرية من قرى ساحل المغرب. كان من مشاهير علماء إفريقية ومُصَنِّفيها وعُبَّادها. صحِب الزَّاهد أبا إسحاق الجنبيانيّ، وانتفع به، وصنَّف أخباره.
وصنَّف كتابًا كبيرًا بليغًا في مذهب مالك أَزْيَد من مائتي جزء، وكتابًا آخر في "مسائل المدوّنة" وبسطها، وكتاب "التفريع" على المدونة، و"زيادات الأمهات"، و"نوادر الروايات". وكان أيضًا شاعر محسنًا مليح القَول. روى عنه: ابن سعدون، وغيره.
314- أبو كاليجار3.
السلطان البويهي صاح بغداد. واسمه مَرْزُبان بن سلطان الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدولة. تملك بعد ابن عمّه جلال الدّولة فدامت أيّامه خمسة أعوام. ومات. وقد مرّ ذكره في الحوادث غير مرّةٍ، وعاش إحدى وأربعين سنة، وتسلطن بعده ابن الملك الرحيم أبو نصر.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 328"، الإكمال لابن ماكولا "4/ 7".
2 الأنساب "11/ 12"، معجم المؤلفين "5/ 173".
3 تقدم برقم "273".(29/279)
وممّن كان في هذا القرب من هذه الطبقة":
"حرف الألف":
315- أحمد بن سلميان بن أحمد1.
أبو جعفر الكُتاميّ الطّنْجيّ الأندلسيّ، ويُعرف بابن أبي الربيع. رحل إلى المشرق، وأخذ القراءة عن: أبي أحمد السّامرّيّ، وأبي بكر الأُدْفُويّ، وأبي الطّيّب بن غَلْبُون. وأقرأ النّاسَ ببَجّانَة والمَرِية. وعُمّر حتّى قارب التّسعين. وقيل: توفي قبل الأربعين وأربعمائة. قاله ابن بشكُوال.
316- أحمد بن عمّار2.
أبو العبّاس المَهْدَويّ المقرئ المجوّد.
من أهل المهديّة، مدينة من مدن القيروان بناها المهديّ والد خلفاء مصر. قدم المهدوي بلاد الأندلس، وروى عن: أبي الحسن القَابسيّ. وقرأ القراءات عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن سُفْيَان، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد البراثي. وكان مقدما في فن القراءات العربية، وصنف كتبًا مفيدة. أخذ عنه: أبو محمد غانم بن وليد المالقي، وأبو عبد الله الطرفي المقرئ، وغيرهما.
في حدود الثلاثين أخذوا عنه.
317- أحمد بن مُحَمَّد بن عَبْد الواحد3.
أَبُو بَكْر المنكدري الشريف.
رحل وسمع، وقرأ الحديث على: أحمد بن محمد المُجْبِر، وأبي عمر الهاشمي، ومحمد بن محمد بن أخي أبي رَوْق الهِزَّانيّ، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد الفَرَضيّ.
وله جزءان انتقاهما له الصُّوريّ، وسمعهما منه ابن بيان الرّزّاز في سنة سبع وثلاثين.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 87".
2 غاية النهاية "1/ 92"، بغية الوعاة "1/ 152"، معجم المؤلفين "2/ 27".
3 تاريخ بغداد "5/ 95".(29/280)
318- إبراهيم بن طلحة بن غسّان.
أبو إسحاق البصْريّ المطَّوِّعيّ.
سمع: يوسف بن يعقوب النَّجِيرَميّ، وعبد الرحمن بن محمد بن شيبة المقرئ، وأحمد بن محمد بن العبّاس الأسْفَاطيّ، وجماعة. وأملى بالبصرة مجالس.
روى عنه: محمد بن إدريس القرتائي، وأبو أحمد بن إبراهيم بن عليّ النَّجِيرَميّ، وغيرهما.
من شيوخ السِّلَفيّ.
319- إسماعيل بن عليّ بن المُثَنَّى1.
أبو سعْد الأسْتِرَابَاذيّ الواعظ الصُّوفيّ العَنْبَريّ.
قدِم نَيْسابور قديمًا، وبني بها مدرسةً لأصحاب الشّافعيّ تُنْسَبُ إليه. وكان له سوق ونَفَاق عند العامّة، وكان صاحب غرائب وعجائب.
روى عَنْ: أبيه، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن حَيَّوَيْهِ.
روى عنه: محمد بن أحمد بن جعفر القاضي، وأبو بكر الخطيب البغداديّ، وأحمد المُوسياباذيّ.
320- أَصْبَغُ بن راشد بن أصبغ2.
أبو القاسم الإشبيليّ اللُّخْميّ.
رحل، وسمع من أبي محمد بن أبي زيد وتفقّه عليه، وسمع من: أبي الحسن القابسيّ.
قال أبو عبد الله الحُمَيْديّ: كنتُ أُحْمَلُ للسّماع على الكَتِف سنة خمسٍ وعشرين وأربعمائة، وأوّل ما سمعتُ من الفقيه أَصْبَغ بن راشد، وكنتُ أفهم ما يُقرأ عليه، وكان قد لقي ابن أبي زيد وتفقَّه، وروى عنه رسالته، فسمعت الرسالة منه، وسمعته
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 315".
2 جذوة المقتبس "173، 174"، الصلة لابن بشكوال "1/ 109".(29/281)
يقول: سمعت عَلَى أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد عبد الرحمن فقيه القيروان "الرسالة" و"المختصر" بالقيروان قبل الأربعمائة.
وقال ابن بَشْكُوال: تُوُفّي أَصْبَغ رحمه الله قبل الأربعين والأربعمائة.
"حرف الحاء":
321- الحسن بن محمد بن مفرِّج1.
أبو بكر المَعَافِريّ القُرْطُبيّ. رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأبي عبد الله بن مفرِّج، وأبي عبد الله بن أبي زمْنِين، وعبّاس بن أَصْبَغ، وعبد الرحمن بن فُطَيْس. وعُني بالرّواية والتّقييد والسّماع والتّاريخ، وجمع كتابًا سماه بـ "كتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرّجال" في أخبار الخلفاء والقضاة والفقهاء. وكان مولده سنة 348هـ بعد سنة 435هـ.
322- الحسين بن حاتم2.
أبو عبد الله الأذَريّ الأُصُوليّ المتكلِّم الأشعريّ الواعظ.
صاحب ابن الباقِلّانيّ.
سمع بدمشق من: عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره.
وعقد مجالس الوعظ. وكان كثير الصِّيام والعبادة إلّا أنّه كان ينالُ من أهل الأثر.
قَالَ ابن عساكر: سمعتُ أبا الْحَسَن بْن عليّ بن المسلم الفقيه، عن بعض شيوخه إنّ أبا الحسن عليّ بن داود إمام جامع دمشق ومُقْرئها تكلّم فيه بعض الحَشَويّة إذا كان يَؤُم، فكتب إلى القاضي أبي بكر بن الباقِلّانيّ إلى بغداد يسأله أن يرسلَ إلى دمشق من أصحابه مَن يوضّح لهم الحقّ بالحُجَّة، فبعث تلميذه الحسين بن حاتم الأذَرِيّ، فعقد مجلسَ التّذكير في الجامع في حلقة أبي داود، وذكر التّوحيد، ونزَّه المعبود، ونفى عنه التّشبيه والتّحديد، فقاموا من مجلسه وهم يقولون: أحدٌ أحد.
وأقام بدمشق مدّة، ثمّ توجّه إلى المغرب، ونشر العلم بالقيروان.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 136، 137".
2 تاريخ دمشق "10/ 431، 432"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 292، 293".(29/282)
"حرف الرّاء":
323- الرِّضَى بن إسحاق بن عبد الله بن إسحاق1.
أبو الفضل النَّصريّ الْجُرْجَانيّ. كان والده كبير الحنفيّة بجُرْجَان. وكان زاهدًا. سمع: أباه، وأبا أحمد الغَطْريفيّ. وببغداد من أصحاب البَغَويّ. وتُوُفّي قبل الأربعين.
"حرف العين":
324- عبد الله بن جعفر2.
أبو محمد الخبازيّ، الحافظ الجوّال. من أهل طَبَرِسْتان. روى عن: المُعَافى الجريريّ، ونصْر بن أحمد المُرَجَّى، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
روى عنه: أبو المحاسن الرُّويانيّ، وبُنْدَار بن عمر الرُّويانيّ، وأهل تلك الدّيار.
325- عثمان بن عيسى3.
أبو بكر التُّجَيْبيّ الطُّلَيْطُليّ المالكيّ، المعروف بابن ارفع رأسه.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وغيره.
وكان من أهل العلم البارع والذّهن الثّاقب، حافظًا لرأي مالك رحمه الله، رأسًا فيه. ولي قضاء طَلْبِيرة.
326- عليّ بن الحسن بن محمد بن فِهْر4.
الإمام أبو الحسن الفِهْريّ المصريّ المالكيّ، من كبار الفُقهاء. صنَّف "فضائل مالك" في مجلَّد، وسمع بالمشرق من جماعة. سمع منه: أبو العبّاس بن دِلْهَاث، والمُهَلَّب بن أبي صفرة وقال: لقيته بمصر ومكة، ولم ألق مثله.
327- عليّ بن شُعيب بْن عَلِيّ بْن شعيب بْن عَبْد الوهاب.
__________
1 الطبقات السنية "883".
2 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 347، 348"، لسان الميزان "5/ 436".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 405".
4 معجم المؤلفين "7/ 69".(29/283)
أبو الحَسَن الهَمَذَانيّ الدّهّان. محدِّث رحّال، زاهد كبير القدْر. روى عن: أبي أحمد الغِطْريفيّ، وأَوْس الخطيب، ومحمد بن جعفر النهاوندي، وإسحاق بن سعد النسوي، وابن المقرئ. وخلق.
وعنه: عليّ بن الحسين، وعبد الملك، وابن ممان، وأحمد بن عمر، وناصر بن المشطب الهمذانيون. وكان ثقة خيرا قانعا باليسير.
وآخر من روى عنه ناصر. بقي ناصر إلى حدود عشر وخمسمائة.
"حرف الميم":
328- محمد بن أحمد بن القاسم1.
أبو منصور الأصبهاني المقرئ نزيل آمد. حدَّث بدمشق وبآمد عن: محمد بن عَدِيّ المِنْقَريّ، وجماعة من البصريّين. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وشيخ الإسلام أبو لحسن الهِكّاريّ، والفقيه نصر المقدسيّ. وغيرهم.
329- محمد بن أحمد بن العلاء بن شاه.
أبو العلاء الصُّغْديّ الأصبهاني الخطيب. سمع: أبا محمد بن حَيَّان، وغيره. وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
330- محمد بن أبان بن عثمان بن سعيد بن فَيْض2.
أبو عبد الله بن السّرّاج الشَّذُونيّ. روى بقُرْطُبة عن: عبّاس بن أَصْبَغ، وإسماعيل بن إسحاق الطّحّان. وكان متفننا فاضلا، له بصر بالمعتقدات والجدل والكلام.
روى عنه ابن خزرج، وقال: تُوُفّي في حدود سنة أربعين وأربعمائة وقد نيّف على السّبعين.
331- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الهَرَويّ المقرئ.
قرأ بتلقين أبيه حديثًا على القاضي أبي منصور الأزْديّ وله من العُمر ثلاث سنين. وهذا أغرب ما بلغنا. وتوفي شابًا.
__________
1 تاريخ دمشق "36/ 371".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 532".(29/284)
332- محمد بن الحسن بن عمر.
أبو عبد الله المصريّ البزّاز، ويُعرف بابن عين الغزال. روى عنه: ابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ.
وعنه: أبو طاهر بن أبي الصَّقْر.
قال ابن ماكولا: تُوُفّي سنة نيِّفٍ وثلاثين.
333- محمد بن عبد الرّحيم بن حسن1.
أبو الحارث الخَبُوشانيّ، وخَبُوشان بُلَيْدَة من أعمال نَيْسابور، الأثريّ الحافظ. رحل، وكتب الكثير، ونسخ الكتب المُطَوَّلة. سمع من: زاهر بن أحمد، ومحمد بن مكّيّ الكُشْمِيهنيّ، وأبي نُعَيْم عبد الملك بن الحسن. روى عنه: إسماعيل بن عبد القاهر الْجُرجَانيّ، وظَفَر إبراهيم الخلّال. تُوُفّي سنة نَيِّفٍ وثلاثين.
334- محمد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي بْن الحسين بن مهْرِهُرْمز.
أبو بكر الأصبهاني الحُلَليّ. سمع: أبا الشّيخ أيضًا. وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
335- محمد بن يعقوب بن إسحاق بن موسى بن سلام2.
أبو نصر السلامي النَّسَفيّ المحدِّث الثّقة. وبُرْجُ السَّلَاميّ في رَبَض نَسَف منسوبٌ إليه، وهو بناه. سمِع: أباه، وبكر بن محمد النَّسَفيّ، وأبا سعيد بن عبد الوهّاب الرّازيّ، وزاهر السَّرْخَسِيّ، وطبقتهم. وعنه: جعفر المُسْتَغْفِريْ، وهو من أقرانه، وأبو بكر محمد بن أحمد البلدي. وحدث بـ "صحيح البُجَيْريّ"، عن أبي نصر بن حَسْنُوَيْه، عن المؤلِّف.
336- مروان بن عليّ الأسَديّ القُرْطُبيّ3.
أبو عبد الملك، المعروف بالبُونيّ. روى عن: أبي محمد الأصِيليّ، وأبي المطرِّف عبد الرحمن بن فُطَيْس. ورحل فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأحمد بن نصر الداودي وصحبه خمسة أعوام وأكثر. وله مختصر في "تفسير الموطأ".
__________
1 معجم البلدان "2/ 344، 345".
2 الأنساب "7/ 210".
3 جذوة المقتبس "342"، الصلة لابن بشكوال "2/ 616، 617"، معجم المؤلفين "12/ 221".(29/285)
روى عنه: حاتم بن محمد، وقال: كان حافظًا نافذًا في الفِقْه والحديث.
وروى عنه: أبو عمر الحذّاء، وقال: كان صالحًا عفيفًا عاقلًا، حَسَن اللّسان والبيان.
وقال الحُمَيْديّ: كان فقيهًا محدِّثًا. مات قبل الأربعين وأربعمائة ببونة.
337- مصعب ابن الحافظ المؤرخ أبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف ابن الفَرَضيّ1.
أبو بَكْر الأَزّديّ القُرْطُبيّ. روى عَنْ: أبيه، وأبي محمد بن أسد، وأحمد بن هشام.
واستجازَ له أبوه جماعةً سمّى بعضهم في "تاريخ الأندلس" له. وذكره الحُمَيْديّ فقال: أديب، محدث، إخباريّ، شاعر ولي الحكم بالجزيرة، ثم روى عنه الحميدي، وقال: كان حيا قبل الأربعين وأربعمائة.
338- مُعْتَمد بْن محمد بْن محمد بْن مكحول2.
أبو المعالي النَّسَفيّ المَكْحُوليّ. يروي عن: جدّه أبي المعين محمد بن مكحول، وأبي سهل هارون بن أحمد الأسْتِراباذيّ الرّاوي عن أبي خليفة.
وتُوُفّي سنة نَيِّفٍ وثلاثين.
339- مفضَّل بن محمد بن مِسْعَر3.
القاضي أبو المحاسن التُّنُوخيّ المَعَرِّيّ الحنفيّ المعتزليّ الشِّيعيّ.
رحل إلى بغداد وسمع من: أبي عمر بن مَهْدِيّ، وغيره. وتفقّه على القُدُوريّ. وأخذ الرَّفْضَ والاعتزال عن غير واحد.
وسمع بدمشق من عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر. قال ابن عساكر: كان ينوب بالقضاء بدمشق لابن أبي الْجِنّ، وولي قضاء بَعْلَبَك. وصنَّف "تاريخ النَّحْويّين". وكأنّه كان معتزليًا شيعيًا.
__________
1 جذوة المقتبس "352"، الصلة لابن بشكوال "2/ 627، 628".
2 الأنساب "11/ 460".
3 تاريخ دمشق "43/ 208، 209"، النجوم الزاهرة "5/ 52"، معجم المؤلفين "12/ 315، 316".(29/286)
أنا النّسيب، أنا المفضل سنة ثمانٍ وثلاثين، فذكر حديثًا.
وقال غيث لأرمنازي: ذُكِر عنه أنّه كان يضع من الشّافعيّ، وصنَّف كتابًا ذكر فيه الرّدّ على الشّافعيّ خالفَ فيه الكتاب والسُّنَّة. وحدَّثني النّسيب أنّه بلغ أباه أنّه ارتشى فعزله عن بَعْلَبَك.
"حرف الهاء":
340- هشام بن سعيد الخير بن فَتْحون1.
أبو الوليد القَيْسيّ الوَشْقيّ. سمع من: القاضي خَلَف بن عيسى. وهو في هذه الطّبقة. ثمّ إنّ هشامًا حجّ وأخذ عن: أبي العبّاس عليّ بن منير، وأبي عمران الفاسيّ، والحسن بن أحمد بن فِراس. حدَّث عنه الحيمدي وقال: محدِّث جليل، جميل الطّريقة. تُوُفّي بعد الثلاثين وأربعمائة.
وحدَّث عنه أيضًا: أبو عمر بن عبد البَرّ، والقاضي أبو زيد الحشّا.
"حرف الياء":
341- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن يحيى2.
أبو بكر القُرَشيّ الْجُمَحيّ الوَهْرانيّ. حدَّث عن: أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وجماعة. كان متصرفا في العلوم. قوي الحفظ، غلب عليه علم الحديث توفي في حدود سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة.
"الكنى":
342- أبو حاتم3.
أحمد بن الحسن بن خاموش الرازي الواعظ.
سمع السلفي من أصحابه. واجتمع به شيخ الإسلام الهروي. ويروي عنه الخطيب بالإجازة.
__________
1 جذوة المقتبس "364، 365"، الصلة لابن بشكوال "2/ 651".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 666".
3 تقدم برقم "275".(29/287)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع
الطبقة الثالث والأربعون 421-440هـ
"أحداث سنة إحدى وعشرين وأربعمائة":
3 فتنة أهل الكرخ بعاشوراء
3 انتهاء الأهواز
3 ولاية عهد القادر بالله
3 غزو الخزر
4 انهزام ملك الروم عند حلب
4 الفتنة بين الهاشميين والأتراك
4 امتناع الركب من العراق
4 وفاة ابن حاجب النعمان
4 شراء ملك الروم نصف الرها
5 استرجاع الرها
"أحداث سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة":
5 سرقة دار المملكة
5 عزل أبي الفضل ابن حاجب النعمان
5 فتنة الصوفي
6 مقتل الكلالكي ناظر المعونة
6 أخذ الروم قلعة فامية
6 وفاة القادر بالله
6 خلافة القائم بأمر الله(29/289)
7 شغب الأتراك للحصول على رسم البيعة
7 وزراء القائم بأمر الله
8 قضاة القائم
8 عناية القائم بالأدب
8 الاحتفال بيوم الغدير ويوم الغار
8 سرقات العيارين وكبساتهم
8 امتناع الحج العراقي
8 انحلال أمر الخلافة
"أحداث سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة":
8 الاستسقاء ببغداد
9 تعليق المسوح في عاشوراء
9 ثورة أهل الكرخ بالعيارين
9 إرغام الملك جلال الدولة على النزوح
9 تردّد أبي كاليجار في التّجاوب مع الثائرين
10 الوزير ابن فنة
10 افتقار جلال الدولة
10 تخبط الأمر ببغداد
10 التشاور في الخطبة لأبي كاليجار
10 خروج جلال الدولة إلى عكبرا وزواجه
11 تلقيب أبي كاليجار بملك الدولة
11 هدايا أبي كاليجار للخليفة
11 إقطاع وكيل الخدمة
11 مرتب عميد الرؤساء
12 تأخر المطر
12 كبسات رئيس العيارين البرجمي(29/290)
12 منع الخطبة للخليفة
12 تحليف الملك للخليفة يمينا
13 انقضاض كوكب
13 ازدياد شر العيارين
13 هياج ريح عظيمة
13 الغلاء وتلف الغلات
13 أكل الأولاد في الإحساء
13 انقضاض كوكب آخر
13 سكر جلال الدولة
14 تهديد الخليفة بالانتقال
14 امتناع الحج من العراق
14 ورود كسوة الكعبة
14 الوباء العظيم
15 خروج المملكة من جلال الدولة
15 خلو الوزارة
15 انتهاب ابن سبكتكين لأصبهان
"أحداث سنة أربع وعشرين وأربعمائة":
15 معافاة الخليفة من الجدري
15 كبسة البرجمي
16 إخراج السلطان ورجمه
16 مكاتبة الأتراك الملك جلال الدولة
17 زيادة العملات والكبسات
17 منع الخطبة في جامع الرصافة
17 ولاية أبي الغنائم المعونة
17 امتناع العراقيين والمصريين عن الحج(29/291)
18 الغدر بحجاج البصرة
"أحداث سنة خمس وعشرين وأربعمائة":
18 مواصلة العيارين لعملاتهم
18 هبوب ريح بنصيبين
18 الزلازل بفلسطين
18 الخانوق ببغداد والموصل
19 الوباء بفارس
19 إسقاط ضريبة الملك
19 الفتنة بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة
19 شغب الجند
19 غرق البرجمي
19 مقتل أخي البرجمي
19 قبول العيارين بالخروج من بغداد
20 انقضاض شهاب
20 الفناء ببغداد
"أحداث سنة ستة وعشرين وأربعمائة":
20 مقاتلة أبي الغنائم للعيارين
20 نهب نمر الخليفة
21 خذلان الترك والسلطان
21 فتح بلاد الهند وجرجان وطبرستان
21 الجهر بالمعاصي
21 وصول الروم إلى أعمال حلب وهزيمتهم
21 انتهاب الكوفة
"أحداث سنة سبع وعشرين وأربعمائة":
22 ثورة الهاشميين على ابن النسوي(29/292)
22 إحراق دار ابن النسوي
22 شغب الجند على جلال الدولة
23 الظلمة ببغداد
23 انقضاض كوكب
"أحداث سنة ثمان وعشرين وأربعمائة":
23 تقلد الزيني نقابة العباسيين
23 شغب الجند على جلال الدولة مجددا
23 القبض على ابن ماكولا
23 وزارة أبي المعالي
24 مطر فيه سمك بفم الصلح
24 ثورة العيارين بالشرطة
"أحداث سنة تسع وعشرين وأربعمائة":
24 هلاك جماعة تحت الروم
24 إلزام أهل الذمة باللباس
24 تلقيب جلال الدولة بشاهنشاه
24 كتابات العلماء بلقب الشاهنشاه
"أحداث سنة ثلاثين وأربعمائة":
25 تملك السلاجقة البلاد
26 مخاطبة ابن جلال الدولة بالملك العزيز
26 انقراض ملك بَنِي بويه
26 امتناع الحجّ هذا الموسم
26 الثلج ببغداد(29/293)
"وفيات سنة إحدى وعشرين وأربعمائة"
"حرف الألف":
27 1- أحمد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حفص الحيري
28 2- أحمد بن عبد الله بن أحمد الدمشقي الواعظ
28 3- أحمد بن عليّ بن عثمان بن الْجُنَيْد بن السوادي
28 4- أحمد بن عيسى بن زيد السلمي القزاز
28 5- أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان السليطي
29 6- أحمد بن محمد بن الحسن الأصبهاني المرزوقي
29 7- أحمد بن محمد بن محمد الطبري البصري
29 8- أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن دراج
31 9- إسماعيل بن عبد الرحمن بن علي العامري المصري
31 10- إسماعيل بن محمد بن خَزْرج بن محمد الإشبيلي
31 11- إسماعيل بن ينال المروزي المحبوبي
31 12- إسحاق بن علي القرشي الأمير أبو قدامة
"حرف الحاء":
32 13- الحسن بن أحمد بن محمد بن فارس البغدادي البزاز
32 14- الحسن بن سهل بن محمد بن الحسن
32 15- الحسن بن محمد الدمشقي الوراق
32 16- الحسين بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى المعاذي
32 17- الحسين بن إبراهيم بن محمد الأصبهاني الحمال
33 18- الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن يعقوب البجاني
33 19- الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن يوسف السختياني
33 20- حُمَام بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن أكدر القرطبي
"حرف الخاء":
34 21- خَلَف بن عيسى بن سعيد بن أبي درهم التجيبي(29/294)
"حرف السين":
34 22- سعيد بن سليمان الهمداني الأندلسي
"حرف العين":
34 23- عبادة بن عبد الله بن ماء السماء الشاعر
35 24- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن حمدية
35 25- عَبْد الله بْن إبراهيم بْن عَبْد الله بن سيما الدمشقي
35 26- عبد الله بن الحسن بن جعفر الإصبهاني القصار
35 27- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن محمد المحفوظي
36 28- عبد الواحد بن أحمد بن محمد الباطرقاني
36 29- عبد الواحد بن الحسين بن الحسن الدمشقي
36 30- علي بن أحمد بن مندويه الأصبهاني
36 31- علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان
36 32- عليّ بن محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي
36 33- عليّ بن محمد بن عُمَيْر بن محمد بن عمير العميري
36 34- عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر الذكواني
37 35- عمر بن عيينة بن أحمد الضبي
37 36- عمرو بن طراد بن عمرو الأسدي
"حرف القاف":
37 37- القاسم بن عبد الواحد الشيرازي
"حرف الميم":
37 38- محمد بْن أحمد بْن عثمان بن محمد الزملكاني
37 39- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد الأصبهاني
37 40- محمد بن أحمد بن أبي عون النهرواني
38 41- محمد بن جعفر بن علان الطوابيقي
38 42- محمد بن الحسين بن أبي أيوب حجة الدين(29/295)
38 43- مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن الحسين الدوري الشاعر
38 44- محمد بن علي بن حيد
38 45- محمد بن محمد بن عبد الله الهروي المعلم
38 46- محمد بن أبي المظفر البغدادي الخياط
39 47- محمد بن المنتصر بن الحسين الهروي
39 48- محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي
39 49- محمد بن سبكتكين
"وفيات سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة"
"حرف الألف":
43 50- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد الأندلسي النيسابوري
44 51- أحمد بن إسحاق بن جعفر بن أحمد الخليفة القادر بالله
44 52- أحمد بن الحسين بن الفضل الهاشمي
45 53- أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هارون المعروف بابن ررا
45 54- أحمد بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني
45 55- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إسحاق بن ماجه الساماني
45 56- إبراهيم بن علي بن زقازق الصيرفي
"حرف الحاء":
45 57- الحسن بن أحمد بن السّلّال الحنبلي
46 58- الحسين بن الضحاك الطيبي
46 59- الحسين بن محمد بن جعفر الشاعر المعروف بالخالع
46 60- حَمْد بن محمد بن أحمد بن سلامة الأصبهاني
"حرف السين":
46 61- سعيد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فطيس القرشي
46 62- سليمان بن رستم إمام جامع مصر(29/296)
"حرف الطّاء":
47 63- طلْحة بن عليّ بن الصّقْر البغدادي الكتاني
"حرف العين":
47 64- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن ميلة الأصبهاني
47 65- عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد القرطبي قاضي الجماعة
48 66- عبد الرحمن بن أحمد السرخسي
48 67- عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد البغدادي المالكي
50 - أبو الحسن محمد الأديب الشاعر
50 68- علي بن أحمد الجرجاني الزاهد
50 69- عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عثمان الطرازي
51 70- علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه الأصبهاني
"حرف الميم":
51 71- مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّه بن محمد بن عبيد الله الخرجوشي
52 72- محمد بن علي بن مخلد الوراق
52 73- محمد بن علي بن موسى الجرجاني
52 74- محمد بن علي بن الطيب
52 75- محمد بن القاسم بن أحمد الماوردي القلوسي
53 76- محمد بن مروان بن زهر الإيادي
53 - أبو مروان عبد الملك
53 - أبو العلاء زهر بن عبد الملك
53 - أبو بكر محمد بن عبد الملك
53 77- مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد المخلدي النيسابوري
54 78- محمد بن يوسف بن أحمد النيسابوري القطان
54 79- المبارك بن سعيد بن إبراهيم النصيبي
54 80- مكي بن علي بن عبد الرزاق الحريري(29/297)
55 81- منصور بن الحسين بن محمد النيسابوري
"حرف الياء":
55 82- يحيى بن عمّار بن يحيى بن عمار بن العنبس النيهي
57 83- يحيى بن نجاح الأموي القرطبي
"أحداث سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة"
"حرف الألف":
57 84- أحمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس الصيدلاني
58 85- أحمد بن علي بن عبدوس الأهوازي الجصاص
58 86- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حشكان الجذامي
58 87- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بن أبان اللنباني
58 88- إسماعيل بن إبراهيم بن عروة البندار
58 89- أحمد بن مُحَمَّد بْن أحمد بْن زنْجُوِيه المزكي
59 90- إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عُبَيْد الله
"حرف الجيم":
59 91- جَعْفَر بن أَحْمَد بن جَعْفَر بن لقمان
"حرف الحاء":
59 92- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حسنويه
59 93- الحسين بن شجاع بن الموصلي
60 94- الحسين بن محمد بن الحسن بن مَتُّوَيْه الرساني
60 95- الحسين بن محمد بن علي بن جعفر بن البزري
"حرف الراء":
60 96- روح بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السني الدينوري
"حرف الطاء":
60 97- طاهر بن أحمد بن الحسن الإمام الهمذاني(29/298)
"حرف العين":
61 98- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن معمر الأندلسي
61 99- عَبْد الرَّحْمَن بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد الحربي
61 100- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الذكواني
62 101- عبد السلام بن الفرج المزرفي
62 102- عبد الواسع بن محمد بن حسن الجرجاني
62 103- عثمان بن أحمد بن شذرة
62 104- عليّ بن أحمد بن الحَسَن بن محمد بن نعيم النعيمي
63 105- عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسين الباشاني الهروي
"حرف الميم":
63 106- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مزدين القومساني
64 107- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حمدان الخاني
64 108- عثمان بن فهد الخاني الأصبهاني
64 109- محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد البقار الضرير
64 110- محمد بن سليمان بن محمود الحراني الظاهري
64 111- محمد بن الطيب بن سعيد الصباغ
65 112- محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني
65 113- محمد بن عبد الرحمن بن معمر اللغوي القرطبي
65 114- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الطيرائي
65 115- محمد بن عبد العزيز بن جعفر المعروف بمكي البرذعي
65 116- محمد بن عليّ بن محمد بن دُلّيْر الهمداني العدل
66 117- محمد بن محمد بن سهل الشلحي العكبري
66 118- محمد بن يحيى بن الحسن الأصبهاني الصفار
66 119- مسعود بن محمد بن موسى الخوارزمي
66 120- منذر بن منذر بن علي بن يوسف الكناني(29/299)
67 121- منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مت الكاغدي
"حرف الهاء":
67 122- هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله الصابوني
"الكُنى":
67 123- أبو يعقوب النَّجِيرَميّ يوسف بن يعقوب
"أحداث سنة أربع وعشرين وأربعمائة"
"حرف الألف":
68 124- أحمد بن إبراهيم القطان الحنبلي
68 125- أحمد بن الحسين بن أحمد بن السماك البغدادي
68 126- أحمد بن علي بن أحمد بن سعدُوَيْه الحاكم
"حرف الجيم":
68 127- جهور بن حيدر بن محمد بن منجويه الكريزي
"حرف الحاء":
69 128- الحسين بن إبراهيم بن عبد الله الأنباري
69 129- الحسين بن الخضر بن محمد البخاري الفشيديزجي
69 130- حمزة بن محمد بن طاهر البغدادي الدقاق
"حرف السين":
70 131- سُفْيان بن محمد بن حَسَنْكُوَيْه
"حرف العين":
70 132- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عبد الرحمن بن شجاع المروزي
70 133- عبد الله بن عبد الرحيم بن عثمان بن سعيد الصدفي
71 134- عبد الرحيم بن محمد بن إسحاق بن منده
71 135- عبيد الله بن هارون بن محمد القطان الواسطي
71 136- عُصْم بن محمد بن عُصْم بن العبّاس العصمي
72 137- علي بن طلحة بن كردان الواسطي النحوي(29/300)
72 138- عُمَيْر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمير الجهني
"حرف الفاء":
72 139- الفضل بن محمد بن محمد بن جهان دار الهروي
"حرف الميم":
72 140- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن حسن الحيري الأدمي
72 141- محمد بن إبراهيم بن أحمد الأرستاني
73 142- محمد بن إبراهيم الفارسي
73 143- محمد بن إبراهيم بن عليّ بن غالب المصري التمار
74 144- محمد بن جماهر بن محمد الحجري الطليطلي
74 145- محمد بن عبد الله بن أحمد البَيْضَاويّ
74 146- محمد بن عبد العزيز بن شنبويه
74 147- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن حسن البياني
74 148- محمد بن عليّ بن هشام بن عبد الرءوف القرطبي
75 149- مكي بن نظيف الزجاج
"حرف الياء":
75 150- يحيى بْن عَبْد المُلْك بْن مهنا القرطبي
"وفيات سنة خمس وعشرين وأربعمائة"
"حرف الألِف":
75 151- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن غالب الخوارزمي
77 152- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خالد البغدادي الكاتب
77 153- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سعيد الأبيوردي
78 154- أحمد بن محمد بن عليّ بن الجهْم الأصبهاني
78 155- أحمد بن محمد بن الفضل الصدفي
78 156- أحمد بن أبي سعد البغدادي الأصبهاني
78 157- إبراهيم بن الخضر بن زكريا الدمشقي الصائغ(29/301)
78 158- إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عثمان بن المورق
"حرف الجيم":
79 159- جعفر بن أحمد بن لقمان البزاز
"حرف الحاء":
79 160- الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن البغدادي البزاز
80 161- الحسن بن عبيد الله البندنيجي الشافعي
80 162- الحسن بن أيّوب بن محمد بن أيّوب القرطبي الحداد
81 163- الحسين بن جعفر بن القاسم الكللي
81 164- الحَسَن بْن محمد بْن الحُسَيْن بْن دَاوُد العلوي
"حرف السّين":
81 165- سعيد بن أحمد بن يحيى المرادي الإشبيلي
81 166- سُفْيان بن محمد بن الحسن بن حَسَنْكُوَيْه
"حرف الضاد":
82 167- ضمام بن محمد الشعراني الهروي
"حرف الطّاء":
82 168- طاهر بن عبد العزيز بن سيار البغدادي الحصري
"حرف الظّاء":
82 169- ظفْرُ بنُ إبراهيم النَّيْسابوريّ الأبْريسَمِيّ
"حرف العين":
83 170- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ
83 171- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بندار الهمذاني
83 172- عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر الجوبري
84 173- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب الأصبهاني
84 174- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحسناباذي
84 175- عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المري(29/302)
85 176- عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن الحارث التميمي
85 177- عبد الوهّاب بن محمد بن عليّ بن مهرة الأصبهاني
85 178- علي بن أحمد الزاهد الخرقاني
85 179- علي بن الحسن النهرواني
86 180- علي بن سليمان بن الربيع البسطامي
86 181- عمر بن إبراهيم بن إسماعيل الزاهد الهروي
"حرف الميم":
86 182- محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني
86 183- محمد بن الحسن بن عليّ بن ثابت النعماني
87 184- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبيد الصيرفي
87 185- محمد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن مصعب الطلحي
87 186- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد الثقفي الكسائي
88 187- محمد بن مغيرة بن عبد الملك بن مغيرة القرشي
"حرف الواو":
88 188- وشاح مولى أبي تمام الزينبي
"وفيات سنة ست وعشرين وأربعمائة"
"حرف الألف":
88 189- أحمد بن محمد بْنُ المقرّب الكرابيسي
88 190- أحمد بن عبد الملك بن مروان بن ذي الوزارتين
90 191- إبراهيم بن جعفر بن أبي الكرام المصري
90 192- أصبغ بن محمد بن أصبغ بن السمح المهري
"حرف الثّاء":
90 193- ثابت بن محمد بن وهب بن عياش الأموي
"حرف الياء":
91 194- الحسن بن عثمان بن سَوْرة البغدادي(29/303)
91 195- الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا
91 196- الحسين بن عمر بن محمد البغدادي العلاف
91 197- الحَسَن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الأنباري
"حرف الرّاء":
92 198- رضوان بن محمد بن حسن الدينوري
"حرف السّين":
92 199- سعيد بن يحيى بن محمد بن سلمة التنوخي
"حرف العين":
92 200- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم بن شاذان الصيرفي
93 201- عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه الشقاق القرطبي
93 202- عبد الرحمن بن محمد بن رزق السجستاني
93 203- عبد الواحد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن المرزبان
93 204- عليّ بن الحُسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير
"حرف الميم":
94 205- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن مَرْدُوَيْه الأصبهاني
94 206- محمد بن أحمد بن محمد بن عمّار الهَرَويّ
94 207- محمد بن رِزق الله بن عُبَيْد الله بن أبي عمرو المنيني
94 208- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد الرزجاهي
95 209- محمد بْن عليّ بْن الحَسَن نور الهدى الزينبي
95 210- محمد بن عمر بن القاسم بن بِشْر النرسي
95 211- محمد بن الفضل بن عمار الهروي
95 212- محمد بن موسى الفحام الدمشقي
96 213- محمد بن ياسين بن محمد البغدادي البزاز
"الكنى":
96 214- أبو الحسن بن الحداد المصري المصاحفي(29/304)
96 215- أبو الخيار الأندلسي الظاهري
"وفيات سنة سبع وعشرين وأربعمائة"
"حرف الألف":
97 216- أحمد بن الحَسَن بن عليّ بن محمد الشاشي
97 217- أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي
97 218- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الجرجاني البيع
97 219- أحمد بن محمد بن عبد الله المحمداباذي
98 220- أحمد بن علي الأزدي القيرواني
98 221- أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد المخلدي
98 222- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن موسى القزويني
98 223- إسماعيل بن سعيد بن محمد الشعبي
"حرف التّاء":
99 224- تُرَاب بن عُمَر بن عُبَيْد المصري الكاتب
"حرف الحاء":
99 225- حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي
"حرف الظاء":
100 - الظاهر الخليفة صاحب مصر
"حرف العين":
100 226- عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الإسماعيلي
100 227- عبد العزيز بن علي الشهرزوري
101 228- عبد العزيز بن أحمد بن السّيّد بن مغلس
101 229- عبد القاهر بن طاهر البغدادي
101 230- عقيل بن الحسين بن محمد بن السيد الفرغاني
101 231- عليّ بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن القاسم
102 232- علي بن عيسى الهمداني الكاتب(29/305)
102 233- علي بن محارب بن علي الأنطاكي الساكت
102 234- عليّ بن منصور بن نزار بن مَعَدّ العبيدي الظاهر
"حرف الفاء":
103 235- فاطمة بنت زكريا بنت عبد الله الكاتب الشبلاري
"حرف الميم":
103 236- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن يحيى بن سخْتَوْيه المزكي
104 237- محمد بن إبراهيم بن أحمد الأردستاني
104 238- محمد بن الحسين بن عُبَيْد الله بن حمدون الصيرفي
104 239- مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن سهل النصيبي
104 240- محمد بن عمر بن يونس الجصاص
105 241- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عبد الوهاب الزينبي
105 242- مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زكريا الجوزقي
105 243- محمد بن يحيى بن الحسن بن أحمد الجوري المحتسب
105 244- منصور بن رامش بن عبد الله النيسابوري
"حرف الهاء":
106 245- هشام بن محمد بن عبد الملك بن الناصر لدين الله
107 246- الهيثم بن محمد بن عبد الله الأصبهاني الخراط
"حرف الياء":
107 247- يحيى بن عليّ بن حَمُّود العلوي الإدريسي الأمير
"وفيات سنة ثمان وعشرين وأربعمائة"
"حرف الألف":
107 248- أحمد بن حَرِيز بن أحمد بن حريز السلماسي
108 249- أحمد بن علي بن الحسن بن أحمد الأهوازي الجصاص
108 250- أحمد بن سعيد بن عبد الله بن خليل الأموي
108 251- أحمد بن سعيد بن علي الأنصاري القناطري(29/306)
108 252- أَحْمَد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم بن منجويه
109 253- أحمد بن محمد بن عيسى البلوي القرطبي
109 254- أحمد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان القدوري
110 255- إبراهيم بن محمد بن الحسن الأرموي
110 256- إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد بْن جَعْفَر الباقرحي
110 257- إسماعيل بن الشّيخ أبي القاسم إبراهيم بن محمد النصراباذي
111 258- إسماعيل بن رجاء بن سعيد العسقلاني
"حرف الجيم":
111 259- جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري الهمذاني
"حرف الحاء":
112 260- الحسن بن شهاب بن الحسن بن علي العكبري
113 261- الحسين بن الحسن بن سباع الرملي المؤدب
113 262- الحُسَيْن بن عبد الله بن الحسن بن سينا الرئيس
120 - وصية ابن سينا
122 263- الحسين بن علي بن بطحا القاضي
122 264- الحسين بن محمد بن الحسين بن عامر الأنصاري الخزرجي
122 265- حمزة بْنُ الْحُسَيْن بْنُ أَحْمَد بْنُ الْقَاسِمِ الدلال
"حرف الذال":
123 266- ذو القرنين وجيه الدولة بن حمدان الشاعر
"حرف السّين":
124 267- سعيد بن أحمد بن يحيى الحديدي التجيبي الطليطلي
"حرف الصاد":
125 268- صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي
"حرف العين":
125 269- عبد الرحمن بن الحسن بن عليك النيسابوري(29/307)
125 270- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حسين الفارسي الجرجاني
125 271- عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب
126 272- عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن دُوسْت العلاف
126 273- عليّ بن محمد بن إبراهيم بن الحسين الحنائي الدّمشقيّ
"حرف الميم":
127 274- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي موسى الشريف الهاشمي
127 275- محمد بن أحمد بن مأمون المصري
128 276- محمد بن إبراهيم المشاط الفارسي
128 277- محمد بن إبراهيم بن عبدان الكرماني السيرجاني
128 278- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى الأهوازي
129 279- محمد بن الحسن بن أحمد بن اللَّيث الشيرازي
129 280- محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ باكويه الشيرازي
130 281- محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد السلام الأبهري
130 282- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن جعفر البغدادي البزاز
130 283- مهيار بن مرزويه الديلمي الكاتب الشاعر
131 284- ميمون بن سهل الواسطي الهروي
"حرف الياء":
131 285- يوسف بن حمّود بن خَلَف الصدفي السبتي
"وفيات سنة تسع وعشرين وأربعمائة"
"حرف الألف":
132 286- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الحسين بن إسماعيل المحاملي
132 287- أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن خشنام
132 288- أحمد بن عليّ بن منصور بن شعيب البخاري
132 289- أحمد بن عمر بن عليّ قاضي دَرْزنْجان
132 290- أحمد بن محمد بن أحمد بن ميمون الوتار(29/308)
133 291- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي عيسى لب بن يحيى
134 292- أحمد بن محمد بن إسماعيل القيسي
135 293- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن جعفر اليزدي
135 294- أحمد بْن محمد بْن عُبَيْد الله بْن محمد البستي
135 295- إسحاق بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد السرخسي
136 296- إسماعيل بن عمرو الحداد المقرئ المصري
136 297- إسماعيل بن محمد بن مؤمن الحضرمي الإشبيلي
"حرف الحاء":
137 298- حَجّاج بن محمد بن عبد الله اللخمي الأسيلي
137 299- حجاج بن يوسف اللخمي الإشبيلي
137 300- الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حمدويه البغدادي
137 301- الحسن بن علي بن الصقر البغدادي
138 302- الحسين بن أحمد بن سلمة الربعي الدمشقي
138 303- الحسين بن أحمد بن عبد الله الحربي
138 304- الحسين بن ميمون بن حسنون المصري
"حرف الخاء":
138 305- خَلَف مولى جعفر الفتى المقرئ الأندلسي
"حرف السين":
139 306- سعيد بن إدريس السلمي الإشبيلي
139 307- سعيد بن عبد الله بن دحيم الأزدي
139 308- سفيان بن الحسين الغيسقاني الهروي
"حرف الصّاد":
140 309- صلة بن المؤمّل بن خَلَف البغدادي
"حرف الظّاء":
140 310- ظَفْرُ بن مظفَّر بن عبد الله بن كتنة الحلبي(29/309)
"حرف العين":
140 311- عبد الله بن رضا بن خالد بن عبد الله اليابري
140 312- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن بشران
141 313- عبد الرحمن بن أحمد بن أشج القرطبي
141 314- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بن أَبِي العجائز الأزدي
141 315- عبد القاهر بن طاهر البغدادي
141 - عبد الملك بن محمد الثعالبي
142 316- عبد الملك بن سليمان بن عمر الإشبيلي ابن القوطية
142 317- علي بن الحسن الحمامي الشاعر
"حرف الميم":
142 318- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن إسحاق الدندانقاني
142 319- محمد بن سعيد بن محمد بن نَبَات الأموي القرطبي
142 320- محمد بن سعيد الخطابي الهروي
143 321- محمد بن علي بن محمد السقطي
143 322- محمد بن عمر بن محمد الأخضر الداوودي
143 323- محمد بن محمد بن محمد النيسابوري
143 324- محمد بن يوسف بن محمد الأموي القرطبي النجاد
"حرف النون":
144 325- نصر بن شعيب الدمياطي
"حرف الياء":
144 326- يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث الصفار
"وفيات سنة ثلاثين وأربعمائة"
"حرف الألف":
145 327- أحمد بن الحسن بن فُورك بن محمد بن فورك
146 328- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن إسحاق أبو نعيم الأصبهاني(29/310)
149 329- أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ البياني
149 330- أحمد بن الغمر بن محمد الأبيوردي
150 331- أحمد بن محمد بن هشام بن جَهْوَر المرشاني
150 332- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن الحارث التميمي
150 333- أحمد بن محمد بن يوسف الدوغي الجرجاني
150 334- أحمد بن محمد بن إسحاق الحبال المقرئ
151 335- إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الحيري
151 336- إسماعيل بن عبد الله بن الحارث بن عمر المصري
"حرف الحاء":
152 337- الحسن بن أحمد بن محمد الخطيب البلخي
152 338- الحسن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن المسلمة
152 339- الحسين بن شعيب المروزي السنجي
152 340- الحسين بن محمد بن الحسن البغدادي الجلال
153 341- الحسين بن محمد بن علي الباساني
"حرف الزاي":
153 342- زياد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن زياد القرطبي
153 343- زياد بن عبد العزيز بن أحمد بن زياد الجذامي
"حرف السين":
154 344- السري بن إسماعيل بن أحمد الإسماعيلي
"حرف الطّاء":
154 345- طاهر بن محمد بن دُوَسْت بن حسن القهستاني
"حرف الْعَيْنِ":
154 346- عبد الله بن ربيعة بن عمر الكندي البستي
154 347- عبد الله بن عمر بن عيسى الدبوسي الفقيه
155 348- عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن بشران بن مهران الواعظ(29/311)
155 349- عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي
156 350- عبيد الله بن منصور البغدادي الغزال
156 351- عدنان بن محمد بن الحسين الهروي
157 352- علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي
157 353- علي بن أيوب بن الحسين القمي
"حرف القاف":
157 354- القاسم بن محمد بن القاسم بن حماد القرشي
157 355- القاسم بن محمد بن إسماعيل القرشي المرواني
"حرف الميم":
157 356- محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراء
158 357- محمد بن سليمان الحفاظ الرعيني
158 358- محمد بن العباس بن حسين البغدادي القاص
158 359- محمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ عبد الله الأصبهاني
158 360- محمد بن عبد العزيز بن أحمد الخشني
159 361- محمد بن علي الدينوري
159 362- محمد بن عمر بن جعفر الخرقي بن درهم
159 363- محمد بن عيسى الرعيني
159 364- محمد بن عيسى الهمذاني
160 365- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عليّ المولقاباذي
160 366- محمد بن المغلّس بن جعفر بن المغلّس الداوودي
160 367- المحسن بن أحمد القاضي
160 368- موسى بن عيسى بن أبي الزجاج الفاسي
"حرف النون":
161 369- نصر بن محمد العبيدي الهروي(29/312)
"وممّن كان في هذا الوقت"
"حرف الألِف":
161 370- أَحْمَد بن الحسين بن علي التراسي
162 371- أحمد بن الحسين بن محمد الرازي البزاز
162 372- أحمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني النجار
162 373- أحمد بن علي الرازي الإسفرئيني
162 374- أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزداد الصيرفي
162 375- إسماعيل بن أبي أحمد الحسين بن عليّ بن محمد التميمي
"حرف الثّاء":
163 376- ثابت بن يوسف بن إبراهيم القرشي السهمي
"حرف الخاء":
163 377- خلف بن أبي القاسم الأزدي القيرواني
163 378- خلف بن أحمد بن خلف الأنصاري الرحوي
"حرف الراء":
164 379- رافع بن محمد بن رافع بن القاسم بن أيوب
164 380- الرشيقي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الشيرازي
"حرف الشّين":
164 381- شريك بن عبد الملك بن حسن المهرجاني
"حرف العين":
164 382- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد بن فضالة
165 383- عليّ بن إبراهيم بن أحمد بن حَمُّوَيْه الأزدي
165 384- علي بن القاسم بن محمد البصري الطابثي
165 385- علي بن إبراهيم بن حامد الهمذاني البزاز
"حرف الفاء":
165 386- الفضل بن سهل المروزي الصفار(29/313)
"حرف الميم":
166 387- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بن محمد الفارسي المشاط
166 388- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن محمد بْن علي الكسائي
166 389- محمد بن أحمد بن عمر الأصفهاني الخرقي
166 390- محمد بن الحسن بن يوسف الصنعاني
166 391- محمد بن الحسن بن الهيثم الفيلسوف
167 392- محمد بن عبد الملك بن مسعود المسعودي
167 393- محمد بن أبي عَمْرو محمد بن يحيى النيسابوري
167 394- أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني
"حرف النّون":
168 395- نعيْم بن حمّاد بن محمد بن عيسى الخزامي
"حرف الياء":
168 396- يحيى بْن عليّ بْن محمد بن الطيب الدسكري
168 397- يوسف بن حمود بن خلف الصدفني(29/314)
"الطبقة الرابعة والأربعون"
"أحداث سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة":
169 شغب الأتراك
169 زيارة جلال الدولة المشاهد
"أحداث سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة"
169 استيلاء الغز والسلاجقة على خراسان
170 الفتنة بين السنة والشيعة
"أحداث سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة":
170 دفع الغز عن همذان
170 شغب الأتراك وإفسادهم
170 التعريف بالبلغر
170 موت علاء الدولة بن كاكويه
171 الدعوة لأبي كاليجار في بلاد ابن كاكويه
171 نيابة ناصر الدولة دمشق
171 قراءة الاعتقاد القادري
"أحداث سنة أربع وثلاثين وأربعمائة":
172 الخلاف بين الخليفة والملك جلال الدولة
172 الزلزلة بتبريز
173 محاربة المصريين صاحب حلب
"أحداث سنة خمس وثلاثين وأربعمائة":
173 خروج طغرلبك إلى الجبل ومكاتبته جلال الدّولة
173 موت جلال الدولة
174 دخول الغز الموصل
174 الخطبة لأبي كاليجار
174 ترجمة جلال الدولة(29/315)
"أحداث سنة ست وثلاثين وأربعمائة":
174 دفن جلال الدولة بمقابر قريش
174 الوزارة ببغداد
174 وفاة المرتضي
175 وفاة الجرجرائي ووزارة أبي نصر
175 ضرب الطبل عند أوقات الصلاة
175 ولاية ابن المسلمة الكتابة للقائم
175 وردة نزار بن المستنصر العبيدي
"أحداث سنة سبع وثلاثين وأربعمائة":
175 الفتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة
175 إحراق كنيس اليهود
175 الوباء بالخيل
176 موت العلا النصراني وسلب أكفانه
"أحداث سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة":
176 حبس صاحب الشرطة وتغريمه الديات
176 حصار طغرلبك أصبهان
176 مراسلة أهل التبت لأرسلان خان
"أحداث سنة تسع وثلاثين وأربعمائة":
177 غدر الأكراد بسرخاب
177 الظفر بأصفر التغلبي
177 القحط بالموصل
177 القبض على الوزير ذي السعادات
177 الوباء والقحط ببغداد
"أحداث سنة أربعين وأربعمائة":
177 قتال أهل الكرخ وباب البصرة(29/316)
177 موت الملك أبي كاليجار
178 ولاية أبي نصر الملك بعد أبيه
178 التعريف بأبي كاليجار
178 سور شيراز
178 منازلة عسكر مصر لقلعة حلب ورحيلهم
178 خطبة ابن باديس للقائم بأمر الله بالقيروان
178 مسير الغُزِّ مع إبراهيم ينال إلى القسطنطينيّة
179 عزل ناصر الدولة عن دمشق
179 عزل بهاء الدولة(29/317)
"الطّبقة الرابعة والأربعون"
"المتوفون سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة"
"حرف الألف":
179 1- أحمد بن الغَمْر بن محمد بن أحمد بن عباد
"حرف الباء":
180 2- بشرى بن مسيس الرومي الفاتني
"حرف الثاء":
180 3- ثابت بن محمد العدوي الجرجاني
"حرف الحاء":
181 4- الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما النعالي
181 5- أبو الحسن بن أبي شريح المصري
"حرف السّين":
181 6- سَيَّار بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن إدريس الكناني
"حرف الصّاد":
182 7- صاعد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الأستوائي
"حرف العين":
182 8- عبد الله بن بكر بن قاسم القضاعي الطليطلي
183 9- عبد الله بن يحيى القرطبي بن دحون
183 10- عبدان الجواليقي الشرابي
183 11- عبد الرحمن بن الحسن بن عَلِيَّك بن الحسن
183 12- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ بن أحمد الحلبي السراج
184 13- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن مت
184 14- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عزيز الحاكم ابن دوست
185 15- عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف المعافري القرطبي
185 16- علي بن عبد الغالب المحدث الجوال(29/318)
186 17- عمر بن عبد الله بن جعفر الرقي الصوفي
"حرف القاف":
186 18- القاسم بن حَمُّود الحَسَنيّ الإدريسيّ
"حرف الميم":
186 19- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله الجوليقي التميمي
187 20- محمد بن جعفر بن أبي الذكر المصري
187 21- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن القاسم أبو الشيخ
188 22- محمد بن عبد الله بن شاذان الأعرج
188 23- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح العطار
188 24- محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب الواسطي
189 25- محمد بن عوْف بن أحمد بن محمد المزني
190 26- محمد بن عيسى بن عبد الغنيّ بن الصباح
191 27- محمد بن الفضل بن نظيف المصري الفراء
192 28- محمد بن مسعود بن يحيى الأموي
192 29- المسدد بن علي بن عبد الله الأملوكي الحمصي
193 30- المفضل بن إسماعيل بن أحمد الإسماعيلي الجرجاني
"حرف الهاء":
193 31- الهيثم بن عتبة بن خثيمة التميمي
"حرف الباء":
193 32- يوسف بن أصبغ بن خضر الأنصاري
"وفيات اثنتين وثلاثين وأربعمائة"
"حرف الألف":
194 33- أحمد بن أيّوب بن أبي الربيع الألبيري
194 34- أحمد بن الحسين بن نصر العطار
195 35- أحمد بن عبد الرحمن بن الخولاني القيرواني(29/319)
195 36- أَحْمَد بْن محمد بْن جعْفَر بن يونس الجواز
195 37- أحمد بن محمد بن خالد بن مَهْديّ القرطبي
195 38- أحمد بن محمد بن يوسف بن مَرْدة الأصبهاني
195 39- إبراهيم بن ثابت بن أخطل الأقليشي
195 40- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني الجلاب
"حرف الجيم":
196 41- جعفر بن محمد بن المعتزّ بن محمد المستغفري
"حرف الحاء":
196 42- الحسن بن عُبَيْد الله البغداديّ الصفار
197 43- الحسن بن محمد بن شعيب السنجي
197 44- حماد بن عمار بن هاشم القرطبي
"حرف العين":
197 45- عبد الله بن سعيد بن أبي عوف الرباحي
198 46- عبد الله بن عبيد الله بن الوليد بن محمد الأموي
198 47- عبد الله بن علي بن سعيد النجيرمي
198 48- عبد الباقي بن محمد بن أحمد بن زكريا الطحان
198 49- عبد الوهّاب بن محمد بن عبد الله النسفي
198 50- عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم التميمي الكوفي
198 51- عليّ بن أحمد بن محمد بن حسين الأستراباذي
"حرف الميم":
199 52- محمد بن أحمد بن جعفر المزكي المولقاباذي
199 53- محمد بن الحسن بن الفضل البصري
199 54- محمد بن الحسن بن محمد المروزي
200 55- محمد بن عبد الرحمن بن محمد الهروي الدباس
200 56- محمد بن عمر بن بُكَيْر بن وُدّ النجار(29/320)
200 57- محمد بن مروان بن عيسى الأموي ابن الشقاق
200 58- محمد بن يحيى بن حسن النيسابوري
201 59- محمد بن يحيى بن محمد الروزبهان
201 60- محمد بن مكي بن بنان المصري
"حرف الهاء":
201 61- هاشم بن عطاء بن أبي يزيد الأطرابلس
201 62- هشام بن محمد التيملي الكوفي
201 63- محمد بن أبي نصر النيسابوري
"وفيات سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة"
"حرف الألف":
202 64- أحمد بْن الحسن بْن أحمد بن عثمان الدمشقي الغساني
202 65- أحمد بن الحسين بن أحمد بن إسحاق بن حمك النيسابوري
202 66- أحمد بن الحُسين بن محمد بن عبد الله بن بوان الدينوري
202 67- أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن فاذشاه التاني
203 68- أحمد بن محمد بن عليّ بن كُرْديّ البغدادي الأنماطي
204 69- أحمد بن محمد الخولاني الإشبيلي
204 70- إبراهيم بن أبي العيش بن يربوع
204 - أنوش تكين
"حرف الحاء":
204 71- الحسن بن صالح بن عليّ بن صالح المصري
205 72- الحسن بن محمد بن بِشْر المُزَنيّ الهَرَويّ
205 73- الحسين بن بكر بن عبيد الله البغدادي
205 74- الحسين بن عليّ بن أحمد بن جمعة الحريري
205 75- الحسين بن محمد بن إبراهيم بن زَنْجُوَيْه(29/321)
"حرف السين":
205 76- سالم بن عبد الله الهروي غولجة
205 77- سعيد بن العبّاس بن محمد بن عليّ القرشي الهروي
"حرف الطاء":
206 78- طاهر بن العباس العبادي الهروي
"حرف العين":
206 79- عبد الله بن عَبْدَان بن محمد بن عبدان الهمذاني
207 80- عبد الرحمن بن حمدان بن محمد النصرويي
207 81- عبد السلام بن الحسن المايوسي الصفار
207 82- عبد الملك بن الحسين بن عبدويه العطار
208 83- عبد الغفّار بن عبد الواحد بن محمد الأرموي
208 84- عبد الوهاب بن الحسن الحربي
208 85- عبيد الله بن إبراهيم الأنصاري
208 86- علاء الدولة شهريار ابن كاكويه
209 87- علي بن بشر الليثي
209 88- علي بن محمد بن علي العلوي الحسيني
209 89- علي بن موسى بن الحسين السمسار الدمشقي
210 90- عمر بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني السمسار
"حرف الميم":
210 91- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن شَريعة اللخمي
211 92- محمد بن إسماعيل بن عبّاد بن قُرَيْش اللخمي الإشبيلي
213 93- محمد بن جعفر الجهرمي الشاعر
213 94- محمد بن حمزة البغدادي الدهان
213 95- محمد بن عبد الله بن بندار المرندي
214 96- محمد بن علي بن أحمد البغدادي المطرز(29/322)
214 97- محمد بن مساور بن أحمد بن طُفَيْل الطليطي
214 98- مسعود بن محمود بن سبكتكين
214 99- مسلم بن أحمد بن أفلح القرطبي
"حرف النّون":
215 100- نُوشْتِكِين بن عبد الله الأمير عضد الدولة
"حرف الياء":
216 101- يحيى بن سعيد بن يحيى بن بكر الطواق القرطبي
"الكنى":
217 102- أبو الحسن الرحبي الداودي
"وفيات سنة أربع وثلاثين وأربعمائة"
"حرف الألف":
217 103- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد الجحواني الكوفي
217 104- أحمد بن علي بن الحسن المايمرغي الضرير
217 105- أحمد بن محمد بن أحمد بن دَلُّوَيْه الأستوائي
218 106- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسن بن بزدة
218 107- إسماعيل بن علي الحسيني المصري
"حرف الحاء":
218 108- الحسن بن عليّ بن سهلان الأصبهاني القرقوبي
218 109- الحسين بن أحمد بن جعفر بن أحمد الهمذاني
218 110- الحسين بن عمر بن محمد البغدادي كاتب ابن الآبنوسي
218 111- حمزة بن الحسن بن العباس بن أبي الجن
"حرف السّين":
219 112- سعيد بن أحمد بن محمد الهذلي الإشبيلي
219 113- سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد الأصبهاني البقال(29/323)
"حرف الشّين":
219 114- شَذْرَة بن محمد بن أحمد بن شذرة المديني
220 115- شعيب بن عبد الله بن المنهال المصري
"حرف العين":
220 116- عبد الله بن غالب بن تمام بن محمد الهمذاني
220 117- عبد الله بن أبي الفضل عمر بن أبي سعد الهروي
221 118- عبد الودود بن عبد المتكبر الهاشمي
221 119- عُبَيْد الله بن هشام بن سَوّار الدّارانيّ
221 120- عبد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن غفير الأنصاري
223 121- علي بن جعفر المنذري القهنذزي
223 122- عليّ بن طلحة بن محمد بن عمر البصري المقرئ
224 123- علي بن محمد بن عبد الرحيم الأزدي
224 124- عمر بن إبراهيم بن سعيد الزهري البغدادي
"حرف الميم":
224 125- محمد بن أحمد العين زربي الفاتوري
224 126- محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر الشيباني العطار
225 127- محمد بن عبد الله بن زين القُرْطُبيّ
225 128- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عوف القرطبي
225 129- محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن مصعب الزبيري
225 130- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن إبراهيم الكاتب
226 131- محمد بن مؤمل بن الصقر الوراق غلام الأبهري
"حرف الهاء":
226 132- هارون بن محمد بن أحمد بن هارون الأصبهاني
"حرف الياء":
226 133- إلْيَسَعُ بن عبد الرحمن بن محمد اللخمي الإشبيلي(29/324)
"وفيات سنة خمس وثلاثين وأربعمائة"
"حرف الألف":
227 134- أحمد بن الحسن الحدي
227 135- أحمد بن سعيد بن دينال الأموي
227 136- أحمد بن محمد بن ملاس الفزاري
227 137- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن الحُسَيْن الذهبي
227 138- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النون الخواري
228 139- أسماء بنت أحمد بن محمد بن شاذَة
"حرف الجيم":
228 140- جهور بن محمد بن عبيد الله
"حرف الحاء":
229 141- الحسن بن بكر بن عُرَيْب القيسي
229 142- الحسن بن علي بن موسى السمسار الدمشقي
229 143- الحسين بن عثمان العجلي الفارسي الشيرازي
"حرف السين":
229 144- سلار بن أحمد الديلمي
"حرف العين":
229 145- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد الأنصاري القرطبي
230 146- عبد الله بن يوسف بن نامي بن أبيض الرهواني
230 147- عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري الصيرفي
230 148- علي بن أحمد بن محمد الآبنوسي الصيرفي
231 149- عمر بْن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يحيى بن مفرج
231 150- عيسى بن خشرم البنا المصري
"حرف الفاء":
231 151- فيروزجرد الملك جلال الدولة(29/325)
"حرف الميم":
231 152- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن إسحاق العبداني
232 153- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن هرثمة بن ذكوان
232 154- محمد بن جعفر بن علي الميماسي
232 155- محمد بن عبد الواحد بن عليّ بن إبراهيم بن رزمة
232 156- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة
233 157- مختار بن عبد الرحمن الرعيني القرطبي
233 158- المهلب بن أحمد بن أبي صُفْرة أَسِيد الأسدي
"وفيات سنة ست وثلاثين وأربعمائة"
"حرف الألف":
233 159- أحمد بن محمد بن أحْيَد بن ماما المامائي
"حرف التّاء":
234 160- تمّام بن غالب بن عمر التياني القرطبي
"حرف الحاء":
234 161- الحسين بن عليّ بن محمد بن جعفر الصيمري
235 162- الحسين بن محمد بن أحمد الأنصاري ابن المنيقير
"حرف الخاء":
235 163- الخَضِر بْن عَبْدَان بْن أَحْمَد بْن عبدان الأزدي
"حرف الطّاء":
235 164- طاهرة بنت أحمد بن يوسف بن يعقوب
"حرف العين":
236 165- عبد الله بن سعيد بن لباج الشنتجالي
236 166- عبد الله بن محمد بن أحمد العطار المقرئ
237 167- عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الأصبهاني الصفار
237 168- عبد العزيز بن عبد الرزاق صاحب التبريزي(29/326)
237 169- عبد الغفار بن عبيد الله بن محمد بن زيرك التميمي
237 170- عَبْد الملك بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن الأصبغ
238 171- عبد الوهاب بن منصور بن المشتري
238 172- عُبَيْد الله بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن إسماعيل الخراساني
238 173- علي بن أحمد بن مهران الأصبهاني الصحاف
238 174- علي بن أحمد الجرجرائي الوزير
238 175- عليّ بن الحسن بن عليّ بن ميمون الربعي
239 176- علي بن الحسين بن إبراهيم العنسي
239 177- علي بن الحسين بن موسى العلوي الموسوي
"حرف الميم":
240 178- مجاهد بن عبد الله السّلطان الموفق الأندلسي
241 179- محمد بن أحمد بن بكير التنوخي
242 180- محمد بن أحمد بن أبي شعيب الروياني
242 181- محمد بن الحسن بن محمود الأصبهاني الصّوّاف
242 182- محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير التاجر
242 183- محمد بن عبد الله بن حسين بن هارون الوضاحي
243 184- محمد بن عبد الله بن أحمد المرسي ابن ميقل
243 185- مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد النيلي
244 186- محمد بن علي بن الطيب المعتزلي
244 187- محمد بن محمد بن عليّ بن الحَسَن العلوي الحسيني
245 188- المحسّن بن محمد بن العبّاس بن الحسن بن أبي الجن
"حرف الهاء":
245 189- هبة الله بن إبراهيم بن عمر المصري الصواف
"حرف الياء":
246 190- يحيى بْن عَبْد المُلْك بْن كيس القرطبي(29/327)
"وفيات سنة سبع وثلاثين وأربعمائة"
"حرف الألف":
246 191- أحمد بن ثابت بن أبي الجهم الواسطي
246 192- أحمد بن محمد بن الحسين بن يزده الملنجي
246 193- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد الهاشمي
247 194- أحمد بن يوسف المنازي الكاتب الوزير الشاعر
"حرف الحاء":
247 195- الحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جميع الغساني الصيداوي
248 196- الحسين بن محمد بن بيان المؤذن ابن مجوجا
"حرف العين":
248 197- عبد الرحمن بن مَخْلَد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بَقِيّ بن مخلد
248 198- عبد الصمد بن محمد البغدادي ابن الفقاعي
249 199- عليّ بن أحمد بن الحسن بن عبد السلام البغدادي
249 200- عليّ بن عبد الصّمد بن عُبَيْد الله الهاشمي
249 201- علي بن محمد بن الحسن البغدادي الحربي السمسار
"حرف الميم":
249 202- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرحمن بن محمد بن موسى
249 203- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو البَجَليّ بن القمّاح
250 204- محمد بن الحسين بن عمر بن برهان
250 205- محمد بن سليمان الرعيني القرطبي
250 206- محمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني المؤذن
250 207- محمد بن عبد الله بن يزيد بن محمد بن جنيد اللخمي
250 208- محمد بن عبد الوهّاب بن أبي العلاء الدلال
251 209- محمد بن علي بن نصر الكاتب البغدادي
251 210- محمد بن محمد بن أحمد بن سميكة(29/328)
251 211- محمد بن محمد بن مكّيّ بن الحسن العلوي الحسيني
251 212- مكّيّ بن أبي طالب حَمُّوش بن محمد بن مختار
"حرف الياء":
253 213- يحيى بن هشام بن أحمد القرشي الأندلسي
"وفيات سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة"
"حرف الألف":
253 214- أحمد بن الحسن بن عيسى بن شرارة الناقد
253 215- أحمد بن عبد الواحد بن مُحَمَّد بن جعفر بن زوج الحرة
253 216- أحمد بن محمد بن العبّاس بن بكران الهاشمي
254 217- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد الهاروني الرشيدي
254 218- أحمد بن محمد القنطري المقرئ
254 219- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مندويه الشرطي
254 220- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عَمْر بن النّحّاس المصري
"حرف الباء":
254 221- بشر بن محمد الأصبهاني الجوزداني
"حرف الجيم":
255 222- جعفر بن أحمد بن عبد الملك بن مروان الأموي
"حرف الحاء":
255 223- الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي الفقيه
255 224- الحسن بن محمد بن عمر بن عُدَيْسَة النرسي
255 225- الحسن بن يحيى بن أبي عرابة
"حرف الطّاء":
255 226- طلحة بن عبد الملك بن علي الطلحي
"حرف العين":
256 227- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن إبراهيم الهاشمي(29/329)
256 228- عَبْد اللَّه بْن يوسف بن عبد الله بن يوسف الجديني
257 229- عبد الباقي بن هبة الله بن محمد بن جعفر الحفّار
257 230- عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن الشرفي القرطبي
257 231- عبد الرحمن بن محمد بن عبّاس بن جوشن الطليطلي
257 232- عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي
258 233- عليّ بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن شوذب
"حرف الفاء":
258 234- الفضل بن محمد بن سعيد القاشاني
"حرف الميم":
258 235- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد البغدادي المطرز
258 236- محمد بن الحسن بن عيسى الناقد
258 237- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الحُسين الحراني
258 238- محمد بن أبي السكري عمر بن محمد البغدادي الوكيل
259 239- محمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني التبان
259 240- محمد بن علي بن محمد سيويه المكفوف والده
259 241- محمد بن عمر بن زاذان القزويني
259 242- محمد بن محمد بن عيسى بن إسحاق الخيشي
260 243- مسعود بن عليّ بن مُعَاذ بن محمد السجزي
"حرف الهاء":
261 244- هشام بن غالب بن هشام الغافقي
"حرف الياء":
261 245- يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الملك الأموي العثماني
"وفيات سنة تسع وثلاثين وأربعمائة"
"حرف الألف":
261 246- أحمد بن أحمد بن محمد بن عليّ القصري السيبي(29/330)
262 247- أحمد بن عبد الله بن محمد اللاعب البغدادي
262 248- أحمد بن علي بن عمر البصري المالكي
262 249- أحمد بن محمد بن الحسين البخاري
"حرف الحاء":
262 250- الحسن بن داود بن بابْشَاذ المصري
263 251- الحَسَن بن عليّ بن الحَسَن بن شوّاش الكتاني
263 252- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ الخلال
263 253- الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس الحمامي
264 254- الحسن بن الحسن بن علي بن بندار الأنماطي
264 255- الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري
"حرف العين":
264 256- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عبد الله بن رستة البغدادي
265 257- عبد الله بن ميمون الأرع الحسني
265 258- عبد الرحمن بن سعيد بن خزرج الإلبيري
265 259- عَبْد المُلْك بْن عَبْد القاهر بْن أسد النَّصِيبيّ
265 260- عبد الواحد بن محمد بن يحيى المطرز الشاعر
265 261- عبد الوهاب بن علي بن داوريد الفارسي
265 262- علي بن بندار قاضي القضاة
266 263- علي بن عبيد الله بن علي البغدادي البزوري
266 264- علي بن منير بن أحمد المصري الخلال
266 265- عمر بن محمد بن العبّاس بن عيسى الهاشمي
"حرف الميم":
266 266- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى الشيرازي الواعظ
267 267- محمد بن حسين بن عليّ بن عبد الرحمن الوزير عميد الدولة
267 268- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عابد المعافري(29/331)
267 269- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن مهران الأصبهاني
267 270- محمد بن علي بن محمد البغدادي الشاعر الجبلي
268 271- محمد بن عمر بن عبد العزيز البغدادي المؤدب
268 272- محمد بن الفُضَيْل بن الشّهيد أبي الفضل الفضيلي
"الكنى":
268 273- أبو كاليجار الملك الرحيم
"وفيات سنة أربعين وأربعمائة"
"حرف الألف":
269 274- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد البغدادي الخلال
269 275- أحمد بن الحسن بن محمد الواعظ خاموش الرازي
269 276- أحمد بن عبد الله بن سهل الحنبلي
269 277- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن علي الصيرفي
269 278- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن نصر بن الفتح الحكيمي
270 279- أَمَةُ الرّحمن بنت أحمد بن عبد الرحمن العبسي
"حرف الباء":
270 280- بِسْطَام بن سَامَة بن لُؤَيّ
"حرف الحاء":
270 281- الحسن بن أحمد بنت الحسن خداوذ الكرخي
270 282- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الله بْن حمدان التغلبي
271 283- الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله بن المعتضد
271 284- الحسين بن محمد بن هارون النيسابوري
271 285- الحسين بن عبد العزيز الشالوسي
"حرف الدّال":
271 286- داجن بن أحمد بن داجن السدوسي(29/332)
"حرف السّين":
272 287- سَيّد بن أبان بن سيّد الخولاني الإشبيلي
"حرف العين":
272 288- عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن مكرم البغدادي
272 289- عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين
272 290- علي بن إسماعيل بن عبد الله بن الأزرق
272 291- عليّ بن الحسن بن أبي عثمان الدّقّاق
273 292- علي بن ربيعة بن علي التميمي المصري البزاز
273 293- علي بن عُبَيْد الله بن القصّاب الواسطيّ
273 294- عيسى بن محمد بن عيسى الرعيني
"حرف القاف":
273 295- فخر الملك صدقة بن يوسف الإسرائيلي الوزير
273 296- الفضل بن أبي الخير محمد بن أحمد الميهني
"حرف الميم":
274 297- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن جعفر الشاذياجي
274 298- محمد بن أحمد المصري
274 299- محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني
274 300- محمد بن جعفر بن محمد بن فسانجس
274 301- محمد بن الحسين بن محمد بن آذرْ بهرام الكارزيني
275 302- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن إبراهيم الأصبهاني التاني
276 303- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن مهران الصالحاني
276 304- محمد بن عبد العزيز إسماعيل التككي
276 305- محمد بن عمر بن إبراهيم الأصبهاني
276 306- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن غَيْلان الهمذاني البزاز
277 307- محمد بن محمد بن عثمان السواق البندار(29/333)
277 308- محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف القزويني
278 309- مفرج بن محمد الصدفي السرقسطي
278 310- منصور بن محمد بن محمد الأزْديّ الهَرَويّ
"حرف الهاء":
278 311- هبة الله بن أبي عُمَر محمد بن الحسين الجرجاني الموفق
"حرف الياء":
279 312- يوسف بن رباح بن عليّ بن موسى بن رباح البصري المعدل
"الكنى":
279 313- أبو القاسم بن محمد الحضرمي اللبيدي
279 314- أبو كاليجار مرزبان السلطان البهويهي
"وممّن كان في هذا القرب من هذه الطبقة"
"حرف الألف":
280 315- أحمد بن سليمان أحمد الكتامي الطنجي
280 316- أحمد بن عمار المهدوي
280 317- أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري
281 318- إبراهيم بن طلحة بن غسان المطوعي
281 319- إسماعيل بن علي بن المثني الإستراباذي
281 320- أصبغ بن راشد بن أصبغ الإشبيلي
"حرف الحاء":
282 321- الحسن بن محمد بن مفرِّج المعافري القرطبي
282 322- الحسين بن حاتم الأذري الأصولي
"حرف الرّاء":
283 323- الرِّضَى بن إسحاق بن عبد الله بن إسحاق
"حرف العين":
283 324- عبد الله بن جعفر الخبازي(29/334)
283 325- عثمان بن عيسى التجيبي الطليطلي
283 326- عليّ بن الحسن بن محمد بن فِهْر الفهري
283 327- علي بن شعيب بن علي الهمذاني الدهان
"حرف الميم":
284 328- محمد بن أحمد بن القاسم الأصبهاني المقرئ
284 329- محمد بن أحمد بن العلاء بن شاه الصغدي
284 330- محمد بن أبان بن عثمان بن سعيد بن فيض الشذوني
284 331- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الهروي
285 332- محمد بن الحسن بن عمر المصري البزاز
285 333- محمد بن عبد الرحيم بن حسن الخبوشاني
285 334- محمد بْن علي بْن محمد بْن علي الأصبهاني الحللي
285 335- محمد بن يعقوب بن إسحاق بن موسى السلامي
285 336- مروان بن علي الأسدي القرطبي
286 337- مصعب بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يوسف الأزدي
286 338- مُعْتَمد بْن محمد بْن محمد بْن مكحول النسفي
286 339- مفضل بن محمد بن مسعر التنوخي المعري
"حرف الهاء":
287 340- هشام بن سعيد الخير بن فتحون الوشقي
"حرف الياء":
287 341- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن يحيى القرشي الجمحي
"الكنى":
287 342- أبو حاتم أحمد بن الحسن بن خاموش الرازي
289 فهرس الموضوعات(29/335)
المجلد الثلاثون
الطبقة الخامسة والأربعون
أحداث سنة إحدى وأربعين وأربعمائة
...
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الطبقة الخامسة والَأربعون:
أحداث إحدى وأربعين وأربعمائة:
اشتداد الخلاف بين السنّة والشيعة:
تُقُدِّم إلى أهل الكرخ أن لّا يعملوا مأتمًا يوم عاشوراء، فأخلفوا وجرى بين أهل السُنة والشيعة ما زاد على الحدِّ من القتل والجراحات1.
انهزام الملك الرحيم:
وفيها ذهب الملك الرحيم إلى الْأهواز وفارس، فلقيه عسكر فارس واقتتلوا، فانهزم هو وجيشه إلى أن قَدِمَ واسط2.
أمتلاك عسكر فارس الأهواز:
وسار عسكر فارس إلى الأهواز فملكوها وخيَّموا بظاهرها3.
انهزام صاحب حلب:
وفيها قَدِمَ عسكر من مصر فقصدوا حلب، فانهزم منها صاحبها ثمال، فملكها المصريون4.
إمرة الْأمراء بدمشق:
وفيها ولي دمشق أمير الأمراء عُدَّة الدولة رفق المستنصري5، ثم عُزِلَ بعد أيام
__________
1 البداية والنهاية "12/ 59"، والكامل في التاريخ "9/ 561".
2 الكامل في التاريخ "9/ 560".
3 تاريخ ابن خلدون "3/ 454".
4 الكامل في التاريخ "9/ 560"، والبداية والنهاية "12/ 59".
5 ذيل تاريخ دمشق "85".(30/3)
بطارق المستنصري، وولي إمرة حلب1، وولي وزارة دمشق معه سديد الدولة ذو الكفايتين أبو محمد الحسين الماشكي.
الحرب بين أهل الكرخ وأهل القلّايين:
وفيها اهتمَّ أهل الكرخ وعملوا عليهم سورًا، وكذا فعل أهل نهر القلّايين، وأنفق على ذلك العوام أموالًا عظيمة، وبقي مع كل فرقة طائفة من الْأتراك تَشُدُّ منهم، ثم في يوم عيد الفطر ثارت الحرب بينهم، وجرت أمور مزعجة يطول تفصيلها، وأذَّنوا في منابر الكرخ بـ"حي على خير العمل"2.
الريح الغبراء:
وفي ذي الحجة عصفت ريح ترابية أظلمت منها الدنيا حتى لم ير أحدٌ أحدًا.
وكان الناس في أسواقهم فحاروا ودُهشوا، ودامت ساعة، فقلعت رواشن دار الخليفة ودار المملكة، ووقع شيء كثير في النخل3.
__________
1 ذيل تاريخ دمشق "85".
2 الكامل في التاريخ "9/ 561".
3 الكامل في التاريخ "9/ 560"، والبداية والنهاية "12/ 59".(30/4)
أحداث سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة:
الصلح بين السنة والشيعة:
نُدِبَ أبو محمد بن النّسويّ لضبط بغداد، واجتمع العامَّة من الشيعة والسُنة على كلمةٍ واحدة، على أنَّه متى ولي ابن النسويّ أحرقوا أسواقهم ونزحوا عن البلد، ووقع الصلح بين السُّنة والشيعة، وصار أهل الكرخ إلى نهر القلّايين فصلّوا فيه، وخرجوا كلهم إلى الزيارة بالمشاهد.
وصار أهل الكرخ يترحَّمون على الصحابة في الكرخ، وهذا أمر لم يتفق مثله1.
__________
1 البداية والنهاية "12/ 61"، وشذرات الذهب "3/ 267، 268".(30/4)
وقوع صاعقة بالحلّة:
وفي ليلة الجمعة ثاني رمضان وقعت صاعقة بالحِلّة على خيمةٍ لبعض العرب كان فيها رجلان، فأُحرِقت نصف الخيمة ورأس أحد الرّجُلين، وقدَّت نصف بدنه، وبقي نصفه الْآخر.
وسقط الْآخر مغشيًّا عليه، ما أفاق إِلَّا بعد يومين1.
الرُّخْصُ ببغداد:
ورَخُصَ السعر ببغداد حتّى أُبِيعَ كُرّ الحنطة بسبعة دنانير2.
استيلاء ألْبُ رسلان على فَسا:
وفيها سار الملك ألْبُ رسلان السلجوقي من مرو، وقصد فارس في المفازة، فلم يعلم أحد ولا عمّه طغرلبك، فوصل إلى فسا واستولى عليها، وقتل من جندهم الديلم نحو ألف وطائفة من العامَّة، ونهب وأسر وفتك، وعاد إلى مرو مسرعًا3.
الاحتفال بزيارة مشهد بن الحسين:
واستهلَّ ذو الحجة فتهيّأ أهل بغداد السُّنَّة والشّيعة لزيارة مشهد الحسين، وأظهروا الزينة والفرح، وخرجوا بالبوقات ومعهم الْأتراك4.
أخذ طغرلبك أصبهان صلحا:
وفيها نازل طغرلبك أصبهان، وحاصر ابن علاء الدولة نحو السّنة، وقاسى العامَّة شدائد، ثم أخذها صُلحًا وأحسن إلى أميرها، وأقطعه يزد وأبرقوه، وأقطع أجنادها في بلاد الجبل، وسكن أصبهان5.
__________
1 المنتظم "8/ 146".
2 البداية والنهاية "12/ 61".
3 الكامل في التاريخ "9/ 564، 565".
4 المنتظم "8/ 146".
5 البداية والنهاية "12/ 61".(30/5)
أحداث سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة:
تجدُّد الفتنة بين السُّنة والشيعة:
في صفر تجدَّدت الفتنة بين الشّيعة والسُّنة، وزال الاتّفاق الذي كان عام أول، وشرع أهل الكرخ في بناء باب السمَّاكين، وأهل القلّايين في عمل ما بقي من بابهم. وفرغ أهل الكرخ من بنيانهم وعملوا أبراجًا وكتبوا بالذهب: محمّدٌ وعليٌّ خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر1.
وثارت الفتنة وآلت إلى أخذ ثياب الناس في الطرق، وغُلِّقت الْأسواق، ووقفت المعايش، وبعد أيام اجتمع للسُّنة عددٌ يفوق الْإِحصاء، وعبروا إلى دار الخلافة، وملَأوا الشّوارع، واخترقوا الدهاليز، وزاد اللغط، فقيل لهم: سنبحث عن هذا. فهاج أهل الكرخ، ووقع القتال، وقُتل جماعة منهم واحدٌ هاشمي. ونهب مشهد بن التِّبن، ونبشت عدّة قبور وأُحرقوا، مثل: العوفي، والناشئ، والْجُذوعي، وطرحوا النار في المقابر والتُّرَب، وجرى على أهل الكرخ خزيٌّ عظيم، وقُتِلَ منهم جماعة، فصاروا إلى خان الفقهاء الحنفيين، فأخذوا ما وجدوا، وأحرقوا الخان، وقتلوا مُدرِّس الحنفيّة أبا سعد السرخسيّ2، وكبسوا دور الفقهاء، فاستُّدعي أبو محمد بن النسويّ، وأُمِرَ بالعبور فقال: قد جرى ما لم يجرِ مثله، فإن عبر معي الوزيرُ عبرتُ، فقويت يده، وأظهر أهل الكرخ الحزن، وقعدوا في الْأسواق للعزاء على المقتولين. فقال الوزير: إن واخذنا الكُلّ هرب البلد، والَأولى التغاضي.
فلمَّا كان في ربيع الْآخر خُطب بجامع براثا مأوى الشّيعة، وأُسقط من الْأذان "حي على خير العمل"، ودقَّ الخطيب المنبر بالسيف، وذكر في خطبته العبّاس.
كبس العيّارين دار النسوي:
وفي ذي الحجة كبس العيّارون دار أبي محمد بن النسوي وجرحوه جراحات عِدَّة.
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 576"، والبداية والنهاية "12/ 62".
2 شذرات الذهب "3/ 270".
3 الكامل في التاريخ "9/ 576-578".(30/6)
عمارة الريّ:
وفيها أخذ السلطان طغرلبك أصبهان في المحرَّم، فجعلها دار ملكه، ونقل خزائنه من الريِّ إليها. وكان قد عمَّرَ الريّ عمارة جيدة1.
إحراق الْأهواز:
وفيها كبس منصور بن الحسين بغزو الْأهواز، وقتل بها خلقًا من الديلم والَأتراك والعامَّة، فأُحْرِقَت ونُهِبَت.
الوقعة بين المغاربة والمصريين:
وفيها كانت وقعة هائلة بين المغاربة والمصريين بإفريقيّة، وقُتِلَ فيها من المغاربة ثلاثون ألفًا2.
__________
1 البداية والنهاية "12/ 63".
2 دول الإسلام "1/ 261".(30/7)
أحداث سنة أربع وأربعين وأربعمائة:
عودة الفِتَن ببغداد:
في ذي القعدة عادت الفتن ببغداد، وأحرقت جماعة دكاكين، وكتبوا -أعني: أهل الكرخ- على مساجدهم: "محمد وعلي خير البشر"، وأذَّنوا بحيي على خير العمل، فتجمّع أهل القلّايين وحملوا حملةً على أهل الكرخ، فهرب النظّارة، وازدحموا في مسلك ضيّق، فهلك من النساء نيف وثلاثون امرأة، وستة رجال وصبيان، وطُرحت النار في الكرخ، وعادوا في بناء الْأبواب والقتال.
فلمَّا كان في سادس ذي الحجة جرى بينهم قتال، فجمع الطقطقي قومًا من الْأعوان، وكبس نهر طابق من الكرخ، وقَتَل رجلين، ونصب الرأسين على حائط مسجد القلايين1.
__________
1 البداية والنهاية "12/ 63".(30/7)
الحرب بين عسكر خراسان وعسكر غزنة:
وفيها جرت حروب كبيرة بين عسكر خراسان وعسكر غزنة، وكلّهم مسلمون، وتَمَّ ما لَا يليق من القتال على الملك، نسأل اللَّه العافية.
فتح الملك الرحيم البصرة:
وفيها سَيِّرَ الملك الرحيم جيشًا مع وزيره، والبساميري إلى البصرة.
وعليها أخوه أبو علي بن أبي كاليجار، فحاصروه بها، واقتتلوا أيّامًا في السُفُّن، ثم افتتحوا البصرة، وهرب أبو عليّ فتحصَّن بشطِّ عثمان وحفر الخندق، فمضى إليه الملك الرحيم وحاربه، فتقهقر إلى عبّادان وركب البحر، ثم طلع منه وسار إلى أرجان، وقَدِمَ على السلطان طغرلبك بأصبهان، فأكرمه وصاهره1.
وسلم الملك الرحيم البصرة إلى البساسيري، ومضى إلى الأهواز2.
نهب أطراف العراق:
وفيها قَدِمَ طائفة من جيش طغرلبك إلى أطراف العراق، فنهبوا واستباحوا الحريم وفتكوا، ورجف أهل بغداد3.
القدح في نسب صاحب مصر:
وفيها عُمل محضر كبير ببغداد في القدح في نسب صاحب مصر، وأنه أصله من اليهود4.
__________
1 العبر "3/ 205"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 456".
2 الكامل في التاريخ "9/ 588، 589".
3 دول الإسلام "1/ 261".
4 البداية والنهاية "12/ 63".(30/8)
أحداث سنة خمس وأربعين وأربعمائة:
إحراق الكرخ:
فيها أحضر ابن النسويّ فقُوّيت يده، فضرب وقتل وخرَّب ما كتبوا من محمد وعلي خير البشر، وطرحت النار في الكرخ ليلًا ونهارًا.
وصول الغُّز إلى حلوان:
ثم وردت الأخبار بأنَّ الغزَّ قد وصلوا إلى حلوان، وأنهم على قصد العراق، ففزع الناس1.
لعن الْأشعري بنيسابور:
وفيها أُعِلَن بنيسابور بلعن أبي الحسن الْأشعري، فضجَّ من ذلك الشيخ أبو القاسم القشيري، وصنَّف رسالة "شكاية السنة لما نالهم من المحنة".
وكان قد رُفع إلى السلطان طغرلبك شيء من مقالات الْأشعري، فقال أصحاب الْأشعري: هذا محال، وليس هذا مذهبه. فقال السلطان: إنّما نأمر بلعن الْأشعري الذي قال هذه المقالة، فإن لم تدينوا بها ولم يقل الْأشعري شيئًا منها فلا عليكم مما نقول.
قال القشيري: فأخذنا في الاستعطاف، فلم تُسمع لنا حُجّة، ولم تُقض لنا حاجة، فأغضينا على قذى الاحتمال. وأُحلنا على بعض العلماء، فحضرنا وظننَّا أنه يصلح الحال، فقال: الْأشعري عندي مبتدِع يزيد على المعتزلة.
يقول القشيري: يا معشر المسلمين، الغيَاث الغيَاث2.
استيلاء الملك الرحيم على أرجان:
وفيها استولى الملك الرحيم على أرجان ونواحيها، وأطاعه من بها من العسكر، ومقدمهم فولاذ الديلمي3.
__________
1 المنتظم "8/ 157".
2 المنتظم "8/ 158".
3 الكامل في التاريخ "9/ 594".(30/9)
أحداث سنة ست وأربعين وأربعمائة:
شغب الْأتراك على وزير السلطان:
فيها تفاوَضَ الْأتراك في الشكوى من وزير السلطان، وعزموا على الشغب،
فبرَّزوا الخيم وركبوا بالسلاح، وكثرت الْأراجيف، وغلِّقت الدروب ببغداد، ولم يُصلِّ أحدٌ جُمُعة إِلَّا القليل في جامع القصر. ونقل الناس أموالهم، فنودي في البلد: متى وُجد الوزير عند أحدٍ حَلّ ماله ودمُه.
وركبت الْأتراك فنهبوا دورًا للنصارى، وأخذوا أموالًا من البيعة وأحرقوها.
ودافع العوام عن نفوسهم، فراسل الخليفة الْأتراك وأرضاهم1.
وزارة أبي الحسين بن عبد الرحيم:
ثم إنَّ الوزير ظهر فطُولب، فجرح نفسه بسكّين، فتسلّمه البساسيري، وتقلّد الوزارة أبو الحسين بن عبد الرحيم.
أخذ ابن بدران الْأنبار:
وقصد قريش بن بدران الْأنبار فأخذها2.
عودة البساسيري إلى بغداد:
وردّ أبو الحارث البساسيري إلى بغداد من الوقعة مع بني خفاجة، فسار إلى داره بالجانب الغربي، ولم يلم بدار الخلافة على رسْمه، وتأخَّر عن الخدمة، وبانت فيه آثار النّفرة، فراسله الخليفة بما طيَّبَ قلبه، فقال: ما أشكو إِلَّا من النائب في الديوان. ثم توجَّه إلى الْأنبار فوصلها، وفتح وقطع أيدي طائفة فيها، وكان معه دُبيس ابن علي3.
انكسار جيش المعُز إلى القيروان:
وفي سنة ست ملكت العرب الذين بعثهم المستنصر لحرب المُعز بن باديس، وهم بنو زغبة، مدينة طرابلس المغرب، فتتابعت العرب إلى إفريقية، وعاثوا وأفسدوا، وأمَّروا عليهم مؤنس بن يحيى المرداسي، وحاصروا المُدن وخرَّبوا القرى، وحلَّ بالمسلمين منهم بلاء شديد لم يُعْهَد مثله قط.
__________
1 المنتظم "8/ 159، 160".
2 البداية والنهاية "12/ 65".
3 الكامل في التاريخ "9/ 301، 302"، والبداية والنهاية "12/ 65".(30/10)
فاحتفل ابن باديس وجمع عساكره، فكانوا ثلاثين ألف فارس، وكانت العرب ثلاثة آلاف فارس، فأرادت العرب الفرار، فقال لهم مؤنس: ما هذا يوم فرار. قالوا: فأين نطعن هؤلاء وقد لبسوا الكزاغندات1 والمغافر2؟ قال: في أعينهم. فسُمِّيَ أبا العينين". فالتحم الحرب، فانكسر جيش المُعز، واستحر القتل بجنده، ورُدَّ إلى القيروان مهزومًا، وأخذت العرب الخيل والخيام بما حوت3.
وفي ذلك يقول بعضهم:
وإن ابن باديسٍ لَأفضل مالكٍ ... ولكن لعمري ما لديه رجالُ
ثلاثون ألفًا منهم غلبتهم ... ثلاثة ألفٍ إن ذا المحال
انهزام المُعز للمرة الثانية:
ثم جمع المُعز سبعة وعشرين ألف فارس، وسار يوم عيد النحر، وهجم على العرب بغتة، فانسكر أيضًا، وقُتِلَ من جنده عالم عظيم، وكانت العرب يومئذٍ سبعة آلاف.
وثبت المُعز ثباتًا لم يُعهد بمثله، ثم ساق على حميّة.
وحاصرت العربُ القيروان، وانجفل الناس في المهديّة لعجزهم.
وشرعت العرب في هدم الحصون، وقطع الْأشجار، وإفساد المياه. وعمَّ البلاء، وانتقل المُعز إلى المهديّة، فالتقاه ابنه تميم واليها4.
انتهاب القيروان:
وفي سنة تسع وأربعين نهبت العرب القيروان5.
__________
1 الكزاغندات: هي أردية محشوة من القطن أو الحرير يتدرع بها في الحرب.
2 المغافر: الخوذات الواقية للرأس.
3 إتعاظ الحنفا "2/ 214، 215".
4 دول الإسلام "1/ 262".
5 تاريخ ابن خلدون "6/ 159".(30/11)
انهزام زناتة أمام بلكين:
وفي سنة خمسين خرج بُلُكِّين ومعه العرب لحرب زناتة، فقاتلهم فانهزمت زناتة وقُتِلَ منهم خلق.
قتل أهل نقيوس للعرب:
وفي سنة ثلاث وخمسين قَتَل أهل نقيوس1 من العرب مائتين وخمسين رجلًا، وسبب ذلك أنَّ العرب دخلت المدينة تتسوَّق فقتل رجل من العرب رجلًا محتشمًا مقدَّمًا؛ لكونه سمعه يُثني على ابن باديس، فغضب له أهل البلد، وقتلوا في العرب وهم على غفلة.
نقصان النيل وتزايد الغلاء والوباء:
وقال المختار بن بطلان: نقص النيل في هذه السنة، وتزايد الغلاء، وتبعه وباء شديد، وعَظُم الوباء في سنة سبع وأربعين2.
تكفين السلطان ثمانين ألف نفس:
ثم ذكر أنَّ السلطان كفَّن من ماله ثمانين ألف نفس، وأنه هلك ثمانمائة قائد، وحصل للسلطان من المواريث مال جليل.
تخريب الْأعراب سواد العراق:
وفيها عاثت الْأعراب وأخربوا أكثر سواد العراق، ونهبوا، وذلك لاضطراب الْأمور وانحلال الدولة.
استيلاء طغرلبك على أذربيجان:
وفيها استولى طغرلبك على أذربيجان بالصُلح، وسار بجيوشه فسبى من الروم وغَنِمَ وغزا3.
__________
1 نقيوس: قرية بين الفسطاط والإسكندرية "معجم البلدان "5/ 303".
2 اتعاظ الحنفا "2/ 226".
3 الكامل في التاريخ "9/ 598، 599"، والبداية والنهاية "12/ 65".(30/12)
أحداث سنة سبع وأربعين وأربعمائة:
استيلاء أعوان الملك الرحيم على شيراز:
فيها استولى أعوان الملك الرحيم على شيراز بعد حصار طويل وبلاء شديد من القحط والوباء، حتّى قيل: لم يبق بها إِلَّا نحو ألف إنسان، فما أمهله اللَّه في الملك بعدها1.
ابتداء الدولة السلجوقية:
وفيها كان ابتداء الدولة السلجوقية بالعراق، وكان من قصة ذلك أنَّ أبا المظفَّر أبا الحارث أرسلان التركي المعروف بالبساسيري كان قد عظُم شأنه بالعراق، واستفحل أمره، وبعُد صيته، وعظُمت هيْبته في النفوس، وخُطِبَ له على المنابر، وصار هو الكل، ولم يبق للملك الرَّحيم بن بُوَيْه معه إِلَّا مجرَّد الاسم2.
ثم إنهُ بلغ أمير المؤمنين القائم أنَّ البساسيريّ قد عزم على نهب دار الخلافة والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفةُ القائمُ السلطان طغرلبك بن ميكائيل بن سلجوق يستنجد به، ويعده بالسلطنة، ويحضُّه على القدوم3.
وكان طغرلبك بالريّ، وكان قد استولى على الممالك الخراسانية وغيرها.
وكان البساسيري يومئذٍ بواسط ومعه أصحابه، ففارقه طائفه منهم ورجعوا إلى بغداد، فوثبوا على دار البساسيري فنهبوها وأحرقوها، وذلك برأي رئيس الرؤساء وسعيه. ثم اتجه عند القائم بأنه يكاتب المصريين، وكاتب الملك الرحيم يأمره بإبعاد البساسيري فأبعده، وكانت هذه الحركة من أعظم الأسباب في استيلاء طغرلبك على العراق.
فقَدِمَ السلطان طغرلبك في شهر رمضان بجيوشه، فذهب البساسيري من العراق وقصد الشام، ووصل إلى الرحبة، وكاتب المستنصر باللَّه العُبيْديّ الشيعي صاحب مصر، واستولى على الرحبة للمستنصر بها، فأمدَّه المستنصر بالأموال4.
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 605".
2 دول الإسلام "1/ 263"، وتاريخ الخلفاء "417".
3 البداية والنهاية "12/ 66".
4 ذيل تاريخ دمشق "87".(30/13)
وأمَّا بغداد فخُطِب بها للسلطان طغرلبك بعد القائم، ثم ذُكر بعده الملك الرحيم، وذلك بشفاعة القائم فيه إلى السلطان.
انقراض بني بويه:
ثُمّ إنَّ السلطان قبض على الملك الرحيم بعد أيّام، وقُطعت خطبته في سلخ رمضان، وانقرضت دولة بني بويه1، وكانت مدته مائة وسبعًا وعشرين سنة.
وقامت دولة بني سلجوق، فسبحان مُبدئ الْأمم ومُبيدها، ومردي المُلوك ومُعيدها.
ودخل طغرلبك بغداد في تجمُّلٍ عظيم، وكان يومًا مشهودًا، دخل معه ثمانية عشر فيلا، ونزل بدار المملكة2.
وكان قدومه على صورة غريبة، وذلك أنَّه أتى من غزو الرّوم إلى همذان، فأظهر أنّه يريد الحج، وإصلاح طريق مكّة، والمُضيّ إلى الشام من الحج ليأخذها ويأخذ مصر، ويُزيل دولة الشّيعة عنها، فراج هذا على عموم الناس.
وكان رئيس الرؤساء يُؤْثِر تملّكه وزوال دولة بني بُوَيْه، فقدِم الملك الرحيم من واسط، وراسلوا طغرلبك بالطاعة.
وفاة ذخيرة الدين:
وفيها توفِّي ذخيرة الدّين وليّ العهد، أبو العبّاس محمد ابن أمير المؤمنين القائم، فعظُمت على القائم الرزيّة بوفاته، فإنه كان عضُده، وخلَّف ولدًا، وهو الذي ولي الخلافة بعد القائم، ولُقِّبَ بالمُقتدي باللَّه3.
عيْث جيوش طغرلبك بالسواد:
وفيها عاثت جيوش طغرلبك بالسواد، ونهبت وفتكت، حتّى أبيع الثور بعشرة دراهم، والحمار بدرهمين4.
__________
1 دول الإسلام "1/ 263"، والمنتظم "8/ 164".
2 المنتظم "8/ 165"، والكامل في التاريخ "9/ 610".
3 الكامل في التاريخ "9/ 615"، والبداية والنهاية "12/ 67".
4 البداية والنهاية "12/ 67".(30/14)
الفتنة ببغداد:
وجرت ببغداد فتنة عظيمة قُتِلَ فيها خلْق، وبسببها قُبِضَ على الملك الرّحيم وسُجِنَ في قلعة1.
ثورة الحنابلة ببغداد:
وفيها ثارت الحنابلة ببغداد ومقدمهم أبو يعلى، وابن التميمي، وأنكروا الجهر بالبسملة، ومنعوا من الْجَهْر والترجيع في الْأذان والقُنُوت، ونهوا إمام مسجد باب الشعير عن الجهر بالبسملة، فأخرج مُصحفًا وقال: أزيلوها من المُصْحَف حتّى لَا أتلوها2.
موت الملك الرحيم بالحبس:
وبقي الملك الرحيم محبوسًا إلى أن مات سنة خمسين وأربعمائة بقلعة الري3، سامحه الله.
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 612".
2 البداية والنهاية "12/ 66".
3 الكامل في التاريخ "9/ 650".(30/15)
أحداث سنة ثمان وأربعين وأربعمائة:
زواج القائم بأمر اللَّه:
فيها تزوَّج الخليفة القائم بأمر اللَّه بخديجة أخت السلطان طغرلبك.
وقيل: خديجة بنت داود أخي طغرلبك1.
وكان الصّداق مائة ألف دينار2.
محاصرة تكريت:
وفيها سار السلطان بالجيش وآلات الحصار والمجانيق قاصدًا الموصل، فنازل تكريت وحاصرها.
__________
1 شذرات الذهب "3/ 277"، والبداية والنهاية "12/ 67".
2 المنتظم "8/ 169، 170".(30/15)
الخطبة للعُبيدي بالكوفة وواسط:
وفيها وقعت فتنٌ كِبار بالعراق، وذلك بتأليب البساسيري ومكاتباته. وحاصل الْأمر أنَّ الكوفة وواسط وغيرهما خُطِبَ بها لصاحب مصر المستنصر باللَّه العُبَيْديّ، وسُرَّت الرافضة بذلك سرورًا زائدًا1.
القحط والوباء بديار مصر:
وفيها كان القحط شديدًا بديار مصر، وشأنه يتجاوز الحد والوصف. وأمْر الوباء عظيم؛ بحيث أنّه ورد كتاب -فيما قيل- من مصر بأنَّ ثلاثة من اللصوص نقبوا دارًا ودخلوا، فوجدوا عند الصباح موتى، أحدهم على باب النقب، والَآخر على رأس الدرجة، والثالث في الدار2.
عام الجوع الكبير بالَأندلس:
وفيها كان القحط العظيم بالَأندلس والوباء. ومات الخلق بإشبيلية، بحيث إنَّ المساجد بقيت مُغلقة ما لها من يصلي بها، ويسمَّى عام الجوع الكبير3.
الخطبة للمستنصر بالموصل:
وفيها خطب قريش بن بدران بالموصل للمُستنصِر4.
وقويت شوكة البساسيري.
وصول الخُلَع من مصر لنور الدولة:
وجاءت الخُلَع والتقاليد من مصر لنور الدولة دُبيس بن مزيد الْأسدي، وهو أمير عرب الفُرات، ولقُريش، وغيرهما5.
إضرار عسكر طغرلبك بأهل العراق:
وعمَّ الخلْقَ الضَّرر بالعراق بعسكر طغرلبك، وفعلوا كل قبيح. فسار بهم نحو الموصل وديار بكر، فأطاعوه بها6.
__________
1 دول الإسلام "1/ 263".
2 أخبار مصر لابن ميسر "2/ 7"، والكامل في التاريخ "9/ 631".
3 البداية والنهاية "12/ 68".
4 العبر "3/ 215".
5 العبر "3/ 215".
6 البداية والنهاية "12/ 69".(30/16)
أحداث سنة تسع وأربعين وأربعمائة:
خلعة القائم بأمر الله على طغربك بالعهد:
فيها خلع القائم بأمر اللَّه على السلطان طغرلبك السلجوقي سبع خِلَع وسوّره وطوّقه وتوّجه1، وكتب له عهدًا مُطلقًا بما وراء بابه، واستوسق مُلكه، ولم يبق له منازع بالعراق ولا بخراسان.
مخاطبة الخليفة بملك المشرق والمغرب:
وفيها سلّم طغرلبك الموصل إلى أخيه إبراهيم ينال، وعاد إلى بغداد، فلم يكن جنده من النزول في دور الناس، ولمَّا شافهه الخليفة بالسلطنة خاطبه بملك المشرق والمغرب.
ومن جملة تقدمته للخليفة خمسون ألف دينار، وخمسون مملوكًا من التُّرك الخاص بخيلهم وسلاحهم وعدّتهم، إلى غير ذلك من النّفائس2.
تسليم حَلب لنواب المُستنصر:
وفيها سلَّم الْأمير مُعز ثمال بن صالح بن مرادس حلب إلى نواب المُستنصِر صاحب مصر، وذلك لعجزه عن حفظها، وذلك في ذي القعدة3.
الجهد والجوع ببغداد:
وفيها كان الْجَهدْ والجوع ببغداد، حتّى أكلوا الكلاب والجِيَف، وعظم الوباء،
__________
1 العبر "3/ 218".
2 المنتظم "8/ 181".
3 ذيل تاريخ دمشق "86"، والعبر "3/ 218".(30/17)
فكانوا يحفرون الحفائر ويُلقون فيها الموتى ويَطُمُّونهم1.
الفناء الكبير ببخارى وسمرقند:
وأمَّا بُخارى وسَمَرْقنْد وتلك الديار، فكان الوباء بها لَا يُحَدُّ ولا يوصَف، بل يستَحَى من ذِكره، حتّى قيل: إنه مات ببُخارى وأعمالها في الوباء ألف ألف وستمائة ألف نسمة2.
__________
1 البداية والنهاية "12/ 70"، وشذرات الذهب "3/ 279".
2 الكامل في التاريخ "9/ 637"، ودول الإسلام "1/ 264".(30/18)
أحداث سنة خمسين وأربعمائة:
خلع القائم بأمر اللَّه، والخطبة للمستنصر بالعراق:
فيها خُطِبَ للمستنصر باللَّه العُبيْديّ على منابر العراق1، وخُلِع القائم بأمر اللَّه.
وكان من قصة ذلك أنَّ السّلطان طغرلبك اشتغل بحصار تلك النواحي ونازل الموصل، ثم توجه إلى نصيبين لفتح الجزيرة وتمهيدها، وراسل البساسيريُّ إبراهيم ينال أخا السُّلطان يعِدهُ ويمنِّيه ويطمِّعه في المُلك، فأصغى إليه وخالف أخاه، وساق في طائفةٍ من العسكر إلى الرّيّ.
فانزعج السُّلطان وسار وراءه، وترك بعض العسكر بديار بكر مع زوجته ووزيره عميد المُلْك الكُنْدُريّ2 وربيبه أنوشروان. فتفرَّقت العساكر، وعادت زوجته الخاتون بالعسكر إلى بغداد3.
وأمَّا السلطان فالتقى هو وأخوه فظَهَر عليه أخوه، فدخل السّلطان همدان، فنازله أخوه وحاصره، فعزمت على إنجاد زوجها، واختبطت بغداد، واستفحل البلاء، وقامت الفتنة على ساق، وتمَّ للبساسيريّ ما دبَّرَ من المكر، وأرجف الناس بمجيء البساسيري إلى بغدد، ونفر الوزير الكُندري وأنوشروان إلى الجانب الغربيّ
__________
1 أخبار مصر لابن ميسر "2/ 10"، وتاريخ الخلفاء "418".
2 الكندي: نسبة إلى بيع الكندر الذي يمضغه الإنسان "اللباب".
3 البداية والنهاية "12/ 76"، والنجوم الزاهرة "5/ 5".(30/18)
وقطَعَا الجسر، ونهبت الغّزّ دار الخاتون، وأكل القويُّ الضعيف، وجرت أمور هائلة1.
دخول البساسيري بغداد:
ثم دخل البساسيريّ بغداد في ثامن ذي القعدة بالرايات المستنصريّة، عليها ألقاب المستنصر، فمال إليه أهلُ باب الكرْخ وفرحوا به، وتشفَّوا بأهل السُّنة، وشمخت أنوف المُنافقين، وأعلنوا بالَأذان بحيَّ على خير العمل2.
واجتمع خلْقُ من أهل السنَّة إلى القائم بأمر اللَّه، وقاتلوا معه. ونشبت الحرب بين الفريقين في السُّفن أربعة أيّام، وخُطِب يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة ببغداد للمُستنصر العُبيْديّ بجامع المنصور3، وأذَّنوا بحيَّ على خير العمل. وعُقد الْجِسر، وعبرت عساكر البساسيري إلى الجانب الشرقي، فخندق القائم على نفسه حول داره، وحوّل نهر المُعَلّى، وأحرقت الغَوغاء نهر المُعَلّى ونُهِب ما فيه4.
وقوي البساسيريّ، وتقلّل عن القائم أكثر الناس، فاستجار بقُريش بن بدران أمير العرب، وكان مع البساسيريّ، فأجاره ومن معه، وأخرجه إلى مخيّمه.
القبض على وزير القائم وموته:
وقبض البساسيري على وزير القائم رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة، وقيّده وشهَّره على جملٍ عليه طرطور وعباءة، وجعل في رقبته قلائد كالمسخرة، وطِيفَ به في الشوارع وخلفه من يصفعه، ثُمَّ سُلِخ لهُ ثور وأُلبِس جلده، وضُبِط عليه، وجعلت قرون الثور بجلدها في رأسه.
ثُمَّ علِّق على خشبة وعُمِلَ في فكيه كلوبين، فلم يزل يضطرب حتى مات -رحمه الله5.
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 640"، والبداية والنهاية "12/ 77".
2 المنتظم "8/ 191"، والكامل في التاريخ "9/ 641".
3 الكامل في التاريخ "9/ 641"، واتعاظ الحنفا "2/ 252".
4 النجوم الزاهرة "5/ 6".
5 الكامل في التاريخ "9/ 644"، والبداية والنهاية "12/ 77، 78".(30/19)
انتهاب دار الخلافة:
ونصب القائم خيمةُ صغيرة بالجانب الشرقيّ في المُعسكر، ونهبت العامَّة دار الخلافة، وأخذوا منها ما لا يُحْصَى ولا يوصَف1.
انقطاع الخطبة العبّاسية بالعراق:
فلمَّا كان يوم الجمعة رابع ذي الحجّة لم تصلَّ الجمعة بجامع الخليفة، وخُطَب بسائر الجوامع للمُستنصَر، وقُطِعَت الخطبة العبّاسية بالعراق2.
اعتقال القائم بأمر اللَّه:
ثُمّ حُمِلَ القائم بأمر اللَّه إلى حديثة عانة، فاعتُقِلَ بها وسُلِّمَ إلى صاحبها مُهارش، وذلك لأنَّ البساسيريّ وقُريش بن بدران اختلفا في أمره، ثم وقع اتفاقهما على أن يكون عند مهارش إلى أن يتّفِقا على ما يفعلان به3.
البيعة للمُستنصر:
ثم جمع البساسيريّ القُضاة والَأشراف، وأخذ عليهم البيعة للمستنصر صاحب مصر، فبايعوا قهرًا4، فلا حول ولا قوّة إِلَّا باللَّه.
رواية ابن الْأثير عن قصد البساسيري الموصِل:
وقال عز الدين بن الْأثير في تاريخه5: إنَّ إبراهيم ينال كان أخوه السلطان طغرلبك قد ولَّاه الموصَل عام أول، وأنّه في سنة خمسين فارق الموصِل ورحل نحو بلاد الجبل، فنَسَبَ السُلطان رحيله إلى العصيان، فبعث وراءه رسولًا معه الفرجيّة الّتي خلعها عليه الخليفة، فلمَّا فارق الموصِل قصدها البساسيريّ وقريش بن بدران وحاصراها، فأخذ البلد ليومه، وبقيت القلعة فحاصراها أربعة أشهُر، حتى أكل أهلها
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 643"، والنجوم الزاهرة "5/ 7".
2 الجوهر الثمين "194".
3 المنتظم "8/ 194".
4 النجوم الزاهرة "5/ 7".
5 الكامل في التاريخ "9/ 639".(30/20)
دوابَّهم، ثُمّ سلَّموها بالَأمان، فهدمها البساسيريّ وعفى أثرها1.
وصار طغرلبك جريدةً في ألفين إلى الموصل، فوجد البساسيري وقريشًا قد فارقاها، فساق وراءهم، ففارقه أخوه وطلب همذان، فوصلها في رمضان.
قال: وقد قيل: إنَّ المصريين كاتبوه، وأنَّ البساسيري استماله وأطعمه في السَّلْطَنة، فسار طغرلبك في أثره2.
قال: وأمَّا البساسيري فوصل إلى بغداد في ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة فارس على غاية الضر والفَقْر، فنزل بمُشرعة الرّوايا، ونزل قريش في مائتي فارس عند مُشْرعة باب البصرة3.
ومالت العامة إلى البساسيري، أمّا الشّيعة فللمذهب، وأمّا السُّنة فلِما فعل بهم الْأتراك4.
وكان رئيس الرؤساء لقلّة معرفته بالحرب، ولِما عنده من البساسيريّ، يرى المبادرة إلى الحرب، فاتّفقّ أنّ في بعض الأيّام التي تحاربوا فيها حضر القاضي الهمذانيّ عند رئيس الرؤساء، ثم استأذن في الحرب وضَمِنَ له قتل البساسيريّ من غير أن يعلم عميد العراق.
وكان رأي عميد العراق المطاولة، رجاء أن ينجدهم طغرلبك. فخرج الهمذاني بالهاشميين والخَدَم والعوامّ إلى الحلبة وأبعدوا، والبساسيريّ يستجرّهم، فلمَّا أبعدوا حَمَل عليهم، فانهزموا وقُتِلَ جماعة، وهلك آخرون في الزحمة، ووقع النهب بباب الْأزْج5.
وكان رئيس الرؤساء واقفًا، فدخل داره، وهرب كل من في الحريم، ولطم العميد على وجهه كيف استبدَّ رئيس الرؤساء بالَأمر، ولا معرفة له بالحرب، فاستدعى الخليفة عميد العراق وأمره بالقتال على سور الحريم، فلم يرعهم إلّا والزعقات، وقد نهب
__________
1 النجوم الزاهرة "5/ 7، 8".
2 الكامل في التاريخ "9/ 639، 640".
3 البداية والنهاية "12/ 77".
4 النجوم الزاهرة "5/ 8".
5 الكامل في التاريخ "9/ 641، 642".(30/21)
الحريم، ودخلوا من باب النُّوبي، فركب الخليفة لابسًا السواد، وعلى كتفه البردة، وعلى رأسه اللواء، وبيده سيف، وحوله زمرة من العبّاسيين والخدم بالسيوف المسلولة1، فرأى النهب إلى باب الفردوس من داره، فرجع إلى ورائه نحو عميد العراق، فوجده قد استأمن إلى قريش، فعاد وصعد إلى المَنْظَرة، وصاح رئيس الرؤساء: يا علم الدين -يعني قريشًا- أمير المؤمنين يستدنيك، فدنا منه، فقال: قد أنالك اللَّه منزِلةً لم يُنَلها أمثالك، أمير المؤمنين يستذمُّ منك على نفسه وأصحابه بذِمام اللَّه وذِمام رسوله وذِمام العربيّة.
قال: نعم. وخلع قَلَنْسُوَتَهُ فأعطاها للخليفة، وأعطى رئيس الرؤساء مِخصرةً ذِمامًا، فنزل إليه الخليفة ورئيس الرؤساء وسارا معه2. فأرسل إليه البساسيريّ: أتُخالِفُ ما استقرَّ بيننا؟ فقال قريش: لَا.
ثُمَّ اتفقا على أن يُسلَّم إليه رئيس الرؤساء ويترك الخليفة عنده، فسلَّمه إليه، فلما مَثُلَ بين يديه قال: مرحبًا بمهلك الدول ومُخرّب البلاد.
فقال: العفو عند المقدرة.
قال: قد قدرت أنت فما عَفَوْت، وأنت صاحب طيلسان، وركبت الْأفعال الشنيعة مع حُرَمي وأطفالي، فيكف أعفو أنا، وأنا صاحب سيف؟ وأمَّا الخليفة فحمله قريش إلى مخيّمه، وعليه البُرْدة وبيده السيف، وعلى رأسه اللِّواء، وأنزله في خيمه، وسلّم زوجته بنت أخي السلطان طغرلبك إلى أبي عبد اللَّه بن جردة ليقوم بخدمتها.
ونُهِبت دار الخلافة وحريمها أيّامًا3.
وسلّم قريش الخليفة إلى ابن عمِّه مهارش بن مجلّي، وهو دينٌ ذو مروءة، فحمله في هودج وسار به إلى حديثة عانة، فنزل بها4.
وسار حاشية الخليفة على حامية إلى السلطان طغرلبك مستنفرين له.
ولمَّا وصل الخليفة إلى الأنبار شكى البرد، فبعث يطلب من متوليها ما يلبس،
__________
1 البداية والنهاية "12/ 77".
2 الإنباء "193".
3 الكامل في التاريخ "9/ 643".
4 ذيل تاريخ دمشق "89"، والنجوم الزاهرة "5/ 10".(30/22)
فأرسل إليه جُبَّة ولحافًا.
وركب البساسيري يوم الْأضحى، وعلى رأسه الْألوية المصريّة، وعبر إلى المصلَّى بالجانب الشرقي، وأحسن إلى النّاس، وأجرى الجرايات على الفقهاء، ولم يتعصَّب لمذهب، وأفرد لوالدة الخليفة دارًا وراتبًا، وكانت قد قاربت التسعين.
صلب رئيس الرؤساء:
وفي آخر ذي الحجّة أخرج رئيس الرؤساء مقيّدًا وعليه طرطور، وفي رقبته مخنقة جلود، وهو يقرأ: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْك} [آل عمران: 26] . فبصق أهل الكرخ في وجهه؛ لَأنه كان يتعصَّب للسُّنة، ثُمَّ صُلِبَ كما تقدَّم1.
مقتل عميد العراق:
وأمَّا عميد العراق فقتله البساسيريّ أيضًا، وكان شُجاعًا شَهْمًا، فيه فُتُوّة، وهو الذي بنى رباط شيخ الشيوخ2.
ذم الوزير المغربي لِفِعل البساسيريّ:
ثُمّ بعث البساسيريّ بالبشارة إلى مصر، وكان وزيرها الفرج ابن أخي أبي القاسم المغربي، وهو ممن هرب من البساسيري، فذمّ فِعْله، وخوّف من سوء عاقبته، فتُرِكت أجوبته مُدّة، ثمّ عادت بغير الذي أمله.
وسار البساسيري إلى واسط والبصرة فملكها، وخطب لها للمصريين3.
اهتمام طغرلبك بإعادة الخليفة:
وأمّا طغرلبك فإنه انتصر على أخيه وقتله4، وكرَّ راجعًا إلى العراق، ليس له هَمٌّ إِلَّا إعادة الخليفة إلى رتبته وعزه5.
__________
1 النجوم الزاهرة "5/ 11".
2 الكامل في التاريخ "9/ 644".
3 المختصر في البشر "2/ 178".
4 المنتظم "8/ 197".
5 الكامل في التاريخ "9/ 646".(30/23)
إحصاء ما وصل للبساسيري من المصريين:
وحكى الحسن بن محمد القيلوليّ في تاريخه أنَّ الذي وصل إلى البساسيريّ من جهة المصريين من المال خمسمائة ألف دينار، ومن الثياب ما قيمته مثل ذلك، وخمسمائة فَرَس، وعشرة آلاف قوس، ومن السيوف ألوف، ومن الرِّماح والنِّشاب شيء كثير. وصل كل ذلك إليه إلى الرحبة1.
إمرة ناصر الدولة بن حمدان على دمشق:
وفيها قدم على إمرة دمشق الْأمير ناصر الدولة، وسيفها أبو محمد الحسين بن حمدان دفعة ثانية في رجب2. والله أعلم.
آخر حوادث هذه المجلدة، وعلقتها من خط مؤلفها الحافظ العلامة شمس الدين الذهبي
__________
1 النجوم الزاهرة "5/ 11، 12".
2 ذيل تاريخ دمشق "86"، وأمراء دمشق في الإسلام "27".(30/24)
بسم الله الرحمن الرحيم
وفيات الطبقة الخامسة والأربعون:
وفيات سنة إحدى وأربعين وأربعمائة:
حرف الْألف:
1- أَحْمَد بْن حمزة بْن مُحَمَّد بْن حمزة1، أبو إسماعيل الهرويّ الحدّاد، الصوفيّ، الملقَّب بعُّمَويّه.
كان كبير الصُّوفيّة بهَرَاة، سافر الكثير ولقي المشايخ.
وسمع بدمشق من عبد الوهاب الكلابيّ، وببعلبك الحسن بن عبد اللَّه بن سعيد الكِنْديّ، وبهرَاةَ أبا معاذ الهَرَويّ وجماعة.
روى عنه: خَلَف بن أبي بِشْر القُهُنْدزيّ2، ومسعود بن ناصر السِّجْزيّ، وجماعة.
توفيّ في رجب، وقد جاوز التّسعين.
2- أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن أَبِي نصر قاسم التميمي3.
أبو عليّ الدّمشقيّ المُعدّل، ولد الشّيخ العفيف.
حدّث عن: يوسف المَيَانجيّ، وأبي سليمان محمد بن عبد اللَّه بن زَبْر، وعبد المحسن الصفّار، وغيرهم.
روى عنه: الكتّّاني، وأبو الوليد الدّربَنْديّ، ونجا العطّار، وسهل بن بِشْر الْإِسْفرائينيّ، ومحمد بن الحسين الحنّائيّ، والحسن بن سعيد العطّار.
قال الكتّاني: توفِّي شيخنا أبو عليّ في شعبان، وكان ثقة مأمونّا صاحب أصول لم أر أحسن منها، وكان سماعه وسماع أخيه بخطّ والدهما، وكانت له جنازة عظيمة حضرها أمير البلد.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "3/ 59، 60".
2 القهندري: نسبة إلى قهندز بخارى بلاد شتَّى الأنساب "10/ 274".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 649".(30/25)
3- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن خُرجة.
القاضي العلَّامة أبو عبد اللَّه النهاونديّ.
سمع من: عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وغيره.
روى عنه: العفيف محمد بن المظفّر، وأبو القاسم عُبَيْد اللَّه بن محمد بن خُرْجة، وأخوه الخطيب أبو محمد الحسن، ومحمد بن عزّ، والنهاونديّون.
سمعوا منه في هذا العام، ولا أدري متى مات.
4- أَحْمَد بن عمر بن أحمد البرمكي1.
البغداديّ، أخو أبي إسحاق.
سمع: أبا حفص بن شاهين، قال الخطيب2: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
مات في جُمَادَى الْآخرة.
5- أَحْمَد بن محمد بن أحمد بن منصور3، أبو الحسن العَتيَقِيّ4 المجهِز5، بغداديّ مشهور.
سمع: علي بن محمد بن سعيد الرّزّاز، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وإسحاق بن سعد، وأبا بكر الأبهري، وأبا الفضل الزُّهْريّ، والحسين بن أَحْمَد بن فهد الموصِليّ، ومحمد بن سُفيان، وتمَّام بن محمد الرّازيّ الدمشقيّ، وأبا الحسين بن المُظفّر، وطائفة كبيرة.
روى عنه: ابنه أبو غالب محمد، وأبو عبد اللَّه بن أبي الحديد، وعبد المحسن بن محمد الشّيحيّ، وأبو القاسم ابن أبي العلاء، وخلقٌ كثير، آخرهم أبو عليّ محمد بن محمد بن المهدي.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 295، 296"، وطبقات الحنابلة "2/ 190".
2 في تاريخه.
3 تاريخ دمشق "7/ 173-176"، وسير أعلام النبلاء "17/ 602"، والبداية والنهاية "12/ 60".
4 العتيقي: نسبة إلى عتيق، وهو اسم لبعض أجداده "الأنساب 8/ 393".
5 المجهز: نسبة لمن يحمل مال البحار من بلد إلى بلد، ويسلمه إلى شريكه، ويرد مثله إليه.(30/26)
وقال الخطيب1: كان صدوقًا، وُلِدَ في أول سنة سبع وستين وثلاثمائة، وذكر لي أنَّ بعض أجداده كان يسمَّى عتيقًا، وإليه يُنْسَب.
وقال ابن ماكولا2: قال لي شيخنا العتيقيّ: إنّه رُوَيّاني الأصل. خرَّج على الصحيحين، وكان ثقة متقنًا يفهم ما عنده، وكان الخطيب ربّمّا دلَّسه يقول: أنبا أحمد بن أبي جعفر القطيعي.
قال الخطيب: توفِّي في صفر3.
6- أَحْمَد بن المظفَّر بن أَحْمَد بن يزداد4.
أبو الحسن الواسطيّ العطّار.
روى عن: أبي محمد بن السقّاء "مُسْنَد مُسدَّد".
رواه عنه: أبو نُعيْم محمد بن إبراهيم الْجُمّاري.
توفِّي فِي شعبان.
7- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن زكريّا بن زكريّا بن مفرّج بن يحيى بْن زياد بْن عَبْد اللَّه بْن خالد بن سعد بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ5.
أَبُو الْقَاسِمِ الزُّهْريّ الْإِفليليّ ثُمّ القُرْطُبيّ، وإفليل التي والده منها قرية من قرى الشّام.
روى عن: أبيه، وأبي عيسى اللَّيْثيّ، وأبي محمد الفاسي، وأبي زكريا من عائذ، وأبي بكر الزُّبيديّ، وأحمد بن أبّان بن سيّد، وجماعة.
ولي الوزارة للمستكفي باللَّه، وكان حافظًا للغة والأشعار، قائمًا عليها، لا سيما شِعر أبي تمّام، وأبي الطيّب المُتَنبيّ. وكان ذاكرًا للأخبار وأيام الناس، وبارعًا في اللغة، صادق اللهجة.
__________
1 في تاريخه "4/ 379".
2 في الإكمال "7/ 150".
3 تاريخ بغداد "4/ 379".
4 العبر "3/ 195".
5 الصلة لابن بشكوال "1/ 93"، وشذرات الذهب "3/ 266".(30/27)
ولد في شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو مروان الطبني، وأبو سراج، وآخرون.
وأقرأ الْأدب مُدّة.
وله مصنَّف في "شرح معاني شعر المُتنبّي"، وغير ذلك.
وتوفِّي في ذي القعدة بقُرطُبة.
حرف الباء:
8- بِشْروَيْه بن محمد بن إبراهيم.
الرئيس أبو نُعَيْم الْجُرْجانيّ الزاهد.
سمع من: بِشْر بن أَحْمَد الْإِسْفَرائينيّ.
وأجاز له إسماعيل بن نُجيد، وتُوُفّي في ربيع الأوّل بنيسابور.
حرف الحاء:
9- الحسين بن يعقوب:
أبو عبد اللَّه بن الدبّاس الواسطيّ، الملقَّب بجدَيرة -بالجيم.
سمع: أبا حفص الكتّانيّ، والمخلّص، وأحمد بن عُبَيْد بن بيْريّ، وابن جَهْضم، وجماعة.
سمع منه: عليّ بن محمد الجلّابيّ، وورَّخه.
10- الحسين بن عُقْبَةَ1:
أبو عبد اللَّه البصْريّ الضّرير. من أعيان الشّيعة.
قرأ على الشريف المُرتضى كتاب الذّخيرة وحَفِظَه، وله سبع عشرة سنة، وكان من أذكياء بني آدم، وَرَدَ أنّه قال: أقدر أحكي مجالس المرتضى وما جرى فيها من أول يوم حضرتُها.
ثم يسردها مجلسًا مجلسًا، والناس يتعجَّبون.
__________
1 لسان الميزان "2/ 299".(30/28)
حرف الرّاء:
11- رفق المستنصريّ1:
أمير دمشق عدّة الدولة.
ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعين بعد طارق المستنصريّ، وعُزِلَ بعد أيّام، وولي إمرة حلب.
حرف العين:
12- الملك العزيز2:
أبو منصور خسرو فيروز ابن الملك جلال الدولة أبي طاهر فيروز ابن الملك بهاء الدولة خرة فيروز الديلمي ابن الملك عضد الدولة فناخسرو ابن رُكن الدّين الحسين بن بُوَيَه.
وُلِدَ بالبصرة سنة سبع وأربعمائة، وولي إمرة واسط لَأبيه، وبرع في الأدب والَأخبار والعربية، وأكبَّ على اللَّهو والخلاعة.
وله شِعرٌ رائق، فمن ذلك وأجاد:
وأرقصٍ يستحثُّ الكفَّ بالقدم ... مُسْتَمْلِح الشَّكْل والأعطاف والّشَيمِ
يُرى لهُ نَبَرَاتٌ من أنامله ... كأنّها نبضات البرْق في الظُّلَمِ
يُراجِعُ الحثّ في الْإِيقاع من طربٍ ... تَرَاجُعَ الرَّجُلِ الفأْفاءِ في الكلِمِ
وله:
مَنْ ملَّني فلْينأَ عنّي راشدًا ... فمتى عرضتُ لهُ فلستُ براشِدِ
ما ضاقت الدُّنيا عليَّ بأسرِها ... حتّى تراني راغبًا في زاهدِ
ولمَّا مات أبوه سنة خمس وثلاثين وأربعمائة فارق العزيز واسطًا وأقام عند أمير العرب دُبَيْس بن مَزْيَد، ثمّ توجَّه إلى ديار بكر منتجعًا للملوك، فمات في ربيع الأوّل بميافارقين.
__________
1 أمراء دمشق في الإسلام "34" رقم "109".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 632"، شذرات الذهب "3/ 268".(30/29)
13- العبّاس بن الفضل بن جعفر بن الفضل بن موسى بن الحسين بن الفُرات:
أبو أحمد ابن الوزير، من بيت حشمة ورئاسة بمصر.
روى عن: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وغيره.
وعنه: الرّازيّ في مشيخته.
14- عبد اللَّه بن إسماعيل بن عبد الرحمن:
أبو نصر بن الصّابونيّ النَّيْسابوريّ.
سافر للحجِّ فدخل بلاد الروم، وعقد مجلسًا في قوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّه} [النساء: 100] الْآيَةُ. فمرض ومات -رحمه اللَّه، وحُمِلَ تابوته إلى نيسابور.
15- عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن عوْن اللَّه بن جُدَيْر القُرطُبيّ1:
رجل كبير القدْر، طويل العُمر، رحل سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة، فقرأ بمصر على أبي الطيّب بن غلْبُون.
ولقي بمكّة الدّينوريّ، وبالقيروان أبا محمد بن أبي زيد. ورجع.
وكان فاضلًا ناسكًا، زاهدًا، وَرِعًا، صدوقًا، من بيت علمٍ وشرف. وقد جرِّبت له دعوات مُستجابات، وكان إمام مسجد عبد اللَّه البَلَنْسيّ.
توفِّي -رحمه اللَّه- فِي جُمادى الْأولى، عن أربعٍ وثمانين سنة.
16- علي بن أَحْمَد الحاكم:
أبو أَحْمَد الْإِستِرَابَاذيّ، توفِّي بسمرقند.
17- عبد الصمد بن أبي نصر المعاصمي البخاريّ:
حدَّث عن أبي عمْرو محمد بن محمد بن جابر، وغيره.
وروى عنه: القاضي أبو المحاسن الروياني.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 332".(30/30)
18- علي بن إبراهيم بن نَصرُوَيْه بن سَخْتَام بن هَرْثَمة1:
الفقيه أبو الحسن الغزِّيّ السَّمَرْقَنْديّ، الحنفيّ المفتي.
رحل ليحجَّ، فحدَّث في الطريق ببغداد، وبدمشق عن: أبيه وأخيه إسحاق، ومحمد بن أحمد بن مت الأشتيخني2، وإبراهيم بن عبد اللَّه الرازي نزيل بُخارى، وأبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، ومنصور ابن نصر الكاغديّ، ومحمد بن يحيى الغيّاثي، وغيرهم.
روى عنه: أبو عليّ الْأهوازيّ، وهو أكبر منه، وأبو بكر الخطيب، ومنصور بن عبد الجبّار السمعاني، والفقيه نصر المقدسيّ، وفَيد بن عبد الرحمن الهمذانيّ، وآخر من روى عنه أبو طاهر محمد بن الحسين الحِنائيّ.
قال الخطيب3: كان من أهل العلم والتّقدُّم في مذهب أبي حنيفة. قال لي: ولدتُ في شعبان سنة خمسٍ وستين وثلاثمائة، وكان أبي يذكر أنّه من العرب، وأدركه أجَلُهُ في الطريق.
قلت: قد حدَّث بدمشق بثلاثة أجزاء مشهورة، وذلك في سنة إحدى وأربعين.
19- علي بن عبد اللَّه بن حسين بن الشبيه4:
أبو القاسم العلويّ البغداديّ الناسخ.
سمع: محمد بن المظفّر.
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا ديّنًا يورِّق بالَأجرة.
20- عليّ بن عمر بن محمد5:
أبو الحسن الحرَّاني، ثُمّ المصريّ الصوَّاف، المعروف بابن حمِّصَة، لم يرو شيئًا سوى "مجلس البطاقة"، لكنَّه تفرَّد به مدّة سنين. وكان آخر من حدَّث عن حمزة الحافظ، سمعه وهو مُراهق، فإنَّ شيخنا الدِّمياطيّ أنبأ أنه سمع ابن رواح قال: أنا السِّلَفيّ قال: قال أبو عبد اللَّه الرّازيّ: سمعنا ابن حِمِّصة يقول: وُلِدت سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 342"، وسير أعلام النبلاء "17/ 604، 605"، وشذرات الذهب "3/ 266".
2 الإشتيخني: نسبة إلى إشتيخن، وهي من قرى السغد بسمرقند "الأنساب 1/ 268".
3 في تاريخه "11/ 342".
4 تاريخ بغداد "12/ 9"، والبداية والنهاية "12/ 10".
5 سير أعلام النبلاء "17/ 601، 602"، وشذرات الذهب "3/ 266".(30/31)
وبالسند إلى السفلي: أنا أبو صادق، والرّازي قالا: قال لنا أبو الحسن: لمَّا أملى علينا حمزة حديث البطاقة صاح غريب من الحلقة صيحة فاضت نفسه معها، وأنا ممّن حضر جنازته وصلّى عليه.
روى عنه: هبة اللَّه بن محمد الشيرازيّ، وأبو النّجيب عبد الغفّار الْأرمويّ1، وأبو العبَّاس أَحْمَد بن إبراهيم الرّازيّ، وولده أبو عبد اللَّه محمد الرّازيّ، وهو آخر أصحابه، وأحمد بن عبد القادر اليوسُفيّ، وأبو صادق مرشد ابن يحيى، وآخرون.
وكمان سماعه من حمزة الكِنانيّ في سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة.
وتوفِّي في ثالث رجب، وصلَّى عليه الفقيه أبو محمد عبد اللَّه بن الوليد المالكي.
حرف الفاء:
21- فارس بن نصر2:
أبو القاسم البغدادي الخبّاز، سمع: أبا الحسين بن سمعون.
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا، ثمّ ذكر وفاته.
22- الفضل بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن محمود:
أبو القاسم الثقفيّ الْأصبهانيّ، والد الرئيس.
أملى عن: الحسن بن داود الْأصبهاني، وغيره.
وسمع بعد السبعين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
حرف القاف:
23- قِرْواش بن مُقَلِّد بْن المُسَيّب بْن رافع العَقِيلي3:
الْأمير أَبُو المنيع معتمد الدّولة ابن الْأمير حسام الدّولة أبي حسّان صاحب الموصل.
__________
1 الأرموي: نسبة إلى أرمية، وهي من بلاد أذربيجان "الأنساب "1/ 190".
2 تاريخ بغداد "12/ 391".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 633، 634"، والبداية والنهاية "12/ 62".(30/32)
ذكرنا والده في سنة إحدى وتسعين، وإنَّ قرواشًا وليَ الموصِل بعده، فطالت أيامه، واتَّسعت مملكته، فكان بيده الموصل والمدائن والكوفة وسقي الفرات، وقد خطب في بلاده للحاكم صاحب مصر، ثم رجع عن ذلك وخطب لخليفة الْإِسلام القادر باللَّه. فجهَّز صاحب مصر جيشًا لحربه، ووصلت الغُزّ إلى الموصل ونهبوا دار قِرْواش، وأخذوا له من الذهب مائتي ألف دينار، فاستنجد عليهم بدُبَيْس بن صدقة الْأَسَديّ، واجتمعا على حرب الغزِّ، فنصرا عيهم، وقتلا منهم خلقًا.
وكان قِرواش ظريفًا أديبًا شاعرًا نهَّابًا وهَّابًا جوّادًا.
ومِن شِعرهِ:
مَنْ كان يحمَدُ أو يذمّ مُوَرِّثًّا ... للمال من آبائه وجدوده
فأنا امرؤٌ لله أشكر وحده ... شكرًا كثيرًا جالبًا لمزيده
لي أشقرٌ ملء العِنانِ مُغَاوِرٌ ... يُعطيك ما يُرْضيك من محموده
مهند غضبٌ إذا جرّدْتُهُ ... خلت البروقَ تموج في تجريده
وبذا حويتُ المال إِلَّا أنني ... سلطتُ فيه يدي على تبديده1
وكان على سنن العرب، فورد أنّه جمع بين أختين فلاموه، فقال: خبِّروني ما الذي نستعمل من الشَّرع حتّى تتكلّموا في هذا.
وقال مرّةً: ما في رقبتي غير دمٍ خمسةٍ أو ستةٍ من العرب قتلْتُهم، فأمَّا الحاضرة فما يعبأ اللَّه بهم2.
ثم إنَّه وقع بينه وبين بركة ابن أخيه، فقبض عليه بركة وحبسه، وتلقَّب: زعيم الدّولة، وذلك في سنة إحدى وأربعين هذه، فلم تطُل دولته ومات في أواخر سنة ثلاثٍ وأربعين، فقام بعده أبو المعالي قُريش بن بدران بن مقلّد ابن أخيه، فأوّل ما ملك عمد إلى عمّه قِرواش أخرجه من السجن وقتله صبرًا بين يديه، وذلك في رجب سنة أربعٍ وأربعين.
وقيل: بل مات في سجنه، وقوي أمر قريش وعظم شأنه.
__________
1 الأبيات في الكامل في التاريخ "9/ 588".
2 المنتظم "8/ 147"، وفيات الأعيان "5/ 267".(30/33)
حرف الميم:
24- محمد بن إسحاق بن محمد:
القاضي أبو الحسن القُهُستانيّ1، الذي روى مُسند عليّ لمُطيّن في اثني عشر جزءًا بمصر، عن علي بن حسّان الذمميّ، فحدَّث به في هذا العام في ذي الحجّة.
وسمعه منه: أبو عبد اللَّه محمد بن أَحْمَد الرازيّ، فهذا الرجل ليس في مشيخة الرّازيّ.
وسمعه منه: أبو صادق مرشد المدينيّ، فسمعه السِّلفيّ من مرشد.
وقد حدَّث يحيى بن محمد بن أَحْمَد الرّازيّ بالمُسْنَد عن والده، عن القُهُستانيّ.
25- محمد بن أَحْمَد بن عليّ بن حمدان2:
الحافظ أبو طاهر، محدِّث مكثِر رحَّال.
تخرَّج بالحاكم، وسمع من: زاهر بن أَحْمَد بِسَرْخَس.
ومن: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عثمان الطرّازيّ، ومحمد بن عبد اللَّه الجوزقي الحافظ، وطَبقتهما بنَيْسابور.
ومن: محمد بن أَحْمَد غُنْجَار البخاري ببُخارى.
ومن: أبي سعد الْإِدريسيّ بسَمَرْقَند.
ومن: عليّ بن محمد بن الفقيه بالري.
ومن: أبي الصَّلْت الْأهوازيّ ببغداد.
ومن: عليّ بن أَحْمَد الخُزاعيّ ببُخارى.
ومن: أبي الفضل محمد بن الحسين الحدّاديّ بَمْرو.
عرفتُ سماعه منهم، من جَمْعِهِ طُرُق "حديث الطير"، ومن جَمْعِهِ مُسند بُهْز بن حكيم، كتبه عَنْه أبو سعْد مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسين النَّيْسابوريِّ في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
__________
1 القهستاني والقوهستاني: نسبة إلى قوهستان بنواحي هراة بالعراق وهمذان ونهاوند، وبروجرد وما يتصل بها. "الأنساب "10/ 264".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 1111، 1112"، وسير أعلام النبلاء "17 663، 664".(30/34)
26- محمد بْن أَحْمَد بْن عيسى بْن عبد اللَّه1:
القاضي أبو عبد اللَّه، أبو الفضل السَّعْديّ البغداديّ، الفقيه الشافعيّ، راوي معجم الصّحابة للبَغَويّ، عن ابن بطَّة العُكْبَريّ.
سمع: موسى بن محمد بن جعفر السِّمسار، وأبا الفضل عُبْيد اللَّه الزُّهريّ، وأبا بكر بن شاذان، وأبا طاهر المخلّص، وابن بطَّة، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبا الحسن بن الجنديّ ببغداد، وأبا عبد اللَّه الْجُعْفيّ بالكوفة، وابن جُمَيْع بصيداء، وحامد بن إدريس بالموصِل، وأبا مسلم الكاتب بمصر.
وسكن مصر وأملى وأفاد، وكان من تلامذة أبي حامد الْإِسْفَرَائِينيّ.
وري عنه: سهل بن بشِر الْإِسفرائينيّ، وعليّ بن مكي الأزدي، وأبو نصر الطرايثيثي، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ، وآخرون2.
وقد كتب عنه شيخه الحافظ عبد الغني، ومات قبله بنيّفٍ وثلاثين سنة.
توفِّي أبو الفضل السعديّ في شعبان، وقيل: في شوّال، فيحرَّر.
27- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن رُحيْم3:
أبو عبد اللَّه الصوريّ الحافظ، أحد أعلام الحديث.
سمع الحديث على كِبَر، وعُنِيَ به أتمَّ عناية، إلى أن صار فيه رأسًا.
سمع: أبا الحسين بن جُمَيْع، وأبا عبد اللَّه بن أبي كامل الْأطرابُلُسيّ، ومحمد بن عبد الصّمد الزّرافيّ، ومحمد ابن جعفر الكلاعيّ، والحافظ عبد الغنيّ بن سعيد المصريّ، وأبا محمد بن النحّاس، وعبد اللَّه بن محمد بن بُنْدار، وطائفة كبيرة بمصر.
وتخرَّج بعبد الغنيّ، ثم رحل إلى بغداد فأدرك بها صاحب الصفّار أبا الحسن بن مخلد، وطبقته.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 5، 6"، وشذرات الذهب "3/ 267".
2 تاريخ دمشق "25/ 413".
3 تاريخ بغداد "3/ 103"، والكامل في التاريخ "9/ 561"، وسير أعلام النبلاء "17/ 627-631".(30/35)
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقاضي العراق أبو عبد الله الدامغاني، وجعفر السرَّاج، والمبارك بن الطيوريّ، وسعد اللَّه بن صاعد الرّحبي، وآخرون.
قال: وُلِدت في سنة ست أو سبع وسبعين وثلاثمائة.
قال الخطيب1: وكان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كُتُبًا له، وأحسنهم معرِفةً به، لم يَقدِم علينا أفهم منه لعلم الحديث. وكان دقيق الخطّ، صحيح النقل، حدَّثني أنّه كان يكتب في الوجهة من ثُمْن الكاغد الخُراسانيّ ثمانين سطْرًا.
وكان مع كثرة طلبه ضعيف المذهب فيما يسمعه، ربّما كرّر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرَّات، وكان -رحمه اللَّه- يسرد الصَّوم لَا يُفطِر إِلَّا في الْأعياد.
وذكر لي أنَّ عبد الغنيّ كتب عنه أشياء في تصانيفه، وصرَّح باسمه في بعضها، وقال في بعضها: حدثني الورد ابن عليّ.
قال الخطيب: وكان صدوقًا، كتب عنِّي وكتبت عنه، ولم يزل في بغداد حتّى توفِّي بها في جُمَادى الْآخرة، وقد نيّفَ على السِّتين.
وذكره أبو الوليد الباجيّ فقال: الصوريُّ أحفظ من رأيناه.
وقال غيث بن عليّ الْأرمنازيّ: رأيت جماعة من أهل العلم يقولون: ما رأينا أحفظ من الصُّوريّ.
وقال عبد المحسن البغداديّ الشيميّ: ما رأينا مثله، كان كأنّه شُعْلة نارٍ بلسانٍ كالحسام القاطع2.
وقال السِّلفيّ: كتب الصُّوريّ صحيح البُخاريّ في سبعة أطباقٍ من الورق البغدادي، ولم يكن له سوى عينٍ واحدة.
قال: وذكر أبو الوليد الباجيّ في كتاب فِرق الفُقهاء قال: حدَّثني أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عليّ الورّاق -وكان ثِقةً متقنًا- أنَّه شاهد أبا عبد اللَّه الصُّوريّ، وكان فيِهِ حُسْنُ خُلقٍ ومِزاحٍ وضحِك، لم يكن وراءه إِلَّا الدّين والخير، لكنَّه كان شيئًا جُبِلَ عليه، ولم يكُن في ذلك بالخارق للعادة، ولا الخارج عن السَّمت، فقرأ يومًا جزءًا
__________
1 في تاريخ بغداد "3/ 103".
2 تاريخ بغداد "3/ 103".(30/36)
على أبي العبّاس الرّازيّ، وعنَّ لهُ أمرٌ أضحكهُ، وكان بالحضرة جماعة من أهل بلدنا، فأنكروا عليه ضِحكَهُ وقالوا: هذا لَا يصلُح ولا يليق بعلمِك وتقدُّمِك أن تقرأ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنت تضحك. وأكثروا عليه وقالوا: شيوخ بلدنا لا يرضون هذا.
فقال: ما في بلدكم شيخٌ إِلَّا يجب أن يقعد بين يديّ ويقتدي بي. ودليل ذلك أنِّي قد صرتُ معكُم على غير موعد، فانظروا إلى أي حديثٍ شئتم مِنْ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اقرأوا إسناده لَأقرأ متنه، أو اقرأوا متنه حتى أخبركم بإسناده1.
قال الباجيّ: لزمتُ الصوريُّ ثلاثة أعوام، فما رأيتهُ تعرَّض لفتوى.
وقال أبو الحسن بن الطُّيوريّ: كتبتُ عن خلْقٍ فما رأيت فيهم أحفظ من الصُّوريّ، كان يكتب بفرد عين، وكان متفنّنًا، يعرف من كل علم، وقوله حجّة.
قال: وعنه أخذ الخطيب علم الحديث.
قلت: وشعره ممّا رواه عنه الخطيب:
في جدّ وفي هزل إذا شئـ ... ت وجَدِّي أضعاف أضعاف هزلي
عاب قومٌ عليَّ هذا ولجّوا ... في عِتابي وأكثروا فيه عذْلي
قلتُ: مهلًا، لَا تُفرِطوا في ملامي ... واحكموا لي فيكم بغالب فِعْلي
أنا راضٍ بِحُكمُكم إن عدَلتم ... رُبَّ حُكمٍ يمضي على غير عدْلِ
وللصُّوريّ أيضًا:
قُل لمن عاند الحديث وأضَحى ... عائِبًا أهله ومن يدَّعيه
أبِعلمٍ تقولُ هذا؟ أبن لي، ... أم بجهلٍ فالجهلُ خُلُقُ السفيه
أيُعابُ الذين هم حفظوا الدِّ ... ين من التُّرِّهاتِ والتمويه
وإلى قولهم وما قد رَوَوْهُ ... راجِعٌ كلُّ عالمٍ وفقيه2
28- مزيد بن محمد السلمي:
الطوسي الفقيه.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1115، 1116"، وسير أعلام النبلاء "27/ 629".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 631"، والبداية والنهاية "12/ 61".(30/37)
روى عن: زاهر بن أَحْمَد الفقيه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الجرجاني.
29- مودود بن مسعود بن محمد بن سُبُكْتِكِين1:
أبو الفتح. توفِّي بغَزْنَة في رجب عن تسعٍ وعشرين سنة، تملَّك غَزَنة عشر سنين.
قال ابن الْأثير2: كان قد كاتب أصحاب الْأطراف ودعاهم إلى نُصْرته، وبذل لهم الأموال والْإِمرة على بلاد خُراسان، فأجابوه، منهم: أبو كاليجار صاحب أصبهان، فإنه سار بجيوشه في المفازة فهلك كثير من عسكره، ومرض هو ورجع، ومنهم: خاقان التُّرْك، فإنَّه أتى ترمذ فنَهِبَ وخرّبَ وصادر.
وسار مودود من غَزَنة فاعتراه قُولنج، فرجع وبعث وزيره لَأَخْذ سِجِستان من الغُزّ، فمات مودود، وملَّكوا بعده ابنه، خلعوه بعد خمسة أيّام، وملَّكوا عمَّ مودود، وهو عبد الرّشيد بن السّلطان محمود، ولقِّبَ شمس دين اللَّه.
30- الملك العزيز أبو منصور بن جلال الدّولة أبي طاهر بن بويه3:
توفِّي بظاهر ميّافارِقين، وله شِعرٌ رائق.
ورَّخه ابن نظيف، وقد كان قرأ العربيّة مُدّة بواسط على أبي الحسن الحسيني النّحْويّ المتوفَّى سنة ثمانٍ وثلاثين، وكانت مُدّة مملكته سبع سنين.
وهو أوَّل من تلقَّب بألقاب ملوك زماننا، وكانت دولته ضعيفة.
سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة:
حرف الْألف:
31- أَحْمَد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن مهران:
أبو بكر، الفقيه الأصبهاني الحافظ، توفِّي في شوال.
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 558، 559"، وسِيَر أعلام النبلاء "17/ 634"، والبداية والنهاية "12/ 62".
2 الكامل في التاريخ "9/ 558، 559".
3 تقدَّمت ترجمته برقم "12".(30/38)
يروي عن: أبي مسلم بن شهدل، وطبقته. وعنه: الحدّاد.
32- أَحْمَد بن عليّ بن الحسين1:
أبو الحسين التُّوزِيّ المُحتسِب البغداديّ.
سمع: عليّ بن لؤلؤ الورَّاق، ومحمد بن المظفّر الحافظ، ويوسف القوّاس.
قال الخطيب2: كان صدوقًا مُديمًا للسماع معنا. كتبتُ عنه.
ومات في ربيع الْأوّل، ولهُ سبعٌ وسبعون سنة.
قلت: روى عنه: جعفر السرَّاج.
33- أَحْمَد بن مسرور بن عبد الوهّاب بن مسرور بن أَحْمَد الْأسدّي البلديّ3:
ثم البغدادي، أبو نصر الخبّاز المقرئ.
قرأ على: منصور بن محمد القزاز صاحب ابن مجاهد برواية الدُّوريّ.
وعلى: عمر بن إبراهيم الكتّاني صاحب ابن مجاهد برواية عاصم.
وعلى: المُعافَى بن زكريّا الجريريّ، برواية قُنْبُل.
وقرأ المعافى على ابن شبنوذ، وغيره.
وقد قرأ أبو نصر أيضًا على: إبراهيم بن أَحْمَد الطَّبريّ، وعلى عليّ بن محمد العلّاف، وعلى الحماميّ، وأبي الحسن علي بن إسماعيل القطَّان المعروف بالخاشع، وغيرهم.
قرأ عليه: الزّاهد أبو منصور محمد بن أَحْمَد الخيَّاط، وأبو طاهر بن سَوّار، وأبو البركات عبد الملك بن أَحْمَد.
وقد سمعتُ من طريقه جزءًا في ترتيب التنزيل.
ومِمّن قرأ عليه أبو نصر: الحسن بن أَحْمَد الشَّهْرُزُوريّ والد أبي الكرم، وعبد
__________
1 العبر "3/ 199"، ولسان الميزان "1/ 223".
2 في تاريخ بغداد "4/ 324".
3 لسان الميزان "1/ 310"، وكشف الظنون "1778".(30/39)
السّيّد بن عَتَاب، وعلي بن الفَرَج الدِّينوريّ ابن الحارس، وأحمد بن الحسين القطّان، وغيرهم.
وكان قد سمع ببلده من: المطهّر بن إسماعيل القاضي أبي يعلى الموصلي، وببغداد من: ابن سمعون، وعيسى بن الوزير، وطائفة.
وصنَّف كتاب المفيد في القراءات السَّبْع، روى عنه: أبو منصور الخيّاط، وعبد الملك بن أَحْمَد الشَّهْرزُوريّ، وعلي بن أَحْمَد بن غنجان الشَّهْرُزُوريّ.
قال ابن خَيْرُون: مات سنة اثنتين وأربعين، وخلّط في بعض سماعه، ومولده سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
34- أحمد بن محمد بن عبد الواحد ابن الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدري1 التيمي:
الإمام أبو بكر المروروذي الفقيه الشافعيّ.
قَدِم بغداد وتفقَّه على أبي حامد الْإِسْفرائينيّ.
وسمع من: أبي أَحْمَد الفرضيّ، وابن مهديّ.
وبنيسابور: الحاكم، وطائفة.
ولهُ شِعرٌ وفضائل، حدَّث عنه: أبو بكر الخطيب.
ومات -رحمه اللَّه- بمَرو الرُّوذ، وقد قارب السَّبعين.
حرف الحاء:
35- الحسين بن الحسين بن يحيى بن زكريّا بن أَحْمَد البلخيّ2.
ثم الدّمشقيّ، أبو محمد:
روى عن جده يحيى عن ابن أبي ثابت.
ورى عنه: عبد العزيز الكتّاني.
36- الحسن بن خلَف بن يعقوب:
__________
1 تاريخ بغداد "1428"، والمنتخب من السياق "95، 96"، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي "تاريخ بغداد "3/ 33".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "6/ 334"، وتهذيب تاريخ دمشق "4/ 174".(30/40)
أبو القاسم البغداديّ المقرئ، الملقَّب بالحكيم.
سكن مصر، وأدَّب صاحب مصر.
وروى عن: ابن ماسي، وعليّ بن محمد بن كيسان، وابن لؤلؤ.
روى عنه: مشرف بن علي، والحبَّال، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وجماعة.
قال الحبَّال: كان ثقة، لكنَّه ابتلي.
37- الحسن بن عبد الواحد النجيرمي1 ثم المصري:
روى عن المهندس وغيره.
38- الحسن بن الشريف المُرْتَضي عليّ الموسويّ الرّافضيّ:
كان يلقَّب بالَأظهر. شيعيّ جلْد، معتزليٌّ لهُ تواليف. مات كهْلا.
39- الحسن بن محمد بن ناقة2:
أبو يَعْلى البغدادي الرزَّاز.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسي، وأبا الحسن الجراحيّ.
قال الخطيب3: كتبت عنه، وكان يتشيّع. مولده سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وسماعه صحيح.
توفِّي في ربيع الْآخر.
40- حمد بن عليّ بن محمّد:
أبو القاسم اللّاسلكيّ الرّوُيانيّ4 العدْل.
من التُّجَّار المعروفين.
