القعدة، واختلط فِي آخر عمره، فحدث عَنْ أَبِي أُسَيْد، وعَبْد اللَّه ابن أخي أَبِي زُرْعَة، وابْن الجارود، بعد أن سَمِعَ منه أنّ لَهُ عَنْهُمْ إجازة، وتخبّط فِي أماليه، ونَسَبَ إلى جماعة أقوالا فِي المعتقد لم يعرفوا بها، نسأل اللَّه السَّتْر "والصّيانة"1.
قلت: أي واللَّه، نسأل اللَّه السّتْر وتَرْكَ الهَوَى والعَصَبِيَّة. وسيأتي فِي ترجمته شيء من تضعيفه، فليس ذَلِكَ موجبًا لضَعْفه، ولا قوله مُوجِبًا لضعف ابن منده، ولو سمعنا كلام الأقران، بعضهم في بعض لا تسع الخَرْقُ.
162- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن العلوي، تقدّم فِي سنة 393 وأرّخه غُنْجار فِي هذه السّنة.
163- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الفضل بْن مُحَمَّد بْن عقيل، أَبُو نصر الخُزَاعِي النيسابُوري.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن القطّان، والأصمّ، وتُوُفِّي فِي رجب، بعد أن حدث سنين.
روى عَنْهُ: أَبُو يَعْلَى الصّابوني.
164- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن القصّار الخلقاني النيسابُوري.
سَمِعَ: الْأصمّ، وأَبَا بَكْر بْن إِسْحَاق الضَّبُعي، وحدّث فِي رمضان.
165- مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو عَلِيّ البَلاذُرِيّ.
تفقه عَلَى: أَبِي إِسْحَاق المَرْوَزِي ببغداد، وسمع من: الشِّبْليّ، والموجودين.
لقيه الحاكم ببُخَارَى، ثم نيسابُور، ونزل عند القاضي أَبِي بَكْر الحيري.
مات فِي نصف المحرَّم، وكان من كبار الشّافعيّة.
166- مُحَمَّد بْن القاسم، أَبُو منصور النيسابُوري.
عَنِ: الْأصمّ، وأَبِي مُحَمَّد الفاكهي الْمَكِّيّ. وخرجوا له فوائد، وتوفي في ذي القعدة.
__________
1 في الأصل "ترجمة".(27/241)
"حرف الياء":
167- يعقوب بْن أَبِي إِسْحَاق القرّاب الهَرَوِي، أخو الحافظ إِسْحَاق وإِسْمَاعِيل.
رَوَى عَنْ: أَبِي الفضل بْن حِمْيَرَوَيْه، ومات شابًا، رحمه اللَّه. قَلَّ مَن حمل عَنْهُ.
وَفَيَات سنة ست وتسعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
168- أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْن "شريعة"1 أَبُو عُمَر اللَّخْمِي الْأشبيلي المعروف بابن "البّاجي"2 الحافظ3.
سَمِعَ من أَبِيهِ جميع ما عنده، من ذَلِكَ مصنّف أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، جميعه عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن يونس القَبري، عَنْ بقيّ، عَنْهُ. قَالَ الخَوْلاني: كَانَ عارفًا بالحديث ووجوهه، إمامًا مشهورًا، لم تر عيني مثله فِي المحدثين وقارًا وسَمْتًا، رحل مَعَ ابنه مُحَمَّد، ولقي شيوخًا جُلَّة، ووُلّي أَبُو عُمَر قضاءَ إشْبِيلْيَة مدَّة يسيرة، ثم رحل إلى قُرْطُبَة فاستوطنها، وأخذنا عَنْهُ كثيرًا، وكان مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي حادي عشر المحرَّم، سنة ستٍ وتسعين، وشهدتُ جنازته فِي محفل عظيم من وجوه النّاس وكُبَرَائهم.
وقَالَ عَبْد الغني بْن سَعِيد فِي "مشتبه النسبة"4: أَبُو عُمَر هذا كتبتُ عَنْهُ وكتب عني.
وحدّث أيضًا عَنْ: أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وقَالَ: كَانَ يحفظ "غريب"5 الحديث لأبي عُبَيْد وابْن قُتَيْبَة حِفْظًا حَسَنًا، وشاوره ابن أَبِي الفوارس القاضي فِي الْأحكام وهو ابن ثماني عشرة سنة، وجمع لَهُ أَبُوهُ علوم الْأرض، ولم يحتج إلى أحد، إلا أنه
__________
1 في الأصل "سريعة".
2 في الأصل "الناجي".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 74"، وشذرات الذهب "3/ 147"، والعبر "3/ 60".
4 في الأصل "سه السه".
5 في الأصل "غريي".(27/242)
رحل متأخرًا، ولقي فِي الرحلة أَبَا بَكْر بْن إِسْمَاعِيل المهندس، وأَبَا العلاء بْن ماهان. قَالَ: وكان فقيه عصره، وإمام زمانه، لم أر بالأندلس مثله1.
وقَالَ ابن عَبْد البَرّ: كتبت عليه مصنفات ابن أبي شيبة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، رحمه اللَّه. وكان إمامًا فِي الْأصُول والفروع. رَوَى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد.
169- أحْمَد بْن بيري الواسطي.
ترجمته في بضع وأربعمائة، قَالَ لنا ابن الخلال: أَنَا جَعْفَر، نا السِّلَفي قَالَ: سَأَلت خميسًا الجوربي، عَنِ ابن بيري فَقَالَ: هُوَ أَبُو بَكْر أحْمَد بْن عُبَيْد بْن الفضل بْن سهل بْن بيري. سَمِعَ البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد الصولي، وابن مبشر الواسطي، وكان ثقة. كُفَّ بآخر عمره.
آخر من حدّث عَنْهُ بواسط أَبُو الْحَسَن بْن مَخْلَد، والداني المفضّل.
قَالَ خميس: قَالَ لي أَبُو المعالي ابن سانده: وُلِدْتُ فِي السنة التي مات فيها أَبُو بَكْر بْن بيري سنة ستٍ وتسعين.
170- أحْمَد بْن "موفق"2 أَبُو القاسم الْأمويّ القُرْطُبي.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، ووهب بْن مَسَرَّة.
حجّ فسمع من: حمزة الكناني، وأَبِي بَكْر الْأجُرِّي. مات فِي عَشْر الثمانين.
171- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زكريّا الْأستاذ، أَبُو الْعَبَّاس الفَسَوِي الزّاهد، شيخ الحرم3.
سَمِعَ: ابن عَدِيّ الْجُرْجَاني، وأَحْمَد بن عطاء الروذباري، وجمح بْن القاسم الدمشقي، وأَبَا بَكْر الرّبعي، وطائفة بالشام والعراق والعجم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو نصر بْن الحبّان، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو يَعْلَى إِسْحَاق الصَّابُونِي، وطائفة.
قَالَ الخطيب، كَانَ ثقة، ثنا عنه أبو محمد الخلال وغيره.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1059".
2 في الأصل "موسى".
3 تاريخ بغداد "5/ 9"، وتهذيب التهذيب "2/ 50".(27/243)
172- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران، أَبُو الْحَسَن بْن الجندي النهشلي البغدادي1.
وُلِد فِي آخر سنة ست وثلاثمائة، وسمع من أَبِي القاسم الْأزهري، "وأَبِي"2 مُحَمَّد الخلال، وأَبِي الْحُسَيْن بْن النقّور، وآخرون.
قَالَ الْأزهري: حضرته وهو يُقْرَأ عَلَيْهِ كتاب ديوان الْأنواع الَّذِي جَمَعَهُ، فَقَالَ لي ابن الْأبنوسي: لَيْسَ هذا سماعه، وإنّما رَأَى "نسخة عَلَى"3 ترجمتها "اسم"4 وافق اسمه فادَّعَى ذَلِكَ.
وقَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي جمادي الآخرة، وكان يُرْمَى بالتشيُّع، وكانت لَهُ أُصُول حِسان.
173- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الشَّرَفي الحَضْرَمِي، خطيب قُرْطُبَة، أَبُو إِسْحَاق5.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن مَطَرِّف، وأَبِي عيسى الليثي، وجماعة، وكان مجلسه محتفلا بوجوه النّاس وطلبة العلم، وكان ذكيًّا حافظًا، ولكنْ أصابه فالجٌ وخَرَسٌ، وكان إِلَيْهِ شُرْطة قُرْطُبَة، وكان ابن عامر الحاجب يَقُولُ: إنه يَصْلُحُ لكلّ أمر.
174- إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه بْن إسحاق "النصري"6، أبو يعقوب الحنفي، شيخ الحنيفة وعالمهم بجُرْجَان.
يَرْوِي عَنْ: دَعْلَج، وابن عَلِيّ بْن الصّوّاف. وتُوُفِّي فِي المحرَّم.
175- إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس، العلامة، أَبُو سَعِيد الإسماعيلي الْجُرْجَاني الفقيه، شيخ الشافعية بجرجان7.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 77"، والعبر "3/ 60".
2 في الأصل "أبو".
3 في الأصل "على نسخة على".
4 في الأصل "اسما".
5 الصلة لابن بشكوال "1/ 88".
6 في الأصل "البصري".
7 تاريخ جرجان "147"، وتاريخ بغداد "6/ 309"، والبداية والنهاية "11/ 336".(27/244)
كَانَ مقدَّمًا فِي الفقه والعربية، كثير التصانيف، رئيسًا مُفَضَلا عَلَى أهل العِلْم.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وابْن عَدِيّ، وأَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وابْن دُحَيْم الشَّيْباني، وأَحْمَد بْن كامل بْن شجرة، وعن مُحَمَّد بْن حفص الْمَكِّيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: بنوه الفضّل، والسّريّ، وسعد، ومسعدة، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وحمزة بْن يوسف السَّهْمي، وخلْق سواهم. وثّقه الخطيب وغيره.
قَالَ القاضي أَبُو الطيب: ورد الإمام أَبُو سعد بغداد، فأقام بها، ثم حجّ. عقد لَهُ الفقهاء مجلسين، فولي أحدهما أَبُو حامد الإسفراييني، والآخر أبو محمد البافي1.
وتُوُفِّي فِي نصف ربيع الآخر ليلة الجمعة، وله ثلاثٌ وستُّون سنة، وممّا أكرمه اللَّه بِهِ أَنَّهُ مات، وهو فِي صلاة المغرب يقرأ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] ففاضت نفسه2.
قَالَ حمزة السَّهْمي: كَانَ إمام زمانه، مقدَّمًا فِي الفقه والعربيّة والكتابة والشُّروط والكلام، صنَّف فِي أصول الفقه كتابًا كبيرًا، وتخرّج على يده جماعة، مع الورع الثخين، والمُجَاهَدَة والنُّصْح للإسلام، والسَّخاء، وحُسْن الخُلُق، بالغ السَّهْمي فِي تقريظه.
176- إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن حمدان بن نوح. أبو إبراهيم المهلبي الْبُخَارِيّ الخطيب.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الحارثي، وجماعة.
وعنه: أَبُو القاسم الْأزهري، والْحُسَيْن أخو الخلال، وغيرهما.
"حرف الحاء":
177- حاتم بْن عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن حاتم بن فرانك، أبو بكر القرطبي البزار3.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 310"، والمنتظم "7/ 231".
2 تاريخ جرجان "107"، والمنتظم "7/ 231"، والبداية والنهاية "11/ 336".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 108".(27/245)
ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وحدّث عَنْ أحْمَد بْن خَالِد بْن الحُبَاب، وعَبْد اللَّه بْن يونس القبري، والْحَسَن بْن سعد، وعُمِّر دهرًا.
رَوَى عَنْهُ القاضي أَبُو عمر بن الحذاء وقال: أظنه مات سنة ست وتسعين.
"حرف الشين":
178- شعيب بن محمد بن شعيب، أبو صالح العجلي البَيْهَقي، وكان أَبُوهُ فقيه عصره للشّافعيّة بنيسابُور1.
وسمع شعيب من: أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عَدِيّ، ومُحَمَّد بْن حمدون، وأَبِي حامد بْن الشرفي، ومكيّ بْن عَبْد الله، وبالعراق من أبي بكر بن الْأنباري، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِلي، وروى الكثير بنيسابُور.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي صفر، وولد سنة تسع وثلاثمائة، وأبو عثمان سعيد البحيري.
"حرف الطاء":
179- طَالِب بْن عثمان، أَبُو أحْمَد الْأزْدِيّ النَّحْوِيّ البغدادي المؤدّب2.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِي، وأبا بكر بن الْأنباري، والمَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد المالكي، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْحُسَيْن العطّار، وجماعة، وآخرهم أبو الحسين بن المهتدي الخطيب.
"حرف العين":
180- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد، أَبُو زيد القُرْطُبي العطّار3.
وروى عَنْ: أحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم الصَّدَفي، وأَحْمَد بْن المُطَرِّف بْن أَبِي عيسى، وجماعة، وحجّ، وسمع من حمزة الكناني، وبكر بن الحداد، وأبي حفص
__________
1 الأنساب "2/ 382".
2 تاريخ بغداد "9/ 365".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 306".(27/246)
عُمَر الْجُمَحي، والْحَسَن بْن الخضر الْأسيوطي، وسمع النّاس منه كثيرًا. قال ابن بشكوال: كَانَ ثقة كثير السّماع.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق بْن شنظير، وَأَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وعاش سبعين سنة، رحمه اللَّه.
181- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن أصبغ، أَبُو المُطَرِّف الْأمويّ1.
رَوَى فِي هذه السّنة بالأندلس، عَنْ أَبِي الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ. حدّث عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف الرفاء.
182- عَبْد الوهاب بْن الْحَسَن بْن الوليد بْن مُوسَى الكلابي المحدّث2، أَبُو الْحُسَيْن الدمشقي المعروف بأخي "تبوك"3.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن خُرَيْم، وطاهر بْن مُحَمَّد، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وأَبِي الْجَهْم بْن طِلاب، وأَبِي الْحَسَن بْن جَوْصا، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان، وأَبِي عُبَيْدة أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن ذكوان، ومُحَمَّد بْن بكّار السَّكْسَكي، وخلْقٍ سواهم.
رَوَى عَنْهُ: تمّام، وعَبْد الوهاب الميداني، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأبو قاسم بْن الفرات، وَأَبُو القاسم السّميساطي، وَأَبُو القاسم الجنابي، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حَسْنُون النَّرْسي، وخلق كثير.
وُلِد فِي ذي القعدة، سنة "ثلاث"4 "وثلاثمائة"5، وتُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل، عَنْ تسعين سنة.
قَالَ عَبْد العزيز الكتّاني: وكان ثقة نبيلا. قلت: كَانَ مُسْنِد وقته بدمشق.
183- عَلِيّ بْن جَعْفَر، أَبُو الْحُسَيْن السِّيرَوَاني الصُّوفِي الزّاهد، المجاور بمكة6. في سلخ المحرم كان موته.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 306".
2 الإكمال "4/ 572"، والعبر "3/ 61"، والنجوم الزاهرة "4/ 214".
3 في الأصل "نيزك".
4 ساقطة من الأصل.
5 في الأصل "ثلاثين" وهو خطأ.
6 طبقات الصوفية "51، 259، 343".(27/247)
قَالَ الحبّال: إنه بلغ من السّنّ مائة وإحدى عشرة سنة، حدثونا عَنْهُ، وحدّث عَنْ إِبْرَاهِيم الخوّاص.
وقَالَ السُّلَمي فِي تاريخه: هُو من ثقات الشّيوخ بناحيته، معدوم القرين، صحِب الشِّبْليّ.
أَخْبَرَنَا ابن الخلال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا العثماني، حدّثني أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الْقُرَشِيّ المقرئ، ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن "عَبْد"1 الباقي بْن فارس، نا أَبُو حفص بْن عِرَاك إمام الجامع العتيق بمصر، قَالَ: كَانَ الشَّيْخ أَبُو الْحَسَن السِّيرَوَاني المجاور يزور إخوانه فِي البلاد، فزارني سنةً، فبينا هُوَ جالس معي، إذ سمعنا ضَوْضَاء فِي الجامع، فقيل لنا: رَجُل سُرِق منه شيء، فاستحضره الشَّيْخ، فسأله عَنْ أمره، فَقَالَ لَهُ: إنّي فقير، ولي عائلة، ففُتح عليّ برداء ودِينارَيْن، فصررتهما فِي الرّداء، فسُرِق ذَلِكَ منّي، فَقَالَ لَهُ انتظر، ثم حرّك الشَّيْخ شفتيه، ورفع طرفه إلى السماء، فما استتم دعائه حتى سمعنا قائلا يَقُولُ: من ضاع منه شيء فلْيَصِفْه ويأخذه، فوصف لَهُ الرجل صفة متاعه، فسلّمه إِلَيْهِ، فَقَالَ الشَّيْخ: خذه وامض.
قَالَ ابن عِرَاك: فسألته عمّا دعا بِهِ، فَقَالَ: دعوت باسم اللَّه الْأعظم، فسألته أن يعلّمني إيّاه، فامتنع، ثم قَالَ لي: قل اللَّهمّ إنّا نسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلا أنت، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام، الحي القيّوم، أحرزتُ نفسي بالحيّ الَّذِي لا يموت، وألجأت ظهري للحيّ القيّوم، لا إله إلا اللَّه نِعْم الغافر، اللَّه لَا إله إلَّا أنت سبحانك إني كنتُ من الظّالمين، أفوّض أمري إلى اللَّه، لا حول ولا قوّة إلا باللَّه العليّ العظيم.
184- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يزيد، أَبُو الْحَسَن الحلبي القاضي الفقيه الشافعي، نزيل مصر2.
سَمِعَ: جدّه إِسْحَاق، وعَلِيّ بْن عَبْد الحميد الغضائري، وعَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه ابن أخي الإمام، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن نيروز الْأنماطي، ومُحَمَّد بْن نوح الْجُنْدَيْسَابُورِي، ومُحَمَّد بْن الرّبيع الجيزي، وأَبِي بَكْر بن زياد النيسابوري، وجماعة سواهم.
__________
1 ساقطة من الأصل.
2 العبر "3/ 61"، والنجوم الزاهرة "4/ 315".(27/248)
رَوَى عَنْه: عَبْد الملك بْن عثمان الزّاهد، ورشأ بْن نظيف، والْحُسَيْن بْن عتيق التنيسي، وعَبْد الملك بْن عُمَر البغدادي الرّزّاز، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي، وآخرون.
قَالَ أَبُو "عَمْرو"1 الدّاني: رَوَى عَنِ ابن مجاهد كتاب السّبعة، وهو، وشيخنا أَبُو مسلم، آخر من بقي من أصحاب ابن مجاهد. وعُمِّر أَبُو الْحَسَن عمرًا طويلا، حتى نَيِّف عَلَى عشرٍ ومائة فيما بلغني.
قلت: وَرَّخ موته القاضي، وقَالَ: يقال إنّه وُلِد سنة خمسٍ وتسعين ومائتين قلت: فعلى هذا يكون قد عاش مائة سنة ونَيِّف سنة.
أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَاكِمُ، أَنَا طَاهِرُ بْنُ سَهْلٍ الإِسْفِرَايِينِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمَائَةٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ الْأزْدِيُّ، أَنَا عَلِيّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَخِي الْإمَامِ بِحَلَبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ حَبِيبٍ، يَعْنِي ابْنَ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِصِفَاتِ هَذِهِ الصَّلاةِ، صَلاةِ عِشَاءِ الآخِرَةِ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ. تَفَرَّدَ بِهِ جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مِصْقَلَةٍ.
185- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن يعقوب الْأستاذ، أَبُو الْحَسَن بْن العلاف البغدادي2 المُقرئ، والد أَبِي طاهر بْن العلاف، وجدّ أَبِي الْحَسَن الحاجب.
كاد أن "يقرأ"3 عَلَى ابن مجاهد، وابْن شنَّبُوذ، فإنّه وُلِد سنة عشرٍ وثلاثمائة، وعُنِيَ بالقراءات فِي كبره، وقرأ عَلَى النّقّاش، وبكّار بْن أحْمَد ورشد بْن عَلِيّ بْن أَبِي بلال، والْحَسَن بْن دَاوُد النّقّار، وعَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم، وسمع من أَبِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد الواعظ وجماعة، وتصدر للإقراء مدة، واشتهر وبعد صيته.
قرأ عَلَيْهِ: الحَسَن بْن مُحَمَّد القنطري، وَأَبُو عَلِيّ الشرْمَقاني، والْحَسَن بْن عَلِيّ العطّار، وَأَبُو الفتح بْن شيطا، وآخرون. وثقه الخطيب.
__________
1 في الأصل "عمر".
2 تاريخ بغداد "12/ 95"، والمنتظم "7/ 231".
3 في الأصل "يقوي".(27/249)
"حرف القاف":
186- قاسم بْن مُحَمَّد بْن قاسم بْن عَبَّاس، أَبُو مُحَمَّد بْن عَسْلُون القُرْطُبي الفَرَّاء1.
يقال: مات في السنة الماضية.
"حرف الميم":
187- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن بحير بْن نوح، أَبُو عَمْرو البحيري النيسابُوري المُزَكِّي2.
سَمِعَ: "أَبَاه"3 الْحُسَيْن، ويحيى بْن منصور القاضي، وعَبْد اللَّه بن محمد الكعبي، ومحمدًا، وعليًّا، وابني المؤمِّل بْن الْحَسَن، ورحل إلى العراق بعد الستين وثلاثمائة، فكتب عَنِ الموجودين.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطيّ ومُحَمَّد بْن شعيب الرّوياني.
قَالَ الحاكم: كَانَ من حُفَّاظ الحديث المبرّزين فِي المذاكرة. تُوُفِّي فِي شعبان، وله ثلاثٌ وستون سنة.
قلت: رَوَى عَنْهُ ابنه سَعِيد أيضًا، وله أربعون حديثًا، سمعناها بعُلُوٍّ.
188- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْدَوس بْن أحْمَد، أَبُو بَكْر الْأديب النَّحْوِيّ النيسابُوري الفقيه.
سَمِعَ: أَبَا عَمْرو الحيري، ومكّي بْن عَبْدان، وابْن الشرفي، وعمّه إِبْرَاهِيم بْن عَبْدَوس.
قَالَ الحاكم: عقدت لَهُ مجلس الْأملاء سنة ثمان وثمانين، وتُوُفِّي فِي شعبان سنة ستٍّ وتسعين.
قلت: رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو القاسم القشيري، وأبو يعلى الصابوني.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 467".
2 العبر "3/ 61"، وشذرات الذهب "3/ 148"، والبداية والنهاية "11/ 336".
3 في الأصل "سمع إبراهيم".(27/250)
"ومن هذه الطبقة":
"حرف الألف":
189- أحْمَد بْن محمد بْن عَبْدَوس1، أَبُو بَكْر الحافظ النَسَوِي نزيل مَرْو.
سَمِعَ بدمشق: أَبَا القاسم عَلِيّ بْن أَبِي العَقب، وبُكَيْر بْن الْحَسَن الرّازيّ بمصر، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن يوسف الْجُوَيْني الفقيه، والْحَسَن بْن القاسم المَرْوَزِي، ومُحَمَّد بْن الْحَسَن المَرْوَزِي.
ومن طبقتهما:
190- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس الحاتمي، أَبُو الْحَسَن النيسابُوري الفقيه الشافعي.
سَمِعَ: الْأصمّ، وجماعة. ومات فِي الكُهُولة فِي حياة أبيه، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وكان من الفُضَلاء.
أما:
191- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس العنزي الطرائفي صاحب عثمان بْن سعيد الدارمي، فقد ذكر في 346.
"حرف الميم":
192- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق النيسابُوري المُطَّوِّعي الكيّال. أصله من جُرْجان.
سَمِعَ من: الْأصمّ، وأَبِي عَبْد اللَّه الصّفّار. وكان من الصّالحين.
193- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن المأمون، أَبُو بَكْر الهاشمي العباسي البغدادي2.
__________
1 تهذيب ابن عساكر "2/ 66".
2 تاريخ بغداد "2/ 214"، والعبر "3/ 62"، والنجوم الزاهرة "4/ 215".(27/251)
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وأَبَا بَكْر بْن الْأنباري، والمَحَامِلي، وجماعة، وهو جدّ أَبِي الغنائم عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البَرْقَاني، وهبة اللَّه اللالكائي، وعَبْد الباقي بْن مُحَمَّد بْن غالب العطّار، وجماعة. "وعاش"1 ستًا وثمانين سنة. وثّقه الخطيب.
194- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن النَّضر، أَبُو بَكْر الديباجي البغدادي2.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعدان الواسطي، ومُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِي. وعنه: هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني. ووثّقه أَبُو الْحَسَن العتيقي.
195- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن خَلَف بْن زنبور، أَبُو بَكْر الوَرّاق3، من شيوخ بغداد.
حدّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، والقاسم البَغَوي، وعُمَر "الدُّوري"4، وابْن صاعد، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وجماعة آخرهم أَبُو نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي.
قَالَ الأزهري: ضعف في روايته عن البَغَوي. وسماعه من الدوري صحيح.
وقَالَ العتيقي: فِيهِ تَساهُل. وتُوُفِّي فِي صفر. وقَالَ الخطيب: كَانَ ضعيفًا جدًّا.
قلت: وهو راوي البعث لابن أَبِي دَاوُد، "والثاني"5 من مُسْنَد ابن مَسْعُود.
196- مُحَمَّد بْن عيسى بْن مُحَمَّد بْن مُعَلَّى بْن أَبِي ثَوْر، أَبُو عَبْد اللَّه الحضرمي الوراق6، من أهل قرطبة.
__________
1 في الأصل "وعنه عاش".
2 تاريخ بغداد "3/ 92".
3 تاريخ بغداد "3/ 35"، والعبر "3/ 62".
4 في الأصل "الدربي".
5 في الأصل "الباني".
6 الصلاة لابن بشكوال "2/ 481".(27/252)
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن مَسْعُود بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وجماعة.
وكانت لَهُ عناية كبيرة بالرّواية، وكان صالحًا ثقة. ولد سنة سبع عشرة "وثلاثمائة"1.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو المُطَرِّف بْن فُطَيْس القاضي، وغيره. وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
ذكره ابن بشكوال، وقد ذكره ابن الفَرَضِيّ فَقَالَ: سَمِعَ من أحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وكان شيخًا صالحًا حَسَن المعرفة، ثقة. رحمه اللَّه.
197- مُحَمَّد بْن نصر بْن أحْمَد بْن مالك، أَبُو الْحَسَن القطيعي2.
رَوَى عَنِ: المَحَامِلي، ويوسف بْن البهلول الْأزرق. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وغيره وبقي إلى هذه السنة.
"حرف النون":
198- نُجَيْح بْن سُلَيْمَان الخَوْلاني الْأندلسي، تُوُفِّي بالأندلس3.
"حرف الياء":
199- ياسين بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن ياسين بْن النَّضْر، أَبُو يوسف الباهلي النيسابُوري.
سَمِعَ: مكّي بْن عَبْدان، وجماعة. رَوَى عَنْهُ الحاكم في تاريخه.
وفيات سنة سبع وتسعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
200- أَصْبَغ بْن الفَرَج بْن فارس، أَبُو القاسم الطّائي القُرْطُبي المالكي4، من كبار المُفْتين بقُرْطُبَة.
__________
1 في الأصل "سبع عشرة سنة وثلاثمائة".
2 تاريخ بغداد "3/ 320".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 157".
4 الصلة لابن بشكوال "1/ 107"، والعبر "3/ 63"، وشذرات الذهب "3/ 149".(27/253)
كَانَ من أهل اليقظة والنَّباهة، بصيرًا بالفِقْه.
سَمِعَ من: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأَبِي مُحَمَّد بْن عَبْد المؤمن، وأَبِي مُحَمَّد الباجي.
وُلِّي قضاء بَطَلْيُوس، فأحسن السيرة، ومنهم من يقول: توفي سنة أربعمائة.
وكان أخوه حامد من الصُلَحاء القانتين، يُتَبَرَّك بلقائه، عاش بعد أخيه أَصْبَغ خمسةَ أعوام.
"حرف الحاء":
201- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو عَلِيّ الصُّوفِي. قَالَ عَبْد الغافر: شيخ قديم، ثقة، كثير الحديث.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر القطّان، وأَبَا حامد بن بلال، والأصم، وحدث.
"حرف الخاء":
202- خَلَف بْن سُلَيْمَان، أَبُو القاسم بْن الحجَّام القُرْطُبي1. كَانَ مجوِّدًا لحرف نافع.
قرأ عَلَى: أَبِي الْحَسَن الْأنطاكي، وكان عارفًا برسم المُصْحَف ونَقْطه، بارعًا فِيهِ، ولذلك قِيلَ لَهُ: خَلَف الناقط.
"حرف السين":
203- سَعِيد بْن يوسف، أَبُو عثمان الْأمويّ الْأندلسي القَلَعيّ2، من قلعة أيّوب.
رَوَى فِي الرحلة عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَمّار الدِّمْياطي، وإبراهيم بْن أَبِي غالب الْمَصْرِيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الصاحبان، وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 161".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 211".(27/254)
204- سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن سيد أَبِيهِ، أَبُو عثمان الْأمويّ الْأندلسي1.
حجّ وأكثر عَنْ أَبِي بَكْر الْأجُرِّي، وحمزة بْن مُحَمَّد الكتّاني، ولقي بالقَيْروَان عَلِيّ بْن مسرور، وتميم، وكان صالحًا زاهدًا متبتّلا مجاهدًا، أجاز الخَوْلاني فِي هذه السنة.
وكان مولده فِي سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة.
"حرف العين":
205- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفرج بْن مَتَّوَيْه القِزْوِيني، الفقيه النّسّابة الحافظ. كَانَ متفنّنًا فِي العلوم.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن مِهْرَوَيْه، وفي الرّحلة من إسماعيل الصفار، وعبد الله بن شَوْذب الواسطي، وجماعة. ووُلِّي قضاءَ خُراسان، وعاش بِضْعًا وسبعين سنة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يَعْلَى الخليل بْن عَبْد اللَّه.
206- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن دَاوُد، أَبُو مُحَمَّد المَدِيني. شيخ صالح، يَرْوِي عَنِ ابن داسَة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه، وسعيد السعداني. مات فِي رجب سنة سبعٍ وتسعين.
207- عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن يحيى، أَبُو يَعْلَى الدّبّاس. بغدادي ثقة2.
روى عن: القاضي المحاملي. روى عَنْهُ: هبة اللَّه اللالكائي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وابْن العريف، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان المقرئ.
208- عَبْد الحميد بْن مُحَمَّد بْن القاسم الشّاشي الخانكاهي المذكِّر.
سَمِعَ من الْأصمّ وطبقته فِي ذي القعدة.
209- عَبْد الرَّحْمَن بْن المُزَكِّي، أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى، أَبُو الْحَسَن النيسابوري3.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 211، 212".
2 تاريخ بغداد "10/ 171".
3 تاريخ بغداد "10/ 302".(27/255)
حدث بنيسابُور وبغداد، عَنْ: مُحَمَّد بْن حفص بْن عَمْرو بْن الشرفي وأَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وأَبِي بَكْر القطّان، وأَبِي حامد بْن بلال، وجماعة، وخرّجوا عَنْهُ الفوائد.
قَالَ الحاكم: تُوُفِّي فِي شعبان، وكان من عقلاء الرجال العُبَّاد.
وقَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، ثنا عَنْهُ مُحَمَّد بْن طلحة.
قلت: وروى عَنْهُ عُمَر بْن أحْمَد النيسابُوري الحوري، وَأَبُو أحْمَد بْن منصور المقرئ.
210- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن أحْمَد بْن حمة، أبو الحسن البغدادي الخلال1.
سَمِعَ: المَحَامِلي، وابْن عُقْدة، وعَبْد الغافر بْن سلامة، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَاني، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان المقرئ وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المعتدي باللَّه، وطائفة.
وثّقه الخطيب، وعنده جملة كثيرة من مُسْنَد يعقوب بْن شَيْبَة، سمعه من حفيده، وقد مرّ أَبُوهُ فِي سنة 36.
211- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، أَبُو القاسم بْن الحاكم أَبِي أحْمَد الْأنماطي المُزَكِّي. نيسابوري، ثقة جليل.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وأقرانه. تُوُفِّي يوم الشَّك.
212- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه، أَبُو المُطَرِّف الرُّعَيْنِي القُرْطُبي المعروف بابن المَشَّاط2.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي الْحَسَن الْأنطاكي، وسمع من: خَلَف بْن قاسم وغيره، وكان فاضلا رئيسًا عالمًا متصلا بالدولة، نفق عَلَى المنصور مُحَمَّد بْن أَبِي عامر، ووُلِّي قضاء بَلَنْسِية وغيرها.
تُوُفِّي فجأة فِي جمادي الآخرة، وصلّى عَلَيْهِ والده الثَّكْلان بِهِ، وعاش بعده عامين.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 301"، والمنتظم "7/ 234".
2 الصلة لابن بشكوال "307".(27/256)
213- عَبْد الصَّمد بْن عُمَر، أَبُو القاسم الدِّينَوَرِي، ثم البغدادي الواعظ1.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر النّجّاد.
قَالَ الخطيب: ثنا عَبْد العزيز الْأزْجِي، والقاضي أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ، قَالَ: وكان ثقة زاهدًا أمَّارًا بالمعروف، ناهيا عَنِ المنكر، صاحب مجاهدات وأوراد ومقامات، وإليه تُنْسَب الطّائفة المعروفة بأصحاب عَبْد الصّمد.
قلت: وكان ببغداد فِي زماننا الشَّيْخ عَبْد الصَّمد بْن أَبِي الجيش المقرئ الصّالح، لَهُ أصحاب منهم الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد الرّقّي الزّاهد، رحمة اللَّه عَلَيْهِ، والشيخ أَبُو بَكْر المقصاتي المقرئ، وجماعة يُنْسَبُون إِلَيْهِ أيضًا.
214- عَبْد الكريم بْن أحْمَد بْن أَبِي جدار، أَبُو الْحَسَن الْمَصْرِيّ، شيخ مسند.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن عَبْد الوارث العسّال، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِبْرَاهِيم أحْمَد بْن القاسم بْن ميمون الحسيني، وجماعة. تُوُفِّي فِي سلْخ رجب.
215- عَبْد الملك بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم بْن معقل بْن الحجّاج، أَبُو مروان النَّسفي.
شيخ ثقة، وُلِد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وسمع من الطّرخاني، ونصر بْن مكّي، وخلف بْن الفتح، والهَيْثَم بْن كُلَيْب. رَوَى عَنْهُ المُسْتَغْفِري فِي تاريخه.
216- عاصم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو نصر بْن أَبِي حاتم الهَرَوِي، وليس هُوَ بالمعصمي. تُوُفِّي فِي شَعْبان.
- عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عَلِيّ النيسابُوري الشّاهد الحذّاء.
سَمِعَ: الْأصمّ، وقتيبة، وطبقته، وحدّث.
217- عَلِيّ بْن أحْمَد بْن طَالِب المعدِّل2.
رَوَى عن: أبي سعيد العدوي.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 43"، والبداية والنهاية "11/ 337"، والمنتظم "7/ 235".
2 تاريخ بغداد "11/ 325".(27/257)
حدث عنه: القاضي، أبو عبد الله الصيمري، وكان معتزليا، صنف في الرد على الرافضة.
توفي في سنة سبع وسبعين ظنا في هذه السنة، أو في التي قبلها.
218- علي بن عمر الفقيه، أبو الحسن بن القصار البغدادي المالكي1.
روى عن: عَلِيّ بْن الفضل السّتُوري، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه وغيرهما. ووثقه الخطيب كَانَ من كبار المالكيّة ببغداد. تفقّه عَلَى القاضي أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الشيرازي2: لَهُ كتاب فِي مسائل الخلاف كبير، لا أعرف لهم كتابًا فِي الخلاف أحسن منه. وقَالَ القاضي عياض: كَانَ أُصُوليا نَظَّارًا، وُلِّي قضاءَ بغداد.
وقَالَ أَبُو ذَرّ: هُوَ أفقه من لقيت من المالكيين، وكان ثقةً، قليل الحديث. تُوُفِّي فِي سنة ثمانٍ وتسعين.
قلت: الصّحيح وفاته فِي هذه السنة، في ثامن من ذي القعدة. ضبطه ابن أَبِي الفوارس فِي الوَفَيَات لَهُ.
219- عَلِيّ بْن معاوية بْن مصلح، أَبُو الْحَسَن الْأندلسي3.
حجّ وسمع: أَبَا حفص عُمَر بْن أحْمَد الْجُمَحي، وإِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الدَّيْبُلي، والآجري، وحمزة بْن مُحَمَّد الكناني الحافظ، وأَبَا مُحَمَّد بْن الورد البغدادي، والْحَسَن بْن الخضر، وسمع بقُرْطُبَة من خَالِد بْن سعد، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وبمدينة الفرج من وهب بْن مَسَرَّة، ومُحَمَّد بْن القاسم بْن سعد.
قَالَ ابن بشكوال: كَانَ شيخًا فاضلا، ثقة فيما رَوَاهُ. سَمِعَ النّاس منه كثيرًا. حدّث عَنْهُ الصّاحبان، وتُوُفِّي فِي رجب، وكان مولده سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
220- عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أبو سعد الهروي، خال القراب.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 41"، والعبر "3/ 64"، والنجوم الزاهرة "4/ 217".
2 طبقات الفقهاء "168".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 411".(27/258)
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُرَيْش بْن سُلَيْمَان. رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاق القراب، وحمزة ابن فضالة. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة.
"حرف الميم":
221- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد، أَبُو عَبْد اللَّه الوشّاء الفقيه المالكي الزّاهد، كبير المالكية بمصر.
أخذ عَنْ أَبِي إِسْحَاق مُحَمَّد بْن القاسم بْن شعبان الْمَصْرِيّ وغيره، ورحل النّاس إِلَيْهِ، وكان قويّ النّفس، شديد المبايَنَة لبني عُبَيْد أصحاب مصر.
آخذ عَنْهُ أَبُو عمران الفاسي، وَأَبُو مُحَمَّد الشنتجاني، وَأَبُو مُحَمَّد بْن غالب السّبْتي.
قَالَ الحبّال: تُوُفِّي فِي تاسع جُمادى الآخرة.
222- مُحَمَّد بْن سَعِيد البُوسَنْجي، قاضي بوسَنْج وخطيبها، قُتِل غِيلةً فِي رمضان.
223- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان1 بْن جَعْفَر، أَبُو الْحَسَن العبدي البغدادي العطار.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن زياد النيسابُوري، والقاسم، والْحُسَيْن، ابنَيِ المَحَامِلي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأدمي. قَالَ العتيقي: هُوَ ثقة مأمون. مات فِي صفر. رَوَى عَنْهُ ابن المهتدي باللَّه.
224- مُوسَى بْن أحْمَد بْن سَعِيد، أَبُو مُحَمَّد اليَحْصُبِي القُرْطُبي، ويُعْرَف بالولد، الفقيه المالكي2.
سَمِعَ: قاسم بْن مُحَمَّد، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، ودرّس الفقه، وتقلد الشُورَى.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: نسب إليه تخليط كثير عرف به.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 230"، وفيه "سلمان".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 150".(27/259)
"حرف النون":
225- النُّعْمَان بْن مُحَمَّد بْن محمود بْن النُّعْمَان، أَبُو نصر الْجُرْجَاني التّاجر، نزيل نيسابُور1.
سَمِعَ: أَبَا طاهر مُحَمَّد بْن الْحَسَن المحمداباذي، والأصمّ، وأَبَا يعقوب إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم النَّحْوِيّ الْجُرْجَاني، وتفقه عَلَى أَبِي بَكْر الإسماعيلي، وسمع بآمل من أصحاب أَبِي حاتم الرّازي، وأكثر عَنِ ابن عَدِيّ.
رَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.
"الكنى":
226- أَبُو سهل بْن أَبِي بشْر، هُوَ مُحَمَّد بْن هارون النيسابُوري.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر القطّان والأصمّ.
تُوُفِّي فِي رجب.
227- أَبُو سهل مُحَمَّد بْن يحيى النيسابُوري الواعظ.
سَمِعَ من: الْأصمّ، وأَبِي سهل القطّان. مات فِي صفر.
228- أَبُو الْعَبَّاس بْن واصل2.
كَانَ يخدم فِي الكَرْخ، وكانوا يقولون: إنك تملك ويهزءون بِهِ، ويقول بعضهم: إنْ صرت، ملكًا فاستخدمني، ويقول الآخر: اخلع عليَّ، فآل أمره إلى أن ملك سِيراف، ثم البصْرة، ثم قصد الْأهواز، وحارب السلطان بهاء الدولة وهزمه، ثم تملك البطيحة، وأخرج عَنْهَا مهَّذب الدولة عَلِيّ بْن نصر إلى بغداد، فنزح مهذَّب الدولة بخزائن، فأخذت فِي الطّريق، واضطر إلى أن ركب بقرة، واستولى ابن واصل عَلَى داره وأمواله، ثم إنّ فخر المُلْك أَبَا غالب قصد ابن واصل، فعجز عَنْ حربه، واستجار بحسّان الخَفَاجي، ثم قصد بدر بْن حَسْنَوَيْه، فقتل بواسط في صفر، والله أعلم.
__________
1 تاريخ جرجان "480".
2 المنتظم "7/ 236"، والعبر "3/ 64"، والبداية والنهاية "11/ 338".(27/260)
وفيات سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
229- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد بْن سهل، أَبُو بَكْر بْن إِسْحَاق الهَرَوِي القرّاب الشهيد.
سَمِعَ: أَبَا عَلِيّ بْن درزين الباشاني، وغيره.
وعنه: شيخ الْإسلام إِسْمَاعِيل الصّابوني، وَأَبُو العلاء صاعد بْن منصور، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْأزْدِيّ، وَأَبُو عاصم مُحَمَّد بْن أحْمَد العبّادي الفقيه، وجماعة.
230- أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْعَبَّاس البُرُوجِرْدِي1، الوزير "لفخر"2 الدولة أَبِي الْحَسَن بْن بُوَيْه. كَانَ يلقّب بالأوحد الكافي، وكان أديبًا شاعرًا.
تُوُفِّي فِي صفر، وأُخرِج تابوته، وشيّعه الكبار والأشراف، وحُمِل إلى مشهد كَرْبَلاء، ودُفن بِهِ، وكان يتشيّع، وسافر مَعَ تابوته جماعة.
231- أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن يحيى بْن سَعِيد، أَبُو الفضل الهَمَذَاني الملقّب ببديع الزّمان3، صاحب الرّسائل الرائعة، وصاحب المقامات التي عَلَى منواليها صنّف الحريري، واعترف لَهُ بالفضل.
ومن كلامه: "الماء إذا طال مُكْثُه ظهر خُبْثُه، وإذا سكن مَتْنُهُ تحرّك نَتْنُه".
"الموت خطْب قد عُظم حتى هان، ومَسُّ قد خُشن حتّى لان".
"والدنيا قد تنكّرت حتى صار الموت أخفّ خُطُوبها، وخَبُثَتْ حتى صار أصغر ذنوبها، فانظر يَمْنَةً هَلْ ترى إلا محنة، ثم انظر يَسْرَةً، هَلْ ترى إلا حَسْرَةً".
ومن رسائله البديعة، وكان قد جرى ذِكْره فِي مجلس شيخه أَبِي الْحَسَن بْن فارس فَقَالَ ما معناه: إنّ بديع الزمان قد نسي حق تعليمنا إيّاه وعَقَّنَا، وطمح بأنفه عنّا، فالحمد لله عَلَى فساد الزّمان، وتَغَيُّر نَوْع الْأنْسَان. فبلغ ذَلِكَ بديعَ الزّمان، فكتب إِلَيْهِ: نعم، أطال اللَّه بقاء الشَّيْخ الإمام، إنّه الحمأ المسنون، وإن ظننت به الظنون،
__________
1 المنتظم "7/ 240"، والكامل "9/ 209".
2 في الأصل "فخر".
3 البداية والنهاية "11/ 340"، وسير أعلام النبلاء "7/ 67"، والعبر "3/ 67".(27/261)
والناس لادم، وإن كَانَ العهد قد تَقَادَم، وتركبت الأضداد، واختلاف البلاد، والشيخ يقول: فسد الزمان، وأفلا يَقُولُ: مَتَى كَانَ صالحًا فِي الدّولة العباسية، فقد رأينا آخرها، وسمعنا أوّلها أم المدّة المَرْوَانية، وفي أخبارها.
لا تكسع الشول بأغبارها ... أم السّنين الحربيّة
والسيف يُعقَد فِي الطّلى ... والرُّمْحُ يُركز فِي الكلَى
ومبيت حجر بالمَلا ... وحرتان وكربلا
أم البيعة الهاشميّة، والعشرة برأس من بني فِراس، أَم الْأيّام الْأمَوية، والنّفير إلى الحجاز، والعيون تنظر إلى الْأعجاز، أم الْأمارة العَدَوِيّة، وصاحبها يَقُولُ: هَلُمّ بعد البزول إلى النزول، أم الخلافة التَيْميّة، وهو يَقُولُ: طُوبى لمن مات فِي نأنأة الْإسلام، أَمْ عَلَى عهد الرسالة ويوم الفتح، قِيلَ: اسكُني يا فلانة، فقد ذهبت الْأمانة. أَمْ فِي الجاهلية، ولَبِيدُ فِي خَلْفٍ كجِلْد الْأجرب، أمْ قبل ذَلِكَ، وأخو عادٍ يَقُولُ:
إذ النّاس ناسٌ ... والبلاد بلاد
أمْ قبل ذَلِكَ، وآدم فيما يقول:
تغيرت البلاد ومَن عليها
أمْ قبل ذَلِكَ والملائكة تَقُولُ: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30] ما فسد النّاس، إنّما اطّرد القياس، لا أظلمت الأيام، إنما امتدّ الظلام، وهل يفسد الشيء إلا عَنْ صَلاح، ويُمسي المرء إلا عَنْ صباح؟ وإنّي عَلَى توبيخ شيخنا لي، لَفَقِيرٌ إلى لقائه، شفيق عَلَى بقائه، مُنْتَسِبٌ إلى ولائه، شاكر لآلائه، لا أجْلُ حريدًا عَنْ أمره، ولا أقْلُ بعيدًا عَنْ قلبه، وما أُنْسِيتُه ولا أنساه.
إن له علي كل نعمة خولنيها اللَّه ثارا ... وعَلَى كل كلمة علّمنيها اللَّه منارا
ولو عرفت لكتابي موقعًا من قلبه، لاغتنمت خدمته بِهِ، ولَرَدَدْتُ إِلَيْهِ سُؤْر كاسه وفضل أنفاسه، ولكني خشيت أن يَقُولُ: هذه بضاعتنا رُدَّت إلينا.
وله، أيّده اللَّه العُتْبَى والمَوَدَّة فِي القُرْبى، والمرباع، وما نالَه الباع، وما ضمّه الجلد، وضمّنه المشط. ليست رضًى، ولكنها جلّ ما أملك اثنتان، أيّد اللَّه الشَّيْخ الإمام، الخراسانية والإنسانية، وإن لم أكن خُرَاسانيّ الطّينة، فإنّي خراساني المدينة،(27/262)
والمؤمن حيث يوجد، لا من حيث يولد، فإذا أصاب إلى خُرَاسان، ولادة هَمَذَان، ارتفع القلم، وسقط التكليف، فالْجُرْح جَبار، والجاني حمار، ولا جنّة ولا نار، فليحملني عَلَى هِنَاتي، أَلَيْس صاحبنا يَقُولُ:
لا تلُمني عَلَى ركاكة عقلي ... إن تيقّنْت أنّني هَمَذَاني
والسلام.
وله فِي كتاب: والبحر وإن لم أره. فقد سَمِعْتُ خبره. واللَّيْث وإنْ لم ألقه. فقد بصرت خلقه.
والملك العادل وإن لم أكن لقيته. فقد بلغني صيتُه. ومن رَأَى من السيف أثره، فقد رَأَى أكثره.
والحضرة وإن أحتاج إليها المأمون، وقصدها. ولم يستغن عَنْهَا قارون، فإن الْأحبّ إليّ أنْ أقصدها، قصد موال. والرجوع عَنْهَا بجمال، أحبّ إليّ من الرّجوع عَنْهَا بمال، قدّمت التعريف، وأنا أنتظر الجواب الشريف. فإن نشط الْأمير، لضَيْفٍ ظلُّه خفيف، وضالّته رغيف، فعل، والسّلام.
وله:
إنّا لقُرْب دار مولانا ... كما طَرِب النَّشْوان مالت بِهِ الخمرُ
ومن الارتياح للقائه1 ... كما انتفض العصفور بلّله القَطْرُ
ومن الامتزاج بولائه ... كما التقت الصَّهْباء والبارد العذْبُ
ومن الابتهاج بمزاره ... كما اهتزّ تحت البارح الغُصْن الرَّطب
ومن شعره:
وكاد يحكيك صوبُ الغَيْثِ مُنْسَكبًا ... لو كَانَ طَلْقَ المُحَيَّا يمطر الذَّهَبَا
والدَّهرُ لو لم يخن والشمس لو نطقت ... والليث لو لم يُصَد والبحر لو عَذُبا
وأول هذه القصيدة:
عَلَى أنْ لا أُرِيح العِيس والقتبا ... وألبس البيد والظلماء واليلبا
__________
1 في الأصل "إلى لقائه".(27/263)
واترك الفؤاد معسولا مقبلها ... واهجر الكاس تغزو شربها طَرَبَا
وطفلة كقضيب البان منعطفًا ... إذا مشت وهلال العيد منتقبا
تظل تنثر من أجفانها حَبَبَا ... دوني وتنظم من أسنانها حَبَبَا
فأين الذين أعدُّوا المال من ملك ... ترى الذخيرة ما أعطى وما وهبا
ما اللَّيْث مختطمًا والسَّيُل مرتطمًا ... والبحر ملتطما والليل مقتربا
أمضى شبًا منك أَدْهَى منك صاعقة ... أجدى يمينًا وأدنى منك مُطَّلَبا
يا من تراه ملوك الْأرض فوقهم ... كما يرون عَلَى أبراجها الشُّهُبَا
لا تكذبنّ فخيرُ القولِ أصدقُه ... ولا تهابه فِي أمثالها العربا
فما السمؤل عهدًا والخليل قرى ... ولا ابن سُعدى أَمَة والشنفرى غلبا
من الْأمير بمعشار إذا اقتسموا ... مآثر المجد فيما أسلفوا نهبَا
ولا ابن حجر ولا ذبيان يعسرني ... والمازني ولا القَيْسي منتدبَا
هذا لرَكْبَته وذا لرهبته ... وذا لرغبةٍ أو ذا إذا طربا
وهي من غرر القصائد لولا ما شانها بإساءة أدبه عَلَى خليل اللَّه عَلَيْهِ السلام، وما ذاك ببعيد من الكُفْر.
تُوُفِّي البديع الهَمَذَاني بهَرَاة فِي حادي عشر جُمادى الآخرة مسمومًا.
وقيل: مات بالسَّكْتة، وعُجِّل دفْنُه، وأَنَّهُ أفاق فِي قبره، وسُمِع صوتُه بالليل، وأَنَّهُ نُبِش، فوُجِد وقد قبض عَلَى لحيته من هول القبر، وقد مات، رحمه اللَّه.
232- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفرج، أَبُو بَكْر الهَمَذَاني الشافعي الفقيه1، المعروف بابن لال.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، والقاسم بْن أَبِي صالح، وعَبْد الرَّحْمَن الخلال، وموسى الفرّاء، وعَبْد اللَّه بْن أحْمَد الزَّعْفَراني من أهل هَمَذَان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وعَبْد الرَّحْمَن الطيشي، وعَبْد الباقي بْن قانع، وعثمان بْن السّمّاك، وعَبْد اللَّه بْن شَوْذَب الواسطي، وعَلِيّ بْن الفضل الستوري، وجماعة بالعراق، وأبي سعيد أحمد بن محمد بن
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 318"، والعبر "3/ 67"، وسير أعلام النبلاء "17/ 75".(27/264)
الْأعْرابي بمكّة، وحفص بْن عُمَر الْأردبيلي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عامر النَّهَاوَنْدِي، وأَبِي نصر محمد بن حمدويه المروزي، وأَبِي بَكْر بْن مَحْمَوَيْه العسكري، وأَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْأبْهَرِي، ومُحَمَّد بْن عيسى بْن عبّاد الدِّينَوَرِي، وَأَبُو الفرج عَبْد الحميد بْن الْحَسَن القضاعي، وَأَبُو الفرج البَجَلي، وخلق كثير من أهل همذان، ومن الواردين عليها، وكان إمامًا ثقةً مُفْتِيا.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة، أوحد زمانه، مفتي البلد، يعني هَمَذَان، يُحْسِن هذا الشأن، لَهُ مصنّفات فِي علوم الحديث، غير أنّه كَانَ مشهورًا بالفقه، ورأيت لَهُ كتاب "السنن ومعجم الصحابة"، ما رَأَيْت شيئًا أحسن منه. وُلِد سنة ثمانٍ وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي سادس عشر ربيع الآخر، سنة ثمانٍ وتسعين، والدعاء عند قبره مُسْتَجَاب. وسمعت يوسف بْن الْحَسَن التفكري، سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن بندار الفَرَضِيّ بزنْجان يقول: ما رأيت قطّ، مثل أَبِي بَكْر بْن لال، وسمعت أَبَا طَالِب الزّاهد يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد الشكلي وأَبَا الْحَسَن بْن حُمَيْد يقولان: كثيرًا ما سمعنا أَبَا بَكْر بْن لال يَقُولُ في دعائه: لا تحييني في سنة أربعمائة. قالا: فمات سنة تسعٍ وتسعين.
233- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الحافظ، أَبُو نصر الكلاباذي1، وكلاباذ محلّة من بُخَارَى.
سَمِعَ: الهَيْثَم بْن الكليب الشاشي، وعَلِيّ بْن محتاج، وأَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد البغدادي، وعَبْد المؤمن بْن خلف النَّسَفي، ومُحَمَّد بْن محمود بْن عنبر، وجماعة.
قال جعفر المُسْتَغْفِري بعد أن رَوَى عَنْهُ: هُوَ أحفظ مَن بما وراء النّهر اليوم فيما أعلم، ومات فِي جُمادى الآخرة، عَنْ خمسٍ وسبعين سنة.
وقَالَ الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه: أَبُو نصر الكلاباذي الكاتب من الحُفّاظ، حَسَن الفَهْم والمعرفة، عارفٌ بصحيح الْبُخَارِيّ، وكتب ما وراء النّهر وبخُراسَان والعراق، وجدْت شيخنا أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ قد رضي فهْمَه ومعرفته، وهو متقِن ثَبْت. تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، ولم يخلف بما وراء النهر مثله.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 434"، والعبر "3/ 67"، وسير أعلام النبلاء "17/ 94".(27/265)
قلت: رَوَى عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ فِي كتاب "المُدَبّج"، والحاكم، وله مصنَّف مشهور فِي أسماء رجال صحيح الْبُخَارِيّ وتراجمهم، وحديثه عزيز الوقوع.
234- أحْمَد بْن هشام بْن أُمَيّة، أَبُو عُمَر الْأمويّ القرطبي1.
سمع: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مَسَرَّة، ورحل إلى المشرق، وصحب هناك أَبَا مُحَمَّد بْن أسد، وأَبَا جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأَبَا عبد اللَّه بْن مُفَرّج، وانصرف إلى الْأندلس، والتزم الْأمامة والتأديب، وانْتُدِب لأعمال البِرّ والطّاعة والجهاد.
رَوَى عَنْهُ: الخَوْلاني، وابْن الفَرَضِيّ، وجماعة، وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
235- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أيوب، أَبُو إِسْحَاق النيسابُوري الفقيه الواعظ.
أملى مدَّة عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الأصم. وأقرانه. وتوفي في شعبان.
"حرف الحاء":
236- الْحُسَيْن بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن حمدان العَنَزِي الْجُرْجَاني، أَبُو عَبْد اللَّه الوَرّاق الفقيه2.
طَوَّف البلادَ، وسمع أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وأَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ.
رَوَى عنه: حمزة السَّهْمي، وسليم الرّازي، وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي، وآخرون.
تُوُفِّي فِي رمضان.
237- الْحُسَيْن بْن هارون بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد اللَّه الضّبّي البغدادي3.
وُلِّي القضاء بربع الكَرْخ، ثم أضيف إلى قضاء مدينة المنصور، وقضاء الكوفة.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدَة، والمَحَامِلي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الْجَوْزَجَاني،
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 13".
2 تهذيب التهذيب "4/ 289"، والكامل "9/ 209"، وتاريخ جرجان "200".
3 تاريخ بغداد "8/ 146"، والمنتظم "7/ 240"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1028"، وسير أعلام النبلاء "17/ 96".(27/266)
وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأدمي المقرئ، ومُحَمَّد بْن صالح بْن زياد القُهُسْتاني، وغيرهم، وأملي عدّة مجالس.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن النّقّور وجماعة.
وكان ذهبت كتبه، إلا جزأين من سماعه من أحْمَد الْأدمي، وابْن عُقْدة. قال الخطيب. وقَالَ: أَنَا عَبْد الكريم المَحَامِلي، أَنَا الدَّارَقُطْنيّ، قَالَ القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الضَبّي، غاية الفضل والدين، عالم بالأقضية، ماهر بصناعة المحاضر والترسُّل، موفق فِي أحواله كلّها.
وقَالَ البَرْقَاني: حُجّة فِي الحديث، وأيّ شيء كَانَ عنده من السماع جزأين، والباقي إجازة1.
مات بالبصرة في شوال.
"حرف السين":
238- سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زهير، أَبُو عثمان الكلبي الْأندلسي2.
سكن إشبيلية، وحدّث عَنْ وَهْب بْن مَسَرَّة، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وغيرهما.
قَالَ ابن بشكوال: كَانَ صالحًا زاهدًا، مائلا إلى الآخرة، واسع البِرّ، وأَنَّهُ كثير العناية بالعِلْم، ومعاني الزُّهْد.
روى عنه الناس، وأجاز الخولاني في سنة ثمانٍ وتسعين، وذكر أن مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
239- سُلَيْمَان بْن الفتح المَوْصِلي.
يُكْتَب هنا، وتقدّم فِي سنة 393.
"حرف العين":
240- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو محمد البخاري الفقيه الشافعي، المعروف
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 147".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 214".(27/267)
بالبافي1، نزيل بغداد، تفقه عَلَى أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ المَرْوَزِي، وبرع فِي المذهب، وكان ماهرًا بالعربيّة، حاضر البديهة، حلو النَّظْم، وهو من أصحاب الوجوه، تفقّه بِهِ جماعة.
قَالَ الخطيب: أنشدنا أَبُو القاسم التنوخي، أنشدني أبو مُحَمَّد البافي لنفسه:
ثلاثة ما اجتمعن فِي رَجُل ... إلا وأسلمنه إلى الْأجلِ
ذلّ اغترابٍ وفاقةٍ وهَوَى ... وكلّ سائق عَلَى عَجَلِ
يا عاذل العاشقين إنّك لو ... أنصفت رفهتهم عَنِ العذْلِ
وقصد البافي صديقًا فلم يجده، فطلب دواةً، وكتب لَهُ:
قد حضرنا وليس يقضي التلاقي ... نسأل اللَّه خيرَ هذا الفراقِ
إن تغِبْ لم أغِبْ وإن لم تغب غبـ ... ـت وكان افتراقنا باتّفاقِ
أثنى عَلَيْهِ الخطيب وقَالَ: كان من أفقه أهل وقته فِي المذهب، بليغ العبارة مع عارضة وفصاحة، يعمل الخُطَب، ويكتب الكُتُب الطويلة، من غير روّية.
تُوُفِّي البافي، رحمه اللَّه، فِي المحرَّم.
241- عَبْد الواحد بْن نصر بْن مُحَمَّد، أَبُو الفرج المخزومي النَّصِيبي الشاعر2، المعروف بالبَبَّغَاء، خدم سيفَ الدولة بْن حمدان.
قَالَ الخطيب: كَانَ شاعرًا مجودًا، وكاتبًا مترسِّلا، جيّد المعاني، حَسَنَ القول فِي المديح والغزل، ومن شعره:
يا من تشابه من الخَلْق والخُلُق ... فما تسافِر إلا نحوَه الحَدَقُ
توريدُ دمعي من خدَّيك مختلس ... وسُقْمُ جسمي من جَفْنَيْك مُسْتَرَقُ
لم يبق لي رَمَقٌ أشكو إليك بِهِ ... وإنما يتشكّى من بِهِ رَمَقُ
وله:
استودعُ اللَّه قومًا ما ذكرتهم ... إلا وضعت يدي لَهْفًا عَلَى كبدي
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 139"، والمنتظم "7/ 240"، والعبر "3/ 68"، وسير أعلام النبلاء "17/ 68".
2 تاريخ بغداد "11/ 11"، والبداية والنهاية "11/ 340"، وسير أعلام النبلاء "17/ 91".(27/268)
تبدّلوا وتبدّلنا وأَخْسَرُنا ... من ابتغى خلفًا يسلى فلم يجد
طمعت ثم رأيت أجمل اليأس بي ... تنزُّهًا فخصمت الشوق بالْجَلَدِ
وقَالَ أَبُو مُحَمَّد الجوهري: أنشدني البَبَّغاء لنفسه، ومرة قَالَ: أنشدنا ابن الحَجَّاج:
كثير التلوّن فِي وعده ... قليل الحُنُوِّ عَلَى عَبْدِهِ
يموج الكثيب إلى رِدْفه ... وينمي القضيب إلى قدِّهِ
ولما بدا الروض في عارضيه ... واشتعل الوردُ فِي خدِّهِ
بعثت بقلبي مستعديا ... عَلَى وجنتيه فلم تُعدِهِ
وخلَّفته عنده موثقًا ... فما لي سبيل إلى ردّه
وله:
وكأنّما نقشَتْ حوافرُ خَيْلِه ... للناظرين أهِلَّةٌ فِي الْجَلْمَدِ
وكأن طَرْفَ الشمس مطروفٌ وقد ... جُعِل الغُبارُ لَهُ مكانَ الْأثْمِدِ
وله:
أَوَليس من إحدى العجائب أنَّني ... فارَقْتُه وحَنَّيْت بعد فراقه
يا من يحاكي البَدْرَ عند تمامه ... ارْحَمْ فتًى يحكيه عند مَحاقِه
تُوُفِّي فِي شعبان سنة ثمانٍ، ولقّبوه بالبَبَّغَاء لفصاحته، وقيل: للثْغَة فِي لسانه.
عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن عَلِيّ، أَبُو القاسم الصَّيْدلاني المقرئ البغدادي1.
سَمِعَ: من ابن صاعد مجلسين، وهو آخر من حدّث عَنْهُ من الثّقات، قاله الخطيب.
وسمع: أَبَا بَكْر بْن زياد النيسابُوري ومن بعده.
رَوَى عَنْهُ: هبة الله بن الحسن اللالكائي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وخلق كثير يطول ذكرهم.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 378"، والعبر "3/ 769"، والبداية والنهاية "11/ 340".(27/269)
وقَالَ العتيقي: كَانَ ثقة مأمونًا، تُوُفِّي فِي رجب، وقد جاوز التّسعين بقليل، رحمه اللَّه.
243- عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن عَلِيّ، أَبُو زُرْعَة الصّيْدَلانِي البنّاء1.
سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ويوسف بْن البهلول.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، وابْن المهتدي، وجماعة. ووثّقه عُبَيْد اللَّه الْأزهري.
تُوُفِّي فِي عشر التسعين.
244- عَلِيّ بْن أحْمَد، أَبُو الْحَسَن الهَمَذَاني البيّع، المعروف بأقلب خفّ.
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بن حمدان، وأبي جعفر بن عُبَيْد الله، والفضل الكندي.
روى عنه: أبو الفرج البجلي، وأحمد بن عيسى، وجبريل بن علي البزار.
قال شيرويه: صدوق.
245- علي بن عبد الملك بن عباس، أبو طالب القزويني النحوي2.
أخذ الناس عنه العربية، وأبو يعلى الخليل بن عبد الله، وغيره، وقد حدّث عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن سَلَمة القطّان.
246- عَلِيّ بْن عَبَادِل، أَبُو حفص الرُّعَيْني الْأندلسي، من كورية. أحد الزُّهّاد المتبتّلين، والعلماء الرّاسخين.
كَانَ بصيرًا بمذهب مالك، إمامًا متواضعًا، يحرث أرضه، ويحتطب، ويمتهن نفسه. محِب الفقيه مُعَوَّذ الزّاهد.
247- عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن النيسابُوري المقرئ المعروف بالخُبَاري صاحب التصنيف.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 379"، والمنتظم "7/ 241".
2 بغية النحاة "2/ 78".(27/270)
"حرف الميم":
248- محمد بْن أحمد بْن حاتم الفقيه، أَبُو حاتم الطُّوسي.
رحل وسمع من: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وأَبِي بَكْر بْن راشد. وتُوُفِّي بالطّالقان فِي ذي الحِجَّة.
249- مُحَمَّد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو عَبْد اللَّه الْأملي1.
حدّث فِي هذه السنة بجُرْجَان عَنْ: أحْمَد بْن الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن عتبة الرّازي، نزيل مصر.
250- مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن مَرْدَوَيْه، أَبُو عَبْد اللَّه الْإصبهاني2، أخو الحافظ أَبِي بَكْر.
كَانَ إمامًا فِي الفقه والأصول، وتخرّج عَلَيْهِ جماعة، ومضى حميدًا سديدًا.
وروى عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن حكيم، وأبي الحسن أحمد بن محمد الكناني.
251- محمد بن يحيى، أبو عبد الله الجرجاني الفقيه الحنفي3، فلج في آخر أيامه، ودفن إلى جانب قبر أبي حنيفة، رحمه الله.
وقد روى الحديث عَنْ: أَبِي أحْمَد الغطريفي، وعَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق البصْري.
روى عنه: أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي، وأبو سعد السمان الرازي.
وتفقه على أبي الحسين القدوري. توفي في العشرين من رجب، واسم جده مهدي.
252- مفلح، أبو صالح الخادم4.
ولي أمر دمشق للحاكم، مدة خمس سنين، وصرف في هذه السنة، بعلي بن فلاح.
__________
1 تاريخ جرجان "433".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 307".
3 تاريخ بغداد "3/ 33"، والبداية والنهاية "11/ 340".
4 ذيل تاريخ دمشق "58"، واتعاظ الحنفا "2/ 46".(27/271)
253- مظفر بن نظيف1. روى عَنِ المَحَامِلي، وابْن مخلد، وكان كذابًا.
"الكنى":
254- أبو سهل النيسابوري الزاهد، المعروف بالبقال.
روى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وأَبِي بَكْر النّجّاد، وجماعة. ووعظ وحدّث سنين. تُوُفِّي فِي صفر.
وفيات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
255- أحْمَد بْن أَبِي أحْمَد2، أَبُو عَمْرو الفراتي الْأسْتَوائي الزّاهد الواعظ.
حدّث عَنْ: أَبِي الهَيْثَم بْن كُلَيْب الشّاشي، ومُحَمَّد بْن يعقوب الْأصمّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: حفيده رئيس نيسابُور أَبُو الفضل أحْمَد بْن مُحَمَّد الفراتي وغيره. وتُوُفِّي فِي المحرَّم.
256- أحْمَد بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم الهمذاني الأندلسي المعروف بابن الهندي3. كان أوحد عصره فِي علم الشروط، وله فيها مصنّف.
قَالَ القاضي عياض: لم يكن بالمقبول القول، ولا بالمَرْضِيّ فِي دينه، وهو آخر من لاعَنَ زَوْجَة بالأندلس. كنيته أَبُو عُمَر.
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ، وابْن مَسَرَّة.
لاعن زوجته في ثمان وثمانين وثلاثمائة، فقيل لَهُ: مثلك يفعل هذا؟ قَالَ: أردت إحياء سُنَّةٍ.
تُوُفِّي فِي رمضان، وله تسعٌ وسبعون سنة.
257- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن لال، أَبُو بَكْر الهَمَذَاني، مُخْتَلَفٌ فِيهِ.
مرّ فِي السنة الماضية.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 129".
2 في الأصل "أحمد بن أبي بن أحمد".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 14".(27/272)
258- أحْمَد بْن عَبْد القويّ بْن جبريل، أَبُو نزال.
تُوُفِّي بمصر فِي ربيع الآخر.
259- أحْمَد بْن عُمَر، أَبُو بَكْر بْن البقّال1، بغداديّ ثقة صالح.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصّوّاف. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البَرْقَاني.
260- أحْمَد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن محفوظ القاضي، أَبُو عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ الجيزي.
قرأ عَلَى: أَبِي الفتح أحْمَد بْن مدهن.
وسمع الحروف من: أحمد بْن بَهْزَاد، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن منير، وأَبِي جَعْفَر بْن النّحّاس، وأَحْمَد بْن مَسْعُود الزُّبَيْرِي.
رَوَى عَنْهُ: فارس بْن أحْمَد، وَأَبُو عُمَرو الدّاني، وجماعة.
قَالَ أَبُو عَمْرو: كتبنا عَنْهُ شيئًا كثيرًا من القراءات والحديث. توفي سنة تسع وتسعين.
261- أحْمَد بْن أَبِي عمران الهروي، أبو الفضل الصرام الصوفي المجاور بمكّة2، حمل عَنْهُ المغاربة كثيرًا، وكان زاهدًا عارفًا.
روى عن: محمد بن أحمد بْن محبوب المَرْوَزِي، ودَعْلَج بْن السّجزِي، وأَحْمَد "بْن بُنْدار"3، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، والطَّبَرَانِي، وخلق كثير.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب، القرّاب وَأَبُو نُعَيْم، وعَلِيّ الحنَّائيّ، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو الفضل عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن الْحَسَن الرّازي، وآخرون من الحجاج والأندلسيون.
وأخذ عن محمد بن داود الرقي، ووصفه الأهوازي بالحفظ.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 293".
2 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 414"، والعبر "3/ 69"، وشذرات الذهب "3/ 153".
3 في الأصل "بندار السعار".(27/273)
262- أحمد بن محمد بن إبراهيم بن بندار الإصبهاني1، وهو في عَشْر التّسعين.
263- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن جعفر، أبو بكر الأصبهاني القصار، الفقيه الشافعي2.
روى عَنْ: أَبِي عَلِيّ بْن عاصم، وعَبْد اللَّه بْن خَالِد الرداني، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن عَبَّاد البصْري، وأَبِي أحْمَد العسّال. وكان ثَبْتًا صالحًا، كبير القدْر.
حدّث عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه، وأخوه عَبْد الوهاب، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ السّمْسار.
ومُحَمَّد بْن يحيى الصّفّار، وجماعة.
264- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الرّازي الضّرير3، ويقال لَهُ: البصير، أَبُو الْعَبَّاس، وكان قد وُلِد4 أعمى، وكان ذكيا حافظًا.
استملى عَلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ورحل إلى خُرَاسان وبُخَارَى، فسمع من أَبِي حامد بْن بلال، وأَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وجماعة، وحدّث ببغداد، وانتخب عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ، ووثّقه الخطيب.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه الْأزهري، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن بِشْران، وحمد الزَّجّاج، وحميد بْن المأمون الهمذانيان، وسُلَيْم بْن أيّوب الفقيه، وجماعة من أهل الرّيّ وهَمَذَان.
وكان عارفًا بهذا الشّأن، وحجّ فِي هذا العام، وإن لم يكن توفي فيه، فتوفي بعده بيسير، ثم وجدتُ وفاته فِي رمضان سنة تسعٍ.
قَالَ أبو يعلى الخليلي: "سَمِعْتُهُ"5 يَقُولُ: كنت أستملي لابن أَبِي حاتم.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 161".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 169".
3 تاريخ بغداد "4/ 435"، والعبر "3/ 69"، وشذرات الذهب "3/ 153".
4 في الأصل "ولي".
5 في الأصل "سمعه".(27/274)
قَالَ: وسمع من أَبِي معاوية بْن لال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وشيوخ مَرْو، وبِبَلْخ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن طَرْخان البلْخي الحافظ، وبُخَارَى محمود بْن إِسْحَاق القوّاس صاحب الْبُخَارِيّ، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب.
وكان عارفًا بأحاديثه، حافظًا، وهو آخر من مات بالرّيّ من أصحاب ابن أَبِي حاتم.
قلت: ابن معاوية هُو:
265- أحْمَد بْن الحسين بْن معاوية "اسم"1 أَبِي جدّه كاسم البصير.
روى عَنْ: أَبِي زُرْعَة الرّازي، وابْن سُلَيْمَان القزاز، وجماعة.
266- أحمد بن محمد بن ربيع بن سليمان، أبو سعيد الأصبحي الأندلسي المعروف بابن مسلمة2، وهو جده لامه.
روى عَنْ: أَبِي عَلِيّ القالي، وكان لُغَوّيا إخباريا. حدّث عَنْهُ الصاحبان، ومُحَمَّد بْن أبيض، وهو من أهل قَبْرَه.
267- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي حامد الْأنطاكي، الشاعر الملقّب بابن الرَّقَعْمَق3، من أعيان شعراء زمانه، ظريف الشعر، كثير المُجُون والهَجْو، مدح ملوك مصر ورؤساءها فمدح المُعِزّ، والعزيز، والحاكم، والوزير ابن كلّس.
وله فِي هذا الوزير:
قد سمعنا مقاله واعتذاره ... وأقلناه ذَنْبه وعثارَهْ
والمعاني لمن عَنَيْتُ ولكنْ ... بك عَرَّضْتُ فاسمعي يا جارَهْ
من مراد بِهِ أنه أبد الدهـ ... ـر تراه محللا أزراره
عالم أنه عذاب من اللـ ... ـه مُبَاحٌ لاعين النَّظَارَهْ
هتك اللَّه ستْرَه فَلَكَمْ هتـ ... ـك من ذي تستُّر أستارَهْ
سَحَرَتْني ألحاظه وكذا كـ ... ـل مليح لحاظه سحاره
__________
1 في الأصل "اسم".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 15".
3 العبر "3/ 70"، وشذرات الذهب "3/ 155".(27/275)
لم أزل لا عدمته من حبيبٍ ... أشتهي قُرْبَهُ وآبَى نَفَارَهْ
وخرج إلى المديح.
وله:
كَتَبَ الحَصِيرُ إلى السّرير ... أن الفَصِيلَ ابن البعيرْ
فلامنعنّ حمارتي ... سَنَتَيْن من عَلْفِ الشّعيرْ
لا هم إلا أن تطيـ ... ـر من الهزال مَعَ الطُّيورْ
إنّ الذين تَصَافَعُوا ... بالقَرْع فِي زمن القُشُورْ
أَسِفُوا عليّ لأنّهم ... حضروا ولم أَكُ فِي الحضُورْ
يا للرّجال تصافعوا ... فالصفعُ مفتاح السُّرورْ
هُوَ فِي المجالس كالبخو ... ر فلا تملوا من بخورْ
تُوُفِّي سنة تسع وتسعين.
268- أحْمَد بْن وليد بْن هشام بْن أبي "المفوز"1، أبو عمر القرطبي2.
عوض حرفَ نافع عَلَى أَبِي الْحَسَن الْأنطاكيّ، وأَقْرَأَ زمانًا بمسجده.
269- إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر، أَبُو جَعْفَر العلوي الموسَوِي المكّي القاضي3.
حدّث بدمشق عَنْ: أَبِي سَعِيد ابن الْأعْرابي، وابْن الْأجُرِّي.
وعنه: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، ورشأ بْن نظيف، وعَلِيّ الحنّائي، وأخوه أَبُو القاسم إِبْرَاهِيم، وآخرون، وكان قاضي الحَرَميْن، تُوُفِّي فِي رمضان.
"حرف الجيم":
270- جُنَادَة بْن مُحَمَّد، أَبُو أسامة الْأزدي الهَرَوِي اللغوي4.
__________
1 في الأصل "الفوز".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 15".
3 تهذيب ابن عساكر "2/ 200".
4 وفيات الأعيان "1/ 372"، وإنباه الرواة "3/ 112".(27/276)
كَانَ علامة لْغَوِيًّا أديبًا، وكان بينه وبين الحافظ عبد الغني الأزدي المصري، وأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن سُلَيْمَان الْأنطاكي المقرئ النّحوي اتحاد ومذاكرة وصحبة بمصر، فقتله الحاكم صبرًا، وقتل الْأنطاكي، واختفى عَبْد الغني قبلهما فِي ذي القعدة، قاله المسبِّحي.
وقَالَ ابن خلّكان: كَانَ جُنَادة مُكْثِرًا من حفظ اللُّغة ونقلها، عارفًا بوحشيّها ومستعملها، لم يكن فِي زمان مثله فِيهِ. رحمه اللَّه.
"حرف الحاء":
271- الْحَسَن بْن سُلَيْمَان بْن الخير، أَبُو عَلِيّ "اليافعي"1 الْأنطاكي المقرئ، نزيل مصر2.
قرأ القراءات عَلَى: أَبِي الفتح بْن بدهن، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْأدفوي، وعَلِيّ بْن الفرج الشنبوذي، وجماعة.
قال أبو عمر الدّاني: كَانَ من أحفظ أهل عصره للقراءات والشَّواذ، ومع ذَلِكَ يحفظ تفسيرًا كثيرًا، ومعانيَ جمة، وإعرابًا، وعلالا، يسرد ذَلِكَ سَرْدًا، ولا يَتتعْتَع. جلست إِلَيْهِ، وسمعت منه، وكان يُظْهِر مذهب الرّافضة، بسبب الدولة، شاهدت ذَلِكَ منه، وذاكرت بِهِ فارس بْن أحْمَد، وكان لا يرضاه فِي دينه. وقيل: كَانَ يُؤدِّب أولاد الوزير ابن حَنْزَابَة.
قلت: كَانَ مُداخِلا للدولة العُبَيْديّة، فسلّط عَلَيْهِ الحاكم قتله فِي آخر السنة3.
272- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عَلِيّ البغدادي التّاجر الشطرنجي، نزيل إصبهان4.
كَانَ جدّه سُلَيْمَان بْن عَلِيّ يَرْوِي عَنْ هشام بْن عُبَيْد اللَّه الرّازي.
رَوَى أَبُو عَلِيّ عَنْ: أَبِيهِ، وعن أَبِي القاسم هبة اللَّه بْن محمد ابن أخي أبي
__________
1 في الأصل "النافع".
2 تهذيب ابن عساكر "4/ 185".
3 اتعاظ الحنفا "2/ 80".
4 ذكر أخبار أصبهان "1/ 274".(27/277)
زُرْعَة، وأَحْمَد بْن مُوسَى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، والحسن بن علي الهمذاني، والفضل بن الخصيب الْإصبهاني.
رَوَى عَنْهُ جماعة، منهم: محمود بْن جَعْفَر الكَوْسَج، وطلحة بْن أحْمَد القصّار، وعَبْد الرحمن ابن مَنْدَه، وابْن شُكْرَوَيْه.
تُوُفِّي فِي رجب، وله أربعٌ وتسعون سنة، وكان أسند من بقي بإصبهان، رحمه اللَّه. وهم بيت حديث بإصبهان. انتقى لَهُ الحافظ ابن مَرْدَوَيْه عشرة أجزاء.
ومن شيوخه: أَبُو أُسَيْد أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أُسَيْد، والْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحناء الهمذاني الكسائي، وأحمد بن محمد اللبناني.
273- الحسن بْن مُحَمَّد الغِنْجَرْدي الْأديب الهَرَوِي، يَرْوِي عَنْ أَبِي عَلِيّ الرّفّاء وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن الداودي.
274- الْحُسَيْن بْن حيدرة، أَبُو الخطاب الداوودي الطّاهري الشّاهد1.
تُوُفِّي ببغداد، وكان ثقة. رَوَى عَنْ: المَحَامِلي، ويوسف الْأزرق. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال.
275- حَكَمُ بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو العاصي السالمي السِّرَقُسْطي2.
رَوَى عَنْ: الْحَسَن بن رشيق المصري، وكان صالحًا زاهدًا يوم جامع سَرَقُسْطَة.
رَوَى عَنْهُ: وضّاح بْن مُحَمَّد السِّرَقُسْطي.
276- حَمْد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ الرّازي الْإصبهاني.
سَمِعَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي مُحَمَّد، وغيره، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن معاوية الرّازي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يَعْلَى الخليلي، وسُلَيْم الرّازي وآخرون. تُوُفِّي في هذا العام، أو في حدوده.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 40"، والمنتظم "7/ 244".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 148".(27/278)
قَالَ سُلَيْم: تُوُفِّي فيها، أو فِي سنة أربعمائة، وكتب عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ، وقَالَ: من شيوخ الرّيّ وعدوله.
"حرف الخاء":
277- خلف بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن اللَّيْث، أمير سجِسْتان، وابْن أميرها1.
كَانَ أوْحَد الملوك فِي إجلال العِلْم، والإفضال عَلَى العلماء.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن بُنْدَار الصُّوفِي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الماليني، صاحب عثمان الدّارمي، وبالحجاز عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الفاكهي، وببغداد أَبَا عَلِيّ بْن الصواف. وكان مولده سنة ست وعشرين وثلاثمائة. رَوَى عَنْهُ: الحاكم مَعَ جلالته، وَأَبُو يَعْلَى الصّابوني، وانتخب لَهُ الدَّارَقُطْنيّ.
وتُوُفِّي شهيدًا فِي الحبْس ببلاد الهند، رحمه اللَّه، في قبضة ابن سُبُكْتِكين، وكان محمود فِي سنة ثلاثٍ وتسعين قد نازله وحاصره، واستنزله بالأمان من قلعته، ووجَّهه إلى بلاد الْجَوْزَجَان فِي هيئة ووُفُور رَهْبة.
ثم بلغ السلطان عَنْهُ بعد أربع سنين من ذَلِكَ، أَنَّهُ يكاتب ايلك خان الَّذِي استولى عَلَى بُخَارَى، فضيّق عَلَيْهِ السلكان بعض الشيء، إلى أن مات فِي رجب، وورِثَه ولده أَبُو حفص2.
وكان خَلَف مَغْشِيَّ الجناب من النّواحي، لسماحته وأفضاله، ومدحته الشُّعراء. وكان قد جمع العلماء عَلَى تأليف تفسير كبير، لم يغادر فِيهِ "شيئًا"3 من أقاويل القرّاء والمفسّرين والنُّحاة، ووشَّحه بما رَوَاهُ من الثقات.
قال أبو النصر فِي كتاب اليميني: بلغني أَنَّهُ أنفق عليهم فِي جُمعة عشرين ألف دينار، والنسخة بِهِ بنيسابُور، وهي تستغرق عُمْر الكاتب.
أخبرني أَبُو الفتح البُسْتي، قَالَ: عملت فِيهِ أبياتًا، لم أبلغها إياه، ولكنها سارت
__________
1 العبر "3/ 770"، وسير أعلام النبلاء "17/ 116"، والكامل "8/ 563".
2 الكامل "9/ 172".
3 في الأصل "شيء".(27/279)
واشتهرت، فلم أشعر إلا بصُرّةٍ منه، فيها ثلاثمائة دينار، بعثها.
والأبيات، هِيَ هذه الثلاثة.
خَلَفُ بْن أحْمَد الْأخلافِ ... "أَرْبى"1 بسؤدَده عَلَى الْأسْلافِ
خَلَفُ بْن أحْمَد فِي الحقيقة واحدٌ ... لكنّه مُرْبٍ عَلَى الْألافِ
أضْحى لآل اللَّيْث أعلام الوَرَى ... مثل النَّبِيّ لآل عَبْدِ مَنَافِ
وقد مدحه البديع الهَمَذَاني وغيره، وقد حكم عَلَى مملكة سِجِسْتان دهرًا، وعاش خمسًا وثمانين، رحمه اللَّه.
وفيه يَقُولُ الثَّعَالِبي:
من ذا الَّذِي لا يذلّ الدّهْر صَعْبَتَهُ ... ولا تُلِينُ يد الْأيّام صَعْدَتَهُ
أما ترى خَلَفًا شيخَ الملوك غَدَا ... مملوك من فتح العذراء بكرته
"حرف الطاء":
278- طاهر بْن عَبْد المنعم بْن عُبَيْد اللَّه بْن غَلْبُون، أَبُو الْحَسَن الحلبي، ثم الْمَصْرِيّ المقرئ، مصنّف التذكرة فِي القراءات، وغير ذَلِكَ2.
كَانَ من كبار المقرئين هُوَ وأبوه أَبُو الطيب.
قرأ على والده، وعلى أبي عدي عَبْد العزيز بْن علي الْمَصْرِيّ بمصر، وعلى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن صالح الهاشمي بالبصرة، وهو من أصحاب الْعَبَّاس الْأشناني، وقرأ بالبصرة أيضًا عَلَى أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بن يوسف بن نهار الحرتكي صاحب ابن "ثَوْبان"3، وتصدّر للإقراء.
عَرَض عَلَيْهِ: أَبُو عَمْرو الدّاني، وإِبْرَاهِيم بْن ثابت الإقليسي، وروى عَنْهُ كتاب التذكرة. أَبُو الفتح بْن بابشاذ، ومُحَمَّد بن أحمد بن علي القزويني، وغيرهما.
__________
1 في الأصل "أذري".
2 العبر "3/ 70"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1029".
3 في الأصل "بويان".(27/280)
"حرف العين":
279- عَبْد اللَّه بْن بَكْر بْن مُحَمَّد، أَبُو أحْمَد الطَّبَرَانِي الزّاهد، نزيل أكواخ بانياس1.
حدّث عَنْ: خَيْثَمة، وابْن الْأعْرابي، وأَحْمَد بْن زكريّا المقدسي، وعثمان بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد السَّمَرْقَنْدِيّ، وجُمح بْن القاسم الدمشقي، وخلق كثير.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرّازي، ووثّقه، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الربعي، وأحمد بن رواد العكّاوي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري الحافظ، وقَالَ: كَانَ ثقةً، ثبْتًا، مُكْثِرًا. حكى عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ. وقَالَ عَبْد العزيز الكتّاني: كَانَ ثقة يتشيع. قلت: رحل إلى العراق سنة تسعٍ وأربعين.
280- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن أبيض الْأمويّ، أَبُو الْحَسَن الطُّليْطِلي النَّحْوِيّ الحافظ2، نزيل قُرْطُبَة.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وعبّاس بْن أَصْبَغ، وعَلِيّ بْن مصلح، وأجاز لَهُ تميم بْن مُحَمَّد القيرواني، ومُحَمَّد بْن القاسم بْن مَسْعَدَة.
وعُنِيَ بالحديث وجمعه، جمع كتابًا فِي الرّدّ عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مَسَرَّة، وهو كتاب كبير حفيل.
رَوَى عَنْهُ: القاضي أَبُو عُمَر بْن سميق، وحكم بْن مُحَمَّد، وَأَبُو إِسْحَاق، وَأَبُو جَعْفَر الصّاحبان.
وكان مولده سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. توفي سنة تسع أو سنة أربعمائة.
281- عَبْد الرَّحْمَن بْن الحاجب المنصور أَبِي عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر القحطاني3 الْأندلسي، المعروف بشنشول، والملقَّب بالنَّاصر.
لمّا تُوُفِّي المُظَفَّر عَبْد الملك بْن أَبِي عامر، وُلِّي بعده أخوه هذا، وافتتح أموره باللَّهو والخلاعة واللّعب، وكان يخرج إلى النُّزَه ويتهتّك، وهشام المؤيد بالله على
__________
1 البداية والنهاية "11/ 341".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 247".
3 نفح الطيب "1/ 277"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 148".(27/281)
عادته التي قرّرها المنصور، من الاحتجاب غالبًا، فدسّ هذا عَلَى المؤَيَّد قومًا خوّفوه منه، وأعلموه أَنَّهُ عازم عَلَى قتله إنْ لم يُوَلِّه عهدَه، ويجعله الخليفة من بعده، ثم أمر شنشول القاضي والفقهاء والكبار المثول إلى القصر الَّذِي بالزَّهراء، وهو قصر يُقَصِّر الوصف عنه، فأحضر المؤيد، وأخرج كتابًا قرأ بحضرته، كتبه عَمْرو بْن موبذ، بأنّ المؤَيَّد قد خلع نفسه، واستخلف عَلَى الْأمَّة النّاصر عَبْد الرَّحْمَن، لِعِلْمه بأهليّته فِي كلام طويل، فشهد من حضر بذلك عَلَى المؤَيَّد فِي ربيع الأول، سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
ثم أخذ شنشول فِي التَّهَتُّك والفِسْق، وكان زيُّه زيّ أصحاب الشُّعُور المكشوفة، فأمر أصحابه بحلْق الشعر، وشدّ العمائم، تشبُّهًا ببني زِيرِي، فبقوا أَوْحَشَ ما يكون وأسمجه، لأنّهم لَفُّوا العمائم بلا صنعة، فبقوا ضحكةً.
ثم سار غازيا نحو طُلَيْطِلة، فاتّصل بِهِ أنّ مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبْد الجبّار قام بقُرْطُبَة، وهدم الزَّهْراء، وقام معه ابن ذكوان القاضي، لأنّ النّاصر فوّض الْأمور إلى عيسى بْن سَعيد الوزير، فعظم ذَلِكَ عَلَى ابن ذكوان، ودب إِلى إفساد رجال عيسى، وذكر فساد رأي المؤَيَّد هشام، وخلعه نفسه، وتوليته شنشول، وتصديقه بما لا يجوز، من جمْع البقر البلق، وإعطائه الْأموال والجوائز، لمن أتاه بحافر حمار، يدّعي أَنَّهُ حافر العزيز، ومن يأتيه بحجر، يَقُولُ: هذا من الصَّخْرة، وناس يأتونه بشَعْر، يقولون: هذا مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الَّذِي أوجب طمع شنشول.
وقيل: لهذا السّبب كَانَ المنصور أَبُو عامر يُخْفيه عَنِ النّاس.
ثم أنفق ابن عَبْد الجبّار الذَّهَبَ فِي جماعة من الشُّطَّار، فاجتمع له أربعمائة رَجُل، وأخذ يرتّب أُموره فِي السّر. فلما كانت ليلة الْأحد ثاني عشر جُمادى الآخرة، من سنة تسعٍ، جمع والي المدينة العَسَسَ، وطاف بهم. وهجم الدُّور، فلم يقع لَهُ على أثر، ثم ركب ابن عَبْد الجبّار بعد أيام بغلته، وقت الزَّوال وصرخ أصحابه، وقصد دار الوالي، فقطع رأسه، وتملّك الزَّهْراء، فخرج إلى جَوْذَر الكبير، فَقَالَ لَهُ أَيْنَ المؤَيَّد أَخْرِجْه، فقد أذلّ نفسه، وأذلَّنا بضعفه عَنِ الخلافة، قَالَ: فخرج إِلَيْهِ يَقُولُ: يؤمّنني وأخرج إِلَيْهِ، قَالَ: إنّي إنّما قمت لأزيل الذُّلَّ عَنْهُ، فإنْ خلع نفسه طائعًا، فليس لَهُ عندي إلا ما يحبّ، قَالَ لَهُ جوذر: قد أجابك إلى ذَلِكَ، فأرسلوا إلى ابن الكوهي الفقيه، وابْن ذكوان القاضي، والوزراء، وأهل الشُّورَى، فدخلوا عَلَى هشام،(27/282)
فكتب كتاب الخَلعْ، وعقد الْأمر لمحمد المذكور، ثم ضَعُفَ أمرُ شنشول، فظفر بِهِ ابن عَبْد الجبّار، فذبحه فِي أثناء هذه السنة، وطيف برأسه.
ومن تاريخ ابن أَبِي الفيّاض قَالَ: خُتِن شنشول فِي سنة "ثمانين"1 فانتهت النفقة في ختانته إلى خمسمائة ألف دينار، وهو ابن ثماني سنين، وخُتِن معه خمسمائة وسبعون صبيًّا.
282- عَبْد الملك بْن الحاجب المنصور محمد بن عبد الله بن أبي عامر المَعَافِرِي الْأندلسي، أَبُو مروان الملقّب بالمظفّر2.
قام بعد أَبِيهِ بإمرة الْأندلس بين يدي خليفة الْأندلس، المؤَيَّد باللَّه هشام بْن المستنصر الْأمويّ، وجرى فِي الْأمور مجرَى والده، فكان هُوَ الكلّ، والمؤَيَّد معه صورة بلا حلّ ولا ربط.
ومات المُظَفَّر فِي هذه السنة، وقيل: سنة ثمانٍ وتسعين، والصّحيح فِي سابع عشر صفر، سنة تسعٍ هذه.
وقَالَ عَبْد الواحد بْن عَلِيّ المراكشي: دامت أيَّامه فِي الْأمن والخصْب سبْع سنين.
قَالَ ابن أَبِي الفيّاض: كَانَ المُظَفَّر بْن المنصور ذا سَعْدٍ عظيم وكان من فرْط الحياء فِي غايةٍ، ما سُمِع بمثلها، ومن الشجاعة فِي منزلةٍ لم يُسْبَق إليها.
وكان بَرًّا تقيًّا، طاهر الْجَيْب، حتى أَنَّهُ لم يحلف باللَّه، وكان يرى أَنَّهُ من حلف باللَّه وحَنَثَ أَنَّهُ لا كَفَّارة لَهُ، ويراه من العظائم.
وقَالَ غيره: إنّ المُظَفَّر "غزا"3 ثمان غزوات، وعاش ستًا وثلاثين سنة. وثارت الفتن بعد موته، وقام بالأمر بعده أخوه عَبْد الرَّحْمَن المذكور فِي هذه السنة، ويلقَّب بالنّاصر، ويسمّى وليّ العهد، فاضطَّربت أحواله، وقام عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبْد الجبّار بْن النّاصر لدين اللَّه الْأمويّ، فخذلت الجيوش عَبْد الرَّحْمَن، فقُتِل وصُلِب فِي جُمادى الآخرة سنة تسعٍ وتسعين، وخلعوا المؤَيَّد باللَّه من الخلافة، وبويع مُحَمَّد بْن هشام، ويلقب المهتدي، ثم قتل سنة أربعمائة، في أواخرها، ورد المؤيد.
__________
1 في الأصل "سنة ثمانين 3".
2 نفح الطيب "1/ 276"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 148".
3 في الأصل "غزى".(27/283)
283- عَبْد الواحد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن عَوْف، أَبُو القاسم المُزَني الدمشقي الشّاهد.
حدّث عَنْ: خَيْثَمة، ومُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن حَيْدَرة، وأبي المعمر حسين بن مُحَمَّد المَوْصِلي.
رَوَى عَنْهُ: علي بْن مُحَمَّد الحنائي، وعَلِيّ الرّبعيّ.
284- عليّ بْن الحافظ أَبِي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بْن عَبْد الْأعلى الصَّدفيّ الْمَصْرِيّ، أَبُو الْحَسَن1.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحديد، عَنْ جدّهم يونس.
رَوَى عَنْهُ: الفضل بْن صالح الرُّوذَبَارِي، أحد مشيخة الرّازي.
تُوُفِّي فجأةً فِي شوّال.
قلت: ولا تحلُّ الرواية عنه، فإنه منجم، وهو صاحب الزيج الحاكمي، صنّفه فِي أربع مجلّدات.
قاله ابن خلّكان، وقَالَ: ما أقصر فِي تحريره، وله نظْم رائق، وقَالَ: قَالَ المسبّحي: أخبرني من رَأَى ابن يونس، فطلع معه إلى المُقَطَّم، فوقف للزُّهْرة، فنزع ثيابه، ولبس ثوبًا أحمر، ومقنَّعة حمراء، وأخرج عودًا، فضرب بِهِ، والبُخور بين يديه، فكان عَجَبًا من العَجَب.
قَالَ المسبّحي: وكان أَبْلَهَ مُغَفَّلا، يعتمّ عَلَى طَرْطُورٍ طويل، ويجعل رداءه فوق العمامة، وكان طَوالا، فإذا ركب بقي ضِحْكَةً، وله إصابة بديعة فِي النِّجامة.
كَانَ القاضي مُحَمَّد بْن النُّعْمَان قد عَدَّله وقَبِلَه فِي سنة ثمانين. قلت: القاضي والسُّلطان أنجس منه.
285- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الخضر القِزْوِيني.
يَرْوِي عَنْ أَبِي الْحَسَن القطان وغيره.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 341"، وشذرات الذهب "3/ 156".(27/284)
"حرف الفاء":
286- فضل "بن عبد اللَّه بْن صالح، أَبُو الفتوح"1. إِلَيْهِ تُنسب مُنْيَة القائد2.
القائد الْمَصْرِيّ، من كبار قوَّاد العزيز. قرّبه الحاكم وأدناه، ثم نَقَم عَلَيْهِ، وضرب عُنُقَه فِي ذي القعدة، لم يظهر منه جزع، وكان شجاعًا، جوادًا، ممدَّحًا، نبيلا، من وجوه الدولة.
وإليه تُنْسَب مُنَيَة القائد فضل، وهي بُلَيْدة من أعمال الجيزة، قِبالةَ مصر.
"حرف القاف":
287- قَسِيم بْن أحْمَد بْن مطير، أَبُو القاسم الظهراوي الْمَصْرِيّ3، شيخ مُسِنٌّ.
قرأ القرآن عَلَى جَدّه لامّه عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الظهراوي صاحب أَبِي بَكْر بْن سيف، وكان محقِّقًا لرواية وَرْش، خيِّرًا فاضلا.
أثنى عَلَيْهِ أَبُو عَمْرو الدّاني، وقَالَ: كَانَ من ساكني قرية أَبِي البَيس، وكان يُقْرئ بها وأنا بمصر. تُوُفِّي فِي سنة ثمانٍ وتسعٍ وتسعين.
"حرف الميم":
288- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ بْن حسين، أَبُو مُسْلِم البغدادي الكاتب، نزيل مصر4.
رَوَى عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وأبي بَكْر بْن دُرَيْد، وأَبِي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي بَكْر بن الأنباري، وأبي عيسى بن قَطَن وسعيد بْن مُحَمَّد أخي زُبَير الحافظ، وأَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بْن سَعِيد الحَرَّاني، وأَبِي علي
__________
1 ساقطة من الأصل.
2 وفيات الأعيان "7/ 34".
3 معرفة القراء "1/ 384"، وغاية النهاية "2/ 27".
4 تاريخ بغداد "1/ 323"، والبداية والنهاية "11/ 341"، والمنتظم "7/ 245".(27/285)
الحضائري الدمشقي، وأَبِي إِسْحَاق بْن أَبِي ثابت، وسمع بالقَيْروَان فِي حدود الْأربعين أو بعدها، من أَبِي القاسم زياد بْن يونس.
وتفرّد فِي الدُّنيا بالرواية عَنْ: البَغَوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغني، وَأَبُو عَمْرو الدّاني، ورشأ بْن نظيف، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وأَحْمَد بْن بابشاذ الجوهري، وَأَبُو الفضل بْن بُنْدَار، وَأَبُو الحسين محمد بن مكي، ومحمد بن عَدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ ثم الْمَصْرِيّ، والشريف أَبُو إِبْرَاهِيم أحْمَد بْن القاسم بْن ميمون الحسيني، وعليّ بْن بقاء الوَرّاق، والقاضي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سلامة القُضَاعي، وخلق سواهم.
قَالَ الخطيب1: قَالَ لي الصُّورِي: بعض أُصول أَبِي مُسْلِم عَنِ البَغَوي وغيره جِياد.
قلت: فكيف حاله من حال ابن الجندي؟ فَقَالَ: قد اطّلع منه عَلَى تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي. حدثني وكيل أَبِي مُسْلِم، وكان محدّثًا حافظًا، يقال لَهُ أَبُو الْحُسَيْن العطّار قَالَ: ما رَأَيْت فِي أصول أَبِي مُسْلِم عَنِ البَغَوي شيئًا صحيحًا، غير جُزْء واحدٍ، كَانَ سماعه فِيهِ صحيحًا، وما عداه كَانَ مفسودًا. وقَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفِّي فِي ذي القِعْدَة.
289- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف، أَبُو الْحُسَيْن الرَّقّي المَقْبُرِيّ ابن الفحّام، ويعرف بابن أَبِي العميري، نزيل دمشق.
قرأ القرآن عَلَى زيد بْن أَبِي بلال الكوفي، وحدّث عَنِ النّجّاد، وعثمان بْن مُحَمَّد المقرئ، وجعفر بْن الخلدي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحنائي، وأخوه إِبْرَاهِيم، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو الفرج عُمَر بْن عَبْد اللَّه الرّقّي، وحمزة بن محمد الطوسي.
قال أبو عمر الداني: كان زاهدًا فاضلا متقشفًا. وقال ابن الْأهوازي: كَانَ يُرْمَى بالتشيّع. تُوُفِّي فِي ربيع الأول.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 323".(27/286)
290- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد، أَبُو عَبْد اللَّه الْأمويّ القُرْطُبي بْن العطار الفقيه1 المالكي، والمتجر فِي الفقه.
رَوَى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثي، وأَبِي بَكْر بْن القُوطِيّة، وسعيد بْن أحْمَد بْن عَبْد ربّه، وحجّ فذاكر أَبَا مُحَمَّد بن زيد وناظره.
وكان حافظًا متيقّظًا، أديبًا، شاعرًا، ذكيًّا، نحْوِيا، بصيرًا بالفتوى، عارفًا بالفرائض، والحساب، واللُّغة، والإعراب، رأسًا فِي الشُّرُوط وعِلَلها، مدقّقًا لمعانيها، لا يجاريه فيها "أحد"2، صنّف فيها كتابًا حسنًا، وجرت لَهُ مَعَ فقهاء قُرْطُبَة خطوب طويلة، وأخبار مشهور.
كتب عَنْهُ جماعة من الفضلاء. ووُلِد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة، وكان الْجَمْع فِي جنازته عظيمًا، وانتاب قبرَه طُلاب العِلْم أيّامًا، وقرءوا عَلَى قبره خَتْمات.
291- مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بْن يحيى الْأندلسي3. رحل وسمع من أَبِي قُتَيْبَة مُسْلِم بْن الفضل، وأَبِي بَكْر بْن خروف.
رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان، قالا: مات فِي رجب.
292- مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن عيسى بْن مُحَمَّد المُرِّي الإمام، أَبُو عَبْد اللَّه الْألْبِيري المعروف بابن أَبِي زَمَنِين، نزيل قُرْطُبَة4.
سَمِعَ "ببجاية"5 من: سَعِيد بْن فَحْلُون، فقرأ عَلَيْهِ مختصر ابن عَبْد الحكم، وسمع بقُرْطُبَة من مُحَمَّد بْن معاوية القُرَشي، وأَحْمَد بْن المُطَرِّف وأَحْمَد بْن الشامة، وكان عارفًا بمذهب مالك، بصيرًا بِهِ، وسمع أيضًا من وهب بْن مَسَرَّة، وتفقه عند إسحاق بن إبراهيم الطليطلي.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 484".
2 في الأصل "أحدا".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 485".
4 الصلة لابن بشكوال "2/ 482"، والعبر "3/ 71"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1029"، وسير أعلام النبلاء "17/ 188".
5 في الأصل "مجانة".(27/287)
وكان من الرّاسخين فِي العِلْم، متفننًا فِي الْأدب والشعر، مُقْتَفِيا لآثار السَّلَف.
لَهُ مصنَّفات فِي الرَّقائق والزُّهْد، وشعر رائق، مَعَ زُهْد ونُسُك وصِدْق لَهْجَة، وإقبال عَلَى الطاعة، ومُجَانَبَةٍ للسلطان، وسئل: لِمَ قِيلَ لكم: بنو زمنين؟ فلم يعرف. وقَالَ: كنت أهاب أَبِي، فلم أسأله، ثم فِي آخر عمره انتقل إلى إلْبِيرَة فسكنها.
ولد في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، أو فِي آخرها. وتُوُفِّي عَلَى الصحيح سنة تسعٍ وتسعين فِي ربيع الآخر.
وله كتاب "المُغْرِب" فِي اختصار المُدَوَّنَة لَيْسَ فِي مختصراتها مثله، وكتاب "مَنْتَخَبُ الْأحكام" الَّذِي سار فِي الآفاق، وكتاب "الوثايق"، وكتاب "المُذَهَّب فِي الفقه" وكتاب "مختصر تفسير ابن سلام" وكتاب "حياة القلوب فِي الزُّهْد"، وكتاب "أُنْسُ المُرِيدين" وكتاب "النصائح المنظومة" من شعره، وكتاب "أدب الْإسلام" وكتاب "أُصُول السُّنَّة" وكتاب "قدوة القارئ".
ومن شعره:
الموتُ فِي كلّ حينٍ ينشُرُ الكَفَنَا ... ونحن فِي غفلة عَمَّا يُرادُ بنا
لا تطمئن إلى الدُّنيا وزُخْرُفِها ... وإن توشَّحْتَ من أثوابها الحَسَنَا
أَيْنَ الْأحِبَّةُ والجيرانُ ما فَعَلُوا ... أَيْنَ الذين هُمُ كانوا لنا سَكَنَا
سقاهُمُ الدَّهْرُ كأْسًا غيرَ صافيةٍ ... فصيَّرَتْهُم لإطباق الثَّرَى رَهَنَا
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرو الدّاني، والقاضي أَبُو عُمَر بْن الحذَّاء، وطائفة من علماء الْأندلس، وكان من بقايا حملة الحُجَّة. رحمه اللَّه.
293- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق، أَبُو طَالِب العلوي، المعروف بابن المُهَلْوِس الزّاهد1.
كَانَ القادر باللَّه يعظّمه ويحترمه. حكى عن السُّبْكي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن بْن غالب البغدادي، وغيره، وكان من الزهاد المعدودين.
__________
1 المنتظم "7/ 245"، وتاريخ بغداد "3/ 93".(27/288)
"حرف الياء":
294- يحيى بْن زكريّا بْن أحْمَد ابن أخت "أَبِي"1 بَكْر البلْخي، ثم الدمشقي الشاهد.
كَانَ أَبُوهُ قد وُلِّي قضاء دمشق، فوُلِد بها هذا، وسمع من إِبْرَاهِيم بْن أَبِي ثابت، وأَبِي عَلِيّ الحضائري، وخَيْثَمة، وَلَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ مِنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الحنّائي، وأخوه عَلِيّ والْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن يحيى بْن زكريّا حفيده. وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وقد نيّف عَلَى السّبعين.
"الكنى":
295- أَبُو إِسْحَاق الجبيناني، أحد الْأئمّة والأولياء بالقَيْروَان، اسمه إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن عَلِيّ البكري بَكْر بْن وائل.
أجاز لَهُ عيسى بْن مسكين، وتفقّه عَلَى حمود بْن سَهْلُون، ودرس من الفقه دواوين، وكان أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي زيد يعظّمه، ويقول: طريقة عالية لا يسلكها أحد فِي هذا الوقت.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وتسعين، وكان كثيرًا ما يَقُولُ: اتَّبع ولا تبتدع، اتَّضعْ ولا ترتفع، وكان العلماء يقصدونه، ويتبركون برؤيته.
وفيات سنة أربعمائة:
"حرف الألف":
296- أحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن الفرج بْن أَبِي الحُباب، أَبُو عُمَر القُرْطُبي النَّحْوِيّ2 صاحب أَبِي عالي القالي. أخذ عَنْهُ، وعن أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الثَّغْرِي القاضي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرو بْن الحذَّاء وقَالَ: كان من جملة الشيوخ، عالمًا باللغة والإخبار، فِيهِ صلاح وخير. تُوُفِّي فِي سلْخ المحرَّم، وقد قارب التسعين.
__________
1 في الأصل "أبو".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 19".(27/289)
وقَالَ أَبُو حيّان: وكانت فِيهِ غَفْلة زائدة، وكان متّقد الذّهن، عالمًا، حافظًا، ثبْتًا، بصيرًا بالعربية، وهو كَانَ مؤدِّب المُظَفَّر عَبْد الملك بْن أَبِي عامر، وهو بربريّ النَّسَب، من مَصْمُودَه.
297- أحْمَد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر، أَبُو عَبْد اللَّه الجيزي الْمَصْرِيّ.
تُوُفِّي فِي شعبان، وهو من شيوخ أَبِي عَمْرو الداني في الحديث. "يروي"1 عن طبقته عثمان بْن السَّمَرْقَنْدِيّ، وأَبِي الطّاهر المَديني.
298- أحْمَد بْن عمّار بْن عصمة بْن مُعاذ النَّسَفي. سَمِعَ بنَسَف، من عَلِيّ بْن مُحْتَاج، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف، ونصر بْن مُحَمَّد، سَمِعَ منه جامع التِّرْمِذِيّ، وسمع بجُرْجان من ابن عَدِيّ، وببغداد من دَعْلَج، وجماعة.
وهو من قرية سِيركَتْ، إحدى قُرى نَسَف. تُوُفِّي بها فِي شعبان، فِي عشر الثمانين.
299- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْدة، أَبُو جَعْفَر الْأمويّ الطُّليْطِلي2، ويُعْرَف بابن ميمون صاحب ابن إسحاق بن "شنظير"3، ونظيره فِي الجمع والإكثار والملازمة معًا، والسّماع جُملة، وهما الصاحبان، فهذا أحدهما.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أُمَيّة، وعَبْد الله بن فتح بْن معروف، ومُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَيْشُون، "وشَكُور"4 بْن حبيب وجماعة، وسمع بقُرْطُبَة مَعَ صاحبه من أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن الله.
وتوفي في شوال.
"حرف العين":
300- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بن سمقويه، أَبُو بَكْر المُزَكِّي الفقيه الشافعي النيسابُوري.
رَوَى عن: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وغيره، ودرّس الفقه سنين. مات في رمضان.
__________
1 في الأصل "مروي".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 20".
3 في الأصل "سنطير".
4 في الأصل "سكور".(27/290)
301- عَبْد الملك بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن الأزهر الْأزهري، أَبُو نُعَيْم الإِسْفِرَايِينِيّ1.
رَوَى عَنْ: خال أَبِيهِ الحافظ أَبِي عُوَانة كتابه الصحيح المُسْنَد بقراءة أَبِيهِ، واحتاط لَهُ حاله فِي جماعة، فبارك اللَّه فِي عمره، حتى سمعه الْأئمّة واشتهر بِهِ.
قَالَ الحافظ عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل: كَانَ رجلا صالحًا ثقة، حضر نيسابُور فِي آخر عمره، ولم يُعهد بعد ذَلِكَ المجلس مثله لقراءة الحديث، كما حَدَّثَنَا الثّقات، وعاد إلى إسْفراين، وذلك فِي سنة تسعٍ وتسعين.
قلت: رَوَى عَنْهُ الكتاب: الْإمَام أَبُو القاسم القُشَيْرِي، وزوجته فاطمة بِنْت أَبِي عَلِيّ الدَّقّاق، ولها فَوْتٌ، وعَبْد الحميد وعَبْد اللَّه، ابنا عبد الرحمن بن محمد البحيري، وأبو القاسم عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلَّيك الرّازي، وروى عَنْهُ بعض الكتاب عثمان بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه المَحْمِيّ، وشبيب بْن أحْمَد البَسْتِيغي، وَأَبُو الحَسَن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف الجويني، وعلي بن محمد بن علي بْن ماسرجس الخازن، وعَلِيّ بْن عَبْد العزيز الخشّاب، وَأَبُو المعالي عُمَر بْن مُحَمَّد بْن حسين البسطامي، أبو بَكْر مُحَمَّد بْن حسّان بْن مُحَمَّد، ومُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الصّرّام، وَأَبُو نصر مُحَمَّد بْن سهل بْن مُحَمَّد السّرّاج، وهو آخر أصحابه موتًا.
توفي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
وقع لنا هذا المُسْنَد بإجازة أَبِي المظَّفر ابن السَّمْعَاني، لكنّي أَنَا سَمِعْتُ منه ستَّ مجلَّدات، وبطَّلْت.
قَالَ الحاكم فِي تاريخه: تُوُفِّي أَبُو نُعَيْم الإِسْفِرَايِينِيّ ابن أخت أَبِي عَوَانة في ربيع الأول، سنة أربعمائة.
قلت: وسماعه من خاله كَانَ فِي حياة البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وتُوُفِّي خاله قبل البَغَوي بسنة، وكان مولد أَبِي نُعَيْم فِي ربيع الْأوّل، سنة عشر وثلاثمائة، وقد سَمِعَ أيضًا من أَبِيهِ المحدّث أَبِي مُحَمَّد صاحب يوسف القاضي، ومن أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عَدِيّ، وأَبِي عمران الْجُوَيْني، وعبد الله بن محمد بن مسلم
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 71"، والعبر "3/ 73".(27/291)
الإِسْفِرَايِينِيّ، ومُحَمَّد بْن عَبدَك الشعراني، والأصمّ، وابْن الْأخرم، لكن اشتغل عَنْهُ أكثر الطَّلبة بمُسْنَد أَبِي عَوَانة.
302- عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن غياث، أَبُو بَكْر البغدادي الرّزّاز1.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِي، وابْن عيّاش القطّان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم الْأزْجِي، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه، ووثّقه الخطيب.
أنبأني المسلّم بْن مُحَمَّد القَيْسي، أَنَا الكِنْدِي، أَنَا عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن يوسف، أنا محمد بن علي ابن المهتدي باللَّه، قَالَ: ذكر لنا شيخنا عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن غياث أنّ مولده في رمضان سنة تسع وثلاثمائة، وأَنَّهُ سَمِعَ الحديث من أَبِي القاسم بْن بِنْت منيع، وأنّ كتبه انْتُهِبت.
قال الخلال: توفي سنة أربعمائة.
303- عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الْحَسَن، أَبُو الفرج بْن السَّخْتِ الرَّقِّي المقرئ البزّاز.
حدّث بدمشق عَنِ: النّجّاد، وجعفر الخلدي، وجماعة.
روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعلي الحنائي، وهو المذكور في السنة الماضية.
304- علي بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن المديني الأدمي.
توفي في رجب.
305- علي بن محمد بن أحمد بن داود، أبو الحسن بن النحوي الدمشقي الشاهد الخطيب، والد عبد المنعم.
روى عَنْ: عَلِيّ بْن أَبِي العقب. وعنه: عَلِيّ الحنّائي وغيره. تُوُفِّي فِي المحرَّم.
306- عَمْرو بْن عثمان بْن خَطَّار، أَبُو حفص القُرْطُبي2.
أخذ عَنْ: عَلِيّ بْن عُبَيْد مختصَرَه فِي الفقه، وعن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَيْشُون.
رَوَى عَنْهُ: أبو حفص الزهراوي، وغيره.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 12".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 446".(27/292)
307- عمران بْن الْحَسَن بْن يوسف، أَبُو الفرج الخفّاف.
رَوَى بدمشق عَنْ: أحْمَد بْن زبّان، وأَبِي إِسْحَاق بْن أَبِي ثابت، وعثمان بْن مُحَمَّد الذَّهَبي.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحِنَّائيّ، ورشأ بْن نظيف، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الطيان، وأبو علي الأهوازي، وآخرون.
"حرف الميم":
308- محمد بن أحمد بن جَعْفَر الْإصبهاني الكَوْسَج. تُوُفِّي فِي صفر.
309- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن معارك، أَبُو القاسم العُقَيْلِي القرطبي النحوي1.
روى عَنْ: أَبِي عَلِيّ القالي، وكان مقدَّمًا فِي عِلْم العربية، والبصر بالشعر. أقرأ النَّحْو.
وهو والد عَبْد الرَّحْمَن العُقَيْلِي.
310- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى، أَبُو عَبْد اللَّه الخُشَني الطُّليْطِلي2، ويُعرف بابن المُشْكِيالي.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن خليل قاضي طُلَيْطِلة، ومُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عيشون، وبقرطبة أحْمَد بْن عيسى، وحج فسمع بمصر أَبَا مُحَمَّد بْن الورد، أحمد بْن سَلَمَة بْن الضَّحّاك، وأَبَا هُرَيْرَةَ، وابْن أَبِي العصام، وحمزة بْن مُحَمَّد الكناني، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي الموت.
وكان من كبار المالكية، عَيْنًا من أعيان طُلَيْطِلة، مَعَ زُهْدٍ وتَوَاضُعٍ وورع، وعمِل بعِلْمه لا يأخذه فِي اللَّه لَوْمَة لائم، ثقة، قصده المُظَفَّر بْن أَبِي عامر إلى داره، فلما علم قَالَ للطلبة: لا يقُمْ أحد، فامتثلوا أمْره، فلما دخل سأله الدعاءَ، فَقَالَ: اللَّهم أدْخِل لَهُ فِي قلوب رعيّته الطّاعة، وأدْخِل لَهُم فِي قلبه الرأفة والرحمة.
تُوُفِّي فِي سادس جُمادى الآخرة، وولد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وكان من كبار المُسْنِدِين بالأندلس. رحمه اللَّه.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 485".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 486".(27/293)
311- مُحَمَّد بْن خَلَف بْن الشوله، أَبُو عبد الله الْأندلسي1.
رحل إلى مصر وأخذ عَنِ الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ معجم الصحابة لَهُ، فِي ثلاثين جُزْءًا، وعن الْحَسَن بْن رشيق.
حدّث "عَنْهُ"2: الصاحبان، وَأَبُو مُحَمَّد بْن دين، وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام الحافظ.
وتُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى، عَنْ ستٍّ وستّين سنة.
312- مُحَمَّد بْن عمروس بْن العاصي القُرْطُبي، أَبُو عَبْد اللَّه المالكي3.
أخذ عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه بْن مُفَرِّج، وحجّ سنة تسعٍ وستّين، وذهب إلى بغداد، فأخذ عَنْ أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي الفقيه، وأَبِي الْحَسَن بْن المُظَفَّر، والدَّارَقُطْنيّ، وأخذ عَنْ أهل البصْرة، ومصرف القَيْروَان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عائذ، وغيرهما. وتُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة.
313- مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبْد الجبّار بْن النّاصر لدين اللَّه أَبِي المُظَفَّر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الأموي الملقب بالمهدي4.
توثب عَلَى الأمر بالأندلس، وخلع المؤيد بالله هشامًا، وحارب عَبْد الرَّحْمَن بْن الحاجب بْن أبي عامر القحطاني شنشول الذي وثب قلبه بسنة، وسمى نفسه وليّ العهد، وجعل ابن عمّه مُحَمَّد بْن المُعِزّ حاجبه، وأمر بإثبات كل من جاءه فِي الدّيوان، فلم يبق زاهد، ولا جاهل، ولا حَجّام، حتى جاءه فاجتمع لَهُ نحوٌ من خمسين ألف، وذلّت لَهُ الوزراء والصَّقالبة، وجاءوا وبايعوه، وأمر بنهب دُور بني عامر، وانتهب جميع ما فِي الزَّهْراء من الْأموال والسلاح، حتى قُلِّعت الْأبواب، فيقال: إنَّ الَّذِي وصل إلى خزانة "أَبِي"5 عَبْد الجبّار خمسة آلاف ألف دينار،
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 486".
2 في الأصل "عن".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 487".
4 الوافي بالوفيات "5/ 163".
5 في الأصل "أبو".(27/294)
وخمسمائة ألف دينار، ومن الفضة ألف دِرْهَم، ثم وجد بعد ذَلِكَ خوابي فيها ألف ألف، ومائة ألف دينار، وخُطِب لَهُ بالخلافة بقُرْطُبَة، وتسمّى بالمهديّ، وقُطِعت دعوة المؤَيَّد، وصلّى المهدي الجمعة بالناس، وقُرئ كتابٌ بلعن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عامر الملّقب بشنشول، ثم سار إلى حربه إثْر ذَلِكَ فِي سنة تسعٍ وتسعين، وكان ابن ذكوان يحرّض عَلَى قتاله، ويقول عَنْ شنشول: هُوَ كافر. وكان قد استعان بعسكرٍ من الفرنج وقام معه ابن عومس القومص، فسار إلى قُرْطُبَة، وأخذ أمر ابن عبد الجبار يقوى، وأمر شنشول يَضْعُف، وأصحابه "تتسحّب"1 عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ القومص: ارجع بنا قبل أن يدهمنا العدوّ، فأبى، ومال إلى دير شريس، جَوْعَان سَهْران، فنزل لَهُ الرّاهب بخُبز ودجاجة، فأكل وشرِب وسكر، وجاء لحربه حاجب المهدي في خمسمائة فارس، فَجدُّوا فِي السَّيْر وقبضوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَنَا فِي طاعة المهديّ، وظهر منه جَزَع وذلّ، وقبّل قدَم الحاجب، ثم ضرب عنق شنشول، ونودي عَلَيْهِ هذا شنشول المأبون المخذول.
قَالَ الحُمَيْدِي: قام عَلَى المهديّ فِي شوّال سنة تسعٍ وتسعين ابن عمّه هشام بْن سُلَيْمَان بْن الناصر الْأمويّ، مَعَ البربر، فحاربه، ثم انهزمت البربر، وأُسِر هشام، فضرب المهديُّ عُنُقَه.
وقَالَ غيره: لما استوسق الْأمر لابن عَبْد الجبّار المهديّ، أظهر من الخلاعة أكثر ممّا فعله شنشول، وأَرْبَى عَلَيْهِ فِي الفساد، وأخذ الحُرَم، وعمد إلى نصرانيّ يشبه المؤَيَّد باللَّه، فقصده حتى مات، وأخرجه إلى النّاس، وقال: هذا هشام، وصلى عَلَيْهِ، ودفنه.
وفي رمضان وصل إلى ابن عَبْد الجبّار رَسُول صاحب طرابلس المغرب، فلفل بْن سَعِيد الزّناتي، داخلا فِي الطّاعة، ويسأل إرسال سكّة يضرب بها الذَّهب عَلَى اسمه، كل ذلك ليعينه على باديس بن المنصور، فخرج باديس، وأخذ طرابلس، وكتب إلى عمّه حمّاد فِي إغراء القبائل عَلَى ابن عبد الجبار.
وكان ابن عَبْد الجبّار بخذلانه قد هَمّ بالغدر، بالبربر الذين حوله، وصرّح بذلك لجهله، فَنمّ عَلَيْهِ بسببه هشام بْن سُلَيْمَان بْن النّاصر لدين اللَّه، وحرّضهم عَلَى خلعه، فقتلوا وزيريه مُحَمَّد بْن درّي وخَلَف بْن طريف، وثار الهيج، واجتمع لهشام عسكر،
__________
1 في الأصل "يستحب".(27/295)
وحرقوا السراحين، وعبروا القنطرة، ثم تخاذلوا عَنْ هشام، فأُخِذ، وأُخِذ أخوه أَبُو بَكْر، فقتلهم ابن عَبْد الجبّار صبْرًا، وقُتِل خلْق من البربر، ثم تحيّز البربر إلى قلعة رباح، وهرب معهم سُلَيْمَان بْن الحَكَم بْن سُلَيْمَان بْن النّاصر، فبايعوه، وسمُّوه المستعين باللَّه، وجمعوا لَهُ مالا من كلّ قبيلة، حتى اجتمع لَهُ نحوٌ من مائة ألف دينار، فتوجّه بالبربر إلى طُلَيْطِلة، فامتنعوا عَلَيْهِ، ثم ملكها، وقتل واليها، فاعتدّ ابن عَبْد الجبّار للحصار، وجزع حتى جرى عَلَيْهِ العامّة، ثم بعث عسكرًا، فهزمهم سُلَيْمَان، فرتّب النّاس للقتال، وكان أكثر جُنْد ابن عَبْد الجبّار لحامين "رجّاله"1، وقارب سُلَيْمَان قُرْطُبَة، فبرز إِلَيْهِ عسكر ابن عَبْد الجبّار، فناجزهم سُلَيْمَان، وكان من غرق منهم فِي الوادي أكثر ممّن قُتل، وكانت وقعة هائلة، وذهب خلق من الْأخيار والمؤدبين والأئمّة، فلما أصبح ابن عَبْد الجبّار أخرج المؤيَّد باللَّه هشام بْن الحَكَم الَّذِي كَانَ اظهر موته، فأجلسه للنّاس، وأقبل القاضي يَقُولُ: هذا أمير المؤمنين، وأنا مُحَمَّد نائبه، فَقَالَ له البربر: يا ابن ذكوان بالأمس تصلّي عَلَيْهِ، واليوم تُحْيِيه؟ وخرج أهل قُرْطُبَة إلى المستعين سُلَيْمَان، فأحسن مَلقَاهم، واختفى ابن عَبْد الجبّار، واستوسق أمر المستعين، ودخل القصر، ووارى النّاسُ قتلاهم، فكانوا نحو اثني عشر ألفًا.
ثم هرب ابن عَبْد الجبّار إلى طُلَيْطِلة، فقاموا معه، وكتب إلى الفرنجية ووعدهم بالأموال، واجتمع إِلَيْهِ خلْق عظيم، وهو أوّل مالٍ انتقل من بيت المال بالأندلس إلى الفرنج، وكانت الثغور كلّها باقية عَلَى طاعة ابن عَبْد الجبّار، فقصد قُرْطُبَة فِي جيش كثير، فكان الملتقى عَلَى عقبة البقر، عَلَى بريدٍ من قُرْطُبَة، فاقتتلوا قتالا شديدًا، فانهزم سُلَيْمَان، واستولى المهديّ عَلَى قُرْطُبَة ثانيا، ثم خرج بعد أيام إلى قتال جَمْهرة البربر، فالتقاهم بوادي آره، فهزموه، ففرّ إلى قُرْطُبَة، ثم انهزم ابن عَبْد الجبّار أقبح هزيمة، وقُتل من الفرنج ثلاثة ألف فِي السّنة، وغرق منهم خلق، وأُسِر ابن عَبْد الجبّار، ثم ضُرِبت عنقه، وقُطِعت أربَعْتُه، فِي ثامن ذي الحجة، سنة أربعمائة، وله أربعٌ وثلاثون سنة. وثب عَلَيْهِ العبيد، إذ جاء قُرْطُبَة منهزمًا، واللَّه أعلم2.
314- مُطَهَّر بْن أحْمَد بْن مُطَهَّر الْأشْموني.
تُوُفِّي بمصر فِي ذِي الحجَّة، وَلَهُ خمسٌ وثمانون سنة.
__________
1 في الأصل "وحاله".
2 الكامل في التاريخ "9/ 216".(27/296)
"حرف الهاء":
315- هشام بْن عُبَيْد اللَّه بْن النّاصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الْأمويّ الْأمير، أَبُو الوليد الأندلسي، ويُعرَف بصاحب الخضراء.
قَالَ "ابن"1 الْأبّار: كَانَ خير من "بقي"2 من أهل بيت الخلافة عفافًا ومروءة وسخاء، إلى أدب ومعرفة، وجَمْعٍ للكتب، رغب المستعين باللَّه سُلَيْمَان فِي كتبه، فقُوِّمَتْ واشتراها.
توفي في أول سنة أربعمائة.
"الكنى":
316- أَبُو سَعِيد الفلاحي الحنفي النيسابُوري.
حدث عَنِ الْأصمّ وغيره. تُوُفِّي فِي صفر.
317- أَبُو نصر ابن الْحَسَن بْن أحْمَد بْن الحيري النيسابُوري، أخو القاضي أَبِي بَكْر.
رَوَى عَنْ: أَبِي العباس الأصم، وأقرانه. وتوفي في رمضان.
المتوفون قبل الأربعمائة غير مرتبة أبجديًّا:
318- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سيّد أَبِيهِ، أَبُو عُمَر القُرْطُبي3.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن معاوية. رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان أَبُو إِسْحَاق، وأبو جعفر.
مات قبل الأربعمائة، وله قريبٌ من سبعين سنة.
319- أحْمَد بْن أفلح بْن حبيب بْن عَبْد الملك، أَبُو عمر الأموي القرطبي الأديب4.
__________
1 ساقطة من الأصل.
2 في الأصل "يتقى".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 13".
4 الصلة لابن بشكوال "1/ 16".(27/297)
روى عن: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بْن رفاعة، ووهب بْن مَسَرَّة، وجماعة، ورحل إلى "الشرق"1. حدّث عَنْهُ الصاحبان، وابْن أبيض.
320- أحْمَد بْن عيسى بْن سُلَيْمَان، من أهل بَجَّانة، أَبُو القاسم الْأندلسي2.
رَوَى عَنْ: سَعِيد بْن فَحْلُون، وأَحْمَد بْن جَابِر. رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان، وَأَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ.
321- أحْمَد بْن مُحَمَّد الْأديب، أَبُو طاهر الشيرازي الشاعر البليغ3.
رَوَى عَنْهُ من شعره: أَبُو القاسم عُمَر بْن مُحَمَّد النّعماني، وَأَبُو غالب مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن بِشْران اللُّغَوِي، وعَلِيّ بْن الْحَسَن الشمس.
322- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المكتفي باللَّه عَلِيّ بْن المُعْتَضِد4.
سَمِعَ من: أَبِي القاسم البَغَوي. وعنه: أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه. سمع منه سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
323- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زيد، أَبُو سعد القِزْوِيني المالكي، صاحب أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي5، تفقه عَلَيْهِ، وعلى أَبِي بَكْر بْن علويه الْأبْهَرِي.
صنّف المذهب والخلاف وله كتاب المعتمد فِي الخلاف فِي مائة جُزْء، وهو من أحسن الكتب.
وسمع من أبي زيد المَرْوَزِي. وتُوُفِّي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة. قاله عياض "وقرّظه"6.
324- إِبْرَاهِيم بْن شاكر بْن خطاب، أبو إسحاق القرطبي اللجام7.
__________
1 في الأصل "السوق".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 18".
3 الوافي بالوفيات "8/ 155".
4 تاريخ بغداد "5/ 70".
5 طبقات الفقهاء "167".
6 في الأصل "فرطه".
7 الصلة لابن بشكوال "1/ 89".(27/298)
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن ثابت التَّغْلبِيّ، وأَبِي مُحَمَّد بْن عثمان، وجماعة، وكان رجلًا صالحًا ورِعًا، حافظًا للحديث، وأسماء الرجال.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ. وقَالَ: إن كَانَ فِي عصره أحد من الْأبدال فيُوشَك أن يكون منهم. رحمه اللَّه.
325- إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن شريح، أَبُو مُحَمَّد الْجُرْجَاني1.
عَنِ: الْأصمّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصَّفّار. قَالَ الخطيب: ثنا عَنْهُ أَبُو العلاء الواسطي، والعتيقي.
326- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن قطينا، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي2.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، والمَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البَرْقَاني وعَبْد العزيز الْأزْجِي، ووثّقه الخطيب.
327- حَكَمُ بْن مُحَمَّد بْن حَكَم، أَبُو العاصي الأموي الأطروش3.
رَوَى عَنِ: ابن النّحّاس النَّحْوِيّ، وسَلَم بْن الفضل، وابن خروف، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي الموت، وابْن حَيَّوَيْهِ النيسابوري. وولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان، وَأَبُو عَمْرو الدّاني.
328- مُحَمَّد بْن خَطّاب، أَبُو عَبْد اللَّه الْأزْدِيّ القُرْطُبي النَّحْوِيّ4.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي عالي القالي، وابْن القُوطية، وبرع فِي الْأداب، وتصدّر للعربية.
قال "ابن"5 الأبار: كان قبل الأربعمائة.
329- خَلَفُ بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بن "زبارة"6 أبو القاسم ابن
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 402".
2 تاريخ بغداد "8/ 104".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 148".
4 بغية الوعاة "1/ 99".
5 ساقطة من الأصل.
6 في الأصل "زرارة".(27/299)
المُرَابط الكلْبي1، من قرية الْأبرش الكلْبيّ، ويُعرف بالمبرقَع المحتسِب من أهل قُرْطُبَة.
رحل إلى المشرق مرتين، أولاهما: سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاثٍ وعشرين سنة، فسمع أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي، وابْن الورد، وأَبَا بَكْر الآجري.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق بْن شنظير، وَأَبُو حفص الزهراوي. قال ابن شنظير: توفي في نحو الأربعمائة.
330- خَلَفُ بْن عيسى بْن سَعِيد الخير، أَبُو الحزم الوَشْقي، فقيه وَشْقَه وقاضيها2.
يَرْوِي عَنِ: ابن عيشون، وأَبِي عيسى. حدّث عَنْهُ: ابنه أَبُو الْأصبغ، وَأَبُو عُمَر بْن الحذَّاء.
وكان من فضلاء المالكية.
331- علي بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى المُزَكِّي النيسابُوري.
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن الشرفي، ومكيّ بْن عَبْدان.
332- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الرّازي.
مُكْثِر عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم. رَوَى عَنْهُ أهل بلده.
- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه الحاجي، أَبُو الْحَسَن.
سَمِعَ: الْأصمّ، وفي الرحلة من أَبِي بَكْر الشافعي، وطبقته. مات فِي صفر، سنة سبع أو تسع وتسعين وثلاثمائة.
333- عُمَر بْن القاسم، أَبُو الْحُسَيْن المقرئ البغدادي3 صاحب ابن مجاهد، يُلَقب وبره، ويُعرَف بابن الحدّاد.
حدَّث عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر الواسطي، وقاسم بْن إِبْرَاهِيم المَلَطي، والْحُسَيْن المَحَامِلي.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 162".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 167".
3 تاريخ بغداد "11/ 269".(27/300)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو الفرج الطّناجيري.
قَالَ الخطيب: صَدُوق.
334- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الفهد الْأندلسي الْألْبِيري، أَبُو المُظَفَّر. أحد فُحُول شعراء قُرْطُبَة، وعين شعراء الدولة العامرية.
رحل فِي شبيبته إلى المشرق، وأضمرته البلاد قبل الأربعمائة.
قَالَ أَبُو عامر بْن شهيد: عمل بحضرتي أربعين بيتًا عَلَى البديهة، لَيْسَ فيها حرف معجم أوّلها:
حِلمكَ ما حَدَّ حَدَّه أحدٌ
335- مروان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان بْن الْإمَام النّاصر عَبْد الرَّحْمَن الْأمويّ الْأندلسي المعروف بالطَّلِيق، أَبُو عَبْد الملك. أحد فُحُول الشعراء الْأشراف1.
قَالَ ابن حَزْم: هُوَ فِي بني أُمَيّة كابن المُعْتز فِي بني الْعَبَّاس. سُجِن وهو ابن ستّ عشرة سنة، فبقي فِي السجن ستّ عشرة سنة، ثم أُخْرِج ولُقِب بالطَّلِيق، وعاش بعد إطلاقه ستّ عشرة سنة، ومات كهلا قريبًا من سنة أربعمائة.
قَالَ الحُميدي: فأُخْبِرْتُ أَنَّهُ كَانَ يتعشّق جارية ربيت معه، وعينت لَهُ، ثم بدا لأبيه فاستأثرها، فاشتدّت بمروان الغَيْرَةُ، فقتل أَبَاه بسجن.
فمن شعره:
غُصْنٌ يهتزُّ فِي دِعْص نَقَا ... يجتني منه فؤادي حُرَقَا
أطْلَع الحُسْنُ لنا من وجهه ... قمرًا لَيْسَ يُرَى مُمَّحِقَا
ورَنَا عَنْ طَرْفِ ريمٍ أَحْورٍ ... لحظُه سهْمٌ لقلبي فُوِّقا
منها:
أصْبَحَت شمسًا وفُوهُ مَغْرِبًا ... "ويَدُ"2 الساقي المُحيِّي مَشْرِقا
__________
1 نفح الطيب "2/ 398".
2 في الأصل "بدا".(27/301)
فإذا ما غَرَبَتْ فِي فمهِ ... تركتْ فِي الخدّ منه شَفَقًا
336- مُحَمَّد بْن مَسْعُود، أَبُو عَبْد اللَّه البَجَّاني، ثم القُرْطُبي. شاعر مُفْلِق مكثر، مدح الملوك، وكان في حدود الأربعمائة.
فمن جيّد شعره:
عَلَى قَدْر فضل المرءِ تأتي خُطُوبُه ... ويُعْرَف عند الصَّبْر فيما ينوبه
وعاقبةُ الصّبر الجميل من الفَتَى ... إلى فرجٍ من ذي الجلال تعيبه
إذا المرء لم يسحب إلى الهَوْل ذَيْلَه ... ولم يعتزل بالحادثات جيوبه
فقد خسر فِي الدُّنيا من المال حظّه ... وقلّ من الْأخرى لَعَمْرِي نصيبه1
وله:
خليليّ فِي الْأظعان بدْرُ دُجُنَّة ... أَعَارَ سَنَاهُ مَغْرِبَ الشمسِ مشْرِقا
فلا تُنْكِرَوا شَقّي جُيُوبي فإنّه ... يقلّ لقلبي بعده أنْ يَشْفَقا
337- يعيش بْن سَعِيد، أَبُو عثمان الْأندلسي الوَرّاق. سَمِعَ قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن معاوية بْن الْأحمر. فأكثر عَنْهُمَا، وألّف مُسْنَد حديث ابن الْأحمر، بأمر الحاكم المستنصر.
قَالَ ابن عَبْد البر: قرأ علينا مسند ابن الأحمر سنة تسعين وثلاثمائة.
338- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان، أَبُو الفتح بْن النَّحْوِيّ الْأنباري، نزيل الرملة.
رَوَى عَنِ: المَحَامِلي، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدَة، ويوسف الْأزرق.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سعد الماليني، وعَلِيّ الحنّائي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وآخرون.
وكان كثير الحديث.
339- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن سُلَيْمَان القاضي، أَبُو جَعْفَر المُطّوَّعي، المعروف بالباحث.
__________
1 في الأصل "يصيبه".(27/302)
وُلِّي القضاء بكُور خُرَاسان. وله مصنَّفات كثيرة. أراده ابن عَبَّاد عَلَى القضاء عَلَى شروط، أن ينتحل الاعتزال، فامتنع. ذكره ابن الصّلاح فِي "الشافعية"1.
340- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمدان النيسابُوري المُرَادي العدْل.
سَمِعَ: مكّي بْن عَبْدان، والمَحَامِلي، وابْن عُقْدَة. قَالَ ابن ماكولا: ثنا عَنْهُ أَبُو سَعِيد بْن علَّيك بالرّيّ.
341- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق النَّديم البغدادي، أَبُو الفرج الْأخباريّ الْأديب الشيعي المُعْتَزِلي2، صاحب التصانيف.
فمن كتبه كتاب "الفهرست"، وكتاب "التشبيهات". و"الفهرست" هُوَ فِي أخبار الْأدباء، ذُكِر أَنَّهُ صُنِّف في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ولا أعلم مَتَى تُوُفِّي، وإنما كتبته هنا عَلَى التّوَّهُّم.
342- مُحَمَّد بْن أسد، أَبُو طاهر الْأشناني، إمام جامع الرَّقَّة.
رَوَى عَنْ: أَبِي سهل ابن زياد، والخلدي، وقرأ بالروايات عَلَى النّقّاش، وأَبِي طاهر عَبْد الواحد بْن أبي هاشم.
روى عنه: أبو سعد الماليني، وَأَبُو نصر السَجْزِي.
343- مُحَمَّد بْن الْحَسَن القاضي، أَبُو عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ الدّقّاق.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن الزُّبَيْر بْن سُلَيْمَان، وأَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي. وعنه: هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الصّوّاف.
344- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن ذهب التميمي البغدادي المذهّب3.
سَمِعَ: يحيى بْن صاعد، وأَبَا بَكْر بْن زياد النيسابُوري.
رَوَى عَنْهُ: حفيده أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن المذهب، وبقي إلى بعد التسعين وثلاثمائة فيما أظن.
__________
1 في الأصل "الشافعة".
2 الوافي بالوفيات "2/ 197"، وميزان الاعتدال "5/ 72"، وسير أعلام النبلاء "6/ 253".
3 تاريخ بغداد "3/ 92".(27/303)
345- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الْأمويّ، أَبُو عَبْد اللَّه السَّبْتِي، ويُعرف بابن الشَّيْخ.
كَانَ محدّث سَبْتَة فِي وقته، مشهور بالخير والورع، رحل إلى الْأندلس، وسمع من وهب بْن مَسَرَّة، وأَبِي عيسى اللَّيْثي. قَالَ القاضي عياض: كانت عنده غرائب وعجائب.
- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن خشين، أَبُو أحْمَد البغدادي1.
حدّث عَنْ: يزداد الكاتب، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِلي، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وقَالَ: ثقة، كثير الْأسْفار.
346- عَلِيّ بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَبُو الْحَسَن الرّازي القصّار، الفقيه الشافعي.
قَالَ أَبُو يَعْلَى الخليلي: أفضل من لقيناه بالرّيّ. كَانَ مُفْتيها قريبًا من ستين سنة، أكثر من عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وابْن معاوية الكاغدي وأَحْمَد بْن خَالِد الحرُورِي، ومُحَمَّد بْن قارن، ولقي بآخره "شيوخ"2 بغداد: ابن السّمّاك، والنّجَّاد، وكان عالمًا، لَهُ فِي كلّ عِلْم حظّ، وبلغ قريبًا من مائة سنة. سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الحافظ يَقُولُ: لم يعش أحد من الشافعية ما عاش هذا، وكان عالمًا بالفتاوَى والنّظر.
قلت: وروى عَنْهُ هبة اللَّه اللالكائي، وعَبْد الجبّار بْن عبد الله بن بزرة الرازي، وجماعة، ولا أعلم متى توفي.
"الكنى":
347- أَبُو عَبْد اللَّه القُمّي التَّاجر3، من كبار المتموِّلين بمصر، اشتملت وصيّته عَلَى ألف ألف دينار، وتوفي بطريق مكة سنة أربعمائة.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 228".
2 في الأصل "شريح".
3 المنتظم "7/ 248".(27/304)
348- بديل بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد الحافظ، أَبُو بَكْر الهَرَوِي1.
حدّث ببغداد عَنِ: الْأصَمّ، ومنصور بْن الْحَسَن الدِّينَوَرِي، وجماعة. وعنه: أَبُو سعد الماليني، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال. ذكر الخطيب ترجمته مختصرة.
349- معروف بْن مُحَمَّد، أَبُو المشهور الزَّنْجاني الواعظ، نزيل الرّيّ2.
رَوَى عَنْ: أَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وقاسم المَلَطي. وعنه: البَرْقَاني، ورضوان الدِّينَوَرِي، والعتيقي.
قَالَ الخطيب: تُكُلِّم فِيهِ. حدّث في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
350- أَبُو حيّان التوحيدي3، صاحب المصنَّفات، واسمه عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الصُّوفِي.
كَانَ فِي حدود الأربعمائة، وله مصنَّفات عديدة فِي الْأدب والفصاحة والفلسفة، وكان سيئ الاعتقاد، نفاه الوزير أَبُو مُحَمَّد المهلّبي.
قَالَ ابن بابي فِي كتاب "الخريدة والفريدة": كَانَ أَبُو حَيَّان كذَّابًا، قليل الدين والورع عَنِ القَذْف والمجَاهَرَة بالبُهْتَان، تعرّض لأمور جِسامٍ من القدْح فِي الشريعة والقول بالتّعطيل، ولقد وقف سيّدنا الصّاحب كافي الكُفاة عَلَى ما كَانَ يُدْغِلُه ويخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه ليقتله، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفق عليهم بزُخْرُفِه وإِفْكِه، ثم عثروا منه عَلَى قبيح دخْلته وسوء عقيدته وما يُبْطِنه من الْألحاد، ويرويه فِي الْإسلام من الفساد، وما يلصقه بأعلام الصّحابة من القبائح، ويضيفه إلى السَّلَف الصّالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلّبي، فاستتر منه، ومات فِي الاستتار، وأراح اللَّه منه، ولم يؤثَرْ عَنْهُ إلا مَثْلَبة أو مُخْزيَة4.
وقَالَ أبو الفرج بن الجوزي في تاريخه: زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وَأَبُو حَيَّان التوحيدي، وَأَبُو العلاء المَعَرِّي، وأشدّهم عَلَى الْإسلام أَبُو حَيَّان لأنّهما صرَّحا، وهو مجمع ولم يصرح.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 135".
2 تاريخ بغداد "13/ 209".
3 ميزان الاعتدال "2/ 355"، وسير أعلام النبلاء "17/ 119".
4 طبقات الشافعية "5/ 287".(27/305)
قلت: وكان من تلامذة عَلِيّ بْن عيسى الرّمّاني، وقد بالغ فِي الثناء عَلَى الرّمّاني فِي كتابه الَّذِي ألّفه فِي تقريظ الجاحظ، فانظر إلى الحامد والمحمود، وأجْود الثلاثة: الرّمّاني مَعَ اعتزاله وتشيّعه.
وَأَبُو حَيَّان هُوَ الَّذِي نَسَب نفسه إلى التوحيد، كما سمّى ابنُ تومرت أتباعَه، فَقَالَ: الموحِّدين، وكما سمَّى صوفيّةُ الفلاسفة نفوسهم بأهل الوحدة وأهل الْألحاد.
أخبرني أحْمَد بْن سلامة كتابةً، عَنِ الطَّرَسُوسِيِّ، عَنِ ابن طاهر الحافظ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الفتح عَبْد الوهاب الشيرازي بالرّيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَيَّان التَّوْحِيدِي يَقُولُ: أناسٌ مضوا تحت التوهُّم، وظنُّوا أنَّ الحقّ معهم، وكان الحقّ وراءهم.
قلت: مثلك يا معشر، بل أنت حامل لوائهم.
وقيل: إن أبا حَيَّان معدود فِي كبار الشافعية. ذكره لي القاضي عزّ الدين الكناني.
وقَالَ الشَّيْخ محيي الدين النّواوي فِي كتاب "تهذيب الْأسماء": أَبُو حَيَّان التَّوْحِيدِي من أصحابنا المصنَّفين، من غرائبه أَنَّهُ قَالَ فِي بعض رسائله: لا رِبا فِي الزَّعْفَرَان، ووافقه عَلَيْهِ القاضي أَبُو حامد المَرْوَزِي، والصّحيح تحريم الرِّبا فِيهِ.
وقد ذكره ابن النّجّار وقَالَ: لَهُ المصنَّفات الحَسَنَة، كالبصائر وغيرها، وكان فقيرًا صابرًا متديّنًا، إلى أن قال: كان صحيح العقيدة، كذا قَالَ، بل كَانَ عدوًّا لله خبيثًا. قال: سمع أَبَا بَكْر الشافعي، وجعفر الخلْدي، وأَبَا سَعِيد السِّيرَافِي، والقاضي أحْمَد بْن بِشْر العامري.
وعنه: عَلِيّ بْن يوسف القاضي، ومُحَمَّد بْن منصور بن جيكان وعبد الكريم بن محمد الداوودي، ونصر بْن عَبْد العزيز المقرئ الفارسي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن فارس الشيرازيّون، ولقي الصّاحب ابن عَبَّاد، وأمثاله.
قلت: وسماع نصر بْن عَبْد العزيز منه فِي سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة، وقد سَمِعَ منه بشيراز أَبُو سعد عَبْد الرحمن بن "ممجة"1 الأصبهاني في سنة أربعمائة.
351- أَبُو القاسم بْن مسلمة بْن أحْمَد القُرْطُبي2.
__________
1 في الأصل "منجه".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 623".(27/306)
كَانَ أستاذًا مُقَدَّمًا فِي علْم الهيئة والهندسة والأرصاد وهذه الصنائع المظلمة، وكان حاذقًا بمعرفة كتاب المجسْطي لبَطْلَيْمُوس، وله تصانيف عديدة فِي العلوم الرياضية، وأنجب لَهُ تلامذةً منهم ابن السَّمْح، وابْن الصّفّار، وابْن خلدون، والكرماني، والزَّهْراوي، وتوفي في حدود سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
352- منصور بْن مُحَمَّد بْن منصور، أَبُو الْحَسَن البغدادي القزّاز المقرئ1.
قرأ القرآن: برواية أَبِي عمْرو، عَلَى أَبِي بَكْر أحْمَد بْن مُوسَى بْن مجاهد، وأسنَّ وتفرّد فِي وقته.
قرأ عَلَيْهِ القرآن: أَبُو نصر أحْمَد بْن مسرور الخّباز المقرئ، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ العطّار، ونصر بْن عَبْد العزيز الشيرازي، وغيرهم.
قَالَ الخطيب: حدّث عَنْ نفْطَوَيْه ونحوه. ثنا عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان ثقة.
353- مُحَمَّد بْن أحْمَد، أَبُو الفرج الغسّاني الدمشقي الشاعر المعروف بالوأواء2، وليس للشامِيّن في وقته مثله.
روى عنه من شعره: أَبُو الْحَسَن المَيْدَاني، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو منصور يوسف بْن هلال.
قَالَ فِيهِ أبو منصور الثعالبي فِي اليتيمة: وهو من حَسَنَات الشام، وأحد صيّاغة الكلام، ومن عجيب شأنه ما أخبرني أَبُو بَكْر الخُوَارِزْمِي قَالَ: كَانَ أَبُو الفرج الوأواء مناديا فِي دار بطّيخ بدمشق عَلَى الفواكه، فما زال يشعر، حتى جاد شِعْرُه، وسار، ووقع منه ما يروق، وتفرّق حتى تعلو العيّوق.
وقَالَ يوسف بْن هلال: أنشدني الوأواء لنفسه:
ترشّفتُ من شَفَتَيْه العُقَار ... وقبّلت من خدّه جُلَّنَارا
وشاهدْت منه كَثيبًا مهيلا ... وغصنًا رطِيبًا وبدْرًا ونارا
وأبصرْت من وجهه فِي الظلام ... بكلّ ما كان بليل نهارا
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 85".
2 الوافي بالوفيات "2/ 53".(27/307)
قَالَ: وأنشدني لنفسه:
زمان الرّبيع زمان أنيق ... وعَيْش الخلاعة عيش رفيق
وقد جمع الوقت حاليهما ... فمن ذا يفيق ومن يستفيق
ويوم ستارَتُه غَيْمُه ... وقد طَرَّزَتْ رَفْرَفَيْه البُرُوق
عقدنا من النَّدِّ دُخَّانه ... ومن شَرَر الرّاح فِيهِ رحيق
سجدنا لصُلْبان منْشُوره ... وقد نصَّرَتْنا لدَيْه الرَّحيق
فذا أصفر وجِلٌ خائفٌ ... وذا أحمر وكَذَاك العشيق
أدِرْ يا غلام كئوس المُدَام ... وإلا فيكفيك لحظٌ ورِيق
تغنم بنا غفلة الحادثا ... ت فوجه الحوادث وجهٌ صَفِيق
وله فِي سيف الدولة بْن حمدان:
من قاسَ جَدْوَاك بالغَمام فما ... أنصف فِي الحُكْم بين شكلين
أنت إذ جُدْتَ ضاحكٌ أبدًا ... وهو إذا جاد باكيَ العَيْن
وله:
أتاني زائرًا من كَانَ بيدي ... ليَ الهجر الطويل ولا يزورُ
فَقَالَ النّاس لمّا أبصروه ... ليَهْنَكَ زارك القمرُ المنيرُ
مَتَى أرعى رياض الحُسْن فِيهِ ... وعيني قد تضمّنها غَدِيرُ
354- سَعِيد بْن عثمان بْن مروان الْقُرَشِيّ الْأندلسي، الشاعر المعروف بابن عَمْرون1، من فحول شعراء المنصور أبي عامر صاحب الأندلسي، ومن شعره فِي المنصور، وقد أحسن ما شاء.
ذَكَرَ العَقيقَ ومنزلا بالأبْرَق ... فكفاه ما يلقى الفؤاد وما لقي
رُدَّت إِلَيْهِ صبابَة رَدَّتْه من ... فرْط التوقُّد كالذّبال المحرِقِ
من لي بمن تأبَى الْجُفُونُ لفَقْدِهِ ... أنْ لا يلتقي أو نلتقي
__________
1 الوافي بالوفيات "15/ 242".(27/308)
ريم يَرُوم وما اجترمَتْ جريمة ... قتلي ليتلف من بقائي ما بقي
لم يلق قلبي قطّ من لَحَظَاتِه ... إلا بسَهم للحُتُوف مُفَوَّقِ
وإذا رماني عَنْ قسيّ جفونه ... لم أَدْر من أيّ الجوانب "أتَّقِي"1
قَالَ الْإمَام أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْم: تذكر المنصور هذه القصيدة فِي سنة إحدى وثمانين فأعجبته، وكان سَعِيد قد مدحه بها قديمًا، فأمر لَهُ الْآن بثلاثمائة دينار.
355- ابن الْحُسَيْن الْأندلسي شاعر مُفْلِق فِي حدود الأربعمائة.
فمن شعره:
تعيِّرني أنْ لا أقيم ببلدة ... وفي مثل حالي هذه القَمَرانِ
رأت رجلا لا يشرب الماء صافيا ... ويحلو لديه وهو أحمر قانِ
لَهُ هِمَمٌ سافَرْن فِي طلب العُلَى ... نجوم الثريّا عندهنّ دَوَاني
تغرُب لمّا أن تغرّب ذِكْرُه ... عُلُوًّا كِلا هاذين مغتربانِ
356- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن وصيف، أَبُو الْحُسَيْن بْن خُشْكَنَاكَة البغدادي، الكاتب الشاعر2 النّديم، صاحب "الموصول" بالنظم، وكتاب "صناعة البلاغة"، وكان شيعيًّا مناظرًا، نادَمَ الوزير المهلّبي، وبقي إلى أيام الملك شرف الدولة، وقد نادَمَ ابن بقيّة الوزير.
فمن شعره:
سلمت بالجفون سلمى فسلمـ ... ـت إليها قلبًا سليمًا سقيما
فالقوام القويم يهتزُّ لدنًا ... زاده الهزُّ فِي النَّقي تقويما
كم لها من مقاتلٍ وقتيلٍ ... وكلامٍ بِهِ تداوي الكَلُومَا
رُبَّ ليلٍ من شعرها ونهار ... من سَنا وجهها اتخذتُ نديما
357- علِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن الْأستاذ، أَبُو الْحَسَن البصْري القطّان المقرئ المعروف بالخاشع، أحد من عُنِيَ بالقراءات ورحل فيها.
__________
1 في الأصل "أبقى".
2 الوافي بالوفيات "7/ 227".(27/309)
قرأ بمكّة عَلَى: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عيسى بْن بُنْدَار صاحب قُنْبُل، وبأنطاكية عَلَى الْأستاذ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرزّاق، وبغيرها عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الصّبّاح، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بقرة، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الرّازي صاحب الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الْأزرق، وطائفة. وتصدّر للإقراء ببغداد.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو نصر أحْمَد بْن مسرور، وأبو بكر محمد بن عمر بن زلال النَّهَاوَنْدِي.
358- أحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن أحْمَد، أَبُو بَكْر البَجَلي الجريري الْمَكِّيّ. رحّال جوّال.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السّقّاء، وأَبِي بَكْر الإسماعيلي، والمفيد، وطبقتهم.
وعنه: تمّام الرّازي، وهو أسند منه، وعَلِيّ بْن الْحَسَن الرَّبْعِي، وَأَبُو الْحَسَن بْن السّمسار، ومات قبل أوان الرّواية.
359- عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن بحر بْن بِهْرَام الوزير1، أَبُو القاسم بْن المغربي، وهو بغدادي الْأصل، والمغربي لقب جده.
وُلِد أَبُو القاسم بحلب، ونشأ بها، ووزر لصاحبها سعد الدولة أبي المعال بْن سيف الدولة بْن حمدان، ثم هرب خوفًا منه إلى مصر، وعَظُم بها، ووزر للحاكم، ثم قتله الحاكم. وكان شاعرًا أديبًا.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغني الْأزْدِيّ، وهو والد الوزير أَبِي القاسم الْحُسَيْن.
360- الْحَسَن بْن المليح بْن مُسْلِم بْن عُبَيْد اللَّه بْن طاهر بْن يحيى بْن الْحُسَيْن بْن جعفر بْن عُبَيْد اللَّه بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، الْأمير الشريف، أَبُو مُحَمَّد العلوي الحسيني الْمَدَنِيّ، أمير المدينة وابْن أميرها. أَبِي طاهر.
قَالَ أَبُو الغنائم النَّسَّابة فِي كتاب "نُزْهة العيون": حكى الشريف حسن بْن المليح قَالَ: قدمت عَلَى بكجور نائب دمشق. قلت: وليها في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
__________
1 وفيات الأعيان "2/ 172".(27/310)
قَالَ: فأتيته وأنا شابّ، وكان يحبّ العلويين، وكان أَبِي إذ ذاك أمير المدينة، فنزلت فِي فندق الطائي بسوق القمح من دمشق، وأهديت لَهُ شَعرًا مِنْ شَعر النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحكاية، وأنّ بكجور وصله بأشياء، فلما خرج، قَالَ بعض الحاضرين: كيف يكون هذا شِعْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ولعلّه من شعر أهل بيته، قال: فتغيّر عليّ ثاني يوم، ثم بلغني ذَلِكَ، فتألّمت، وجئته، وقلت: أشتهي تردّ عليّ هديتي، فأحضره، فطلبت مِنْقَلَ نارٍ، فأُحْضِر، فوضعت الشَعْر، وكان أربع عشرة شعرة، عَلَى ذَلِكَ الحجر، فلم يحترق، فبكى الْأمير وقَالَ: يا حَيَانا من رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبالغ فِي كرامتي، حتى أنَّني لما ركبت، أخذ بركابي وقبّل رِجْلي.
361- مُحَمَّد بْن عُمَر، أَبُو الْحَسَن الْأنباري1، الشاعر الَّذِي رثى الوزير ابن بقيّة بكلمته البديعة.
عُلُوٌّ في الحياة والممات
توفي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة.
362- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان الخَوْلاني، أَبُو بَكْر القُرْطُبي الزّاهد، ويعرف بالعَوّاد. رَوَى المُوَطَّأ عَنْ أَبِي عيسى يحيى بْن عَبْد اللَّه، وغيره.
حدّث عَنْهُ: أَبُو الوليد بْن الفَرَضِيّ، وابْن أخيه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه والد أحْمَد بْن مُحَمَّد الخَوْلاني، بلغنا أَنَّهُ تُوُفِّي بعسقلان.
363- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الحميد الصَّنعاني.
سَمِعَ من: إِسْحَاق الدَّبَرِي جملة صالحة، وحدّث بمكّة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم فِي "المستدرك".
364- مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى عِيسَى بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن معْبد بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطّلب2، الرئيس الْأنبل، أَبُو عَبْد اللَّه الهاشمي، والد الشريف أبي بكر أحمد.
حدث عن جعفر الفريابي، وكان ثقة.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 35".