سكن الرّيّ، وسمع من حَمْد بن عبد اللَّه، ومن عليِّ بن محمد القصار.
__________
1 البخيرمي: نسبة إلى بخيرم، وهي محلة بالبصرة. "الأنساب 12/ 45".
2 تاريخ بغداد "7/ 426"، والمنتظم "8/ 146".
3 في تاريخه.
4 الروياني: نسبة إلى رويان، وهي بلدة بنواحي طبرستان. "الأنساب "6/ 189".(30/41)
ورحل فسمع السُّنن بالبصرة من الهاشميّ.
وسمع من أصحاب الْأصمّ بنَيسابور، وأنفق على أهل الحديث أموالًا كثيرة.
ثمَّ رحل إلى ما وراء النّهر، فسمع من منصور الكاغَديّ. وكان البلد محصورًا.
قال: فأخذت الجواز لجماعة معي حتى دخلوا البلد وسمعوا من الكاغدي، يعني: بلد سَمرَقْند، فلمَّا فتح عليُّ تكين سمرقند قصدته وأخذت منه خطًا بأن لَا يؤذي ذلك الشيخ ومن في سكّته، وبذلت على ذلك مالًا.
توفِّي حمْد -رحمه اللَّه- بالريّ، وذكر ترجمته عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ.
حرف الخاء:
41- الخليل بن هبة اللَّه1:
أبو بكر التّميميّ البزّاز، الدّمشقي.
سمع: عبد الوهّاب الكِلابيّ، والحسن بن درسْتُوَيْه.
روى عنه: نجا بن أَحْمَد، وسهل بن بِشر الْإِسفْرائينيّ، وأبو طاهر الجنائي.
قال الكتاني: كان ثقة.
حرف الدال:
42- داود بن محمد بن الحسين بن داود:
أبو عليّ الحَسَنيّ العلويّ.
حرف السين:
43- سعيد بن وهْب:
أبو القاسم الكوفيّ، الدِّهْقان.
ثقة، روى عن: عليِّ بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الطيب بن النحاس.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "8/ 87، 88".(30/42)
44- سَلَمة بن أُميّة بن وديع1:
أبو القاسم التُّجَيْبيّ، الْإِمام الأندلُسيّ، نزيل إشبيلية.
رحل وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الطيب بن غلبون، وابي أحمد السامري، وغيرهم.
وأسرته الروم حال رجوعه، ثم أنقذه الله بعد سنين.
وكان مولده سنة خمس وستين وثلاثمائة، وتوفِّي في صفر بإشبيلية -رحمه الله.
قال ابن خزرج: كان ثقة فاضلا.
حرف العين:
45- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حسين الأصبهاني:
أبو محمد الكتاني. حدَّث عن أبي المقريّ.
مات في ذي الحِجّة.
46- عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فادويْه:
أبو القاسم الْأصبهاني التاجر.
توفِّي في جُمَادَى الآخرة، وكان مُتَشَدِّدّا على المبتدعة.
روى عن: أبي الشيخ، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بن الحسين بن أبي ذرٍّ الصّالْحانيّ، وغيره.
47- عليّ بن الحسين بن عليّ بن شعبان:
أبو الحسن بن أبي عبد اللَّه الخَوْلانيّ المصريّ.
سمع: محمد بن الحسين الدّقّاق، عن محمد بن الربيع الجيزيّ.
روى عنه: محمد بن أَحْمَد الرّازي في مشيخته.
وتوفِّي في شوال.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 225".(30/43)
48- عليّ بن عمر بن محمد1:
أبو الحسن بن القزوينيّ الحربيّ الزاهد.
سمع: أبا حفْص بن الزيّات، والقاضي أبا الحسن الجراحيّ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا بكر بن شاذان، وطبقتهم.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان أحد الزهَّاد المذكورين، ومن عبَّاد اللَّه الصالحين، يقرِئُ القُرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته إِلَّا للصلاة -رحمةُ اللَّه عليه.
قال: ولِدتُ سنة ستين وثلاثمائة.
وتوفِّي في شعبان، وغلِّقت جميع بغداد يوم دفْنهِ، ولم أرَ جمْعًا على جنازةٍ أعظم منه.
قلت: وله مجالس مشهورة يرويها النجيبُ الحرّانيُّ2.
روى عنه: أبو عليّ أَحْمَد بن محمّد البَرَدانيّ، وأبو سعد أَحْمَد بن محمد بن شاكر الطَّرَسُوسيّ شيخ ذاكر بن كامل، وجعفر بن أَحْمَد السرَّاج، والحسن بن محمد بن إسحاق الباقَرْحِيّ، وأبو العز محمد بن المختار، وهبة اللَّه بن أَحْمَد الرَّحْبيّ، وأبو منصور أَحْمَد بن محمد الصَّيَرَفيّ، وعليّ بن عبد الواحد الدينوري، وآخرون.
قال أبو نصر هبة اللَّه بن عليّ بن المُجلّى: حدّثني أبو بكر محمد بن أَحْمَد بن طلحة بن المنقّي الحربيّ قال: حضَرَت والدي الوفاةُ فأوصى إليَّ بما أفعله، وقال: تمضي إلى القزوينيّ وتقول لَهُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ، وَقَالَ لي: اقرأ على القزوينيّ منِّي السلام، وقُل لهُ: العلامة أنَّك كنت بالموقف في هذه السنة، فلمَّا مات أبي جئت إلى القزويني، فقال لي ابتداءً: مات أبوك؟ قلت: نعم.
فقال: رحمه اللَّه، وصدق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلّم، وصدق أبوك. وأقسم عليَّ أن لَا أحدِّث به في حياته، ففعلت.
أَنَا ابن الخلال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا السِّلَفيّ سألته -يعني شجاعًا الذُّهْليّ، عن أبي الحسن القزويني فقال: كان علَم الزهَّاد والصالحين وإمام الْأتقياء الورِعين. له كرامات
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 43"، وسِيَر أعلام النبلاء "17/ 609-613"، والبداية والنهاية "12/ 62"، وشذرات الذهب "3/ 268، 269".
2 الكامل في التاريخ "9/ 570".(30/44)
ظاهرة ومعروفة يتداولها الناس عنه. لم يزل يقرِئُ ويحدِّث إلى أن مات1.
وقال أبو صالح المؤذّن في مُعْجَمِهِ: أبو الحسن بن القزويني الشافعيّ المُشار إليه في زمانه ببغداد في الزُّهد والورَع وكثرة القراءة، ومعرفة الفقه والحديث.
قرأ القرآن على أبي حفص الكتّانيّ، وقرأ القراءات، ولم يكن يعطي من يقرأ عليه إسنادًا بها.
وقال هبة اللَّه بن المُجلْي في كتاب مناقب ابن القزوينيّ ما معناه: إنَّ ابن القزوينيّ كان كلمة إجماعٍ في الخير، وكان ممّن جُمِعت له القلوب، فحدَّثني أَحْمَد بن محمد الأمين قال: كتبت عنه مجالس أملاها في مسجده، كان أي جزءٍ وقع بيده خرّج به، وأملى منه عن شيخٍ واحد جميع المجلس، ويقول: حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يُنْتَقى.
قال: وكان أكثر أُصوله بخطّه.
قال: وسمعت عبد اللَّه بن سبعون القيرواني يقول: أبو الحسن القزوينيّ ثقة ثَبْت، وما رأيت أعقل منه2.
وحدَّث أبو الحسن البيضاويّ، عن أبيه عبد اللَّه قال: كان أبو الحسن يتفقَّه معنا على الدّارِكيّ وهو شابّ، وكان مُلازمًا للصمت قلَّ أن يتكلّم.
وقال: قال لنا أبو محمد المالكيّ: خرج في كتب القزوينيّ تعليق بخطِّه على أبي القاسم الدّاركيّ، وتعليق في النحو عن ابن جنِّي.
سمعت أبا العبّاس المؤدِّب وغيره يقولان: إنَّ أبا الحسن سمع الشاة تذكر اللَّه تعالى.
حدَّثني هبة اللَّه بن أَحْمَد الكاتب أنَّه زار قبر الشّيخ ابن القزوينيّ، ففتح ختمةً هناك، وتفاءل للشيخ، فطلع أول ذلك: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِين} [آل عمران: 45] .
وعن أبي الحسن الماوردي القاضي قال: صلَّيتُ خَلْفَ أبي الحسن القزويني،
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 610".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 611".(30/45)
فرأيت عليه قميصًا نقيا مطرَّزًا، فقلت في نفسي: أين الطُّرز من الزُّهد؟ فلمَّا سلَّم قال: سبحان الله، الطرز لا ينتقض أحكام الزهد1.
حدَّثني محمد بن الحسين القزّاز قال: كان ببغداد زاهدٌ خشِن العيْش، وكان يبلغه أنَّ ابن القزوينيّ يأكل الطيّب، ويلبس الرّقيق، فقال: سبحان اللَّه، رجلٌ مجمَعٌ على زهده وهذا حاله أشتهي أن أراه.
فجاء إلى الحربية، قال: فرآه، فقال الشّيخ: سبحان اللَّه، رجلٌ يومَأُ إليه بالزُّهد يعارض اللَّه في أفعاله، وما هُنا مُحرّمٌ ولا مُنكَر.
فطفق ذلك الرّجل يشهق ويبكي، وذكر الحكاية.
سمعت أبا نَصْر عبد السيّد بن الصبَّاغ يقول: حضرتُ عند القزوينيّ، فدخل عليه أبو بكر بن الرّحْبيّ فقال: أيُّها الشّيخ، أيُّ شيءٍ أمرتني نفسي أخالفها؟ قال: إن كنت مريدًا فنعم، وإن كنت عارفًا فلا.
فانصرفت وأنا مفكِّر وكأنَّني لم أُصوّبُه، فرأيتُ في النوم ليلتي شيئًا أزعجني، وكأنّ من يقول لي: هذا بسبب ابن القزوينيّ، يعني: لمّا أخذت عليه2.
وحدَّثني أبو القاسم عبد السّميع الهاشميّ عن الزّاهد عبد الصّمد الصّحراويّ قال: كنت أقرأ على القزوينيّ، فجاء رجلٌ مغطَّى الوجه، فوثب الشيخ إليه وصافحه وجلس معه بين يديه ساعة، ثم قام وشيَّعَه، فاشتدَّ عجيي، وسألت صاحبي: مَنْ هذا؟ فقال: أومَا تعرِفه؟ هذا أمير المؤمنين القادر باللَّه.
وحدَّثنا أَحْمَد بن محمد الْأمين قال: رأيت الملك أبا كالَيْجَار قائمًا يشير إليه أبو الحسن بالجلوس فلا يفعل.
وحدّثني عليّ بن محمد الطرّاح الوكيل قال: رأيت الملك أبا طاهر بن بُوَيْه قائمًا بين يديّ أبي الحسن يومِئُ إليه ليجلس فيأبَى3.
ثم حكى ابن المُجْلي لهُ عِدَّة كرامات منها شهود عرَفَة، وهو ببغداد، ومنها ذهب إلى مكّة فطاف ورجع من ليلته.
__________
1 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 302".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 612".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 612".(30/46)
وقد أَنَا ابن الخلال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا السِّلَفيّ: سمعت جعفر بن أحمد السرّاج يقول: رأيت علي أبي الحسن القزوينيّ الزاهد ثوبًا رفيعًا ليِّنًا، فخطر ببالي كيف مثله في زُهده يلبس مثل هذا؟ فقال لي في الحال بعد أن نظر إليَّ: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32] .
وحضرنا عنده يومًا في السّماع إلى أن وصلت الشمس إلينا وتأذَّيْنَا بحرِّها، فقلتُ في نفسي: لو تحوَّل الشّيخ إلى الظّلّ. فقال لي في الحال: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} [التوبة: 81] .
49- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ:
أَبُو الْحَسَن المقرئ الرّازيّ الحافظ الصّالح.
حدَّث بدمشق عن: أبي عليّ حمْد بن عبد اللَّه الْأصبهاني الرّازّي، وأبي سعد المالينيّ.
روى عنه: عبد العزيز الكتّاني.
50- عمر بن ثابت1:
أبو القاسم الثمانينيّ الموْصِليّ النحويّ الضرير.
من كبار أئِمّة العربيّة.
أخذ عن أبي الفتح بن جنّيّ، وغيره.
وعنه أخذ: أبو المعمر بن طباطبا العلويّ.
وكان هو وأبو القاسم بن برهان يقرئان العربي بالعراق، فكان الرؤساء يقرأون على ابن بُرْهان، وكان العوام يقرأون على الثمانينيّ.
وثمانين بُلَيْدَة كقرية من جزيرة ابن عمر، يُقال أنّها أوَّل قريةٍ بُنيت بعد الطوفان، ونزلها الثمانون أهل السفينة، فسُمّيَت بهم2.
__________
1 معجم البلدان "2/ 74"، والبداية والنهاية "12/ 62"، وشذرات الذهب "3/ 269"، ومعجم المؤلفين "7/ 279".
2 الأنساب "3/ 143".(30/47)
وله من التصانيف كتاب "شرح اللُّمَع"، وكتاب "المفيد" في النحو، وكتاب "شرح التصريف الملوكي".
توفِّي في هذه السنة في ذي القعدة.
حرف القاف:
51- القاسم بن أَحْمَد بن القاسم بن أبان:
حدَّث بأصبهان عن: عليّ بن محمد بن عمر الفقيه الرّازيّ.
روى عنه: أبو علي الحدّاد.
حرف الميم:
52- مُحَمَّد بْن أحمد بْن الْحُسَيْن1:
أبو الحسن بن المَحَاملّي. توفِّي في ربيع الْآخر.
53- محمد بن إسماعيل:
أبو بكر الجوهري.
حدَّث بمصر عن: ابن محمِش الزّياديّ، وأبي عمر بن مَهديّ.
روى عنه: الرّازي في مشيخته، وسهل بن بِشر الْإِسفْرائينيّ.
54- محمد بن طلحة بن علي بن الصّقر الكتّانّي2 البغداديّ:
من أولاد الشيوخ.
روى عن: أبيه، وأبي عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبي القاسم بن حبابة، والمخلّص.
قال الخطيب: كُتب عنه، وكان صدوقًا ديّنًا.
55- محمد بن عبد اللَّه بن فَضلَويَهْ:
أبو منصور الأصبهاني الوكيل.
روى عن: عبد الرحمن بن طلحة الطّلْحيّ، شيخ، روى عن: الفضل بن الخصيب، وابن الجارود.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 291"، والمنتظم "8/ 147، 148".
2 تاريخ بغداد "5/ 384".(30/48)
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
56- محمد بن عبد المؤمن1:
أبو إسحاق الْإِسكافيّ.
وُلِدَ سنة ستين وثلاثمائة ببغداد.
وسمع: أبا عبد اللَّه بن عُبيْد العسكري، ومحمد بن المُظفّر، والَأْبهريّ.
وكان فقيهًا مالكيا ثقةً.
وثَّقه الخطيب، وروى عنه.
57- محمد بن عبد الواحد ابن زوج الحُرّة محمد البغداديّ2:
الَأوسط من الْإِخوة، وهو أبو الحسن أخو أبي عبد اللَّه وأبي يَعْلَى. سمع من أصحاب البَغَوِيّ.
وسمع من: أبي عليّ الفارسيّ النحويّ، وعليّ بن لؤلؤ الورَّاق، وابن المظفّر، وهؤلاء.
قال الخطيب3: كتبنا عنه، وكان صدوقًا. وُلِدَ سنة إحدى وسبعين، ومات في جُمادى الْآخرة.
58- محمد بْن علي بْن محمد بْن يوسف4:
أبو طاهر بن العلّاف البغداديّ الواعظ.
سمع: أَحْمَد بن جعفر القطيعيّ، وأحمد بن جعفر الخُتُّليّ، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وغيرهم.
قال الخطيب5: كتب عنه، وكان صدوقًا ظاهر الوقار، له حلقة في جامع المنصور، ومجلس وعظ.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 385".
2 تاريخ بغداد "2/ 361"، وشذرات الذهب "3/ 269".
3 في تاريخ بغداد "2/ 361".
4 سير أعلام النبلاء "17/ 608"، وشذرات الذهب "3/ 269".
5 في تاريخه "3/ 104".(30/49)
مات في ربيع الْآخر.
قلت: روى عنه أيضًا: الحسن بن محمد الباقرجيّ، وأبو الحسين المبارك بن الطُّيُوريّ، وجماعة.
59- محمد بْن علي بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن بهرام1:
أبو بكر الجوزداني، ثم الأصبهاني.
وجوزدان مدينة ممّا يلي بلْخ، غير جوزدان التّي منها أبو بكر. والّتي هذا منها قرية على باب أصبهان.
كان مقرئًا مجوّدًا، طيّب الصَّوت، مُحّدثًا صاحب أصول.
قرأ القرآن على الشّيخ محمد بن أَحْمَد بن عبد الْأعلى الأندلسي.
وسمع من: أبي بكر بن المقري.
ورحل إلى بغداد فسمع من: أبي حفص بن شاهين، والمخلّص.
روى عنه: يحيى بن مَنْدَه الحافظ، ويحيى بن حسين الرّازيّ الحافظ، وغيرهما.
وتوفِّي في ذي القعدة، وكان إمام الجامع العتيق بأصبهان.
60- محمد بن محمد بن إسماعيل2:
أبو بكر البغداديّ الطاهريّ.
كان من أهل القرآن والعبادة والصّلاح والحجّ.
قال الخطيب: بلغني أنَّه حجَّ على قدميه أربعين حَجّة، وكان يصحب الفقراء. ثنا عن: أبي حفص بن شاهين، وأبي الحسين بن سمعون، وكان ثقة.
توفِّي فِي شعبان.
61- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أبي عبد الرحمن محمد بن يوسف3:
__________
1 الأنساب "3/ 363".
2 تاريخ بغداد "3/ 235".
3 المنتخب من السياق "46"، رقم "76".(30/50)
أبو بكر بن أبي نصر الشّحّام النَّيسابوريّ المقرئ الشروطي الزاهد الصالح، والد طاهر، وجدّ زاهر.
روى عن الحافظ أَحْمَد بن محمد الحِيريّ، وفائق الخاصّة، وصحيفة همّام، عن أبي القاسم النضر بن محمد المحميّ، وعن أبي بكر القطّان.
62- محمد بن مَهْرَان بن أَحْمَد بن محمد بن مهران1:
أبو عبد الله الخويي2، يُعْرَف بشيخ الإسلام.
حدَّث بدمشق، وحدَّث بأصبهان في هذه السنة، وانقطع خبره.
روى عن: المخلّص، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبي الحسن بن الْجُنْديّ.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصِّي، وعبد الرزّاق بن عبد اللَّه المَعَرّيّ، ومشرِّف بن المُرجَّا، وأبو عليّ الحسن بن أَحْمَد الحدّاد، وآخرون.
63- منصور بن محمد بن عبد اللَّه3:
أبو الفتح الْأصبهانيّ، ويُعْرَف بابن المُقدّر.
سكن بغداد، وحدَّث بها عن: أبي بكر عبد اللَّه بن محمد القبّاب.
قال الخطيب: كان داعية إلى الاعتدال يستهزئ بالَآثار. ثنا من لفظه فذكر حديثًا.
64- ماجة بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن ماجه القَزْوينيّ:
سمع: عليّ بن أَحْمَد بن صالح، والَّدارَقطنِيّ، وابن شاهين.
65- مهديّ بن أَحْمَد بن محمد بن شبيب:
الفقيه أبو الوفاء القانتيّ، نزيل أصبهان.
سمع بنيسابور: عبد اللَّه بن يوسف، وأبا عبد الرحمن السُّلَميّ.
وببغداد: هبة الله بن سلامة.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق "23/ 274".
2 الخويي: نسبة إلى خوى، وهي إحدى بلاد أذربيجان. "الأنساب 5/ 213".
3 تاريخ بغداد "13/ 86".(30/51)
روى عنه: أبو الفتح الحدّاد، وأبو عليّ الحدّاد، وأبو طاهر عبد الواحد الوشيح الذّهبي.
وكان أشعريًّا واعظًا، وصنَّف تفسيرًا.
وتوفِّي في ذي الحجّة بأصبهان.
حرف الياء:
66- يونس بن أَحْمَد بن يونس بن عيشون1:
أبو سهل الجذامي ابن الحرَّاني القُرْطُبيّ اللُّغَويّ.
أخذ عن: عمر بن أبي الحُباب، وابن سيّد.
وكان بصيرًا باللسان، حافظًا للُّغة والعَرُوض، قيِّمًا بالَأشعار، مليح الخطّ متقنًا، أقرأ النَّاس مُدّةً.
وكان عظيم اللّحية جدًّا.
روى عنه: أبو مروان بن سرّاج، وأبو مروان الطبني.
توفِّي في ذي الحجة عن تسع وسبعين سنة.
وفيَّات سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة:
حرف الألف:
67- أَحْمَد بن عثمان2:
أبو نصْر الجلّاب.
سمع: محمد بن إسماعيل الورَّاق، وابن أخي ميمي.
وعنه: الخطيب، وقال: ثقة صالح.
مات في المحرَّم، وقد نيَّف على الثمانين.
68- أَحْمَد بن عليّ بن أحمد3:
أبو الحسين البغدادي المؤدّب.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 686".
2 تاريخ بغداد "4/ 301".
3 تاريخ بغداد "4/ 324".(30/52)
أخو أبي طاهر ابن الأنباري الفارض.
سمع: أبا بكر الورَّاق.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
69- أحمد بن علي بن محمد بن سَلَمَة:
أبو العبّاس الفهميّ الأنماطيّ.
توفِّي بمصر في شعبان.
سمع قطعةً من "الموطَّأ" على عتيق بن موسى، عن أبي الرَّقْراق، عن يحيى بن بُكَيْر.
روى عنه: الرّازي في مشيخته.
وسمع منه جماعة أجزاء.
70- أَحْمَد بن قاسم بن محمد1:
أبو جعفر التجيبي الطليطلي، ويعرف بابن رافع رأسه.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وعبد اللَّه بن دُنيْن.
وكان من كبار الفقهاء، شاعر شُرُوطيّ، وكان بصيرًا بالحديث وعِللِه، له حلقة اشتغال.
توفِّي يوم عاشوراء.
قال ابن مظاهر: سمعتُ النّاس يقولون يوم وفاته: اليوم مات العِلمْ.
71- إسماعيل بن صاعد2:
أبو الحسن القاضي.
توفِّي بنيسابور في شهر رجب.
ذكره الفارسيّ فقال: إسماعيل بن صاعد بن محمد بن أحمد، قاضي القضاة أبو الحسن ابن عماد الْإِسلام أبي العلاء، أكبر أولاد أبيه سنًا، وأوسطهم حشمة وجاهًا.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 53".
2 المنتخب من السياق "136".(30/53)
ولي قضاء الرّيّ، ثم قضاء نَيْسابور ونواحيها، وكان من الرجال الدُّهاة، ولم يشتهر بشيءٍ من العلوم، إِلَّا أنّه كان دقيق النّظر، كيِّسَ الطّبْع، عارفًا برسوم القضاء وتربية الحشمة. كان قصير اليد عن الأموال، نقيّ الجانب.
وُلِدَ سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وسمّعه أبوه في سنة ثلاثٍ وثمانين، وبعدها.
وحدَّث عن: أبي الحسين الخفَّاف، والمخلَّديّ، وظفر بن محمد السيد.
وحجَّ سنة اثنتين وأربعمائة، فسمع من: أبي أَحْمَد الفَرَضيّ وغيره. وعقد للإملاء بعد الثلاثين وأربعمائة، وبُعِثَ رسولًا في أيّام طُغْرُلْبَك إلى فارس.
وتوفِّي بأيذَج، ونُقِل تابوته إلى نَيْسابور. أنا عنه الوالد، ومسعود بن ناصر، وجماعة.
حرف الباء:
72- بركة بن مقلّد1:
زعيم الدّولة أبو كامل العُقَيْليّ.
كان قد غلب على مملكة الموصل وغيرها، وقهر أخاه قِرْواشًا. وعاث وأفسد وعسَفَ، وانحدر في هذا العام إلى تكريت ليستولي على العراق، أو ينهب البلاد، فانتفض عليه جُرْحُهُ الّذي أصابه من الغزِّ فمات، فاجتمع جيشه العربُ على تأمير علَم الدّين قريش بن بدران بن مقلّد، فعاد إلى الموصل، وبعث إلى عمّه قِرْواش وهو محبوس يعرِّفه بوفاة بركة، ثمّ تقرَّر الأمر لقُريش، ودانت له تلك النّاحية، وردَّ عمه إلى الحبْس لكونه نازعًا.
حرف الحاء:
73- الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد2:
أبو عليّ الشاموخيّ المقرئ بالبصرة. له جزء معروف.
روى عنه: أَحْمَد بن محمد بن العبّاس صاحب أبي خليفة، ونحوه.
روى عنه: محمد بن الحسن بن باكير الفارسي.
__________
1 المنتظم "8/ 151".
2 شذرات الذهب "3/ 270"، وتاريخ التراث العربي "1/ 484".(30/54)
74- الحسين بن الحسن بن يعقوب بن الحسين بن بيان1:
أبو عبد اللَّه الواسطيّ، الدبَّاس المعروف بجُرَيْرة2.
توفِّي في صفر.
حرف الخاء:
75- خلف:
أبو القاسم البَلَنْسيّ3، مولى يوسف بن بُهْلُول.
كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك، له مُختصر في "المُدوَّنة" جمع فيه أقوال أصحاب مالك، هو كثير الفائدة.
روى عن: أبي بكر عمر بن المكويّ، وابن العطّار.
وأخذ عن: أبي محمد الأصيليّ.
وكان مقدَّمًا في علم الوثائق، وكان يُعرَف بالبربلي. وكان أبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه يقول: من أراد أن يكون فقيهًا من ليلته فعليه بكتاب البربلي.
توفِّي في ربيع الآخر.
حرف العين:
76- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبْدان4:
الَأزديّ الدِّمشقيّ الصفّار، المقرئ.
سمع: عبد الوهّاب الكلابيّ، وغيره.
روى عنه: ابن بنته أبو طاهر محمد بن الحسين الحنَّائيّ، وجماعة.
77- عبدُ الرحمن بن عبد اللَّه بن حسن5:
أبو القاسم الدّمشقيّ المقرئ الشّافعيّ.
__________
1 تقدَّمت ترجمته رقم "9".
2 في الترجمة الأولى "جديرة".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 169"، ومعجم المؤلفين "4/ 104".
4 تاريخ مولد العلماء ووفاتهم للكتاني "مخطوطة" 140.
5 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "14/ 276".(30/55)
حدَّث بمصر عن: عبد الوهّاب الكلّابي.
روى عنه: عبد المحسن البغداديّ.
وأثنى عليه أبو إسحاق الحبّال.
78- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أبي عليّ أَحْمَد بن عبد الرحمن1:
أبو القاسم الهمداني الذّكوانيّ الْأصبهانيّ المعدّل.
من بيت حشمة ورواية وعلم.
وروى عن: أبي الشّيخ بن حيّان، وأبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وجماعة.
وروى بالإجازة عن أبي القاسم الطَّبرانيّ، وهو آخر من روى فِي الدُّنيا عَنِ الطَّبَرانيّ.
وقد أملى عدّة مجالس، وحدَّث فِي هذا العام، ولا أعلمُ متَى توفِّي.
روى عنه: هادي بن الحسن العَلَويّ، وجعفر بن عبد الواحد بن محمد الثّقفيّ، وإسماعيل بن الفضل السّرّاج، وبُنْدار بن محمد الخلقانيّ، وأبو سعْد المطرّز، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون.
وتوفِّي في عَشْر السبعين سنة ثلاث.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: تكلّموا فيه، أَلْحَقَ في "بعض" سماعه، وسماعه "كثير" بخطّ أبيه.
وقال يحيى أيضًا: مات في ربيع الآخر.
79- عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن عبد الأعلى2:
أبو القاسم ابن الرَّقّيّ المعروف بابن الحرَّانيّ.
حدّث عن: نصر بن أَحْمَد المُرَجَّى، وأبي نصر الملاحميّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 608، 609".
2 تاريخ بغداد "10/ 387"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "15/ 301".(30/56)
ووثَّقه الخطيب، وقال1: مات بالرحبة، وكان قد سكنها، وقد تفقه على أبي حامد الإسفرائيني.
80- عبد الرزاق بن القاضي أبي بكر أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن جعفر:
أبو منصور اليرذي، ثم الأصبهاني الخطيب.
روى عن: أبي الشيخ، وجماعة.
وعنه: أبو سعد المطرز.
قال أبو موسى المديني: توفِّي في سنة ثلاث وأربعين.
81- عبيد الله بن محمد بن قزعة النجار2:
أبو القاسم بن الدلو.
سمع: أبا عبد الله بن عبيد الدقاق العسكري.
وحدَّث وتوفِّي في رمضان.
قال الخطيب: صدوق.
82- عُبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن لؤلؤ3:
أبو القاسم أمين القضاة.
وُلِدَ سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
وروى عن: القطيعي أبي محمد بن ماسي.
83- عليّ بن شجاع4:
أبو الحسن المصقلي الْأصبهاني الصُّوفيّ.
رحل إلى العراق، وإلى فارس وخُراسان، وسمع ثم سمَّع ولديه من الحافظ ابن منده.
__________
1 في تاريخه.
2 تاريخ بغداد "10/ 386"، والمنتظم "8/ 152".
3 المنتظم "8/ 151".
4 المنتخب من السياق "380"، والعبر "3/ 202".(30/57)
توفِّي في ربيع الأوّل.
وكان من أفاضل أهل أصبهان، حدَّث عن: الدَّارقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبي بكر بن جِشْنِش.
وهو شيبانيّ صريح النّسَب. سمع أبو طاهر السِّلفيّ من جماعةٍ من أصحابه.
84- عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم:
أَبُو القاسم الْأصبهانيّ القطَّان الدلَّال.
سمع: عبد الرحمن بن طلحة الطلحي بعد الثمانين وثلاثمائة.
وروى عنه: أبو علي الحدّاد.
85- عليّ بن محمد بن زيدان:
كان فاضلًا صالحًا ورعًا.
روى عن: قاضي الكوفة أبي القاسم بن أبي عابد.
روى عنه: أُبيّ النَّرْسِيّ.
86- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بن عيسى1:
أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ المصري، مُسنَد وقته بمصر.
سمع الكثير من أبي أَحْمَد بن النّاصح، والقاضي الذُّهليّ، وابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسَابوريّ، والحسن بن رشيق، وعليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس البغداديّ، وغيرهم.
روى عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو صادق مرشد بْن يحيى المَدِينيّ، وأبو عبد اللَّه الرّازيّ وقال: سمعتُ عليه ستّين جُزءًا أو أزيد.
توفِّي في شوّال.
حرف الميم:
87- محمد بن إسماعيل بن الحسن بن جعفر:
القاضي أبو جعفر العَلَويّ الحُسينيّ النّقيب بواسط.
توفِّي في شوَّال.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 613"، ومرآة الجنان "3/ 61".(30/58)
حدَّث عن الحافظ أبي محمد بن السّقّاء.
88- محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عُبَيْد بن سعدان1:
أبو عبد اللَّه الْجُذَاميّ الزِّنْبَاعيّ، مولاهم الدّمشقيّ.
كان أسنَد من بقي بدمشق.
سمع: جمح بن القاسم، والحسن بن منير، وأبا عمر بن فَضَالة، ومحمد بن سليمان الرَّبَعيّ، ومحمد بن عبد اللَّه بن زَبْر، ويوسف بن القاسم المَيَانِجِيّ، وغيرهم.
روى عنه: الكتّانيّ، وأبو القاسم المصِّيصيّ، والفقيه نصر المقدسيّ، وسهل الْإِسْفَرائينيّ، ونجا العطّار، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحِنّائيّ، وعليّ بن الموازينيّ، وهو آخر من حدَّث عنه.
قال الكتاني: توفِّي يوم عرفة، وعنده ستّة أجزاء أو نحوها2.
قلت: وأخطأ من قال: إنَّ عبد الكريم بن حمزة سمع منه.
89- محمد بن عليّ بن عَمْرَوُيَهْ3:
أبو سعد، الوكيل النَّيْسَابُوريّ.
سمع: أبا محمد المخلدي، وأبا الحسين الخفاف، وغيرهما، وحدَّث.
90- محمد بن علي بن محمد بن صخر4:
أبو الحسن القاضي الأزدي البصري الضرير.
كان كبير القدر، عالي الْإِسناد، حدَّث بمصر والحجاز، وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السِّجْزي، وأملى عِدَّة مجالس، وقع لنا منها خمسة.
روى عن: أبي بكر أَحْمَد بن جعفر السَّقْطي، وفهد بن إبراهيم بن فهد السَّاجيّ، ويوسف بن يعقوب النَّجِيرميّ، وأبي العبَّاس أَحْمَد بن عبد الرحمن الخاركي، وأبي
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "23/ 19"، وسير أعلام النبلاء "17/ 635، 636".
2 مختصر تاريخ دمشق "23/ 19".
3 المنتخب من السياق "48".
4 سير أعلام النبلاء "17/ 638"، وشذرات الذهب "3/ 271".(30/59)
محمد الْحَسَن بْن عليّ بْن الْحَسَن بن عمرو الحافظ ابن غلام الزُّهريّ، وأبي أَحْمَد محمد بن محمد بن مكِّي الْجُرْجانيّ، وعمر بن محمد بن سيف، وأحمد بن محمد بن أبي غسَّان الدَّقيقيّ، وطائفة سواهم.
روى عنه: جعفر بن يحيى الحكاك، وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الوهّاب القَرَويّ، وأبو خَلَف عبد الرّحيم بن محمد الآملي الصوفي، والمطهر بن علي المبيذي1، والقاضي أبو زيد عبد الرحمن بن عيسى القرطبي جَدّ الطرطوشي لأمه، وإسماعيل بن الحسن العلوي، وأبو الوليد سليمان بن خلَفَ الباجيّ، وغيرهم.
قال أبو إسحاق الحبّال: توفِّي بزَبِيد في جُمادى الآخرة رحمه اللَّه.
قلتُ: وقد روى البيهقيّ في "الطّلاق" عن الحسن بن أَحْمَد السَّمَرْقَنْديّ قال: كتب إلينا ابن صخر من مكّة. فذكر حديثًا.
91- محمد بن محمد بن خلف2:
أبو الحسن البصروي الشاعر.
مدج الأكابر، وبُصرى الّذي هو منها قرية دون عُكْبرا.
92- مُسافر بن الطَّيِّب بن عبَّاد3:
الزاهد المقرئ أبو القاسم، صاحب قراءة يعقوب.
شيخٌ معمر، عارف قراءة يعقوب الحَضْرميّ.
قرأ بها على الْإِمام أَبِي الْحَسَن عليَّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن خُشنام المالكيّ بالبصرة.
وسمع الحديث من أبي إسحاق الهُجَيْميّ، لكنْ ضاع سماعه، قال الخطيب4: كان شيخًا صالحًا. توفِّي في شوَّال. وقال لي أَحْمَد بن خيرون: سمعته يقول: وُلِدتُ سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة.
__________
1 الميبذي: نسبة إلى ميبذ، وهي بلدة بنواحي أصبهان. "الأنساب 11/ 557".
2 الكامل في التاريخ "9/ 580، 581"، والبداية والنهاية "12/ 63".
3 تاريخ بغداد "13/ 231"، وغاية النهاية "2/ 293، 294".
4 في تاريخه "13/ 231".(30/60)
قلت: قرأت عليه أبو الفضل أَحْمَد بن خيْرون، وعَبْدُ السّيّد بن عتّاب، وعليّ بن الجرّاح، وثابت بن بندار، وأحمد ابن عبد القادر يوسف.
93- مَسْعَدَة بن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيلي1:
أبو الفضل الْجُرْجَانيّ.
سمع: أباه، وعمّه أبا نصر، وأحمد بن موسى الباغشيّ2، ويوسف بن إبراهيم السَّهْميّ، وأبا بكر الآبَنْدُونيّ3، وأملى الكثير.
توفِّي في شوّال.
وهو والد الشيخ أبي القاسم إسماعيل بن مَسْعَدَة.
حرف الهاء:
94- هبة اللَّه بْن الحسين بْن عليّ:
كمال الملك أبو المعالي، أخو الوزير عميد المُلْك محمد.
وَزَر لجلال الدّولة أبي طاهر بن أبي نصر بن بُوَيْه مرَّتين، الأخيرة سبع سنين.
ووزر لَأبي كالَيْجار ولولده، وفتح له ممالك، وظَلَم وسفك وعسف وصَادَرَ. هلك في المصاف بين أبي نصر وأخيه أبي منصور.
وقد مدحه الشَّريف المُرتضى، فسُرَّ بذلك.
هلك في ربيع الآخر كهلًا.
سنة أربع وأربعين وأربعمائة:
حرف الألف:
95- أَحْمَد بن عليّ بن الحسين4:
__________
1 تاريخ جرجان للسهمي "465".
2 الباغشي: نسبة إلى باغش، وهي من قرى جرجان. "الأنساب 2/ 44".
3 الآبندوني: نسبة إلى أبندون، وهي من قرى جرجان. "الأنساب 1/ 91".
4 الأنساب "10/ 374"، وسير أعلام النبلاء "17/ 607".(30/61)
أبو غانم المَرْوَزِيّ الكُرَاعيّ1، نسبة إلى بيع الأكارع.
كان مُسْنِد مَرْو في زمانه.
روى عن: أبي العبَّاس عبد اللَّه بن الحسين النَضْريّ، صاحب الحارث بن أبي أُسامة، وأبي الفضل محمد بن الحسين الحدّادي، وغيرهما.
روى عنه: أبو الفضل محمد بن أَحْمَد الطَّبَسيّ، وأبو المُظَفَّر منصور بن السَّمْعانيّ، وطائفة، آخرهم حفيده أبو منصور محمد بن عليّ الكُراعيّ.
وروى عنه أيضًا: أبو المحاسن الرُّويَانيّ.
وحديثه في بلد الرّيّ من أربعي البلدان.
96- أَحْمَد بن محمد بن حُمَيْد بن الأشعث2:
أبو نصر الكُشّانيّ3 السَّمَرْقَنْديّ القاضي.
توفِّي في هذه السّنة، أو بعدها بقليل.
وكان مُعمّرًا طاعنًا في السِّن، عاش مائة وعشرين سنة فيما بَلَغَنا.
روى عن: أَحْمَد بن محمد بن إسماعيل البخاريّ.
حرف الحاء:
97- الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن أَحْمَد بن وهب4:
التميمي الواعظ، أبو علي ابن المُذْهِب البغداديّ.
راوي المُسْنَد.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسيّ، وأبا سعيد الحُرْفيّ، وأبا الحسن بن لُؤلُؤ، وأبا بكر الورَّاق، وأبا بكر بن شاذان، وجماعة كثيرة.
__________
1 الكراعي: نسبة إلى بيع الأكارع والرءوس. "الأنساب 10/ 431".
2 الأنساب "10/ 432".
3 الكشاني: نسبة إلى الكشانية، وهي بلدة بنواحي سمرقند. "الأنساب 10/ 431".
4 تاريخ بغداد "7/ 390"، وسير أعلام النبلاء "17/ 640-643"، والبداية والنهاية "12/ 63، 64"، وشذرات الذهب "3/ 271".(30/62)
قال الخطيب1: كتبنا عنه، وكان يروي عن القطيعيّ مُسْنَد أَحْمَد بأسره، وكان سماعه صحيحًا إلّا من أجزاءٍ منه، فإنه أُلحِق اسمَه فيها. وكان يروي كتاب الزُّهْد لَأحمد، ولم يكن له به أصل، وإنّما كانت النُّسخة بخطِّه، وليس بمحلٍّ للحجّة.
حدَّث عن أبي سعيد الحُرْفيّ، وابن مالك، عن أبي شُعَيْب، ثنا البابْلُتّي2، ثنا الأوزاعي، ثنا هارون بن رياب قال: "من تبرَّأ من نسبٍ لدقِّتِهِ أو ادَّعاه فهو كُفر"3.
قال الخطيب4: وجميع ما كان عنده عن ابن مالك جزء، وليس هذا فيه. وكان كثيرًا يعرض عليَّ أحاديث في أسانيدها أسماء قوم غير منسوبين ويسألني عنهم فأنسبهم له، فيلحق ذلك في تلك الأحاديث موصولة بالَأسماء، فأنهاه فلا ينتهي.
وسألته عن مولده فقال: سنة خمسٍ وخمسين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه: أبو الحسين المبارك بن الطُّيوري، وأبو طالب عبد القادر بن محمد اليوسفيّ، وابن عمه أبو طاهر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد اليُوسفيّ، وأبو غالب عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الملك الشَّهْرُزُوريّ، وأبو المعالي أَحْمَد بن محمد بن علي ابن البُخاريّ الذي كان يُبَخِّر في الْجُمَع، وأبو القاسم هبة اللَّه بن الحُصَيْن وهُوَ آخِرُ من حدَّث في الدُّنيا عن ابن المُّذهِب.
وقال أبو بكر بن نقطة5: قال الخطيب: كان سماعه صحيحًا إِلَّا في أجزاء، ولم يُنبّه الخطيب في أيّ مُسْندٍ هي، ولو فعل لَأتى بالفائدة، وقد ذكرنا أنَّ مُسْنَدَيْ فَضَالة بن عبيد وعوف بن مالك لم يكونا في كتاب ابن المُذَهِب، وكذلك أحاديث من مُسْنَد جابر لم توجد في نسخته، رواها الحرَّاني عن القطيعيَّ، ولو كان يُلْحِق اسمه كما زعم لَألحق ما ذكرناه أيضًا، والعجب من الخطيب يُردّ قوله بِفِعْلِهِ، وهو أنّه قال: روي "الزُّهْد" من غير أصل، وليس بمحل للحجة، ثم روى عنه من "الزهد" في مصنفاته6.
__________
1 في تاريخه "7/ 390، 391".
2 البابلتي: نسبة إلى بابلت موضع بالجزيرة. "الأنساب 2/ 14".
3 تاريخ بغداد "7/ 391".
4 في تاريخه.
5 في الاستدراك.
6 ميزان الاعتدال "1/ 511"، وسير أعلام النبلاء "17/ 642".(30/63)
أخبرنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الخلَّال، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا السِّلفيّ: سألتُ شجاعًا الذُّهَليّ، عن ابن المُّذْهِب فقال: كان شيخًا عسرًا في الرّواية، وسمع حديثًا كثيرًا، ولم يكُن مِمَّن يُعتَمَد عليه في الرّواية، كأنّه خلط شيئًا من سماعه1.
قال لنا السِّلَفيّ: كان مع عُسْره متكلِّمًا فيه؛ لَأنَّهُ حدَّث بكتاب الزُّهْدَ لأحمد بعدما عُدِمَ أصله، من غير أصل، فتُكُلِّم فيه لذلك.
وقال الحافظ أبو الفضل بن خيرون: توفِّي ابن المُذَهِب ليلة الجمعة، ودُفِنَ يوم الْجُمعة تاسع عشر شهر ربيع الآخر. حدَّث عن ابن مالك بمسند أَحْمَد، وعن ابن ماسي، وعن جماعة.
وحدَّث أيضًا بزُهْد أَحْمَد.
سمعت منه الجميع، وسمع ابن أخي منه زُهْد أَحْمَد.
98- الحسن بن عليِّ بن زيد بن الهَيْثَم:
أبو عليِّ الدِّهقان الصوفيّ.
توفِّي بالكوفة.
روى عن: أبي الطَّيّب بن النّحّاس.
روى عنه: أبو الغنائم النَّرسيّ.
99- الحسن بن عليِّ بن عَمْرو2:
أبو محمد المصحِّحِّ التّميميّ الدِّمشقيّ النُّحْويّ.
سمع: عبد اللَّه بن محمد الحِنّائي، وابن أبي الحديد.
روى عنه: أبو القاسم النّسيب ووثَّقه، وأبو سعد السَّمّان.
100- الحسين بن عليّ بن الدبَّاغ:
أبو عبد اللَّه الطائيِّ الكوفيّ الخزّاز.
روى عن: أبي هشام التيْمُليّ. روى عنه: النَّرسيّ.
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 511"، وسير أعلام النبلاء "17/ 642، 643".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 50"، وتهذيب تاريخ دمشق "4/ 232، 233".(30/64)
101- حمزة بن عليّ الزُّبَيْرِيّ المصريّ:
توفِّي في رمضان. قاله الحبَّال.
حرف الرَّاء:
102- رشأ بن نظيف بن ما شاء اللَّه1:
أبو الحسن الدِّمشقيِّ المقرئ.
قرأ بحرف ابن عامر على أبي الحسن بن داود الدَّارانيّ.
وقرأ بمصر والعراق بالرِّوايات.
قرأ عليه جماعة آخرهم موتًا أبو الوحش.
وسمع الحديث من عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأحمد بن محمد بن سرام، وأبي مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وأبي الفتح بن سيخت، والحسن بن إسماعيل الضرَّاب، وطلحة بن أُسد، وأبي عمر بن مهديّ، وجماعة كثيرة.
روى عنه: رفيقه أبو عليّ الأهوازيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعليّ بن الحسين بن صصرى، وسهل بن بِشر، وأحمد بن عبد الملك المؤذِّن، وأبو القاسم عليِّ بْن إِبْرَاهِيم النّسيب، وأبو الوحش سبيع.
ووُلِدَ في حدود سنة سبعين وثلاثمائة.
وله دارٌ موقوفة على القرَّاء بباب النّاطفانّيين.
قال الكتّانيّ: توفِّي في المحرَّم، وكان ثقةً مأمونًا، وانتهت إِليْهِ الرئاسة في قراءة ابن عامر2.
حرف الزَّاي:
103- زيد بن أَحْمَد بن الصَّيْقَل النَّسّاج:
سمع: أبا خازم الوشَّاء، وأبا طالب بن الصباغ. وعنه: أبو النرسي.
__________
1 الإعلام بوفيات الأعلام "184"، وشذرات الذهب "3/ 271".
2 مختصر تاريخ دمشق "8/ 324".(30/65)
حرف السين:
104- سعيد بن محمد بن البغونش الطليطلي1 الطبيب:
أخذ الطب عن: سليمان بن جُلْجُل، ومحمد بن عَبْدُون.
وأخذ الهندسة والعدد عن: مسلمه بن أَحْمَد بقُرْطُبَة.
واتَّصل بأمير طُلَيْطِلَة الظافر إسماعيل بن عبد الرَّحمن بن ذي النَّون، وحظي عنده، ثم لزِم بيته، وأقبل على تلاوة القرآن. وله تصانيف.
توفِّي في رجب، وله خمسٌ وسبعون سنة.
105- سوار بن محمد بن عبد اللَّه بن مطرِّف بن سوار بن دحون:
أبو القاسم القُرْطُبيّ.
كان من أهل العِلم والذَّكاء، حافظًا للمسائل، عارفًا بعقد الشّروط، حافظًا لَأخبار قُرْطُبَة وسِيَر مُلُوكها.
وكان حليمًا وقورًا فصيحًا بليغًا متودّدًا.
عاش خمسًا وسبعين سنة، وتوفِّي في جُمَادى الآخرة.
106- سيف بن محمد العلويّ:
أبو القاسم.
قال أبو الغنائم النُّرْسيّ: ثنا عن عليِّ بن عبد اللَّه العُطّارَديّ النجَّار، وكان صحيح السَّمَاع.
حرف العين:
107- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مكِّيّ2:
أبو محمد بن ماردة المقرئ السوّاق.
قرأ برواية أبي عمرو علي بن الفرج الشنبوذي.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 143"، والمنتظم "8/ 156".
2 في تاريخه.(30/66)
وسمع من: ابن عُبَيْد العسكريّ، وعليّ بن كَيْسان.
قال الخطيب1: كتبنا عنه، وكان صدوقًا ديِّنًا.
مات في ذي القعدة.
قلت: روى عنه أبو منصور بْن أَحْمَد بْن ...
108- عَبْد اللَّه بْن محمد الْجَدَليّ2:
أبو محمد بن الزَّفت الأندلسيِّ، خطيب المَرِيّة.
رحل وسمع من: أبي الحسن القابِسي، وأحمد بن فراس المكِّيّ.
توفِّي في جمادى الأولى.
109- عبد الرَّشيد بن الملك محمود بن سُبُكْتِكِين3:
صاحب غَزْنة، تملَّك بعد موت ابن أخيه نحو ثلاثة أعوام.
وكان مقدِمَ جيشه طُغْرُل أحد الأبطال فجهَّزه، فافتتح فتوحًا، وحدَّث نفسه بالمُلك، وأطاعه الجيش وجاء بهم، فأحسَّ عبد الرَّشيد بالغدر، فالتجأ إلى قلعةٍ وتحصَّن، فعمل عليه نُوّاب القلعة، وأسلموه إلى طُغْرُل، فقتله وتملَّك في هذا العام، ثم قتله بعض الأمراء ولم يُمْهِله اللَّه.
110- عبد العزيز عليِّ بن أَحْمَد بن الفضل بن شَكَر4:
أبو القاسم البغداديِّ الأزجيّ الخيَّاط المفيد.
سمع الكثير من: ابن كَيْسان، وأبي عبد اللَّه العسكريّ، وأبي سعيد الحُرْفيّ، وعبد العزيز الخِرَقيّ، وابن لؤلؤ الورَّاق، ومحمد بن أَحْمَد المفيد، فمن بعدهم.
قال الخطيب5: كتبنا عنه، وكان صدوقًا كثير الكتاب.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 274، 275".
2 الكامل في التاريخ "9/ 582-584".
3 تاريخ بغداد "10/ 468"، وسير أعلام النبلاء "18/ 18، 19".
4 في تاريخه.
5 نسبة إلى بلدة من بلاد المشرق يقال لها: كاشغر. "الأنساب".(30/67)
وُلِدَ سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وتوفِّي في شعبان. قلت: وله مصنَّف في الصفات.
روى عنه: القاضي أبو يعلي الحنبليّ، وعبد اللَّه بن سبعون القيروانيّ، والحسين بن الألمعيِّ الكاشْغَريّ، وحمد بن إسماعيل الهمذاني.
111- عبد الكّريم بن إبراهيم1:
أبو منصور الْأصبهانيّ، ابن المطرِّز.
روى عن: أبي الحسن بن كَيْسان.
وعنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا.
112- عبْد الوَهّاب بن أَحْمَد بن إبراهيم2:
المقرئ البغداديّ أبو محمد، المعروف بابن بُكَيْر العطَّار.
سمع: السَّوسنِجْرديّ، وابن الصّلت المحبّر.
روى عنه: أبو طاهر بن سوار شيئًا من القراءات.
وورَّخه ابن خَيْرون.
113- عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن مَعْمَر3:
أبو بكر التميميّ القُرْطُبيّ.
روى عن أبي محمد الأصيليّ، وأبي عُمَر بن المكْويّ، وعبّاس بن أصْبَغ.
وكان عالمًا بمذهب مالك، قائمًا بحُجَجِه، حسن الاستنباط، بارعًا في الأدب.
توفِّي -رحمه اللَّه- في المحرَّم، وقد ناهز الثمانين.
114- عُبَيْد اللَّه بن سعيد بن حاتم بن محمد بن علويه4:
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 80"، المنتظم "8/ 156".
2 ذيل تاريخ بغداد لابن النجار "15/ 313-315".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 302".
4 معجم البلدان "5/ 356"، وسير أعلام النبلاء "17/ 654-657"، وشذرات الذهب "3/ 271، 272".(30/68)
الحافظ أبو نصْر الوائليّ البكريّ السِّجْزيّ، نزيل مصر، ومصنِّف كتاب "الْإِبانة الكبرى عن مذهب السَّلف في القرآن"، وهو كتاب طويل جليل في معناه، يدلُّ على إمامة المُصنِّف -رحمه اللَّه.
وهو راوي الحديث المسلسل بالَأوَّليَّة.
روى عن: أَحْمَد بن إبراهيم بن فِراس العَبْقَسِيّ، وأبي عبد الله محمد بْن عَبْد الله الحاكم، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ، وحمزة المهلّبيّ، وأحمد بن محمد بن موسى المُجْبِر، ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري، والقاضي أبي محمد عبد اللَّه بن محمد الأسديِّ بن الاكفانيِّ، وابن مهديِّ، وأبي العلاء عليِّ بن عبد الرَّحيم السُّوسيّ، وأبي محمد بن محمد بن البيِّع، سمعوا من المحامليِّ أربعتهم، وأبي عبد الرحمن السُّلميِّ، وأبي محمد عبد الرّحمن بن عمر بن النَّحّاس، وعبد الرحمن بن إبراهيم القطار، وعبد الصَّمد بن زُهير بن أبي جرادة الحلبيِّ، وسمعوا ثلاثتهم من أبي سعيد بن الأعرابي.
ورحل في الحديث بعد سنة اثنتين وأربعين، فسمع بنَيْسابور، وببغداد، وبالبصرة، وواسط، ومكّة، وحلب، ومصر.
وقد سمع قبل أن يرحل بسِجِسْتان من الوزير محمد بن يعقوب بن حمُّويْه، أنا محمد بن أَحْمَد بن الغَوْث بِبُسْت: ثنا الهيثم بن سهل التستُّريّ، ثنا حمَّاد بن زيد، فذكر حديثًا.
روى عنه: أبو إسحاق الحبَّال، وجعفر بن أَحْمَد السّرّاج، وسهل بن بشر الْإِسْفرَائينيّ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو مَعْشَر الطَّبَريّ، وإسماعيل بن الحسن العَلَويّ، وعبد الباقي بمكَّة.
قال ابن طاهر في "المنثور": سألت الحافظ أبا إسحاق الحبَّال عن أبي نصر السِّجزيّ، وأبي عبد الله الصوري، أيهما أحفظ؟ فقال: كان أبو نصر أحفظ من خمسين أو ستين مثل الصوري1.
وسمعت الحبَّال قال: كنت يومًا عند أبي نصر فدقَّ الباب، فقمتُ ففتحت، فرأيت امرأةً، فدَخَلَت وأخرجت كيسًا فيه ألف دينار، فوضعتها بين يدي الشّيخ، وقالت: أنفِقْهَا كما ترى.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 655".(30/69)
قال: ما المقصود؟ قالت: تزوَّجني ولا لي حاجة في الزَّوج، ولكنْ لَأخدمك.
فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف، فلمَّا انصرفت قال: خرجتُ من سِجِسْتان بنّية طلب العلم، ومتى تزوّجت سقط عنِّي هذا الاسم، وما أُوثِرُ على طلب العلم شيئًا.
توفِّي -رحمه اللَّه- بمكّة في المحرَّم.
115- عثمان بن سعيد بن عثمان بن سيد بن عمر1:
الْإِمام أبو عَمْرو الأُمَويّ، مولاهم القُرْطُبيّ المُقرئ الحافظ، المعروف في وقته بابن الصيرفي، وفي وقتنا بأبي عمرو الدّانيّ، صاحب التّصانيف.
قال: أخبرني أبي أنِّي ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فابتدأت بطلب العلم في أوَّل سنة ستٍّ وثمانين، ورحلتُ إلى المشرق سنة سبعٍ وتسعين، ومكثت بالقيروان أربعة أشهر، ثم توجَّهت إلى مصر، فدخلتها في شوَّال من السَّنة، ومكثت بها سنةً، وحَجَجت.
قال: ودخلت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وخرجت إلى الثغر سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت سَرَقُسْطة سبعة أعوام، ثم رجعت إلى قُرْطُبَة، وقَدِمْتُ دانيةً2 سنة سبع عشرة3.
قلت: واستوطنها حتّى توفِّي بها، ونُسِبَ إليها لطول سكناه بها.
وسمع الحديث من طائفة، وقرأ على طائفة، فقرأ بالروايات على: عبد العزيز بن جعفر بن خُوَاشتيّ الفارسيّ ثم البغداديّ، نزيل الأندلس، وعلى جماعة بالَأندلس.
وقرأ بمصر بالروايات على: أبي الحسن طاهر بن الطيب بن غَلْبُون، وعلى أبي الفتح فارس بن أحمد الضّرير.
وقرأ لورْش على أبي القاسم خَلَف بن إبراهيم بن خاقان المصريّ.
وسمع كتاب "السَّبعة" لابن مجاهد على أبي مسلم محمد بن أحمد بن علي
__________
1 تذكرة الحفَّاظ "3/ 1120، 1121"، وسير أعلام النبلاء "18/ 77-83"، وكشف الظنون "1/ 135"، وشذرات الذهب "3/ 272".
2 دانية: مدينة، بالأندلس من أعمال بلنسية، على ضفة البحر شرقًا. "معجم البلدان 2/ 434".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 407".(30/70)
الكاتب، وسمع منه الحديث، ومن: أَحْمَد بن فِراس العَبْقَسيّ، وعبد الرَّحمن بن عثمان القُشَيِريّ الزَّاهِد، وحاتم بن عبد اللَّه البزَّاز، وأحمد بن فتح بن الرَّسَّان، ومحمد بن خليفة بن عبد الجبَّار، وأحمد بن عمر بن محفوظ الجيزيّ القاضي، وسَلَمَة بن سعيد الْإِمام، وسلمون بن القرويّ صاحب أبي عليّ بن الصّوّاف، وعبد الرَّحمن بن عمر بن محمد بن النحّاس المعدل، وعلي بن محمد بن بشير البربعي، وعبد الوهَّاب بن أَحْمَد بن منير المصريّ، ومحمد بن عبد اللَّه بن عيسى المُرّيّ الأندلُسيّ، وأبي عبد اللَّه بن أبي زَمَنِين، والفقيه أبي الحسن عليّ بن محمد القابسيّ، وغيرهم.
قرأ عليه القراءات: أبو بكر بن الفصيح، وأبو الذواد1 مفرج قني إقبال الدولة، وأبو الحسن يحيى بن أبي زيد، وأبو داود، وسليمان بن أبي القاسم نجاح، وأبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن الدوش2، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن المفرج البطليوسي، وخلق كثير من أهل الأندلس، لا سيما أهل دانية.
قال بعض الشّيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يُضاهيه في حِفظِه وتحقيقه، وكان يقول: ما رأيت شيئًا قطّ إِلَّا كتبته، ولا كتبته إِلَّا حفَظْتُه، ولا حفِظُتْه فنسيته.
وكان يُسأل عن المسألة مِمّا يتعلّق بالَآثار وكلام السَّلف فيوردها بجميع ما فيها مسنَدة من شيوخه إلى قائلها3.
قال ابن بَشْكُوال4: كان أحد الأئِمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه.
وجمع في ذلك كلّه تواليف حِسانًا مفيدة يطول تعدادها. وله معرفة بالحديث وطرقه، وأسماء رجاله ونقلته، وكان حسن الخطّ، جيِّد الضّبط، من أهل الحِفظ والذّكاء والتفنُّن في العلم. وكان ديّنًا فاضلًا، ورعًا، سنيًّا.
__________
1 في تذكرة الحفاظ "الدؤاد".
2 في سير أعلام النبلاء "18/ 79" "الدش".
3 سير أعلام النبلاء "18/ 80".
4 في الصلة "2/ 406".(30/71)
وقال المُغاميّ: كان أبو عمرو مُجاب الدّعوة، مالكيِّ المذهب1.
وذكره الحُمَيْدِي فقال2: محدِّث مُكثِر، ومُقرئ متقدِّم، سمع بالَأندلس والمشرق، وطلب علم القراءات، وألَّف بها تواليف معروفة، ونظمها في أرجوزة مشهورة.
قلت: وما زال القرَّاء مُعترفين ببراعة أبي عمرو الدَّانيّ وتحقيقه وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرَّسم والتَّجويد والوجوه.
لهُ كتاب "جامع البيان في القراءات السّبع وطُرُقها المشهورة والغريبة"، في ثلاثة أسفار، وكتاب "إيجاز البيان في أصول قراءة ورْش"، في مُجلَّد كبير، وكتاب "التلخيص في قراءة ورش" في مجلَّد متوسط، وكتاب "التيسير"، وكتاب "المقنع" وكتاب "المحتوى في القراءات الشواذ" في مُجلَّد كبير، وكتاب "الأرجوزة في أصول السُّنّة" نحو ثلاثة آلاف بيت، وكتاب "معرفة القُرَّاء" في ثلاثة أسفار، وكتاب "الوقف والابتداء".
وبلغني أنَّ مصنّفاته مائةٌ وعشرون تصنيفًا.
ومن نظمه في "عُقُود السُّنّة":
كلَّم موسى عبدَه تكليما ... ولم يَزَل مُدبّرًا حكيما
كلامُهُ وقولُهُ قديمٌ ... وهُوَ فَوْقَ عرشِهِ العظيمُ
والقولُ في كتابه المفصَّل ... بأنَّهُ كلامُهُ المنزَّل
على رسوله النّبيّ الصادق ... ليس بمخلوقٍ ولا بخالق
من قال فيه أنّه مخلوقُ ... أو مُحْدَثٌ فقولُهُ مُرُوقُ
والوقفُ فيه بدعةٌ مُضلة ... ومثلُ ذلك اللَّفظ عند الجلَّة
كلا الفَريقيّْن مِن الجهميَّة ... الواقفون فيه واللَّفْظيهْ
أَهْوِنْ بقَوْل جَهْمٍ3 الخَسيسِ ... وواصل4 وبشر المريسي5
__________
1 الصلة "2/ 406".
2 في جذوة المقتبس "305".
3 هو: جهم بن صفوان.
4 هو: واصل بن عطاء.
5 انظر ترجمته في تاريخ الإسلام "حوادث ووفيات 211-220" رقم "55".(30/72)
ثم سائق سائرها1.
وقد روى عنه أيضًا: الأستاذ أبو القاسم بن العربيّ، وأبو عليّ الحسين بن محمد بن مبشّر المقرئ، وأبو القاسم خَلَف بن إبراهيم الطُّلَيْطُليّ، وأبو عبد اللَّه محمد بن فرج المَغَامِيّ، وأبو عبد اللَّه محمد بن مُزَاحم، وأبو بكر محمد بن المُفَرّج البَطَلْيُوسيّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن عليّ نزيل الْإِسكندرية، وخلقٌ سواهم. حملوا عنه تلاوةً وسماعًا.
ورَوَى عَنْهُ بالْإِجازة: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّه الخَوْلانيّ.
وآخر من روى عنه بالْإِجازة أبو العبّاس أَحْمَد بن عبد الملك بن أبي حَمْزَة المُرْسيّ، والد القاضي أبي بكر محمد.
وتوفِّي أبو عَمْرو بدانية يوم الْإِثنين نصف شوّال، ودُفِنَ يومئِذٍ بعد العصر، ومشى السُّلطان أمامَ نَعْشِه، وكان الجمع في جنازته عظيمًا.
وتوفِّي أبو العبّاس بن أبي حمزة في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
116- عليّ بن محمد بن صافي بن شُجاع2:
أبو الحسن الدّمشقيّ.
عًرِفَ بابن أبي الهَوْل الرَّبَعيّ.
حدَّث عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وعبد اللَّه بن بكر الطَّبرانيّ، وأبي بكر بن أبي الحديد، وتمَّام، وأبي الحسن بن جهضم، وطائفة كبيرة.
روى عنه: الكتّانيّ، ونجا بن أَحْمَد، وسهل بن بِشرْ، وعليّ بن أَحْمَد بن زهير، ومحمد بن الحسين الحنائي.
قيل: إنَّه اتُّهِمَ في سماعه كتاب "هواتف الجانّ".
توفِّي فِي ذي القعدة.
117- عليّ بْن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن جعفر البغداديّ3:
ابن الجبّان.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 82، 83".
2 ميزان الاعتدال "3/ 155"، ولسان الميزان "4/ 259".
3 تاريخ بغداد "12/ 102".(30/73)
سمع: أبا الحسين محمد بن المُظفّر، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وجماعة.
توفِّي في المحرَّم.
حرف الفاء:
118- الفضل بن إسحاق بن إبراهيم:
أبو زيد الأزْديّ الهرويّ، الخطيب المفتيّ، ناظر أوقاف هراة، وابن عمّ قاضيها محمد بن الأزديّ.
روى عن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَمَّوْيه السَّرْخسيّ، وعبد الرّحمن بن أبي شُرَيْح.
119- الفضل بن محمد بن عليّ1:
أبو القاسم القصبانيّ البصْريّ النّحويّ، أحد أئِمة العربيّة.
وعنه أَخَذَ: أبو زكريّا يحيى بن عليّ التبريزيّ، وأبو محمد القاسم بن عليّ الحريري.
وله كتاب "الصَّفوة في مُخَتار أشعار العرب" وهو كبير، وكتاب "الأمالي"، و"مقدمة في النحو".
ومن شعره:
في الناسِ منْ لَا يُرْتَجى نفعُه ... إِلَّا إذا مُسَّ بإضْرَارِ
كالعُود لَا مَطْمَع في ريِحِهِ ... إِلَّا إذا أُحْرِقَ بِالنَّارِ
حرف القاف:
- قِرْواش:
صاحب الموصِل.
ذُبِح في هذه السّنة، وقد مَرَّ عام أحد2.
__________
1 كشف الظنون "165"، ومعجم المؤلفين "8/ 71".
2 برقم "23".(30/74)
حرف الميم:
120- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أَحْمَد1.
أبو جعفر السّمنانيّ2، قاضي الموصِل وشيخ الحنفيّة.
سكن بغداد، وحدَّث عن: نصر بن أَحْمَد المَرْجيّ، والدَّارقُطْنيّ، وعليّ بن عمر الحربيّ، وجماعة غيرهم.
قال الخطيب3: كتبت عنه، وكان صدوقًا فاضلًا حنفيا، يعتقد مذهب الأشعريّ، ولهُ تصانيف.
قلت: توفِّي بالموصِل وله ثلاثٌ وثمانون سنة.
وقد ذكره ابن حزم فقال: أبو جعفر السِّمْناني المكفوف، قاضي الموصِل، هو أكبر أصحاب الباقِلانيّ، ومقدِّم الأشعرية في وقتنا، قال: من سمَّى اللَّه جسمًا من أجل أنّه حامل لصفاته في ذاته فقد أصاب المعنى وأخطأ في النِّسبة فقط.
ثُمّ أخذ ابن حزم يُشنِّع على السِّمْنَانيّ ويسبَّه لهذه المقالة المبتدعة ولنحوها، فنعوذ باللَّه من البِدَع، فليت ابن حزم سكت رأسًا برأسٍ، فله أوابد في الأصول والفُروع.
121- محمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه4:
أبو عبد اللَّه بن أبي حَبّة الأُمَويّ، مولاهم القُرُطبِيّ.
روى عن: أبي عبد الله من مفرج، وعباس بن أصبغ، وابن أبي الحُبَاب، وأبي محمد الأصيليّ.
وكان متفنِّنًا في العلوم، ثاقب الذهن، حافظًا للَأخبار.
توفِّي في آخر السَّنة وقد نيِّف على الثمانين.
122- محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن سبنك5:
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 355"، والبداية والنهاية "12/ 64".
2 السمناني: نسبة إلى سمنان، وهي قرية من قرى نسا في العراق. "الأنساب "7/ 149".
3 في تاريخه.
4 الصلة لابن بشكوال "2/ 533".
5 تاريخ بغداد "2/ 55"، والمنتظم "8/ 156، 157".(30/75)
أبو الحسين البَجَليّ البغداديّ المعدّل.
روى عن: جدِّه عمر، وأبي عبد اللَّه العسكري، وأبي سعيد الحرفيّ، والدّارَقطنيّ.
وتُوُفّي في رمضان.
123- محمد بن عبد العزيز بن العبَّاس بن المهديّ الهاشميّ العبّاسيّ1:
أبو الفضل، خطيب الحربيّة.
سمع: أبا الحسين بن سمعون، والحسن بن محمد المخزوميّ، وأبا بكر بن أبي موسى الهاشميّ، وجماعة.
قال الخطيب2: كتبت عنه، وكان صدوقًا خيّرًا فاضلًا معدّلًا.
توفِّي في المحرَّم، وكان مولده في سنة ثمانين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه: ولده أبو عليّ محمد بن محمد.
124- محمد بن أبي عَدِيّ بن الفضل:
أبو صالح السَّمَرْقَنْديّ، ثُمّ المصري.
روى عن: القاضي أبي الحسَن الحلبيّ، وأحمد بن محمد بن الأزهر السّمناويّ.
روى عنه الرّازيّ في مشيخته.
125- مُحَمَّد بن عَلِيّ بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن داود3:
أبو نصر البغداديّ ابن الرّزّاز.
سمع: ابن حُبابَة، وأبا طاهر المخلّص.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.
126- محمد بن محمد بن أخي سعاد الأسديّ الكوفيّ.
قال أبي النَّرْسيّ: ثنا عن أبي الطِّيب بن النحاس، وسماعه صحيح.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 354"، والمنتظم "8/ 157".
2 في تاريخه.
3 تاريخ بغداد "3/ 14".(30/76)
127- محمد بن محمد بن مغيث بن أَحْمَد بن مغيث1:
أبو بكر الصدفيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وعبدوس بن محمد، وأبي عبد اللَّه بن أبي زَمَنين.
وكان من جُلَّة الفقهاء وكبار العُلماء، مقدَّمًا في الشُّورَى.
قال ابن مظاهر: أخبرني من سمع محمد بن عمر بن الفخَّار مرَّات يقول: ليس بالَأندلُس أبصَر من محمد بن محمد بن مغيث بالَأحكام.
توفِّي في جمادى الآخرة.
128- المطهِّر بن محمد النهشلي:
كوفِّي وثَّقه أبو النَّرسِيّ، وقال: حدّثنا عن أبي الطِّيب بن النّحّاس.
129- مكِّي بن عمر:
أبو عبد اللَّه المُحتَسِب الهمذانيّ، العبد الصّالح.
روى عن: أَحْمَد بن جانجان، وأبي طاهر بن سَلَمَة، وأبي مسعود البَجَليّ.
قال شِيرَوَيْه: لم أُدرِكه، وثنا عنه الميدانيّ، وكان صدوقًا مُكثِرًا زاهدًا، كان يقرأ على المشايخ -رحمه اللَّه تعالى.
حرف النون:
130- ناصر بن الحسين بن محمد بن علي القرشي المعمري2:
أبو الفتح المَرْوَزيّ الفقيه الشّافعيّ.
سمع: أبا العبّاس السَّرْخَسيّ بمرو، وأبا محمد المخلديّ، وأبا سعيد ابن عبد الوهاب الرّازيّ بنْيَسابُور، وأبا محمد عبد الرّحمن بن أبي شُرَيْح الأنصاريّ بهراة.
وتفقَّه بمرْو على: القفَّال، وبنيسابور على: أبي طاهر بن مَحْمِش، وأبي الطيِّب الصُّعلُوكيّ، ودرَّس في حياتهما.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 533".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 643، 644"، وشذرات الذهب "3/ 272".(30/77)
وتفقَّه به خلقٌ مثل: أبي بكر البَيْهقيّ، وأبي إسحاق الجيليّ.
وتوفِّي بنيسابور في ذي القعدة.
وكان عليه مدار الفتوى والمناظرة، وكان فقيرًا قانعًا باليسير، متواضعًا خيِّرًا.
وقد تفقَّه بمرَوْ على القفَّال وغيره.
وكان من أفراد الأئِمة، وقد أملى مُدّة سنين1.
وروى عنه: مسعود بن ناصر السّجْزيّ، وأبو صالح المؤذِّن، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ، وطائفة.
سنة خمس وأربعين وأربعمائة:
حرف الألف:
131- أَحْمَد بن عليّ بن هاشم2:
أبو العبّاس المصريّ المقرئ المجوّد، الملقَّب بتاج الأئمة.
قرأ على: أبي حفص عمر بن عِرَاك، وأبي عديّ عبد العزيز بن عليّ بن مُحَمَّد بن إسحاق، وأبي الطيّب عبد المنعم بن غَلْبُون، وعليّ بن سليمان الأنطاكيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بن إسحاق الحلبيّ.
ثمّ رحل إلى العراق فقرأ بالروايات على أبي الحسن الحماميّ.
وتصدَّر للإقراء بمصر.
قرأ عَلَيْهِ: أبو القاسم الهُذليّ، وغيره.
ودخل الأندلس في سنة عشرين وأربعمائة مجاهدًا، فأتى سَرَقُسْطَة وأقام بها دهرًا.
وكان رجُلًا ساكنًا عفيفًا، فيه بعض الغَفْلَة.
وذكره أبو عمر بن الحذّاء وقال: كان أحفظ من لقيتُ لاختلاف القُرّاء وأخبارهم. وانصرف إلى مصر واتَّصل بنا موته.
__________
1 المنتخب من السياق "461".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 86"، وشذرات الذهب "3/ 272، 273".(30/78)
قلت: وقال ابن بشكوال1: سمع منه أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وأبو عُمَر بْن الحذَّاء، وغيرهم.
قلت: وقد سمع من أبي الحسن الحلبيّ، والميمون بن حمزة الحُسَيْنيّ، وأحمد بن عبد اللَّه بن زريق المخزوميّ، وأبي محمد الضرّاب.
روى عنه: الرّازي.
وقال الحبّال: توفِّي في شوّال.
132- أَحْمَد بن عمر بن رَوْح2:
أبو الحسين النّهْروانيّ.
سمع: أبا حفص بن الزيّات، وأبي عُبَيْد العسكريّ، والحسن بن جعفر الخِرَقيّ، والدَّارقُطَنيّ.
قال الخطيب3: كتبت عنه، وكان صدوقًا أديبًا حسن المذاكرة معتزليا. توفِّي في ربيع الآخر.
قلت: روى عنه: أبو منصور بن النَّقُّور، وجماعة.
133- أَحْمَد بن محمد بن إبراهيم ابن رأس البغل:
أبو عبد اللَّه العبّاسيّ، مولاهم.
قال ابن النَّرسِيّ: كان صالحًا صحيح السَّماع. سمعته يقول: وُلِدت في ذي الحِجّة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
مات في ربيع الأوَّل.
134- إبراهيم بن عمر بن أَحْمَد بن إبراهيم4:
أبو إسحاق البرمكيّ البغدادي، الفقيه الحنبلي.
__________
1 في الصلة "1/ 86".
2 تاريخ بغداد "4/ 296"، والمنتظم "8/ 158"، والبداية والنهاية "12/ 64".
3 في تاريخه.
4 الكامل في التاريخ "9/ 596"، وسير أعلام النبلاء "17/ 605، 606"، والنجوم الزاهرة "5/ 55"، وشذرات الذهب "3/ 273".(30/79)
كان أسلافه يسكنون محلَّةً تُعرَف بالبرامكة. وقيل: بل كانوا يسكنون قريةً تسمَّى البرمكيّة1، وإلّا فليس هو من ذريّة البرامكة.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسيّ، وعبد اللَّه بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، وأبا الفتح محمد بن الحسين الأزْديّ، وابن بخيت الدقَّاق، وإسحاق بن سعْد النسويّ، وطائفة سواهم.
قال الخطيب2: كتبنا عنه، وكان صدوقًا ديّنًا فقيهًا على مذهب أَحْمَد بن حنبل، وله حلقة للفتوى.
وُلِدَ سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وتوفِّي يوم التَّروِية.
قلت: وكان إمامًا في الفرائض، صالحًا زاهدًا، أجاز له أبو بكر عبد العزيز غلام الخلّال.
وتفقَّه على: أبي عبد اللَّه بن بُطَّة، وعلى: ابن حامد.
روى عنه: أبو غالب محمد بن عبد الواحد الشيبانيّ، وأبو منصور محمد بن عليّ القزويني الفرَّاء، وعبد القادر ابن محمد بن يوسف، وهبة اللَّه بن أَحْمَد بن الطَّبر الحريري، وجماعة.
وآخر من حدَّث عنه: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري.
135- إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز3:
أبو إسحاق الدّمشقيّ المقرئ القصَّار.
كهل، سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، وغيره.
روى عنه: عبد المنعم بن عليّ الكِلابيّ.
وكان ثقة.
__________
1 طبقات الحنابلة "2/ 190".
2 في تاريخه "6/ 139".
3 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "4/ 100، 101".(30/80)
136- إسماعيل بن عليّ بن الحسين بن زَنْجَوَيْهِ1:
أبو سعْد بن السّمّان الرّازيّ الحافظ، سمع: عبد الرّحمن بن محمد بن فضالة بالرّي، ومحمد بن عبد الرّحمن المخلّص ببغداد، وبمكّة: أَحْمَد بن إبراهيم بن فِراس، وبمصر: عبد الرحمن بن عمر النّحّاس، وبدمشق: عبد الرّحمن بن أبي نصر، وخَلقًا كثيرّا.
روى عنه: الخطيب، والكتّانيّ، وابن أخته ظاهر بن الحسين الرّازيّ، وأبو عليّ الحدّاد، وغيرهم.
قال المرتضى أبو الحسن المطهِّر بن عليّ العلويّ الرّازيّ: سمعت أبا سعد السّمّان إمام المعتزلة يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الْإِسلام2.
وقال عمر العُلَيْميّ: وجدت على ظهر جُزء: مات الزَّاهد أبو سعد إسماعيل بن عليّ السمّان في شعبان سنة خمسٍ وأربعين، شيخ العدليّة3 وعالمهم وفقيههم ومُحدّثهم. وكان إمامًا بلا مُدافعة في القراءات والحديث والرجال والفرائض والشّروط، عالِمًا بفقه أبي حنيفة، وبالخلاف بين أبي حنيفة والشّافعيّ، وفقه الزَّيْديّة.
وكان يذهب مذهب الشّيخ أبي هاشم، ودخل الشّام والحجاز والمغرب، وقرأ على ثلاثة آلاف شيخ، وقصد أصبهان في آخر عمره لطلب الحديث. وكان يُقال في مدحه: إنّه ما شهد مثل نفسه، كان تاريخ الزّمان وشيخ الْإِسلام، ثُمّ ذكر فصلًا في مدحه.
وقال الحافظ ابن عساكر4: سألتُ أبا منصور عبد الرحيم بن الظفر بالرّيّ عن أبي سعد السّمّان، فقال: سنة ثلاثٍ وأربعين.
قال: وكان عدليّ المذهب -يعنيّ معتزليًّا، وكان له ثلاثة آلاف وستمائة شيخ، وصنَّف كتبًا كثيرة، ولم يتأهل قطّ.
__________
1 معجم البلدان "5/ 109"، وميزان الاعتدال "1/ 239"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1131-1123"، وسير أعلام النبلاء "18/ 55-60"، والبداية والنهاية "12/ 12".
2 تاريخ دمشق "33/ 27".
3 العدلية: المعتزلة.
4 في تاريخ دمشق "22/ 221".(30/81)
وقال الكتّانيّ: كان من الحُفّاظ الكِبار، زاهدًا عابدًا يذهب إلى الاعتزال.
قلت: وقع لنا من تأليفه "المسلسلات"، و"الموافقة بين أهل البيت"، و"الصحابة".
ومع براعته بالحديث ما نفعه اللَّه به، فالَأمرُ لله.
حرف الطّاء:
137- طَرَفَة بن أَحْمَد بن الكميت1:
الخرستاني الدّمشقيّ، أبو صالح الماسح. روى عن: عبد الوهاب الكلابي، وغيره.
روى عنه: ابنه صالح، ونجا بن أَحْمَد، وسهْل بن بشر، والشّريف النَّسيب.
وكان ثقة.
توفِّي -رحمه اللَّه- في شعبان، وسماعه قليل.
حرف العين:
138- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
أبو القاسم الْأصبهاني الرّفاعيّ، حافظ.
قال الخطيب: ثنا عن أَحْمَد بن موسى بن مردَوْيه، ومات ببغداد، وكنت إذ ذاك في برّيّة السَّماوة قاصدًا دمشق.
ويروي عن أبي عمر الهاشميّ.
139- عبد الوهّاب بن محمد بن محمد:
أبو القاسم الخطَّابي الهرويّ.
سمع: أبا الفضل بن خَميروَيْه، وأبا سليمان الخطابي.
روى عنه: الحسين بن محمد بن الكتبي.
140- عتبة بن عبد الملك بن عاصم2:
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "11/ 174، 175".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 450، 451".(30/82)
أبو الوليد الأندلسي المقرئ.
رحل في صباه، وقرأ بالروايات على: أبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك، وابن غلبون أبي الطيب، وأبي بكر محمد بن علي الأدفوي.
قال ابن النجار: سمع من والده عبد الملك بن عاصم بن الوليد الأموي بالأندلس سنة خمس وسبعين، وأمَّا أبوه فيروي عن أبي العبَّاس أَحْمَد بن يحيى المليانيّ، لقِيَه بِتِنَّيْس يروي عن يحيى بن بُكَيْر.
وذكر أنَّه قرأ على أبي حفص سنة ثمانين وثلاثمائة.
قرأ عليه: أبو طاهر بن سوّار، وأبو بكر أَحْمَد بن الحسين القطّان.
وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون، وأحمد بن علي الطريثيثي، والمبارك بن طيوري، وغيرهم.
وقال أبو الفضل بن خَيْرون: كان رجلًا صالحًا، قد كتبتُ عنه.
ومات في رجب ببغداد1.
141- عطيّة اللَّه بن الحسين بن محمد بن زهير2:
الخطيب أبو محمَّد الصَّوريّ.
سمع: أبا الحسين بن جُميْع، وحمدان بن عليّ المْوصِليّ.
روى عنه: ابنه حسن، وأبو نصر الطُّرَيْثِيثيّ، وسهل بن بشرْ.
وكان ينوب في القضاء ببلده.
وكان أحد الخُطباء البُلَغاء، ذا عناية بالعلوم والَآداب.
142- عليّ بْن سَعِيد بْن عليّ:
أَبُو نصر، الفقيه المعدل.
سَمِعَ: أَبَا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن السقاء.
وتوفِّي بواسط في شعبان.
__________
1 غاية النهاية "1/ 449".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 85".(30/83)
143-علي بن عبيد الله بن محمد1:
أبو الحسن الهمذانيّ الكسائيّ الصُّوفيّ، المحدِّث بمصر.
سمع: أَحْمَد بن عبدان الشّيرازيّ الحافظ بالَأهواز، ونَصْر بن أَحْمَد، وعبد الوهّاب الكِلابيّ بدمشق، وأبا الفتح محمد بن أَحْمَد النّحوي بالرَّمْلَة، ومنير بن عطيّة بقِيّْساريّة، وإسماعيل بن الحسن الضّرّاب بمصر.
روى عنه: عبد المحسن بن محمد الشيحيّ، وسهل بن بشْر الْإِسْفَرائينيّ، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ.
وقد كتب عنه: عبد العزيز النخشبي، وأبو نصر السَّجْزِيّ.
وتوفِّي في جُمَادى الأولى.
144- عمر بن أَحْمَد بن محمد2:
أبو حفص البُوصِيريّ3 المصريّ، الفقيه المالكيّ.
حدَّث عن: قاضي أَذَنَة عليّ بن الحسين.
145- عمر بن الواعظ أبي طالب محمد بن علي بن عطية المكيّ4.
أبو حفص.
روى عن والده كتاب القوت ببغداد.
وروى عن: أبي حفص بن شاهين.
حرف الميم:
146- محمد بْن أَحْمَد بْن عثمان5:
أبو طالب بن السّوادي، أخو أبي القاسم الأزهري.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 652، 653".
2 الأنساب "2/ 334".
3 البوصيري نسبة إلى بوصير، وهي بلدة بصعيد مصر.
4 تاريخ بغداد "1/ 275".
5 البداية والنهاية "12/ 65"، ولسان الميزان "5/ 37".(30/84)
سمع: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وابن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن المظفر.
قال الخطيب1: كتبنا عنه وكان صدوقًا، توفِّي بواسط في ذي الحجة.
وقال السلفي: سألت خميسا الحوزي عن أبي طالب بن الصيرفيّ أخي الأزهريّ فقال: سمع بإفادة أخيه، وكان يُتَّهم بالرفض. نزل واسط مُدّة.
147- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرّحيم2:
أبو طاهر الْأصبهانيّ الكاتب.
حدَّث عن: أبي الشيخ، وأبي بكر القباب، وأبي بكر بن المقرئ، والدّارَقُطْنيّ حدَّث عنه بسُنَنِه3، وأبي الفضل الزُّهريّ، وابن شاهين، وغيرهم.
وَولِدَ في أوّل سنة ثلاثٍ وستّين.
قال عبد الغنيّ النّخشبيّ: سمعته يقول: أوّل ما سمعت الحديث من أبي محمد بن حيَّان في صَفر سنة ثمانٍ وستين، مات يوم الجمعة الحادي عشر من ربيع الآخر.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: ولم يحدِّث في وقته أوثق مِنْهُ وأكثر حديثًا. صاحب الكُتُب والَأُصول الصِحاح، وهو آخر من حدَّث عَن أبي الشّيخ والقَبَّاب.
قلت: روى عنه: أبو نصر الشيرازيّ، وعبد الغفّار بن محمد بن نَصْرَويْه الصوفيّ، وعبد الغفّار بن محمد بن شيرويه النَّيَسابُوريّ، وهبة اللَّه بن حسن الأبرقوهي، وأبو زكريا يحيى بن الوهّاب بن مَنْدَهْ، وإسماعيل بن الفضل السّرّاج، وأبو الرّجاء محمد بن أبي زيد أَحْمَد بن محمد الْجُرْجَانيّ، وأبو منصور أَحْمَد بن محمد بن إدريس الكرمانيّ، وأبو الطِّيب حبيب بن أبي مُسلِم الطُّهرانيّ، وأبو الفتح رجاء بن إبراهيم الخبَّاز، وأبو الفتح سعيد بن إبراهيم الصفَّار، وآخر من حدَّث عنه أبو بَكْر مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصالحاني، عاش بعده خمسًا وثمانين سنة.
__________
1 في تاريخه "1/ 319".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 639، 640"، وشذرات الذهب "1/ 362".
3 التقييد "52".(30/85)
148- محمد بن إدريس بن يحيى الحَسَنيّ الأندلُسيّ1:
صاحب مالقة.
توفِّي في هذه السّنة، ووَلِيَ مالقة بعده إدريس بن يحيى بن عليّ الملقَّب بالعالي.
149- محمد بن إسحاق بن مَذُّوَيْه الكوفيُّ2:
ثقة جليل، فيها مات. قاله أُبيٌّ. لقبه أبو الحسن المُعدّل.
روى عن: عليّ بن عبد الرحمن البكائي، وغيره.
روى عنه: أبو النّرسيّ، وجماعة.
قال الخطيب: كان ثقة ذا وقار. قال لي الصّوريُّ: ليت كُلّ مَن كتبت عنه بالكوفة مثله.
مات في شوّال.
وسمع ابن النحاس، ووُلِدَ سنة ستين وثلاثمائة.
150- مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن عَبْد الرّحمن العلويّ الكوفيّ3:
أبو عبد اللَّه، مُسْنَد الكوفة في وقته.
انتَقَى عليه الحافظ الصُّوريُّ.
وحدَّث عن: عليّ بن عبد الرّحمن البكّائيّ، وأبي الفضل محمد بن الحسن بن حُطَيْط الأسدي، ومحمد بن زيد ابن مروان، وأبي الطّيِّب محمد بن الحُسَين التَّيمُّلّيّ، ومحمد بن عبد اللَّه بن المُّطّلِب الشيبانيّ، ومحمد بن عليّ بن أبي الجرَّاح، وأبي طاهر المُخلِّص، وأبي حفص الكتّانيّ، وغيرهم.
وهو من كبار شيوخ أُبَيِّ النَّرسيّ.
توفِّي بالكُوفَة في ربيع الأوَّل. أرَّخه أَبِي ووثَّقه، وقال: مولده في رجب سنة
__________
1 تاريخ حلب للعظيمي "342".
2 تاريخ بغداد "1/ 263"، وسير أعلام النبلاء "17/ 637، 638".
3 المنتظم "8/ 8"، العبر "3/ 210"، وسير أعلام النبلاء "17/ 636، 637".(30/86)
سبع وستين وثلاثمائة. ما رأيت مَنْ كان يفهم فقه الحديث مثله. وكان حافظًا خرَّج عليه الصُّوريّ وأفاد عنه، وكان يفتخر به.
قلت: روى عنه من شيوخ السِّلفيّ: أبو منصور أَحْمَد بن عبد اللَّه العلويّ الكوفيّ، ومحمد بن عبد الوهّاب الشُّعيريّ، وأبو الحارث عليّ بن مُحَمّد الجابريّ، وعليّ بن قطر الهَمَذانيّ، وعليّ بن عليّ بن الرّطاب، وعبد المنعم بن يحيى بن الهِقل الكوفيّون.
151- مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن بشران:
أبو نصر بن العدل المُسْنِد أبي الحسين.
توفِّي في شعبان، وقد روى الحديث.
152- محمد بن عيسى بْن محمد1:
أبو عَبْد اللَّه الأُمويّ القُرْطُبيّ، المؤدّب المعمّر.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأبي عبد الله بن مفرِّج القاضي، وأبي بكر الزُّبَيْدِيّ.
وقرأ القرآن على أبي الحسن الأنطاكيّ، وكان شيخًا صالحًا.
حدَّث عنه الخولانيّ وقال: سألته عن مولده، فذكر أنّه في النصف من جُمَادى الآخرة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
وقال ابن خَزْرَج: كان شيخًا فاضلًا وَرِعًا من أهل القرآن، ذا حظٍّ صالح من علم الحديث، قديم العناية بطلبه، ثقة ثبت، توفِّي في ربيع الأوّل.
قلتُ: هذا آخر من قرأ على الأنطاكيّ، وأحسبه آخر من سمع من المذكورين.
153- المهلَّب بن أبي صُفْرَة:
مرَّ سنة خمس وثلاثين.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 533، 534".(30/87)
وقال أبو الوليد بن الدبّاغ: سنة خمسٍ وأربعين.
154- محمد بن محمد بن عليّ بن الحَسَن1:
النّقيب الأفضل، أبو تمَّام الهاشميّ الزّينبيّ، أخو طراد وأبي نصر وأبي منصور، والحسين.
ولي نقابة الهاشميين بعد أبيه.
وروى عن: المخلّص، وعيسى بن الوزير، وغيرهما.
ولم يسمع منه إِلَّا بعض النّاس.
وتوفِّي في الخامس والعشرين من ربيع الأوّل سنة خمس.
155- محمد بن الفضل بن محمد بن سعيد:
أبو الفرج القاسانيّ الْأصبهانيّ.
سمع: إبراهيم بن خُرشيد قُوَله.
روى عنه: أبو علي الحداد في معجمه.
توفِّي في المحرَّم.
حرف الهاء:
156- هبة اللَّه بن محمد2:
أبو رجاء الشيرازيّ.
توفِّي بمصر في سلْخ صَفَر.
وقد سَمِعَ بخراسان أصحاب الأصَمّ، وببغداد أصحاب ابن البُخْتُريّ.
قال الخطيب: علَّقت عنه، وكان ثقة يفهم.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 337"، والكامل في التاريخ "9/ 596"، والبداية والنهاية "12/ 65".
2 تاريخ بغداد "14/ 72".(30/88)
سنة ست وأربعين وأربعمائة:
حرف الألف:
157- أَحْمَد بن أبي الربيع الأندلُسيّ البجانيّ1:
أبو عُمر المُقرئ.
قال ابن مدبّر: كان من أهل القراءات والَآثار.
قرأ على: أبي أَحْمَد السّامريّ وجماعة سواه.
وتصدَّر للإقراء.
وتوفِّي بالمريّة سنة ستٍّ وأربعين.
158- أَحْمَد بن رشيق2:
أبو عُمر الثَّعْلَبيّ3، مولاهم البَجَّانيّ.
قرأ القُرآن على: أَحْمَد بن أبي الحصن الحدلي.
وسمع من: المُهلّب بن أبي صُفْرة.
وجلس إلى أبي الوليد مِيقُل، وشووِرَ بالمريَّة، ونظر عليه في الفقه، وكان له حافظًا.
سمع منه: أبو إسحاق بن ورْدون.
ومن طبقته:
- أَحْمَد بن رشيق.
الكاتب الأندلسيّ، سيأتي تقريبًا4.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 53".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 53".
3 في الصلة "التغلبي".
4 برقم "369".(30/89)
159- أَحْمَد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حَمَش1:
القاضي أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ، حفيد قاضي الحَرَمَيْن.
من بيت الحشمة والسّيادة والثّروة، وَلِي قضاء نَيْسابور في اختلاف العساكر التُّرْكُمانيّة، ولم يزل مُحتَرمًا مُكرَّمًا.
حدَّث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، والمعافى بن زكريا والبغاددة.
وخرَّج له الخشكاني "الفوائد"، وأملى سنين في داره.
وعاش اثنتين وثمانين سنة.
160- أَحْمَد بن محمد:
أبو العبَّاس الْجُرْجَانيّ الحنيفيِّ الناطفيِّ2.
توفِّي بالرّيّ.
حدَّث عن: أبي حفص بن شاهين، وأبي حفص الكتّانيّ.
161- أَحْمَد بن محمد بن الأستاذ أبي عَمْرو أَحْمَد3 بن أُبيّ بن أَحْمَد الرّئيس:
أبو الفضل الفُراتيّ الخُراسانيّ.
رئيس مُحتشم وصدر مبجَّل، اتّصل بالتركمانيَّة ووَلِيَ رئاسة نيسابور مُدَّة، وبعد ذلك حجَّ ودخل الشّام ومصر، وطوَّف، ورُدّ إلى بغداد فأُكرِمَ في دار الخلافة إكرامًا لم تجرِ العادة بمثله، ولقِّبَ برئيس الرّؤساء.
وعقد الإملاء، وكان حسن العشرة، سحب للصوفيّة4، وله مصاهرة مع شيخ الْإِسلام أبي عثمان الصّابونيّ، ثم صاهر بيت الصّاعديّة، وجرى بسبب تعصُّب المذهب معه وحشة، وأخذ بسببه غيره من الأئمة، وقصد الرّئيس بما لم يقصد به أحد
__________
1 المنتخب من السياق "97، 98".
2 الناطفي: نسبة إلى بيع النطاق وعمله "الأنساب "12/ 18".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 1124".
4 تاريخ دمشق "7/ 117".(30/90)
قبله مثله، وصار حديثًا وسمرًا، وكلّ ذلك من تعنتٍ واستهزاءٍ وقِلّة مُبالاة كانت غالبةً عليه، واستبدادٍ برأيٍ غير مُصيب.
حدَّث عن: جدِّه، وأبي يَعْلَى بن حمزة المُهلّبيّ، وعبد اللَّه بن يوسف الْأصبهانيّ، وطبقتهم، وابن مَحْمِش، والسُّلميّ.
روى عنه: أبو القاسم عليّ بن محمد المصيصي، وأبو الفتح نصر المقدسيّ، وعليّ بن محمد بن شُجاع، وأبو طاهر الحِنَّائيّ، وأبو الحسن بن المَوَازينيّ، وعبد اللَّه بن الحسن بن هلال الدّمشقيّون، وأبو سعْد عبد اللَّه بن القُشيْريّ، وإسماعيل بن عبد الغافر.
وتوفِّي في شَعْبَان قبل وصوله إلى بيته. وهو من أهل أُسْتُوا.
162- إبراهيم بن الحسن بن إسحاق الصّوّاف المصريّ:
أبو إسحاق.
توفِّي في المحرَّم.
163- إبراهيم بن محمد بن عمر1:
أبو طاهر العَلَويّ.
سمع: محمد بن عبد اللَّه الشّيبَانيّ.
روى عنه: الخطيب البغداديّ.
وعاش سبعًا وسبعين سنة.
حرف الحاء:
164- الْحَسَن بْن عليّ بن إبرهيم بن يَزْداد بن هُرْمز2:
الَأستاذ أبو عليّ الأهوازي المقرئ، نزيل دمشق.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 174".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 13-18"، وميزان الاعتدال "1/ 512"، وشذرات الذهب "3/ 274"، وكشف الظنون "1/ 140".(30/91)
قَدِمَها في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وسكنها، وكان مولده في أوّل سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
عُنِيَ بالقراءات، ورحل فيها، ولقي الكبار.
وقرأ للدوري على أبي الحسن بن حسين بن عثمان الغَضَائريّ، عن القاسم بن زكريّا، عنه.
وقرأ لحفص، على الغَضَائريّ، عن ابن سهل الأُشْنَانيّ، عن عبيدٍ، عنه، وقرأ للّيث صاحب الكسائيّ على أبي الفرج الشَّنْبُوذيّ.
وقرأ لَأبي بكر على أبي حفص الكتّانيّ، عن ابن مجاهد.
وقرأ للبزي بالَأهواز على أبي عُبَيْد اللَّه محمد بن فيروز صاحب الحسين بن الْجُباب.
وقرأ لِوِرْش على أبي بكر محمد بن عُبَيْد اللَّه بن القاسم الخِرقيّ.
وقرأ على جماعة كثيرة يطول ذكرهم بالشام، والعراق، والأهواز.
وصنَّف "الموجز"، و"الوجيز"، و"الإيجاز"، وغير ذلك من القراءات، ورحل إليه القرَّاء لعلوِّ سنده وإتقانه.
قرأ عليه: أبو علي غلام الهرَّاس، وأبو القاسم الهُذَليّ، وأبو بكر أَحْمَد بن عمر بن أبي الأشعث السَّمَرْقَنْديّ، وأبو نَصْر أَحْمَد بن عليّ بن محمد الزّينبيّ البغداديّ، وأبو الحسن علي بن أحمد الأبهري المصيني الضّرير، وأبو الوحش سُبيْع بن المُسلِم، وأبو بكر محمد بن المُفرِّج البَطَلْيُوسيّ، وأبو بكر عَتِيق بن محمد الرّدائيّ، ومؤلّف "المفتاح" أبو القاسم عبد الوهّاب بن محمد القُرْطُبيّ.
وقد روى الحديث عن: نصر بن أَحْمَد بن الخليل المرْجئ، وعبد الوهّاب بن محمد الطّلْحيّ، وأبي حفص الكتّانيّ، وهبة اللَّه بن موسى الموصِليّ، والمعافى بن زكريّا النهروانيّ، وعبد الوهّاب بن الحسن الكِلابيّ، وتمَّام بن محمد الرّازيّ، وأبي مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وخلْقٌ يطول ذكرهم. وله تواليف في الحديث.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو سعد السّمّان، وعبد الرحيم البخاري، وعبد(30/92)
العزيز الكتاني، والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسيّ، وأبو ظاهر محمد بن الحسين الحِنّائيّ، وأبو القاسم النّسيب.
ووثَّقه النّسيب.
ولكن من غُلاة السُّنّة. صنَّف كتابًا في الصفات1، وروى فيه الموضوعات ولم يضعِّفْها، فما كأنّهُ عرف بوضعها، فتكلّم فيه الأشاعرة لذلك؛ ولَأنه كان ينال من أبي الحسن الأشعريّ.
قال أبو القاسم بن عساكر2: كان مذهبه مذهب السّالمية، يقول بالظّاهر ويتمسَّك بالَأحاديث الضّعيفة التي تُقوّي له رأيه.
سألتُ3 شيخنا ابن تيميّة عن مذهب السّالمية فقال: هم قوم من أهل السنة في الجملة من أصحاب أبي الحسن بن سالم، أحد مشايخ البصرة وعبَّادها، وهو أبو الحسن أَحْمَد بن محمد بن سالم من أصحاب سهل ابن عبد اللَّه التَّسَتُّريّ، خالفوا في مسائلٍ فَبُدِّعُوا.
ثم قال ابن عساكر4: سمعت أبا الحسن عليّ بن أَحْمَد بن منصور -يعني: أبي قُبَيْس- يحكي عن أبيه قال: لمّا ظهر من أبي عليّ الأهوازيّ الْإِكثار من الروايات في القراءات أتُّهِم في ذلك، فسار رشأ بْن نظيف، وأبو القاسم بْن الفُرات، ووصلوا إلى بغداد.
وقرأوا على الشّيوخ الّذين روى عنهم الأهوازيّ، وجاءوا بالْإِجازات، فمضى الأهوازيّ إليهم وسألهم أن يرونه تلك الخطوط، فأخذها وغيِّر أسماء مَن سمَّى ليستُر دعواه، فعادت عليه بَرَكَة القرآن فلم يفتضح، فحدّثني والدي أبو العبّاس قال: عُوتِبَ، أو قال: عاتبتُ أبا طاهر الواسطيّ في القراءة على الأهوازيّ، فقال: أقرأ عليه للعِلم ولا أصدِّقه في حرف واحد.
__________
1 هو كتاب "البيان في شرح أهل الإيمان" "تبيين كذب المفتري 369".
2 في تاريخ دمشق "10/ 29".
3 أي: المؤلف -رحمه الله.
4 في تاريخه "10/ 29".(30/93)
وقال ابن عساكر في "تبيين كذِب المفتري"1: لَا يستبعدنَّ جاهلٌ كذِبَ الأهوازيّ فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب النّاس فيما يدَّعي من الرّوايات في القراءات.
وقال أبو طاهر محمد بن الحسن المِلَحيّ: كنت عند رشأ بن نظيف في داره على باب الجامع، وله طاقة في الطريق، فاطَّلَع منها وقال: قد عَبَرَ رجل كذَّاب، فاطَّلَعت فوجدته الأهوازيّ2.
وقال الحافظ عبد الله بن أحمد بن السَّمَرْقَنْديّ: قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب: أبو عليّ الأهوازيّ كذَّاب في الحديث والقراءات جميعًا.
وقال الكتّانيّ: اجتمعت بالحافظ هبة اللَّه بن الحسن الطبري ببغداد، فسألني عمَّن بدمشق من أهل العلم، فذكرت له جماعة منهم أبو عليّ الأهوازيّ، فقال: لو سَلِمَ من الراويات في القراءات3.
قلت: أمَّا القراءات فتلقّوا ما رواه من القراءة وصدّقوه في اللّقاء. وكان مقرئ أهل الشّام بلا مدافعة معرفةً وضبطًا وعُلُوّ إسناد.
قال أبو عمر الدّانيّ: أخذ أبو عليِّ القراءة عَرْضًا وسماعًا عن جماعة من أصحاب ابن مجاهد وابن شَنَبوذ، وكان واسع الرِّواية كثير الطُّرق حافظًا ضابطًا، أقرأ النّاس بدمشق دهْرًا.
قلت: وقد زعم أنّ شيخه الغَضَائريّ قرأ القرآن على أَبِي محمد بْنُ عبد الله بْن هاشم الزعفراني، عند قراءته على خَلَف بن هشام البزَّار، ودَحَيْم الدِّمشقيّ، وأن شيخه العِجْليّ قرأ على الخَضر بن الهيثم الطوسي سنة عشر وثلاثمائة، عن عمر بن شبَّة. وفي النَّفس شيء من قرب هذه الأسانيد، ويكفي من ضعفها أن رواتها مجاهيل.
وذكر أن الغَضَائريّ قرأ على المطِّرز، عن قراءته على أبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وهذا قول منكر.
__________
1 ص415.
2 تبيين كذب المفتري "416".
3 تبيين كذب المفتري "368".(30/94)
قال ابن عساكر في حديثٍ هو موضوع رواه الخطيب، عن أبي عليِّ الأهوازيّ: هو متَّهم.
قلتُ: رَوَاهُ الأَهْوَازِيُّ فِي الصِّفَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ الأَطْرَابُلُسِيِّ، عَنِ الْقَاضِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ، عَنْ هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عن أبي زر، عن لقيط ابن عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ ربِّي بمِنَى عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ عَلَيْهِ جبة. هذا كذب على الله ورسوله. قد اتّهَمَ ابْنُ عَسَاكِرَ أَبَا عَلِيٍّ الأَهْوَازِيَّ كَمَا تَرَى، وَهُوَ عِنْدِي آثِمٌ ظَالِمٌ لِرِوَايَتِهِ مِثْلُ هَذَا الْبَاطِلِ، وَلِرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ: نا جَدِّي لِأُمِّي الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التَّسَتُّريُّ، نا حماد ابن دَلِيلٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَلَى أَبِي أُمَامَةَ رَفَعَهُ: إِذَا كَانَ عِشِيَّةَ عَرَفَةَ هَبَطَ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَيَكُونُ إِمَامَهُمْ إِلَى الْمَزْدَلِفَةِ، وَلا يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَإِذَا أَسْفَرَ غَفَرَ لَهُمْ حَتَّى الْمَظَالِمِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ.
وَأَطِمَ مَا للأَهْوَازِيِّ فِي كِتَابِ الصِّفَاتِ لَهُ حَدِيثٌ: إنَّ اللَّه لمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ نَفْسَهُ خَلَقَ الْخَيْلَ فَأَجْرَاهَا حَتَّى عَرِقَتْ، ثُمَّ خَلَقَ نَفْسَهُ مِنْ ذَلِكَ العرق.
وهذا خبر مقطوع بوضعه، لعن الله واضعه ومعتقده، مع أنه شيء مستحيل في العقول بالبديهة.
قال ابن عساكر1: قرأت بخطِّ الأهوازيّ قال: رأيت رب العزة في النوم وأنا بالَأهواز، وكأنّه يوم القيامة فقال لي: بقي علينا شيء اذهب. فمضيت في ضوء أشدَّ بياضًا من الشّمس، وأَنْوَر من القمر، حتى انتهيت إلى طاقة أمام بيتٍ، فلم أزل أمشي عليه ثم انتبهت.
قال ابن عساكر: وأنبأنا أبو الفضائل الحَسَن بن الحَسَن الكِلابيّ قال: حدَّثني أخي عليِّ بن الخِضر العثمانيّ قال: أبو عليِّ الأهوازيِّ تكلّموا فيه، وظهر له تصانيف زعموا أنَّه كذب فيها.
وَأَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْحِنَّائِيُّ، أنا الأَهْوَازِيُّ، نا أَبُو حَفْصِ بْنِ سَلَمُونٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن يوسف الأصبهاني، ثنا شعيب بن بيان الصفار، نا
__________
1 في تاريخ دمشق "10/ 30".(30/95)
عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمْعَةِ يَنْزِلُ اللَّهُ فِي قِبْلَةِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مُقبِلا عَلَيْهِ، فَإِذَا سلَّم الإِمَامُ صَعَدَ إِلَى السَّمَاءِ".
وَبِهِ إِلَى عَمْرِو بْنِ سَلَمُونٍ، بِإِسْنَادٍ ذَكَرَهُ، عَنْ أَسْمَاءَ مَرْفُوعًا: "رَأَيْتُ رَبِّي بِعَرَفَاتٍ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ عَلَيْهِ إِزَارٌ".
وَهَذَانِ وَاللَّهِ مَوْضُوعَانِ، وَحَدُّ السُّوفِسْطَائِيِّ أَنْ يُشَكَّ فِي وَضْعِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ.
قال الكتّانيّ: وكان الأهوازيّ مُكثرًا من الحديث، وصنَّف الكثير في القراءات، وكان حسن التّصنيف، وفي أسانيد القراءات لهُ غرائب يُذكَر أنَّه أخذها روايةً وتلاوةً، وتوفِّي في ذي الحجّة.
وزاد غيره: في رابع ذي الحجّة.
وقد وهّاه ابن خيرون، ورماه ابن عساكر بالكذِب غير مرَّة في كتابه "تبيين كذِب المُفتري"، وقال: رماه اللَّه بالدَّاء الأكبر.
165- الحسين بن جعفر1:
أبو عبد اللَّه السَّلمَاسيّ، ثُمّ البغداديّ.
سمع: عليّ بن محمد بن أَحْمَد بن كَيْسان، وأبا سعيد الحُرفيّ، وعليّ بن لؤلؤ، وجماعة.
قال الخطيب2: كتبنا عنه، وكان ثِقةً أمينًا كثير البرّ والخير.
قلت: أخذ السِّلَفيّ عن أصحابه.
حرف الخاء:
166- الخليل بن عبد اللَّه بن أَحْمَد3:
أبو يعلي الخليلي القزويني الحافظ، صنَّف "الإرشاد في معرفة المحدثين".
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 29"، والبداية والنهاية "12/ 65".
2 في تاريخه.
3 سير أعلام النبلاء "17/ 666-668"، وشذرات الذهب "3/ 275"، ومعجم طبقات الحفاظ "84".(30/96)
كان ثقةً حافظًا عارفًا بالعِلل والرِّجال، عالي الْإِسناد1.
سمع من: عليّ بن يزيد بن أَحْمَد بن صالح القزوينيّ المقرئ، ومحمد بن سليمان بن يزيد الفامي، والقاسم ابن علْقَمة، وجدُّه محمد بن عليِّ بن عمر، وعليّ بن عمر القصّار، وأبي حفص عمر بن إبراهيم الكتّانيّ، ومحمّد بن الحسن بن الفتح الصفّار، ومحمد بن أَحْمَد بن ميمون الكاتب، وأبي الحسين أَحْمَد بن محمد النّيسابُوريّ الخفّاف، وأبي بكر محمد بن أَحْمَد بن عبدوس المزكّي، وأبي عبد اللَّه الحاكم.
وسأل الحاكم عن أشياء من العِلَل.
وروى بالْإِجازة عن: أبي بكر بن المقرئ الْأصبهانيّ، وعن: أبي حفص بن شاهين.
روى عنه: أبو بكر بن لال مع تقدُّمه، وهو من شيوخه، وولده أبو زيد واقد بن الخليل، وإسماعيل بن عبد الجبّار ابن ماك.
مات -رحمه اللَّه- في آخر العام.
167- عبد اللَّه بن الحسين بن عثمان الهَمدانيّ الخبّاز2:
روى عن: الدَّارقُطْنيّ.
روى عنه: أبو الغنائم النّرْسِيّ.
168- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن محمد بن النعمان بن عبد السّلام الْأصبهانيّ3:
أبو محمد اللبان.
قال الخطيب4: كان أحد أوعية العلم. سمع: أبا بكر بن المقرئ، وإبراهيم بن
__________
1 التقييد "262".
2 تاريخ بغداد "9/ 444".
3 تاريخ بغداد "10/ 144، 145"، وسير أعلام النبلاء "17/ 653، 654"، والبداية والنهاية "12/ 66".
4 في تاريخه.(30/97)
خرشيد قوله، وأبا طاهر المخلّص، وأحمد بن فِراس العبْقسيّ. وكان ثِقةً، صحِب القاضي أبا بكْر بن الباقِلّانيّ، ودرس عليه الأُصُول.
ودرس الفقه على أبي حامد الإسفرائيني.
وقرأ بالروايات، وولي قضاء إيْذَج1، ولهُ مصنَّفات كثيرة، وكان من أحسن النّاس تلاوةً.
كتبنا عنه، وكان وجيز العبارة في المُناظرة، مع تديُّن وعِبَادةُ ووَرَع بيِّن، وحُسن خُلُقٍ، وتقشُّف ظاهر.
أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد، فصلى بالناس التروايح في جميع الشّهر، فكان إذا فَرَغَها لا يزال يُصلّي في المسجد إلى الفجر، فإذا صلَّى درَّس أصحابه.
وسمعته يقول: لم أضع جنبي للنّوم في هذا الشّهر ليلًا ولا نهارًا. وكان ورده لنفسه سبعًا مُرَتّلًا.
قال ابن عساكر2: سمعتُ ببغداد من يحكي أنَّ أبا يَعْلَى بن الفرّاء، وأبا محمد التميميّ شيخي الحنابلة كانا يقرءان على أبي محمد بن اللبَّان في الأصول سِرًّا، فاجتمعا يومًا في دِهليزه فقال أحدهما لصاحبه: ما جاء بك؟ قال: الّذي جاء بك، وقال: أكتُم عليّ وأكتُم عليك.
ثُمّ اتفقا على أن لَا يعودا إليه خوفًا أن يطَّلع عوامّهم عليهما.
وقال الخطيب3: سمعته يقول: حفظت القرآن ولي خمس سِنين، وأحضرت مجلس أبي بكر بن المقرئ ولي أربع سِنين، فتحدّثوا في سماعي، فقال ابن المقرئ: اقرأ "والمُرْسَلات". فقرأتها ولم أغلط فيها. فقال: سمِّعوا لهُ والعهدة عليَّ.
قال الخطيب4: ولم أرَ أجود ولا أحسن قراءة منه.
__________
1 إيذج: بلد بين خوزستان وأصبهان "معجم البلدان "1/ 288".
2 في تبيين كذب المفتري "261".
3 في تاريخه بغداد "10/ 144".
4 في تاريخه.(30/98)
قلت: روى عنه أبو عليّ الحدَّاد، وقرأ عليه بالرّوايات غَيْرُ واحد.
ومات بأصبهان في جُمادى الآخرة.
169- عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد1:
أبو القاسم الخَزْرَجيّ القُرطُبيّ.
رحل إلى المشرق في جمادى الأولى سنة ثمانين وثلاثمائة، فحجَّ أربع حجج.
قال أبو عليّ الغسّانيّ: سمعته غير مرّة يقول: من شيوخي في القرآن: أبو أَحْمَد السَّامريّ، وأبو الطِّيّب بن غَلْبُون، وأبو بكر محمد بن عليّ الأُدْفُويّ.
ومن شيوخه في الحديث: أبو بكر المهندس، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب، وأبو مسلم الكاتب.
قال: لقيتُ كُلَّ هؤلاء بمصر.
ولقيَ بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد.
وقرأ بالَأندلُس على: أبي الحسن الأنطاكيّ.
وأقرأ النّاس في مسجِدِهِ بَقُرْطُبَةِ زمانًا، ثُمّ نقله يونس بن عبد اللَّه القاضي إلى الجامع، فواظب على الْإِقراء، وأمَّ في الفريضة إلى أن توفِّي لستٍّ بقين في المُحرّم فجأة.
وقال أبو عمر بن مهديّ: كان من أهل العلم بالقراءات، حافظًا للخُلْف بين القرّاء، مُجَوِّدًا للقُرآن، بصيرًا بالنحو، مع الحجّ والخير والأحوال المُستحسَنَة.
أُجْلِسَ للإقراء بجامع قُرْطُبة.
170- عبد الّرحمن بن عبد الوهّاب بن محمد بن حُمَيْد الدّمشقيّ:
حدَّث عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وتمَّام.
روى عنه: نجا بن أَحْمَد.
171- عبد الرحمن بن مَسْلَمة بن عبد الملك بن الوليد2.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 333، 334"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1124، 1125".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 334، 335".(30/99)
أبو المطرّف القُرَشيّ المالِقيّ.
سكن إشبيليّة.
كان مقدَّمًا في الفهم، بصيرًا بالعلوم الكبيرة؛ قرآنٍ وأصولٍ وحديث وفقه وعربية، قد أخذ من كلِّ علمٍ بحظٍّ وافِر.
أخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وخَلَف بن قاسم وجماعة.
توفِّي في شوَّال، وكان مولده سنة تسعٍ وستّين.
172- عبد السّلام بن الحسين بن بكّار:
أبو القاسم البغداديّ.
حدَّث عن: عيسى بن الوزير.
وعنه: أبو عليّ البَرَدَانيّ.
173- عليّ بن الفضل بن أَحْمَد بن محمد بن الفُرات1:
أبو القاسم الدّمشقيّ المقرئ، إمام جامع دِمشق.
سمع: عبد الوهّاب الكلابي، والحسن بن عبد الله بن سعيد البَعَلْبَكيّ.
ورحل إلى بغداد فقرأ بها القراءات.
وسمع من: أبي عمر بن مهديّ.
وبالكوفة من: القاضي محمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ.
وبمصر من: عبد الجبّار بن أَحْمَد الطَّرَسُوسيّ.
روى عنه: ابنه أبو الفضل، وأبو بكر الخطيب، وعبد المنعم بن الغمر، ومحمد بن الموازينيّ، وأبو القاسم النّسيب، وأبو طاهر الحِنّائيّ، وأبو الحسن بن المَوَازِينيّ.
ووثَّقه النسيب.
توفِّي في رجب، ويقال في شعبان.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "18/ 146".(30/100)
174- عليّ بن ميمون بن حمْدان الأَسَديّ المؤذّن:
كوفي. روى عن: ابن عزال.
روى عنه: أُبَيّ النُّرسيّ.
175- عمر بْن محمد بْن أَحْمَد بْن جعفر1:
أبو عبد الرحمن البَحيريّ النّيسابوريّ المُزكّيّ.
شيخ من كبار العُدُول، ومن بيت الحديث والرّواية.
سمع من: جدّه، وأبيه، وأبي الحسن الحجّاجيّ، وأبي عمرو بن حمدان، وزاهر السَّرْخَسيّ، وأبي طاهر بن خُزَيمة.
وحدَّث سنين، وأملى مُدّةً في الجامع.
قال أبو صالح المُؤذِن: خلط في سماعه في آخر عمره، وتوفِّي فِي ربيع الأوّل.
176- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن قُزْعة المؤدّب2:
بغداديّ، يُعْرَف بابن الدِّلْو.
روى عن: أبي عمر بن حَيَّوَيْهِ.
روى عنه: أبو بكر بن الخاضبة، وغيره.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.
حرف القاف:
177- القاسم بن إبراهيم بن قاسم بن يزيد الأنصاري3:
من ولد الأمير عبد الله بن رواحة صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَبُو محمد القُرْطُبيّ، المعروف بابن الصّابونيّ. نزيل إشبيليّة.
__________
1 المنتخب من السياق "401، 402"، ولسان الميزان "4/ 326".
2 تاريخ بغداد "11/ 275، 276".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 469، 470"، ومجم المؤلفين "8/ 92".(30/101)
روى عن: أَحْمَد بن فتح الرّسّان، وسعيد بن سَلَمَة، ومخلد بن عبد الرّحمن، وابن الجسور، ويونس بن عبد اللَّه.
وقال ابن خَزْرَج: كان من أهل العِلم بالقراءات والحديث، ذا حظٍّ وافرٍ من الفقه والَأدب، صدوقًا.
توفِّي بمدينة لَبْلَة، وكان خطيبها وقاضيها في شعبان. وولِدَ سنة ثلاثٍ وثمانين.
حرف الميم:
178- محمد بن الحسن بن زيد بن حمزة:
أبو الحسن اليَشْكُريّ الكُوفيّ.
حدَّث عن: عليّ البكّائيّ، وأبي زُرعة أَحْمَد بن الحُسين الرّازيّ.
قال أُبَيّ النَّرْسيُّ: سماعه صحيح، سمعته يقول: وُلِدتُ سنة 352.
179- محمد بن عبد الرحمن1:
أبو الفضل النَّيْسَابُوريّ الحُرَيْضِيّ2 -تصغير الحُرْضيّ، يعني الأُشْنَانيّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي الحسين الخفّاف، والعَلَويّ، وابن فُوَرك.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا.
توفِّي بهَمَذَان.
180- محمد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم3:
أبو الحسين بْن أبي محمد بن أبي نصر التميميّ الدّمشقيّ المعدّل.
سمع: أباه، وأبا بكر المَيَانِجِيّ، وأبا سليمان بن زبر، هو آخر من حدَّث عنهما.
وروى عنه: سهل بن بِشْر، وموسى الصِّقليّ، وأبو القاسم النّسيب، وأبو الحسن بن الموازيني، وأبو طاهر الحنائي.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 324".
2 الحريضي: نسبة إلى الحرض. "الأنساب "4/ 124، 125".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 648، 649"، وشذرات الذهب "3/ 274".(30/102)
وكانت له جنازة عظيمة، غُلق له البلد، وحضره النّائب.
توفِّي في رجب.
181- محمد بْن عليّ بن إبراهيم1:
أبو طالب البيضاويّ.
توفِّي في رمضان، وكان مكثرّا.
سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وابن حَيَّوَيْهِ.
روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وكان صدوقًا.
182- محمد بن الفضل بن محمد:
أبو بكر النَّيْسابوريّ اللبَّاد.
روى الكثير عن: أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي الحسين محمد بن المظفّر، وطبقتهما.
183- محمد بن محمد بن عيسى بن حازم:
أبو الحسين البكريّ الكوفيّ، المعروف بابن نَفِّطْ.
سمع إفادة أبيه من: عليّ بن عبد الرّحمن البكّائيّ.
وكان أُميًّا لَا يكتُب.
روى عنه: أُبَيّ النَّرسيّ.
184- محبوب بن محبوب بن محمد2:
أبو القاسم الخشنيّ الطُلَيْطُليّ.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 104"، والأنساب "2/ 369".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 628".(30/103)
وكان من أعلم أهل زمانه باللغة والعربيّة، بصيرًا بالحديث وعلله، فهِمًا فطِنًا صالحًا.
توفِّي في المحرَّم. ترجمه ابنُ مظاهر.
حرف النون:
185- نصر بن سيّار بن يحيى:
أبو الفتح الهَرَويّ القاضي، رئيس بلده.
روى عن: جدّه، وعن: خاله أبي القاسم الدّاووديّ.
وخرَّج له شيخ الْإِسلام أمالي.
وقُتِلَ مظلومًا.
186- بنت فايز القُرطُبيّ:
امرأة أبي عبد اللَّه بن عتّاب.
عالمة فاضلة متفنِّنَة في العلوم، أخذت عِلم الآداب عن أبيها، والفِقه عن زوجها.
وقدِمَت على أبي عمرو الدّانيّ ليقرأ عليها، فوجدتهُ مريضًا فمات، فذهبت إلى بَلَنْسِية وقرأت بالرِّوايات السبع على أبي داود صاحب الدّانيّ.
ثم حجَّت سنة خمسٍ، وتوفِّيت راجعةً بمصر سنة ستٍّ.
سنة سبع وأربعين وأربعمائة:
حرف الألِف:
187- أَحْمَد بن بابشاذ بن داود بن سليمان1:
أبو الفتح المصريّ الجوهريّ الواعظ.
روى عن: أبي مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون.
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 84"، ولسان الميزان "1/ 139".(30/104)
قال أبو طاهر السَّلفيّ: وفيه على ما قيل ليْنٌ.
قلت: وروى عنه: ابنه طاهر صاحب العربيّة، وأبو الحسين يحيى بن علي الخشاب المقرئ، وأبو عبد الله محمد ابن أحمد الرازي، وغيرهم.
وتوفِّي في رمضان.
188- أحمد بن سلامة:
أبو زيد الأصبهاني.
عن: أبي بكر بن المقري.
وعنه: يحيى بن منده.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
189- أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن ثابت1:
الإمام أبو نصر الثابتي البخاري، الفقيه الشافعي.
روى عن: أبي القاسم بن جُبَارة، وأبي طاهر المخلّص.
وتفقَّه على: أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ.
ودرَّس وأفتى.
قال الخطيب2: كتب عنه، وكان ليِّنًا في الرّواية.
قال الذُّهَليّ: كان يدرِّس ويُفتي، وله حلقة في جامع المدينة.
وقال النرسي: نا عن زاهر السَّرْخَسيّ.
وتوفِّي في رجَب.
190- أَحْمَد بن علي بن عبد اللَّه3:
أبو بكر البغداديّ الزَّجّاجيّ المؤدِّب.
سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأبا حفص الكتاني.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 239، 240"، ولسان الميزان "1/ 201".
2 في تاريخه.
3 تاريخ بغداد "4/ 325"، وطبقات الشافعي للسبكي "3/ 17".(30/105)
قال الخطيب: كان ديّنًا فقيهًا شافعيا. كتبت عنه، وذكر لي أنّه سمع من: زاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسيّ، إِلَّا أن كتابه ببلده بطَبْرستان.
وأرَّخ ابن خَيْروُن وفاته في ذي الحجّة، وأنَّه كان صالحًا.
191- أَحْمَد بن محمد بن أَحْمَد بن عبدوس1:
أبو الحسن البغداديّ الزَّعفرانيّ المؤدِّب.
سمع: أبا بكر القَطيعيّ، وابن ماسيّ، وابن شاهين.
قال الخطيب: كتبت عنه من سماعه الصحيح، ومات في صفر.
وقد وُلِدَ في سنة ثمان وخمسين.
وقال ابن خيرون في الوفيَّات: كان في كلامه وسماعه تخليط.
حرف التّاء:
192- التّقي بن نجم بن عُبَيْد اللَّه2:
أبو الصّلاح الحَلَبيّ، شيخ الشّيعة وعالِم الرّافضة بالشّام.
قال يحيى بن أبي طيّء في تاريخه: هو عين علماء الشّام، والمُشار إليه بالعلم والبيان، والجمع بين علوم الأديان، وعلوم الأبدان.
وُلِدَ في سنة أربعٍ وسبعين بِحَلَبْ، ورحل إلى العراق ثلاث مرّات.
وقرأ على: الشّريف المُرتضى.
وقال ابن أبي رَوْح: توفِّي بعد عوده من الحجّ بالرّملة في المحرَّم، وكان أبو الصّلاح علّامةً في فقه أهل البيت.
وقال غيره: لهُ مصنَّفات في الأصول والفروع، منها: كتاب "الكافي"، وكتاب "التقريب"، وكتاب "المُرشِد إلى طريق التّعبُّد"، وكتاب "العُمْدة في الفقه"، وكتاب "تدبير الصّحة" صنَّفه لصاحب حلب نصر بن صالح، وكتاب "شُبَه الملاحدة"، وكُتُبُهُ مشهورة بين أئمّة القوم.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 380".
2 لسان الميزان "2/ 71".(30/106)
وذُكِرَ عنهُ صلاح وزُهْد وتقشُّف زائد وقناعة مع الحُرمة العظيمة والجلالة، وأنّه كان يُرغِّب في حضور الجماعة، وكان لا يُصلّي في المسجد غير الفريضة، ويتنفَّل في بيته، ولا يقبل ممّن يقرأ عليه هديّة. وكان من أذكياء النّاس وأَفْقههم وأكثرهم تفنُّنًا.
وطوَّل ابن أبي طيء ترجمته.
193- تمَّام بن محمد بن هارون1:
الخطيب أبو بكر الهاشميّ البغداديّ.
سمع: عليّ بن حسّان الحدليّ صاحب مطيّن.
وكان صدوقًا معظَّمًا.
كتب عنه: أبو بكر الخطيب، والكِبار.
حرف الجيم:
194- جعفر بن محمد بن عفَّان2:
الفقيه أبو الخير المِرْوَزيّ الشافعيّ.
قدِمَ معرَّة النّعْمَان، وأقرأ بها الفقه، وصنَّف في المُذهَّب كتاب "الذّخيرة"، وكان قدومه المعرَّة في سنة 418، ودرَّس بها، وأخذ عنه أهلها.
حرف الحاء:
195- الحسن بن رجاء البغداديّ3:
الدَّهان النَّحْويّ.
أقرأ العربية مُدّة.
196- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه4:
أَبُو عليّ العطَّار المقرئ البغداديّ، المؤدب.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 141"، والمنتظم "8/ 166".
2 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 131".
3 الكامل في التاريخ "9/ 616".
4 تاريخ بغداد "27/ 392"، والمنتظم "8/ 166".(30/107)
ويُعْرَف بالقَرِع، والد فاطمة صاحبة الخطّ المنسوب.
سمع من: عيسى بن الوزير، وأبي حفص الكتاني، والمخلص.
وقرأ بالرويات على: أبي الفَرَج عبد الملك بن بكران النَّهْرَوانيّ، وأبي إسحاق إبراهيم بن أَحْمَد الطَّبَرِيّ، وأبي الحسن الحمَّاميّ، وجماعة.
قرأ عليه: أبو طاهر بن سوّار، وأبو طالب القزَّاز.
وروى عنه: أبو بكر الخطيب وقال1: لم يكن به بأس.
197- الحسين بن أَحْمَد بْن محمد بْن حبيب2:
أبو عبد اللَّه القادسيّ البزَّاز.
كان يُملي في جامع المنصور مُدّة عن: أبي بكر القَطيعيّ، والورَّاق، وأبي بكر بن شاذان.
قال الخطيب3: حضرته يومًا وطالبته بأُصول، فدفع إليَّ عند ابن شاذان وغيره أصولًا صحيحة.
فقلت: أرني أصلك عن القطيعيّ.
فقال: أنا لَا يُشكُّ في سَمَاعي منه. سمَّعني خالي هبة اللَّه المفسِّر منه المُسند كُلُّه.
فقلت: لَا تروينَّ ههنا شيئًا إِلَّا بعد أن تُحضِر أصولك وتُوقِف عليها أصحاب الحديث، فانقطع ومضى إلى مسجد براثًا فأملى فيه، وكانت الرَّافضة تجتمع هناك، فقال لهم: منَعَتني النَّواصِب أن أروي في جامع المنصور فضائل أهل البيت.
ثم جلس في مسجد الشَّرقيّة، واجتمعت إليه الرَّافضة، ولهم إذ ذاك قوَّة، وكلمتهم ظاهرة، فأملى عليهم العجائب من الموضوعات في الطَّعن على السَّلَف.
وقال لي يحيى بن حسين العلويّ: أخرج إليَّ ابن القادسي أجزاء كثيرة من القَطِيعيّ، فلم أرَ في شيءٍ منها له سماعًا صحيحًا إِلَّا في جزءٍ واحد، وكانت أجزاءً عُتقًا قد غيَّر أوائلها وكتَبَهُ بخطِّه، وأثبت فيها سماعه.
__________
1 في تاريخه "7/ 392".
2 الأنساب "10/ 10، 11"، وميزان الاعتدال "1/ 529"، ولسان الميزان "2/ 264، 265".
3 في تاريخ بغداد "8/ 16".(30/108)
وقال أُبَيّ النَّرْسيِّ: كان ابن القادسيّ يسمِّع لنفسه، وكان له سماع صحيح، منه حديث الكُديْميّ، وجزء من حديث القَعْنَبِيّ، وأجزاء من "مُسنَد أَحْمَد". سمعنا منه.
قلتُ: حديث الكُدَيْميّ وقع لنا، وكان قد تفرَّد به ابن المَوَازينيّ، عن البهاء.
ومات ابن القادسي في ذي القعدة.
198- الحسين بن عليِّ بن جعفر بن علّكان ابن الأمير أبي دُلَف العِجْليّ الفقيه1:
قاضي القُضاة أبو عبد الله الجرباذقاني، والمعروف بابن ماكولا.
وَلِيَ قضاء القُضاة ببغداد سنة عشرين وأربعمائة.
قال الخطيب2: ولم نرَ قاضيا أعظم نزاهةً منه. سمعته يقول: سمعت من أبي عبد اللَّه بن منده بأصبهان.
توفِّي في شوَّال وهو حينئِذٍ قاضي القُضاة، وكان عارفًا بمذهب الشافعيّ، وقيل: إنّهُ وُلِدَ سنة 368، وهو عمّ الحافظ أبي نصر الأمير.
199- الحُسَيْن بن عليّ بن محمد بن أبي المضاء3:
أبو عليِّ البعلبكيِّ القاضي.
حدَّث عن: الحسن بن عبد الله سعيد الكِنْديّ الحِمصي، والحسين بن أَحْمَد البَعَلْبَكيّ.
روى عنه: أبو المضاء محمد بن عليّ المعروف بالشّيخ الدَّيِّن، وسماعه منه بِبَعَلْبَك في سنة ستٍّ وأربعين.
وتوفِّي بعدها بسنة.
200- حَكَمُ بن محمد بن حَكَم4:
أبو العاص الْجُذّاميِّ القرطبي، ويعرف بابن إفرانك.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 392"، والكامل في التاريخ "9/ 615".
2 في تاريخه.
3 تاريخ دمشق "11/ 161، 162"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 160".
4 سير أعلام النبلاء "17 659، 660"، وشذرات الذهب "3/ 275".(30/109)
روى عن: عبَّاس بن أَصبَغ، وخلف بن القاسم، وعبد اللَّه بن إسماعيل بن حرب، وهاشم بن يحيى، وجماعة كبيرة.
ولقي بطُلَيطُلَة: عبدوس بن محمد، وغيره.
ورحل سنة إحدى وثمانين وحجَّ، فأخذ عَن: أبي يعقوب بن الدّخيل، وأبي بكر أحمد بن محمد المهندس، وإبراهيم بن علي التمار، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه.
وقرأ القرآن على: أبي الطيب بن غلبون.
وكان مسند أهل الأندلس في عصره.
روى عنه الكبار: أبو مروان الطبني، وأبو علي الغسَّاني، وقال: كان رجلًا صالحًا ثقةً، مُسنِدًا.
عَلَت روايته لتأخُّر وفاته، وكان صليبًا في السُّنّة، مشدِّدًا على أهل البِدَع، عفيفًا ورِعًا، صبورًا على القِلَّة، متين الدّيانة، رافضًا للدُّنيا، مُهينًا لَأهلِها، مُنقبضًا عن السُّلطان، يتمعَّش من بُضَيْعَةِ حِلٍّ ببلده، يُضارب لهُ بِها بعضُ إخوانه المُسافرين.
توفِّي في صدْر ربيع الآخر عن سنٍّ عالية عن بضعٍ وتسعين سنة1.
وقال عبد الرَّحمن بن خَلَف: أنَّهُ رأى على نَعْش حَكَم هذا يوم دفنه طيورًا لم تُعهَد بعد كانت تُرفرِف فوقه، وتتبع جنازته إلى أن دُفِنَ كالَّذي رُئِي على نَعْش أبي عبد اللَّه بن الخفار -رحمهما اللَّه تعالى.
201- حمزة بْن مُحَمَّد2 بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الحسين3:
أبو طالب الهاشميِّ الجعفريِّ الطوسيّ الصُّوفيّ، وكان كثير الأسفار.
سمع بدمشق: عبد الوهاب الكِلابيّ، وطلحة بن أسد.
وسمع بأصبهان: الحافظ ابن مردويه. وبأماكن.
__________
1 الصلة "1/ 150".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 269"، والمنتخب من السياق "208".
3 في المنتخب من السياق "الحسن".(30/110)
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأحمد بن سهل السرَّاج، وأبو المحاس الرُّويَّانيّ، وغيرهم.
وسكن نُوقان1، وسمع منه بها خلق.
وبها توفِّي -رحمه اللَّه- في شَعبَان.
202- حمزة بن القاسم بن عفيف:
أبو القاسم المصريِّ الورَّاق.
توفِّي أيضًا في شعبان.
حرف الذَّال:
203- ذو النُّون بن أَحْمَد بن محمد:
أبو الفَيْض المصريّ العصَّار.
سمع: القاضي أبا الحسن الحلبيّ، وغيره.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الرَّازيّ.
حرف الرّاء:
204- رافع بْن نصر2:
أبو الحسن البغداديّ الشّافعيّ، الزَّاهد الفقيه المُفتي.
المعروف بالحمَّال.
روى عن: أبي عمر بن مهديِّ الفارسيّ.
وحكى عن: أبي بكر بن الباقلّانيّ، وعن: أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ.
وكان يعرف الأُصُول.
أخذ عنه: عبد العزيز الكتَّانيّ، ولهُ شعر حسن.
__________
1 انظر "معظم البلدان "5/ 311".
2 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 164، 165".(30/111)
وتوفِّي بِمَكَّة.
وقال محمد بن طاهر: سمعتُ هيَّاج بن عُبَيْد يقول: كان لرافع الحمَّال في الزُّهد قِدَم. وإنَّما تفقَّه أبو إسحاق الشِّيرازيّ والقاضي أبو يعلى الفرَّاء بمعاونة رافعٍ لهما. كان يحمل ويُنفِق عليهما.
ومن شِعر رافع الحمّال:
كُرّ كَرّ العّبْدِ إن أحْ ... ببت أن تحسب حرًّا
واقطع الآمال عن فض ... ل بني آدم طُرّا
أنتَ ما استغنيت عن مث ... لك أعلى الناس قدرًا
وكان عرَّافًا بمذهب الشافعي، وكان يُفتي بِمكَّة.
قال ابن النَّجَّار: قرأ شيئًا من الأصول على ابن الباقِلّانيّ، وتفقَّه على أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ.
حدَّث عنه: سهل بن بِشر الْإِسْفَرَائِينيّ، وجعفر السرّاج.
وكان موصوفًا بالزُّهْد والعبادة والمعرفة -رحمه اللَّه.
حرف السين:
205- سُلَيْم بن أيوب بن سُلَيْم1:
أبو الفتح الرّازيّ الفقيه الشّافعيّ المفسِّر الأديب، سكن الشَّام مُرابِطًا مُحتَسِبًا لِنَشْرِ العِلْمِ والسُّنَّة والتصانيف. حدَّث عن: محمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ، ومحمد بن جعفر التميميّ الكُوفيّيّْن، وأحمد بن محمد البصير، وحمد بن عبد الله الرّازيّيْن، وأبي حامد الْإِسْفَرائينيّ، وأحمد بن محمد المُجْبَر، وأحمد بن فارس اللُّغَويّ، وجماعة.
روى عنه: الكتّانيّ، وأبو بكر الخطيب2، والفقيه نصر المقدِسيّ، وأبو نَصْر الطُّرَيثِيثيّ، وعليّ بن طاهر الأديب، وعبد الرَّحمن بن عليِّ الكامليّ، وسهل بن بشر
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 159"، ومعجم البلدان "5/ 171"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "10/ 197-199"، وسير أعلام النبلاء "17/ 545-647"، والعبر "3/ 213".
2 تاريخ دمشق "44/ 429"، ومعجم البلدان "5/ 171".(30/112)
الْإِسْفَرائينيّ، وأبو القاسم عليّ بن إبراهيم النّسيب وقال: هو ثقة، فقيه، مقرئ، محدِّث.
وقال سهل الْإِسْفَرائينيّ: حدَّثني سُلَيْم أنَّه كان في صِغَره بالرّي، ولهُ نحو عشر سِنين، فحضر بعض الشيوخ وهو يلقَّن فقال لي: تقدَّم فاقرأ، فجَهِد أن أقرأ الفاتحة، فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني.
فقال: لك والدة؟ قلت: نعم. قال: هل تدعو لكَ أن يرزقك اللَّه قراءة القُران والعِلم. قلت: نعم.
فرجعت فسألتها الدُّعاء، فَدَعَت لي، ثُمَّ إني كبرت ودخلت بغداد وقرأت بها العربية والفِقْه، ثُمَّ عُدت إلى الرّيّ، فبينا أنا في الجامع أقرأ بمختصر المُزنيّ وإذا الشّيخ قد حضر وسلَّم علينا وهو لَا يعرفني، فسمع مُقابلتنا وهو لَا يعلم ما نقول، ثُمَّ قال: متى يُتَعلَّم مثل هذا؟ فأردت أن قول له: إن كانت لك والدة قُل لها تدعو لك، فاستحييت منه، أو كما قال1.
وقال أبو نصر الطرايثيثي: سمعتُ سُلَيْمًا يقول: علَّقتُ عن شيخنا أبي حامد جميع التّعليق، وسمعته يقول: وَضَعَتْ منِّي صُور، ورفعت بغداد من أبي الحسن بن المَحَامليّ.
قال ابن عساكر2: بلغني أنّ سُليمًا تفقَّه بعد أن جاز الأربعين، وقرأت بخطّ غيث الأرمنازيِّ: غرق سُلَيمُ الفقيه في بحر القُلْزُم عند ساحل جدَّة بعد الحجّ في صَفَر سنة سبعٍ وأربعين، وقد نيَّف على الثمانين.
وكان -رحمه اللَّه- فقيهًا مُشارًا إِلَيْهِ، صنَّف الكثير في الفقه وغيره، ودرَّس، وهو أوَّل من نشر هذا العِلم بصُور، وانتفع به جماعة، منهم الفقيه نصر.
وحُدِّثت عنهُ أنَّه كان يُحاسب نفسهُ على الأنفاس، لَا يدع وقتًا يمضي بغير فائدة، إمَّا ينسخ، أو يدرس، أو يقرأ.
وحُدِّثتُ عَنْه أنَّهُ كان يحرّك شفتيه إلى أن يلقط القلم -رضي الله عنه.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 645، 646".
2 في تبيين كذب المفتري "262".(30/113)
206- سُتَيْتَة بنت عبد الواحد بن محمد بن سَبَنَك البجليّ1:
امرأة صادقة فاضلة بغداديّة.
سمعت من عمر بن سَبنك. وحدَّثت.
روى عنها الخطيب.
207- سهل بن طَلْحة:
قال الحبَّال: ذكر أنَّهُ سمع من ابن المقرئ بأصبهان.
208- سهل بن محمد بن الحسن2:
أبو الحسن القاينيّ3 الصُّوفيُّ، عُرِفَ بالخشَّاب.
سكن دمشق، وحدَّث عن: أبي جعفر محمد بن عبد اللَّه القاينيّ الحافظ، والقاضي أبي القاسم حسين بن عليّ.
روى عنه: أحمد بن أبي الفتح الشهروزوري، ونصر بن إبراهيم المقدسيّ، وجماعة.
توفِّي بمصر في صفر4.
تمناه ظرفي في الكَرى فتَجَنَّبا ... وقبَّلتُ يومًا ظِلَّهُ فتغضَّبا
وخبر أني قد عبرت بابه ... لأخلس منه نظرة فتحجبا
ولو هبَّت الرِّيحُ الصَّبا نَحْوَ أُذْنِهِ ... بِذِكْرى لسَبَّ الرِّيحَ أو لَتَعَتَّبا
وما زادَهُ عندي قَبِيحُ فِعَالِهِ ... ولا الصَّدُ والهِجْرانُ إِلَّا تَحَبُّبَا
حرف الطّاء:
209- طلحة بْن عَبْد الرزَّاق بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد الأصبهاني:
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 446"، والمنتظم "8/ 168".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "10/ 225"، والنجوم الزاهرة "5/ 53".
3 القايني: نسبة إلى قاين. بلدة قريبة من طبس بين نيسابور وأصبهان. "الأنساب "10/ 36".
4 تاريخ دمشق "16/ 593".(30/114)
رحل وسمع من: أبي طاهر المخلّص.
روى عنه: أبو علي الحداد.
وتوفِّي في جمادى الآخرة.
وأبوه هو أخو أبي نُعَيْم الحافظ، ولهُ سماع من ابن المقري.
حرف العين:
210- عبد اللَّه بن الحسين1:
قاضي القُضاة أبو محمد النّاصحيّ، الفقيه الحنفيّ.
ولي قاضي القُضاة للسُلطان الكبير محمود بن سُبُكْتِكِين.
وروى عن: بشْر بن أَحْمَد الْإِسْفَرائينيّ.
وطال عمره وعظم قَدْره.
211- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حَمُّوَيْه الْأصبهانيّ الجمَّال:
روى عن: ابن المقرئ.
توفِّي في جُمَادَى الأولى.
212- عبد الرَّحيم بن الحسين2:
الوزير الأوحد أبو عبد اللَّه الكاتب، ويلقَّب بالعادل.
وَزَرَ للملك الرَّحيم أبي نصر بن أبي كالَيْجَار، وخلع عليه الخليفة.
وكان سمحًا جوادًا، ظالمًا سفَّاكًا للدِّماء.
غضب عليه أبو نصر وطلبه، وقد غطُّوا على حُفيْرة في دار المَلِك بحصيرة، فلمَّا مرَّ نزل فيها وطمَّ عليه في الحال، وذلك في شهر رمضان سنة سبعٍ.
213- عبد الغفّار بن محمد الأمديّ3:
__________
1 المنتخب من السياق "277".
2 الكامل في التاريخ "9/ 615"، وسير أعلام النبلاء "17/ 665".
3 تاريخ بغداد "11/ 117"، والمنتظم "8/ 167، 168".(30/115)
أبو طاهر سمع: إسحاق بن سَعْد النَّسويّ، وغيره.
قال أُبَيّ النَّرسيّ: كان ثقة، حدَّثنا ببغداد.
214- عبد الملك بن عبد اللَّه بن محمود بن صُهَيْب بن مِسْكين1:
أبو الحسن المصريّ الفقيه الشّافعيّ.
روى عن: أبيض بن محمد الفِهْريّ صاحب النِّسائي، وعُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي غالب البزّار، وأبي بكر بن المُهندِس، وأبي بكر محمد بن القاسم بن أبي هُريرة، وعليّ بن الحسين الأنطاكيّ قاضي أَذَنَة، وغيرهم.
ويُعْرَف أيضًا بالزجَّاج.
روى عنه: الرّازيّ في مشيخته.
215- عبد الملك بن محمد بن محمد بن سَلْمان2:
أبو محمد البغداديّ.
روى عن: القاضي أبي بكر الأبهريّ، وعليّ بن لؤلؤ، وغيرهما.
توفِّي في شعبان.
216- عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن بُرهان3:
أبو الفَرَج البغداديّ، المحدِّث الغزَّال، أخو محمد.
سمع: أبا عبد اللَّه العسكريّ، وإسحاق بن سعد النّسويّ، وعليّ بن لؤلؤ، ومحمد بن عبد اللَّه بن بَخِيت، وابن الزّيَّات، وأبا بكر الأبهريّ، وابن المُظفّر.
وسكن صور وحدَّث بها.
روى عنه: أبو بكر الخطيب ووثَّقه4، والفقيه نصر المقدسيّ، وآخرون.
وُلِدَ سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وتوفِّي بصور في شوال.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 661".
2 تاريخ بغداد "10/ 434".
3 تاريخ بغداد "1/ 409"، ومعجم البلدان "2/ 490"، والعبر "3/ 214".
4 انظر "تاريخ بغداد "11/ 34".(30/116)
217- عبد الوهّاب بن محمد بن موسى1:
أبو أَحْمَد الغَنْدَجانيّ2.
قال الخطيب: سمع من: أَحْمَد بن عبدان الحافظ، ومن: أبي طاهر المخلّص، وحدَّثنا بتاريخ البخاري عن ابن عبدان بعضه بقوله، وأرجو أن يكون صدوقًا.
مات في جُمَادى الأُولى.
قلت: روى عنه: أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم النّرسي.
218- عُبَيْد اللَّه بن عليّ بن أبي قربة:
أبو القاسم العَجْليّ الحذّاء الكوفيّ.
قال أبو الغنائم النرسي: ثنا عن علي بن بكار، وغيره.
وهو ثقة.
219- عُبَيْد اللَّه بن محمد بن زمناتة:
أبو القاسم الشيباني، سبط ابن النَّحّاس الكوفيّ.
قال أُبَيّ أبو الغنائم: ثنا عَن جدِّه والكهبُليّ.
220- عُبَيْد اللَّه بن المعتز بن منصور بن عبد اللَّه بن حمزة3:
أبو الحسن النَّيْسَابوريّ، من بيت الحشمة والثروة بنيسابور.
سمع من: أبي الفضل بن خُزَيْمة، وأبي بكر الْجَوْزَقيّ، وأبي الفضل الفاميّ، وأبي محمد المخلّديّ.
وحدَّث بأصبهان والرّيّ.
روى عنه: أبو علي الحداد، وغيره.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 33، 34"، والأنساب "9/ 179"، والعبر "3/ 212"، وسير أعلام النبلاء "17/ 661".
2 الغندجاني: نسبة إلى غندجان: بلدة من كور الأهواز من بلاد الخوذ.
3 المنتخب من السياق "296"، وسير أعلام النبلاء "17/ 662".(30/117)
وتوفِّي في أواخر السَّنة.
وروى عنه أيضًا: أبو بكر محمد بن يحيى المزكّيّ، ومحمد بن عبد اللَّه خوروست، وإسحاق بن أَحْمَد الرَّاشتيانيّ.
ولهذا أخٌ اسمه:
221- منصور المُعْتَزّ:
يروي عن أبي الحسن العلويّ.
وعنه: إسماعيل بن المؤذِّن.
222- عليّ بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جبريل القلانسيّ:
الرَّئيس النَّسَفيّ.
روى عن: أبي بكر الْإِسماعيليّ، كذا قال صاحب القنْد.
وعن: جدِّه أبي بكر محمد بن إبراهيم، والحسن بن صدِّيق النَّسَفيّ، وفائق الخاصَّة، وجماعة.
كنيته أبو الحسن.
توفِّي في رجب وقد قارب التسعين.
223- علي بن المحسن بن علي1:
أبو القاسم بن أبي عليِّ التّنُوخيّ، القاضي، صاحب "الطِّوالات".
سمع: ابن سعيد الرّزّاز، وعليّ بن محمد بن كيسان، وأبا سعيد الحُرَفيّ، وأبا عبد اللَّه الحسين بن محمد العَسْكريّ، وعبد الله بن إبراهيم الزيني، وإبراهيم بن أَحْمَد الخِرقيّ، وعَبْد العزيز بْن جعفر الخرقي، وخلقًا.
قال الخطيب2: سمعته يقول: وُلِدْتُ بالبصرة في النِّصف من شعبان سنة وخمس وستين، وأول سماعي في شعبان سبعين.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 115"، والأنساب "8/ 168"، والكامل في التاريخ "9/ 615"، والبداية والنهاية "12/ 67"، وشذرات الذهب "3/ 276".
2 في تاريخه "12/ 115".(30/118)
قال: وكان مُتحفّظًا في الشّهادة عند الحُكَّام، صدوقًا في الحديث. تقلَّد قضاء المدائن، وقِرْمَيسْين، والبَرَدان، وغيرها من النواحي.
ومات في ثاني المحرَّم سنة سبع.
وكذا ورَّخه ابن خيرون وقال: قيل: كان رأيه الرّفض والاعتزال.
قلت: وقد انتَخَبَ عليه الخطيب، وغيره.
وحدَّث عنه خلق، منهم: أُبَيّ النرسي، والحسن بْن محمد الباقَرْحيّ، ونور الهُدَى أبو طالب الحسين بن محمد الزّيْنَبِيّ، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وأبو شُجَاع بهرام، وأبو منصور محمد بن أَحْمَد بن النَّقُّور، وأبو القاسم هبة اللَّه بن الحُصَيْن، وخلق سواهم.
قال شجاع الذُّهليّ: كان يتشيع ويذهب إلى الاعتزال.
حرف الفاء:
224- الفضل بن صالح بن عليّ.
أبو عليّ الرّوذباريّ، ثُمَّ المصريّ.
روى عن: علي ابن الحافظ أبي سعيد بن يونس.
روى عنه: الرّازيّ في مشيخته.
حرف القاف:
225- القاسم بن سعيد بن العباس.
أبو أحمد بن المحدِّث أبي عثمان القُرَشيّ الهَرَويّ.
سمع: أباه، وعبد اللَّه بن حَمُّوَيْه السَّرْخَسيّ، وعبد الرَّحمن بن أبي شُرَيْح. وحدَّث.
حرف الميم:
226- محمد بن أحمد بن بدر1:
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 534".(30/119)
أبو عبد اللَّه الطُّلَيطُليّ.
روى عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن حُسين، وعبد اللَّه بن دُنِّين، والمنذر بن المنذر، وأبي جعفر بن ميمون.
وكان فقيهًا مفتيا جامعًا للعلم، كثير العناية به، عاقلًا وقورًا خيِّرًا. كان يتخيّر للقراءة على الشيوخ لفصاحته ونهضته.
قرأ الموطَّأ في يومٍ على المنذر بن المنذر.
وتوفِّي -رحمه اللَّه- في رجب.
227- محمد بن إسحاق بن أبي حُصَيْن:
القاضي أبو الحسن، توفِّي بمصر، قال الحبَّال: عنده إسناد العراق.
228- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الليث:
أبو بكر الكَشّيّ1، ثُمَّ الشيرازيّ، ابن الْإِمام أبي عليّ.
سمع: ابن المقريّ، وابن منَدَه بأصبهان.
ومات في السّنة.
ذكره يحيى بن مَنْدَهْ.
والكَشيّ بالمُعجَّمة. ومات أبوه سنة خمسٍ وأربعين.
229- محمد ذخيرة الدِّين2:
ولي عهد أمير المؤمنين أبو العبَّاس ابن أمير المؤمنين القائم بأمر اللَّه عبد اللَّه بن القادر باللَّه أَحْمَد.
قال ابن خَيْرُون: وُلِدَ سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وخُطِب له بولاية العهد سنة أربعين، ولقِّبَ ذخيرة الدّين، فأدركه أجله في ثامن عشر ذي القعدة.
وكان قد ختم القُرآن وحفظ الفقه والعربية والفرائض.
__________
1 الكشي: نسبة إلى كش، قرية على ثلاث فراسخ من جرجان على الجبل "الأنساب "10/ 440".
2 تاريخ بغداد "12/ 115"، والكامل في التاريخ "9/ 615"، والعبر "3/ 214/ 215".(30/120)
وقال ابن النجَّار: خلَّف جاريةً حاملًا، فولدت ابنًا وهو أمير المؤمنين أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد، المقتدي بأمر اللَّه.
230- محمد بن عليّ بن يحيى بن سِلْوان المازنيّ1:
أبو عبد اللَّه بن القمَّاح الدّمشقيّ.
سمع نسخة أبي مُسْهِر وما معها من الفضل بن جعفر، وليس عنده سواهما.
روى عنه: الكتّانيّ، والخطيب، والفقيه نصر، وسهل بن بِشْر، ونجا بن أَحْمَد، وأبو طاهر الحِنَّائيّ، والنَّسيب وقال: هو ثقة، وأبو الحسن عليّ، وأبو الفضل محمد ابنا الموازينيّ، والحسن بن أَحْمَد بن أبي الحديد، وعبد المنعم بن الغمر الكِلابيّ.
وتوفِّي في ذي الحجّة.
ووُلِدَ في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
230- "مكرر" محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن هشام:
أبو عبد اللَّه الأموي المروانيّ.
من أولاد أمير الأندلُس.
روى عن: أبيه.
وكان صاحب ديوان الْإِنشاء بطُلَيْطِلَة، لهُ يدٌ طولى في الرّسائل والَآداب، وشُهرة تامّة.
روى عنه: أبو بكر المُصْحفيّ.
231- مُحَمَّد بن القاسم بن مَيْمون بن حمزة بن الحُسين بن محمد:
أبو الحسن العلويّ الحُسيْنيّ المصريّ.
أخو أبي إبراهيم أَحْمَد، من كبراء المصريين.
وجدّهما ميمون يروي عن أَحْمَد بن عبد الوارث العسَّال.
توفِّي محمد في ذي القعدة.
__________
1 تاريخ دمشق "39/ 23، 24"، وسير أعلام النبلاء "17/ 647، 648"، وشذرات الذهب "3/ 277".(30/121)
232- محمد بن محمد بن عيسى بن حازم:
أبو طاهر البكريّ الكوفيّ، عُرِفَ بابن نفِّط.
قال أُبَيّ النَّرْسيّ: روى لنا كأخيه عن البكَّائيّ.
233- محمد بن محمد1:
أبو الفضل الْإِسْفَرَائينيّ الرّافعيّ القاضي.
سمع: أبا الحسن بن جهضم بمكّة، ومحمد بن عبد الصّمد الزّرافيّ صاحب خيثمة بأطْرابُلُس، وتمَّام بن محمد بدمشق.
وولي قضاء إسفراين، وبها مات.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْجُرْجانيّ.
234- محمد بن يحيى الكَرْمانيّ:
أبو عبد اللَّه، نزيل بغداد.
روى عنه: الخطيب.
وتوفِّي في ربيع الأول.
سمع من: أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصَّلت القُرَشيّ، وابن رَزْقُوَيْه، وابن بِشران، وخلق.
وقرأ الكثير.
وروى عنه أيضًا: طاهر بن محمد النيسابوريّ.
235- منصور بن عمر بن عليّ2:
الْإِمام أبو القاسم البغداديّ الكَرْخيّ الفقيه الشّافعيّ.
ذكره أبو إسحاق في "الطَّبقات"3، فقال: ومنهم شيخنا أبو القاسم منصور الكَرْخيّ.
تفقّه على: أبي أَحْمَد الْإِسفرائينيّ، وله عنه تعليقه.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق رقم "235"، والمنتخب من السياق "49".
2 تاريخ بغداد "13/ 87"، والأنساب "479"، الكامل في التاريخ "9/ 616".
3 طبقات الفقهاء "108".(30/122)
وصنَّف في المذهب كتاب "الغُنيّة".
ودرس ببغداد.
قُلْتُ: توفِّي في جُمَادَى الآخرة، وسمع: أبا طاهر المُخلّص، وأبا القاسم الصيدلانيّ.
وحدَّث.
روى عنه: الخطيب، وقال1: هو من أهل كَرْخ جدّان.
حرف الهاء:
236- هاشم بن عُبَيْد الجابريّ، ثمّ المصريّ.
سمع كثيرًا، وحدَّث. قاله الحبّال.
الكُنَى:
237- أبو بكر بن أَحْمَد.
عُرِفَ بابن الخيَّاط المنجِّم.
من تلامذة مسلمة المرحيطي.
برع في أحكام النُّجوم، وهو عِلمُ باطل.
وخدم الأمير المأمون يحيى بن ذي النّون.
وكان عارفًا أيضًا بالطّب.
عاش ثمانين سنة، وتوفِّي بطليطلة.
وفيَّات سنة ثمان وأربعين وأربعمائة:
من أعوام الوباء بمصر:
حرف الألف:
238- أحمد بن الحَسَن بن عليّ:
__________
1 في تاريخه "13/ 87".(30/123)
أبو سعد الْأصبهانيّ الشَطَرَنْجيّ، الواعظ المعروف بابن البغداديّ، أخو الحسن وعليّ.
روى عن أبيه الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان التَّاجر عن جدِّه عليِّ بن أَحْمَد صاحب أبي حاتم الرَّازيّ.
وعن أبيه، عن الفضل بن الخصيب، وابن أخي أبي زرعة، وجماعة.
وعن عبيد الله بن يعقوب راوي "مسند أحمد بن منيع".
وروى عنه: إسماعيل بن الفضل الإخشيد، وغيره.
وقع لنا من مجالسه.
توفِّي في جمادى الأولى.
239- أحمد بن الحسين ابن الشيخ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بخيت1:
أبو الحسن المصري البغدادي.
سمع: جده.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وسمّع لنفسِه في بعض الأجزاء. مات في المحرَّم وهو في عَشْر التِّسعين.
وحدَّث عنه: شُجاع الذَهليّ.
240- أَحْمَد بن الحسين:
أبو الحسين الفَناكيّ الرّازيّ، الفقيه الشّافعيّ.
تفقَّه على: أبي حامد الْإِسْفَرَائِينيّ.
ورحل إلى الْإِمام أبي عبد اللَّه الحليميّ في بُخارى فدرس عليه، وتصدَّر ببروجِرْد يفيد ويُعلّم، وعُمّر دهرًا.
241- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن قفرجل3:
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 111".
2 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 7"، ومعجم المؤلفين "1/ 207".
3 تاريخ بغداد "4/ 380، 381".(30/124)
أبو الحسين البغداديّ الوزَّان.
سمع: جدّه لَأُمِه أبا بكر بن قَفَرْجَل، وعليّ بن لؤلؤ، وعمر بن شاهين.
قال الخطيب: كان صدوقًا.
مات في ربيع الآخر.
242- أَحْمَد بن أبي عليّ محمد بْن الحُسين بْن داود بْن عليّ السّيِّد1:
أبو الفضل العلويّ الزَّاهِد المقرئ الحنفي الفقيه.
كان عديم النظير في العلويّة، وأفضل أهل بيته.
روى عن: عمِّه أبي الحسن العلوي، والخفاف، وأبي ذكريا الحربيّ، والطَّبقة.
روى عنه جماعة.
وتوفِّي في ذي الحجَّة.
243- أَحْمَد بن محمد بن عليّ بن نُمَيْر2:
أبو سعيد الخوارزميّ الضرير الفقيه، العلَّامة الشافعيّ.
تلميذ الشّيخ أبي حامد.
قال الخطيب3: درس وأفتى، ولم يكُن بعد أبي الطّيّب الطّبريّ أحدٌ أفقه منه كتبتُ عنه، عن عبد الله بن أحمد ابن الصَيْدَلانيّ.
توفِّي في صَفَر. وكان يقدَّم على أبي القاسم الكَرْخيّ، وعلى أبي نصر الثابتيّ.
244- أَحْمَد بن محمد بن عبد الوهاب بن طَاوان4:
أبو بكر الواسطيّ، يُعْرَف بشرارة.
245- أَحْمَد بن محمد بن الواحد بن بابشاذ:
أبو الخطاب المقرئ البغدادي البزاز.
__________
1 المنتخب من السياق "96".
2 تاريخ بغداد "5/ 71"، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 33، 34".
3 في تاريخه.
4 الأنساب "8/ 280"، واللباب "2/ 270".(30/125)
قرأ القُرآن على الحمَّامي، وسمع منه ومن: عبد القاهر بن عترة.
روى عنه: أبو طاهر بن سوَّار، والمُبارك بن عبد الجبّار الصَّيْرفيّ.
وثَّقه أبو الفضل بن خَيْرون، وقال: مات في ربيع الأوّل.
246- إبراهيم بن محمد1:
أبو إسحاق الفهميّ الطُّليطُليّ.
روى عن: أبي محمد بن القشّاريّ، ويوسف بن أصْبَغ.
وكان متفنِّنًا في العلوم لُغَةً وعربيّةً وفرائض وحساب، ومُشوَّرًا في الأحكام، وتوفِّي في شعبان.
247- إبراهيم بن سُليمان بن إبراهيم بن حمزة2:
أبو إسحاق البَلَويّ المالقيّ، صهر أبي عمر الطَّلَمَنْكيّ، فأكثر عن أبي عمر.
وكان مقدَّمًا في التّعبير.
248- إسماعيل بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بْن داود بْن عليّ3:
النقيب أبو المعالي العلوي النيسابوري.
سمع جده، وأبا الحسين الخفاف، وجماعة.
وأملى، وله حشمة وجلالة.
توفِّي في ربيع الأول عن تِسْعٍ وخمسين سنة.
249- إسماعيل بن عليّ بن الحسن بن بُنْدار بن المثنَّى4:
أبو سعد الْإِستِراباذيّ الواعِظ.
حدَّث عنه: الحاكم، وشافع بن محمد بن أبي عوانة، وجماعة.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 94" رقم "308".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 94" "رقم 309".
3 المنتخب من السياق "136، 137".
4 تاريخ بغداد "6/ 315، 316"، وميزان الاعتدال "1/ 239"، ولسان الميزان "1/ 422، 423"، وشذرات الذهب "3/ 273".(30/126)
روى عنه: أبو بكر الخطيب، ومكّيّ الرُّمَيْليّ، وشيخ الإسلام الهكاري، وآخرون.
قال الخطيب1: ليس بثقة.
وقال ابن طاهر: بان كذِبُه ومزَّقوا حديثه2.
مات بالقُدس.
حرف الجيم:
250- جعفر بن محمد بن الظفّر3:
أبو إبراهيم النيسابوري.
حدَّث ببغداد عن: الحسين الخفَّاف، والحاكم أبي عبد اللَّه.
قال الخطيب4: ثنا وكان إماميا.
حرف الحاء:
251- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن جابر5:
العلَّامة أبو محمد الدهَّان، اللّغَويُّ النُّحَويّ.
أحد الأعلام ببغداد.
قرأ بالرّوايات الكثيرة، ودرس فقه أبي حنيفة.
وقرأ النحو على الرُّمّانيّ وغيره، وروى عن أبي الحسين بن بشْران.
وكان مُعتزليا.
روى عنه: عزيزيّ الجيليّ، وأبو زكريا يحيى التبريزي، وعثمان بن علي الأديب.
__________
1 في تاريخه "6/ 316".
2 لسان الميزان "1/ 422".
3 تاريخ بغداد "7/ 236"، والمنتخب من السياق "175".
4 في تاريخه "7/ 236".
5 بغية الوعاة "1/ 523، 524".(30/127)
مات في جمادى الأولى.
252- الحسن بن الحسين.
أبو عليّ الخلعي الفقيه الشافعي.
توفِّي بمصر في شوال.
وبإفادته سمع ابنُه القاضي أبو الحسن.
253- الحسن بن عبد الواحد بن سهل بن خَلَف1:
أبو محمد البغداديّ.
توفِّي في ربيع الآخر.
سمع: الحربيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وعيسى بن الوزير.
روى عنه: الخطيب2، وغيره.
254- الحسن بن محمد بن الحسن3:
أبو محمد الصفَّار.
توفِّي بخراسان في سَلْخ شَوّال.
روى عن: أبي طاهر بن خُزَيْمَة، وأبي محمد الخلديّ، والْجَوْزَقيّ، وأبيه عبد الله الصفار التاجر.
255- الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن حمشاذ4:
أبو علي السابوري.
شيخ ثقة. سمع: أبا طاهر بن خُزيْمَة، وأبا الحسن الماسَرْجِسيّ، وأبا الْجُوزقيّ، وأبا محمد المخلدي.
وتوفِّي في ربيع الآخر.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 344"، والمنتظم "8/ 173".
2 في تاريخه "7/ 344".
3 المنتخب من السياق "184".
4 المنتخب من السياق "183".(30/128)
256- الحسين بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بن أَحْمَد1:
الَأنصاريّ البغداديّ أبو عبد اللَّه.
257- الحسين بن عثمان2:
أبو عبد اللَّه البرداني، الفقيه الحنبليّ، نزيل مَيَّافارِقين.
كان إمامًا مُفتيا عالِمًا.
258- الحسين بن عليّ بن عمرويه3:
الرمحاري الحنفيّ أبو القاسم الحاكم.
روى عن: أبي محمد المخلديّ، وأبي زكريا الحربيّ.
مات في شعبان.
259- الحسين بن عليّ بن محمد بن الفرحان:
أبو طالب.
توفِّي في ذي الحجّة.
260- حمزة بن محمد4:
أبو طالب الجعفريّ الطُّوسيّ الصُّوفيّ.
روى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وطُلْحة بن أسد، وأبي بكر بن مَرْدَوَيْه، وجماعته.
وعنه: شيخ الْإِسلام الأنصاريّ، وغيره.
ورَّخه ابن عساكر في هذه السّنة، وقد مرَّ.
261- حُمَيْد بن المأمون بن حُمَيْد بن رافع:
أبو غانم القيسي الهمذاني الأديب.
__________
1 ورد من غير ترجمة.
2 طبقات الحنابلة "2/ 191".
3 المنتخب من السياق "198".
4 تقدمت ترجمته برقم "201".(30/129)
روى عن: أبي بكر بن لال، وأحمد بن تركان، وأبي بكر الشّيرازيّ -روى عنه الألقاب له، وعلي بن أحمد البيع، وأبي الحسن بن جهضم، وعلي بن أحمد بن عبدان الأهوازي، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وأبي الحسن ابن رزقويه، وأحمد بن محمد البصير الرازي، وجماعة.
وقال شيرويه: ما أدركته. وثنا عنه: أبو الفضل القومِسّانيّ، وابن ممَّان، والبزَّاز، وأحمد بن عمر البيِّع، وعامة مشايخي. وسمع منه كهولنا، وهو صدوق. تُوُفّي في ذي العقدة.
حرف الدَّال:
262- داود بن الحسين بن غانم:
أبو الحسن البغداديّ، أصله من حلب.
وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
263- داود بن سليمان:
أبو عمر الوكيل.
تُوُفّي في جمادى الأولى.
حرف السِّين:
264- سعيد بن محمد بن جعفر1:
أبو عثمان الأمويّ، الطُّليطليّ الزَّاهد.
روى عن: محمد بن عيسى بن أبي عثمان، وإبراهيم بن محمد بن شَنْظير.
وكان ديِّنًا ثِقةً، فاضلًا مُنقبِضًا، كثير الصّلاة والصِّيام، قد نبذ الدُّنيا وأقبل على العبادة.
حرف العين:
265- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبد الملك بن هاشم2:
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 22".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 276، 277".(30/130)
أبو محمد بن أبي عمر الْإِشبيليّ المكويّ:
سمع من أبي محمد بن أسد "صحيح البُخاريّ"، واستقضاه الأمير أبو الحزْم جهور بقُرْطُبَة بعد أبي بكر بن ذَكْوان، ولم يكُن من القضاء في وردٍ ولا صَدَر لقلة علمه، ثُمَّ عزله أبو الوليد محمد بن أبي حزم سنة خمسٍ وثلاثين وأربعمائة، وبقي خاملًا إلى أن توفِّي في جُمَادَى الأُولى، وقد قارب السّبعين.
266- عَبْد اللَّه بن أَبِي الحَسَن مُحَمَّد بن أحمد بن رَزْقُوَيْه1:
البغداديّ أبو بكر.
سمّعه أبوه من: ابن عُبَيْد العسكريّ، وابن المُظفر، وعليّ بن لؤلؤ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا. سكن بقرية بحذاء النُّعمانية.
267- عبد اللَّه بن الوليد بن سعيد بن بكر2:
أبو محمد الأندلُسيّ الأنصاريّ, نزيل مصر، أحد الفُقَهَاء المالكيّة. سمع بقُرْطُبَة قديمًا من إسماعيل بن إسحاق القطّان، ورحل سنة أربعٍ وثمانين، فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد كتاب "السيرة" بروايته عن ابن الورد البغداديّ، وكتاب "الرسالة"، وغير ذلك.
وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأبي جعفر أَحْمَد بن دَحْمُون. وحجّ فأخذ عن: أبي العبَّاس أَحْمَد بن بُنْدار الرّازيّ، وأبي ذرّ. وولد سنة ستّين وثلاثمائة، وكان من سادات الأندلُسيين وفُضلائهم.
روى عنه: أبو الفضل جعفر بن إسماعيل بن خَلَف الأنصاريّ، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ، وآخرون.
قال أبو مروان الطَّبْنيّ الأندلُسيّ: روى عنهُ جماعة من أهل الأندلُس، وطال عمره، وخرج من مصر إلى الشّام في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وأربعين فتوفِّي بالشّام في شهر رمضان سنة ثمانٍ.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 145".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 658، 659"، وشذرات الذهب "3/ 277".(30/131)
268- عبد الرّزَّاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه1:
أبو الفضل الْأصبهانيّ البقّال.
سمع: أبا بكر بن المقري، وغيره. وروى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وإسماعيل الْإِخشيد.
269- عبد العزيز بن بُنْدار بن عليّ بن الحسن2:
أبو القاسم الشِيرازيّ، نزيل حَرَم اللَّه.
كان شيخًا صالحًا جليلًا صدوقًا مُكثِرًا، جاوَرَ مُدَّةً طويلة وحدَّث عن: عبد الكريم بن أبي جدار المصريّ، وأبي بكر ابن لال الهَمَذَانيّ، وأحمد بن فِراس العَبْقَسيّ.
روى عنه: عبد العزيز النَّخشبيّ وقال: ثقة صاحب حديث؛ ثُمّ ورَّخه.
روى عنه أيضًا: أبو شاكر بن محمد العثمانيّ.
270- عبد العزيز بن أَحْمَد الحُلْوائيّ3:
شمس الأئِمّة الحنفيّ.
قيل: مات سنة ثمانٍ أو تسعٍ وأربعين، وسيأتي سنة ستٍّ وخمسين.
271- عَبْد الغافر بْن محمد بْن عَبْد الغافر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد4:
أَبُو الحسين الفارسيّ، ثُمَّ النَّيسابوريّ.
قال في ترجمته حفيده الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: الشّيخ الجد الثِقة الأمين الصَّالح الصّيِّن الدَّيِّن المحظوظ من الدُّنيا والدِّين، الملحوظ من اللَّه تعالى بكل نُعْمَى، كان يُذكَر أيام أبي سهل الصُّعلوكي، ويذكره، وما سمع منه شيئاَ. وكذلك لم يسمع من أبي عمر وبن مطر، وابن نُجَيْد، مع إمكان السَّماع منهم.
__________
1 التقييد لابن النقطة "350".
2 الأنساب "7/ 353".
3 الإكمال لابن ماكولا "1/ 30"، واللباب "1/ 311".
4 سير أعلام النبلاء "18/ 19-21"، وشذرات الذهب "3/ 277، 278".(30/132)
وسمع "صحيح مُسلِم" من ابن عَمْرُويْه، وسمع "غريب الحديث" للخطَّابي بسبب نزول الخطَّابي عندهم حين حضر عندهم حين حضر إلى نيْسابور.
ولم تكن مسموعاته إِلَّا ملء كمَّين من الصّحيح والغرائب، وأعدادٍ قليلة من المُتفرِّقات من الأجزاء، ولكن كان محظوظًا مجدودًا في الرّواية. روى قريبًا من خمسين سنة منفردًا عن أقرانه، مذكورًا مشهورًا في الدُّنيا، مقصودًا من الآفاق.
سمع من الأئمّة والصُّدور1.
وقد قرأ عليه الحسن السَّمرقنديّ الحافظ "صحيح مسلم" نيّفًا وثلاثين مرّة.
وقرأه عليه الشّيخ أبو سعْد البحيريّ نيِّفًا وعشرين مرّة، هذا سوى ما قرأه عليه المشاهير من الأئِمّة.
استكمل -رحمه اللَّه- خمسًا وتسعين سنة، وطعن في السّادسة والتّسعين، وألحق الأحفاد بالَأجداد، وعاش في النّعمة عزيزًا مكرَّمًا في مروءةٍ وحشمة إلى أن تُوُفّي.
قلتُ: تُوُفّي في خامس شوَّال.
وحدَّث عن: ابن عموريه الْجُلُوديّ، وإسماعيل بن عبد اللَّه بن ميكال، وبِشْر بن أَحْمَد الْإِسْفَرَائينيّ، وأبي سليمان حمد بن محمد الخطَّابيّ.
روى عنه: نصر بن الحسن التُّنكتي، والحُسين بن عليّ الطَّبَريّ المُجَاور، وعبيد بن أبي القاسم القُشَيْريّ، وعبد الرّحمن بن أبي عثمان الصَّابونيّ، وإسماعيل بن أبي بكر القاري، ومحمد بن الفضل الفراويّ، وفاطمة بنت زَعْبَل العالمة، وآخرون.
وسماعه صحيح من الْجُلُوديّ في سنة خمسٍ وستّين وثلاثمائة.
272- عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن القاسم بْن إسماعيل المحامليّ2:
أبو الفتح، أخو الفقيه أبي الحسن.
سمع: أبا بكر بن شاذان، والدَّارقطنيّ، وابن شاهين، وعليّ بن عمر السُّكَّريّ.
__________
1 التقييد لابن نقطة "347".
2 تاريخ بغداد "11/ 80".(30/133)
قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة.
مات في المحرَّم.
273- عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان البغداديّ1:
سمع: عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفّر، والقاضي أبا بكر الأَبْهَريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. مات في ذي الحجّة.
قلت: روى عنه وعن الذي قبله: النَّرسيّ، وابن الطَّيوري، وعدّة.
274- عبد الملك بن عَمْر بن خَلَف2:
أبو الفتح الرَّزَّاز.
حدَّث عن: إسحاق بن سعد النَّسويّ، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، والدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
قال الخطيب3: كتبنا عنه، وكان صالحًا، لكن رأينا له أصولًا محككة، وسماعاته ملحقة.
وحدَّثني أحْمَد بْن الْحَسَن بْن خَيْرُون قَالَ: كان عندي كتاب "المدبَّج" للدّارَقُطْنيّ، وفي بعضه سماع أبي الفتح الرّزاز، فاستعار الكتاب مِنِي ثُمّ ردّه عليَّ وقد سمَّع لنفسِه في ما ليس هو سماعه.
تُوُفّي فِي صَفَر.
275- عليّ بْن أَحْمَد بْن عليّ بن سلِّك الفاليّ4:
أبو الحسن المؤدِّب. وفال بليدة قريبة من إيذَج.
أقام بالبصرة، وسمع القاضي أبا عمر الهاشميّ، وأحمد بن خربان النهاونديّ، وشيوخ ذلك الوقت.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 434"، والمنتظم "8/ 174".
2 ميزان الاعتدال "2/ 660"، ولسان الميزان "4/ 76".
3 في تاريخ بغداد "10/ 433".
4 الكامل في التاريخ "9/ 632"، والبداية والنهاية "12/ 69".(30/134)
ثم استوطن بغداد.
قال الخطيب1: كتبت عنه، وكان ثقة.
مات في ذي العقدة.
قلت: روى عن ابن خربان كتاب "المحدّث الفاصل" للرّامَهُرمُزيّ.
رواه عنه: الجلال بن عبد الجبّار الصيريّ.
ومن شعره:
تصدَّرَ للتدريس كلُّ مُهوَّسِ ... بَليدٍ تَسَمّى بالفَقيهِ المدرّسِ
فَحَقٌّ لَأهلِ العِلْم أن يتمثَّلوا ... ببيتٍ قديمٍ شاعَ في كلِّ مجلسِ
لقد هَزَلَتْ حتّى بدا من هُزَالها ... كُلاها، وحتّى استامها كلُّ مُفْلسِ
276- عليّ بن إبراهيم بن عيسى2:
أبو الحسن البغداديّ، المقرئ الباقلَّانيّ.
سمع: أبا بكر القطيعيّ، ومحمد بن إسماعيل الورَّاق، وحُسَيْنَك بن عليّ التميميّ.
قال الخطيب3: كتبنا عنه، وكان لَا بأس به.
قلتُ: وروى عنه: أُبَيّّ النَّرسيّ، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِي، وهو آخر من حدَّث عنهُ.
وهو راوي "أمالي القطيعيّ".
277- عليّ بن عبد الواحد بن عيسى:
أبو القاسم النَّجيرميّ الكاتب.
بصريّ، روى عن: أبي بكر بن إسماعيل المهندس.
__________
1 في تاريخه.
2 تاريخ بغداد "11/ 342، 343"، وسير أعلام النبلاء "17/ 662، 663".
3 في تاريخه.(30/135)
روى عنه: الرّازيّ في المشيخة.
وتُوُفّي في ذي الحجّة. وكان من بيت حشمة.
يروي أيضًا عن أبي الحسن الحَلَبيّ.
278- عليّ بن القاسم بن إبراهيم1:
أبو الحسين الأصبهانيّ المقري الخيّاط.
سمع: عُبَيْد اللَّه بن إسحاق بن جميل، وابن المقرئ، وأبا عبد اللَّه بن منده، وأبا الحسين بن فارس اللُّغويّ.
روى عنه: سعيد بن أبي الرّجاء الصَّيرفيّ، وعبد اللَّه بن محمد النِّيليّ، والحافظ أبو مسعود بن إبراهيم، وهادي ابن إسماعيل العلويّ، وغيرهم، وتُوُفّي في جمادى الأولى.
279- عمر بن أَحْمَد بن عمر بن محمد بن مسرور2:
أبو حفص النَّيسابوريّ الزَّاهِد.
سمع: إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وأبا سهل بن سليمان الصُّعلوكيّ، والحسين بن عليّ التّميميّ حُسَيْنَك، ومحمد بن أَحْمَد بن حمدان، وأبا أَحْمَد محمد بن محمد الحاكم، وأحمد بن محمد بن أَحْمَد البالويّ، وأبا سعيد بن الحسين السَّمسار، ومحمد بن أَحْمَد المحموديّ، وأبا نصر بن أبي مروان الضَّبيّ، ومحمد بن عُبَيْد اللَّه بن إبراهيم بن بالوَيْه، وأبا بكر أَحْمَد بن الحسين بن مِهران المقرئ، وأحمد بن محمد البحيريّ، وأحمد بن إبراهيم العبدويّ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خُزَيْمَة، وأبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد ابن حمدويه، وأبا منصور بن محمد بن سمعان، وجماعة سواهم.
روى عنه: عبيد اللَّه بن أبي القاسم القُشَيْريّ، وأحمد بن عليّ بن سلمُوَيْه الصُّوفّي، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، ومحمد بن الفضل الغراويّ، وإسماعيل بن أبي بكر القارئ، وتميم بن أبي سعد الْجُرجَانيّ، وهبة اللَّه بن سَهْل السّيّديّ، وآخرون.
__________
1 غاية النهاية "1/ 561".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 10، 11"، وشذرات الذهب "3/ 278".(30/136)
تُوُفّي في ذي القعدة.
وكان أسند من بقي بنَيْسابور مع زُهْدٍ وتصوُّف.
ذكره عبد الغافر1 فقال: أبو حفص الفاميّ الماروديّ الشّيخ الزَّاهِد الفقيه، كان كثير العبادة والمجاهدة، وكان المشايخ يتبرَّكون بدعائه.
وعاش تسعين سنة.
حرف الفاء:
280- فرج بن أبي الحَكَم2:
أبو الحسن اليَحصُبيّ الطُّليطليّ.
روى عن: عبد اللَّه بن دنِّين، وعبد اللَّه بن يعيش، ومحمد بن عمر بن الفخّار، وكان قد فاق أهل زمانه في العلم والعقل والفضل، وكان يحفظ المستخرجة الكبيرة حفظًا جيّدًا ونُوظِر عليه. وكان حفيل المجلس.
تُوُفي في ذي الحجّة.
حرف القاف:
281- قاسم بن محمد بن هشام الرُّعينيّ3:
أبو محمد، المعروف بابن المأمونيّ الأندلُسيّ.
من أهل المَرِيّة.
رحل وسمع من: أبي محمد بن أبي زيد، وعبد الغنيّ بن سعيد المصريّ، وعبد الوهّاب بن أَحْمَد بن مُنير.
روى عنه: ابنه حجّاج، وأبو مروان الطّبْنيّ، وأبو المطرّف الشَّعبيّ، وغيرهم.
أصله من سبتة.
__________
1 في المنتخب من السياق "368".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 461".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 470".(30/137)
وزاد القاضي عيّاض أنّه أخذ عن: عبد الرّحيم الكتاميّ ابن العجوز، وأبي عبد اللَّه بن الشيخ.
ورحل فسمع من أبي محمد الباجيّ بالَأندلُس.
وجلس بالمَرِيّة للإقراء والتّفقُّه.
روى عنه: الشّعبيّ فقيه مالقة، وأبو بكر ابن صاحب الأحباس قاضي المَرِيّة، وأبو محمد بن غانم المالقيّ الأديب.
قلت: وكان من كبار المالكيّة.
حرف الميم:
282- محمد بن أيّوب بن سليمان1:
الوزير، عميد الرؤساء أبو طالب الكاتب البغداديّ.
أديب بليغ مُترسِّل متفنِّن، صنَّف كتاب "الخراج".
وزر للقائم قبل الخلافة، وعاش ثمانيا وسبعين سنة.
283- مُحَمَّد بْن الحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بن أحمد بن السَّريّ2:
أبو الحسن النَّيسابوريّ، ثُمَّ المصريّ. المقرئ البزَّاز، التاجر المعروف بابن الطّفّال3.
وُلِِدَ سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة.
قال السَّلفيّ: كان بمصر من مشاهير الرُّواة، ومن الثقات الأثبات.
روى عَنْ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حَيَّوَيْه النَّيسابوريّ، وأبي الطاهر محمد بن أَحْمَد الذُّهليّ، والحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سَلَمَة الخيَّاش، وعبد الواحد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن قُتَيِبَة، وأحمد بن محمد بن هارون الأُسْوانيّ، وأبي الطِّيب العبَّاس بن أَحْمَد الهاشميّ الشّافعيّ، وغيرهم.
__________
1 المنتظم "8/ 175".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 664، 665"، وشذرات الذهب "3/ 278".
3 الطفَّال: نسبة إلى بيع الطفل، وهو الطين الذي يؤكل "الأنساب 8/ 243".(30/138)
روى عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو صادق مرشد بْن يحيى المَدِينيّ، وأبو عبد الله بن أَحْمَد الرّازيّ، وآخرون.
وآخر من حدَّث عنه الخفرة بنت مبشّر بن فاتك، وتوفِّيت سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة.
تُوُفّي في صَفَرْ.
284- محمد بن الحسين بن عليّ بن التَّرجمان1:
أبو الحسين الغَزّيّ الصُّوفيّ، شيخ الصُّوفيّة بديار مصر في وقته.
روى عن: أبي بكر بن أَحْمَد الْجُنَدِريّ المقرئ، وبكير بن محمد الطَّرسوسيّ المنذريّ، وعبد الوهّاب بن الحسن الكِلابيّ، والحسن بن إسماعيل الضَّرّاب، وأبي سعْد المالينيّ، وعليّ بن أَحْمَد بن يوسف الْجُنْدَريّ، وجماعة.
روى عنه: أبو عبد اللَّه القُضاعيّ، ومحمد بن عمر بن أبي عقيل، وأحمد بن أسد الكَرَجيّان، وعبد الباقي بن جامع الدّمشقيّ، وسهل بن بِشْر الْإِسْفَرَائينيّ2.
وبالْإِجازة: أبو الحسن بن الموازينيّ، وغيره.
وآخر من حدَّث عنه بالسماع أبو عبد اللَّه محمد بن أَحْمَد الرّازيّ.
مات في جُمَادَى الأولى بمصر عند ذي النّون المصريّ بالقرافة.
وقد حدَّث بمصر والشَّام، وعاش خمسّا وتسعين سنة.
285- محمد بن الحسين بن سَعْدون3:
أبو طاهر الموصليّ التاجر السّفّار. نشأ ببغداد وسمع بها: أبا عمر بن حَيَّوَيْهِ4، وأبا عبد اللَّه بن بطَّة، والدَّارَقَطْنيّ، وأبا الفضل الزهريّ، وأبا بكر بن شاذان، وجماعة، قال الخطيب: كتبتُ عنهُ وكان صدوقًا، وتوفِّي بمصر في ربيع الأول.
__________
1 تاريخ دمشق "26/ 115-117"، والعبر "3/ 217".
2 تاريخ دمشق "46/ 19".
3 تاريخ بغداد "2/ 255"، والكامل في التاريخ "9/ 932".
4 في الكامل في التاريخ "ابن حبابه".(30/139)
قلت: روى عنه الرازي في "مشيخته"، والخفرة بنت مبشّر وغيرها.
286- محمد بن الحسين بن بقاء:
أبو الحسن المصريّ، سِبْط الحافظ عبد الغنيّ بن سعيد.
روى عن: جدّه.
وتُوُفّي في المحرَّم.
287- مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن عُبَيْد اللَّه:
أبو الفضل البرجيّ الْأصبهانيّ.
روى عن: أبي بكر بن المقرئ، وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
288- مُحَمَّد بن عبد اللَّه1:
أبو عبد اللَّه بن الصَّنَّاع القُرْطُبيّ المقرئ.
قرأ القرآن وجوَّده على أبي الحسن الأنطاكيّ، وأقرأ النّاس عنه.
وروى عنه كتاب "قراءة ورش".
قال ابن بشكوال2: أنبا بهذا الكتاب أبو محمد بن عتاب عنه، ووصفه لي بالفضل والصَّلاح وكثرة التّلاوة.
وتوفي في المحرَّم، وأجمعوا أنَّهُ آخر من قرأ بقُرْطُبة على الأنطاكيّ، وعمِّر إحدى وتسعين سنة.
289- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان بن سعيد غلبون3:
أبو عبد اللَّه الخَوْلانيّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبيه، وعمِّه أبي بكر محمد، وأبي عمر أحمد بن هشام بن بُكيْر، وأبي عمر بن الجسر، وأحمد بن قاسم التّاهَرْتيّ، وأبي محمد بن أسد، وأبي عمر أَحْمَد بن عبد اللَّه النّاجيّ، وأبي الوليد بن الفَرَضيّ، وأبي عبد الله بن أبي زمنين،
__________
1 المشتبه في أسماء الرجال "2/ 407"، وغاية النهاية "2/ 189".
2 في الصلة "2/ 535".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 535، 536".(30/140)
وأبي المطرَف بن فُطَيْس، وأبي المطرِّف القَنَازِعيّ، وخلْق كثير.
وكان معنيًّا بالحديث وجمعه وتقييده، ثقةً ثبتًا ديّنًا مُتصاوِنًا.
تُوُفّي بإشبيليَّة في ذي الحجّة، وهو ابن ستِّ وسبعين سنة.
روى عنه ولده أحمد بن محمد الخَوْلانيّ.
290- محمد بن عبد اللَّه بن مرثد:
أبو القاسم، مولى الوزير ابن كلَّس.
خبير بالحساب والهندسة والتنجيم والَأخبار، عمِّر دهرًا.
مات وقد نيَّف على التِّسعين بقُرْطُبة.
291- محمد بن عبد الباقي بن الحسين بن فهم1:
أبو بكر الأنصاريّ البغداديّ.
قال الخطيب: كان صدوقًا، ثنا عن أبي الحسن بن الْجُنْديّ.
292- مُحَمَّد بن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن بشْران2:
أبو بكر الأُمويّ البغداديّ.
سمع: أبا الفضل الزُّهريّ، وأبا عمر بن حيُّويه، وأبا الحسن بن المُظفّر، وأبا بكر بن شاذان، والدَّارَقُطْنيّ، وطائفة كبيرة.
وكان أحد الثقات كأبيه.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأُبَيّ النَرسيّ،، وأبو طالب عبد القادر بن يوسف، وآخرون.
وروى عنه "سنن الدارقطني" أبو طاهر عبد الرَّحْمَن بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف.
قال: السِّلفيّ: سألتُ عنهُ شُجاعًا الذُّهليّ فقال: كان شيخًا جيّد السَّماع، حسن
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 394".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 60"، وشذرات الذهب "3/ 278".(30/141)
الأُصول، صدوقًا فيما يرويه من الحديث. قد سمعتُ منه1.
قال الخطيب2: وُلِدَ في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وتوفِّي في جمادى الأولى سنة ثمانٍ وأربعين.
293- محمد بن عبد الملك3:
أبو الحسين الفارسيّ، ثُمَّ النَّيسابوريّ التّاجر.
أكثر عن أبي أَحْمَد الحاكم.
294- محمد بن عبد الواحد بن محمد4:
أبو طاهر البيّع البغداديّ، المعروف بابن الصبّاغ.
الفقيه الشافي.
سمع: ابن شاهين، وعليّ بن عبد العزيز بن مروان، وأبا القاسم بن حبابة.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة، درس الفقه على أبي حامد الإسفرائينيّ، وكانت له حلقة للفتوى. ومات في ذي القعدة ببغداد.
وقال أُبَيّ النَّرسيّ: ثنا عن ابن طرار، وهو والد أبي نصر صاحب "الشّمائل".
295- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن ميمون5:
أبو الفَرَج الدّارِميّ6 البغداديّ، الفقيه الشّافعيّ، نزيل دمشق.
سمع: أبا عمر بن حيُّويه، وأبا الحسين بن المُظفّر، وأبا بكر بن شاذان، والدّارَقُطْنيّ، وجماعة قد حدَّث عنهم.
وسمع من أبي محمد بن ماسيّ، ولم نظفر بسماعه منه.
__________
1 التقييد لابن نقطة "84".
2 في تاريخه.
3 المنتخب من السياق "39، 40".
4 تاريخ بغداد "2/ 362".
5 تاريخ بغداد "2/ 361، 362"، وسير أعلام النبلاء "18/ 52-54"، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 77، 78".
6 الدارمي: نسبة إلى بني دارم. "الأنساب "5/ 279".(30/142)
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: هو أحد الفقهاء، موصوف بالذَّكاء وحُسن الفِقْه والحساب والكلام في دقائق المسائل، ولهٍ شِعرٌ حسن، كتبتُ عنه بدمشق، وقال لي: كتبتُ عن ابن ماسيّ، وأبي بكر الورَّاق، وجماعة، وَوُلِدْتُ في سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة.
سكن الرَّحبة مُدَّة ثُمّ دمشق.
قال الخطيب1: حدَّثني أبو الفرج الدّارِميّ: سمعتُ أبا عمر بن حيُّويه: سمعت أبا العبَّاس بن سُريْج، وقد سُئِل عن القرد فقال: هو طاهر، هو طاهر.
قلت: وروى عنه أيضًا: أبو عليّ الأهوازيّ وهو من أقرانه، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحِنّائيّ.
وقال أبو إسحاق في "الطَّبقات"2: كان فقيهًا، حاسبًا، شاعرًا، متصرّفًا، ما رأيت أفصح منه لهجة.
قال لي: مرضت فعادني الشّيخ أبو حامد الْإِسفرائينيّ، فقلت:
مرضتُ فارتحتُ إلى عائدٍ ... فعاودني العالم في واحدِ
ذاك الإمامُ ابن أبي طاهرٍ ... أَحْمَد ذو الفضلِ أبو حامدِ
وروى عنه من شعره: أبو عليّ بن النّبا، وأبو الحسين بن النَّقُّور، وأبو عبد اللَّه الحسن بن أَحْمَد بن أبي الحديد3.
تُوُفّي ليلة الْجُمعة مُستَهَلّ ذي القعدة أيضًا، وشهده خلقٌ عظيم.
ودُفِنَ بمقبرة باب الفراديس.
وتفقَّه أيضًا على أبي الحُسين الأردَبِيليّ.
وله كتاب الاستذكار في المذهب كبيرٌ.
296- محمد بن عُبَيْد الله بن أحمد4:
__________
1 في تاريخه "2/ 361، 362".
2 طبقات الفقهاء "107".
3 طبقات الشافعية الكبرى "3/ 78".
4 تاريخ بغداد "9/ 339".(30/143)
أبو طالب البغداديّ الرّزّاز.
سمع عليَّ بن عمر الحربيّ، وابن فهد المَوْصليّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، قلت: روى عنه جماعة.
297- محمد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن إسماعيل:
أبو طاهر بن الأنباريّ الواعظ.
حدَّث عن: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمَّاد الموصليّ، والحسن بن العبَّاس الشّيرازيّ، ووُلِدَ سنة خمسٍ وسبعين وثلاثمائة.
298- محمد بن عليّ بن يعقوب1:
أبو الحسين الْإِياديّ البغداديّ، من أولاد الشّيوخ.
سمع: أبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وابن حبّابة، والسُّكَّريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
مات فِي ذي القِعْدَة.
299- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المظفّر2:
أبو الحسين البغداديّ ابن السّرّاج.
سمع: موسى بن جعفر السِّمسار، وأبناء الفضل الزُّهريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
مات فِي ربيع الأوَّل.
300- محمد بْن محمد بْن عمرو الحاكم:
أبو الزَّواهيّ الفقيه.
حدَّث بنيسابور غير مرَّة عن: ابن فراس العَبْقَسيّ، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ البغداديّ، وغيرهما.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 106".
2 تاريخ بغداد "3/ 236، 237".(30/144)
301- المسلم بن عليّ بن طَبَاطَبَا:
أبو جعفر العلويّ الحَسَنيّ المِصريّ.
حرف الهاء:
302- هلال بن المُحسِّن1:
أبو الحسين بن الصّابئ، البغداديّ الكاتب.
أخذ عن: أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانّي، وغيرهما.
قال الخطيب2: كتبنا عنه، وكان صدوقا، أسلم بآخره، وسمع من العلماء في حال كُفْره؛ لَأنه كان يطلب الأدب. قال لي: ولدت سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة. وجدُّه هو إسحاق إبراهيم بن هلال الصّابئ صاحب "الرّسائل"، ومات هو وابنه المحسِّن على الكفر.
وتوفي هلال في رمضان. وهو والد غرس النعمة محمد.
حرف الياء:
303- يوسف بن سليمان بن مروان3:
أبو عمر الأنصاري الأندلسي المعروف بالرَّباحيّ.
أصله من قلعة رباح.
كان فقيها، إماما، ورِعًا، زاهدا، متقلِّلًَّا، جماعة للعلم، طويل اللسان، فقيه البدن، نحويًّا عروضيًّا شاعرًا، يسرد الصيام ويديم القيام، وينعزل عن النّاس، وتأسٍّ باللَّه، له مصنَّف في الرَّد على القبْريّ.
حدَّث عنه: أبو المطرّف بن البيْروله، وأبو محمد بن خَزْرَج وقال: كان مُجاب
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 76"، والبداية والنهاية "12/ 70".
2 في تاريخه.
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 676، 677".(30/145)
الدّعوة، بصيرًا بالحجاج والاستنباط. سكن إشبيلية، وله ردٌّ على أبي محمد الأصيليّ، وكان صاحبّا لأبي عمر ابن عبد البَرّ.
وتُوُفّي بمرسية في آخر سنة ثمانٍ وأربعين.
ووُلِدَ في سنة سبعٍ وستين وثلاثمائة.
وفيات سنة تسع وأربعين وأربعمائة:
حرف الألف:
304- أَحْمَد بن الحسن بن عنان:
أبو العبّاس الكنكشيّ الزَّاهِد.
كان من كبار مشايخ الطّريق بالدِّينور، له معارف وتصانيف.
وعاش تسعين سنة، ولقى الكبار وحكى عنهم.
روى عنه ابنه سعيد -أحد شيوخ السِّلفيّ- جزءًا فيه حكايات.
وقد صحِبَ أبا العبّاس أَحْمَد الأسود مُريد الشّيخ عيسى القصَّار. وعيسى من كبار تلامذة ممشاذ الدِّينوريّ. وذكر أن شيخه أبا العبّاس الأسود عاش مائة سنة.
قال السِّلفيّ: صنَّف أبو العبَّاس الكنكشيّ سِتّين مصنَّفًا، وقد رأيت بعضها، فوجدت كلامه في غاية الحُسن، وكان غزير الفضل، مُثَقّفًا، عارفًا، عابدًا، سُفْيَانيّ المذهب، لم يكن لهُ نظير بتلك النّاحية، ولهُ أصحابٌ ومُريدون، وبحكمه رُبُطٌ كثيرة.
ومن كلامه: حقيقة الأُنس باللَّه الوحشة مما سواه.
وقال: عمل السر سرمد، وعمل الجوارح منقطع.
وقال: من عرف قدر ما يبذله لم يستحق اسم السخاء.
وقال: وسمعت أَحْمَد الأسود يقول: السُّكون إلى الكرامات مكرٌ وخدعة.
305- أَحْمَد بن عبد اللَّه بْن سُليمان بْن مُحَمَّد بْن سُليمان بْن أَحْمَد بن سليمان بن داود بن المطهّرين زياد بن ربيعة1:
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 240، 241"، والأنساب "3/ 90-93"، وسير أعلام النبلاء "18/ 23"، والبداية والنهاية "12/ 72-76"، ولسان الميزان "1/ 203-208"، وشذرات الذهب "3/ 280-282".(30/146)
أبو العلاء التَّنوخيّ اللُّغويّ، الشاعر المشهور، صاحب التّصانيف المشهورة، والزَّندقة المأثورة.
له "رسالة الغفران" في مجلَّدةٍ قد احتوت على مزدكةٍ واستخفاف، وفيها أدب كثير، وله "رسالة الملائكة"، و"رسالة الطَّير" على ذلك الأُنْمُوذَج. ولهُ كتاب "سقط الزَّند" في شِعره، وهو مشهور؛ وله من النَّظم "لزوم ما لَا يلزم" في مجلَّدٍ أبدع فيه.
وكان عجبًا من الذَّكاء المُفرط والْإِطلاع الباهر على اللُّغة وشواهدها.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة، وجدِّر1 في السَّنة الثالثة من عمره فعمي منه، فكان يقول: لَا أعرف من الألوان إِلَّا الأحمر، فإنِّي أُلبِستُ في الْجُدريّ ثوبًا مصبوغًا بالعُصْفُر، لَا أعقِل غير ذلك2.
أخذ العربيّة عن أهل بلده كبني كوثر وأصحاب ابن خالَوْيه، ثمّ رحل إلى أطرابُلُس، وكانت بها خزائنُ كتبٍ مَوْقُوفَة فاجتاز باللّاذقيّة، ونزل ديرًا كان به راهبٌ له علم بأقاويل الفلاسفة، فسمع أبو العلاء كلامه، فحصل له به شكوك، ولم يكن عنده ما يدفع به ذلك، فحصل له بعض انْحلال، وأودع من ذلك بعض شعره، ومنهم من يقول: ارعوى وتاب واستغفر3.
ومِمّن قرأ عليه أبو العلاء اللغة جماعة، فقرأ بالمعرفة على والده، وبحلب على محمد بن عبد اللَّه بن سعد النَّحوي وغيره.
وكان قانِعًا باليسير، لهُ وقفٌ يحصل له منه في العام نحو ثلاثين دينارًا، قرَّر منها لمن يخدمه النّصف.
وكان أكْلُه العدس، وحلاوته التّين، ولباسه القُطْن، وفراشه لبّاد، وحصيرة بَرْدِيّة، وكانت له نفسٌ قويَّة لَا تحمِل منَّة أحد، وإلّا لو تكسَّب بالشِّعر والمديح لكان ينال بذلك دنيا ورئاسة.
واتَّفق أنّهُ عُورِض في الوقف المذكور من جهة أمير حلب، فسافر إلى بغداد
__________
1 أي: أصابه الجدري "انظر سير أعلام النبلاء "18/ 24".
2 المنتظم "8/ 184"، معجم الأدباء "3/ 125".
3 إنباء الرواة "1/ 49".(30/147)
متظلّمًا منه في سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة، فسمعوا منه ببغداد "سقط الزِّند"، وعاد إلى المعرّة سنة أربعمائة.
وقد قصده الطَّلبة من النّواحي.
ويُقال عنه إنّه كان يحفظ ما يمر بسمعه.
وقد سمع الحديث بالمعرَّة عاليًا من يحيى بن مسعر التَّنوخيّ، عن أبي عروبة الحرّانيّ.
ولزِم منزله، وسمّى نَفْسَهُ "رهين المحبسين" للزومه منزله، وذهاب بصره.
وأخذ في التّصنيف، فكان يُملي تصانيفه على الطَّلبة، ومكثَ بضعًا وأربعين سنة لَا يأكل اللَّحم، ولا يرى إيلام الحيوان مُطلَقًا على شريعة الفلاسفة.
وقال الشِّعر وهو ابن إحدى عشرة سنة.
قال أبو الحسين عليّ بن يوسف القفطيّ1: قرأت على ظهر كتابٍ عتيق أنَّ صالح بن مرادس صاحب حلب خرج إلى المعرَّة وقد عصى عليه أهلُها، فنازلها، وشرع في حصارها ورماها بالمجانيق، فلمَّا أحس أهلها بالغَلَب سعوا إلى أبي العلاء بن سليمان وسألوه أن يخرج ويشفع فيهم.
فخرج ومعه قائدٌ يقوده، فأكرمه صالح واحترمه، ثمّ قال: ألك حاجة؟ قال: الأمير أطال اللَّه بقاءه كالسّيف القاطع؛ لانَ مسّهُ، وخشُنَ حدُّه، وكالنّهار الماتِع؛ قاظ وسطهُ، وطاب بَرْدُهُ. {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] .
فقال له صالح: قد وهبتها لك.
ثُمَّ قال لهُ: أنشِدْنا شيئًا من شعرك لنرويه.
فأنشده بديهًا أبياتًا فيه، فترحَّل صالح.
وذُكِر أن أبا العلاء كان له مغارة ينزل إليها ويأكُل فيها، ويقول: الأعمى عورة، والواجب استتاره في كلِّ أحواله. فنزل مرّةً وأكل دُبْسًا، فنقّط على صدره منه ولم
__________
1 في إنباء الرواة "1/ 53، 54".(30/148)
يشعر، فلمَّا جلس للإقراء قال له بعض الطَّلبة: يا سيِّدي أكلت دُبْسًا؟ فأسرع بيده إلى صدره يمسحه، وقال: نعم، لعن اللَّه النَّهم. فاستحسنوا سرعة فهمه.
وكان يعتذر إلى من يرحل إليه من الطَّلَبة، فإنّهُ كان ليس له سِعة، وأهل اليسار بالمعرَّة يُعرَفون بالبُخْل. وكان يتأوَّه من ذلك1.
وذكر الباخرزيُّ2 أبا العلاء فقال: ضريرٌ ما له في الأدب ضريب، ومكفوف في قميص الفضل ملفوف، ومحجوب خصمه الألدّ محجوب، قد طال في ظِل الْإِسلام إناؤه، ولكن إنما رشح بالْإِلحاد إناؤه، وعندنا خبر بصره، واللَّه العالِم ببصيرته، والمُطّلع على سريرته، وإنَّما تحدَّقت الألسُن بأساته لكُتّابه الّذين زعموا أنّهُ عارض به القرآن، وعنونه: "بالفصول والغايات في مُحاذاة السُّور والَآيات".
قال القِفْطيّ: وذكرت ما ساقه غرّس النِّعمة محمد بن هلال المحسّن فيه فقال: كان لهُ شعرٌ كثير وأدبٌ غزير، ويُرمى بالْإِلحاد في شِعره، وأشعاره دالة على ما يزنُّ3 به، ولم يكُن يأكل لحمًا ولا بيضا ولا لبنًا، بل يقتصر على النبات.
ويحرّم إيلام الحيوان، ويُظهِر الصَّوم دائمًا.
قال: ونحنُ نذكر طرفًا مما أبلغنا من شعره لتعلم صحّة ما يُحكى عنه من إلحاده، فمنه:
صرفُ الزّمانِ مُفَرِّقُ الإلْفَيْنِ ... فاحكُمْ إلهي بين ذاك وبيني
أَنَهَيْتَ عن قتْل النُّفُوس تعمُّدًا ... وبَعَثْتَ أنتَ لقَبْضها مَلَكَيْنِ
وَزَعْمتَ أنّ لها مَعَادًا ثانيا ... ما كان أغناها عن الحالَيْنِ4
ومنه:
قرانُ المُشْتَري زُحَلًا يُرَجَّى ... لإيقاظِ النّواظِر مِن كَرَاهَا
تقضّى النّاسُ جيلًا بعدِ جيلٍ ... وخُلِّفتِ النّجومُ كما تراها
__________
1 إنباء الرواة "1/ 55".
2 في دمية القصر.
3 يزن: يُتَّهَم.
4 سير أعلام النبلاء "18/ 19"، والمنتظم "8/ 188".(30/149)
تتقدَّم صاحبُ التُوراة موسى ... وأوقعَ بالخَسَار مَن اقْتراها
فقال رِجالُه وَحْيٌ أتاهُ ... وقال الآخرون: بلِ اقْتداها
وما حَجّي إلى أحجارِ بيتٍ ... كئوسُ الخمرِ تُشْربُ في ذُراها
إذا رَجَعَ الحكيم إلى حجاه ... تهاون بالمذاهب وازْدراها
ومنه فيما أنشدنا أبو علي بْن الخلال: أَنَا جعفر، أنا السِّلفّي: أنشدنا أبو زكريّا التِّبربزيّ، وعبد الوارث بن محمد الأسديّ لقِيُتُه بأَبْهَر قالا: أنشدنا أبو العلاء المعرّيّ بالمعرَّة لنفسه قال:
ضحِكْنا وكان الضّحكُ مِنّا سَفَاهةً ... وحُقّ لسُكّان البسِيطةِ أن يبكوا
تُحَطِّمُنا الأيّامُ حتّى كأَنّنا ... زُجاجٌ، ولكن لَا يُعاد له سَبْكُ1
ومنه:
هَفَتِ الحنيفةُ والنصارى ما اهتدتْ ... ويهودُ حارتْ والمجوسُ مُضَلَّلَةْ
اثنانِ أهلُ الأرضِ: ذو عقلٍ بلا ... دينٍ، وآخرُ دَيِّنٌ لَا عقلَ لَهْ
ومنه:
قلتم لنا خالقٌ قديمٌ ... صدقتُمُ، هكذا نقول
زعمتموهُ بلا زمانٍ ... ولا مكانٍ، ألا فقولوا
هذا كلامٌ له خَبِيٌّ ... مَعناهُ ليستْ لكُم عُقُولُ
ومنه:
دِينُ وكُفْرٌ وأنباءٌ تقالُ وفُر ... قانٌ يُنَصُّ وتوراةٌ وإنجيلُ
في كل جيلٍ أباطيلٌ يُدانُ بها ... فهل تفرَّد يومًا بالهدى جيلُ
قال الذّهبيّ:
نعمْ أبا القاسم الهاديّ وأمته ... فزادك اللهُ ذُلًا يا دجَيْجِيلُ
__________
1 المنتظم "8/ 187".(30/150)
ومنه قوله:
فَلا تحسْب مَقَال أرُّسلِ حقًّا ... ولكنْ قولُ زُورٍ سَطَرُوهُ
وكان النّاس في عَيْشٍ رغيدٍ ... فجاءوا بالمُحالِ فكدّرُوهُ
ومنه:
وإنما حمّل التّوارة قارِئها ... كسْب الفوائد لا حُبّ التّلاواتِ
وهل أُبِيحَتْ نساء الرّوم عن عرضٍ ... للعُرب إِلَّا بأحكام النُّبوّات
أنبأتنا أمُّ العرب فاطمة بنت أبي القاسم: أنا فرقد الكنانيّ سنة ثمانٍ وستّمائة: أنا السِّلفيّ: سمعت أبا زكريا التّبْريزيّ قال: قرأت على أبي العلاء بالمعرَّة قوله:
يدٌ بخُمْس مِيءٍ من عَسْجَدٍ فُدِيَتْ ... ما بالُها قُطِعَتْ في رُبع دينار؟
تَنَاقُضٌ مالنا إِلَّا السُّكُوتُ لهُ ... وأن نَعُوذَ بِمَولانا مِن النَّارِ1
سألته عن معناه فقال: هذا مثل قول الفقهاء: عبادةً لَا نعقل معناها.
قلت: لو أراد ذلك لقال: تعبد مالنا إِلَّا السُّكوت له، ولما اعترض على اللَّه بالبيت الثاني.
قال السِّلفّي: إن قال هذا الشِّعر معتقدًا معناه فالنار مأواه، وليس له في الْإِسلام نصيب، هذا إلى ما يحكى عنه في كتاب "الفصول والغابات"، وكأنَّهُ معارضةً منه للسُّور والَآيات، فقيل له: أين هذا من القرآن؟ فقال: لم تَصْقُلُهُ المحاريب أربعمائة سنة.
إلى أن قال السِّلفيّ: أخبرنا الخليل بن عبد الجبَّار بقزوين، وكان ثِقة: ثنا أبو العلاء التَّنوخيّ بالمَعَرَّة، ثنا أبو الفتح محمد بن الحسنيّ، ثنا خيثمة2 فذكر حديثًا.
وقال غرس النّعمة: وحدَّثني الوزير أبو نصر بن جَهِير: ثنا أبو نصر المنَازِيّ3 الشاعر قال: اجتمعت بأبي العلاء فقلت له: ما هذا الّذي يُروى عنك ويُحْكَى؟ قال: حَسَدوني وكذبوا عليَّ.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 31"، والمنتظم "8/ 186".
2 هو الحافظ أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، مسند الشام، المتوفَّى سنة "343هـ".
3 هو أحمد بن يوسف المنازي، الكاتب الشاعر الوزير، المتوفَّى سنة "437هـ"، وسبق برقم "194".(30/151)
فقلت: على ماذا حسدوك، وقد تركت لهم الدُّنيا والَآخرة؟ قال: والَآخرة: قلت: إي واللَّه.
قال غرس النّعمة: وأذكر عند ورود الخبر بموته، وقد تذاكرنا إلحاده، ومَعَنا غُلَام يُعْرَف بأبي غالب من نبهان من أهل الخير والفقه. فلمَّا كان من الغد حكى لنا قال: رأيتُ في منامي البارحة شيخًا ضريرًا، وعلى عاتقه أفعتان مُتَدَلّيتان إلى فَخِذَيْهِ، وكلُّ منهما فمه إلى وجهه، فيقطع منه لحمًا يزدرده وهو يستغيث.
فقلتُ وقد هالني: من هذا؟ فقيل لي: هذا المَعَرِّيّ المُلحد1.
ولَأبي العلاء:
أتى عيسى فبطَّلَ شرْعَ موسى ... وجاء محمدٌ بصلاةِ خَمْسٍ
وقالوا: لَا نبيٌّ بعدَ هذا ... فَضَلَّ القومُ بين غدٍ وأمسٍ
ومهما عشْتَ في دُنياك هذي ... فما تُخْليكَ مِنْ قَمَرٍ وشمسِ
إذا قُلتُ المُحالَ رفعتُ صَوْتي ... وإنْ قلتُ الصّحيحَ أطلَّتُ هَمْسي2
وله:
إذا مات ابنُها صرخَتْ بجهلِ ... وماذا تستفيد من الصُّراخِ؟
ستتبعه كفاء العطف ليست ... بمهلٍ أو كَثُمَّ على التراخي
وله:
لَا تَجْلِسْن حُرّةُ موفْقَةٌ ... مع ابن زوجٍ لها ولا خَتَنٍ
فذاك خيرُ لها وأسلم للإ ... نسانِ إنْ الفَتَى من الفِتَنِ
وله:
منكَ الصدُودُ ومنّي بالصُّدودِ رِضا ... مَن ذا عليَّ بهذا في هواك قضا
بي منك ما لو غدا بالشّمسِ ما طَلَعَتْ ... من الكآبة أو بالبَرْقِ ما وَمَضَا
جرَّبتُ دَهْري وأهليه فما تَرَكَتْ ... لِيَ التّجاريبُ فيوُدّ امرئٍ غَرضا
إذا الفتى ذَمّ عَيْشًا في شَبِيَبِتِه ... فما يقولُ إذا عَصْرُ الشَّباب مَضا
__________
1 إنباء الرواة "1/ 80، 81".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 39".(30/152)
وقد تعوّضتُ عن كلٍّ بمُشْبهِه ... فما وجدتُ لأيّامِ الصِّبا عِوَضا1
صفراءَ لون التَّبْر مثلي جليده ... على نُوب الأيامُ والعِيشة الضَّنك
تُريك ابتسامًا دائمًا وتجلُّدًا ... وصبرًا على ما نابها وهي في الهلكِ
ولو نَطَقَتْ يومًا لقالت أظُنّكم ... تَخَالون أنيّ من حَذَار الرَّدى أبكي
فلا تحسبوا دمعي لوجعهِ وجدته ... فقد تدمع العَيْنان من كثرة الضَّحكِ
وأنشدنا أبو الحسين ببعلبك: أنا جعفر، أنا السِّلفيّ، أنا أبو المكارم عبد الوارث بن محمد الأسدي رئيس أبْهَر: أنشدنا أبو العلاء بن سليمان لنفسه قطعة ليس لَأحد مثلها:
رغبتُ إلى الدُّنيا زمانًا فلم تَجُدْ ... بغير عناءٍ والحياةُ بلاغُ
وألقى ابنه الرَّأس2 الكريمُ وبنتهُ ... لديَّ فعندي راحة وفراغُ
وزَادَ فَسَادُ النَّاسِ في كُلِّ بلدةٍ ... أحاديثُ ميتٍ تُفْتَرى وتصاغُ
ومن شرِّ ما أسْرَجْتَ في الصُّبح ... والدُّجى كُمَيْت لها بالشارِبينَ مراغُ
ولمَّا مات أوصى أن يُكتب على قبره:
هذا جناهُ أبيْ عليَّ ... وما جنيتُ على أحدْ
الفلاسفة يقولون: إيجاد الولد وإخراجه إلى هذا العالم جناية عليه؛ لَأنَّهُ يعرَّض إلى الحوادث والآفات3.
والّدي يظهر أنَّ الرّجل مات مُتحيِّرًا، لم يجزم بدينٍ من الأديان، نسألُ اللَّه تعالى أن يحفظ علينا إيماننا بكرمه.
أنبأتنا فاطمة بنت عليّ، أنا فَرْقَدُ بنُ ظافِر، أنا أبو طاهر بن سِلَفَة قال: من عجيب رأي أبي العلاء تركه تناول كل مأكولٍ لَا تُنْبِتُهُ الأرض شفقةً بزعمه على الحيوان، حتى نُسِبَ إلى التَّبرهم، وأنّهُ يرى رأي البراهمة4 في إثبات الصّانع،
__________
1 معجم الأدباء "3/ 138، 139".
2 في سير أعلام النبلاء "اليأس"، "18/ 34".
3 وفيات الأعيان "1/ 115".
4 البراهمة: طائفة دينية موطنها الهند تنتسب إلى إبراهيم. والبراهمة هم طبقة الكهنة والحكماء الفلاسفة "معجم الأدباء 3/ 125".(30/153)
وإنكار الرُّسل، وتحريم الحيوانات وإيذائها، حتّى الحيات والعقارب.
وفي شِعره ما يدُل على غير هذا المذهب، وإن كان لَا يستقر به قرار، ولا يبقى على قانونٍ واحد، بل يجري مع القافية إذا حصلت كما تجيء، لَا كما يجب، فأنشدني أبو المكارم الأَسَديّ رئيس أَبْهَر قال: أنشدنا أبو العلاء لنفسه:
أقرُّوا بالْإِله وأثبَتُوهُ ... وقالوا: لا نبيَّ ولا كتابُ
ووطءُ بناتِنا حلٌّ مُباحٌ ... رويدكمُ فقد بطُلَ العتابُ
تَمَادَوْا في الضّلالِ1 فلم يتوبوا ... ولو سمعوا صليلَ السّيفِ تابوا
وبه قال: وأنشدني أبو تمّام غالبُ بن عيسى الأنصاريّ بمكّة: أنشدنا أبو العلاء المَعَرّيّ لنفسه:
أتتني من الأيّام ستُّون حجَّةً ... وما أَمْسَكَت كفَّايَ بِثْنَى عنانِ
ولا كان لي دارٌ ولا ربعُ منزلٍ ... وما مسّني من ذاك روعُ جنانِ
تذكَّرتُ أنّي هالكٌ وابنُ هالكٍ ... فهانَتْ عليَّ الأرضُ والثقلانِ
إلى أن قال السِّلفيّ: ومما يدل على صحة عقيدته ما سمعت الخطيب حامد بن بُختيار النُّميريّ بالسِّمسمانيّة -مدينة بالخابور- قال: سمعت القاضي أبا المهذب عبد المنعم بن أَحْمَد السَّروجيّ: سمعت أخي القاضي أبا الفتح يقول: دخلت على أبي العلاء التَّنوخيّ بالمعرَّة ذات يومٍ في وقت خلوةٍ بغير علمٍ منه، وكنت أتردَّدُ إِلَيْهِ وأقرأ عليه، فسمعته وهو ينشد من قيلهِ:
كم غُودِرَت غادةٌ كعاب ... وعمرت أمها العجوزُ
أحرزها الولدان خوفًا ... والقبرُ حِرزٌ لها حريزُ
يجوزُ أن تُبْطئُ2 المنايا ... والخُلْدُ في الدَّهرِ لَا يجوزُ
ثم تأوَّه مرات وتلا: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ، وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ، يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 103-105] .
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 32".
2 في سير أعلام النبلاء: "تخطئ" "18/ 32".(30/154)
ثم صاح وبكى بكاءً شديدًا، وطرح وجهه على الأرض زمانًا، ثم رفع رأسه، ومسح وجهه وقال: سبحان من تكلَّم بهذا في القِدَم، سبحان من هذا كلامه.
فصبرتُ سَاعةً، ثم سلّمت عليه، فردَّ وقال: متى أتيتَ؟ فقلت: السَّاعة. ثم قلت: يا سيِّدي، أرى في وجهك أثَرَ غَيْظ.
فقال: لَا يا أبا الفتح، بل أنشدت شيئًا في كلام المخلوق، وتلوت شيئًا من كلام الخالق، فلحِقَني ما ترى.
فتحقَّقتُ صحة دينه، وقوّة يقينه1.
وبالْإِسناد إلى السِّلفيّ: سمعتُ أَبَا بكر التِّبْرِيزيِّ اللُّغَويّ يقول: أفضل من رأيته ممّن قرأت عَلَيْهِ أبو العلاء، وسمعتُ أبا المكارم بأبهر، وكان من أفراد الزّمان، ثِقَةً مالِكيّ المَذْهب، قال: لمَّا تُوُفّي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون شاعرًا، وخُتِم في أسبوع واحد عند القبر مائتا ختمة.
وبه قال السِّلفيّ هذا القدر الّذي يمكن إيراده هنا على وجه الاختصار، مدحًا وقدحًا، وتقريظًا وذمًّا.
وفي الجملة فكان من أهل الفضل الوافر، والَأدب الباهر، والمعرفة بالنَّسَبْ، وأيّام العرب، قرأ القرآن بروايات، وسمع الحديث بالشّام على ثِقات.
ولهُ في التَّوحيد وإثبات النُّبُوَّة وما يحضّ على الزَّهْد وإحياء طرق الفُتُوّة والمُرُوَءة شِعْرٌ كثير، والمُشكِل منه فله على زعمه تفسير.
قال القِفْطيّ2: ذِكر أسماء الكُتُب الّتي صنّفها. قال أبو العلاء: لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة، واجتهدتُ أن أتوفّر على تسبيح اللَّه وتحميده، إِلَّا أن أُضطرّ إلى غير ذلك، فأمليت أشياءٌ تولّى نسخها الشّيخُ أَبُو الحَسَن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن أبي هاشم، أحسن اللَّه توفيقه، ألزمني بذلك حقوقًا جمَّة؛ لَأنّهُ أفنى زمنه ولم يأخذ عمَّا صنع ثمنًا، وهي على ضروبٍ مختلفة، فمنها ما هو في الزُّهد والعِظات والتّمجيد.
فمن ذلك: كتاب "الفصول والغايات"، وهو موضوع على حروف المعجم، ومقداره مائة كراسة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 32، 33".
2 في إنباء الرواة "1/ 56"، ومعجم الأدباء "3/ 145".(30/155)
ومنها كتاب أنشئ في ذِكْر غريب هذا الكتاب، لقبه "السّادِن".
وكتاب "إقليد الغايات" في اللُّغة، عشر كراريس.
وكتاب "الأَيْكُ والغُصُون" وهو ألف ومائتا كرّاسة.
وكتاب "مختلف الفصول" نحو أربعمائة كرّاسة.
وكتاب "تاج الحرة" في عظات النساء، نحو أربعمائة كراسة.
وكتاب "الخُطب" نحو أربعين كرّاسة.
وكتاب "تسمية خُطَب الخَيْل" عشر كراريس.
كتاب "خطبة الفصيح"1، نحو خمس عشرة كرّاسة.
وكتاب يُعرَف "برَسِيلِ الرّامُوز" نحو ثلاثين كرّاسة.
كتاب "لُزُوم ما لَا يلزم" نحو مائة وعشرين كرّاسة.
كتاب "زَجْر النابح"2 أربعون كرّاسة.
كتاب "نجر الزَّجْر" مقداره كذا.
كتاب "راحة اللُّزوم في شرح لزوم ما لا يلزم" نحو مائة كرّاسة.
كتاب "مُلْقَى السبيل" مقداره أربع كراريس.
قلت: إنّما مقداره ثمان وَرَقات، فكأنَّهُ يعني بالكرَّاسة زَوْجَين من الورق، قال: وكتاب "خماسية الرَّاح" في ذَم الخمر، نحو عشر كراريس.
"مواعظ"، خمس عشرة كرّاسة.
وكتاب "وقفة الواعظ".
كتاب "الْجِلِّيّ والحِليّ" عشرون كرّاسة.
كتاب "سجع الحمائم"3 ثلاثون كراسة.
__________
1 إنباء الرواة "1/ 59"، ومعجم الأدباء "3/ 158".
2 إنباء الرواة "1/ 60".
3 إنباء الرواة "1/ 61".(30/156)
كتاب "جامع الأوزان والقوافي" نحو ستّين كرّاسة.
كتاب "غريب ما في هذا الكتاب"1 نحو عشرين كرّاسة.
كتاب "سَقْط الزِّند"، فيه أكثر من ثلاثة آلاف بين نُظِم في أوّل العُمْر.
كتاب "رسالة الصَّاهِل والشاحج" يكتمل فيه على لسان فَرَسٍ وبَغْل أربعون كرّاسة.
كتاب "القائف" على معنى كليلة ودمنة نحو ستّين كرّاسة.
كتاب "منار القائف" في تفسير ما فيه من اللغة والغريب، نحو عشرة كراريس.
كتاب "السَّجع السُّلطانيّ" في مُخاطبات الملوك والوزراء، نحو ثمانين كرّاسة.
كتاب "سجع الفقيه" ثلاثون كرّاسة.
كتاب "سجع المُضْطَّرين"3.
"رسالة المعونة".
كتاب "ذِكْرَى حبيب" تفسير شِعر أبي تمَّام، نحو ستّين كرّاسة.
كتاب "عَبَثُ الوَليد" يتصل بشعر البُحتُرِيّ.
كتاب "الريّاش" أربعون كرّاسة.
كتاب "تعليق الخُلَس"، كتاب "إسعاف الصدّيق".
كتاب "قاضي الحق"4.
كتاب "الحقير النّافع" في النّحو، نحو خمس كراريس.
كتاب "المختصر الفتحيّ".
كتاب "اللامع العزيزيّ"5 في شرح شِعر المتنبي، نحو مائة وعشرين كراسة.
__________
1 معجم الأدباء "3/ 159".
2 إنباء الرواة "1/ 62".
3 معجم الأدباء "3/ 156"، وإنباء الرواة "1/ 63".
4 إنباء الرواة "1/ 64".
5 عمل للأمير عزيز الدولة "معجم الأدباء 3/ 162".(30/157)
كتاب في الزُّهد يُعرف بكتاب "استَغْفِرْ واستغفِري" منظومٌ فيه نحو عشرة آلاف بيت.
كتاب "ديوان الرسائل"، ومقداره ثمانمائة كرّاسة.
كتاب "خادم الرّسائل".
كتاب "مناقب عليّ -رضي اللَّه عنه"1.
كتاب "العُصْفُوريْن"2.
كتاب "السّجعات العَشْر".
كتاب "عيون الْجُمَل".
كتاب "شرف السَّيف"، نحو عشرين كرّاسة.
كتاب "شرح بعض سيَبَوَيْه"، نحو خمسين كرّاسة.
كتاب "الأمالي"، نحو مائة كرّاسة.
قال: فذلك خَمْسَةٌ وخمسون مصنَّفًا في نحو أربعة آلاف ومائة وعشرين كرَّاسة.
ثم قال القِفْطيّ3: وأكثر كُتُب أبي العلاءُ عُدِمَت، وإنما وُجِدَ منها ما خرج عن المعرَّة قبل هجم الكُفّار عليها، وقَتْل أهلها.
وقد أتيت قبره سنة خمسٍ وستّمائة، فإذا هو في ساحةٍ بين دُور أهله، وعليه باب، فدخلتُ فإذا القبر لَا احتفال به، ورأيت على القبر خُبّازَى يابسة، والموضع على غاية ما يكون من الشَّعث والْإِهمال.
قلت: وقد رأيت أنا قبره بعد مائة سنة من رؤية القِفْطيّ، فرأيتُ نحوًا ممّا حكى، وقد ذكر بعض الفُضلاء أنَّهُ وقف على المُجلَّد الأوّل بعد المائة من كتاب "الأَيْك والغُصُون"، قال: ولا أعلم ما يعوزه بعد ذلك.
وقد روى عنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وهو من أقرانه، والخطيب أبو زكريا
__________
1 إنباء الرواة "1/ 66".
2 هو كتاب "أدب العصفورين" كما في: معجم الأدباء "3/ 160"، وإنباء الرواة "1/ 66".
3 في إنباء الرواة "1/ 66".(30/158)
التِّبْريزيّ أحد الأعلام، والْإِمام أبو المكارم عبد الوارث بن محمد الأَبْهَريّ، والفقيه أبو تمَّام غالب بن عيسى الأنصاريّ، والخليل بن عبد الجبَّار القزوينيّ، وأبو طاهر محمد بن أَحْمَد بن أبي الصَّقر الأنباريّ، وغير واحد.
ومرض ثلاثة أيام، ومات في الرابع ليلة جمعة، من أوائل ربيع الأوّل من السّنة.
وقد رثاه تلميذه أبو الحسن عليّ بن همّام بقوله:
إن كُنْتَ لم تُرِق الدّماءَ زَهَادةً ... فَلَقَدْ أَرَقْتُ اليَوْمَ من جَفْني دَمَا
سَيَّرتَ ذِكْرَكَ في البلاد كأنَّهُ ... مِسكٌ فسامِعُهُ يضمِّخ أو فما
وأرى الحَجِيجَ إذا أرادوا ليلةً ... ذِكْرَاكَ أخرَجَ فِديةً مَنْ أَحْرَمَا
306- أَحْمَد بن عليّ1:
أبو الفتح الْإِياديّ، أخو محمد المذكور في العام الماضي2.
سَمِعَ: أبا حفص الكتّانيّ، والمخلّص.
ومات في ذي القعدة.
قال الخطيب: صدوق.
307- أَحْمَد بن عليّ بن عثمان:
أبو طاهر بن السوَّاق الأنصاريّ البغداديّ المقرئ.
أخو حمزة.
قرأ القراءات على الحماميّ.
وسمع من: عبيد اللَّه بن أَحْمَد الصَّيْدلانيّ، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ، وطائفة.
وعنه: أبو غالب عبد اللَّه بن منصور المقرئ، وعليّ بن المبارك بن سيف الدَّواليبيّ، وجعفر السرَّاج وآخرون.
وكان ثِقةً، صالحًا نبيلًا، فقيهًا مقرئًا -رحمه اللَّه تعالى.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 325".
2 تقدَّم برقم "298".(30/159)
308- أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ العزيز بن شاذان1:
أبو مسعود البَجَليّ الرّازيّ، الحافِظ ابن المحدِّث الصالح.
وُلِدَ بنَيْسابور سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
قال: وأُمّي من طَبَرِسْتان، وأكثر مُقامي بجُرْجَان.
قلت: رحل وطوَّف وصنَّف الأبواب والشِّيوخ.
وسمع من الكبار: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أَحْمَد حسين بن عليّ التميميّ، وأبي سعيد بن عبد الوهّاب الرّازيّ، وأحمد بن أبي عمران الهرويّ المجاور، وزاهر بن أَحْمَد، وأبي النّضر محمد بن أَحْمَد بن سليمان الشَّرْمَغُوليّ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وأبي بكر محمد بن محمد الطرازي، وأبي الحسين الخفَّاف، وأبي محمد المّخلَديّ، وشافع الْإِسْفَرَائينيّ، وأبي بكر بن لال الهَمَذَانيّ، وأبي الحسن بن فراس العَبْقَسيّ، وأبي الحسين بن فارس اللُّغوي، وابن جهضم، وخلق كثير.
وكان جوَّالًا في الآفاق، وبقي في الآخر يسافر للتّجارة2.
روى عنه يحيى بن الحسين بن شراعة، وعبد الواحد بن أَحْمَد الخطيب الهمذانيان، وأبو الحسن عليّ بن محمد الْجُرْجَاني، وظريف النَّيْسابوريّ، وإسماعيل بن الغافر، وخلق آخرهم عبد الرحمن بن محمد التاجر.
وثَّقه جماعة.
وتوفِّي في المحرم بِبُخَارَى.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: كان ثِقةً جوّالًا، تاجرًا، كثير الكُتُب، عارفًا بالحديث، حَسَن الفَهْم.
309- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن النُّعمان بن المُنذِر3:
أبو العبَّاس الْأصبهانيّ الفضاض الذهبي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 62"، وطبقات الحفاظ "431"، وشذرات الذهب "3/ 282".
2 تاريخ جرجان "127".
3 التقييد لابن النقطة "171".(30/160)
حدَّث عن: أبي بكر بن المقرئ، وعُبَيْد اللَّه بن يعقوب بن جميل، وأبي بكر محمد بن أَحْمَد بن جِشَنْش، وأبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وأبي بكر مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شَهْرَيار، وجماعة.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرهما.
وكان ثقةً جميل الطّريقة.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: هو ثقة مأمون، صالح، قليل الكلام.
عاش ثمانين سنة.
وقال غيره: هو أبو بكر الفضَّاض، توفِّي ليلة عيد الفطر، روى عنه ابن المقريّ "مُسنَد العَدَنيّ".
310- أَحْمَد بن محمد بن أبي عُبَيْد أَحْمَد بن عُرْوَة1:
أبو نصر الكَرْمِينيّ.
حدَّث في رمضان من السّنة ببلد كَرْمِينِيّة من ما وراء النّهر عن محمد بن أَحْمَد بن محفوظ الوَرْقُودِيّ، وسماعه منه في سنة بضعٍ وستين وثلاثمائة عن الفِرْبَرِيّ2.
311- أَحْمَد بن مهلّب بن سعيد3.
أبو عمر البهرانيّ الْإِشبيليّ.
روى عن: أبي محمد الباجي، وأبي الحسن الأنطاكي المقرئ، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي بكر الزبيدي، وغيرهم.
ذكره ابن خزرج وقال: كان من أهل الذّكاء، قديم العناية بطلب العلم.
توفِّي في صفر وقد استكمل ستًّا وتسعين سنة.
قلت: هذا كان من كبار المُسْنِدِين بالَأندلُس.
312- إبراهيم بن محمد بن علي:
__________
1 الأنساب "12/ 249".
2 الفريري: نسبة إلى فربر، وهي بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى. "الأنساب "9/ 260".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 53، 54".(30/161)
أبو نصر الكسائيّ الْأصبهانيّ.
روى عنه: الحدَّاد، وسعيد بن أبي الرّجاء، وغيرهما.
وكان ورَّاقًا، فسمع الكثير.
مات في ذي القعدة.
313- إسماعيل بن عبد الرّحمن بْن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن عابد بن عامر1:
أبو عثمان الصَّابونيّ النيسابوريّ الواعظ المُفسِّر، شيخ الْإِسلام.
حدَّث عن: زاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسيّ، وأبي سعيد عبد اللَّه بن محمد الرّازيّ، والحسن بن أَحْمَد المَخْلَديّ، وأبي بكر بن مهران المقرئ، وأبي طاهر بن خُزَيْمَة، وأبي الْحُسَيْن الخفّاف، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُريْح، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وعليّ بْن الحسين بن صَصْرَى، ونجا بن أَحْمَد، وأبو القاسم المصّيصيّ، ونصر اللَّه الخُشْناميّ، وأبو بكر البَيْهَقِيّ، وخلقٌ كثير آخرهم أبو عبد اللَّه الفراويّ.
قال البَيْهَقيّ: أنبا إمام المسلمين حقًا، وشيخ الْإِسلام صِدْقًا، أبو عثمان الصّابونيّ، ثم ذكر حكاية2.
وقال أبو عبد اللَّه المالكيّ: أبو عثمان الصابونيّ ممن شهدت له أعيان الرجال بالكمال في الحفظ والتفسير، وغيرهما.
وقال عبد الغافر في "سياق تاريخ نَيْسابور"3: إسماعيل الصّابونيّ الأستاذ، شيخ الْإِسلام، أبو عثمان الخطيب المفسِّر الواعِظ، المحدِّث، أوحد وقته في طريقه4، وَعَظَ المسلمين سبعين سنة، وخطب وصلَّى في الجامع نحوًا من عشرين سنة، وكان حافِظًا كثير السماع والتصنيف، حريصًا على العلم.
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 638"، وسير أعلام النبلاء "18/ 40-44"، والبداية والنهاية "12/ 76".
2 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 31، 32".
3 في المنتخب من السياق "131".
4 في المنتخب "طريقته"، وفي سير أعلام النبلاء كما أثبتناه "18/ 41".(30/162)
سَمِعَ بنيسابور، وهراة، وسرخس، والشّام، والحجاز، والجبال.
وحدَّث بخُراسان، والهند، وجُرْجان، والشّام، والثُّغور، والقُدس، والحِجاز، ورُزِق العزَّ والجاه في الدّين والدُّنيا، وكان جمالًا للبلد، مقبولًا عند الموافق والمخالف، مجمَع على أنه عديم النّظير، وسيف السُّنَّة، وقامع أهل البدعة.
كان أبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنَيْسابور، ففُتِكَ به لَأجل المذهب، وقُتِلَ وهذا الْإِمام صبيّ ابن تِسع سنين، فأُقْعِد مجالس الوعظ مقام أبيه، وحضر أئِمّةُ الوقت مجالسَه، وأخذ الْإِمام أبو الطّيب الصُّعْلُوكيُّ في تربيته وتهيئة شأنه، وكان يحضر مجالسه، والَأستاذ أبو إسحاق الْإِسْفَرَائِينيّ، والَأستاذ أبو بكر بن فُورَك، ويتعجّبون من كمال ذكائه وحُسن إيراده، حتّى صار إلى ما صار إليه، وكان مُشتغِلًا بكثرة العبادات والطّاعات، حتَّى كان يُضرَب بِه المَثَل.
وقال الحسين بن محمد الكتبيّ في تاريخه: توفّيّ أبو عثمان في المُحرَّم، وكان مولده سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاثمائة، وأول مجلسٍ عقده للوعظ بعد قتل والده في سنة اثنتين وثمانين.
وفي معجم السَّفر للسِّلفيّ: سمعتُ الحسن بن أبي الحُر بن مَصَادَة بثغر سلماس يقول: قدِمَ أبو عثمان الصّابونيّ بعد حجِّه ومعه أخوه أبو يَعْلَى في أتباعٍ ودواب، فنزل على جدّي أَحْمَد بن يوسف بن عمر الهلاليّ، فقام بجميع مُؤَنِهِ، وكان يعقد المجلس كل يوم، وافتتن النّاس به، وكان أخوه فيه دعابة. وسمعتُ أبا عثمان وقت أن ودَّع النّاس يقول: يا أهل سَلَمَاس1، لي عندكم شهر أعِظُ، وأنا في تفسير آيةٍ وما يتعلّق بها، ولو بقيت عندكم تمام سنة، لما تَعَرضْتُ لغيرها والحمد لله.
قتل: هكذا كان واللَّه شيخنا ابن تَيْمية، بقي أزيد من سنةٍ يفسر في سورة نوح، وكان بحرًا لَا تُكَدِّرهُ الدِّلاء -رحمه الله.
قال عبد الغافر2: حكى الثقات أن أبا عثمان كان يعِظ، فدُفِع إليه كتابُ ورد من بُخَارَى مشتَمِل على ذكر وباء عظيم وقع بها ليُدْعَى على رءوس الملَأ في كشف ذلك البلاء عنهم، ووصف في الكتاب أنّ رجلًا أعطى دراهم لخبّاز يشتري خبزًا،
__________
1 سلمان: مدينة مشهورة بأذربيجان "معجم البلدان".
2 في المنتخب من السياق "135".(30/163)
فكان يزِنُها والصَّانع يخبز، والمشتري واقف، فمات الثّلاثة في ساعة، فلمّا قرأ الكتاب هالهُ ذلك، فاستقرأ من القارئ: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ} [النحل: 45] الآيات ونظائرها، وبالغ في التّخويف والتّحذير، وأثر ذلك في تغير في الحال، وغلبه وجع البطن من ساعته، وأُنزِل من المنبر، فكان يصيح من الوجع، وحُمِل إلى الحمَّام، فبقي إلى قريب المغرب، فكان يتقَّلّب ظهرًا لبطنٍ، وبقي سبعة أيَّام لم ينفعه علاج، فأوصى وودَّع أولاده وتوفِّي، وصُلِّيَ عليه عصر يوم الْجُمعة رابع المُحرّم.
وصلَّى عليه ابنه أبو بكر، ثم أخوه أبو يَعْلى إسحاق.
وقد طوَّل عبد الغافر ترجمة شيخ الْإِسلام وأطنب في وصفه.
وقال في البارع الزّوْزَنيّ:
ماذا اختلاف النّاس في مُتفنِّنٍ ... لم يبصروا للقدح فيه سبيلا
واللَّه ما رقي المنابر خاطف ... أو واعظٌ كالحبر إسماعيلا1
وقال: قرأت في كتاب كتبه الْإِمام زين الْإِسلام من طُوس في تعزية شيخ الْإِسلام يقول فيه: أليس لم يجسُر مُفْتَرٍ أن يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي وقته؟ أليست السُّنّة كانت بمكانةٍ منصورة، والبدعة لفَرْط حِشْمته مقهورة؟ أليس كان داعيا إلى اللَّه هاديا عباد اللَّه، شابًّا لَا صبوة له، ثم كلهلًا لَا كبوة له، ثم شيخًا لَا هفوة له؟ يا أصحاب المحابر، حطُّوا رحالكم، فقد استتر بحلال التّراب من كان عليه إلمامكم، ويا أرباب المنابر، أَعْظَم اللَّه أُجُورَكُم، فقد مضى سيّدكم وإمامكم.
وقال الكتّانيّ: ما رأيت شيخًا في معنى أبي عثمان الصّابونيّ زُهْدًا وعِلْمًا، كان يحفظ من كل فنٍّ لَا يقعد به شيء، وكان يحفظ التّفسير من كُتُب كثيرة، وكان من حُفّاظ الحديث2.
قلت: ولَأبي عثمان مُصنَّف في السُّنة واعتقاد السَّلف، أفصح فيه بالحقّ، فرحمه اللَّه ورضي عنه.
__________
1 المنتخب من السياق "135".
2 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 35".(30/164)
وقال الحافظ ابن عساكر: سمعتُ مَعْمَر بن الفاخر: سمعت عبد الرَّشيد بن ناصر الواعظ بمكة: سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الغافر الفارسي يَقُولُ: سمعت أبا المعالي الْجُوينيّ قال: كنت بمكَّة أتردّد في المذاهب، فرأيت النبيّ -صلّى اللَّه عليه وسلم- فقال: عليك باعتقاد ابن الصابونيّ.
وقال عبد الغافر بن إسماعيل: حكى المقرئ الصّالح محمد بن عبد الحميد الأَبِيَوَرْدِيّ عن الْإِمام أبي المعالي الجوينيّ أنّه رأى في المنام كأنَّه قيل له: عُد عقائد أهل الحقّ، قال: فكنت أذكرها؛ إذ سمعت نداء كان مفهومي منه أنِّي أسمعه من الحق -تبارك وتعالى- يقول: ألم تقل إنَّ ابن الصّابونيّ رجل مسلم؟ قال عبد الغافر: ومن أحسن ما قيل فيه أبيات الْإِمام أبي الحسن عبد الرَّحمن بن محمد الدّاووديّ:
أودى الْإِمام الحَبْرُ إسماعيلُ ... لَهْفي عليهِ ليس منه بديلُ
بكتِ السّماء والَأرض يوم وفاتِهِ ... وبكى عليه الوحْيُ والتَّنْزِيلُ
والشّمس والقمر المُنِيُر تَنَاوَحَا ... حُزْنًا عَلَيِهِ وللنُجومِ عَوِيلُ
والَأرضُ خاشِعةٌ تبكِّي شجوَها ... ويلي تُوَلوِلُ: أَيْنَ إسماعيلُ؟
أين الْإِمامُ الفَرْدُ في آدابه ... ما إنْ له في العالمَينَ عَدِيلُ
لَا تَخْدَعَنْك مُنَى الحياة فإنها ... تلهي وتنسي والمنى تضليل
وتأهبت للمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ ... فالمَوْتُ حَتْمٌ والبَقَاءُ قَليلُ1
حرف الحاء:
314- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ2:
أبو عامر النَّسَويّ النّحَويّ الزَّاهِد الشّاعِرْ، وصنَّف الدّيوان المعروف، كان كثير التّطواف، جمَّ الفوائد، دائم العبادة والصّوم والتّهجُّد، يقال: أنّه من الأبدال.
ترجمه عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ وقال: سمع بالعراق وأصبهان، وذهب أكثر سماعه إِلَّا من جزءٍ من "مَسْنَد أبي يَعْلى الموصليّ"، سمعه من أبي بكر بن المقريّ، وأجزاءٌ أخر عن شيوخ.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق "4/ 365".
2 الأنساب "10/ 263، 264"، والمنتخب من السياق "184، 185".(30/165)
ولد سنة ستين وثلاثمائة، وتوفِّي في رَمَضَان بِنَسَا.
وقال ابن السَّمعانيّ1: هو ثِقة، عالم باللغة، فقير.
سمع بِنَسا: أبا القاسم عبد اللَّه بن محمد صاحب الحسن بن سُفْيَان.
روى عنه: عبد المنعم بن القُشَيْريّ2.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا أَبُو رَوْحٍ فِي كِتَابِهِ، أَنَا زَاهِرُ، أَنَا أَبُو عَامِرٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِجَازَةً، أنا أبو بكر محمد ابن إبراهيم، أبنا أَبُو يَعْلَى، ثَنَا عَبْدُ اللَّه بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، ثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "نضَّر الله اللَّه امْرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا، فَإِنَّهُ ربَّ حَامِلِ فقهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فقهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ" 3.
315- الحسين بن محمد بن عثمان4:
ابن النَّصيبيّ البغداديّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان يذهب إلى الاعتزال.
316- الحسين بن محمد بن القاسم5:
أبو عبد اللَّه بن طَبَاطَبَا العلويّ النسَّابة.
قال الخطيب: كان متميّزًا بعلم النَّسب ومعرفة أيّام العرب، وله حظٌّ من الأدب والشِّعْر، وكان كثير الحضور معنا في مجالس الحديث.
ذكر سماعه عن ابن الْجُنْديّ، وأبي عبد اللَّه الضّبيّ. علَّقت عنه أشياء.
ومات في صفر.
__________
1 في الأنساب "10/ 263".
2 الأنساب "10/ 264".
3 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "2658"، وابن ماجه "232"، والشافعي في مسنده "1/ 14"، وأبو داود "3660" صححه الألباني في سنن الترمذي، وابن ماجه، وأبي داود.
4 تاريخ بغداد "8/ 109"، والمنتظم "8/ 188".
5 تاريخ بغداد "8/ 108".(30/166)
حرف الشِّين:
317- شيبان بن محمد بن جعفر الجوقوهي الْأصبهانيّ:
روى عن: أبي بكر بن المقري، وعبد الرّحمن بن الخصيب.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد، وغيره.
مات في جمادى الآخرة.
حرف العين:
318- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن ذكريا1.
أبو محمد الطُّلَيطُليّ، يُعْرَف بابن راها.
كان نبيلًا فصيحًا إخباريًّا.
سمع من: عَبْدُوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخُشَنيّ.
319- عبد الواحد بن الحسين بن قُرْقُر2:
أبو طاهر البغداديّ الحذاء.
سمع: أبا الحسن الدراقطني، وأبا حفص بن شاهين، وجماعة.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، وله حانوت في الحذّائين.
320- عبد الغفَّار بن محمد بن عمر بن العُزيْز.
أبو سعد الهَمَذَانيّ التِّككيّ3.
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ.
روى عنه: العلويّ، ومحمد بن عثمان.
تُوُفّي في ذي القعدة.
321- عبد الوهاب بن أحمد بن هارون4.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 335، 336".
2 تاريخ بغداد "11/ 16".
3 التككي: نسبة إلى تكك، وهي جمع تكة. "الأنساب "3/ 68".
4 مختصر تاريخ بغداد لابن منظور "15/ 270".(30/167)
أبو الحسين ابن الجنْديّ الشَّاهد، أخو القاضي أبي نصر بن هارون.
من كبار شهود دمشق.
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد.
روى عنه: أبو طاهر الكتّانيّ، وأبو القاسم النّسيب.
توفِّي في جمادى الأولى من السَّنة.
322- عُبَيْد اللَّه بن الحسين بن نصر العطّار1:
روى ببغداد عن: محمد بن المظفَّر الحافظ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، والدَّارقُطْنيّ، وغيرهم.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا.
وتوفِّي في صَفَر.
قال النَّرْسِيّ: سمعنا منه.
323- عليّ بن أَحْمَد بن إبراهيم بن غريب البزَّار2:
بغداديّ، سمع: عليّ بن حسَّان الدِمميّ، وعليّ بن عمر الحربيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صحيح السَّماع.
وغريب هو خال الخليفة المقتدر.
قلت: حدَّث بدمشق فروى عنه: محمد بن عليّ الحدّاد.
324- عليّ بن الحسن السّقلاطونيّ3:
بغداديّ صدوق.
سمع ابن شاهين.
أرَّخه الخطيب وحدَّث عنه.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 387"، والمنتظم "8/ 189".
2 تاريخ بغداد "11/ 334".
3 تاريخ بغداد "11/ 390، 391".(30/168)
325- عليّ بن خَلَف بن عبد الملك بن بطَّال1.
أبو الحسن القُرْطُبيّ، ويُعْرَف أيضًا بابن اللّجّام2.
روى عن: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد اللَّه القاضي، وأبي محمد بن بنوش، وأبي عمر بن عفيف، وغيرهم.
قَالَ ابن بَشْكُوال: كَانَ من أهل العلم والمعرفة والفهم، مليح الخط، حسن الضبط، عُنِيَ بالحديث العناية التامَّة وأتقن ما فيه، وشرح "صحيح أبي عبد الله الخلال" في عدة مجلدات، رواه النّاسُ عنه.
وولي قضاء لُورقَة.
وقد حدَّث عنهُ جماعة من العلماء.
توفِّي في سَلْخ صَفَرْ.
قلتُ: وكان ينتحِل الكلام على ... 3
حرف الميم:
326- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن4:
أبو عبد اللَّه الخبّازيّ المقرئ.
وُلِدَ بنيسابور سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وقرأ القرآن عَلَى أَبِيهِ وعلى أبي بكر محمد بن محمد الطّرازيّ.
وسمع من: أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي محمد الحسن المَخْلَديّ، وأبي الحسن الماسرجسيّ. وتصدَّر للإقراء، وصنَّف في القراءات.
ذكره عليّ بن محمد الزِّنْجيّ في "تاريخ جُرْجَان" فقال: تخرَّج على يده أُلُوف بِنَيْسَابُور.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 414"، وسِيَر أعلام النبلاء "18/ 47".
2 في الصلة "اللحام"، وفي ترتيب المدارك "النجام".
3 بياض في الأصل.
4 المنتخب من السياق "43"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1127".(30/169)
ودخل غزنة أيَّام السُّلطان محمود، وكان يُكرِمه غاية الْإِكرام.
سمعته يقول: أوَّل ما وردت على السُّلطان سألني عن آيةٍ أوَّلُها غين. فقلت: ثلاث مواضع: {غَافِرِ الذَّنْبِ} [غافر: 3] ، واثنان مُخْتَلَفٌ فيهما، الكوفيّ يعدَّهما، والبَصْريّ لَا يعدَّهما: {غُلِبَتِ الرُّوم} [الروم: 2] ،، {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] .
قلت: قرأ عليه جماعة منهم: أبو القاسم الهذليّ، وتوفِّي بنَيْسابور في رمضان.
وقال عبد الغافر الفارسيّ1: هو شيخ نبيل مشهور بين أكابر المتقدِّمين بنَيْسابور، المنظور إليه، المشاور في الأمور، المُبجّل في المحافل والمشاهد، قعد سنين في مسجده المشهور به لقراءة القرآن في سكة معاذ، وحضر في مجلسه الأكابر وأولاد الأئِمة وقرأوا عليه، وتبرَّكوا بالعقود بين يديه، وكان عارفًا بالقراءات ووجوهها2.
وصنَّف كتاب "الأبصار" محتويا على أصول الرّوايات وغرائبها. وكان لهُ صيتٌ لتقدُّمه في علم القراءات، وله جاهٌ وقدر عند السّلاطين، استحضره يمين الدّولة أبو القاسم محمود بن ناصر الدِّين إلى غَزَنَة، وسمع قراءته، وأكرم مورده وردَّه إلى نيسابور.
وقد رحل إلى الكُشْمَيْهَنيّ لسماع "صحيح البخاري" فسمعه منه وحدَّث به، وكان يُحيي الليل بالقراءة والدُّعاء والبُكاء.
حتَّى قيل: أنَّهُ مُستجاب الدَّعوة، لم يُرَ بعده مثله. ثنا عَنْه أبو بكر محمد بن يحيى المُزكّيّ، ووالدي، ومسعود بن ناصر الرَّكاب، وطاهر الشّحّاميّ.
قلت: وآخر من روى عنه الفَرَاويّ3.
327- أبو بكر محمد بن الحسن بن عليّ الخبّازيّ المقرئ الطّبريّ:
فآخر تأخر عن هذا، ولقيه أبو الأسعد القُشَيْرِيّ.
328- محمد بن عليّ بن إبراهيم4:
__________
1 في المنتخب من السياق "43".
2 زاد في المنتخب "مكثرًا في الروايات".
3 التقييد لابن نقطة "90".
4 تاريخ بغداد "3/ 106".(30/170)
أبو بكر الدَّينوريّ القارئ، نزيل بغداد.
حدَّث عن: أبي بكر بن لال الهَمَذَانيّ، وأبي عمر بن مهدي.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صالحًا وَرِعًا، توفِّي في شوَّال.
329- محمد بن عليّ1:
أبو الفتح الكراجكي شيخ الشيعة.
والكراجكي هو الخيمي، مات بصور في أربع ربيع الآخر، وله عِدَّة مصنَّفات.
وكان من فُحُول الرّافضة، بارِع في فقهِهِم وأُصُولهم، نحويّ، لُغَويٌّ، منجِّم، طبيب، رحل إلى العراق، ولقي الكبار كالمرتَضَى.
وله كتاب "تلقين أولاد المؤمنين".
وكتاب "الأغلاط مِمَّا يرويه الْجُمْهُور".
وكتاب "موعظة العقل للنفس"، وله كتاب "المنازل" قد سيّره إلى أن بلغ سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وكتاب "ما جاء على عدد الاثني عشر".
وكتاب "المؤمن" إلى غير ذلك من هذيانات الْإِماميّة.
330- محمد بن ميمون بن محمد النِّرسِيّ الكوفيّ:
عم الحافِظ أُبيّ سمع من الشّريف أبي عبد اللَّه الكوفيّ.
حرف الواو:
331- وليد بن عبد اللَّه بن عبّاس3:
أبو القاسم الأصبحي القرطبي، ويُعْرَف بابن العربي.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1127"، وسير أعلام النبلاء "18/ 121، 122"، ولسان الميزان "5/ 300"، وشذرات الذهب "3/ 283".
2 الكراجكي: نسبة إلى كراجك، وهي قرية على باب واسط "الأنساب "10/ 372".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 644، 645".(30/171)
روى عن: سليمان بن الغمّاز المقرئ.
وولي خطابة قُرْطُبة بعد مكيّ، وكان حَسَن الخطابة، بليغ الموعظة، طيِّبَ الصَّوت، عذب اللَّفظ.
قرأ عليه: أبو محمد بن عَتّاب.
وتوفِّي في رمضان، وهو في عشر التسعين.
وفيَّات سنة خمسين وأربعمائة:
حرف الألف:
332- أحمد بن الحسين بن علي بن عمر الحربيّ:
أبو منصور. روى عن جدّه عليّ السّكري.
333- أَحْمَد بن سليمان1:
أبو صالح النّيْسَابوريّ الصوفيّ الزّاهِد.
حجَّ نيِفًا وثَلاثِينَ مرَّة، وكان سُنيًّا مُنِكرًا على المتكلّمين. لقي بمكة شيخ الحرم السَّيْرَوَانيّ.
روى عنه: إسماعيل الفارسيّ، وغيره.
وتوفِّي فِي جُمَادَى الأولى.
334- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن هامُوشة:
أبو جعفر الأَبْرِيَسميّ2 التّاجر.
عن شيوخ إصبهان.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن المقري.
__________
1 المنتخب من السياق "99".
2 الأبريسمي: نسبة لمن يعمل الأبريسم والثياب منه ويبيعها "الأنساب "1/ 116".(30/172)
وعنه: سيّد بْن أَبِي الرجاء.
335- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسين1:
أبو طاهر بن الخفَّاف.
عن: أبي القاسم بن الصيدلاني، وجماعة.
وعنه: الخطيب، وقال: ومات في آخر السّنة.
حرف الحاء:
236- الحسين بن محمد بْن عَبْد الواحد2.
أَبُو عَبْد اللَّه البغداديّ، الفقيه الفَرَضيّ المعروف بالوَنيّ.
انتهت إليه معرفة الفرائض.
قُتِلَ ببغداد شهيدًا في فتنة البساسيريّ ووثوبه على بغداد، ضُرِبَ بدبُّوس فمات.
وكان أحد الأذكياء المذكورين، وله يد في علوم متعدّدة.
قال ابن ماكولا3: سمعت الخطيب يقول: حضرنا مجلس شَّيْخ ومعنا أبو عبد اللَّه الونيّ فأملى الشّيخ: فلمّا قُمنا إذا الونيّ قد حفظ من الْإِملاء بضعة عشر حديثًا.
وقد سمع عَن أصحاب الصّفار، وابن البَخْتَريّ.
سمع منه: أبو حكيم الخَبْريّ.
337- الحسين بن محمد بن طاهر بن مهديّ البغداديّ4:
أخو حمزة. حدَّث عن الدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
338- حمزة بن أَحْمَد بن حمزة5:
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 436".
2 الكامل في التاريخ "9/ 651"، وسير أعلام النبلاء "18/ 99، 100"، والبداية والنهاية "12/ 85".
3 في الإكمال "7/ 401".
4 تاريخ بغداد "8/ 109"، والمنتظم "8/ 198".
5 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 256".(30/173)
أبو يعلى القلانسيّ الدّمشقيّ السبعيّ، الرَّجُل الصالِح.
حدَّث عن: أبي محمد بن أبي نصر، وعبد الواحد بن مشماش، ومنصور بن رامش.
روى عنه: عبد اللَّه بن الحسن البعلبكيّ.
قال الكتلنيّ: كان يحفظ معاني القرآن للناس، وكان عبدًا صالحًا أقام بالجامع أربعين سنةً بلا غطاءٍ ولا وطاء -رحِمَه اللَّه تَعَالَى.
حرف الطاء:
339- طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بن عمر1:
القاضي أبو الطيِّب الطَّبري، الفقيه الشّافعيّ، أحد الأعلام.
سمع بجُرْجَان من أبي أَحْمَد الغِطْريفيّ.
وبِنَيسابور من الفقيه أبي الحسن الماسَرْجَسيّ، وبه تفقَّه.
وسمع ببغداد من: أبي الحسن الدّارَقُطْنيّ، وموسى بن عرفة، والمُعافى بن زكريا، وعليّ بن عمر الحربيّ.
واستوطن بغداد، ودرَّس وأفتى، وولي قضاء ربع الكرخ بعد موت القاضي الصّيمريّ.
وكان مولده بآمُل طَبْرِستان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
قال: وخرجت إلى جُرْجَان للقاء أبي بكر الْإِسماعيليّ فقدِمتُها يوم الخميس، فدخلت الحمَّام، فلمَّا كان من الغد لقيت أبا سعد ابن الشّيخ أبي بكر، فأخبرني أنّ والده قد شرب دواءً لمرضٍ كان به، وقال لي: تجيء في صبيحة غدٍ لتسمع منه. فلمَّا كان في بكرة السّبت غدوتُ للموعد، فإذا النّاس يقولون: مات أبو بكر الإسماعيليّ2.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 255"، وسير أعلام النبلاء "17/ 668-671"، والبداية والنهاية "12/ 79، 80"، وشذرات الذهب "3/ 284، 285".
2 تاريخ بغداد "9/ 359".(30/174)
قال الخطيب1: وكان أبو الطّيِّب ورِعًا عارِفًا بالَأصول والفروع، محققًا، حسن الخُلُق، صحيح المَذْهَب، اختلفت إِلَيْهِ وعلّقت عنه الفقه سنين.
من "المرآة"2 قيل: إنّ أبا الطّيّب دفع خفَّه إلى من يُصْلحه، فكان يأتي يتقاضاه، فإذا رآه غَمَسَ الخُفَّ في الماء وقال: السَّاعة أصلحه، فلمّا طال على أبي الطّيّب ذَلِكَ قال: إنّما دفعته إليك لِتُصْلِحُهُ، لم أدفعه لتعلِّمه السِّباحة3. قال الخطيب4: سمعت أبا بكر محمد بن أَحْمَد المؤدِّب: سمعت أبا محمد البافي يقول: أبو الطّيّب الطَّبريّ أفقه من أبي حامد الْإِسفرائينيّ، وسمعت أبا حامد يقول: أبو الطِّيب أفقه من أبي محمد البافيّ.
وقال القاضي أبو بكر بن بكران الشّاميّ: قلت للقاضي أبي الطّيِّب شيّخنا، وقد عمِّر: لقد مُتِّعت بجوارحك أيُّها الشّيخ.
فقال: ولِم لَا، وما عصيت اللَّه بواحدة منها قط؟ أو كما قال.
وقال غير واحدٍ: سمعنا أبا الطّيِّب الطَّبريّ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النوم فقلت: يا رسول اللَّه، أرأيت من روى عنك أنّك قلت: "نضّر اللَّه امرءا سمع مقالتي فوعاها ... " الحديث5. أحقٌّ هو؟ قال: نعم.
وقال أبو إسحاق في "الطّبقات"6: ومنهم شيخنا وأستاذنا أبو الطِّيّب، تُوُفّي عن مائةٍ وسنتين، لم يختلّ عقله، ولا تغيَّر فهمه، يفتي مع الفقهاء، ويستدرك عليهم الخطأ، ويقضي ويشهد، ويحضر المواكب إلى أن مات.
تفقَّه بآمُل على أبي عليّ الزَّجّاجيّ صاحب ابن القاصّ، وقرأ عَلَى أبي سعد الإسماعيليّ، وعلى القاضي أبي القاسم بن كجّ بجُرْجَان.
ثم ارتحل إلى نَيْسَابُوُر، وأدرك أبا الحسن الماسَرْجَسيّ، وصحبه أربع سنين، ثمّ
__________
1 في تاريخه.
2 أي: "مرآة الزمان".
3 طبقات الفقهاء "114"، والمنتظم "8/ 198".
4 في تاريخه "9/ 359".
5 "حديث صحيح": وسبق تخريج "صححه الألباني في السنن".
6 طبقات الفقهاء "106، 107".(30/175)
ارتحل إلى بغداد، وعلَّق عن أبي محمد الباغيّ الخوارزميّ صاحب الدّاركيّ، وحضر مجلس الشّيخ أبي حامد، ولم أرَ فيمن رأيت أكمل اجتهادًا، وأسدُّ تحقيقًا، وأجود نظرًا منه. شرح "المزنيّ"، وصنَّف في الخلاف والمذهب والَأصول والجدل كُتُبًا كثيرة، ليس لَأحدٍ مثلها، ولازمت مجلسه بضع عشرة سنة، ودرَّست أصحابه في مسجده سنين بإذنه، ورتَّبني في حلقته، وسألني أن أجلس في مسجَدٍ للتّدريس، ففعلت في سنة ثلاثين. أحسن اللَّه تعالى عنِّي جزاءه ورضي عنه.
قلت: وأبو الطَّيّب صاحب وجهٍ فِي المذهب، فمن غرائبه أنَّ خروج المنيِّ ينقض الوضوء1.
ومنها أنّه قال: الكافر إذا صلّى في دار الحرب كانت صلاته إسلامًا2.
وقد روى عنه: الخطيب، وأبو إسحاق الشّيرازيّ، وأبو محمد بن الأَبَنُوسيّ، وأبو نصر أَحْمَد بن الحسن الشّيرازيّ، وأبو سعد أَحْمَد بن عبد الجبّار بن الطُّيوريّ، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وأبو المواهب أَحْمَد بن محمد بن مُلُوك، وأبو نصر محمد بن محمد بن العُكَبَريّ، وأبو العِز أَحْمَد بن عُبَيْد اللَّه بن كادش، وأبو القاسم بن الحُصَيْن، وخلقٌ آخرهم موتًا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ.
قال الخطيب3: مات أبو الطَّيّب في ربيع الأوّل، صحيح العقل، ثابت الفهم، وله مائة وسنتان.
حرف الظّاء:
340- ظَفْر بن الفرج بن عبد اللَّه بن محمد4.
أبو سعد البغداديّ الخفّاف.
روى عن: ابن الصَّلت الأهوازيّ.
توفّي في رمضان.
__________
1 بل يوجب الغسل.
2 قال الإمام النووي: والصحيح المنصوص للشافعي وجمهور الأصحاب أنها ليست بإسلام، إلّا أن تسمع منه الشهادتان "تهذيب الأسماء "2/ 248".
3 في تاريخه "9/ 360".
4 تاريخ بغداد "9/ 368".(30/176)
حرف العين:
341- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بن محمد بن حسْكان1:
الحاكم أبو محمد القُرَشيّ النَّيسابوريّ الواعظ، المعروف بالحذّاء.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة.
وحجَّ مع أبيه سنة ثلاثٍ وثمانين، فسمع من مشايخ الرَّيّ وبغداد.
فسمع بالرَّي من عليّ بن محمد بن عمر الفقيه.
روى عنه: ابنه القاضي أبو القاسم عبيد اللَّه الحشكانيّ.
تُوُفّي في شوَّال.
342- عبد اللَّه بن عليّ بن عَيّاض بن أبي عَقِيل2:
أبو محمد الصُّوريّ، القاضي عين الدّولة3.
سمع: أبا الحسين بن جُمَيْع، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وسهل بْن بِشر الْإِسفرائينيّ، وغَيْث الأَرْمَنَازيّ.
توفِّي فَجْأَة بين عكّا وصُور.
343- عبد العزيز بن أبي الحسين عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بشران البغداديّ4:
أبو الطّيِّب.
سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا عمر بن حيُّويه، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الفضل الزُّهري.
قال الخطيب5: كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحًا. تُوُفّي في صَفَر، وكان مولده سنة ثمانٍ وستين.
__________
1 المنتخب من السياق "279".
2 تاريخ بغداد "1/ 256"، والكامل في التاريخ "9/ 651".
3 انظر معجم الألقاب "2/ 1127".
4 تاريخ بغداد "10/ 469"، والمنتظم "8/ 199".
5 في تاريخه.(30/177)
344- عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن المُظفّر1:
أبو بكر الدّمشقيّ الورّاق، الحنبليّ المعروف بابن حَزَوّر.
حدَّث عن: تمّام الرّازيّ.
روى عنه: ابنه عبد الواحد، ونجا بن أَحْمَد، وأبو طاهر محمد بن الحسين الرّازيّ.
345- عبد الوهّاب بن عثمان2:
أبو الفتح ابن المخبزيّ.
بغداديّ صدوق.
روى عن: ابن حُبَابَة، وعيسى بن الوزير.
وعنه: أبو بكر الخطيب.
وهو أخو أبي الفرج.
346- عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا3:
أبو الفتح، مقرئ العراق، ومصنَّف كتاب "التّذكار في القراءات".
سَمِعَ: محمد بن إسماعيل الورَّاق، وابن معروف القاضي، وعيسى بن الجرَّاح، وابن سُوَيْد المؤدِّب.
قال الخطيب4: كتبنا عنه، وكان ثقةً عالمًا بوجوه القراءات، بصيرًا بالعربيّة.
تُوُفّي في صَفَرْ، ومولده في سنة سبعين وثلاثمائة.
قلت: قرأ عَلَى أَحْمَد بن عبد اللَّه بن الخَضِر السَّوسنجرديّ، وعبد السّلام بن الحسين، وأبي الحسن بن العلاف، والحماميّ، وطبقتهم.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "15/ 281".
2 تاريخ بغداد "11/ 34".
3 تاريخ بغداد "11/ 16، 17"، والعبر "3/ 222، 223"، وشذرات الذهب "3/ 285".
4 في تاريخه.(30/178)
قرأ عليه بالرّوايات جماعة منهم: أبو الفضل محمد بن محمد بن الصّبَّاغ، وأبو غالب محمد بن عبد الواحد القزَّاز.
وروى عنه كتاب "التّذكار" الحسن بن محمد الباقَرْحيّ.
247- عُبَيْد اللَّه بن عليّ1:
الْإِمام أبو القاسم الرَّقّيّ.
روى عن: أبي أَحْمَد الفَرَضيّ.
قال الخطيب2: كان أحد العلماء بالنَّحو واللغة والفرائض، كتبت عنه.
348- علي بن بقاء بن محمد3:
أبو الحسن المصري الوراق الناسخ.
روى عن: القاضي أبي الحسن عليّ بن محمد الحلبيّ، وأبي عبد اللَّه التَّنُوخيّ اليمنيّ، وأبي مسلم الكاتب، والحافظ عبد الغنيّ بن سعيد.
ولم يزل يكتب لنفسِهِ ويورِّق لغيره إلى حين موته.
وكان مفيد مصر في وقته، ثقةً مُرضيًّا.
قال أبو عبد الله الرازي في "مشيخته": ثنا عليّ بن بقاء، ثنا محمد بن الحسين بن عمر التّنوخيّ اليمنيّ إملاءً بانتقاء خَلَف الواسطيّ، ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رشْدين، ثنا أبو الطاهر بن السَّرح، ثنا رشيد بن سعد، فذكر حديثًا.
توفِّي في ذي الحجة.
349- عَليّ بْن الحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بْن الرفيل4:
المعروف بابن المُسلمة.
الوزير رئيس الرؤساء أبو القاسم البغدادي.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 387، 388"، والمنتظم "8/ 199".
2 في تاريخه.
3 العبر "3/ 223"، والإعلام بوفيات الأعلام "186".
4 تاريخ بغداد "11/ 391، 392"، والبداية والنهاية "12/ 80"، المنتظم "8/ 196، 197، 200، 201"، وسير أعلام النبلاء "8/ 216-218".(30/179)
استكتبه الخليفة القائم بأمر اللَّه، ثم استوزره. وكان عزيزًا عليه إلى الغاية، وهو لقّبه رئيس الرّؤساء، ورفع من قدره.
وكان من خيار الوزراء.
وُلِدَ سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة.
وسمع من جدِّه أبي الفرج المعدّل، ومن أبي أَحْمَد بن أبي مسلم الفَرَضيّ، وإسماعيل الصَّرصريّ.
وحدَّث.
روى عَنْه: أبو بكر الخطيب، وكان خصِّيصًا به.
قال1: كتبت عنه، وكان ثقة، قد اجتمع فيه من الآلات ما لم يجتمع في أحدٍ قبله، مع سداد مذهب، ووفور عقل، وأصالة رأي.
وقال أبو الفرج بن الجوزيّ2: وفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة في ربيع الآخر رُسِمَ لَأبي القاسم عليّ بن المُسْلمة النَّظر في أمور الخليفة، وتقدَّم إلى الحواشي بِتَوْفِيَة حقوقه فيما جُعِلَ إليه، فجلس لذلك على دِهْلِيز الفِرْدَوْس، وعليه الطَّيلسان، وبين يديه الدَّواة، وهنَّاه الأعيان، واستُدعي إلى حضرة أمير المؤمنين، ثم خرج فجلس في الدّيوان في مجلس عميد الرّؤساء ودَسْتِه، وحُمِلَ على بَغْلِه بمركب، ومضى إلى داره ومعه القضاة والَأشراف والحُجَّاب.
وقال3 في سنة ثلاثٍ وأربعين: وفي عيد الأضحى حضر النّاس في بيت النّوبة، واسْتُدعي رئيس الرّؤساء، فخلع عليه، ولُقِّب جمال الورى شرف الوزراء.
قلت: ولم يبقَ له ضِدٌ إِلَّا البساسيريّ، وهو الأمير المظفَّر أبو الحارث أرسلان التُّركي، فإنَّهُ عظم قَدْرُهُ ببغداد، وبَعُدَ صِيُتُه، ولم يبق للملك الرحيم ابن بُويهْ معه إِلَّا مجرَّد الاسم.
ثُمّ إنَّ المذكور خلع الخليفة، وتملَّك بغداد، وخطب بها للمستنصر العبيدي، وقتل
__________
1 في تاريخ بغداد "11/ 391".
2 في المنتظم "8/ 200".
3 في المنتظم "8/ 200".(30/180)
رئيس الرّؤساء1 كما ذكرناه في ترجمة القائم وغير موضِع.
وقال أبو الفضل محمد بن عبد الملك الهَمَذَانيّ في "تاريخه": إنَّ البَسَاسِيريّ حبس رئيس الرُّؤساء ثم أخرجه وعليه جبَّة صُوف وطرطور أحمر، وفي رقبته مِخْنَقَةُ جُلُود، وهو يقرأ: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} [آل عمران: 26] ، الآية، وهو يُرَدّدها، وطِيفَ بِهِ على جَمَلٍ، ثم نصب له خشبة بباب خُراسان، وخِيطَ عليه جلد ثَوْر سُلِخَ في الحال.
وعلِّق في فكَّيه كلّابان من حديد، وعلِّق على الخشبة حيًّا، ولبث إلى آخر النّهار يضطّرب، ثم مات -رحمه اللَّه2.
قلت: ما أتت على البَسَاسِيريّ سنة حتّى قُتِلَ وطِيفَ برأسِهِ.
وكان صَلْبه في ذي الحجّة ببغداد.
350- عليّ بن الحسين بن صَدَقَة3:
أبو الحسن بن الشَّرابيِّ الدِّمشقيّ المعدّل.
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد، وعبد اللَّه بن محمد الحِنّائيّ.
روى عنه: عليّ بن طاهر.
ومضى على سدادٍ وأمرٍ جميل.
توفِّي في جُمَادَى الأُولى.
351- عليّ بن عمر بن أَحْمَد بن إبراهيم4:
أبو الحسن البرمكيّ، أخو إبْرَاهِيم وأحمد، وكان عليّ أصغرهم.
سمع: أبا الفتح القوّاس، وأبا الحسين بن سمعون، وابن حُبَابَة.
قال الخطيب5: كتبت عنه، وكان ثقة.
__________
1 في الكامل في التاريخ "9/ 640".
2 المنتظم "8/ 197".
3 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 228".
4 تاريخ بغداد "12/ 43"، والمنتظم "8/ 200".
5 في تاريخه.(30/181)
درس على أبي حامد الْإِسْفَرَائينيّ مذهب الشَّافعيّ.
وتوفِّي فِي ذي الحجّة.
352- عليّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب1:
القاضي أبو الحسن البصْريّ الماوَرْديّ الفقيه الشّافعيّ.
صاحب التّصانيف.
روى عن: الحسن بن عليّ الجيليّ صاحب أبي خليفة الجُمحيّ، وعن: عمر بن عَدِيّ المِنْقَريّ، ومحمد بن المعلَّى، وجعفر بن محمد بن الفضل.
روى عنه: أبو بكر الخطيب ووثَّقه، وقال: مات في ربيع الأوّل وقد بلغ سِتًّا وثمانين سنة.
وولي القضاء ببلدان كثيرة، ثمّ سكن بغداد.
وقال أبو إسحاق في "الطَّبقات"2: ومنهم أقضى القُضاة أبو الحسن الماوَرْديّ البصْريّ، تفقَّه على أبي القاسم الصَّيمريّ بالبصرة، وارتحل إلى الشّيخ أبي حامد الْإِسْفَرَائينيّ.
ودرس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة.
وله مصنَّفات كثيرة في الفِقْه والتّفسير، وأصول الفِقْه، والَأدب. وكان حافظًا للمذهب.
قال: وتُوُفّي ببغداد.
وقال القاضي شمس الدين في "وفيَات الأعيان"3: من طالع كتاب "الحاوي" شهد له بالتبحُّر ومعرفة المذهب. ولي قضاء بلدان كثيرة.
وله تفسير القرآن سمّاه "النُّكت"4، وله "أدب الدّنيا والدّين"5، و"الأحكام
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 102، 103"، وسير أعلام النبلاء "18/ 64-68".
2 طبقات الفقهاء "110".
3 ج "3/ 382".
4 ويسمَّى: "النكت والعيون".
5 ويسمَّى: "البغية العليا في أدب الدين والدنيا".(30/182)
السُّلطانية"1، و"قوانين الوزارة وسياسة الملك"2، و"الإقناع في المذهب" وهو مختصر.
وقيل: إنَّه لم يُظْهِر شيئًا من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع، فلمَّا دَنَت وفاتُهُ قال لمن يثق به: الكُتُب الّتي في المكان الفُلانيّ كلها تَصْنِيفي، وإنَّما لم أُظْهِرها لَأنّي لَمْ أَجِدْ نِيَّةً خالِصَة، فإذا عايَنْتُ الموت ووقعْتُ في النَّزع، فاجعل يدك في يدي، فإن قبضتُ عليها وعصرتُها، فاعلم أنَّهُ لم يُقْبَل منِّي شيءٌ منها، فاعمد إلى الكُتُب والْقها في دِجْلَة، وإن بسطت يدي ولم أقبضْ على يدك، فاعلم أنَّها قُبِلت، وأنِّي قد ظفرْتُ بما كنتُ أرجوه من اللَّه.
قال ذلك الشّخص: فلّما قارب الموت، وضعت في يده يدي، فبسطها ولم يقبض على يدي، فعلمتُ أنّها علامة القبول، فأظهرتُ كُتُبُه بعدَه.
قلت: آخِر من روى عَنْه أبو العز بن كادش.
وقال ابن خَيْرُون: كان رجُلًا عظيم القدر، متقدِّمًا عند السُّلطان، أحد الأئمَّة، لهُ التَّصانيف الحِسَان في كل فنٍّ من العلم، بينه وبين القاضي أبي الطَّيّب في الوفاة أحد عشر يومًا3.
قال أبو عَمْرو بن الصّلاح -رحمه اللَّه: هو متَّهم بالْإِعتزال، وكنتُ أتأوَّل له وأعتذِر عنه، حتّى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم.
قال في تفسيره في الأعراف: لَا يُساء عبادة الأوثان.
وقال في قوله: {جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا} [الأنعام: 112] على وجهين، معناه: حكمنا بأنهم أعداء، والثّاني: تركناهم على العداوة فلم نمنعهم.
قال ابن الصّلاح: فتفسيره عظيم الضَّرر، لكونه مشحونًا بتأويلات أهل الباطل، تدسيسًا وتلبيسًا.
وكان لَا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة حتى يُحْذَر، بل يجتهد في كِتْمان موافقته لهم، ولكن لَا يوافقهم في خلق القرآن ويوافقهم في القدر4.
__________
1 ويسمَّى: "الأحكام السلطانية في السياسة المدنية الشرعية".
2 في سير أعلام النبلاء "18/ 65": "قانون الوزارة".
3 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 303".
4 طبقات الشافعية الكبرى "3/ 304".(30/183)
قال في قوله: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] يعني بِحُكْمٍ سابق، وكان لَا يرى صحّة الرّواية بالإجازة.
وذكر أنه مذهب الشَّافعيّ، وكذا قال في المكاتبة: أنَّها لَا تصحّ.
ثم قال ابن الصَّلاح: أنا عزّ الدّين بن الأثير، أنا خطيب الموصِل، أنا ابن بدران الحُلْوانيّ، أنا الماوَرْديّ، فذكر حديث: "هل أنت إِلَّا إصْبَع دميت؟ " 1 قلت: وبكلِّ حالٍ هو مع بدعةٍ فيه من كبار العلماء. فلو أنَّنا أهدرنا كلَّ عالمٍ زلَّ لما سَلِمَ معنا إِلَّا القليل، فلا تحطّ يا أخي على العلماء مطلقًا، ولا تبالغ في تقريظهم مطلقًا، وأسأل اللَّه أن يتوفاك على التّوحيد.
353- عمر بن الحسين بن إبراهيم2:
أبو القاسم الخفَّاف، أخو محمد.
بغداديّ صدوق. سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا حفص الزَّيّات، وأبا الفضل الزُّهريّ، وطبقتهم.
روى عنه: الخطيب، وجماعة.
وآخر من روى عنه قاضي المرسنان.
354- عمر بن محمد بن عليّ بن مَعْدان:
أبو طاهر الْأصبهانيّ الأديب الورَّاق.
قال ابن السَّمعاني: توفِّي في حدود سنة خمسين.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد الوهَّاب السُّلمي، وأبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ.
حرف الميم:
355- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن ملهب بن جعفر:
أبو بكر القرطبيّ الأديب.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "2802"، ومسلم "1796"، وأحمد "4/ 312، 313".
2 تاريخ دمشق "11/ 376"، والعبر "3/ 223".(30/184)
قال أبو عبد اللَّه الأَبَّار: سمع الكثير من أبي الوليد بن الفَرَضيّ، وأبي عبد اللَّه بن الحذّاء، وجماعة.
وكان من أهل الكتابة والبلاغة، له تعليق على تاريخ ابن الفَرَضيّ، وكان ذا حظوةٍ عند الملوك، وهو من بيت وزارة.
توفِّي في حدود الخمسين.
356- محمد بن أَحْمَد بن الحسين:
ابن المُسْنِد المشهور عليّ بن عمر الحربيّ السكَّري البغداديّ أبو الحسن، الشّاعر المعروف بالخازن.
من أعيان الشُّعراء.
روى عنه: أبو الفضل بن خَيْرُون، وشُجاع الذُّهليّ، وغيرهما.
وتوفِّي في رابع شوَّال.
قلت: ولو سبَّح اللَّه لكان خيرًا له.
ومن شِعره:
وقالوا: غداة البَيْنِ دَمْعُكَ لم يفِضْ ... وقد شطّ بالَأحباب عنك مزارُ
فقلت: حَذَار البَيْن أَفْتَيْتُ أَدْمُعي ... وفي القلب من ذِكْرِ التَّفَرُّقِ نارُ
357- محمد بن الحسن بن المؤمّل النَّيسابوري:
ويُعْرَف بشاة الموصليّ.
من بيت الرّواية والصّلاح.
روى عن: أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي سعيد بن عبد الوهَّاب الرّازيّ.
وسكن بَيْهَق.
358- محمد بن عبد الجبّار بن أَحْمَد1:
القاضي أبو منصور السّمعانيّ المَرْوَزِيّ الفقيه الحنفيّ.
وسمعان بطن من تميم.
__________
1 العبر "3/ 223، 224"، وشذرات الذهب "3/ 287".(30/185)
كان أبو منصور إمامًا ورِعًا نَحْوِيًّا لُغَوِيًّا، لهُ مصنَّفات.
وهو والد العلّامة أبي المُظفّر منصور بن محمد السَّمعانيّ مُصنف "الاصْطِلام"، ومصنّف الخلاف الّذي انتقل من مذهب الوالد إلى مذهب الشّافعيّ.
توفِّي أبو منصور بمرو في شوَّال.
359- محمد بن عُبَيْد اللَّه بن محمد بن إبراهيم:
أبو الوفاء بن أبي مَعْشَر الهَمَذَانيّ الواعِظ.
روى عن: القاضي أبي عمر الهاشميّ، ويحيى بن عمَّار السَّجستاني، والمظفّر بن أَحْمَد.
قال شِيرُوَيْه: كان متعصِّبًا للسُّنّة وأهلِها. ثنا عنه أبو الوفاء محمد بن جابار، وكان كثير البكاء في وعظه.
توفِّي في شَوّال.
360- محمد بن الفضل بن محمد بن محمد1:
الحافظ أبو عليّ الهرويّ جهاندار.
لهُ "وفيَّات على السنين" من سنة أربعمائة إلى قريب وفاته.
توفِّي في المُحَرَّم.
وقد حدَّث بجامع التِّرمذي بنَيْسَابُور.
سمع: أبا عليّ منصور بن عبد اللَّه الخالديّ، وطبقته.
361- محمد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم2:
أَبُو عَبْد اللَّه الهاشميّ البغداديّ.
قال الخطيب: ثنا عن أبي القاسم بن حَبَابَة.
وكان صدوقًا.
__________
1 المنتخب من السياق "48، 49".
2 تاريخ بغداد "3/ 237".(30/186)
362- محمد بن همَّام بن الصَّقر1:
أبو طاهر الموصليّ البّزّاز.
سمع: أَبَوَيِ الحَسَن الدَّارقطني والسُّكري.
قال الخطيب: صدوق.
363- مقلد بن نصر بن منقذ2:
الَأمير مخلِّص الدّولة أبو المتوَّج الكِنَانيّ، صاحب شَيْزَر.
كان رئيسًا سعيدًا، نبيل القدْر، مدحهُ الشُّعراء، وخرج من ذرِّيته أُمراء وفُضلاء.
364- منصور بن الحسين3:
أبو الفوارس الأَسَديّ، صاحب جزيرة ابن عُمَر، ولَقَبُه شهاب الدَّولة.
مات بناحية خُوزستان؛ واجتمعت عشيرته بعده على ولده صَدَقَة.
365- منصور بْن الْحُسَيْن بْن عليّ بْن القَاسِم بْن محمد بن روَّاد4:
أبو الفتح التّانيّ5 الْأصبهانيّ.
ذكره يحيى بن مَنْدَهْ في "تاريخه"، وقال: صاحب أُصول كُتُب الحديث، وكان من أروى النّاس عن ابن المقرئ.
ومات في ذي الحجّة.
قال ابن نُقْطة: روى "معجم ابن المقرئ"، و"مسند أبي حنيفة" جمع ابن المقرئ.
روى عنه سعيد بن أبي الرّجاء هذين الكتابين.
قلت: روى عنه "تهذيب الآثار" للطّحاويّ السّرّاج، جماعة من ابن المقرئ.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 365".
2 تاريخ حلب للعظيمي "344".
3 الكامل في التاريخ "9/ 650"، والبداية والنهاية "12/ 81".
4 سير أعلام النبلاء "18/ 152، 153"، وشذرات الذهب "3/ 287".
4 التاني: نسبة إلى التنائية وهي: الدهقنة، ويقال لصاحب الضياع والعقار: التاني "الأنساب "3/ 13".(30/187)
حرف النُّون:
366- نَصْر بْن عليّ بْن محمد بْن عبد العزيز:
أبو القاسم الهَمَذَانيّ الفقيه.
روى عن: أبي بكر بن لال، وأبي الحسن بن جَهْضَم، وأبي الحسن بن فراس العَبْقَسيّ، ومحمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ الكوفيّ، وأبي عليّ حَمْد بن عبد اللَّه الْأصبهانيّ، وخلق سواهم.
قال شِيُروَيْه: كان صدوقًا فقيهًا وَاعِظًا، قانِعًا باليسير، مقبولًا عند النّاس.
توفِّي في شعبان.
حرف الهاء:
367- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبد اللَّه بْن أَحْمَد المأمونيّ1:
أبو الفضل البغداديّ.
توفِّي في ربيع الآخر.
الكنى:
368- الملك الرحيم أبو النصر2:
ابن الملك أبي كاليجار ابن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة ابن ركن الدولة ابن بُوَيْه آخر ملوك بني بُوَيْه.
مات في الحبس بقلعة الرّيّ، وانتزع المُلك منه السُّلطانُ طُغْرُلْبك سنة سبعٍ وأربعين كما هو في الحوادث مذكور.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 72".
2 الكامل في التاريخ "9/ 650"، والعبر "3/ 224".(30/188)
المتوفّون تقريبًا:
حرف الألِف:
369- أَحْمَد بن رشيق1.
أبو العبّاس الأندلُسيّ الكاتب، مولى ابن شهيد.
نشأ بمرسية وتحوَّل إلى قُرْطُبَة، وطلب الآداب فبرع وبسق في التَّرسُّل وحُسْن الحظ، وتقدَّم فيهما إلى الغاية، وشارك في العلوم. وأكثر من الفقه والحديث، وبلغ من الرئاسة ما لا مزيد عليه، فقدَّمه الأمير مجاهد العامري على كُلِّ من في دولته، وكان من رجال الدَّهر رأيا وحزْمًا وسُؤْددًا وهيبةً ووقارًا. بالغ في إطرائه الحميدي وقال2: مات بعيد الأربعين وأربعمائة عن سنٍّ عالية.
وله رسائل متداولة، وله مؤلَّف على تراجم صحيح البُخاريّ وبيان مُشكِله.
وقد سمعت منه شِعرًا.
370- أَحْمَد بن محمد بن حُمَيْد بن الأشعث3:
القاضي أبو نصر الكُشاني، وكُشانية على اثني عَشَر فرسخًا من سَمَرْقَند.
روى عن: أَحْمَد بن محمد بن إسماعيل البخاريّ.
روى عنه: إسحاق بن عمر الخطيب.
قال ابن السَّمعانيّ: عاش مائة وعشرين سنة مُمَتّعًا بحدّة بصره.
مات بعد سنة ثلاثٍ وأربعين.
371- أَحْمَد بن زكريّا:
أبو نصر الضَّبيّ النَّيسابوري الزَّاهِد.
ذكره عبد الغافر فقال: رجل معروف من أصحاب أبي عبد اللَّه.
__________
1 معجم الأدباء "3/ 33، 34"، ومعجم المؤلفين "1/ 223".
2 في الجذوة.
3 الأنساب "10/ 432".(30/189)
صحِب الأستاذ أبا جعفر محمد بن أَحْمَد بن جعفر، من قدمائهم وزُهّادِهم، ثم صحب الْإِمام محمد بن الهَيْصَم، وأخذ العِلم عنه، وتخرَّج به، وكان ينوب عنه في بعض المدارس، وقد بلغ من الزُّهد والقنَاعة ومُصابرة الفقر الدّرجة القُصوى، وظهرت عليه كرامات.
وحكى عنه أصحابه حكايات في المجاهدات.
372- إدريس بن اليمان بن سام1:
أبو عليّ العبدريّ، المعروف بالشّينيّ الأندلُسيّ الشَّاعِر.
قال ابن الأبّار: روى عن أبي العلاء صاعِد بن الحسن اللُّغَويّ.
وعنه: خَلَف بن هارون.
وكان أديبًا شاعرًا محسنًا2، لم يكُن بعد أبي عمرو بن درَّاج من يجري عندهم مجراه.
وتوفِّي في نحو الخمسين وأربعمائة.
373- إسماعيل بن المؤمّل بن حسين:
أبو غالب الْإِسكافيّ النَّحوي الضَّرير، أحد الشُّعراء الكِبار النُّحاة المُحقّقين ببغداد.
روى عن مِهْيار الدَّيلمي "ديوانه".
روى عنه: عزيزيّ بن عبد الملك الجيليّ، وأبو القاسم عبد الله بن ناقيا الشّاعر، والمبارك بن فاخر النَّحوي.
ذكر محمد بن عبد الملك الهَمَذَانيّ أنَّ الوزير أبا القاسم بن المسلمة ذكر إسماعيل الضرير فقال: ما أرى مفتوح العين في النَّحو إِلَّا هذا المُغمِض العين.
وقد مات في صفر سنة ثمانٍ وأربعين.
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "170" رقم "313".
2 انظر بعضه في "الجذوة 170"، و"بغية الملتمس للضبي "236، 237".(30/190)
ومن شِعره:
سَرَت ومطايا بَيْنِها لم ترحلِ ... وزارت وحادي رَكْبِها لم يَحْمِلِ
مُنَعّمةً تفترُّ إمّا ابتَسَمَتْ ... عن الدُّرّ أو نُورِ الأَقَاحِ المُظلَّل
نعَمِنْا بها دَهْرًا، فَمِنْ لَثْمِ أَحْمَرٍ ... ومِنْ رَشْفِ مسكيٍّ وتَقْبيِلِ أَكْحُلِ
كأنَّ العبيرَ الغضَّ علَّ سحيقُهُ ... بمشمولةٍ من خَمْرِ بابِلَ سَلْسَلِ
تعلّ به وَهْنًا مجاجة رِيقِها ... وقد لحِقَت أُخْرى النُّجوم بأوَّلِ
374- إشراق السَّوداء:
العَرُوضيّة، مولاة أبي المطرِّف عبد الرّحمن بن غَلْبُون القُرْطُبيّ الكاتب، سكنت بَلَنْسِية، وكانت قد أخذت عن مولاها النَّحو واللُّغة، ولكنَّها فاقته في ذلك، وبرعت في العروض.
وكانت تحفظ "الكامل" للمبرّد، و"النّوادر" للقالي، وتشرحهما.
قال أبو داود سليمان بن نجاح: قرأت عليها الكتابين، وأخذت عنها علم العَرُوض.
تُوُفّيت بدانية بعد سيّدها، وموته في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
ذكرها ابن الأبّار.
حرف الحاء:
375- الحسين بن أَحْمَد بن بكّار بن فارس:
أبو عبد اللَّه الكِنديّ المقرئ.
روى جزءًا عن عبد الوهّاب الكِلابي بمصر.
سمعه منه: القاضي أبو الفضل السَّعدي، وعليّ بن بقاء الورّاق، وحدَّث عنه: محمد بن أحمد الرازي في مشيخته.
حدَّث سنة أربعين.
376- الحُسَين بْن عَبْد اللَّه بن محمد بن المرزبان بن منجويه:(30/191)
أبو عليّ الْأصبهانيّ.
عن: أبي بكر بن المقري، وابن مَنْدَهْ.
وعنه: سعيد بن أبي الرّجاء، وحبيب بن محمد الطّهْرانيّ.
حرف العين:
377- عليّ بن الحسين بن عليّ بن شعبان:
أبو الحسن الخولانيّ المصريّ.
سَمِعَ: القاضي أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن الحسن بن عليّ بن الدقاق، وأحمد بن عبد اللَّه بن زريق المخزوميّ، وغيرهما.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الرازي في "مشيخته".
378- عليّ بن طاهر1:
أبو الحسن القُرَشِي المَقْدسيّ الصُّوفيّ الحاجّ:
حجّ قريبًا من أربعين مرّة.
وروى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأحمد بن فارس العَبْقَسيّ.
روى عنه: نصر المقدسيّ، وإبراهيم بن يونس، وعليّ بن محمد بن محمد بن شجاع، وغيرهم.
379- عليّ بن عبد الغالب بن جعفر2:
أبو الحسن البغداديّ الضرّاب الحافظ. المعروف بابن الفتيّ، وبابن أبي معاذ.
سمع: أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ، وابن الصَّلت المُجَبِّر، وأبا عمر بن مهديّ.
ورحل إلى خُراسان مع الخطيب.
وسمع من: أبي بكر الحِيريّ، وأبي سعيد الصَّيرفي.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "18/ 99، 100" رقم "3".
2 الأنساب "8/ 105".(30/192)
وسمع بمصر من: أَبِي مُحَمَّد بْن النحاس، وبدمشق من: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
رَوَى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر بن أَحْمَد الآمدي، وعليّ بن أَحْمَد بن ثابت العثمانيّ، وأبو عبد اللَّه القُضاعي، وعليّ بن محمد بن شُجاع، وأبو الوليد سليمان بن خلف البَاجيّ.
وقال الباجيّ: شيخٌ ثِقة، لهُ بعض المِيز.
حرف الميم:
380- محمد بن عليّ بن حسّول:
أبو العلاء الكاتب الهَمَذَانيّ.
صدر نبيلٌ عالم، له النَّظم والنَّثر.
سمع من الصّاحب إسماعيل بن عبّاد، وسمع من: أبي الحسين أَحْمَد بن فارس "مجمله في اللُّغة".
وروى عنه: شجاع الذُّهليّ، وأبو عليّ الحدّاد.
وروى شيئًا من كتب الأدب ببغداد وأصبهان، وروى أيضًا بهمذان عنه: أَحْمَد بن سليم المقرئ.
قال الذُّهلي: قَدِمَ علينا سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة.(30/193)
الطّبقة السّادسة والَأربعين
حوادث سنة إحدى وخمسين وأربعمائة على سبيل الاختصار
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة السادسة والأربعين:
أحداث سنة إحدى وخمسين وأربعمائة:
على سبيل الاختصار:
هرب آل البساسيريّ:
فيها عَوْد الخليفة القائم بأمر اللَّه إلى دار الخلافة، وقتله البساسيريّ، وذلك أنّ السُّلطان طُغْرلْبَك1 رجع إلى العراق، فهرب آَلُ البساسيريّ وحَشَمُهُ، وانْهَزَمَ أَهْلُ الكَرْخ بأهاليهم على الصَّعب والذَّلول، ونَهَبَتْ بَنو شَيْبان النّاس وقُتِل طائفة.
وكانت عدّة أيّام البساسيريّ سنة كاملة، فثار أهل باب البصرة فنهبوا الكَرخ، وأحرقوا درب الزَّعفرانيّ، وكان من أحسن الدُّروب2.
الاحتفال باستقبال الخليفة القائم:
وبعث طُغْرلبك الْإِمام أبا بكر أَحْمَد بن محمد بن أيّوب بن فُورك إلى قريش ليبعث معه أمير المؤمنين، ويشكره على ما فعل.
وكان رأيه أن يأخذ الخليفة ويدخل به البرّيّة، فلم يوافقه مهارش، بل سار بالخليفة. فلمّا سمع طُغُرلْبَك بوصول الخليفة إلى بلاد بدر بن مهلهل أرسل مديره عميد المُلْك الكُنْدَرِيّ والَأمراء والحجَّاب بالسُّرادقات العظيمة والَأُهْبَة التّامة، فوصلوا وخدموا الخليفة، فوصل النَّهروان في الرابع والعشرين من ذي العقدة.
وبرز السُّلطان إلى خدمته، وقبَّل الأرض، وهنَّأه بالسّلامة، واعتذر عن تأخره بعصيان أخيه إبراهيم يَنَال، وأنَّهُ قتلهُ عقوبةً لِمَا جرى منه من الوَهَنْ على الدَّوْلَة العبّاسيّة، وقال: أنا أمضي خلف هذا الكلب -يعني البساسيريّ- إلى الشَّام، وأفعل في حق صاحب مصر ما أجازى به.
__________
1 طغرلبك: اسم تركي مركب من "طغرل" وهو بلغة الترك علم لطائر معروف عندهم، و"بك" معناه: أمير. "شذرات الذهب "3/ 296".
2 المنتظم "8/ 205"، والعبر "3/ 224، 225".(30/195)
فقلّدهُ الخليفة بيده سيفًا وقال: لم يبق مع أمير المؤمنين من داره سواه، وقد تبرَّك به أمير المؤمنين، وكشف غشاء الخركاه حتّى رآه الأمراء فخدموه1.
ودخل بغداد، وكان يومًا مشهودًا، ولكن كان النّاس مشغولين بالغلاء والقحط المُفرِط2.
مقتل البساسيريّ:
ثمّ جهَّز السُّلطان ألفي فارس عليهم خُمَارتِكِين، وأضاف معهم سرايا بن منيع الخفاجيّ، فلم يشعُر البساسيريّ ودُبَيْس بن مزيد إِلَّا والعسكر قد وصل إليهم في ثامن ذي الحجّة، فثبت البساسيريّ والتقاهم بجماعته اليسيرة، فأُسِر من أصحابه أبو الفتح بن ورَّام، ومنصور، وبدران، وحمَّاد، وبنو دُبَيْس، وضُرِب قُريش البساسيريّ بنشَّابة، وأراد هو قطع تجفاف الهزيمة فلم ينقطع، وسقط عن فرسه، فقلته دوادار عميد المُلْك، وحمل رأسه على رُمْحٍ، وطِيفَ بِهِ ببغداد، وعُلِّق قبالة باب النُّوبيّ3 فلله الحمد.
إقرار ابن وهسودان على أذربيجان:
وفيها أَقَرّ السُّلطان طُغُرْلَبَك علان بن وهْسُودان على ولاية أبيه بأَذْرَبَيْجان.
الصُّلح بين صاحب غَزَنَةَ والسُّلطان جُغْربيك:
وفيها كان عقد الصُّلح بين السُّلطان إبراهيم بْن مسعود بْن محمود بْن سُبُكْتِكِين صاحب غَزْنَة، وبين السُّلطان جغربيك أخو طغرلبك، وكتبت النُّسخ بذلك بعد حروب كثيرة، حتى كلَّ كلُّ واحد من الفريقين، فوقع الاتفاق والأيمان، ففرح الناس4.
__________
1 البداية والنهاية "12/ 82، 83".
2 المنتظم "8/ 208"، وزبدة التواريخ "63".
3 المنتظم "8/ 210"، والبداية والنهاية "12/ 83"، وشذرات الذهب "3/ 287".
4 الكامل في التاريخ "10/ 5، 6"، تاريخ الخلفاء "419، 420"، والمختصر في أخبار البشر "2/ 180".(30/196)
وفاة جغربيك صاحب خُراسان:
ثم لم يَنْشَب جغربيك صاحب خراسان أن تُوُفّي في رجب من السّنة1، وقيل: تُوُفّي في صَفَر سنة اثنتين.
عزل أبي الحسن بن المهتدي عن الخطابة بجامع المنصور:
وفي سنة إحدى عُزِلَ أبو الحسين بن المهتدي باللَّه عن خطابة جامع المنصور؛ لكونه خطب للمُستنصِر العُبيْديّ بإلزام البساسيريّ، وولِّيَ مكانه الحَسَن بن عبد الودود بن المُهتدي باللَّه2.
الَأعلام المُسْنِدون في هذا الوقت:
وفي هذا الوقت كان مُسْنِد العراق: الجوهريّ3.
ومُسْنِد خراسان: أبو سعْد الكَنْجَرُوذيّ.
ومُسْنِده الحَرَم: كريمة المْرَوزِيّة.
عُلُوّ الرَّفْض:
والرَّفضُ عالٍ في الشّام، ومصر، وبعض المغرب، فلله الأمر.
__________
1 المنتظم "8/ 211"، والكامل في التاريخ "10/ 9".
2 سبقت ترجمته برقم "103".
3 سبقت ترجمته برقم "96".(30/197)
أحداث سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة:
وقعة الفُنَيْدِق:
حاصر محمود بن شبل الدَّولة الكِلابيّ حلب، ثم رحل عنها، ثم حاصرها، فافتتح البلد عَنْوَةً، وامتنعت القلعة، وأُرسِل من بها إلى المُستَنْصِر باللَّه، فندب للكشف عنها ناصر الدّولة أبا عليّ الحُسين بن حمدان، فسار بعسكر من دمشق، فنزح عن حلب محمود، ودخلها ابن حمدان بعسكره فنهبوها، ثم التقى الفريقان بظاهر
حلب، فانهزم ابن حمدان، وتملَّك محمود حلب ثانيا، واستقام أمره، وقَتَلَ عمَّه معزَّ الدَّوْلَة، وتُعرَف بوقعة الفُنيدِق1.
وفاة ابن النسويّ:
وفيها مات أبو محمد بن النَّسويّ صاحب شرطة بغداد عن نيِّفٍ وثمانين سنة2.
تملُّك ابن مرداس الرَّحبة:
وفيها حاصر عطيَّة بن صالح بن مِرداس الكِلابيّ الرَّحبة، وضيَّق عليهم فتملَّكها3.
وفاة أمّ القائم بأمر اللَّه:
وفيها توفِّيت قطر النَّدى أمُّ القائِم بأمر اللَّه، وقيل: اسمها بدر الدُّجى، وقيل: عَلَم؛ وهي أرمنية الْجِنس، ماتت في عَشْر التّسعين.
ولاية تمَّام الدّولة دمشق ووفاته:
وفيها ولي دمشق تمَّام الدّولة سُبُكْتِكِين التُّركيّ للمُسْتَنِصر، فمات بها بعد ثلاثة أشهر ونِصف بدمشق4.
__________
1 المنتظم "8/ 216"، والكامل في التاريخ "10/ 11، 12".
2 الكامل في التاريخ "10/ 12".
3 الكامل في التاريخ "10/ 12"، والعبر "3/ 227".
4 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "9/ 207".(30/198)
أحداث سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة:
وزارة ابن دارست:
فيها ولي الوزارة للقائم بأمرالله أبو الفتح منصور بن أَحْمَد بن دارست1.
تقليد الزّينبي نقابة النُّقباء:
وفيها ولي شمس الدِّين أُسامة نقابة العلويين ببغداد، ولقِّب المرتضى2.
وفاة أمير مكّة:
وفيها تُوُفّي شُكْر الحُسَيْنيّ أمير مكّة3.
ولاية حسام الدولة دمشق وعزله:
وولِّي على دمشق الأمير حُسامُ الدّولة، ثم عُزِلَ بعد أشهر بولد ناصر الدّولة ابن حمدان4.
__________
1 المنتظم "8/ 226"، والكامل في التاريخ "10/ 14".
2 المنتظم "8/ 222".
3 الكامل في التاريخ "10/ 19".
4 ذيل تاريخ دمشق "91".(30/199)
أحداث سنة أربع وخمسين وأربعمائة:
زواج بنت الخليفة بطغرلبك:
فيها زوَّج الخليفةُ بنته بطغرلبك بعد أن دافع بكل ممكنة وانزعج واستعفى، ثم لأنَّ لذلك برغمٍ منه، وهذا أمرٌ لم ينله أحد من ملوك بني بُوَيْه مع قهرهم للخلفاء وتحكّمهم فيهم1.
عزل ابن دارست من الوزارة ووفاته:
وفيها عُزِلَ ابن دارست من وزارة الخليفة لعجزه وضعفه، وعاد إلى الأهواز؛ وبها تُوُفّي سنة سَبْعٍ وستّين.
وزارة ابن جهير:
وولي الوزارة فخر الّدّولة أبو نصر بن جهير وزير نصر الدّولة ابن مروان صاحب ديار بكر.
__________
1 المنتظم "8/ 226"، والبداية والنهاية "12/ 87، 88".(30/199)
رخص الأسعار بالعراق:
ورخُصت الأسعار بالعراق، ولطُف اللَّه1.
غرق بغداد:
وفي ربيع الأوَّل غرقت بغداد، ووصل الماء في الدُّروب، ووقعت الحيطان، ووقع بردٌ كِبار، الواحدة نحو الرَّطل، فأهلك الثِّمار والغِلال، وبلغت دِجلة إحدى وعشرين ذراعًا، وضايق الماء الوحوش وحَصَرَهم، فلم تكُن بهم مسلك، فكان أهل السّواد يسبحون ويأخذونهم بلا كلفة2.
الواقعة بين معزّ الدّولة وملك الرّوم:
وفيها كانت وقعة كبيرة بين معزّ الدولة ثمال بن صالح الكِلابيّ صاحب حلب، وبين ملك الرُّوم -لعنهم اللَّه، وكان المصاف على أرتاح3 بقرب حلب، فنُصِرَ المسلمون وقتلوا وأسروا وغنموا، حتّى إنّ الجارية المليحة أُبيعت بمائة درهم4.
وفاة أمير حلب:
وبعدها بيسير تُوُفّي ثمال أمير حلب، وولي بعده أخوه عطيّة5.
__________
1 الكامل في التاريخ "10/ 23"، والبداية والنهاية "12/ 88".
2 المنتظم "8/ 225"، وشذرات الذهب "3/ 292".
3 أرتاح: اسم حصن منيع كان من العواصم من أعمال حلب "معجم البلدان 1/ 140".
4 العبر "3/ 231" شذرات الذهب "3/ 292".
5 الكامل في التاريخ "10/ 24"، والبداية والنهاية "12/ 88".(30/200)
أحداث سنة خمس وخمسين وأربعمائة:
دخول السّلطان بغداد:
فيها قَدِمَ السُّلطان بغداد ومعه من الأمراء أبو عليّ ابن الملِك أبي كالَيْجَار البويهيّ، وسرحاب بن بدر، فنزل جيشه بالجانب الغربيّ وأخرجوا النّاس من الدُّور وفَسَقوا، ودخل جماعة منهم حمَّامًا للنساء، فأخذوا ما استحسنوا من النساء؛ وخرج من بقي
إلى الطّريق عُراةً، فخلّصهنَّ النّاسُ من أيديهم. فعلوا هذا بحمّامين1.
وأعاد السُّلطان ما كان أطلقه رئيس العراقين من المواريث والمكوس.
وعقد ضمان بغداد على أبي سعد والعابنيّ بمائةٍ وخمسين ألف دينار2.
وفاة السُّلطان طُغْرُلْبَك:
ثُمّ سار من بغداد، بعد أن دخل بابنةِ الخليفة، فوصل إلى الرَّيّ وفي صحبته زوجة الخليفة ابنة أخيه؛ لَأنّها شكت اطراح الخليفة لها، فمرض ومات في ثامن رمضان عن سبعين سنة3. وكان عقيمًا ما بُشِّر بولدٍ، فعمد عميد الدّولة الوزير الكُنْدُريّ فنصب في السَّلطنة سليمان بن جغرفيك4، وكان عمُّه طُغُرُلْبَك قد عهد إليه بالسَّلطنة لكونه ابن زوجته، فاختلفت عليه الأمراء، ومال كثيرٌ منهم إلى أخيه عضُد الدّولة ألْبِ أرسُلان صاحب خُراسان.
الخطبة لعضُد الدّولة:
فلمَّا رأى الكُنْدُريّ انعكاس الحال خطب بالرَّيّ لعضُد الدَّولة وبعده لَأخيه سليمان، وجمع عضُد الدّولة جيوشه، وسار نحو الرّيّ، فخرج لمُلْتقاه الكُندريُّ والَأمراء، وفرحوا بقدومه، واستولى على مملكة عمِّه مع ما في يدِه5.
الوقعة بين صاحب سفاقس وملك إفريقية:
وفيها خرج حمّو بن مليل صاحب سفاقس عن طاعة تميم بن باديس ملك إفريقيّة، وحشُد وجَمَع، وكان بينهما وقعة هائلة انتصر فيها تميم، وتشتَّت جمع حمّو6.
__________
1 المنتظم "8/ 228، 229"، وشذرات الذهب "3/ 294"، والبداية والنهاية "12/ 88".
2 المنتظم "8/ 229"، وشذرات الذهب "3/ 295".
3 الكامل في التاريخ "10/ 26"، والبداية والنهاية "12/ 89".
4 المنتظم "8/ 231" وزبدة التواريخ "63-65".
5 الكامل في التاريخ "10/ 29"، وتاريخ الزمان "106".
6 الكامل في التاريخ "10/ 29"، ونهاية الأرب "24/ 219".(30/201)
الزلزلة بالشّام:
وفيها كانت بالشّام زلزلة عظيمة تهدَّم منها سور طرابلس1.
نيابة بدر المستنصريّ دمشق:
وفيها ولي نيابة دمشق أمير الجيوش بدر للمُستَنصِر العُبيْديّ، فبقي عليها سنة وثلاثة أشهُر2.
حصار ابن شِبل الدّولة حلب:
وفيها نزل محمود بن شبل الدّولة الكِلابيّ على حلب، وحاصر عمَّه عطيّة، ثم لم يظفر بها وترحَّل3.
__________
1 المنتظم "8/ 231"، والبداية والنهاية "12/ 89".
2 الكامل في التاريخ "10/ 30".
3 ذيل تاريخ دمشق "92".(30/202)
أحداث سنة ست وخمسين وأربعمائة:
قتل الوزير عميد الدّولة:
فيها قبض السُّلطان ألْبُ أرسلان على الوزير عميد الدّولة، ثم قتله بعد قليل1.
وزارة نظام المُلْك:
وتفرَّد بوزارته نظام المُلْك، فأبطل ما كان عمله عميد المُلْك من سبِّ الأشعريّة وانتصر للشّافعيّة، وأكرم إمام الحَرَمَيْن، وأبا القاسم القُشيْريّ2.
تملُّك ألْبُ أرسلان هراة وغيرها:
وفيها تملَّك السُّلطان ألْبُ أرسلان هَرَاة وصَغَانْيان وختّلان، فأمّا هَرَاة فكان بها
__________
1 المنتظم "8/ 235"، والبداية والنهاية "12/ 90"، وزبدة التواريخ "69/ 70".
2 الكامل في التاريخ "10/ 33"، والبداية والنهاية "3/ 90".(30/202)
عمّه بيغو بن ميكايل، فأخذها منه بعد حصارٍ شديد، وأحسن إليه واحترمه ولم يؤذِه1.
وأمّا ختّلان، فإنّ ملكها قُتِلَ بسهمٍ في الحصار.
وأمّا صَغَانيان فافتتحها عَنْوَةً وقتل صاحبها.
إعادة ابنة الخليفة من الرّيّ:
وفيها أمر السُّلطان ألْبُ أرسلان ابنة الخليفة بالعَوْد من الرَّيّ إلى بغداد، وأعلمها أنّهُ لم يقبض على عميد المُلْك إِلَّا لِمَا اعتمده من نقلِها إلى الرَّيّ بغير رضى الخليفة، وبعث في خدمتها أميرًا ورئيسًا2.
تقليد ألْبَ أرسلان السلطنة:
وفيها قلّده القائم بأمر الله السَّلطنة، وبعث إليه بالخِلَع3.
الوقعة بين السُّلطان وقُتلمِش:
وفيها كانت وقعة بقُرب الريّ بين السُّلطان وبين قريبه قُتلمِش، وانكشفت المعركة عن قُتلمِش ميِّتًا مُلقى على الأرض، فحزن عليه السُّلطان ونَدِم، وجلس للعزاء، ثمّ تسلَّم الرَّيّ4.
افتتاح السُّلطان عدة حصون للروم:
وسار إلى أَذَرْبَيْجَان، فوصل إلى مَرَنْد عازِمًا على جهاد الرُّوم -لعنهم اللَّه، واجتمع له هناك من الملوك وعساكرها ما لَا يُحْصى، ودخلوا في طاعته وخضعوا له، وافتتح في هذه الغزوة عدّة حصون، وهابته المُلُوك، وبَعُدَ صِيتُهُ، وكَثُرَ الدُّعاء له لكثرة ما افتتح من بلاد النّصارى، وهادنه ملك الكَرْج والتزم بأداء الْجِزية، وقُرِئَ كتاب الفتح
__________
1 الكامل في التاريخ "10/ 34"، والعبر "3/ 237".
2 الكامل في التاريخ "10/ 35"، والبداية والنهاية "12/ 91".
3 الكامل في التاريخ "10/ 35"، ونهاية الأرب "23/ 235".
4 الكامل في التاريخ "10/ 36، 3 7"، وزبدة التواريخ "79-81".(30/203)
المبارك ببغداد، وغَنِمَ جيشه في هذه النَّوبة ما لَا يُحدُّ ولا يوصَف كَثْرَةً1.
ثم عاد فسار إلى أصبهان، ومنها إلى كرمان، فتلقّاه أخوه قاروت بك2.