2 تاريخ بغداد "2/ 404".(27/311)
قَالَ الخطيب: رَوَى عَنْهُ ولده أَبُو بَكْر، قَالَ: وإليه انتهت رئاسة العبّاسيين فِي زمانه.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الطَّبري، رَأَيْت ثلاثة لا يُزَاحَمُون، يعني فِي السُّؤدد: أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن أحْمَد الموسوي الطّالبي، والد الشريف المُرْتَضي، وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي، وَأَبُو بَكْر الْأكفاني، صدر الشهود.(27/312)
الفهرس العام للكتاب:
الطبقة التاسعة والثلاثين:
"381-400هـ":
الصفحة الموضوع
"حوادث سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة"
3 القبض على الطائع لله
3 ظهور أمر القادر بالله
3 شغب الديلم والترك
4 كتاب القادر بالله إلى بهاء الدولة
4 اسم القادر بالله
5 شعر الرضي الشريف
5 صفة القادر بالله
5 الفتنة في عيد الغدير
6 حج أهل العراق
6 خروج الراشد بالله إلى الرملة
6 بزال يستولي على دمشق
6 غزوة باسيل إلى شيزر وطرابلس
6 الطائع يخلع نفسه مكرها
"حوادث سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة"
7 استيلاء الكوكبي على أمور بهاء الدولة
7 شغب الجند
7 تسليم الطائع لله إلى القادر بالله
8 ولادة محمد بن القادر بالله
8 قحط بغداد
"حوادث سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة"
8 حرب الخان ونوح بن منصور
8 شغب الجند(27/313)
الصفحة الموضوع
8 زواج القادر بالله من بنت بهاء الدولة
8 غلاء القمح والدقيق
9 سابور يعمر دار العلم
"حوادث سنة أربع وثمانين وثلاثمائة"
9 ظهور العيارين ببغداد
9 عودة الحاج
9 ولاية نقابة العباسيين
9 زواج مهذب الدولة
9 اتفاق ابن سمجور وفائق على حرب ابن نوح
"حوادث سنة خمس وثمانين وثلاثمائة"
10 ابن حسنويه يدفع إلى الأصيفر عوضًا عن الركب العراقي
"حوادث سنة ست وثمانين وثلاثمائة"
10 الكشف عن قبر عتيق بالبصرة
"حوادث سنة سبع وثمانين وثلاثمائة"
10 وفاة فخر الدولة بن بويه
"حوادث سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة"
11 القادر بالله يقبض على كاتبه
11 نزول البرد ببغداد
11 مجيء رسولين إلى القادر بالله
11 أعجوبة هلاك تسعة ملوك في سنتين
11 شعر الثعالبي بهذه المناسبة
"حوادث سنة تسع وثمانين وثلاثمائة"
12 احتفال الشيعة والسنة بيوم الغدير
12 عزل ملك ما وراء النهر
12 موت عبد الملك بن نوح
"حوادث سنة تسعين وثلاثمائة"
13 ظهور معدن الذهب بسجستان
13 تقليد القضاء للضبي ببغداد والكوفة
13 فحل بن تميم يتولى نيابة دمشق(27/314)
الصفحة الموضوع
"تراجم الوفيات"
"وفيات سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
13 1- أحْمَد بن إبراهيم بن تمّام، أبو بكر السكسكي، قاضي بعلبك
13 2- أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري
14 3- أحمد بن الحسين بن مهران، النيسابوري المقرئ العابد
14 4- أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه
15 5- أحْمَد بن محمد بن الفضل بن الجرّاح
15 6- إبراهيم بن محمد بن محفوظ بن معقل، أبو إسحاق النيسابوري
"حرف الباء"
15 7- بزال الأمير
15 8- بكجور التركي، الأمير أبو الفوارس
15 9- بشر بن الحسين الشيرازي، أبو سعيد قاضي القضاة
"حرف الجيم"
16 10- جوهر القائد الرومي
"حرف الحاء"
17 11- الحَسَن بْن محمد بْن جعفر الأصبهاني
17 12- الحسين بن عمر بن عمران بن حُبَيش
17 13- الحسين بن موسى بن سعيد، المصري
17 14- حمدان بن أحمد بن مشارك الهروي
18 15- حيان القرطبي، أبو بكر الزاهد
"حرف الخاء"
18 16- خَلَفُ بن إبراهيم بن عصمة الشبلي النيسابُوري
"حرف السين"
18 17- سنبان بن محمد الضبعي البصري
"حرف الشين"
18 18- شريف بن سيف الدولة، أبو المعالي
"حرف العين"
19 19- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن حمويه أبو محمد السرخسي
19 20- عبد اللَّه بن محمد بن بكر بن عبد الرزاق البصري التمار(27/315)
الصفحة الموضوع
19 21- عبد الرحمن بن عبد اللَّه المالكي الفقيه الجوهري
20 22- عبد الرحيم بن محمد بن حمدون بن نجار الفقيه البخاري
20 23- عبد العزيز بن عليّ بن مُحَمَّد بن إسحاق بن الفرج، المصري
20 24- عُبَيْد اللَّه بن أحْمَد بن معروف، أَبُو محمد البغدادي المعتزلي
21 25- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد، أبو الفضل الزهري
21 26- عتاب بن هارون بن عَتَّاب بن بِشْر، أبو أيوب الغافقي
22 27- عثمان بن جعفر، أَبُو عمرو الجواليقي البغدادي
22 28- علي بن أحمد بن صالح المقرئ القزويني
22 29- علي بن محمد بن عُبَيْد اللَّه الزهري، أبو الحسن
"حرف الميم"
22 30- محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان
24 31- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم النيسابوري
25 32- محمد بن حسين بن شنظير، أبو عبد الله الأموي
25 33- محمد بن خثيم بن ثاقب، أَبُو بكر البخاري الصفار
25 34- محمد بن سعيد بن قرط، أَبُو عبد الله بن الصابوني
25 35- محمد بن عبد اللَّه، أَبُو الحسن النَّحْوِي الوراق
25 36- محمد بن عبد اللَّه بن عمرو، أَبُو جعفر الهروي
25 37- محمد بن علي بن الحسن بن سُوَيْد البغدادي
26 38- محمد بن القاسم بن أحمد فاذشاه، الأصبهاني
26 39- محمد بن موسى بن مصباح بن عيسى، أبو بكر القرطبي
26 40- محمد بن يَبْقَى بن زَرْب بن يزيد، القرطبي
27 41- محمد بن يوسف بن محمد بن دُوست، أبو بكر البغدادي
27 42- مظفر بن الحسن بن المهنَّد، أَبُو الحسن السّلماسي
27 43- مُعَاذ بن محمد بن يعقوب، أَبُو القاسم الزاهد
27 44- منير الصقلبي الخادم، غلام الوزير
"حرف الهاء"
28 45- هارون بن عتاب بن بشر، أبو أيوب الشذوني الغافقي
"حرف الياء"
28 46- يعقوب بن موسى، أبو الحسين الأردبيلي(27/316)
الصفحة الموضوع
"وفيات سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
28 47- أحْمَد بن أبان بن سيد، أبو القاسم الأندلسي
29 48- أحْمَد بن بندار بن محمد بن عبد الله بن مهران الأستراباذي
29 49- أحْمَد بن عبيد اللَّه بن علي، أخو القائم محمد بن المهدي
29 50- أحمد بن عتبة بن مكين، الأطروش
29 51- أحْمَد بن علي بن عمر، أَبُو الحسين البغدادي
29 52- أحمد بن محمد بن رجاء القاضي، أبو حامد السرخسي
30 53- أحمد بن ثابت، أبو العباس الشيرزي الحافظ
"حرف الحاء"
30 54- الحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن سعيد، أبو أحمد العسكري الإمام
"حرف السين"
31 55- سليمان بن عبد الرحمن بن سليمان بن معاوية القرطبي
"حرف العين"
32 56- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، الفقيه
32 57- عَبْد اللَّه بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن علي بن بيان الصفار
33 58- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب بن نصير بن عبد الوهاب
33 59- عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم، أَبُو حاتم المقرئ
33 60- عبد الواحد بن أحْمَد بن القاسم، أَبُو بكر الزهري
33 61- عبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي الصوفي
34 62- عمر بن أحْمَد بن هارون، أَبُو حفص الآجري البغدادي
34 63- علي بن مكّي بن علي بن حسين، أبو الحسن الهمذاني
"حرف الميم"
34 64- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بن خير، القرطبي
35 65- محمد بن العبّاس بن محمد بن زكريّا بن يحيى، الخزاز
35 66- مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم بْن أحْمَد بْن إسحاق، أبو بكر الأزدي
35 67- محمد بن علي بن محمد بن شنبويه الأصبهاني
36 68- محمد بن الفضل بن علي، َأَبُو الحسن الحربي الناقد
36 69- محمد بن محمد بن سمعان، أَبُو منصور الحيري
36 70- محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي(27/317)
الصفحة الموضوع
"وفيات سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
36 71- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد العلامة البغولني النيسابوري
36 72- أحْمَد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب
37 73- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم بْن كنانة، أبو عمران القرطبي
37 74- أحْمَد بن جعفر بن الحسن البلديّ الواعظ
38 75- أحمد بن عمر بن الرويح
38 76- أحْمَد بن عمر بن يزيد، أَبُو العبّاس الدوغي الوكيل
38 77- أحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله، أبو عَمْرو الزودي
38 78- أحمد بن محمد بن إبراهيم، النيسابوري المزكي
38 79- أحْمَد بن محمد بن حمّوَيْه، أَبُو الوفاء النيسابوري المزكي
39 80- أحمد بن محمد بن إسحاق، أبو علي النيسابوري
39 81- إسحاق بن حمشاد، أَبُو يعقوب النيسابُوري الزَّاهد
"حرف التاء"
39 82- تمام بن عبد الله بن تمام، الطليطي
"حرف الثاء"
39 83- ثقف الحبشي
"حرف الجيم"
40 84- جعفر بْن عَبْد اللَّه بْن يعقوب الفنّاكي، أبو القاسم الرازي
40 85- جَعْفَر بن محمد بن عَليّ، أَبُو محمد الطاهري
"حرف الحاء"
41 86- الحسن بن أحمد بن سعيد، أبو علي المالكي المؤذن
41 87- حضرمي بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد الدمشقي
"حرف الزاي"
41 88- زياد بن محمد بن زياد بن الهيثم، أبو العباس الجرجاني
"حرف السّين"
41 89- سعيد بن أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني العسال
"حرف الصاد"
41 90- صَفْرُ بن عبد اللَّه، أَبُو عبد اللَّه الهمذاني الخفاف(27/318)
الصفحة الموضوع
"حرف الطاء"
42 91- طاهر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم البغدادي، أَبُو عبد اللَّه الكاتب
"حرف الظاء"
42 92- ظفر بن إبراهيم بن ظفرن أبو القاسم البصري الزهيري
"حرف العين"
42 93- عبد الله بن عطية بن حبيب، أَبُو محمد المقرئ المفسر
42 94- عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم، أبو محمد الأندلسي
43 95- عَبْد السلام بْن الْحُسَيْن، أَبُو غالب المأموني
43 96- عَبْد الصمد بْن أحْمَد بْن خنبش، أَبُو الفتح الخولاني الحمصي
43 97- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن زياد، الجرادي
44 98- عَلِيّ بْن حسّان بْن القاسم، أَبُو الْحَسَن الجدلي الدممي
"حرف الميم"
44 99- مجاهد بْن أصبغ بْن حسّان بْن جرير، أبو الحسن الأندلسي
44 100- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، الجرجاني
45 101- محمد بن إسحاق بن محمد، الكيساني القزويني
45 102- مُحَمَّد بْن حامد، أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ الحنفي
45 103- مُحَمَّد بْن صالح بْن مُحَمَّد بْن سعْد بن نزار الأندلسي
45 104- مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَبُو بَكْر الخوارزمي الشاعر
46 105- محمد بن أَبِي عمرو عثمان بْن أحْمَد بْن السّمّاك
46 106- مُحَمَّد بْن عدِيّ بْن عَلِيّ بْن عدِيّ بن زهير البصري
47 107- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أدهم الْجَيَّاني، أَبُو عبد الله
47 108- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى، أبو بكر الأصبهاني
"حرف النون"
47 109- نصر بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بن منصور العطار
"حرف الياء"
48 110- يحيى بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسن، المخلدي النيسابوري
48 111- يوسف بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عُمَر الهمذاني
"وفيات سنة أربع وثمانين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
48 112- أحْمَد بْن الْحَسَن بْن القاسم، أَبُو بَكْر الهمذاني(27/319)
الصفحة الموضوع
49 113- أحْمَد بْن سهل بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو حامد الأنصاري
49 114- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن عَون، أبو بكر المعمري
49 115- أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسرائيل
49 116- إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن غالب، أبو إسحاق التمار
50 117- إِبْرَاهِيم بْن هلال بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو إِسْحَاق الصابي الحراني
51 118- إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو القاسم بن الطحان
"حرف الجيم"
51 119- جبريل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن سندول
"حرف الصاد"
52 120- صالح بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن صالح الهذيل
"حرف الطاء"
52 121- الطيب بن يمن المعتضدي البغدادي
"حرف العين"
53 122- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد، النسائي الفقيه
53 123- عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الطلقي الإستراباذي
53 124- عبد الله بن علي بن محمد، العطار المعروف بممه
53 125- عبد الله بن محمد بن سَعِيد بن محارب الأنصاري الأصطخري
54 126- عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان القاضي، أَبُو مُحَمَّد الجرجاني
54 127- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نافع، أَبُو العباس البشني الصوفي
54 128- علي بن الحسين بن محمويه، النيسابوري الصوفي الزاهد
55 129- عَلِيّ بْن زُهَير بْن عَبْد اللَّه بْن عبد الصّمد، أبو الحسن المقرئ
55 130- عَليّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، الهمذاني الأصبهاني
55 131- عَلِيّ بْن عَبْد الملك بْن سُلَيْمَان بْن دهثم الفقيه، الطرسوسي
55 132- عَلِيّ بْن حفص بْن عمرو بْن نُجَيْح، الخولاني الأندلسي
56 133- عَلِيّ بْن عيسى، أَبُو الْحَسَن النَّحْوي المعروف بالرماني
57 134- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سهل، أبو الحسن الإستراباذي
57 135- عمر بن زاذان القزويني القاضي
"حرف الميم"
57 136- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان أبو الحسن الكوفي
57 137- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حشيش أبو بكر الأصبهاني المعدل(27/320)
الصفحة الموضوع
58 138- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الكنجروذي الصبغي
58 139- محمد بن منقذ البكري الطليطي الخطيب
58 140- محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات، البغدادي
58 141- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سهل بْن مصلح الفقيه، الماسرجسي
59 142- مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى بْن عُبَيْد، أبو عبيد الله المرزباني
60 143- مُحَمَّد بْن عثمان بْن عُبَيْد بْن الخطّاب، البغدادي الصيدلاني
60 144- محمد بن محمد بن إسماعيل، البياع النيسابوري
60 145- مُحَمَّد بْن يحيى بْن وَهْب، أَبُو بَكْر القرطبي الفهري
60 146- مُحَمَّد بْن يحيى بْن عمار، أَبُو بَكْر الدمياطي
61 147- المحسن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفهم، التنوخي الأديب
61 148- منصور بن جعفر بن ملاعب، البغدادي الصيرفي
61 149- موحد بن إسحاق بن إبراهيم البري الدمشقي المتعبد
"حرف النون"
62 150- نصر بن غالب، أبو الفتح البزاز
"حرف اللام"
62 151- لاحق بْن الْحُسَيْن بْن عمران المقدسي، أَبُو عمر
"حرف الياء"
62 152- يحيى بْن عَلِيّ بْن يحيى بْن عوف، أبو القاسم القصري
62 153- يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو الفضل النَّسَفي المعدِّل
"وفيات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
63 154- أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْدوَيْه بْن سَدُوس بن علي النيسابوري
63 155- أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد الفقيه، أبو نصر النيسابوري
63 156- أحمد بْن محمد بْن إسماعيل، أبو بَكْر بن المهندس
63 157- أحمد بن محمد بن عبدوس، الحاتمي الفقيه النيسابوري
64 158- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوارث الزَّجَّاج
64 159- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الفتح المصِّيصي الجلي
69 160- إسماعيل بن عباد الصاحب، أبو القاسم
69 161- إسماعيل بن محمد بن سعيد، بن الخبازة السرقسطي
69 162- أفلح مولى الناصر عبد الرحمن بن يحيى الأموي القرطبي(27/321)
الصفحة الموضوع
"حرف الحاء"
69 163- الحسين بن علي، أبو عبيد الله النمري البصري
"حرف الدال"
69 164- دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن رباح، البغدادي البزاز
"حرف السين"
69 165- سعد بن محمد بن علي، الأزدي العراقي المعروف بالوكيل
"حرف العين"
70 166- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَليّ، أَبُو المطرف المالقي
70 167- عبد الواحد بن جعفر الناقد البغدادي
70 168- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن شاه، أَبُو الحسن الشيرازي الصوفي
70 169- علي بن أحمد بن محمد، أبو الحسن المهلبي الأديب
70 170- علي بن الحسين بن بندار، أبو الحسن الأذني
71 171- عَلِيّ بْن عُمَر بْن أحْمَد بْن مهدي بن مسعود البغدادي الدارقطني
74 172- علي بن محمد بن علي الصباح، المعروف بابن المريض
75 173- علي بن محمد بن معاذ المعدل الملقابادي
75 174- علي بن معروف البغدادي
75 175- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه القِزْوِيني القاضي
75 176- عمر بن أحمد بن عثمان بن أيوب بن أزداذ، أبو حفص الواعظ
76 177- عمر بن محمد بن موسى الجلاب
"حرف القاف"
76 178- قتادة بن محمد بن قتادة النيسابوري
"حرف الميم"
77 179- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن حم، النيسابوري الجلودي
77 180- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حامد بْن مُوسَى بْن
الْعَبَّاس، أبو بكر الأزرق الأموي المصري
77 181- محمد بن إبراهيم بن يحيى، النيسابوري الكسائي الأديب
78 182- مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الهروي القراب
78 183- محمد بن عبد الله بن محمد، أبو العباس بن سكرة الهاشمي
79 184- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نصر بن ورقاء، الأودني
79 185- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن، أَبُو بكر الأصبهاني(27/322)
الصفحة الموضوع
79 186- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حَفْصَوَيْه، أَبُو الْحَسَن السرخسي
80 187- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عثمان، البغدادي الطرازي
80 188- محمد بن موسى بن المثنى الفقيه، الآبري الداودي الطاهري
80 189- مظفر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بن برهان، المقرئ
"حرف الهاء"
81 190- هاشم بن الحجاج، أبو الوليد البطليوسي
"حرف الياء"
81 191- يوسف ابن الشَّيْخ أَبِي سَعِيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه السيرافي النحوي
81 192- يوسف بْن عُمَر بْن مسرور، أَبُو الفتح القواس الزاهد
"وفيات سنة ست وثمانين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
82 193- أحْمَد بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد المزكي النيسابوري
83 194- أحمد بن عبد الوهاب بن الحسين البغدادي القاضي
83 195- أحمد بن عبد الله بن نعيم بن الجليل، أبو حامد النعيمي
83 196- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ المدائني المعروف بالحاكم
84 197- أحمد بن محمد بن جعلان
84 198- أحْمَد بْن مُوسَى بْن أحْمَد بْن خصيب، المعروف بابن الإمام
84 199- أحْمَد بْن أَبِي اللَّيْث نصر بْن مُحَمَّد النصيبي المصري
"حرف الجيم"
84 200- جُنْدُب بْن أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن بْن خَالِد، أَبُو ذَرّ المهلّبي الأزدي الجرجاني
"حرف الحاء"
85 201- حمد بْن مُحَمَّد بْن حمدون النيسابُوري، أَبُو منصور الجوزجاني
85 202- الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن زولاق، أَبُو مُحَمَّد
"حرف السين"
85 203- سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن مسلمة بْن مُحَمَّد بن تبري، القرطبي
"حرف الصاد"
85 204- صالح بن جعفر، أبو الفرج الرازي
"حرف العين"
86 205- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حسنون(27/323)
الصفحة الموضوع
86 206- عَبَّاس بْن أصبغ بْن عَبْد العزيز الهمذاني الحجازي، القرطبي
86 207- عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن مالك، أَبُو محمد البغدادي البيع
86 208- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حسنون، أَبُو أحمد السامري البغدادي
88 209- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الخصيب بْن رسته، الأصبهاني
88 210- عبد الكبير بن محمد بن عفير، الحكمي الأندلسي
88 211- عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد، أَبُو مُحَمَّد فقيه القيروان
89 212- عبيد الله بن فرج بن مروان النحوي ويعرف بالطوطالقي
89 213- عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد الأصبهاني
89 214- عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهران الأصبهاني
89 215- علي ابن القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي المحاملي
90 216- عَلِيّ بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بن شاذان، الحميري الحربي المعروف بالسكري وبالختلي وبالصيرفي وبالكيال
91 217- عليّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد اليزدادي الرازي
"حرف الغين"
91 218- غزوان بْن القاسم بْن عَلِيّ، أَبُو عمرو المازني البغدادي المصري
"حرف الميم"
91 219- المثّنى بْن مُحَمَّد بْن المثنّى، أَبُو الهيثم الأزدي المروزي
91 220- محمد بن إبراهيم السوسي
92 221- محمد بن حسان بن محمد الفقيه، النيسابوري
92 222- محمد بن الحسن بن إبراهيم الإستراباذي المعروف بالختن
92 223- مُحَمَّد بْن خراسان، أَبُو عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ
92 224- مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن يزيد الفامي القِزْوِيني، أبو سليمان
92 225- محمد بن عبد الله بن عبد المؤمن، القرطبي المعلم
93 226- مُحَمَّد بْن عثمان بْن إِسْحَاق، أَبُو الفضل النسفي
93 227- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عطيه، أَبُو طَالِب الحارثي المكي
94 228- محمد بن عبد الله بن حمشاذ، النيسابوري الفقيه
94 229- محمد بن عمر بن سعدون، المعافري القرطبي الغضايري
94 230- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جبريل، أبو طاهر النسفي
94 231- مُحَمَّد بْن المسيب، أَبُو دَاوُد العقيلي صاحب الموصل
94 232- منصور بْن يوسف بْن بُلُكّين الصِّنْهاجي صاحب إفريقية(27/324)
الصفحة الموضوع
95 233- ميمون بْن عَبْد الغفّار بْن حَسْنَوَيْه، أَبُو سعيد المصري
95 234- أَبُو منصور العزيز باللَّه بْن المُعِزّ باللَّه أبي تميم معد بن المنصور
"حرف الياء"
97 235- يوسف بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى، أَبُو يعقوب السهمي الجرجاني
"الكنى"
97 236- أبو طالب المكي محمد بن علي
"وفيات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
97 237- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَزْدئن، القومساني النهاوندي
99 238- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سلمة، أبو بكر الغساني الدمشقي
99 239- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حماد، الأسدي الأبهري
"حرف التاء"
100 240- تميم بن إسماعيل المعروف بالفحل
"حرف الجيم"
100 241- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الفضل، أَبُو القاسم بن المارستاني الدقاق
"حرف الحاء"
100 242- الحسن بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بْن خَلَف بْن زُولاق، أَبُو محمد الليثي المصري
100 243- الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بكير، البغدادي الصيرفي
101 244- حسن بْن أحْمَد بْن النيسابُوري المحمي، أَبُو علي
101 245- الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد اللَّه البصري الريحاني
101 246- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عَبْد الله البغدادي الكاتب
102 247- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شريك، الأصبهاني الطيب
"حرف السين"
102 248- سبكتكين الأمير حاجب معز الدولة بن بويه
103 249- سلمان بْن جَعْفَر بْن فلاح، أَبُو تميم الأمير
103 250- سعيد بن خلف، أبو عثمان الصوفي
103 251- سهل بْن إِبْرَاهِيم بْن سهل بْن نوح، أبو القاسم الإستجي
"حرف الصاد"
103 252- صَدَقة بْن مُحَمَّد بْن صَدَقة، أَبُو القاسم البزاز المصري الوكيل(27/325)
الصفحة الموضوع
"حرف العين"
104 253- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم بن أسد، أبو القاسم الرازي
104 254- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن اليسع، أَبُو القاسم المقرئ
104 255- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم البغدادي الشاهد
105 256- عَبْد العزيز بْن حكم بْن أحْمَد بْن الأمير محمد الأموي القرطبي
105 257- عبد السلام بن السمح بن نابل، أبو سليمان الهواري
105 258- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن النعمان، أَبُو القاسم النيسابوري
105 259- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عبديل الهمذاني الأنماطي
106 260- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، النيسابوري البزاز
106 261- عَبْد القاهر بْن حبّان بْن عَبْد القاهر، أبو عبد الله
106 262- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خلف بْن أبي غالب، أبو القاسم البزاز
107 263- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدان، الْإمَام أبو عبد الله بن العكبري
110 264- عبيد الله بن محمد بن جرو، الأسدي الموصلي النحوي
111 265- عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن مردك بْن أحمد، البرذعي البزاز
111 266- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن شوكر البغدادي العدل
111 267- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مفلح
111 268- عَلِيّ الملك فخر الدولة، أَبُو الْحَسَن بْن ركن الدولة بن بويه
111 269- عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام، أَبُو حفص العُكْبَرِي
112 270- عمّار بْن مُحَمَّد بْن مخلد بْن جُبَيْر، أبو ذر التميمي البغدادي
"حرف القاف"
112 271- قاسم بن حمداد بْن ذي النُّون العتقي، أَبُو بَكْر القُرْطُبي
"حرف الميم"
113 272- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن عنبس، البغدادي الواعظ
116 273- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شهريار، أبو بكر الأردستاني
116 274- محمد بن الحسين بن جعفر، التيملي الكوفي النخاس
117 275- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله، الشيباني الكوفي
117 276- مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بن خزيمة، السلمي
118 277- محمد بن يحيى البوزجاني
118 278- مُحَمَّد بْن المُسَيّب بْن رافع العَقِيلي، الْأمير أبو الذواد
118 279- مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبَّاس، أَبُو عَبْد الله القرطبي البزاز(27/326)
الصفحة الموضوع
118 280- مُوسَى بْن عيسى بْن طانجور، أَبُو القاسم السراج
"حرف النون"
119 281- نوح بْن منصور بْن نوح بْن عَبْد الملك بن نصر، السلطان
"الكنى"
119 282- منجوتكين التركي العزيزي
119 283- أبو العلاء بن ماهان "عبد الوهاب بن عيسى بن ماهان"
"وفيات سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
120 284- أحْمَد بْن عَبْدان بْن مُحَمَّد بْن فرج، الشيرازي نزيل الأهواز
120 285- أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد البصير، الجذامي القرطبي
121 286- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف المزني
121 287- أحْمَد بْن منصور بْن مُحَمَّد بْن حاتم، النوشري
121 288- أَصْبَغُ بْن عَبْد اللَّه بْن مَسَرَّة، أَبُو القاسم الخياط
"حرف الباء"
121 289- بَكْر بْن مُحَمَّد بْن بَكْر بْن خُرَيْم، الطرائفي المعدل
"حرف الحاء"
122 290- الْحَسَن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ الحرشي الحيري
122 291- الحسن بن عبد الله بن سعيد، أبو علي الكندي الحمصي
122 292- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن بَشَّار، أبو علي الريحاني
122 293- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الدمشقي نزيل نيسابور
123 294- الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير، البغدادي الصيرفي
123 295- حمد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن خطاب، الخطابي البستي
"حرف السين"
125 296- سَعِيد بْن حسّان بْن العلاء، أَبُو عثمان القرطبي
"حرف الشين"
125 297- شافع بن محمد بن أبي عوانة يعقوب، أبو النضر الإسفراييني
"حرف العين"
125 298- عبيد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن مازيا
126 299- عبيد الله بن عبد الله بن الحسين البصري، المروزي
126 300- عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن منتاب، البغدادي(27/327)
الصفحة الموضوع
126 301- عُبَيْد اللَّه بن مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّه، أبو الفضل الفامي
127 302- عبد العزيز بْن يوسف، أَبُو القاسم كاتب الإنشاء
127 303- عمر بن أحمد بن إبراهيم، الإمام البرمكي الحنبلي
127 304- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عِرَاك بْن مُحَمَّد بن عراك، الحضرمي
128 305- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن، أَبُو حفص اليسع
"حرف القاف"
128 306- القاسم بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن معروف، أبو أحمد القنطري
128 307- قاسم بْن مُحَمَّد بْن قاسم بْن أَصْبَغُ بن محمد البياني، القرطبي
"حرف الميم"
128 308- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان، أَبُو النَّضْر السرمغوني النسوي
128 309- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إبراهيم، أَبُو الفرج الشنبوذي المقرئ
129 310- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مَتّ، أَبُو بَكْر الإشخني
130 311- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قادم، أبو عبد الله القرطبي
130 312- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مجّ، الكشاني الكرميني
130 313- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عقيل، النيسابوري القطان
130 314- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن محمي، أَبُو بَكْر البغدادي الجوهري
131 315- محمد بن الحسن بن المظفر، البغدادي المعروف بالحاتمي
131 316- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَلِيّ، أَبُو الطيب الماذرائي
131 317- محمد بن الحسين بن مهران، أبو الفضل المروزي الحدادي
131 318- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زكريا، الشيباني الجوزقي
132 319- محمد بن عبد الله بن حمشان، أبو منصور النيسابوري
132 320- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد، أبو بكر البغدادي الكرخي
133 321- محمد بن عليّ بن أحمد، أبو بكر الأدفوي المصري
133 322- محمد بن سهل، أبو نصر النيسابوري
134 323- مُوسَى بْن يحيى، أَبُو هارون الصّدّيني الفاسي
"حرف الياء"
134 324- يوسف بْن أحْمَد بْن يوسف بْن الدخيل، أبو يعقوب الصيدلاني
"وفيات سنة تسع وثمانين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
134 325- أحمد بن سهل بن محسن، الحداد الأنصاري الطليطي(27/328)
الصفحة الموضوع
135 326- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مالك الكلائي، أبو القاسم بليط
135 327- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عابد، أَبُو عُمَر الأسدي القرطبي
"حرف الحاء"
135 328- الحسن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بن علي، النيسابوري
135 329- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَوْن، أَبُو مُحَمَّد الحريري
"حرف الزاي"
136 330- زاهر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى، أبو علي السرخسي
"حرف السين"
136 331- سعيد بن عثمان البطليوسي
137 332- سعيد بن يمن، أبو عثمان المرادي
"حرف الطاء"
137 333- طالب بن هجرش
"حرف العين"
137 334- الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بْن حبّان بْن مُوسَى بن حبان، الكلابي
137 335- عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المَعَافِرِي، أَبُو بَكْر القرطبي
138 336- عَبْد اللَّه بْن حامد بْن مُحَمَّد، أَبُو محمد النيسابوري
138 337- عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد الفقيه القيرواني، أبو مُحَمَّد
139 338- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خسرماه القزويني، أبو طاهر
139 339- عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن غَلْبون بن المبارك، الحلبي
139 340- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن سليمان بن حبابة، البغدادي
140 341- عثمان بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن المنتاب، البغدادي الدقاق
140 342- عُمَر بْن أحْمَد بْن عُمَر، أَبُو حفص النيسابوري الزاهد
140 343- عمر بن أحمد بن حفص البرمكي
140 344- عَلِيّ بْن أحْمَد بْن يوسف، أَبُو الْحَسَن الخدري العسقلاني
140 345- عَلِيّ بْن مُعَاذ بْن سمعان بْن أَبِي شيبة، أبو الحسن البجاني
"حرف الفاء"
141 346- فائق عميد الدولة، أبو الحسن فتى السلطان نوح بن نصر
141 347- فرج بن عيشون، أبو ثابت الأندلسي
"حرف الميم"
141 348- محبوب بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو عاصم المحبوبي(27/329)
الصفحة الموضوع
141 349- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ بْن نصير، النيسابوري
142 350- مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عَبْد الله الغافقي
142 351- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أَصْبَغُ بْن واقد، أبو عبد الله القرطبي
142 352- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن يوسف بْن يعقوب، اليعقوبي النسفي
142 353- مُحَمَّد بْن عَبْدَوس بْن حاتم، أَبُو نصر النيسابوري الدهان
142 354- مُحَمَّد بْن محمد بْن عَلِيّ، أَبُو بَكْر السرخسي النيسابوري
142 355- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن بكر، النيسابوري
142 356- مُحَمَّد بْن مكّي بْن زَرَّاع بْن هارون، أبو الهيثم الكشميهني
143 357- محمد بن النعمان بن محمد بن منصور، أبو عبد الله المغربي
"حرف الياء"
144 358- يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْأسد القيسي، أبو زكريا القرطبي
144 359- يحيى بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قاسم بن هلال
144 360- يحيى بْن هُذَيْل بْن عَبْد الملك بْن هذيل بن إسماعيل، التميمي
145 361- يحيى بن علي بن محمد ابن الملقب بالمختفي، الزيدي الهاشمي
"وفيات سنة تسعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
145 362- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَين بْن مُحَمَّد، الحماني الطبني
146 363- أحْمَد بْن الْحَسَن بْن بُنْدار، أَبُو بَكْر الأصبهاني الطرسوسي
146 364- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو بَكْر الآبندوني
146 365- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو بكر السرخسي
146 366- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن نصر بن ميمون، القرطبي الكفيف
146 367- أَحْمَد بن محمد بن يعقوب، أبو عبد الله الفارسي الوراق
147 368- أَحْمَد بْن محمد بْن أبي مُوسَى، أبو بكر الهاشمي العباسي
147 369- أحْمَد بْن هارون، أَبُو الْحُسَيْن المهلّبي البغدادي
147 370- أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، أَبُو سَعِيد الهروي
147 371- أمة السلام البغدادية
"حرف الباء"
148 372- برجوان الأستاذ
"حرف الجيم"
148 373- جيش بن محمد بن صمصامة(27/330)
الصفحة الموضوع
"حرف الحاء"
149 374- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْق، أَبُو عَلِيّ التغلبي الْجِيَّاني
149 375- الحسين بن أحمد بن جعفر، أبو عبد الله بن الكوسج
149 376- الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القُنَين البغدادي
149 377- الْحُسَيْن بْن وليد بْن نصر، أبو القاسم القرطبي العريف
"حرف السين"
150 378- سَعِيد بْن حمدون، أَبُو بَكْر القَيْسِي الْأندلسي
"حرف الطاء"
150 379- طاهر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن موسى، الشاعر
"حرف العين"
150 380- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن علي بن أبي طالب، البغدادي
151 381- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْمُؤْمِنِ بن يحيى، المعروف بابن الزيات
151 *- عبد العزيز بْن الْعَبَّاس بْن سعدون بْن يحيى الخولاني
151 382- عَبْد الحميد بْن يحيى، أَبُو مُحَمَّد البُوَيْطي
151 383- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن حمدون، النيسابوري
151 384- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن صاعد القرطبي
151 385- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن خيران، الكسائي
152 386- عبد الكريم بن موسى البزدوي النسفي
152 387- عبيد الله بن عثمان بن يحيى، بن جنيفا الدقاق
152 388- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جبريل، أبو بكر النيسابوري
153 389- عَبْدَوس بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس، أَبُو الفرج الطليطلي
153 390- عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عَوْن اللَّه القُرْطُبي، أبو الحسن
153 391- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب المروزي
153 392- عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عبيد، البغدادي الزجاج
153 393- عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن كثير، أبو حفص الكتاني
154 394- عُمَر بْن دَاوُد بْن سلمون، أَبُو حفص الأنطرطوسي الأطرابلسي
155 395- عيسى بْن سَعِيد بْن سعدان الكلبي القُرْطُبي، أبو الأصبغ
"حرف الفاء"
155 396- فحل بن تميم الأمير(27/331)
الصفحة الموضوع
"حرف القاف"
155 397- القاسم بْن ميمون بْن حمزة، أَبُو مُحَمَّد العلوي
"حرف الميم"
155 398- مُحَمَّد بْن جعفر بْن رُمَيْل، أَبُو عَبْد الله البغدادي المصري
155 399- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بن هارون، الدقاق
156 400- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمدون، أَبُو سعيد النيسابوري
156 401- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ذي النون، البجاني
156 402- مُحَمَّد بن عُمَر بْن يحيى بْن الْحُسَيْن بن أحمد الزيدي العلوي
157 403- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، أَبُو عصمة السجزي الضبعي
157 404- محمد بن يوسف بن محمد بن الجنيد، الكشي الجرجاني
157 405- المعافى بْن زكريا بْن يحيى بْن حُمَيْد القاضي، النهرواني
"حرف النون"
158 406- ناجية بن محمد، أبو الحسن الكاتب
"حرف الواو"
158 407- وَهْب بْن مُحَمَّد بْن محمود بْن إِسْمَاعِيل، أبو الحزم القرطبي
"حرف الياء"
159 408- يحيى بْن منصور، أَبُو سَعِيد البوسنجي الفقيه
159 409- يحيى بن محمد بن يوسف، المعروف بابن الجياني
"وممن كان في هذا الوقت من الوفيات غير مرتبة أبجديا"
159 410- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهلهل، أَبُو القاسم إلبيري
159 411- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد، أَبُو معشر الورّاق المَرْوَزِي
160 412- الْحَسَن بْن يحيى بْن قيس، أَبُو بَكْر المقرئ
160 413- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بن إسحاق، الحلبي
160 414- الحسين بن محمد بن إبراهيم بن شريك، الأصبهاني الغسال
160 415- الْحُسَيْن بْن أَبِي جَعْفَر بْن مُحَمَّد الخالع الرافقي
160 416- سُلَيْمَان بْن حسان، أَبُو دَاوُد بْن جُلْجُل الأندلسي الطبيب
161 417- عبد الباقي بن الحسين بن أحمد، أبو الحسن بن السقا الخراساني
162 418- عثمان بْن مُحَمَّد، أَبُو القاسم السّامِريّ الوَرّاق
162 419- عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عثمان بْن سَعِيد، أبو الحسن الغضائري(27/332)
الصفحة الموضوع
162 420- عمر بن القاسم، أبو الحسين البغدادي المقرئ المعروف بابن الحداد
163 421- عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن تميم، أَبُو القاسم القاضي
163 422- عبد الله بن محمد بن القاسم بن خلف بْن حَزْم، أَبُو الْحَسَن الثَّغْري القلعي
163 423- عثمان بْن أحْمَد بْن جَعْفَر العِجْلي، مُسْتَمْلي ابن شاهين
163 424- عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي
164 425- نصر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخليل المرجي، الموصلي
164 426- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو بكر بن خويز منداذ المالكي
164 427- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد، أَبُو الفضل الكاتب
164 428- محمد بن الحسين بن حاتم، الزغرتاني الهروي
164 429- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عزيز بْن عمران، الهمذاني التككي
165 430- محمد بن عمر بن الفضل بن المرفق، أبو بكر الصوفي
165 431- عبد الله بن أحمد بن محمد، الأصبهاني المقرئ
165 432- عَبْد الواحد بْن الحسين، أبو القاسم الصَّيْمَرِيّ الشافعي
166 433- إبراهيم بن الحسين بن حكمان، أبو منصور بن الكرخي
166 434- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن جُوري، أبو الفرج العكبري
166 435- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بُنْدار بْن مُحَمَّد بن المثنى، القسري
167 436- عتبة بن محمد بن حاتم، أبو الهيثم النيسابوري
167 437- عياش بن الحسن الخزري
167 438- مَهْدِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو سَلَمَة القُشَيْرِي النيسابُوري الصيدلاني
167 439- زيد بن رفاعة، أبو الخير
168 440- الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن علي بْن خُزَيْمَة النيسابوري
168 441- الربيع بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو الطّيّب الحاتمي الطوسي(27/333)
"الطبقة الأربعون":
الصفحة الموضوع
"حوادث سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة"
169 جلوس القادر بالله للحجاج الخراسانية
"حوادث سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة"
169 ثورة العامة ببغداد على النصارى
169 ولادة توأمين للسلطان بهاء الدولة
169 زيادة أمر الشطار ببغداد
170 غزوة السلطان محمود بن سبكتكين إلى الهند
"حوادث سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة"
170 عميد الجيوش يمنع النوح في يوم عاشوراء
170 بهاء الدولة يقبض على وزيره أبي غالب
170 خروج عميد الجيوش إلى سورا
170 نائب دمشق يضرب عنق مغربي بالرملة
171 السلطان محمود بن سبكتكين ينازل سجستان
"حوادث سنة أربع وتسعين وثلاثمائة"
171 بهاء الدولة يقلد الشريف الموسوي قضاء القضاة والحج والمظالم
171 اعتراض الأصيفر المنتفقي للحاج
"حوادث سنة خمس وتسعين وثلاثمائة"
171 العطش يحلق بالحجاج العراقيين
172 الحاكم بأمر الله يقتل بمصر جماعة من الأعيان
172 مقتل المنتصر أبي إبراهيم إسماعيل بن نوح بن نصر
173 أبو تمام ينشد في مقتل المنتصر
"حوادث سنة ست وتسعين وثلاثمائة"
173 ابن الأكفاني يتولى قضاء بغداد
173 القادر بالله يلقب قرواش ويسلمه الإمارة
173 محمد العلوي يحج بالناس ويخطب بالحرمين للحاكم صاحب مصر
"حوادث سنة سبع وتسعين وثلاثمائة"
174 خروج أبي ركوة الأموي حتى مقتله(27/334)
الصفحة الموضوع
174 الحاكم بأمر الله يقتل قائده الفضل بن عبد الله بن صالح
174 بهاء الدولة يقلد الشريف الحسني النقابة والحاج ويلقب بالرضي
175 تقليد سند الدولة علي بن مزيد ما كان لقرواش
175 ريح سوداء تثور على الحجاج
"حوادث سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة"
175 وقوع ثلج عظيم ببغداد والكوفة وعبادان
175 تكاثر العملات واللصوص ببغداد ومقتل جماعة منهم
175 الفتنة بين الهاشميين والقضاة والكبار والقتال مع أهل البصرة
176 وقوع برد بوزن خمسة دراهم
176 زلزلة تضرب الدينور وسيراف والسيف ووقوع برد
176 الحاكم بأمر الله يأمر بهدم بيعة القمامة
"حوادث سنة تسع وتسعين وثلاثمائة"
177 ريح شديدة تعصف بالعراق
177 عزل أبي عمر عن قضاء القضاة وتولية ابن أبي الشوارب
177 شعر للعصفري
177 عودة الرَّكْبُ العراقي خوفًا من ابن الجرّاح الطّائي
178 حامد بن ملهم يتولى دمشق للحاكم
178 فتنة الأندلس وثورة مُحَمَّد بْن هشام الْأمويّ عَلَى متولِّي الْأندلس
"حوادث سنة أربعمائة"
178 نهر دجلة ينقص نقصانا لم يعهد مثله
178 بناء سور منيع على مشهد علي رضي الله عنه
178 الإرجاف بموت القادر بالله وهو يقرأ القرآن بصوت عال
178 الحام بأمر الله يفتح دار جعفر الصادق بالمدينة ويأخذ ما فيها
179 الحاكم يأمر بعمارة "دار العلم" والجامع الحاكمي بالقاهرة
179 أبو الحارث محمد بن عمر العلوي يحج بالناس من العراق
179 غزوة محمود بن سبكتكين إلى الهند ووقعة نارين
180 فتن هائلة في الأندلس وانقضاء أيام الأمويين
180 دخول البربر والنصارى وقرطبة وهزيمة المهدي أمام البربر(27/335)
الصفحة الموضوع
"وفيات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
181 1- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حميد بن زريق، أبو الحسن البغدادي
181 2- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نوح، أَبُو حامد البخاري
182 3- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن هارون القرطبي
182 4- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأستاذ، السجستاني الزاهد
182 5- أحْمَد بْن يوسف بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم أبو بكر الثقفي الخشاب
182 6- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حاجب، أبو علي الكشاني
"حرف الجيم"
182 7- جَعْفَر بْن الفضل بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بن موسى البغدادي
"حرف الحاء"
185 8- حامد بْن مُحَمَّد بْن المطيّب، أَبُو منصور الماليني
185 9- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن شُعْبَة، المروزي السبخي
186 10- الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن الحجّاج، أَبُو عَبْد الله البغدادي الشاعر
"حرف السين"
187 11- سَعِيد بْن أحْمَد بْن سَعِيد بْن مُوسَى بن جدير، القرطبي
187 12- سَعِيد بْن عَلِيّ بْن شُعيب بْن عَبْد الوهّاب، أبو نصر الهمذاني
"حرف الضاد"
188 13- ضِرار بْن نافع، أَبُو عَمْرو الضّبِّي الهَرَوِي
"حرف العين"
188 14- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد السرخسي
188 15- عَبْد الله بْن محمد بْن أحمد، أبو العباس السجستاني الصوفي
188 16- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن علي بن زياد، النهدي
189 17- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد، أَبُو سهل البلْخي
189 18- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سعيد، النيسابوري
189 19- عَبْد الخالق بْن شبلون، أَبُو القاسم المغربي المالكي
189 20- عَبْد العزيز بْن أحْمَد الفقيه، أَبُو الْحَسَن الخوزي
189 21- عبد الملك بن محمد الفارسي البغدادي(27/336)
الصفحة الموضوع
190 22- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الرّازي البغدادي
190 23- عيسى بْن دَاوُد بْن الجرّاح، أَبُو القاسم بن الوزير البغدادي
"حرف الكاف"
191 24- كعب بن عمرو البلخي
"حرف الميم"
191 25- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله، أبو عمر السليطي
191 26- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن داسة الْإصبهاني الصُّوفِي
191 27- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن سُلَيْم، أَبُو بَكْر البغدادي النجاد
191 28- مُحَمَّد بْن حُمَيْد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن حميد الخزاز
192 29- محمد بن عثمان بن شهاب، المعروف بالبغوي
192 30- مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن السّمْط، أَبُو بَكْر بن الدلاء الدمشقي المعدل
192 31- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مَسْلَمة بْن سَعِيد، الأباري الأندلسي
192 32- مقلَّد بْن المُسَيّب بْن رافع، حسام الدولة، أبو حسان العقيلي
193 33- المؤمل بن أحمد بن محمد الشيباني البغدادي البزاز
194 34- مهدي بن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، أَبُو سَلَمَة النيسابُوري الصّيْدَلانِي
"حرف الهاء"
194 35- هِبَةُ اللَّه بْن مُوسَى بْن الْحَسَن، أَبُو الحسين المزني الموصلي
"حرف الواو"
194 36- وَهْبُ بْن مُحَمَّد بْن محمود الْأمويّ القُرْطُبي
"حرف الياء"
194 37- يحيى بن عبد الرحمن العاصمي النيسابوري
"وفيات سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
194 38- أحْمَد بْن سَعِيد بْن بشر، أَبُو الْعَبَّاس بن الحصار القرطبي
195 39- أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حسن، أَبُو عمر القرطبي الفقيه
195 40- أحمد بن العباس الأملوكي الطحان المصري
195 41- أحمد بن الفرج، أبو الحسن الفارسي
195 42- إبراهيم بن محمد بن محمود الأصبهاني(27/337)
الصفحة الموضوع
195 43- إِسْمَاعِيل بْن سَعِيد بْن سُوَيْد، أَبُو القاسم الْبَغْدَادِيّ
196 44- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حاجب، الكشاني السمرقندي
"حرف الحاء"
196 45- الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد الله النيسابوري
196 46- الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الضّرّاب الْمَصْرِيّ، أبو محمد
"حرف العين"
197 - عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن خالد بن روزبة الكسروي
197 47- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثرثال، أبو محمد البغدادي
197 48- عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد الفقيه، أبو محمد الأصيلي
198 49- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زيرك، أَبُو سهل التميمي الهمذاني
198 50- عبد الله بن محمد الضرير المقرئ
198 51- عَبْد الْأعلى بْن مُحَمَّد النيسابُوري الفقيه الشافعي
199 52- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شريح أحْمَد بْن محمد بن أحمد، الهروي
200 53- عبد الواحد بن مُحَمَّد بن أحمد بن مالك القزويني
200 54- عَبْد الوهاب بْن أَبِي أحْمَد مُحَمَّد بْن أحمد بن إبراهيم، الغَسَّال
200 55- عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن حُمَيْد، أَبُو عبد الله القيسي القرطبي
200 56- عثمان بْن جِنِّي، أَبُو الفتح المَوْصلي النَّحْوي
201 57- عَلِيّ بْن عَبْد العزيز القاضي، أَبُو الْحَسَن الجرجاني الشَّافِعِيّ
"حرف الميم"
203 58- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حبيب، أَبُو سهل النيسابوري
203 59- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي إِسْحَاق المزكي، النيسابوري
203 60- مُحَمَّد بْن خليفة بْن عَبْد الجبار بْن عبد الله البلوي القرطبي
203 61- مُحَمَّد بْن سعدون، أَبُو عَبْد اللَّه الْأندلسي
203 62- محمد بن عبد الرحمن بن حنشام، أبو الحسين بن البيع
203 63- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ القاضي، أَبُو عبد الله المصري
204 64- مُحَمَّد بْن عَبْد الْأعلى، أَبُو بَكْر النيسابُوري الفقيه
204 65- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن زكريا اللبان
204 66- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، أَبُو بَكْر الدقاق الفقيه الشافعي(27/338)
الصفحة الموضوع
204 67- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد، أبو سهل الضبي
204 68- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفضل، أَبُو حاتم النيسابوري الوكيل
205 69- ميمون بْن حمزة بْن الْحُسَيْن بْن حمزة، العلوي المصري
"حرف الواو"
205 70- الوليد بْن بَكْر بْن مَخْلَد بْن أَبِي دياز، أبو العباس السرقسطي
"وفيات سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة"
"حرف الألِف"
206 71- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بن سعيد، الأصبهاني
206 72- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو حاتم الطوسي الفقيه
206 73- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المَرْزُبَان بْن آزر جشنس، أبو جعفر الأبهري
207 74- إبراهيم بن أحمد بن محمد، أبو إسحاق الطبري المقرئ المالكي
207 75- إدريس بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق، أَبُو القاسم البغدادي المؤدب
208 76- إسماعيل بن حماد، أبو نصر الجوهري
209 77- أُمَيّة بْن أحْمَد بْن حمزة، أبو الْعَبَّاس القرشي المرواني الأندلسي
"حرف الحاء"
209 78- حَزْم بْن أحْمَد بْن حَزْم بْن كوثر، أبو بكر القيسي القرطبي
210 79- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد، أَبُو مُحَمَّد بن وكيع التنيسي الشاعر
210 80- الحسن بن محمد بن القاسم، أبو علي المخزومي البغدادي
210 81- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق البغدادي المعروف بابن السوطي
"حرف الخاء"
210 82- خَلَفُ بْن القاسم بْن سهل بْن أسود، أبو القاسم الأندلسي
"حرف السين"
211 83- سَعِيد بْن مُحَمَّد، أَبُو عثمان النيسابُوري السُّكّري المعدل
211 84- سُلَيْمَان بْن الفتح، أَبُو عَلِيّ بْن مَكرم السراج الموصلي
"حرف العين"
211 85- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد الرومي النيسابوري
211 86- عبد الكريم أمير المؤمنين الطائع ابن المطيع لله ابن المقتدر أبو بكر
213 87- عَبْد الملك بْن أحْمَد بْن عَبْد الملك أبو مروان القرطبي(27/339)
الصفحة الموضوع
213 88- عثمان بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد، أَبُو عَمْرو المخرمي القارئ
213 89- عمر بن زكار، أبو حفص التمار
"حرف القاف"
213 90- القاسم بن أحمد، أبو محمد التجيبي الطليطلي
"حرف الكاف"
214 91- كوهي بن الحسن، أبو محمد الفارسي
"حرف الميم"
214 92- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحَسَن بن عليّ، أبو بكر الطاهري البغدادي
214 93- محمد بن أحمد بن عبد الأعلى، المغربي المعروف بالورشي
215 94- محمد بن أحمد بن محمد بن مهدي الإسكافي، أبو عبد الله
215 95- محمد بن ثابت، أبو الحسن الصيرفي
215 96- محمد بن الحسين بن داود، العلوي النيسابوري
215 97- محمد بن عبد الله بن أبي عامر المعافري الأندلسي الملك المنصور
217 98- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس بْن عبد الرحمن، المخلص
218 99- محمد بن عبد الله بن محمد القرشي المخزومي السلامي
218 100- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن الزيدي الهمذاني
219 101- مُحَمَّد بْن يوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بن بهلول التنوخي
"حرف الواو"
219 102- وليد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو الْعَبَّاس القيسي القرطبي الزيات
"حرف الياء"
220 103- يحيى بْن محمد بْن يحيى، أبو بشر النيسابوري الكاتب
220 104- يوسف بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يوسف، أبو عمر الأستجي
"وفيات سنة أربع وتسعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
220 105- أحمد بن إبراهيم القصار
220 106- أحْمَد بْن عُمَر بْن خُرشيد قولَه، أَبُو علي الأصبهاني التاجر
221 107- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفَضْل، أَبُو الْعَبَّاس بن النهاوندي الزاهد
221 108- إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بن سيبخت، أبو الفتح(27/340)
الصفحة الموضوع
221 109- أفلح بْن يحيى القُرْطُبي مولى إِبْرَاهِيم بْن يوسف
"حرف الباء"
221 110- بدر، أَبُو الغصن مولى أحْمَد بْن قطن الزيات القرطبي
"حرف التاء"
222 111- تمصولت الأسود الأمير المصري الرافضي
"حرف الحاء"
222 112- حباشة بن حسن
"حرف السين"
222 113- سعيد بن محمد بن الفضل الفقيه، أبو سهل النيسابوري
"حرف الشين"
223 114- شاه بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو مُعاذ الهَرَوِي الماليني
"حرف الطاء"
223 115- طلحة بْن أسد بْن عَبْد اللَّه بْن المختار الرقي
"حرف العين"
223 116- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن عبد الوهاب، الأصبهاني
223 117- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن زر، الخواري الرازي
224 118- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد بْن نصرويه، النيسابوري
224 119- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أبو القاسم النيسابوري
224 120- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عثمان، النيسابوري
224 - عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد أَبُو سعيد الخلال
224 121- عَبْد السلام بْن عَلِيّ، أَبُو أحْمَد البغدادي المعلم
224 122- عَبْد الملك بْن إدريس الْأزْدِيّ، أَبُو مروان بن الجزيري الكاتب
"حرف الميم"
225 123- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله القيسي البجاني الأندلسي
225 124- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد الله الأنصاريّ الأندلُسيّ
225 125- مُحَمَّد بْن حسين بْن مُحَمَّد بْن أسد، التميمي الطبني
225 - محمد بن عبد الملك بن ضيفون اللخمي القرطبي
226 126- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن حُمَيْد، البغدادي البزاز(27/341)
الصفحة الموضوع
226 127- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو نصر الْأنماطي
226 128- محمد بن عطاء الله القرطبي النحوي
226 129- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حسّان الماليني ختن الشاركي
227 130- مُحَمَّد بْن يحيى بْن زكريّا بْن يحيى التميمي، القرطبي
"حرف اللام"
227 131- لبنى كاتبة الخليفة المستنصر بالله الأموي
"حرف الياء"
227 132- يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن زكريّا، المعروف بالحربي
228 133- يحيى بْن مُحَمَّد بْن وهب بْن مَسَرَّة بن حكم التميمي الفرجي
228 134- يعيش بن سعيد بن محمد، المعروف بابن الحجام
"وفيات سنة خمس وتسعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
228 135- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عمران، أبو العباس الأصبهاني
229 136- أحْمَد بْن فارس بْن زكريّا بْن مُحَمَّد بن حبيب، الرازي
231 137- أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن، التاهرتي البزاز
231 138- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عُمَر الزاهد، النيسابوري الخفاف
232 139- أحمد بن محمد، أبو الحسين السمناوي
232 140- إِبْرَاهِيم بْن مبشّر، أَبُو إِسْحَاق البكري الْأندلسي المغربي
"حرف الجيم"
232 141- جعفر بن عبد الرزاق الدمشقي المهندس
"حرف الحاء"
232 142- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن درستويه، أَبُو عَلِيّ الدمشقي المعدل
232 143- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان، أَبُو عَبْد الله قاضي القضاة
232 144- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي عابد، أبو القاسم
"حرف الدال"
233 145- دَاوُد بْن رضوان، أَبُو عَلِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ الفقيه الحنفي
"حرف السين"
233 146- سَعِيد بْن نصر، أَبُو عثمان مولى الناصر لدين الله الأموي(27/342)
الصفحة الموضوع
"حرف الشين"
234 147- شَيْبَةُ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن شعيب بن هارون، الشعبي
"حرف العين"
234 148- عاصم بن يحيى بن النيسابوري الزاهد
234 149- عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الْحُسَيْن النيسابُوري الحنبلي الواعظ
234 150- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أسد، الطليطلي
234 151- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، أَبُو الحسين البزاز
235 152- عَبْد الرَّحْمَن بْن طلحة بْن مُحَمَّد بْن عيسى، أبو عمر التميمي
235 153- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان، أَبُو المُطَرِّف القُشَيْري القرطبي
235 154- عبد الوارث بن سفيان بن جبرون، المعروف بالحبيب
236 155- عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن الشيرازي المقرئ المعروف بالمقنعي
236 156- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن مهران، التيمي
"حرف الميم"
236 157- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي النجود، البغدادي المقرئ
236 158- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْعَبَّاس، أَبُو الْحَسَن الإخميمي المصري
237 159- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمدان، المراري النيسابوري
237 160- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى، الملاحمي البخاري
237 161- مُحَمَّد بْن أَبِي يعقوب إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بن يحيى، الأصبهاني
241 162- محمد بن علي بن الحسين العلوي
241 163- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الفضل بْن مُحَمَّد بن عقيل، النيسابوري
241 164- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن القصّار الخلقاني النيسابوري
241 165- محمد بن علي، أبو علي البلاذري
241 166- محمد بن القاسم، أبو منصور النيسابوري
"حرف الياء"
242 167- يعقوب بن أبي إسحاق القراب الهروي
"وفيات سنة ست وتسعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
242 168- أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن شريعة، الإشبيلي(27/343)
الصفحة الموضوع
243 169- أحمد بن بيري الواسطي
243 170- أحْمَد بْن موفق، أَبُو القاسم الْأمويّ القُرْطُبي
243 171- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زكريّا الْأستاذ، أَبُو العباس الفسوي
244 172- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران، أَبُو الْحَسَن النهشلي البغدادي
244 173- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الشَّرَفي الحَضْرَمِي خطيب قرطبة
244 174- إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق النّصْري، أبو يعقوب الحنفي
244 175- إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، الجرجاني الفقيه
245 176- إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن حمدان بْن نوح، المهلبي البخاري
"حرف الحاء"
245 177- حاتم بْن عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن حاتم بن فرانك، القرطبي
"حرف الشين"
246 178- شعيب بن محمد بن شعيب، أبو صالح العجلي البيهقي
"حرف الطاء"
246 179- طَالِب بْن عثمان، أَبُو أحْمَد الْأزْدِيّ النَّحْوِيّ البغدادي
"حرف العين"
246 180- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد، أَبُو زيد القُرْطُبي العطار
247 181- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن أصبغ، أَبُو المطرف الأموي
247 182- عَبْد الوهاب بْن الْحَسَن بْن الوليد بْن موسى الكلابي الدمشقي
247 183- عَلِيّ بْن جَعْفَر، أَبُو الْحُسَيْن السِّيرَوَاني الصُّوفِي الزاهد المجاور بمكة
248 184- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يزيد، الحلبي
248 185- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن يعقوب الأستاذ، البغدادي
"حرف القاف"
250 186- قاسم بْن مُحَمَّد بْن قاسم بْن عَبَّاس، القرطبي الفراء
"حرف الميم"
250 187- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن جعفر بن محمد البحيري المزكي
250 188- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْدَوس بْن أحْمَد، النحوي النيسابوري
"ومن هذه الطبقة حرف الألف"
251 189- أحْمَد بْن محمد بْن عَبْدَوس، أَبُو بَكْر الحافظ النسوي(27/344)
الصفحة الموضوع
251 190- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس الحاتمي، أَبُو الحسن النيسابوري
251 191- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس العنزي الطرائفي
"حرف الميم"
251 192- محمد بن إسحاق النيسابوري المطوعي الكيال
251 193- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن المأمون، أبو بكر الهاشمي
252 194- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن النَّضر، أَبُو بَكْر الديباجي البغدادي
252 195- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن خَلَف بن زنبور، أبو بكر الوراق
252 196- مُحَمَّد بْن عيسى بْن مُحَمَّد بْن مُعَلَّى بن أبي ثور، الوراق
253 197- مُحَمَّد بْن نصر بْن أحْمَد بْن مالك، أبو الحسن القطيعي
"حرف النون"
253 198- نجيح بن سليمان الخولاني الأندلسي
"حرف الياء"
253 199- ياسين بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن ياسين بن النضر الباهلي
"وفيات سنة سبع وتسعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
253 200- أَصْبَغ بْن الفَرَج بْن فارس، أَبُو القاسم الطائي القرطبي
"حرف الحاء"
254 201- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو عَلِيّ الصوفي
"حرف الخاء"
254 202- خَلَف بْن سُلَيْمَان، أَبُو القاسم بْن الحجَّام القرطبي
"حرف السين"
254 203- سَعِيد بْن يوسف، أَبُو عثمان الْأمويّ الْأندلسي القلعي
255 204- سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن سيد أَبِيهِ، أَبُو عثمان الأموي الأندلسي
"حرف العين"
255 205- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن الفرج بن متويه القزويني
255 206- عبد الله بن محمد بن سَعِيد بن داود أبو محمد المديني
255 207- عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن يحيى، أَبُو يعلى الدباس
255 208- عَبْد الحميد بْن مُحَمَّد بْن القاسم الشّاشي الخانكاهي المذكر(27/345)
الصفحة الموضوع
255 209- عَبْد الرَّحْمَن بْن المُزَكِّي أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم، النيسابوري
256 210- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن أحْمَد بْن حمة، البغدادي الخلال
256 211- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق، الإنماطي المزكي
256 212- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه المعروف بابن المشاط
257 213- عَبْد الصَّمد بْن عُمَر، أَبُو القاسم الدِّينَوَرِي الواعظ
257 214- عَبْد الكريم بْن أحْمَد بْن أَبِي جدار، أبو الحسن المصري
257 215- عَبْد الملك بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم بْن معقل النسفي
257 216- عاصم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق، الهروي
257 - علي بن أحمد بن علي النيسابوري الحذاء
257 217- علي بن أحمد بن طالب المعدل
258 218- علي بن عمر الفقيه، أبو الحسن بن القصار البغدادي
258 219- عَلِيّ بْن معاوية بْن مصلح، أَبُو الْحَسَن الأندلسي
258 220- عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أبو سعد الهروي
"حرف الميم"
259 221- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبيد، أبو عبد الله الوشاء
259 222- محمد بن سعيد البوسنجي
259 223- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن جَعْفَر، البغدادي العطار
259 224- موسى بن أحمد بن سعيد القرطبي المعروف بالولد
"حرف النون"
260 225- النُّعْمَان بْن مُحَمَّد بْن محمود بْن النُّعْمَان، الجرجاني التاجر
"الكنى"
260 226- أبو سهل بن أبي بشر "محمد بن هارون النيسابوري"
260 227- أَبُو سهل مُحَمَّد بْن يحيى النيسابُوري الواعظ
260 228- أبو العباس بن واصل
"وفيات سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
261 229- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد بن سهل، القراب(27/346)
الصفحة الموضوع
261 230- أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الْعَبَّاس البُرُوجِرْدِي الوزير
261 231- أحمد بن الحسين بن يحيى، الهمذاني الملقب ببديع الزمان
264 232- أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الفرج، المعروف بابن لال
265 233- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الحافظ، أَبُو نصر الكلاباذي
266 234- أحْمَد بْن هشام بْن أُمَيّة، أَبُو عُمَر الأموي القرطبي
266 235- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أيوب، أَبُو إِسْحَاق النيسابوري
"حرف الحاء"
266 236- الْحُسَيْن بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن حمدان العنزي الجرجاني
266 237- الْحُسَيْن بْن هارون بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد الله الضبي البغدادي
"حرف السين"
267 238- سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن زهير، أبو عثمان الكلبي
267 239- سليمان بن الفتح الموصلي
"حرف العين"
267 240- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد أَبُو محمد البخاري المعروف بالبافي
268 241- عبد الواحد بن نصر بن محمد، الشاعر المعروف بالببغاء
269 242- عبيد الله بن أحمد بن علي، الصيدلاني المقرئ البغدادي
270 243- عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن عَلِيّ، أَبُو زرعة الصيدلاني البناء
270 244- علي بن أحمد، أبو الحسن الهمذاني المعروف بأقلب خف
270 245- علي بن عبد الملك بن عباس، أبو طالب القزويني النحوي
270 246- عَلِيّ بْن عَبَادِل، أَبُو حفص الرُّعَيْني الْأندلسي
270 247- علي بن محمد بن أبو الحسن النيسابوري المعروف بالخباري
"حرف الميم"
271 248- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حاتم الفقيه، أَبُو حاتم الطوسي
271 249- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، أبو عبد الله الآملي
271 250- مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن مَرْدَوَيْه، أَبُو عَبْد الله الأصبهاني
271 251- محمد بن يحيى، أبو عبد الله الجرجاني الفقيه
271 252- مفلح، أبو صالح الخادم
272 253- مظفر بن نظيف(27/347)
الصفحة الموضوع
"الكنى"
272 254- أبو سهل النيسابوري الزاهد المعروف بالبقال
"وفيات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
272 255- أحْمَد بْن أَبِي أحْمَد، أَبُو عَمْرو الفراتي الأستوائي الزاهد
272 256- أحمد بن سعيد بن إبراهيم المعروف بابن الهندي
272 257- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن لال، أَبُو بَكْر الهمذاني
273 258- أحْمَد بْن عَبْد القويّ بْن جبريل، أَبُو نزال
273 259- أحْمَد بْن عُمَر، أَبُو بَكْر بْن البقّال
273 260- أحْمَد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن محفوظ المصري الجيزي
273 261- أحْمَد بْن أَبِي عمران الهَرَوِي، أَبُو الفضل الصرام الصوفي
274 262- أحمد بن محمد بن إبراهيم بن بندار الأصبهاني
274 263- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن جعفر، أبو بكر الأصبهاني القصار
274 264- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الرّازي الضّرير، أبو العباس
275 265- أحمد بن الحسين بن معاوية
275 266- أحمد بن محمد بن ربيع بن سليمان المعروف بابن مسلمة
275 267- أحمد بن محمد بن أبي حامد الشاعر الملقب بابن الرقعمق
276 268- أحمد بن الوليد بْن هشام بْن أَبِي المفوز، أَبُو عُمَر القرطبي
276 269- إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر، العلوي الموسوي المكي
"حرف الجيم"
276 270- جُنَادَة بْن مُحَمَّد، أَبُو أسامة الْأزدي الهَرَوِي
"حرف الحاء"
277 271- الْحَسَن بْن سُلَيْمَان بْن الخير، أَبُو عَلِيّ اليافعي الأنطاكي المقرئ
277 272- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان البغدادي التاجر الشطرنجي
278 273- الحسن بن محمد العنجردي الأديب الهروي
278 274- الحسين بن حيدرة، أبو الخطاب الداوودي الطاهري الشاهد
278 275- حَكَمُ بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو العاصي السالمي السِّرَقُسْطي
278 276- حَمْد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو عَليّ الرازي الأصبهاني(27/348)
الصفحة الموضوع
"حرف الخاء"
279 277- خلف بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن اللَّيْث، أمير سجستان
"حرف الطاء"
280 278- طاهر بْن عَبْد المنعم بْن عُبَيْد اللَّه بن غلبون، أبو الحسن الحلبي
"حرف العين"
281 279- عَبْد اللَّه بْن بَكْر بْن مُحَمَّد، أَبُو أحمد الطبراني الزاهد
281 280- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن أبيض، أبو الحسن الطليطلي
281 281- عَبْد الرَّحْمَن بْن الحاجب المنصور أَبِي عامر المعروف بشنشول
283 282- عبد الملك بن الحاجب المنصور محمد الملقب بالمظفر
284 283- عَبْد الواحد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن عوف المزني الدمشقي
284 284- علي ابن الحافظ أبي سعيد عبد الرحمن الصدفي، أبو الحسن
284 285- علي بن محمد بن الخضر القزويني
"حرف الفاء"
285 286- فضل بن عبد الله بن صالح، أبو الفتوح القائد
"حرف القاف"
285 287- قَسِيم بْن أحْمَد بْن مطير، أَبُو القاسم الظهراوي المصري
"حرف الميم"
285 288- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ بْن حسين، البغدادي الكاتب
286 289- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف، أبو الحسين الرقي المقبري
287 290- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن سعيد الأموي القرطبي
287 291- محمد بن إبراهيم بن يحيى الأندلسي
287 292- محمد بن عبد الله بن عيسى المري الإمام المعروف بابن أبي زمنين
288 293- محمد بن علي بن إسحاق، العلوي المعروف بابن المهلوس
"حرف الياء"
289 294- يحيى بْن زكريّا بْن أحْمَد ابن أخت أبي بكر البلخي الشاهد
"الكنى"
289 295- أبو إسحاق الجبيناني "إبراهيم بن أحمد بن علي البكري"(27/349)
الصفحة الموضوع
"وفيات سنة أربعمائة"
"حرف الألف"
289 296- أحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن الفرج بْن أبي الحباب القرطبي النحوي
290 297- أحْمَد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر، أَبُو عَبْد اللَّه الجيزي المصري
290 298- أحْمَد بْن عمّار بْن عصمة بْن مُعاذ النسفي
290 299- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْدة، أبو جعفر الطليطلي
"حرف العين"
290 300- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بن سمقويه، النيسابوري
291 301- عَبْد الملك بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إسحاق الأزهري، الإسفراييني
292 302- عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن غياث، أَبُو بكر البغدادي الرزاز
292 303- عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الْحَسَن، أَبُو الفرج بن السخت الرقي
292 304- علي بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن المدائني الآدمي
292 305- علي بن محمد بن أحمد بن داود، أبو الحسن الخطيب
292 306- عَمْرو بْن عثمان بْن خَطَّار، أَبُو حفص القرطبي
293 307- عمران بْن الْحَسَن بْن يوسف، أَبُو الفرج الخفاف
"حرف الميم"
293 308- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن جَعْفَر الْإصبهاني الكَوْسَج
293 309- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن معارك، أَبُو القاسم العقيلي القرطبي
293 310- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى، الطليطلي المشكيالي
294 311- مُحَمَّد بْن خَلَف بْن الشوله، أَبُو عبد الله الأندلسي
294 312- مُحَمَّد بْن عمروس بْن العاصي القُرْطُبي، أَبُو عبد الله المالكي
294 313- محمد بن هشام بن عبد الجبار الأموي الملقب بالمهدي
296 314- مطهر بن أحمد بن مطهر الأشموني
"حرف الهاء"
297 315- هشام بْن عُبَيْد اللَّه بْن النّاصر لدين الله الأندلسي
"الكنى"
297 316- أبو سعيد الفلاحي الحفني النيسابوري
297 317- أبو نصر بن الحسن بن أحمد بن الحيرى النيسابوري(27/350)
الصفحة الموضوع
"المتوفون قبل الأربعمائة غير مرتبة أبجديًّا"
297 318- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سيّد أبيه، أبو عمر القرطبي
297 319- أحْمَد بْن أفلح بْن حبيب بْن عَبْد الملك، أبو عمر الأموي القرطبي
298 320- أحمد بن عيسى بن سليمان، أبو القاسم الأندلسي
298 321- أحْمَد بْن مُحَمَّد الْأديب، أَبُو طاهر الشيرازي الشاعر
298 322- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المكتفي باللَّه عَلِيّ بن المعتضد
298 323- أحمد بن محمد بن زيد، أبو سعيد القزويني المالكي
298 324- إِبْرَاهِيم بْن شاكر بْن خطاب، أَبُو إِسْحَاق القرطبي اللجام
299 325- إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن شريح، أَبُو مُحَمَّد الجرجاني
299 326- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن قطينا، أبو عبد الله البغدادي
299 327- حَكَمُ بْن مُحَمَّد بْن حَكَم، أَبُو العاصي الأموي الأطروش
299 328- مُحَمَّد بْن خَطّاب، أَبُو عَبْد اللَّه الْأزْدِيّ القرطبي النحوي
299 329- خَلَفُ بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بن زبارة المرابط
300 330- خَلَفُ بْن عيسى بْن سَعِيد الخير، أَبُو الحزم الوشقي
300 331- عَلِيّ بْن إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى المزكي
300 332- علي بن محمد بن يعقوب الرازي
300 - عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه الحاجي أبو الحسن
300 333- عمر بن القاسم، أبو الحسين المقري البغدادي
301 334- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الفهد الْأندلسي الْألْبِيري، أبو المظفر
301 335- مروان بن عبد الرحمن بن مروان الأندلسي المعروف بالطليق
302 336- مُحَمَّد بْن مَسْعُود، أَبُو عَبْد اللَّه البَجَّاني القرطبي
302 337- محمد بن مسعود، أبو عثمان الأندلسي الوراق
302 338- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ ابن النحوي الأنباري
302 339- محمد بن الحسن بن سليمان القاضي، المعروف بالباحث
303 340- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمدان النيسابوري المرادي
303 341- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق النَّديم البغدادي، أَبُو الفرج الإخباري
303 342- محمد بن أسد، أبو طاهر الأشناني
303 343- مُحَمَّد بْن الْحَسَن القاضي، أَبُو عَبْد اللَّه المصري الدقاق(27/351)
الصفحة الموضوع
303 344- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن ذهب التميمي البغدادي المذهب
304 345- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الْأمويّ، المعروف بابن الشيخ
304 - محمد بن عمر بن خشين البغدادي
"الكنى"
304 346- عَلِيّ بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أبو الحسن الرازي القصار
304 347- أبو عبد الله القمي التاجر
305 348- بديل بن أحمد بن محمد، أبو بكر الهروي
305 349- معروف بْن مُحَمَّد، أَبُو المشهور الزَّنْجاني الواعظ
305 350- أبو حيان التوحيدي "علي بن محمد بن العباس الصوفي"
306 351- أَبُو القاسم بْن مسلمة بْن أحْمَد القُرْطُبي
307 352- منصور بْن مُحَمَّد بْن منصور، أَبُو الْحَسَن البغدادي القزاز
307 353- مُحَمَّد بْن أحْمَد، أَبُو الفرج الغسّاني الدمشقي المعروف بالوأواء الشاعر
308 354- سَعِيد بْن عثمان بْن مروان الْقُرَشِيّ الْأندلسي الشاعر المعروف بابن عمرون
309 355- ابن الحسين الأندلسي الشاعر
309 356- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن وصيف، أَبُو الْحُسَيْن بن خشكناكه البغدادي
309 357- علِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن الْأستاذ، أَبُو الحسن البصري القطان
310 358- أحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن أحْمَد، أَبُو بكر البجلي الجريري
310 359- عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن يوسف بن بحر بن بهرام الوزير
310 360- الْحَسَن بْن المليح بْن مُسْلِم بْن عُبَيْد الله بن طاهر العلوي
311 361- مُحَمَّد بْن عُمَر، أَبُو الْحَسَن الْأنباري الشاعر
311 362- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان الخَوْلاني، أبو بكر المعروف بالعواد
311 363- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الحميد الصَّنعاني
311 364- مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى عيسى بْن أحْمَد بن موسى، أبو عبد الله الهاشمي الرئيس
313 فهرس الموضوعات(27/352)
المجلد الثامن والعشرون
الطبقة الحادية والأربعون
أحداث سنة إحدى وأربعمائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الحادية والأربعون احداث:
أحداث سنةإحدى وأربعمائة:
إظهار قرواش الطاعة للحاكم وخطبته
فيها ورد الخبر أنّ أبا المَنِيع قرواش بْن مُقَلّد جمع أهل المَوْصِل وأظهر عندهم طاعة الحاكم، وعرَّفهم بما عنده مِن إقامة الدّعوة لَهُ، ودعاهم إلى ذَلِكَ. فأجابوه في الظّاهر، وذلك في المحرَّم. فأعطى الخطيبَ نسخة ما خطب به، فكانت: الله أكبر، ولا إله إلا الله، وله الحمد الّذي انجلت بنوره غَمَرات الغضب، وانقهرت بقُدرته أركان النَّصْب، وأطلع بنوره شمس الحقّ من الغرب. الّذي محا بعدله جور الظَّلمة، وقصم بقُوته ظهر الفِتْنة، فعاد الحقّ إلى نصابه، والحقّ إلى أربابه، البائن بذاته، المنفرد بصفاته، الظّاهر بآياته، المتوحّد بدلالاته، لم تَفُتْه الأوقات فتسبقه ولم تُشْبهه الصُّور فتحويه الأمكنة، ولم تره العيون فتصفه الألسنة.
إلى أن قَالَ: بعد الصّلاة عَلَى الرّسول، وعلى أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين، أساسُ الفضل والرحمة، وعمار العِلْم والحِكْمة، وأصل الشّجرة الكرام النّابتة في الأرومة المقدَّسة المطهرّة، عَلَى أغصانه بواسق من تِلْكَ الشجرة1.
وقال في الخطبة الثانية: بعد الصلاة على محمد، اللهم صل على ولّيك الأكبر عليّ بن أَبِي طَالِب أَبِي الأئمّة الرّاشدين المَهْديين، اللهم صلّ عَلَى السَّبْطَيْن الطَّاهرين الحسن والحسين اللهم صلّ عَلَى الإمام المهديّ بك والّذي بلغٍ بأمرك وأظهر حُجتَّك، ونهض بالعدل في بلادك هاديا لعبادك. اللهم صلّ عَلَى القائم بأمرك، والمنصور بنصرك، الّلذين بذلا نفوسهما في رضاك، وجاهدا عِداك، وصلّ عَلَى المُعِزّ لدينك، المجاهد في سبيلك، والمُظْهِر لآياتك الحقيّة، والحجّة العليّة. اللهم وصلّ عَلَى العزيز بك، والذي تهذَّبت بِهِ البلاد. اللهم أجعل توافي صلواتك على سيّدنا ومولانا، إمام الزّمان، وحصن الإيمان، وصاحب الدّعوة العلّوية والملة النبوية، عبدك ووليك المنصور
__________
1 [خبر صحيح] : وانظر المنتظم "7/ 249 - وما بعدها" وصحيح التوثيق "7/ 480".(28/3)
أبي علي الحاكم بأمر الله، أمير المؤمنين، كما صلّيت على آبائه الرّاشدين. اللهم أَعِنْه ما ولّيته، واحفظ له ما اسْتَرْعَيْتَهُ، وانصر جيوشه وأعلامه1.
وكان السّبب أنّ رُسُل الحاكم وكتبه تكررت على قرواش، واستمالته وأفسدت نيّته.
ثم انحدر إلى الأنبار، فأمر الخطيب بهذه الخطبة، فهرب الخطيب. فسافر قرواش إلى الكوفة، فأقام بها الدّعوة في ثاني ربيع الأوّل، وأقيمت بالمدائن، وأبدى قرواش صفحة الخلاف، وعاث. فأنزعج القادُر بالله، وكاتبَ بهاء الدّولة، وأرسل في الرّسْليّة أبا بَكْر محمد بْن الطّيّب الباقلّانيّ، وحمّله قولًا طويلًا، فقال: إنّ عندك أكثر ممّا عند أمَير المؤمنين، وقد كاتبنا أبو عليّ يعني عميد الجيوش، وأمرنا بإطلاق مائة ألف دينار يستعين بها عَلَى نفقة العسكر، وإن دَعَت الحاجة إلى مسيرنا سِرنْا.
ثم نفذ إلى قرواش في ذَلِكَ، فأعتذر ووثّق مِن نفسه في إزالة ذَلِكَ، وأعاد الخطبة للقادر.
وكان الحاكم قد وجّه إلى قرواش هدايا بثلاثين ألف دينار، فسار الرَّسُول فتلقّاه قَطْعُ بالرَّقَّة فردَّ.
ولاية دمشق:
وفي ربيع الأول منها عُزِل عَنْ إمرة دمشق منير بالقائد مظفّر، فوليّ أشهرًا. ثم عُزِل بالقائد بدر العطار، ثم عُزِل بدر في أواخر العام أيضًا. وولي القائد منتجب الدّولة لؤلؤ، وكلّهم من جهة الحاكم العُبَيْديّ. ثمّ قِدم دمشقَ أبو المطاع بْن حمدان متوليا عليها مِن مصر يوم النَّحْر.
انقضاض كوكب:
وفي صفر أنقضّ وقت العصر كوكب مِن الجانب الغربيّ إلى سَمْتِ دار الخلافة، لم يُرَ أعظم منه.
زيادة دجلة:
وفي رمضان بلغت زيادة دِجْلة إحدى وعشرين ذراعًا وثُلثًا، ودخل الماء إلى أكثر
__________
1 وراجع: المنتظم "7/ 250" وما بعدها"، والبداية والنهاية "11/ 343"، والنجوم الزاهرة "4/ 225".(28/4)
الدُّور الشّاطيّة، وباب التِّبْن، وباب الشعير. وغرفت القُرى.
خروج أَبِي الفتح العلوي الملقّب بالراشد بالله:
وفيها: خرج أبو الفتح الحَسَن بْن جعفر العلويّ، ودعى إلى نفسه وتلقَّب بالراشد بالله. وكان حاكمًا عَلَى مكّة، والحجاز، وكثير من الشّام. فإنّ الحاكم بعث أمير الأمراء ياروخ نائبا إلى الشّام، فسار بأمواله وحُرمَه، فلقِيَهم في غزَّة مفرّج بْن جرّاح، فحاز جميع ما معهم وقتل ياروخ.
وسار مفرّج إلى الرملة فنهبها، وأقام بها الدّعوة للراشد بالله، وضرب السّكّة لَهُ. واستحوذت العربُ عَلَى الشّام من الفَرَما إلى طبريّة، وحاصروا الحصون.
امتناع ركْب العراق:
ولم يحجّ ركْبُ من العراق.
وفاة عميد الجيوش:
وفيها: تُوُفّي عميد الجيوش أبو عليّ الحُسين بْن جعفر عَنْ إحدى وخمسين سنة. وكان أَبُوهُ من حُجاب الملك عضُد الدّولة، فجعل أبا عليّ برسم خدمة ابنه صمصام الدّولة، فخَدمه، وخدَم بعده بهاء الدولة.
ثمّ ولّاه بهاء الدّولة تدبير العراق، فقدِم في سنة اثنتين وتسعين والفِتَن شديدة، واللّصوص قد انتشروا ففتك بهم، ثمّ غّرق طائفة، وأبطل ما تعمله الشّيعة يوم عاشوراء.
وقيل: إنّه أعطي غلامًا لَهُ دنانير في صينيّة، فقال: خُذْها عَلَى يدك.
وقال: سر من النَّجمي إلى الماصر الأعلى، فإن عرض لك معترض فدعْه بأخذها، وأعرف الموضع. فجاء نصف الّليل فقال: قد مشيتُ البلدَ كلّه، فلم يلْقني أحد. ودخل مرّة الرُّخَّجي وأحضر مالًا كثيرًا، وقال: مات نصرانيّ مصريّ ولا وارث لَهُ. فقال: نترك هذا المال، فإنْ حضر وارث وإلا أُخِذ فقال: الرُّخَّجي: فيحمل إلى خزانة مولانا إلى أن يتيقّن المال؟ فقال: لا يجوز ذَلِكَ. ثمّ جاء أخو الميّت فأخذ التّركة.
وكان مَعَ هيبته الشّديدة عادلًا. ولي العراق ثماني سِنين وسبعة أشهر، وتولّي(28/5)
الشريف الرضيّ أمره، ودفنه بمقابر قُرَيْش. وولي بعده العراق فخر الملك.
وفيه يَقُولُ الببّغاء الشاعر:
سألتُ زماني: بمن أستغيث؟ ... فقال: استغِثْ بعميد الجيوشِ
فناديتُ: ما لي من حِرْفةٍ ... فجاوب: حُوشِيت من هذا وحوشي
رجاؤك إيُّاه. يُدْنيك منه ... ولو كنتَ بالصّين أو بالعريشِ
نَبَتْ بي داري وفرَّ القريب ... وأودت ثيابي وبيعت فروشيِ
وكنتُ أُلَقَّبُ بالببّغا قديمًا ... فقد مزق الدهرُ ريشي
وكان غداءي نقيُّ الأرزّ ... فها أَنَا مقتنعٌ بالحشيش
القحط بخراسان:
وفيها كان القحط الشديد بخراسان، لا سيما بَنْيسابور، فهلكَ بنَيْسابور وضواحيها مائة ألف أو يزيدون. وعجزوا عَنْ غسل الأموات وتكفينهم. وأُكِلَتْ الجيفة والأرواث ولحوم الآدميّين أكْلًا ذريعًا، وقُبِض عَلَى أقوام بلا عدد كانوا يغتالون بني آدم ويأكلونهم. وفي ذَلِكَ يَقُولُ أبو نصر الذُّهْليّ:
قد أصبحَ الناسُ في بلاء ... وفي غلاء تداولوه
من يلزم البيت مات جوعًا ... أو يشهد النّاسَ يأكلوه
وقد أنفق محمود بْن سُبُكْتكين في هذا القَحْط أموالًا لا تحصى حتى أحيى النّاس، وجاء الغيث.
الفتنة بالأندلس:
وفيها: وقبلها جرت بالأندلس فتنة عظيمة، وبُذِلَ السّيف بقُرْطُبة، وقُتل خلقٌ كثير وتَمَّ ما لا يعبرَّ عنه، سُقناه في تراجم الأمراء1.
__________
1 وراجع: المنتظم "7/ 250 - 253"، ونهاية الأب "26/ 242"، والبداية "11/ 344"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 442".(28/6)
أحداث سنة اثنتين وأربعمائة:
عمل عاشوراء بالعراق:
أذِنَ فخرُ المُلْك أبو غالب بْن حامد الوزير الّذي قُلِّد العراق عام أول في عمل عاشوراء والنَّوْح1.
محضر الطعن في صحة نسب الخلفاء بمصر:
وفي ربيع الآخر كُتِبَ مِن الّديوان محضر في معنى الخلفاء الّذين بمصر والقَدْح في أنسابهم وعقائدهم. وقُرِئت النسخةُ ببغداد. وأُخِذَت فيها خطوط القُضاة والأئمة والأشراف بما عندهم من العِلْم والمعرفة بنسَب الدَيْصَانية، وهم منسوبون إلى دَيْصَان بْن سَعِيد الخُرّميّ، إخوانُ الكافرين، ونُطَف الشّياطين، شهادةً يُتقرَّبُ بها إلى الله. ومعتقد ما أوجب الله تعالى عَلَى العلماء أن يبيّنوه للنّاس. شهدوا جميعًا أنّ الناجم بمصر وهو منصور بْن نزار المُلَقَّب بالحاكم حكم الله عَليْهِ بالبوار، والخزْي والنّكال2، ابن مَعَد بْن إسماعيل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد، لا أسعده الله.
فإنّه لما صار سَعِيد إلى الغرب تَسَمّى بُعبَيْد الله وتلقَّب بالمهديّ. وهو ومَن تقَّدم من سلفه الأرجاس الأنجاس، عَليْهِ وعليهم اللّعنة، أدعياء خوارج لا نسبَ لهم في ولد عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه-. وأنّ ذَلِكَ باطل وزُور. وأنتم لا تعلمون أنّ أحدًا من الطّالبييّن توقَّف عَنْ إطلاق القول في هَؤلَاءِ الخوارج أنّهم أدعياء.
وقد كَانَ هذا الإنكار شائعًا بالحَرَمَيْن، وفي أوّل أمرهم بالمغرب، منتشرًا انتشارًا يمنع من أن يُدلَّس عَلَى أحدٍ كَذِبُهُم، أو يذهب وهْمٌ إلى تصديقهم. وأنّ هذا النّاجم بمصر هُوَ وسيلة كُفارٍ وفُساق فُجار زنادقة3. ولمذهب الثّنَويّة والمَجُوسية معتقدون، قد عطّلوا الحدود، وأباحوا الفروجَ، وسفكوا الدماء، وسَبّوا الأنبياءَ ولعنوا السّلف، وادعوا الربوبية.
__________
1 "خبر صحيح": ذكره ابن كثير في البداية "11/ 345".
2 النكال: يعني العقاب أو النازلة.
3 الزنادقة: هم الذين يقولون بأزلية العالم، وأطلق عليهم الزردشتية، والمانوية، وغيرهم من الثنوية، وتوسع فيه فأطلق على كل شاك أو ضال أو ملحد.(28/7)
وكتب في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة. وكتبَ خلقٌ كثير في المحضر منهم الشّريف الرضيّ، والشريف المرتضي أخوه، وابن الأزرق الموسويّ، ومحمد بْن محمد بْن عُمَر بْن أَبِي يَعْلَي العلويّون، والقاضي أبو محمد عَبْد الله بْن الأكفانيّ، والقاضي أبو محمد أبو القاسم الْجَزَريّ، والإمام أبو حامد الإسفرائينيّ، والفقيه أبو محمد الكُشفليّ، والفقيه أبو الحسين القدوريّ الحنفيّ، والفقيه أبو عليّ بْن حَمَكَان، وأبو القاسم بْن المحسّن التَّنُوخيّ، والقاضي أبو عَبْد الله الصَيْمُريّ.
إنفاق فخر الملك الأموال في العرق:
وفيها فَرّق فخر المُلْك أموالًا عظيمة في وجوه البِرّ، وبالغ في ذَلِكَ حتى كثر الدّعاء لَهُ ببغداد، وأقام دارًا هائلة أنفق عليها أموالًا طائلة.
نُصْرة يمين الدالة على الكافر:
وفيها: ورد كتاب يمين الدّولة أَبِي القاسم محمد بْن سُبكْتكين إلى القادر بالله بأنّه غزا قومًا من الكُفار، وقطع إليهم مَفَازَة، وأصابه عطش كادوا يهلكون، ثمّ تفضَّل الله عليهم بمطرٍ عظيم رواهم، ووصلوا إلى الكُفْار. وهم خلقٌ معهم ستّمائة فيل، فَنُصر عليهم وغَنِمَ وعاد.
هياج الريح عَلَى الحجّاج:
وفي آخر السنّة وردَ كتاب أمير الحاجّ محمد بْن محمد بْن عُمَر العلويّ بأنّ ريحًا سوداء هاجت عليهم بُزبالة، وفقدوا الماء، فهلك خلْق. وبلغت مزادة الماء مائة درهم. وتخفّر جماعة بني خَفَاجة وردّوا إلى الكوفة.
الاحتفال بعيد الغدير:
وعُمل الغدير. ويوم الغدير معروف عند الشّيعة، ويوم الغار لجهلةِ السُّنّة في شهر ذي الحجّة بعد الغدير بثمانية أيّام اتّخذته العامّة عنادًا للرافضة. فَعُمِل الغدير في هذه السّنة والغار في ذي الحجّة، لكن بِطُمَأنينة وسُكُون. وأظهرت القَيْنات من التعليق شيئًا كثيرًا، واستعان السُّنّة بالأتراك، فأعاروهم القماش المفتخر والحُليّ والسّلاح المذهَّب.(28/8)
هرب ناظر الزّمام بمصر:
وفي هذه الحدود هربَ مِن الدّيار المصريّة ناظر ديوان الزّمام بها، وهو الوزير أبو القاسم الحسن بْن عليّ المغربيّ حين قَتَلَ الحاكم أَبَاهُ وعمّه، وبقيَ إِلْبًا عَلَى الحاكم يسعى في زوال دولته بما استطاع. فحصل عند المفرّج بْن جّراح الطّائيّ أمير عرب الشام، وحسّن لَهُ الخروج عَلَى الحاكم، وقتل صاحب جيشه، فقتله كما ذكرناه سنة إحدى وأربعمائة.
إمامة صاحب مكة الرشد بالله:
ثمّ قَالَ أبو القاسم لحسّان ولد المفرّج بْن الجرّاح، إنّ الحَسَن بْن جعفر العلويّ صاحب مكّة لا مَطْعَن في نسبه، والصّواب أن تنصّبه إمامًا. فأجابه، ومضي أبو القاسم إلى مكة، واجتمع بأميرها وأطعمه في الإمامة، وسهَّل عَليْهِ الأمور وبايعه، وجوّز أخذ مال الكْعبة وضربِهِ دراهم، وأخذَ أموالًا من رَجُل يُعرف بالمطّوعيّ، عنده ودائع كثيرة للنّاس. واتّفق موت المطّوعيّ، فاستولى عَلَى الأموال، وتلقَّب بالراشد بالله.
واستخلف نائبًا عَلَى مكّة، وسار إلى الشّام، فتلقّاه المفرّج وابنهُ وأمراء العرب، وسلّموا عَليْهِ بإمرة المؤمنين.
وكان متقلّدًا سيفًا زعم أَنَّهُ ذو الفِقار، وكان في يده قضيب زعم أَنَّهُ قضيب النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وحوله جماعة من العلوييّن، وفي خدمته ألف عَبْد. فنزل الرّملة، وأقام العدل، واستفحل أمره، فراسلَ الحاكمُ ابن جرّاح، وبعث إِليْهِ أموالًا استماله بها. وأحسَّ الراشد بالله بذلك، فقال لابن المغربي: غَرَرْتني وأَوْقعتني في أيدي العرب، وأنا راضٍ من الغنيمة بالإياب والأمان. ورَكب إلى المفرّج بْن جرّاح وقال: قد فارقتُ نعمتي، وكشفتُ القناع في عداوة الحاكم سُكونًا إلى ذِمامك، وثقه بقولك، واعتمادًا عَلَى عهودك، وأرى ولدكَ حسّانًا قد أصلح أمره مَعَ الحاكم، وأريدُ العَوْد إلى مأمني.
فسيَّره المفرَج إلى وادي القُرى، وسيرَّ أبا القاسم المغربي إلى العراق. فقصدَ أبو القاسم فخر الملك أبا عليّ، فتوهَموا فيه أنّه يفسد الدولة العباسية، فتحسب إلى الموْصِل ونفقَ عَلَى قرواش، ثمّ عاد إلى بغداد.
أمراء دمشق:
وفي جُمَادى الأولى عُزل أبو المطاع بْن حمدان عَنْ إمرة دمشق، وأُعيد إليها بدر العطّار. ثمّ صُرِف بعد أيّام بالقائد بْن بزال، فولِيَها نحوًا من أربعة أعوام1.
__________
1 وانظر: المنتظم "7/ 250 - 257"، والنجوم الزاهرة "4/ 225 - 229"، وشذرات الذهب "3/ 160- 165"، وصحيح التوثيق "7/ 480".(28/9)
أحداث سنة ثلاثٍ وأربعمائة:
تقليد الشريف الرضيّ نقابة الطالبيين:
فيها: قُلد الشريف الرضي أبو الحسن الموسَوِيّ نقابة الطالبين في سائر الممالك، وخُلِعَتْ عَليْهِ خلعة سوداء. وهو أوّل طالبيّ خُلِعَ عَليْهِ السّواد1.
عمارة رستاق العراق:
وفيها: عَمر رُستاقَ العراق فخرُ الملك الوزير، فجاء الارتفاع لحقّ السّلطان بضعة عشر ألف كُرٍ.
اعتداء فُلَيتة الخفاجي عَلَى ركْب الحاجّ:
وفيها: في أوّلها، بل في صَفرَ، وقْعة القرعا. جاء الخبر أنّ فُلَيْتَة الخَفَاجيّ سبق الحاجّ إلى واقصة في ستّمائة من بني خَفَاجة، فغّور الماء، وطرحَ في الآبار الحنظل، وقعد ينتظر الرَّكْب. فلمّا وردوا العَقبَة حَبسهم ومنعهم العبور، وطالبهم بخمسين ألف دينار. فخافوا وضعُفُوا، وأجهدهم العطش، فهجم عَليْهم، فلم يكن عندهم مَنَعَة، فاحتوى عَلَى الجِمال والأحمال، وهلك الخلق. فقيل: إنّه هلك خمسة عشر ألف إنسان، ولم يُفلت إلا العدد اليسير. وأفلت أميرهم محمد بن محمد بن عُمَر العلويّ في نفرٍ من الكِبار في أسوأ حال بآخر رَمقَ. فورد عَلَى فخر المُلْك الوزير من هذا أعظم ما يكون، وكتبَ إلى عامل الكوفة بأن يُحسن إِلَى من توصّل ويُعينهم. وكاتب عليّ بْن مَزْيد وأمره أن يطلب العرب، وأن يُوقِع بهم. فسارَ ابن مَزْيد، فلِحقهم بالبّريّة وقد قاربوا البصرة، فأوقع بِهِم وقتل كثيرًا منهم، وأسَر القوي والد فُلَيتَةَ،
__________
1 "خبر صحيح": وانظر صحيح التوثيق "7/ 481".(28/10)
والأشتر، وأربعة عشر رجلًا من الوجوه. ووجدَ الأموال والأحمال قد تمزَّقت وتفّرقت، فانتزع ما أمكنه وعاد إلى الكوفة، وبعث الأسرى إلى بغداد، فشُهّروا وسجِنوا، وجُوع بعضهم، ثُمَّ أطعمهم المالح، وتُرِكوا على دجلة يرون الماء حَتَّى ماتوا عطشا.
انقضاض كوكب ببغداد:
وفي رمضان انقضّ كوكبٌ من المشرق ببغداد، فغلبَ ضوؤه عَلَى ضوء القمر وتقطّع قِطعًا.
جنازة بِنْت أَبِي نوح الطبيب والفتنة بسببها:
وفي شوّال أخرجت جنازة بنت أبي نوح الطبيب امرَأَة ابن إسرائيل كاتب النّاصح أَبِي الهيجاء. ومع الجنازة النوائح والطُّبولُ والزُّمور والرُّهْان والصّلْبان والشُّموع. فأنكر هاشميٌ ذَلِكَ ورجَمَ الجنازة، فوثب بعض غلمان النّاصح فضربَ الهاشميّ بدبّوس فشجّه، وهربوا بالجنازة إلى بَيْعةٍ هناك، فتبِعَتْهم العامّة، ونهبوا البيعة وما جاورَها مِن دُور النَّصارَى.
وعاد ابن إسرائيل إلى داره، فهجموا عَليْهِ، فهربَ واستجار بمخدومِه، وثارت الفتنة بين العامّة وبين غلمان النّاصح، وزادت ورُفِعَتْ المصاحف في الأسواق، وغُلقت الجوامع، وقصد الناسُ دار الخليفة، فركب ذو السَّعادتين إلى دار النَاصح، وتردّدت رسالة الخليفة بإنكار ذَلِكَ، وطُلِبَ ابن إسرائيل، فامتنع الناصح من تسليمه. فغضب الخليفة وأمر بإصلاح الطّيّار للخروج من البلد. وجمع الهاشمييّن في داره، واجتمعت العامّة يومَ الجمعة، وقصدوا دار النّاصح، ودفعهم غلمانه عَنْهَا، فقُتل رَجُل قِيلَ إنّه علويّ، فزادت الشّناعة، وامتنع الناس من صلاة الجمعة. وظفرت العامّة بقومٍ من النّصارى فقتلوهم. ثمّ بعث الناصحُ ابن إسرائيل إلى دار الخليفة، فسكنت العامّة. وأُلزِمت النّصارى بالغيار، ثمّ أُطلِقَ ابن إسرائيل.
إلزام النصارى واليهود بحمل شارات في رقابهم:
وفيها ألزمَ الحاكم صاحب مصرَ النَّصارى بحمل صلْبان خَشب، ذراع في ذراع في أعناقهم، وزن الصّليب خمسة أرطال، وفي رقاب اليهود أكَر خشب بهذا الوزن، فأسلم بسبب هذا الذُّلّ طائفة.(28/11)
النهي عَنْ تقبيل الأرض:
ونهى الأمراء عَنْ تقبيل الأرض وبَوْس اليد، ورسَم أن يقتصروا عَلَى السّلام عليكم ورحمة الله ولَبس الصّوف عَلَى جسده ورأسه، واقتصر عَلَى ركوب الحمار بغير حُجّاب ولا طرّادين.
كتاب الحاكم بأمر الله إلى ابن سبكتكين:
وفيها بعث محمود بْن سُبُكْتكين كتابًا إلى القادر بالله. وقد وردَ إِليْهِ من الحاكم صاحب مصر، يدعوه فيه إلى الطّاعة والدّخول في بيعته، وقد خرّقه وبصق عَليْهِ1.
ولاية ابن مَزْيد عَلَى أمد وديار بكر:
وفيها: قريء عهد أَبِي نصر بْن مَزْيد الكُردي عَلَى آمد وديار بَكْر، وطُوق وسُور، ولُقب "نصير الدّولة"2.
إبطال الحاجّ:
ولم يحجّ أحدٌ من العراق. ورَدّ حاجُّ خُراسان.
وفاة أيلك خان صاحب ما وراء النهر:
وفيها: مات أيلك الخان صاحب ما وراء النّهر الّذي أخذها من آل سامان بعد التسعين وثلاثمائة. وكان ملكًا شجاعًا حازمًا ظالمًا، شديد الوطأة.
وكان قد وقع بينه وبين أخيه الخان الكبير طُغان ملك التُرْك، فورث مملكته أخوه طغان، فمالأ السّلطان محمود سُبكْتكين ووالاه وهادنه، وتودَّد لَهُ، فجاست من جهة الصّين جيوش تقصد جيوش طغان وبلاد الإسلام من ديار التُّرك وما وراء النّهر يزيدون عَلَى مائة ألف خِركاه، لم يعهد الإسلام مثلها في صعيدٍ واحد، فجمع طغان جمعًا لم يُسمع بِمِثِلِه ونصره الله تعالى.
وفاة السلطان بهاء الدّولة:
ومات السّلطان بهاء الدّولة أحمد بْن عضد الدولة، وكان مصافيًا لسلطان محمود بْن سُبُكْتكين مداريا لَهُ، مُوثِرًا لِمصافاته لحكم الجوار3.
والله أعلم.
__________
1 المنتظم "7/ 262"، والنجوم الزاهرة "4/ 232".
2 المصدر السابق.
3 وانظر: البداية "11/ 348"، والكامل في التاريخ "9/ 236 - 245".(28/12)
أحداث سنة أربع وأربعمائة:
تلقيب فخر المُلك بسلطان الدولة:
في ربيع الأول انحدر فخر المُلك إلى دار الخلافة، فلما صعِد مِن الزَّبْزَب تلقّاه أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان، وقبًّل الأرض بين يديه، وفعَل الحُجاب كذلك، ودخلَ الدّار والحُجّاب بين يديهُ، وأُجلس في الرّواق، وجلس الخليفة في القُبَّة. ودُعي فخر الملك. ثمّ كثر النّاس وازدحموا، وكثر البَوسَ واللَّغَط، وعجز الحُجّابُ عَنِ الأبواب، فقال الخَليفة: يا فخر الملك، امنع من هذا الاختلاط. فرد بالدّبّوس الناسَ، ووكَل النُقباء بباب القبُة.
وقرأ ابن حاجب النُعمان عهد سلطان الدّولة بالتّقليد والألقاب. وكتب القادر بالله علامته عَليْهِ، وأُحضرت الخِلَع والتّاج والطَّوْق والسّواران واللّواءات، وتولّي عقْدهما الخليفةُ بيده، ثمّ أعطاه سيفًا وقال للخادم: اذهب قلّده بِهِ، فهو فخرٌ لَهُ ولعَقبه، يفتح بِهِ شرق الدّنيا وغَربها. وبعث ذَلِكَ إلى شِيراز مَعَ جماعة.
إبطال الحاكم للمنجّمين:
وفيها: أبطل الحاكم المنجمين من بلاده، وشددَّ في ذَلِكَ، وأعتقَ أكثر مماليكه وأحسن إليهم1.
ولاية عهد الحاكم:
وجعلَ وليّ عهده ابن عمّه عَبْد الرحيم بْن الياس، وخطب له بذلك.
__________
1 "خبر صحيح": المنتظم "7/ 266 - وما بعدها"، والنجوم الزاهرة "4/ 235"، والدرة المضيئة "288".(28/13)
حبس الحاكم للنساء:
وأمرَ بحبس النساء في بيوت. فاستمرّ، وكذلك في سنة ستّ
ملحمة الترك والصين:
وفي حدود هذه السّنة كانت الملحمة الهائلة بين ملك التُّرْك طُغان رحمه الله، وبين جيش الصّين، فَقُتِل فيها من الكُفار نحوٌ من مائة ألف، ودامت الحرب أيّامًا، ثم نزل النصر، ولله الحمد.(28/14)
أحداث سنة خمسٍ وأربعمائة:
مَنعَ النساء من الخروج في مصر:
فيها ورد الخبر أنّ الحاكم صاحب مصر حظَر عَلَى النّساء الخروج من بيوتهنّ والإطلاع من الأسطحة ودخول الحَمّامات. ومنعَ الأساكفة من عمل الخِفاف، وقتل عدة نِسوة خالفنَ أمره.
ومن كان قد لهج بالركوب في اللّيل يطوف في الأسواق. ورتَّب في كلّ درب أصحاب أخبار يطالعونه بما يتمّ. ورتّبوا عجائز يدخلن الدُّور ويكشفن ما يتمّ للنّساء، وأنّ فلانة تحبّ فلانًا ونحو هذا. فُيْنفذ من يُمسك تِلْكَ المرأة، فإذا اجتمع عنده جماعة منهنّ أمر بتغريقهم. فافتضح النّاس وضجّوا في ذَلِكَ.
ثم أمر بالنّداء: أيّما امرأةٍ خرجت من بيتها أباحت دمها. فرأى بعد النّداء عجائز، فغرقهن.
قال: فإذا ماتت امرأةٍ جاء ولها إلى قاضي القضاة يلتمس غاسلة، فيكتب إلى صاحب المعونة، فيُرسل غاسلةٍ مَعَ اثنين من عنده ثمّ تُعاد إلى منزلها. وكان قد هَمَّ بتغيير هذه السُنة.
حيلة امرَأَة:
فاتّفق أن مَر قاضي مالك بْن سَعِيد الفارقيّ، فنادته امرَأَة من رَوُزَنةٍ: أقسمتُ عليك بالحاكم وآبائه أن تقف لي. فوقفَ، فبكت بكاءٍ شديدًا وقالت: لي أخ يموت(28/14)
فبالله إلا ما حملتني إليه لأشاهده، قبل الموت. فرق لها وأرسلها مع رجلين، فأتت بابًا فدخلته. وكانت الدّار لرجلٍ يهواها وتهواه. وأتى زوجها فسأل الجيران، فأخبروه بالحال، فذهبَ إلى القاضي وصاح، وقال: أَنَا زوج المرأة وما لها أخ، وما أفارقك حتّى تردّها إليَّ. فعظُم ذَلِكَ عَلَى قاضي القُضاة، وخاف سطوة الحاكم، فطلع بالرجل إلى الحاكم مرعوبًا وقال: العفو يا أميَر المؤمنين. ثمّ شرح لَهُ القصّة. فأمره أن يركب مَعَ ذَيْنك الرجلين. فوجدوا المرأة والرجل في إزارٍ واحدٍ نائمين على سُكرٍ، فَحُملا إلى الحاكم. فسألها فأحالت عَلَى الرجل وما حسَّنه لها. وسأل الرجل فقال: هِيَ هجمت عليّ وزعمت أنّها خلْو من بعلٍ، وإنّي إنّ لم أتزوّجها سَعَتْ بي إليك لتقتلني. فأمر الحاكم بالمرأة، فلُفت في باريّة وأُحْرِقت، وضُرب الرجل ألف سوط. ثمّ عاد وشدّد عَلَى النّساء إلى أن قُتَلِ1.
تقليد القاضي ابن أَبِي الشوارب:
وفيها قلّد قاضي القضاة بالحضرة أبو الحسن أحمد بْن محمد بْن أَبِي الشّوارب بعد وفاة ابن الأكفانّي.
تقليد ابن مَزْيد أعمال بني دُبيس:
وفيها: قلّد عليّ بْن مَزْيد أعمال بني دُبَيْس بالجزيرة الأسدية.
__________
1 وراجع: وفيات الأعيان "5/ 294"، والبداية والنهاية "11/ 352"، والمنتظم "7/ 268".(28/15)
أحداث سنة ستٍّ وأربعمائة:
الفتنة بين السُّنّة والرافضة:
فيها: جرت فتنة بين السُنة والرافضة ببغداد في أوّل السنة، ومنعهم فخر المُلك مِن عمل عاشوراء.
الوباء 1 في البصرة:
وفيها وقع وباء عظيم بالبصرة.
__________
1 الوباء: يعني الطاعون، و -: كل مرض فاشٍ عام "ج" أو باء.(28/15)
تقليد الشريف المرتضى الحج والنقابة:
وقُلد الشريف المرتضى أبو القاسم الحجّ والمظالم ونقابة الطالبييّن، وجميع ما كَانَ إلى أخيه. وحضر فخر المُلك والأشراف والقُضاة قراءة عهده، وهو: " هذا ما عهد عبدُ الله أبو العّباس أحمد القادر بالله أمير المؤمنين إلى علي ابن موسى العلويّ حين قّربته إِليْهِ الأنساب الزّكيّة، وقدَّمت لديه الأسباب القّوية"، وذكر العهد.
هلاك آلاف الحجّاج:
وفي آخر صفر وردَ الخبر إلى بغداد تأخره بالهلاك الكثير من الحاج، وكانوا عشرين ألفًا، فَسلمِ منهم ستة آلاف وأنّ الأمراء اشتدّ بهم العطش حتى شربوا أبوال الجمال. ولم يحجّ أحد تِلْكَ السّنة.
غزوة ابن سُبكتكين للهند وغرق أصحابه:
وفيها: وردَ الخبر أنّ محمود بْن سُبُكْتكين غزا الهند، فَغَرَّهُ أَدِلاؤهُ وأضلّوه الطّريق، فحصل في مائّية فاضت من البحر، فغرق كثير ممّن كَانَ معه، وخاض الماء بنفسه أيّامًا ثمّ تخلَّص وعاد إلى خُراسان.
ولاية سهم الدّولة على دمشق:
وفيها: ولي إمرة دمشق سَهْم الدّولة ساتكين الحاكميّ، فولِيها سنتين وثلاثة أشهر.(28/16)
أحداث سنة سْبعٍ وأربعمائة:
احتراق مشهد الحسين:
فيها: احترق مشهد الحسين -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بكربلاء من شمعتين سقطتا في جوف اللّيل عَلَى التأزير1.
احتراق دار القطن:
وفيها: احترقت دار القطن ونهر طابق.
__________
1"خبر صحيح": ذكره في البداية والنهاية "12/ 4، 5"، والمنتظم "7/ 283".(28/16)
وقوع قبّة الصخرة:
وفيها: وقعت القُبة الكبيرة الّتي عَلَى الصّخْرة ببيت المقدس.
الفتنة بين الشيعة والسُّنة:
وفيها: هاجت الفتنة بين الشّيعة والسُّنة بواسطة، ونُهبت دُور الشّيعة الزَّيدية وأُحرِقَتْ، وهرب وجوه الشيعة والعلوين، فقصدوا علي بْن مَزْيَد واستنصروا بِهِ.
الخِلَع بالوزارة للرامُهرْمُزي:
وفيها: خُلَعِ علي أَبِي الحسن بْن الفضل الرّامَهُرْمُزِي خِلَعُ الوزارة من قِبل سلطان الدّولة. وهو الّذي بنى سور الحائرِ بمشهد الحسين.
الواقعة بين أَبِي شجاع وأخيه أَبِي الفوارس:
وفيها: كانت وقعة بين سلطان الدّولة أَبِي شجاع وبين أخيه أبي الفوارس بعد أن دخلَ شيراز وملكها.
فتح خوارزم:
وفيها: افتتح محمود بْن سُبُكْتكين خوارزم، ونقل أهلها إلى الهند.
امتناع الركْب من العِرَاقِ:
ولم يخرج رَكْبّ من العراق.(28/17)
أحداث سنة ثمان وأربعمائة:
تفاقم الفتنة بين الشيعة والسُّنّة:
وقعت الفتنةُ بين السُّنّة والشّيعة وتفاقمت، وعمل أهل نهر القلايين بابًا عَلَى موضعهم، وعمل أهلُ الكَرْخ بابًا عَلَى الدّقّاقين. وقُتل طائفة عَلَى هذين البابين. فركب المقدام أبو مقاتل، وكان عَلَى الشرطة، ليدخل الكَرْخ فمنعه أهلها وقاتلوه.
فأحرق الدّكاكين وأطراف نهر الدّجاج، وما تهيّأ لَهُ دخول.(28/17)
استتابة فقهاء المعتزلة:
قَالَ هبة الله اللالكائيّ في كتاب "السُّنة" أو في غيره: وفيها استتاب القادر بالله فُقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرأوا مِن الاعتزال والرّفْض والمقالات المخالفة للإسلام. وأخذ خطوطهم بذلك، وأنّهم مَتَى خالفوه عاقبهم.
ضعف الدّولة البويهيّة:
وضعفت دولة بني بُوَيه الدَّيْلَم، وقدِم بغدادَ سلطانُ الدّولة، فكانت النَّوبة تُضْرَب لَهُ في أوقات الصّلوات الخَمْس. وما تمّ ذَلِكَ لجدّه عَضُد الدّولة.
التنكيل بالمعتزلة والرافضة وغيرهم في خراسان:
وامتثل يمين الدّولة محمود بْن سُبُكُتكين أمرَ القادر بالله، وبَثَّ سُنَّته في أعماله بُخراسان وغيرها في قتلِ المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والْجَهْميّة والمُشَبَّهة وصَلَبهم وحبسهم وننفاهم وأمرَ بلعنهم عَلَى المنابر وشرّدهم عَنَ ديارهم، وصار ذلك سُنةً في الإسلام.
زواج سلطان الدّولة:
وفيها: تزوَّج سلطان الدّولة ببنت قرواش بْن المقلّد عَلَى خمسين ألف دينار.
إمارة الإدريسي للأندلس:
وفيها: بويع بإمارة الأندلس القاسم بن حمود الإدريسيّ، فبقي ستّ سنين، وخُلع.
قتل الدّرزيّ:
وفيها: قُتل الدُّرْزيّ الملحد لكونه ادّعى ربوبيّة الحاكم. فقُتِل وقُطّع.
إمرة سديد الدّولة بدمشق:
وفيها: ولي إمرة دمشق سديد الدّولة أبو منصور، ثم عُزِل بعد أشهر.
غزو السلطان محمود للهند:
وغزا السلطان محمود الهند، فافتتح بلادًا كثيرة من الهند، ودانت لَهُ الملوك.(28/18)
أحداث سنة تسعٍ وأربعمائة:
تكفير القائل بخلق القرآن:
في المحرم قُريء بدار الخلافة كتاب بمذاهب السُنة، وفيه: مَن قَالَ: " القرآن مخلوق " فهو كافر حلال الدّم، إلى غير ذَلِكَ من أصول السُّنّة1.
زيادة ماء البحر:
وفيها زاد ماء البحر إِلَى أن وصل إلى الأُبُلّة، ودخل البصرة.
عَود سلطان الدّولة إلى بغداد:
وفيها ردّ سلطان الدولة إلى بغداد.
فتح مهر وختُوج بالهند:
وفيها: غزا السلطان محمود الهند، وافتتح مدينتي مهرة وختوج. وكان فتحًا عزيزًا. وبين ذلك وبين غَزْنَة مسيرة ثلاثة أشهر.
قَالَ أبو النّصر في تاريخه: عدل السّلطان بعد أخذ خوارزم إلى بُسْت ثمّ إلى غّزْنة، فأتفقَ أن حشد إليه مِن أدني ما وراء النّهر زُهاء عشرين ألفًا من المطّوّعة. فحرّك من السّلطان محمود نفيرهم، وردّ من نفوس المسلمين تكبيرهم. واقتضى رأيه أن يزحف بهم إلى فتوح، وهي التي أعيت الملوك، غير كشاسب عَلَى ما زعمته المجوس، وهو ملك الملوك في زمانه، فزحف السّلطان بهم وبجنوده، وعبرَ مياه سيْحون وتلك الأودية التّي تجلّ أعماقها من الوصْف، ولم يطأ مملكةَ من تِلْكَ الممالك إلا أتاه الرَّسُول واضعًا خدّ الطّاعة، عارضًا في الخدمة الاستطاعة. إلى أن جاءه جنكي بْن شاهي وسهمي صاحب درب قشمير، عالمًا بأنه بْعثُ الله الّذي لا يرضيه إلا الإسلام أو الحسام.
__________
1 وانظر: المنتظم "7/ 289"، والبداية والنهاية "12/ 7"، وشذرات الذهب "4/ 188".(28/19)
فضمن إرشاد الطرّيق، وسار أمامه هاديا. فما زال يفتح الصّياصي والقلاع حتى مرّ بقلعة هارون، فلمّا رأى ملكُها الأرض تموج بأنصار الله ومن حولها الملائكة زُلْزِلت قدَمُه، وأشفق أن يُراقَ دمه، ورأى أن يتّقي بالإسلام بأس الله، وقد شُهِرت حدوده ونُشِرت بعذبات العذاب بنوره، فنزل في عشرة آلاف ينادون بدعوة الإسلام.
ثم سار بجيوشه إلى القلعة كلنجد، وهو من رؤوس الشّياطين، فكانت لَهُ معه ملحمة عظيمة، هلكَ فيها من الكُفار خمسون ألفًا، من بين قتيل وحريق وغريق. فعمد كلنجد إلى زوجته فقتلها، ثمّ ألحقَ بها نفسه. وغنم السلطان مائة وخمسة وثمانين فيلًا، ثمّ عطف إلى البلد الّذي يُسَمّى المعبد، وهو مهرة الهند بطالع ابنيتها الّتي تزعم أهلها أنها من بناء الجنّ، فرأى ما يخالف العادات، وتفتقد روايتها إلى الشّهادات. وهى مشتملة عَلَى بيوت أصنام بنقوشٍ مبدعة، وتزاويق تخطف البصر.
قَالَ: وكان فيما كتب بِهِ السّلطان أنّه لو أراد مُريد أن يبني ما يعادل تِلْكَ الأبنية ليعجز عنها بإنفاق مائة ألف ألف درهم، في مدة مائتي سنة، عَلَى أيدي عَمَلَة كَمَلَة، ومَهَرة سَحرةَ.
وفي جملة الأصنام خمسة من الذَّهب معمولة طول خمسة أذرُع، عينا كلّ واحدٍ منها ياقوتتان، قيمتهما خمسون ألف دينار بل أَزْيَد. وعلى آخر ياقوتة زرقاء، وزنها أربعمائة وخمسون مثقالًا. فكان جملة الذّهبيّات الموجودة عَلَى أحد الأصنام المذكورة ثمانية وتسعين ألف مثقال.
ثم أمر السلطان بسائر الأصنام فَضُربَت بالنِّفْط، وحاز من السّبايا والنّهاب ما يعجز عَنْهُ أناملُ الحُساب. ثمّ سار قُدُما يروم فتوح فتوح وخلّف معظم العسكر، فوصل إليها في شعبان سنة تسعٍ، وقد فارقها الملك إقبال منهزمًا، فتتّبع السّلطان قلاعها، وكانت سبعة عَلَى البحر، وفيها قريبٌ من عشرة آلاف بيت من الأصنام، تزعم المشركون أنها متوارثة منذ مائتي ألف سنة إلى ثلاثمائة ألف سنة كذبًا وزورًا، ففتحها كلَّها في يومٍ واحد، ثمّ أباحها لجيشه فانتهبوها. ثمّ ركض منها إلى قلعة البراهمة، وتعرف بمنح، فافتتحها وقتل بها خلقًا كثيرًا، ثمّ افتتح قلعة جنداري وهي ممن يُضرب المثل بحصانتها.
وذكر أبو النّصر ذَلِكَ مطولًا مفصّلًا بعبارته الرائقة، فأسهب وأطنب. فلقد أقَّر(28/20)
عين السّامع، وسرَّ المسلم بهذا الفتح العظيم الجامع، ولله الحمد عَلَى إعلاء كلمة الإسلام، وله الشُّكر عَلَى إقامة هذا السّلطان الهُمام.
وبعد الأربعمائة كَانَ قد غلب عَلَى بلاد ما وراء النّهر أيلك خان أخو صاحب التُرك طُغَان الكبير، وهما مهادنان للسّلطان يمين الدّولة محمود بْن سُبُكْتكين، فقويت نفوسهما عَليْهِ مكُرًا وراوغًا، وبقي كلّ واحدٍ منهما يُحيل عَلَى الآخر. فبعثوا رُسُلهم، فأكرم الرُّسُلَ، وأظهر الزّينة، وعرضَ جيشه.
قال أبو النصر محمود بْن عَبْد الجبّار: فأمر بتعبئة جيوشه وتغشية فيوله، ورتَّب العسكر سِماطين في هيئة، لو رآها قارون قَالَ: يا ليت لي مثل ما أوتي محمود. فصفّ نحو ألفي غلام تُرك في ألوان الثياب، ونحو خمسمائة غلام بقُربه بمناطق الذَّهب المرصّعة بالجواهر، وبين أيديهم أربعون فيلًا من عظام الأفيلة بغواشي الديباج. ووراء السماطين سبعمائة فيل في تجافيف مشهرة الألوان، وعامّة الجيش في سرابيل قد كدت القيون وردت العيون، وأمامهم الرجال بالعُدد، وقام في القلب كالبدر في ظُلمة الدّيجور. وأذِن للرُسُل حينئذٍ، ثمّ عُدل بهم إلى الموائد في دارٍ مفروشة بما لم يُحك عَنْ غير الجنّة. ففي كلّ مجلس دُسُوت من الذَّهب من جِفانٍ وأطباق، فيها الأواني الفائقة والآلات الرائقة، وهّيأ لخاصّ مجلسه طارم قد جُمِعَتْ ألواحه وعضادته بضباب الذَّهب وصفائحه وفُرِش بأنواع الدّيباج المذهَّب، وفيه كُوات مضلَّعة، تشتمل عَلَى أنواع الجواهر الّتي أَعْيَتُ أمثالها أكاسرة العجم، وقياصرة الروم، وملوك الهند، وأقيال العرب. وحوالي المجلس أطباق تخان من الذَّهب، مملوءة من المِسْك والعنبر والعود، وأواني لم يُسمع بمثلها. ثمّ جهّز الرُّسُل.
ووقع بين الأخوين، وتنافرا مدّة لسعادة الإسلام وسلطانه يمين الدّولة.
وكان عَلَى مملكة خوارزم الملك مأمون بْن مأمون، قد وليها بعد أخيه عليّ، فزوّجه السّلطان محمود بأخته، ثمّ طلب منه أن يذكر اسمه في الخطبة معه، فأجابَ. وامتنع من الإجابة نائبه وكُبراء دولته ولاموه. ثمّ إنّهم قتلوه غيلةً، فغضب السّلطان وسار بجيوشه لحربهم، فالتقاهم بظاهر خوارزم وظفر بهم، فسمر جماعةً من الأمراء، واستناب على خوارزم حاجبه الكبير الْتُونْتاش. وصفَت لَهُ مملكة خُراسان، وسجِسْتان، وغَزنة، وخوارزم، والغور. وافتتح نصف إقليم الهند. في عدّة غزوات وكانت سلطنته بضْعًا وثلاثين سنة كما سيأتي في ترجمته1.
__________
1 وانظر: البداية والنهاية "12/ 7"، والكامل في التاريخ "9/ 308 - 310".(28/21)
أحداث سنة عشرٍ وأربعمائة:
كتاب يمين الدّولة محمود بفتوحاته في الهند:
وردَ من يمين الدولة محمود كتابٌ بما افتتحه مِنُ الهند، وبما وصل إليه مِن أموالهم وغنائمهم، فيه: إنّ كتابَ العبد صَدَر من غزْنة لنصف المحرَّم سنة عشر، والدينُ مخصوصٌ بمزيد الإظهار، والشَّرْك مقهورٌ بجميع الأطراف والأقطار. وانتدب العبدُ لتنفيذ الأوامر وتابعَ الوقائع عَلَى كُفار السّنْد والهند. فرتّب بنواحي غَزنة العبد محمدًا مَعَ خمسة عشر ألف فارس وعشرة آلاف راجل. وانهض العبد مسعودًا مع عشرة آلاف فارس وعشرة آلاف راجل، وشحن بلح وطخارستان بأرسلان الحاجب، مَعَ اثني عشر ألف فارس، وعشرة آلاف راجل. وضبط ولاية خوارزم بالتونْتاش الحاجب مَعَ عشرين ألف فارس وعشرين ألف راجل.
وانتخب ثلاثين ألف فارس وعشرة الآف راجل لصُحبة راية الإسلام. وانضم إليه جماهير المطّوّعة.
وخرج العبدُ من غَزْنة في جُمادى الأولى سنة تسعٍ بقلبٍ منشرح لطلب السّعادة، ونفس مشتاقة إلى درك الشهّادة، ففتح قلاعًا وحصونًا، وأسلم زُهاء عشرين ألفًا من عُباد الوثن، وسلّموا قدر ألف ألف من الوَرِق، ووقع الاحتواء عَلَى ثلاثين فيلًا. وبلغ عدد الهالكين منهم خمسين ألفًا.
ووافي العبد مدينة لهم عاين زهاء ألف قصر مَشِيد، وألف بيت للأصنام، ومبلغ ما فِي الصّنم ثمانية وتسعون ألف مثقال. وقلعَ مِن الأصنام الفضّة زيادةً عَلَى ألف صنم.
ولهم صنم معظم يؤرخون مدته بجهالتهم بثلاثمائة ألف عام. وقد بنوا حول تِلْكَ الأصنام المنصوبة زُهاء عشرة ألاف بيت. فعُني العبد بتخريب تلك المدينة اعتناءَ تاماَ، ونهبها المجاهدون بالإحراق. فلم يبقى منها إلا الرسوم. وحين وجدَ الفراغ لاستيفاء الغنائم، حصل منها عشرين ألف ألف درهم، وأفردَ خُمس الرقيق، فبلغ ثلاثة وخمسين ألفًا. واستعرض ثلاثمائة وستّة وخمسين فيلًا.(28/22)
ولاية قوام الدّولة عَلَى كرمان:
وفيها جلس القادر بالله فَقُرِيء عهد الملك قوام الدّولة أَبِي الفوارس، وحُملت إِليْهِ خِلَع السّلطنة بولاية كَرْمان.
وفاة الأصيفر المنتفقي:
وفيها: مات الأُصَيْفر المنتفقيّ الذي كَانَ يأخذ الخفّارة من الحجّاج.
نيابة دمشق:
وقد ولي نيابة دمشق عدّةُ أمراء للحاكم في هذه السّنين، وكان النّاس يتعجّبون من كثرة ذَلِكَ.
ثم وليها وليُّ العهد عَبْد الرحيم بْن إلياس بْن أحمد بْن عبد العزيز العُبَيدي، وكان يوم دخوله يومًا مشهودًا موصوفًا. ثم عُزِل أقبح عزلْ بعد أشهُر، وأُخِذَ إلى مصر مُقَيدًا، بعد أن قُتل وقت القبضِ عَليْهِ جماعةٌ من أعوانه.
موت صاحب حرّان:
وفيها: مات صاحبُ حرّان وثّاب بن سابق، وتملك ابنه شبيب1.
__________
1 وراجع وفيات الأعيان "5/ 178"، والمختصر في أخبار البشر "2/ 151"، والكامل في التاريخ "9/ 312".(28/23)
بسم الله الرحمن الرحيم:
وفيات الطبقة الحادية والأربعون:
وفيات سنة إحدى وأربعمائة:
"حرف الألف":
1- أَحْمَد بْن عَبْد المُلْك بْن هاشم1: أبو عُمَر بْن المُكوي الإشبيليّ المالكي، كبير المُفْتِين بقُرْطُبَة، الّذي انتهت رئاسة العلم بالأندلس في عصره إليه.
تفقه عَلَى إِسْحَاق بن إبراهيم الفقيه، وكان حافظًا للمذاهب، مقدمًا فيه، بصيرًا بأقوال أصحاب مالك، من أهلِ المتانة في دينه، والصّلابة في رأيه، والبُعد عن هوى نفسه. القريب والبعيد عنده في الحق سواء.
دُعي إلى قضاءِ قُرطبة مرَّتين فأبى، وصنّف كتاب "الاستيعاب فِي رأي مالك" للحَكَم أمير المؤمنين، فجاء في مائة جزء.
وكان جَمْعه لَهُ مَعَ أَبِي بَكْر محمد بْن عَبْد الله القُرشي المعُيطي. ورُفع إلى الحَكَمَ فَسُرَّ بذلك، ووصلهما وقدَّمهما إلى الشُّورَى.
وُلَد أبو عُمر في سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة.
وعليه تفقه أبو عُمَر بْن عَبْد البّر، وأخذَ عَنْهُ "المُدَونة" تُوُفّي فجأة في سابع جُمادى الأولى. وكانت لَهُ جنازة عظيمة.
2- أحمد بْن عَبْدوس بْن أحمد الجُرجاني2: يروي عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ وغيره. تُوُفّي في ربيع الأولّ.
3- أحمد بْن علي بْن أحمد بْن مُحَمَّد3: أبو العباس الريغي الباغاني المقريء، الفقيه المالكي. قدمِ الأندلس سنة وسبعين، وأدَّب ولد المنصور محمد بْن أَبِي عامر. ثمّ عَلَت منزلته، وقُدم للشورى بعد أَبِي عُمَر بْن المُكوي. وكان أحد الأذكياء
__________
1 العبر "3/ 74، 75"، وكشف الظنون "1/ 81".
2 تاريخ جرجان "124"، "111" للسهمي.
3 الديباج المذهب "38".(28/24)
الموصوفين. وكان بحرًا من بحور العلم، لا سيما في القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ والأحكام.
أخذ بمصر عَنْ: أَبِي بَكْر الأْدفوي، وعبد المنعم بْن غَلْبُون. وتُوُفّي في ذي القعدة وله ستٌ وستّون سنة. وقد أخذ عَنْهُ: ابن عَتَّاب، وغيره.
4- أحمد بْن عُمَر بْن أحمد1: أبو عمر الْجُرْجانيّ المطرّز. عُرف بالبَكْراباذيّ المحدث. أحدَ مَن عُني بالرّحلة والسَّماع. أنفق مالًا جزيلًا، وسمع بإصبهان من أَبِي الشّيخ، وببغداد من القَطِيعي، وباليمن من أَبِي عَبْد الله النِقوي آخر أصحاب إِسْحَاق الدبرِي وتُوُفّي بجُرجان فِي جُمادى الأولى، وَقَدْ شاخ.
5- أَحْمَد بْن عُمَر بْن أحمد بن محمد بن عبد الواحد: أبو الحسن الكِنانيّ المصريّ، والد أَبِي الحسن عليّ الرواي عَنِ ابن حَيَّوَيْهِ النيسابوري. تُوُفّي لليلتين بقيتا من ربيع الآخر. قاله أبو إِسْحَاق الحبّال.
6- أحمد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن الحُباب بْن الْجَسُور2: أبو عُمر القُرطُبي، مولي بني أميَّة. وأمّا أبو إِسْحَاق بْن شِنظير فكناه: أبو عُمير، والأوّل أشهر. روى عنه: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بْن عبد الله بْن أَبِي دُليم، ومحمد بن معاوية القُرشي، وأحمد بن مُطرف، وجماعة. حدث عنه: الصاحبان، وأبو عُمَر بْن عبد البَرّ، وأبو عَبْد الله الخولاني، وأبو محمد بن حزم، وهو أكبر شيخ لابن حزم.
قال: وهو أول شيخٍ سمعت عليه قبل الأربعمائة ومات لأربع بقين من ذي القعدة. تُوفي أيّام الطّاعون. وكان خيّرًا فاضلًا، شاعرًا، عالي الإسناد مُكثرًا. وُلِد في حدود سنة عشرين وثلاثمائة.
قَالَ ابن عَبْد البَرّ: قرأت عَليْهِ "المُوطأ" عَنْ محمد بْن عيسى بْن رفاعة، عَنْ يحيى بْن أيّوب بْن باذي العلاف، عَنْ يحيى بْن بُكيْر. وقرأت عَليْهِ "المُدونة" عَنْ وهْب بْن مَسَرة، عَنِ ابن وضّاح، عَنْ سَحْنُون مؤلّفها.
وقرأت عَليْهِ "تفسير سُفيان بْن عُيينة"، عن قاسم بن أصبغ.
__________
1 تاريخ جرجان "121" "101" للسهمي.
2 العبر "3/ 75"، والوافي بالوفيات "7/ 330".(28/25)
7- أحمد بْن محمد بْن وسيم1: أبو عُمَر الطُّليطلي. كَانَ فقيهًا متفننًا، شاعرًا لُغويًا نَحْويا. غزا مَعَ محمد بْن تمّام إلى مَكادة. فلما انهزموا هربَ إلى قُرطبة، واتّبعه أهل طُليطلة، فصلبوه ثمّ رَمَوْه بالنَّبْل والحجارة حتّى هلك وهو يتلو سورة يس، رحمه اللَّه.
8- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن2: أبو عُبَيْد الهَروي المؤدّب اللُّغَويّ، مصنف "الغريبيَنْ" في اللُّغَة: لغة القرآن، ولغة الحديث. أخذ اللّغة عَنِ: الأزهري، وغيره.
وتُوفي في رجبٍ لستٍ خَلَوْن منه. وقد ذكره القاضي في "وَفَيَات الأَعْيان" فقال: سارَ كتابه في الآفاق، وهو من الكُتُب النافعة. ثم قَالَ: وقيل: إنّه كَانَ يحبّ البذلة، ويتناول في الخلْوة، ويعاشر أهل الأدب في مجالس الّلَذّة، والطَّرَب، عفا الله عَنْهُ وعنّا. ويقال لَهُ الفاشاني، بالفاء.
وفاشان: بفاء مَشُوبةٍ بباء، قرية من قرى هَرَاة. وذكره ابن الصّلاح في "طبقات الشّافعّية" فقال: رَوى الحديث عَنْ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين، وأبي إِسْحَاق أحمد بن محمد بن يونس البزاز الحافظ. روى عنه أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي كتابه "الغريبين".
9- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم: أبو القاسم المؤذن المقريء الخفاف. يروي عَنْ: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ. وتُوُفّي في شوّال، في الكُهُولة.
10- إبراهيم بن محمد الحافظ3: أبو مسعود الدمشقي. الصحيح وفاتة سنة أربعمائة كما تقدم.
11- آدم بن محمد بن توبة4: أبو القاسم العُكبري. مات بعُكبرا في صفر. يروي عن: النجاد، وابن قانع، وجماعة.
وعنه: أبو طاهر أحمد بن محمد الخفاف.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 25" "4".
2 البداية والنهاية "11/ 344، 345"، وهدية العارفين "1/ 70".
3 البداية والنهاية "11/ 344"، والمنتظم "7/ 252".
4 تاريخ بغداد "7/ 30"، والمنتظم "7/ 252".(28/26)
12- إسحاق بْن عليّ بْن مالك: أبو القاسم الجرجرائي الملحمي. روى عَنْ: الإسماعيليّ، ونُعيم بْن عَبْد الملك. وتُوفي رحمه الله في رجب.
"حرف الحاء":
13- الحُسين ابن القائد جوهر المغربيّ1: كَانَ قائد القوّاد للحاكم صاحب مصر، فنقَمَ عَليْهِ وقتله في هذه السّنة.
14- الحُسين بْن عثمان اليَبْرودي: روى عَنْ: عليّ بْن أَبِي العقَب. روى عَنْهُ: عليّ الحنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعليّ بْن الحسين بْن صَصَرَى.
15- الحُسين بْن مظفَّر بن كُنداج2: أبو عَبْد الله البغداديّ. سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، وجعفرًا الخالديّ. روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وقال: لَيْسَ بِهِ بأس، كَانَ يعرف.
16- الحُسين بْن حيّ بْن عَبْد الملك بْن حيّ3: أبو عَبْد الله القُرْطُبي، المعروف بابن الجُزُقة. يروي عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيثي، وابن القُوطية، ومحمد بن أحمد بن خالد. وشاوره القاضي محمد بن بقي. وكان من كبار المفتين بقُرطبة. عارفا بمذهب مالك.
حج سنة ثمانٍ وأربعين، وأخذ عَنْ أبي بَكْر الآجُري كثيرًا من تصانيفه، وتردد فيها ستة أعوام. وولي قضاء مدينة سالم، ثم مدينة جيان.
قال أبو حيان: لم يكن بالمحمود في القضاء، واستهواه حُب الدنيا، وارتكس مع المهدي بن عبد الجبار، وكان أحد دُعاته، فاستوزره عَنْ ظهوره، فأخلد إلى الأرض، واتّبع هواه. فلمّا زالت دولة المهديّ اختفى، والطّلب عَليْهِ شديد، إلى أن وُجد في مقبرة عَلَى نَعْش4 قد أُخِرج من دارٍ ميّتًا، وعلى صدره ورقةٌ فيها قصتّه.
17- حمْد بْن عَبْد الله بْن عليّ5: أبو الفَرَج الدّمشقيّ المقرئ المعدل. من
__________
1 عيون الأخبار وفنون الآثار "276"، ومرآة الجنان "3/ 3".
2 تاريخ بغداد "8/ 142"، والمنتظم "7/ 254".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 140، 141".
4 النعش: هو ما يحمل عليه الميت.
5 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 438".(28/27)
جِلة عُدُول البلد. وهو صاحب دُوَيْرة حمْد بباب البريد. حكي عَنْهُ محمد بْن عَوّفٍ المُزني.
قَالَ هبة الله بْن الأكفانيّ في سنة إحدى وأربعمائة: وُجِدَ حَمْد وزوجته مذبوحَيْن وصبيّ قرابته في داره بباب البريد، رحِمَه اللَّه.
"حرف الخاء":
18- خَالِد بْن مُحَمَّد بْن حُسين بْن نصر بْن خَالِد. أبو المستعين البُسْتي الحنفيّ الواعظ. تُوفي في رجب منصرفًا من الحجّ.
19- خَلف بْن مروان بْن أُمَيّة1. أبو القاسم القُرْطُبي الصَّخّريّ، من أهل صَخرة حَيْوَة، بُليدة بغربيّ الأندلس. كَانَ من فُقهاء الأندلس. ولي الشُّورى، ثمّ قضاء طُليطلة فاستعفي. توفي في رجب.
"حرف السين":
20- سامة بْن لُؤَيّ: أبو مُضَر القُرشي الهَرَويّ. سَمِعَ: أبا بَكْر محمد بْن عَبْد الله حفيد العبّاس بْن حمزة. روى عَنْ: ناصر العُمَرّى. وتُوُفّي في ربيع الآخر.
21- سَعِيد بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن: أبو القاسم العُمَانيّ، الفقيه. تُوُفّي في جمادى الآخرة بخُراسان.
"حرف الشين":
22- شقيق بْن عليّ بْن هُود بْن إبراهيم2. أبو مُطيع الْجُرْجانيّ الفقيه. رُوِي عَنْ: نُعَيْم بْن عَبْد الملك، وأبي الحُسين بْن ماهيار. وولي قضاء جُرْجان سنةً ونصفًا. فمات في السّادس والعشرين من المحرَّم.
"حرف العين":
23- عَبْد الله بْن عَمرو بْن مُسْلِم. أبو محمد الطَّرَسُوسيّ. سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، وأبا سهل بن زياد. وعُمر تسعين سنة، وحدث بنسف.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 162، 163".
2 تاريخ جرجان "233" للسهمي.(28/28)
24- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن هلال1:أبو بَكْر الحِنائي الْبَغْدَادِيّ الأديب، نزيل دمشق. روى عن: يعقوب الجصّاص، والحسين بن عياش القطان، وأبي جعفر بن البختري، والصّفّار.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ الكَفَرطابيّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو القاسم الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ. وثَّقه الخطيب.
25- عَبْد العزيز بْن محمد بن نعمان بْن محمد بْن مَنْصُور2: قاضي مملكة الحاكم. ولي الحكم سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائة بعد ابن عمّه الحسين بْن عليّ. وعَلَتْ رُتبته عند الحاكم إلى أن أصعَده معه عَلَى المنبر في يوم العيد.
ثم عزله في سنة ثمانٍ وتسعين بالقاضي أَبِي الحسن الفارقي. ثم قتله سنة إحدى وأربعمائة، وقتل معه القائد حسين بْن جوهر.
26- عَبْد الملك بْن أحمد بْن نُعيم بْن الحافظ أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عديّ3:
أبو نُعَيْم الإستراباذيّ. ولي قضاء جُرجان، وحدّث عَنْ: جده، وابن ماجه القزويني، والحافظ ابن عديّ. تُوُفّي في آخر السُّنّة.
27- عَبْد الواحد بْن زوج الحُرّة محمد بْن جَعْفَر4: أبو القاسم البغدادي. سَمِعَ: أحمد بْن كامل، وعبد الله بن إسحاق الخُرساني، وجماعة كبيرة. روى عنه: البَرقاني، وعبد العزيز الأزجي.
28- عبيد الله بن أحمد بن الهُذيل الكاتب5: يروي عَنْ أبيه، عَنْ محمد بْن أيّوب الضُّرَيسْ. روى عَنْهُ: أبو الحسين محمد بْن المهتدي بالله.
كَانَ ببغداد.
29- عُبَيْد الله بْن محمد بْن الْوَلِيد6 أبو مروان المُعيطي القْرطبي. قال ابن
__________
1 العبر "3/ 75"، وشذرات الذهب "3/ 161".
2 عيون الأخبار وفنون الآثار "276"، والبداية والنهاية "12/ 15، 16".
3 تاريخ جرجان للسهمي "277".
4 تاريخ بغداد "11/ 13"، "5674".
5 تاريخ بغداد "5546".
6 الصلة لابن بشكوال "1/ 301".(28/29)
بشكوال: كان عالمًا حافظًا فاضلًا ورِعًا كثير الصَّدقة، من بيت فقهٍ وعبادة. تُوُفي في ذي القعدة، وصلى عَليْهِ عمّه الفقيه عَبْد الله. وعاش 43سنة.
30- عثمان بْن عبد الله بن إبراهيم1: أبو عمر والطرسُوسي، الكاتب، قاضي المعرة روى عنه: خَيْثَمَة بْن سليمان وموسى بْن القاسم. روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازيّ، وأبو الفضل محمد بْن أحمد السَّعْديّ، وعبد الواحد بْن محمد الكفرطابي. توفي بكفر طاب سنة إحدى وأربعمائة تقريبًا.
31- عَلي بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن الحُرّ2. أبو الحُسَين البّريّ، قاضي أطْرابُلُس. حدّث عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي الطّاهر أحمد بْن عَمْرو المَدينيّ، وأحمد بْن بَهْزَاد السيرافّي، والمصرييّن. روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعبد الرحيم بْن محمد البخاريّ. وفي ذي الحجّة وَصَل قائد من مصر وخادمان إلى أطْرَابُلُس، فقطعوا رأسَ هذا القاضي لكونه سلّم عزّاز إلى مُتولي حلب بغير أمر الحاكم. قاله عَبْد المنعم بْن عليّ النَّحْويّ.
32- عليّ بْن مُحَمَّد3: أبو الفتح البُستي، الكاتب الشاعر المشهور. وقيل: اسمه عليّ بْن محمد بن حُسين ابن يوسف بْن عَبْد العزيز. وقيل: علي بْن أحمد بْن الحسن. لَهُ أسلوبٌ معروف في التَّجْنيس. روى عَنْهُ من شِعره: أبو عَبْد اللَّه الحاكم، وأبو عثمان الصّابونيّ، وأبو عَبْد الله الحسين بْن عليّ البَرْذَعيّ. قَالَ الحاكم: هُوَ واحد عصره. حدَّثني أنه سَمِعَ الكثير من أَبِي حاتم بْن حبّان.
ومِن نثره: مَن أصلحَ فاسدهَ أرغم حاسده4.
عادات السّادات سادات العادات. لم يكن لنا طَمَعٌ في دَرْكِ دِرِّكَ، فاعفِنا من شَرِكِ شَرِّكَ. يا جهل من كَانَ عَلَى السّلطان مُدلًا، وللإخوان مُذِلًا. إذا صحّ ما فاتكَ، فلا تأس عَلَى ما فاتك. المعاشرة ترك المُعايرة. مِن سعادة جِدك وقوفك عند حدك5.
__________
1 معجم الأدباء "12/ 128".
2 ديوان التهامي "125"، والأعلاق الخطيرة "1/ 107"، والعبر "3/ 75".
3 الأنساب "1/ 210"، والمنتظم "7/ 72، 73".
4 راجع: "يتيمة الدهر 4/ 287"، ووفيات الأعيان "3/ 376".
5 انظر المصدر السابق.(28/30)
ومن شعره:
أُعلك بالمُنى روحي لَعَلي ... أُروّح بالأماني الهَمَّ عنّي.
وأعلم أنّ وصْلك لا يُرجى ... ولكن لا أَقَل من التَّمَنّي.
وله:
زيادةُ المرءِ في ذُنْياهُ نُقْصانُ ... وربْحُهُ غير مَحْض الخبر خُسْرانُ
وكل وجدان حظّ لا ثبات لَهُ ... فإنّ معناه في التّحقيق فقدانُ
يا عامرًا لخراب الدّار مجتهدًا ... بالله، هَلْ لخراب العُمر عُمرانُ
ويا حريصَا على الأموال يجمعها ... أقْصرْ، فإنّ سُرور المال أحزانُ
زع الفؤادَ عَنِ الدّنيا وزُخْرُفها ... فَصَفْوُها كَدَرٌ والوصلُ هِجرانُ
وأرعِ سَمْعَكَ أمثالًا أفصلها ... كما يُفصل ياقوتًا ومُرجانُ
أحسِن إلى النّاس تستعبْد قلوبُهم ... فطالما اسْتَعْبدَ الإنسانَ إحسانُ
وإن أساء مُسيءٌ فلْيكُنْ لك ... في عروض زلّته صفحٌ وغُفرانُ
واشدُدْ يديك بحبل الله معتصمًا ... فإنه الركنُ إنّ خانتْك أركانُ
مَنِ استعان بغير الله في طلبٍ ... فإنّ نَاصِرَه عجزٌ وخُذْلانُ
مَن جاد بالمال مالَ الناسُ قاطِبةً ... إِليْهِ والمالُ للإنسان فتانُ
مِن سالَم النّاسَ يسلمْ من غَوَائلهم ... وعاش وهو قرير العَيْن جذلانُ
والنّاس أعوانُ مَن وَاتَتْه دولتُه ... وهُم عَليْهِ إنّ خانَتْه أعوانُ
يا ظالمًا فرِحًا بالسَّعْد ساعده ... إنّ كنت في سنةٍ فالدهرُ يَقظانُ
لا تَحْسبَنّ سُرورًا دائمًا أبدًا ... من سره زمن سأته أزمان
لا تغتر بشباب رائق خَضِلً ... فكم تقدَّم قبل الشيبِ شُبانُ
ويا أخا الشَّيْبِ لو ناصحتَ نفسك لم ... يكن لمثلك في اللذات إمعانُ
هَبِ الشّبيبةُ تُبلى عُذر صاحبها ... ما عُذر أشْيَب يسْتَهْويه شيطانُ(28/31)
كل الذُّنُوب فإن الله يغفرها ... إنّ شيع المرء إخلاصٌ وإيمانُ
وكلّ كسرٍ فإنّ الدّين يجْبُرُهُ ... وما لكسرِ قناةِ الدّين جُبرانُ
وهي طويلة.
33- عُمَر بْن حُسين بْن محمد بْن نابل1: أبو حفص الأُمويّ القُرطبي. شيخ محدَّث صالح مُسند، من بيت عِلم ودين كُف بصره بآخره، وسمع النّاس منه كثيرًا. روى عن: قاسم بن أصبغ، وأبي عبد الملك بْن أَبِي دُليم، ومحمد بْن عيسى بْن رفاعة، ومحمد بْن معاوية، وأبيه حسين بْن محمد. تُوُفي في الوباء في ذي القعدة، وكان ثقة صدوقًا موسرًا. روى عَنْهُ: ابن عَبْد البَرّ الحافظ. وآخر من روى عَنْهُ حيّان بْن خَلَفَ الأمُويّ.
- عميد الجيوش: مذكور في الحوادث.
حرف الفاء:
35- فارس بْن أحمد بْن موسى بْن عمران2: أبو الفتح الحمصيّ المقريء الضّرير. نزيل مصر. قرأ القراءات عَلَى: أَبِي الحسن عبد الباقي بن الحسين بْن السّقّا، وعبد الله بْن الحسين السّامرّيّ، ومحمد بْن الحَسَن الأنطاكيّ، وأبي الفَرَج الشنبُوذي، وجماعة. قرأ عليهم في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة. وصنّفَ كتاب " المُنشأ في القراءات الثّمان". وكان أحد الحُذاق بهذا الشّأن. قرأ عَليْهِ القراءات: ولده عَبْد الباقي، وإسماعيل بْن رجاء العَسْقلانيّ، وأبو عمر الداني. وتُوفي عَنْ ثمانٍ وستّين سنة. وإسناده في القراءات والتَّيْسير لأبي عَمْرو، وغيره. قَالَ الدّانيّ: لم نلق مثله في حفظه وضبطه وحُسن مادته وفَهْمه، تعلّم صناعته مَعَ ظهور نُسُكه وفضله وصِدْق لهجته، وصبره عَلَى سَرْد الصيام والتجهد بالقرآن. قال لي: ولُدتُ بحمص سنة 333، وتُوفي بمصر فيما بَلَغَنا سنة 401.
36- الفضل بْن أحمد بْن ماج بن جبريل. أبو محمد الهروي الماجي.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 396"، وبغية الملتمس "405" "1160".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 379"، وهدية العارفين "1/ 813".(28/32)
"حرف القاف":
73- القاسم بْن أَبِي منصور: القاضي أبو مُحَمَّد. تُوفي في ربيع الأوّل بخُراسان.
"حرف الميم":
38- محمد بن الحسين بْن أسد1: أبو نُعيم الجُرجاني الفاميّ. روى عنه: أَبِيهِ، وأبي يعقوب البحريّ. تُوفي في رمضان.
39- محمد بْن الحسين بْن داود بْن علي2: السيّد أبو الحسن العلويّ الحَسَنيّ النَّيسابوريّ شيخ الأشراف في عصره. سَمِعَ: أبا حامد وأبا محمد ابني الشَّرْقّي، ومحمد بْن إسماعيل بْن إسحاق المروزي، صاحب علي ابن حُجر، ومحمد بْن الحسين القطّان، ومحمد بن عمر بن جميل الأزدي، وأبا حامد بن بلال، وعُبيد الله بن إبراهيم بن بالُويه، وأبا نصر محمد بن حَمدويه بن سهل الغازي، وأبا بكر بن دلويه الدقاق، وطائفة سواهم. روى عنه الحاكم، وقال: هُوَ ذو الهمّة العالية والعبادة الظّاهرة. وكان يُسأل الحديث فلا يُحدث. ثم في الآخر عقدتُ لَهُ الإملاء، وانتقيت لَهُ ألف حديث. وكان يُعد في مجلسه ألف مَحْبرة. فحدَّث وأملي ثلاث سِنين، ثمّ تُوُفّي فجأة في جمادى الآخرة. وروى عَنْهُ أيضًا: الإمام أبو بَكْر البَيْهقّي، وهو من كبار شيوخه، بل أكبرهم، وأبو بكر محمد ابن القاسم الصّفّار، وأبو عُبيد صخر بْن محمد الطُوسي، وأبو القاسم إسماعيل بْن زاهر، ومحمد بْن عُبيد اللَّه الصّرّام، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد الملك المؤذن، وعثمان بْن محمد بْن عُبيد الله المحْميّ، وعمر بْن شاه المقريء، وشبيب بْن أحمد البِسْتَيغّي، وأحمد بْن محمد بْن مُكرم الصَّيدلانّي، وموسى بْن عِمران بْن محمد الأنصاريّ، وفاطمة بِنْت الزّاهد أَبِي عليّ الدقاق، وآخرون. وتفرد بالراوية عَنْ جماعةٍ مِن كِبار شيوخه.
40- المظفرّ أبو الفتح القائد3: ولى إمرة دمشق للحاكم بعد الأمير مطهّر بْن بزال، ثم عُزِل بعد ستّة أشهرُ في ربيع الأوّل من هذه السنة.
__________
1 تاريخ جرجان "452" للسهمي.
2 العبر "3/ 76"، وشذرات الذهب "3/ 162".
3 ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي "66".(28/33)
41- المُعلى بْن عثمان: أبو أحمد المادَرَائيّ. تُوُفّي بمصر في جمادى الأولى.
42- مُغيرة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد بْن شمر الفيّاض. أبو عاصم. تُوفي بخُراسان في شَعْبان.
43- منصور بْن عَبْد الله بْن خَالِد1: أبو عليّ الذُهلي الخالديّ الهَرَويّ. روى عَنْ: ابن الأعرابيّ، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بن سليمان، وأبي علي الرفاء، وأبي العباس الأصم، وعبد المؤمن النسفي، ودعلج. روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد المؤدب، وأبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي، وأبو يعلي الصابوني، ونجيب بن ميمون الواسطي، وخلق كثير.
قال أبو سعيد الإدريسي: كذاب لا يُعتمد عَليْهِ. وقال جعفر المُستغفري: روى عَنْ أبي طلحة منصور بْن محمد ابن علي البزدوي. قيل: تُوفي سنة إحدى وأربعمائة. والصّحيح أنّه تُوفي في المحرَّم سنة اثنتين.
44- منصور بْن عَبْد الله بْن عدّي2: الواعظ الفاضل أبو حاتم بْن الحافظ أَبِي أحمد الجُرجاني. روى عَنْ: أَبِيهِ، والإسماعيليّ. روى عَنْهُ: ابنه إسماعيل. وكان يَعظ في مسجد والده إلى أن مات في سابع جُمادى الأولى.
45- منصور بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد: أبو الطّيّب الدّوستكيّ الهَرَويّ. من شيوخ أَبِي يعقوب القرّاب.
"حرف الهاء":
46- هارون بْن موسى بْن جَنْدَل القَيْسيّ3. الأديب أبو نصر القُرطبي. سَمِعَ من: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وأبي علي القالي. روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ رجلًا صالحًا منقبضا مقتصدًا عاقلًا مَهيبًا، تختلف إليه الأحداث للأدب. وكان من الثّقات في دينه وعلمه.
وأخذ منه أيضاُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنكيّ، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرَ، وآخرون. تُوفي في ذي القِعدة.
__________
1 الأنساب "5/ 24"، والميزان "4/ 185"، "8783".
2 تاريخ جرجان "475" للسهمي.
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 656".(28/34)
"حرف الياء":
47- يحيى بْن أحمد بْن الحسين بْن مروان: أبو سلمة بْن أَبِي نصر المرواني الخُراساني. تُوفي في ربيع الأول.
48- يحي بن عمر بن بْن حسين بْن محمد بْن عُمَر بْن نابل1: أبو القاسم القُرطبي.
تُوفي قُبيل والده. روى عن: أبي الحسن الأنطاكي المقريء. حدث عن: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ من أهل الفضل والصّلاح والخير معَ التَّقدُّم في العِلم. عُني هُوَ وأبوه وجدّه بالعِلم، وحجّ كلُّ واحدٍ منهم وسمع بالمشرق. تُوفي في جُمادى الأولى.
49- يحيى بْن يَحْيَى بْن مُحَمَّد: أَبُو الحَسَن بْن المحدّث أَبِي زكريّا العنْبريّ. سَمِعَ أَبَاهُ. وشهد وحدث. وتُوفي في رجب. ورخه الحاكم.
وفيات سنة اثنين وأربعمائة:
"حرف الألف":
50- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بْن تُركان بْن جامع2: أبو العبّاس التَّميميّ الهمداني الخفّاف. روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن الحلاب، والقاسم بْن أبي صالح، وإبراهيم بْن أحمد بْن حمدان الهَرَويّ، وإسحاق بْن عَبْدُوس، وأوْس الخطيب، وخلق. ورحل، فأخذ عَنْ: عَبْد الباقي بْن قانع، وأبي سهل بْن زياد، وطائفة.
روى عَنْهُ: جعفر الأَبْهَريّ، ومحمد بْن عيسى، وأبو الفَرَج بْن عَبْد الحميد، ويوسف الخطيب، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الزّاهد، وأحمد بْن عيسى بْن عَبّاد، وآخرون. وهو ثقة صدوق. قاله شِيرويه، وسمع مِن جماعةٍ من أصحابه وقال: سَمِعْتُ يوسف الخطيب يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ تُركان فَجَاءَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَابُولُ المقريء، فَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ فقال: من أحب
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 661، 662".
2 الأنساب "3/ 42"، وسير أعلام النبلاء "13/ 64".(28/35)
أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ فَلْيَأْتِ ابْنَ تُركان. فَبَكَى ابْنُ تُركان. وُلد سنة سبْع عشرة وثلاثمائة، ومات في ربيع الأول سنة اثنتين.
وقبره يُزار.
51- أحمد بْن الحسين بْن أحمد1: أبو العباس بن زنيبل النّهاوَنْديّ. حدَّث بهَمَدان في رمضان مِن السَّنة عن: أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الأشقر القاضي البغداديّ "بتاريخ البخاريّ الصّغير"، برواية ابن الأشقر عَنْهُ. ورحل وسمع من: الطبراني، ومن القطيعي، وأبو بكر المفيد، وطائفة سواهم. روى عن: حمزة بْن أحمد الرُّوذراوردي، وهَنّاد بْن إبراهيم النَّسفيّ، وسعيد بْن أحمد الجعفريّ، وأبو طاهر أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرُّوذْراوَرْديّ، وأبو منصور محمد بْن الحسن بْن محمد النّهاوّنْديّ، وآخرون. وثّقه شِيرويه.
52- أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم بْن غالب2: أبو عُمَر الأديب. والد العلامة أَبِي محمد بْن حزْم.
قَالَ الحُمْيديّ: كَانَ لَهُ في البلاغة يدٌ قويّة. تُوفي في ذي القعدة، وقد وَزَر في دولة المنصور بْن أَبِي عامر، وكان يَقُولُ: إنّي لأتعجّب ممّن يَلْحَن في مخاطبةٍ، أو يجيء بلفظةٍ قلقةٍ في مُكاتبة، لأنّه ينبغي إذا شك في شيءٍ أنّ يتركه ويطلب غيره، فالكلام أوسع من هذا. قلت: هذا لا يقوله إلا المتبحّر في اللّغة العربيّة، رحمه اللَّه.
53- أحمد بْن عَبْد الله بْن الخضر بن مسرور3. أبو الحسن السَّوْسَنْجِرْدِيّ، ثمّ البغداديّ المعدّل. سَمِعَ: أبا جعفر ابن البَخْتَرِيّ، وأبا عَمرو بْن السّمّاك، والنّجّاد.
روى عَنْهُ: عَبْد العزيز الأزْجيّ، وأبو بَكْر محمد بْن علي بْن موسى الخياط، وعبد الكريم بن عثمان بن دُورست، وأحمد بْن الحسين بْن أَبِي حنيفة، ومحمد بْن عليّ بْن سُكينة، وجماعة. وقد قرأ بالروايات عَلَى: زيد بْن أَبِي بلال الكوفيّ، وأبي طاهر بْن أَبِي هاشم، ومحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي مُرة الطُّوسيّ النّقّاش. قرأ عَليْهِ: أبو بَكْر محمد بْن عليّ الخيّاط المذكور، وأبو علي الحسن بْن القاسم غلام الهراس. وقد
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 53".
2 الأنساب "6/ 182".
3 تاريخ بغداد "4/ 237"، والمنتظم "7/ 257".(28/36)
روى عَنْهُ ابن المهتدي بالله في مشيخته. وقال الخطيب: كَانَ ثقة، دينًا، شديدًا في السُّنة. مات في رجب، وقد نّيف عَلَى الثّمانين.
54- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد: أَبُو العبّاس المِهْرَجانيّ النَّيْسابوريّ المعدّل. سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وأقرانه. تُوفي في رجب.
55- أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفُرات1: أبو الحسن البزّاز المعدّل. ويُعرف بابن صغيرة. عَنْ: النّجّاد، ودَعْلَج. وعنه: البَرْقانيّ. وثّقه الخطيب.
56- أحمد بْن نصر2: أبو جعفر الأزدي الداودي المالكيّ الفقيه. كَانَ بأطْرابُلُس المغرب، فأملي بها كتابه في "شرح المُوَطّأ"، ثمّ نزل تِلمْسان. وكان ذا حظّ من الفصاحة والْجَدَل. وله: "الإيضاح في الرّدّ عَلَى البكريّة". حمل عَنْهُ: أبو عبد الملك البَرْقيّ، وأبو بَكْر بْن الشَّيْخ. ومات بتِلِمْسان.
57- إبراهيم بْن محمد بْن حسين بْن شِنْظير3. أبو إِسْحَاق الأمَويّ الطُّلَيْطُليّ الحافظ، صاحب أَبِي جعفر بْن ميمون الطُّلَيْطُليّ، ويقال لهما: الصّاحبان، لأنهما كَانَا في الطَّلَب كَفَرسيْ رِهان.
سمعا بطُلَيْطُلَة عَلَى مَن أدركاه، ورحلا إلى قُرْطُبَة فأخذا عَنْ علمائها، وسمعا بسائر بلاد الأندلس. ورحلا إلى المشرق فسمعا. وكانا يفترقان. وكان السّماع عليهما معًا. وُلِد ابن شنظير في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وكان زاهدًا فاضلًا ناسكًا صوّامًا قوّامًا ورِعًا، كثير التّلاوة. غلب عَليْهِ علمُ الحديث ومعرفة طُرُقه. وكان سُنيا نافرًا للمُبْتدعَةَ، هاجرًا لهم. وما رُئي أزهد منه في الدّنيا، ولا أوقر مجلسًا منه. رحل الناسُ إليه وإلى صاحبه من النّواحي، فلمّا تُوُفّي صاحبه أحمد بْن عليّ بْن ميمون، وهو في المجلس. توفي ليلة النحر سنة اثنتين وأربعمائة.
58- إسماعيل بْن الحسين بْن عليّ بْن هارون4. أبو محمد الفقيه الزّاهد ببُخارى. تُوُفّي في شَعْبان. وحجّ مرّات. وحدَّث عَنْ: خَلَف الخيّام، ومحمد بن
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 430".
2 الديباج المذهب "35".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 1092"، والوافي بالوفيات "6/ 103، 104"، وهدية العارفين "1/ 7".
4 تاريخ بغداد "6/ 310"، والمنتظم "7/ 258".(28/37)
أحمد بن حنبل، وبكر المروزي صاحب الكُديمي. روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وجماعة. قال الخطيب: ثنا عَنْهُ القاضي أبو جعفر محمد بْن أحمد السمْنانيّ.
"حرف الحاء":
59- الحَسَن بْن الحُسَيْن بْن عليّ بْن أَبِي سهل1: أبو محمد النُّوبَخْتيّ الكاتب. روى عَنْ: عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، وأبي عَبْد الله المَحَامِليّ. قَالَ الخطيب: كَانَ سَمَاعه صحيحًا. ثنا عَنْهُ أبو بَكْر البَرْقانيّ، والأزهريّ، وأبو القاسم التنوخي. وقال لي الأزهري: كان رافضيًا. قال لي البَرْقانيّ: كَانَ مُعتزليًا. وقال غيره: مات في ذي القعدة. وقال البَرْقانيّ: تبيَّن لي أنّه صدوق.
60- الحسنُ بْن القاسم بْن خسُرو2. أبو عليّ البغداديّ الدّبّاس. سَمِعَ: أحمد بْن عَبْد الله وكيل أَبِي صَخْرة. روى عَنْهُ: أبو الحسن العتيقيّ، وأبو محمد الخلال، وابن المهتدي بالله. وثقه الخطيب، وقال: تُوُفّي في صَفَر وله إحدى وتسعون سنة.
"حرف الخاء":
61- خَلفَ بْن إبراهيم بْن محمد بْن جعفر بْن حمدان بْن خاقان3. أبو القاسم المصريّ المقرئ، أحد الحُذّاق، ومن كبار شيوخ أَبِي عَمْرو الدّانيّ في القراءة.
قرأ لوَرْش عَلَى: أحمد بْن سامة التُّجَيْبيّ، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الرّجاء، ومحمد بْن عَبْد الله المَعَافِريّ، وأبي سَلَمَة الجمراويّ. وسمع الحديث من: ابن الورد، وأحمد بْن الحسن الرّازيّ، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الموت، وطائفة. قَالَ الدّانيّ: كَانَ ضابطًا لقراءة وَرْش، ومُتْقنًا لها. مجودّا مشهورًا بالفضل والنُسك، واسع الرّواية، صادق اللهْجة. كتبنا عَنْهُ الكثير من القراءات والحديث والفِقْه، وغير ذَلِكَ. سمعته يَقُولُ: كتبتُ العلم ثلاثين سنة. وذهبَ بَصَره دهْرًا، ثمّ عاد إِليْهِ. وكان يؤم بمسجد. مات شيخنا بمصر في عشر الثمانين.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 347"، والمنتظم "7/ 258".
2 تاريخ بغداد "3951"، والمنتظم "7/ 258".
3 معرفة القراء الكبار "1/ 263"، وحسن المحاضرة "1/ 492".(28/38)
"حرف الدال":
62- دَاوُد بْن الشَّيْخ أَبِي الحسن محمد بْن الحُسين: العلويّ النَّيْسابوريّ. تُوُفّي في صفر.
"حرف الطّاء":
63- طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن يحيى بْن عيسى بْن ماهلة: أبو بَكْر الهمدانيّ الزّاهد.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأوْس الخطيب، وأبي القاسم بْن عُبَيْد، والقاسم بْن محمد السّرّاج، ومحمد بْن خَيْران، وأحمد ابن الحسن بن ماجه القَزْوينيّ، وأبي بَكْر بْن السُني الحافظ، وإبراهيم المُزكي، وجماعة. وروى عَنْهُ: ابنه هارون الأمين، وأبو الحسن بْن حُميد، وأبو الفضل أحمد بْن عيسى الديَنَوريّ.
قَالَ شِيَرَويْه: كَانَ ثقة صدوقًا، زاهدًا ورِعًا يُتَبَّرك بِهِ. وكان يصاحب صالح اللّوملاذيّ. وله آيات وكرامات ظاهرة. وتوفي رحمه الله في صفر.
"حرف العين":
64- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد: أَبُو أحمد المهرقانيّ النَّيْسابوريّ. سَمِعَ: الأصمّ، وطبقته. وحدَّث. مات في رجب، ورّخه الحاكم.
65- عبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عيسى بْن فُطيس بْن أَصْبَغ بْن فُطيس1: العلامة أبو المُطرف، قاضي الجماعة بقُرْطُبَة.
روى عَنْ: أحمد بْن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مُفرج، وأبي الحسن الأنطاكيّ، وعبد الله بْن القاسم القلعيّ، وأبي عيسى اللَّيْثّي، وأبي محمد الإربيلي، وأبي محمد بْن عَبْد المؤمن، وخَلَف بْن القاسم. وأجاز لَهُ من مصر الحسن بْن رشيق، ومِن بغداد أبو بحر الأبْهريّ، والدارقُطني، وكان من جهابذة المحدثين وكبار العلماء والحفاظ، عالمًا بالرجال، وله مشاركة في سائر العلوم.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1061"، وهدية العارفين "1/ 515".(28/39)
جمع من الكُتُب ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس. وكان يُملي من حفظه. وكان لَهُ ستّة ورّاقين ينسخون لَهُ دائمًا. وقيل: إنّ كُتبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسميةّ. وتقلّد قضاء القُضاة في سنة أربعٍ وتسعين مقرونًا بالخطابة، وصُرف بعد تسعة أشهر. روى عَنْهُ: الصَّاحبان1، وأبو عَبْد الله بْن عابد، وابن أبيض، وسراج القاضي، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو عُمَر بْن سُميق، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر ابن الحذّاء، وحاتم بْن محمد، وآخرون. وصنَّف كتاب " القصص"، وكتاب " أسباب النُّزُول"، وهو في مائة جزء، وكتاب " فضائل الصّحابة"، في مائة جزء، وكتاب " فضائل التابعين"، في مائة وخمسين جزاءًا، " والناسخ والمنسوخ"، ثلاثون جزءًا، " الأخوة من أهل العلم الصّحابة ومَن بعدهم"، أربعون جزاءًا، " وأعلام النبوة، ودلالة الرسالة"، عشرة أسافر، " وكرامات الصّالحات"، ثلاثون جزءًا، " ومُسند حديث محمد بن فُطيس"، خمسون جزاءًا، و"مسند قاسم بْن أَصْبغ العوالي"، ستّون جزءًا، " والكلام على الإجازة والمناولة"، في عدة أجزاء. وتوفي في نصف ذي القعدة، وصلى عَليْهِ ابنه محمد. وكان مولده في سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة. وقد ولي الوزارة للمظفّر بْن أَبِي عامر. فلمّا ولي القضاء تركَ زيّ الوزراء. وكان عدْلًا سديدًا في أحكامه، من بُحُور العلم، رحمه اللَّه.
66- عثمان بْن عيسى2: أبو عَمْرو الباقلانيّ الزّاهد ببغداد. كَانَ ملازمًا للوحدة، وكان يكون منقطعًا. وقال مرّةً: أحبّ النّاس إليَّ من ترك السّلام علي لأنّه يشغلني عَنِ الذَّكْر بسلامه. وقال: أحسّ بروحي تخرج وقت غروب، يعني لاشتغاله عَنِ الذَّكْر بالإفطار.
أَنْبَأَنَا المسلم القَيْسي وغيره، أنّ أبا اليُمن الكنِدي أخبرهم: أَنَا عَبْد الله بْن أحمد اليُوسفيّ، أَنَا محمد بن علي الهاشمي، أَنَا عثمان بْن عيسى الزّاهد: حدثني أبو الحسن عَبْد الله بْن أَبِي النَّجْم مؤدب الطّائع لله: ثنا يحيى بْن حبيب العطّار قَالَ: بلغني أن رجلًا من العلماء قال: كتب أربعمائة ألف حديث ما العطّار قَالَ: بَلَغَني أنّ رجلًا من العلماء قال: كتبتُ أربعمائة ألف حديث ما انتفعت من الأربعة
__________
1 الصاحبان: هما أبو جعفر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْدة بن ميمون حسين بن شنظير المتوفي سنة "402هـ"، وقد تقدمت ترجمتهما في هذا الجزء برقم العارفين "1/ 515" ذكره محقق كتاب سير أعلام النبلاء "13/ 128" مطبعة دار الفكر.
2 تاريخ بغداد "11/ 313"، والبداية والنهاية "11/ 347".(28/40)
أحاديث إلا بأربع كلمات: فأوّل كلمةٍ: "أعمل لله عَلَى قدر حاجتك إِليْهِ". والكلمة الثّانية: " اعمل للآخرة عَلَى قدْر إقامتك فيها". والكلمة الثالثة: "اعمل للدُّنيا بقدر القُوت". والكلمة الرابعة: "اعصِ ربّك عَلَى قدْر جَلَدِكَ عَلَى النّار"1.
67- عَليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه: القاضي أبو القاسم النَّيْسابوريّ. تُوفي بطريق غَزْنَة.
68- عَلِيّ بْن أحمد بْن محمد بْن يوسف القاضي أبو الحَسَن السّامرّيّ الرّفّاء2. روى عَنْ: إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشميّ، وحمزة بْن القاسم، وغيرهما.
روى عَنْهُ: سِبْطه أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وعبد الرَّحْمَن بْن أحمد العِجلي الرّازيّ، وغيرهما. وثقه الخطيب. وقال: قَالَ لي سِبطه: ما رَأَيْته مُفطرًا قطّ.
69- عليّ بْن دَاوُد بْن عبد الله3: أبو الحسن الداراني القطان المقريء. قرأ القرآن على: أبي الحسن محمد بن النَّضْر بن الأخرم، وأحمد بْن عثمان السّبّاك، وغيرهما. وحدَّث عن: أبي علي الحصائري، وخيثمة الأطربلسي، وأبي الميمون راشد، وابن حَذْلَم. قرأ عَليْهِ: عليّ بْن الحسَن الرَّبعيّ، ورشأ بْن نظيف، وأحمد بْن محمد بْن مردة الإصبهاني. وحدَّث عنه: رشأ بن نظيف، وعبد الرَّحْمَن بن محمد الْبُخَارِيّ. وقال رشأ: لم ألق مثله حذفًا وإتقانًا، في رواية ابن عامر.
قَالَ عَبْد المنعم ابن النَّحْويّ: خرج القاضي أبو محمد بْن أَبِي الحسن العلويّ وجماعة من الشيوخ إلى دارَيّا إلى ابن دَاوُد، فأخذوه ليؤمّ بجامع دمشق في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وجاءوا بِهِ بعد أن منعهم أهلُ دارَيّا من ذَلِكَ، وجرت بينهم منافسة. قَالَ الحافظ ابن عساكر: فسمعت ابن الأكفانيّ يحكي عَنْ بعض مشايخه الّذين أدركوا ذَلِكَ أن أبا الحسن بْن دَاوُد كَانَ إمام داريّا، فمات إمامُ الجامع، فخرج أهل دمشق إلى داريّا ليأتوا بِهِ ليصلّي بدمشق. فلبس أهل داريّا السّلاح وقالوا: لا، لا نمكنُكم من أخذ إمامنا.
__________
1 طبقات الحنابلة "2/ 170".
2 تاريخ بغداد "11/ 327"، والعبر "3/ 79".
3 معرفة القراء الكبار "1/ 366"، والعبر "3/ 79".(28/41)
فقال أبو محمد بْن أَبِي نُمَيْر: يا أهل داريّا، أما ترضون أن يُسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام؟ فقالوا: قد رضينا. فَقُدمَتْ لَهُ بغْلَة القاضي، فأبي وركب حَمارَه، ودخل معهم وسكن في المنارة الشرقية. وكان يُقرئ بشرقّي الرواق الأوسط. ولا يأخذ عَلَى الصّلاة أجرًا، ولا يقبل ممّن يقرأ عَليْهِ بِرًّا. ويقتات مِن غلّة أرض لَهُ، بداريّا. يحمل ما يكفيه مِن الحنطة كلّ جمعة، ويخرج بنفسه إلى طاحونة لمسكين خارج باب السّلامة فيطحنه ثمّ يعجنه ويخبزه. وقال: الكتّانيّ: تُوُفّي ابن دَاوُد في جمادى الأولى وكان ثقة انتهت إليه، الرئاسة في قراءة الشّاميين. حضرت جنازته، ومضى على سداد. وكان يذهب إِلَى مذهب أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِيِّ، قاله الكّتانيّ.
70- عليّ بْن محمد بْن أحمد بْن إدريس1: أبو الحَسَن الرَّمْليّ الأنماطيّ. روى عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي الميمون بن راشد، وأبي الحسن بن حذلم، وجماعة. روى عن: رشأ بْن نظيف، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو القاسم بن الفُرات. وتُوفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.
71- عليّ بْن محمد بْن عَلّوية البغداديّ الْجَوهريّ2: حدث عَنْ: محمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوِزِيّ، ومحمد بْن الحَسَن الأنباريّ، وغيرهما. روى عَنْهُ أهل بغداد. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.
"حرف الميم":
72- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم. أبو أحمد الغُورَجِيّ الهَرَويّ. قُتل هُوَ وابنه أبو الحسن بداره في رمضان.
73- محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الرحمن بن يحيى بْن جُمَيْع3: أبو الحُسَين الصَّيْداويّ، الغسّانيّ. رحل وطوّف في الحديث، فسمع بمكّة: أبا سَعِيد بْن الأعرابيّ، وبالبصرة: أبا رَوْق الهزّانيّ، وبالكوفة: أبا العبّاس بْن عُقدة، وببغداد: الحسين المُطبقي، وأبا عَبْد الله المَحَامِليّ، وابن مَخْلد، وبمصر: أبا الطاهر
__________
1 حديث خيثمة الأطربلسي "43" [60] ، وتاريخ بغداد "8/ 111".
2 تاريخ بغداد "12/ 796".
3 الأنساب "8/ 116 - 119"، وكشف الظنون "1678"، والعبر "3/ 80".(28/42)
أحمد بْن عَمْرو المّدينيّ، وبدمشق: أحمد بْن محمد بْن عُمَارة، وخلقًا سواهم بعدّة بلاد في "مُعْجمه" الّذي سمعناه عاليا. روى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغنيّ بْن سعيد، وتّمام الرّازيّ، ومحمد بْن عليّ الصُّوريّ، وعبد الله بْن أَبِي عَقِيل، وأبو نصر بْن سَلَمَة الورّاق، وأبو عليّ الأهوازيّ، وابنه الحَسَن بْن جُميع، وأبو نصر بْن طلاب، وآخرون. ولُد سنة خمسٍ وثلاثمائة، وقيل: سنة ستّ. قَالَ أبو الفضل السَّعْديّ، وابنه الحَسَن، وأبو إِسْحَاق الحبّال: تُوفي سنة اثنتين وأربعمائة في رجب، لكن لم يذكر ابنه الشهر.
وقال الكتّانيّ: تُوفي سنة ثلاثٍ، والأوّل الصّحيح. قَالَ ابنه الحَسَن: صام أَبِي وله ثمان عشرة سنة إلى أن تُوفي. ووثّقه أبو بَكْر الخطيب، وغيره. وأوّل سماعه سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائة. وكان أسند مَن بقي بالشّام.
74- محمد بْن بكران بن عمران1: أبو عَبْد الله الرّازيّ، ثم البغداديّ البزّاز. سَمِعَ: أبا عَبْد الله المحاملي، ومحمد ابن مَخْلد. وعنه: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وأبو الحسين بْن المهتدي بالله. تُوُفّي في جمادى الآخرة. ووثّقه البَرْقانيّ. يُعرف بابن الرازيّ.
75- مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن فَرْوة2: أبو الحسن التميمي النحوي المقرئ ابن النّجّار.
قرأ على: أَبِي عليّ الحَسَن بْن عَوْن النّقّار برواية عاصم، والنّقّارُ. فقرأ عَلَى القاسم بن أحمد الخياط صاحب الشموني.
سمع الحديث من: محمد بْن الحسين الأشْنانيّ، وأبي بكر بن دُريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، وأبي رَوْق الهزّانيّ. قرأ عَليْهِ: أبو عليّ, وهو غلام الهرّاس.
وحدَّث عَنْهُ: أبو القاسم الأزهري، وجماعة من شيوخ أَبِي الغنائم النَّرْسيّ. وقرأ عليه أيضًا: الحسن بن محمد، وغيره. وقال الأزهري: كان مولده في المحرم سنة ثلاثٍ وثلاثمائة. وقال العتيقي: تُوفي بالكوفة في جُماد الأولى، وهو ثقة. قلتُ: تُوفي وله مائة سنة، وقد حدث ببغداد.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 108"، والمنتظم "7/ 259".
2 المنتظم "7/ 260"، والعبر "3/ 80"، والبداية والنهاية "11/ 347".(28/43)
وهُوَ آخِرُ من حدَّث في الدُّنيا عن الأشناني. وغلام الهرّاس هو آخر من قرأ عَليْهِ.
76- محمد بْن الحَسَن: أبو منصور الهَرَويّ. حدَّث "بِسُنَنْ أَبِي دَاوُد" بما وراء النَّهر عَنِ ابن داسة.
77- محمد بْن عَبْد الله: أبو الفضل الهَرَويّ. يروي عَنِ الأصمّ.
78- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ1: أَبُو الحُسين بْن الّلّبان البصْريّ الفَرَضيّ العلامة. سَمِعَ: أبا العبّاس الأثرم، ومحمد بْن بَكْر بْن داسة. وحدَّث "بسنن أبي داود" ببغداد، فسمعها منه: القاضي أبو الَّطيّب الطَّبَريّ، وغيره.
وقيل: إنه كَانَ يَقُولُ: لَيْسَ في الدّنيا فَرَضيّ إلا من أصحابي أو أصحاب أصحابي، أو لا يُحسن شيئًا. ولا رَيْبَ أنّه إِليْهِ المنتهى في هذا الشّأن. ولكن لو سكت لكان أكمل لَهُ. فإنّ العالِم إذا قَالَ مثل هذا مجَّتْهُ نفوسُ العقلاء، ودخله كِبر وخُيَلاء.
وقال الشَّيْخ أبو إِسْحَاق: كَانَ ابن اللّبّان إمامًا في الفِقْه والفرائض، صنف فيها كُتبًا كثيرة لَيْسَ لأحدٍ مثلها. أخذ عَنْهُ أئمّةٌ وعلماء. قَالَ ابن أرسلان: دخل ابن اللّبّان خوارزم في أيّام أَبِي العبّاس مأمون بْن محمد بْن عليّ بْن مأمون خوارزم شاه، فأكرمه وَبَرَّهُ، وبالغ، وأمر فُبني باسمه مدرسة ببغداد ينزل فيها فُقهاء خوارزم. وكان هُوَ يدرس بها، وخوارزم شاه يبعث إِليْهِ كلّ سنة بمال. ثم قَالَ: وأنا رَأَيْت هذه المدرسة وقد خَرَبتْ بقرب قَطيعة الربيع. وثقه الخطيب، وقال: انتهى إليه علم الفرائض، وصنف فيها كُتبًا. وتُوفي فِي ربيع الْأوّل.
79- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن حاتم الجُعفي2: القاضي أبو عَبْد الله الكوفيّ الحنفيّ، العلامة المعروف بالهَرَوَانيّ. أحد الأئمّة الأعلام. قرأ القرآن عَلَى: أبي العبّاس محمد بْن الحَسَن بْن يونس النَّحويّ. وسمع من: محمد بْن القاسم المُحَاربيّ، وعلي بْن محمد بْن هارون، ومحمد بْن جعفر بْن رياح الأشجعيّ. وحدَّث ببغداد، وكان يُفتي بمذهب أَبِي حنيفة، ويُقرأ القرآن عليه.
__________
1 التقييد لابن النقطة "77"، والنجوم الزاهرة "4/ 231"، وهدية العارفين "2/ 59".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 368"، والوافي بالوفيات "3/ 320" "320".(28/44)
قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهرّاس. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. حدَّث ببغداد. قال: وكان مَن عاصَره بالكوفة يَقُولُ: لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى وقته أحد أفْقَه منه، حدَّثني عَنْهُ غير واحد. وقال لي العتيقيّ: ما رأيت بالكوفة مثله.
قال ابن الترس: كَانَ عَلَى قضاة الكوفة سِنين، ثقة مأمون. وقال غيره: وُلد سنة خمسٍ وثلاثمائة. وروى عن: أبو محمد يحيى بْن محمد بْن الحَسَن العلوي الأقساسيّ، وأبو الفَرَج محمد بْن أحمد بن علان الكُرجي شيخ أَبِي الحَسَن بْن نُمير، وأبو الحَسَن محمد بْن الحَسَن بْن المنثور الجُهني، وأبو منصور محمد بن محمد العُكبري الإخباريّ. تُوُفّي فِي رجب.
80- مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله بْن جعفر بْن حمدان1: أبو الحسين البغدادي. روى عَنْ: إسماعيل الصفار، وابن البَخْتَرِيّ. وعنه: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وغيره. ثقة.
81- محمد بْن عليّ بْن إبراهيم: أبو منصور العَمركيّ، الكاتب بخُراسان. هُوَ آخر من حدَّث عَنْ عَبْد الله بْن جعفر اليَزْديّ.
82- محمد بن علي بن مهدي الأنباري2: حدث بالأنبار عَنْ: أَبِي الطَاهر الخاميّ، وابن أَبِي مطر الإسكندراني. روى عَنْهُ: أبو الفَرَج الحسين الطنَاجِيريّ، وأبو محمد بْن أَبِي عثمان. ووثّقه الخطيب.
83- محمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن محمد بن أحمد: أبو منصور البقار الخُرساني. أظنه هَرَويًّا. تُوفي في ربيع الأوّل.
84- محمد بْن يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد السُلمي بن السميساطي: الدّمشقّي، والد أبي القاسم، واقف الخانقاه. سَمِعَ: أحمد بن سليمان بن ريان الكندي، وعثمان بْن محمد الذهبيّ.
روى عَنْهُ: ابنه عليّ، وقال: تُوفي أَبِي في صَفَرَ.
وقال الكتّانيّ: كَانَ يذهب إلى الاعتزال، وحدَّث لابنه لا غير.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 336".
2 تاريخ بغداد "3/ 93".(28/45)
85- منُتخب الدّولة لؤلؤ البشراويّ1: أمير دمشق. وَليها للحاكم في سنة إحدى وأربعمائة. وقُرىء عهده بالجامع، ثمّ عُزل بعد ستّة أشهر يوم النَّحر. فصلّى يومئذ بالنّاس صلاة العيد وكان يوم جمعة، فصلى الجمعة بالنّاس الأمير ذو القرنين بْن حمْدان.
قَالَ عَبْد المنعم النَّحْويّ: قدِم عَلَى دمشق لؤلؤ ثامن جُمادى الآخرة. قَالَ: وأظهر ابن الهلالّي سِجلا بعد صلاة الأضحى من أَبِي المطاع ذي القرنين ابن ناصر الدولة ابن حمدان بأمرة دمشق وتدبير العساكر.
وركب إلى الجامع، وقُرىء عهده، فلمّا كَانَ آخر أيام التّشريق أرسل ذو القرنين إلى لؤلؤ يَقُولُ لَهُ: إنّ كنت في الطّاعة فأركب إلى القصر إلى الخدْمة. وإن كنت عاصيا فأخرج عَنِ البلد.
فخاف، فردّ عَليْهِ: أنا في الطّاعة، ولا أجيء. فأمهلوني ثلاثة أيام حتى أسير عن البلد. فركب ابن حمدان لوقته ومعه المغاربة والجُند، وجاء إلى باب البريد ليأخذ لؤلؤا من دار العفيفيّ.
فركب لؤلؤ وعبَّى أصحابه واقتتلوا. ولم يزل القتال بينهم إلى العتمة، وقُتل بينهم جماعة. ثمّ طلع لؤلؤ من سطْح واختفى. فَنُهبت داره ونُوديَ في البلد: من جاء بلؤلؤ فله ألف دينار. فلما كَانَ ثاني ليلة جاء تركيّ يُعرف بخواجاه إلى الأمير، فعَّرفه أن لؤلؤا عنده، نزل إِليْهِ من سُطُوح. فأرسل معه مَن قبض عَليْهِ، ثمّ سيَره مقيَّدًا إلى بَعْلَبَكّ. فلمّا أن صار في محرَّم سنة اثنتين وأربعمائة عشرون يومًا ورد مِن بَعلبك ابن الأمير ذي القرنين ومعه رأس لؤلؤ. أتاه الأمر من مصر بقتله.
86- منصور بْن عَبْد اللَّه2: أبو علي الذُهلي الخالديّ. تُوفي في المحرَّم. وقيل: في ذي الحجة من سنة إحدى وأربعمائة. مَرّ.
"حرف الياء":
87- يحيى بْن أحمد التّميميّ القُرطبي3: والد أبي عبد الله الحذاء.
__________
1 النجوم الزاهرة "4/ 227"، وديوان عبد المحسن الصوري "1/ 92 - 158".
2 تقدمت ترجمته في هذا الجزء.
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 663".(28/46)
كَانَ شيخًا أديبًا وسيمًا وقورًا. تُوفي في شوّال، وله ستُّ وتسعون سنة. وابنه قاضي بجانة.
88- يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مسعود بْن موسى1: أبو بَكْر بْن وجْه الجنة القُرطبي. سمع من: قاسم بن أصبغ، وابن أَبِي دُليم، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزم، وأحمد بْن مُطرف، ومحمد بْن معاوية. وكان رجلًا صالحًا، من عُدول القاضي أَبِي بَكْر بْن الُّسليم. عُمر دهرًا.
وحدَّث عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرَّ، وأبو محمد بْن حزم، وجماعة. وكان مولده في سنة أربعٍ وثلاثمائة، وكان يلتزم صناعة الخزّازين. تُوُفّي في ذي الحجة عن ثمانٍ وتسعين سنة.
وفيات سنة ثلاث وأربعمائة:
"حرف الألف":
89- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن فِراس العَبْقَسيّ المكّيّ2. صاحب محمد بْن إبراهيم الدبِيلي. يقال: توُفي فيها. وقع لنا حديثه بعُلو. روى عَنْهُ: خلْق كثير من الحُجاج، وآخر من روى عنه أبو عليّ الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن المكّيّ الشّافعيّ. وقيل: تُوفي سنة خمس.
90- أحمد بْن عَبْد الله بْن الحسين3: أبو بَكْر البغداديّ الحنبليّ البزّاز. سَمِعَ: ابن السّمّاك، وابن زياد النّقّاش. مات في ذي الحجّة.
91- أحمد بْن فتح بْن عَبْد الله بْن عليّ4: أبو القاسم المَعَافرِيّ القُرطبي، التّاجر المعروف بابن الرّسّان. روى عَنْ: إِسْحَاق بْن إبراهيم الفقيه، وحج، فأدرك: حمزة الكِنَانيّ، وأبا الحَسَن بْن عُقبة الرّازيّ، وابن رشيق. وروى "صحيح مُسْلِم" عَنْ أَبِي العلاء بْن ماهان.
__________
1- العبر "3/ 82"، والصلة لابن بشكوال "2/ 663".
2 الأنساب "8/ 370"، والعبر "3/ 89".
3 تاريخ بغداد "4/ 237".
4 سير أعلام النبلاء "13/ 124".(28/47)
روى عنه: الصاحبان، ويونس بن عبد الله، وأبو عمر بن عبد البر، والخولاني، ومحمد بن عتاب.
قال الخولاني: هو رجل صالح على هديٍ وسنة. صنف في الفرائض، وكان عنده فوائد جمة عوالي. وقال غيره: وُلد سنة تسع عشرة وثلاثمائة. وتوفي في ربيع الأول مختفيًا بعد طلبٍ شديد بسبب مالٍ طُلب منه. روى ابن حزم، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ.
92- أحمد بْن فنّاخسْرو بْن الحَسَن بْن بُوَيْه1: السُّلطان بهاء الدّولة أبو نصر بْن السّلطان عَضُد الدّولة. مذكور بلَقَبِه.
93- أحمد بْن محمد بْن مسعود بْن الحبّاب2: أبو عُمَر القُرطبي الفقيه. قتلته البربر فيمن قتلوا يوم دخلوا قُرطبة في سادس شوّال. وكنا ذكرنا أنّ المهديّ محمد بْن هشام قُتل في آخر سنة أربعمائة، ورُدّ المؤيّد بالله إلى الخلافة. فبقى كذلك وجيوش البربر تحاصره، وراسلهم ابن عمّه سليمان بْن الحَكَم. واتّصل الحصار إلى شوّال من هذا العام، فدخلوا مَعَ سليمان قُرطبة وبذلوا السَّيف، وقتلوا المؤيد بالله، وقُتل بقُرْطُبَة نيفٌ وعشرون ألفًا، منهم خلْقٌ من العلماء والصُّلَحاء رحمهم الله. وبايعوا المستعين بالله سليمان بْن الحَكَم بْن سليمان بْن النّاصر لدين الله الأُمَويّ، فعاثَ وأفسد وأخرب البلاد إلى أن قُتل صبرًا في سنة سبعٍ وأربعمائة.
94- إسماعيل بْن الحَسَن بْن هشام3: سَمِعَ: أبا عَبْد الله المَحَامِليّ، وابن عُقدة، ومحمد بْن عُبَيْد الله بْن العلاء. وقال البَرْقانيّ: صدوق، ثقة. روى عَنْهُ: هبةُ الله اللالكائيّ، وأبو القاسم عليّ بْن البُسْري، وجماعة أخذ أبو القاسم ابن السَّمَرْقَنْديّ عَنْهُمْ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وصلى عَليْهِ أبو حامد الإسْفَرائينيّ.
95- إسماعيل بن عمر بن سَبَنك4: القاضي أبو الحسين البَجَليّ، من ولد
__________
1 المنتظم "7/ 264"، والمختصر في أخبار البشر "2/ 143"، والعبر "3/ 83".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 27".
3 تاريخ بغداد "6/ 311"، والمنتظم "7/ 263".
4 تاريخ بغداد "6/ 312"، والمنتظم "7/ 263".(28/48)
جرير بْن عَبْد الله. كَانَ يقضي بباب الأزج.
يروي عن: أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأبي عَبْد الله بْن مُحرم. حدَّث عَنْ: ولده محمد، وعبد العزيز الأزجيّ. ثقة، مات ببغداد، رحمه الله.
96- أيْلك خان1: أخو الخان الكبير طُغان. تجهَّز أيلك في جيش طُغان ملك بلاد التُّرْك، فاستولى عَلَى بُخارى وسَمَرْقَنْد وأزال الدّولة السّامانيّة، وتوطَّد مُلكه. وكان قصد بلخ ليأخذها، فعجز عَنْ حرب ابن سُبكتكين، ووقع بينه وبين أخيه. فلمّا مات في هذه السنّة استولى أخوه طُغان عَلَى ما وراء النهر، واتّسعت ممالكه. فقصده ملك الصّين في مائة ألف خِركاه، فجمع طُغان وحشد، وتزلزل المسلمون، واشتد الخطب، ونفرَ للجهاد خَلْقٌ من المطَّوعة حتّى اجتمع لطُغان نحوٌ من مائة ألف مقاتل، وكثُر الابتهال والتّضرُّع إلى الله تعالى، والْتقى الْجَمْعان، والتطم البحران، وصبر الفريقان، ودامت الحرب أيّامًا عَلَى مَلاحم لم يُدْرّ مِن فَتْق العُروق، وضَرْب الحُلوق، واصْطدام الخيول، أصَوْات أنْواء، أم صَب دِماء، ولَمْع بُرُوق، أو وقع سُيوف، وظُلمة ليل، أمْ نَقْع خيْل. فيا لها ملحمة من ملاحم الإسلام لم يُعهد مثلها في هذه الأعوام، وفي كلّ ذَلِكَ يتولّى الله بِنَصْرِهِ، حتى وثقَ المؤمنون بالتّأييد، وتلاقوا ليومٍ عَلَى فَيْصل الحرب.
وثبتوا، ولذّ لهم الموتُ، حتّى قَالَ أبو النّصر محمد بْن عَبْد الجبّار في تاريخه: فغادروا من جماهير الكُفّار قريبًا من مائة ألف عنان صَرْعى عَلَى وجه البسيطة، عَنْ نفوسٍ موقوذة، ورؤوس منْبوذة، وأيدٍ عَنِ السّواعد مجزوزة، بدعوة جفلاء للسّباع والطُّيور. وأفاءَ الله عَلَى المسلمين مائة ألف غلام كالبدور، وجواري كالحُور، وخيل ملأت الفضاء، وضاقت بها الغَبْراء. فعمَّ السُّرور، وزّينت المدائن والثُّغور. ولم ينشب طُغانُ بعد أن رجع من هذه الوقعة الميمونة أن تَوَّفاه الله سعيدًا شهيدًا، وتملّك بعده أخوه، فزوَّج السّلطان محمود ابنه بكريمة هذا الملك وعمل عُرسَه عليها وزُيّنت بلْخ.
"حرف الباء":
97- بهاء الدّولة2: أبو نصر ابن السّلطان عَضُد الدّولة بن بويه الديلمي.
__________
1 النجوم الزاهرة "5/ 235".
2 تقدمت ترجمته قريبا.(28/49)
تُوُفّي بأرّجان في جُمَادَى الأولى، وله اثنتان وأربعون سنة. وكانت أيّامه اثنتين وعشرين سنة ويومين. ومات بعِلة الصَّرَع، وولى بعدَه ابنه سلطان الدولة اثنتي عشر سنة.
وولى هُوَ السَّلطنة ببغداد بعد أخيه شَرَف الدّولة، وهو الّذي خلع الطّائع لله، كما تقدَّم.
"حرف الحاء":
98- الحَسَن بْن حامد بْن عليّ بْن مروان1: أبو عَبْد الله البغداديّ الورّاق. شيخ الحنابلة. قَالَ القاضي أبو يَعْلَى: كَانَ ابن حامد مدرّس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه. وله المصَّنَفات العظيمة منها: كتاب "الجامع"، نحو أربعمائة جزء يشتمل عَلَى اختلاف العلماء.
وله مصَّنفات في أُصول السُنّة، وأُصول الفقه، وكان معظّمًا في النُّفوس، مقَّدمًا عند الدّولة والعامّة. قَالَ الخطيب: روى عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشّافعيّ، والخُتلي، وأبي بَكْر بْن مالك القطيعي. ثنا عنه عليّ الأهوازيّ.
وقال أبو الحسين بْن الفرّاء في "طبقات الحنابلة" إنه سمع أَبِي بَكْر النّجّاد أيضًا، وأنّه تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر عَبْد العزيز غلام الخلال، وغيره. وعليه تفقّه: القاضي أبو يَعْلَى، وأبو طَالِب العُشاري، وأبو بَكْر الخيّاط المقرئ. وكان قانعًا متعفّفًا، يأكل من نَسْخ يده ويتقّوت. وكان يُكثر الحجّ. قَالَ الخطيب: تُوُفّي بطريق مكّة.
قلتُ ولعلّه هلكَ جوعًا وعطشًا. فإنّ هذا العام كانت وقعة القَرْعا، بطريق مكّة. وذاك أنّ بني خَفَاجة، قاتلهم الله، أخذوا الرَّكْب في القَرْعا، فَقِيل: إنَّه هلك خمسة عشر ألف إنسان من الوفْد. فإنا لله وإنا إِليْهِ راجعون.
99- الحُسين بْن الحَسَن بْن محمد بْن حليم2. القاضي أبو عَبْد الله الحليمي البخاري الفقيه الشافعي.
__________
1 طبقات الحنابلة "2/ 171- 177"، والبداية والنهاية "11/ 349"، والنجوم الزاهرة "4/ 232".
2 المنتظم "7/ 264"، هدية العارفين "1/ 308"، والأعلام "2/ 235".(28/50)
أوحدُ الشّافعّيين بما وراء النَّهر، وأَنْظَرهم وآدَبُهُم بعد أستاذه أَبِي بَكْر القفّال، وأبي بَكْر الأَوْدِيّ.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن أحمد بْن جنْب، وبكر بْن محمد المَرْوَزِيّ، وغيرهما. وكان مولده بجرجان سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة. وحُمل إلى بُخارى صغيرًا. وقيل: بلُ ولِد بِبُخَارَى.
وكان رئيس أصحاب الحديث، وله التّصانيف المفيدة، ينقلُ منها البَيْهقيّ كثيرًا. وله وجوه حَسَنة في المذهب. روى عَنْهُ الحاكم مَعَ تقدمه. وتوفي في ربيع الأوّل. وروى عَنْهُ: أبو زكريا عَبْد الرحيم البخاريّ، وأبو سعد الكَنْجرودي.
100- الحسين بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن حاتم1: أبو عليّ الرُّوذْبَاريّ الطُّوسيّ. سَمِعَ: إسماعيل بْن محمد الصّفّار، وعبد الله بْن عُمَر بْن شَوْذب، والحُسَين بْن الحَسَن الطُّوسيّ، وأبا بَكْر بْن داسه، والقاسم بْن أبي صالح الهمداني. وحدَّث "بسُنن أَبِي دَاوُد " بَنْيسابور.
وقد سمّاه أبو عَبْد الله الحاكم وَحْده: الحَسن، وقال: كتبنا عَنْ أَبِيهِ، وعن جدّه. وقدم نَيْسابور بمسألة جماعة من الأشراف والعلماء ليحدّثهم بالسُّنن. وعُقد لَهُ المجلس في الجامع، فمرض ورُد إلى وطنه بالطّابَرَان، فُتُوفي في ربيع الأوّل.
قلت: روى عَنْهُ: الحاكم، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، وأبو الفتح نصر بْن عليّ الطُّوسيّ شيخ وجيه الشّحاميّ، وفاطمة بِنْت الدّقّاق، وخلْق.
"حرف الخاء":
101- خَلَف بْن سَلَمَة بْن خميس2: أبو القاسم القُرطبي. روى عَنْ: عبّاس بْن أصْبَغ، وأبي عَبْد الله بْن نوح. وكان عَدْلًا. قُتل يوم أخْذ قُرطبة.
"حرف السين":
102- سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد: أَبُو عَمْرو الكاغديّ. تُوفي في رجب بخُراسان.
__________
1 التقييد لابن النقطة "232، 233"، والعبر "3/ 85".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 163".(28/51)
"حرف العين":
103- عبد الله بن إبراهيم بن عَبْد الله بْن محمد: أبو سَلَمَة الأزْديّ المتولّي الهَرَويّ. تُوفي في رمضان.
104- عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان1: أبو محمد بْن غلْبُون الخَوْلانيّ القُرطبي. روى عَنْ: مَسَلَمة بْن القاسم، وأبي جعفر بْن عَوْن الله. ورحل سنة إحدى وسبعين. وسمع بمصر من عتيق بن موسي "موطأ يحيى بن بُكير"، بسماعه من أبي الرقراق، بسماعه من أبي بُكير، ومن جماعة. ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتُوفي في شوال. روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد.
105- عبد الله بن عبد العزيز بن أبي سُفيان2: أبو بكر الغافقي القُرطبي. روى عَنْ: أَبِيهِ. حدَّث عَنْهُ: الصّاحبان، وأبو حفْص الزّهْراويّ، ويونس بْن مُغيث، وقاسم بْن هلال، وعبد الرَّحْمَن بْن يوسف. تُوفي في رجب.
106- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يوسف بْن نصر3: الحافظ أبو الوليد بْن الفَرَضيّ القُرطبي.
مصنّف "تاريخ الأندلس" أخذ عَنْ: أَبِي جعفر بْن عَوْن الله، وابن مُفرج، وعبد الله بْن قاسم، وخَلَفَ بْن القاسم، وعبّاس بْن أَصْبَغ، وخلْق.
وحجّ، فأخذ عَنْ: يوسف بْن الدّخيل، وأحمد بْن محمد بْن المهندس، والحسن بْن إسماعيل الضّرّاب، وأبي محمد بن أبي زيد، وأحمد بن رحمون، وأحمد بن نصر الداوودي.
وله مصنف في "أخبار شطر الأندلس"، وكتاب في "المؤتلف والمختلف"، وفي "مُشتبه النسبة".
روى عنه ابن عبد البر، وقال: كان فقيها عالما فِي جميع الفنون فِي الحديث والرجال. أخذتُ معه عَنْ أكثر شيوخي. وكان حسن الصُّحبة والمعاشرة. قتلته البربر، وبقي مُلقي في داره ثلاثة أيام.
__________
1 العبر "3/ 155"، وهدية العارفين "1/ 45".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 251".
3 البداية والنهاية "11/ 351"، وكشف الظنون "285"، والأعلام "4/ 121".(28/52)
أنشدنا لنفسه:
أسيرُ الخطايا عند بابِك واقفُ ... عَلَى وَجَل ممّا بِهِ أنتَ عارفُ.
يخافُ ذُنُوبًا لم يغبْ عنك غَيْبُها ... ويرجوك فيها فهو راجٍ وخائفُ.
ومن ذا لذي يرجو سِواك ويتقي ... ومالك في فصلِ القضاء مُخالفُ.