زواج ولديّ السُّلطان:
ثم سار إلى مَرْو، فزوَّج ولده مُلْكشاه ببنت خاقان صاحب ما وراء النّهر، ودخل بها، وزوَّج ولده رسلان شاه ببنت سلطان غَزْنَة، واتّفقت الكلمة بينهما، ووقع الصُّلح، والحمد لله3.
ندب بعض الْجَهَلَة على ملك الجنّ:
وفيها اشتهر ببغداد وغيرها أنّ جَمَاعة أكراد خرجوا يتصيّدون، فرأوا في البريّة خيامًا سُودًا، وسمعوا منها لطمًا وعويلًا، وقائِلٌ يقول: مات سيّدوك ملك الجنّ، وأي بلدٍ لم يلطُم أهله ويعملون المآتم أُهلِكَ أَهْلُهُ، فخرج كثير من النّساء إلى المقابر يَلْطُمنَ ويَنُحْنَ، وفعل ذلك كثير من جهلة الرّجال، فكان ذلك ضحكة عظيمة4.
نقابة العلويين ببغداد:
وفيها ولي ببغداد نقابة العلويين أبو الغنائم المعمّر بن محمد بن عُبَيْد اللَّه، وإمارة الموسم، ولقِّب بالطاهر ذي المناقِب5.
وفاة النّقيب أُسامة العلويّ:
وكان النقيب أبو الفتح أسامة العلويّ قد بطل النّقابة، وصاهر بني خفاجة، وانتقل معهم إلى البريّة، وبقي إلى سنة اثنتين وسبعين، فتُوُفّي بمشهد عليّ -رضي اللَّه عنه6.
__________
1 زبدة التواريخ "96"، وشذرات الذهب "3/ 296".
2 الكامل في التاريخ "10/ 41"، وفيه: "قاورت بك".
3 المنتظم "8/ 235"، والكامل في التاريخ "10/ 41، 42".
4 تاريخ الزمان "106"، والمختصر في أخبار البشر "2/ 185".
5 المنتظم "8/ 236".
6 الكامل في التاريخ "10/ 42".(30/204)
ولاية حيدرة الكتّاميّ:
وفيها هرب أمير الجيوش بدر متولِّي دمشق منها، فوليها أبو المُعَلّى حيدرة الكتاميّ، فحكم بها شهرين1.
هروب بدر المستنصريّ من ولاية دمشق:
وعُزِل بدريّ المُستَنصِريّ المُلقَّب شهاب الدّولة، فوليها أيّامًا في أواخر السّنة، ثُمّ عُزِلَ وولي إمرة الرَّملة، فبقي عليها إلى أن قُتِلَ سنة ستّين وأربعمائة2.
عودة بدر إلى نيابة دمشق:
وخلت دمشق من نائب إلى أن أُعيد عليها بدر أمير الجيوش سنة ثمانٍ وخمسين.
__________
1 ذيل تاريخ دمشق "92".
2 ذيل تاريخ دمشق "92".
3 ذيل تاريخ دمشق "92".(30/205)
أحداث سنة سبع وخمسين وأربعمائة:
الوقعة بإفريقية بين تميم بن المُعِزّ والنّاصر بن علناس:
فيها كان بإفريقية هَيَج عظيم وحروب، فكانت وقعة مهولة بين تميم بن المعزّ، وبين قرابته النّاصر بن علناس بن حمّاد ملك قلعة حمّاد، وانتصر فيها تميم؛ وقُتِل من زَنَاتَة وصِنهاجة أربعة وعشرون ألفًا، ونجا النّاصر في نفرٍ يسير.
وكان مع تميم خلق من العرب، فغنِموا شيئًا كثيرًا واستغنوا، وكثُرَت أسلحتهم ودوابُّهم1.
بناء مدينة بجّاية:
فيها شرع النّاصر بن علناس في بناء مدينة بجّاية النّاصريّة، وكان مكانها مرعى للدّوابّ والمواشي2.
__________
1 الكامل في التاريخ "10/ 44-46"، والبداية والنهاية "12/ 92".
2 الكامل في التاريخ "10/ 46"، ودول الإسلام "1/ 268".(30/205)
عبور ألْبِ أرسلان نهر جيحون:
وفيها عبر السُّلطان ألْبُ أرسلان نهر جَيْحُون، ونازل جُنْد1 وصَيْران2، وهما عند بُخَارَى، وجدُّه سلجوق مدفون بِجَنْد، فنزل صاحبها إلى خدمته، فلم يُغيّر عليه شيئًا، وعطف إلى خوارزم، ومنها إلى مرو3.
بناء النظامية ببغداد:
وفيها شرعوا في بناء النّظامية ببغداد4.
__________
1 جند: اسم مدينة عظيمة في بلاد تركستان قريبة من نهر سيحون "معجم البلدان "2/ 268".
2 صيران: وهي بليدة فيها قلعة عالية وراء نهر سيحون "معجم البلدان 3/ 391".
3 تاريخ الزمان "107"، الكامل في التاريخ "10/ 49"، وشذرات الذهب "3/ 304".
4 المنتظم "8/ 238"، والبداية والنهاية "12/ 92".(30/206)
أحداث سنة ثمان وخمسين وأربعمائة:
سلطنة مُلْكشاه:
وفيها سَلْطَن ألْبُ أرسلان ولده مَلِكَشْاه، وجعله وليَّ عهده، وحمل بين يديه الغاشية، وخُطِب له معه في سائر البلاد1.
الاحتفال بعاشوراء:
وفي يوم عاشوراء أغلق أهل الكَرْخ الدكاكين، وعلّقوا المسوح، وأقاموا المآتم على الحسين، وجدَّدوا ما بطل من مُدّة، فقامت عليهم السُّنَّة، وخرج مرسوم الخليفة بإبطال ذلك، وحبس جماعةً مُدّة أيّام2.
عودة أمير الجيوش بدر إلى دمشق:
وفيها وصل سيف الْإِسلام أمير الجيوش بدر إلى دمشق واليا عليها ثانيةً، وعلى الشَّام بأسره، في شعبان، فأقام إلى أن تحرَّكت الفتنة بينه وبين عسكريّة دمشق، فخرج
__________
1 الكامل في التاريخ "10/ 50"، والبداية والنهاية "12/ 94".
2 المنتظم "8/ 239، 240".(30/206)
من القصر، ونشبت الحرب بينهم في جُمَادَى الأولى سنة ستّين1.
إقطاع الأنبار وغيرها لابن قريش:
وفيها سار شرف الدّولة مسلم بن قُريش بن بدران صاحب الموصِل إلى ألْبِ أرسلان فأقطعه الأنبار، وهِيت، وحَرْبا2.
استيلاء المُعِزّ على تونس:
وفيها استولى تميم بن المُعِزّ على مدينة تونس، وصالحه صاحبها3.
الزلزلة بخراسان:
وفيها كانت زلزلة عظيمة بخرسان تردَّدت أيّامًا، وتصدَّعت منها الجبال، وأهلكت خلقًا كبيرًا، وانخسف منها عدّة قُرى. قاله ابن الأثير4.
ولادة صغيرة برأسين:
قال: وفيها وُلِدَت بباب الأزج صغيرة لها رأسان ووجهان ورقبتان على بدنٍ واحد5.
ظهور كوكب بشعاع عظيم:
وفيها: قال ابن نظيف: ظهر في السّماء كوكب كأنّه دارة القمر ليلة تمّه بشعاعٍ عظيم، وهال النّاس ذلك، وأقام كذلك مدّة عشرة ليالٍ، ثُمَّ تناقص ضوءهُ وغاب.
وقال سبط ابن الجوزيّ6: في نيسان ظهر كوكبٌ كبير له ذؤابة عرضها نحو ثلاثة أَذْرُع، وطولها أَذْرُعٌ كثيرة، ولبث بضع عشرة ليلة، ثمّ ظهر كوكب قد استدار
نوره عليه كالقمر، فارتاع النّاس وانزعجوا، وبقي أيّامًا7.
__________
1 ذيل تاريخ دمشق "93"، واتعاظ الحنفا "2/ 272".
2 الكامل في التاريخ "10/ 51"، والمختصر في أخبار البشر "2/ 185".
3 الكامل في التاريخ "10/ 50، 51"، ونهاية الأرب "24/ 228".
4 في الكامل في التاريخ "10/ 52".
5 المنتظم "8/ 420"، والبداية والنهاية "12/ 93".
6 في مرآة الزمان.
7 المنتظم "8/ 95"، وشذرات الذهب "3/ 304".(30/207)
أحداث سنة تسع وخمسين وأربعمائة:
التّدريس في النِّظاميّة:
في ذي القعدة فرغت المدرسة النّظاميّة، وقرَّر لتدريسها الشّيخ أبو إسحاق، فاجتمع النّاس فلم يحضر، وسببه أنّه لقيه صبيٌّ فقال: كيف تدرِّس في مكان مغصوب؟ فتشكَّك واختفى، فلما أيِسُوا من حضوره درَّس ابن الصبَّاغ مصنَّف "الشَّامل"، فلما بلغ نظامَ المُلْك الخبر أقام القيامة على العميد أبي سعْد، فلم يزل أبو سعد يرفق بالشّيخ أبي إسحاق حتَّى درَّس، فكانت مدّة تدريسه -أي: ابن الصّباغ- عشرين يومًا1.
مقتل الصُّليحي صاحب اليمن:
وفيها قُتِلَ الصُّليحيّ صاحب اليمن بالمهجم2 في ذي القعدة؛ كذا ورَّخه ابن الأثير3 وورَّخه غيره سنة ثلاثٍ وسبعين.
قال ابن الأثير4: أمِنَ الحاجّ في زمانه وأثنوا عليه، وكسا الكَعْبَة الحَريرَ الأبيض الصّينيّ.
قلت: ترجمته في سنة ثلاثٍ وسبعين.
بناء قُبّة فوق قبر أبي حنيفة:
وفيها بنى عميد بغداد على قبر أبي حنيفة قبّة عظيمة، وأنفق عليها الأموال5.
__________
.
1 المنتظم "8/ 246، 247"، والبداية والنهاية "12/ 95، 96".
2 المهجم: ولاية من أعمال زبيد باليمن، ويقال لناحيتها: خزار "معجم البلدان "5/ 229".
3 في الكامل في التاريخ "10/ 55، 56".
4 في تاريخه "10/ 56".
5 المنتظم "8/ 245"، والبداية والنهاية "12/ 95".(30/208)
أحداث سنة ستين وأربعمائة:
الزلزلة الهائلة بالرّملة:
فيها كانت بالرّملة الزلزلة الهائلة التي خرَّبتها حتّى طلع الماء من رءوس الآبار، وهلك من أهلها كما نقل ابن الأثير1 خمسة وعشرون ألفا.
وقال أبو يَعْلى بن القلانسيّ2: كان في مكتب الرَّملة نحوٌ من مائتيّ صبيّ، فسقط عليهم، فما سأل أحدٌ عنهم لموت أهليهم. وضُرِبَت بانياس.
وقال ابن الصّابونيّ: حدَّثني علويٌّ كان في الحِجاز أنّ الزّلزلة كانت عندهم في الوقت المذكور، وهو يوم الثُلاثَاء حادي عشر جُمَادَى الأولى، فرمت شرَّافتين مِنْ مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وانشقّت الأرض بتيماء عن كنوز ذهب وفضّة، وانفجرت بها عين ماء، وأهلكت أَيْلَةَ ومن فيها. وظهرت بتبوك ثلاثة عيون، وهذا كلُّه في ساعةٍ واحدة.
وأمّا ابن الأثير فَقَالَ3: وانشقَّت صخرة بيت المقدِس وعادت بإذن اللَّه، وأبعد البحر عن ساحله مسيرة يوم، فنزل النّاس إلى أرضه يلتقطون، فرجع الماء عليهم فأهلكهم4.
القحط في مصر:
وفيها كان بمصر القحط المتواتر من سنوات، وانقضى في سنة إحدى وستّين5.
حصار مدينة الأربس:
وفيها حاصر النّاصر بن علناس مدينة الأُرْبُس بإفريقيّة، فافتتحها بالأمان6.
__________
1 الكامل في التاريخ "10/ 57".
2 في: ذيل تاريخ دمشق "94".
3 الكامل في التاريخ "10/ 57".
4 المنتظم "8/ 248"، والبداية والنهاية "12/ 96".
5 الكامل في التاريخ "10/ 58".
6 الكامل في التاريخ "10/ 58".(30/209)
إمرة قطب الدّولة لدمشق:
وفيها ولي إمرة دمشق قطب الدّولة بازرطغان للمصريين بعد هروب أمير الجيوش منها، فوليها ثمانية أشهر1.
__________
1 ذيل تاريخ دمشق "94".(30/210)
وفيات الطبقة السادسة والأربعين
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة السادسة والأربعين:
وفيَّات سنة إحدى وخمسين وأربعمائة:
حرف الألَف:
1- أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن إسحاق:
أبو بكر القاضي البغدادي المعدّل، نزيل مصر.
روى عن: عليّ بن محمد الحلبيّ، وعبد الكّريم بن أبي جدار، وأبي مسلم الكاتب.
وعنه: سهل بن بِشر الْإِسْفَرَائِينيّ، والحُمَيْديّ.
تُوُفّي بمصر في رمضان.
2- أَحْمَد بن عليّ بن الحسن بن أبي الفضْل1:
أبو نصر الكَفْرطابيّ، ثمّ الدّمشقيّ المقرئ.
روى عن: عبد الوهاب الكلابي، وعبد الله الحِنّائيّ.
روى عنه: نجا بن أَحْمَد، ومحمد بن الحسين الحِنّائيّ، وأبو القاسم النَّسيب.
وَرّخَهُ الكتّانيّ.
وقال غيره: توفِّي سنة اثنتين وخمسين.
3- أَحْمَد بن محمد بن الحسين الْأصبهانيّ الْإِسكاف:
سمع: أبا عبد اللَّه بن مَنْدَهْ.
وعنه: سعيد بن أبي الرّجاء.
4- أَحْمَد بن عمر بن الخلّ:
أبو عمر الأبزاريّ.
__________
1 معجم البلدان "4/ 270"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "3/ 180".(30/211)
عَن: عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد الصَّيدلانيّ، وأبي عمر بن مَهْدِيّ.
وعنه: ابن أبي الصَّقر الأنباريّ، وأُبَيّ النَّرسي.
5- أَحْمَد بن مرحب بن أَحْمَد1:
أبو الفَرَج الفارسيّ الصَّيرفي.
توفِّي بِبَغداد.
حدَّث عن: عيسى بن الوزير.
6- أَحْمَد بن يحيى بن أحمد بن سميق بن عمر بن واصل2:
أبو عمر القُرْطُبيّ، نزيل طُلَيْطُلَة.
روى عن: أبي المطرِّف بن فُطَيْس، وابن أبي زمنين، ويونس بن عبد الله، وأبي محمد بن بنُّوش، وابن الرسان، وأبي القاسم الوهراني، وطائفة سواهم.
روى عنه: جماهر بن عبد الرحمن، وأبو جعفر بن مظاهر، وأبو الحسن الإلبيري3.
وولي قضاء بلد طلبيرة4 فحمدت سيرته.
وقد عني بالحديث وكتبه وسماعه وجمعه.
وكان ذا مشاركة في عدة علوم حتى في الطب، مع العبادة الوافرة، وكثيرًا ما كان يتمثَّل:
لله أيّام الشّاب وعصرهُ ... لو يُستعارُ جديدهُ فيُعارُ
ما كان أقصرَ ليلهِ ونهارهِ ... وكذاك أيّام السُّرورِ قِصارُ5
توفِّي في ذي القعدة، وله ثمانون سنة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 172".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 56-58".
3 الإلبيري: نسبة إلى كورة كبيرة من الأندلس ومدينة متصلة بأراضي كورة قبرة بين القبلة والشرق من قرطبة "معجم البلدان "1/ 244".
4 طلبيرة: مدينة بالأندلس قديمة البناء على نهر تاجه "معجم البلدان "4/ 37".
5 الصلة "1/ 57".(30/212)
7- إبراهيم ينال1.
أخو السُّلطان طُغْرُلْبَك.
له ذِكْرٌ في غير ما موضعٍ من الحوادث، وفي آخر الأمر حارب أخاه، وانتصر عَلَيْهِ وضايقه.
وجرت له فصول، ثم التقاه بنواحي الرَّيّ، فانْهَزَمَ جمع إبراهيم، وأُخِذَ أسيرا هُوَ ومُحَمَّد وأحمد ولديّ أخيه، فأمر به طُغْرُلْبَك فخُنِقَ بوترٍ في جُمَادَى الآخرة سنة إحدى، وقتل الأخوين معه.
8- إبراهيم بن العبّاس الجيْليّ الفقيه2:
أحد علماء جُرْجان.
كان لا نظير له في المناظرة.
سمع: أبا طاهر بن مَحْمِش، وأبا عبد الرَّحمن السُّلمي، وجماعة.
ذكره عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ في "تاريخه"، وقال: لم يبق بنيسابور من يقاربه ولا من يقارنه.
صار إليه التّدريس والفتوى.
وتوفِّي في رجب.
حرف الباء:
9- البساسيريّ الأمير3:
فيها قُتِلَ، واسمه: أرسلان التُّركي.
وأخباره مذكورة في سنة سبعٍ وستّين في ترجمة القائم بأمر اللَّه. وكان مملوك رجل يقال لَهُ البساسيريّ، وهي نسبةً -فيما نقل ابن خلَّكان- إلى مدينة فَسَا، ويقال
__________
1 المنتظم "8/ 202"، وسير أعلام النبلاء "18/ 112"، والبداية والنهاية "12/ 76".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 72".
3 الكامل في التاريخ "9/ 555-560"، وسير أعلام النبلاء "18/ 132، 133"، والبداية والنهاية "12/ 83، 84".(30/213)
بَسَا، وأهل فارس ينسبون إليها هكذا، وهي نسبة شاذّة على خلاف الأصل.
وأمّا من قال: "فَسَويّ" فعلى الأصل.
حرف التَّاء:
10- تمَّام بن عفيف بن تمَّام1.
أبو محمد الطُّليطليّ الزَّاهد الواعظ.
أخذ عن: عبدوس بن محمد، وأبي محمد بن شِنْظير، وأبي جعفر بن ميمون.
وشُهِرَ بالزُّهد والورع والصَّلاح؛ وكان يعظ ويأمر بالمعروف ويقنع بالقُوت، ويلبس الصُّوف، ويجتهد في أفعال البِر كلَّها، ويجتهد في نُصح المسلمين، توفِّي -رحِمَه اللَّه- فِي ذِي القِعدة.
حرف الجيم:
11- جُغْربيك، الأمير داود بن ميكائل بن سلجوق2:
أخو السُّلطان طُغْرُلْبَك، ووالد السُّلطان ألْبِ أرسلان.
توفِّي بسَرْخَس في رجب، ونُقِلَ إلى مرو، وعاش سبعين سنة.
وكان صاحب خرسان، وهو في مقابلة آل سُبُكْتِكِين، وكان فيه عدل ودِين، وكان ينكر على أخيه ظُلْمَه.
حرف الحاء:
12- الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بن خَلَف3:
أبو سعيد الكُتُبيّ، بغداديّ.
قال الْإِمام أبو بكر الخطيب4: كتبتُ عنهُ، وكان صدوقًا، سمع: أبا حفص بن شاهين، وعيسى بن الوزير.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 121".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 106، 107"، والبداية والنهاية "12/ 79".
3 تاريخ بغداد "7/ 392"، والمنتظم "8/ 212".
4 في تاريخه.(30/214)
13- الحسن بن غالب المباركيّ المقرئ1.
قيل: توفِّي فيها، وسيأتي.
14- الحسن بن أبي الفضل2:
أبو عليّ الشَّرمقاني المؤدّب المقرئ، نزيل بغداد.
قال الخطيب: كان من العالمين بالقراءات ووجوهها.
حدَّث عن: إبراهيم بن أَحْمَد الطّبريّ، وأبي القاسم عبيد اللَّه بن الصَّيدلانيّ.
وقال لي: سمعت من زاهر بن أَحْمَد السَّرخسي.
وشرمقان من قُرَى نَسَا، توفِّي في صَفَر.
قلت: قرأ عليه: أبو طاهر بن سوّار، وأبو غالب بن القرار، وغيرهما، وكان زاهدًا ورِعًا قانِعًا باليسير. كان يخرج إلى دِجْلة، فيأخذ ورق الخسَّ المَرْميّ فيأكله، وكان ذلك أيام القَحْط، وكان يأوي إلى مسجدٍ بدرب الزَّعفران، فرآه ابن العلاف يأكل الورق، فأخبر الوزير رئيس الرّؤساء ابن المسلمة بذلك، فقال: نبعث له شيئًا.
قال: لَا يقبله. فقال: نتحيّل فيه، وأمر غُلامًا أن يعمل لذلك المسجد مفتاحًا، وقال: احمل له كل يوم رغيفين ودجاجة مُطَجَّنة وقطعة حلاوة، فكان إذا جاء وفتح المسجد رأى ذلك في المحراب، فيتعجَّب ويقول: المفتاح معي، وما هذا إِلَّا من الجنَّة. وكتم أمره، فأخصب جسمه وسمن، فقال له ابن العلاف: ما لك قد سمنْت وأضاءت حالتك؟ فتمثَّل:
مَن أَطْلَعُوه على سرٍّ فَبَاحَ بِهِ ... لم يَأْمَنُوهُ على الأَسْرَارِ ما عاشا
ثم أخذ يُوَرّي ولا يُصرّح، فما زال به حتَّى أخبره بالكرامة، فقال: ينبغي أن تدعو للوزير، ففهم القضيَّة، وانكسر قلبُه، ولم تَطُل مُدَّتُهُ بعد ذلك.
15- الحسن بن محمد بن ذكوان3:
أبو عليّ القُرْطُبيّ، ولي قضاء قُرْطُبة لَأبي الوليد محمد بن جَهور، ولم يكن
__________
1 غاية النهاية "1/ 226، 227".
2 تاريخ بغداد "7/ 402"، وسير أعلام النبلاء "18/ 104"، والبداية والنهاية "12/ 84".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 137، 138".(30/215)
عنده كبير عِلم، ثم عُزل لَأشياء ظهرت منه.
توفِّي في ذي القعدة، ولَهُ بِضْعٌ وثمانون سنة.
16- الحسين بن أبي عامر البغداديّ1:
الغَزّال2 أبو يَعلى.
قال الخطيب3: ثنا عن أبي حفص بن شاهين، وسماعه صحيح.
حرف السين:
17- سعيد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعفر بن محمد بن بَحير4:
أبو عثمان البَحيري النَّيْسَابُوريّ.
سمع من: جدّه أبي الحسين أَحْمَد بن محمد، وزاهر بن أحمد الفقيه، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عمرو بن حمدان، وأبي عليّ الحسن بن أَحْمَد بن محمد الحِيري والد القاضي أبي بكر، وأبي الهيثم محمد بن مكّيّ الكُشْمِيهَنيّ لقيه بمَرْو.
ودخل بغداد فسمع من: أبي حفص الكتّاني، وأبي الحسين ابن أخي ميمي، ومحمد بن عمر بن بَهْتَة.
وسمع من الحافظ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الوهَّاب بإسفَراين5، وجماعة.
قال عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ: ورد جُرجان مع أبيه، فسمع من أبي سعْد بن الْإِسماعيليّ، وحدَّث زمانًا على السَّداد، وخرَّج لهُ الفوائد، وحجّ ثلاث مرّات، وسمع بمكَّة من أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن رُزيق البغدادي.
وغزا الرُّوم والهند مع السُّلطان محمود، وعقد الْإِملاء بعد موت أخيه أبي عبد الرحمن.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 80"، والمنتظم "8/ 213".
2 الغزال: اسم لمن يبع الغزل. "الأنساب "9/ 139".
3 في تاريخه.
4 سير أعلام النبلاء "18/ 103، 104"، وشذرات الذهب "3/ 288".
5 إسفراين: بليدة بنواحي نيسابور. "الأنساب "1/ 235".(30/216)
وذكره عبد الغافر بن إِسْمَاعِيل1 فقال: شيخٌ كبير، ثقة في الحديث، سمع الكثير بخُراسان والعِرَاق، وخرَّج له الفوائد عن والده وجدّه، وأبي عَمْرو بن حمدان، ثم سمى جماعة.
قال: وتوفِّي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين.
قلت: وروى عن زاهر السَّرخسيّ "المُوَطّأ".
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الفضل الفرّاويّ، وهبة اللَّه بن سَهْل السِّنْديّ، وزاهر بن طاهر وغيرهم.
وقع لنا من عواليه بالْإِجازة.
حرف العين:
18- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حشكان2:
أبو محمد النَّيسابوريّ الحاكم.
حدَّث بأسْتِراباذ وجُرجان عَن أبي حفص بن شاهين، وأقرانه.
19- عبد اللَّه بن الحسن بن عليّ:
أبو القاسم الهمذانيّ الصَّيْقَل3، إمام جامع هَمَذَان.
روى عن: أبي الحُسَيْن بن سمعون الواعظ، وأبي عبد اللَّه بن شاذي الأستِراباذيّ، وجعفر الأَبْهريّ.
قال شيرويَهْ: شيخ صالح مُتَديِّن صدوق.
عاش سبعًا وتسعين سنة.
20- عبد اللَّه بن شبيب بن عبد الله4:
أبو المظفر الأصبهاني الضبي المقرئ.
__________
1 في المنتخب من السياق "232، 233".
2 المنتخب من السياق "279".
3 الصيقل: "الأنساب 8/ 125".
4 سير أعلام النبلاء "18/ 104"، وشذرات الذهب "3/ 288".(30/217)
روى عن: جدِّه أبي بكر محمد بن يحيى، وأبي عبد اللَّه بن منْده، وجماعة، وكان إمام أصبهان وخطيبها وواعظها ومُقرِئها، وقد قرأ بالرّوايات على غير واحِدٍ، منهم محمد بن جعفر الخُزاعي.
قرأ عَلَيْهِ أبو القاسم الهُذليّ، وغيره.
وحدَّث عنه: أبو القاسم إسماعيل الْإِخشيد، وأبو عبد اللَّه الخلال، وأبو عبد اللَّه الدَّقّاق.
وسُئِل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال: إمام زاهد عابد، عالِم بالقراءات، سمع الكثير، وصلَّى بالنَّاس بالجامع سِنين.
قلت: وتوفِّي -رحمه اللَّه- في صَفَر.
21- عَبْد العزيز بن عَبْد الرَّحمن بن أَحْمَد القَزْوِينيّ1:
أبو الحسن الشَّافعيّ.
سمع: أَحْمَد بن محمد البصير الرّازيّ، وأبا عمر بن مهديّ.
روى عنه: أبو القاسم النّسيب، وغيره.
وتوفِّي بِصُور في جُمَادَى الأولى.
22- عَقِيل بْن العبّاس بْن الحَسَن بْن العبّاس بْن الحسن بن أبي الجنّ حُسين بْن عليّ بْن محمد بن عليّ ابن إسماعيل بن جعفر الصّادق2:
عماد الدّولة أبو البركات الحسيني النقيب الدمشقي.
روى عن: الحسين بن أبي كامل الأطرابُلُسيّ.
حدَّث عنه: ابن أخيه أبو القاسم عليّ بن إبراهيم النّسيب.
توفِّي في رجب.
23- عليّ بن الحسين بن هندي3:
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "15/ 143، 144".
2 مرآة الزمان "1/ 167"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 123".
3 مختصر تاريخ دمشق لابن منظر "17/ 259-264".(30/218)
القاضي أبو الحسن الحمصيّ.
أديبٌ له شِعْر.
سمع بدمشق من: أحمد بن حرير السَّلَمَاسيّ1.
حكى عنه: أبو الفضل بن الفُرات.
وعاش إحدى وخمسين سنة.
وتوفِّي بدمشق.
حكى ابن الكفاني أنّهُ خلَّف عشرة آلاف دينار.
وذكر لهُ ابن عساكر في "تاريخه" ثلاث قصائد.
وهو جدّ بني هنديّ رؤساء حمص.
24- عليّ بن محمود بن ماخُرّة2:
أبو الحسن الزُّوزني الصُّوفيّ، من كبار المشايخ.
رحل إلى النّواحي، وسمع بدمشق من: عبد الوهَّاب الكِلابي؛ وبغيرها من: عليّ بن المثنَّى الأسْتِرَاباذيّ، ومحمد بن محمد بن ثَوابة، وأبي عبد الرّحمن السُّلمي.
روى عنه: الخطيب، وقال3: لَا بأس به. قال لنا: إنّ ماخُرّة كان مَجُوسيًّا، وسألته عن مولده فقال: سنة ست وستين وثلاثمائة.
ومات في رمضان.
قلت: وروى عنه: عبد الرحمن الشّيخيّ، وجعفر السَّرّاج، وأُبَيّ النّرْسي، وأبو العِز بن كادِش، وغيرهم.
حرف الفاء:
25- فَرُّخ زاد ابن السلطان مسعود ابن السلطان محمود بن سبكتِكين4:
__________
1 السلماس: نسبة إلى سلماس من بلاد أذربيجان. "الأنساب "7/ 107".
2 تاريخ بغداد "12/ 115"، وسير أعلام النبلاء "18/ 104"، والبداية والنهاية "12/ 84".
3 في تاريخه.
4 الكامل في التاريخ "10/ 5"، وسير أعلام النبلاء "18/ 133، 134".(30/219)
صاحب غَزْنة.
كان ملكًا شجاعًا مَهيبًا، واسع البلاد، هجم عليه مماليكه بالسّيوف وهو في الحمَّام، فاتُّفق أنَّهُ كان عنده سيفه فقاتلهم، وتَلَاحَق الحَرَس فَسَلِمَ وقتلوا أولئك، وصار بعد ذلك يُكْثِر ذِكر الموت ويزهد في الدُّنيا.
وفي هذا العام أصابه قولْنج، فمات.
وتملَّك بعده أخوه إبراهيم1، فعدل وأقام الجهاد، وفتح عدة حصون من بلاد الهند امتنعت على أَبِيهِ وجدّه.
وكان مع عدله يصوم الأَشْهُر الثَّلاثَة.
26- الفضل بن جعفر بن أبي الكرام:
أبو محمد المصريّ.
توفِّي في ربيع الآخر.
حرف القاف:
27- الْقَاسِم بن الفتح بن محمد بن يوسف2:
أبو محمد بن الرّيُوليّ3 الأندلُسيّ، من أهل مدينة الفَرَج4.
روى عن: أبيه، وأبي عمر الطلمنكي5، وأبي محمد الشنتجالي6. وحجَّ وأخذ عن أبي عمران الفاسيّ.
وكان عالمًا بالحديث، عارفًا باختلاف الأئِمّة، عالمًا بالتفسير والقراءات، لم يكن يرى التَّقليد، وله تصانيف كثيرة، ولهُ شِعْرٌ رائق، مع صدْق ودينٌ ووَرَع وتقلُّل وقُنوع7.
__________
1 هو: ظهير الدولة أبو المظفر إبراهيم بن فرخ زاد. "تاريخ البيهقي "401".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 470-472"، وسير أعلام النبلاء "18/ 115، 116".
3 وفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 107".
4 مدينة بالأندلس بين الجوف والشرق من قرطبة، وتوفي بوادي الحجارة. "معجم البلدان "4/ 247".
5 الطلمنكي: نسبة إلى طلمنكة وهي مدينة بالأندلس. "معجم البلدان "5/ 39".
6 معجم البلدان "3/ 367".
7 الصلة "2/ 470، 471".(30/220)
قال القاضي أبو محمد بن صاعد: كان القاسم بن الفتح واحد النّاس في وقته في العِلم والعمل، سالِكًا سبيل السّلف في الورع والصِّدق، متقدِّمًا في علم اللِّسان والقُرآن وأصول الفقه وفروعه، ذا حظٍّ جليل من البلاغة، ونصيبٍ من قرض الشعر.
توفِّي على ذلك، جميل المذهب، سديد الطَّريقة، عديم النّظير.
وقال الحُميدي1: هو فقيه مشهور، عالِمٌ زاهِد، يتفقَّه بالحديث، ويتكلَّم على معانيه، وله أشعار كثيرة في الزُّهْد.
ولهُ:
أيامُ عُمْرك تَذْهَبُ ... وجميعُ سَعْيِك يُكتب
ثُمّ الشّهيدُ عَلَيْكَ من ... ك فَأَيْنَ أَيْنَ المهربُ2
توفِّي -رحمه اللَّه- في صفر، ومولده سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة، وقد أثنى عليه جماعة.
حرف الميم:
28- محمد بن أَحْمَد بن الكوفيّ:
أبو الحسين. بغداديّ، روى عن: عمر بن إبراهيم الكتّانيّ.
وتوفِّي في صَفَر، ولهُ اثنان وثمانون سنة.
29- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ البقَّال:
أبو طاهر. روى عن: ابن الصّلْت.
30- محمد بن عبد العزيز بن أَحْمَد بن محمد بن شاذان3:
أبو بكر الجيري النَّيْسَابوريّ، الحافظ الفقيه السُّفْيانيّ.
كان من أصحاب أبي عبد اللَّه الحاكم. جمع وصَنَّف، وكان زاهدًا صالحًا. توفِّي في رجب.
__________
1 في جذوة المقتبس "390".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 116".
3 المنتخب من السياق "45".(30/221)
روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ وغيره.
31- محمد بن أبي القاسم:
عبد الواحِد الدّارانيّ الْأصبهانيّ.
روى عن: عبد اللَّه بن أَحْمَد.
وعنه: الْإِخشيد، وغيره.
32- محمد بن عليّ بن الفتح:
أبو طالب الحربيّ العُشاري.
سمع: الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبا الفتح القوّاس، وطبقتهم.
قال الخطيب1: كتبت عنه، وكان ثقة صالحا. وُلد في المحرّم سنة ست وستين وثلاثمائة.
قال لي: كان جدّي طويلًا، فقيل لي2 العُشاريّ.
قلت: وكان أبو طالب خيِّرًا زاهِدًا، عالمًا فقيهًا، واسع الرواية، صحب أبا عبد اللَّه بن بطَّة، وأبا عبد اللَّه بن حامد.
وتفقَّه لأحمد.
قال أبو الحسين بن الطُّيوريّ: قال لي بعض أهل البادية: نحنُ إذا قُحطنا استسقينا بابن العُشاري، فنُسقى3.
وقال أبو الحسن بن الفرّاء في ترجمته في طبقات أصحاب أَحْمَد: حكى لي بعض أصحاب الحديث قال: قُرئ كتاب الرؤيا للدَّارَقُطْنيّ على العُشاريّ في حلقته بجامع المنصور، فلمَّا بلغ القارئ إلى حديث أمُّ الطُّفَيْل، وحديث ابن عبَّاس، قال القارئ: وذكر الحديث، فقال للقارئ: اقرأ الحديث على وجهه، فهذان الحديثان مثل السواري.
وقال أبو الحسين: قال لي ابن الطُّيُوريّ: لمَّا قَدِمَ عسكر طُغْرلْبَك لقي بعضهم لابن العُشاريّ فقال: يا شيخ، أيش معك؟ قال: ما معي شيء.
__________
1 في تاريخ بغداد "3/ 107".
2 في تاريخ بغداد "فقيل له".
3 طبقات الحنابلة "2/ 192".(30/222)
ثُمَّ ذكر أنّ في جَيْبِهِ نفقة، فناداه: تعال وأخرج ما معه، وقال: هذا معي. فهابه الرَّجُل وعظَّمهُ ولم يأخُذ النَّفَقَة.
قلت: روى عنه: ابن الطيوري، وأبو العز كادِش، وأبو بَكْر قاضي المارِستان، وأحمد بن قريش.
وقد أُدخل في سماعه أشياء باطلة، ولم يعلم.
33- محمد بن محمد بن عُبيد اللَّه بن المؤمّل1:
أبو طاهر الأنباريّ البزَّاز.
سكن بغداد، وحدَّث عن: أبي بكر الورَّاق، وغيره.
قال الخطيب2: كتبت عنه، وكان صدوقا صالحًا.
وقال السِّلفي: فيما أنا ابن الخَلال، عن الهمداني، عنه شجاع الهُذلي، عن ابن المؤمّل الأنباريّ فقال: هو محمد بن محمد بن عُبيد اللَّه بن المؤمّل البزّاز، أبو طاهر. حدَّث عن: إسماعيل الورَّاق، وأحمد بن محمد الدِّوسيّ الأنباريّ، وكان صالِحًا دَيِّنًا صدوقًا.
مات سنة إحدى وخمسين.
قال السِّلفيّ: أنا عنه أبو البركات بن الوكيل، عن ابن ماسي.
34- محمد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن أَبِي تمّام3:
أبو منصور الهاشميّ الزَّينبيّ، أخو أبي نصر محمد، وطرّاد.
سمع: عيسى بن الجرَّاح.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.
مات بواسط في آخر السَّنة، وقال أبو علي بن السَّكَن: لقبه كمال الدين.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 227"، وفيه: "عبد الله بن المؤمل".
2 في تاريخ بغداد "3/ 237".
3 تاريخ بغداد "3/ 237"، والأنساب "6/ 346".
4 في تاريخه.(30/223)
قلت: روى عنه أهل واسط.
35- منصور بن النُّعْمان:
أبو القاسم الصيمَري، ثُمّ المصريّ.
سَمِعَ: القاضي أبا الحسن الحلبيّ، وغيره.
روى عنه، أبو عبد اللَّه الحُميدي.
توفِّي -رحِمَه اللَّه- فِي ذِي القعدة.
حرف النّون:
36- نَصْر بن أبي نصر1:
أبو منصور الطوسيّ المقرئ.
حدَّث بِصُور وسكنها.
عن: عبد الرَّحمن بن أبي نصْر، وغيره.
روى عنه: ابنه إسماعيل بن نصر.
حرف الياء:
37- يوسف بن هلال2:
أبو منصور البغداديّ، الصَّيْرَفيّ.
صاحب التَّميميّ.
روى عن: عيسى بن الوزير.
وفيَّات سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة:
حرف الألِف:
38- أَحْمَد بن الحسين:
أبو الحسين التميمي السلماسي.
__________
1 تاريخ دمشق "36/ 570".
2 تاريخ بغداد "14/ 328".(30/224)
توفِّي بآمِد.
قال أُبَيّ النرْسي: ثنا ببغداد عن أبي طاهر المُخلّص.
39- أَحْمَد بن عُبيد اللَّه بن فَضَال1:
أبو الفتح الحلبيّ الموازينيّ.
الشّاعر المعروف بالماهر.
روى عَنْهُ من شِعره: أبو عَبْد اللَّه الصُّوريّ، وأبو القاسم النَّسيب. فمن شعره:
يا من له سيف لحظٍ ... يدبّ فيه المَنون
ومَن لجسمي وقلبي ... منه ضنًى وشُجون
ما فكرتي في فؤادٍ ... سَبَته منك الْجُفون
وإنّما فكرتي في ... هواك أين يكون؟
وله بيت مفرد:
إذا امتطى قلمٌ يومًا أنامِلَهُ ... سدَّ المفاقرَ واستولى على الفِقَر
ويندُر هكذا للماهر أبيات فائقة، وكان موازينيًّا بحلب، ثُمَّ ترك الصَّنعة وأقبل على الشِّعر، ومدح الملوك والَأُمراء.
ولهُ وقد أجاد:
برغمي أن أُعنَّفَ فيك دهرًا ... قليلًا همُّهُ بِمُعنّفيهِ
وأن أرعى النُّجومَ ولَسْتَ فيها ... وأن أطأ التراب وأنتَ فيه
40- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى:
أبو الفرج الملحميّ الْأصبهانيّ.
سمع: عُبَيْد اللَّه بن يعقوب بن جميل.
روى عنه: سعيد الصيرفي، وغيره.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق "3/ 148، 149"، والعبر "3/ 227".(30/225)
41- أَحْمَد بن نجا:
أبو طاهر البغداديّ البزَّاز المقرئ.
سمع: أبا أَحْمَد الفَرَضي، وابن رزقوَيْه، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الخطيب في تاريخه، ومسعود بن ناصر السجْزي، وأُبَيّ النَّرسي، وغيرهم.
42- إبراهيم بن محمد بن زيد:
أبو أَحْمَد الأموي الكوفي.
قال أُبَيّ النرسي: ثقة. ثنا عن: ابن غزال، وابن حُطيط.
حرف الباء:
43- بابيّ بن أبي مسلم بابيّ1:
أو يأتي بمُثَنّاه؛ كذا وجدته بمُثنّاه وليس بشيء، وصوابه بابيّ بلا همز وبالتّثقيل.
أبو منصور الجبلي الفقيه.
قال أُبَيّ: كان من أصحاب الشّيخ أبي حامد، سمعنا منه ببغداد.
وقال غيره: ولي قضاء ربع الكرْخ، وكان من أئمّة الشّافعيّة. روى الحديث عن ابن الجُندي.
حرف الجيم:
44- جعفر بن الحسين بن يحيى:
أبو الفضل الدّقَّاق.
توفِّي بمصر فِي ربيع الأخر.
حرف الحاء:
45- الْحَسَن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن:
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 136"، والكامل في التاريخ "10/ 13"، والبداية والنهاية "12/ 85".(30/226)
أبو منصور الشّيبانيّ.
توفِّي في رمضان عن بضعٍ وثمانين سنة.
رُمِيَ بالكذب.
46- الحَسَن بْن عليّ بْن أبي طَالِب:
أبو منصور الهَرَوي الكرابيسيّ الأديب.
توفِّي في رمضان.
روى عن: زاهر بن أَحْمَد الفقيه، وأبي حامد النُّعيمي.
47- الحسن بن محمد:
أبو عليّ الجارزيّ.
راوي كتاب "الجليس والَأنيس" عن مُصنِّفه المعافى بن زكريا الجريريّ.
روى عنه الكتاب: أبو العزّ بن كادِش.
مات في ربيع الأوّل.
48- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم:
أَبُو عَلِيّ اللّبّاد.
توفِّي بأصبهان، وهو من شيوخ سعيد بن أبي رجا.
49- الحسين بن محمد:
أبو يَعلى الخبّاز المقرئ.
سمع: أبا طاهر المخلّص.
وعنه: أبو عليّ بن البنَّاء.
50- الحسين بن الحسن بن الحسين بن أبي محمد الحسن بن عبد اللَّه بن حمدان1:
ناصر الدّولة أبو علي التغلبي الأمير، أمير دمشق.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 335، 336"، والنجوم الزاهرة "5/ 13-15".(30/227)
ولي أمرها للمصْريين.
ولي دمشق سنة خمسين وأربعمائة، وسار سنة اثنتين وخمسين إلى حلب، فجرت بينه وبين بني كِلاب وقعة الفُنيدق بظاهر حلب، فكُسِر ابن حمدان، وأفلت مُنْهَزِمًا جريحًا، وأُسر سائر عسكره، وراح إلى مصر، فجرت له خُطوب وحُروب ذُكرت في الحوادث.
وولي بعده هذا.. وهو:
حرف السِّين:
51- سُبُكْتِكين1:
أبو منصور التُّركيّ.
ولي دِمشق من قِبَل صاحب مصر في سنة اثنتين وخمسين، فبقي بها ثلاثة أشهر ونِصف ومات.
وكان قِبَل الولاية مُقيمًا بدمشق.
روى عن: السَّكَن بن جُميع.
وعنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وغيره.
حرف الضَّاد:
52- ضياء بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب2:
أَبُو عبد اللَّه الهرويّ الخيَّاط.
سكن بغداد، وحدَّث عن: عمر بن شاذران القَرميسيني، وعيسى الديَنَوري، وعليّ بن أَحْمَد بن غسّان المصريّ.
قال الخطيب3: كتبت عنه، وسماعه صحيح.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "9/ 207".
2 تاريخ بغداد "9/ 346".
3 في تاريخه.(30/228)
حرف الطّاء:
53- طاهر بن عليّ بن محمد بن ممُّويه:
أبو الفتح الْأصبهانيّ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ، وإبراهيم بن خُرشيد قُولَه.
وعنه: سعيد بن أبي رجا، وغيره.
حرف العين:
54- عالي بن عثمان بن جِني1:
أبو سعد بن أبي الفتح النحوي ابن النَّحويّ.
عاش إلى هذا العام، وانقطع خبره.
ذكره ابن ماكولا فقال: كان قد سمع من المَرْجَّى "مسند أَبِي يَعلى".
قَالَ ابن عساكر: وحدث بصور عَن: المرجى، وعيسى بن الوزير، وتمَّام الرَّازيّ.
روى عنه: أَبُو نصر عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن ماكولا، ومكّي الرُّميلي، وأحمد الرُّويدشتي.
55- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بُندار2:
أبو محمد البغداديّ المقرئ الحذَّاء، المعروف بابن الخفَّاف.
سمع: أبا الحسين بن المُظفَّر، وأبا حفص بن الزّيّات، وأبا بكر الورَّاق، وأبا حفص بن شاهين.
قال الخطيب3: كتبتُ عنه، وكان سماعه صحيحا.
توفِّي في المحرَّم وله خمسٌ وثمانون سنة.
وقال ابن خَيرون: كان يكذب في القراءات.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "2/ 585"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "11/ 245".
2 تاريخ بغداد "10/ 146"، وميزان الاعتدال "2/ 499"، ولسان الميزان "3/ 355".
3 في تاريخه.(30/229)
56- عبد الباقي بن أبي غانم الشّيرازيّ1:
ذكرهُ أُبَيّ النَّرْسيّ فقال: وَرَدَ الخَبَر بوفاته، وكان ينفرد برواية كتاب يعقوب بن شيبة الحافظ بكماله.
57- عبد الجبَّار بن عليّ بن محمد بن خُشكان2:
الَأستاذ أبو القاسم الإسَفرائيني، المُتَكلّم الأصم المعروف بالْإِسكاف. فقيه إمام أشعريّ، من تلامذة أبي إسحاق الإسفَرائيني، ومن المبرَّزين في الفتوى، زاهد عابد قانت كبير الشّأن، عديم النَّظير، قرأ عليه إمام الحرمين أبو المعالي الأصول.
وقد سمع من: عبد اللَّه بن يوسف الْأصبهانيّ، وجماعة.
توفِّي في ثامن وعشرين صفر.
روى عنه: أبو سعيد بن أبي ناصر، وغيره.
ويُعرف بأبي القاسم الْإِسكاف.
58- عبد الرّزاق بن محمد بن يزداد الْأصبهانيّ:
قال: ثنا يونس بن أحمد بن خير سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد.
مات فِي ذي القعدة.
59- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بن عثمان:
أبو الحسن المجاشعيّ.
عن: إسماعيل بن الحسن الصّرْصريّ.
وعنه: أبو عليّ البَرَدانيّ، وأُبَيّ النَّرْسيّ.
60- عُبيد اللَّه بْن أحْمَد بْن عَلِيّ3:
أَبُو الفضل الصيرفي البغدادي.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 91".
2 المنتخب من السياق "342"، وفيه: "حسكان".
3 تاريخ بغداد "10/ 388"، وغاية النهاية "1/ 455".(30/230)
قرأ القرآن على أبي حفْص الكتَّانيّ، وسمع منه، ولعلَّهُ آخِر من قرأ عليه.
توفِّي في ذي الحجّة.
وقد روى الحديث عن: المُخلص، وابن أخي ميمي.
وكان بارعا في معرفة القراءات.
61- عدنان بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن شيبان:
أبو الحسن البرجي1.
من طلبة الحديث بأصبهان.
سمع: أبا عَبْد اللَّه بْن مَنْده، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، وقال: كان من عباد اللَّه الصّالحين، مؤذِّن الجامع.
62- عليّ بن أَحْمَد بن الرّبيع:
الْإِمام أبو الحسن السّبكبائيّ.
من أهل ما وراء النَّهر.
تُوُفّي في يوم عرفة.
روى عن: أبي سَعْد الْإِدريسيّ.
روى عنه: عُبيد اللَّه بن عُمَر الكشّانيّ، وعلي بن عثمان الخراط، وعلي بن عالم الفاغي الصكاك.
توفي الصكاك سنة إحدى عشرة.
63- علي بن أحمد بن محمد بن حامد البزاز:
سمع: أبا حفص بن شاهين.
وعنه: جعفر السراج، وغيره.
توفِّي في ربيع الآخر.
__________
1 البرجي: نسبة إلى قرية برج، وهي من قرى أصبهان. الأنساب "2/ 132".(30/231)
64- علي بن حُميد بن علي بن محمد بن حُميد بن خالد1:
أبو الحسن الذُّهلي، إمام جامع همذان، ورُكن السُّنَّة بها، والمشار إليه في الورع والديانة.
روى عن: أبي بكر بن لال، وابن تركان، وعبد الرَّحمن بن أبي اللَّيْث، وابن جانجان، وأبي بكر محمد بن أحمد ابن عبد الوهاب الإسفَرائيني الحافظ، ويوسف بن أحمد بن كج، وأبي عمر بن مهدي، وأبي العباس أحمد بن محمد البصير، وحَمد بن عبد الله الأصبهاني، وخلق كثير.
قال شيرويه: ما أدركته، وحدَّثني عَنْه يوسف الخطيب وعامَّة كهولنا، وكان صدوقًا ثِقةً، أمينًا ورِعًا، جليل القدْر، محتشِمًا. عُنِيَ بهذا الشّأن، رأيت أختي بعد موتها فقلت لها: ما فعل أبو الحسن بن حُميد؟ قالت: طار مع الحواريّيّن في الهواء.
وُلِدَ سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
وتوفِّي في ثاني عشر جُمَادَى الأولى، وقبره يُزار ويُتبرك به. وقد رثاه بعضهم.
حرف الميم:
65- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَليّ2:
أبو عبد اللَّه بن أبي سَعْد القزوينيّ المقرئ، نزيل مصر مِنْ صِباه.
قرأ بدمشق عَلَى أبي الحسن بن داود الداراني لابن عامر، وعلى الحسن بن سليمان الأنطاكيّ النّافعيّ3 للسُّوسّي، وعلى أبي الفَرَج محمد بن أَحْمَد بن أبي الجود للدُّوريّ، وعلى طاهر بن غَلبون "بالتّذكرة".
روى بمصر كتاب "التّذكرة" عن مُصنِّفها أبي الحسن طاهر بن أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 100، 101"، وشذرات الذهب "3/ 289".
2 العبر "3/ 228"، ومرآة الجنان "3/ 74".
3 نسبة إلى قراءة نافع "المشتبه في أسماء الرجال 2/ 665".(30/232)
وحدَّث عن: عبد الوهّاب الكِلابي، وأبي الحسن عليّ بن محمد الحلبيّ، وميمون بن حمزة الحسيني، ومحمد ابن أَحْمَد بن جابر التّنيسيّ، وغيرهم.
وكان من المذكورين بالقراءات بمصر.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو الحسن يحيى بن عليّ الخشَّاب، وقرأ عليه القرآن هو وأبو عليّ الحسن ابن خَلَف بن بَلِّيمة، ومحمد بن أَحْمَد بن حمّوشة القَلْعيّ، وأبو عبد اللَّه الرّازيّ في مشيخته.
وتوفِّي في ربيع الآخر.
66- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه:
أَبُو الحسين البَصْريّ الزاهد المعروف بالزوْبج.
سمع: أبا عامر الهاشمي، وعلي بن القاسم الشَّاهِد، وأبا عمر بن مهديّ، وابن المُتيّم، وابن الصّلْت الأهوازيّ.
وخرَّج لهُ أبو بكر الخطيب جزءًا سمعه أبو الفضل بن خَيْرون، وجعفر السَّرّاج، وابن الطُّيوريّ.
وقد روى عنه أبو بكر الخطيب في مُصنَّفاته.
وتوفِّي بآمد في ثاني رجب.
67- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه1:
أَبُو الحسين البغداديّ المؤدّب.
كان مقرئًا ثقة، ضريرًا.
مات في المحرَّم عن تسعين سنة.
سمع: الدّارَقُطْنيّ، وعمر بن شاهين، والمخلّص.
كتبت عنه، قاله الخطيب.
وقد قرأ على أبي حفص الكتاني.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 476، 477".(30/233)
68- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن الحسن1:
أبو بكر الكرابيسيّ السِّمْسار الزَّاهد.
ويعرَف بالحافظ السّيوفيّ2.
توفِّي بِنَيْسَابوُر في ربيع الآخر.
سمع: محمد بن الفضل بن محمد بن خُزيمة.
روى عنه: زاهر بن طاهر الشَّحّاميّ.
69- محمد بن عبد الوهَّاب بن محمد3:
أبو طاهر بن الشَّاطر العلويّ الكاتب، نقيب الطالبيين ببغداد.
سمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا الحسن الحربيّ، وابن المنتاب.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا.
توفِّي في ربيع الأوّل.
70- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عُمْرُوس4:
أبو الفضل البغداديّ الفقيه المالكيّ.
قال الخطيب5: انتهت إليه الفتوى ببغداد.
وسمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم بن حَبابة، والمخلّص، وغيرهم.
روى عنه: الخطيب، وغيره.
وكان من القرَّاء المجوِّدين -رحمه الله.
__________
1 المنتخب من السياق "46، 47".
2 في المنتخب "السيوئي".
3 تاريخ بغداد "2/ 383".
4 تاريخ بغداد "2/ 339، 340"، والمنتظم "8/ 218"، وسير أعلام النبلاء "18/ 73-75"، والبداية والنهاية "12/ 86".
5 في تاريخه.(30/234)
ذكره ابن عساكر في الأشاعرة1.
توفِّي في أول العام وله ثمانون سنة.
قال أبو إسحاق الشّيرازيّ: كان فقيهًا أُصوليّا صالِحًا.
وقال النَّرْسيّ: كان صالِحًا، ممن انتهى إليه مذهب مالِك ببغداد.
71- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عليّ2:
القاضي أبو سَعْد الحنفيّ، أحد علماء نَيْسابور.
توفِّي في هذا العام تقريبًا.
روى عن: أبي الحسن العَلَويّ.
روى عنه: زاهر الشَّحّاميّ.
72- محمود بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن ماشاذة:
أبو منصور الْأصبهانيّ، الأديب.
سمع ببغداد: أبا القاسم بن حبابة.
روى عنه: سعيد بن أبي الرَّجاء، وغيره.
الكُنَى:
73- أبو محمد بن النَّسَويّ3:
صاحب الشّرطة ببغداد، اسمه الحسن بن أبي الفضل.
كان صارمًا فاتِكًا مَهيبًا ظلومًا، قيلَ: إنَّهُ كان يقتل النّاس ويأخذ أموالهم أيّام هَيْج الشُّطّار ببغداد، وشُهد عليه بذلك عند القاضي أبي الطَّيّب، فحكم بقتله، فصانع بمبلغ، فسلم.
__________
1 في "تبيين كذب المفتري "264، 265".
2 المنتخب من السياق "52".
3 الكامل في التاريخ "10/ 12"، والنجوم الزاهرة "5/ 68".(30/235)
وكان من دُهاة زمانه، وقد اتَّفق مرَّةً السُّنّة والرَّافضة ببغداد على قتله، واصطلحوا على ذلك.
وسَلِمَ وطال عمره.
وفيَّات سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة:
حرف الألِف:
74- أحْمَد بْن سَعيد بْن أَحْمَد بْن نفيس1:
أبو العبَّاس المصريّ المقرئ.
أصْلُهُ مِنْ طرابُلُسَ الغرب، انتقلت إليه رئاسة الْإِقراء بديار مصر، وكان عالي الْإِسناد.
وقد قرأ على: أبي أحمد السامري، وأبي الطيب ابن غَلْبون، وأبي عدِيّ عبد العزيز بن عليّ الْإِمام، وجماعته.
وفاق قُرَّاء الأمصار بعلُوِّ الْإِسناد.
وقد سمع من: علي بن الحسين الأنطاكيّ، وأبي القاسم الجوهري مصنَّف "مُسْنَد المُوَطأ" وغيرهما.
قرأ عليه: أبو القاسم الهُذلي، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن الفحّام، وأبو الحسن بن بَلِّيَمة، وأبو الحسين الخشَّاب، وآخرون كثيرون من المشارقة والمغاربة.
وحدَّث عنه: جعفر بن إسماعيل بن خَلَف الصِّقّليّ، وعبد الغنيّ بن طاهر الزعفراني، ومحمد بن أحمد الرّازيّ، وآخرون.
قال أَحْمَد بن عمر البَّاجيّ: سمعت أحمد بن نفيس المقرئ الضرر يقول: قرأت عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ألف ختمة.
قلت: ابن نفيس هذا آخر اسمه:
75- أَحْمَد بن عبد العزيز بن نفيس المقرئ2:
__________
1 المعين في طبقات المحدثين "131"، وشذرات الذهب "3/ 292"، وغاية النهاية "1/ 56، 57".
2 غاية النهاية "1/ 69".(30/236)
بقي إلى حدود الخمسمائة، قرأ على الكازرينيّ.
وأمَّا المُتَرجِم فتوفِّي في رَجَب، وقد جاوز التِّسعين، وذُكر أنَّ أبا عَمْرو الدّانيّ قرأ عليه.
76- أَحْمَد بن مروان بن دُوستك1:
الَأمير نصر الدَّولة الكُرْديّ، صاحب ميّافارقين وديار بكر.
ملك البلاد بعد أن قتل أخاه أبا سعيد منصورًا في قلعة الهَتَّاخ2.
وكان عالي الهِّمّة، كثير الحزم، مُقبِلًا على اللذّات، عادِلًا في رعيّتِه.
وقيل: لم تَفُتْه صلاة الصُّبح3 مع انهماكه على اللَّهو، وكان له ثلاثمائة جارية يخلو كلّ ليلة بواحدة، وخلَّف عِدّة أولاد.
وقد قصده الشُّعراء ومدحوه.
وَزَرَ له أبو القاسم الحسين بن عليّ بن المغربيّ صاحب الرسائل، والديوان والتصانيف.، وكان وزير خليفة مصر فانفصل عنه، وقَدِمَ على نصر الدولة فوزر له مرتين، ووزر له فخر الدولة أبو نصر بن جَهير، ثم انتقل بعده إلى وزارة بغداد4.
ولم يزل على سعادته ووفور حشمته، ولقد أرسل إلى السلطان طُغرلبك تحفا عظيمة، من جملتها: الجبل الياقوت الذي كان لبني بُويه، وكان اشتراه من الملك أبي منصور بن جلال الدولة، وأرسل معه مائة ألف دينار سوى ذلك.
وكانت رعيته معه في بُلهنية من العيش، حتى إنَّ الطّيور كانت تخرج من القرى فتُصاد، فأقرّ أن يطرح لها القمح من الأهراء، فكانت في ضيافته طول عمره، إلى أن تُوُفّي -رحمه اللَّه- في شوَّال، ودُفِن بظاهر ميّافارِقين. وعاش سبعًا وسبعين سنة.
وكانت سلطنته إحدى وخمسين سنة.
وملك بعده ولده نظام الدولة أبو القاسم نصر بن أحمد5.
__________
1 المنتظم "8/ 222، 223"، وسير أعلام النبلاء "18/ 117-120"، والبداية والنهاية "12/ 87".
2 الهتاخ: قلعة حصينة في ديار بكر قرب ميافارقين "معجم البلدان "5/ 392".
3 تاريخ الفارقي "171".
4 تاريخ الفارقي "181".
5 تاريخ الفارقي "177".(30/237)
77- إبراهيم بن عليّ بن تميم1:
أبو إسحاق القيروانيّ، الشاعر المعروف بالحُصري.
كان شباب القيروان يجتمعون عنده، وسار شِعره، وله ديوان مشهور، وله كتاب "زهو الآداب"، وله كتاب "المصون في سرّ الهوى المكنون".
وله:
أورد قلبي الرَّدا ... لامُ عِذَارٍ بدا
أسودٌ كالكُفْرِ في ... أبيضَ مثل الهُدا
وقال ابن بسّام في "الذّخيرة": إنّه توفِّي سنة ثلاثٍ وخمسين.
وقال غيره: توفِّي سنة خمسين.
وهو ابن خالة أبي الحسن عليّ الحُصْريّ الشّاعِر2.
حرف الحاء:
78- الحسين بن عيسى3:
أبو علي الكلبي، قاضي مالقة.
حجَّ وسمع من: أَبِي ذرٍّ الهَرَويّ، وأبي الحسن محمد بن إبراهيم الحوفيّ النَّحْويّ.
وكان عالِم مالقة المُشار إليه، ورئيسها.
روى عنه: أبو المطرِّف الشِّعْبيّ، وأبو عبد اللَّه بن خليفة.
79- الحسين بن مُبَشِّر4:
أبو عليّ المُزكّيّ الكتّانيّ الدمشقي المقرئ.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 139"، ومعجم المؤلفين "1/ 64".
2 وفيَّات الأعيان "1/ 55".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 142".
4 غاية النهاية "1/ 249"، وتهذيب تاريخ دمشق "4/ 364، 365".(30/238)
حدّثَ عن أستاذه في القراءات محمد بن يونس الْإِسكاف، وعبد الرَّحمن بن أبي نصر، وعليّ بن بُشْرَى العطَّار.
روى عنه: نجا بن أَحْمَد، وعليّ بن طاهر النَّحْويّ.
قال الكتَّانيّ: توفِّي في ذي القعدة، وأقام خمسين سنة يقرئ في الجامع، وكان ديِّنًا ثِقةً، على مذهب الْإِمام أَحْمَد.
80- حمْد بن محمد بن عبد اللَّه:
الفقيه أبو الفَرَج.
عن: أبي جعفر الأَبْهَريّ، وابن مَنْدَهْ.
مات في شعبان. كان مُتكلّمًا.
حرف الصَاد:
81- صالح بن الحسين:
أبو منصور البُرُوجِرديّ1، يُعْرَف بابن دوذين الفقيه.
قدِم في هذه السَّنة هَمَذَان، فحدَّث عَن شعيب بن عليّ، وأبي القاسم الصَّرْصَريّ، وأبي محمد بن زكريّا البيِّع، وابن رزقوَيْه.
وكان ثقةً زاهدًا.
روى عنه: عبدوس الهَمَذَانيّ، وغيره.
حرف العين:
82- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَسْكويه2:
أبو بكر النَّيْسَابُوريّ.
__________
1 البروجردي: نسبة إلى بروجرد من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخًا من همذان "الأنساب "2/ 174".
2 تاريخ بغداد "1/ 146"، والمنتخب من السياق "287".(30/239)
سمع: أَحْمَد بن محمد الخفّاف القَنْطريّ، ومحمد بن أَحْمَد بن عبدوس.
كتب عنه: الخطيب1، وغيره.
83- عبد الرَّحمن بن غَزو بن محمد بن يحيى2:
أبو مسلم النّهاونديّ العطّار.
قَدِمَ هَمَذان في هذا العام، فحدَّث بها عن: ابن زنبيل النَّهَاوِنْديّ، وعبد الرَّحمن الْإِمام، وأبي أَحْمَد الفرَضي، وأبي الحسن الرَّفّاء، ومحمد بن بكران الرّازيّ، وأبي الحسن بن فراس العَبْقَسِيّ، وحمزة بن العبَّاس الطَّبَرِيّ، وخلقٌ سواهم.
وقع لنا جزء من حديثه من رواية جعفر الهَمَذَانيّ.
قال شيروَيْه: كان صدوقًا ثِقة، سمع منه العطَّار، وحدَّثني عنه أبو بكر الْإِخباريّ.
قلت: روى عنه ولده أبو طاهر المُطهّر، وأبو الفتح المُظفّر بن شجاع الهَمَذَانيّ.
قال السِّلفيّ: سمعت ولده المُطهّر يقول: توفِّي سنة 454.
84- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن يحيى بن مَنْدَهْ3:
أبو أَحْمَد الْأصبهانيّ المُعَلِّم.
حدَّث عن: عبيد الله بن جميل بـ"مسند أَحْمَد بن منيع".
حدَّث به عنه سعيد بن أبي الرّجاء في سنة خمسين؛ سمعه منه.
وقد حدَّث عن: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن جِشنِس، وأبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وأبي بكر مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شَهْريار، وعبد اللَّه بن عمر بن الهيثم، وغيرهم.
وعنه: أبو عَليّ الحداد، وسعيد بن أبي الرجاء.
__________
1 في تاريخ بغداد.
2 العبر "3/ 229"، وسير أعلام النبلاء "18/ 96، 97".
3 العبر "3/ 229"، وسير أعلام النبلاء "18/ 95، 96".(30/240)
قال أبو القاسم بن مَنْدَهْ: توفِّي عبد الواحد بن أَحْمَد البقّال المعروف بكُله في صفر.
85- عثمان بْن محمد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن صالِح1:
أبو عمرو الْأصبهانيّ الخلَّال.
حدَّث بمُسْنَد أَحْمَد بن مَنِيع، عن عُبَيْد اللَّه بن جميل، عن جدِّهِ، عنه.
روى عن: أبي عبد اللَّه بن أبي نُوَاس، وعبد اللَّه بن عمر المذكِّر.
روى عنه: يحيى بن منده، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرهما.
86- علي بن إسحاق:
والد الوزير نظام الملك.
مات ببلْخ في رجب من السنة.
87- علي بن الحسين بن جابر:
أبو الحسن التنيسي الفقيه.
توفِّي في شوال. وهو راوي نسخة فُلَيح عن محمد بن عليّ النّقّاش.
88- عليّ بن رضوان بن عليّ بن جعفر2:
أبو الحسن المصْريّ، صاحب المصنّفات.
من كبار الفلاسفة الْإِسلاميين، وله دار بمدينة مصر في قصر الشَّمع تُعرَف بدار ابن رضوان، وقد تهدَّمت.
قال عن نفسه: كانت دلالة النُّجُوم في مَوْلِدي تدُلُ على أنَّ صنعتي الطّبّ، فلمَّا بلغت عشر سنين سكنتُ القاهرة، وأجهدتُ نفسي في التَّعليم، فلمَّا بلغت أخذت في الطِّبّ والفلسفة، وكنتُ فقيرًا، فكنتُ أتكسَّبُ بالتَّنْجيم، ومرَّة بالطِّبّ، ومرّة بالتعليم، ولم أزل في غاية الاجتهاد في التّعليم إلى السنة الثانية والثلاثين فاشتهرت بالطب،
__________
1 التقييد لابن نقطة "400".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 105، 106"، وشذرات الذهب "3/ 291"، وكشف الظنون "1596"، ومعجم المؤلفين "7/ 94".(30/241)
وحصَّلت منه إلى أن كسبت منه أملاكًا وأنا في السِّتّين.
وكان أبوه خبَّازًا، ولم يزل يشتغل إلى أن تميَّز، وله صارت السُّمعة العظيمة، وخدم الحاكم صاحب مصر، فجعله رئيس الأطبَّاء، وطال عمره، وأدرك الغلاء قبل الخمسين وأربعمائة، فكان عنده ترْبية، وقيلَ: إنّها أخذت له نفائس وذهبًا كثيرًا، وهُرّبت، فتغيَّر حاله واضطّرب.
وكان كثير الردِّ على أرباب فنِّه، وعنده سفهٌ في بحثه وتشنيع.
ولم يكن له شيخ، بل أخذ من الكُتُب، وألَّف كتابًا أنَّ تحصيل الصناعة من الكُثُب أوفق من المُعلِّمين، وغلا في ذلك. وكانت وفاة عليّ بن رضوان في هذه السَّنة؛ سنة ثلاثٍ وخمسين.
وكان يرجع إلى دينٍ وتوحيد، فإنَّهُ قال: أفضل الطَّاعات النّظر في الملكوت، وتمجيد المالك لها، ومن رُزِقَ ذَلِكَ فقد رُزق خير الدُّنيا والَآخرة، وطُوبَى لَهُ وحُسن مآب.
وقد شرح عدة كتب لجالينوس، وله مقالة في دفع المضار بمصر عن الأبدان، وكتاب في أنَّ حال عبد اللَّه بن الطَّيّب حال السوفسطائية، وكتاب "الانتصار" لأرسطوطاليس، و"تفسير ناموس الطب" لأبقراط، كتاب "المعاجين والأشربة"، و"تذكرة في إحصاء عدد الحُميات"، و"رسالة في الأورام"، و"رسالة في علاج داء الفيل"، و"رسالة في الفالج"، و"كتاب مسائل جرت بينه وبن ابن الهيثم" المذكور في صدور الثّلاثين في المجرّة والمكان، وكتاب في "الأدوية المفردة"، و"رسالة في بقاء النفس بعد الموت"، و"مقالة في فضل الفلسفة"، و"مقالة في نُبوة مُحَمَّد رَسُولُ اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ التَّورية والفلسفة"، ومقالة في حدوث العالم، و"مقالة في توحيد الفلاسفة"، وكتاب في "الرَّد على ابن زكريا الرازي في العلم الإلهي"، و"إثبات الرسل"، و"مقالة في التّنبيه على حِيل المُنَجّمين" ويصف شرفها، "مقالة في جُمَل السياسة".
وقد تركت أكثر ممّا ذكرت من تصانيفه التي ساقها ابن أبي أُصيبعة1.
__________
1 في عيون الأنباء "566، 567".(30/242)
89- عليّ بن محمد بن يحيى بن محمد1:
أبو القاسم السُّلَميّ الحُبَيْشيّ، المعروف بالسُّمْيَساطيّ2.
واقف الخانقاه، وقبره بها.
روى عن: أبيه، وعبد الوهَّاب الكِلابيّ.
ولجدِّه سماع من عثمان بن محمد الذهبي.
وكان أبو القاسم متقدما في علم الهندسة، وعلم الهيئة3.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وإبراهيم بن يونس المقدسي، وأبو القاسم النسيب، وأحمد بن المسلم الهاشمي، وأبو الحسن بن سعيد، وأبو الحسن بن قبيس المالكي، وجماعة.
وولد بعد السبعين وثلاثمائة.
قال الكتاني: توفِّي في ربيع الآخر، ودُفن بداره، ووقفها على الصوفية، ووقف علوَّها على الجامع، ووقف أكثر نعمته4.
وحدَّث عن عبد الوهاب "بجزء ابن خُريم"، و"بالموطأ"، وعن والده "بجزء ابن زبّان"، وكان يذكر أنَّهُ وُلِدَ في رمضان سنة أربعٍ وسبعين.
90- عمر بن أَحْمَد بن الواثق5:
أبو محمد الهاشميّ.
سمع: محمد بن يوسف بن دوست العلاف، وأبا طاهر المخلّص.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
وقال غيره: يُعرف بابن الغريق.
توفِّي في شوال.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 71، 72"، وشذرات الذهب "3/ 291".
2 السميساطي: نسبة إلى سميساط، وهي من بلاد الشام "الأنساب "7/ 153".
3 الإكمال "7/ 141، 142".
4 مختصر تاريخ دمشق "18/ 170".
5 تاريخ مختصر بغداد "11/ 276".(30/243)
91- عُمَر بْن محمد بْن عليّ1:
أبو طاهر بن رادة2 الأصبهاني الخرق الدَّلّال.
سمع: أبا بكر بن المقري، وأبا عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وأبا عَمْر السُّلميّ.
وعنه: سَعِيد بْن أَبِي الرَّجاء، والحسين بْن عَبْد الملِك الخلّال.
وكان أُميّا لَا يكتب.
حرف القاف:
92- قريش بن بدران بن مقلّد بن المسيّب العُقَيْليّ3:
الَأمير أبو المعالي صاحب الموصِل.
ولِيها عشر سنين.
وقد ذكرنا أنّهُ ذبح عمَّهُ قرواشًا في مجلسه4، ثُمّ إن قريشًا قام مع البساسيريّ سنة خمسين، ونهب دار الخلافة، وكان موته بالطّاعون وله إحدى وخمسون سنة، وقام بعده ولده شرف الدَّولة أبو المكارم مسلم بن قُرَيْش، فاستولى على ديار ربيعة ومُضَر، وملك حلب، وأخذ الحمل من بلاد الرّوم.
وكان حاصر دمشق وكاد أن يأخذها.
حرف الميم:
93- محمد بن إبراهيم بن وهب القيسيّ الطُلَيطُليّ5:
حجّ، ولقي أبا الحسن بن جَهْضَم، وأبا ذر الهرويّ فأخذ عنهما، وأقبل على التجارة وعمارة ماله.
__________
1 الأنساب "5/ 91".
2 في الأنساب: "زاده".
3 الكامل في التاريخ "10/ 17"، والعبر "3/ 230".
4 في سنة 444هـ، "وفيات الأعيان".
5 الصلة لابن بشكوال "2/ 537".(30/244)
94- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن قُورتش1:
أبو عبد اللَّه قاضي سرقُسطة.
حجّ وكتب عن: عتيق بن إبراهيم القَرَوِيّ، وأبي عمران الفاسيّ، وجماعة.
روى عنه: ابنه أبو محمد، وأبو الوليد الباجيّ.
وكان ثقةً ضابطًا، راويةً للعِلم.
وممّن روى عنه: أبو محمد بن حَزْم.
95- محمد بن الحسن بن عليّ2:
الَأستاذ أبو بكر الطّبريّ المقرئ.
من كبار القرَّاء بخُراسان.
سمع الكثير، وحدَّث عن: أبيه طاهر بن خُزَيْمَة، وأبي محمد المخلديّ، والجوزقيّ، وجماعة.
روى عنه: زاهر الشّحّاميّ، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ.
وكان من كبار أصحاب أبي الحسين الخبَّازيّ، وكان يُصلِّي في مساجد ثلاثة كل يوم في مسجد، والناس يتنقلون معه من مسجد إلى مسجد ليسمعوا تلاوته لِطِيب نغمته وحُسْن قراءته.
وقد أملى مُدَّة.
96- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن محمد بن جعفر3:
أبو سَعْد بن أبي بكر النَّيْسَابُوريّ الكَنْجَرُوذيّ الفقيه الأديب النَّحويّ الطّبيب الفارس، شيخ مشهور.
قال عبد الغافر4: له قَدَم في الطِّب والفروسيّة وأدب السلاح.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 537"، وفيه: "فورنش".
2 المنتخب من السياق "52، 53".
3 العبر "3/ 230"، وسير أعلام النبلاء "18/ 101، 102"، وشذرات الذهب "3/ 291".
4 في المنتخب من السياق "44".(30/245)
كان بارع وقته لاستجماعه فنون العلم. أدرك الأسانيد العالية في الحديث والَأدب، وأدرك ببغداد أئِمّة النّحو.
وحدَّث عن: أبي عَمْرو بن حَمْدان، وأبي الحسين أَحْمَد بن محمد البَحْيريّ، وأبي سعيد بن محمد بن بِشر البَصْريّ، وشافع بن محمد الْإِسْفَرائِينيّ، وأبي بكر محمد بن محمد الطَّرازيّ، وأبي بكر أَحْمَد بن الحسن بن مهران، وأحمد بن محمد البالويّ، وأحمد بن الحسن المروانيّ، وأبي أَحْمَد الحاكم، والحسين بن علي التميمي حسينك، وأبي الحسين بن دهثم الطّرَسُوسيّ، وأبي سعيد عبد اللَّه بن محمد الرّازيّ، وطبقتهم.
وسمع منه الخلق سنين، وختم بموته أكثر هذه الرّوايات، وله شِعرٌ حَسَن.
قلت: روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ، وأبو عبد الله الفرّاوي، وعبد اللَّه السيدي، وتميم بْن أَبِي سَعِيد الْجُرْجَانيّ، وزاهر بن طاهر، وعبد المنعم بن الشّيريّ.
قال عبد الغافر بن إسماعيل: وقد أجاز لي جميع مسموعاته وخطَّهُ عندي، وهو مما أعتدُّ به وأُعِدُّهُ من الاتفاقات الحسنة.
قلت: توفِّي بِنَيْسَابُور في صفر، وقد سمعت جملةً من عواليه بالْإِجازة.
97- محمد بن محمد بْن يحيى بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن عَلِيّ بْن عاصم1:
الَأستاذ أبو عبد اللَّه الجوريّ.
قال عبد الغافر2: شيخ مستور ثقة، عالم من أولاد العلماء، بيتهم بيت العلم والصّلاح، سمَّعه أبوه الأستاذ أبو عَمْرو من يحيى بن إسماعيل الحربيّ، وتوفّي فجأة في سابع عشر ذي القعدة.
وقال عليّ بن محمد في "تاريخ جرجان": سمع الحسن بن أَحْمَد المَخْلَديّ، وأبا الحسين أَحْمَد بن محمد الخفّاف، وأبا بكر الجوزقيّ؛ وذكر جماعة.
قال: وخرج لنفسه الفوائد.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 232"، والمنتخب من السياق "42".
2 في المنتخب وفيه تحرف "الجوري" إلى "الخوري".(30/246)
98- المعزّ بن باديس1:
قيل: توفِّي في هذا العام، وقيل: توفِّي سنة أربعٍ كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وفيَّات سنة أربع وخمسين وأربعمائة:
حرف الألِف:
99- أَحْمَد بن إبراهيم بن موسى بن أحمد بن منصور2:
أبو سعد المقري النَّيْسَابُوريّ الشّاماتيّ.
عُرفَ بابن أبي شمس.
له أربعون حديثًا سمعناها.
روى عن: أبي بكر الجوزقي، أبي محمد المخلديّ، وأبي طاهر محمد بن الفضل بن خُزمة، وأبي نُعَيْم عبد الملك بن الحسن الْإِسْفَرَائيِنيّ، وأبي القاسم بن حبيب المُفسِّر.
ورحل من نَيْسَابُور، فسمع بهراة من القاضي أبي منصور الأزديّ.
روى عنه: أبو المظفّر عبد المنعم بن القُشَيْريّ، وزاهر بن طاهر الشَّحّاميّ، وغير واحد، وأحمد بن محمد بن صاعد القاضي.
قال عبد الغافر3: شيخ فاضل مشهور، ثقة، عالم بالقراءات، متصرِّف في الأمور، اختاره المشايخ لنيابة الرّئاسة بِنَيْسَابُور مُدّة لحسن كفاءته، وفصله بالتّوسط بين الخصوم.
عقد مجلس الْإِملاء، وأملى سنين.
ومات في شعبان، وله نحوٌ من ثمانين سنة.
وقد سمع كتابه "الغاية" من أبي بكر بن مهران في القراءات.
__________
1 انظر ترجمته في وفيات سنة "454هـ" برقم "124".
2 العبر "3/ 231"، وسير أعلام النبلاء "18/ 122"، وشذرات الذهب "3/ 292".
3 في المنتخب من السياق "96، 97".(30/247)
100- إبراهيم بْن العبّاس بْن الحَسَن بْن العبّاس بْن الحسن بن أبي الجنّ الحُسَيْنيّ1:
أبو الحسين، قاضي دمشق وخطيبها نيابةً عن قاضي القضاة بمصر أبي محمد القاسم بن النُّعمان قاضي المُستنصِر العُبَيْدي.
روى بالْإِجازة عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي كامل الأطرابُلُسيّ.
روى عنه: ابنه أبو القاسم النّسيب.
توفِّي في شعبان عن ستّين سنة.
حرف الباء:
101- بكر بن عيسى بن سعيد2:
أبو جعفر الكِنْديّ القُرْطُبيّ الزّاهِد.
روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، ومحمد بن عتّاب.
قال أبو عليّ الغسناني: هو شيخي ومُعلِّمي، وأحد من أنعم اللَّه عليّ بصُحْبته، اختلفت إليه نحو خمسة أعوام في تعلُّم الفقه والَأدب، لم تر عيني قط مثله نُسكًا وزهدًا وصيانة، وانقباضًا عن جميع أهل الدُّنيا.
توفِّي -رحمه اللَّه- في رجب.
حرف الثّاء:
102- ثََمال بن صالح بن الزَّوْقَلِيّة3:
الَأمير مُعِزّ الدّولة أبو علوان الكِلابيّ رئيس بني كِلاب.
تملَّك حلب وغيرها، وكان بطلًا شجاعًا حليمًا كريمًا، أغنى أهل حلب بماله وعمَّهم بأفضاله، وأحسن إلى العرب.
__________
1 أخبار مصر لابن ميسر "2/ 14"، والنجوم الزاهرة "5/ 85".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 115".
3 الكامل في التاريخ "10/ 24"، والبداية والنهاية "12/ 88".(30/248)
عزله صاحب مصر المُسْتَنْصِر ثمّ ردّه، وكان الفُضلاء يقصدونه ويأخذون جوائِزَهُ.
توفِّي في ذي القعدة، وقبل ذلك بيسير كانت الوقعة المذكورة بينه وبين الرُّوم، ونُصِرَ عليهم، وقَتَل منهم خلقًا.
حرف الحاء:
103- الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بن الحسن1:
أبو محمد الجوهريّ الشّيرازيّ، ثم البغدادي المقنعي.
مسند العراق، بل مُسنِد الدُّنيا في عصره.
سمع: أبا بكر القَطيعي، وأبا عبد اللَّه العسكريّ، وعليّ بن لؤلؤ، ومحمد بن أَحْمَد بن كَيْسان، وأبي الحسن محمد بن المُظَفَّر، وعبد العزيز بن جعفر الخِرقيّ، وأبي عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبي بكر بن شاذان، والدَّارَقُطْنيّ، وخلقًا سواهم.
وأملى مجالس كثيرة.
وحدَّث عن القَطيعيّ بمُسْنَد العَشَرة، وبِمُسْنَد أهل البيت من "مُسْنَد أَحْمَد".
قال الخطيب2: سمعته يقول: ولدتُ في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وكان ثقةً أمينًا، كتبنا عنه.
قلت: وروى عنه: أبو نصر بن ماكولا الحافظ، وأبو الغنائم محمد بن علي الترسي، ومحمد بن عليّ بن عيَّاش الدَّبّاس، وأبو عليّ البردانيّ، وقراتكين بن الأسعد، وأبو المواهب أَحْمَد بن محمد بن مُلوك، وشجاع الذُّهلي، وهبة اللَّه بن الحُصين، وأبو غالب أَحْمَد بن البنَّا، وأبو بكر قاضي المارستان، وهو آخر من سَمِعَ منه.
وآخر من رَوَى عنه بالْإِجازة أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن خَيْرون.
توفِّي في سابع ذي القعدة.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 393"، والأنساب "3/ 379"، وسير أعلام النبلاء "18/ 68-70"، والبداية والنهاية "12/ 88".
2 في تاريخ بغداد "7/ 393".(30/249)
وقيل لَهُ المقنعيّ؛ لَأنَّه كان يَتَطَيْلَس1 ويلتف بها من تحت عنكه2.
104- الحسن بن إبراهيم بن الفُرَات:
أبو البركات.
توفِّي في صفر بمصر.
حرف الخاء:
105- خَلَف بن أَحْمَد بن بطَّال3.
أبو القاسم البكريّ البَلَنْسيّ.
روى عن: أبي عبد الله بن الفخَّار، وأبي عبد الرَّحمن بن جحّاف القاضي، ومحمد بن يحيى الزَّاهد، وغيرهم.
حدَّث عنه: أبو داود سليمان بن نجاح المقرئ، وأبو بحر سُفْيان بن العاص.
قال ابن خَزْرَج: لقيته بإشبيليّة سنة أربعٍ وخمسين، وكان فقيهًا أصوليًّا من أهل النَّظر والاحتجاج بمذهب مالك.
قلت: توفِّي كهلًا بعد هذا.
حرف الزّاي:
106- زُهير بن الحَسَن بن عليّ4:
أبو نصر السّرخسيِّ الفقيه.
قرأ الفقه ببغداد على: أبي حامد الإسفرائيني.
وبرع في الفقه، وكان إليه المرجوع في المذهب.
وقد روى الكثير.
__________
1 أي: يلبس الطيلسان.
2 هكذا في الأصل، ولعل الصحيح "حنكه".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 170، 171".
4 الأنساب "5/ 56"، والكامل في التاريخ "10/ 30"، وسير أعلام النبلاء "18/ 134، 135"، والبداية والنهاية "12/ 90".(30/250)
سمع من: زاهر بن أَحْمَد السَّرخسيّ، وأبي طاهر المخلص، وغيرهما.
وسمع "سنن أبي داود" من أبي عمر الهاشميّ، وطال عمره، وصار مُقَدّم أصحاب الحديث بسرخس.
قال أبو سعد السَّمعانيّ1: لقيتُ من أصحابه أبا نصر محمد بن أبي عبد اللَّه بِسَرخس.
وقد قال بعض الفقهاء: ما رأينا أحسن من تعليقة أبي نصر عن أبي حامد، لازمه ستّ سنين.
وقيل: إنَّهُ توفِّي سنة خمسٍ وخمسين في شوَّال، وسنة أربع أشهُر.
عاش بضعًا وثمانين سنة.
حرف السِّين:
107- سَعْد بن أبي سَعْد محمد بن منصور2:
أبو المحاسن الْجُولَكيّ3، توفِّي في رجب بأستِراباذ، وهو ابن بنت الْإِمام أبي سعد الْإِسماعيليّ.
وُلِدَ سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وتفقَّه، ورأس في أيام والده بعد الأربعمائة وهو أمرد، ودرَّس الفقه.
وكان رئيسًا محتشمًا عالمًا محققًا، تخرّج به جماعة.
وقد روى عن: جدّه أبي نصر، ووالده، وأبي بكر العدسيّ، وأبي محمد الكارزيّ4.
قُتِلَ مظلومًا شهيدًا بأَسْتِراباذ -رحمه اللَّه تعالى.
108- سِيْد بن أحمد بن محمد5:
__________
1 في الأنساب "5/ 56".
2 المنتظم "8/ 228"، والمنتخب من السياق "241"، والبداية والنهاية "12/ 88".
3 الجولكي: نسبة إلى جولك الغازي البكراباذي "الأنساب "3/ 375".
4 الأنساب "3/ 377".
5 الصلة لابن بشكوال "1/ 228".(30/251)
أبو سعيد الغافقيّ، نزيل شاطبة.
شيخ مسند.
سمع من: أبي محمد الأصيليّ، وأبي عمر بن المُكوي.
وكان من أهل الضَّبط والَأدب.
أخذ عنه أبو القاسم بن مُدبر كتاب البخاري.
حرف الطاء:
109- طاهر بن أَحْمَد بن بابشاذ1:
أبو الحسن الجوهري المصري النحوي، مصنّف "المقدمة" و"شرح الْجُمَل".
كان صاحب ديوان الْإِنشاء بمصر، وله حلقة إشغال بجامع مصر، ثُمَّ تزهَّد وانقطع.
ورَّخه القفْطيّ.
وقال غيره: توفِّي سنة تسعٍ وستِّين، وأراه أشبه فسأُكَرّره.
110- طُغْرُلْبَك السُّلطان2:
مات بالرّيّ، وعُمل عزاؤه في دار الخلافة ببغداد في رمضان.
وهذا غَلَطٌ، إنَّما تُوُفّي سنة خمسٍ كما سيأتي.
حرف العين:
111- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَسِنكويه3:
أبو بكر النيسابوري.
سمع أبا الحسين الخفّاف.
__________
1 انظر ترجمته في وفيَّات سنة "469هـ" برقم "288".
2 ستأتي ترجمته برقم "133".
3 تقدَّمت ترجمته برقم "82".(30/252)
112- عبد اللَّه بن المُظفّر بن محمد بن ماجه:
أبو الفتح الْأصبهانيّ النّاقد.
عن: ابن مَنْدَهْ.
مات في المُحرَّم.
113- عبد الرحمن بن أَحْمَد بن الحسن بن بُندار1:
أبو الفضل العِجلي الرّازيّ المقرئ، الزَّاهِد الْإِمام.
أصله من الرّيّ، وَوُلِدَ بمكّة، وكان يتنقَّل من بلدٍ إلى بلد. كان مُقرِئًا جليل القدْر.
قال أبو سَعْد في "الذَّيْل": كان مُقرِئًا فاضلًا، كثير التصانيف، حسن السيرة، زاهدًا متعبِّدًا، خَشِنَ العيْش، منفردًا عن النَّاس، قانعًا، أكثر أوقاته يُقرئ ويُسمع.
وكان يسافر وحده ويدخل البراري.
سمع بمكَّة: أَحْمَد بن فِراس، وعليِّ بن جعفر السَّيْرَوانيّ شيخ الحرم، وأبا العبّاس الرَّازيّ.
وبالرّيّ: أبا القاسم جعفر بن فَنّاكي، وبنَيْسابور: أبا عبد الرّحمن السُّلمي، وبطوس: أَحْمَد بن محمد العمّاريّ، وبنَسا: محمد بن زهير بن أخطل النَّسويّ، وبجُرجان: أبا نصر محمد بن الْإِسماعيليّ، وبأصبهان: أبا عبد اللَّه ابن منده؛ وبأبرقوه2: الحسنين بن أَحْمَد القاضي، وببغداد: أبا الحسن الحمّاميّ، وبِسارية3، وتُستَر، والبصرة، والكوفة، وحرَّان، والرُّها، وأَرَّجَان، وكازَرُون4، وفَسا5، وحمص، ودمشق، والرّملة، ومصر، والْإِسكندريّة.
__________
1 المنتخب من السياق "308"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1128"، وسير أعلام النبلاء "18/ 135-138"، وشذرات الذهب "3/ 293".
2 أبرقوه: بليدة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخًا منها. "معجم البلدان "1/ 169".
3 سارية: مدينة بطبرستان. "معجم البلدان "1/ 169".
4 كازرون: مدينة بفارس بين البحر وشيراز. "معجم البلدان "4/ 429".
5 فسا: مدينة بفارس. "معجم البلدان 4/ 260".(30/253)
وكان من أفراد الدَّهر عِلمًا وورعًا.
سمع منه جماعة من الأئِمّة كأبي العبّاس المستغفريّ، وأبي بكر الخطيب، وأبي صالح المؤذّن.
وثنا عنه: محمد بن عبد الواحد الدّقّاق، والحسين بن عبد الملك الخلّال، وفاطمة بنت محمد البغداديّ.
قلت: وروى عنه أيضًا: أبو عليّ الحدّاد، وأبو سهل بن سَعْدَوَيْه.
وقرأ عليه بالرّوايات الحدَّاد، وقرأ عليه لنافع نصر بن محمد الشّيرازيّ، شيّخٌ تلا عليه السِّلَفيّ.
قال بن عساكر1: قرأ عَلَى أبي الحسن عليّ بن داود الدَّارانيّ بحرف ابن عامر، وعلى أبي عبد اللَّه المجاهديّ.
وسمع بمصر من: أبي مسلم الكاتب.
وقال عبد الغافر الفارسيّ2: وكان ثِقةً جوَّالًا إمامًا في القراءات، أوحد في طريقته، وكان الشّيوخ يُعظِّمونه.
وكان لَا يسكن الخوانق3، بل يأوي إلى مسجدٍ خَراب، فإذا عُرف مكانه تركه، وكان لا يأخذ من أحدٍ شيئًا، وإذا فُتِح عليه بشيء آثر به غيره.
وقال يحيى بن مَنْدَهْ: قرأ عليه القُرآن جماعة، وخرج من عندنا إلى كرْمان فحدَّث بها، ومات بها في بلد أوشير في جُمَادَى الأُولى سنة أربعٍ وخمسين.
قال: وبلغني أنَّهُ وُلِدَ سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. ثِقَةٌ ورِعٌ مُتَدَيِّن، عارف بالقراءات والرّوايات، عالم بالَأدب والنّحو، وهو أكبر من أن يدُل عَلَيْهِ مِثلي، وهو أشهر من الشَّمس، وأضوأ من القمر، ذو فنونٍ من العلم.
وكان مهيبًا منظورًا، فصيحًا، حسن الطَّريقة، كبير الوَزْن.
__________
1 في تاريخ دمشق.
2 في المنتخب من السياق "308".
3 الخوانق: مفردها: خانقاه، وهي رباط الصوفية.(30/254)
قلت: وسمع بدمشق من عبد الوهَّاب الكِلابيّ؛ وبسامِرّاء من: ابن يوسف الرّفّا راوي "الموطَّأ" عن الهاشميّ، عن أبي مُصْعَب.
قال السِّلفيّ: سمعت أبا البركات عبد السَّلام بن عبد الخالق بن سَلَمَة الشِّيرازيّ بمَرَند يقول: اقتدى أبو الفضل الرّازيّ في الطّريقة بالسَّيْرَوَانيّ شيخ الحرم، وحدَّث عنه وصحبه، وصحب الشّيروانيّ أبا محمد المرتعِش، وصحب المُرْتَعِشُ الجُنيد، وهو صحب السَّقطيّ، وهو معروفًا، وهو داود الطائيّ، وهو حبيبًا العجميّ.
وقال ابن عساكر1: أنبأنا أبو نصر عبد الحكيم بن المُظفّر من الكَرْج: أنشدني الْإِمام أبو الفضل الرَّازيّ لنفسه:
أخي إنَّ صِرف الحادثات عجيبُ ... ومن أيقظته الواعظاتُ لَبِيبُ
وإنَّ اللّيالي مفنِياتٌ نفوسَنا ... وكُلٌّ عليهِ للفَنَاءِ رقيبُ
أيا نَفْسُ صَبْرًا فاصطِبَارُكِ راحةٌ ... لكُلِّ امرئٍ منها أخيّ نصيبُ
وله مُضمّنًا فيها:
إذا ما مضى القرْن الّذي أنت فِيهُمُ ... وخُلِّفت في قرنٍ فأنتَ غريبُ
وإنّ امرءًا قد سار سبعين حَجّةً ... إلى منهلٍ من وِرْده لقريبُ
البيتان مُضمّنان.
وقال أبو عبد الله الخلّال: أنشدنا أبو الفضل لنفسِه:
يا موتُ ما أجفاكَ من زائِرٍ ... تنزل بالمرء على رغمِهِ
وتأخذ العذراء من خِدرها ... وتأخذ الواحد من أُمِّهِ
قال الخلّال: خرج الْإِمام أبو الفضل من أصبهان متوجّهًا إلى كرْمان، فخرج النَّاس يُشيِّعونه، فصرفهم وقصد الطريق وحده وقال:
إذا نحنُ أدلجنا وأنت إمامنا ... كفى لمطايانا بذكراك حاديا2
قرأت على أبي الفضل الأسديّ: أخبرك ابن خليل، أنا الخليل الدّاراني، أنا أبو
__________
1 في تاريخ دمشق "22/ 308".
2 تاريخ دمشق "22/ 308"، وسير أعلام النبلاء "18/ 137".(30/255)
عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقاق قال: وَرَدَ علينا الشّيخ الْإِمام الأوحد أبو الفضل عبد الرَّحمن بن أَحْمَد الرّازيّ، لقاه الله رضوانه، وأسكنه جنابه.
وكان إمامًا من الأئِمّة الثِّقات في الحديث والرّوايات والسُّنَّة والقراءات، وذِكره يمْلأ الفم، ويُذرف العَيْن. قَدِمَ أصبهان مِرارًا، الأولى في أيّام ابن مَنْدَهْ، وسمع منه، سمعت منه قطعة صالحة. وكان رجلًا مَهيبًا، مَديد القامة، وليًّا من أولياء اللَّه، صاحب كرامات.
طوَّف الدُّنيا مُفيدًا ومُستفيدًا.
ثُمَّ ذكر الدَّقَاق شيوخه وباقي ترجمته.
وقال الخلّال: كان أبو الفضل الرّازيّ في طريق، وكان معه قليل من الخبز، وشيء يسير من الفانيذ، فقصده جماعة من قطاع الطريق، وأرادوا أن يأخذوه، فَدَفَعَهُم بعصاه، فقيل لهُ في ذلك، فقال: إنّما منعتهم لأنَّ الّذي كانوا يأخذوهُ مِنّي كان حلالًا. ورُبّما كنت لا أجد مثله حلالًا1.
ودخل كرْمان في هيئةٍ رثّة، وعليه أخلاقٌ وأسمال، فحُمل إلى الملك وقالوا: هو جاسوس، فقال الملك: ما الخبر؟ قال: تسألني عن خبر الأرض أو خبر السّماء؟ فإن كنت تسألني عن خبر السّماء، فـ {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29] ، وإن كنت تسألني عن خبر الأرض، فـ {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} [الرحمن: 26] .
فتعجَّب الملك من كلامه وأكرمه، وعرض عليه مالًا فلم يقبله2.
114- عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن مالك3:
أبو القاسم الغسَّاني الأندلُسيّ البَجَّانيّ اللُّغَويّ.
روى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ، وغيره.
أرّخه ابن بَشكُوال.
__________
1 معرفة القراء الكبار "1/ 419".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 138".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 336".(30/256)
115- عَبْد الرَّحْمَن بْن غزْو بن محمد بن حامد بن غزو1:
هذا موضعه، وقد تقدَّم في الماضية فليحوَّل.
116- عبد الرّحمن بن المُظفّر بن عبد الرحمن بن محمد2:
أبو القاسم السُّلَميّ المصريّ الكحَّال النَّحْويّ.
قال السِّلَفيّ: كان ليِّنًا في الحديث على ما ذكروا، واللَّه يعفو عنه.
قلت: روى عَنْ: أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن محمد المُهندِس، وغيره.
روى عنه: أبو زكريّا البخاريّ، والرّازيّ في مشيخته، وغير واحد.
توفِّي بمصر في ربيع الأوّل.
117- عمر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسن بْن شاهين3.
أبو حفص الشّاهينيّ الفارسيّ، مُسنِد تلك الدّيار.
وعاش نيِّفًا وتسعين سنة.
وعنده حديث عُتيبة بعُلُوٍّ، سمعه في سنة372 من ابن جابر بسماعه من محمد بن الفضل البَلْخيّ.
سمع بسَمَرْقَنْد: أبا بكر محمد بن جعفر بن جابر، وأبا عليّ إسماعيل بن حاجب الكُشاني، وأبا سعد الْإِدريسيّ الحافظ.
قال الحافظ أبو سَعْد4: روى عنه أهل سَمَرْقَنْد، وله أوقاف كثيرة، ومعروف، مات في ذي القعدة.
قلت: روى على بن أَحْمَد الصّيرفيّ عنه، وغيره.
118- عمر بن عُبَيْد الله بن يوسف بن حامد5:
__________
1 تقدَّمت ترجمته "83".
2 ميزان الاعتدال "2/ 591"، ولسان الميزان "3/ 439".
3 الأنساب "7/ 272"، وسير أعلام النبلاء "18/ 127".
4 في الأنساب "7/ 272".
5 الصلة لابن بشكوال "2/ 399-401"، وسير أعلام النبلاء "18/ 219، 220"، وشذرات الذهب "3/ 293"، وطبقات الحفاظ "432".(30/257)
أبو حفص الذُّهلي الزَّهْرَاويّ القُرْطُبيّ الحافظ.
روى عَن القاضي أبي المُطَّرِّف بن فُطيس، وعبد الوارث بن سُفْيان، وأبي محمد بن أسد، وأبي الوليد بن الفَرَضيّ، وأبي عبد اللَّه بن أبي زَمَنين، وسَلَمة بن سعيد، وأبي المطرّف القنازعيّ، وعبد السّلام بن السّمح الزَّهْرَاويّ، وأبي القاسم بن عُصفور، وخلقٌ كثير بقُرْطُبة وإشبيليّة والزَّهْراء.
وكتب إليه بالْإِجازة الفقيه أبو الحسن القابِسيّ، وكان معتنيا بنقل الحديث وسماعه وجَمْعِهِ.
روى عنه: محمد بن عَتّاب، وابناه أبو محمد وأبو القاسم، وأبو مروان الطُّبْنيّ1، وأبو عمر بن مهديّ المقرئ، قال: وكان خيِّرًا مُتصاوِنًا، ثقة، قديم الطَّلب.
وحدَّث عنه أيضّا أبو عليّ الغسّانيّ.
وذُكر أنّه اختلط في آخر عمره.
قال ابن بَشكوال2: أنا عنه أبو مُحَمَّد شيخنا.
وقال لي: إنَّ أبا حفص لحقته في آخر عمره خَصاصة، فكان يتكفّفّ النّاس.
وقرأت بخط أبي مروان الطُّبني: أخبرني أبو حفص قال: شددتُ في البيت ثمانية أحمال كُتُب لَأخرِجها إلى مكان، فلم يتم لي العزم، حتى انْتَهَبَنا البربر.
توفِّي في نِصف صَفَر، وكان مولده في صفر أيضًا سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وكان مُسنِد أهل الأنْدَلُس في زمانه مع ابن عبد البرّ.
حرف الميم:
119- محمد بن أَحْمَد بن مطرِّف3:
أبو عبد اللَّه الكتّانيّ القرطبي المقري الطُّرفي.
__________
1 الطبني: هذه نسبة إلى طبن: بلدة بالمغرب. "الأنساب 8/ 212".
2 في الصلة "2/ 400".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 538".(30/258)
روى عن: القاضي يُونُس بْن عَبْد اللَّه، وأبي مُحَمَّد بن الشَّقّاق.
وقرأ بالرّوايات على مكّي، واختصَّ به، وبرع في القراءات. وكان صاحب ليلٍ وعبادة.
قال ابن بشكوال: أنا عنه أبو القاسم بن صواب بجميع ما رواه، وغيره من شيوخنا، ووصفوه بالمعرفة والجلالة وكثرة الدُّعابة والمُزاح وحُسن الباطن.
توفِّي -رحمه اللَّه- في صفر عن ستٍّ وستّين سنة.
120- محمد بن سلامة بن جعفر بن عليّ1:
القاضي أبو عبد اللَّه القُضاعي، الفقيه الشّافعيّ، قاضي مصر ومُصنِّف كتاب "الشِّهاب".
سمع: أبا مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وأحمد بن ثَرْثال، وأبا الْحَسَن بْن جَهْضَم، وأبا مُحَمَّد بْن النحاس، وخلقًا بعدهم.
روى عنه: الحُميدي، وأبو سعد عبد الجليل السّاويّ، ومحمد بن بركات السَّعِيديّ، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو عبد الله الرّازيّ في مشيخته، وأبو القاسم النسيب، وجماعة كثيرة من المغاربة.
قال الأمير ابن ماكولا2: كان متفنِّنًا في عِدّة علوم، ولم أر بمصر من يجري مجراه.
وقال غيث الأَرْمَنَازيّ: كان ينوب في الحُكم بمصر، وله تصانيف، منها "تاريخ مختصر" في خمسة كراريس، من مبتدأ الخلق إلى زمانه، وله كتاب "أخبار الشّافعيّ".
وقال غيره: له "معجم شيوخه"، وكتاب "دستور الحُكْم" كتب عنه الحُفّاظ كأبي بكر الخطيب، وأبي نصر بن ماكولا.
وقال الفقيه نصر المقدسيّ: قَدِمَ علينا أبو عبد اللَّه القضاعي رسولًا صُور من
__________
1 الكامل في التاريخ "10/ 23"، والعبر "3/ 223"، وسير أعلام النبلاء "18/ 92، 93"، وشذرات الذهب "3/ 293".
2 الإكمال "7/ 147".(30/259)
المصريين إلى بلد الرّوم، فذهب ولم أسمع منه، ثم إنِّي رويتُ عنه بالْإِجازة1.
وقال الحبَّال: توفِّي في ذي الحجّة بمصر.
وقال السِّلفي2: كان من الثقات الأثبات، شافعيّ المذهب والاعتقاد، مرضيّ الْجُملة.
قلت: قد روى عن شيخٍ لقيه بالقُسْطَنْطِينيّة لمّا ذَهَبَ إليها رسولًا3.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَامَةَ، عَنْ هِبَةِ اللَّه بْنِ عَلِيٍّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَرَكَاتٍ السَّعِيدِيُّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّه بْنُ سَلَامَةَ الْقُضَاعِيُّ، أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَاتِبُ، ثَنَا الْبَغَوِيُّ، ثَنَا شَيْبَانُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَمْزَةَ الْعَطَّارُ، ثَنَا الحسن، عن عمران ابن حُصين، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَطْل الْغَنِيِّ ظُلم، وَمَسْأَلَةُ الْغَنِيِّ شينٌ فِي وَجْهِهِ، ومَسْأَلَةُ الْغَنِيِّ نَارٌ" 4.
كَتَبَ عَنْهُ أَهْلُ بَلَدِهِ.
121- محمد بن عَبْدَة بن مَلّة الهَرَويّ:
البزّاز.
شيخٌ مُسِنّ. سَمِعَ: أبا محمد بن حَموَيْه السَّرْخَسيّ، وأبا حامد النُّعَيْمِيّ.
122- محمد بن محمد بن عليّ5:
أبو الحسين البغداديّ الشُّرُوطيّ.
حدَّث عن: المُعَافَى الجريريّ، وأبي القاسم بن حبابة.
قال الخطيب: لم يكُن ديّنًا، كان يترفَّض.
123- محمد بن محسّن بن قريش6:
__________
1 تاريخ دمشق "38/ 3".
2 في معجم السفر "2/ 376".
3 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 62".
4 "حديث صحيح": مختصر بلفظ: $"ومسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة" رواه أحمد، وصحَّحه الألباني "5871"، صحيح الجامع، ورواه القضاعي في مسنده "1/ 60".
5 تاريخ بغداد "3/ 238"، ولسان الميزان "5/ 371".
6 تاريخ بغداد "3/ 313".(30/260)
أبو البركات البغداديّ الزّيّات.
سمع: المخلّص.
124- المُعِزّ بن باديس بن منصور بن بُلُكِّين بن زِيريّ الحِميري الصِّنْهاجي1:
سلطان إفريقية وما والاها من المغرب.
كان الحاكم صاحب مصر قد لقَّبه "شرف الدّولة"، وأرسل إليه خلْعة وسِجلًا في سنة سبعٍ وأربعمائة، وعاش إلى هذا الوقت، واشتُهِرَ اسمه.
وكان رئيسًا جليلًا عالي الهِّمّة، مُحِبًّا للعلماء، من بيت إمرةٍ وحشمة، انتجعه الأدباء ومدحوه، وكان شيخًا جوّادًا.
وكان مذهب أبي حنيفة ظاهرًا بإفريقيّة، فحمل المعِز أهل مملكته على الاشتغال بمذهب مالك، وحسم مادة الخِلاف في المذاهب، وخلع طاعة المصريين، وخطب للإمام القائم بأمر اللَّه أمير المؤمنين، فكتب إليه المُستَنْصِر العُبيدي يتهدّده، فما فكّر فيه. فجَهَّز لحربه جيشًا من العُرْبان، فأخربوا حصون بَرْقَة وإفريقيّة، وافتتحوا قطعةً من بلاده، وتعب بهم، واستوطنوا برقة إلى الآن. ولم يُخطب لبني عُبيد بعد ذلك بإفريقيّة.
وكان مولده في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة.
وتوفِّي في شَعْبان من بَرَصٍ أصابه، ورثاه شاعره الحسن بن رشيق القيروانيّ، ومات بالمهديَّة عند ولده تميم، وكان قد نَزَحَ من القيروان إلى المهدية من العَرَب.
125- منيع بن وثَّاب2:
الَأمير أبو الزَّمَّام النُّميري، مُتَوَلِّي حرَّان والرِّقّة.
فارس شجاع جوّاد.
توفِّي في جُمَادَى الآخرة بعد الصرع.
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 355"، وسير أعلام النبلاء "18/ 140، 141".
2 الكامل في التاريخ "9/ 233".(30/261)
وفيَّات سنة خمس وخمسين وأربعمائة:
حرف الألِف:
126- أَحْمَد بن محمود بن أَحْمَد بن محمود1:
أبو طاهر الثقفيّ الْأصبهانيّ المؤدِّب.
وهو الجدّ الأعلى ليحيى الثّقفيّ.
قال الحافظ أبو زكريا بن مَنْدَهْ: سمع كتاب "العَظَمَة" من أبي الشّيخ بن حيَّان، وكان يقول: سمعتُ من أبي الشّيخ، فلم يظهر سماعه إِلَّا بعد موته. وقد وُلد في سنة ستين وثلاثمائة.
قال: وهو شيخٌ صالح ثقة، واسع الرّواية، صاحب أصول. حسن الخط مقبول، متعصّب لَأهل السُّنَّة.
حدَّث عن: أبي بكر بن المقرئ، وأبي أَحْمَد بن جميل، وأبي مسلم عبد الرحمن بن شَهذل، وأبي علي الخلقاني، وأبي عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد اللَّه بْن أبي القاسم، وغيرهم، إلا أني كرهت ذكرهم لكثرتهم.
وسافر إلى الري، وسمع "مُسْنَد الرَّويانيّ"، ولكن ظهر سماعه له بعد موته، وكذا ظهر سماعه في كتاب "العظَمة" بعد موته بقليل.
قلت: سماعه لمسند الرُّويَّانيّ من جعفر بن فنّاكيّ.
روى عنه: يحيى بن مَنده، وسعيد بن أبي الرجاء، وأبو عبد الله الخلال، ومحمد بن محمد القطَّان، وسهل بن ناصر الكاتب، وخلْق.
توفِّي في ربيع الأوَّل.
127- أحمد بْن محمد بن تهيون:
أبو بكر الفارسيّ الصوفيّ الحافِظ، يُقال له: بلبل.
سمع: أبا الحسين بن فراس بمكّة، وأبا عبد اللَّه الجُرجاني بأصبهان، مات بشيراز في سنة خمس وخمسين.
__________
1 العبر "3/ 234، 235"، وسير أعلام النبلاء "18/ 123، 124"، وشذرات الذهب "3/ 296".(30/262)
قال يحيى بن مَنْدَهْ: سمعت أبا القاسم بن عليّ: سمعت أبا بكر، وأثنى عليه، يقول: كتبتُ عن ألف شيخ، وخرَّجتُ عن كُلِّ شيخٍ حديثًا.
128- إبراهيم بن منصور بن إبراهيم بن محمد1:
أبو القاسم السُّلمي الكَرّانيّ الْأصبهانيّ، المعروف بسبْط بحْرُوَيه.
وكرَّان محلَّة بأصبهان.
روى "مُسْنَد أبي يَعْلَى" عن أبي بكر بن المقري.
روى عنه: الحسين بْن عَبْد الملك الخلّال، وسعيد بْن أَبِي الرّجاء، وجماعة.
قال يحيى بن مَنْدَهْ في تاريخه: كان -رحمه اللَّه- صالحًا عفيفًا، ثقيل السَّمع، مات في ربيع الأوّل2.
سمع من أبي بكر "مسنَد أبي يَعلى"، وكتاب "التّفسير" لعبد الرّزّاق.
مولده سنة اثنتين وستِّين.
129- إسحاق بن عبد الرّحمن بن أَحْمَد بن إسماعيل3:
أبو يَعلى النَّيْسَابُورِيّ، الواعظ المعروف بالصّابونيّ.
صاحب الأجزاء الفوائد العشرة الّتي سمعناها، وهو أخو الأستاذ أبي عثمان.
سمع: أبا سعيد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهَّاب الرّازيّ، وأبا طاهر بن خُزيمة، وأبا محمد المَخْلَديّ، والخفّاف، وأبا مُعاذ الشّاه، وأبا طاهر المخلّص، وأبا محمد عبد الرَّحمن بن أبي شُريح، وطائفة سواهم.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ لمّا قَدِمَ دمشق مع أخيه، وكان ينوب عن أخيه في الوَعْظ.
قال ابن عساكر: ثنا عنه: زاهِر، والفرّاويّ، وهبة اللَّه السّيديّ، وعُبيد اللَّه بن محمد البيهقي.
__________
1 الأنساب "10/ 378"، وسير أعلام النبلاء "18/ 73"، وشذرات الذهب "3/ 296".
2 التقييد لابن نقطة "189".
3 الأنساب "8/ 6"، وسير أعلام النبلاء "18/ 75، 76"، والعبر "3/ 235"، وشذرات الذهب "3/ 296".(30/263)
قال عبد الغافر بن إسماعيل1: هو شيخٌ ظريفٌ، ثِقة، على طريقة الصّوفيّة، سمع بِنَيْسَابُور، وهَرَاة، وبغداد، وتُوُفّي في رَبيع الآخر.
وقال غيره: توفِّي في تاسع ربيع الأوّل، وكان مولده سنة 375.
130- إسماعيل بن خف بن سعيد بن عمران2:
أبو الطاهر الأنصاريّ الأندلّسيّ المقرئ.
مُصَنِّف "العنوان" في القراءات.
قرأ على عبد الجبَّار بن أَحْمَد الطَّرَسُوسيّ بمصر، وسكنها وتصَّدر للإقراء.
أخذ عنه: جُماهر بن عبد الرّحمن الفقيه، وأبو الحسين الخشَّاب، وابنه جعفر بن إسماعيل بن خَلَف.
وكان مع براعته في القراءات إمامًا في النَّحْو، اختصر كتاب "الحجّة" لأبي علي الفارسي، وتوفِّي مُسْتَهَل المحرّم.
حرف الخاء:
131- خَلَف بن أَحْمَد بن الفضل3:
أبو القاسم الحَوْفيّ المصريّ الحَنَفيّ.
سمع: عليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وأحمد بن ثرثال، والحافظ عبد الغنيّ، وأبا محمد النّحّاس.
وانتقى عليه: أبو نصر الشّيرازيّ.
روى عنه: الحُمَيْديّ، وأبو نصر بن ماكولا، وعليّ بن الحسين الفرَّاء، وغيرهم.
وليس هو بالحوفيّ صاحب "الْإِعراب"، ذاك تقدَّم ذِكره.
وهذا توفِّي في هذه السنة أو بعدها بقليل.
__________
1 في المنتخب من السياق "159".
2 الصلة لابن بشكوال "105"، ومعجم الأدباء "2/ 273"، وكشف الظنون "123، 141"، ومعجم المؤلفين "2/ 268".
3 الجواهر المضية "4/ 169"، والطبقات السنية رقم "843".(30/264)
حرف الصَّاد:
132- صالح بن محمد بن أَحْمَد بن أبي الفيَّاض العِجَليّ الدِّينَوَريّ:
أبو الفتح.
حدَّث في هذه السّنة بهَمَذَان عن: جدّه أبي أحمد الحسن بن إبراهيم بن أبي عمران، ومحمد بن أَحْمَد بن موسى الرّازيّ، وحمْد بن عبد اللَّه الْأصبهانيّ، وأبي العبَّاس البصير، وأبي بكر بن لال، وجماعة كثيرة.
قال شيروَيْه: لم يُقضَ لي السَّماع منه، وثنا عنه: الخطيب، وابن البصريّ، وأبو العلاء الحافظ.
حرف الطَّاء:
133- طُغرلبك بن ميكائيل بن سُلْجُوق بن دَقَّاقّ1:
السُّلطان الكبير رُكن الدّين أبو طالب، أول ملوك السَّلجُوقيّة.
وأصلهم من برِّ بُخَارَى، وهم من قومٍ لهم عدد وقوَّة وشوكة، كانوا لا يدخلون تحت طاعة سُلطان، وإذا قصدهم من لَا طاقة لهم به دخلوا المفاوز والبراري، وتحصّنوا بالرّمال، فلمَّا عبر السُّلطان محمود إلى ما وراء النّهر وجدَ زعيم السَّلْجُوقيّة قويّ الشّوكة، فاستماله وتألَّفه، وخدَعه حتّى أقدمه عليه، ثُمَّ قبض عليه، واستشار الأعيان في كبار أولئك، فأشار بعضهم بتفريقهم، وأشار آخرون بقطع هاماتهم ليبطُل رَمْيُهُم، ثُمَّ اتّفق الرّأي على تفريقهم في النَّواحي، ووضع الخراج عليهم، فدخلوا في الطَّاعة، وتهذَّبوا، وطمع فيهم النّاس وظلموهم، فانفصل منهم ألفا بيتٍ، ومضوا إلى كَرْمَان، وملكها يومئذٍ بهاء الدولة بْن عَضُد الدولة بن بُوَيْه، فأكرمهم، وتوفِّي عن قريب، وهذا بعد الأربعمائة. فخافوا من الدَّيْلَم فقصدوا أصبهان ونزلوا بظاهرها، وصاحبها علاء الدّولة بن كاكَوَيْه، فرِغَب في استخدامهم، فكتب إليه السُّلطان محمود بن سُبُكتِكين يأمره بحربهم، فاقتتل الفريقان، وقُتل بينهما عدد، فقصد الباقون أذربيجان.
__________
1 المنتظم "8/ 233، 234"، والكامل في التاريخ "10/ 26-28"، وسير أعلام النبلاء "18/ 107-111"، والبداية والنهاية "12/ 89".(30/265)
وانحاز الذين بخراسان إلى جبل خوارزم، فجرّد السُّلطان جيشًا، فتبعوهم في تلك المفاوز، وضايقوهم مُدَّة سنتين، ثُمّ قصدهم السُّلطان محمود بنفسه، ولم يزل حتَّى شتتهم، ثُمّ تُوُفّي، فقام بعده ابنه مسعود، فاحتاج إلى تكثير الجند، فكتب إلى الطائفة التي بأَذْرَبَيْجَان ليتوجّهوا إليه، فقَدِمَ عليه ألف فارس، فاستخدمهم ومضى بهم إلى خُراسان، فسألوه في أمر الباقين الّذين شتّتهم أبوه، فراسلهم وشرط عليهم الطَّاعة، فأجابوه إلى الطَّاعة، ورتَّبهُم كما رتبهم والده أوَّلًا.
ثم دخل مسعود بن محمود بلاد الهند لاضطراب أحوالها عليه، فحلَت للسَّلْجُوقيّة البلاد فعاثوا.
وجرى هذا كلُّه وطُغْرُلْبَك وأخوه داود ليسا معهم، بل في أرضهم بنواحي بُخَارَى، وجرت بين صاحب بُخارى وبينهم وقعة عظيمة، قُتل فيها خَلْقٌ كَثِيرٌ من الفريقين، ثُمّ كاتبوا مسعودًا وسألوه الأمان والاستخدام، فحبس رُسُلَهُم وجرَّد جيشّا لمواقعة مَنْ بخُراسان منهم، فالتقوه، وقُتِل منهم مقتلة كبيرة، ثُمّ إنّهم اعتذروا إلى مسعود، وبذلوا الطَّاعة لَهُ، وضمنوا له أخذ خوارزم من صاحبها، فطيَّب قلوبهم، وأطلق الرُّسُل، وأرسل إليهم زعيمهم الّذي اعتقله أبوه أوّلًا، فوصل طُغَرْلُبَك وداود إلى خُراسان في جيشٍ كبير، واجتمع الجميع.
وجرت لهم أمور طويلة إلى أن استظهروا وملكوا الريَّ في سنة تسع وعشرين وأربعمائة1، ثُمّ ملكوا نَيْسَابُور في سنة ثلاثين. وأخذ داود مدينة بلْخ وغيرها2، واقتسموا البلاد، وضعُف عنهم السّلطان مسعود، فتَحَيَّز إلى غَزْنة.
وكانوا في أوائل الأمر يخطبون له ويُدارونه حتَّى تمكَّنوا، ثُمّ راسلهم الخليفة، فكان رسوله إليهم قاضي القُضاة أبو الحسن الماوَرْدي.
ثُمَّ إنَّ طُغرلبك طوى الممالك، وملك العراق في سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة، وعَدَلَ في النَّاس.
وكان حليمًا كريمًا مُحافِظًا على الصَّلوات في جماعة، يصوم الخميس والاثنين، ويَعمر المساجد، ويُكثر الصدقات.
__________
1 انظر تاريخ البيهقي "579".
2 تاريخ البيهقي "601".(30/266)
وقد سيَّر الشَّريف ناصر بن إسماعيل رسولًا إلى مَلِكة الرّوم، فاستأذنها الشَّريفُ في الصَّلاة بجامع القُسْطَنْطِينّيّة جماعة، فأذِنَت له، فصلَّى وخطب للَأمام القائم، وكان رسول المُستنصِر خليفة مصر حاضرًا، فأنكر ذلك، وكان ذلك من أعظم الأسباب في فساد الحال بين المصريين والرُّوم.
ولمَّا تمهّدت البلاد لطُغْرُلْبَك سيَّر إلى الخليفة القائم يخطب ابنته، فشقَّ ذلك على الخليفة واستعفى، ثُمَّ لم يجد بُدًّا فزوَّجه بها. ثُمّ قدِم بغداد في سنة خمسٍ وخمسين، وأرسل يطلبها، وحمل مائة ألف دينار برسم نقْل جهازها، فعُمل العُرس في صَفَر بدار المملكة، وأُجلست على سرير مُلبَّس بالذَّهب، ودخل السُّلطان إليها فقبَّل الأرض بين يديها، ولم يكشف البرقُع عن وجهها إذ ذاك، وقدَّم لها تُحَفًا، وخَدَم وانصرف فرِحًا مسرورًا1، وبعث إليها بعُقدين فاخرين، وخُسرواني ذهب، وقطعة ياقوت كبيرة.
ثمّ دخل من الغد فقبَّل الأرض، وجلس مقابلها على سريرٍ ساعة، وخرج وبعث لها جواهر وفُرجيّة نسيج مُكلَّلَة باللُّؤْلؤ، ومخنقة منسوجة باللُّؤْلؤ، وفعل ذلك مرَّةً أخرى أو أكثر، والخليفة صابرٌ متألِّم، ولكنَّهُ لم يُمتَّع بعد ذلك، فإنَّهُ توفِّي بعد ذلك بأشهر في رمضان بالرّيّ، وعاش سبعين سنة.
وحُمل تابوته فدُفِنَ بمرو عند قبر أخيه داود، وقيل: بل دُفِنَ بالرّيّ.
وانتقل مُلْكُهُ إلى ابن أخيه ألْبِ أرسلان.
وأمَّا زوجته هذه فعاشت إلى سنة ست وتسعين وأربعمائة. هذا من "تاريخ شمس الدّين بن خلِّكان"2.
قلت: وأخوه داود هو جَغربيك.
وقد ذكر ابن السَّمعانيّ أنَّ السُّلطان مسعود بن محمود بن سُبُكتكين قصد بجيوشه طُغْرُلْبَك وجَغْربيك، فواقعهم في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، فانكسر بنواحي دندانقان، وتحيَّز إلى غَزْنة مُنْكَسِرًا3، وتملّك آل سَلْجوق البلاد وقسّموها، فصارت
__________
1 وفيات الأعيان "5/ 66، 67".
2 وفيات الأعيان "5/ 64-67".
3 زبدة التواريخ "45".(30/267)
مَرْو وسرْخَس وبلْخ إلى باب غَزْنة لجغربيك، وصارت نَيْسابور وخوارزم لطُغرلبك، ثمّ سار طُغرلبك إلى العراق وملك الرّيّ وأصبهان وغير ذلك.
وكان موصوفًا بالحلم والدّيانة، ولم يولَد لهُ ولد.
ومن كرمه أنَّ أخاه إبراهيم يَنَال أسر بعض ملوك الرُّوم لمّا حاربهم، فبذل في نفسه أموالًا، فامتنع وبعث به إلى طُغرلبك، فبعث نصر الدّولة صاحب ديار بكر يشفع في فكاكه، فبعثه إلى نصر الدّولة بغير فداء، فأرسل ملك الرّوم إلى طُغرلبك ما لم يُحمل مثله في الزَّمن القديم، وذلك ألف وخمسمائة ثوب من الثياب المفتخرة، وخمسمائة رأس، ومائتيّ ألف دينار، ومائة لَبِنَة فضّة، وثلاثمائة شَهْريّ، وألف عَنْزٍ بيض الشُّعُور، سُود القرون. وبعث إلى نصر الدّولة عشرة أُمَنَاء مِسك1.
مرَّ في الحوادث من أخبار طُغرلبك أيضًا.
حرف العين:
134- عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى بْن المدبّر2:
أبو الفضل الوزير.
تُوُفّي بمصر.
سمع: أبا محمد بن النّحّاس.
135- عبد الرّزاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب.
أَبُو طاهر الشّاهد الْأصبهانيّ.
سمع: أبا إسحاق بن خُرشيد قُولَه.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وغيره.
مات في المُحرَّم.
136- عبد الوهّاب بن محمد بن أَحْمَد:
أبو القاسم بن أبي عبد الله البقال الأصبهاني.
__________
1 الكامل في التاريخ "10/ 28".
2 أخبار مصر لابن ميسر "2/ 14".(30/268)
روى عن: أبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد أيضّا.
137- عطاء بن أَحْمَد بن جعفر:
أبو الحسن الهرويّ الكِسائي.
حدَّث في هذه السَّنة بِبُخَارى.
روى عن: عَبْد الرَّحمن بْن أَبِي شُريح، وأبي عمر بن مهديّ الفارِسِيّ.
138- عليّ بن الخَضِر بن سليمان بن سعيد السُّلَمِيّ1:
أبو الحسن الصُّوفيّ الورّاق الدّمشقيّ المحدِّث.
روى عن: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمَّام الرّازيّ، والحسين بن أبي كامل الأطرابلسي، وصَدَقة بن الدلم، وأبي الحسن بن جهضم، وخلق كثير.
روى عنه: علي بن أحمد بن زهير، والمشرف بن مُرَجّا، وعلي بن محمد بن شجاع، وسهل بن بشر، وعبد المنعم بن الغَمْر الكلابي، وجماعة.
وسمع منه أبو الحسن بن قُبيس الغساني، ولم يظهر سماعه منه إلا بعد موته.
قال ابن عساكر2: قال الكتّانيّ: صنَّفَ كُتُبًا كثيرة، وخلَّطَ تخليطًا عظيمًا، ولم يكن هذا الشَّأن من صنعته.
مات في جُمَادَى الآخرة، وروى أشياءً ليست له بسماعٍ ولا إجازة.
139- عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن محمد بن يوسف3:
أبو الحسن الأزْديّ المُهَلَّبِيّ القُرْطُبِيّ، ويُعرف بابن الأستِجيّ.
شيخٌ مُسنِد.
روى عن: أبي محمد بن أسد، وأبي عمر بن الجَسور، وأبي الوليد بن الفَرضي.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 126"، ولسان الميزان "4/ 227، 228".
2 في تاريخ دمشق "29/ 140".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 415".(30/269)
قال ابن خَزْرَج: كان نافِذًا في العلوم، قديم العناية بطلب العِلْم، شاعرًا مطبوعًا، بليغ اللسان، حَسَن الخطّ، صنَّفَ كُتُبًا كثيرة في غير فنّ.
وُلِدَ سنة 377، وتوفِّي في ذي القعدة.
وكان قد خرَّف قبل موته بيسير.
140- العلاء بن عبد الوهّاب بن أَحْمَد بن عبد الرّحمن بن سعيد بن حزم بن غالب الأموي1:
مولاهم الفارسي الأصل الأندلسي، أبو الخطّاب بن أبي المغيرة. وأحمد جده هو ابن عمّ الْإِمام أبي محمد بن حَزْم الظّاهريّ.
قال الحُمَيْديّ: كان من أهل العِلم والذّكاء والهِمَّة العالية في طلب العِلم. كتب بالَأندلُس فأكثر.
رحل إلى المشرق فاحتفل في الجمع والرّواية، ودخل بغداد.
وحدَّث عَن: أبي القاسم إبراهيم بن محمد الأُصيليّ، وعن: محمد بن الحسين الطَّفّال، وأبي العلاء بن سليمان المَعَرّيّ.
أخذ عنه: أبو بكر الخطيب وهو من شيوخه، وجعفر السّرّاج.
ومات عند وصوله إلى وطنه.
قال ابن الأكفانيّ: توفِّي سنة خمسٍ وخمسين.
وذكر ابن حَيَّان أنَّ أبا الخطَّاب هذا امتُحِنَ في رحلته بضروبٍ من المِحَن لم تُسمع لَأحدٍ قبله.
وجمع من الكُتُب ما لم يجمعه أحد.
قال: وتوفِّي بالمريَّة في شوَّال سنة أَرْبَعٍ وخمسين، ومولده سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
ومات شابًّا.
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "317"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "20/ 50".(30/270)
حرف الفاء:
141- فارس بن الحسن بن منصور1.
أبو الهيجاء البَلْخيّ، ثُمّ الدّمشقيّ.
صنَّف كتابًا في سيرة أمير الجيوش أنوشْتَكِين.
سمع منه: عبد العزيز الكتّانيّ شيئًا.
حرف الميم:
142- محمد بن إبراهيم بن موسى بن عبد السّلام2:
أبو عبد اللَّه شُقَّ الليل الأنصاريّ الطُّلَيِطُليّ.
سمع: أبا إسحاق بن شَنْظير، وصاحبه أبا جعفر بن ميمون، وأكثر عنهما.
وروى عن: أبي الحسن بن مصلح، والمنذر بن المنذر، وجماعة كثيرة.
وحجَّ فأدرك بمكَّة أبا الحسن بن فِراس العَبْقَسيّ، وعُبَيْد اللَّه السَّقطيّ، وابن جهضم، وكتب عنهم.
وبمصر عن: أبي محمد بن النَّحّاس، وعبد الغنيّ الحافظ، وابن ثرثال، وابن منير، وجماعة.
وكان فقيهًا إمامًا متكلِّمًا، عارفًا بمذهب مالك، حافظًا للحديث، متقنًا، بصيرًا بالرّجال والعِلَل، مليح الخط، جيّد المشاركة في الفنون، وكان نَحْويًّا شاعرًا مُجِيدًا، لُغَوِيًّا ديّنًا فاضلًا، كثير التَّصانيف، حُلْو العبارة.
توفِّي بطَلَبِيرة في منتصف شعبان -رحمه الله تعالى.
وولد في حدود الثمانين وثلاثمائة.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "20/ 250".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 539، 540"، وكشف الظنون "2/ 1452"، وسير أعلام النبلاء "18/ 129، 130".(30/271)
143- محمد بن بيان بن محمد1:
الفقيه الكازَرُونيّ الشّافعيّ.
سكن آمد، وتفقّه به جماعة، ورحل إليه الفقيه نصر المقدسيّ وتَفَقَّه عليه.
ثم قَدِمَ دمشق حاجًّا، فحدَّث بها، وحدَّث عن: أَحْمَد بن الحسين بن سهل بن خليفة البلديّ، والقاضي أبي عمر الهاشميّ، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه، وغيرهم.
روى عنه: الفقيه نصر، وإبراهيم بن فارس الأزديّ، وأبو غانم عبد الرزَّاق المعرّيّ، وعبد اللَّه بن الحسن بن النَّحّاس.
قال ابن عساكر2: حدَّثني ضبَّة بن أَحْمَد أنَّهُ لقيه وسمع منه.
قلت: وذكر ابن النّجار أنَّ أبا عليّ الفارِقيّ قرأ عليه القرآن، وأنّه توفِّي سنة 455.
144- محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد3:
أبو الفضل التميميّ البَغْداديّ، ابن عم رزق اللَّه.
سمع من: أبي طاهر المخلّص، وابن الصّلت، وجماعة.
قال الحُمَيْدِيّ: كذلك من رِزْق اللَّه بن عَبْد الوهاب ابن عمّه.
خرج إلى القيروان في أيَّام المُعزّ بن باديس، فدعاه إلى دولة بني العبَّاس، فاستجاب له.
ودخل الأندلس فحظي عند ملوكها بأدبه وعلمه.
وتوفِّي بطليطلة في شوال.
وقيل: كان يكذب.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "22/ 53"، وسير أعلام النبلاء "18/ 171، 172"، وكشف الظنون "1/ 1"، وهدية العارفين "2/ 71".
2 في تاريخ دمشق "27/ 219".
3 جذوة المقتبس للحميدي "73، 74".(30/272)
ولهُ شِعرٌ رائقٌ، فمنه:
أَيَنْفَعُ قَوْلِي أَنّني لَا أُحِبُّهُ ... ودَمْعِي بِمَا يُمْلِيهِ وجْدي يكتبُ
إذا قُلْتُ للواشين لَسْتُ بعاشقٍ ... يَقُولُ لَهُمْ فَيْضُ المَدَامِعِ يكذبُ
وله:
يا ذا الّذي خطَّ الْجَمَال بوجْهِهِ ... سَطْرَيْنِ هَاجَا لوْعة وَبَلابِلا
ما صَح عندي أنّ لحظَكَ صارمٌ ... حتّى لبستَ بعارِضَيْك حَمَائِلا
145- محمد بن محمد بن جعفر1:
العلَّامة أبو سعيد النَّاصحيّ النَّيسَابُوريّ.
أحد الأئِمّة الأعلام، ومن كِبار الشّافعيّة.
تفقَّه على أبي محمد الْجُوَيْنيّ، وسمع من: ابن مَحْمِش، وعبد اللَّه بن يوسف بن مامَوْيه.
ومات كهلًا. وكان عديم النَّظير علمًا وصلاحًا وورعًا.
146- محمد بن محمد بن حمدون2:
أبو بكر السُّلميّ النَّيْسَابوريّ.
سمع من: أبي عمرو بن حمدان، وهو آخر من حدَّث عنه.
وعن: أبي القاسم بِشر بن ياسين.
وسمع أيضًا من: أبي عَمْرو الفُراتيّ.
سمع منه الأكابر والَأصاغر.
قال عبد الغافر: كانوا يخرجون إلى قريته3، فيجمعون بين الفرجة والسَّماع منه. أنبا عنه والدي، وزاهر بن طاهر.
__________
1 المنتخب من السياق "63".
2 المنتخب من السياق "51، 52"، وسير أعلام النبلاء "18/ 98"، وشذرات الذهب "3/ 296".
3 وهي: بشتنقان.(30/273)
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ تَمِيمٌ الجُرجاني، وَغَيْرُهُمْ.
وَوَثَّقَهُ عَبْدُ الْغَافِرِ، وَقَالَ: توفِّي فِي ثانِي عَشَرَ الْمُحَرَّمِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ: أَنَا عَبْدُ الْمُعِزُّ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ: أَنَا زَاهِرُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدُونَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، أَنَا أبو يَعلى، أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ: "قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبْتُهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا لَهُ عَشْرَ حَسَنَات، إِلَى سَبْعِمَائَةِ ضِعفٍ، وَإِذَا همَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ أَكْتُبْهَا عَلَيْهِ، فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً" 1.
147- محمد بن المضفر بن عبد اللَّه بن المظفَّر بن نحرير2:
أبو الحسين البغداديّ الخِرقي الشّاعر المشهور، النَّديم.
صاحب النثر والمعاني البديعة، والغزل العذْب، والمدح والهجو، ولا يكاد يوجد ديوانه.
روى عنه من شعره: أبو منصور محمد بن أَحْمَد العُكبَري، وأبو زكريَّا التِّبْرِيزِيّ، وأبو الحسين المبارك بن الطُّيُوريّ، وشُجاع الذُّهلي، وأبو المعالي عثمان بن أبي عمامة، وغيرهم.
قال التِّبْرِيزيّ: أنشدنا ابن نحرير، وكان قد أنشد جلال الدَّولة بن بُوَيْه ثلاثة شُعَراء أحدهم أعمى، وابن نحرير أعور، فأعطى الأعمى صلةً، ولم يُعطِهِما شيئًا، فقال ابن نحرير:
خدمت جلال الدّولة بن بهاء ... وعلّقتُ أمالي به ورجائي
وكُنّا ثلاثًا من ثلاث قبائل ... من العُورِ والعميانِ والبُصَرَاءِ
فلم يحظَ منَّا كُلُّنا غيرُ واحدٍ ... كأنّ لَهُ فضلًا على الشعراء
__________
1 حديث صحيح، أخرجه مسلم "204/ 128" عن أبي هريرة، وأخرجه البخاري "6491" عن ابن عباس، وأحمد "1/ 310".
2 وفيَّات الأعيان "6/ 193، 194".(30/274)
فقالوا ضريرٌ وهو موضع رحمةٍ ... وثَمّ له قومٌ من الشُّفَعَاءِ
فقلت على التَّقْدير لي نصف ما به ... وإن أنصَفوا كنَّا من النُّظَرَاءِ
فإن يُعط للعُميان فالدّاء شاملٌ ... وإن يعط للَأشعارِ أين عطائي؟
وقال أبو منصور محمد بن أَحْمَد بن النَّقّور: أنشدني ابن نحرير لنفسه:
تولًّع بالعشق حتَّى عشق ... فلمَّا استقلَّ به لم يُطقْ
فحين رأى أَدْمُعًا تُسْتَهَلُّ ... وأبصر أحشاءه تحترقْ
تمنَّى الْإِفَاقَةَ مِنْ سُكْرِهِ ... فلم يستطعها ولمّا يفقْ
رأى لُجّةَ ظنّها موْجةً ... فلمَّا توسَّط فيها غرقْ
وقال أبو نصر عبد اللَّه بن عبد العزيز: أنشدنا ابن نحرير لنفسه:
ولْما انْتَبَه الوَصْلُ ... ونامت أعيُن الهَجْرِ
ووافقت ضَرة البَدْرِ ... وقد لَينها ضُرِّي
شَرِبْنَا الخَمْرَ مِنْ طَرفٍ ... ومن خدٍّ ومِنْ ثَغْرِ
وقُلْنَا قد صفا الدَّهْرُ ... وغابت أنجُمُ الغَدْرِ
دَهَتْنَا صَيْحَةُ الدِّيكِ ... ووافت غُرة الفجرِ
فقامت وهي لَا تدري ... إلى أين ولا أدري
فيا ليت الدُّجَى طال ... وكان الطُّولُ من عُمريّ
ومن شعره:
لساني كتومٌ لَأسراركم ... ولكنّ دمعي لسريّ مُذيع
فلولَا دموعي كتمتُ الهوى ... ولولَا الهوى لم تكُن لي دموع
كتمتُ جوى حبُّكم في الحَشَى ... ولم تدْر بالسِّرِ مِنِّي الضُّلوع
148- المُظفَّر بْن محمد بْن عليّ بْن إسماعيل بْن عَبْد الله بْن ميكال1:
__________
1 المنتخب من السياق "449".(30/275)
الَأمير أبو شجاع ابن الأمير أبي صالح النَّيْسَابوريّ.
من بيت الْإِمرة والحِشْمة، ترك الرِّئاسة ولبس المُرقَّعة وتصوَّف، ونظر في العِلم.
وسمع من: أَبِي الْحُسَيْن الخفّاف، ويحيى بْن إِسْمَاعِيل الحربي، وأبي بكر بن عَبْدُوس. وحدَّث.
توفِّي نصف رجب.
149- منصور بن إسماعيل بن أَحْمَد بن أبي قُرة1:
القاضي أبو المظفَّر الهَرَويّ، الفقيه الحنفيّ، قاضي هَرَاة وخطيبها ومُسْنِدها.
روى عن: أبي الفضل بن خميروَيْه، وأبي الحسن أَحْمَد بن عيسى الغَيزاني، وزاهر بن أَحْمَد السرخسي.
توفِّي في ذي القعدة عن قريب تسعين سنة.
وهو آخر من روى عن ابن خَميرُوَيْه.
وهذا الغَيزاني روى عن: أبي سعد يحيى بن منصور الهَرَوِيّ، وتوفِّي سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
حرف الهاء:
150- هارون بن طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن ماهلة:
أبو محمد الهمداني الأمين.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وابن بشار، وابن تركان. وعن: صالح بن أحمد الحافظ بالإجازة.
قال شيروَيْه: صدوق ثقة.
توفِّي في ذي الحجة.
قلت: هو آخر من روى عن صالح.
__________
1 النجوم الزاهرة "5/ 74".(30/276)
حرف الياء:
151- يحيى بن زيد بْن يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عيسى بن الشّهيد زيد بن عليّ بن الشّهيد الحسين، سِبط رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1:
أَبُو الحُسَيْن الحُسَيْنيّ الزَّيدي، قاضي دمشق.
روى عن: أبي عبد اللَّه بن أبي كامل، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر الخطيب، وأبو طاهر الحِنّائيّ، وأبو الحسن بن الموازيني.
قال الكتّانيّ: توفِّي الشريف معتمد الدَّولة ذو الجلالتين في ذي الحجّة، وهو يومئِذٍ ناظر أموال العساكر بدمشق -رحمه الله تعالى.
وفيَّات سنة ست وخمسين وأربعمائة:
حرف الألِف:
152- أَحْمَد بن عبد الواحد بن الحسن بن عيسى:
أبو نعيم السُّكّريّ. فِي جُمَادَى الأُولى.
153- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بن ديزكة2:
أبو الطَّيّب الْأصبهانيّ التَّاجر، الرجل الصالح.
سمع: أبا بكر المقري.
روى عنه: الحداد، وغيره.
أرّخه ابن مَنْدَهْ.
حرف الحاء:
154- الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحمن بْن الخصيب:
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "27/ 261".
2 التقييد لابن النقطة "172، 173".(30/277)
أبو عليّ الكرَّانيّ الْأصبهانيّ.
155- الحسن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد1:
الحافظ أبو الوليد البَلْخيّ الدَرْبَنْدِيّ.
روى عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن أَحْمَد، وغُنْجار، وأبي الحسين بن بِشْران، وعبد الرّحمن بن أبي نصر التّميميّ الدّمشقيّ، وأبي القاسم بن ياسر الجَويري، وأبي عيسى بن شاذان، وأبي القاسم الحُرفي، وخلقٌ كثير.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعيد العزيز الكتّانيّ، وهما أقدم طلبًا منه، وأبو عليّ الحدَّاد، وطاهر النَّحّاميّ، والفرّاويّ، وعبد المنعم بن القُشَيْريّ، وآخرون.
وتوفِّي بسَمَرْقنَدْ في رمضان.
أخبرنا أَحْمَدَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَوْح: أنا زاهر، أنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن عليّ، أنا أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباريّ، ثنا محمد بن أحمد بن المسور، ثنا المقدام بن داود بن عيسى، فذكر حديثًا2.
قال ابن النَّجّار: كان رديء الخط، ولم يكن لهُ كبير معرفة، غير أنّهُ مُكثِر، واسع الرِّحلة، صدوق.
سمع ببَلْخ عليِّ بن أَحْمَد الخُزاعي، وبِنَيْسَابُور يحيى بن المُزكِّيّ، والحِيري، وبهراة أبا منصور الأَزْدِيّ، وبأصبهان، وهَمَدَان، والَأهواز.
156- الحسين بن أَحْمَد بن علي:
أبو عبد اللَّه الأَبْهريّ الشّافعيّ.
حدَّث في هذا العام بهمدان عن: حمْد بن عبد اللَّه، وأحمد بن محمد البصير، والحسين بن الحسن النعماني، وأبي الحسن السامري، وأبي أحمد الفَرضي، وأبي بكر لال، وجماعة.
قال شيرويه: كان فقيها فاضلا صدوقا، روى عنه أحمد عمر البيع، وكهولنا.
__________
1 معجم البلدان "2/ 449"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1155، 1156"، وسير أعلام النبلاء "18/ 297، 298".
2 انظر سير أعلام النبلاء "18/ 298".(30/278)
157- الحسين بن أحمد بن الحسين بن حي التُّجَيْبي القرطبي:
أخذ علم العدد والهندسة عن محمد بن عمر بن برغوث، وصنَّف زيجًا مُختَصرًا، ولحق باليمن، وتقدَّم عند أميرها، ونفذه رسولًا إلى العراق.
158- حَيْدَرَة بن مَنْزُو بن النُّعمان1:
الَأمير أبو المُعلَّى الكُتامي المغربيّ.
ولي إمرة دمشق بعد هروب أمير الجيوش عنها، فوصلها في سنة ستٍّ وخمسين، ثُمّ عُزل بعد شهرين بالَأمير دُرّي المستنصريّ.
حرف السّين:
159- سِراج بن عبد اللَّه بن محمد بن سراج2:
أبو القاسم الأمويّ، مولاهم الأندلُسِيّ، قاضي الجماعة بقُرْطُبَة.
سمع من أبي محمد الأصيليّ "صحيح بخاري" بفَوْتٍ يسير إجازة له.
وسمع من: أبي عبد محمد بن زكريّا بن برطال، وأبي محمد بن سَلَمَة، وأبي المطرّف عبد الرّحمن بن فُطيس، وغيرهم.
وولي القضاء في سنة ثمانٍ وأربعين، وإلى أن توفِّي، فلم تُنع عليه سقطة، ولا حُفظت له زلَّة.
وكان فقيهًا صالحًا حليمًا على منهاج السَّلَف.
توفِّي في شوَّال عن ستٍّ وثمانين سنة.
حمل عنه جماعة من العلماء.
حرف العين:
160- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الذهبي3:
__________
1 أمراء دمشق في الإسلام "28"، واتعاظ الحنفا "2/ 270".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 226، 227"، وسير أعلام النبلاء "18/ 178، 179".
3 تاريخ حلب للعظيمي، بتحقيق زعرور "346".(30/279)
الَأَزْديّ الأندلُسيّ، الطّبيب الفيلسوف. كان كلِفًا بالكيمياء، مجتهدًا في طلبها.
وصنَّفَ مقالةً في أنَّ الماء لَا يعدو.
توفِّي ببلْنِسية في جُمَادى الآخرة.
161- عبد اللَّه بن موسى بن سعيد الأنصاريّ1:
أبو محمد الطُّلَيْطُليّ، ويُعرف بالشّارِقيّ.
سمع بقرطبة من: يونس بن عبد اللَّه، وأبي محمد بن دحّون، وأبي عمر الطَّلَمَنْكيّ، وجماعة كثيرة.
وحجَّ وسَمِعَ ورجع إلى وطنه.
وكان زاهدًا عابدًا رافضًا للدُّنيا، يجلس للناس ويُذكِّرهم ويأمُرهم بالمعروف، ويُعلّمهم، ويتواضع لهم، ويصبر على أخلاقهم، ويقنع باليسير من السّترة والقوت.
توفِّي في شوَّال.
162- عبد الجبَّار بن فاخر بن مُعَاذ:
أبو المعالي السِّجْزي.
توفِّي في شعبان.
163- عبد العزيز بن أَحْمَد2:
شمس الأئِمّة الحلْوائي أبو مُحَمَّد، مفتي بُخَارى وعالمها.
تفقَّه على القاضي أبي عليّ الحُسَيْن بن الخضر النَّسَفيّ.
وحدَّث عن: عبد الرَّحمن بن الحُسين الكاتب، وأبي سهل أَحْمَد بن محمد بن مكِّي الأَنْماطيّ، وطائفة من شيوخ بُخَارى.
تفقّه عليه، وسمع منه أئِمّة، منهم: شمس الأئِمّة أبو بكر محمد بن أبي سهل السَّرْخَسيّ، وفخر الْإِسلام عليّ، وصدر الْإِسلام أبو اليُسر محمد ابنا محمد بن الحُسَيْن البزْدَوي، والقاضي جمال الدّين أبو نصر أَحْمَد بن عبد الرّحمن، وشمس
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 277-279".
2 "الأنساب 4/ 194"، وسير أعلام النبلاء "18/ 177، 178".(30/280)
الأئِمّة أبو بكر محمد بن عليّ الزَّرَنْجَرِيّ، وآخرون سمَّاهم أبو العلاء الفَرضي، ثم قال: مات بِبُخارى في شعبان سنة ستٍّ، ودُفِنَ بمقبرة الصُّدور.
وقد ذكره السّمعانيّ في كتاب "الأنساب"1 فقال: عبد العزيز بن أَحْمَد بن نصر بن صالح، شمس الأئمّة البخاريّ الحَلْوائيّ -بفتح الحاء- إمام أهل الرأي ببخارى في وقته.
حدَّث عن: غُنجار، وصالح بن محمد، وأبي سهل أحمد بن محمد الأنماطي.
توفِّي بكش، حُمل إلى بخارى سنة ثمانٍ أو تسعٍ وأربعين.
وذكره النخشبي في "معجمه" فقال: شيخ عالم بأنواع العلوم، معظم للحديث، غير أنّهُ يتساهل في الرّواية2.
مات في شعبان سنة 52.
قلت: سنة ستٍّ أصحّ، فإنّه بخط شيخنا الفَرضي.
164- عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم الحافظ3: النخْشبي4، ونخْشب هي نَسَف.
سمع: جعفر بن محمد المستغفريّ، وأبا طالب بن غَيْلان، وأبا طاهر بن عبد الرَّحيم، وجماعة كثيرة بأصبهان، ودمشق، وبغداد، وخُراسان.
روى عنه: أبو القَاسِم بْن أبي العلاء، وسهْل بْن بِشر الدّمشقيّان، وجماعة.
وكان من كبار الحُفّاظ، خرج لجماعة وتوفِّي كهلًا، ولم يَرْوِ إِلَّا اليسير.
ودخل أصبهان سنة ثلاثٍ وثلاثين فسمع من: أصحاب الطَّبراني.
وسمع من: أبي الفرج الطَّناجِيريّ، ومحمد بن الحسين الحرّاني، وأبي منصور السوّاق، والصوري.
__________
1 الأنساب "3/ 193، 194".
2 الأنساب "4/ 194".
3 معجم البلدان "1/ 175"، والعبر "3/ 237"، وسير أعلام النبلاء "18/ 267، 268"، وشذرات الذهب "3/ 297".
4 النخشي: نسبة إلى نخشب، وهي بلدة من بلاد ما وراء النهر. "الأنساب "12/ 59".(30/281)
وانتقى على القاضي أبي يَعلى خمسة أجزاء.
وقال يحيى بن مَنْدَهْ: كان واحد زمانه في الحفظ والْإِتقان، لم نر مثله في الحفْظ في عصرنا، دقيق الخط، سريع الكتابة والقراءة، حسن الأخلاق1.
توفِّي بنَخْشَب سنة سبعٍ وخمسين.
وقال ابن عساكر2: تُوُفِّي سَنَة سِتٍّ وخَمْسين بِنَخْشَب، وقيل: بِسَمَرْقَند.
وقال ابن السَّمعانيّ: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن عبد العزيز النَّخْشَبيّ، فجعل يُعظِّمهُ ويُعظِّم أمره جدًّا، ويقول: ذاك النَّخْشَبيّ، ذاك النَّخْشَبيّ، وكان كبيرًا حافظًا، رحل الكثير3.
165- عبد الكريم بن محمد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن سَبَنك:
أبو الفضل البَجَليّ.
سمع جدَّهُ وابن الصَّلْت، وعنه ابن بدران الحلْواني، وابن كادش.
وكان من علماء الشَّافعيَّة.
توفِّي في ربيع الْأَوَّل.
166- عَبْد الواحد بن عَليّ بن بَرْهان4:
العُكْبري النُّحْويّ أبو القاسم.
بقية الشّيوخ العالِمين بالعربية والكلام والَأنساب.
سمع: أبا عبد اللَّه بن بطَّة، إِلَّا أنَّهُ لم يروِ شيئًا عنه. قاله الخطيب5.
وقال: كان مُضْطلِعًا بعلوم كثيرة، منها: النَّحو، واللغة، والنسب، وأيام العرب، والمتقدمين، وله أنسٌ شديد بعلْم الحديث.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1157"، وسير أعلام النبلاء "18/ 268".
2 في تاريخ دمشق "24/ 259".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 1156"، وسير أعلام النبلاء "18/ 267".
4 تاريخ بغداد "11/ 17"، والكامل في التاريخ "10/ 42"، وسير أعلام النبلاء "18/ 124-127"، والبداية والنهاية "12/ 92".
5 في تاريخ بغداد "11/ 17".(30/282)
وقال ابن ماكولا1: ابن برهان من أصحاب ابن بطَّة، سمع منه حديثًا كثيرًا، وأخبرني أبو محمد بن التَّميميّ أنّ أصل ابن بطَّة "بمعجم البَغَويّ" وقع عنده، وفيه سماع ابن بَرْهان، وأنَّهُ قرأهُ عليه لولديه.
قال ابن ماكولا2: ذهب بموته عِلم العربيّة من بغداد، وكان أحد من يعرف الأنساب، ولم أرَ مثله، وكان فقيهًا حنفيًّا قرأ الفِقه، وأخذ الكلام عن أبي الحسين البَصْريّ، وتقدَّم فيه، وصار صاحب اختيار في عِلم الكلام.
وقال ابن الأثير3: له اختيار في الفقه، وكان يمشي في الأسواق مكشوف الرَّأس، ولا يقبل من أحدٍ شيئًا، مات في جُمَادَى الآخرة، وقد جاوز الثَّمانين، وكان يميل إلى مذهب مرجئة المُعتَزَلة، ويعتقِد أنَّ الكُفّار لَا يخلَّدون في النّار4.
قال ياقوت الحمويّ في "تاريخ الأُدَباء"5: نقلت من خط عبد الرّحيم بن النّفيس بن وهْبان قال: نقلت من خط أبي بكر محمد بن منصور السَّمعانيّ: سمعت المبارك بن عبد الجبَّار الصّيرفيّ: سمعت أبا القاسم بن بَرهان يقول: دخلتُ على الشَّريف المرَتَضَى في مرضِهِ، فإذا قد حوَّل إلى الحائط، فسمعته يقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واستُرحِمَا فرَحِمَا، أفأنا أقول: ارتدّا بعد أن أسلما؟ قال: فقمت وخرجت، فما بلغت عَتَبة الباب حتَّى سمعت الزَّعقة عليه.
167- عبد الواحد بن محمد بن مَوْهَب6:
أبو شاكر التجَيْبي القَبْري، ثُمّ القُرْطُبيّ.
نزيل بَلَنسية.
سمع من: أبي محمد الأصيلي، وأبي حفصٍ بن نابل، وأبي عمر بن أبي الحُباب، وغيرهم.
__________
1 في الإكمال "1/ 246، 247".
2 في الإكمال "1/ 247".
3 في الكامل "10/ 42".
4 تاريخ ابن الوردي "1/ 371".
5 الاسم بالمشهور "معجم الأدباء".
6 الصلة لابن بشكوال "2/ 384، 385"، وسير أعلام النبلاء "18/ 179، 180".(30/283)
وكتب إليه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسيّ بالْإِجازة. ولي القضاء والخطبة ببلَنْسية.
قال فيه الحُميدي1: فقيه مُحَدِّث، أديب خطيب، شاعر.
ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وتُوُفِّي في ربيع الآخر.
قلت: وأظُنُّه آخر من حدَّث عن ابن أبي زيْد.
كتب عنه: أبو عليّ الغسَّانيّ، وغيره.
وهو خال أبي الوليد الباجيّ، وقد سكن أيضًا شاطبة مُدَّة.
ولهُ شِعرٌ رائق، فمنه:
يا رَوْضَتي ورِيَاضُ النَّاس مجدِبة ... وكوكبي وظلامُ اللّْيِلِ قد ركدا
إن كان صرْف اللَّيالي عنكِ أبعدني ... فإن شَوْقي وحُزني عنكِ ما بُعدا
وكان أبوه قد ارتحل وتفقَّه على ابن أبي زيد، والقابسي، هو الّذي أخذ الْإِجازة منهما لولده أبي شاكر هذا.
168- عليّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حزْم2 بْن غالب بن صالح بن خَلَف بن مَعْدَان بن سُفْيان بن يزيد:
مولى يزيد بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ الأمويّ، الفارسيّ الأصل، ثمّ الأندلسيّ القُرْطُبيّ.
الْإِمام أبو محمد.
وجدُّه خَلَف أوَّل من دخل الأندلس.
وُلد أبو محمد بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
وسمع من: أبي عمر أَحْمَد بن الجَسور، ويحيى بن مسعود، ويونس بن عبد اللَّه القاضي، وضُمام بن أَحْمَد القاضي، ومحمد بن سعيد بن نبات، وعبد الله بن ربيع
__________
1 في جذوة المقتبس "290".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 415-417"، وسير أعلام النبلاء "18/ 184-212"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1146-1155"، والبداية والنهاية "12/ 91، 92".(30/284)
التَّميميّ، وعبد اللَّه بن محمد بن عثمان، وأبي عمر أَحْمَد بن محمد الطلمَنْكي، وعبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن خالد، وعبد اللَّه بن يوسف بن ناميّ، وجماعة.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الحُميدي، وابنه أبو رافع الفضل، وجماعة.
وروى عنه بالْإِجازة: أبو الحسن شُريح بن محمد، وغيره.
وأول سماعه من ابن الجَسور في حدود سنة أربعمائة1.
وكان إليه المنتهى في الذَّكاء والحِفظ وكثرة العِلم، كان شافعيِّ المذهب، ثم انتقل إلى نفي القياس والقول بالظَّاهِر، وكان متفنِّنًا في علوم جمَّة، عاملًا بعلمه، زاهدًا بعد الرِّئاسة الّتي كانت لَأبيه، وله من الوزارة وتدبير المُلك.
جمع من الكُتُب شيئًا، ولا سيِّما كُتُب الحديث.
وصنّف في فقه الحديث كتابًا سمّاه "الْإِيصال إلى فهْم كتاب الخِصال الجامعة مُجمل شرائع الْإِسلام في الواجب والحلال والحرام والسُّنَّة والْإِجماع"، أورد فيه قول الصَّحابة فَمَن بعدهم في الفِقْه، والحُجَّة لكل قول، وهو كتاب كبير2.
وله كتاب "الْإِحكام لَأصول الأحكام" في غاية التَّقَصّي.