فيا سَيدي، لا تُخزِني في صحيفتي ... إذا نُشرتْ يوم الحساب الصحائفُ
وكُن مؤنسي في ظُلمة القبر عندما ... يصدُّ ذَوُو ودّي ويجفو المُوالِفُ.
لئن ضاق عنّي عَفْوكَ الواسع الّذي ... أرَجَّى لإسرافي فإنيّ لتالفُ1.
وقال أبو مروان بن حيان: وممن قُتل يوم فتح قُرطبة الفقيه الأديب الفصيح ابن الفَرَضيّ، ورؤي متغّيرًا من غير غسلٍ ولا كَفَن ولا صلاة. ولم يُر مثله بقُرطبة في سعة الرواية، وحِفظ الحديث، ومعرفة الرجال، والافتتان في العلوم والأدب البارع.
ووُلِد سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وحجّ سنة اثنتين وثمانين. وجمعَ من الكُتُب أكثر ما جمعَه أحدٌ من علماء البلد.
وتقلد قراءة الكُتب بعهد العامريّة. واستقضاه محمد المهديّ ببلِنْسيَة وكان حسَن البلاغة والخطّ.
وقال الحُميدي: ثنا عليّ بْن أحمد الحافظ: أخبرني أبو الوليد بْن الفَرَضيّ قَالَ: تعلقتُ بأستار الكعبة، وسألت الله الشّهادة، ثمّ انحرفتُ وفكرتُ في هَوْل القتْلِ، فندمتُ، وهممتُ أن أرجعُ، فأستقيل الله ذَلِكَ، فاستحْيَيتُ.
قَالَ الحافظ أبو محمد بْن حزْم: فأخبرني من رآه بين القتلي ودَنَا منه فسمعه يَقُولُ بصوتٍ ضعيف: "لا يَكْلَم أحدُ في سبيل الله، والله أعلم بمن يَكْلَم في سبيله إلا جاء يَوْمَ الْقِيَامَةِ وجُرحه يثعبُ دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الدّم، والرّيح رِيح المِسك" 2 كأنه يُعيد عَلَى نفسه الحديث الوارد في ذَلِكَ.
قَالَ: ثمّ قضي على إثر ذلك رحمه الله.
__________
1 نفح الطيب "2/ 129"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1087".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "2803"، ومسلم "1876"، وغيرهما.(28/53)
وأنشد لَهُ ابن حزْم رحمه الله:
إنّ الّذي أصبحتُ طَوْع يمينهِ ... إنّ لم يكن قمرًا فليس بدونهِ.
ذُلي لَهُ في الحبّ من سُلطانه ... وسَقَام جسْمي من سَقام جُفونهِ.
107- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن سَعِيد بْن ذُنين بْن عاصم1: أبو المُطرف الصَّدَفيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عَنْ: أَبِي المُطرف عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى، ومَسْلَمَة بْن القاسم، وتميم بْن محمد. وحجّ سنة إحدى وثمانين، وأخذ عَنْ: أَبِي بكر المهندس، وأبي إِسْحَاق الثّمّار، وأبي الطيب بْن غلْبُون، وأبي محمد بْن أَبِي زيد.
وكان ذا عناية بالحديث. شُهر بالعلم والعمل والورع والتعَفُّف. وكان يَعِظ ويُذكر. وكان النّاس يرحلون إِليْهِ لثبته سعة روايته. وله تصانيف.
روى عَنْهُ: ابنه عَبْد الله، وجماعة. وتوُفي في ذي القعدة، وهو في عَشْر الثّمانين.
108- عَبْد العزيز بْن عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد الملك بن جهور القُرطبي2: أبو الأصبغ روى عَنْ: أَبِي بَكْر محمد بْن معاوية، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزم.
وروى عَنْهُ: أبو عمر بن عبد البَرّ، وأبو عبد الله الخولاني. تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
109- عَبْد الملك بْن عليّ بْن محمد بْن حاتم: أبو عليّ الشّيرازيّ السمْسار. مات بشيراز في رمضان.
110- عليّ بْن محمد بْن خَلَف3: الإمام أبو الحَسَن المعافريّ القَرَويّ القابِسيّ الفقيه المالكيّ، عالم أهل إفريقّية. حجّ، وسمع: حمزة بْن محمد الكِناني، وأبا زيد المَرْوَزِيّ، وجماعة.
وأخذ بإفريقيّة عَنْ: ابن مسرور الدّبّاغ، ودرّاس بْن إسماعيل. وكان حافظًا للحديث وِعَلله ورجاله، فقيهًا أُصُوليًّا متكلّمًا، مصنّفًا صالحًا منقبًا. وكان أعمي لا
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 274"، والصلة لابن بشكوال "1/ 313".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 368".
3 البداية والنهاية "11/ 351"، والنجوم الزاهرة "4/ 233"، وهدية العارفين "1/ 685".(28/54)
يرى شيئًا، وهو مَعَ ذلك من أصحّ النّاس كُتُبًا، وأجودهم تقْييدًا. يضبط كُتُبه ثقاتُ أصحابه. والّذي ضبط لَهُ "صحيح الْبُخَارِيّ" بمكّة رفيقه أبو محمد الأصيلي.
ذكره حاتم الأطرابلس فقال: كَانَ زاهدًا ورِعًا يقظًا، لم أَرَ بالقَيْروان إلا معترِفًا بفضله.
تفقّه عَليْهِ: أبو عِمران القابِسيّ، وأبو القاسم اللّبيديّ، وعَتيق السُّوسيّ، وغيرهم.
وألّف تواليف بديعة ككتاب "الممهّد في الفقه"، و"أحكام الديانات" و"المنقذ من شُبه التأويل"، وكتاب "المنبّه للفِطَن من غوائل الفِتَن"، وكتاب "مُلخَّص الموطّأ"، وكتاب "المناسك"، وكتاب " الاعتقادات"، وسوى ذَلِكَ من التّصانيف.
وكان مولده سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة. وتوفي في ربيع الآخر بمدينة القَيْروان. وبات عند قبره خلْق من النّاس، وضُربت الأخبية لهم. ورثاه الشعراء. وقيل لَهُ القابسيّ لأنّ عمه كَانَ يشدّ عمامته شدّة قابسيّة.
وممّن روى عَنْهُ: أبو محمد عَبْد الله بْن الوليد بْن سعد الأنصاريّ الفقيه مِن شيوخ أَبِي عَبْد الله الرّازيّ.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: أبو الحَسَن بْن القابسيّ أخذ القراءة عرْضًا عَنْ أَبِي الفتح بْن بدهن.
وعليه كَانَ اعتماد إقراء القرآن بالقيروان دهرًا. ثم قطَعَ الإقراء لما بلغه أنّ بعض أصحابه أقرأَ الوالي. ثمّ أعمل نفسَه في درس الفقه ورواية الحديث، إلى أن رأس فيهما وبرع، وصار إمام عصره، وفاضِل دهره. كتبنا عَنْهُ شيئًا كثيرًا. وبقي في الرحلة من سنة اثنتين وخمسين إلى سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة، رحمة الله.
111- عَلَى بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ: أبو القاسم النوشجاني. مات في رمضان.
"حرف الفاء":
112- فتح بْن إبراهيم1: أبو النصر الأموي القشاري الطليطلي.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 460، 461".(28/55)
حج، وسمع بمكّة من الأجُرّيّ، وبمصر، والقيروان. وكان صالحًا عابدًا قانتًا مجتهدًا في طلب العلم. روى عَنْهُ: أبو جعفر بْن ميمون. وتوفي في رجب وله ثمانون.
"حرف الميم":
113- محمد بْن سَعِيد بْن السَّريّ1: أبو عَبْد الله الأُمَويّ القُرطبي الحرار.
رحل، ولقي أبا عَبْد الله البلخي، والحَسَن بْن رشيق، ومحمد بْن موسى النّقّاش.
وصنَّف كتاب "يوم وليلة"، وكتاب "واضح الدّلائل" روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله بْن عَبْد السّلام الحافظ، وأبو حفص الزّهْراويّ. قتلته البربر في دخولهم قُرطبة. وكان استقبلهم شاهرًا سيفه يناديهم: إلي إليَّ يا حطَب النّار، طُوبى لي إنّ كنتُ من قتلاكم. فقتلوه رحمه الله عَليْهِ.
وكان قد امْتُحِنَ في العصبيّة مَعَ محمد بْن أَبِي عامر، فأخرجه من قُرطبة، ثمّ رجع.
114- محمد بْن الطّيب بْن محمد بْن جعفر بْن القاسم2: القاضي أبو بَكْر الباقلانيّ، صاحب التّصانيف في علم الكلام. سكن بغداد. وكان في فنهِ أوحد زمانه. سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسي. وخرّج لَهُ أبو الفتح بْن أبي الفوارس. وكان ثقة عارفًا بعلم الكلام. صنف في الرّدّ عَلَى الرافضة والمعتزلة والخوارج والْجَهْميّة.
وذكره القاضي عِياض في "طبقات الفقهاء المالكيّة"، فقال: هُوَ الملقب بسيف السُّنّة ولسان الأمّة، المتكلّم عَلَى لسان أهلِ الحديث وطريق أبي الحَسَن الأشعريّ.
وإليه انتهت رئاسة المالكيّين في وقته. وكان له بجامع المنصور حلقة عظيمة.
روى عَنْهُ: أبو ذَرّ الهَرَويّ، وأبو جعفر محمد بْن أحمد السّمْناني، والحسين بْن حاتم. قَالَ الخطيب: كَانَ وِرْدُه كلّ ليلةٍ عشرين ترويحة في الحَضَر والسَّفَر، فإذا فرغ منها كتب خمسًا وثلاثين ورقة من تصنيفه. سمعتُ أبا الفرج محمد بن عمران يقول
__________
1 الديباج المذهب "319"، وهدية العارفين "2/ 59".
2 المنتظم "7/ 265"، والبداية والنهاية "11/ 350".(28/56)
ذَلِكَ. وسمعتُ عليّ بْن محمد الحربيّ يَقُولُ: جميع ما كَانَ يذكر أبو بَكْر بْن الباقِلانيّ من الخلاف بين النّاس صنّفه من حفظه، وما صنَّف أحدٌ خلافًا إلا احتاج أن يُطالع كُتب المخالفين سوى ابن الباقلانيّ.
قلت: أخذ ابن الباقِلانيّ عَلْم النَّظَر عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مجاهد الطائي صاحب الأشعري. وقد ذهب في الرَسْليّة إلى ملك الروم، وجرت لَهُ أمور، منها أنّ الملك أدخله عَليْهِ من باب خَوْخة ليدخل راكعًا للملك، ففطِن لها ودخلَ بظهر. ومنها أنّه قَالَ لراهبهم: كيف الأهل والأولاد؟ فقال لَهُ الملك: أما علمتَ أنّ الراهب يتنزه عَنْ هذا؟ فقال: تنزهّونه عَنْ هذا ولا تنزّهون الله عَنِ الصّاحبة والولد؟!. وقيل: إنّ طاغية الرّوم سأله كيف جرى لعائشة، وقصد توبيخه، فقال: كما جري لمرْيم فبّرأ الله المرأتين، ولم تأتِ عَائِشَة بولد. فأفحمَه فلم يُحر جوابًا. قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أبا بكر الخوارزمي يقول: كل مصنف ببغداد إنّما ينقل من كُتب النّاس إلى تصانيفه، سوى القاضي أَبِي بَكْر، فإنّ صدره يحوي عِلْمه وعلم النّاس.
وقال أبو محمد الياميّ1: لو أوصي رَجُل بثُلُث ماله لأَفْصَح النّاس لَوَجَب أن يدفع إلى أبي بَكْر الأشعريّ. وقال الإمام أبو حاتم محمود بْن الحسين القزوينيّ: كَانَ ما يُضْمره القاضي أبو بَكْر الأشعريّ من الورع والدّيانة أضعاف ما كَانَ يُظهره، فقيل لَهُ في ذَلِكَ فقال: إنّما أظهر ما أظهره غيظًا لليهود، والنّصارى، والمعتزلة، والرّافضة، لئلا يستحقروا علماء الحقّ. وأُضمر ما أضمره، فإني رأيت آدم مَعَ جلالته نوديّ عَليْهِ بذوقه، وداود بنظره، ويوسف بهمّه، ونبيّنا بخطره عَليْهِم السّلام. ولبعضهم في أَبِي بَكْر الباقِلانيّ:
أنظر إلى جبلٍ تمشي الرجال بِهِ ... وانظر إلى القبر ما يحوي من الصلفِ
وانظر إلى صارم الإسلام مغتمدًا ... وانظر إلى دُرة الإسلام في الصدفِ2
وتُوُفّي في ذي القعدة لسبعٍ بقين منه. وصلى عَليْهِ ابنه الحسَن. ودُفن بداره، ثمّ نُقل إلى مقبرة باب حرب.
__________
1 وفي سير أعلام النبلاء "13/ 116" قال: وقال: "أبو محمد الباقي" بدلا من "اليامي" وباق: هي إحدى قرى خوارزم، وانظر الأنساب "1/ 263، 264".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 116".(28/57)
115- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عفّان بْن سَعِيد1: أبو جعفر الأسَديّ القُرطبي. سَمِعَ من: أَبِيهِ كثيرًا. ومن: قاسم بْن أصْبَغ، ووهْب بْن مَسَرَّة في الصّغَر مَعَ والده. روى عَنْهُ: قاسم بْن إبراهيم الخزرجي، وأبو عمر ابن عبد البر، وغيرهما. ولُد سنة عشرين وثلاثمائة، وقيل بعدها.
116- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن محبور: أبو عَبْد الرَّحْمَن الدّهّان. لَهُ فوائد مُنْتَقَاة، روى فيها عَنْ: أَبِي حامد بن بلال، فمن بعده. وتوفي بَنْيسابور في هذه السّنة أو بعدها.
117- محمد بْن قاسم بْن محمد2: أبو عَبْد الله الأُمويّ القُرطبي الجالطيّ. وجالطة: من قُرى قُرطبة. روى عَنْ: أَبِي عُبَيْد الجُبيري. وعن: أَبِي عَبْد الله الرّياحيّ، وغيرهما. وحجّ سنة سبعين، وأخذ هناك عَنْ جماعة. وسمع منه: أبو محمد بْن زيد كتاب "رد الزُبيري على ابن مَسَرَّة". وكان من أهل العلم والحفظ والصّلاح، من الفُقَهاء والأُدباء. ولي الشُّورَى مع أَبِي بَكْر التُّجِيبيّ. وولي الصّلاة بجامع الزّهْراء. وولي أحكام الشَّرْطة. واستشهد عَلَى يد البربر يوم تغلُّبهم عَلَى قُرطبة. وكان مولده سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. حدَّث عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وغيره.
118- محمد بْن موسى3: أبو بَكْر الخوارزمي الحنفيّ. شيخ أهل الرأي ومُفتيهم. وانتهت إليه الرّئاسة في مذهب أَبِي حنيفة بالعراق. وكان قد تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر الرّازيّ أحمد بْن عليّ.
وسمع الحديث من أَبِي بَكْر الشّافعيّ. روى عَنْهُ أبو بَكْر البَرْقانيّ، وقال: سمعته يَقُولُ: ديننا دين العجائز ولسنا من الكلام في شيء. وكان لَهُ إمام حنبليّ يصلي به.
وقال القاضي أبوعبد الله الصَّيْمريّ: ثمّ صار إمام أصحاب أبي حنيفة ومُفتيهم شيخنا أبو بَكْر محمد بْن موسي الخوارزمي، وما شاهدَ النّاس مثله في حسن الفَتْوَى وحُسن التّدريس. وقد دُعي إلى ولاية الحكم مرارًا فأمتنع وتُوُفّي في جُمادى الأولى رحمه الله.
__________
1تاريخ بغداد "5/ 382".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 490، 491".
3 المنتظم "7/ 266"، والبداية والنهاية "11/ 351"، والفوائد البهية "201، 202" للكنوي.(28/58)
"حرف الهاء":
119- هبة الله بْن الفضيل بْن محمد: أبو يَعْلَى الفضيلي الهَرَويّ. روى عَنْهُ: إِسْحَاق القرّاب في ذي القعدة.
هشام بْن الحَكَم: يحوَّل إلى هنا.
120- الهيثم بْن أحمد بن محمد بن سَلَمَة1: أبو الفَرَج القُرشي الدّمشقيّ الفقيه الشّافعيّ، المعروف بابن الصّبّاغ. إمام مسجد سوق اللُّؤلؤ. قرأ عَلَى: أَبِي الفَرَج الشنبُوذي، وأبي الحَسَن عليّ بْن محمد بْن إسماعيل. وصنَّف قراءة حمزة. وحدَّث عَنْ: ابن أَبِي العقِب، وأبي عَبْد الله بْن مرْوان، وأبي عليّ بْن آدم، وجماعة.
روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد بْن شجاع، وعليّ الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وآخرون. وكان من فُضلاء الشّاميّين. تُوُفّي في ربيع الأوّل.
"حرف الياء":
121- يوسف بْن هارون2: أبو عُمَر الرَّماديّ القُرطبي.
شاعر أهل الأندلس في عصره. روى كتاب "النّوادر" لأبي عليّ القاليّ.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ قطعة من شعره.
وكان يُلقب بأبي جَنِيش. وكان فقيرًا مُعدمًا في آخر أيّامه، ومنهم من يلقّبه بأبي رماد.
وروى عَنْهُ من القدماء الوليد بْن بَكْر الأندلسيّ قوله من قصيدة:
أضعُتمُ الرُشد في مُحبٍ ... لَيْسَ يرى في الهوى جناحاَ
بُحتْ بحبّي ولو غرامي ... يكون في جلمدٍ لباحا
لم يستطيع حمل ما يُلاقي ... فشق أثوابه وناحا
__________
1 غاية النهاية "2/ 357".
2 معجم الأدباء "20/ 62"، والأعلام "5/ 255"، ويتيمة الدهر "2/ 10".(28/59)
تُحير المُقلتين، قل لي: ... هَلْ شربَتْ مُقلتاك راحَا؟
نفسي فِدا لِمة وقد ... كحَلت اللَّيلَ والصَّباحَا
ومُقلةٍ أولعتْ بقتلي ... قد صيّرت لحْظَها سلاحا
وعقربٍ سُلطت علينا ... تملأ أكبادَنا جراحَا
ومن قصيدته في أَبِي عَلَى القاليّ، أوّلها:
مَن حاكم بيني وبين عذُولي ... الشّجْوُ شَجْوي والعويلُ عَوِيلي
في أيّ جارحةٍ أصون مُعذبي ... سلمتْ من التّعذيب والتنكيلِ
إنّ قلتُ في بَصَري فَثَّم مَدَامعي ... أو قلتُ في كَبِدي فَثَمّ غليلي
وله في أَلْثَغ:
لا الرّاء تطمع في الوصال ولا أنا ... لهجرُ يجمعنا ونحن سواءُ
فإذا خلوتُ كتبْتُها في راحتي ... وبكيتُ منتحبًا أَنَا والراءُ
وله:
لا تُنكروا غُزر الدُّموع فكُلّما ... ينحلُ من جسميِ يصير دموعا
والعبدُ قد يَعْصِي وأحلف أنّني ... ما كنتُ إلا سامعًا ومُطيعا
قولوا لمن أخذ الفؤاد مسلّما ... يمنُن عليّ بِرَدّهِ مصدوعَا
ومن شعره في صاحب سرقُسطة عَبْد الرحمن بن محمد التُجيبي، وأجازه بثلاثمائة دينار:
قفوا تشهدوا بثّي وإنكار لائمي ... عليَّ بكائي في الرُسوم الطّواسم
أنأمنُ مِن أنْ تغدُو حريق تَنَفُّسي ... وإلا غريقًا في الدّموع السَّواجم
وما هِيَ إلا فُرقةٌ تبعث الأَسَى ... إذا نزلت بالنّاس أو بالبهائم
وله:
قَالُوا: اصطبر وهو شيء لستُ أعرفه ... من لَيْسَ يعرف صبرًا كيف يصطبرُ
أوُصي الخَلِيَّ بأن يُغضي الملاحظ عَنْ ... غرِّ الوجوه، ففي إهمالها غررُ(28/60)
وفاتنُ الحُسنِ قتالُ الهَوَى، نظرتْ ... عيني إِليْهِ، فكان الموتُ والنظرُ
ثمّ انتصرتُ بعيني وهي قاتلتي ... ماذا تريد بقتلي حين تنتصرُ؟
وقد كَانَ المستنصر بالله سجَنه مُدَّةً لَكْونه هجاه تعريضًا في بيتٍ، فقال:
يُولي ويَعْزِل من يومه ... فلا ذا يتمُ ولا ذا يتمُ.
وفيات سنة أربع وأربعمائة:
"حرف الألف":
122- أحمد بْن عليّ بْن عَمْرو1: الحافظ أبو الفضل السُليماني البِيكنْدِيّ البخاريّ.
رحل إلى الآفاق، ولم يكن لَهُ نظيرٌ في عصره ببُخارى حِفظًا وإتقانًا، وعُلو إسناد، وكثْرة تصانيف. سمع: محمد ابن حَمْدَوَيْهِ بْن سهل، وعليّ بْن إِسْحَاق المادرائيّ، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، ومحمد بْن صابر بْن كاتب البخاريّ، ومحمود بْن إِسْحَاق الخُزاعي، وصالح بْن زُهير البُخاريين، وعليّ بْن سختُويه، وعليّ بْن إبراهيم بْن معاوية، النَّيْسابوريّيْن، وعبد الله بْن جعفر بْن فارس الإصبهانيّ.
قَالَ ابن السَّمْعانيّ في كتاب "الأنساب": السُليماني نُسب إلى جدّه لأمّه أحمد بْن سُليمان الِبْيكَنْديّ. لَهُ التّصانيف الكِبار. وكان يصنّف في كلّ جمعة شيئًا، ويدخل من بِيكَنْد إلى بُخارى، ويحدَّث بما صنَّف.
روى عَنْهُ: جعفر بْن محمد المستغفريّ، وولده أبو ذَرّ محمد بْن جعفر، وجماعة بتلك الدِّيار.
تُوُفّي في ذي القعدة، وله من العُمر ثلاثٌ وتسعون سنة. فإنه ولد إحدى عشرة وثلاثمائة.
123- أحمد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن بِشْر2: أبو عَبْد الله القطّان. بغداديّ، ثقة. سَمِعَ: الحسين بْن عيّاش، وعثمان بْن السّمّاك. وعنه: أبو محمد الخلال.
__________
1 الأنساب "7/ 122"، والعبر "3/ 87".
2 تاريخ بغداد "4/ 319".(28/61)
124- أحمد بْن محمد بْن نفيس1: أبو الحسين المَلَطيّ. روى عَنْ: الحَسَن بْن حبيب الحصائريّ الدّمشقيّ. روى عَنْهُ: عليّ الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ. وكان عَدْلًا.
125- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن إبراهيم الْجَوْزيّ البَرَويّ: خُراساني. تُوُفّي في ربيع الآخر.
126- إبراهيم بْن عَبْد الله بْن حصْن2: أبو إِسْحَاق الغافِقّي الأندلُسيّ. محتسب دمشق.
طوف البلاد، وسمع: أبا بَكْر القَطيعيّ ببغداد، وأبا الطّاهر الذّهْليّ بمصر، وأبا أحمد الغِطْريفيّ بجُرْجان، والمَيَانجيّ بدمشق، وولي حسبتها سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة.
روى عَنْهُ: أبو نصر الحبّان. قَالَ ابن الأكفانيّ: حكى لنا شيوخنا أنّ هذا كَانَ صارمًا في الحسْبة. وكان بدمشق قَطَائِفيّ، فكان المحتسب يريد أن يؤذيه، فإذا رآه مقبلًا قال: بحقّ مولانا أمضِ عنّي. فيمضي عَنْهُ.
فغافله يومًا وأتاه من خلفه وقال: وحق مولانا لا بد أن تنزل. فأمرَ بإنزاله وتأديبه. فلمّا ضُرب دِرَّةً قَالَ: هذه في قفا أبي بَكْر. فلما ضُرب الثّانية قَالَ: هذه في قفا عُمَر. فلما ضُرب الثّالثة قَالَ: هذه في قفا عثمان. فقال المحتسب: أنت لا تعرف أسماء الصحابة، والله لأصفعنك بعدد أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر. فصفعه بعدد أهل بدرٍ وتركه. فمات بعد أيّام من ألم الصَّفْع.
فبلغ إلي مصر، فأتاه كتاب الحاكم يشكره عَلَى ما صنع. وقال: هذا جزاء مَن ينتقص السَّلَف الصالح3. تُوُفّي أبو إِسْحَاق في ذي الحجّة.
"حرف الحاء":
127- حاتم بْن محمد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود: الشَّيْخ أبو محمود بن أبي محمود بْن أَبِي حاتم المحموديّ الهَرَويّ المحدث ابن المحدث ابن المحدث. له
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 81"، وفيه "المالكي" ولعله وهم منه.
2 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 222"، والوافي بالوفيات "6/ 37، 38".
3 التهذيب "2/ 222، 223".(28/62)
مصنَّف في السُنن نحو مائة جزء. وكان من حُفاظ هَرَاة. روى عَنْ: الحَسَن بْن عَمران الحْنظليّ، وحامد الرّفّاء، وهذه الطّبقة. روى عَنْهُ: نجيب الواسطيّ.
128- حبيب بْن أحمد بْن محمد بْن نصر1: أبو عَبْد الله الشَّطْجيريّ، الشّاعر الأديب القُرطبي. مولي بني أُمَيّة. روى عَنْ: قاسم بْن أصْبَغ، وأبي عليّ البغداديّ، وثابت بْن قاسم. وكان مولده في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. روى عَنْهُ: أبو عَمْرو الدّانيّ، وقاسم بْن هلال. وخرج من قُرطبة هذا العام وانقطع خبره.
129- الحسين بْن عثمان بْن عليّ البغدادي2: أبو عَبْد الله المجاهديّ المقرئ الضّرير. نزيل دمشق. تُوُفّي في جمادى الأولى، وقد جاوز المائة. كذا ورّخه الأهوازيّ. وورّخه الكتّانيّ سنة أربعمائة. وقال رشأ بن نظيف: قرأت عليه برواية أبي عمرو، وأخبرني أنّ ابن مجاهد علّمه القرآن كله. قلت: وهو آخر مَن قرأ عَليْهِ ابن مجاهد.
130- الحَسَن بْن عليّ: أبو محمد السجِسْتانيّ. القاضي الخطيب. تُوُفّي في جمادى الآخرة.
131- الحسين بْن أحمد بن جعفر3: أبو عبد الله بن البغداديّ الزّاهد. كَانَ ورِعًا زاهدًا خاشعًا صادقًا فقيهًا حنبليا.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن إِسْحَاق الخُراساني. روى عَنْهُ: القاضي محمد بْن الحُسين أبو يعلى.
وتوفي في شعبان. وكان كبير الّشأن لا ينام إلا عَنْ غَلَبَة، ولا يدخل حمّامًا. وربّما كان يخرج رأسه ميشوم أو وجهه. كان ينعس فيقع عَلَى المحبرة، أو عَلَى المَجمَرة، رحمه الله.
"حرف الزاي":
132- زكريّا بْن خَالِد بْن زكريّا بْن سِماك4: أبو يحيى الضّنّيّ، من أهل
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 154".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 360"، وغاية النهاية "1/ 243، 244".
3 البداية والنهاية "11/ 352"، المنتظم "7/ 267".
4 الصلة لابن بشكوال "1/ 191".(28/63)
وادي آش، مدينة بالأندلس. روى عَنْ: سَعِيد بْن فحلُون، وقاسم بْن أصْبَغ. ووُلِد سنة عشرة وثلاثمائة في المحرَّم. ومات في آخر سنة أربع. روى عَنْهُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وأبو عُمَر بْن الحذّاء وقال: هُوَ صحيح الرّواية عن سَعِيد بْن فحلُون.
133- زيد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد1: أَبُو الْحَسَن التنوخي البلوطي، نزيل أكواخ بانياس. حدث عن شيخه إبراهيم ابن مهديّ البَلُّوطيّ بكتاب "الجوع". روى عَنْهُ: عليّ الحِنّائيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وجماعة. وقال الكتّانيّ: تُوُفّي زيد البُّلوطي العابد في شَعْبان، ودُفن بباب كَيْسان. وكان سالم المذهب.
"حرف السين":
134- سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد البَرّ2: أبو عثمان الثقفي المقريء، من أهل ثغر الأندلس. قرأ عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المعافري بمصر سنة اثنتين وخمسين ثلاثمائة. وسمع من: حمزة الكناني، وغيره. قال أبو عَمْرو الدّانيّ: سمعته يَقُولُ: أصلي من الطّائف، وحججتُ سنة تسعٍ وأربعين. مات بسَرَقُسْطة سنة أربعٍ وأنا بها.
135- سليمان بْن بَيْطير بْن سليمان بْن ربيع3: أبو أيّوب القُرْطُبيّ الكلبي الفقيه المالكي. كان رجلًا تقيا عارفًا بمذهب مالك، مصنّفًا مشاورًا. روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن الأحمر، وأبي عيسى اللَّيْثّي، وابن القُوطيّة. وتُوُفّي بمالقة. وُلِد سنة ست وثلاثمائة.
136- سهل بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد4: الْإِمَام أبو الطيب ابن الإمام أَبِي سهل العِجْليّ الحنفيّ الصُّعْلُوكيّ النَّيْسابوريّ. الفقيه الشّافعيّ مفتي نَيْسابور وابن مُفتيها.
تفقّه عَلَى: أَبِيهِ. وسمع من: أَبِي العبّاس الأصمّ، وأبي علي الرفاء، وجماعة من أقرانهما.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "6/ 16".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 213".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 196، 197".
4 الأنساب "8/ 64"، والبداية والنهاية "11/ 324 - 347"، وكشف الظنون "1100".(28/64)
ودرس الفقه، واجتمع إِليْهِ خلْق. قَالَ أبو عَبْد الله الحاكم: هُوَ أنظَر من رأينا. وتخرّج بِهِ جماعة، وحدَّث وأملى. قَالَ: وبلغني أنه كان في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة. وقال أبو إسحاق: كان فقيهًا أديبًا جمع رئاسة الدين والدنيا. وأخذ عَنْهُ فقهاء نيسابور. وقال الحاكم: كَانَ أَبُوهُ يُجله ويقول: سهل والدٌ. قلت: روى عَنْهُ الحاكم، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، ومحمد بْن سهل أبو نصر الشّاذياخيّ، وآخرون. ومن بديع نثره: مَن تصدَّر قبل أوانه، فقد تصدّي لهوانه. وقال: إذا كَانَ رِضى الخلْق معسورًا لا يُدركْ، كَانَ ميسوره لا يترك. إنما نحتاج إلى أخوات العِشْرة لزمان العُسْرة تُوُفّي رحمه الله في رجب.
"حرف العين":
137- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن سَعِيد1: أبو المُطرف البكْريّ. عُرف بابن عجب القُرطبي الحافظ لمذهب مالك. كَانَ متبحّرًا في الفِقْه، من عُلماء قُرْطُبَة. تُوُفّي في ثاني المحرَّم من السَّنَة.
138- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْد الغفّار بْن محمد بْن يحيى: أبو أحمد الهمذانيّ، إمام الجامع. الشّيخ الصّالح. روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، والقاسم بْن أَبِي صالح، وأبي عَبْد الله بْن أَوْس، ومحمد بْن يوسف الكِسائيّ، وأبي القاسم بْن عُبَيْد، وعبد الغفّار بْن أحمد الفقيه، وحامد الرّفّاء، وخلْق. رَوَى عَنْهُ: أَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَليّ، وأبو منصور بْن عِيسَى، ويوسف خطيب همدان، وأحمد بْن عيسى بْن عبّاد الديَنَوريّ، وعبد الحميد بْن الحَسَن الفقاعيّ. قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صدوقًا. وُلِد سنة أربع عشرة وثلاثمائة بأرْدَبِيل.
ومات في جُمَادى الآخرة، وله تسعون سنة. وقبره يُزار.
139- عَبْد الملك بْن بكران بن العلاء2. أبو الفرج النهرواني المقرئ القطّان. من أعيان المقرئين بالرّوايات بالعراق. قرأ عَلَى: زيد بْن أَبِي بلال الكوفيّ، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، وأبي بَكْر النّقّاش، وبكّار بْن أحمد، وأبي القاسم هبة الله بْن جعفر، وأبي بَكْر بْن مُقسم. وله مصنّف في القراءات. وسمع من: جعفر الخُلدي،
__________
1 الديباج المذهب "149".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 371"، وغاية النهار "1/ 467، 468".(28/65)
وأبي بَكْر النّجّاد. روى عَنْهُ القراءات تلاوةً: أبو عليّ غلام الهَرَّاس، ونصْر بْن عَبْد العزيز الفارسيّ، وأبو عليّ الحَسَن بْن عليّ بْن عَبْد الله العطّار. وحدَّث عَنْهُ: أحمد بْن رضوان الصَّيْدلانيّ، وغيره. وكان عبدًا صالحًا قُدوة. وثّقه الخطيب، وقال: تُوُفّي في رمضان.
140- عَبْدَة بْن محمد بْن أحمد بْن ملّة. أبو بَكْر الهَرَوِيّ البّزاز. تُوُفّي في آخر السّنة.
141- عُبَيْد الله بْن القاسم المراغي1: أبو الحَسَن. حدَّث بأطْرابُلُس عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وأبي العباس بْن عُتْبَة الرّازيّ.
روى عنه: محمد بن علي الصوري، ومحمد بن أحمد بن عيسى السعدي.
142- علي بن جعفر بن محمد بن سعيد2: أبو الحسن الرازي المقرئ الخطيب. توفي في شعبان.
143- علي بن سعيد الإصطخري3: ثم البغدادي. القاضي أبو الحسن المعتزلي المتكلم. حدث عَنْ: إسماعيل الصّفّار. ذكره الخطيب، وجاوز الثمانين.
144- عمر بن روح بن عليّ بْن عبّاد4: أبو بَكْر النهْروانيّ، ثمّ البغداديّ. سَمِعَ: محمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِيّ، والحُسين المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد. روى عَنْهُ: ابنه أحمد. وكان يذهب مذهب الاعتزال. وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة، قاله الخطيب.
"حرف الميم":
145- مأمون بْن الحَسَن. أبو عَبْد الله الهَرَوِيّ، الدّاووديّ.
146- محمد بْن أحمد بن أبي طاهر. أبوالطاهر الهروي الداوودي الفقيه.
__________
1 الكفاية في علم الرواية "445"، وتاريخ بغداد "1/ 310".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 370"، وغاية النهاية "1/ 529".
3 البداية والنهاية "11/ 352"، والمنتظم "7/ 268".
4 تاريخ بغداد "11/ 271".(28/66)
147- محمد بْن أسد بْن هلال الأُشْنانيّ1. أبو طاهر المقرئ. قرأ عَلَى: أَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، وأبي بَكْر النّقّاش. وسمع من: أحمد بْن كامل. روى عَنْهُ: أبو نصر عُبَيْد الله السّجْزِيّ.
148- محمد بْن عَلِيّ بْن أحمد بْن أَبِي فَرْوة2: أبو الحسين المَلَطّي المقرئ. نزيل دمشق.
روى عَنْ: محمد بْن شاه مرد الفارسيّ، ووهْب بْن عَبْد الله الحاجّ، ومُظفر بْن محمد بْن بشْران الرَّقّيّ روى عَنْهُ: عليّ الحِنّائيّ، وأبو نصر بْن الحيان، وجماعة. قَالَ علي الحنائي: سمعته يَقُولُ، وقد ظهر في الجامع من يقول باللفظ في القرآن والتّلاوة غير المَتْلُوّ، فقال لي: تقدر أن تضيف شعر امريء القيس إلى نفسك؟ قلت: لا. قَالَ: أليس إذا أنشده إنسان قلنا: شعر امريء القيس. فكذلك القرآن ممّن سمعناه قُلْنَا: كلام الله. ولا يجوز أن يضيفه إنسان إلى نفسه.
149- محمد بْن ميسور3. أبو عَبْد الله القُرْطُبيّ النّحّاس. سَمِعَ: وهْب بْن مَسَرَّة، وحجّ فسمع من الجُمحي. روى عَنْهُ: قاسم بْن إبراهيم. رحمه الله.
"حرف الواو":
150- وَسيم بْن أحمد بْن محمد بْن ناصر بْن وسيم الأُمويّ4. أبو بَكْر القُرْطُبيّ المقرئ. يُعرف بالحَنْتَميّ. أخذ بقُرْطُبَة عن: أبي الحَسَن الأنطاكيّ.
وحجّ، وأخذ بمصر عَنْ: عَبْد المنعم بْن غلْبون، وأبي أحمد السّامريّ، وأبي حفص بْن عِراك. وسمع بالقَيْروان من: أَبِي محمد بْن أَبِي زيد. وكتبَ شيئًا كثيرًا من القراءات والحديث والفقه.
وحدَّث عَنْه: الخَوْلانيّ، وأبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ. وجماعة.
__________
1 غاية النهاية "2/ 100" "2854".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 383"، وغاية النهاية "2/ 206".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 492".
4 غاية النهاية "2/ 359" "3800".(28/67)
"حرف الْيَاءِ":
151- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ واقد1. أبو بَكْر القُرْطُبيّ قاضي الجماعة. سَمِعَ: أبا عيسى اللَّيْثّي، وغيره. وحجّ، وناظر أبا محمد بْن أَبِي زيد.
وكان فقيهًا حافظًا ذاكرًا للمسائل، بصيرًا بالأحكام، ورعًا متواضعًا ديّنًا، محمود الأحكام. وكان يؤذّن في مسجده ويُقيم الصّلاة في مدّة قضائه. وامتُحِن حين تغلَّب البربر عَلَى قُرْطُبَة، وبلغوا منه مبلغًا عظيمًا وسجنوه حتّى تُوُفّي في ذي القعدة. وصلى عَليْهِ حمّاد الزّاهد.
قَالَ ابن حيّان: كَانَ أحد كُملاء الفُضَلاء بالأندلس. وقال عياض: كَانَ متبحّرًا في عِلْم المالكيّة، حاذقًا شديدًا عَلَى البرابرة وعلى خليفتهم المستعين. فلمّا خلعوا المؤيّد بالله وأقاموا صاحبهم المستعين كانوا أحنق شيء على القاضي ابن واقد. فاستخفى المسكين إلى أن عُثِر عَليْهِ عند امرَأَة، فَحُمِلَ راجلًا، مكشوف الرأس، يُقاد بعمامته. ونوديّ عَليْهِ: هذا جزاء قاضي النّصارَى وقائد الضلالة.
وهو يَقُولُ: كذبتَ بِفيكَ الحَجَر، بل والله وليُّ المؤمنين، وعدّو المارقين، وأنتم شرُّ مكانًا، والله أعلم بما تصِفون. وأُدخل عَلَى المستعين فوبّخه، ثمّ أمر بصلْبه. وشُرع في ذَلِكَ، فاضطّرب البلد، ووردت شفاعة ابن المستعين وشفاعة بني ذَكْوان والفُقهاء والصُلَحاء، فَحُبِسَ حتى مات رحمه الله. ً
وفيات سنة خمسٍ وأربعمائة:
"حرف الألف":
152- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بْن عليّ بْن إِسْحَاق بْن فِراس2: أبو الحَسَن العبْقَسيّ المّكّي، العطار بمكّة. ورخه الحبّال، وغيره. وكان مولده سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. وكان مُسند الحجاز في زمانه. روى عَنْ: أَبِي جعفر الدّبِيليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله بْن المقرئ، وأبي التُّرْيك محمد بْن الحسين العَقَديّ الأطرابُلُسيّ، سَمِعَ منه بمكّة، وجماعة.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 663".
2 الأنساب "8/ 370"، والعبر "2/ 89".(28/68)
وسمع منه: أبو نَصْر عُبيد الله السّجزْيّ، وأبو عَمْرو الداني، وأبو محمد الحَسَن بْن الحُسَين التُّجَيْبيّ الفُرْشيّ، والحسن بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّافعيّ.
وقد دلّسه السّجْزيّ مرّة فقال: أنبا أحمد بْن أَبِي إِسْحَاق قاضي جُدة.
153- أحمد بْن عليّ البتّيّ الكاتب1: كاتب القادر بالله. كَانَ خطيبًا بليغًا وأديبًا شاعرًا. حدَّث عَنِ ابن مُقسم المقرئ. قاله الخطيب.
154- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد2: القاضي أبو العبّاس الكُرجي. عَنْ: العَبّادانيّ، والنّجّاد. وعنه: عَبْد العزيز الأزْجيّ، وغيره.
155- أحمد بْن محمد بْن موسي بْن القاسم3 بْن الصَّلْت بْن الحارث بْن مالك بْن سعد بْن قيس بْن عَبْد شُرحبيل بْن هاشم بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصي بْن كِلاب العَبْدَريّ.
أبو الحَسَن البغداديّ المُجبر. سَمِعَ: إبراهيم بْن عَبْد الصّمد الهَاشميّ، وأبا عَبْد الله المَحَامِليّ، وأحمد بْن عبد الله وكيل أبي صَخْرة، وأبا بَكْر بْن الأنباريّ.
روى عَنْهُ: عُبيد الله الأزهري، وعليّ بْن أحمد بْن البُسْريّ، وخلْق آخرهم مالك البانياسي.
قَالَ الخطيب: سُئل البَرْقانيّ وأنا أسمع عَنِ ابن الصَّلْت المُجبر فقال: ابنا الصَّلْت ضعيفان.
قَالَ: وسألت حمزة بْن محمد بْن طاهر عَنْهُ فقال: كَانَ صالحًا دَينًا.
وسمعتُ عَبْد العزيز الأزْجيّ يَقُولُ: عمد ابن الصَّلْت إلى كُتب لابن أبي الدنيا فحدث بها عن البردعي. بُشير الأزْجيّ إلى أنّ هذه الكُتب لم تكن عَنْد البَرْدَعيّ.
تُوُفّي فِي رجب، وله إحدى وتسعون سنة. قلت: الكاشَغْريّ آخر من روى حديثه بعُلوٍ.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 320" "2125".
2 تاريخ بغداد "4/ 368".
3 ميزان الاعتدال "1/ 132"، وشذرات الذهب "3/ 174".(28/69)
"حرف الباء":
156- بَكْر بْن شاذان1: أبو القاسم البغداديّ الواعظ المقرئ. قرأ على: أَبِي بَكْر بْن علون، وزيد بْن أبي بلال الكوفيّ، وغيرهما. وروى عَنْ: ابن قانع، وجعفر الخُلدي. قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهَرّاس، والحسن بْن عليّ العطّار، والشَّرْمقانيّ. وحدَّث عَنْهُ: عَبْد العزيز الأزْجيّ وأبو محمد الخلال. قَالَ الخطيب: كَانَ عبدًا صالحًا ثقة. تُوُفّي في شوّال.
"حرف الحاء":
157- الحسن بن أحمد بن محمد بْن الليث2: الحافظ أبو عليّ الكشّيّ ثمّ الشّيرازي الفقيه. كَانَ جليل القدْر مِن أهل القرآن.
سَمِعَ ببغداد من: إسماعيل الصّفّار، وعبد الله بْن درستويه، وبَنْيسابور من: الأصمّ، وابن الأخرم الشيباني، وبفارس منه: الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن الرَّامهُرْمُزِيّ.
سَمِعَ منه: أبو عَبْد الله الحاكم وقال: هو متقدّم في معرفة القراءات حافظ للحديث، رحّال. قدِم علينا أيام الأصم، ثم قدم علينا ثلاثٍ وخمسين.
وذكر غيره وفاته في شعبان. ومات ابن محمد في سنة438.
وقد ذكر ابن الصّلاح أبا عليّ في "طبقات الشّافعّية" مُختصرًا، وقال: هُوَ والد اللّيث وأبي بكر. وذكره أبو عبد الله القصار في "طبقات أهل شيراز" وأثني عليه كثيرا، ثم قَالَ: ومن أصحابه زيد بْن عُمَر بْن خَلَف الحافظ، ومحمد ابن موسى الحافظ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحافظ. تُوُفّي لثمان عشرة مضت من شَعْبان، وابنه أبو بَكْر محمد سَمِعَ من ابن المِنقري، مات سنة أربعين وأربعمائة.
وقال يحيى بْن مَنْده: روى عَنْ أبي عليّ أبو الشَّيْخ حديثًا واحدًا.
وقد سَمِعَ بإصبهان من أبي محمد بن فارس.
__________
1 معرفة القراء الكبار "1/ 371، 372"، والبداية والنهاية "11/ 353".
2 الأنساب "10/ 441، 11/ 48، 49"، وغاية النهاية "1/ 207.(28/70)
158- الحَسَن بْن الحسين بْن حَمْكان1. أبو عليّ الهمداني الشافعي الفقيه نزيل ببغداد. روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، وعليّ بْن إبراهيم علان البلديّ، وجعفر الخُلدي، وأبي بَكْر محمد بْن الحَسَن النّقّاش. روى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ التُّوَّزيّ، وأبو القاسم الأزهري، ومحمد بْن جعفر الأسْتراباذيّ، وآخرون.
وكان قد عني في صباه بطلب الحديث إنه قال: كتبتُ بالبصرة وحدها عن أربعمائةٍ وسبعين شيخًا. ثمّ إنّه طلب الفِقْه بعد ذَلِكَ.
قَالَ الخطيب: سَمِعَ الأزهري يضعّفه ويقول: لَيْسَ بشيء في الحديث.
159- الحَسَن بْن عثمان بن بكران2: أبو محمد البغدادي، العطار. سمع: إسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، والنجاد. روى عَنْهُ: البَرْقانيّ، وأبو محمد الخلال قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة صالحًا. مات وله خمسٌ وسبعون سنة.
160- الحَسَن بْن عليّ3: أبو عليّ الدّقّاق. تُوُفّي في آخر السّنة. وقيل: سنة ست. وهو فيها مذكور.
"حرف الخاء":
161- خلف بْن يحيى بْن غَيْث الفِهْريّ4. أبو القاسم الطُليطلي. نزيل قُرْطُبَة. روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى بْن مدراج كثيرًا. وعن: أحمد بْن سَعِيد بْن حَزْم، ومحمد بْن معاوية، وأحمد بْن مُطرف، وجماعة. وكان خيرًا فاضلًا عارفًا بما رَوى. روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، ومحمد بن عتاب. وتوفي في صفر، ووُلِد سنة ثمانٍ وعشرين.
"حرف الراء":
162- رافع بْن عُصم بْن العبّاس. أبو العباس الضبي، رئيس هراة.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 299، 300"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "1/ 200"، وهدية العارفين "1/ 274".
2 تاريخ بغداد "7/ 362".
3 تقدمت ترجمته قريبا من هذا الجزء.
4 الصلة لابن بشكوال "1/ 163، 164".(28/71)
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي بَكْر الزّياديّ. وآخر من حدَّث عَنْه نجيب بْن ميمون.
"حرف الطاء":
163- طاهر بْن أحمد بْن هَرْثَمَة. أبو عاصم الهَرَوِيّ المقرئ.
"حرف العين":
164- العباس بْن أحمد بْن الفضل1. أبو الحَسَن الهاشمي الأهوازيّ، ويُعرف بابن الخطيب. روى عَنْ: أحمد بْن عُبيد الصّفّار، وأحمد بْن محمود بْن خُرزاد. وعنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو محمد الخلال. وقال الخطيب: صدوق.
165- عَبْد الله بْن أحمد بْن جولة2: أبو محمد الأصبهاني الأبهري، ومن قرى إصبهان. وأكثر العلماء من أبْهر زنجان. روى عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن حليم المَدينيّ، وعبد الله بْن محمد بْن عيسى الخشّاب، ومحمد بْن محمد بْن يونس الغزّال، وأبي علي الأبْهَريّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: الأصبهانيون. وهو أقدم شيخ لأبي عَبْد الله الثّقفيّ الرئيس. تُوُفّي في ربيع الآخر.
وروى عَنْهُ: أبو القاسم بْن مَنْدَهْ، ومحمود بْن جعفر الكَوْسَج. وقد ذكره يحيى بْن مَنْدَهْ فقال: عَبْد الله بْن أحمد بْن جُولة أبو محمد الأديب.
166- عبد الله بن محمد بن عيسى بْن وليد3: أبو محمد الأسْلميّ النَّحْويّ، ومن أهل مدينة الفَرج مِن الأندلس. أجازَ لَهُ الحَسَن بْن رشيق المصريّ. روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله بْن شُق اللّيل. وكان بارعًا في اللغة العربية، رئيسًا وقورًا نزهًا، لَهُ تصانيف. وكان يكّرر عَلَى كتاب سِيَبَويْه. وله كلام في الاعتقادات.
167- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن إبراهيم4: أبو محمد الأسَدي البغداديّ، المعروف بابن الأكفانيّ قاضي القضاة ببغداد. حدّث عَنْ: أبي عبد الله
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 161".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 235، 236" "141".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 260"، وبغية الوعاة "2/ 59".
4 ميزان الاعتدال "2/ 498"، والبداية والنهاية "11/ 354".(28/72)
المَحَامِليّ، وأحمد بْن علي الجُوزجاني، وعبد الغافر الحمصيّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وابن عُقدة.
روى عنه: محمد بن طلحة، وأبو القاسم التنوخي، وعبد العزيز الأزْجيّ، وجماعة كثيرة مِن البغداديّين والرحالة.
قال التنوخي: قَالَ لي أبو إِسْحَاق الطَّبَري: من قَالَ إن أحد أنفق عَلَى أهل العلم مائة ألف دينار فقد كذب، غير أبي محمد الأكفاني.
قال التنوخي: جُمع في سنة ست وتسعين وثلاثمائة لابن الأكفانيّ جميع قضاء بغداد.
قلت: ومولده سنة ستّ عشرة وثلاثمائة ببغداد.
168- عَبْد الخالق بْن عليّ بْن عَبْد الخالق. أبو القاسم المحتسب المؤذن. مِن أهل خُراسان.
سَمِعَ: أبا بَكْر محمد بْن المؤمّل الماسرجسي، ومحمد بن أحمد بن خنب محدَّث بُخارى.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقّي. ومات في ذي الحجّة بنَيْسابور. وروى أيضًا عَنْ: أَبِي عليّ بْن الصّوّاف، وأبي بكر القطيعي، وأبي أحمد بكر بن محمد الدخمسيني.
وكان كثير الأمر بالمعروف رحمه اللَّه.
169- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن حكيم المصري: سمع من: الحسن بن مُليح صاحب يونس بْن عَبْد الأعلى.
170- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بْن مَتَّوَية1: الحافظ أبو سعْد الإدريسيّ الإسْتَراباذيّ، نزيل سَمَرْقَنْد. رحل وأكثر، وصنَّف "تاريخ سَمَرْقَنْد" "وتاريخ أستْراباذ" وغير ذَلِكَ. وسمع: أبا العبّاس الأصّم، وأبا نُعيم محمد بْن الحَسَن بْن حَمَّوَيْه الإستْراباذيّ، وأبا سهل هارون بْن أحمد بْن هارون، وعبد الله بْن عديّ الحافظ، وخلْقًا سواهم. وجمعَ الأبواب والشّيوخ. روى عَنْهُ: أبو عليّ الشّاشيّ، وأبو عبد الله الخباري، وأبو مسعود بن أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي، وَأَبُو سعْد مُحَمَّد بن عبد الرحمن الكنجرودي،
__________
1 النجوم الزاهرة "4/ 237"، وهدية العارفين "1/ 515".(28/73)
وأبو العلاء محمد بْن عليّ الواسطيّ، وأحمد بْن محمد العَتِيقيّ، وعليّ بْن المحسن التَّنوخيّ. وثّقه الخطيب. مات بسَمَرْقَنْد.
171- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن الحسين1: أبو القاسم الجُرجاني الخَيْميّ. كَانَ يكون بمكّة. حدَّث عَنْ: أَبِي أحمد بْن عديّ، والإسماعيليّ، وجماعة. وحدَّث. دخل ابنه عَبْد العزيز إلى اليمن.
172- عَبْد العزيز بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن نُباتة بْن حُميد بْن نُباتة2: أبو نصر التّميميّ السَّعْدي البغداديّ. أحد الشُّعراء المجوُّدين، مدحَ الملوك والوزراء. وله في سيف الدّولة غُرر القصائد ونُخب المدائح. وديوان شعره كبير. مولده سنة سبعٍ وعشرين وثلاثمائة. روى عَنْهُ أكثر ديوانه أَبُو الفتح بْن شِيطا. قال رئيس الرؤساء: ما شاهد ابن نباتة أشعر منه. وكان يُعاب بكبرٍ فيه.
وقال أبو عليّ محمد بْن وشّاح: سمعتُ أبا نصر بْن نُباتة يَقُولُ: كنتُ يومًا في الدهْليز، فدُقّ بابي، فقلت: مَن ذا؟ قَالَ رَجلٌ: من أهل المشرق. قلت: ما حاجتك؟
قال: أنت القائل:
ومن لم يمُت بالسّيِف مات بغيره
تنوّعت الأسبابُ والدّاء واحدُ.
فقلت: نعم. قال: أرويه عنك؟ قلت: نعم. فلمّا كَانَ آخر النّهار دُق عليَّ الباب، فقلتُ، مَن؟ قَالَ: رجلُ من تاهرت مِن المغرب. قلت: ما حاجتك؟ قَالَ: أنت القائل: "ومَن لم يمت بالسَّيف"3.
البيت. فقلتُ: نعم. قَالَ: أرويه عنك؟ قلت: نعم. وعجِبتُ كيف وصلَ هذا البيت إلى المشرق والمغْرب. تُوُفّي في شوال.
__________
1 تاريخ جرجان "260، 261"، للسهمي.
2 يتيمة الدهر "2/ 379 - 395"، والعبر "3/ 91"، وهدية العارفين "1/ 577".
3 سير أعلام النبلاء "13/ 144" وفيه:
"ومَن لم يَمُت بالسّيِف مات بغيره ... تنوّعت الأسباب والداء واحد
وانظر هذا الشاهد في شذرات الذهب "3/ 176"، ووفيات الأعيان "3/ 193"، ومفتاح السعادة "1/ 245".(28/74)
173- عَبْد الواحد بْن الحسين1: أبو القاسم الصَّيْمَرِيّ الفقيه. شيخ الشّافعيّة بالبصرة، ومِن أصحاب الوجوه. حضر مجلس أبي أحمد المروروذي، وتفقّه بصاحبه الفقيه أَبِي الفيّاض البصْري. رحل الناسُ للتّفَقُّه عَليْهِ، وهو شيخ أقضي القُضاة الماوَرْدِي. وله كتاب "الإيضاح فِي المذهب"، وهو كاتبٌ جليل.
ومِن غرائب وجوهه أنّه قَالَ: لا يملك الرجل الكلأ النّابت في ملكه. ومنها: لا يجوز مسّ المُصْحَف لمن بعض بدنه نجس. وكان في هذا العصر بالبصرة. ولا أعلم تاريخ موته، وإنّما كتبته هنا اتّفاقًا.
174- عُبَيْد الله بْن سَلَمَة بْن حَزْم2: أبو مروان الحيصُبي القُرطبي. حج وكتب عن أبي بكر بن عَزْرة.
وأخذ القراءة عَنْ: عُبَيْد الله بْن عطيّة، وأبي الطّيَّب بْن غَلْبُون. قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: وهو الّذي علّمني عامة القرآن. وكان خيرًا فاضلًا صدوقًا. وتوفي سنة خمسٍ.
175- عدنان بْن محمد بْن عُبَيْد الله الضبي: أبو عامر، رئيس هراة. روى عن: هارون بن أحمد الإسترباذي، وأبي الفوارس أحمد بْن محمد بْن جُمعة. روى عَنْهُ: إِسْحَاق القّراب، وأبو رَوْح، وغيرهما.
176- عُمَر بْن إبراهيم بْن محمد بْن الفاخر: أبو الطاهر الإصبهانيّ السُرنجاني. وسُرنجان من قرى إصبهان. رحل وسمع ببغداد: جعفر الخُلدي، والنجاد، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
روى عَنْهُ: أحمد الباطَرْقانيّ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذّكْوانيّ.
"حرف الغين":
177- غالب بْن سامة بْن لُؤَيّ. أبو لُؤَيّ السّامَرّيّ الهَرَويّ.
رُوِيَ عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْن مهران الواسطيّ القفّال، وأقرانه. وعنه أبو الفضل الجارودي.
__________
1 العقد المذهب لابن الملقن "37"، ومعجم البلدان "3/ 439".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 301" وما بعدها".(28/75)
"حرف الميم":
178- محمد بْن أحمد بْن ثُوَابَة: أبو بَكْر البغداديّ المعبرّ. حكي عَنْ: الحلاج، وأبي بكر الشبلي. روى عنه: نصر ابن عَبْد العزيز بْن نُوح الشّيرازيّ، وعليّ بْن محمود الزَّوْزنيّ. مات في سلْخ ذي الحجّة سنة خمسٍ، وعاش مائةً وثلاث سِنين.
179- محمد بن الإمام أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل1. أبو نصر الإسماعيليّ. رأس في أيّام أَبِيهِ، وبعد موته. وكان لَهُ جاهٌ عظيم بجُرْجان، وقبولٌ زائد. وقد رحل في صباه، وسمع من: محمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبي يعقوب البحريّ، ودَعْلَج، وأبي دُحيم الكوفيّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وجماعة كثيرة. وكان يدري الحديث. أملي مجالس كثيرة، وتُوُفّي في ربيع الآخر.
روى عَنْهُ: حمزة السَّهْميّ، وقال في تاريخه: كَانَ لَهُ جاهٌ عظيم وقبول عند الخاصّ والعامّ في كثير من البلدان. وزعم ابن عساكر أنّه كَانَ أشعريا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعِزِّ بِطَرَابُلُسَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ منده: أنا أبو رشيد أحمد ابن مُحَمَّدٍ، أنبأ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مَنْدَهْ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْخَلِيلِ الآمُلي، ثنا حَاتِمٌ الرَّازِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: أنا ابن الْمُبَارَكِ، عَنِ ابن عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُليم، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمُسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ" 2.
180- محمد بْن أحمد بْن عثمان بْن الوليد بْن الحَكَم3. أبو بَكْر بْن أَبِي الحَديد السُّلميّ الدّمشقيّ العدْل. سَمِعَ: أبا الدّحداح أحمد بْن محمد، ومحمد بْن جعفر الخرائطيّ، ومحمد بْن يوسف الهَرَويّ، وعبد الغافر بْن سلامة الحمصيّ. ورحل إلى مصر فسمع: محمد بْن بشير الزُبَيْريّ، وعبد العزيز بْن أحمد الأحمريّ، وأبا زيد عَبْد العزيز بْن قيس، وجماعة.
روى عَنْهُ: حفيداه عُبيد الله وأحمد ابنا عبد الواحد، وعلي بن الحسين الشرابي،
__________
1 تبيين كذب المفتري "231، 232"، وتاريخ جرجان "452".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "444".
3 الوافي بالوفيات "2/ 60"، والعبر "3/ 91".(28/76)
وأبو الحَسَن بْن السمْسار، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو القاسم الحِنائيّ، وجماعة. وهو آخر من حدث عن الخرائطي، والهروي.
وقال ابن ماكولا: ثنا عَنْهُ جماعة، وكان مِن الأعيان. وقال أبو الفَرَج بْن عَمْرو: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النوم، فقال لي: أبو بَكْر بْن أَبِي الحديد قوّال بالحقّ. وقال الكتّانيّ: كَانَ ثقة مأمونًا، أعرفه. وتُوُفّي فِي شوّال، وكان مولده فِي سنة تسعٍ وثلاثمائة. قلت: كَانَ مُسْند الشّام في وقته.
181- محمد بْن الحسين بْن عليّ: أبو بَكْر الهمْدانيّ الفرّاء. روى عَنْ: أوْس الخطيب، وأبي القاسم بْن عُبَيْد، وأبي جعفر بْن بَرْزة، وجماعة. روى عَنْهُ: أبو مُسْلِم بْن غزو، وأبو جعفر محمد بْن الحسين الصُّوفيّ: وكان ثقة.
182- محمد بْن الحسين أبو طَالِب بْن الصّبّاغ الكوفيّ. ثقة جليل عابد. مات في رجب. من " سؤالات السلفيّ لأُبَيّ النَّرسي".
183- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْه بْن نُعَيْم بْن الحَكَم الضَّبَّيّ الطَّهْمانيّ1. النَّيْسابوريّ الحافظ أبو عَبْد الله الحاكم، المعروف بابن البَيع صاحب التّصانيف في علوم الحديث. وُلِدَ يوم الإثنين ثالث ربيع الأوّل سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وطلب العلم من الصغَر باعتناء أبيه وخاله. فأول سماعه سنة ثلاثين، واستملي عَلَى أَبِي حاتم بْن حِبّان سنة أربع وثلاثين. ورحل إلى العراق سنة إحدى وأربعين بعد موت إسماعيل الصّفّار بأشهر. وحجّ ورحل إلى بلاد خُراسان وما وراء النهر. وشيوخه الّذين سَمِعَ منهم بنَيْسابور وحدها نحو ألف شيخ. وسمع بالعراق وغيرها من البلدان مِن نحو ألف شيخ. وحدّث عَنْ أَبِيهِ. وقد رَأَى أَبُوهُ مُسْلِم بْن الحَجّاج.
روى عَنْ: محمد بْن عليّ المذّكر، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، وَمحمد بْن يعقوب بْن الأخرم، وَمحمد بْن عَبْد الله ابن أحمد الإصبهانيّ الصّفّار نزيل نَيْسابور، ومحمد بْن أحمد بْن محبوب المَرْوَزِيّ، وأبي حامد أحمد بن علي ابن حَسْنَوية المقرئ، والحسن بْن يعقوب البخاريّ، والقاسم بْن القاسم السّيّاريّ، وأبي بَكْر أحمد بْن إسحاق الصبغي الفقيه، أبي
__________
1 تبيين كذب المفتري لابن عساكر "227 - 231"، وميزان الاعتدال "3/ 608"، والأعلام "6/ 227".(28/77)
جعفر محمد بْن صالح بْن هانئ، وأبي عَمْرو عثمان بْن السّمّاك، وأبي بَكْر أحمد بْن سلمان النّجّاد، وأبي محمد عبد الله بن جعفر بن دُرسُتُويه، وأبي محمد بْن حمدان الجلاب الهمْذانيّ، والحسين بْن الحَسَن الطوسيّ، وعليّ بْن محمد بْن عُقبة الشَّيْبانيّ الكوفيّ، وأبي عليّ الحسين بْن عليّ النَّيْسابوري الحافظ وبِهِ تخرّج، وأبي الوليد حسّان بْن محمد المُزكي الفقيه، وأبي جعفر محمد بْن أحمد بْن سَعِيد الرّازيّ المؤدب، وعبد الباقي بْن قانع الأمويّ الحافظ، ومحمد بْن حاتم بْن خُزيمة الكشّيّ، شيخ معمّر قدمِ عليهم.
روى عَنْ عَبْد بْن حُميد، وغيره. ولم يزل يسمع حتى كتب من غير واحدٍ أصغر منه سِنًا وسَنَدًا. روى عَنْهُ: أبو الحَسَن الدّارقُطْنيّ وهو مِن شيوخه، وأبو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبو العلاء محمد بْن عليّ الواسطيّ، ومحمد بْن أحمد بْن يعقوب، وَأَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد الهَرَوِي، وَأَبُو بَكْر أحمد بْن الحسين البَيْهقيّ، وأبو يَعْلي الخليل بْن عَبْد الله القَزْوينيّ، وأبو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القُشيري، وعثمان بْن محمد المحْمي، والزَّكيّ عَبْد الحميد بْن أَبِي نصر البحيري، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد الملك المؤذّن، وجماعة آخرهم أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي. وانتخب علي خلقٍ كثير، وجرّح وعدَّل، وقُبل قوله في ذَلِكَ لسعة علمه ومعرفته بالعِلل والصّحيح والسّقيم. وقرأ القرآن العظيم عَلَى: أبي عَبْد الله محمد بْن أَبِي منصور الصّرّام، وابن الإمام المقرئ أحمد بْن العبّاس.
قرأ على: أحمد بْن سهل الأشْنانيّ، وغيره بَنْيسابور. وعلى: أَبِي عليّ بْن النّقّار الكوفيّ، وأبي عيسى بكّار البغداديّ. وتفقّه عَلَى: أَبِي عليّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وأبي سهل محمد بْن سُليمان الصُّعْلُوكّي، وأبي الوليد حسّان بْن محمد.
وذاكرَ: أبا بَكْر محمد بْن عُمَر الْجِعَابيّ، وأبا عليّ النَّيْسابوريّ، وأبا الحَسَن الدارقُطني.
وسمع منه: أحمد بْن أَبِي عثمان الحِيريّ، وأبو بَكْر القفّال الشّاشيّ، وأبو إِسْحَاق إبراهيم بْن محمد المُزني، وابن المظفّر، وهم من شيوخه.
وصحِبَ من الصُوفية: أبا عَمْرو بْن نُجيد، وجعفر الخُلدي، وأبا عثمان المغربيّ، وجماعة سواهم بنَيْسابور. وحُدَّث عَنْهُ في حياته، وأبلغُ مِن ذا أبا عُمَر الطَّلَمَنْكي كتب علوم الحديث للحاكم، عَنْ شيخ لَهُ سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة، بسماعه من(28/78)
صاحب الحاكم، عَنِ الحاكم. ولم يقع لي حديثه عاليا إلا بإجازة: أَخْبَرَنَا أبو المُرهف المِقْداد بْن هبة الله القَيْسيّ في كتابه: أَنَا أبو الفضل عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن هِبَة اللَّه بْن عَبْد القادر المنصوريّ العبّاسيّ سنة اثنتي عشرة وستّمائة "حٍ"، وأنا أبو إِسْحَاق إبراهيم بْن عليّ الزّاهد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد كتابةً قالا: أَنَا الفتح بْن عَبْد الله بْن محمد الكاتب قالا: أَنَا أبو الفضل أحمد بْن طاهر بْن سَعِيد بْن فضل اللَّه الميهنيّ "ح"، وأنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ تاج الأمُناء قراءةً: أَنَا أبو الحَسَن عليّ بْن الحُسين بْن المقّير، عَنْ أَبِي الفضل الميهنيّ "ح"، وأنا ابن تاج الأُمناء أيضًا: أنبا المؤيَّد بْن محمد بْن عليّ الطُّوسيّ إجازةً أنبا أبو بَكْر وجيه بْن طاهر، وابن أخيه عَبْد الخالق بْن زاهر، وابن أخيه الآخر عَبْد الكريم بْن خَلَف، وعمر بْن أحمد الصّفّار الأُصوليّ، وعبد الله بْن محمد الصّاعديّ، وعبد الكريم بْن الحَسَن الكاتب، وأخوه أحمد، وأبو بَكْر عَبْد الله بْن جامع الفارسيّ، وأبو الفُتوح عَبْد الله بْن عليّ الخرجُوشي، وأبو عَبْد الله الحَسَن بْن إسماعيل العُماني، والحسن بْن محمد بْن أحمد الطُّوسيّ، ومنصور بْن محمد الباهرزيّ، وعَرَفَة بْن عليّ السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الرّزّاق بْن أَبِي القاسم السَّيّاريّ، وجامع بْن أَبِي نصر السّقّاء، وأبو سعد محمد بْن أَبِي بَكْر الصَّيْرفيّ، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن الكَرْمانيّ، وأحمد بْن إسماعيل بْن أَبِي سعْد، وسعيد بْن أَبِي بَكْر الشعَيْريّ، وعبد الوهّاب بْن إسماعيل الصَّيْرفْي.
قَالُوا كلّهم والميهنيّ: أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ: أنبا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ بِمِصْرَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا شُعبة، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعَمَّارٍ: "تَقْتُلُكَ الفِئة الْبَاغِيَةُ" 1. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ الْكَوْسَجِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بن خلال، أَنَا جعفر الهمدانيّ، أَنَا أبو طاهر بْن سَلفَة: سمعتُ إسماعيل بْن عَبْد الجبّار القاضي بَقَزْوين يَقُولُ: سَمِعْتُ الخليل بْن عَبْد الله الحافظ يَقُولُ، فذَكَرَ الحاكم أبا عَبْد الله وعظّمه، وقال: لَهُ رحلتان إلى العراق والحجاز. الرحلة الثانية سنة ثمان وستّين، وناظرَ الدّارقُطْنيّ فرضيه، وهو ثقة واسع العلم.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "2916"، والترمذي "3802".(28/79)
بَلَغت تصانيفه للكُتُب الطوال والأبواب وجمْع الشيوخ قريبًا من خمسمائة جزء، يستقصي في ذَلِكَ، يؤلّف الغَثّ والسَّمين، ثم يتكلم عليه فيبين ذلك. وتوفي سنة ثلاثٍ وأربعمائة. قلتُ: وَهِمَ الخليل في وفاته. ثمّ قَالَ: سألني في اليوم لمّا دخلت عَليْهِ، ويُقرأ عَليْهِ في فوائد العراقيّين: سُفيان الثَّوْريّ، عَنْ أَبِي سَلَمَة، عَنِ الزهُّرْيّ، عَنْ سهْل بْن سعد حديث الاستئذان. فقال لي: مّن أبو سَلَمَة هذا؟ فقلتُ من وقتي: هُوَ المغيرة بْن مُسلم السّرّاج. فقال لي: وكيف يروي المغيرة عَنِ الزُهري؟ فبقيتُ، ثم قَالَ: قد أمهلتك أسبوعًا حتّى تتفكَّر فيه. قَالَ: فتفكّرت ليلتي حتّى بقيت أكرر التَّفكُّر، فلمّا وقعت إلى أصحاب الجزيرة من أصحابه تذكرتُ محمد بْن أَبِي حفصة، فإذا كُنيته أبو سَلَمَة. فلمّا أصبحتُ حضرت مجلسَه، ولم أذكر شيئًا حتّى قرأت عَليْهِ نحو مائة حديث، فقال لي: هَلْ تفكّرت فيما جرى؟ فقلت: نعم، هو محمد بن أبي حفصة. فتعجبت وقال لي: نظرتَ في حديث سُفيان لأبي عَمْرو البحيريّ؟ فقلتُ: لا. وذكرتُ لَهُ ما أقمتُ في ذَلِكَ. فتحيَّر وأثني عليّ.
ثم كنتُ أسأله فقال لي: أَنَا إذا ذاكرتُ اليومَ في باب لا بدّ من المطالعة لِكِبر سِني. فرأيته في كلّ ما ألُقي عَليْهِ بحرًا. وقال لي: أعلم بأنّ خُراسان وما وراء النّهر لكلّ بلدة تاريخ صنّفه عالم منها. ووجدت نَيْسابور مَعَ كثرة العُلماء بها لم يصنّفوا فيه شيئًا، فدعاني ذَلِكَ إلى أن صنّفت "تاريخ النَّيْسابورييّن". فتأمّلته ولم يسبقه إلى ذَلِكَ أحد. وصنَّف لأبي عليّ بن سيمجور كتابًا فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأزواجه وحديثه. وسمّاه "الإكليل". لم أرَ أحدًا رتَّب ذَلِكَ الترتيب. وكنتُ أسأله عَنِ الضُعفاء الذين نشأوا بعد الثلاثمائة بنَيْسابور وغيرها من شيوخ خُراسان، وكان يبيّن من غير محاباة. أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ عَلَّانَ وَمُؤَمَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ كِتَابَةً قَالَا: أَنَا أَبُو اليُمن الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ قَالَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابن الْبَيِّعِ الْحَاكِمُ كَانَ ثِقَةً. أَوَّلُ سَمَاعِهِ فِي سنة ثلاثين وثلاثمائة، وَكَانَ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ، فَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُرْمَوِيُّ بِنَيْسَابُورَ، وَكَانَ عَالِمًا صَالِحًا، قَالَ: جَمَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ أَحَادِيثَ، وَزَعَمَ أَنَّهَا صِحَاحٌ عَلَى شَرْطِ خ. م، مِنْهَا: حديث الطائر1، و "من كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ" 2. فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ذَلِكَ، وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى قَوْلِهِ. وقال أبو
__________
1 وهو حديث غير صحيح.
2 "حديث صحيح" أخرجه أحمد في مسنده "4/ 368"، والترمذي "3713"، وابن ماجه "121"، وابن حبان "2205" وغيرهم.(28/80)
نُعيم بْن الحدّاد: سمعتُ الحَسَن بْن أحمد السَّمَرْقَنْديّ الحافظ: سمعتُ أبا عَبْد الرَّحْمَن الشاذياخيّ الحاكم يَقُولُ: كنّا في مجلس السّيّد أَبِي الحَسَن، فَسُئل أبو عَبْد الله الحاكم عَنْ حديث الطَّيْر فقال: لا يصحّ، ولو صحّ لما كَانَ أحدٌ أفضل من عليّ بعد النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قلتُ: هذه الحكاية سندها صحيح، فما باله أخرج حديث الطَّيْر في "المستدرك عَلَى الصّحيح "؟ فلعله تغّير رأيه1.
أنبأونا عَنْ أَبِي سعد عَبْد اللَّه بْن عُمَر الصّفّار، وغيره، عَنْ أَبِي الحَسَن عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل الفارسيّ قَالَ: أبو عَبْد الله الحاكم هُوَ إمام أهل الحديث في عصره، العارف بِهِ حقّ معرفته.
يُقال لَهُ الضّبّيّ, لأنّ جد جدته عيسى بْن عَبْد الرَّحْمَن الضّبّيّ، وأمّ عيسى هي مَتُّوَيْه بِنْت إبراهيم بْن طَهْمان الفقيه، وبيته بيت الصّلاح والورع والتّأذين في الإسلام. وقد ذكر أَبَاهُ في تاريخه، فأغني عَنْ إعادته. ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ولقي عَبْد الله بْن محمد بْن الشَّرْقيّ، وأبا حامد بْن بلال، وأبا عليّ الثّقفيّ، ولم يسمع منهم.
وسمع من: أبي طاهر المحمَّداباذي، وأبي بَكْر القطّان. ولم يُظفر بمسموعه منهما.
وتصانيفه المشهورة تطفح بذكر شيوخه. وقد قرأ القرآن بُخراسان والعراق عَلَى قُرّاء وقته.
وتفقّه علي: أَبِي الوليد حسّان، والأستاذ أَبِي سهل. واختص بُحبه إمام وقته أَبِي بَكْر أحمد بْن إِسْحَاق الصّبْغيّ، فكان الإمام يراجعه في السّؤال والجرْح والتّعديل والعِلل. وأوصي إليه في أمور مدرسته دار السُنة، وفوّض إِليْهِ تولية أوقافه في ذَلِكَ.
وذاكر مثل: الجِعابي، وأبي عليّ الماسَرْجِسِيّ الحافظ الّذي كَانَ أحفظ زمانه. وقد شرع الحاكم في التّصنيف سنة سبعٍ وثلاثين، فأتَّفق لَهُ مِن التّصانيف ما لعلّه يبلغ قريبًا من ألف جزءٍ من تخريج الصّحيحين، والعلَل، والترجم، والأبواب، والشيوخ، ثمّ المجموعات مثل: "معرفة علوم الحديث"، و"مُستدرك الصحيحين"، و"تاريخ النيسابوريين"، وكتاب "مزكي الأخبار". و"المدخل إلى علم الصحيح"، وكتاب
__________
1 المستدرك "3/ 110".(28/81)
"الإكليل"، و"فضائل الشّافعيّ"، وغير ذَلِكَ. ولقد سَمِعْتُ مشايخنا يذكرون أيّامه، ويحكون أنّ مقدّمي عصره مثل الإمام أَبِي سهل الصُّعْلُوكيّ، والإمام ابن فُورك، وسائر الأئمة يقدمونه على أنفسهم، ويُراعون حق فضله، ويعرفون لَهُ الحُرمة الأكيدة.
ثمّ أطنب عَبْد الغافر في نحو ذَلِكَ مِن تعظيمه، وقال: هذه جُمل يسيرة هِيَ غيض من فَيْض سِيَره وأحواله. ومَن تأمّل كلامه في تصانيفه، وتصرُّفه في أمَاليه، ونظره في طُرق الحديث أذعن لفضله، واعترف لَهُ بالمَزِيّة عَلَى مَن تَقَدَّمه، وإتعاب مَن بعده، وتعجيزه اللاحقين عَنْ بلوغ شأوه. عاش حميدًا، ولم يخلف في وقته مثله. مضي رحمه الله في ثامن صفر سنة خمسٍ وأربعمائة. وقال أبو حازم عُمَر بْن أحمد العبدويّ الحافظ: سَمِعْتُ الحاكم أبا عَبْد الله إمام أهل الحديث في عصره يَقُولُ: شربت ماء زمزم وسألت الله تعالى أن يرزقني حُسن التَّصنيف. قَالَ أبو حازم: وسمعتُ السُّلميّ يَقُولُ: كتبت عَلَى ظهر جزء: من حديث أَبِي الحسن الحجّاجيّ الحافظ. فأخذ القلم وضَرَبَ عَلَى الحَافظ، وقال: أيش أحفظ أَنَا؟! أبو عَبْد الله بن البيع أحفظ منّي، وأنا لم أرَ من الحُفاظ إلا أبا عليّ الحافظ النيَّسابوريّ، وابن عُقدة.
وسمعتُ السُّلميّ يَقُولُ: سالت الدارقُطْنيّ: أيها أحفظ ابن مَنْدَهْ أو ابن البَيَّع؟ فقال: ابن البيع أتقن حِفظًا. قال أبو الحازم: أقمتُ عند الشيخ أبي عَبْد الله العُصمي قريبًا من ثلاث سِنين، ولم أرَ في جملة مشايخنا أتقن منه ولا أكثر تنقيرًا. وكان إذا أشكلَ عَليْهِ شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم أَبِي عَبْد الله. فإذا أورد جواب كتابه حكم بِهِ وقطع بقوله. ذكر هذا كلّه الحافظ أبو القاسم بْن عساكر أنّه قرأه بخطّ أَبِي الحَسَن عليّ بْن سليمان اليمنيّ. قَالَ: وقع لي عَنْ أبي حازم العبدويّ فذكره. وَمِمِّنْ رَوَى عَنِ الْحَاكِمِ مِنَ الْكِبَارِ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ، أنا مَسْعُودُ بْنُ عَلِيٍّ السِّجْزِيُّ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ: ثنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِيرِيُّ الْحَافِظُ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُطرف الكرابيسي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة: ثنا محمد ابن حَمْدَوَيْهِ الْحَافِظُ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، نا الْحِمَّانِيُّ: ثنا سُعير بْنُ الْخِمْسِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بليلٍ" 1.. الْحَدِيثَ.
ثُمَّ قَالَ مَسْعُودُ السِّجْزِيُّ: حدَّثَنِيهِ الْحَاكِمُ غَيْرَ مَرَّةٍ بِهَذَا. وكان للحاكم لمّا رَوَوْه
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "1092"، والترمذي "203"، والنسائي "2/ 10".(28/82)
عَنْهُ ستٌّ وعشرون سنة. وَقَالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ: أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا الْخَطِيبُ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري: نا الدارقُطني: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّسَوِيُّ، نا الْخَلِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ، ثنا خِدَاشُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا يَعِيشُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى عليه وسلم قال: "مَا أَحْسَنَ الْهَدِيَّةَ أَمَامَ الْحَاجَةِ" 1. هَذَا بَاطِلٌ عَنْ مَالِكٍ. وَقَدْ رَوَاهُ الْمُوَقَّرِيُّ، وَهُوَ وَاهٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا.
قَالَ أبو موسى الحافظ: أَنَا الحسين بْن عَبْد الملك، عَنْ أَبِي القاسم سعد بْن عليّ، أنّه سَمِعَ أبا نصر الوائِليّ يَقُولُ: لمّا ورد أبو الفضل الهمَداني إلى نَيْسابور وتعصّبوا لَهُ، ولقّبوه "بديع الزّمان"، أعجِب بنفسه، إذ كَانَ يَحْفظ المائة بيت إذا أُنشدت بين يديه، ويُنْشدها من آخرها إلى أوّلها مقلوبة. فأنكر عَلَى النّاس قولهم: فلان الحافظ في الحديث، ثمّ قَالَ: وحفظ الحديث مما ذكر؟ فسمع به الحاكم بن البَيَّع، فوجّه إِليْهِ بجزءٍ، وأجّل لَهُ جمعة في حفظه، فردَّ إِليْهِ الجزء بعد جمعة وقال: من يحفظ هذا: محمد بْن فلان، وجعفر بْن فلان، عَنْ فلان؟ أسامي مختلفة، وألفاظ متباينة.
فقال لَهُ الحاكم: فاعرفْ نفسك، واعلم أنّ حِفْظ هذا أصْعب ممّا أنت فيه. ثمّ روى أبو موسى المدينيّ أنّ الحاكم دخل الحمام واغتسل وخرج، ثم قَالَ: آه وقُبِضت روحه وهو متّزر لم يلبس قميصه بعدُ، ودُفِن بعد العصر يوم الأربعاء. وصلى عَليْهِ القاضي أبو الحِيريّ.
وقال الحَسَن بْن أشعث القُرَشيّ: رَأَيْت الحاكم في المنام عَلَى فرس في هيئة حسنة، وهو يَقُولُ: النَّجاة. فقلت لَهُ: أيّها الحاكم، في ماذا؟ قَالَ: في كتبه الحديث. قَالَ الخطيب في تاريخه: حدَّثني الأزهريّ قَالَ: ورد ابن البيَّع بغداد قديمًا فقال: ذُكِرِ لي أنّ حافظكم، يعني الدارقُطْنيّ، خرج لشيخٍ واحد مائة جزء، فأرُوني بعضها.
فَحُمِل إِليْهِ منها، وذلك ممّا خرّجه لأبي إِسْحَاق الطَّبَريّ، فنظر في أوّل الجزء حديثًا لعطيّة العَوْفّي فقَالَ: استفتح بشيخٍ ضعيف. ثمّ إنّه رمى الجزء من يده ولم ينظر في الباقي.
__________
1 باطل: وذكره الشوكاني في الفوائد "ص/ 84"، ونقل قول الدارقطني أنه باطل.
وانظر سير أعلام النبلاء "3/ 103".(28/83)
أَخْبَرَنَا أبو الحسين عليّ بْن محمد بْن أحمد ببعلبك: أنبا أبو محمد عَبْد العظيم المنذريّ: سَمِعْتُ عليّ بْن الفضل: سَمِعْتُ أحمد بْن محمد الحافظ: سَمِعْتُ محمد بْن طاهر الحافظ يَقُولُ: سَأَلت أبا القاسم سعْد بْن عليّ الزّنْجانيّ الحافظ بمكّة قلت لَهُ: أربعة من الحفّاظ تعاصروا أيّهم أحفظ؟ فقال: مَن؟ قلت: الدّارَقُطْنيّ ببغداد، وعبد الغنيّ بمصر، وأبو عَبْد الله بْن مَنْدهَ بإصبهان وأبو عَبْد الله الحاكم بنَيْسابور.
فسكت فألححتُ عَليْهِ، فقال: أمّا الدّارَقُطْنيّ فأعلمهم بالعِلَل، وأمّا عَبْد الغني فأعلمهم بالأنساب، وأمّا ابن مَنْدَهْ فأكثرهم حديثًا مَعَ معرفة تامّة، وأمّا الحاكم فأحسنهم تصنيفًا: رواها أبو موسى المدينيّ في ترجمة الحاكم، بالإجازة عَنِ ابن طاهر.
أَخْبَرَنَا أبو بَكْر بْن أحمد الفقيه: أَنَا محمد بْن سليمان بْن معالى، أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل الطَّرَسُوسيّ، ح، وأنبأني أحمد بْن سَلامة، عَنِ الطَّرَسُوسيّ، أن محمد بْن طاهر الحافظ كتب إليهم أنه سَأَلَ أَبَا إِسْمَاعِيل عَبْد الله بْن محمد الْأَنْصَارِيّ عَنِ الحاكم أَبِي عَبْد الله النَّيْسابوريّ فقال: ثقة في الحديث، رافضيّ خبيث. أَنْبَأَنَا ابن سلامة، عَنِ الطَّرَسُوسيّ، عَنِ ابن طاهر قَالَ: كَانَ الحاكم شديد التّعصُّب للشّيعة في الباطن، وكان يُظهر التَّسَنُّن في التقديم والخلافة. وكان منحرفًا غاليا عَنْ معاوية وأهل بيته، يتظاهر بِهِ ولا يعتذر منه. فسمعت أبا الفتح سَمْكَوَيْهِ بَهَراة يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الواحد المليحيّ يَقُولُ: سمعتُ أبا عَبْد الرَّحْمَن السُلمي يَقُولُ: دخلتُ علي أبي عَبْد اللَّه الحاكم وهو فِي داره لا يمكنه الخروج إِلَى المسجد من أصحاب أبي عَبْد الله بْن كّرام، وذلك أنّهم كسروا مِنبره ومنعوه مِن الخروج، فقلت لَهُ: لو خرجت وأمليتَ في فضائل هذا الرجل شيئًا لاسترحت من هذه المحنة. فقال: لا يجئ من قلبي، لا يجئ من قلبي، يعني معاوية. وسمعتُ المظَّفر بْن حمزة بجُرجان: سمعتُ أبا سَعْد المالينيّ يَقُولُ: طالعت كتاب "المُسْتدَرك عَلَى الشيخين" الّذي صنَّفه الحاكم من أوّله إلى آخره، فلم أرَ فيه حديثًا عَلَى شرطهما. قلتُ: هذا إسراف وغُلُوٌّ من المالينيّ، وإلا ففي هذا "المستدرك" جملة وافرة على شروطهما، وجملة كبيرة عَلَى شرط أحدهما. لعلّ مجموع ذَلِكَ نحو النّصف، وفيه نحو الرُبع مما صح سنده، وفيه بعض الشيء أدلة عليه، وما بقي، وهو نحو الرُبع، فهو مناكير وواهيات لا تصحّ. وفي بعض ذلك موضوعات، قد أعلمت بها لمّا اختصرت هذا "المُستدرك" ونبهت على ذلك.(28/84)
سمعت أبا محمد بن السمرقندي يقول: بلغني أن المستدرك الحاكم ذُكر بين يدي الدارقُطني، فقال: نعم، يَستدرك عليهما حديث الطَّيْر. فبلغ ذَلِكَ الحاكم، فأخرج الحديث مِن الكتاب.
قلتُ: لا بل هُوَ في "المستدرك"، وفيه أشياء موضوعة نعوذ بالله من الخذلان. قال ابن الطاهر: ورأيتُ أَنَا حديث الطّير، جمع الحاكم، في جزء ضخم بخطّه فكتبته للتَعجُّب. قلت: وللحاكم "جزء في فضائل فاطمة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا". وَقَدْ قَالَ الْحَاكِمُ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيِّ الْحَافِظِ مِنْ تَارِيخِهِ، قَالَ: ذَكَرَ يَوْمًا مَا رَوَى سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، فَمَرَرْتُ أَنَا فِي التَّرْجَمَةِ، وَكَانَ بِحَضْرَةِ أَبِي عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْمَشَايِخِ، إِلَى أَنْ ذَكَرْتُ حَدِيثَ: "لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ" 1. فَحَمَلَ بَعْضُهُمْ عَلَيَّ، فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ لَهُ: لَا تَفْعَلْ، فَمَا رَأَيْتَ أَنْتَ وَلَا نَحْنُ فِي سِنِّهِ مِثْلَهُ. وَأَنَا أَقُولُ: إذا رَأَيْتُ أَلْفَ رجلٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ. قد مرّ أنّ الحاكم تُوُفّي في صفر سنة خمسٍ وأربعمائة.
"حرف النون":
184- نُعيم بْن أحمد بْن إسماعيل2: أبو الحسن الإسترباذي، نزيل سَمَرْقَنْد. روى عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ، ومحمد بْن عَبْد الله الصّفّار، ونُعيم بْن عَبْد الملك الجُرجاني، وغيرهم. ومات بسَمَرْقَنْد فيها.
"حرف الياء":
185- يوسف بْن أحمد بْن كَجّ3: القاضي الشّهيد أبو القاسم الديَنَوريّ، صاحب أَبِي الحسن بْن القطّان. وحضر مجلس الدّاركيّ أيضًا. كَانَ يُضرب بِهِ المثل في حفظ مذهب الشّافعيّ. وجمع بين رئاسة الفِقْه والدّنيا. وارتحل إليه الناس من الآفاق رغبةً في علمه وجوده. وله مصنّفات كثيرة، وكان بعض الناس يفضله على أبي حامد شيخ الشافعية ببغداد. قتله العيّارون بالدينَور ليلة السّابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمسٍ، رحمه الله تعالى.
__________
1 "صحيح": أخرجه مسلم "57"، وابن ماجه "3936" وغيره.
2 تاريخ جرجان "480" للسهمي.
3 المنتظم "7/ 275، 276"، ووفيات الأعيان "7/ 65"، والبداية والنهاية "11/ 355".(28/85)
وهو صاحب وجهٍ، قال له الفقيه: يا أستاذ الاسم لأبي حامد والعلمُ لك. قال: ذاك رفعتهُ ببغداد وحطتني الدينور.
"وفيات سنة ست وأربعون":
"حرف الألف":
186- أحمد بْن الحافظ أَبِي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين البغدادي1: روى عن: أَبِي عليّ بْن الصّوّاف، وابن مُخَرّم، وأبي بحر البَرْبَهاريّ. وثقه الخطيب.
187- أحمد بْن أَبِي طاهر محمد بْن أحمد2: الْإِمَام أبو حامد الإسْفَرايينّي الشّافعيّ. قدمِ بغداد وهو صبي فتفقه على أبي الحسن المرزُبان، وأبي القاسم الدّاركيّ حتى صار أحد أئمة وقته وعظُم جاهه عند الملوك. وحدث عَنْ: عَبْد الله بْن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي الحَسَن الدارقُطني، وجماعة.
قَالَ أبو إِسْحَاق في "الطّبقات ": انتهت إِليْهِ رئاسة الدّين والدّنيا ببغداد، وعلّق عَنْهُ تعاليق في " شرح المُزني"، وطبق الأرض بالأصحاب، وجَمَعَ مجلسه ثلاثمائة متفقَّه.
وقال أبو زكريّا النَّوَويّ: تعليق الشَّيْخ أَبِي حامد في نحو خمسين مجلّدًا، ذكر مذاهب العلماء وبسط أدلّتها والجواب عَنْهَا.
تفقَّه عَليْهِ: أقضي القُضاة أبو الحَسَن الماورديّ، والفقيه سُليم الرّازيّ، وأبو الحَسَن المَحَامِليّ، وأبو عليّ السّنْجيّ. تفقَّه هذا السّنْجيّ عَليْهِ وعلى القفّال، وهما شيخا طريقتي العراق وخُراسان، وعنهما انتشر المذهب.
وقال الخطيب: حدثونا عَنْهُ، وكان ثقة. رَأَيْته وحضرُت تدريسه في مسجد عَبْد الله بن المبارك، وسمعت من يذكر أنه كان يحضر درسه سبعمائة فقيه. وكان النّاس يقولون: لو رآه الشّافعيّ لفرح به.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 293".
2 المنتظم "7/ 277"، والعبر "3/ 92".(28/86)
ولد سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة وقدم بغداد سنة أربعٍ وستّين. قَالَ الخطيب: وحدّثني أبو إِسْحَاق الشَّيرازيّ: سَأَلت القاضي أبا عَبْد الله الصَّيْمُريّ: مَن أَنْظَر مَن رأيتَ مِن الفقهاء؟.
فقال: أبو حامد الإسْفَرايينيّ. قَالَ أبو حيّان التّوحيديّ في "رسالة ما يتمثّل به العلماء ": وسمعت الشَّيْخ أبا حامد يَقُولُ لطاهر العبّادانيّ: لا تعلّق كثيرًا ممّا تسمع منّي في مجالس الجدل، فإن الكلام يجري فيها ختل الخصم ومغالتطه ودمْغه ومغالبته. فلسنا نتكلَّم فيها لوجه الله خالصًا.
ولو أردنا ذَلِكَ لكان خَطْوُنا إلى الصَّمْت أسرع مِن تطاولنا في الكلام، وإنْ كُنَّا في كثير هذا نَبُوء بغضب الله تعالى، فإنَّا مَعَ ذَلِكَ نطمع في سعة رحمة الله.
وقال ابن صلاح: وَعَلَى أَبِي حَامِدٍ تَأَوَّلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ حَدِيثَ: "وإن اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مائة سنة يُجدد لَهَا دِينَهَا"، فَكَانَ الشَّافِعِيُّ عَلَى رَأْسِ الْمَائَتَيْنِ، وَابن سُريج فِي رَأْسِ الثَّالِثَةِ، وَأَبُو حَامِدٍ فِي رَأْسِ الرَّابِعَةِ.
وعن سُليم الرّازيّ: إنّ أبا حامد في أوّل أمره كَانَ يحرس في درب، وكان يطالع الدَّرس عَلَى زيت الحرس، وإنه وهو ابن سبع عشرة سنة.
قَالَ الخطيب: مات في شوال، وكان يومًا مشهودًا، ودُفِن في داره، ثم نُقل سنة عشر وأربعمائة ودُفن بباب حرب.
188- أحمد بْن بَكْر بْن أحمد بْن بقيّة1: أبو طَالِب العبديّ. أحد أئمّة العربيّة، لَهُ "شرح الإيضاح " لأبي عليّ الفارسي، و"التكملة"، وهو مِن أحسن الشُّروح. وكان العبْديّ كاسد السُّوق لا يحضر عنده إلا القليل، وإنّما يزدحمون عَلَى ابن جنّي والرَّبَعيّ. أخذ العربيّة عن: أبي سعيد السيرافي. ثمّ لزم أبا عليّ الفارسيّ حتى أحكم الفنّ، وتصدر ببغداد. وحدَّث عَنْ: دَعْلَج، وأبي عُمر الزّاهد. روى عَنْهُ: القاضي أبو الطّيّب الطّبَرانيّ. وأبو الفضل محمد بْن المهتدي، وغيرهما.
189- أحمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال2. أبو النصر النَّيْسابوريّ، الأمير العريض الجاه، البسيط الحشمة، إنسان عين آل ميكال الذي كان
__________
1 إنباه الرواة "2/ 386- 388"، ومعجم المؤلفين "1/ 174".
2 ديوان الإسلام لابن الغزي "4/ 203".(28/87)
يُضرب بِهِ المَثَل في الخِصال. تُوُفّي بِقلعة غَزْنَة في سنة ستّ، ولم يحدَّث. سَمِعَ من جدّه. وله شِعر حَسَن رائق، وأدب رائع، وبلاغة وبراعة. وكان جمال مملكة يمين الدّولة محمود بْن سُبكتكين وطراز دولته، وفيه يَقُولُ الأديب الخوارزميّ:
زَفَّ المنام إليَّ طيف خياله ... لو أنّ طيفًا كَانَ مِن أبداله.
ولو أنّ هذا الدّهر يَشكر لم يدع ... شكر الأمير وقد غدا مِن آله.
الوفْر عند نواله، والنَّيْل عند ... سؤاله، والموت عند سياله.
والخلق من سُؤاله، والجُود من عدله ... والدَّهْر من عمالِه.
تتجمّع الأموالُ في أمواله ... فيفرق الأموال فِي آماله.
شيخ البديهة ليس يُمسك لفظهُ ... فكأنما ألفاظه من ماله.
190- إبراهيم بْن جعفر بْن الحَسَن بْن أحمد بْن الحَسَن بْن الصّبّاح بْن عَبْدة. أبو حسن الأَسَدي الهَمَدانيّ، الحنّاط، الشّاهد. وُلد سنة سبعٍ وعشرين وثلاثمائة. وسمع سنة ثلاثٍ وأربعين من: أَبِي القاسم بْن عُبيد، وأَوْس الخطيب، وأبي الصَّقْر الكاتب، ومأمون بْن أحمد، وأبي بَكْر محمد بْن حَيَّوَيْهِ الكُرْجيّ، وأبي بَكْر بْن خلاد النَّصيبيّ، ومحمد بْن مَحْمَوَيْهِ النَّسَويّ.
روى عَنْهُ: أبو مُسْلِم بْن غرو، والحسن بْن عبد الله بْن ياسين، ومحمد بْن الحَسَن الصُّوفيّ، وأبو القاسم الخطيب. قال شيرويه: كان صدوقًا. وتوفي في جُمَادَى الآخرة.
"حرف الباء":
191- باديس بْن المنصور بْن بُلّكين بْن زيْري بْن مَنَاد1. الأمير أبو مَنَاد الحِمْيَريّ الصنْهَاجيّ. ولي إفريقيّة للحاكم، ولقَّبه الحاكم: نصير الدّولة. وكان باديس ملكًا كبيرًا حازماُ شديد البأس، إذا هزّ رمحًا كسره. ولدِ بأشِير سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائة، فلّما كَانَ في ذي القعدة سنة ست وأربعمائة أمر جيوشه بالعرض، فعُرضوا بين يديه إلى وقت الظُّهْر، وسرَّهُ حُسن عسكره، وانصرف إلى قصره ومد السماط،
__________
1 البداية والنهاية "12/ 4"، ووفيات الأعيان "1/ 265، 266".(28/88)
فأكل معه خواصُّه ثمّ انصرفوا فلمّا كَانَ الليل مات فجأة، فأخفوا أمره، ورتبواه أخاه كرامة بْن المنصور حتى وصلوا إلى ولده المعزّ بن باديس فبايعوه، وتمّ لَهُ الأمر.
وقيل: إنّ سبب موته أنّه قصدَ طرابُلُس ونزل بقُربها عازمًا عَلَى قتالها، وحلَف أن لا يرحل عَنْهَا حتّى يُعيدها فُدُنًا للزّراعة. فاجتمع أهل البلد إلى المؤدّب محرز وقالوا: يا وليّ الله، قد بلغك ما قاله باديس. فهلك في ليلته بالذَّبْحة. وكان مِن دعائه عَليْهِ أن رفع يديه إلى السّماء وقال: ياربّ باديس، اكفِنا باديس. وصِنهاجة: يكسر أوّله، قبيلةٌ مشهورة مِن حِمْيَر. وقال ابن دُرَيْد: بضمّ الصّاد، لا يجوز غير ذَلِكَ.
"حرف الحاء":
192- الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد1. الأستاذ أبو عليّ الدّقّاق الزّاهد النَّيْسابوريّ. شيخ الصُّوفيّة، وشيخ أَبِي القاسم القُشَيْريّ. تُوُفّي في ذي الحجّة. سَمِعَ: أبا عَمْرو بْن حمدان، وأبا الهيثم محمد بْن مكّيّ الكشميهنيّ. وأبا علي بن محمد بْن عُمَر الشَّبّويّ. ذكره عَبْد الغافر مُختصرًا فقال: لسان وقته وإمام عصره تعلَّم العربيّة، وحصّل علم الأصول، وخرجَ إلى مَرْو، فتفقّه بها علي الخُضْريّ. وأعاد على أَبِي بَكْر القفّال المَرْوزيّ، وبرعَ. ثمّ أخذ في العمل, وسلك طريق التصرف، وصحِب أبا القاسم النصْراباذّي. حكى عَنْهُ أبو القاسم القُشَيْريّ أحوالًا وكرامات.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسٍ.
193- الحَسَن بْن محمد بْن حبيب بْن أيّوب2. أبو القاسم النَّيْسابوريّ، الواعظ المفسر. صنف في القراءات، والتفسير، والآدب، و"عقلاء المجانين".
سَمِعَ: محمد بْن يعقوب الأصمّ وأبا الحَسَن الكارِزيّ، ومحمد بْن صالح بْن هانئ، وأبا حاتم محمد بْن حِبّان البُسْتيّ، وأحمد بن محمد بن حمدون السرفقاني، وجماعة.
__________
1 البداية والنهاية "12/ 13"، وتبيين كذب المفتري "226، 227" لابن عساكر.
2 تاريخ جرجان "190" للسهمي، والعبر "3/ 93".(28/89)
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر محمد بْن عَبْد الواحد الحِيريّ الحافظ, وأبو الفتح محمد بْن إسماعيل الفَرَغَانيّ، وأبو عليّ الحسين بْن محمد السكاكي. وتوفي في ذي الحجّة.
194- حمزة بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن أحمد بْن حمزة1. أبو يعلي المهلبي النيسابوري، الطبيب الحاذق. سَمِعَ: أَبَا حامد بْن بلال، وأبا جعفر محمد بْن الحَسَن الإصبهانيّ الصُّوفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن دَلُّوَيْه صاحب الْبُخَارِيّ، ومحمد بْن الحسين القطّان، وجماعة تفرّد بالسّماع منهم. وطال عُمره. روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الحاكم، وأبو بَكْر البَيْهقيّ، وأبو نصر عُبَيْد الله بْن سَعِيد السجْزيّ، وأبو بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبو القاسم عَبْد الله بْن علّي الطُّوسيّ، ومحمد بْن إسماعيل التفْليسّي، وطائفة سواهم.
قَالَ الحاكم: أبو يَعْلَى حمزة الصَّيْدلانيّ هذا صحِب المشايخ وطلب الحديث، ثمّ تقدَّم في صناعة الطّبّ. وقال غيره: هُوَ مِن أولاد المهلّب من أَبِي صُفْرة الأزْديّ الأمير تُوُفّي يوم عيد الأضحي عَنْ سنٍ عالية.
"حرف العين":
195- عُبيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جعفر2. أبو القاسم السقطي. بغداديّ نبيل. لم يذكره الخطيب في تاريخه. سَمِعَ الكثير من: إِسْمَاعِيل الصَّفّار، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن عَمْر بْن علي بْن حرب، وأبي جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وابن السّمّاك، وأبي سهل القطان، والنّجّاد، وخلْق. وسمع بمكّة من: ابن الأعرابيّ، والآجُرّيّ، وجاوَرَها مدّة. وخرّج ابن أَبِي الفوارس لَهُ، وروى الكثير. روى عَنْهُ: حمزة السَّهْميّ، والمظفّر بْن الحَسَن سِبْط ابن لال، وأبو ذَرّ عَبْد بْن أحمد، وعبد العزيز الأزْجيّ، والحسن بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّافعيّ المكّيّ، وخلْق سواهم مِن الحاجّ. قَالَ سعْد الزّنْجانيّ: كَانَ السَّقَطيّ يدعو الله أن يرزقه مجاورة أربع سنِين، فجاور أربعين سنة، فرأي رُؤيا كأنّ قائلًا يَقُولُ: يا أبا القاسم طلبت أربعة وقد أعطيناك أربعين، لأنّ الحَسَنَة بعشر أمثالها. ومات لسنته. قَالَ ابن النّجّار: مات سنة ست وأربعمائة، رحمه الله.
__________
1 الأنساب "8/ 122، 123"، والعبر "3/ 94".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 236، 237" "142".(28/90)
196- عُبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن علي بن مهران. الإمام ابن أحمد بْن أَبِي مُسلم البغداديّ الفَرَضيّ المقرئ. أحد شيوخ العراق، ومن سار ذكره بالأفاق.
قرأ القرآن على أحمد بْن عثمان بْن بُويان، وهو آخر مَن قرأ فِي الدنيا عَليْهِ.
وسمع: المَحَامِليّ، ويوسف بْن البُهْلُول الأزرق. وحضر مجلس أَبِي بَكْر بْن الأنباريّ. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة ورِعًا دينًا. وقال العَتِيقيّ: ما رأينا في معناه مثله.
وذكره الأزهريّ عُبَيْد اللَّه فقال: إمام من الأئمة. وقال عيس بْن أحمد الهمدانيّ: كَانَ أبو أحمد إذا جاء إلى الشَّيْخ أَبِي حامد الإسْفرايينيّ قام من مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافيا مستقبلًا لَهُ. وقال الخطيب: ثنا منصور بْن عُمَر الفقيه قَالَ: لم أرَ في الشيوخ من يُعلم لله غير أبي حامد الفَرَضيّ. قَالَ: وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم وقرآن وإسناد وحالةٍ متَّسعة من الدّنيا. وكان مَعَ ذَلِكَ أورع الخلْق. وكان يقرأ علينا الحديث بنفسه. وكنتُ أُطيل القعود معه وهو على حالة واحدة، لايتحرك ولا يعبث بشي.
فلم أرَ في الشَّيوخ مثله.
قلت قرأ عَليْهِ: نصر بْن عَبْد العزيز الفارسيّ نزيل مصر، وأبو عليّ الحَسَن بْن القاسم غلام الهرّاس، والحسن ابن عليّ العطّار، وأبو بَكْر محمد بْن عليّ الخيّاط، وغيرهم.
وحدَّث عَنْهُ: أبو محمد الخلال، وعمر بْن عُبيد الله البقّال، وأحمد بْن علي بن أَبِي عثمان الدّقّاق، وعلي بْن أحمد البُسري، وعلي بن محمد بن محمد الأخضر الأنباري، وآخرون.
وتوفي في شوال عن اثنين وثمانين سنة. وقد وقع لي حديثه بعُلو.
وأَخْبَرَنَا عُمَر بْن عَبْد المنعم، برواية قالون، قراءةً عَليْهِ قَالَ: أَنَا بها أبو اليُمْن زيد بْن الحَسَن المقرئ إجازةً، أنّ هبة الله بْن عُمَر الْجَريريّ أخبره بها تلاوةً وسماعًا قَالَ: قرأت بها على أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن موسى الخياط على أبي أحمد الفَرَضيّ، عَنْ قراءته عَلَى أَبِي نَشِيط، عَنْ قالون، عَنْ نافع. وقد وقعت لنا هذه الرواية كما ترى في غاية العُلُوّ.(28/91)
197- عُتْبة بْن خَيْثَمَة بْن محمد بْن حاتم بْن خَيْثَمَة بْن الحَسَن بْن عَوْف1.
القاضي أبو الهيثم التّميميّ النَّيْسابوريّ الفقيه الحنفيّ، شيخ الفقهاء والقُضاة. ذكره الفارسيّ فقال: عديم النّظير في الفقه والتدريس والفتوى. تولى القضاة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة إلى سنة خمسٍ وأربعمائة، فأجراه أحسن مجرى. سَمِعَ من أُستاذيْه: أَبِي الحسن قاضي الحرمين، وأبي العبّاس التّبّان. وسمع بالحجاز من الدَّبِيليّ، وببغداد من أَبِي بَكْر الشّافعيّ وروى أكثر مسموعاته. روى عَنْهُ: أبو بَكْر بن خلف وتوفي في جمادى الآخرة.
198- عثمان بْن أحمد بْن إِسْحَاق بْن بُنْدار2. أبو الفَرَج الإصبهاني البُرْجيّ. سَمِعَ: محمد بْن عُمَر بْن حفص الجورجيريّ، وغيره. وعنه: أبو الخير محمد بْن أحمد را، وسليمان بْن إبراهيم الحافظ، والقاسم بْن الفضل الثّقفيّ، وجماعة. تُوُفّي ليلة الفِطْر.
199- العلاء بْن الحسين بْن العلاء بْن أحمد. أبو الفتح الزهيري الهمذاني البّزاز. روى عَنْ: أَبِي حاتم محمد بْن عيسى الوَسْقَنْديّ. روى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وابن غرو، وعلمة مشايخ الوقت بهمذان. قَالَ شَيرَوَيْه: وثنا عَنْهُ: يوسف الخطيب، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وكان صدوقًا.
"حرف الميم":
200- محمد بْن أحمد بْن خليل بْن فَرَج3. أبو بَكْر القُرْطُبيّ، مولي بني العبّاس. سَمِعَ: وهْب بْن مَسَرَّة، وإسماعيل بْن بدر. وحجّ، فأخذَ بمكّة عَنْ: محمد بْن نافع الخُزَاعيّ، وبمصر عَنْ: أَبِي عليّ بْن السَّكَن، وأبي محمد بْن الورْد، وحمزة الكِنَانيّ. روى عنه: يونس بن عبد الله القاضي.
وتُوُفّي في رمضان، وله أربعٌ وثمانون سنة. استوفي ترجمته الحافظ قطب الدين، وأنه سَمِعَ أيضًا من محمد بْن معاوية، وبمكّة: عُمَر الْجُمَحّي، وبُكَيْر بْن محمد الحدّاد. وكان صالحًا فاضلًا مجتهدًا في العبادة، متقشفًا رحمه الله.
__________
1 العبر "3/ 94، 95"، والجواهر المضيئة "2/ 511".
2 معجم البلدان "1/ 373"، والأنساب "2/ 132".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 497".(28/92)
201- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد الوهاب الإِسْفَرايينيّ1. الحديثيّ الحافظ. رحل، وكتب عَنْ: أَبِي أحمد بْن عدّي، وطبقته وكانت رحلته في سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة. قَالَ أبو مسعود البَجَليّ: سمعتُ أبا عَبْد الله الحاكم يَقُولُ: أشهد عَلَى أَبِي بَكْر الإسفرايينيّ أنّه يحفظ من حديث مالك، وشُعبة، والثَّوْريّ، ومِسْعَر أكثر من عشرين ألف حديث.
202- محمد بْن بزال2. مختار الدّولة قائد الجيوش. ولي إمرة دمشق بعد أَبِي المُطاع بْن حمدان، فبقي أربع سنين، وعُزِل في هذه السّنة.
203- محمد بْن الحَسَن بْن فُورَك3. أبو بَكْر الإصبهانيّ الفقيه المتكلَّم. سَمِعَ "مُسْنَد الطَّيَالِسيّ" من: عَبْد الله بْن جعفر الإصبهانيّ، واستُدعيَ إلى نَيْسابور لحاجتهم إلى عِلْمه، فاستوطنها. وتخرَّج بِهِ طائفة في الأصول والكلام. وله تصانيف جمّة. وكان رجلًا صالحًا. وقد سَمِعَ أيضًا من أبي خُرَّزاد الأهوازيّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو بَكْر أحمد بْن عليّ بْن خَلَف، وآخرون. قَالَ عَبْد الغافر بْن إسماعيل: قبرهُ بالحِيرة يُسْتَسْقيَ بِهِ. ذكر ابن حزم في "النّصائح" أنّ ابن سُبُكْتكين قتل ابن فُورَك لقَوله أنّ نبيّنا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْسَ هُوَ نبيٌّ اليوم، بل كَانَ رَسُول اللهِ. وزعم أنّ هذا قول جميع الأشعريّة. قَالَ ابن الصّلاح: لَيْسَ كما زعم، بل هُوَ تشنيع عليهم أثارته الكرّاميّة فيما حكاه القُشَيْريّ. وتناظر ابن فُوَرك وأبو عثمان المغربيّ في الوليّ، هَلْ يعرف أنّه وليّ؟ فكان ابن فُوَرك يُنْكر أن يعرف ذَلِكَ، وأبو عثمان يُثْبت ذَلِكَ. وحكى بعضهم عَنِ ابن فُورَك أنّه قَالَ: كلّ موضع ترى فيه اجتهادًا ولم يكن عَليْهِ نور، فاعلم أنّه بدعة خَفِيّة. وذكره القاضي شمس الدين في وفيات الأعيان فقال فيه: الأستاذ أبو بَكْر المتكلّم الأُصوليّ الأديب النَّحْويّ الواعظ، درس بالعراق مدةً، ثمّ توجّه إلى الرّي، فَسَعَتْ بِهِ المبتدِعة. فراسله أهل نَيْسابور فوردَ عَليْهِم، وبنوا لَهُ بها مدرسة ودارًا، وظهرت بركته عَلَى المتفقهة، وبلغَت مصنّفاته قريبًا من مائة مصنَّف ودُعيَ إلى مدينة غزنة، وجرت له بها مناظرات.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1064"، وشذرات الذهب "3/ 184".
2 معجم الأدباء "6/ 251"، وتاريخ ابن الفرات "8/ 87".
3 الرسالة القشيرية "310"، والعبر "3/ 95".(28/93)
وكان شديد الرّدّ عَلَى أَبِي عَبْد الله بْن كرّام. ثمّ عاد إلى نَيْسابور، فسُمّ في الطّريق، فمات بقرب بُسْت، ونُقِل إلى نَيْسابور، ومشهده بالحِيرة ظاهر يُزار ويُستجاب الدّعاء عنده. قلت: أخذ طريقة الأشعريّ عَنْ أَبِي الحَسَن الباهليّ، وغيره قَالَ عَبْد الغافر بْن إسماعيل: سَمِعْتُ أبا صالح المؤذّن يَقُولُ: كَانَ أبو عليّ الدّقّاق يعقد المجلس ويدعو للحاضرين والغائبين من أعيان البلد وأئمّتهم، فقيل لَهُ: قد نسيت ابن فُورَك ولم تَدْع لَهُ. فقال أبو عليّ: كيف أدعو لَهُ وكنتُ أقسمُ عَلَى الله البارحة بأيْمانه أن يشفي عِلّتي. وكان بِهِ وجع البَطن تِلْكَ اللّيلة. وقال البَيْهَقيّ: سَمِعْتُ القُشَيْريّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابن فُورَك يَقُولُ: حُمِلتُ مقيدًا إلى شيراز لفتنةٍ في الدين، فوافيت باب البلد مُصبحًا، وكنت مهمومًا، فلمّا أسفَرَ النّهار وقع بصري علي محرابٍ في مسجدٍ عَلَى باب البلد، مكتوب عَليْهِ {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36] فحصل لي تعريف باطنيّ أنّي أُكْفَى عَنْ قريب، فكان كذلك. وصرفوني بالعزّ.
قلت: كَانَ مَعَ دينه صاحب قَلَبَه وبدعة. قَالَ: أبو الوليد سليمان الباجيّ: لمّا طَالِب ابن فُورَك الكرّاميّة أرسلوا إلى محمود بن سبكتكين صاحب خُراسان يقولون لَهُ: إنّ هذا الّذي يؤلب علينا أعظم بدعةٍ وكُفْرًا عندك منّا، فسَلْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المطَّلب، هَلْ هُوَ رسول الله اليوم أم لا؟ فعظُم عَلَى محمود الأمر، وقال: إنْ صحّ هذا عَنْهُ لأقتلّنه. ثمّ طلبه وسأله فقال: كان رسول الله، وأمّا اليوم فلا.
فأمرَ بقتله، فشُفِعَ إِليْهِ وقيل: هُوَ رجلٌ لَهُ سِنٌ. فأمرَ بقتله بالسُّمّ. فسُقِيَ السُّمَ. وقد دعا ابن حزْم للسلطان محمود إذ وُفّقَ لقتله ابن فُورَك، لكونه قَالَ: إنّ رسول الله كَانَ رسولًا في حياته فقط، وإنَّ روحه قد بطُل وتلاشي، وليس هُوَ في الجنّة عند الله تعالى، يعني روحه. وفي الجملة: ابن فُورَك خيرٌ من ابن حزْم وأجلّ وأحسن نِحْلَة. قَالَ الحاكم أبو عَبْد الله: أنبا ابن فورك، نا عَبْد الله بْن جعفر، فذكر حديثًا.
204- محمد بْن الطّاهر ذي المناقب الحسين بْن موسى بْن محمد أبو الحَسَن العلويّ المُوسَويّ1، المعروف بالشّريف الرّضيّ، نقيب الطّالبيّين، من ولد موسى بْن جعفر بْن محمد.
لَهُ ديوان شِعر مشهور، وشعره في غاية الحُسن. وصنَّف كتابًا في معاني القرآن
__________
1 كشف الظنون "472"، والأعلام "6/ 99"، وأعيان الشيعة "44/ 173 - 187".(28/94)
يتعذَّر وجود مثله. وكان غير واحد من الأدباء يقولون: الشّريف الرّضيّ أشعر قُريش.
وكان مولده سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة. وذكر الثّعالبيّ أنّه ابتدأ بنظْم الشعْر وهو ابن عشر سِنين. قال، وهو أشعر الطالبين ممّن مضي منهم ومَن غَبَر، عَلَى كثرة شُعرائهم المُفلقين. ولو قلت إنّه أشعر قُرَيش لم أبعُد عَنِ الصدْق. وكان هُوَ وأبوه نقيب الطالبين، ولي النقابة أيام أبيه، وديوانه في أربعة مجلّدات.
وقيل: إنّ الشّريف الرَّضيّ أحضر درس أَبِي سَعِيد السيرافيّ ليعلمه ولم يبلغ عشر سِنين، فأمتحنه يومًا فقال: ما علاقة النَّصْب في عُمَر؟ فقال: بُغض عليّ. فعجب السيرافيّ والجماعة من حِدّة خاطره. وللرّضيّ كتاب " مجاز القرآن " أيضًا. وكان أَبُوهُ شيخًا معَّمرًا، تُوفي سنة أربعمائة، وقيل: سنة ثلاثٍ وأربعمائة، وقد جاوز التّسعين. فرثاه أبو العلاء المَعَريّ.
ومن شِعر الرَّضيّ:
يا قلبُ ما أنتَ مِن نجدٍ وساكنه ... خلَّفت نَجْدًا وراء المُدلجِ الساري.
راحت نوازعٌ من قلبي تتبعُهُ ... على بقايا لبناناتٍ وأوطارِ
يا صاحبيَّ قِفا لي واقضيا وَطَرًا ... وحَدّثاني عَنْ نجدٍ بأخبارِ
هَلْ رُوضتْ قاعُهُ الوَعْساء أم مطُرتْ ... خميلة الطَّلْح ذات البان والغارِ؟
أم هَلْ أبيتُ ودارٌ دون كاظمةٍ ... داري، وسُمار ذاك الحيّ سُماري
تضوعُ أرواحُ نجدٍ من ثيابهمُ ... عند القدوم بقرب العهد بالدار
وللرضي:
اشترِ العز بما شئـ ... ت فما العزُّ بغالِ
بقِصار البيض إن شئـ ... ت أو السُمر الطوالِ
لَيْسَ بالمغبون عقلًا ... مَن شرا عِزًا بمالِ
إنما يدخر ال ... مال لأثمان المعالي
توفي في محرم.(28/95)
205- محمد بن عبد الله بن محمد: أبو بَكْر الشّيرازيّ المؤدب المعروف بالنّجّار. تُوفي في جُمادى الأخرة عَنْ مائةٍ وستّ سنين.
206- محمد بْن عثمان بْن حسن1: القاضي أبو الحُسَين النَّصِيبيّ. نزيل بغداد. روى عَنْ: أَبِي الميمون بْن راشد البَجَليّ، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بْن جعفر بْن المنادي.
روى عَنْهُ: القاضي أبو الطّيّب الطَّبَريّ، وغيره. ضعّفه أحمد بْن عليّ الباديّ. وقال حمزة الدّقّاق: روى للشّيعة ووضع لهم. وقال الخطيب: سَأَلت الأزْهريّ عَنْهُ، فقال: كذاب.
207- محمد بن يحيى بن السري الحذّاء التنيسيّ. تُوُفّي بها في شعبان، ووُلد سنة سبع عشرة وثلاثمائة. قاله الحبّال.
208- محمد بْن مَوْهَب بْن محمد2. أبو بكر الأزدي القبري، ثم القُرطبي الحصار.
والد القاضي أَبِي شاكر عَبْد الواحد، وجدّ الإمام أَبِي الوليد الباجيّ لأمّهِ.
روى عَنْ: عَبْد الله بْن قاسم، وعبد الله بْن محمد بْن عليّ الباجيّ.
ورحل فأخذ عَنْ: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسيّ، وتفقّه عندهما. وبرع في مذهب مالك، ونظر في علم الكلام. فلمّا رجع تكلَّم في شيء من نُوبة النّساء ونحو هذه الغوامض، فشنّعوا عَليْهِ بذلك.
وكان من زُهاد العلماء. وكان القاضي ابن ذَكْوان يقدّمه عَلَى فُقهاء عصره. وله مصنَّف في الفِقْه مفيد، وله "شرح رسالة شيخه أَبِي محمد"، ثمّ نزح إلى سبْتة لأمورٍ جرت، فأخذ عنها بها: حمزة بْن إسماعيل. ثمّ عاد إلى قُرطبة مُستخفيًا، وتوفي في جُمادى الأولى.
"الكنى":
209- أبو زُرعة بْن حُسين بْن أحمد القَزْوينيّ: الفقيه. سَمِعَ من: عَبْد الله بْن عدّي بُجرجان، والفاروق الخطّابيّ بالبصرة، وجماعة.
__________
1 الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "3/ 84"، والميزان "3/ 643".
2 جذوة المقتبس "146"، والديباج المذهب "271".(28/96)
"وفيات سنة سبع وأربعمائة":
"حرف الآلف":
210- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْبَغْدَادِيّ: أبو الحسين الخازن. سَمِعَ: الحسين بْن عيّاش القطّان. وثّقه البَرْقانيّ. ومات في رمضان. روى جزءًا واحدًا. سَمِعَ منه: البَرْقانيّ، وغيره.
211- أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن موسى: الحافظ أبو بَكْر الشّيرازيّ، مصنّف كتاب " الألقاب". سَمِعَ ببغداد: أبا بحر محمد بْن الحَسَن البَرْبَهاريّ، وأبا بَكْر القَطِيَعيّ، وعليّ بْن أحمد المَصيصيّ. وبإصبهان: أبا القاسم الطَّبَرانيّ، وأبا الشّيخ.
وبمَرْو: عبد الله بن عمر بن علك. وبجُرجاني: عَبْد الله بْن عديّ، والإسماعيليّ.
وبنَيْسابور: محمد بْن الحَسَن السّرّاج. وبفارس: عَبْد الواحد بْن الحسن الجنديسابوري، وسعيد بن القاسم ابن العلاء المُطوعي بطراز من بلاد التُرك.
وببُخَارَى: محمد بْن محمد بْن صابر.
وبِشيراز: أسامة بْن زيد القاضي. وبالبصْرة: أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الخارِكيّ. وبواسط وبلدان عدّة.
وأقام بهَمَدان مدّة، فروى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وأبو مُسْلِم بْن عَزّو، وحُمَيْد بْن المأمون، وآخرون. قَالَ الحافظ شِيرَوَيْه: ثنا عَنْهُ أبو الفَرَج البَجَليّ، وكان صدوقًا ثقة حافظًا يُحسن هذا الشّأن جيّدًا جيدا. خرج مِن عندنا سنة أربعٍ وأربعمائة إلى شِيراز، وأخبرتُ أنّه مات بها سنة إحدى عشرة. وقال أبو القاسم بْن مَنْدَهْ: تُوفي في سنة سبعٍ في شوّال.
قلت: وهذا أقرب.
وقد سمعتُ كتاب "الألقاب " لَهُ من الأبرقُوهي بسماعه حضورًا سنة ثمان عشرة وستّمائة، من أَبِي سهل السرفُوي، بسماعه من شهرزاد ابن الحافظ شِيرَوَيْه.
أَنَا أحمد بْن عُمَر البَيع، أَنَا حُميد بْن المأمون، عَنْهُ، قَالَ جعفر المستغفري: كان يفهم ويحفظ.(28/97)
ودخل نَسَف وكتبت عَنْهُ. وسمعته يَقُولُ: وقع بيني وبين أَبِي عَبْد الله بْن البَيَّع الحافظ منازعة في عَمْرو بْن زُرارة، وعُمر بْن زُرارة، فكان يقول: هما واحد. فتحاكمان إلى الحاكم أَبِي أحمد الحافظ فقلنا: ما يَقُولُ الشَّيْخ في رَجُل يَقُولُ عَمْرو بْن زُرارة وعُمر بْن زُرارة واحد؟ فقال: مَن هذا الطّبل الّذي لا يفصل بينهما؟!
212- أحمد بْن محمد بْن خاقان1: أبو الطَّيَّب العُكبري الدّقّاق.
حدَّث عَنْ: أَبِي ذَرّ أحمد بْن محمد بْن الباغَنْديّ، ومحمد بْن أيّوب بْن المُعافى. وهو آخر من حدَّث عَنْهُمَا. وكان مولده سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
213- أحمد بْن محمد بْن عَبْس: أبو مُعاذ الزواغاني الهَرَويّ. آخر من روى عَنْ يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الحافظ الهَرَويّ. روى عَنْهُ: أبو عامر الأزدي شيخ الكروخي. وتُوُفّي في ربيع الأوَّل.
214- أحمد بْن محمد بْن يوسف بْن دُوست2: أبو عَبْد الله البغدادي البزّاز. حدَّث عَنْ: الحسين بْن يحيى بْن عَيّاش، ومحمد بْن جعفر المَطيريّ، وإسماعيل الصفار، وطبقتهم. وعنه: أبو محمد الخلال، والأزهري، وهبة الله اللالكائي، وأبو بكر الخطيب قَالَ: وكان محدَّثا مُكثرًا حافظًا عارفًا. مَكَثَ مرّة يُملي بجامع المنصور بعد المخلّص. وكان يُملي من حفظه. وكان عارفًا بمذهب مالك. ضعّفه الأزهريّ، وطعن ابن أَبِي الفوارس في روايته عَنِ المَطيريّ. قَالَ الخطيب: تُوفي في رمضان وله أربعٌ وثمانون سنة. قلت: آخر من روى عَنْهُ: رزق الله التّميميّ. وقع لي حديثه عاليا. قَالَ البَرْقانيّ: كَانَ يسرد الحديث من حفظه، وتكلّموا فيه، فَقِيل: إنّه كَانَ يكتب الأجزاء ويتربُها ليُظنّ أنّها عُتق.
وقال الأزهريّ: غرقْتَ كُتبه فكان يجدّدها. وأثني عَليْهِ بعض العلماء. وكان يُذاكر الدارقطني، ويسرد من حفظه.
"حرف الحاء":
215- الحسن بن حامد بن الحسن3: أبو محمد الدبيلي التاجر الأديب.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 297"، 162"، والمنتظم "7/ 285"، قلت: وهو محمد بن أحمد.... وسيأتي قريبا.
2 المنتظم "7/ 284"، وميزان الاعتدال "1/ 153، 154".
3 الفوائد العوالي "المؤرخة "16، 22، 57"، والبداية "11/ 316".(28/98)
سَمِعَ: عليّ بْن محمد بْن سَعِيد المَوْصِليّ، وأبا الطَّيّب المتنبيّ. قَالَ الخطيب: ثنا عَنْهُ الصُّوريّ: وكان صدوقًا تاجرًا متمولًا، قَالَ لي الصُّوريّ: ذَكَر لنا ابن حامد أنّه سَمِعَ من دَعْلَج، وأن المتنّبي لمّا قدِم بغدادَ نزل عَليْهِ، فكان القيم بأموره، وقال لَهُ: لو كنتُ مادحًا تاجرًا لمدحتك.
وقال الصُّوريّ: قد روى الحافظ عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد، عن رجلٍ، عن ابن حامد.
قال أبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي في مُستهل شوّال. قلت: وسماع الصُّوريّ منه بمصر. روى عَنْهُ: خَلَف الحُوفي.
216- الحسن بْن حامد1: شيخ الحنابلة. قد مر سنة ثلاثٍ وأربعمائة.
217- الحَسَن بْن عَلِيّ بْن المؤمَّل2 بْن الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجِس. أبو محمد الماسَرْجِسيّ النيسابوري. وكان ثقة جليلًا. روى عَنْهُ: أبو بَكْر البيهقي. وتُوُفّي في شَعْبان.
"حرف السين":
218- سليمانُ بْن الحَكَم بن سليمان3 ابن النّاصر لدين الله عَبْد الرَّحْمَن الأمويّ المروانيّ: الملقب بالمستعين. خرج قبل الأربعمائة، والتفّ عَليْهِ خلق من جيوش البربر بالأندلس. وحاصر قُرْطُبَة إلى أن أخذها كما ذكرنا سنة ثلاثٍ وأربعمائة. وعاث هُوَ وجيشه وأفسدوا، وعملوا ما لا تعمله الفَرَنْج. وكان من أمراء جُنده القاسم وعليّ ابنا حمّود بْن ميمون الحَسَنيّ الإدريسيّ، فقدمهما عَلَى البربر، ثمّ استعمل أحدهما علي سبْتَة وطْنَجَة، واستعمل القاسم عَلَى الجزيرة الخضراء.
ثّم إن علينا متولي سبْتة راسلَ جماعةً وحدَّث نفسه بولاية الأندلس، فاستجاب لَهُ خلْق وبايعوه، فزحف من سبْته وعدّى إلى الأندلس، فبايعه أمير مالقه. واستفحل أمره، ثمّ زحَف بالبربر إلى قُرْطُبَة، فجهّز المستعين لحربه ولده محمد بْن سليمان، فانكسر محمد وهجَم عليّ بْن حمُّود قُرْطُبَة فدخلها، وذبح المستعين بيده صبرًا، وذبح
__________
1 تقدمت ترجمته قريبا في هذا الجزء.
2 المنتخب من السياق "180".
3 نفح الطيب "1/ 428 - 431"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 150، 151".(28/99)
أَبَاهُ الحَكَم وهو شيخ في عَشْر الثمانين، وذلك في المحرّم. وانقطعت دولة بني أُميّة في جميع الأندلس.
وكان قيام سليمان في شوّال سنة تسعٍ وتسعين، ثمّ كمل أمره في ربيع الآخر سنة أربعمائة، وظفر بالمهديّ محمد بْن عَبْد الجبّار في ذي الحجّة من السّنة فقتله صبرًا، وهرب المؤيّد بالله هشام بْن الحَكَم وسار سليمان في بلاد الأندلس يعيث ويفسد ويُغير حتى دوَّخ الإسلام وأهله.
قَالَ الحُميدي: لم يزل المستعين يجول بالبربر يُفْسد ويَنْهَب ويُفْقر المدائن والقري بالسيّف لا يُبقى معه البربر على صفيرٍ ولا كبير ولا امرأة إلى أن غلب عَلَى قُرْطُبَة سنة ثلاثٍ في شوّال.
قلت: عاش سليمان المستعين نيفًا وخمسين سنة، وله شِعْر رائق فمنه:
عَجَبًا يهابُ اللَّيْثُ حدَّ سِناني ... وأهاب لَحْظَ فواتِر الأجفانِ
وأُقَارِعُ الأهوالَ لا متهيبًا ... منها سوى الإعراضِ والهجرانِ
وتملّكت نفسي ثلاثٌ كالدُّمَى ... زُهْرُ الوُجُوه نواعمُ الأبدانِ
ككواكب الظَّلْماءِ لُحْن لناظرٍ ... مِن فوقِ أغصانِ عَلَى كثبانِ
هذي الهلال وتلك بِنْت المشتري ... حُسْنًا، وهذِي أختُ غصنِ البانِ
حاكمت فيهن السلُو إلى الصّبي ... فقضي بسلطانٍ عَلَى سلطاني
منها
وإذا تجارى في الهوى أهلُ الهوى ... عاش الهوى في غبطةٍ وأمانٍ
"حرف العين":
219- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم1.
أبو القاسم الفارسيّ ثمّ البغداديّ. حدَّث عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن السّمّاك، وأبي بَكْر النّجّاد. قال الخطيب: سَمِعْتُ منه، وكان قَدَريّا داعية، لم أكتب ما سمعته منه.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 397".(28/100)
220- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن أَبِي المُطَرف عَبْد الرَّحْمَن الأندلسيّ1. أبو المطرف قاضي الجماعة. استقضاه الخليفة المؤيَّد بالله هشام في دولته الثّانية، فحُمِدَت سيرته. وكان الأغلب عَليْهِ الأدب والرّواية. وعُزِل عَنِ القضاء بعد سبعة أشهر، ففرح بالعزْل، وعاد إلى الانقباض والزُّهْد إلى أن مضى لسبيله مستورًا. وتوفي في صفر عَنْ إحدى وسبعين سنة.
221- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن إبراهيم. أبو القاسم الهمذانيّ المؤدّب. روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن الحلاب، وأبي أحمد بْن مملوس الزَّعْفرانيّ، وحامد الصّرّام، وجماعة.
وقال شِيرَوَيْه: ثنا عَنْهُ أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرُّوذْباريّ، وأخوه أبو بَكْر، ويوسف الخَطيب، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ. وحديثه يدلّ عَلَى الصدْق.
222- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حامد. أبو الحَسَن الدّيناريّ الأنصاريّ الهَرَويّ. سَمِعَ: أبا حامد الشّارِكيّ، وحامد بْن محمد الرّفّاء، وجماعة. أكثر النّاس عَنْهُ.
223- عَبْد السّلام بْن الحَسَن بْن عَوْن. الأديب أبو الخطّاب البغداديّ الحريريّ التّاجر. من فُحُول الشُّعَراء. ذكره ابن النّجّار وأورد لَهُ مقطَّعات. روى عنه: مِهيار الدَّيْلَميّ، وأحمد بْن عُمَر بْن رَوْح. مات في رجب.
224- عَبْد العزيز بْن عثمان بْن محمد القَرْقِسانيّ. الصُّوفيّ الشَّيْخ أبو محمد. شيخ الصُّوفيّة بالشّام.
حدَّث عَنِ القاضي أحمد بْن كامل. روى عنه: أبو بَكْر عليّ الأهوازيّ، وعليّ بْن محمد الرَّبَعيّ. تُوُفّي في شوّال. وكان أشْعَريّا. قاله ابن عساكر.
225- عَبْد القاهر بْن محمد بْن محمد بْن عتْرة1.
أبو بَكْر المَوْصليّ. حدَّث ببغداد عَنْ: موسى بْن محمد الزّرْقيّ المَوْصِليّ. روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب ووثقه، وابن المهتدي بالله.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 314، 315".
2 تاريخ بغداد "11/ 139" "5835".(28/101)
226- عَبْد الملك بْن أَبِي عثمان محمد بْن إبراهيم1. أبو سعد النَّيْسابوريّ الواعظ، الزّاهد المعروف بالخركوشي. وخركوش: سكة بمدينة نيسابور. روى عَنْ: حامد بْن محمد الرّفّاء، ويحيى بْن منصور القاضي، وإسماعيل بْن نُجَيْد، وأبي عَمْرو بْن مطر. وتفقّه علي: أَبِي الحَسَن الماسَرْجِسيّ. وسمع بالعراق ودمشق، وحجّ وجاوَرَ، وصحِبَ الزُّهّاد. وكان لَهُ القبول التّام. وصّنف كتاب "دلائل النُّبُوَّة"، وكتاب "التّفسير"، وكتاب "الزُّهْد" وغير ذَلِكَ. قَالَ الحاكم: أقول إنيّ لم أرَ أجمع منه علمًا وزُهدًا وتواضعًا وإرشادًا إلى الله، وإلى الزُّهْد في الدّنيا، زاده الله توفيقًا وأسعدنا بأيّامه. وقد سارت مصنّفاته في المسلمين.
وقال الخطيب: كَانَ ثقة ورعًا صالحًا. قلت: روى عَنْهُ الحاكم وهو أكبر منه، والحسن بْن محمد الخلال، وعبد العزيز الْأزجي، وَأَبُو القاسم التّنُوخيّ، وعليّ بْن محمد الحِنّائيّ، وأبو القاسم القُشيري، وأبو صالح المؤذّن، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الحسين بْن المهتدي بالله، وأحمد بْن عليّ بْن خَلَف الشّيرازيّ، وعليّ بْن عثمان الإصبهانيّ البَيَّع، وآخرون.
وتوفي سنة سبعٍ في جَمَادَى الأولى. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا أَبُو رَوْحٍ إِجَازَةً: أنبا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَيِّعِ سَنَةَ ثلاثٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ: ثنا الأُسْتَاذُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ إملاء في سنة ست وتسعين وثلاثمائة: ثنا يحي بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَامَ سُراقة بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْشُمٍ المُدلجي فَقَالَ: "يَا نَبِيَّ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَدِيثَ قومٍ كَأَنَّمَا وُلِدُوا الْيَوْمَ: عُمرتنا هَذِهِ لعامِنا هَذَا، أَمْ لِلأَبَدِ؟ قَالَ: لا، بَلْ لأَبَدِ الأَبَدِ"2. كَانَ أبو سعد ممّن وُضع لَهُ القبول في الأرض، وكان الفقراء في مجلسه كالأمراء. وكان يعمل القَلانِس ويبيعها، ويأكل من كسْب يمينه. بني في سكّته مدرسةً ودارًا للمرضى، ووقَفَ عليهما الأوقاف. وله خزانة كُتب كبيرة موقوفة. فالله يرحمه. وذكر ابن العساكر أنه كان أشعريًا.
__________
1 الأنساب "5/ 93، 94"، والمنتظم "7/ 279".
2 "إسناده حسن": أخرجه أحمد في مسنده "3/ 305 - 366"، والدارقطني في سننه "2/ 248" وغيرهما.(28/102)
وقال محمد بْن عُبيد الله الصّرّام: رَأَيْت الأستاذ أبا سعد الزاهد بالمصلى للاستقساء عَلَى رأس الملأ، وسَمِعْتُهُ يصيح:
إليكَ جئنا وأنت جئتَ بنا ... وليس ربٌ سواك يُغنينا
بابُك رحبُ فناؤهٌ كرمٌ ... تُؤوي إلى بابك المساكينا
227- عَبْد الوهّاب بْن أَحْمَد بْن الحَسَن بْن علي بْن منير: أبو القاسم المصريّ الأديب. أخو منير. لم يكن لَهُ في الحديث خبرة. وقد سَمِعَ: أبا سَعِيد بْن الأعرابيّ، وغير واحد. وحدَّث وأفاد. روى عَنْهُ: الحافظ أبو عَمْرو الدّانيّ، وغيره من المَغَاربة والمصرييّن. وتُوُفّي في شَعْبان من السّنة.
228- عطيّة بْن سَعِيد بْن عَبْد الله1: أبو محمد الأندلسيّ. سَمِعَ من: أَبِي محمد الباجيّ. ثم رحل وطاف بلاد المشرق سياحةً، وانتظمها سماعًا. وبلغ إلى ما وراء النّهر، ثمّ عاد إلى نَيْسابور فسكنها مدّة عَلَى قدم التوكُّل والزُّهد، ورُزق القبُول الوافر. وعادَ إليه أصحاب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُلمي. قَالَ الخطيب: ثم قدمِ بغداد، وحدث عَنْ زاهر السَّرْخَسيّ، وعليّ بْن الحسين الأَذَنيّ. حدَّثني عَنْهُ أبو الفضل عَبْد العزيز بْن المهديّ وقال: كَانَ زاهدًا لا يضَع جنْبَه، إنّما ينام مُحتبيًا. وقال غيره: ثمّ خرج مِن بغداد إلى مكّة. وكان قد جمع كُتبًا حملها عَلَى بخاتيّ كثيرة، وليس لَهُ إلا ركْوَة ومُرقعته ووِطاؤُه. وكذلك خرج إلى الحجّ، فكان كلّ يوم يعزم عَليْهِ رجلٌ من الرَّكْب. قَالَ رفيقه: ما رَأَيْته يحمل من الزّاد شيئًا. وقُرئ عَليْهِ بمكّة "صحيح الْبُخَارِيّ"، بروايته عَنْ إسماعيل بْن حاجب صاحب الفِربْرِي.
وكان عارفًا بأسماء الرّجال. وكان يجوّز السَّماع، فلذلك كانت المغاربة يتحامونه.
وذكره أبو عَمْرو الدّانيّ في "طبقات المقرَّبين" لَهُ فقال: عطيّة بْن سَعِيد القفْصيّ الصُّوفيّ، أخذ القراءة عَنْ جماعة. وعرض بالأندلس على عليّ بْن محمد بْن بِشر، وبمصر عَلَى عَبْد الله. يعني السّامّريّ. ودخل الشّام، والعراق، وخُراسان، وكتب الكثير من الحديث. وكان ثقة. كتب معنا بمكة عَنْ أحمد بْن فِراس، وأحمد بْن متٍ البخاري.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1088"، وجذوة المقتبس "319 - 322".(28/103)
قال: وبها توفي سنة سبعٍ وأربعمائة. ثم قَالَ: يكتب بقيّة ترجمته من العَام الآتي.
وقال فيه: الحافظ الزاهد أحد الأئّمة الأعلام. سَمِعَ من عَبْد الله بْن محمد بْن عليّ الباجيّ، وطبقته. وارتحل إلى المشرق فأكثر التَّرْحال، ولقي نُبلاء الرجال، وبرّز في العلم والعمل، وبعُد صيته.
قَالَ الحُميدي: أقام بنَيْسابور مدّة، وكان صوفياُ عَلَى قدم التّوكُّل والإيثار.
وقال عَبْد العزيز بْن بُندار البُنداري: لقيته ببغداد، وصحبتُه، وكان من الإيثار والسّخاء عَلَى أمرٍ عظيم، ويقتصر عَلَى فُوطة ومُرقعة. وخرجنا معه للحجّ للياسِرِيّة، فلمّا بَلَغْنا المنزلة ذهبنا نتحلل الرفاق، فإذا بشيخٍ خُرساني حوله حَشَم فقال لنا: أنزلوا. فجلسنا، فأتى بِسفرة، فأكَلْنا وقمنا. قَالَ: فلم نزل عَلَى هذه الحال يتّفق لنا كلّ يوم مَن يطعمنا ويسقينا إلى مكّة، وما حملنا من الزّاد شيئًا. ثم قَالَ: وتُوُفّي بمكّة سنة ثمانٍ أو تسعٍ وأربعمائة.
قَالَ الحُميدي: وله كتاب في تجويز السّماع، وله طُرق حديث "المِغفَر" ومَن رواه عَنْ مالك، في أجزاءٍ عدّة. وحَدَّثَنَا أبو غالب بْن بِشْران النَّحْويّ: ثنا عطيّة بْن سَعِيد، ثنا القاسم بْن عَلْقمة، ثنا بَهْز، فذكَرَ حديثًا.
229- علي بن الحسين بْن القاسم1: أبو الحَسَن بْن المترفّق البغداديّ، ثم الطرسوسي الصُّوفيّ. حدَّث عَنْ: أَبِي القاسم الطّبَرانيّ، وعبد الله بْن عديّ، وجماعة. وحدَّث بدمشق ومصر.
روى عَنْهُ: تمّام الرّازيّ وهو أكبر منه، وأحمد بْن محمد العَتِيقيّ، وأبو الحَسَن بْن السمسمار، وأبو عليّ الأهوازيّ، وهبة الله بْن إبراهيم الصَّوّاف المصريّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو إِسْحَاق الحبّال. ومات في شَعْبان.
230- عليّ بْن محمد: أبو الحَسَن الخُراساني العدّاس القيّاس. بمصر في ربيع الآخر.
حدث عَنْ: أَبِي الطّاهر القاضي، والحسن بْن رشيق. روى عنه: خلف بن أحمد الحُوفي.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق "17/ 221" "118".(28/104)
"حرف الميم":
231- محمود بْن أحمد بْن شاكر1. أبو عَبْد الله المصريّ القطّان، الّذي جمع "فضائل الشافعي". روى عَنْ: عَبْد الله بْن جعفر بْن الورد، والحسن بْن رشيق، وجماعة.
روى عَنْهُ: القاضي أبو عبد الله القُضاعي، وأبو إِسْحَاق إبراهيم بْن سَعِيد الحبّال، وجماعة.
تُوُفّي في المحرّم.
232- محمد بْن أحمد2: أبو بَكْر الدّمشقيّ الجُبني. في العام الآتي.
233- محمد بْن أحمد بْن القاسم بْن إسماعيل3. أبو الحسين الضّبّيّ المَحَامِليّ. سمع: إسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، والنجاد. وكان إمامًا ثقة. قَالَ الدارقطني: حفظ القرآن والفرائض، ودرس مذهب الشّافعيّ، وكتب الحديث. وهو عندي ممّن يزداد كلّ يوم خيرًا.
قَالَ الخطيب: مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. وتفي في رجب، وقد حضرتُ مجلسَه غير مرّة. قلت: وروى عَنْهُ: سُليم الرّازيّ، وأبو الغنائم بْن أَبِي عثمان، وجماعة. وقع لي حديثه عاليا.
234- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن شاذي: أبو الحسن المؤذن الحنبلي، المعروف بابن الشّعْراني الهمدانيّ. روى عَنْ: أَوْس بْن أحمد، والكِنْديّ، ومحمد بْن موسى البزّاز. روى عنه: مكي بن المحتسب، ومحمد بن الحسين الصوفي. وهو صدوق.
235- محمد بن أحمد بن خَلَف بن خاقان4: أبو الطيب العُبكري. ولد سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
__________
1 كشف الظنون "1258، 1275، 1839"، ومعجم المؤلفين "8/ 268، 269"، وشذرات الذهب "3/ 185".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 373" "303".
3 العبر "3/ 97"، وشذرات الذهب "3/ 185".
4 تاريخ بغداد "1/ 297"، والمنتظم "7/ 285".(28/105)
وسمع في سنة خمسٍ وعشرين من: محمد بن أيوب بن المُعافى، وإبراهيم الباقلاني. روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد النديم. وهو آخر من روى عَنْ أَبِي ذَرّ بْن الباغَنْدِيّ. قَالَ الخطيب: سألت عَبْد الواحد بْن برهان عَنْهُ فعرفه ووثَّقه.
فقلت: إنّه روى عَنْ أَبِي ذَرّ. فقال: كَانَ صدوقًا. مات ببغداد. قلت: وروى عَنْهُ أبو منصور العُبكري كتاب "المُجتبى" لابن دُريد، بسماعه من ابن دُريد. سمعته بُعلو.
236- محمد بن الحسن بن عنبسة: أبو الحسن المذكر. توفي ببخارى عن ثمانين سنة. روى عن: أبي سهل ابن زياد، وعبد الباقي بْن قانع.
237- محمد بْن سليمان بْن الخضر: أبو بَكْر النَّسَفيّ المعدّل. روى "جامع الترْمِذيّ" عَنْ: محمد بْن محمود بْن عَنْبر عَنْ المصنّف. وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
238- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن خَلَف1: الوزير فخر المُلك أبو غالب بن الصَّيْرفيّ، الّذي صُنفَ " الفخْريّ" في الجبر والمقابلة من أجله. كَانَ جوادًا ممدَّحًا رئيسًا.
قتله مخدومه سلطان الدولة ابن السلطان بهاء الدولة ابن عضد الدولة بنواحي الأهوازي في هذه السّنة. وقد ولى وزارة بغداد في أيّام القادر بالله، فأثر بها آثارًا حسنة، وعم بإحسانه وجوده الخاص والعامّ. وعمّر البلاد، ونشر العدل والإحسان. قُتل مظلومًا، وقد مدحه غير واحد. ولُد فخر المُلك بواسط في ربيع الآخر سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة وتنقلت به الأحوال حتى ولي الوزارة، وقد كان قد جمع بين الحِلم والكرم والرأي.
قال أبو جعفر بن المسلم: كنت مع أبي عند فخر المُلك أبي غالب وقد رُفعت إليه سعايةٌ برجل، فوقع فيها: السعاية قبيحة ولو كانت صحيحة. فإن كُنت أجريتها مجرى النصح فخسرانك فيها أكثر من الربح، ومعاذ الله أن نقبل من مهتوكٍ في مستور، ولولا أنّك في خَفَارة شَيْبك لعاملناك بما يُشبه مقالك، ويردع أمثالك. فاكتم هذه المقالة والعَيْب، واتّقِ من يعلم الغْيب. ثمّ إنّ فخر المُلك أمرَ أن تُطرح في المكاتب وتُعلم الصبيان، يعني هذه الكلمات.
وقد ذكره هلال بْن المحسّن في كتاب "الوزراء" من جَمْعه، فأسهب في وصفه.
__________
1 العبر "3/ 97"، والبداية والنهاية "12/ 5، 6"، والنجوم الزاهرة "4/ 242".(28/106)
وأطنب وطوّل ترجمته. وكان أَبُوهُ صَيْرفيّا بديوان واسط، فنشأ فخر المُلك في الدّيوان، وكان يتعانى الكَرَم والمروءة في صغره، وله نفسٌ أبية، وأخلاق سنّية، فكان أهله يلقّبونه بالوزير الصغير. فلم يلبث أن ولى مُشارفة بعض أعمال واسط، وتخادم لبهاء الدّولة بفارس، وجرت عَلَى يده فتوحات. وتُوُفّي أبو عليّ الحَسَن بْن أستاذ هُرمز، فولى أبو غالب وزارة العراق في آخر سنة إحدى وأربعمائة، ومدحه الشّعراء. فلم يزل حاكمًا عليها حتّى أُمْسِكَ بالأهواز في ربيع الأوّل وقُتل. وكان رحمه الله طلْق الوجه، كثير البِشر، جوادًا، تنقّل في الأعمال جليلها وصغيرها.
وكان إليه المنتهى في الكفاية والخبرة وتنظيم الأمور. يوقّع أحسن توقيع وأسدهُ وألطفه. ويقوم بعد الكَدّ والنَّصْب وهو ضاحك، ما تبيَّن عَليْهِ ضجر. وكاتبَ ملوك الأقاليم وكاتبوه، وهاداهم وهادوه، ولم يكن في وزارة الدّولة البُويهية من جمعَ بين الكتابة والكفاية وكِبَر الهمّة والمروءة والمعرفة بكلّ أمرٍ مثلهُ. فإنّ أعيان القوم أبو محمد المهلّبيّ، وأبو الفضل بْن العميد، وأبو القاسم بْن عَبّاد وما فيهم من خَبَرَ الأعمال وجَمَعَ الأموال مثل فخر المُلك.
وكانت أيامه وعدله يربي على أولئك. وكان من محاسن الدنيا التي يعز مثلها، وله بيمارستان عظيم ببغداد قل أن يُعمل مثله.
وكانت جوائزه وصِلاته واصلةً إلى العلماء والكُبراء والصُلحاء والأدباء والمساكين، وله في ذلك حكايات.
دُفن دفنًا ضعيفًا، فبدت رِجله ونبشته الكلاب، وهو في ثيابه لم يكفن. ثم أخذوا من وسطه هميانًا فيه جوهر نفيس، وأخذوا لَهُ من النعَم والأموال ما ينيف على ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار.
وفيات سنة ثمانٍ وأربعمائة:
"حرف الألف":
239- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد بْن الحُصين1. حدَّث في هذه السنة. عَنْ: جعفر الخُلدي والنّجّاد. روى عَنْهُ: الأزهريّ، وأحمد بن علي التوزي، ووثقاه.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 21".(28/107)
240- أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بْن حامد بْن محمود بْن ثَرْثال1. أبو الحَسَن التَّيْميّ البغداديّ. سكن مصر، وحدَّث عَنْ: أَبِي عبد الله المحاملي، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار، وإبراهيم بْن محمد بْن علي بن بطحاء. ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وسمع في سنة ستّ وعشرين. وقيل: إنّ جميع ما حدث به جزءٌ واحد. روى عَنْهُ: محمد بْن عليّ الصُّوريّ، وأبو عَبْد الله محمد بْن سلامة القُضاعي، وخَلَف بْن أحمد الحُوفي. وآخر من حدَّث عَنْهُ: أبو إِسْحَاق إبراهيم بْن سَعِيد الحبّال. تُوُفّي في ذي القعدة. وثقه الخطيب.
241- أحمد بْن عليّ الحاكم. أبو حامد الشَّيبْانيّ. تُوُفّي في رمضان.
242- إسماعيل بْن حَسَن بْن عليّ بْن عَتّاس2. أبو عليّ البغداديّ الصَّيْرفيّ. حدَّث عَنْ: الحسين بْن عيّاش القطّان. قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا، أدركته ولم أسمع منه. وتوفي في رمضان. ثنا عَنْهُ: الأَزَجيّ، وغيره.
"حرف الباء":
243- الحَسَن بْن محمد بْن يحيى3. أبو محمد الفحّام السامرّيّ، المقرئ. شيخ مُسند متفنّنِ. سَمِعَ: أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصَّفّار. وقرأ بالروايات عَلَى: أَبِي بَكْر النّقّاش، وأبي بَكْر بْن مقسم، ومحمد بْن أحمد بْن الخليل، وعمر بْن أحمد الحمّال الّذي لقّنه، وأبي عيسى بكّار، وأبي بَكْر عَبْد الله بْن محمد الخبّاز بسامرّاء.
قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وغيره. وحدث عَنْهُ: محمد بْن محمد بْن عَبْد العزيز العُبكري، وغيره. وكان فقيهًا عَلَى مذهب الشّافعيّ، فاضلًا، ولكن كَانَ يتشيَّع. قَالَ الخطيب: مات بسامرّاء، وكان يُرمى بالتّشيُّع.
244- الحسين بْن الحَسَن4: أبو عبد الله بن العريف البغدادي الجواليقي.
__________
1 الأنساب "3/ 114"، وكشف الظنون "583".
2 المنتظم "7/ 288" "466"، وفيه "عباس" بدل من "عتاس" وهو خطأ. وراجع: المشتبه في أسماء الرجال "2/ 432".
3 المنتظم "7/ 288"، وتاريخ بغداد "7/ 424".
4 تاريخ بغداد "8/ 33، 34".(28/108)
حدَّث عَنْ: محمد بْن مَخْلَد، والصُّوليّ، ومحمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان فقيرًا يسأل في الطُّرُقات فلقِيناه وأعطاه بعضنا شيئًا، وسمعنا منه في سنة ثمانٍ بتراتي.
"حرف الخاء":
245- خَلَف بْن هانيء1. أبو القاسم العدويّ العُمري، الطرطُوشي.
قدمِ قُرطبة، وسمع من: أَبِي بَكْر أحمد بْن الفضل الدينَوريّ، وأحمد بْن معروف في سنة ستً وأربعين.
روى عَنْهُ: ابنه أبو مروان عُبَيْد الله، وأبو المُطرف بْن حجاب، وغيرهما.
وتُوُفّي في نصف رمضان، وقد جاوز الثّمانين.
"حرف السين":
246- سعد بْن محمد بْن يوسف2. أبو رجاء الشَّيْبانيّ القَزْوينيّ. نزيل بغداد. قَالَ الخطيب. ما علمتُ بِهِ بأسًا، وحَدَّثَنَا من حفظه سنة ثمانٍ: ثنا الحَسَن بْن حبيب الحصائري بدمشق: ثنا الربيع بْن سليمان، فذكر حديثًا. ثم قَالَ الخطيب: لم يكن عنده سوى هذا الحديث.
قلت: ورواه عَنْهُ: محمد بْن إسماعيل الجوهريّ، ويوسف المَهْروانيّ، وغيرهما.
247- سليمان بْن خَلَف بْن سُليمان بْن عَمْرو بْن عَبْد ربّه بْن دَيْسَم3.
أبو أيّوب القُرطبي. ويُعرف بابن نُفيل، وهو لقب أبيه.
روى عَنْ: محمد بْن معاوية القُرشي، وأحمد بْن مُطرف، وأبي عليّ القالي، وأبي عيسى اللَّيْثّي، وولى قضاء بعض مُدن الأندلس.
وُلِد سنة أربعٍ وثلاثين، وتوفي في شعبان.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 168" "380".
2 تاريخ بغداد "9/ 129، 130"، والتدوين في أخبار قزوين "3/ 37".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 197، 198".(28/109)
"حرف الصاد":
248- صالح بْن محمد البغداديّ المؤدّب1. قَالَ الخطيب: ثنا عَنْ: النّجّاد، وعليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر، وأحمد بْن كامل في سنة ثمانٍ وكان صدوقًا.
"حرف العين":
249- عَبْد الله بْن عُبيد الله بْن يحيى2. أبو محمد البغداديّ المؤدّب المعروف بابن البَيَّع. سَمِعَ: الحسين بْن إسماعيل المَحَامِليّ. روى عَنْهُ: أبو الغنائم مُحَمَّد بن الحَسَن بْن أَبِي عثمان، وأخوه أبو محمد أحمد، وأبو الفضل بْن النقال، ومحمد بْن عَبْد العزيز العُكبري، وجماعة آخرهم نصر بْن أحمد بْن البطر.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: كَانَ يسكن بدرب اليهود، وخرجت يومًا من مجلس أبي الحسن المحاملي القاضي، فأرادني أصحاب الحديث عَلَى المُضي معهم إِليْهِ، فلم أفعل لأجل الحَرّ، ولم أرزق السماع منه. وتوفي في رجب سبعٌ وثمانون سنة.
250- عبد الله بْن عَبْد المُلْك بْن محمد3. أبو الفتح البغداديّ النّحّاس. مَوْصِليّ الأصل. سَمِعَ من القاضي المَحَامِليّ مجلسًا. وسمع من: محمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصَّفّار، والنّجّاد. وثقه البَرْقانيّ. وقال الخطيب: لم يُقضَ لي السَّمَاع منه، ومات فِي صفر.
251- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عفّان4. أبو محمد. تُوُفّي بدمشق في ذي القعدة. عنده عَنْ: خَيْثَمَة الأطرابُلسي.
252- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفلو5. أبو بَكْر البغداديّ الكُتبي. سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد. قَالَ الخطيب: ثنا في سنة ثمانٍ وأربعمائة.
253- عَبْد العزيز بْن محمد بْن نصر بْن الفضل6. أبو القاسم السُتوري.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 331".
2 العبر "3/ 99"، وشذرات الذهب "3/ 187".
3 تاريخ بغداد "10/ 41".
4 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "3/ 223".
5 تاريخ بغداد "10/ 142".
6 تاريخ بغداد "10/ 467".(28/110)
حدَّث عَنْ: إسماعيل الصَّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، وفارس الغُوري، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ بانتخاب ابن أَبِي الفوارس. وكان لا بأس بِهِ. تُوُفّي في ذي القعدة.
254- عليّ بْن إبراهيم بْن إسماعيل1. أبو الحَسَن المصريّ الشَّرفيّ، الفقيه الشّافعيّ الضّرير. والشَّرَف مكان بمصر. حدَّث عَنْ: أَبِي الفَوارس الصّابونيّ، وأبي محمد بْن الورد.
روى عنه: أبو الفضل السَّعْديّ، وأحمد بْن بابشاذ، وأبو إِسْحَاق الحبّال، وغيرهم. تُوُفّي في ذي القعدة.
255- عليّ بْن حمّود بْن ميمون2 بْن أحمد بْن عليّ بْن عُبيد اللَّه بْن عَمْر بْن إدريس بْن عَبْد الله المَحْض بْن الحَسَن المُثنى ابن رَيْحَانَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْحَسَنُ بْن عليّ -رضي الله عَنْهُمَا، الحَسَنيّ الإدريسيّ. قد ذكرناه في السنة الماضية في ذِكْر سليمان المستعين بعض أمره، ولما قتل سليمان أباه استقّل بالأمر، وحكم علي الأندلس، وتسمّي بالخلافة، وتلقَّب بالنّاصر. ثمّ خالف عَليْهِ الموالي الّذين كانوا قد نصروه وبايعوه، وقدموا عَليْهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك ابن النّاصر لدين الله الأُمويّ، ولقّبوه بالمُرْتَضَى، وزحفوا بِهِ إلى غرناطة.
ثمّ ندموا عَلَى تقديمه لما رأوا من طَرَافته وقوّة نفسه، وخافوا مِن عواقب تمكُّنه، فانهزموا عَنْهُ، ودسّوا مَن اغتاله.
وبقي علي في بالإمرة اثنين وعشرين شهرًا، ثم قتلوه غِلمانٌ لَهُ صقالبة في الحمّام في أواخر هذا العم. وقام بالأمر بعد أخوه القاسم.
ولعليّ من الولد: يحيى المُعتلي، وقد ملك، وأخوه إدريس، وشيخنا جعفر بْن محمد بْن عَبْد العزيز الإدريسيّ المصريّ الّذي روى لنا عَنْ ابن باقا من ذُرية المُعتلي.
"حرف الميم":
256- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن هلال2. أبو بَكْر السهمي
__________
1 الأنساب "7/ 315".
2 جذوة المقتبس "24"، والكامل في التاريخ "9/ 269 - 273"، وتاريخ ابن الوردي "1/ 327".
3 معرفة القراء الكبار 10/ 373" "303"، وغاية النهاية "2/ 84، 85".(28/111)
الدّمشقيّ، المعروف بابن الجُبني الأطروش المقرئ. قرأ عَلَى: أبيه، وعلى: أَبِي الحَسَن محمد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجعفر بْن حمدان بْن سليمان النَّيْسابوريّ، وأحمد بْن محمد بْن الفتح النّجاد، وأبي بَكْر بْن أَبِي حمزة إمام مسجد باب الجابية، وأحمد بْن عثمان السّبّاك.
قرأ عَليْهِ: عليّ بْن الحَسَن الرَّبعيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو العبّاس بْن مرارة الإصبهاني. وانتهت إِليْهِ الرئاسة في قراءة ابن عامر. قرأها عَلَى جماعة من أصحاب هارون الأخفش. قَالَ الكتّانيّ ذَلِكَ، وقال: تُوُفّي سنة ثمانٍ. وقال الأهوازيّ: سنة سبْع. وكان أَبُوهُ إمام مسجد سوق الْجُبْن، فقيل لَهُ الْجُبْنيّ، وقد قرأ علي هارون بْن موسى الأخفش.
وقيل: إنّ جدّه هلال هُوَ ابن عبد العزيز بن عبد الكريم ابن المقرئ، العلم أَبِي عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الله بْن حبيب السُّلميّ مُقرئ الكوفة.
وقال الأهوازيّ: قرأت برواية ابن ذَكْوان عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد بْن محمد السُّلميّ في منزله بدمشق، وأخبرني أنّه قرأ عَلَى أَبِي الحَسَن بْن الأخرم، وعلى أَبِي الفضل جعفر بْن حمدان النَّيْسابوريّ، وعلى أبي القاسم عليّ بْن الحُسين بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السفر الجرشي، وأخبروه أنّهم قرأوا عَلَى الأخفش، عَنْ ابن ذكوان.
قلتُ: وقد تُوُفّي ابن السَّفْر هذا في سنة ثمانٍ وثلاثينٍ وثلاثمائة. وقيل: إن أبا بكر ابن الجبني ولد سنة سبعٍ وأربعمائة. وإنّ شيخه النَّيْسابوريّ تُوُفّي في صفر سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة.
وآخر من قرأ عَليْهِ وفاةً الحَسَن بْن علي اللباد، بقي إلى سنة اثنتين وأربعمائة.
257- محمد بْن إبراهيم بْن جعفر1. أبو عَبْد الله اليَزْديّ الْجُرْجانيّ. مُسْنِد إصبهان في وقته. أملي مجالس كثيرة، وسمع من: محمد بْن الحسين القطان، والعباس بْن محمد بْن مُعَاذ، وحاجب بْن أحمد، ومحمد بن يعقوب الأصم، ومحمد بْن عَبْد الله الصَّفّار، وشيوخ نَيْسابور.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر محمد بْن الحَسَن بْن محمد بْن سُلَيْم القاضي، وعبد الرّزّاق بْن عَبْد الكريم الْحَسَناباذيّ، وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، ورجاء بن عبد
__________
1 الأنساب "599 أ"، والعبر "3/ 99".(28/112)
الواحد قُولُوَيْه، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأبو عَمْرو بْن مَنْدَهْ، وسهل بْن عَبْد الله بن علي القارئ، ومحمد ابن أحمد بْن عَبْد الله بْن ررا، ومحمود بْن جعفر الكَوْسَج، وأبو نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد السَّمسار، وهذا آخر من حدَّث عَنْهُ. تُوُفّي في رجب بإصبهان. وهو صدوق مقبول عالي الإسناد، مولده بجُرْجان في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، ونشأ بنَيْسابور واستوطنها مدّة. ثمّ حجّ، وقدم أصبهان بعد عام أربعين وثلاثمائة فسمع من الأصمّ، وعدّة.
وحديثه من أعلي شيء في "الثَّقفيّات"، وممّا وقع لنا من روايته واحد وأربعون مجلسًا من أماليه.
258- محمد بْن جعفر بْن عَبْد الكريم بْن بُدَيْل1. أبو الفضل الخُزَاعيّ الْجُرْجانيّ المقرئ، مصنف "الواضح في القراءات". جال في الآفاق في طلب القراءات. وقرأ عَلَى الحَسَن بْن سَعِيد المطّوّعيّ، وعلى أحمد بْن نصر الشّذائيّ، وطائفة كبيرة بالعراق، ومصر، وخراسان. وسمع من: أبي بكرالإسماعيلي، ويوسف البجيرميّ، وأبي بَكْر القَطيعيّ، وأبي عليّ بن جبش. ونزل بآملُ. وكان ضعيفًا غير موثوق بِهِ.
روى عَنْهُ: أبو القاسم التّنُوخيّ، وأبو العلاء الواسطيّ، وأحمد بْن الفضل الباطَرْقانيّ، وأبو الحَسَن بْن دَاوُد الدّارانيّ، وعبد الله بْن شبيب الأصبهاني. وحكى أبو العلا: أنّ الخُزاعيّ وضعَ كتابًا في الحروف نسبَه إلى أبي حنيفة، فأخذت خطّ الدّارَقُطْنيّ وجماعة بأن الكتاب موضوع لا أصل لَهُ، فكبُر عَليْهِ ذَلِكَ، ونزح عَنْ بغداد.
259- محمد بْن الحسين بْن محمد بْن الهيثم2. أبو عمر البسطامي، الفقبه الشّافعيّ الواعظ، قاضي نَيْسابور، وشيخ الشّافعيّة بنَيْسابور. رحل وسمع بالعراق، والأهواز، وأصبهان، وسجستان.
وأملي وأقرأ المذهب. وحدَّث عَنْ: أَبِي القاسم الطَّبَرانيّ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقّيّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وعلي بْن حمّاد الأهوازي، وأحمد بْن محمود بْن خُرَّزاد القاضي، وجماعة.
__________
1 المغني في الضعفاء "2/ 563"، ومعرفة القراء الكبار "1/ 380"، ومرآة الجنان "3/ 22".
2 تاريخ بغداد "2/ 247"، وتبيين كذب المفتري "236 - 238"، وشذرات الذهب "3/ 187".(28/113)
وكان في ابتداء أمره يعقد مجلس الوعظ والتّذكير، ثمّ تركه وأقبل عَلَى التّدريس والمناظرة والفتوى.
ثمّ ولى قضاء نَيْسابور سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. وأظهر أهل الحديث من الفرح والاستبشار والاستقبال والثناء ما يطول شرحه. وأعقب ابنين: الموفّق، والمؤيّد، سيّدَيْ عصرهما.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم مَعَ تقدُّمه، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الفضل محمد بْن عُبيد الله الصّرّام، وسُفيان ومحمد ابنا الحسين بْن فَتْحَوَيْه، ويوسف الهمدانيّ.
وكان نظير أَبِي الطَّيّب سهل بْن محمد الصُّعلوكي حشمةً وجاهًا وعلمًا وعزة، فضاهره أبو الطَّيّب، وجاء من بينهما جماعة سادة وفضلاء.
تُوُفّي في ذي القعدة. ونقل الخطيب في تاريخه عَنْ أَبِي صالح المؤذّن، ومحمد بن المُزكي أنه توفي في سنة سبعٍ.
260- محمد بْن الحسين بْن عُبَيْد الله بْن الحُسَيْن1: أَبُو عَبْد الله النَّصِيبيّ العلويّ الشّريف، قاضي دمشق وخطيبها، ونقيب السّادة وكبير الشام.
كَانَ عفيفًا نَزِهًا أديبًا بليغًا، لَهُ ديوان شِعْر. ولي القضاء سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة.
قَالَ ابن عساكر: ولي بعد أَبِي عَبْد الله بْن أَبِي الدُّبيس. وورد سِجلُّه من قاضي القُضاة بمصر مالك بْن سعد الفارقيّ. وتوفي في جُمادى الآخر سنة ثمانٍ وأربعمائة.
261- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحيم بْن سهل: أبو العبّاس الكاتب الخُراساني تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
262- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَرَفَة: أبو عليّ المُرادي الخُراسانيّ.
"حرف الياء":
263- يحيى بْن سَعِيد بْن محمد بْن العباس الهَرَويّ القطّان: مات في رجب.
264- يوسف بْن عُمَر بْن أيوب2: أبو عمر الأندلس.
__________
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "37/ 400".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 675".(28/114)
روى بقُرْطُبَة عَنْ: الحَسَن بْن رشيق المصريّ. روى عنه: أبو عمرو الداني. وتوفي بأندة.
"وفيات سنة تسع وأربعمائة":
"حرف الألف":
265- أحمد بْن الحَسَن بْن بُندار بْن إبراهيم1: أبو العبّاس الرّازيّ المحدّث.
جاورَ بمكة زمانًا، وحدَّث بها وبهمدان عَنْ: أَبِي بَكْر محمد بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم الأهوازيّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وأبي بَكْر بْن خلاد، والطَّبَرانّي، وعبد الله بْن عدّي الجُرجاني، وأحمد بن القاسم بن الريان اللكي، وفهد بن إبراهيم.
ورحل في طلب الحديث. روى عَنْهُ: أحمد بْن إبراهيم الرّازيّ، والد صاحب المشيخة، وأحمد بْن عَمْرو بْن دلهاث العُذري، وأحمد بن محمد أبو مسعود البجلي، وطاهر بن أحمد الهمداني الإمام، وآخرون. وكان يحسن هذا الشأن. حدَّث فِي هَذِهِ السّنة، ولا أعلمُ مَتَى مات.
266- أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد2: أبو الحسن بن المُتيم الواعظ. بغدادي، صدوق، كثير المزاح.
روى عَنْ: المُحاملي، ويوسف الأزرق، وعلي بن محمد بن عُبيد، وأبي العباس بن عُقدة، وحمزة بن القاسم، والصفار.
جميع ما كان عنده ستة مجالس عن الأزرق، وعن الباقين مجلس. وكان يعظ في جامع المنصور. توفي في جُمادى الآخرة.
روى عنه: الخطيب وقال: لم أكتب عَنْ أقدم سماعًا منه، وقد سمع سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الباقرجي، وعاصم بْن الحَسَن، ورِزْق الله التَّيْميّ.
وقع لنا حديثه بعُلُو.
267- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن هارون بْن الصَّلْت3: أبو
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 188".
2 فوات الوفيات "1/ 150، 151"، وهدية العارفين "1/ 72".
3 العبر "3/ 10"، وميزان الاعتدال "1/ 132".(28/115)
الحسن الأوازي، ثم البغدادي. ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. وسمع: الحسين بْن إسماعيل المَحَامِليّ، وأبا العبّاس بن عُقدة، وعبد الغافر بْن سلامة، ومحمد بْن مَخْلَد.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، كَانَ صدوقًا صالحًا. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة أيضًا.
روى عَنْهُ: الخطيب، وعبد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ.
268- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن إبراهيم السُلمي النَّيْسابوريّ الصُّوفيّ. شيخ زاهد قانت، صاحب أحوال وكرامات. يُلقب خميروَيْه. يروي عَنْهُ: المؤذّن، ومحمد بْن يحيى المُزكي.
269- إبراهيم بْن محمد بن علي ابن شاه: أبو القاسم التّميميّ. تُوُفّي بِمَرْو الرُّوذ في المحرّم.
270- إبراهيم بْن مَخْلَد بْن جعفر بْن مَخْلَد1: أبو إِسْحَاق الباقَرْحيّ.
سمع: الحسين بْن يحبى بْن عيّاش، وحمزة بْن القاسم الهاشميّ، وأبو عَبْد الله الحكيميّ، وعليّ بْن محمد الواعظ، وخلْقًا مِن طبقتهم.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ وكان صحيح الكتاب جيّد الضَّبْط من أهل المعرفة بالأدب، جَريريّ المذهب. شُهر عند القُضاة، وفيه تشيُّع.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة عشر. وقال ابن خَيْرون: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة تسعٍ. قلت: عاش خمسًا وثمانين سنة.
حرف الباء:
271- بشير بْن النُّعمان بْن عليّ الأنصاريّ الدّمشقيّ2. من وُلِد النُعمان بْن بشير. حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن أَبِي دُجانة، وعليّ بْن أَبِي العذب. وعنه: أبو عليّ الأهوازيّ.
حرف الحاء:
272- الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بْن أحمد. المؤذّن المؤدّب القُهُنْدُزي النيسابوري.
__________
1 الذريعة إلى تصانيف الشيعة "10/ 193".
2 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 273".(28/116)
"حرف الخاء":
273- خَلَف بْن محمد بْن القاسم بْن محرز1. أبو القاسم العَنْسيّ الدّارانيّ القاضي. قاضي داريّا. سَمِعَ: أبا الحَسَن بْن حَذْلَم، وأبا يعقوب الأذْرعيّ، وجماعة. وعنه: أبو عليّ الأهوازي، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعليّ الحِنائي.
"حرف الراء":
274- رجاء بْن عيسى بْن محمد2. الفقيه أبو العبّاس الأنْصِنائيّ3 المالكيّ. وأنصِنا من الصّعيد. روى عَنْ: مؤمّل بْن يحيى، وأحمد بن الحَسَن بْن عُتبة الرّازيّ، وحمزة الكناني، والحسن بن رشيق. وحدَّث ببغداد ومصر. روى عَنْهُ: أبو الحَسَن العَتِيقيّ، والصُّوريّ. وعاش اثنتين وثمانين سنة.
"حرف العين":
275- عَبْد الله بْن يوسف بْن أحمد بْن بامَوَيْه4. أبو محمد الأَرْدَسْتانيّ، المعروف بالأصبهاني، نزيل نيسابور. كَانَ من كبار الصُّوفيّة والمحدَّثين. صحِبَ أبا سَعِيد بْن الأَعْرابيّ وأكثر عَنْهُ.
وروى عَنْهُ، وعن: أَبِي العبّاس الأصمّ، وأبي الحَسَن البُوشنجي، وأبي بَكْر محمد بْن الحسين القطّان، وأبي رجاء محمد بن حامد التّميميّ، وأبي حامد بْن حَسْنَوَيْه، وغيرهم.
انتخب عَليْهِ الحفّاظ، ورحلوا إِليْهِ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو بَكْر بن خلف الشيرازي، ومحمد بن أحمد بن مهديّ العلويّ، ومحمد بْن عُبَيْد الله الصّرّام، وكريمة المجاورة، وأبو القاسم عُبَيْد الله بْن عَبْد الله الحسكانيّ، وخلْق سواهم.
تُوُفّي في رمضان، وأضرّ بأخرة. وكان مولده في سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "5/ 174".
2 البداية والنهاية "12/ 7".
3 الأنصنائي: يعني بها المدينة الأزلية من نواحي الصعيد على شرقي النيل: "معجم البلدان 1/ 265".
4 العبر "3/ 100"، وشذرات الذهب "3/ 188".(28/117)
276- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن قاسم بْن سهل1. أبو بكر التُجيبي القُرطبي، ابن حوييل.
روى عَنْ: محمد بْن معاوية القُرشي، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزْم الصَّدَفيّ، وعبد الله بْن يوسف بْن أَبِي العطّاف، وأحمد بْن مُطرف، ومحمد بْن حَرْث الخُشني، وعدّة.
وصحِب القاضي أبا بَكْر بْن زرب وتفقّه معه. روى عَنْهُ: محمد بْن عتّاب الفقيه، وقال: هُوَ أحد العُدول والشيوخ بقُرطبة وكبيرهم. وقال غيره: كَانَ فقيهًا مشاورًا. وُلِد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. وتوفي في صفر. وروى عَنْهُ: ابن عَبْد البَرّ، وحاتم بْن محمد، وغيرهما.
277- عبد الغنيّ بْن سَعِيد بْن عليّ بْن سَعِيد بْن بِشْر بْن مروان2. أبو محمد الأزْديّ المصريّ الحافظ. سَمِعَ من: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وإسماعيل بْن يعقوب بْن الْجُراب، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، وأحمد بْن إبراهيم بْن جامع، وأحمد بْن إبراهيم بْن عطيّة، ويعقوب بْن المبارك، وحمزة الكتّانيّ، وابن رشيق.
ورحل إلى الشّام فسمع من: المَيَانِجِيّ، والفضل بْن جعفر، وأبي سليمان بْن زَبْر، وهذه الطّبقة.
روى عَنْه: سِبطه عليّ بْن نقا، ومحمد بن عليّ الصُّوريّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو عَبْد الله محمد بْن سلامة القُضاعي، وعبد الرحيم بْن أحمد البخاريّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وخلق كثير آخرهم أبو إِسْحَاق إبراهيم الحبّال.
وكان مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. ولأبيه مصنَّفات في الفرائض، ورواية عَنْ أَبِي بِشر الدُّولابيّ. قَالَ البَرْقانيّ: سَأَلت الدارقُطني بعد قدومه من مصر: هَلْ رأيتَ في طريقك مَن يفهم شيئًا من العلم؟ قَالَ: ما رأيت في طول طريقي إلا شابًا بمصر يُقال لَهُ عَبْد الغنيّ، كأنهّ شُعلة من نار. وجعل يفخم أمره ويرفع ذكره.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 315".
2 الأعلام "4/ 159"، والمنتظم "7/ 291، 292".(28/118)
وقال أبو الفتح منصور بْن عليّ الطَّرَسُوسيّ: أرادَ الدارقطني الخروج من عندنا من مصر، فخرجنا من مصر معه نودعه، فلمّا ودَّعناه بكينا، فقال لنا: تبكون وعندكم عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد وفيه الخَلَف. وقال عَبْد الغنيّ: لمّا رددتُ عَلَى أَبِي عَبْد الله الحاكم الأوهام الّتي في مدخل "الصّحيح" بعث إليَّ يشكرني ويدعو لي، فعلمتُ أنّه رَجلٌ عاقل. وقال البَرْقانيّ: ما رَأَيْت بعد الدّارَقُطْنيّ أحفظ من عَبْد الغنيّ. وقال الصُّوريّ: قَالَ لي عَبْد الغنيّ: ابتدأتُ بعمل كتاب "المؤتلف والمختلف"، فقدم علينا الدارقطني، فأخذت عَنْهُ أشياء كثيرة منه. فلما فرغت من تصنيفه سألني أن أقرأه عليه ليسمعه منّي. فقلت: عنك أخذت أكثره. قَالَ: لا تقل هكذا. فإنّك أخذته عنّي مفرَّقًا، وقد أوردته فيه مجموعًا، وفيه أشياء كثيرة أخذتها عَنْ شيوخك. فقرأ عَليْهِ.
وذكره أبو الوليد الباجيّ فقال: حافظ متقن. وقال الحبال، وغيره: تُوُفّي في سابع صفر سنة تسعٍ. وقيل: كانت لَهُ جنازة عظيمة تحدَّث بها النّاس، ونوديُ عَلَى جنازته: هذه جنازة نافي الكذِب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وقال أبو الوليد الباجيّ: قلت لأبي ذَرّ الهَرَويّ: أخذت عَنْ عَبْد الغنيّ؟ فقال: لا إنّ شاء الله. عَلَى معني التأكيد. وذلك أنه لَهُ اتّصال ببني عُبيد، يعني خُلفاء مصر. قلت: وكان عَبْد الغنيّ أعلم النّاس بالأنساب في زمانه، مَعَ معرفته بفنون الحديث وحِذقه بِهِ.
278- عَبْد الواحد بْن محمد بْن عَمْرو بن حُميد بن معيُوف1. أبو المقدام الهمذاني الدّمشقيّ، قاضي عين ثَرْما. سمع من: خَيْثَمَة الأطرابلسيّ. روى عَنْهُ: عليّ بْن الخضر، وعليّ بْن محمد الحِنَّائيّ. تُوُفّي في ربيع الأوّل.
279- عُبَيْد بْن محمد بْن محمد بْن مهديّ بْن سَعِيد بْن عاصم النَّيْسابوريّ الصَّيْدلانيّ. الأصمّ العدْل. ثقة رَضِيّ. روى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وأَبِي بَكْر الصّبْغيّ، وأبي محمد الكعبي.
قَالَ أبو صالح المؤذّن: دخلت عَليْهِ فقرأ عليَّ جزءًا من حديث الأصمّ بلفظه. وكان صحيح السماع. وروى عنه الصحيح في سُننه.
280- عُبَيْد الله بْن الحَسَن بْن أحمد2. أبو العباس بن الوراق الأصبهاني.
__________
1 معجم البلدان "5/ 277"، وحديث خيثمة الأطرابلسي "41" "44".
2 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "25/ 211".(28/119)
إمام جامع دمشق. حدَّث عَنْ: أَبِي الحَسَن بْن حَذْلَم، وأبي الميمون بْن راشد، وأبي يعقوب الأذرعي، وجماعة. روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازيّ، وأبو القاسم إبراهيم بْن محمد الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ وقال: سَمِعْتُ منه فوائد، وكانت عنده كُتُب كثيرة. وكان ثقة صالحًا. تُوُفّي في جُمادى الآخرة رحمه الله
281- عليّ بْن أحمد التّركانيّ الْبُخَارِيّ. روى عَنْ: خَلَف بْن محمد الخيّام، ومحمد بْن موسى الرّازيّ. روى عَنْهُ: أبو عليّ الوحشيّ.
282- عليّ بْن محمد بْن عَبْد الرّحيم بْن دينار1. أبو الحَسَن الكاتب البصْريّ. سَمِعَ: أبا بَكْر بْن مِقسم. وسمع من المتنبيّ ديوانه، وقد مدحه المتنبيّ بالقصيدة المشهورة، وهي:
ربَّ القريض إليك الحلُّ والرحلُ ... ضاقتْ إلى العلمِ إلا نحوكَ السُبُلُ
تضاءَلَ الشعراءُ اليومَ عند فَتَى ... صِعابُ كُل قريضٍ عنده ذُللُ
وكان شاعرًا مُجيدًا، شارك المتنبيّ في مدْح ممدوحيه كسيف الدّولة، وابن العميد. وكان بارع الخطّ ينقل طريقة ابن مُقلة. وحملَ النّاسُ عَنْهُ الأدب. وأكثر عَنْهُ أهلُ واسط. وكان حميد الطريقة، رئيسًا، عاقلًا.