وكتاب "الفِصَل في المِلل والنِّحَل".
وكتاب "إظهار تبديل اليهود والنَّصارى للتوراة والإنجيل وبيان تناقض ما بأيديهم مما لا يحتمله التّأويل"، وهو كتاب لم يُسبق إليه في الحُسن.
وكتاب "المُجلّى في الفِقْه" مُجَلَّد.
وكتاب "المُحلَّى في شرح المجلَّى" في ثمانية أسفار في غاية التَّقصّي.
وله كتاب "التّقريب لحدِّ المنطق والمدخل إليه" بالَألفاظ العامّية والَأمثلة الفقهيّة.
وكان شيخه في المنطق محمد بن الحسن المَذحِجي3 القرطبي المعروف بابن
__________
1 جذوة المقتبس "308".
2 في خمسة عشر ألف ورقة. "سير أعلام النبلاء 18/ 193".
3 المذحجي: نسبة إلى مذحج، وهي قبيلة من اليمن "الأنساب 11/ 212".(30/285)
الكتاني1، وكان شاعرًا طبيبًا، مات بعد الأربعمائة2.
قال الغزالي -رحمه اللَّه: قد وجدت في أسماء اللَّه كتابًا ألَّفه أبو محمد بن حزم الأندلُسيّ يدل على عِظم حِفظه وسَيَلان ذِهْنِه3.
وقال أبو القاسم صاعد بن أَحْمَد: كان ابن حزمٍ أجمع أهل الأندلُس قاطِبة لعلوم الْإِسلام، وأوسعهم معرفة مع توسُّعُه في علم اللِّسان، ووفور حظّه من البلاغة والشِّعر، والمعرفة بالسّير والَأخبار. أخبرني ابنه الفضل أنَّهُ اجتمع عنده بخط أبيه محمد من تأليفه نحو أربعمائة مُجَلَّد، تشتمل على قريبٍ من ثمانين ألف ورقة4.
وقال الحُمَيْدِيّ5: كان ابن حَزْم حافِظًا للحديث وفِقْهِهِ، مُسْتَنْبِطًا للَأحكام من الكِتاب والسُّنَّة، متفنِّنًا في علوم جمَّة، عاملًا بعلمه. وما رأينا مثله فيما اجتمع له مع الذّكاء، وسُرْعة الحِفْظ، وكَرَم النَّفس والتَّديُّن، وكان لهُ في الآداب والشِّعر نَفَس واسِع، وباعٌ طويل، وما رأيت من يقول الشِّعر على البديه أسرع منه. وشِعره كثير، جمعته على حروف المُعْجَم.
وقال أبو القاسم صاعد: كان أبوه أبو عمر من وزراء المنصور محمد بن أبي عامر، مدبِّر دولة المؤيّد باللَّه بن المُستنصِر، ثم وزر للمُظفّر بن المنصور، ووزر أبو محمد للمستظهر باللَّه عبد الرّحمن بن هشام، ثمّ نبذ هذه الطّريقة، وأقبل على العلوم الشَّرعيّة، وعُني بعلم المنطق، وبرع فيه، ثمّ أعرض عنه وأقبل على علوم الْإِسلام حتّى نال من ذلك ما لم ينله أحد بالَأندلس قبله6.
وقد حط أبو بكر بن العربيّ في كتاب "القواصم والعواصم" على الظّاهريّة فقال: هي أُمَّة سخيفة، تسوَّرَت على مرتبةٍ ليست لها، وتكلَّمَت بكلامٍ لم تفهمه، تلقَّفوه من أخوانهم الخوارج حين حكِّم عليٌّ يوم صفّين، فقال: لَا حُكم إِلَّا لِلَّه، وكانت أول بدعة لقيت في رحلتي القول بالباطن، فلمّا عُدت وَجَدتُ القَوُل بالظاهر قد ملَأ به
__________
1 جذوة المقتبس "45"، والوافي بالوفيات "2/ 348".
2 وفيَّات الأعيان "3/ 426".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 117"، وسير أعلام النبلاء "18/ 187"، ولسان الميزان "4/ 201".
4 الصلة "2/ 416"، وسير أعلام النبلاء "18/ 187"، ولسان الميزان "4/ 199".
5 في الجذوة "308، 309".
6 معجم الأدباء "12/ 237، 238".(30/286)
المغرب سخيفٌ كان من بادية أشبيليّة يُعرف بابن حزم، نشأ وتعلَّق بمذهب الشّافعيّ، ثم انتسب إلى داود، ثم خلع الكُل، واستقلَّ بنفسه، وزعم أنه إمام الأمة، يضع ويرفع، ويحكُم ويُشرّع، ينسب إلى دين اللَّه ما ليس فيه، ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيرًا للقلوب عنهم، وخرج عن طريق المشبَّهة في ذات اللَّه وصفاته، فجاء فيه بطَوامٍّ، واتَّفق كونه بين قومٍ لَا بصر لهم إِلَّا بالمسائل، فإذا طالبهم بالدّليل كاعوا1، فتضاحك2 مع أصحابه منهم، وعضَّدتهُ الرِّئاسة بما كان عنده من أدب، وبشُبَهٍ كان يَورِدُها على الملوك، فكانوا يحملونه ويَحْمُونَهُ بما كان يُلقي إليهم من شُبَه البِدَع والشرع، وفي حين عودي من الرِّحلة ألفيتُ حضرتي منهم طافحة، ونار ضلالهم لافحة، فقاسيتهم مع غير أقران، وفي عدم أنصارٍ، إلى حسادٍ يطأون عَقِبي، تارةً تذهب لهم نفسي، وأخرى ينكسر لهم ضرسي، وأنا ما بين إعراضٍ عنهم، أو تشغيبٍ بهم، وقد جاءني رجلٌ بجزءٍ لابن حزم سماه " نكل الْإِسلام"، فيه دواهي، فجرَّدتُ عليه نواهي، وجاءني آخر برسالة في اعتقاد، فنقضتها برسالة "الغُرّة"، والَأمر أفحش من أن يُنقض. يقولون: لَا قول إِلَّا ما قال اللَّه، فإنَّ اللَّه لم يأمُر بالاقتداءِ بأحدٍ، ولا بالاهتداء بهدْي بشر، فيجب أن تتحقق أنه ليس بهم دليل، إنَّما هي سخافَةُ في تهويل، فأوصيكم بوصيّتين: أنْ لَا تستدِلّوا عليهم، وأن تطالبوهم بالدّليل، فإنّ المُبتَدِع إذا استدللت عليه شَغّب عليك، وإذا طالبته بالدَّليل لم يجد إليهِ سبيلا.
فأمَّا قولهم: لَا قول إِلَّا ما قال اللَّه، فحق، ولكن أرِني ما قال اللَّه. وأمَّا قولهم: لَا حُكم إِلَّا للَّه، فغير مُسَلَّمٍ على الْإِطلاق، بل من حُكْم اللَّه أن يجعل الحُكْمَ لغيره فيما قاله وأخبر به. صحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "وَإِذَا حاصرْت أَهْلَ حصنٍ فَلَا تُنزلهم عَلَى حُكْمِ اللَّه، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا حُكْمُ اللَّه، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حْكُمِكَ" 3.
وَصَحَّ أَنَّهُ قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وسنة الخلفاء "4 الحديث.
__________
1 كاعوا: جبنوا.
2 في سير أعلام النبلاء "18/ 189" "فيتضاحك".
3 حديث صحيح، أخرجه مسلم "1731"، وأبو داود "26112".
4 حديث صحيح، أخرجه أحمد "4/ 127"، وأبو داود "4607"، والترمذي "2676"، وابن ماجه "43"، والدارمي "1/ 44"، وصحَّحه الألباني في السنن.(30/287)
قال اليسع بن حزم الغافقي، وذكر أبا محمد بن حزم فقال: أمَّا محفوظه فبحرٌ عُجاج، وماءٌ ثجاج، يخرج من بحره مَرْجان الحِكَم، وينبت بثَجّاجه أَلْفَافُ النِّعم في رياض الهِمم، لقد حفظ علوم المُسلمين، وأُربي على أهل كل دين، وألَّف "المِلل والنِّحل". وكان في صباه يَلْبس الحرير، ولا يرضى من المكانة إِلَّا بالسّرير، أنشد المُعتمد فأجاد، وقصد بَلَنسية وفيها المظفّر أحد الأطواد.
حدثني عنه عمر بن واجب قال: بينما نحن عند أبي بِبَلَنْسِيَة، وهو يُدرِّس المذهب، إذا بأبي محمد بن حَزْم يَسْمَعُنا، ويتعجَّب ثُمّ سأل الحاضرين عن سؤال من القدريّة جُووِب عليه، فاعترض فيه، فقال لهُ بعض الحُضّار: هذا العلم ليس من مُنْتَحَلاتِك، فقام وقعد، ودخل منزله فعكف، وكَفَ منه وابلٌ فما كَفَّ. وما كان بعد أشْهُرٍ قريبة حتَّى قصدنا إلى ذلك الموضِع، فناظر أحسن مُناظرةً قال فيها: أنا أتبع الحقّ وأجتهِد، ولا أتقيَّد بمذهبٍ1.
وقال الشّيخ عزّ الدّين بن عبد السَّلام: ما رأيتُ في كُتُب الْإِسلام في العِلم مثل "المجلّى" لابن حَزم، و"المغني" للشّيخ الموفَّق2.
قلت: وقد امتُحن ابن حزم وشرّد عن وطنه، وجرت له أمور، وتعصَّب عليه المالكيَّة لطول لسانه ووقوعه في الفقهاء الكبار، وجرى بينه وبين أبي الوليد الباجيّ مُنَاظرات يطول شَرْحها.
ونفرت عنهُ قلوب من النَّاس لحطِّه على أئِمَّتِهم، وتخطئته لهم بأفجّ عبارة، وأقطّ محاورة.
وعملوا عليه عند ملوك الأندلس، وحذّروهم منه ومن غائلته، فأقْصته الدّولة وشرّدتهُ عن بلاده، حتى انتهى إلى بادية لَبلة، فتوفِّي بها في شعبان ليومين بقيا منه.
وقيل: توفِّي في قَرْيةٍ له.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 190، 191"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1148"، ولسان الميزان "4/ 199".
2 في سير أعلام النبلاء "المحلى".
3 هو الإمام أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قدامة المقدسي الدمشقي المتوفَّى سنة 620هـ.
4 لبلة: قصبة كورة بالأنلدس. "معجم البلدان 5/ 10".(30/288)
قال أبو العبَّاس بن العَرِيف1: كان يُقال: لِسَان ابن حَزْم وسَيْفُ الحَجَّاج شقيقان2.
وقال أبو الخطَّاب بن دِحْيَة: كان ابن حَزْم قد بَرَص من أكل اللُّبَان، وأصابتهُ زَمَانَة، وعاش -رحمه اللَّه- اثنتين وسبعين سنة إِلَّا شهرًا3.
قال أبو بكر محمد بن طرخان بن بُلْتِكين: قال لي الْإِمام أبو محمد عبد الله بن محمد العربي: توفِّي أبو محمد ابن حَزْم بقريته، وهي على خليج البحر الأعظم، في جُمَادَى الأولى سنة سبعٍ وخمسين.
وقال أبو محمد بن العربيّ: أخبرني أبو محمد بن حزم أنَّ سبب تعلُّمُه الفِقه أنَّهُ شهِد جنازة، فدخل المسجد، فجلس ولم يركع، فقال له رجل: قم صلِّ تحيَّة المسجد، وكان قد بلغ سِتًّا وعشرين سنة.
قال: فقمت فركعت، فلمَّا رجعنا من الصَّلاة على الجنازة ودخلت المسجد بادرت بالركوع، فقيل لي: اجلس اجلس، ليس ذا وقت صلاة -يعني: بعد العصر، فانصرفت وقد خُزيت.
وقلت للَأُستاذ الّذي ربَّاني: دُلَّني على دار الفقيه أبي عبد اللَّه بن دحّون، فقصدته وأعلمته بما جرى عَلَيّ، فدلّني على "موطأ" مالك، فبدأتُ عليه قراءة من ثاني يوم، ثُمّ تتابعت قراءتي عليه وعلى غيره نحو ثلاثة أعوام، وبدأتُ المُناظرة.
ثم قال ابن العربيّ: صحِبْتُ ابن حَزْم سبعَةَ أعوام، وسمعتُ منه جُمَيْع مُصَنَّفاته، سوى المجلَّد الأخير من كتاب "الفِصَل"، وهو سِتّ مُجلَّدات، وقرأنا عليه من كتاب "الْإِيصال" أربع مُجلَّدات في سنة ستٍّ وخمسين، وهو أربعة وعشرون مُجلَّدًا، ولي منه إجازة غير مرَّة4.
وقال أبو مروان بن حيَّان: توفِّي سنة ست وخمسين وأربعمائة.
__________
1 هو: أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الصنهاجي الأندلسي المتوفَّى سنة 536هـ.
2 وفيَّات الأعيان "1/ 169".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 1150"، وسير أعلام النبلاء "18/ 198".
4 معجم الأدباء "12/ 240-243"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1150، 1151"، وسير أعلام النبلاء "18/ 199"، ولسان الميزان "4/ 199".(30/289)
ثم قال: كان -رحمه اللَّه- حامل فنون من حديثٍ وفِقْهٍ وجَدَلٍ ونَسَبٍ، وما يتعلَّق بأذيال الأدب، مع المُشاركة في أنواع التّعليم القديمة من المنطِق والفلسفة.
ولهُ كُتُب كثيرة لم يخلُ فيها من غَلطٍ لجُرأته في التسوّر على الفنون، لا سيما المنطِق، فإنَّهم زعموا أنَّهُ زلَّ هُناك، وضلَّ في سلوك تلك المسائل، وخالف أرسُطْوطاليس واضعَه مخالفة مَنْ لم يَفْهَم غَرَضَه، ولا أرتاض، ومال أوّلًا إلى النظر على رأي الشّافعيّ، وناضل عن مذهبه حتَّى وُسم بِهِ، فاستُهدف بذلك لكثير من الفُقَهاء، وعِيب بالشُّذُوذ، ثم عدَل إلى قول أصحاب الظّاهر، فنقَّحه وجادل عنه، وثَبُتَ عليه إلى أن مات.
وكان يحمل علمه هذا، ويُجادل مَنْ خَالَفَهُ على استرسالٍ في طباعه، وبذْل لَأسراره، واستنادٍ إلى العهد الّذي أخذه اللَّه تعالى على العُلماء {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187] ، فلم يكُ يلطف صَدْعَه بما عنده بتعريض ولا بتدريج، بل يصَكُّ به معارضة صكَّ الجَندل، ويُنْشِقهُ إنشاق الخردل، فتنفر عنه القلوب، وتوقع به النّدوب، حتى استُهدِف إلى فقهاء وقته، فتمالئوا عليه، وأجمعوا على قتلِه، وشنَّعوا عليه، وحذَّروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامَّهم عن الدُّنُو منه، فطَفِقَ المُلوك يُقصونه عن قُرْبِهم، ويسيِّرونه عن بلادهم، إلى أن انتهوا به منقطع أثره بلده من بادية لَبلة، وهو في ذلك غفير مرتدعٍ ولا راجع، يبثُّ علمه فيمن ينتابه من بادية بلده من عامَّة المُقتبسين، فهم من أصاغر الطَّلبة الّذين لا يخشون فيه الملامة، يُحدّثهم، ويُفقّههم، ويُدارسهم.
كمل من مُصَنَّفاته وِقر بَعِير، لم يَعْدُ أكثَرُها عَتَبَة باديته لزُهْدِ الفُقهاء فيها، حتَّى لَأُحرِق بعضها بإشبيليّة ومُزِّقت علانية.
وأكثر معايبه -زعموا عند المنْصِف له- جهله بسياسة العِلم الّتي هي أعوص، وتخلُّفه عن ذلك على قوّة سَبْحِهِ في غماره، وعلى ذلك فلم يكن بالسَّليم من اضطراب رأيه، ومغيب شاهد علمه عند لقائه، إلى أن يُحرّك بالسُّؤال، فينفَجِر منه بحر علمٍ لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلاء.
وكان مِمّا يزيد في سيِّئاته تشيُّعهُ لَأمراء بني أُميَّة ماضيهم وباقيهم، واعتقاده لصحة إمامتهم، حتى نسِبَ إلى النصب لغيرهم1.
__________
1 معجم الأدباء "12/ 427-249"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1151، 1152"، وسير أعلام النبلاء "18/ 200، 201".(30/290)
ألى أن قال: ومن تواليفه: كتاب "الصّادع في الرّد على من قال بالتَّقليد".
وكتاب "شرح أحاديث المُوطَّأ".
وكتاب "الجامع في صحيح الحديث باختصار الأسانيد"، وكتاب "التخليص والتّلخيص" في المسائل النّظريّة، وكتاب "مُنْتَقَى الْإِجماع"، وكتاب "كشف الالتباس لما بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس".
قلت: ذكر في الفرائض من "المُحَلَّى" أنَّهُ صَنَّف كتابًا في أجزاءٍ ضخمة في ما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشّافعيّ جمهور العلماء، وما انفرد به كل واحدٍ منهم، ولم يُسبق إلى ما قاله.
ومن أشعاره:
هل الدَّهر إِلَّا ما عرفْنَا وأدركْنا ... فجائِعُهُ تَبْقَى ولذّاته تَفْنَى
إذا أَمْكَنَتْ فيه مَسَرَّةُ ساعةٍ ... تَوَلَّت كمرِّ الطَّرْفِ واستَخْلَفَتْ حُزنا
إلى تبِعاتٍ في المَعاد وموقفٍ ... نودُّ لَدَيْهِ أنَّنَا لم نَكُنْ كنَّا
حصلنا على همٍّ وإثمٍ وحسْرةٍ ... وفاز الّذي كنَّا نَلَذُّ بِهِ عَنا
حنَيِنٌ لما ولَّى وشُغلٌ بما أتى ... وهمٌّ لِما نَخْشَى فعيشك لا يَهنا
كأنَّ الَّذي كنّا نسُرّ بِكَوْنِهِ ... إذا حقَّقَتْهُ النَّفْسُ لفظٌ بلا معنى
وله يفتخر:
أنا الشُّمْس في جوِّ العلوم منيرةٌ ... ولكنّ عَيْبي أنْ مَطْلَعِيَ الغرْبُ
ولو أنّني من جانب الشَّرقِ طالِعٌ ... لجَدَّ عليَّ مَا ضَاعَ مِنْ ذِكْرى النَّهْبُ
ولي نَحْوَ أكنافِ العراقِ صَبابةٌ ... ولا غَرو أن يستوحِشَ الكِلَف الصّبُّ
فإنْ يُنزل الرّحْمَنُ رحْلي بَيْنهمْ ... فحينئذٍ يبدو التأسُّف والكَرْبُ
هنالك يُدري أنَّ للبُعْدِ قِصَّةٌ ... وأنَّ كَسَادَ العِلمِ آفَتُهُ القُرْبُ
فواعَجَبًا مَنْ غابَ عنهم تشوّقوا ... له، ودُنُوّ المَرِء من دارهم ذنب2
__________
1 الأبيات في سير أعلام النبلاء "18/ 206، 207".
2 الأبيات في الجذوة "310"، وسير أعلام النبلاء "18/ 208، 209" ما عدا البيت الآخير.(30/291)
وله:
مُنَايَ مِنَ الدُّنيا عُلُومٌ أبُثُّهَا ... وأنْشُرُها في كُلِّ بَادٍ وحَاضِرِ
دعاءٌ إلى القُرْآنِ والسُّنن الّتي ... تَنَاسَى رجالٌ ذِكْرَها في المحاضرِ1
وله وهو يماشي ابن عبد البرّ، وقد أقبل شابٌّ مليح، فأعجب ابن حزم، فقال أبو عمر: لعلّ ما تحت الثّياب ليس هناك.
فقال بديهًا:
وذي عَذَلٍ فيمن سباي حُسْنُهُ ... يُطيل مَلَامي في الهوى ويقولُ
أيَنْ حُسْنِ وَجْهٍ لَاحَ لَمْ تَرَ غَيْرَهُ ... ولَمْ تدر كيف الْجِسْمُ أَنْتَ قَتِيلُ
فقلتُ لَهُ: أسرفْت في الّلَوْمِ فَاتَّئِدْ ... فعندي ردٌّ لو أشاءُ طَوِيُلْ
ألم تر أنني ظَاهِرِيٌ وأنَّني ... على ما بدا حتّى يقوم دليل2
وله:
لا يشتمنَّ حاسِدي إن نكبةٌ عَرَضَت ... فالدّهرُ ليس على حالٍ بمُترَّكِ
ذو الفضل كالتبر طورًا تحت منفعةٍ ... وتارةً في ذُرى تاجٍ على ملك
ومن شعره يصف ما أحرق المُعتضد بن عبَّاد له من الكُتُب:
فإن تحرِقوا القِرْطَاس لَا تُحرِقوا الّذي ... تضمّنه القِرْطَاس، بل هو في صدري
يَسيرُ معي حيث استقلَّتْ رَكَائِبي ... وينزلُ إنْ أَنْزَل ويُدفَن في قبري
دَعُونِي مِن إحرَاقِ رقٍّ وكاغدٍ ... وقولوا بعلمٍ كَيْ يَرَى النَّاسُ مَنْ يَدْرِي
وإلا فَعُودُوا في المَكَاتِبِ بدْأةً ... فَكَم دُونَ ما تبغونَ لِلَّهِ مِن سِتْرِ
كذاك النَّصَارى يحرقون إذا عَلَت ... أَكُفُّهُمُ القُرْآن في مُدُنِ الثَّغْرِ
وقد ذُكر لابن حزم قول من قال: أجلّ المُصنَّفات "المُوَطَّأ"، فأُنكِر ذلك، وقال: أَوْلَى الكُتُب بالتّعْظيم "الصحيحان"، وكتاب سعيد بن السكن، و"المنتقى" لابن
__________
1 البيتان في الجذوة "310"، والصلة "2/ 417"، وسير أعلام النبلاء "18/ 206".
2 الأبيات في معجم الأدباء "12/ 243، 244"، ووفيات الأعيان "3/ 337".(30/292)
الجارود، و"المنتقى" لقاسم بن أَصْبَغ، ثم بعد هذه الكُتُب "كتاب أبي داود"، و"كتاب النَّسائي"، و"مصنّف قاسم بن أصبغ"، و"مصنّف الطحَاوي"، و"مسند البزّاز"، "ومسند ابن أبي شيبة"، و"مسند أحمد"، "ومسند ابن راهويه"، و"مسند الطيالسي"، و"مسند أبي العباس النسوي"، و"مسند ابن سنْجر"، و"مسند عبد الله بن محمد المسندي"، و"مسند يعقوب بن شيبة"، و"مسند ابن المديني"، و"مسند ابن أبي غرزة"، وما جرى مجرى هذه الكُتُب التي أُفرِدت لكلام رسول اللَّه -صلّى اللَّه عليه وسلم- صِرفًا، وللفظه نصًّا، ثم بعد ذلك الكُتُب الّتي فيها كلامه -عليه السّلام، وكلام غيره، مثل: "مُصّنَّف عبد الرزّاق"، و"مصنف ابن أبي شيبة"، و"مصنَّف بقيّ من مَخْلد"، وكتاب محمد بن نصر المَرْوَزيّ، وكتابيّ ابن المُنْذِر الأكبر والَأصغر، ثمّ مصنَّف حمّاد بن سَلَمَة، ومُصَنَّف سعيد بن منصور، ومُصّنَّف وكيع، ومصنّف الفِريابي، و"موطأ" مالك، و"موطأ" ابن أبي ذئب، و"موطأ" ابن وهْب، و"مسائل" أَحْمَد بن حنبل، وفقه أبي عُبَيْد، وفقه أبي ثور1.
ولَأبي بكر أَحْمَد بن سليمان المروانيّ يمدح ابن حزم -رحمه اللَّه:
لمَّا تحلَّى بخُلْقٍ ... كالمِسْكِ أو نشر عودِ
نجلُ الكرام ابن حَزْمٍ ... وَفَاقَ في العِلْمِ عُودِي
فتواه جدَّد ديني ... جَدْوَاهُ أَوْرَقَ عُودي
أَقُولُ إذ غبت عنه: ... يا سلعة السَّعدِ عُودي
كملتْ.
169- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الفضل الكَفْرطَابيّ2:
ثمّ الدّمشقيّ.
حدَّث عن: عبد اللَّه بن محمد الحنَّائيّ.
روى عنه: أبو الفضائل الحسن بن الحسن.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 202".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 219".(30/293)
170- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبادل1:
أبو الحسن الأنصاريّ الْإِشبيليّ.
قرأ القرآن بقُرْطُبَة على: أبي المطرِّف القنازِعي.
وحجَّ وسمع بمصر من: أبي محمد بن النَّحّاس، وغيره.
وكانت له معرفة بالحديث ورجاله.
وولد سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
171- عمر بن أَحْمَد بن سبسوَيه التّاجر:
أبو الفتح الْأصبهانيّ.
مات في رمضان.
172- عميد المُلك2:
أبو نصر الكُنْدريّ الوزير.
اسمه: محمد بن منصور. سيأتي.
حرف القاف:
173- قُتُلمش بن إسرائيل بن سَلْجُوق3:
شهاب الدّولة سليمان، جدّ ملوك الرُّوم إلى دولة الظَّاهر.
كانت له قلاع وحصون بعراق العجم، وعصى على ابن عمّه الملك ألْبَ أرسلان، فتواقعا بنواحي الرّي في هذا العام، وانجلت المعركة، فوُجد قُتُلمش ميِّتًا. قيل: إنَّهُ مات خوفًا وهلعًا، فاللَّه أعلم، فبكى السُّلطان عليه وتألَّم له، وجلس للعزاء، فسلّاه وزيره نظام المُلك.
وكان قُتُلمش يتعانَى النُّجوم وأحكامها.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 415".
2 سيأتي برقم "179".
3 الكامل في التاريخ "10/ 36، 37"، وسير أعلام النبلاء "18/ 117، 113"، والبداية والنهاية "12/ 90"، وشذرات الذهب "3/ 301".(30/294)
حرف الميم:
174- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد أَحْمَد بن حَسْنُون1:
أبو الحسين بن النَّرْسيّ البغداديّ.
سمع: أبا بكر محمد بن إسماعيل الورَّاق، وأبا الحسن الحربيّ، وابن أخي ميميّ، وطبقتهم ببغداد؛ وعبد الوهَّاب بن الحسن الكِلابيّ، وغيره بدمشق.
روى عنه: الخطيب، وقال2: كان ثقة من أهل القرآن، وُلِدَ سَنَة سبعٍ وستين وثلاثمائة، وتوفِّي في صَفَر.
وقال ابن عساكر: ثنا عَنْه أَبُو بكر قاضي المرِستان، وأبو غالب بن البنَّا، وأبو العِز بن كادِش.
قلت: سمعنا مشيخته بإجازة الكِندي، بسماعه من القاضي، عنه.
175- محمد بن عليّ بن عبد الملك بن شبابة:
أبو بكر الدّينوريّ البغداديّ القارئ.
سمع: أبا القاسم إسماعيل بن الحسن الصَّرصَريّ، وجماعة.
وعنه: أبو العزّ بن كادش، وجماعة.
176- محمد بن عليّ بن محمد بن صالح3:
أبو عبد الله الدّمشقيّ المطرّز النَّحْويّ.
مصَنِّف "المُقدِّمة" المشهورة.
سمع من: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو القاسم النَّسيّب.
قال الكتَّانيّ: توفِّي في ربيع الأوَّل، وكان أشعريّ المذهب مُقرِئًا نحويًّا.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 356"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1154"، وسير أعلام النبلاء "18/ 84، 85".
2 في تاريخه "1/ 356".
3 شذرات الذهب "3/ 301"، ومعجم المؤلفين "11، 50".(30/295)
177- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن أحمد بن حبيب1:
أبو سعيد الخشَّاب النَّيْسَابِوُرِيّ الصفَّار.
تُوُفّي في ذي القعدة. قال عبد الغافر الفارسي: وكان محدثًا مفيدًا، من خواص خدَّام أبي عبد الرّحمن السُّلميّ، وكان صاحب كُتُب. صار بُندار كُتُب الحديث بنَيْسابور، وأكثر أقرانه سماعًا وأصولًا. قد رزقه اللَّه الْإِسناد العالي، وجمع الأبواب، وأسمع الصّبيان. وهو من بيت حديث وصلاح.
وُلِدَ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
وسمع من: أبي محمد المَخْلدي، وأبي الحسين الخفَّاف، والسُّلَميّ.
وحدَّثني من أثِق به أنَّ أبا سعيد أظهر سماعه من أبي طاهر بن خُزيمة بعد وفاة أبي عثمان الصَّابونيّ، فتكلَّم أصحاب الحديث فيه، وما رضوا ذلك منه، واللَّه أعلم بحاله.
وأمَّا سماعه من غيره فصحيح، وقد أجاز لي مَرويّاته. وأنا عن جماعةٌ منهم: الوالد، وأبو صالح المُؤذِّن، وأبو سعد بن رامش، وغيرهم.
قلت: وآخر من روى عنه: زاهر الشَّحّاميّ.
تُوُفِّي فِي ذِي القِعْدَة.
178- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يوسف بن جميل2:
أبو عبد اللَّه الطَّرَطُوسيّ3 المعروف بابن السُّناط.
إمام جامع دمشق.
روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر يسيرًا.
179- محمد بن منصور بن محمد4:
__________
1 الأنساب "5/ 120"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1154"، وسير أعلام النبلاء "18/ 150، 151"، ولسان الميزان "5/ 307"، وشذرات الذهب "3/ 301".
2 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "39/ 22"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "23/ 122".
3 في تاريخ دمشق ومختصره "الطرسوسي".
4 المنتظم "8/ 238، 239"، والكامل في التاريخ "10/ 31-34"، وسير أعلام النبلاء "18/ 113-115"، والبداية والنهاية "12/ 92، 93".(30/296)
الوزير عميد المُلك، أبو نصر الكُنْدري1، وزير السُّلطان طُغرلْبك.
كان أحد رجال الدَّهر شهامةً وكتابةً وكرمًا.
قُتل بمَرو الرُّوذ في ذي الحجّة، وكان قد قطع مذاكِره ودَفَنَها بخُوارزم لأمرٍ وقع له، فلمَّا قتلوه حملوا رأسه إلى نَيْسَابُور، نَسْأَلُ اللَّه العافية.
وقد سمَّاه أبو الحسن محمد بن الصابي في "تاريخه"، وعليّ بن الحسن الباخَرْزي في "دمْية القصر": منصور ابن محمد.
وقال أبو الحسن الهَمَدَانيّ في كتاب "الوزراء": أبو نصر محمد بن محمد بن منصور.
وكُندُر قَرْيَة مِن نَوَاحي نَيْسَابُور، بها وُلد سنة خمس عشرة بها.
وتفقَّه لَأبي حنيفة، وتأدَّب، ثم صحب رئيسًا بنَيْسابور، فاستخدمه في ضياعه، ثم استنابه عنه في خدمة السُّلطان طُغرلْبك، فطلبه منه، فوصل في خدمته، وصار صاحب خبرة، ثُمّ ولاه خُوارَزم، وعظُم جاهه.
وعصى خُوارَزم، ثم ظفر به السُّلطان، ونقم عليه أنَّهُ تزوَّج امرأة ملك خُوارَزم فخصاه، ثمّ رقّ له فداواه وعوفي. واستوزره وله إحدى وثلاثون سنة.
وقدِم بغداد، وأقام بها مُدَّة، ولقَّبهُ الخليفة "سيِّد الوزراء".
ونال من الجاه والحُرمة ما لم ينلْه أحد.
وكان كريمًا جوَّادًا، متعصِّبًا لمذهبه، مُعتزليًّا مُتكلِّمًا، له النظْم والنَّثر، فلمّا مات طُغرلبك وتسلطن ابن أخيه ألْبُ أرسلان أقرَّه على وزارته قليلًا، ثم عزله، واستوزره نظام المُلك.
ومن شِعره في غلامٍ له:
أنا في غَمْرة حُبِّهِ ... وهو مشغولٌ بلعبهْ
صانه اللَّه فما أكثر ... إعجابي بعجبهْ
لو أراد الله نفعًا ... وصلاحًا لمحبهْ
__________
1 الكندري: نسبة إلى كندر من نواحي نيسابور. "الأنساب "10/ 482، 483".(30/297)
تُفلت رقّة خدّيه ... إلى قسوة قلبهْ
وقال أبو الحسن الهَمَذَانيّ في "تاريخه": إنَّ ابنة الْإِعرابيّ المُغنْية المشهورة وجوْقتها غنَّت عميد المُلك، فأطربته، فأمر لها بألف دينار، وأمر لَأولئك بألف دينار، وفرَّق في تلك الليلة أشياء، فلمَّا أصبح قال: كفَّارة ما جرى أن أتقرَّب بمثل ذَلِكَ، فتصدَّق بألفيّ دينار1.
وقال أبو رجاء: أنشد عميد المُلك عند قتله:
إن كان بالنَّاس ضيقٌ عن مُنافستي ... فالموتُ قد وسَّع الدُّنيا على النَّاسِ
مَضَيْتُ والشَّامِتُ المَغْبُونُ يَتْبَعُني ... كُلٌّ بكأس المنايا شاربٌ حاسي2
وقيل: إنَّهُ قال للتُّركيّ الّذي جاء لكي يقتله: قُل للسُّلطان ألْبِ أرسلان: ما أسعدني بدولة آل سَلجوق، أعطاني طُغرلبك الدُّنيا، وأعطاني ألْبُ أرسلان الآخرة.
وكانت وزارته ثمان سنين وثمانية أشهر، وزر لَأَلْب أرسلان شهرين وعزله، فتوجَّه إلى مَرْو الرَّوْذ في صَفَر سنة سبعٍ وخمسين، ومعه زوجته وابنته، أَوْلَدها قبل أن يُخصى، وأخذ ألْبُ أرسلان ضياعه جميعها والاته وغلمانه، وكانوا ثلاثمائة مملوك. ثمّ كتب له بمائتيّ دينار في الشَّهر، وتركه قليلًا، ثم أرسل إليه من قتله صَبْرًا، وحَمَل إليهِ رأسه، وله نيّفٌ وأربعون سنة.
قلت: ويُقال إنَّ غُلامين دخلا عليه ليقتلاه، فأذنا له، فودَّع أهله، وصلَّى ركعتين، فأرادا خنقه فقال: لستُ بلصٍّ، وشرط خرقةً من كُمِّهِ وعصب عينيه فضربوا عنقه، وكان مُتعصِّبًا يقع في الشّافعيّ.
180- مُحَمَّد بْن هِبَة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحسين3:
الْإِمام أبو سهل ابن جمال الْإِسلام أبي محمد الموفّق ابن القاضي العلّامة أبي عمر البَسْطاميّ ثمّ النَّيْسَابُوريّ.
ذكره عبد الغافر فقال4: سلالة الْإِمامة، وقُرَّة عين أصحاب الحديث، انتهت
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 114".
2 البيتان في: الكامل في التاريخ "10/ 32، وسير أعلام النبلاء "18/ 114".
3 المنتخب من السياق "71، 72"، وسير أعلام النبلاء "18/ 142، 143".
4 في المنتخب "71".(30/298)
إليه زعامةُ الشّافعيّة بعد أبيه، فأجراها أحسن مَجْرى، ووقعت في أيّامه وقائع ومحَن للَأصحاب، وكان يقيم رسْم التَّدريس، لكنَّهُ كان رئيسًا ديّنًا ذكيّا صيِّنًا قليل الكلام.
وُلِدَ سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
وسمع من مشايخ وقته بخُراسان، والعراق، مثل النصْروبي، وأبي حسَّان المزكّيّ، وأبي حفص بن سرور.
وكان بيتهم مجمع العلماء ومُلتقى الأئِمّة، فَتُوُفّي أبوه سنة أربعين، فاحتفَّ به الأصحاب، وراعوا فيه حقَّ والده، وقدّموه للرئاسة. وقام أبو القاسم القُشيْريّ في تهيئة أسبابه، واستدعى الكُلّ إلى متابعته، وطلب من السُّلطان ذلك فأُجيب، وأرسل إليه الخِلع، ولقّب بأبيه جمال الْإِسلام، وصار ذا رأيٍ وشجاعة ودهاء، فظهر له القَبول عند الخاصّ والعامّ، حتّى حسده الأكابر وخاصموه، فكان يخصمهم ويتسلَّط عليهم، فبدا له خُصُوم، واستظهروا بالسُّلطان عليه وعلى أصحابه، وصارت الأشعريَّة مقصودين بالْإِهانة والطَّرْد والنَّفْيّ، والمنع عن الوعظ والتَّدريس، وعُزلوا عن خطابة الجامع.
ونبغ من الحنفيّة طائفة شربوا في قلوبهم الاعتزال والتَّشَيُّع، فخيَّلوا إلى وليّ الأمر الْإِزراء بمذهب الشَّافعيّ عمومًا، وتخصيص الأشعريَّة، حتّى أدَّى الأمر إلى توظيف اللعنة عليهم في الجُمع، وامتدَّ الأمر إلى تعميم الطَّوائِف باللعن في الخُطَب.
واستعلى أولئك في المجامع، فقام أبو سهل أبلغ قيامٍ، وتردّدَ إلى العسكر في دفع ذلك، إلى أن ورد الأمر بالقبض على الرّئيس الفُرَاتيّ، والقُشَيْرِيّ، وأبي المعالي بن الْجُوَيْنيّ، وأبي سهل بن الموفّق، ونَفْيهم ومنْعهم عن المحافل، وكان أبو سهل غائبًا إلى بعض النَّواحي، ولمَّا قُرئ الكِتاب بنفْيهم أُغرى بهم الغاغة والَأوباش، فأخذوا بأبي القاسم القُشيري والفُراتي يجُرونهُما ويستَخِفّون بهما، وحُبسا بالقُهُندر.
وكان ابن الْجُوَيْنيّ أحسّ بالَأمر، فاختفى وخرج على طريق كرْمان إلى الحجاز، وبقيا في السّجن مُفتَرِقين أكثر من شهر، فتهيَّأ أبو سهل من ناحية باخَرْز، وجمع من شاكريّته وأعوانه رجالًا عارفين بالحرب، وأتى بابن البلد، وطلب تسريح الفُرَاتيّ والقُشيري، فما أُجيب، بل هُدِّد بالقبض عليه، فما التفت، وعزم على دخول البلد ليلًا، والاشتغال بإخراجهما مُجاهرة ومُحاربة.(30/299)
وكان مُتولّي البلد قد تهيَّأ للحرب، فزحف أبو سهل ليلًا إلى قرية له على باب البلد، وهيَّأ الأبطال، ودخل البلد مُغافصَةً إلى داره، وصاح من معه بالنّعرات العالية، ورفعوا عقائرهم، فلمّا أصبحوا تردّدت الرُّسُل والنُّصحاء في الصُّلح، وأشاروا على الأمير بإطلاق الرئيس والقُشيري، فأبى وبرز برجاله، وقصد محلّة أبي سهل، فقام واحد من أعوان أبي سهل واستدعى منه كفاية تلك النّائرة إيّاه أصحابه، فأذِن لهم، فالتقوا في السُّوق، وثبُت هؤلاء حتى فرغ نشاب أولئك، ثم حمل هؤلاء عليهم فهزموهم إلى رأس المربَّعة، وهمُّوا بأسر الأمير، وسبّوه وردّوه مجروحًا أكثر رجاله، مقتولًا منهم طائفة، مسلوبًا سلاح أكثرهم، ثمّ توسَّط السَّادة العلويّة، ودخلوا على أبي سهل في تسكين الفتنة، وأخرجوا الْإِثنين من الحبس إلى داره، وباتوا على ظَفَر. وأحبَّ الشّافعيَّة أبا سهل.
ثمَّ تشاور الأصحاب بينهم، وعلموا أنَّ مخالفة السُّلطان قد يكون لها تَبِعَة، وأنّ الخصوم لَا ينامون، فاتّفقوا على مهاجمة البلد إلى ناحية أَسْتُوا، ثُمَّ يذهبون إلى الملك، وبقي بعض الأصحاب بالنَّواحي مُتَفَرِّقين، وحُبس أبو سهل في قلعة طورك أشْهُرًا. ثمّ صودِرً وأُبِيعتْ ضِيَاعُهُ، ثم عُفي عنه، وأُحيل ببعض ما أُخذ منه، ووُجّه إليها، فخرج إلى فارس، وحصَّل شيئًا من ذلك، وقصد بيت اللَّه فحجَّ ورجع، وحسُن حاله عند السُّلطان، وأذِن له في الرُّجوع إلى خُراسان، وأتى على ذلك سُنون إلى أن تبدَّل الأمر، ومات السُّلطان طُغرلبك، وتسلطن أبو شجاع ألْبُ أرسلان، فحظي عنده، ووقع منه موقعًا أرفع مِمَّا وقع أبوه من طُغرلبك. ولاح عليه أنه يستوزره، ففُصد سرًا، واحتيل في إهلاكه، ومضى إلى رحمة اللَّه في هذا العام، وحُمل تابوته إلى نَيْسَابور، وأظهر أهلها عليه من الجَزَع ما لم يُعهَد مثله، وبقيت النّوائح عليه مُدَّة بعده.
وكانت مراثيه تُنْشَد في الأسواق والَأزِقّة، وبقيت مُصيبته جرْحًا لَا يندمِل، وأفضت نوبة القبول بين الأعوام إلى نجله، ولم يبق سواه أحد من نسله.
وكان إذا حضر السلطان البلد يقدِّم له أبو سهل وللَأمراء من الحلواء والَأطعمة المُفتخرة أشياء كثيرة، بحيث يتعجَّب السُّلطان والَأعوان.
ولقد دخل إليه يوم تلك الفِتنة زوج أخته الشَّريف أبو محمد الحسن بن زيد شفيعًا في تسكين النَّائِرة، فنثر على أقدامه ألف دينار، واعتذر بأنّه فاجأه بالدخول.(30/300)
اختصرتُ هذا من "السّياق" لعبد الغافر.
وذكر غيره أنَّ ألْبَ أرسلان بعثه رسولًا إلى بغداد، فمات في الطَّريق.
181- المحسّن بن عيسى بن شهفيروز1:
أبو طالب البغداديّ الفقيه الشّافعيّ.
توفِّي ببغداد في رمضان.
وقد حدَّث عَن المُعافى بن زكريّا الجريريّ، وأبي طاهر المخلّص.
وفيات سنة سبع وخمسين وأربعمائة:
حرف الألف:
182- أحمدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسن2.
أبو الحسين الطَّرائفيّ الدّمشقيّ.
سمع: تمَّام بن محمد الرّازيّ، وعبد الرَّحمن بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وعبد اللَّه بن الأكفانيّ.
183- أَحْمَد بْن عبد العزيز بْن أَحْمَد3:
أبو بَكْر بن الأطروش القُدُوريّ، البغداديّ المقرئ.
قرأ القراءات على: أبي الفَرَج النَّهْرَوانيّ، وأبي الحسن الحماميّ.
وسمع من: أبي الحسن بن الصلت، والسوسَنجِردي، وطائفة.
قرأ عليه: هبة اللَّه بن الطّبر.
وحدَّث عنه: رفيقه أبو عليّ بن البنَّا، والمختار بن سعيد، وأبو محمد عبد اللَّه بن الأبنُوسيّ.
قال أَحْمَد بن خَيْرون: وُلِدَ سنة 381، وتوفِّي في جمادى الآخرة.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 157".
2 تاريخ دمشق "التيمورية" "2/ 492"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "3/ 151".
3 غاية النهاية "1/ 69، 70".(30/301)
184- أَحْمَد بن القاسم بن ميمون بن حمزة:
الشَّريف أبو إبراهيم الحُسيْنيّ المِصريّ.
توفِّي في هذه السَّنة أو بعدها، وكان يجتهِد بمصر في نشر السُّنّة.
روى عن جدّه، وعن أبي الحسن الحَلَبِيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الحُميدي، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ، وعلي بْن المؤمَّل بْن غسَّان الكاتب، وعلي بن الحُسَين الفرّاء، وأبو الحسن بن المُشَرِّف الأنماطيّ.
185- إسماعيل بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن فيلة:
أبو القاسم المَدِينيّ.
مات في ربيع الآخر بأصبهان.
حرف السّين:
186- سعيد بن أبي سعيد أَحْمَد بن محمد بن نُعيم بن أَشْكاب1:
الشّيخ أبو عثمان الصُّوفيّ، المعروف بالعيّار.
حدَّث عن: أبي الفضل عُبيد اللَّه بن محمد الفاميّ، والحسن بن أَحْمَد المَخْلدي، وأبي طاهر بن خُزَيْمة، والخفَّاف.
وحدَّث "بصحيح البُخاريّ" عن محمد بن عمر بن شبّويه، وقد سمعته في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة2.
وقد انتقى له البَيْهَقيّ، وخرَّج لهُ موافقات.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الفرَّاويّ، وأبو القاسم الشّحّاميّ، وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسيّ.
وحدَّث بأصبهان فروى عنه: غانم بن أَحْمَد الجُلودي، وفاطمة بنت محمد البغداديّ، والحسين بن طلحة الصَّالحانيّ، وعتيق بن حُسيْن الرُّوَيْدشتيّ، وغيرهم3.
__________
1 الإكمال "6/ 287"، والمنتخب من السياق "236"، والعبر "3/ 241"، وسير أعلام النبلاء "18/ 86-88"، وميزان الاعتدال "2/ 140".
2 التقييد لابن نقطة "289".
3 التقييد "289".(30/302)
قال عبد الغافر1: سمع بمرْو "صحيح البُخاريّ" من أبي عليّ الشَّبَوي.
قلت: وسمع بهُراة من عبد الرّحمن بن أبي شُريح.
وتوفِّي بغَزنة في ربيع الأوَّل.
وقال السِّلفيّ: سمعت أبا بكر محمد بن منصور السِّمعانيّ يقول: سمعت صالح بن أبي صالح المؤذّن يقول: كان أبي سيِّئ الرّأي في سعيد العيَّار ويتكلَّم فيه، ويطعن فيما رُوَى عَن بِشر الْإِسْفِرَائِينيّ خاصَّة2.
قلت: ولهذا لم يُخرّج له البَيْهَقِيّ عن بِشر شيئًا، وسماعه منه ممكن، فقد ذكر الحافظ ابن نُقطة أنَّ مولده في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة3، وعلى هذا يكون قد عُمّر مائة وثلاث عشر سنة.
وفي الْجُملة فهو مِمَّن عُمّر، فإنَّهُ رحل بنفسه إلى مَرْو سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة كما ذكرنا، واللَّه أعلم.
قال فضل اللَّه بن محمد الطُّبْسِيّ: كان الشَّيخ سعيد العيَّار شيخًا بهيًّا طريفًا، من أبناء مائة واثني عشرة سنة.
ذكِر أنَّهُ كان لا يروي شيئًا، فرأى بدمشق رؤيا حملته على رواية مسموعاته، وهي أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فأردت أن أسلِّم، فتلقّاني أبو بكر برسالة رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ لا تروي أخباري وتنشرها؟
قال: فأنا منذ ذلك أطوف في البلدان وأروي مسموعاتي4.
قال غيث الأَرْمَنَازيّ: سألتُ جماعة لِمَ سُمِّيَ العيَّار؟ قالوا: لَأنَّهُ كان في ابتدائه يسلك مسالك العيَّارين.
وقال ابن طاهر في "الضُّعفاء" له: يتكلَّمون فيه لروايته كتاب "اللُّمَع" عن أبي نصر السَّرّاج، وكان يزعم أنَّهُ سمع "الأربعين" لابن أسلم مِن زاهر السرخسي5.
__________
1 في المنتخب من السياق "236".
2 التقييد "289"، وفيه زيادة: "وذكر ابن السمعاني قصة ذهبت على".
3 التقييد "289".
4 تاريخ دمشق "15/ 369، 370" مختصر تاريخ دمشق "9/ 282".
5 تاريخ دمشق "15/ 370".(30/303)
وقال محمد بن عبد الواحد الدَّقّاق: روى العيَّار عن بِشر بن أَحْمَد، وبِئس ما فعل؛ أفسد سماعاته الصّحيحة بروايته عنه.
حرف العين:
187- عبد الصَّمَد بن أبي عبد اللَّه الحسين بن إبراهيم:
الْأصبهانيّ الجمَّال، أبو نصر.
توفِّي في ربيع الأوَّل.
روى عن: أبي مسلم بن أبي جعفر بن المَرْزُبَان الأَبْهَريّ، عن أبيه، عن الحَزُورُّيّ.
روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد، وغيره.
وسماعه نازل بمرَّة، وما أدري كيف لم يسمع عاليا.
188- عبد العزيز بن محمد1:
أبو عاصم النَّخْشَبِيّ الحافِظ.
توفِّي في هذا العام في قول يحيى بن مَنْدَهْ.
وفي سنة ستٍّ في قول غيره؛ وقد تقدَّم.
189- عبد الملِك بن زيادة اللَّه بن علي بن حسن2:
التَّمِيميّ ثمّ الحمّانيّ، أبو مروان الطُّبْنيّ.
من بيت علمٍ ودين، أصلهم من طُبْنَة من عمل إفريقيّة.
سمع بقرطبة من: محمد بن سعيد بن نبات، ويونس بن عبد اللَّه بن مغيث، وأبي المطرف القنازعي، ومكي ابن أبي طالب، وطائفة.
وله رحلتان إلى المشرق.
سمع من: أبي الحسن بن صَخْر، وطبقته.
__________
1 تقدمت ترجمته برقم "164".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 360-363".(30/304)
وكان ذا عناية تامَّة بالحديث، وكان أديبًا لُغويًّا شاعِرًا.
عاش سِتِّين سنة، وقُتِلَ في داره في ربيع الآخر -رحمه اللَّه1.
190- عبد الواحد بن محمد:
أبو القاسم النصريّ الْأصبهانيّ البقَّال.
روى عن: محمد بن أَحْمَد بن جَشْنِس.
توفِّي في رجب. قاله أبو القاسم بن مَنْدَهْ.
191- عُبَيد اللَّه بْن عليّ بْن عُبَيد اللَّه:
الشّيخ أبو المعالي الجيرُفْتِيّ2، المعروف بالعالِم.
192- عليّ بن إبراهيم بن جعفر بن الصَّبّاح:
أبو طالب الأَسَدِيّ الهمدانيّ المزكّيّ.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وابن خيران، وشعيب بن علي، وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وجماعة.
قال شيرويه: كان ثقة صدوقا، وحدَّثني عنه أبو الفضل القُومسانيّ.
توفِّي في سادس المُحرَّم، ووُلِدَ في سنة 361.
حرف الفاء:
193- الفضل بْن محمد بْن إبراهيم.
روى عن: أبي العبَّاس الأَسَديّ.
مات في ربيع الأوّل، قاله عبد الرَّحمن بن مَنْدَهْ.
حرف الميم:
194- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن علي3:
__________
1 الصلة "2/ 362، 363".
2 الجيرفتي: نسبة إلى جيرفت، وهي إحدى بلاد كرمان. "الأنساب "3/ 408، 409".
3 تاريخ بغداد "1/ 356"، والكامل في التاريخ "10/ 49".(30/305)
أبو الحسين بن الأبنوسيّ البَغْداديّ.
سمع: أبا القاسم بن حَبَابَة، وأبا حفص عمر بن إبراهيم الكتاني.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا1.
195- محمد بن علي2:
أبو بكر الحداد.
بغدادي زاهد صالح، كبير القدر، فقيه حافظ "مختصر الخرقي".
وكان قوَّالًا بالحق، نهَّاءً عن المُنكر.
توفِّي في شوَّال من السَّنة، وشيَّعه خلائق.
حكى عنه الخطيب في ترجمة دَعْلَج.
196- موحِّد بن عليّ بن عبد الواحد بن الموحّد3:
أبو الفرج بن البَرِّيّ الدَّمشقيّ.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر.
روى عنه: أبو بكر الخطيب.
وله إخوة ذكرهم الأمير ابن ماكولا بالفتح.
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: كذا ذكرهم الأمير في باب بَرّي -بفتح الباء، يعني أنه بالضم.
وفيَّات سنة ثمان وخمسين وأربعمائة:
حرف الألف:
197- أحمد بن الحسين بن علي بن موسى4:
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 356".
2 تاريخ بغداد "8/ 389".
3 الإكمال "1/ 401"، وتاريخ دمشق "التيمورية" "43/ 516".
4 المنتظم "8/ 424"، ومعجم البلدان "1/ 538"، وسير أعلام النبلاء "18/ 163-170"، والبداية والنهاية "12/ 94"، وشذرات الذهب "3/ 304، 305".(30/306)
الْإِمام أبو بكر البَيْهَقِيّ الخِسْروجِرْدِيّ، مصنِّف "السُّنن الكبير"، و"السنن الصغير"، و"السنن والآثار"، و"دلائل النبوة"، و"شعب الإيمان"، و"الأسماء والصِّفات"، وغير ذلك.
كان واحد زمانه، وفرد أقرانه، وحافظ أوانه، ومن كبار أصحاب أبي عبد اللَّه الحاكم.
أخذ مذهب الشَّافعيّ عَن أبي الفتح ناصر بن محمد العُمَرِيّ المَرْوَزِيّ، وغيره.
وبرع في المذهب.
وكان مولده في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة1.
وسمع الكثير من: أبي الحسن محمد بن الحسين العلويّ، وهو أكبر شيخ له.
ومن: أبي طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أبي عبد اللَّه الحافظ الحاكم، وأبي عبد الرَّحمن السُّلَميّ، وأبي بكر بن فُورَك، وأبي عليّ الرُّوذَباريّ، وأبا بكر الحِيَرِيّ، وإسحاق بن محمد بن يوسف السّوسيّ، وعليّ بن محمد بن عليّ السَّقّاء، وأبي زكريّا المزكّيّ، وخلقٌ من أصحاب الأصم.
وحجّ فسمع ببغداد من: هلال الحفَّار، وأبي الحسين بن بِشْران، وعبد اللَّه بن يحيى السُّكَريّ، وأبي الحسين القطَّان، وجماعة.
وبمكّة من: أبي عبد اللَّه بن نظيف، والحسن بن أَحْمَد بن فِراس.
وبالكوفة من: جَنَاح بن نذير المحاربيّ، وغيره.
وشيوخه أكثر من مائة شيخ.
لم يقع له "جامع التِّرْمِذِيّ"، ولا "سُنَن النَّسائيّ"، ولا "سُنَن ابن ماجه"، ودائرته في الحديث ليست كبيرة، بل بورِك له في مرويّاته، وحسن تصرُّفه فيها؛ لحذقه وخبرته بالَأبواب والرِّجال.
روى عنه جماعة كثيرة، منهم: حفيده أبو الحسن عُبَيْد اللَّه بن محمد بن أبي بكر، وأبو عبد الله الفراوي، وزاهر ابن طاهر الشّحّاميّ، وعبد الجبَّار بن محمد الحواريّ، وأخوه عبد الحميد بن محمد، وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسيّ، وعبد الجبَّار بن عبد الوهاب الدهان، وآخرين.
__________
1 في الكامل في التاريخ "10/ 52" مولده سنة "387هـ".(30/307)
بَعُدَ صِيتُهُ، وقيل: إنّ تصانيفه ألف جزء، سمعها الحافظان ابن عساكر، وابن السَّمعانيّ من أصحابه.
وأقام مُدَّة بِبَيْهَق يصنِّف كُتُبَه، ثم إنّه طُلِبَ إلى نَيْسَابور لِنَشْر العلم بها فأجاب، وذلك في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، فاجتمع الأئِمَّة وحضروا مجلسه لقراءة تصانيفه.
وهو أوَّل من جمع نصوص الشّافعيّ، واحتجَّ لها بالكتاب والسُّنّة.
وقد صنَّف "مناقب الشَّافعيّ" في مجلد، و"مناقب أَحْمَد" في مُجلَّد، وكتاب "المدخل إلى السُّنن الكبير"، وكتاب "البعث والنُّشور" في مُجلَّد، وكتاب "الزُّهد الكبير" في مُجَلّد وسط، وكتاب "الاعتقاد" في مُجلَّد، وكتاب "الدَّعوات الكبير"، وكتاب "الدّعوات الصغير"، وكتاب "التّرغيب والتّرهيب"، وكتاب "الآداب"، وكتاب "الْإِسراء"، وله "خلافيّات" لم يُصَنَّف مثلها، وهي مُجلَّدان، وكتاب "الأربعين" سمعته بعلوٍّ.
قال عبد الغافر1: كان على سيرة العُلماء، قانِعًا من الدُّنيا باليسير، متجمِّلًا في زُهْدِهِ وورعه، عاد إلى النّاحية في آخر عُمْرِه، وكانت وفاته بها، وقد فاتني السَّماع منه لغيبة الوالد، ولانتقال الشّيخ آخر عمره إلى النّاحية، وقد أجاز لي.
وقال غير عبد الغافر: قال إمام الحَرَمَيْن: ما من شافعيٍّ إِلَّا وللشافعيّ عليه منَّة إلّا البيهقي، فإنَّ له على الشّافعيّ مِنّة لتصانيفه في نْصُرة مذهبه2.
قلت: كانت وفاته -رحمه اللَّه- في عاشر جُمَادَى الأُولَى بنَيْسَابُور.
ونُقِل تابوته فدُفِنَ بِبَيْهَق3، وهي ناحية كَحْوران، على يومين من نَيْسَابور وخسروجِرْد أُمّ تلك النّاحية4.
198- أَحْمَد بن محمد5:
أبو العبَّاس الشّقّانيّ الحسنويّ الصُّوفيّ المُتكلِّم.
__________
1 في المنتخب من السياق "104".
2 المختصر في أخبار البشر "2/ 186".
3 التقييد "138، 139".
4 الأنساب "2/ 381".
5 المنتخب من السياق "107".(30/308)
ذكره عبد الغافر فقال: واحد عصره في حالته وورعه وزهده، وتبحُّره في علم الأصول.
تخرَّج به جماعة، وكان قانِعًا باليسير.
199- إبراهيم بن محمد بن موسى1:
الْإِمام أبو إسحاق السَّرَوِيّ2، الفقيه الشَّافعيّ، من أهل سارية.
قدِمَ بغداد في صباه، وسمع بها من: أبي حفص الكتَّانيّ، وأبي طاهر المخلّص، وتفَقَّه على الشّيخ أبي حامد.
وأخذ الفرائض عن: ابن اللبَّان.
وصنَّف في المذهب وأُصُوله، وصار شيخ تِلك النَّاحية.
ووَلِيَ قضاء سارية مُدّة.
ويُقال له: المُطَهَّريّ نسبةً إلى قرية مُطَهَّر -بفتح الهاء وطاء مُهْمَلة.
روى عنه: مالك بن سنَّان، وغيره.
توفِّي في صَفَر عن مائة سنة، "من الأنساب" للسَّمعانيّ ومن "الذَيْل" لهُ.
حرف الحاء:
200- الحسن بن غالب بن المبارك3:
أبو عليّ البغداديّ.
شيَخ مُسِنٌّ، توفِّي في رمضان، وقد روى عن جماعة.
قال أبو الفضل بن خَيْرُون: حدَّث عن جماعة لم يوجد له عنهم ما يُعوَّل عليه، كأبي الفضل الزُّهريّ، ومحمد بن أَحْمَد المُفيد. وحدَّث "بمُختصر الخِرقيّ" في الفقه، عن ابن سمعون، ولم يكن سماعه, وواقَفْتُهُ، وجَرَتْ لي معه نوب، وأقرأ بقراءات عن
__________
1 الأنساب "11/ 372"، وسير أعلام النبلاء "18/ 147، 148".
2 السروي: نسبة إلى سارية مازندران. "الأنساب 7/ 75".
3 تاريخ بغداد "7/ 400"، وميزان الاعتدال "1/ 516، 517"، والبداية والنهاية "12/ 94"، ولسان الميزان "2/ 243".(30/309)
إدريس بن عليّ، ووقِّف عليها وتاب منها، وكُتِبَ عليه محضر.
وقال الخطيب1: كتبنا عنه، وكان له سمْت وظاهر صَلاح، وأقرأ بما خَرَقَ به الْإِجماع فاستُتِيب.
قلتُ: روى عنه: أبو غالب بن البنَّا، وأبو بكر محمد بن عبد الباقيّ، وغيرهما.
وقرأ عليه بالرّوايات أَحْمَد بن بدران الحَلْوَانيّ.
201- حمزة بن فَضَالة:
أبو أَحْمَد الهَرَويّ.
سمع: عَبْد الرَّحمن بْن أَبِي شُريْح، وأبا مُعاذ شاه بن عبد الرّحمن.
حرف الخاء:
202- الخضر بن الفتح2:
أبو القاسم الدّمشقيّ الصُّوفيّ.
سمع من: تمَّام الرّازيّ، وأبي نصر بن الجبّان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، ونجا بْن أَحْمَد.
حرف العين:
203- عبد اللَّه بن موسى3:
أبو محمد الأنصاريّ الطُليطُليِّ الزَّاهِد، المعروف بالشَّارقيّ.
روى عن: يونس بن عبد اللَّه، وأبي عمر الطَّلَمَنْكِيّ، وطبقتهما.
وحجَّ، وكان من العلماء العاملين، ذا وَرَعٍ وتعبُّد وتألُّه وتواضُع ونَفْع للخلق -رحمه اللَّه.
__________
1 في تاريخه.
2 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "12/ 508"، وتهذيب تاريخ دمشق "5/ 165".
3 تقدمت ترجمته برقم "161".(30/310)
204- عبد الله ابن الْإِمام أبي عمر يوسف بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد البَرّ1:
أبو محمد النِّمريّ الأندلُسيّ.
روى عن: أبيه، وأبي العبّاس المهديّ.
وكان من أهل الأدب البارع والبلاغة الرَّائعة.
ولهُ شِعرٌ حَسَن.
205- عبد الرَّزّاق بن عمر بن موسى بن شَمَة2:
أبو الطَّيّب الْأصبهانيّ التّاجر.
حدَّث عن: أبي بكر بن المقري بكتاب "السُّنَن" لَأبي قرَّة الزَّبِيديّ.
روى عنه: غانم بن خالد3، وفاطمة بنت ناصر، وأحمد بن الفضل سيروَيْه، وسعيد بْن أَبِي الرجاء، والحسين بْن عَبْد الملك، وغيرهم.
ومات في جُمَادَى الآخرة.
وشمة -بالفتح والتخفيف: قيده الحسين الخلال، وابن عساكر. وقيل: شِمَة -بكسر أوّله- كذا بخط أبي العلاء العطّار.
206- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بْن الفضل4:
أبو القاسم القطان.
سمع: أبا طاهر المخلّص، وعُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد الصّيدلانيّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
توفِّي في ربيع الأوَّل.
207- عُبَيْد اللَّه بن عبد الله بن هشام5:
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 279".
2 العبر "3/ 242"، وسير أعلام النبلاء "18/ 149، 150"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1135".
3 التقييد "420".
4 تاريخ بغداد "10/ 469".
5 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "15/ 332".(30/311)
أبو القاسم العَنْسيّ1 الدَّارانيّ.
سمع: عبد الرّحمن بن أبي نصر، والحسين بن أبي كامل الأطرابُلُسيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب2، وعبد الكّريم بن حمزة.
توفِّي في ربيع الأوَّل.
208- عليّ بن إسماعيل3:
أبو الحسن المُرسيّ اللُّغَويّ، المعروف بابن سِيدَه.
مُصنِّف "المُحْكَم"4 في اللُّغة، ولهُ كتاب "المُخَصّص"، وكتاب "الأنيق في شرح الحماسة" عشرة أسفار، وكذا المُحْكم مقداره.
وله كتاب "العالِم في اللُّغة على الأجناس" يكون نحو مائة مُجلَّد، بدأ بالفَلَك، وختم بالذَّرَّة، وله كتاب "شاذّ اللُّغة" في خمس مُجلَّدات.
أخذ عن أبيه، وعن: صاعد بن الحسن البغداديّ.
قال أبو عمر الطَّلَمَنْكيّ: دخلت مُرْسِية فتشبَّث بي أهلها ليسمعوا عليَّ غريب المصنَّف، فقلت: انظروا لي من يقرأ لكم، وأمسك أنا كتابي، فأتوني برجلٍ أعمى يُعْرَف بابن سِيدَه، فقرأه عليَّ كله، فعجبت من حفظه، وكان أعمى ابن أعمى5.
وقال الحُمَيْديّ6: إمام في اللُّغة والعربيّة، حافظًا لهما، على أنَّهُ كان ضريرًا، وقد جمع في ذلك جموعًا، وله مع ذلك في الشَّعر حظٌّ وتصرُّف. مات بعد خروجي من الأندلُس.
وورَّخه القاضي صاعد بن أَحْمَد7 وقال: بلغ ستين سنة أو نحوها.
__________
1 العنسي: نسبة إلى عنس بن مالك بن أدد بن زيد. "الأنساب "9/ 79".
2 في موضح أوهام الجمع "2/ 317".
3 سير أعلام النبلاء "18/ 144، 145"، والبداية والنهاية "12/ 95".
4 هو "المحكم المحيط الأعظم".
5 الصلة "2/ 417، 418".
6 في جذوة المقتبس "311".
7 طبقات الأمم "119".(30/312)
وذكره الْيَسَع بن حَزْم، فذكر أنَّهُ كان يفضل العجم على العرب، هو رأي الشُّعوبيَّة.
وحطَّ عليه السُّهَيْليّ في "الرَّوْض الأُنُف"، فَقَالَ: إنَّهُ يعثر في "المُحْكَم" وغيره عَثَرَاتٍ يَدْمَى منها الأَظَلُّ1، ويدحض دحضات تخرجه إلى سبيل مَنْ ضَلّ، بحيث أنَّهُ قال في الْجِمار: هي الّتي تُرمى بعَرَفة، وكذا يهمُّ إذا تكلَّمَ في النَّسَب، وقال أبو عمر بن الصَّلاح الشافعيّ: أضرّت به ضرارته.
قلت: ولكنَّه حجّةٌ في اللُّغة، موثّقٌ في نقلها، لم يكن في عصره أحد يدانيه فيها.
ولهُ شِعرٌ رائق، وكان مُنْقَطِعًا إلى الأمير أبي الجيش مجاهد العامريّ، فلمَّا تُوُفّي حَدَثت لَأبي الحَسَن نَبْوَة في أيَّام إقبال الدّولة، فهرب منه، ثمّ عمل فيه أبياتًا يستعطفه يقول فيها:
ألا هل إلى تقبيل راحتك اليُمْنَى ... سبيلٌ فإنَّ الأمن من ذاك واليُمْنَا
وإن تتأكَّد في دَمي لك نِيَّةٌ ... تصدَّق فإني لَا أحبّ له حَقْنا
فيما مَلِكِ الأملاك إنّي مُحّومٌ ... على الوِرْدِ لَا عَنْهُ أُذَادُ ولا أُدْنَى
ونِضْوِ هُمُوم طَلَّحَتْه طِيَاته ... فلا غارِبًا أبقيت منه ولا متْنا
إذا ميتة أرضتك منها فَهَاتِها ... حَبْيِبٌ إلينا ما رضيت به عنّا2
وهي طويلة، ووقع بها الرِّضى عنه.
209- عليّ بْن أَبِي طَالِب محمد بْن عليّ بن عطية الملكي:
أبو الحسن.
وله مصنَّف "قوت القلوب".
سمع: أباه، وأبا طاهر المُخلّص.
210- عمرو بن عبد الرحمن بن أحمد:
__________
1 الأظل: بطن الإصبع.
2 الأبيات في جذوة المقتبس "311، 312"، ومعجم الأدباء "12/ 234، 235".(30/313)
أبو الحكم الكَرْمَانيّ، الأندلسيّ القُرْطُبِيّ، صاحِب الهندسة.
كان إمامًا لَا يُشَقّ غباره في عِلم أوقليدس ودقائقة.
رحل إلى المشرق، وأخذ بحرَّان عن فُضلائِها، ثم رجع وسكن مدينة سَرَقُسْطَة، وجلب معه رسائل إخوان الصّفاء.
ولهُ يدٌ طولى في الطب، والجرح، والبط. وعمر، عاش تسعين سنة.
ومات سنة ثمانٍ هذه، وهو من تلامذة سلمة المرجيطيّ.
حرف الغين:
211- غانم بن أبي سهل عمرو بن أَحْمَد بن عمر الْأصبهانيّ: الصّفّار الفقيه.
حرف الفاء:
212- فَرَج الزَّنْجانيّ1:
الزَّاهد المعروف بفَرَج أخي.
من كبار الصالحين بتلك الديار، هو الذي لبسنا خوقة السَّهرَوَرديّ من طريقه.
قال السِّلفيّ: سمعتُ أَبَا حَفْص عُمَر بْن محمد بن عمّوَيْه السَّهْرورديّ ببغداد يقول: قُدِّمْتُ إليه وأنا ابن أربع سِنين.
قال: ومات سنة ثمان وخمسين -رحمه اللَّه.
حرف القاف:
213- قاسم بن محمد بن سليمان بن هلال2:
أبو محمد القيسيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن: عبدوس بن محمد، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون،
__________
1 طبقات الأولياء لابن الملقن "495".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 472، 473".(30/314)
وسعيد بن نصر، وابن الفَرَضيّ، ويونس بن عبد اللَّه القاضي، وجماعة.
وحجَّ فأخذ عن: أبي الحسن بن جَهْضَم وهو في عَشْر التّسعين، وأبي ذَرّ، وغيرهما.
وعُنِيَ بالعلم مع زهدٍ وصلاة وخَشْية.
كتب بخطِّه الكثير، وكان ثِقَةً إمامًا في السُّنَّة، سيفًا على أهل الأهواء، صليبًا في الحقّ.
توفِّي فِي رجب.
حرف الميم:
214- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن عبَّاد1:
القاضي أبو عاصم العَبَّاديّ الهَرَوِيّ، الفقيه الشّافعيّ.
تفقّه على القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزْديّ بهَرَاة، وعلى القاضي أبي عمر البِسْطَاميّ بنَيْسَابُور.
وكان إمامًا دقيق النَّظر، تنقَّل في النَّواحي، وصنَّف كتاب "المبسوط"، وكتاب "الهادي"، وكتاب "أدب القاضي".
وله مصنَّف في "طبقات الفقهاء".
أخذ عنه: أبو سعد الهَرَويّ2 وغيره.
ومات في شوَّال عن ثلاثٍ وثمانين سنة.
وكان من أعيان الشافعية، رَوى الحديث عَنْ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سهل القراب، وغيره.
رَوى عَنْه: إِسْمَاعِيل بْن أبي صالح المؤذن.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 180، 181"، والعبر "3/ 243"، وشذرات الذهب "3/ 306"، ومعجم المؤلفين "9/ 10".
2 وفيات الأعيان "4/ 214".(30/315)
215- محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد1:
القاضي أبو يعلى ابن الفراء البغدادي الحنبلي، كبير الحنابلة.
وُلِدَ في أول سنة ثمانين وثلاثمائة.
وسمع: أبا الحسن الحربيّ، وإسماعيل بن سُوَيْد، وأبا القاسم بن حبابة، وعيسى بن الوزير، وابن أخي ميميّ، وأبا طاهر المخلّص، وأم الفتح بنت أَحْمَد بن كامل، وأبا الطَّيّب بن منْتاب، وابن معروف، وجماعة.
وأملى مجالس.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وابنه القاضي أبو الحسن محمد، وأبو الخطَّاب الكلوذانيّ، وأبو الوفاء بن عقيل، وأبو غالب بن البنَّاء، وأخوه يحيى بن البنَّاء، وأبو العز بن كادش، وأبو بكر قاضي المَرِسْتان.
وآخر من روى عنه أبو سَعْد أَحْمَد بن محمد بن عليّ الزَّوْزَنيّ الصّوفيّ فيما علِمت.
وروى عنه من القدماء أبو علي الأهوازي، وبين وفاته ووفاة هذا تسعون سنة.
قال الخطيب2: ولَأبي يَعْلى تصانيف على مذهب أَحْمَد، ودرَّسَ وأفتى سنين كثيرة، وولي القضاء بحريم دار الخلافة.
وكان ثِقة. وتُوُفّي في شهر رمضان.
ذكره ابنه أبو الحسين في كتاب الطَّبقات له، فقال: كان عالِم زمانه، وفريد أوانه، وفريد عصره، ونسيج وحده، وقريع دهره. وكان له في الأصول والفروع القدم العالي، وفي شرف الدِّين والدُّنيا المحلّ السَّاميّ، والحظّ الرفيع عند الْإِمامين القادر والقائم، وأصحاب الْإِمام أَحْمَد له يتبعون، ولتصانيفه يدرسون، وبقوله يُفتون، وعليه يُعوِّلون، والفُقَهاء على اختلاف مذاهبهم كانوا عنده يجتمعون، ولمقاله يسمعون، وبه ينتفعون.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 256"، والأنساب "9/ 256"، والأنساب "9/ 246"، وسير أعلام النبلاء "18/ 89-91"، والبداية والنهاية "12/ 94، 95".
2 في تاريخ بغداد "2/ 256".(30/316)
وقد شُوُهِدَ له من الحال ما يُغْني عن المثال، لا سيما مذهب الْإِمام أَحْمَد، واختلافات الرّوايات عنه، وما صحَّ لديه منه، مع معرفته بالقرآن وعلومه، والحديث، والفتاوى، والْجَدَل، وغير ذلك من العلوم، مع الزهد والورع، والعفة القناعة، والانقطاع عن الدُنيا وأهلها، واشتغاله بالعِلْم ونشره.
وكان أبوه أحد شهود الحضرة1، قد درس على الفقيه أبي بكر الرّازيّ مذهب أبي حنيفة، وتوفِّي سنة تسعين، وكان سِنّ الوالد إذ ذاك عشر سنين إِلَّا أيَّامًا، وكان وصيه رجل يعرف بالحربي يسكن بدار القَزّ، فنقله من باب الطَّاق إلى شارع دار القَزّ، وفيه مسجد يُصلِّي فيه شيخ يُعرف بابن مفرحة المقرئ يُقرئ القُرآن، ويُلَقِّن العبارات من مُختصر الخِرَقِيّ، فلقَّن الوالد ما جرت عادته، فاستزاده، فقال: إنْ أردت الزِّيادة فعليك بالشّيخ أبي عبد اللَّه بن حامد، فإنَّهُ شيخ الطَّائِفة، ومسجده بباب الشَّعير، فمضى الوالِد إليه، وصحبه إلى أن توفِّي ابن حامد سنة ثلاث وأربعمائة، وتفقَّه عليه.
ولمَّا خَرَج ابن حامد إلى الحج سنة اثنتين وأربعمائة سأله محمد بن عليّ على مَنْ ندرس؟ وإلى مَنْ نجلس؟ فقال: إلى هذا الفتى. وأشار إلى الوالد.
وقد كان لابن حامد أصحابٌ كُثُر2، فتفرَّس في الوالد ما أظهره اللَّه عليه.
وأوَّل سماعه للحديث سنة خمسٍ وثمانين وثلاثمائة من السُّكّريّ، ومن موسى بن عيسى السَّرّاج، وأبي الحسن عليّ بن معروف.
وسمَّى جماعة، ثم قال: ومن أبيه، ومن القاضي أبي محمد بن الأكفانيّ، ومن أبي نصر بن الشّاه.
وسمع بمكَّة، ودمشق، وحلب3.
قلت: سمع بدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر التَّميميّ4.
قال: ولو بالَغْنَا في وَصْفِهِ لكُنَّا إلى التّقصير فيما نذكُرُه أقرب؛ إذ انتشر على
__________
1 طبقات الحنابلة "2/ 194".
2 في "طبقات الحنابلة" "2/ 195"، "كثيرون".
3 طبقات الحنابلة "2/ 196".
4 تاريخ دمشق "37/ 399".(30/317)
لسان الخطير والحقير ذِكْرِ فضله، قصده الشّريف أبو عليّ بن أبي موسى دفعات ليشهد عند قاضي القُضاة أبي عبد اللَّه بن ماكولا، ويكون ولد القاضي أبي عليّ أبو القاسم تابعًا له، فأبى عليه، فمضى الشَّريف إلى أبي القاسم بن بِشْران، وسأله أن يشهد مع ولده، وقد كان ابن بِشْران قد ترك الشّهادة، فأجابه.
وتُوُفّي الشّريف أبو عليّ سنة ثمانٍ وعشرين، ثم تكرَّرت سؤالات ابن ماكولا إلى الوالد أن يشهد عنده، فأجاب، وشهد كارِهًا لذلك1.
وحضر الوالد دار الخلافة في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة مع الزَّاهِد أبي الحسن القزوينيّ؛ لفسادِ قولٍ جرى من المُخالِفين لما شاع في كتاب "إبطال التأويل"، فخرج إلى الولد الاعتقادي القادري في ذلك يعتقده الوالد، وكان قبل ذلك قد التمس منه حمّل كتاب "إبطال التأويل" ليُتَأمَّل، فأُعيد إلى الوالد وشُكِر لهُ تصنيفه.
وذكر بعض أصحاب الوالد أنَّهُ كان حاضرًا في ذلك اليوم فقال: رأيتُ قارئ التَّوقيع الخارج من القائم بأمر اللَّه قائمًا على قدميه، والمُوافق والمُخالِف بين يديه، ثم أُخِذت في تلك الصَّحيفة خطوط الحاضرين من العلماء على اختلاف مذاهبهم، وجُعِلت كالشَّرط المشروط، فكتب أوَّلًا القزوينيّ: هذا قول أهل السُّنَّة، وهو اعتقاديّ، وكتب الوالد بعده، والقاضي أبو الطَّيّب الطَّبَريّ، وأعيان الفقهاء بين موافقٍ ومخالف.
قال: ثمّ توفِّي ابن القزوينيّ سنة اثنتين وأربعين، وحضره عَالَم كثير، فجرت أمور، فحضر الوالد سنة خمسٍ وأربعين دار الخلافة، فجلس أبو القاسم عليّ ابن رئيس الرُّؤساء، ومعه خلق من كبار الفقهاء، فقال أبو القاسم على رءوس الأشهاد: القرآن كلام اللَّه، وأخبار الصَّفات تمر كما جاءت، وأصلح بين الفريقين2.
فلمَّا تُوُفّي قاضي القُضاة ابن ماكولا راسل رئيس الرُّؤساء الوالد ليلِي القضاء بدار الخلافة والحريم، فأبى، فكرَّر عليه السؤال، فاشترط عليهم أن لا يحضر أيَّام الموكِب، ولا يقصد دار السُّلطان، ويستخلف على الحريم فأُجيب.
وكان قد ترشَّح لقضاء الحريم أبو الطَّيّب، ثم أُضِيف إلى الوالد قضاء حران وحلوان، فاستناب فيهما.
__________
1 طبقات الحنابلة "2/ 197".
2 طبقات الحنابلة "2/ 198".(30/318)
وقال تلميذه عليّ بن نصر العُكْبَريّ:
رفع اللَّه رايةَ الْإِسلام ... حين رُدَّت إلى الأجلّ الإمام
التقي النقي ذي المنطق الصا ... ئب في كلّ حجّةٍ وكلام
خائفُ مُشفقٌ إذا حضر الخصما ... ن يخشى من هَوْل يوم الخصام
في أبيات1.
ولم يزل جاريا على سديد القضاء وإنفاذ الأحكام حتَّى توفِّي.
ولو شرحنا قضاياه السَّديدة كانت كتابًا قائِمًا بنفسه.
وقد قرأ القُرآن بالقراءات العشر، ولقد حضر النَّاس مجلسه وهو يُملي الحديث على كُرسيِّ عبد اللَّه ابن إمامنا أَحْمَد، فكان المُبلِّغون عنه والمستملون ثلاثة: خالي أبو محمد، وأبو منصور الأنباريّ، وأبو عليّ البَرَدَانيّ.
وأخبرني جماعة ممن حضر الْإِملاء أنهم يسجدوا على ظهور النَّاس، لكثرة الزَّحمة في صلاة الجمعة، وحُزر العدد بالَألوف، وكان يومًا مشهودا2.
وحضرتُ أنا أكثر أماليه.
وكان يُقسّم ليله أقسامًا: قسم للمنام، وقسم للقيام، وقسم لتصنيف الحلال والحرام3.
ومن شاهد ما كان عليه من السَّكينة والوقار، وما كسا اللَّه وَجْهَهُ من الأنوار، شهد له بالدّين والفضل ضرورة.
وتفقَّه عليه: أبو الحسن4 البغداديّ، والشَّريف أبو جعفر الهاشميّ، وأبو الغنائم بن الغباريّ، وأبو عليّ بن البنَّا، وأبو الوفاء بن القوَّاس، وأبو الحسن النّهريّ، وأبو الوفاء بن عَقِيل، وأبو الحسن بن جدَّا5 العُكْبَرِيّ، وأبو الخطَّاب الكلوذاني، وأبو
__________
1 الأبيات في طبقات الحنابلة "2/ 199، 200".
2 طبقات الحنابلة "2/ 201، 202".
3 طبقات الحنابلة "2/ 203".
4 في طبقات الحنابلة "2/ 204": "أبو الحسين".
5 في طبقات الحنابلة "2/ 205": "زفر".(30/319)
يَعْلى الكَيَّال1، وأبو الفرج المقدسيّ، ثم سمَّى جماعة.
قال: ومصنَّفاته كثيرة، فمنها: "أحكام القُرآن"، و"مسائل الإيمان" و"المعتمد"، و"مختصره"، و"المقتبس"، و"عيون المسائل"، و"الرد على الأشعرية"، و"الرد على الكرامية"، و"الرد على المجسمة"، و"الرد على السالمية"، و"إبطال التأويلات لأخبار الصفات"2، و"مختصره"، و"الانتصار" لشيخنا أبي بكر، و"الكلام في الاستواء"، و"الكلام في حروف المعجم"، وأربع مُقدّمات في أصول الديانات، و"العمدة" في أصول الفقه، و"مختصره"، و"الكفاية" في أصول الفقه، و"مختصرها"، و"فضائل أَحْمَد"، وكتاب "الطِّبّ"، وكتاب "اللبّاس"، وكتاب "الأمر بالمعروف"، و"شروط أهل الذمة"، و"التوكل"، و"ذمّ الغناء"، و"الاختلاف في الذبح"، و"تفضيل الفقر على الغنى"، و"فضل ليلة الجمعة على ليلة القدر"، و"إبطال الحيل"، و"المجرد في المذهب"، و"شرح الخرقي"، وكتاب "الراويتين"، وقطعة من "الجامع الكبير"، و"الجامع الصغير"، و"شرح المذهب"، و"الخصال"، و"الأقسام"، وكتاب "الخلاف الكبير".
وقد حمل النَّاس عنه علمًا كثيرًا، وهو مستغنٍ باشتهار فضله عن الإطناب في وصفه.
توفِّي فصلى عليه أخو أبي القاسم، فقيل: إنَّهُ لم يُرَ في جنازة بعد جنازة أبي الحسن القَزْوِينيّ الْجَمْعُ الّذي حضر جنازته.
وسمعت أبا الحسن النَّهريّ يقول: لمَّا قَدِمَ الوزير ابن دارست عبرتُ أبصرته، ففاتني الدرس، فلما قلتُ للقاضي: يا سيّدي تتفضَّل، وتُعيد لي الدَّرس، فقال: أين كنت؟ قال: مضيت أبصرت ابن دارس.
فقال: وَيْحُك، تمضي وتنظر للظَّلْمَاء؟ وعنَّفني3.
قال: وكان ينهانا دائمًا عن مُخالطة أبناء الدُّنيا، وعن النَّظر إليهم والاجتماع بهم، ويأمُر بالاشتغال بالعِلم ومجالسة الصّالحين.
سمعتُ خالي عبد اللَّه يقول: حضرت مع والدك في دار رئيس الرُّؤساء بعد مجيء طُغْرُلْبَك، وقد أنفذ إليه غير مرَّة ليحضِر، فلمَّا حضر زاد في إكرامه وأجلسه
__________
1 في طبقات الحنابلة ابن الكيال.
2 الكامل في التاريخ "10/ 52".
3 طبقات الحنابلة "2/ 222".(30/320)
إلى جانبه، وقال له: لم يزل بيت المُسلِمة وبيت الفرَّاء مُمتَزِجين، فما هذا الانقطاع؟
فقال له القاضي: رُوِيَ عن إبراهيم الحربيّ أنَّه استزاره المُعتّضِد، وقرَّبه وأجازه، فرصد جائزته، فقال له: أكتم مجلسنا، ولا تُخبِر بما فعلنا بك، ولا بما قابلتنا.
فقال: لي إخوان لو علموا باجتماعي بك هجروني.
قال: فقال له رئيس الرُّؤساء كلامًا أسرَّهُ إليه، ومدَّ كُمَّهُ، فتأخَّر القاضي عنه، وسمعته يقول: أنا في كفايةٍ ودِعة.
فقلت له: يا سيِّدنا ما قال لك؟ قال: قال لي: معي شُويّ1 من بقيّة ذلك الْإِرث المُستطاب، وأُحِبُ أن تأخُذه، فقلت: أنا في كفاية.
سمعتُ بعض أصحابنا يحكي، قال: لما حَصُبَ القائم وعُوفِيَ، حضر الشّيخ أبو منصور بن يوسف عند الوالد، وقال له: لو سهل عليك أن تمضي إلى باب القرية لتهنِّئ الخليفة بالعافية.
فمضى إلى هُناك، فخرج إليه الحاجب، ومعه جائزة سنِّيّة، وعرَّفه شُكْرَ الْإِمام لسَعْيِه، وتبرُّكه بدعائه، وسأله قبول ذلك.
قال: فَوَاللَّه ما مسَّها، ولا قبِلها.
سمعتُ جماعة من أهلي أنَّ في سنة إحدى وخمسين وقع النَّهب بالجانب الغربيّ، انتقل الوالد، وكان في بيته خُبْزٌ يابس، فنقله معه، وترك نقل رَحْله، لتعذُّر من يحمله، فكان يقتات منه، وقال: هذه الأطعمة اليوم نُهُوبٌ وغُصُوب، ولا آكُل من ذلك شيئًا. فبقي ما شاء اللَّه يتقوَّت من ذلك الخُبز اليابس، ولحقه منه مرض2.
وكان الوالد يختم في المسجد في كلِّ ليلة جمعة ويدعو، ما أخل بهذا سنين عديدة إِلَّا لعُذر.
ولعلَّ يقول ناظِرٌ في هذا: كيف استجاز مدح والده؟ فإنَّما حَمَلَنا على ذلك كثرة قول المُخالفين، وما يُلْقون إلى تابعيهم من الزُّور والبُهْتان، ويتخرَّصون على هذا الإمام من التحريف والعدوان.
__________
1 في طبقات الحنابلة "2/ 223" "معي شيء".
2 طبقات الحنابلة "2/ 223".(30/321)
أنشدني بعض أصحابه، فقال:
من اقتنى وسيلةً وذُخْرا ... يرجو بها مَثُوبةً وأَجْرا
فحجَّتي يوم أوافي الحشرا ... معتقدي عقيدة ابن الفرّا1
قال أبو الحسين: اعلم، زادنا اللَّه عِلمًا ينفعنا به، وجعلنا مِمَّن آثر الآيات الصّريحة، والَأحاديث الصحيحة، على آراء المُتَكلِّمين، وأهواء المتكلفين، وأنَّ الّذي دَرَجَ عليه سائر السَّلَف التَّمسُّك بكتاب اللَّه، واتِّباع سُنَّة محمد -صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم ما روي عن الصَّحابة، ثم عن التّابعين والخالفين لهم من علماء المُسلمين الْإِيمان والتَّصديق بكلِّ ما وصف اللَّه به نَفْسَهُ، أو وصفه به رسوله، مع ترك البحث والتَّنْقير، والتّسليم لذلك، من غير تعطيلٍ ولا تشبيهٍ ولا تفسيرٍ ولا تأويل، وهي الطَّائفة المنصورة، والفرقة النَّاجية، فهُم أصحاب الحديث والَأثر، والوالدُ تابِعُهم.
هم خلفاء الرّسول، وورثة حكمته، بهم يلحق التَّالي، وإليهم يرجع الغالي، وهم الّذين نبذهم أهل البِدَع والضَّلال أنَّهُم مُشَبِّهَةٌ جُهَّال.
فاعتقد الوالد وسَلَفهُ أنَّ إثبات الصِّفات إنَّما هُوَ إثبات وجود لَا إثبات تحديد وكيفيَّة، وأنّها صفات لا تُشبه صفات البرّيّة، ولا يُدْرَك حقيقةُ عِلمها بالفِكر والرَّويّة2.
فالحنبليّة لَا يقولون في الصِّفات بتعطيل المُعطِّلة، ولا بتشبيه المُشبِّهين، ولا بتأويل المُتأوّلين.
بل مذهبهم حقٌّ بين باطِلَيْن، وهدًى بين ضلالتين، إثبات الأسماء والصِّفات، مع نفي التّشبيه والَأدوات، على أنَّ اللَّه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .
وقد قال الوالد في أخبار الصِّفات والمذهب في ذَلِكَ قبول هذه الأحاديث على ما جاءت به، غير عدول عنه إلى تأويلٍ يُخالِف ظاهرها، مع الاعتقاد بأنَّ الله سبحانه بخلاف كل شيء سواه.
__________
1 طبقات الحنابلة "2/ 226"، وفيه: "معتقدي لمذهب ابن الفرا".
2 طبقات الحنابلة "2/ 208".(30/322)
وكل ما يقع في الخواطر من تشبيه أو تكييف، فاللَّه يتعالى عن ذلك، واللَّه ليس كمثله شيء، لَا يوصف بصفات المخلوقين الدالة على حدثهم، ولا يجوز عليهم ما يجوز عليهم من التَّغيير، ليس بجسمٍ، ولا جوهر، ولا عَرَض، وإنَّهُ لم يزل ولا يزال، وصفاته لا تُشْبِه صفات المخلوقين.
قلت: لم يكُن للقاضي أبي يَعْلَى خِبرَةٌ بعلل الحديث ولا برجاله، فاحتجَّ بأحاديث كثيرة واهية في الأصول والفُروع لعدم بصره بالَأسانيد والرِّجال.
وقد حطَّ عليه صاحب الكامل فقال: هو مصنِّف كتاب الصِّفات، أتى فيه بكل عجيبة، وترتيب أبوابه يدل على التجسيم المحض، تعالى اللَّه عَن ذَلِكَ.
وأمَّا في الفقه ومعرِفة مذاهب النَّاس، ومعرفة نصوص أَحْمَد -رحمه اللَّه- واختلافها، فإمام لَا يُدرَك قراره -رحمه اللَّه تعالى1.
216- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن:
أَبُو بَكْر بن أبي الحسن الْأصبهانيّ الكرّانيّ المعدّل.
مات في شوَّال.
217- محمد بن عليّ:
218- محمد بن الفضل بن جعفر:
أبو سعد التَّمِيميّ الهَمَدَانيّ، المعروف بابن أبي اللَّيْث.
روى عن: أبي بكر بن لال، وأبي بكر الشّيرازيّ، وابن تُرْكان، وطاهر بن ماهلة، وجماعة.
قال شيروَيْه: كان صدوقًا.
ومات في ذي الحجّة.
219- محمد بن وهب بن محمد الأندلُسيّ:
الفقيه المعروف بنوع الغافقي.
له درية علمًا وقراءة، توفي في رمضان.
__________
1 تاريخ دمشق "22/ 120".(30/323)
وفيَّات سنة تسع وخمسين وأربعمائة:
حرف الألِف:
220- أَحْمَد بن سعيد بن محمد بن أبي الفيَّاض1:
أبو بكر الأندلُسيّ الأستجيّ.
سمع ببلده من: يوسف بن عَمْرو.
وبالمَرِيّة من: أبي عمر الطَّلَمَنْكيّ، والمُهلَّب بن أبي صُفْرَة.
وله تاريخ على الأخبار.
وعاش قريبًا من ثمانين سنة.
221- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مَهْران:
أبو العبَّاس الْأصبهانيّ.
سمع "جُزء لُوَيْن" من ابن المَرْزُبان الأَبْهَرِيّ.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
222- أَحْمَد بن عبد الباقي بن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن طَوْق2:
أبو نصر المَوْصِلِيّ.
حدَّث بالموصِل، وبغداد عن: نصر المُرَجَّى، وعبد اللَّه بن القاسم الصوَّاف.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة.
قال لي: وُلِدت سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
وتوفِّي بالموصل في رمضان.
قلت: روى عنه ابن خميس.
223- أَحْمَد بن مُغِيث بن أَحْمَد بن مُغيث3:
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 60".
2 تاريخ بغداد "4/ 272"، وشذرات الذهب "3/ 307".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 60"، وإنباء الرواة "1/ 135".(30/324)
أبو جعفر الصدقي الطليطلي.
كان من أهل البراعة والفهم والرئاسة في العِلم، متفنِّنًا عالِمًا بالحديث وعِلَلَه، وبالفرائِض، والحِساب، واللُّغة، والنَّحو، ولهُ يدٌ طولى في التَّفسير.
ولهُ كتاب المُقْنِع في عقد الشّروط.
روى عن: أبي بكر خَلَف بن أَحْمَد، وأبي محمد بن عبَّاس.
وكان كَلِفًا بجمع المال.
توفِّي في صَفَر عن ثلاثٍ وخمسين سنة.
224- أَحْمَد بن منصور بن خَلَفة حمّود1:
أبو بكر المغربيّ، ثمّ النّيسابوريّ، وبها وُلِد.
سمع من: أبي طاهر محمد بن الفضل بن خُزَيْمة، وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد الصيرفي، وأبي بكر الجوزقي.
وحدَّث عن الْجَوْزَقِيّ بكتاب "المُتَّفَق" بفوتٍ لهُ فيه.
قال عبد الغافر بن إسماعيل2: أمَّا شيخنا أبو بكر المغربي البزاز أخو خَلَف فشيخٌ نظيف، طاف به وبأخيه أبوهما الشّيخ منصور على مشايخ عصره، فسمع الكثير، وجمع لهُ الفوائد.
سمع منهُ الأئِمَّة الكبار، ورزِقَ الرّواية سنين، وعاش عيشًا تقيًّا.
توفِّي سنة اثنتين وستين وأربعمائة. هكذا قال.
وقال غيره: تُوُفِّي سنة ستيّن.
وقال أبو القاسم بن منده: توفي في رمضان سنة تسعٍ وخمسين.
قلت: روى عنه: أبو عبد الله الفرواي، وزاهر الشَّحّاميّ، وعبد الرَّحمن بن عبد اللَّه البحيري، وعبد الغافر الفارسي، وآخرون.
__________
1 التقييد لابن نقطة "183، 184"، وسير أعلام النبلاء "18/ 94، 95".
2 في التقييد "184".(30/325)
حرف الحاء:
225- الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين1:
أبو القاسم الحنّائيِّ الدِّمَشقيّ المعدّل، صاحب الأجزاء الحنّائيّات العشرة التي خرَّجها لهُ النَّخشُبيّ.
قال النّسيب: سألتُ الشّيخ الثِّقة الدَّيِّن الفاضل أبا القاسم الحنَّائيّ المُحدِّث عن مولده، فقال: في شوال سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة2.
وقال ابن ماكولا3: كتبت عنه، وكان ثقةً، وهو منسوب إلى بيع الحنَّاء.
وقال الكتَّانيّ: توفِّي في جُمَادَى الأولى، وهو آخر من حدَّث عَنِ الْحَسَن بْن محمد بن درسْتُوَيه.
ودُفِن على أخيه عليّ بمقابر باب كَيْسان، وكانت له جنازة عظيمة ما رأينا مثلها من مُدَّة4.
قلت: روى عن: عبد الوهَّاب الكِلابيّ، وابن درستُوَيْه، وعبد اللَّه بن محمد الحنائي، ومحمد بن أحمد بن عثمان ابن أبي الحديد، وتمَّام الرّازيّ، ومحمد بن عبد الرَّحمن القطَّان، وأبي الحسن بن جَهْضَم، وجماعة.
روى عَنْه: أبو سعد السَّمّان، ومات قبله، وأبو بكر الخطيب، ومكّيّ الرُّمَيْليّ، وسهل بن بِشر، وعبد المنعم بن عليّ الكِلابيّ، وأبو القاسم النسيب، وهبة اللَّه بْن الأكْفَانيّ، وأبو طاهر محمد، وأبو الحسين عبد الرحمن ابناه، وأبو الحسين بن المَوَازِينِيّ، وطاهر بن سهل بن بِشْر، وعبد الكريم بن حمزة، وأبو الحسن بن سعيد الدِّمشقيِّون، وثعلب بن جعفر السّرّاج، وآخرون.
226- الحسن بن عليّ بن وَهْب5:
أبو عليّ الدّمشقيّ الصوفي المقرئ، العبد الصالح.
__________
1 العبر "3/ 245"، وسير أعلام النبلاء "18/ 130، 131".
2 تاريخ دمشق "29/ 185".
3 في الإكمال "3/ 60".
4 تاريخ دمشق "29/ 185".
5 الإكمال "4/ 494"، ومختصر تاريخ دمشق ابن منظور "7/ 54".(30/326)
روى عن: محمد بن عبد الرّحمن القطّان.
وعنه: أبو نصر بن ماكولا، وهبة اللَّه بن الأكفانيّ.
توفِّي في جُمَادى الأُولى.
حرف الخاء:
227- الخِضر بن منصور الدّمشقيّ1:
الضّرير، ويُعرف بابن الحبَّال.
سمع: عبد الرَّحمن بن أبي نَصْر، وعقيل بن عبْدان.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وهبة اللَّه بن الأكفانيّ.
حرف السّين:
228- سعيد بن عُبَيْدة بن طَلْحة2:
أبو عثمان العَبْسيّ، خطيب إشبيليّة.
وُلِدَ سنة خمسٍ وستين وثلاثمائة، وصَحِبَ أبا بكر الزُّبيْديّ وأكثر عنه وعن غيره.
وحجَّ، ورحل سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
وكان من أهل الذَكاء والثِّقة.
توفِّي في شعبان.
229- سعيد بن محمد بن الحسن المَرْوَزِيّ الْإِدريسي3:
إمام جامع صُور وخطيبها.
توفِّي أيضًا في شعبان.
__________
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "12/ 512"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "8/ 77".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 222، 223".
3 الإكمال "4/ 421"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "10/ 8".(30/327)
حدَّث عن: أَحْمَد بن فِراس العَبْقَسِيّ وأبي الحسين بن بِشْران المُعدّل، وجماعة.
روى عنه: مكّيّ الرُّمَيْليّ، وأجاز لهِبَةِ اللَّه بن الأكفانيّ1.
حرف الصَّاد:
230- صاعد بن منصور بن محمد بن محمد الهَرَوِيّ الأَزْديّ:
قاضي هَرَاة وابن قُضاتها.
صار زعيم أصحاب الحديث بهَرَاة، وهو ابن عمّ راوي التِّرْمِذيّ أبي عامر محمود بن القاسم.
حرف العين:
231- عالي بن أبي الفتح عثمان بن جِنِّي2:
أبو سعد الموصليّ.
سمع من: نصر المُرَجِّي بالموصِل، وعيسى بن الوزير ببغداد،
وسكن صُور.
روى عنه: ابن ماكولا، ومكّي الرُّميليّ، وأبو زكريّا التِّبْرِيزِيّ،
وكان أديبًا فاضلًا.
أخذ عن أبيه، وهو صحيح السَّماع.
مات بصَيْداء سنة ثمانٍ أو تسعٍ وخمسين، ولهُ ثمانون سنة.
232- عبد الجّليل بن مخلوف:
الْإِمام أبو محمد المالكيّ.
أفتى بمصر، ودرَّس أربعين سنة.
روى السِّلفيّ وفاته في هذه السنة، عن شخص فاضل رآه.
__________
1 النجوم الزاهرة "5/ 79".
2 تقدمت ترجمته في وفيات سنة "452هـ" برقم "54".(30/328)
قال: وصلَّى عليه رفيقه الفقيه عبد الحقّ بن محمد بن هارون السّبْتِيّ.
قال: وفيها مات عبد الحق هذا ببيت المقْدِس.
قال: وفيها مات الفقيه أبو إسحاق الأشِيريّ الفقيه.
233- عبد الصَّمد بن محمد بن تميم بن غانم التّميميّ1:
أبو الفتح الدّمشقيّ إمام جامع دمشق.
سمع: عبد اللَّه بن محمد الحِنَّائيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نْصر.
رَوَى عَنْهُ: ابن بنته هبة اللَّه بن الأكفانيّ.
وتوفِّي في المُحرَّم.
234- عبد الكريم بن عليّ2:
أبو عبد اللَّه التّميميّ، المعروف بابن السُّنّي.
بغداديّ.
روى عن: ابن زَنْبور الورَّاق، والقاضي أبي محمد الأكفانيّ.
قال الخطيب3: صدوق، كثير التِّلاوة.
235- عُبَيْد اللَّه بن محمد بن ميمون:
أبو طاهر الأسديّ، قاضي الكوفة.
ثقة، انتخب عليه أبو الغنائم محمد بن عليّ النَّرْسيّ.
سمع من: محمد بن عبد اللَّه الْجُعَفيّ، وطبقته.
236- عليّ بن بكار4:
أبو الحسن الصوريّ الشاهد.
__________
1 تاريخ دمشق "التيمورية" "24/ 147".
2 تاريخ بغداد "11/ 82"، والمنتظم "8/ 247".
3 في تاريخه.
4 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 218".(30/329)
رحل وسمع من: أبي الحسن بن السِّمْسَار، وابن الطبيرز، وصالح بن أَحْمَد المَيَانِجِيّ، وأبي ذرٍّ الهرويّ.
وعنه: مكّيّ الرُّميليّ، وسهل بن بِشر، وغيرهما.
237- عليّ بن الحسن بن عمر الزُّهْريّ الثَّمَانِينيّ1.
الرّجل الصّالح.
روى عن: أبي خازم بن الفرَّاء، وأبي القاسم الحِنّائيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، ونَصْر المقدسيّ مع جلالتهما.
238- عليّ بن الخِضر العثمانيّ الدّمشقيّ2:
الحاسب أبو الحسن، صاحب التّصانيف في الحساب.
روى عن: رشأ بن نظيف، ومحمد بن عبد الرَّحمن بن أبي نصر وجمع وفيات مشايخ.
روى عنه: أخوه لأمه الحسن بن الحسن الكلابي الماسح، وأبو بكر الخطيب، وهو أحد شيوخه.
توفِّي في شوّال.
239- عليّ بْن محمد بْن الحسن بن يزداد3:
القاضي أبو تمام الواسطي، مسند أهل واسط.
حدث عن: أبي الحسين محمد بن المُظفّر، وأبي الفضل الزُّهْريّ، وغيرهما.
وتُوُفّي في شوّال، ولعلَّهُ عاش تسعين سنة أو نحوها.
قال الخطيب4: تقلَّد قضاء واسط مُدَّة، وكان مُعتزليا.
روى عنه: أبو القاسم السَّمرقنديّ بالإجازة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 245"، والأنساب "117".
2 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "29/ 138".
3 تاريخ بغداد "12/ 103"، وسير أعلام النبلاء "18/ 212، 213"، ولسان الميزان "4/ 261".
4 في تاريخه.(30/330)
حرف الفاء:
240- الفضيل محمد بن الفُضَيْل:
أبو عاصم الفُضَيْليّ الهَرَوِيّ.
سمع: أبا منصور محمد بن محمد الأَزْديّ، وأبا طاهر محمد بن محمد بن محمِش.
روى عنه: ابنه إسماعيل.
حرف الميم:
241- محمد بن أَحْمَد بن عَدْل1:
أبو عبد اللَّه الأمويّ الأندلُسيّ الطُّلَيْطُلِيّ.
سمع من: عبد اللَّه بن ذَنّين، وعبد الرَّحمن بن عبَّاس.
وكان ثقةً عابدًا خاشعًا خائفًا.
وكان يعظ النّاس.
242- محمد بن إسماعيل بن أَحْمَد بن عمرو2:
القاضي أبو عليّ الطُّوسيّ، المعروف بالعراقيّ؛ لطول إقامته بالعراق، ولظُرفه.
ولي قضاء طوس مُدَّة، وكان من كبار الشّافعيّة وأئِمّتهم.
لهُ شُهرة بخُراسان.
سمع من: أبي طاهر المخلّص، وتفقَّه على: أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ، وأبي محمد البافيّ.
وناظر بجرجان في مجلس أبي سَعْد الْإِسماعيليّ.
أخذ عنه جماعة.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 541".
2 المنتظم "8/ 247"، والبداية والنهاية "12/ 96"، وفيه: "محمد بن إسماعيل بن محمد".(30/331)
243- محمد بن الحبيب بن طاهر بن عليّ بن شمَّاخ1:
أبو عليّ الغافقيّ. من أهل غافق.
سمع: بقُرْطُبة من يونس بن عبد اللَّه، ومكّيّ، وأبي محمد بن الشّقّاق، وجماعة.
وحجَّ سنة إحدى وعشرين، فأخذ بمصر عن القاضي عبد الوهَّاب المالكيّ، وسمع منه كتاب "التَّلقين" لهُ.
ولقي بمكَّة أبا ذَرّ.
وكان من أهل الدّين والتواضع والطّهارة والَأحوال الصَّالحة.
قال ابن بَشْكُوال: أنا عنه أبو مُحَمَّد بن عتّاب بجميع ما رواه عن عبد الوهَّاب.
توفِّي فجأة بغافق في رمضان.
244- محمد بن عبد اللَّه بن عُمَر:
أبو بكر العدويّ العُمَريّ الهرويّ الفقيه التّاجر.
سمع: أبا محمد بن أبي شُرَيْح.
روى عنه: زاهر الشّحّاميّ.
245- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مِهْرَبْزُد2:
أبو مسلم الْأصبهانيّ، الأديب المفسِّر النّحوي المُعتزليّ.
قال يحيى بن مَنْدَهْ في "تاريخه": إنَّه صنَّف "التَّفسير"، وحدَّث عن أبي بكر بن المقري، وكان عارفًا بالنحو، غاليا في مذهب الاعتزال، وهو آخر من حدَّث بأصبهان عن ابن المقري.
مات في سنة تسع وخمسين.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 541".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 146، 147"، ولسان الميزان "5/ 297، 299"، وشذرات الذهب "3/ 307"، ومعجم المؤلفين "11/ 49، 50".(30/332)
زاد غيره: في جُمَادى الآخِرة.
وقال محمد بن عبد الواحِد الدَّقّاق: سألته عن مولده فقال: في سنة ست وستين وثلاثمائة.
قلت: وله تفسير في عشرين مُجَلَّدًا، وكان به بمصر نُسخة للشَّرَف المُرْسيّ.
وآخر من حدَّث عنه إسماعيل بن عليّ الحمّاميّ الْأصبهانيّ، روى عنه "جزء مأمون"، وغيره.
حرف النُّون:
246- نجيب بن عمَّار1:
أبو السَّرايا بن أبي فراس الغَنَوِيّ.
شاعر رئيس، كان أبوه مُتَولِّي الرَّقّة.
سمع: أبا محمد بن نَصْر، وغيره.
وعنه: ابن الأكفاني.
وفيَّات سنة ستين وأربعمائة:
حرف الألِف:
247- أَحْمَد بن سعيد2:
أبو جعفر اللَّوْزَنكيّ3، الفقيه المالكّيّ، مُفتي طُلَيْطُلَة.
امتحنه المأمون رئيس طليطلة هو ووالد ابن مُغِيث، وولد ابن أسد، وثلاثة آخرين، وُشِي بهم عنده بالتُّهمة على سُلْطانه، فاستدعاهم مع قاضيهم أبي زيد القُرْطُبيّ، وقيَّدهم، فهمَّت العامَّة بالنُّفور إلى السِّلاح، فبذل السّيف فيمن أعلن سِلاحًا، فسكنوا. واستُبيحت دُور المذكورين المُمْتحَنِين ونهبت، وذلك في هذا العام، وسجنوا.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "26/ 122".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 64، 65"، وسير أعلام النبلاء "18/ 174، 175".
3 في الصلة "اللورانكي".(30/333)
وسُجِن الوزير ابن غصْن الأديب1 مُصَنِّف كتاب "المُمْتَحِنين" من عهد آدم إلى زمانه من الأنبياء والصِّدّيقين والعلماء.
واتُّهِمَ بالسَّعي بالمذكورين ابن الحديديّ، وحاز رئاسة البلد وحده. فمات المأمون، وولي بعده حفيده القادر، والَأمر في البلد لابن الحديديّ، فقيل للقادر في شأنه، فأخرج أضداده، وقتلوا ابن الحديديّ، وطافوا برأسه، ومعهم ابن اللَّوْزَنْكِيّ وقد أَضَرَّ.
ولعلَّهُ بقي إلى بعد السَّبعين، فاللَّه أعلم.
248- أَحْمَد بن الفضل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعفر2:
أبو بكر الباطِرقانيّ3 المقرئ الْأصبهانيّ الأُستاذ.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: كتب الكثير عن أبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وإبراهيم بن خُرشِيد قُولَه، وعبد اللَّه بن جعفر، وأبي مسلم بن شهدل، وأحمد بن يوسف الثَّقفيّ، والحسن بن محمد بن يَوَه.
وهو كثير السَّماع، واسع الرِّواية، دقيق الخطّ.
قرأ القُرآن على جماعة من الأئِمَّة القُدَماء، وصنَّف كتاب "الشَّواذ"، وكتاب "طبقات القُرَّاء".
وقال لي: وُلِدْتُ سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
وتوفِّي في ثاني وعشرين صَفَر.
ذكره عمِّي يومًا، والحافظ عبد الغنيّ النَّخْشَبِيّ وجماعة حاضرون، فقال عبد الغني: صنَّف مستندًا ضمَّنه ما اشتمل على صحيح البُخاريّ إِلَّا أنَّهُ كتب أكثره من الأصل ثُمَّ ألحقه الإسناد.
__________
1 هو أبو مروان عبد الملك بن غصن الحجاري، من أهل وادي الحجارة "انظره في جذوة المقتبس "402، 403".
2 الأنساب "2/ 41"، وسير أعلام النبلاء "18/ 182، 183"، وشذرات الذهب "3/ 308"، ومعجم المؤلفين "2/ 45".
3 الباطرقاني: نسبة إلى باطرقان، وهي إحدى قرى أصبهان. "الأنساب 2/ 40".(30/334)
وهذا ليس من شرط أصحاب الحديث وأهله.
ثم قال يحيى: تكَّلم في مسائل لا يسع الموضوع ذكرها، لو اقتصر على التَّحديث والْإِقراء كان خيرًا له1.
وهذا يدُل على أنَّه ثقةُ فيما روى، وإنَّما نُقِم عليه الكلام.
روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد، وقرأ عليه بالرّوايات، وسعيد بْن أَبِي الرجاء، والحسين بْن عَبْد الملِك الخلال، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق وأحمد بن الفضل المهاد، وشبيب بن محمد بن حورة2، وأبو الخير عبد السلام ابن محمد الحسناباذيّ، وجماعة سواهم.
وحدَّث عنه من القُدَماء: الحافظ عبد الغنيّ النَّخْشَبيّ، والقاضي أبو عليّ الوَخْشيّ.
وقد أمَّ بجامع أصبهان الكبير بعد أبي المظفّر بن شبيب.
قال أبو عبد اللَّه الدَّقّاق في رسالته: ولم أرَ شيخًا بأصبهان جمع بين علم القُرآن والقراءات والحديث والرّوايات، وكثرة كتابته وسماعه أفضل من أبي بكر الباطِرْقانيّ.
وكان إمام الجامع الكبير، حَسَن الخُلُق والهيئة والمنظر والقراءة والدِّراية.
ثقة في الحديث.
249- أَحْمَد بن محمد بن عيسى بن هلال2:
أبو عمر بن القطَّان القُرْطُبِيّ المالكيّ، رئيس المُفْتين بقُرْطُبة.
وُلِدَ سنة تسعين وثلاثمائة.
وروى عن: أبي بكر التُّجَيْبيّ، ويونس بن عبد اللَّه القاضي، وأبي محمد بن الشَّقّاق، وأبي محمد بن دحّون، وناظر عندهما.
وكان فريد عصره بالَأندلُس حفظًا وعِلمًا واستِنْباطًا ومعرِفَةً بأقوال العلماء.
__________
1 معجم الأدباء "4/ 102".
2 في "سير أعلام النبلاء 18/ 182" "جورة" و"في الأنساب 2/ 41": "خورة".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 61، 62"، وسير أعلام النبلاء "18/ 305، 306".(30/335)
صدمتهُ ريحٌ فخرج من قُرْطُبَة يُريد حمَّة المريّة، فتوفِّي بكورة باغة لسبعٍ بقين من ذي القعدة1.
وقد قدمه المُسْتَظْهِر للشورى سنة أربع عشرة وأربعمائة علي يد قاضيها عبد الرّحمن بن بِشْر.
أَحْمَد بن منصور2:
تقدَّم.
حرف الثَّاء:
250- ثابت بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خُبَيْش:
أبو روح السَّعْدِيّ الهرويّ الأزديّ، محدِّث هراة ونسَّابتها.
سمع: عبد الرحمن بن أبي شُرَيْح، وأباه، وأبا سعد الزُّهْريّ.
روى عنه: الخطيب محمد بن عبد اللَّه الهَرَوِيّ الواعظ، وغيره.
توفِّي فِي ربيع الأخر.
حرف الحاء:
251- الْحَسَن بن أبي طاهر بن الحسن3:
الْإِمام أبو عليّ الخُتَليّ، الفقيه الشَّافعيّ القاضيّ.
روى عن: العارف أبي سعيد فضل اللَّه المَيْهَنيّ شيئًا يسيرًا.
روى عنه: عبد العزيز الكتَّانيّ، وقال: توفِّي أبو علي الخُتّليّ إمام جامع دمشق في شعبان سنة ستين وأربعمائة.
252- الحسن بن عليّ بن مكّيّ بن إسرافيل بن حماد:
__________
1 الصلة "1/ 62".
2 تقدَّمت ترجمته برقم "224".
3 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "9/ 464"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "6/ 343، 344".(30/336)
لإمام أبو عليّ الحمّاديّ النّسفيّ الفقيه الحنفيّ، أحد الأعلام، كان حنيفيًّا فانتقل إلى مذهب الشَّافعيّ.
رحل وسمع بِنَيْسَابُور أبا نُعَيْم عبد الملك بن الحسن الْإِسفرائينيّ، وإسماعيل بن محمد حاجب الكشَّانيّ.
وعمِّر دهرًا.
قال ابن السَّمعانيّ: ثنا عنه الحسين بن الخليل.
253- حنْبَل بن أَحْمَد بن حَنْبَل1:
أبو عبد الرحمن الفارسيّ البيِّع، نزيل غَزْنَة.
ذكره عبد الغافر فقال: شيخٌ مشهور معروف، له الثّروة الظاهرة، والنّعمة الوافرة.
سمع بنيسابور: الحكم، وابن مَحْمِش، وأبا عبد الرَّحمن السُّلَمِيّ، والَأستاذ أبا سَعْد الزَّاهِد، وأبا بكر الحِيَرِيّ، وجماعة من شيوخ هَرَاة وبُسْت.
وحدَّث بغَزْنَة.
حرف الخاء:
254- خديجة بنت محمد بن عليّ الشَّاهْجَانيَّة2:
البغداديّة الواعظة.
كانت امرأة صالحة، كتبت عن ابن سمعون بعض أماليه بخطِّها.
ووُلِدَت سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة.
قال أبو بكر الخطيب3: حدَّثتنا، وكانت صالحة صادقة.
توفِّيت في المحرَّم.
__________
1 المنتخب من السياق "212، 213".
2 تاريخ بغداد "14/ 446"، والمنتظم "8/ 250"، والعبر "3/ 246"، وشذرات الذهب "3/ 308".
3 في تاريخ بغداد.(30/337)
حرف الدَّال:
255- دُرّي المُستنصريّ1:
شهاب الدّولة.
قدِم دمشق أميرًا عليها لصاحب مصر بعد عَزْل حَيْدَرة، ثُمّ عُزِل بعد قليل، وولي الرَّملة، فقُتل في ربيع الآخر.
حرف العين:
256- عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمان2:
أبو محمد المَعَافِريّ الطُّلَيْطُلِيّ، المعروف بابن المؤذِّن.
روى عن: أبي عمر الطلمنكي.
وكان عالمًا دينًا محدثًا مقرئًا.
كتب الكثير، وسمع النَّاس منه.
257- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ3:
أبو الحسين الصَّيْداويّ الوكيل، ويُعْرَف بابن المُخّ.
سمع من أبي الحُسَيْن بن جميع بعض معجمه.
روى عنه: أبي بكر الخطيب، وابن ماكولا، وعمر بن حسين الصُّوفيّ، وغيث الأرمنازيّ.
حدَّث في هذه السَّنة بصُور وانقطع خبره.
258- عبد الخالق بن عبد الوارث:
أبو القاسم السُّيُوريّ، المغربيّ المالكيّ.
خاتمة شيوخ القيروان، كان آيةً في معرفة المذهب، بل في معرفة مذاهب العلماء، زاهدًا صالحًا.
تفقَّه عليه جماعة، وطال عمره.
__________
1 أمراء دمشق في الإسلام "31".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 279، 280".
3 الإكمال لابن ماكولا "7/ 215"، والأنساب "515".(30/338)
259- عبد الدَّائم بن الحُسين بن عُبَيْد اللَّه1:
أبو الحسن وأبو القاسم الهلاليّ الحَوْرَانيّ، ثمّ الدّمشقيّ.
هو آخر من سمع مِن عَبْد الوهّاب الكِلابيّ.
روى عَنْهُ: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسيّ، وهبة اللَّه بن الأكفانيّ، وطاهر بن سهل الْإِسْفَرائينيّ، وثعلب بن السرَّاج، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنْديّ، وآخرون.
تُوُفّي في شعبان عن ثمانين سنة.
260- عَبْد المَلِك بْن مُحَمَّد بْن يوسف2:
أَبُو منصور البغداديّ، الملقَّب بالشّيخ الأجلّ، سِبط أبي الحسن أَحْمَد السَّوسَنْجِرْديّ.
سمع: أبا عمر بن مهديّ، وأبا محمد بن البيّع، وابن الصُّلت الأهوازيّ.
روى عنه ابناه.
وقال الخطيب3: كان أوحد وقته في فعل الخير ودوام الصَّدقة والَأفضال على العُلماء، والنَّصرة لَأهل السُّنَّة، والقمع لَأهل البِدَع.
وتوفِّي في عَشْر السَّبعين.
وقال ابن خيرون: توفِّي في المحرَّم، ودُفِن عند جدِّه لَأُمِّه، وحضره جميع الأعيان، وكان صالحًا عظيم الصّدقة مُتَعَصِّبًا لَأهل السُّنّة، وقد كفى عامَّة العُلماء والصلحاء -رحمه اللَّه.
قلت: كان له صورة كبيرة عند الخليفة وحُرْمة زائدة، وكان رئيس بغداد وصدرها في وقته، مع الدّين والمروءة والصَّدَقات الوافرة، وقد استوفى أبو المظفر في "المرآة"4 أخباره.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "14/ 182"، والعبر "3/ 247".
2 تاريخ بغداد "10/ 434"، وسير أعلام النبلاء "18/ 333، 334"، والبداية والنهاية "12 97"، والنجوم الزاهرة "5/ 82".
3 في تاريخ بغداد "10/ 434".
4 أي: مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي.(30/339)
قال أُبَيّ النَّرْسيّ: رأيتُ في جنازته خلقًا لم أر مثلهم قطّ كثرةً.
261- عَبْد الوهَّاب بن مُحَمَّد بن عَبْد الوَهَّاب بن عبد القدُّوس1:
أبو القاسم الأنصاريّ القُرْطُبيّ المقرئ.
رحل وقرأ بالرّوايات على: أبي عليّ الأهوازيّ، وأبي القاسم الزَّيْدِيّ، وابن نفيس.
وسمع من: أبي الحسن بن السِّمْسار.
وكان خطيبًا بليغًا مُجوِّدًا للقراءات، بصيرًا بها، عارفًا بطرقها. رحل النَّاس إليه.
مات في ذي القعدة وقد قارب السِّتّين، وقيل سنة إحدى فيحرَّر.
262- عُبَيْد اللَّه بن محمد بن مالك2:
أبو مروان القُرْطُبِيّ، الفقيه المالكيّ.
روى عن: حاتم بن محمد، وأبي عمر بن خضر، وأبي بكر بن مغيث، وكان حافِظًا للفقه والحديث والتّفسير، عالمًا بوجوه الاختلاف بين فقهاء الأمصار، متواضعًا كثير الورع، مجاهدًا مبتذلًا في لباسه، لهُ مُغَلٌّ يسيرٌ من سُمّاق وعِنبٌ يُنتَفع به.
ومن محفوظاته: كتاب "معاني القُرآن" للنحّاس، ولهُ مصنَّف "مُختَصر في الفقه"، وله كتاب "ساطع البرهان" في سِفْر، قال ابن بشكوال: قرأته على أبي الوليد بن طَرِيف، وقرأه على مؤلِّفه مرَّات.
تُوُفِّي في جُمَادَى الأولى، ولهُ ستُّون سنة.
263- عليّ بْن مُحَمَّد بْن جعفر الطُّرْيثِيثيّ:
أبو الحسن، المعروف باللحساني، ويقال: اللحسائي.
يروي عن: أبي مُعَاذ شاه بن عبد الرّحمن الهَرَويّ، وأبي الحسين الخفّاف، ومحمد بن جعفر الماليني.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 381"، ومعجم المؤلفين "6/ 229".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 303، 304"، ومعجم المؤلفين "6/ 245".(30/340)
وعنه: زاهر الشَّحّاميّ، ومنصور بن أَحْمَد الطُّرَيْثِيثيّ.
ولا أعلم متى تُوُفّي، لكن حدث في هذا العام.
وقع لي حديثه بعُلُوٍّ.
264- عمر بن الحسن بن عبد الرحمن1:
أبو حفص الهَوْزَنيّ الْإِشبيليّ.
روى عن: محمد بن عبد الرحمن العوَّاد، وأبي القاسم بن عصفور، وابن الأحدب، وأبي عبد الله بن الباجيّ، وغيرهم.
وحجَّ وأخذ عن: أبي محمد بن الوليد المالكيّ بمصر، وكان ذكيّا ضابطًا متفنِّنًا في العلوم.
وُلِد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وقتله المُعتَضِد باللَّه عبّاد ظُلمًا بقصر إشبيليّة في ربيع الآخر، ذبحه بيده، ودُفِنَ بثيابه بالقصر من غير غُسلٍ ولا صلاة -رحمه اللَّه تعالى.
حرف الميم:
265- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أحمد بن محمد بن منصور:
أبو غالب بن العتيقيّ.
حدَّث بدمشق عن: أبيه، وأبي عمر بن مهديّ.
روى عنه: هبة اللَّه بن الأكفانيّ، وغيره.
266- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن البطر:
القارئ أبو الفضل الضّرير، أخو أبي الخطَّاب نصر.
روى عن: أبي عمر بن مَهْديّ، وأبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين ابن بشران.
وبإفادته سمع أبو الخطاب.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 402".(30/341)
روى عنه: أبو السُّعود أَحْمَد بن المُجْلي.
وكان من أعيان قُرَّاء الألحان، وكان يُصلّي بالْإِمام القائم الصّلوات.
267- محمد بن أَحْمَد بن أبي العلاء:
أبو منصور السَّدوسيّ الصّيدلانيّ الكوفيّ.
قال أُبَيّ النَّرسيّ: حدَّثنا عن ابن غزال.
268- محمد بن الحسن بن عليّ1:
أبو جعفر الطُّوسِيّ، شيخ الشّيعة وعالمهم.
تُوُفّي بالمشهد المبارك، مشهد أمير المؤمنين -رضي اللَّه عنه، في المحرَّم، ولَأبي جعفر الطُّوسيّ تفسير كبير عشرون مُجلَّدة، وعِدَّة تصانيف مشهورة، قَدِمَ بغداد وتعيِّن، وتفقَّه للشّافعيّ، ولزم الشّيخ المُفيد مُدَّة، فتحوَّل رافضيَّا.
وحدَّث عن هلال الحفَّار.
روى عنه ابنه أبو عليّ الحسن.
وقد أُحْرِقت كتبه غير مرة، واختفى لكونه ينقص السَّلف2.
وكان ينزل بالكَرْخ، ثمّ انتقل إلى مشهد الكوفة.
269- محمد بْن عبد اللَّه بْن مَسْلَمة3:
أبو بكر التُّجَيْبيّ، الملقَّب بالمظفّر، صاحب بطليوس، ويعرف بن الأفطس.
كان أديبًا جمَّ المعرفة، جمَّاعةٌ للكُتُب، لم يكن ملوك الأندلس يفوقه في الأدب.
وله كتاب "التّذكرة" في عِدَّة فنون، خمسين مُجَلَّدًا.
ورَّخه ابن الأبَّار.
__________
1 الكامل في التاريخ "10/ 58"، وسير أعلام النبلاء "18/ 334، 335"، والبداية والنهاية "12/ 97"، ولسان الميزان "5/ 135"، ومعجم المؤلفين "9/ 202".
2 الكامل في التاريخ "10/ 58".
3 الوافي بالوفيات "3/ 323"، ومعجم المؤلفين "10/ 246".(30/342)
270- محمد بْن علي بْن محمد بْن موسى1:
أبو بكر السُّلَميّ الدّمشقيّ الحدَّاد.
روى عن: أبي بكر بن الحديد، وعبد الرحمن بن عمر بن نَصر، والحسين بْن أَبِي كامل الأطْرَابُلُسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن نصر، وطائفة كبيرة.
روى عنه: أبي بكر الخطيب، وعمر الرّواسيّ، وابن ماكولا، وهبة الله بن الأكفاني، وآخرون.
قال الكتاني: توفِّي في رمضان.
قال: وكان يكذب، يدعي شيوخا ما سمع منهم بجهل، حدَّث عن ابن الصَّلت المُجبِر، فقيل له في ذلك، فقال: كان مسجده عندنا. وذاك لم يبرح بغداد.
271- مُحَمَّد بْن عَلي بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن رجاء بن أبي العَيْش2:
الَأطرابُلُسيّ الْجُمَحيّ، أبو العَيْش القاضي.
حدَّث عن: منير بن أحمد بن الخلال، وأبي محمد بن النَّحّاس، وأبي عبد الله بن أبي الأَطْرَابُلُسِيّ.
وولي قضاء صيداء.
روى عنه: عمر الرُّواسيّ، ومكّي الرُّمَيْلِيّ.
توفِّي في شعبان.
272- محمد بن محمد:
أبو سعيد أميرجة الهَرَوِي الواعظ.
حدَّث عن: القاضي أبي منصور الأزديّ، ويحيى بن عمَّار.
سمع منه جماعة.
273- محمد بن موسى بن فتح3:
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 660"، ولسان الميزان "5/ 315".
2 معجم البلدان "2/ 492".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 542".(30/343)
أبو بكر الأنصاريّ البَطَلْيُوسيّ، المعروف بابن القرّاب.
سمع بقرطبة من: عبد الوارث بن سُفْيان، وأبي محمد الأصيليّ، وخلف بن القاسم، وجماعة.
وكان عالِمًا بالَآثار والَأخبار، متفنِّنًا في العلوم، ديِّنًا مُنعزِلًا.
روى عنه: أبو عليّ الغسَّانيّ.
توفِّي ببطليوس في جمادى الآخرة.
274- ملحم بن إسماعيل بن مُضَر الضَّبيّ:
أبو مُضَر الهَرَويّ.
توفِّي بهراة، وكان عالي الْإِسناد.
قد سمع من: الخليل بن أَحْمَد السِّجْزيّ، وغيره.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الفضيليّ، وطائفة.
275- منتجع بن أَحْمَد بن محمد بن المنتجع:
أبو طاهر الكاتب.
توفِّي بأصبهان.
يروي عن: أبي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الحدَّاد.
حرف الياء:
276- يحيى ابن الأمير إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النُّون1:
أبو زكريا المأمون الهوَّاريّ الأندلُسيّ.
تغلَّب أبوه على طُليْطُلَة سنة بضعٍ وعشرين وأربعمائة، وذلك أنَّهُم خلعوا طاعة بني أُميَّة، فرأس عليهم إسماعيل، ثم مات سنة خمسٍ وثلاثين، فولي الأمر بعده ولده الميمون خمسًا وعشرين سنة.
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 288، 289"، وسير أعلام النبلاء "18/ 220، 221".(30/344)
ثم ولي بعده يحيى القادر ولده، فاشتغل بالخلاعة واللَّعِب، وهادنَ الفرنج، وصادر الرَّعيَّة، واستعمل الرُّعَاع، فلم تزل الفرنج تطوي حصونه حتَّى تغلَّبت على طُلَيْطُلَة في سنة ثمانٍ وسبعين وأربعمائة، تأخَّر هو إلى بَلَنْسِيَةَ.
ومن أخبار المأمون أنّهُ أراد أن يستعني بالفرنج على أخذ المدن والحصون، فكتب إلى ملك الفرنْج الّذي من ناحيته أنْ تعال إليَّ في مائةٍ من فرسانك والقني في مكان كذا.
ثمَّ سار للقيه في مائتيّ فارس، وجاء ذلك في ستَّة آلاف، فأمرهم أن يكمنوا، وقال: إذا رأيتمونا قد اجتمعنا، فأحيطوا بنا، فلمَّا اجتمعا أحاط بهم السِّتة آلاف، فلمَّا رآهم المأمون سُقِطَ في يده واضطرب، فقال له الفرنْجيّ: يا يحيى، وحقِّ الْإِنجيل ما كنتُ أظُنُّكَ إِلَّا عاقِلًا، أنت أحمقُ خَلْقِ اللَّه تعالى، خرجت إليَّ في هذا العدد القليل، وسلَّمت إليَّ مُهْجَتك بلا عهدٍ، ولا بيننا دين، فَوَحَقِّ الْإِنجيل لَا نجوت منِّي حتى تُعْطينيّ ما أشترطه.
قال المأمون: فاشترِطْ واقْتَصِد.
قال: تُعطيني الحصن الفلانيّ، والحصن الفُلانيّ، وسمَّى حصونًا، وتجعل لي عليك مالًا كل عام.
ففعل المأمون ذلك، وسلَّم إليه الحصون، ورجع بشرِّ حال، وتراكم الخذلان عليه، ولا قوّة إِلَّا باللَّه.
تُوُفّي سنة ستِّين.
277- يحيى بن صاعد بن محمد1:
قاضي القُضاة، أبو سَعْد ابن القاضي أبي سعيد ابن القاضي عماد الْإِسلام أبي العلاء النَّيْسابوريّ الحنفيّ.
ولد سنة إحدى وأربعمائة.
وسمع من جدِّه، وولي قضاء الرِّيّ بعد نيسابور.
__________
1 المنتخب من السياق "484، 485".(30/345)
وقد خرج له الفوائد، وأملى سنين، وكان من وجوه القضاة والأئمة الرؤساء.
روى عنه: ابن أخيه قاضي القُضاة محمد بن أَحْمَد بن صاعد.
وتوفِّي بالرّيِّ في ربيع الأوّل.
ذكر المُتَوَفّين تقريبًا في هذا الوقت:
حرف الألِف:
278- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن بلال المُرْسيّ النَّحويّ1:
صاحب "شرح غريب المصنّف" لأبي عبيد، و"شرح إصلاح المنطق" لابن السُّكّيت، كان يُقرئ النَّاس العربيّة بالَأندلُس.
قال ابن الأبَّار: توفِّي قريبًا من سنة ستين وأربعمائة.
279- أَحْمَد بن عليّ بن هارون بن البُنّ2:
أبو الفضل السّامريّ الأديب، من رؤساء الشّيعة وفُضلائهم.
سمع: الحسن بن محمد بن الفحَّام، وعليّ بن أَحْمَد الرَّفّاء السّامرييّن.
أخذ عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو نصر بن ماكولا، وأبو الكرم فاخر، ومحمد بن هلال بن الصَّابئ.
280- أَحْمَد بن منصور بن أبي الفضل:
الفقيه أبو الفضل الضُّبَعيّ السَّرخسيّ الهوذيّ3 الشَّافعيّ.
من أقارب خارجة بن مُصْعَب الضّبعيّ -بضادٍ مُعَجَّمة.
قدِمَ بغداد شابًّا فتفقَّه على: أبي حامد الْإِسْفَرَائينيّ.
وسمع بها، وبخُرَاسان من طائفة.
وكان بارعًا مناظرًا واعظًا، كبير القدر.
__________
1 الوافي بالوفيات "7/ 361"، وكشف الظنون "108"، ومعجم المؤلفين "2/ 66".
2 الإكمال لابن ماكولا "1/ 265"، والمشتبه في أسماء الرجال "1/ 95".
3 الهوذي: نسبة إلى هوذ، وهو بطن من عذرة، وهو الهوذ بن عمرو بن الأحباب. "الأنساب 12/ 354".(30/346)
قال أبو الفتح العيَّاضيّ في "رسالته": وأبو الفضل الهوذيّ في الفقه ما أثبته، وعن مجلس النَّظر ما أنظره، وعلى المنبر ما أفصحه.
وقال ابن السّمعانيّ: حدَّث بِسَرْخَس بسُنَن أبي داود، عن القاضي أبي عمر الهاشميّ1.
وكانت ولادته تقريبًا في سنة سبعين وثلاثمائة.
قلت: أتوهمه بقي إلى حدود الخمسين وأربعمائة.
281- أَحْمَد بن محمد بن الهيصم:
أبو الفَرَج.
من أماثل أولاد أبيه فضلًا وورعًا وزُهدًا ووعظًا، خرج من خُراسان إلى غَزْنَة، فدرّس بها مُدّة، ووعظ، ثُمّ عاد إلى خُراسان وروى الحديث وخرَّج.
وكان حادّ الفراسة، قويّ الفِكْر.
توفِّي سنة نيِّفٍ وخمسين، وكان أبوه من كبار علماء زمانه، ومن أئِمّة السُّنّة، إِلَّا أنَّهُ من الكرّاميّة، نسأل اللَّه السلامة.
282- أَحْمَد بن عبد الرحمن بن مَنْدُوَيْهِ2:
أبو عليّ الْأصبهانيّ، صاحب "الرّسائل الأربعين في الطِّبّ".
وله كتاب "الجامع المُختصر" في الطِّب، وكتاب "القانون الصّغير" المُلقَّب بـ"الكافي في الطِّب"، وكتاب "المُغيث" في الطِّب، وغير ذلك.
283- إبراهيم بن مسعود:
أبو إسحاق التُّجَيْبِيّ الزاهد، المعرف بالْإِلْبِيريّ.
كان من أهل غُرْنَاطة.
روى عن: أبي عبد الله بن أبي زمنين.
__________
1 هو القاسم بْن جعفر بْن عبد الواحد بْن العباس الهاشمي، قاضي البصرة، وبها حدَّث بسنن أبي داود، توفِّي سنة414هـ، "تاريخ بغداد 12/ 451، 452".
2 الوافي بالوفيات "7/ 53-55"، وكشف الظنون "573، 849-853".(30/347)
وكان شاعِرًا مُجَوِّدًا، لهُ في الحِكم والمواعظ.
روى عنه: عبد الواحد بن عيسى، عمر بن خلف الإلبيريان.
284- إبراهيم بن الحسين بن حاتم بن صولة:
أبو نصر البغدادي البزاز، نزيل مصر.
روى عن: أبي أحمد بن أبي مسلم الفَرَضِيّ.
روى عنه: هبة اللَّه بن عبد الوارث الشِّيرازيّ، ومحمد بن أَحْمَد الرَّازيّ، وابنه عليّ بن إبراهيم.
حرف الثّاء:
285- ثابت بن أسلم بن عبد الوهّاب1:
أبو الحسن الحلبيّ، أحد علماء الشّيعة.
وكان من كبار النُّحاة، صنَّف كتابًا في تعليل قراءة عاصم وأنَّها قراءة قُريش.
وكان من كبار تلامذة أبي الصلاح، وتصدَّر للإفادة بعده، وتولَّى خزانة الكُتُب بحلب، فقال مَنْ بحلب من الْإِسماعيليّة: إنَّ هذا يُفسِد الدَّعوة.
وكان قد صنَّف كتابًا في كشف عوارهم، وابتداء دعوتهم، وكيف بُنِيت على المخاريق.
فحُمِل إلى صاحب مصر فأمر بصَلْبِه، فصُلِبَ، فرحمه اللَّه ولعنَ من صلبه، وأُحْرِقت خزانة الكُتُب الّتي بحلب، وكان فيها عشرة آلاف مُجلَّدة من وقف سيف الدّولة بن حمدان، وغيره.
حرف الحاء:
286- الحسين بن أَحْمَد بن علي2:
أبو نصر النيسابوري القاضي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18/ 176"، ومعجم المؤلفين "3/ 99".
2 المنتخب من السياق "200".(30/348)
سمع: أبا الحسين الخفَّاف.
روى عنه: زاهر الشَّحّاميّ، وغيره.
287- حَيْدرة بن الحسين1:
الَأمير مُعتَز الدَّولة أبو المكرَّم، الملقَّب بالمؤيّد.
ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، فبقي عليها إلى سنة خمسين، ثم عُزِلَ، ثم ولي بعده أمير الجيوش بدر.
روى عن الحسين بن أبي كامل الطَّرَابُلُسيّ.
وعَنْه: الخطيب، والنَّسيب.
288- حَيْدَرَة بن مَنْزُو بن النُّعمان2:
الَأمير أبو المعلّى الكُتّاميّ.
ولي إمرة دمشق بعد هرب أمير الجيوش عنها، فحكم بها شهرين في سنة ست وخمسين.
وعُزِلَ بدري المُستَنْصِريّ.
حرف الرَّاء:
289- رئيس العراقين أبو أَحْمَد النَّهَاوِنْديّ:
ورُتبته دون رُتبة الوزارة بقليل.
جلس للمظالم بنفسه، وأباد المُفسِّرين من بغداد، واطَّرح كل راحةٍ إِلَّا النّظر في مصالح المسلمين، حتى أمن النَّاس، وصار الرجال والنِّساء يمشون بالليل والنهار مطمئنين ببغداد.
وكفى أذى العجم عن النَّاس، وأقام الخُفراء وضبط الأمور، وأقام العدل، ونادى بأنَّ السُّلطان قد ردَّ المواريث إلى ذوي الأرحام. فاتَّفق موت إنسانٍ له بنت خلَّف ثلاثة آلاف دينار، فأخبروه، فقال: ردوا عليها النصف الآخر.
__________
1 تاريخ دمشق "التيمورية" "11/ 2"، وتهذيب تاريخ دمشق "5/ 22".
2 ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي "92، 96"، وتهذيب تاريخ دمشق "5/ 25".(30/349)
وضرب للنَّاس الدراهم، وأبطل قراضة الذهب، ورفع بعض المكوس، فاتصلت الألسن بالدُّعاء له.
وكانت سيرته تشبه سيرة عميد الجيوش.
وعُمرت بغداد من الجانبين بهمته وقيامه، وقبض على أمير اللص وغرقه، وأراح الناس منه.
وكان يهجم دور النّاس نهارًا ويأخذ أموالهم، وكان يؤدي إلى عميد العراق كل يومٍ دينارًا، وعميد العراق هو الّذي غرَّقه البساسيريّ، فدخل أميرك على صَيْرَفيّ وأخذ كيسه، فاستغاث الصَّيْرَفيّ، فلم يشعُر إِلَّا بأميرك وقد قبض على يده، وقال: ما لك؟ أنا أخذنه من بيتك، ولكنّ فيه ذَهَب زغل، ولا أفكك إلى عميد العراق.
فخاف وقال: أنت في حِلٍّ منه فدعني، وهو يقول: واللَّه ما أُفارقك، فسألت النَّاسُ أميرَك، ودخلوا عليه حتّى أخذ خمسة دنانير منها ومضى.
حرف الزَّاي:
290- زاهر بن عطاء النَّسويّ:
سمع: أبا نعيم الْإِسْفَرَائِينيّ، وعنه: زاهر.
حرف السِّين:
291- سَعِيد بْن محمد بْن محمد:
أبو عثمان النَّيسابوريّ.
عن: الخفّاف.
وعنه: زاهر.
292- سعيد بن منصور بن مِسْعَر بن محمد بن حمدان1:
أبو المُظَفَّر القُشَيْريّ النّيْسَابوريّ المؤدِّب، الصائغ.
ثقة، صين.
__________
1 المنتخب من السياق "235، 2360".(30/350)
سمع من: أبي طاهر بن خُزَيْمة، وغيره.
وتُوُفّي في شعبان سنة نيفٍ وخمسين.
روى عنه: أبو سعد عبد الواحد بن القُشَيْريّ، وزاهر الشَّحّاميّ.
حرف الصَّاد:
293- صخر بْن مُحَمَّد1:
أبو عُبَيْد الطُّوسيّ الحاكم.
عن: أبي الحسن العَلَويّ، وعنه: زاهر.
حرف العين:
294- عائشة بنت القاضي أبي عمر البَسْطَاميّ2.
سمعت: الخفَّاف، وغيره.
روى عنها: زاهر في "مَشْيَخَتِه".
295- عبد الرّحمن بن إسحاق:
أبو أَحْمَد العامريّ النَّيْسَابُوريّ.
شيخُ مسِنٌّ.
سمع من: أَحْمَد بن محمد الخفَّاف.
رَوى عَنْه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذن، وغيره.
296- عبد الرحمن بن إسماعيل بن جَوْشن3.
أبو المُطرِّف الطُّليْطُليّ، الحافظ.
عن: عبدوس بن محمد، وفتح بن إبراهيم، وخَلَف بن القاسم، وأبي المطرف القنازعي، وخلق.
__________
1 المنتخب في السياق "258".
2 المنتخب في السياق "404".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 336".(30/351)
وعنه: الطبني، والزَّهْراويّ.
وكان ثقة مكثرًا، عارفًا بالَآثار وأسماء الرّجال.
297- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن أبي صادق1:
الَأستاذ أبو القاسم النَّيْسَابُوريّ، إمام عصره في الطَّبّ بخُراسان.
له: شرح "فصول بُقْرَاط".
قد حدَّث به في سنة ستين وأربعمائة.
وكتبه في غاية الجودة، وكان شديد العناية بكتب جالينُوس، وقد اجتمع بابن سينا، وأخذ عنه.
وله "شرح مسائل حنين"، و"شرح منافع الأعضاء" لجالينوس، أجاد فيه ما شاء، وغير ذلك، وجمع تاريخًا.
298- عليّ بن الحسين2:
أبو نصر بن أبي سَلَمَة الصُّيْداويّ الورَّاق المُعدّل:
روى عن: أبي الحسين بن جُمَيْع.
وعنه: الخطب، ومكي الرميلي، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد الشيرازي.
299- علي بن عبد الله بن أحمد3:
أبو الحسن بن أبي الطيب النيسابوري.
كان رأسا في تفسير القرآن، له التفسير الكبير في ثلاثين مجلدة، و"الأوسط" في إحدى عشرة مجلدة، و"الصغير" ثلاث مجلدات.
وكان يملي ذلك في حفظه، ولم يخلف من الكتب سوى أربع مجلدات، إلا أنَّهُ كان من حفَّاظ العِلم، وكان ذا ورع وعبادة.
__________
1 المنتخب من السياق "316".
2 تاريخ بغداد "1/ 256"، ومعجم البلدان "3/ 437".
3 سير أعلام النبلاء "18/ 173، 174"، ومعجم المؤلفين "7/ 130".(30/352)
قِيلَ: إنَّهُ حُمِلَ إلى السُّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين، فلمَّا دخل جلس بغير إذن، وأخذ في رواية حديثٍ بلا أمر، فأمر السُّلطان غلامًا فلكمه لكلمة أطرشته، وكان ثمَّ مَنْ عرَّف السُّلطان منزلته من الدين والعلم، فاعتذر إليه، وأمر له بمالٍ فامتنع، فقال السُّلطان: يا هذا، إنَّ للملك صَوْلَة، وهو محتاجٌ إلى السِّياسة، ورأيتك تعدَّيت الواجب، فاجعلني في حِلّ.
قال: اللَّه بيننا بالمِرصاد، وإنَّما أحضرتني للوعظ وسماع أخبار الرَّسول -صلّى اللَّه عليه وسلم، وللخشوع، لَا لإقامة قوانين المُلْك، فخجل السُّلطان وعانقه1.
ذكره ياقوت في "تاريخ الأدباء" وقال: مات في شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة بسانْزُوار.
300- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ2:
أَبُو الْحَسَن الزوزني البحائي، الأديب.
شيخ فاضل عالم، وهو والد القاضي أبي القاسم.
حدَّث عن: محمد بن أَحْمَد بن هارون الزَّوَزْنِيّ، عن أبي حاتم بن حبَّان.
ذكره عبد الغافر مُختَصرًا.
وروى عنه: هبة اللَّه بن سهل السِّيّديّ، وزاهر بن طاهر، وتميم بن أبي سعيد.
وحدَّث في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وهو راوي كتاب "الأنواع والتَّقاسيم".
301- عليّ بن محمد بن عليّ بن المُصَحّح3:
أبو الحسن بالبكري الدّمشقيّ.
عن: عبد الرّحمن بن أبي نصر.
وعنه: هبة اللَّه بن الأكفانيّ، وأبو محمد بن السمرقندي.
__________
1 معجم الأدباء "13/ 274، 275".
2 المنتخب من السياق "382".
3 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "18/ 162، 163".(30/353)
302- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ:
أَبُو الْحَسَن بن الدُّوريّ.
عن: عبد الرَّحمن بن أبي نصر. روى عنه "جزء ابن أبي ثابت".
سمعه منه: عمر الرُّواسيّ، وأبو محمد بن السَّمَرْقَنْديّ، وغيرهما.
303- عمر بن شاه بن محمد1:
أبو حفص النَّيْسابوريّ الصَّوّاف، مُقرئ مُسْنِد.
سمع من: محمد بن أَحْمَد بن عبدوس المُزَكّيّ.
روى عنه: إسماعيل بن المؤذِّن.
حرف الميم:
304- محمد بن أَحْمَد2:
أبو عبد اللَّه المَرْوَزيّ الفقيه الشَّافعيّ، المعروف بالخِضَريّ.
كان يُضْرَب به المثل في قوَّة الحِفظ وقِلَّة النِّسيان، وكان من كبار أصحاب القَفَّال.
وله في المَذهب وجوه غريبة نقلها الخُرَاسانيّون.
وقد رُوِيَ أنَّ الشَّافعيّ صحَّح دلالة الصبيّ على القِبلة، وكان ثقة في نقله، وله معرفة بالحديث.
ونسبته إلى الخِضْر بعض أجداده.
توفِّي في عَشْر الثمانين.
305- محمد بن بيان بن محمد3:
الفقيه الكازَرُونيّ الشافعي.
__________
1 المنتخب من السياق "368".
2 الإكمال لابن ماكولا "3/ 252"، وسير أعلام النبلاء "18/ 172، 173"، وتاريخ الخلفاء "423"، وشذرات الذهب "3/ 82".
3 تقدمت ترجمته برقم "143".(30/354)
سكن آمِدْ.
تقدَّم في سنة 455.
306- محمد بن الحسن بن عبد الرّحمن بن عبد الوارث الرّازيّ1:
أبو بكر.
سمع بمصر: أبا محمد عبد الرّحمن بن النَّحّاس، وبأصبهان من: أبي نُعَيْم الحافظ، وبالَأندلُس من: أبي عمرو الدَّانيّ.
وكان صالحًا مُتواضِعًا حليمًا.
حدَّث عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو محمد بن حَزْم، وأبو الوليد الباجيّ.
قال الحُمَيْديّ: سمعنا منه.
ومات غريقًا بعد الخمسين وأربعمائة بالَأندلس.
307- محمد بن الحُسين بن يحيى بن سعيد بن بِشْر:
الفقيه أبو سَعْد الهمذانيّ الصَّفّار، مفتي همذان.
روى عن: أبي بكر بن لال، وابن تركان، وأبي بكر أَحْمَد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبي القاسم الصرصري، والشيخ أبي حامد الإسفرائيني، وأبي أحمد الفرضي، وأبي عمر بن مهدي، وجماعة كثيرة.
قال شيرويه: أدركته ولم يقض لي السَّماع منه، وكان ثقة.
ويُقال: جُنَّ في آخر عمره، وكان يعرف الحديث.
وُلِدَ سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
قلت: وتوفِّي سنة إحدى وستِّين فِي جُمَادَى الأولى.
308- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن محمد بْن عليّ بن تَوْبة2:
أبو طاهر البُخاريّ الزَّرّاد.
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "50"، وفيه: "محمد بن الحسن الوارث الرازي".
2 الأنساب "6/ 261"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "23/ 117"، وفيه: "بويه".(30/355)
سمع: أبا عبد اللَّه الحسين..1 الحليميّ، وأبا نصر الكلاباذيّ، وعليّ بن أَحْمَد الخُزَاعيّ ببُخارى، وسمع أبا نصر الحبَّان بدمشق.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصّيصيّ، ومُحيي السُّنَّة الحسين بن مسعود البَغَويّ، وجماعة.
309- محمد بن عليّ بن الحَسَن بن عليّ2:
أبو بكر بن البرّ، وهو لقب جدّ أبيه عليّ التميميّ، الصِّقليّ الدَّار القيروانيّ الأصل، اللُّغويّ، أحد أئِمَّة اللُسان.
روى عن: أبي سعد المالينيّ، وغيره.
أخذ عنه العربيّة والَأدب: عبد الرحمن بن عمر القصدريّ، وعبد اللَّه بن إبراهيم الصَّيْرَفيّ، وعبد المنعم بن الكماد، والعلامة عليّ بن القطَّاع، وأبو العرب الشّاعر.
وكان حيًّا في سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة.
وكان يتعاطى المُسْكِر.
310- محمد بن محمد بن عليّ3:
الفقيه أبو سعد النَّيْسابوريّ الحنفيّ الوكيل.
سمع من: يحيى بن إسماعيل الحربيّ، وأبي الحسن العلوي، غيرهما.
روى عنه: زاهر الشَّحّاميّ، وإسماعيل الفارسيّ.
311- محمد بن محمد بن الحاكمي4:
أبو الفضل الحاتميّ الجويني، محدِّث رجال.
سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائيني، وأبا الحسن العلويّ، وأبا عبد اللَّه الحاكم، وحدَّث.
__________
1 بياض في الأصل.
2 إنباه الرواة "3/ 210"، وبغية الوعاة "1/ 178، 179".
3 المنتخب من السياق "52" رقم "100".
4 المنتخب من السايق "63".(30/356)
312- محمد بن الفرج بن عبد الوليّ1:
أبو عبد الله بن أبي الفتح الطُّلَيْطُليّ الصوَّاف المحدِّث.
رحل وسمع بالقيروان ومصر من: حسن بن القاسم القُرَيْشيّ، ومحمد بن عيسى بن مناس، وأبي محمد بن النَّحّاس المصريّ.
وبمكَّة من: أَحْمَد بن الحسن الرَّازيّ.
ومنه: الحُمَيْدِيّ.
سمع منه "صحيح مسلم"، وقال: كان صالحًا ثقة. توفِّي بمصر بعد الخمسين.
313- محمد بن سعيد:
أبو عبد اللَّه المَيُورقيّ، الفقيه الأُصُوليّ.
ذكره الأبَّار فقال: حجَّ صُحْبَةَ عبد الحق الصِّقَلّيّ، فقدم أبو المعالي الجويني مكة، فلزماه وحلا عنه تواليفه، ثم صدرا إلى مَيُورقة، وقعد أبو عبد اللَّه للإشغال، فلمَّا دخلها أبو محمد بن حزم كتب هذا إلى أبي الوليد الباجيّ، فسار إليه من بعض السَّواحل، وتظافرا معًا، ناظرا ابن حزم، ففمهاه وأخرجاه، وهذا إليه مبدأ العداوة بين ابن حَزْم والباجيّ.
314- محمد بن العبَّاس2:
أبو الفوارس الصَّرْيِفِينيّ الأوَانيّ3 المقرئ.
قرأ القرآن ببغداد لعاصم على أبي حفص الكتَّانيّ صاحب ابن مجاهد، قرأ عليه أبو العز القلانسيّ بأوانًا لَأبي بكر عن عاصم.
ورواها أبو العلاء العطَّار، عن أبي العز في القراءات له.
315- محمد بن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عليّ بن الحسن4:
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "85-87".
2 غاية النهاية "2/ 158".
3 الأواني: نسبة إلى أوانا، وهي قرية على عشرة فراسخ من بغداد عند صريفين على الدجلة. "الأنساب "1/ 379".
4 المنتخب من السياق "61، 62".(30/357)
شرف السّادة أبو الحسن العلويّ الحسينيّ البَلْخيّ، صاحب النَّظْم والنَّثْر.
قدِم رسولًا في سنة ستٍّ وخمسين من السُّلطان ألْبِ أرسلان، ومدح الْإِمام القائم.
روى عنه: شجاع الذُّهْليّ، وأبو سَعْد المَرْوَزيّ من شِعْره.
316- محمد بن أبي سعيد بن شرف1:
أبو عبد اللَّه الجذاميّ القيرواني، أحد فحول شعراء المغرب.
روى عن: أبي الحسن القابسيّ، وغيره.
وله تصانيف أدبيّة.
قال ابن بَشْكُوال: أنبا عنه ولده الأديب أبو الفضل جعفر بن مُحَمَّد بالْإِجازة.
317- محمود بن عبد اللَّه بن عليّ بن ماشاذة2:
أبو منصور الْأصبهانيّ المؤدّب.
لهُ ذُرّيّة محدِّثون.
حجّ وسَمِعَ علي بن جعفر السِّيروانيّ شيخ الحرم بمكَّة، وأبا القاسم بن حبابة ببغداد.
روى عنه: سعيد بن أبي الرّجاء الصَّيْرَفيّ.
ثم وجدتُ وفاة هذا، ورَّخها يحيى بن مَنْدَهْ في صَفَر سنة اثنتين وخمسين.
تقدَّم.
حرف الهاء:
318- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحُسَين العلوي3:
أبو البركات بن أبي الحسن.
سمع: أبا عليّ الرُّوذباريّ، وغيره. روى عنه: زاهر الشحامي.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 604".
2 تقدمت ترجمته برقم "72" في وفيات سنة "452هـ".
3 المنتخب من السياق "475".(30/358)
حرف الياء:
319- يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سَوَادة1:
أبو القاسم الهُذَليّ المقرئ البَسْكريّ، وبَسْكرة بُليدة بالمغرب2.
أحد الجوَّالين في الدُّنيا في طلب القراءات.
لَا أعلم أحدًا رحل في طلب القراءات، بل ولا الحديث، أوسع من رحلته، فإنَّهُ رحل من أقصى المغرب إلى أن انتهى إلى مدينة فَرْغَانة، وهي من بلاد التُّرك.
وذكر أنه لقي في هذا الشأن ثلاثمائة وخمسة وستين شيخًا.
ومن كبار شيوخه: الشريف أبو القاسم عليّ بن محمد الزَّيْدِيّ، قرأ عليه بحرَّان.
وقرأ بدمشق على: أبي عليّ الأهوازيّ، وبمصر عَلَى: تاج الأئِمّة أَحْمَد بن عليّ بن هاشم، وإسماعيل بن عمر، والحدّاد. وبحلب على: إسماعيل بن الطّبر.
وبغيرها على: مهديّ بن طرادة، والحسن بن إبراهيم المالكيّ مصنِّف الرّوضة.
وببغداد على أبي العلاء الواسطيّ.
وروى عن: أبي نُعَيم الحافظ، وجماعة.
وصنَّف كتاب "الكامل في القراءات المشهورة والشّواذ"، وفيه خمسون رواية، ومن أكثر من ألف طريق.
روى عنه هذا الكتاب أبو العز محمد بن الحسين القَلَانِسِيّ، وحدَّث عنه: إسماعيل بن الأخشيد السِّرّاج.
وكان في ذهني أنَّهُ توفِّي سنة ستِّين أو قريبًا منها.
وقد قال ابن ماكولا: كان يدرس علم النّحو ويفهم الكلام.
وقال عبد الغفار فيه3: الضرير، فكأنه أضرّ في كبره.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 680"، ومعجم البلدان "1/ 422"، والعبر "3/ 260"، وشذرات الذهب "3/ 324".
2 انظر "الأنساب "2/ 219، 220".