283- عليّ بْن محمد بْن خَزَفَة2. أبو الحَسَن الواسطيّ الصَّيْدلانيّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، ومحمد بْن الحسين بن سَعِيد الزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي قَطَن، وأبا العلاء محمد بْن يونس. وروى "تاريخ أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة"، عَنْ الزَّعْفرانيّ، عَنْهُ. وقال خَميس الحَوْزيّ: كَانَ صدوقًا، أملي سِنين وتُوُفّي سنة تسعٍ. وكان صاحب فخر المُلك ونديمه. وأبو قاسم اللالكائي يدلسه، يَقُولُ: ثنا عليّ بْن محمد النّديم.
قلت روى عَنْهُ: أبو غالب محمد بْن الحُسين البيطار. وأبو عليّ المقرئ غلام الهرّاس، وأبو يَعْلَى محمد بْن عليّ بْن سُفيان، وعليّ بْن عُبَيْد الله العلاف، والمبارك بْن عَبْد العزيز الدّبّاس، وإبراهيم بْن خَلَف الجماريّ.
284- عليّ بْن محمد بْن عيسى البغداديّ3. المعروف بابن الحصري. سمع:
__________
1 سؤالات السلفي لخميس الحوزي "61، 62"، والوافي بالوفيات "22/ 63".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 1049"، الإكمال لابن ماكولا "2/ 411".
3 تاريخ بغداد "12/ 97" "6523".(28/120)
عليّ بْن محمد المصريّ الواعظ، وأحمد بْن كامل. قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة. قال لي: ولدت سنة اثنتين وثلاثمائة. وتوفي في رمضان.
285- عُمَر بْن محمد بْن عُمَر1. أبو حفص الجُهني الأندلسيّ. من أهل المريّة. حجّ وسمع من: أَبِي بَكْر الآجُريّ. روى عَنْهُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وحاتم بْن محمد.
"حرف الفاء":
286- فاطمة بِنْت هلال الكُرجي2. بغداديّة. قال الخطيب: حدثنا عثمان بن السماك في سنة تسع واربعمائة وكانت صادقة.
"حرف القاف":
287- القاسم بْن أَبِي المنذر أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن منصور3. أَبُو طلحة القزوينيّ الخطيب. حدَّث "بسُنن ابن ماجه" عَنْ أَبِي الحَسَن القطّان، عَنْ ابن ماجه في هذا العام، فسمعه منه أبو منصور محمد بْن الحسين المقوميّ مَعَ أبيه بقراءة خُدادُوست بن موسى الدَّيْلَميّ.
"حرف الميم":
288- محمد بْن ذَكْوان. أبو عَبْد الله، سِبْط عثمان بْن محمد بْن أحمد السَّمَرْقَنْديّ. سَمِعَ من: جدّه. روى عنه: أبو إسحاق الحبال، والمصريون. وتوفي بمصر.
289- محمد بْن عَبْد الله. أبو بَكْر الجوهريّ، أخو الحافظ أبو القاسم الْجَوهريّ البصْريّ. مات في ذي الحجّة. ورّخه الحبّال.
290- محمد بْن عَبْد الله بْن حسّان بْن يحيى4. أبو عَبْد الله الأُمَويّ القُرْطُبيّ العطّار. روى عَنْ محمد بْن معاوية، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزْم، وجماعة. وأجازَ لَهُ أبو بَكْر بْن داسة "سُنَن أبي دَاوُد". وُلِد سنة ثلاثين وثلاثمائة. وكانت له
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 396، 397".
2 تاريخ بغداد "14/ 445".
3 التدوين في أخبار قزوين "4/ 47".
4 الصلة لابن بشكوال "2/ 499".(28/121)
عناية بالعِلم. روى عَنْهُ: قاسم بْن إبراهيم الخزرجي، وقال: تُوُفّي في صَفَر بقُرْطُبَة.
291- محمد بْن عَبْد العزيز بْن أنس1. أبو الحَسَن البغدادي الصَّيْدلانيّ. روى عَنْ: دَعْلَج. روى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ التُّوزيّ، وقال: كَانَ ثقة صالحًا معمَّرًا.
292- محمد بْن عثمان بْن عُبَيْد2. أبو بَكْر القطّان. قَالَ الخطيب: ثنا عَنْ أَبِي بَكْر النّجّاد، ولم أرَ لَهُ أصلًا أرضاه. حدَّث في هذه السنة. وتُوُفّي قبله بيسير محمد بْن عثمان بْن سمعان، وكان صدوقًا يروي عَنْ ابن البَخْتَرِيّ.
293- محمد بْن عليّ بْن عِمران. أبو بَكْر المصريّ، المعروف بابن الإمام. الرجل الصالح. سمع: مسلم بْن قُتَيْبة، وابن خَرُوف، وغيرهما. روى عَنْهُ: خَلَف بْن أحمد، وأبو إِسْحَاق الحبّال.
تُوُفّي في شوّال. قَالَ الحبّال: عبدٌ صالح. عندي عَنْهُ جزءان
294- محمد بْن عليّ بْن محمد. أبو نصر الشّيرازيّ الفقيه التّاجر. نزيل نَيْسابور. سَمِعَ: محمد بْن يعقوب الأصمّ. ومحمد بْن يعقوب الأخرم. روى عَنْهُ: أحمد بْن عَبْد المُلْك المؤذّن
295- محمد بْن عُمَر بْن عَبْد الوارث3. أبو عَبْد الله القَيْسيّ القُرْطُبيّ النَّحْويّ، ويعرف بخال الشَرفيّ. سَمِعَ: محمد بْن رفاعة. وأجاز لَهُ: قاسم بْن أصَبَغ، ومحمد بْن قاسم بْن هلال، وجماعة. روى عَنْهُ: محمد بْن عتّاب الفقيه ووثّقه. تُوُفّي في ربيع الأوّل. وقال ابن عتّاب: حكى أهله أنّه احتفر قبره قبل وفاته بيوم، وأعدّ أكفانَه وجَهازه، وجعل يَقُولُ لهم: يوم الجمعة أدخل قبري إنّ شاء الله. فكان كذلك رحمه الله.
296- محمد بْن فارس بْن محمد بْن محمود4. أبو الفَرَج الغوريّ، ثمّ البغداديّ. سَمِعَ: أبا الحسين أحمد بْن جعفر بْن المنادي، وعلي بن محمد المصري، والنجاد. وأجاز لَهُ محمد بْن مَخْلَد العطّار. وكان يُمْلي في جامع المهديّ. قَالَ الخطيب: كتبت عنه مجلسًا، وكان صدوقًا صالحًا.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 363".
2 تاريخ بغداد "3/ 52".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 500" "1085".
4 تاريخ بغداد "3/ 162".(28/122)
بلغني أنّه وُلِد في شوّال سنة ثمانٍ وعشرين، ومات في شَعْبان. ودُفِن بداره. قلت: روى عَنْهُ جماعة آخرهم عَبْد الواحد بْن عليّ العلاف.
297- محمد بْن القاسم بْن حَسْنَوَيْه1. أبو بكر الأصبهاني المقرئ، رحمه الله.
"وفيات سنة عشر وأربعمائة":
"حرف الألف":
298- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي سُفْيان الغافقيّ القُرْطُبيّ2. أبو عُمَر الفقيه. كَانَ مُفْتيا مالكيّا مشاورًا. مات في صَفَر بالأندلس.
299- أحمد بْن إِسْحَاق بْن خَرْبان. أبو عَبْد الله النّهَاونديّ، ثمّ البصريّ. الشّاهد الفقيه الّذي يروي عَنْ: أَبِي محمد الرّامَهُرْمُزيّ، وابن داسَه، وجماعة. تفقّه للشّافعيّ عَلَى القاضي أَبِي حامد المروروذي.
أخذ عنه: أبو بكر البرقاني، أبي اللّبّان، وغيرهما. وذكره ابن الصّلاح في "فقهاء المذهب". وقال: مات بالبصرة في حدود سنة عشرٍ وأربعمائة.
300- أحمد بْن عليّ بْن يزداد3. أبو بَكْر البغداديّ القارئ الأعور. سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وبُجْرجان: الإسماعيليّ، وبإصبهان: أبا الشّيخ، وخلْقًا سواهم بعدّة بُلدان.
قَالَ الخطيب: كتبت عَنْهُ، وكان ثقة عالمًا بالقراءات. قَالَ البَرْقانيّ: كَانَ عالمًا بعلوم القرآن، مزّاحًا.
301- أَحْمَد بْن عُمَر بْن عَبْد الله بْن منظور4. الفقيه أبو القاسم الحضْرميّ، ويعرف بابن عُصْفُور. خطيب جامع إشبيلية.
روى الكثير عَنْ: أَبِي محمد الباجيّ. روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ صالحًا زاهدًا عاقلًا عالمًا شاعرًا. وروى عَنْهُ أيضًا ابن عَبْد البر. توفي في رمضان.
__________
1 غاية النهاية "2/ 230".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 29، 30".
3 تاريخ بغداد "4/ 321".
4 الصلة لابن بشكوال "1/ 31".(28/123)
302- أحمد بْن قاسم بْن عيسى بْن فَرَج1. أبو العباس اللَّخْميّ القُرْطُبيّ. رحل، وسمع ببغداد من: عبيد الله ابن حَبَابَة، وعمر الكتّانيّ. وأخذ بمصر من: أَبِي الطَّيّب بْن غلبون كُتُبَه، وقرأ عَليْهِ.
وكان أحد المقرئين. صنَّف كتبًا في معاني القراءات، وأقرأ النّاسَ بطُلَيْطلة. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وستّين.
حدَّث عَنْهُ أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وقال: قرأت عليه الجوريات عَنْ ابن حَبَابَة.
وروى عَنْهُ أيضًا: أبو عَبْد الله بْن عَبْد السّلام، والخَوْلانيّ. وكان صالحًا فاضلًا
303- أحمد بْن موسى بْن مَرْدُوَيْه2. أبو بَكْر الإصبهاني الحافظ العلامّة. صنَّف التفسير، والتّاريخ، والأبواب، والشيوخ، وخرّج حديث الأئّمة.
وسمع الكثير بإصبهان والعراق.
وحدَّث عَنْ: أَبِي سهل بْن زياد، وعبد الرَّحْمَن بْن مَتُّوَيْهِ البلْخيّ، وميمون بْن إِسْحَاق الحنفيّ، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراساني، ومحمد بْن عَبْد الله بْن علم الصَّفّار، وإسماعيل الخُطَبيْ، ومحمد بْن عليّ بْن دُحيم الشَّيبْانيّ، وأحمد بْن عبد الله بْن دُليل، وإسحاق بْن محمد بْن عَلِيّ بْن خَالِد الكوفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن علي الإسواري، وأحمد بْن عيسى الخفّاف، وأحمد بْن محمد بْن عاصم الكراني الحافظ، وخلق سواهم.
روى عَنْهُ: أبو الخير محمد بْن أحمد بْن محمد بْن ررا، وعبد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأخوه، ومحمد بْن أحمد بْن شُكْرَوَيْه، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن محمد بن سليم، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد، وآخرون كثيرون.
تُوُفّي لستٍ بقين من رمضان سنة عشرة. وله نحوٌ من تسعين سنة. نعم، مولده في سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائة. وله مستخرج عَلَى خ.
304- أحمد بْن مهديّ بْن محمد بْن نصر. أبو طاهر الحنفيّ. خراساني.
__________
1 غاية النهاية "1/ 97"، والأعلام "1/ 188".
2 المنتظم "7/ 294"، والبداية والنهاية "12/ 8"، والأعلام "1/ 261".(28/124)
305- إبراهيم بْن مَخْلَد الباقَرْحِيّ1. قَالَ الخطيب: تُوُفّي سنة عشر.
306- إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن عَبّاد2.أبو الوليد اللَّخْميّ، قاضي إشبيلية. سَمِعَ بقُرْطُبَة من: أبي محمد الأصيليّ، وبإشبيلية من: أَبِي محمد الباجيّ. وكان مُعْتنيا بالعلم. تُوُفّي بإشبيلية في خامس ربيع الآخر.
"حرف التاء":
307- تركان بْن الفَرَج البغداديّ الباقِلانيّ3. قَالَ الخطيب: ثنا عَنْ: ابن مِقْسَم المقرئ، وأبي بَكْر الشّافعيّ. وكان صدوقًا.
"حرف الجيم":
308- الْجُنَيْد بْن محمد بْن الْجُنَيْد. أبو سعْد الهَرَويّ الخطيب. في رمضان.
"حرف الحاء":
309- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن يحيى4. أبو عَبْد الله الصّائغ. قَالَ الخطيب: سَمِعَ محمد بْن يحيى بْن عَمْر بْن علي ابن حرب. وكتبتُ عَنْهُ بُعكْبَرا سنة عشر.
310- الحسين بْن ميمون الصّفّار. أبو عَبْد الله المصريّ. روى عَنْهُ: أحمد بْن إبراهيم بْن جامع السُّكّريّ، وإسماعيل بْن الجراب. وَلَهُ شَعرٌ حَسَن. ولأبيه ميمون بن يحي رواية عَنْ النَّسائي.
"حرف الخاء":
311- خَلَف بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زبّارة. أبو منصور الغازي ببيهق سَمِعَ بالكوفة من: محمد بن علي ابن دُحَيْم الشَّيْبانيّ. روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو صالح المؤذّن، وأبو بَكْر بْن خلف الشّيرازيّ، وعمر بْن محمد بْن الحسين البِسْطاميّ. وقد سمع أيضًا: عمه أبا علي بن زبارة، وأبا العباس الأصم، وأبا زكريا
__________
1 الذريعة إلى تصانيف الشيعة "10/ 193".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 102".
3 تاريخ بغداد "7/ 140".
4 تاريخ بغداد "8/ 104".(28/125)
العنْبريّ، وبُبخارى: خَلَف بْن محمد الخيّام، وببغداد: أبا بَكْر النّجّاد، وابن مخرّم، وبالكوفة: عليّ بْن عيسى بْن ماتي. وخرَّج لَهُ الحاكم فوائد.
قَالَ عبد الغافر: كانت أصوله صحيحة، ثمّ احترق قصره بما فيه، وراحت أصوله، فصار يروي من الفروع الّتي نُسِخت من أصولِه. تُوُفّي بقريته ودُفِن بها. وهو خَلَف بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زَبّارة بْن عبد الله بْن الحَسَن بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب السيّد، أبو منصور العلويّ الحسيني، أبو منصور الغازي الزكى، رحمه الله.
"حرف السين":
312- سَعِيد بْن رشيق1. أبو عثمان القُرْطُبيّ الزّاهد. روى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وأبى عَبْد الله بْن الخرّار، وأبي محمد الباجيّ، وجماعة.
وحجّ سنة إحدى وثمانين، ثمّ تزهّد وأغلق باب الرّواية إلا من النّادر. روى عَنْهُ: محمد بْن عَتَّاب، ومكّيّ بن أبي طالب وتوفي في جُمَادَى الأخرة.
313- سهل بْن أحمد بْن علي. أبو منصور. حدث عَنْ: الطَّبَرانيّ، وغيره.
"حرف العين":
314- عَبْد الله بْن سَعِيد بْن محمد. أبو معصوم الأنصاريّ المالينيّ.
315- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر بْن محمد2. أبو القاسم الشَّيْبانيّ البزّاز الدّمشقيّ المؤدب. أصله من سامرّاء. سَمِعَ: خَيْثَمَة بْن سليمان، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وعليّ بْن أَبِي العَقب، وأبا يعقوب الأذْرُعيّ، وعثمان بْن محمد الذَّهبيّ، وخلْقًا من طبقتهم. روى عَنْهُ: أحمد بْن محمد العَتيقيّ، وعليّ بْن الحُسين بْن صَصْرى، وأبو عليّ الأهوازيّ، ومحمد بْن عليّ الحدّاد، وعبد العزيز الكتّانيّ. وقال الكتّانيّ: تُوُفّي في رجب. وقد كتب الكثير، واتُّهم في أبي إسحاق بْن أبي ثابت، وكان يُتَّهم بالإعتزال. قلت: وله عدّة أجزاء مَرْويَّة، ولم يقع لي حديثه بعلو.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 215".
2 شذرات الذهب "3/ 190"، والعبر "3/ 102".(28/126)
316- عَبْد الرَّحمن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن بالُويه1. أبو محمد النَّيْسابوريّ المُزَكّيّ. سَمِعَ من: محمد بْن الحسين القطّان، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبي بَكْر بْن المؤمّل، وأبي الحسن الطّرائفيّ، وأبي محمد الكَعْبيّ، وأبي عليّ الصّوّاف. وهو أحد أصحاب القطّان. روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى المُزَكيّ، وأبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وجماعة.
تُوُفّي فجأة في شَعْبان. وكان أحد وجوه البلد. عقد الإملاء في داره، وكان ثقة أمينًا معروفًا.
317- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أَبِي يزيد بْن خَالِد بْن خَالِد الأزْديّ العتَكّي المصريّ. أبو القاسم الصّوّاف النّسّابة. دخل الأندلس، وحدَّث عَنْ: أَبِي عليّ بْن السكن، وأبي الطاهر الذُهلي، وأبي العلاء ابن ماهان، وجماعة. روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن الحذّاء، وقال: كَانَ أديبًا حُلْوًا، حافظًا للحديث وأسماء الرجال، وله أشعار في كلّ فنّ. وكان تاجر مقارضًا لأبي بَكْر بْن إسماعيل المهندس. وقيل: إن مولده سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة.
318- عَبْد الصَّمد بْن منصور بْن بَابك2. أبو القاسم الشاعر المشهور. بغداديّ، محسن. لَهُ ديوان كبير في ثلاث مجلدّات. طوّف البلاد ومدح الكبار. وتُوُفّي ببغداد. وهو القائل للصّاحب بْن عبّاد لما سأله: أأنت ابن بابَك؟ قَالَ: بل أنا ابن بابك. فاستحسن ذَلِكَ منه، ولم يزد غير كسر الباء وله:
وأَغْيَدَ معُسولِ الشّمائل زارني ... عَلَى فرقٍ والنجمُ حيرانُ طالعُ
فلمّا جَلا صبْغَ الدُجى قلت: حاجبُ ... من الصُّبح أو قرنُ من الشّمس لامعُ
إلى أن دَنا والسحْر زائدُ طرِفهِ ... كما ريعَ ظبيٌ بالصّريمة راتعُ
فَبِتْنا وظلّ الوصْل دانٍ وسرُنا ... مَصُونٌ ومكنُون الضّمائر ذائعُ
إلى أنْ سلا عَنْ وِرْده فارطُ القطا ... ولاذت بأطراف الغُصون السواجعُ
فولّي حليف السّكْر يكُبو لسانُه ... فتنطق عَنْهُ بالوداعِ الأصابعُ
__________
1 الأنساب "2/ 59"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1051".
2 المنتظم "7/ 295"، وكشف الظنون "764".(28/127)
319- عبد الواحد بن عبد العزيز بْن أسد التّميميّ1. أبو الفضل البغداديّ الحنبليّ. روى عَنْ: أَبِيهِ وعن: أَبِي بَكْر النّجّاد، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيْ، وأحمد بْن كامل، وجماعة. وانتخبَ عَليْهِ: أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا. دُفن إلى جنب أحمد بن حنبل. وحدَّثني أَبِي، وكان ممّن حضرَ جنازته، أنّه صلى عليه من خمسين ألفًا.
قلت: وممن روى عَنْهُ: أبو محمد رزق الله التميمي، وهو ابن أخيه. وكان يميل إلى الأشعريّ.
قَالَ أبو المعالي عزيزي: قَالَ أبو عَبْد الله الحُسين بْن محمد الدّامغانيّ: سمعتُ الشَّيْخ أبا الفضل التّميميّ الحنبليّ، وهو عَبْد الواحد بْن عَبْد العزيز يَقُولُ: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بَكْر الباقِلانيّ مَعَ مِخدة واحدة سبْع سِنين.
وقال أبو عبد الله: وحَضَر أبو الفضل التّميميّ يوم وفاة الباقِلّانيّ العزاء، وأمَر أن يُنادي بين يدي جنازة القاضي أبي بَكْر: هذا ناصرُ السُّنَّة والدّين، هذا إمام المسلمين، هذا الّذي كَانَ يذبّ عَنْ الشّريعة أَلْسِنةَ المخالفين، هذا الّذي صنَّف سبعين ألف ورقة ردًا عَلَى الملُحدين.
وقعد للعزاء مَعَ أصحابه ثلاثة أيام، فلم يبرح، وكان يزور تُربته كلّ جمعة.
قلت: ما هذا إلا وُد عظيم بين هذا الأشعريّ وبين هذا الحنبليّ. والتّميميّون معرفون بشيءٍ من الإحنراف عَنْ طريقة أحمد، كما انحرف ابن عَقيل، وابن الجوزي، وابن الزغواني، وغيرهم.
كما بالغ في الشّقّ الآخر القاضي أبو يَعْلَى، ونحوه.
320- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مهديّ2. أبو عُمَر الفارسيّ الكازرُوني، ثم البغداديّ البزّاز. سَمِعَ: أبا عَبْد الله المَحَامِليّ، ومحمد بْن مخلد، وابن عياش القطّان، وأبا العبّاس بْن عُقدة، ومحمد بْن أحمد ابن يعقوب السُدوسي، وغيرهم.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 14، 15"، والمنتظم "7/ 295".
2 تاريخ بغداد "11/ 14"، والعبر "3/ 103".(28/128)
وتفرّد بالرّواية عَنْ جماعة. روى عنه: أبو بَكْر الخطيب، ووثَّقه، وهبة الله بْن الحسين البزاز، وأبو الغنائم محمد ابن عليّ بْن أَبِي عثمان، وعاصم بْن الحَسَن، وعليّ بن محمد بن محمد الأنباري بن الأخضر، وأبو يوسف عَبْد السّلام بْن محمد القَزوينيّ رأس المعتزلة، ورزق الله بْن عَبْد الوهاب التّميميّ، وخلْق آخرهم أبو عَبْد الله بْن طلحة النّعاليّ.
وقال الخطيب: كان ثقة أمينًا، تُوُفّي في رجب. قَالَ: ووُلِد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
321- عبد الواحد بن محمد بن عثمان1. أبو القاسم البَجَليّ الجريريّ البغداديّ. سَمِعَ من: جعفر الخُلدي، والنّجّاد، وأبي بَكْر النّقّاش. وعنه: أبو بَكْر الخطيب.
وكان بصيرًا بمذهب الشّافعيّ، وبالأصول. لَهُ مصنّفات في الأصول، وكان أشْعَريا. ومات يوم موت ابن مهديّ.
322- عليُّ بْن أحمد بن إبراهيم. أبو الحَسَن النيسابوري السُكري، والأعرج، المؤذّن. صاحب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُلمي.
حدَّث عَنْ الأصمّ، ثمّ عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن بُجير، وابن مطرَ، وغيرهم. ذكره عَبْد الغافر.
323- عليّ بْن عُبَيْد الله. أبو القاسم العُنابي. قَالَ الحبّال: انتقي عَليْهِ جعفر الأندلسيّ، وأخذتُ عَنْهُ، وحضرتُ جنازته. تُوُفّي فِي صفر.
324- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ2. أَبُو الحَسَن التّميميّ البغداديّ المؤدّب، والد أَبِي عليّ بْن المذهِب. سمع: أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعي. تُوُفّي في المحرَّم. وكان صدوقًا. قاله الخطيب.
325- عليّ بْن محمد بْن القاسم الفارسيّ. أبو الحسن العابد. يروي عَنْ: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي حامد الغِطريفي، وأبي الحَسَن الدارقُطني، وجماعة. وكان صالحًا، خيَّرًا، مجتهدًا في الطّاعة. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
__________
1 تاريخ بغداد "5676"، والمنتظم "7/ 295".
2 تاريخ بغداد "12/ 79"، "6524".(28/129)
"حرف القاف":
326- القاسم بْن أَبِي المنذر الخطيب1. قد ذُكر، ويقال: مات فيها.
"حرف الميم":
327- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد2 - أبو الفتح الجُحدري الطَّرَسُوسيّ البزّاز، المعروف بابن البصْريّ. سَمِعَ: محمد بْن إبراهيم بْن أَبِي أُمَيَّة الطَّرَسُوسيّ، وأَبَا سَعِيد بْن الْأعرابي، وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، وجماعة.
وحدَّث بالشام، وسكن بيت المقدس بأخرة. روى عنه: أبو القاسم عُبيد الله الأزهري، ووثقه، وعبد الرّحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وأحمد بْن محمد العَتِيقّي، ورشأ بْن نظيف، وأبو عليّ الأهوازيّ، وجماعة. قَالَ الصُّوريّ: تُوُفّي في سنة تسعٍ أو عشر وأربعمائة.
328- محمد بْن أسد بْن عليّ3. أبو الحَسَن الكاتب البغداديّ المقرئ. سَمِعَ من: جعفر الخُلدي، والنّجّاد. قَالَ الخطَّيّب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقاُ. قلتُ: هُوَ صاحب الخطّ المنسوب.
329- محمد بْن عَبْد الله بْن أبان بْن قُريش4. أبو بَكْر الهيتي، المعروف بابن أَبِي عَبَايَة. قَالَ الخطيب: قدمِ علينا سنة ست وأربعمائة، وكان يُملي في جامع المنصور بعد ابن رزقَوَيْه.
وكتبنا عَنْهُ عَنْ: ابن السّمّاك، ومحمد بن جعفر الأدمي، وأحمد بن سليمان النجاد، وثنا أيضًا عَنْ أَبِي الطَّيّب أحمد بْن إبراهيم الَّذِي روى عَنْ الرّماديّ. ذكَر لنا أنّه سَمِعَ منه بالرحْبة.
وكانت أصول أَبِي بَكْر الهيتيّ كثيرة الخطأ إلا أنه كَانَ صالحًا مُقلا معروفًا بالخير مَعَ خُلُوّةِ من معرفة الحديث. تُوُفّي يوم الفِطْر بالأنبار، وله تسعون سنة. وربّما حَدَّثَنَا عَنْ شيخ شيخه وهو لا يعلم.
__________
1 تقدمت ترجمته قريبا.
2 تاريخ بغداد "1/ 415، 416"، والمنتظم "7/ 292".
3 وفيات الأعيان "3/ 342، 343"، والبداية والنهاية "12/ 14".
4 تاريخ بغداد "5/ 475".(28/130)
330- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم. أبو الحَسَن ابن الرّازيّ، المعدّل المقرئ. تُوُفّي في جُمادى الأولى ببغداد. يروي عَنْ: عثمان السّمّاك.
331- محمد بْن عبد الله بْن هانئ بْن هابيل1. أبو عَبْد الله اللَّخْميّ القُرطبي البزاز. سمع من: أحمد بن سعيد ابن حزم، وأحمد بْن مُطرف، وجماعة. وحجّ سنة سبْع وخمسين وثلاثمائة، فكتب عَنْ جماعة. روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، وأبو عُمر بن سُميق. وتوفي في ربيع الأوّل، وكان فقيهًا محدَّثًا عالمًا.
332- محمد بْن عَبْد الله بْن مُفوز2. أبو عبد الله المعافري الشاطبي الزاهد. قدم قُرطبي فأكثر عَنْ وهْب بْن مَسَرَّة حتى سَمِعَ منه "مُسْنَد ابن أَبِي شيبة" ثمّ حجّ، وكتب القَيْروان. وعُمر دهراُ طويلًا. وكان صالحًا عابدًا متقّللًا مِن الدّنيا منقطع القرين. سَمِعَ النّاسُ منه، وكان مشهورًا بإجابة الدّعوة. تُوُفّي في آخر سنة عشر. وقد قارب المائة. وكانت جنازته مشهودة، رحمه الله.
333- محمد بْن عثمان بْن محمد الصُّوفيّ الجُرجاني. تُوُفّي بهَرَاة. يروي عَنْ: أبي عَمْرو بْن حمدان النَّيْسابوريّ، وغيره. قَالَ أبو إسماعيل الأنصاريّ: هُوَ أوّل من سَمِعْتُ منه.
334- محمد بْن عُمَر بْن عيسى3. أبو الحَسَن البلدّي الحِطراني. سكن بغداد، وصاهَر أبا الحسين بْن بِشْران عَلَى بنته. وحدَّث عَنْ: أحمد بْن إبراهيم الإمام، ومحمد بْن العبّاس المَوْصِليّ الحنّاط. روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو عليّ الوحشيّ. قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا. بلغني إنَّه كَانَ لَهُ في كل يومٍ ختْمةٌ. تُوُفّي في جُمادى الآخرة.
335- محمد بْن محمد بْن أحمد بْن سهل. التّاجر أبو الفضل الهَرَويّ. سَمِعَ: أبا بَكْر الشافعي، وأبا علي الرفاء. وتوفي فِي ربيع الآخر.
336- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحسين4. القاضي أبو منصور الأزدي
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 502، 503".
2 انظر المصدر السابق.
3 تاريخ بغداد "3/ 36"، والأنساب "4/ 169".
4 العبر "3/ 103"، طبقات الشافعية الكبرى "4/ 196" للسبكي.(28/131)
الهَرَويّ. أحد الأعلام. محدث فقيه، رحل وسمع: محمد بن علي بن دحيم الشيباني، ودعلج بْن أحمد، والحسن بْن عِمران الحنْظليّ، وأحمد بْن عثمان الأدميّ. وأكبر شيخ سَمِعَ منه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ. روى عنه: أحمد بْن أحمد بْن حَمدين، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي عاصم الجوهريّ، وأبو سعد يحيى بْن أَبِي نصر العدل، وأبو عدنان القاسم بْن عليّ الْقُرَشِيّ، وشيخ الإسلام، وخلق كثير. وكان إمام الشّافعيّة في عصرِه بهَرَاة. أملي مدّة، وطال عُمره، وكان واسع الرّواية. تُوُفّي فجأة في المحرَّم بهَرَاة.
337- محمد بْن محمد بْن عليّ بْن حُبَيْش1. أبو عُمَر التّمّار الأعور. بغداديّ، صدوق. من شيوخ أَبِي بَكْر الخطيب. سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، ومحمد بْن جعفر الأدمي. وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة. تُوُفّي بالبطائح.
338- محمد بْن محمد بْن مَحْمِش بن عليّ بْن دَاوُد2. الفقيه أبو طاهر الزّياديّ، الأديب الفقيه الشّافعيّ. كَانَ يسكن ميدان زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن من نَيْسابور، فَنُسبَ إليه. وكان أَبُوهُ من أعيان العُبّاد. وُلِد أبو طاهر سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وسمع سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة وبعدها، من: أَبِي حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وعبد الله بْن يعقوب الكَرْمانيّ، والعبّاس بْن قوهيار، ومحمد بْن الحَسَن المحمّداباذيّ، وأبي عثمان عَمْرو بْن عَبْد الله البصْريّ، وأبي عليّ المَيْدانيّ، وحاجب بْن أحمد الطُّوسيّ، وعليّ بْن حمشاذ، ومحمد بْن يعقوب الأصمّ، وأبي عَبْد الله محمد بْن عَبْد الله الصَّفّار.
وأدرك أبا حامد بْن الشّرْقيّ، ولم يسمع منه. وكان إمام أصحاب الحديث بنَيْسابور، وفقيههم ومُفْتيهم بلا مدافعة. وكان متبحّرًا في علم الشّروط، قد صنَّف كتابًا فيه, وله معرفة قويّة بالعربيّة.
قَالَ عَبْد الغافر بْن إسماعيل: بقي يُمْلي نحو ثلاث سِنين، ولولا ما اختصّ بِهِ من الإقتار وحِرْفة أهل العلم لما تقدَّم عَليْهِ أحدٌ من أصحابه. أَخْبَرَنَا عَنْهُ: الإمام جدّي، وأبو سعد بْن رامش، وعثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وأبو بكر بن يحي المُزَكّيّ، وعليّ بْن أحمد الواحديّ، وأحمد بْن خَلَف، وأبو صالح المؤذّن. ومات في شَعْبان.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 230، 231".
2 الأنساب "6/ 360"، والمعين في طبقات المحدثين "121" "1354"، والأعلام "7/ 245".(28/132)
قلت: وروى عَنْهُ: الحاكم أبو عبد الله مَعَ تقدُّمه، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم القُشيري، وعبد الْجَبّار بْن بُرزة، ومحمد بْن محمد الشّاماتيّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ. وحديثه بعُلو في " الثّقفيّات".
339- محمد بْن محمد بْن بالُويه بْن إِسْحَاق. أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ الكِسائيّ الصّائغ المقرئ. قَالَ عَبْد الغافر: شيخ ثقة مشهور. حدَّث عَنِ: الْأصمّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصَّفّار، والكارزي.
أنا عنه أحمد بن عبد الملك المؤذن. توفي، وبيض. قلت: روى عنه الثقفي، لقيه سنة عشر هذه.
340- محمد بن المظفر1. أبو الحسن بن السراج البغدادي المعدل. سمع من: جعفر الخُلدي، وأحمد بن سلمان الفقيه.
روى عنه الخطيب وقال: مات في جُمادى الأولى.
341- محمد بْن مُعافى بْن صُميل2. أبو عَبْد الله الْجَيَّانيّ، ثمّ القُرطبي المقرئ. ارتحل فقرأ لنافع علي: أَبِي الطَّيّب بْن غلبُون.
وكان مؤدبًا، نزل طُلَيْطلَة.
342- محمد بْن منصور بْن الحسن3. أبو سعْد الْجَوْلَكِيّ الجُرجاني، الرئيس العالم.
سَمِعَ: أبا بَكْر الإسماعيليّ، وأبا أحمد الغِطريفي.
روى عَنْهُ: نجيب بْن ميمون، وجماعة.
وحدث بنَيْسابور، وهَرَاة، وغَزْنَة.
343- محمد بْن يونس4. أبو بكر العين زربي الإسكافي المقرئ. سَمِعَ بدمشق: أبا عُمَر بْن فَضَالة، وأبا بَكْر الرَّبَعيّ. روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازي، والكتاني.
__________
1 المنتظم "7/ 296".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 503".
3 تاريخ جرجان "453، 454"، للسهمي.
4 معجم البلدان "4/ 178".(28/133)
"حرف الهاء":
344- هادي المستجيبين. ظهرَ أمرُه وبَهر كُفُره، وسار في البوادي يدعو إلى عبادة الحاكم صاحب مصر، وسبًّ الرَّسُول -صلى الله عليه وسلم-، وبصق على المصحف. فظفروا به، ثم صُلب بمكة وأُحرق.
345- هبة الله بن سلامة1. أبو القاسم البغدادي الضرير المفسر. كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن، وكانت له حلقة بجامع المنصور. روى عَنْ: أَبِي بَكْر القطيعي، وغيره. وتوفي في رجب. وله كتاب "النّاسخ والمنسوخ". روى عَنْهُ: ابن بنتِه رزق الله التّميميّ، وغيره. وقرأ عَليْهِ الحَسَن بْن عليّ العطّار القرآن، عنْ قراءته عَلَى زيد بْن أَبِي بلال الكوفي.
"المتوفون بعد الأربعمائة ظنًا":
"حرف الألف":
346- أحمد بن الحسن بن المرزُبان. أبو العبّاس بْن الطَّبَريّ الشّرابيّ. بغداديّ، سكن الرَّيّ. وحدَّث عَنْ: أَبِي جعفر عَبْد الله بْن بُرَيْه الهاشميّ، وأبي عُمَر الزّاهد، وجماعة. روى عَنْهُ: أبو سعد إسماعيل السّمّان، والمظفَّر ابن مموس، ومحمد بن جعفر الإسترباذي.
347- أحمد بن عُبيد الله بْن الفضل بْن سهل بْن بِيري2. أبو بكر الواسطي، مُسند واسط ومحدثها. روى عن: عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، ومحمد بْن عثمان بْن سمعان، ومحمد بْن الحسين الزعفراني، ومحمد ابن يحيى الصُّوليّ، وأبي عليّ الحَسَن بْن منصور، وأبي جعفر محمد بن عمرو البَخْتَرِيّ، وعبد الباقي بْن قانع، وعبد الله بْن شَوْذب الواسطيّ، وجماعة.
وأملي، ورحل إلى بغداد.
قَالَ الحافظ خميس: كَانَ ثقة صدوقًا. كُف بصره بأخرَة. قلت: روى عَنْهُ: عَبْد الكريم بْن محمد الشُروطي، وأبو يَعْلَى حمزة بْن الحَسَن، ومحمد بْن عليّ بْن عيسى
__________
1 البداية والنهاية "12/ 8"، وبغية الوعاة "2/ 323"، وكشف الظنون "167، 192، 1921".
2 المشتبه في أسماء الرجال "1/ 107"، والأنساب "2/ 365".(28/134)
القارئ، وعليّ بْن الحسين بْن الطَّيّب الصُّوفيّ، وَأَبُو غالب مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن بِشْران النَّحْويّ، والقاضي أبو عليّ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الطَّيّب الفقيه بْن كُماري، وأبو الحسين محمد بْن عليّ الفقيه الشّافعيّ، وأبو الْحُسَن محمد بْن محمد بْن مَخْلَد سنة ستّ وتسعين، وسماعه من ابن بْيريّ سنة نيفٍ وأربعمائة. وقد ذكر خميس أنّ ابن بيريّ سَمِعَ من البَغَويّ، وابن أَبِي دَاوُد، وهذا غلط.
348- أحمد بْن محمد بْن سراج. أبو العبّاس السّنْجيّ الطّحّان. سَمِعَ "جامع الترْمِذيّ " من أَبِي العبّاس المحبوبّي. روى عَنْهُ: أبو الخير بْن أَبِي عِمران الصَّفّار.
349- أحمد بْن عُمَر بْن أحمد بْن علي. أبو عبد الله الكاتب المعروف بحموس، الهمذاني الضرير. روى عن: عبد الرحمن الجلاب، وأبي القاسم بْن عَبيد، وأحمد بْن محمد الصّيدنائيّ، وعليّ بْن عامر النّهَاونديّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل المؤدب، وحَمْد بْن عَبْد الرَّحْمَن المؤدب، وأبو مُسْلِم بْن غرو، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ. وهو صدوق.
350- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد. أبو بَكْر الجوريّ النَّيْسابوريّ الدّهّان. شيخ مستور حافظ لكتاب الله. وثقه عَبْد الغافر الفارسيّ. قَالَ: روى عَنْ الأصمّ وأقرانه. أنبا عَنْهُ أبو بَكْر محمد بْن يحيى، وأبو صالح المؤذّن.
351- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى. أبو حامد النَّيْسابوريّ الشّافعيّ، المعروف بأميرك بْن أَبِي ذَرّ. قَالَ عَبْد الغافر: نبيل، موثوق به، أصيل. روى عَنْ الأصمّ وأقرانه. أَنَا عَنْهُ أبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى، سمعنا منه في سنة ثمانٍ.
352- أحْمَد بْن محمد بْن عَبْدَوس. أَبُو بَكْر النَّسَويّ الفقيه، الحافظ، نزيل مَرْو. كَانَ أحد الأئّمة الأعلام، رحّال جوّال. روى عَنْ: أَبِي القاسم بْن أَبِي العَقِب، وبُكير بْن الْحَسَن الرّازيّ ثمّ المصريّ، ومحمد بْن عليّ النّقّاش.
وعنه: أبو محمد عَبْد الله بْن يوسف الجوزيّ، والحسن بْن القاسم، وعليّ بْن عبد القاهر الطُوسي، وآخرون.(28/135)
353- أحمد بْن محمد بْن يوسف. أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ الصَّفّار. روى عَنْ: الأصمّ، وأبي الحَسَن الكارزي. وعنه: محمد بن يحيى المُزكي، والمؤذن.
354- أحمد بْن محمد بْن حمدان. أبو الحَسَن الإصبهاني الأديب. سَمِعَ: أبا عَمْرو بْن حكيم، وابن داسة البصري، وأبي الحسين الأسواريّ.
وعنه: أحمد بْن الفضل الباطرْقانيّ، وعليّ بْن سَعِيد البقّال، وعبد الله بْن أحمد السوراجائي.
355- أحمد بْن محمد بْن العبّاس بْن حَسْنَويْه. أبو سهل الأصبهانيّ، التّاجر، نزيل نَيْسابور. ثِقة. عَنْ: الأصمّ، وأبي الطَّيّب الجُبني. وعنه: المؤذّن.
356- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم بن عيسى. أبو نُعيم الإسفرايينيّ البّزاز. قَالَ عَبْد الغفّار: ثقة، قدِم نَيْسابور وحدّث عَنْ: عَبْد الله بْن محمد الشّرْقيّ، وأبي بَكْر القطّان، وأبي نصر بْن حَمْدَوَيْه، وسُفيان بْن محمد الجوهريّ. وأملي بنيسابور. روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى المُزكي، وهو مِن كبار شيوخه.
357- إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن معاوية. أبو إِسْحَاق النَّيْسابوريّ العطّار الصَّيْدلانيّ. قَالَ عَبْد الغافر: شيخ مستور، ثقة، من أهل الصلاح. يقعد عَلَى حانوته ويعتمده الناس لأمانته وديانته.
سَمِعَ من: الأصمّ، وأبي عَبْد الله محمد بْن يعقوب الحافظ، وأبي بكر الصبغي، وأبي حامد أحمد بْن محمد بْن بالُويه العفصيّ، وأبي الوليد القُرشي، وغيرهم.
أَنَا عَنْهُ: محمد بْن يحيى. قلت: روى عَنْهُ: البَيْهَقيّ قَالَ: وكان أَبُوهُ من الصلحاء، وجدّهُ أبو الحَسَن محدَّث وقته، حدَّث عَنْ: أَبِي زُرعة، وابن وَارَةَ، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطارِدي.
358- أسد بْن إبراهيم بْن كُليب1. القاضي أبو الحسن الحرَانيّ السُلمي.
عَنْ: أَبِي الهيذام مُرجا بْن عليّ الرّهاويّ، ويوسف بْن محمد الشينيزيّ. حدَّث ببغداد. وروى عَنْهُ: أبو منصور العُكبري النّديم، والقاضي أبو عبد الله الصيمري. والغالب على رواياته المناكير والموضوعات.
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 206" "810".(28/136)
359- إسماعيل بْن سِيدَة1. أبو بَكْر المُرسي، الأديب الضّرير، والد مصنّف "المحْكم" أَبِي الحَسَن. أخذ عَنْ: أبي بَكْر الزُبيدي "مختصر العين". وكان من النُحاة ومن أهل المعرفة والذَّكاء.
وكان أعمى. تُوُفّي بعد الأربعمائة بمدّة بَمْرسِيَة.
"حرف الجيم":
360- جامع بْن أحمد بْن محمد بْن مهديّ. الوكيل أبو الخير النَّيْسابوريّ المُحمداباذي. سَمِعَ من: أَبِي طاهر محمد بن الحسن المحمداباذي. وتوفي سنة سبعٍ وأربعمائة. روى عَنْهُ البَيْهَقيّ.
"حرف الحاء":
361- حديد بْن جعفر. أبو نصر. حدَّث عَنْ: خَيْثَمَة، وعليّ بْن أَبِي العَقِب. وعنه: أبو القاسم الحِنائي، وعبد العزيز الكتاني، وغيرهما. والأهوازي، وعلي بن الخضر السُلمي. وهو أنباري سكن الشام. قاله النجار.
"حرف الخاء":
362- خلف بن عباس2. أبو القاسم الزهراوي الأندلسي. قال الحُميدي: كان من أهل الفضل والدين والعلم. وعلمه الذي يسبق فيه علم الطب، وله فيه كتاب كبير مشهور كثير الفائدة، سماه: كتاب "التصريف" لمن عجز عَنْ التأليف. ذكره ابن حزم وأثني عَليْهِ، وقال: ولئن قُلْنَا إنّه لم يؤلَّف في الطّبّ أجمع منه للقول والعمل في الطبائع لنصدقن. مات بالأندلس بعد الأربعمائة.
363- خلفُ المقرئ3. أبو القاسم. من سكان طَلْبِيرة. رحل إلى المشرق، وأخذ عَنْ: أَبِي محمد بْن أَبِي زيد، ولازمهُ بالقيروان مدة. وحج ثلاث حجج. وقرأ على أبي الطيب بن غلبُون.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 109".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 165، 166".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 166".(28/137)
ودخل العراق. وكان صالحا متبتلا عبدا يسرد الصوم. وكان مُفرط القصر يسكن مسجدا يُقرئ به. حدث سنة ثمانٍ وأربعمائة.
364- خلفُ بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي الحافظ1. مصنف "الأطراف". رحل وروى عن: أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن خَمِيروَيْه الهَرَويّ، وأبي محمد بن ماسي.
ورافق أبا الفتح بن أبي الفوارس في الرحلة، وطوف خُرسان، والشام، ومصر، والنواحي، وكتب الكثير. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأثني عليه، وقال: كَانَ حافظًا لحديث شُعبة وغيره. وقال أبو نُعيم: صحبْناه بنَيْسابور وإصبهان.
وروى عَنْهُ: هُوَ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعُبَيْد الله بْن أحمد الأزهريّ، ثمّ في الآخر سكن الرملة، واشتغل بالتّجارة، ومات هناك بعد الأربعمائة.
سَمِعَ النّاس الكثير بانتخابه، ولقد جوَّدَ أطراف الصّحيحين، وأحسنَ. وهو أقلّ أوهامًا من أَبِي مسعود.
365- الخليل بْن أحمد بْن محمد. القاضي أبي سعيد البُستي. قدم نيسابور وحدث بها عَنْ: أحمد بْن المظفَّر البكْريّ صاحب أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة بالتّاريخ.
روى عَنْهُ: البيهقي، وجماعة. وكان قدومه في سنة أربعمائة. ومن الاتّفاقات النّادرة أنّه سَمِعَ من القاضي أَبِي سَعِيد الخليل بْن أحمد السجْزيّ، سميهُ.
366- خَلَف بْن عيسى بْن سعد الخير بْن أَبِي دِرْهم. الفقيه أبو الحزْم الوشْقيّ. عالم وشْقه وقاضيها. يروي عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وابن عَيْشون. روى عَنْهُ: ابنه أَبُو الْأصبغ، وَأَبُو عُمَر بْن الحذّاء. قَالَ أبو الوليد الباجيّ: لَا بأس بِهِ. وذكره عِياض في "طبقات المالكية".
367- حوي بن علي بن صَدَقَة2. القاضي أبو القاسم السَّكْسكيّ.
حدَّث عن أبي علي بْن آدم، ومحمد بْن العبّاس بْن كَوْذك. وعنه: علي بن محمد الحِنائي.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "5/ 171، 172"، والبداية والنهاية "11/ 344".
2 تهذيب تاريخ دمشق "5/ 21"، وترتيب المدارك 4/ 690".(28/138)
"حرف السين":
368- سعد بْن عَبْد الله بْن الحسين بْن عَلُّوَيْهِ. أبو القاسم النيليّ الميمونيّ. من ولد ميمون بن مهران. روى بهمذان عَنْ: النّجّاد، وأبي سهل بْن زياد، وأبي عمرو بن السماك، والحسين بْن صَفْوان، وجماعة. حَضَرَ مجلسه ابن تركان.
وروى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وحُميد بْن المأمون، وابن غرو، وأَبُو الفضل أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بُندار، وعُبيد الله ابن أبي عبد الله بن منده.
قال شيرويه: وثنا عَنْهُ محمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وأبو الفضل بْن يَرْغة، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرُّوذْباريّ، وليس عندهم بذاك.
369- سعد بْن محمد بْن غسّان1. أبو رجاء الشَّيْبانيّ القزويني. سمع بدمشق من الحسن بن حسن بْن الحصائريّ حديثًا رواه عَنْهُ الخطيب، ويوسف المهروانيّ، ومحمد بْن إسماعيل الجوهريّ.
قَالَ الخطيب: وما علمت بِهِ بأسًا.
"حرف العين":
370- عَبْد الله بْن أَبِي عَبْد الله الحسين العلويّ الواسطيّ2. أبو محمد المقرئ. قرأ بالرويات على: أبي بكر النقاش. وتصدر للقراء مدّة. قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهرّاس، وغيره. توفي بعد الأربعمائة.
وأبوه:
371- الحسين بْن محمد3. عدْل نبيل، روى عَنْ: أَبِي الحَسَن بْن مبشّر الواسطيّ، والكبار. روى عَنْهُ: أبو الحَسَن بْن مَخْلَد، وغيره.
372- عَبْد الله بْن القاسم بْن سهل بْن جوهر4. الفقيه أبو الحَسَن المَوْصِليّ الصَّوّاف.
سَمِعَ: خَيْثَمَة بْن سليمان، ومحمد بْن العبّاس صاحب الطعام، وعبد الله
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 129، 130".
2 سؤالات السلفي لخميس الحوزي "47، 62، 88".
3 انظر المصدر السابق.
4 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "3/ 205".(28/139)
ابن عليّ العُمري، وهارون بْن عيسى البلديّ، وإبراهيم بن أحمد الرقي، وجماعة.
وعنه: أبو نصر بْن طَوْق، وأحمد بْن عُبيد الله بْن وَدْعان، وعليّ بْن أحمد الطُّوسيّ، ومحمد بْن صَدَقَة بْن حسين المَواصِلة، وعُبيد الله بْن أحمد الرَّقَّيّ، وأبو طاهر أحمد بْن محمد الخفّاف، وغيرهم.
373- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن سَعِيد1. أبو محمد الدّمشقيّ البزاز. روى عن: خَيْثَمَة، وابن حَذْلَم، وأبي يعقوب الأذرعيّ. وعنه: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحِنَّائيّ، ورشأ بْن نظيف، وأبو علي الأهوازيّ. وكان موصوفًا بالصّلاح.
374- عَبْد الله بْن أحمد بْن الحَسَن. أبو أحمد المِهْرَجانيّ العدْل. روى عَنْ: محمد بْن يعقوب بْن الأخرم، وأبي بَكْر محمد بْن جعفر المُزكي وغيرهما. وعنه: البَيْهَقيّ.
375- عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن. أَبُو القاسم الأصبهاني التاجر. ثم الرازي. سمع: أبا الحاتم محمد ابن عيسى الوسْقَنْديّ. روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ. لقيه بالرَّيّ.
376- عَبْد الصّمد بْن زهير بْن هارون بن أبي جرادة العُقلي الحلبي. سمع بمكة من أبي سعيد الأعرابيّ. وعاش دهرًا. أدركه أبو نصر السجْزيّ بحلب.
377- عُمر بْن الحَسَن بْن دُرستويه2. أبو القاسم الإمام. روى عن: خَيْثَمَة بْن سليمان. وعنه: عليّ الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ.
378- عُمَر بْن محمد بْن محمد بْن دَاوُد. أبو سَعِيد السجِسْتانيّ. روى "صحيح مُسْلِم" عَنْ أبي أحمد الجُلودي. وحدَّث بْن بمكة سنة ثلاثٍ وأربعمائة، فسمعَهُ منه أبو القاسم حاتم بْن محمد الطّرابُلُسيّ المغربيّ، ورواه عنه.
379- علي بن موسى بن إبراهيم بن حزب الله3. أبو الحسن الأندلسي. سكن سرقسطة، وروى عَنْ أحمد بْن خَلَف المديوني. وحجَّ فأخذ عَنْ: عليّ بْن عثمان القرافي، وغيره.
__________
1 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "3/ 22".
2 المصدر السابق "3/ 378".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 412".(28/140)
وكان صالحًا مُجاب الدَّعوة، ممتنعًا من الرواية غير النَّزْر اليسير لكونه مُشتغلًا بالعبادة.
قَالَ بعضهم: لم أَلْقَ مثله في الزُهد والتّبتُّل. روى عَنْهُ: أبو عَمْرو الدّانيّ، والصّاحبان، وأبو حفص بْن كُريب.
380- عليّ بْن عَبْد الرحيم بْن غَيْلان1. أبو العلاء السُّوسيّ النَّحْويّ الخزّاز.
حدَّث بواسط عَنْ: الحسين بْن إسماعيل المُحاربي. روى عَنْهُ: أبو نصر السجْزيّ، وأبو نُعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المعدّل الواسطيّ.
"حرف الكاف":
381- كامل بْن أحمد بن محمد2. أبو جعفر العزائمي الحافظ المستمليّ. حدَّث بنَيْسابور عَنْ الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الحسين بْن الفَرَج البلْخيّ، سَمِعَ منه بهَرَاة عَنْ محمد بْن خُشنام، ومحمد بْن عليّ الصّنْعانيّ صاحب عبد الرزاق.
روى عنه: أبو نصر السجزي، وأبو بكر البيهقي، ومحمد بن يحيى المُزكي.
وقد ذكره عبد الغافر فقال: حافظ، عارف بالنحو، حسن الخط، بارع في الرواية، حسن القراءة. استملي على المشايخ مدة وكان مكثرا.
سمع من مشايخ العراق، والحجاز، وخُراسان.
وحدث عَنْ: أَبِي عليّ الرّفّاء، وأبي عليّ محمد بن جعفر الكرابيسي، ومحمد بن صبيح الجوهري، وأبي عبد الله العصمي، وأبي بكر القفال الشاشي، والقاضي أبي بكر الأبهري.
وكان ثقة صحيح الرواية. اتفق أنّ المحدثين هجروه واتَّهموه بأنّه أخفي جملةً من سماع المشايخ مغايظةً لهم. وقد حدث في سنة خمسٍ وأربعمائة. قلتُ: وفي هذه السنة قدِم نَيْسابور وحدَّث بها.
__________
1 معجم الأدباء "14/ 10" "4".
2 بغية الوعاة "2/ 266" "1948".(28/141)
382- كامل بْن أَحْمَد بْن محمد بْن سُلَيْمَان. أبو الحَسَن الْبُخَارِيّ. عَنْ: أَبِي نصر حَمْدَوَيْه، وأبي بَكْر بْن سعد الزّاهد، وجماعة.
"حرف الميم":
383- محمد بْن عَبْد الصَّمد بْن لاوى الأطْرَابُلُسيّ1. روى عَنْ: خَيْثَمَة.
روى عَنْهُ: محمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد الْبُخَارِيّ.
384- محمد بْن عيسى. أبو بَكْر البُسْتيّ، الفقيه المعروف بابن رُويع. إمام جليل. رحل إلى المشرق ودخل الأندلس، وولاه المظفّر بْن أَبِي عامر قضاء سبْته ونواحي المغرب. قتله علي بن حمود بعد الأربعمائة.
385- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن منصور. أبو بكر النوقاني. حدث بنُوقان عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ. وعنه: البَيْهَقيّ، وغيره.
386- محمد بن زكريا2. أبو عبد الله بن الإفليلي القُرطبي. سمع من: قاسم بْن أصبغ، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن الأحمر القرشي. وعنه: ابنه أبو القاسم، وابن عبد البر.
387- محمد بن أحمد بن حيوة3. أبو عبد الله القُرطبي. روى عن: قاسم بن أصبغ، ومنذر بْن سَعِيد. روى عَنْهُ: أبو عُمَر ابن سُميق وابن عَبْد البَرّ وجماعة.
388- مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن يحيى بْن موسى بْن سَعْيه، بياء آخر الحروف.
المحدث أبو منصور الخبيري الأصبهاني الطبيب.
روى عَنْ: أَبِي محمد بْن فارس، وأبي أحمد العسال، والجعابي، وأبي إسحاق بن حمزة، والطبَرانيّ. وعنه: أحمد بْن الفضل الباطرقانيّ، ومحمد بن علي الجوزداني، وأبو القاسم وأبو عَمْرو ابنا الحافظ ابن مَنْدَهْ.
قَالَ يحيى بن منده: هو صاحب الكُتب الصحاح، كثير الكتاب، واسع الرواية متعصب لأهل العلم.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 114".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 492" "1064".
3 انظر السابق "2/ 500" "1087".(28/142)
389- مُحَمَّد بْن علي بْن محمد. أبو نصر النَّيْسابوريّ الفقيه. سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وغيره. روى عَنْهُ: أبو بَكْر البيهقي.
390- محمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري. سمع من: عمه أبي رَوْق أحمد بْن محمد. روى عَنْهُ: أبو نصر عُبَيْد الله السجْزيّ، لقيه بالبصرة وكنّاه: أبا عَمْرو.
391- محمد بْن يعقوب بْن حَمَّوَيْه. أبو بَكْر السجِستاني الوزير. سَمِعَ بِبستُ من: أبي الفضل محمد بن أحمد ابن الغوث الأزديّ. حدَّث عَنْ الهيثم بْن سهل التُّسْتَريّ. أَخَذَ عَنْهُ بسجستان: الحافظ أبي نصر السجزي.
392- محمد بْن إسماعيل بْن أحمد بْن العنبْر. أبو عُمَر العنْبريّ. روى عَنْ: أَبِي العباس الأصم. سمع منه بسجستان: أبو نصر السجْزيّ. وروى أيضًا عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن علي طرخان البلديّ.
393- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن محمد بْن المغيرة بْن المهلَّب. أبو بَكْر العُكلي اليوانيّ الإصبهانيّ، الزاهد العابد. عَنْ: ابن فارس، وأحمد بْن جعفر بْن مَعْبَد، والعسّال، وفاروق الخطّابيّ، وابن كوثر البَرْبَهاريّ، وطبقتهم. وله رحلة واسعة. مولده سنة عشرٍ وثلاثمائة.
ومات بعد الأربعمائة.
394- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن حَمْدَوَيْه. أبو بَكْر الطُّوسيّ، المعروف بالمطّوّعيّ. قِدم همدان سنة خمسٍ وأربعمائة، وحدَّث عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ.
روى عَنْهُ شيوخ همدان: أبو الفضل بْن بَوغةً، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وأبو الفتح محمد بْن الفضل الكوكبيّ الدهْقان. وأبو الفتح عَبْدُوس بْن عَبْد الله.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ صدوقًا. قلت: وقع لي حديثه عاليا.
395- محمد بْن الهيْصم1. أبو عَبْد الله، شيخ الكرَّاميّة، وعالمهم في وقته بخُراسان.
وهو الّذي ناظر الإمام أبا بَكْر بْن فُورك، بحضرة السّلطان محمود بْن سُبُكتكين. وليس للكرّاميّة مثلهُ في معرفة الكلام والنظر، فهو في زمانه رأس طائفته
__________
1 الوافي بالوفيات "5/ 171".(28/143)
وأخْبَرهم وأخبثهم، كما أن القاضي عَبْد الجبّار في هذا العصر: رأس المعتزلة، وأبا إِسْحَاق الإسفرايينيّ، رأس الأشعريّة. والشيخ المفيد: رأس الرّافضة. وأبا الحَسَن الحمّاميّ: رأس القرّاء. وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُلمي: رأس الصُّوفيّة، وأبا عُمَر بْن درّاج، رأس الشُّعَراء، والسَّلطان محمود: رأس الملوك، والحافظ عَبْد الغنيّ الأزْديّ: رأس المحدّثين، وابن هلال: رأس الموجودين.
396- محمد بن يحيى بن سُراقة1. أبو حسن العامريّ البصْريّ، الفقيه الشّافعيّ الفَرَضيّ المحدَّث. صاحب التّصانيف في الفقه والفرائض "وأسماء الضّعفاء والمجروحين". أقام بآمد مدة، وكان حيًا سنة أربعمائة.
أخذ عَنْ أَبِي الفتح كتابه في "الضّعفاء"، ثمّ نقّحه، وراجع فيه الدارقُطني. ورحل في الحديث.
وروى عَنْهُ: ابن داسة، وابن عبّاد، والهجيميّ.
ورحل إلى فارس، وإصبهان، والديَنَور. وله مصنَّف حسن في الشهادات.
"حرف الياء":
397- يوسف بْن خَلَف بْن سُفيان2. أبو عُمَر الغسّانيّ البجّانيّ المؤدب.
سَمِعَ من: أحمد بْن سَعِيد، ومَسْلَمة بْن قاسم.
وكان يؤمّ بمسجده، ويلقّن ويَنْسَخ.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الخَوْلانيّ. توفي بعد الأربعمائة.
وروى عنه: قاسم، وهاشم ابنا هلال.
398- يحيى بْن نجاح3. أبو الحسين. مؤلّف كتاب "سُبُل الخيرات". كَانَ في هذا العصر بمكّة فيما أحسب، أو بمصر.
روى عَنْهُ: عَبْد الله بْن سَعِيد بْن لبّال، وعمر بن سهل اللخمي، وغيرهما.
__________
1 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 86"، والأعلام "8/ 5".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 674، 675".
3 النجوم الزاهرة "4/ 276"، وهدية العارفين "2/ 518".(28/144)
الطبقة الثانية والأربعون
أحداث سنة إحدى عشرة وأربعمائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
"الطبقة الثانية والأربعون":
"أحداث سنة إحدى عشر وأربعمائة":
"فَقْد الحاكم بأمر الله":
في شوّال فُقِد الحاكم صاحب مصر، وكان يواصل الركوب وتتصدَّى لَهُ العامَّة فيقف عليهم ويسمع منهم. وكان الخلْق في ضنكٍ من العَيْش معه. وكانوا يدسُّون إليه الرُقاع المختومة بالدُّعاء عَليْهِ والسّبّ لَهُ ولأسْلافه، حتى أنهم عملوا تمثال امرَأَة مِن كاغِدٍ بِخُفّ وإزار ثمّ نصبوها لَهُ. وفي يديها قصّة. فأمر بأخْذها مِن يدها، ففتحها فرأى فيها العظائم، فقال: أنظروا مِن هذه. فإذا هي تمثالٌ مصنوع. فتقدَّم بطلب الأمراء والعُرفاء فحضروا، فأمرهم بالمصير إلى مصر وضرْبها بالنّار ونَهْبها وقتْل أهلها. فتوجّهوا لذلك فقاتل المصريّون عَنْ أنفسهم بحسب ما أمكنهم. ولحق النَّهْبُ والحريق الأطراف والنّواحي الّتي لم يكن لأهلها قوّة على امتناعٍ ولا قُدرة على الدفاع.
واستمرَّت الحرب بين العبيد والرّعيّة ثلاثة أيام، وهو يركب ويشاهد النّار، ويسمع الصّياح. فيسأل عَنْ ذَلِكَ، فيقال لَهُ العبيد يحرقون مصر. فيتوجَّعُ ويقول: مِن أمرهم بهذا؟ لعنهُم الله.
قلتُ: بل لعنةُ الله عَلَى الكافر. فلمّا كان اليوم الثّالث اجتمع الأشراف والشّيوخ إلى الجامع ورفعوا المصاحف، وعجّ الخَلْقُ بالبكاء والاستغاثة بالله. فرحمهم الأتراك وتقاطروا إليهم وقاتلوا معهم. وأرسلوا إلى الحاكم يقولون لَهُ: نَحْنُ عبيدك ومماليكك، وهذه النار في بلدك وفيه حُرمنا أولادنا، وما عِلمْنا أنّ أهله جَنَوْا جنايةً تقتضي هذا. فإنْ كَانَ باطنٌ لا نعرفه عرّفْنا بِهِ، وانتظر حتّى نُخرج عيالنا وأموالنا، وإن كَانَ ما عَليْهِ هَؤلَاءِ العبيد مخالفًا لرايك أَطْلِقْنا في معاملتهم بما نُعامل بِهِ المفسدين.
فأجابهم: إنّي ما أردتُ ذَلِكَ ولا أذِنْت فيه، وقد أذِنْت لكم في الإيقاع بهم.
وأرسَل العبيد سرّا بأن كونوا عَلَى أمركم، وقواهم بالسلاح.(28/145)
فاقتتلوا، وعادوا الرّسالة: إنّا قد عرفنا غرضك، وإنّه إهلاكُ البلد. ولوّحوا بأنّهم يقصدون القاهرة. فلمّا رآهم مستظهرين، ركب حِمارهُ ووقفَ بين الفريقين، وأومأ إلى العبيد بالانصراف. وسكنت الفتنة.
وكان قدْر ما أُحرق مِن مصر ثُلثها، ونُهب نصفُها. وتَتَبَّع المصريون مِن أسر الزَّوجات والبنات، فاشتروهنَّ مِن العبيد بعد أن زَنَوْا بهنَّ، حتّى قَتَل جماعةٌ أنفسهنَّ مِن العار.
ثمّ زاد ظُلم الحاكم، وعَنَّ لَهُ أن يَدَّعي الرُّبوبيّة، كما فعل فرعون، فصار قومٌ مِن الجُهال إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد، يا مُحيي يا مُميت.
وكان قد أسلم جماعةٌ من اليهود، فكانوا يقولون: إنما نريد أن نعاود ديننا، فيأذَن لهم.
وأوحش أختَه بمراسلاتٍ قبيحة، وأنّها ترتكب الزّنا. فراسلت ابن دوّاس الأمير، وكان متخوفًا مِن الحاكم. ثمّ جاءت إِليْهِ فقّبل الأرض بين يديها، فقالت: قد جئتك في أمرٍ أحرسُ نفسي ونفسك. قَالَ: أَنَا خادمك. فقالت: أنت ونحن عَلَى خطرٍ عظيم مِن هذا. وقد أنضاف إلى ذَلِكَ ما تظاهر بِهِ وهتك الناموس الّذي أقامه آباؤنا، وزاد جنونه وحَمَل نفسه على ما لا يصبر المسلمون عَلَى مثله. وأنا خائفة أن يثور النّاس علينا فيقتلوه ويقتلونا، فتنقضي هذه الدّولة أقبح انقضاء. قَالَ: صدقتِ فِي الرأي. قالت: تحلف لي وأحلف لك عَلَى الكتْمان. فتحالفا عَلَى: قتله وإقامة ولده مكانه، وتكون أنت مدبر دولته. قَالَتْ: فاختْر لي عَبْدين تثق بهما عَلَى سَرَّك وتعتمد عليهما. فأحضر عبدين موصوفين بالأمانه والشهامة. فحلَّفَتْهما ووهبتهما ألف دينار، ووقَّعت لهما بإقطاع، وقالت: اصعدوا إلى الجبل فاكمنا لَهُ، فإنّ غدا يصعد الحاكم إليه وليس معه إلا الرّكابيّ وصبيّ، وينفردُ بنفسه. فإذا جاء فاقتلاه مَعَ الصبي. وأعطتهما سكّينتين مغربيّتين. وكان الحاكم ينظر في النّجوم. فنظر مولده، وكان قد حُكم عَليْهِ بقطعٍ في هذا الوقت، وأنه متى تجاوزه عاش نّيفًا وثمانين سنة.
فأحضر أُمَّهَ وقال: عليّ في هذه الليلة قطعٌ. وكأنّي بكِ قد هتِكت وهلكتِ مَعَ أختي، فتسلّمي هذا المفتاح، فلي في هذه الخزانة صناديق تشتمل على ثلاثمائة ألف دينار، فحوليها إلى قصرك لتكون ذخيرةً لك. فبكت وقالت: إذا كنتَ تتصوَّر هذا فَدَعْ ركوبك اللّيلة. فقال: أفعلُ.(28/146)
وكان في رَسْمه أنّه يطوف كلّ ليلةٍ حول القصر في ألف رَجُل، ففعل ذَلِكَ ثمّ نام. فانتبه الثُلث الأخير وقال: إنّ لم أركب وأتفرَّج خرجت نفسي.
فركب وصعِد الجبَل ومعه صبيّ. فخرج العبدان فصرَعاه وقطعا يديه وشقّا جوفَه وحملاه في كِساء إلى ابن دَوّاس، وقتلا الصَّبيّ. فحمله ابن دَوّاس إلى أخته فدفنته في مجلسٍ لها سرّا، وأحضرت الوزير واستكتمته واستحلفتْه عَلَى الطّاعة، وأن يكاتب وليَّ العهد عَبْد الرّحيم بْن إلياس العُبيدي ليُبادر، وكان بدمشق. وأنفذت إلى أميرٍ يقيم في الطّريق فإذا أوصل وليّ العهد قبض عَليْهِ وعدلَ بِهِ إلى تِنيس.
وكتبت إلى عامل تِنّيس عَنْ الحاكم أن يحمل إِليْهِ ما قد تحصّل عنده وكان ألف ألف دينار وألَفْي دِرهم. وفُقِد الحاكم، فماجوا في اليوم الثّالث وقصدوا الجبل، فلم يقفوا لَهُ عَلَى أثرٍ، فعادوا إلى أخته فسألوها عَنْهُ فقالت: قد كَانَ راسلني قبل ركوبه، وأعلمني أنّه يغيب سبعة أيام.
فانصرفوا مطمئنين. ورتّبت رِكابية يمضون ويعودون كأنهم يقصدون موضعه، ويقولون لكّل مِن سألهم: فارقناه في الموضع الفُلاني، وهو عائدٌ في يوم كذا.
"تدبير أخت الحاكم لقتل ابن دوّاس":
ولم تزل الأخت في هذه الأيّام تدعو وجوه القُواد تستحلفهم وتُعطيهم. ثمّ ألبست أبا الحَسَن عليّ بْن الحاكم أفخر الثّياب وأحضرت ابن دوّاس وقالت: المعمول في القيام بهذه الدّولة عليك، وهذا ولدك.
فقبّل الأرض. وأخرجت الصّبيّ ولقّبته بالظّاهر لإعزاز دين الله، وألبسته تاج المُعز، جدّها، وأقامت المأتم عَلَى الحاكم ثلاثة أيام. وهذَّبت الأمور، وخلعت عَلَى ابن دوّاس خِلعًا كثيرة، وبالغت في رفْع منزلته، وجلس معظَّمًا.
فلمّا ارتفع النهار خرج تسنيم صاحبُ السّرّ والسيفُ مَعه ومعه مائة رَجُل كانوا يختصّون بركاب السّلطان ويحفظونه، يعنى سِلحدارية1، فسُلموا إلى ابن دواس يكنون بحكمه. وتقدمت إلى نسيم أن يضبط أبواب القصر، ففعل. وقالت لَهُ: أخرج بين يدي ابن دوَّاس فقُل: يا عبيدُ مولانا، الظاهرُ أمير المؤمنين يَقُولُ لكم: هذا قاتلُ مولانا الحاكم، واعلُهْ بالسَّيف. ففعل ذلك.
__________
1 السلحدارية: يعني بهم حراس السلطان.(28/147)
ثمّ قتلت جماعةً ممّن أطّلع عَلَى سرّها فعظُمت هيبتها. وقيل: إنّ اسمها "ستّ المُلك".
توفيت سنة أربع عشرة.
"وزارة ابن سهلان والقبض عَليْهِ":
وفيها: انحدر سلطان الدّولة إلى واسط، وخَلَع عَلَى أَبِي محمد بْن سهلان الوزير، وأمره أن يضرب الطَّبْل في أوقات الصّلوات. ثمّ قبض عَليْهِ وسَمَله.
"الغلاء في العراق":
وفيها: كَانَ الغلاء بالعراق، واشتدّت المجاعة وأُكِلت الكلاب والبِغال، وعظُم الخَطْب.
"هلاك وليّ العهد الحاكم بأمر الله":
وفيها: كَانَ هلاك عَبْد الرّحيم وليّ عهد الحاكم، ذكرت أخباره وترجمته. وقد عمل شاعرٌ في مصادرته لأهل دمشق هذه القصيدة:
تقضّي أوانُ الحرب والطعنِ والضربِ ... وجاء أوانُ الوَزْن والصَّفْع والضَّرْب.
وأضحت دمشقُ في مُصابٍ وأهلُها ... لهم خبرٌ قد سار في الشَّرق والغَربْ.
حريقٌ وجوعٌ دائمٌ ومَذَلَّة ... وخوفٌ فقد حُق البُكاء مَعَ النَّدْبِ.
وأضْحَتْ تِلالًا قد تمحت رسُومها ... كبعض ديار الكُر بالخسف والقلبِ
في أبيات.
"رواية ابن القلانسي عَنْ هلاك وليّ العهد":
قَالَ أبو يَعْلَى حمزة في تاريخه: عاد عَبْد الرّحيم وليّ العهد إلى دمشق في رجب، فتعجّب النّاس من اختلاف أراء الحاكم. فلم يلبث أن وصل ابن دَاوُد المغربيّ على نجيبٍ مُسرعٍ ومعه جماعة، يوم عَرَفة "مِن سنة إحدى عشرة"، بِسِجِلّ إلى وليّ العهد المذكور. ودخلوا عَليْهِ القصر، وجرى بينهم كلامٌ طويل، ثمّ إنهم أخرجوه وضربوه. وأصبح الناسُ يوم الأضحي لم يصلُّوا صلاة العيد لا في المُصلى ولا في الجامع. وسار بِهِ أولئك إلى مصر.(28/148)
"ولاية أبي المطاع ابن حمدان دمشق":
ثمّ وصل عَلَى إمرة دمشق ثانيا أبو المطاع بن حمدان، وكان سائسًا أدبيًا شاعرًا، فَوَلي مدّة شهرين.
"ولاية سختِكين دمشق":
ثمّ عُزِلَ بشهاب الدّولة سُختكين، فَوَلي عامين، وأعيد ابن حمدان1.
__________
1 انظر: المختصر في أخبار البشر "2/ 151"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 61"، والنجوم الزاهرة "4/ 184 - 192"، ونهاية الأرب "26/ 247"، والعبر "3/ 104".(28/149)
"أحداث سنة اثنتي عشرة وأربعمائة":
"اعتراض العرب البدو لقافلة الحجّاج":
لم يحجّ العراقّيون في العامين الماضيَيْن، وقصد طائفة يمين الدّولة محمود بْن سُبُكْتكين وقالوا: أنت سلطان الإسلام، وأعظم ملوك الأرض، وفي كلّ سنة تفتتح مِن بلاد الكُفر ناحيةً، والثّواب في فتح طريق الحجّ أعظم. وقد كان بدر بْن حَسْنَوَيْه، وما في أمرائك إلا مِن هُوَ أكبر منه، يسير الحاجّ بماله وتدبيره عشرين سنة. فانظر الله واهتم بهذا الأمر.
فتقد إلى قاضيه أَبِي محمد النّاصحيّ بالتّأهُّب للحجّ، ونادى في أعمال خُراسان بالتأهب للحج. وأطلق العرب في البادية ثلاثين ألف دينار سلّمها إلى النّاصحيّ، غير مال الصّدقات.
فحجّ بالنّاس أبو الحَسَن الأقساسيّ، فلمّا بلغوا فَيْد حاصرتهم العرب، فبذل لهم النّاصحيّ خمسة آلاف دينار، فلم يقنعوا وصمّموا عَلَى أخذ الرَّكْب. وكان رأسهم جماز بن عُدي قد انضم إليه ألفا رجلٍ مِن بني نَبهان، وكان جبّارًا. فركب فرسه وعليه درع وبيده رُمح. وجال جولةً يُرهبُ بها.
وكان من السَّمَرْقَنْديّين غلام يُعرف بابن عفّان، فرماه بنَبْلة وقعت في قلبه فسقط ميتًا، وهرب جَمْعُه وعاد الرَّكْبُ سالمين.(28/149)
"وزارة الرُّخجي":
وفيها: قُلد الوزارة أبو الحَسَن الرُّخجي ولُقب "مؤيَّد المُلك".
"القبض عَلَى أَبِي القاسم ابن المغربي الوزير":
وقبض قِرْواش بْن المقلد على أبي القاسم بن المغربيّ الوزير.
"وثوب الإدريسي عَلَى عمّه بالأندلس":
وفيها: توثب يحيى بن علي الإدريس بالأندلس عَلَى عمّه المأمون، فهرب منه، ثمّ جمع الجيوش وأقبل1.
__________
1 انظر: المنتظم "7/ 292 - 302"، والكامل في التاريخ "9/ 312 - 329"، والبداية والنهاية "12/ 9 - 11"، وتاريخ حلب "324، 325"، والنجوم الزاهرة "4/ 180 - 192"، وشذرات الذهب "3/ 189 - 197".(28/150)
"أحداث سنة ثلاث عشرة وأربعمائة":
"ضرْب الحجر الأسود وكسْره":
فيها: عمد بعض المصرييّن إلى الحجر الأسود فضَربه بدبوسٍ1 كسر منه قِطَعًا. فقتله الحُجاج، وثار أهلُ مكّة بالمصرييّن فنهبوهم وقتلوا منهم جماعة.
ثمّ ركب أبو الفتح الحَسَن بْن جعفر، صاحب مكّة فأطفأ الفتنة، وردّهم عَنْ المصرييّن.
قَالَ هلال بْن المحسَّن: قِيلَ إنّ الضّارب بالدّبّوس ممّن استغواهم الحاكم وأفسد أديانهم. وقيل: كَانَ ذَلِكَ في سنة أربع عشرة.
"قَتْل ضارب الحجر الأسود":
وقال: أُبَيٌ النَّرْسيّ، أَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن علي بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ، قَالَ في سنة ثلاث عشرة: لما صُليت الجمعة يوم النَّفْر الأوّل، ولم يكن رجع الحاجُّ
__________
1 الدبوس: وهو عمود على شكل هراوة مدملكة الرأس. و -: قضيب من معدن على هيئة المسمار الصغير "ج" دبابيس.(28/150)
بعدُ من منى قام رجلٌ فقصد فضربه ثلاث ضربات بدبّوس وقال: إلى مَتَى يُعبد الحجر ولا محمد ولا عليّ؟ فيمنعني محمد ممّا أفعله، فإنيّ أهدم اليوم هذا البيت. فاتّقاه أكثر الحاضرين وكاد يُفلت. وكان أحمر أشقر تامّ القامة جسيمًا، وكان عَلَى باب المسجد عشرةٌ مِن الفُرسان عَلَى أن ينصروه، فاحتسب رجلٌ فَوَجَأه بخِنْجر وتكاثر عَليْهِ النّاس فقُتل وأُحرق، وقُتل جماعة ممّن أُّتهم بمعاونته ومُصاحبته، وأُحرقوا بالنّار.
وبانت الفتنة، فكان الظّاهر من القتلى أكثر مِن عشرين رجلًا غير ما أُخفي، وألحقوا في ذَلِكَ اليوم عَلَى المصرييّن بالنَّهْب والسَّلْب. وفي ثاني يوم ماج النّاس واضطّربوا.
وقيل: إنه أُخذ من أصحاب أربعةٌ اعترفوا بأنّهم مائة بايعوا عَلَى ذَلِكَ. فضُربت أعناق الأربعة.
"تشقّق الحجر الأسود":
وتخشّن وجه الحجر مِن تِلْكَ الَّضربات، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وتشقّق وخرج مكسَّره أسمر يضرب إلى صُفرة محببًّا مثل الخَشْخاش. فأقام الحجرُ عَلَى ذَلِكَ يومين، ثمّ إنّ بني شَيْبة جمعوا الفُتات وعجنوه بالمِسْك واللّكّ وحَشَوا الشقُوق وطَلَوْها بطلاءٍ مِن ذَلِكَ. فهو يتبيَّن لمن تأمله، وهو عَلَى حاله إلى اليوم1.
"استيلاء المأمون عَلَى قُرْطُبَة":
وفيها زحف المأمون قاسم بْن محمود الإدريسي في الجيوش، وحارب ابن أخيه يحيى بْن عليّ، فهُزم يحيى واستولى المأمون عَلَى قُرطبة. ثمّ اضطّرب أمره بعد شهور. وجَرَت للمأمون أمور ذُكرت في ترجمته سنة إحدى وثلاثين.
__________
__________
1 انظر: المنتظم لابن الجوزي "1/ 8، 9"، والبداية والنهاية "12/ 13، 14"، والنجوم الزاهرة " 4/ 250"، وصحيح التوثيق "7/ 485".(28/151)
"أحداث سنة أربع عشرة وأربعمائة":
"مسير السلطان مشرّف الدّولة إلى بغداد":
سار السلطان مشرف مُصعدًا إلى بغداد مِن ناحية واسط، ورُوسل القادر بالله في البروز لِتَلَقّيه، فتلقّاه مِن الزّلاقة1. ولم يكن تَلَقَّى أحدًا مِن الملوك قبله. فركب في الطّيّار، وعن جانبه الأيْمَن الأمير أبو جعفر، وعن يَساره الأمير أبو القاسم، وبين يديه أَبُو الْحَسَن علي بْن عَبْد الْعَزِيز، وحوالي القُبة الشريف أَبُو القاسم المرتضي، وأبو الحَسَن الزَّيْنبيّ، وقاضي القُضاة ابن أبي الشّوارب، وفي الزّبازب المُسودة مِن العبّاسييّن، والقُضاة، والقُرَّاء، والعلماء.
ونزل مشرّف الدّولة في زَبْزَبه بخَوَاصه، وصعد إلى الطّيّار، فقبَّل الأرض وأجلس عَلَى كُرسي، وسأله الخليفة عَنْ خبره وكيف حاله، والعسكر واقفٌ بأسره عَلَى شاطئ دِجلة، والعامّة في الجانبين. ثمّ قام مشُرف الدّولة فنزل إلى زَبْزَبه. وأصعَدَ الطّيّار.
"توغّل يمين الدّولة في بلاد الهند":
وفيها: وَرَدَ كتابُ يمين الدولة محمود بن سُبُكتكين إلى القادر يذكر أنّه أوغل في بلاد الهند حتّى جاء إلى قلعةٍ فيها ستّمائة صنم.
وقال: أتيتُ قلعةً لَيْسَ لها في الدّنيا نظير، وما الظّنُّ بقلعة تَسَعُ خمسمائة فيْل، وعشرين ألف دابّة، وتقوم لهؤلاء بالعُلُوفة. وأعان الله حتّى طلبوا الأمان، فأمّنتُ مِلكَهم وأقْررتُه عَلَى ولايته بخراج ضُرب عَليْهِ، وأنفذ هدايا كثيرة وفيَلَة. ومن ذَلِكَ طائر عَلَى شكْل القُمري إذا حضر عَلَى الخِوان وكان فيه شيءٌ مسموم دمعتْ عينُهُ وجرى منها ماء وتحجّر، ويُحك فيُطْلَى بما تحلّل مِن دمعه المتحجر الجراحات الكبار فيلحمها، فقُبلت هديته. وانقلب العبدُ بنعمةٍ مِن الله وفضل. قلتُ: وهذه وقعة ياردين، وهي مِن الملاحم الكِبار، بلغت راية الإسلام في الهند إلى مكان لم تبلغْه قطّ. ووُجد في بيت بذّ عظيم حجر منقوش، دلّت كتابته عَلَى أنّه مَبْنيُّ من أربعين ألف سنة.
فقضى السّلطان والناسُ من جهلِ القوم عجبًا. إذا بعضُ أهل الشّريعة يقولون إنّ مدَّة الدّنيا سبعة آلاف سنة. وعاد السّلطان بتلك الغنائم حتّى كَاد عدد الأرقّاء يزيد عَلَى عدد الدهماء. ونزلت قيمهم حنى اقتناهم أرباب المهن الخاملة.
__________
1 والزلاقة: الموضع لا تثبت عليه القدم و -: جهاز ثابت يجلس عليه الصبي فينزلق من أعلى إلى أسفل.(28/152)
"وزارة أَبِي القاسم المغربي":
وفيها: استوزر مؤيَّد المُلْك أبا القاسم المغربيّ الوزير.
"حج الأقساسيّ بالعراقيين":
وحجّ بالعراقييّن أبو الحَسَن محمد بْن الحَسَن الأقساسيّ، وعاد عَلَى درْب الشّام لفساد الدّرْب العراقيّ، فأكرمهم والى الرملة ونفَّذ لهم الظّاهر مِن مصر ذَهَبًا وخِلَعًا، فقبِل ذَلِكَ أميرُ الرّكْب. وساروا إلى بغداد، فتألّم القادر وهَمَّ بالأقساسيّ، وسبّ صاحب مصر وطعن في نَسَبهم، وقال: إنما أصلهم يهود. ثمّ أُحرِقت الخلع بباب النوبي1.
__________
1 راجع: البداية والنهاية "12/ 16"، والنجوم الزاهرة "4/ 251"، والمنتظم "8/ 13".(28/153)
"أحداث سنة خمسٍ عشرة وأربعمائة":
"إحراق خِلع صاحب مصر":
فيها: حجّ بالعراقييّن أبو الحسن الأقساسيّ، ومعه حَسْنَك صاحب محمود بْن سُبُكْتكين، فنفّذ إِليْهِ الظاهر صاحب مصر خِلعًا وصلةً فقبِلَها، ثمّ خاف ولم يدخل بغداد. فكاتب الخليفةُ محمودًا بما فعل حَسْنَك، فنفذ مَعَ رسوله الخِلَع المصريّة، فأُحرِقت عَلَى باب النُّوبي.
"وزارة الجرجرائيّ":
وفيها: ولى وزارة مصر للظّاهر: نجيبُ الدّين عليُّ بْن أحمد بْن الْجَرْجرائي.
"موت ستّ المُلْك":
وماتت "ستُّ المُلْك"، أخت الحاكم الّتي قتلت الحاكم.
"وفاة سلطان الدّولة":
وفيها: تُوُفّي سلطان الدّولة أبو شجاع ابن عضد الدولة بن بوبه بشيراز، وكانت مدّة ولايته اثني عشر عامًا وأشْهُرًا، وولى صبيّا ومات عَنْ ثلاثٍ وعشرين سنةٍ.(28/153)
"هَلاك الحجّاج العراقيّين بعَقَبة واقصة" 1:
وفيها: هلك عدد كثير بعَقَبة واقصَة مِن الحُجّاج العراقيّين، عطّلت عليهم الأعْراب المياه والقُلُب ليأخذوا الرَّكْب. وتُسمّى "سنة القرعاءُ". فروى أبو عليّ البرداني الحافظ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عاد الرَّكب وليس لهم ماء، فهلكوا جميعًا بعقبة واقصة2.
__________
1 واقصة: منزل في طريق مكة بعد القرعاء نحو مكة. وقبل العقبة لبني شهاب من طيء، ويقال لها: واقصة الحزون، وهو دون زبالة بمرحلتين. "معجم البلدان 4/ 325"، "5/ 354".
2 انظر: المنتظم "8/ 8 - 16"، والبداية والنهاية "12 - 13 - 17"، والعبر "3/ 110، 111".(28/154)
أحداث سنة ستة عشرة وأربعمائة
...
"أحداث سنة ست عشرة وأربعمائة":
"انتشار العيّارين ببغداد":.
فيها: انتشرت العيّارون ببغداد، وخرقوا الهَيْبَة، وواصلوا العَمْلات والقتْل.
"وفاة السلطان مشرّف الدّولة":
وفي ربيع الأوّل تُوُفّي مشرّف الدّولة السّلطان، ونُهبت خزائنه.
وهو مشرّف الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدولة بن بُوَيْه الدَّيْلَميّ.
"سلطنة جلال الدّولة أَبِي طاهر": واستقرّ الأمر عَلَى تولية جلال الدّولة أَبِي طاهر، فخُطب لَهُ عَلَى المنابر، وهو بالبصرة.
"وزارة ابن ماكولا":
فخلع عَلَى شرف المُلْك أَبِي سعْد بْن ماكولا وزيره، ولقّبه "عَلَم الدّين، سعْد الدّولة، أمين المِلَّة، شرف المُلْك". وهو أوّل مِن لُقَّب بالألقاب الكثيرة.
قلتُ: ولعلّه أول مِن لُقَّب باسمٍ مضافٍ إلى الدين.
"ميل الْجُنْد إلى سلطنة أَبِي كاليجار":
ثمّ إنّ الْجُنْد عدلوا إلى المُلْك أَبِي كاليجار ونوّهوا باسمه، وكان وليّ عصر أَبِيهِ(28/154)
سلطان الدّولة الّذي استخلفه بهاء الدّولة عليهم فخُطب لهذا ببغداد، وكُوتب جلال الدّولة بِذَلِك، فأصعد مِن واسط.
"رسالة ابن سُبُكْتكين إلى القادر بالله":
وكان قد نفّذ صاحبُ مصر إلى محمود بْن سُبُكْتكين حاجبه مَعَ أَبِي العبّاس أحمد بْن محمد الرّشيديّ الملقّب بزيْن القُضاة. فجلس القادر بالله بعد أن أحضر القُضاة والأعيان، وحضر أبو العبّاس الرّشيديّ وأحضر ما كَانَ حمله صاحب مصر، وأديّ رسالة محمود بْن سُبُكْتكين بأنّه الخادم المخلص الّذي يرى الطّاعة فَرْضًا، ويبرأ مِن كلّ مِن يخالف الدعوة العبّاسية.
فلمّا كَانَ بعد اليوم أُحرقت تِلْكَ الخِلَع الّتي مِن صاحب مصر كما ذكرنا وسُبِك مركب فضّة أهداه، فكان أربعة آلاف وخمسمائة وستين درهمًا، فتصّدق بِهِ عَلَى ضُعَفاء الهاشميّين.
"تفاقم أمر العيّارين في بغداد":
وتفاقم أمرُ العيّارين، وأخذوا النّاسَ جَهَارًا، وفي اللّيل بالمشاعل والشّمْع. كانوا يدخلون عَلَى الرّجل فيطالبونه بذخائره ويعذّبونه.
وزاد البلاء، وأُحرِقت دار الشّريف المرتضى. وغَلَت الأسعار.
"امتناع الحجّ مِن العراق":
ولم يَحُجَّ أحدٌ مِن العراق.
"كثرة الفتن في الأندلس":
وكانت الأندلس كثيرة الحروب والفِتَن عَلَى الملك في هذا الزمان، وهم فرق1.
__________
1 انظر المنتظم "8/ 21"، والبداية والنهاية "12/ 18"، والكامل في التاريخ "9/ 349"، والعبر "3/ 121".(28/155)
"أحداث سنة سبع عشرة وأربعمائة":
"انتهاء الكرْخ وإحراقها":
فيها: ورد الإسْفَهْسِلاريّة إلى بغداد، فراسلوا العيّارين بالانصراف عَنْ البلد، فما فكّروا فيهم، وخرجوا إلى خِيَم الإسْفَهْسِلاريّة وصاحوا وشتموهم وتحاربوا، ولبس الْجُنْد مِن العنق السّلاح، وضربوا الدّبادب، وهجموا عَلَى أهل الكَرْخ، وأحرقوا مِن الدّقّاقين إلى النّحّاسين، ونُهب الكَرْخ، وأخِذ شيءٌ كثير مِن القطيعة ودرب أَبِي خَلَف، وأشرف النّاس على خطةٍ صعبةٍ. وكان ما نهبه الغَوْغَاء أكثر ممّا نهبته الأتراك.
ومضى المرتضى إلى دار الخلافة، فجاء الإسْفَهْسِلاريّة وسألوا التَّقدُّم إليه بالرجوع. فخلع عَليْهِ وتقدّم إليه بالعَوْد.
ثمّ حُفظت المَحَالّ واشتدّت المصادرات، وقُرّر عَلَى أهل الكَرْخ مائةُ ألف دينار.
"شهادة الصّيْمري عند ابن أَبِي الشوارب":
وفيها: شهِد الحسين بْن عليّ الصَّيْمريّ عند قاضي القُضاة ابن أَبِي الشّوارب، بعد أن استتابه ممّا ذكر عَنْهُ مِن الاعتزال.
"تجمد دجلة":
وجاء برد شديد، جلّدت أطراف دجلة. وأمّا السّواقي والمجاري فكانت تجمد كلّها.
"انقضاض كوكب":
وانقضّ كوكب عظيم الضوء، كَانَ لَهُ دَوِيّ كَدَويّ. الرّعْد.
"اعتقال الوزير ابن ماكولا":
واعتقل جلالُ الدّولة وزيره أبا سعْد بْن ماكولا, واستوزر ابن عمّه أبا عليّ بْن ماكولا.
"امتناع حاجّ العراق":
ولم يحج ركب العراق.
"وفاة ابن أبي الشوارب":
وتوفي قاضي القضاة ابن أبي الشوارب.(28/156)
"أحداث سنة ثمان عشرة وأربعمائة":
"وقوع البَرَد في البلاد":
في ربيع الأوّل جاء بردٌ بقُطربل والنُّعْمانّية قتل كثيرًا مِن الغَنَم والوحْش. قِيلَ: كَانَ في البَرَدة رِطْلان وأكثر. وجاء بعده بأيّام بَرَد ببغداد كقدر البَيْض وأكبر.
وجاء كتابٌ من واسط بأنّه وقع بردٌ في الواحد منه أرطال، فهلكت الغلات، وأمْحلت البلاد.
"إعادة الخطبة لجلال الدّولة":
وفيها: قصد الإسْفَهْسِلاريّة والغلْمان دار القادر بالله إنّك مالك الأمور، وقد كنّا عند وفاة المُلْك مشرّف الدّولة اخترنا جلال الدّولة ظنًا منّا أنّه ينظر في الأمور، فأغفلَنَا، فَعَدلْنا إلى المُلْك أَبِي كاليجار ظنًا منّا أنّه يحقق وعدنا بِهِ، فكنّا عَلَى أقبح مِن الحالة الأولى. ولا بُد مِن تدبير أمورنا. فخرج الجواب بأنّكم أبناء دولتنا، وأوّل ما نأمركم أن تكون كلمتكم واحدة. وقد وَقَع عقد لأبي كاليجار لا يحسُن حلّة، ولبني بُويه في رِقابنا عُهود لا نعدل عَنْهَا. فَدَعُونا حتّى نكاتب أبا كاليجار ونعرف ما عنده.
وكتب إليك إنّك إنّ لم تدارك الأمر خرج عَنْ اليد.
ثمّ أل الأمر إلى أن عاودوا وسألوا إقامة الأمر لجلال الدّولة أَبِي الطاهر، فأُعيدت الخطبة لَهُ.
"كتاب سُبُكْتكين إلى الخليفة عَنْ الصّنم بالهند":
وكتب محمود بْن سُبكتكين إلى الخليفة كتابًا فيه ما فتحه مِن بلاد الهند وكسره الصَّنَم المشهور بسومنات. وإنّ أصناف الهند افتتنوا بهذا الصَّنم، وكانوا يأتونه من كل(28/157)
فج عميق، فيتقربون إليه بالأموال. ورتُب له ألف رجل للخدمة وثلاثمائة يحلقون رؤوس حجيجه، وثلاثمائة يغنّون عَلَى باب الصَّنم.
ولقد كَانَ العبْد يتمنى قلْعَ هذا الصّنم، ويتعرّف الأحوال، فتوصف لَهُ المفاوز إليه وقلّة الماء وكثرة الرّمال. فاستخار العبدُ الله في الانتداب لهذا الواجب طلبًا للأجر، ونهض في شَعْبان سنة ستّ عشرة في ثلاثين ألف فارس سوى المطّوّعة، ففرّق في المطّوّعة خمسين ألف دينار معونةً، وقَضَى الله بالوصول إلى بلد الصّنم، وأعان حتى ملك البلد، وقُلِع الوثن، وأوقدت عَليْهِ النّار حتّى تقطّع. وقُتل خمسون ألفًا مِن أهل البلد.
"الأمر بضرب الطبل في أوقات الصلوات":
وفي رمضان قِدم السّلطان جلال الدّولة بعد أن خرج القادر بالله لِتَلَقيه، واجتمعا في دِجلة. ثمّ نزل في دار السّلطنة، وأمر أن يُضرب لَهُ الطَّبْل في أوقات الصّلوات الثّلاثة. وعلى ذَلِكَ جرت الحال في أيّام عضُد الدّولة وصمصامها وشرفها وبهائها. فثُقل هذا الفِعْل عَلَى القادر بالله وأرسل إِليْهِ يكلّمه. فاحتجّ جلالُ الدّولة بما فعله سلطان الدّولة، فقيل: كَانَ ذَلِكَ عَلَى غير أصل ولا إذنٍ، ولم تجر العادة بمماثلة الخليفة في هذا الأمر.
وتردّد الأمرُ إلى أن قطع الملك ضرب الطبل بالواحدة. فأذن الخليفة ضرب الطبلِ في أوقات الصّلوات الخمس.
"البَرَد والجليد في العراق":
وكان في هذه السنة بردٌ وجليد شديد بالعراق حتّى جمدَ الخلُّ وأوابل الدّوابّ.
"امتناع الحاجّ مِن بغداد":
ولم يحجّ أحدٌ من بغداد1.
__________
1 انظر: المنتظم "8/ 21 - 29"، ومرآة الجنان "3/ 29"، والبداية والنهاية "12/ 18 - 24"، والعبر "3/ 121 - 124".(28/158)
"احداث سنة تسع عشرة وأربعمائة":
"احتجاج الغلمان والإسْفَهْسِلاريّة عَلَى جلال الدّولة":
في المحَّرم اجتمع الغلمان وأكابر الإسْفَهْسِلاريّة وتحالفوا عَلَى اتفّاق الكلمة، وبرَّزوا الخِيم. ثمّ أنفذوا إلى الخليفة يقولون: نَحْنُ عُبَيْد أمير المؤمنين، وهذا المِلك متوفرٌ عَلَى لَذّاته لا يقوم بأمورنا، ونريد أن تأمره أن يصير إلى البصرة ويُنفذ ولده نائبًا له. فأجيبوا.
فأنفذ السلطان أبا الحسن الزيني، وأبا القاسم المرتضى برسالةٍ فاعتذر.
فقالوا: تُعجل ما وعدنا بِهِ. فأخرج مِن المصاغ والفضّة أكثر مِن مائة ألف درهم، فلم تُرضهم. ثمّ بكّروا فنهبوا دار الوزير أَبِي عليّ بْن ماكولا، وعظُمت الفتنة وزالت الهيبة، ونهبوا بعض العوامّ، ووكّلوا جماعةً بدار السّلطنة ومنعوا مِن دخول الطّعام والماء. فضاق الأمرُ عَلَى مِن فيها حتّى أكلوا ما في البُستان وشربوا ما في الآبار.
فخرج جلال الدّولة، ودعا الموكَّلين بالأبواب، فلم يجيبوه، فكتب ورقة: إنّي راجعٌ عَنْ كلّ ما أنكرتموه.
فقالوا: لو أعطيتنا مال بغداد لم تصلُح لنا. فقال: أكَرِهْتُموني، فمكّنِوني مِن الانحدار. فابتيع لَهُ زبزب شِعث، فقال: يكون نزولي بالليل. قَالُوا: لا، بل السّاعة.
والغلمان يَرَوْنَه فلا يسلّمون عَليْهِ. ثمّ حَمَل قوم مِن الغلمان إلى السُرادق، فظنّ أنّهم يريدون الحُرم، فخرج من الدار وفي يده طِبر. فقال: قد بلغ الأمر إِلَى الحُرم؟
فقال بعضهم: ارجْع إلى دارك فأنت مَلِكُنا. وصاحوا: "جلال الدولة يا منصور". وترجلوا فقلبوا الأرض، فأخرج المصاغ والفَرْش والآلات الكثيرة فأبيعت، ولم تفِ بمقصودهم.
فاجتمعوا إلى الوزير ابن ماكولا، وهمّوا بقتله، فقال: لا ذَنْب لي.
"موت ملك إقليم كَرْمان":
ومات فيها ملك إقليم كَرْمان قوام الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضُد الدولة، فأخذ كَرْمان بعده ابن أخيه أبو كاليجار.(28/159)
انعدام الرُطب ببغداد:
وعُدم الرُطب ببغداد إلى أن أبيع ثلاثة أرطال بدينار جلاليّ.
امتناع الحاجّ مِن العراق:
ولم يحج أحدٌ مِن العراق.
ولاية الدّزبري دمشق:
وفيها: ولى دمشق للعُبيديين أمير الجيوش الدّزْبَريّ، وكان شجاعًا شهمًا سائسًا منصِفًا، واسمه أبو منصور أنُوشتكين التّركيّ، له ترجمة طويلة في سنة 433.(28/160)
"أحداث سنة عشرين وأربعمائة":
"وقوع البَرَد بالنعمانّية":
فيها: وقع بَرَدٌ كبار بالنُّعْمانية، في البَرَدَة أرطال.
وجاءت ريح عظيمة قلعت الأصول والزّيتون العاتية، وكثيرًا مِن النّخْل. ووُجدت بَرَدَة عظيمة يزيد وزنها عَلَى مائة رطل، وقد نزلت في الأرض نحوًا من ذراع.
"كتاب سُبكتكين إلى القادر بالله":
وفيها: ورد كتاب محمود بْن سُبُكْتكين، وهو: "سلامٌ عَلَى سيّدنا ومولانا الإمام القادر بالله أمير المؤمنين، إنّ كتاب العبد صادر عَنْ معسكره بظاهر الرَّيّ غُرة جُمادى الآخرة. وقد أزال الله عن هذه البقع أيدي الظّلَمة، وطهَّرها مِن أيدي الباطنيّة الكَفَرة.
وقد تناهَتْ إلى الحضرة حقيقة الحال فيما قصَر العبدُ عَليْهِ سعْيَه واجتهاده غزْو أهل الكُفْر والضّلال، وقمع مِن نبغ بخُراسان مِن الفئة الباطنيّة. وكانت الرّيّ مخصوصة بالتجائهم إليها، وإعلانهم بالدّعاء إلى كُفْرهم فيها، يختلطون بالمعتزلة والرّافضة، ويتجاهرون بشتم الصّحابة، ويُسرون الكُفْرَ ومذهبَ الإباحة. وكان زعيمهم رستم بْن عليّ الدَّيْلَميّ. فعطف العبدُ بالعساكر فطلع بجُرجان، وتوقّف بها إلى انصراف الشّتاء. ثمّ سار إلى دامغان، ووجّه غالبَ الحاجب في مقدّمة العسكر،(28/160)
فبرز رستم عَلَى حُكم الاستسلام والاضطّرار، فقبض عليه وعلى رؤوس الباطنيّة مِن قُواده، وخرج الدَّيالمة معترفين بذنوبهم، شاهدين بالكُفر والرَّفْض عَلَى نفوسهم، فرُجع إلى الفقهاء في تعرُّف أحوالهم، فأفْتوا بأنّهم خارجون عَنْ الطّاعة، داخلون في أهل الفساد، يجب عليهم القتل والقطع والنفي على مراتب جنايتهم إن لم يكونوا مِن أهل الإلحاد. فكيف واعتقادهم لا يخلوا مِن التَّشَيُّع والرَّفْض والباطن. وذكر هَؤلَاءِ الفقهاء أن أكثر هؤلاء القوم يُصلّون ولا يُزّكون، ولا يعترفون بشرائط الدّين، ويجاهرون بالقذف وشتم الصحابة. والأمثل منهم معتقدٌ مذهب الاعتزال، والباطنيّة منهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر.
وحكموا - يعني الفقهاء - بأنّ رستم بن عليّ في حباله خمسون امرَأَة مِن الحرائر، وَلَدْنَ لَهُ ثلاثةً وثلاثين نفْسًا. وحوّل رَأَيْته إلى خُرسان، فانضم إليه أعيان المعتزلة والرّافضة. ثمّ نظر فيما احتجبه رستم، فعثر مِن الجواهر عَلَى ما قيمته خمسمائة ألف دينار.
ثمّ ذكر أشياء مِن الذَّهب والسُّتُور والفَرْش، إلى أن قَالَ: فَخَلَت هذه البُقْعة مِن دُعاة الباطنّية وأعيان الرّوافض، وانتصرت السُنة، فطالع العبدُ بحقيقة ما يسّره الله تعالى لنصر الدولة القاهرة.
"انفضاض كوكب":
وفي رجب انقضّ كوكبٌ عظيم أضاءت لَهُ الأرض، وكان لَهُ دَويٌ كدويّ الرّعد.
"اضطراب الأمر في بغداد":
وفي شَعبان اضّطرب أمرُ بغداد وكثُرت العَمْلات. وكبس العيّارون المَحَالّ.
"غَوْر الماء في الفرات":
وأيضًا غارَ الماء في الفُرات غَوْرًا شديدًا، وبلغ أجرة طحن الكارة الدّقيق دينارا.
"قراءة كتاب القادر بالله بتفضيل السُنة":
وفيه جُمع العلماء والقُضاة في دار الخلافة، وقُرِئ عليهم كتابٌ طويل عمله القادر بالله يتضمَّن الوعظ وتفضيل مذهب السُنة، والطّعن على المعتزلة. وفيه أخبار كثيرة في ذَلِكَ.(28/161)
"قراءة كتابٍ ثانٍ":
وفي رمضان جُمعوا أيضًا وقرأ عليهم أبو الحسن بْن حاجب النُعمان كتابًا طويلًا عمله القادر بالله، فيه أخبار وفاة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وفيه ردٌ عَلَى مِن يَقُولُ بخلْق القرآن، وحكاية ما جرى بين عَبْد العزيز وبِشْر المَرِيسيّ، ثمّ ختمه بالوعظ والأمر بالمعروف والنَّهي عَنْ المنُكْر.
"قراءة كتاب ثالث":
وفي ذي القعدة جُمعوا لكتابٍ ثالث في فضل أَبِي بَكْر، وعمر، وسب مِن يَقُولُ بخلْق القرآن، وأُعيد فيه ما جرى بين عَبْد العزيز وبِشْر المَرِيسيّ. وأقام النّاس إلى بعد العَتْمة حتّى فرغ، ثمّ أخذ خطوطهم بحضورهم وسماع ما سمعوه.
"خطبة الشيعيّ بجامع براثا 1 ":
وكان يخطب بجامع براثا شيعيَّ فيُظهر شِعارهم. فتقَّدم إلى أَبِي منصور بْن تمّام الخطيب ليخطب ببراثا ويُظهر السُّنَّة. فخطب وقصَّر عمّا كَانَ يفعله مِن قَبْله في ذِكْر عليّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَرَموه بالآجُر، فنزل ووقف المشايخ دونه حَتَّى أسرع فِي الصلاة. فتألم الخليفة وغاظه ذلك، وطلب الشريف المرتضى، وأبا الحَسَن الزَّيْنبيّ وأمر بمكاتبة السلطان والوزير أَبِي عليّ بْن ماكولا.
"كتاب الخليفة إلى السلطان عَنْ خطبة الشيعي":
وكان فيما كتب: "إذا بلغ الأمر أطال الله بقاءه صاحب الجيش إلى الجرأة عَلَى الدّين وسياسة الدّولة والمملكة، ثَّبتها الله، مِن الرُّعاع والأَوْباش فلا صبر دون المبالغة بما توجبه الحِمية، وقد بلغه ما جرى في يوم الجمعة الماضية في مسجد براثا الّذي يجمع الكفرة والزّنادقة، ومن قد تبرّأ الله منه فصار أشبه شيءٍ بمسجد الضرار. وذلك أن خطيبًا كان فيه يجري إلى ما يخرج بِهِ عند الزَّنْدقة والدّعوى لعليّ بْن أَبِي طَالِب عَليْهِ السلام بما لو كَانَ حيا لقد قابله. وقد فعل ذَلِكَ في الغُواة أمثال هَؤلَاءِ الغُثاء الّذين يدعون الله ما تكاد السموات ينفطرون منه. فإنه كَانَ في بعض ما يورده هذا الخطيب
__________
1 راجع معجم البلدان "1/ 362، 363".(28/162)
قبحه الله يَقُولُ بعد الصّلاة عَلَى الرَّسُول: وعلى أخيه أمير المؤمنين عليّ بْن أَبِي طَالِب، مكلم الْجُمْجمة، ومُحي الأموات البشريّ الإلهيّ، مكلَّم أصحاب الكهف، إلى غير ذَلِكَ مِن الغُلو، فأنفذ الخطيب أبو تمّام، فأقام الخطبة، فجاءه الآجر كالمطر، فخُلع كتفه، وكسر كتفه، وأدمى وجهه، وأسيط دمه، لولا أربعة مِن الأتراك فاجتهدوا وحموه وإلا كَانَ هلك.
وهذه هَجْمة عَلَى دين الله وفْتك في شريعة رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والضرورة ماسّه إلى الانتقام"
"امتناع الخطبة في جامع براثا":
ونزل عَلَى الخطيب ثلاثون بالمشاعل، فانتهبوا داره وأغروا حريمه، فخاف الوزير والأمراء مِن فتنةٍ تتولّد، فلم يخطب أحد ببراثا في الجمعة الآتية.
"ازدياد تعدّيات العيّارين":
وكثُرت العَمْلات والكَبْسات، وزاد الأمر، وفُتحت الدّكاكين، وعمّ البلاء.
"تقليد ابن ماكولا قضاء القُضاة":
وفي ذي القعدة قُلد قضاء القُضاة أبو عَبْد الله الحسين بْن ماكولا.
"اعتذار الشيعة عَنْ سُفهائهم":
ثمّ أُقيمت الجمعة في جامع براثا بعد أشهُر، واعتذر رؤساء الشّيعة عَنْ سُفهائهم إلى الخليفة، وعُملت للخطيب نسخة يعتمدها، وأعفاهم الخطيب مِن دقّ المنبر بعقِب سيفه. فإنّ الشّيعة تُنكر ذَلِكَ، وهو منكر.
"مقتل جماعة مِن العيّارين":
وفي ذي الحجّة ورد أبو يَعْلَى المَوْصِليّ وجماعة مِن العَيّارين كانوا بأوانًا وعُكبرا، فقتلوا خمسة مِن الرّجّالة وأصحاب المصالح، وظهروا مِن الغد بالكَرْخ في أيديهم السّيوف، وأظهروا أنّ كمال الدّولة أبا سنان بعثهم لحفِظ البلد وخدمة السلطان، فثار بهم أهل الكَرْخ وظفروا بهم فصُلبوا.(28/163)
"مقتل صالح بْن مرداس صاحب حلب":
وفيها: جهّز صاحب مصر جيشًا لقتال صالح بْن مرداس صاحب حلب، وكان مقدَّم الجيش نوشتكين الدزْبَرِيّ، وكانت الوقعة عَلَى نهر الأُرْدنّ، فقُتل صالح وابنه، وحُمل رأساهما إلى مصر، وأقام نصر بن صالح بحلب. والله أعلم1.
__________
1 انظر: المنتظم "8/ 36 - 40"، والكامل في التاريخ "9/ 370 - 393"، والبداية والنهاية "12/ 24 - 26"، وصحيح التوثيق "7/ 488".(28/164)
بسم الله الرحمن الرحيم
وفيات "الطبقة الثانية والأربعون":
"وفيات سنة إحدى عشرة وأربعمائة":
"حرف الألف":
1- أحمدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد1. أبو بَكْر الشّيرازيّ الحافظ.
وقد مرَّ سنة سبْع.
2- أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن جَعْفَر2. أبو بكر القاضي اليَزْديّ الإصبهاني. لَهُ مجلسٌ سمعناه، روى فيه عَنْ: الطبَرانيّ، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، وأَحْمَد بْن بُندار الشّعّار، والعسال. ورحل، فسمع بنيسابور وهراة وجُرجان والبصرة. ولحق إسماعيل بن بُجير، وأبا بكر الجِعابي، وجماعة. وتوفي في جُمادى الآخرة.
قال يحيى بن منده: مقبول، ثقة. صاحب أُصول. روى عَنْهُ: محمد بن محمد المدني شيخ السلفيّ، وأبو القاسم بْن مَنْدَهْ. وعليّ بْن شجاع.
3- أحمد بن عليّ بْن أيّوب3. أبو الحسين، قاضي عُكبرا.
__________
1 شذرات الذهب "3/ 190"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1065، 1066".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 193".
3 تاريخ بغداد "4/ 322"، "2128".(28/164)
وثقه الخطيب، وقال: سَمِعَ مِن: محمد بْن يحيى بن عمر الطائي، كتبُ عنه، وتوفي في مُسْتَهَلّ جُمَادَى الآخرة. ووُلِد سنة تسعٍ وعشرين.
4- أحمد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن إبراهيم ابن الخليفة الواثق بالله1. أبو الحسين الهاشمي البغداديّ، المعروف بابن الغريق. سَمِعَ مِن: جدّه، ومن أَبِي بَكْر النّجّاد، وأبي بَكْر الشّافعيّ. قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة.
5- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم. أبو عَبْد الله المطرفيّ2. روى عَنْ: عمّ أَبِيهِ أَبِي الحَسَن المطرفّي، وأبي بَكْر الإسماعيليّ.
6- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَسْنُون3. أبو نصر النَّرْسِيّ البغداديّ. سَمِعَ: أبا جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وعلي بْن إدريس السُّتُوريّ، وأبا عَمْرو بْن السّمّاك. قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا صالحًا. مات في ذي القعدة. قلت: وروى عَنْهُ ابنه أبو الحسين محمد، وطراد الزَّيْنَبيّ، وجماعة، وعبد الواحد بْن عُلْوان.
7- أحمد بْن موسى بْن عَبْد الله4. أبو عَبْد الله الزّاهد العراقيّ، الفقيه الحنبليّ المعروف بالرّوشنائي. سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيَعيّ، وابن ماسيّ. قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان عابدًا ناسكًا يُزار. صحِب ابن بُطة، وابن حامد. وصنَّف في الأصول. وتوفي في رجب. شيّعة خلائق، رحمه الله.
8- إبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم بْن يوسف5. أبو إِسْحَاق الطُّوسيّ الفقيه. مِن كبار الشّافعيّة، ومُناظريهم. وله الثّروة والجاه الوافر. سَمِعَ: الأصم، وأبا الحَسَن الكارزيّ، وأبا الوليد الفقيه، والطّرائفي، وجماعة. وعنه: البَيْهَقيّ، ومحمد بْن يحيى. تُوُفّي في رجب.
9- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن نصْرُوَيْه بْن سختام6. أبو إبراهيم السَّمَرْقَنْديّ. روى عَنْهُ: أخوه عليّ، وغيره. وكان شيخ الحنفيّة وعالمهم في زمانه. حدث عن: أبي
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 294".
2 الأنساب "11/ 364".
3 تاريخ بغداد "4/ 371"، والعبر "3/ 104".
4 تاريخ بغداد "5/ 149".
5 طبقات الشافعية الكبرى "4/ 358" السبكي.
6 المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور "156، 157".(28/165)
عَمْرو بْن صابر، وأبي إِسْحَاق إبراهيم بْن أحمد المستملي، ومحمد بْن أحمد بْن شاذان، وطائفة.
"حرف الجيم":
10- جعفر بن أبي بكر المذكر المصري. ولد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. وتوفي في شَعْبان.
"حرف الحاء":
"الحاكم"1: اسمه منصور بْن نزار، سيجيء.
11- الحَسَن بْن الحَسَن بْن عليّ بْن المنذر2. القاضي أبو القاسم البغداديّ. سمع: إسماعيل الصفار، ومحمد ابن البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك، وجماعة كثيرة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان صدوقًا ضابطًا، كثير الكتاب، حسن الفَهْم، حسن العلم بالفرائض. خَلَف القاضي أبا عَبْد الله الحسين الضَّبّيّ عَلَى القضاء، ثم ولي القضاء ميّافارقين عدّة سنين. ثمّ رجع إلى بغداد فأقام يحدَّث إلى أن مات في شَعْبان، وله ثمانون سنة.
قلت روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله بْن طَلْحَة النعَاليّ.
12- الحَسَن بْن عمران بن عبدوس بن يوسف. أبو النصر الفَسَويّ الأديب. تُوُفّي بهَرَاة.
13- الحسين بْن عُبَيْد الله بْن إبراهيم3. أبو عبد الله البغداديّ الغَضَائريّ، أحد شيوخ الشّيعة، كَانَ ذا زُهْد وورع وحَفْظ، ويقال: كَانَ مِن أحفظ الشّيعة لحديث أهل البيت.
روى عَنْهُ: أبو جعفر الطَّوسيّ، وابن النَّجاشي. يروي عَنْ: الْجِعَابيّ، وسهل بْن أحمد الدّيباجيّ، وأبي المفضَّل محمد بْن عبد الله الشيباني.
__________
1 المنتظم "7/ 293، 300"، ووفيات الأعيان "5/ 292"، والبداية والنهاية "12/ 9 - 11".
2 تاريخ بغداد "7/ 304"، والعبر "3/ 106، 107".
3 ميزان الاعتدال "1/ 541"، أعيان الشيعة "26/ 351 - 360".(28/166)
قَالَ الطُّوسيّ: كَانَ كثير السَّماع، خَدَم العِلْم وطَلَب العلم لله تعالى، وكان حُكُمُهُ أنْفَذ مِن حُكم الملوك.
وقال ابن النّجاشيّ: لَهُ كُتُبٌ منها: "كتاب يوم الغَدِير"، كتاب "مواطئ أمير المؤمنين"، كتاب " الرَّدّ عَلَى الغُلاة"، وغير ذَلِكَ. تُوُفّي في منتصف صَفَر.
"حرف العين":
14- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْن مسافر1. أبو القاسم الهمدانيّ الوَهْراني. المعروف بابن الخرّاز، مِن أهل بَجّانة. حجّ، وأخذ عَنْ: الحَسَن بْن رشيق، ومحمد بْن عُمَر بْن شَبُّويْه المَرْوزيّ، والقاضي أَبِي بَكْر محمد ابن صالح الأبهري، وتميم بن محمد القروي.
كان رجلًا صالحًا منقبضًا، يتكسَّب بالتّجارة. تُوُفّي في ربيع الأوّل. روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبو حفص الزَّهراويّ، وأبو عمر أحمد بْن محمد بْن الحذّاء، وحاتم بْن محمد، وأبو عُمَر بْن سُميق، وغيرهم. قَالَ رحمه الله: لمّا وصلت إلى مَرْو، فذكر حكايةً. وروى عَنْهُ: ابن حزْم أيضًا. وكان مولده في سنة ثمانٍ وثلاثين. وسمع بمَرْو مِن: ابن شبُّويه. وقد قرأ عَليْهِ ابن عَبْد البَرّ "موطأ ابن القاسم"، بروايته عَنْ تميم بْن محمد التّميميّ، عَنْ عيسى بْن مِسكين، عَنْ سُحنون، عَنْهُ. وقد روى " صحيح الْبُخَارِيّ". عَنْ إبراهيم بْن أحمد البلْخيّ المستملي.
15- عَبْد الرحيم بْن إلياس بْن أحمد بْن المهديّ العُبيدي2. الأمير أبو القاسم ابن عمّ الحاكم ووليّ عهده. لَهُ ترجمة في "تاريخ دمشق"، فمن أخباره أنّ الحاكم جعله وليّ عهده من بعده في سنة أربع وأربعمائة، وقُرئ التّقليد بذلك بدمشق. ثمّ إنّه قَدِم متوليًا دمشق في سنة عشرٍ وأربعمائة، فرخّص للنّاس فيما كَانَ الحاكم نهاهم عَنْهُ، وأظهر المُنكر والأغاني والخمور، فأحبّه أحداث البلد، ولكنْ أبغضه الأجنْاد لبُخله، وكاتبُوا فيه الحاكم وحذروا مِن خروجه. ووقع الشّرّ بين الْجُنْد والأحداث بسببه وازداد البلاء، ووقع الحرب بدمشق والنَّهْب والحريق إلى ان طُلب مِن مصر، فسار علي رأس عشرة أشهُر مِن ولايته، ثمّ رجع إليها بعد أربعة أشهر، وقد غلب
__________
1 الأنساب "12/ 297"، وجذوة المقتبس "275".
2 أمراء دمشق "51/ 67"، ورسائل الحكمة "189، 223".(28/167)
على دمشق محمد بن أبي طال الجرّار، والتفًّ عَليْهِ الأحداث وحاربوا الْجُنْد وقهروهم.
فراسَلَه وليّ العهد ولاطَفَه فلم يُطعه. فتوثّب الْجُنْدُ ليلة عَلَى محمد بْن أَبِي طَالِب وقبضوا عَليْهِ وطلبوه، ودخل وليّ العهد وتمكّن، فأخذ في مصادرة الرّعيّة وبالغ فأبغضوه فجاءهم الموت الحاكم وقيام ابنه الطّاهر.
ثمّ جاء كتاب الطّاهر إلى الأمراء بالقبض علي وليّ العهد فقيّدوه، وسجن إلى أن مات. فقيل إنّه قتل نفسه بسكين في الحبْس.
وقد جرت فتنةٌ يوم القبض عَليْهِ، وكان يوم عيد النَّحْر، فَلَمْ تُصَلَّ صلاةُ العيد، ولا خُطِب لأحدٍ البتّة.
16- عَبْد الغني بْن عَبْد العزيز الفأفاء المصريّ. السّائح. سَمِعَ مِن: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ. وتُوُفّي في رجب.
17- عَبْد القاهر بْن عبد العزيز بْن إبراهيم. أبو الحسين الأزديّ المقرئ الشّاهد، الصّائغ.
قرأ عَلَى جماعة مِن أصحاب هارون الأخفش مِن أجلّهم محمد بْن النَّضْر بْن الأخرم.
وقرأ أيضاُ عَلَى أحمد بن عثمان غلام السباك. سمع من: ابن حذلم، وعلي بن أبي يعقب.
وادرك ابن جَوْصا، وغيره. وكان يُعرف أيضًا بالجوهري.
روى عَنْهُ: علي الحِنَّائيّ، وعليّ بْن الخَضِر، والحسن بْن عليّ الّلبّاد، وعبد العزيز الكتّانيّ وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
18- عَلي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين1 بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن اللَّيْثُ. مِن وُلِد أُهْبان بْن أوْس، مكلّم الذَئب أبو القاسم الخُزاعي البلْخي.
سَمِعَ مِن الهيثم بْن كليب الشاشي مُسنده، و"غريب الحديث " لابن قتيبة، و"شمائل النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " للترْمِذيّ. وحدَّث عَنْ: أبيه، وعن: عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب البْخَاري الأستاذ، وعبد الله بْن محمد ابن علي بن طرخان البلخي، ومحمد
__________
1 شذرات الذهب "3/ 195"، والعبر "3/ 107".(28/168)
ابن أحمد بن خَنْب، وأبي عَمْرو محمد بْن إِسْحَاق العُصفري، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغداديّ، ومحمد بْن أحمد السُلمي، وغيرهم. وحدَّث ببلْخ، وبُخارى، وسَمَرْقَنْد، ونَسَف.
وكان مولده في رجب سنة ست وعشرين وثلاثمائة. وتوفي ببُخارى في صَفَر.
وكان أسند مِن بقي بما وراء النّهر. وآخر مِن حدَّث عَنْهُ: أَحْمَد بْن محمد بْن الخليليّ الدهْقان.
19- عُمَر بْن المحدث أَبِي عُمَر محمد بْن أحمد بْن سليمان بْن أيّوب1. العلامة النَّحْويّ أبو الحَسَن النُّوقاتي السجْزيّ الشّاعر. ونوقات: محلّة مِن سجستان. كَانَ أَبُوهُ أديبًا بارعًا علامة مصنّفًا. حمل عَنْهُ ولده هذا، وعثمان. نزل عُمَر ببغداد، وأخذ عَنْ: السيرافيّ، وأبي عليّ الفارسيّ، وأقرأ الأدب، وكتب المنسوب، ومدح عضد الدولة. وديوانه في مجلدين.
روى عنه من شعر جماعة. وقصد ابن عباد ومدحه. وتوفي في ذي الحجة عَنْ سنّ عالية.
"حرف الفاء":
20- الفضل بْن محمد بْن الحَسَن بْن إبراهيم2. أبو بَكْر الجُرجاني، سِبْط الإمام أَبِي بَكْر الإسماعيليّ. مات في جُمَادَى الأولى.
روى عن: أحمد بن الحسن بن ماجه القَزْوينيّ، وابن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، ونُعيم بْن عَبْد المُلْك. ولى قضاء جُرجان.
"حرف الميم":
21- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بن عَبْدُوَيْه. أبو بَكْر الإصبهانيّ القِفّال. تُوُفّي في صفر.
22- محمد بْن سهل بْن محمد بْن الحَسَن. أبو عُمَر الإصبهاني. في جُمَادَى الآخرة.
__________
1 معجم البلدان "5/ 311".
2 تاريخ جرجان "333" للسهمي.(28/169)
23- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَنَش. أبو سَعِيد الْجَوْزقيّ الهَرَويّ التّاجر. في شوّال.
24- محمد بْن يونس بن هاشم1. أبو بَكْر العَيْن زَرْبيّ المقرئ الإسكاف. روى عَنْ: أَبِي عُمَر بْن فَضَالة، وأبي بَكْر الرَّبَعيّ، وأحمد بْن عَمْرو الدارانيّ. وألف عدد الآي. وعنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، والحسين بن مبشر المقرئ.
قال الكتاني: ثقة، مضى على سداد. توفي آخر السنة.
25- منصور الحاكم بأمر الله2. أبو علي، صاحب مصر بن العزيز نزار بْن المُعِزّ بالله العُبيدي. كَانَ جوادًا سمحًا، خبيثًا ماكرًا، رديء الاعتقاد، سفّاكًا للدّماء، قتل عددًا كثيرًا مِن كُبراء دولته صبْرًا. وكان عجيب السّيرة، يخترع كلَّ وقت أمورًا وأحكامًا يحمل الرّعيَّة عليها.
فأمر بكتْب سَبّ الصّحابة عَلَى أبواب المساجد والشّوارع، وأمرَ العُمّال بالسّبّ في سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. وأمر فيها بقتل الكلاب، فقُتلت عامّة الكلاب في مملكته. وبَطَّل الفُقاع، والمُلوخيا. ونهي عَنْ السّمك الّذي لا قِشْر لَهُ، وظفر بمن باع ذَلِكَ فقتلهم.
ونهى في سنة اثنتين وأربعمائة عن بيع الرطب. ثم جمع منه شيئًا عظيمًا فأحرق الكُلّ، ومنع مِن بيع العِنَب، وأباد الكثير مِن الكُرُوم.
وفيها: أمر النّصارى بأنْ يحملوا في أعناقهم الصُلبان، وأن يكون طول الصليب ذراعًا، ووزنه خمسة أرطال بالمصريّ.
وأمر اليهود أن يحملوا في أعناقهم قَرَامي الخَشَبَ في زِنة الصُّلْبان، وأن يلبسوا العمائم السُّود ولا يَكْتَرُوا مِن مسلمٍ بهيمةً، وأن يدخلوا الحَمَّام بالصلبان. ثم أُفردت لهم حمامات.
__________
1 معجم البلدان "4/ 178"، وغاية النهاية "2/ 289".
2 المنتظم "7/ 293 - 300"، والروض المعطار "141، 450، 558"، وقد تقدمت قريبا مصادر ترجمته.
3 الفقاع: شيء من جنس المشروبات، وقيل: إنها المعروفة في بعض البلاد "بالبوظة"، وهو شراب تظهر له فقاعات.(28/170)
وفي العام أمر بهدم الكنيسة المعروفة بقُمامة، وبهدْم جميع كنائس مصر، فأسلم طائفة منهم.
ثمّ إنّه نهي عن تقبيل الأرض لَهُ، وعند الدعاء لَهُ في الخطْبة، وفي الكُتُب، وجعل عوض ذَلِكَ السّلام عَليْهِ.
"إنكار ابن باديس عَلَى الحاكم بأمر الله":
وقيل: إنّ ابن باديس أرسل يُنكر عَليْهِ أمورًا، فأراد استمالته، فأظهر التَّفَقُّه، وحمل في كُمه الدّفاتر، وطلب إِليْهِ فقيهين، وأمرهما بتدريس مذهب مالك في الجامع. ثمّ بدا لَهُ فقتلهما صبْرا.
وأذن للنَّصارى الّذين أكرههم في الرّجوع إلى الشرك.
وفي سنة أربعٍ وأربعمائة نفي المنجّمين مِن البلاد. ومنع النساء مِن الخروج في الطُّرُق ليلًا ونهارًا، ونهي عَنْ عمل الخفاف لهنّ. فلم يزلن ممنوعات سبْع سنين وسبعة أشهرٍ حتّى مات.
ثمّ إنّه بعد مدة أمر ببناء ما كَانَ أمر بهدْمه مِن الكنائس، وارتدّ طائفةٌ ممّن أسلم منهم.
وكان أَبُوهُ قد ابتدأ الجامع الكبير بالقاهرة، فتمّمه هُوَ. وكان عَلَى بنائه ونظره الحافظ عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد. وكان الحاكم يفعل الشَّيءَ ونقيضه.
خرج عَليْهِ أبو رَكْوة الوليد بْن هشام العثمانيّ الأُمويّ الأندلسيّ بنواحي بَرْقَة، فمال إِليْهِ خلقٌ عظيم، فجهّز الحاكم لحربه جيشًا، فانتصر عليهم أبو رَكْوَة ومَلَك. ثمّ تكاثروا عَليْهِ وأسروه.
ويُقال: إنّه قُتل مِن أصحابه مقدار سبعين ألفًا. وحُمل إلى الحاكم فذبحه في سنة سبعٍ وتسعين.
وكان مولد الحاكم في سنة خمسٍ وسبعين وثلاثمائة، وكان يُحب العُزلة، ويركب علي بهيمةٍ وحده في الأسواق، ويُقيم الحِسْبة بنفسه.
وكَانَ خبيث الاعتقاد، مضطّرب العقل، يقال: إنّه أراد أن يدعي الإلهية، وشَرَع في ذَلِكَ، فكلّمه أعيان دولته وخوَّفوه بخروج النّاس كلّهم عَليْهِ، فانتهى.(28/171)
واتّفق إنّه خرج ليلة في شوّال سنة إحدى عشرة مِن القصر إلى ظاهر القاهرة، فطاف ليلته كلَّها. ثمّ أصبح فتوجَّه إلى شرقي حُلوان ومه رِكابيّان، فردّ أحدهما مَعَ تسعةٍ مِن العرب السويديين، ثم أمر الآخر بالانصراف، فذكر هذا الركابي أنّه فارقه عند قبر القُضاعي والقَصَبَة، فكان آخر العهد بِهِ.
وخرج النّاس عَلَى رَسْمهم يلتمسون رجوعَه، ومعهم دوابّ الموكب والجنائب، ففعلوا ذَلِكَ جمعةً. ثمّ خرج في ثاني يوم مِن ذي القعدة مظفّر صاحب المظلّة، ونسيم، وابن نشتكين، وطائفة، فبلغوا دير القُصير، ثمّ إنهم أمعنوا في الدّخول في الجبل، فبينا هُمْ كذلك إذْ أبصروا حمارَه الأشهب المدعو بالقمر، وقد ضُربت يداه فأثَّر فيهما الضربُ، وعليه سَرْجه ولجامه.
فتعبوا أثَر الحمار، فإذا أثر راجلٍ خلفه وراجل قدّامه. فلم يزالوا يقصُّون الأثر حتّى انتهوا إلى البركة الّتي في شرق حُلوان، فنزل رجلٌ إليها، فوجد فيها ثيابه وهي سبْع جِباب، فُوجدت مزرَّدة لم تُحل أزرارها، وفيها آثار السّكاكين، فلم يشكّوا في قتله، مَعَ أنّ طائفةً مِن المتغالين في حُبه مِن الحمقى الحاكميّة يعتقدون حياته، وأنه لا بد أن يظهر، ويحلفون بغيبة الحاكم1.
ويقال: إنّ أخته دَسَّتْ عَليْهِ مَن قتله لأمورٍ بدت منه كما تقدّم.
وحُلوان: قرية نزهةٌ عَلَى خمسة أميال مِن مصر، كَانَ يسكنها عَبْد العزيز بن مروان، فوُلد له بها عُمَر رحمة الله. وقد مّر في الحوادث بعض أمره.
"وفيات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة":
"حرف الألف":
26- أحمد بْن الحسين بْن جَعْفَر2: أبو الحَسَن المصريّ النُّحاليّ العطّار. سَمِعَ: أحمد بْن الحَسَن بْن عُتبة الرّازيّ، وغيره. قَالَ أبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي في حادي عشر شعبان.
__________
1 انظر الكامل في التاريخ "9/ 314 - 317"، والبداية والنهاية "12/ 10، 11"، وشذرات الذهب "3/ 193".
2 لم أقف على ترجمته.(28/172)
ووُلِد في سنة سبعٍ وثلاثين في رمضانها. وما أُقدم عَليْهِ مِن شيوخي أحدًا في الثّقة، وجميع الخِصال الّتي اجتمعتْ فيه.
27- أحمد بن عبد الخالق بْن سُويد الأنصاريّ البغداديّ1: خال أَبِي محمد الخلال الحافظ. سَمِعَ مِن أَبِي بَكْر النّجّاد جزءًا. روى عَنْهُ: ابن أخيه ووثَّقه، وقال: كان حيًا في سنة عشرة وأربعمائة هذه.
28- أحمد بْن عُمَر بْن القاسم بْن بشْر2: أبو الحسين البغداديّ، عُرف بابن عُديسة. حدَّث عَنْ: عليّ السُّتُوريّ، وعثمان بْن السّمّاك. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. وقيل لي: إنّه كَانَ يحفظ عَنْ الصَّفّار حديثًا. لم أسمع منه شيئًا.
29- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حفص بْن الخليل الأنصاري3: الحافظ أبو سعْد الهَرَويّ المالِينيّ الصُّوفيّ طاووس الفُقراء. سَمِعَ بخُراسان، والعراق، والشّام، ومصر، والنّواحي. وحدَّث عَنْ: محمد بْن عَبْد الله السليطي، وأبي أحمد بن عدي، وأبي عمر بن بُجير، وأبي الشيخ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وعبد العزيز بْن هارون البصْري، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، والحسن بْن رشيق العسكريّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، والفضل بْن جعفر المؤذّن، ومحمد بْن أحمد بْن عليّ بْن النُّعْمان الرّمليّ، وخلْق كثير.
وكَتَبَ مِن الكُتُب الطوال ما لم يكن عنده غيره. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة متقنًا صالحًا.
روى عَنْهُ: أبو حازم العَبْدويّ، والحافظ عَبْد الغنيّ، وتمّام الرّازيّ وهما أكبر منه، وأبو بكر البيهقي، وأبو نصر عبيد الله بن سَعِيد السجْزيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأحمد بْن عبد الرَّحْمَن الذَّكْوانيّ، وأبو عَبْد الله القُضاعي، ومحمد بْن أحمد بْن شبيب الكاغديّ، وأبو الحسن الخِلعي، والحسين بْن طلحة النعَاليّ، وآخرون.
قَالَ حمزة السَّهميّ في "تاريخ جُرجان": إنّ الماليني دخل جُرجان في سنة أربع وستين وثلاثمائة، ورحل رحلات كثيرة إلى إصبهان، وإلى العراق، والشام، ومصر،
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 269" "2013".
2 تاريخ بغداد "4/ 294" "2057".
3 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 443، 444"، والعبر "3/ 107"، والأعلام "1/ 211".(28/173)
والحجاز، وخُرسان، وما وراء النَّهر. وماتَ بمصر في سنة تسعٍ وأربعمائة.
قلتُ: وَهِمَ في وفاته. اخبرنا أبو الحسين اليُونيني: أَنَا أبو الفضل الهمْدانيّ، أَنَا السلفيّ، أَنَا المبارك بْن عَبْد الجبّار: سمعتُ عَبْد العزيز بْن عليّ الأَزَجيّ يَقُولُ: أخذت من أَبِي سعد المالينيّ أجرة النَّسْخ والمقابلة خمسين دينارًا في دفعةٍ واحدة. رواها أبو القاسم بْن عساكر في تاريخه، بالإجازة عَنْ السَّلَفيّ.
وقال أبو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفّي أبو سعْد المالينيّ يوم الثّلاثاء السّابع عشر مِن شوّال سنة اثنتى عشرة. وذكره ابن الصّلاح في "طبقات الشّافعيّة".
30- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي مُسْلِم1: أبو طاهر البغداديّ، أخو أبي أحمد الفرضي. سكن البصرة، وحدث عَنْ: عثمان بْن السّمّاك، والنجاد. قَالَ الخطيب: أدركته حيّا سنة اثنتى عشرة، وكان صدوقًا، لم يُقض لي السَّماع منه. وتأخرّ بعد ذَلِكَ مدّة.
31- أحمد بْن محمد بْن بَطّال بْن وهْب2: أبو القاسم التَّيْميّ اللورقيّ. رحل مَعَ أبيه، ولقى أبا بَكْر الآجُرّيّ. وكان معتنيا بالعلم، مشاورًا ببلده.
32- أحمد بْن محمد بْن مالك3: أبو الفضل الهَرَويّ: البزاز. رَجُل صالح. سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء. وببغداد: أبا بحر محمد بْن كوثر. روى عنه: شيخ الإسلام.
33- أحمد بْن إِسْحَاق4: أبو سَعِيد الهَرَويّ المُلحي. تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
34- أحمد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر5: أَبُو عَبْد الله المذكَّر.
35- إبراهيم بْن سَعِيد6: أبو إِسْحَاق الواسطيّ الرّفاعيّ المقرئ الضّرير. أخذ العربيّة عَنْ: أَبِي سَعِيد السيرافي. والقراءات عن جماعة. وحدث عن: عبد الغفار الحُضيني.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 372" "2244".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 32" "64".
3 لم أقف على ترجمة له فيما تحت يدي من مصادر.
4 انظر السابق.
5 انظر السابق.
6 غاية النهاية "1/ 15".(28/174)
روى عَنْهُ: أبو غالب محمد بْن أحمد بْن سهل بْن بِشْران. وكان شيخ النّاس في القراءات والآدب. والرّفاعيّ: بالفاء.
"حرف الحاء":
36- الحَسَن بْن الحُسين بْن رامين1: القاضي أبو محمد الإستْراباذيّ. نزل بغداد، وحدَّث عَنْ: خَلَف بن محمد الخيام، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وعبد الله بْن عَدِي الحافظ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وإسماعيل بْن نُجيد، والقاضي يوسف بْن القاسم الميانجي.
ورحل إلى خُرسان، والعراق، والشام في الصبا.
وروى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وعبد الواحد بْن عُلوان بْن عَقيل، وطاهر بْن أحمد الفارسيّ نزيل دمشق. قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا فاضلًا صالحًا. وكان يفهم الكلام عَلَى مذهب الأشْعري، والفِقْه عَلَى مذهب الشّافعيّ.
37- الحَسَن بْن منصور2: الوزير ذو السّعادتين أبو غالب السَّيرافيّ. مولده سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وتصرّف بالأهواز، وخرج إلى شيراز، وصحِب فَخْرَ المُلك فاستخلفه ببغداد. ثمّ توجّه إلى فارس للنّظر في الممالك بحضرة سلطان الدّولة بْن فناخسرُو، وخلف الوزير جعفر بْن محمد. فلمّا قبض السّلطان عَلَى جعفر ولاه الوزارة. وفي آخر أمره وقع خُلفٌ بين الجيش، فقتلوا أبا غالب في صفر.
38- الحسين بْن عُمَر بْن بُرهان3: أبو عَبْد الله البغداديّ الغزّال البزّاز. سَمِعَ: إسماعيل الصّفّار، وعليّ بْن إدريس الستُّوريّ، ومحمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة صالحًا. مات في ذي الحجّة. قلت: روى عَنْهُ: طِراد الزَّيْنَبيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ.
38- "مكرر" - الحسين بْن محمد بْن أحمد بْن الحارث: أبو عَبْد الله التّميميّ المؤدب. حَدَّثَنَا عَنْ عثمان بْن السّمّاك بأحاديثه. لم يكن بحُجة. قال أبو بكر الخطيب.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 300"، والبداية والنهاية "12/ 11".
2 البداية والنهاية "12/ 11"، والمنتظم "8/ 3".
3 انظر المصدر السابق.(28/175)
"حرف السين":
39- سهل بْن محمد1: أبو بِشْر السجْزيّ. تُوُفّي بِسِجِسْتان.
"حرف الصاد":
40- صاعد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن حبيب: أبو سهل التّميميّ الأديب. تُوُفّي بهَرَاة في رجب.
41- صاعد بْن محمد بْن محمد بْن فَيّاض: أبو دُلَف الفَرَضيّ الهَرَويّ.
"حرف العين":
42- عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن محمد2: أبو محمد الكلاعي الحمصي البزاز. والد عبد الرازق. روى عن: الحسين ابن خالوَيْه. وعنه: الكتّانيّ، والأهوازيّ.
43- عَبْد الله بْن سَعِيد الأزْديّ المصريّ: أبو القاسم، أخو الحافظ عَبْد الغنيّ. تُوُفّي يوم عاشوراء. عنده عَنْ: إسماعيل بْن الْجَراب، وغيره.
44- عَبْد الله بْن عبد الله بن زاذان القَزْوينيّ3: سَمِعَ مِن: أبي الحَسَن عليّ بْن إبراهيم القطّان، ومَيْسَرة بْن عليّ. وبالرَّيّ مِن: محمد بْن إبراهيم بْن يونس. وبالدينَوَر مِن: ابن السُني.
وببغداد مِن: أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ. وحدَّث.
45- عَبْد الله بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز4. أو أحمد الكرجي الأصبهاني السُكري. حدث عَنْ: عَبْد الله بْن فارس، وعبد الله بْن الحَسَن بْن بُندار المَدينيّ، ومحمد بن محمد بن عبد الله المقرئ.
وعنه: عبد الرحمن بن منده، والقاسم بن الفضل الثقفي. توفي في رجب. ومولده سنة ثلاثين وثلاثمائة.
__________
1 لم أقف له على ترجمة فيما تحت يدي من مصادر.
2 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 368".
3 التدوين في أخبار قزوين "3/ 232، 233".
4 سير أعلام النبلاء "17/ 253".(28/176)
46- عبد الجبار بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الجراح بن الجُنيد بن هشام بن المرزُبان1.
أبو محمد الجراحي المرزُباني، راوي "جامع الترمذي"، عَنْ أَبِي العبّاس محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب بْن فُضيل التّاجر. ولُد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة بمَرْو.
وسمع، وسكن هَرَاة. فروى عَنْهُ الكتاب خلقٌ من الهرويين، منهم: أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ، وعبد الله بْن عطاء البغاوردانيّ، وعبد العزيز بْن محمد الترْياقيّ، وأحمد بْن عَبْد الصّمد الغُورجي، وأبو عامر محمود بْن القاسم الأزْديّ، ومحمد بْن محمد بْن العلائيّ، وآخرون. قِدم هراة سنة تسعٍ وأربعمائة.
وقال مُؤْتَمَن بْن أحمد السّاجيّ: روى الحسين بن أحمد الصفار، عن أبي علي محمد بْن محمد بْن يحيى القرّاب، عَنْ أَبِي عيسى هذا الكتاب، فسمعه منه القاضي أبو منصور الأزدي ونُظراؤه، فسمعت أبا عمر الأزديّ يَقُولُ: سمعتُ جدّي أبا منصور محمد بْن محمد يَقُولُ: اسمعوا، قد سمعنا هذا الكتاب منذ سنين وأنتم تُساووننا فيه الآن. يعني لمّا سمعوا مِن الجرّاحيّ.
قَالَ أبو سعد السمعاني: توفي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة إنّ شاء الله.
قَالَ: وهو صالح، ثقة.
47- عَبْد الرحيم بْن إلياس العُبيدي الأمير2. قِيلَ: إنّه هلك في هذه السنة. وقد مرّ سنة إحدى عشرة.
48- عبد الصّمد بْن الحَسَن بْن سلام البزّاز3. بغداديّ، صدوق. سَمِعَ: أحمد بن سلمان النجاد. وعنه: محمد ابن أحمد الأُشْنانيّ.
49- عُبيد الله بْن أحمد4. أبو القاسم الحربيّ القزّاز. سَمِعَ مِن: النّجّاد أيضًا. قَالَ: الخطيب: كتبنا عَنْهُ. وكان ثقة، يُقرئ القرآن ويصوم الدهر.
__________
1 العبر "3/ 108"، وشذرات الذهب "3/ 195، 196".
2 تقدمت ترجمته قريبا.
3 تاريخ بغداد "1/ 45".
4 تاريخ بغداد "10/ 382".(28/177)
50- عَليّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْن عبدُوس. أبو الحسن الهمَدانيّ. رحل، وسمع مِن: عليّ بْن عبد الرَّحْمَن البكّائيّ، والحسن بْن جعفر الخِرَقيّ، وابن لؤلؤ الورّاق.
وعنه: ابن ابن أخيه عَبْدُوس بْن عبد الله بن محمد. قَالَ شِيرَوَيْه: زاهد، عابد، صدوق.
"حرف الميم":
51- محمد بْن إبراهيم بْن حَوْلان1. أبو بَكْر الحدّاد. سَمِعَ: أبا جعفر بْن بُريه، وأبا بَكْر الشّافعيّ. قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
52- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن كامل2. أبو عَبْد الله البُخاري غُنجار. مصنف " تاريخ بُخاري". روى عَنْ: خَلَف بْن محمد الخيّام، وسهل بْن عثمان السُلمي، وأبي عُبَيْد أحمد بْن عُروة الكَرْمينيّ، ومحمد بْن حفص بْن أسْلَم، وإبراهيم بْن هارون المَلاحميّ، والحسن بْن يوسف بْن يعقوب، وخلْق مِن أهل ما وراء النّهر. ولم يرحل.
وكان من بقايا الحفّاظ بتلك الدّيار. روى عَنْهُ: أبو المظفّر هنّاد بْن إبراهيم النَّسفيّ، وجماعة.
ولم تَبْلُغْنا أخباره كما ينبغي.
53- محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رَزْق بْن عبد الله بْن يزيد البغداديّ3. البزّاز المحدث أبو الحَسَن بْن رَزْقُوَيْه. سَمِعَ: إسماعيل بْن محمد الصَّفّار، ومحمد بْن يحيى الطائيّ، ومحمد بْن البَخْتَرِيّ، وعليّ بْن محمد المصريّ، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن العسكري، وطبقتهم، ومن بعدهم. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة صدوقًا، كثير السَّماع والكتاب، حسن الاعتقاد، مُديمًا لتلاوة القرآن. بقى يُملي في جامع المدينة مِن بعد سنة ثمانين وثلاثمائة إلى قبل وفاته بمُديدة. وهو أوّل شيخٍ كتبتُ عنه، وذلك في سنة ثلاثٍ وأربعمائة، مجلسًا. وذلك بعد أن كُف بصره.
__________
1 المنتظم "8/ 6".
2 الأنساب "9/ 177"، والعبر "3/ 108"، والأعلام "6/ 205".
3 الكامل في التاريخ "9/ 325، 326"، والبداية والنهاية "12/ 12".(28/178)
وسمعته يقول: وُلِدتُ سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، وأوّل سماعي مِن الصّفّار سنة سبعٍ وثلاثين. وقال أبو القاسم الأزهريّ: أرسل بعض الوزراء إلى ابن رَزْقُوَيْه بمالٍ فردّه تورُّعًا.
وكان ابن رَزْقُوَيْه يذكر إنّه درس الفقه عَلَى مذهب الشّافعيّ. قَالَ الخطيب: وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: والله ما أحبّ الحياة لكسبٍ ولا تجارة، ولكن لذكر الحياة وللتحديث.
وسمعتُ المبرقاني يوثق ابن رَزْقُوَيْه. قلتُ: وروى عَنْهُ: أبو الحسين محمد بْن المهتدي بالله، ومحمد بْن عليّ الحندقوقي، وعبد العزيز بْن طاهر الزاهد، ومحمد بْن إِسْحَاق الباقرحيّ، ونصر وعليّ ابنا أحمد بْن البَطَر، وعبد الله بْن عَبْد الصّمد بْن المأمون، وأبو الغنائم محمد بْن أَبِي عثمان.
54- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن فارس بْن سهل1. الحافظ أبو الفتح بْن أبي الفوارس، وهي كنيه سهل. وُلِد ببغداد سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة، وسمع سنة ستّ وأربعين فما بعدها مِن: أحمد بْن الفضل بْن خُزيمة، وجعفر بْن محمد الخُلدي، ودَعْلَج بْن أحمد، وأبي بَكْر النّقّاش، وأبي عيسى بكّار بْن أحمد، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصّوافّ، وأَبِي بَكْر محمد بْن الحَسَن بْن مقْسم، وخلْق كثير. ورحل إلى بصرة وبلاد فارس وخُرسان. وكتب وصنَّف.
قَالَ الخطيب: وكان ذا حِفْظ ومعرفة وأمانة، مشهورًا بالصّلاح، انتخب عَلَى المشايخ.
حدَّث عَنْهُ: أبو بَكْر البَرْقانيّ، وأبو سعْد المالِينيّ. وقرأتُ عَليْهِ قطعةً مِن حديثه، وكانُ يُملي في جامع الرّصَافة.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
قلتُ: روى عَنْهُ: أبو عليّ البنّا، وأبو الحسين بْن المهتدي بالله ومالك بْن أحمد البانياسيّ، وآخرون. قَالَ الحاكم: أوْل سماع بن أَبِي الفوارس مِن أَبِي بَكْر النّجّاد.
55- محمد بْن جعفر2. أبو عَبْد الله التّميميّ القَيْروانيّ، المعروف بالقّزاز.
شيخ اللُّغَة بالمغرب. كَانَ لُغَويا، نحويًّا بارعًا، مَهيبًا عَنْد الملوك. وله شِعْر مطبوع
__________
1 المنتظم "8/ 5، 6"، والعبر "3/ 109".
2 مرآة الجنان "3/ 27"، وهدية العارفين "2/ 61".(28/179)
صنَّف كتاب "الجامع في اللُّغة"، وهو كتاب كبير. يقال: إنّه ما صنَّف في اللُّغة أكبر منه. وبه نسخةبمصر في وقف القاضي الفاضل. تُوُفّي بالقيروان.
56- محمد بْن الحَسَن بْن محمد1. أبو العلاء البغداديّ الورّاق. سَمِعَ: إِسْمَاعِيل الصَّفّار، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن عُمَر الطّائيّ، وأحمد بْن كامل. وبالبصرة: أحمد بْن أحمد بْن مَحْموَيْه، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة. ذكر لي أنه ولد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
57- محمد بْن الحسين بْن موسى2. أبو عَبْد الرَّحْمَن الأزْديّ أبًا، السُلمي جَدًا، لأنّه سِبْط أَبِي عَمْرو إسماعيل بْن بُجير بْن أحمد بْن يوسف السُّلَميّ النَّيْسابوريّ. كَانَ شيخ الصُّوفيّة وعالمهم بخُراسان. سَمِعَ مِن: أَبِي العبّاس الأصمّ، وأحمد بْن عليّ بْن حسْنُوَيْه المقرئ، وأحمد بْن محمد بْن عبدوس، ومحمد بن أحمد ابن سَعِيد الرّازيّ صاحب ابن وَارَة، وأبي ظَهير عَبْد الله بْن فارس العُمري البلْخيّ، ومحمد بن المؤمل الماسرجسي، والحافظ أبي عليّ الحسين بْن محمد النَّيْسابوريّ، وسعيد بْن القاسم البردعي، وأحمد بن محمد بن رُميح النَّسَويّ، وجدّه أَبِي عَمْرو. وكان ذا عناية تامّة بأخبار الصُّوفيّة، صنَّف لهم سُننًا وتفسيرًا وتاريخًا وغير ذَلِكَ.
قَالَ الحافظ عَبْد الغافر في تاريخه: أبو عَبْد الرَّحْمَن شيخ الطّريقة في وقته، الموفّق في جميع علوم الحقائق ومعرفة طريق التّصوُّف، وصاحب التّصانيف المشهورة العجيبة في عِلم القوم.
وقد وَرِثَ التّصوُّف عن أبيه، وجده. وجمع من الكُتب مالم يُسبق إلى ترتيبه، حتّى بلغ فِهرستٌ تصانيفه المائة أو أكثر.
وحدَّث أكثَر مِن أربعين سنة إملاءً وقراءة. وكتب الحديث بنيسابور، ومرو، والعراق، والحجاز. وانتخب عليه الحفاظ الكبار. سمع من: أبيه، وجده أبي عمرو، والأصم، وأبي عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، والإمام أبي بكر الصبغي، والأستاذ أبي الوليد، وابني المؤمل،
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 216"، والمنتظم "8/ 6".
2 الرسالة القشيرية "140"، وميزان الاعتدال "3/ 523، 524"، والأعلام "6/ 99".(28/180)
ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر القِطيعي. وولد في رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة.
قلت: وروى عنه الحاكم في تاريخه، وقال: قلَّ ما رَأَيْت مِن أصحاب المعاملات مثل أَبِيهِ، وأمّا هُوَ فإنّه صنَّف في علوم التّصوُّف. وسمع الأصمّ، وأقرانه.
وقيل: وُلِد سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، وكتب بخطّه عَنْ الصبْغيّ سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة. قلتُ: وروى عَنْهُ أيضًا أبو القاسم القُشيري، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو سَعِيد بْن رامش، وأبو بَكْر محمد بن يحيى المُزَكّيّ، وأبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن سَعِيد التَّفْليسيّ، وأبو بَكْر بْن خَلَف، وعليّ بْن أحمد المَدينيّ المؤذن، والقاسم ابن الفضل الثَّقَفيّ، وخلْق سواهم.
قَالَ أبو القاسم القشيري: سمعتُ أبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ سَأَلَ أبا عليّ الدّقّاق: الذكْرُ أتمُّ أم الفِكْر؟ فقال أبو عليّ: ما الَّذِي يُفتح عليكم به؟ فقال أبو عَبْد الرَّحْمَن: عندي الذكرُ أتمُّ من الفكر، لأن الحق سبحانه يوصف بالَّذكْر ولا يوصف بالفِكْر. وما وُصف بِهِ الحقّ أتمُّ ممّا أختصّ بِهِ الخَلْق. فاستحسنه الأستاذ أبو عليّ رحمه الله.
قَالَ أبو القاسم: وسمعتُ الشَّيْخ أبا عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: خرجتُ إلى مَرْو في حياة الأستاذ أَبِي سهل الصُعلوكي، وكان لَهُ قبل خروجي أيّام الجمعة بالغَدَوات مجلس دَوْر القرآن يختم فيه، فوجدتُهُ عند رجوعي قد رفع ذَلِكَ المجلس، وعقد لابن العُقابي في ذَلِكَ الوقت مجلس القول، والقولُ هُوَ الغناء، فداخَلَنِي مِن ذَلِكَ شيءٌ، وكنتُ أقول في نفسي: قد استبدل مجلس الختْم بمجلس القول. فقال لي يومًا: أَيْش يَقُولُ النّاس لي؟ قلت: يقولون: رفع مجلسَ القرآن ووضعَ مجلس القَوْل. فقال: مِن قَالَ لأستاذه لِمَ؟ لا يُفلح أبدًا.
وقال الخطيب في تاريخه: قَالَ لي محمد بْن يوسف النَّيْسابوريّ القطّان: كَانَ السُلمي غير ثقة، وكان يضع للصُّوفيّة. قَالَ الخطيب: قدرُ أبي عَبْد الرَّحْمَن عند أهل بلده جليل، وكان مع ذَلِكَ مجودًا، صاحب حديث. وله بنَيْسابور دُويرة للصَّوفيّة.
قَالَ الخطيب: وأنا أبو القاسم القُشيري قَالَ: كنتُ بين يدي أَبِي عليّ الدّقّاق فجرى حديث أبي عبد الرحمن السُلمي، وأنه يقوم في السَّماع موافقةً للفُقراء، فقال أبو عليّ: مثله في حالة لعلّ السّكون أَوْلَى بِهِ. امضِ إِليْهِ فستجده قاعدًا في بيت(28/181)
كُتُبه، وعلي وجه الكُتُب مجلَّدَة صغيرة مرّبعة فيها أشعار الحسين بْن منصور، فهاتها ولا تَقُلْ لَهُ شيئًا.
قَالَ: فدخلتُ عَليْهِ، فإذا هُوَ في بيت كُتبه، والمجلّدة بحيث ذكر أبو عليّ. فلمّا قعدت أخذ في الحديث، وقال: كَانَ بعض النّاس يُنكر عَلَى واحدٍ مِن العلماء حَرَكَتَه في السَّماع، فَرُؤي ذَلِكَ الْإنْسَان يومًا خاليا في بيتٍ وهو يدور كالمتوحّد، فسُئِل عَنْ حاله فقال: كانت مسألة مشكلة عليَّ فتبيَّن لي أمرها، فلم أتمالك مِن السَّرور حتّى قمت أدور. فقلْ لَهُ: مثل هذا يكون حالُهم.
فلمّا رَأَيْت ذَلِكَ منهما تحيَّرت كيف أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلا الصْدق، فقلت: إنّ أبا عليّ وصفَ هذه المجلَّدة وقال: احملها إليَّ مِن غير أن تُعلم الشيخ، وأنا أخافك، وليس يُمكِنُني مخالفته، فأيش تأمُر؟ فأخرج أجزاءً مِن كلام الحسين بْن منصور، وفيها تصنيفٌ لَهُ سمّاه "الصَّيْهُور في نَقْض الدُّهور"، وقال: احمل هذه إِليْهِ.
قَالَ الخطيب: تُوُفّي السُلمي في شَعْبان. قلتُ: كَانَ وافر الجلالة، لَهُ أملاك ورِثها مِن أمّه، وورِثَتْها هي مِن أبيها. وتصانيفه يقال إنّها ألف جزء. وله كتاب سمّاه "حقائق التّفسير" ليته لم يصنفْه، فإنّه تحريف وقرطمة، فدُونَك الكتاب فسترى العجب.
ورُويت عَنْهُ تصانيفه وهو حيّ. وقع لي مِن عالي حديثه.
58- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد1. أَبُو الفَرَج الدّمشقيّ العابد المعروف بابن المعلّم الَّذِي بنى " كهف جبريل " بجبل قاسيون.
حكى عَنْ: أَبِي يعقوب الأَذَرَعيّ، وعليّ بْن الحَسَن بْن طعّان. حكى عَنْهُ: عليّ والحسين ابنا الحِنَّائيّ، وعلي ابن الخَضِر السُلمي.
قَالَ عَبْد العزيز بْن أحمد الكتاني: توفي شيخنا ابن المعلم صاحب الكهف، وكان عابدا مجاب الدعوة، توفي في الحجّة سنة اثنتى عشرة.
قَالَ ابن عساكر: كان قرابة لنا.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق "22/ 262، 263".(28/182)
59- محمد بْن عَبْد الواحد1. صريع الدلاء، القصّار، وقتيل الغواشي. ذكره ابن النّجّار فقال: بصْريّ سكن بغداد، وكان شاعرًا ماجنًا مطبوعًا، الغالب عَلَى شِعْره الهَزْل والمُجُون، وديوانه مجلَّدة.
سافر إلى الشّام، وتُوُفّي بديار مصر.
ومن شِعْره قصيدته المقصورة:
قَلْقَلَ أحشائي تباريحُ الْجَويَ ... وبانَ صبْري حينَ حالفتُ الأسى
يا سادةً بانوا وقلبي عندهم ... مذ غبتم غاب عَنْ العين الكرى
وان تغب وجوهكم عن ناظري ... فذكر مستودعٌ طي الحشا
فسوف أسْلِي عنكُمُ خواطري ... بحُمُق يَعْجَبُ منه مَنٍ وَعَى
وطُرَفٍ أَنْظِمُها مقصورة ... إذ كنتُ قَصّارًا صَرِيعًا للدلا
مَن صفَع الناسَ ولم يَدَعْهُمُ ... أنْ يصفعُوهُ مِثْلَهُ قد اعتدى
مَن لبس الكتّان في وسط الشّتا ... ولم يغط رأسَه شكى الهوى
وألف حَمْل مِن متاع تُسْتَرٍ ... أنفع للمسكين مِن لفظ النَّوَى
والذَّقْنُ شَعْرٌ في الوجُوه ... نابِتٌ وإنّما الدُّبْرُ الَّذِي تحت الخُصَا
والْجَوْزُ لا يؤكَلُ مَعَ قُشُوِرِه ... ويُؤْكَل التَّمْرُ الجديدُ باللبا
مَن طَبَخَ الدّيكَ ولا يذبَحُهُ ... طار مِن القِدْرَ إلى حيث يشا
والند لا يعدِلهُ في طِيبِه ... عند البُخُور أبدًا رِيحُ الخَرا
مَن دَخَلَتْ في عينه مِسَلَّةٌ ... فسأله مِن ساعته كيف العَمَا
مَن فاتَهُ العِلْمُ وأخْطَاهُ الغِنَى ... فَذَاكَ والكلْبُ عَلَى حدّ سَوَى
في أبيات.
قال أبو طاهر أخمد بْن الحَسَن الكُرْجيّ: مات صريع الدَّلاء القصّار بمصر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
__________
1 العبر "3/ 110"، والبداية والنهاية "12/ 13"، الأعلام "6/ 254".(28/183)
وقال ابن عساكر: صريع الدَّلاء بصْريّ، يحكي في شِعْره أصوات الطُّيور. وكان ماجنًا، قِدم دمشقَ واجتمع بعبد المحسن الصُّوريّ بصيداء.
حكى عَنْهُ: أبو نصر بْن طلاب.
ومن شِعره:
ومَن كَانَ مُستهترًا بالمِلاح ... وكان مِن الصُفْرَ صِفْرًا صُفِعْ
60- محمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن حَجّاج1. أبو الحَسَن البغداديّ الْجُبّائيّ.
قَالَ الخطيب: سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، وابن البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك، والنجاد.
كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة زاهدًا ملازما لبيته، حكى عَنْهُ ابن خُرَّزاذ الورّاق جاره أنّه قَالَ: ما لمس كفي امرأةٍ سوى أمّي.
تُوُفّي في رمضان وله خمسٌ وثمانون سنة، رحمه الله.
61- محمد بْن عمر. أبو الفرج الخطّاب الْمَصْرِيّ.
روى عَنْ: حمزة بْن محمد الكتاني، والحسن بْن رَشِيق.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
62- مُنير بْن أَحْمَد بْن الحَسَن بْن علي بْن منير2. أبو العبّاس الْمَصْرِيّ الخشّاب المعدّل.
حدَّث عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن أبي مطر الإسكندريّ، ومحمد بْن الصَّمُوت، ومحمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي الأَصْبغ، وأحمد بْن سَلَمَة بْن الضّحّاك، وجماعة.
روى عنه: محمد بْن عليّ الصُّوريّ، وخَلَف بْن أحمد الحُوفيّ، وعليّ بْن الحَسَن الخِلعي، وآخرون. وثقه ابن ماكولا. وقال الحبّال: كَانَ ثقة، لا يجوز عليه تدليس. حضرتُ جنازته، وتوفي في حادي عشر ذي القعدة.
قلتُ: حديثه في "الخلعيات".
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 336" "838".
2 مسند الشهاب للقضاعي "1/ 145" "196"، والعبر "3/ 110".(28/184)
"حرف النون":
63- نصر بْن عليّ البغداديّ الطّحّان1. عُرِف بابن عَلالة. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. كتبنا عَنْهُ، عَنْ النّجّاد.
64- نصر بْن ناصر الدّولة سُبُكتكين2. الأمير أبو المظفَّر، أخو السّلطان محمود. قدم نيسابور واليًا سنة تسعين وثلاثمائة. وصَحِب الأئّمة. وسمع مِن: أَبِي عَبْد الله الحاكم، وغيره.
وبني المدرسة السَّعيديّة، ووقفَ عليها الأوقاف، وعاد إلى غَزْنَة وبها تُوُفّي في رجب. وكان مشكور الولاية.
"وفيات سنة ثلاث عشرة وأربعمائة":
"حرف الألف":
65- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن هرثمة3 بن ذكوان بن عبيدوس بْن ذَكْوان. أبو العبّاس الأُمَويّ، قاضي الجماعة بُقرطبة، وخطيبها. ولي القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وولي الصَّلاةَ سنة أربعٍ وتسعين مُضافًا إلى القضاء. ثمّ صُرف عَنْهُمَا في آخر سنة أربعٍ وتسعين، وتولي ذَلِكَ أبو المطرف بْن فُطيس. ثمّ عُزل ابن فُطَيْس وأُعيد ابن ذكوان، فلم يزل يتقلّدهما إلى أن عُزل سنة إحدى وأربعمائة. وامتُحن محنته المشهورة، وولي الوزارة مُضافة إلى القضاء. وطُلب بعد المحنة والنَّفْي إلى المغرب ليُوَلَّى القضاء، فلم يتولاه. ولم يقطع السلطان أمرًا دونه. وكان عظيم أهل الأندلس ورئيسهم، وأقربهم مِن الدّولة، وأعلاهم محلًا.
تُوُفّي في رجب، ورَثَتْه الشُّعراء، وشيّعه الخليفة يحيى بْن عليّ بْن حمّود الإدريسيّ.
وكان مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. وتُوُفّي بعده بعامٍ أخوه أبو حاتم، وكان من العلماء والرؤساء.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 301".
2 المنتخب من السياق "463، 464"، "1579".
3 ترتيب المدارك "2/ 662 - 667"، وبغية الملتمس "186".(28/185)
66- أحمد بْن أَبِي الهيثم عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ1. القاضي أبو عِصْمة الرَّقيّ الفقيه الحنفيّ. قدمٍ مصر من الرقة، فحدث عَنْ: يونس بْن أحمد الرّافقيّ. سَمِعَ منه سنة اثنتين وخمسين هلال بْن العلاء. أخذ عَنْهُ في هذا العام خَلَف بْن أحمد الحوفيّ.
67- أحمد بْن عليّ. أبو عليّ البهرَام زياري. تُوُفّي بأسْتَرابَاذ. روى عَنْ: عَبْد الله بْن عَدِيّ الحافظ.
68- أحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن كثير، أبو المظفر.
"أعلام غير مرتبة":
69- ومحمد بْن عَبْد الله بْن إبراهيم البهْراميّ، التّاجر.
70- ومحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن شاكر المالِينيّ، المؤدب.
71- وأبو دُلف طاهر بْن محمد القَيْسيّ.
72- وأبو الحَسَن عليّ بْن محمد بْن حسين، التّاجر.
73- ومحمد بْن مظفّر الورّاق.
74- وعكّيّ بْن محمد العُقبي. هَؤلَاءِ السَّبعة سمعوا مِن حامد بْن محمد الرّفّاء، وهم هَرَوِيُّون. وكانوا في هذا الوقت. روى عَنْهُمْ شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهَرَويّ رحمه الله.
75- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَسكان2. أبو نصر النَّيْسابوريّ الحذّاء الحنفيّ.
وُلد سنة نيفٍ وعشرين، وسمع بعد الثلاثين وثلاثمائة مِن جماعة قبل الأصمّ.
قَالَ أبو صالح المؤذن. سمعتُ منه وكان يغلط في حديثه ويأتي بما لا يُتابع عَليْهِ.
قَالَ عَبْد الغفّار: وضاعت كُتبه فأقتصر عَلَى الرّواية عَنْ الأصمّ فمَن بعده.
وهو جدّ شيخنا القاضي أَبِي القاسم عُبَيْد الله بْن عَبْد الله. تُوُفّي في ربيع الآخر. روى عَنْهُ حفيده شيخنا.
76- أحمد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الحُويص. أبو الفوارس البُوشنجي.
__________
1 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "1/ 308 - 310" "134".
2 المنتخب من السياق "85" "187] ".(28/186)
تُوُفّي في سلْخ صَفَر. سَمِعَ: حامدًا الرّفّاء. روى عَنْهُ: عطاء القرّاب، وشيخ الإسلام عَبْد الله الأنصاريّ، وقال: هُوَ فقيه صالح، صدوق، واعظ.
77- إبراهيم بْن عليّ بْن تميم القَيْروانيّ الحُصري الشّاعر المشهور1. ابن خالة أَبِي الحَسَن الحُصري. لَهُ ديوان شعر. وكتاب "زهْر الأداب". وكتاب "المصُون في سرّ الهَوَى". تُوُفّي بالقيروان. ورّخه ابن الفَرَضيّ.
78- إسماعيل بْن أحمد بْن محمد بْن بكران السُّلَميّ. أبو القاسم الأهوازيّ. تُوُفّي بمصر، وقد حدَّث بها "بصحيح البخاريّ " عَنْ: أبي أحمد محمد بْن محمد بْن مكّي الجُرجاني.
روى عَنْهُ: أبو الحَسَن الخِلعي، وغيره. قَالَ الحبّال: تُوُفّي في ربيع الأوّل.
79- إسماعيل بْن عليّ. أبو محمد بْن الخزّاز. تُوُفّي بمصر في رمضان.
80- أُمَيَّة بْن عَبْد الله الهمداني الميُورقي. رحل إلى المشرق، ولقى بمكّة الأُسْيُوطيّ صاحب النَّسائيّ، وبمصر: الحَسَن بْن رشيق، وأبا إِسْحَاق بْن شَعْبان. وكان ذا فضلٍ وعفاف وستر.
توفي فجأة في ذي القعدة. قاله أبو عَمْرو الدّانيّ.
"حرف الباء":
81- بشر بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن بِشْر. القُهُنْدُزي الخُراساني. أبو القاسم.
"حرف الجيم":
82- جعْفَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بْن إِسْحَاق بْن جعفر الصّادق. النّقيب أبو عَبْد الله العَلَويّ الحسيني الإسحاقيّ الحلبيّ. ولي نقابة حلب بعد أَبِيهِ الشّريف أَبِي إبراهيم.
وكان أديبًا شاعرًا. كَانَ "عزيز الدّولة" فاتك يحبّه ويُجِله. وله في فاتك مدائح.
__________
1 معجم الأدباء "2/ 94 - 97"، وكشف الظنون "785، 957، 1712، 1983"، ووفيات الأعيان "1/ 15، 16".(28/187)
تُوُفّي بحلب. وكان يرجع إلى دين وعبادة وزُهد، الا أنّه كَانَ شيعيّا مِن كبار الإماميّة. ذكره ابن أبي طّيء.
"حرف الحاء":
83- حسّان بْن الحَسَن اللحْيانيّ. القطّان. حدَّث بمصر.
84- الحسين بْن الحَسَن. أبو عليّ المعدنيّ اللّوّاز، صاحب الفُقاع. قَال أبو إِسْحَاق الحبّال: رَجُل صالح، تُوُفّي في ربيع الآخر. سَمِعَ مِن: حمزة، وابن رشيق.
85- الحسين بْن بقاء بْن محمد. أبو عبد الله الْمَصْرِيّ الخشّاب. روى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ أحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي عصام. روى عَنْهُ: خلف الحوفي، وغيره. حدُّث فِي هذه السَّنَة، ولم تُحفظ وفاته.
86- حمد بن عمر بن أحمد بن إبراهيم الزجاج1. أبو نصر الهمداني المحدث. روى عَنْ: أحمد بْن محمد بْن مِهرْان، وأحمد بْن محمد بْن هارون الكرابيسيّ، وعبد الله بن الحسين القطان، وطاهر بن سهلُويه، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الرازي، وعامة مشايخ همدان، وخراسان.
روى عنه: أبو الفضل الفلكي في مصنفاته كثيرا، وجماعة. قال شيرويه: وثنا عَنْهُ: محمد بْن الحسين الصُّوفيّ، ويوسف الخطيب، وغيرهما. وكان ثقة حافظًا يُحسن هذا الشّأن.
سمعت عبدوس يقول: كان حمد الزجاج يقرأ عَلَى المشايخ وربّما كَانَ نائمًا، ويقرأ عليه مستويًا لحفظه ومعرفته بالأسانيد والمتون. وتوفي في عَشْر ذي القعدة، وصلى عَليْهِ محمد بْن عيسى. قلتُ: شيخه الكرابيسيّ سَمِعَ مِن أَبِي مُسْلِم الكَجّيّ، وجماعة.
"حرف الراء":
87- رفاعة بْن الفَرَج القُرشي2. أبو الوليد القُرطبي. كَانَ واسع الرّواية. حدَّث عَنْ: أحمد بْن سَعِيد الصَّدفيّ، وغيره. روى عَنْهُ: حفيده محمد بْن سعيد بن رفاعة. وعاش تسعين سنة.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1055".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 185، 186".(28/188)
"حرف السين":
88- سَعِيد بْن سَلَمَة بْن عَبَّاس بن السَّمْح1. أبو عثمان القُرْطُبيّ. روى عَنْ: محمد بْن معاوية القُرشي، وأبي محمد الباجيّ، وأبي الحَسَن الأنطاكيّ، وجماعة. وكان فاضلًا عاقلًا ضابطًا يَؤُمّ بجامع قُرطبة. وكانت كُتُبه في غاية الصّحّة، وحضر جنازته المعتلي بالله يحيى بْن عليّ.
89- سلطان الدّولة2. أَبُو شجاع بْن بهاء الدّولة أَبِي نصر بْن عضُد الدّولة بْن بُوَيْه. ولى السَّلطنة وهو صبيّ لَهُ عشْر سِنين بعد أَبِيهِ، وبُعثت إِليْهِ خِلع المُلك مِن جهة الخليفة إلى شيِراز. وقدم بغداد في أثناء سلطنته. ومات بشيراز، وله اثنان وعشرون عامًا وخمسة أشهر.
وكانت سلطنته ضعيفةً متماسكة.
"حرف الصاد":
90- صَدَقَة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المُلْك3. أبو القاسم الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ، المعروف بابن الدَّلَم. سَمِعَ مِن: أَبِي سَعِيد بْن الأَعْرابيّ، وعثمان بْن محمد الذّهبيّ والحسين بْن حبيب الحصَائريّ، وأبي الطّيّب بْن عَبَادِل، وخَيْثَمَة بْن سليمان. روى عَنْهُ: عَبْد الرّحيم بْن أحمد البخاريّ، وعليّ بن الحضر السُلمي، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعبد العزيز الكتانيّ، وعليّ بْن الحسين بْن صَدَقَة الشّرابيّ.
قَالَ الكتانيّ: كَانَ ثقة مأمونًا، مضى عَلَى سَدَاد. وتوفي في جُمَادَى الآخرة. قلت: كَانَ أسنَد مِن بقي بدمشق، ومات في عَشْر المائة.
"حرف الطاء":
91- طاهر بن أحمد4. أبو فرج الإصبهانيّ. قَالَ الخطيب: لقيته بسواد دُجيل، فروى لي أحاديث سمعها مِن الطبَرانيّ. وذلك في هذه السنة.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 المنتظم "8/ 17"، والنجوم الزاهرة "4/ 261".
3 تهذيب تاريخ دمشق "6/ 414"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1055".
4 تاريخ بغداد "9/ 358" "4924".(28/189)
"حرف العين":
92- العبّاس أبو الفتح الحمراويّ. يُعرف بمولى الخادم. قَالَ الحبّال: عنده عَنْ الآجُريّ، وغيره. حضرت جنازته في ربيعه الأوّل، يعني بمصر.
93- عَبْد الله بْن أحمد بْن إسماعيل الفقيه1. أبو سهل النَّيْسابوريّ الحَرَضيّ الزّاهد الصُّوفيّ. قَالَ عَبْد الغافر: هُوَ عديم النّظير في طريقته وزُهده وفضله، وحفظ التّجملُّ في الفقر وترك الادخار. وكان يُلقن. حدث عَنْ: يحيى بْن منصور القاضي، وأبي محمد الكَعْبيّ، وأبي عليّ الحافظ النَّيْسابوريّ، وطبقتهم. وكان يمتنع مِن الرّواية خُمولًا وديانة. تُوُفّي في عاشر شّوال.
روى عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن أبي مُحَمَّد القُرشي.
94- عبد الله بْن محمد بْن المرزُبان بْن مَنْجوَيْه الإصبهاني2. شيخ متعبد، صحب الصّالحين والعُباد بإصبهان ونَيْسابور مثل: إبراهيم النصرباذي، وعُبَيْد الله بْن محمد البُسْتيّ. وسمع مِن: أبي أحمد العسال، والطبراني، وإبراهيم بْن محمد بْن حمزة. مات في أوّل ربيع الأول. قاله أبو نُعَيْم.
95- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن إبراهيم3. أبو القاسم القزويني الصُّوفيّ الخبّاز. قَالَ الخطيب: قِدم علينا حاجّا، فحدَّثنا عَنْ أَبِي الحَسَن عَليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن سَلَمَةَ القَطَّان، وغيره. وحدَّثني أبو عَمْرو المرْوَزيّ أنّ أهل قَزْوين يضعّفونه في روايته عَنْ أَبِي سَلَمَة.
96- عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمد الحضْرميّ4. الأديب أبو القاسم الإشبيليّ، المعروف بابن شِبْراق. قَالَ أبو عَبْد الله الخَوْلانيّ: كَانَ نبيلًا، شاعرًا مُفلقًا. كَانَ ينشدني أشعاره. وصنَّف كاتبًا في الأخبار.
وقال الحُميدي: كنيته أبو المطرف. عُمر طويلًا.
__________
1 المنتخب من السياق "274" "894".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 98".
3 التدوين في أخبار قزوين "3/ 140، 141".
4 هدية العارفين "1/ 515"، ومعجم المؤلفين "5/ 150".(28/190)
97- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حبيب القاضي1. أبو زيد النَّيْسابوريّ. سَمِعَ: أبا العباس الأصم، وأحمد ابن محمد بْن بالُوَيْهِ، وغيرهما.
روى عَنْهُ: أبو بكر البيهقي، والقُشيري، وأبو بَكْر بْن خَلَف، وأبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وجماعة.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة بنَيْسابور. وكان إمامًا ومدرسًا.
98- عَبْد الرحمن بْن مروان بْن عَبْد الرَّحْمَن2. أبو المطرف الأنصاري القَنَازعيّ القُرْطُبيّ، الفقيه المالكيّ. سَمِعَ مِن: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، وأبي بَكْر محمد بْن السُليم القاضي، وأبي جعفر بْن عَوْن الله، وطبقتهم. وأخذ القرآن عَنْ: أَبِي الحَسَن عليّ بْن محمد الأنطاكيّ، وأبي عَبْد الله بْن النُّعْمان، وأصْبَغ بْن تمّام. ورحل سنة سبعٍ وستّين، فسمع "المدّونة" بالقَيْروان عَلَى هبة الله بْن أَبِي عُقبة التّميميّ. وأكثر بمصر عَنْ الحَسَن بْن رشيق. وذكر عَنْ ابن رشيق أنه روى عن سبعمائة محدَّث. وكتب القَنَازعيّ بمصر أيضًا عَنْ الموجودين. وحجَّ فأخذ في الموسم عَنْ أَبِي أحمد الحسين بن علي النيسابوري. وأخذ عن ابن أبي زيد جملةٌ مِن تواليفه. وقدم قُرطبة فأقبل على الزُّهْد والانقباض، ونشر العلم، وأقرأ القرآن. وكان عاملًا فقيهًا حافظًا ورعًا متقشفًا قانعًا باليسير، فقيرًا دؤوبًا عَلَى العلم، كثير الصّلاة والتَّهَجُّد والصّيام، عالمًا بالتّفسير والأحكام، بصيرًا بالحديث، حافظًا للرأي.
لَهُ مصنفٌ في الشُّروط وعِللها، وصنَّف شرحًا للموطّا. وكان لَهُ معرفة باللَغة والأدب.
وكان حسن الأخلاق، جميل اللّقاء. عرض عَليْهِ السّلطان الشُّورَى فأمتنع.
قَالَ محمد بْن عَتّاب: والقَنَازِعيّ منسوب إلى صنْعته، خيرٌ فاضل. تُوُفّي في رجب، ومولده سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وقال ابن حَيّان: كَانَ زاهدًا مُجاب الدّعوة. امتُحن بالبربر أوَّل ظهورهم محنةً أوْدَت بماله. وكان أقرأ مَن بقي. وله في "الموطّأ" تفسير مشهور، واختصار كتاب ابن سلام في تفسير القرآن. روى عَنْهُ: ابن عَتّاب، وأبو عمر بن عبد البر.
__________
1 المنتخب من السياق "302" "997".
2 العبر "3/ 112"، شجرة النور الزكية لمخلوف "1/ 111، 112"، وهدية العارفين "1/ 16".(28/191)
99- عَبْد الصّمد بْن محمد بْن نُجيد البَغَويّ. أبو القاسم. تُوُفّي ببغ في ربيع الأوّل.
100- عَبْد العزيز بْن جعفر بْن إِسْحَاق بْن محمد بْن خُواستى1. أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ البغداديّ. المقرئ النَّحْويّ. شيخ معمَّر، وُلد في رجب سنة عشرين وثلاثمائة.
وسمع من: أبي بكر محمد بن عبد الرّزّاق بْن داسة، وإسماعيل بْن محمد الصَّفّار، وأحمد بْن سلمان النّجّاد، وأبي عُمَر الزّاهد، وأبي بَكْر محمد بْن الحَسَن النّقّاش، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم. وجَّودَ القرآن مِرارًا برواية أبي عَمْرو بْن العلاء عَلَى عَبْد الواحد المذكور. وقرأ لابن كثير وابن عامر عَلَى النّقّاش. وتلا عَليْهِ بهذه الثّلاث روايات أبو عَمْرو الدّانيّ، وأسندها عَنْهُ في "التَّيْسير". وسمع منه الحديث. وروى عَنْهُ أيضًا: أبو الوليد بْن الفَرَضيّ، وذكر أنّه لِقَيه بمدينة التّراب مِن الأندلس.
وقال أبو عَمْرو الدّانيّ إنّه تُوُفّي في ربيع الأول، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
قَالَ: ودخل الأندلس تاجرًا سنة خمسين وثلاثمائة، يعني فسكنها، وكان خيرًا فاضلًا صَدُوقًا ضابطًا. كَانَ يُعرف بابن أَبِي غسّان.
قَالَ لي: أذكر اليوم الَّذِي مات فيه ابن مجاهد، وقرأت القرآن عَلَى أَبِي بَكْر النّقّاش في حدود سنة أربعين. ولازَمْتُه مدّة، وكان أسمح الناس وأسخاهم. وسمعتُ مصنَّف أَبِي دَاوُد مِن ابن داسَة بالبصرة في سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة. واختلفتُ إلى أَبِي سَعِيد السيرافيّ وقرأتُ عَليْهِ "مختصر الجرمي" و"التصريف" للمازنيّ، وعدّة كتب.
قلت: وهذا كَانَ أسند مِن بالأندلس في زمانه، ولكنْ ضيّعه أهلُ الأندلس ولم يعرفوا قدْرَه ولا ازدحموا عَليْهِ لقلّة اعتنائهم بالعُلو.
101- عَبْد المُلْك بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن1. أبو مروان العبْسيّ الإشبيليّ. عالم وَرِع، فاضل، متّسع الرّواية. عَنْ: محمد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وحارث بْن مَسْلَمَة. أجاز لابن خَزْرج في شوّال مِن السُّنَّة، وتُوُفّي بعد ذلك بأشهر.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 224"، وغاية النهاية "1/ 392".
1 الصلة لابن شكوال "2/ 27".(28/192)
102- عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ1. أَبُو محمد الصّرّام النَّيْسابوريّ. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة بنَيْسابور.
103- عليّ بْن الحَسَن الإبْريسَميّ. سَمِعَ مِن: الإسماعيليّ، وأبي زُرعة، والتّميميّ.
104- عليّ بْن عيسى بْن سليمان اصفروخ2. أبو الحسن الفارسيّ الشّاعر، المعروف بالسُّكَّريّ، نزيل بغداد. كان يعرف القراءات والكلام، وفنون الأدب. لَهُ ديوان شِعر كبير عامّته في الرّدّ عَلَى الرافضة، وكان أشعريا.
105- عليّ بْن هلال3. أبو الحَسَن، صاحب الخطّ المنسوب، المعروف بابن البّواب. قَالَ أبو الفضل بْن خيْرون: تُوُفّي في جُمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، وكان مِن أهل السُّنَّة.
وقال أبو عَبْد الله بْن النّجّار في تاريخه: أبو الحسن ابن البوّاب مولى معاوية بْن أَبِي سُفْيان، صحِب أبا الحسين بْن سمعون، وقرأ الأدب عَلَى أَبِي الفتح بْن جِنّيّ، وسمع مِن أبي عُبيد المَرْزُبانيّ. وكان يعبّر الرُّؤْيا، ويقصّ عَلَى النّاس بجامع المنصور. وله نظْمٌ ونثْر. انتهت إِليْهِ الرئاسة في حُسْن الخطّ.
وقال ابن خلّكان: أوّل من نقل هذه طريقة مِن خط الكوفيّين أبو عليّ بْن مُقلة، وخطه عظيم، لكن ابن البواب هذب الطريقة ابن مُقلة ونقَّحها، وكساها طَلاوة وبَهْجة. وشيخُهُ في الكتابة أبو عبد الله محمد بْن أسد المذكور في سنة عشر وأربعمائة.
وكان ابن البوّاب يذهَّب إذهابا فائقًا، وكان في أوّل أمره مزوقًا يُصور الدُّور فيما قِيلَ. ثمّ أُذهب الكُتب. ثمّ تعاني الكتابة ففاق فيها عليّ الأوّلين والآخرين، ونادم فَخْر المُلك أبا غالب.
وقيل: إنّه وعظ بجامع المنصور. ولم يكن لَهُ في عصره ذاك النَّفَاق الَّذِي لَهُ بعد موته. لأنّه وُجِد بخطّه ورقة قد كتبها إلى بعض الأعيان يسأله فيها مساعدة صديق له
__________
1 لم أجد له ترجمة فيما تحت يدي من مصادر.
2 البداية والنهاية "12/ 5"، والمنتظم "8/ 10، 11".
3 المنتظم "8/ 10"، والعبر "3/ 113"، وهدية العارفين "1/ 687".(28/193)
بشيء لا يساوى دينارين. وقد بَسَطَ القول فيها نحو السّبعين سطرًا. وقد بيعت بعد ذَلِكَ بسبعة عشر دينارًا إماميّة. ولابن البوّاب شِعْر وترسل يدّل عَلَى فضله وأدبه وبلاغته. وقيل: إن بعضهم هجاه بقوله:
هذا وأنت ابن بوّاب وذُو عَدَم
فكيف لو كنتَ ربَّ الدارِ والمالِ؟.
وقال أبو علي الحَسَن بْن أحمد بْن البنّا: حكى لي أبو طاهر بْن الغباريّ أن أبا الحسن ابن البّواب أخبره أنّ ابن سَهْلان استدعاه، فأبي المُضي إليه. وتكرّر ذَلِكَ.
قَالَ: فمضيتُ إلى أبي الحَسَن بْن القزوينيّ وقلتُ: ما يُنطقه الله بِهِ أفعله. قَالَ: فلمّا دخلتُ إليه قَالَ لي: يا أبا الحَسَن اصدُقْ والْقَ مِن شئت. قَالَ: فعدتُ في الحال، وَإِذَا على بابي رسل الوزير. قَالَ: فمضيت معهم فلما دخلت إليه قال لي: يا أبا الحَسَن ما أخَّرك عنّا؟ فاعتذرت إِليْهِ. ثمّ قَالَ: قد رأيتُ منامًا. فقلتُ: مذهبي تعبير المنامات مِن القرآن. فقال: رضيت. ثمّ قَالَ: رَأَيْت كأنّ الشّمس والقمر قد اجتمعا وسقطا في حَجْري. قَالَ: وعنده فرح بذلك: كيف يجتمع لَهُ المُلْك والوزارة. قلتُ: قَالَ الله تعالى: {وجُمعَ الشمسُ والقمرُ. يقولُ الإِنْسَانُ يومئذٍ أينَ المَفرُّ. كلاَّ لاَ وَزَرَ} [القيامة: 9 - 11] . وكررتُ عَليْهِ هذه ثلاثا.
قَالَ فدخل حُجرة النّساء. وذهبت. فلما كَانَ بعد ثلاثة أيّام انحَدَرَ إلى واسط عَلَى أقبح حال. وكان قتْله هناك.
ولأبي العلاء المَعَريّ:
ولاح هِلالٌ مِثل نُونٍ أجادَها ... بذوب النضار الكاتبُ ابن هلالِ.
قال أبو الحَسَن محمد بْن عَبْد المُلْك الهمْدانيّ في تاريخه: توفي أبو الحسن ابن البواب صاحب الخطّ الحَسَن في جُمادى الأولى، ودُفن في جوار تُرْبة أحمد، يعني ابن حنبل. وكان يقصّ بجامع المدينة. وجعله فخر المُلك أحد نُدمائه لمّا دخل إلى بغداد. ورثاه المرتضي بقوله:
رُديت يا ابن هلالٍ والرَّدَى عرضٌ ... لم يُحم منهُ عَلَى سُخطٍ لَهُ البشرُ
ما ضَرَّ فقدكُ والأيامُ شاهدةُ ... بأنّ فضلك فيها الأنجُمُ الزُهُرُ(28/194)
أغنيتَ في الأرضِ والأقوامِ كلّهم ... مِن المحاسن ما لم يغنهِ المطرُ
فللقُلُوبِ الّتي أبْهَجْتَها حزنٌ ... وللعُيُونِ الّتي اقْرَرْتَها سهرُ
وما لِعَيْشٍ وقد ودَّعته أرجٌ ... ولا لليلٍ وفد فارقتهُ سحرُ
وما لنا بعدَ أنْ أضحتْ مَطالعُنا ... مَسلُوبةً مِن أوضاح ولا غُررُ
وحدَّث أبو غالب محمد بْن أحمد بْن بِشْران الواسطيّ: حدَّثني محمد بْن عليّ بْن نصر الكاتب: حدَّثني أبو الحَسَن بْن عليّ بْن هلال ابن البوّاب، فذكر حكايةً مضمونُها أنّه ظفر في خزانة بهاء الدولة بربعةٍ ثلاثين جزاءًا جلدًا مِن جزء مِن الرَّبْعة فجلّده به، وجلد الجزء الَّذِي قلع عَنْهُ بجلد جديد حَتَّى بقي ذلك الجزء الجديد الكتابة لا يعرفه حُذاق الكتّاب مِن الرَّبْعَة.
ومن شِعْر ابن البواب:
فلو اني أُهديتُ ما هُوَ فرضُ ... للرّئيس الأَجَلٌ مِن أمثالي
لنظمتُ النجوم عِقدًا إذا رص ... عَ غيري جواهرًا بلآلي
ثم أهديتها إليه وأقرر ... ت بعجزي في القَوْل والأفعالِ
غير أنّي رَأَيْت قدْركَ يعلو ... عَنْ نظيرٍ ومُشَبَّه ومثالِ
فتفاءلتُ في الهدية بالأق ... لام عِلْمًا مني بِصدْق الفالِ
فاعتقِدْها مفاتحَ الشّرق والغر ... ب سريعا والسهل والأجبال
فاختبرها موقعا برسوم ال ... بر والمكرُمات والأفعالِ
وابْقَ للمجد صاعد الجدّ عزّا ... والأَجَلّ الرّئيس نَجْم المعالي
وحقوقُ العبيدِ فرضٌ على السا ... دة في كلّ مرسم للمعالي
وحياةُ الثناء تَبْقَى عَلَى الده ... رِ إذا ما انقضت حياة المالِ
في أبياتٍ أخرى.
وقال أبو بَكْر الخطيب: ابن البوّاب، صاحب الخطّ. كَانَ رجلًا دينًا لا أعلمه روى شيئًا مِن الحديث.(28/195)
قَالَ ابن خلّكان1: روى ابن الكلبيّ والهيثم بْن عَدِيّ أنّ الناقل للكتابة العربية مِن الحِيرة إلى الحجاز حربُ بْن أُمية، فقيل لأبي سُفْيان: ممّن أخذ أبوك الكتابة؟ فقال: من ابن سدرة. وأخبره أنه أخذها مِن واضعها مرامر بن مُرة.
قَالَ: وكان لحِمير كتابة تُسمى المُسند، وحروفها متّصلة. وكانوا يمنعون العامّة تعلُّمها. فلمّا جاء الإسلام لم يكن بجميع اليمن مِن يقرأ ويكتب.
قلتُ: وهذا فيه نظرٌ، فإنّ اليمن كَانَ بها خلقٌ مِن أهل الكتاب يكتبون بالقلم بالعِبْرانيّ.
إلى أن قَالَ: فجميع كتابات الأمم اثنا عشر كتابة وهي العربيّة، والحِمْيَريّة، واليونانية، والفارسية، والسُّرْيانيّة، والعبرانيّة، والرُّوميّة، والقِبْطّية، والبربريّة، والأندلُسيّة، والهنديّة، والصينيّة، فخمسٌ منها ذهبت: الحِمْيَريّة، واليونانيّة، والقبطيّة، والبربريّة، والأندلسيّة.
وثلاثٌ لا تُعرف ببلاد الإسلام: الصّينيّة، والرُّوميّة، والهنديّة.
"حرف الميم":
106- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد2. أبو الفضل الجاروديّ الهَرَويّ الحافظ.
سَمِعَ: أبا عليّ حامد بْن محمد الرّفّاء، ومحمد بْن عبد الله السَّليطيّ، وأبا إِسْحَاق القرّاب والد الحافظ أَبِي يعقوب، وعبد الله بْن الحسين النَّضْري والمَرْوزِيّ، وسليمان بْن أحمد الطَّبرانيّ، ومحمد بْن عليّ بْن حامد، وإسماعيل بْن بُجير السُّلَميّ، وأحمد بْن محمد بن سَلَمْوَيْه النَّيْسابوريّ، وعمر بْن محمد بْن جعفر الأهوازي البَصْري، وجماعة كثيرة بنَيْسابور، والرَّيّ، وهمدان، وإصبهان، والبصرة، وبغداد، والحجاز.
روى عَنْهُ: أبو عطاء المَليحيّ، وشيخ الإسلام عبد الله بْن محمد الأنصاري، والهَرَويُّون.
وكان شيخ الإسلام إذا روى عَنْهُ يَقُولُ: ثنا إمام أهل الشرق أبو الفضل.
__________
1 وفيات الأعيان "3/ 344".
2 الأنساب "3/ 159"، والعبر "3/ 114"، والوافي بالوفيات "2/ 61".(28/196)
قَالَ: أبو النَّضْر الفاميّ: كَانَ عديم النّظير في العلوم خصوصًا فيعلم الحِفظ والتّحديث، وفي التَّقَلُّل مِن الدّنيا، والاكتفاء بالقوت، وحيدًا في الورع.
وقد رَأَى بعض النّاس رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النّوم فأوصاه بزيارة قبر الجاروديّ.
وقال: إنّه كَانَ فقيرًا سُنيًا. وقال بعضهم: هُوَ أوّل مَن سنّ بهراة تخريج الفوائد وشرْح الرجال والتّصحيح. وقال ابن طاهر المقدسيّ: سمعتُ أَبَا إِسْمَاعِيل عَبْد الله بْن محمد الْأَنْصَارِيّ يَقُولُ: سمعتُ الجاروديّ يَقُولُ دخلت إلى الطّبرانيّ فقرّبني وأدناني، وكان يتعسّر عليَّ في الأخذ، فقلت له: أيها الشيخ، تتعسر علي وتبذل للآخرين.
قال: لأنك تعرف قدر هذا الشّأن.
تُوُفّي الجاروديّ في الثّالث والعشرين من شوال سنة ثلاث عشرة.
107- محمد بْن أحمد بْن يوسف1. أبو بَكْر البغدادي الصياد. سمع: أبا بَكْر الشّافعيّ، وابن خلاد النَّصيبيّ، ومحمد بْن أحمد بْن محرم، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان القَطِيَعيّ، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان السقطي البصري. قال الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة صدوقًا. انتخب عليه ابن أبي الفوارس. وتُوُفّي فِي ربيع الأول. وكان مولده فِي سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة.
108- محمد بْن أحمد بْن زكريا. النَّيْسابوريّ الزاهد.
109- محمد بْن إبراهيم بْن ماهان. أبو بَكْر الفقيه. سَمِعَ بُبخارى مِن: خَلَف الخيّام.
110- محمد بْن طلحة بْن محمد بْن عثمان2. أبو الحَسَن النَّعَاليّ. مِن محدَّثي بغداد. قَالَ الخطيب: كَانَ يكتب معنا، ويتتبّع الغرائب.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر الشّافعيّ، ومحمد بْن كوثر البَرْبَهاريّ، وحبيب القزاز، وأبي بكر القطيعي.
كتبتُ عنه، وكان رافضيا. وسمعتُ الأزهريّ يَقُولُ إنه سمعه يلعن معاوية -رضي الله عنه-.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 378"، والمنتظم "8/ 11".
2 الأنساب "12/ 1141"، وميزان الاعتدال "3/ 588".(28/197)
111- محمد بْن محمد بْن النُعمان البغداديّ1. ابن المعلّم، المعروف بالشّيخ المفيد.
كَانَ راس الرّافضة وعالمُهُم. صنَّف كُتُبًا في ضَلالات الرّافضة، وفي الطَّعْن عَلَى السَّلَف.
وهلك في خلق حتّى أهلكه الله في رمضان، وأراح المسلمين منه.
وقد ذكره ابْن أَبِي طيء فِي "تاريخ الشيعة " فقال: هُوَ شيخ مشايخ الطّائفة، ولسان الإماميّة ورئيس الكلام والفِقْه والْجَدَل.
كان أوحد في جميع فنون العلوم، الأصولين، والفقه، والأخبار، ومعرفة الرّجال، والقرآن، والتّفسير، والنَّحْو، والشَّعْر. ساد في ذَلِكَ كله. وكان يُناظر أهلَ كلّ عقيدة، مَعَ الجلالة العظيمة في الدّولة البُويهية، والرتبة الجسيمة عند الخلفاء العباسيين.
وكان قويّ النَّفْس، كثير المعروف والصَّدَقة، عظيم الخُشوع، كثير الصلاة والصَّوم، يلبس الخَشِن مِن الثياب. وكان بارعًا في العلم وتعليمه، وملازمًا للمطالعة والفكْرة. وكان مِن أحفظ النّاس. ثمّ قَالَ: حدَّثني رشيد الدّين المازندرانيّ: حدَّثني جماعة ممّن لقيت، أنّ الشّيخ المفيد ما ترك كتابًا للمخالفين إلا وحَفِظه وباحَثَ فيه، وبهذا قدر عَلَى حلّ شُبَه القوم.
وكان يَقُولُ لتلامذته: لا تضجروا مِن العِلْم، فإنّه ما تعسَّر إلا وهان، ولا يأبى إلا ولان. لقد أقصد الشّيَخ مِن الحَشويّة، والْجَبْريّة، والمعتزلة، فأذّل لَهُ حتى أخذ منه المسألة أو اسمع مِنه.
وقال آخر: كَانَ المفيد مِن أحرص النّاس عَلَى التّعليم. وإن كَانَ لَيَدُور عَلَى المكاتب وحوانيت الحاكة، فيلمح الصبي الفطن، فيذهب إلى أَبِيهِ وأمّه حتّى يستأجره ثمّ يعلّمه. وبذلك كثُر تلامذته. وقال غيره: كَانَ الشّيخ المفيد ذا منزلةٍ عظيمةٍ مِن السّلطان، ربمّا زاره عضُد الدولة، وكان يقضي حوائجه ويقول لَهُ: اشفَعْ تشفع.
وكان يقوم لتلامذته بكل ما يحتاجون إليه.
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 30" "8143"، والبداية والنهاية "12/ 15، 16".(28/198)
وكان المفيد رَبْعَةً، نحيفًا، أسمر. وما استغلق عَليْهِ جوابُ معاندٍ إلا فزعَ إلى الصّلاة يسأل الله فييسّر لَهُ الجواب. عاش ستّا وسبعين سنة، وصنَّف أكثر مِن مائتي مصنَّف. وشيّعه ثمانون ألفًا. وكانت جنازته مشهودة.
112- محمد بْن الفضل1. أبو بَكْر المفسّر. تُوُفّي ببلْخ.
113- مُحَمَّد بْن عَلَى بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن رزين. أبو عَبْد الله الباشانيّ الهَرَويّ. تُوُفّي في شوّال.
114- محمد بْن منصور بْن عليّ. أبو طاهر البغداديّ، الشّاعر الأديب المعروف بالقطان، المقرئ. صحاب رسالة "التبيين في أصول الدين". روها عَنْهُ: أبو الحسين بْن المهتدي بالله، ووالد أبي الحسن بْن الطُّيُوريّ. وروى عَنْهُ مِن شِعْره أبو الفضل محمد بْن المهْديّ في مشيخته. وذكر أنّه مات في هذا العام.
115- محمود بْن عُمَر بْن جعفر بْن إِسْحَاق2. أبو سهل العُبكري. فارسيّ الأصل، سكن بغداد. وحدَّث عَنْ: أحمد بْن عثمان الأَدَميّ، وأبي سهل بْن زياد، وأبي بَكْر النّقّاش.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وذكره لي أحمد بْن عليّ البادا فقال: أدام الصّيام ثلاثين سنة، وليس هُوَ في الحديث بذاك، لأنّه روى كتاب "القناعة" لابن أبي الدّنيا، عَنْ شيخٍ لم يسمع منه، والشيخ عليّ بْن الفَرَج.
"حرف الواو":
116- ولاد بْن عليّ3. أبو الصهباء التّميميّ الكوفيّ. قِدم بغداد، وحدث عَنْ: مُحَمَّد بْن علي بْن دُحيم الشيباني. روى عنه: الخطيب.
"وفيات سنة أربع عشرة وأربعمائة"
"حرف الألف":
117- أَحْمَد بْن الحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد. أبو عَبْد الله المقرئ الهمداني،
__________
1 حلية الأولياء "10/ 232، 233"، وطبقات المفسرين للسيوطي "38".
2 ميزان الاعتدال "4/ 78"، وتاريخ بغداد "13/ 95".
3 تاريخ بغداد "13/ 522".(28/199)
إمام الجامع. ويُعرف بالصّائغ. روى عَنْ: أَبِي جعفر بْن بَرزة، والفضل الكِنْديّ، وأحمد بْن الحَسَن بْن ماجه، وأبي القاسم عَبْد الرحيم بن الحسن بن عُبيد، ومخلد بْن جعفر الباقَرْحِيّ، وعُبيد الله بْن أحمد بْن البوّاب، والحسين بْن محمد بْن عُبَيْد العسكريّ الدّقّاق، وأبي الفتح محمد بْن الحسين الأزْديّ.
روى عَنْهُ: حمْد بْن سهل، وأبو الحسن بن حُميد، محمد بْن ينال الصُّوفيّ. قَالَ شِيرَوَيْه الحافظ: ونبا عَنْهُ يوسف الخطيب، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وكان ثقة صدوقًا فاضلًا.
مات في المحرَّم وصلى عَليْهِ ابنه طاهر.
118- أحمد بْن الحَسَن الدّمشقيّ الورّاق. حدَّث عَنْهُ: عليّ بْن أبي العَقِبَ، وغيره بديار مصر. تُوُفّي في صفر.
روى عَنْهُ: خَلَف بْن أحمد الحوفي، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو عَبْد الله القُضاعي.
119- أحمد بْن زيدان1. أبو العبّاس المقرئ. قَالَ الدّانيّ: بغداديّ، اقرأ النّاسَ ببيت المقدس. أخذ القراءة عَنْ أبي بكر بن مجاهد، وهو الَّذِي لقنه القرآن. توفي سنة أربع عشرة، وعُمر، ونيف على المائة. قاله لي مَن قرأ عَليْهِ مِن المغاربة مِن أصحابنا.
120- أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بن قبيصة. أبو حامد المُولقباذي2.
حدَّث عَنْ: أبي العبّاس الصبغيّ، وأبي الفضل أحمد بن إسماعيل الأزدي، وأبي عمرو بن مطر. ومات في ربيع الآخر. روى عنه أبو صالح المؤذن، وغيره.
121- أحمد بن محمد بن سليمان. أبو حامد البشري الهروي العدل.
سمع: محمد بن أحمد بن قُريش المروروذي الذي يروي عَنْ عثمان بْن سَعِيد الدارمي، وأبا علي الرفاء.
__________
1 غاية النهاية "1/ 54، 55".
2 المولقباذي: هي محلة كبيرة على طرف الجنوب من نيسابور وراجع ترجمته في المنتخب من السياق "83"، وانظر الأنساب "11/ 527".(28/200)
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام الأنصاري، وأبو عطاء المليحيّ، ومحمد بْن الفَضْلويّ. تُوُفّي في شَعْبان. وقيّده ابن نُقطة بكسر الباء وسكون المثلَّثة.
122- إسماعيل بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن السَّرْخَسِيّ الهَرَويّ1. أبو محمد القّراب. المقرئ العابد أخو الحافظ إِسْحَاق. كَانَ إمامًا في عدّة علوم، صنَّف التّصانيف، وكان قدوةً في الزُّهْد. سَمِعَ: أحمد بْن محمد بْن مقْسم ببغداد، وأبا بَكْر الإسماعيليّ بجُرْجان، ومنصور بْن العبّاس بهَرَاة. روى عَنْهُ: شيخ الإسلام، وأهل هَرَاة.
وله مصنَّف في مناقب الشّافعيّ، وكتاب "درجات التّائبين".
قَالَ الحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي: كان في عدةٍ مِن العلوم إمامًا، منها الحديث.
والقراءات، ومعاني القرآن، والفقه، والأدب. وله تصانيف كلّها في غاية الحُسْن. وله كتاب "الجمع بين الصحيحين". وكان في الزُّهْد والتَّقلُّل مِن الدّنيا آيةً، وفي الإمامة بلا نظير. فلم يجد سوقُ فضله بهراة نفاقًا. كان الصيت إذ ذاك ليحيى بْن عمّار.
وكذا قَالَ أبو النّضر الفامي في تاريخه، وأكثر. قال أبو عمر بْن الصلاح: رَأَيْت كتابه "الكافي فِي علم القراءات " فِي عدة مجلدات. وهو كتابٌ ممتع مشتمل على علمٍ كثير.
وقال في "مناقب الشّافعيّ": لقيتُ جماعةً مِن أصحاب ابن سُريجُ. وكان القرّاب قد تفقّه عَلَى الدّاركيّ عَبْد العزيز ببغداد.
قلت: مات في شَعْبان مِن السُّنَّة. ومن شيوخه: محمد بْن عَبْد الله الشيرازي، وأبو عمرو بن حمدان، وعلي ابن عيسى العاصميّ، وأبو أحمد الغِطْريفيّ، ومَخْلَد بْن جعفر الباقَرْحِيّ، وبِشْر بْن أحمد الإسْفرائينيّ.
روى كتابه في "درجات التأبين" عُمَر بْن كرم الديَنَوريّ بسماعه مِن أَبِي الوقْت السجْزيّ، قَالَ: أَنَا أَبُو عطاء عَبْد الأعلى بْن عبد الواحد بْن أحمد المُليحي، عنه.
__________
1 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 115"، وغاية النهاية "1/ 160"، وكشف الظنون "599، 745".(28/201)
"حرف الباء":
123- بديع. فتي القاضي المَيَانِجِيّ روى عَنْ مولاه. روى عَنْهُ: عَبْد العزيز الكتّانيّ، وأبو سعد إسماعيل السّمّان. وثقه الكتّانيّ. وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.
"حرف التاء":
124- تمّام بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْن عَبْد الله بْن الجُنيد1. الحافظ أبو القاسم ابن الحافظ أبي الحسين البَجَليّ الرّازيّ ثم الدّمشقيّ، المحدَّث. وُلِد بدمشق سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وسمع مِن: أَبِيهِ، وخَيْثَمَة بْن سليمان، وأحمد بْن حَذْلَم القاضي، وأبي الميمون راشد، وأبي عليّ أحمد بْن محمد بْن فَضَالة، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وأبي يعقوب الأذرعيّ، ومحمد بْن حُمَيْد الحَوْرانيّ، وخلْق كثير. خرَّج عَنْهُمْ في فوائد.
وقرأ القرآن عَلَى أحمد بْن عثمان غلام السّبّاك.
روى عَنْهُ: عَبْد الوهاب الكِلابيّ أحد شيوخه الصَّفّار، وأبو الحسين المَيْدانيّ، والحسن بْن عليّ الأهوازيّ، والحسن بْن عليّ اللّبّاد، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأحمد بْن محمد العَتِيقّي، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الطّرائفيّ، وخلْق سواهم. قَالَ الكتّانيّ: تُوُفّي أستاذنا تمّام الحافظ لثلاثٍ خَلَوْن مِن المحرَّم سنة أربع عشرة. قَالَ: وكان ثقة، ولم أرى أحفظ منه في حديث الشّامييّن.
وقال أبو عليّ الأهوازي: وما رَأَيْت مثله في معناه. كَانَ عالمًا بالحديث ومعرفة الرّجال. وقال أبو بَكْر الحدّاد: ما لقينا مثل تمّام في الحِفْظ والخير.
"حرف الحاء":
125- الحَسَن بْن الفضل بْن سَهْلان2. الوزير أبو محمد. ولي وزارة العراق لسلطان الدّولة بْن عضُد الدّولة بعْد فخر المُلك. فكان ضعيف الصّناعة، قليل البضاعة، سريع الغضب، فاحشًا.
__________
1 شرح السنة للبغوي "5/ 443"، والأعلام "2/ 70".
2 البداية والنهاية "12/ 16"، والمنتظم "8/ 13".(28/202)
ربما وثب ولَكَم بيده، ولكنّه يندم. وكان فيه شجاعة وهيبة وسخاء. انفحم المفسدون وانقمعوا بِهِ، فلم تُطل دولتُهُ، وكانت شهرين ونصف، وتُوُفّي.
126- الحسين بْن الحَسَن بْن محمد بْن حَلْبَس1. أبو عَبْد الله المخزوميّ الغَضَائريّ البغداديّ.
سَمِعَ: محمد بْن يحيى الصُّوليّ، وإسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك، والنجاد. قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة فاضلًا. مات في المحرَّم. قلتُ: وقع لنا جزء مِن حديثه عَنْ جماعة عَنْ الهمَدانيّ، عَنْ السلَفيّ، عَنْ أبي عَبْد الله الثقفيّ، عَنْهُ. وروى عَنْهُ: البَيْهَقيّ، وعبّاس بْن أحمد بْن بكر ابن الهاشميّ، وابن المهتدي بالله.
وأمّا: الغَضَائريّ، شيخ الشيعة، فقد مر سنة إحدى عشرة.
127- الحُسَين بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن أَبِي كامل الأَطْرَابُلُسيَ القَيْسي2. البصْريّ الأصل، العدل. روى عن: أَبِيهِ، وعن: خال أبيه خَيْثَمَة، وابن حَذْلَم، وأبي يعقوب الأذرعي، وأبي ميمون بْن راشد، ومحمد بْن إبراهيم السّرّاج نزيل القدس.
وسمع بمصر: عَبْد الله بْن الورد، وجماعة. انتقي عَليْهِ خَلَف الواسطيّ. وحدَّث عَنْهُ: طراد بْن الحسين بْن حمدان، ومحمد بْن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو الحَسَن أحمد بْن أَبِي الحديد، وأبو الحَسَن بْن صَصْرَى، وجماعة. وتُوُفّي بأطْرابُلُس. وكان قد حدَّث قبل موته بدمشق. وثقه أبو بَكْر الحدّاد.
128- الحسين بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه3. أبو عليّ الرَّهاويّ المقرئ. قرأ القرآن لابن عامر عَلَى: أحمد بْن محمد الإصبهاني. وقرأ عَلَى غيره. وله مصنفات في القراءات.
وحدَّث عَنْ: أحمد بْن صالح البغداديّ، قرأ عَليْهِ: أبو عليّ غلام الهرّاس. وحكى عنه: عبد العزيز الكتاني. وتوفي في رمضان.
__________
1 العبر "3/ 116"، والأنساب "9/ 155، 156".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 305"، ومعجم البلدان "1/ 217".
3 غاية النهاية "1/ 245، 246".(28/203)
129- الحُسَين بْن محمد بْن الحسين بْن عَبْد بْن صالح بْن شعيب بْن منجَوَيْه الثَّقَفيّ1. أبو عبد اله الديَنَوريّ. تُوُفّي في ربيع الآخر بنَيْسابور.
روى عن: هارون بْن محمد العطّار، وأبي بَكْر بْن السُّنّيّ، وبرهان الصُّوفيّ، وأبي عليّ الحسين بْن محمد بن حبش المقريء، وعبد الله بْن عبد الرَّحْمَن الدّقّاق الدّينَوِرِيَّيْن، وأبي الحسين بن أحمد بْن جعفر بْن حمدان الديَنَوريّ، وأبي بَكْر أحمد بْن جعفر بْن حمدان القَطِيَعيّ، وعيسى بْن حامد الرُّخَّجِيّ، وإسحاق بْن محمد النعَاليّ، وخلْق مِن الهمْدانيّين، وغيرهم.
روى عَنْهُ: جعفر الأَبْهَري، وعبد الرحمن بْن أبي عَبْد الله بْن مَنْدَهْ، وسعْد بْن حمْد، ووالده سفيان وأبو بكر محمد، وأبو الفضل القُومساني، وأحمد بن عبد الله ابنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ، وأبو غالب بن قصار، وأبو الفتح ابن عَبْدُوس، وأبو نصر أحمد بْن محمد بْن صاعد، وعليّ بْن أحمد بْن الأخرم، وأبو صالح المؤذّن ومحمد بْن يحيى المُزَكّيّ، ومكّيّ بْن محمد بْن دُلير، وأحمد بْن الحسين الْقُرَشِيّ، وآخرون.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة، صدوقًا كثير الرواية للمناكير، حسن الخطّ، كثير التّصانيف.
ودخل همدان فقيرًا فجمعوا لَهُ وداسوه، ثمّ خرج إلى نَيْسابور ووقع لَهُ بها حِشْمة جليلة.
وحدَّث عَنْهُ: أبو إسحاق الثّعلبيّ المفسّر. وقد تكلَّم فيه أَبُو الفضل بْن الفَلَكِي، وقال: ما سَمِعَ مِن عُبَيْد الله بْن شنبة. فخرج لذلك من همدن ساخطًا، فتبعه ابن فلكي ورجع عَنْ مقالته، واعتذر منه، فما قبل عُذره، وكان يدعوا عَلَى ابن الفلكيّ.
130- الحسين بْن محمد بْن الحَسَن2. أبو عَبْد الله الصُّوريّ النَّحْويّ الضّرّاب.
حدَّث عَنْ: يوسف المَيَانِجِيّ. روى عَنْهُ: عَبْد الرّحيم الْبُخَارِيّ. وكان شيخ صور في العربيّة، والفقه.
__________
1 العبر "3/ 116"، وشذرات الذهب "3/ 200".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 359"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 235، 236".(28/204)
"حرف السين":
131- سُختكين شهاب الدّولة1. ولي أمرة دمشق للظّاهر خليفة مصر سنة اثنتي عشرة. وماتَ بدمشق في قصر السُّلطان في ذي القعدة سنة أربع عشرة.
132- سَعِيد بْن محمد بْن أحمد بْن حسين بْن مدرك. أبو عاصم الباشانيّ الهَرَويّ الزّاهد. روى عَنْ: حامد الرفاء. مسع: منه: شيخ الإسلام الأنصاريّ.
133- سهل بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن دينار2. أبو يحيى الديناري النيسابوري الجوهري. شيخ صالح، عابد، ثقة. لكنّه مُتَّهمٌ في المذهب.
روى عن: الأصمّ، وأبي العبّاس القطّان، وأبي يحمد الشُعيبي. وعنه: أبو صالح المؤذّن، وغيره.
"حرف الطاء":
134- طاهر بْن محمد بْن عليّ بْن هاموش. الزّاهد أبو محمد الهمَدانيّ البزّاز، الرّجل الصّالح. روى عن: إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي حماد، وأبي أحمد الحسين بْن عليّ حُسينك، وشُعيب بْن عليّ القاضي.
روى عَنْهُ: أبو سعْد محمد بْن عليّ بْن مموش، ويوسف الخطيب، وغيرهما.
وكان بكَّاءً خائفًا خاشعًا، مِن أولياء الله.
"حرف العين":
135- العباس بن عمر بن مروان3. أبو الحسن الكلوذاني: قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ عَنْ الصُّوليّ، وأبي جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وكان رافضيا غير ثقة، فخرقت ما كتبت عَنْهُ.
وقال ابن خَيْرون: حدَّث عَنْ المَحَامِليّ، وحمزة الهاشميّ. رافضيّ كذّاب، لم يكن له أصل. مات في رمضان.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "6/ 68"، وأمراء دمشق "37" للصفدي.
2 المنتخب من السياق "243" "770".
3 تاريخ بغداد "12/ 162"، وميزان الاعتدال "2/ 384".(28/205)
136- عبد الله بن أحمد عَمْرو بْن أحمد بْن مُعَاذ1. أبو الحسين، ويقال: أبو العبّاس، العنْسيّ الدارانيّ. روى عَنْ: أبيه، وأبي الميمون بْن راشد، وأبي يعقوب الأَذْرَعيّ، وأبي الحسين بْن حَذْلَم. روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد الحِنّائيّ، وأبو علي الأهوازي، وأبو محمد اللباد، وعبد العزيز الكتاني. وقال الكتاني: توفي بداريا في شوال، وكتب الكثير، وحدَّث بشيء يسير. ثقة مأمون.
137- عَبْد الله بْن الحَسَن بْن الخصيب. أبو محمد الإصبهاني الكرّانيّ.
138- عَبْد الجبّار بْن أحمد الهَمَذَانيّ2. القاضي شيخ المعتزلة. تُوُفّي بالرَّيّ في ربيع الآخر. وقيل: تُوُفّي سنة 15 كما سيأتي.
139- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان3.أبو عقيل السُّلَميّ الأسْتُوائيّ. ثقة، أصيل. روى عَنْ: الأصمّ، وأقرانه. ويُعرف بالمائقيّ. روى عَنْهُ: ابن أخته زَيْن الإسلام أبو القاسم القُشَيْريّ. قاله عَبْد الغافر في "السياق".
140- عَبْد الرَّحْمَن بْن هشام بْن عَبْد الجبّار بْن النّاصر لدين الله الأُمَوي المرواني4. أخو محمد المهدي. لما انهزم البربر عَنْ قُرْطُبَة مَعَ القاسم بْن حَمُّود الحَسَنيّ، اتفّق اهل قُرْطُبَة عَلَى ردّ الأمر إلى بني أُمَيَّة، وكانت دولتهم قد زالت مِن سنة سبعٍ وأربعمائة بابني حمّود، فاختاروا ثلاثة: عَبْد الرَّحْمَن هذا، وسليمان بن المرتضى، وآخر. ثم قدَّموا عَبْد الرَّحْمَن وبايعوه بالخلافة في رمضان مِن السُّنَّة، وله اثنتان وعشرون سنة. وكُنْيته أبو المطرف، ولقّبوه بالمستظهر بالله. ثمّ قام عَليْهِ أحد بني عمّه أبو عَبْد الرَّحْمَن محمد بْن عَبْد الرحمن مَعَ طائفةٍ مِن الغَوْغاء، فقُتل المستظهر لثلاثٍ بقين مِن ذي القِعْدة. وكان رحمه الله ذكيّا بليغًا فصيحًا مفوهًا، بارع الأدب رقيق الطَّبْع، جيّد النَّظْم. ووزَر أبو محمد بْن حزْم الظّاهريّ لَهُ تِلْكَ الأيّام.
ولم يُعقب. ثمّ بويع أبو عَبْد الرَّحْمَن، فدام أمرُه عشرة أشهر، ولقّبوه بالمستكفي. ثمّ خُلِع ورجعَ الأمر إلى يحيى المعتلي، وسم أبو عبد الرحمن فهلك.
__________
1 تاريخ دمشق "7/ 288".
2 التدوين في أخبار قزوين "3/ 119 - 125"، والأعلام "4/ 47".
3 المنتخب من السياق "301، 302" "996".
4 جذوة المقتبس للحميدي "25، 26" وأعمال الأعلام "134".(28/206)
141- عَقيل بْن عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بْن عَبْدان1. أبو طَالِب الأزْديّ الدّمشقيّ الصَّفّار. سَمِعَ: ابن حَذْلَم، وأبا الميمون بْن راشد، وأبا بَكْر بْن معروف، والحافظ أبا الحسين الرّازيّ. روى عَنْهُ: عليّ بْن الخَضِر، وعبد العزيز الكتّانيّ، وجماعة. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة. ووثّقه الكتّانيّ.
142- عليّ بْن أحمد بْن صُبيح2. أبو الحَسَن القاضي. سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وجعفر بْن الحَكَم المؤدب. قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان صدوقًا.
143- عليّ بْن بِشْرى بْن عَبْد الله3. أبو الحَسَن الدّمشقيّ العطّار. إمام مسجد ابن أبي الحديد. روى عَنْ: أبي عليّ بْن هارون، وعلي بْن أَبِي العَقِب، ومحمد بن إبراهيم بن مروان، وجمع بن القاسم، وخيثمة بن سليمان، لكن قال الكتّانيّ إنّه اتُّهم في خَيْثَمَة.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازيّ، ورشأ بْن نَظيف، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعَربية الحلبيّة.
وقال الأهوازيّ: سمعته يَقُولُ: أسْمَعَني والدي مِن خَيْثَمَة سنة ثلاثٍ وأربعين، ولي سبعُ سِنين.
ووثّقه محمد بْن عليّ الحدّاد. توفي في صَفَر.
روى عَنْهُ: عَبْد الغنيّ بْن سَعِيد، وإبراهيم بْن محمد الحِنَّائيّ، وأبو عَبْد الله محمد بن سلامة القُضاعي، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو الحَسَن أحمد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي الحديد، وخلْق كثير مِن المغاربة والحُجاج. تُوُفّي بمكّة. قَالَ أبو الفضل بْن خيرون: تُكلم فيه.
قَالَ: وقيل إنّه يكذب. وقال شِيرَوَيْه الدَّيْلَميّ: روى عَنْهُ: أبو منصور بْن عيسى، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن شاذيّ، وثنا عَنْهُ بالإجازة: أبو القاسم الخطيب، وأبو القاسم بْن البصْريّ، وأبو الفتح بْن عبدوس.
__________
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "28/ 33".
2 تاريخ بغداد "11/ 328، 329".
3 ميزان الاعتدال "3/ 115"، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "3/ 310".(28/207)
144- عَلَى بْن عَبْد الله بْن الحَسَن بْن جَهْضَم بْن سَعِيد1. أبو الحَسَن البُورانيّ الصوفيّ، نزيل مكّة، ومصنّف كتاب "بهجة الأسرار في أخبار القوم".
حدَّث عَنْ: أَبِي الحَسَن عَليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن سَلَمَةَ القَطَّان، وأبي سهل بن زياد القطان، وأحمد بن الحسن ابن عُتبة الرّازيّ، وأحمد بْن إبراهيم بْن عطيّة الحدّاد، وأحمد بْن عثمان الأَدميّ، وعبد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، وعلي بْن أَبِي العَقب، وأبي بَكْر بْن أَبِي دُجانة، وأبي بَكْر الرَّقيّ، وجُمح بْن القاسم المؤذّن، وطائفة.
قَالَ: وكان ثقة، صدوقًا، عالمًا، زاهدًا، حسن المعاملة، مذكورًا في البُلدان، حسن المعرفة.
وروى عَنْهُ أبو طالب محمد بْن عليّ العشاريّ.
قرأتُ عَلَى الأَبَرْقُوهيّ: أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ مُطِيعٍ إِجَازَةً وَسَمَاعًا فِي غَالِبِ الظَّنِّ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيَّ الشيخ عبد القادر ابن أَبِي صَالِحٍ الْجَبَلِيُّ، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ السَّقَطِيُّ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى الْمَكِّيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَهْضَمٍ الْهَمْدَانِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ، أنا أَبِي، أنا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيُّ، حُميد الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه السلام: "رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ، وَشَعْبَانُ شَهْرِي، وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي"2، ثُمَّ ذَكَرَ فَضْلَ لَيْلَةِ صَلَاةِ الرغَائِبِ3.
وَالْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ، وَلَا يُعرف إِلَّا مِنْ رِوَايَةِ ابن جَهْضَمٍ. وَقَدِ اتَّهَمُوهُ بِوَضْعِ هَذَا الْحَدِيثِ.
وقد رواه عَنْهُ عَبْد العزيز بْن بُندار الشّيرازيّ نزيل مكّة، وغيره.
ولقد أتى بمصائب يشهد القلب ببُطلانها في كتاب: "بهجة الأسرار".
__________
1 الميزان "3/ 142، 143"، والأعلام "4/ 304".
2 "ضعيف": ذكره الشوكاني في الفوائد "47، 100، 439"، والزبيدي في الإتحاف "3/ 422"، والعجلوني في كشف الخفاء "1/ 510"، وابن الجوزي في الموضوعات "2/ 124، 205"، وراجع ضعيف الجامع الصغير وزيادته للألباني برقم "3094".
3 وصلاة موضوعة بالاتفاق.(28/208)
145- عليّ بْن القاسم بْن الحَسَن البصْريّ1. أبو الحَسَن النّجّاد. هُوَ خاتمة مِن روى عَنْ أَبِي رَوْق الهِزّانيّ. كَانَ محدَّثًا عدلًا بالبصرة.
حدث عنه: الخطيب، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المستملي، والحسن بن عمر بن الحسن بن يونس الأصبهانيان، وطائفة سواهم. لم أظفر بموته، إلا أنه كان حيًا سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. ويروى أيضًا عَنْ أحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار كتاب "السُّنَن" لَهُ.
146- عليّ بْن محمد بْن أحمد بن ميلة خُرة2. ويُعرف أبو محمد بماشاذه. أبو الحَسَن الإصبهانيّ الزّاهد، الفقيه الفَرَضيّ، أحد أعلام الصُّوفيّة. قَالَ أبو نُعيم: صحب أبا بَكْر عَبْد الله بْن إبراهيم بن واضح، وأبا جعفر محمد ابن الحسن، وزاد عليهما في طريقهما خُلقًا وفتوةً. جمع بي علم الظّاهر والباطن، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لومةُ لائِمٍ. وَكَانَ يُنْكر عَلَى المتشبهه بالصُّوفيّة، وغيرهم مِن الْجُهّال فساد مقالتهم في الحُلول والإباحة والتّشبيه، وغير ذَلِكَ مِن ذميم أخلاقهم، فعَدَلوا عَنْهُ لمّا دعاهم إلى الحقّ جهلًا منهم وعنادًا.
وأنفرد في وقته بالرّواية عَنْ: محمد بْن محمد بْن يونس الأبْهريّ، وأبي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن حَكِيم، وأبي عليّ أحمد بْن محمد بْن إبراهيم المصاحفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن عليّ الأسواريّ. وتُوُفّي يوم الفِطْر.
قُلْتُ: أَخْبَرَنَا بِلَالٌ الْحَبَشِيُّ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ ظَاهِرٍ، أنا السِّلَفِيُّ، أنا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ قَالا: ثنا عَلِيُّ بْنُ مَاشَاذَهْ إِمْلَاءً، نا أَبُو عَلِيٍّ الصَّحَّافُ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سُفيان الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبير، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الكشرُ، وَلَكِنْ يقطعُها الْقَرْقَرَةُ"3.
وروى أيضًا عَنْ: عَبْد الله بْن جَعْفَر بْن فارس، ومحمد بْن عَبْد الله بْن أسيدِ، وأبي عليّ أحمد بْن محمد بْن عاصم، وعبد الله بْن محمد بْن عيسى، وغِياث بن محمد، وأبي أحمد العسّال، وغيرهم. وأملي عدّة مجالس. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عبد الله
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 147".
2 حلية الأولياء "10/ 408"، والعبر "3/ 117"، وسير أعلام النبلاء "3/ 186".
3 "إسناده ضعيف": أورده الخطيب في تاريخ بغداد "11/ 345"، والذهبي في السيرة "3/ 188"، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى "2/ 252".(28/209)
الثَّقَفيّ في "فوائده"، ورجاء بْن قُولويه، وأحمد بْن محمد ابنا عَبْد الله السُّوذَرْجَانيّ، وأبو الحسين سَعِيد بْن محمد الجوهريّ، وأبو نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد السمْسار، وآخرون.
قَالَ أبو بَكْر أحمد بْن جعفر اليَزْديّ: سمعتُ الإمام أبا عَبْد الله بْن مَنْدَهْ وقت قُدومه مِن خُراسان سنة إحدى وسبعين يَقُولُ، وعنده أبو جعفر ابن القاضي أبي أحمد العسّال وعدة مشايخ، فسأله ابن العسّال عَنْ أخبار مشايخ البلاد التي شاهدها، فقال: طِفتُ الشّرق والغرب، فلم أرَ في الدّنيا مثل رجُلين، أحدهما والدك القاضي، والثاني أبو الحَسَن عليّ بْن ماشاذه الفقيه.
ومن عَزْمي أن أجعله وصبي، وأسلّم كُتبي أليه، فإنّه أهلٌ لَهُ. أو كما قَالَ.
أخبرني إِسْحَاق الصَّفّار، أَنَا ابن خليل، أنا أبو المكارم، أنبا أبو عليّ، أَنَا أبو نُعيم في آخر كتاب "الحلية" قَالَ: ختم التّحُّقق بطريقة المتصوَّفة بأبي الحَسَن عليّ بْن ماشاذه لِما أوْلاه الله مِن فنون العِلم والسّخاء والفُتُوّة، كَانَ عارفًا بالله فقيهًا عاملًا، لَهُ مِن الأدب الحظ الجزيل رحمه الله.
147- علي بْن مُحَمَّد بْن علي بْن حسين بْن شاذان1. الحاكم أبو الحَسَن بْن السّقّا الإسْفرائينيّ الحافظ المُحدث، الثّقة.
مِن أولاد الشّيوخ. سَمِعَ الكُتب الكبار، وأملي دهرًا. روى عَنْ: الأصمّ، وأبي عَبْد الله بْن الأخرم، وعلي بْن حَمْشاذ، وأبي عَبْد الله الصَّفّار الإصبهاني، وأبي الطَّيّب الشُعيري، وأبي الحَسَن الطّرائفيّ، وأبي منصور العَتكَيّ، وخلْق.
ورحل فأخذ عَنْ: أبي سهل بْن زياد، والنّجّاد، ودَعْلَج، وجعفر بْن الخُلدي، وعبد الله الخُرَاسانيّ، وعبد الرحمن ابن الحَسَن الهمَدانيّ، وطائفة. روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وسِبْطه حكيم بْن أحمد الإسْفرائينيّ القاضي، وجماعة. تُوُفّي في هذه السّنة.
148- عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن يعقوب2. أبو القاسم الإياديّ البغداديّ. سَمِعَ أبا بَكْر النّجّاد، وأبا بكر الشافعي، وحبيبًا القزاز، وجماعة.
__________
1 الوافي بالوفيات "22/ 74" "25] ".
2 تاريخ بغداد "22/ 97" "6525"، والأنساب "1/ 394، 395".(28/210)
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة يتفقّه عَلَى مذهب مالك. مات في ذي الحجّة. قلت: وروى عَنْهُ: القاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأهل بغداد. لَهُ جزء معروف بِهِ سمعه السبْط.
149- عُمَر بْن محمد بْن إبراهيم بْن عَبَّاس. أبو حفص الدُّوغيّ المَدِينيّ. تُوُفّي في شَعْبان.
"حرف القاف":
150- القاسم بْن جعفر بْن عبد الواحد بْن العبّاس بْن عَبْد الواحد أبو جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّه ابن عَبَّاس بْن عَبْد المطلب1. القاضي أبو عُمَر الهاشميّ العبّاسيّ البصْريّ.
سَمِعَ: عَبْد الغافر بْن سلامة الحمصي، وأبا العبّاس محمد بْن أحمد بْن الأثرم، وعلى بْن إِسْحَاق المادرائيّ، ومحمد بْن الحسين الزَّعْفرانيّ الواسطيّ، والحسين بْن يحيى بْن عيّاش القطّان، ويزيد بْن إسماعيل الخلال صاحب الرَّماديّ، وأبا علي الؤلؤي، والحسن بْن محمد بْن عثمان الفَسَويّ، وجماعة.
وولد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو بَكْر محمد بْن إبراهيم بْن عليّ الإصبهانيّ المستملي، وأبو عليّ الوَخْشيّ، وهنّاد بْن إبراهيم النَّسَفيّ، وسُليم بْن أيُوب الرّازيّ، والمسيَّب بْن محمد الأرْغِيانيّ، وعلي بْن أحمد التُّسْتَريّ، وأبو القاسم عبد الملك بن شغبة، وجعفر بْن محمد العَبّادانيّ، وآخرون. قَالَ أبو الحسن عليّ بْن محمد بْن نصر الديَنَوريّ ابن اللّبّان: سمعتُ "سُنَنَ أَبِي دَاوُد " عَلَى أبي عُمَر الهاشميّ بقراءتي ستّ مرّات. وسَمِعْتُهُ يقول: أحضرني والدي هذا الكتاب وأنا ابن ثمانِ سِنين، فأثبت حضوري ولم يثبت السَّماع، ثمّ أحضرني وأنا ابن تسعٍ، فأثبت حضوري ولم يُثبت السّماع، وسَمِعْتُهُ وأنا ابن عشر سِنين، فأثبت حينئذٍ سماعي.
وقال الخطيب: كَانَ أبو عُمَر ثقة أمينًا، ولى القضاء بالبصْرة، وسمعتُ منه بها "سُنَنَ أَبِي دَاوُد" وغيرها. ومات في تاسعٍ وعشرين من ذي القعدة سنة 14.
__________
1 البداية والنهاية "12/ 17"، والعبر "3/ 117".(28/211)
"حرف اللام":
151- لَيْلَى بنت أحمد بْن مُسْلِم الولاديّ الإصبهانيّ1. أمُّ البَهَاء. تُوُفيَت في جُمَادَى الأولى، وصلى عليها ابنها.
"حرف الميم":
152- محمد بْن أحمد بْن سميكة. القاضي أبو الفَرَج البغداديّ، الفقيه الشّافعيّ، روى عَنْ: النّجّاد، وغيره. وانتقى عَليْهِ ابن أَبِي الفوارس.
153- محمد بْن خُزَيْمة بْن الحسين. أبو عبد الله المصريّ الدّبّاغ البزّاز. عن: ابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ، وطبقته. ورّخه الحبّال.
154- محمد بْن الحسين بْن عُمَر2. أبو الحسين الحمصيّ الفَرَضيّ. ولى قضاء دمشق نيابة عَنْ القاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الحسين النَّصيبيّ. وسمع مِن: أَبِي عَبْد الله بْن مروان، وأبي طاهر محمد بْن عَبْد العزيز الفقيه، والقاضي المَيَانِجِيّ، وأبي زيد المَرْوَزِيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: عَلَى الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو نصر بْن طلاب، وآخرون. تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
155- محمد بْن طاهر بْن يونس بْن جعفر. أبو الفتح الدّقّاق. والد حمزة الحافظ. حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر القَطِيَعيّ، وغيره.
روى عنه: ابناه حمزة والحسين، وابن أخته أبو طَالِب العشاريّ، وأبو الفضل محمد بْن المهتدي بالله. وُلِد سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة، وأبيضّت لِحْيَة ابنه حمزة قبله، فكانوا يحسبون الأبَ هُوَ الابن. تُوُفّي رحمه الله فِي سلْخ رجب.
156- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عمرو بْن مهْديّ3. أبو سَعِيد النّقّاش الأصبهانيّ، الحافظ الحنْبليّ. سَمِعَ مِن: جدّه لأُمّه أحمد بْن الحسين بْن أيّوب التّميميّ، وأحمد بْن مَعْبَد، وعبد اللَّه بْن فارس، وعبد الله بْن عيسى الخشاب، وأبي أحمد العسال،
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 367".
2 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "37/ 403".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 308"، هدية العارفين "2/ 62"، ومعجم المؤلفين "11/ 32".(28/212)
وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطبراني، وجماعة سنة نيفٍ وأربعين وثلاثمائة.
ثمّ رحل إلى بغداد فسمع مِن: أَبِي بَكْر الشَّافِعِيّ، وَمحمد بن الحَسَن بْن مقسم المقرئ، وعمر بْن سَلْم، وأبي عليّ بْن الصَّوّاف، ومحمد بْن عليّ بْن حُبَيْش الناقد، ومحمد بن علي بن محرم، وطبقتهم. وسمع بالبصرة مِن: إبراهيم بْن عليّ الهُجَيْميّ وهو أكبر شيخ لِقَيه في الرّحلة.
وسمع مِن: فاروق الخطّابي، وحبيب القزّاز. وبالكوفة من: أصحاب مُطَيَّن، وبَدين بْن جَنَاح المُحَاربيّ القاضي، وصبّاح بْن محمد النَّهْديّ، وعبد الله بْن يحيى الطَلْحيّ. وبمَرْو مِن: حاضر بْن محمد الفقيه، وجماعة. وبجُرْجان مِن: أَبِي بَكْر الإسماعيلي، وجماعة منهم إسماعيل بْن سَعِيد الخيّاط. وبهَرَاة مِن: أبي حامد أحمد بْن محمد ابن حسْنُوَيْه، وأبي منصور محمد بن أحمد بْن الأزهر اللغوي.
وبنهاوند، وهمدان ونَيْسابور، والديَنَور، سَمِعَ بها مِن ابن السُّنّيّ. وبالحجاز، وإسْفرائين، ومَرْو الرُّوذ، وعسكر مُكْرم. وأملي وجَمَع في الأبواب، وغير ذَلِكَ. وحدَّث بالكثير روى عَنْهُ: أحمد بْن عَبْد الغفار بْن أشتة، والفضل بْن عليّ الحنفيّ، وأبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد المصريّ، وخلْق كثير. وكان مِن الثّقات المشهورين. تُوُفّي فِي رمضان
157- مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحسين الباشانيّ الهَرَويّ. الثّقة، الرّضا. تُوُفّي في صفر، وله مائةٌ وستّ سنين. روى عَنْ: أَبِي إِسْحَاق أحمد بْن محمد بْن ياسين الحافظ، ومحمد بْن إبراهيم بْن نافع. روى عَنْهُ: شيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة.
158- محمد بْن عليّ بْن مَمُّوَيْه. أبو بَكْر الأصبهانيّ الواعظ، المفسّر المعروف بالجمّال. قَالَ محمد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق: كَانَ ملك العلماء في وقته بإصبهان.
159- محمد بْن عليّ بْن العبّاس بْن جمعة. أبو طاهر الخفّاف العَدْل. تُوُفّي بخُراسان فِي جُمَادَى الأولى.
160- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن ربيع بْن عَبْد الله بْن ربيع بْن بنّوش. أبو عبد التّميميّ القُرْطُبيّ، وُلِد القاضي أَبِي محمد. روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي عُمَر أحمد بْن(28/213)
خَالِد التّاجر، وعباس بْن أَصْبَغ وأبي جعفر بْن عَوْن الله. وكان نبيلًا مجتهدًا، قائمًا بالرّواية، متقنًا. حدَّث عَنْهُ: الخَوْلانيّ. ومات في حياة أَبِيهِ.
161- محمد بْن عُمَر بْن هارون. أبو الفضل الكوكبيّ الإصبهانيّ، الأديب. تُوُفّي في رجب.
162- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الجرجاني1. نزيل أسترباذ، وهي على مرحلة من جرجان. روى عن: نُعَيْم بْن عَبْد المُلْك، وهارون بْن أحمد الأستراباذيّ وغيرهما.
"حرف الهاء":
163- هلال بْن محمد بْن جعفر بْن سَعْدان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ماهوَيْه بْن مِهْيار بْن المَرْزُبان2. أبو الفتح الكَسْكَرِيّ، ثمّ البغداديّ الحفّار. وُلِد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. سمع مِن: ابن عيّاش القطّان، وعلي بْن محمد المصري الواعظ، وابن البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصَّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، وجماعة.
قَالَ الخطيب: مات في صفر، وكان صدوقًا. كتبنا عَنْهُ.
وروى عَنْهُ: أبو نصر عُبَيْد الله السجْزيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وهبة الله بْن عَبْد الرّزّاق الأنصاريّ، والقاسم بن فضل الثَّقَفيّ، وطراد بْن محمد الزَّيْنبيّ، وخلْق كثير.
وآخر مِن روى بالإجازة حديث الحفّار بعلوٍ زين الدين محمد بْن عَبْد الدائم عَنْ خطيب الموصل، إجازة عَنْ طراد.
164- الهيصم بْن محمد بْن إبراهيم. أبو عليّ البُوشنجي الشَّعْبِيّ. تُوُفّي ببوشَنْج يوم العيد.
"حرف الياء":
165- يحيى بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى3. أَبُو زكريّا بْن المُزَكّيّ أَبِي إِسْحَاق. مُسند نَيْسابور وشيخ التَّزْكية. كَانَ ثقة نبيلًا زاهدًا صالحًا، ورعًِا متقنًا. وما
__________
1 تاريخ جرجان للسهمي "456".
2 تاريخ بغداد "14/ 75"، والمنتظم "8/ 15"، والبداية والنهاية "12/ 17".
3 التقييد لابن النقطة "483"، والعبر "3/ 118".(28/214)
كَانَ يحدَّث إلا وأصله بيده يُقابل بِهِ. وعقد الإملاء مدّة، وقُرئ عَليْهِ الكثير. وقد تفقه على الأستاذ أبي الوليد. روى عن: أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله محمد بْن يعقوب الأخرم، وأبي الحَسَن أحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس، والحسن بْن يعقوب البُخاري، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه، وطائفة مِن النَّيْسابوريّين، وأبي سهل بْن زياد، وأحمد بْن سلمان النّجّاد، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراساني، وأحمد بْن كامل القاضي، وأحمد بْن عثمان الأَدَميّ البغداديّين، ومحمد بْن عليّ بْن دُحيم الكوفي، وجماعة كثيرة.
وانتقى عَليْهِ الحافظ أبو بَكْر أحمد بْن عليّ الإصبهاني، وغيره. وحدَّث عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ في جميع كُتبه، وأبو صالح المؤذّن، وعثمان بْن محمد المحمي، وعلي بن أحمد المؤذن بن الأخرم، وهبة الله بْن أبي الصهْباء، وابنه أبو بَكْر محمد بْن يحيى، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وآخرون. مات في ذي الحجّة.
166- يحيى بْن إبراهيم بْن مُحارِب. أبو محمد السَّرَقُسْطيّ1. روى عَنْ: عَبْدُوس بْن محمد، وحجَّ فروى عَنْ أَبِي القاسم السَّقَطيّ صاحب إسماعيل الصَّفّار.
وكان فاضلًا زاهدًا، يُقال كَانَ مُجاب الدّعوة. وله كتاب صفة الجنّة.
روى عَنْهُ: قاسم بْن هلال، وعُمر بْن كُريب، وموسى بن خلف، ووضاح بن محمد السرقسطي.
"وفيات سنة خمس عشرة وأربعمائة ":
"حرف الألف":
167- أحمد بْن أحمد بْن يوسف2. أبو صادق الدُّوغيّ الجُرجاني البّيع. سَمِعَ وطوّف، وطال عمره. وحدَّث عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عبيد الهمذاني، ودَعْلَج بْن أحمد، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وحامد الرّفّاء، وعبد الله بن عدي.
قال الحافظ علي بن محمد الزبحي: لم أرزق السماع منه، وكان يجلس بجنبي في مجلس ابن معمر.
__________
1 "السرقسطي": وهي بلدة مشهورة بالأندلس وراجع "معجم البلدان "3/ 212".
2 تاريخ جرجان للسهمي "123" "109".(28/215)
روى عنه: أبو مسعود البجلي، وأقراننا. ومات في جُمادى الآخرة.
168- أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن شبيب1. أبو نصر الفامي الشبيبي الخندقي. قال عبد الغافر: شيخ ثقة معروف، يكتب الأمالي على كبر السن. وحدَّث عَنْ: الأصمّ، وأبي عَبْد الله بْن الأخرم، وأبي حسن الكارِزِيّ، وأبي الوليد الفقيه. ثنا عَنْهُ جماعة. تُوُفّي في ذي القعدة. قلتُ: روى عَنْ: أَبِي نَصْر أبو الحَسَن المَدينيّ ابن الأخرم، والبَيْهَقيّ.
169- أحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن مُعاذ2. أبو الحسين المُلقباذي التّاجر. شيخ ثقة مستور، مجاورًا بالجامع بنَيْسابور. ويُقال: إنّه مِن ذُرّيّة مُعَاذ بْن جَبَل. حدَّث عَنْ: أبي محمد الكَعْبيّ، ويحيى بْن منصور القاضي، وأبي بكر محمد بن المؤمل. وعنه: أبو صالح المؤذن.
170- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد3. أَبُو عَبْد الله القُرشي، الدمشقي، الرُماني النحوي. المعروف بالشرابي. الأديب. حدث بكتاب "إصلاح المنطق" ليعقوب بن السكيت، عَنْ أَبِي جعفر محمد بْن أحمد الجُرجاني. وسمع مِن: عَبْد الوهّاب الكِلابيّ.
روى عَنْهُ: أبو نصر بن طلاب الخطيب. توفي في دمشق في ربيع الآخر.
171- أحمد بْن عُمر بْن عثمان1. أبو الفَرَج ابْن البَغْل. بغداديّ، سَمِعَ مِن: جعفر الخُلدي، وأبي بَكْر النّجّاد. قَالَ الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.
172- أحمد بن الفضل5. أبو منصور النُعيمي الْجُرْجانيّ الحافظ. عَنْ: ابن عَدِيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي أحمد الغطريفي، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عمر الحِيريّ، ونصر بْن عَبْد المُلْك الأندلسيّ، وغيرهم. وصنَّف كتابًا في أخبار الخيْل، وله في الحديث مصنَّف سمّاه "المُجتنى". مات في شوّال. قاله ابن ماكولا.
__________
1 المنتخب من السياق "82، 83" "178".
2 المنتخب من السياق "98" "215".
3 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 411"، ومعجم الأدباء "3/ 270".
4 تاريخ بغداد "4/ 294".
5 الأنساب "12/ 120"، تاريخ جرجان "123".(28/216)
173- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن القاسم بْن إسماعيل الضّبّيّ المَحَامِليّ1. الفقيه الشّافعيّ أبو الحَسَن. درس الفِقْهَ عَلَى الشَّيْخ أَبِي حامد. وكان عُجبًا في الذَّكاء والفَهْم، صنَّف في الفقه كتاب " المجموع"، وهو كتابٌ كبير، وكتاب "المقنع" في مجلَّد، وكتاب "الُلباب"، وغير ذَلِكَ.
وصنَّف في الخلاف كثيرًا. وسمع مِن: الحافظ محمد بْن المظفَّر، وطبقته. ورحل بِهِ أَبُوهُ إلى الكوفة فسمّعه مِن ابن أَبِي السَّريّ البكّائيّ. وُلِد سنة ثمانٍ وستين وثلاثمائة. روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وحضر دروسه.
وقال الشّريف المرتضى أبو القاسم عليّ بْن الحسين المُوسوي: دخل عليَّ أبو الحَسَن المَحَامِليّ مع الشيخ أبي الحامد، ولم أكن أعرفه، فقال لي الشيخ أبي حامد: هذا أبو الحَسَن بْن المَحَامِليّ، وهو اليوم أحفظ للفقه منيّ.
وقال الشَّيْخ أبو إِسْحَاق في "الطبقات": تفقَّه أبو الحَسَن عَلَى الشيخ أبي حامد الإسْفرائينيّ وله عَنْهُ تعليقة تُنْسب إِليْهِ، وله مصنَّفات كثيرة في الخِلاف والمَذْهب، ودرس ببغداد.
قلت: وتُوُفّي في ربيع الآخر، وتُوُفّي أبوه سنة سبعٍ كما مرَّ.
174- أحمد بْن محمد بْن الحاجّ بْن يحيى2. أبو العبّاس الإشبيليّ الشّاهد. نزيل مصر. رحل في صغره، وسمع: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، والحسن بْن مروان القَيْسَرانيّ، وأبا عليّ بْن هارون، وأبا القاسم عليّ بْن أبي العَقِب، وأحمد بْن محمد بْن عُمارة، وأبا الفوارس أحمد بْن محمد بْن عُتبة الرّازيّ، والعبّاس بْن محمد الرّافقيّ، وأبا بَكْر أحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي دُجانة الدّمشقيّ، وخلقًا سواهم بمصر، والشّام.
روى عنه: أبو نصر عُبَيْد الله بْن سعيد الوابلي، وعبد الرّحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وأبو عَبْد الله القُضاعي، وأبو إسحال الحبّال، وأبو الحَسَن الخِلَعيّ، وطائفة مِن المغاربة. وقع لنا حديثه عاليا. وخرّج لَهُ أبو نصر المذكور أجزاءً كثيرة، وأثني عَليْهِ الحبّال وقال: مات في صفر.
__________
1 تاريخ بغداد "4: 372"، والمنتظم "8/ 17"، والعبر "3/ 119".
2 مسند الشهاب للقضاعي "1/ 171"، وشذرات الذهب "3/ 202".(28/217)
175- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن إسماعيل1. أبو بَكْر الحربيّ، المؤدب، المؤذّن. كَانَ حَجّاجًا، كثير التّلاوة. وسمع مِن: النّجّاد.
176- أحمد بْن محمد بْن أَبِي أسامة2. القاضي أبو الفضل الحلبيّ. أحد كُبراء حلب. قبض أسد الدّولة صالح بْن مرداس متولّي حلب عَليْهِ، ودفنه حيّا بقلعة حلب.
قَالَ الصّاحب أبو القاسم بْن العديم: ولمّا حفر المُلْك العزيز أساسَ داره بالقلعة سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ظهر لهم مطمورةٌ مُطبقة، وفيها رجلٌ في رِجْلَيه لبنةُ حديد، فلا أشك أنّه هُوَ.
وهو أحمد بْن محمد بْن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بُهْلُول بْن أَبِي أسامة.
حدَّث عَنْ: أَبِي أسامة جُنَادَة بْن محمد.
وسمع بحلب من أخيه عبيد الله، ومن: سليمان بن محمد بن سليمان التّنُوخيّ. روى عَنْهُ: القاضي أبو الحسين أحمد بْن يحيى بْن أبي جَرادة قاضي حلب.
ولى ابن أبي أُسامة قضاء حلب، وتمكّن في أيّام سديد الدّولة ثُعبان بْن محمد الكتّاميّ أمير حلب، وموصوف الصَّقْلبيّ والى القلعة. وكانا يرجعان إلى عقلة ورأيه. فلمّا حضر نوّاب صالح كَانَ ابن أبي أُسامة في القلعة، فتسلّمها نوّاب صالح وقتلوا موصوفًا وابن أَبِي أسامة.
وقيل: بل دفنوه حيّا.
177- أحمد بن محمد بن موسى3. أبو الحسين البغدادي الخياط. سمع منه أبو بَكْر الخطيب في هذا العام عَنْ عَبْد الصّمد الطّسْتي، والنّجّاد، ووثَّقُه.
178- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الحَسَن4. أبو الفَرَج ابن المُسْلِمَة، البغدادي العدل.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 363" "2221".
2 زبدة الحلب لابن العديم "1/ 222".
3 تاريخ بغداد "5/ 96" "2492".
4 المنتظم "8/ 16، 17"، والبداية والنهاية "12/ 17".(28/218)
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبا بَكْر النّجّاد، وابن علم، ودَعْلَج بْن أحمد.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، يُملي كلَّ سنةٍ مجلسًا واحدًا في المحرَّم. وكان موصوفًا بالعقل والفضْل والبِر. وداره مألفٌ لأهل العلم. وُلِد سنة سبعٍ وثلاثين وثلاثمائة، وكان صوّامًا كثير التّلاوة.
تُوُفّي في ذي القعدة رحمه الله. روى عَنْهُ: الخطيب، وطراد الزَّيْنَبيّ، وجماعة.
وكان قد تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر الرّازيّ الحنفيّ. وكان يصوم الدَّهر، ويتهجَّد بِسبع القرآن.
قَالَ الخطيب: حدَّثني رئيس الرُّؤساء أبو القاسم الوزير قَالَ: كَانَ جدّي يختلف إلى درس أَبِي بَكْر الرّازيّ. وقال لي الوزير إنّه رأى في النَّوم أبا الحَسَن القُدوري. فقال لَهُ: كيف حالك؟ فتغّير وجهه وطال، وأشار إلى صعوبة الأمر. قلت: كيف حال الشَّيْخ أَبِي الفَرَج؟ يعني جَدّه.
قَالَ: فعاد وجهه إلى ما كَانَ، وقال: ومن مثل الشَّيْخ أَبِي الفرج؟ ذاك. ثمّ رفعَ يده إلى السّماء. فقلتُ في نفسي: يريد {وهُم فِي الغُرفاتِ آمِنُون} [سبأ: 37] .
179- أحمد بْن محمد بْن الصّابونيّ. أبو الحَسَن البغداديّ. سَمِعَ: عُمَر بْن جعفر بْن سَلْم، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
180- أحمد بْن يحيى بْن سهل1. أبو الحسين المَنْبِجيّ الشاهد المقرئ النَّحْويّ. نزيل دمشق.
حدَّث عَنْ: أبي عبد الله محمد بن إِبْرَاهِيم بن مروان، ونظيف بن عبد الله المقرئ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحنائي، وعلي بن محمد بن شجاع الربعي، وعلي بن الخضر السُلمي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. ووثقه الكتاني.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 112، 113"، وبغية الوعاة "1/ 395".(28/219)
181- إبراهيم بن أحمد. أبو إسحاق السمان. سمع: الإسماعيلي، وغيره.
182- أسد بن القاسم1. أبو الليث الحلبي المقرئ. إمام مسجد النخاسين بدمشق.
حدث عَنْ: الفضل بْن جعفر المؤذن، ويوسف المَيَانِجِيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعْد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة.
"حرف الحاء":
183- الحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم. أبو عليّ الصقِلّيّ المقرئ. رحل، وقرأ القراءات عَلَى: أَبِي الطَّيّب بْن غَلْبُون، وعُمر بْن عراك، وأبي عَبْد الله بْن خُراسان.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: كَانَ رجلًا صالحًا ذا حفظ ومعرفة، وصدق. توفي بصِقِلية.
184- الحسين بْن سَعِيد بْن مهنّد2 بْن مَسْلمة. أبو علي الطائي الشيزري. حدث عن: يوسف الميانجي، وأبي عبيد الله بْن خالَوَيْه النَّحْويّ، وشاكر بْن دَعيّ.
روى عَنْهُ: عليّ الحِنَّائيّ، وأبو سَعْد السّمّان، وأبو القاسم عليّ بْن محمد المَصيصيّ، وغيرهم.
قَالَ الكتّانيّ: تُوُفّي في رمضان. وكان يُتهم بالتَّشَيُّع. ولم أر في عبادته وورعه مثله.
185- الحسين بْن عَبْد الواحد الحذّاء المقرئ المجوّد3. بغداديّ.
حدَّث عَنْ: أحمد بْن جعفر بْن سلم الخُتلي.
186- الحسين بن علي ابن الإسكاف. سَمِعَ النّجّاد، وغيره.
وحدَّث في هذه السنة، وانقطع خبره.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 466".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 299"، ومعجم البلدان "3/ 383".
3 تاريخ بغداد "8/ 61".(28/220)
"حرف الزاي":
187- زكريّا بْن يحيى بْن أفلح1. أبو يحيى التّميميّ القُرطبي. ويُعرف بابن العَنَّان. روى عن: أبي عبد الله بن مُفرج. روى عَنْهُ: قاسم بْن إبراهيم الخَزْرجيّ.
188- زيادة بْن عليّ2. التّميميّ النَّحْويّ. نزيل قُرْطُبَة. كَانَ كبير القدر في علوم اللسان، محكمًا للعربية. أخذ النّاس عَنْهُ بقُرْطُبَة.
"حرف العين":
189- عَبْد الله بْن ربيع بْن عَبْد الله بْن محمد بْن ربيع بْن صالح3. أبو محمد التميمي القرطبي. روى عَنْ: أَبِي بَكْر محمد بْن معاوية، وأحمد بْن مُطرف، وأحمد بْن سَعِيد الصدفيّ، وأبي عَبْد الله بْن مُفَرج، وجماعة كثيرة. وحجَّ في الكُهُولة سنة إحدى وثمانين. وسمع مِن: أَبِي بْن المهندس، وأبي محمد بْن أَبِي زيد الفقيه. وكان ثَبْتًا صالحًا، دينًا قانتًا، يُعرف بابن يَنّوش.
حدَّث عَنْهُ: محمد بْن عَتّاب، وأبو محمد بن حزم، وأبو عمر المهدي المقرئ، وجماعة. ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة. وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى. وكان ملازمًا للاشتغال.
190- عَبْد الله بْن محمد بْن عَقِيل4. أبو عَبْد الله الباوَرِديّ. حدَّث عَنْ: أحمد بْن سَلْمان النّجّاد. روى عَنْهُ: أبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد، والإصبهانّيون. مات في رمضان. ومن رواته: أحمد بْن أشْتَة. وهو أَبِيَوَرْدِيّ غُير فقيل البَاوَرْدِيّ. سكن إصبهان. وقع لنا حديثه بعلو. وهو معتزلي، جلد، محترق.
قَالَ يحيى بْن مَنْدَهْ: ثنا عمّى عَبْد الرحمن قال: كتبتُ جزءين فقال لي: مِن لم يكن عَلَى مذهب الاعتزال فليس بمسلم. فمزّقت ما كتبتُ عَنْه. قلت: كَانَ الاعتزال في زمانه فاشيا بالعراق والعجم.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 191" "436".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 192".
3 انظر المصدر السابق.
4 الأنساب "2/ 65".(28/221)
191- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن مسعود1. أبو بَكْر السُّكّريّ. خُراساني، نيسابوري، ثقة. سَمِعَ: الأصمّ، وأبا حامد الحَسْنَويّ المقرئ، وأبا بَكْر محمد بْن المؤمّل، ويحيى بْن منصور. وببغداد: أبا عليّ بْن الصّوافّ، وابن خلاد النّصيبيّ. وبمكّة: أبا إِسْحَاق الدُبيلي.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، ومنصور بْن إسماعيل بْن صاعد، وأبو صالح المؤذّن.
وتُوُفّي في شوّال.
192- عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن الخليل2. القاضي أبو الحَسَن الهمَدانيّ الأَسَداباذيّ. شيخ المعتزلة، وصاحب التّصانيف. عاش دهرًا طويلًا، وكان فقيهًا شافعيّ المذهب. سمع مِن: أبي الحَسَن بْن سَلَمَة القطّان، وعبد الرَّحْمَن بْن حمْدان الحلاب، وعبد الله بْن جعفر بْن فارس، والزُّبَيْر بْن عبد الواحد الأسداباذيّ.
روى عَنْهُ: أبو القاسم عليّ بْن المحسّن التَّنُوخيّ، والحسن بْن عليّ الصَّيْمُريّ الفقيه، وأبو يوسف عَبْد السّلام بْن محمد القَزْوينيّ المفسّر المعتزلي، وآخرون. ولى قضاء الرّيّ وبلادها.
ورحلت إِليْهِ الطَّلبة، وسار ذكره. رحم الله المسلمين. وله تصانيف مشهورة. مات في ذي القعدة، وقد شاخ.
193- عَبْد الرَّحْمَن بن الحسين بن الحسن ابن الشّيخ أَبِي القاسم عليّ بْن يعقوب بْن أَبِي العَقِب3. الهمَدانيّ الدّمشقيّ أبو القاسم. روى عن: جده أبو القاسم عليّ، وأبي عَبْد الله بْن مروان. روى عنه: علي ابن الخَضِر الزّاهد، وأبو القاسم الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ. وقال: كان ثقة مأمونًا. تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة.
194- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي الميمون بن راشد4. البجلي
__________
1 المنتخب من السياق "273" "892".
2 تاريخ بغداد "11/ 113"، والأعلام "4/ 47".
3 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "33/ 71".
4 انظر المصدر السابق.(28/222)
الدّمشقيّ. روى عَنْ: القاضي المَيَانِجِيّ. روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ.
195- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن جعفر بْن المؤمن1. أبو القاسم التّميميّ العطّار البغداديّ، والمعروف بابن شَبّان مِن ساكني البصرة. سَمِعَ: نعمان بْن السّمّاك، وأبا بَكْر النّجّاد، وابن قانع. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا. توفي في رمضان. قلت: روى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
196- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن ممّجة. أبو سعْد التّميميّ الإصبهانيّ. تُوُفّي في ربيع الأوّل. وكان يعرف ويفهم. روى عَنْ: أَبِي الشَّيْخ، والقَبّاب. رحل وطَّوف، وأكثر. رحمه الله.
197- عَبْد الواحد بْن عُبَيْد الله بْن الفضل بْن شهريار الإصبهانيّ2. التّاجر أبو عليّ. محتشم نبيل، خيّر. كتب عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ. تُوُفّي في رجب.
198- عَبْد الوهّاب بْن عَبْد المُلْك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الصمد بْن المهتدي بالله3. أبو طَالِب الهاشميّ العبّاسي الفقيه.
شامي، يروي عَنْ: أَبِي عَبْد الله بْن مروان الدّمشقيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: الخَضِر بْن عُبَيْد الله المُرّيّ، وعبد العزيز الكتاني وقال: تُوُفّي في رمضان. وكان فقيهًا يذهب4 إلى مذهب الأشعريّ.
199- عبد الوهّاب بْن محمد بْن أيّوب5.
أبو زُرْعة الأَرْدَبِيليّ. مات في رجب.
200- عُبَيْد الله بن عبد الله بن الحسين6.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 467" "5644".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 106".
3 تبيين كذب المفتري "240".
4 وكان فقيها يذهب إلى مذهب الأشعري.
5 الأنساب "1/ 177".
6 تاريخ بغداد "10/ 382، 383"، والمنتظم "8/ 18".(28/223)
أبو القاسم ابن النّقيب البغداديّ الخفّاف.
رَأَى الشبْليّ، وسمع: أبا عَبْد الله بْن عَلَم الصَّفّار، وأبا طَالِب بْن البُهْلُول.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وسماعه صحيح. وكان شديدًا في السُّنَّة.
قَالَ لي. ولدت سنة خمسٍ وثلاثمائة، وأذكر المقتدر بالله.
قَالَ الخطيب: وحدثني أبو القاسم عليّ بْن الحَسَن رئيس الرُّؤساء أنّ أبا القاسم ابن النّقيب مكث كذا وكذا سنة يصلّي الفجر عَلَى وضوء العِشاء، ويُحيى اللَّيلْ بالتَّهَجُّد، وكنتُ في جواره.
وقال الخطيب: تُوُفّي في شَعْبان.
وله مائة وعشرين سنين، وقال لي: مات ابن مجاهد وعُمري تسع عشرة سنة.
وقال يحيى بْن عَبْد الوهّاب بْن مَنْدَهْ: سَمِعْتُ أبا محمد رزْق الله التّميميّ يَقُولُ: أدركتُ من أصحاب مجاهد أبا القاسم عُبَيْد الله بْن محمد الخفّاف. وقرأت عَليْهِ سورة البقرة، وقرأها عَلَى أَبِي بَكْر بن مجاهد.
201- عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَلِيّ1.
أَبُو القاسم المقرئ، البغدادي، ابن البقّال.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وأبا عليّ بْن الصّوافّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو بكر الخطيب، وقال: سمعنا منه بانتفاء ابن أَبِي الفوارس، وكان فقيهًا ثقة.
روى عَنْهُ: الثَّقَفيّ، والبَيْهَقيّ.
202- عليّ بْن الشَّيْخ أَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السَّوْسَنْجِرْديّ2.
سَمِعَ: القَطِيَعيّ.
روى عَنْهُ: أبو الحسين بْن المهتدي بالله، وغيره.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 382"، والمنتظم "8/ 17، 18".
2 الأنساب "7/ 189".(28/224)
هلك هُوَ وابنه وخلقٌ كثير بعَقَبَة واقِصَة في صَفَر مِن السُّنَّة، وتُعرف بسنة القَرْعاء. سدَّت عليهم العرب الآبار وعطَّلت القُلُب، فَعَاد الرَّكْب في الصَّيْف ولا ماء لهم، فهلكوا جميعًا.
203- عليّ بْن إبراهيم بْن يحيى.
أبو محمد الدّقّاق، والد أَبِي الحسين الْمَصْرِيّ.
تُوُفّي في صفر، ومولده سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
قال الحبّال: سمعنا منه.
204- عليّ بْن أحمد بْن عَبْدان بْن الفَرَج بْن سَعِيد بْن عَبْدان1.
أبو الحَسَن الشّيرازيّ النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: أحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار، ومحمد بْن أحمد بْن محمويه الأزْديّ، وأبا القاسم الطبَرانيّ، وأبا بَكْر محمد بْن عُمَر الْجِعَابيّ، وأباه، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وأبو سهل عَبْد الملك بن عبد الله الدشتي، وآخرون.
وحدث بنواحي خراسان. وتوفي في ربيع الأوّل.
وكان ثقة، وابوه حافظ عصره.
205- عليّ بْن عَبْد الله2. أبو القاسم بْن الدّقيقيّ النَّحْويّ أحد الأعلام وصاحب المصنَّفات. أخذ عَنْ: السيرافيّ، والفارسيّ، والرُّمّانيّ. وتخرّج بِهِ خلق.
مات في صفر بعد ابن السمساني بشهر، وله سبعون سنة.
206- عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد3. أبو الحَسَن الهاشميّ العِيسَويّ البغداديّ. مِن وُلِد عيسى بْن موسى بْن محمد وليّ العهد بعد المنصور. سَمِعَ أبو الحسن مِن: أَبِي جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وموسى بن القاضي إسماعيل بْن إِسْحَاق، وعبد
__________
1 المنتخب من السياق "374" "1247".
2 الكامل في التاريخ "9/ 341".
3 تاريخ بغداد "12/ 8، 9"، وشذرات الذهب "3/ 203".(28/225)
العزيز بْن الواثق، وعثمان بْن السّمّاك، وجماعة. قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة. ولي قضاء مدينة المنصور ومات في رجب. قلت: روى عَنْهُ: البَيْهَقيّ، وطِرَاد.
207- عليّ بْن عُبَيْد الله بْن عَبْد الغفّار1. أبو الحَسَن السمْسمانيّ اللُّغَويّ. بغداديّ مِن كبار الأدباء. أقرأ النّاس العربيّة، وسمع مِن: أَبِي بَكْر بْن شاذان، وأبي الفضل بْن المأمون.
ذكره القاضي شمس الدّين في وَفياته، وعاش سبعين سنة. أخذ عَنْ: أَبِي عليّ الفارسيّ، والسيراميّ. وتخرَّج بِهِ خلْق كثير.
208- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بِشْران بْن محمد بْن بِشْر2. أبو الحسين الأمويّ، البغداديّ المعدّل. سَمِعَ: أبا جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وعلي بْن محمد الْمَصْرِيّ، وإسماعيل الصَّفّار، والحسين بْن صَفْوان، وأحمد بْن محمد بْن جعفر الْجَوْزيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان صدوقًا ثَبْتًا، تامّ المروءة، طاهر الديانة. ولد سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في شعبان.
قلت: روى عَنْهُ: البَيْهَقيّ، والحسن بْن أحمد بْن البنّاء، وأبو الفضل عَبْد الله بْن زكْريّا الدّقّاق، وعلي بْن عَبْد الواحد المنصوريّ العباسيّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، ونصر بْن أحمد بْن البطر، وطراد بن أحمد الزَّيْنَبيّ، والحسين بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العُكبري، وخلْق سواهم.
209- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُزاحم. أبو الحَسَن الدارانيّ المقرئ. صهر الأطْرُوش، ويُعرف أيضًا بابن نجيلة الخُراساني.
روى عن: أَبِي عليّ عَبْد الجبّار، والدّارانيّ. وعنه: أبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ ووصفه بالصّلاح.
210- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه3. أبو الحَسَن الحذاء البغداديّ المقرئ.
سَمِعَ: أبا بحر بْن كَوْثر، وأحمد بْن جعفر بْن سَلْم، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان عالمًا بالقراءات صدوقًا. حدثني الوزير أبو
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 341"، ووفيات الأعيان "2/ 312".
2 العبر "3/ 120"، والمنتظم "8/ 18، 19".
3 السابق واللاحق "140"، وغاية النهاية "2320".(28/226)
أبو القاسم ابن المُسلِمَة قَالَ: رَأَيْت أبا الحَسَن الحذّاء ثلاث مرّات، وكلّ مرّة يَقُولُ لَهُ الوزير: ما فعل الله بك؟ فيقول: غَفَرَ لِي.
211- عليّ بْن محمد بْن طَوْق بْن عَبْد الله1. أبو الحَسَن ابن الفاخوريّ الدمشقي، المعروف بالطبراني. روى عن: أبي علي الحسين بن إبراهيم الفرائضيّ، وأبي سليمان بْن زَبْر، وجماعة. روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. ووثّقه الكتّانيّ، وقال: تُوُفّي في شَعْبان، وكان مُكْثِرًا.
212- عُمَر بْن أحمد بْن عُمَر2. أبو سهل الصَّفّار الإصبهاني الفقيه الشّافعيّ. سَمِعَ: عَبْد الله بْن فارس، وأحمد بْن مَعْبَد السمسار. روى عَنْهُ جماعة آخرهم موتًا أبو الفتح الحدّاد. تُوُفّي فِي ذي القِعْدة.
213- عُمَر بْن عَبْد الله بْن تَعْويذ3 أبو حفص الدّلال. بغداديّ. رَأَى الشبْليّ رِحَمه الله وحكى عَنْهُ.
214- عَمْرو بْن حديد. قَالَ الحبّال: عندي عَنْهُ، وهو رافضي.
"حرف الفاء ":
215- الفضل بْن محمد بْن سمُّوَيْه. أبو القاسم الإصبهاني المقرئ. في جُمَادَى الآخرة.
"حرف القاف":
216- الْقَاسِم بْن أَحْمَد بْن محمد الوليديّ الْجُرْجانيّ4. تُوُفّي في ذي القِعْدة. روى عن: ابن عَدِيّ، والإسماعيليّ
"حرف الميم":
217- مُحَمَّد بْن أحمد بْن إسماعيل5. أبو عَبْد الله الدمشقي البزري
__________
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "36/ 343".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 358".
3 المنتظم "8/ 18"، وتاريخ بغداد "11/ 271".
4 تاريخ جرجان للسهمي "336".
5 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" 39/ 357".(28/227)
الصُّوفيّ المقرئ. سَمِعَ: أبا إسماعيل بْن زَبْر. روى عنه: إسماعيل السمان، والكناني، وجماعة.
218- محمد بْن أحمد بْن عُمَر1. أبو الحسين ابن الصّابونيّ، البغداديّ. قَالَ الخطيب: سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وأبا سليمان الحرّانيّ. كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
219- محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شاذان2. أبو صادق الصَّيْدلانيّ النَّيْسابوريّ الفقيه الأديب. سَمِعَ مِن: الأصمّ، وابن الأخرم، وأحمد بْن إِسْحَاق الصبْغيّ، وغيرهم.
روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد المؤذن ابن الأخرم، والثَّقَفيّ. تُوُفّي في شهر ربيع الأوّل.
220- محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفرح بْن أَبِي طاهر3. أبو عَبْد الله البغداديّ الدّقّاق. سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ، وجماعة. قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ بانتقاء اللالكائيّ، وكان شيخًا فاضلًا صالحًا، ثقة. مات في شَعْبان وله اثنتان وثمانون سنة.
221- محمد بْن إبراهيم الأَرْدِسْتانيّ4. الإصبهانيّ، المقرئ الحافظ أبو جعفر. إمام مُحدَّث، أديب، مُقرئ، واسع الرحلة. سَمِعَ: أبا الشَّيْخ، وأبا بَكْر بْن المقرئ، وجعفر بْن فَنَّاكيّ. وسمع بالبصرة: أحمد بْن محمد بْن العبّاس الأسْفاطيّ، وأحمد بْن عُبَيْد الله النَّهْرِدَيْريّ. وببغداد: ابن حُبَابَة، وأبا حفص الكتّانيّ. وبدمشق: عَبْد الوهاب الكِلابيّ. وبعكّا مِن: أَبِي زُرْعَة المقرئ.
وحدَّثَ ببغداد. روى عنه: أبو نصر الشيرازي. وتوفي في ذي القِعْدة. وأمّا سميّةُ في سنة أربعٍ وعشرين.
222- محمد بْن أحمد. أبو عَبْد الله التّميميّ الْمَصْرِيّ الخطيب. وُلِد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. روى عن: أبي الفوارس الصابوني، والعلاف.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 318"، والمنتظم "8/ 20".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 257".
3 المنتظم "8/ 20" "40".
4 الأنساب "1/ 178"، ومعجم البلدان "1/ 146".(28/228)
223- محمد بْن أحمد بْن إسماعيل. أبو بَكْر الفّراء المكفوف. سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خلاد النَّصيبيّ، وطبقته. وحدَّث بنَيْسابور. روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن.
224- محمد بْن إدريس بْن محمد بْن إدريس بْن سليمان1. الحافظ أبو بَكْر الشافعي الجرجرائي، تلميذ محمد ابن أحمد المفيد. رحّال، جوّال. سَمِعَ ببغداد مِن أحمد بن نصر الذارع، وطبقته.
وبجُرْجان مِن: أبي بَكْر الإسماعيليّ. وبإصبهان مِن: ابن المقرئ. وبدمشق مِن: محمد بْن أحمد الخلال، وعثمان بْن عُمَر الشّافعيّ. وببلْخ وأنطاكيةّ والنّواحي. وسمع النّاس بانتخابه.
روى عنه: عَبْد الصّمد بْن إبراهيم الْبُخَارِيّ الحافظ، وهَنّاد النَّسَفيّ، وأحمد بْن الفضل الباطِرْقْانيّ، وأبو بَكْر مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح العطار، وأبو حامد أحمد بن محمد بْن ماما الحافظ، وآخرون.
سكن بُخَارى في آخر عُمره، وكان موصوفًا بالمعرفة والحِفْظ، وما علمتُ فيه جَرْحا.
تُوُفّي في شهر ربيع الأوّل. ذكره ابن النّجّار. وأمّا ابن عساكر فذكره مجهولًا ولم يَعْرِفْه.
225- محمد بْن الحسين بْن محمد بْن الفضل الأزرق2. أبو الحسين القطّان، بغداديّ، ثقة مشهور. سَمِعَ: إِسْمَاعِيل الصَّفّار، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن عَمْر بْن علي بْن حرب، وعثمان بن السّمّاك، وعبد الله بْن دُرُسْتُوَيه، والنّجّاد، وطبقتهم. وانتخب عليه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم اللالْكائيّ، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وآخرون. قَالَ الخطيب: قَالَ لي: ولِدتُ في شوال سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في رمضان، وأنا بنَيْسابور وله ثمانون سنة.
226- محمد بْن الحسين بْن جرير3. القاضي أبو بَكْر الدَّشْتيّ. تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى عَنْ سنٍ عالية. سَمِعَ: محمد بْن عليّ بْن دحيم الشيباني، وأحمد بن
__________
1 الوافي بالوفيات "2/ 181"، وشذرات الذهب "3/ 203".
2 المنتظم "8/ 20"، وتاريخ بغداد "2/ 249".
3 الأنساب لابن السمعاني "5/ 315".(28/229)
هشام بْن حُمَيْد البصْريّ. وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأبو الفتح أحمد بْن محمد الحداد، وأهل إصبهان.
227- محمد بْن حمزة بْن محمد بن المغَلّس1. أبو عَبْد الله. ويقال: أبو الحسين التّميميّ الدّمشقيّ، القطّان. سَمِعَ مِن: المظفَّر بْن حاجب الفَرغَانيّ، وجُمح بْن القاسم، ويوسف المَيَانِجِيّ. روى عنه: أبو علي الأهوازي، أبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء.
قَالَ الكتّانيّ: كَانَ ثقة يذهب إلى التّشيُّع.
228- محمد بْن سُفْيان2. أبو عَبْد الله القَيْرواني المقرئ. مصنّف كتاب "الهادي في القراءات". قرأ القراءات عَلَى أَبِي الطَّيّب عَبْد المنعم بْن غَلْبُون. وتفقَّه عَلَى أَبِي الحَسَن القابِسِيّ. وكان عارفًا بمذهب مالك. قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: كَانَ ذا فَهْم وحِفْظ وعَفَاف. قلتُ: قرأ عَليْهِ: أبو بَكْر القصْريّ، والحسن بن عليّ الجُلُولي، وأبو العالية البَنْدُونيّ، والزّاهد أبو عمر وعثمان بن بلال، وعبد الملك بن داود القَصْطلانيّ، وأبو محمد عَبْد الحق الجلاد، وآخرون. وحدث عَنْهُ: حاتم بْن محمد، والدّلائيّ، وغيرهما. تُوُفّي بمدينة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أنْ حَجّ في صَفَر.
229- محمد بْن صالح بْن جعفر3. أبو الحَسَن ابن الرّازيّ، البغداديّ القاضي. روى عَنْ إسماعيل الخُطبي. قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان فيما يقال معتزليا.
230- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد بْن الناصر لدين الله الأمويّ4. أبو عبد الرَّحْمَن الملقَّب بالمستكفي. توثّب عام أوّل عَلَى ابن عمّه عَبْد الرَّحْمَن المستظهر، فقتله وبايعه أهل قُرطبة.
وكان أحمق متخلفًا لا يصلُح لصالحة. وطردوه ونفوه، ثمّ أطعموه حشيشةً قتّالة، فمات لوقته.
__________
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "37/ 421".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 380"، وغاية النهاية "2/ 147".
3 تاريخ بغداد "5/ 365".
4 الوافي بالوفيات "3/ 230"، وأعمال الأعلام "135".(28/230)
231- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن جعفر. أبو بَكْر الإصبهانيّ المقرئ.
سَمِعَ: عَبْد الله بْن الحَسَن بْن بُندار المَدينيّ، وغيره. روى عَنْه: أبو عبد الله الثَّقَفيّ. ومات فِي رجب.
232- مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله بْن طاهر الحسيني المصري. مُكثر عن: القاضي أبو الطّاهر الذُهلي، وابن رشيق.
233- محمد بْن الفضل بْن جعفر1. أبو بَكْر القُرشي العبّادانيّ. روى عَنْ: فاروق الخطّابيّ، وغيره. وهو مِن الصُلحاء، وأبوه زاهد قُدوة لَهُ أتباع ورِباط. وولده جعفر بْن محمد شيخ معمَّر تاجر. روى عَنْ محمد: أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجيّ.
234- محمد بْن محمد بْن أحمد بْن رجاء. أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الأديب. سَمِعَ: أبا العباس الأصم، وأبا عَبْد الله بْن الأخرم. روى عَنْهُ: البَيْهَقيّ، وأبو صالح المؤذّن. تُوُفّي في رمضان.
وروى أيضًا عَنْ: أحمد بْن إِسْحَاق الصبْغيّ، وأبي الحسن الكارزي. انتخب عَليْهِ الحُفاظ. روى عَنْهُ: أبو بَكْر محمد بْن يحيى المُزَكّيّ.
235- محمد بْن محمد بْن أحمد. أبو الحسين النَّيْسابوريّ، المعروف بابن أَبِي صادق.
حدَّث بمصر عَنْ: الأصمّ، وعبد الله بْن محمد بْن موسى الكعبيّ، وغيرهما. روى عنه: أبو نصر السجزي. وورخه الحبال.
"حرف الياء":
236- يوسف بن عبد الله الزجاجي2. أبو القاسم الأديب. جرجاني، نبيل، عظيم القدر في اللغة والأدب والعربية، وفنونها. قليل المثل، له شروح وتصانيف.
وكان عجبا في اللغة ودقائقها. توفي لثمانٍ بقين من رمضان بأستراباذ، وله ثلاثٌ وستون سنة.
روى عَنْ: أَبِي أحمد الغِطريفي، وغيره.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 157"، والأنساب "8/ 335".
2 الأعلام "9/ 316"، وبغية الوعاة "422".(28/231)
"وفيات سنة ست عشرة وأربعمائة":
"حرف الألف":
237- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بْن جانْجان. أبو العبّاس الهمَدانيّ الصّرّام المعدّل. روى عَنْ: أبيه، والفضل الكِنْديّ، وأبي القاسم بن عُبيد، وأبي بكر بن السني الحافظ، وجماعة كثيرة.
روى عنه: يوسف الخطيب، وأبو محمد عبدوس بن محمد البيع، وأبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد بن هُشيم الصيرفي، والحسن بن محمد بن شاذي. قال شيرويه: كان صدوقا. مات في ربيع الأول. وكان متعصبا للسنة. وسمعت أبا طاهر المقرئ يَقُولُ: كَانَ يُصلي طول اللّيل عليّ سطحِ داره، فكنتُ أهابُ مِن طول قامته حين يُصلّي.
وقال عَبْدُوس: كَانَ أصحاب الحديث يقرأون الحديث عَلَى أَبِي العباس ابن جانجان فنعس فمات فجأة، رحمه الله.
238- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بن يزداد. أبو علي غلام محسن الإصبهاني. روى عن: أبي محمد بْن فارس.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأخوه، وأبو الفتح الحدّاد، وما أرخه يحيى بن منده. حدث سنة في سنة 415.
239- أحمد بْن طريف1. أبو بَكْر الحطّاب القُرطبي المقرئ. أخذ القراءة عرْضًا عَنْ: أبو الحَسَن الأنطاكيّ، وأبي الطَّيّب بْن غَلْبُون، وأبي أحمد السّامريّ، وأبي حفص بْن عِراك. سكن في الفتنة جزيرة ميورقة. ومات في ربيع الأول عَنْ خمسٍ وسبعين سنة.
240- أحمد بْن عمر بْن سعيد. أبو الفتح الجهازيّ الْمَصْرِيّ. روى عَنْ: بكير بْن الحَسَن الرّازيّ. روى عَنْهُ: خَلَف الحوفيّ، وغيره.
241- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسْمَاعِيل بْن أبي دُرة البغداديّ2.
__________
1 غاية النهاية "1/ 64"، والصلة لابن بشكوال "1/ 36".
2 تاريخ بغداد "4/ 373".(28/232)
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وعبد الله الخُراسانيّ. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.
242- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم. أبو نصر الْبُخَارِيّ الفقيه. سَمِعَ: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن أحمد بْن خنب.
243- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم بْن حمدون1. أبو بَكْر الأُشْنانيّ النَّيْسابوريّ الصَّيْدلانيّ. ثقة، جليل، صالح عابد. سمع الكثير مع السُليمي، وروى عَنْ: الأصمّ، وأبي صالح المؤذّن، وأحمد بْن محمد بْن إسماعيل. تُوُفّي يوم عَرَفة.
244- إِسْحَاق بْن محمد بْن يوسف2. أبو عبد الله السُّوسيّ النَّيْسابوريّ. سَمِعَ: أبا العبّاس الأصمّ، وأحمد بْن محمد عَبْدُوس الطّرائفيّ، وأبا جعفر محمد بْن محمد بْن عَبْد الله البغداديّ، وغيرهم. روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ، وغيره.
وكان ثقة رضيا، صالحًا، نبيلًا.
"حرف الحاء":
245- حسّان بْن مالك بْن أَبِي عَبْدَة3. أبو عبدة القُرطبي. كان من جِلة الأدباء. أخذ عَنْ: أَبِي بَكْر الزُّبَيْديّ. وتُوُفّي في شوّال.
246- الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن. أبو عليّ الصّائغ. مصريّ، سَمِعَ: الدارقطني.
247- الحسين بْن أحمد بْن موسى4. أبو القاسم بْن السمْسار، الدّمشقيّ المعدّل ابن أخي أَبِي العبّاس، والحسن. حدَّث عَنْ: عمه أبي العباس، وعلي بن أبي اليعقب، وأبي زيد المروزي.
روى عَنْهُ: أبو سعْد السّمّان، والكتّانيّ.
248- الحسين بْن عَليّ بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سَلَمَة5. أبو الطاهر الكعبي
__________
1 المنتخب من السياق "82" "77".
2 تاريخ بغداد "6/ 403" "3463".
3 جذوة المقتبس للحميدي "196، 197".
4 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 289".
5 التقييد لابن النقطة "251، 252" "306".(28/233)
الهمَدانيّ. روى عَنْ: الفضل الكِنْديّ، وأبي بَكْر السُّنّيّ، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي إِسْحَاق المُزَكّيّ، والقَطِيَعيّ، وعبد الله بْن عدي الحافظ، وأبي بحر البرْبَهاريّ، وأبي عَمْرو بْن حمدان.
ورحل إلى النّواحي. روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، ومحمد بْن عيسى، ومحمد بْن الحسين الصوفي، وأبو علي أحمد بن طاهر القُومساني، ويحيى وثابت ابنا عَبْد الرَّحْمَن الصّائغ، وأبو طَالِب بْن هُشيم الصَّيْرفيّ، وآخرون.
مِن شيوخ شِيرَوَيْه: وقال: كَانَ صدوقًا صحيح السَّماع، كثير الرحلة سَمِعْتُ ثابت بْن الحسين بْن شراعة يَقُولُ: لمّا مات أبو طاهر بْن سَلَمَة دخل أَبِي إلى البيت فقال: غربت شمس أصحاب الحديث. فقلت: لماذا؟ فقال: مضى لسبيله الشيخ أبو الطاهر. مولده سنة أربعين وثلاثمائة. وتوفي في ذي القعدة.
"حرف الخاء":
249- الخطيب بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن الخطيب1. أبو الحَسَن بْن أَبِي بَكْر القاضي. مصريّ، ثقة. حدَّث عَنْ: أَبِيهِ، وعثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وإسماعيل بْن يعقوب بْن الجراب، وعبد الكريم بن النسائي، وأبي عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم بن مروان الدّمشقيّ، ومحمد بْن العبّاس بْن كَوْذَك، ومحمد بْن جعفر بْن أَبِي كريمة الصَّيْداويّ، وجماعة.
روى عنه: أبو النصر عبيد الله السجزي، وأبو عبد الصوري، وأبو علي الأهوازي، وعبد الرحيم أحمد الْبُخَارِيّ، وهبة الله بْن إبراهيم الصّوافّ، وأبو إِسْحَاق الحبّال، والخِلَعيّ. تُوُفّي في ربيع الأوّل.
"حرف السين":
250- سابُور بْن أَرْدَشير2. الوزير. وزر لبهاء الدّولة بْن عضُد الدّولة. وكان شَهْمًا مَهِيبًا، ذا رأى وحزمٍ وخبرة. وكان بابه محطّ الشُّعراء. مدحه الكاتب أبو الفرج البَبَّغاء، وجماعة. وقد صُرف عَنْ الوزارة، ثمّ أعيد إليها. وتوفي ببغداد.
__________
1 معرفة القراء الكبار "1/ 257"، وشذرات الذهب "3/ 204".
2 يتيمة الدهر للثعالبي "3/ 124 - 131"، والبداية والنهاية "12/ 19".(28/234)
"حرف الصاد":
251- صالح بْن إبراهيم بْن رِشْدين الْمَصْرِيّ. أبو عليّ. روى عَنْ: العبّاس بْن محمد الرّافقيّ. وعنه: خَلَف بْن أحمد الحَوْفيّ.
252- صالح الحسيني الْمَصْرِيّ. قَالَ الحبّال: سمعنا منه، عَنْ ابن الْجُراب.
"حرف العين":
253- عَبْد الله بْن بَكْر بْن المُثنى. أبو العبّاس السَّهْميّ المدنيّ. روى عَنْ: أَبِي بَكْر الآجُري، وعبد الله بْن الورد، والحسن بْن رشيق. وكان رجلًا صالحًا ذا رواية واسعة. قِدم الأندلس مَعَ والده تاجرًا، وحدَّث بها إلى هذا العام.
254- عَبْد الله بْن الحسين بْن محمد بْن حبْشان بْن مسعود. أبو محمد الهمَدانيّ العدل. روى عن: أبي القاسم بن عبد الرحمن بن عبيد، وحامد بْن محمد الرّفّاء، والفضل الكندي، وأوس الخطيب، ومحمد بن علي ابن محمويه الفسوي، وجماعة.
قال شيرويه: روى عنه: محمد بن عيسى، وابن نمر. وثنا عَنْهُ: أبو الفَرَج عَبْد الحميد البُجلي، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وعبد المُلْك بْن عَبْد الغفّار. وهو صدوق.
255- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن محمد بْن سَعِيد1. أبو محمد التُّجَيْبيّ الْمَصْرِيّ، البزّاز، المعروف بابن النّحّاس. مُسند ديار مصر في وقته. وكان الخطيب قد هَمّ بالرحلة إِليْهِ لعُلُوّ سنَدَه. سَمِعَ: أبا سَعِيد أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْأعْرابي بمكّة، وأبا الطّاهر أحمد بْن عَمْرو المَدِينيّ، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مطر الإسكندرانيّ، والفضل بْن وهْب، ومحمد بْن وردان العامريّ، ومحمد بْن بشر العكري، والحسن بن مُليح الطرائفي، ومحمد بن أيوب بن الصموت، وأحمد بن محمد بن السندي، وعثمان بن محمد السَّمَرْقَنْديّ، وأحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار الحمصيّ، وفاطمة بنت الريان، وأحمد بن بهزاد السرافي، وخلْقًا سواهم بمصر، والحَرَمَيْن.
وله مَشْيَخَة في جزءين. روى عَنْهُ: أبو نصر السجْزيّ، ومحمد بْن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، وأبو
__________
1 النجوم الزاهرة "4/ 263"، ومسند القضاعي "1/ 35".(28/235)
إِسْحَاق الحبّال، وأحمد بْن أَبِي نصْر الكُوفانيّ الهروي كاكو، وخلف بْن أحمد الحوفيّ، والحسين بْن أحمد العدّاس، وأبو عَبْد الله محمد بْن سَلامة القُضاعي، وأبو الحسن الخِلَعيّ وهو آخر من حدَّث عَنْهُ. قَالَ الحبّال: تُوُفّي ليلة الثُّلاثاء عاشر صَفَر.
قلت: وأول سماعه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. وحديثه أعلي ما في "الخِلعيات". وكان مولده في ليلة النحر سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائة.
256- عَبْد الرّحيم بْن عَبْد الله بْن محمد بن عبدش1. أبو النصر النَّيْسابوريّ السمْسار، صالح عفيف، ثقة. حدَّث عَنْ: أَبِي العبّاس الصبْغيّ، وأبي الحَسَن السّرّاج، وأبي عَمْرو بْن مطر.
وعنه: أحمد بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ المقرئ، وعُبَيْد الله بْن عَبْد الله الحسكاني. وتوفي في شَعْبان.
257- عليّ بْن أحمد بْن نُوبَخْت. أبو الحَسَن. مصريّ، شاعر، محسن، فقير، قليل الحظّ. تُوُفّي بمصر في شَعْبان.
258- عليّ بْن الحسين بْن خليل. القاضي أبو الحسين الْمَصْرِيّ الفقيه الشّافعيّ. تُوُفّي في صَفَر. قَالَ الحبّال: هُوَ مِن كبار تلامذة إسماعيل الحدّاد الفقيه.
259- عليّ بْن محمد بْن فَهْد2. أبو الحسين التَّهاميّ الشّاعر. لَهُ ديوان صغير، فمن شِعْره:
أعطى وأكثر واسْتقلّ هِبَاته ... فاستحيت الأنواءُ وهي هواملُ
فاسمْ السَّحاب لَدَيْه وهو كنهور ... آلٌ وأسماء البُحُور جداول
وله في ولده:
حُكم المَنِيَّة في البريَّة جارِي ... ما هذه الدّنيا بدار قرارِ
منها:
إنّي لأرحمُ حاسِدِيَّ لحرٌ ما ... ضمت صُدورهم من الأوغارِ
__________
1 المنتخب من السياق "321، 322".
2 تتمة يتيمة الدهر "1/ 37"، والعبر "43/ 122"، وهداية العارفين "1/ 686".(28/236)
نظروا صنيعَ اللَّه بي فعيونُهم ... في جنةٍ وقلوبُهم في نارِ
ومكلف الأيامِ طِباعها ... متطلبٌ في الماء جَذْوة نارِ
طُبعتْ على كدرٍ وأبت تريدُها ... صفوًا من الأقذاء والأقدارِ
إذا رجوتَ المستحيلَ فإنّما ... تبني الرَّجاء عَلَى شفيرٍ هارِ
منها:
جاورتُ أعدائي وجاورَ ربهُ ... شَتَّانَ بين جوارهِ وجواري
منها:
وتهلبُ الأَحْشاء شيَّب مَفْرِقي ... هذا الشُّعاع شِواظُ تِلْكَ النارِ
وبَلَغَنَا أنّ التهَاميّ وصل إلى مصر خفْيَةً ومعه كُتب حسّان بْن مفرج إلى بني قُرة فظفروا بِهِ، فقال: أَنَا مِن بني تميم. ثمّ عرفوا أنّه التهَاميّ الشّاعر، فسجنوه بمصر في خزانة البُنود. ثمّ قتلوه سرًا بعد أيّام، وذلك في جُمادى الأولى سنة ستّ عشرة.
وكان يتورَّع عَنْ الهجاء، بحيث أنّه يمتنع مِن كتابة شِعرٍ فيه هَجْو.
ذكره ابن النّجّار وشاد مِن نَظْمه وساق منه، وقال: وُلد باليمن وطرأ إلى الشّام ومنها إلى العراق والجبل، ولقي الصّاحب بن عباد مُعتزليًا. ثمّ ردّ إلى الشّام.
ثمّ ولي خطابة الرَّمْلة، وزعم أنّه عَلَويّ، رحمه الله.
"حرف الغين":
260- غَيْلان بْن محمد بن إبراهيم بْن غَيْلان بْن الحَكَم1. أبو القاسم الهمَدانيّ البغداديّ، أخو المسندِ أَبِي طَالِب محمد بْن مُحَمَّد.
سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد، وعبد الخالق بْن أبي رُوبا، ودَعْلَج بْن أحمد. قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ.
وكان ثقة.
مات في شعبان.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 333".(28/237)
"حرف الفاء":
261- الفضل بْن عُبَيْد الله بْن أحمد بْن الفضل بْن شهريار1. أبو القاسم التّاجر الإصبهانيّ. سَمِعَ مِن: عمّ أَبِيهِ الفضل بْن عليّ شَهْرَيار، وعمر بْن محمد الجُمحي المكّيّ، وأحمد بْن بُندار الشّعّار، وعبد الله بْن جعفر بْن فارس، وأبا بَكْر الشّافعيّ.
وتُوُفّي في شوّال. روى عنه: الثَّقَفيّ، وأحمد بْن عَبْد الغفار بْن أشْتَة، وأبو عَمْرو عبد الوهاب بن منده، ومحمد ابن أحمد ابنا السُّوذَرْجانيّ.
"حرف القاف":
262- قُراتكين2. أبو مُنْصف التُركي الوزيريّ، مولى الوزير ابن كِلّس. كَانَ صالحًا زاهدًا.
روى عَنْ: هشام بْن أَبِي خليفة، وعَتيق بْن موسى الأزديّ.
"حرف الميم":
263- محمد بْن أحمد بْن الطَّيّب3. أبو الحسين الواسطيّ، الفقيه العدْل.
سمع: بَكْر بْن أحمد بْن محْميّ، وغيره. روى عَنْهُ: أبو غالب محمد بْن أحمد بْن سهل النَّحْويّ. تُوُفّي في شوّال.
264- محمد بْن أحْمَد بْن محمد بْن المحبّ أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الدّقّاق. سمع أبا الحسن الكازري، ويحيى بْن منصور القاضي.
265- محمد بْن جبريل بْن ماحٍ. أبو منصور الهَرَويّ الفقيه. تُوُفّي في رمضان. سَمِعَ: خَلَف بْن محمد الخيّام، وحامد بْن محمد الرّفّاء، ومحمد بْن حَيَّوَيْهِ الكرْجيّ الهمَدانيّ.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بن علي العُميري.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 157".
2 الكامل في التاريخ "8/ 79، 119، 124، 131، 210، 211، 492".
3 سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي "74، 93".(28/238)
266- محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بْن يحيى بْن تونس الطّائيّ1. الدّارانيّ، القطّان، المعروف بابن الخلال الدّمشقيّ. حدَّث عَنْ: خَيْثَمَة، وأبي ميمون راشد، وأبي الحَسَن بْن حَذْلَم، وأبي يعقوب إسحاق بْن إبراهيم الأَذْرعيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: عليّ، وإبراهيم ابنا الحِنَّائيّ، وأبو عليّ الأهوازي، وأبو سعْد السّمّان، والقاضي أبو يَعْلَى بْن الفرّاء، وعبد الواحد بْن عليّ البُرّيّ، وعبد الله بْن إبراهيم بْن كُبيبة النّجّار، وعليّ بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ، وجماعة كبيرة.
كنيته أبو بَكْر، وكان صالحًا زاهدًا. قَالَ الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا أبو بَكْر القطّان في رابع عشر ربيع الأوّل، وكان قد كُف بصرهُ في آخر عمره. وكان ثقة نبيلًا، مضى عَلَى سدادٍ وأمرٍ جميل، رحمه الله.
267- محمد بْن الفضل بْن محمد بْن جعفر بْن صالح2. أبو بَكْر البلْخي، المفسّر، المعروف بالرّوّاس. صنَّف "التّفسير الكبير".
وروى عَنْ: أحمد بْن محمد بْن نافع، والحسين بْن محمد بْن الحسين، ومحمد بْن عليّ بْن عَنْبَسَة. روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد بْن حيدر، وغيره. قَالَ أبو سعْد السّمْعاني: تُوُفّي سنة خمس عشرة أو سنة ست عشرة وأربعمائة.
268- محمد بن أبي النصر محمد بْن الحَسَن بْن سليمان. أبو بَكْر المعدانيّ الإصبهانيّ، الفقيه الواعظ. سَمِعَ أبا القاسم الطبَرانيّ، وأحمد بْن بُندار الشّعّار، وأبا الشَّيْخ، وأبا بَكْر القبّاب، وإبراهيم بْن محمد الخصيب، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وغيرهم.
وأملي مجالس. روى عَنْهُ: أبو مطيع محمد بْن عَبْد الواحد، وأبو طَالِب أحمد بْن محمد. الكُندُلاني. تُوُفّي ليلة النَّحْر.
269- محمد بْن محمد بْن يوسف. أبو عاصم الزّاهد المعدّل، المعروف بالمَزيديّ. سَمِعَ بهَرَاة مِن: حامد الرفاء.
روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري.
__________
1 العبر "3/ 122"، والوافي بالوفيات "3/ 230".
2 الأنساب "6/ 172"، وكشف الظنون "1393".(28/239)
270- مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب التّميميّ1. أبو عَبْد الله بْن الحذّاء القُرطبي.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن ثابت التَّغْلبِيّ، وأَبِي عيسى الليثي، وأبي بكر القوطيّة، وأبي جعفر بْن عَون الله. وحجّ سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، فأخذ عَنْ: أَبِي بَكْر بْن إسماعيل المهندس، وأبي بكر محمد بْن عليّ الأُدفوي، وأبي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله الجوهريّ صاحب "المُسْنَد"، ومحمد بْن يحيى الدمْياطيّ.
وأتى قرطبة بعلمٍ جم، وكان فقيهًا مالكيًا عارفًا بالمذاهب، بارعا في الحديث والأثر. اختص بأبي محمد الأصلي وانتفع به.
قال ابنه أبو عمر أحمد بن محمد: كان لأبي علمٌ بالحديث والفقه والتعبير، وصنف كتاب "التعريف بمن ذُكر في الموطأ من الرجال والنساء"، وكتاب "الإنباء عن أسماه الله"، وكتاب "البُشرى في تأويل الرُّؤْيا" وهو عشرة أسفار، وكتاب "الخُطب وسِيَر الخُلفاء " في سِفْرَيْن.
وولى خطابة بَجَّانة ثمّ قضاء إشبيليّة. ثمّ سكن سَرَقُسْطة وبها تُوُفّي في رمضان، وعهد أن يُدفن بين أكفانه كتابه المعروف "بالإنباه عَلَى أسماء الله"، فنُثِر ورقه وجُعل بين القميص والأكفان.
ووُلِد سنة سبعٍ وأربعين وثلاثمائة.
روى عَنْهُ: ابنه، والصّاحبان، وأبو عُمَر بْن عبد البَرّ، وأبو عَبْد الله الخَوْلانيّ، وحاتم بن محمد، وأبو عمر بن سُميق، وغيرهم. ذكره عِياض في "الطبقات المالكيّة"، ولم يُصب في دَفْن كتابه معه.
271- محسن بْن جعفر بْن أَبِي الكِرام. أبو عليّ الْمَصْرِيّ.
روى عَنْ: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ. وعنه: خَلَف الحوفي، وغيره.
272- مسعود بْن محمد بن علي2. أبو سعد الْجُرْجانيّ الأديب الحنفيّ.
روى أحاديث عَنْ: الأصمّ. مُتكلم فيه.
__________
1 العبر "3/ 122"، وكشف الظنون "246"، وهدية العارفين "2/ 63".
2 المنتخب من السياق "431" "1462".(28/240)
وروى عَنْ: أَبِي عليّ الرّفّاء، ويحيى بْن منصور أحاديث. وكان معتزِليّا.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، وأبو صالح المؤذّن، والخطيب.
273- مشرّف الدّولة1. أبو عليّ بْن بُويه. ولي ملك بغداد وغيرهما. وكان فيه دين وتصوُّن وحياء. قِدم بغداد في السُّنَّة الماضية، وتلقّاه الخليفة، ولم تجرِ سابقة بذلك، وذلك بعد مراسلات طويلة وإرهاب. وكان مدّة ملْكه خمس سِنين، وعاش ثلاثاُ وعشرين سنة وثلاثة أشهر. ونُهب يوم موته سوق التّمّارين ودورُ جماعة. ثمّ ملّكوا بعده جلال الدّولة أبا طاهر بْن بُوَيْه، وخُطب لَهُ ببغداد، وهو يومئذٍ بالأهواز. ثمّ في أثناء السُّنَّة نُودي بشعار الملك أبي كاليجار.
"حرف الياء":
274- يحيى بْن عليّ بْن محمد2. أبو القاسم الحضْرميّ ابن الطّحّان الْمَصْرِيّ الحافظ. مصنَّف " التّاريخ" الَّذِي ذيّل بِهِ عَلَى تاريخ أَبِي سَعِيد بْن يونس، ومصنف "المختلف والمؤتلف". روى عن: أبي الطَّيّب محمد بْن جعفر غُندر، وأبي عُمَر المادرائيّ حدَّثه عَنْ أَبِي مُسْلِم الكجّيّ، وجماعة مِن أصحاب النَّسائيّ وغيره كالحسن بْن رشيق، وحمزة الكتّانيّ، والقاضي أَبِي الطّاهر الذُّهْليّ، وابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ، وأبي الحَسَن الدارقطني، وأبي أحمد بن الناصح. ولم يرحل.
روى عَنْهُ: أبو إسحاق الحبّال، والمصريّون. وقد قَالَ في الملتقط في "المختلف" لَهُ ممّا سمعه مِنه الحبّال قَالَ: دخلت عَلَى عَبْد الغني الحافظ في سنة سبعين وثلاثمائة أو بعدها، وبيدي شيءٌ مِن فضائل عليّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فسألني عَنْهُ، فعّرفته بِهِ وحدَّثته، فقال: لو علمت ما عمل غيرُك مِن النّاس لكُنْتَ تنتفع بِهِ، تجردّ شيئًا مِن فضائل عليّ فكنت تَأمَن أن يجري عليك سببٌ، وحفظت بِهِ ما عندك مِن الكُتب.
قلت: خافَ أن يؤذيه حكّام مصر الرّوافض. قَالَ: فقلت لَهُ: نعم. قَالَ: فجردتُ مِن فضائل عليّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- نحو ثلاثمائة سحاةً أو أكثر، ونظمتُ ذَلِكَ في خيط حتّى أولّفها، واجعل كلَّ شيءٍ في موضعه، وجعلتها في سقْف. وأقمتُ في معاشي نحو
__________
1 المنتظم "8/ 24"، ونهاية الأرب "26/ 250".
2 كشف الظنون "304"، والأعلام "9/ 196".(28/241)
شهرين وأنا مشغول، فرأيتُ أبي في النّوم، فقال لي: أجبْ أمير المؤمنين عليّا. فقلت: نعم.
فتقدّمني إلى ناحية المحراب مِن جامع عَمْرو، فإذا بعليّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- جالس عند القِبْلة وتحته وطاء يشبه وطاء الصُوفية، ونَعْلاه قد خرج بعضهما مِن تحت الوطاء، وله بطْن ولحية عظيمة عريضة قد ملأت صدْره، وتظهر لمن كَانَ مِن ورائه مِن فوق كِتَفيه، ولونُه فيه أَدَمة، فقلت: السّلام عليكم يا أمير المؤمنين. فرد عليّ السّلام ونظر إليّ وقال: اجلس.
فجلستُ وبقي أَبِي قائمًا. ثمّ مدَّ يده إلى الحصير الَّذِي في جوار القِبلة، فأخرج ذَلِكَ الخيط بعَيْنه الَّذِي فيه الرّقاع فقال: ما هذه؟ قلتُ: فضائلك يا أمير المؤمنين. فقال: ولِمَ أَفْرَدْتَني؟ كنت إذا أردت تبتدئ بفضائل أبي بَكْر، وعمر، وعثمان، والفضائلي. فقلت: السّمع لك والطّاعة يا أمير المؤمنين.
وأنا بين يديه ما برِحْت، ثمّ استيقظت ومضيتُ إلى المكان الَّذِي فيه تِلْكَ الرّقاع، فما وجدتها إلى الآن. وبقيت مِن سألني عَنْ فضائله. قلت لَهُ: مَعَ فضائل أصحابه -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.
تُوُفّي في ذي القِعْدة بمصر.
275- يحيى بْن محمد بْن إدريس. أبو نصر الهَرَويّ الكِناني الحنفيّ قاضي هَرَاة. كَانَ أوحد عصره في العِلم والفضل والزُهد. انتقى عَليْهِ أبو الفضل الجاروديّ. وقد سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء، وأبا تُراب محمد بْن إِسْحَاق.
روى عَنْهُ: حفيده صاعد بْن سيّار القاضي. وتوفي في ربيع الأول.
"وفيات سنة سبع عشرة وأربعمائة"
"حرف الألف":
276- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن كثير1. أبو عَبْد الله البغدادي البيّع. سَمِعَ: عليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر الكوفي، وأحمد بن سلمان النجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 237، 238".(28/242)
277- أحمد بْن عليّ. أبو طاهر الدّمشقيّ الكتّانيّ الصُّوفيّ. والد المحدث عَبْد العزيز. سَمِعَ: يوسف بْن القاسم المَيَانِجِيّ. ورحل شوقًا إلى ولده وهو في رحلة ببغداد. وأدركه أجَلُه ببغداد في ذي القِعْدة. روى عَنْهُ: ابنه، وأبو سعْد السّمّان.
278- أحمد بْن عُمَر بْن الإسكاف البغداديّ1. أبو بَكْر. سَمِعَ: عثمان بْن السّمّاك، وأحمد بْن عثمان بْن بُويان، والنجاد. قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة. تُوُفّي في المحرَّم. قلت: وروى عَنْهُ: محمد بْن أحمد بْن الحرّان. وله جزء معروف.
279- أحمد بْن محمد بْن سلامة بْن عَبْد الله2. أبو الحسين السُّتيتي، الدّمشقيّ الأديب المعروف بابن الطّحّان. روى عَنْ: خَيْثَمَة بن سليمان، وأبي الطيب المتنبي الشاعر، وأبي القاسم الزجاجي النحوي. روى عنه: أبو سعد السمان، ومحمد بن إبراهيم بن حذلم، ومحمد بن أبي نصر الطالقاني، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن أبي العلاء، وآخرون.
قال: كنتُ أنام في مجلس خيثمة فينبهني أبي، فأنظر إلى خيثمة شيخ عظيم الهامة، كبير الآذان، كبير الأنف. قال الكتاني: مولده سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة في شوال، وكان يُتهم بالتشيع، فحلف لنا أنه بريء مِن ذَلِكَ، وأنه مِن موالي يزيد بْن معاوية، وأنّه قد زار قبر يزيد.
وكانت لَهُ أُصول حسنة. وذكر أنّه مِن وُلِد سُتيتة مولاة يزيد.
280- أحمد بْن محمد بْن عليّ الكتانيّ الدّمشقيّ3. الصُّوفيّ، والد الحافظ عَبْد العزيز الكتّانيّ.
روى عَنْ: يوسف المَيَانِجِيّ. وعنه: ابنه، وأبو سعْد السّمّان، وغيرهما.
حكى جمال الإسلام أبو الحسن أنه كان امتنع مِن أكل الأَرُزّ واللَّحْم خوفًا مِن أن يبتلع عَظْمًا. فلمّا ارتحل إلى بغداد شوقًا إلى ولده عبد العزيز صادفه وقد طبخ لحمًا بأرُزّ، فقّربه ابنه فقال: قد عرفت عادتي في هذا. فقال: كُل لا يكون إلا الخير. فابتلع
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 294، 295".
2 الأنساب "291 ب"، والوافي بالوفيات "8/ 15، 16".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 70".(28/243)
عظمًا فمات ببغداد. حدثني بهذا ولده أو أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي. وتُوُفِّي فِي ذي القعدة.
281- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن العبّاس بْن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب1. أبو الحَسَن الأموي الفقيه. ولي القضاء بالعراق بعد أَبِي محمد بْن الأكفانيّ.
قَالَ الخطيب: وكان عفيفًا نَزِهًا رئيسًا. سَمِعَ مِن أَبِي عُمَر الزّاهد، وعبد الباقي بْن قانع. ولم يحدث. وقد حدثيني أبو العلاء الواسطيّ أنّه أنشده قَالَ: أنشدنا أبو عُمَر، أنشدنا ثعلب، فذكر بيتين. وقد قِيلَ: إنّ المتوكّل عرض القضاء عَلَى محمد بْن عَبْد المُلْك.
قَالَ أبو العلاء: فيرى النّاس أنّ بركة امتناع محمد بْن عَبْد المُلْك دخلت عَلَى ولده، فولى منهم القضاء أربعةٌ وعشرون قاضيا، ثمانية منهم تقلّدوا قضاء القُضاة، آخرهم أبو الحسن هذا. وما رأينا مثله جلالةً وشَرَفًا. وكان قد ولى قضاء البصرة، وولي قضاء القُضاة في رجب سنة خمسٍ وأربعمائة. وتوفي في شوّال سنة سبْع عشرة، وله ثمانِ وثمانون سنة.
قلت: إسناده عالي فذهب بامتناعه، رحمه الله.
282- إبراهيم بْن الوزير أَبِي الفضل جعفر بْن الفضل بْن حَنْزابة2. تُوُفّي في ربيع الأوّل بمصر.
"حرف الحاء":
الحسين التّبّانيّ. يأتي تقريبًا
283- الحسين بْن ذِكْر بْن هارون3. أبو القاسم البَجَليّ العكّاوي الأصمّ. سَمِعَ: أبا عليّ بْن هارون الأنصاري، ويوسف بْن القاسم المَيَانِجِيّ. روى عَنْهُ: أبو سعْد السّمّان، وأبو علي الأهوازي.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 47 - 49"، والبداية والنهاية "12/ 21"، والمنتظم "8/ 25".
2 الكامل في التاريخ "9/ 350".
3 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 298".(28/244)
تُوُفّي بعكّاء في ربيع الآخر. وكان عالمًا زاهدًا.
284- الحسين بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْدان. أبو عليّ النَّيْسابوريّ التّاجر.
سَمِعَ مِن: أَبِي العبّاس الأصمّ، وغيره. وعنه: أبو عبد الله الثَّقَفيّ، وطائفة.
285- الحَسَن بْن عليّ بْن ثابت. خطيب السّلحِين. روى عَنْ: أبي عليّ بْن الصّوافّ، وعدة. وعنه: أبو الفضل ابن المهتدي في مشيخته.
"حرف الراء":
286- رَوْح بْن أحمد بْن عُمَر1. أبو عليّ الإصبهاني، ثمّ النَّيْسابوريّ. ثقة، أديب، طبيب مشهور، سكن نَيْسابور.
وسمع مِن: أَبِي عَمْرو بْن حمدان. روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن.
"حرف السِّين":
287- سَعِيد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن كَنْجَة. أبو عَمْرو المستملي. خُراساني.
288- سلامة بْن عمر بن عيسى2. أبو الحسن النصيبي. سكن بغداد، فحدث بها عنه: أحمد بْن يوسف بْن خلاد، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
289- سهل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هشام بْن حَمْدَوَيْه3. أبو هشام المَرْوَزِيّ السنْجيّ. تُوُفّي في ذي القعدة.
روى بنَيْسابور، وكان ثقة عَنْ: أبي الحَسَن بْن مَحْمُويْه، وعليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن البكّائيّ، وأبي الحسن بن شاذان الرازي.
وعنه: أبو صالح نافلة الإسكاف.
__________
1 المنتخب من السياق "221" "691".
2 تاريخ بغداد "9/ 203" "4779".
3 المنتخب من السياق "243" "769".(28/245)
"حرف الصاد":
290- صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي1.أبو العلاء البغدادي اللغوي، مصنف كتاب " الفُصُوص". أخذ عَنْ: أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسيّ، وأبي سليمان الخطّابيّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ. وبَرع في العربيّة واللّغة. ودخل الأندلس في أيّام المؤيَّد بالله هشام بْن الحَكَم.
وكان حافظًا للآداب، سريع الجواب، طيب العِشْرة، حُلو المفاكهة، فأكرمه الحاجب المنصور محمد بْن أَبِي عامر وزاد في الإحسان إِليْهِ.
جمَع الفصوص عَلَى نحو"أمالي القالي " للمنصور، فأثابه عَليْهِ خمسة آلاف دينار. وكان متَّهَمًا في النَّقل، فلهذا هجروا كتابه وقد تخرَّج بِهِ جماعة مِن فُضلاء الأندلس لمّا ظهر كذبِه للمنصور رمى بكتابه في النّهر ثمّ خرج مِن الأندلس في الفتنة وقصد صقلّية، فمات بها. قَالَ أبو محمد بْن حزم: تُوُفّي بصِقِلّية سنة سبْع عشرة.
قَالَ ابن بَشْكُوَال: كَانَ صاعد يُتهم بالكِذب. وقد ذكره الحُميدي في تاريخه فقال: أخبرني شيخٌ أنّ أبا العلاء دخل على المنصور في مجلس أنسٍ، وقد اتخذ قميصًا من رقاع الخرائط التي وصلت إليه، فيها صِلاته، فلما وجد فرصة تجرد وبقي في القميص، فقال المنصور: ما هذا؟ فقال: هذه خِرَق صِلات مولانا اتّخذتها شعارًا. وبكى وأتبع ذَلِكَ الشُكر. فأعجب بِهِ وقال: لك عندي مزيد. قَالَ: وكتابه "الفُصوص" عَلَى نحو كتاب "النوادر" للقالي. وكان كثيرًا ما تُستغرب لَهُ الألفاظ ويُسأل عَنْهَا فيُسرع الجواب.
نحو ما يُحكى عن أَبِي عَمْرو الزّاهد قَالَ: ولولا أنّ أبا العلاء كَانَ كثير المُزاح لمّا حُمل إلا عَلَى التّصديق. قلت: طوّل ترجمته بحكاياتٍ وأشعار رائقة لَهُ.
"حرف العين":
291- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه2. الإمام أبو بكر المروزي القفال. شيخ
__________
1 كشف الظنون "1261"، وميزان الاعتدال "2/ 287" "3764".
2 هدية العارفين "1/ 450"، والأعلام "4/ 190"، والبداية والنهاية "12/ 21، 22"، والعبر "3/ 124".(28/246)
الشّافعية بُخراسان. كَانَ يعمل الأقفال، وحَذَقَ في عملها حتّى صنع قفلًا بآلاته ومفتاحه وزْن أربع حبات. فلمّا صار ابن ثلاثين سنة أحسّ مِن نفسه ذكاءً، فأقبل عَلَى الفقه، فبرع فيه وفاق الأقران. وهو صاحب طريقة الخُراسانيين في الفِقْه.
تفقَّه عَليْهِ: أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد المُلْك المسعوديّ، وأبو عليّ الحسين بْن شُعيب السنْجِي، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن فُوران الفُورَانيّ. وهؤلاء مِن كِبار فُقهاء المَرَاوِزَة. وتُوُفّي بمَرْو في جُمَادَى الآخرة وله تسعون سنة.
قَالَ الفقيه ناصر العُمري: لم يكن في زمان أَبِي بَكْر القَفّال أفقه مِنه ولا يكون بعده مثله. وكنا نقول إنّه مَلَكٌ في صورة الْإنْسَان.
تفقَّه عَلَى أَبِي زيد الفاشانيّ. وسمع منه، ومن: الخليلٍ بْن أحمد القاضي، وجماعة. وحدَّث وأملي. وكان رأسًا في الفقه، قدوةً في الزُّهْد.
ذكره أبو بَكْر السّمْعانيّ في أمياله، فقال: وحيد زمانه فِقْهًا وحِفْظًا وَوَرَعًا وزُهدًا. وله في المذهب مِن الآثار ما لَيْسَ لغيره مِن أهل عصره. وطريقته المهذَّبة في مذهب الشّافعيّ الّتي حملها عَنْهُ أصحابه أمتنُ طريقة وأكثرها تحقيقًا.
رحل إليه الفقهاء مِن البلاد، وتخرَّج بِهِ أئمّة. ابتدأ بطلب العِلم وقد صار ابن ثلاثين سنة، فترك صنْعته وأقبل عَلَى العلم.
وقال غيره: كَانَ القفّال قد ذهبت عينه. وذكر ناصر المروزي أن بعض الفُقهاء المختلفين إلى القفّال احتسب عَلَى بعض أتباع الأمير متولّي مَرْو، فرفع الأميرُ ذَلِكَ إلى محمود بْن سُبُكتكين فقال: أيأخذ القفّال شيئًا مِن ديواننا؟ قَالَ: لا. قَالَ: يتلبّس بشيءٍ مِن الأوقاف؟ قَالَ: لا. قَالَ: فإن الاحتباس لهم سائغٌ. دَعْهم.
وحكى القاضي حسين عَنْ القفال أستاذه أنه كان كثير مِن الأوقات في الدّرْس يقع عَليْهِ الُبكاء.
ثمّ يرفع رأسه ويقول: ما أغفلنا عمّا يُراد بنا.
تخرَّج القفّال عَلَى أَبِي زيد الفاشانيّ. وسمع الحديث بمَرْو، وبُخارى، وهَرَاة. وحدث وأملى كما ذكرنا. وقبره يُزار.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 397" "503".(28/247)
292- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عثمان1. أبو بَكْر ابن بنت شيبان العُكبري. حدَّث عَنْ: أبي بكر القطيعي، وأبي أحمد بْن السّقّاء. روى عَنْهُ: عَبْد العزيز الكتّانيّ، وغيره.
293- عَبْد الله بْن أحمد بْن عثمان1. أبو محمد القُشاري الطُّلَيْطُليّ الأندلسيّ. كَانَ ورعًا، خيرًا يغلب عليه الفقه. وكان مشاورًا في الأحكام، شاعرًا، من أعيان العلماء. تُوُفِّي فِي شعبان.
294- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى. أبو محمد الهمَدانيّ البزّاز، المعروف بسبط قاضينا. روى عَنْ: موسى بْن محمد بْن جعفر، وأوس الخطيب، وابن بُرزة، وعليّ بْن إبراهيم علان. وعنه: مكّيّ بْن محمد الفقيه، وأحمد بْن عُمَر، ومحمد بْن طاهر بْن ممان.
295- عَبْد الله بْن يحيى بْن عبد الجبّار2. أبو محمد البغداديّ السُكري. يُعرف بوجه العجوز. سَمِعَ: إسماعيل الصَّفّار، وجعفر الخُلدي، وأبا بَكْر النّجّاد، وجعفر بْن محمد بْن الحَكَم، وجماعة. قَالَ الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا. مات في صَفَر. قلتُ: وروى عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ، والحسين بْن عليّ بْن البُسري.
296- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم3. أبو القاسم النَّيْسابوريّ الجوريّ المقرئ الحريريّ الشّافعيّ. مستور ثقة. سَمِعَ مَعَ أخيه القاضي أَبِي جعفر مِن: أحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس الطّرائفيّ، وأبي الحسن الكارزي، وأبي علي الرفاء.
وتوفي في جُمَادَى الآخرة. سَمِعَ عَبْد الغافر مِن أصحابه.
297- عَبْد السّلام بْن أحمد بْن أبي عرابة. أبو محمد الْمَصْرِيّ. مات في ذي الحجّة.
298- عَبْد المُلْك بْن أحمد بْن أبي حامد4. أبو محمد الْجُرْجانيّ. قاضي الريّ، ويعرف بعبدك.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "262"، "582".
2 العبر "3/ 125"، وشذرات الذهب "3/ 208".
3 المنتخب من السياق "304" "1005".
4 تاريخ جرجان للسهمي "278".(28/248)
روى عن: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وابن ماسيّ.
299- عَبْد الواحد بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عثمان بن أبي الحديد1.
السُلمي الدّمشقيّ أبو الفضل الشّاهد. حدَّث عَنْ: الحسين بْن إبراهيم بْن جَابِر الفرائضيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ. روى عَنْهُ: ابنه أبو الحَسَن أحمد، والخطيب أبو نصر بْن طلاب، وأبو سعْد السمان، وعبد العزيز الكتاني. وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
300- عَلي بْن أَحْمَد بْن عمر بن حفص2. أبو الحسن بن الحمّاميّ البغداديّ. مقرئ العراق. قرأ القراءات عَلَى: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الحسن النّقّاش، وعبد الواحد بْن أبي هاشم، وهبة الله بْن جعفر، وأبي عيسى بكار بن أحمد، ويزيد بن أبي هلال الكوفّي، وجماعة سواهم.
وسمع الحديث مِن: أَبِي عَمْرو بْن السّمّاك، وأبي بَكْر النّجّاد، وأحمد بْن عثمان الأَدَميّ، وأبي سهل القطّان، وعلي بْن محمد بْن الزُّبَيْر الكوفيّ، وعبد الباقي بْن قانع، ومحمد بْن جعفر الأَدَميّ، وخلْق سواهم. روى عنه: أبو بَكْر الخطيب، ورِزْق الله التّميميّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الفضل عبد الله بن علي الدقاق، وطراد الزيني، وخلق آخرهم أبو الحسن علي بن علاف.
وقرأ عَليْهِ القراءات: أبو الفتح عَبْد الواحد بْن شيْطا، ونصر بْن عبد العزيز الفارسيّ، وأبو علي الحسن بْن القاسم غلام الهراس، وأبو بَكْر محمد بْن علي بْن موسى الخياط، وأبو الخطّاب أحمد بْن عليّ الصّوفّي، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَبِي الفضل الشرمقاني3، والحسن بن علي العطار، وأبو الحَسَن عليّ بْن محمد بْن فارس الخيّاط، وعبد السّيّد بْن عتّاب، ورزق الله بْن عبد الوهّاب التّميميّ، وأبو نصر أحمد بْن عليّ الهاشمي شيخ الشَّهْرَزُوريّ، وأبو عليّ الحَسَن بْن أحمد بْن البنّاء، وأبو القاسم يحيى بْن أحمد السّيبيّ القَصْريّ، وخلق كثير. قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا دينًا، فاضلًا، تفرد بأسانيد القراءات وعُلوها في وقته.
__________
1 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ الإسلامي "3/ 246".
2 تاريخ بغداد "11/ 329"، 330"، والأنساب "4/ 207"، والبداية والنهاية "12/ 21".
3 الشرمقاني: هي نسبة إلى "شرمقان" وهي مدينة بالقرب من إسفراين "بنواحي نيسابور" "الأنساب "7/ 323".(28/249)
ولد في سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، ومات في رابع وعشرين شَعْبان. أَنْبَأَنَا المسلّم بْن علّان، وغيره، أنّ أبا اليُمن الكِنْديّ أخبرهم: أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بْن عليّ الخطيب: حدَّثني نصر بْن إبراهيم الفقيه: سمعتُ سُليم بْن أيّوب الرّازيّ: سمعتُ أبا الفتح بْن أَبِي الفوارس يَقُولُ: لو رحلَ رجلٌ مِن خُراسان ليسمع كلمةً مِن أَبِي الحَسَن الحمّاميّ أو مِن أَبِي أحمد الفَرَضيّ لم تكن رحلته ضائعةً عندنا.
301- عليّ بْن أحمد بْن هارون بْن كُردي1. أبو الحَسَن النّهْروانيّ، المعدّل. سَمِعَ: محمد بْن يحيى بْن عَمْر بْن عَلِيّ بْن حرب. قال الخطيب: كتبتُ عنه بالنهروان.
وتُوُفّي في شَعْبان، وله ستٌّ وثمانون سنة.
302- عُمَر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْدوَيْه بْن سدُوس بْن علي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْد اللَّه بْن عتبة ابن مسعود2. أبو حازم الهُذلي العبدويي النَّيْسابوريّ الحافظ الأعرج. سَمِعَ: إسماعيل بْن نجَيْد، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْدة السَّلِيطيّ، وأبا عَمْرو بْن مطر، وأبا الفضل بْن خَمِيروَيْه الهَرَويّ، وأبا الحَسَن السّرّاج، وأبا أحمد الغِطريفي، وأبا بَكْر الإسماعيليّ، وبِشْر بْن أحمد الإسفرائيني، وطبقتهم.
وحدث ببغداد في سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة، فسمع منه: أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأحمد بْن الآبنوسيّ. وحدَّث عَنْهُ: أبو القاسم التّنُوخيّ، وأحمد بْن عَبْد الواحد الوكيل، وأبو بَكْر الخطيب وقال: كَانَ ثقة، صادقًا، حافظًا عارفًا. كتب إلي أبو عليّ الوخْشيّ يذكر أن أبا حازم مات في يوم عيد الفِطْر. قلتُ: وروى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الثَّقَفيّ، وخلْق مِن أهل نَيْسابور، وكان مِن جِلّة الحُفّاظ. وكان أَبُوهُ قد سمّعه مِن أَبِي العبّاس الصبْغيّ، وأبي عليّ الرّفّاء، وغيرهما، فلم يحدَّث عَنْهُمْ تورُّعًا وقال: لست أذكرهم.
قَالَ أبو صالح المؤذّن: سَمِعْتُ أبا حازم يَقُولُ: كتبتُ بخطيّ عَنْ عشرةٍ مِن شيوخي عشرة آلاف، عَنْ كلّ شيخ ألف جزء.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 330"، "6157".
2 المنتظم "9/ 27"، والعبر "3/ 125"، والنجوم الزاهرة "4/ 265".(28/250)
رواها عَبْد الغافر في "السّياق" عَنْ أَبِي صالح الحافظ. وقال أبو محمد بْن السَّمَرْقَنْديّ: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا أطلق عليه أسم الحِفظ غير رجلين: أبو نُعيم، وأبو حازم العبدويي.
303- عُمَر بْن أحمد بْن عثمان1. أبو حفص البزّاز العُكبري. سَمِعَ: محمد بْن يحيى الطّائيّ، وأبا بَكْر النّقّاش، وعليّ بْن صَدَقَة. قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة أمينًا. وُلِد سنة عشرين وثلاثمائة. قلت: وروى عَنْهُ: ابن البِطر.
"حرف الميم":
304- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القاسم الهَرَويّ2. المجاور بمكّة. قَالَ الدّانيّ: يُكنى أبا أُسامة. روى القراءة فيما ذكر عَنْ أَبِي بَكْر النّقّاش، وسمع منه تفسيره. ثمّ عرض عليّ أَبِي الطَّيّب بْن غَلْبُون، والسّامريّ بمصر. رَأَيْته يُقرئ بمكّة. وكان شيخًا صالحًا، وربّما أملي مِن حفظه الحديث فقَلب الأسانيد وغيَّر المُتُون.
مولده بهراة سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة، وتوفي بمكّة.
305- محمد بْن أحمد بْن الطَّيّب بْن جعفر بْن كُماري. أبو الحسين الواسطيّ الطّحّان.
روى عن: أَبِيهِ أَبِي بَكْر أحمد صاحب ابن شَوْذَب، وعن: بَكْر بْن أحمد مَحْمِيّ.
وبرع في مذهب أَبِي حنيفة عَلَى أَبِي بَكْر الرّازيّ. وكان مِن العدُول الكِبار. ورّخه ابن النُّقْطَة.
306- محمد بن أحمد بْن عليّ. أبو المظفَّر البالكيّ الهَرَويّ. سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء. وعنه: شيخ الْإِسْلَام عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِي.
307- محمد بْن أحمد بْن هارون بْن موسى بن عبدان3. أبو نصر بن الْجُنْديّ الغسّانيّ الدّمشقيّ. إمام الجامع، ونائب القاضي بدمشق، ومحدث البلد.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 273"، والمنتظم "8/ 27".
2 غاية النهاية "2/ 86، 87".
3 الإكمال لابن ماكولا "2/ 222، 223"، والأنساب "3/ 322".(28/251)
روى عَنْ: خَيْثَمَة بْن سليمان، وعلي بْن أبي العقب، وَأَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مروان، وأبي علي ابن جابر الفرائضي، وجماعة.
روى عنه: أبو نصر الحبان، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن عبد الواحد بن أبي حديد، وأبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد المصيصي، وآخرون. قال الكتاني: توفي القاضي أبو نصر بن هارون إمام جامع دمشق وقاضيها في صفر، وكان ثقة مأمونًا. وذكر أنّ مولده سنة 338.
308- محمد بْن أحمد بْن الحَسَن البزّاز1. أبو الحسن البغداديّ. سَمِعَ بمكّة مِن: أَبِي محمد الفاكهيّ. روى عَنْهُ: الخطيب، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ.
309- محمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي زيد2. أبو بَكْر الأنّماطيّ. بغداديّ، سَمِعَ: عُمَر بْن سَلْم، وأبا بَكْر الشّافعيّ. وعنه: الخطيب، وابن قيداس.
310- مُحَمَّد بْن عَتِيق بْن بَكْر. أبو عَبْد الله الأُسْوانيّ. سَمِعَ مِن: هشام بْن أَبِي خليفة السَّدُوسيّ، وطبقته.
"حرف الهاء":
311- هارون بْن يحيى بْن الحَسَن الطّحّان. أبو موسى الْمَصْرِيّ. تُوُفّي في ربيع الأول. عنده عَنْ: الحَسَن بْن رشيق، وأبي الطّاهر الذُهلي. ذكر ذَلِكَ أبو إِسْحَاق إبراهيم بْن سَعِيد الحبال في "الوفيات".
"وفيات سنة ثمان عشرة وأربعمائة":
"حرف الألف":
312- أحمد بْن إبراهيم بْن يزداد3. أبو عليّ غلام محسن الإصبهاني.
سَمِعَ: عَبْد الله بن جعفر بن فارس. وأظنه سمع من أبي أحمد العسال.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 290"، والمنتظم "8/ 28".
2 تاريخ بغداد "5/ 476".
3 ذكر أخبار أصبهان "1/ 142".(28/252)
روى عَنْهُ: أبو حفص عُمَر بْن أحمد المعلم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن مردوَيْه، وغيرهما. مِن شيوخ السلَفيّ.
تُوُفّي في صَفَر، وله نّيفٌ وثمانون سنة. عند أَبِي الفتح الْقُرَشِيّ جزءٌ مِن حديثه.
313- أحمد بْن بُرد1. أبو حفص القُرْطُبيّ الكاتب. كَانَ ذا حظٍ وافرٍ مِن البلاغة، والأدب والشِعّر، رئيسًا مقدَّمًا في الدّولة النّاصريّة.
314- أحمد بْن حمدان بْن الشَّيْخ أَبِي حامد أحمد بْن محمد بْن شارَك الهَرَويّ. أبو حامد الشّاركيّ. روى عن: جَدّه. وعنه: محمد بْن علي العُمَيْريّ، وغيره.
315- أحمد بْن عليّ بْن سَعْدُوَيْه النَّسَويّ الحاكم. سَمِعَ: إسماعيل بْن نُجَيْد، وغيره. روى عَنْهُ: شيخ الإسلام الأنصاري.
316- أَحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد2. أبو حامد المُلقاباذي النَّيْسابوريّ، التّاجر الدّلال، جار أَبِي سَعِيد الحافظ المحمداباذيّ. ثقة، صالح.
حدَّث عَنْ: أَبِي الحَسَن السَّرَّاج، وأبي الحَسَن المُزَكّيّ، وجماعة. روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عَبْد الله الكريزيّ. وتُوُفّي في أواخر صَفَر.
317- أحمد بْن محمد بْن أحمد3. أبو سعيد القُهُندُزي النيسابوري الشافعي، المقرئ.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر محمد بْن المؤمّل، وغيره. روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى، وعُبَيْد الله بْن عَبْد الله. تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
318- أحمد بْن محمد بن المهتدي الخطيب4. أبو عبد الله البغداديّ. سَمِعَ: أبا بكر النجاد. وحدث بجزءٍ واحدٍ رواه عَنْهُ الخطيب.
319- أحمد بْن محمد بْن القاسم بْن مرزوق5. أبو الحَسَن الْمَصْرِيّ الأنماطيّ العدْل.
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "119"، وبغية الملتمس للضبي "172".
2 المنتخب من السياق "84"، "183".
3 انظر المصدر السابق "196".
4 البداية والنهاية "12/ 13".
5 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 77، 78".(28/253)
سَمِعَ: أحمد بْن عُبَيْد الصَّفّار الحمصيّ، وحمزة بْن محمد الحافظ، والحسين بْن إبراهيم الفرائضيّ الدّمشقيّ. روى عَنْهُ: أبو نصر السجْزيّ، وأبو إسحاق الحبال.
وسمع من: الحبّال "السّيرة". حدثَّه بها، عَنْ ابن الورد، بسَنَدِه.
320- أحمد بْن الوليد بْن أحمد بْن محمد1. أبو حامد الزَّوْزَنيّ. رحل، وروى عَنْ: أبي بكر الشافعي، وخلف الخيام، وأبي القاسم الطبراني.
وتوفي بنَيْسابور في جُمادى الآخرة. روى عَنْهُ: طاهر الشماحي، وغيره.
321- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مِهْران2. الأستاذ أبو إِسْحَاق الإسْفرائينيّ، الأصُوليّ، المتكلم، الفقيه الشّافعيّ، إمام أهل خُراسان. رُكن الدّين، أحد مِن بلغ رتبة الاجتهاد.
لَهُ التّصانيف المفيدة. روى عَنْ: دَعْلَج بْن أحمد السجْزيّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وعبد الخالق بْن أَبِي رُوبا، ومحمد بن يزداد بن مسعود، وأبي بَكْر الإسماعيليّ، وجماعة. وأملى مجالس.
روى عَنْهُ: أبو بكر البيهقي، وأبو قاسم القُشيري، وأبو السّنابل هبة الله بْن أَبِي الصَّهْباء، وجماعة. وصنف كتاب "جامع الحُلي في أُصول الدّين"، " والرّدّ عَلَى الملحدين" في خمس مجلّدات، وتصانيف كثيرة مفيدة. أخذ عَنْهُ القاضي أبو الطيب الطَّبَريّ أُصول الفقه وغيره.
وبُنيت لَهُ بنَيْسابور مدرسة مشهورة. وتُوُفّي بنَيْسابور يوم عاشوراء في السَّنة.
قَالَ أبو إِسْحَاق الشّيرازيّ: درس عَليْهِ شيخنا أبو الطَّيّب، وعنه أخذ الكلام والأُصول عامة شيوخ نيسابور. وقال غيره: نُقِل إلى إسْفراين ودُفِن بمشهده بها. وقال عَبْد الغافر: كَانَ أبو إِسْحَاق طراز ناحية المشرق، فضلًا عَنْ نَيْسابور وناحيته. ثم كان من المجتهدين في العبادة، المبالغين في الورع. انتخب عليه أبو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء، وذكره في تاريخه لجلالته.
وخرج عليه أحمد بن علي الحافظ الرازي ألف حديث. وعُقد له مجلس الإملاء بعد ابن محمش. وكان ثقة، ثبتا في الحديث. قال أبو القاسم بن عساكر: حكى لي
__________
1 الأنساب "5/ 321".
2 الأعلام "1/ 59"، هدية العارفين "1/ 8"، ووفيات الأعيان "1/ 28".(28/254)
مَن أثق بِهِ أنّ الصّاحب بْن عباد كَانَ إذا انتهى إلى ذِكر ابن الباقِلّانيّ، وابن فُورك، والإسْفرائينيّ، وكانوا متعاصرين مِن أصحاب أَبِي الحَسَن الأَشْعريّ، قَالَ لأصحابه: ابن الباقِلّانيّ بحرٌ مُغرق، وابن فُورك صِلٌ1 مُطرق، والإسْفرائينيّ نارٌ تحرق.
وقال الحاكم في تاريخه: أبو إِسْحَاق الإسْفرائينيّ الفقيه الأُصولي المتكلم، المتقدم في هذه العلوم. انصرف مِن العراق وقد أقَّر لَهُ العلماء بالتّقدُّم إلى أن قَالَ: وبُني لَهُ بنَيْسابور المدرسة الّتي لم يُبن بنَيْسابور قبلها مثلها. فدرَّس فيها.
وقال غيره: كَانَ أبو إسحاق يَقُولُ: إنّ كلّ مجتهدٍ مُصيبٌ أوّلُهُ سَفْسَطة، وآخر زَنْدَقَة.
وقال أبو القاسم الفقيه: كَانَ شيخنا الأستاذ إذا تكلَّم في هذه المسألة قِيلَ: القلم عَنْهُ مرفوع حينئذٍ، لأنّه كَانَ يشتم ويصول، ويفعل أشياء.
وحكى عَنْهُ أبو القاسم القُشيري أنّه كَانَ لا يجوّز الكرامات. وهذه زَلَّة كبيرة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَسَّانَ، أنا سَعِيدُ بْنُ سَهْلٍ الْخُوَارَزْمِيُّ سَنَةَ ثمانٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمَائَةٍ: ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ إِمْلَاءً: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزْدَادَ بْنِ مَسْعُودٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصعب، ثنا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، سَمِعَ الْقَاسِمَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: "اللهُم اجْعَلْ أَوْسَعَ رِزقي عِنْدَ كِبر سِني وَانْقِضَاءِ عُمري"2.
قُلْتُ: عِيسَى هَذَا مَدَنِيٌّ يُقَالُ لَهُ الْخَوَّاصُ. قَالَ بَتَرْكِهِ النَّسَائِيُّ، وَضَعَّفَهُ الدارقُطني.
322- إسماعيل بْن بدر3. أبو القاسم الأنصاريّ القُرطبي، الأديب الفَرَضيّ، المعروف بابن الغنام. روى عن: محمد بْن معاوية القُرشي، ومنذر بْن سَعِيد القاضي، وأبي عيسى الليثي.
__________
1 الصل: يعني به السيف المسنون القاطع.
2 "حديث ضعيف جدا": أورده ابن عدي في الكامل في الضعفاء "1/ 170"، وذكره الشوكاني في الفوائد "483".
3 الصلة لابن بشكوال "102، 103".(28/255)
حدَّث عَنْه الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ صالحًا، متسننًا، مهندسًا. روى عَنْهُ أيضًا: قاسم بْن إبراهيم، وأبو محمد بْن خزرج.
323- أصْبَغ بْن عيسى1. أبو القاسم اليَحْصُبيّ الإشبيليّ العبدريّ. روى عَنْ: أَبِي محمد الباجيّ، وغيره. وعُني بالعِلم. روى عَنْهُ: الخَوْلانيّ، وأبو محمد بْن خزرج.
"حرف الحاء":
324- الحسين بْن عليّ بْن حسين بْن محمد2. الوزير أبو القاسم بْن أبي الحَسَن الشيعيّ. عُرف بابن المغربيّ. كَانَ مَعَ أَبِيهِ، فلمّا قَتَلَ الحاكم أَبَاهُ بمصر وعمّه وإخوته هرب أبو القاسم مِن مصر، واستجار بحسّان ابن مفرج الطائي، ومدحه. فوصله وأجاره.
حدث عَنْ: الوزير أَبِي الفضل جعفر بْن الفُرات بْن حنْزَابَة.
روى عَنْهُ: ابنه عَبْد الحميد، وأبو الحَسَن بْن الطَّيّب الفارقيّ. وقد وَزَرَ لصاحب ميافارقين أحمد بْن مروان. ومن شِعره لمّا كَانَ مختفيا بالقاهرة والحاكم يطلب دمه، وقد كَانَ بمصر صبيٌّ أمرد يُضرب المثلُ بحُسنْه، وكان يشتهي أبو القاسم أن يراه، فأُخبِر بأنّه يسبح في الخليج، فخرج ليراه وغرَّرَ بنفسه، فنظر إِليْهِ وقال:
عُلمتُ منطقَ حاجبَيْه ... والبَيْنُ ينشدُ رايتيهِ
وعَرفتُ آثارَ النعيمِ ... بقُبلةٍ في وجنتيهِ
ها قد رضِيتُ مِن الدُّنيا ... بأسْرها نظري إليهِ
ولقد أراه في الخلي ... ج يشقهُ من جانبيهِ
والموجُ مثلُ السيفِ وه ... وفرنده في صفحتيهِ
لا تشربوا مِن مائه ... أبدًا، ولا ترِدوا عليهِ
قد ذاب منه السحرُ في ... حركاتهِ من مُقلتيهِ
__________
1 انظر المصدر السابق "108".
2 المنتظم "8/ 32، 33"، والعبر "3/ 128".(28/256)
وكأنّه في الموج قلبي ... بين أشواقي إليهِ
وله:
وكل امريءٍ يدري مواقعَ رُشدهِ ... ولكنّه أعمي أسيرُ هواهُ
هوى نفسهِ يُعميهِ عَنْ قُبح عيبهِ ... وينظُرُ عَنْ فهمٍ عيوب سِواهُ
ابن النّجّار: أنشدنا الفَتْح بْن عَبْد السّلام، أَنَا جدّي، أنشدنا رزق الله التّميميّ: أنشدنا الوزير أبو القاسم الحسين بْن عليّ المغربي لنفسه:
وما أمُ خشف خلقته وبَكَّرَتْ ... لتُكسبه طَعْمًا وعادت إلى العُشِ
غدت تَرْتَعي ثمّ انْثَنَتْ لرضاعهِ ... فلم تلقَ شيئًا مِن قوائمه الحمشِ
طافت بذاك القاع وَلْهًا فصادفتْ ... سِباع الفَلا نَهَشَتْه أيما نهشِ
بأوجعَ منّي يومَ ظلّت أناملٌ ... تودّعني بالدّرّ مِن شبك النقشِ
وأجمالهم تَحْدِي وقد بّرح النَّوَى ... كأنّ مطاياهم عَلَى ناظري تمشي
وأعْجبُ ما في الأمر أنْ عشتُ بعدهُمْ ... عَلَى أنّهم ما خلَّفوا فيَّ مِن بطشِ
قَالَ مِهيار الدَّيْلَميّ: لمّا وزر أبو القاسم بْن المغربيّ ببغداد تعظم وتكبَّر ورَهِبَة النّاس، وانقبضتُ عَنْ لقائه، ثم خِفتُ فعلمتُ فيه قصيدتي البائية، ودخلتُ فأنشدتهُ، فرفع طرْفَه إليّ وقال: اجلس أيها الشَّيْخ. فلمّا بلغت إلى قولي:
جاء بك الله عَلَى فترةٍ ... بآيةٍ مَن يَرها يعجبِ
لم تألفِ الأبصارُ مِن قَبْلها ... أن تَطْلُع الشمسُ مِن المغربِ
فقال: أحسنت يا سيّدي. وأعطاني مائتي دينار.
قلت: وكان جدُّهم يُلقب بالمغربيّ لكونه كَانَ كاتبًا عَلَى ديوان المغرب، وأصله بصْريّ. قصد أبو القاسم: فَخْرَ المُلك أبا غالب، وتوصَّل إلي أن وَزَرَ سنة أربع عشرة. وكان بليغًا مفَّوهًا مترسّلًا، يتوقَّد ذكاءً.
ومن شِعْره:
تأمَّل مَنْ أهواهُ صُفرة خاتمي ... فقال: حبيبي، لِمْ تجنبتَ أحمَره؟
فقلت لَهُ: مِن أحمرٍ كَانَ لونُهُ ... ولكْن سَقَامي حلَّ فيه فغيّره(28/257)
وقد ساق ابن خلّكان نَسَبَه إلى بِهرام جور، وقال: له ديوان شِعر، و"مختصر إصلاح المنطق"، وكتاب " الإيناس". ومولده سنة سبعين وثلاثمائة.
وحفظ كُتُبًا في اللُّغة والنَّحْو. وكان يحفظ نحو خمسة عشر ألف بيت مِن الشِعر. وبرع في الحساب. وحصَّل ذَلِكَ وله أربع عشرة سنة.
وكان مِن دُهاة العالم. هرب مِن الحاكم فأفسد نيّات صاحب الرّمْلة وأقاربه عَلَى الحاكم. وسار إلى الحجاز، فأطمع صاحب مكّة في الحاكم وفي أخذ ديار مصر. وعمل ما قلق الحاكم مِنه وخاف عليّ ملكه. وتوفي بميافارقين، وحُمل إلى الكوفة بوصيةٍ منه. وله في ذَلِكَ حديث طويل. ودُفن في تُربهٍ مجاورةٍ للمشهد المنسوب إلى عليّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
ومن شِعْره:
أقولُ لها والعيسُ تُحدجُ للسُّرَى: ... أَعِدّي لفَقْدي ما استطعتِ مِن الصبرِ
سأنفقُ ريعانَ الشبيبةِ آنِفًا ... عَلَى طَلَب العلياءِ أو طلبِ الأجرِ
أليسَ مِن الخُسْران أنّ لياليا ... تمرُّ بلا نفعٍ وتُحسبُ مِن عمري؟
ومن شِعْره:
أرى النّاس في الدّنيا كراعٍ تنكرتْ ... مراعيهِ حتّى لَيْسَ فيهنّ مرتعُ
فماءٌ بلا مرعىً بغيرِ ماء ... وحيثُ تَرَى ماءً ومَرْعَى فمسبعُ
وكتب إلى الحاكم:
وأنتَ وحسبي أنت تعلم أنّني.... ... ..إمام المجد يبني ويهدمُ
وليس حليمًا مِن تُقبل كفُّهُ ... فَيَرْضَى، ولكن مَن تُعض فيحلُمُ
ومن شِعْره:
قبورٌ ببغداد وطُوسٍ وطيبةٍ ... وفي سُر مِن رَأَى والغِريّ وكربلا
إذا ما أتاها عارفٌ بحقوقها ... ترحّل عَنْهَا بالَّذِي كان أملا
وتوفي في رمضان، رحمه الله.(28/258)
"حرف الراء":
325- رباح بْن عليّ بْن موسى بْن رباح1. القاضي أبو يوسف البصْريّ. سَمِعَ: إبراهيم بْن عليّ الهُجيمي، وأحمد بْن محمد بن سليمان المالكي، ومحمد بن محمد بْن بَكْر الهِزاني. وسمع بدمشق، ومصر.
روى عَنْهُ: ابنه يوسف، وأبو القاسم التّنُوخيّ، وأبو حازم محمد بْن الحسين الفرّاء، وآخرون.
"حرف الزاي":
326- زيد بْن عَبْد العزيز بْن مُقرن. أبو الحَسَين الإصبهاني. تُوُفّي في المحرَّم.
"حرف الطاء":
327- طاهر بْن الحَسَن بْن إبراهيم2. أبو محمد الهمَدانيّ الجصّاص الزّاهد.
روى عَنْ: محمد بْن يوسف بْن عُمَر الكِسائيّ البزّاز، والحسن بْن عليّ الصَّفّار. وهذا الكِسائيّ يروي عَنْ البَغَويّ شيئًا قليلًا. روى عَنْ طاهر: أبو مسلم بْن غَزْو. وحكى عَنْهُ جماعة مِن الصُلحاء. وكان كبير القدْر، صاحب كرامات.
بالغ شِيرَوَيْه في تطويل ترجمته، وقال: سمعتُ أبا الحَسَن الصُّوفيّ يَقُولُ: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ لطاهر الجصّاص مصنَّفات عدّة، منها: "أحكام المريدين" مشتمل عَلَى سبعة أجزاء. وكان يقرأ التّوراة، والإنجيل، والزَّبُور، والقرآن، ويقرّر تفسيرها.
سُئل طاهر عَنْ التّوحيد فقال: أن يكون رجوع المرء إلى نفسه ونظره إِليْهِ اشدّ عَليْهِ مِن ضرب عُنقه. قال جعفر الأبهري: كان لطاهر الجصاص ثلاثمائة تلميذ كلّهم مِن الأوتاد.
وقال مكّيّ بْن عُمَر البّيع: سمعتُ محمد بْن عيسى يَقُولُ: صام طاهر الجصَّاص أربعين يومًا متواليات أربعين مرّة. وآخر أربعين عملها صامَ عَلَى قشر الدُّخن، فَلِفْرط يُبْسِه فرغِ رأسُه واختلط في عقله. ولم أر أكثر مجاهدةً منه.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 429".
2 الأنساب "3/ 360، 361"، ومعجم المؤلفين "5/ 33".(28/259)
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ طاهر يذهب مذهب أهل الملامة.
وقال مكّيّ: سَمِعْتُ أبا سعد بْن زِيرَك يَقُولُ: حضرتُ مجلسا ذُكر فيه طاهر الجصَّاص، فبعضهم نسبه إلى الزَّنْدَقَة، وبعضهم نسبه إلى المعرفة. فلمّا كثرتِ الأقاويل فيه قلت: إنّ عيسى عَليْهِ السّلام كَانَ نبيا وافتتانُ النّاس بِهِ أكثر وافِتتانُهُم بعيسى ضَرَّهم وما ضَرّه.
وكذلك افتتان النّاس بطاهر يضرُّهم ولا يضرُّه.
قَالَ مكّيّ: حَضَرتْ امرأةٌ عنده فقالت: ألحَّ عَليْهِ بعض أصحابنا في إظهار العِلّة الّتي ترك بسببها اللّحْم والخُبز، فقال: إذا أكلتهما طالبتني نفسي بقُبلة أمردٍ مليح.
وسمعت منصور الخيّاط الصُّوفيّ يَقُولُ: دخلت عَلَى طاهر الجصَّاص، فنظرت إِليْهِ وإلى اجتماع القمل في ثوبه، فسألته أن يعطيني فَرْوته لأغسلها وأفلّيها.
قَالَ: عَلَى أن لا تقتل القمل. قلت: نعم. ثمّ حملتها إلى النَّهر، فلو كَانَ معي قفيز كنت أملأه قملًا، فَكَنَسْتُهُ بالمِكْنَسة ونقيتهُ، فلمّا رَدَدْتُها عَليْهِ قَالَ: الحالتان عندي سواء، فإن القمل لا يؤذيني.
وقال شِيرَوَيْه: سَمِعْتُ يوسف الخطيب يَقُولُ: دخلت عَلَى طاهر الجصاص ووضعت بين يديه تينًا1، فناولته تِينةً وقلت: أيُها الشّيخ اقطع هذه التّينة بأسنانك، ولم يبق في فمه سِن، فجعل يمصُّها ويَلُوكُها حتّى لانت وأمكنه قطعُها، فأكل نصفها، ووضع نصفها في فمي. فكأنّي وجدتُ في نفسي مِن ريقه ولُعابه. فبتُ تِلْكَ اللّيلة، فرأيت كأنّ آتٍ أتاني، فأخرج قلبي مِن جوفي مِن غير ألمٍ ولا وجع. فلمّا شاهدتُ قلبي كأنّ قنديلٍ، فيه سبعةَ عشر سِراجًا، فقال لي: هذا مِن ذاك اللُعاب.
سَمِعْتُ عَبْد الواحد بْن إسماعيل البُروجردي يَقُولُ: اشترينا شِواءً وحلْواء فأكلنا، ثمّ دخلنا عَلَى طاهر الجصَّاص فقلنا: نريد شيئًا نأكله.
فقال: قوموا عنّي أكلتم الشواء والحَلْواء في السوق وتطلبون شيئًا مِن عندي. وكان طاهر يتكلَّم مِن كلام الملامة بأشياء لا بأس بها في الشَّرْع إذا فّتش، وقبرهُ يزار ويُعظم.
__________
1 التين: شجرة من الفصيلة التوتية وثمر ذلك الشجر على هيئة الكمثرى، ومنه التين الشوكي، وهو ضرب من الفصيلة الشوكية وهو مأكول أيضا.(28/260)
"حرف العين":
328- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جَحّاف1. أبو عَبْد الرَّحْمَن المَعَافِريّ. قاضي بَلَنْسِيَّة، ويُلقب بحَيْدَرَة. رَوَى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثي، وأَبِي بَكْر بْن السّليم، وأبي بَكْر بن القوطية. وكان إمامًا، ثقة، فاضلًا. ذكره ابن خَزْرج.
وحدَّث عَنْهُ: أبو محمد بْن حزم، وقال: هُوَ مِن أفضل قاضٍ رَأَيْته دينًا وعقلًا وتعاونًا، حظّه الوافر مِن العلم. تُوُفّي في رمضان.
329- عَبْد الله بْن عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد. أبو سَعِيد الْجُرْجانيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ الواعظ. كَانَ يَعِظ في مجلس المطرز. وحدَّث عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن نُجيد، وأبي الحَسَن السَّرَّاج، وطبقتهما. روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن، وعُبيد الله الحشكانيّ. وكان حيّا في هذا العام.
330- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدان2. أبو القاسم القرشي النيسابوري السراج. روى عن: أبي العباس الأصم، وأبي منصور محمد بن القاسم الصبغي، ومحمد بْن سليمان البزاري، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعلي بن أحمد الأخرم المديني، وأبو صالح المؤذن، وعثمان المحمي، وفاطمة بنت الدقاق، وجماعة.
مات في صفر. وكان إماما جليلا، ثقة كبير القدر فقيها. تفقه على الأستاذ أبي الوليد.
331- عبد الوهاب بن جعفر بن علي3. أبو الحسين بن الميداني، الدمشقي المحدث. روى عَنْ: أَبِي عليّ بْن هارون، وأحمد بْن محمد بْن عُمارة، وأبي عَبْد الله بْن مروان، والحسين بْن أحمد بْن أَبِي ثابت، وأبي بَكْر بْن أَبِي دَجَانة، وأبي عُمَر بن فضالة، وخلقٍ كثير بعدهم.
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "262".
2 المنتخب من السياق "301"، "995".
3 العبر "3/ 128، 129"، وميزان الاعتدال "2/ 679".(28/261)
روى عَنْهُ: رشأ بْن نظيف، وأبو سعْد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بْن أَبِي العلاء، وأبو العبّاس أحمد بْن قُبَيْس المالكيّ، وآخرون.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى. قال الكتاني: ذكر أبو الحسين أنّه كتب بمائة رطْل حِبر، وقد احترقت كُتبه وجدَّدها. وكان فيه تَسَاهُل. وقد اتُهم في ابن هارون.
332- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فاذُوَيْه. أبو عَبْد الرَّحْمَن الإصبهاني التّاجر. مات في ذي الحجة.
333- علي بن الحسين القاضي. أبو القاسم الهَرَويّ الدّاووديّ، مصنف " التّفسير". روى عن: أبي تراب محمد ابن إِسْحَاق المَوْصِليّ. وعنه: ابن أخته صاعد بْن سيّار. تُوُفّي في ربيع الآخر. وروى أيضًا عَنْ الخليل بْن أحمد، والدارقطني.
334- عليّ بْن عُبَيْد الله بْن الشَّيْخ1. أبو الحسن الدّمشقيّ. روى عن: المظفر بن حاجب، وجُمع المؤذن، وأبي عمر بن فَضَالة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، والسمان.
335- علي بن عبد الله بن يوسف الشيرازي. أبو الحسن الرشيقي. توفي في ربيع الآخر.
"حرف الفاء":
336- فضلويه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن فُضلويه2. أبو نصر القزويني، ثم النيسابوري، المؤذن الإسكاف. مؤذن مسجد المطرز. شيخ مسن، به أدني طرش. حدث عَنْ: أَبِي عثمان البصْريّ. وكان يُتّهم فيه.
وعن: الأصمّ، والطّرائفيّ، وأبي بَكْر بْن إِسْحَاق الصبْغيّ، وعَبْد الله بْن محمد الرّازيّ.
وعنه: أبو صالح المؤذّن، ومحمد بْن يحيى المزكي.
مات في جُمادى الأولى.
__________
1 ديوان الصورى "1/ 310/ 2/ 60، 64".
2 المنتخب من السياق "406" "1382".(28/262)
"حرف الميم":
337- محمد بْن أحمد بْن خليفة. أبو الحسن التُّونسيّ الشّاعر الشهير، ويُلَقَّب بالصّرائريّ. لَهُ شعرٌ كثير عَلَى نحو شِعر ابن حجاج، وهَجْو، وقبائح. دخل مصر، ومات بالرّيف في هذا العام. وقد قارب السّتّين.
338- محمد بْن أحمد بْن عليّ بْن العبّاس. أبو بَكْر الجاموسيّ التّاجر. نَّيْسابوريّ. تُوُفّي في ربيع الأوّل.
339- محمد بْن الحسين1. أبو بَكْر البغدادي، الخفّاف الورّاق. عَنْ: القَطِيَعيّ، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، وطبقتهما. قَالَ الخطيب: كتبتُ عنه، وكان غير ثقة. يضع ويختلق الأسماء. قَالَ لي: احترقت مِن كُتبي ألف وثمانون مَنّا كلُّها سماعي.
340- محمد بْن زهير بْن أخطل2. أبو بَكْر النَّسَائيّ، الفقيه الشّافعيّ. رأس الشّافعيّة بَنَسَا وخطيبها. رحل النّاس إِليْهِ للأخْذ عَنْهُ.
سَمِعَ مِن: الأصمّ، وأبي حامد بْن حسْنُوَيْه، وابن عَبْدُوس الطّرائفيّ، وأبي الوليد حسّان بْن محمد، وأبي سهل بْن زياد القطّان، وأبي بَكْر الشّافعيّ. وعُمر دهرًا.
روى عَنْهُ: أَبُو صالح أَحْمَد بْن عَبْد الملك المؤذن. وتوفي ليلة الفِطْر.
341- محمد بْن عليّ بْن إِسْحَاق3. أبو منصور البغداديّ الكاتب. حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن مِقْسَم المقرئ، وأبي عليّ بْن الصّوافّ. قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وسماعه صحيح.
342- محمد بن محمد أحمد بْن الرُّوزْبَهَان4.أبو الحَسَن البغداديّ. كَانَ يسكن بناحية نهر طابق. حدَّث عَنْ: عليّ بْن الفضل السُّتُوريّ، وعثمان بْن السّمّاك، وجعفر الخُلدي، والنجاد.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 250"، والمنتظم "8/ 33، 34".
2 العبر "3/ 129"، والوافي بالوفيات "3/ 78".
3 تاريخ بغداد "3/ 93".
4 تاريخ بغداد "3/ 231".(28/263)
قَالَ الخطَّيّب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا. سمعتُ الصُّوريّ يَقُولُ: كَانَ هبة الله اللالْكَائيّ يُثني عَليْهِ إذا ذكره. تُوُفّي في رجب. قلت: وروى عَنْهُ أبو القاسم بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ.
343- محمد بْن يوسف بن الفضل1. أبو بَكْر الْجُرْجانيّ الشّالْنجيّ، القاضي، المفتي. كَانَ عَليْهِ مَدَار الفتوى والتّدريس والإملاء والوعظ ببلده.
سَمِعَ الكثير مِن: أحمد بْن الحسين بْن ماجه القَزْوينيّ، ونُعيم بْن عَبْد المُلْك الجُرجاني، ومحمد بْن حمدان، وابن عَدِيّ، وهذه الطّبقة. ومات بجُرْجان عَنْ إحدى وتسعين سنة.
روى عَنْهُ: إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وغيره. وتوفي في ذي القِعْدة، في ثامنه.
344- مروان بْن سليمان بْن إبراهيم بْن مَوْرقاط الغافقيّ2. الإشبيليّ. روى عَنْ: أَبِيهِ، وأحمد بْن عُبَادَة، وأبي محمد الباجيّ. ودخل إفريقية فأدرك ابن أَبِي زيد. وكان صدوقًا، صالحًا. مات في رمضان.
345- مُعاذ بْن عَبْد الله بْن طاهر البَلَويّ3. أبو عمر الإشبيلي. روى عَنْ: ابن القُوطيّة، والرباحيّ. وكان بارعًا في فنون الأدب، قديم الطّلب.
346- مَعْمر بْن أحمد بْن محمد بْن زياد4. الشَّيْخ أبو منصور الإصبهاني، الزّاهد. كبير الصُّوفيّة بإصبهان. سَمِعَ: أبا القاسم الطبَرانيّ، وأبا الحَسَن بْن المُثَنَّى، وأبا الشَّيْخ، وابن المقرئ، وعلي بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز. وأملي عَنْهُمْ.
روى عَنْهُ: أبو طَالِب أحمد بْن محمد القُرشي الكُندلاني، والقاسم بْن الفضل الثَّقَفيّ، وأبو مطيع، وآخرون. مات في رمضان. وله قصيدة منها:
لقد مات مِن يُوعى الأنامُ بعِلْمه ... وكان لَهُ ذِكر وصيتٌ فينفعُ
وقد مات حُفاظ الحديثِ وأهلهُ ... وممّن دَاره وهو في الناسِ مُقنعُ
__________
1 تاريخ جرجان للسهمي "456".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 615، 616".
3 انظر المصدر السابق.
4 مرآة الجنان "3/ 33"، وشذرات الذهب "3/ 211".(28/264)
أبو أحمد القاضي وقد كَانَ حافظًا ... ولم يكُ مِن أهل الضلالةِ يقبعُ
وكان أبو إِسْحَاق ممّن شهدتهُ ... يدرّس أخبارَ الرّسول فيوسعُ
وثالثهم قُطبُ الزمانِ وعصرهُ ... أبو القاسم اللّخميّ قد كَانَ يبرعُ
ورابعهم كَانَ ابن حيَّان آخرًا ... ومات، فكيف الآن في العِلمِ نطمعُ؟
وكان ابن إِسْحَاق بْن مَنْدَهْ غائبًا ... يسبح زمانًا وحده حيث يطلعُ
فرُد إلينا بعد دهرٍ وبُرهةٍ ... وقامت بِهِ الآثار والأمر ... جمع
بقي وحده في عصره وزمانه ... يناطح آفات الزّمان ويدفعُ
347- مكّيّ بْن محمد بْن الغَمْر1. أبو الحَسَن التّميميّ الدّمشقيّ الورّاق، المؤدب. مستملي القاضي المَيَانِجِيّ. سَمِعَ منه، ومن: أحمد بْن البرامي، وجمح ابن القاسم، والفضل بْن جعفر، وابن أَبِي الرَّمْرم، وخلْق كثير بعدهم.
ورحل إلى بغداد، وسمع مِن: القَطِيَعيّ، وأبي محمد بْن ماسيّ، وأبي بَكْر الورّاق.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الأهوازي، وعبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بْن عليّ الحدّاد، ومحمد بْن عليّ المطرز، وإسماعيل بْن عليّ السّمّان، وأبو الحَسَن بْن صَصرى.