3 في المنتخب من السياق "490".(30/359)
وقال: من وجوه القُرَّاء ورءوس الأفاضل، عالم بالقراءات.
بعثه نظام الملك ليعقد في المدرسة للإقراء، فقعد سِنِين وأفاد، وكان مقدَّمًا في النَّحو والصَّرف، عارِفًا بالعلل.
كان يحضر مجلس أبي القاسم القُشَيْريّ، ويقرأ عليه الأُصُول. وكان أبو القاسم القُشَيْريّ يراجعه في مسائل النَّحْو ويستفيد منه.
وكان حضوره في سنة ثمانٍ وخمسين إلى أن تُوُفّي.
الكُنَى:
320- أبو حاتم القزوينيّ1:
العلّامة محمود بن الحسن الطَّبريّ، الفقيه الشّافعيّ المُتكلّم.
ذكره الشِّيخ أبو إسحاق فقال: ومنهم شيخنا أبو حاتم المعروف بالقَزْوِينيّ، تفقَّه بآمل على شيوخ البلد، ثم قدِمَ بغداد، حضر مجلس الشّيخ أبي حامد ودرَسَ الفرائض على ابن اللّبّان، وأصول الفقه على القاضي أبي بكر الأشعريّ.
وكان حافِظًا للمذهب والخلاف، صنَّف كُتُبًا كثيرة في الخلاف والَأصول والمذهب، ودرس ببغداد وآمُل، ولم أنتفع بأحد في الرِّحلة كما انتفعت به وبأبي الطِّيّب الطبريّ.
توفِّي بآمُل.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: أَنَا جَعْفَر الهَمَذَاني، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفي، ثَنَا أَبُو الفرج محمد بن أبي حاتم القزوينين إِمْلَاءً بِمَكَّةَ: أَنْبَأَ أَبِي بِآمُلَ، أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّاتِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، أَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدٍ الأَعْلَى: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ، لكن شرِّقوا أو غرِّبوا" 2.
__________
1 سير أعلام النبلاء "18 128"، ومعجم المؤلفين "12/ 158".
2 حديث صحيح، متَّفَق عليه؛ أخرجه البخاري "394"، ومسلم "264"، وأبو داود "9"، والترمذي "8".(30/360)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع
الطبقة الخامسة والأربعون
"441-450هـ"
"أحداث سنة إحدى وأربعين وأربعمائة"
3 اشتداد الخلاف بين السنة والشيعة.
3 انهزام الملك الرحيم.
3 امتلاك عسكر فارس الأهواز.
3 انهزام صاحب حلب.
3 إمرة الأمراء بدمشق.
4 الحرب بين أهل الكرخ وأهل القلايين.
4 الريح الغبراء.
"أحداث سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة"
4 الصلح بين السنة والشيعة.
5 وقوع صاعقة بالحلة.
5 الرخص ببغداد.
5 استيلاء ألب رسلان على فَسا.
5 الاحتفال بزيارة مشهد بن الحسين.
5 أخذ طغرلبك أصبهان صلحًا.
"أحداث سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة"
6 تجدُّد الفتنة بين السنة والشيعة.
6 كبس العيارين دار النسوي.
7 عمارة الري.
7 إحراق الأهواز.
7 الوقعة بين المغاربة والمصريين.(30/361)
"أحداث سنة أربع وأربعين وأربعمائة"
7 عودة الفتن ببغداد.
8 الحرب بين عسكر خراسان وعسكر غزنة.
8 فتح الملك الدحيم البصرة.
8 نهب أطراف العراق.
8 القدح في نسب صاحب مصر.
"أحداث سنة خمس وأربعين وأربعمائة"
8 إحراق الكرخ.
9 وصول الغُزّ إلى حلوان.
9 لعن الأشعري بنيسابور.
9 استيلاء الملك الرحيم على أرجان.
"أحداث سنة ست وأربعين وأربعمائة"
9 شغب الأتراك على وزير السلطان.
10 وزارة أبي الحسين بن عبد الرحيم.
10 أخذ ابن بدران الأنبار.
10 عودة البساسيري إلى بغداد.
10 انكسار جيش المعز إلى القيروان.
11 انهزام المعز للمرة الثانية.
11 انتهاب القيروان.
12 انهزام زناتة أمام بلكين.
12 قتل أهل نقيوس للعرب.
12 نقصان النيل وتزايد الغلاء والوباء.
12 تكفين السلطان ثمانين ألف نفس.
12 تخريب الأعراب سواد العراق.
12 استيلاء طغرلبك على أذربيجان.
"أحداث سنة سبع وأربعين وأربعمائة"
13 استيلاء أعوان الملك الرحيم على شيراز.
13 ابتداء الدولة السلجوقية.(30/362)
14 انقراض بني بويه.
14 وفاة ذخيرة الدين.
14 عَيْث جيوش طغرلبك بالسواد.
15 الفتنة ببغداد.
15 ثورة الحنابلة ببغداد.
15 موت الملك الرحيم بالحبس.
"أحداث سنة ثمان وأربعين وأربعمائة"
15 زواج القائم بأمر الله.
15 محاصرة تكريت.
16 الخطبة للعبيدي بالكوفة وواسط.
16 القحط والوباء بديار مصر.
16 عام الجوع الكبير بالأندلس.
16 الخطبة للمستنصر بالموصل.
16 وصول الخِلَع من مصر لنور الدولة.
17 إضرار عسكر طغرلبك بأهل العراق.
"أحداث سنة تسع وأربعين وأربعمائة"
17 خلعة القائم بأمر الله على طغربك بالعهد.
17 مخاطبة الخليفة بملك المشرق والمغرب.
17 تسليم حلب لنواب المستنصر.
17 الجهد والجوع ببغداد.
18 الفناء الكبير ببخارى وسمرقند.
"أحداث سنة خمسين وأربعمائة"
18 خلع القائم بأمر اللَّه والخطبة للمستنصر بالعراق.
19 دخول البساسيري بغداد.
19 القبض على وزير القائم وموته.
20 انتهاب دار الخلافة.
20 انقطاع الخطبة العبّاسية بالعراق.
20 اعتقال القائم بأمر اللَّه.(30/363)
20 البيعة للمستنصر.
20 رواية ابن الْأثير عن قصد البساسيري الموصِل.
23 صلب رئيس الرؤساء.
23 مقتل عميد العراق.
23 ذم الوزير المغربي لفعل البساسيري.
23 اهتمام طغرلبك بإعادة الخليفة.
24 إحصاء ما وصل للبساسيري من المصريين.
24 إمرة ناصر الدولة بن حمدان على دمشق.(30/364)
"الموتى في عام أحد وأربعين وأربعمائة"
"حرف الْألف"
25 1- أَحْمَد بن حمزة بن محمد بن حمزة الهروي.
25 2- أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن أَبِي نصر التميمي.
26 3- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن خرجة.
26 4- أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي.
26 5- أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور العتيقي.
27 6- أَحْمَد بن المظفّر بن أَحْمَد بن يزداد.
27 7- إبراهيم بن محمد بن زكريّا بن زكريّا الزهري الإفليلي.
"حرف الباء"
28 8- بِشْروَيْه بن محمد بن إبراهيم الجرجاني.
"حرف الحاء"
28 9- الحسين بن يعقوب الواسطي.
28 10- الحسين بن عقبة البصري.
"حرف الراء"
29 11- رفق المستنصري.
"حرف العين"
29 12- الملك العزيز أبو منصور خسرو فيروز.
30 13- العبّاس بن الفضل بن جعفر بن الفضل بن موسى.
30 14- عبد اللَّه بن إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني.
30 15- عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن عون القرطبي.
30 16- علي بن أحمد الحاكم الإستراباذي.
30 17- عبد الصمد بن أبي نصر المعاصمي.
31 18- علي بن إبراهيم بن نَصرُوَيْه بن سَخْتَام.
31 19- علي بن عبد اللَّه بن حسين بن الشيبه.
31 20- علي بن عمر بن محمد الحراني
"حرف الفاء"
32 21- فارس بن نصر البغدادي.(30/365)
32 22- الفضل بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن محمود الثقفي.
"حرف القاف"
32 23- قِرواش بن مُقَلِّد بن المُسَيِّب العقيلي.
"حرف الميم"
34 24- محمد بن إسحاق بن محمد القُهُستانيّ.
34 25- محمد بن أَحْمَد بن عليّ بن حمدان.
35 26- محمد بن أَحْمَد بن عيسى بن عبد الله السعدي.
35 27- محمد بن علي بن عبد الله الصوري.
37 28- مزيد بن محمد السلمي.
38 29- مودود بن مسعود بن محمد بن سبكتكين.
38 30- الملك العزيز أبو منصور بن جلال الدّولة.
"وفيات سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة"
"حرف الألف"
38 31- أحمد بن جعفر بن مهران.
39 32- أحمد بن علي بن الحسين التوزي.
39 33- أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب الأسدي البلدي.
40 34- أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري.
"حرف الحاء"
40 35- الحسين بن الحسين بن يحيى بن زكريا البلخي.
40 36- الحسن بن خلف بن يعقوب.
41 37- الحسن بن عبد الواحد النجيرمي.
41 38- الحسن بن الشريف المرتضى.
41 39- الحسن بن محمد بن ناقة الرزاز.
41 40- حمد بن علي بن محمد الروياني.
"حرف الخاء"
42 41- الخليل بن هبة الله التميمي.
"حرف الدال"
42 42- داود بن محمد بن الحسين بن داود.(30/366)
"حرف السين"
42 43- سعيد بن وهب الكوفي.
42 44- سلمة بن أمية بن وديع.
"حرف العين"
43 45- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حسين الأصبهاني.
43 46- عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فادويه.
43 47- عليّ بن الحسين بن عليّ بن شعبان.
44 48- علي بن عمر بن محمد القزويني.
47 49- علي بن محمد بن علي المقرئ الرازي.
47 50- عمر بن ثابت الثمانيني.
"حرف القاف"
48 51- القاسم بن أَحْمَد بن القاسم بن أبان.
"حرف الميم"
48 52- مُحَمَّد بْن أحمد بْن الْحُسَيْن المحاملي.
48 53- محمد بن إسماعيل الجوهري.
48 54- محمد بن طلحة بن علي بن الصقر الكتاني.
48 55- محمد بن عبد الله بن فضلويه الوكيل.
49 56- محمد بن عبد المؤمن الإسكافي.
49 57- محمد بن عَبْد الواحد بْن زوج الحُرّة.
49 58- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف العلاف.
50 59- محمد بْن علي بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن بهرام.
50 60- محمد بن محمد بن إسماعيل الطاهري.
50 61- محمد بن محمد بن أبي عبد الرحمن محمد بن يوسف.
51 62- محمد بن مهران بن أحمد الخويي.
51 63- منصور بن محمد بن عبد الله الأصبهاني.
51 64- ماجة بن عليّ بن أَحْمَد بن الحسن القزويني.
51 65- مهديّ بن أَحْمَد بن محمد بن شبيب.(30/367)
"حرف الياء"
52 66- يونس بن أَحْمَد بن يونس بن عيشون.
"وفيات سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة"
"حرف الألف"
52 67- أحمد بن عثمان الجلاب.
52 68- أحمد بن علي بن أحمد المؤدب.
53 69- أَحْمَد بن عليّ بن محمّد بن سَلَمة الفَهْمي.
53 70- أحمد بن قاسم بن محمد بن سلمة الفهمي.
53 71- إسماعيل بن صاعد القاضي.
"حرف الباء"
54 72- بركة بن مقلد.
"حرف الحاء"
54 73- الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد الشاموخي.
55 74- الحسين بن الحسن بن يعقوب الواسطي.
"حرف الخاء"
55 75- خَلَف البَلَنسي.
"حرف العين"
55 76- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبْدان الَأزديّ.
55 77- عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن حسن الدمشقي.
56 78- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أبي علي أحمد الهمداني.
56 79- عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن عبد الأعلى الحراني.
57 80- عبد الرزاق بن القاضي أبي بكر أحمد اليزدي.
57 81- عبيد الله بن محمد بن قزعة النجار.
57 82- عُبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن لؤلؤ.
57 83- علي بن شجاع المصقلي.
58 84- علي بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني القطان.
58 85- علي بن محمد بن زيدان.
58 86- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بن عيسى الفارسي.(30/368)
"حرف الميم"
58 87- محمد بن إسماعيل بن الحسن بن جعفر العلوي.
59 88- محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبيد الجذامي.
59 89- محمد بن علي بن عمرويه الوكيل.
59 90- محمد بن علي بن محمد بن صخر القاضي الأزدي.
60 91- محمد بن محمد بن خلف البصروي الشاعر.
60 92- مسافر بن الطيب بن عباد الزاهد.
61 93- مَسْعَدة بن إسماعيل بن أبي بكر أَحْمَد الجرجاني.
"حرف الهاء"
61 94- هبة اللَّه بْن الحسين بْن علي كمال الملك.
"وفيات سنة أربع وأربعين وأربعمائة"
"حرف الألف"
61 95- أَحْمَد بن عليّ بن الحسين المروزي.
62 96- أَحْمَد بن محمد بن حُمَيْد بن الأشعث الكشاني.
"حرف الحاء"
62 97- الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ التميمي الواعظ.
64 98- الحسن بن عليِّ بن زيد بن الهَيْثَم الدهقان.
64 99- الحسن بن علي بن عمرو المصحح التميمي.
64 100- الحسين بن علي بن الدباغ الطائي.
65 101- حمزة بن علي الزبيري المصري.
"حرف الرَّاء"
65 102- رشأ بن نظيف بن ما شاء الله الدمشقي.
"حرف الزَّاي"
65 103- زيد بن أَحْمَد بن الصَّيْقَل النساج.
"حرف السين"
66 104- سعيد بن محمد بن البغونش الطليطلي.
66 105- سوار بن محمد بن عبد اللَّه بن مطرف القرطبي.
66 106- سيف بن محمد العلوي.(30/369)
"حرف العين"
66 107- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مكي السواق.
67 108- عبد الله بن محمد الجدلي الأندلسي.
67 109- عبد الرَّشيد بن الملك محمود بن سُبُكْتِكِين.
67 110- عبد العزيز عليِّ بن أَحْمَد بن الفضل الأزجي.
68 111- عبد الكريم بن إبراهيم الأصبهاني.
68 112- عبْد الوَهّاب بن أَحْمَد بن إبراهيم المقرئ.
68 113- عبيد الله بن أحمد بن معمر التميمي.
68 114- عُبَيْد اللَّه بن سعيد بن حاتم بن محمد بن علويه.
70 115- عثمان بن سعيد بن عثمان بن سيد بن عامر.
73 116- عليّ بن محمد بن صافي بن شُجاع الدمشقي.
73 117- عليّ بن محمد بن أَحْمَد بن جعفر البغدادي.
"حرف الفاء"
74 118- الفضل بن إسحاق بن إبراهيم الأزدي.
74 119- الفضل بن محمد بن علي القصباني.
"حرف القاف"
74 - قرواش صاحب الموصل.
"حرف الميم"
75 120- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أحمد السمناني.
75 121- محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأموي.
75 122- محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن سبنك.
76 123- محمد بن عبد العزيز بن العبّاس بن المهدي.
76 124- محمد بن أبي عدي بن الفضل السمرقندي.
76 125- مُحَمَّد بن عَلِيّ بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن داود البغدادي.
76 126- محمد بن محمد بن أخي سعاد الأسديّ.
77 127- محمد بن محمد بن مغيث بن أَحْمَد بن مغيث الصدفي.
77 128- المطهر بن محمد النهشلي.
77 129- مكي بن عمر المحتسب.(30/370)
77 130- ناصر بن الحسين بن محمد بن عليّ القرشي.
"وفيات سنة خمس وأربعين وأربعمائة"
"حرف الألف"
78 131- أَحْمَد بن عليّ بن هاشم المصري.
79 132- أحمد بن عمر بن روح النهرواني.
79 133- أحمد بن محمد بن إبراهيم ابن رأس البغل.
79 134- إبراهيم بن عمر بن أَحْمَد بن إبراهيم البرمكي.
80 135- إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز الدمشقي.
81 136- إسماعيل بن عليّ بن الحسين بن زَنْجَوَيْهِ.
"حرف الطّاء"
82 137- طَرَفَة بن أَحْمَد بن الكُمَيْت الحرستاني.
"حرف العين"
82 138- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأصبهاني.
82 139- عبد الوهاب بن محمد بن محمد الخطابي.
82 140- عتبة بن عبد الملك بن عاصم الأندلسي.
83 141- عطيّة اللَّه بن الحسين بن محمد بن زهير الصوري.
83 142- علي بن سعيد بن علي الفقيه المعدل.
84 143- علي بن عبيد الله بن محمد الهمذاني الكسائي.
84 144- عمر بن أحمد بن محمد البوصيري.
84 145- عمر بن الواعظ أبي طالب محمد بن علي بن عطية المكي.
"حرف الميم"
84 146- محمد بْن أحمد بْن عثمان السوادي.
85 147- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم الأصبهاني.
86 148- محمد بن إدريس بن يحيى الحَسَنيّ الأندلُسيّ.
86 149- محمد بن إسحاق بن مذويه الكوفي.
86 150- مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن عَبْد الرحمن العلوي.
87 151- مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن بشران.(30/371)
87 152- محمد بن عيسى بن محمد الأموي.
87 153- المهلب بن أبي صفرة.
88 154- محمد بن محمد بن عليّ بن الحَسَن النقيب.
88 155- محمد بن الفضل بن محمد بن سعيد القاساني.
"حرف الهاء"
88 156- هبة الله بن محمد الشيرازي.
"وفيات سنة ست وأربعين وأربعمائة"
"حرف الألف"
89 157- أَحْمَد بن أبي الربيع الأندلُسيّ.
89 158- أحمد بن رشيق الثعلبي.
89 - أحمد بن رشيق الأندلسي.
90 159- أَحْمَد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حمش.
90 160- أحمد بن محمد الجرجاني.
90 161- أَحْمَد بن محمد بن الأستاذ أبي عَمْرو الفراتي.
91 162- إبراهيم بن الحسن بن إسحاق الصواف.
91 163- إبراهيم بن محمد بن عمر العلوي.
"حرف الحاء"
91 164- الحسن بن علي بن إبرهيم بن يزداد.
96 165- الحسين بن جعفر السلماسي.
"حرف الخاء"
97 166- الخليل بن عبد اللَّه بن أحمد الخليلي.
"حرف العين"
97 167- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عثمان الهمداني.
97 168- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أحمد اللبان.
99 169- عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد الخزرجي.
99 170- عبد الّرحمن بن عبد الوهّاب بن محمد بن حميد.
99 171- عبد الرحمن بن مَسْلَمة بن عبد الملك المالقي.
100 172- عبد السلام بن الحسين بن بكار.(30/372)
100 173- عليّ بن الفضل بن أَحْمَد بن محمد بن الفرات.
101 174- علي بن ميمون بن حمدان الأسدي.
101 175- عمر بن محمد بن أَحْمَد بن جعفر البحيري.
101 176- عمر بن محمد بن قزعة المؤدب.
"حرف القاف"
101 177- القاسم بن إبراهيم بن قاسم بن يزيد الأنصاري.
"حرف الميم"
102 178- محمد بن الحسن بن زيد بن حمزة اليشكري.
102 179- محمد بن عبد الرحمن النيسابوري.
102 180- محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم.
103 181- محمد بن علي بن إبراهيم البيضاوي.
103 182- محمد بن الفضل بن محمد النيسابوري.
103 183- محمد بن محمد بن عيسى بن حازم البكري.
103 184- محبوب بن محبوب بن محمد الخشني.
"حرف النون"
104 185- نصر بن سيّار بن يحيى الهروي.
104 186- بنت فايز القرطبي.
"وفيات سنة سبع وأربعين وأربعمائة"
"حرف الألِف"
104 187- أَحْمَد بن بابشاذ بن داود بن سليمان.
105 188- أحمد بن سلامة الأصبهاني.
105 189- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن ثابت الثابتي.
105 190- أحمد بن علي بن عبد الله الزجاجي.
106 191- أَحْمَد بن محمد بن أَحْمَد بن عبدوس.
"حرف التّاء"
106 192- التّقي بن نجم بن عُبَيْد الله.
107 193- تمَّام بن محمد بن هارون الخطيب.(30/373)
"حرف الجيم"
107 194- جعفر بن محمد بن عفّان المروزي.
"حرف الحاء"
107 195- الحسن بن رجاء البغدادي.
107 196- الحَسَن بْن عليّ بْن عَبْد الله العطّار.
108 197- الحسين بن أَحْمَد بن محمد بن حبيب القادسي.
109 198- الحسين بن علي بن جعفر بن علكان.
109 199- الحُسَيْن بن عليّ بن محمد بن أبي المضاء.
109 200- حكم بن محمد بن حكم الجذامي.
110 201- حمزة بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الهاشمي.
111 202- حمزة بن القاسم بن عفيف المصري.
"حرف الذَّال"
111 203- ذو النُّون بن أَحْمَد بن محمد المصري.
"حرف الراء"
111 204- رافع بن نصر البغدادي.
"حرف السين"
112 205- سُلَيْم بن أيوب بن سُلَيْم الرازي.
114 206- سُتَيْتَة بنت عبد الواحد بن محمد بن سبنك.
114 207- سهل بن طلحة.
114 208- سهل بن محمد بن الحسن القايني.
"حرف الطّاء"
114 209- طلحة بْن عَبْد الرّزّاق بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد الأصبهاني.
"حرف العين"
115 210- عبد الله بن الحسين الناصحي.
115 211- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حمويه.
115 212- عبد الرحيم بن الحسين الوزير الأوحد.
115 213- عبد الغفار بن محمد الآمدي.
116 214- عبد الملك بن عبد اللَّه بن محمود بن صهيب.(30/374)
116 215- عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان.
116 216- عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال.
117 217- عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغندجاني.
117 218- عُبَيْد اللَّه بن عليّ بن أبي قربة العجلي.
117 219- عبيد الله بن محمد بن زمنانة الشيباني.
117 220- عبيد الله بن المعتز بن منصور النيسابوري.
118 221- منصور المعتز.
118 222- عليّ بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جبريل القلانسي.
118 223- علي بن المحسن بن علي التنوخي.
"حرف الفاء"
119 224- الفضل بن صالح بن عليّ الروذباري.
"حرف القاف"
119 225- القاسم بن سعيد بن العبَّاس.
"حرف الميم"
119 226- محمد بن أَحْمَد بن بدر الطليطلي.
120 227- محمد بن إسحاق بن أبي حصين.
120 228- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الليث الكشي.
120 229- محمد ذخيرة الدين.
121 230- محمد بن عليّ بن يحيى بن سِلْوان المازني.
121 231- "مكرر" محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل الأموي.
121 231- مُحَمَّد بن القاسم بن مَيْمون بن حمزة.
122 232- محمد بن محمد بن عيسى بن حازم البكري.
122 233- محمد بن محمد الإسفرائيني الرافعي.
122 234- محمد بن يحيى الكرماني.
122 235- منصور بن عمر بن علي الكرخي.
"حرف الهاء"
123 236- هاشم بن عبيد الجابري.(30/375)
123 237- أبو بكر بن أحمد المنجم.
"وفيات سنة ثمان وأربعين وأربعمائة"
"من أعوام الوباء بمصر"
"حرف الألف"
123 238- أحمد بن الحَسَن بن عليّ الشطرنجي.
124 239- أحمد بن الحسني بن الشيخ أبي بكر محمد المصري.
124 240- أحمد بن الحسين الفناكي.
124 241- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن قفرجل.
125 242- أَحْمَد بن أبي عليّ محمد بن الحُسين بن داود العلوي.
125 243- أَحْمَد بن محمد بن عليّ بن نُمَيْر الخوارزمي.
125 244- أَحْمَد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان.
125 245- أحمد بن محمد بن الواحد بن بابشاذ.
126 246- إبراهيم بن محمد الفهمي الطليطلي.
126 247- إبراهيم بن سُليمان بن إبراهيم بن حمزة البلوي.
126 248- إسماعيل بْن الحَسَن بْن محمد بْن الحُسين العلوي.
126 249- إسماعيل بن عليّ بن الحسن بن بُنْدار بن المثنَّى.
"حرف الجيم"
127 250- جعفر بن محمد بن المظفر النيسابوري.
"حرف الحاء"
127 251- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن جابر الدهان.
128 252- الحسن بن الحسين الخلعي.
128 253- الحسن بن عبد الواحد بن سهل بن خلف.
128 254- الحسن بن محمد بن الحسن الصفار.
128 255- الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن حمشاذ.
129 256- الحسين بن أَحْمَد بن محمد بن عمر الأنصاري.
129 257- الحسين بن عثمان البرداني.
129 258- الحسين بن علي بن عمرويه الرمحاري.(30/376)
129 259- الحسين بن عليّ بن محمد بن الفرحان.
129 260- حمزة بن محمد الجعفري الطوسي.
129 261- حُمَيْد بن المأمون بن حُمَيْد بن رافع القيسي.
"حرف الدَّال"
130 262- داود بن الحسين بن غانم البغدادي.
130 263- داود بن سليمان الوكيل.
"حرف السِّين"
130 264- سعيد بن محمد بن جعفر الأموي.
"حرف العين"
130 265- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عبد الملك بن هاشم.
131 266- عَبْد اللَّه بن أَبِي الحَسَن مُحَمَّد بن أحمد بن رَزْقُوَيْه.
131 267- عبد اللَّه بن الوليد بن سعيد بن بكر.
132 268- عبد الرزاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البقال.
132 269- عبد العزيز بن بُنْدار بن عليّ بن الحسن الشيرازي.
132 270- عبد العزيز بن أحمد الحلوائيّ.
132 271- عَبْد الغافر بْن محمد بْن عَبْد الغافر الفارسي.
133 272- عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحامليّ.
134 273- عبد الملك بن محمد بن محمد بن سليمان البغدادي.
134 274- عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز.
134 275- عليّ بن أَحْمَد بن عليّ بن سلِّك الفاليّ.
135 276- عليّ بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني.
135 277- عليّ بن عبد الواحد بن عيسى النجيرمي.
136 278- عليّ بن القاسم بن إبراهيم الأصبهاني.
136 279- عمر بن أَحْمَد بن عمر بن محمد بن مسرور.
"حرف الفاء"
137 280- فرج بن أبي الحكم اليحصبي.
"حرف القاف"
137 281- قاسم بن محمد بن هشام الرُّعينيّ.(30/377)
"حرف الميم"
138 282- محمد بن أيّوب بن سليمان الوزير.
138 283- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الحُسين النيسابوري.
139 284- محمد بن الحسين بن عليّ بن التَّرجمان الغزي.
139 285- محمد بن الحسين بن سعدون الموصلي.
140 286- محمد بن الحسين بن بقاء المصري.
140 287- محمد بن الحسين بن عبيد الله البرجي.
140 288- محمد بن عبد الله بن الصناع القرطبي.
140 289- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان الخَوْلانيّ.
141 290- محمد بن عبد اللَّه بن مرثد.
141 291- محمد بن عبد الباقي بن الحسين بن فهم الأنصاري.
141 292- مُحَمَّد بن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن بشران.
142 293- محمد بن عبد الملك الفارسي.
142 294- محمد بن عبد الواحد بن محمد البيع.
142 295- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن ميمون الدارمي.
143 296- محمد بن عبيد الله بن أحمد البغدادي الرزاز.
144 297- محمد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن إسماعيل الواعظ.
144 298- محمد بن عليّ بن يعقوب الإيادي.
144 299- محمد بن محمد بن المظفّر الدقاق.
144 300- محمد بن محمد بن عمرو الحاكم الزواهي.
145 301- المسلم بن عليّ بن طباطبا.
"حرف الهاء"
145 302- هلال بن المحسِّن الصابئ.
"حرف الياء"
145 303- يوسف بن سليمان بن مروان الرباحي.
"وفيات سنة تسع وأربعين وأربعمائة"
"حرف الألف"
146 304- أَحْمَد بن الحسن بن عنان الكنكشي.(30/378)
146 305- أَحْمَد بْن عَبْد الله بن سليمان المعري الشاعر.
159 306- أحمد بن علي الإيادي.
159 307- أحمد بن علي بن عثمان السواق.
160 308- أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ العزيز البجلي.
160 309- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن النعمان الذهبي.
161 310- أَحْمَد بن محمد بن أبي عُبَيْد أَحْمَد بن عروة.
161 311- أحمد بن مهلب بن سعيد البهراني.
161 312- إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي.
162 313- إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أَحْمَد بن إسماعيل الصابوني.
"حرف الحاء"
165 314- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ النسوي.
166 315- الحسين بن محمد بن عثمان النصيبي.
166 316- الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا العلوي.
"حرف الشِّين"
167 317- شيبان بن محمد بن جعفر الجوقوهي.
"حرف العين"
167 318- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن زكريا الطليطلي.
167 319- عبد الواحد بن الحسين بن قرقر الحذاء.
167 320- عبد الغفّار بن محمد بن عمر بن العزيز.
167 321- عبد الوهاب بن أحمد بن هارون الجندي.
168 322- عبيد الله بن الحسين بن نصر العطار.
168 323- عليّ بن أَحْمَد بن إبراهيم بن غريب البزار.
168 324- علي بن الحسن السقلاطوني.
169 325- عليّ بن خَلَف بن عبد الملك بن بطال القرطبي.
"حرف الميم"
169 326- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الخبازي.
170 327- أبو بكر محمد بن الحسن بن عليّ الخبازي المقرئ.
170 328- محمد بن علي بن إبراهيم الدينوري.(30/379)
171 329- محمد بن علي الكراجكي.
171 330- محمد بن ميمون بن محمد النرسي.
"حرف الواو"
171 331- وليد بن عبد اللَّه بن عباس.
"وفيات سنة خمسين وأربعمائة"
"حرف الألف"
172 332- أحمد بن الحسين بن علي بن عمر الحربي.
172 333- أحمد بن سليمان النيسابوري.
172 334- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى الأبريسمي.
173 335- أحمد بن محمد بن حسين الخفاف.
"حرف الحاء"
173 236- الحسين بن محمد بن عبد الواحد الوني.
173 337- الحسين بن محمد بن طاهر بن مهديّ البغداديّ.
173 338- حمزة بن أحمد بن حمزة القلانسي.
"حرف الطّاء"
174 339- طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بن عمر الطبري.
"حرف الظّاء"
176 340- ظَفْر بن الفرج بن عبد الله بن محمد الخفاف.
"عبد العين"
177 341- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بن محمد بن حسكان.
177 342- عبد اللَّه بن عليّ بن عَيّاض بن أبي عقيل.
177 343- عبد العزيز بن أبي الحسين عليّ بن محمد البغداديّ.
178 344- عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن المُظفّر الوراق.
178 345- عبد الوهاب بن عثمان المخبزي.
178 346- عبد الواحد بن الحسين بن أَحْمَد بن عثمان بن شيطا.
179 347- عبيد الله بن علي الرقي.
179 348- علي بن بقاء بن محمد المصري الوراق.
179 349- عليّ بْن الحُسين بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بن الرفيل.(30/380)
181 350- علي بن الحسين بن صدقة الشرابي.
181 351- عليّ بن عمر بن أَحْمَد بن إبراهيم البرمكي.
182 352- علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي.
184 353- عمر بن الحسين بن إبراهيم الخفاف.
184 354- عمر بن محمد بن عليّ بن مَعْدان.
"حرف الميم"
184 355- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن ملهب بن مهلب القرطبي.
185 356- محمد بن أحمد بن الحسين الحربي السكري.
185 357- محمد بن الحسن بن المؤمل النَّيسابوري.
185 358- محمد بن عبد الجبار بن أحمد السمعاني.
186 359- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن إبراهيم الهمذاني.
186 360- محمد بن الفضل بن محمد بن محمد الهروي.
186 361- محمد بن محمد بن أَحْمَد بن إبراهيم الهاشمي.
187 362- محمد بن همام بن الصَّقر الموصلي.
187 363- مقلد بن نصر بن منقذ الكناني.
187 364- منصور بن الحسين الأسدي.
187 365- منصور بن الحسين بن عليّ بن القاسم التاني.
"حرف النُّون"
188 366- نَصْر بْن عليّ بْن محمد بْن عبد العزيز الهمذاني.
"حرف الهاء"
188 367- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبد الله المأموني.
"الكنى"
188 368- الملك الرحيم أبو النصر.
"المتوفون تقريبًا"
"حرف الألف"
189 369- أحمد بن رشيق الأندلسي.
189 370- أَحْمَد بن محمد بن حُمَيْد بن الأشعث.
189 371- أحمد بن زكريّا الضبي النيسابوري.(30/381)
190 372- إدريس بن اليمان بن سام.
190 373- إسماعيل بن المؤمل بن حسين الإسكافي.
191 374- إشراق السَّوداء.
"حرف الحاء"
191 375- الحسين بن أَحْمَد بن بكّار بن فارس الكندي.
191 376- الحُسَين بن عبد الله بن محمد بن المرزبان.
"حرف العين"
192 377- عليّ بن الحسين بن عليّ بن شعبان.
192 378- علي بن طاهر القرشي المقدسي.
192 379- علي بن عبد الغالب بن جعفر الضراب.
"حرف الميم"
193 380- محمد بن عليّ بن حسّول الهمذاني.(30/382)
الطبقة السادسة والأربعين
451-460هـ
"أحداث سنة إحدى وخمسين وأربعمائة على سبيل الاختصار"
195 هرب آل البساسيريّ.
195 الاحتفال باستقبال الخليفة القائم.
196 مقتل البساسيريّ.
196 إقرار ابن وهسودان على أذربيجان.
196 الصلح بين صاحب غزنة والسلطان جغربيك.
197 وفاة جغربيك صاحب خراسان.
197 عزل أبي الحسن بن المهتدي عن الخطابة بجامع المنصور.
197 الأعلام المسندون في هذا الوقت.
197 علوّ الرفض.
"وفي سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة"
197 وقعة الفنيدق.
198 وفاة ابن النسويّ.
198 تملُّك ابن مرداس الرحبة.
198 وفاة أمّ القائم بأمر الله.
198 ولاية تمام الدولة دمشق ووفاته.
"أحداث سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة"
198 وزارة ابن دارست.
199 تقليد الزينبي نقابة النقباء.
199 وفاة أمير مكة.
199 ولاية حسام الدولة دمشق وعزله.
"أحداث سنة أربع وخمسين وأربعمائة"
199 زواج بنت الخليفة بطغرلبك.
199 عزل ابن دارست من الوزارة ووفاته.
199 وزارة ابن جهير.(30/383)
200 رخص الأسعار بالعراق.
200 غرق بغداد.
200 الواقعة بين معزّ الدولة وملك الروم.
200 وفاة أمير حلب.
"أحداث سنة خمس وخمسين وأربعمائة"
200 دخول السلطان بغداد.
201 وفاة السلطان طغرلبك.
201 الخطبة لعضُد الدولة.
201 الوقعة بين صاحب سفاقس وملك إفريقية.
202 الزلزلة بالشام.
202 نيابة بدر المستنصريّ دمشق.
202 حصار ابن شبل الدولة حلب.
"أحداث سنة ست وخمسين وأربعمائة"
202 قتل الوزير عميد الدولة.
202 وزارة نظام الملك.
202 تملُّك ألب أرسلان هراة وغيرها.
203 إعادة ابنة الخليفة من الريّ.
203 تقليد ألب أرسلان السلطنة.
203 الوقعة بين السلطان وقتلمش.
203 افتتاح السلطان عدة حصون للروم.
204 زواج ولدي السلطان.
204 ندب بعض الجهلة على ملك الجنّ.
204 نقابة العلويّين ببغداد.
204 وفاة النقيب أسامة العلوي.
205 ولاية حيدرة الكتامي.
205 هرب بدر المستنصري من ولاية دمشق.
205 عودة بدر إلى نيابة دمشق.(30/384)
"أحداث سنة سبع وخمسين وأربعمائة"
205 الوقعة بإفريقية بين تميم بن المعزّ والناصر بن علناس.
205 بناء مدينة بجّاية.
206 عبور ألب أرسلان نهر جيحون.
206 بناء النظامية ببغداد.
"أحداث سنة ثمان وخمسين وأربعمائة"
206 سلطنة ملكشاه.
206 الاحتفال بعاشوراء.
206 عودة أمير الجيوش بدر إلى دمشق.
207 إقطاع الأنبار وغيرها لابن قريش.
207 استيلاء المعزّ على تونس.
207 الزلزلة بخراسان.
207 ولادة صغيرة برأسين.
207 ظهور كوكب بشعاع عظيم.
"أحداث سنة تسع وخمسين وأربعمائة"
208 التدريس في النظامية.
208 مقتل الصُّليحي صاحب اليمن.
208 بناء قبّة فوق قبر أبي حنيفة.
"أحداث سنة ستين وأربعمائة"
209 الزلزلة الهائلة بالرملة.
209 لقحط في مصر.
209 حصار مدينة الأربس.
210 إمرة قطب الدولة لدمشق.(30/385)
"المتوفون في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة"
"حرف الألَف"
211 1- أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن إسحاق البغدادي.
211 2- أَحْمَد بن عليّ بن الحسن بن أبي الفضل الكفرطابي.
211 3- أَحْمَد بن محمد بن الحسين الْأصبهانيّ الْإِسكاف.
211 4- أحمد بن عمر بن الخلّ الأبزاري.
212 5- أحمد بن مرحب بن أحمد الفارسي.
212 6- أَحْمَد بن يحيى بن أَحْمَد بن سُمَيْق القرطبي.
213 7- إبراهيم بن ينال.
213 8- إبراهيم بن العبّاس الجيليّ.
"حرف الباء"
213 9- البساسيريّ الأمير.
"حرف التَّاء"
214 10- تمَّام بن عفيف بن تمَّام.
"حرف الجيم"
214 11- جغربيك الأمير داود بن ميكائل.
"حرف الحاء"
214 12- الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بن خلف الكتبي.
215 13- الحسن بن غالب المباركيّ المقرئ.
215 14- الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني.
215 15- الحسن بن محمد بن ذكوان القرطبي.
216 16- الحسين بن أبي عامر البغدادي الغزال.
"حرف السين"
216 17- سعيد بن محمد بن أَحْمَد بن محمد البحيري.
"حرف العين"
217 18- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حشكان.
217 19- عبد الله بن الحسن بن علي الهمذاني الصيقل
217 20- عبد اللَّه بن شبيب بن عبد اللَّه الأصبهاني.
218 21- عَبْد العزيز بن عَبْد الرَّحمن بن أَحْمَد القزويني.(30/386)
218 22- عَقِيل بن العبّاس بن الحَسَن بن العبّاس الحسيني.
218 23- علي بن الحسين بن هندي.
219 24- علي بن محمود بن ماخُرّة الزوزني.
"حرف الفاء"
219 25- فَرُّخ زاد بن السُّلطان مسعود.
220 26- الفضل بن جعفر بن أبي الكرام.
"حرف القاف"
220 27- القاسم بن الفتح بن محمد بن يوسف الريولي.
"حرف الميم"
221 28- محمد بن أَحْمَد بن الكوفيّ.
221 29- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن البقال.
221 30- محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن شاذان الحيري.
222 31- محمد بن أبي القاسم عبد الواحِد الدّارانيّ.
222 32- محمد بن علي بن الفتح الحربي.
223 33- محمد بن محمد بن عُبيد اللَّه بن المؤمل الأنباري.
223 34- محمد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن أَبِي تمام.
224 35- منصور بن النعمان الصيمري.
"حرف النون"
224 36- نصر بن أبي نصر.
"حرف الياء"
224 37- يوسف بن هلال البغدادي.
"وفيات سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة"
"حرف الألف"
224 38- أحمد بن الحسين التميمي السلماسي.
225 39- أحمد بن عُبيد الله بن فضال الموازيني.
225 40- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى الملحمي.
226 41- أحمد بن نجا البغدادي البزاز.
226 42- إبراهيم بن محمد بن زيد الأموي.(30/387)
"حرف الباء"
226 43- بابيّ بن أبي مسلم بن بابيّ.
"حرف الجيم"
226 44- جعفر بن الحسين بن يحيى الدقاق.
"حرف الحاء"
226 45- الحسن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الشيباني.
227 46- الحسن بن علي بن أبي طالب الهروي.
227 47- الحسن بن محمد الجارزي.
227 48- الحسن بن محمد بن إبراهيم اللباد.
227 49- الحسين بن محمد الخباز.
227 50- الحسين بن الحسن بن الحسين الأمير ناصر الدولة.
"حرف السين"
228 51- سُبُكتكين التركي.
"حرف الضَّاد"
228 52- ضياء بن أَحْمَد بن محمد بن يعقوب الهروي.
"حرف الطّاء"
229 53- طاهر بن عليّ بن محمد بن ممُّويه.
"حرف العين"
229 54- عالي بن عثمان بن جِني.
229 55- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بُندار.
230 56- عبد الباقي بن أبي غانم الشيرازي.
230 57- عبد الجبَّار بن عليّ بن محمد بن خُشكان.
230 58- عبد الرّزاق بن محمد بن يزداد الْأصبهانيّ.
230 59- عبد الواحد بن محمد بن عثمان المجاشعي.
230 60- عُبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي.
231 61- عدنان بن عبد الله بن أحمد البرجي.
231 62- علي بن أحمد بن الربيع السبكبائي.
231 63- علي بن أحمد بن محمد بن حامد البزاز.
232 64- علي بن حُميد بن علي بن محمد بن حُميد الذهلي.(30/388)
232 65- محمد بن أحمد بن علي القزويني.
233 66- محمد بن أحمد بن عبد الله البصري الزويج.
233 67- محمد بن عبد الله بن عبيد الله المؤدب.
234 68- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن الحسن الكرابيسي.
234 69- محمد بن عبد الوهاب بن محمد العلوي.
234 70- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عمروس.
235 71- محمد بن محمد بن علي الحنفي.
235 72- محمود بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن ماشاذة.
"الكنى"
235 73- أبو محمد بن النسوي.
"وفيات سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة"
"حرف الألِف"
236 74- أحْمَد بْن سَعيد بْن أَحْمَد بْن نفيس المصري.
236 75- أحمد بن عبد العزيز بن نفيس المقريء.
237 76- أحمد بن مروان بن دوستك الأمير.
238 77- إبراهيم بن علي بن تميم القيرواني.
"حرف الحاء"
238 78- الحسين بن عيسى الكلبي.
238 79- الحسين بن مبشّر المزكي الكتاني.
239 80- حمْد بن محمد بن عبد اللَّه الفقيه.
"حرف الصاد"
239 81- صالح بن الحسين البروجردي.
"حرف العين"
239 82- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن حسنكويه.
240 83- عبد الرحمن بن غَزو بن محمد بن يحيى النهاوندي.
240 84- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن منده.
241 85- عثمان بْن محمد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن صالح الخلال.
241 86- علي بن إسحاق والد الوزير نظام الملك.(30/389)
241 87- عليّ بن الحسين بن جابر التنيسي.
241 88- عليّ بن رضوان بن عليّ بن جعفر المصري.
243 89- عليّ بن محمد بن يحيى بن محمد السلمي الحبيشي.
243 90- عمر بن أحمد بن الواثق الهاشمي.
244 91- عمر بن محمد بن علي الأصبهاني الخرقي.
"حرف القاف"
244 92- قريش بن بدران بن مقلّد بن المسيّب العقيلي.
"حرف الميم"
244 93- محمد بن إبراهيم بن وهب القيسي.
245 94- محمد بن إسماعيل بن قورتش.
245 95- محمد بن الحسن بن علي الطبري.
245 96- مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الكَنْجَرُوذيّ.
246 97- محمد بن محمد بن يحيى بن الحُسَين الجوري.
247 98- المعز بن باديس.
"وفيات سنة أربع وخمسين وأربعمائة"
"حرف الألِف"
247 99- أَحْمَد بن إبراهيم بن موسى الشاماتي.
248 100- إبراهيم بن العباس بن الحسن بن أبي الجن.
"حرف الباء"
248 101- بكر بن عيسى بن سعيد.
"حرف الثّاء"
248 102- ثَمال بن صالح بن الزَّوْقَلِيّة الأمير.
"حرف الحاء"
249 103- الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بن الحسن الجوهري.
250 104- الحسن بن إبراهيم بن الفرات.
"حرف الخاء"
250 105- خَلَف بن أَحْمَد بن بطَّال البكري البلنسي.
"حرف الزّاي"
250 106- زُهير بن الحَسَن بن عليّ السرخسي.(30/390)
"حرف السِّين"
251 107- سَعْد بن أبي سَعْد محمد بن منصور الجولكي.
251 108- سِيْد بن أحمد بن محمد الغافقي.
"حرف الطاء"
252 109- طاهر بن أَحْمَد بن بابشاذ.
252 110- طغرلبك السلطان.
"حرف العين"
252 111- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن حَسِنكويه.
253 112- عبد اللَّه بن المُظفّر بن محمد بن ماجه الناقد.
253 113- عبد الرحمن بن أَحْمَد بن الحسن بن بُندار العجلي.
256 114- عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن مالك الغساني.
257 115- عبد الرحمن بن غزْو بن محمد بن حامد بن غزو.
257 116- عبد الرّحمن بن المُظفّر بن عبد الرحمن الكحال.
257 117- عمر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسن بْن شاهين.
257 118- عمر بن عُبَيْد اللَّه بن يوسف بن حامد الذهلي.
"حرف الميم"
258 119- محمد بن أَحْمَد بن مطرِّف الكتاني.
259 120- محمد بن سلامة بن جعفر بن عليّ القضاعي.
260 121- محمد بن عبدة بن ملة الهروي.
260 122- محمد بن محمد بن علي الشروطي.
260 123- محمد بن محسّن بن قريش الزيات.
261 124- المعز بن باديس بن منصور الصِّنْهاجي.
261 125- منيع بن وثّاب الأمير النميري.
"وفيات سنة خمس وخمس وأربعمائة"
"حرف الألِف"
262 126- أَحْمَد بن محمود بن أَحْمَد بن محمود الثقفي.
262 127- أحمد بن محمد بن نهيون الفارسي.
263 128- إبراهيم بن منصور بن إبراهيم الكراني.
263 129- إسحاق بن عبد الرّحمن بن أَحْمَد بن إسماعيل.
264 130- إسماعيل بن خف بن سعيد بن عمران.(30/391)
"حرف الخاء"
264 131- خَلَف بن أَحْمَد بن الفضل الحوفي.
"حرف الصَّاد"
265 132- صالح بن محمد بن أَحْمَد بن أبي الفيّاض العِجلي.
"حرف الطَّاء"
265 133- طُغرلبك بن ميكائيل بن سُلْجُوق السلطان.
"حرف العين"
268 134- عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى بْن المدبّر الوزير.
268 135- عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن يعقوب.
268 136- عبد الوهاب بن محمد بن أحمد البقال.
268 137- عطاء بن أحمد بن جعفر الهروي.
269 138- عليّ بن الخَضِر بن سليمان بن سعيد السلمي.
269 139- عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن محمد بن يوسف المهلبي.
270 140- العلاء بن عبد الوهاب بن أحمد الأموي.
"حرف الفاء"
271 141- فارس بن الحسن بن منصور البلخي.
"حرف الميم"
271 142- محمد بن إبراهيم بن موسى بن عبد السلام الطليطلي.
272 143- محمد بن بيان بن محمد الكازروني.
272 144- محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي.
273 145- محمد بن محمد بن جعفر الناصحي.
273 146- محمد بن محمد بن حمدون السلمي.
274 147- محمد بن المضفر بن عبد الله بن المظفر النديم.
275 148- المُظفَّر بن محمد بن عليّ بن إسماعيل الأمير.
276 149- منصور بن إسماعيل بن أَحْمَد بن أبي قُرة.
"حرف الهاء"
276 150- هارون بن طاهر بن عبد الله الهمداني الأمين.
277 151- يحيى بن زيد بن يحيى بن عليّ الحسيني.(30/392)
"وفيات سنة ست وخمسين وأربعمائة"
"حرف الألِف"
277 152- أَحْمَد بن عبد الواحد بن الحسن السكري.
277 153- أَحْمَد بن محمد بن عمر بن ديزكة التاجر.
"حرف الحاء"
277 154- الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحمن بْن الخصيب.
278 155- الحسن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد البلخي.
278 156- الحسين بن أحمد بن علي الأبهري.
279 157- الحسين بن أحمد بن الحسين بن حي التُّجيبي.
279 158- حيدرة بن منزو بن النعمان الكتامي.
"حرف السّين"
279 159- سِراج بن عبد اللَّه بن محمد بن سراج الأموي.
"حرف العين"
279 160- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الذهبي الطبيب.
280 161- عبد الله بن موسى بن سعيد الشارقي.
280 162- عبد الجبّار بن فاخر بن معاذ.
280 163- عبد العزيز بن أحمد الحلوائي.
281 164- عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم النخْشبي.
282 165- عبد الكريم بن محمد بن إسماعيل البجلي.
282 166- عبد الواحد بن عليّ بن بَرْهان العُكْبَرِيّ.
283 167- عبد الواحد بن محمد بن موهب التجيبي.
284 168- عليّ بْن أَحْمَد بْن سعيد بْن حزْم الأندلسي.
293 169- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الفضل الكفرطابي.
294 170- علي بن محمد بن عبيد الله الإشبيلي.
294 171- عمر بن أحمد بن سبسوَيه التاجر.
294 172- عميد المُلك الكندري.
"حرف القاف"
294 173- قُتُلمش بن إسرائيل بن سَلْجُوق.(30/393)
"حرف الميم"
295 174- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد أحمد بن حسنون.
295 175- محمد بن عليّ بن عبد الملك بن شبابة.
295 176- محمد بن عليّ بن محمد بن صالح المطرز.
296 177- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن حبيب الخشاب.
296 178- محمد بن عليّ بن يوسف بن جميل الطرطوسي.
296 179- محمد بن منصور بن محمد الوزير عميد المُلك.
298 180- مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحسين البسطامي.
301 181- المحسّن بن عيسى بن شهفيروز.
"وفيات سنة سبع وأربعين وأربعمائة"
"حرف الألف"
301 182- أحمدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسن الطرائفي.
301 183- أحمد بن عبد العزيز بن أحمد القدوري.
302 184- أَحْمَد بن القاسم بن ميمون بن حمزة الشريف.
302 185- إسماعيل بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن فيلة.
"حرف السّين"
302 186- سعيد بن أبي سعيد أَحْمَد بن محمد العيار.
"حرف العين"
304 187- عبد الصمد بن أبي عبد الله الحسين الجمال.
304 188- عبد العزيز بن محمد النخشبي.
304 189- عبد الملِك بن زيادة اللَّه بن عليّ الطبني.
305 190- عبد الواحد بن محمد النصري البقال.
305 191- عُبَيد اللَّه بْن عليّ بْن عُبَيد اللَّه الجيرفتي.
305 192- عليّ بن إبراهيم بن جعفر بن الصَّبّاح الأسدي.
"حرف الفاء"
305 193- الفضل بْن محمد بْن إبراهيم.
"حرف الميم"
305 194- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن علي الأبنوسي.
306 195- محمد بن علي الحداد.(30/394)
306 196- موحِّد بن عليّ بن عبد الواحد بن الموحّد.
"وفيات سنة ثمان وخمسين وأربعمائة"
"حرف الألف"
306 197- أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي.
308 198- أحمد بن محمد الشقاني الحسنوي.
309 199- إبراهيم بن محمد بن موسى السروي.
"حرف الحاء"
309 200- الحسن بن غالب بن المبارك.
310 201- حمزة بن فضالة الهروي.
"حرف الخاء"
310 202- الخضر بن الفتح الدمشقي.
"حرف العين"
310 203- عبد الله بن موسى الأنصاري الطليطلي.
311 204- عبد اللَّه بن الْإِمام أبي عمر يوسف النمري.
311 205- عبد الرَّزّاق بن عمر بن موسى بن شمة التاجر.
311 206- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بْن الفضل القطان.
311 207- عُبَيْد اللَّه بن عبد اللَّه بن هشام الداراني.
312 208- علي بن إسماعيل المرسي، ابن سيده اللغوي.
313 209- عليّ بْن أَبِي طَالِب محمد بْن عليّ بن عطية المكي.
313 210- عمرو بن عبد الرحمن بن أحمد الكرماني.
"حرف الغين"
314 211- غانم بن أبي سهل عمرو بن أحمد الأصبهاني.
"حرف الفاء"
314 212- فرج الزنجاني الزاهد.
"حرف القاف"
314 213- قاسم بن محمد بن سليمان بن هلال الطليطلي.
"حرف الميم"
315 214- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن محمد العبادي الهروي.
316 215- محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراء.(30/395)
323 216- مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن عبيد الله الكراني.
323 217- محمد بن عليّ.
323 18- محمد بن الفضل بن جعفر التميمي الهمداني.
323 219- محمد بن وهب بن محمد الأندلسي.
"وفيات سنة تسع وخمسين وأربعمائة"
"حرف الألِف"
324 220- أَحْمَد بن سعيد بن محمد بن أبي الفياض.
324 221- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مهران الأصبهاني.
324 222- أحمد بن عبد الباقي بن الحسن الموصلي.
324 223- أَحْمَد بن مُغِيث بن أَحْمَد بن مُغيث الصدفي.
325 224- أحمد بن منصور بن خلفة المغربي.
"حرف الحاء"
326 225- الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي.
326 226- الحسن بن علي بن وهب الدمشقي.
"حرف الخاء"
327 227- الخضر بن منصور الدمشقي.
"حرف السّين"
327 228- سعيد بن عُبَيْدة بن طَلْحة العبسي.
327 229- سعيد بن محمد بن الحسن المَرْوَزِيّ الْإِدريسي.
"حرف الصَّاد"
328 230- صاعد بن منصور بن محمد بن محمد الهروي.
"حرف العين"
328 231- عالي بن أبي الفتح عثمان بن جني.
328 232- عبد الجليل بن مخلوف المالكي.
329 233- عبد الصَّمد بن محمد بن تميم بن غانم التميمي.
329 234- عبد الكريم بن علي التميمي بن السني.
329 235- عبيد الله بن محمد بن ميمون الأسدي.
329 236- علي بن بكار الصوري.
330 237- عليّ بن الحسن بن عمر الزُّهْريّ الثَّمَانِينيّ.(30/396)
330 238- علي بن الخضر العثماني الدمشقي.
330 239- علي بن محمد بن الحسن بن يزداد الواسطي.
"حرف الفاء"
331 240- الفضيل محمد بن الفضيل الفضيلي.
"حرف الميم"
331 241- محمد بن أَحْمَد بن عَدْل الأموي.
331 242- محمد بن إسماعيل بن أَحْمَد بن عمرو الطوسي.
332 243- محمد بن الحبيب بن طاهر بن عليّ بن شماخ الغافقي.
332 244- محمد بن عبد الله بن عمر العدوي العمري.
332 245- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مهربزد.
"حرف النون"
333 246- نجيب بن عمار الغنوي.
"وفيات سنة ستين وأربعمائة"
333 247- أحمد بن سعيد اللوزنكي.
334 248- أَحْمَد بن الفضل بن محمد بن أَحْمَد الباطرقاني.
335 249- أَحْمَد بن محمد بن عيسى بن هلال القطان.
336 - أحمد بن منصور
"حرف الثَّاء"
336 250- ثابت بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خبيش.
"حرف الحاء"
336 251- الحسن بن أبي طاهر بن الحسن الختلي.
336 252- الحسن بن عليّ بن مكّيّ بن إسرافيل النسفي.
337 253- حنبل بن أحمد بن حنبل الفارسي البيع.
"حرف الخاء"
337 254- خديجة بنت محمد بن عليّ الشاهجانية.
"حرف الدال"
338 255- دُرّي المستنصري.(30/397)
"حرف العين"
338 256- عبد الله بن سليمان المعافري.
338 257- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصيداوي.
338 258- عبد الخالق بن عبد الوارث السيوري.
339 259- عبد الدَّائم بن الحُسين بن عُبَيْد اللَّه الهلالي.
339 260- عبد الملك بن محمد بن يوسف البغدادي.
340 261- عَبْد الوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عَبْد الوَهَّاب القرطبي.
340 262- عبيد الله بن محمد بن مالك القرطبي.
340 263- علي بن محمد بن جعفر الطريثيثي.
341 264- عمر بن الحسن بن عبد الرحمن الهوزني.
"حرف الميم"
341 265- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أحمد العتيقي.
341 266- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن البطر القارئ.
342 267- محمد بن أحمد بن أبي العلاء السدوسي.
342 268- محمد بن الحسن بن علي الطوسي.
342 269- محمد بن عبد الله بن مسلمة التجيبي.
343 270- محمد بن علي بت محمد بن موسى السلمي الحداد.
343 271- مُحَمَّد بْن عَلي بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن رجاء بن أبي العيش.
343 272- محمد بن محمد أميرجة الهروي.
343 273- محمد بن موسى بن فتح البطليوسي.
344 274- ملحم بن إسماعيل بن مضر الضبي الهروي.
344 275- منتجع بن أَحْمَد بن محمد بن المنتجع.
"حرف الياء"
344 276- يحيى ابن الأمير إسماعيل بن عبد الرحمن الهواري.
345 277- يحيى بن صاعد بن محمد النيسابوري.
"ذكر المُتَوَفّين تقريبًا في هذا الوقت"
"حرف الألِف"
346 278- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن بلال المرسي النحوي.
346 279- أَحْمَد بن عليّ بن هارون بن البُنّ السامري.(30/398)
346 280- أحمد بن منصور بن أبي الفضل الضبعي.
347 281- أحمد بن محمد بن الهيصم.
347 282- أحمد بن عبد الرحمن بن مندويه.
347 283- إبراهيم بن مسعود التجيبي.
348 284- إبراهيم بن الحسين بن حاتم بن صولة.
"حرف الثّاء"
348 285- ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب الحلبي.
"حرف الحاء"
348 286- الحسين بن أحمد بن علي النيسابوري.
349 287- حيدرة بن الحسين الأمير معتز الدولة.
349 288- حيدرة بن منزو بن النعمان الأمير الكتامي.
"حرف الرَّاء"
349 289- رئيس العراقين أبو أَحْمَد النَّهَاوِنْديّ.
"حرف الزاي"
350 290- زاهر بن عطاء النسوي.
"حرف السِّين"
350 291- سَعِيد بْن محمد بْن محمد النيسابوري.
350 292- سعيد بن منصور بن مسعر القشيري.
"حرف الصاد"
351 293- صخر بن محمد الطوسي.
"حرف العين"
351 294- عائشة بنت القاضي أبي عمر البسطامي.
351 295- عبد الرحمن بن إسحاق العامري.
351 296- عبد الرحمن بن إسماعيل بن جوشن الطليطلي.
352 297- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن أبي صادق.
352 298- علي بن الحسين الصيداوي الوراق.
352 299- علي بن عبد الله بن أحمد النيسابوري.
353 300- علي بن محمد بن علي الزوزني.
353 301- عليّ بن محمد بن عليّ بن المُصَحّح البكري.(30/399)
354 302- علي بن محمد بن علي الدوري.
354 303- عمر بن شاه بن محمد النيسابوري الصواف.
"حرف الميم"
354 304- محمد بن أحمد المروزي الخضري.
354 305- محمد بن بيان بن محمد الكازروني.
355 306- محمد بن الحسن بن عبد الرّحمن بن عبد الوارث الرازي.
355 307- محمد بن الحُسين بن يحيى بن سعيد بن بشر.
355 308- محمد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي بْن توبة.
356 309- محمد بن عليّ بن الحَسَن بن عليّ الصقلي القيرواني.
356 310- محمد بن محمد بن علي النيسابوري الحنفي.
356 311- محمد بن محمد بن الحاكمي الحاتمي الجويني.
357 312- محمد بن الفرج بن عبد الولي الطليطلي.
357 313- محمد بن سعيد الميورقي.
357 314- محمد بن العباس الصريفيني الأواني.
357 315- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن عبيد الله البلخي.
358 316- محمد بن أبي سعيد بن شرف الجذامي القيرواني.
358 317- محمود بن عبد اللَّه بن عليّ بن ماشاذة.
"حرف الهاء"
359 318- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحسين العلوي.
"حرف الياء"
359 319- يوسف بن علي بن جبارة بن محمد الهذلي البسكري.
"الكنى"
360 320- أبو حاتم القزويني الطبري.
361 فهرس الموضوعات.(30/400)
المجلد الحادي والثلاثون
الطبقة السابعة والأربعون
أحداث سنة إحدى وستين واربعمائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة السابعة والأربعون:
أحداث سنة إحدى وستين وأربعمائة:
حريق جامع دمشق:
في نصف شعبان حُرِقَ جَامِعِ دِمَشْقَ.
قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: كَانَ سَبَبُ احتراقه حرب وقع بَيْنَ الْمَغَارِبَةِ وَالْمَشَارِقَةِ -يَعْنِي: الدَّوْلَةَ- فَضَرَبُوا دَارًا مُجَاوِرَةً لِلْجَامِعِ بِالنَّارِ فَاحَتْرَقَتْ، وَاتَّصَلَ الْحَرِيقُ إِلَى الْجَامِعِ1، وَكَانَتِ الْعَامَّةُ تُعِينُ الْمَغَارِبَةَ، فَتَرَكُوا الْقِتَالَ وَاشْتَغَلُوا بِإِطْفَاءِ النَّارِ، فَعَظُمَ الأَمْرُ، واشتدَّ الْخَطْبُ، وَأَتَى الْحَرِيقُ عَلَى الْجَامِعِ، فَدُثِرَتْ مَحَاسِنُهُ، وَزَالَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ الأَعْمَالِ النَّفِيسَةِ، وتشوَّه مَنْظَرُهُ، وَاحْتَرَقَتْ سُقُوفُهُ المذهَّبة.
تغلُّب حِصْنُ الدَّوْلَةِ عَلَى دِمَشْقَ:
وَفِيهَا وَصَلَ حِصْنُ الدَّوْلَةِ مُعَلَّى بْنُ حَيْدَرَةَ الْكُتَامِيُّ إِلَى دِمَشْقَ، وَغَلَبَ عَلَيْهَا قَهْرًا مِنْ غَيْرِ تَقْلِيدٍ، بَلْ بِحِيَلٍ نمَّقها وَاخْتَلَقَهَا. وَذُكِرَ أَنَّ التَّقْلِيدَ بَعْدَ ذَلِكَ وَافَاهُ، فصادر أهلها وبالغ وعاث، وزاد في الجَوْرِ إلى أن خربت أَعْمَالُ دِمَشْقَ، وَجَلا أَهْلُهَا عَنْهَا، وَتَرَكُوا أَمْلاكَهُمْ وَأَوْطَانَهُمْ، إِلَى أَنْ أَوْقَعَ اللَّهُ بَيْنَ الْعَسْكَرِيَّةِ الشَّحْنَاءَ2 وَالْبَغْضَاءَ، فَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ، فَهَرَبَ إِلَى جِهَةِ بَانْيَاسَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ، فَأَقَامَ بِهَا وَعُمَرُ الحمام وَغَيْرُهُ بِهَا، وَأَقَامَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِبْعِينَ بِهَا، فَنَزَحَ مِنْهَا إِلَى صُورَ خَوْفًا مِنْ عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ.
ثُمَّ سَارَ مِنْ صُورَ إِلَى طَرَابُلْسَ، فَأَقَامَ عِنْدَ زَوْجِ أُخْتِهِ جَلالِ الْمُلْكِ بْنِ عَمَّارٍ مُدَّةً، ثُمَّ أُخِذَ مِنْهَا إِلَى مِصْرَ، وَأُهْلِك سَنَةَ 481، وَللَّهِ الْحَمْدُ3.
وُصُولُ الرُّومِ إِلَى الثُّغُورِ:
وَفِيهَا أَقْبَلَتِ الرُّومُ من القسطنطينية ووصلت إلى الثغور.
__________
1 "خبر صحيح": أورده ابن الأثير في الكامل في التاريخ "10/ 59"، وانظر صحيح التوثيق "7/ 507، 508".
2 الشحناء: الحقد والعداوة.
3 راجع: المنتظم "8/ 254، 255"، والبداية والنهاية "12/ 98"، والعبر "3/ 247"، وتهذيب تاريخ دمشق "5/ 24".(31/3)
أحداث اثنتين وستين وأربعمائة:
نزول ملك الروم على منبج:
أقبل صاحب القسطنطينية -لعنه الله- في عسكرٍ كبير إلى أن نزل على مَنْبج، فاستباحها قْتلًا وأسْرًا، وهرب من بين يديه عسكر قِنسرين والعرب، ورجع الملعون لشدّة الغلاء على جيشه، حتى أبيع فيهم رِطل الخبز بدينار.
محاصرة أمير الجيوش صور:
وفيها سار بدر أمير الجيوش فحاصر صور، وكان قد تغلَّب عليها القاضي عين الدّولة بن أبي عَقِيل، فسار لنجدته من دمشق الأمير قرلوا في ستّة آلاف، فحصَر صَيْداء، وهي لأمير الجيوش، فترحَّل بدر، فردّ العسكر النَّجدة.
ثمّ عاد بدر فحاصر صور بَرًا وبحرًا سنةً، فلم يقدر عليها، فرحل عنها.
إعادة الخطبة للعباسيّين بمكة:
وفيها ورد رسول أمير مكة محمد بن أبي هاشم، وولد أمير مكة على السلطان ألْب أرسلان، بأنّه أقام الخطبة العبّاسيّة، وقطع خطبة المستنصر المصريّ، وتركّ الأذان بحيِّ على خير العمل، فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار وخِلْعًا، وقال: إذا فعل مُهَنّا أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار.
القحط في مصر:
وسببُ ذلك ذِلّة المصريين بالقحْط المُفْرِط، واشتغالهم بأنفسهم حتى أذلَّ بعضهم بعضًا، وتشتتوا في البلاد، وكاد الخراب يستولي على سائر الإقليم، حتى أبيع الكلبُ بخمسة دنانير، والهِرّ بثلاثة دنانير، وبلغ الإِرْدبّ مائة دينار.
وردَّتِ التجارُ ومعهم ثياب صاحب مصر وآلاته نُهبت وأبيعت من الجوع، وقد كان فيها أشياء نُهبت من دار الخلافة ببغداد وقت القبض على الطائع لله وقت فتنة(31/4)
البساسيري. وخرج من خزائنهم ثمانون ألف قطعة بِلَّور، وخمسة وسبعون ألف قطعة من الديباج القديم، وأحد عشر ألف كزاغند، وعشرون ألف سيف مُحلَّى، هكذا نقله ابن الأثير.
قال صاحب "مرآة الزمان" والعُهده عليه: خَرجت امرأة من القاهرة وبيدها مُدّ جوهر، فقالت: مَن يأخذه بمُدّ بُرّ؟ فلم يلتفت إليها أحدٌ، فألقته في الطريق وقالت: هذا ما نفعني وقت الحاجة، ما أريده، فلم يلتفت أحدٌ إليه.
وقال ابن الفضل يهنّئ القائم بأمر الله بقصيدة، منها:
وقد علم المصريُّ أن جُنُوده ... سِنُو يوسفٍ فيها وطاعونُ عَمَوَاسِ
أقامتْ به حتى استراب بنفسه ... وأوجَس منها خيفةً أيَّ إِيجاسِ
__________
1 انظر: البداية والنهاية "12/ 97"، والنجوم الزاهرة "5/ 84، 85"، وشذرات الذهب "3/ 38، 39"، تاريخ الخلفاء "ص: 669"، وصحيح التوثيق "7/ 508".(31/5)
أحداث سنة ثلاث وستين وأربعمائة
...
أحداث ثلاث وستين وأربعمائة:
الخطبة في حلب للخليفة القائم:
فيها خطب محمود بن شبل الدولة بن صالح الكلابي صاحب حلب بها للخليفة القائم، وللسلطان ألب أرسلان، عندما رأى من قوة دولتهما، وإدبار دولة المستنصر، فقال للحلبيين: هذه دولة عظيمة نحن تحت الخوف منهم، وهم يستحلُّون دماءكم لأجل مذهبكم، يعني التشيُّع، فأجابوا ولبس المؤذنون السواد، فأخذت العامَّة حصر الجامع وقالوا: هذه حصر الإمام علي، فليأتِ أبو بكر بحصر يُصلّي عليها الناس، فبعث الخليفة القائم له الخِلَع مع طراد الزَّيْنبي نقيب النُّقَباء.
مسير ألب أرسلان إلى حلب:
ثم سار ألب أرسلان إلى حلب من جهة ماردين، فخرج إلى تلقِّيه من ماردين صاحِبُها نصْر بن مروان، وقدَّم له تُحَفًا، ووصلَ إلى آمِد فرآها ثغرًا منيعًا فتبرَّك به، وجعل يمر يده على السور ويمسح بها صدره، ثم حاصر الرها فلم يظفر بها، فترحل إلى حلب وبها طِرادٌ بالرسالة، فطلب منه محمود الخروج عنه إلى السلطان، وأن(31/5)
يعفيه من الخروج إليه، فخرج وعرف السلطان بأنه قد لبس خلع القائم وخطب له، فقال: إيش تسوى خطبتهم ويؤذنون بحي على خير العمل؟ ولا بد أن يدوس بساطي.
فامتنع محمود، فحاصرها مدَّةً، فخرج محمود ليلةً بأمه، فدخلت وخدمت وقالت: هذا ولدي فافعل به ما تحب.
فعفا عنه وخلع عليه، وقدَّم هو تقادُم جليلة، فترحَّل عنه.
موقعة منازكرد:
وفيها الوقعة العظيمة بين الإسلام والروم.
قال عزّ الدين في "كامله": فيها خرج أرمانوس طاغية الروم في مائتي ألف من الفرنج والروم والبجاك والكرج، وهم في تجمُّل عظيم، فقصدوا بلاد الإسلام، ووصل مَنَازْكِرْدٍ1 بُليدة من أعمال خلاط، وكان السلطان ألب أرسلان بخوي من أعمال أَذْرَبَيْجان، قد عاد من حلب، فبلغه كثرة جموعهم، وليس معه من عساكره إلا خمس عشرة ألف فارس، فقصدهم وقال: أنا ألتقيهم صابرًا محتسبًا، فإن سلمت فبنعمة الله تعالى، وإن كانت الشهادة فابني ملكشاه ولي عهدي.
فوقعت مقدمته على مقدمة أرمانوس فانهزموا وأسر المسلمون مقدمهم، فأحضر إلى السلطان فجدع أنفه، فلمَّا تقارب الجمعان أرسل السلطان يطلب المهادنة، فقال أرمانوس: لا هدنة إلا بالري، فانزعج السلطان، فقال له إمامه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي: إنك تقاتل عن دينٍ وَعَد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح، فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر، فإنَّهم يدعون للمجاهدين.
فلمَّا كان تلك الساعة صلى بهم، وبكى السلطان، فبكى الناس لبكائه، ودعا فأمَّنوا، فقال لهم: من أراد الانصراف فلينصرف، فما ههنا سلطان بأمر ولا بنهي، وألقى القوس والنشاب، وأخذ السيف، وعقد ذنب فرسه بيده، وفعل عسكره مثله، ولبس البياض وتحنَّط وقال: إن قتلت فهذا كفني.
__________
1 منازكرد: وقال في معجم البلدان "5/ 202": منازجرد -بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة وراء ساكنة- وهي بلد مشهورة بين خلاط وبلاد الروم، يعدُّ في أرمينية، وأهله أرمن الروم.(31/6)
وزحف إلى الروم، وزحفوا إليه، فلمَّا قاربهم ترجَّل وعفَّر وجهه بالتراب وبكى، وأكثر الدعاء، ثم ركب وحمل الجيش معه، فحصل المسلمون في وسطهم، فقتلوا في الروم كيف شاءوا، وأنزل الله نصره، وانهزمت الروم، وقتل منهم ما لا يحصى، حتى امتلأت الأرض بالقتلى، وأسر ملك الروم، أسره غلام لكوهرائين، فأراد قتله ولم يعرفه، فقال له خدم مع الملك: لا تقتله فإنَّه الملك.
وكان هذا الغلام قد عرضه كوهرائين على نظام الملك، فرده استحقارًا له، فأثنى عليه أستاذُه، فقال نظام الملك: عسى يأتينا بملك الروم أسيرًا، فكان كذلك.
ولما أحضر إلى بين يدي السلطان ألب أرسلان ضربه ثلاث مقارع بيده، وقال: ألم أرسل إليك في الهدنة فأبيت؟ فقال: دعني من التوبيخ وافعل ما تريد.
قال: ما كان عزمك أن تفعل بي لو أسرتني؟ قال: أفعل القبيح.
قال: فما تظن أنني أفعل بك؟ قال: إمَّا أن تقتلني، وإمَّا أن تشهرني في بلادك، والأخرى بعيدة، وهي العفو، وقبول الأموال، واصطناعي.
قال له: ما عزمتُ على غير هذه.
ففدى نفسه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار، وأن ينفذ إليه عسكره كلما طلبه، وأن يطلق كل أسير في مملكته، وأنزله في خيمةٍ، وأرسل إليه عشرة آلاف دينار ليتجهَّز بها، وخلع عليه وأطلق له جماعة من البطارقة، فقال أرمانوس: أين جهة الخليفة؟ فأشاروا له، فكشَفَ رأسه وأومأ إلى الجهة بالخدمة، وهادنه1 السلطان خمسين سنةً، وشيعه مسيرة فرسخ.
وأمَّا الروم -لعنهم الله- فلمَّا بلغهم أنه أُسِرَ ملَّكوا عليهم ميخائيل، فلمَّا وصل أرمانوس إلى طرف بلاده بلغه الخبر، فلبس الصوف وأظهر الزهد2، وجمع ما عنده من المال، فكان مائتي ألف دينار وجوهر بتسعين ألف دينار، فبعث به، وحلف أنه لا بقي يقدر على غير ذلك.
__________
1 هادنه: أي أعطاه مصالحة، والهدنة: هي المصالحة بعد الحرب، أو فترة تعقب الحرب يتهيأ فيها العدوان للصلح، ولها شروط خاصة "ج" هُدَن.
2 الزهادة في الشيء: خلاف الرغبة فيه، والرضا باليسير مما يتيقن حله، وترك الزائد على ذلك لله تعالى.(31/7)
ثم إن أرمانوس استولى على بلاد الأرمن.
وكانت هذه الملحمة من أعظم فتح في الإسلام، ولله الحمد.
مسير أَتْسِز بن أبق في بلاد الشام:
قال: وفيها سار أَتْسِز بن أبق الخوارزمي من أحد أمراء ألب أرسلان في طائفةٍ من الأتراك، فدخل الشام، فافتتح الرملة، ثم حاصر بيت المقدس وبه عسكر المصريين فافتتحه، وحاصر دمشق، وتابع النهب لأعمالها حتى خرَّبها، وثبت أهل البلد فرحل عنه.
قلت: ولكن خرب الأعمال ورعى الزرع عدة سنين حتى عدمت الأقوات بدمشق، وعظم الخطب والبلاء.
فلا حول ولا قوة إلّا بالله1.
__________
1 وراجع: المنتظم "8/ 260-265"، ونهاية الأرب "26/ 313-315"، والبداية والنهاية "12/ 100، 101".(31/8)
أحداث سنة أربع وستين وأربعمائة، أحداث سنة خمس وستين وأربعمائة:
أحداث أربع وستين وأربعمائة:
فتح نظام الملك حصن فضلون:
فيها سار نظام الملك الوزير إلى بلاد فارس، فافتتح حصن فضلون، وكان يضرب المثل بحصانته، وأُسِر فضلون صاحبه، فأطلقه السلطان.
الوباء في الغنم:
وفيها كان الوباء في الغنم، حتى قيل: إن راعيًا بطرف خراسان كان معه خمسمائة شاة ماتوا في يوم.
وفاة قاضي طرابلس ابن عمار:
ومات قاضي طرابلس أبو طالب بن عمار، الذي كان قد استولى عليها، توفِّي في رجب.
تملُّك جلال الملك طرابلس:
وتملَّك بعده جلال الملك أبو الحسن بن عمار، وهو ابن أخي القاضي، فامتدت أيامه إلى بعد الخمسمائة، وأخذت منه الفرنج طرابلس، فلا قوة إلا بالله1.
أحداث سنة خمس وستين وأربعمائة:
مقتل ألب أرسلان:
فيها قُتِلَ السلطان ألب أرسلان، وقام في الملك ولده ملكشاه2.
انتقال السلطنة إلى نظام الملك:
فسار أخو السلطان قاروت بك صاحب كرمان بجيوشه يريد الاستيلاء على السلطنه، فسبقه إلى الري السلطان ملكشاه ونظام الملك، فالتقوا بناحية همذان في رابع شعبان، فانتصر ملكشاه، وأسر عمه قاروت، فأمر بخنقه بوترٍ فخنق، وأقرَّ مملكته على أولاده، وردَّ الأمور في ممالكه إلى نظام الملك، وأقطعه أقطاعًا عظيمةً، من جملتها مدينة طوس، ولقَّبه "الأتابك"، ومعناه: الأمير الوالد، وظهرت شجاعته وكفايته، وحسن سيرته.
الفتنة بين جيش المستنصر العبيدي والعبيد والعربان:
وفيها، وفي حدودها وقعت فتنة عظيمة بين جيش المستنصر العبيدي، فصاروا فئتين: فئة الأتراك والمغاربة، وقائد هؤلاء ناصر الدولة أبو عبد الله الحسين بن حمدان، من أحفاد صاحب الموصل ناصر الدولة بن حمدان، وفئة العبيد وعربان الصعيد. فالتقوا بكوم الريش، فانكسر العبيد، وقُتِلَ منهم وغرق نحو أربعين ألفًا، وكانت وقعة مشهورة.
وقويت نفوس الأتراك، وعرفوا حسن نية المستنصر لهم، وتجمَّعوا وكثروا، فتضاعفت عدتهم، وزادت كلف أرزاقهم، فخلت الخزائن من الأموال، واضطربت
__________
1 راجع: الكامل في التاريخ "10/ 71، 72"، والنجوم الزاهرة "5/ 89"، ونهاية الأرب "26/ 317، 318".
2 راجع: صحيح التوثيق "7/ 509".(31/9)
الأمور، فتجمَّع كثير من العساكر، وساقوا إلى الصعيد، وتجمعوا مع العبيد، وجاءوا إلى الجيزة، فالتقوا هم والأتراك عدة أيام، ثم عبر الأتراك إليهم النيل مع ناصر الدولة بن حمدان، فهزموا العبيد.
ثم إنهم كاتبوا أم المستنصر واستمالوها، فأمرت مَنْ عندها من العبيد بالفتك بالمقدمين، ففعلوا ذلك، فهرب ناصر الدولة، والتفت عليهم الترك، فالتقوا، ودامت الحرب ثلاثة أيام بظاهر مصر، وحلف ابن حمدان لا ينزل عن فرسه ولا يذوق طعامًا حتى ينفصل الحال، فظفر بالعبيد، وأكثر القتل فيهم، وزالت دولتهم بالقاهرة، وأخذت منهم الإسكندرية، وخلت الدولة للأتراك، فطمعوا في المستنصر، وقلَّت هيبته عندهم، وخلت خزائنه البتة.
وطلب ابن حمدان العروض، فأخرجت إليهم، وقومت بأبخس ثمن، وصرفت إلى الجند، فقيل: إن نقد الأتراك كان في الشهر أربعمائة ألف دينار.
تغلب العبيد على ابن حمدان:
وأمَّا العبيد فغلبوا على الصعيد، وقطعوا السبل، فسار إليهم ابن حمدان، ففروا منه إلى الصعيد الأعلى، فقصدهم وحاربهم، فهزموه، وجاء الفَلُّ إلى القاهرة، ثم نُصِر عليهم وعظم شأنه، واشتدت وطأته، وصارحوا الكُلّ، فحسده أمراء الترك لكثرة استيلائه على الأموال، وشكوه إلى الوزير، فقوى نفوسهم عليه وقال: إنما ارتفع بكم.
فعزموا على مناجزته، فتحوَّل إلى الجيزة، فنهبت دوره ودور أصحابه، وذلَّ وانحلَّ نظامه.
انكسار ابن حمدان أمام المستنصر:
فدخل في الليل إلى القائد تاج الملوك شاذي واستجار به، وحالفه على قتل الأمير إِلْدِكْز، والوزير الخطير، فركب إِلْدِكْز فقتل الوزير، ونجا إلدكز، وجاء إلى المستنصر فقال: إن لم تركب وإلا هلكت أنت ونحن، فركب في السلاح، وتسارع إليه الجند والعوام، وعبى الجيش، فحملوا على ابن حمدان فانكسر واستحر القتل بأصحابه.(31/10)
تغلُّب ابن حمدان على خصومه من جديد:
وهرب فأتى بني سنبس، وتَبِعَه فَلٌّ من أصحابه، فصاهر بني سنبس وتقوَّى بهم، فسار الجيش لحربه، فأراد أحد المقدمين أن يفوز بالظفر، فناجزه بعسكره، والتقوا فأسره ابن حمدان، وقتل طائفة من جُنْده.
ثم عدَّى إليه فرقة ثانية لم يشعروا بما تمَّ، فحمل عليهم، ورفع رءوس أولئك على الرماح، فرعبوا وانهزموا، وقتلت منهم مقتلة. وساق وكبس بقية العساكر، فهزمهم، ونهب الريف، وقطع الميرة عن مصر في البرِّ والبحر، فغلت الأسعار، وكثر الوباء إلى الغاية، ونهبت الجند دور العامَّة، وعظم الغلاء، واشتد البلاء.
رواية ابن الأثير عن الغلاء في مصر:
قال ابن الأثير: حتى إنَّ أهل البيت الواحد كانوا يموتون كلهم في ليلةٍ واحدة.
واشتدَّ الغلاء حتى حكي أنَّ امرأة أكلت رغيفًا بألف دينار، فاستبعد ذلك، فقيل: إنها باعت عروضها، وقيمته ألف دينار، بثلاثمائة دينار، واشترت به قمحًا، وحمله الحمَّال على ظهره، فنهبت الحملة في الطريق، فنهبت هي مع الناس، فكان الذي حصل لها رغيفًا واحدًا.
مصالحة الأتراك لناصر الدولة بن حمدان:
وجاء الخلق ما يشغلهم عن القتال، ومات خلق من جند المستنصر، وراسل الأتراك الذين حول ناصر الدولة في الصلح، فاصطلحوا على أن يكون تاج الملك شاذي نائبًا لناصر الدولة بن حمدان بالقاهرة يحمل إليه المال.
الحرب بين ابن حمدان وتاج الملك شاذي:
فلمَّا تقرَّر شاذي استبدَّ بالأمور، ولم يرسل إلى ابن حمدان شيئا، فسار ابن حمدان إلى أن نزل بالجيزة، وطلب الأمراء إليه فخرجوا، فقبض على أكثرهم، ونهب ظواهر القاهرة، وأحرق كثيرًا منها، فجهز إليه المستنصر عسكرًا، فبيتوه، فانهزم، ثم إنه جمع جمعًا وعاد إليهم، فعمل معهم مصافًا، فهزمهم، وقطع خطبة المستنصر بالإسكندرية ودمياط، وغلب على البلدين وعلى سائر الريف، وأرسل إلى العراق يطلب تقليدًا وخلعًا.(31/11)
اضمحلال أمر المستنصر:
واضمحلَّ أمر المستنصر وخمل ذكره، وبعث إليه ابن حمدان يطلب الأموال، فرآه الرسول جَالسًا على حصيرٍ، وليس حوله سوى ثلاثة خدم، فلما أدَّى الرسالة قال: أما يكفي ناصر الدولة أن أجلس على مثل هذه الحال؟ فبكى الرسول وعاد إلى ناصر الدولة فأخبره بالحال، فرقَّ له وأجرى له كل يومٍ مائة دينار.
وقدِمَ القاهرة وحكم فيها، وكان يظهر التسنُّن ويعيب المستنصر.
وكاتب عسكر المغاربة فأعانوه، ثم قبض على أمِّ المستنصر وصادرها، فحملت خمسين ألف دينار، وكانت قد قل ما عندها إلى الغاية.
تفرق أولاد المستنصر:
وتفرَّق عن المستنصر أولاده وكثير من أهله من القحط، وضربوا في البلاد، ومات كثير منهم جوعًا، وجرت عليهم أمورٌ لا توصف في هذه السنة بالديار المصرية من الفناء والغلاء والقتل.
وانحطَّ السعر في سنة خمس وستين.
المبالغة في إهانة المستنصر:
قال ابن الأثير: وبالغ ناصر الدولة بن حمدان في إهانة المستنصر، وفرَّق عنه عامَّة أصحابه، وكان يقول لأحدهم: إنني أريد أن أوليك عمل كذا، فيسير إليه، فلا يمكنه من العمل، ويمنعه من العود، وكان غرضه من ذلك ليخطب للقائم بأمر الله أمير المؤمنين، ولا يمكنه ذلك مع وجودهم، ففطن له الأمير إِلْدِكْز، وهو من أكبر أمراء وقته، وعلم أنه متى تمَّ له ما أراد تمكَّن منه ومن أصحابه، فأطلع على ذلك غيره من أمراء الترك.
قتل ابن حمدان:
فاتفقوا على قتل ابن حمدان، وكان قد أمن لقوته وعدم عدوه. فتواعدوا ليلةً، وجاءوا سحرًا إلى داره، وهي المعروفة بمنازل العزِّ بمصر، فدخلوا صحن الدار من غير استئذان، فخرج إليهم في غلالةٍ؛ لأنَّه كان آمنًا منهم، فضربوه بالسيوف، فسبَّهم وهرب، فلحقوه وقتلوه، وقتلوا أخويه فخر العرب، وتاج المعالي، وانقطع ذكر الحمدانية بمصر.
ولاية بدر الجمالي مصر:
فلمَّا كان في سنة سبعٍ وستين ولي الأمر بمصر بدر الجمالي أمير الجيوش، وقتل إِلْدِكْز، والوزير ابن كُدِينَه، وجماعةً، وتمكَّن من الدولة إلى أن مات.
ولاية الأفضل:
وقام بعده ابنه الأفضل1.
__________
1 راجع: المنتظم "7/ 276، 277"، والبداية والنهاية "12/ 106"، والعبر "3/ 256"، والكامل في التاريخ "10/ 86"، ومرآة الجنان "3/ 89، 90".(31/12)
أحداث سنة ست وستين وأربعمائة
...
أحداث ست وستين وأربعمائة:
الغرق العظيم ببغداد:
فيها كان الغرق العظيم ببغداد، فغرق الجانب الشرقي، وبعض الغربي، وهلك خلق كبير تحت الهدم، وقام الخليفة يتضرَّع إلى اللَّه ويصلي.
واشتدَّ الأمر، وأقيمت الجمعة في الطيار على ظهر الماء مرتين، ودخل الماء في هذه النوبة من شبابيك المارستان العضدي. وارتفعت دجلة أكثر من عشرين ذراعًا، وبعض المحال غرقت بالكلية، وبقيت كأن لم تكن، وهلكت الأموال والأنفس والدواب، وكان الماء كأمثال الجبال.
وغرِقَت الأعراب والتركمان وأهل القرى، وكان من له فرس يركبه ويسوق إلى التُّلُول العالية، وقيل: إن الماء ارتفع ثلاثين ذراعًا، ولم يبلغ مثل هذه المرة أبدًا.
وركب الناس في السفن، وقد ذهبت أموالهم، وغرقت أقاربهم، واستولى الهلاك على أكثر الجانب الشرقي.(31/13)
رواية ابن الجوزي:
قال سبط الجوزي: انهدمت مائة ألف دار وأكثر، وبقيت بغداد مَلَقَةً واحدة، وانهدم سورها، فكان الرجل يقف في الصحراء فيرى التاج.
ونهب للناس ما لا يحصيه إلا اللَّه، وجرى على بغداد نحو ما جرى على مصر من قريب.
رواية ابن الصابئ:
قال ابن الصابئ في "تاريخه": تشققت الأرض، ونبع منها الماء الأسود، وكان ماء سخطٍ وعقوبة، ونهبت خزائن الخليفة، فلما هبط الماء أُخْرِجَ الناس من تحت الهدْم، وعلا الناسَ الذُّلُّ، ثم فسد الهواء بالموتى، ووقع الوباء، وصارت بغداد عِبْرةً ومَثَلًا.
أخْذُ صاحب سمرقند مدينة تِرْمِذ:
وكان صاحب سَمَرْقَنْد خاقان ألتكين قد أخذ ترمذ بعد قتل السلطان ألب أرسلان، فلمَّا تمكَّن ابنه ملكشاه سار إلى ترمذ وحصرها، وطمَّ خندقها، ورماها بالمنجنيق، فسلموها بالأمان. فأقام فيها نائبًا، وحصَّنها وأصلحها، وسار يريد سمرقند، ففارقها ملكها وتركها، وأرسل يطلب الصُّلْح ويضرَّع إلى نظام الملك ويعتذر، فصالحوه.
وفاة إياس ابن صاحب سمرقند:
وسار ملكشاه بعد أن أقطع أخاه شهاب الدين تكِش بلْخ وطخارِسْتان، ثم قدِمَ الري، فمات ولده إياس، وكان فيه شر وشهامة، بحيث أن أباه كان يخافه، فاستراح منه.
بناء قلعة صَرْخَد:
وفيها بنيت قلعة صرخد، بناها حسَّان بن مسمار الكلبي1.
__________
1 انظر: المنتظم "8/ 284-286"، والبداية والنهاية "12/ 109"، والعبر "3/ 261"، نهاية الأرب "23/ 239".(31/14)
أحداث سنة سبع وستين وأربعمائة
...
أحداث سبع وستين وأربعمائة:
دخول بدر الجمالي مصر وتمهيدها:
قال ابن الأثير: قد ذكرنا في سنة خمسٍ ما كان من تغلُّب الأتراك وبني حمدان على مصر، وعجْز صاحبها المستنصر عن منعهم، وما وصل إليه من الشدة العظيمة، والفقر المدقع، وقتل ابن حمدان، فلما رأى المستنصر أن الأمور لا تنصلح ولا تزداد إلا فسادًا، أرسل إلى بدر الجمالي، وكان بساحل الشام، فطلبه ليوليه الأمور بحضرته، فأعاد الجواب: إنَّ الجند قد فسدوا، ولا يمكن إصلاحهم، فإن أذنت أن استصحب معي جندًا حضرت وأصلحت الأمور، فإذن له أن يفعل ما أراد، فاستخدم عسكرًا يثق بهم وبنجدتهم، وسار في هذا العام من عكَّا في البحر زمن الشتاء، وخاطر لأنه أراد أن يهجم مصر بغتةً.
وكان هذا الأمر بينه وبين المستنصر سرًّا، فركب البحر في كانون الأول، وفتح الله له بالسلامة، ودخل مصر، فولاه المستنصر جميع الأمر، ولقَّبه "أمير الجيوش"، فلمَّا كان الليل بعث من أصحابه عدة طوائف إلى أمراء مصر، فبعث إلى كل أمير طائفة ليقتلوه ويأتوه برأسه، ففعلوا، فلم يُصبحوا إلا وقد فرغ من أمراء مصر، ونقل جميع حواصلهم وأموالهم إلى قصر المستنصر، وسار إلى دمياط، وكان قد تغلَّب عليها طائفة، فظفر بهم وقتلهم، وشيد أمرها.
وسار إلى الإسكندرية فحاصرها ودخلها عنوة، وقتل طائفة ممن استولوا عليها.
وسار إلى الصعيد فهذَّبه، وقتل به في ثلاثة أيام اثني عشر ألف رجل، وأخذ عشرين ألف امرأة، وخمسة عشر ألف فرس، وبيعت المرأة بدينار، والفرس بدينارٍ ونصف.
فتجمَّعوا بالصعيد لحربه، وكانوا عشرين ألف فارس، وأربعين ألف راجل، فساق إليهم فكبسهم وهم على غرةٍ في نصف الليل، فأمر النفاطين1 فأضرموا النيران وضربت الطبول والبوقات، فارتاعوا وقاموا لا يعقلون، وألقيت النار في دَجْلةٍ هناك،
__________
1 النفاطين: هم الذين يستخرجون النفط من معدنه، والنفط: مزيج من الهدروكربونات يحصل عليها بتقطير زيت البترول الخام، أو قطران الفحم الحجري، وهو سريع الاشتعال.(31/15)
وامتلأت الدنيا نارًا، وبلغت السماء، فولوا منهزمين، وقتل منهم خلق، وغرق خلق، وسلم البعض، وغنمت أموالهم ودوابُّهم.
ثم عمل بالصعيد مصافًا آخر، ونصر عليهم، وأحسن إلى الرعية، وأقام المزارعين فزرعوا البلاد، وأطلق لهم الخراج ثلاث سنين، فعمرت البلاد وعادت -وذلك بعد الخراب- إلى أحسن ما كانت عليه.
وفاة الخليفة القائم بأمر الله:
وفي شعبان توفِّي أمير المؤمنين القائم بأمر الله العباسي، واستخلف بعده حفيده عبد الله بن محمد، ولقِّب بالمقتدي بأمر الله. وحضر قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي، والشيخ أبو نصر بن الصباغ، ومؤيد الملك ولد نظام الملك، وفخر الدولة بن جهير الوزير، ونقيب النقباء طراد العباسي، والمعمر بن محمد نقيب العلويين، وأبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي الفقيه، فكان أول من بايعه الشريف أبو جعفر، فإنه لمَّا فرغ من غسل القائم بايعه وتمثل:
إذا سيد مضى قام سيد
ثم ارتج عليه، فقال المقتدي:
قئول لما قال الكرام فعول
فلمَّا فرغوا من بيعته صلَّى بهم العصر.
وكان أبوه الذخيرة أبو العباس محمد بن القائم قد توفي أيام القائم، ولم يكن له غيره، فأيقن الناس بانقراض نسل القائم، وانتقال الخلافة من البيت القادري، وكان للذخيرة جارية تسمَّى أرجوان، فلمَّا مات ورأت أباه قد جزع ذكرت له أنها حامل، فتعلقت الآمال بذلك الحمل، فولدت هذا بعد موت أبيه بستة أشهر، فاشتدَّ سرور القائم به، وبالغ في الإشفاق عليه، والمحبة له، وكان ابن أربع سنين في فتنة البساسيري، فأخفاه أهله، وحمله أبو الغنائم بن المحلبان إلى حران، ولمَّا عاد القائم إلى بغداد أعيد المقتدي، فلما بلغ الحلم جعله ولي عهده.
وزارة ابن جهير:
ولما استخلف أقرَّ فخر الدولة ابن جهير على وزارته بوصيةٍ من جده.(31/16)
أخذ البيعة من السلطان ملكشاه:
وسير عميد الدولة ابن فخر الدولة إلى السلطان ملكشاه لأخذ البيعة، وبعث معه تحفًا وهدايا.
قطع الخطبة للعباسيين بمكة:
وفيها بعث المستنصر بالله العبيدي إلى ابن أبي هاشم صاحب مكة هديةً جليلة، وطلب منه أن يعيد له الخطبة، فقطع خطبة المقتدي بالله، وخطب للمستنصر بعد أن خطب لبني العباس بمكة أربع سنين، ثم أعيدت خطبتهم في السنة الآتية.
اختلاف العرب بإفريقية:
وفيها اختلفت العرب بإفريقية وتحاربوا، وقويت بنو رياح على قبائل زغبة، وأخرجوهم عن البلاد.
حريق بغداد:
وفيها وقع ببغداد حريق عظيم بمرة، هلك فيه ما لا يعلمه إلا الله. قال صاحب "مرآة الزمان": أكلت النار البلد في ساعةٍ واحدة، فصارت بغداد تُلُولًا.
تحديد المنجمين موعد النيروز:
وفيها جمع نظام الملك المنجمين، وجعلوا النيروز أول نقطةٍ من الْحَمَلِ، وقد كان النيروز قبل ذلك عند حلول الشمس نصف الحوت، وصار ما فعله النظام مبدأ التقاويم.
عمل الرصد للسلطان ملكشاه:
وفيها عمل الرصد للسلطان ملكشاه، وأنفق عليه أموالًا عظيمة، وبقي دائرًا إلى آخر دولته.
وفاة صاحب حلب:
وفيها مات صاحب حلب عز الدولة محمود بن نصر، وتملَّك ابنه نصر بعده1.
__________
1 راجع البداية والنهاية "12/ 108، 109"، والنجوم الزاهرة "5/ 96-98"، وشذرات الذهب "3/ 324-329"، والمختصر في أخبار البشر "2/ 191، 192".(31/17)
أحداث ثمان وستين وأربعمائة:
استرجاع منبج من الروم:
فيها أخذ صاحب حلب نصر بن محمود مدينة منبج من الروم.
محاصرة أَتْسِز دمشقَ:
وفيها حَصَرَ أَتْسِز مدينة دمشق، وَأَمِيرَهَا الْمُعَلَّى بْن حَيْدَرَةَ من جهة المستنصر، فلم يقدر عليها فترحَّل.
هرب المعلى من دمشق وقتله:
وفي ذي الحجة هرب المعلى بن حيدرة منها، وكان ظلومًا غشومًا للجند والرعية، فثاروا عليه، فهرب إلى بانياس، فأخذ إلى مصر، وحُبِس إلى أن مات.
ولاية المصمودي دمشق:
فلمَّا هرب اجتمعت المصامدة، وهم أكثر جند البلد يومئذٍ، فولوا على البلد رزين الدولة انتصار بن يحيى المصمودي، والمصامدة قبيلة من المغاربة.
عودة أَتْسِز إلى دمشق:
وكان أهل الشام في غلاء مفرط وقحط، فوقع الخلف بين المصامدة وأحداث البلد، فعرف أَتْسِز، فجاء من فلسطين ونزل على البلد يحاصره، وعُدِمت الأقوات، فسلّموا إليه البلد.
وعَوَّض انتصار ببانياس ويافا، ودخلها في ذي القعدة، وخطب بها لأمير المؤمنين المقتدي، وقطع خطبة المصريين، وأبطل الأذان بحي على خير العمل، وفرح الناس به، وغلب على أكثر الشام، وعظُم شانه، وخافته المصريون، لكن حلَّ بأهل الشام منه قوارع البلاء، حتى أهلك الناس وأفقرهم، وتركهم على برد الديار1.
__________
1 انظر: الكامل في التاريخ "10/ 100"، والبداية والنهاية "12/ 112"، ونهاية الأرب "26/ 316"، وتهذيب تاريخ دمشق "2/ 334"، والمنتظم "8/ 297"، وتاريخ الخلفاء "424".(31/18)
أحداث سنة تسع وستين وأربعمائة
...
أحداث تسع وستين وأربعمائة:
انهزام أَتْسِز عن مصر:
فيها سار أَتْسِز بجيوشه الشامية، وقصد مصر وحاصرها، ولم يبق إلا أن يملكها، فاجتمع أهلها عند ابن الجوهري الواعظ، ودعوا وتضرَّعوا، فترحَّل عنهم شبه المنهزم من غير سبب.
دخول أَتْسِز دمشق:
وعصى عليه أهلُ القدس فقاتلهم، ودخل البلد عنوة، فقتل وعمل كل نحس، وقتل بها ثلاثة آلاف نفس، وذبح القاضي والشهود صبرًا بين يديه.
وقيل: إنه إنما جاء من مصر منهزمًا في أنحس حالٍ بعد مصافٍ كان بينه وبين بدر الدين الجمالي، وهذا أشبه.
الفتنة بين القُشَيري والحنابلة:
وفيها قَدِمَ بغداد أبو نصر الأستاذ أبو القاسم القشيري، فوعظ بالنظامية، وبرباط شيخ الشيوخ، وجرى له فتنة كبيرة مع الحنابلة؛ لأنه تكلم على مذهب الأشعري، وحطَّ عليهم، وكثر أتباعه والمتعصبون له، فهاجت أحداث السُّنّة، وقصدوا نحو النظامية، وقتلوا جماعةً نعوذ بالله من الفِتَن.
رواية ابن الأكفاني عن كسْرة أَتْسِز:
قال هبة الله بن الأكفاني: كان كسرة أَتْسِز بن أوق بمصر، ثم رجع وجمع، وطلع إلى القدس ففتحها، وقتل بها ذلك الخلق العظيم، فمنهم حمزة بن علي العين زربي الشاعر.
رواية ابن القلانسي:
وقال أبو يعلى حمزة: سار أَتْسِز، فكسره أمير الجيوش، فأفلت في نفرٍ يسير وجاء إلى الرملة وقد قُتِل أخوه، وقُطِعِت يد أخيه الآخر، فسُرَّت نفوس الناس بمُصَابه، وتحكَّم السيف في أصحابه1.
__________
1 انظر: العبر "3/ 269"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 473، 474"، ونهاية الأرب "23/ 243، 244"، ومرآة الجنان "3/ 97"، والمختصر في أخبار البشر "2/ 192".(31/19)
أحداث سنة سبعين وأربعمائة:
الصلح بين ابن باديس وابن علناس:
فيها اصطلح تميم بن المعز بن باديس صاحب إفريقية مع الناصر بن علناس صاحب قلعة حمَّاد بعد حروبٍ وفصول تطول، وزوَّجه تميم بابنته، فبعث الصَّداق ثلاثين ألف دينار، فأخذ منها تميم دينارًا واحدًا وردَّ الباقي، وبعث معها جهازًا عظيمًا.
الفتنة ببغداد:
وفيها كانت ببغداد فتنة هائلة بسبب الاعتقاد، ونهب بعضهم بعضًا، فركب الجند وقتلوا جماعة، فسكنوا على حَنَقٍ، وتشفت الرافضة بهم.
نزول ناصر الدولة الجيوشي على دمشق:
وفيها نزل المصريون مع ناصر الدولة الجيوشي على دمشق، فأقام عليها مُدَيْدة، ثم ترحَّل عنها.
نزول تتش على حلب:
وفيها نزل تاج الدولة تتش على حلب مُحاصِرًا لها، ثم رحل عنها.
منازلة دمشق ثانية:
ثم جاء جيش مصر، فنازلوا دمشق ثانيًا1.
__________
1 البداية والنهاية "12/ 112-117"، والنجوم الزاهرة "5/ 102-107"، وشذرات الذهب "3/ 329-338".(31/20)
وفيات الطبقة السابعة والأربعون:
وفيَّات سنة إحدى وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
- أحمد بن إسحاق بن شيث1:
الإمام أبو نصر البخاري الصفَّار، الحنفي، المجاور بمكة.
نشر علمه بالحَرَم، ومات بالطائف.
وابنه:
1- إسماعيل2:
كان قوَّالًا بالحق، إمامًا عالمًا عاملًا، قتله الخاقان نصر بن إبراهيم صبرًا لنهيه عن المنكر في سنة إحدى هذه، فالترجمة لإسماعيل لا لوالده، فتُحَول.
2- أحمد بن الحسن بن عليّ بن الفضل3:
أبو الحسن البغدادي، الكاتب، أخو الشاعر أبي منصور عليّ صُرّدرّ.
سمع: أبا الحسين بن بِشْران، وأبا الحسن الحماميّ، وأحمد بن علي الباداء.
وعنه: شجاع الذُّهْليّ، وأبو علي البرداني، وأبو الغنائم النرسي، وعلي بن أحمد الموحد.
وكان صالحًا خيرًا كبير الذِّكْر.
توفِّي فِي ربيع الآخر، وَلَهُ خمسٌ وثمانون سنة.
3- أحمد بن عبد الواحد بن مَعْمَر4:
أبو معمر الهروي البالكي المزكي.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 403"، وكشف الظنون "2/ 1428".
2 الفوائد البهيَّة "46"، والأنساب "8/ 77".
3 المنتظم "8/ 255".
4 الأنساب "2/ 56"، ومعجم البلدان "1/ 329".(31/21)
سمع: عبد الرحيم بن أبي شُرَيْح، وغيره.
وتوفِّي في شوال.
وقد حدَّث "بالجعديات" كلها عن: ابن أبي شُرَيْح.
روى عنه أهلُ هَرَاة.
وكان من الفقهاء.
4- أحمد بن عليّ بن يحيى1:
أبو منصور الأَسَدَاباذيّ المقرئ.
حدَّث ببغداد عن: أبي القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان يذكر أنه سمع من الدارقطني، ويذكر أشياء تدل على تخليطه.
وعاش خمسًا وتسعين سنة.
5- أحمد بن عمر بن الحسن بن يوسف:
أبو القاسم الأصبهاني المؤدب.
في المحرَّم. رحل وروى عن: أبي عمر الهاشمي، وأبي عمر بن مهدي، وهلال الحفار.
6- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن مسعود2.
أبو عمر الْجُذامي البِزِلْياني، القاضي ببَجَانَة.
صحِبَ أبا بكر بن زرب، وأبا عبد الله بن مفرِّج، والزبيدي، وابن أبي زمنين.
وكان من العلماء.
حدَّث عنه: ابن خزرج، وقال: ولد سنة ستين وثلاثمائة.
قلت: فيكون مبلغ عمره مائة سنة وسنة.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 325، 326"، والمنتظم "8/ 258"، وميزان الاعتدال "1/ 121" [482] .
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 62"، ومعجم البلدان "1/ 410".(31/22)
7- إبراهيم بن يحيى بن محمد بن حُسَين بن أسد1.
أبو بكر التميمي الحماني المقرئ، القرطبي، المعروف بابن الطُبْني.
أخذ مع ابن عمه أبي مروان عن بعض شيوخه.
وكان عالمًا بالطب، من بيت حشمة، وكان صديقًا لأبي محمد بن حزْن.
مولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
8- إسماعيل بن أبي نصر الصفار2:
كان إمامًا قوالًا بالحق، قتله الخاقان ببخاري صبرًا لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
حرف الحاء:
9- حيدرة بن إبراهيم بن العباس بن الحسن3:
النقيب أبو طاهر الحسيني ابن أبي الجن الدمشقي.
ولي نقابة العلويين.
قال ابن عساكر: بلغني أنه قُتِل بعكا، وسلخ في سنة إحدى.
حرف العين:
10- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سعيد4:
أبو محمد الأندلسي البشكلاري، نزيل قرطبة.
وبشكلار: قرية من قرى جيان.
روى عن: أبي محمد الأصيلي، وأبي حفصٍ بن نابل، وأحمد بن فتح الرسان، ومحمد بن أحمد بن حيوة، وخلف بن يحيى الطليطلي.
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "158، 159"، والصلة لابن بشكوال "1/ 95، 96".
2 تقدم في بداية هذه الطبقة.
3 معجم الأدباء "4/ 35"، والنجوم الزاهرة "5/ 85".
4 الصلة لابن بشكوال "1/ 280".(31/23)
وكان ثقة فيما رواه، شافعي المذهب.
روى عنه: أبو علي الغسَّاني، وأبو القاسم بن صواب، وأجاز له بخطه.
توفِّي في رمضان، وولد سنة سبعٍ وسبعين وثلاثمائة.
11- عبد الرحمن بن محمد بن فوزان1:
أبو القاسم المَرْوَزِيّ الفقيه، صاحب أبي بكر القفال.
له المصنَّفات الكثيرة في المذهب والأصول والجدل، والملل والنحل.
وطبق الأرض بالتلامذة.
وله وجوه جيدة في المذهب.
عاش ثلاثا وسبعين سنة، وتوفِّي في رمضان، وكان مقدم اصحاب الحديث الشافعية بمرو.
سمع: علي بن عبد الله الطيسفوني، وأبا بكر القفال.
روى عنه: عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري، وزاهر، وعبد الرحمن بن عمر المَرْوَزِيّ.
وصنَّف كتاب "الإبانة"، وغيرها.
وهو شيخ أبي سعد المتولي صاحب "التتمة"، و"التتمة" هي تتمة لكتاب "الإبانة" المذكور، وشرحٌ لها.
وقد أثنى أبو سعد على الفُورَانيّ هذا في خطبة "التتمة".
وقد سمع منه أيضًا: محيي السُّنَّةَ البَغَويّ.
وكان أبو المعالي إمام الحرمين يحط على الفورَانيّ، حتى قال في باب الأذان: والرجل غير موثوقٍ بنقْله.
ونَقَمَ العلماء ذلك على أبي المعالي ولم يصوّبوا كلامه.
12- عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو2:
__________
1 وفيَّات الأعيان "3/ 132" [264] ، والعبر "2/ 247"، والأعلام "4/ 102".
2 المختصر في تاريخ دمشق لابن منظور "15/ 85-87"، والنجوم الزاهرة "5/ 84".(31/24)
الحافظ أبو زكريا التميمي البخاري المحدث، صاحب الرحلة الواسعة.
سمع بالشام، والعراق، ومصر، واليمن، والثغور، والحجاز، وبُخَاري، والقيروان.
وحدَّث عن: أبي نصر أحمد بن علي الكاتب، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الغُنْجار، وأبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الفقيه، وأبي يَعْلَى حمزة بن عبد العزيز المُهَلَّبي، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وهلال الحفار، وأبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن البيع، وتمَّام بن محمد الرازي، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، وابن النحاس، وابن الحاج الإشبيلي، وخلق كثير.
روى عنه: أبو نصر بن الجبان، وهو من شيوخه، وعلي بن محمد الحنائي، والفقيه نصر المقدسي، ومشرف بن علي بن التمار، وجميل بن يوسف المادرائي، وأحمد بن إبراهيم بن يونس المقدسي، وأبو عبد الله بن أحمد الرازي، وآخرون.
وكان مولده في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
وأكبر شيخ له إبراهيم بن محمد بن يزداد الرازي، حدثه عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وذلك في مشيخة الرازي.
وفي الرواة عن أبي زكريا سابقٌ ولاحقٌ، بينهما في الموت مائة سنة، وهما عبد الوهاب بن الجبان، والرازي.
أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحمَّدِ بْنِ عَلَّانَ كَتَابَةً، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيِّ بِنِ الْحَسَنِ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُسْلِمِ الْفَرَضِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْكَتَّانِيُّ، أَنَا أَبُو نَصْرِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرِّيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بِنِ نَصْرٍ البخاري: قَدِمَ علينا طالب عِلْمٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الْكَاتِبِ بِبُخَارَى، ثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ، ثَنَا قَيْسُ بْنُ أَنَيْفٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَالِكِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اغْسِلُوا ثِيَابَكُمْ، وَخُذُوا مِنْ شُعُورِكُمْ، وَاسْتَاكُوا، وَتَزَيَّنُوا، فَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُونُوا يَفْعَلُونَ ذلك، فزنت نساؤهم"1.
__________
1 إسناده مظلم ولا يصح: قاله الذهبي في تذكرة الحفاظ "3/ 1158"، وأورده في سير أعلام النبلاء "13/ 584".(31/25)
قال أَبُو عَبْد اللَّه الرازي: دخل أَبُو زكريا عَبْد الرحيم بلاد الأندلس وبلاد المغرب، وكتب بها، وكتب عمَّن هُوَ دونه، وَفِي شيوخه كثرة، وكان من الحفاظ الأثبات.
قال السلفي: هَذَا على لسان الرازي فِي مشيخته، وورَّخ وفاته ابن الأكفاني فِي سنتنا هَذِهِ.
وقال ابن طاهر المقدسي في كتاب "تكملة الكامل فِي الضعفان": إن شيخه سعد بْن علي الزنجاني حدَّثه أنه لم يرو كتاب "مشتبه النسبة" عن مؤلفه عَبْد الغني إلا ابن ابنه علي بْن بقاء، وأن عَبْد الرحيم حدَّث به.
وَفِي قول الزنجاني نظر، فَإِن رشأ بْن نظيف قد روى هَذَا الكتاب، عن عَبْد الغني أيضًا، وهو وعبد الرحيم بْن أَحْمَد ثقتان. وبمثل هَذَا لا يحل تضعيف الرجل العالم.
13- عَبْد الواحد بن عَليّ بْن عَبْد الواحد بْن موحد بْن البَرِّي بالفتح1:
أَبُو الفضل السُّلَمي.
سمع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطَّان، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي نصر.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وابن أَخِيهِ علي بْن الْحَسَن بن البري.
مات فِي المحرم.
14- عَبْد الغفار بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب:
أَبُو مَنْصُور الأصبهاني المعدل.
عن: إِبْرَاهِيم بْن خرشيد قوله.
مات فِي ذي القعدة.
15- عَبْد الواحد بن أبي جعفر محمد بن أحمد بن المرزبان:
أَبُو مُسْلِم الأبهري الأصبهاني.
روى "جزء لوين" عن والده.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "15/ 259"، وتوضيح المشتبه "1/ 444".(31/26)
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الصمد بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم الجمَّال شيخ أَبِي علي الحداد.
توفِّي فِي رجب، وله ثلاث وتسعون سنة.
والعجب من الحدَّاد كيف لم يسمع منه وروى عَنْ رجلٍ عَنْهُ.
16- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صالح:
أَبُو الفضل المعلم.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن منده، وخلقًا.
17- عَبْد الوَهَّاب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب بن عبد القدوس1:
أبو القاسم الْأَنْصَارِيّ القرطبي.
حجَّ وَسَمِعَ من: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَليّ المطوعي بمكة.
وقرأ القراءات بدمشق على: أَبِي علي الأهوازي.
وسمع من أَبِي الْحَسَن السمسار، وأخذ بحران عن الشريف الزيدي.
وأخذ بمصر عن أَبِي الْعَبَّاس بْن نفيس، وبمَيَّافارقين عن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الفارسي.
وكان من جلة المقرئين، ومن الخطباء المجودين.
كَانَتِ الرحلة إليه فِي القراءات.
توفِّي فِي ذي القعدة، ومولده سنة ثلاث وأربعمائة.
ولي خطابة قرطبة، وصنَّف "المفتاح" فِي القراءات.
18- عمر بن منصور بن أحمد بن محمد بْن مَنْصُور2:
الحافظ أَبُو حَفْص الْبُخَارِيّ البزاز.
محدِّث ما وراء النهر فِي وقته.
سمع: أَبَا عليّ بْن حاجب الكشاني، وأبا نصر أحمد بن محمد الملاحمي، وأبا
__________
1 غاية النهاية "1/ 481" [2004] ، وهدية العارفين "1/ 637".
2 الأنساب "5/ 188، 189"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1158".(31/27)
الفضل أَحْمَد بْن علي السليماني، وإبراهيم بْن مُحَمَّد الرازي، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغني النَّخْشَبيّ، ومحمد بْن علي بْن سَعِيد المطهري، ومحمد بن عبد الله السرخكتي، وآخرون.
قال النخشبي: هُوَ مكثر، صحيح السماع، فيه هزل.
وقال أبو سعد بن السمعاني: مات بعد الستين وأربعمائة، هو سبط مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خنب.
حرف الميم:
19- مُحَمَّد بْن مكي بْن عُثْمَان1:
أَبُو الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ الْمَصْرِيّ.
سمع: أَبَا الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد الحلبي، ومحمد بْن أَحْمَد الإخميمي، والمؤمل بْن أَحْمَد، والميمون بْن حَمْزَة الحسيني، وأبا مُسْلِم الكاتب، وعبد الكريم بْن أَحْمَد بْن أَبِي جرار الصواف، وجده لأمه أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن رُزَيْق البغدادي، وأبا علي أَحْمَد بْن عُمَر بْن خرشيد قوله، وغيرهم.
حدَّث بمصر، ودمشق.
حدَّث عَنْهُ: أَبُو بكر الخطيب، ونصر المقدسي، وعبد الواحد وعبد اللَّه ابنا أَحْمَد السمرقندي، وأبو القاسم النسيب، وهبة اللَّه بْن الأكْفَانيّ، وأبو القاسم بن بطريق، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وطاهر بْن سهل الإسْفَرائينيّ، وغيرهم.
مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
ووثَّقه الكتاني وقال: توفِّي فِي نصف جُمَادَى الأولى بمصر، رحمه اللَّه تعالى.
20- مُحَمَّد بْن وهْب بْن بُكَيْر2:
أَبُو عَبْد اللَّه الكناني الأندلسي، قاضي قلعة رَبَاح.
روى عن: أَبِي مُحَمَّد بْن ذُنين، وأبي عَبْد اللَّه بْن الفخار، ومحمد بن ممين.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 80"، والعبر "3/ 248".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 543".(31/28)
وكان ينصر مذهب مالك مع الدين والخير.
استوطن طليطلة، وبها توفي.
21- المسيب بْن مُحَمَّد بن المسيب1:
أبو عمرو الأرغياني، وأرغيان قرية من أعمال نيسابور.
رَحَل وسمع ببغداد: أَبَا عُمَر بْن مهدي، وبالبصرة: أَبَا عُمَر الهاشمي.
روى عنه: زاهر الشحامي.
وكان صالحًا دينًا، سكن نيسابور.
22- المظفر بْن الْحَسَن2:
أَبُو سعد الهمداني سبط أَبِي بَكْر بْن لال.
سكن بغداد، وحدَّث عن: جَدّه ابن لال، وأحمد بْن فراس العبقسي، وأبي أَحْمَد مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن جامع الدهان.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة.
عاش ثمانين سنة.
حرف النون:
23- نصر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن نوح3:
أَبُو الْحسين الفارسي الشيرازي، المقرئ المجود، نزيل مصر.
أقرأ بها القرآن زمانًا، وأملى مجالس.
وكان قد قرأ بالروايات على: أَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السَّوْسَنْجِرْديّ، وبكر بْن شاذان الواعظ، وأبي أحمد الفرضي، وأبي الحسين الحمامي، ومنصور بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور صاحب ابن مجاهد، وجماعة.
__________
1 المنتخب من السياق "456" [1550] .
2 تاريخ بغداد "13/ 130" [7117] .
3 مرآة الجنان "3/ 85"، والنجوم الزاهرة "5/ 84".(31/29)
قرأ عليه: أَبُو الحسين الخشاب، وأبو القاسم بْن الفحام، وغيرهما.
وكان يتفرَّد بُنكتٍ عن: أَبِي حيان التوحيدي.
وروى الحديث عن: أَبِي أَحْمَد الفرضي، وابن الصلت المجبر، وابن بشران المعدل.
روى عنه: أبو عبد الله الرازي في مشيخته.
ورحل إلى مصر هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وعمر بن عبد الكريم الدهستاني في رأس سنة ستين وأربعمائة، فأدركاه وسمعا منه.
وروى عنه: أحمد بن يحيى بن الجارود، وروزبة بن موسى الخزاعي.
وكان من كبار أئمة القراء، قرأ بما فِي "الروضة" على جميع شيوخ مصنفها.
حرف الياء:
24- يعقوب بْن مُوسَى بْن طاهر بْن أَبِي الحسام:
أَبُو أيوب المُرْسِي.
روى عن: أَبِي الْوَلِيد بْن ميْقل، وحاتم بْن مُحَمَّد، وجماعة.
قال ابن مدبر: كان فقيهًا حافظًا متفنِّنًا.
توفِّي فِي صَفَر.
25- يُونُس بْن عُمَر الأصبهاني:
نزيل القدس.
روى عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي.
رَوَى عَنْهُ: نصر المقدسي، وأبو الفتيان الرؤآسي.
وفيَّات سنة اثنتين وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
26- أحمد بْن الحسن بْن أحمد بن علي1:
__________
1 غاية النهاية "1/ 48"، والمنتظم "8/ 258".(31/30)
أبو بكر بن اللحياني، البغداي الصفار، المقرئ.
أحد قراء السبعة المحققين.
قرأ بالروايات على: أَبِي الْحَسَن الحمامي، وغيره.
وسمع من: أَبِي الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبي الْحُسَيْن بْن بشران.
قرأ عليه: علي بْن المجلي.
توفِّي فِي رجب، ورَّخه ابن خيرون وقال: قيل: إنه نسي القرآن.
وقال أَبُو علي بْن البرداني: سَأَلْتُهُ عن مولده فقال: في أول سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
27- أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن سعد الطرسوسي1:
أَبُو الْحُسَيْن البزاز الشاهد الدَّمشقيّ، من أَهْل سوق الأحد.
حدَّث عن: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الشيرازي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر الرؤاسي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني.
28- أَحْمَد بْن علي الأسداباذي القوهي2:
حدَّث بدمشق عَن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الجعفي.
وعنه: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، ونجا العطار.
قال ابن خيرون: فيها توفي، وكان كذابًا، سمع لنفسه.
29- أَحْمَد بْن علي بن أبي قتيبة الأصبهاني:
سمع: الحافظ ابن منده.
30- أحمد بْن مُحَمَّد بْن سياوش3:
أَبُو بكر الكازروني الفارسي البيع.
__________
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "3/ 341".
2 المنتظم "8/ 258"، وميزان الاعتدال "1/ 121" [482] .
3 أورده المصنف في السير بدون ترجمة.(31/31)
شيخ ثقة، صالح، مكثر.
قال أَبُو سعد: سمع: أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ، وابن الصلت المُجَبِّر، وهلالًا الحفار.
وأكثر عن هذه ثنا عَنْه: أَبُو بكر قاضي المَرِسْتان، وأبو عُبَد الله السلال.
توفِّي فِي جمادى الأولى.
31- أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن خلف المغربي1:
قد ذكر في سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
32- إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن حاتم بن صولة:
أبو نصر البغدادي البزاز، نزيل مصر، ووالد أَبِي الْحَسَن علي.
سمع: أَبَا أَحْمَد الفرضي.
وعنه: جَعْفَر السراج، وعلي بْن المؤمَّل بْن غسَّان الكاتب، وعلي بْن الْحَسَن الفراء، ومحمد بْن أَحمد الرازي المعدل، وغيرهم.
وكان محدثًا، ثقة، عالمًا.
33- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد2:
أَبُو إِسْحَاق الْأَزْدِيّ القرطبي.
أَخَذَ عن: مكي، وأبي الْعَبَّاس المهدوي.
وأقرأ الناس بقرطبة.
حرف الثاء:
34- ثابت بْن مُحَمَّد بْن عليّ:
أَبُو مُحَمَّد، وَأَبُو القاسم الطبقي الفزاري.
سمع: أبا الحسن بن الصلت المجبر.
__________
1 تقدَّمت ترجمته في الطبقة السابقة.
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 96".(31/32)
وعنه: أَبُو عُبَد اللَّه البارع، وعبيد اللَّه بْن نصر الزاغوني.
حدَّث فِي هَذَا العام، ولم أعرف وفاته.
حرف الحاء:
35- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي عِيسَى1:
أَبُو عليّ الحسناباذي المحدث.
روى عن: أَبِي بَكْر بْن مردويه الحافظ.
ورحل فسمع ببغداد من أَبِي الْحَسَن بْن رزقويه، وطبقته، وكان يفهم.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد السلام الْحَسْنَاباذيّ، ومحمد بْن عَبْد الواحد الدقاق.
36- الْحَسَن بْن علي بْن عَبْد الصمد بْن مَسْعُود2:
أَبُو مُحَمَّد الكلاعي اللباد، المقرئ الدَّمشقيّ.
كان آخر من قرأ على الجبني أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد.
سمع من: تمَّام الرازي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وعبد الوهاب الميداني.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وسبطه مُحَمَّد بْن أَحْمَد اللباد، وأبو القاسم علي بْن إِبْرَاهِيم النسيب، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وقال: هُوَ ثقة ديِّن. قال لي: وُلِدتُ سنة 79. ومات فِي صَفَر.
37- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد3:
أبو علي الخفافي.
توفِّي بنيسابور فِي شهر ربيع الآخر، وله تسع وستون سنة.
38- حُسَيْنِ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد القاضي4:
__________
1 الأنساب "4/ 140".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 231"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 48".
3 المنتخب من السياق "203" [607] .
4 الأنساب "522ب"، وكشف الظنون "1/ 424، 517".(31/33)
أَبُو علي المروزي، يُقَالُ له أيضًا المروروذي الشافعي.
فقيه خراسان فِي عصره.
وكان أحد أصحاب الوجوه، تفقَّه على أَبِي بَكْر القفال.
وله "التعليق الكبير"، و"الفتاوى".
وعليه تفقَّه صاحب "التتمة"، وصاحب "التهذيب" محيي السنة.
وكان يقال له: حبر الأمة.
ومما نقل في تعليقه أنَّ البيهقي نقل قولًا للشافعي فِي أن المؤذن إذا ترك الترجيع فِي الأذان لا يصح أذانه.
ورَوَى عَنْهُ: عَبْد الرزاق المنيعي، ومحيي السنة البغوي فِي تصانيفه.
قلت: توفِّي القاضي حُسَيْنِ بمرو الروذ فِي المحرم من السنة.
ويقال: إن أَبَا المعالي تفقَّه عليه أيضًا.
39- حمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز السكري:
الأصبهاني العسال.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن منده.
أرَّخه يحيى بْن منده.
حرف الذال:
40- ذؤيب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد:
أَبُو عُمَر الْقُرَشِيّ الهروي.
روى عن: عَبْد الرَّحمن بْن أَبِي شُريْح.
حرف الزاي:
41- زياد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحكم:
أَبُو مُحَمَّد الأصبهاني الحلَّاب البقَّال.(31/34)
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن منده، وجده.
شيخ صالح.
مات فِي شوال. قاله يحيى بْن منده.
حرف السين:
42- سَعِيد بْن عِيسَى بْن أَحْمَد بْن لُبّ1:
أَبُو عُثْمَان الرعيني الطليطلي، ويعرف بالقري وبالأصغر.
وُلِدَ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، ودخل قرطبة طَالِب علمٍ فِي سنة تسعٍ وتسعين، فلقي علي بْن سُلَيْمَان الزهراوي، ومحمد بْن فضل اللَّه.
وَلقي بمالقة نافعًا الأديب، وسمع منهم ومن خلق.
وبرع فِي اللغة والنحو، وصنَّف شرحًا "للجمل"، وجلس للإفادة.
أَخَذَ عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أفلح، وغيره.
وعاش إحدى وثمانين سنة.
حرف الْعَيْنِ:
43- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن طَلْحَة2:
أَبُو مُحَمَّد التنيسي ابن النخاس.
ويعرف أيضًا بابن الْبَصْرِيّ.
قدم دمشق ومعه ابناه مُحَمَّد وطلحة، فسمعوا الكثير من أَبِي بَكْر الخطيب، وغيره.
وحدَّث عن: ابن نظيف الفراء، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: نصر المقدسي، وهبة اللَّه بْن الأكفانيّ، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وعاش بضعًا وخمسين سنة. توفِّي تقريبًا.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 223"، وكشف الظنون "289".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "12/ 116"، ومعجم البلدان "2/ 54".(31/35)
44- عَبْد اللَّه بْن محمود الدَّمشقيّ البرزي1:
سمع عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، وغيره.
وعنه: هبة اللَّه الأكفاني، وغيره.
وكان يحفظ "مختصر المُزَنيّ"، وكنيته أَبُو علي.
45- عَبْد اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي العجائز2:
القاضي أَبُو مُحَمَّد الأزْديّ الدّمشقيّ.
ناب في الحكم بدمشق.
سمع: أَبَاهُ، وأبا مُحَمَّد بْن أَبِي نَصْر، وأبا نصر بْن الْجُنْديّ.
رَوَى عَنْهُ: الضّحّاك بْن أَحْمَد الخولاني، وهبة اللَّه بْن الأكفانيّ، وجماعة.
توفِّي فِي رجب فِي الثمانين.
46- عَبْد الباقي بن محمد:
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الربيع بن ثابت بن وهب بن مشجعة بْن الْحَارِث بْن عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كعب بْن مالك الْأَنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ3.
أَبُو طاهر.
والد القاضي أَبِي بَكْر.
ساق نسبه أَبُو سعد السَّمعاني، وقال: شيخ صالح ثقة، راغب فِي الخير، مختلط بأهل العلم.
سمع: أَبَا الْحَسَن بن الصلت المجبر، وأبا نصْر بْن حسنون النَّرْسيّ.
ثنا عَنْهُ ولده.
وذكره عَبْد الْعَزِيز النَّخْشَبيّ فِي مُعْجَمه.
وقال أَبُو طاهر البزّاز: شيخ صالح ثقة، له كَرَم ونفقه على أَهْل العلم.
وُلِدَ في حدود تسعين وثلاثمائة.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "14/ 32"، وتوضيح المشتبه "1/ 434".
2 الكامل في التاريخ "10/ 62"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "12/ 336، 337".
3 سير أعلام النبلاء "18/ 260".(31/36)
47- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن منده1:
أبو الحسن بن الحافظ أبي عبد الله العبدي الأصبهاني التاجر.
روى عن: أَبِيهِ، وإبراهيم بْن خُرَّشِيد قُوله، وأبي جَعْفَر بْن المرزبان الأبهري، وأبي مُحَمَّد بْن يوة، وعمر بْن إِبْرَاهِيم بْن الفاخر، والحسين بْن مَنْجُوَيْه، وجماعة.
قال شيرويه: قدِمَ همدان، وكان صدوقًا، من بيت العلم، وحدَّث عَنْهُ أصحابنا.
وقال أخوه أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن: توفِّي أخي أَبُو الْحَسَن بجِيرَفْتْ فِي عاشر ربيع الآخر.
وأما يحيى بْن عَبْد الوهاب فورَّخه كذلك، لكن قال فِي سنة أربعٍ وستين، وأنه وُلِدَ سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
فعلى هَذَا تكون مدة عمره ثمانين سنة.
قال: وله أعقاب.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، والحسين بْن عَبْد الملك الخلّال، وعدّة.
وكان يشبه أَبَاهُ -رحمهما اللَّه.
48- عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد2:
أَبُو مُحَمَّد النجار الدَّمشقيّ، المعروف بابن كُبَيْبَة.
سمع من: تمّام الرّازيّ، والحسين بْن أَبِي كامل، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وابنه صاعد بْن عَبْد اللَّه، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وطاهر بْن الإسفرائيني، وإسماعيل بْن أَحْمَد السمرقندي.
قال ابن ماكولا: هُوَ شيخ صالح، سمعنا منه بدمشق، وسمع منه الحُمَيْديّ.
توفِّي فِي ربيع الآخر، وقد جاوز الثمانين.
49- عليّ بْن أَحْمَد بْن المَلَطيّ السراج:
البغدادي.
__________
1 المنتخب من السياق "295"، وسير أعلام النبلاء "18/ 355".
2 الإكمال لابن ماكولا "7/ 158"، والمشتبه في أسماء الرجال "2/ 543".(31/37)
سمع: ابن الصلت المجبر، وابن مهدي.
وعنه: يحيى، وأبو غالب ابنا البناء، والمبارك بْن الطيوري.
مات فِي جمادى الأولى، وله تسع وسبعون سنة.
50- علي بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْن شَريعة اللَّخْميّ الباجي1:
أَبُو الْحَسَن، من أَهْل إشبيلية.
روى عَنْ: والده.
وكان نبيه البيت والحَسَب.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد.
ووُلِد فِي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وتوفِّي فِي ربيع الآخر.
51- عُمَر بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الكَرَجيّ:
حدَّث بإصبهان عن: هبة اللَّه اللالكائيّ.
وعنه: سَعِيد بْن أَبِي الرجاء.
توفي فِي صفر.
حرف الميم:
52- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن سهل2:
أَبُو غالب الواسطي، المعروف بابن بشران، وبابن الخالة، المعدل الحنفي اللُّغَوِيِّ، شيخ العراق فِي اللغة.
وأما نسبته إِلَى ابن بشران فلأنَّ جدَّه لأمه هُوَ ابن عُمَر أَبِي الْحُسَيْن بْن بشران المعدل.
وُلد أبو غالب سنة ثمانين وثلاثمائة.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 418" [893] .
2 الكامل في التاريخ "10/ 62"، وميزان الاعتدال "3/ 459"، والأعلام "4/ 314".(31/38)
سمع: أَبَا القاسم علي بْن طَلْحَة بْن كُرْدان النحوي، وأبا الفضل التميمي، وأبا الْحُسَيْن علي بْن دينار، وأبا عَبْد اللَّه العلوي، وأبا عَبْد اللَّه بْن مهدي، وأبا الْحَسَن المطاردي، وأبا الحسن الصيدلاني، وأبا الحسين بْن السماك، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن بيري.
قال ابن السمعاني: كان الناس يرحلون إليه -يعني لأجل اللغة، وهو مُكْثر من كُتُب الأدب وروايتها.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ، وهبة اللَّه بْن مُحَمَّد الشيرازي.
وبالإجازة: أَبُو القاسم بْن السمرقندي، والقاضي أبو عبد الله بن الجلابي.
قلت: رَوَى عَنْهُ: علي بْن مُحَمَّد والد الجلابي، ومن خطه نقلت من الزيادات التالية "لتاريخ واسط" أنَّه توفِّي يوم الخميس الخامس عشر من رجب من سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وذكر مولده.
وقال خميس: كان أحد الأعيان، تخصَّص بابن كُرْدان النَّحْوي وقرأ عليه "كتاب سيبويه"، ولازم حلقة أَبِي إسحاق الرِّفَاعِيّ صاحب السيرافي، وكان يقول: قرأتُ عليه من أشعار العرب ألف ديوان.
وكان مكثرًا، حسن المحاضرة، إلا أنه لم ينتفع به أحدٌ.
يعني: إنَّه لم يتصدَّر للإفادة.
قال: وكان جيد الشعر، معتزليا.
وممن رَوَى عَنْهُ: أَبُو المجد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جهور القاضي، وأبو نصر ابن ماكولا، وأهل واسط.
وسمع هُوَ من خاله أبي الفرج محمد بن عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن بشران الواسطي.
53- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ القاضي أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن حذلم1:
أَبُو الْحَسَن الأسدي الدَّمشقيّ.
سمع: أَبَاه، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وصدقه بن المظفر، وجماعة.
__________
1 الكامل في التاريخ "10/ 62"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "21/ 343".(31/39)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، ونجا بْن أَحْمَد، وأبو القاسم النسيب، وعبد الكريم بْن حَمْزَة.
ووثَّقه النسيب.
وتوفِّي فِي ذي القعدة.
54- مُحَمَّد بْن أَبِي الحزم جَهْور بْنُ مُحَمَّد بْنُ جهور بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الغمر1:
الأمير أَبُو الْوَلِيد، رئيس قرطبة ومدبِّر أمرها لوالده.
قرأ القرآن على أَبِي مُحَمَّد مكّيّ.
وسمع من: أَبِي المطرِّف القَنَازِعيّ، ويونس بْن عَبْد اللَّه القاضي، وابن بُنّوش.
وكان معتنيا بالرواية، وسمع الكثير.
وتوفي معتقلًا فِي سجن المعتمد مُحَمَّد بْن عبَّاد فِي نصف شوال، وقد جاوز السبعين.
لم يذكر ابن بشكوال شيئًا من سيرته، وقد ولي إمرة قُرْطُبة بعد والده فِي سنة خمسٍ وثلاثين، فحكم فيها مدة ثمانية أعوام إِلَى أنْ قويت شوكة المعتمد بن عباد واستولى على قرطبة، فسجن ابن جهور فِي حصن.
55- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي علانة2:
أَبُو سعد الْبَغْدَادِيّ.
سمع: أَبَا طاهر المخلص، وابن جمكان الفقيه.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان سماعه صحيحًا.
56- مُحَمَّد بْن عتاب بْن محسن:
مَوْلَى عَبْد الملك بْن أَبِي عتاب الجذامي3، أَبُو عَبْد اللَّه مفتي قرطبة وعالمها.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 546، 547" [1195] .
2 تاريخ بغداد "2/ 257"، والمنتظم "8/ 260".
3 العبر "3/ 250"، والنجوم الزاهرة "5/ 86"، وترتيب المدارك "4/ 811، 812".(31/40)
ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
وروى عن: أَبِي بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد التجيبي، وأبي القاسم خلف بن يحيى، وأبي المطرف القنازعي، وسعيد بْن سلمة، وأبي عَبْد اللَّه بْن نبات، ويونس القاضي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بشر القاضي، وأبي بَكْر بْن واقد القاضي، وأبي مُحَمَّد بْن بنوش القاضي، وأبي أيوب بْن عمرو القاضي، وأبي عُثْمَان بْن رشيق، وغيرهم.
قال ابن بشكوال: وكان فقيهًا عالمًا عاملًا ورعًا، عاقلًا، بصيرًا بالحديث وطُرُقه، عالمًا بالوثائق لا يُجَارَى فيها، كتبها عمره فلم يأخذ عليها من أحدٍ أجرًا، وكان يُحْكَى أنه لم يكتبها حَتَّى قرأ فيها أزيد من أربعين مؤلَّفًا، وكان متفنِّنًا فِي علوم وفنون من العلم، حافظًا للأخبار والأمثال والأشعار، صُلْبًا فِي الحق، مريدًا له، منقبضًا عن السلطان وأسبابه، جاريا على سنن الشيوخ متواضعًا، مقتصدًا فِي ملبسه، يتولَّى حوائجه بنفسه، وكان شيخ أَهْل الشورى فِي زمانه، وعليه كان مدار الفتوى.
دُعِي إِلَى قضاء قُرْطُبَة مِرارًا فأبى ذلك، وكان يهاب الفتوى ويخاف عاقبتها فِي الأخرى، ويقول: من يحسدني فيها جعله اللَّه مفتيا، وددت أني نجوت منها كفافًا.
وكانت له اختيارات من أقاويل العلماء، يأخذ بها فِي خاصة نفسه.
وذكره أَبُو علي الغساني فقال: كان من جلّة العلماء الأثبات، وممن عُنِي بالفقه وسماع الحديث وأقره، وقيده فأتقنه، وكتب بخطه علمًا كثيرًا.
أخذتُ عَنْهُ.
إِلَى أن قال: توفِّي لعشر بقينت من صفر، ومشى فِي جنازته المعتمد على اللَّه مُحَمَّد بْن عباد.
قلت: رَوَى عَنْهُ: ولده عَبْد الرَّحْمَن، وخلْق من الأندلسيين -رحمه اللَّه تَعَالَى.
57- مُحَمَّد بْن علي بْن ممّوس1:
أَبُو سعْد الهَمَذانيّ البزّاز.
حدَّث عن: أَبِي بَكْر بْن لال، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الليث، وأبي القاسم يوسف
__________
1 التقييد لابن نقطة "96" [103] .(31/41)
ابن كج، والعلاء بن الحسين، وعلي بن إبراهيم بن حامد البزاز، وأبي بكر بن حمدويه الطوسي، وجماعة كبيرة.
وكان شيخا صالحا.
58- محمد بن علي بن حميد بن علي بن حميد:
أبو نصر الهمداني، إمام الجامع.
روى عن: علي بْن إِبْرَاهِيم بْن حامد، وعلي بْن شعيب، والحسن بْن أَحْمَد بْن مموش، وجماعة.
وهو صدوق.
59- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مَنْصُور1:
أَبُو الغنائم بْن الغراء الْبَصْرِيّ المقرئ.
رحل، وسمع: أَبَا الْحَسَن بْن جهضم بمكة، وأحمد بْن الْحَسَن الرازي بمكة، وحدث عَنْهُ "بصحيح مُسْلِم".
وسمع: أَبَا مُحَمَّد بْن النحاس بمصر، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطَّان، وابن أَبِي نصر بدمشق.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وأبو نصر بْن ماكولا، ومكي الرميلي، والفقيه نصر المقدسي، وغيرهم.
سكن القدس، وبه توفِّي فِي شعبان وله ثمانون سنة.
60- مُوسَى بْن هُذَيل بْن مُحَمَّد بْن تاجِيت البكْريّ2:
أَبُو مُحَمَّد القرطبي، ويعرف بابن أَبِي عَبْد الصمد.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن عابد، والقاضي يُونُس بْن عَبْد اللَّه، وأبي مُحَمَّد بن الشقاق، وأبي مُحَمَّد بْن دحون.
وكان من أَهْل المعرفة والحفظ والصلاح، وكان مشاورًا فِي الأحكام بقرطبة. عزم
__________
1 الأنساب "9/ 131"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "23/ 196، 197".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 609، 610".(31/42)
عليه مُحَمَّد بْن جهور أن يوليه القضاء بقرطبة فقال: أخرني ثمانية أيام حَتَّى نستخير اللَّه، فأخره، فعمي فِي تلك الأيام، فكانوا يرون أنه دعا على نفسه.
قال أَبُو القاسم بْن بشكوال: أخبرني مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الفقيه: سمعت أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن فرج الفقيه يقول: قال لي أَبُو عَبْد اللَّه بْن عابد، ولابن أَبِي عَبْد الصمد معًا: لو رآكما مالك -رحمه اللَّه- لقرَّت عينه بكما.
ووُلِدَ سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وتوفِّي فِي ربيع الأول.
حرف النون:
61- نزار بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد:
أَبُو مُضَر القُرْشيّ الهَرَويّ.
يروي عن أَبِي مُحَمَّد بْن أبي شريح الْأَنْصَارِيّ.
[الكنى]
62- أَبُو بَكْر بْن عُمَر البربري اللمتوني1:
ملك المغرب.
وكان ظهوره قبل الخمسين وأربعمائة، أو فِي حدود الأربعين. فذكر الأمير عزيز فِي كتاب "أخبار القيروان"، وقد رَأَيْت له رواية فِي هَذَا الكتاب فِي أوله عن الحافظ أَبِي القاسم بْن عساكر، ولا أعرف له نسبا ولا ترجمة، قال: أخبرني عَبْد المنعم بْن عُمَر بْن حسَّان الغسّانيّ قال: حَدَّثَنِي قاضي مركش علي بْن أَبِي فنون، أنَّ رجلًا من قبيلة جدالة من كبرائهم -يعني: المرابطين- اسمه الجوهر، قَدِمَ من الصحراء إِلَى بلاد المغرب ليحج، وكان مؤثرًا للدين والصلاح، وذلك فِي عشر الخمسين وأربعمائة، فمرَّ بالمغرب بفقيه يقرئ مذهب مالك، والغالب أنه عِمْرَانَ الفاسي بالقيروان.
قلتُ: أَبُو عِمْرَانَ مات بعد الثلاثين وأربعمائة.
قال: فآوى إليه وأصغى إِلَى العلم، ثُمَّ حجَّ وفيه قلبه من ذلك فعاد، وأتى ذلك
__________
1 وفيَّات الأعيان "7/ 113"، وتاريخ ابن الوردي "1/ 537"، والبداية والنهاية "12/ 134".(31/43)
الفقيه، وقال: يا فقيه، ما عندنا فِي الصحراء من العلم شيء إلا الشهادتين فِي العامة، والصلاة فِي بعض الخاصة.
فقال الفقيه: فخُذ معك من يُعلمّهم دينهم.
فقال له الجوهر: فابعث معي فقيهًا وعليَّ حِفْظُه وإكرامه.
فقال لابن أَخِيهِ: يا عُمَر، اذهب مع هَذَا السيد إِلَى الصحراء، فعلم القبائل دين اللَّه ولك الثواب الجزيل والشكر الجميل، فأجابه.
ثُمَّ جاء من الغد فقال: دعني من الصحراء، فإنَّ أهلها جاهلية، وقد ألفوا ما نشأوا عليه.
وكان من طلبة الفقيه رَجُلٌ اسمه عَبْد اللَّه بْن ياسين الجزولي، فقال: أيها الشَّيْخ، أرسلني معه، والله المعين.
فأرسله معه، وكان عالمًا قوي النفس، ذا رأيٍ وتدبير، فأتيا قبيلةَ لمتُونة، وهي على ربوةٍ من الأرض، فنزل الجوهر، وأخذ بزمام الجمل الَّذِي عليه عَبْد اللَّه بْن ياسين تعظيمًا له، فأقبلت المشيخة يهنون الجوهر بالسلامة، وقالوا: من هَذَا؟ قال: هَذَا حامل سُنّة الرَّسُول -عليه السلام.
فرحَّبوا به وأنزلوه، ثُمَّ اجتمعوا له، وفيهم أَبُو بَكْر بْن عُمَر، فقصَّ عليهم عَبْد اللَّه عقائد الْإِسْلَام وقواعده، وأوضح لهم حَتَّى فهم ذلك أكثرهم، فقالوا: أمَّا الصلاة والزكاة فقريب، وأما قولك من قتل يقتل، ومن سرق يقطع، ومن زنا يجلد، فلا نلتزمه، فاذهب إِلَى غيرنا.
فرحل، وأخذ بزمامه الجوهر، وَفِي تلك الصحراء قبائل منهم وهم ينتسبون إِلَى حمير، ويذكرون أنَّ أسلافهم خرجوا من اليمن فِي الجيش الَّذِي جهزه الصديق إِلَى الشام، ثُمَّ انتقلوا إِلَى مصر، ثُمَّ توجَّهوا إِلَى المغرب مع مُوسَى بْن نصير، ثُمَّ توجَّهوا مع طارق إِلَى طنجة، فأحبوا الانفراد فدخلوا الصحراء، وهم لمتونة، وجدالة، ولمطة، وإيتنصر، وإينواي، وسوفة، وأفخاذ عدّة، فانتهي الجوهر وعبد اللَّه إِلَى جدالة قبيلة الجوهر، فتكلَّم عليهم عبدُ اللَّه، فمنهم من أطاع، ومنهم من عصى، فقال عَبْد اللَّه للذين أطاعوا: قد وجب عليكم أن تقاتلوا هؤلاء الذين أنكروا دين الْإِسْلَام، وقد استعدوا لقتالكم وتحزَّبوا عليكم، فأقيموا لكم رايةً وأميرًا.(31/44)
فقال له الجوهر: أنت الأمير.
قال: لا يمكنني هَذَا، أَنَا حامل أمانة الشهد، ولكن كن أنت الأمير.
قال: لو فعلت هَذَا تسلطت قبيلتي على الناس وعاثوا، فيكون وزر ذلك عليّ.
قال له: فهذا أَبُو بَكْر بْن عُمَر رأس لمتونة، وهو جليل القدر، محمود السيرة، مطاعٌ فِي قومه، فسر إليه وأعرض عليه الإمرة، والله المستعان.
فبايعوا أَبَا بَكْر، وعقدوا له رايةً، وسمَّاه عَبْد اللَّه أمير المؤمنين. وقام حوله طائفة من جدالة، وطائفة من قومه، وحضَّهم ابن ياسين على الجهاد، وسماهم "المرابطين".
فتألَّبت عليهم أحزاب الصحراء من أَهْل الشر والفساد، وجيشوا لحربهم، فلم يناجزوهم القتال، بل تلطَّف عَبْد اللَّه بْن ياسين وأبو بَكْر واستمالوهم، وبقي قوم أشرار، فتحيَّلوا عليهم حَتَّى جمعوا منهم ألفين تحت زرب عظيم وثيق، وتركوهم فِيهِ أيامًا بغير طعام، وحصروهم فِيهِ، ثُمَّ أخرجوهم وقد ضعُفوا من الجوع وقتلوهم، فدانت لأبي بَكْر أكثر القبائل وقويت شوكته.
وكان عَبْد اللَّه يبث فيهم العلم والسنة، ويقرئهم القرآن، فنشأ حوله جماعة فقهاء وصلحاء، وكان يعظهم ويخوفهم، ويذكر سيرة الصحابة وأخلاقهم، وكثر الدين والخير فِي أَهْل الصحراء.
وأما الجوهر فإنَّه كان أخلصهم عقيدة، وأكثرهم صومًا وتهجُّدًا، فلمَّا رَأَى أن أَبَا بَكْر استبدَّ بالأمر، وأن عَبْد اللَّه بْن ياسين ينفّذ الأمور بالسُّنّة، بقي الجوهر لا حكم له، فداخله الهوى والحسد، وشرع في إفساد الأمر، فعلم بذلك منه، وعَقَدوا له مجلسًا وثبت ما قبل عَنْه، فحكم فِيهِ بأنه يجب عليه القتل؛ لأنه شق العصا، فقال: وأنا أحب لقاء اللَّه. فاغتسل وصلى ركعتين، وتقدم فضربت عنقه -رحمه اللَّه.
وكثرت طائفة المرابطين، وتتبعوا من خالفهم فِي القبائل قتلًا ونهبًا وسبيا إلّا مَن أسلم، وبلغت الأخبار إِلَى الفقيه بما فعل عَبْد اللَّه بْن ياسين، فعظم ذلك عليه وندم، وكتب إليه ينكر عليه كثرة القتل والسَّبْي، فأجابه: أما إنكارك عليَّ ما فعلت، وندامتك على إرسالي، فإنك أرسلتني إِلَى أمةٍ كانوا جاهلية، يُخرِج أحدُهم ابنه وابنته لِرَعْي السوام، فتأتي البنتُ حاملًا من أخيها، فلا يُنكرون ذلك، وما دَأْبهم إلا إغارة بعضهم على بعض، ويقتل بعضهم بعضًا، ففعلتُ وفعلتُ، وما تجاوزت حكم اللَّه، والسلام.(31/45)
وفي سنة خمسين وأربعمائة قحطت بلادهم وماتت مواشيهم، فأمر عَبْد اللَّه بْن ياسين ضعفاءهم بالخروج إِلَى السُّوس، وأخذ الزكاة، فخرج منهم نحو سبعمائة رَجُل، فقدموا سِجِلْماسَة، وسألوا أهلها الزكاة، وقالوا: نَحْنُ قومٌ مرابطون خرجنا إليكم نطلب حق اللَّه من أموالكم، فجمعوا لهم مالًا ورجعوا به.
ثمّ إنَّ الصحراء ضاقت بهم، وأرادوا إظهار كلمة الحق، وأن يسيروا إِلَى الأندلس للجهاد، فخرجوا إِلَى السوس الأقصى، فاجتمع لهم أَهْل السوس وقاتلوهم وهزموهم، وقُتِل عَبْد اللَّه بْن ياسين.
وهرب أَبُو بَكْر بْن عُمَر إِلَى الصحراء، فجمع جيشًا وطلب بلاد السوس فِي ألفي راكب، فاجتمعت لحربه من قبائل بلاد السوس وزناتة اثنا عشر ألف فارس، فأرسل إليهم رُسُلًا وقال: افتحوا لنا الطريق، فَمَا قصدنا إلا غزو المشركين، فأبوا عليه واستعدوا للحرب، فنزل أَبُو بَكْر وصلى الظهر على درقته وقال: اللَّهُمَّ إن كُنَّا على الحق فانصرنا عليهم، وإن كُنَّا على باطلٍ فأرِحْنا بالموتِ.
ثُمَّ ركب والتقوا فهزمهم، واستباح أَبُو بَكْر أسلابهم وأموالهم وعُددهم، وقويت نفسه، ثُمَّ تمادى إِلَى سِجِلْماسَة فنزل عليها، وطلب من أهلها الزكاة، فقالوا لهم: إنما أتيتمونا فِي عددٍ قليل فوسعكم ذلك، وضعفاؤنا كثير، وما هَذِهِ حال من يطلب الزكاة بالسلاح والخيل، وإنما أنتم محتالون، ولو أعطيناكم أموالنا ما عمّتكم.
وبرز إليهم مَسْعُود صاحب سِجِلْماسَة بجيشه، فحاربوه، وطالت بينهم الحربُ، ثُمَّ ساروا إِلَى جبلٍ هناك، فاجتمع إليهم خلق من كرونة، فزحفوا إلى سجلماسة وحاربوا مسعود بن واروالي إِلَى أن قُتِل، ودخلوا سِجِلْماسَة وملكوها، فاستخلف عليها أَبُو بَكْر بْن عُمَر يوسف بْن تاشفين اللمتوني، أحد بني عمه، فأحسن السيرة فِي الرعية، ولم يأخذ منهم شيئًا سوى الزكاة، وكان فتحها فِي سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة.
ورجع أَبُو بَكْر إِلَى الصحراء فأقام بها مدة، ثُمَّ قَدِمَ سِجِلْماسةَ، فأقام بها سنة وخطب بها لنفسه، ثُمَّ استخلف عليها ابن أَخِيهِ أَبَا بَكْر بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر، وجهز جيشًا عليهم يوسف بْن تاشفين إِلَى السوس فافتتحه.
وكان يوسف دَيِّنًا حَازِمًا مُجَرِّبًا، داهية، سائسًا.(31/46)
وفي سنة اثنتين وستين توفِّي أَبُو بَكْر بْن عُمَر بالصحراء، وتملك بعده يوسف، ولم يختلف عليه اثنان، وامتدت أيامه، وافتتح الأندلس، وبقي إلى سنة خمسمائة.
وأول من كان فيهم الملك صنهاجة، ثم كتامة، ثم لمتونة، ثم مصمودة، ثم زناتة.
وذكر ابن دريد وغيره أن كتامة، ولمتونة، ومصمودة، وهوارة من حمير، وما سواهم من البربر، وبربر هُوَ من ولد قندار بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم -عليهم السلام، ومن أمهات قبائل البربر: مليلة، وزنارة، ولواتة، وزواوة، وهوارة، وزويلة، وعُفْجومة، ومرطة، وعمارة.
ويقال: إن دار البربر كَانَتْ فلسطين، وتملكهم جالوت، فَلَمَّا قتله دَاوُد -عليه السلام- جلت البربر إِلَى المغرب، وتفرقوا هناك فِي البرية والجبال، ونزلت لواتة أرض برقة، ونزلت هوارة أرض طرابلس، وانتشرت البربر إِلَى السوس الأقصى، وطول أراضيهم نحو من ألف فرسخ، والله أعلم.
سنة ثلاث وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
63- أَحْمَد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الأزهر1:
النيسابوري الشروطي، أَبُو حامد الأزهري.
من أولاد المحدثين.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّد الْمَخْلَدِيّ، وأبي سَعِيد بْن حمدون، والخفّاف.
وأصوله صحيحة.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه ابنا الشّحّامِي، وعبد الغافر بْن إِسْمَاعِيل وآخرون.
توفِّي فِي رجب، وولد فِي سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائة، وله خبرة بالشروط.
64- أَحْمَد بْن علي بْن ثابت بْن أَحْمَد بْن مهدي2:
الحافظ أَبُو بكر الخطيب، البغدادي.
__________
1 العبر "3/ 252"، وشذرات الذهب "3/ 311".
2 المنتظم "8/ 265-270"، والأنساب "5/ 166".(31/47)
أحد الحفاظ الأعلام، ومن خُتِم به إتقان هَذَا الشأن، وصاحب التصانيف المنتشرة فِي البلدان.
ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وكان أَبُوهُ أَبُو الْحَسَن الخطيب قد قرأ على أَبِي حَفْص الكتّاني، وصار خطيب قرية درزيجان، إحدى قرى العراق، فحضَّ ولده أَبَا بَكْر على السماع فِي صغره، فسمع وله إحدى عشرة سنة، ورحل إِلَى البصرة وهو ابن عشرين سنة، ورحل إِلَى نيسابور وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. ثُمَّ رحل إِلَى إصبهان، ثُمَّ رحل فِي الكهولة إِلَى الشام، فسمع: أَبَا عُمَر بن مهدي الفارسي، وابن الصلت الأهوازي، وأبا الْحُسَيْن بْن المتيم، وأبا الْحَسَن بْن رزقويه، وأبا سعد الماليني، وأبا الفتح بْن أبي الفوارس، وهلال بْن مُحَمَّد الحفار، وأبا الْحُسَيْن بْن بشران، وأبا طَالِب مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن بَكْر، والحسين بْن الحسن الجواليقي الراوي عن مخلد العطار، وأبا إسحاق إبراهيم بن مخلد الباقرحي، وأبا الحسين مُحَمَّد بْن عُمَر البلدي المعروف بابن الحِطراني، والحسين بْن مُحَمَّد العُكْبَرِيّ الصّائغ، وأبا العلاء مُحَمَّد بْن الْحَسَن الورّاق، وأُممًا سواهم ببغداد.
وأبا عمر القاسمي بن جعفر الهاشمي راوي "السُّنَن"، وعلي بْن القاسم الشاهد، والحسن بْن علي السابوري، وجماعة بالبصرة.
وأبا بَكْر أَحْمَد بْن الحسن الحِيري، وأبا حازم عمر بن أحمد العبدويي، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الطِّرَازي، وأبا القاسم عَبْد الرَّحْمَن السّرّاج، وجماعة من أصحاب الأصَمّ، فَمَن بعده بنَيْسابور.
وأبا الْحَسَن بْن علي بْن يحيى بْن عبدكوَيْه، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن شهريار، وأبا نُعَيْم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الحافظ، وأبا عَبْد اللَّه الحمال، وطائفة بإصبهان.
وأبا نصر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الكسار، وجماعة بالدينور.
ومحمد بْن عِيسَى، وجماعة بَهَمذَان.