قَالَ الكتّانيّ: كان ثقة مأمونًا، يورق للناس. وتوفي في رمضان سنة ثمان عشرة. وقال الأهوازيّ: سنة ثنتي عشرة.
"حرف الهاء":
348- هبة اللَّه بْن الحَسَن بْن منصور2. الحافظ أبو القاسم الرّازيّ الطَّبَريّ الأصل، المعروف باللالكائي. الفقيه الشّافعيّ. نزيل بغداد. تفقَّه عَلَى: الشَّيْخ أَبِي حامد. وسمع بالرّيّ مِن: جعفر بْن فناكيّ، وعلي بْن محمد القصّار، والعلاء بْن محمد.
وببغداد مِن: أَبِي القاسم الوزير، وأبي الطاهر المخلص، فمن بعدهما.
__________
1 الفقيه والمتفقه "1/ 158، 197"، للخطيب، والأنساب "260أ".
2 المنتظم "8/ 34"، وهدية العارفين "2/ 504".(28/265)
قَالَ الخطيب: كَانَ يفهم ويحفظ. وصنَّف كتابًا في السُّنَّة، وكتاب "رجال الصّحيحين"، وكتابًا في السُنن. وعاجَلَتْه المَنَّية. وخرج إلى الديَنَور فمات بها في رمضان. حدَّثني عليّ بْن الحسين بْن جَدّاء العُكبري قَالَ: رَأَيْت هبة الله الطَّبَريّ في المنام، فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غُفِر لي.
قلت بماذا؟ قَالَ: كلمة خفيّةً: بالسُّنَّة قلت: روى عَنْهُ كتاب "السُّنَّة" أبو بَكْر أحمد بْن عليّ الطُّرَيْثِيثيّ، شيخ السلَفيّ. قَالَ شُجاع الذُهلي: لم يُخرج عنه شيءٌ من الحديث إلا بالسنة.
"حرف الياء".
349- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن إبراهيم. أبو سعْد البزّاز. مات في رمضان.
"الكني":
350- أبو الحسين بْن طباطبا العَلَويّ. مصري، نبيل. قَالَ الحبّال: عنده عَنْ الرازي فمن دونه
"وفيات سنة تسع عشرة وأربعمائة":
"حرف الألف":
351- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بْن محمود. أبو بَكْر الثَّقَفيّ الإصبهاني، الواعظ. نزيل نَيْسابور. سَمِعَ بها: أبا سَعِيد عبد الوهّاب الرّازيّ، وأبا أحمد الحاكم، وأبا محمد الحَسَن بْن أحمد المُزَكّيّ. روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الثَّقَفيّ في "الأربعين" لَهُ، وأبو بَكْر الخطيب. تُوُفّي في جُمادى الأولى. قاله يحيى بْن مَنْدَهْ.
352- أحمد بْن عَبَّاس بْن أصْبَغ بْن عَبْد العزيز1. أبو العبّاس الهمَدانيّ القرطبي. روى عن: أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وجماعة. ثمّ حجّ وجاور، فكان مِن جلّة شيوخ الحرم، وبقي إلى هذا العام.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 37، 38".(28/266)
353- أحمد بْن محمد بْن منصور1. أبو الحَسَين ابن العالي البُوشَنْجيّ، خطيب بُوشَنْج. سَمِعَ: أبا أحمد عَبْد الله بْن عَدِيّ، وأبا سَعِيد محمد بْن أحمد بْن كثير بْن دَيْسَم، ومحمد بن علي الغيسقاني، وأبا بَكْر الإسماعيليّ، ومحمد بْن الحسين النَّيْسابوريّ السَّرَّاج، ومحمد بْن عَبْد الله بْن إبراهيم السَّليطيّ. روى عَنْهُ: شيخ الإسلام أبو إسماعيل. تُوُفّي في رمضان. تفرّد ابن رُوزبة بجزءٍ مِن حديثه. وروى عَنْهُ: أبو القاسم أحمد ابن محمد العاصِمي البوشَنْجيّ.
354- أحمد بْن محمد بْن الحُسين. أبو الطّاهر الضّبّيّ الهَرَويّ. روى عَنْ: حامد بْن محمد الرّفّاء. روى عَنْهُ: أبو إسماعيل الأنصاريّ، وأبو عَبْد الله العُميري.
355- إِسْحَاق بْن عَبْد الصمد ابن الخليفة القاهر بالله محمد بْن المعتضد العبّاسيّ. تُوُفّي في ربيع الأوّل عَنْ قريبٍ مِن تسعين سنة. ورّخه هلال بْن المحسّن.
"حرف الحاء":
356- الحَسَن بْن محمد بْن جعفر بْن جُبارة2. أبو محمد الدّمشقيّ الضّرّاب، الجوهريّ. روى عن: خَيْثَمَة بْن سليمان، ومحمد بْن محمد بْن زكريّا البلْخيّ.
روى عنه: الكتاني، وأبو سعد السمان، وعلي الحنائي، وجُبارة. قيده ابن ماكولا. مات في ربيع الأول. سمع من خيثمة مجلسا واحدا.
357- الحسن بن محمد بن جعفر السلماسي3. أبو محمد. عن: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري. مات في صفر.
358- الحسين بن الحسن بن يحيى. أبو عبد الله العلوي الزيدي. توفي بواسط في جمادى الآخرة. روى عَنْ: أَبِي المُثنى محمد بْن أحمد الدهْقان الكوفيّ عَنْ الحَسَن بْن عليّ بْن عفّان.
وكان مولده في سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. قال الخطيب: كان صدوقا. ثنا عن أبي المثنى.
__________
1 العبر "3/ 131"، والمشتبه في أسماء الرجال "2/ 429".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 241"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 46".
3 الأنساب "7/ 107".(28/267)
"حرف الزاي":
359- زكريّا بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حَمُّوَيْه1. أبو يحيى البزّاز النسابة. خُرساني. تُوُفّي في حدود سنة تسع عشرة تقريبًا.
"حرف الشين":
360- شعيب بْن محمد بْن إبراهيم. أبو سعْد الشُعيبي البُوشَنْجيّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وإبراهيم المؤدب، وأبو عليّ الرّفّاء. وروى الكثير. حدَّث عَنْهُ: شيخ الإسلام.
"حرف العين":
361- عُبادة بْن عَبْد الله بْن محمد بْن عُبادة بْن أفلح الأنصاريّ2. مِن وُلِد سعْد بْن عُبادة الخَزْرَجي القُرطبي.
الشّاعر المعروف بابن ماء السّماء أبو بَكْر.
أخذ عَنْ: أَبِي بَكْر الزُّبَيْديّ، وغيره. أخذ عنه الأدب: غانم بن الوليد.
362- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الله3. أبو محمد المصاحفي. خُرساني. تُوُفّي في شهر ذي الحجّة. وكان مجاورا في جامع نيسابور. نسخ ثمانمائة وثمانين مُصحفًا.
قَالَ عَبْد الغافر: حدَّثني مِن أثق بِهِ بذلك. ونسخ عدّة نُسخ مِن "تفسير أَبِي القاسم بْن حبيب".
وسمع مِن: أَبِي الحَسَن بْن السَّرَّاج، وأبي حفص الزّيّات البغدادي.
روى عَنْهُ: الحَسَن بْن أَبِي القاسم الصَّفّار، وأحمد بْن أَبِي سعْد بْن عليّ. وتوفي بنَيْسابور.
363- عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدويه4.
__________
1 المنتخب من السياق "225" "804".
2 جذوة المقتبس "293، 294"، للحميدي.
3 المنتخب من السياق "273".
4 انظر المصدر السابق.(28/268)
أبو محمد بْن أَبِي القاسم البُناني الثّابتيّ. من وُلِد ثابت بْن أسلم التّابعيّ. نَيْسابوريّ، حنفيّ. مِن مجاوريّ الجامع.
كثير الحديث. حدَّث عَنْ: الأصمّ، وطبقته. ولقي أبا الطَّيّب المتنّبي، وسمع مِن شِعْره. روى عَنْهُ: محمد بْن بحر المُزَكّيّ.
364- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان1. أبو محمد بْن الحاجّ القُرْطُبيّ، المقرئ. كَانَ مجودًا طيّب الصّوت بمرّة، صالحًا.
لَهُ شِعرٌ حسن. وأخذ الحديث عَنْ جماعة. وله مصنفٌ كبير في الزُّهْد.
تُوُفّي شابًا، وقد روى عَنْ: مكّيّ بْن أَبِي طَالِب.
365- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن المَرْزُبان بْن مَنْجَوَيْه. أبو القاسم الإصبهاني. مات في رجب.
366- عَبْد المحسن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن غَلْبُون2. أبو محمد الصُّوريّ الشّاعر المشهور. كَانَ شاعرًا محسنًا، بديع القول.
روى عنه شِعره: محمد بْن عليّ الصُّوريّ، ومبشّر بن إبراهيم، وسلامة بْن الحسين. وحكى عَنْهُ: أبو نصر بْن طلاب.
وله: بالّذي أَلهم تعذيبي ثناياكَ العِذابا ... ما الَّذِي قالْته عيناك لقلبي فأجابا؟
قَالَ أبو فتيان بْن حَيُّوس: هما أغزل ما أعلم، وأغزل مِن قول جرير حيث يَقُولُ:
إنّ العُيون الّتي في طَرْفها مَرَضٌ.
ولعبد المحسن:
وتُريك نُفسك في مُعَانَدَة الهوى ... رُشدًا ولستِ إذا فعلتَ براشدِ
شَغَلَتْك عَنْ أفعالها أفعالُهُم ... هلا اقتصرت على عدوٍ واحدِ؟
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 263".
2 يتيمة الدهر "1/ 296 - 309"، وتتمة اليتيمة "35"، والعبر "3/ 131"، والبداية والنهاية "12/ 25، 26".(28/269)
367- عَبْد المُلْك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر بْن العبّاس1. أبو سهل الشُّرُوطيّ الحنفيّ. خُراساني. مات في ذي الحجّة. وروى عَنْ: ابن نُجيد، وبِشْر بْن أحمد، وأبي محمد السّمّريّ. وعنه: أبو صالح المؤذّن.
368- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف2. أبو محمد بن شماس الهمداني الدمشقي. حدث بـ "صحيح الْبُخَارِيّ" عَنْ: أَبِي زيد المَرْوَزِيّ.
وحدَّث عَنْ: عليّ بْن يعقوب بْن أَبِي العَقِب، والحسين بْن أحمد بْن أَبِي ثابت. روى عَنْهُ: عليّ بْن الخَضِر، وأبو سعْد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بْن شُجاع، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان. قاله الكتّانيّ، وقال: سمّعه أَبُوهُ الحديث، ولم يكن الحديث مِن شأنه.
369- عَبْد الواحد بْن أحمد بْن الحسين3. أبو الحسن العُكبري، المعدّل. حدَّث عن: أحمد بن سليمان النّجّاد، وجعفر الخُلْديّ، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وعدّة. روى عَنْه: ابن أخيه أبو منصور محمد بْن محمد بْن أحمد. وكان صدوقًا يتشيّع، قاله الخطيب:
370- عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن دَاوُد4. أبو الحَسَن البغداديّ الرّزاز. سَمِعَ: عثمان بْن السّمّاك، وأبا بَكْر النّجّاد، وعبد الصّمد بْن عليّ الطّسْتيّ، وأبا سهل بْن زياد، والخُلْديّ، وأبا عُمَر الزّاهد، وعليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر، وميمون بْن إِسْحَاق، ودَعْلَج بْن أحمد. وقرأ القرآن لحمزة عليّ أَبِي بَكْر بْن مِقْسَم، عَنْ قراءته عَلَى إدريس بْن عَبْد الكريم. قرأ عَليْهِ: عَبْد السّيّد بْن عَتّاب، وغيره. وحدَّث بالكثير. وكُفّ بَصَرُهُ في آخر عُمره. وكان لَهُ حانوت في الرّزّازين.
قَالَ الخطيب: وكان كثير السَّماع والشّيوخ: وإلى الصدق ما هُوَ شاهدتُ جزءًا مِن أصوله مِن أمالي ابن السّمّاك، في بعضها سماعه بالخطّ العتيق، ثمّ رَأَيْته قد غُيّر
__________
1 المنتخب من السياق "328".
2 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "25/ 67".
3 تاريخ بغداد "11/ 15"، ولسان الميزان "4/ 77، 78".
4 تاريخ بغداد "11/ 330"، والميزان "3/ 113".(28/270)
بعد وقتٍ وفيه إلحاقه بخط جديد. وُلِد سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفّي في ربيع الآخر. قلت: وروى عَنْهُ: أبو البَيْهَقيّ، وأبو بَكْر الطّريثيثيّ، وجماعة.
371- عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن الْحَسَن1 بْن محمد بْن هارون بْن عصام بْن الأمير محمد بْن عَبْد الله بْن طاهر بْن الحسين. أبو الحسن الخُزَاعيّ الطّاهريّ المحدث. سَمِعَ مِن: أَبِي بحر بْن كوثر، وعيسى الرُّخجي، وأبي بَكْر القَطِيَعيّ، وأحمد بْن جعفر بْن سَلْم، ويحيى بْن وَصِيف، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، فمن بعدهم. قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان دينًا صالحًا، ثقة. تُوُفّي في ربيع الآخر.
372- عَليّ بْن محمد بْن عَبْد الله بْن آزاد2 مرد أبو القاسم الفارسيّ. سَمِعَ: أبا بَكْر الشّافعيّ، وحامدًا الرفاء، وحبيبًا القزاز وعثمان بْن ستفه، وعدّة. وسكن مصر. روى عَنْهُ: القاضي القُضاعيّ، والحسين بْن عليّ بْن حَجّاج النَّحْويّ، وأبو إِسْحَاق الحبّال وقال: مات في رمضان.
373- علي ابن المقرئ أَبِي عَدِيّ عَبْد العزيز بْن عليّ بن مُحَمَّد بن إسحاق بن الفرج ابن الإمام أَبِي الحَسَن الْمَصْرِيّ. محدّث ابن محدّث. أرِخّه الحبّال.
374- عُمَر بْن أحمد بْن محمد بْن حسْنُوَيْه. أبو حفص الإصبهاني الزَّعْفرانيّ. تُوُفّي في ربيع الأوّل. قَالَ يحيى بْن مَنْدَهْ: صالح، ورِع، صاحب سُنّه وصلابة. ضربه إسماعيل بن عباد بالسياط في السوق بسبب ذمه الاعتزال.
له ست بإصبهان. حدث عن: أَبِي أحمد العسّال، وأحمد بْن مَعْبَد والطبَرانيّ، وأبي إسحاق ابن حمزة.
"حرف الميم":
375- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن حفص3. المحدث أبو بَكْر بْن أَبِي عليّ الهمَدانيّ الذَّكْوانيّ، الإصبهاني المعدّل. قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: وُلِد
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 31".
2 مسند الشهاب "1/ 231" "359" للقضاعي.
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 310"، والعبر "3/ 132".(28/271)
سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة وشهر، وحدَّث ستّين سنة. وسمع بمكّة، والبصرة، والأهواز، والرّيّ. وجَمَع وصنَّف الشّيوخ. حسن الخُلُق، قويم المذهب، توفي في شَعْبان. ثمّ ذكر بعض شيوخه.
قلت: روى عن: عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد بْن الحَسَن الكِسائي، وأبي أحمد العسّال، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن كُوشيذ، ومحمد بْن يحيى بْن بَحْرَوَيْه، وأحمد بْن مَعْبَد السمسّار، وأحمد بْن محمد بْن يحيى القصّار، وأحمد بْن بُنْدار الشّعّار، وإبراهيم بْن محمد بْن حمزة، وعبد الله بن الحسن بن بندار المديني، وأبي الشَّيخ، وعاتكة بِنْت أَبِي بَكْر بْن أبي عاصم الأصبهانيين، والطبراني، والجعابي بإصبهان، وأبي بَكْر الآجُرّيّ، وإبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم الدَّبيليّ بمكّة، وفاروق بْن عَبْد الكبير الخطّابيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن عبّاد التّمّار، وأحمد بْن القاسم بْن الرّيّان اللُّكّيّ بالبصرة.
روى عَنْهُ: أبو صادق محمد بْن أحمد بْن جعفر الفقيه، وأبو بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن مَرْدُوَيْه، وإسماعيل بْن عليّ السَّيْلَقي، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، وأبو حفص عمر بن حسن بن محمد بن أحمد بْن سُلَيْم، وعلي بْن الفضل اليَزْديّ، والفضل بن محمد الحدّاد أخو أَبِي الفتح الحدّاد، وأبو أحمد فَضْلان بْن عثمان القَيْسيّ، وأبو العلاء محمد بْن عَبْد الجبّار الفُرساني شيوخ ابن سِلَفَة الحافظ. وله مُعْجَم رواه عَبْد الرّحيم بْن الطُّفَيل.
376- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن صُمادح1. التُّجَيْبِيّ الصُّمَادِحيّ السَّرَقُسْطيّ.
قَالَ الأبّار: كَانَ واليا على مدينة وَشْقَة، ثمّ تخلّي عَنْهَا لابن عمّه منذر بْن يحيى. وله مختصر في غريب القرآن يدّل عَلَى فضله ومعرفته.
روى عَنْهُ: ابنه الأمير معْن صاحب المَرِيّة. غرق أبو يحيى هُوَ وأهل مركبه في جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرة رحمهم الله.
377- محمد بْن عَبْد الله الرّباطيّ. أبو بَكْر.
قِيلَ: تُوُفّي فيها. وقيل: سنة عشرين كما سيأتي.
__________
1 الحلة السيراء "2/ 8078".(28/272)
378- محمد بْن عَبْد الباقي. أبو بَكْر الْمَصْرِيّ الجبان. الرجل الصالح. أرّخه الحبّال.
379- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن حِيد بْن عَبْد الجبّار1. أبو بَكْر الجوهريّ الصَّيْرفيّ العدْل الغازي. مِن رؤساء نَيْسابور. وإليهم يُنْسب قصر حِيد. وُلِد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. سَمِعَ مِن: أبي العبّاس الأصمّ، وإسماعيل بْن نُجَيْد. روى عَنْهُ: حفيده منصور بْن بَكْر بْن محمد شيخ شهدة.
تُوُفّي في رجب. وممّن روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن، وأبو بكر محمد بن يحيى المزكي.
380- محمد بن عمر بن يوسف2. أبو عَبْد الله ابن الفخار القرطبي المالكي الحافظ. عالم الأندلس في عصره. روى عَنْ: أبي عيسى اللَّيْثّي، وأبي محمد الباجي، وأبي جعفر بن عون الله، وجماعة. وحج وجاور بالمدينة وأفتى بها، فكان يفخر بذلك. تفقه بأبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي.
وسمع بمصر. وكان إماما بارعا زاهدا ورعا متقشفا، من أهل العلم والذكاء والحفظ، عارفا بمذاهب الأئمة وأقوال العلماء. يحفظ "المدونة" حفظًا جيدًا، و"النوادر" لابن أبي زيد.
وقد أريد على الرُّسلية إلى البربر فأبى وقال: إنّي فيَّ جفاء وأخاف أن أؤذى.
فقال الوزير: رجلٌ صالح يخاف الموت!، قَالَ: إنْ أخَفْه فقد خافه أنبياء الله، هذا موسى عَليْهِ السلام حكى الله عَنْهُ أنّه قَالَ: {ففررتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ} [الشعراء: 21] .
قَالَ ابن حيّان: تُوُفّي الفقيه المشاور الحافظ المسْتَبْحر، الرّاوية البعيد الأثر، الطّويل الهجرة في طلب العِلم، النّاسك المتقشف أبو عَبْد الله بْن الفخّار بمدينة بَلَنْسِية في عاشر ربيع الأوّل. فكان الحَفْل في جنازته عظيمًا، وعاين النّاسُ فيها آيةً مِن طيور أشباه الخُطّاف3، وما هِيَ بها، تخلَّلت الْجَمْع رأفةً فوق النعش جانحةً إليه مشفةً،
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 248".
2 الإعلام بوفيات الأعلام "176"، والنجوم "4/ 268"، والعبر "3/ 132".
3 الخطاف: هو ضرب من الطيور القواطع، عريض المنقار، دقيق الجناح طويله، منتفش الذيل "ج" خطاطيف "المعجم الوجيز ص / 303".(28/273)
لم تفارقْ نَعْشَه إلى أن وُورِيَ فتفرّقت. عاين النّاسُ منها عَجَبًا تحدَّثوا بِهِ وقْتًا.
ومكث مدّةً ببلنسيةُ مُطاعًا عظيم القدْر عند السّلطان والعامّة. وكان ذا منزلة عظيمة في الفِقْه والنُّسُك، صاحب أنباءٍ بديعة رحمه الله. وقال جُماهر بْن عَبْد الله: صلى عَلَى ابن الفخّار الشيّخ خليل التّاجر ورفرفت عَليْهِ الطَّير إلى أن تمّت مواراته. وكذا ذكر محمد القُبُّشي مِن خبر الطّيور، وزاد: كَانَ عُمره نحو الثّمانين سنة. وكان يقال: إنّه مُجَاب الدّعوة، واختُبِرَتْ دعوتُهُ في أشياء.
وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: تُوُفّي في سابع ربيع الأول عن ست وسبعين سنة، وهو أخو الفقهاء الحُفّاظ الرّاسخين العالِمين بالكتاب والسُّنَّة بالأندلس رحمه الله.
وقد ذكره القاضي عِياض فقال: أحفظ النّاس، وأحضرهم عِلْمًا، وأسرعهم جوابًا، وأوقفهم عَلَى اختلاف الفُقهاء وترجيح المذاهب، حافظًا للأثر، مائلًا إلى الحجّة والنَّظَر. فرّ عَنْ قُرْطُبَة إذْ نَذَرَت البربرُ دمَه عند غَلَبَتهِم عَلَى قُرْطُبَة.
فأمّا:
أبو عَبْد الله بْن الفخّار المالكيّ الحافظ، فيأتي سنة 495.
381- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد1. أبو الحَسَن البزّاز شيخ بغداد. وُلِد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. وسمع مِن: إسماعيل الصَّفّار ومحمد بْن عَمْرو الرّزّاز، وعمر بْن الحَسَن الأُشْنانيّ، وهو آخر مِن حدَّث عَنْهُمْ، وعثمان بْن السّمّاك، وجعفر الخُلْديّ، والنجاد.
قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقا، أثني عليه أبو القاسم اللالكائي. وكان جميل الطريقة، له أُنسةٌ بالعلم ومعرفة بشيءٍ من الفقه على مذهب أهل العراق. مات في ربيع الأول. قال: وبلغني أنّه لم يكن لَهُ كَفَن.
قلتُ: روى عَنْهُ: عليّ بْن طاهر بْن الملقّب المَوْصِليّ، والحسين بْن عليّ بْن البُسْريّ, وعلي بْن الحسين الرَّبَعيّ، وعليّ بْن محمد بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ، وجماعة آخرهم عليّ بْن أحمد بْن بَيان الرزاز، شيخ ابن كليب.
__________
1 المنتظم "8/ 37"، والبداية والنهاية "12/ 25"، وشذرات الذهب "3/ 214".(28/274)
"حرف النون":
382- ناصر بْن مهديّ بْن الحسن.
السّيّد أبو محمد، العلويّ النَّيْسابوريّ1.
روى عَنْ: أبي الحسين الحَجّاجيّ، وأبي عليّ محمد بْن عليّ بْن السّقّا الإسْفرائينيّ الحافظ، وأبو عَمْرو بْن حمدان.
وعنه: أبو صالح المؤذّن، وغيره.
تُوُفّي في رمضان.
"حرف الهاء":
383- الهَيذام بْن عُمَر بْن أحمد بْن الهَيْذَام. الإصبهاني، الضّرّاب.
في شهر صفر.
"حرف الباء":
384- يحيى بْن عُمَر. أبو الحَسَن الدّعّاء المقرئ، المعروف بالشّارب2.
سَمِعَ مِن: عَبْد الباقي بْن قانع، وحامد الرّفّاء.
قَالَ الخطيب: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة مشهورًا بالسُّنَّة.
385- يعيش بْن محمد بْن يعيش. أبو بَكْر الأَسَديّ الطُّلَيْطُليّ3.
روى عَنْ: أَبِيهِ، ورحل فأخذ عَنْ: أَبِي محمد بْن أَبِي زيد.
وكان مِن كبار الفقهاء.
ولي القضاء ببلده والرئاسة.
__________
1 المنتخب من السياق "460"، "1568".
2 تاريخ بغداد "14/ 239".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 689".(28/275)
"وفيات سنة عشرين وأربعمائة":
"حرف الألف":
386- أحمد بْن طلحة بْن أحمد بْن هارون1. أبو بَكْر البغداديّ المنُقَيّ الواعظ. سمع: أبا بكر النجاد، وعبد الصمد الطستي، وابن بريه الهاشمي. مات في ذي الحجّة. وآخر مِن روى عَنْهُ ابن البَطِر.
387- أحمد بْن عَبْد القادر بْن سَعِيد2. أبو عُمَر الأُمويّ, الإشبيليّ. أخذ عَنْ: أَبِي الحَسَن الأنطاكيّ، وحَكَم بْن محمد القَيْروانيّ، ومحمد بن الحارث الخُشني. وسمع من: أبي علي القالي يسيرا.
وكان عارفا بالنحو والشعر، وله كتاب الوثائق وعللها سماه "المحتوى" في خمسة عشر جزءا.
حدث عنه: أبو محمد بن خزرج.
388- أحمد بن علي بن أحمد بن حماد3. أبو العباس الجُرجاني، المقرئ المعروف بالخزاز.
سمع من المحدث أحمد بن الحسن بن ماجه في سنة تسعٍ وأربعين بقراءة الإسماعيلي. وحدث، وسمع منه خلْق بجُرْجان. وكان رجلًا صالحًا. مات في ذي القعدة.
389- أحمد بن علي بن الحسن بْن الهيثم4. أبو الحَسَن بْن البَادا البغداديّ.
سَمِعَ: أبا سهل بْن زياد، وعبد الباقي بْن قانع، ودَعْلَج بْن أحمد، وابن بُرَيْه، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، مِن أهل القرآن والأدب والفقه عَلَى مذهب مالك. كتبتُ عنه، ومات في ذي الحجة.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 212"، والعبر "3/ 136".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 39، 40"، وغاية النهاية "1/ 70".
3 تاريخ جرجان للسهمي "126".
4 تاريخ بغداد "4/ 322" "2129".(28/276)
390- أحمد بن علي. أبو العباس المنبجي، ثمّ الرَّقّيّ المقرئ. قرأ القرآن عَلَى: نظيف بْن عَبْد الله الكِسروي، وغيره. قَالَ أَبِي العمر الدّانيّ: كَانَ ثقة ضابطًا. عُمر طويلًا وتُوُفّي بالرَّقَّة بعد العشرين، وقد بلغ التّسعين أو زاد عليهما رحمه الله.
391- أحمد بْن محمد بْن عفيف1. أبو عُمَر الأُمويّ القُرطبي. شرع في السّماع سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة، واستوسع في الرّواية والجمع والإتقان.
وحدَّث عَنْ: يحيى بْن هلال، ومحمد بْن عُبَيْدون، ومحمد بْن أحمد بْن مِسور.
وعُنِيَ بالفقه. وبرع في الشُّروط ثمّ مال إلى الزُّهْد والوعظ، فوعظ النّاس، ولقَّن القرآن، وقصَده الصُّلحاء والطّالبون، فبيّن لهم الطّريق. وكان يغسّل الموتى، وصنَّف في تغسيلهم كتابًا، وصنَّف كتابًا في آداب المعلّمين. وصنَّف في أخبار القُضاة والفُقهاء بقُرْطُبَة كتابًا. ولمّا وقعت الفتنة بقُرْطُبَة قصد المريّة فأكرمه صاحبُها خَيْران الصَّقْلبيّ وأدناه، وولاه قضاء لُورقةَ، فاستوطنها حتّى توفي في ربيع الآخر. روى عَنْهُ: حاتم بْن محمد، وأبو العبّاس العُذري، وطاهر بْن هشام، وغيرهم.
392- أحمد بْن محمد بْن القاسم بْن بِشْر بْن درسْتُوَيْه بْن يزيد2. أبو الحسين الفارسيّ الفَسَويّ، ثمّ الْبُخَارِيّ. وُلِد سنة أربعين. وروى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن يزداد، وخَلَف الخيّام، وأبي بكر بن سعد، والقفال الشاشي. توفي في ربيع الأول ببخارى.
393- أحمد بن محمد بن الحسن بن المظفر. أبو طالب، ولد الأديب أبي علي الحاتمي. كان شاعرا محسنا. وله ديوان. روى عنه: ابنه مسعود، ومحمد بن وِشاح الزينبي.
394- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين3. أبو إسحاق الحنائي الدمشقي. روى عَنْ: عَبْد الوهاب الكِلابي. وسمع بمصر مِن: أَبِي مُحَمَّد بْن النَّحَّاس. روى عَنْهُ: أبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ. وهو أخو عليّ وإبراهيم.
__________
1 معجم المؤلفين "2/ 128"، وإيضاح المكنون "1/ 4".
2 الأنساب "9/ 308".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 255".(28/277)
"حرف الحاء":
395- الحَسَن بْن عليّ بْن العبّاس بْن الفضل بْن زكريّا بْن يحيى بْن النَّضْر. أبو عليّ النَّضْرَوِيّ الهَرَويّ الحَافِظ. سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الله بْن خَمِيروَيْه، وزاهد بْن أحمد، ومحمد بْن أحمد بْن حمزة، وجماعة. وعنه: عَبْد الواحد المُليحي، ومحمد بْن عليّ العُميري.
396- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُمَر. أَبُو بِشْر القُهُندُزي المُزَكّيّ.
روى عَنْ: أَبِي بحر البَرْبَهاريّ، ومحمد بْن حَيَّوَيْهِ الكُرجي. وعنه: صاعد بن سيار، ومحمد بن علي العميري.
397- الحسين بن عبد الله بن أبي علاثة البغدادي1. سمع: أبا بكر الشافعي، والقطيعي، وعدة. وعنه: الخطيب، وقال: سماعه صحيح إلا أنّه ساقط المروءة.
"حرف السين":
398- سَعِيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد2. أبو سهل النيليّ. أخو الأستاذ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن. رَجُل جليل نَحْويّ، فقيه شافعيّ، شاعر، إمام في الطّبّ متبحّر فيه بمرّة، ثقة في الحديث.
روى عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن حمدان، وأبي أحمد الحافظ. ومات فجأة عَنْ سبعٍ وستين سنة.
"حرف الصاد":
399- صالح بْن مِرداس الكلابيّ3. أسد الدّولة. كَانَ مِن عرب البادية، فقصد حلب وبها مرتَضَى الدّولة بْن لؤلؤ نائبًا للخليفة الظّاهر بْن الحاكم العُبَيْديّ، فانتزعها منه في سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتَملّكها ورتَّب أمورها. فصَار مِن مصر لحربه أمير الجيوش الدزْبَريّ، وكانت الوقعة بالأُقْحُوانة. ثمّ انجلت الوقعة عن خلق
__________
1 المنتظم "8/ 46" "70".
2 المنتخب من السياق "233".
3 الأعلاق الخطيرة "113"، والبداية "12/ 27".(28/278)
كثير مِن القتلى منهم صالح. وهو أوّل مِن ملك حلب مِن بني مرداس. قُتل في جُمادى الأولى.
"حرف العين":
400- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم بْن محمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن حَمْدَوَيْه. أبو محمد البُناني النَّيْسابوريّ المُرضي، الرجل الصّالح. سَمِعَ مِن: دَعْلَج، وأبي بَكْر الشّافعيّ ببغداد. وذكر أنّه لقى الأصمّ، وسمع منه شيئًا يسيرًا. وسمع بجُرْجان مِن: محمد بْن أحمد بْن إسماعيل الصّرّام وحدَّث عَنْهُ. سَمِعَ منه: أبو الفضل الفَلَكيّ والمشايخ.
401- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مهْرة. أبو محمد الإصبهاني المؤدب. روى عَنْ: الطبَرانيّ.
402- عَبْد الجبّار بْن أحمد1. أبو القاسم الطَّرَسُوسيّ المقرئ. صدْر الإقراء في وقته بمصر. قرأ عَلَى: أَبِي عَدِيّ عَبْد العزيز بْن الفَرَج، وأبي أحمد عَبْد الله بْن الحسين السّامرّيّ. قرأ عَليْهِ: أبو الطّاهر إسماعيل بْن خَلَف مصنّف " العنوان". تُوُفّي في غُرّة ربيع الآخر. وله كتاب "المُجتنى في القراءات". وآخر مِن سَمِعَ مِنه أبو الحسين يحيى بْن البيّاز، لكنّه مُتَّهم.
403- عَبْد الرَّحْمَن بْن زاهد بن أحمد. أبو أحمد المروزي الشيرتحشيري، الفقيه المحدث. سمع: عبيد الله بن الحسين النَّضْريّ ببغداد، ومحمد بْن المظفَّر الحافظ. وأملى بمرْو وهَراة.
روى عَنْه: عَبْد الواحد المليحيّ، وابنه أبو عطاء وعطاء القرّاب. أخذ مذهب الشّافعيّ عَنْ أَبِي زيد الفاشانيّ، وصار مِن أئمّة المذهب.
404- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن القاسم بْن معروف بْن حبيب2. أبو محمد بن أبي نصر التميمي، الدمشقي المعدل، الرئيس المعروف بالشّيخ العفيف. قرأ لأبي عَمْرو عَنْ أحمد بْن عثمان غلام السّبّاك. وحدَّث عن: إبراهيم بن أبي ثابت، والحسن
__________
1 غاية النهاية "1/ 357، 358".
2 تاريخ بغداد "5/ 305"، والعبر "3/ 137"، وشذرات الذهب "3/ 215، 216".(28/279)
ابن حبيب الحصائريّ، وخَيْثَمَة، وابن حَذْلَم، وجعفر بْن عُديس، وأحمد بْن محمد بْن عُمارة اللَّيْثّي، وأحمد بْن سليمان بْن زبّان الكِنْديّ، ثمّ قطع التّحديث عَنْهُ لمّا علم ضَعْفَه.
روى عَنْهُ: رشأ بْن نظيف، وأبو عليّ الأهوازيّ، وعبد العزيز بْن أحمد الكتّانيّ، وأبو القاسم الحنائي، وأبو نصر ابن طلاب، وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء، وخلْق كثير آخرهم موتًا عَبْد الكريم بْن المؤمّل الكفرطابي. وكان مولده في سنة سبعٍ وعشرين وثلاثمائة.
قَالَ أبو الوليد الحَسَن بْن محمد الدَّرْبَنْديّ: أَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بدمشق بقراءتي، وكان خيرًا مِن ألفٍ مثله إسنادًا وإتقانًا وزُهدًا مَعَ تقدُّمه. ثمّ ذكر عَنْهُ حديثًا.
وقال رشأ بْن نظيف: قد شاهدتُ ساداتٍ، ما رَأَيْت مثل أَبِي محمد بْن أَبِي نصر، كَانَ قُرَّة عَيْن. وقال الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا ابن أبي النصر في جُمَادَى الآخرة، فلم أرَ جنازة كانت أعظم منها. كَانَ "بين يديه" جماعة مِن أصحاب الحديث يهلّلون ويُكبرون ويُظْهرون السُّنَّة. وحضر جنازته جميع أهل البلد حتى اليهودي والنّصارى. ولم ألقَ شيخًا مثله زُهدًا وورعًا وعبادةً ورئاسة. وكان ثقةً عَدْلًا، مأمونًا، رضَيً. وكان يُلقب بالعفيف. وكانت أُصوله حِسانًا بخطّ ابن فُطَيْس، والحلبيّ. وقد روى حديثه بعُلُو: كريمة القُرَشيّة مثل "مُسند ابن عُمَر" لابن أميّة، وحديث ابن أبي ثابت.
405- عَبْد الرحيم بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكُتامي الفقيه المالكيّ1. أبو عَبْد الرَّحْمَن السَّبْتيّ، ويُعرف بابن العجوز.
قَالَ القاضي عِياض: كَانَ مِن كبار قومه، وإليه كانت الرحلة بالمغرب. وعليه كانت تدور الفَتْوى. وفي عَقِبه أئمّة نُجباء.
لازم أبا محمد بن أبي يزيد. وأخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وغيره. روى عَنْهُ: قاسم المأمونيّ، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، وإبراهيم بْن يعقوب الكَلاعيّ، وجماعة.
أخذ النّاس عَنْهُ بسَبْتَةَ عِلمًا كثيرًا. وقال أبو محمد بن خزرج: أجاز لي سنة ثمان
__________
1 العبر "3/ 374" "235"، وشجرة النور الزكية "1/ 115" "318".(28/280)
عشرة، وتُوُفّي بعد ذَلِكَ بنحو عامين. وُلِد سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة.
406- عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عيسى. أبو الفضل الخاصمي البلمغي. رحمه الله.
407- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بن جعفر بن منير1. أبو محمد المُنيريّ، الجُرجاني العدْل الصّالح. سَمِعَ: أبا أحمد عَدِيّ، وأبا بَكْر الإسماعيليّ.
وبنَيْسابور: أبا أحمد الحاكم. وببغداد: أبا الحسين بْن المظفَّر.
وبالشّام: محمد بْن عليّ السّاويّ. قَالَ عليّ بْن محمد الزّنْجيّ: سَمِعْتُ منه. قلت تُوُفّي في رمضان.
408- عُبَيْد الله بْن النَّضْر بْن محمد بْن أحمد بْن محمد2. أبو أحمد المحْميّ النَّيْسابوريّ. مِن بيت الرئاسة والحشمة.
سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء، وأبا عَمْرو بْن مطر، وهارون بْن أحمد الأسْتراباذيّ.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن، وأبو القاسم عُبَيْد الله بْن أَبِي محمد الكُزْبُريّ. وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.
409- عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين3. أبو الحسن الجرجاني الإصبهانيّ.
سَمِعَ بالبصرة: إبراهيم بْن عليّ الهُجَيْميّ.
روى السلَفيّ عَنْ أصحابه: إسماعيل بْن علي السيلقي، ورَوْح بْن محمد الدّارانيّ، وعمر بْن حسن بْن سُليم المعلّم، وغيرهم، وابن أشْتَة. ومن شيوخه: أبو إِسْحَاق بْن حمزة الحافظ.
وخَرْجان محلَّةٌ بإصبهان، بالخاء المُعْجَمة ثمّ الجيم. واختُلِف في فتح أوّله وضمّه. وهذا الرجل يُعرف بابن أَبِي حامد. قَالَ الخطيب: كتبَ إليّ بالإجازة لما يصّح عندي من حديثه. وسمع بمكة مِن: إبراهيم بْن أحمد بْن فراس. وسمع ببلده من: أبي أحمد العسال.
__________
1 تاريخ جرجان للسهمي "253" "411".
2 المنتخب من السياق "294" "973] ".
3 الأنساب "5/ 75، 76"، والمشتبه في أسماء الرجال "1/ 147".(28/281)
ومن آخر مَن روى عَنْهُ: أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن مردويْه. تُوُفّي سنة عشرين، وقيل: في سنة إحدى وعشرين.
410- عليّ بْن الحَسَن بْن دُوما البغداديّ النعَاليّ1. أخو الحَسَن. قَالَ الخطيب: مات نحو سنة عشرين. سَمِعَ مِن: أحمد بْن عثمان الأدَميّ، وحمزة الدهْقان، وبكّار بْن أحمد المقرئ. كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة.
411- عليّ بْن عيسى بْن الفَرَج2. أبو الحَسَن الرَّبَعيّ البغداديّ النَّحْويّ. درس النحْو عَلَى أَبِي سَعِيد السيرافيّ ببغداد، وعلي أَبِي عليّ الفارسيّ بشِيراز، ولزِمه.
وبَلَغَنَا أنّ أبا عليّ قَالَ: قولوا لعليّ البغداديّ: لو سِرت مِن الشَّرق إلى الغرب لم تجد أنْحَى منك. وكان قد واظبه بضْع عشرة سنة.
وقد صنَّف شرحًا للإيضاح لأبي عليّ، وشرحًا لمختَصر الْجَرْمي. وتُوُفّي فِي المحرَّم.
وكان مولده فِي سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، وعاش اثنتين وتسعين سنة. اشتغل عَليْهِ خلْق.
412- عليّ بْن محمد بْن أحمد بْن إسماعيل3. أبو الحَسَن الْجُرْجانيّ الحنّاطيّ المعلّم. تُوُفّي قريبًا مِن سنة عشرين. روى عَنْ: ابن عَدِيّ، والإسماعيليّ.
413- عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن حُميد. أبو الحَسَن، وقيل: أبو محمد الإسْفرائينيّ المقرئ المجوّد. روى عَنْ: الحَسَن بْن محمد بْن إِسْحَاق ابن أخت أَبِي عَوَانة الإسْفرائينيّ. وغيره.
وأكثر عَنْهُ أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
ومثله في الاسم والبلد.
414- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ. أَبُو الحَسَن بْن السّقّا الإسْفرائينيّ. مِن شيوخ
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 401" "6284".
2 المنتظم "8/ 46"، والعبر "3/ 138"، وهدية العارفين "1/ 686".
3 تاريخ جرجان للسهمي "320" "569".(28/282)
البَيْهَقيّ أيضًا. يروي عَنْ: الحَسَن بْن محمد بْن إِسْحَاق الإسْفرائينيّ.
وقد روى البَيْهَقيّ عَنْهُمَا معًا حديثًا، قالا: ثنا الحَسَن بْن محمد، ولكنّ ابن السّقا أقدم سماعًا ووفاة. روى عَنْ: أَبِي العبّاس الأصمّ، وابن زياد القطان.
توفي المقرئ في ذي الحجة سنة عشرين. وتوفي ابن السقاء سنة أربع عشرة. ومر.
415- عمر بن الحسن بن يونس. أبو بكر. توفي في رمضان. وأظنه إصبهانيا.
416- العنبر بن الطيب بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن العنبر. أبو صالح، نيسابوري. روى عَنْ: جدّه لأمّه يحيى بْن منصور القاضي. روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
"حرف الميم":
417- مُحَمَّد بْن أحمد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد العزيز1. أبو نصر العُكبري البقّال. حدَّث عَنْ: أَبِي عليّ بْن الصّوافّ، وأحمد بْن يوسف بْن خلاد. روى عَنْهُ: محمد بْن عليّ الصُّوريّ، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن أبي العلاء.
قال الخطيب: ثنا عَنْهُ الكتّانيّ بدمشق. وكان صدوقًا. ذكر لي وفاته ابنه منصور بْن محمد بْن محمد في ربيع الأوّل.
418- محمد بْن بَكْر2. أبو بَكْر النَّوْقَانيّ الطُّوسيّ، الفقيه، شيخ الشّافعية ومدرّسهم بنَيْسابور. تفقَّه عَليْهِ: أبو القاسم القُشَيْريّ، وجماعة.
وكان قد اشتغل عند الأستاذ أبي الحَسَن الماسَرْجِسيّ. وببغداد عَلَى الياميّ. وكان مَعَ فضائله ورعًا صالحًا خاشعًا.
قَالَ محمد بْن مأمون: كنتُ مَعَ الشَّيْخ أَبِي عَبْد الرحيم السُّلَميّ ببغداد فقال: تعال حتّى أريك شابّا لَيْسَ في جملة الصُّوفيّة ولا المتفقهة أحسن طريقة ولا أكمل أدبًا منه. فأراني أبا بكر الطوسي. ومات بنوقان رحمه الله.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 291"، والفوائد العوالي "17".
2 العقد المذهب لابن الملقن "46"، وطبقات الشافعية "3/ 49" للسبكي.(28/283)
419- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد بْن إِسْحَاق1. أبو بَكْر الرّباطيّ الإصبهانيّ. سَمِعَ: أبا القاسم الطبَرانيّ، وعبد الله بْن الحَسَن بْن بُندار، وأبا بَكْر الْجِعَابيّ، وأبا أحمد العسّال، وإبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم الرقَاعيّ. شيخ مُسند يروي عَنْ محمد بْن سليمان الباغَنْديّ. وقد زار بيت المقدس وسمع بِهِ وأملى مجالس.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن الْحَسَن بْن سليم المعلم، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن مَرْدوَيْه، وجماعة. تُوُفّي في شهر شَعْبان رحمه الله.
420- محمد بْن عُبَيْد الله بْن أحمد2. المسبّحيّ، الحرّانيّ، الأمير المختار عزّ المُلك. أحد إمراء المصريّين وكُتابهم وفُضلائهم، وصاحب التّاريخ المشهور.
كَانَ عَلَى زيّ الأَجْناد، واتّصل بخدمة الحاكم ونال منه سعادة. وله تصانيف عديدة في الأخبار والشُعراء والمحاضرة، ومن ذَلِكَ كتاب "التّلويح والتّصريح في الشّعر"، وهو مائة كرّاس، وكتاب "دَرك البُغية" في وصف الأديان والعبادات، في ثلاثة آلاف وخمسمائة ورقة، وكتاب "أصناف الجماع" في ألف ومائتا ورقة، وكتاب "القضايا الصّائبة في معاني أحكام النّجوم" ثلاثة آلاف ورقة.
وُلد بمصر سنة ست وستين وثلاثمائة، وتوفي أبوه بمصر سنة أربعمائة. وتُوُفّي هُوَ في ربيع الآخر سنة عشرين. ورخه ابن خلكان.
421- منصور بن هانيء بْن محمد. أبو عليّ الفقيه. تُوُفّي في صَفَر. وكان رديء الاعتقاد عَلَى دِين بني عُبيد، وأقل ذلك الرفض.
"الوفيات تقريبًا مِن رجال هذه الطبقة".
"حرف الألف":
422- أحمد بْن سَعْدي بْن محمد بْن سَعْدي3. أبو محمد الإشبيليّ القَيْسيّ. رحل، فأخذ عَنْ: أبي محمد بْن أَبِي زيد. ووصل إلى العراق فأخذ عن
__________
1 العبر "3/ 138، 139"، وشذرات الذهب "3/ 216".
2 العبر "3/ 139"، ومرآة الجنان "3/ 63"، والأعلام "7/ 140".
3 جذوة المقتبس للحميدي "109، 110"، وبغية الملتمس للضبي "155 - 158".(28/284)
القاضي أَبِي بَكْر الأبْهريّ. وكان فقيهًا محدَّثًا فاضلًا. روى عَنْهُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وحاتم بْن محمد وقال: لقِيتُهُ بالمَهْدِيّة وقد استوطنها، وكان أمرها يدور عَليْهِ في الفتوى. تُوُفّي بعد سنة عشر.
423- أحمد بْن عليّ. أبو نصر الزاهد. شيخ النيسابوري. سَمِعَ مِن: الأصمّ. روى عَنْهُ: عليّ بْن أحمد بْن أخرم شيخ الفَلَكيّ.
424- أحمد بْن علي بن أحمد الإصبهاني الصحاف. الأشعري.
روى عَنْ: أَبِي الشَّيْخ، والقَبَّاب، وأبي سَعِيد بْن الزعفراني، وابن المقريء.
روى عَنْهُ: أحمد بْن جعفر، وظهر سماع أبي الفتح الحداد منه بعد موته. حدَّث في عام سبعة عشر.
425- أحمد بْن عليّ بْن ثابت. أبو بَكْر بْن الماورديّة. سَمِعَ: عليّ بْن محمد بْن كَيْسان، وعمر بْن محمد الزّيّات. وعنه: عُبَيْد الله بْن إبراهيم القزّاز، وأبو الحَسَن محمد بْن أحمد البرداني، وأبي عليّ بْن البنّا البغداديّون.
426- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم. أبو سهل المهْرانيّ المُزَكّيّ. سَمِعَ: أبا بَكْر النّجّاد ببغداد، وحامد الرّفّاء. وعنه: أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
427- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف. أبو الفضل النَّيْسابوريّ السَّهْليّ الأديب الصَّفّار.
حدَّث عَنْ: الأصمّ، والأستاذ أَبِي الوليد الفقيه، وأبي الفضل المُزَكّيّ. وتخرج بِهِ أئمّة منهم أبو الحسن الواحديّ. وروى عنه: أبو سعد عبد الله بن القُشيري، وغيره.
428- أحمد بْن محمد بْن مُزاحم. أبو سعد النيسابوري الصفار والأديب. سَمِعَ: الأصمّ.
وعنه: البَيْهَقيّ، ومحمد بْن يحيى.
429- إسماعيل بْن أحمد1. أبو الفضل الجُرجاني الصُّوفيّ. حدث بدمشق عَنْ: أَبِي بَكْر الإسماعيليّ، وغيره.
وعنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 12".(28/285)
"حرف الباء":
430- بِشْر بْن محمد1. أبو القاسم المَيْهَني الصُّوفيّ الواعظ. صحِب بالشّام أحمد بْن عطاء الروذباري. وحدث عن: أبي القاسم الطبراني، وعبد الله بن عَدِيّ. وعنه: محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن.
431- بشر بن محمد بن عبيد الله الخطيب الميهني. الصوفي الواعظ. رحل وسمع مِن: الطبَرانيّ، والإسماعيليّ، وإسماعيل بْن نُجيد، وأحمد بْن عطاء الرُّوذَباريّ، وأبي بَكْر المفيد.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى المُزَكّيّ، وأحمد بْن أبي سَعِيد الحافظ.
432- بِشْر بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن القَاسِم بْن مَحْمِش. أبو سهل الإسْفرائينيّ. شيخ ثقة. حدَّث عَنْ: أبي أحمد بْن عَدِيّ. وأبي بَكْر الإسماعيلي، والحسن بْن محمد بْن إِسْحَاق الإسْفرائينيّ.
"حرف الجيم":
433- جناح بن نُذير بن جناح. أبو محمد المحاربي الكوفي القاضي. سمع: أبا جعفر بن دُحيم. وعنه: البيهقي، وأبو البقاء المُعمر بن محمد، وعدة. ولي قضاء الكوفة مُديدة، ثم عزل نفسه.
"حرف الحاء":
434- الحسن بن الأشعث بن محمد2. أبو علي المنبجي. روى عَنْ: الحَسَن بْن عَبْد الله بْن سَعِيد البَعْلَبَكيّ، وصالح بْن الأصْبغ المَنْبِجِيّ.
وعنه: عَبْد الجبّار بْن عَبْد الله الأردسْتَانيّ، والحسن بْن أَبِي شَيْبة المَنْبِجِيّ، وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء المُصيصي.
قَالَ عليّ بْن أحمد الشَّهْرزُوريّ: وكان مؤاخيا للشريف الحرّانيّ، يعني ابن الأشعث، فاتّفق أنّه أتاه نعي أخٍ مِن إخْوانه فقال: يماه، ومات.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 251".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 155"، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "2/ 91"، "411".(28/286)
435- الحَسَن بْن علي بْن أَحْمَد بْن بشّار. أبو محمد السّابوريّ البصْريّ.
سَمِعَ: محمد بْن أحمد بْن مَحْمُوَيْه العسكريّ. وعنه: الخطيب.
436- الحسين بْن أحمد بْن عليّ بْن تُبان1. أبو عَبْد الله بْن التُباني الواسطيّ البَيع. روى عَنْ: أَبِي محمد بْن السّقّاء، وأبي بَكْر محمد بْن جعفر الشّمْشاطيّ، وعلي بْن أحمد الغزال، وأبي بكر البابسيري، وآخرين.
روى عنه: إبراهيم بن محمد بن خلف الجُماري، وأبو نُعيم أحمد بن علي المقرئ البزاز، وأحمد بن عثمان بن نفيس، والرئيس هبة الله بن الصفار الكتاب.
قال الخميس الحوزي: آملي، وكان ثقة. آخر من حدَّث عَنْهُ هبة الله بْن الصَّفّار.
قلتُ: لَهُ مجلس يرويه الكِنْديّ، أملاهُ في سنة سبع عشرة وأربعمائة، والتُباني: بتاء مضمونة، ثمّ باء خفيفة، وهي نسبة إلى جَدّه تُبان. والطَّلَبَة يَغْلَطُون ويقولون البُناني.
وأمّا:
البَتَّانيّ، فرجل مرَّ سنة 317 اسمه محمد بْن جَابِر.
437- الحسين بْن عليّ بْن عُبيد الله بْن محمد2. أبو عليّ الرَّهَاويّ السُلمي المقرئ، نزيل دمشق. قرأ القرآن بالروايات عَلَى جماعة أكبرهم أبو الصَّقْر رحمة بْن محمد الكفرْتُوثي، صاحب إدريس الحدّاد، وَأَبُو عَليّ أَحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم الأصفهاني، وأحمد بن القاسم الأحوال صاحب النّقّاش، والحسن بْن سَعِيد المطوعيّ.
قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وأبو عليّ الحَسَن بْن محمد بْن الفضل الكِرمانيّ شيخ الشهرزُوري.
438- حكم بن المنذر بن سعيد3. أبو العاصي القرطبي ابن قاضي الجماعة.
روى عَنْ: أبيه، وعن: أبي علي القالي. وحج فأخذ عن: أبي يعقوب بن الدخيل.
__________
1 توضيح المشتبه "1/ 613، 614"، الإكمال لابن ماكولا "1/ 443، 444".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 346"، وغاية النهاية "1/ 245".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 148، 149".(28/287)
روى عَنْهُ: أبو عُمر ابن سُميق، وابن عبد البر. وكان من أهل المعرفة والذكاء لا يلحق في الأدب.
سكن طُليطلة وتُوُفّي بمدينة سالم في نحو عشرين. وله شِعر.
"حرف الزاي":
439- زكريّا بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى. أبو يحيى بْن أَبِي حامد النَّيْسابوريّ البزّاز النّسّابة، العارف بالنَّسب والطَّبّ والنَّحْو.
سمع الكثير بالعراق. وروى الكثير. وُله سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة. وتُوُفّي قبل العشرين.
روى عَنْهُ: القاضي عَبْد الله بْن عَبْد الله الحسكانيّ.
"حرف السين":
440- سَعِيد بْن محمد بْن شعيب بْن نصر الله1. أبو عثمان الخطيب الأديب الأندلسي. روى عَنْ: أَبِي الحَسَن الأنطاكيّ.
وسمع مِن: أَبِي عليّ القالي وهو صغير. وكان عالمًا بمعاني القرآن وقراءاته، متقدما في العربية، حافظا ثبتا. توفي أيضا في حدود العشرين
"حرف العين":
441- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حموية بن بيهس. أبو بكر الروذباري الكندي. روى بهمدان عَنْ: الفضل الكِنْديّ، وموسى بْن محمد بْن جعفر، وقيس بْن نصر النّهَاونديّ، وجماعة كثيرة.
قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صدوق. مات سنة ستٌّ عشرة. ثنا عَنْهُ محمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وعلي بْن أحمد بْن هُشيم، وجماعة.
442- عَبْد الله بْن عيسى بْن إبراهيم بْن عليّ بْن شعيب. الفقيه أبو منصور ابن المحتسب الهمداني المالكي.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 216".(28/288)
روى عَنْ: أَبِي بُرزة الرُّوذْراوَرِيّ1، وإبراهيم بْن محمد بن الممتع، وعيسى بن محمد الفامي، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي النيسابوري، وأبي الحسن علي بن لؤلؤ الوراق البغدادي، وجماعة.
قال شيرويه: ثنا عَنْهُ أبو عليّ أحمد بْن طاهر القُومساني، وسعد بْن حسن القصْرِيّ، ومظفر بْن هبة الله الكِسائيّ، ومحمد بْن الحسين الصُّوفيّ. وسمّي جماعة. قال: وكان صدوقًا، ثقة فقيهًا.
443- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق بْن عَبْد العزيز. أبو الحسين القُرشي اللَّهَبيّ ابن أَبِي حرام. روى عَنْ: أَبِي عُمَر بْن فَضَالة، وأبي عُبَيْد الله بن مروان، وأبي عمر بن كوذك، والمَيَانِجِيّ.
وعنه: عليّ الحِنَّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو سعْد السّمّان، وآخرون. وكان خيرًا صالحًا.
444- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن حمدان. أبو القاسم النَّيْسابوريّ الشّافعيّ. ثقة صائن. روى عَنْ: أَبِي الوليد حسّان بْن محمد الفقيه، وابن نُجيد، وجماعة. وعنه: محمد المُزَكّيّ.
445- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن سَوْرَة2. الفقيه أبو سعْد بْن أَبِي سَوْرَة النَّيْسابوريّ الزّرّاد، الفقيه الشّافعيّ "المتكلّم" الأشعريّ. ذكره عبد الغفار وقال: وكان اسمه في صِباه أحمد. سَمِعَ الكثير بخُراسان وما وراء النَّهر.
وحدَّث عَنْ: أَبِي الحَسَن السراج، وأبي عمرو بن نُجيد، وأبي حامد الصائغ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ.
446- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن أحمد بْن عَقيل. أبو محمد الأنصاريّ النَّيْسابوريّ القطّان المستملي، المؤذّن. صالح، دَيَّن، ثقة، مُكثر.
__________
1 الروذراوري: هذه نسبة إلى بلدة بنواحي همذان، يقال لها روذراور "الأنساب 5/ 182".
2 المنتخب من السياق "304، 305".(28/289)
حدث عَنْ: الأصمّ، وأبي حامد الحَسْنَويّ، ومحمد بْن يعقوب بن الأخرم، وأبي زكريا العنبري، وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، وجماعة. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وغيره.
447- عبد الواحد بن مُحَمَّد بن أحمد بن جعفر بن منير. أبو محمد المنيري الجُرجاني البزاز المعدل. قدم نيسابور. وحدث عَنْ: عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأحمد بْن أَبِي عمران الْبُخَارِيّ، وأبي الحسين ابن المظفر، وخلق. وكان أحد مِن عُنِيَ بالحديث ورحل فيه.
روى عَنْهُ: أحمد بْن أَبِي سعْد المقرئ.
448- عَبْد الواحد بْن محمد بْن محمد بْن يعقوب. أبو عاصم السجِسْتانيّ الواعظ. نبيل جليل، ثقة. حدث بنيسابور عن: أبي منصور النصروي، وأبي الفضل بْن خَمِيروَيْه، وبشر بْن محمد المغفَّلي، ووالده أبي عصمة محمد بن محمد، وطائفة. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وغيره.
449- عبد الوهاب بن محمد بن طاهر. أبو طلحة البُوشنجي. روى عَنْ: حامد الرّفاء، ومنصور بْن العبّاس البُوشنجي، وأبي حامد أحمد بْن محمد الشّاركيّ.
وعنه: أبو صالح المؤذّن.
450- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن دَاوُد الرّزّاز1. البغداديّ، أخو عليّ.
روى عَنْ: ميمون بْن إسحاق، وأبي بَكْر الشّافعيّ. وعنه: الخطيب، وقال: كَانَ صدوقًا.
451- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي الدمشقي2. الشرابي. عن: جده، وخيثمة بن سليمان. وعنه: عبد العزيز الكتاني، وعلي بن خضر، وإبراهيم بْن عقيل.
452- عليّ بْن الحَسَن بْن محمد بْن العبّاس بْن فِهْر. أبو الحَسَن الفِهْريّ، الفقيه المالكيّ. سَمِعَ مِن جماعة. وكان بمصر، وقد صنَّف "فضائل مالك" في اثني عشر جزءًا. وسمع بالشرق.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 383" "5554".
2 الإكمال لابن ماكولا "2/ 356، 6/ 239".(28/290)
سَمِعَ منه: الدّلائيّ، والمهلَّب بْن أَبِي صُفْرة، وقال: لقيته بمصر ومكة. ولم ألق مثله.
453- عليّ بْن الحَسَن بْن النُّخَالي الدّلال. روى عَنْ: أبي بَكْر الشّافعيّ، وحبيب القزّاز. وعنه: الخطيب، وقال: صدوق.
454- عليّ بْن عمر بْن إِسْحَاق. أبو القاسم الأسْدَابَاذيّ. وأسداباذ: بلد عَلَى باب همدان ينزلها قوافل العراق. ويُعرف بالأدَمي.
رحل وطوّف، وسمع: ابن عَدِيّ، وأبا بَكْر الإسماعيليّ، وأبا بَكْر بْن السُّنّيّ، وأبا بَكْر القَطِيَعيّ، وأبا الفضل بْن خَمِيروَيْه الهَرَويّ.
روى عَنْهُ: أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذَّكْوانيّ، وأبو سهل غانم بْن محمد، وأبو بَكْر أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن مَرْدوَيْه، لقِيَه سنة سبْع عشرة.
450- عليّ بْن القاسم بْن محمد بْن إِسْحَاق. أبو الحَسَن البصْريّ الطّابثيّ مِن قُراها، الفقيه المالكيّ. تلميذ ابن الجلاب. أخذ عنه: وعن الفقيه عبد الله الضرير.
أخذ عَنْهُ: أبو العبّاس الدّلال، وأبو محمد الشّنْجاليّ. وسكن مصر، وله مصنَّف في الفقه.
456- عليّ بْن محمد بْن خَلَف بْن موسى. أبو إِسْحَاق البغدادي، ثمّ النَّيْسابوريّ الفقيه. روى عَنْ: أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأبي بَكْر بْن خلاد النَّصِيبيّ، وابن ماسيّ، وبكار بْن أحمد، وأبي بَكْر أحمد بْن السُّني، ويوسف المَيَانِجِيّ، وجعفر بْن محمد بْن عاصم الدّمشقيّ، وخلْق.
روى عَنْهُ: الرئيس في "الثَّقَفيّات". وكان فقيهًا مناظرًا، ومن علماء الشّافعيّة.
"حرف الغين":
457- غالب بْن عليّ. أبو مُسْلِم الرّازيّ. سَمِعَ بجُرْجَان: أبا أحمد بْن عَدِيّ، والإسماعيليّ. وببغداد: ابن حَيَّوَيْهِ، وأبا بكر الأبهري. وتوفي قبل العشرين وأربعمائة.(28/291)
"حرف الميم":
458- محمد بْن أحمد بْن عَبْدُوَيْه. أبو بَكْر الإصبهاني المؤدب. سَمِعَ: أحمد بْن إبراهيم بْن أفْرُجَّة، وأبا القاسم الطبَرانيّ، وغيرهما. وعنه: الرّئيس الثَّقَفيّ في أربعيه.
459- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن القاسم1. أبو أُسامة الهَرَويّ، المقرئ. نزيل مكّة. رحل وطوّف، وسمع: أبا عليّ بْن أَبِي الرَّمْرام، وابن زَبْر بدمشق، والقاضي أبا الطّاهر الذُهلي، وابن رشيق. روى عَنْه: أبو عليّ الأهوازي، وعلي بْن الخَضِر السُلمي، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وجماعة كبيرة.
460- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن القاسم2. الإمام المقرئ المحدث الرحّال أبو أسامة الهَرَويّ، نزيل مكّة. سَمِعَ: أبا الطّاهر الذُّهْليّ، وطبقته بمصر.
وأبا عليّ بْن أَبِي الرَّمْرام، والفضل بْن جعفر بدمشق. والحافظ محمد بْن عليّ النّقّاش بتِنّيس، ومحمد بْن العبّاس بْن وَصِيف بغزّة، وأحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد المؤمن بمكّة.
حدَّث عَنْهُ: ابنه عَبْد السّلام، وأبو عليّ الأهوازي، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الغنائم بْن الفرّاء، ومحمد بْن عليّ المطرّز.
حدَّث: بدمشق وبمكّة، وغير ذَلِكَ. وسماع طلحة بْن عُبيد الله الجِيرفتي منه بمكة في سنة أربع عشرة وأربعمائة.
461- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الدمشقي. الشرابي. عن: جده، وخيثمة بن سليمان. وعنه: عَبْد العزيز الكتّانيّ.
462- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن منصور. أبو بَكْر النَّوْقانيّ. حدَّث بنَوْقان عَنْ: الأصمّ. وعنه: البَيْهَقيّ.
463- محمد بْن إبراهيم3. أبو بَكْر الفارسي، المشاط. حدث بنيسابور عن:
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 464"، وغاية النهاية "2/ 86، 87".
2 هو الإمام السابق.
3 سير أعلام النبلاء "13/ 276".(28/292)
أبي عمرو بن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن الحسن السراج، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم.
464- محمد بن إبراهيم بن عبيد الله1. أبو عبد الله البجاني. روى عنه: أبي عيسى الليثي، وتميم بن محمد، والحسن بن رشيق بمصر. روى عَنْهُ: أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وأبو عُمَر بن عبد البر.
465- محمد بْن الْحُسَن2. أبو عبد الله بْن الكتاني الأندلسي القُرطبي الطبيب. أخذ عَنْ عمّه محمد بْن الحسين الطّبّ. وخَدَم الوزير المنصور محمد بْن أَبِي عامر وابنه المظفَّر. وانتقل في الفِتْنة إلى سَرَقُسْطَة. وكان بارعًا في الطّبّ، عارفًا بالمنطق والنّجوم، وكثير مِن دين الأوائل. وكان مِن الأذكياء الموصوفين. أخذ المنطق عَنْ: محمد بْن عَبْدُون، وعمر بْن يونس الحّرانيّ، وجماعة. وتوفي قريبا من سنة عشرين، وله بضعٌ وسبعون سنة. أخذ عنه: أبو محمد بن حزم، والمصحفي. وله مصنفات فائقة مشكورة.
466- محمد بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عمرويه. أبو عبد الله الإسفرائيني. نزيل غزنة. قدم نيسابور حاجا، فحدَّث بها سنة أربع عشرة عَنْ: الغِطْريفيّ، وطبقته.
روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن.
467- محمد بْن أحمد بْن الحسين. أنصر الزعفراني الصيدلاني العابد. من صالحي نيسابور. حدث عن: أبي الحسن السليطي، وأبي عمر بْن نُجَيْد. وعاش نيَّفًا وثمانين سنة.
قَالَ الحكاني: قرأتُ عَليْهِ سنة ستٌّ عشرة. روى عَنْهُ: أبو صالح المؤذّن.
468- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن سَعِيد بْن عَبْد الله بْن غَلْبُون3
أبو بَكْر الخَوْلانيّ القُرطبي، يعرف بالعوّاد. روى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثّي، ويحيى بن هلال، وأبي عبد الله بن الخراز، وأحمد بْن خَالِد التّاجر، وأبي جعفر بن عون الله.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 507" "1104".
2 معجم الأدباء "18/ 184، 185"، والوافي بالوفيات "2/ 348، 349".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 504، 505" "1100".(28/293)
وحج فسمع من: أبي الفضل أحمد بن محمد المكي، وغيره. حدث عنه: ابن أخيه محمد بن عبد الله، وقال: فضائله جمّة لا تُحصى، قديم الطَّلب.
وحدَّث عَنْهُ أيضًا: أبو محمد بْن خَزْرج، وقال: كَانَ حافظًا ثقة. خرج مِن إشبيلية سنة أربع عشرة وأربعمائة إلى المشرق، وعمره نحو السّبعين. وتُوُفّي بعسقلان. وحدَّث عَنْهُ: القاضي أبو بَكْر بْن منظور، وأبو حفص الهُوزَنيّ.
469- محمد بْن عثمان بْن مسبّح1. أبو بَكْر المعروف بالْجَعْد الشَّيْبانيّ. أحد العلماء. أخذ العربيّة عَنْ ابن كَيْسان النَّحْويّ، وصنَّف كتاب "النّاسخ والمنسوخ" فجوّده، وكتاب "غريب القرآن"، وكتاب "الهجاء"، وكتاب " المقصور والممدود"، وكتاب "العِلَل في النَّحْو"، وكتاب "العَرُوض"، وغير ذَلِكَ.
470- محمد بن عبد الواحد بن محمد2. أبو البركات الزُبيري الْمَكيّ. رحل، وسمع ببغداد: أبا سَعِيد السيرافيّ، وبمصر: أبا بَكْر المهندس، وبدمشق. ودخل الأندلس في آخر عمره، فحمل عَنْهُ: أبو محمد بْن حَزْم، وأحمد بْن عُمَر بْن أَنَس العُذري. ذكره الحُميدي.
471- محمد بْن عبد الواحد بن عُبَيْد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار3. والحافظ الفقيه أبو الحَسَن الأَرْدَسْتانيّ، الإصبهانيّ. مصنَّف كتاب "الدّلائل السَّمْعيّة عَلَى المسائل الشّرعيّة"، في ثلاث مجلَّدات. روى فيها عَنْ: عَبْد الله بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن جميل مِن "مُسند أحمد بْن منيع". وهذا أكبر شيخ لَهُ.
وعن: الحَسَن بْن عليّ بْن أحمد البغداديّ، وأحمد بْن إبراهيم العَبْقَسي الْمَكيّ، وأبي عَبْد الله بْن خُرشيد قُولَه، وأبي الطّاهر إبراهيم بْن محمد الذّهنيّ صاحب ابن الأعرابي، ومحمد بْن أحمد بْن جِشنِس، وأحمد بْن محمد بْن الصَّلْت المُجّبر، وأبي أحمد الفرضي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وأبي بكر بن مردويه، وخلق. وتنزل إلى أبي نُعيم الحافظ، وأبي ذر محمد بن الطبراني. ومن شيوخه محمد بن أحمد بن الفضل صاحب ابن أَبِي حاتم.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 47"، وكشف الظنون "1457، 1461، 1920"، 1920"، وهدية العارفين "2/ 29".
2 جذوة المقتبس "70- 73"، للحميدي.
3 هدية العارفين "2/ 61"، ومعجم المؤلفين "10/ 265".(28/294)
وينصب الخلاف، في هذا الكتاب مَعَ أَبِي حنيفة ومع مالك، وينتصر لإمامه الشّافعيّ، ولكنّه لا يتكلَّم عَلَى الإسناد. وفي كتابه غرائب وفوائد تُنبئ ببراعة حِفْظه.
رواه عَنْهُ: الحافظ أبو مسعود سليمان بْن إبراهيم الإصبهاني سماعًا.
وقد قُرئ عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن ماشاذة بإجازته مِن سُلَيْمَان، والنّسخة في آخرها: فرغ الشَّيْخ مِن تأليفه سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
ورأيت في "مُعجم الحدّاد": أَنَا أَبُو الْحَسَنِ محمد بن عبد الواحد بن عُبَيْد الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَهْرَيَارَ الإِمَامُ: أَنَا ابْنُ الْمُقْرِئِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانِينَ وثلاثمائة.
نا عَبْدَانُ، نا دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، نا أَبُو هَمَّامٍ، عَنْ هُدبة، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَحَصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَتْ" 1.
قَرَأْتُهُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظِ، أنا ابن خَلِيلٍ، أنا مَسْعُودٌ الْجَمَّالُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادِ، فَذَكَرَهُ.
472- محمد بْن علي بن خُشيش. أبو الحسين التّميميّ المقرئ بالكوفة. روى عَنْ: محمد بْن عليّ بْن دُحيم الشَّيْبانيّ. روى عَنْهُ: أبو بَكْر البَيْهَقيّ.
473- محمد بْن عُمَر بْن زِيلة. أبو بَكْر المَدِينيّ الإصبهانيّ. سَمِعَ: عَبْد الله بن الحسن بن بندار، والطبراني، وعدة. لَهُ فوائد رواها عَنْ أحمد بْن عَبْد الغفّار بْن أشْتة. سَمِعَ منه سنة أربع عشرة.
474- محمد بْن محمد بْن حَمْدَوَيْه النَّيْسابوريّ. أملي عَنْ: محمد بْن صالح بْن هانئ، وغيره. وعنه: البَيْهَقيّ.
475- محمود بْن المُثنى بْن المغيرة. أبو القاسم الشّيرازيّ الدّاووديّ، المعروف بالضّرّاب. نزيل جَرْجَرَايا. سَمِعَ: المفيد، وأبا بَكْر القَطِيَعيّ، ومخلد بن جعفر الباقرحي.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أحمد في مسنده "1/ 191"، وانظر صحيح الجامع الصغير وزيادته "661" للألباني.(28/295)
وعنه: عَبْد الكريم بْن محمد بْن هارون الشّيرازيّ، وحمد بْن الحَسَن الديَنَوريّ، وهَنّاد بْن إبراهيم النَّسَفيّ، وسليمان بْن إبراهيم الحافظ. لَقِيَه سليمان في سنة تسع عشرة وأربعمائة.
"الكنى":
476- أبو محمد بْن الكَرّانيّ1. القيروانيّ، الفقيه المالكيّ. ورِع، عالم. ذكره القاضي عِياض في "طبقات المالكيّة"، فقال: سُئل عمّن أكرهه بنو عُبَيْد، يعني خُلفاء مصر، عَلَى الدّخول في دعوتهم أو يُقتل؟ قال: يختار القتل ولا يُعذر أحد بهذا الأمر، "إلا مِن" كان أول دخولهم قبل أن يعرف أمرهم، وأمّا بعد فقد وَجَب الفرار، فلا يُعذر أحد بالخوف بعد إقامته، لأنّ المُقام في موضعٍ يُطلبُ مِن أهله تعطيل الشّرائع لا يجوز. وإنّما أقام مِن أقام مِن الفقهاء عَلَى المباينة لهم، لئلا تخلو للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عَنْ دينهم.
وقال يوسف الرُعيني: أجمع العلماء بالقَيْروان على أنّ حال بني عُبيد حال المرتدّين والزّنادقة، لما أظهروا مِن خلاف الشّريعة.
477- أبو هلال العسكريّ2. الحَسَن بْن عَبْد الله بْن سهل بْن سَعِيد بْن يحيى بْن مِهْران اللُّغَويّ، الأديب، صاحب المصنَّفات الأدبيّة. أتوهّم أنّه بقي إلى هذا العصر. تلمذ للعلامة أَبِي أحمد العسكريّ، وحمل عَنْهُ وعن أبي القاسم بْن شيران، وغير واحد. وما أظنّه رحل مِن عسكر مُكرم. روى عَنْهُ: الحافظ أبو سعْد السّمّان، وأبو الغنائم حمّاد المقرئ الأهوازيّ، وأبو حكيم أحْمَد بْن إسماعيل بْن فُضلان العسكريّ، ومظفَّر بْن طاهر الآستري، وآخرون.
أخبرني أبو عليّ بْن الخلّال، أَنَا جعفر، أَنَا السلَفيّ: سألت أبا المظفَّر الأَبِيوَرْدِيّ رحمه الله عَنْ أَبِي هلال العسكريّ، فأثنى عَليْهِ ووصفه بالعِلم والعفة معًا، وقال: كَانَ يتبزّز احترازًا مِن الطَّمَع والدَّناءة والتَّبذُّل.
قَالَ السلفي: وكان الغالب عليه الأدب والشعر، وله مؤلف في اللغة وسمه " بالتلخيص"، و"كتاب صناعتي النثر والنظم " مفيد جدًا.
__________
1 ترتيب المدارك "2/ 719، 720".
2 معجم الأدباء "8/ 233 - 258"، والأعلام "2/ 211، 212".(28/296)
قلتُ: ولأبي هلال كتاب "الأمثال"، وكتاب "معاني الأدب"، وكتاب "مِن احتكم مِن الخلفاء إلى القُضاة"، وكتاب "التبْصِرة"، وكتاب "شرح الحماسة"، وكتاب "الدّرهم والدّينار"، وكتاب "التفسير " في خمس مجلدات، وكتاب " فضل العطاء"، وكتاب "لحن الخاصة"، وكتاب "معاني الشعر"، وكتاب الأوائل"، وذكر أنّه فرغ مِن تصنيف هذا الكتاب في سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. وله ديوان شِعْر. ويقال: إنّه ابن أخت أَبِي أحمد شيخه.
أخبرنا ابن الخلال، أَنَا جعفر، أَنَا السلَفيّ: أنشدنا محمد بْن عليّ المقرئ في آخرين بالأهواز قَالُوا: أنشدنا أبو الغنائم الحَسَن بْن عليّ بْن حمّاد: أنشدني أبو هلال لنفسه:
قد تعاطاكَ شبابٌ ... وتغشاكَ مَشِيبٌ
فأتى ما لَيْسَ يَمْضي ... ومضى ما لا يؤوبُ
فتأهبْ لسقامِ ... لَيْسَ يَشفيهِ طبيبُ
لا توهّمه بعيدًا ... إنما الآتي قريبُ(28/297)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع
"الطبقة الحادية والأربعون"
"401-420هـ"
"أحداث سنة إحدى وأربعمائة"
3 إظهار قرواش الطاعة للحاكم وخطبته
4 ولاية دمشق
4 انقضاض كوكب
4 زيادة دجلة
5 خروج أَبِي الفتح العلوي الملقّب بالراشد بالله
5 امتناع ركب العراق
5 وفاة عميد الجيوش
6 القحط بخراسان
6 الفتنة بالأندلس
"أحداث سنة اثنتين وأربعمائة"
7 عمل عاشوراء بالعراق
7 مخضر الطعن في صحة نسب الخلفاء بمصر
8 إنفاق فخر الملك الأموال في العراق
8 نصرة يمين الدولة على الكفار
8 هياج الريح على الحجاج
8 الاحتفال بعيد الغدير
9 هرب ناظر الزمام بمصر
9 إمامة صاحب مكة الراشد بالله
10 أمراء دمشق
"أحداث سنة ثلاث وأربعمائة":
10 تقليد الشريف الرضي لنقابة الطالبيين
10 عمارة رستاق العراق(28/299)
10 اعتداء فليتة الخفاجي على ركب الحاج
11 انقضاض كوكب ببغداد
11 جنازة بِنْت أَبِي نوح الطبيب والفتنة بسببها
11 إلزام النصارى واليهود بحمل شارات في رقابهم
12 النهي عن تقبيل الأرض
12 كتاب الحاكم بأمر الله إلى ابن سبكتكين
12 ولاية ابن مّزْيد عَلَى آمد وديار بَكْر
12 إبطال الحاج
12 وفاة أيلك خان صاحب ما وراء النهر
13 وفاة السلطان بهاء الدولة
"أحداث سنة أربع وأربعمائة"
13 تلقيب فخر الملك بسلطان الدولة
13 إبطال الحاكم للمنجمين
13 ولاية عهد الحاكم
14 حبس الحاكم للنساء
14 ملحمة الترك والصين
"أحداث سنة خمس وأربعمائة"
14 منع النساء من الخروج في مصر
14 حيلة امرأة
15 تقليد القاضي ابن أبي الشوارب
15 تقليد ابن مزيد أعمال بني دبيس
"أحداث سنة ست وأربعمائة"
15 الفتنة بين السنة والرافضة
15 الوباء بالبصرة
16 تقليد الشريف المرتضي الحج والنقابة
16 هلاك آلاف الحجاج
16 غزوة ابن سبكتكين للهند وغرق أصحابه
16 ولاية سهم الدولة على دمشق(28/300)
"أحداث سنة سبع وأربعمائة"
16 احتراق مشهد الحسين
16 احتراق دار القطن
17 وقوع قبة الصخرة
17 الفتنة بين الشيعة والسنة
17 الخلع بالوزارة للرامهرمزي
17 الوقعة بين أَبِي شجاع وأخيه أَبِي الفوارس
17 فتح خوارزم
17 امتناع الركب من العراق
"أحداث سنة ثمان وأربعمائة"
17 تفاقم الفتنة بين الشيعة والسنة
18 استتابة فقهاء المعتزلة
18 ضعف الدول البويهية
18 التنكيل بالمعتزلة والرافضة وغيرهم في خراسان
18 زواج سلطان الدولة
18 قتل الدرزي
18 إمرة سديد الدولة بدمشق
19 غزو السلطان محمود للهند
"أحداث سنة تسع وأربعمائة"
19 تكفير القائل بخلق القرآن
19 زيادة ماء البحر
19 فتح مهرة وختوج بالهند
"أحداث سنة عشر وأربعمائة"
22 كتاب يمين الدّولة محمود بفتوحاته في الهند
23 ولاية قوام الدولة على كرمان
23 وفاة الأصيفر المنتفقي
23 نيابة دمشق
23 موت صاحب حران(28/301)
"ذكر الوفيات"
"حرف الألف"
24 1- أحمد بْن عَبْد المُلْك بْن هاشم المكوي الإشبيلي
24 2- أحمد بن عبدوس بن أحمد الجرجاني
24 3- أحمد بن علي بن أحمد بن محمد الريغي الباغاني
25 4- أحمد بن عمر بن أحمد الجرجاني المطرز
25 5- أحمد بْن عُمَر بْن أحمد بْن محمد بن عبد الواحد الكناني
25 6- أحمد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بن الحباب بن الجسور
26 7- أحمد بن محمد بن وسيم الطليطلي
26 8- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن الهروي المؤدب
26 9- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم المؤذن
26 10- إبراهيم بن محمد الحافظ الدمشقي
26 11- آدم بن محمد بن توبة العكبري
27 12- إسحاق بن علي بن مالك الجرجرائي الملحمي
"حرف الحاء"
27 13- الحسين ابن القائد جوهر المغربي
27 14- الحسين بن عثمان اليبرودي
27 15- الحسين بن مظفر بن كنداج
27 16- الحُسين بْن حيّ بْن عَبْد الملك بْن حي القرطبي
27 17- حمد بن عبد الله بن علي الدمشقي
"حرف الخاء"
28 18- خَالِد بْن محمد بْن حُسين بن نصر بن خالد البستي
28 19- خلف بن مروان بن أمية القرطبي
"حرف السين"
28 20- سامة بن لؤي القرشي الهروي
28 21- سعيد بن عبد الله بن الحسن العماني
"حرف الشين"
28 22- شقيق بْن عليّ بْن هُود بن إبراهيم الجرجاني(28/302)
"حرف العين"
28 23- عَبْد الله بْن عَمْرو بْن مسلم الطرسوسي
29 24- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن هلال الحنائي
29 25- عَبْد العزيز بْن محمد بْن النُّعْمان بْن محمد بن منصور
29 26- عَبْد الملك بْن أحمد بْن نُعَيْم بْن عبد الملك بن عدي
29 27- عَبْد الواحد بْن زوج الحُرّة محمد بْن جعفر
29 28- عبيد الله بن أحمد بن الهذيل الكاتب
29 29- عبيد الله بن محمد بن الوليد المعيطي القرطبي
30 30- عثمان بن عبد الله بن إبراهيم الطرسوسي
30 31- عَلي بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن الحر البري
30 32- علي بن محمد البستي الشاعر
32 33- عُمَر بْن حُسين بْن محمد بْن نابل الأموي
32 34- عميد الجيوش
"حرف الفاء"
32 35- فارس بْن أحمد بْن موسى بن عمران الحمصي
32 36- الفضل بْن أحمد بْن ماج بْن جبريل الهروي
"حرف القاف"
33 37- القاسم بن أبي منصور
"حرف الميم"
33 38- محمد بْن الحسن بْن أسد الجرجاني
33 39- محمد بْن الحسين بْن داود بْن علي النيسابوري
33 40- المظفر أبو الفتح القائد
34 41- المعلي بن عثمان المادرائي
34 42- مُغيرة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد بْن شمر الفياض
34 43- منصور بن عبد الله بن خالد الذهلي الخالدي
34 44- منصور بْن عَبْد الله بْن عدّي الواعظ الجرجاني
34 45- منصور بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الدوستكي
"حرف الهاء"
34 46- هارون بْن موسى بْن جَنْدَل القيسي(28/303)
"حرف الياء"
35 47- يحيى بْن أحمد بْن الحسين بن مروان المرواني الخراساني
35 48- يحيى بْن عُمَر بْن حسين بْن محمد بن عمر بن نابل القرطبي
35 49- يحيى بن يحيى بن محمد العنبري
"وفيات سنة اثنتين وأربعمائة"
"حرف الألف"
35 50- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بن تركان بن جامع الخفاف
36 51- أحمد بن الحسين بن أحمد النهاوندي
36 52- أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم بْن غالب الأديب
36 53- أحمد بْن عَبْد الله بْن الخضر بْن مسرور السوسنجردي
37 54- أحمد بن عبد الله بن محمد المهرجاني
37 55- أحمد بْن محمد بْن الحسن بْن الفُرات
37 56- أحمد بن نصر الداودي المالكي
37 57- إبراهيم بْن محمد بْن حسين بْن شِنْظير الأموي
37 58- إسماعيل بْن الحسين بْن عليّ بْن هارون
"حرف الحاء"
38 59- الحَسَن بْن الحُسَيْن بْن عليّ بْن أَبِي سهل النوبختي
38 60- الحسن بن القاسم بن خسرو البغدادي الدباس
"حرف الخاء"
38 61- خَلفَ بْن إبراهيم بْن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان
"حرف الدال"
39 62- دَاوُد بْن الشَّيْخ أَبِي الحسن محمد بن الحسين العلوي
"حرف الطّاء"
39 63- طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن يحيى بْن عيسى بْن ماهلة
"حرف العين"
39 64- عبد الله بن محمد المهرقاني
39 65- عبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عيسى بْن فطيس بن أصبغ
40 66- عثمان بن عيسى الباقلاني
41 67- عَليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النيسابوري(28/304)
41 68- علي بن أحمد بن محمد بن يوسف السامري
41 69- علي بن داود بن عبد الله الداراني القطان
42 70- علي بن محمد بن أحمد بن إرديس الرملي
42 71- عليّ بْن محمد بْن عَلّوية البغداديّ الْجَوهريّ
"حرف الميم"
42 72- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الغورجي
42 73- محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الرحمن بن جميع
43 74- محمد بن بكران بن عمران الرازيّ
43 75- مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هارون بن فروة التميمي
44 76- محمد بن الحسن الهروي
44 77- محمد بن عبد الله الهروي
44 78- محمد بن عبد الله بن الحسن البصري
44 79- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بن يحيى الجعفي
45 80- محمد بْن عُبَيْد الله بْن جعفر بْن حمدان البغدادي
45 81- محمد بن علي بن إبراهيم العمركي الكاتب
45 82- محمد بن علي بن مهدي الأنباري
45 83- محمد بْن محمد بْن أحمد بْن يحيى بن محمد البقار
45 84- محمد بْن يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد السلم السميساطي
46 85- منتخب الدولة لؤلؤ البشراوي
46 86- منصور بن عبد الله الذهلي الخالدي
"حرف الياء"
46 87- يحيى بن أحمد بن التميمي القرطبي
47 88- يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مسعود بْن موسى القرطبي
"وفيات سنة ثلاث وأربعمائة"
"حرف الألف"
47 89- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن فِراس العبقسي المكي
47 90- أحمد بن عبد الله بن الحسين البغدادي
47 91- أحمد بن فتح الله بن عبد الله بن علي المعافري
48 92- أحمد بْن فنّاخسْرو بْن الحَسَن بْن بُوَيْه(28/305)
48 93- أحمد بْن محمد بْن مسعود بْن الحبّاب القرطبي
48 94- إسماعيل بن الحسن بن هشام
48 95- إسماعيل بن عمر بن سبنك البجلي
49 96- أيلك خان
"حرف الباء"
49 97- بهاء الدولة بن عضد الدولة
"حرف الحاء"
50 98- الحَسَن بْن حامد بْن عليّ بن مروان الوراق
50 99- الحُسين بْن الحَسَن بْن محمد بْن حليم الحليمي
51 100- الحسين بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن حاتم الروذباري
"حرف الخاء"
51 101- خَلَف بْن سَلَمَة بْن خميس القرطبي
"حرف السين"
51 102- سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بن مُحَمَّد الكاغدي
"حرف العين"
52 103- عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد الأزدي
52 104- عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان الخولاني القرطبي
52 105- عبد الله بن عبد العزيز بن أبي سفيان
52 106- عَبْد الله بْن محمد بْن يوسف بْن نصر الفرضي
54 107- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن سَعِيد بْن ذنين الصدفي
54 108- عَبْد العزيز بْن عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد الملك بن جهور القرطبي
54 109- عَبْد الملك بْن عليّ بْن محمد بْن حاتم الشيرازي
54 110- علي بن محمد بن خلف المعافري
55 111- عَلَى بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ النوشجاني
"حرف الفاء"
55 112- فتح بن إبراهيم الأموي القشاري
"حرف الميم"
56 113- محمد بْن سَعِيد بْن السَّريّ الأموي القرطبي
56 114- محمد بْن الطّيب بْن محمد بْن جعفر بن القاسم الباقلاني(28/306)
58 115- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عفان بن سعيد الأسدي
58 116- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن محبور الدهان
58 117- محمد بن قاسم بن محمد الأموي القرطبي
58 118- محمد بن موسى الخوازمي الحنفي
"حرف الهاء"
59 119- هبة الله بْن الفضيل بْن محمد الفضيلي
59 هشام بن الحكم
59 120- الهيثم بن أحمد بن محمد بن سلمة القرشي
"حرف الياء"
59 121- يوسف بن هارون الرمادي القرطبي
"وفيات سنة أربع وأربعمائة"
"حرف الألف"
61 122- أحمد بْن عليّ بْن عَمْرو السليماني البيكندي
61 123- أحمد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن بِشْر القطان
62 124- أحمد بن محمد بن نفيس الملطي
62 125- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن إبراهيم الجوزي البروي
62 126- إبراهيم بن عبد الله بن حصن الغافقي
"حرف الحاء"
62 127- حاتم بْن محمد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود المحمودي
63 128- حبيب بْن أحمد بْن محمد بْن نصر الشطجيري
63 129- الحسين بن عثمان بن علي البغدادي المجاهدي
63 130- الحسن بن علي السجستاني
63 131- الحسين بن أحمد بن جعفر البغدادي
"حرف الزاي"
63 132- زكريّا بْن خَالِد بْن زكريّا بن سماك الضني
64 133- زيد بن عبد الله بن محمد التنوخي البلوطي
"حرف السين"
64 134- سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد البر الثقفي
64 135- سليمان بْن بَيْطير بْن سليمان بْن ربيع القرطبي(28/307)
64 136- سهل بْن محمد بْن سليمان بْن محمد الصعلوكي
"حرف العين"
65 137- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن سعيد البكري
65 138- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْد الغفّار بن محمد الهمذاني
65 139- عبد الملك بن بكران بن العلاء النهرواني
66 140- عَبْدَة بْن محمد بْن أحمد بْن ملّة الهروي
66 141- عبيد الله بن القاسم المراغي
66 142- علي بن جعفر بن محمد بن سعيد الرازي
66 143- علي بن سعيد الإصطخري
66 144- عمر بن روح بن علي بن عباد
"حرف الميم"
66 145- مأمون بن الحسن الهروي
66 146- محمد بن أحمد بن أبي طاهر
67 147- محمد بن أسد بن هلال الأشناني
67 148- محمد بْن عَلِيّ بْن أحمد بْن أَبِي فروة الملطي
67 149- محمد بن ميسور القرطبي
"حرف الواو"
67 150- وَسيم بْن أحمد بْن محمد بن ناصر بن وسيم الأموي
"حرف الْيَاءِ"
68 151- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ واقد القرطبي
"وفيات سنة خمس وأربعمائة"
"حرف الألف"
68 152- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بن علي بن إسحاق
69 153- أحمد بن علي البتي الكاتب
69 154- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكرجي
69 155- أحمد بْن محمد بْن موسي بْن القاسم بن الصلت
"حرف الباء"
70 156- بكر بن شاذان البغدادي الواعظ(28/308)
"حرف الحاء"
70 157- الحسين بن أحمد بن محمد بن الليث الكشي
71 158- الحسن بن الحسين بن حمكان الهمداني
71 159- الحسن بن عثمان بن بكران البغدادي
71 160- الحسن بن علي الدقاق
"حرف الخاء"
71 161- خلف بْن يحيى بْن غَيْث الفهري
"حرف الراء"
71 162- رافع بْن عُصم بْن العبّاس الضبي
"حرف الطاء"
72 163- طاهر بْن أحمد بْن هَرْثَمَة الهروي
"حرف العين"
72 164- العباس بْن أحمد بْن الفضل الهاشمي
72 165- عبد الله بن أحمد بن جولة الأصبهاني
72 166- عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد الأسلمي
72 167- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن إبراهيم الأسدي
73 168- عَبْد الخالق بْن عليّ بْن عَبْد الخالق المحتسب
73 169- عبد الرحمن بن أحمد بن حكيم المصري
73 170- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ
74 171- عبد الرحمن بن محمد بن الحسين الجرجاني
74 172- عَبْد العزيز بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن نباتة
75 173- عبد الواحد بن الحسين الصيمري
75 174- عبيد الله بن سلمة بن حزم اليحصبي
75 175- عدنان بْن محمد بْن عُبَيْد الله الضَّبّيّ
75 176- عمر بن إبراهيم بن محمد بن الفاضي
"حرف الغين"
75 177- غالب بْن سامة بْن لُؤَيّ السامري
"حرف الميم"
76 178- محمد بْن أحمد بْن ثُوَابَة البغدادي(28/309)
76 179- محمد ابن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيليّ
76 180- محمد بْن أحمد بْن عثمان بْن الوليد بن الحاكم السلمي
77 181- محمد بن الحسين بن علي الهمذاني الفراء
77 182- محمد بن الحسين الكوفي
77 183- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدويه الطهماني بن البيع
"حرف النون"
58 184- نُعَيْم بْن أحمد بْن إسماعيل الإستراباذي
"حرف الياء"
58 185- يوسف بْن أحمد بْن كَجّ الدينوري
"وفيات سنة ست وأربعمائة"
"حرف الألف"
86 186- أحمد بْن الحافظ أَبِي حفص عمر بن أحمد بن عثمان
86 187- أحمد بْن أَبِي طاهر محمد بْن أحمد الإسفرائيني
87 188- أحمد بْن بَكْر بْن أحمد بْن بقيّة العبدي
87 189- أحمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال
88 190- إبراهيم بْن جعفر بْن الحَسَن بْن أحمد الأسدي
"حرف الباء"
88 191- باديس بْن المنصور بْن بُلّكين بْن زِيري
"حرف الحاء"
89 192- الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد الدقاق
89 193- الحَسَن بْن محمد بْن حبيب بْن أيّوب النيسابوري
90 194- حمزة بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن أحمد المهلبي
"حرف العين"
90 195- عُبيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جعفر السقطي
91 196- عُبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن علي بن مهران
92 197- عُتْبة بْن خَيْثَمَة بْن محمد بْن حاتم بن خيثمة التميمي
92 198- عثمان بْن أحمد بْن إِسْحَاق بْن بُنْدار الأصبهاني
92 199- العلاء بْن الحسين بْن العلاء بْن أحمد الزهيري(28/310)
"حرف الميم"
92 200- محمد بْن أحمد بْن خليل بن فرج القرطبي
93 201- محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الإسفرائيني
93 202- محمد بن بزال
93 203- محمد بن الحسن بن فورك
94 204- محمد بْن الطّاهر ذي المناقب الحسين بْن موسى
96 205- محمد بن عبد الله بن محمد الشيرازي
96 206- محمد بن عثمان بن حسن النصيبي
96 207- محمد بن يحيى بن السري الحذاء
96 208- محمد بن موهب بن محمد الأزدي القبري
"الكنى"
96 209- أبو زُرْعة بْن حُسين بْن أحمد القزويني
"وفيات سنة سبع وأربعمائة"
"حرف الألف"
97 210- أحمد بن إبراهيم البغدادي الخازن
97 211- أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن موسى
98 212- أحمد بن محمد بن خاقان العكبري
98 213- أحمد بن محمد بن عبس الزاغاني
98 214- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن دوست
"حرف الحاء"
98 215- الحسن بن حامد بن الحسن الدبيلي
99 216- الحسن بن حامد شيخ الحنابلة
99 217- الحَسَن بْن عَلِيّ بْن المؤمَّل بْن الحَسَن بْن عيسى
"حرف السين"
99 218- سليمان بْن الحَكَم بْن سليمان ابن الناصر لدين اللَّه
"حرف العين"
100 219- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم الفارسي
101 220- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن أَبِي المُطَرف الأندلسي
101 221- عبد الرحمن بن عمر بن إبراهيم الهمذاني(28/311)
101 222- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حامد الديناري
101 223- عبد السلام بن الحسن بن عون الحريري
101 224- عَبْد العزيز بْن عثمان بْن محمد القَرْقِسانيّ
101 225- عَبْد القاهر بْن محمد بْن محمد بْن عترة الموصلي
102 226- عَبْد الملك بْن أَبِي عثمان محمد بْن إبراهيم
103 227- عَبْد الوهّاب بْن أَحْمَد بْن الحَسَن بْن علي بْن منير
103 228- عطية بن سعيد بن عبد الله الأندلسي
104 229- علي بن الحسن بن القاسم
104 230- علي بن محمد الخراساني
"حرف الميم"
105 231- محمود بْن أحمد بْن شاكر المصري
105 232- محمد بن أحمد الدمشقي الجبني
105 233- محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي
105 234- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن شاذي
105 235- محمد بن أحمد بن خَلَف بن خاقان العكبري
106 236- محمد بن الحسن بن عنبسة المذكر
106 237- محمد بن سليمان بن الخضر النسفي
106 238- محمد بن علي بن خلف الوزير
"وفيات سنة ثمان وأربعمائة"
"حرف الألف"
107 239- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد بن الحصين
108 240- أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بْن حامد التيمي
108 241- إسماعيل بن علي الحاكم
108 242- إسماعيل بْن حَسَن بْن عليّ بْن عَتّاس
"حرف الباء"
108 243- الحسن بن محمد بن يحيى السامري
108 244- الحسين بن الحسن الجواليقي
"حرف الخاء"
109 245- خلف بن هانيء العدوي العمري(28/312)
"حرف السين"
109 246- سعد بْن محمد بْن يوسف الشيباني
109 247- سليمان بْن خَلَف بْن سُلَيْمان بْن عَمْرو القرطبي
"حرف الصاد"
110 248- صالح بْن محمد البغداديّ المؤدّب
"حرف العين"
110 249- عَبْد الله بْن عُبَيد الله بن يحيى البغدادي
110 250- عبد الله بْن عَبْد المُلْك بْن محمد البغدادي النحاس
110 251- عبد الله بن محمد بن عفان
110 252- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفلو
110 253- عَبْد العزيز بْن محمد بْن نصر بْن الفضل الستوري
111 254- علي بن إبراهيم بن إسماعيل المصري
111 255- عليّ بْن حمّود بْن ميمون بْن أحمد الإدريسي
"حرف الميم"
111 256- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله بن هلال السهمي
112 257- محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي
113 258- محمد بْن جعفر بْن عَبْد الكريم بْن بديل الخزاعي
113 259- محمد بْن الحسين بْن محمد بْن الهيثم البسطامي
114 260- محمد بن الحسين بن عُبَيْد الله بن الحسين النصيبي
114 261- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحيم بن سهل
114 262- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عرفة
"حرف الياء"
114 263- يحيى بْن سَعِيد بْن محمد بن العباس الهروي القطان
114 264- يوسف بن عمر بن أيوب الأندلسي
"وفيات سنة تسع وأربعمائة"
"حرف الألف"
115 265- أحمد بْن الحَسَن بْن بُنْدار بن إبراهيم الرازي
115 266- أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ
115 267- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن هارون بن الصلت(28/313)
116 268- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم السلمي النيسابوري
116 269- إبراهيم بن محمد بن علي ابن الشاه
116 270- إبراهيم بْن مَخْلَد بْن جعفر بْن مَخْلَد الباقرحي
"حرف الباء"
116 271- بشير بْن النُّعْمان بْن عليّ الأنصاري
"حرف الحاء"
116 272- الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد القهندزي
"حرف الخاء"
117 273- خَلَف بْن محمد بْن القاسم بن محرز العنسي
"حرف الراء"
117 274- رجاء بْن عيسى بْن محمد الأنصنائي
"حرف العين"
117 275- عَبْد الله بْن يوسف بْن أحمد بن مامويه
118 276- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن قاسم بْن سهل التجيبي
118 277- عبد الغنيّ بْن سَعِيد بْن عليّ بْن سعيد الأزدي
119 278- عَبْد الواحد بْن محمد بْن عَمْرو بْن حميد بن معيوف
119 279- عُبَيْد بْن محمد بْن محمد بْن مهديّ بن سعيد النيسابوري
119 280- عبيد الله بن الحسن بن أحمد الأصبهاني
120 281- علي بن أحمد التركاني البخاري
120 282- عليّ بْن محمد بْن عَبْد الرّحيم بْن دينار الكاتب
120 283- علي بن محمد بن خزفة الواسطي
120 284- علي بن محمد بن عيسى البغدادي
121 285- عمر بن محمد بن عمر الجهني الأندلسي
"حرف الفاء"
121 286- فاطمة بنت هلال الكرجي
"حرف القاف"
121 287- القاسم بْن أَبِي المنذر أحمد بن محمد بن أحمد القزويني
"حرف الميم"
121 288- محمد بن ذكوان(28/314)
121 289- مُحَمَّد بْن عَبْد الله الجوهري
121 290- محمد بْن عَبْد الله بْن حسّان بْن يحيى الأموي
122 291- محمد بن عبد العزيز بن أنس البغدادي
122 292- محمد بن عثمان بن عبيد القطان
122 293- محمد بن علي بن عمران المصري
122 294- محمد بن علي بن محمد الشيرازي
122 295- محمد بن عمر بن عبد الوارث القيسي
122 296- محمد بْن فارس بْن محمد بْن محمود الغوري
123 297- محمد بن القاسم بن حسنويه
"وفيات سنة عشر وأربعمائة"
"حرف الألف"
123 298- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي سفيان الغافقي
123 299- أحمد بن إسحاق بن خربان
123 300- أحمد بن علي بن يزداد البغدادي
123 301- أَحْمَد بْن عُمَر بْن عَبْد الله بْن منظور الحضرمي
124 302- أحمد بْن قاسم بْن عيسى بْن فَرَج اللخمي
124 303- أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني
124 304- أحمد بْن مهديّ بْن محمد بْن نصر الحنفي
125 305- إبراهيم بن مخلد الباقرحي
125 306- إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن عَبّاد
"حرف التاء"
125 307- تركان بْن الفَرَج البغداديّ الباقِلانيّ
"حرف الجيم"
125 308- الْجُنَيْد بْن محمد بْن الْجُنَيْد الهروي
"حرف الحاء"
125 309- الحسين بْن محمد بْن يحيى الصائغ
125 310- الحسين بن ميمون الصفار
"حرف الخاء"
125 311- خَلَف بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زبارة(28/315)
"حرف السين"
126 312- سعيد بن رشيق القرطبي
126 313- سهل بن أحمد بن علي
"حرف العين"
126 314- عبد الله بن سعيد بن محمد المالينيّ
126 315- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر بن محمد الشيباني
127 316- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن بالويه
127 317- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن أَبِي يزيد بن خالد الأزدي
127 318- عبد الصمد بن منصور بن بابك الشاعر
128 319- عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد التميمي
128 320- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مهدي
129 321- عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي
129 322- علي بن أحمد بن إبراهيم النيسابوري
129 323- علي بن عبيد الله العنابي
129 324- علي بن محمد بن علي التميمي
129 325- علي بن محمد بن القاسم الفارسي
"حرف القاف"
130 326- القاسم بْن أَبِي المنذر الخطيب
"حرف الميم"
130 327- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الجحدري
130 328- محمد بن أسد بن علي الكاتب
130 329- محمد بْن عَبْد الله بْن أبان بْن قريش
131 330- محمد بن عبد الله بن إبراهيم المعدل
131 331- محمد بن عبد الله بن هانيء بن هابيل
131 332- محمد بن عبد الله بن مفوز المعافري
131 333- محمد بْن عثمان بْن محمد الصُّوفيّ الْجُرْجانيّ
131 334- محمد بن عمر بن عيسى البلدي
131 335- محمد بْن محمد بْن أحمد بْن سهل الهروي
131 336- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحسين الأزدي(28/316)
132 337- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن حبيش
132 338- محمد بْن محمد بْن مَحْمِش بن عليّ بن داود الفقيه
133 339- محمد بْن محمد بْن بالُوَيْه بْن إِسْحَاق النيسابوري
133 340- محمد بن المظفر البغدادي
133 341- محمد بن معافي بن صميل الجياني
133 342- محمد بن منصور بن الحسن الجولكي
133 343- محمد بن يونس العين زربي
"حرف الهاء"
134 344- هادي المستجيبين
134 345- هبة الله بن سلامة البغدادي
"المتوفون بعد الأربعمائة ظنًا"
"حرف الألف"
134 346- أحمد بن الحسن بن المرزبان الطبري
134 347- أحمد بن عبيد الله بن الفضل بن سهل
135 348- أحمد بن محمد بن سراج السنجي
135 349- أحمد بْن عُمَر بْن أحمد بْن عليّ الكاتب
135 350- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الجوري
135 351- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى النيسابوري
135 352- أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي
136 353- أحمد بن محمد بن يوسف النيسابوري
136 354- أحمد بن محمد بن حمدان الأصبهاني
136 355- أحمد بْن محمد بْن العبّاس بْن حَسْنَويْه
136 356- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم بن عيسى الإسفرائيني
136 357- إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن إِبْرَاهِيم بن معاوية
136 358- أسد بن إبراهيم بن كليب الحراني
137 359- إسماعيل بن سيدة المرسي
"حرف الجيم"
137 360- جامع بْن أحمد بْن محمد بن مهدي الوكيل(28/317)
"حرف الحاء"
137 361- حديد بن جعفر
"حرف الخاء"
137 362- خلف بن عباس الزهراوي
137 363- خلف المقرئ
138 364- خلف بن محمد بن علي بن محمد القاضي البستي
138 365- الخليل بن أحمد بن محمد القاضي
138 366- خَلَف بْن عيسى بْن سعد الخير بْن أبي درهم
138 367- حوي بن علي بن صدقة السكسكي
"حرف السين"
139 368- سعد بْن عَبْد الله بْن الحسين بن علويه
139 369- سعد بن محمد بن غسان الشيباني
"حرف العين"
139 370- عَبْد الله بْن أَبِي عَبْد الله الحسين العلوي
139 371- الحسين بن محمد
139 372- عَبْد الله بْن القاسم بْن سهل بْن جوهر الموصلي
140 373- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن سعيد الدمشقي
140 374- عبد الله بن أحمد بن الحسن المهرجاني
140 375- عَبْد العزيز بْن عَبْد الله بْن عبد الرحمن الأصبهاني
140 376- عَبْد الصّمد بْن زهير بْن هارون بْن أبي جرادة
140 377- عمر بن الحسن بن درستويه
140 378- عُمَر بْن محمد بْن محمد بْن دَاوُد السجستاني
140 379- علي بن موسى بن إبراهيم بن حزب الله الأندلسي
141 380- علي بن عبد الرحيم بن غيلان السوسي
"حرف الكاف"
141 381- كامل بْن أحمد بْن محمد العزائمي
142 382- كامل بْن أحمد بْن محمد بْن سليمان البخاري
"حرف الميم"
142 383- محمد بْن عَبْد الصَّمد بْن لاوي الأطرابلسي(28/318)
142 384- محمد بن عيسى البستي
142 385- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن منصور النوقاني
142 386- محمد بن زكريا الإفليلي
142 387- محمد بن أحمد بن حيوة
142 388- مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن يحيى بْن موسى الخبيري
143 389- محمد بن علي بن محمد النيسابوري
143 390- محمد بْن محمد بْن محمد بْن بَكْر الهزاني البصري
143 391- محمد بن يعقوب بن حمويه الوزير
143 392- محمد بْن إسماعيل بْن أحمد بْن العنبْر العنبري
143 393- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن محمد بْن المغيرة العكلي
143 394- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن حَمْدَوَيْه الطوسي
143 395- محمد بن الهيصم الكرامي
144 396- محمد بن يحيى بن سراقة العامري
"حرف الياء"
144 397- يوسف بن خليل بن سيان الغساني
144 398- يحيى بن نجاح(28/319)
"الطبقة الثانية والأربعون"
"أحداث سنة إحدى عشرة وأربعمائة"
145 فقد الحاكم بأمر الله
147 تدبير أخت الحاكم لقتل ابن دواس
148 وزارة ابن سهلان والقبض عليه
148 الغلاء في العراق
148 هلاك ولي عهد الحاكم بأمر الله
148 رواية ابن القلانسي عَنْ هلاك وليّ العهد
149 ولاية أبي المطاع ابن حمدون دمشق
149 ولاية سختكين دمشق
"أحداث سنة اثنتي عشرة وأربعمائة"
149 اعتراض العرب البدو لقافلة الحجاج
150 وزارة الرخجي
150 القبض عَلَى أَبِي القاسم ابن المغربي الوزير
150 وثوب الإدريسي على عمه بالأندلس
"أحداث سنة ثلاث عشرة وأربعمائة"
150 ضرب الحجر الأسود وكسره
150 قتل ضارب الحجر الأسود
151 تشقق الحجر الأسود
151 استيلاء المأمون على قرطبة
"أحداث سنة أربع عشرة وأربعمائة"
151 مسير السلطان مشرف الدولة إلى بغداد
152 توغل يمين الدولة في بلاد الهند
153 وزارة أبي القاسم المغربي
153 حج الأقساسي بالعراقيين
"أحداث سنة خمس عشرة وأربعمائة"
153 إحراق خلع صاحب مصر
153 وزارة الجرجرائي
153 موت ست الملك(28/320)
153 وفاة سلطان الدولة
154 هلاك الحجاج العراقيين بعقبة واقصة
"أحداث سنة ست عشرة وأربعمائة"
154 انتشار العيارين ببغداد
154 وفاة السلطان مشرف الدولة
154 سلطنة جلال الدولة أبي طاهر
154 وزارة ابن ماكولا
154 ميل الجند إلى سلطنة أبي كاليجار
155 رسالة ابن سبكتكين إلى القادر بالله
155 تفاقم أمر العيارين في بغداد
155 امتناع الحج من العراق
155 كثرة الفتن في الأندلس
"أحداث سنة سبع عشرة وأربعمائة"
156 انتهاب الكرخ وإحراقها
156 شهادة الصيمري عند ابن أبي الشوارب
156 تجمد دجلة
156 انقضاض كوكب
156 اعتقال الوزير ابن ماكولا
157 امتناع حاج العراق
157 وفاة ابن أبي الشوارب
"أحداث سنة ثمان عشرة وأربعمائة"
157 وقوع البرد في البلاد
157 إعادة الخطبة لجلال الدولة
157 كتاب سُبُكْتكين إلى الخليفة عَنْ الصّنم بالهند
158 الأمر بضرب الطبل في أوقات الصلوات
158 البرد والجليد في العراق
158 امتناع الحاج من بغداد
"أحداث سنة سبع عشرة وأربعمائة"
159 احتجاج الغلمان والإسفهسلارية على جلال الدولة(28/321)
159 موت مالك إقليم كرمان
160 انعدام الرطب ببغداد
160 امتناع الحاج من العراق
160 ولاية الدزبري دمشق
"أحداث سنة عشرين وأربعمائة"
160 وقوع البرد بالنعمانية
160 كتاب ابن سبكتكين إلى القادر بالله
161 انقضاض كوكب
161 اضطراب الأمر ببغداد
161 غور الماء في الفرات
161 قراءة كتاب القادر بالله بتفضيل السنة
162 قراءة كتاب ثان
162 قراءة كتاب ثالث
162 خطبة الشيعي بجامع براثا
162 كتاب الخليفة إلى السلطان عَنْ خطبة الشيعي
163 امتناع الخطبة في جامع براثا
163 ازدياد تعديات العيارين
163 تقليد ابن ماكولا قضاء القضاة
163 اعتذار الشيعة عن سفهائهم
163 مقتل جماعة من العيارين
164 مقتل صالح بن مرداس صاحب حلب(28/322)
"الطبقة الثانية والأربعون"
"وفيات سنة إحدى عشرة وأربعمائة"
"حرف الألف"
164 1- أحمدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد الشيرازي
164 2- أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن جعفر اليزدي
164 3- أحمد بن علي بن أيوب قاضي عكبرا
165 4- أحمد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن محمد الهاشمي
165 5- أحمد بن محمد بن إبراهيم المطرفي
165 6- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن حَسْنُونَ
165 7- أحمد بن موسى بن عبد الله الزاهد العراقي
165 8- إبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم بْن يوسف الطوسي
165 9- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن نصْرُوَيْه بْن سختام
"حرف الجيم"
166 10- جعفر بْن أَبِي المذكر المصريّ
"حرف الحاء"
166 الحاكم
166 11- الحَسَن بْن الحَسَن بْن عليّ بْن المنذر البغدادي
166 12- الحَسَن بْن عمران بْن عَبْدُوس بْن يوسف الفسوي
166 13- الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري
"حرف العين"
167 14- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بن مسافر
167 15- عَبْد الرحيم بْن إلياس بْن أحمد بْن المهدي العبيدي
168 16- عبد الغني بن عبد العزيز بن الفأفاء المصري
168 17- عَبْد القاهر بْن عبد العزيز بْن إبراهيم الأزدي
168 18- عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن الحُسين بْن عبد الله الخزاعي
169 19- عُمَر بْن المحدث أَبِي عُمَر محمد بْن أحمد بن سليمان النوقاني
"حرف الفاء"
169 20- الفضل بْن محمد بْن الحَسَن بن إبراهيم(28/323)
"حرف الميم"
169 21- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بن عبدويه القفال
169 22- محمد بْن سهل بْن محمد بْن الحَسَن الأصبهاني
170 23- محمد بن عبد الرحمن بن حنش الجوزقي
170 24- محمد بن يونس بن هاشم العين زربي
170 25- منصور الحاكم بأمر الله
171 إنكار ابن باديس عَلَى الحاكم بأمر الله
"وفيات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة"
"حرف الألف"
172 26- أحمد بْن الحسين بْن جَعْفَر المصري النحالي
173 27- أحمد بن عبد الخالق بن سويد الأنصاري
173 28- أحمد بْن عُمَر بْن القاسم بْن بشْر البغدادي
173 29- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن حفص الهروي
174 30- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي مسلم البغدادي
174 31- أحمد بْن محمد بْن بَطّال بْن وهْب التميمي
174 32- أحمد بن محمد بن مالك الهروي
174 33- أحمد بن إسحاق الهروي الملحي
174 34- أحمد بن محمد بن جعفر المذكر
174 35- إبراهيم بن سعد الواسطي الرفاعي
"حرف الحاء"
175 36- الحَسَن بْن الحُسين بْن رامين الأستراباذي
175 37- الحسن بن منصور الوزير ذو السعادتين
175 38- الحسين بن عمر بن برهان الغزال
"حرف السين"
176 39- سهل بن محمد السجزي
"حرف الصاد"
176 40- صاعد بْن أحمد بْن محمد بن علي التميمي
176 41- صاعد بْن محمد بْن محمد بْن فَيّاض الهروي(28/324)
"حرف العين"
176 42- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن محمد الكلاعي
176 43- عبد الله بن سعيد الأزدي المصري
176 44- عبد الله بن عبد الله بن زاذان القزويني
176 45- عَبْد الله بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز الكرجي
177 46- عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي
177 47- عبد الرحيم بن إلياس العبيدي الأمير
177 48- عبد الصّمد بْن الحَسَن بْن سلام البزّاز
177 49- عبيد الله بن أحمد الحربي القزاز
178 50- عَليّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن عبدوس
"حرف الميم"
178 51- محمد بْن إبراهيم بْن حَوْلان الحداد
178 52- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بن كامل البخاري
178 53- محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البغدادي
179 54- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن فارس بن سهل
179 55- محمد بن جعفر التميمي القيرواني
180 56- محمد بن الحسن بن محمد البغدادي الوراق
180 57- محمد بن الحسين بن موسى الأزدي
182 58- محمد بن عبد الله بن أحمد الدمشقي العابد
183 59- محمد بن عبد الواحد صريع الدلاء الشاعر
184 60- محمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يوسف بن حجاج
184 61- محمد بن عمر المصري
184 62- مُنير بْن أَحْمَد بْن الحَسَن بْن علي بْن منير المصري
"حرف النون"
185 63- نصر بْن عليّ البغداديّ الطّحّان
185 64- نصر بن ناصر الدولة سبكتكين
"أحداث سنة ثلاث عشرة وأربعمائة"
"حرف الألف"
185 65- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن هرثمة بن ذكوان بن عبيدوس(28/325)
186 66- أحمد بْن أَبِي الهيثم عَبْد الرَّحْمَن بْن علي القاضي الرقي
186 67- أحمد بن علي البهرام زياري
186 68- أحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن كثير
"أعلام غير مرتبة"
186 69- محمد بن عبد الله بن إبراهيم البهرامي
186 70- محمد بْن عليّ بْن أحمد بْن شاكر المالِينيّ
186 71- أبو دلف طاهر بن محمد القيسي
186 72- أبو الحَسَن عليّ بْن محمد بْن حسين التّاجر
186 73- محمد بن مظفر الوراق
186 74- عكي بن محمد العقبي
"تابع حرف الألِف"
186 75- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسكان النيسابوري
186 76- أحمد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الحويص البوشنجي
187 77- إبراهيم بْن عليّ بْن تميم القَيْروانيّ الحُصْريّ
187 78- إسماعيل بْن أحمد بْن محمد بْن بكران السلمي
187 79- إسماعيل بن علي بن الخزاز
187 80- أمية بن عبد الله الهمداني الميورقي
"حرف الباء"
187 81- بشر بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد القهندزي
"حرف الجيم"
187 82- جعْفَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين النقيب
"حرف الحاء"
188 83- حسان بن الحسن اللحياني
188 84- الحسين بن الحسن المعدني اللواز
188 85- الحسين بن بقاء بن محمد المصري
188 86- حمد بن عمر بن أحمد بن إبراهيم الزجاج
"حرف الراء"
188 87- رفاعة بن الفرج القرشي(28/326)
"حرف السين"
189 88- سَعِيد بْن سَلَمَة بْن عَبَّاس بن السمح
189 89- سلطان الدولة أبو شجاع
"حرف الصاد"
189 90- صَدَقَة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الملك القرشي
"حرف الطاء"
189 91- طاهر بن أحمد الأصبهاني
"حرف العين"
190 92- العباس أبو الفتح مولى الخادم
190 93- عَبْد الله بْن أحمد بْن إسماعيل الفقيه
190 94- عبد الله بن محمد بن المرزبان بن منجويه الأصبهاني
190 95- عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني
190 96- عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمد الحضرمي
191 97- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حبيب القاضي
191 98- عَبْد الرحمن بْن مروان بْن عَبْد الرَّحْمَن القنازعي
192 99- عَبْد الصّمد بْن محمد بْن نُجَيْد البَغَويّ
192 100- عَبْد العزيز بْن جعفر بْن إِسْحَاق بْن محمد بن خواستي
192 101- عَبْد المُلْك بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العبسي
193 102- عُبَيْد الله بْن محمد بْن محمد بْن علي الصرام
193 103- علي بن الحسن الإبريسيمي
193 104- علي بن عيسى بن سليمان أصفروخ
193 105- علي بن هلال بن البواب
"حرف الميم"
196 106- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الجارودي الهروي
197 107- محمد بن أحمد بن يوسف البغدادي الصياد
197 108- محمد بن أحمد بن زكريا النيسابوري
197 109- محمد بن إبراهيم بن ماهان الفقيه
197 110- محمد بْن طلحة بْن محمد بْن عثمان النعالي
198 111- محمد بْن محمد بْن النَّعْمان البغداديّ ابن المعلم(28/327)
199 112- محمد بن الفضل المفسر
199 113- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الباشاني الهروي
199 114- محمد بن منصور بن علي البغدادي الشاعر
199 115- محمود بْن عُمَر بْن جعفر بْن إِسْحَاق العكبري
"حرف الواو"
199 116- ولاد بن علي التميمي
"وفيات سنة أربع عشرة وأربعمائة"
"حرف الألف"
199 117- أَحْمَد بْن الحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الصائغ
200 118- أحمد بن الحسن الدمشقي الوراق
200 119- أحمد بن زيدان المقرئ
200 120- أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن إسحاق المولقاباذي
200 121- أحمد بن محمد بن سليمان البشري الهروي
201 122- إسماعيل بْن أَبِي إِسْحَاق إبراهيم بْن محمد السرخسي
"حرف الباء"
202 123- بديع فتى القاضي الميانجي
"حرف التاء"
202 124- تمّام بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ البجلي الرازي
"حرف الحاء"
202 125- الحَسَن بْن الفضل بْن سَهْلان الوزير
203 126- الحسين بْن الحَسَن بْن محمد بْن حَلْبَس المخزومي
203 الغضائري
203 127- الحُسَين بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الأطرابلسي
203 128- الحسين بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه الرّهاويّ
204 129- الحُسَين بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه الثقفي الدينوري
204 130- الحسين بن محمد بن الحسن الصوري النحوي
"حرف السين"
205 131- سختكين شهاب الدولة
205 132- سَعِيد بْن محمد بْن أحمد بْن حسين بْن مدرك الباشاني(28/328)
205 133- سهل بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن دينار الديناري
"حرف الطاء"
205 134- طاهر بْن محمد بْن عليّ بن هاموش الهمذاني
"حرف العين"
205 135- العباس بن عمر بن مأمون الكلوذاني
206 136- عَبْد الله بْن أحمد بْن عَمْرو بْن أحمد بن معاذ العنسي
206 137- عبد الله بن الحسن بن الخصيب الأصبهاني
206 138- عبد الجبار بن أحمد الهمذاني القاضي
206 139- عبد الرحمن بن محمد بن سليمان السلمي
206 140- عَبْد الرَّحْمَن بْن هشام بْن عَبْد الجبّار الأموي
207 141- عَقيل بْن عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بْن عَبْدان الأزدي
207 142- علي بن أحمد بن صبيح القاضي
207 143- علي بن بشرى بن عبد الله الدمشقي العطار
208 144- عَلَى بْن عَبْد الله بْن الحَسَن بْن جهضم البوراني
209 145- علي بن القاسم بن الحسن البصري النجاد
209 146- عليّ بْن محمد بْن أحمد بْن مِيلَة خرة
210 147- عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن حسين بن شاذان
210 148- عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن يعقوب الإيادي
211 149- عُمَر بْن محمد بْن إبراهيم بْن عَبَّاس الدوغي
"حرف القاف"
211 150- القاسم بْن جعفر بْن عبد الواحد بن العباس
"حرف اللام"
212 151- لَيْلَى بنت أحمد بْن مُسْلِم الولادي
"حرف الميم"
212 152- محمد بْن أحمد بْن سميكة
212 153- محمد بن خزيمة بن الحسين المصري
212 154- محمد بن الحسين بن عمر الحمصي
212 155- محمد بْن طاهر بْن يونس بْن جعفر
212 156- محمد بْن عَلِيّ بْن عمرو بْن مهْديّ النقاش(28/329)
213 157- محمد بن علي بن الحسين الباشاني
213 158- محمد بن علي بن ممويه
213 159- محمد بْن عليّ بْن العبّاس بْن جمعة
213 160- محمد بن علي ربيع بن عبد الله بن ربيع
214 161- محمد بن عمر بن هارون الكوكبي
214 162- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجرجاني
"حرف الهاء"
214 163- هلال بْن محمد بْن جعفر بن سعدان الكسكري
214 164- الهيصم بن محمد بن إبراهيم البوشنجي
"حرف الياء"
214 165- يحيى بْن إبراهيم بْن محمد بن يحيى
215 166- يحيى بن إبراهيم بن محارب السرقسطي
"أحداث سنة خمس عشرة وأربعمائة"
"حرف الألف"
215 167- أحمد بْن أحمد بْن يوسف الدوغي
216 168- أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن شبيب الشبيبي
216 169- أحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن مُعَاذ الملقاباذي
216 170- أحمد بن علي بن أحمد القرشي الرماني
216 171- أحمد بن عمر بن عثمان
216 172- أحمد بن الفضل النعيمي
217 173- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن القاسم المحاملي
217 174- أحمد بْن محمد بْن الحاجّ بْن يحيى الإشبيلي
218 175- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسْمَاعِيل الحربي
218 176- أحمد بن محمد بن أبي أسامة الحلبي
218 177- أحمد بن محمد بن موسى البغدادي الخياط
218 178- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بْن الْحَسَن بن المسلمة
219 179- أحمد بن محمد بن الصابوني
219 180- أحمد بن يحيى بن سهل المنبجي
220 181- إبراهيم بن أحمد السمان(28/330)
220 182- أسد بن القاسم الحلبي
"حرف الحاء"
220 183- الحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن مسلم الصقلي
220 184- الحسين بْن سَعِيد بْن مهنّد بْن مَسْلمة
220 185- الحسين بن عبد الواحد الحذاء المقرئ
220 186- الحسين بن علي بن الإسكاف
"حرف الزاي"
221 187- زكريّا بْن يحيى بْن أفلح التميمي
221 188- زيادة بن علي التميمي النحوي
"حرف العين"
221 189- عَبْد الله بْن ربيع بْن عبد الله بن محمد التميمي
221 190- عبد الله بن محمد بن عقيل البارودي
222 191- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سعيد بن مسعود
222 192- عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن عَبْد الجبّار الهمداني
222 193- عبد الرحمن بن الحسين بن الحسين الهمداني
222 194- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي الميمون البجلي
223 195- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن جعفر بْن المؤمن التميمي
223 196- عبد الرحمن بن عمر بن ممجة التميمي
223 197- عَبْد الواحد بْن عُبَيْد الله بْن الفضل بن شهريار
223 198- عَبْد الوهّاب بْن عبد المُلْك بْن محمد الهاشمي
223 199- عبد الوهاب بن محمد بن أيوب الأردبيلي
223 200- عبيد الله بن عبد الله بن الحسين الخفاف
224 201- عبيد الله بن عمر بن علي المقريء
224 202- عليّ بْن الشَّيْخ أَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السوسنجردي
225 203- علي بن إبراهيم بن يحيى الدقاق
225 204- عليّ بْن أحمد بْن عَبْدان بْن الفَرَج الشيرازي
225 205- علي بن عبد الله الدقيقي النحوي
225 206- عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد الهاشمي
226 207- عليّ بْن عُبَيْد الله بْن عَبْد الغفّار السمسماني(28/331)
226 208- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بشران الأموي
226 209- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مزاحم الداراني
226 210- علي بن محمد بن عبد الله الحذاء
227 211- عليّ بْن محمد بْن طَوْق بْن عَبْد الله الطبراني
227 212- عمر بن أحمد بن عمر الصفار
227 213- عمر بن عبد الله بن تعويذ الدلال
227 214- عمرو بن حديد
"حرف الفاء"
227 215- الفضل بْن محمد بْن سمُّوَيْه
"حرف القاف"
227 216- الْقَاسِم بْن أَحْمَد بْن محمد الوليدي الجرجاني
"حرف الميم"
227 217- مُحَمَّد بْن أحمد بْن إسماعيل البزري
228 218- محمد بن أحمد بن عمر الصابوني
228 219- محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شاذان الصيدلاني
228 220- محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفرج الدقاق
228 221- محمد بن إبراهيم الأردستاني
228 222- محمد بن أحمد التميمي
229 223- محمد بن أحمد بن إسماعيل الفراء
229 224- محمد بْن إدريس بْن محمد بْن إدريس الشافعي
229 225- محمد بْن الحسين بْن محمد بْن الفضل الأزرق
229 226- محمد بن الحسين بن جرير الدشتي
230 227- محمد بن حمزة بن محمد بن المغلس التميمي
230 228- محمد بن سفيان القيرواني
230 229- محمد بن صالح بن جعفر البغدادي
230 230- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد بْن الناصر
231 231- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن جعفر الأصبهاني
231 232- محمد بْن عُبَيْد الله بْن طاهر الحسينيّ
231 233- محمد بن الفضل بن جعفر القرشي(28/332)
231 234- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بن رجاء النيسابوري
231 235- محمد بن محمد بن أحمد النيسابوري
"حرف الياء"
231 236- يوسف بن عبد الله الزجاجي
"وفيات سنة ستة عشرة وأربعمائة"
"حرف الألف"
232 237- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بن جانجان الصرام
232 238- أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد بْن يزداد
232 239- أحمد بن ظريف القرطبي
232 240- أحمد بن عمر بن سعيد الجهازي
232 241- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسْمَاعِيل بن أبي درة
233 242- أحمد بن محمد بن إبراهيم البخاري
233 243- أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن حمدون الأشناني
233 244- إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي
"حرف الحاء"
233 245- حسّان بْن مالك بْن أَبِي عبدة القرطبي
233 246- الحسن بن عبد الرحمن الصائغ
233 247- الحسين بن أحمد بن موسى الدمشقي
233 248- الحسين بْن عَليّ بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن مسلمة الكعبي
"حرف الخاء"
234 249- الخصيب بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن الخصيب
"حرف السين"
234 250- سابور بن أردشير
"حرف الصاد"
235 251- صالح بْن إبراهيم بْن رِشْدين المصري
235 252- صالح الحسيني المصري
"حرف العين"
235 253- عبد الله بن بكر بن المثنى السهمي
235 254- عَبْد الله بْن الحسين بْن محمد بْن جشان(28/333)
235 255- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْر بْن محمد بْن سعيد التجيبي
236 256- عَبْد الرّحيم بْن عَبْد الله بْن محمد بن عيدش
236 257- علي بن أحمد بن نوبخت
236 258- علي بن الحسن بن خليل القاضي المصري
236 259- علي بن محمد بن فهد التهامي الشاعر
"حرف الغين"
237 260- غَيْلان بْن محمد بن إبراهيم بن غيلان الهمذاني
"حرف الفاء"
238 261- الفضل بْن عُبَيْد الله بْن أحمد بن الفضل التاجر
"حرف القاف"
238 262- قراتكين التركي
"حرف الميم"
238 263- محمد بْن أحمد بْن الطَّيّب الواسطي
238 264- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن المحبّ النيسابوري
238 265- محمد بن جبريل بن ماح الهروي
239 266- محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله الطائي
239 267- محمد بْن الفضل بْن محمد بْن جعفر البلخي
239 268- محمد بْن أَبِي نصر محمد بْن الحَسَن بن سليمان المعداني
239 269- محمد بن محمد بن يوسف الزاهد المعدل
240 270- مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد التميمي
240 271- محسن بن جعفر بن أبي الكرام المصري
240 272- مسعود بن محمد بن علي الجرجاني
241 273- مشرف الدولة بن بويه
"حرف الياء"
241 274- يحيى بْن عليّ بْن محمد الحضرمي
242 275- يحيى بن محمد بن إدريس الهروي
"أحداث سنة سبع عشرة وأربعمائة"
"حرف الألف"
242 276- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بن كثير البغدادي البيع(28/334)
243 277- أحمد بن علي الدمشقي الكتاني
243 278- أحمد بن عمر بن الإسكاف البغدادي
243 279- أحمد بن محمد بن سلامة الستيتي
243 280- أحمد بن محمد بن علي الكتاني
244 281- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن العباس بن أبي الشوارب
244 282- إبراهيم بْن الوزير أَبِي الفضل جعفر بْن حنزابة
"حرف الحاء"
244 الحسين البتاني
244 283- الحسين بن ذكر بن هارون البجلي العكاوي
245 284- الحسين بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عبدان
245 285- الحسين بن علي بن ثابت خطيب السلحين
"حرف الراء"
245 286- رَوْح بْن أحمد بْن عُمَر الأصبهاني
"حرف السِّين"
245 287- سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن كنجة
245 288- سلامة بن عمر بن عيسى النصيبي
245 289- سهل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هشام المروزي
"حرف الصاد"
246 290- صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي
"حرف العين"
246 291- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه المروزي
247 292- عبد الله بن أحمد بن عثمان العكبري
248 293- عبد الله بن أحمد بن عثمان القشاري
248 294- عبد لله بن أحمد بن محمد بن أحمد الهمداني
248 295- عَبْد الله بْن يحيى بْن عبد الجبّار البغدادي
248 296- عبد الرحمن بن أحمد بن محمد النيسابوري الجوري
248 297- عَبْد السّلام بْن أحمد بْن أبي عرابة المصري
248 298- عَبْد المُلْك بْن أحمد بْن أبي حامد الجرجاني
249 299- عَبْد الواحد بْن أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد السلمي(28/335)
249 300- علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي
250 301- عليّ بْن أحمد بْن هارون بْن كُرديّ النهرواني
250 302- عُمَر بْن أحمد بْن إبراهيم بْن عَبْدُوَيْه الهذلي
251 303- عمر بن أحمد بن عثمان البزاز العكبري
"حرف الميم"
251 304- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن القاسم الهروي
251 305- محمد بْن أحمد بْن الطَّيّب بْن جعفر بن كماري
251 306- محمد بن أحمد بن علي البالكي الهروي
251 307- محمد بْن أحمد بْن هارون بْن موسى بن عبدان
252 308- محمد بن أحمد بن الحسن البزاز
252 309- محمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي زيد الأنماطي
252 310- محمد بن عتيق بن بكر الأسواني
"حرف الهاء"
252 311- هارون بْن يحيى بْن الحَسَن الطحان
"وفيات سنة ثمان عشرة وأربعمائة"
"حرف الألف"
252 312- أحمد بْن إبراهيم بْن يزداد
253 313- أحمد بن برد القرطبي
253 314- أحمد بْن حمدان بْن الشَّيْخ أَبِي حامد الشاركي
253 315- أحمد بْن عليّ بْن سَعْدُوَيْه النَّسَويّ الحاكم
253 316- أَحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد الملقاباذي
253 317- أحمد بن محمد بن أحمد القهندزي
253 318- أحمد بن محمد بن المهتدي الخطيب
253 319- أحمد بْن محمد بْن القاسم بْن مرزوق المصري
254 320- أحمد بْن الوليد بْن أحمد بْن محمد الزوزني
254 321- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مِهْران
255 322- إسماعيل بن بدر الأنصاري القرطبي
256 323- أصبغ بن عيسى اليحصبي(28/336)
"حرف الحاء"
256 324- الحسن بْن عليّ بْن حسين بْن محمد الوزير ابن المغربي
"حرف الراء"
259 325- رباح بْن عليّ بْن موسى بن رباح القاضي
"حرف الزاي"
259 326- زيد بْن عَبْد العزيز بْن مقرن الأصبهاني
"حرف الطاء"
259 327- طاهر بْن الحَسَن بْن إبراهيم الهمداني الجصاص
"حرف العين"
261 328- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بن جَحّاف المعافري
261 329- عبد الله بْنُ عُبَيْد الله بْنُ مُحَمَّد الجرجاني
261 330- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ القرشي
261 331- عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني
262 332- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فاذويه
262 333- علي بن الحسن القاضي الهروي الداوودي
262 334- علي بن عبيد الله بن الشيخ الدمشقي
262 335- علي بن عبد الله بن يوسف الشيرازي
"حرف الفاء"
262 336- فضلويه بن محمد بن محمد بن إسحاق القزويني
"حرف الميم"
263 337- محمد بْن أحمد بْن خليفة التونسي
263 338- محمد بْن أحمد بْن عليّ بْن العبّاس الجاموسي
263 339- محمد بن الحسين البغدادي الخفاف
263 340- محمد بن زهير بن أخطل النسائي
263 341- محمد بن علي بن إسحاق البغدادي
263 342- محمد بْن محمد بْن أحمد بْن الرُّوزْبَهَان
264 343- محمد بن يوسف بن الفضل الجرجاني
264 344- مروان بْن سليمان بْن إبراهيم بْن مَوْرقاط
264 345- مُعَاذ بْن عَبْد الله بْن طاهر البَلَويّ(28/337)
264 346- مَعْمر بْن أحمد بْن محمد بْن زياد الأصبهاني
265 347- مكي بن محمد بن القمر التميمي الوراق
"حرف الهاء"
265 348- هبة اللَّه بْن الحَسَن بْن منصور الرازي
"حرف الياء"
266 349- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن إبراهيم البزاز
"الكنى"
266 350- أبو الحسين بن طباطبا العلوي
"وفيات سنة تسع عشرة وأربعمائة"
"حرف الألف"
266 351- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بن محمود الثقفي
266 352- أحمد بْن عَبَّاس بْن أصْبَغ بْن عَبْد الغزيز
267 353- أحمد بن محمد بن منصور البوشنجي
267 354- أحمد بن محمد بن الحسين الضبي الهروي
267 355- إسحاق بن عبد الصمد بن القاهر بالله
"حرف الحاء"
267 356- الحَسَن بْن محمد بْن جعفر بن جبارة الدمشقي
267 357- الحسن بن محمد بن جعفر السلماسي
267 358- الحسين بن الحسن بن يحيى العلوي
"حرف الزاي"
268 359- زكريّا بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حمويه
"حرف الشين"
268 360- شعيب بن محمد إبراهيم الشعيبي
"حرف العين"
268 361- عبادة بن عبد الله بن محمد بن عبادة الأنصاري
268 362- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الله المصاحفي
268 363- عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم البناني
269 364- عبد الله بن محمد بن سليمان القرطبي
269 365- عبد الرحمن بن محمد بن المرزبان(28/338)
269 366- عَبْد المحسن بْن محمد بْن أحمد بْن غلبون الشاعر
270 367- عَبْد المُلْك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر الشروطي
270 368- عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف الهمداني
270 369- عبد الواحد بن أحمد بن الحسين العكبري
270 370- علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزّاز
271 371- عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن الْحَسَن بْن محمد الخزاعي
271 372- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن آزادمرد الفارسي
271 373- علي ابن المقرئ أبي عدي عبد العزيز المصري
271 374- عُمَر بْن أحمد بْن محمد بْن حسْنُوَيْه
"حرف الميم"
271 375- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرحمن بن عمر بن حفص
272 376- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن صمادح الصمادحي
272 377- محمد بن عبد الله الرباطي
272 378- محمد بن عبد الباقي الجبان
273 379- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن حِيد الجوهري
273 380- محمد بن عمر بن يوسف القرطبي
274 أبو عبد الله بن الفخار المالكي
274 381- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مخلد البزاز
"حرف النون"
275 382- ناصر بْن مهديّ بْن الحسن العلوي
"حرف الهاء"
275 383- الهَيذام بْن عُمَر بْن أحمد بن الهيذام
"حرف الياء"
275 384- يحيى بن عمر الدعاء الشارب
275 385- يعيش بن محمد بن يعيش الأسدي
"وفيات سنة عشرين وأربعمائة"
"حرف الألف"
276 386- أحمد بْن طلحة بْن أحمد بن هارون المنقي
276 387- أحمد بن عبد القادر بن سعيد الأموي(28/339)
276 388- أحمد بن علي بن أحمد بن حماد الجرجاني
276 389- أحمد بن علي بن الحسن بن الهيثم البغدادي
277 390- أحمد بن علي المنبجي الرقي
277 391- أحمد بن محمد بن عفيف الأموي
277 392- أحمد بْن محمد بْن القاسم بْن بِشْر الفارسي
277 393- أحمد بن محمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي
277 394- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين الحنائي
"حرف الحاء"
278 395- الحَسَن بْن عليّ بْن العبّاس بن الفضل النضروي
278 396- الحَسَن بْن محمد بْن أحمد بْن عُمَر القهندزي
278 397- الحسين بن عبد الله بن أبي علاثة البغدادي
"حرف السين"
278 398- سَعِيد بْن عَبْد العزيز بْن عبد الله النيلي
"حرف الصاد"
278 399- صالح بن مرداس الكلابي
"حرف العين"
279 400- عَبْد الله بْن عَبْد الرحيم بن محمد البناني
279 401- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مهرة الأصبهاني
279 402- عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي
279 403- عبد الرحمن بن زاهد بن أحمد المروزي
279 404- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن القاسم بْن معروف
280 405- عَبْد الرحيم بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكتامي
281 406- عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن أحمد الخاصمي
281 407- عبد الواحد بن مُحَمَّد بن أحمد بن جعر المنيري
281 408- عبيد الله بن النضر بن محمد المحمي
281 409- عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن الحسين الخرجاني
282 410- علي بن الحسن بن دوما البغدادي
282 411- علي بن عيسى بن الفرج الربعي
282 412- عليّ بْن محمد بْن أحمد بْن إسماعيل الجرجاني(28/340)
282 413- علي بن مُحَمَّد بن علي بن حميد الإسفرائيني
282 414- علي بن محمد بن علي الإسفرائيني
283 415- عمر بن الحسن بن يونس
283 416- العنبر بن الطيب بن محمد بن عبد الله
"حرف الميم"
283 417- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بن عبد العزيز العكبري
283 418- محمد بن بكر النوقاني
284 419- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد الرباطي
284 420- محمد بْن عُبَيْد الله بْن أحمد المسبّحيّ
284 421- منصور بن هانيء بن محمد الفقيه
"ذكر المتوفّين تقريبًا مِن رجال هذه الطبقة"
"حرف الألف"
284 422- أحمد بْن سَعْدي بْن محمد بن سعدي الإشبيلي
285 423- أحمد بن علي الزاهد
285 424- أحمد بْن عليّ بْن أحمد الإصبهانيّ الصّحّاف
285 425- أحمد بن علي بن ثابت بن الماوردية
285 426- أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني المزكي
285 427- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف السهلي
285 428- أحمد بن محمد بن مزاحم الصفار
285 429- إسماعيل بن أحمد الجرجاني
"حرف الباء"
286 430- بشر بن محمد الميهني الصوفي
286 431- بشر بن محمد بن عبيد الله الخطيب الميهني
286 432- بِشْر بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن القَاسِم بْن محمش
"حرف الجيم"
286 433- جناح بن نذير بن جناح
"حرف الحاء"
286 434- الحسن بن الأشعث بن محمد المنبجي
287 435- الحَسَن بْن عليّ بْن أحمد بْن بشّار السابوري(28/341)
287 436- الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَلِيّ بن تبان التباني
287 البتاني محمد بن جابر
287 437- الحسين بْن عليّ بْن عُبَيْد الله بْن محمد الرهاوي
287 438- حكم بن المنذر بن سعيد القرطبي
"حرف الزاي"
288 439- زكريّا بْن أحمد بْن محمد بن يحيى البزاز
"حرف السين"
288 440- سَعِيد بْن محمد بْن شعيب بن نصر الله الخطيب
"حرف العين"
288 441- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمويه بن بيهس
288 442- عَبْد الله بْن عيسى بْن إبراهيم بْن علي المالكي
289 443- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق بْن عَبْد العزيز اللهبي
289 444- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم النيسابوري
289 445- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بن سورة
289 446- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد الأنصاري
290 447- عبد الواحد بن مُحَمَّد بن أحمد بن جعفر المنيري
290 448- عَبْد الواحد بْن محمد بْن محمد بْن يعقوب السجستاني
290 449- عبد الوهاب بن محمد بن طاهر البوشنجي
290 450- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن داود الرزاز
290 451- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي الدمشقي
290 452- عليّ بْن الحَسَن بْن محمد بْن العبّاس بن فهر
291 453- علي بن الحسن النخالي الدلال
291 454- علي بن عمر بن إسحاق الأسداباذي
291 455- عليّ بْن القاسم بْن محمد بْن إِسْحَاق البصري
291 456- عليّ بْن محمد بْن خَلَف بْن موسى البغدادي
"حرف الغين"
291 457- غالب بن علي الرازي
"حرف الميم"
292 458- محمد بْن أحمد بْن عَبْدُوَيْه الأصبهاني(28/342)
292 459- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد بن القاسم الهروي
292 460- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن القاسم الهروي
292 461- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الدمشقي الشرابي
292 462- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن منصور النوقاني
292 463- محمد بن إبراهيم الفارسي المشاط
293 464- محمد بن إبراهيم بن عبيد الله البجاني
293 465- محمد بن الحسن بن الكتاني الأندلسي
293 466- محمد بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عمرويه الإسفرائيني
293 467- محمد بن أحمد بن الحسين الزعفراني
293 468- محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد الخولاني القرطبي
294 469- محمد بن عثمان بن مسبح الجعد الشيباني
294 470- محمد بن عبد الواحد بن محمد الزبيري المكي
294 471- محمد بن عبد الواحد بن عُبَيْد الله الأردستاني
295 472- محمد بن علي بن حشيش التميمي
295 473- محمد بن عمر بن زيلة المديني
295 474- محمد بن محمد بن حمدويه النيسابوري
295 475- محمود بن المثنى بن المغيرة الشيرازي الداوودي
"الكنى"
296 476- أبو محمد بن الكراني القيرواني المالكي
296 477- أبو هلال العسكري
299 فهرس الموضوعات(28/343)
المجلد التاسع والعشرون
الطبقة الثالثة والأربعون
أحداث سنة إحدى وعشرين وأربعمائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الثالثة والأربعون:
أحداث سنة إحدى وعشرين وأربعمائة:
فتنة أهل الكرْخ بعاشوراء:
في عاشوراء أغلقَ أهل الكرْخ أسواقهم، وعلّقوا عليها المُسُوح وناحوا، وذلك لأنّ السلطان انحدر عنهم فوقع القتال بينهم وبين السُّنة. ثمّ أُنزل المُسُوح وقُتل جماعة من الفريقين، وخرِّبت عدة دكاكين. وكَثُرت العملات من البرجميّ مقدّم العيّارين وأخذ أموالًا عظيمة1.
انتهاب الأهواز:
وفيها دخل جلال الدّولة وعسكره إلى الأهواز ونهبتها الأتراك وبدّعوا بها، وزاد قيمة الّذي أخذ منها على خمسة آلاف دينار، وأُحرقت عدّة أماكن، بل ما يمكن ضبطه2.
ولاية عهد القادر بالله:
وفي جُمَادى الأولى جلس القادر بالله، وأذِن للخاصّة والعامّة، وذلك عقِيب شَكاةٍ عرضت له.
وأظهر في هذا اليوم تقليد ولده أبي جعفر بولاية العهد وهنّى الناسُ أبا جعفر ودَعوا لله، وذُكِرَ في السّكّة والخطْبة3.
غزو الخَزَر:
وجاء الخبر أنّ مطلوب الكُرديّ غزا الخَزَر فقَتَل وسبي وغنِم وعاد، فاتّبعوه وكسروه واستنقذوا الغنائم والسَّبْي، وقتلوا من الأكراد والمطّوعة أكثر من عشرة آلاف، واستباحوا أموالهم4.
__________
1 المتظم "8/ 46، 47، 50"، البداية والنهاية "12/ 28".
2 المنتظم "8/ 47"، دول الإسلام "1/ 250".
3 المنتظم "8/ 47، 48"، الكامل في التاريخ "9/ 409، 410"، والبداية والنهاية "12/ 28".
4 المنتظم "8/ 49، 50"، دول الإسلام "1/ 250"، البداية والنهاية "12/ 27، 28".(29/3)
انهزام ملك الروم عند حلب:
وكان ملك الروم، لعنه الله، قد قَصَد حلب في ثلاثمائة ألف، ومعه أموال على سبعين جمّازة، فأشرف على عسكره مائة ألف فارس من العرب، وألف راجل، فظنّ أنّها كبْسة، فلبس ملكهم خُفًّا أسودَ حتّى يخفي، فهرب. وأخذوا من خاصه أربعمائة بغْل بأحمالها، وقتلوا من جيشه مقتلةً عظيمة1.
الفتنة بين الهاشميّين والأتراك:
وفي شوّال اجتمع الهاشميّون إلى جامع المنصور، ورفعوا المصاحف واستنفروا النّاس، فاجتمع لهم الفُقَهاء وخلقُ من الكَرْخ وغيرها، وضجوّا بالاستعْفاء من الأتراك، فلمّا رَأَوْهم قد رفعوا أوراق القرآن على القَصَب رفعوا لهم قناةً عليها صليب. وترامى الفريقان بالآجُرّ والنشّاب وقُتِل طائفة، ثمّ أُصلح الحال.
وكَثُرت العَمْلات والكَبْسات من البرجميّ ورجاله، وأخذ المخازن الكِبار وفتح الدّكاكين، وتجدّ دخول الأكراد المتلصِّصة إلى بغداد، وأخذوا خيل الأتراك من الإصطبلات2.
امتناع الركْب من العِرَاقِ:
ولم يخرج رَكْبٌ من العراق في هذه السنة.
وفاة ابن حاجب النعمان:
وتُوُفّي ابن حاجب، النُّعمان الكاتب.
شراء ملك الروم نصف الرُّها:
وفيها اشترى ملك الروم الَّنْصرانيّ نصف مدينة الرُّها بعشرين ألف دينار من عُطَيْر النُّمَيريّ، فهدمَ الملعون المساجد وأجلى المسلمين منها3.
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 404، 405"، والبداية والنهاية "12/ 28"، والنجوم الزاهرة "4/ 254".
2 المنتظم "8/ 50، 51"، الكامل في التاريخ "9/ 410"، والبداية والنهاية "12/ 28".
3 الكامل في التاريخ "9/ 413"، والنجوم الزاهرة "4/ 275".(29/4)
استِرجاع الرُّها:
ثمّ أخذها السّلطان مَلكْشاه سنة تسعٍ وسبعين، وسلّمها إلى الأمير توران. ثمّ أخذتها الفرنج في أوّل ظهورهم على البلاد سنة اثنتين وتسعين، وبقيت بأيديهم إلى أن افتتحها زنْكي والد الملك نور الدين محمود سنة تسع وثلاثين وخمسمائة1.
__________
1 الكامل في التاريخ "11/ 98".(29/5)
أحداث سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة:
سرقة دار الملكة:
في المحرم نقب اللصوص دار الملكة وأخذوا قماشًا وهربوا، وأقام التّجّار على المبيت في الأسواق، وأمْر العيّارين يتفاقم لأنّ أمور الدّولة مُنحلّة، فلا قوّة إلا بالله.
عزْل أبي الفضل ابن حاجب النعمان:
وفيها عُزِل أبو الفضل مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن حاجب النُّعْمان عن كتابة الإنشاء للقادر بالله، وكانت مباشرته سبعة أشهر، لأنه لمّا تُوُفّي أبوه أبو الحسن وأُقيم مقامه لم تكن له دِرْبَةٌ بالعمل1.
فتنة الصّوفيّ:
وفيها عزم الحرميّ الصُّوفيّ الملقّب بالمذكور على الغزو، واستأذن السّلطان، فأذِن له وكتب له منشورًا، وأُعطي منْجُوقًا. واجتمع إليه طائفة فقصد الجامع للصّلاة ولقراء المنشور، ومرّ بطاق الحرّانيّ وعلى رأسه المَنْجُوق وقُدّامه الرّجال بالسّلاح، وصاحوا بذِكْر أبي بكر وعمر وقالوا: هذا يوم معاويٌّ. فرماهم أهل الكَرْخ، وثارت الفتنة، ومُنعت الصّلاة، ونُهِبت دار الشّريف المرتضى، فخرج مُرَوَّعًا، فجاءه جيرانه الأتراك فدافعوا عنه وعن حرَمه. وأُحرقت إحدى سَرِيّاته. ونُهبت دُور اليهود وطُلبوا لأنهم أعانوا اهل الكَرْخ فيما قيل.
ومن الغد اجتمع عامّة السُّنَّة، وانضاف إليهم كثير من الأتراك، وقصدوا الكَرْخ، فأحرقوا الأسواق، وأشرف أهل الكرخ على خطة عظيمة.
__________
1 المنتظم "8/ 54، 55".(29/5)
وركب الخليفة إلى الملك والإسْفَهسلاريّة يُنْكر ذلك، وأمر بإقامة الحدّ على الجُناة، فركب وزير الملك، فوقعت في صدره آجُرّة وسقطت عمامته، وقُتِل من أهل الكَرْخ جماعة، وانتهب الغلمان ما قدروا عليه، وأُحرق وخُرِّب في هذه الفتنة سوق العروس، وسوق الصّفّارين، وسوق الأنماط، وسوق الزّيّاتين، وغير ذلك. وزاد الاختلاف والفُرْقة.
وعبرَ سَكْرانٌ بالكَرْخ فضُرب بالسّيف فقُتِل، ولم يجر في هذه الأشياء إنكار من السُّلطان لسقوط هيبته1.
مقتل الكلالكيّ ناظر المعونة:
ثمّ قتلت العامّة الكلالكيّ، وكان ينظر في المعونة، وتبسّط العوامّ وأثاروا الفِتَن، ووقع القتال في البلد من الجانبين، واجتمع الغلمان، وأظهروا الكراهة للملك جلال الدّولة، وشكوا إطّراحَهم واطّراح تدبيرهم، وأشاعوا أنّهم يقطعون خطبته. وعلم الملك فقلق، وفرَّق مالًا في بعضهم، ووعدهم وحلف لهم.
ثم عادوا للخوض في قَطْع خُطْبته وقالوا: قد وقفت أمورنا وانقطعت موَادُّنا ويئسنا من خير ذا. ودافع عنه الخليفة.
هذا، والعامّة في هرْج وبلاء، وكبْسَات وويل2.
أخْذ الروم قلعة فامية:
وأقبلت النّصارى الرُّوم، فأخذوا من الشّام قلعة فامية.
وفاة القادر بالله:
ومات في آخر السّنة القادر بالله.
خلافة القائم بأمر الله:
واستخلف القائم بأمر الله، وله إحدى وثلاثون سنة، وأمه أم ولد أرمنية اسمها
__________
1 المنتظم "8/ 55"، الكامل في التاريخ "9/ 419"، دول الإسلام "1/ 251".
2 المنتظم "8/ 56، 57"، الكامل في التاريخ "9/ 419، 420" البداية والنهاية "12/ 13".(29/6)
بدرُ الدُّجى، أدركت خلافته. فأوّل من بايعه الشّريف المرتضي، وقال:
إذا ما مضي جبلٌ وانْقَضَى ... فمنك لنا جبلٌ قد رسى
وإنّا فُجعنا ببدْر التّمامِ ... وعنه لنا نابَ بدْرُ الدُّجى
لنا حَزَنٌ في محل السُّرور ... وكم ضَحِك في خلالِ البُكا
فيا صارمًا أغْمَدتْه يدٌ ... لنا بعدك الصّارمُ المُنْتَضَى
ولمّا حضرناك عند البياع ... عَرفنا بِهَديِك طُرُقَ الهُدَى
فقَابَلْتَنا بوَقَار المَشِيب ... كمالًا وسِنُّك سِنُّ الفتى
وصلّى بالنّاس في دار الخلافة المغرب، ثمّ بايعه من الغد الأمير حسن بن عيسى بن المقتدر.
شغب الأتراك للحصول على رسْم البيعة:
ولم يركب السّلطان للبيعة غضبًا للأتراك وذلك لأنّهم همُّوا بالشَّغب، لأجل رسْمهم على البيعة، فتكلّم تركّيٌّ بما لا يصلُح في حقّ الخليفة، فقتله هاشميّ، فثار الأتراك وقالوا: إن كان هذا بأمر الخليفة خرجنا عن البلد. وإن لم يك فيسلّم إلينا القاتل1.
فخرج توقيع الخليفة: لم يجرِ ذلك بإيثارنا، ونحن نقيم في القاتل حدّ الله.
ثمّ ألحّوا في طلب رسْم البَيْعة، فقيل لهم: إنّ القادر لم يخلّف مالًا. ثم صولحوا على ثلاثة آلاف دينار. فعَرَضَ الخليفة خانًا بالقطيعة وبستانًا وشيئًا من أنقاض الدُّور على البيع.
وزراء القائم بأمر الله:
ووَزَرَ له: أبو طالب محمد بن أيّوب، ثمّ جماعة منهم: أبو الفتح بن دارْست، وأبو القاسم بن المسلمة، وأبو نصر بن جهير.
__________
1 المنتظم "8/ 59".(29/7)
قُضاة القائم:
وكان قاضيه: أبو عبد الله بن ماكولا، ثمّ أبو عبد الله الدّامغاني1.
عناية القائم بالأدب:
وكان للقائم عناية بالأدب.
الاحتفال بيوم الغدير ويوم الغار:
وفي ثامن عشر ذي الحجّة عملت الشّيعة، "يوم الغدير"، وعمل بعدهم أهل السُّنَّة الذي يسمونه "يوم الغار". وهذا هَذَيانٌ وفُشَار.
سرِقات العيّارين وكبْساتهم:
ثمّ إن العيّارين ألْهبوا النّاسَ بالسَّرِقَة والكبْسات، ونزلوا بواسط على قاضيها أبي الطّّيب وقتلوه، وأخذوا ما وجدوا.
امتناع الحجّ العراقي:
ولم يحجّ أحدٌ من العراق لاضطّراب الوقت.
انحلال أمر الخلافة:
وخرجت السُّنَّة ومملكة جلال الدّولة ما بين بغداد وواسط والبَطَائح، وليس له من ذلك إلى الخطْبة. فأمّا الأموال والأعمال فمُنْقَسمة بين الأعراب والأكراد، والأطراف منها في أيدي المُقْطَعين من الأتراك، والوزارة خالية من ناظرٍ فيها. والخِلافة مستضعفة، والناس بلا رأس2. فلِلّهِ الأمر.
__________
1 المنتظم "8/ 59"، البداية والنهاية "12/ 32، 67، 214".
2 المنتظم "8/ 60"، والعبر "3/ 147، 148".(29/8)
أحداث سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة:
الاستسقاء ببغداد:
في المحرّم خرجوا ببغداد للاستسقاء.
تعليق المُسُوح في عاشوراء:
وفي عاشوراء عُلقت المسوح، وناحوا. أقام ذلك العيارين.
ثورة أهل الكَرْخ بالعيّارين:
وفيها ثار أهل الكرخ بالعيَّارين فهربوا، وكبسوا دورهم ونهبوا سلاحَهم، وطلبوا من السلطان المعاونة، لأن العيّارين نهبوا تاجرًا فغضب له أهلُ سوقه، فرد العيارين بعضَ ما أخذوا، ثم كبسوا دار ابن الفَلْو الواعظ وأخذوا ماله. وأخذوا في الكبْسات، وانضاف إليهم مولدوا الأتراك وحاشيتهم.
ثمّ إنّ الغلمان صمّموا على عزل جلال الدّولة وإظهار أمر أبي كاليجار، وتحالفوا وقالوا: لا بُدَّ أن يروح عنّا إلى واسط1.
إرغام الملك جلال الدولة على النزوح:
ثمّ قطعوا خطبته، فانزعج وأرسل سراريه إلى دار الخلافة، وخيّر الباقيات في أن يُعْتِقُهُنَّ. وطلب من الغلمان أن يخْفُرُوه، وقال لا أخرج على غير قاعدة.
وامتلأ جانبا دجلة بالناس، وتردّدت الرسل إلى الملك بالنُّزُوح، وقال: ابعثوا معي مائة غلام يحرسوني. فقالوا: بل عشرون. فقال: أريد سفينةً تحملني، ونفقة تُوصلني.
فقرّروا بينهم إطلاق ستّين دينارًا نَفَقَة، فالتزم بعض القوّاد منها بثلاثة دنانير. فلمّا كان اللّيل خرج نفرٌ من غلمانه إلى عُكْبِرا على وجه المخاطرة فبادر الغلمان إلى دار المملكة فنهبوها2.
تردّد أبي كاليجار في التّجاوب مع الثائرين:
وكَتَب الملأ إلى أبي كاليجار بما فعلوه من اجتماع الكلمة عليه، وطلبوا منه مَن ينوب عنه. فلمّا بلغه قال: هؤلاء الأتراك يكتبون ما لا يعتقدون الوفاء به ولا يَصْدُقون. فإنْ كانوا مُحِقِّين في طاعتهم فليُظهروا شعارنا ولْيُخرجوا مَن عندهم. ولا أقل من أنّ يسيروا إلي منهم خمسمائة غلام لأتوجه معهم.
__________
1 المنتظم "8/ 62، 63"، والكامل في التاريخ "9/ 431"، البداية والنهاية "12/ 33".
2 المنتظم "8/ 63، 64"، البداية والنهاية "12/ 33".(29/9)
الوزير ابن فنة:
وكان وزيره ابن فنة الّذي وقفَ الكُتُب على العلماء، وهي تسعة عشر ألف مجلَّد، فيها أربعة آلاف بخطّ ابن مُقْلَة.
افتقار جلال الدولة:
ثمّ اختلّت المملكة، وقطع عن جلال الدولة المادة التي حتى باع من ثيابه الملبوسة في الأسواق، وخَلَت دارُه من حاجب وفرّاش. وقُطع ضرب الطَّبل لانقطاع الطّبّالين1.
تخبُّط الأمر ببغداد:
وتخبّط أمر بغداد، ومدَّ الأتراك أيديهم إلى النَّهْب.
التشاور في الخطبة لأبي كاليجار:
وتشاور القُوّاد أن يخطبوا للملك أبي كاليجار، وتوقّفوا.
خروج جلال الدولة إلى عُكْبَرا وزواجه:
وخرج جلال الدّولة إلى عُكْبَرا وقَصَد كمال الدّولة أبا سِنان؛ فاستقبله أبو سِنان وقبّل الأرض وقال: خزائني وأولادي لك. وأنا أتوسط بينك وبين جُنْدك. وزوّجه ابنته.
ثمّ جاءه جماعة من الْجُنْد معتذرين، وأُعِيدت خُطبته. وجاءته رُسُل الخليفة وهو يستوحش له2.
سفارة الماوردي إلى أبي كاليجار:
ثمّ بعث الخليفة القاضي أبا الحسن الماوَرْديّ والطُّواشِيّ مبشِّرًا إلى الأهواز إلى أبي كاليجار.
قال الماوردي: قدِمْنا عليه فأنْزَلنا، وحُمِلَت إلينا أموال كثيرة. وأحضرنا وقد
__________
1 المنتظم "8/ 64"، البداية والنهاية "12/ 33".
2 المنتظم "8/ 64"، الكامل في التاريخ "9/ 432"، البداية والنهاية "12/ 33".(29/10)
فُرِشت دار الإمارة، ووقف الخواصّ على مراتبهم من جانِبَيْ سريره. وفي آخر الصَّفَّين ستّمائة غلام داغريّة بالبِزَّة الحَسَنة الملوَّنة، فخدمنا وسلَّمنا عليه وأوصلْنا الكتاب.
تلقيب أبي كاليجار بملك الدولة:
وتردّد القول بين إخبار واستخبار، وانصرفنا.
ثمّ جرى القول فيما طلب من اللّقب، واقترح أن يكون اللّقب: "السلطان الأعظم مالك الأمم".
قلنا هذا لا يمكن؛ لأنّ السّلطان المعظّم الخليفة، وكذلك مالك الأمم.
فعدلوا إلى: "ملك الدولة".
فقلت: هذا ربما جاز. وأشرت بأن يخدم الخليفة بألطافٍ.
وقالوا: يكون ذلك بعد التلقيب. قلت: الأوْلى أن يُقدَّم. ففعلوا.
هدايا أبي كاليجار للخليفة:
وحمَّلوا معي ألفَيْ دينار، وثلاثين ألف درهم نَقْرَة، ومائتي ثوب ديباج، وعشرين منًّا عُود، وعشرة أَمْناء كافور، وألف مثقال عنبر، وألف مثقال مسك، وثلاثمائة صحن صينيّ.
إقطاع وكيل الخدمة:
ووقّع بإقطاع وكيل الخدمة خمسة آلاف دينار من معاملة البصرة. وأن يُسلَّم إليه ثلاثة آلاف قَوْصَرة تمرٍ كلَّ سنة.
مرتَّب عميد الرؤساء:
وأُفرِد عميد الرؤساء أبو طالب بن أيوب بخمسمائة دينار وعشرة آلاف درهم، وعشرة أثواب.
وعُدنا إلى بغداد، فَرُسِم لي الخروج إلى جلال الدولة، فأجريت معه حديث اللّقب، وما سأله الملك. فثقُل عليه، واقتضى وقوف الأمر.(29/11)
تأخُّر المطر:
واستمرّ تأخُّر الأمطار، واستسقوا مرَّتين وما سُقوا. وكان الّذين خرجوا إلى الاستسقاء عدد قليل. وأجدَبت الأرض، وهلكت المواشي، وتلِفَ أكثر الثمار1.
كبْسات رئيس العيّارين البرجميّ:
وكبس رئيس العيّارين البُرْجميّ خانًا فأخذ ما فيه، فقوتلَ، فقتل جماعة، وكان يأخذ كلّ مُصَعِّدٍ ومُنحَدِر. وكبسَ دارًا وأخذ ما فيها وأحرقها. هذا والعسكر ببغداد.
منع الخطبة للخليفة:
واجتمع الخدم ومنعوا من الخطبة للخليفة لأجل تأخُّر رسْم البيعة، فلم تُصَلّ الْجُمُعة، ثمّ تُلُطِّف في الأمر في الجمعة الآتية2.
تحليف الملك للخليفة يمينًا:
وفيها حلف الملكُ للخليفةِ يمينًا حضرها المرتضي وقاضي القُضاة، وركب الوزير أبو القاسم بن المسلمة من الغد، فحضر عند الخليفة هو والمرتضى والقاضي، فحلف للملك وهي: أقسمَ عبد الله أبو جعفر القائم بأمر الله باللهِ الّذي لا إله إلا هو الطالب الغالب المدرِك المهلِك، عالم السِّر والعلانية، وحق رسول الله -صلى الله عليه سلم، وحقّ القرآن الكريم، لأُقِيمنَّ لركن الدّين جلالَ الدّولة أبي طاهر بن بهاء الدّولة أبي نصر على إخلاص النّيّة والصّفاء بما يُصْلِح حاله، ويحفظ عليه مكانه، ولأكوننَّ له على أفضل ما يؤثر من حراسته، ولوزير الوزراء أبي القاسم وسائر حاشيته، وإقراره على رُتْبَته. له بذلك عليَّ عهدُ الله وميثَاقُه، وما أخذ على ملائكته المُقرَّبين، وأنبيائه المرسَلين، والله يشهد عليَّ. وهذه اليمين منّي والنّيّة فيها بنية جلال الدولة3.
__________
1 المنتظم "8/ 66"، والكامل في التاريخ "9/ 426"، والبداية والنهاية "12/ 33".
2 المنتظم "8/ 66"، البداية والنهاية "12/ 34".
3 المنتظم "8/ 66"، البداية والنهاية "12/ 34".(29/12)
انقضاض كوكب:
وفي جُمَادى الأولى عند تصويب الشّمس للغروب انقضّ كوكب كبير كثير الضّوء.
ازدياد شرّ العيّارين:
وزاد شرُّ العيّارين حتّى ولي ابن النسوي فردعهم وانكفؤا.
هياج ريح عظيمة:
وهاجت ريح عظيمة ثلاثة أيّام احتجبت منها السّماء والشّمس، ورمت تُرابًا أحمر، ورملًا.
الغلاء وتلف الغلات:
وغَلَت الأسعار، وتَلِفت غلات الموصل، ولم تردّ البِذار، وكذلك الأهواء وواسط.
أكل الأولاد في الإحساء:
ووصلت الأخبار من الإحساء وتلك النواحي بأنّ الأقوات عدِمت. واضطّرت الأعراب إلى أكل مواشيهم، ثمّ أولادهم، حتّى كان الواحد يعاوض بولده ولدَ غيره لئلا تدركه رِقّة إذا ذبحه1.
انقضاض كوكب آخر:
وفي شوّال انقضّ ليلة الإثنين كوكب أضاءت منه الأرض، وارتاع له العالم، وكان في شكل التّرس، ولم يزل يقلّ حتّى اضمحلّ2.
سُكْر جلال الدّولة:
وفي شوّال سكر جلال الدولة ونزل من داره في سُميريه متنكّرًا إلى دار الخلافة، ومعه ثلاثة، وصعِد إلى بستان، ورمى بعض معيناته القصب، ودخل منه، وجلس
__________
1 المنتظم "8/ 67".
2 المنتظم "8/ 67".(29/13)
تحت شجرة، واستدعى نبيذًا يشربه، وزمّر الزَّامر. فعرف الخليفة ذلك، فشُق عليه وأزعجه. ثمّ خرج إليه القاضي ابن أبي موسى، والحاجب أبو منصور بن بكران، فحدّثاه ووقفا بين يديه وقالا: قد سُرَّ الخليفة بقُرب مولانا وانبساطه، وأمّا النّبيذ والزّمْر فلا ينبغي.
فلم يقبل ولا امتنع وقال: قُلْ لأمير المؤمنين: أنا عبدك، وقد حصل وزيري أبو سعد في دارك، ووقف أمري بذلك فأُريد أتسلَّمه.
وأخذوا يدارونه حتّى نزل في زَبْزَبه، وأُصعد إلى دار المملكة. واجتمع خلق من الناس على دجلة.
تهديد الخليفة بالانتقال:
فلمّا كان من غد استدعى الخلفية المختصّ أبا غانم، وأبا الوفاء القائد وقال: إنّا قد عرفنا ما جرى أمس، وإنّه أمرٌ زاد عن الحدّ وتناهى في القُبْح واحتملناه. وكان الأوْلى لجلال الدّولة أن يتنزّه عن فِعْله وينزّهنا عن مثله. في كلام طويل. فإن سلك معنا الطّريقة المُثْلى، وإلا فارقْنا هذا البلد ودَبَّرنا أمرنا.
فقبّلا الأرض ومضيا إلى الملك، فركب بعد ذلك في زبزبه، وأشعر الخليفة بحضوره للاعتذار، فنزل إليه عميد الرّؤساء وخدم، وقال: تذكّر حضوري للخدمة واعتذاري. فرجع الجواب بقبول العذر. ثم مضى إلى الميدان ولعب بالصَّوْلجان1.
امتناع الحجّ من العِرَاقِ:
ولم يحجّ ركْب العراق لفساد الطريق.
ورود كسوة الكعبة:
وورد من مصر كِسْوة الكعبة، وأموال للصدقة وصِلات لأمير مكة.
الوباء الْعَظِيمِ:
وورد الخبر بوباءٍ عظيم بالهند، وغَزْنَة، وأصبهان، وجرجان، والري، نواحي الجبل، والموصل، وأن ذلك زاد، على مجاري العادة.
__________
1 المنتظم "8/ 67، 68"، البداية والنهاية "12/ 34".(29/14)
وخرج من أصبهان فيه أربعون ألف جنازة. ومات في الموصل بالْجُدَري أربعة آلاف صبي1.
خروج المملكة من جلال الدولة:
وخرجت السّنة ومملكة جلال الدولة مشتملة على ما بين الحضرة وواسط والبطيحة، وليس له من جميع ذلك إلا إقامة الاسم2.
خُلُوّ الوزارة:
وأمّا الوزارة فخالية عن آمرٍ فيها.
انتهاب ابن سبكتكين لإصبهان:
وجاء إلى أصبهان مسعود بن محمود بن سُبكتكين فنهب البلد وقتل عالمًا لا يحصى.
__________
1 المنتظم "8/ 69"، النجوم الزاهرة "4/ 277".
2 المنتظم "8/ 69".(29/15)
أحداث سنة أربع وعشرين وأربعمائة:
معافاة الخليفة من الجدري:
فيها هُني الخليفة بالعافية من جُدَري أصابه، وكتم ذلك إلى أن عُوفي.
كبْسة البرجميّ:
وكبس البرجمي دربًا وأخذ أموالًا. وتفاوض أنَّ جماعةً من الْجُنْد خرجوا إليه وواكلوه، فخاف ونقلوا الأموال إلى دار الخلافة. وواصلوا المبيت في الأسواق والدُّروب، فقُتِل صاحب الشُّرطة بباب الأزج، واتصلت العَمْلات.
وأُخِذ من دار تاجر ما قيمته عشرة آلاف دينار. وبقي لا يتجاسرون على تسميته إلا أن يقولوا القائد أبو عليّ1.
وشاع عنه أنّه لا يتعرض لامرأة، ولا يمكِّن أحدًا من أخذ شيء عليها أو معها.
__________
1 دول الإسلام "1/ 253"، شذرات الذهب "3/ 226، 227"، البداية والنهاية "12/ 35".(29/15)
فخرج جماعة من القُوّاد والجند، وطلبوه لمّا تعاظَمَ خطره وزاد بلاؤه. فنزلوا الأَجَمَة التي يأوي إليها، وهي أجَمَة ذات قصب كثير تمتدّ خمسة فراسخ، وفي وسطها تلّ اتّخذه معقلًا، ووقفوا على طُرُقها.
فخرج البُرْجميّ وعلى رأسه عمامة فقال: من العجب خروجكم إليّ وأنا كلّ ليلة عندكم، فإن شئتم أن ترجعوا وأدخل إليكم، وإن شئتم أن تدخلوا فافعلوا.
فم زادت العَمْلات والكبْسات، ووقع القتال في القلايين وفي القنطرتين، وأُحرقت أماكن وأسواق ومساجد، ونُهب درب عَوْن وقُلعت أبوابه، ودَرْب القراطيس، وغير ذلك.
إخراج السلطان ورجمه:
ثمّ ثارت الجند ووقعوا في السلطان، وأنهم ضائعون. واجتمعوا وراسلوه أن ينتقل إلى واسط أو البصرة. واعتقلوه وأنزلوه سُمَيْريّة وابتلّت ثيابه وأهين. ثم رجموه وأخرجوه ومشوا به ثم أعطاه بعض الأتراك فرسَه فرَكبها. وواجهوه بالشَّتم، ثم أنزلوه فوقف على العَتَبة طويلًا، ثمّ أُدخل المسجد.
ثمّ تآمروا على نقله إلى دار المهلَّبية. وخرج القائد أبو الوفاء ومعه عشرون غلامًا وحاشية الدَّار والعوّام ومن تاب من العيَّارين وهجموا على الأتراك فتفرَّقوا، وأخذوه من أيديهم وأعادوه إلى داره. وكان ذلك في رمضان.
ثمّ عبرَ في آخر الليل إلى الكَرْخ فتلقّاه أهلُها بالدّعاء، فنزل في الدَّار التي للشّريف المرتضى1.
مكاتبة الأتراك للملك جلال الدّولة:
ثمّ اجتمع الأتراك وعزموا على عقد الجسر والعبور إلى الكَرْخ ليأخذوا الملك. ثمّ وقع بينهم الخُلْف وقالوا: ما بقي من بني بُويه إلّا هذا. وابن أخيه أبو كاليجار قد سلَّم الأمر إليه ومضى إلى فارس.
ثمّ كتبوا إليه رُقْعة: نحن عبيدك وقد ملَّكناك أمورنا مِن الآن، وقد تعدَّينا عليك، ولكنْ نكلّمك في مصالحنا، فتعتذر إلينا ولا نجد لذلك أثرًا، ولَك ممالك كثيرة فيجوز أن تطرح ذلك مدّة، وتوفر علينا هذه الصبابة من المادّة، والصواب أن لا تخالفنا.
__________
1 دول الإسلام "1/ 253"، البداية والنهاية "12/ 35".(29/16)
وأنفَذوا الرُّقعة إلى المرتضى ليعرضها عليه، فأجاب بأنّا معترفون لكم بما ذكرتم، وما يحصل لنا نصرفه إليكم.
فلمّا وصل القول نَفَروا وقالوا: هذا غرضه المدافعة.
ثمّ حلّفوه على صلاح النِّيَّة: وبعد ذلك دخلوا وقبَّلوا الأرضَ بين يديه، وهو في دار المرتضى. وسألوه الصَّفْح. وركب معهم إلى دار المملكة1.
زيادة العَمْلات والكبْسات:
ثمّ زاد أمر العَمْلات والكبْسات. وتعدَّوا إلى الجانب الشَّرقيّ فأفسدوا. ووقع القتال. وحمل العيارون السلاح، وكثر الهرج.
منع الخطبة في جامع الرصافة:
ثم ثار العوّام إلى جامع الرّصافة ببغداد فمُنعوا من الخطبة ورجموا القاضي أبا الحسين بن الغريق، وقالوا: إن خطبت للبرجميّ، وإلّا فلا تخطب لخليفة ولا لملك.
ولاية أبي الغنائم المعونة:
ثم أُقيم على المعونة أبو الغنائم بن عليّ، فركب وطاف وفتك، فوقعت الرَّهْبة.
ثم إنّ بعض القُوّاد أخذ أربعةً من أصحاب البرجميّ فاعتقلهم، فاحتدّ البرجميّ وأخذ أربعةً من أصحاب ذلك القائد، وجاء بهم إلى دار القائد فطرق عليه الباب فخرج، ووقف خلف الباب فقال له: قد أخذتُ أربعةً من أصحابك فأطلق أصحابي لأطلق أصحابك وإلا ضربت أعناقهم وأحرقت دارك. فأطلقهم له2.
وممّا يشاكل هذا الوهْن أنّ بعض أعيان الأتراك أراد أن يطهّر ولده، فأهدى إلى البرجميّ حُمْلانًا وفاكهةً وشرابًا، وقال: هذا نصيبك من طهور ولدي. يُداريه بذلك.
امتناع العراقيّين والمصريّين عن الحجِّ:
ولم يحجّ العراقيّون ولا المصريّون أيضًا خوفًا مِن البادية.
الغدر بحجّاج البصرة:
وحجّ أهل البصرة مَعَ مَن يخفرهم، فغدروا بهم ونهبوهم، فالأمر لله.
__________
1 المنتظم "8/ 73"، الكامل في التاريخ "9/ 431، 432"، البداية والنهاية "12/ 35".
2 المنتظم "8/ 75، 76".(29/17)
أحداث سنة خمس وعشرين وأربعمائة:
مواصلة العيّارين لعملاتهم:
كان العيّارون مواصلين للعَمْلات باللّيل والنّهار، ومضى البرجميّ إلى العامل الذي على الماصر الأعلى، فقرّر معه أن يعطيه كلَّ شهر عشرة دنانير من الارتفاع. ثم أخذ عدّة عَمْلات كِبار.
هذا والناس يبيتون في الأسواق. ثم جدّ السّلطان والخليفة في طلب العيّارين1.
هبوب ريح بنصيبين:
وورد كتاب من نصيبين أنّ ريحًا سوداء هبّت فقلعت من بساتينها أكثر من مائتي ألف شجرة.
وأنّ البحر جَزَرَ في تلك النّاحية نحو ثلاثة فراسخ، وخرج الناس يتبعون السّمك والصَّدَف، فردّ البحر ففرّق بعضهم2.
الزلازل بفلسطين:
وكان بالرّملة زلازل خرج النّاس منها إلى البرِّ، فأقاموا ثمانية أشهر. وهدمتِ الزلازل ثُلث البلد، وتعدت إلى نابلس، فسقط بعض بُنْيانها، وهلك ثلاثمائة نفس. وخسِف بقرية، وسقط بعض حائط بيت المقدس، وسقطت منارة عسقلان، ومنارة غزّة3.
الخانوق ببغداد والموصل:
وكُثر الموت بالخوانيق ببغداد والموصل، وكان أكثره من النساء.
__________
1 المنتظم "8/ 77".
2 المنتظم "8/ 77"، البداية والنهاية "12/ 36"، النجوم الزاهرة "4/ 279".
3 الكامل في التاريخ "9/ 438"، البداية والنهاية "12/ 36"، النجوم الزاهرة "4/ 279".(29/18)
الوباء بفارس:
واتّصل الخبر بما كان بفارس من الوباء، حتّى كانت الدُّور تُسَدّ على أصحابها.
إسقاط ضريبة الملح:
وفيها أُسقط ما كان على الملح من الضّريبة، وكان ارتفاعه في السّنة نحو ألفي دينار. خاطب الملك في ذلك الدّينَوَري الزّاهد.
الفتنة بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة:
ثمّ عاد العيّارون وانتشروا واتّصلت الفتنة بأهل الكَرْخ مع أهل باب البصرة، ووقع القتال بينهما، وانتشرت العرب ببادَرَايا وقُطْرَبُّل، ونهبوا النّواحي، وقطعوا السُّبُل. ووصلوا إلى أطراف بغداد، وسلبوا الحريم في المقابر.
شغب الْجُنْد:
وعاد الْجُند إلى الشَّغب، وقَوِيَت أيديهم على خاصّ السّلطان، واستوفوا الجوالي وحاصل دار الضَّرْب.
غَرَقُ البرجميّ:
وفي رمضان غرِّق البرجميّ بفم الدُّجَيلْ، أخذه معتمد الدّولة فغرَّقَه، فبذل له مالًا كثيرًا على أن يتركه، فلم يقبل.
مقتل أخي البرجمي:
ودخل أخو البرجمي إلى بغداد، فأخذ أخًا له من سوق يحيى، فخرج فتُبع وقُتل.
قبول العيّارين بالخروج من بغداد:
وفي شوّال رُوسل المرتضى بإحضار العيّارين إلى داره، وأن يقول لهم: مَن أراد منكم التوبة قُبِلت توبته، ومن أراد خدمة السلطان استُخْدِم مع صاحب المعونة، ومن(29/19)
أراد الانصراف عن البلد كان آمنًا على نفسه ثلاثة أيّام. فعرض ذلك عليهم، فقالوا: نخرج. وتجدّد الفساد والاستيفاء.
انقضاض شهاب:
وفي ذي القعدة انقضّ شهابٌ كبير مُهَوِّل، ثم بعد جمعة انقض شهاب ملأ ضوءه الأرض وغلب على ضوء المشاعل، وروّع مَن رآه، وتطاول مكثه على ما جرت به عادة أمثاله، حتّى قيل: انفرجت السّماء لَعِظَمِ ما شوهد منه1.
الفَنَاء ببغداد:
وفي ذي الحجّة وقع الفناء ببغداد، فذُكِر انه مات فيه سبعون ألفًا.