وسمع بالكوفة، والرِّيّ، والحجاز، وغيرها، وقدِم دمشقَ فِي سنة خمسٍ وأربعين ليحج منها، فسمع بها: أبا الحسن محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر، وأبا علي الأهوازي، وخلقًا كثيرًا حَتَّى سمع بها عامة رُواة عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر؛ لأنه سكنها مدة.(31/48)
وتوجه إِلَى الحج من دمشق فحج، ثُمَّ قدمها سنة إحدى وخمسين فسكنها، وأخذ يصنِّف فِي كُتُبه، وحدَّث بها بعامة تواليفه.
روى عَنْهُ من شيوخه: أَبُو بَكْر البرقاني، وأبو القاسم الأزْهري، وغيرهما.
ومِن أقرانه خَلْقٌ منهم: عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد الكتاني، وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء.
وممّن روى هُوَ عَنْهُ فِي تصانيفه فرووا عَنْهُ: نصْر المقدسي الفقيه، وأبو الفضل أَحْمَد بْن خَيْرون، وأبو عَبْد اللَّه الحُمَيْدي، وغيرهم.
ورَوَى عَنْهُ: الأمير أَبُو نصر عليّ بْن ماكولا، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدي، وأبو الْحُسَيْن بْن الطُّيُوري، ومحمد بْن مرزوق الزَّعْفراني، وأبو بَكْر بن الخَاضِبة، وأبو الغنائم أُبَيّ النَّرْسيّ.
وَفِي أصحابه الحفّاظ كثرة، فضلًا عن الرواة.
قال الحافظ ابن عساكر: ثنا عَنْهُ: أَبُو القاسم النسيب، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن قُبَيس، ومحمد بْن عليّ بْن أَبِي العلاء، والفقيه نصْر اللَّه بْن مُحَمَّد اللّاذقي، وأبو تراب حَيْدرة، وغَيْث الأرمنازي، وأبو طاهر بْن الْجَرْجَرائي، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وطاهر بْن سهل، وبركات النّجّاد، وأبو الْحُسَيْن بْن سَعِيد، وأبو المعالي بْن الشُّعَيري، بدمشق.
والقاضي أَبُو بَكْر الأنصاري، وأبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو السعادات أَحْمَد المتوكلي، وأبو القاسم هبة اللَّه الشُّرُوطي، وأبو بَكْر المَزْرَفي، وأحمد بن عَبْد الواحد بْن زُرَيْق، وأبو السُّعود بْن المُجْلي، وأبو مَنْصُور عَبْد الرَّحْمَن بن زُرَيق الشَّيْباني، وأبو منصور مُحَمَّد بن عَبْد الملك بن خَيْرون، وبدر بْن عَبْد اللَّه الشِّيحيّ ببغداد.
ويوسف بْن أيوّب الهَمَذَاني، بمَرْو.
قلتُ: وكان من كبار فقهاء الشّافعيّة، تفقَّه على أَبِي الْحَسَن بْن المَحَامِلي، وعلى القاضي أَبِي الطَّيِّب.
وقال ابن عساكر: أنا أبو مَنْصُور بْن خَيْرُون، ثنا الخطيب قال: وُلِدتُ في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وأول ما سمعت فِي المحرَّم سنة ثلاثٍ وأربعمائة.(31/49)
وقال: استشرتُ البَرْقانيّ فِي الرحلة إِلَى ابن النحاس بمصر، أو أخرج إِلَى نَيْسابور إِلَى أصحاب الأصم، فقال: إنك إنْ خرجت إِلَى مصر إنما تخرج إِلَى رَجُل واحد، إنْ فاتَكَ ضاعتْ رحلتك. وإنْ خرجتَ إِلَى نَيْسابور ففيها جماعة، إنْ فاتَكَ واحدٌ أدركتَ من بقي، فخرجت إِلَى نَيْسابور.
وقال الخطيب فِي تاريخه: كنت كثيرًا أذاكر البرقاني بالأحاديث، فيكتبها عنِّي ويضمِّنها جُمُوعَه، وحدَّث عني وأنا أسمع، وَفِي غيبتي.
ولقد حدَّثني عِيسَى بْن أَحْمَد الهَمَذَانيّ: أَنَا أَبُو بَكْر الخوارزمي فِي سنة عشرين وأربعمائة، ثنا أَحْمَد بْن علي بْن ثابت الخطيب، ثنا مُحَمَّد بْن مُوسَى الصَّيْرَفي، ثنا الأصم، فذكر حديثًا.
وقال ابن ماكولا: كان أَبُو بَكْر آخر الأعيان مِمَّنْ شاهدناه معرفةً وحفظًا وإتقانًا وضبْطًا لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وتفنُّنًا فِي عِلَلِه وأسانيده، وعلمًا بصحيحه، وغريبه، وفَرْده، ومُنْكَره، ومطروحه.
قال: ولم يكن للبغداديين بعد أبي الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ مثله.
وسألت أَبَا عَبْد اللَّه الصوري عن الخطيب وعن أَبِي نصر السجزي أيهما أحفظ؟ ففضَّل الخطيب تفضيلًا بينًا.
وقال المؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدَّارَقُطْنِيّ أحفظ من أَبِي بَكْر الخطيب.
وقال أَبُو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه.
روى القولين الحافظ ابن عساكر فِي ترجمته، عن أَخِيهِ أَبِي الْحُسَيْن هبة اللَّه، عن أَبِي طاهر السلفي، عَنْهُمَا.
وقال فِي ترجمته: سمعتُ محمود بْن يوسف القاضي بتفليس يقول: سمعتُ أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الفيروزاباذي يقول: أَبُو بَكْر الخطيب يُشبَّه بالدارقُطْني ونُظَرائه فِي معرفة الحديث وحِفْظه.
وقال أَبُو الفتيان عُمَر الرُّؤاسي: كان الخطيب إمام هذه الصنعة، ما رَأَيْتُ مثله.
وقال أَبُو القاسم النَّسيب: سمعت الخطيب يقول: كتبَ معي أَبُو بَكْر البرقاني(31/50)
كتابًا إِلَى أَبِي نعيم يقول فِيهِ: وقد رحل إِلَى ما عندكم أخونا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن علي بْن ثابت -أيده اللَّه وسلمه؛ ليقتبس من علومك، وهو بحمد اللَّه مِمَّنْ له فِي هَذَا الشأن سابقه حسنة، وقدم ثابتة. وقد رحل فيه وفي طلبه، وحصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله، وسيظهر لك منه عند الاجتماع من ذلك، مع التورُّع والتحفُّظ، ما يُحسن لديك موقعُه.
وقال عَبْد الْعَزِيز الكتاني: إنه -يعني: الخطيب- أسمع الحديث وهو ابن عشرين سنة، وكتب عَنْهُ شيخه أَبُو القاسم عُبَيْد الله الأزهري في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وكتب عَنْهُ شيخه البرقاني سنة تسع عشرة وروى عَنْهُ، وكان قد علق الفقه عن أَبِي الطَّيّب الطبري، وأبي نصر بْن الصباغ، وكان يذهب إِلَى مذهب أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِيِّ -رحمه اللَّه.
قلتُ: مذهب الخطيب فِي الصفات أنها تمر كما جاءت.
صرَّح بِذَلِك فِي تصانيفه.
وقال أَبُو سعد بْن السمعاني فِي "الذيل" فِي ترجمته: كان مهيبًا، وَقُورًا، ثقة، متحرّيا، حُجّة، حَسَن الخط، كثير الضَّبْط، فصيحًا، خُتِم به الحُفّاظ.
وقال: رحل إِلَى الشام حاجًا، فسمع بدمشق، وصور، ومكّة، ولقي بها أَبَا عَبْد اللَّه القضاعي، وقرأ "صحيح الْبُخَارِيّ" فِي خمسة أيام على كريمة المَرْوَزِيّة، ورجع إِلَى بغداد، ثُمَّ خرج منها بعد فتنة البساسيري؛ لتشوش الحال، إِلَى الشام سنة إحدى وخمسين، فأقام بها إِلَى صفر سنة سبعٍ وخمسين.
وخرج من دمشق إِلَى صور، فأقام بصور، وكان يزور البيت المقدَّس ويعود إِلَى صور، إلى سنة اثنتين وستين وأربعمائة، فتوجَّه إِلَى طرَابُلس، ثُمَّ إِلَى حلب، ثُمَّ إِلَى بغداد على الرَّحْبة، ودخل بغداد فِي ذي الحجّة.
وحدَّث فِي طريقه بحلب، وغيرها.
سمعتُ الخطيب مَسْعُود بْن مُحَمَّد بمرْو: سمعتُ الفضل بْن عُمَر النَّسَويّ يقول: كنتُ بجامع صور عند أَبِي بَكْر الخطيب، فدخل عليه علويٌّ وَفِي كمِّه دنانير فقال:(31/51)
هَذَا الذهب تصرفه فِي مهماتك، فقطب وجهه وقال: لا حاجة لي فِيهِ. فقال: كانك تستقله؟ ونفض كُمَّه على سجادة الخطيب، فنزلت الدنانير، فقال: هذه ثلاثمائة دينار. فقام الخطيب خجلًا مُحْمرًّا وجهُهُ وأخذ سجادته ورمى الدنانير وراح، فَمَا أنسى عِزَّ خُرُوجِه، وَذُلَّ ذلك العلوي وهو يلتقط الدنانير من شقوق الحصير.
وقال الحافظ ابن ناصر: حَدَّثَنِي أَبُو زكريا التبريزي اللغوي قال: دخلت دمشق فكنت أقرأ على الخطيب بحلقته بالجامع كتب الأدب المسموعة له، وكنت أسكن منارة الجامع، فصعِد إليَّ وقال: أحببتُ أن أزورك فِي بيتك، فتحدَّثنا ساعة، ثُمَّ أخرج ورقةً وقال: الهدية مستحبَّة، اشتر بهذا أقلامًا ونهض.
قال: فإذا هِيَ خمسة دنانير مصرية، ثُمَّ إنه صعد مرة أخرى، ووضع نحوًا من ذلك، وكان إذا قرأ الحديث فِي جامع دمشق يسمع صوته في آخر الجامع، وكان يقرأ مُعْرَبًا صحيحًا.
وقال أَبُو سَعِد: سمعت على ستة عشر نفسًا من أصحابه سمعوا منه، سوى نصر اللَّه المصيصي، فإنه سمع منه بصور، وسوى يحيى بن علي الخطيب، سمع منه بالأنبار.
وقرأت بخط والدي: سمعت أَبَا مُحَمَّد بن الأبنوسي يقول: سمعت الخطيب يقول: كلما ذكرت فِي التاريخ عن رجلٍ اختلفَ فِيهِ أقاويل الناس فِي الجرح والتعديل، فالتعويل على ما أخّرت ذِكره من ذلك، وختمت به التَّرجمة.
وقال ابن شافع فِي "تاريخه": خرج الخطيب إِلَى الشام فِي صفر سنة إحدى وخمسين، وقصد صور وبها عز الدولة الموصوف بالكرم، وتقرَّب منه، فانتفع به، وأعطاه مالًا كثيرًا. انتهى إليه الحِفْظ والإتقان والقيام بعلوم الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَحْكِي، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ خَيْرُونٍ أَوْ غَيْرِهِ، أنَّ أَبَا بَكْرٍ الْخَطِيبَ ذَكَرَ أَنَّهُ لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات، وسأل الله تعالى ثلاث حَاجَاتٍ، أَخْذًا بِقَوْلِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ" 1، فَالْحَاجَةُ الْأُولَى أَنْ يحدِّث "بتاريخ بغداد" ببغداد، والثانية: أن يملي الحديث بجامع
__________
1 حديث صحيح: أخرجه ابن ماجه "3062"، وأحمد في مسنده "3/ 357"، والبيهقي في السنن "5/ 202، 248"، والدارقطني في سننه "2/ 289"، وانظر الصحيحة "2/ 572" للألباني.(31/52)
المنصور، والثالثة أن يُدفن عند بِشْر الحافي، فقضى اللَّه الحاجات الثلاث له.
وقال غَيْث الأرمنازي: ثنا أَبُو الفَرَجِ الإسْفَرَائيني قال: كان الخطيب معنا فِي الحج، فكان يختم كل يوم ختمة إِلَى قرب الغياب قراءة ترتيل، ثُمَّ يجتمع عليه الناس وهو راكب يقولون: حدِّثْنَا، فيُحدِّثهم. أو كما قال.
وقال المؤتمن الساجي: سمعت عَبْد المحسن الشيحي يقول: كنت عديل أَبِي بَكْرٍ الخطيب من دمشق إِلَى بغداد، فكان له فِي كل يومٍ وليلة ختمة.
وقال الحافظ أَبُو سعْد بْن السمعاني: وله ستة وخمسون مصنَّفًا، منها: "التاريخ لمدينة السلام" فِي مائة وستة أجزاء، "شَرَف أصحاب الحديث" ثلاثة أجزاء، "الجامع" خمسة أجزاء، "الكفاية فِي معرفة الرواية" ثلاثة عشر جزءًا، كتاب "السابق واللاحق" عشرة أجزاء، كتاب "المتفق والمفترق" ثمانية عشر جزءًا، كتاب "تلخيص المتشابه" ستة عشر جزءًا، كتاب "تالي التلخيص" أجزاء، كتاب "الفصل للوصل والمُدْرَج فِي النَّقْل" تسعة أجزاء كتاب "المكمل فِي المهمل" ثمانية أجزاء، كتاب "غنية الملتمس فِي تمييز الملتبس"، كتاب "من وافقت كُنْيتُه اسم أَبِيهِ"، كتاب "الأسماء المبْهَمَة" مجلَّد، كتاب "الموضح" أربعة عشر جزءًا، كتاب "مَن حدَّث ونسي"، جزء، كتاب "التطْفيل" ثلاثة أجزاء، كِتَابِ "القنوت" ثَلَاثَةٌ أجزاء، كِتَابِ "الرواة عن مَالِكِ" ستة أجزاء، كتاب "الفقيه والمتفقه" اثنا عشر جزءًا، كتاب "تمييز متصل الأسانيد" ثمانية أجزاء، كتاب "الحِيَل" ثلاثة أجزاء، "الآباء عن الأبناء" جزء، "الرحلة" جزء، "مسألة الاحتجاج بالشافعي" جزء، كتاب "البخلاء" أربعة أجزاء، كتاب "المُؤْتَنِفْ لتكملة المؤتلف والمختلف"، كتاب "مُبهم المراسيل"، "كتاب أن البَسْمَلَة من الفاتحة"، كتاب "الجهر بالبَسْمَلة" جزءان، كتاب "مقلوب الأسماء والأنساب"، كتاب "صحة العمل باليمين مع الشاهد"، كتاب "أسماء المدلسين"، كتاب "اقتضاء العلم العمل" جزء، كتاب "تقييد العلم" ثلاثة أجزاء، كتاب "القول فِي علم النجوم"، جزء، كتاب "روايات الصحابة من التابعين"، جزء، "صلاة التسبيح" جزء، "مُسْنَد نُعَيْم بْن همار" جزء، "النهي عن صوم يوم الشك" جزء، "الإجازة للمعدوم والمجهول" جزء، "روايات الستة من التابعين بعضهم عن بعض".
وذكر تصانيف أُخَر، قال: فهذا ما انتهى إِلَيْنَا من تصانيفه، حجَّ وحدَّث، ونِعْمَ الشَّيْخ كان، ولمَّا حجَّ كان معه حمْل كُتُب ليُجاور، وكان فِي جملة كُتُبه "صحيح(31/53)
الْبُخَارِيّ"، سمعه من الكُشْمِيهَنيّ، فقرأتُ عليه جميعَه فِي ثلاثة مجالس.
وقد سُقنا هَذَا فِي سنة ثلاثين فِي ترجمة الحِيري، وهذا شيء لا أعلم أحدًا فِي زماننا يستطيعه.
وقد قال ابن النجار فِي "تاريخه": وجدت فهرست مصنفات الخطيب وهي نيف وستون مصنفًا، فنقلت أسماء الكُتُب التي ظهرت منها، وأسقطتُ ما لم يوجد، فَإِن كُتُبَه احترقت بعد موته، وسلمَ أكثرها.
ثمّ سرد ابن النّجّار أسماءَها، وقد ذكرنا أكثرها آنفًا، ومما لم نذكره: كتاب "معجم الرواة عن شُعْبَة" ثمانية أجزاء، كتاب "المؤتلف والمختلف" أربعة وعشرون جزءًا، "حديث مُحَمَّد بْن سوقة" أربعة أجزاء، "المسلسلات" ثلاثة أجزاء، "الرُّباعيّات" ثلاثة أجزاء، "طُرُق قبض العلم" ثلاثة أجزاء، "غُسُل الجمعة" ثلاثة أجزاء.
وفيها يقول الحافظ السِّلَفيّ:
تصانيف ابن ثابت الخطيبِ ... ألذُّ من الصبا الغَضّ الرطيب
تراها إذْ رواها مَن حَواها ... رياضًا للفتى اليَقظِ اللّبيبِ
ويأخذ حُسْنُ ما قد صاغ منها ... بِلُبٍّ الحافظ الْفَطِن الأرِيبِ
فأيّةُ راحةٍ ونعيمِ عيش ... يوازي كتبها، بل أي طيب1؟
أنشدناها أبو الحسين اليُونيني، عن أَبِي الفضل الهَمَذَاني، عن السلفي.
وقد رواها أَبُو سعد بْن السمعاني فِي "تاريخه"، عن يحيى بْن سعدون القُرْطُبّي، عن السِّلَفي، فكأنِّي سمعتها منه.
وقال أَبُو الحَسَن محمد بْن عَبْد المُلْك الهمذاني في "تاريخه": وفيها توفِّي أَبُو بَكْر أحمد بْن علي بْن ثابت المحدث، ومات هَذَا العلم بوفاته، وقد كان رئيس الرؤساء، تقدَّم إِلَى الخطباء والوعاظ أن لا يرووا حديثًا حَتَّى يعرضوه عليه، فَمَا صححه أوردوه، وما رده لم يذكروه.
__________
1 الأبيات في معجم الأدباء لياقوت "4/ 33، 34"، وسير أعلام النبلاء "13/ 601"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1140"، والوافي بالوفيات "7/ 191".(31/54)
وأظهر بعض اليهود كتابًا ادَّعى أنه كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بإسقاط الجزية عن أَهْل خيبر، وفيه شهادة الصحابة، وذكروا أنه خط علي -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- فِيه، وحُمِل الكتاب إِلَى رئيس الرؤساء فعَرضه على الخطيب فتأمله ثُمَّ قال: هَذَا مزوَّر.
قيل له: ومن أَيْنَ قلتَ ذلك؟ قال: فِيهِ شهادة مُعَاوِيَة وهو أسلم عام الفتح، وفتحت خيبر سنة سبْع، وفيه شهادة سعْد بْن مُعَاذ، ومات يوم بني قُرَيْظَة قبل فتح خيبر بسنتين.
فاستحسن ذلك منه، ولم يُجْرِهم على ما فِي الكتاب.
وقال أَبُو سعد السمعاني: سمعت يوسف بْن أيوب الهَمَذَانيّ يقول: حضر الخطيب درس شيخنا أَبِي إِسْحَاق، فروى الشَّيْخ حديثًا من رواية بحر بْن كُنيز السقاء، ثُمَّ قال للخطيب: ما تقول فِيهِ؟ فقال الخطيب: إنْ أذِنْتَ لي ذكرت حاله.
فأسند الشَّيْخ ظهره إِلَى الحائط، وقعد كالتلميذ، وشرع الخطيب يقول: قال فِيهِ فلان كذا، وقال فِيهِ فلان كذا، وشرح أحواله شرحًا حسنًا، فاثني الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق عليه وقال: هُوَ دارقطني عصرنا.
وقال أَبُو علي البرداني: أَنَا حافظ وقته أَبُو بَكْر الخطيب، وما رأيت مثله، ولا أظنه رَأَى مثل نفسه.
وقال السلفي: سَأَلت أَبَا غالب شجاعًا الذهلي، عن الخطيب فقال: إمام مصنف حافظ، لم ندرك مثله.
وقال أَبُو نصر مُحَمَّد بْن سَعِيد المؤدِّب: سمعتُ أَبِي يقول: قلت لأبي بَكْر الخطيب عند لقائي إياه: أنت الحافظ أَبُو بَكْر؟ فقال: انتهى الحفظ إِلَى الدَّارَقُطْنِي، أَنَا أَحْمَد بْن علي الخطيب.
وقال ابن الأبنوسي: كان الحافظ الخطيب يمشي وَفِي يده جزءٌ يطالعه.
وقال المؤتمن الساجي: كان الخطيب يقول: من صنَّف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس.
وقال ابن طاهر فِي "المنثور": ثنا مكي بْن عَبْد السلام الرميلي قال: كان سبب خروج أَبِي بَكْر الخطيب من دمشق إِلَى صور أنه كان يختلف إليه صبي مليح، سماه(31/55)
مكي، فتكلم الناس فِي ذلك. وكان أمير البلد رافضيا متعصبًا، فبلغته القصة، فجعل ذلك سببًا للفتك به، فأمر صاحب شرطته أن يأخذ الخطيب بالليل ويقتله، وكان صاحب الشرطة سنيا، فقصده تلك الليلة مع جماعةٍ، ولم يمكنه أن يخالف الأمر فأخذه، وقال: أمرت فيك بكذا وكذا، ولا أجد لك حيلة إلّا أني أعبر بك إلى دار الشريف ابن أبي الجن العلوي، فإذا حاذيت الباب اقفز وادخل الدار، فَإِنِّي لا أطلبك، وأرجع إِلَى الأمير، فَأَخْبَرَه بالقصة.
ففعل ذَلِكَ، ودخل دار الشريف، فأرسل الأمير إِلَى الشريف أن يبعث به، فقال: أيها الأمير، أنت تعرف اعتقادي فِيهِ وَفِي أمثاله، وليس فِي قتله مصلحة.
هَذَا مشهور بالعراق، إن قتلته قُتِل به جماعة من الشيعة، وخربت المشاهد.
قال: فَمَا ترى؟ قال: أرى أن يخرج من بلدك.
فأمرَ بإخراجه، فراح إِلَى صور، وبقي بها مدّة.
قال ابنُ السمعاني: خرج من دمشق فِي صفر سنة سبعٍ وخمسين، فقصد صور، وكان يزور منها القدس ويعود، إلى أن سافر ستة اثنتين وستين إِلَى طرابلس، ومنها إِلَى حلب، فبقي بها أيامًا، ثُمَّ ورد بغداد فِي أعقاب السنة.
قال ابن عساكر: سعى بالخطيب حسين بن علي الدمنشي1 إلى أمير الجيوش وقال: هو ناصبي يروي فضائل الصحابة وفضائل الْعَبَّاس فِي الجامع.
وقال المؤتمن الساجي: تحاملت الحنابلة على الخطيب حَتَّى مال إلى ما مال إليه، فَلَمَّا عاد إِلَى بغداد وقع إليه جزء فِيهِ سماع القائم بأمر اللَّه، فأخذ الجزء وحضر إِلَى دار الخلافة، وطلب الإذن فِي قراءة الجزء.
فقال الخليفة: هَذَا رَجُل كبير فِي الحديث، وليس له فِي السماع من حاجة، ولعلَّ له حاجة أراد أن يتوصل إليها بِذَلِك، فَسَلُوه ما حاجته؟ فَسُئل، فقال: حاجتي أن يُؤْذَن لي أن أُمْلي بجامع المنصور.
فتقدم الخليفة إِلَى نقيب النقباء بالإذن له فِي ذلك، فأملي بجامع المنصور.
وقد دُفن إِلَى جانب بشر.
__________
1 الدمنشي: نسبة إلى دمنش: هكذا قال ياقوت "معجم البلدان "2/ 71".(31/56)
وقال ابن طاهر: سألتُ أَبَا القاسم هبة اللَّه بْن عَبْد الوارث الشيرازي: هَلْ كان الخطيب كتصانيفه فِي الحفظ؟ قال: لا. كُنَّا إذا سألناه عن شيء أجابنا بعد أيام، وإن ألححنا عليه غضب. وكانت له بادرة وحشة، ولم يكن حفظه على قدر تصانيفه.
وقال أَبُو الْحُسَيْن الُّطيُوري: أكثر كُتُب الخطيب سوى "تاريخ بغداد" مُستقاة من كتب الصُّوري، كان الصُّوري ابتدأ بها، وكانت له أخت بصور خلِّف أخوها عندها اثني عشر عِدْلًا من الكُتُب، فحصَّل الخطيب من كُتُبه أشياء.
وكان الصوري قد قسم أوقاته فِي نيفٍ وثلاثين شيئًا.
أخبرنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا السلفي، أَنَا مُحَمَّد بْن مرزوق الزعفراني، ثنا الحافظ أَبُو بَكْر الخطيب قال: أما الكلام فِي الصفات فإنَّ ما رُويَ منها فِي السُّنَن الصحاح مذهبُ السَّلف، إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عَنْهَا.
وقد نفاها قوم، فأبطلوا ما أثبته اللَّه تعالى، وحققها قومٌ من المُثْبِتين، فخرجوا فِي ذلك إِلَى ضربٍ من التشبيه والتكييف، تعالى اللَّه عن ذَلِكَ، والقصد إنما هُوَ سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين، ودين اللَّه تعالى بين الغالي فِيهِ والمقصَّر عَنْهُ. والأصلُ فِي هَذَا أن الكلام فِي الصفات فرع الكلام فِي الذات، ويُحْتَذَى فِي ذلك حَذْوُهُ وَمِثَالُهُ، فَإِذَا كَانَ معلومٌ أن إثبات رب العالمين إنما هُوَ إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته، إنما هُوَ إثبات وجود لَا إثبات تحديد وتكييف، فَإِذَا قُلْنَا: لله يد وسمع وبصر، فَإنَّمَا هِيَ صفاتٌ أثبتها اللَّه تعالى لنفسه، ولا نقول إنها جوارح، ولا نشبهها بالأَيْدي والأسماع والأبصار التي هِيَ جوارح وأدوات للفِعْل، ونقول: إنما وجب إثباتها؛ لأن التوقيف وَرَدَ بها، ووجب نفي التشبيه عنها؛ لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} [الشورى: 11] و {لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد} [الإخلاص: 1] 1.
وقال الحافظ ابن النجار فِي ترجمة الخطيب: وُلِد بقرية من أعمال نهر المُلْك، وكان أَبُوهُ يخطب بِدْرْزِيجان، ونشأ هُوَ ببغداد، وقرأ القرآن بالروايات، وتفقَّه على الطَّبَري، وعلّق عَنْهُ أشياء من الخلاف.
__________
1 راجع سير أعلام النبلاء "13/ 598".(31/57)
إِلَى أن قال: ورَوَى عَنْهُ: أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن خَيْرُون، وأبو سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزَّوْزَني، ومُفْلح بْن أحمد الدومي، والقاضي مُحَمَّد بن عُمَر الأرمُويّ، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ. قلتُ: يعني بالسماع1، وآخر من حدَّث عَنْهُ بالإجازة مَسْعُود الثّقفي.
وخطَّ الخطيب خطٌّ مليح، كثير الشَّكل والضَّبْط، وقد قرأت بخطه: أنا علي بن محمد السَّمْسار، أَنَا مُحَمَّد بْن المظفَّر، ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحَجّاج، ثنا جَعْفَر بْن نوح، ثنا مُحَمَّد بْن عِيسَى، سمعتُ يزيد بْن هارون يقول: ما عزَّت النَّيّةُ فِي الحديث إلّا لشرفِه2.
وقال أَبُو مَنْصُور عليّ بْن علي الأمين: لمَّا رجع الخطيب من الشام كَانَتْ له ثروة من الثياب والذهب، وما كان له عَقِب، فكتب إِلَى القائم بالله: إني إذا متُّ يكون مالي لبيت المال، فأْذَنْ لي حَتَّى أُفِّرق مالي على من شئت، فإذِن له، ففرَّقها على المحدِّثين3.
وقال الحافظ ابن ناصر: أخبرتني أمي أن أَبِي حدَّثها قال: كنتُ أدخل على الخطيب وأُمرَّضه، فقلت له يومًا، يا سيّدي، إن أَبَا الفضل بْن خيرون لم يُعطني شيئًا من الذَّهب الَّذِي أمرته أن يفرقه على أصحاب الحديث. فرفَع الخطيب رأسه عن المخدَّة وقال: خُذْ هَذِهِ الخِرْقة باركَ اللَّه لك فيها. فكان فيها أربعون دينارًا. فأنفقتها مُدّةً فِي طلب العلم4.
وقال مكّيّ الرُّمَيْليّ: مرض الخطيب ببغداد فِي رمضان فِي نصفه، إِلَى أن اشتد به الحال فِي غُرّة ذي الحجة، وأوصى إِلَى أَبِي الفضل بْن خَيْرُون، ووقَفَ كُتُبه على يده، وفرَّق جميعَ ماله فِي وجوه البِرّ وعلى المحدِّثين، وتوفِّي رابع ساعة من يوم الإثنين سابع ذي الحجة، ثُمَّ أخرج بُكرة الثلاثاء وعبروا به إِلَى الجانب الغربي، وحضره القضاة والأشراف والخلق، وتقدَّمهم القاضي أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي بالله، فكبَّر عليه أربعًا، ودُفن بجنب بشر الحافي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 598".
2 المصدر السابق.
3 معجم الأدباء "4/ 27"، والمنتظم "8/ 269".
4 سير أعلام النبلاء "13/ 599"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1144".(31/58)
وقال ابن خيرون: مات ضَحْوة الإثنين، ودُفِن بباب حرب. وتصدَّق بماله وهو مائتا دينار، وأوصى بأن يُتصدَّق بجميع ثيابه، ووَقف جميع كُتُبه، وأُخْرِجت جنازته من حجرةٍ تلي النظامية فِي نهر مُعَلَّى، وتبَعه الفُقهاء والخَلْق، وحُمِلت جنازته إِلَى جامع المنصور، وكان بين يدي الجنازة جماعة يُنادون: هَذَا الَّذِي كان يذبّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا الَّذِي كان يَنْفي الكذِب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الَّذِي كان يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وخُتِم على قبره عدّة ختمات1.
وقال الكتاني: وردَ كتابُ جماعةٍ أَن أَبَا بَكْر الحافظ تُوُفّي فِي سابع ذي الحجة، وكان أحدَ من حمل جنازته الْإِمَام أَبُو إِسْحَاق الشّيرازي، وكان ثقة، حافظًا، متقِنًا، مُتَحَرّيا، مصنّفًا2.
وقال أَبُو البركات إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ: كان الشَّيْخ أَبُو بَكْر بْن زهْراء الصُّوفي، وهو أَبُو بَكْر بْن عليّ الطُّرَيْثِيثيّ الصُّوفي، برباطنا قد أعدَّ لنفسه قبرًا إِلَى جانب قبر بِشْر الحافي، وكان يمضي إليه فِي كل أسبوع مرّة وينام فِيه، ويقرأ فِيهِ القرآن كلّه، فلمّا مات أَبُو بَكْر الخطيب، وكان قد أوْصى أن يُدفن إِلَى جنب قبر بِشْر الحافي، فجاء أصحاب الحديث إِلَى أَبِي بَكْر بْن زهراء وسألوه أن يدفنوا الخطيب فِي قبره وأن يُؤْثِرُوه به، فامتنع وقال: موضع قد أعددته لنفسي يؤخذ منّي؟!
فلمَّا رأوا ذلك جاءوا إِلَى والد أَبِي سعْد، وذكروا له ذلك، فأحضرَ أَبَا بَكْر فقال: أَنَا لا أقول لك أعْطِهِم القبر، ولكن أقول لك لو أن بِشْرًا الحافي فِي الأحياء، وأنت إِلَى جانبه، فجاء أَبُو بَكْر الخطيب ليَقْعد دونك، أكان يَحْسُن بك أن تقعد أعلى منه؟ قال: لا، بل كنت أقوم وأُجِلسه مكاني.
قال: فهكذا ينبغي أن تكون الساعة.
قال: فطاب قلبه، وأذِن لهم فدفنوه فِي ذلك القبر3.
وقال أَبُو الفضل بْن خَيْرُون: جاءني بعض الصالحين وأخبرني لمّا مات الخطيب أنه رآه فِي المنام، فقال له: كيف حالك؟ قال: أنا في روح وريحان، وجنة نعيم.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 599"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1144".
2 انظر المصدر السابق.
3 انظر المصدر السابق.(31/59)
وقال أَبُو الْحَسَن علي بْن الْحُسَيْن بْن جدّاء: رَأَيْت بعد موت الخطيب كأنَّ شخصًا قائمًا بحذائي، فأردتُ أن أسأله عن الخطيب، فقال لي: ابتِداءً أُنزِلَ وسطَ الجنّة حيث يتعارف الأبرار. رواها أبو علي البردانيي فِي "المنامات"، له عن ابن جدّاء1.
وقال غَيْث الأرمنازيّ: قال مكّيّ بْن عَبْد السلام: كنت نائمًا ببغداد فِي ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة، فرأيتُ عند السَّحَر كأنَّا اجتمعنا عند أَبِي بَكْر الخطيب فِي منزله لقراءة "التاريخ" على العادة، فكأنَّ الخطيب جالس، والشيخ أَبُو الفضل نصر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه عن يمينه، وعن يمين الفقيه نصر رجلٌ لم أعرفْه، فسألتُ عَنْه، فَقِيل: هَذَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ ليسمع "التاريخ"، فقلت فِي نفسي: هَذِهِ جلالة لأبي بَكْر؛ إذْ يَحْضُرْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مجلسَه.
وقلتُ: وهذا ردٌّ لقول من يعيب التاريخ، ويذكر أنه فِيهِ تحاملٌ على أقوام.
وقال أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن مرزوق الزَّعْفرانيّ: حَدَّثَنِي الفقيه الصالح أَبُو علي الْحَسَن بْن أَحْمَد الْبَصْرِيّ قال: رَأَيْت الخطيبَ فِي المنام، وعليه ثياب بيض حسان، وعمامة بيضاء، وهو فرحان يبتسم، فلا أدري قلتُ: ما فعل اللَّه بك؟ أو هُوَ بَدَأَني فقال: غفر اللَّه لي أو رحِمَني، وكلّ مَن نَجَا. فوقع لي أنه يعني بالتوحيد إليه يرحمه أو يغفر له، فأبشِروا. وذلك بعد وفاته بأيّام.
وقال أَبُو الخطاب بْن الجرّاح يرثيه:
فاقَ الخطيبُ الوَرَى صِدْقًا ومعرفةً ... وأعجزَ الناسَ فِي تصنيفه الكُتُبَا
حَمَى الشريعَةَ مِن غاوٍ يدنِّسُها ... بوصْفه ونَفَى التَّدليسَ والكذبا
جلا محاسن بغداد فأودعها ... تاريخًا مخلصًا لله محتسبًا
وقال فِي الناس بالقِسْطاس منحرفًا ... عن الهوى، وأزال الشّكَّ والرِّيَبا
سَقَى ثراكَ أَبَا بَكْرٍ على ظَمًأ ... جونٌ ركامٌ تَسُحُّ الواكفَ السَّرِبا
ونُلْتَ فوزًا ورِضوانًا ومغفرةً ... إذا تحقَّقَ وعْدُ اللَّه واقتربا
يا أحمدَ بْن عليّ طِبْتَ مُضْطجِعًا ... وباءَ شانِئُكَ بالأَوْزار محتقبا2
__________
1 الوافي بالوفيات "7/ 197".
2 الشواهد في سير أعلام النبلاء "13/ 601"، ومعجم الأدباء "4/ 37، 38"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1140".(31/60)
وقال أبو الحسين بْن الطُّيُوريّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
تغيب الخلق عن عيني سوى قمرٍ ... حسْبي من الخلْقِ طُرًّا ذلكَ القمرُ
محلُّه فِي فؤادي قد تملَّكَه ... وحاز رُوحي فَمَا لي عَنْهُ مصطبرُ
والشّمسُ أقربُ منه فِي تناولها ... وغايةُ الحظّ منه للوَرَى النّظرُ
ودِدْتُ تقبيلَه يومًا مُخَالَسَةً ... فصار من خاطري فِي خدّه أثرُ
وكم حليمٍ رآه ظنَّه مَلَكًا ... وردَّد الفِكر فِيهِ أنّه بشر
وقال غيث الأرمنازيّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
إن كنتَ تَبْغي الرَّشادَ مَحْضًا ... لأمرِ دُنياك والمَعَادِ
فخالِفِ النَّفْس فِي هواها ... إن الهوى جامعُ الفسادِ
وقال أَبُو القاسم النسيب: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
لا تغبطنَّ أخا الدُّنيا لزُخْرُفِها ... ولا لِلَذَّةِ وَقْتٍ عُجِّلَتْ فَرَحَا
فالدَّهْرُ أسْرَعُ شيءٍ فِي تَقَلُّبه ... وفِعْلُهُ بَيِّنٌ للخَلْق قد وَضَحا
كم شاربٍ عسلًا فِيهِ مَنِيَّتُهُ ... وكم تقلَّد سيفًا من به ذُبِحا1
65- أَحْمَد بْنُ عَبْد اللَّه بْنُ أَحْمَد بْن غالب بْنُ زيدون2:
أَبُو الْوَلِيد المخزومي الأندلسي القُرْطُبي، الشّاعر المشهور.
قال ابن بسام: كان أَبُو الْوَلِيد غاية منثور ومنظوم، وخاتمة شعراء بني مخزوم، أحدُ من جرَّ الأيام جرًّا، وفاق الأنام طُرًّا، وصرَّف السّلطان نَفْعًا وضُرًّا، ووسَّع البيانَ نظْمًا ونثرًا، إِلَى أدبٍ ليس للبر تدفقه، ولا للبدر تألفه، وشِعرٍ ليس للسِّحْر بيانُه، ولا للنّجوم اقترانُه، وحظٍّ من النَّثْر غريب المباني، شعْريّ الألفاظ والمعاني، وكان من أبناء وجود الفقهاء بقرطبة.
__________
1 الأبيات في سير أعلام النبلاء "13/ 603"، ومعجم الأدباء "4/ 37، 38"، والبداية والنهاية "12/ 103".
2 العبر "3/ 253"، والنجوم الزاهرة "5/ 88"، وكشف الظنون "478، 481".(31/61)
انتقل عن قُرْطُبة إِلَى المعتضد عَبَّاد صاحب إشبيلية بعد عام أربعين وأربعمائة، فجعله من خواصِّه، وبقي معه فِي صورة وزير.
فَمَنْ شِعره قَوله:
بَيْني وبَيْنَكَ ما لو شئت لم يضع ... سرٌّ، إذا ذاعت الأسرارُ لم يُذِعِ
يا بائعًا حَظَّهُ مِنّي ولو بُذِلَتْ ... لِيَ الحياةُ بِحَظّي منهُ لم أبعِ
يكفيك أنَّكَ لو حمَّلت قلبي ما ... لا تستطيعُ قلوبُ الناس يَسْتَطِعَ
تِهْ أَحْتَمِل، وَاسْتَطِلْ أَصْبِر، وَعِزَّ أَهُنْ ... وَوَلِّ أُقْبِل، وقُلْ أَسْمَع، ومُرْ أُطِعِ
وله:
أَيَّتُها النّفسُ إليْهِ اذْهَبي ... فَمَا لِقَلْبِي عَنْهُ مِنْ مَذْهَبِ
مُفَضَّضُ الثَّغْرِ لهُ نُقْطَةٌ ... مِن عَنْبَرٍ فِي خَدِّه المُذْهَب
أيأسني التَّوْبَةَ من حُبِّهِ ... طُلُوعُهُ شَمْسًا مِن المغربِ
وله القصيدة السائرة الباهرة:
بِنْتُمْ وَبِنَّا فَمَا ابْتَلَّتْ جَوَانِحُنَا ... شوقًا إليكُمْ ولا جفَّتْ مَآقِينا
كُنّا نرى اليأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه ... وقَدْ يَئِسْنا فَمَا لليّأْسِ يُغْرِينا
نَكَادُ حينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمَائِرُنا ... يَقْضِي علَيْنا الأَسَى لولا تأسَينا
طالت لِفَقْدكُم أيَّامُنا، فَغَدَتْ ... سُودًا، وكانَتْ بِكُمْ بيضًا ليالينا
بالأمسِ كنَّا وما يُخشَى تَفَرُّقُنا ... واليومَ نحنُ وما يُرْجَى تَلَاقينا
إِذْ جانِبُ العَيْشِ طَلْقٌ من تَأَلُّفِنا ... ومورد اللهو صافٍ من تصافينا
كأنَّنا لَمْ نَبِت، والوصْلُ ثالِثُنا ... والسَّعْدُ قَدْ غَضَّ من أجْفَانِ واشِينا
ليُسْقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُّرُورِ فَمَا ... كُنْتُمْ لأَرواحِنا إِلّا رَياحِينا1
وهي طويلة.
توفِّي ابن زيدون فِي رجب بإشبيلية.
__________
1 الأبيات في الديوان "298، 299"، والوافي بالوفيات "7/ 91، 92" ذكر بعضها.(31/62)
وولي ابنه أَبُو بَكْر وزارة المعتمد بْن عبَّاد، وقُتِلَ يوم أَخَذَ يوسف بْن تاشفين قُرْطُبة من المعتمد سنة أربعٍ وثمانين.
66- أَحْمَد بْن علي بْن أَحْمَد بْن عُقْبة الأصبهاني:
يروي عن: أبي عبد الله بن منده، وأبي إِسْحَاق بْن خُرَّشِيد قُولَه.
وكان رجلًا صالحًا عفيفًا.
مات فِي المحرَّم.
67- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز العُكْبَريّ:
أَبُو طاهر، توفِّي بعُكْبَرا.
حرف الباء:
68- بدْر الفَخْريّ:
أَبُو النّجْم.
عن: عُثْمَان بْن دُوَست. سمع منه: شجاع الذُّهْلي، وهبة اللَّه السَّقَطيّ.
وتوفِّي فِي رمضان، كان يلزم الخطيب، ذكره فِي تاريخه.
حرف الحاء:
69- حسَّان بْن سَعِيد1.
أَبُو علي المَنِيعيّ المَرْوَرُّوذِيّ، بَلَغَنَا أنَّه من ذُرّية خَالِد بْن الْوَلِيد -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
سمع من: أبي طاهر بن مَحْمِش الزّيادي، وأبي الْقَاسِمِ بْنُ حبيب، وَأَبِي الْحَسَنُ السقاء، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: محيي السُّنَّةِ البغوي، وَأَبُو المظفّر عَبْد المنعم القُشَيْري، ووجيه الشحامي، وعبد الوهاب بن شاه.
__________
1 شرح السنة للبغوي "1/ 23"، والأنساب "11/ 509"، والمنتظم "8/ 370"، والبداية "12/ 103، 104".(31/63)
وذكره عَبْد الغافر الفارسيّ فقال: هُوَ الرئيس أَبُو عليّ الحاجّي، شيخ الْإِسْلَام المحمود الخصال السَّنِيَّة، عمَّ الآفاق بخيره وبرَّه، وكان فِي شبابه تاجرًا، ثُم عظُم حتّى صار من المخاطبين من مجالس السَّلاطين، لم يستغنوا عن الاعتضاد به وبرأيه، فرغب إِلَى الخيرات، وأناب إِلَى التَّقْوى والورع، وبنى المساجد والرَّباطات، وبنى جامع مدينته مَرْو الرُّوذ.
وكان كثير البِرّ والإيثار، يكسو فِي الشتاء نحوًا من ألف نفس، وسعى فِي إبطال الأعشار عن البلاد، ورفع الوظائف عن القُرى، ومن ذلك أنه استدعى صدقةً عامة على أَهْل البلد، غنيّهم وفقيرهم، فكان يطوف العاملون على الدُّور والأبواب، ويُعدّون سكانها، فيدفع إِلَى كل واحدٍ خمسة دراهم، وتمَّت هَذِهِ السُّنَّة بعد موته.
وكان يُحيى اللَّيالي بالصلاة، ويصوم الأيام، ويجتهد فِي العبادة اجتهادًا لا يطيقه أحد.
قال: ولو تتبعنا ما ظهر من آثاره وحسناته لَعَجَزْنا.
وقال أَبُو سعْد السمعاني: حسَّان بْن سَعِيد بن حسّان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن منيع بْن خَالِد بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ المنيعي، كان فِي شبابه يجمع بين الدّهْقَنة والتجارة، وسلك طريق الفتيان حَتَّى سادَ أَهْل ناحيته بالفُتُوّة والمروءة والثروة الوافرة، إِلَى أن قال: ولمّا تسلطت سلجوق ظهر أمره، وبنى الجامع بمرو الرُّوذ، ثُمَّ بنى الجامع الجديد بنَيْسابور، وبلغني أنَّ عجوزًا جاءته وهو يبنيه، ومعها ثوبٌ يساوي نصف دينار، وقالت: سمعتُ أنّك تبني الجامع، فأردت أن يكون لي فِي البقعة المباركة أثر.
فَدَعا خازنه واستحضر ألف دينار، واشترى بها منها الثوب، وسلَّم المبلغَ إليها، ثمّ قبضه منها الخازن، وقال له: أنفِقْ هَذِهِ الألف منها فِي عمارة المسجد، وقال: احفظ هَذَا الثوب لكَفَنِي أَلْقى اللَّه فِيهِ.
وكان لا يُبالي بأبناء الدنيا ولا يتضعضع لهم.
وحُكِي أنَّ السلطان اجتاز بباب مسجده، فدخل مراعاةً له، وكان يُصلّي، فَمَا قطع صلاته، ولا تكلَّف حَتَّى أتمَّها، فقال السلطان: فِي دولتي مَن لا يخافني ولا يخاف إلّا الله.(31/64)
قلت: مات سنة مائتين، وله ستٌّ وتسعون سنة.
34- أوس بْن عَبْد الله بْن بُريدة بْن الحُصَيْب الأسلميّ المَرْوَزِيّ1:
روى عَنْ: أخيه سهل، والحسين بْن واقد، ولم يدرك أَبَاهُ، لعلّه مات وأوس حَمْل.
روى عَنْهُ: سليمان بْن عُبَيْد الله، ومحمد بْن مقاتل، والحسين بْن حُرَيْث المَرْوَزِيُّون.
قَالَ أبو حاتم: سألنا المَرَاوِزة عَنْهُ فعرفوه وقالوا: تَقَادَمَ موتُه.
35- أوس بْن عَبْد الله السَّلُوليّ البصْريّ2:
عَنْ: بُرَيْد بْن أَبِي مريم.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ومعلَّى بْنُ أَسَدٍ، ومُسَدّد، وغيرهم.
وهو قديم الوفاة.
36- أيّوب بْن تميم:
أبو سليمان التّميميّ الدّمشقيّ3. مقرئ أهل الشام.
قرأ عَلَى: يحيى الذَّماريّ، وأبي عَبْد المُلْك الذَّماريّ.
تلا عَليْهِ: ابن ذَكْوان، والوليد بْن عُتْبة.
وحمل عَنْهُ الحروف: أبو مُسْهٍر، وهشام بْن عمّار.
وقد روى الحديث عَنْ: الأوزاعيّ، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، وغيرهما.
حدَّث عَنْه: هشام، ودُحَيْم، وآخرون.
وهو ثقة في الحديث والقراءة.
مات بعد التسعين ومائة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 305، 306"، والميزان "1/ 278".
2 الجرح والتعديل "2/ 305"، والثقات لابن حبان "6/ 73".
3 الجرح والتعديل "1/ 205"، والثقات لابن حبان "6/ 59".(31/65)
37- أيّوب بْن حسّان الْجُرشيّ الدّمشقيّ1:
أبو حسّان.
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، ويونس بْن يزيد، والأوزاعي، وثور بْن يزيد، وطائفة.
وعنه: هشام بْن عمّار، ودُحَيْم، وسليمان الشُّرَحْبيليّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعة الدّمشقيّ: مقارِب.
38- أيّوب بْن المتوكّل البصْريّ الصَّيْدلانيّ2:
المقرئ الإِمَام.
سَمِعَ: فَضَيْلَ بْن سليمان، وطبقته.
وتلا عَلَى: الكِسائيّ، وعلى: سلام الطّويل، وحُسين الْجُعْفيّ. واختار لنفسه مَقْرءًا.
روى عَنْهُ: عليّ بْن المَدِينيّ، ويحيى بْن مَعِين، ومحمد بْن يحيى القُطَعيّ.
وَأَجَلُّ مِن تلا عَليْهِ القُطَعيّ.
قَالَ ابن المَدِينيّ: نا أيّوب بْن المتوكّل، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ قَالَ: لا يكون إمامًا مِن أخذ بالشاذّ مِن العِلْم، ولا مِن روى عَنْ كلّ أحد، ولا مِن روى كلّ ما سمِع.
ويقال: إنّ يعقوبَ الحضرميّ وقف عَلَى قبر أيّوب لما دُفِنَ وقال: يرحمك الله يا أيّوب، ما تركتَ خَلَفًا أعلم بكتاب الله منك.
وعن أيّوب قَالَ: ما غلبتُ يعقوبَ إلا بالأثر.
وقال إسحاق بْن إبراهيم الشهيديّ: دخلت الكوفة فأتيتُ ابنَ إدريس الأَوْديّ، فأوّل ما سألني عَنْ أيّوب، ما فعل أيّوب؟ قلت: بخير، قَالَ: يُقرئ؟ قلت: نعم. قال: ذاك أقرأ الناس.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 244".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 459"، وتاريخ بغداد "7/ 7، 8".(31/66)
وقال أحمد بْن سِنان القطّان: سَمِعْتُ أيّوب بْن المتوكّل يَقُولُ: قرأت عَلَى يحيى القطّان، وطلب منّي كتاب الحروف، فسمِعه منه.
قَالَ أبو حاتم السّجسْتانيّ: أيّوب بْن المتوكّل مِن أقرأ القرّاء وأرواهم للآثار في القرآن.
قلت: وثَّقه ابن المَدِينيّ.
ومات سنة مائتين كهْلا.
39- أيّوب بْن واصل البصْريّ1:
سَمِعَ: ابن عَوْن.
وعنه: إبراهيم بن المنذر، وعَبْد اللَّه بْن محمد المسِنديّ، ومحمد بْن أسد الخشنيّ، وجماعة.
وهو قليل الحديث.
قَالَ أبو حاتم: يكتب حديثه.
40- أيوب بن واقد الكوفي2 -ت:
أبو الحسن، ويقال: أبو سهل.
سكن البصرة، وحدَّث عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وعثمان بْن حكيم.
وعنه: بِشْر بْن مُعَاذ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَدَاهِرُ بْنُ نوح، وجماعة.
قَالَ أحمد: ضعيف الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عامَّة مَا يَرْوِيهِ لا يُتابع عَليْهِ.
حرف الباء:
41- بشَّار بْن قيراط
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 261"، والميزان "1/ 259".
2 الجرح والتعديل "2/ 260"، والميزان "1/ 259".(31/67)
أبو نُعَيْم النَّيْسابوريّ، نزيل الرَّيّ1. وهو أخو حمَّاد بْن قيراط.
روى عَنْ: هشام بْن حسّان، وابن جُرَيج، وبكر بن معروف، والثوري، وجعفر بن محمد، وشعبة، وطبقتهم.
وعنه: عبد الله بن الوليد بن مهران، وعمرو بن رافع القزويني، ونوح بن أنس.
قال أبو حاتم: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وقال أبو زُرعة: يكذب، وأخوه حمَّاد صَدُوق.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الضَّعْفِ أَقْرَبُ.
42- بَزِيع بْن حسّان:
أبو الخليل البصْريّ الخصّاف2.
عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وثابت البُنانيّ.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن المبارك، وأزهر بْن جميل، ومحمد بْن بكّار، ويحيى بْن سَعِيد العطّار، ومحمد بْن صدران.
وهو متروك، اتَّهَمه ابن حيان، وغيره، أتى بعجائب لا تُحتَمل.
43- بِشْر بْن إبراهيم الأنصاريّ المفلوج3:
عَنْ: ثور بْن يزيد، والأوزاعي، وأبي مُرَّة الرّقاشيّ، ومبارك بْن فَضَالَةَ.
وعنه: داهر بْن نوح، وعبد الله بْن يوسف الْجُبيريّ، ويوسف بْن بحر، ومحمد بْن عبد الله بن بزيع، وجماعة.
ضعفه أبو حاتم وغيره، وقال ابن عَدِيّ: هُوَ عندي ممّن يضع الحديث.
44- بِشْر بْن الحَسَن -ن:
أبو مالك البصري4، أخو حسين بن الحسن.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 417"، والميزان "1/ 310".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 421"، والميزان "1/ 306".
3 الجرح والتعديل "2/ 351"، والميزان "1/ 311".
4 الجرح والتعديل "2/ 355"، والتهذيب "1/ 477".(31/68)
عَنْ: ابن عَوْن، وأشعث بْن سوار، وابن جرَيْج.
وعنه: عُمَر بْن شُعْبَة، وهارون الحمّال، وعثمان بْن أَبِي صفْوان، ومحمد بْن عَبْد الله المخرميّ.
قَالَ هارون الحمَّال: ثقة ثقة.
وقيل: كَانَ يحافظ عَلَى الصّفّ الأوّل خمسين سنة بجامع البصرة.
45- بِشْر بْن السَّريّ:
أبو عمرو البصري الواعظ العابد الملقَّب بالأَفْوَه1.
نزيل مكّة، سَمِعَ: مِسْعَرا، والثَّوْريّ، وزائدة، ومالكًا، وحمَّاد بْن سَلَمَةَ، وطائفة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن المَدِينيّ، والفلاس.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ متقنًا للحديث عَجَبًا.
وقال أبو حاتم: ثَبْتُ صالح.
وقال يحيى بْن مَعِين: ثقة.
وقال ابن عدي: يقع في حديثه ما ينكر، وهو في نفسه لا بأس بِهِ.
وقال العُقَيْليّ: هُوَ في الحديث مستقيم.
حَدَّثَنَا أحمد الأبَّار، نا عوّام قَالَ: قَالَ الحُمَيْديّ: كَانَ بِشْر بْن السَّريّ جَهْميًا2، لا يحلّ أن يُكْتَب حديثه.
قلت: قد صحَّ رجوعه عَنِ التجهُّم.
حَدَّثَنَا جعفر الفريابي، ثنا أحمد بن محمد المقدمين، ثنا سليمان بْن حرب قَالَ: سَأَلَ بِشْر بْن السَّريّ حمَّاد بْن زيد فقال: الحديث الَّذِي جاء أنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا يتجوّل مِن مكان إلى مكان؛ فسكت حمَّاد ثمّ قَالَ: هُوَ في مكانه يقربُ من خلقه كيف شاء.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 358"، والتهذيب "1/ 450".
2 الجهمية: إحدى الفرق الضالة وهي تنفي صفات الله تعالى.(31/69)
قلت: كَانَ مِن حمَّاد أن يزجر السائل ويقول: الله ورسولُه أعلم، فإنّ الخوض في هذا لا ينبغي، بل تمرّ الأحاديث كما جاءت ولا يُعترض عليها.
وقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بِشْر بْن السَّريّ تكلّم بمكّة بشيء، فوثب عَليْهِ ابن الحارث بْن عُمَير، يعني حمزة؛ فلقد ذلَّ بمكّة حتى جاء فجلس إلينا ممّا أصابه مِن الذلِّ.
قَالَ عَبْد الله: يعني تكلّم في القرآن.
ثمّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ الثَّوْريّ يستقله. قلتُ: لِمَ؟ قَالَ: سأله عَنْ شيء -يعني: عن أطفال المشركين- قال لَهُ سُفْيان: ما أنت وذا يا صَبي؟ قلت: مات في سنة خمسٍ وتسعين ومائة، أو سنة ستٌّ.
46- بِشْر بْن سَلْم بْن المسيّب البَجَليّ1:
كوفِّي، روى عَنْ: إسماعيل بْن خَالِد، ومِسْعَر.
وعنه: ابنه الحسن، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.
قال أحمد بن حنبل: قد رأيته ولم أسمع منه.
47- بشر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مروان الأموي2:
روى عَنْ: عمّه عَبْد العزيز بْن عُمَر.
وعنه: محمد بْن معاوية الأنماطيّ، ويحيى بْن مَعِين.
وقال يحيى: لا بأس به.
48- بقية بن الوليد بن صائد3:
الحافظ، أبو يُحْمِد الكَلاعيّ الحِمْيَريّ الميْتميّ الحمصيّ، أحد أعلام الحديث.
روى عَنْ: محمد بْن زياد الأَلْهانيّ، وبَحير بْن سعْد، وثور بْن يزيد، وعبد الله بْن عُمَر، والزُّبَيْديّ، والأوزاعيّ، وابن جُرَيج، وصَفوان بْن عَمرو، ويونس بْن
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 358"، وتاريخ بغداد "7/ 54".
2 انظر: التاريخ الكبير "2/ 77"، والجرح والتعديل "2/ 361".
3 الجرح والتعديل "2/ 434-436"، والسير "8/ 455، 469".(31/70)
يزيد، وخلْق لا يُحصَون، تسعة أعشارهم عامّة مجهولون.
وعنه: مِن شيوخه: الأوزاعي، وشُعْبَة.
ومن أقرانه: ابن المبارك، والوليد بْن مُسْلِم، وإسماعيل بْن عيّاش، وطائفة.
وأبو مُسْهٍر، وحَيوة بْن شُرَيْح، وهشام بْن عمّار، ومحمد بْن مُصَفَّى، وداوود بْن رُشَيْد، وكثير بْن عُبَيْد، وعَمْرو بْن عفّان، وأبو عُتبة أحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وخلْق، فالحجازي آخرُهم موتًا.
قَالَ يحيى بْن مَعِين، وأبو زُرْعة، وغيرها: إذا روى عَنْ ثقة فهو ثقة حُجّة.
وقال ابن المبارك: أعياني بقيّة، يسمِّي الكَنى ويكنِّي الأسامي.
وقال أبو حاتم: سَأَلت أبا مُسْهٍر عَنْ حديثٍ لبقيّة فقال:
احذَرْ حديثَ بقيّةْ ... وكن منها عَلَى تقيّهْ
فإنّها غير نقيّهْ
وقال النَّسَائيّ: إذا قَالَ: ثنا وحَدَّثَنَا فهو ثقة، وإن قَالَ: عَنْ، فلا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ الصَّفَّارِ، أَنَا هِبَةُ الرَّحْمَنِ القشيري، أنا عبد الحميد البحتري، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبُو عَوَانَةَ، ثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ بَقِيَّةَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ، وَأَبُو عُتْبَةَ قَالُوا: ثَنَا بَقِيَّةُ، نا الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "مَنْ دُعِيَ إِلَى عُرْسٍ أَوْ نَحْوِهِ فَلْيُجِبْ" 1 خرّجه مُسْلِمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ بَقِيَّةَ، وَلَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحِ عَنْ بَقِيَّةَ سِوَاهُ.
قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه: سَمِعْتُ بقيّة يَقُولُ: وُلدت سنة عشر ومائة.
قَالَ ابن مَعِين: كَانَ شُعْبَة مبجَّلا لبقيّة حيث قِدم عَليْهِ.
وقال حَيوة بْن شُرَيْح: سَمِعْتُ بقيّة يَقُولُ: لما قرأت عليّ شُعْبَة نسخة بَحير بْن سعْد، قَالَ لي: يا أبا يُحْمِد، لو لم أسمع هذا منك لطرْت.
وقال زكريّا بْن عَدِيّ: قَالَ لنا أبو إِسْحَاق الفَزَاريّ: خُذوا عَنْ بقيّة ما حدَّث عَنِ الثَّقات، ولا تأخذوا عَنْ إسماعيل بْن عيّاش ما حدَّث عَنِ الثقات وغير الثقات.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه مسلم "1429"، وابن عساكر "3/ 276"، "3/ 288"، "10/ 196" كما في تهذيب تاريخ دمشق.(31/71)
إبراهيم بْن موسى الفرّاء، عَنْ رباح، عَنِ ابن المبارك، قَالَ: إذا اجتمع بقيّة وإسماعيل بْن عيَّاش فبقيّة أحبّ إليّ.
ورواه سُفْيان بْن عَبْد المُلْك، عَنِ ابن المبارك، وقال: كَانَ صدوق الّلسان، ولكن يأخذ عمَّن أقبل وأدبر.
وعن ابن المبارك: نعم الرجل بقيّة، لولا أنّه يكنِّي الأسامي ويُسميّ الكُنَى. كَانَ دهْرًا يحدّثنا عَنْ أَبِي سَعِيد الوحاظيّ فنظرنا فإذا هُوَ عَبْد القُدُّوس.
وقال أحمد بْن حنبل: بقية أحبّ إليّ مِن إسماعيل، وإذا حدَّث عَنِ المجهولين فلا تقبلوه.
وقال أحمد: روى بقيّة عَنْ عُبَيْد الله مناكير.
عثمان الدارميّ، عَنِ ابن مَعِين: بقيّة ثقة. قلت لَهُ: هُوَ أحبّ إليك أو محمد بْن حرب؟ فقال: ثقة وثقة.
وقال أحمد العِجليّ، ويعقوب بْن شَيْبة: بقيّة ثقة عَنِ المعروفين.
وقال أبو إسحاق الجوجاني: رحِم الله بقيّة، ما كَانَ يبالي إذا وجد خُرافة عمَّن يأخذه، فإذا حدَّث عن الثقات فلا بأس.
قلت: شرط أن يصرّح بالإخبار ولا يَقُولُ: عَنْ فلان. فإنّه قد دلّس عَنِ ابن جُرَيج، وعن الأوزاعي بطامّات.
وقال ابن عَدِيّ: ولبقيّة حديث صالح، وفي بعض رواياته يخالف الثقات، وإذا روى عَنْ أهل الشام فهو ثَبْت، وإذا روى عَنْ غيرهم خلّط كإسماعيل بْن عيّاش.
وقال أحمد بْن الحَسَن التَّرْمِذيّ، عَنْ أحمد بْن حنبل: لبقيّة مناكير عَنِ الثقات.
وقال حجَّاج بْن الشّاعر: سُئِل ابن عُيَيْنَة عَنْ حديثٍ مِن هذه المُلَح، فقال: أبو العَجَب: أَنَا، أبَقيّةُ بنُ الوليد أَنَا؟
وقال ابن خُزَيْمَة: لا احتجّ ببقيّة.
قلت: وكان في بقيّة دُعابه وحُسن خلق.
قَالَ أبو التّقيّ اليَزَنيّ: سَمِعْتُ بقية ما يَقُولُ: ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد.(31/72)
وقال بركة بْن محمد الحلبي: كنَّا عند بقيّة في غُرْفة، فسمع الناس يقولون: لا لا، فأخرج رأسه مِن الطاقة وجعل يصيح معهم: لا لا؛ فقلنا: يا أبا يُحمد، سبحان الله، أنت إمام يُقتدَى بك.
قَالَ: أُسْكُتْ هذه سُنَّة بلدنا.
وعن قَثَم بْن أَبِي قَتَادة قَالَ: سَمِعْتُ مِن يسأل بقيّة: كيف يُقال للعروس إذا دخلت عَلَى زوجها؟ قَالَ: ما زلنا نسمع عجائز الحيّ يقُلْن: ادخلي رجْلَك اليمني عَلَى المال والبنين.
وقال عطيّة بْن بقيّة: قَالَ أَبِي: دخلت على الرشيد، فقال لي: يا بقيّة، إنّي لأُحبّك؛ فقلت: ولأهل بلدي؟ قَالَ: لا، إنَّهم جُنْد سَوْءٍ، لهم كذا وكذا غَدْرَة. ثمّ قَالَ: حَدَّثَنِي، فَقُلْتُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الْفُرْسِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ، وَبِلالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ"1.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: "وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَثَلاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي" 2.
قَالَ: فامتلأ مِن ذَلِكَ فرحًا وقال: يا غلام، ناولني الدَّوَاة. وكان القيّم بأمره الفضل بْن الربيع ومرتبته بُعَيْدَة، فناداني وقال: يا بقيّة، ناوِلْ أمير المؤمنين الدَّواة بجانبك.
قلت: ناوِلْه أنت يا هامان.
فقال: سَمِعْتُ ما قَالَ لي يا أمير المؤمنين؟ قَالَ: اسكتْ، فما كنت عنده هامان حتّى أكون عنده فرعون.
__________
1 حديث ضعيف: أخرجه الطبراني "8/ 131" في الكبير، و"1/ 104" في الصغير، وعبد الرزاق "20432" في مصنفه، والطبري "22/ 66" في تفسيره، وابن سعد "1/ 1/ 2" في الطبقات الكبرى، وأبو نعيم "1/ 49" في تاريخ أصفهان.
2 حديث صحيح: أخرجه الترمذي "2437"، وابن ماجه "4286"، وابن أبي شيبة "11/ 471"، وابن أبي عاصم "1/ 261"، والطبراني "7250" في الكبير.(31/73)
قَالَ يعقوب الفَسَويّ: بقيّة يّذْكَر بحِفْظ، إلا أنّه يشتهي المُلَح والطرائف، فيروي عَنِ الضُّعفاء.
وروى عَبْد الرَّحْمَن بن الحَكَم بْن بشير، عَنْ وكيع قَالَ: ما سَمِعْتُ أحدًا أجرأ عَلَى أَنْ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِن بقيّة.
قُلْتُ: قَدْ خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيثًا تُوبِعَ فِيهِ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، وَلَهُ نُسْخَةٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْهَا: "تَرِّبُوا الْكِتَابَ"1.
وَمِنْهَا: "مَنْ أَدْمَنَ عَلَى حَاجِبِهِ الْمُشْطَ عُوفِيَ مِنَ الْوَبَاءِ"2.
وَمِنْهَا: "إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ فَلا يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا، فَإِنَّهُ يُورِثُ الْعَمَى"3.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَهَذِهِ النُّسْخَةُ كُلُّهَا مَوْضُوعَةٌ، يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ بَقِيَّةُ سَمعِهَا مِنْ إِنْسَانٍ ضَعِيفٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فدلَّس عَنْهُ.
وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ ببقيّة.
قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه، وأحمد، وأبو عُبَيْد، وخليفة، وابن مُصَفَّى، وابن سعْد: توفِّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
وقال الوليد بْن عُتْبَة: سنة ستٌّ، وقيل: سنة ثمانٍ.
49- بكّار بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْن العوّام الأسَديّ4:
الأمير أبو بَكْر، وُلّي المدينةَ للرشيد اثنتي عشرة سنة وأشهُرًا.
وكان بِهِ مُعْجَبًا وعنده وجيهًا، أخرج عَلَى يديه أعطية جليلة ضخمة لأهل المدينة في ثلاث مرّات، مجموع ذَلِكَ ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار.
وكان يكتب إِلَيْهِ: مِن عَبْد الله هارون، إلى أبي بكر بن عبد الله. ذكر هذا ولده الزبير بن بكار.
__________
1 حديث ضعيف: أخرجه ابن ماجه "3774"، وابن أبي شيبة "9/ 33"، و"9/ 34" في مصنفه.
2 حديث موضوع: أخرجه ابن الجوزي "3/ 54" في الموضوعات، وابن حبان "1/ 202" في المجروحين.
3 حديث موضوع: أخرجه ابن عدي "2/ 507"، وابن حبان "1/ 202" في المجروحين.
4 انظر: وفيّات الأعيان "6/ 37".(31/74)
ثمّ قَالَ: وكان جوادًا ممدّحًا، قويّ الولاية، متفقَّدًا لمصالح العوامّ، شديدا عَلَى المُبْتَدعَة، أمِنَت أعمالُ المدينة في أيامه.
مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
وقد طَوّل الزُّبَيْر ترجمة أَبِيه وبالَغَ فيه.
50- بكّار بْن عَبْد الله بْن عُبَيْدة الرَّبَذيّ1:
عَنْ: عمّه موسى بْن عُبَيْدة.
وعنه: أبو جعفر بْن نُفَيْلٍ، ومحمد بْن مِهْران الحمّال، وحفص بْن عُمَر الْجَنَدِيّ، وأبو حُصَين الرّازيّ.
ذكره ابن أَبِي حاتم.
51- بَكْر بْن سليمان:
أبو يحيى البصْريّ2. عَنْ: ابن إسحاق، وغيره.
وعنه: خليفة بْن خيّاط، وشهاب بْن معمّر، ومحمد بْن عبّاد الْهُذَلِيِّ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: معروف.
وقال أبو حاتم: مجهول.
52- بَكْر بن سليم الصواف الطائفي ثم المدني3:
عَنْ: زيد بْن أسلم، وربيعة بْن أَبِي عبد الرحمن، وأبو طوالة، وسهيل، وابن المنكدر، وأبي صخر حمدي بْن زياد.
وعنه: إسحاق الخَطْميّ، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبو الطّاهر أحمد بْن السرْح، وآخرون.
وعُمَّر دهرًا.
قَالَ أبو حاتم: يُكَتب حديثه.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 409"، والميزان "1/ 341".
2 الجرح والتعديل "2/ 387"، والميزان "1/ 345".
3 الجرح والتعديل "2/ 386"، والميزان "1/ 345".(31/75)
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابن عَدِيّ: ضعيف ينفرد بما لا يُتابع عَليْهِ.
53- بَكْر بْن الشَّرُود:
وهو بَكْر بْن عَبْد الله بْن الشَّرُود الصّنعانيّ1.
عَنْ: مَعْمَر، وسُفْيان الثَّوْريّ، ومالك، وعبد الله بْن عُمَر العُمريّ، ويحيى بْن مالك بْن أنس، وغيرهم.
وعنه: محمد بْن السَّريّ العسقلانيّ، ومَيمون بْن الحَكَم، ومحمد بْن يحيى بْن جَميل، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وغيره: ضعيف.
وقال ابن حِبّان: يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل.
54- بَكْر بْن يزيد الحمصيّ الطّويل2:
سكن بغداد، وحدَّث عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وأبي بَكْر بْن أَبِي مريم.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وأحمد بْن حنبل، وأبو سَعِيد الأشج. صالح الحديث.
55- بَكْر بْن النّطّاح:
أبو وائل الحنفيّ البصْريّ3.
شاعر بديع القول، مدح الرشيد، وغيره.
ولما توفِّي رثاه أبو العَتَاهية بأبيات.
56- بَكْر بْن يونس بْن بُكَير بن واصل الشيباني الكوفي4:
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 388"، والميزان "1/ 346".
2 الجرح والتعديل "2/ 394"، والثقات لابن حبان "8/ 146".
3 تاريخ بغداد "7/ 90"، معجم الدباء "3/ 92".
4 الجرح والتعديل "2/ 393"، والتهذيب "1/ 488".(31/76)
عَنْ: موسى بْن عليّ بْن رباح، وعبد الله بْن لَهِيعة.
وعنه: أبو كُرَيْب، وعُبَيْد بْن يَعِيش.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتابع عَليْهِ.
57- بَهْز بْن أسد:
أبو الأسود العمي البصري1، أخو مُعَلَّى بْن أسد.
ثقة مشهور.
يروى عَنْ: شُعْبَة، ويزيد بْن إبراهيم التُّسْتَرِيّ، وأبي بَكْر بْن النَّسَائيّ.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وبُنْدار، وأحمد بْن سِنان، وعبد الرَّحْمَن بْن هاشم الطُّوسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر العبْديّ، وآخرون.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر: ما رَأَيْت رجلا خيرًا منه.
يقال: مات سنة سبع وتسعين ومائة.
حرف التاء:
58- تَلِيد بْن سليمان المُحَاربيّ الكوفي2:
عن: أبي الجحاف داوود، وعبد المُلْك بْن عُمَير، وعطاء بْن السّائب، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وإسحاق بْن موسى، وابن نُمير، وأبو سَعِيد الأشجّ. قَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ مذهبه التشيّع، ولم نر به بأسًا.
وقال داوود وغيره: رافضي خبيث.
وقال يحيى بْن مَعِين: قَعَد مَعَ مولى لعثمان -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فتذاكروا أمر عثمان، فتناوله تَلِيد، فقام إليه المولى فرماه مِن أعلى سطحٍ، فانكسرت رِجْلُه، فكان يمشي عَلَى عصا.
وكان مقيمًا ببغداد، سَمِعْتُ منه وليس بشيء.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 431"، والميزان "1/ 353".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 447"، والميزان "1/ 358".(31/77)
وكذا ضعَّفه ابن عَدِيّ.
وكذَّبه الْجَوْزَجانيّ.
حرف الجيم:
59- الجرّاج بْن مليح:
أبو عَبْد الرَّحْمَن البهراني الحمصي1.
عن: الزبيدي، وحجاد بْن أرطأة، وبكر بْن زُرْعة، وغيرهم.
وعنه: الحَسَن بْن خُمَير الحَرازيّ، وهشام بْن عمّار، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبِيل، وموسى بْن أيّوب النَّصيبيّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابن مَعِين: لا أعرفه.
وقوّاه النَّسَائيّ.
حرف الحاء:
60- الحارث بْن مرّة بْن مُجّاعة الحنفي اليماني2:
أبو مرة.
قدِمَ بغداد، وحدَّث عَنْ: كُلَيْب بْن منفعة، ويزيد الرقاشيّ، وجماعة فيهم نَكارة وجَهَالة.
وعنه: ابن المَدِينيّ، وأحمد، ونصر بْن عليّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ويحيى بْن أكثم، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قلت: روى لَهُ أبو داوود حديثًا عن كليب، عن جده.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 523، 524"، والميزان "1/ 390".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 90"، والتهذيب "2/ 156".(31/78)
61- الحارث بْن عُبَيْدة:
أبو وهْب الكَلاعيّ الحمصيّ1، قاضي حمص.
روى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، ومحمد بْن الوليد الزُّبَيْديّ، وسعيد بن غزوان، والعلاء بن عتبة، وإسماعيل بن رافع، وغيرهم.
وعنه: يزيد بن عبد ربه، وعبد الله بن عبد الجبار الخبايري، وعمرو بن عثمان، وآخرون.
وَقِيلَ: أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وقد فرق بينه وبين صاحب ابن خثيم أبو عَبْد الله الْبُخَارِيّ.
وقال أبو حاتم: هما واحد.
قَالَ: وليس بالقويّ.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ضعيف.
62- حَجَّاج بْن سليمان الرُّعَيْنيّ2:
أبو الأزهر الْمَصْرِيّ، ويُعرف بابن القَمْريّ.
روى عَنْ: حَرْملة بْن عِمران، وَاللَّيْثِ، ومالك، وابن لَهِيعَة.
وعنه: محمد بن سلمة المرادي، وغيره.
قال ابن يونس: في حديثه خطأ ومناكير.
توفِّي فجأة على حماره سنة سبع وتسعين ومائة.
63- حجاج بن سليمان الحضرمي المصري3:
أبو الأسود.
روى أيضا عَنْ: اللَّيْثُ، ومالك، وغيرهما.
وعنه: ابنه محمد.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 81، 82"، والميزان "1/ 438".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 162"، والميزان "1/ 462، 463".
3 من علماء مصر الأفاضل، انظر "حسن المحاضرة" للسيوطي.(31/79)
64- حُذيفة المَرْعشيّ1:
الزّاهد القُدْوَة، صاحب سُفْيان الثَّوْريّ.
سيأتي بعد المائتين.
65- الحسن بن حيب بن ندبة2:
أبو سعد البصري.
عَنْ: زكريّا بْن أَبِي زائدة، وأبي خَلْدة خَالِد بْن دينار، وهشام بْن عُروة، وجماعة.
وعنه: يعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن المثنَّى، وعليّ بْن الحسين الدَّرْهميّ، وجماعة.
قَالَ أحمد: ما بِهِ بأس.
قلت: توفِّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
66- الحَسَن بْن عليّ بْن عاصم بْن صُهَيْب الواسطيّ3:
مات قبل والده، وقد أدرك التّابعين.
وروى عَنْ: أيمن بْن نابل، وعن الأوزاعيّ.
روى عنه: أخوه عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
67- الحَسَن بْن محمد البلْخيّ4:
الفقيه أبو محمد، قاضي مَرْو.
متروك الحديث.
روى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وعوف الأعرابيّ، وهشام بن حسان.
__________
1 ستأتي الترجمة له.
2 الجرح والتعديل "3/ 8"، والتهذيب "2/ 261".
3 تاريخ بغداد "7/ 363"، والميزان "1/ 504".
4 انظر: الجرح والتعديل "3/ 35"، والميزان "1/ 519، 520".(31/80)
وعنه: وراث بن الفضل، وإبراهيم بْن مهديّ، وأحمد بْن عَبْد الله الفِرْيانانيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن عَدِيّ: كل أحاديثه مناكير.
- الحَسَن بْن هانئ:
أبو نُوَاس، في الكُنَى.
68- الحَسَن بْن يحيى الخُشَنيّ الدّمشقيّ الغُوطيّ البَلاطيّ1:
أبو عبد المُلْك.
عَنْ: زيد بْن واقد، وهشام بْن عُرْوة، وابن جُرَيج، وعمر بْن قيس، والأوزاعي، وغيرهم.
وعنه: سليمان بن عَبْد الرَّحْمَن، وهشام بْن عمّار، والحكم بْن موسى، وهشام بْن خَالِد الأزرق، وآخرون.
قَالَ دُحَيْم: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ سيء الحِفْظ.
وقال النَّسَائيّ وغيره: لَيْسَ بثقة.
وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
قَالَ الْفِرْيَابِيُّ: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا الحسن بن يحيى، نا بِشْرُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: أَقْبَلَ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ حَتَّى وقَفَ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ نَبْنِي مَسْجِدَنَا هذا -يعني: مسجد البلاط- فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ له بيتًا في الجنَّة أفضل منه" 2.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 44"، والميزان "1/ 524".
2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "1/ 122"، ومسلم "2984"، والترمذي "318"، وابن ماجه "736".(31/81)
69- الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ1:
أَبُو عَبْدِ الله العلوي الكوفي، أحد الأشراف النبلاء.
روى عَنْ: أَبِيه، وعن عمّه أَبِي جعفر الباقر، وإسماعيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وابن جُرَيج، وجعفر بْن محمد.
وعنه: أبو مُصْعَب الزُّهْرِيّ، ونُعَيْم بْن حمَّاد، وإسحاق بْن موسى الخَطْميّ، وعبَّاد بْن يعقوب، وسعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي.
قَالَ ابن عَدِيّ: وجدت في حديثه بعض النّكْرة، وأرجو أنّه لا بأس بِهِ.
قلت: كَانَ شيخ الطالبيّة في عصره.
أحسبه عاش بضعًا وثمانين سنة.
70- حفص بْن نبيل المرهبي الهمداني2:
روى عن: الثوري، وزائدة، وداوود الطّائيّ.
وعنه: أبو كريب، وأحمد بن بديل، وجماعة.
محله الصدق.
71- حفص بن عبد الرحمن:
الإمام أبو عمر البلخي، الفقيه المشهور بالنَّيْسابوريّ3.
أحد الأعلام.
روى عَنْ: عاصم الأحول، وداوود بْن أَبِي هند، وابن عَوْن، وأبي حنيفة، وابن أَبِي عَرُوبة، وسُفْيان الثَّوْريّ، وعيسى بْن طهمان، وإسرائيل، وطائفة.
وعنه: الحسين بْن منصور، ومحمد بْن رافع القُشَيْريّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، ومحمد بْن عقيل الخُزاعيّ، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله السَّعْديّ، وإسحاق بْن عَبْد الله بْن رَزِين، وعلي بْن الحسن الذهلي، وخلق.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 53"، والتهذيب "2/ 339".
2 لم نقف عليه.
3 الجرح والتعديل "3/ 176"، والتهذيب "2/ 404، 405".(31/82)
قَالَ الحاكم: كَانَ أَبُوهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر بْن فَرُّوخ بْن فَضَالَةَ البلْخيّ قد وُلّي قضاء نَيْسابور في أيام قُتَيْبة بْن مسلم الباهلي الأمر، وهو في الكوفة.
وحفص هذا أفقه أصحاب أَبِي حنيفة الخُراسانيّة، وكان ولي القضاء ثمّ ندِمَ وأقبل عَلَى العبادة.
وكان ابن المبارك يزوره.
وقال فيه ابن المبارك: هذا اجتمع فيه الفقه والوقار والورع.
قَالَ الحاكم: سكّة حفص بنيسابور منسوية إليه.
وكان أبو عبد الله الْبُخَارِيّ إذا قدِمَ نَيْسابور يحدِّث في مسجده.
قلت: ثمّ ساق لَهُ الحاكم عدّة أحاديث غرائب وأفراد.
وقد احتجّ بِهِ النَّسَائيّ.
وقال أبو حاتم: مضطّرب الحديث.
قَالَ إبراهيم بْن حفص: مات أَبِي في ذي القعدة سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
72- حفص بْن عمر:
الإمام أبو عِمران الرّازيّ الواسطيّ1، نزيل البصرة.
عَنْ: العَوّام بْن حَوْشَب، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وعبد الحميد بْن جعفر، وابن المبارك.
وعنه: حفص الرَّبَاليّ، والعلاء بن سالم الطبري.
قال أبو حاتم والدارقطني: ضعيف.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلَّمون فيه.
قَالَ ابن عَدِيّ: لَيْسَ بِهِ حديث مُنْكَر المتن.
ومنهم مِن يفرِّق بين الرّازيّ وبين الواسطي، ولا فرق.
73- حفص بن غياث بن طلق2:
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 180، 181"، والتهذيب "2/ 413، 414".
2 انظر: الميزان "1/ 567، 568"، السير "9/ 22، 34".(31/83)
الإمام أبو عمر النخعي القاضي، أحد الأعلام.
مولده سنة سبْعَ عشرة ومائة.
وروى عَنْ: جَدّه طَلْق بْن معاوية، وعن عاصم الحول، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وهشام بْن عُرْوة، والأعمش، وداوود بْن أَبِي هند، وأبي إِسْحَاق الشَّيْبانيّ، وأبن أَبِي خَالِد، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وخلْق سواهم.
وعنه: ابنه عُمَر بْن حفص، وأحْمَد بْن حنبل، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، والحسن بْن حمّاد سَجّادة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وأخوه عثمان، وعَمُرو الناقد، ومحمد بْن مُثَنَّى، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ويحيى بْن مَعِين، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد العُطارديّ، وخلْق.
وقد وُلّي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد، ثمّ بُعِثَ عَلَى قضاء الكوفة بعد شَرِيك.
روى عَبَّاس، عَنِ ابن مَعِين: حفص أثبت مِن عَبْد الواحد بْن زياد، وهو أثبت مِن عَبْد الله بْن إدريس.
وقال العِجْليّ وغيره: ثقة، مأمون، فقيه.
وقال داوود بْن رُشَيد: حفص كثير الغلط.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: هُوَ ثَبْتٌ إذا حدَّث مِن كتابه ويُتَّقَى بعض حِفْظه.
وقال ابن عمَّار: عِسرٌ في الحديث جدًّا.
روى سَعِيد بْن سعيد الجاري، عن طلْق بْن غنّام قَالَ: خرجت مَعَ حفص بْن غِياث في زُقاق، فأتت امرَأَة حسناء. فقالت: أيها القاضي زوّجني، فإنّ إخوتي يضرّون بي. فالتفت إليَّ فقال: يا طلْق اذهب فزوِّجها إنّ كَانَ الَّذِي يخطبها كَفُؤًا، فإن كَانَ يسكر مِن النّبيذ أو رافضيًا فلا تزوّجْه، فإنَّ الَّذِي يسكر يطلِّق وهو لا يدري، والرافضي فالطلاق عنده واحد1.
وقيل: إنَّ أبا يوسف القاضي قَالَ لأصحابه: تعالَوا نكتب نوادر حفص بْن غياث في القضاء.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 193، 194".(31/84)
فلمَّا وردت أحكامُه عَلَى أَبِي يوسف قِيلَ لَهُ: فأين النوادر التي زعمت؟ قَالَ: ويْحكم، إنّ حَفْصًا أراد الله فوفّقه.
وقال أحمد بن زهير: نا محمد بْن زيد: سَمِعْتُ حفص بْن غياث قَالَ: كنَّا ببغداد يجيئنا أصحاب الحديث، فيقول لهم ابن إدريس: عليكم بالشِّعْر والعربيّة.
فقلت: ألَا تتّقي الله؟ قوم يطلبون آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تأمرهم يطلبون هذا، لئن عُدت لأسوءنَّك1.
قَالَ بِشْر الحافي: قَالَ حفص بْن غِياث: لو رَأَيْت أنِّي أُسُرٌ بما أَنَا فيه لهلكت.
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نَا أبي قال: سمعت عمر بن حص قَالَ: لما احتضر أَبِي بكيت، فقال: ما يُبكيك؟ قلت: لفراقك ولد خولك في هذا الأمر.
قَالَ: لا تبكِ، فما حللت سراويلي عَلَى حرام، ولا جلس إليّ خصمان، فباليت مِن توجّه لَهُ الحَكَم2.
قَالَ حفص: مرض أبي خمسة عشر يومًا، فردّ معي مائة درهم إلى العامل قال: هذه لا حظَّ لي فيها، لم أحكم هذه الأيام.
قَالَ يحيى القطّان: هُوَ أوثق أصحاب الأعمش.
وقال ابن مَعِين: جميع ما حدَّث بِهِ حفص بْن غياث ببغداد وبالكوفة إنّما هُوَ مِن حفظه، ولم يُخْرج كتابًا.
كتبوا عَنْه ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث.
وقال إبرايهم بْن مهديّ: سَمِعْتُ حفْصًا يَقُولُ لرجل يسأله عَنْ مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضيًا؛ لَأَن يُدخل الرجلُ إصبَعه فيقلع عينه خيرٌ مِن أن يكون قاضيًا3.
قال أبو جعفر المسنديّ: كَانَ حفص بْن غياث مِن أسخى العرب.
وكان يَقُولُ: مِن لم يأكل طعامي لا أحدّثه.
وإذا كَانَ لَهُ يوم ضيافة لا يبقى رأس في الرواسين.
__________
1، 2 تاريخ بغداد "8/ 190".
3 السابق.(31/85)
قَالَ الحَسَن سَجّادة: كَانَ يُقال: ختم القُضاةَ حفصُ بْنُ غياث.
وقال حفص: والله مَا وُلِّيتُ الْقَضَاءَ حَتَّى حَلَّتْ لِيَ الْمَيْتَةُ.
ومات وعليه تسعمائة درهم.
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: رَأَيْت مقدَّم فم حفص، مضبَّبة أسنانُه بذَهَب.
أَخْبَرَنَا المؤمّل البالِسيّ إجازة: أَنَا الكِنْديّ، أَنَا القزّاز، أَنَا أَبُو بَكْر الخطيب، أَنَا العشامي، أَنَا عليّ بْن عُمَر، أَنَا ابن مَخْلَد، سَمِعْتُ عَبْد الله بْن أحمد، سَمِعْتُ أبا مَعْمَر يَقُولُ: لما جيء بحفص بْن غِياث وابن إدريس ووكيع إلى القضاء طرّي حفصُ خضابَه حين قُرب إلى بغداد، فالتفت ابن إدريس إلى وكيع: أمّا هذا فقد قَبِلَ.
قَالَ ابن أَبِي شيبة: ولي القضاء ببغداد سنتين، وولي بالكوفة ثلاث عشرة سنة.
قال أبو داوود: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ لا يقدّم بعد الكِبار مِن أصحاب الأعمش غير حفص بْن غِياث، وقال حفص.
قلت: مات في آخر سنة أربعٍ وتسعين ومائة، وفي هذا العام أرَّخه أحمد بْن عَبْد الجبّار، وجماعة.
قَالَ سَلْم بْن جنادة: سنة خمسٍ وتسعين، وقيل: سنة ستٌّ، والأوّل الصحيح.
74- الحَكَم بْن أيّوب العبْديّ1:
مولاهم الأصبهاني الفقيه، أبو محمد، مِن كبار أهل بلده.
روى عَنْ: سَعِيد بْن أبي عَرُوبة، والثَّوْريّ، وزُفَر بْن الهّذَيل، وإسرائيل بْن يونس.
روى عَنْهُ: محمد بْن المغيرة، وغيره.
وحفيده هُوَ محمد بْن أحمد بْن الحَكَم الأصبهاني، مِن مشيخة أبي الشَّيْخ.
75- الحكم بن بشير2:
حدَّث عَنْ: أَبِيه، وعمرو بْن قيس المُلائي، وخلاد بن عيسى الصفار.
__________
1 تاريخ أصبهان "1/ 297".
2 الجرح والتعديل "3/ 114"، والتهذيب "2/ 424".(31/86)
وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن زُنَيْج، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ الرَّازِيُّونَ.
وكان مِن علماء الرَّيّ.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
76- أبو مطيع البلْخيّ:
هُوَ الحَكَم بْن عبد الله الفقيه1.
صاحب كتاب الفقه الأكبر، تفقَّه بأبي حنيفة وروى عَنْهُ.
وعن: ابن عَوْن، وهشام بْن حسّان، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وعبد الرَّحْمَن بْن حَرْمَلَة، وأبي الأشهب جعفر العُطارِديّ، وإبراهيم بْن طهمان، والحسن بْن دينار، وطبقتهم.
وتفقَّه بِهِ أهل خُرَاسان، وولى قضاء بلخ، وكان بصيرًا بالرأي، حافظًا للمسائل.
كَانَ ابن المبارك يعظّمه ويُجلُّه.
روى عَنْهُ: أحمد بْن منيع، وأيّوب بْن الحَسَن الفقيه، وعقيق بْن محمد، وعليّ بْن الحسين الذُّهْليّ، ونصر بْن زياد، والخُراسانيّون.
وقدِم بغدادَ مرّات.
قَالَ محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ: سَمِعْتُ حاتمًا السَّقَطيّ: سَمِعْتُ ابن المبارك يَقُولُ: أبو مطيع لَهُ المنَّة عَلَى جميع أهل الدنيا.
قلتُ: حاتم لا يُعرف، وما اعتقد في ابن المبارك أنّه يُطلق مثل هذه العبارة.
قَالَ محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ: وقال حاتم: قَالَ مالك بْن أنس لرجل: مِن أَيْنَ أنت؟ قَالَ: مِن بلْخ.
قَالَ: قاضيكم أبو مطيع، إنّه قام مقام الأنبياء2.
قَالَ محمد بْن الفُضَيْل: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن محمد العابد يَقُولُ: جاء كتابٌ -يعني: مِن الخلافة- وفيه لوليّ العهد: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: 12] ليقرأ على الناس.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 121، 122"، والميزان "1/ 574".
2 تاريخ بغداد "8/ 224".(31/87)
فسمع أبو مطيع فدخل عَلَى الوالي وقال: بلغ مِن خطر الدنيا أنّا نكفر بسببها.
وكرَّر هذا مرارًا, حتى أبكى الأمير وقال لَهُ: إنّي معك ولكن لا أجترئ بالكلام.
فتكلِّم وكنْ منّي آمنًا1.
وكان أبو مطيع قاضيًا، فذهب الناس إلى الجمعة، وذهب أبو مُعَاذ متقلَّدًا سيفًا.
وأخَّر يوم الجمعة، فارتقى أبو مجيع المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ أخذ لحيته وبكى وقال: يا معشر المسلمين، بلغ مِن خطر الدنيا أن تجرَّ إلى الْكُفْرِ. من قال: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} لغير يحيى بْن زكريّا فهو كافر.
قَالَ: فرجّ أهل المسجد بالبكاء، وهرب اللّذان أتيا بالكتاب.
وعن النضر بْن شُمَيْلٍ، قَالَ أبو مطيع: نزل الإيمان والإسلام في القرآن عَلَى وجهين، وهو عندي عَلَى وجهٍ واحد، فقلت لَهُ: ممّن ترى الغلط، منك، أم مِن الرَّسُول -عَليْهِ السلام، أو مِن جبريل، أو مِن الله تعالى؟ فبقي باهتًا2.
وقد كَانَ أبو مطيع فيما نقل الخطيب مِن رءوس المُرْجِئة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي مطيع فقال: لا ينبغي أن يُروى عَنْهُ.
ذكروا عَنْهُ أنّه كَانَ يَقُولُ: الجنّة والنّار خُلِقتا وسَتَفْنَيان، وهذا كلام جَهْم3.
وقال ابن مَعِين: هُوَ ضعيف.
وقال أبو داوود: تركوا حديثه، كَانَ جَهْميًا.
قلت: وممّن روى عنه: محمد بن القاسم البلخي، وخلاد بْن أسلم الصَّفّار، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ.
ومات سنة تسعٍ وتسعين ومائة، وله أربعٌ وثمانون سنة.
77- الحَكَم بْن عَبْد الله:
أبو النعمان البصري4.
عن: سعيد بن أبي عروبة، وشعبة.
__________
1 نفس المصدر السابق.
2 تاريخ بغداد "8/ 225".
3 يعني: الضال المضل جهم بن صفوان -قبَّحه الله.
4 انظر: الجرح والتعديل "3/ 122"، والتهذيب "2/ 429".(31/88)
وعنه: أحمد بْن محمد البزّي، ومحمد بْن المِنْهال، ومحمد بْن المثنَّى، وأبو قُدامة السَّرْخَسيّ، وغيرهم.
وكان ثِقةً من الحفَّاظ.
مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
78- الْحَكَمُ بنُ مروان الكوفيّ1:
أبو محمد.
قَالَ الخطيب: حدَّث عَنْ: كامل أبي العلاء، وأزهر بْن سِنان، وفُرات بْن السّائب، وزُهير بْن معاوية.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعبد الله بن محمد بْن أيّوب المخرميّ، والعبّاس بْن الفضل، ورُشَيد الطَّبَريّ.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال ابن مَعِين: ضرير لَيْسَ بِهِ بأس.
79- حماد بن خالد الخياط2 المدني:
عن: ابن أَبِي ذئب، ومعاوية بن صالح، وأفلح بن حُمَيْد.
وَعَنْهُ: ابن معين، وَأَحْمَد بن حنبل، والحسن الزعفراني، وإسحاق بن بهلول.
وكان أميًّا لا يكتب، بل كَانَ يتحفَّظ، وَهُوَ صدوق.
قَالَ أحمد: كان حافظًا.
80- حمَّاد بن دليل المدائني3:
قاضي المدائي، نزل مَكَّة وترك القضاء وصار يتجر.
رَوَى عن: أَبِي حنيفة، وَالحَسَن بن عمارة، وسفيان الثوري.
وعنه: الحميدي، وأسد بن موسى، وأحمد بن أبي الحواري.
وثَّقه يحيى بن معين.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 129"، والميزان "1/ 579".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 136"، والتهذيب "3/ 7".
3 الجرح والتعديل "3/ 136"، والتهذيب "3/ 8".(31/89)
81- حمَّاد بن واقد الصفار1:
شيخ بصري.
عن: ثابت البناني، وابن التياح، وأبان بن أَبِي عَيَّاش، وَعَبْد العزيز بن صهيب.
وَعَنْهُ: أحمد بن المقدام، وَبِشْر بن معاذ، وَعُمَر بن شبه، وحفص الربالي، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتة، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله الأرزي، وابنه فطر بن حَمَّاد الصَّفَّار.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ معين: ضعيف.
82- حُمَيْد بْن حمّاد بْن خَوَار2:
ويقال: ابن أبي الخُوَار، أبو الْجَهْم الكوفيّ.
عَنْ: حمَّاد بْن أبي سليمان الفقيه، وسماك بْن حرب، والأعمش، وجماعة.
وعنه: زيد بْن الحبا، وَأَبُو كُرَيْب، ومحمد بْن مَعْمَر البَحْرانيّ، ومحمود بن غيلان.
ضعَّفه أبو داوود.
وقال أبو حاتم: يُكَتب حديثه.
83- حنان بْن سَدِير الصَّيْرفيّ3:
عَنْ: جعفر بْن محمد، وأُمَيّ الصَّيْرفيّ، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، ومحمد بْن طلحة بْن مُصَرَّف.
وعنه: العلاء بْن عَمْرو الحنفيّ، وعلي بْن محمد الطّنافسيّ، ومحمد بْن ثواب الهباربي، وعيسى بْن سَعِيد الرّازيّ، ومحمد بْن الْجُنيَد العابد.
وثَّقه ابن حبان.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 150"، والتهذيب "3/ 21".
2 الجرح والتعديل "3/ 220"، والتهذيب "3/ 37".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 299"، ولسان الميزان "2/ 376".(31/90)
حرف الخاء:
84- خالد بن حيان1:
أبو يزيد الكندي مولاهم الخراز، مُهْمَل الأوسط.
عَنْ: سالم بْن أَبِي المهاجر، وعليّ بْن عُرْوة الدّمشقيّ، وجعفر بْن بُرْقان.
وعنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو كُرَيْب، وابن عَرَفَة.
قَالَ النَّسَائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
مات بالرَّقَّة في ذي القِعْدة سنة إحدى وتسعين.
وقال أحمد: لم يكن به بأس، كتبت عنه غرائب.
ووثَّقه ابن معين.
وأمَّا الفلاس فقال: ضعيف.
85- خَالِد بْن سليمان:
أبو مُعَاذ البلْخيّ2، فقيه أهل بلْخ.
مات سنة تسع وتسعين ومائة، كذا وجدته.
86- خَالِد بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ الأمويّ الكوفيّ3:
أبو سَعِيد، أحد المتروكين.
عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، وسُفْيان الثَّوْريّ.
وعنه: يوسف بْن عَدِيّ، وأبو عُبَيْد القاسم.
قَالَ أحمد: متروك الحديث.
وقال صالح جَزْرَة: كَانَ يضع الحديث.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 326"، والميزان "1/ 629"، والتهذيب "3/ 84، 85".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 335"، والميزان "1/ 631".
3 الجرح والتعديل "3/ 343"، والميزان "1/ 635، 636".(31/91)
وقال الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
وهو مذكور أيضًا بعد المائتين.
87- خَالِد بْن يزيد العَتَكّي:
أبو يزيد البصْريّ اللُّؤلؤيّ1.
عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ، وورقاء اليشْكُريّ.
وعنه: أبو حفص الفلاس، ونصر الْجَهْضَميّ.
قَالَ أبو زُرْعَة: لَيْسَ بِهِ بأس.
88- خَلَف بْن أيّوب العامريّ البلْخيّ2:
أبو سعيد. مِن علماء أهل بلْخ.
روى عَنْ: عوف الأعرابيّ، ومَعْمَر بْن راشد، وإسرائيل، وقيس بْن الربيع.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وزكريّا بْن يحيى اللؤلؤيّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن مقاتل المَرْوَزِيّ، وطائفة.
ذكره ابن حِبّان في الثقات وقال: كَانَ مُرْجِئًا غاليًا يبغض مِن ينتحل السُّنَن.
وقال ابن مَعِين: ضعيف.
قلت: هُوَ معَادٌ في طبقة مكّيّ بْن إبراهيم البلْخيّ، والذي تحر لي أنه يحول من هناك ومن هناك، فيُقرَّر في طبقة الشّافعيّ -رحمه الله.
89- الخليل بْن أحمد بْن بِشْر بْن المستنير السُّلَميّ البصري3:
قثليل الرؤية.
سَمِعَ: المستنير بْن أخضر بْن معاوية بن قرة.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 361"، والسير "9/ 415".
2 الجرح والتعديل "3/ 370"، والتهذيب "3/ 147، 148".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 380"، والتهذيب "3/ 164-166".(31/92)
وعنه: محمد بْن أَبِي سمينة، وإبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، والعبّاس العنبريّ، وعبد الله بْن محمد الْجُعْفيّ.
وثّقه ابن حِبّان.
90- خيران بْن العلاء الكَيْسانيّ الأصمّ1:
عَنْ: الأوزاعي، وحمّاد بْن سَلَمَةَ.
وعنه: عَبْد العزيز الأويْسيّ، وعليّ بْن حُجْر، وأحمد بْن عيسى التُّسْتَرِيّ.
سكن مصر وروى اليسير.
حرف الراء:
91- رِبْعيّ بْن إبراهيم الأسَديّ:
أبو الحَسَن البصْريّ2، أخو الإمام إسماعيل بن علية لأبويه.
عن: داوود بْن أَبِي هند، وسعيد بْن مسروق، ويونس بْن عُبَيْد، وعوف الأعرابيّ.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن المثنَّى، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر النَّيْسابوريّ، والحسن الزَّعْفرانيّ، وآخرون.
وحدَّث عَنْهُ مِن القدماء عَبْد الرحمن بْن مهديّ، وقال: كنّا نَعُدُّه مِن بقايا شيوخنا.
وقال أحمد الدَّوْرقيّ: كَانَ يفضَّل عَلَى أخيه إسماعيل.
وقال يحيى بْن مَعِين: ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَرَّاءِ وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْكَاتِبُ، أَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا الْخُلَعِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَعْرَابِيِّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، نا ربعي بن علية، عن داوود بن أبي هند، عن عامر،
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 405"، والميزان "1/ 669".
2 الجرح والتعديل "3/ 409، 410"، والتهذيب "3/ 336".(31/93)
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: جَاءَ بِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يا رسول الله، اشهد إِنِّي قَدْ نَحَلْتُ النُّعْمَانَ مِنْ مَالِي كَذَا وَكَذَا، قَالَ: "كُلُّ بَنِيكَ نَحَلْتَ مِثْلَ الَّذِي نَحَلْتَ النُّعْمَانَ"؟ قَالَ: لا.
قَالَ: "فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي، أَلَيْسَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً"؟
قَالَ: بَلَى! قَالَ: "فَلا إِذًا" 1.
هَذَا حَدِيثٌ مخرَّج فِي الصِّحَاحِ، مِنْ طريق حصين، وداوود بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَجَمَاعَةٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ.
مات رِبْعيّ سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
92- ريْحان بْن سَعِيد بْن الْمُثَنَّى الشاميّ2:
شيخ بصْريّ.
عَنْ: عبّاد بْن منصور.
وعنه: أبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أبي شيبة، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: ما أرى بِهِ بأسًا.
حرف الزاي:
93- زاجر بْن الصَّلْت الطاحي النَّمِريّ3:
عَنْ: الحارث بْن مالك، وجماعة.
وعنه: أبو حفص الفلاس، ومحمد بْن مِهران الجمّال، وعثمان بْن أَبِي شَيبة، ومحمد بْن مرزوق الْبَاهِلِيَّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه مالك "752" في الموطأ، والبخاري "3/ 206"، ومسلم "1623"، والترمذي "2586"، وابن ماجه "2376"، وأحمد "4/ 271-273".
2 الجرح والتعديل "3/ 517"، والميزان "2/ 62".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 620، 621"، والثقات لابن حبان "4/ 269".(31/94)
94- زياد بْن الحَسَن بْن الفُرات التّميميّ الكوفيّ القزاز1:
روى عن: جده فرات القزاز، وأبان بن تَغْلِب، ومِسْعَر.
وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الله بْن بَرَّاد الأشعريّ، وجماعة.
ذكره ابن حِبّان في الثَّقات.
95- زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زهير بْن ناشرة2.
الفقيه الأندلسيّ شَبَطُون اللَّخْميّ، عالم الأندلس، وتلميذ مالك.
كَانَ أوَّل مِن أدخل مذهب مالك إلى الجزيرة الأندلُسيّة، وقبل ذَلِكَ كانوا يتفقَّهون للأوزاعي، وغيره.
قَالَ ابن القاسم الفقيه: سمعتُ زيادًا فقيه الأندلس يسأل مالكًا.
قلت: وعليه تفقَّه يحيى بْن يحيى اللَّيْثي قبل أن يرحل.
وسمع زيادًا مِن معاوية بْن صالح وتزوّج بابنته، وحدَّث عنه، وعن: مالك، والليث، وسليمان بْن بلال، ويحيى بْن أيّوب، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وأبي مَعْشَر السّنْديّ، وطبقتهم.
وكان أحد النُّسَّاك الوَرِعين. أراده هشام صاحب الأندلس عَلَى القضاء فأبى وهرب.
وكان هشام يُكْرِمه ويحترمه ويسأله.
قَالَ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ: كنَّا جُلُوسًا عَنْدَ زِيَادٍ؛ إِذْ جَاءَ كِتَابٌ مِنْ بَعْضِ الْمُلُوكِ، فَكَتَبَ فِيهِ وَخَتَمَهُ، فَذَهَبَ بِهِ الرَّسُولُ. فَقَالَ لَنَا زِيَادٌ: أتدرون عمَّا يسأل هذا؟ سأل عَنْ كفَّتي الْمِيزَانِ، أَمِنْ ذَهَبٍ هِيَ أَمْ مِنْ فِضَّةٍ؟ فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثَ: ثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يعنيه" 3.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 529"، والتهذيب "3/ 362".
2 انظر: وفيات الأعيان "6/ 143، 144".
3 حديث صحيح: أخرجه مالك "1629"، والترمذي "9/ 24"، وابن ماجه "3976".(31/95)
وكان الأمير هشام يَقُولُ: صحبتُ الناس وبَلَوْتُهُم، فما رَأَيْت رجلا يُسِرّ الزُّهْد أكثر ممّا يُظْهِر إلا زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن.
قَالَ ابن يونس: كنية زياد أبو عَبْد الله.
توفِّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.
قَالَ: وقيل: مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
96- زيد بْن الحسن القرشي الكوفي1:
أبو الحسين صاحب الأنماط.
روى: عَنْ جعفر بْن محمد، وعليّ بْن المبارك الهُنائيّ، ومعروف بْن خَرَّبُوذ.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وابن رَاهَوَيْه، ونصر الوشّاء، وسَعْدُوَيْه.
قَالَ أبو حاتم: مُنْكَر الحديث.
وذكره ابن حِبّان في الثَّقات.
97- زيد بْن أبي الزرقاء الموصلي2:
أبو محمد.
روى عَنْ: جعفر بن بُرْقان، وعيسى بْن طَهْمان، وشُعْبَة، وعدّة.
وعنه: عليّ بْن سهل، وأبو عُمَير عيسى الرَّمليّان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عمَّار، وسعيد بن أسد بْن موسى، وابنه هارون بْن زيد.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس، كَانَ عنده جامع سُفْيان عَنْهُ.
قلت: سكن الرملة قبلَّ موته سنة، وكان أحد العبَّاد والنسَّاك مِن أصدقاء الُمَعافَى بْن عِمران.
ويُقال: إنّه غزا فأُسِرَ ومات في الأسر.
مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة، وقيل: مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 560"، والتهذيب "3/ 406".
2 الجرح والتعديل "3/ 575"، والسير "9/ 316، 317".(31/96)
العِلم، فمضى إِلَى درس الفقيه أَبِي بَكْر الطُّوسي، فلازمه حَتَّى فرغ من التعليق، ثُمَّ اختلف إِلَى الأستاذ أَبِي بَكْر بْن فُورَك الأُصُوليّ، فأخذ عَنْهُ الكلام والنَّظَر، حَتَّى بلغ فِيهِ الغاية، ثُمَّ اختلف إِلَى أَبِي إِسْحَاق الإسْفَرائيني، ونظر فِي تواليف ابن الباقِلّانيّ.
ثُمَّ زوَّجه أبو علي الدّقَاق بابنته فاطمة، فلمَّا تُوُفِّي أبو عليّ عاشَ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمّي وصحِبه.
وكتب الخط المنسوبَ الفائق.
وبرع فِي عِلْم الفُروسية واستعمال السلاح، ودقَّق فِي ذلك وبالغ.
وانتهت إليه رئاسة التّصوُّف فِي زمانه؛ لِمَا أتاه اللَّه من الأهوال والمجاهدات، وتربية المُريدين وتذكيرهم، وعباراتهم العذْبة، فكان عديم النظير في ذلك، طيب النَّفس، لطيف الإشارة، غوّاصًا على المعاني.
صنَّف كتاب "نحر القلوب"، وكتاب "لطائف الإشارات"، وكتاب "الجواهر"، وكتاب "أحكام السماع"، وكتاب "آداب الصُّوفيّة"، وكتاب "عيون الأجوبة فِي فنون الأَسْوِلة"، وكتاب "المناجاة"، وكتاب "المنتهى فِي نُكَت أُولي النُّهَى"، وغير ذلك.
أنشدنا أبو الْحُسَيْن عليّ بْن مُحَمَّد، أَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد، أَنَا السِّلَفيّ، أَنَا القاضي حسن بْن نصر بْن مرهف بِنَهَاوَند، أنشدنا أبو القاسم القُشَيْريّ لنفسه:
البدرُ من وجهكَ مخلوقُ ... والسِّحْر من طَرْفِك مسروقُ
يا سيّدًا يتمَّنَى حُبّهُ ... عَبْدُكَ من صَدِّكَ مرزوقُ1
سمع من: أَبِي الْحُسَيْن الخفاف، وأبي نعيم الإسفراييني، وأبي بَكْر بْن عَبْدُوس الحِيريّ، وعبد اللَّه بْن يوسف الأصبهاني، وأبي نُعَيْم أَحْمَد بْن مُحَمَّد المهرجانيّ، وعلي بن أَحْمَد الأهوازي، وأبي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأبي سَعِيد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيليّ، وابن باكوَيْه الشّيرازيّ بنَيْسابور.
ومن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشْران، وغيره.
وكان إمامًا قُدوة، مفسِّرًا، محدِّثًا، فقيهًا، متكلِّمًا، نَحْويًّا، كاتبًا، شاعرًا.
__________
1 البيتان في "سير أعلام النبلاء" "13/ 567".(31/97)
قال أبو سعْد السَّمعانيّ: لم يرَ أبو القاسم مثْلَ نفسه فِي كماله وبراعته، جمع بين الشريعة والحقيقة، أصله من ناحية أُسْتُوا، وهو قُشَيْريّ الأب، سُلَميّ الأمّ.
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد المنعم، وابن ابنه أبو الأسعد هُبة الرَّحْمَن، وأبو عَبْد اللَّه الفُراويّ، وزاهر الشّحّاميّ، وعبد الوهاب بْن شاه الشاذياخي، ووجيه الشحامي، وعبد الجبار الخُواري، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البَحِيريّ، وخلْق سواهم.
ومن القُدَماءَ: أبو بَكْر الخطيب، وغيره.
وقال الخطيب: كتبنا عَنْهُ وكان ثقة، وكان يقص، وكان حَسَن الموعظة، مليح الإشارة، وكان يعرف الأصول على مذهب الْأَشْعَرِيّ، والفُروع على مذهب الشافعي.
قَالَ لي: وُلِدتُ فِي ربيع الأوّل سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة1.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةَ اللَّه، عَنْ أُمِّ الْمُؤَيَّدِ زَيْنَبَ الشِّعْرِيَّةِ، أنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ شَاهٍ أَخْبَرَهَا: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيّ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فورَك، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمود بن خرزاد، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الحَارِثِ الأَهْوَازِيُّ، ثنا سَلَمَةَ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَة بْنُ أَبِي عِمْرَانُ، ثنا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَد، عَنْ زَاذَان، عَنِ الْبَرَاء قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُم، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْنًا" 2.
قال القاضي شمس الدين بْن خلِّكان: صنَّف أبو القاسم القُشَيْري "التفسير الكبير" وهو من أجود التفاسير، وصنَّف "الرسالة" فِي رجال الطريقة.
وحجَّ مع البَيْهقيّ، وأبي مُحَمَّد الْجُويني.
وكان له فِي الفروسية واستعمال السلاح يد بيضاء.
وقال فِيهِ أبو الحسن الباخَرْزي فِي "دُمْية القصر": لو قرع الصَّخْر بسَوْط تحذيره لَذَاب، ولو رُبِط إبليس في مجلسه لتاب، وله "فصل الخِطاب فِي فضل النُّطْق المُسْتطاب"، كما هُوَ التكلم على مذهب الْأَشْعَرِيّ، خارج أحاطته بالعلوم عن
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 566".
2 صحيح: أخرجه أبو داود "1468"، والدارمي "3501"، وأحمد في مسنده "4/ 283-285"، والحاكم في مستدركه "1/ 571-575"، وصحّحه الألباني كما في صحيح الجامع الصغير وزيادته.(31/98)
الحد البشري، كلماته للمستفيد فرائد وفوائد، وعَتَبات مِنْبره للعارفين وسائد، وله شعرٌ يتوِّج به دروس مماليه إذا ختمت به أذناب أماليه.
قال عبد الغافر في "تاريخه": ومن جملة أحواله ما خصّ به من المحنة فِي الدين، وظهور التعصُّب بين الفريقين فِي عشر سنة أربعين إِلَى خمسٍ وخمسين وأربعمائة، وميل بعض الوُلاة إِلَى الأهواء، وسعي بعض الرؤساء إليه بالتخليط، حَتَّى أدى ذلك إِلَى رفع المجالس، وتفرُّق شمل الأصحاب، وكان هُوَ المقصود من بينهم حَسَدًا، حَتَّى اضطر إِلَى مفارقة الوطن، وامتدَّ فِي أثناء ذلك إِلَى بغداد، فورد على القائم بأمر اللَّه، ولقي فيها قبولًا، وعقد له المجلس فِي منازله المختصة به، وكان ذلك بمحضرٍ ومَرْأَى منه. وخرج الأمر بإعزازه وإكرامه، فعاد إِلَى نيسابور، وكان يختلف منها إِلَى طوس بأهله وبعض أولاده، حَتَّى طلع صُبْح النَّوبة ألب أرسلانية سنة خمسٍ وخمسين، فبقي عشر سِنين مرفَّهًا محترمًا مُطاعًا معظَّمًا1.
ولأبي القاسم:
سقى اللهُ وقتًا كنتُ أخلو بوجهكُمْ ... وثَغْرُ الهَوى فِي رَوْضة الأُنْس ضاحِكُ
أقمنا زمانًا والعيونُ قريرةٌ ... وأصبحتُ يومًا والْجُفُون سَوَافِكُ2
قال عَبْد الغافر الفارسي: توفِّي الأستاذ عَبْد الكريم صبيحة يوم الأحد السادس عشر من ربيع الآخر.
قلت: وله عدة أولاد أئمة: عَبْد اللَّه، وعبد الواحد، وعبد الرحيم، وعبد المنعم، وغيرهم، ولمّا مرِض لم تَفُتْه ولا ركعة قائمًا حَتَّى توفِّي.
ورآه فِي النوم أبو تُراب المَرَاغيَ يقول: أَنَا فِي أطيب عَيْش، وأكمل راحة.
141- عدنان بْن مُحَمَّد:
أبو المظفّر الخطيب العزيزي، الخطيب بغاوردان، الهَرَويّ.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الشاه صاحب المحبوبي.
142- علي بْن الْحَسَن بْن علي بن الفضل3:
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 566، 567".
2 البيتان في وفيَّات الأعيان "3/ 207"، وسير أعلام النبلاء "13/ 567".
3 المنتظم "8/ 280-282"، والبداية والنهاية "12/ 108"، والأعلام "4/ 272".(31/99)
أبو منصور، الكاتب الشاعر المشهور بلقب بصرّدرّ.
صاحب ديوان الشعر، كان أحد الفُصَحاء المفوّهيّن، والشعراء المجوّدين، له معرفة كاملة باللّغة والأدب.
وله فِي جارية سوداء:
عُلِّقْتُهَا سَوْدَاءَ مَصْقُولَةً ... سَوَادُ قَلْبِي صُفَّةٌ فِيهَا
مَا انْكَسَفَ الْبَدْرُ عَلَى تَمِّهِ ... ونوره إلّا ليحكيها
ومن شعره:
نزوان عن أذرعات يمينان ... وأشر لَسْنَ يطِقنَ البُرِينا
كَلِفْنَ بنَجْدٍ، كأنّ الرِّيَاض ... أَخَذْنَ لنجدٍ عليها يمينا
ولمّا استمعْنَ زفيرَ المَشُوقِ ... ونَوْحَ الحَمام تركْت الحنينا
إذا جئتُما بانة الواديين، ... فأرخوا النسوغ حُلّو الوَضِينا
وقد أنبأتْهُم مياهُ الْجُفُونِ ... أَنَّ بِقَلْبِكَ دَاءً دَفِينَا1
سمع الكثير من الحديث من: أبي الحسين بن بِشْران، وأبي الحَسَن الحمّاميّ.
ورَوَى عَنْهُ: فاطمة بِنْت أَبِي حكيم الخبري، وعلي بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السلام، وأبو الزَّوْزَنيّ، وغيرهم.
وتوفِّي فِي صفر، رَمَاهُ فرسه في زبية قد حُفِرت للأسد فِي قرية، فهلك هُوَ والفَرَس، وكان من أَهْل القرآن والسُّنّة، وكان أَبُوهُ يلقب بصرّ بعر لبخله، وقد يُدعى هُوَ بِذَلِك.
وقيل: كان مخلطًا على نفسه.
143- علي بْن مُوسَى:
الحافظ المفيد أبو سعد النيسابوري السكري الفقيه2.
__________
1 المنتظم "8/ 281"، والكامل في التاريخ "10/ 89".
2 المنتخب من السياق "385"، وتذكرة الحفاظ "3/ 116، 162".(31/100)
سمع من: جَدّه عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر السُّكّريّ، وأبي بَكْر الحِيريّ، وأبي سَعِيد الصَّيْرفيّ، وأبي حُسَيْنِ المزكّيّ، ومحمد بْن أَبِي الحق المزكي، وطبقتهم.
وكان يفهم الصَّنْعة، وانتقى على الشيوخ، وحدَّث، وتوفِّي راجعًا من الحجِّ.
روى عنه: إِسْمَاعِيل بْن المؤذن، ويوسف بْن أيوب الهَمَذَانيّ.
144- عُمَر بْن القاضي أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن1:
المؤيَّد أبو المعالي البِسْطاميّ، سِبْط أَبِي الطيب الصعلوكي.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن الخفَّاف، وأبا الْحَسَن العلوي.
وأملى مجالس.
رَوَى عَنْهُ: سِبْطه هبة اللَّه بْن سهل السّيّديّ، وزاهر ووجيه ابنا طاهر الشّحّاميّ، وغيرهم.
وهو أخو عَائِشَة.
145- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن درهم:
أبو القاسم البغداديّ البزّاز.
حدَّث عن: أَبِي الْحُسين بْن بشران، وأبي الفتح بْن أَبِي الفوارس.
وكان ثقة. روى عنه: أبو منصور القزاز، وغيره.
حرف الغين:
146- غالب بْن عَبد اللَّه بْن أبي اليمن:
أبو تمام القيسي الميورقي النحوي، المعروف بالقطيني.
حرف الكاف:
147- كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية2:
أمّ الكِرام، المجاورة بمكة.
__________
1 المنتخب من السياق "368، 369"، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي "5/ 525".
2 الإكمال لابن ماكولا "7/ 171"، والمنتظم "8/ 270"، والبداية والنهاية "12/ 105".(31/101)
كَانَتْ كاتبة فاضلة عالمة.
سمعت من: مُحَمَّد بن مكّي الكُشْمِيهَنيّ، وزاهر بْن أَحْمَد السَّرْخسيّ، وعبد اللَّه بْن يوسف بْن بامُوَيْه.
وكانت تضبط كتابتها، وَإِذَا حدَّثت قابَلتْ بنسختها، ولها فهم ومعرفة.
حدَّثت بالصحيح، وكانت بِكْرًا لم تتزوَّج، وطال عمرها، وأقامت بمكّة دهرًا.
وحمل عَنْهَا خلْقٌ من المغاربة والمجاورين، وعلا إسنادها.
روى عَنْهَا: أبو بَكْر الخطيب، وأبو الغنائم أُبَيّ النَّرْسيّ، وأبو طَالِب الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبيّ، ومحمد بْن بركات السَّعِيديّ، وعليّ بْن الحسين الفرّاء، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن صدقة بْن الغزّال، وأبو القاسم عليِّ بْن إِبْرَاهِيم النّسيب، وأبو المظفّر السَّمعاني.
قال أُبَيّ: أَخرجَت إليَّ النسخة، فقعدتُ بحذائها، وكتبتُ سبع أوراق.
وكنت أريد أن أعارض وحدي، فقالت: لا، حتّى تعارضَ معي. فعارضت معها، وقرأتُ عليها من حديث زاهر.
وقال أبو بَكْر مُحَمَّد بْن مَنْصُور السمعاني: سمعتُ الوالد يذكر كريمة ويقول: هَلْ رَأَى إنسانٌ مثل كريمة؟ قال أبو بَكْر: وسمعتُ ابْنَة أخي كريمة تقول: لم تتزوَّج كريمة قط، وكان أبوها من كُشْميَهن، وأَمّها من أولاد السَّيَّاريّ، وخرج بها أبوها إِلَى بيت المقدس، وعاد بها إِلَى مكّة، وكانت قد بلغت المائة.
قلتُ: الصّحيح وفاتها سنة ثلاثٍ كما مرَّ، لكنْ قال ابن نُقْطة: نقلتُ وفاتها من خطّ ابن ناصر فِي سنة خمسٍ وستين.
حرف الميم:
148- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بْن الْحَسَن بْن عُبَيْد بْن عمرو بن خَالِد بن الرفيل1:
أبو جعفر ابن المُسْلِمة السُّلميّ الْبَغْدَادِيّ.
أَسَلَم الرُّفَيْل على يد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه.
__________
1 الأنساب "11/ 313، 314"، والعبر "3/ 259، 260".(31/102)
كان أبو جَعْفَر نبيلًا، ثقة، كثير السّماع، حسَن الطريقة، واسع الرّواية، رَحْلة العصر فِي علوِّ الإسناد.
سمع: أَبَا الفضل الزُّهْريّ، وأبا مُحَمَّد بْن معروف القاضي، وإسماعيل بْن سُوَيد، وابن أخي ميمي، وعيسى بْن الوزير، وأبا طاهر المخلِّص.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب واستملى عليه، وقال: وُلِد فِي ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وقال أبو الفضل بْن خَيْرون: كان ثقة صالحًا.
وقال السمعاني: سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن الفضل بأصبهان يقول: هو ثقة محتشم.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الأنصاري، ومحمد بْن أَبِي نصر الحُمَيْديّ، وأُبَيّ النَّرْسِيّ، وأبو الفتح عَبْد اللَّه بْن البَيْضاويّ، وأبو مَنْصُور بْن خَيْرون، وَأَبُو مَنْصُور عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القَزَّاز، ومحمد بْن علي بْن الدّاية، ومحمد بن أحمد الطّرائفيّ، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرمويّ، وأبو تمَّام أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْمُخْتَار الهاشمي، وآخرون كثيرون.
وهو آخر من روى عن الزُّهْريّ وابن معروف.
توفِّي -رحمه اللَّه- فِي تاسع جُمَادى الأولى.
149- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قَفَرْجَل1:
أبو البركات الْبَغْدَادِيّ المكاتب.
ثقة، واسع الراية.
سمع: أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ، وأبا الحسين بْن بِشْران.
تصدَّق عند موته بألف دينار، وأوصَى بمثلها.
وتوفِّي فِي جُمَادَى الآخرة وله سبعون سنة.
وحدَّث بدمشق.
رَوَى عَنْهُ: طاهر الخُشُوعيّ، وهبة الله الأكفاني.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "21/ 313"، والمنتظم "8/ 282، 283".(31/103)
150- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ورقاء1:
أبو عُثْمَان الأصبهاني الصُّوفيّ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ بإصبهان، وأبا عُمَر الهاشمي بالبصرة، وأبا الْحُسَيْن بْن بشْران ببغداد، وأبا سعْد المالِينيّ، وجماعة.
وقدِمَ الشام فِي شَيْبته، وصار شيخ الصُّوفية ببيت المقدس.
وكان مولده سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: نصْر المقدسيّ، وسلامة القطّان، ويحيى بْن تمّام الخطيب، وآخرون.
151- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مهدي2:
أبو القاسم العَلَويّ الشّيعيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: عبد الله بن يوسف الأصبهاني، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وعبد الغافر الفارسي، وقال: كان من دُعاة الشّيعة، عارف بطُرُقهم وعُلومهم، فتقدَّم فيهم.
توفِّي فِي ذي القعدة.
152- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان:
أبو بَكْر بْن البُنْدار الْبَغْدَادِيّ الأَدَميّ البقّال.
روى عن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشْران، وأخيه عَبْد الملك، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، والحرفي.
رَوَى عَنْهُ: شجاع الذُّهليّ، وأبو علي أَحْمَد بْن مُحَمَّد البَرَدَانيّ،
وكان شيخًا صالحًا.
مات في ربيع الآخر.
ورَّخه ابن خيرون.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "21/ 312".
2 المنتخب من السياق "62" [120] .(31/104)
153- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن الْحَسَن1:
أبو المظفَّر الشُّجاعيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن الخفَّاف، وأبا الْحَسَن العلوي، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: وجيه بْن طاهر، وغيره.
وكان فاضلًا موصوفًا بكتابة الشُّروط، بارعًا فِيهِ.
توفِّي فِي ربيع الأول.
154- مُحَمَّد بْن أَبِي الْحُسَيْن بْن الْعَبَّاس الفَضْلَويّ الهَرَويّ:
حدَّث في هذا العام، وانقطع خبره، بكتاب الأطعمة للدّارِمي، عن أَبِي حامد البشْريّ.
وعنه: أبو الوقت.
155- مُحَمَّد بْن حَمْد بْن مُحَمَّد بْن حامد2:
أبو نصْر بْن شيذلة الهَمَذانيّ الفقيه.
روى عن: ابن لال، وعبد الرَّحْمَن الْإِمَام، والعلاء بن الحسين الزهيري، وأبي طلحة البوسنجي.
ورحل فأخذ عن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشران، وأبي محمد السكري، وأبي الحسن الحمامي، وجماعة.
وكان صدوقًا، ولكنَّه متَّهَم بالتشيُّع.
وأمَّا أبو العلاء الهَمَذَانيّ فقال: كان متعصِّبًا للحنابلة، سيفًا على الْأَشْعَرِيِّ.
مات فِي المحرَّم.
156- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن علي3:
أَبُو الْحَسَن العلويّ الحُسينيّ، البلْخيّ، شيخ العلويين ببلخ، وخُراسان.
__________
1 المنتخب من السياق "53، 54" [104] .
2 لسان الميزان "5/ 148" [501] .
3 المنتخب من السياق "61، 62"، [119] .(31/105)
له ديوان شعر مشهور.
وقد حدَّث عن: عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد العاصمي صاحب الخطابي.
ومن نثره: معاداة الأغنياء من عادات الأغبياء.
الغنيّ مُعان، ومن عادى مُعانًا عادَ مُهانًا.
ليس للفُسُوق سُوق، ولا للرياء رُواء.
وعَلَّقْت من شِعْرِه كذا.
157- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الصمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد:
ابن المهتدي بالله أبي إسحاق محمد ابن الواثق بالله هارون بْن المعتصم بْن الرشيد1.
الخطيب أبو الحُسَين العباسي الهاشمي الْبَغْدَادِي، المعروف بابن الغَرِيق، سيّد بني العباس فِي زمانه وشيخهم.
سمع: الدَّارَقُطْنِيّ، وابن شاهين، وهو آخر من حدَّث عنهُما، وعليّ بْن عمُر الحربي، ومحمد بْن يوسف بْن دُوَسْت، وأبا القاسم بْن حَبَابَة، وأبا الفتح القواس، وطائفة.
وله مشيخة في جزأين.
قال أبو بَكْر الخطيب: وُلِدَ فِي ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة، فِي مستهلَّه. وكان ثقة نبيلًا, وَلِي القضاء بمدينة المنصور، وهو ممّن شاع أمرُه بالعبادة والصّلاح، حَتَّى كان يُقَالُ له: راهب بني هاشم. كتبتُ عَنْهُ.
وقال ابن السمعاني: جازَ أبو الْحُسَين قَصَبَ السَّبْق فِي كلّ فضيلة عقلًا، وعِلمًا، ودينًا، وحزْمًا، ورأيا، وورعًا، ووقف عليه علوّ الإسناد، ورحل إليه الناس من البلاد، ثَقُل سمْعُه بأخرة، فكان يتولَّى القراءة بنفسه، مع علوِّ سنده، وكان ثقة حُجّة، نبيلًا مُكْثِرًا. وكان آخر من حدَّث عن الدارقطني، وابن شاهين.
__________
1 المنتظم "8/ 283"، والإعلام بوفيات الأعلام "192".(31/106)
وقال أبو بكر ابن الخاضبة: رَأَيْت كأنَّ القيامة قد قامت، وكأنّ قائلًا يقول: أين ابن الخاضبة؟ قفيل لي: أدخل الجنة. فلمَّا دخلت الباب، وصرت من داخل، استلقيت على قفاي، ووضعت إحدى رِجْلَيَّ على الأخرى، وقلت: آه، استرحتُ واللهِ من النَسْخ. فرفعت رأسي، وَإِذَا ببغَلَة مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ فِي يد غلام، فقلتُ: لمن هَذِهِ؟ فقال: للشريف أبي الحسين بن الغريق.
فلمَّا كان صبيحة تلك الليلة نُعِيَ1 إلينا الشريف بأنه مات فِي تلك الليلة.
وقال أبو يعقوب يوسف الهَمَذَانيّ: كان أبو الحسين به طرَش، فكان يقرأ علينا بنفسه، وكان دائم العبادة، قرأ علينا حديث المَلَكَيْن، فبكى بُكاءً عظيمًا وأبكى الحاضرين.
وقال أُبَيّ النَّرْسِيّ: كان ثقة يقرأ للناس، وكانت إحدى عينيه ذاهبة.
وقال أبو الفضل بْن خَيْرُون: مات فِي أول ذي الحجّة.
قال: وكان صَائِمَ الدّهر زَاهدًا، وهو آخر من حدَّث عن الدَّارَقُطْنِيّ، وابن دُوَسْت. ضابط متحري، أكثر سماعاته بخطّه. ما اجتمع فِي أَحدٍ ما اجتمع فِيهِ، قَضى ستًا وخمسين سنة، وخطب ستًّا وسبعين سنة، لم يُعْرف له زَلّة.
وكانت تلاوته للقرآن أحسن شيء.
قلت: رَوَى عَنْهُ: يوسف الهَمَذَاني، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وخلق كثير، آخرهم أبو الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرْمَويّ.
وآخر من روى عنه في الأرض بإجازة مَسْعُود الثّقفيّ، ثمّ ظهر بُطلان الإجازة.
158- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عُثْمَان عمرو بْن مُحَمَّد بْن مُنتاب2:
أبو سعد الدّقّاق الْبَغْدَادِيّ.
أكثر عن: أَبِي عُمَر بْن مَهْدِيّ، وأبي بَكْر البَرْقانيّ، وأبي علي بن شاذان، وجماعة.
__________
1 نَعَى إلينا: يعني أذاع خبر موته أو أخبرنا بموته.
2 الوافي بالوفيات "4/ 140" [1659] .(31/107)
وطلبَ بنفسه، وكان مليح الخطّ.
كتب عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ.
وتوفِّي فِي شوال.
159- مُحَمَّد بْن علي بْن عَبْد الْعَزِيز:
أبو يَعْلَى الْبَغْدَادِيّ، الصَّيْرفيّ، المعروف بابن خراز.
روى عن: القاضي مُحَمَّد بْن عُثْمَان النَّصِيبيّ، عن أبي طاهر الخامي.
روى عنه: الحميدي، وأبو السعود بن المجلي.
مات في جمادي الآخرة عن سنة 70 سنة.
160- مكّيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن المظفّر:
أبو يَعْلَى بْن البصْريّ الهَمَذَانيّ.
روى عن: أَحْمَد بْن تركان، ويوسف بْن كجّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ غير واحد.
وتُوُفّي فِي جمادى الآخرة بهمذان.
حرف النون:
161- نصر بْن أَحْمَد:
أبو الفضل الكرنكي الأمير. توفِّي فِي رجب بسجِستان، وكان مولده فِي سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
حرف الهاء:
162- هَنَّادُ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن نصْر1:
أبو المظفَّر النَّسَفيّ، ونَسَف ممّا وراء النّهر.
سكن بغداد، وولي قضاء بَعْقُوبا، وغيرها.
__________
1 الموضوعات لابن الجوزي "2/ 286"، وميزان الاعتدال "4/ 310"، والمنتظم "8/ 284".(31/108)
وكان قد سمع وأكثر ورحل، وخرّج الفوائد، لكن الغالب على روايته الغرائب والمناكير.
قال السمعانيّ: حَتَّى كنتُ أقول متعجّبًا: لعلّه ما روى فِي مجموعاته حديثًا صحيحًا إلا ما شاء اللَّه.
سمع: أَبَا الحسين بْن بشران، وابن الفضل القطَّان ببغداد، وأبا عُمَر الهاشمي بالبصرة، والسُّلَميّ بنَيْسابور، والحافظ أَبَا عَبْد اللَّه الغُنْجار ببخاري، والمستغفريّ بنَسَف وهو تلميذه، وقيل: هُوَ الَّذِي سمَّاه هَنَّادًا.
علّق عَنْهُ الخطيب وأشار إلى تضعيفه.
وقال ابن خَيْرُون: توفِّي يوم السبت ثاني ربيع الأول، ومولده فِي سنة أربعٍ وثمانين وثلاثمائة، فِيهِ بعضُ الشيء. سمعت منه.
رَوَى عَنْهُ: أبو علي البرداني، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبو مَنْصُور القزّاز، وأبو البدْر الكرْخيّ، وآخرون.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْخَلَّالِ: أَخْبَرَكُمُ جَعْفَرٌ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَلِيَّ البرداني، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الطُّيُورِيُّ قَالَا: أَنَا هَنَّادٌ النَّسَفِيُّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ غُنْجَارٌ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقجروانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الطَّوَاوِيسِيُّ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ شَدَّادَ بْنَ حَكِيمٍ يَذْكُرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي الأَحَادِيثِ الَّتِي رُوِيَتْ أَنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا.. وَنَحْوَ هَذَا مِنَ الأَحَادِيثِ, قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: هَذِهِ الأَحَادِيثُ قَدْ رَوَتْهَا الثِّقَاتُ، فَنَحْنُ نَرْوِيهَا وَنُؤْمِنُ بِهَا وَلا نُفَسِّرُهَا.
حرف الياء:
163- يوسف بْن عليّ بْن جُبارة1.
أبو القاسم أبو الحجاج الهذلي المغربي، المقرئ.
__________
1 تقدمت ترجمته في الطبقة الماضية.(31/109)
صاحب "الكامل فِي القراءات".
قيل: إنه توفِّي فِي هَذِهِ السّنة.
وقد مرَّ سنة ستِّين.
وفيَّات سنة ست وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
164- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد بْن حَميل1 -بحاء مهملة مفتوحة:
أبو عَبْد اللَّه العِجْليّ الكَرْخيّ الماسح.
روى عن: إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن الصَّرْصَريّ، وعن: علي بْن مُحَمَّد التهاميّ من شعره.
وعنه: الحُمَيْدي، وأبو عليّ بْن البَرَدانيّ.
قال ابن النّجّار: يُقَالُ إنّه ألْحَقَ بخطّه اسمَه فِي أجزاء لم يسمعها، وكان مذموم السيّرة، يسكن بدرب القيّار.
وُلِد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، ومات فِي آخر جُمَادَى الآخرة غريقًا فِيمَنْ غرق.
165- أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنُ محمود بْن أَعْيَن2:
أبو الْحُسَيْن بْن أَبِي جَعْفَر السِّمْناني.
وليَ أَبُوهُ قضاء حلب فِي سنة سبع وأربعمائة. وكان مع أَبِيه، فتفقّه على أَبِيهِ فِي مذهب أَبِي حنيفة، وتنقلت به الأحوال، إِلَى أن تزوَّج قاضي القضاة أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن علي الدّامغانيّ بابنته، واستنابه فِي القضاء.
وكان حَسَن الخَلْق والخُلق، متواضعًا من ذوي الهيئات والأقدار.
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 79" [275] ، ولسان الميزان "1/ 130".
2 المنتظم "8/ 287"، والكامل في التاريخ "10/ 93".(31/110)
ولد بسمنان في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وكان ثقة صدوقًا.
سمع: ابن أَبِي مُسْلم الفَرَضي، وإسماعيل الصَّرْصَريّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الصلت المُجْبِر، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو مَنْصُور القزّاز، ويحيى بْن الطراح، وأبو البدر الكرْخيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
قلتُ: توفِّي فِي جُمَادَى الأولى ببغداد، وشيَّعه أرباب الدّولة، ودُفن فِي داره، ثُمَّ نقل منها إِلَى تربةٍ بشارع المنصور، ثُمَّ نُقِل منها إِلَى تُربة بالخَيْزُرانيّة، وكان يدري الكلام.
166- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن تفاحة الأَزَجيّ1:
سمع: إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن الصَّرْصَري، والحفار.
وعنه: عَبْد اللَّه السمرقندي.
كان عشارًا صاحب كبائر لا يحضر جمعة.
مات فِي شوال. أرَّخه شجاع.
167- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد2:
أبو إِسْحَاق العَلويّ الكوفيّ، شريف فاضل، نحْويّ عارف باللّغة. شَرَحَ "اللُّمَع" لابن جنّي.
ومات وله ثلاثٌ وستّون.
وقد سكن مصر مدّة، ونفق على أهلها، وله شعرٌ جَزْل.
رَوَى عَنْهُ: أبو البركات عُمَر بْن إِبْرَاهِيم العَلويّ.
وتُوُفّي فِي شوال، ودُفِن بالكوفة بمسجد السّهلة -رحمه الله.
__________
1 لسان الميزان "1/ 27" [38] .
2 معجم الأدباء "2/ 10-14"، معجم المؤلفين "1/ 105".(31/111)
حرف الجيم:
168- جُماهر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جُماهر1:
أبو بَكْر الحجريُّ الطُّلَيْطِليّ المالكي الفقيه.
روى عَنْ: أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن دُنّين، وأبي مُحَمَّد بْن عَبَّاس الخطيب، ومحمد الفخار، وخلف بن أحمد، والقاضي أبي عبد الله بن الحذاء.
وحج سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، فأخذ عن كريمة، وسمع من القُضاعيّ "شهابه"، ومن أَبِي زكريّا الْبُخَارِيّ.
ولقي بالإسكندرية أَبَا علي حسن بْن مُعَافَى، وكان حافظًا للفقه، ذكيًّا، سريع الجواب، متواضعًا. له مجلس للنّظَر والوعظ، وكانت العامّة تحبّه وتعظّمه، وكان سُنّيا فاضلًا، قصير القامة جدًّا.
عاش ثمانين سنة، وازدحم الناسُ والخلْق على نعشه، ونادى منادٍ بين يديه: لا ينال الشَّفاعَة إلّا من أحبَّ السنَّة والجماعة.
حرف الحاء:
169- الْحَسَن بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد العطّار2:
أبو عليّ الدّمشقيّ الشّاهد. مقدَّم الشّهود بدمشق.
وكان مذمومًا.
سمع: الحسين بْن أَبِي كامل الأطْرابُلُسي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الفقيه نصْر المقدسيّ، وابن الأكفانيّ.
ولِيّ شيئًا من الأمور فظلم وعَسَف.
170- الْحَسَن بْن علي بن أبي خلاد المقرئ:
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 132، 133" [302] .
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "6/ 337" [214] ، تهذيب تاريخ دمشق "446هـ" "4/ 178".(31/112)
أبو الغنائم الْبَغْدَادِيّ البزّاز.
قرأ القرآن على أَبِي الْحَسَن الحمامي.
وروى عن: أبي عليّ بْن شاذان.
أرَّخه ابن النّجّار فِي رَجَبها.
171- الْحَسَن بْن عُمَر بْن الْحسن بْن يُونُس1:
أبو عليّ الأصبهاني الحافظ. ثقة مكثر، رحَّال.
سمع: عُثْمَان بْن أَحْمَد البُرْجيّ، وابن مردوَيْه، وأبا عُمَر الهاشميّ، وأبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت، وأبا عُمَر بْن مهديّ، والحفار.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق، ومحمود بْن أَحْمَد بْن ماشاذة، وأبو سَعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثابت الخُجَنْدِيّ.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
وآخر مَن روى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن عليّ الحماميّ.
172- الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مظفّر بْن أَبِي خريصة الهَمَدانيّ الدّمشقي2:
الفقيه المالكيّ الشّاهد.
سمع: أَبَا مُحَمَّد بن أبي نصر، وأبا نصر عبد الوهاب بْن الجبّان، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد القادر بْن عَبْد الكريم، وهبة اللَّه الأكفانيّ وقال: كان أشعريًّا.
173- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عُمَيْر:
أبو علي، أخو أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد العُمَيْريّ الهَرَويّ.
سمع: عَبْد الرَّحمن بْن أَبِي شُريْح، ورافع بْن عُصم، وأبا علي الخالدي، وجماعة.
__________
1 المنتخب من السياق "186" [517] ، والوافي بالوفيات "12/ 194".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 289"، تبيين كذب المفتري "276".(31/113)
حرف الزاي:
174- زكريا بْن غالب1:
أبو يحيى الفِهْريّ الأندلسي القاضي.
روى عن: أَبِي مُحَمَّد بْن دُنّين، وخَلَف بْن عَبْد الغفور، وأبي عَبْد اللَّه بْن الفخّار.
ورحل فسمع من أَبِي ذَرّ الهَرَويّ.
قال ابن بَشْكُوال: أنبأ عنه عبد الرحمن بن عبد الله المعدل، وأثنى عَلَيْهِ.
حرف الشين:
175- شجاع بْن عليّ المصقلي2:
مات فيها. وقيل: سنة سبْع.
حرف العين:
176- عَائِشَة بِنْت الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم3:
أمّ الفتح الوَرْكانيّة، الأصبهانية الواعظة، ووَرْكان محلّة بإصبهان.
سَمعتُ: مُحَمَّد بْن أَحمد بْن جَشْنِس صاحب ابن صاعد، وعبد الواحد بْن مُحَمَّد بْن شاه، ومحمد بْن إِسْحَاق بْنُ منده الْحَافِظُ، وجماعة.
رَوَى عَنْهَا: أَبُو عَبْد الله الخلال، وسعيد بْنُ أَبِي الرجاء، وإسماعيل بْنُ مُحَمَّد بْنُ الفضل الحافظ.
إن لم تكن تُوُفّيت فِي هَذِهِ السنة، وإلّا توفيت بعدها بيسير.
قال أبو سَعْد السَّمعاني: سألتُ عَنْهَا إِسْمَاعِيل الحافظ فقال: إمرأة صالحة عالمة
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 191، 192" [438] .
2 الأنساب "11/ 349"، والتقييد لابن النقطة "297، 298" وسيأتي مكررًا قريبًا.
3 الأنساب "12/ 250"، والعبر "3/ 247".(31/114)
تَعِظ النساء، وكتبت بخطّها أمالي ابن مَنْدَهْ عَنْهُ، وهي أوّل من سمعت منها الحديث. أنفدني أَبِي للسّماع منها.
قال: وكانت زاهدة.
قلت: آخر من روى عَنْهَا إِسْمَاعِيل الحماميّ.
ومن الرُّواة عَنْهَا: مُحَمَّد بْن حمْد الكِبْريتيّ.
177- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن سِنان1:
أبو مُحَمَّد الحلبيّ الخَفَاجي، الشاعر المشهور، صاحب "الدّيوان".
أَخَذَ الأدب عن: أَبِي العلاء بْن سُلَيْمَان، وأبي نصر المنادي.
وتُوُفّي بقلعة عَزَاز.
178- عَبْد اللَّه بْن محمود2:
أبو عليّ البَرْزيّ الفقيه الشافعي.
من علماء دمشق. كان يحفظ "المُزَنيّ".
سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر.
روى عَنْهُ: ابن الأكفاني.
179- عَبْد اللَّه بْن مُفَوّز3:
الْإِمَام أبو مُحَمَّد المَعَافِريّ، زاهد الأندلس.
أخو طاهر بْن مفوّز الحافظ، وحيْدرة بْن مفوّز المعبّر.
كان عجْبًا فِي الزُّهد والتّقّلل والخير، مع براعة فِي الفقه وجودة العربية.
تُوُفّي فِي شاطبة. وكانت جنازته مشهورة.
وأمّا جدُّهم:
- مفوّز بْن عبد الله بن مفوز بن غفول:
__________
1 الوافي بالوفيات "17/ 503، 508"، والنجوم الزاهرة "5/ 96".
2 توضيح المشتبه "1/ 434"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "4/ 32" وقد تقدم قريبًا.
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 240" [456] .(31/115)
فهو أبو عَبْد اللَّه الزّاهد، ويسمَّى أيضًا محمدًا1.
سمع من وهْب بْن مَسَرّة بقُرْطُبة، وكتب بالقيراون عن أَبِي العبَّاس بْن أَبِي العرب التميميّ.
قال طاهر بْن مُفَوَّز الْحَافِظُ: كان منقطع القرين فِي الزُّهد والعبادة، متقلّلًا من الدنيا، وعرف بإجابة الدعوة. وسمع الناس منه كثيرًا، توفِّي سنة عشر وأربعمائة، أو أوّل سنة إحدى عشرة، وقد قارب المائة، وكانت جنازته مشهودة.
180- عَبْد الحقّ بْن محمد بن هارون2:
أبو محمد السهميي الصَّقَلّي، الفقيه المالكي.
أحد علماء المغرب.
تفقَّه علي: أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأبي عِمْرَانَ الفارسيّ، وعبد اللَّه الأَجدابيّ.
وحجَّ فَلَقِي الْقَاضِيَ عَبْدَ الْوَهَّابِ صَاحِبَ "التَّلْقِينِ"، وأبا ذَرّ الهَرَويّ.
وجالس بمكّة بعد ذلك إمام الحرمين أَبَا المعالي، فباحثه وسأله عن أشياء ألّفها، وهي مصنَّف معروف.
وكان مليح التصنيف، له كتاب "النُّكَت والفروق لمسائل المدوَّنة"، وصنَّف أيضًا كتابًا كبيرًا سمّاه "تهذيب الطّالب"، وله استدراك على "مختصر البَرَاذِعيّ"، وصنف "عقيدةً".
توفِّي بالإسكندرية.
181- عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن سُلَيْمَان3:
المحدِّث أبو مُحَمَّد التميمي الكتاني الصُّوفيّ.
مفيد الدَّماشقة.
سمع الكثير، ونسخ ما لا ينحصر. وله رحلة ومعرفة جيّدة.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 503" [1096] .
2 تذكرة الحفاظ "3/ 1660"، وكشف الظنون "1/ 515".
3 البداية والنهاية "12/ 109"، والأعلام "4/ 13".(31/116)
سمع: صَدَقَة بْن مُحَمَّد بْن الدَّلم، وتمَّام بْن مُحَمَّد الرازي، وأبا نصر بْن هارون، وعبد الوهاب المُرِّيّ، وابن أَبِي نصر، وخلْقًا كثيرًا بدمشق، حتى سمع من أقرانه.
ورحل فسمع ببَلَدَ من: أَحْمَد بْن خليفة بْن الصّبّاح، وأخيه مُحَمَّد جزءًا من حديثه عليّ بْن حرب.
وسمع ببغداد من: أَبِي الْحَسَن الحمامي، وعليّ بْن داود الرزاز، والحرفي، ومحمد بْن الرُّوزْبَهَان.
وسمع بالموصل، ونصيبين ومَنْبج، وأماكن.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، والحُمَيْديّ، وعمر الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو محمد بْن الأكفاني، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وإسماعيل بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدي، وأحمد بْن عقيل الفارسي، وأبو الفضل يحيى بْن علي القُرَشي، وطائفة سواهم.
ولد سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وبدأ بالسماع في سنة سبع وأربعمائة.
قال ابن ماكولا: كتبَ عنّي وكتبتُ عَنْه، وهو مُكْثِر متقِن.
وقال النسيب، بل الخطيب: هُوَ ثقة أمين.
ووصفه ابن الأكفاني بالصِّدْق والاستقامة، وسلامة المذهب ودوام الدّرس للقرآن. وذكر لي أنَّ شيخه أَبَا القاسم عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأزهريّ سمع منه ببغداد، وكان قد رحل إليها فِي سنة سبْع عشرة وأربعمائة.
وتوفِّي فِي العشرين من جُمَادَى الآخرة.
وقال القاضي أبو بَكْر بْن العربيّ: قال لنا أبو مُحَمَّد بْن الأكفاني: دخلنا على الشَّيْخ أَبِي مُحَمَّد عَبْد الْعَزِيز الكتانيّ فِي مرض موته، فقال: أَنَا أُشْهدُكم أَني قد أجزتُ لكل مولودٌ الآن فِي الْإِسْلَام يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّه.
قلت: روى عَنْهُ بهذه الإجازة غير واحدٍ، منهم: محفوظ بْن صَصْرى التَّغْلبيّ.
182- عَبْد الغافر بْن الْحُسَيْن بْن خَلَف بْن جبريل1:
أبو الفتوح الألمعي الكاشغري.
__________
1 الأنساب "10/ 325".(31/117)
سمع: أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر الخطّابي، وعمّه عُثْمَان الكاشغَري، وأبا بَكْر الطُّرَيْثيثيّ، ومحمد بْن عَبْد الملك الدَّنْدانْقَاني، وأبا جعفر بْن المسِلمة، وجماعة كثيرة من أمثالهم بالعراق، وخُراسان.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه بْن الفَرَج الهَمَذَاني، ومحمد بْن أَبِي القاسم الغولْقاني المَرْوَزيّ.
وكان فَهْمًا ذكيًّا، عارفًا بالحديث واللغة، حافظًا.
مات فِي أيّام طلبه -رحمه اللَّه، وعاش أبوه بعده مُدّةٍ.
183- عَبْد الكريم بْن عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن دُوسْت العلّاف1:
أبو مُحَمَّد بْن الشَّيْخ أَبِي عَمْرو العِجْليُّ الْبَغْدَادِيّ المالكي، ويعرف أيضًا بابن الشَّوْكيّ. من ساكني باب الشّام.
كان زاهدًا عابدًا منقطعًا مُعَمَّرًا، ذا سَمْت وهيبة.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن الصلت الأهوازي، وأحمد بْن عَبْد اللَّه السَّوْسَنْجِرديّ.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وغيره.
184- عليّ بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه2:
قاضي القضاة أبو الْحَسَن الحفصويّ المَرْوَزِيّ الفقيه.
توفِّي ببلاد الروم فِي رجب.
185- علي بن علي بن عمر بْن بكرون:
الفقيه أبو طَالِب النَّهْرواني، قاضي النهراون.
حَكى عن المُعَافَى الْجَرِيري، وبقي إِلَى جُمَادَى الأولى من هَذِهِ السّنة.
رَوَى عَنْهُ: الحُمَيْدي، وأبو البركات بْن السَّقَطيّ.
عاش سبعا وثمانين سنة.
__________
1 راجع: الأنساب "9/ 98".
2 الأنساب: "4/ 174".(31/118)
186- عليّ بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد1:
أبو سعد السُّكَّريّ النَّيْسابوريّ الحافظ الفقيه.
سمع كثيرًا من أصحاب الأصم، وجمع وصنَّف، وأدركته المَنِية كهْلًا.
وقد خرَّج خمسة أجزاء للكنجردي سمعناها.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الغافر.
187- زعيم المُلْك2:
الوزير الكبير أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بن عبد الرحمن العراقي.
وزر للملك أَبِي نَصْر خسرو بْن أَبِي كاليجار بْن سلطان الدّولة البُوَيْهيّ، بعد هلاك أَخِيهِ كمال المُلْك هبة اللَّه سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
ثمّ لمَّا غلب البساسيريّ على بغداد دخل زعيم المُلْك على يمينه، وكان يحترمه ويخاطبه بمولانا، ثمّ إنّه فرَّ إِلَى البَطِيحة، وبقي إِلَى أَنَ مات سنة ستٍّ وستين، وله سبعون سنة.
188- عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر:
أبو القاسم البَغَويّ.
قال شيروَيْه الهَمَذَانيّ: قدِمَ علينا فِي رمضان سنة ستٍّ وستين، فروى عن: مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز النِّيلي، وعليّ بْن مُحَمَّد الطّرّازي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الْحَارِث الأصبهاني، وأبي حسّان مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر، وجماعة.
وسمعتُ ثلاث مجالس من أماليه، وحضرَ مجلسه مشايخ هَمَذان. وكان مِن عمَّال الظَّلَمة.
189- عُمَر بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن اللّيث3:
أبو مُسْلِم اللَّيْثيّ الْبُخَارِيّ الجيراخشتي، وهي قرية ببخارى.
__________
1 المنتخب من السياق "385"، وقد تقدم قريبًا في السنة الماضية.
2 المنتظم "8/ 288"، والكامل في التاريخ "9/ 641".
3 الأنساب "3/ 407، 11/ 48"، وهدية العارفين "1/ 782".(31/119)
كان أحد الحفاظ الرحّالة.
نزل إصبهان فِي الآخر، وحدَّث عن: عبد الغافر الفارسي، وأبي عُثْمَان الصابوني، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدّقّاق فأكثر، والحسين بْن عَبْد المَلِك الخلّال، ومحمد بْن أَبِي الرجاء الصّائغ.
قال السِّلَفيّ: سَأَلت الحَوْزي عن: أَبِي مُسْلِم اللَّيْثيّ فقال: قدِم علينا فِي سنة تسعٍ وخمسين وقال: كتبتُ وكُتِبَ لي عشْرُ رواحل.
وقد سَأَلت عَنْهُ ابن الخاضبة فأثنى عليه، وقال: كان له أنسٌ بالصّحيح.
وأبو طاهر بركة بْن حسّان يقول: ناظرتُ أَبَا الْحَسَن المَغازليّ فِي التفضيل بين مالك والشافعي، ففضّلت الشافعي، وفضَّلَ مالكًا، وكان مالكيا وأنا شافعي، فاحتكمنا إِلَى أَبِي مُسْلِم اللَّيْثي، ففضّل الشافعي، فغضب المَغَازِليّ وقال: لعلّك على مذهبه؟ فقال: نَحْنُ أصحاب الحديث، الناسُ على مذاهبنا، ولسنا على مذهب أحد. ولو كنَّا ننتسب إِلَى مذهب أحد لقيل: أنتم تضعون له الحديث.
وكان أبو مُسْلِم من بقايا الحفاظ. ذُكِر لإسماعيل بْن الفضل فقال: له معرفة بالحديث، سافَرَ الكثير وسمع، وأدرك الشيوخ.
وذكره أبو زكريا يحيى بن منده فقال: أحد من يدعي الحفظ والإتقان، إلا أنه كان يُدلس، وكان متعصِّبًا لأهل البِدَع، أحوَل، شَرِه، وقّاح، كلّما هاجت ريحٌ قام معها. صنَّف "مُسْنَد الصحيحين"، وخرج إِلَى خُوزستان فمات بها.
قال السمعاني: أبو مُسْلِم خرج على عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ عم يحيى، وكان يُردّ عليه.
وقال الدّقّاق: وَرَدَ أبو مُسْلِم إصبهان، فنزل فِي جوار الشَّيْخ عَبْد الرَّحْمَن، وتزوّج ثَمَّ، وأحسن إليه الشَّيْخ، ثُمَّ فارقه وخرج على الشَّيْخ وأفرط، وبالغ فِي سفاهته، وطاف فِي المساجد والقُرى، وشنَّع عليه، وسمّاهُ "عدوّ الرَّحْمَن"؛ ليأخذ منهم الشيء الحقير التّافه.(31/120)
وكان ممّن يعرف علم الحديث والصحيح، وجمع بين "الصحيحين" في دفاتر كثيرة اشتريتها من تَرِكته لا من بَرَكته.
ورَّخه ابن مَنْدَهْ -أعني يحيى- فِي هَذِهِ السّنة.
حرف الغين:
190- غالب بْن عَبد اللَّه بْن أبي اليمن1:
أبو تمام القيسي الميورقي، النحوي، المعروف بالقَطِينيّ.
وُلِد بِقَطِين من أعمال مَيُورْقَة سنة ثلاثٍ وتسعين، وتحوَّل منها إِلَى البلد سنة سبع وأربعمائة، فسمع من: حبيب بْن أَحْمَد صاحب قاسم بْن أَصْبَغ.
وسمع بقُرْطُبة من صاعد اللُّغويّ.
وقرأ بالروايات على أبي عمرو الداني، وعلم العربية، وحمل عَنْهُ طائفة.
وقرأ على: أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن قُتَيْبة الصّقِلّيّ صاحب أَبِي الطّيّب بْن غلبون، وعلى غيرهما.
وأخذ عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد البرّ.
وكان قائمًا على كتاب "سيبويه"، بصيرًا به، رأسًا في معرفته. وكان متزهِّدًا، منقبضًا عن الناس، متعفِّفًا، قد أراده إقبال الدولة بن مجاهد على القضاء فامتنع.
وممن قرأ عليه: عَبْد الْعَزِيز بْن شفيع، وذلك مذكورٌ فِي إجازات الشّاطبيّ.
توفِّي -رحمه اللَّه- بدانِيّة.
وله شعرٌ جيّد، فمنه:
يا راحلًا عن سواد المُقلتَين إِلَى ... سواد قلبٍ عن الإضلاع قد رحلا
بي للفِراق جَوًى لو مرَّ أبْرَدُهُ ... بجامدِ الماء مرَّ البرْقِ لاشتعلا2
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "325"، وغاية النهاية "2/ 352" [2536] .
2 البيتان في: جذوة المقتبس "325"، والصلة لابن بشكوال "2/ 457".(31/121)
حرف القاف:
191- قاسم بْن سَعِيد1:
أبو الفضل الهَرَويّ القطَّان.
سمع: أَبَا عليّ الزُّهْريّ.
حرف الميم:
192- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه2:
أَبُو سهْل الحفصيّ المَرْوَزِيّ.
روى "صحيح البخاريّ" عن أَبِي الهيثم الكُشْمِيهَنيّ.
وحدَّث به بمرْو، وبنيسابور.
وكان رجلًا مباركًا من العوام، أكرمه نظام الملك ووصله.
توفِّي بمرو.
رَوى عَنْه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذن، وأبو حامد الغزالي، وهبة الرحمن القشيري، وعبد الوهاب بْن شاه الشاذياخي، ووجيه الشحامي، وآخرون حدثوا عنه "بالصحيح".
توفِّي بمرو.
وقال أبو سعد السمعاني: لم يحدث "بالصحيح" بمرْو، وحمله النظام إِلَى نيسابور، فحدَّث "بالصحيح" فِي النّظامية، وسمع منه عالم لا يُحْصَوْن، وانصرف فِي سنة خمسٍ وستين، وفيها مات. وهو مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن سَعِيد بْن حَفْص -رحمه اللَّه.
193- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أسد:
أبو زَيْدُ الهَرَويّ الفقيه الحنفي، قاضي هَرَاة وعالمها ومفتيها.
روى عن: أَبِي الْحَسَن الديناري، والقاضي أبي منصور الأزدي.
__________
1 لم أقف له على ترجمة فيما تحت يدي من مصادر.
2 الأنساب "4/ 175، 176"، والإعلام بوفيات الأعلام "192".(31/122)
194- محمد بن إبراهيم بن عليّ1:
أبو بَكْر الأصبهاني العطّار الحافظ، مُستملي الحافظ أَبِي نُعَيْم.
قال أبو سعْد السمعانيّ: هُوَ حافظ عظيم الشأن عند أَهْل بلده، أملى عدّة مجالس.
سمع: أَبَا بَكْر بْن مردوَيْه، وأبا سعيد النقاش، وهذه بإصبهان، وأبا عُمَر الهاشمي، وعليّ بْن القاسم النجاد، بالبصرة، والحرفي وأبا عليّ بْن شاذان، وجماعة ببغداد.
حدَّث عَنْهُ: سَعِيد بْن أَبِي الرَّجاء، والحسين بْن عَبْد الملك الأديب، وإسماعيل بْن عليّ الحمامي، وفاطمة بِنْت مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ.
وقال الدّقّاق: كان من الحفَّاظ يملي من حِفظه.
توفِّي فِي صَفَر.
195- مُحَمَّد بْن سلطان بْن مُحَمَّد بْن حيُّوس2:
الفقيه أبو المكارم الغَنَويّ الدّمشقيّ الفَرَضي، أخو الأمير الشّاعر أَبِي الفتيان مُحَمَّد.
سمع من: خاله أَبِي نصر بْن الْجُنْدي، وأبي مُحَمَّد بْن أَبِي نصْر التميمي.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وأبو نصر بْن ماكولا، وأبو الفتيان الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو محمد بن الأكفاني، وقال: كان مستخلفًا مِن قِبَل الحكام على الفروض والتزويجات.
قال: وكان دينًا حَسَن الطريقة، أوحدَ زمانه فِي الفرائض.
مات فِي سلْخ ربيع الآخر.
196- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أبي الرعد3:
__________
1 المنتظم "8/ 288"، وشذرات الذهب "3/ 325".
2 المشتبه في أسماء الرجال "1/ 211"، والعبر "3/ 262".
3 المنتظم "8/ 289"، والنجوم الزاهرة "5/ 97".(31/123)
القاضي أبو نصْر الحنفي قاضي عُكْبَرَا.
ذكره ابن السمعاني فقال: أحد أجلَّاء الزّمان وعُظَمائهم وألِبّائهم.
سمع: هلال بْن عُمَر الصريفيني، وابن دُوسْت العلّاف. سمع منه جماعة من الحفاظ، وتوفِّي بعُكْبَرا فِي ربيع الأول.
وقال غيره: توفِّي فِي ربيع الآخر، وسمع أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ.
رَوَى عَنْهُ: ابنه أبو الْحَسَن، ومكّيّ الرُّمَيْليّ.
197- مُحَمَّد بْن قاسم بْن مَسْعُود الطُّلَيْطِليّ1:
أبو عَبْد اللَّه.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن الفخَّار وابن العَشَاريّ.
وكان فقيهًا مشاوَرًا.
توفِّي فِي رمضان.
198- المسلّم بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن2:
أبو الفضل. ويقال أبو الغنائم الْأَنْصَارِيّ الكعكيّ الحلاويّ الدّمشقيّ.
سمع: أَبَا مُحَمَّد بن أبي نصر.
روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، وعمر الدّهستاني، وجمال الْإِسْلَام أبو الْحَسَن السُّلّميّ.
توفِّي فِي رمضان.
حرف النون:
199- نوح بْن مَنْصُور الشاشي:
الفقيه، يروي عن: أبي بكر الحيري، وغيره.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 547".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "24/ 278"، الإكمال لابن ماكولا "7/ 244".(31/124)
حرف الياء:
200- يعقوب بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد1:
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الصَّيْرَفيّ.
شيخ محتشم، ثقة.
سمع: أبا محمد المخلدي، وأبا الحسين الخفاف، وأبا نُعَيْم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأزهري، وأبا عَبْد اللَّه الحاكم، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الفُراوي، وزاهر ووجيه ابنا الشّحّامي، وإسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وهبة الرَّحْمَن بْن القُشَيْريّ.
ترجمه ابن نقطة، وغيره.
توفِّي فِي سابع ربيع الأوّل.
وثَّقه ابن السمعاني، وغيره.
وفيَّات سنة سبع وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
201- أَحْمَد بْن أَبِي نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد:
الشَّيْخ أبو بَكْر الكوفاني الهَرَوِيّ الصَّوفي، ويُعْرَف بكاكو.
رحل وسمع بمصر من أَبِي مُحَمَّد بْن النحاس جزءًا، رواه عَنْهُ أبو الوقت السجزيّ.
توفِّي فِي ربيع الأوَّل.
202- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب بْن دَاوُد2:
أبو عُمَر بن الحذاء، مولى بني أمية.
__________
1 المنتخب من السياق "488"، وشذرات الذهب "3/ 325".
2 شذرات الذهب "3/ 327"، والصلة لابن بشكوال "1/ 62، 63"، والعبر "3/ 264".(31/125)
قرطبي، مشهور، مُكثر عن والده الحافظ أَبِي عبد الله.
ندبه أبوه صغيرًا إِلَى طلب العلم والسماع.
فأخذ عن: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أسد، وعن: سَعِيد بْن نصر، وعبد الوارث بْن سُفْيَان، وأبي القاسم عبد الرحمن الوهراني. وهؤلاء من كبار شيوخ بن عَبْد البر. أدرك أبو عُمَر بهم درجة أَبِيهِ.
وأول سماعه فِي حدود سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة.
ونزح عن قرطبة فِي الفتنة، فسكن سرقسطة، والمرية، وولي القضاء بطليطلة، ثُمَّ بدانية، ثُمَّ رد فِي الآخر إِلَى قرطبة، وإشبيلية.
رَوَى عَنْهُ: أبو عليّ الغساني، وخلق كثير.
وكان حسن الأخلاق، موطأ الأكناف، كيسًا عالمًا، سريع الكتابة.
ولد سنة ثمانين وثلاثمائة. وتوفِّي فِي ربيع الآخر، ومشى فِي جنازته المعتمد على اللَّه راجلًا.
وكان أسند من بقي بأقطار الأندلس فِي زمانه -رحمه اللَّه.
203- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُكْرَم1:
أبو حامد العطّار.
توفِّي بخراسان فِي رمضان، وله أربعٌ وثمانون سنة.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن العلوي، وأبا بَكْر بْن عبدوس. وحدَّث.
204- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أسود2:
أبو إِسْحَاق الغساني الأندلسي البجاني.
سمع: أَبَا القاسم عَبْد الرَّحْمَن الوهراني، والمهلب بْن أَبِي صفرة، وأبا الْوَلِيد بْن ميقل.
وكان مشهورًا بالعلم والفهم والصلاح.
__________
1 المنتخب من السياق "106" [235] .
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 96" [215] .(31/126)
ذكره ابن مدبر، حكاه ابن بشكوال عَنْهُ.
205- إِبْرَاهِيم بْن شكر بْن مُحَمَّد بْن عليّ1.
أبو إِسْحَاق العثماني الْمَصْرِيّ المالكي الواعظ، نزيل دمشق. قدمها شابًا فسمع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن ياسر، وعبد الرَّحْمَن بْن الطُّبَيز، ومحمد بْن عوف، وصالح بْن أَحْمَد الميانجي، وجماعة.
ثُمَّ سافر إلى العراق سنة بضع وعشرين وأربعمائة، فذكر أنه سمع من أَبِي القاسم بْن بشران.
وكان ضعيفًا متَّهَمًا. قيل: إنه ادَّعى السماع من هبة اللَّه بْن سلامة المفسر.
رَوَى عَنْهُ: غيث الأرمنازي، وأبو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن قبيس، وغيرهما.
توفِّي بدمشق فِي ذي الحجة.
حرف الحاء:
206- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُوسَى2:
الشَّيْخ أبو مُحَمَّد الغَنْدَجاني، شيخ واسط ومسندها فِي زمانه.
وغندجان من كور الأهواز.
رحل وسمع مع ابن عمِّه أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهاب الغَنْدَجانيّ من: أَبِي حَفْص الكتاني، والمخلص، وغيرهما.
وعنه: مُحَمَّد بْن عليّ الجلابي، وأهل واسط.
قال السمعاني: وُلِد ببغداد، وأقام بالأهواز مدة، وكان ثقة صدوقًا.
وقال خميس: هُوَ جليل نبيل صدوق. فارق بغداد بعد الثلاثين وأربعمائة، وأقام بواسط متدبِّرًا لها.
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 37"، والمغني في الضعفاء "1/ 16" [97] .
2 الأنساب "9/ 180، 181"، سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي "45، 46" [2] .(31/127)
وقال السمعاني: ولد فِي شوال سنة ثلاثٍ وثمانين، ومات بواسط سنة سبع هَذِهِ.
207- الْحَسَن بْن عَبْد الودود بْن عَبْد المتكبر1:
أبو علي بْن المهتدي بالله، خطيب جامع المنصور.
سمع: أَبَا القاسم عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وأبو مُحَمَّد بْن الطرَّاح.
وكان نبيلًا متواضعًا، طريفًا، له أُبَّهَة.
208- الْحُسَيْن بْن عليّ2:
أبو عَبْد اللَّه السجستاني، الخازن: شيخ صالح.
سمع بدمشق من: ابن سلوان، وأبي عليّ الأهوازي.
رَوَى عَنْهُ: وجيه الشحامي.
توفي -رحمه اللَّه- بهراة.
حرف الزاي:
209- زَيْدُ بْن عليّ3:
أبو القاسم الفارسي النحوي اللغوي.
توفِّي بأطرابلس الشام.
حرف الشين:
210- شاذي بْن عَبْد اللَّه الأرمني4:
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه الجرجاني.
توفِّي ببزد في جمادى الآخرة.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 344"، والمنتظم "8/ 295".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 114" [124] ، والتهذيب "4/ 314".
3 كشف الظنون "212، 691"، وبغية الوعاة "1/ 573".
4 لم أقف على ترجمته فيما تحت يدي من مصادر.(31/128)
211- شجاع بْن علي بْن شجاع1:
أبو مَنْصُور المصقلي الأصبهاني الصوفي.
طلب وسمع الكثير من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن منده، وأبي جَعْفَر الأبهري، وأحمد بْن يوسف الخشَّاب.
قال يحيى بْن منده: هُوَ كثير السماع، معروف بالطلب. مات فِي المحرَّم.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك، وأبو طاهر مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم المعروف بهاجر، ومحمود بْن مُحَمَّد بْن ماشاذة، وآخرون.
212- أبو زَيْدُ أَحْمَد بْن علي2:
يروي عن أَبِي عُمَر السلمي، وطبقته.
رَوَى عَنْهُ: غانم بْن خَالِد.
حرف الْعَيْنِ:
213- عَبْد اللَّه أمير المؤمنين القائم بأمر الله3:
أبو جعفر ابن القادر بالله أبي العباس أحمد ابن ولي العهد إِسْحَاق بْن المقتدر بالله أَبِي الفضل جَعْفَر بْن المعتضد، الهاشمي العباسي.
ولد فِي نصف ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وبويع بالخلافة بقبة الْإِسْلَام مدينة السلام بغداد يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وأمه أم ولد اسمها بدر الدُّجَى الأرمنية، وقيل: اسمها قطر الندى، كذا سماها الخطيب. أدركت خلافته، وعاشت بعدها ثلاثين سنة.
بويع عند موت والده القادر، وكان ولي عهده فِي حياته، وهو الَّذِي لقَّبه بالقائم بأمر اللَّه.
قال ابن الأثير: كان جميلًا، مليح الوجه، أبيض مشربًا حمرة، حسن الجسم
__________
1 الأنساب "11/ 349"، والتقييد لابن نقطة "297، 298"، وقد تقدم قريبًا.
2 الأنساب "11/ 349"، والتقييد "155".
3 المنتظم "8/ 295"، والعبر "3/ 264"، والبداية والنهاية "12/ 21-32".(31/129)
ورعًا، زاهدًا، عالمًا، قوي اليقين بالله، كثير الصدقة والصبر، له عناية بالأدب، ومعرفة حسنة بالكتابة، ولم يكن يرضى أكثر ما يكتب من الديوان، وكان يصلح فِيهِ أشياء، وكان مؤثرًا للعدل والإحسان وقضاء الحوائج، ولا يرى المنع من شيءٍ يطلب منه.
قال: وكان سبب موته مأشرا فافتصد ونام، فانفجر فصاده وخرج منه دم كثير، فاستيقظ وقد ضعف وسقطت قوته، فأيقن بالموت، وطلب ولي العهد ووصاه، ثُمَّ توفِّي -رحمه اللَّه.
وحكى الْحَسَن بْن مُحَمَّد القيلوي فِي "تاريخه" قال: ولما رجع الخليفة إِلَى داره -يعني: نوبة البساسيري- لم يتجرَّد من ثيابه للنوم إِلَى أن مات، ولا نام على فراش غير مصلَّاه، وكان يصوم -فيما حُكِيَ عَنْه- أكثر الزمان، ويقوم الليل، وعفا عن كل من عرفه بفساد وأحسن إليه، ومنع من أذية من أذاه.
قال السلفي: حَدَّثَنِي عَبْد السلام بْن على القيسراني المعدل بمصر، قال: حَدَّثَنِي شيوخ بغداد أن القائم لم يسترد شيئًا مما نهب من قصره إلا بالثمن، ويقول: هَذِهِ أشياء احتسبناها عند اللَّه، وأنه منذ خرج من مقرِّ عزه ما وضع رأسه على مخدة. وحين نهبوا قصره لم يجدوا فِيهِ شيئًا من آلات الملاهي.
قال الخطيب فِي تاريخه: ولم يزل أمره مستقيمًا إِلَى أن قبض عليه فِي سنة خمسين، وكان السبب فِي ذلك أن أرسلان التركي البساسيري كان قد عظم أمره واستفحل شأنه، لعدم نُظرائه، وانتشر ذِكره، وتهيَّبته أمراء العرب والعجم، ودُعي له عَلَى المنابر، وجُبِي لَهُ الأموال، وخرَّب القُرى، ولم يكن القائم يقطع أمرًا دونه، ثُمَّ صحَّ عنده سوء عقيدته، وشهد عنده جماعة أن البساسيري عرَّفهم وهو باسط عزْمه على نْهب دار الخلافة، والقبض على أمير المؤمنين، فكاتب الخليفة أَبَا طَالِب مُحَمَّد بْن ميكال سلطان الغُزّ المعروف بطُغْرُلْبَك، وهو بالرِّيّ، يستنهضه فِي القدوم، ثُمَّ أُحرقت دار البساسيري.
وقَدِمَ طُغْرُلْبَك فِي سنة سبعٍ وأربعين، فَذَهب البساسيري إِلَى الرحْبة، وتلاحق به خلْق من الأتراك، وكاتَبَ صاحب مصر، فأمدّه بالأموال.
ثُمَّ خرج طُغْرُلْبَك بعد سنتين إِلَى نصيبين، ومعه أخوه ينال فِي سنة خمسين، فخالف عليه أخوه، وسار بجيش عظيم وطلب الريّ، وكان البساسيري قد كاتبه(31/130)
وأطمعه بمنصب أَخِيهِ طُغْرُلْبَك، فسار طُغْرُلْبَك فِي أثر أَخِيه، فتفرَّقت عساكره، وتواقَع هُوَ وأخوه بهَمَذان، فظهر عليه ينال وحصَره بهمذان، فعزم الوزير الكُنْدُري والخاتون زَوْجَة طُغْرُلْبَك وابنها على نجدة طُغْرُلْبَك، فاضطرب أمر بغداد، وأرجفوا بمجيء البساسيري، فبطل عزم الوزير، فهمَّت خاتون بالقبض عليه وعلى ابنها، ففرَّا إِلَى الجانب الغربي، وقطعوا الجسر، فنهبت دُورهما، ومضَتْ هِيَ بجمهور الجيش نحو هَمَذان، وخرج ابنُها والوزير نحو الأهواز، فَلَمَّا كان فِي ذي القعدة رحل البساسيري إِلَى الأنبار، ولم يحضر الخطيب يوم الجمعة، ونزلوا من المئذنة، فأخبروا أنهم رأوا عسكر البساسيري، وصلى الناسُ ظُهْرًا.
ثُمَّ وَرَد من الغد من عسكره مائتا فارس، فلمَّا كان يوم الأحد دخل البساسيري بغداد ومعه الرايات المصرية، فضرب مخيمه على دجلة، وأجمع أَهْل الكرْخ والعوام من الجانب الغربي على مُضافَرة البساسيري، وكان قد جمع العيّارين وأهل الرساتيق، وأطمعهم فِي نهب دار الخليفة، والناسُ إذ ذاك فِي قَحْط، وبقي القتال كل يومٍ بين الفريقين فِي السُّفن، فلمَّا كان يوم الجمعة المقبلة دُعي لصاحب مصر بجامع المنصور، وزِيد فِي الأذان بحيِّ على خير العمل، وأصلحوا الجسر، وعَبَرَ الجيش، فنزلوا بالزاهر، وكفوا عن المحاربة أيامًا. وخندّق الخليفة حول داره، وأصلح سُورَها، ثُمَّ حشد البساسيري أَهْل الكرْخ وغيرهم، ونهضَ بهم إِلَى حرب الخليفة، فتحاربوا يومين، وقُتِل قتلى كثيرون.
وَفِي اليوم الثالث أتى البساسيري وجُموعه نحو دار الخليفة، وأحرقَ الأسواق بنهر مُعَلَّى، ووقع النَّهْب، وأحاطوا بدار الخلافة، وأُخذ منها ما لا يُحصى، ووجَّه الخليفة إِلَى قُرَيْش العُقَيْليّ البدوي، وكان قد جاء ناصرًا للبساسيري، فأذم للخليفة فِي نفسه، ولقيه فقبَّل بين يديه الأرض، وخرج الخليفة معه راكبًا وبين يديه رايةٌ سوداء، والأتراك بين يديه، ثُمَّ نزل بمخيمٍ ضُرِب له بأمر قريش، وقبض البساسيري على الوزير وعلى القاضي الدامغاني، وجماعة، وقيد الوزير والقاضي، فَلَمَّا كان يوم الجمعة من ذي الحجة، خطب لصاحب مصر فِي كل الجوامع إلا جامع الخليفة، ولما كان يوم عَرَفَة بُعِث الخليفة إِلَى عانة على الفُرات، وحُبِس هناك.
وشهِّر الوزير فِي أواخر الشهر على جملٍ وطِيف به. ثم صلب حيًّا، وهو أبو(31/131)
القاسم ابن المسلمة، ثُمَّ جعلوا فِي فكَّيْه كلوبين من حديد، فمات ليومه. وأُطْلِق قاضي القضاة.
وأما طُغْرُلْبَك فظفر بأخيه وقتله، وكاتب متولي عَانَة فِي رد الخليفة إِلَى داره مُكْرَمًا.
وذُكر لنا أن البساسيري عزم على ذلك لما بلغه أن طُغْرُلْبَك متوجه إِلَى العراق. وحصل الخليفة فِي مقر عزّه فِي الخامس والعشرين من ذي القعدة من سنة إحدى وخمسين.
ثُمَّ جهز طُغْرُلْبَك جيشًا، فحاربوا البساسيري بِسَقي الفُرات، وظفروا به، فقُتل وحمل رأسُه إِلَى بغداد.
وقال أبو الْحَسَن عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السّلام الكاتب: سمعت الأستاذ، وأبا الفضل مُحَمَّد بْن علي بْن عامر قال: دخلنا فِي يومنا هَذَا إِلَى المخزن، فلم يبق أحد لقيني إلا وأعطاني قصَّة، فامتلأ كمي بالرقاع، فلمَّا رَأَيْت كَثْرَتَها قلتُ: لو كان القائم بأمر اللَّه أخي لأَقلَّ المراعاة لي ولضجر مني.
وألقيتها فِي بركة، وكان القائم ينظر وأنا لا أعلم، فلمَّا وقفت بين يديه أمر بأخذ الرقاع من البركة، وبُسِطت فِي الشمس، ثُمَّ حُمِلت إليه، ووقَّع على الجميع. ثُمّ قال: يا عامّي، ما حملك على ما فعلت؟ وهل كنا عليك دركٌ فِي إيصالها إلينا؟ فقلتُ: خفت أن تملّ.
فقال: ويْحك، ما أطلقنا شيئًا من أموالنا، بل نَحْنُ خزّانهم فيها. واحذر أن تعود إِلَى ما فعلت.
قال أبو يَعْلَى بْن حَمْزَة بْن القلانِسيّ فِي "تاريخه": رُوي أن القائم لمّا اعتُقل نَوْبة البساسيري كتبَ قَصّةً ونفذها إِلَى بيت اللَّه مستعديا إِلَى اللَّه على من ظلمه، فَعلقت على الكعبة، وهي: "إِلَى اللَّه العظيم من المسكين عبده. اللَّهُمَّ إنَّك العالم بالسرائر، والمطَّلِع على الضمائر، اللهُم إنّك غنيٌّ بعلمك واطلاعك على خلقك، عن إعلامي، هَذَا عبدٌ قد كفر نِعَمك ومَا شَكَرها، وألقى العواقب وما ذكرها، أطغاه حلْمُك حَتَّى تعدَّى علينا بغْيا، وأساء إلينا عتوًا وعدوًا. اللَّهُمّ قلَّ الناصر، واعتزَّ الظالم، وأنت المطلع العالم، والمنصفُ الحاكم. بك نعتز عليه، وإليك نهربُ من يديه، فقد تعزَّز(31/132)
علينا بالمخلوقين، ونحن نعززُ بك، وقد حاكمنا إليك، وتوكَّلنا فِي إنصافنا منه عليك، ورفعنا ظلامتنا هَذِهِ إِلَى حَرَمَك، ووثقنا فِي كشْفها بكرمك، فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين".
توفِّي القائم بأمر اللَّه ليلة الخميس الثالث عشر من شعبان، ودُفن فِي داره بالقصر الحسني. وكانت دولته خمسًا وأربعين سنة، وغسّله الشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي شيخ الحنابلة.
وبُويع بعده المقتدي.
214- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الهيصم الكرّامي1:
أبو بَكْر النَّيْسابوري، من وجوه أصحاب أَبِي عَبْد اللَّه بْن كرام.
توفِّي أَبُوهُ الْإِمَام مُحَمَّد ولهذا إحدى عشرة سنة، وكان قد قرأ عليه شيئًا يسيرًا، ثم قرأ على أَخِيهِ عَبْد السلام، وحصل سرائر المذهب ودقائقه عن أَخِيهِ.
واختلف إِلَى الأديب أَبِي بَكْر الخطابي، وأحكم عليه الأدب.
وسمع من: أَبِي عَمْرو بْن يحيى، والقاضي أَبِي الهيثم، وعبد اللَّه بْن يوسف، وابن مَحْمِش، والحاكم أَبِي عَبْد اللَّه.
وتوفِّي يوم عيد الفِطْر.
وكان أَبُوهُ رأسا فِي بدعته.
215- عَبْد اللَّه بْن أَبِي مُعَاذ الصَّيْرَفيّ:
الهَرَويّ. وقد حجَّ وسمع: أَبَا الْحُسَيْن بْن بشران، وأبا أسامة المقرئ بمكة.
216- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن محمود:
أبو سَعِيد الهَرَويّ المعلم.
سمع من: الأمير خلف السنجري، وأبا علي منصور الخالدي. وحدَّث.
__________
1 المنتخب من السياق "287، 288" [950] .(31/133)
217- عَبْد الرَّحْمَن بْنُ مُحَمَّد بْن المظفر بْن مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن أَحْمَد بْن مُعَاذ بْن سهل بْن الحكم بْن شيرزاد1:
أبو الحسن بن أبي طلحة الداودي البوشنجي، شيخ خُراسان، جمال الْإِسْلَام -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
ذكره أبو سعد السمعاني فقال: وجه مشايخ خُراسان فضلًا عن ناحيته، المعروف فِي أصله وفضله وسيرته وطريقته، له قَدَمٌ فِي التَّقْوى راسخْ، يستحق أن يُطْوَى للتبرُّك بلقائه فراسِخْ، وفضله فِي الفنون مشهور، وذِكْره فِي الكُتُب مسطور، وأيّامه غُرَر، وكلماته دُرَرْ.
قرأ الأدب على أَبِي علي الفَنْجُكِرْدي، والفقه على: أَبِي بَكْر القفال المَرْوَزِي، وأبي الطيب سهْل الصُّعْلُوكي، وأبي طاهر بن محمش، والأستاذ أبي حامد الإسفرائيني، وأبي الْحَسَن الطَّبَسي، وأبي سَعِيد يحيى بْن مَنْصُور الفقيه البُوسنجيّ.
وسمعتُ أنَّ ما كان يأكله فِي حالة التّفقُّه والمُقام ببغداد وغيرها يحمل إليه من فوشنج احتياطًا فِي المأكول.
وصحِب أَبَا عليّ الدّقّاق، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمّي بنَيْسابور، والإمام فاخر السِّجْزِيّ بِبُسْت فِي رحلته إِلَى غَزْنَة، ولقي يحيى بن عمار.
ودخل بغداد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، ورجع إلى وطنه سنة خمس وأربعمائة، وأخذ فِي مجلس التذكير والتدريس والفتوى والتصنيف، وكان له حظٌّ وافر من النَّظْم والنَّثْر.
سمع ببوُشَنْج: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَمَّوْيه السَّرْخسيّ، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
وبهَرَاة: أَبَا مُحَمَّد بْن أَبِي شُرَيْح.
وبنَيْسابور: أَبَا عَبْد اللَّه الحاكم، وأبا عَبْد اللَّه بن بامويه، وابن محمش.
__________
1 الأنساب "5/ 263، 264"، والمنتظم "8/ 296"، والبداية والنهاية "12/ 112"، والنجوم الزاهرة "5/ 99".(31/134)
وببغداد: أَبَا الْحَسَن بْن الصَّلْت المُجْبِر، وأبا عُمَر بْن مَهْدِي، وعلي بْن عُمَر التّمّار.
حَدَّثَنا عَنْهُ: مسافر بْن مُحَمَّد، وأخوه أَحْمَد، وأبو المحاسن أسعد بْن زياد الماليني، وأبو الوقت عَبْد الأول، وعائشة بِنْت عَبْد اللَّه البُوسَنْجيّة.
قال السمعاني أبو سعْد: سمعتُ يوسف بْن مُحَمَّد بْن فارو الأندلسيّ: سمعتُ عليّ بْن سُلَيْمَان المرادي يقول: كان أبو الْحَسَن عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل يقول: سمعتُ "الصحيح" من أَبِي سهل الحفصي، وأجازه لي أبو الْحَسَن الداودي، وإجازة الداودي أحب إليَّ من السماع من الحفصي.
وسمعت أسعد يقول: كان شيخنا الداودي بقي أربعين سنة لا يأكل اللحم وقت تشوشّ التُّرْكُمان واختلاط النَّهْب، فأضرَّ به، فكان يأكل السَّمَك ويُصطاد له من نهرٍ كبير، فحكي له أن بعض الأمراء أكل على حافة ذلك النهر، ونُفِضت سفرتُه، وما فضل منه فِي النَّهْر، فَمَا أكل السَّمَك بعد ذلك.
قال أبو سعْد: وسمعتُ محمود بْن زياد الحنفي يقول: سمعتُ الْمُخْتَار بْن عَبْد الحميد البُوشَنْجيّ يقول: صلى الْإِمَام أبو الْحَسَن الداوديّ أربعين سنه، وكان يده خارجة من كُمّه استعمالًا للسُّنَّة، واحتياطًا لأحد القولين فِي وضع اليدين وهما مكشوفتان حالة السُّجود.
قال أبو القاسم عبد الله بن علي، أخو نظام المُلْك: كان أبو الْحَسَن الداودي لا تسكُن شفته من ذكر اللَّه، فحُكي أن مُزَيّنًا أراد أن يقص شاربه فقال: سكِّن شفَتَك. فقال: قلْ للزمان حَتَّى يَسْكُن.
ودخل أخي النظام عليه، فقعد بين يديه، وتواضعَ له، فقال لَهُ: أيُّها الرجل، إنّك سلطان اللَّه على عباده، فانظر كيف تجيبه إذا سألك عَنْهُمْ.
ومن شعر الداوديّ:
ربِّ تقبَّلْ عملي ... ولا تخيِّب أملي
أَصْلِحْ أُموري كلّها ... قبل حلول الأجل1
__________
1 البيتان في طبقات الشافعية للإسنوي "1/ 252"، وسير أعلام النبلاء "13/ 563".(31/135)
وله:
يا شاربَ الخمر اغتنِمْ توبةً ... قبل الْتِفاف الساقِ بالسّاق
الموتُ سلطانٌ له سطوةٌ ... يأتي على المَسقيّ والسّاقيّ1
قال عَبْد الغافر الفارسي: وُلِد الداوديّ فِي ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة2.
وقال الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الكُتُبيّ: توفِّي بفوُشَنْج فِي شوال.
فُوشَنْج، ويقال بالباء، مدينة صغيرة بشين مُعْجَمَة على سبعة فراسخ من هَرَاة. رحمه اللَّه تعالى.
218- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بن عبد الكبير الطليطلي3:
الطبيب ابن وافد، الوزير أبو المطرِّف اللَّخْميّ الأندلسي.
من كبار العالمين بالطِّب، لا سيما بالأدوية المفردة، فإنه لم يُدرِك شَأْوَه فيها أحدٌ، وألّف كتابًا حافلًا جمع فِيهِ بين قول ديسقوريدوس، وقول جالينوس.
وَلَهُ يَدٌ طُولَى فِي الْمُعَالَجَة، وسكن طُلَيْطُلَة، وكان له فِي دولة ابن ذي النون ذِكرٌ، وكان حيًّا فِي سنة ستين وأربعمائة. وذكر أنه ولد سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وهو مشهور بابن وافد -بالفاءِ، وله أيضًا كتاب "الرّشاد" فِي الطِّب، وكتاب "تدقيق النّظر فِي عِلَل حَاسَّةِ الْبَصَرْ"، وكتاب "مجرَّبات الطّبّ".
توفِّي فِي رمضان سنة سبْعٍ وستّين.
ورَّخه الأبّار وقال: له كتاب "الفلاحة". أَخَذَ الطبّ عن خلف بْن عَبَّاس الزَّهْراويّ.
219- عَبْد السلام بن أحمد بن محمد بن عمر4:
__________
1 البيتان في سير أعلام النبلاء "13/ 563".
2 انظر المصدر السابق.
3 معجم المؤلفين "5/ 180، 181"، وأخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي "152".
4 المنتظم "8/ 296"، "16/ 169".(31/136)
أبو الغنائم الْأَنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ البابصري، نقيب الأَنْصَار، من ولد زَيْدُ بْن وديعة الْأَنْصَارِيّ -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
كان من أماثل الشيوخ وأعيانهم، ذا سَمْتٍ ووقار، ودِين وتواضع. وكان ثقة، صحيح السماع.
سمع من: هلال الحفّار، وأبي الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبي الْحُسَيْن بْن بشران.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المقتدي بالله، وأبو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن سبْط الخيّاط، وأبو المعالي بْن البدِن.
وُلِد سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة، وقيل: سنة ستٍّ وثمانين.
وتوفِّي فِي يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان، وهو والد أَبِي الفضل مُحَمَّد شيخ شهدة.
220- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن سعيد البقال الأصبهاني:
مات فِي شعبان.
شيخ مستور عفيف صالح.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد الوهَّاب، وأبي الْعَبَّاس المَخْلَديّ.
221- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الطيّب1:
الرئيس الأديب، أبو الْحَسَن الباخرزِي2 الشاعر، مصنِّف "دُمْية القصر".
كان واحدًا فِي فنه.
تفقَّه فِي مذهب الشافعي، ولازم أَبَا مُحَمَّد الْجُوَيْنيّ والد إمام الحَرَمَين، ثُمَّ شرع فِي الأدب، وأقبل على الكتابة والإنشاء، واختلف إِلَى ديوان الرسائل، وتنقلت به الأحوال، ورأى عجائب فِي أسفاره، وسمع الحديث، وألف كتاب "دُمية القصر"، وهو ذيل "ليتيمة الدّهر" للثّعالبي فِي الشعراء، ذكر فِيهِ خلقًا كثيرًا، وقد وضع على كتابه أبو الْحَسَن عليّ بْن زَيْدُ البَيْهَقيّ كتابًا سماه "وشاح الدُّمية"، كذا سماه أبو سعد
__________
1 الكامل في التاريخ "10/ 11"، والبداية والنهاية "12/ 112"، وهدية العارفين "1/ 692".
2 الباخرزي: هذه نسبة إلى باخرز، ناحية من نواحي نيسابور "الأنساب 2/ 21".(31/137)
السمعاني في "الذيل"، وسمَّاه العماد فِي كتاب "الخريدة" شرف الدين على بْن الْحُسَيْن البَيْهَقيّ.
وللباخَرْزِيّ ديوان شِعْر كبير، منه:
يا فالقَ الصُّبْح من لألاءٍ غُرّتِهِ ... وجاعِلَ الليلِ من أصْداغه سَكَنا
بصورة الوَثَن استعبدتني، وبها ... فتنتني، وقديمًا هجت لي شَجَنا
لا غَرْو أَنْ أحرقَتْ نار الهَوَى كَبِدي، ... فالنار حقُّ على من يعبُد الوَثَنا1
قُتِل بباخَرز، وهي ناحية من نواحي نَيْسابور، وذهبَ دمُه هَدْرًا فِي شهر ذي القعدة.
222- عليّ بْن الحُسين بْن أحْمَد بْن محمد بْن الحسين2:
أبو الحسن التغلبي ابن صَصرى، أصلهم من مدينة بلدٍ.
حدَّث عن: تمَّام الرّازي، وأبي عَبْد اللَّه بْن سهل، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وجماعة.
رَوَى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني وقال: توفِّي فِي الثالث والعشرين من المحرَّم بدمشق.
وكان ثقة كتب له تمَّام الجزء الأول من فوائد الْحُسَيْن بْن يحيى الشّعراني، وكتب عليه علامة السماع له من أَبِي بَكْر بْن أَبِي الحديد، فدَفعه إليَّ وقال: لم أسمع من أَبِي بَكْر شيئًا، كتب لي تمّام هَذَا الجزء، ولم يتَّفق لي سماعه من أَبِي بَكْر.
حرف الميم:
223- مُحَمَّد بْن بديع الأَسَدَاباذي3.
أبو الفتح. سمع: عَبْد الرَّحْمَن بن أبي نصر.
روى عنه: الخطيب مع تقدمه، وغيث الأرمنازي.
__________
1 الأبيات في: معجم الأدباء "13/ 48"، ووفيَّات الأعيان "3/ 388".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 226"، والعبر "3/ 265".
3 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "37/ 198".(31/138)
مات بالرملة قاصدًا القدس.
224- مُحَمَّد بْن المحدِّث أَبِي مُحَمَّد الجوهري:
أبو الحسن. سمع: أَبَا عليّ بْن شاذان.
وعنه: أبو عليّ البَرَدَاني، وشجاع الذُّهْلي، وطائفة.
225- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ1:
أبو الحُسَين الأزْديّ الدِّمشقيّ المعروف بابن أَبِي العجائز، الخطيب.
نزيل بيروت، وبها توفِّي.
روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر، وأبي نصر بْن هارون.
وعنه: عُمَر الرُّؤاسي، وابن الأكفاني، وغيرهما.
226- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ:
أَبُو بَكْر القصّار المَدِيني، يُعرف بالغزّال.
مات فِي جُمَادَى.
227- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن الْعَبَّاس بْن الحُصَين:
أبو عَبْد اللَّه الشَّيْباني، والد هبة اللَّه بْن الحُصَين.
مات فيها، ومات ابنُه عَبْد الواحد بعده بأيام.
228- مُحَمَّد بْن عقيل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم بْن هاشم2:
أبو عَبْد اللَّه القُرَشيّ الدّمشقيّ البزّاز.
صدوق. سمع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر. رَوَى عنه: غيث الأرمنازي، وابن الأكفاني.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "22/ 280، 281".
2 الإكمال لابن ماكولا "6/ 239"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "23/ 60".(31/139)
229- محمد بْن علي بْن محمد بْن موسى1:
أبو بَكْر الخيّاط المقرئ الْبَغْدَادِيّ.
قرأ القراءات على: أَبِي أَحْمَد بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبي الْحَسَن السَّوْسَنْجِرْدي، وبكر بْن شاذان، والحماميّ.
وتفرَّد بالعُلُو، فِي رواية أَبِي نشيط، عن قالون. وَفِي اختيار خَلَف، وَفِي رواية سجّادة عن اليزيْديّ. وكان عالمًا متقنًا، ورِعًا صالحًا، خشن الطّريقة، حنبلي المذهب.
سمع الحديث من: ابن الصَّلْت المُجْبِر، والفَرَضي، وأبي عُمَر بْن مَهْدي، وإسماعيل بْن الحَسَن الصَّرْصَري، وجماعة.
وتصدَّر للإقراء، وكان بقية شيوخ العراق، فقيرًا قانعًا بكَّاءً عند الذِّكْرِ.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب فِي تاريخه، ومكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو مَنْصُور القزّاز، وعبد الخالق بْن البدِن، ويحيى بْن الطّرّاح، وأحمد بن ظفر المغازلي.
وقرأ عليه القرآن جماعة، منهم: أبو الحسين بْن الفراء الحنبلي، وهبة الله بن الصرّ الحريري، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المَزْرَفي، وأبو عَبْد اللَّه البارع.
وكان مولده فِي سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
230- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد:
أبو يَعْلَى بْن الحرْبيّ2 البزّاز.
روى عن: هلال الحفّار.
وعنه: أبو عليّ البَرَدَانيّ وقال: تُوُفّي فِي المحرم.
231- محمود بْن نصر بن صالح بن مرداس الكلابي3:
__________
1 المنتظم "8/ 297"، ومعرفة القراء الكبار "1/ 426".
2 الحربي: نسبة إلى محلة الحربية بغربي بغداد "الأنساب "4/ 99".
3 المنتظم "8/ 300"، والعبر "3/ 266".(31/140)
الأمير عزّ الدولة صاحب حلب.
كَانَتْ مدّة مملكته حلب بعد أن تسلَّمها من عمِّه عطية عشر سنين.
وكان شجاعًا كريمًا عادلًا، يُداري المصريين والعراقيين.
مدَحَه ابن حيّوس بقصائد.
توفِّي سنة سبْعٍ هَذِهِ، وتملَّك بعده ابنه الأمير نصْر، وأمُّه هِيَ بِنْت الملك الْعَزِيز أبي منصور جلال الدولة ابن بُوَيْه، فبقي سنة، قتله بعض الأتراك بظاهر حلب.
232- المسلم بْن الْحَسَن بْن هلال الأزْديّ1:
البزّاز المقرئ.
توفِّي بصور فِي ربيع الأول.
قرأ بعدّة روايات، وتلا على: عليّ بْن الْحَسَن بْن أَبِي زروال الرَّبَعي.
وسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْن الطّبَيْز، والعَقِيقيّ.
قال ابن الأكفاني: لم يحدِّث بشيء.
حرف الياء:
233- يوسف بْن أَحْمَد بْن صالح2:
أبو القاسم الغُوريّ.
لقّن خلْقًا ببغداد، وكان من أعيان أصحاب الحماميّ.
مات فِي رجب.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو مُحَمَّد بْن السَّمَرْقَنْديّ.
234- يوسف بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن حسن بْن عُثْمَان:
أبو القاسم الرازي، الخطيب.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "24/ 279"، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "5/ 65" [1673] .
2 الأنساب "9/ 190"، وما بعدها، واللباب "2/ 38".(31/141)
وفيَّات سنة ثمان وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
235- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البرمكي1:
أبو الحسين ابن الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق.
ديِّن خيِّر منعزِل.
سمع: أَبَا الفتح بْن أَبِي الفوارس.
ورَوَى عَنْهُ: قاضي المَرِستان أبو بَكْر، وأصلهم من قرية اسمها البرمكية.
توفِّي فِي ذي القعدة.
236- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد.
أبو بَكْر المقدسي القطّان المقرئ.
قرأ القراءات على جماعةٍ؛ منهم: أبو القاسم عليّ بْن مُحَمَّد الزَّيديّ بحَرّان، وأبو علي الأهوازيّ بدمشق، ومحمد بْن الْحُسَيْن الكارَزِينيّ بمكّة، وعُتْبَة بْن عَبْد الملك العثماني، وجماعة ببغداد.
وسمع الكثير.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر المرزفي.
237- أَحْمَد بْن علي بْن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن الْحُسَيْن النصيبيّ2:
ثُمَّ الدَّمشقي، جلال الدولة أبو الْحَسَن.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي كامل فيما زعم، وهو جدُّه لأُمّه.
وولي قضاء دمشق فِي دولة المستنصر العُبَيْديّ، وهو آخر قضاة العُبَيْدييّن بدمشق، ولي بعده الشريف أبو الفضل، وكان يُرمَى بالكذِب.
أَخَذَ عَنْهُ هبة اللَّه بْن الأكفاني.
__________
1 المنتظم "355، 3449".
2 أخبار مصر لابن ميسر "2/ 24"، وميزان الاعتدال "1/ 121"، والنجوم الزاهرة "5/ 102".(31/142)
وحكى الشريف النسيب عن أَبِي الفتيان بْن حيوس أنه كان يومًا مع الشريف أَحْمَد، فقال الشريف: ودِدْت أَنّي كنتُ فِي الشجاعة مثل علي، وَفِي السّخاء مثل حاتم، فقال له ابن حيُّوس: وَفِي الصِّدْق مثل أَبِي ذَرّ -يعرِّض بأنّه كذَّاب.
قال ابن الأكفانيّ: توفِّي قاضيا بدمشق وأعمالها.
238- أَحْمَد بْن عليّ بْن أَحْمَد1:
أبو سَعِيد بْن الأزرق السوسي ثُمَّ البغدادي.
وُلِدَ سنة تسعين وثلاثمائة.
وسمع من: أَبِي أَحْمَد الفَرَضي، وأبي عُمَر بْن مَهْديّ.
وكانت أُصوله جيّدة.
سمع منه: مكي الرُّمَيْليّ، وغيره.
وتوفِّي ليلة عيد الفِطْر -رحمه الله.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل السَّمَرْقَنْديّ.
239- أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن مُحَمَّد الغساني الغَنْميّ2:
الفقيه أبو العبّاس الدّارَانيّ الدَّمشقي، الفقيه المالكي، المعروف بابنُ قُبيس.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، وعبد الرَّحْمَن المَيْداني، وأبا نصر عَبْد الوهاب المُرِّي، وابن ياسر الْجَوْبَرِيّ.
وأوّل سماعه سنة اثنتين وأربعمائة بداريّا.
رَوَى عَنْهُ: ابنه علي، وعمر الرّؤاسي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وعليّ بْن المسلم.
ومات فِي شعبان وقت نزول التُّرْك على دمشق.
قال هبة اللَّه: كان ثقة حافظًا متحرِّزًا، مشتغلًا بالعلم.
قلت: وأخذ من الفقه عن القاضي عَبْد الوهّاب المالكيّ -رحمه اللَّه لمَّا مَرَّ بدمشق.
__________
1 المنتظم "8/ 298"، "16/ 172".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "3/ 305، 306"، وتهذيب تاريخ دمشق "2/ 100".(31/143)
240- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر:
أبو طاهر الأصبهاني البقال النقَّاش.
حدَّث فِي هَذِهِ السنة عن: عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الخلال، وأبو سعْد الْبَغْدَادِيّ.
241- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الطَّيّب1:
القاضي أبو عليّ بْن كَمَارِيّ الواسطي، الفقيه.
سمع من أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن بِيري، وجماعة.
مات فِي جُمادى الْأولى عن أربعٍ وثمانين سنة. وولِي قضاء واسط مدّة.
وسمع أيضًا من: عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أسد، وابن خَزَفَة، وابن دينار، وأبي عبد الله بن مهدي.
أخذ عنه أَهْل بلده، وقد وُثّق.
242- انتصار بْن يحيى2:
زين الدولة المصموديّ المغربي.
غلب فِي هَذَا العام على دمشق عند هروب مُعَلَّى بْن حَيْدرة عَنْهَا، فاجتمعت المَصَامِدة إِلَى انتصار وقوَّوا نفَسه، ورضي به أكثر الناس لجودة سيرته، فبقي متوليّها تسعة أشهُر، حَتَّى قدم أَتْسِز، فعوَّضه عن دمشق بانياس ويافا، وذهب إليهما.
حرف الحاء:
243- الحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مجالد بْن بِشْر:
أبو عليّ البَجَليّ الكوفيّ.
ذكره أُبَيّ النَّرْسيّ فقال: كان أوحد عصره فِي علم الشروط، ثنا عن جده، عن أبي العباس بن عقدة.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "7/ 175"، والمنتظم "8/ 298".
2 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 137"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "5/ 60".(31/144)
قلت: جده مات سنة أربعمائة.
244- الْحَسَن بْن القاسم بْن عليّ الواسطي المقرئ1:
أبو علي، إمام الحرمين، المشهور بغلام الهراس.
أحد من عُنِيَ بالقراءات، وسافر فيها إلى النواحي.
قرأ في حدود الأربعمائة على شيوخ العراق.
قال خميس الحوزي: قرأ على عَبْد اللَّه بْن أَبِي عَبْد اللَّه العَلَويّ.
وهذا العَلَويّ قرأ على النَّقاش.
قال: ورحل إِلَى بغداد فقرأ على: عَبْد الملك بْن بَكْران النَّهْرواني، والسَّوْسَنْجِرْدي، والحمَّامي.
وقرأ بمكّة على الكارَزِيني، وبمصر على ابن نفيس، وبحرّان على العلوي، وبدمشق على: الرَّهَاوي، والأهوازي، وسمع منه مصنَّفاته، وكان يُقرئ معه بجامع دمشق، ثُمَّ عاد إِلَى واسط وقد كُفَّ بصرُه، وكان قديمًا أعور، ورحل الناس إليه من الآفاق، وقرأوا عليه، رَأَيْته وقبَّلت يده، وجلست بين يديه كثيرًا. وتُوُفّي فِي أواخر سنة سبْعٍ وستين، وكان يلقَّب إمام الحرمين.
قال: والبغداديون لهم فيه كلام.
روى الحديث عن ابن خَزَفَة، وسمعت من أصحابنا مَن يقول: سمعتُ أَبَا الفضل بْن خَيْرُون، وقيل له: أبو عليّ غلام الهرّاس، عن أَبِي عليّ الأهوازي، فقال: مطرَّز مُعْلَمٌ كذَّاب عن كذّاب.
قلت: قرأ عليه أبو العزّ القلانِسيّ بروايات كثيرة، وجميع كتابيه "الكفاية" و"الإرشاد" مَدارُهُما على أَبِي علي، وفيهما أنّه قرأ على: الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن دَاوُد بْن الفحَّام، والقاضي أَحْمَد بْن عَبْد الله بن عبد الكريم، وأبي أحمد عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبي العلاء مُحَمَّد بْن عليّ بْن يعقوب الواسطي، وأبي القاسم بُكَير بْن شاذان الواعظ، والقاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن الْحُسَيْن الْجُعْفيّ الهَرَواني، وأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هارون التميمي النحوي
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 518"، والمنتظم "8/ 298، 299".(31/145)
شيخ الكوفة، والحسن بْن عليّ بْن بشار السابُوري1 المصري، وعليّ بْن مُوسَى الصابوني الْبَغْدَادِي، والحسن بْن ملاعب الحلبي، وجماعة مذكورين فِي الكتابَيْن، أكبرهم أبو القاسم عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم مقرئ أَبِي قرّة، قرأ عليه لأبي عمرو في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وأخبره أنَّه قرأ على ابن مجاهد.
ونبَّه على هَذَا الشَّيْخ أيضًا أبو سعْد السَّمعاني، ثُمَّ قال: قال هبة اللَّه بْن الْمُبَارَك السقطي: كنت أحد من رَحَل إِلَى أَبِي علي غلام الهرّاس، فألفيتُ شيخًا عالِمًا، فهمًا، صالحًا، صدوقًا، متيقظًا، مُسْنِدًا، نبيلًا، وَقُورًا.
قال: ووجدت بخطِّ أَحْمَد بْن خَيْرُون الأمين: غلام الهرّاس كان مقرئًا، غير أنَّه خلّط فِي شيءٍ من القراءات، وادَّعى إسنادًا فِي شيء لا حقيقة له، وروي عجائب، وُلِدَ سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
قال: وتوفِّي يوم الجمعة سابع جُمَادَى الأولى سنة ثمانٍ وستين بواسط.
قلتُ: هَذَا أصح مما ورّخ خميس.
قال الحافظ ابن عساكر: روى عَنْهُ مكّيّ الرُّمَيْلي، وجماعة، وأجازَ لجماعةٍ من شيوخنا.
وقال ابن السمعاني: قرأ بالأمصار، وسافر فِي طلب إسناد القراءات، وأتعب نفسَه في التجويد والتحقيق، حتى صار طبقة العصر، ورحل إليه الناس من الأقطار.
قلتُ: وممن قرأ عليه: عليّ بْن عليّ بْن شِيران، وأبو المجد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَهْوَر قاضي واسط، والمبارك بْن الْحُسَيْن الغسّال، وأحمد بْن عَبْد السلام بْن حيوخار.
245- حَمْدُ بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن وُلْكِنْز:
أبو سهل الصَّيْرَفيّ الْأصبهانيّ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
وعنه: أبو عَبْد اللَّه الخلّال، وأبو سعْد الْبَغْدَادِي، وعبد المغيث بْن أَبِي عدنان.
توفِّي في ذي الحجة.
__________
1 السابوري: هذه نسبة إلى سابور الذي يقولها الناس بالعجمية بشاوور. "الأنساب "7/ 4".(31/146)
246- حَمْزَة بْن أَبِي الْحُسَيْن بْن أَبِي حَمْزَة الغُورَجي الهَرَويّ:
أبو المظفَّر، مات فِي رجب.
حرف السين:
247- سُفيان بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْنِ بْن عَبْد اللَّه بْن فَنْجُوَيْه الثَّقفِيّ1:
الدِّينَوَرِي، ثُمَّ الهَمَذَانيّ، أبو القاسم.
رَوَى عن: أبيه أبي عبد الله، وأبي عمر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البسْطامي، ويحيى بْن إِبْرَاهِيم المزكي، وأبي حازم العَبْدَوِيّ.
قال شيروَيْه: سَمِعْتُ منه. ثقة زاهد، كُفَّ بَصَرُه فِي آخر عمره. وقال لي: ولدت سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وأخي أبو بَكْر سنة أربعٍ وتسعين.
مات بَهَمَذان.
حرف الظاء:
248- ظفْرُ بْنُ عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان:
أبو الفتح الأصبهاني.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن خُرَّشِيد قُولَه، وغيره.
توفِّي فِي جُمَادَى الأولى.
حرف الْعَيْنِ:
249- عَبْد الجبار بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن بُرْزَة2:
أبو الفتح الرّازيّ الأرْدَسْتانيّ الجوهريّ الواعظ.
أحد التجار المعروفين.
__________
1 المشتبه في أسماء الرجال "2/ 510".
2 المنتظم "8/ 299"، والمشتبه في أسماء الرجال "1/ 56"، وشذرات الذهب "3/ 330".(31/147)
كان يسافر كثيرًا إِلَى خُراسان، والعراق، والشّام، ثُمَّ سكن فِي الآخر إصبهان، وبها مات فِي المحرَّم.
وقد سكن دمشق مدَّة.
وحدَّث عن: علي بْن مُحَمَّد القصّار، وأبي طاهر بْن مَحِمِش، والسُّلَمّي، وعبد اللَّه بْن يوسف بْن بامويّه، والحسن بْن شهاب العُكْبَرِي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وسهل بْن بِشْر، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وَأَبُو سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِي، وجماعة آخرهم موتًا إِسْمَاعِيل بْن عليّ الحمامي.
وكان سَمَاعه من القصَّار قديمًا في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وله سبْعُ سِنين، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حدَّث عَنْهُ.
قَالَ ابْنُ ماكولا: كان عَبْد الجبّار يبيع الجوهر. سمعتُ منه بدمشق وبغداد1.
250- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيَّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ الْحُسَيْن بْنُ مُوسَى2:
أبو نصر النَّيْسابوريّ المزكيّ التّاجر.
سمع: أَبَا الحسين الخفَّاف، ويحيى بن إسماعيل الحربي، وأبا القاسم علي بْن أَحْمَد الخُزَاعي، وأبا أَحْمَد بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبا عُمَر بْن مهدي، وطائفة سواهم بنيسابور، وبغداد.
قال عَبْد الغافر الفارسي: رحل إِلَى العراق فِي صباه، وسمع من أصحاب ابن صاعد، والمحاملي، وحدَّث، حَتَّى حدَّث بالكثير.
وقال السمعاني: ثنا عَنْهُ زاهر ووجيه ابنا الشحامي، وهبة الرَّحْمَن القُشَيْري، وغيرهم. وكان ثقة صالحًا مكثِرًا.
251- عَبْد الغفار بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن حبشان3:
أبو الفَرَج الهَمَذَانيّ البزاز.
__________
1 راجع: تاريخ دمشق "39/ 426".
2 العبر "3/ 267"، والإعلام بوفيات الأعلام "193".
3 لسان الميزان "4/ 41".(31/148)
روى عن: ابن عبدان الشيرازي، والقاضي أَبِي عُمَر القاسم بْن جَعْفَر الهاشمي، وأبي علي بْن فَضَالة، وجماعة.
وقال شيروَيْه: سمعتْ منه، وكان مائلًا إِلَى المبتدعة.
توفِّي فِي رابع عشر صَفَر.
252- عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن طاهر1:
أبو سعد التيمي الطَّبري، المعروف بالوزّان.
روى بهَمَذَان ووَلِي قضاءها فِي هَذِهِ السنة، ولا أعرف كم عاش بعدها.
روى عن: مَنْصُور السَّمَرْقَنْديّ الكاغدي، وأبي بَكْر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد القفَّال المَرْوَزِي، وأبي بَكْر الحيري، وعليّ بْن مُحَمَّد الطّرّازي، وعبد الرَّحْمَن السّرّاج.
قال شيروَيْه: كان صدوقًا، سمعتُ منه. وكان واسع العلم قد استمليت عليه.
قلت: توفِّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وستين.
رَوَى عَنْهُ: زاهر الشّحّامي، وأبو عليّ أَحْمَد بْن سعْد العِجْليّ.
وقال السمعاني: نزل الرِّي وسكنها. وكان من كبار عصره فضلًا وحشمة وجاهًا، له القَدَم الرّاسخ فِي المناظرة وإفحام الخصوم، تفقَّه على القفَّال، وبرع فِي الفقه، ووُلِدَ سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، ومات سنة 68، وقيل: سنة 69.
253- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ2:
أَبُو الْحَسَن الواحديّ النَّيْسابوري، من أولاد التُّجّار.
أصله من ساوة، وله أخٌ اسمه عَبْد الرَّحْمَن، قد تفقَّه وحدَّث أيضًا.
كان الأستاذ أبو الْحَسَن واحد عصره فِي التفسير، لازم أَبَا إِسْحَاق الثعلبي المفسِّر وأخذ عَنْهُ.
وأخذ العربية عن: أَبِي الْحَسَن القهندزي الضرير. ودأب في العلوم.
__________
1 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 242، 243".
2 الكامل في التاريخ "10/ 101"، والبداية والنهاية "12/ 114"، وهدية العارفين "1/ 692".(31/149)
وسمع: ابن مَحْمِش، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن الْحَسَن الحِيري، وأبا إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الواعظ، ومحمد بن المزكّي إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى، وعبد الرَّحْمَن بْن حمدان النصروي، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم النجَّار، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن عُمَر الأرْغِياني، وعبد الجبار بْن مُحَمَّد الخُواري، وطائفة من العلماء.
صنَّف التفاسير الثلاثة "البسيط" و"الوسيط" و"الوجيز"، وبهذه الأسماء سمَّى الغزالي كُتُبَه الثلاثة فِي الفقه، وصنَّف "أسباب النزول" في مجلد، و"التحبير في شرح أسماء الله الحسنى"، و"شرح ديوانَ المتنبي".
وكان من أئمة العربية واللغة.
وله أيضًا كتاب "الدعوات"، وكتاب "المغازي"، وكتاب "الإغراب فِي الإعراب"، وكتاب "تفسير النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم"، وكتاب "نفي التحريف عن القرآن الشريف"1.
وتصدَّر للإفادة والتدريس مدّة، وكان معظَّمًا محترمًا، لكنه كان يُزْري على العلماء فيما قيل، ويبسط لسانه فيهم بما لا يليق.
وله شِعرٌ مليح.
توفِّي بنيسابور فِي جُمَادَى الآخرة، وعاش بعده أخوه تسع عشرة سنة.
وقد قال الواحدي فِي مقدمة "البسيط": وأظنني لم آلُ جهْدًا فِي إحكام أُصُول هَذَا العلم على حَسب ما يليق بزماننا. إِلَى أن قال: فأمَّا اللغة فقد درسْتُها على أَبِي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف العَرُوضي، وكان قد خنقَ التسعين فِي خدمة الأدب، وروي عن أَبِي مَنْصُور الأزهريّ كتاب "التهذيب"، وأدرك العامري، وجماعة، وسمع أَبَا الْعَبَّاس الأصم، وله مصنَّفات كبار، وقد لازمتُه سِنين، وأخذتُ التفسير عن الثعلبي، والنحو عن أَبِي الْحَسَنِ عليَّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الضرير، وكان من أبرع أَهْل زمانه فِي لطائف النحو وغوامضه، علّقتُ عَنْهُ قريبًا من مائة جزء فِي المسائل المُشْكِلة، وسمعت منه أكثر مصنَّفاته، وقرأت القراءات على جماعة، سمَّاهم وأثنى عليهم.
__________
1 وراجع: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة "1/ 464".(31/150)
وقد قال الواحديُّ كلمةً تدلُّ على حُسْن نقيّته فيما نقله أبو سعْد السمعانيّ فِي كتاب "التذكرة" له فِي ذِكر الواحديّ.
قال: وكان حقيقًا بكل احترام وإعظام، لكن كان فِيهِ بسْطُ اللسان فِي الأئمة المتقدمين، حَتَّى سمعت أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بشار بنيسابور مذاكرة يقول: كان عليّ بْن أَحْمَد الواحدي يقول: صنَّف أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ كتاب "حقائق التفسير"، ولو قال إن ذاك تفسير للقرآن لكفِّر بِهِ.
قلتُ: صدقَ واللهِ.
254- عَبْد الغني بْن الحاجي الهوسمي1:
أبو مُحَمَّد النَّيْسابوري، أحد الزهَّاد المنقطعين إِلَى اللَّه تعالى.
تفقَّه وسمع من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وغيره.
ثُمَّ ترهَّب وتوحَّد فِي جبل نيسابور نحوًا من ثلاثين سنة، ويحضر الجمعة.
ثُمَّ شاخ وعجز، وكان يُزار، وعنده قمح من بذر إِبْرَاهِيم -عليه السلام، فكان يزرعه ويخبز منه، ويطعم من يزوره. قاله أبو سعْد السَّمعاني.
قال: ومات فِي رمضان سنة ثمان أو تسع وستين وأربعمائة وشيّعه الخلْق.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مَنْصُور الحَرَضي، وغيره، رحمه اللَّه.
255- عَبْد الْعَزِيز بْن طاهر:
أبو طاهر البابصري، سمع: بْن رزقَوَيْه.
وعنه: أبو السعود بن المجليّ.
وكان مختلّ العقل. قاله الحُمَيْديّ.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
256- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن جَنِيّ البيّع2:
أبو الْحَسَن. بغدادي، روى عن: أَبِي الحسن بن رزقويه.
__________
1 المنتخب من السياق "362" [1195] .
2 راجع: المشتبه في أسماء الرجال "1/ 260".(31/151)
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه السَّقَطي، وشجاع الذُّهْليّ.
257- علي بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جدَّا1:
أبو الْحَسَن العُكْبَرِي، الفقيه الحنبلي.
كان شيخًا صالحًا، متعبِّدًا، حسَن التلاوة، فصِيحًا، لسِنًا، مناظِرًا مباحِثًا، له مصنَّف فِي السُّنّة، ومصنَّف فِي الْجَدَل والمناظَرَة.
سمع: أَبَا عليّ بْن شاذان، والبرقاني، وأَبَا علي بْن شهاب العُكُبَرِي، وأبا القاسم بْن بِشْران، وغيرهم.
رَوَى عنه: محمد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القزّاز.
قال ابن خَيْرُون: كان مستورًا صيِّنًا، ثِقَةً.
وقال أبو الحسين بْن الفرّاء: توفِّي فجأةً فِي الصلاة فِي شهر رمضان.
258- عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن عليَّك2:
أبو القاسم النَّيْسابوريّ.
فاضل عالم من أولاد المحدِّثين.
تنقَّل فِي البلاد، وسكن إصبهان مدّة، وحدَّث بها وببغداد، وأذَرْبَيْجان.
قال الخطيب فِي "تاريخه": حدَّث عن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن العلوي، وأبي نُعَيْم عَبْد الملك الإسفرائيني، والحافظ ابن البيِّع، وحمزة المُهَلَّبيّ. كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
وقال ابن نقطة: حدَّث عن: أَبِي الحسين الخفَّاف، وعبد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم المُزَكّيّ.
سمع منه: أبو نصر بْن ماكولا، والمؤتمن السّاجيّ.
قلتُ: ورَوَى عَنْهُ: سَعِيد بْن أَبِي الرجاء، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي القاضي، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، وإسماعيل بن محمد بن الفضل
__________
1 شذرات الذهب "3/ 331"، والمنتظم "8/ 299".
2 تاريخ بغداد "12/ 33" [6402] ، وشذات الذهب "3/ 330، 331".(31/152)
الحافظ، وأحمد بْن عُمَر الناتاني المقرئ شيخ السِّلَفّي وقال: قدِم علينا تِفْلِيس وتوفِّي بها. قال: ثنا الخفّاف.
قلت: وهو من أكبر شيوخ إِسْمَاعِيل المذكور.
قال ابن السمعاني: سَأَلت إسماعيل عنه، فقال: كتبت عنه وله سماع، ولأبيه حديث، وكان سيئ الرأي فِيهِ.
وسمعتُ مُحَمَّد بْن أَبِي نصْر اللَّفْتُوانيّ يقول: كان أبو القاسم بْن عليَّك على أوقاف الجامع بإصبهان، فحُوسِب، فانكسر عليه مال، وكان للوقف دكان حلواني أَخَذَ من صاحبها حلاوة كثيرة، فكان الناس يضحكون منه ويقولون: ترى الجامع أكل الحلاوة؟! سألتُ أَبَا سَعِيد الْبَغْدَادِيّ عن ابن عليَّك فقال: كان فاضلًا، ما سمعت فِيهِ إلّا خيرًا، وكان والده محدِّثًا كتبَ الكثير، وما سمعت قَدْحًا فِي سماعاته، وكتبَ عَنْهُ الْجَمُّ الغفير "مُسْنَد أَبِي عَوَانَة" إلّا أنّه كان أشعريا.
وقرأتُ بخطّ أَبِي عليّ البَرَدَانيّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الخاطئ قال: مات ابن عليِّك فِي رابع رجب بِتَفْلِيس.
قلتُ: وللحافظ ابن ناصر من أَبِي القاسم بْن عليِّك إجازة.
259- علي بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبد الحميد1:
أبو الفرج البجلي الحريري الهَمَذَاني.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وابن تُرْكوان، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن أَبِي اللَّيْث، وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وعلي بن أحمد بن عبدان، وطائفة بهمذان، وأبي القاسم الحرفي، وأحمد بن علي الجعفري الكوفي، ومحمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني نزيل صنعاء.
قال شيرويه: سمعت منه عامَّة ما مرَّ له، وكان ثقة عدْلًا، من بيت الإمارة والعلم، من أولاد جرير بْن عَبْد اللَّه -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وكان أحدَ تُنّاءِ بلدنا.
وتوفِّي فِي ثامن وعشرين رمضان، وسمعته يقول: وُلِدتُ سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
__________
1 الأنساب "3/ 242"، والتقييد لابن النقطة "414" [550] .(31/153)
قال ابن نُقْطة: حدَّث عن ابن لال "بالسُّنَن" لأبي دَاوُد، حدَّث عَنْهُ: هبة اللَّه ابن أخت الطّويل، وأحمد بْن سعْد العِجْليّ.
260- عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصْر الدِّينَوَرِيّ1:
أبو الْحَسَن اللَّبّان، نزيل غَزْنَة.
كان أحد الجوالين فِي الحديث، المَعْنِييّن بجَمْعه.
سمع الكثير وعمَّر حَتَّى رحل الناس إِلَى لُقِيّه، وروى الكثير بغَزْنَة.
سمع: أَبَا عُمَر بْن مَهْدِيّ ببغداد، وأبا عمر الهاشمي بالبصرة، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وأبا بَكْر الحِيري، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن منجوَيْه الحافظ بنَيْسابور، ومحمد بْن عليّ النّقّاش بإصبهان، وهذه حرف.
رَوَى عَنْهُ: مسافر وأحمد أبنا مُحَمَّد بْن عليّ البِسْطاميّ، وأجاز لحنبل بْن عليّ.
قال أبو سعد السَّمعانيّ: سمعت الموفّق بْن عَبْد الكريم الهَرَويّ يقول: كان شيخنا أبو الْحَسَن بْن اللّبّان الدِّينورِيّ بغَزْنَة وعنده "الحِلية" عن أَبِي نُعيْم، فأتاه صوفي ليسمع الكتاب، فقال له: إن هذا الكتاب في ذكر المُمْتَحَنين، فإنْ أردت أن تقرأه فوطِّن نفسك على المحنة، فقال الصُّوفيّ: نعم.
فابتدأ فِي قراءته، فقرأ أيامًا إِلَى أن انتهى إِلَى ذِكر أَبِي حنيفة وذَمَّه، فكان فِي المجلس حنفي، فسَعى بالشيخ إِلَى القاضي، ورُفع الأمر إِلَى السلطان، فأمرَ الشيخَ بلُزُوم بيته، وأغلَق مسجده، ومُنِعَ من التحديث، وكان ذلك فِي آخر عمره، وضُرِب الصُّوفيّ ونُفي، وصحَّت فراسة الشَّيْخ.
تُوُفّي بعد سنة سبْعٍ وستين سنة ثمانٍ.
261- عَليّ بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن زكريا2:
الحافظ أبو الحسن الزبَحي الْجُرْجاني، مصنف "تاريخ جُرْجان"، وخال الحافظ عبد الله بن يوسف الْجُرْجانيّ.
سمع: أبا بكر الحيري، وأبا سعيد الصيرفي، وحمزة بن يوسف السهمي، وعبد
__________
1 الوافي بالوفيات "22/ 149"، والتقييد لابن النقطة "415" [553] .
2 المنتخب من السياق "385"، وكشف الظنون "1/ 290".(31/154)
الله بن عبد الرحمن البُنَاني الحُرُضي، وعبد الواحد بن محمد المُنيريّ الْجُرْجاني، وعليّ بن محمد الحنّاطيّ المؤدِّب.
قال السمعاني: هو منسوب إلى الزبَح، وظنّي أنها من قرى جُرْجان، سكن هَرَاة، وتوفِّي بها في صفر، وله ستٌّ وسبعون سنة.
رَوى عَنْه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وأبو العلاء صاعد بن سيّار.
والزبَحي: ضبطه أبو نُعَيْم بن الحدّاد، ومحمد بن إبراهيم الْجَرْبَاذْقانيّ بالحَرَكَة، وكنتُ أحسب الزبَحيّ -بالسُّكون، فقيّده ابن نُقْطَة بالفتح.
حرف الميم:
262- محمد بن أحمد بن أسِيد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن أسيد بن عاصم الثقفي:
الشَّيْخ الصالح أبو بَكْر المَدِينيّ، مات فِي شعبان بإصبهان.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
وعنه: أبو نصر البار، ويحيى بن منده، والحسين بن عبد الملك.
وكان عالما، من أكابر أهل أصبهان.
263- محمد بن أحمد:
الشيخ أبو الفضل التميمي المروزي، أحد أئمة مرو ورؤسائها.
سمع: الحسين بن علي المنصوري.
روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي.
264- محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز1:
أبو نعيم الواسطي المعدل.
سمع: علي بن عبد الرحيم بن غيلان صاحب المحاملي.
وتوفِّي -رحمه الله- في شعبان.
__________
1 سؤالات الحافظ السلفي "65" [26] .(31/155)
265- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى1:
أبو تمَّام الهاشمي العباسي.
من ولد مَعْبَد بْن الْعَبَّاس.
سمع: أَبَاه، والحسين بْن الْحَسَن الغَضَائريّ.
وعنه: ابنه عَبْد الرحيم، وأبو بَكْر قاضي المَرِسْتان، وكان صالحًا رئيسًا.
266- مُحَمَّد بْن عَمُوَيْه:
واسم عَمُوَيْه: عَبْد اللَّه بْن سعد السُّهْرَوَرْدي، جدّ الشَّيْخ أَبِي النجيب، ووالد جد الشَّيْخ شهاب الدين السُّهْرَوَرْديّ.
قال السِّلفيّ: سمعتُ أَبَا حَفْص عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَموَيْه يقول: مات أَبِي سنة ثمان وستين وأربعمائة، وقد بلغ من العُمر مائةً وعشرين سنة.
267- محمد بن القاسم بن حبيب بن بْن عَبْدُوس2:
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الصفَّار الفقيه المفتي الشافعي.
سمع: أَبَا نُعَيْم عَبْد الملك الإسفرائيني، وأبا الحسن العلوي، وأبا عبد الله الحاكم، وعبد اللَّه بْن يوسف.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه الشحاميّان.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
وذكره ابن السمعاني فقال: تفقَّه على أَبِي مُحَمَّد الْجُوَيْنيّ وخلفَه فِي حلقته لمَّا حجَّ، وسمعتُ أَبَا عاصم العبّادي يقول: ما رَأَيْت أحسن فُتْيا منه وأَصْوَب.
قال: وتوفِّي -رحِمَه اللَّه- فِي ربيع الآخر.
268- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد3:
القاضي أبو الحسن البيضاوي البغدادي الفقيه، قاضي الكرخ.
__________
1 البداية والنهاية "12/ 113"، والمنتظم "8/ 299".
2 المنتظم "8/ 299"، والبداية والنهاية "12/ 113"، والعبر "3/ 268".
3 الأنساب "2/ 368"، والبداية والنهاية "12/ 113".(31/156)
خَتَنُ القاضي أَبِي الطيب الطَّبَريّ، وعليه تفقَّه حَتَّى صار من كبار الْأَئِمَّةِ، وكان خيرًا صالحًا، سليم المعتَقَد.
سمع من: أَبِي الْحَسَن بْن الْجُنْدي، وإسماعيل بْن الْحَسَن الصَّرْصَريّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن الطراح، وأبو عَبْد اللَّه السلال، وقاضي المَرِسْتان.
وقال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
وُلِد أبو الْحَسَن سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وتوفِّي -رحمه الله- في شعبان.
269- محمد بن مُحَمَّد بْن مَخْلَد:
أبو الْحَسَن الأَزْديّ الواسطي البزّاز.
توفِّي فِي رمضان.
سمع بإفادة أَبِيهِ أَبِي طَالِب من أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن بِيرِي، وأبي عَبْد اللَّه العَلَوي، وأبي عليّ مُعَاذ، وابن خَزَفَة، والناس.
قال السِّلفيّ: سَأَلت الحَوْزيّ عَنْهُ فقال: سمع بإفادة أَبِيه، وكان جيّد الأصول، ثقة، جيّد الخَطّ.
تُوُفّي سنة ثمان وستين.
قلت: وقال الحَوْزيّ: إنّ العَلَويّ المذكور، واسمه الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد، ثقة روى عن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر "مُسْنَد أَحْمَد بْن سِنَان"، وإنَّ آخر مَنْ حدَّث عَنْهُ أبو الْحَسَن بن مَخْلَد، والد أَبِي المفضل.
وذكر الحوْزي أنَّ العَلَويّ أيضًا آخر من حدَّث عن الخليل بْن أَبِي رافع الطّحَان صاحب تميم بْن المنتصر.
270- مَسْعُود بْن الْمُحْسِن بْن عَبْد الْعَزِيز1:
أبو جَعْفَر البياضي العباسي الشريف، أحد شعراء بغداد المجوّدين.
قال أبو سعد السمعاني: ما أظن أنه سمع شيئًا من الحديث، رُوِيَ لنا من شعره.
__________
1 المنتظم "8/ 300، 301"، والكامل في التاريخ "10/ 101، 102"، والأعلام "7/ 218".(31/157)
قال أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو سعد الروني، وغيرهما: تُوُفّي فِي ثامن عشر ذي القعدة.
وله ديوان شِعْرٍ معروف، فمنه:
يقولون لي: إنْ كان سمعْك عاشقًا ... فَمَا بال دمْعُ العين فِي الخدِّ جاريا
فقلت لهم: قد لُمْتُ طَرْفي، فقال لي: ... أَتَمْنَعُني من أن أساعد جاريا؟
وله:
يا مَن لَبُسْتُ بِهَجْرِهِ ثَوْبَ الضَّنَا ... حَتَّى خَفِيتُ بِهِ عَنِ العُوّاد
وَأَنِسْتُ بِالسَّهَرِ الطَّوِيلِ فأُنْسِيَتْ ... أَجْفَانُ عَيْنِي كَيْفَ كَانَ رُقَادِي
إِنْ كَانَ يُوسُفُ بِالْجَمَالِ مقطِّع الأ ... يدي، فَأَنْتَ مُقَطِّعُ الْأَكْبَادِ
271- مكّيّ بْن جَابار1:
أبو بَكْر الدينوري الحافظ الفقيه.
رحل، وسمع بمصر والشام، ولقي: خَلَف بْن مُحَمَّد الواسطي، وعبد الغني بْن سَعِيد الأزْدي، وصَدَّقَة بْن الدَّلم الدَّمشقي، وجماعة.
وكتب الكثير، وكان سُفْيانيّ المذهب.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وغَيْث الأرمنازي، وأبو طاهر الحِنَّائيِّ.
قال هبة اللَّه الأكفاني: كَانَتْ له عناية جيدة بمعرفة الرجال.
حدَّث بشيءٍ يسير، وولي القضاء بدَميرة، وامتنع بأخَرة من إسماع الحديث، وكان الخطيب قد طلب أن يسمع منه، فأبى عليه.
توفِّي فِي رجب.
حرف النون:
272- ناصر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن العباس2:
__________
1 تبصير المنتبه "1/ 330"، ومختصر التاريخ لابن منظور 250/ 236، 237".
2 المنتخب من السياق "361، 362"، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "4/ 27".(31/158)
أبو نصر الطُّوسيّ الفقيه الشافعي.
من كبار الأئمة. تفقَّه على أَبِي مُحَمَّد الْجُويني، وكانت له كُتُب مفتخرة كثيرة.
روى عن: ابن مَحمِش الزيادي، وأبي بَكْر الحِيريّ.
وأكثر عن المتأخِّرين.
273- ناصر بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عُمَر1:
أبو مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ التُّركيّ الأصل، صهر أَبِي حكيم الخَبْرِيّ، ووالد الحافظ أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن ناصر، أفنى عمره فِي القراءات وطلب أسانيدها، وكان حاذقًا مجوِّدًا لُغَوِيًّا.
سمع الكثير من كتب اللُّغة، وسمع الناس بقراءته الكثير.
وكان أبو بَكْر الخطيب يرى له ويقدِّمه على من حضر، ويأمره بالقراءة.
وهو الَّذِي قرأ عليه "التاريخ" للناس، وكان ظريفًا صبيحًا مليحًا حيِّيًّا.
مات فِي الشبيبة وقد روى القليل.
سمع: الخطيب، وأبا جَعْفَر بْن المسلمة، والصَّرِيفيني، وهذه الطبقة.
قال ابن ناصر: وُلِدَ أَبِي فِي جمادى الأولى سنة سبعٍ وثلاثين وأربعمائة، وأخبرتني والدتي رابعة بِنْت الخَبْرِيّ أنَّ والدي توفي فِي رابع عشر ذي القعدة سنة ثمانٍ وستين -رحمه اللَّه تعالى.
قَلت: توفِّي وابنه طفل يرضع بعد، وكان قد قرأ بواسط على غلام الهراس، وببغداد علي: أَبِي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي بن البناء، وجماعة. وكتب بخطه المليح كثيرًا، وصنَّف فِي القراءات كتابًا.
وقد رثاه البارع بقصيدة2.
274- نصر بْن محمود بْن نصر بْن صالح بن مرداس3:
__________
1 البداية والنهاية "12/ 114"، والمنتظم "8/ 201-303".
2 راجع المنتظم "8/ 301-303"، "16/ 176-179".
3 وفيات الأعيان "4/ 438-441"، والنجوم الزاهرة "5/ 101".(31/159)
تملّكَ حلب بعد أَبِيهِ سنة، ووثب عليه الأتراك فقتلوه بظاهر حلب، وكان جوادًا ممدَّحًا جيِّد السيرة.
ولابن حيوس فِيهِ مدائح، وقد أجازه مرّةً بألف دينار.
وتملَّك بعده أخوه سابق آخر ملوك بني مرداس.
حرف الياء:
275- يحيى بْن سَعِيد بْن أَحْمَد بْن يَحْيَى1:
أَبُو بَكْر بْن الحديدي الطُّلَيْطِليّ.
سمع من: أَبِي مُحَمَّد بْن عَبَّاس، وحمَّاد بْن عمار.
وناظر على: أَبِي بَكْر بْن مغيث.
وكان نبيلًا، متفنِّنًا، فصيحًا، مقدَّمًا فِي الشورى، وكان له مكانة عند المأمون يحيى بْن ذي النون؛ دخل معه قرطبة إذ ملكها، وكان غالبًا عليه، فلمَّا تُوُفّي المأمون استثقله حفيده القادر بالله حَتَّى قُتِلَ بقَصره فِي محرَّم سنة ثمانٍ.
276- يَعْلَى بْن هبة اللَّه بْن الفُضَيْل2:
أبو صاعد الفُضِيلي، الهَرَويّ، القاضي.
من بقايا الشيوخ بهَرَاة.
روى عن: عَبْد الرَّحمن بْن أَبِي شُريْح، وغيره.
وعنه: أبو الوقت، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ، عاش أربعًا وثمانين سنة.
ومن الرواة عَنْهُ: أبو الفخر جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب الهروي.
277- يوسف بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد3:
أبو القاسم المهرواني الهمذاني.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 669، 670".
2 المعين في طبقات المحدثين "134" [1484] .
3 المنتظم "8/ 303"، والبداية والنهاية "12/ 114".(31/160)
كان يسكن رباط الزَّوزني، وكان صالحًا، زاهدًا، ورِعًا، ثقة، معَمَّرًا.
سمع: أَبَا أَحْمَد بْن أبي مسلم الفرضي، وأبا عمر بن مهدي، وأبا الْحَسَن بن الصلت، وأبا مُحَمَّد بْن البيِّع، وأبا الْحُسَيْن بْن بشران.
وخرَّج له أبو بَكْر الخطيب خمسة أجزاء، وابن خيرون ثلاثة أجزاء.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن أيوب الهَمَذَاني، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وإسماعيل بْن السَّمَرقندي، وأبو مَنْصُور القزّاز، ويحيى بْن الطراح، والأرموي.
توفِّي فِي رابع عشر ذي الحجّة، ودُفِن على باب رباط الزَّوزني.
278- يوسف بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن حسن1:
أبو القاسم الهَمَذَانيّ الخطيب المحدِّث.
رحل، وصنَّف، وجمعَ الجموع، وانتشرت روايته.
سمع بهمذان: أَبَا سهل عُبَيْد اللَّه بْن زِيرَك، وأبا بَكْر بْن لال، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم التميمي، وأبا طاهر بْن سلمة.
وببغداد: أَبَا أَحْمَد الفرضي، وأبا الْحَسَن بْن الصلت، وابن مَهْديّ الفارسي، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس.
رَوَى عَنْهُ: حفيده أبو مَنْصُور سعد بْن سَعِيد الخطيب، وأبو عليّ أَحْمَد بْن سعد العجلي، وهبة اللَّه بْن الفَرَج، والرئيس أبو تمام إِبْرَاهِيم بْن أحمد الهَمَذَانيّ البُرُوجِرْديّ2.
قال أبو سعد السمعاني: سمعت هبة اللَّه بْن الفَرَج يقول: كان يوسف بْن مُحَمَّد الخطيب شيخًا كبيرًا صاحب كرامات.
وذكره إلكيا شيرويه الدَّيْلَمي فأثنى عليه، ووصفه بالصِّدق والدّيانة، وقال: مولده في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
قال: وتوفِّي في خامس ذي القعدة.
__________
1 المنتظم "8/ 304"، "16/ 179"، والعبر "3/ 268".
2 البروجردي: نسبة إلى بروجرد، وهي بلدة من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخًا من همدان "الأنساب 2/ 174".(31/161)
وفيَّات سنة تسع وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
279- أَحْمَد بْن عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد1:
أبو الْحَسَن الإسماعيلي النَّيْسابوري، الحاكم المعدل.
حدَّث عن: أَبِي الْحُسَيْن الخفَّاف، ويحيى بْن إِسْمَاعِيل الحربي، وأبي العباس السليطي، وأبي علي الروذباري.
وعُمّر دهرا.
رَوى عَنْه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذن، وزاهر ووجيه ابنا الشحامي، وعبد الغافر الفارسي ووثَّقه.
وكذا وثَّقه ابن السمعاني، وكان يعظ.
إلى أن قال السمعاني: وروى "السُّنَن" لأبي دَاوُد، عن أَبِي عليّ الْحَسَن بْن دَاوُد بْن رضوان السَّمَرْقَنْديّ صاحب ابن داسة.
وقيل: إنه سمعه أيضًا من الرُّوذَبَاريّ.
توفِّي -رحمه اللَّه- فِي رابع عشر جُمَادَى الآخرة.
280- أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن الحَكَم السُّلَميّ الدَّمشقيّ2:
أبو الْحَسَن بْن أَبِي الحديد.
سمع: جدّه، وأباه لِأُمِّهِ أَبَا نصر بْن هارون، وأبا الْحَسَن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم، لقِيَه بمكّة، وابن أَبِي كامل، وابن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو محمد ابن الأكفاني، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وعليّ بْن المسلم الفقيه، وطاهر بْن سهل الإسْفَرَائينيّ، وإسماعيل بن السمرقندي، وآخرون.
__________
1 تذكرة الحفاظ "4/ 1275"، والمنتخب من السياق "105، 106" [234] .
2 معجم البلدان "1/ 158، 454"، والعبر "3/ 269".(31/162)
وكان ثقة جليلًا، متفقدًا لأحوال الطَّلَبة الغرباء. وُلِدَ سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
وقال ابن الأكفاني: كان ثقة عَدْلًا رِضي، توفِّي في ربيع الأوَّل.
281- أحمد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن القاسم بْن سهلويه1:
أبو العباس الطهراني الأصبهاني. وطهران: قرية على باب إصبهان.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
رُويَ عَنْهُ: أَبُو سَعْد أحمد البغدادي.
ومات في رمضان.
وروى عَنْهُ: يحيى بْن مَنْدَهْ، وأبو عليّ الحدّاد.
وهو ابن أخت الجوّاز.
282- أَسْبَهْدُوست بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن2:
أبو مَنْصُور الدَّيْلَمي الشاعر.
أَخَذَ عن عَبْد السلام بْن الْحُسَيْن البصري اللغوي، والحسين بْن أَحْمَد بْن حجَّاج المحتسب، وأبي نصر عبد العزيز بن نباتة وروى عنه ديوانه.
وكان شيعيًّا غاليا، ثُمَّ ترك ذلك.
وَفِي شعره سُخْفٌ ومُجُون، ومعانٍ بديعة.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن خَيْرون، وعبيد اللَّه بْن عَبْد الْعَزِيز الرسولي، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِي، وأبو سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزوزني، وأبو مَنْصُور القزّاز، وآخرون.
وله فِي أَبِي الفتوح الواعظ، ولم يكن فِي زمانه أحسن منه صورة:
وواعظٍ تَيَّمَنَا وعْظُهُ ... فعُرفه شِيب بإنكارِ
__________
1 الأنساب "8/ 271".
2 المنتظم "8/ 308"، ووفيات الأعيان "3/ 246، 247".(31/163)
ينْهى عن الذَّنْب وألْحاظه ... تأمرُ فِي الذَّنْب بإصرار
وما رأينا قبله واعظًا ... مُكسِب آثامٍ وأوزارٍ
لسانُهُ يدعو إِلَى جنةٍ ... ووجهُهُ يدعو إِلَى النارِ
توفِّي -رحمه اللَّه- فِي ربيع الأول، وله سبع وثمانون سنة.
حرف الحاء:
283- حاتم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خاتم1:
أبو القاسم التميمي القرطبي، المعروف بابن الطَّرابُلسيّ.
أصله من طرَابُلس الشام.
شيخ معمَّر محدّث مُسْند، مولده بخطّ جدّه فِي نصف شعبان سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
سمع من: عُمَر بْن حُسَين بْن نابِل الأُمَويّ صاحب قاسم بْن أصْبغ، ومن أَبِي المطرِّف بْن فُطَيْس الحاكم، ومحمد بْن عُمَر بْن الفخار، وحماد الزاهد، والفقيه أَبِي مُحَمَّد ابن الشقاق، والطلمنكي.
ورحل سنة اثنتين وأربعمائة فلازم أَبَا الْحَسَن القابسي وأكثر عَنْه، إِلَى أن توفِّي الشَّيْخ فِي جمادي الأولى سنة ثلاث، فحجَّ فِي بقية السنة.
وأدرك أَحْمَد بْن فراس العبقسي وسمع منه، وحمل "صحيح مسلم" عن أَبِي سَعِيد السِّجزي عُمَر بْن مُحَمَّد صاحب الْجُلُودي، ولم يكتب بمصر شيئًا.
وأخذ عن أبي عبد الله محمد بْن سُفْيان كتابه "الهادي" فِي القراءات.
وتفقَّه بالقيروان، ودخل بلد الأندلس بعلمٍ جم، وسكن طُلَيْطُلَة، وأخذ بها عن أَبِي مُحَمَّد بْن عَبَّاس الخطيب، وخَلَف بْن أَحْمَد، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم التِّبْرِيزيّ.
وسمعَ ببجّانة من أَبِي القاسم عبد الرحمن الوهراني.
__________
1 هدية العارفين "1/ 259"، الصلة لابن بشكوال "1/ 157-160"، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "2/ 67-74".(31/164)
قال الغساني: كان شيخنا مِمَّنْ عُنِيَ بتقييد العلم وضبطه، ثقة فيما يروي، كتب أكثر كُتُبه بخطّه، وكان مليح الكتابة.
وقال أبو الحسن بن مغيث: كانت كتبه في نهاية الإتقان، ولم يزل مثابرًا على حمل العلم وبثه، والقعود لإسماعه، والصبر على ذلك مع كِبَر السنّ.
أَخَذَ عَنْهُ الكبار والصغار لطول سنِّه.
قال: وقد دُعِيَ إِلَى القضاء بقُرْطُبة فأبى، وكان فِي عِداد المشاورين بها، وممن روى عن حاتم: أبو مُحَمَّد بْن عَتّاب.
وكان أسند من بالأندلس فِي زمانه.
توفي -رحمه الله- في عاشر ذي القعدة.
284- حيان بْن خلف بْن حُسَيْنِ بْن حيان1:
أبو مروان القرطبي، مَوْلَى بني أمية. شيخ الأدب ومؤرخ الأندلس.
لزم الشَّيْخ أَبَا عُمَر بْن أَبِي الحُباب النحوي صاحب الفالي، وأبا العلاء صاعد بْن الْحَسَن.
وسمع الحديث من: أَبِي حَفْص عُمَر بْن حُسَيْنِ بْن نابل، وغيره.
ورَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن عتاب، وأبو الْوَلِيد مالك بْن عَبْد الله السهلي، وأبو علي الغساني، ووصفه بالصدق وقال: وُلِدَ سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
وقال أبو عبد اللَّه بْن عَوْن: كان أبو مروان بْن حيّان فصيحًا بليغًا، وكان لا يتعمَّد كذِبًا فِيما يحكيه فِي تاريخه من القصص والأخبار.
قلت: له كتاب "المقتبس فِي تاريخ الأندلس" فِي عشر مجلَّدات، وكتاب "المتين فِي تاريخ الأندلس" أيضًا ستين مجلّدًا، ذكرهما ابن خلِّكان القاضي -رحمه اللَّه.
ورآه بعضهم فِي النوم، فسأله عن "التاريخ" الَّذِي عمله، فقال: لقد ندِمُت عليه، إلا أنَّ اللَّه أقالني وغفر لي بلُطْفه.
توفِّي فِي أواخر ربيع الأول.
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "200"، والعبر "3/ 270"، والأعلام "2/ 289".(31/165)
285- حيْدر بْن عليّ بْن مُحَمَّد1:
أبو المنَجَّا القحطاني الأنطاكي المالكي، المعبر.
حدَّث بدمشق عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، والقاضي عَبْد الوهاب بْن عليّ المالكي، والحسن بْن علي الكَفَرْطابيّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن المسلم الفقيه، وعليّ بْن أَحْمَد بْن قُبَيْس، وأبو الفضل بْن يحيى بْن عليّ القُرَشيّ.
قال ابن الأكفانيّ: كان من أَهْل الدين.
قال: وكان يذكر انه يحفظ فِي علم تعبير الرؤيا عشرة آلاف ورقة.
وثلاثمائة ونيّفًا وسبعين، كان يقول: زدتُ على أستاذي عَبْد الْعَزِيز بْن عليّ الشهرُزُوريّ المالكي بحِفْظ ثلاثمائة وسبعين ورقة.
قلتُ: هكذا كَانَتْ أيُّها اللَّعاب هِمَمُ العلماء وأذهانهم؟ وأين هَذَا من محفوظات علمائنا اليوم!
حرف الراء:
286- رِزْقُ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأخضر الأنباريّ2:
أخو أَبِي الْحَسَن الأقطع.
كان ثقة.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن مَهْديّ.
وتوفِّي ليلة عيد الفِطْر.
رَوَى عَنْهُ: قاضي المارِسْتان.
حرف السين:
287- سليمان بن عبد الرحيم بن محمد3:
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 295، 296"، وتهذيب تاريخ دمشق "5/ 25".
2 المنتظم "8/ 309"، والكامل في التاريخ "10/ 106".
3 الأنساب "4/ 138، 139"، ومعجم البلدان "2/ 259".(31/166)
أبو العلاء الحَسْنَابَاذيّ الْأصبهانيّ.
روى عن: أَبِي عبد اللَّه بن منده، وإبراهيم بن خرَّشيد قوله.
روى عنه: أبو عبد الله الخلال، وغيره.
مات في ذي الحجة.
حرف الطاء:
288- طاهر بن أَحْمَد بن بابشاذ1:
أبو الحسن المصري الجوهري النحوي، صاحب التصانيف.
ورد العراق تاجرًا فِي اللؤلؤ، وأخذ عن علمائها، ثُمَّ رجع وخدم بمصر فِي ديوان الرسائل لإصلاح المكاتبات وإعرابها، وقرروا له فِي الشهر خمسين دينارًا، ثُمَّ استعفى من ذلك فِي آخر عمره، وتزهَّد فِي منارة جامع عَمْرو بْن العاص.
وكان شيخ الديار المصرية فِي الأدب، ألَّف شرحًا للجُمَل فِي غاية الحُسْن، وصنَّف كتاب "المحسبة فِي النحو"، ثُمَّ شرحها.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو القاسم بْن الفحام المقرئ، ومحمد بْن بركات السَّعِيديّ شيخ ابن برّيّ.
وصنَّف كتابًا سماه "تعليق الفرقة" فِي النحو، ألّفه أيام انقطاعه.
وبَلَغنَا أن سبب تزهُّدِه أنه كان إذا جلس للغداء جاءه سنور2 فوقف بين يديه، فإذا ألقى له شيئًا لا يأكله، بل يحمله ويمضي، فتبِعَه يومًا لينظر أَيْنَ يذهب، فإذا هُوَ يحمله إلى موضع مظلم في الدار، فيه سِنَّورٌ أُخرى عمياء، فيُلْقِيه لها فتأكله، فبُهِتَ من ذلك، وقال: إن الَّذِي سخَّر هَذَا السنور لهذه المسكينة ولم يهمله، قادرٌ أن يُغْنِيني عن هَذَا العالم، فلزم منارة الجامع كما ذكرنا.
__________
1 المنتظم "8/ 309"، والعبر "3/ 271"، والأعلام "3/ 220".
2 السنورة: حيوان أليف من الفصيلة السنورية ورتبة اللواحم، من خير مآكله الفأر، ومنه أهلي وبريّ، وهي سنورة "ج" سنانير.(31/167)
ثُمَّ خرج ليلة لشيء عرض له، والليلة مقمرة، وَفِي عينيه بقية من النوم، فسقط من المنارة إِلَى سطح الجامع، فمات.
وأبوه من مشيخة أَبِي عَبْد اللَّه الرازي، وقد مرَّ.
حرف الْعَيْنِ:
289- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ1:
أبو القاسم الطوسي الزاهد، المعروف بكركان، من أَهْل الطابران، شيخ الصوفية فِي عصره، ذو المجاهدة والأحوال. خدم الكبار، ولازم الفقراء.
وله الدُّوَيَرة والأصحاب الذين اهتدوا بهدْيه، وكان زكي النَّفْس، مبارَك الصُّحْبَة، بقيت آثاره على المنتمين فِي الطريقة إليه.
سمع: عَبْد اللَّه بْن يوسف، وحمزة بْن عَبْد الْعَزِيز المهلبي، وأحمد بْن الْحَسَن الحِيري، وأصحاب الأصمّ.
قدِمَ بغدادَ فِي صِباه، وسمع بمكة من: محمد بن أبي سَعِيد الإسْفَرائيني، وغيره.
قال السمعاني: ثنا عَنْهُ ابن بنته عَبْد الواحد ابن القُدوة أَبِي علي الفضل الفارمذي، وعبد الجبار.
مات فِي ربيع الأوّل.
290- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر2 بْن أَحْمَد بن مجيب بْن المجمِّع بْن بحر بن معبد بْن هَزَارْمَرْد:
أبو مُحَمَّد الصريفيني. خطيب صريفين.
اختلفوا فِي نسبه فِي تقديم "مجيب" على "مجمِّع"، وُلِدَ فِي صفر سنة أربعٍ وثمانين.
وسمع: أَبَا القاسم بْن حَبَابَة، وابن أخي ميمي الدّقّاق، وأبا حَفْص الكتاني، وأبا طاهر المخلّص، وأَمَةَ السلام بِنْت القاضي أَحْمَد بْن كامل، وجماعة.
__________
1 وفيات الأعيان "2/ 516، 517"، وتاريخ ابن الوردي "1/ 379".
2 المنتظم "8/ 309، 310"، والكامل في التاريخ "10/ 106"، والبداية والنهاية "12/ 116، 117".(31/168)
ذكره الخطيب فقال: المعروف والده بَهَزارْمَرد، قدِم بغداد دُفعات، وحدَّث بها، وكان صدوقًا.
وقال أبو سعد السمعاني: هُوَ شيخ صالح خيِّر، صارت إليه الرحلة من الأقطار، وُلِدَ ببغداد وسكن صريفين.
قال: وكان أَحْمَد الناس طريقة، وأجلهم طبقة، وأخلصهم نية، وأصفاهم طوية، سمع من الكبار مثل قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّه الدامغاني، وأبي بَكْر الخطيب، والحميدي، وجدّي أَبِي المظفر السمعاني، وهبة اللَّه الشيرازي، ومحمد بْن طاهر المقدسي.
وثنا عَنْهُ أبو بكر الأنصاري، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وعلي بْن علي بْن سكينة.
وحكى ابن طاهر أن هبة اللَّه بْن عبد الوارث كان مصعدًا إلى الشام، منصرفًا من بغداد، فدخل صريفين، فرأى شيخًا ذا هيئةٍ قاعدًا على باب داره، فسأله: هَلْ سمعت شيئًا؟ فقال: سمعت ابن حَبَابَة، والمخلِّص، وأبا حَفْص الكتاني، وطبقتهم، فتعجب من ذلك، وطالبه بالأُصُول، فأخرج له أُصولًا عُتْقًا بخط ابن البقال، وغيره، وفيها سماعه. فقرأ هبةُ اللَّه ما كان عنده ونَسَخه، ونمَّ الخبر إِلَى عُكْبَرَا، وبغداد.
قال: فرحل الناسُ إليه وسمعوا منه.
وقال أبو الفضل بْن خيرون، أبو محمد بن هزار مرد ثقة، وله أصول جِياد، قرأتُ بخطّ والده: وُلِدَ ابني ليلة الجمعة لخمسٍ خَلَوْن من صَفَر، وسمع من المخلِّص كتاب "النسب"، وكتاب "الفتوح"، وكتاب "المزني"، و"أخبار الأصمعي"، وكتاب "البرّ والصِّلَة"، وكتاب "الزُّهْد" لابن الْمُبَارَك، وكتاب "مُزاح النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم"، ومن الفوائد جملة.
توفِّي ابن هزارمرد فِي ثالث جُمَادَى الآخرة.
291- عَبْد الباقي بْن أحمد بن عمر1:
أبو نصر الواعظ.
__________
1 المنتظم "8/ 310"، "16/ 187".(31/169)
من أَهْل الأدب واللغة والشِّعْر.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن بْن بشران، وأبا عليّ بْن شاذان.
رَوَى عَنْهُ: يحيى بْن الطراح.
ومات فِي شعبان.
292- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم:
العلامة أبو مُحَمَّد الأصبهاني الشافعي الكروني، مفتي البلد وإمام الجامع العتيق.
سمع: ببغداد من الحمامي، وابن بِشْران.
أرَّخه يحيى بْن مَنْدَهْ.
293- عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحمن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد1:
أبو مُحَمَّد البَحِيريّ النَّيْسابوريّ.
فقيه خيِّر.
روي مُسْنَد أَبِي عَوَانة عن أَبِي نُعَيْم الأسْفَرائينيّ.
رَوَى عَنْهُ: وجيه الشّحّامي، وهبة الرَّحْمَن القُشَيْريّ.
قرأ عليه أبو المظفّر السمعاني جميع "مُسْنَد أَبِي عَوَانَة".
294- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن طاهر2:
أبو زَيْدُ المُرْسيّ.
روى عن: أَبِي الْوَلِيد بْن مِيقل، وأبي القاسم الإفليليّ.
وحجّ فسمع من أَبِي ذر، وجماعة.
وكان فقيهًا مُفْتيا، عاش اثنتين وستين سنة.
295- عَبْد الكريم بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن رزمة3:
__________
1 المنتخب من السياق "345، 346"، [1135] .
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 339" [724] .
3 المنتظم "8/ 310"، "16/ 181".(31/170)
أبو طاهر الخبّاز الكَرْخيّ.
صالح صدوق، صاحب أُصول جِياد.
سمع: أَبَا عُمَر بْن مَهْدي، وأبا الْحَسَن بْن رزقُوَيْه.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن أيوب الهَمَذَاني، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدي، وعليّ بْن عَبْد السلام، وغيرهم.
ووثَّقه أبو الفضل بْن خَيْرُون، وقال: توفِّي فِي ثاني عشرين ربيع الآخر.
296- عُبَيْد اللَّه1:
أبو القاسم، ولد القاضي أبي يَعْلَى بْن الفراء الفقيه، أخو أَبِي الْحُسَيْن وأبي حازم.
قرأ القراءات على: أَبِي بَكْر محمد بن علي الخيَّاط، وأبي علي بن البنَّا.
وتفقَّه على والده، ثُمَّ على: أَبِي جعفر بْن أَبِي مُوسَى.
وسمع من الخطيب. وأكثر من الحديث، وتوسَّع من العلم.
وتوفِّي شابًّا بطريق مكّة، وهو ابن سبْعٍ وعشرين سنة.
حدَّث عَنْهُ: أخوه أبو الْحُسَيْن، وعمر الرُّؤاسي، والمبارك بْن عَبْد الجبَّار.
297- عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن اللبَّان2:
المحدِّث. ذُكِرَ فِي العام الماضي.
298- عُمَر بْن أَحمد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى3:
الحافظ أبو مَنْصُور الْجُوري الحنفي الصوفي.
كان متعبِّدًا منعزلًا على طريقة السلف، ومن خواص أصحاب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السلمي، أكثر عنه، وكتب عنه مصنَّفاته.
__________
1 طبقات الحنابلة "2/ 235، 236".
2 الوافي بالوفيات "22/ 149"، التقييد لابن النقطة "415"، وقد تقدم قريبًا.
3 المنتخب من السياق "369"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 11".(31/171)
وسمع قبله من: أَبِي الْحُسَيْن الخفَّاف، وأبي نُعَيْم عَبْد الملك بْن الْحَسَن، ومحمد بْن الْحُسَيْن العلوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ.
وتوفِّي فِي جُمادى الآخرة.
وروى عَنْهُ أيضًا: عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل، وإسماعيل بْن المؤذّن، وأبو عَبْد اللَّه الفُراوي.
وهو من جُور نَيْسابُور.
حرف الفاء:
299- الفضل بْن الفَرَج1:
أبو القاسم الأصبهاني الأحدب، من سادة الصُّوفيّة.
كان عابدًا قانتًا مجتهدًا، ترك فراشه ثلاثين سنة، وكان يقوم أكثر الليل، وقد جاوَر مدّةً.
قال يحيى بْن مَنْدَهْ: كان والله للقرآن تاليا، وعن الفَحْشَاء ساهيا، وعن المُنْكَر ناهيا، ومن دُنياه خاليا، وَفِي الأحوال لله شاكرًا.
مات فِجأة فِي الحمام فِي شوّال.
حرف الميم:
300- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هارون2:
أبو الْحَسَن البَرَدَاني الحنبلي الفَرَضيّ.
وُلِد بالبَرَدَان فِي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وسكن بغداد من صِغَره.
وسمع: أَبَا الْحَسَن بْن رِزْقُوَيْه، وأبا الحسين بْن بشْران، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبا الفضل التميمي، وأبا الحسن بن الباداء، والحفَّار.
__________
1 لم أقف على ترجمته فيما تحت يدي من مصادر.
2 الأنساب "2/ 136"، والمنتظم "8/ 311"، وهدية العارفين "2/ 33".(31/172)
رَوَى عَنْهُ: ابنه أبو عليّ الحافظ، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ.
وكان دينًا ثقة، عارفًا بالفرائض. كتب الكثير.
توفِّي فِي ذي القِعْدَة.
301- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سَعِيد1:
أبو عبد اللَّه بن الفراء الجياني المقرئ.
كان فاضلًا زاهدًا، أَخَذَ القراءات عن مكّيّ بْن أَبِي طَالِب.
وأقرأ الناس، وحجَّ فِي آخر عمره.
ومات بمكّة.
قرأ عليه بالروايات عليّ بْن يوسف السالمي.
302- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن منظور بْن عَبْد اللَّه بْن منظور القَيْسيّ2:
أبو عُبَد اللَّه الإِشْبيليّ.
حجَّ وجاور سنةً، وسمع "الصحيح" من أَبِي ذَرّ.
وكان من أفاضل الناس، حسن الضَّبْط، جيِّد التقييد، صدوقًا نبيلًا.
توفِّي فِي شوال.
رَوَى عَنْهُ: نسيبه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منظور، وأبو عليّ الغسّاني، ويونس بْن مُحَمَّد بْن مغيث، وشُرَيْح بْن مُحَمَّد، وآخرون.
وكان موصوفًا بالصلاح والفضل، من كبار الأئمّة.
لقي أيضًا أَبَا النجيب الأُرْمَوِي، وأبا عَمْرو السَّفاقسيّ.
وعاش سبعين سنةً -رحمه اللَّه.
303- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن وهْب:
أبو الحسين الهمذاني البيِّع.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 548"، وغاية النهاية "2/ 63".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 548، 549".(31/173)
روى عن: ابن تُرْكان، وأبي عُمَر بْن مَهْديّ الفارسي.
قال شيرويه: سمعتُ منه، وكان صدوقًا. قال لي: وُلِدت سنة 84.
وتوفِّي ثالث عشر جُمَادَى الأولى.
304- مُحَمَّد بْن عليّ بْن الْحُسَيْن بْن سِكّينة1:
أبو عُبَد اللَّه الْبَغْدَادِيّ الأنْماطي.
صالح ورعِ ثقة، وُلِدَ سنة تسعين وثلاثمائة.
سمع الكثير، لكن ذهبت أصوله فِي النَّهْب؛ نهْب البساسيري.
سمع: عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني، ومحمد بْن فارس الغوريّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر الأنصاري، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف، وعبد المنعم بْن أَبِي القاسم القُشَيْريّ.
ومات فِي ذي القعدة -رحمه اللَّه.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْه، وكان لا بأس به.
305- مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن صالح2:
الأستاذ أبو طاهر الجبُّليّ، ويُعرف بصاحب الجبُّليّ، وبابن العلّاف، وبالمؤدِّب الشاعر.
روى عن: أَبِي عليّ بْن شاذان.
روى عنه: المبارك بن الطيوري، وأبو غالب القزاز، وهبة الله بن عبد الله الواسطي، وجماعة.
قال السلفي: أنشدنا محمد بن عبد الملك الأسدي، أنشدنا أبو طاهر صاحب الْجَبُّليّ لنفسه:
قد سَتَرَتْ وجْهَها عن البَشَرِ ... بساعدٍ جلّ عِقد مُصْطَبَري
كأنه والعيونُ ترمقه ... عمود نور في دارة القمر
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 401"، والمنتظم "8/ 311"، والبداية والنهاية "12/ 117".
2 الوافي بالوفيات "4/ 128".(31/174)
وممّا سار له قوله:
أتأذَنُ لي فِي أن أبُثَّك ما ألقي؟ ... فلستُ وَإنْ دام التَّجَلُّد ليّ أبقا
حَظَرت على طَرْفي الهجوع فلم أَنَمْ ... وأطْلقت عيني بالدموع فَمَا ترقا
جرى فِي مجاري الروح حُبُّكَ وانْثَنَى ... فلم يُبْق لي عظمًا ولم يُبْقِ لي عِرْقا
أيا مُتْلِفي شَوْقًا، ويا مُحْرِقي جَوًى ... ويا مُلْبِسي سُقْمًا، ويا قاتلي عِشْقا
أرى كل مملوكٍ يُسر بعتْقِه ... سواي، فَإِنِّي عاشقٌ أكْره العتْقا
توفِّي -رحمه اللَّه- فِي المارستان عن ستٍ وثمانين سنه.
306- مُعَاوِيَة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُعارك1:
أبو عَبْد الرَّحْمَن العقيقي القُرْطُبيّ.
شيخ محدِّث ومقرئ مجوّد.
روى عن: عُمَر بْن حُسَيْنِ بْن نابِل، وأبي بَكْر بْن وافد القاضي، وأبي القاسم الوَهْراني، وأبي المطرِّف القَنَازِعي، وأبي مُحَمَّد بْن بنّوش، ويونس بْن مغيث.
وعني بالعلم وسماعه وتقييده، وكان مجوِّدًا للقرآن.
وكان ينوب في إمامة جامع قُرْطُبة.
ودُفِنَ يوم عيد الفِطْر.
307- مغيث بْن مُحَمَّد بْن يونس بْن عَبْد الله بن مُحَمَّد بْن مُغيث2:
أبو الْحَسَن القرطبي.
لزِم جدَّه يُونُس وأكثر عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: حفيده يُونُس بْن مُحَمَّد بْن مغيث.
وتوفِّي فِي ربيع الأوّل محبوسًا بإشبيلية للمحنة التي نزلت به -قدَّس اللَّه روحه، عن ست وسبعين سنة.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 614، 615".
2 انظر السابق.(31/175)
حرف النون:
308- نجا بْن أَحْمَد بْن عَمْرو بْن حرب1:
أبو الْحُسَيْن الدَّمشقيّ العطار المحدِّث.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن السِّمْسار، وأبا علي، وأبا الْحُسَيْن ابنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، ومحمد بْن الْحُسَيْن الطّفّال الْمَصْرِي، وخلقًا سواهم.
وكتب الكثير وخرّج لنفسه مُعْجَمًا.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الْعَزِيز الكتاني وهو من شيوخه، وعمر الرؤآسي، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن المسلم الفقيه.
وقد سمع ببيروت من عَبْد الوهاب بْن برهان، وبمكّة، ومصر.
قال غيث الأرمنازي: كان سماعه صحيحًا، إلا أنه لم يكن له فَهْمٌ بالحديث؛ ففي مُعْجَمه من الخطأ والتصحيف ما اللَّه بْه عليم. وُلِدَ سنة أربعمائة، وتوفِّي فِي عاشر صَفَر، وأوّل سماعه بعد الثلاثين.
حرف الياء:
309- يحيى بْن عليّ بْن محمد2:
أبو القاسم الحمدويي الكُشْمِيهَنيّ، المَرْوَزِي، الفقيه الشافعي.
قال السمعاني: كان فقيهًا، مدرِّسًا، ورِعًا، متقنًا. قيل: إنه تفقَّه على أَبِي مُحَمَّد والد إمام الحرمين، وسمع الحديث وأملى عدة مجالس.
وحجَّ سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة.
سمع: أَبَاه، وأبا الهيثم مُحَمَّد بْن مكّيّ الكُشْمِيهَني، كذا قال ابن السمعاني، وأبا سعد الماليني، وأَبَا بَكْر البَرْقاني، وأبا عليّ بْن شاذان.
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 248"، ومعجم المؤلفين "13/ 76".
2 الأنساب "4/ 211"، واللباب "1/ 378".(31/176)
وفيَّات سنة سبعين وأربعمائة:
حرف الألف:
310- أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان1:
أَبُو عَبْد اللَّه الواسطي التاجر.
سمع: أَبَا أحمد بن أبي مسلم الفرضي، وأبا عمر بْن مَهْدي، وعليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن بشران.
وروي اليسير.
وتوفِّي بخوزستان.
رَوَى عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن عَبْد السلام، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ.
توفِّي فِي ربيع الأوّل، وقد خانق السبعين.
311- أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن عليّ بن أحمد عَبْد الصمد بْن بَكْر2:
أبو صالح النَّيْسابوري، المؤذِّن الحافظ الصُّوفيّ.
محدِّث نَيْسابور.
سمع: أَبَا نعيم عبد الملك الإسفرائيني، وأبا الحسن العلوي، وأبا طاهر الزيادي، وأبا يَعْلي المهلَّبَي، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبا عبد اللَّه الحاكم، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلميّ، وخلْقًا من أصحاب الأصم.
ورحل فسمع بجُرْجَان من حَمْزَة بْن يوسف الحافظ، وبإصبهان من أبي نعيم، وببغداد من أبي القاسم بن بشْران، وبدمشق من: المسدَّد الأُمْلُوكي، وعبد الرَّحْمَن بْن الطُّبَيز، وأمثالهم.
وبمكَّة من أَبِي ذَرّ الهَرَوي، وبَمْنبج من الْحَسَن بْن الأشعث المَنْبِجِيّ.
وصَحِب فِي الطريقة أَبَا عليّ الدّقّاق، وأحمد بن نصر الطالقاني.
__________
1 المنتظم "8/ 313"، "16/ 192".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 1162-1165"، والنجوم الزاهرة "5/ 106".(31/177)
وعمل مسوَّدَة "تاريخ مَرْو".
قال زاهر الشّحّاميّ: خرَّج أبو صالح ألف حديث عن ألف شيخ له، وقال الخطيب: قدِمَ أبو صالح علينا في حياة ابن بشران، وكتب عنِّي وكتبت عَنْهُ، وقال لي: أوَّل سماعي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وكنتُ إذ ذاك قد حفظت القرآن. وكان ثقة.
قلت: وُلِدَ سنة ثمانٍ وثمانين، وأوَّل سماعه كان من أَبِي نُعَيْم الإسْفَرائيني لمَّا قَدِمَ نيسابور، وحدَّث بمُسْنَد الحافظ أَبِي عَوَانَة.
وذكره أبو سعد السمعاني فقال: صوفي، حافظ، متقن، نسيج وحده فِي الجمع والإفادة، وكان الاعتماد عليه فِي الودائع من كُتُب الحديث التي فِي الخزائن الموروثة عن المشايخ، والموقوفة على أصحاب الحديث، فيتعهَّد حفظها، ويتولَّى أوقاف المحدثين من الحبر والكاغد، وغير ذلك، ويؤذن فِي المدرسة البَيْهَقّية مدة سنين احتسابًا، ووعظ المسلمين وذكَّرهم الأذكار فِي الليالي فِي المأذنة، وكان يأخذ صَدَقَات الرؤساء والتُّجّار ويوصِّلها إِلَى المستحقين والمستورين.
قلت: روى عَنْهُ ابنه إِسْمَاعِيل، وزاهر ووجيه ابنا الشّحّامي، وعبد الكريم بْن الحسين البسطامي، ومحمد بْن الفضل الْفُرَاوِيّ، وعبد المنعم بْن القُشَيْري، وأبو الأسعد القُشَيْري، وآخرون.
وقال الحافظ عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل: أبو صالح المؤذن، الأمين، المتقن، المحدِّث، الصوفي، نسيج وحده فِي طريقته، وجمعه، وإفادته، ما رأينا مثله، حَفِظَ القرآن، وجمع الأحاديث، وسمع الكثير، وجمع الأبواب والشيوخ، وأذن سنين حسبةً، وتوفِّي فِي سابع رمضان. وكان يحُثُّني على معرفة الحديث، ولم أتمكَّن من جمع هَذَا الكتاب إلا من مسودَّاته ومجموعاته، فهي المرجوع إليها فيما أحتاج إِلَى معرفته وتخريجه.
إِلَى أن قال: ولو ذهبت أشرح ما رَأَيْت منه لسودت أوراقًا جمَّة، وما انتهيت إِلَى استيفاء ذلك، سمعتُ منه كتاب "الحلية" لأبي نعيم بتمامه، و"معجم الطبراني"، و"مسند(31/178)
الطيالسي"، و"الأحاديث الألف"، وما تفرَّغ لعقد الإملاء من كثرة ما هُوَ بصدده من الاشتغال والقراءة عليه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ الْهَرَوِيِّ، أَنَا زَاهِرٌ، أَنَا أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْبَزَّازُ، ثنا عبد الرحمن بن بشر، ثنا بِشْرِ بْنِ السَّرِيّ، ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُراجِعَها1.
وقال أبو جعفر محمد بن أبي علي الهَمَذَانيّ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي زكريا المزكي يقول: ما يقدر أحد أن يكذب فِي الحديث فِي هَذِهِ البلدة وأبو صالح حيٌ.
وسمعتُ أَبَا المظفر مَنْصُور بْن السمعاني يقول: إذا دخلتم على أَبِي صالح فادخلوا بالحُرْمة، فإنه نجم الزمان، وشيخ وقته فِي هَذَا الأوان.
قال أبو سعد السمعاني: رآه بعض الصالحين ليلة وفاته، كأن النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قد أَخَذَ بيده وقال له: جزاك اللَّه عنِّي خيرًا، فنِعْمَ ما أقمت بحقي، ونِعْمَ ما أدَّيتَ من قولي، ونشرت من سُنَّتي.
312- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن النَّقُّور2:
أبو الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ البزّاز، مُسْنِد العراق فِي وقته.
رحل الناسُ إليه من الأقطار، وتفرَّد فِي الدنيا بنسَخٍ رواها البغوي عن أشياخه؛ نسخة هُدْبة بْن خَالِد، ونسخة كامل بن طلحة، ونسخة عمر بن زرارة، ونسخة مُصْعب الزُّبَيْريّ.
وكان مُتَحَرِّيا فيما يرويه.
سمع: علي بْن عُمَر الحربي، وعلي بْن عَبْد العزيز بن مردك، وعبيد اللَّه بْن حَبَابَة، وعمر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخلص، ومحمد ابن أخي ميمي الدقاق.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "4908"، "5251"، ومسلم "1471"، وأبو داود "2179"، والترمذي "1175، 1176"، وابن ماجه "2019"، والترمذي "1175، 1176"، وابن ماجه "2019" وغيرهم.
2 المنتظم "8/ 314"، والعبر "3/ 272، 273".(31/179)
روى عنه: الخطيب، وأبو بكر ابن الخاضبة، وابن طاهر المقدسي، والمؤتمن السَّاجي، والحسين بْن عليّ سبط الخياط، وإسماعيل بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدي، وأبو البركات عمرو بْن إِبْرَاهِيم الحسيني الكوفي، وأبو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صرما، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المهتدي بالله، وأبو نصر أَحْمَد بْن علي الغازي الأصبهاني، وأبو سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزوزني، وأبو نصر إِبْرَاهِيم بْن الفضل البَأر، وأبو البدر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكرخي، والقاضي مُحَمَّد بْن عُمَر الأرموي، وخلق كثير.
قال الخطيب: كان صدوقًا.
وقال ابن خيرون: هُوَ ثقة.
وقال الْحُسَيْن سبط الخيام: كنَّا نكون فِي مجلس ابن النقور، فإذا تكلم أحدٌ من الحلقة قال لكاتب الأسماء: لا تكتب اسمه.
وقال أبو الْحَسَن بْن عَبْد السلام: كان أبو مُحَمَّد التميمي يحضر مجلسه ويسمع منه، ويقول: حديث ابن النَّقُّور سبيكة الذَّهَب.
وكان يأخذ على نسخة طالوت بْن عَبّاد دينارًا.
قال ابن ناصر: وإنمّا أَخَذَ ذلك لأنَّ الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشيرازي أفتاه بِذَلِك؛ لأنَّ أصحاب الحديث كانوا يمنعونه من الكسب لعياله، وكان أيضًا يمنع من ينسخ فِي سماع الحديث.
وقال أبو عليّ الْحَسَن بْن مَسْعُود الدَّمشقيّ ابن الوزير: كان ابن النَّقُّور يأخذ على جزء طالوت دينارًا، فجاء غريب فقير، فأراد أن يسمعه، فقرأه عليه، عن شيخه، قال: ثنا البغوي، ثنا أبو عثمان الصَّيْرَفي، فَمَا عرف ابن النَّقُّور أنه طالوت، وحصل للغريب الجزء كذلك.
وُلِدَ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة فِي جُمَادَى الأولى.
ومات فِي سادس عشر رجب.
وآخر من روى حديثه عاليا الأَبَرْقُوهيّ.
313- أحمد بن محمد بن يعقوب1 بن حُمَّدوه:
ويقال حُمَّدويه،
__________
1 طبقات الحنابلة "2/ 242"، والمنتظم "8/ 313".(31/180)
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ المقرئ الرّزّاز.
من أَهْل النَّصْرية.
عُمّر، وكان آخر من حدَّث عن أَبِي الْحُسَيْن بْن سمعون.
سمع: ابن سمعون، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبا الْحُسَيْن بْن بشْران، وأبا نصر بْن حسْنُون النَّرسيّ.
وقرأ لعاصم على الحمامي.
ووُلِدَ فِي صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنْماطي، والمبارك السِّمِّذيّ وأبو بَكْر القاضي.
قال أبو سعْد السمعاني: كان زاهدًا، منقطعًا، حسن الطريقة، خشنها، أجهد نفسه فِي الطاعة والعبادة، ودرس عليه خلق القرآن.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
وقال غيره: توفِّي فِي ذي الحجة.
314- أَحْمَد بْن مُحَمَّد1:
أبو صالح السّواجيّ الفقيه.
شيخ رئيس، بهيٌّ ظريفٌ لطيف.
سمع من: عَبْد الغافر بْن مُحَمَّد الفارسي.
ولم يحدِّث.
وقد صاهر بيت القُشَيْريّ.
315- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى:
أبو طاهر الحربي الدلّال.
سمع: ابن رزقُوَيْه، وأبا الْحُسَيْن بْن بشران.
__________
1 المنتخب من السياق "118" [262] .(31/181)
وعنه: عَبْد اللَّه بْن السَّمَرْقَنْدي، وغيره.
توفِّي فِي ربيع الآخر.
316- إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن عُثْمَان بْن وَرْدُون1:
أبو إِسْحَاق النُّمَيْريّ الأندلسي.
من أَهْل المَرِيّة، روى عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الوَهْراني، وأبي عَبْد اللَّه بْن حمّود، وعمر بْن يوسف.
وكان مَعْنِيا بالعلم والرّواية.
أَخَذَ الناس عَنْهُ الكثير.
قال ابن بَشْكُوال: أنبأ عَنْهُ غير واحد من شيوخنا، واسْتُقْضِيّ بالمَرِيّة فِي سنة تسع وخمسين وأربعمائة، وعُزِل بعد سنتين.
وعاش إحدى وثمانين سنة.
حرف الحاء:
317- الحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن طلاب2:
أبو نصْر القُرَشيّ الدَّمشقيّ الخطيب.
مَوْلَى عِيسَى بْن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ.
رَوَى عَنْ أَبِي الْحُسَيْن بْن جُمَيْع "مُعْجَمَه".
وعن: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الحديد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وعطية اللَّه الصَّيْداويّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن أَبِي الحديد، وعمر الرُّؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو الْحَسَن بْن قُبَيْس، وجمال الْإِسْلَام، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ.
وقال النسيب: هُوَ ثقة أمين.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 96، 97".
2 العبر "3/ 273"، والوافي بالوفيات "13/ 48، 49".(31/182)
وقال ابن قُبَيْس: كان ابن طَلَّاب قد كَسب فِي الوكالة كسْبًا عظيمًا، فحدَّثني قال: لمّا استوفيت سبعين سنةً قلت: أكثر ما أعيش عشر سِنين أخرى، فجعلت لكلّ سنة مائة دينار.
قال: فعاش أكثر من ذلك، وكان له مِلْكٌ بالشّاغور.
وقال النسيب: سَأَلْتُهُ عن مولده، فقال: فِي آخر سنة تسعٍ وسبعين، ودُفِنَ بباب الصغير.
قال: وكان فاضلًا كثير الدّرْس للقرآن، ثقة، مأمونا.
قال: وكان يخطب للمصريين، ثُمَّ تخلَّى عن ذلك.
وذكر النسيب أنه مات بَصْيدا فِي المحرَّم، والأول أصح.
حرف السين:
318- سعد بْن عليّ1:
أبو الوفاء النَسَويّ.
حدَّث بأطْرابُلُس "بالبخاري" فِي هَذِهِ السَّنة، وادَّعى أنه سمعه من مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُلَيْجَة، عن الفِرَبْريّ، وكذا افترى أنه سمع من إِبْرَاهِيم الشرابي، وحدَّثه عن عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فكَذَب.
حرف الطاء:
319- طَلْحَة بْن أَحْمَد:
أبو القاسم الأصبهاني القصَّار الغسّال، المالكّي.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
روى عَنْهُ: أبو نصر البأَّر، وأبو عَبْد اللَّه الخلّال.
مات في ربيع الآخر.
__________
1 ميزان الاعتدال "2/ 142"، تهذيب تاريخ دمشق "6/ 92".(31/183)
حرف الْعَيْنِ:
320- العاص بْن خَلَف1:
أبو الحَكَم الإشبيليّ المقرئ.
مصنِّف "المذكرة" فِي القراءات السَّبْع، وكتاب "التّهذيب".
ذكره ابن بَشْكُوال مختصرًا.
321- عَبْد اللَّه بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن علي الخلال2:
أبو القاسم الْبَغْدَادِيّ.
قال السمعاني: كان شيخًا صالحًا صدوقًا، صحيح السماع، من أولاد المحدثين، بكَّر به أَبُوهُ لسماع الحديث، وسمعه من عُمَر بن إبراهيم الكتاني، وأبي الحسن ابن الْجُنْدي، وأبي طاهر المخلص، وأبي القاسم الصَّيْدلاني، وغيرهم.
وعُمّر حَتَّى نقل عَنْهُ الكثير.
روى لنا عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو الفضل بْن المهتدي باللَّه، وأبو الْحَسَن بْن صِرْما، وجماعة سواهم.
ووثّقه أبو الفضل بْن خَيْرُون.
وقال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا. وقال لي: وُلِدت في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وقال شجاع الذُّهْليّ: توفِّي فِي ثامن عشر صَفَر.
322- عَبْد الخالق بْن عِيسَى بْن أَحْمَد3 بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن معْبد بْن العبّاس بْن عَبْد المطلب بن هاشم:
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 451"، ومعجم المؤلفين "5/ 51".
2 المنتظم "8/ 314، 315"، والبداية والنهاية "12/ 118".
3 العبر "3/ 273، 274"، والبداية والنهاية "12/ 119".(31/184)
الشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي الفقيه.
إمام الطائفة الحنبلية فِي زمانه بلا مُدافعة.
سمع: أَبَا القاسم بْن بِشْران، وأبا الحسين بْن الحَرَّاني، وأبا مُحَمَّد الخلّال، وأبا إِسْحَاق البرمكي، وأبا طَالِب العُشَاريّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وغيره.
وهو أجلّ أصحاب القاضي أَبِي يَعْلَى.
قال السمعاني: كان حَسَن الكلام فِي المناظرة، ورِعًا زاهدا، متقِنًا، عالمًا بأحكام القرآن والفرائض، مَرْضِيّ الطريقة.
وقال أبو الْحُسَيْن بْن الفراء: لِزمَتُه خمسَ سِنين.
قال: وكان إذا بلغه مُنْكَر قد ظهر عظُم ذلك عليه جدًّا، وكان شديدًا على المبتدِعة، لم تَزَلْ كلمته عالية عليهم، وأصحابُه يقمعونهم، ولا يردّ يدَه عَنْهُمْ أحد، وكان عفيفًا نزها، وكان يدرِّس بمسجده، ثُمَّ انتقل إِلَى الجانب الشرقي يدرِّس فِي مسجد آخر، ثُمَّ انتقل فِي سنة ستٍّ وستين لأجل ما لحق نهر المُعَلَّى من الغرق إِلَى باب الطاق، ودرَّس بجامع المهديّ.
ولما احتضر القاضي أبو يَعْلَى أوصى أن يغسّله الشريف أبو جعفر، فلما احْتِضِر القائم بأمر اللَّه أوصى أيضًا أن يغسّله، ففعل.
وكان قد وصَّى له القائم بأمر اللَّه بأشياء كثيرة، فلم يأخذْها، فَقِيل له: خُذْ قميص أمير المؤمنين للبركة، فأخذ فُوطته فنشّف بها القائم، وقال: قد لحِق الفُوطة بركة أمير المؤمنين.
ثُمَّ استدعاه المقتدي، فبايعه منفردًا.
ولمّا توفِّي كان يوم جنازته يومًا مشهودًا، وحُفِر له إِلَى جانب قبر الإمام أحمد، ولزم الناس قبره ليلًا نهارًا، حَتَّى قيل: خُتِمَ على قبره أكثر من عشرة آلاف ختمة.
ورُؤي فِي النوم، فَقِيل له: ما فعل اللَّه بك؟ قال: لَقِيني أَحْمَد بْن حنبل فقال: يا أَبَا جَعْفَر، لقد جاهدتَ فِي اللَّه حقَّ جهاده، وقد أعطاك اللَّه الرضا.(31/185)
وطوَّل ترجمته ابن الفرَّاء إِلَى أن قال فيها: وأُخِذ الشريف أبو جَعْفَر بْن أَبِي مُوسَى فِي فتنة أَبِي نصر بْن القُشَيْري، وحُبِس أيامًا، فسرد الصَّوم وقال: ما آكل لأحدٍ شيئًا.
ودخلتُ عليه فِي تلك الأيام، فرأيته يقرأ فِي المصحف، فقال لي: قال اللَّه تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاة} [البقرة: 45] ، الصَّبرُ الصوم، ولم يُفْطِر إِلَى أن بلغ منه المرض، فَلَمَّا ثَقُل وضجّ الناس من حبْسه، أُخرج إِلَى الحريم الطاهري، فمات هناك.
ومولده سنة إحدى عشر وأربعمائة.
وقال شجاع: توفِّي فِي نصف صفر سنة سبعين -رحمه اللَّه ورضي عَنْهُ.
323- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن مَنْدَهْ:
واسمه إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد1، أبو القاسم ابن الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه العبدي الأصبهاني.
كان كبير الشأن، جليل المقدار، حسن الخط، واسع الرواية، أمّارًا بالمعروف، نهّاءً عن المنكر، ذا وقارٍ وسكون وسَمْتٍ. له أصحاب وأتْباع يقتفون بآثاره.
وُلِدَ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وهو أكبر الإخوة، أجاز له زاهر بْن أَحْمَد السَّرْخَسِي، وسمع الكثير من: أَبِيه، وإبراهيم بْن خُرَّشِيد قُوله، وإبراهيم بْن مُحَمَّد الجلاب، وأبي بَكْر بْن مردويه، وأبي جَعْفَر بْن المرزبان الأبهري، وأبي ذر بن الطَّبَراني، وأبي عُمَر الطَّلْحيّ.
وسافر إِلَى بغداد سنة ست وأربعمائة، فأدرك نفرًا من أصحاب المَحَامِلي، وسمع بواسط من ابن خزَفَة الواسطي، وبمكة من أَبِي الْحَسَن بْن جَهْضَم، وابن نظيف الفرّاء.
وسمع بشيراز، والدِّينَور، وهَمَذَان، ودخل نيسابور، وسمع من: أَبِي بَكْر الحِيري، ولم يروِ عَنْهُ لأشعريته، كما فعل شيخ الْإِسْلَام عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِي، فإنه قال: تركت الحِيريّ لله.
__________
1 المنتظم "8/ 315"، والنجوم الزاهرة "5/ 105".(31/186)
وقال أبو عَبْد اللَّه الدّقّاق: وُلِدَ الشَّيْخ السديد أبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن فِي سنة إحدى وثمانين، فِي السنة التي مات فيها أَبُو بَكْر بْن المقري.
قال: وفضائله ومناقبه أكثر من أن تُعَدّ، وأقول أَنَا: ومَن أَنَا لنشر فضيلته؟ سمع من أَبِيهِ، ثُمَّ سمى أشياخه، إِلَى أن قال: وكان صاحب خُلُق وفُتُوة، وسخاء وبهاء، والإجازة كَانَتْ عنده قوية.
وكان يقول: ما حدَّثتُ بحديث إلا على سبيل الإجازة، كي لا أُوبَق، فأدخل فِي كتاب أَهْل البِدْعة.
وله تصانيف كثيرة، ورُدُود جمَّة على المبتدعين والمنحرفين فِي صفات اللَّه تعالى وغيرها.
وقال أبو سعد السمعاني: له إجازة من زاهر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُرَيْح، وأبي عَبْد اللَّه الحاكم، وحمد بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني ثُمَّ الرّازي، ومحمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقي.
روى لنا عَنْهُ: أبو نصر الغازي، وأبو سعد الْبَغْدَادِي، وأبو عَبْد اللَّه الخلّال، وأبو بَكْر الباغْبان، وأبو عَبْد اللَّه الدّقّاق، وجماعة كثيرة.
قال ابن طاهر المقدسي: سمعتُ أَبَا علي الدّقّاق بإصبهان يقول: سمعتُ أَبَا القاسم بْن مَنْدَهْ يقول: قرأتُ على أَبِي أَحْمَد الفَرَضيّ ببغداد جزءًا فأردت أخْذَ خطّه بِذَلِك، فقال: يا بُنيّ، لو قال لك قائلٌ بإصبهان: ليس هَذَا خطّ فلان، بم كنت تجيبه؟ ومَن كان يشهد لك؟ قال: فبعد ذلك لم أطلب من شيخٍ خطًّا.
قال السمعاني: سمعتُ الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك الخلّال يقول: سمعتُ أَبَا القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه الحافظ يقول: قد تعجَّبت من حالي فِي سَفَري وحَضَري مع الأقربين منّي والأبعدين، والعارفين بي والمُنْكِرين، فإنّي وجدتُ بمكة وبخُراسان وغيرهما من الآفاق التي قصدتها، من صِبايّ وإلى هَذَا الوقت، أكثر من لقيته بها، موافقًا أو مخالفًا، دعاني إِلَى مساعدته على ما يقوله، وتصديق قوله، والشهادة له فِي فِعْله على قبولٍ ورِضى، فإنْ كنت صدقته فيما كان يقوله، وأجزت له ذلك كما يفعل أَهْل هَذَا الزّمان، سماني موافقًا، وإنْ وقفتُ فِي حرف من قوله، وَفِي شيء من فِعله، سمَّاني مخالفًا، وإنْ ذكرت في واحد منهما أنَّ الكتاب والسُّنّة بخلاف ذلك(31/187)
سمَّاني خارجيًّا، وإنْ قرئَ عليَّ حديثٌ فِي التوحيد سمَّاني مشبِّهًا، وإنْ كان فِي الرؤية سمَّاني سالميًّا.
إِلَى أن قال: وأنا متمسكٌ بالكتاب والسُّنّة، متبرّئ إِلَى اللَّه من الشِّبْه والمِثْل، والضد والنّد، والجسم والأعضاء والآلات، متبرّئ إِلَى اللَّه مِن كل ما يشبه الناسبون إليّ، ويدّعيه المدّعون عليّ، ومن أن أقول فِي اللَّه شيئًا مِن ذلك، أو قلته، أو أراه، أو أتوهّمه، أو أتجرّأه، أو أنتحله، أو أصفه به، وإن كان على وجه الحكاية -سبحانه وتعالى- عمَّا يقولُ الظالمون عُلُوًّا كبيرًا.
وقال أبو زكريّا يحيى بْن مَنْدَهْ: كان عمِّي -رحمه اللَّه- سيفًا على أَهْل البِدَع، وأكبر من أن يُثني عليه مثلي، كان والله آمِرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، وفي الغدوِّ والآصال ذاكرًا، ولنفِسه فِي المصالح قاهرًا، فأعقب اللَّه من ذكَره بالشّرّ الندامة إِلَى يوم القيامة، وكان عظيم الحِلْم كثير العلم.
وُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين.
قرأت عليه حكاية شُعبة: مَن كتبُ عَنْهُ حديثًا فأنا له عبدٌ، فقال عمِّي: مَن كَتب عني حديثًا فأنا له عبْدٌ.
وسمع أبي أبا عمرو يقول: اتّفق أنَّ ليلةً كُنَّا مجتمعين للإفطار فِي رمضان، وكان الحَرُّ شديدًا، وكنَّا نأكل ونشرب، وكان عَبْد الرَّحْمَن يأكل ولا يشرب، فقلتُ أَنَا على سبيل اللَّعِب: مِن عادة أخي أن يأكل ليلةً ولا يشرب، ويشرب ليلةً أخرى ولا يأكل.
قال: فَمَا شرب تلك الليلة، وَفِي الليلة الآتية كان يشرب ولا يأكل. فلمَّا كَانَتِ الليلة الثالثة قال: أيها الأخ، لا تلعب بعد هَذَا بِمِثْلِه، فَإِنِّي ما اشتهيت أن أكذِّبك.
قلت: وقال الدّقّاق فِي رسالته: أول شيخ سمعتُ منه الشَّيْخ الْإِمَام السّيّد السديد الأوحد أبو القاسم بْن مَنْدَهْ، فرزقني اللَّه -جلَّ جلاله- ببركته وحُسْن نيّته، وجميل سيرته، وعزيز طريقته، فَهْمَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان جِذْعًا فِي أعيُن المخالفين؛ أَهْل البِدَع والتّبدّع المتنطّعين، وكان مِمَّنْ لا يخاف فِي اللَّه لومه لائم، ووَصْفُه أكثر من أن يحصَى.
ذكر أبو بَكْر أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد اللُّورُدجاني أنه سمع من لفظ أبي(31/188)
القاسم سعد الزنجاني بمكة يقول: حفظ اللَّه الْإِسْلَام برجُلَين؛ أحدهما بإصبهان، والآخر بهَرَاة؛ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ.
وقال السمعاني: سمعتُ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الرّضا العَلَويّ يقول: سمعتُ خالي أَبَا طَالِب بْن طَبَاطَبَا يقول: كنت أشتمُ أبدًا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ إذا سمعتُ ذِكره، أو جرى ذِكْره فِي محفَل، فسافرت إِلَى جَرْباذَقْان، فرأيت أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- فِي المنام، ويده فِي يد رَجُل عليه جُبّة زرقاء، وَفِي عينه نكتة، فسلّمتُ عليه، فلم يردّ وقال: لِم تشتُم هَذَا إذا سمعت اسمه؟ فقيل لي في هذا المنام: هَذَا أمير المؤمنين عُمَر، وهذا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ.
فانتبهت، ثُمَّ رجعتُ إِلَى إصبهان، وقصدت الشَّيْخ عَبْد الرَّحْمَن، فلمَّا دخلت عليه ورأيته، صادفته على النَّعت الَّذِي رَأَيْته فِي المنام، وعليه جُبّة زرقاء، فلمَّا سلمت عليه قال: وعليك السلام يا أَبَا طَالِب. وقبل ذلك ما رآني ولا رَأَيْته، فقال لي قبل أن أكلّمّه: شيءٌ حرَّمه اللَّه ورسوله، يجوز لنا أنْ نُحلَّه؟ فقلتُ له: اجعلني فِي حِلٍّ، ونَشَدْتُه اللَّه، وقبَّلت عينيه، فقال: جعلتك فِي حلٍّ فيما يرجع إليَّ.
قال السمعاني: سألت أبا القاسم إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن الفضل الحافظ، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه، فسكت ساعة وتوقف، فراجعته، فقال: سمع الكثير، وخالف أَبَاهُ فِي مسائل، وأعَرض عَنْهُ مشايخ الوقت، وما تركني أَبِي أسمع منه.
ثُمَّ قال: كان أخوه خيرًا منه.
وقال المؤيّد ابن الإخوة: سمعت عَبْد اللطيف بْن أَبِي سعد الْبَغْدَادِي، سمعت أَبِي، سمعتُ صاعد بْن سيّار الهَرَويّ، سمعت الْإِمَام عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ يقول فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ: كان مضرَّته فِي الْإِسْلَام أكثر من مَنْفَعَته.
ذكر يحيى أن عمَّه توفِّي فِي سادس عشر شوال، وغسّله أَحْمَد بْن مُحَمَّد البقَّال، وصلى عليه أخوه عَبْد الوهاب، وحضَر جنازته مَن لا يعلم عدَدَهم إلا اللَّه -عزّ وجلّ.
وأوّل ما قُرِئ عليه الحديث سنة سبع وأربعمائة.
سمع عليه: عليّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مقرن.(31/189)
324- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن:
أبو القاسم النيسابوري، المعروف بالحافظ.
قدِمَ همذان فِي هَذَا العام، وحدَّث عن: أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الإسفرائيني، وأبي العلاء صاعد بْن مُحَمَّد، ويحيى بْن إِبْرَاهِيم المزكيّ.
325- عَبْد الرزّاق بْن سلْهب الأصبهاني:
صالح خير.
روى عن: أبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ.
وقع من سلَّمٍ فمات فِي ذي القعدة.
وكان خيَّاطًا.
326- عَبْد الكريم بْن أَبِي حاتم السِّجِسْتانيّ:
أبو بِشْر الحافظ.
توفِّي فِي هَذَه السنة بسِجِسْتان.
327- عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن1:
أبو سعْد السَّرْخَسِيّ الحنفي، من علماء بغداد.
ولِيَ قضاء البصرة، وبها مات فِي شوال.
سمع من: هلال الحفَّار ببغداد، ومن عليّ بْن مُحَمَّد الطّرّازي بنيسابور، ومن عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدِّينَوري.
كتب عَنْهُ: أبو طاهر بْن سوار، وغيره.
ورَوَى عَنْهُ: عَبْد المغيث بْن مُحَمَّد العَبْديّ.
328- عَبْد الملك بْن عَبْد الغفَّار بْن مُحَمَّد2:
أبو القاسم الهَمَذَانيّ الفقيه الملقَّب ينجير.
__________
1 الجواهر المضية "2/ 470، 471"، والطبقات السنية "1333".
2 البداية والنهاية "12/ 118".(31/190)
روى عن: أَبِيه، وأبي طاهر بْن سَلَمَة، وأبي سَعِيد بْن شبَانة، وابن عبدان، وأبي القاسم بْن بِشْران، والحسن بْن دُوما النّعّالي، وأبي نُعَيْم الحافظ، والحسين الفلاكيّ.
قال شيروَيْه: سمعتُ منه، وكان فقيهًا حافظًا، أحد أولياء اللَّه، ما رأيتُ مثله، توفِّي فِي المحرَّم.
كان يكتب لنا ويقرأ لنا.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن سعد العجلي، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن بطال، لقِيه بهمذان.
329- عَبْد الوهاب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان1:
أبو عمرو بْن أَبِي عقيل السلمي النَّيْسابوريّ المائقي، ابن خال الأستاذ أَبِي القاسم القُشَيْري.
شيخ كبير نبيل ثقة، من كبار شيوخ الصُّوفية العارفين بلغة القوم ورموزهم فِي الحقائق.
توفِّي فِي حدود هَذِهِ السنة.
سمع: أَبَا طاهر بْن مَحْمِش، وعبد اللَّه بْن يوسف.
وببغداد: أَبَا الحسين بْن بِشْران.
رَوَى عَنْهُ: حفيده عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الوهّاب، وأبو الأسعد هبة الرحمن القشيري.
وعادل القُشَيْريّ فِي المحمل إِلَى الحجاز.
330- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان2:
أبو مُحَمَّد بْن أَبِي الحديد، السلمي الدَّمشقيّ المعدل.
سمع: جَدّه، وأباه، وعبد الرحمن بن أبي نصر.
روى عنه: غيث بْن علي، وعمر الرَّؤاسي، وأبو القاسم النسيب.
روى عن جده شيئًا يسيرًا.
__________
1 الأنساب "11/ 108، 109"، ومعجم البلدان "5/ 50".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "15/ 340".(31/191)
331- عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ العطار:
أخو فاطمة بِنْت الأقرع.
سمع من: ابن مَخْلَد "جزء ابن عَرَفَة".
وعنه: القاضي أبو بَكْر.
332- عليّ بْن الْحَسَن بْن القاسم بْن عنان:
القاضي أبو الْحَسَن الأَسَدَاباذي، نزيل قسنان.
روى عن: القاضي أَبِي مُحَمَّد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْميّ.
قال شِيرُوَيْه: سمعت منه، وكان صدوقًا متعبِّدًا فاضلًا، ومولده سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
333- عليّ بْن الخَضِر بْن عَبْدَان بْن أَحْمَد بْن عَبْدان1:
أبو الْحَسَن الدَّمشقيّ المعدل.
حدَّث عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، ومنصور بْن رامش.
رَوَى عَنْهُ: طاهر الخُشُوعي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن المسلم.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
334- عليْ بْن مُحَمَّد بْن عليّ2:
أبو القاسم التَّيْميّ الكوفي، ثُمَّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا زكريا يحيى بْن المزكي، وأبا بَكْر الحيري.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدي، وعبد المنعم بْن القُشَيْريّ.
وكان صوفيًّا.
حجَّ مرات، وحدَّث بهمذان.
وتوفِّي -رحمه اللَّه- بطريق مكة، وكان صدوقًا.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 279".
2 التقييد لابن نقطة "414، 415".(31/192)
335- عليّ بْن ناعم بْن عليّ بْن سهل:
أبو الْحَسَن البغدادي البزّاز الحنبليّ.
صالح ورِع مقرئ.
سمع: أَبَا الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبا الْحَسَن بْن بشْران.
وعنه: قاضي المَرِسْتان، وابن السَّمَرْقَنْدي، وأبو الْحَسَن بْن عَبْد السلام.
توفِّي فِي رجب.
حرف الميم:
336- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن مَخْلَد بن عبد الرحمن بن أَحْمَد بْن بَقِيّ بْن مَخْلَد بْن يزيد القُرْطُبيّ1:
أبو عَبْد اللَّه قاضي قُرْطُبَة.
روى عن: أَبِيه، وعمِّه عَبْد الرَّحْمَن.
وولي القضاء مرَّتين، ولم تُحْفَظ له قضية جَوْر.
رَوَى عنه: أبو علي الغساني، وابناه أبو الْحَسَن وأبو القاسم ابنا أَبِي عَبْد اللَّه.
وعُزِل ثاني مرة، وامتُحِنَ بسبب القضاء محنة عظيمة.
ومات بعد إطلاقه من السجن فِي صَفَر بإشبيلية، وله ثلاث وسبعون سنة.
337- مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مأمون:
أبو عَبْد اللَّه الكرتيّ. توفِّي فِي هَذِهِ السنة ببلده.
338- مُحَمَّد بْن هبة اللَّه2:
أبو الْحَسَن بْن الورَّاق النَّحْوي، شيخ العربية ببغداد.
قال السمعانيّ: تفرَّد بعِلم النَّحْو، وانتهى إليه علم العربية فِي زمانه، وكان له فِي القراءات وعلوم القرآن يد ممتدة، وباع طويل.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 550".
2 بغية الوعاة "1/ 255، 256"، وإنباه الرواة "3/ 227".(31/193)
يوجد سقط بالنسخة(31/194)
يوجد سقط بالنسخة(31/195)
حدَّث عن: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْجُعْفيّ، ومحمد بْن جَعْفَر النّجّار.
وعنه: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
قال الخطيب: كتبت عَنْهُ، وكان سماعه صحيحًا.
وقال هبة اللَّه السَّقَطيّ: كان زَيْديًّا.
وقال ابن خَيْرُون: توفِّي هبة الله بن علي بن الجاز في ربيع الأول.
المتوفون هذه السنة تقريبًا:
حرف الألف:
345- أَحْمَد بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه1.
أبو نصر الدِّينَوَريّ السُّلَميّ الصُّوفيّ المقرئ.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن جَهْضَم، وأبا مُحَمَّد بْن النحاس، وأبا سعد الماليني، وأبا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: نصر المقدسي، ومكي الرميلي، وأبو بكر ابن الخاضبة، وغيرهم.
توفِّي بعد الستين وأربعمائة، أو قبلها.
346- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد.
أبو القاسم البْصريّ المناديليّ المقرئ المعدّل.
سمع من أحمد بن يعقوب المعدل سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، ومن: القاضي أَبِي عُمَر الهاشمي، وعليّ بْن أَحْمَد بْن غسّان الحافظ، وطائفة.
وعنه: الغِطْرِيف بْن عَبْد اللَّه، ومحمد بْن أَبِي نصر الأُشْنانيّ شيخ السِّلَفيّ، وغير واحد.
حدَّث سنة ستٍّ وستين بالبصرة، وقَعَ لنا من حديثه جزءان.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "3/ 183-185".(31/196)
347- إِسْمَاعِيل بْن عليّ1:
الأديب أبو مُحَمَّد الدَّمشقيّ، الكاتب المعروف بابن العين زَرْبِيّ.
شاعرٌ مُفلقٌ.
توفِّي سنة سبع وستين وأربعمائة، وهو القائل:
ترك الظاعنون جسمي بلا قل ... بٍ وعيني عينًا من الهَمَلانِ
وَإِذَا لم تفِضْ دمًا سُحُبُ أجفا ... ني على بُعْدكمْ فَمَا أجفاني
حلَّ فِي مقلتي فلو فتّشوها ... كان ذاك الْإِنْسَان فِي إنساني
حرف التاء:
348- تُبَّع بْن القاسم بْن نصر:
أبو الْحَسَن التبَّعيّ الهَمَذَانيّ، نزيل بغداد.
وكان له بها آثار جميلة من قنوات، ومنائر.
وكان فقيرًا مُعانًا كثير التّلاوة.
سمع: أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن عليّ بْن لال.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
حرف الثاء:
349- ثابت بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الفَزَاريّ:
أبو القاسم ابن الطبقي.
سمع: ابن الصلت المجبر.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه البارع، وغيره.
__________
1 معجم البلدان "4/ 178"، والوافي بالوفيات "9/ 168-170".(31/197)
يوجد سقط بالنسخة(31/198)
يوجد سقط بالنسخة(31/199)
أَبُو مُحَمَّد المصريّ المَحَامِليّ.
سمع: مُحَمَّد بْن الحسن بْن عُمَر الصَّيْرفيّ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: صالح بْن حُمَيْد اللبَّان، وعلي بْن الْحُسَيْن الفرّاء، وغيرهما.
أخبرنا أبو بَكْر بْن عُمَر النَّحْويّ: أَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد الأوقيّ، أَنَا السِّلفيّ، أَنَا صالح بْن حُمَيْد، أَنَا عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه المَحَامِليّ، أَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن، أَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى النّقّاش، نا مُحَمَّد بْن صالح الخَوْلانيّ، نا مُحَمّد بْن إِبْرَاهِيم الخَوْلانيّ، نا سَعِيد بْن نصر، ثنا حُسَيْنُ الْجُعْفي قال: كان أبو يُونُس يطوف فِي كل يومٍ سبعين أسبوعًا.
356- عَبْد الجليل بْن أَبِي بَكْر الرَّبَعيّ القَرَوِيّ:
أبو القاسم الدّيباجيّ، المعروف بالصابوني، المتكلم.
أَخَذَ عن: أبي عمران الفارسي، وأبي عبد الله الأزدي صاحب ابن الباقِلّانيّ.
وصنَّف كتاب "المستوعب" فِي أصول الفقه، وكتاب "نُكَت الانتصار"، وألَّف معتقدًا.
درَّس بقلعة حمّاد، وبفاس.
أَخَذَ عَنْهُ الأصول: أبو عَبْد اللَّه بْن شبرين.
ورَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله بْن الخير، وأبو عَبْد اللَّه بْن خليفة، ومحمود بْن دَاوُد القلعيّ، وأبو الحَجّاج يوسف بْن الملجوم.
357- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد:
أبو حنيفة الزَّوْزَنيّ، الفقيه الشّافعيّ، نزيل نَيْسابور.
شيخ بهيّ رئيس، كثير التلاوة، بارع الخط.
كان يداوم على كتابة المصاحف ويتأنَّق فيها. ونَفَقَ سُوقه وازدحموا على مصاحفه.
سمع: أَبَا بَكْر الحِيريّ، ومنصور بْن رامش.
توفِّي سنة نيِّفٍ وستين.(31/200)
358- عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن طاهر بْن أحمد1:
أبو سعد التَّيمي الوزّان، من أَهْل طَبَرِسْتان.
سكن الرَّيّ، وكان من كبار عصره فضلا وحشمة وجاها، له قَدَم فِي المناظرة، وإفحام الخصوم.
تفقَّه بمَرْو علي الْإِمَام أَبِي بَكْر القفَّال.
359- عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن مروان بْن زُهر:
أبو مروان الإيَاديّ الإشبيليّ.
تفقَّه وتفنَّن فِي العِلْم، ثُمَّ حجّ، وتعلَّم الطّبّ، فتقدَّم فِيهِ وسكن دانية. وَفِي ذرّيته أطبّاء.
وهو والد الطبيب أَبِي العلاء بْن زُهْر.
مات فِي حدود السبعين وأربعمائة.
360- عَبْد الوهاب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن أَحْمَد2:
أبو عَمرو السُّلَميّ الزّاهد.
من نُبلاء مشيخة نَيْسابور، ومن أعيان الصُّوفيّة.
سمع: عَبْد اللَّه بْن يوسف، وابن مَحْمِش، وأبا الْحُسَيْن بْن بِشْران، وعدّة.
وعاش تسعين سنة.
رَوَى عَنْهُ: أبو الأسعد هبة الرَّحْمَن.
361- عَقِيل بْن مُحَمَّد بْن عليّ3:
أبو الفضل الفارسي ثُمَّ البَعْلَبَكِّيّ، الفقيه الشافعي.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطان، وعبد الرحمن بن أبي نصر.
__________
1 المنتخب من السياق "335، 336" [1105] .
2 المنتخب من السياق "355" [1175] .
3 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 128، 129"، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "3/ 294".(31/201)
رَوَى عَنْهُ: عُمَر الرؤاسي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وابنه أَحْمَد بْن عقيل، وكان يحفظ "مختصر المُزَنيّ".
362- عليّ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر1:
أبو الْحُسَيْن اللّحْسانيّ الطُّرَيْثيثي.
وطُرَيْثِيث من نواحي نَيْسابور.
قال السمعاني: كان شيخًا صالحًا عفيفًا صوفيًّا ظريفًا.
حجَّ مرات، وكان يحدَّث بَنْيسابور ويرجع إِلَى ناحيته.
سمع بَهَراة: شاه بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المالِينيّ، وبنَيْسابور: أَبَا الْحُسَيْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الخفّاف.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الفرَّاويّ، وأبو القاسم الشّحّاميّ.
وتوفِّي بعد سنة ستين، وقد جاوز الثمانين.
363- عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري2:
نزيل غزنة.
ذُكِر فِي سنة ثمانٍ وستين ظنًّا.
364- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن3:
أبو الْحَسَن بْن أَبِي عِيسَى الحَسْنَابَاذِيّ الأصبهاني.
مشهور، صدوق، عارف بالرواية.
سمع: أَبَا بَكْر بْن مردوَيْه، وببغداد أَبَا الْحَسَن بْن الصَّلْت، وابن رزقوّيْه، قال السمعاني: روى لنا عَنْهُ: ابن عمّه أبو الخير عَبْد السلام بْن محمود، ومحمد بْن الفضل الخانيّ، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق.
__________
1 المنتخب من السياق "383" [1289] .
2 التقييد لابن نقطة "415"، والوافي بالوفيات "22/ 149".
3 الأنساب "4/ 140".(31/202)