__________
1 المنتظم "8/ 79"، الكامل في التاريخ "9/ 439".(29/20)
أحداث سنة ست وعشرين وأربعمائة
مقاتلة أبي الغنائم للعيّارين:
تجدّد في المحرّم وصول العرب إلى أطراف الجانب الغربيّ، فعاثوا ونهبوا.
ثمّ ظهر قومٌ من العيّارين ففتكوا وقتلوا. فنهض أبو الغنائم بن عليّ المتولّي فقتل اثنين، فعاودوا الخروج وقتلوا رجلين، وقاتلوا أبا الغنائم.
وتتابعت العَمْلات، فنهض أبو الغنائم ومَسَك وقتل. ثم عاد الفساد والعيّارون يكمنون في دُور الأتراك، ويخرجون ليلًا.
وكتب العيّارون رقاعًا يقولون فيها: إنْ صُرِف أبو الغنائم عنّا حفظْنا البلد وإن لم يُصرف ما نترك الفساد1.
نهْب ثمر الخليفة:
وكبسَ غلامٌ قراحًا للخليفة ونهبَ من ثمره، فامتعض الخليفة وكتب إلى الملك والوزير بالقبض عليه وتأديبه، فتوانوا لضَعْف الهيبة. فزاد حنق الخليفة، فأمر القُضاة بالامتناع من الحكم، والفُقَهاء من الفتوى، والخطباء من القعود. وعمل على غلق
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 440"، المنتظم "8/ 82"، النجوم الزاهرة "4/ 281".(29/20)
الجوامع، فَحُمِل الغلام ورُسم عليه ثم أُطْلِق1.
خُذلان الترك والسلطان:
وزادت الِفَتن، وكثُر القتل، ومُنع أهل سوق يحيى من حمل الماء من دجلة إلى أهل باب الطّاق والرّصافة. وخُذل الأتراك والسّلطان في هذه الأمور حتّى لو حاولوا دفعَ فسادٍ لزاد، وتملّك العيّارون البلد.
فتح بلاد بالهند وجُرجَان وطبرستان:
وفيها وصل كتاب السلطان مسعود بن محمود بفتحٍ فتحه بالهند، ذكر فيه أنّه قتل من القوم خمسين ألفًا، وسبى سبعين ألفًا، وغنِم منهم ما يقارب ثلاثين ألف ألف درهم. فرجع وقد ملك الغُزّ بلاده، فأوقع بهم، وفتح جُرجان وطَبَرِستان2.
الجهر بالمعاصي:
واشتدّ البلاء بالعيارين، وتجهرموا بالإفطار في رمضان، وشُرْب الخمور، والزّنا. وعاد القتال بين أهلِ المحَالّ. وكثُرت العَمْلات، واتّسع الخَرْق على الرّاقع، وقال الملك: أنا أركب بنفسي في هذا الأمر. فما التفتوا له، وتحيّر النّاس، وعظُم الخَطْب. وهاجت العرب، وقطعوا الطُّرُق3.
وصول الروم إلى أعمال حلب وهزيمتهم:
وعلمت الرّومُ بوهْن المسلمين، فوصلوا إلى أعمال حلب فاستباحوها فالتقاهم شبل الدولة ابن مِرْداس فهزمهم.
انتهاب الكوفة:
ونَهَبت عربُ خَفَاجة الكوفة، فلا قوة إلا بالله.
__________
1 المنتظم "8/ 82"، الكامل في التاريخ "9/ 440".
2 المنتظم "8/ 83"، الكامل في التاريخ "9/ 442"، البداية والنهاية "12/ 37"، النجوم الزاهرة "4/ 281".
3 المنتظم "8/ 83"، البداية والنهاية "12/ 37"، شذرات الذهب "3/ 229، 230".(29/21)
أحداث سنة سبع وعشرين وأربعمائة:
ثورة الهاشميّين على ابن النّسويّ:
في المحرّم كبَس العيّارون دارًا فأخذوا ما فيها. وردّ أبو محمد بن النَّسويّ لكشف العمْلَة، فأخذ هَاشميًّا فقتله، فثار أهل النّاحية ورفعوا المصاحف على القَصَب، ومَضَوا إلى دار الخلافة، وجرى خَطْبٌ طويل1.
إحراق دار ابن النّسويّ:
وفي ربيع الآخر دخل العيّارون بغداد في مائة نفس من الأكراد والأعراب، فأحرقوا دار ابن النّسويّ، وفتحوا خانًا وأخذوا ما فيه وخرجوا بالكارات على رءوسهم، والنّاسُ ينظرون.
شغب الْجُنْد على جلال الدولة:
وشغب الْجُند على جلال الدولة وقالوا: هذا البلد لا يحملنا وإيّاك، فاخرج فإنّه أَوْلَى بك.
قال: كيف يمكنني الخروج على هذه الصوّرة؟ أمهِلوني ثلاثة أيام حتّى آخذ حُرِمي وولدي وأمضي.
فقالوا: لا تفعل. ورَمَوْه بآجِرَّةٍ، فتلقّاها بيده، وأُخرى في كتفه، فاستجاش بالحاشية والعامّة.
وكان عنده المرتضى، والزَّيْنبيّ، والماوَرْديّ، فاستشارهم في العبور إلى الكرْخ كما فعل تلك المرَّة، فقالوا: ليس الأمر كما كان، وأحداث الموضع قد ذهبوا. وحوّل الغلمان خيامهم إلى حول الدّار وأحاطوا بها.
وبات النّاس على أصعب خطّة، فخرج الملك في نصف اللّيل إلى زُقاق غامض، فنزل إلى دجلة، وركب سُمَيْريّة فيها بعض حاشيته، ومضى إلى دار المرتضى، وبعث حُرَمه إلى دار الخلافة. ونَهب الأجناد دار الملك حتّى الأبواب وساجَها. وراسلوا الخليفة أن تُقطع خطبة جلال الدّولة، فقيل لهم: سننظر. وخرج الملك إلى أوانا، ثم
__________
1 المنتظم "8/ 88"، البداية والنهاية "12/ 39".(29/22)
إلى كرْخ سامرّاء. ثمّ خرجوا إليه واعتذروا ومشي الحال1.
الظُّلمة ببغداد:
وفي جُمَادى الآخرة وردت ظُلْمة طبّقت البلد، حتّى كان الرجل لا يرى صاحبه، وأخذت بالأنفاس حتّى لو تأخَّّر انكشافها لهلكوا2.
انقضاض كوكب:
وفي رجب ضحوة نهار انقض كوكب غلب ضوءه ضوء الشّمس، وشوهد في آخره شيء مثل التِّنين بلون الدُّخان. وبقي نحو ساعةٍ3. فسبحان الله العظيم ما أكثر البلاء بالمشرق.
__________
1 المنتظم "8/ 90"، الكامل في التاريخ "9/ 446".
2 المنتظم "8/ 90"، الكامل في التاريخ "9/ 451".
3 المنتظم "8/ 90"، الكامل في التاريخ "9/ 451".(29/23)
أحداث سنة ثمان وعشرين وأربعمائة
تقلُّد الزَّيْنبيّ نقابة العبّاسّيين:
فيها قُلِّد أبو تمام محمد بن محمد بن عليّ الزَّيْنبيّ نقابة العبّاسيّين، وعُزِل أبوه.
شغب الْجُنْد على جلال الدّولة مجدّدًا:
ثمّ عاد شَغَبُ الْجُنْد على جلال الدّولة المعثّر، وآل الأمرُ إلى أن قطعوا خطْبته وخطبوا للملك أبي كاليجار، ثمَّ عادوا وخطبوا لهما. ثمّ صلُحَت حال جلال الدّولة، وحلف الخليفة القائم له1.
القبض على ابن ماكولا:
وقبض على الوزير ابن ماكولا.
وزارة أبي المعالي:
ووزر أبو المعالي بن عبد الرحيم.
__________
1 المنتظم "8/ 91"، البداية والنهاية "12/ 40".(29/23)
مطر فيه سمك بفم الصِّلْح:
وفيها ورد كتاب من فم الصلح فيها: إنَّ قومًا من أهلِ الجبل ورَدوا فحكوا أنهم مُطروا مطرًا كثيرًا في أثنائه سمك، وزنوا بعضه فكانت رِطْلًا وَرِطْلَين، يعني بالعراقيّ1.
ثورة العيارين بالشرطة:
وفيها ثار العيّارون وكبسوا الحبس، وقتلوا جماعة من رجال الشرطة، وانبسطوا انبساطًا زائدًا.
__________
1 المنتظم "8/ 91"، البداية والنهاية "12/ 40".(29/24)
أحداث سنة تسع وعشرين وأربعمائة:
هلاك جماعة تحت الردم:
في ليلة الميلاد أوقدوا النّيران والفتائل في الأسطحة، فأوقدت فتيلةٌ في سطْحٍ كبير بعُكَبْرا، فوقع بهم، فهلك تحت الرَّدْم ثلاثةٌ وأربعون نفسًا.
إلزام أهل الذّمة باللّباس:
وفي رجب اجتمع القضاة والدولة، واستدعي جاثليق النَّصارى ورأس جالوت اليهود، وخرج توقيع الخليفة في أمر الغِيار وإلزام أهل الذّمّة به، فامتثلوا1.
تلقيب جلال الدّولة بشاهنشاه:
وفي رمضان استقرّ أن يزاد في ألقاب جلال الدولة: "شاهنشاه الأعظم ملك الملوك"، وخطب له بذلك بأمر الخليفة، فنفَر العامّة ورموا الخُطَباء بالآجُرّ، ووقعت فتنة، وكتب إلى الفُقَهاء في ذلك.
كتابات العلماء بلقب الشاهنشاه:
فكتب الصّيمُريّ: أنّ هذه الأسماء يُعتبر فيها القصْد والنية:
__________
1 المنتظم "8/ 96، 97"، البداية والنهاية "12/ 43".(29/24)
وكتب الطّبريّ أبو الطَّيّب: إنّ إطلاق "ملك الملوك" جائز، يكون معناه: ملك ملوك الأرض. وإذا جاء إنّ يقال: قاضي القضاة، وكافي الكفاة، جاء أن يُقال ملك الملوك. وكتب التَّميميّ نحو ذلك.
وذكر محمد بن عبد الملك الهمْدانيّ أن الماورديّ منع من جواز ذلك، وكان مختصًّا بجلال الدّولة. فلمّا امتنع عن الكتابة انقطع، فطلبه جلال الدولة، فمضى على وجلٍ شديد، فلما دخل قال للملك: أنا أتحقق أنّك لو حابيت أحدًا لَحَابَيْتني لمّا بيني وبينك، ما حملكَ إلّا الدِّين فزاد بذلك محلك في قلبي.
قال ابن الجوزيّ: والّذي ذكره الأكثرون هو القياس، وإذا قصَد به ملوك الدُّنيا. إلا أني لا أرى إلا ما رآه الماورديّ؛ لأنّه قد صحّ في الحديث ما يدلُّ على المنع، ولكنّهم عن النَّقْل بمعْزلٍ.
ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ مِنَ الْمُسْنَدِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أخنع اسم عن اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ" 1.
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: سَأَلْتُ أبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ عَنْ أَخْنَعَ فَقَالَ: أَوْضَعُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ثُمَّ سَاقَ مِنَ "الْمُسْنَدِ" مِنْ حَدِيثِ عَوْفٍ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، قَالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى رَجُلٍ تَسَمَّى بِمَلِكِ الْمُلُوكِ. لَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى2.
قلتُ: وهي بالعجمي شاهان شاه.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "6206"، ومسلم "2143"، وأبو داود "4961"، والترمذي "2837"، وأحمد في المسند "2/ 244".
2 "حديث صحيح": أخرجه أحمد في المسند "2/ 492"، وأخرجه مختصرًا: البخاري "4073"، ومسلم "1793".(29/25)
أحداث سنة ثلاثين وأربعمائة:
تملُّك السَّلاجقة البلاد:
فيها، في جُمَادى الآخرة، تملَّك بنو سُلْجُوق خُرَاسان والجبل، وهرب مسعود بن محمود بن سُبُكْتِكِين، وأخذوا المُلْك منه، وتملّك طغرلبك أبو طالب محمد، وأخوه داود. واستولى أولاد ميكائيل بن سُلْجُوق على البلاد1.
مخاطبة ابن جلال الدولة بالملك العزيز:
وفي هذه السّنة خوطب أبو منصور بن السلطان جلال الدّولة أبي طاهر بالملك العزيز2.
قلتُ: وهذا أوّل مَن لُقِب بألقاب ملوك زماننا، كالملك العادل والملك المظفّر.
انقراض ملك بني بُويه:
قَالَ: وَكَانَ مقيما بواسط، وبه انقرض ملك بَنِي بويه.
امتناع الحجّ هذا الموسم:
ولم يحجّ في هذه السّنة من العراق، ومصر، والشام كثيرُ أحد.
الثلج ببغداد:
وفيها وقع ثلج عظيم ببغداد وبقي سبعة أيّام في الدُّروب3. وقد جاء الثّلج ببغداد مرةً في خلافة الرّشيد، ومرةً في خلافة المعتمد، ومرات أخر قليلة.
__________
1 تاريخ حلب "333"، والمنتظم "8/ 99".
2 المنتظم "8/ 99"، البداية والنهاية "12/ 45"، والنجوم الزاهرة "5/ 29".
3 المنتظم "8/ 99"، الكامل في التاريخ "9/ 466"، البداية والنهاية "12، 45".(29/26)
بسم الله الرحمن الرحيم
المتوفون في الطبقة الثالثة والأربعون:
وفيات سنة إحدى وعشرين وأربعمائة:
"حرف الألف":
1- أحمد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حفص بن مسلم بن يزيد1.
القاضي أبو بكر بن أبي عليّ ابن الشيخ المحدِّث أبي عَمْرو الحِيريّ. وأبو عَمْرو هو سِبْط أحمد بن عَمْرو الحَرَشِيّ شيخ نَيْسابور في العدالة والثروة. روى أبو عَمْرو عن: محمد بن رافع، وإسحاق الكَوْسَج، وهذه الطبقة. وروى ابنه الحسن عنه، وعن: أبي نُعَيْم بن عَدِيّ.
وعاش إلى سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة.
وأمّا القاضي أبو بكر هذا فكان شيخ خُراسان عِلمًا ورئاسةً وعُلُوِّ إسنادٍ.
سمع: أبا عليّ محمد بن أحمد المَيْدانيّ، وحاجب بن أحمد، ومحمد بن يعقوب الأصمّ، وجماعة بنيسابور. وبمكّة: أبا بكر الفاكهيّ، وبكر بن أحمد الحدّاد. وببغداد: أبا سهل بن زياد.
وبالكوفة: أبا بكر بن أبي دارم. وبجُرجان: أبا أحمد بن عدي. وقرأ بالروايات على أحمد بن العبّاس الإمام صاحب الأشْنَانيّ.
ودرس الفِقْه على أبي الوليد حسّان بن محمد. ودرس الكلام والأصول على أصحاب أبي الحسن الأشعري. وانتقى له الحاكم أبو عبد الله فوائد. وأملى من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وقُلِّدَ قضاءَ نَيْسابور. وكان إمامًا عارفًا بمذهبِ الشافعيِّ. وكان مولده في سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة. كذا ورَّخه الحافظ أبو بكر محمد بن منصور السَّمْعَانيّ، وقال: هو ثقة في الحديث.
__________
1 الأنساب "4/ 108-110"، سير أعلام النبلاء "17/ 356-358"، والوافي بالوفيات "6/ 306".(29/27)
قلتُ: روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وهو أكبر منه، وأَبَوَا بكر البَيْهَقيّ، والخطيب، وأبو صالح المؤذّن، وأبو عليّ الحسن بن محمد الصّفّار، ومحمد بن إسماعيل المقرئ، ومحمد بن مأمون المُتَوليّ، ومحمد بْن عبد الملك المُظفَّريّ، وأحمد بْن عبد الرحمن الكتَّانيّ، وقاضي القُضاة أبو بكر محمد بن عبد الله النّاصحيّ مفتي الحنفيّة، ومحمد بن إسماعيل بن حَسْنَويه، ولعله المقرئ، ومحمد بن عليّ العُمَريّ الهَرَويّ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ، ومكّيّ بن منصور الكُرْجيّ، وأسعد بن مسعود العُتْبيّ، ومحمد بن أحمد الكامخيّ، ونصر الله بن أحمد الخشاميّ، وخلق كثير آخرهم موتًا عبد الغفّار بن محمد الشّيرويّ. تُوُفّي في رمضان من السّنة.
قال عبد الغافر: أصابه وقْرٌ في أُذنه في آخر عُمره. وكان يُقرأ عليه مع ذلك إلى أن اشتدّ ذلك قريبًا من سنتين أو ثلاث، فما كان يُحسن أن يسمع. وكان من أصحّ أقرانه سماعًا، وأوفرهم إتقانًا، وأتمّهم ديانة واعتقادًا، صنّف في الأصول والحديث.
2- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد1.
أبو الحسن الدّمشقيّ الواعظ. أصله من الجزيرة، ويعرف بابن الرّان. كان رجلًا صالحًا عارفًا، له مصنَّفات في الوعظ. وكان يَعِظ في الجامع. قال عبد العزيز الكتّانيّ: لم أر أحسن وعْظًا منه رحمه الله تعالى.
3- أحمد بن عليّ بن عثمان بن الْجُنَيْد2.
أبو الحسين البغداديّ، المعروف بابن السَّوادي. مؤلّف الخُطَب. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة.
4- أحمد بن عيسى بن زيد3.
أبو عقيل السُّلَميّ البغداديّ القزّاز. سمع: أبا بكر النّجّاد، والشّافعيّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. مات في شوّال.
5- أحمد بْن محمد بْن الحسين بن سليمان4:
أبو الحسن السَّليطيّ النَّيْسَابوريّ العدل النَّحويّ.
__________
1 البداية والنهاية "12/ 29"، النجوم الزاهرة "3/ 272".
2 تاريخ بغداد "4/ 322، 323".
3 تاريخ بغداد "4/ 284".
4 سير أعلام النبلاء "17/ 389".(29/28)
روى عن: أبي العباس الأصمّ، وغيره. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ، ومحمد بن يحيى المزكّيّ، وأبو صالح المؤذّن. وثّقه عبد الغافر. تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
6- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسن1.
أبو عليّ الأصبهاني المرزوقيّ النَّحْويّ. من كبار أئمة العربية. أخذ الناس عنه، وخبّوا إليه آباط المطِيّ. له: "شرح الحماسة" وهو في غاية الحسْن. وكتاب "شرح الفصيح". وتُوُفّي في ذي الحجّة. تخرَّج به خلق، وطال عمره. حدّث عن: عبد الله بن جعفر بن فارس. وعنه: سعيد بن محمد البقّال، وأبو الفتح محمد بن عبد الواحد الزّجّاج. قال السِّلَفيّ: ما روي لنا عن المرزوقيّ سوى الزّجّاج.
7- أحمد بن محمد بن محمد.
أبو العباس الطّبريّ، ثمّ البصْريّ. ورد جُرجَان. وسمع: أبا أحمد بن عَدِيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو مسعود البَجليّ. تُوُفْي بآمل في شوّال.
8- أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج2.
أبو عمرو القَسْطَلِّيّ الأديب، الشاعر البليغ.
قال أبو محمد بن حزْم: كان عالمًا بنقْد الشِّعْر. لو قلت إنّه لم يكن بالأندلس أشْعَرَ من ابن درّاج لم أبعِد. وقال ابن حزْم أيضًا: ولو لم يكن لنا من فُحُول الشّعراء إلّا أحمد بن درّاج لما تأخّر عن شأوِ حبيب والمتنبّيّ.
قلتُ: وهو من مدينة قَسْطَلَّة درّاج، وقيل: هو اسم ناحية. وكان من كُتّاب الإنشاء في أيّام المنصور بن أبي عامر. وقال الثَّعالبيّ: كان بِصُقْع الأندلس كالمتنبّي بِصُقْع الشام.
ومن شعره:
أضاء لها فجر النُّهى فنهاها ... عن الدَّنِفِ المُضْنَى بحرِّ هواها
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 475، 476"، والوافي بالوفيات "8/ 5".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 315"، والوافي بالوفيات "8/ 49-52"، الأعلام "1/ 204".(29/29)
وضلّلها صُبحٌ جلا ليلِهُ الدُّجا ... وقد كان يهديها إليَّ دُجاهَا
وفي أوّل شأنه عمل هذه القصيدة، ومدح بها المنصور. فتكلّموا فيه واتهموه بسرِّقة الشِّعر، فقال في المجلس لوقته:
حسْبي رضاكَ من الدَّهرِ الّذي عَتَبَا ... وعطفُ نُعْماكَ للحظِّ الذي انقلبا
ولستُ أوّلُ من أَعيْت بدائَعهُ ... فاستدْعتِ القولَ ممّن ظنَّ أو حسبا
إنّ امرءَ القيسِ في بعضٍ لمتهمٌ ... وفي يديهِ لواءُ الشِعرِ "إنْ ركِبا
والشِّعر قد أَسَرَ الأعشى وقيدهُ ... دهرًا، وقد قِيلَ: "والأعشى إذا شَرِبا
وكيفِ أظمأُ وبحري زاخِرٌ فِطَنًا ... إلى خيالٍ من الضّحْضَاحِ قد نَضَبَا
عبدٌ لنُعْماك فكَّيه نجمُ هُدى ... سار بمدْحِكَ يجْلُو الشَّكَّ والرِّيَبَا
إنْ شئتَ أملَى بديعَ الشِّعرِ أو كَتَبَا ... أو شئتَ خاطبَ بالمنثورِ أو خَطَبا
كروضةِ الحُزنِ أهدى الوشي منظرها ... والماءَ والزَّهرَ والأنواءَ والعُشبا
أو سابق الخَيْل أعطى الحضر متئدًا ... والشدَّ والكرَّ والتقريبَ والخَبَبا
وله في ذي الرئاستين منذر بن يحيى صاحب سَرَقُسْطَة:
قُلْ للرَّبيعِ: اسحبْ مُلاء سَحائبي ... واجرُر ذُيولك في مَجَرّ ذَوَائبي
لا تكذِبنّ ومن ورائك أدْمُعي ... مَدَدًا إليكَ بفيضِ دمعٍ ساكبِ
وامزُج بطِيبِ تحيّتي غدْق الحَيَا ... فاجعله سقي أحِبّتي وحبائبي
واجْنَح لقُرطبةَ فعانقْ تُربهَا ... عنّي بمثل جوانحي وتَرَائبي
وانشرْ على تلك الأباطِح والرُّبا ... زهرًا يخبّر عنك أنكَ كاتبي
وهي طويلة وله فيه:
يا عاكفين على المُدامِ تنبَّهوا ... وسَلوا لساني عن مكارم منذرِ
ملكٌ لو استوهبتُ حبةَ قلْبهِ ... كَرَمًا لجَادَ بها ولم يتعذّرِ
وله ديوان مشهور. وقد توفي في سادس جُمَادى الآخرة، وله أربعٌ وسبعون سنة.(29/30)
9- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عليّ2.
أبو محمد العامريّ المصريّ. روى عن: أبي إسحاق بن شعبان الفقيه المالكيّ، ومحمد بن العبّاس الحلبيّ. ودخل إلى الأندلس سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة. وكان من أهل الدّين والتّعاون والعناية بعلم الفِقْه. ثقة. محدِّث.
حدَّث عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، والخَوْلانيّ. وُلِد بمصر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وتُوُفّي بإشبيلية يوم عيد الفِطْر فجأةً. وروى عنه يونس بن عبد الله بن مغيث أيضًا.
10- إسماعيل بن محمد بن خَزْرج بن محمد2.
أبو القاسم الإشبيليّ.
روى عن: أبيه، وعن: خاله إبراهيم بن سليمان. ورحل إلى المشرق.
وحجّ سنة إحدى عشر وأربعمائة. وكتب الكثير. وكان من أهل الدّين والعلم والعمل الزهد في الدّنيا، مشاركًا في عدّة علوم، يغلب عليه علم الحديث والرّجال. توفي في المحرم عن بضع وخمسين سنة.
11- إسماعيل بن يَنَال3.
أبو إبراهيم المَرْوَزيّ المحبوبيّ.
سمع من المحبوبيّ مولاه جامع التِّرمذِيّ. وسمع من: أبي بكر الدّارَبُرْدِيّ وغيرهما.
قال الحافظ أبو بكر السّمَعَانيّ: كان ثقة عالمًا. أدركتُ بحمد الله نفرًا من أصحابه. ولد سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمائة. قال: وتُوُفْي سنة إحدى وعشرين. زاد غيره: في صفر. وهو آخر من حدَّث عن أبي العبّاس المحبوبيّ.
12- إسحاق بن عليّ.
الأمير أبو قدامة القرشيّ. أمير الغُزاة بخراسان.
__________
1 جذوة المقتبس "163، 164".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 103".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 376، 377"، الوافي بالوفيات "9/ 244"، شذرات الذهب "3/ 219".(29/31)
"حرف الحاء":
13- الحَسَن بْن أحمد بن محمد بن فارس البغداديّ البزّاز1.
وأخوه هو أبو الفتح بن أبي الفوارس. سمع هذا بإفادة أخيه من: أبي عليّ الصّواف، وأبي بكر الشّافعيّ، وإسحاق النّعّال.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. تُوُفّي في صفر، وكنيته أبو الفوارس.
14- الحسن بن سهل بن محمد بن الحسن.
أبو عليّ. تُوُفّي في شعبان. كأنّه أصبهانيّ. يروي عن: أبي الشيخ.
15- الحسن بن محمد2.
أبو عليّ بن أبي الطَّيّب الدّمشقيّ الورّاق. حدَّث في هذه السّنة عن: أبي القاسم بن أبي العَقِب.
روى عنه: الكتّانيّ، وعلي بن محمد المَصِّيصيّ.
16- الحسين بْن أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى3.
أبو عبد الله المُعاذِي النَّيْسابوريّ، الأصمّ. روى مجلسين عن أبي العبّاس الأصمّ. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاريّ. ورّخه ابن جبرون.
وقال الفارسيّ: توفّي في جمادى الأولى. سمع من الأصمّ في سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمائة مجلسين، وهو ثقة.
17- الحسين بن إبراهيم بن محمد4.
أبو عبد الله الأصبهاني الحمّال.
سمع: عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد الثقفي، وجماعة.
وله جزء معروف سمعناه.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 278"، المنتظم "8/ 51".
2 تاريخ دمشق "10/ 273".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 390"، شذرات الذهب "3/ 219".
4 العبر "3/ 143"، سير أعلام النبلاء "17/ 377"، شذرات الذهب "3/ 219".(29/32)
روى عنه: أبو بكر أحمد بن مردوَيْه، وعليّ بن الفضل بن عبد الرزاق اليَزْديّ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ، ومحمد بن عليّ الخبّاز، وآخرون. مات في ربيع الأول.
18- الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن يعقوب1.
أبو عليّ البَجّانيّ، من مدينة بَجّانة بالأندلس. روى عن: أبي عثمان سعيد بن مَخْلُوف صاحب يوسف المُغاميّ كتاب "الواضحة" لعبد الملك بن حبيب، وهو آخر من رواها عن ابن فَحْلُون.
كما أنّ فَحْلُون آخر من روى عن المغامي صاحب ابن حبيب. وقد تُوُفّي ابن فَحْلُون سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة. روى عنه: الخَوْلانيّ وقال: كان قديم الطلب، كثير السَّماع من أهل العلم أسنَّ وعمّر طويلًا وقارب المائة، واحْتيج إليه.
روى عَنْهُ أيضًا: أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عتاب، وأبو عمر بن عبد البَرّ، والمُصْحَفيّ أبو بكر، والمحدِّث أبو العباس العُذْريّ.
وكان مولده في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
19- الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن يوسف2.
أبو عليّ النَّيْسابوريّ السَّخْتيانيّ، المعدّل ثقة. ثقة، ثَبْت، مشهور. سماعه في كُتُب أبي عبد الرحمن السُّلَميّ عن: يحيى بن منصور القاضي، وأبي العبّاس الصِّبْغيّ، وأبي عليّ الرّفّاء.
تُوُفّي في رمضان وله تسعون سنة. روى عنه: أبو صالح المؤذّن.
20- حُمَام بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن أكدرَ بن حُمام بن حَكَم3.
القاضي أبو بكر القُرطُبيّ.
قال أبو محمد بن حزْم: كان واحد عصره في البلاغة، وفي سعة الرّواية، ضابِطًا لِمَا قيّده.
روى عن: أبي محمد الباجيّ، وأبي عبد الله بن مفرّج فأكثر، وكان شديد
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 377-379"، شذرات الذهب "3/ 219".
2 التقييد لابن نقطة "250".
3 جذوة المقتبس "199"، العبر "3/ 144".(29/33)
الانقباض. مَا أرى أحدًا سلِم من الفتنة سلامته مع طول مدّته فيها، وكان حَسَن الخطّ، قويًّا على النّسخ، ينسخُ في نهارِه نيفًا وعشرين ورقة. حسن الشعر، حسن الخُلُق، فَكِه المُحادثة. ولي قضاءَ يابُرَة، وشَنْتَرين، والأُشبونة.
وتُوُفْي في رجب بقرْطبة. ووُلِد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
روى عنه ابن حزْم في تصانيفه.
"حرف الخاء":
21- خَلَف بن عيسى بن سعيد بن أبي درهم1.
أبو الحزم التُّجَيْبيّ الوَشْقيّ، قاضي وشْقة. رَوَى عَنْ: أَبِي عيسى اللَّيْثي، وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن القُوطِيّة. ورحل، فسمع من: الحسن بن رشيق، وأبي محمد بن أبي زيد. حدَّث عَنْهُ: القاضي أَبُو عُمَر بْن الحَذَّاء، وقَالَ: كان فاضل جهته وعاقلها، فهِمًا.
"حرف السين":
22- سعيد بن سليمان2.
أبو عثمان الهمداني الأندلسي، المقرئ المجود، المعروف بنافع. أخذ القراءة عن أبي الحسن الأنطاكي، وضبط عنه حرف نافع وأقرأ به، وعرف العربية. توفي بدانِية، ذكره أبو عَمْرو.
"حرف العين":
23- عُبَادة بن عبد الله بن ماء السّماء3.
أبو بكر، شاعر الأندلس، ورأس شعراء الدّولة العامريّة. صنّف كتاب "شعراء الأندلس". وبقي إلى هذه السّنة، فإنه جاء فيها بردٌ مَهُولٌ كالحجارة، فقال:
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "207، 208"، الصلة لابن بشكوال "1/ 167".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 216، 217"، غاية النهاية "1/ 306".
3 جذوة المقتبس "293، 294"، الوافي بالوفيات "16/ 621-628"، الأعلام "4/ 30".(29/34)
يا عِبرةً أُهْدِيَت لمُعتَبِر ... عشِيّة الأربعاء من صفرِ
أقبلنا اللهُ بأسَ منتقمٍ ... فيها وثَنَى بعفوِ مقتدرِ
أرسلَ مِلءَ الأَكُفِّ من بردٍ ... جلامدًا تَنْهَمي على البشرِ
فيا لها آيةٌ وموعظةٌ ... فيها نذيرٌ لكلِّ مزدجرِ
كاد يُذيب القلوبَ منظرُها ... ولو أعِيرت قساوةَ الحجرِ
لا قدَّر الله في مشيئته ... أن يبتلينا بسيءِ القدرِ
وخصّنا بالتُّقى ليجعلنا ... من بأسه المتَّقى على حذرِ
24- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن حَمدِيّة1.
أخو الحسن. سمع من: أبي بكر النّجاد، وعبد الباقي بن قانع، فيما ذُكِر.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ضعيفًا. سمّع لنفسه في "أمالي النّجّاد" وقعت له.
25- عَبْد الله بْن إبراهيم بْن عَبْد الله بن سيما الدّمشقيّ2.
أبو محمد المؤدِّب، إمام مسجد نُعَيم. روى عَنْ: أَبِي عبد الله محمد بْن إِبْرَاهِيم بن مروان، وأبي علي بن آدم. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وإسماعيل السمان.
26- عبد الله بن الحسن بن جعفر الإصبهاني القصار.
سبط فاذويه. توفي في ربيع الأول، أو في صفر.
27- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محفوظ3.
أبو محمد المحفوظي الملقاباذي المعدل. ثقة مشهور. حدث عن: أبي العبّاس الصِّبْغيّ، وهارون الأسْتِرَابَاذيّ، وأبي عمرو بن مطر. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي. وتوفي في ذي القعدة عن اثنتين وثمانين سنة.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 398"، ميزان الاعتدال "2/ 391"، لسان الميزان "3/ 249".
2 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 293".
3 المنتخب من السياق "302".(29/35)
28- عبد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد1.
الشَّيْخ أبو بَكْر الباطِرْقانيّ الأصبهاني المقرئ. إمامٌ في القراءات، حافظٌ للرّوايات. قُتِل في الجامع في جمادى الآخرة. وقيل: قتل في داره. يروي عن: الطبرانيّ، وأبي الشيخ، وأبي حامد أحمد بن محمد بن حسين الجرجانيّ. وعنه: أبو عبد الله الثقفي الرئيس، وأبو منصور أحمد بن محمد بن علي شيخا السلفي، وجماعة.
29- عبد الواحد بن الحسين بن الحسن2.
أبو أحمد الدمشقي الكاتب المعروف بابن الوراق. سمع: أبا عبد الله بن مروان. وعنه: عبد العزيز الكتاني.
30- علي بن أحمد بن مندويه.
أبو الحسن الأصبهاني المقرئ. في شعبان.
31- علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان3.
بغدادي. روى عن النَّجّاد. وذكر أنّه سمع أيضًا من: ابن مِقْسَم، وأبي بكر الشّافعيّ. روى عنه: الخطيب، وقال: كان رئيسًا له لسنٌ وبلاغة. ولم يكن في دِينه بذاك. مات في عَشْر التّسعين. قلتُ: كان صاحب الإنشاء ببغداد، له النَّظْم والنّثر.
32- عليّ بن محمد بن موسى بن الفضل.
أبو الحسن الصَّيرفيّ. ولد أبي سعيد.
33- عليّ بن محمد بن عُمَيْر بن محمد بن عُمَيْر.
أبو الحسن، والد الزّاهد أبي عبد الله العُمَيْريّ الهَرَويّ. روى عن: العبّاس بن الفضل بن زكرّيا الهَرَويّ. روى عنه: ابنه.
34- عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر الذَّكوانيّ.
المعدّل، أبو حفص. أخو أبي بكر بن أبي عليّ. توفي في المحرم.
__________
1 الأنساب "2/ 40، 41"، معجم البلدان "1/ 324".
2 مختصر تاريخ دمشق "15/ 248".
3 تاريخ بغداد "12/ 31، 312"، المنتظم "8/ 51، 52"، الكامل في التاريخ "9/ 410".(29/36)
35- عمر بن عيَيْنة بن أحمد.
أبو حفص الضَّبيّ العدْل. يروى عن: المُعافى الجريريّ. روى عنه: شيخ الإسلام الهَرَويّ.
36- عَمْرو بن طِراد بن عَمْرو1.
أبو القاسم الأسديّ الدّمشقيّ الخلّاد. حدَّث عن: يوسف المَيَانِجِيّ، والفضل بن جعفر. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو سعد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ وقال: كان ثقة من أهل السُّنّة.
"حرف القاف":
37- القاسم بن عبد الواحد.
أبو أحمد الشّيرازيّ. قال أبو إسحاق الحبّال: تُوُفّي في عاشر ربيع الأوّل، وحضرتُ جنازَتَه.
حدَّث أبوه وأهل بيته الكثير.
"حرف الميم":
38- محمد بْن أحمد بْن عثمان بن محمد2.
أبو الفرج الزَّمْلكانيّ الإمام. روى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وغيره.
روى عنه: عليّ بن الخِضِر السُّلَميّ، ومحمد بن أحمد بن ورقاء.
39- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بن جعفر. أبو الفضل الأصبهاني. الخطيب. في رجب.
40- محمد بن أحمد بن أبي عون النهرواني3.
حدَّث في هذا الوقت عن: محمد بن محمد الإسكافيّ، وعمر بن جعفر بن سَلْم.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق "19/ 230".
2 مختصر تاريخ دمشق "21/ 287"، معجم البلدان "3/ 150".
3 تاريخ بغداد "1/ 307".(29/37)
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا.
41- محمد بن جعفر بن عِلّان1.
أبو الفَرَج الطَّوَابيقيّ الورّاق. بغداديّ، صدوق. من شيوخ الخطيب. حدَّث عن: أبي بكر بن خلاد، ومَخْلَد الباقِرْحِيّ. وقرأ القراءات.
42- محمد بن الحسين بن أبي أيوب2.
الأستاذ حجة الدين أبو منصور، المتكلم تلميذ أبي بكر بن فورك، وختنه.
له مصنفات مشهورة، منها: "تلخيص الدلائل". تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
43- مُحَمَّد بن عَبْد الله بن الحسين3.
أبو بكر، ويقال: أبو الحسن الدمشقي النحوي، الشاعر المعروف بابن الدوري.
روى عن: أبي عبد الله بن مروان، وعليّ بن يعقوب بن أبي العَقِب، وأبي علي بن أبي الرمرام، وأبي عمر بن فضالة. وكتب الكثير بخط حسن. روى عنه: أبو سعد السمان، والكتاني وقال: كانوا يتّهمونه في دينه.
44- محمد بن عليّ بن حَيْد.
يُقال تُوُفّي فيها. وفد مرّ سنة تسع عشرة.
45- محمد بْن محمد بْن عَبْد الله.
أبو أحمد الهَرَويّ المعلّم. روى عن: أبي حاتم بن أبي الفضل، وأبي عبد الله العُصْميّ. روى عنه: أبو عبد الله العُمَيْريّ.
46- محمد بن أبي المظفّر4.
أبو الفتح البغدادي الخيّاط. صدوق. حدَّث عن: القَطِيعيّ، وأحمد بن جعفر بن سَلْم. قال الخطيب: لا أعلم كتب عنه غيري.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 159"، المنتظم "8/ 52"، غاية النهاية "2/ 110".
2 طبقات الشافعية "3/ 62"، الوافي بالوفيات "3/ 10"، معجم المؤلفين "9/ 235".
3 مختصر تاريخ دمشق "22/ 269".
4 تاريخ بغداد "3/ 265، 266".(29/38)
46- محمد بن المنتصر بن الحسين.
أبو عبد الله الهَرَويّ الباهليّ. من ولد أَمِيرُ خُراسان قُتَيْبة بن مسلم.
سمع: أبا عَلِيَّ الرّفاء، وأبا منصور الأزهريّ اللُّغويّ. وروى عنه: شيخ الإسلام الأنصاريّ، ومحمد بن علي العُمَيْري، وجعفر بن مسلم العُقَيليّ.
48- محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان1.
أبو سعيد بن أبي عَمْرو النَّيْسابوريّ الصَّيْرفيّ، أحد الثّقات، والمشاهير بنَيْسابور.
سمع الكثير من: أبي العبّاس الأصمّ، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، ويحيى بن منصور القاضي، وأبا حامد أَحْمَد بن محمد بن شعيب، وجماعة.
وكان أبوه ينفق على الأصمّ، فكان الأصمّ لا يحدِّث حتّى يحضر أبو سعيد، وإذا غاب عن سماع جزءٍ أعاده له.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، والخطيب، وشيخ الإسلام، وأبو زاهر طاهر بن محمد الشّحّاميّ، وخلق آخرهم موتًا عبد الغفار الشيروبي المتوفى سنة عشر وخمسمائة. تُوُفّي، رحمه الله، في ذي الحجّة.
49- محمود بن سُبُكْتِكِين2.
السّلطان الكبير أبو القاسم يمين الدّولة ابن الأمير ناصر الدّولة أبي منصور.
وقد كان قبل السّلطنة يُلقَّب بسيف الدّولة. قدِم سُبُكْتِكِين بُخارى في أيّام الأمير نوح بن منصور السّاماني، فوردها في صُحْبة ابن السُّكَيْن، فعرفه أركان تلك الدّولة بالشّهامة والشّجاعة، وتوسَّموا فيه الرّفْعَة. فلمّا خرج ابن السُّكَيْن إلى غَزْنَةَ أميرًا عليها خرج في خدمته سُبُكْتكين، فلم يلبث ابن السُّكِين أن مات، واحتاج إلى من يتولى أمرهم فاتفقوا على سبكتكين وأمروه عليهم. فتمكن وأخذ في الإغارات على
__________
1 العبر "3/ 144"، سير أعلام النبلاء "17/ 350"، الوافي بالوفيات "5/ 81"، شذرات الذهب "3/ 220".
2 المنتظم "8/ 52-54"، سير أعلام النبلاء "15/ 32-135"، البداية والنهاية "12/ 27، 28، 29".(29/39)
أطراف الهند. فافتتح قلاعا عديدة، وجرى بينه وبين الهند حروب، وعظمت سطوته، وفتح ناحية بست. واتصل به أبو الفتح علي بن محمد البستي الكاتب، فاعتمد عليه وأسر إليه أموره. وكان سبكتكين على رأي الكرامية.
قال جعفر المستغفري: كان أبو القاسم عبد الله بن عبد الله بن الحسين النَّضريّ المروزي قاضي نسف صلب المذهب، فلما دخل سبكتكين صاحب غزنة بَلخ دعاهم إلى مناظرة الكَراميّة -وكان النَّضري يومئذٍ قاضيا ببلْخ- فَقَالَ سُبُكْتِكِين: ما تقولون فِي هَؤُلاءِ الزُّهاد والأولياء؟ فقال النَّضْريّ: هؤلاء عندنا كَفَرة. فقال: ما تقولون فيَّ؟ قال: إن كنت تعتقدُ مذهبهم فقَولُنا فيك كقولنا فيهم.
فوثب من مجلسه وجعل يضربهم بالطَّبَرزين حتّى أدماهم، وشجّ القاضي، وأمر بهم فقيدوا وحبسوا. ثم خاف الملامةَ فأطلقهم. ثمّ إنّه مرِض ببلْخ، فاشتاق إلى غَزْنَة، فسافر إليها ومات في الطّريق في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وجعل وليّ عهدِه ولده إسماعيل. وكان محمود غائبًا ببلْخ، فلمّا بلغه نعي أبيه كتَب إلى أخيه ولاطَفَه على أن يكون بغَزْنَة، وأن يكون محمود بخُراسان. فلم يوافقه إسماعيل، وكان في إسماعيل رخاوة وعدم شهامة، فطمع فيه الْجُنْد وشغّبوا عليه، وطالبوه بالعَطَاء، فأنفق فيهم الخزائن. فدعا محمود عمَّهُ إلى موافقته، فأجابه، فقويّ بعمِّه وبأخيه، وقَصَد غَزْنَة في جيشٍ عظيم، وحاصرها إلى أن افتتحها بعد أن عمل هو وأخوه مَصّافًا هائلًا، وقُتِل خلقٌ من الجيش، وانهزم أخوه إسماعيل وتحصَّن. فنازل حينئذٍ محمود البلَد، وأنزل أخاه من قلعتها بالأمان. ثمّ رجع إلى بَلْخ، وحبس أخاه ببعض الحصون حبْسًا خفيفًا، ووسَّع عليه الدّنيا والخَدَم.
وكان في خُراسان نوابٌ لصاحب ما وراء النَّهر من الملوك السَّامانية، فحاربهم محمود ونُصِر عليهم، واستولى على ممالك خُراسان، وانقطعت الدّولة السّامانية في سنة تسعٍ وثمانين. فسيَّر إليه القادر بالله أمير المؤمنين خلعة السّلطان.
وعظُم ملكُه، وفرض على نفسه كلَّ عامٍ غَزْوَ الهند، فافتتح منها بلادًا واسعة، وكسر الصَّنم المعروف بسُومنات، وكانوا يعتقدون أنّه يُحيي ويُميت، ويقصدونه مِن البلاد، وافتتن به أممٌ لا يُحصيهم إلّا الله. ولم يبقَ ملك ولا محتشم إلّا وقد قرَّب له قُرْبانًا من نفيس ماله، حتّى بلغت أوقافه عشرةَ آلاف قرية، وامتلأت خزائنه من أصناف الأموال والجواهر.(29/40)
وكان في خدمة هذا الصّنم ألف رجل من البراهمة يخدمونه، وثلاثمائة رجل يحلقون رءوس الحُجَّاج إليه ولِحاهم عند القدوم، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يغنّون ويرقصون عند بابه.
وكان بين الإسلام وبين القلعة الّتي فيها هذا الوَثن مسيرة شهرٍ، في مفازةٍ صَعْبَةٍ، فسار إليها السّلطان محمود في ثلاثين ألف فارس جريدةً. وأنفق عليهم أموالًا لا تُحصى، فأتوا القلعةَ فوجدوها منيعةً، فسهّل الله تعالى بفتحها في ثلاثة أيّامٍ، ودخلوا هيكلِ الصّنمِ، فإذا حوله من أصناف الأصنام الذَّهب والفضة المُرصَّعة بالجواهر شيءٌ كثير، محيطون بعَرْشه، يزعمون أنّها الملائكة. فأحرقوا الصَّنم الأعظم ووجدوا في أُذُنيه نيِّفًا وثلاثين حلْقةً. فسألهم محمود عن معنى ذلك، فقالوا: كلُّ حلْقةٍ عبادة ألف سنة.
ومن مناقب محمود بن سُبُكْتِكِين ما رواه أبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبّار الفاميّ قال: لمّا وردَ التَّاهَرْتيّ الداعي من مصر على السلطان محمود يدعوه سرا إلى مذهب الباطنية، وكان يركب البغل الذي أتى به معه، وذاك البغل يتلون كل ساعة من كل لون، ووقف السلطان محمود على شر ما كان يدعو إليه، وعلى بطلان ما حثه عليه أمر بقتله وأهدى بغله إلى القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزْديّ الشافعي شيخ هراة، وقال السّلطان: كان هذا البغْل يركبه رأس الملحدين، فلْيَرْكَبْه رأسُ الموحّدين.
ولولا ما في السّلطان محمود من البِدْعة لَعُدَّ من ملوك العدْل.
وذكر إمام الحَرَميْن الْجُوَينيّ أنّ السّلطان محمود كان حنفيّ المذهب مولعًا بعلم الحديث، يسمع من الشيوخ ويستفسر الأحاديث، فوجدها أكثرها موافقًا للمذهب الشّافعيّ، فوقع في نفسه، فجمع الفُقَهاء في مرو، وطلبَ منهم الكلام في ترجيح أحد المَذْهَبَين. فوقع الاتفاق على أن يُصَلُّوا بين يديه على مذهب الإمامين ليختار هو. فصلّى أبو بكر القفّال بطهارةٍ مُسْبِغةٍ، وشرائطَ مُعْتَبرةٍ من السُّتْرَة والقِبْلَةِ، والإتيان بالأركان والفرائض صلاةً لا يجوز للشافعي دونها، ثمّ صلّى صلاةً على ما يجوّز أبو حنيفة -رضي الله عنه، فلبس بدْلة كلبٍ مدبوغًا قد لُطِّخ رُبْعُهُ بالنَّجاسة، وتوضّأ بنبيذ التّمر، وكان في الحرِّ، فوقع عليه البَعُوض والذُّباب، وتوضَّأ منكِّسًا، ثمّ أحرم، وكبَّر بالفارسيّة: "دو بركك سَبْز"، ثمّ نقر نقرتين كنقرات الدِّيك من غير فصْلٍ ولا رُكُوع(29/41)
ولا تَشَهُّد، ثمّ ضرط في آخره من غير نية السلام، وقال: هذه صلاة أبي حنيفة.
فقال: أن لم تكن هذه الصّلاة صلاة أبي حنيفة لَقَتَلْتُكَ.
قال: فأنكرتِ الحنفية أن تكون هذه صلاة أبي حنيفة فأمرَ القفّال بإحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السّلطان بإحضار نَصْرانيّ كاتبًا يقرأ المذهبين جميعًا، فوُجِدت كذلك. فأعرض السّلطان عن مذهب أبي حنيفة، وتمسّك بمذهب الشّافعيّ، هكذا ذكر إمامُ الحرمين بأطول من هذه العبارة.
وقال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ في ترجمة محمود السّلطان: كان صادقَ النّيّة في إعلاء كلمة الله، مظفَّرًا في الغزوات، ما خَلَتْ سنةٌ من سِنِيّ مُلكه عن غزوةٍ وسَفْرةٍ، وكان ذكيا بعيد الغَوْرِ، موفَّقُ الرأي. وكان مجلسه مورد العلماء، وقبره بغَزْنَة يُدْعى عنده.
وقال أبو عليّ بن البنَّا: حكى عليّ بن الحُسين العُكْبَريّ أنّه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البَجَليّ، قال: دخل ابن فُورَك على السُّلطان محمود فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفَوْقيّة؛ لأنه يلزمك أن تَصِفَه بالتَّحْتيّة؛ لأن من جاز له أن يكون له فوق، جاز أن يكون له تحت.
فقال السّلطان: ليس أنا وصفته حتّى تُلْزِمَني. هو وصف نفسه. فبُهِت ابن فُورَك. فلمّا خرج من عنده مات، فيقال: انشقت مرارته.
وقال عبد الغافر: قد صُنِّف في أيّام محمود وغزواته تواريخ، وحُفِظَت حركاتُه وسكناتُه وأحواله لحظةً لحظة. وكانت مستغرقة في الخيرات ومصالح الرِّعية. وكان متيقّظًا، ذكي القلب، بعيد الغَوْر، يسَّرَ الله له من الأسباب والجنود والهيبة والحشمة في القلوب ما لم يره أحده.
كان مجلسه مورد العلماء.
قلتُ: وقال أبو النَّضْر محمد بن عبد الجبَّار العُتْبيّ الأديب في كتاب "اليمينيّ" في سيرة هذا السّلطان: رحم الله أبا الفضل الهمداني حيث يقول في يمين الدولة وأمين الله محمود:
تعالى الله ما شاءَ ... وزاد اللهُ إيماني(29/42)
أَأَفريدون في التّاج ... أَم الإسكندرُ الثّاني؟
أم الرَّجْعَة قد عادت ... إلينا بسليمانِ؟
أَظَلَّت شَمسُ محمودٍ ... على أَنجمِ سامانِ
وأمسى آلُ بهرامٍ ... عبيدًا لابن خاقانِ
إذا مَا ركب الفِيل ... لحرب أو لميدانِ
رأت عيناكَ سُلطانًا ... على مَنْكبِ شيطانِ
فمن واسطة الهند ... إلى ساحة جرجانِ
ومن قاصية السِّند ... إلى أقصى خراسانِ
فيومًا رُسُل الشاه ... وبعده رُسُل الخانِ
لك السَّرجُ إذا شئت ... على كاهل كيوانِ
قلتُ: ومناقب محمود كثيرة وسيرته من أحسن السِّير، وكان مولده في سنة إحدى وستين وثلاثمائة ومات بغَزْنَة في سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وعشرين. قام بالسّلطنة بعده ولده محمد، فأنفق الأموال، وكان منهمكًا في اللَّهو واللَّعب، فعمل عليه أخوه مسعود بإعانة الأمراء فقبض عليه، واستقرّ المُلك لمسعود. ثمّ جرت خُطُوب وحروب لمسعود مع بني سُلْجوق، إلي أن قُتل مسعود سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وتملَّك آلُ سُلْجوق، وامتدَّت أيّامُهم، وبقي منهم بقيّةٌ إلى أيّام السّلطان الملك الظَّاهر بَيْبَرس، وهم ملوك بلد الرّوم. قال عبد الغافر: تُوُفّي في جُمَادى الأولى سنة إحدى بغَزْنَة.
وفيات سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة:
"حرف الألف":
50- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد1.
أبو حامد الأندلسيّ النَّيْسابوريّ. شيخٌ ثقة. تُوُفْي في نصف رجب عن ثمان
__________
1 المنتخب من السياق "84".(29/43)
وسبعين سنة. روى عن: أبي عَمْرو بن مطر، وغيره. وعنه: أبو صالح المؤذِّن.
51- أحمد بن إسحاق بن جعفر بن أحمد بن أبي أحمد طلحة ابن المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد1. أبو العبّاس، الخليفة القادر بالله أمير المؤمنين ابن الأمير أبي أحمد بن المقتدر بالله الهاشميّ، العباسيّ، البغداديّ.
بويع بالخلافة عند القبض على الطّائع لله في حادي عشر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. ومولده في سنة ستٍّ وثلاثين.
وأمُّه تمني مولاة عبد الواحد بن المقتدر، كانت ديّنة خيرة معمرة توفيت سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
وكان أبيض كثّ اللَّحية طويلها، يَخْضِبُ شَيْبَه. وكان من أهل الستر والصيانة، وإدامة التجهد.
تفقّه على العلّامة أبي بِشْر أحمد بن محمد الهَرَويّ الشّافعيّ، وعدَّه ابن الصّلاح في الفُقَهاء الشّافعيّة.
قال الخطيب: كان من الدَّيانة وإدامة التهجُّد، وكثرة الصَّدقات على صفةٍ اشتهرت عنه، وصنَّف كتابًا في الأُصُول ذكر فيه فضل الصّحابة وإكفار المعتزلة والقائلين بخلْق القرآن.
وكان ذلك الكتاب يُقرأ كلّ جُمُعةٍ في حلقة أصحاب الحديث بجامع المهديّ، ويحضره مدّة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر. تُوُفّي ليلة الاثنين الحادي عشر من ذي الحجّة.
ودُفِن بدار الخلافة فصلّى عليه ولده الخليفة بعده القائم بأمر الله ظاهرًا، والخلْقُ وراءه، وكبَّر عليه أرْبَعًا، فلم يزل مدفونًا في الدّار حتّى نُقِل تابوته في المركب ليلًا إلى الرّصافة، ودُفِن بعدها بعد عشر أشهر. وعاش سبْعًا وثمانين سنة إلّا شهرًا وثمانية أيّام، رحمه الله.
52- أحمد بن الحسين بن الفضل الهاشميّ2.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 37، 38"، سير أعلام النبلاء "15/ 127-137"، البداية والنهاية "12/ 31".
2 تاريخ بغداد "4/ 109، 110".(29/44)
أبو الفضل بن دودان. بغداديّ، سمع: ابنَ خلّاد الضّبّي.
وكتب الكثير بخطّه.
قال الخطيب: لم يزل يسمع معنا ويكتب إلى حين وفاته. كتبتُ عنه، وكان صدوقًا. وُلِد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
53- أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هارون.
أبو الحسين الأصبهاني الفقيه الواعِظ، المعروف بابن رَرَا. والد أبي الخير إمام جامع أصبهان.
روى عن: أبي القاسم الطّبرانيّ. وكان غاليا في الاعتزال. تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
54- أحمد بْن محمد بن إبراهيم.
أبو عليّ الأصبهاني الصّيدلانيّ. سمع من الطَّبْرانيّ "مسند الثوري"، جمعه. وعنه: سعد بن محمد النعال، ومحمد بن إبراهيم العطار.
55- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إسحاق بن ماجه.
أبو عبد الله الأصبهاني، الزاهد، الساماني. روى عن: أبي أحمد العسال، وجماعة. وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة. ومن شيوخه: أبو إسحاق بن حمزة، والطبراني، وأحمد بن بُنْدار، وخلق كثير.
وله رحلة. وكان زاهدًا، قُرئ عليه ما لم يسمعه، فلم ينتبه لذلك.
روى عنه: عبد الرحمن بن منده، وأخوه.
56- إبراهيم بن عليّ بن زقازق.
أبو إسحاق الصَّيْرفيّ المصريّ. تُوُفّي فِي ربيع الأخر.
"حرف الحاء":
57- الْحَسَن بن أحمد بن السّلّال1.
الحنبلي، المؤدب.
__________
1 طبقات الحنابلة "2/ 181".(29/45)
يروي عن: عبد الباقي بن قانع.
58- الحسين بن الضَّحّاك: أبو عبد الله الطِّيبيّ الأنماطيّ1. روى عن: أبي بكر الشّافعيّ وكان ثقة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه.
59- الحسين بن مُحَمَّد بن جَعْفَر2.
أَبُو عَبْد الله البغداديّ الشّاعر. ويُعْرف بالخالع.
حدث عن: أحد بن خُزَيْمَة، وأحمد بن كامل، وأبي عُمَر الزّاهد.
وعنه: الخطيب، وغيره.
قال أبو الفتح محمد بن أحمد المصريّ الصّواف: لم أكتب ببغداد عمّن أطلق فيه الكَذِب غير أربعة، أحدهم أبو عبد الله الخالع. مات في شعبان، وقد قارب السبعين.
60- حَمْد بن محمد بن أحمد بن سلامة. أبو شُكْر الأصبهاني.
"حرف السين":
61- سعيد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فُطَيْس3.
أبو عثمان القُرَشيّ الورّاق.
حدث عن: أبيه ومحمد بن العباس بن كَوْذَك، وأبي عمر بن فَضَالة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بن عليّ الحدّاد، وجماعة. ولم يكن الحديث من صنعته.
62- سليمان بن رستم.
إمام الجامع بمصر. ورّخه الحبّال، وقال: كان عنده الكثير.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 55"، الإكمال لابن ماكولا "5/ 258"، الأنساب لابن السمعاني "8/ 289".
2 تاريخ بغداد "8/ 105، 106"، ميزان الاعتدال "1/ 547"، لسان الميزان "2/ 310، 311".
3 لسان الميزان "3/ 37، 38".(29/46)
"حرف الطّاء":
63- طلْحة بن عليّ بن الصّقْر البغداديّ الكتّانيّ1. أبو القاسم.
سمع: أحمد بن عثمان الأدَميّ، وأبا بكر النّجاد، ودعْلَج بن أحمد، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: كان ثقة صالحًا، وأبو بكر البَيْهَقيّ، وأبو القاسم عليّ بن أبي العلاء المَصِّيصيّ، وخلْق آخرهم وفاة أبو القاسم بن بيان الرّزّاز.
ومات في ذي القعدة وَلَهُ ستٌّ وثمانون سنة.
"حرف العين":
64- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن ميلَة الأصبهاني.
أخو الفقيه عليّ بن ماشَاذَه. أبو محمد. تُوُفّي في المحرَّم. حدَّث عن: الطَّبْرانيّ، وعنه: سعيد بن محمد المَعْدانيّ.
65- عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بِشر بن غِرْسِيَّة2.
أبو المطِّرف القُرْطُبيّ، قاضي الجماعة ابن الحصّار، مولى بني فُطَيْس.
روى عن: أبيه.
وصَحِب أبا عمر الإشبيليّ وتفقّه به. وأخذ أيضًا عن: أبي محمد الأصيليّ.
وكان من أهل العلم والتفنن والذكاء. ولاه عليّ بن محمود القضاء في صدر سنة سبع وأربعمائة، فسار بأحسن سيرة. فلما توفي عليّ وولي الخلافة أخوه القاسم أقره أيضًا على القضاء، مضافًا إلى الخطابة إلى سنة تسع عشرة، فعزله المعتمد بسعايات ومطالبات.
روى عنه: أبو عبد الله بن عتّاب، وقال: كان لا يفتح على نفسِهِ بابَ رواية ولا مدارسة.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 352، 353"، المنتظم "8/ 61"، سير أعلام النبلاء "17/ 479-481".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 326-328"، سير أعلام النبلاء "17/ 473-475"، شذرات الذهب "3/ 223".(29/47)
وصَحِبته عشرين سنة. وذهَب في أوّل أمره إلى التّكلُّم على "الموطّأ"، وقراءته في أربعة أَنْفُس.
فلمّا عُرِف ذلك أتاه جماعة ليسمعوا فامتنع. وكنّا نجتمع عنده مع شيوخ الفتوى، فيشاوَر في المسألة، فيخالفونه فيها، فلا يزال يُحاجّهم ويستظهر عليهم بالرّوايات والكُتُب حتّى ينصرفوا ويقولوا بقوله.
قال ابن بَشْكُوال: سمعت أبا محمد بن عتّاب: نا أبي مِرارًا قال: كنت أرى القاضي ابن بِشر في المنام في هيئته وهو مقبل من داره، فأسلّم عليه، وأدري أنه ميت، وأسأله عن حاله وعمّا صار إليه، فكان يقول لي: إلى خير ويُسْر بعد شدّة.
فكنت أقول له: وما تذكر من فضل العلم؟ فكان يقول لي: ليس هذا العلم، ليس هذا العلم. يُشير إلى علْم الرّأي، ويذهب إلى أنّ الّذي انتفع به من ذلك ما كان من علم كتاب الله، وحديث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تُوُفيّ يوم نصف شعبان، ولم يأتِ بعده قاضٍ مثله. ووُلِد سنة أربع وثلاثمائة.
قال أبو محمد بن حزم في آخر كتاب "الإجماع": ما لقيتُ أشدّ إنصافًا في المناظرة منه، ولقد كان من أعلم مَن لقيت بمذهب مالك، مع قُوتّه في علم اللُّغة والنَّحو ودقَّة فَهْمِه، رحمه الله.
66- عبد الرحمن بن أحمد: أبو سعيد السَّرْخَسيّ.
سمع: محمد بن إسحاق القُرشيّ صاحب عثمان بن سعيد الدّارميّ.
روى عنه: أبو إسماعيل الأنصاريّ.
67- عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أَحْمَد1.
القاضي أبو محمد البغداديّ المالكيّ الفقيه.
سمع: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وعمر بن سَبَنْك، وأبا حفص بن شاهين. وكان شيخ المالكيّة في عصره وعالمهم.
قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة، لم ألقَ من المالكيين أفقه منه.
__________
1 المنتظم "8/ 61، 62"، الكامل في التاريخ "9/ 422"، سير أعلام النبلاء "17/ 429-432"، البداية والنهاية "12/ 32".(29/48)
ولي القضاء ببادَرَايا ونحوها. وخرج في آخر عمره إلى مصر، فمات بها في شعبان.
وقال القاضي ابن خَلِّكان: هو عبد الوهّاب بْن عَلِيّ بْن نصر بْن أَحْمَد بْن الحسين بن هارون ابن الأمير مالك بن طَوْق التَّغلبيّ، من أولاد صاحب الرَّحْبَة. كان شيخ المالكيَّة. صنَّف كتاب "التّلقين"، وهو مع صِغَره من خيار الكُتُب. وله كتاب "المعونة" و"شرح الرِّسالة"، وغير ذلك.
وقد اجتاز بالمَعَرَّة، فأضافه أبو العلاء بن سليمان المَعَرِيّ، وفيه يقول:
والمالكيُّ ابنُ نصْر زارَ في سَفَرٍ ... بلادَنا فحمدْنا النَّأْيَ والسَّفَرا
إذا تفقَّه أحيا مالِكًا جَدَلًا ... وينشر الملك الضِّلّيل إن شعرا
وقال أبو إسحاق في "الطّبقات": أدركته وسمعت كلامه في النَّظر. وكان قد رأى أبا بكر الأبْهَريّ، إلْا أنّه لم يسمع منه. وكان فقيهًا متأدِّبًا شاعرًا، وله كُتُبٌ، كثيرةٌ في كلّ فنٍّ من الفقه. وخرج في آخر عمره إلى مصر، وحصل له هناك حالٌ من الدّنيا بالمَغَارِبَة.
وله في خروجه من بغداد:
سلامٌ على بغدادَ في كلِّ موطِنٍ ... وحُقَّ لها منّي سلامٌ مُضَاعفُ
فَوَالله ما فارقتها عن قِلى لها ... وإنّي بشَطَّيْ جانبيها لعَارِفُ
ولكنّها ضاقتْ عليّ بأسْرِها ... ولم تكنِ الأرزاقُ فيها تُساعفُ
وكانت كخِلٍّ كنتُ أهوى دُنُوَّه ... وأخلاقُهُ تَنْأى به وتخالِفُ
قلت: وله:
ونائمةٍ قبَّلتُها فتَنَبَّهَتْ ... وقالتْ: تعالَوْا فاطْلُبوا اللِّصَّ بالحدِّ
فقلت لها: إنّي لثمتُك غاصبٌ ... وما حكموا في غاصب بسِوى الرّدِّ
خُذيها وفُكِّي عن أثيمٍ ظُلامةً ... وإن أنتِ لم تَرْضَيْ فألفًا من العدِّ
فقالت: قِصاصٌ يشهدُ العقلُ أنّهُ ... على كَبِدِ الجاني ألذُّ من الشَّهْدِ
وكانت يميني وهي هِميان خصْرها ... وباتت يساري وهي واسطةُ العقد(29/49)
وقالت ألم أُخْبِرْ بأنّك زاهِدٌ؟ ... فقلت بلى ما زلت أزهدُ في الزُّهدِ
وذكره القاضي عياض فقال: ولي قضاء الدّينَوَر وغيرها. وقد رأى أبا بكر الأبْهَريّ، وتفقّه على كبار أصحابه ابن القصّار، وابن الجلْاب. ودرس علم الكلام والأصول على القاضي أبي بكر بن الباقِلانيّ. وصنَّف في المذهب والأصول تواليف كثيرة، وشرح المدوّنة، وكتاب "الأدلّة في مسائل الخلاف"، وكتاب "النُّصْرة لمذهب مالك"، وكتاب "عيون المسائل".
وخرج من بغداد لإملاقٍ أصابه.
وقيل: إنّه قال في الشّافعيّ شيئًا، فخاف على نفسه فخرج.
حدَّثني بكتاب "التّلقين" له أبو عليّ الصَّدَفيّ، ثنا مهديّ بن يوسف الورّاق، عنه.
قلتُ: وكان مولده في سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة.
وأخوه.
- أبو الحسن محمد1.
كان أديبًا شاعرًا، توفي بواسط سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
وتوفي أبوهما سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. قال ابن خَلِّكان.
68- علي بن أحمد الْجُرجَانيّ الزّاهد.
عُرِف بابن عَرَفَة. يروي عن: ابن عَدِيّ، والإسماعيليّ.
69- عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عثمان2.
أبو الحسن البغدادي الطِّرازي الحنبليّ الأديب.
وسمع ابنه هذا من: الأصمّ، وأبي حامد أحمد بْن عليّ بْن حَسْنَوية المقرئ، وأبي بكر محمد بن المؤمّل، وأبي عمر بن مطر، وجماعة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 432"، شذرات الذهب "3/ 225".
2 العبر "3/ 150"، سير أعلام النبلاء "17/ 409"، شذرات الذهب "3/ 225".(29/50)
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحِيري، وصاعد بن سَيّار الهَرَويّ، وآخرون.
وهو آخر من حدّث عن الأصمّ في الدّنيا. تُوُفّي فِي الرّابع والعشرين من ذي الحجّة.
70- علي بن يحيى بن جعفر بن عبْدكُويْه1.
أبو الحسن الأصبهاني. إمام جامع أصبهان.
سمع: محمد بن أحمد بن الحسن الكِسائيّ، وأحمد بن بُنْدَار الشعار، وَعَبُدَ الله بْنُ الْحَسَنُ بْنُ بندار السَّدُوسيّ، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطّبرانيّ، وابن حمزة، وجماعة بأصبهان.
والفاروق الخطّابي، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازيّ، وأحمد بن القاسم بن الرّيّان بالبصرة.
وإبراهيم بن محمد الدَّيْبُليّ بمكّة. وأملى عدّة مجالس وقع لنا منها.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، ومحمد بن عبد الجبار الفِرْسانيّ، ورَوْح بن محمد الدّارانيّ الصُّوفيّ، وفضلان بن عثمان القَيْسيّ، وآخرون. تُوُفّي في المحرَّم.
"حرف الميم":
71- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بن محمد بن عُبَيْد الله بن جعفر بن خرْجُوش2.
أبو الفَرَج الشِّيرازيّ الخرْجوشيّ.
حدَّث ببغداد ودمشق عن: أبيه، والحسن بن سعيد المّطّوعيّ المقرئ، ومحمد بن خفيف الزاهد، والطيب بن علي التميمي، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: كتبنا عنه بانتقاء ابن أبي الفوارس، وكان صالحًا فاضلًا، ثقة أديبًا. تُوُفيَ ببغداد فِي آخر العام.
وروى عنه: عليّ بن محمد بن شجاع، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو إسحاق
__________
1 العبر "3/ 150"، سير أعلام النبلاء "17/ 478، 479"، شذرات الذهب "3/ 225".
2 تاريخ بغداد "2/ 336، 337"، الأنساب "5/ 79، 80"، مختصر تاريخ دمشق "23/ 38".(29/51)
الشّيرازيّ الفقيه، وأبو سعْد السّمّان.
حدَّثه المّطّوعيّ عن: أبي مسلم الكّجّي، وأبي عبد الرحمن النسائي.
72- محمد بن علي بن مخلد الوراق1.
أبو الحسين. بغدادي صدوق. روى قليلا عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وغيره.
وعنه: الخطيب.
73- محمد بن عليّ بن موسى2.
أبو الحسن الْجُرجَانيّ الطَّبري.
روى عن: عبد الله بن عَدِيّ، والإسماعيليّ، وأبي بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة. قاله حمزة السَّهْمي.
74- محمد بن عليّ بن الطّبيّب3.
أبو الحسن المعدّل. مات ببغداد عن ستٍّ وثمانين سنة. له عن: أبي الفضل الزُّهريّ. وعنه: أبو بكر الخطيب، وقال: ثقة.
75- محمد بن القاسم بن أحمد4.
الأستاذ أبو الحسن النَّيْسابوري الماوَرْديّ، المعروف بالقُلُوسيّ. مصنّف كتاب المصباح، وغيره.
كان فقيهًا متكلّمًا أُصُوليًّا واعظًا، مصنِّفًا.
حدَّث عن: أبي عَمْرو بن مطر، وأبي عمرو بن نجيد، وأبي الحسن السراج، وأبي الحسن محمد بن عبد الله السليطي، وجماعة فأكثر.
قال عبد الغافر بن إسماعيل: أنبأ عنه خالي أبو سعد عبد الله.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 94، 95".
2 تاريخ جرجان "461، 462".
3 تاريخ بغداد "3/ 94".
4 المنتخب من السياق "35، 36"، الوافي بالوفيات "4/ 339".(29/52)
76- مُحَمَّد بْن مروان بْن زُهْر1.
أبو بَكْر الإياديّ الإشبيليّ.
حدَّث بقُرطُبة عن: أبي بكر محمد بن معاوية القُرشيّ، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي عليّ القاليّ، ومحمد بن حارث القيروانيّ.
وكان فقيهًا حافظًا لمذهب مالك، حاذقًا في الفتوى، مقدّمًا في الشُّورى. أكثرَ النّاسُ عنه.
روى عنه: أبو عبد الله الخَوْلانيّ، وأبو محمد بن خَزْرَج، وعبد الرحمن بن محمد الطُّلَيْطُليّ، وأبو حفص الزَّهْراويّ، وحاتم بن محمد، وجُمَاهِر بن عبد الرحمن، وأبو المطِّرف بن سلمة.
كان واسع الرّواية. عُمّر ستًّا وثمانين سنة.
وهو والد الطبيب الماهر.
- أبي مروا ن عبد الملك2.
وجدَّ الطبيب الكبير الرئيس.
- أبي العلاء زُهْر بن عبد الملك3.
وجدُّ جدَ.
- أبي بكر محمد بن عبد الملك4.
المُتَوَفَّى سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
77- مُحَمَّد بْن يحيى بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ بن مخلد5.
__________
1 بغية الملتمس "130"، سير أعلام النبلاء "17/ 422، 423"، الوافي بالوفيات "5/ 16".
2 وفيات الأعيان "4/ 436، 437"، سير أعلام النبلاء "17/ 422، 423"، الوافي بالوفيات "5/ 16".
3 ترتيب المدارك "4/ 747، 748"، سير أعلام النبلاء "17/ 422، 423".
4 وفيات الأعيان "4/ 434-436"، سير أعلام النبلاء "17/ 432"، الوافي بالوفيات "4/ 39".
5 المنتخب من السياق "35".(29/53)
أبو عبد الله المَخْلَديّ النَّيْسابوريّ المعدّل. من بيت التّزكية والحديث. ثقة، نبيل.
حدّث عن: إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، ومحمد بن الحسن السراج، وجماعة. وخرجت له فوائد.
روى عنه: أبو سعد عبد الله بن القشيري، ومحمد بن يحيى بن المزكي.
78- محمد بن يوسف بن أحمد1.
أبو عبد الرحمن النيسابوري القطان الأعرج، الحافظ.
توفي كهلا ولم يمتع بسماعه.
روى عن: أبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد بن أبي مسلم الفَرَضيّ، وأبي عمر الهاشميّ البصْريّ، وعبد الرحمن بن عمر بن النّحّاس، وطبقتهم.
ورحل إلى العراق، والشّام، ومصر.
حدَّث عنه: الخطيب، وعبد العزيز الكتّانيّ. وتُوُفّي ببغداد.
79- المبارك بن سعيد بن إبراهيم2.
أبو الحسين التّميميّ النَّصيبيّ، قاضي دمشق وخطيبها.
روى عن: المظفّر بن أحمد بن سليمان، والحسن بن خالُوَيْه النَّحْويّ، والقاضي أبي بكر الأبْهَريّ.
روى عنه: أبو عليّ الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وجماعة. تُوُفّي في رجب بدمشق.
80- مكّيّ بن عليّ بن عبد الرّزّاق3.
أبو طالب البغدادي الحريريّ، المؤذّن.
سمع: أبا بكر الشّافعيّ، وأبا بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأبا سليمان الحرّانيّ، وأبا إسحاق المزكّيّ، وجماعة. روى عنه: الخطيب، ووثّقه، ونصر بن البطر، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 411"، العبر "3/ 150"، سير أعلام النبلاء "17/ 423".
2 تاريخ دمشق "40/ 486"، مختصر تاريخ دمشق "24/ 81".
3 تاريخ بغداد "13/ 121".(29/54)
81- منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد1.
أبو نصر النَّيْسابوريّ المفسِّر. تُوُفّي في هذه السّنة قبل الطِّرازِيّ.
روى عن: أبي العبّاس الأصمّ.
سمع منه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري وروى عنه في عدة مواضع، وعبد الواحد بن القشيري. وكان مولده في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
وسمع أيضًا من: أبي الحسن الكارَزَيّ، وأبي عليّ الحافظ، وجماعة.
وطال عمره. تُوُفّي فِي ربيع الأوَّل.
"حرف الياء":
82- يحيى بْن عمال بن يحيى بن عمّار بن العَنْبَس2.
الإمام الواعظ أبو زكريا الشيباني النيهي السِّجِستانيّ.
انتقل من سِجِسْتان إلى هَرَاة، عندَ جَوْر الأمراء، فعظُم شأنُه بهَرَاة، وكثُر أتباعه، واقتدوا به.
روى عن: أبيه، وأبي عليّ حامد بن محمد الرفاء، وعبد الله بن عدي بن حمدويه الصابوني لا الْجُرْجَانيّ، وأخيه محمد بن عَدِيّ، ومحمد بن إبراهيم بن جَناح.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ وتخرّج به، وأبو نصر الطبسي وأبو محمد بن عبد الواحد الهَرَويّ، وغيرهم.
وكان متصلِّبًا على المُبْتدعة والْجَهْمية. وله قبولٌ زائد عند الكافّة لفصاحته وحسن موعظته.
عملوا له المنبر وكان يعظ. وقد فسر القرآن من أوله إلى آخره للناس، وختمه سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. ثمّ افتتحه ثانيا فتُوُفِّيَ يُفسِّر في سورة القيامة. وصلّى عليه الإمام أبو الفضل عمر بن إبراهيم الزاهد.
__________
1 العبر "3/ 151"، سير أعلام النبلاء "17/ 441، 442".
2 العبر "3/ 151"، سير أعلام النبلاء "17/ 481-483"، شذرات الذهب "3/ 226".(29/55)
تُوُفّي في ذي القِعْدة، وله تسعون سنة.
وفيه يقول جمال الإسلام الداودي:
وسائلٍ: ما دهاك اليوم؟ قلتُ لَهُ ... أنكرتِ حالي وأَنى وقتُ إنكارِ
أما ترى الأرضَ من أقطارِها نَقَصَتْ ... وصار أقطارُها يبكي لأقطارِ
لموتِ أفضلِ أهلِ العصرِ قاطِبةً ... عمّارِ دينِ الهُدى يحيى بن عمارِ
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْخَلَّالِ: أَخْبَرَكُمُ ابْنُ اللُّتِّيُّ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ إِمْلَاءً، أَنَا دعلج.
قَالَ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ إِمْلَاءً، أَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ.
فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: "أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ... " 1 الْحَدِيثَ.
وذكر السّلَفيّ في "معجم بغداد" له قال: قال أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ: كَانَ يحيى بن عمّار مَلِكًا في زِيِّ عالمٍ. كان له مُحِبٌّ مُثْري يحمل إليه كلَّ عامٍ مائة ألف دينار هَرَوِيّة.
ولمّا تُوُفْي يحيى وجدوا في ترِكته أربعين بِدْرةً لم يُنفق منها شيئًا، ولم يكسر عنها الخَتْم.
قال شيخ الإسلام الأنصاريّ: سمعتُ يحيى بن عمّار يقول: العلوم خمسة: علمٌ هو حياة الدّين وهو علم التّوحيد، وعلمٌ هو قُوت الدّين وهو علم العِظَة والذكر،
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "4607"، والترمذي "2676، وابن ماجه "44"، وأحمد في المسند "4/ 126، 127"، والدارمي في سننه "95"، وابن حبان في صحيحه "5"، وصححه الشيخ الألباني في الإرواء "2455".(29/56)
وعلمٌ هو دواء الدّين وهو الفِقْه، وعلمٌ هو داء الدّين وهو أخبار فِتَن السَّلف، وعلمٌ هو هلاك الدّين وهو علم الكلام.
وأراه ذكر النّجوم.
83- يحيى بن نجاح1.
أبو الحسين بن الفلّاس الأُمويّ، مولاهم القُرْطُبيّ.
رحل وحجّ، واستوطن مصر. وكان عالمًا زاهدًا ورِعًا.
وهو مُصنِّف كتاب "سُبُل الخيرات في المواعظ والرقائق". وهو كثير بأيدي. وقد رواه بمكة.
أخذه عنه: أبو محمد عبد الله بن سعيد الشَّنْتَجَاليّ، وأبو يعقوب بن حماد.
وفيات سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة
"حرف الألف":
84- أحمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس2.
أبو الحسين البغداديّ الصَّيْدلانيّ المقرئ.
سمع: أبا طاهر المخلّص.
وكان أحد القرّاء المذكورين بإتقان السَّبْع. له في ذلك تصانيف. تُوُفّي شابًّا.
وقد كان النّاس يقرأون عليه في حياة الحمّاميّ لِعلمه.
قال الخطيب: حضرته ليلة في الجامع، فقرأ في تلك الليلة ختمتين. قبل أن يطلع الفجر.
قلت: صنَّف كتاب "الواضح في القراءات العَشر". قرأ به عليه: عبد السّيّد بن عتاب سنة اثنتين وعشرين، عن قراءته على عليّ بن محمد بن يوسف العلاف، وعبد الملك بن بكران النهرواني، وطبقتهما.
__________
1 معجم البلدان "3/ 367"، سير أعلام النبلاء "17/ 423، 424"، معجم المؤلفين 13/ 234".
2 تاريخ بغداد "4/ 161"، غاية النهاية "1/ 54"، معجم المؤلفين "1/ 223".(29/57)
85- أحمد بن علي بن عَبْدُوس1.
أبو نصر الأهوازيّ الجصّاص المعدّل.
سمع من: أبي عليّ بن الصّوّاف، وابن خلّاد النَّصِيبيّ ببغداد، وأبي القاسم الطّبْرانيّ، وأبي الشيخ بأصبهان.
قال الخطيب: كتبنا عنه بانتخاب ابن أبي الفوارس. وكان ثقة ثبتًا.
ثم رجع إلى الأهواء، وبقي إلى سنة ثلاثٍ وعشرين.
86- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حُشْكان2.
أبو نصر الْجُدَاميّ النَّيْسَابوريّ.
سمع: إسماعيل بن نُجَيْد، ومحمد بن جعفر بن محمد المزكّيّ.
وعنه: حفيده الحاكم عُبَيْد الله بن عبد الله الخُشْكانيّ. مات فِي ربيع الآخر.
87- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بن أبان اللُّنْبانيّ3.
الصُّوفيّ الأصبهاني. سمع: أبا الشّيخ. وله تصانيف.
88- إسماعيل بن إبراهيم بن عُرْوة4.
أبو القاسم البُنْدار. حدَّث عن: أبي بكر الشّافعيّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا. مات في المحرم.
قلت: وروى عنه: البيهقي في النكاح، فقال: ثنا أبو سهل بن زياد القطّان. عاش خمسًا وثمانين سنة.
89- أحمد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن زنْجُوِيه.
أبو الحسن المزكّيّ. روى عن: أبي بكر القبّاب. وله رحلة إلى العراق. مات في شوال.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 323".
2 المنتخب من السياق "85".
3 معجم البلدان "5/ 23"، المشتبه في أسماء الرجال "2/ 559".
4 تاريخ بغداد "6/ 313"، المنتظم "8/ 780".(29/58)
90- إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عُبَيْد الله1.
أبو محمد العسقلاني الأديب.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أحمد الحُنْدُرِيّ العسْقلانيّ، ومحمد بن محمد بن عبد الرّحيم القيسرانيّ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
وقرأ بصَيْدا على أبي الفضل محمد بن إبراهيم الدّيْنَوَريّ.
روى عنه: أبو نصر بن طلّاب، وأبو عبد الله القُضَاعيّ، وأبو عَمْرو الدّانيّ، ومحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ. ومات بالرّملة في رمضان.
"حرف الجيم":
91- جعفر بن أحمد بن جعفر بن لُقمان.
أبو الفَرَج. حدَّث في هذا العام بمصر عن: حمزة الكِنَانيّ، وأبي الطّاهِر الذُّهْليّ. وعنه: سعْد بن عليّ الزَّنْجانيّ، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر.
"حرف الحاء":
92- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حسْنَويه.
أبو سعيد المؤدِّب، الأصبهاني، الكاتب.
سمع: أبا جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أفْرُجَة، وأحمد بن مَعْبَد، وغيرهما.
روى عنه: أبو المعالي عبد الملك بن منصور الكاتب، ولامعة بنت سعيد البقّال، وأبو الفتح الحدّاد، ومحمد بن عمر الواعِظ. تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
93- الحسين بن شجاع بن المَوْصِليّ2.
الصُّوفيّ البغداديّ.
ثقة، سمع: أبا عليّ بن الصّوّاف، وأبا بكر بن مِقْسَم، وأبا بكر الشّافعيّ، قال أبو بكر الخطيب: كتبنا عنه.
__________
1 تاريخ دمشق "5/ 512"، تهذيب تاريخ دمشق "3/ 22، 23"، غاية النهاية "1/ 164".
2 تاريخ بغداد "8/ 53"، التقييد لابن النقطة "244، 245".(29/59)
94- الحسين بن محمد بن الحسن بن مَتُّوَيْه.
أبو عليّ الرّسانيّ الأصبهاني.
قال يحيى بن مَنْده: عارف بالحديث والأسانيد.
روى عن: أبي الشّيخ، وعبد الله بن محمد الصّائغ.
وعنه: أحمد بن محمد بن مردويه، وأبو الفتح الحداد. مات في رجب.
95- الحسين بن محمد بن علي بن جعفر.
أبو عبد الله بن البزري الصيرفي1.
بغدادي كذاب.
روى عنه: أبي الفرج صاحب "الأغانيّ"، وأحمد بن نصر الذّارع.
قال الصوري: قدم ابن البزري مصر وادعى أشياء وبان كذبه، واشتهر بالفسق.
"حرف الراء":
96- روح بْن مُحَمَّد بْن الحافظ أَبِي بَكْر أَحْمَد بن محمد بن السني الدينوري2.
أبو زرعة. سمع إسحاق بن سعيد النسوي، وجعفر بن فناكي.
روى عنه: الخطيب، ووثقه.
"حرف الطاء":
97- طاهر بن أحمد بن الحسن. أبو منصور الإمام الهمذاني. حفيد الرحمن الإمام.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وصالح بن أحمد، وأبي بكر بن المقرئ، والدّارَقُطْنيّ، وخلْق. ورحل وطوّف. روى عنه: محمد بن الحسين الخطيب،
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 106، 107"، ميزان الاعتدال "1/ 547"، لسان الميزان "2/ 311".
2 تاريخ بغداد "8/ 410"، المنتظم "8/ 70"، سير أعلام النبلاء "17/ 51، 52".(29/60)
ويوسف، ويوسف، وعليّ الحَسَنيّ الهَمْدانيون، وكان ثقة غازيا مجاهدًا.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
"حرف العين":
98- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَعْمر1.
أبو الوليد الأندلسيّ، اللُّغويّ. مؤلّف "التّاريخ في الدّولة العامريّة". كان رحمه الله واسع الأدب والمعرفة. قاله ابن حيّان.
99- عَبْد الرَّحْمَن بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد2.
أبو القاسم البغداديّ الحَربيّ الحُرْفيّ.
سمع: أبا بكر النّجّاد، وحمزة بن محمد الدِّهْقان، وعليّ بن محمد بن الزُّبَيْريّ الكوفيّ، وأبا بكر الشّافعيّ، وأبا بكر النّقّاش، وجماعة.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا، غير أنّ سماعه في بعض ما رواه عن النّجّاد كان مضطربًا. وولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ومات في شوّال.
قلتُ: روى عنه أيضًا: أبو بكر البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، ومحمد بن عبد السّلام الأنصاريّ، والحسين بن محمد بن السّرّاج، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن قنْداس، وثابت بن بُنْدار البقّال.
100- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حفص الذَّكْوانيّ.
الأصبهاني المعدّل. روى عن: الطَّبْرانيّ، وأبي الشّيخ.
وعنه: عبد الرحمن بن مَنْدَهْ، وأحمد بن الفضل العنْبريّ. من رؤساء البلد. توفي في شعبان.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 328"، معجم المؤلفين "5/ 193".
2 تاريخ بغداد "10/ 303، 304"، الإكمال لابن ماكولا "3/ 282"، سير أعلام النبلاء "17/ 411، 412".(29/61)
101- عبد السّلام بن الفَرَج1.
أبو القاسم المَزْرَفيّ الفقيه.
صاحب ابن حامد الحنبليّ. له حلْقة أشغال بجامع المدينة من بغداد، ومصنّفات.
102- عبد الواسع بن محمد بن حسن2.
أبو الحسن الجرجاني.
حدّث عن: جده لأمّه أبي بكر الإسماعيليّ، وعبد الله بن عَدِيّ الحافظ وتُوُفْي في ذي القعدة.
103- عثمان بن أحمد بن شَذْرة.
الخطيب أبو عمرو المَدِينيّ. مات في شعبان.
104- علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نُعيم3.
أبو الحسن البصْريّ، الحافظ، المعروف بالنُّعَيميّ.
نزيل بغداد. حدَّث عن: أحمد بن محمد بن العبّاس الأسْفاطيّ، وأحمد بن عُبَيْد الله النّهْردَيْرِيّ، ومحمد بن عدي ين زُحْر، وعليّ بن عمر الحربيّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان حافظًا، عارفًا، متكلّمًا، شاعرًا، وقد ثنا عنه أبو بكر البَرْقانيّ بحديث.
وسمعت الزُّهْريّ يقول: وضع النُّعَيْميّ على ابن المظفّر حديثًا، ثمّ تنبّه أصحاب الحديث له، فخرج عن بغداد لهذا السّبب، فغاب حتّى مات ابن المظفّر، ومات مَن عرف قصته في الحديث ووَضْعه، ثمّ عاد إلى بغداد.
سمعت أبا عبد الله الصُّوريّ يقول: لم أَرَ ببغداد أكمل من النُّعيميّ. كان قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب.
__________
1 طبقات الحنابلة "2/ 181".
2 تاريخ جرجان "261".
3 تاريخ بغداد "11/ 331، 332"، الكامل في التاريخ "9/ 427"، سير أعلام النبلاء "17/ 445-447"، ميزان الاعتدال "3/ 114"، لسان الميزان "4/ 202، 203".(29/62)
قال: وَكَانَ البرقاني يَقُولُ: هُوَ كاملٌ فِي كل شيء لولا بأو فيه.
قلت: ومن شعره السّائر:
إذا أظمأتك أكفُّ اللّئامَ ... كَفَتْك القناعةُ شِبْعًا وَرِيّا
فكنْ رجُلًا رِجْلُهُ في الثّرى ... وهامةُ همَته في الثُّريّا
أبيَّا لِنائلِ ذي ثروةٍ ... تراه بما في يديه أبيَّا
فإنّ إراقةَ ماءَ الحيا ... ة دونَ إراقةِ ماءِ المُحيّا
مات النُّعيميّ في عَشْر الثمانين، وكان يحدِّث من حفظه، وتلك الهفوة منه كانت في شبيبته، وتاب.
105- عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسين.
أبو الحسين الباشانيّ الهَرَويّ المزكّيّ. روى عن: أبي عَمْرو بن حمدان النَّيْسابوريّ، وأقرانه.
وانتقى عليه أبو الفضل الجاروديّ. روى عنه: أبو العباس الصَّيْدلانيّ، ومحمد بن عليّ العُمَيريّ.
"حرف الميم":
106- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مَزْدين1.
أبو المنصور القُومَسَانيّ الهَمْدانيّ.
روى عن: أبيه، وعبد الرحمن الجلّاب، وعبد الرحمن بن عُبَيْد، وعَمْرو بن الحسين الصّرّام، وأَوْس بن أحمد، وحامد بن محمد الرّفّاء، وأبي جعفر بن بَرْزَة الرُّوذْرَاوَرِيّ، والفضل الكِنديّ، وجماعة.
روى عنه: حُمَيد بن المأمون، وابن أخيه أبو الفضل محمد بن عثمان، وحفيده أبو عليّ أحمد بن طاهر بن محمد القُومَسَانيّان، وأبو طاهر أحمد بن عبد الرحمن الرُّوذْبَاريّ، وآخرون كثيرون. قال شيروَيْه: هو صدوق ثقة. تُوُفّي في جُمَادى الآخرة، وصلّى عليه ابنه طاهر.
__________
1 معجم البلدان "4/ 414"، سير أعلام النبلاء "17/ 442".(29/63)
107- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حمدان1.
أبو عبد الله الأصبهاني الخانيّ من قرية خان لَنْجَان.
سمع: الطّبرانيّ، وأبا الشّيخ، وجماعة.
ويعرف بالعجل. ورّخه يحيى بن منده.
وورّخ فيها أيضًا.
108- عثمان بن فهد الخانيّ الأصبهاني.
حدث عن: أبي حفص، وغيره.
وعنه: أبو الحسين بن رَرَا، وعبد الرحمن بن مَنْدَهْ.
109- محمد بن إبراهيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه2.
أبو بكر الأصبهاني المقرئ، الضّرير. ويعرف بالبقار، بباء لا بِنُون.
ذكره يحيى بن مَنْدَهْ، وإنّه مات في المحرّم، وقال: هو أحد الأئمة في القراءات.
حدّث عن: أبي بكر القَطِيعي، وأبي بكر القباب الأصبهاني، وعدة. وسمع منه: أبو علي اللباد. قلت: لم يذكر على من قرأ.
110- محمد بن سليمان بن محمود3.
أبو سالم الحرّانيّ الظّاهريّ.
دخل الأندلس للتّجارة، وكان ذكيا عالمًا شاعرًا متفنّنًا. قرأ القراءات على: أبي أحمد السّامريّ.
وكان معتقدًا مذهب داود بن عليّ، مناظرًا عليه. أجاز لأبي الحسن بن عَبَادِل في شعبان سنة ثلاثٍ وعشرين.
111- محمد بن الطّيب بن سعيد4.
__________
1 معجم البلدان "2/ 341".
2 غاية النهاية "2/ 43".
3 غاية النهاية "2/ 149".
4 تاريخ بغداد "5/ 383"، المنتظم "8/ 71"، البداية والنهاية "12/ 35".(29/64)
أبو بكر الصّباغ. سمع: أبا بكر النّجّاد، وأبا بكر الشّافعيّ، وغيرهما.
وهو بغداديّ عاش خمسًا وسبعين سنة، وتزوج زيادة على تسعمائة امرأة! رواه أبو بكر الخطيب عن رئيس الرؤساء أَبِي القاسم عَلِيّ بْن الْحَسَن، وتُوُفّي فِي ربيع الْأوّل.
112- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن شَهْرَيار.
أبو الفَرَج الأصبهاني. تُوُفّي في ذي القِعْدَة.
روى عن: أبي القاسم الطَّبرانيّ، وطبقته.
روى عنه: الخطيب، وأبو العبّاس أحمد بن محمد بن بِشْرُوَيْه.
113- محمد بن عبد الرحمن بن مَعْمَر.
أبو الوليد اللُّغويّ القُرْطُبيّ. صاحب "التّاريخ". كان بهاء للدّولة العامريّة، سكن النّاحية الشّرقيّة في كَنَف الأمير مجاهد العامريّ، وولي القضاء هناك. وتُوُفّي في شوّال. ورّخه الأبّار.
114- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أحمد بن يزيد1.
أبو بكر الأصبهاني الطِّيرائيّ. من قرية طيرا.
روى عن: عليّ بن أحمد الباقطائيّ، ومحمد بن عليّ بن عُمَر.
ورّخه يحيى بن مَنْدَهْ وقال: ثقة، حسن التّصنيف، صاحب سنّة، مُكْثر.
114- محمد بن عبد العزيز بن جعفر2.
أبو الحسن البغدادي المعروف بمكّيّ البَرْذعيّ. سمع: القاضي أبا بكر الأبْهَريّ، وغيره.
وقال الخطيب: فيه نظر.
116- محمد بن عليّ بن محمد بن دُلّيْر الهمداني العدل.
أبو بكر والد مكيّ.
__________
1 معجم البلدان "4/ 54".
2 تاريخ بغداد "2/ 353، 354"، الأنساب "2/ 144، 145".(29/65)
روى عن: عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَلُّوَيْه الهَمَدانيّ، وعبد الله بن حُبابة البغداديّ، روى عنه: ابنه القاسم مكّيّ، وأحمد بن عبد الرحمن الصّائغ. صدَّقه شِيرُوَيه.
117- محمد بن محمد بن سهل1.
أبو الفَرَج الشِّلْحيّ العُكْبَريّ الكاتب.
أحد الفضلاء الكبار، له كتاب "الخراج"، وكتاب "النساء الشواعر". وكتاب "المجالسات"، و"أخبار ابن قُرَيْعة القاضي"، في جزء، وكتاب "الرّياضة"، وغير ذلك.
روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد بن العُكْبَريّ. وعَمَّر تسعين سنة.
توفي في سلخ ربيع الأوّل. والشلح: قرية من قُرى عُكْبَرا.
118- محمد بن يحيى بن الحسن.
أبو بكر الأصبهاني الصّفّار الأديب. تُوُفّي في رمضان.
119- مسعود بن محمد بن موسى.
الإمام أبو القاسم الخوارزميّ الحنفيّ.
كان أبوه أبو بكر شيخ الحنفيّة بالعراق في زمانه. ومسعود روى عن: أبي الحسين بن المظفّر بالإجازة. وتُوُفّي في شعبان.
120- منذر بن منذر بن علي بن يوسف2.
أبو الحكم الكِنَانيّ الأندلسيّ.
من أهل مدينة الفَرَج.
روى ببلده عن: عليّ بن معاوية بن مُصْلح، وأحمد بن موسى، وأحمد بن خلف المديونيّ، وعبد الله بن القاسم بن مسعدة.
وحج فأخذ عن جماعة كأبي بكر المهندس، وأبي محمد بن أبي زيد. وكان رجلًا صالحا محدّثًا ثقة. ولد سنة أربعين وثلاثمائة.
__________
1 الوافي بالوفيات "1/ 116"، الأعلام "7/ 245"، معجم المؤلفين "11/ 222".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 624".(29/66)
121- منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مَتّ1.
أبو الفضل السَّمَرقَنْدِيّ، الكاغَدِيّ. وإليه يُنسَبُ الورق المنصوريّ.
روى عن: الهيثم بن كُلَيب الشّاشيّ، وأبي جعفر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمزة البغداديّ نزيل مَا وراء النَّهر.
وتفرّد بالرّواية في عصره عنهما.
روى عنه: أبو الحسن بن خِذام وأبو إسحاق الأصبهاني، وأبو بكر الحسن بن الحسين البخاري، وأبو بكر الشاشيّ الفقيه. وآخرون.
تُوُفّي بسَمَرْقند في ذي القِعْدَة، وقد قارب المائة.
"حرف الهاء":
122- هشام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه2.
أبو الوليد بن الصّابونيّ، القرطبيّ. حجّ وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأحمد بن منصور الدّاوديّ، وجماعة. وكان خيِّرًا صالحًا دؤوبًا على النّسْخ، له كتاب في "تفسير البخاري" على حروف المُعْجَم، كثير الفائدة. تُوُفّي في ذي القعدة بعد مرضٍ طويل.
"الكُنى":
123- أبو يعقوب النَّجِيرَميّ3.
يوسف بن يعقوب بن خُرَّزَاذ. أبو يعقوب النَّجِيرميّ، البصْريّ، اللُّغويّ، نزيل مصر، من بيت العلم والأدب. وُلِدَ سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة. وله خطّ في غاية الإتقان، يرغب فيه الفُضلاء حتّى بلغ "ديوان جرير" بخطّه عشرة دنانير. وليس هو خطًا منسوبًا. وقد روى كثيرًا من اللُّغة بمصر. رآه محمد بن بركات السَّعِيديّ فيما قيل.
وأخذ العربية عن أصحابه. ذكر الحبَّال وفاته في المحرَّم في رابعه سنة 423.
__________
1 الأنساب لابن السمعاني "10/ 327"، سير أعلام النبلاء "17/ 468"، النجوم الزاهرة "3/ 277".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 650"، معجم المؤلفين "13/ 149".
3 العبر "2/ 358"، شذرات الذهب "3/ 75".(29/67)
وفيات سنة أربع وعشرين وأربعمائة:
"حرف الألف":
124- أحمد بن إبراهيم1.
الفقيه أبو طاهر القطّان الحنبليّ. صاحب التّعليقة. كان من كبار أصحاب ابن حامد.
125- أحمد بن الحسين بن أحمد البغدادي الواعظ2.
أبو الحسين بن السّمّاك. حدّثَ عن: جعفر الخُلْديّ، والحسن بن رشيق المصْريّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ضعيفًا متّهمًا. عاش نيِّفًا وتسعين سنة.
وقال أبو محمد رزق الله التّميميّ: كان أبو الحسين بن السّمّاك يتكلّم على النّاس بجامع المنصور. وكان لا يُحسن من العلوم شيئًا إلّا ما شاء الله وكان مطبوعًا يتكلّم على مذهب الصُّوفيّة، فكُتِبَت إليه رُقْعة: ما تقول في رجل مات؟ فلمّا رآها في الفرائض رماها وقال: أنا أتكلّم على مذهب قوم إذا ماتوا لم يخلّفوا شيئًا، فأعجب الحاضرين.
126- أحمد بن علي بن أحمد بن سعدُوَيْه الحاكم3.
أبو عبد الله النَّسويّ.
حدَّث في رجب عن: ابن نُجَيْد، وأبي القاسم إبراهيم النصراباذي، وأبي محمد السمذي، وأبي أحمد الجلودي، وأبي عبد الله بن أبي ذهل، وخلق.
روى عنه: مسعود بن ناصر. ووثقه عبد الغافر.
"حرف الجيم":
127- جهور بن حيدر بن محمد بن منجويه4.
__________
1 طبقات الحنابلة "2/ 182".
2 تاريخ بغداد "1/ 331"، الإكمال لابن ماكولا "4/ 252"، ميزان الاعتدال "1/ 93"، لسان الميزان "1/ 156، 157".
3 المنتخب من السياق "92".
4 المنتخب "174"، الأنساب "11/ 493".(29/68)
أبو الفضل القرشي الكريزي النيسابوري الأديب.
روى عن: أبي سهل محمد بن سليمان الصُعْلُوكيّ، وأبي عَمْرو بن حمدان، وطبقتهما. تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
"حرف الحاء":
128- الْحَسَن بْن إبراهيم بن عبد الله1.
أبو عبد الله الأنباريّ المقرئ.
129- الحسين بن الخَضِر بن محمد2.
أبو عليّ البخاريّ الفَشيدَيْزَجِيُّ، الفقيه الحنفيّ، قاضي بُخَارى. إمام عصره بلا مدافعة. قدِم بغداد وتفقّه بها، وناظَرَ وبرع. وسمع بها من: أبي الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ. وببُخَارى: محمد بن محمد بن جابر. وحدّث، وظهر له أصحاب وتلامذة. وآخر من حدّث عنه ابن بنته عليّ بن محمد البُخَاريّ. تُوُفّي في شعبان. وقد ناظَرَ مرّةً الشّريف المُرْتَضى شيخ الرفضة، وقطعه في حديث: "ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ" وَقَالَ لِلْمُرْتَضَى: إِذَا جَعَلْتَ مَا نَافِيَةً، خَلَا الْحَدِيثُ مِنْ فَائِدَةٍ، فَإِنَّ كُلَّ أَحَدٍ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَنَّ الْمَيِّتَ يَرِثُهُ أَقْرِبَاؤُهُ، وَلَا تَكُونُ تَرِكَتُهُ صَدَقَةً، وَلَكِنْ لَمَّا كان الرّسول -صلى الله عليه وسلم- بِخِلَافِ الْمُسْلِمِينَ، بيَّن ذَلِكَ، فَقَالَ: "مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ" 3.
وقد سمع أبو علي هذا من: ابن شَبُّوَيْه المَرْوَزيّ بمَرْو، ومن جعفر بن فنّاكيّ بالرّيّ. وتخرّج به الأصحاب.
130- حمزة بن محمد بن طاهر4.
الحافظ أبو طاهر البغداديّ الدّقّاق، مولى المِهْديّ. سمع: أبا الحسين بن المظفر،
__________
1 غاية النهاية "1/ 237".
2 العبر "3/ 154، 155"، سير أعلام النبلاء "17/ 424-426"، الوافي بالوفيات "12/ 361".
3 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "3711، 3712"، ومسلم "1759"، وأبو داود "2968، 2969"، والنسائي "4152"، وأحمد في المسند "1/ 10"، وابن حبان في صحيحه "4823" من حديث أبي بكر.
ومن حديث عمر: أخرجه البخاري "6728"، ومسلم "1757"، والترمذي "1610"، وغيرهم.
4 تاريخ بغداد "8/ 184، 185"، العبر "3/ 155"، سير أعلام النبلاء "17/ 443".(29/69)
وأبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، فمن بعدهم.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا، فهْمًا، عارفًا. ولد سنة ست وستين وثلاثمائة، وقال البَرْقانيّ: ما اجتمعتُ قطّ مع أبي طاهر حمزه ففارقتُهُ إلّا بفائدة علمٍ.
وقد نقل الخطيب عن محمد بن يحيى الكرْمانيّ، وابن جدّا العُكْبَريّ أنّهما رأياه في النَّوم، فأخبرهما أنّ الله رضي عنه.
"حر ف السين":
131- سُفْيان بن محمد بن حَسَنْكُوَيْه.
أبو عبد الله الأصبهاني. بقالٌ. تُوُفّي في جُمَادى الآخرة، روى عن: أبي الشّيخ. وروى عنه: أبو عليّ الحدّاد قال: أنبا سنة خمسٍ. وروى عنه الرّئيس الثّقَفيّ في الأربعين، له.
"حرف العين":
132- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عبد الرحمن بن شُجاع1.
أبو بكر المَرْوَزيّ الفقيه الحنبليّ. كان فقيهًا متفنِّنًا واسع الرّواية، نَحْويًّا له مصنَّف في النَّحْو على مذهب الكوفيّين، وله كتاب "المغني" في مذهب أبي حنيفة في سبعة أجزاء. وُلِد في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، ودخل الأندلس فَحَمَل عنه أهلها، وأجاز لهم في هذا العام.
133- عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن سَعِيد بْن ذُنّين بْن عاصم2.
أبو محمد الصَّدَفيّ الطُّلَيْطُليّ، روى عن أبيه؛ وعن: عَبْدُوس بن محمد، وأبي عبد الله بن عَيْشُون، وتمّام بن عبد الله، وأبي جعفر بْن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مفرج، وخلق كثير.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 297، 298"، الوافي بالوفيات "17/ 128"، بغية الوعاة "2/ 38".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 426، 427"، الوافي بالوفيات "17/ 250، 251"، شذرات الذهب "3/ 227".(29/70)
وحجّ فأخذ بمصر عن: أحمد بن محمد المهندس، وعبد المنعم بن غَلْبُون، ومحمد بن أحمد بن عُبَيْد الوشّاء.
وبمكّة عن: عُبَيْد الله السَّقَطيّ. ولقي بالقيروان أبا محمد بن أبي زيد، فأكثر عنه.
ورجع إلى طُلَيْطُلَة، فأكثر عنه أهلها، ورحل النّاس إليه من البلدان. وكان زاهدًا عابدًا متبتِّلًا، عالمًا عاملًا سُنِّيا.
يُقال: إنّه كان مُجاب الدَّعوة، وكان الأغلب عليه الرّواية والأثر، والعمل بالحديث. وكان ثقةً متحرّيا، قد التزم الأمرَ بالمعروف والنَّهيّ عن المنكر بنفسه، لا تأخذه في الله لومةُ لائم، صنّف في ذلك كتابًا.
وكان مَهِيبًا مُطاعًا محبوبًا، لا يختلف اثنان في فضله. وكان يتولّى عملَ عِنَبِ كَرْمِه بنفسه.
ولم يُرَ بطُلَيْطُلَة أكثرَ جَمْعًا من جنازته.
134- عبد الرّحيم بْن الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بن مَنْدَهْ.
تُوُفّي بطريق إِيذَج بين العِيدَين. أظنّه كان يتعانى التّجارة. وسمع من: أبيه.
135- عُبَيْد الله بن هارون بن محمد1.
أبو القاسم القطّان الواسطيّ، ويعرف بكاتب ابن قنطر. سمع من: عبد الغفّار الحُضَيْنيّ، وأبا بكر المفيد، وجماعة.
روى عنه: محمد بن عليّ بن أبي الصَّقْر الواسطيّ.
قال خميس الحَوْزِيّ: مات سنة 424.
136- عُصْم بن محمد بن عُصْم بن العبّاس.
أبو منصور العُصْميّ، رئيس هَرَاة. روى عن: أبي عَمْرو الجوهريّ، وغيره. روى عنه: محمد بن عليّ العميري.
__________
1 سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي "48، 49".(29/71)
137- عليّ بن طَلْحة1.
العلّامة أبو القاسم بن كُرْدان الواسطيّ النَّحْويّ. صاحب أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانيّ. قرأ عليهما كتاب سيبَويه. وأهل واسط يتغالَون في ابن كُرْدان ويفضّلونه على ابن جِنِّيّ. صنَّف كتابًا نحو خمس عشر مجلدًا في إعراب القرآن، ثمّ بدا له فغَسَلَه قبل موته.
وكان ديِّنًا نَزِهًا مصوّنًا. أخذ عنه: أبو الفتح بن مختار، ومحمد بن عبد السّلام. ومات في هذا العام. قاله كلَّه خميس الحَوْزِيّ.
138- عُمَيْر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَيْر2.
أبو القاسم الْجُهَنيّ. روى عن جدّه، وعن: أبي عبد الله مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان. وروى عنه: عليّ الجنائيّ، وأبو سعد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ. وهو قليل السَّماع.
"حرف الفاء":
139- الفضل بن محمد بن محمد بن جِهان دار.
أبو العبّاس الهَرَويّ. والد محمد الحافظ.
"حرف الميم":
140- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن حسن.
أبو رشيد الحيري الأدمي المقرئ، العدل.
حدث عن: الأستاذ أبي سهل الصُّعْلُوكيّ، وأبي عَمْرو بن حمدان، وجماعة.
روى عنه: أبو عليّ الحسين بن محمد بن محمد الصَّفّار.
141- محمد بن إبراهيم بن أحمد3.
أبو بكر الأردستاني، الرجل الصالح.
__________
1 معجم الأدباء "13/ 259-264"، إنباه الرواة "2/ 284، 285"، بغية الوعاة "2/ 170".
2 تاريخ دمشق "33/ 234"، مختصر تاريخ دمشق "19/ 335".
3 تاريخ بغداد "1/ 417"، المنتظم "8/ 90"، سير أعلام النبلاء "17/ 428، 429".(29/72)
حدَّث "بصحيح البخاريّ" عن: إسماعيل بن حاجب الكُشَانيّ.
وحدَّث عن: القاسم بن علْقَمَة الأبْهَريّ، أبي الفتح يوسف القوّاس، وأبي حفص بن شاهين، وأبي الشّيخ بن حيّان، وأبي بكر المقرئ. وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
وروى عنه في سنة ثلاثٍ وتسعين "صحيح البخاريّ": عبد الغفّار بن طاهر الهَمَدانيّ.
وروى عنه: أبو نصر الشّيرازيّ المقرئ.
وهو أحد من لم يذكره "ابن عساكر" في "تاريخه". وقد سمع بدمشق من الكِلابيّ، وأجزاء من أبي زُرْعة المقرئ.
وكان مع بصره بالحديث قيّمًا بكتاب الله، كبير القدْر، سامي الذِّكْر، واسع الرِّحلة. لقي بالبصرة أحمد بن العبّاس الأسْفَاطيّ، وأحمد بن عُبَيْد الله النَّهْردَيْريّ.
وكنّاه بعضهم: أبا جعفر، وهو بأبي بكر أشهر.
وقد ذكرناه في سنة خمس عشرة على ما ورّخه بعضهم، وهو في هذا العام أرجح.
142- محمد بن إبراهيم.
أبو بكر الفارسيّ. قد مرَّ في حدود سنة عشرين وأربعمائة. وجماعة كبيرة.
قال شيرُوَيْه: ثنا عنه محمد بن عفّان، وابن ممّان، وظَفْرُ بن هبة الله، وكان ثقة يُحسن هذا الشّأن. سمعتُ عدّة من المشايخ يقولون: ما من رجلٍ له حاجة من أمر الدّنيا والآخرة فيزور قبره ويدعو الله عزّ وجلّ إلّا استجاب له. وجرَّبت أنا ذلك فكان كذلك.
قلت: وروى عنه البَيْهَقيّ في تصانيفه ووصفه بالحِفْظ.
143- محمد بن إبراهيم بن عليّ بن غالب.
القاضي أبو الحسين المصريّ التّمّار.
هو آخر من حدَّث عن: أحمد بن إبراهيم بن جامع العطّار، وابن إسحاق، وغيرهما. تُوُفّي في جُمَادى الأولى. قاله الحبّال.(29/73)
144- محمد بن جُمَاهِر بن محمد1.
أبو عبد الله الحَجْرِيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وعَبْدُوس بن محمد، وأبي محمد الأصيليّ. وكان فقيهًا مشاوَرًا، نبيلًا. رحِمَه اللَّه.
145- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد البَيْضَاويّ البغداديّ2.
الفقيه المفتي أبو عبد الله. ولي قضاء رُبْع الكَرْخ.
وحدَّث عن: أبي بكر القَطِيعيّ. روى عنه الخطيب، ووثقه.
وقال أبو إسحاق الشيرازي: تفقه على الداركي. وحضرت مجلسه وعلقت عنه. وكان حافظًا للمذهب والخلاف، موفقًا في الفتاوى.
146- محمد بن عبد العزيز بن شنبويه.
أبو نصر الإصبهاني.
روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد الفباب.
147- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن حسن3.
أبو القاسم البَيّانيّ الإشبيلي، المعمَّر.
أخذ عن: وهْب بن مَسَرّة، وأبي بكر بن الأحمر القُرشيّ، وجماعة.
وكان ذكيا، رئيسا، ضابطا. وقد أخذ أيضا عن: أبي عليّ القاليّ.
وكان مولده في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي فِي جُمَادَى الآخره.
روى عَنْهُ أَبُو عبد الله الخولاني. وهو آخر من حدَّث عن وهْب.
148- محمد بن عليّ بن هشام بن عبد الرّءوف4.
أبو عبد الله الأنصاري القرطبي، صاحب المظالم.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 516".
2 تاريخ بغداد "5/ 47"، الكامل في التاريخ "9/ 432"، طبقات الشافعية الكبرى "3/ 63، 64".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 517".
4 الصلة لابن بشكوال "2/ 516، 517".(29/74)
كان واسع العلوم، حاذقا بالفتوى، عارفا بمذهب مالك بصيرا بالأحكام نزه النفس. توفي في رمضان.
149- مكي بن نظيف.
أبو القاسم الزجاج. توفي بمصر في رجب.
"حرف الياء":
150- يحيى بْن عَبْد المُلْك بْن مهنا1.
أبو زكريا القرطبي، صاحب الصّلاة بقُرْطُبة.
روى عن: أبي الحسن الأنطاكيّ رواية نافع. وكان حاذقًا بها مجوِّدًا لها.
وعاش ثمانين سنة. روى عنه: محمد بن عتاب الفقيه، وغيره.
وفيات سنة خمس وعشرين وأربعمائة
"حرف الألِف":
151- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن غالب2.
أبو بكر الخَوَارِزْميّ البَرْقَانيّ، الحافظ، الفقيه، الشّافعيّ.
سمع بخَوَارِزْم من: أبي العبّاس محمد بن أحمد بن حمدان الحِيريّ، نزيل خَوَارِزم، ومن: محمد بن علي الحسّانيّ، وأحمد بن إبراهيم بن جَنَاب الخَوَارِزْمِيّين.
وبهَرَاة: محمد بن عبد الله بن خَميرُويْه.
وببغداد: أبا عليّ بْنُ الصّوّاف، وأبا بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأحمد بن جعفر الخُتّليّ، وأبا بحر البَرْبَهاريّ، والقَطِيعيّ.
وبجُرجَان: أبا بكر الإسماعيلي. وبنَيْسابور: أبا عمر بن حمدان.
وبدمشق: أبا بكر بن أبي الحديد. وبمصر: عبد الغني الحافظ.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 665، 666".
2 تاريخ بغداد "4/ 373-376"، المنتظم "8/ 79، 80"، الكامل في التاريخ "9/ 439"، سير أعلام النبلاء "17/ 264-268"، الوافي بالوفيات "7/ 331"، تاريخ الخلفاء "422".(29/75)
وخلْقًا سواهم، حتّى إنّه روى عن أبي بكر الخطيب تلميذه.
روى عنه: الصُّوريّ، والخطيب، وأبو بكر البَيْهَقيّ، وأبو إسحاق الشّيرازيّ الفقيه، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وسليمان بن إبراهيم الأصبهاني العبْدِيّ المالكيّ شيخ البصرة، وأبو يحيى بْن بُنْدَار، ومحمد بْن عَبْد السّلام الأنصاريّ، وآخرون. واستوطن بغداد.
قال الخطيب: كان ثقة، ورِعًا ثَبْتًا. لم نرَ في شيوخنا أثبت منه. عارفًا بالفقه، له حظٌ من عِلم العربيّة، كثير الحديث. صنّف مُسندًا ضمنه ما اشتمل عليه "صحيح البخاري" و"مسلم". وجمع حديث الثَّوريّ، وشُعْبَة، وعُبَيْد الله بن عمر، وعبد الملك بن عُمَيْر، وبيان بن بِشْر، ومَطَر الورّاق، وغيرهم. ولم يقطع التّصنيف حتّى مات.
وكان حريصًا على العِلم، مُنْصَرف الهمَّه إليه. سمعته يقول لرجلٍ من الفُقَهاء الصلحاء: ادع أن ينزع شهْوة الحديث من قلبي، فإنّ حُبَّه قد غلب عليَّ، فليس لي اهتمام في اللّيل والنّهار إلّا به. أو نحو هذا.
وكنتُ كثيرًا أُذاكره الأحاديث، فيكتبها عنّي، ويُضَمِّنُهَا جُمُوعَه.
وسمعتُ الأزهريّ يقول: البَرْقانيّ إمامٌ إذا مات ذهبَ هذا الشّأن.
وسمعتُ محمد بن يحيى الكرْماني الفقيه يقول: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادةً من البَرْقانيّ.
وسألت الأزهريّ: هل رأيت شيخًا أتقن من البَرْقانيّ؟ قال: لا.
وسمعتُ أبا محمد الخلّال ذكر البَرْقانيّ فقال: كان نسيجَ وحده.
وقال الخطيب: وأنا ما رأيت شيخًا أثبت منه.
وقال أبو الوليد الباجيّ: أبو بكر البَرْقانيّ ثقة حافظ.
قلت: وذكره أبو إسحاق في "طبقات الشّافعية" فقال: وُلِد سنة ستٍّ وثلاثين وثلاثمائة، وسكن بغداد ومات بها في أوّل يومٍ من رجب. تفقّه في حداثته، وصنَّف في الفِقْه، ثمّ اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إمامًا.
وقال الخطيب: حدَّثني أحمد بن غانم الحمّاميّ، وكان صالحًا، أنّه نقل البَرْقانيّ(29/76)
من بيته، فكان معه ثلاثةٌ وستُّون سفْطًا وصندوقً، كلُّ ذلك مملوء كُتُبًا.
وقال البَرْقانيّ: دخلت أسفرائين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم، فضاعت الدّنانير وبقي الدِّرْهم، فدفعته إلى خبّازٍ، وكنت آخذ منه في كلّ يومٍ رغيفين، وآخُذُ من بِشْر بن أحمد جُزْءًا فأكتبه وأفرغ منه بالعَشِيَّ، فكتبتُ ثلاثين جزءًا، ثمّ نفذ ما كان عند الخبَّاز، فسافرتُ.
قلتُ: كتاب "المصافحة" له من عالي ما يُسمع اليوم. تفرّد بها بيبرس العديمي بحلب. وعند أبي بكر بن عبد الدّائم قطعةٌ من الكتاب يرويها عن النّاصح، عن شُهْدَة، عن ابن العرب، عنه.
وقال الخطيب في ترجمة البَرْقانيّ: حدَّثني عيسى بن أحمد الهَمْدانيّ، أنا البَرْقانيّ سنة عشرين قال: حدَّثني أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، نا محمد بن موسى الصَّيْرفيّ، نا الأصمّ، نا الصّغانيّ، نا أبو زيد الهَرَويّ، نا شُعْبَه، عن محمد بن أبي النَّوّار: سمعتُ رجلًا من بني سُلَيْم يقال له خفّاف قال: سألت ابن عمر عن صوم ثلاثةٍ في الحجِّ وسبعةٍ إذا رَجَعْتُمْ. قال: إذا رجعتَ إلى أهلك. تفرّد به أبو زيد.
152- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خالد البغداديّ1.
أَبُو عبد اللَّه الكاتب.
سمع: أبا عليّ بن الصّوّاف، وعمر بن سَلْم، ومَخْلَد بن جعفر البَاقَرْحيّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صحيحَ السّماع، كثيره.
مات في المحرّم، وله تسعٌ وثمانون سنة.
153- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سعيد2.
أبو العبّاس الأبِيوَرْديّ، القاضيّ الشّافعيّ صاحب الشّيخ أبي حامد.
سكن بغداد، وبرع في الفقيه. وولي القضاء ببغداد على الجانب الشَّرقيّ ومدينة المنصور أيّام ابن الأكْفَانيّ. ثمّ عُزِل، وَرُدَّ ابن الأكفاني إلى عمله.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 49، 50".
2 تاريخ بغداد "4/ 51، 52"، المنتظم "8/ 80، 81"، البداية والنهاية "12/ 37".(29/77)
وكان له حلقة للتّدريس والفتوى بجامع المنصور. وكان عنده شيء عن عليّ بن القاسم بن شاذان القاضي، وغيره.
كتب بالرّيّ وهَمَدَان. وكان حَسَنَ الاعتقاد، جميلَ الطَّريقة، فصيحًا، له شعرٌ.
وقيل: إنّه كان يصوم الدَّهر. وكان فقيرًا يتحمّل، ومكث شتوةً لا يملك جبَّة يلبسها. وكان يقول لأصحابه: بي علّة تمنعني من لبْس المحشُوّ.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة، وله ثمان وستُّون سنة.
154- أَحْمَد بْن محمد بْن علي بْن الجهْم.
أبو العبّاس الأصبهاني، مستملي ابن مَنْدَهْ. سمع: أبا الشّيخ.
وعنه: الوحشيّ، وأبو الفتح الحدّاد. تُوُفّي فِي ذي القعدة.
155- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفضل.
القاضي أبو بكر الصّدَفيّ، الفقيه. بمَرْو.
156- أحمد بن أبي سعْد البغداديّ.
الأصبهاني الواعظ. تُوُفّي في ربيع الأوّل.
157- إبراهيم بن الخِضر بن زكرّيا1.
أبو محمد الدّمشقيّ الصّائغ.
روى عَنْ: أَبِي عليّ الحَسَن بْن عبد الله الكِنْديّ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: عليّ بْن محمد بْن شجاع، وأبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ.
تُوُفيّ يوم عاشوراء. قال الكتّانيّ: كان فيه تساهل في الحديث.
158- إبراهيم بن عليّ بن محمد بن عثمان بن المروق.
أبو إسحاق العَبْديّ الأصبهاني الخيّاط، المعلّم.
سمع: الطَّبْرانيّ. كتب عنه جماعة. مات في ربيع الأول.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق "4/ 49"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 210".(29/78)
"حرف الجيم":
159- جعفر بن أحمد بن لقمان.
البزّاز. مصريٌّ. ذكر الحبّال موته في المحرّم.
"حرف الحاء":
160- الحسن بن أحْمَد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان1.
أبو عليّ بن أبي بكر البغداديّ، البزّاز.
وُلِد في ربيع الْأَوَّل سنة تسعٍ وثلاثين، وسمّعه أبوه من: أبي عَمْرو بن السّمّاك، وأحمد بن سليمان العَبَّادانيّ، وميمون بن إسحاق، وأبي سهل بن زياد، وأحمد بن سلمان النجاد، وحمزة الدّهْقان، وجعفر بن محمد الخُلْديّ، وعبد الصّمد الطَّسْتيّ، ومُكَرَّم بن أحمد، وأبي عمر غلام ثعلب، وعبد الله بن جعفر بن درستُوَيْه، وعليّ بن عبد الرحمن بن ماتي، وعليّ بن محمد بن الزُّبَيْر القُرشيّ، وأحمد بن عثمان الأدَميّ، وعبد الله بْنُ إسحاق الخُراسانيّ، ومحمد بن جعفر القارئ، وجماعة.
روى عنه: أبَوَا بكر الخطيب، والبَيْهَقيّ، والإمام أبو إسحاق الشّيرازيّ، وعليّ بن أبي الغنائم بن المأمون الهاشميّ، وأبو الفضل بن خَيْرون، والحسن بن أحمد بن سلمان الدّقّاق، وأبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخيّاط، والحسين بن الحُسين الفانيذيّ، وثابت بن بُنْدار البقّال، وجعفر بن أحمد السّرّاج، والمبارك بن عبد الجبّار بن الطُّيُوريّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ السَّمْنَانِيُّ، وأبو غالب محمد بن الحسن الباقِلّانيّ، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَسَدِيُّ، وأبو سعد محمد بن عبد الملك بن خُشَيْش، وأبو القاسم عليّ بْن أحمد بن محمد بْن بَيَان، وأبو عليّ بن نبْهان الكاتب، وغيرهم.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا، صحيح السّماع، يفهم الكلام على مذهب أبي الحسن الأشعريّ، وكان يشرب النّبيذ على مذهب الكوفيين، ثم تركه بأخرة.
__________
1 تاريخ حلب "331، 332"، المنتظم "8/ 86، 87"، الكامل في التاريخ "9/ 445"، سير أعلام النبلاء "17/ 415-418"، الوافي بالوفيات "11/ 394"، البداية والنهاية "12/ 39".(29/79)
وكتب عنه جماعةٌ من شيوخنا كالبَرْقانيّ، وأبي محمد الخلّال.
وسمعتُ أبا الحسن بن رزقُويه يقول: أبو عليّ بن شاذان ثقة.
وسمعتُ أبا القاسم الأزهريّ يقول: أبو عليّ أوثق من بَرَأَ الله في الحديث.
وحدَّثني محمد بن يحيى الكرْمانيّ قال: كنتُ يومًا بحضرة أبي عليّ بن شاذان، فدخل شابٌ فسلّم ثمّ قال: أيُّكم أبو عليّ بن شاذان؟ فأشرنا إليه، فقال له: أيُّها الشّيخ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المنام، فقال لي: سَلْ عن أبي عليّ بن شاذان فإذا لقِيتَهُ فأقْره منّي السّلام.
قال: ثمّ انصرف الشّابُّ، فبكى أبو عليّ وقال: ما أعرف لي عملًا أستحقُ به هذا، الّلهُمَّ إلّا أن يكون صبري على قراءة الحديث وتكرير الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كلّما جاء ذكرُهُ.
قال الكرْمانيّ: ولم يلبث أبو عليّ بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثة حتى مات.
تُوُفّي أبو عليّ آخر يومٍ من سنة خمسٍ، ودُفن فِي أوّل يومٍ من سنة ستٍّ وعشرين.
161- الحسن بن عُبَيْد الله1.
الفقيه أبو عليّ البَنْدنيجيّ الشّافعيّ، صاحب الشّيخ أبي حامد.
له عنه تعليقة مشهورة، وله مصنَّفات كثيرة.
درس الفقه ببغداد مدَّة وأفتى، وكان ديِّنًا صالحًا ورِعًا. ثمّ رجع إلى البنْدنيجين رحمه الله.
162- الحسن بن أيّوب بن محمد بن أيّوب2.
أبو عليّ الأنصاريّ القُرْطُبيّ الحدّاد.
روى عن: أبي عيسى اللَّيْثيّ، وأبي علي القالي، وأحمد بن ثابت التغلبي.
وتفقه على القاضي أبي بكر بن زرب.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 343"، طبقات الفقهاء "129"، المنتظم "8/ 83"، البداية والنهاية "12/ 37".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 136".(29/80)
روى عنه جماعة من العلماء منهم: أبو عمر بن مهدي، وقال: كان مقدَّمًا في الشورى لسنه، رواية للحديث واللُّغة، ذا دِين وفضل. تُوُفّي في رمضان، وله سبعٌ وثمانون سنة.
163- الحُسين بن جعفر بن القاسم.
أبو عبد الله الكِلَليّ المصريّ.
سمع: الحسن بن رشيق، وأبا جعفر أحمد بن محمد بن هارون الأسْوَانيّ، وإبراهيم بن محمد النَّسائيّ العدْل، وأبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السَّجْزيّ.
روى عنه: أبو الحسن الخِلَعيّ، وجماعة من المصريّين.
وهو ابن بنت أبي بكر الأُدْفويّ. تُوُفّي بالرِّيف في المحرّم.
164- الحَسَن بْن محمد بْن الحُسَيْن بْن دَاوُد بْن عليّ بن عيسى.
أبو محمد العلويّ، السّيّد أبو محمد النّقيب بن السّيّد أبي الحسن.
شيخ العِتْرة بنَيْسابور. روى عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وغيره.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة عن نيِّفٍ وسبعين سنة.
"حرف السّين":
165- سعيد بن أحمد بن يحيى1.
أبو عثمان المُراديّ الإشبيليّ، الشّقاق.
كان من أهل الذّكاء والطَّلَب، ومعرفة التَّواريخ والأخبار.
سمع من: أبي محمد الباجيّ، وابن الخرّاز، والرّياحيّ، وابن السّليم القاضي، ومَسْلمة بن القاسم، وغيرهم.
166- سُفْيان بن محمد بن الحسن بن حسنكويه2.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 218، 219".
2 تقدم برقم "131".(29/81)
أبو عبد الله الأصبهاني.
تُوُفّي في هذه السَّنة على الصَّحيح في أحد الْجُمَادَين.
روى عنه: أبو عبد الله الثّقَفيّ، وأبو عليّ الحداد، وجماعة.
يروي عن: أبي الشّيخ، وابن المظفّر الحافظ، ومنصور بن جعفر البغْداديّ.
"حرف الضّاد":
167- ضُمام بن محمد.
أبو يَعْلَى الشَّعْرَانيّ الهَرَويّ الصُّوفيّ.
روى عن: بِشْر بن محمد المُزَنيّ المغفّليّ، وأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري البغوي.
وروى عنه: محمد بن عليّ العُمَيريّ الزّاهد، وغيره.
"حرف الطّاء":
168- طاهر بن عبد العزيز بن سيّار البغداديّ الحُصَريّ1.
الدّعّاء. سمع أبا بكر القَطِيعيّ، وإسحاق بن سعْد النَّسَويّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان عبدًا صالحًا رحمه الله.
"حرف الظاء":
169- ظفر بن إبراهيم النيسابوري الأبريمسي2.
أبو سعيد.
قال الخطيب: ثنا عن محمد بن أحمد بن عَبْدُوس، عن مكّيّ بن عبدان، وكان صدوقًا. قدم علينا ليحج.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 358".
2 تاريخ بغداد "9/ 368".(29/82)
"حرف العين":
170- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ الأصبهاني.
تُوُفّي في جُمَادى الأولى. والد محمد وأحمد. روى عن: أبي الشّيخ، وابن المقرئ. وكان يحفظ.
171- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بُندار بن شُبَانَة1.
أبو سعيد الهَمَذانيّ.
روى عن: أبي القاسم بن عُبَيْد، والفضل بن الفضل الكِنْديّ، ومحمد بن عبد الله بن برزة، ومحمد بن علي بن محمويه النسوي، وأبي بكر بن مالك القطيعي، وجماعة.
قال شيرويه: ثنا عنه عبد الملك بن عبد الغفّار، ومحمد بن الحسين، ومحمد بن طاهر العابد، وأحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وسعد بن الحسن القصري، وأحمد بن طاهر القومساني، وأبو غالب أحمد بن محمد القارئ العدل.
قال شيرويه: وكان صدوقا من أهل الشهادات ومن تناء البلد.
قلت: وقع لنا الجزء الثاني من حديثه.
172- عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر2.
أبو الحسن التميمي الجوبري الغوطي.
حدث عن: أبي القاسم عليّ بن أَبِي العقِب، وأبي عَبْد الله بْن مرْوان، ويحيى بن عبد الله الزّجّاج، وإبراهيم بن محمد بن سِنَان.
روى عنه: حَيْدَرة المالكيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وسعْد بن عليّ الزَّنجانيّ، وأبو العبّاس بن قُبَيْس المالكيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصّيصيّ، وجماعة.
ووثّقه محمد بن عليّ الحدّاد، ولم يكن يُحْسِن الخطَّ.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "5/ 12، 13"، سير أعلام النبلاء "17/ 432، 433"، النجوم الزاهرة "4/ 280".
2 الأنساب "3/ 344"، سير أعلام النبلاء "17/ 415"، شذرات الذهب "3/ 229".(29/83)
قال الحافظ عبد العزيز الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا في صفر، وكان أبوه قد سمّعه وضبط له، وكان يحفظ متون الحديث. ولمّا مضيت لأسمعَ منه قال: قد سمّعني والدي الكثير، وكان محدثا، ولكن ما أحدثك حتى أدري إيش مذهبك في معاوية.
قال: صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رحمه الله.
فأخرج إليَّ كُتُبَ أبيه جميعها. وكان لا يقرأ ولا يكتب.
173- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب.
أبو مسلم الأصبهاني المؤدِّب. سمع: الطَّبْرانيّ.
وعنه: أبو عليّ الوخشيّ، وبِشْر بن محمد الحنفيّ. مات في جُمَادى الأولى.
174- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحَسْنَاباذيّ.
الرُّسْتَميّ الأصبهاني أَبُو القاسم الزَّاهد.
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة. وكان واعظًا مذكّرًا. روى عن: أحمد بن بُندار، والطَّبْرانيّ.
175- عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر بن أيّوب1.
أبو نصر المُّرِّيّ الدِّمشقيّ الشُّرُوطيّ.
الحافظ المعروف بابن الْجَبَّان وبابن الأذْرَعيّ.
روى عن خلْقٍ كثير، منهم: الحسين بن أبي الرَّمْرام، وأبو عمر بن فضالة، والمظفر بن حاجب الفرغاني، وجمع بن القاسم، والفضل بن جعفر، وطبقتهم. ولم يرحل.
روى عنه: أبو عليّ الأهوازيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، والسّمّان، وأبو القاسم المِصِّيصيّ، وأبو العبّاس بن قُبَيْس، وآخرون.
قال الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا وأستاذنا أبو نصْر بن الْجَبَّان في شوَّال. صنَّف كُتبًا كثيرة، وكان يحفظ شيئًا من علم الحديث رحمه الله. ووثّقه محمد بن علي الحداد.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "7/ 314"، الأنساب "11/ 268"، العبر "3/ 158"، النجوم الزاهرة "4/ 281".(29/84)
176- عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن الحارث1.
أبو الفرج التيمي، أخو أبي الفضل عبد الواحد.
كان له حلقة بجامع المنصور للوعظ والفَتْوَى على مذهب أحمد.
حدَّث عن: أبيه، وأبي الحسين العتكيّ، وناجية بن النّديم.
روى عنه: الخطيب، وابنه رزق الله التّميميّ. تُوُفّي في ربيع الأوّل.
177- عبد الوهّاب بن محمد بن عليّ بن مهرة الأصبهاني.
حدث عن: الطَّبْرانيّ، وغيره. روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
مات في ذي الحجّة. ورّخه ابن نُقْطَة وكنّاه أبا عَمْرو.
178- عليّ بن أحمد الزّاهد2.
أبو الحسن الخَرَقانيّ. وخَرَقَان: قرية بجبال بِسْطام.
ذكره أبو سعد بن السَّمَعانيّ فقال: شيخ العصر، له الكرامات والأحوال. أجْهد نفسه ورَاضَهَا.
وكان أوّل أمره خَرْبَندَج يكري الحمار، ثمّ فُتِح عليه. وقد قصده السّلطان محمود بن سُبُكْتِكين وزاره، فوعظه ولم يقبل منه شيئًا.
توفي يوم عاشوراء، وله ثلاثٌ وسبعون سنة رحمه الله تعالى.
179- عليّ بن الحسن3.
أبو الفَرَج النَّهْروانيّ، خطيب النَّهْروان.
روى عن: أبي إسحاق المزكّيّ، وأحمد بن نصر الذراع.
روى عنه: الخطيب، وقال: لا بأس به. وورخه.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 32"، المنتظم "8/ 81"، الكامل في التاريخ "9/ 439"، البداية والنهاية "12/ 37".
2 الأنساب "5/ 86"، معجم البلدان "2/ 360".
3 تاريخ بغداد "11/ 390".(29/85)
180- عليّ بن سليمان بن الرّبيع.
القاضي أبو الحسن البِسْطاميّ.
سمع بنَيْسابور من: أبي عَمْرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وجماعة.
وتُوُفّي بِبِسْطام عن اثنتين وسبعين سنة.
181- عمر بن أبي سعْد إبراهيم بن إسماعيل1.
الفقيه أبو الفضل الزّاهد الهَرَويّ، خال أبي عثمان الصَّابونيّ.
سمع: أبا بكر الإسماعيليّ، وأبا عمر بن حمدان، وبِشْر بن أحمد الإسْفرائينيّ، وعبد الله بن عمر بن عَلَّك الجوهريّ، والحسين بن محمد بن عُبيد العسكريّ، والبكّائيّ الكوفيّ، وطبقتهم.
وكان إمامًا، قُدْوة في الزُّهد، والورع، والعبادة، والعلم.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو عثمان الصَّابونيّ، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ، ومحمد بن عليّ العُمَيْريّ، وأبو عطاء عبد الأعلى المَلِيحيّ، وغيرهم. تُوُفّي في آخر سنة خمس وعشرون.
وكان أبوه حافظًا صالحًا خيِّرًا، مات سنة تسعين وثلاثمائة.
"حرف الميم":
182- محمد بن إبراهيم بن علي2.
أبو هريرة أخو أبي ذَرّ الصّالْحانيّ الأصبهاني النّجّار.
تُوُفّي في ذي القعدة. روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب.
183- محمد بن الحسن بن عليّ بن ثابت3.
أبو بكر النعماني البغدادي.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 273"، المنتظم "8/ 88"، سير أعلام النبلاء "17/ 448".
2 الأنساب "8/ 13".
3 تاريخ بغداد "2/ 217"، الأنساب "12/ 115"، المنتظم "8/ 81، 82".(29/86)
قال الخطيب: ثنا عن عبد الخالق بن الحسن المعدّل، وكان صحيح السّماع.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
184- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد1.
أبو الفتح بن الأخوة البغدادي الصَّيْرفيّ.
سمع: عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ الكوفيّ بها، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الحسين بن البّواب، وجماعة.
قال الخطيب: كان صدوقًا من أهل القرآن والسُّنَّة. كتبتُ عنه. ومات فِي ذي الحجّة وله سبعون سنة.
185- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن مُصْعَب2 بن عُبَيْد الله بن مُصْعَب بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التيمي الطَّلْحيّ.
أبو بكر الأصبهاني التّاجر. سمع: عبد الله بن جعفر بن فارس، وغيره.
روى عنه: أبو العبّاس أحمد بن محمد بن بشرُوَيْه، وأحمد بن محمد بن شَهْرَيار، وأبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحدّاد، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وآخرون.
وقد سمع أيضًا من: محمد بن أحمد بن أحسن الكِسائيّ، وأحمد بن جعفر بن مَعْبَد السِّمْسار، وشاكر بن عمر المعدّل، وسليمان بن أحمد الطَّبرانيّ، وغيرهم.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وكان من وجوه أهل بلده.
له أوقاف كثيرة. وهو عم والدة الحافظ إسماعيل.
186- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بن إبراهيم بن مهْران3.
أبو عبد الله الثَّقفيّ الكِسائيّ النَّيْسابوريّ السّرّاج. الفقيه.
روى عن: أبيه، وأبي عَمْرو بن مطر، وإسماعيل بن نجيد، وأبي أحمد حسينك التميمي، وأبي الحسين الحجاجي.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 337".
2 الإعلام بوفيات الأعلام "178"، سير أعلام النبلاء "17/ 449"، النجوم الزاهرة "4/ 281".
3 المنتخب من السياق "33/ 36، 50".(29/87)
وثقه أبو الحسن عبد الغافر الفارسي، وقال: أخبرنا عنه: أبو صالح بن أبي سعد المقرئ، وعُبَيْد الله بن أبي محمد الكُرَيْزيّ.
187- محمد بن مغيرة بن عبد الملك بن مغيرة1.
أبو بكر القُرَشيّ. من أهل قُرْطُبة. سكن إشبيلية.
روى عن: أبي بكر بن القُوطِيّة، وأبي بكر الزُّبَيْديّ، وابن عَوْن الله. وحج فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وابن فِراس العَبْقَسيّ، وجماعة. وكان من أهل العلم بالحديث، والفقه. ثقة.
ذكره ابن خزرج. روى عنه: هو، وأبو عبد الله الخولاني. وتوفي في رجب.
"حرف الواو":
188- وشاح2.
مولى أبي تمام الزينبي. بغدادي، صدوق، مسن.
قال الخطيب: قيل عنه شيء من الاعتزال. وهو كثير التلاوة، صدوق. ثنا عن عثمان بن محمد بن سنقة، عن إسماعيل القاضي.
وفيات سنة ست وعشرين وأربعمائة
"حرف الألف":
189- أحمد بن محمد بْنُ المقرّب.
أبو بكر الكرابيسيّ.
خُرَاسانيّ. مات في رجب.
190- أحمد بن أبي مروان عبد الملك بن مروان بن ذي الوزارتين الأعلى أحمد بن عبد الملك بن عمر بن شهيد3.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 517".
2 تاريخ بغداد "13/ 492، 493"، الإكمال لابن ماكولا "7/ 394".
3 الإكمال "5/ 90"، الكامل في التاريخ "9/ 445"، الوافي بالوفيات "7/ 144-148".(29/88)
الأشجعيّ أبو عامر الأندلسيّ القُرْطُبيّ، الشّاعر الأديب.
قال الحُمَيديّ: كان من العلماء بالأدب ومعاني الشّعر وأقسام البلاغة. وله حظٌ من ذلك بَسَق فيه، ولم يَرَ لنفسِهِ في البلاغة أحدًا يُجاريه.
وله كتاب "حانوت عطّار"، وسائر رسائله وكُتُبه نافعة الجدّ، كثيرة الهزْل.
وقال أبو محمد بن حزم: ولنا من البُلَغاء أحمد بن عبد الملك بن شُهَيد. وله من التصرف في وجوه البلاغة وشِعابِها مقدارٌ ينطق فيه بلسان مركب من لساني عمر وسهل.
يعني عَمْرو بنَ بحر الجاحِظ، وسَهْلَ بنَ هارون.
وكتب إليّ في علّته بهذه الأبيات:
ولمّا رأيتُ العَيْشَ لَوَّى برأسِهِ ... وأيقنتُ أنَّ الموتَ لا شكَّ لاحِقي
تمنَّيتُ أنّي ساكنٌ في عَبَاءةٍ ... بأعلى مَهَبّ الرِّيحِ في رأس شاهقِ
كأنّي وقد حانَ ارتحاليَ لم أفُزْ ... قديمًا من الدّنْيا بِلَمْحَةِ بارقِ
فمن مُبلغٌ عنّي ابنَ حزمٍ وكان لي ... يدًا في مُلِمَّاتي وعندَ مضايقي
عليك سلامُ الله إنّي مُفَارقٌ ... وحَسْبُكَ زادًا من حبيبٍ مفارقِ
في أبيات.
وقال ابن بسّام في كتاب "الذَّخيرة" من شِعر أبي عامر:
وكأنّ النُّجُومَ في اللّيل جَيْشٌ ... دخلوا لِلْكُمُون في جَوفِ غابِ
وكأنّ الصُّبْحَ قَانِصُ طيرٍ ... قَبَضَتْ كَفُّهُ بِرجلِ غُرابِ
وله يصف ثعلبًا: أدهَى من عَمْرو، وأفْتَكَ من قاتل حُذَيفَة بن بدر، كثير الوقائع في المسلمين، مُغرى بإراقة دماء المؤذنين، إذا رأى الفرصة انتهزها، وإذا طَلَبَتْه الكُماةُ أعْجَزَهَا، وهو مع ذلك بقْراط في أدَامِه، وجالينوس في اعتدال طعامه، غذاؤه حمامٌ أو دجاجْ، وعشاه تدْرج أو درّاجْ.
قال أبو محمد بن حزْم: تُوُفّي في جُمَادى الأولى، وصلّى عليه أبو الحزْم جَهْور بن محمد(29/89)
وكان حين وفاته حامل لواء الشِّعر والبلاغة، لم يخلّفْ له نظيرًا في هذين العِلْمَين. وولد سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وانقرض عقِبُ الوزير والدِه بموته. وكان سمْحًا جوادًا. وكانت علّته ضيق النَّفَس والنَّفْخة.
قال ابن ماكولا: يقال إنّه جاحظ الأندلس.
191- إبراهيم بن جعفر بن أبي الكرّام.
أبو إسحاق المصريّ. أخو محسن.
سمع من: الرّازيّ فَمَنْ دونه. الرّازيّ هو أحمد بن إسحاق بن عُتْبَة.
وسمع منه: خَلَف الحَوْفيّ والخِلَعيّ.
192- أصْبَغُ بن محمد بن أصبغ بن السِّمْح1.
أبو القاسم المَهْريّ القُرْطُبيّ، صاحب الهندسة.
كان من أهل البراعة في الهندسة والعدد والنِّجامة والطّبّ، وهذه الأشياء.
أخذ عن: مَسْلَمة بن أحمد المرجيطي. وسكن غُرْناطة، وقدَّم عند صاحبها وتموّل.
وله تصانيف. تُوُفّي في رجب كَهْلًا.
أخذ عنه: سليمان بن محمد بن الفاسيّ المهندس، وغيره. وله مصنَّفات.
"حرف الثّاء":
193- ثابت بن محمد بن وهب بن عيّاش2.
أبو القاسم الأُمويّ الإشبيليّ.
روى عن: أبي عيسى اللَّيُثيّ، والقاضي بن السُّلَيم، وابن القُوطِيَّة، ومحمد بن حارث، وجماعة.
وكان من أهل الطَّهارة والعفاف والجهاد. وُلِد سنة ثمان وثلاثين يعني وثلاثمائة.
__________
1 الوفيات لابن قنفذ "234"، كشف الظنون "523"، معجم المؤلفين "2/ 302".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 122".(29/90)
"حرف الحاء":
194- الحسن بن عثمان بن سَوْرة البغداديّ1.
أبو عمر الواعظ. عُرِف بابن الفَلْوِ.
سمع: أباه، والقَطِيعيّ.
قال الخطيب: له لسان وعارضة.
ومن شعره:
دخلت على السلطان في داره عزِّهِ ... بفقْري ولم أُجْلَبْ بخيلٍ ولا رجلِ
وقلت انْظُرُوا ما بين فَقْري ومُلْكِكُم ... بمقادر ما بين الولاية والعزلِ
195- الحسين بن أحمد بن عثمان بن شِيطَا2.
أبو القاسم البغداديّ البزّاز.
حدَّث عن: عليّ الشُّونِيزيّ، وأحمد بن جعفر الخُتّليّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة.
وسمعته يقول: كتبتُ بخطيّ إملاءً عَنْ أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصَّوّاف.
196- الحسن بْن عُمَر بْن مُحَمَّد3.
أَبُو عَبْد الله البغداديّ العلّاف.
سمع: أبا بكر الشّافعيّ، وإسحاق النقّال.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة.
روى عنه: جعفر السّرّاج.
197- الحَسَن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 362، 363"، الإكمال لابن ماكولا "7/ 7"، البداية والنهاية "12/ 36".
2 تاريخ بغداد "8/ 15، 16"، المنتظم "8/ 78".
3 تاريخ بغداد "8/ 83"، والمنتظم "8/ 87".(29/91)
القاضي أبو القاسم الأنباريّ، نزيل مصر. مسند جليل.
سمع: أبا العبّاس بن عُتْبَة الرّازيّ ومحمد بن أحمد المسوّر، والحسن بن رشيق.
وعنه: أبو نصر السِّجْزيّ، وأبو الوليد الدَّرْبَنْديّ، والحبَّال، وغيرهم.
مات في ربيع الأوّل.
"حرف الرّاء":
198- رضوان بن محمد بن حسن1.
أبو القاسم الدّينَوَري.
حدَّث عن: محمد بن عِجْل الدّينَوَريّ صاحب الفِرْيابيّ، وأبي حفص الكتّانيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب.
"حرف السّين":
199- سعيد بن يحيى بن محمد بن سَلَمة2.
أبو عثمان التَّنُوخيّ، إمام جامع إشبيلية.
عن: ابن أبي زَمنين، وغيره.
وله تصانيف في القراءات وغيرها. وكان من مجودي القراء.
وروى عنه: ابن خَزْرَج.
"حرف العين":
200- عبد اللَّه بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن شاذان3.
أبو محمد الصَّيرفيّ، أخو أبي عليّ.
تُوُفّي بعد أخيه بسبعة أشهر. سمع من: أبي بكر القطيعي، ومن بعده.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 432".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 219".
3 تاريخ بغداد "9/ 398"، المنتظم "8/ 88".(29/92)
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: كان صدوقًا.
201- عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه1.
أبو محمد الشّقّاق القُرْطُبيّ، الفقيه المالكيّ.
كبير المُفْتِين بقُرْطُبة.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قاسم القَلَعِيّ، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المُكْوِيّ، وأبي محمد الأصيليّ.
قال أبو عُمَر بن مَهْديّ: كان فقيهًا جليلًا، أحفظ أهل عصره للمسائل وأعرفهم بعقْد الوثائق.
وحاز الرّئاسة بقُرْطُبة في الشُّورى والفُتْيَا. وولي قضاء الرّدِّ والوزارة، وكان يقرئ الناس بالقراءات، ويضْبطها ضبطًا عجيبًا. أخبرني أنّه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسين بن النُّعْمَان المقرئ. وبدأ بالإقراء ابن ثمان عشرة سنة. وكان بصيرًا بالحساب والنَّحْو وغير ذلك.
ولد سنة ست وأربعين وثلاثمائة. وتُوُفّي في ثامن عشرَ رمضان.
202- عبدُ الرحمن بن محمد بن رزْق2.
أبو مُعَاذ السِّجِسْتانيّ المزكّيّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي حاتم محمد بن حِبَّان البُسْتيّ، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرّازيّ، وجماعة.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وما علمت من حاله إلّا خيرًا.
203- عبد الواحد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن المَرْزُبان.
أبو طاهر الأصبهاني، سِبْط فادُوَيْه. تُوُفّي في ربيع الآخر.
204- عليّ بن الحُسين بن أحمد بن عبد الله بن بُكَيْر3.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 266، 267"، العبر "3/ 159، 160"، غاية النهاية "1/ 420".
2 تاريخ بغداد "10/ 304".
3 تاريخ بغداد "11/ 401، 402".(29/93)
أبو طاهر البغداديّ. سمع: القَطِيعي، وجماعة. وعنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا.
"حرف الميم":
205- مُحَمَّد بْن الحافظ أَبِي بَكْر أَحْمَد بن موسى بن مَرْدُويَه.
الأصبهاني، أبو الحسين. تُوُفّي في جُمادى الأولى.
206- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عمّار.
أبو الفضل الهَرَويّ.
207- محمد بن رِزق الله بن عُبَيْد الله بن أبي عَمْرو1.
المَنينيّ، الأسود، خطيب مَنين.
سَمِعَ بدمشق من: أَبِي الْقَاسِم عَليّ بن يعقوب بن أبي العَقِب، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وأبي عليّ بن آدم، والحسين بن أحمد بن أبي ثابت، وجماعة.
روى عنه: أبو الوليد الحسن الدَّرْبَنْديّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو القاسم المِصِّيصيّ، وغيرهم.
قال الدَّرْبَنْديّ: ولم يكن في جميع الشّام مَن يكتني بأبي بكر غيره. وكان من الثّقات.
وقال الكتّانيّ: تُوُفّي في جُمَادى الأولى، وكان يحفظ القرآن بأحرُفٍ حِفظًا حسنًا.
يُذْكر أنّ مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. سمعه أبوه.
208- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد بن أحمد بن الحسين.
أبو عَمْرو الرَّزْجاهيّ البَسْطاميّ الفقيه الشّافعيّ الأديب المحدَّث2.
__________
1 الأنساب "11/ 511"، مختصر تاريخ دمشق "22/ 160، 161"، معجم البلدان "5/ 218".
2 تاريخ جرجان "462"، الأنساب "6/ 110"، سير أعلام النبلاء "17/ 504"، شذرات الذهب "3/ 230".(29/94)
تفقّه على الأستاذ سهل الصُّعْلُوكيّ مدّة، وكتب الكثير عن: عبد الله بن عديّ، وأبي بكر الإسماعيليّ، وأبي عليّ بن المغيرة، وأبي أحمد الغِطْريفيّ، وطبقتهم.
ووُلِد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وكان يجلس لإسماع الحديث والأدب. وله حلقة بنَيْسابور.
روى عنه: البَيْهَقيّ، وأبو عبد الله الّثَقَفيّ، وأبو سعد بن أبي صادق، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن أحمد الفُقَاعيّ، وآخرون.
وانتقل في آخر عمره إلى بِسْطام ومات بها في هذه السّنة في ربيع الأوّل.
ورَزْجَاه: بفتح الرّاء، وقيل: بضمها، وهي من قرى بِسْطام.
وبِسطام بلدة بقُومِس.
209- محمد بن أبي تمام عليّ بن الحسن1.
نقيب النُّقباء، نور الهدى العبّاسيّ الزَّيْنبيّ. نقيب العبّاسيّين.
والد طرّاد الزّيْنبيّ وإخوته.
210- محمد بن عمر بن القاسم بن بِشْر2.
أبو بكر النَّرْسيّ، ويُعرف بابن عُدَيْسَة.
قال الخطيب: ثنا عن أبي بكر الشّافعيّ، وكان صدوقًا من أهل السنة. ولد سنة أربعين وثلاثمائة.
211- محمد بن الفضل بن عمّار3.
أبو الفضل الهَرَويّ الفقيه المزكّيّ. روى الكثير عن: أبي الفضل بن خميرويه، وطبقته.
212- محمد بن موسى4.
أبو عبد الله بن الفحام الدمشقي.
__________
1 الأنساب "6/ 346"، المنتظم "8/ 91"، البداية والنهاية "12/ 40".
2 تاريخ بغداد "3/ 37".
3 المنتخب من السياق "27/ 28".
4 مختصر تاريخ دمشق "23/ 270".(29/95)
روى عن: أبي علي الحسين بن إبراهيم بن أبي الرَّمْرام. سمع منه في سنة ثلاثٍ وستِّين.
وحدَّث عنه في سنة ستٍّ وعشرين وأربعمائة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، واحمد بن أبي الحديد، وولده.
213- محمد بن ياسين بن محمد1.
أبو طاهر البغداديّ البزّاز المقرئ، المعروف بالحلبيّ.
من أعيان المقرئين.
قرأ على: أبي حفص الكتّانيّ، وأبي الفَرَج الشَّنَبُوديّ، وعلي بن محمد العلّاف. وصنّف في القراءات.
أخذ عنه: عبد السّيّد بن عتّاب، وعليّ بن الحسين الطُّرَيْثيثيّ، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وبقي يومين لا يُعلم به. رحمه الله.
"الكنى":
214- أبو الحسن بن الحدّاد المصريّ.
القاضي الشّافعيّ المصاحفيّ.
تُوُفّي في ربيع الأوّل. قاله أبو إسحاق الحبّال.
215- أبو الخيار الأندلسيّ الظَّاهريّ2.
واسمه مسعود بن سليمان بن مفلت الشَّنْتَرينيّ القُرْطُبيّ الأديب. زاهد، خيّر، متواضع، كبير القدْر. كان لا يرى التقليد.
وقد ذكره أبو محمد بن حزْم، وأثنى عليه فقال في كتاب "إرشاد المسترشد": لقد كان لأهل العلم وابتغاء الخير في الشّيخ أبي الخيار معتَقَدٌ قويٌ ومقصد كاف، نفعه الله بفضله وبعلمه وصدعه بالحق، ورفع بذلك درجته.
__________
1 الوافي بالوفيات "5/ 181"، غاية النهاية "2/ 276"، معجم المؤلفين "13/ 97".
2 جذوة المقتبس "350"، الصلة لابن بشكوال "2/ 617، 618".(29/96)
وفيات سنة سبع وعشرين وأربعمائة":
حرف الألف":
216- أحمد بن الحَسَن بن عليّ بن محمد.
أبو الأشعث الشّاشيّ، رحمه الله.
217- أحمد بن محمد بن إبراهيم1.
أبو إسحاق النَّيْسابوري الثَّعْلبيّ، صاحب "التّفسير".
كان أوحد زمانه في علم القرآن، وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء.
قال السَّمَعانيّ: يقال له الثَّعْلبيّ والثَّعالبيّ، وهو لقبٌ لا نَسَب.
روى عن: أبي طاهر محمد بن الفضل بن خُزَيْمة، وأبي محمد المخلدي، وأبي بكر بن هانئ، وأبي محمد بن الرومي، والخفاف، وأبي بكر بن مهران المقرئ، وجماعة.
وكان واعظا حافظا عالما، بارعا في العربية، موثقا.
أخذ عنه: أبو الحسن الواحدي.
وقد جاء عن أبي القاسم القُشَيْريّ قال: رأيت ربّ العزَّة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناء ذلك أن قال الرّبُّ جلَّ اسمه: أقبلَ الرّجل الصالح. فالتفتُّ فإذا أحمد الثعلبي مقبل.
قال عبد الغافر بن إسماعيل: تُوُفّي في المحرّم. ثمّ ذكر المنام.
218- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الْجُرْجَانيّ البيِّع.
المعروف بالسني. روى عن: أبي بكر الإسماعيليّ. روى عنه: أبو مسعود البَجَليّ.
219- أحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله.
أبو سعْد المُحَمَّدَاباذيّ، الحافظ.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 435-437"، الوافي بالوفيات "7/ 307، 308"، البداية والنهاية "12/ 40".(29/97)
كهل، فاضل، معتني بالحديث، مجتهد في تكثير السماع.
روى عن: أبي الفضل الفامي، وأبي محمد المخلدجي، والحورميّ، وأبي الحسن عليّ بن عمر الحربيّ، وموسى بن عيسى السّرّاج، وابن لال، وطبقتهم.
تُوُفّي في سلْخ رجب.
220- أحمد بن عليّ1.
أبو جعفر الأزْديّ القَيْروانيّ، الشّافعيّ المقرئ.
رحل، وقرأ القراءات على أبي الطيب بن غلبون. وأقرأ الناس.
221- أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مَخْلَد.
أبو نصر المَخْلَديّ النَّيْسابوريّ. تُوُفّي في شعبان.
سمع: ابن نُجَيْد، وأبا عَمْرو بن مطر، وأبا القاسم النَّصْراباذيّ، وأبا سهل الصُّعْلُوكيّ.
وببغداد: أبا الفضل الزُّهْريّ. أخذ عنه خلْقٌ.
222- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن موسى القَزْوينيّ.
أبو القاسم.
روى عن: محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وجدّه أبي مسلم بن أبي صالح.
سمع منه: أبو الفتح الحدّاد، وجماعة بإصبهان.
223- إسماعيل بن سعيد بْن محمد بن أحمد بْن شُعيب2.
أبو سعيد الشّعَيْبيّ النَّيْسابوريّ، المحدِّث.
سمّعه أبوه الكثير، ولم يُعمَّر. وحدَّث بهَراة.
وانتخب عليه: أبو الفضل الجارودي.
وحدَّث عن: أبي عمر بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وطبقتهما.
__________
1 غاية النهاية "1/ 91".
2 الإكمال لابن ماكولا "5/ 133"، الأنساب "7/ 347، 348"، المنتخب من السياق "130".(29/98)
روى عنه: الحسن بن أبي القاسم الفقيه، وغيره.
تُوُفّي في أواخر رمضان، وقد كتب الكثير بخطِّه.
"حرف التّاء":
224- تُرَاب بن عُمَر بن عُبَيْد1.
أبو النُّعْمَان المصريّ الكاتب.
روى عن: أبي أحمد بن النّاصح، وأبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وغيرهما.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ، وجماعة.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر، وَلَهُ خمسٌ وثمانون سنة.
"حرف الحاء":
225- حمزة بْن يوسف بْن إبْرَاهِيم بْن مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله2.
القُرشيّ السَّهّميّ، من ولد هشام بن العاص.
أبو القاسم بن أبي يعقوب الْجُرْجَانيّ الحافظ، المحدِّث ابن المحدَّث.
أوّل سماعه بجُرْجان في سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة من أبي بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل الصّرّام، وأوّل رحلته سنة ثمانٍ وستين. رحل إلى إصبهان، والرّيّ، وهَمَدان، وبغداد، والبصرة، ومصر، والشّام، والحجاز، والكوفة، وواسط، والأهواز.
روى عن: عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيليّ، وأبي محمد بن ماسي، وأبي حفص الزَّيّات، وأبي بكر بن المقرئ، وأبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي بكر أحمد بن عَبْدان الشِّيرازيّ، وأبي محمد بن غلام الزُّهْريّ، والوزير أبي الفضل جعفر بن حِنْزَابة، وأبي زُرْعة محمد بن يوسف الكشّيّ، وأبي بكر محمد بن إسماعيل الوراق،
__________
1 العبر "3/ 161"، سير أعلام النبلاء "17، 502"، حسن المحاضرة "1/ 373".
2 المنتظم "8/ 87، 88"، العبر "3/ 161"، سير أعلام النبلاء "17/ 469-471"، الوافي بالوفيات "13/ 176".(29/99)
وأبي زُرْعة أحمد بن الحسين الحافظ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ الدّمشقيّ، وميمون بن حمزة المصريّ، وآخرين.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، وأحمد بن عبد الملك المؤذّن، وأبو القاسم القُشَيْريّ، وإسماعيل بن مَسْعَدَة الإسماعيليّ، وإبراهيم بن عثمان الْجُرجَانيّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ بن خلف الشيرازي، وعلي بن محمد الزبحي، وغيرهم.
وصنِّف التّصانيف، وتكلّم في الجرح والتّعديل. وقيل: تُوُفّي سنة ثمانٍ.
"حرف الظّاء":
- الظّاهر1.
الخليفة صاحب مصر ابن الحاكم. فيها تُوُفّي كنا يأتي. اسمه عليّ.
"حرف العين":
226- عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه2.
القاضي المختار أبو سعد الإسماعيليّ السّرّاج الحنفيّ.
ولي القضاء باختيار المشايخ له، فلَذا قيل له: المختار. روى عن: أبي الحسن السّرّاج، وأحمد بن محمد بن شاهُوَيْه القاضي، وأبي الفتح القواس، والبغداديين. وعنه: أبو صالح المؤذن.
227- عبد العزيز بن علي3.
أبو عبد الله الشهرزوري. قدم الأندلس في آخر عمره، وكان شيخا جليلا، آخذا من كل علمٍ بأوفر نصيب؛ وكانت علوم القرآن، وتعبير الرؤيا أغلب عليه.
روى عن: أبي زيد المروزيّ، وأبي بكر الأَبْهريّ، والحسن بن رشيق، وابن الورد، وأبي بكر الأدفوي، وأبي أحمد السامري.
__________
1 يأتي برقم "234".
2 المنتخب من السياق "321".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 375، 376".(29/100)
وركب البحر منصرفًا إلى المشرق، فقتلته الرّوم في البحر في سنة سبعٍ وعشرين، وقد قارب المائة سنة.
قال ابن خزرج: أجاز لي ما رواه بخطّه بدانية.
228- عبد العزيز بن أحمد بن السّيّد بن مُغَلِّس1.
أبو محمد الأندلسيّ اللُّغَويّ النَّحْويّ، نزيل مصر. قرأ على: صاعد بن الحسن الرَّبعِيّ.
ودخل بغداد. وكان بينه وبين إسماعيل بن خَلَف مصنَّف العُنْوان معارضات في قصائد موجودة في ديوانيهما.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى، وصلّى عليه ابن إبراهيم الحَوْفيّ صاحب "التّفسير".
ومن شعره:
مريضٌ الجُفون بلا علّةٍ ... ولكنّ قلبي به مُمْرضُ
أعاد السّهامَ على مُقلتي ... بِفَيْضِ الدُّموعِ فما تُغمَضُ
229- عبد القاهر بن طاهر2.
أبو منصور البغداديّ، أحد الأئمة.
سكن خُرَاسان، وتفنَّن في العلوم حتّى قيل: إنّه كان يعرف تسعة عشر علمًا. مات رحمه الله بإسْفرايين. ورَّخه القِفْطيّ.
230- عقيل بن الحسين بن محمد بن عليّ السّيّد الفَرْغانيّ3.
أبو العبّاس. محتشم ذو مال. نَسَوي المَوْلِد، فرغانيّ المنشأ. حدَّث عن: أبي المفضل بن عبد الله الشَّيبانيّ، وحجّ مراتٍ. وتُوُفّي بزَنْجان.
231- عليّ بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن4.
__________
1 جذوة المقتبس "288"، سير أعلام النبلاء "17/ 541"، بغية الوعاة "2/ 98".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 572، 573"، البداية والنهاية "12/ 44"، معجم المؤلفين "5/ 309".
3 المنتخب من السياق "400".
4 العبر "3/ 162"، سير أعلام النبلاء "17/ 502-504"، شذرات الذهب "3/ 185".(29/101)
قال شيرُوَيه: سمع عامّة مشايخ هَمَدان، ومشايخ العراق، وخُراسان، روى عن: أبي الحسن محمد بْن أحمد بْن رَزْقُوَيْه، وأبي الحُسين بْن بشران، وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيري، وطبقتهم. ثنا عنه الحسني، والميداني.
وكان حافظا متقنا، يحسن هذا الشأن جيدا جيدا، جمع الكثير وصنف الكتب، وصنف كتاب الطبقات الموسوم "بالمنتهى في الكمال في معرفة الرجال"، ألف جزء.
ومات بنيسابور قديما. وما متع بعلمه. قال شيرويه: سمعتُ حمزة بن أحمد يقول: سمعت شيخ الإسلام الأنصاريّ يقول: ما رأت عيناي من البشر أحفظ من أبي الفضل الفلكيّ. وكان صوفيًّا مشمّرًا. قلت: تُوُفْي بنَيْسابور في شعبان، وقيل: توفي سنة ثمان.
وأمّا نسبته إلى الفَلَكيّ فكان جدُّه بارعًا في علم الحساب والفَلَك، فقيل له الفَلَكيّ. وكان هَيُوبًا مُحتَشمًا، ذكرنا وفاته في سنة 384.
232- عليّ بن عيسى.
أبو الحسن الهَمَدانيّ الكاتب. حدَّث بمصر بانتقاء أبي نصر السِّجَزيّ.
233- عليّ بن محارب بن عليّ.
أبو الحسن الأنطاكيّ. المقرئ المعروف بالسّاكت.
قرأ القرآن على: الهيثم بن أحمد الصّبّاغ، وأبي طاهر محمد بن الحسن الأنطاكيّ.
قرأ عليه: المحسّن بن طاهر المالكيّ، وغيره. وكان خيِّرًا صالحًا.
234- عليّ بن منصور بن نزار بن مَعَدّ بن إسماعيل بن محمد بن عُبَيْد الله العُبَيْديّ1.
صاحب مصر المُلقَّب بالظّاهر لإعزاز دين الله. أبو هاشم أمير المؤمنين ابن الحاكم بن العزيز بن المعزّ، الّذين يدّعون أنهم فاطميّون ليربطوا عليهم بذلك الرّافضة.
بايعوا الظّاهر بمصر لمّا قُتِل أبوه في شوال سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وهي
__________
1 المنتظم "8/ 90"، سير أعلام النبلاء "15/ 184-186"، النجوم الزاهرة "4/ 274، 275".(29/102)
والشام وإفريقية في حكم أبيه، فلما قدم الظّاهر طمع مَن طمع في أطراف بلاده، فقصد صالح بن مرداس الكِلابيّ حلب وبها مرتضى الدّولة بن لؤلؤ الحمدانيّ نيابة عن الظّاهر المذكور، فحاصرها صالح وأخذها. وتغلّب حسّان بن مفرّج البَدَويّ صاحبُ الرملة على أكثر الشام.
وتضعضت دولة الظّاهر.
واستوزر الوزير نجيب الدّولة عليّ بن أحمد الْجَرْجرائيّ، كما استوزره فيما بعد ابنه المستنصر إلى أن مات سنة ستٍّ وثلاثين وأربعمائة، وكان من بيت حشْمة ووزارة. وكان أقْطعَ اليَدَين من المِرْفَقين، قطعهما الحاكم لكونه خان في سنة أربع وأربعمائة. وكان يكتب عنه العلّامة الْقَاضِي أبو عبد الله القُضاعيّ، وهي "الحمد لله شُكرًا لنعمته".
"حرف الفاء":
235- فاطمة بنت زكريّا بن عبد الله الكاتب المعروف بالشبلاريّ مولى بني أميه1.
كانت جزلة مختلصة، استكملت أربعًا وتسعين سنة.
نَسَخت كُتُبًا كِبارًا وماتت بِكْرًا، ودُفِنَتْ بمقبرة أمّ سَلِمَة بقُرْطُبة.
"حرف الميم":
236- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن يحيى بن سخْتَوْيه بن عَبْد اللَّه2.
المُحَدِّث أَبُو عَبْد اللَّه ابن المحدّث المزكّيّ أبي إسحاق النَّيْسابوريّ. أحد الإخوة الخمسة، وأصغرهم.
حدَّث عن: والده أبي إسحاق المزكّيّ، وأبي عليّ الرّفّاء، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي العبّاس محمد بن إسحاق الصِّبْغيّ، وأبي عَمْرو بن مطر، وأبي بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأبي بحر البَرْبِهاريّ، وأبي بكر الطلحي الكوفي، وطبقتهم.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 694".
2 المنتخب من السياق "32"، سير أعلام النبلاء "17/ 551، 552"، الوافي بالوفيات "1/ 350".(29/103)
خرَّج له الحافظ أحمد بن عليّ بن منجويه، وأبو حازم العبدوييّ. وكان صحيح السّماع.
قال عبد الغافر الفارسيّ: كان والدي يتأسّف على فوات السّماع منه. وقد أنبأ عنه: أخوالي أبو سعْد، وأبو سعيد، وأبو منصور، ونافع بن محمد الأبِيَوَرديّ، والشَّقَّانيّ، وأبو بكر محمد ابن أخيه يحيى، وعليّ بن عبد الرحمن العُثْمانيّ.
قلت: وأبو سعد علي بْن عَبْد اللَّه بْن أبي صادق، وعبد الغفار بن محمد الشيروي، وآخرون.
237- محمد بن إبراهيم بن أحمد1.
أبو بكر الأرْدَستانيّ الحافظ.
سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأصحاب البَغِويّ، وابن صاعد.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ. وقيل: إنّه تُوُفّي سنة أربعَ وعشرين كما تقدَّم.
238- محمد بن الحسين بن عُبَيْد الله بن حمدون2.
أبو يَعْلَى بن السّرّاج الصَّيْرَفيّ. سمع: أبا الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ. وثّقه الخطيب، وقال: كان أحد القرّاء بالقراءات والنُّحاة، له مصنّف في القراءات. وُلِد سنة 383.
239- مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن سهل بن طالب3.
أبو عبد الله النَّصِيبيّ، ثمّ الدّمشقيّ المؤدِّب.
روى عن: الفضل المؤذن، والمَيَانِجِيّ.
روى عنه: أبو سعد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ وقال: كان ثقة، كتب الكثير ولم يكن يفهم شيئًا.
240- محمد بن عمر بن يونس الجصاص4.
__________
1 تقدم برقم "141".
2 تاريخ بغداد "2/ 251".
3 مختصر تاريخ دمشق "23/ 113".
4 تاريخ بغداد "3/ 37، 38".(29/104)
سمع: أبا عليّ بن الصّوّاف، وأبا بكر بن خلْاد النَّصِيبيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة دَيِّنًا. تُوُفّي في المحرّم ببغداد.
روى عنه: أبو ياسر محمد بن عبد العزيز. يُكنَّى: أبا الفَرَج.
241- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عبد الوهّاب.
النّقيب أبو الحسن بن أبي تمّام الهاشميّ العبّاسيّ الزَّيْنبيّ، والد أبي تمّام محمد، وأبي منصور محمد، وأبي نصر محمد، وأبي الفوارس طراد، ونور الهدى الحسين.
وُلِد سنة أربعٍ وستين وثلاثمائة.
وسمع من: أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وغيره.
وولي نقابة السّادة الهاشميّين بالعراق فِي سنة أربعٍ وثمانين في ذي الحجّة، وله عشرون سنة بعد وفاة والده.
روى عنه: أبو الفضل محمد بن العزيز بن المهديّ في مشيخته. وقال: سمعته يقول: لم يكن لأبي ولدٌ غيري.
242- مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زكريّا1.
أبو نصر بن الْجَوْزقيّ. تُوُفّي في جُمَادَى الأولى. سمع: أبَوي عَمْرو: ابن مطر، وابن نُجَيْد.
روى عنه: أبو سعيد بن القُشَيريّ، وأبو صالح المؤذّن.
243- محمد بن يحيى بْن الحسن بْن أحمد بْن عليّ بْن عاصم2.
أبو عَمْرو الجوريّ المحتسِب. تُوُفّي في رمضان بخُراسان.
244- منصور بن رامش بن عبد الله بن زيد3.
أبو عبد الله النَّيْسابوريّ. حدَّث بخُراسان، وبغداد، ودمشق.
عن: عُبَيْد الله بن محمد الفاميّ، وأبي محمد المَخْلَديّ، وأبي الفضل عبيد الله
__________
1 المنتخب من السياق "33/ 37".
2 تاريخ بغداد "1570"، المنتخب من السياق "41، 42".
3 تاريخ بغداد "3/ 86"، سير أعلام النبلاء "17/ 540".(29/105)
الزُّهْريّ، وأبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي الطّيّب محمد بن الحسين التَّيملِيّ الكوفيّ، وطبقتهم.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، ومحمد بن عليّ المطرّز، وأبو الفضل بن الفُرات، وجماعة. وكان صدرًا نبيلًا محدَّثًا ثقة.
قال أحمد بن عليّ الأصبهاني: وجّه الرّئيس منصور بن رامش وقَرأ من مسموعاته بالعراق انفرد برواية أكثرها.
وقال عبد الغافر الفارسيّ: منصور بن رامش، أبو نصر السّلار الرّئيس الغازي، رجلٌ من الرّجال، وداهٍ من الدُّهاة، ولي رئاسة نَيْسابور في أيّام محمود، وتزَيَّنَتْ نَيْسابور بعدله وإنصافه، ثمّ خرج حاجًّا وجاورَ بمكّة سنتين. ثمّ عاد فولي أيضًا الرّئاسة، فلم يتمكن من العدل، فاستعفى ولزِم العبادة. كان ثقة. تُوُفّي في رجب.
"حرف الهاء":
245- هشام بن محمد بن عبد الملك بْن الناصر لدين اللَّه1 عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد المعتدّ بالله.
أبو بكر الأُمويّ المَرْوانيّ الأندلسيّ.
لمّا قُطِعت دعوة يحيى بن عليّ بن حَمُّود الإدريسيّ ثاني مرّة من قُرْطُبة أجمعوا على ردّ الأمر إلى بني أُمَيّة لأنهم ملوك الأندلس من أوّل ما فُتحت الأندلس.
وكان عميد قُرْطُبة هو الوزير جَهْوَر بن محمد بن جَهْوَر، فاتّفق مع الأعيان على مبايعة هشام. وكان مقيمًا بالبُونت عند المتغلِّب عليها محمد بن عبد الله بن قاسم. فبايعوه في ربيع الأوّل سنة ثمان عشرة، ولُقِّب بالمعتدّ بالله. وكان كَهْلًا، وُلِد سنة أربع وستِّين وثلاثمائة، فبقي متردّدًا في الثُّغُور سنتين وعشرة أشهر، وثارت هناك فتنٌ كثيرة واضطرابٌ شديد، فاتّفق رأي الرّؤساء على تسييره إلى قَصَبة المُلْك قُرْطُبة، فدخلها في ليلة عَرَفَة، ولم يقم إلّا يسيرًا حتّى قامت عليه طائفة من الْجُنْد، فخُلع. وجرت أمورٌ طويلة، وأُخرج من القصر هو وحاشيته وحريمه، والنِّساء حاسرات عن
__________
1 جذوة المقتبس "27-30"، الكامل في التاريخ "9/ 282"، سير أعلام النبلاء "17/ 139".(29/106)
وجوههنّ، حافيةً أقدامهنّ، إلى أن دخلوا الجامع، فبقوا هناك أيّامًا، ثمّ أُخرجوا عن قُرْطُبة. ولحِق المعتدّ بالله بابن هود المتغلب على سرقسطة، ولاردة، وطرطوشة، فأقام في كنفه إلى أن مات سنة سبْعٍ وعشرين وأربعمائة. آخر ملوك بني أمية في الأندلس.
246- الهيثم بن محمد بن عبد الله.
أبو أحمد الأصبهاني الخرّاط. سِبْط المذكّر. روى عنه: أبي القاسم الطَّبْرانيّ، روى عنه: ابن بِشْرُوَيْه، وجماعة.
"حرف الياء":
247- يحيى بن عليّ بن حَمُّود1.
العلويّ الإدريسيّ الأمير، الملقَّب بالمعتلي. توثّب على عمّه القاسم بن حَمُّود، وزحف بالْجُنود من مالقة وملك قُرْطُبة. ثمّ اجتمع للقاسم أمره وحشد واستمال البربر، وزحف بهم، ودخل قُرْطُبة سنة ثلاث عشرة. فهرب المعتلي إلى مالَقَه.
ثمّ اضطربَ أمرُ القاسم بعد قليل، وتغلّب المعتلي على الجزيرة الخضراء. وأُمّه علويّةٌ أيضًا.
وتَسَمّى بالخلافة وقوي أمره، وملك قُرْطُبة ثانيةً، وتسلَّم الحُصُون والقِلاع قبل سنة عشرين وأربعمائة. ثمّ إنّه سار إلى إشبيلية فنازلها وحاصرها، ومدبِّرْ أمرها حينئذٍ القاضي أبو القاسم محمد بن إسماعيل بن عَبّاد اللَّخْميّ، فخرج عدّة فرسان من إشبيلية للقتال، فساق لقتالهم المعتلي بنفسه وهو مخمورٌ فقتله. وذلك في المحرّم. وقام بعده ابنه إدريس.
وفيات سنة ثمان وعشرين وأربعمائة:
"حرف الألف":
248- أحمد بن حَرِيز بن أحمد حريز.
القاضي أبو بكر السَّلَمَاسِيّ. قدِم دمشق للحج، وحدَّث عن: أبي بكر بن
__________
1 تاريخ حلب "332"، الكامل في التاريخ "9/ 274-279"، سير أعلام النبلاء "17/ 137-139".(29/107)
شاذان، وأبي حفص بن شاهين، وكوهيّ بن الحسن، والحسن بن أحمد اللِّحْيَانيّ. روى عنه: أبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه الحسن، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ. وسمعوا منه في هذه السّنة.
249- أحمد بن أبي عليّ الحسن بن أحمد1.
أبو الحسين الأصبهاني الأهوازيّ الجصّاص. نزيل بغداد. روى "تاريخ البُخَاريّ" عن أحمد بن عَبْدان الحافظ. وسماعه له صحيح فقط، وما عداه ففيه شيء.
والصّحيح أنّ اسمه "محمد" كما سيأتي.
250- أحمد بن سعيد بن عبد الله بن خليل2.
أبو القاسم الأُمويّ الإشبيليّ المُكْتِب سمع من: أبي محمد الباجيّ. وصحِب المقرئ أبا الحسن الأنطاكيّ. واعتنى بالعلم. وكان رجلًا صالحًا يعقد الوثائق. تُوُفّي في رجب.
251- أحمد بن سعيد بن عليّ3.
أبو عَمْرو الأنصاريّ القناطِريّ القُرْطُبيّ، رحل وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي جعفر الداودي، وكان منقبضًا متصونًا. حدَّث عنه: ابن خزرج. توفي بأشبيليه.
252- أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم بن منجويه4.
الحافظ أبو بكر الإصبهاني اليزدي. نزيل نيسابور. إمام كبير، وحافظ مشهور، وثقة صدوق.
صنف كتبًا كثيرة. وروى عن: أبي بكر الإسماعيليّ، وإبراهيم بن عبد الله النَّيْسابوريّ الأصبهاني، وابن نُجَيْد، وأبي بكر بن المقرئ، وأبي مسلم عبد الرحمن بن
__________
1 يأتي برقم "278".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 42".
2 الصلة لابن بشكوال 1/ 43".
4 سير أعلام النبلاء "17/ 438-441"، الوافي بالوفيات "7/ 217"، الأعلام "1/ 165".(29/108)
محمد بن شَهْدَل، وأبي عبد الله بن مَنْدَهْ، وخلْق كثير. ورحل إلى بُخَارى، وسَمَرْقَنْد، وهَرَاة، وجُرْجَان، وإلى بلده أصبهان، وإلى الري.
روى عنه: أبو إسماعيل كبير هَرَاة، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مَنْدَهْ، والحسن بن تَغْلِب الشّيرازيّ، وسعيد البقّال، وعليّ بن أحمد الأَخْرم المؤذّن، وخلْق مِنَ النَّيْسابوريّين كالبَيْهَقيّ، والمؤذّن، والحافظ أبو بكر الخطيب.
قال أبو إسماعيل الأنصاريّ: أنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم أحفظ مَن رأيت مِن البشر. وقال: رأيت في حَضَري وسَفَري حافِظًا ونصف حافظ، أمّا الحافظ فأحمد بن عليّ، وأمّا نصف الحافظ فالجاروديّ.
وقال يحيى بن مَنْدَهْ: كتب عنده عمُّنا عبد الرحمن بن مَنْدَهْ الإمام كتاب "السُّنَّة" له، على كتاب أبي داود السِّجِسْتاني، وغيره، وكان يُثني عليه ثناءً كثيرًا. وقال: سمعت من المُسْنَدات الثّلاثة للحَسَن بن سُفْيَان. قلت: تُوُفّي يوم الخميس خامس المحرّم بنَيْسابور، وله إحدى وثمانون سنة.
صنّف على البخاريّ، ومسلم، والتِّرْمِذيّ، وأبي داود.
253- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى. أَبُو بَكْر البَلَويّ القُرْطُبيّ1، ويُعرف بابن المِيراثيّ. محدَّث حافظ.
روى عن: سعيد بن نصر. وأحمد بن قاسم البزّاز. وحج فسمع من: أبي يعقوب يوسف بن الدخيل، وأبي القاسم عبيد الله السقطي. وبمصر من: أبي مسلم الكاتب، وأبي الفتح بن سيبخت. ولما رأى عبد الغني بن سعيد الحافظ حذقه واجتهاده لقبه غندارا، وانصرف إلى الأندلس، وروى بها. حدَّث عنه: ابن عبد الله الخولاني، وأبو العباس العذري، وأبو العباس المهدوي، وأبو محمد بن خزرج وقال: تُوُفّي في حدود سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة. وكان مولده في سنة خمسٍ وستّين.
254- أحمد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان2.
__________
1 جذوة المقتبس "114"، سير أعلام النبلاء "17/ 574"، الوافي بالوفيات "8/ 75".
2 تاريخ بغداد "4/ 377"، المنتظم "8/ 91"، الكامل في التاريخ "9/ 456"، سير أعلام النبلاء "17/ 574"، البداية والنهاية "12/ 40".(29/109)
الإمام أبو الحسين الحنفيّ، الفقيه البغداديّ المشهور بالقُدُورِيّ. قال الخطيب: لم يحدَّث إلّا بشيءٍ يسير. كتب عنه، وكان صدوقًا. وانتهت إليه بالعراق رئاسة أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، وعظُمَ قدره، وارتفع جاهه. وكان حَسَن العبارة في النَّظَر، جريء اللّسان، مُدِيمًا للتّلاوة.
قلت: روى عن: عُبَيْد الله بن محمد الحَوْشبيّ صاحب ابن المجدّر، ومحمد بن عليّ بن سُوَيْد المؤدِّب. روى عنه: الخطيب، وقاضي القضاة أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن علي الدامغاني. وصنف "المختصر" المشهور في مذهبه. وكان يناظر الشيخ أبا حامد الإسفرائيني. ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. وتوفي في خامس رجب ببغداد، ودفن في داره رحمه الله، ولا أدري سبب نسبته إلى القدور.
255- إبراهيم بن محمد بن الحسن1. أبو إسحاق الأرموي. محدَّث كبير. خرج على "الصحيح".
وسمع من: أبي الغطريفي، وعبد الله بن أحمد الفقيه صاحب الحسن بن سُفْيَان، وأبي طاهر بن خزيمة، الجوزقيّ.
وكان أُصُوليًّا متفنِّنًا، طاف وجدّ، وجمع كثيرًا من الأصول والمسانيد والتّواريخ. ولم يروِ إلّا القليل. تُوُفّي بنَيْسابور في شوّال كَهْلًا. روى عنه: أبو القاسم القُشَيريّ، وابنه عبد الله.
256- إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد بْن جَعْفَر الباقَرْحيّ2. أبو الفضل.
سمع: إسحاق بن سعْد النَّسَويّ، والقاضي الأبْهَريّ. وعنه: أبو بكر الخطيب. وقال: صدوق.
257- إسماعيل بن الشّيخ أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن مَحْمُوَيْه3.
أبو إبراهيم النصراباذي النيسابوري، الصوفي الواعظ. خلف أباه، وسمع: أباه، وأبا عَمْرو بن نُجَيْد، وأبا بكر الإسماعيليّ. وعبد الله بن عمر بن عَلّك الجوهريّ، وأبا بكر القَطِيعيّ، وأبا محمد بن السَّقّا الواسطيّ، وخلْقًا. وأملى مدّةً بنَيّسابور،
__________
1 المنتخب "122".
2 تاريخ بغداد "6/ 404"، الأنساب "2/ 49، 50"، الكامل في التاريخ"9/ 461".
3 المنتخب "129".(29/110)
وانتشر حديثه. روى عنه: عبد الله، وعبد الواحد ابنا القُشَيريّ، وجماعة. وتُوُفّي في المحرّم.
258- إسماعيل بن رجاء بن سعيد1.
أبو محمد العَسْقَلانيّ المقرئ. قرأ القرآن على: أبي الحسن محمد بن أحمد المَلَطيّ، وأبي عليّ الأصبهاني، وفارس بن أحمد. وسمع من جماعة منهم: محمد بن أحمد الحُنْدُريّ روى عنه الخِلَعيّ كثيرًا.
"حرف الجيم":
259- جعفر بن محمد بن الحسين2.
أبو محمد الأَبْهَريّ، ثمّ الهَمَذانيّ الزّاهد. قال شِيرُوَيْه: وحيد عصره في عِلم المعرفة والطّريقة، والزّهد في الدّنيا. حَسَن الكلام في المعرفة، بعيد الإشارة، مراعيا لشرائط المذهب، دقيق في النَّظر في علوم الحقائق. روى عن: صالح بن أحمد وجبريل، وابن بشّار وعليّ بن الحسن بن الرّبيع الهمذانيين وعلي بن أحمد بن صالح القزويني، ومحمد بن إسحاق بن كيسان القزويني، ومحمد بن أحمد بن المفيد الجرجرائي، ومحمد بن المظفر الحافظ.
رحل وطوف. ثنا عنه: محمد بن عثمان، وأحمد بن طاهر القومساني، وأحمد بن عمر، وعبدوس، ونجيد بن منصور خادمه، وعامة المشايخ بهمذان. وكان ثقة، صدوقا، عارفا، له شأن وخطر، وآيات وكرامات ظاهرة. وصنف أبو سعيد بن زكريا كتابًا في كراماته ما رأى من وما سمع منه.
سمعتُ أبا طالب عليّ الحَسَنيّ: سمعت حسّان بن محمد بن زيد بقرميسين: سمعت نضر بن عبد الله قال: اجتمعت وأنا وجعفر الأبهري ورجل بزاز عند الشيخ بدران بن جشمين، فسألناه أن يُرِينَا أَنْفُسَنَا. فأَصْعَدَنا إلى غرفة وشرط علينا أنّ لا يخدم بعضنا بعضًا، وكان يناول كل منّا كُوزًا، فبقينا سبعةَ عشرَ يومًا، فشكا البزاز الجوعَ، فقال له: انزِل فقد رأيت نفسك. فلمّا اثنين وعشرين يومًا سقطتُ أنا ولم أدْرِ، فقال: هذا صفر مر، اشتغل فقد رأيت نفسك.
__________
1 تاريخ دمشق "5/ 212"، تهذيب تاريخ دمشق "3/ 19، 20"، غاية النهاية "1/ 164".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 576، 577".(29/111)
وبقي جعفر أربعين يومًا، فجمع له الشّيخ بدران النَّاسَ لإفطاره، فلمّا وَضَعَ المائدة قام جعفر وقال: اعْفِني من الطَّعام فما بي جوع. وصَعِد إلى الغُرفة أيضًا عشرة أيّامٍ، ثمّ شكا الجوع فجمع النّاس لإفطاره، ثمّ قال: من أين علمت أنّك لم تكن جائعًا في الأوّل؟
قال: لأنّي لمّا رأيت الخُبز الحواريّ والخُشْكار على الخِوان فكنت أفرّق بينهما، فلو كان بِيَ جُوعٌ لَمَا ميّزتُ بين الطّعامين.
قال أبو طالب: فذكرت هذه الحكاية لجعفر، فكان يُلبّس عليَّ أمرَها ويضرب الحديث بعضه بعض إلى أن تحقّقت صدَق الحكاية في تضاعيف كلامه.
قال شِيرُوَيْه: وسمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت جعفر يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المنام تسع عشرة مرّة في مسجدي هذا، فكان يوصيني كلَّ مرة بوصية، فقال لي في المرة الأولى: يا جعفر، لا تكن رأس، أبي لا تمش قُدّام النّاس.
سمعتُ أبا يعقوب الورّاق: سمعتُ عبد الغفّار بن عُبَيْد الله الإمام يقول: قال جعفر الأَبْهَريّ: كان شيخ لنا بأَبْهَر يقرأ شيئًا على كلّ مريض فيبرأ، فإذا سأله النّاس عنه لم يخبرهم. فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النوم فقال: أنّ الذي يقرؤه شيخك على النّاس: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ} [إبراهيم: 12] إلى آخر الآية. فأخبرتُ شيخي بذلك فقال: مُرْ، فإنّك أهلٌ لذلك. تُوُفّي فِي شوّال عن ثمانٍ وسبعين سنة، وقبره يُزار ويُبجَّل غاية التَّبجيل.
"حرف الحاء":
260- الحسن بن شهاب بن الحسن بن عليّ1.
أبو عليّ العُكْبَريّ الحنبليّ.
شيخٌ معمَّر جليل القدر. ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وطلب الحديث وهو كبير.
فسمع من: أبي عليّ بْنُ الصّوّاف، وأبي بكر بن خلّاد، وأحمد بن جعفر القَطِيعيّ، وحبيب القزّاز، فمن بعدهم.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 329، 330"، طبقات الحنابلة "2/ 186-88"، سير أعلام النبلاء "17/ 542، 543".(29/112)
وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وكان عارفًا بالمذهب وبالعربية والشِّعر.
وثّقه أبو بكر البَرْقانيّ.
وقد نسخ الخطَّ المليح الكثير، وكان بارعَ الكتابة بمرَّة. روى عنه الخطيب وغيره.
ثمّ قال الخطيب: ثنا عيسى بن أحمد الهَمَذانيّ قال: وقال لي أبو عليّ بن شهاب يومًا: أرِني خطَّك، فقد ذُكر لي أنّك سريع الكتابة.
فنظر فيه فلم يرضه، ثمّ قال: كسبت في الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضيَّة. وكنتُ أشتري كاغَدًا بخمسة دراهم، فأكتب فيه ديوان المتنبيّ في ثلاث ليالٍ، وأبيعه بمائتي درهم، وأقلّه بمائة وخمسين درهمًا، وكذلك كُتُب الأدب المطلوبة.
تُوُفّي ابن شهاب في رجب.
وقال الأزهريُّ: أوصى بثُلث ماله لفُقهاء الحنابلة، فلم يُعْطَوا شيئًا أخذ السّلطان من ترِكَتِه ألف دينار سوى العقار.
261- الحسين بن الحسن بن سِبَاع1.
أبو عبد الله الرّمليّ المؤدِّب الشّاهد. إمام جامع دمشق، وخطيبها.
سمع بالرَّملة من: سَلْم بن الفضل البغدادي أبي قتيبة. وحدَّث عنه بأربع أحاديث كان يحفظها.
روى عنه: أبو سعْد إسماعيل السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وجماعة.
قال الكتّانيّ: أمَّ بالجامع عشرين سنة أو نحوها لا تؤخذ عليه غلطة في التّلاوة ولا سهْو.
ووثّقه الحدّاد محمد بن عليّ. وهو آخر من حدَّث بدمشق عن ابن قُتَيْبَة.
262- الحُسَيْن بن عبد الله بن الحسن بن سينا2.
الرّئيس أبو عليّ، صاحب الفلسفة والتّصانيف.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق "7/ 98"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 294".
2 الإكمال لابن ماكولا "1/ 483"، الكامل في التاريخ "9/ 456"، سير أعلام النبلاء "17/ 531-537"، ميزان الاعتدال "1/ 539"، الوافي بالوفيات "12/ 391-412"، البداية والنهاية "12/ 42، 43".(29/113)
حكى عن نفسه، قال: كان أبي رجلًا من أهل بَلْخ، فسكن بُخَارى في دولة نوح بن منصور.
وتوّلى العمل والتَّصرُّف بقرية كبيرة. وتزوَّج بأمي فأولدها أنا وأخي، ثمّ انتقلنا إلى بُخَارى.
وأُحْضِرتُ معلِّم القرآن ومعلِّم الأدب، وأكملت عشْرًا من العُمر، وقد أتيتُ على القرآن وعلى كثير من الأدب، حتّى كان يُقضى منّي العجب.
وكان أبي ممّن أجابَ دعوة المصريّين، ويُعدُّ من الإسماعيليّة، وقد سمع منهم ذِكْرَ النّفس والعقل، وكذلك أخي. فربّما تذاكروا وأنا أسمعهم وأُدْرِك ما يقولانه ولا تقبله نفسي. وأخذوا يدعونني إليه ويُجرون على ألسنتهم ذِكْر الفلسفة والهندسة والحساب، وأَخَذ يوجّهني إلى مَن يُعلّمني الحساب.
ثمّ قدِم بُخَارى أبو عبد الله النّاتِلّيّ الفيلسوف، فأنزله أبي دارَنا. وقبل قدومه كنت أشتغل بالفقه والتردد فيه إلى الشّيخ إسماعيل الزّاهد.
وكنتُ من أجود السّالكين. وقد ألِفْتُ المناظرةَ والبحثَ. ثمّ ابتدأت على النّاتِلّيّ، بكتاب "إيساغوجي". ولمّا ذكرَ لي أنّ حدَّ الجنس هو القول على كثيرين مختلفين بالنّوع، وأخذته في تحقيق هذا الحدّ ما لم يسمع بمثله، تعجَّب منّي كلَّ التَّعجُّب، وحذَّر والدي من شغْلي بغير العلم.
وكان أيّ مسألة قالها لي أتصورها خيرًا منه، حتّى قرأت ظواهر المنطق عليه، وأمّا دقائقه فلم يكن عنده منها خبر.
ثمّ أخذتُ أقرأ الكُتُب على نفسي، وأطالع الشُّروح حتّى أحكمتُ عِلمَ المنطق. وكذلك كتب إقليدس، فقرأتُ من أوّله إلى خمسة أشكال أو ستة عليه، ثمّ تولّيت بنفسي حلَّ باقيه.
وانتقلت إلى "المجَسْطيّ"، ولمّا فَرَغْتُ من مقدِّماته وانتهيت إلى الأشكال الهندسيّة قال لي النّاتِلّيّ: حُلَّها وحدَك، ثمّ أعْرِضها لأبيَّن لك. فكم من شكلٍ ما عَرَفَه الرّجلُ إلّا وقتَ عَرَضْتُهُ عليه وفهّمته إيّاه. ثمّ سافر.
وأخذت في الطّبيعي والإلهيّ. فصارت الأبواب تنفتح عليّ، ورغبتُ في الطب(29/114)
وبرَّزْتُ فيه في مُدَيْدَة حتّى بدأ الأطبّاء يقرأون عليّ، وتعهَّدت المَرْضَى، فانفتح عليَّ من أبواب المعالجات النّفسيّة من التّجربة ما لا يوصف.
وأنا مع ذلك أختلف إلى الفقه وأُناظر فيه، وعمري ستّ عشرة سنة. ثمّ أعدت قراءة المنطق وجميع أجزاء الفلسفة.
ولازَمْتُ العلم سنةً ونصفًا. وفي هذه المدّة ما نمتُ ليلةً واحدةً بطولها. ولا اشتغلت في النّهار بغيره. وجمعتُ بين يديّ ظُهُورًا، فكلّ حُجَّة أنظر فيها أُثْبتُ مقدّمات قياسيّة، ورتبتُها في تلك الظهور، ثم نظرت فيما عشاها تُنْتج. وراعيت شروط مقدّماته، حتّى تحقّق لي حقيقة الحقّ في تلك المسألة.
وكلّما كنت أتحيَّر في مسألة، أو لم أظفَرْ بالحدّ الأوْسَط في قياسٍ، تردَّدت إلى الجامع، وصلَّيتُ وابتهلت إلى مبدِع الكلِّ، حتّى فتح لي المُنْغَلِق منه، وتيسَّر المتعسِّر.
وكنتُ أرجع باللّيل إلى دارِي وأشتغل بالكتابة والقراءة، فمهما غلبني النّوم أو شعرت بضعف عدلْت إلى شرْب قَدَحٍ من الشَّراب رَيث ما تعود إليّ قُوَّتي. ثمّ أرجع إلى القراءة. ومهما غلبني أدنى نومٌ أحلُمُ بتلك المسائل بأعيانها. حتّى إنّ كثيرًا من المسائل اتّضح لي وجوهُها في المنام.
وكذلك حتّى استحكم معي جميع العلوم، ووقفت عليها بحسب الإمكان الإنسانيّ. وكلّما علِمْتُه في ذلك الوقت فهو كما علمته ولم أزْدَد فيه إلى اليوم. حتّى أحْكمتُ علم المنطق والطّبيعيّ والرّياضيّ، ثمّ عدلت إلى الإلهيّ. وقرأت كتاب "ما بعد الطّبيعة" فما كنتُ أفهم ما فيه، والتبس عليَّ غرضُ واضعه، حتّى أعدت قراءته أربعين مرّة، وصار لي محفوظًا، وأنا مع ذلك لا أفهم ولا المقصود به. وأيست من نفسي وقلت: هذا كتاب لا سبيل إلى فَهْمه. وإذا أنا في يوم من الأيّام حضرتُ وقت العصر في الورّاقين وبيد دلّالٍ مجلَّد ينادي عليه، فَعَرَضه عليَّ فردَدْتُه ردَّ مُتَبرِّمٍ فقال: إنّه رخيص، بثلاثة دراهم.
فاشتريته فإذا هو كتابٌ لأبي نصر الفارابيّ في أغراض كتاب ما بعد الحكمة الطّبيعيّة. ورجعتُ إلى بيتي وأسرعتُ قراءته، فانفتح عليَّ في الوقت أغراض ذلك الكتاب. ففرحتُ وتصدَّقتُ بشيءٍ كثير شكرًا لله تَعَالَى.
واتْفق لسّلطان بُخَارى نوح بن منصور مرضٌ صعبٌ، فأجرى الأطبّاء ذِكْري بين(29/115)
يديه، فأُحْضِرتُ وشاركتهم في مداواته، وسألته الإذْنَ في دخول خزانة كتبهم ومطالعته وقراءة ما فيها من الكُتُب وكَتْبها. فأذن لي فدخلتُ، فإذا كُتُبٌ لا تُحصى في كلّ فنٍّ. ورأيتُ كُتُبًا لم تقع أسماؤُها إلى كثير من النّاس، فقرأت تلك الكُتُب وظفرت بفوائدها، وعرفتُ مرتبة كلّ رجلٍ في علمه. فلمّا بلغتُ ثمانيةَ عشرَ عامًا من العُمر فرغت من هذه العلوم كلّها. وكنتُ إذ ذاك للعلم أحفظ، ولكنّه معي اليوم أنضج، وإلّا فالعلم واحد لم يتجدّد لي بعده شيء.
وسألني جارنا الحسين العروضي أنّ أصنف له كتابًا جامعًا في هذا العلم، فصنّفتُ له "المجموع" وسمّيتُه به، وأتيتُ فيه على سائر العلوم سوى الرّياضيّ، ولي إذ ذاك إحدى وعشرون سنة.
وسألني جارنا الفقيه أبو بكر البَرَقيّ الخوارزميّ، وكان مائلًا إلى الفقه والتّفسير والزّهد، فسألني شرح الكُتُب له، فصنّفت له كتاب "الحاصل والمحصول" في عشرين مجلّدة أو نحوها.
وصنّفت له كتاب "البِرّ والإثّم"، وهذان الكتابان لا يوجدان إلّا عنده، ولم يُعِرْهُما أحدًا.
ثمّ مات والدي، وتصرَّفت بي الأحوال، وتقلَّدْت شيئًا من أعمال السّلطان، ودعتني الضّرورة إلى الإحلال ببُخَارى والانتقال إلى كُرْكانْج، وكان أبو الحسن السَّهْليّ المحبّ لهذه العلوم بها وزيرًا. وقدِمت إلى الأمير بها عليّ بن المأمون، وكنتُ على زِيّ الفُقهاء إذ ذاك بطَيْلَسان تحت الحَنَك، وأثبتوا لي مشاهَرةً دارّة تكفيني.
ثمّ انتقلت إلى نَسَا، ومنها إلى باوَرْد، وإلى طُوس، ثمّ إلى جاجرم راس حد خراسان، ومنها جُرْجَان، وكان قصدي الأمير قابوس. فاتّفق في أثناء هذا أخد قابوسَ وحبْسه، فمضيت إلى دِهِستان، فمرضت بها ورجعت إلى جُرْجَان، فاتّصل بي أبو عُبَيْد الْجُوزْجَانيّ.
ثمّ قال أبو عُبَيْد الْجُوزْجَانيّ: فهذا ما حكاه لي الشّيخ من لفظه.
وصنّف ابن سِيَنا بأرض الجبل كُتُبًا كثيرة. وهذا فهرس كُتُبه: كتاب "المجموع"، مجلّد، "الحاصل والمحصول"، عشرون مجلّدة، "الإنصاف"، عشرون مجلدة، "البِرّ والإثم"، مجلّدان، "الشّفاء"، ثمانية عشر مجلّدًا، "القانون"، أربعة عشر مجلدًا،(29/116)
"الأرصاد الكليّة"، مجلّد، كتاب "النَّجَاة"، ثلاث مجلّدات، "الهداية"، مجلّد، الإشارات، مجلّد "المختَصَر"، مجلّد؛ "العلائيّ"، مجلّد، "القُولَنْج"، مجلّد، "لسان العرب"، عشر مجلّدات، "الأدوية القلبية"، مجلّد، "الموجَز"، مجلّد، بعض "الحكمة الشّرقيّة"، مجلّد، "بيان ذوات الجهة"، مجلّد كتاب "المَعَاد"، مجلّد كتاب "المبتدأ والمَعَاد"، مجلّد.
ومن رسائله: "القضاء والقدر"، "الآلة الرصدية"، "غرض قاطيغورياس"، "المنطق بالشِّعر"، "قصيدة في العِظة والحكمة"، تعقُّب المواضع الجدلية، مختصر أوقليدس، مختصر في النّبض بالعجميّة، في النّهاية وأنْ لا نهاية، عهدٌ كتبه لنفسه، حيّ بن يَقْظان، في أنّ أبعاد الجسم غير ذاتيّة له، خطب الكلام في الهِنْدباء، في أنّ الشيء الواحد لا يكون جوهريًّا عَرَضيًّا، في أنّ عِلم زيد غير علم عَمْرو، رسائل له إخوانيّة وسلطانيّة، مسائل جرت بينه وبين بعض الفُضلاء.
ثمّ انتقل إلى الرِّيّ، وخدم السّيّدة وابنها مجد الدّولة، وداواه من السَّوداء، وأقام إلى أن قصد شمس الدّولة بعد قتل هلال بن بدر وهزيمة جيش بغداد.
ثمّ خرج إلى قَزْوين، وإلى هَمَذان.
ثمّ عالج شمس الدّولة من القُولَنْج، وصار من نُدَمائه، وخرج في خدمته. ثمّ ردّ إلى هَمَذان.
ثمّ سألوه يُقلَّد الوزارة فتقلَّدها. ثمّ اتّفق تشويش العسكر عليه واتّفاقهم عليه خوفًا منه، فكبسوا داره ونهبوها، وسألوا الأمير قتلْه، فامتنع وأرضاهم بنفْيه، فتوارى في دار الشّيخ أبي سعد أربعين يومًا. فعاود شمس الدّولة القُولَنْج، فطلب الشّيخ فحضر، فاعتذر إليه الأمير بكلّ وجهٍ، فعالجه، وأعاد إليه الوزارة ثانيا.
قال أبو عُبَيْد الْجُوزْجَانيّ: ثمّ سألته شرح كتاب أرسطو طاليس فقال: لا فراغ لي، ولكنْ إنْ رضِيت منّي بتصنيف كتاب أُورد في ما صحّ عندي من هذه العلوم بلا مناظرة ولا رد فعلت.
فرضت منه، فبدأ بالطّبيعيّات من كتاب "الشّفاء". وكان يجتمع كلّ ليلةٍ في داره طَلَبَةُ العِلمِ. وكنتُ أقرأ من "الشّفاء" نَوْبَةً، وكان يقرأ غيري من "القانون" نَوْبَةً، فإذا(29/117)
فرغنا حصر المغنون، وهيئ مجلس الشّراب بآلاته، فكنّا نشتغل به. فقضينا على ذلك زمنًا. وكان يشتغل بالنّهار في خدمة الأمير.
ثمّ مات الأمير، وبايعوا ولده، وطلبوا الشّيخ لوزارته فأبى، وكَاتَبَ علاءَ الدّولة سرًّا يطلب المصير إليه، واختفى في دار أبي غالب العطّار فكان يكتب كلّ يومٍ خمسين ورقة تصنيفًا في كتاب "الشّفاء" حتّى أتى منه على جميع كُتب الطّبيعيّ والإلهيّ، ما خلا كتابيّ "الحيوان" و"النبات".
ثمّ اتّهمه تاج المُلْك بمكاتبة علاء الدّولة، وأنكر عليه ذلك، وحثّ على طلبه، وظفروا به وسجنوه بقلعة فَرْدَجَان. وفي ذلك يقول قصيدة منها:
دخولي باليقين كما تراه ... وكلُّ الشّكّ في أمر الخروج
فبقي فيها أربعةَ أشْهُرٍ. ثمّ قصد علاء الدّولة هَمَذان فأخذها، وهرب تاج المُلْك وأتى تلك القلعة.
ثمّ رجع تاج المُلْك وابن شمس الدّولة إلى هَمَذان لمّا انصرف عنها علاء الدّولة، وحملوا معهما الشّيخ إلى هَمَذان، ونزل في دار العلويّ، وأخذ يصنّف المنطق من كتاب "الشّفاء".
وكان قد صنّف بالقلعة: رسالة "حيّ بن يَقْظان"، وكتاب "الهدايات"، وكتاب القُولَنْج.
ثمّ إنّه حرج نحو أصبهان متنكرًا، وأنا وأخوه وغلامان له في زِيّ الصُّوفيّة، إلى أن وصلنا طَبَرَان، وهي على باب إصبهان، وقاسينا شديدًا، فاسْتَقْبَلنَا أصدقاءُ الشّيخ ونُدَماءُ الأمير علاء الدّولة وخَوَاصّه، وحملوا إليه الثّياب والمراكب، وأُنْزِل في محلّة كون كبير. وبالغ علاء الدّولة في إكرامه وصار من خاصّته. وقد خدمتُ الشّيخ وصَحِبْتُه خمسًا وعشرين سنة.
وجرت مناظرة فقال له بعضُ اللُّغَويّين: إنَّكَ لا تعرف اللّغة. فأنِف الشّيخ وتوفرَّ على درس اللُّغة ثلاث سِنين، فبلغ طبقة "عظيمة" من اللُّغة، وصنّف بعد ذلك كتاب "لسان العرب" ولم يُبيّضْه.
قال: وكان الشّيخ قويُّ القُوَى كلّها، وكان قوّة المجامَعَة من قواه الشّّهْوانيّة أقوى وأغلب. وكان كثيرًا ما يشتغل به، فأثَّر في مزاجه. وكان يعتمد على قوّة مزاجه حتّى(29/118)
صار أمره إلى أن أخذه القُولَنْج. وحرص على بُرئِه حتّى حقن نفسه في يومٍ ثمان مرّات، فتقرَّح بعض أمعائه وظهر به سَحْج. وسار مع علاء الدّولة، فأسرعوا نحو ابينع، فظهر به هناك الصَّرَع الّذي قد يتبع علّة القُولَنْج. ومع ذلك كان يدبِّر نفسه ويحقن نفسه لأجل السَّحْج. فأمر يومًا باتّخاذ دانِقَيْن مِن بِزْرِ الكَرَفْس في جُملة ما يحتقن به طلبًا لكسر الرّياح، فقصد بعض الأطباء الذي كان هو يتقدم بمعالجته فطرح من بِزر الكَرَفْس خمسةَ دراهم. لستُ أدري عَمْدًا فعله أم خطأً، لأنّني لم أكن معه. فازداد السَّحْج به من حدَّة البِزْر.
وكان يتناول المثروديطوس لأجل الصَّرَع، فقام بعض غلمانه وطرح شيئًا كثيرًا من الأفيون فيه وناوله، فأكله. وكان سبب ذلك خيانتهم في مالٍ كثير من خزائنه، فتمنَّوا هلاكه ليأمنوا. فنُقِل الشّيخ إلى أصبهان وبقي يدبّر نفسه. واشتدّ ضَعْفُه. ثمّ عالج نفسه حتّى قدر على المشْي، لكنّه مع ذلك يُكثر المجامعة، فكان ينتكس.
ثمّ قصد علاء الدّولة هَمَذان، فسار الشّيخ معه فعاودته تلك العلّة في الطّريق إلى أن وصل إلى همذان، وعلم أنه قد سقطت قوّته، وأنّها لا تفي بدفع المرض، فأهمل مداواة نفسه، وأخذ يقول: المدبر الذين كان يدبّر بدني قد عجز عن التّدبير، والآن فلا تنفع المعالجة. وبقي على هذا أيّامًا، ومات عن ثلاثٍ وخمسين سنة.
انتهى قول أبي عُبَيْد.
وقبره تحت سُور هَمَذان، وقيل: إنه ننقل إلى إصبهان بعد ذلك.
قال ابن خِلِّكان في ترجمة ابن سِينَا: ثمّ اغتسل وتاب وتصدّق بما معه على الفقراء، وردّ المظالم على مَن عَرَفه، وأعتق مماليكه. وجعل يختم كلّ ثلاثة أيّام ختمة، ثمّ مات بهَمَذان يوم الجمعة في رمضان.
ووُلِد في صَفَر سنة سبعين وثلاثمائة.
قال: وكان الشّيخ كمال الدّين بن يونس يقول: إنّ مخدومه سخط عليه ومات في سجنه.
وكان ينشد:
رأيتُ ابن سِينَا يعادي الرّجالَ ... وفي السّجنِ مات أخسَّ المماتِ
فلم يَشْفِ ما نابَهُ بالشّفا ... ولم يَنْجُ من موته بالنجات(29/119)
وصيَّه ابن سينا:
لأبي سعيد بن أبي الخير الصُّوفيّ الميهَنيّ، قال: لِيكنِ اللهِ تعالى أوّل فَكْرٍ له وآخِرَه، وباطِن كلِّ اعتبار وظاهِرَه، ولْتَكُنْ عَينُ نفسِك مكْحولةً بالنَّظَر إليه، وقَدَمُها موقوفةً على المُثُول بين يديه، مسافِرًا بعقله في المَلَكُوت الأعلى وما فيه من آيات ربّه الكُبْرى، وإذا انْحَطّ إلى قراره، فلْيُنَزِّهِ الله في آثاره، فإنّه باطِنٌ ظاهِرٌ، تجلّى لكلّ شيءٍ بكلّ شيءٍ، ففي كلّ شيءٍ له آيةٌ تَدُلُّ على أنّه واحد. فإذا صارت هذه الحال له مَلَكة انْطَبَعَ فيها نقْشُ المَلَكُوت، وتجلّى له قُدْسُ اللّاهُوت، فأَلِف الأُنْسَ الأعلى، وذاق اللَّذَّة القُصْوَى، وأخذه عن نفسه مَن هو بها أوْلَى، وفاضت عليه السكينة، وحقت له الطُّمَأْنِينة. وتطلّع على العالَم الأدنى اطّلاع راحمٍ لأهله، مُستوهِن لِحبْلِه، مُستخفٍّ لثقله، مستخشٍ به لعُلْقه، مُستضل لطرقه، وتذكَّر نفسه وهي بها بهِجة، وببهجتها بهجة، فيعجب منها ومنهم تعجُّبَهُم منه، وقد وَدَعها، وكان معها كأنْ ليس معها، ولْيَعْلم أنّ أفضلّ الحركاتِ الصّلاةُ، وأمثَلَ السّكَنَاتِ الصِّيامِ، وأنْفَعَ البِرّ الصَّدَقَة، وأزْكى السّرّ الاحتمالُ، وأبْطَلَ السَّعْي المراءاة، وأن تخلُص النَّفْسُ عن الدَّرَن، ما التفتت إلى قيلٍ وقال، ومنافسة وجدالٍ، وانفعلت بحالٍ من الأحوال، وخيرُ العمل ما صَدَر عن خالص نيّة، وخيرُ النّيّة ما ينفرج عن جَنَابِ علْم، والحكمة أمُّ الفضائل، ومعرفة الله أوّل الأوائل {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] .
إلى أن قال: وأمّا المشروب فيُهْجَرُ شربُه تَلَهِّيا لا تَشَفِّيا وتَدَاويا، ويعاشر كل فِرْقَةٍ بعادته ورسمه، ويسمح بالمقدور والتّقدير من المال، ويركب لمساعدة النّاس كثيرًا ممّا هو خلاف طبْعه. ثمّ لا يقصّر في الأوضاع الشّرعيّة، ويعظِّم السُّنَنَ الإلهيّة، والمُواظَبَة على التَّعَبُّدات البدنيّة.
إلى أن قال: عاهد الله أنه يسير بهذه السِّيرة ويدِين بهذه الدِّيانة، والله ولي الّذين آمنوا.
وله شِعْرٌ يَرُوق، فمنه قصيدته في النّفْس:
هبَطَتْ إليكَ من المحلّ الأرْفِعِ ... وَرْقاءُ ذات تَعَزُّزٍ وتمنعِ
محجوبةٌ عن كلّ مُقْلَة عارِفٍ ... وهي الّتي سَفَرَتْ فلم تتبرقعِ(29/120)
وصلَتْ على كُرهٍ إليكَ وربّما ... كرهتْ فراقَك وهي ذات تفجعِ
أنِفَتْ وما أنِسْتُ فلمّا واصلتْ ... ألِفْتُ مجاورةَ الخراب البَلْقَعِ
وأَظُنُّها نسيِتْ عُهُودًا بالحِمَى ... ومنازلًا بِفراقها لم تقنعِ
حتّى إذا اتّصَلَتْ بهاءِ هُبُوطها ... من ميم مَركزِها بذات الأجْرعِ
عَلِقَتْ بها ثاء الثَّقيل فأصبحت ... بني المعالم والظُّلُول الخُضَّع
تبكي إذا ذَكَرتْ ديارًا بالحِمَى ... بمدامع تَهْمى ولمّا تُقطعِ
وتظلُّ ساجعةً على الدمن التي ... درس بتكرار الرياح الأربع
إذا عاقها الشرك الكثير وصدَّها ... قَفَصٌ عن الأوْجِ الفسيح الأرفع
حتّى إذا قُربَ المسيرُ من الحِمَى ... ودنا الرّحِيلُ إلى الفضاء الأوسعِ
هجَعت وقد كشِفَ الغطاء فأبصرت ... ما ليس يُدرك بالعيون الهُجَّع
وغَدَتْ مفارقة لك مخالفٍ ... عنها حليف التّرْب غير مشّيعِ
وبدت تُغرِّدْ فوقَ ذِرْوَةِ شاهقٍ ... والعِلْمُ يرفع كلَّ من لم يُرْفَعِ
فلأيِّ شيءٍ أهبطتُ من شاهق ... سام إلى قعر الحضيض الأوضع
إنّ كان أرسها الإلهُ لِحِكْمَةٍ ... طُوِيَتْ عن الفطِنِ اللّبيبِ الأروَعِ
فهُبُوُطها إنْ كان، ضَرْبَةُ لازِبٍ ... لتكون سامعةً بما لم تسْمَعِ
وتعودَ عالمةً بكلّ خَفِيّةٍ ... في العالمين فَخَرْقُها لم يُرْقَعِ
وهي الّتي قطع الزّمان طريقَها ... حتّى لقد غَرُبَتْ بغير المَطْلَعِ
فكأنّها بَرْقٌ تألّق بالحِمَى ... ثمّ انْطَوى فكأنّه لم يَلْمَعِ
وهي عشرون بيتًا.
وله:
قم فاسقنيها قهوة الطُّلا ... يا صاحِ بالقدحِ الملا بين الملا
خَمْرًا تَظَلّ لها النَّصَارى سُجَّدًا ... ولها بنو عِمران أخلصتِ الولا
لَو أنَّها يومًا وقد لَعِبَتْ بهم ... قالت ألَسْتُ بربِّكُم قالوا بلا(29/121)
وله وهو يجود بنفسه، فيما أنشدني المُسْنِد بهاء الدين القاسم بن محمود الطبيب:
أقام رِجالًا في معارجه مَلكًا ... وأقْعدَ قومًا في غِوَايتهم هلْكا
نعوذُ بك اللهُمَ من شرِّ فتْنَةٍ ... تطوّقُ من حلّت به عيشة ضَنْكًا
رجعنا إليك الآن فاقْبَلْ رُجُوعَنا ... وقلِّبْ قُلُوبًا طال إعراضها عنْكا
فإنْ أنت لم تُبْدِ سِقَام نفوسِنا ... وتشْفي عَمَاياها، إذا، فلمن يُشْكا
فقد آثَرَتْ نفسي لِقَاكَ وقَطَعَتْ ... عليك جُفُوني من مدامعها سِلْكا
وقد طالت هذه التّرجمة، وقد كان ابن سينا آيةً في الذكاء هو رأس الفلاسفة الإسلاميّين الّذين مَشَوا خلْف العُقُول، وخالوا الرّسولْ.
263- الحسين بن عليّ بن بطْحا1.
القاضي أَبُو عَبْد اللَّه. تُوُفِّي فِي جُمَادى الْأولى ببغداد.
سمع: أبا سليمان الحَرَّانيّ، وأبا بكر الشّافعيّ. وعنه: شيوخ شُهْدَة، والسِّلَفيّ.
264- الحسين بن محمد بن الحسين بن عامر2.
أبو طاهر الأنصاري الخزرجي الجزري المعرف بابن خُرَاشة. إمام جامع دمشق.
قرأ على: أبي الفتح بن برهان الأصبهاني.
وحدَّث عن: الحسين بن أبي الرَّمْرام الفرائضيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو سعد السّمّان، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، وابن أبي الصَّقْر الأنباريّ، والكتّانيّ وقال: كان ثقة، نبيلًا، يذهب مذهب الأشعريّ.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
265- حمزة بْنُ الْحُسَيْن بْنُ أَحْمَد بْنُ الْقَاسِمِ3.
أبو طالب بن الكوفي الدلال.
__________
1 المنتظم "8/ 92".
2 مختصر تاريخ دمشق "7/ 170"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 359".
3 تاريخ بغداد "8/ 185، 186"، ميزان الاعتدال "1/ 606"، لسان الميزان "2/ 359".(29/122)
شيخ بغداديّ، ضعيف. سماعهُ صحيح من أبي بكر بن خلّاد فلمّا كان بآخره حدَّث عن: أبي عَمْرو بن السَّمَّاك، وَأَحْمَد بن كامل، وجماعة.
وقال الخطيب: ذكر لي أبو عبد الله الصُّوريّ أنّه كتب عنه جزءًا لطيفًا عن أبي عَمْرو بْنُ السّمّاك، رأى سماعه فيه صحيحًا.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر. ووُلِد سنة ستَّ وثلاثين وثلاثمائة. وحكى الخطيب عن محمد بن محمد الحَدِيثيّ أنّه، أعني حمزة، أخرج له جزءًا قد كُشِط فيه وأُلْحِق وغُيّر.
"حرف الذّال":
266- ذُو القرنين1.
أبو المطاع وجيه الدولة ابن ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التَّغْلبيّ، الشَّاعِر الأمير.
ولي إمرة دمشق بعد لؤلؤ البشراوي سنة إحدى وأربعمائة، وجاءته الخلْعة مِن الحكام. ثمّ عزله الحاكم بن أشهر بمحمد بن بزّال.
ثمّ ولي أبو المطاع دمشق في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة للظّاهر صاحب مصر، ثمّ عزله بعد أربعة أشهر بسختكين.
ثمّ وَلِيَها مرَّةً ثالثةً سنة خمس عشرة، فبقى إلى سنة تسع عشرة، فعُزل بالدّزبَرِيّ.
وله شِعرٌ رائق:
أفدي الّذي زُرْتُهُ بالسّيف مُشْتَمِلًا ... ولَحْظُ عيْنيه أمضى من مضاربه
فما خلعتُ نِجَادي للعِناق له ... حتّى لبِسْتُ نجادًا من ذَوائبه
فبات أسْعَدُنا في نَيْلِ بُغْيَتِهِ ... مَن كان في الحُبِّ أشقانا بصاحبه
وقد روى عنه أبو محمد الجوهريّ مقاطعات رائقة. وكان ابنه أميرًا. وله:
لو كنتُ أمْلِكُ صبرًا أنت تملكُه ... عنّي لجَازَيْتُ منك التيه بالصلف
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "5/ 262، 263"، سير أعلام النبلاء "17/ 516، 517"، النجوم الزاهرة "5/ 27".(29/123)
أَوْ بِتَّ تُضْمِرُ وجْدًا بِتُّ أُضْمِرُه ... جَزَيتني كلفًا عن شدّة الكلفِ
تعمّد الرّفْق بي يا حِبُّ محتسِبًا ... فليس يَبْعُد ما تَهْواه من تَلَفِي
وله:
لو كنتَ ساعةَ بَيْننا ما بَيْنَنَا ... وشَهِدْتَ حين نكررّ التَّوْديعا
أيقنتَ أنّ من الدّموعِ محدِّثًا ... وعلمتَ أنّ من الحديث دُمُوعًا
وله:
ومفارقٍ ودَّعتُ عند فراقِهِ ... ودَّعتُ صبري عنه في توديعه
ورأيت منهُ مثل مثلَ لُؤْلؤ عقْدهِ ... من ثغرِه وحدِيثه ودُموعِهِ
تُوُفّي ذو القَرْنَين في صَفَر.
وقيل: إنّه وصل إلى مصر، وولي الإسكندريّة للظّاهر سنة، ثمّ رجع إلى دمشق.
"حرف السّين":
267- سعيد بن أحمد بن يحيى1.
أبو الطّيّب الحديديّ التُّجَيْبيّ، الطُّلَيْطُلِيّ. أحد الأئمة الأعلام.
روى عن: أبيه، ومحمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وعبد الرحمن بن أحمد بن حوبيل. وناظر على: محمد بن الفخار.
وجمع كتبا لا تُحصَى. وكان مُعظَّمًا في النُّفوس.
حجَّ سنة خمسٍ وتسعين، ولقي جماعة.
وسمع بمكة من: أبي القاسم سليمان بن عليّ المالكيّ، وأحمد بن عبّاس بن أصْبَغ.
ولقي بمصر الحافظ عبد الغنيّ. وأخذ بالقيروان عن: أبي الحسن القابِسيّ.
وكان أهل المشرق يقولون: ما مرَّ علينا قطٌّ مثله.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 219، 220".(29/124)
حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وغيره. وتُوُفّي رحِمَه اللَّه فِي ربيع الأول.
"حرف الصاد":
268- صالح بْن أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي1.
أبو مسعود، ابن أخي القاضي أبي بكر يوسف. سكن صيدا.
وحدَّث عن: أبيه، وعمّه، ومحمد بن سليمان بن ذَكْوان البَعْلَبَكّيّ، وموسى بن عبد الرحمن البَيْروتيّ، والفضل بن جعفر التَّيميّ، وجماعة.
روى عنه: عبد الله بن عليّ بن أبي عَقيل القاضي، وولده محمد بْن عَبْد الله، وأحمد بْن محمد بن مَتَّوَيْه شيخ لوجيه الشَّحّاميّ، وعليّ بن بكّار الصُّوريّ، وأبو نصر بن طلّاب، وإبراهيم بن شكر العفّانيّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وعشرين.
"حرف العين":
269- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن عُلَيْك.
أبو سعد النَّيْسابوريّ، والد عليّ. يقال: مات هذه السّنة. وهو مذكورٌ في سنة إحدى وثلاثين.
270- عبد الرحمن بن محمد بن حُسَين2.
أبو عَمْرو الفارسيّ ثمّ الْجُرْجَانيّ، سِبْط الإمام أبي بكر الإسماعيليّ. فقيه ثقة. سمع من: جدّه.
روى عنه عليّ بن محمد الزّبحيّ الْجُرْجَانيّ في تاريخه، وقال: ثقة.
تُوُفّي في صَفَر.
271- عبد الغفار بن محمد بن جعفر3.
__________
1 الأنساب "11/ 55"، تهذيب تاريخ دمشق "1/ 441"، شذرات الذهب "2/ 35".
2 تاريخ جرجان للسهمي "261".
3 تاريخ بغداد "11/ 116، 117"، شذرات الذهب "3/ 238"، لسان الميزان "4/ 43".(29/125)
أبو طاهر المؤدِّب، بغداديّ. ضعّفه أبو عبد الله الصُّوريّ لشيءٍ ما.
روى عن أبي عليّ الصّوّاف، وأبي بكر الشّافعيّ، ومحمد بن محرّم، وأبي الفتح الأزْديّ.
روى عنه: الخطيب، وعلي بن الحسين بن أيوب البزاز، وأبو منصور محمد بن أحمد الخياط سمع منه "مُسْنَد الحُمَيْديّ".
تُوُفّي في ربيع الأوّل، ووُلِد سنة خمسٍ وأربعين.
272- عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن دُوسْت1.
أبو عَمْرو البغداديّ العلّاف، أخو أحمد.
سمع: أبا بَكْر النّجّاد، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيْ، وعمر بن سِلْم، وأبو بكر الشّافعيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا. مات في صفر.
قلت: وروى عنه: أحمد بن عبد القادر بن يوسف "مُوَطّأ القَعْنَبيّ".
273- عليّ بن محمد بن إبراهيم بن الحسين المحدِّث2.
الحافظ أبو الحسن الحِنّائيّ الدّمشقيّ، الزّاهد المقرئ.
سمع الكثير، وخرج لنفسه "المعجم" في مجلد.
وروى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبي بكر بن أبي الحديد، وابن جُمَيْع، وأحمد بن إبراهيم بن فِراس المكّيّ، واحمد بن عبد العزيز بن ثَرثال، وعبد الرحمن بن عمر النّحّاس.
روى عنه: أبو سعد السّمّان، وسعْد بن عليّ الزّنْجانيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وسعد الله بن صاعد الرّحْبيّ، وجماعة.
وقال عبد العزيز الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا وأستاذنا أبو الحسن الحِنائيّ، الشّيخ الصالح، في ربيع الأول.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 314"، المنتظم "8/ 92"، سير أعلام النبلاء "17/ 471".
2 تاريخ دمشق "29/ 185"، سير أعلام النبلاء "17/ 565، 566"، شذرات الذهب "3/ 238".(29/126)
كتب الكثير، وكان من العُبَّاد. وكانت له جنازة عظيمة ما رأيت مثلها. وَلَمْ يزل يحمل من بَعْدَ صَلَاةٍ الجمعة إلى قريب العصر. وانحلّ كفنه.
وذُكِر أنّ مولده في سنة سبعين وثلاثمائة رحمه الله. قال الأهْوَازيّ: دُفِنَ بباب كَيْسان.
"حرف الميم":
274- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي موسى1.
الشّريف أبو عليّ الهاشميّ البغداديّ، شيخ الحنابلة وعالمهم، وصاحب التّصانيف المشهورة.
سمع: محمد بن المظفّر، وأبا الحسين بن سمعون، وغيرهما.
وهو كبيرٌ، فإنّ مولده في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة، وكان يمكنه السماع بعد الخمسين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو يَعْلَى بن الفرّاء وتفقّه به، وأبو الحسين بن الطُّيُوريّ، وآخرون.
وكان سامي الذّكْر، عديم النّظير. له وجاهة عند الخليفتين القادر والقائم.
صنّف كتاب "الإرشاد"، وكانت له حلقة بجامع المنصور.
وقد صَحِبَ أبا الحسن التَّميميّ، وغيره من الكبار.
قال رزق الله التّميميّ: زرتُ قبرَ الإمام أحمد بن حنبل مع الشّريف أبي عليّ بن أبي موسى، فرأيته قَبَّلَ رِجْلَ القبْرِ. فقلتُ له: في هذا أثرٌ؟ فقال لي: أحمد في نفسي عظيم، وما أظنُّ الله تعالى يؤاخذني بهذا الفِعْل. أو كما قال.
وَقَالَ الخطيب: تُوُفّي في ربيع الآخر. وكان ثقة، له التّصانيف على مذهب أحمد.
275- مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مأمون.
أبو عَبْد الله المصري، المحدَّث.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 354"، طبقات الحنابلة "2/ 182-186"، البداية والنهاية "12، 41".(29/127)
قال الحبّال: تُكلِّم في حديثه ومذهبه، عنده عن بُكَيْر الرّازيّ، عن بكّار بن قُتَيْبَة، وغيره. توفي في ربيع الأول.
قلت: ذكره في تاريخه الحافظ قطب الدين وقال: محمد بن أحمد بن الحسين مأمون بن محمد بن داود بن سليمان بن حيّان، أبو عبد الله القيسيّ المصريّ.
روى عن: أبي بكر بن أحمد بن إبراهيم الرّازيّ، وعبد الله بن الحسن بن عمر بن رذاذ، وأبو معشر الطّبريّ، وسعد بن عليّ الزّنْجانيّ، وآخرون.
قال الحبّال أيضًا: هو محدّث بن محدّث.
قالت: يقع حديثه في "جزء سعْد الزَّنْجانيّ"، ومن "فوائد العثمانيّ" بنزول.
276- محمد بن إبراهيم المشّاط1.
أبو بكر الفارسيّ.
حدَّث بنَيْسابور عن: أبي عمرو بن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن الحسن السراج، وطبقتهم.
روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم.
277- محمد بن إبراهيم بن عبدان2.
أبو بكر الكرماني السيرجاني، الحافظ الرحال.
طول، وسمع: أبا عبد الله بن مَنْدَهْ، وأبا عبد الله الحاكم، وأبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليميّ، وأبا الحسن محمد بن عليّ الهَمَذانيّ، وأبا نصر أحمد بن محمد الكَلَاباذيّ.
روى عنه: جعفر بن محمد المستغفريّ وهو من أقرانه.
وآخر من حدَّث عنه: عبد الغفّار الشِّيرُوِييّ. تُوُفّي بسَمَرْقِنْد.
278- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى3.
__________
1 تقدم برقم "142".
2 الأنساب "7/ 220، 221".
3 تاريخ بغداد "2/ 218، 219"، ميزان الاعتدال "3/ 516"، لسان الميزان "5/ 124".(29/128)
أبو الحسين الأهْوَازيّ، المعروف بابن أبي عليّ الأصبهاني.
سكن بغداد، وحدَّث عن جماعة من شيوخ الأهواز.
وكان مولده في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة.
حدَّث عن: أحمد بن عبدان الشَّيرازيّ الحافظ بـ "تاريخ البخاريّ".
قال الخطيب: سمعنا منه وفيه شيء. وحدَّثني أبو الوليد الدَّرْبَنْديّ قال: سمعت أحمد بن عليّ الجصّاص بالأهواز قال: كنّا نسمّي ابن أبي عليّ الأصبهاني: "جراب الكذِب". تُوُفّي بالأهواز.
179- محمد بن الحسن بن أحمد بن اللَّيث.
أبو بكر الشّيرازيّ الصّفّار.
روى عن: أبي الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خميرُوَيْه الهَرَويّ، والعبّاس بن الفضل النَّصْرويّ، وأبي بكر بن المقرئ، وأبي محمد بن حَمُّوَيْه السَّرْخسيّ. وقع لنا مجلسان من حديثه.
روى عنه: القاضي أبو طاهر محمد بن عبد الله بن أبي بردة الفَزَاريّ، وعبد الرّحيم بن محمد بن الشّيرازيّ شيخ أبي سعيد الصّائغ، وجماعة.
وكان خطيب شيراز. رحل به أبوه الحافظ الكبير أبو عليّ.
وكان مولده في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
280- محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ باكُوَيْه1.
أبو عبد الله الشّيرازيّ، أحد مشايخ الصُّوفيّة الكبار.
سمع: محمد بن خفيف الزّاهد، ومحمد بن القاسم بن ناصح الكَرْجيّ بشيراز، وأبا بكر القَطِيعيّ ببغداد، وأبا أحمد بن عديّ بجُرْجَان، وأبا يعقوب النُّجَّيرميّ بالبصرة، وأبا الفضل بن خميرُوَيْه بهَرَاة، وعلي بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة، ومغيرة بن عمرو بمكّة، وإسماعيل بن محمد الفرّاء ببَلْخ، وأبا بكر بن المقرئ بأصبهان، وأبا بكر محمد بن القاسم الفارسيّ ببُخَاري، وأبا بكر المَيَانِجِيّ بدمشق.
__________
1 الأنساب "7/ 452"، سير أعلام النبلاء "17/ 544"، الوافي بالوفيات "3/ 322"، لسان الميزان "809".(29/129)
وعنه: أبو القاسم القُشَيريّ، وعبد الواحد بن أبي القاسم القُشَيْريّ، وأبو بكر بن خَلَف الشيرازي، وعبد الوهاب بن أحمد الثقفي، والشيرويي، وعلي بن عبد الله بن أبي صادق، وآخرون.
وقع لنا جزء من حديثه.
وقال إسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ: سمعت أبا صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن يقول: نظر في أجزاء أبي عبد الله بن باكُوَيْه، فلم أجد عليها آثار السِّماع. وأحسن ما سمعت عليه الحكايات. ورَّخه الحسين بن محمد الكُتُبيّ الهَرَويّ.
281- محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد السّلام.
أبو جعفر الأبْهَريّ، الفقيه.
سمع ببغداد: أبا بكر القَطِيعيّ، والقاضي أبا بكر الأبهريّ، وجماعة.
وله جزء معروف، سمعه منه حفيده عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد شيخ السِلَفيّ. كتبه السلفي سنة خمسمائة بأبْهَر عن حفيده.
282- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر1.
أَبُو عَبْد الله البغدادي البزاز ابن زوج الحرّة.
مُكثر، سمع: أبا عليّ الفارسيّ النَّحْويّ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا حفص الزّيّات.
روى عنه الخطيب، ووثّقه.
283- مِهْيار بن مَرْزُوَيْه الدَّيْلَميّ2.
أبو الحسن الكاتب الشّاعر المشهور.
كان مجوسيًّا فأسلم على يد الشّريف الرّضيّ أبي الحسن الموسَويّ، وهو أستاذه في الأدب والنَّظْم، وبه تخرج. وكان رافضيًا.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 360، 361".
2 تاريخ بغداد "13/ 276"، الكامل في التاريخ"9/ 456"، سير أعلام النبلاء "17/ 472"، البداية والنهاية "12/ 41، 42".(29/130)
حدَّث بديوان شِعْره، وقد تعرَّض للصّحابة في شعره، وديوانه في نَحْو أربع مجلّدات. وكان مقدَّمًا على شعراء عصره.
ومن سائر قوله:
بكّر العارضُ تحدوه النُّعَامَى ... فسقاك الرّيّ يا دارَ أُماما
منها:
وبجرعاء الحِمَى قلبي فعُجْ ... بالحِمَى فاقرأ على قلبي السّلاما
قل لجيران الغضا: آهٌ على ... طِيب عَيْشٍ بالغضا لو كان داما
حَمَّلُوا ريحَ الصَّبَا نَشْركُمُ ... قبل أنْ تحمل شَيحًا وتماما
وابعثوا أشْباهَ حلم لي في الكرَى ... إنّ أذِنْتُم لجُفُوني أن تناما
وله:
ظن غداة البين أنّ قد سَلِما ... لمّا رأى سهْمًا لم تجرِ دمًا
وعاد يسْتَقْري حشاهُ فإذا ... فؤاده من بينها قد عُدِما
لم يدْرِ من أين أُصِيب قلْبُهُ ... وإنّما الرّامي دَرَى كيف رما
يا قاتَلَ الله العيونَ خُلِقَتْ ... جَوَارِحًا فكيف عادت أسْهُمًا
وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
284- ميمون بن سهل.
أبو نجيب الواسطي، ثم الهروي. الفقيه. مات في رمضان.
وروى عن: أبي بكر محمد بن أحمد المفيد، وأبي القاسم بكر بن أحمد، وجماعة.
روى عنه: ابنه نجيب، وأبو عليّ جُهَانْدار.
"حرف الياء":
285- يوسف بن حمود بن خلف1.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 683"، ترتيب المدارك "4/ 721-723".(29/131)
أبو الحجّاج الصَّدفيّ السِّبْتيّ الفقيه المالكيّ. قاضي سبْته نَيِّفًا وعشرين سنة.
سمع بالأندلس من: أبي بكر الزُّبَيْديّ، وأبي محمد الأصيليّ، وخَطَّاب بن مَسْلَمة، وعبد الله بن محمد الباجيّ.
وكان صالحًا متواضعًا، أديبًا شاعرًا، رحمه الله.
وفيات سنة تسع وعشرون وأربعمائة:
"حرف الألف":
286- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الحسين بن إسماعيل1.
أبو عبد الله المَحَامليّ.
سمع: أبا بكر النّجّاد، وأبا سهل بن زياد، ودَعْلَج بن أحمد، والشّافعيّ.
ووُلِد في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خَيْرُون، وأبو غالب الباقِلّانيّ، وجماعة من مشيخة السِّلَفيّ الّذين ببغداد.
وقال الخطيب: كان سماعه صحيحًا. وحدَّث له صممٌ في أوّل سنة ثمانٍ وعشرين.
وتُوُفّي في ربيع الآخر. قال: عاش ستًّا وثمانين سنة رحمه الله.
287- أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن خُشْنَام2.
أبو مسعود الخُشْنَاميّ النَّيْسابوريّ. تُوُفّي يوم النَّحر.
288- أحمد بن عليّ بن منصور بن شعيب.
القاضي أبو نصر البُخَاريّ. سمع: أبا عِمْرو بن صابر البخاريّ، وغيره.
289- أحمد بن عمر بن عليّ.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 238"، الأنساب "11/ 154، 155"، سير أعلام النبلاء "17/ 538".
2 الأنساب "5/ 131"، المنتخب من السياق "101".
3 تاريخ بغداد "4/ 295".(29/132)
قاضي دَرْزنْجان. سمع: ابن المظفّر، وأبا حفص الزّيّات، وعدّة.
سكن دَرْزِنْجان. روى عنه: الخطيب.
290- أَحْمَد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن ميمون1.
أبو نصر بْنُ الوتّار. شيعيّ ببغداد. سمع منه: الخطيب.
يروى عن: ابن المظفّر، وأبي بكر بن شاذان. ضعيف.
291- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي عيسى لُبّ بن يحيى2.
أبو عمر المَعَافريّ الأندلسيّ، الطَلَمنْكيّ، المقرئ.
نزيل قُرْطُبة. وأصله من طَلَمَنْكَة. أوّل سماعه سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
روى عنه: أبي عيسى يحيى بن عبد الله الَّلْيثيّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ، وأحمد بْن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مفرج، وأبي محمد الباجيّ، وخَلَف بن محمد الخَوْلانيّ، وأبي الحسن الأنطاكيّ المقرئ.
وحجّ فلقي بمكّة: أبا الطّاهر محمد بن محمد العُجَيْفيّ، وعمر بن عِرَاك المصري، بالمدينة: يحيى بن الحسين المُطَّلبيّ، وبمصر: أبا بكر محمد بن عليّ الأُدْفُويّ، وأبا الطّيّب بن غَلْبُون، وأبا بكر المهندس، وأبا القاسم الْجَوْهَريّ، وأبا العلاء بن ماهان، وبدِمْيَاط: محمد بن يحيى بن عمّار، وبإفريقيّة: أبا محمد بن أبي زيد، وأبا جعفر أحمد بن رحمون.
ورجع بعِلمٍ كثير.
روى عنه: أبو عمر بن عبد البَرّ، وأبو محمد بن حَزْم، وعبد الله سهل الأندلسي.
وكان خبرًا في علم القرآن، قراءاته، وإعرابه، وناسخه، ومنسوخه، وأحكامه، ومعانيه. صنّف كُتُبًا حِسَانًا نافعةً على مذاهب السُّنَّة، ظهر فيها عِلْمه، واستبان فهمه. وكان ذا عناية تامّة بالأثر ومعرفة الرّجال، حافظًا للسُّنَن، إمامًا عارفًا بأصول الدّيانات. قديم الطّلب، عالي الإسناد، ذا هدي وسنة واستقامة.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 377"، ميزان الاعتدال "1/ 30"، لسان الميزان "1/ 252".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 1098، 1100"، سير أعلام النبلاء "17/ 566-569"، الوافي بالوفيات "8/ 32، 33".(29/133)
قال أبو عمر الدّانيّ: أخذ القراءة عَرْضًا عن: أبي الحسن الأنطاكيّ، وابن غَلْبُون، ومحمد بن الحسين بن النُّعْمَان.
وسمع من محمد بن عليّ الأُدْفُويّ، ولم يقرأ عليه.
وكان فاضلًا ضابطًا، شديدًا في السُّنَّة رحمه الله.
قال ابن بَشْكُوَال: كان سيفًا مجرّدًا على أهل الأهواء والبِدَع، قامِعًا لهم، غَيُورًا على الشّريعة، شديدًا في ذات الله. أقرأ النّاس محتسِبًا، وأسمع الحديث، والتزم الإمامة بمسجد مُنْعَة. ثمّ خرج إلى الثَّغْر، فتجوّل فيه. وانتفع النّاس بعلمه، وقصد بلده في آخر عمره فتُوُفّي بها.
أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن عيسى بن محمد بن بَقِيّ الحَجّاريّ، عن أبيه قال: خرج إلينا أبو عمر الطَّلَمَنْكيّ يومًا ونحن نقرأ عليه فقال: اقرأوا وأَكْثِرُوا، فإنّي لا أتجاوز هذا العام.
فقلنا له: ولِمَ يرحمك الله؟ فقال: رأيتُ البارحة في منامي مَن يُنشدني:
اغْتَنِمُوا البرَّ بشيخٍ ثَوَى ... تَرْحَمُه السَّوقَةُ والصِّيدُ
قد خَتَمَ العُمْرَ بعيدٍ مضى ... ليس له من بعده عِيدُ
فتُوُفّي في ذلك العام.
ولد سنة أربعين وثلاثمائة، وتُوُفّي في ذي الحجّة.
روى عنه جماعة كثيرة. وقد امتُحِن بفَرْط إنكاره. وقام عليه طائفة من المخالفين، وشهدوا عليه بأنّه حَرُورِيّ يرى وضع السَّيف في صالحي المسلمين. وكانوا خمسة عشر شاهدًا من الفقهاء والنبهاء، فنصره قاضي سَرَقُسْطَة في سنة خمسٍ وعشرين. وأشهد على نفسه بإسقاط الشُّهود. وهو القاضي محمد بن عبد الله بن فَرْتُون رحمه الله.
292- أحمد بْن محمد بْن إسماعيل1.
أبو بَكْر القَيْسيّ المعروف بابن السَّبْتيّ. حجّ بعد السبعين وثلاثمائة.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 45، 46".(29/134)
وسمع من: أبي محمد بن أبي زيد، والداودي، وعطيّة بن سعيد. وسمع بقُرْطُبة من ابن مفرج القاضي.
وكان زاهدًا عالمًا فاضلًا. توفي بسبتة وقد شاخ.
293- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن جعفر1.
أبو بكر اليَزْديّ الحافظ.
حافظ رحّال، مصنِّف كبير، وهو خال أبي بكر أحمد بن مَنْجُوَيْه الحافظ.
روى عن: أبي الشّيخ، وغيره.
سمع منه: أبو عليّ الحدّاد فِي هذه السّنة.
294- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله بْن محمد2.
أبو بكر البُسْتيّ، الفقيه الشّافعيّ.
كان من كبار الأئمة بنَيْسابور، ومن أُولي الرئاسة والحشمة.
سمع الكثير، وأملى مدّة عن الدَّارَقُطْنيّ، وطبقته.
روى عنه: مسعود السِّجَزيّ. وتُوُفّي في ثالث عشر رجب.
295- إسحاق بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عبد الرحمن3.
الحافظ أبو يعقوب السَّرْخَسيّ، ثمّ الهَرَويّ القرّاب.
الإمام الجليل، محدَّث هَرَاة. له مصنفات كثيرة.
ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وطلب الحديث فأكثر.
قال أبو النَّضْر الفَامِيّ: حتى أنّ عدد شيوخه زاد على ألف ومائتي نفس، وله "تاريخ السِّنين" الّذي صنّفّه في وفاة أهل العلم، من زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى سنة وفاته سنة تسعٍ وعشرين. ومنها: "كتاب المُهَج"، وكتاب "الأنس والسلوة"، وكتاب "شمائل العباد".
__________
1 الأنساب "12/ 400".
2 المنتخب من السياق "93".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 570-572"، الوافي بالوفيات "8/ 394"، الأعلام "1/ 293".(29/135)
قال: وكان زاهدًا مُقِلًّا من الدّنيا.
قلت: سمع: العباس بن الفضل النضروبي، وجدّه محمد بن عمر بن حَفْصُوَيْه، وأبا الفضل محمد بن عبد الله السّيّاريّ، وعبد الله بن أحمد بن حَمُّوَيْه السَّرْخَسِيّ، وزاهر بن أحمد الفقيه، وأحمد بن عبد الله النُّعَيْميّ، والخليل بن أحمد القاضي، وأبا الحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حمزة، والحسين بن أحمد الشّمَّاخِيّ الصّفّار، وأبا منصور محمد بن عبد الله البزاز، وهذه الطبقة فمن بعدهم، حتّى كتب عمّن هو أصغر منه.
وحدَّث عن: الحافظ عليّ الحسن بن عليّ الوخْشيّ وهو من أصحابه.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاريّ، وأبو الفضل أحمد بن أبي عاصم الصَّيْدلانيّ، والحسين بن محمد بن مَتّ، والهَرَويّون.
وقد احتجّ به شيخ الإسلام في الجرْح والتعديل.
296- إسماعيل بن عمرو الحداد المقرئ ابن إسماعيل بن راشد1.
أبو محمد المصريّ. رجلٌ صالح جليل القدر.
روى عن: الحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سلمة الخياش، والعباس بن أحمد الهاشمي.
روى عنه: القاضي أبو الحسن الخلعي، والمصريون، وسعد الزنجاني.
توفي في صفر. وقد قرأ بالرّوايات وأقراها.
أخذ عن: أبي محمد غزوان بن القاسم المازنيّ، وأبي عدي عبد العزيز بن علي الإمام، وقُسَيْم بن مُطَيّر، وحمدان بن عَوْن الخَوْلانيّ، وغيرهم.
قرأ عليه أبو القاسم الهُذَليّ، وجماعة. عُمِّر دهرًا.
297- إسماعيل بن محمد بن مؤمن2.
أبو القاسم الحضرمي الإشبيلي.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1100"، غاية النهاية "1/ 167"، حسن المحاضرة "1/ 493".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 103، 104".(29/136)
حجّ وقرأ بمصر على: طاهر بن غَلْبُون. وسمع من: أبي الحسن القابِسيّ.
وكان مُتفنّنًا في العلوم جامعًا لها.
تُوُفّي في صَفَر، وقد نَيّف على السّبعين.
"حرف الحاء":
398- حَجّاج بن محمد بن عبد الله1.
أبو الوليد اللَّخْميّ، الأسيليّ. رحل وسمع من: أبي الحسن القابسي الداودي. وكان معتنيًا بالعلم. ذكر أبو محمد بن خَزْرَج.
299- حجّاج بن يوسف2.
أبو محمد اللّخْميّ الإشبيليّ، ويُعرف بابن الزّاهد. سمع من: أبي محمد الباجِيّ، وأبي بكر بن السّليم القاضي، وابن القُوطِيّة، وجماعة قدماء.
وكان مقدَّمًا في العلم والفَهْم والشِّعْر. تُوُفّي عن نحو ثمانين سنة.
300- الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حمديه3.
أبو عليّ البغداديّ، أخو عبد الله. حدَّث بمجلسٍ واحدٍ عن أبي بكر الشّافعيّ. قال الخطيب: لم أسمع منه، وكان صدوقًا. مات في رمضان.
301- الحسن بن عليّ بن الصَّقْر4.
أبو محمد البغداديّ، المقرئ، الكاتب. كان كثير التّلاوة، عالي الإسناد. قرأ لأبي عَمْرو على زيد بن أبي بلال الكوفيّ، وهو آخر من تلا عليه.
تلا عليه القرآن: عبد السّيّد بن عتاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بُنْدَار، وأبو الخطاب عليّ بن عبد الرحمن بن الجراح. وأبو الفضل بن خيرون، وغيرهم.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 152".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 152".
3 تاريخ بغداد "7/ 280".
4 تاريخ بغداد "6/ 390"، غاية النهاية "1/ 224"، النجوم الزاهرة "5/ 28".(29/137)
وكان رئيسًا جليلًا مُعمَّرًا. وُلِد سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة. وكان يمكنه السّماع من إسماعيل الصّفّار، وطبقته. توفي في ثالث عشر جُمَادى الأولى رحمه الله تعالى.
302- الحسن بن أحمد بن سَلَمَة1.
القاضي أبو عبد الله الرَّبَعيّ الدّمشقيّ. الفقيه المالكيّ. قاضي ديار بكر. سمع من: يوسف المَيَانَجِيّ. وأبي حفص الزّيّات، والقاضي أبي بكر الأبْهَريّ، ومحمد بن المظفّر، وجماعة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وعمر بن أحمد الآمِديّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وآخرون. حدَّث في هذا العام بصور.
303- الحسين بْن أحمد بْن عبد الله2.
الإمام أبو عبد الله بن الحربيّ المقرئ.
قرأ على: عمر بن محمد بن عبد الصّمد، والحسن بن عثمان البُرْزَاطيّ، وأبي العبّاس عبد الله بن محمد أصحاب ابن مجاهد. تلا عليه عبد السّيّد بن عتّاب. وقد حدَّث عن النّجّاد. روى عنه: أبو الفضل بن خَيْرُون، ومحمد بن محمد المُسْلِمَة، وكان ظاهر الصَّلاح.
قال لنا ابن البنَّا: كان من أولياء الله، يُقرئ النّاس ويُلقي عليهم ما ينفعهم من الفقه والأحاديث، وله كرامات كثيرة. مات في جُمَادى الأولى.
304- الحسين بن ميمون بن حَسْنُون.
أبو عليّ المصريّ. رجل صالح؛ ورَّخه الحبّال.
"حرف الخاء":
305- خَلَف، مولى جعفر الفتى3.
المقرئ أبو سعيد: مولى بني أميه الأندلسي.
__________
1 تاريخ دمشق "10/ 394"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 284".
2 غاية النهاية "1/ 238".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 166".(29/138)
حجّ وسمع من: أبي بكر الأدفُويّ، وأبي القاسم الْجَوْهَريّ، وأبي محمد بن أبي زيد، وأبي القاسم عُبَيْد الله السَّقَطيّ. قال الخَوْلانيّ: كان نبيلًا من أهل القرآن والعلم، مائلًا إلى الزّهد والانقباض. روى عنه: أبو عبد الله بن عتّاب وأثنى عليه.
قال أبو عَمْرو الدَّانيّ: تُوُفّي في ربيع الآخر، وقرأ القرآن على: أبي أحمد السّامرّيّ، والأُدْفُويّ. حدَّث بقُرْطُبة، وغيرها.
"حرف السين":
306- سعيد بن إدريس1.
أبو عثمان السُّلَميّ الإشبيليّ، المقرئ. رحل وحجّ، ولقي بمصر أبا الطّيّب بن غَلْبُون، وكانت له عنده حُظْوَة ومنزلة. وسمع تصانيفه. ولقي أبا بكر الأُدْفُويّ، وأخذ عنه. وسمع من عبد العزيز بن عبد الله الشُّعَيْريّ كتاب "الوقف والابتداء" بسماعه من ابن الأنباريّ.
ورجع إلى الأندلس، وقد برع في علم القراءات. وكان حَسَنَ الحِفْظ، مجوِّدًا، فصيحًا، طيّب الصّوت، معدوم المِثْل، وكان إمامًا للمؤيّد بالله هشام بن الحَكَم بقُرْطُبة، فلمّا وقعت الفتنة خرج إلى إشبيليّة فسكنها، وبها تُوُفّي وله سبعٌ وثمانون سنة. ورَّخه أبو عَمْرو الدَّانيّ، وترجمه الخَوْلانيّ، وقال أبو محمد بن خَزْرج: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وعشرين، وقد كمّل الثمانين.
307- سعيد بن عبد الله بن دُحَيْم2.
أبو عثمان الأزْديّ القُرَيْشيّ النَّحْويّ نزيل إشبيليّة. كان إمامًا في معرفة "كتاب سِيبوَيْه"، بارعًا في اللغة والشعر، إخباريًا. أخذ عن: أبي نصر بن هارون بن موسى، ومحمد بن عاصم، ومحمد بن خطّاب. ذكره ابن خَزْرَج.
308- سُفْيان بن الحسين. أبو العز الغيسقاني الهروي. روى عن: بِشْر بن محمد المُزَنيّ.
روى عنه: الحسين بن محمد الكُتُبيّ، وأبي بكر القبّاب، سمع منه: عليّ بن أحمد بن مهران، وابن مادُوَيْه. من بيت العدالة والصّلاح بإصبهان.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 220"، غاية النهاية "1/ 304".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 220، 221".(29/139)
"حرف الصّاد":
309- صلة بن المؤمّل بن خَلَف1.
أَبُو القاسم البغداديّ، نزيل مصر.
رَوَى عَنْ: القَطِيعيّ، وأبي محمد بن ماسي، ونحوهما. وحدَّث بالكثير.
روى عنه: ابن أبي الصّقر الأنباريّ.
"حرف الظّاء":
310- ظَفْرُ بن مُظَفَّر بن عبد الله بن كِتنّة2.
الفقيه أبو الحسين الحلبيّ الشافعيّ. سمع: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبيد الله بن الورّاق. روى عنه: السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ.
مات رحمه الله في الكُهُولة.
"حرف العين":
311- عبد الله بن رضا بن خالد بن عبد الله بن رِضا3.
أبو محمد اليابُرِيّ المغربيّ، من رهْط الأخطل الشّاعر. كان بارعًا في الأدب والبلاغة والنَّظْم والإنشاء، له ذِكْر. وتُوُفّي بإشبيليّة في ذي الحجّة عن بضعٍ وسبعين سنة.
312- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن بِشْران4.
البغداديّ الشّاهد. أبو محمد بن الشّيخ أبي الحسين. سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، وجماعة. قال الخطيب: كان سماعه صحيحًا. وتوفي في شوال.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 337".
2 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 121"، طبقات الشافعية الكبرى "5/ 52".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 267".
4 تاريخ بغداد "10/ 14".(29/140)
313- عبد الرحمن بن أحمد بن أشَجّ1.
أبو زيد القرطبي. روى عن: أحمد بن عبد الله بن العَنان، وأبي جعفر بن عَوْن الله، وابن مُفَرِّج القاضي. قال ابن حيّان: كان من أهل العدالة والمروءة، وكان قليل العلم. تُوُفّي في رجب هو والقاضي يونس في يوم.
314- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن عَبْد الرحمن2 بن سعيد بن خالد بن حُمَيْد بن أبي العجائز. الأزْديّ الدّمشقيّ، المعدّل. سمع من: أبيه، وأبي بكر المَيَانِجِيّ، والرَّبَعيّ. روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو سعْد السّمّان، وعبد العزيز الكتّانيّ، وقال: مات في محرَّم.
315- عبد القاهر بن طاهر3.
الأستاذ أبو منصور البغداديّ. مات بإسْفَرايين، وكان أحد الفُقهاء. سمع: أبا عَمْرو بن نُجَيْد وأبا عَمْرو محمد بن جعفر بن مطر. روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، وعبد الغفّار بن محمد بن شِيرُوَيْه، وأبو القاسم عبد الكريم القُشَيريّ.
وكان أبو منصور تلميذ الأستاذ أبي إسحاق الإسْفَرائينيّ. وكان يدرّس في سبعة عشر فنًّا، وكان محتشمًا متموِّلًا. صنّف كتاب "التَّكملة" في الحساب.
وقال أبو عثمان شيخ الإسلام الصّابونيّ: كان الأستاذ أبو منصور من أئمّة الأصول، وصدور الإسلام، بإجماع أهل الفضل والتّحصيل. بديع التّرتيب، غريب التّأليف والتّهذيب، تراهُ الْجِلَّةُ صدْرًا مقدَّمًا، ويدعوه الأئمّة إمامًا مُضَخَّمًا. ومن خراب نَيْسابور أنِ اضطُّرَّ مثلُه إلى مفارقتها.
وقيل: إنّه لمّا حصَل بإسْفَرايين ابتهجوا بمَقْدِمِهِ إلى الغاية، ودُفِنَ إلى جانب الأستاذ أبي إسحاق.
وقد أفردتُ له ترجمةً، ووقع لي من عواليه.
- عبد الملك بن محمد.
أبو منصور الثعالبي. الأصح موته في سنة ثلاثين.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 328".
2 مختصر تاريخ دمشق "14/ 291".
3 تقدم رقم "229".(29/141)
316- عبد الملك بن سليمان بن عمر بن عبد العزيز1.
أبو الوليد الإشبيليّ ابن القُوطِيّة. كان متصرِّفًا في الفقه والحساب والآداب، بارعًا في عقْد الوثائق، راويةً للأخبار.
روى عن: أبي بكر بن السّليم القاضي. وأبان بن السّرّاج، وجماعة. وأوّل ما سمع سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة.
317- عليّ بن الحسن.
الأديب أبو طاهر بن الحَمَاميّ الشّاعر. خَدَم بني بُوَيْه، وترسّل إلى الأطراف. روى عنه: القاضي أبو تمام الواسطيّ، والحسين بن الصّابئ.
"حرف الميم":
318- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن إسحاق.
أبو الفضل الدَّنْدَانْقانيّ، الفقيه المعروف بالزّاهريّ، وهي نسبة إلى زاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، لكونه رحلَ إليه، وتفقَّه عليه. روى عنه، وعن: أحمد بن سعيد ... ، وأبي القاسم بن حبيب المفسِّر، وغيرهم. روى عنه: ابنه إسماعيل، وأبو حامد بن محمد الشُّجَاعيّ، ومحمد بن أحمد الطَّبَسيّ.
وتُوُفّي بقريته عن نَيِّفٍ وتسعين سنة.
319- مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن نَبَات2.
أبو عبد الله الأُمويّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي عيسى اللَّيْثيّ، وأبي جعفر بن عَوْن الله، وأبي الحسن الأنطاكي المقرئ.
وكان ثقة صالحا، معتنيا بالعلم، جيد المشاركة، من أهل السنة. توفي في المحرم عن ثلاثٍ وتسعين سنة، رحمه الله.
302- محمد بن سعيد الخطّابيّ الهَرَويّ.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 359".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 519، 520".(29/142)
عاش نَيِّفًا وتسعين سنة. كنيته: أبو عبد الله. روى عن: حامد الرّفّاء. روى عنه: أبو عبد الله العُمَيْريّ، وأهل هَرَاة.
321- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد1.
أَبُو بَكْر السَّقَطيّ. سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وغيره.
روى عنه: الخطيب. وصدَّقه. تُوُفّي في ذي الحجّة.
322- محمد بن عمر بن محمد القاضي2.
أبو بكر بن الأخضر الدّاوديّ الفقيه. بغداديّ ثقة، إمام. سمع: أبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن المظفَّر، وجماعة. وثّقه الخطيب وروى عنه. عاش ستًّا وسبعين سنة.
323- محمد بن محمد بن محمد3.
أبو الموفَّق النَّيْسَابوري. محدَّث رحّال. سمع ببغداد أبا الحسن بن الجنديّ، وبدمشق عبد الوهّاب الكِلابيّ، وبمصر الحافظ عبد الغنيّ.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو القاسم بن الفرّات، والخطيب.
324- مُحَمَّد بْن يوسف بْن مُحَمَّد4.
أَبُو عَبْد الله الأُمويّ القُرْطُبيّ النّجّاد.
خال الحافظ أبي عَمْرو الدَّانيّ. أخذ القراءة عَرْضًا عن: أبي أحمد السّامريّ بمصر، وأبي الحسن الأنطاكيّ بقُرْطُبة.
وكان صدوقًا، متقنًا، عارفًا بالقراءات والعربيّة والحساب، أقرأ النّاسَ بقُرْطُبة، ثمّ استوطن الثَّغْر، وأقرأ الناسَ به دهرًا.
وتُوُفّي في ذي القعدة وقد قارب الثمانين.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 95".
2 تاريخ بغداد "3/ 38"، المنتظم "8/ 99".
3 تاريخ بغداد "3/ 233"، مختصر تاريخ دمشق "23/ 196".
4 الصلة لابن بشكوال "2/ 520، 521"، غاية النهاية 2/ 287".(29/143)
"حرف النّون":
325- نصر بن شعيب1.
أبو الفتح الدِّمياطيّ. قدِم الأندلس تاجرًا، وكانت له رواية واسعة عن جماعة. روى عن: أبي بكر الأُدْفُويّ كثيرًا. وكان مجوّدًا للقرآن، عارفًا للعربية. قدم الأندلس في هذا العام.
"حرف الياء":
326- يونس بن عبد الله بْن مُحَمَّد بْن مغيث بْن مُحَمَّد بْن عبد الله2.
قاضي القضاة بقرطبة أبو الوليد بن الصفار، شيخ الأندلس في عصره ومسندها وعالمها. ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. وحدَّث عن: أبي بكر محمد بن معاوية القرشي صاحب النَّسَائيّ، وأبي عيسى اللّيْثيّ، وإسماعيل بن بدر، وأحمد بن ثابت التَّغْلبيّ، وتميم بن محمد القروي، والقاضي محمد بن إسحاق بن السليم. وتفقه مع القاضي أبي بكر بن زرب، وجمع مسائله.
وروى أيضا عن: أبي بكر بن القُوطِيّة، واحمد بن خالد التّاجر، ويحيي بن مجاهد، وأبي جعفر بن عون الله، وابن مجلس الكبير. وأبي زكريا بن عائذ، والزبيدي، وأبي الحسن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بَقيّ، وأَبِي محمد عبد المؤمن، وأبي عبد الله بن أبي دليم.
وسمع منهم وأكثر عنهم، وقد أجاز له من المشرق: الحسن بن رشيق، وأبو الحسن الدارقطني.
وولي أولا قضاء بطليوس، ثم صرف. وولي خطابة مدينة الزهراء. ثم ولي القضاء والخطبة بقرطبة مع الوزارة. ثم صرف عن جميع ذلك ولزِم بيته.
ثمّ ولي قضاء الجماعة والخطبة سنة تسع عشرة وأربعمائة، فبقي قاضيًا إلى أنّ مات.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 639".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 569، 570"، دول الإسلام "1/ 255"، شذرات الذهب "3/ 244".(29/144)
قال صاحبه أبو عمر بن مهديّ: كان من أهل العلم بالحديث والفقه. كثير الرّواية، وافر الحظّ من العربيّة واللّغة، قائلًا للشِّعر النَّفيس، بليغًا في خُطَبه، كثير الخشوع فيها، لا يتمالك من سمعه عن البكاء، مع الزهد والفضل والقنوع باليسير. ما لقيت في شيوخنا مَن يُضاهيه في جميع أحواله.
كنتُ إذا ذاكَرْتُهُ شيئًا من أمر الآخرة يصفرُّ وجهه ويدافع البكاء، وربّما غلبه، وكان الدَّمْع قد أثر في عينيه وغيرهما لكثرة بكائه. وكان النّور باديا على وجهه وصَحِب الصّالحين، وما رأيتُ أحفظ منه لأخبارهم وحكاياتهم، صنّف كتاب "المنقطعين إلى الله"، وكتاب "التّسليّ عن الدّنيا"، وكتاب "فضل المتهجّدين"، وكتاب "التّسبّب والتّيسير"، وكتاب "محبّة الله والابتهاج بها"، وكتاب "فضل المستصرخين بالله عند نزول البلاء".
روى عنه: مكّيّ بن أبي طالب القَيْسيّ، وأبو عبد الله بن عائذ، وأبو عَمْرو الدّانيّ، وأبو عُمَر بن عبد البَرّ، ومحمد بن عتّاب، وأبو عمر بن الحذّاء، وأبو محمد بن حزْم، وأبو الوليد سليمان بن خَلَف الباجيّ، وأبو عبد الله الخَوْلانيّ، وحاتم بن محمد، ومحمد بن فرج مولى ابن الطّلّاع، وخلْق سواهم. ودُفِنَ يوم الجمعة العصر لليلتين بقيتا من رجب، وشيّعه خلْق عظيم.
وكان وقت دفنه غيث وابل رحمه الله.
ومن شِعره:
فررتُ إليكَ من ظُلمي لنفسي ... وأوحَشَني العبادُ فأنتَ أُنْسي
رضاكَ هو المُنى، وبكَ افتخارِي ... وذِكْرُكَ في الدُّجى قَمَري وشمسي
قصدتُ إليكَ منقطِعًا غريبًا ... لتُؤنسَ وحْدَتي في قَعْر رمْسي
وللعُظْمى من الحاجاتِ عندي ... قصدتَ وأنتَ تعلمُ سرَّ نفسي
وفيات سنة ثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
327- أحمد بن الحسن بن فُورك بن محمد بن فُورك بن شَهْريار.(29/145)
روى عن: الطَّبْرانيّ، وأبي الشّيخ. روى عنه: سعيد بن محمد البقّال. حدَّث في هذه السَّنة في آخرها.
328- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن إسحاق بن موسى بن مِهْران1.
أبو نُعَيْم الأصبهاني الصُّوفيّ الأحْوَل، سِبْط الزّاهد محمد بن يوسف البنّا. كان أحد الأعلام ومَن جمع الله له بين العُلُوّ في الرّواية والمعرفة التّامة والدّراية، رحلَ الحفّاظ إليه من الأقطار، وأَلحقَ الصِّغار بالكبار.
وُلِد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة بأصبهان، واستجاز له أبوه طائفةً من شيوخ العصر تفرّد في الدّنيا عنهم.
أجاز له خَيْثَمة بن سُليمان وجماعة من الشّام، وجعفر الخُلْديّ وجماعة من بغداد، وعبد الله بن عمر بن شَوْذَب من واسط، والأصَمّ من نَيْسابور، وأحمد بن عبد الرّحيم القَيْسرانيّ.
وسمع سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة من: عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، والقاضي أبي أحمد محمد بن أحمد العسّال، وأحمد بن مَعْبَد السِّمسار، وأحمد بن محمد القصّار، وأحمد بن بُنْدَار الشّعّار، وعبد الله بن الحسين بن بُنْدَار، والطَّبْرانيّ، وأبي الشّيخ، والجِعَابيّ.
ورحلَ سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة، فسمع ببغداد: أبا عليّ بْنُ الصّوّاف، وأبا بكر بن الهيثم الأنباريّ، وأبا بحر البَرْبَهَاريّ، وعيسى بن محمد الطُّوماريّ، وعبد الرحمن والد المخلّص، وابن خلّاد النَّصِيبيّ، وحبيبًا القزّاز، وطائفة كبيرة.
وسمع بمكة: أبا بكر الآجُرِّيّ، وأحمد بن إبراهيم الكِنْديّ. وبالبصرة: فاروق بن عبد الكبير الخطّابيّ، ومحمد بن عليّ بن مُسْلم العامريّ، وأحمد بن جعفر السَّقَطيّ، وأحمد بن الحسن اللّكّيّ، وعبد الله بن جعفر الجابريّ، وشَيْبان بن محمد الضُّبَعيّ، وجماعة.
وبالكوفة: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن أبي العزائم، وأبا بكر عبد الله بن يحيى الطَّلْحيّ، وجماعة.
__________
1 المنتظم "8/ 100" الكامل في التاريخ "9/ 466"، ميزان الاعتدال "1/ 111"، سير أعلام النبلاء "17/ 453-464"، الوافي بالوفيات "7/ 81-84".(29/146)
وبنَيْسابور: أبا أحمد الحاكم، وحُسَيْنك التّميميّ، وأصحاب السّرّاج، فَمَن بعدهم.
وصنّف مُعْجمًا لشيوخه، وصنَّف كتاب "حِلْية الأولياء"، وكتاب "معرفة الصّحابة"، وكتاب "دلائل النُّبُوَّة"، وكتاب "المستخرج على البخاري"، "والمستخرج على مسلم"، وكتاب "تاريخ بلده"، وكتاب "صفة الجنَّة"، وكتاب "فضائل الصحابة".
وصنّف شيئًا كثيرًا من المصنَّفات الصِّغار. وحدَّث بجميع ذلك.
روى عنه: كوشيار بن لياليزرو الجيلي، أبو سعْد المالِينيّ وتُوُفّي قبله بثماني عشرة، وتُوُفّي كوشيار قبله ببضع وثلاثين سنة، وأبو بكر بن أبي عليّ الذَّكْوَانيّ وتُوُفّي قبله بإحدى عشرة سنة، والحافظ أبو بكر الخطيب، والحافظ أبو صالح المؤذّن، والقاضي أبو عليّ الوَخْشيّ، ومستمليه أبو بكر محمد بن إبراهيم العطّار، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وهبة الله بن محمد الشّيرازيّ، ويوسف بن الحَسَن التَّفَكُّريّ، وعبد السّلام بن أحمد القاضي، ومحمد بن عبد الجبّار بن ييّا وأبو الفضل حَمْد، وأبو عليّ الحسن ابنا أحمد الحدّاد، وأبو سعد محمد بن محمد المطرِّز، وأبو منصور محمد بن عبد الله الشُّرُوطيّ، وغانم البُرْجيّ، وخلْق كثير، آخرهم وفاة أبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدَّشْتيّ الذَّهَبيّ.
قال أبو محمد بن السَّمَرْقَنْديّ: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا أطلق عليه أسم الحفظ غير رجلين: أبو نعيم الأصفهاني، وأبو حازم العبدويي.
وقال ابن المفضل الحافظ: قد جمع شيخنا السِّلفيّ أخبار أبي نُعَيْم وذَكَرَ من حدَّث عنه وهُم نحو ثمانين رجلًا. وقال: لم يصنف مثل كتابه "حلية الأولياء". وسمعناه على ابن المظفّر القاشانيّ عنه سوى فوتٍ يسير.
وقال أحمد بن محمد بن مَرْدَوَيْه: كان أبو نُعَيْم في وقته مَرْحولًا إليه، ولم يكن في أُفُقٍ من الآفاق أسْنَدُ ولا أحْفَظُ منه. كان حُفَّاظ الدّنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كلِّ يومٍ نَوْبة واحدٍ منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظُّهْر، فإذا قام إلى داره ربّما كان يُقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضْجَر لم يكن له غذاء سوى التّصنيف أو التّسميع.
وقال حمزة بن العبّاس العلويّ: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو نعيم(29/147)
أربعَ عشرةَ سنةٍ بلا نظير، لا يوجد شرقًا ولا غربًا أعلا إسنادًا منه ولا أحفظ منه. وكانوا يقولون لمّا صنَّف كتاب "الحِلْية": حُمِل إلى نَيْسابور حال حياته، فاشتروه بأربعمائة دينار.
وقد روى أبو عبد الرّحمن السُّلَميّ مع تقدمه عن رجلٍ عن أبي نُعَيْم، فقال في كتاب "طبقات الصُّوفيّة": ثنا عبد الواحد بن أحمد الهاشميّ، حدَّثنا أبو نُعَيْم أحمد بْن عَبْد اللَّه، أَنَا محمد بْن عليّ بن حُبَيْش المقرئ ببغداد، أنا أحمد بن محمد بن سهل الأَدَميّ، فذكر حديثًا.
وقال السُّلَميّ: سمعت أبا العلاء محمد بن عبد الجبّار الفِرْسانيّ يقول: صرتُ إلى مجلس أبي بكر بن أبي عليّ المعدَّل في صِغَري مع أبي، فلمّا فرغ من إملائه قال إنسان: مَن أراد أن يحضر مجلس أبي نُعَيْم فلْيَقُمْ -وكان أبو نُعَيْم في ذلك الوقت مهجورًا بسبب المذهب، وكان من بين الحنابلة والأشْعَريّة تعصُّبٌ زائدٌ يؤديّ إلى فتنةٍ وقال وقيل، وصراعٍ طويل- فقام إليه أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام، وكاد يُقْتَل.
وقال أبو القاسم عليّ بن الحسن الحافظ: ذكر الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني عمن أدرك من شيوخ أصبهان أنّ السّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين لمّا استولى على إصبهان أمرَّ عليها واليا من قِبَله ورحل عنها، فوثب أهلها بالوالي فقتلوه. فردّ السّلطان محمود إليها، وأمّنهم حتّى اطمأنوا. ثمّ قصدهم يوم جمعة وهم في الجامع فقتل منهم مقتلة عظيمة. وكانوا قد منعوا أبا نُعَيْم الْحَافِظُ من الجلوس في الجامع، فَسَلِم ممّا جرى عليهم، وكان ذلك من كرامته.
وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسيّ: سمعت عبد الوهّاب الأنماطيّ يقول: رأيت بخطّ أبي بكر الخطيب: سألت محمد بن إبراهيم العطّار مستملي أبي نُعَيْم، عن "جزء محمد بن عاصم" كيف قرأتَه على أبي نُعَيْم؟ وكيف رأيت سماعَه؟ فقال: فأخرج إليَّ كُتُبًا وقال: هو سَمَاعيّ.
فقرأتُ عليه. قال الخطيب: وقد رأيت لأبي نُعَيْم أشياء يتساهل فيها منها أن يقول في الإجازة: أخبرنا من غير أنّ يبين.
قال أبو الحافظ أبو عبد الله بن النّجّار: جزء محمد بن عاصم قد رواه الأثبات عن أبي نُعَيْم. والحافظ الصّادق إذا قال: هذا الكتاب سماعي، جاز أخْذُهُ عنه بإجماعهم.(29/148)
قلتُ: وقول الخطيب كان يتساهل في الإجازة إلى آخره، فهذا يفعله نادرًا، فإنه كثيرًا ما يقول: كتب إليَّ جعفر الخُلْديّ، كتب إليّ أبو العبّاس الأصمّ، أنبا عبد الله بن جعفر فيما قُرئ عليه، والظّاهر أنّ هذا إجازة. وقد حدَّثني الحافظ أبو الحجّاج القُضَاعيّ قال: رأيت بخطّ ضياء الدّين المقدسيّ الحافظ أنّه وجد بخطّ أبي الحجّاج يوسف بن خليل أنّه قال: رأيت أصل سماع الحافظ أبي نُعَيْم لجزء محمد بن عاصم فبطَل ما تخيّله الخطيب.
وقال يحيى بن مَنْدَهْ الحافظ: سمعت أبا الحسين القاضي يقول: سمعت عبد العزيزي النَّخْشَبيّ يقول: لم يسمع أبو نُعَيْم "مُسْنَد الحارث بن أبي أُسَامة" بتمامه من أبي بكر بن خلّاد، فحدَّث به كله.
قال الحافظ بن النّجّار: وَهِم في هذا، فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة، وعليها خطّ أبي نُعَيْم يقول: سمع منّي فلان إلى آخر سماعي من هذا المُسْنَد من ابن خلّاد، فلعلّه روى الباقي بالإجازة، والله أعلم.
لو رجمَ النَّجمَ جميعُ الوَرَى ... لم يصِل الرَّجمُ إلى النَّجمِ
تُوُفّي أبو نُعَيْم، رحمه الله، في العشرين من المحرَّم سنة ثلاثين، وله أربعٌ وتسعون سنة.
329- أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصْبَغ البَيّانيّ1.
أبو عَمْرو القُرْطُبيّ، روى عن أبيه قاسم بن محمد عن جدّه قاسم بن أصْبَغ جميع ما رواه.
حدَّث عنه: أبو محمد بن حزْم، والطّبْنيّ. وكان عفيفًا طاهرًا، شديد الانقباض. أصابه فالجٌ قبل موته.
330- أحمد بن الغمْر بن محمد.
أبو الفضل الأبِيوَرْديّ. سمع من: أبي أحمد بن ماسيّ، وغيره. ومن: مَخْلَد بن جعفر الباقرحيّ. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري.
__________
1 جذوة المقتبس "142، 143"، الصلة لابن بشكوال "1/ 47، 48".(29/149)
331- أحمد بن محمد بن هشام بن جَهْوَر بن إدريس1.
أبو عَمْرو المَرْشَانيّ. من أهل مَرْشَانة. سكن قُرْطُبة. روى عن: أبيه، وعمّه، وأبي محمد الباجيّ. وحجّ سنة خمسٍ وتسعين، وجاور. وسمع من: أبي القاسم عُبَيْد الله السَّقَطيّ، وابن جَهْضَم. وأجاز له أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّي من مكّة قديمًا في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
حدَّث عنه: القاضي يونس بن عبد الله بن مغيث، وأبو مروان الطُّبْنيّ، وأبو عبد الله الخَوْلانيّ، وأبو عمر بن عبد البَرّ. وكان رجلًا صالحًا على سنةٍ واستقامة، ومعرفة بالشّروط وعِلَلها.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة وله خمسٌ وسبعون سنة.
332- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْنُ الحارث2.
أبو بكر التّميميّ الأصبهاني الزّاهد، المقرئ، النَّحْويّ، المحدَّث، نزيل نَيْسابور.
روى عن: أبي الشّيخ بن حبّان، وأبي الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ، وعبد الله بن محمد القراب، جماعة.
روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، وعبد الغفّار بن محمد الشّيرُوِييّ، ومنصور بن بكر بن حَيْد، ومحمد بن يحيى المُزَكّيّ، وغيرهم.
وكان إمامًا في العربيّة. تخرَّج به أهل نَيْسابور. وتُوُفّي في ربيع الأوّل وله إحدى وثمانون سنة.
333- أحمد بن محمد بن يوسف.
أبو نصر الدُّوغيّ الْجُرْجَانيّ. سمع: عبد الله بن عَدِيّ. تُوُفّي قريبًا من سنة ثلاثين.
334- أحمد بن محمد بن إسحاق3.
أبو منصور المقرئ البغدادي، عرف بالحبال.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 47".
2 العبر "3/ 170"، شذرات الذهب "3/ 245".
3 تاريخ بغداد "4/ 393".(29/150)
قرأ على: أبي حفص الكتّانيّ. قال الخطيب: ثقة، كتبتُ عنه، وكنتُ أتلقنُ عليه. مات في ذي الحجّة.
335- إسماعيل بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه1.
أَبُو عَبْد الرحمن الحِيريّ، النَّيْسابوريّ الضّرير، المفسِّر.
حدَّث عن: أبي الفضل محمد بن الفضل بن خُزَيْمَة، وأبي محمد الحسن بن أحمد المَخْلَديّ، وزاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، وأبي الحسين الخَفّاف، ومحمد بن مكّيّ الكُشْمِيهَنيّ.
قال الخطيب: قدِم علينا حاجًا سنة ثلاثٍ وعشرين، ونِعْم الشّيخ عِلْمًا وأمانة وصدقًا وخُلُقًا.
ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة. ولما حج كان معه حمْل كُتُب ليُجاور، فرجع النّاس لفساد الطّريق، فعاد إلى نَيْسابور، وكان في جملة كُتُبه "البُخَاري"، قد سمعه من الكُشْمِيهَنيّ. فقرأتُ عليه جميعَه فِي ثلاثة مجالس، اثنان منها في ليلتين، كنتُ أبتدئ بالقراءة وقت المغرب، وأقطعها عند صلاة الفجر. وقبل أنْ أقرأ الثّالث عبر الشّيخ إلى الجانب الشّرقيّ مع القافلة، فمضيت إليه مع طائفة كانوا حضروا اللّيلتين الماضيتين، فقرأتُ عليه من ضَحْوَة نهارٍ إلى المغرب، ثمّ من المغرب إلى طُلُوع الفجر، ففرغ الكتاب، ورحل الشّيخ صبيحتئذٍ.
وقال عبد الغافر: أبو عبد الرحمن الحبري المفسّر المقرئ الزّاهد. أحد أئمة المسلمين؛ كان من العلماء العالمين. له التّصانيف المشهورة في علوم، القرآن، والقراءات، والحديث، والوعظ رحل في طلب الحديث كثيرًا. وكان نفّاعًا للخلق، مفيدًا مباركًا في علمه وسماعه. أنبا عنه مسعود بن ناصر.
قلت: ذكر ابن خَيْرُون وفاتَه في سنة ثلاثين. وله تفسير مشهور. رحمه الله.
336- إسماعيل بن عبد الله بن الحارث بن عمر2.
أبو عليّ المصريّ، الأديب البزّاز.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 313، 314"، المنتظم 8/ 105"، سير أعلام النبلاء "17/ 539، 540"، شذرات الذهب "3/ 245".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 106".(29/151)
دخل الأندلس تاجرًا في هذه السّنة وقد سافر إلى العراق وخُراسان، واليمن، ولقي أبا بكر الأبهري، وكان من أهل الدّين والفضل وُلِد بعد سنة خمسين وثلاثمائة.
"حرف الحاء":
337- الحسن بن أحمد بن محمد1.
الخطيب أبو عليّ البَلْخيّ.
قدِم بغداد حاجًّا، فحدَّث عن: محمد بن أحمد بن شاذان البلْخيّ، وغيره.
قال الخطيب أبو بكر كان ثقة. عاش ستًّا وتسعين سنة.
338- الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر2.
الشّيخ أبو محمد بن المسلِمة المعدّل.
حدَّث عن: محمد بن المظفّر. قال الخطيب: صدوق. مات في صفر، رحمه الله.
339- الحسين بن شُعَيْب3.
أبو عليّ المَرْوَزيّ السِّنْجِيّ، الفقيه الشّافعيّ. عالم أهل مَرْو في وقته. تفقّه بأبي بكر القفّال المروزي، وصحبه حتى برع. ورحل فسمع من: السّيّد أبي الحسن العلويّ، وأصحاب المَحَامليّ. وهو أوّل من جمع في المذهب بين طريقتي الخُراسانيّين والعراقيّين، وله وجه في المذهب.
وتفقّه ببغداد على الشّيخ أبي حامد، رحمه الله.
340- الحسين بن محمد بن الحسن4.
أبو عبد الله البغداديّ الخلّال المؤدِّب. سمع: أبا حفص الزيات، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 280"، المنتظم "8/ 100" المنتخب من السياق "181، 182".
2 تاريخ بغداد "7/ 280"، المنتظم "8/ 100".
3 الأنساب "7/ 165، 166"، سير أعلام النبلاء "17/ 526، 527"، الوافي بالوفيات "12/ 378".
4 تاريخ بغداد "8/ 108"، المنتظم "8/ 102"، سير أعلام النبلاء "17/ 597" البداية والنهاية "12/ 45".(29/152)
ودخل إلى ما وراء النّهر. وسمع في طريقه بجُرجَان وهَمَذَان. وسمع "صحيح البخاري" بكشمير من إسماعيل صاحب الكُشَانيّ. ورواه ببغداد.
قال الخطيب: كتبنا عنه ولا بأس به. هو أخو الحافظ أبي محمد الخلّال.
روى عنه: أبو الفضل بن خَيْرُون.
341- الحسين بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ1.
أَبُو عَبْد اللَّه الباساني. روى عن: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد الغطريفي. وحدَّث بصحيح الإسماعيليّ.
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد، وأبو عبد الله محمد بن عليّ العُمَيْريّ، وأبو العلاء صاعد بن سَيَّار، وإسماعيل بن حمزة بن فَضَالة، والهَرَويّون.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
"حرف الزاي":
342- زياد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن زياد بن أحمد بن زياد2.
أبو عبد الله؛ قرطبي. روى عن: أبيه، وأبي محمد الباجيّ وأجاز له.
روى عنه: أبو إسحاق بن شنْظِير مع تقدُّمه، وأبو عبد الله بن عَتّاب، وعاش خمسًا وثمانين سنة. ولم يكن له كبير عِلْم.
- أبو زيد الدَّبُّوسيّ.
هو عبد الله، يأتي.
343- زياد بن عبد العزيز بن أحمد بن زياد الْجِذاميّ3.
أبو مروان الشّاعر. كان بارعًا في الآداب، بليغًا إخباريا. له تصانيف في فُنُون. عاش اثنتين وثمانين سنة وأشْهُرًا. وهو من أدباء الأندلس.
__________
1 المشتبه في أسماء الرجال "2/ 494".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 188".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 188".(29/153)
"حرف السّين":
344- السّرِيّ بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي1.
أبو العلاء الْجُرْجَانيّ. عالم عصره في الفقه والأدب. كان متواضعًا، محبًّا للعلماء والفقراء.
رحل، وسمع بالرِّيّ، وهَمَذَان، والكوفة، وبغداد. وروى عن: جدّه أبي بكر، وأبي أحمد الغِطْريفيّ، وأبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي حفص بن شاهين.
تُوُفّي في ذي الحجّة. وكان مفتي جُرْجَان بعد والده العلّامة أبي سعْد. تفقّه به جماعة، وتفرّد عن جدّه ببعض الكُتُب. واستكمل سبعين سنة.
"حرف الطّاء":
345- طاهر بن محمد بن دُوَسْت بن حسن القُهُسْتانيّ2.
تُوُفّي بنَيْسابور.
"حرف الْعَيْنِ":
346- عبد الله بن ربيعة بن عمر3.
أبو سهل الكِنْديّ البُسْتيّ. قدِم دمشق، وحدَّث بها. عن: أبي سليمان الخطّابيّ، وغيره. روى عنه: نجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّانيّ، ومحمد بن عليّ الفرّاء، وأبو القاسم بن أبي العلاء.
سمعوا منه في هذه السّنة.
357- عبد الله بن عمر بن عيسى4.
__________
1 تاريخ جرجان "226"، سير أعلام النبلاء "17/ 520"، طبقات الشافعية الكبرى "4/ 381".
2 المنتخب من السياق "265".
3 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 389، 390".
4 الأنساب "5/ 273"، سير أعلام النبلاء "17/ 521"، البداية والنهاية "12/ 46، 47".(29/154)
القاضي أبو زيد الدَّبُّوسيّ الفقيه الحنفيّ.
ودبُّوسيّة بلدة صغيرة بين بُخَارَى وسَمَرْقَنْد.
كان ممّن يُضْرَب به المَثَل في النَّظر واستخراج الحُجَج، وهو أوّل من وضع علم الخلاف وأبرَزَه إلى الوجود. صنَّف كتاب "الأسرار"، وكتاب "تقويم الأدِلّة"، وكتاب "الأمد الأقصى"، وغير ذلك. وكان شيخ تلك الدّيار. تُوُفّي ببُخَارَى رحمه الله.
348- عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن بِشْرَان بن مِهْرَان1.
مولى بني أُميّة. أبو القاسم البغداديّ الواعظ. مُسْنِد العراق في زمانه.
سمع: أبا سهل بن زياد القطّان، وأبا بكر النّجّاد، وحمزة الدِّهْقان، وأحمد بن خُزَيْمَة، ودَعْلَج بن أحمد، وأبا بكر الشّافعيّ، وعبد الخالق بن أبي رُوبا، وأبا بكر الآجُرِّيّ، وعبد الله الفاكِهيّ، وعمر بن محمد الْجُمَحيّ المكينيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة ثَبْتًا صالحًا. وُلِد في شوّال سنة تسعٍ وثلاثين.
قلت: روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبو الفضل بن خيرون، ومحمد بن سليمان بن لُوَيْن، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الفقيرة، وأبو غالب محمد بن عبد العزيز. وإمام جامع الرَّصافة، ومحمد بن المنذر بن طيْبان، وأبو نصْر أحمد بن الحسن المُزَرِّر، وأبو الحسن عليّ بن أحمد بن الخَلّ، وأبو منصور محمد بن أحمد الخيّاط المقرئ، وأبو الخطّاب عليّ بن الجرّاح، وأبو سعْد الأسَديّ، وأبو غالب الباقِلّانيّ، وعليّ بن أحمد بن فَتْحان الشَّهْرُزُورِيّ، وعدّة. تُوُفّي في ربيع الآخر. قال الخطيب: وأوصى أن يُدْفَن بجنب أبي طالب المكّي. وكان الْجَمْع في جنازته يتجاوز الحَدّ ويفوق الإحصاء.
349- عبد الملك بن محمد بن إسماعيل2.
أبو منصور الثَّعَالبيّ النَّيْسابوريّ، الأديب الشَّاعر، صاحب التَّصانيف الأدبية، منها: كتاب "المُبْهِج"، وكتاب "يتيمة الدّهر"، وكتاب "فقه اللُّغة"، وكتاب "ثمار
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 432، 433"، سير أعلام النبلاء "17/ 450-452"، البداية والنهاية "12/ 46".
2 وفيات الأعيان "3/ 178-180"، سير أعلام النبلاء "17/ 437، 438"، البداية والنهاية "12/ 44".(29/155)
القلوب"، وكتاب "التّمثيل والمحاضرة"، وكتاب "غُرَر المَضَاحك"، وكتاب "الفرائد والقلائد"، وكُتُبه كثيرة جدًا، وكان يلقب بحاحظ أوانه.
وفيه يقول يعقوب الشّاعر:
سحرتَ النّاسَ في تأليف سحركْ ... فجاء قِلادةً في جَيد دهركْ
وكم لك من مقالٍ في معانٍ ... شواهد عندنا بعُلوّ قدركْ
وُقِيتَ نَوائبَ الدُّنيا جيمعًا ... فأنت اليوم جاحظ أهل عصركْ
وقد سارت مصنَّفاته سَيْر المثلْ، وضُرِبت إليه آباط الإبل.
ومن شِعْره في الأمير أبي الفضل الميكاليّ:
لك في المَفَاخِرِ معجزاتٌ جمّةٌ ... أيْدًا لغَيرك في الورى لم تُجْمَع
بحران: بحرٌ في البلاغة شأنهُ ... شِعر الوليد وحُسْنُ لَفْظ الأصمعيّ
كالنُّور أو كالسِّحْرِ أو كالبدر أو ... كالّوَشّي في برد عليه مُوَسَّعِ
شُكْرًا فكم من فقرةٍ لكم كالغني ... وافى الكريمَ بعيدَ فقرِ مدقعِ
وإذا تفتّق نورُ شِعرك ناظرًا ... فالحُسْنُ بين مرصَّع ومصرعِ
ولد سنة خمسين وثلاثمائة، وتُوُفّي على الصّحيح سنة ثلاثين، وقيل: تسعٍ وعشرين.
350- عُبَيْد الله بن منصور1.
أبو القاسم البغداديّ المقرئ الغزّال.
سمع أبا بكر القَطِيعيّ. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صالحًا ثقة خاشعًا. أُقْعَد في آخر عمره. وتُوُفّي في صفر.
351- عدنان بن محمد بن الحسين.
أبو أحمد الهَرَويّ. روى عن: أبي الحسن الخيّاط، وغيره.
روى عنه: أبو عبد الله العُمَيْريّ، والمليحي عبد الأعلى.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 383"، المنتظم "8/ 102".(29/156)
352- عليّ بن إبراهيم بن سعيد1.
أبو الحسن الحَوْفيّ المصريّ النَّحْويّ الأوحد.
له تفسيرٌ جيّد، وكتاب "إعراب القرآن" في عشر مجلّدات، وكُتُب أخر. واشتغل عليه خلق من المصريين. أخذ عنه محمد بن عليّ الأُدْفُويّ.
353- علي بن أيوب بن الحسين القُمّيّ2.
أبو الحسن بن الساربان الكاتب. روى عن المتنبيّ ديوانه بقوله. وعن: أبي سعيد السِّيرافيّ، وجماعة. قال الخطيب: قرأت عليه شعر المتنبي، وكان رافضيًا.
"حرف القاف":
354- القاسم بن محمد بن القاسم بن حمّاد.
أبو يَعْلَى القُرَشيّ الخطيب، الهَرَويّ. من علماء هَرَاة وأعيانها.
355- القاسم بن محمد بن إسماعيل3.
أبو محمد القُرَشيّ المَروانيّ القُرْطُبيّ. روى عن: أبي بكر بن القُوطِيّة، وكان فصيحًا مفوَّهًا، أديبًا نبيلا. عاش ستًا وثمانين سنة.
"حرف الميم":
356- مُحَمَّد بْن الحُسَين بْن محمد الخلف4. أبو حازم بن الفراء، البغدادي.
سمع: أبا الحسن الدارقطني، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا حفص بن شاهين، وأبا الحسن الحربي.
وحدث بمصر، والشام. روى عنه: الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن المشرف التمار، وأبو الحسن علي بن الحسين الخلعي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 521، 522"، البداية والنهاية "12/ 47"، شذرات الذهب "3/ 247".
2 تاريخ بغداد "11/ 351".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 469".
4 تاريخ بغداد "2/ 252"، المنتظم "8/ 102، 103"، البداية والنهاية "12/ 26".(29/157)
قال الخطيب: لا بأس به. ثمّ بَلَغَنَا أنّه خلّط بمصر، واشترى صُحُفًا فحدَّث منها. وكان يذهب إلى الاعتزال. وقال الحبّال: مات في المحرَّم.
357- محمد بن سليمان1.
أبو عبد الله بن الحنّاط الرعيني. الأديب، شاعر من أهل الأندلس. كان يناوئ أبا عامر أحمد بن شهيد ويعارضه. وله في ابن شُهَيْد قصيدة، وهي:
أمّا الفِراق فلي من يومِه فرقٌ ... وقد أرِقتُ له لو ينفعِ الأَرقُ
أظْعانهم سابَقت عيني الّتي انْهَمَلَتْ ... أُمُّ الدّموعِ مع الأَظعان تَسْبِقُ
عاق العقيقُ عن السُّلْوان واتّضَحَتْ ... في تُوْضح لي من نَهْج الهوى طرقُ
لولا النّسيم الّذي تأتي الرّياحُ به ... إذا تضوّع مِن عرْف الحِمَى الأفق
لم أدْرِ أنّ بيوتِ الحيّ نازلةٌ ... نَجْدًا ولا اعْتادَني نحو الحِمَى القلقُ
ما في الهوادجِ إلّا الشمس طالعةً ... وما بقلبي إلّا الشَّوْق والحُرقُ
358- محمد بن العبّاس بن حسين2. أبو بكر البغداديّ القاصّ. فقيرٌ يقصُّ في الطُّرُقات. روى عن: أبي بكر القَطِيعيّ، ومحمد بن أحمد المفيد. روى عنه الخطيب.
359- محمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر بْن حيان.
أبو الفتح الأصبهاني. سمع من جده. روى عنه: أبو علي الحداد، وغانم البرجي، وجماعة.
360- مُحَمَّد بْن عبد العزيز بْن أحمد3.
أبو الوليد ابن المعلم الخشني القرطبي. روى عَنْ أَبِي بَكْر بْن الأحمر، وأبي محمد الباجي.
__________
1 جذوة المقتبس "57، 58".
2 تاريخ بغداد "3/ 123".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 521".(29/158)
وكان إمامًا في فنون الأدب، وفكّ المعمّى، ونظْم الشِّعْر. ثاقب الذّهن، فحْل النَّظْم. لَهُ تصانيف فِي الأدب. روى عنه: ابن خزرج، وقال: عاش تسعًا وسبعين سنة.
361- محمد بن عليّ1.
أبو بكر الدَّيْنَوَرِيّ الزّاهد. نزيل بغداد. كان عابدًا قانتًا، خشن العيش، منقبضًا عن النّاس.
قال ابن النّجّار: كان أبو الحسن القَزْوينيّ الزّاهد يقول: عبرَ الدَّيْنَوَرِيّ قنطرةً خَلَّف مَن بعدَه وراءه. وروى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاريّ، عن أبي بكر الدَّيْنَوَرِيّ أربعين حديثًا لسَلْمان الفارسيّ. قلت موضوعةٌ هي. تُوُفّي لتسعٍ بقيت من شهر شَعبان، واجتمع الناس في جنازته من سائر أقطار بغداد. وكان كثير الدخول، فيما بَلغنا، على القادر بالله.
362- محمد بن عمر بن جعفر2.
أبو بكر الخرقي. بغدادي معروف بابن درهم. سمع: أبا بكر بن خلاد النصيبي، والقطيعي، وابن سلم الختّليّ. روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا. عاش سبعًا وثمانين سنة.
363- محمد بن عيسى3.
أبو عبد الله الرُّعَيْنيّ. ابن صاحب الأحباس. روى بقُرْطُبة عن: أبي عيسى اللّيْثيّ، وأبي محمد الباجيّ، وهارون بن موسى النَّحْويّ. وكان نحويا لغويا. حدَّث عنه: ابنه الحافظ أبو بكر عيسى.
364- محمد بن عيسى4.
أبو منصور الهمذاني. من كبار المشايخ، يقال: قتل في هذه السنة في شعبان، رواه الخطيب عن عيسى بن أحمد الهَمَذَانيّ. وسيأتي سنة إحدى وثلاثين.
__________
1 المنتظم "8/ 103"، البداية والنهاية "12/ 46".
2 تاريخ بغداد "3/ 38".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 521".
4 تاريخ بغداد "2/ 406".(29/159)
365- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عليّ1.
أبو بكر المُولْقَابَاذِيّ السُّورِينيّ النَّيْسابوريّ. وسُورِين: قرية على نصف فَرْسَخ من نَيْسابور.
وهو ابن عمّ أبي حسّان المزكّيّ. سمع. أَبَوَيْ عَمْرو: ابن مطر وابن نُجَيْد. وتُوُفّي في رجب.
366- محمد بن المغلّس بن جعفر بن المغلّس.
الفقيه أبو الحسن المصريّ الدّاوديّ. سمع: المحسن بن رشيق، وغيره.
367- المحسن بن أحمد.
القاضي أبو نصر. مات بمَرْو في رمضان.
368- موسى بن عيسى2 بن أبي حاجّ واسمه يَحُجّ.
الإمام أبو عمران الفاسيّ الدّار، الغُفْجُوميّ النَّسب، وغفجوم قبيلة من زاناتة. البربريّ، الفقيه المالكيّ، نزيل القيروان. وإليه انتهت بها رئاسة العلم. تفقّه على أبي الحسن القابسيّ، وهو أجلُّ أصحابه. ودخل إلى الأندلس، فتفقّه على أبي محمد الأَصِيليّ. وسمع من: عبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، وأحمد بن قاسم التّاهَرْتيّ.
قال ابن عبد البَرّ: كان صاحبي عندهم، وأنا دلَلْتُه عليهم. قلت: وحجَّ حججًا. وأخذ القراءات عَرْضًا ببغداد عن أَبِي الْحَسَن الحمامي وغيره. وسمع من أَبِي الفتح بن أبي الفوارس. ودرس علم الأصول على القاضي أبي بكر الباقِلّانيّ. وكان ذَهابه إلى بغداد في سنة تسعِ وتسعين وثلاثمائة.
قال حاتم بن محمد: كان أبو عمران الفاسيّ من أعلم النّاس وأحفظهم. جمع الفقه إلى الحديث ومعرفة معانيه. وكان يقرأ القراءات ويجوّدها مع معرفته بالرّجال، والجرح والتّعديل. أخذ عنه النّاسُ من أقطار المغرب. ولم ألقَ أحدًا أوسع منه علمًا ولا أكثر رواية.
__________
1 المنتخب من السياق "34، 35".
2 الإكمال لابن ماكولا "7/ 80، 81"، الصلة لابن بشكوال "2/ 611، 612"، سير أعلام النبلاء "17/ 545-548".(29/160)
وقال ابن بَشْكُوال: أقرأ النّاسَ مدّة بالقَيْروان. ثمّ ترك الإقراء ودرّس الفقه وروى الحديث.
وقال ابن عبد البَرّ: وُلدت مع أبي عمران في عام واحد سنة ثمانٍ وستّين وثلاثمائة وقال أبو عمْرو الدَّانيّ: تُوُفّي في ثالث عشر رمضان سنة ثلاثين.
قلت: تخرَّج به خلْق من المغاربة في الفقه. وذكر القاضي عيّاض أنّه حدَّث في القيروان مسألة: الكُفّار هل يعرفون الله تعالى أم لا؟ فوقع فيها اختلاف العلماء، ووقعت في أَلْسِنة العامّة، وكثر المراء، واقتتلوا في الأسواق إلى أن ذهبوا إلى أبي عمران الفاسيّ فقال: إنْ أنْصَتُّم علّمتكم؟ قالوا: نعم، قال: لا يكلّمني إلّا رجلٌ ويسمع الباقون. فنصبوا واحدًا منهم فقال له: أرأيتَ لو لقيتَ رجلًا فقلت له: أتعرف أبا عِمران الفاسيّ؟ فقال: نعم. فَقُلْتُ: صفه لِي. فقال: هو بقّال بسوق كذا، ويسكن سَبْتَه. أكان يعرفني؟ قال: لا. فقال: لو لقيتَ آخر فسألته كما سألت الأوّل فقال: أعرفه يدرّس العلم ويُفْتي، ويسكن بغرب الشّماط. أكان يعرفني؟ قال: نعم. قال: كذلك الكافر، قال: لربِّه صاحبةٌ وولد، وأنّه جسمٌ لم يعرف الله، ولا وصَفَه بصفته، بخلاف المؤمن. قالوا: شَفَيْتَنَا. ودعوا له، ولم يخوضوا في المسألة بعدها.
"حرف النّون":
369- نصر بن محمد.
أبو منصور العُبَيْديّ الهَرَويّ. روى عن: المفتي أبي حامد أحمد بن محمد الشّارِكيّ. روى عنه: الحسين بن محمد الكُتُبيّ.
وممّن كان في هذا الوقت:
"حرف الألِف":
370- أَحْمَد بن الحسين بن عليّ التّرّاسيّ.
أبو الحسن. حدَّث بالمراغة عن: أحمد بن الحسن بن ماجه القَزْوينيّ، وأحمد بن طاهر بن النَّجْم المَيَانِجِيّ، وغيرهما. روى عنه: أبو علّان سعْد بن حُمَيْد، وعليّ بن هبة الله التّرّاسيّ شيخا السِّلَفيّ.(29/161)
371- أحمد بن الحسين بن محمد.
المحدِّث الأمام أبو حاتم بن خاموش الرّازي البزّاز. من علماء السُّنَّة. يروي عَنْ: أَبِي عبد الله الحسين بْن عليّ القطّان، وأحمد بن محمد بن إبراهيم المَرْوَزِيّ الفقيه، والحسين بن محمد المهلبي، والحافظ ابن مَنْدَهْ، وخلْق. روى عنه: أبو منصور حجر بن المظفّر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التُّوَبيّ. بقي إلى حدود سنة ثلاثين، بل أربعين. وحكاية شيخ الإسلام الأنصاريّ معه مشهورة. وقوله: مَن لم يكن حنبليًّا فليس بمسلم. يريد في النِّحْلة. وذلك في ترجمة الأنصاريّ. وقع لنا حديثه في أربعين الطّائيّ.
372- أحمد بن إبراهيم بن أحمد.
أبو الحسن الأصبهاني، الشّافعيّ، النّجّار. شيخ نبيل، ثقة، عالي الإسناد. عنده عن الطَّبْرانيّ.
سكن نَيْسابور، وسمع من بِشر بن أحمد أيضًا. روى عنه: مسعود بن ناصر، وأحمد بن عبد الملك الإسكاف.
373- أحمد بن عليّ1.
الحافظ أبو بكر الرّازيّ، ثمّ الإسْفرائينيّ الزّاهد. ثقة، حافظ، مفيد، كثير الحديث. أملى بجامع إسْفرايين. وحدَّث عن: زاهر السَّرْخَسِيّ، وشافع بن محمد بن أبي عَوَانَة، وأبي محمد المَخْلَديّ، وأبي الفضل محمد بن أحمد الخطيب المَرْوَزِيّ، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الغِطْرِيف، وطائفة. وكان يخرّج للشّيوخ. ومات كَهْلًا. روى عنه: أبو صالح المؤذن. زمر سميه سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
274- أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزداد.
أبو منصور الصَّيْرِفيّ. عن: أبي الشّيخ. وعنه: أبو عليّ الحدّاد، والوخْشيّ.
375- إسماعيل بن أبي أحمد الحسين بن عليّ بن محمد.
أبو المظفّر بن حُسَيْنَك التّميميّ النَّيْسابوريّ. وُلِد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وسمع من: أبيه، وبِشْر بن أحمد، وأبي الحسن محمد بن إسماعيل السّرّاج، وأبي عَمْرو بن نجيد. روى عنه: أولاد القشيري.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1087"، سير أعلام النبلاء "17/ 522"، الأعلام "1/ 171".(29/162)
"حرف الثّاء":
376- ثابت بن يوسف بن إبراهيم1.
أبو الفضل القُرَشيّ السَّهْميّ. أخو الحافظ حمزة الجرجاني. شيخ نبيل. حدَّث نيسابور في سنة إحدى وعشرين، وردّ إلى جُرجان. روى عنه: أبي بكر الإسماعيليّ، وأبي الحسن عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وأبي العبّاس الهاشميّ.
وحدث بالكثير.
"حرف الخاء":
377- خَلَف بن أبي القاسم2.
العلّامة أبو سعيد الأزْديّ القَيْروانيّ المغربيّ، المشهور بالبَرَاذِعيّ. قال القاضي عيّاض: كان من كبار أصحاب ابن أبي زيد، وأبي الحسن القابسيّ. ألّف كتاب "التّهذيب في اختصار المدوَّنة"، فظهرت بَرَكة هذا الكتاب على الفُقهاء، وعليه المعوَّل في المغرب. وله تصانيف جمّة. سكن صِقِلّية وتقدَّم عند صاحبها، واشتهرت كُتُبه بِصِقِلّية. وكان يَصْحَبُ السّلاطين.
ويقال لحِقه دُعاء شيخه أبي محمد بن أبي زيد؛ لأنّه كان ينتقصه، ويطلب مَثَالبَه، فدَعَا عَلَيْهِ، فَلَفَظَتْه القيروان. وله اختصار "الواضحة" لابن حبيب، رحمه الله.
378- خَلَف بن أحمد بن خَلَف3.
أبو بكر الأنصاريّ الرحوي. من أهل طُلَيْطُلة. رحل إلى المشرق، وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد. وكان إمامًا ورعًا، دعي إلى قضاء طليطلة فامتنع، وهرب. وله حظ وافر من الصلاة والصيام. حدَّث عنه: حاتم بن محمد الطرابلسي، وأبو الوليد الباجي، وجماعة.
__________
1 تاريخ جرجان "173".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 523" تهذيب تاريخ دمشق "170"، الأعلام "2/ 359، 360".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 168".(29/163)
"حرف الراء":
379- رافع بن محمد بن رافع بن القاسم بن أيوب.
أبو العلاء، قاضي همذان. روى عن: إبراهيم بن محمد بن يعقوب، ومحمد بن أحمد بن جعفر الفامي، وابن برزة، وإسحاق بن سعد النسوي، وجماعة. قال شيرويه: ثنا عنه: عَبْدُوس، ومحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وأحمد بن عمر البزّاز، ومهديّ بن نصر. وهو صدوق، من أصحاب الرّأي.
380- الرّشيقيّ.
هو عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف أبو أحمد الشّيرازيّ1. محدِّث فاضل. رحل إلى خُراسان، وبُخَارى. وسمع الكثير. سمع بفارس من القاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلّاد الرَّامَهُرْمُزِيّ، وببُخَارى من إسماعيل بن حاجب الكُشَانيّ. رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغني النَّخْشَبيّ، ومحمد بن إبراهيم بن فارس. تُوُفّي بعد العشرين.
"حرف الشّين":
381- شريك بن عبد الملك بن حسن2.
أبو سعْد المِهْرجانيّ الإسْفَرائينيّ. روى عن: بِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وغيره. روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ.
382- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد بن فَضَالَة3.
أبو عليّ النَّيْسابوريّ الحافظ. نزيل الرِّيّ ومحدَّثها. كتب الكثير، وطوّف وجمع، وحدَّث عن: أبي أحمد الغِطْريفيّ، وأبي بكر بن المقري، وطبقتهما.
روى عنه: أبو مسعود البَجَليّ، وأبو بكر الخطيب، وغيرهما. ذكره أبو الحسن الرّيحيّ في تاريخه فقال: رحل إلى العراق، وخُرَاسان، وما وراء النّهر، وإصبهان. إلّا أنّه كان يخالط المعتزلة ويغلو في التشيع.
__________
1 الأنساب "6/ 128، 129".
2 البعث والنشور للبيهقي "213".
3 ميزان الاعتدال "2/ 587"، المغني في الضعفاء "2/ 386"، لسان الميزان "3/ 433".(29/164)
383- عليّ بن إبراهيم بن أحمد بن حَمُّوَيْه1.
أبو الحسن الأزْديّ الشّيرازيّ، ثمّ المصريّ. سمع: الحسن بن رشيق، وأبا الطّاهر الذُّهْليّ، وأبا يعقوب النَّجِيرميّ، وأبا القاسم الْجَوْهَريّ، وأبا أحمد السّامرّيّ، وأبا بكر أحمد بن نَصْر الشَّذَائيّ، وأبا بكر محمد بن علي الأُدْفُويّ. وأجاز له الفقيه أبو إسحاق بن شَعبان وهو ابن خمسة أعوام، وحجّ مع والده. ودخل إلى بغداد سنة سبْعٍ وستّين فلقي علماءها. ودخل البصرة.
ترجمَه ابن خزرج وقال: كان من أهل الثّقة والفضْل والسُّنَّة. وُلِد بمصر سنة سبْعٍ وأربعين.
وقال غيره: وُلِد سنة خمسين وثلاثمائة. روى عنه: أبو عَمْرو المَرْشَانيّ، وأبو عمر بن عبد البَرّ. وتُوُفّي بإشبيليّة بعد سنة ستٍّ وعشرين.
384- عليّ بن القاسم بن محمد.
الإمام أبو الحسن البصْريّ، الطّابِثيّ، المالكيّ. وطابِث: من قرى البصرة. أخذ عن ابن الجلّاب، وعبد الله الضّرير. نزل مصر، وحمل عنه الفقهاء.
385- علي بن إبراهيم بن حامد.
أبو القاسم الهمذاني البزاز. يعرف بابن جولاه. روى عن: أبي القاسم بن عُبَيْد، والزُّبَيْر بن عبد الواحد، وابن أبي زكريّا، وغيرهم. قال شيرويه: توفي سنة نيف وعشرين. وثنا عنه: محمد بن الحسين، وأحمد بن طاهر القُومَسَانيّ، وسعْد القَصْريّ. وروى عنه: ابن عزو بنهاوند، وسليمان بن إبراهيم الحافظ. وكان صدوقًا، رحمه الله.
"حرف الفاء":
386- الفضل بن سهل2.
أبو العبّاس المَرْوَزِيّ الصّفّار. حدَّث بدمشق عن: لاحق بن الحسين، ومنصور بن
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 430".
2 مختصر تاريخ دمشق "20/ 277".(29/165)
محمد الحاكم، وجماعة. وعنه: الكتّانيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه الحسن بن أبي الحديد.
"حرف الميم":
387- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بن محمد1.
القاضي أبو بكر الفارسيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ المشّاط. سمع: أبا عَمْرو بن مطر، ومحمد بن الحسن السّرّاج، وإبراهيم بن عبد الله، وجماعة. روى عنه: أبو بكر البَيْهَقيّ، وعليّ بن أحمد المؤذّن، وعلي بن عبد الله بن أبي صادق، وأبو صالح المؤذّن. واسْتُشْهِد بإسْفَرايين على أيدي التُّركُمان، قتلوه، رحمه الله، ظُلمًا سنة ثمانٍ وعشرين.
388- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بن الحسن.
أبو الحسين الأصبهاني الكِسائيّ المقرئ. سمع: أبا الشّيخ، وغيره. وعنه: أبو سعْد محمد المطّرز.
389- محمد بن أحمد بن عمر2.
أبو عمر الأصفهانيّ الخِرَقيّ المقرئ شيخ معمّر: قرأ بالرّوايات على محمد بن أحمد بن عبد الوهّاب السُّلَميّ، وهو آخر أصحابه موتًا. قرأ عليه، وقرأ على خاله محمد بن جعفر الأشْنانيّ.
قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن المَرْزُبان، ومحمد بن محمد بن عبد الوهّاب، وأبو الفتح الحدّاد الأصبهانيون.
390- محمد بن الحسن بن يوسف.
أبو عبد الله الصَّنَعانيّ. روى بمكّة عن: أبي عبد الله النَّقَويّ صاحب إسحاق الدَّبَريّ. روى عنه: عيسى بن أبي ذَرّ، وسماعُه منه بعد العشرين وأربعمائة.
391- محمد بن الحسن بن الهيثم3.
__________
1 تقدم برقم "276".
2 غاية النهاية "2/ 77، 78".
3 تاريخ مختصر الدول "182، 183"، كشف الظنون "1389"، الأعلام "6/ 314".(29/166)
أبو عليّ الفيلسوف. صاحبُ المصنَّفات الكثيرة في علوم الأوائل لا رحمهم الله. أصله بصْريّ، سكن الدّيار المصريّة إلى أن مات في حدود الثلاثين وأربعمائة.
كان من أذكياء بني آدم، عديم النَّظير في عصره في العلم الرّياضيّ، وكان متزهِّدًا زهذ الفلاسفة. لخّص كثيرًا من كُتُب جالينوس، وكثيرًا من كُتُب أَرِسْطُو طاليس. وكان رأسًا في أُصول الطِّبّ وكُلِّيّاته. وكان قد وَزَرَ في أوّل أمره، ثمّ تزهّد وأظهر الجنون، وانْمَلَس إلى ديار مصر. وكان مليح الخطّ فنسخ في بعض السّنة ما يكفيه لعامه من إقليدس والمَجِسّطيّ. وكان مقيمًا بالجامع الأزهر. وكان على اعتقاد الأوائل، صرّح بذلك نسأل الله العافية.
وقد سَرَدَ ابنُ أبي أُصَيْبَعَة مصنّفات هذا في نحو من كرّاس، وأكثرها في الرّياضيّ والهندسة، وباقيها في الإلهي، وعامّتها مقالاتٌ صِغَار.
392- مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن مَسْعُود بْن أحمد1.
الإمام أبو عبد الله المسْعوديّ المَرْوَزِيّ الشّافعيّ. صاحب أبي بكر القفّال المَرْوَزِيّ. إمام مبرّز، وزاهد ورع. صنَّف "شرح مختصر المُزَنيّ"، فأحسن فيه. له ذكر في "الوسيط"، وفي "الرّوضة النّواوِيّة". تُوُفّي سنة نَيِّفٍ وعشرين.
393- محمد بن أبي عمرو ومحمد بن يحيى2.
المحدِّث أبو عبد الله النَّيْسابوريّ. حدَّث ببغداد عن: أبي محمد المَخْلَديّ، وأبي بكر الْجَوزقيّ.
روى عنه: الخطيب.
394- أبو الرّيْحان محمد بن أحمد البيرُونيّ3.
وبيرُون: من بلاد السِّنْد. من أعيان الفلاسفة، وكان معاصرًا للشيخ الرّئيس ابن سينا، فاضلًا في الهيئة والنّجوم، خبيرًا بالطّبّ. صنّف كتاب "الجماهر في الجواهر"، وكتاب "الصَّيْدلة" في الطّبّ، وكتاب "مقاليد الهيئة"، وكتاب "تسطيح الهيئة" مقالة
__________
1 الأنساب "11/ 308"، الوافي بالوفيات "3/ 321"، معجم المؤلفين "10/ 224".
2 تاريخ بغداد "3/ 232، 233".
3 معجم الأدباء "17/ 80-190"، أعيان الشيعة "43/ 232-244"، معجم المؤلفين "8/ 241، 242".(29/167)
في استعمال الأصْطِرْلاب الكُرِيّ، كتاب "الزّيج المسعوديّ"، صنّفه للملك مسعود بن السّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين، وتصانيف أُخَر ذكرها ابن أبي أُصَيْبَعَة في تاريخه. وينقل من كلامه صاحب حماة الملك المؤيّد.
"حرف النّون":
395- نعيْم بن حمّاد بن محمد بن عيسى بن الحسن بن نُعَيْم بن حمّاد بن معاوية بن الحارث1.
أبو عبد الله الخُزَاعِيّ. قال الخطيب: قدِم علينا من الدّينَوَر، وثنا عن أصحاب ابن أبي حاتم.
"حرف الياء":
396- يحيى بْن عليّ بْن محمد بن الطّيّب.
أبو طالب الدَّسْكَريّ الصُّوفيّ. نزيل حُلْوان. سمع بجُرْجَان من: أبي أحمد الغِطْريفيّ، وعليّ بن الحسن بن الأسْتِراباذيّ، وأبا نصر بن الإسماعيليّ، وغيرهم. روى عنه: أبو مسعود البَجَليّ، وعبد الكريم بن محمد الشّيرازيّ.
397- يوسف بن حَمُّود بن خَلَف2.
أبو الحَجّاج الصَّدَفيّ القاضي المالكيّ. من أعيان مالكيّة المغرب. كان خيرًا، وصالحًا، زاهدًا، وفقيهًا، أديبًا شاعرًا. ولي قضاء سَبْتَة بعد قتْل القاضي بن زوبع، ولاّه المستعين. أخذ عن: أبي محمد الأصِيليّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ. روى عنه: ابنه حَمُّود، وابن أخيه إبراهيم بن الفضل، وقاسم بن عليّ، وأبو محمد المَسيليّ، وغيرهم. قال القاضي عياض: تُوُفّي في حدود الثلاثين وأربعمائة.
انتهت الطبقة لله الحمد.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 314".
2 تقدم برقم "285".(29/168)
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الرابعة والأربعون:
أحداث سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة:
شغب الأتراك:
فيها شَغَبَ الأتراكُ، وخرجوا بالخِيَم، وتَشَكَّوا من تأخُّر النَّفَقات ووقوع الاستيلاء على إقطاعهم. فعرفَ السُّلطان، فكاتبَ دُبيس بن عليّ بن مَزْيَد. وأبا الفتح بن ورّام، وأبا الفوارس بن سعْدى في الاستظهار بهم، وكتبَ إلى الأتراك رقعة يلومهم.
وحاصل الأمر أن النّاس ماجوا وانزعجوا، ووقع النهب وغلت الأسعار وزاد الخوفُ، حتى أنّ الخطيبَ يوم الجمعة صلّى صلاة الجمعة بجامع براثا وليس وراءه إلّا ثلاثة أنفُس بدِرْهم خفارة1.
زيارة جلال الدّولة المَشَاهد:
وخرج الملك جلال الدّولة لزيارة المشهدين بالحيْر والكوفة، ومعه أولاده والوزير كمال المُلْك، وجماعة من الأتراك فبدأ بالحائر، ومشي حافيا من العلميّ. ثمّ زار مشهد الكوفة فمشي حافيا مَن الخندق، وقدْر ذلك فَرْسخ.
__________
1 المنتظم "8/ 104، 105"، الكامل في التاريخ "9/ 471"، البداية والنهاية "12/ 47".(29/169)
أحداث سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة:
استيلاء الغُزُّ والسّلاجقة على خُراسان:
فيها نزلت الغُزُّ الرّيّ، وانصرف مسعود إلى غَزْنَة. وعاد طغرلبك إلى نَيْسابور. واستولتِ الغُزُّ والسّلجوقيّة على جميع خُراسان، وظهر من خَرْقهم الهيبة واطِّراحهم الحشْمة وقتْلهم النّاس ما جاوز الحدّ. وقصدوا خلْقًا كثيرًا من الكُتّاب فقتلوا منهم وصادروا وبدعوا1.
__________
1 المنتظم "8/ 107"، العبر "3/ 176"، دول الإسلام "1/ 256".(29/169)
الفتنة بين السُّنّة والشِّيعة:
وتجدّدت الفِتَنُ. ووقع القتال بين أهل الكَرْخ والسُّنّة، واستمرّ ذلك. وقُتِل جماعة.
وسببُ ذلك انخراق الهيبة وقلة الأعوان.(29/170)
أحداث سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة:
دفْع الغُزُّ عن همذان:
فيها دخل الملك أبو كاليجار ودفَعَ الغُزَّ عن هَمَذَان.
شغب الأتراك وإفسادهم:
وفيها شغبت الأتراك وتبسّطوا في أخذ ثياب النّاس، وخطف عمائمهم. وأفسدوا إلى أن وعدوا بإطلاق أرزاقهم1.
التعريف بالبلغر:
قدم رجلٌ من البَلْغَر مِن أعيان قومه، ومعه خمسون نفسًا قاصدًا للحجّ، فأُهْدِي له شيءٌ من دار الخلافة، وكان معه رجل يقال له القاضي عليّ بن إسحاق الخوارزميّ، فَسُئل عن البَلْغَر من أيّ الأمم هم؟ قال: قوم تولّدوا بين الأتراك والصَّقَالبة، وبلادهم من أقصى بلاد التُّرْك. وكانوا كُفَّارًا، ثمّ ظهر فيهم الإسلام. وهم على مذهب أبي حنيفة. ولهم عُيُونٌ وأنهارٌ، ويزرعون على المطر.
وحكى أنّ اللّيل يَقْصُر عندهم حتّى يكون ستّ ساعات، وكذلك النّهار2.
موت علاء الدّولة بن كاكويه:
وفيها مات علاء الدّولة أبو جعفر بن كاكويه متولي أصبهان.
__________
1 المنتظم "8/ 108"، البداية والنهاية "12/ 49".
2 المنتظم "8/ 108، 109"، البداية والنهاية "12/ 49".(29/170)
الدعوة لأبي كاليجار في بلاد ابن كاكويه:
وولي بعده ابنه أبو منصور، فأقام الدّعوة والسّكّة للملك أَبِي كاليجار في جميع بلاد ابن كَاكوَيْه.
نيابة ناصر الدّولة دمشق:
وفيها ولي نيابة دمشق للمستنصر الأمير ناصر الدّولة الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الله بْن حمدان، فحكم بها سبع سِنين.
قراءة الاعتقاد القادريّ:
وفيها قُرئ الاعتقاد القادريّ بالدّيوان. أخرجه القائم بأمر الله، فقُرئ وحضَره العلماء والزُّهّاد. وحضر أبو الحسن عليّ بن عمر القزوينيّ الزّاهد، وكتب بخطّه قبْل الفُقهاء: هذا اعتقادُ المسلمين، ومَن خالفه فقد خالف وفَسَقَ وكَفَرَ. وهو: يجب على الإنسان أن يعلم أنّ الله وحده لا شريك له. وفيه: كان ربُّنا ولا شيء معه ولا مكان يَحْويه، فَخَلَقَ كلَّ شيءٍ بقدْرته، وخلق العرش لا لحاجةٍ إليه، واستوى عليه كيف شاء وأراد، لا استواءَ راحةٍ كما يستريح الخلْق. ولا مدبّر غيره، والخلْق كلهم عاجزون، الملائكة والنّبيّون. وهو القادر بقُدْرةٍ، العالم بعلْمٍ. وهو السّميع البصير، متكلَّم كلامٍ لا بآلةٍ كآلة المخلوقين. لا يوصف إلّا بما وصفَ به نفسَه أو وصفَه به نبيُّه. وكلّ صفةٍ وصفَ بها نفسه أو وصف بها نبيّه فهي صفةٌ حقيقيّة لا صفة مجاز.
ونعلم أنّ كلام الله غير مخلوق، تكلم به تكليمًا، وأنزله على رسوله على لسان جبريل، فتلاه على محمد -صلى الله عليه وسلم، وتلاه محمد على أصحابه. ولم يَصِرْ بتلاوة المخلوقين له مخلوقًا؛ لأنّه ذاك الكلام بعينه الّذي تكلَّم الله به، فهو غير مخلوق بكلّ حال مَتْلُوًّا ومحفوظًا ومكتوبًا ومسموعًا، ومَن قال إنّه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدّم بعد الاستتابة منه. ونعلم أنّ الإيمان قول وعمل ونيّة، يزيد وينقص. ويجب أن نحبّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإنّ خيرهم وأفضلهم بعد رسول الله أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عليّ. ومن سبّ عائشة فلا حظّ له في الإسلام، ولا نقول في معاوية إلّا خيرًا. ولا ندخل في شيءٍ شَجَرَ بينهم.
إلى أن قال: ولا نكفّر بترك شيءٍ من الفرائض غير الصّلاة. فإنّ مَن تركها من(29/171)
غير عُذْرٍ وهو صحيح فارغ حتّى يخرج وقت الأخرى فهو كافر وإن لم يَجْحَدَها، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ" 1 ولا يزال كافرًا حتّى يندم ويُعيدها، وإن مات قبل أن يندم ويعيد أو يُضْمِر أن يعيد، لم يُصَلَّ عليه، وحُشِرَ مع فِرْعون، وهامان، وقارون، وأُبَيّ بن خَلَف. وسائر الأعمال لا تُكَفّر بتركها وإنْ كان يفسق حتّى يجحدها. ثمّ قال: هذا قول أهل السُّنّة والجماعة الّذي مَن تمسَّك به كان على الحقِّ المبين، وعلى منهاج الدّين2.
في كلامٍ سوى هذا، وفي ذلك كما ترى بعض ما يُنْكَر، وليس من السُّنّة. والله الموفق.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "82"، وأبو داود "4678"، والترمذي "2619"، وابن ماجه "1078"، وأحمد في المسند "3/ 389"، والدارمي في سننه "1233".(29/172)
أحداث سنة أربع وثلاثين وأربعمائة:
الخلاف بين الخليفة والملك جلال الدولة:
في المحرَّم انفتحت الجوالي بأمر الخليفة، فأنفذ الملك جلال الدّولة مَن منع أصحاب الخليفة وأخذ ما استُخرج منها. وأقام من يتولّى جِبايتها. فشقّ ذلك على الخليفة، وتردّدت منه مراسلات، فلم تنفع. فأظهر العزم على مفارقة البلد، وأمر بإصلاح الطّيّار والزَّبازب، وروسل وجوهُ الأطراف والقضاة والأعيان بالتّأهُّب للخروج في الصُّحْبة، وتكلَّم بأنّه عاملٌ على غلْق الجوامع. ومنع من الجمعة في سابع المحرّم. وكاتب جلال الدّولة، فجاء كتابه: إنّه يرى الطّاعة، وإنّه نائبٌ عن الخدمة نيابةً لا تنتظم إلّا بإطلاق العساكر. وقد التجأ جماعة من خدمتنا إلى الحريم، ونحن معذورون للحاجة1.
الزلزلة بتبريز:
وجاء كتاب أبي جعفر العلويّ النّقيب بالموصل، فيه: وردت الأخبار الصّحيحة بوقوع زلزلةٍ عظيمة بتِبْرِيز هدمت قلعتَها وسورَها ودُورَها وحمّامَاتِها وأكثر دار
__________
1 المنتظم "8/ 113، 114"، الكامل في التاريخ "9/ 511"، البداية والنهاية "12/ 50".(29/172)
الإمارة. وسَلِم الأمير لكَوْنِه في بستانه، وسَلِم جُنْدُهُ لأنّه كان أنفذهم إلى أخيه، وأنّه أحْصى مَن هلك تحت الهدْم، فكانوا نحوًا من خمسين ألفًا، ولبس الأمير السّواد وجلس على المُسُوح لعِظَم هذا المُصاب.
وإنّه على الصُّعود إلى بعض حصونه خوفًا مِن توجّه الغزّ إليه، والغُزّ هم التُّرْك1.
محاربة المصريين صاحب حلب:
وفيها نفّذ المصريون مَن حارَب ثمال بن مرداس صاحب حلب.
__________
1 المنتظم "8/ 114"، الكامل في التاريخ "9/ 513"، البداية والنهاية "12/ 50".(29/173)
أحداث سنة خمس وثلاثين وأربعمائة:
خروج طغرلبك إلى الجبل ومكاتبته جلال الدّولة:
فيها رُدّت الجوالي إلى وُكلاء الخدمة. وسار طغرلبك إلى الجبل. ووَرَدَ كتابُهُ إلى جلال الدّولة من الرّيّ، وكان أصحابه قد أخربوها، ولم يبق منها غير ثلاثة آلاف نفْس، وسُدّت أبواب مساجدها. وخاطب طغرلبك جلال الدّولة في المكاتبة بالملك الجليل، وخاطب عميد الدّولة بالشّيخ الرّئيس أبي طالب محمد بن أيّوب من طغرلبك محمد بن ميكائيل مولى أمير المؤمنين.
فخرج التّوقيع إلى أقضى القُضاة الماورديّ، ورُوسل به طغرلبك برسالة تتضمّن تقبيح ما صنع في البلاد، وأمرَه بالإحسان إلى الرّعيّة. فمضى المارودي، وخرج طغرلبك يتلقّاه على أربع فراسخ إجلالًا له ولرسالة الخلافة.
موت جلال الدّولة:
وأُرْجِف بموت جلال الدّولة لِوَرَمٍ لحِقَهُ في كبِده، وانزعج النّاسُ، ونقلوا أموالهم إلى دار الخلافة. ثمّ خرجَ فرآه النّاسُ فسكنوا، ثمّ تُوُفّي وغُلّقت الأبواب، ونظر أولاده من الرَّوشن إلى الإصفهسِلّاريّة والأتراك، وقالوا: أنتم أصحابنا ومشايخ دولتنا وفي مقام والدنا، فارعَوا حقوقَنا، وصونوا حريمنا. فبكوا وقبَّلوا الآرض. وكان ابنه(29/173)
الملك العزيز بواسط، فكتبوا إليه بالتَّعزِية1.
دخول الغُزِّ الموصل:
وفيها دخلت الغُزّ الموصل، فأخذوا حُرَم قرواش بن المقلّد، ودُبَيْس بن عليّ عَلَى الإيقاع بالغُزّ، فقَتَلت منهم مقتلة عظيمة.
الخطبة لأبي كاليجار:
وفيها خُطب ببغداد للملك أبي كاليجار بعد موت جلال الدّولة.
ترجمة جلال الدولة:
وكان مولد جلال الدّولة في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. وكان يزور الصّالحين، ويقصد القزوينيّ، والدّينَوَريّ.
مات من وَرَمٍ في كبِده في خامس شَعبان، وغسّله أبو القاسم بن شاهين الواعظ، وعبد القادر بن السّمّاك ودُفِنَ بدار المملكة. ووُلي بغداد سبع عشر سنة إلّا شهرًا. وخلّف ستّة بنين وخمس عشرة أنثى. وعاش اثنتين وخمسين سنة. وكانت دولته في غاية الوهن.
__________
1 المنتظم "8/ 117"، الكامل في التاريخ "19/ 516"، العبر"3/ 182".(29/174)
أحداث سنة ست وثلاثين وأربعمائة:
دفن جلال الدّولة بمقابر قريش:
فيها نُقِل تابوت جلال الدّولة إلى تُرْبتهم بمقابر قريش.
الوزارة ببغداد:
ودخل الملك أبو كاليجار بغداد، وصرف أبا المعالي بن عبد الرّحيم عن الوزارة موقَّرًا، ووُلِّي أبو الفرج محمد بن جعفر بن العبّاس.
وفاة المرتضى:
وتُوُفّي المُرْتَضَى، وقُلِّد مكانه ابن أخيه أبو أحمد عدنان بن الشّريف الرَّضِيّ.(29/174)
وفاة الجرجرائي ووزارة أبي نصر:
وتُوُفّي بمصر الوزير الْجَرْجَرائيّ، فَوَزَرَ أبو نصر أحمد بن يوسف الّذي أسلم.
ضرب الطّبل عند أوقات الصّلاة:
وضَرَب أبو كاليجار الطَّبْل في أوقات الصَّلوات الخَمْس، ولم تكن المُلُوك يُضْرب لها الطبل في بغداد إلى أيّام عضُد الدّولة فأُكرِم بأن ضرب له ثلاث مرّات. فأحدَث أبو كاليجار ضرب الطَّبْل في أوقات الصّلوات الخَمْس1.
ولاية ابن المسلمة الكتابة للقائم:
فيها ولي رئيس الرّؤساء أبو القاسم عليّ بن المسلمة كتابة القائم بأمر الله، وكان ذا منزلةٍ عالية منه.
ولادة نزار بن المستنصر العُبيديّ:
وفيها وُلِد نزار بن المستنصر العُبيديّ المصريّ الّذي قتله الأفضل ابن أمير الجيوش. والله أعلم.
__________
1 المنتظم "8/ 119"، العبر "3/ 185"، البداية والنهاية "12/ 52".(29/175)
أحداث سنة سبع وثلاثين وأربعمائة:
الفتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة:
فيها حَدَثت فتنةٌ بين أهل الكرخ وباب البصرة، وأخذ منها جماعة من الفريقين.
إحراق كنيس اليهود:
ونفَر العامّة على اليهود وأحرقوا كنيسة العتيقة، ونهبوا دُور اليهود.
الوباء بالخَيْل:
ووقع الوباء بالخيل، فهلك من معسكر أبي كاليجار اثنا عشر ألف فَرَس، وامتلأت حافّات دجلة من جيَف الخيْل.(29/175)
موت العلاء النصراني وسلْب أكفانه:
ومات العلاء بن أبي الحسين النَّصْرانيّ بواسط، فجلس أقاربه في مسجدٍ عند بيته للعزاء، وأُخْرج تابُوتُه نهارًا، ومعه جماعة من الأتراك، فثار العوامّ وسلبوا الميّت من أكفانه وأحرقوه، ومضوا إلى الدّير فنهبوه. وعجز الأتراك عنهم وذُلّوا، أذلّهم الله.(29/176)
أحداث سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة:
حبْس صاحب الشّرطة وتغريمه الدّيات:
فيها كلّم ذو السّعادات أبو الفَرَج لرئيس الرّؤساء أبي القاسم في أبي محمد بن النَّسَويّ صاحب الشُّرطة، وكان معزولًا، فقال: هذا رجلٌ قد ركب العظائم، ولا سبيل إلى الإبقاء عليه، فتقدَّم الخليفة بحبْسه. ورُفع عليه بأنّه كان يتتبَّع الغُرباء من التُّجّار ويقبض عليهم ليلًا، ويأخذ أموالهم ويقتلهم، ويُلْقِيهم في حفائر، فَحُفِرت فوُجِد فيها رِمَم الموتى، فثار العَوَامّ ونشروا المَصَاحف، وآل الأمر إلى أن حمَل خمسة آلاف وخمسمائة دينار عن دِيات ثلاثة قتلهم، فقَبَض ذلك صيرفيُّ السّلطان، وصرَفه في أفساط الْجُنْد1.
حصار طغرلبك إصبهان:
وفيها حاصر طغرلبك إصبهان، وضيّق على أميرها قرامرز بن علاء الدّولة، ثمّ هادنه على مالٍ يُحمل إليه، وأن يُخطب له بأصبهان2.
مراسلة أهل التّبت لأرسلان خان:
وفيها خرج من بلاد التُّبَّت، وهي من إقليم الصّين، خلائق عظيمة، وراسلوا أرسلان خان ملك بلاشاغون يُثْنُون على سيرته، فراسلهم يدعوهم إلى الإسلام، فلم يُجِيبوا ولم ينفروا منه.
__________
1 المنتظم "8/ 129، 130".
2 الإنباء في تاريخ الخلفاء "188"، الكامل في التاريخ "9/ 534"، دول الإسلام "1/ 258".(29/176)
أحداث سنة تسع وثلاثين وأربعمائة:
غدر الأكراد بسرخاب:
فيها غدر الأكراد بسُرْخَاب بن محمد بن عنّاز وحملوه إلى إبراهيم ينال، فقلعَ عينيه.
الظَّفْر بأصفر التّغلبيّ:
وفيها ظفروا بأصفر التّغلبيّ الّذي خرج برأس عَيْن وتَبِعَه خلْق، وكان قد أوغل في بلاد الرّوم، فسُلِّم إلى ابن مروان فَسَدَّ عليه برجًا من أبراج آمد.
القحط بالموصل:
وكان القحط بالموصل حتّى أكلوا الميتة، وصُلِّيَ يَوْمَ الجمعة بها على أربعمائة جنازة، وعُدَّ مَن هلكَ يومئذٍ من أهل الذّمّة، فكانوا مائة وعشرين نفْسًا1.
القبض على الوزير ذي السّعادات:
وفيها قبض عَلَى الوزير ذي السعادات أبي الفرج محمد بن جعفر.
الوباء والقحط ببغداد:
وكثُر الوباءُ ببغداد أيضًا، والقحط.
__________
1 المنتظم "8/ 132"، الكامل في التاريخ "9/ 541، 542"، البداية والنهاية "12/ 56".(29/177)
أحداث سنة تسع وثلاثين وأربعمائة
...
أحداث سنة أربعين وأربعمائة:
قتال أهل الكرخ وباب البصرة:
فيها هاج القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة.
موت الملك أبي كاليجار:
ومرض الملك أبو كاليجار، وفُصِد في يومٍ ثلاث مرّات، ثمّ مات وانتهب الغلمان الخزائنَ والسّلاح، وأحرق الجواري الخِيَم، وناح الحريم.
ولاية أبي نصر المُلْك بعد أبيه:
وولي مكانه ابنه أبو نصر ولقّبوه بالملك الرّحيم. ثمّ قصد حضرة الخليفة فقبَّل الأرض وجلس على كُرْسيّ. ثمّ أُلْبِسَ سبْع خِلَع وعمامة سوداء والطّوْق والسِّوارَين، ووُضِع على رأسه التّاج المرصّع، وبرز له لواءان معقودان. وأوصاه الخليفة بالتَّقْوى والعدل. وقُرِئ صدْر تقليده. وكان يومًا مشهودًا1.
التعريف بأبي كاليجار:
وكانت مدّة سلطنة أبي كاليجار ببغداد أربع سِنين. وهو ابن سلطان الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضُد الدّولة. وُلِد بالبصرة سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة. واسمُهُ المَرْزُبان. وكان كثير الأموال.
سور شيراز:
وفيها دار السُّورُ على شِيراز، ودوره اثنا عشر ألف ذراع، وطول حائطه ثمانية أذرُعٍ، وعرضه ستة أذرع، وفيه أحد عشر بابًا.
منازلة عسكر مصر لقلعة حلب ورحيلهم:
وفيها نازلت عساكرُ مصر قلعة حلب، وبها مُعِزُّ الدّولة ثمال بن صالح الكِلابيّ، فجمعَ جمْعًا وبرز لحربهم، فعمل معهم مصافَّيْن على الولاء، وهابه المصريّون، فرحلوا عنه خائبين.
خطبة ابن باديس للقائم بأمر الله بالقيروان:
وفيها خطب المُعِزّ بْنُ باديس بالقيروان للقائم بأمر الله، وقطع خطبة المستنصر؛ فبعث إليه المستنصر يهدّده، فلم يلتفت إليه، فبعث لحربه عسكرًا من العرب فحاربوه، وذلك أوّل دخول عرب بني زغبة وبني رياح إلى إفريقيّة. فجَرَت لهم أمورٌ طويلة.
مسير الغُزِّ مع إبراهيم ينال إلى القسطنطينيّة للغزو:
وفيها قدِم كثيرٌ من الغُزِّ من وراء النّهر إلى إبراهيم ينال فقال لهم: يضيق عن
__________
1 المنتظم "8/ 136"، البداية والنهاية "12/ 57".(29/178)
مقامكم عندنا، والأَوْجَه أن نمضي إلى غزو الرّوم ونجاهد. فساروا وسار بعدهم حتّى بقي بينهم وبين القسطنطينيّة خمسة عشر يومًا، فسبى وغنِم، وحصل له من السَّبْي فوق المائة ألف رأس، وأخذ منهم أربعة آلاف درع، وغير ذلك.
وجُرَّ ما حصل منهم على عشرة آلاف عجلة. وحارب الرّوم، ونُصر عليهم مرّات، وغلبوه أيضًا، وكانت العاقبة للمسلمين، وكان فتحًا عظيمًا ونصرًا مبينًا1.
عزل ناصر الدّولة عن دمشق:
وفيها عزل ناصر الدّولة وسيفها ابن حمدان عن دمشق بطارق الصَّقْلَبيّ وقُبِضَ على ناصر الدّولة.
عزل بهاء الدّولة:
ثمّ عُزِل بهاء الدّولة طارق بعد أشهر.
__________
1المنتظم "8/ 137"، الكامل في التاريخ "9/ 546، 547"، البداية والنهاية "12/ 58".(29/179)
المتوفون في الطبقة الرابعة والأربعون:
وفيات سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
1- أحمد بن الغَمْر بن محمد بن أحمد بن عَبّاد1.
أبو الفضل الأبِيوَرديّ القاضي. رحل، وسمع ببغداد من: ابن ماسي، ومَخْلَد بن جعفر الباقَرْحيّ، وطبقتهما.
وبالكوفة من: البكّائيّ. وتفقّه ببغداد، ولكنّه دخل في أعمال السّلطان، وغيّر الزِّيّ، واشتغل بالشّرْب. قاله عبد الغافر. روي عنه: مسعود بن ناصر، أبو صالح المؤذن، والخشكانيّ. توفي في رمضان.
__________
1 المنتخب من السياق "95".(29/179)
"حرف الباء":
2- بُشْرَى بن مَسِيس1.
أبو الحسن الرُّوميّ الفاتنيّ. مولى الأمير فاتن مولى المطيع لله.
أُسِرَ من بلد الرّوم، وهو كبير أمْرَد، قال: فأهداني بعضُ بني حمدان لفاتن فأدَّبني وأسمعني. ووَرَدَ أبي بغداد سِرًّا ليتلطّف في أخذي، فلمّا رآني على تلك الصِّفة من الإسلام والاشتغال بالعِلم يئس منّي ورجع.
روى عن: محمد بن بدر الحَمَاميّ، وأبي بكر بن الهيثم الأنباريّ، وعمر بن محمد بن حاتم التِّرْمِذيّ، وابن سَلْم الخُتُّليّ، وأبي يعقوب النّجِيرَميّ، وأبي بكر القَطِيعيّ، والحافظ أبي محمد بن السّقّاء، وجماعة.
ترجمه الخطيب، وقال: كتبنا عنه، وكان صدوقًا صالحًا. تُوُفّي يوم الفِطْر.
قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد الأصبهاني التّاجر، وهبة الله بن أحمد المَوْصِليّ، وعليّ بن أحمد بن بيان الرّزّاز، وآخرون.
وهو أقدم شيخ لابن ماكولا.
"حرف الثّاء":
3- ثابت بن محمد.
أبو الفتوح العَدَويّ، الْجُرْجَانيّ، الأديب النَّحْويّ.
قال الحُمَيْديّ: قدِم الأندلس بعد الأربعمائة، فجال في أقطارها، ولقي ملوكها. وكان إمامًا في العربيّة متمكّنًا من عِلم الأدب، متقدّمًا في علم المنطق. دخل بغداد. وأملى بالأندلس شرحًا للجُمَل.
وروى عن: أبي الفتح بن جنّيّ، وعليّ بن الحارث، وعبد السّلام البصْريّ، وعلي بن عيسى الربعي. وتوفي لليلتين بقيتا من المحرم. قتله باديس بن حبوس أمير صنهاجة اتهمه بالقيام عليه مع ابن عمه بدر بن حباسة، قال ابن خزرج: بلغني مولده في سنة خمسين وثلاثمائة.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 135، 136"، الإكمال "7/ 51، 79"، سير أعلام النبلاء "17/ 548-550".(29/180)
"حرف الحاء":
4- الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما1.
أبو علي النعالي، بغدادي، ضعيف.
روى عن: أبي بكر الشّافعيّ، وأبي سعيد بن رميح النسوي، ابن خلاد النصيبي، وأحمد بن جعفر الختلي، وخلق كثير. قال الخطيب: كتبت عنه. وكان قد ألحق لنفسه السماع في أشياء.
وتوفي في ذي الحجة. ومولده سنة 346هـ.
5- أبو الحسن بن أبي شريح المصري.
قال أبو إسحاق الحبال: توفي في جمادى الآخرة عنده القاضي، يعني: أبا الطاهر الذهلي.
حدَّث، وما سمعتُ به.
"حرف السّين":
6- سَيَّار بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن إدريس2.
أبو عَمْرو الكِنَاني الحنفيّ القاضي الهَرَويّ. والد صاعد.
سمع: الحاكم أبا عاصم محبوب بن عبد الرحمن المحبوبيّ، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن محمد المقرئ بسمرقند، وإبراهيم بن محمد بن يزداد الرّازيّ ببُخَاريّ، وعبد الرحمن بن محمد الإدريسيّ، وأبا محمد إسماعيل بن الحسن البخاري الزاهد.
وسماعاته قبيل الأربعمائة.
روى عنه: ابناه القاضي أبو العلاء صاعد، والقاضي أبو الفتح نصر، وغيرهما.
ولمّا تُوُفّي والده قاضي هَرَاة أبو نصر سنة ستّ عشرة خَلَفه هو في القضاء والتّدريس والفتوى، وزعامة أصحاب الرأي. وتُوُفّي في ذي الحجّة سنة إحدى
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 300، 301"، ميزان الاعتدال "1/ 485"، لسان الميزان "2/ 201".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 508".(29/181)
وثلاثين، فَخَلَفه ابنه أبو الفتح إلى أن خَلَفه لمّا قُتِل مظلومًا سنة ستٍّ وأربعين أخوه أبو العلاء، فطالت أيّامه.
"حرف الصّاد":
7- صاعد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه1.
القاضي أبو العلاء الأُسْتَوائيّ النَّيسابوريّ، الفقيه الحنفيّ.
رئيس الحنفيّة وعالِمهم بنَيْسابور.
تُوُفّي بها في ذي الحجّة أيضًا. وكان على قضاء نَيْسابور مدّة، سمع: إسماعيل بن نُجَيْد، وبِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وسمع بالكوفة لمّا حجّ من عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو العلاء صاعد بن سيّار الهَرَويّ، وجماعة.
وقد تفرَّد شيخنا أبو نصر بن الشّيرازيّ بجزءٍ من حديثه، روى فيه أيضًا عن: الحافظ ابن المظفّر، وأبي عَمْرو بن حمدان، وشافع الإسْفَرائينيّ. وقد ورّخه الخطيب سنة اثنتين وثلاثين، والأوّل أصحّ. ووُلِد بناحية أُسْتَوا في سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة.
"حرف العين":
8- عبد الله بن بكر بن قاسم2.
أبو محمد القُضَاعيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، وصاحبه أبي جعفر، وعبد الرحمن بن دُنَين. وحجّ فأخذ عن: أبي الحسن بن جَهْضَم؛ وبمصر عن أبي محمد بن النّحّاس. وكان من الثّقات الأخيار، الزهاد.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 344، 345"، الكامل في التاريخ "9/ 494"، سير أعلام النبلاء "17/ 507، 508".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 268".(29/182)
9- عبد الله بن يحيى1.
أبو محمد القُرْطُبيّ، الفقيه المالكيّ. يقال له ابن دحّون.
أخذ عن: أبي بكر بن زَرْب، وأبي عمر بن المُكْوِيّ.
وكان من جلّة الفُقهاء المذكورين، عارفًا بالفتوى، حافظًا للمذهب.
عمَّر وأَسَنّ، وانتفع به النّاسُ. تُوُفّي في سادس المحرَّم.
10- عَبْدان2.
أبو محمد الجواليقي الشرابي، نزيل بمصر. سمع بالعراق، وإصبهان. وروى عن: أبي بكر القبّاب. وانتقى عليه خَلَف الحافظ. وسيأتي باسمه: محمد بن أحمد. تُوُفّي في ذي الحجّة عَنْ سبْع وثمانين سنة.
11- عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسن بن عَلِيَّك بن الحسن3.
الحافظ أبو سعْد النَّيْسابوريّ.
ثقة، حافظ مشهور، نبيل. مصنِّف بصير بالفنّ، حَسَن المذاكرة.
حدَّث عن: أبي أحمد الحاكم، وأبي سعيد الرّازيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين وأبي بكر بن شاذان، وطبقتهم.
روى عنه: أبو صالح المؤذّن، وأبو المعالي الْجُوينيّ إمام الحرمين، وأبو سعد بن القُشَيريّ، وجماعة.
12- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ4.
أبو القاسم الحلبيّ السّرّاج المعروف بابن الطُّبَيْز الرّام.
سكن دمشق، وحدَّث عن: محمد بن عيسى البغداديّ العلّاف نزيل حلب، وأبي
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 267، 268".
2 تاريخ بغداد "1/ 314"، المنتظم "8/ 106"، سير أعلام النبلاء "17/ 549".
3 الإكمال لابن ماكولا "6/ 262"، المنتخب من السياق "307، 308"، سير أعلام النبلاء "17/ 509".
4 الإكمال لابن ماكولا "5/ 257"، سير أعلام النبلاء "17/ 497-499"، شذرات الذهب "3/ 248".(29/183)
بكر محمد بن الحسين السّبيعيّ، ومحمد بن جعفر بن السّقّاء، ومحمد بن عمر الْجِعابيّ، وجماعة تفرّد في الدُّنيا عنهم. وطال عمره.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وعليّ بْن محمد الرَّبَعيّ، وأبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبوه، وابن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وأبو القاسم المصِّيصيّ، وعبد الرّزّاق بن عبد الله الكَلاعيّ، والفقيه نصر المقدسيّ، وجماعة.
قال أبو الوليد الباجيّ: هو شيخ لا بأس به. وقال عبد العزيز الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا ابن الطُّبَيْز في جُمَادى الأولى وكان يذكر أنّ مولده سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثمّ سمَّى شيوخه.
قال: وكانت له أصُول حسنة، وكان يذهب إلى التَّشيُّع.
قال ابن الطُّبَيْز: أنبا محمد بن عيسى البغداديّ، أنبا أحمد بن عُبَيْد الله النَّرْسيّ، فذكر حديثًا.
وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ طَاوُسٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ: أَنَا حَمْزَةُ بْنُ كَرُّوسٍ السُّلَمِيُّ، أَنَا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ السَّرَّاجُ بِدِمَشْقَ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُعَافَى بِحَلَبَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ. كتبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" 1. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
13- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن مَتّ.
14- البُخَاريّ الإسكاف. سمع: محمد بن صابر البُخَاريّ صاحب صالح جَزَرَة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عزيز بن محمد بن يزيد2.
__________
1 "حديث حسن": أخرجه الترمذي "3428، 3429"، وابن ماجه "2235"، وأحمد في المسند "1/ 47"، والدارمي "2692"، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجه "2265".
2 المنتخب من السياق "309"، سير أعلام النبلاء "17/ 509، 510"، معجم المؤلفين "5/ 188".(29/184)
الحاكم أبو سعْد بن دُوَسْت. ودُوَسْت لَقَب جدّه محمد. أحد أعيان الأئمة بخُراسان في العربيّة.
سمع الدّواوين وحصّلها، وصنّفَ التّصانيف المفيدة، وأقرأ النّاسَ الأدب والنَّحْو، وله ديوان شِعْر. وكان أصمَّ لا يسمع شيئًا.
أخذ اللُّغة والعربيّة عن الْجَوْهَريّ، وله ردٌّ على الزَّجّاجيّ فيما استدركه على ابن السِّكِّيت في "إصلاح المنطق". وكان زاهدًا ورِعًا فاضلًا. وعنه أخذ اللُّغة أبو الحسن الواحدي المفسّر.
وسمع الكثير من: أبي عَمْرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وبِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وجماعة. ووُلِد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. روى عنه جماعة. وتُوُفّي في ذي القعدة.
ومن شِعره:
ألا يا ريمُ أخبرني ... عن التفاحِ من عَضَّهْ
وحدَث بأبي عن حسـ ... ـنك البِكر مَن افتضَّهْ
وختْم الله بالورد ... على خدّك من فَضَّهْ
لقد أثَّرت العضّـ ... ـةُ في وجْنتيك الغَضَّهْ
كما يُكتب بالعنبـ ... ـرِ في جامٍ من الفِضَّهْ
ومن شِعره:
وشادنٍ نادمتُ في مجلسٍ ... قد مُطِرَت راحًا أباريقُه
طلبتُ وَرْدًا فأبى خدُّه ... ورُمتُ راحًا، فأبى ريقُه
15- عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف1.
أبو عمرو المعافري القرطبي القيشطالي، نزيل إشبيليّة. كان أبوه من جِلّة المحدِّثين، فسمع مع أبيه "الموطأ" من أبي عيسى الليثي، و"تفسير ابن نافع".
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 404"، سير أعلام النبلاء "17/ 510، 511"، شذرات الذهب "3/ 248".(29/185)
وسمع من: أبي بكر بن السُّلَيْم القاضي، وأبي بكر بن القُوطيّة، والزُّبَيْديّ، وجماعة. وكان حضيرًا لأمير الأندلس المؤيّد بالله.
قال ابن خزرج: كان من أهل الطّهارة والعفَاف والثّقة والرّواية، وروايته كثيرة. تُوُفّي في صفر، وله ثمانون سنة. وحدَّث عنه أيضًا: أبو عبد الله الخَوْلانيّ، وولده أحمد، ومحمد بن شُرَيْح، وجماعة. وكان من الشّيوخ المُسْنِدين بقُرْطُبة.
16- عليّ بن عبد الغالب المحدّث الجوّال.
أبو الحسن البغداديّ الضّرّاب. عُرِف بابن القنيّ. سمع: أبا الحسن المُجْبِر، وأبا أحمد العَرَضيّ، وأبا بكر الخَيْريّ، وأبا محمد بن أبي نصر، وأبا محمد بن النخاس. انتقى عليه رفيقه أبو نصر السِّجَزيّ. وهو كان رفيق الخطيب إلى نَيْسابور.
روى عنه: أبو الوليد الباجيّ، وقال: ثقة، له بعض الميز؛ وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر، وعبد الله بن عمر التِّنِّيسيّ. عاش ثمانيا وأربعين سنة. أرّخ موته ابن خيرون.
17- عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر1.
أبو الفَرَج الرَّقّيّ الصُّوفيّ. حدَّث عن: أبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي الفتح القوّاس.
روى عنه: الكتّانيّ، وعبد الرّزّاق بن عبد الله، وأبو بكر محمد بن عبد الله، وعدّة.
تُوُفّي في هذه السّنة، أو بعدها.
"حرف القاف":
18- القاسم بن حَمُّود الحَسَنيّ2.
الإدريسيّ المغربيّ.
ولي إمرة قُرْطُبة بعد قتل أخيه عليّ سنة ثمانٍ وأربعمائة.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق "19/ 76".
2 الكامل في التاريخ "9/ 273-276"، جذوة المقتبس للحميدي "22-24".(29/186)
وكان ساكنًا وادعًا أمن النّاس مع، وفيه تشيُّعٌ يسير لم يظهر فخرج عليه ابن أخيه يحيى بن عليّ سنة اثنتي عشرة. فهرب القاسم من غير قتال إلى إشبيليّة، فاستمال البربر، وحشد وزحف إلى قُرْطُبة، فدخلها وهرب يحيى. ثمّ اضطّرب أمر القاسم بعد أشهُر، وانهزم عنه البربر في سنة أربع عشرة، وقويت كلُّ فِرقةٍ على بلدٍ غَلَبت عليه، وجرت له خُطُوبٌ وأمور، ولحِق بشَرِيش. والتفت البربر على يحيى بن عليّ وحصروا القاسم، فأسره ابن أخيه يحيى وبقي في سجنه دهرًا إلى أن مات إدريس بن عليّ، فخنقوا القاسم في هذا العام. وعاش ثمانين سنة، وحُمل فَدُفن بالجزيرة الخضراء، وبها ابنه محمد يومئذٍ.
"حرف الميم":
19- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله1.
أبو الحسن الْجَواليقيّ التّميميّ، مولاهم الكوفيّ، الملقّب بعَبْدان. قد ذُكر.
ذكره أيضًا الخطيب في تاريخه، وقال: سمع: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن أبي العزائم، وجعفر بن محمد الأحْمُسيّ، ومحمد بن العبّاس العُصْميّ، ومحمد بن أحمد العَنْبريّ سنة بضعٍ وخمسين، وأبا بكر عبد الله القبّاب، وخلْقًا.
قال الخطيب: وحدَّث ببغداد في حدود العشر وأربعمائة. وأجاز لي، وكان ثقة. وبَلَغَنَا أنّه تُوُفّي بمصر في حدود سنة إحدى وثلاثين.
وقال الحبّال: تُوُفّي في نصف ذي الحجّة، ووُلِد سنة خمسٍ وأربعين.
قلت: ضيّع نفسه لسُكناه ببلد الرّافضة، فلم ينتشر حديثه.
20- محمد بن جعفر بن أبي الذّكر.
أبو عبد الله المصريّ.
روى عن: أبي الطّاهر الذُّهْليّ، والحسن بن رشيق، وابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ.
قال الحبّال: يُرمى بالغُلُوّ في التَّشيُّع. وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
21- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن القاسم بن المرزبان2.
__________
1 تقدم برقم "10".
2 غاية النهاية "2/ 175، 176".(29/187)
أبو بكر الأصبهاني المقرئ، المعروف بأبي الشّيخ. نزيل بغداد. وكان شيخًا صالحًا عالي السَّند في القراءات.
قرأ على: أبي بكر بن فُورَك القبَّاب، وعبد الرحمن بن محمد الحَسْنَابَاذي، وأبي بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن شاذة، ومحمد بن أحمد بن عمر الخِرَقيّ، وأحمد بن محمد بن صافي.
روى عنه: عبد العزيز بن الحُسين، وعبد السّيّد بن عَتّاب الضّرير. وكانت قراءة ابن عَتّاب عليه في سنة ثلاثٍ وعشرين. وأرّخ موته أبو الفضل بن خيرون سنة 431هـ.
22- محمد بن عبد الله بن شاذان1.
أبو بكر الأعرج الأصبهاني اللُّغويّ.
سمع: أبا بكر عبد الله بن محمد القبّاب فأكثر، واحمد بن يوسف ين إبراهيم الخشاب.
وروى عنه: محمد بن إسماعيل الصَّيْرفيّ. وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة وله سبعٌ، وثمانون سنة.
23- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح.
أبو بكر العطّار الصُّوفيّ الأصبهاني. روى عن: الطّبرانيّ جُزْءًا. وقع لنا من طريق السِّلَفيّ توفي في ربيع الآخر. وروى أيضا عن: أبي الشيخ.
روى عنه: الحدّاد بالإجازة، وأبو سعد المطرز، ومحمد بن عبد العزيز العسال بالسماع.
24- محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب2.
أبو العلاء الواسطي المقرئ. أصله من فم الصلح. نشأ بواسط، وقرأ بالروايات على شيوخها، وكتب الحديث بها، وببغداد، والكوفة، والدّينور، واستوطن بغداد.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 549".
2 تاريخ بغداد "3/ 95"، ميزان الاعتدال "3/ 654"، الوافي بالوفيات "4/ 122"، النجوم الزاهرة "5/ 31".(29/188)
قرأ على الحسين بن محمد بن حبش المقرئ بالدينور، وعلى أبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الرازي صاحب حَسْنُون بن الهيثم، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد الشّارب المَرْوَرُّوذِيّ، وجعفر بن عليّ الضّرير، وأبي القاسم عبد الله بن اليَسَع الأنطاكيّ، والمُعَافى بن زكريّا الْجَريريّ، وأبي عَوْن محمد بن أحمد بن قَحْطَبة الرّام، وأبي الحسين عُبَيْد الله بن أحمد بن البوّاب، وأبي القاسم يوسف بن محمد بن أحمد الواسطيّ الضّرير.
قرأ على يوسف في سنة خمسٍ وستّين وثلاثمائة عن قراءته على يوسف بن يعقوب إمام واسط. واعتنى بالقراءات وبرع فيها، وتصدّر للإقراء، وولي قضاء الحريم الطّاهريّ، وصنَّف وجمع.
قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وأبو القاسم الهُذَليّ، وعبد السّيّد بن عَتّاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون.
وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن بيان، وجماعة.
وسمع من: أبي محمد بن السّقّاء، وأبي بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ.
قال الخطيب: رأيتُ له أُصُولًا عُتُقًا، سماعه فيها صحيح، وأُصُولًا مضطّربة. ورأيتُ له أشياءً سَمَاعُه فيها مفسود، إمّا مكشوط، أو مصلحٌ بالقلم.
روى حديثًا مسلسلًا بأخذ اليد، رُوَاتُه أئمّة، واتُّهِم بوضْعه.
قال الخطيب: فأنكرت عليه. وسئل بعد إنكاري أن يُحدِّث به فامتنع.
وذكر الخطيب أشياء تُوجِبُ ضَعْفَه، ثمّ قال: وُلِد سنة تسعٍ وأربعين وثلاثمائة، ومات في جُمَادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين.
25- محمد بن عوْف بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن1.
أَبُو الحسن المُزَنيّ الدّمشقيّ. كان يُكَنَّى قديمًا بأبي بكر، فلمّا مَنَعت الدولة التكني بأبي بكر تكنى بأبي الحسن.
__________
1 العبر "3/ 175"، سير أعلام النبلاء "17/ 550، 551"، الوافي بالوفيات "4/ 294".(29/189)
حدَّث عن: أبي عليّ الحَسَن بن منير، وأبي عليّ بن أبي الرَّمرام، ومحمد بن معيوف، والفضل بن جعفر، يوسف الميَانِجِيّ، وأبي سليمان بن زَبْر، وجماعة كثيرة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر، والفقيه نصر المقدسيّ، وعليّ بن بكّار الصُّوريّ، وآخرون. قال الكتّانيّ: كان ثقة نبيلًا مأمونًا. تُوُفّي في ربيع الآخر.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيِّ، أَخْبَرَكَ أَبُو محمد الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْن محمد الأسدي سنة عشرين وستمائة: أنا جَدِّي الْحُسَيْنُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، أنا الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّوَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى: حدَّثني الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: حدَّثني أَنَسٌ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مَرْتَفِعَةٌ حيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي، فَيَأْتِيهَا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةُ1.
الْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ.
26- محمد بن عيسى بن عبد الغنيّ بن الصّبّاح2.
أبو منصور الهَمَدَانيّ الصُّوفيّ أحد مشايخ وقته.
روى عن: صالح بن أحمد الحافظ، وجبريل العدْل، وخلْق من الهَمَذانيّين، ورحل.
وروى عن: محمد بن المظفّر، ومحمد بن إسحاق القَطِيعيّ، وسَهْل بن أحمد الدِّيباجيّ، وعليّ بن محمد السُّكَّريّ، وأبي بكر بن المقرئ الأصبهاني، ويوسف بن الدَّخِيل المكّيّ.
قال شِيرُوَيْه: ثنا عنه أبو طالب العلويّ، وأبو الفضل القُومِسانيّ، ومحمد بن الحسين، ومحمد بن طاهر، ويحيى وثابت ابنا الحسين بن شُرَاعة، ونصر بن محمد المؤذّن، وعَبْدُوس بن عبد الله.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "550، 551"، ومسلم "621"، وأبو داود "404"، والنسائي"682"، وأحمد في المسند "3/ 223".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 563، 564".(29/190)